تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها
تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر
499 ه-571 ه
تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -
دراسة و تحقيق علي شيري
عدد المجلدات: 80
لسان: العربية
ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش
دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع
تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015
تصنيف ديوي: 956/9144
موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال
ص: 1
ص: 2
الجزء الثامن و الخمسون
7375 - مسعود بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد (1)
ابن عويج (2)-و يقال (3):عوف بن عدي بن عويج - بن عدي
ابن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي (4)
أخو مطيع بن الأسود، له صحبة.
استشهد يوم مؤتة بأرض البلقاء من أطراف دمشق، و هو ابن عم مسعود بن سويد بن حارثة (5).
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا عبد الرّحمن بن يحيى، نا مسعود، أنا أحمد بن خالد، نا محمّد بن إسحاق، عن محمّد ابن طلحة، عن أمّه عائشة بنت مسعود، عن أبيها قالت:
لما سرقت المرأة القطيفة من بيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أعظمنا ذلك، و كانت من قريش،
ص: 3
فجئنا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فكلّمناه، فقلنا: يا رسول اللّه نحن نفديها بأربعين أوقية، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«تطهّر خير لها»، فلما سمعنا لين قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم انطلقنا إلى أسامة بن زيد فكلّمناه، فقلنا: اشفع لنا إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم في شأن هذه المرأة نفديها بأربعين أوقية، فلما رأى ذلك النبي صلى اللّه عليه و سلّم قام فينا خطيبا فقال:«يا أيّها الناس، ما إكثاركم على حدّ من حدود اللّه وقع على أمة من إماء اللّه، فو الذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمّد كانت، لقطعتها»، فأيس الناس، فقطع يدها[12042].
تابعه عبد اللّه بن نمير، عن ابن إسحاق، فقال: بنت مسعود بن الأسود، و قال: محمّد ابن طلحة بن يزيد بن ركانة. كذلك نسبه سعدان اللخمي عن ابن إسحاق.
أخبرناه أبو محمّد السيدي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا أبو بكر محمّد بن مروان - و هو ابن خريم - نا هشام بن عمّار، نا سعيد بن يحيى، نا محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن أمّه عائشة بنت مسعود بن الأسود، عن أبيها مسعود بن الأسود قال:
لما سرقت المرأة تلك القطيفة من بيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و كانت من قريش فقلنا: يا رسول اللّه، نحن نفديها بأربعين أوقية، فلما رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم جدّ الناس في ذلك، قام فينا خطيبا فقال:«يا أيها الناس، ما إكثاركم في حدّ من حدود اللّه وقع على أمة من إماء اللّه، و الذي نفس محمّد بيده، لو أن فاطمة بنت محمّد نزلت بالذي نزلت به هذه المرأة لقطع محمّد يدها»، فآيس الناس، و قطع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يدها[12043].
رواه محمّد بن سلمة، و زهير، عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن طلحة بن يزيد، عن عمّته عائشة بنت مسعود.
و رواه يزيد بن أبي حبيب، عن ابن إسحاق، عن محمّد، عن خالته بنت مسعود، و لم يسمّها، و قال: مسعود بن العجماء.
أخبرناه أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى، و أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، قالا: أنا أبو الحسين بن مكي، أنا أبو القاسم الميمون بن حمزة بن الحسين الحسيني.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد، قالا: أنا عبد الرزّاق بن عمر بن موسى بن شمّة، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ.
ص: 4
قالا: أنا أحمد بن عبد الوارث بن جرير، نا عيسى بن حمّاد زغبة، نا الليث، عن يزيد ابن أبي حبيب، عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن طلحة بن يزيد أن خالته بنت مسعود بن العجماء حدّثته.
أن أباها قال لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - و في حديث ابن المقرئ: يا رسول اللّه - في المخزومية التي سرقت قطيفة، نفديها بأربعين أوقية - و في حديث الميمون: وقية - فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:
«لأن تطهر خير لها»، فأمر بها فقطعت يدها.
و هي: من بني عبد الأسد[12044].
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن أبي بكر قال (1):
و ولد نضلة بن عوف بن عدي (2) بن عويج بن عدي بن كعب: حارثة، و الحارث و أمّهما (3) أم شييم، و اسمها ريطة، بنت رياح بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، و أمها: عاتكة بنت عبد مناف بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة، و أمّها سبيعة بنت الأحب (4) بن زبينة (5) النضرية، و عبد اللّه، و قيسا، و عبد عمرو، بني نضلة، و أمّهم: عمرة بنت مالك بن فهم، و يزيد، و عروة أمهما امرأة من بلي.
فولد حارثة بن نضلة: الأسود، و هو الذي لعق الدم [في الجاهلية] (6) في الحلف الذي تحالفت فيه قريش، و كانت عبد مناف بن قصي قد كثروا، و قلّت عبد الدار بن قصي، فأرادوا انتزاع الحجابة من بني عبد الدار، فاختلفت في ذلك قريش، فكانت طائفة مع بني عبد مناف، و طائفة مع بني عبد الدار، فأخرجت أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب توأمة أبي (7) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم جفنة فيها طيب، فوضعتها في الحجر فقالت: من كان منا فليدخل في هذا الطيب، فأدخلت فيه عبد مناف أيديها، و بنو أسد بن عبد العزّى، و بنو زهرة، و بنو تيم (8) بن مرّة،
ص: 5
و بنو الحارث بن فهر، فسمّوا المطيبين، فعمدت بنو سهم بن عمرو، فنحرت جزورا و قالوا:
من كان معنا فليدخل يده في دم هذا الجزور، فأدخلت عبد الدار يديها، و مخزوم، و عدي، و جمح، و سهم، فسموا الأحلاف، و قام الأسود بن حارثة فأدخل يده في الدم، ثم لعقها، فلعقت بنو عدي أيديها، فسموا لعقة الدم.
أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي - في كتابه - ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي، قال:
مسعود بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن حربان (1) بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي ابن كعب، قتل يوم مؤتة في زمان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم سنة ثمان، و أمّه العجماء بنت عامر بن الفضل بن عفيف بن كليب بن حبشية (2) بن سلول الخزاعية، و يقال: إن العجماء أم (3) أخيه مطيع بن الأسود، و إنّما نسب إليها، له حديث - يعني حديث القطع-.
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري قال (4):
مسعود بن الأسود، له صحبة.
أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال:
مسعود بن العجماء، له صحبة، روت عنه ابنته عائشة فيما رواه محمّد بن إسحاق و خالفه الليث، سمعت أبي يقول ذلك.
أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الخطّاب، أنا أبو الفضل محمّد بن
ص: 6
أحمد بن عيسى، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد بن بطة (1) قال: قرئ على أبي القاسم البغوي قال: مسعود بن الأسود القرشي، سكن المدينة، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم حديثا.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا - قراءة - عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال:
و أما عبيد، فهو: عبيد (2) بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي، من ولده مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج، و أخوه مسعود بن الأسود.
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم - في كتابه - و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد بن يونس قال:
مسعود بن الأسود بن عبد شمس بن حرام بن عوف بن معتم بن الربعة (3) بن سعد بن هميم (4) بن ذهل بن هني (5) بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة البلوي، نسبه ابن يونس هكذا، و قال: شهد فتح مصر، و كان ممن بايع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم تحت الشجرة، روى عنه علي ابن رباح، و أخوه برتا بن الأسود، قتل يوم فتح الإسكندرية، له صحبة أيضا، و ساق نسب أخيه برتا بن الأسود كذلك أيضا في باب الباء المعجمة بواحدة من تحتها.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:
مسعود بن العجماء، و هو ابن الأسود بن عبد الأسد بن هلال بن عمر، قتل أبوه يوم بدر كافرا، و له أخ يقال له ثوبان بن الأسود، له صحبة، قتل بالإسكندرية، قاله لي أبو سعيد ابن يونس بن عبد الأعلى، و روى عن مسعود عائشة بنت الأسود، و علي بن رياح، ثم ساق له الحديث الذي قدمناه أولا عنه، و قد وهم في نسبه وهما قبيحا، و وهم علي بن يونس في نسبة ابن العجماء، و وهم في اسم أخيه الذي ذكره ابن يونس كما أسلفناه آنفا.
أنبأنا أبو علي الحدّاد، قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ :
ص: 7
مسعود بن العجماء، و العجماء اسم أمّه، و هي بنت عامر، و هو مسعود بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، قتل أبوه يوم بدر كافرا، و له أخ يقال له ثوبان بن الأسود، قتل بالاسكندرية فيما قاله أبو سعيد بن عبد الأعلى، و استشهد مسعود يوم مؤتة مع جعفر و زيد.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):
أما عبيد بفتح العين و كسر الباء مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد ابن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي، و أخوه مسعود بن الأسود.
حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم - لفظا - و أبو القاسم بن عبدان، قالا: أنا أبو القاسم ابن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، أخبرني الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال:
و قتل من المسلمين - يعني يوم مؤتة - من قريش من بني عدي بن كعب: مسعود بن الأسود بن حارثة بن نضلة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و قال حسّان بن عبد اللّه عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود قال:
و قتل يوم مؤتة من المسلمين من قريش من بني عدي بن كعب: مسعود بن الأسود بن حارثة بن نضلة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم عن عمّه موسى بن عقبة قال:
و قتل يومئذ - يعني - يوم مؤتة من المسلمين من بني عدي بن كعب: مسعود بن الأسود.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص،
ص: 8
أنا رضوان (1) بن أحمد، أنا.
ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس، عن محمّد بن إسحاق (2) قال (3):
استشهد يوم مؤتة من بني عدي بن كعب (4):مسعود بن الأسود - زاد رضوان: بن حارثة بن نضلة-.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر (5) بن حيوية، أنا أبو القاسم بن أبي حية، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر (6) قال: في ذكر من استشهد بمؤتة من بني عدي بن كعب: مسعود بن الأسود بن حارثة بن نضلة.
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة - قراءة - عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال:
و استشهد يوم مؤتة مسعود بن الأسود بن حارثة.
كذا ذكر هؤلاء: أن ابن الأسود الذي يعرف بمسعود بن العجماء هو الذي استشهد بمؤتة، و ذكر الزبير بن بكّار أن الذي استشهد بمؤتة ابن عمّه: مسعود بن سويد، و تابعه محمّد ابن سعد كاتب الواقدي على قوله ابن سويد، فلا أدري أ شهداها جميعا، و أحد القولين وهم، و اللّه تعالى أعلم.
ابن العبّاس، أنا أحمد بن معروف، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد ابن عمر الأسلمي، حدّثني معمر بن راشد، و محمّد بن عبد اللّه، عن الزهري، عن عبيد اللّه ابن عبد اللّه بن عتبة، عن ابن عبّاس.
قال: و نا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن المسور بن رفاعة.
قال: و نا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه قال: و نا عمر بن سليمان بن أبي حثمة، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة، عن جدته الشفاء.
قال: و نا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن محمّد بن يوسف، عن السائب بن يزيد، عن العلاء بن الحضرمي.
قال: و نا معاذ بن محمّد الأنصاري، عن جعفر بن عمرو بن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن أهله، عن عمرو بن أمية الضمري دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا:
إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لما رجع من الحديبية في ذي الحجة سنة ست أرسل الرسل إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام، فذكر الحديث إلى أن قال: و كان فروة بن عامر الجذامي عاملا لقيصر على عمّان من أرض البلقاء، فلم يكتب إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فأسلم فروة، و كتب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بإسلامه، و أهدى له، و بعث من عنده رسولا من قومه يقال له مسعود بن سعد، فقرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كتابه و قبل هديته، و كتب إليه جواب كتابه، و أجاز مسعودا باثنتي عشرة أوقية و نش، و ذلك خمس مائة درهم.
ممن أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و استشهد يوم مرج الصّفّر سنة ثلاث عشرة، فيما ذكر أبو حسّان الحسن بن عثمان الزيادي، قال: و يقال: كانت في المحرم سنة أربع عشرة.
ابن عويج بن عدي بن كعب العدوي القرشي (2)
له صحبة.
ص: 10
قتل بمؤتة من أرض البلقاء شهيدا، و هو ابن عمّ مسعود بن الأسود.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال (1):
و ولد سويد بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج: مسعود بن سويد، قتل يوم مؤتة شهيدا، و ليس له عقب.
قال: و نا الزبير (2)،قال:
و ولد نضلة بن عوف بن عدي (3) بن عويج بن عدي بن كعب: حارثة، و الحارث، فولد حارثة بن نضلة: سويد بن حارثة و فلانة (4) بنت حارثة، و ولد سويد: كعب (5).
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف (6)،نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (7) في الطبقة الثانية:
مسعود بن سويد بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، و أمّه عاتكة بنت عبد اللّه بن نضلة بن عوف، و كان قديم الإسلام، و قتل يوم مؤتة شهيدا في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة.
خالفهما محمّد بن إسحاق، و محمّد بن عمر الواقدي، و ابن البرقي، و أبو الأسود محمّد بن عبد الرّحمن يتيم عروة، فذكروا: أن الشهيد يوم مؤتة مسعود بن الأسود بن حارثة، فاللّه أعلم (8).
أبو عمرو القاضي الأردبيلي (9) المعروف بابن الملحي
قدم دمشق، و حدّث بها عن أبي جعفر بن المسلمة، و ابنه أبي علي، و أبي علي بن
ص: 11
وشاح، و أبي الغنائم بن المأمون، و يوسف بن محمّد بن أحمد المهرواني.
سمع منه الفقيه نصر بن إبراهيم، و جماعة من أصحابه، و حدّثنا عنه جدي أبو المفضل القاضي، و أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، و أبو محمّد بن طاوس.
أخبرنا أبو الفتح الفقيه، و أبو محمّد بن طاوس، قالا: أنا القاضي أبو عمرو مسعود بن علي بن الحسين المعروف بابن الملحي الأردبيلي بدمشق، أنا الرئيس أبو علي محمّد بن وشاح بن عبد اللّه مولى الزينبي، نا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين.
ح و أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه محمّد، و أبو منصور أحمد ابنا (1) محمّد بن أحمد بن السلال، قالا: أنا أبو علي بن وشاح.
و أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهريّ ، قالا: أنا أبو حفص بن شاهين، نا محمّد بن سليمان بن محمّد الباهلي - بالنعمانية - نا الحسين بن عبد الرّحمن الجرجرائي، نا وكيع بن الجرّاح، عن مسعر، و محمّد بن شريك، عن عكرمة بن خالد المخزومي، عن ابن عبّاس قال:
بت عند خالتي ميمونة، فقام النبي صلى اللّه عليه و سلّم في الليل فتوضّأ ثم صلّى ثماني ركعات، ثم أوتر بثلاث، ثم اضطجع ثم قام فصلى الركعتين، ثم خرج[12045].
قال ابن شاهين: هذا حديث غريب من حديث وكيع عن مسعر، و محمّد بن شريك عزيز الحديث، لا أعلم حدّث به عنهما إلاّ وكيع، و لا حدّث به عنه إلاّ الجرجرائي، و اللّه أعلم، فيما وقع إلي.
و في حديث الأردبيلي: الجرجاني، و هو وهم.
أنشدني أخي أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن الفقيه - لفظا - أنشدنا أبو طاهر أحمد بن محمّد السلفي، أنشدنا القاضي أبو عمرو مسعود بن علي الملحي - بأردبيل - لنفسه، قال:
لما فرغت من قراءة كتاب:«اللمع في أصول الفقه» (2) على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي ببغداد أنشدته:
ص: 12
إنّ الإمام أبا إسحاق درس لي *** ما صاغه من أصول الفقه في اللّمع
فسوف أشكر ما يأتيه من كرم *** علامة العلماء الألمعي معي
قال: و أنشدنا أبو عمرو لنفسه:
أراني هدّني طول الليالي *** كعنّين تعانيه عجوز
يقول الشافعيّ يجوز هذا *** و قول أبي حنيفة لا يجوز
قرأت بخط أبي القاسم بن صابر، سألت القاضي أبا عمرو مسعود بن علي عن مولده (1)فقال: في يوم عاشوراء من سنة إحدى و عشرين و أربعمائة.
قدم دمشق، و حدّث بها.
سمع منه شيخنا أبو محمّد بن الأكفاني، و قرأت اسمه بخطه في تسمية شيوخه الذين سمع منهم.
أبو المعالي النيسابوري الفقيه الشافعي المعروف بالقطب (2)
كان أبوه من طريثيث، و كان أديبا يقرأ عليه الأدب، و نشأ هو من صباه في طلب العلم، و تفقه (3) على جماعة بنيسابور، و رحل إلى مرو، و تفقه عند شيخنا أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد المروذي، و سمع الحديث بنيسابور من شيخنا أبي محمّد هبة اللّه بن سهل السيدي و غيره، و درس في المدرسة النّظّامية بنيسابور مع الشيوخ الكبار نيابة عن ابن بنت الجويني، و اشتغل بالوعظ ، و قدم علينا دمشق سنة أربعين و خمسمائة، و عقد مجلس التذكير، و حصل له قبول، و تولّى التدريس بالمدرسة المجاهدية، ثم تولى التدريس بالزاوية الغربية بعد موت شيخنا أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، و كان حسن النظر، مرابطا على التدريس، ثم خرج إلى حلب، و تولى التدريس بها مدة في المدرستين اللتين بناهما له نور الدين و أسد الدين - رحمهما اللّه - ثم خرج من حلب و مضى إلى همذان، و تولى بها التدريس، و هو بها
ص: 13
إلى الآن، له قبول، ثم رجع إلى دمشق و تولى التدريس بالزاوية الغربية، و حدّث بها إلى أن مات، و قد تفرّد برئاسته أصحاب الشافعي.
و كان حسن الأخلاق، كريم العشرة، متوددا إلى الناس، متواضعا، قليل التصنع.
مات رحمه اللّه آخر يوم من شهر رمضان سنة ثمان و سبعين و خمسمائة، و صلّى عليه صبيحة الجمعة يوم عيد الفطر، و دفن في المقبرة التي أنشأها جوار مقبرة الصوفية غربي دمشق، على الشرف القبلي.
أحد ولاة الصائفة لمعاوية.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):
و فيها - يعني - سنة ست و خمسين، شتّا مسعود بن أبي مسعود أرض الروم.
7383 - مسعود بن مصاد، أو ابن أنيف (2) بن عبيد بن مصاد الكلبي
من أهل المزة، شاعر فارس، ذكر له أبو المظفّر محمّد بن أحمد بن محمّد الأبيوردي النسّابة فيما جمعه من نسب إلى أبي سفيان و أجازه لي:
ألا صرمت حبالك و استمرّت *** و حلّت عقدة العهد الوثيق
فإن تصرم حبالي أو تبدّل *** فقد يسلو الصديق عن الصديق
سمع بدمشق عقيل بن عبيد اللّه.
[ذكر من اسمه][مسكين]
اسمه ربيعة تقدم ذكره في حرف الراء (3).
ص: 14
7386 - مسكين بن بكير أبو عبد الرّحمن الحرّاني (1)
سمع الأوزاعي بدمشق، و سعيد بن عبد العزيز، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و محمّد ابن مهاجر، و بحمص: أرطأة بن المنذر، و ثابت بن عجلان، و بالعراق: شعبة بن الحجّاج، و بالجزيرة: جعفر بن برقان، و بالحجاز: مالك بن أنس.
روى عنه: أحمد بن حنبل، و مخلد بن مالك، و عبد اللّه بن محمّد النّفيلي، و أحمد بن أبي شعيب، و الخضر بن محمّد بن شجاع، و محمّد بن سعيد الحرانيون، و إبراهيم بن موسى، و محمّد بن مهران الرازيان، و موسى بن أيوب النصيبي (2)،و أبو مسلم محمّد بن يحيى بن عمّار الرازي القهستاني، و هوبر بن معاذ الكلبي، و نصر بن عاصم الأنطاكي.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا محمّد بن محمّد الباغندي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو محمّد المخلدي، أنا أبو العبّاس بن السراج.
ح و أخبرنا أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري (3).
ح و أنا أبو الفتح محمّد بن علي المصري، أنا محمّد بن عبد العزيز بن محمّد الفارسي، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي شريح، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، قالوا: أنا أبو مسلم الحسن ابن أحمد الحرّاني، نا مسكين بن بكير، عن شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس.
أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم طاف على نسائه بغسل واحد، و في حديث ابن صاعد: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يطوف[12046].
أخرجه مسلم عن الحسن بن أحمد.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة
ص: 15
قال: قرئ على أبي محمّد بن صاعد، نا أبو مسلم الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحرّاني، نا مسكين بن بكير، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: أهلّ ناس مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعمرة في حجة، و كنت ممن أهلّ بعمرة[12047].
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الفضل الزهري، نا يحيى ابن محمّد بن صاعد، نا أبو مسلم الحسن بن أحمد الحرّاني، نا مسكين بن بكير، عن الأوزاعي، عن ابن شهاب، عن أنس أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم شرب قائما[12048].
قال ابن صاعد: و هذا لا يحفظ إلاّ من حديث مسكين.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل (1)،و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري، قال (2):
مسكين بن بكير، أبو عبد الرّحمن الحذّاء [الحراني] (3)،عن شعبة (4)،و جعفر بن برقان، و ثابت بن عجلان.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):
مسكين بن بكير الحذّاء، أبو عبد الرّحمن الحرّاني، روى عن الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و أرطأة بن المنذر و عبد اللّه بن العلاء، و شعبة، روى عنه ابن نفيل الحرّاني، و أحمد بن أبي شعيب، و أحمد بن حنبل، و إبراهيم بن موسى، و محمّد بن مهران، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:
ص: 16
أبو عبد الرّحمن مسكين بن بكير الحرّاني عن شعبة، و جعفر بن برقان، و ثابت بن عجلان، روى عنه أحمد بن حنبل، و النفيلي.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:
أبو عبد الرّحمن مسكين بن بكير الحرّاني الحذاء.
أخبرنا أبو الفضل أيضا - قراءة - عن أبي طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو عبد الرّحمن مسكين بن بكير.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو عبد الرّحمن مسكين بن بكير الحذاء الجزري الحرّاني، عن جعفر بن برقان، و شعبة، كثير الوهم و الخطأ، روى عنه أبو جعفر النفيلي، و أحمد بن حنبل، كنّاه لنا أبو عروبة.
قرأت على أبي الحسن السلمي (1)،عن أبي العبّاس أحمد بن إبراهيم الرازي، أنا هبة اللّه بن إبراهيم الصوّاف، أنا أبو الحسن عليّ بن الحسين بن بندار، نا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود قال:
في الطبقة الرابعة من أهل الجزيرة: مسكين بن بكير الحذّاء الحرّاني، كنيته أبو عبد الرّحمن، سمعت محمّد بن الحارث قال: كان أبيض الرأس و اللحية.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:
مسكين بن بكير أبو عبد الرّحمن الحذّاء الحرّاني عن شعبة، روى عنه عبد اللّه بن محمّد النفيلي في آخر تفسير سورة البقرة، روى البخاري عن محمّد غير منسوب عن النفيلي، و قال لي أبو عبد اللّه بن البيع (2) الحافظ : إن محمّدا هذا هو ابن إبراهيم البوسنجي، و هذا الحديث فيما أملاه البوسنجي بنيسابور، و اللّه أعلم.
ص: 17
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم (1)،أنا علي بن أبي طاهر القزويني فيما كتب إليّ ، نا أبو بكر الأثرم قال: سئل أبو عبد اللّه - يعني: أحمد بن حنبل - عن مسكين بن بكير، فقدّمه على مخلد بن يزيد، قال: يحدّث عن شعبة بأحاديث لم يروها [عنه] (2) أحد.
أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، و أبو الفضل محمّد بن ناصر بن علي، قالا: أنا المبارك بن عبد الجبّار، أنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خلف، أنا عمر بن محمّد الجوهري، نا أحمد بن محمّد بن هانئ قال: سمعت أبا عبد اللّه و ذكر أبا جعفر النفيلي فأثنى عليه، و ذكر أنه قد كتب عنه و قال: كان يجيء معي إلى مسكين - يعني: ابن بكير - و كأنه حسّن أمر مسكين، قلت لأبي عبد اللّه: نظرت في حديث مسكين عن شعبة فإذا فيها خطأ، فقال: من أين كان يضبط هو عن شعبة ؟ كان عنده حديث عن شعبة عن يونس قال: سألت هشام بن عروة فقلت له: قد سمعت أبا جعفر يذكره عن مسكين، و قلت (3) لأبي عبد اللّه: ليس يروي هذا غيره، فقال: ما سمعته من غيره، قلت له: و روى عن شعبة عن أبي بلج (4) عن عمرو بن ميمون عن ابن عبّاس أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«سدّوا أبواب المسجد إلاّ باب علي»، فقال: قد روى شعبة الحديث[12049].
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر السامي، نا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (5)،حدّثني الخضر بن داود، نا أحمد بن محمّد قال: سمعت أبا عبد اللّه و ذكر أبا (6)جعفر النفيلي فأثنى عليه خيرا، و قال: كان يجيء معي إلى مسكين بن بكير، و كأنه حسّن أمر مسكين، قلت لأبي عبد اللّه: نظرت في حديث مسكين عن شعبة فإذا فيها خطأ، فقال: من أين كان يضبط هو عن شعبة ؟
ص: 18
أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، نا أحمد بن محمّد بن إبراهيم قال:
سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فمسكين بن بكير؟ فقال: ليس به بأس.
أنبأنا أبو الحسين (1) القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم (2)،نا الحسين بن الحسن، قال: سألت يحيى بن معين عن مسكين بن بكير، فقال: لا بأس به.
قال: و سألت أبي عن مسكين بن بكير، فقال: لا بأس به، صالح (3) الحديث، يحفظ الحديث.
قرأت على أبي الحسن الفرضي، عن أبي العباس الرّازي، أنا أبو القاسم الصوّاف، أنا أبو الحسن الأذني، نا أبو عروبة الحرّاني قال: و حدّثني إسحاق بن زيد، و محمّد بن كثير قالا: سمعنا أبا جعفر بن نفيل يقول:
مات مسكين بن بكير سنة ثمان و تسعين و مائة - زاد محمّد بن يحيى عن أبي جعفر و نصر بن شبيب: محاصر أهل حرّان.
ذكر من اسمه مسلمة (4)
ابن أسيد بن أبي العيص القرشي الأموي
كان يسكن الراهب خارج دمشق.
ص: 19
ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق من بني أمية، و ذكر ابنا له اسمه إبراهيم فطيم، و ثلاث بنات: عبيدة بن مسلمة عاتق، و آمنة (1) بنت مسلمة بنت سبع سنين، و عبادية بنت مسلمة بنت ست سنين.
حدّث عن أبي إسحاق البغدادي الأصم.
روى عنه: أبو الحارث محمّد بن عمرو بن مسعدة البيروتي.
أنبأنا أبو القاسم النسيب، و حدّثنا أبو منصور عبد الباقي بن محمّد [بن عبد الباقي] (2)عنه، أنا رشأ بن نظيف - إجازة - أنا عبد الوهاب بن الميداني، حدّثني أبو هاشم المؤدّب، نا الحسين بن محمّد بن أحمد بن برغوث، نا أبو الحارث محمّد بن عمرو البيروتي، نا مسلمة ابن إبراهيم البيروتي، عن أبي إسحاق البغدادي الأصم، عن الطنافسي قال: رأى سفيان الثوري غلاما له طرة فقال: لاط القوم، و ربّ الكعبة.
أمّه أم ولد.
ذكره أبو المظفّر محمّد بن أحمد بن محمّد الأبيوردي النسّابة.
حدّث عن منبّه بن عثمان.
روى عنه: سليمان الطبراني.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثنا عنه أبو مسعود الأصبهاني، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا مسلمة بن جابر اللخمي الدمشقي، نا منبّه بن عثمان، عن ثور بن يزيد أو غيره، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر بن عبد اللّه.
عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال ذات يوم:«أ تحبون أن يكون لكم سدس الجنّة ؟» قالوا: بلى يا رسول اللّه، عرضها السموات و الأرض، قال:«فخمسها؟» قالوا: نعم، قال:«فالربع ؟» قالوا: فذاك
ص: 20
أكبر، قال:«أرجو أن أكون أنا و أمّتي نصف أهل الجنّة، ثم أقاسم الأنبياء النصف الباقي»[12050].
كان أميرا على جند دمشق مع مسلمة بن عبد الملك في غزاة القسطنطينية، له ذكر في حديث.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا ابن عائذ، نا الوليد قال:
و أخبرني غير واحد قالوا:
لما قطع مسلمة الدرب (1) و أفضى إلى ضواحي أرض الروم، أتاه كتاب ليون بن قسطنطين و هو عامل لصاحب القسطنطينة (2) على الضواحي إلى مسلمة يعلمه ولاية من يلي، و أنه إن أعطاه ما يسأله قدم عليه، فناصحه و قوّاه على فتحها؛ فقرأ مسلمة كتاب إليون على الأمراء و أهل مشورته، فاجتمع رأيهم جميعا على إجابته إلى ما سأل، و سكت مسلمة بن حبيب بن مسلمة، و هو أمير جند دمشق، فقال مسلمة بن عبد الملك: أيها الشيخ مالك، لا تتكلم، فقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ذكر الروم فقال:«أصحاب صحر و نحر و مكر»[12051]، و هذه إحدى مكرهم، فلا تعطه إلاّ السيف، فتضاحك به أمراء الأجناد، و قالوا: كبر الشيخ، و قالوا: ما عسى أن يكون عند ليون مع هذه الجموع ؟ فكتب إليه مسلمة بأمانه على ما سأل، فقدم في اثني عشر ألفا من أساورته فكاتبه على مناصحته و مظاهرته على الروم، و دلالته على ما فيه سبب فتح القسطنطينة (3) على بطرقته، و تمليكه على جماعة الروم الذين يؤدون الجزية، كبطريق جرزان (4) و أرمينية، فكاتبه على ذلك، و أشهد عليه، و ذكر الحديث في خديعة ليون مسلمة حتى جمع غلال ما حول القسطنطينة و إشارته عليه بالخروج إلى بعض الوجوه و مكاتبة ليون الروم ليملّكوه عليهم و يخلّي بينهم و بين حمل الغلال، حتى كان ذلك سبب رحيل مسلمة عن [القسطنطينة] (5).
ص: 21
ابن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي
وفد على عمر بن عبد العزيز، و لم أجد له ذكرا في كتاب الزبير بن بكّار (1).
قرأت بخط محمّد بن عبد اللّه بن جعفر، أخبرني أبو الطيّب محمّد بن حميد بن سليمان، نا وزيرة بن محمّد، نا أيوب بن سليمان الرصافي قال: سمعت أبي يقول:
لما ثقلت وطأة عمر بن عبد العزيز على بني أمية اجتمعوا ببابه منكرين لما كان منه، و في القوم مسلمة بن عبد الملك، و مسلمة بن سعيد بن العاص فقال مسلمة بن سعيد لمسلمة: يا أبا سعيد، ما تقول في هذا الأمر الذي نحن فيه ؟ فقال: أرى أنه إبراء من الأضرار نزل بكم في دنياكم نقمة عليكم بقول هذا الرجل، و ما أرى لكم شيئا تلجئون (2) إليه إلاّ الصبر إلى انقضاء مدته، فإمّا خلفه من كان يرى بكم ما كان يراه خلفاؤكم، و إما اقتدى بسيرته فيكم، فراضكم (3) الصبر على القناعة. فقال له مسلمة بن سعيد: أجلتنا على مدة تعتادونها، ما لي نفس تقوى على هذا، فقوموا بنا.
فدخل الحاجب على عمر فأعلمه بمكانهم، فقال: قد عرفت الأمر الذي جمعهم، و اللّه لا انصرفوا إلاّ بما يسوّد وجوههم، أدخل عليّ زعيمهم مسلمة بن سعيد فأدخله فسلم و جلس، فأخذ في تقريظ عمر، فقال له: دع هذا، و خذ فيما جئت له، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ الأمر قد أفضى بأهل بيتك إلى ما يرقّ لهم منه العدو، فقال له عمر: هيهات، تلك أثرة حملها المعتدون على كاهل الدين فأوقروه، إنّما يترادّ بهم في صدورهم حسرات لما أسلفوا، و اللّه ما ازددت لهم نظرا إلاّ ازداد البلاء عليهم ثقلا، فقال له مسلمة: فادفع إلينا صكاك قطائعنا [من خلفائنا. فقال عمر: ذكرتني الطعن و كنت ناسيا يا جارية ذلك الصندوق،] (4) فوضع بين يديه ففتحه، و جعل يخرج تلك السجلات فيحرقها كتابا كتابا، فقال له مسلمة: لا صبر على هذا، فقال: بلى (5) و اللّه تصبر عليه غير مكرم في دنيا و لا مأجور في
ص: 22
دين، فقال له: أراحنا اللّه منك، فقال له عمر: لا ضير (1)،هلمّ فيدي معقودة بيدك إلى أن نوافي الموسم، فأجعلها إلى المسلمين، فيكونون هم الذين يختارون لأنفسهم فقال له مسلمة: لا يمنعني ما يسوؤني في أهل بيتي أن أقول فيك الحق، و اللّه لا يعدلون بها عنك (2).
7393 - مسلمة بن سعيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي (3)
حكى عن أبيه، و هشام بن عروة.
روى عنه: سهل بن عثمان، و سليمان بن عمر بن خالد، و محمّد بن عمر الواقدي.
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علاّن الحرّاني الحافظ ، نا محمّد بن علي بن حرب، نا سليمان بن عمر بن خالد قال:
سمعت مسلمة بن سعيد بن عبد الملك يحدّث أبي في دكانه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم كان يوتر بخمس ركعات لا يفصل في شيء منهن إلاّ الخامسة[12052].
أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الأنصاري، عن أبي محمّد الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، أنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر الواقدي، نا مسلمة بن سعيد بن عبد الملك، حدّثني من كان مع الوليد - يعني - ابن عبد الملك، و سأل الزهري يوما و هو في عسكره، فقال: طلّقها ثلاثا و تزوج قبل أن تنقضي عدتها، قال الواقدي: فسألت ابن أبي ذئب فقال: سألت الزهري عن ذلك فقال: كذلك - يعني - نكاح الأخت في عدة الأخت.
أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
ص: 23
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):
مسلمة بن سعيد بن عبد الملك، روى عن هشام بن عروة، و أبيه؛ روى عنه سليمان بن عمر بن خالد الأقطع (2)،و سهل بن عثمان العسكري، سألت أبي عنه فقال: أرى أحاديثه صحاحا.
أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى، أنا محمّد بن علي بن علي بن الدجاجي، و علي بن محمّد بن الحسن - في كتابيهما - عن أبي الحسن الدارقطني قال: مسلمة ابن سعيد بن عبد الملك ضعيف، يعتبر به (3).
7394 - مسلمة بن عبد اللّه بن ربعي الجهني الدّاراني العدل (4)
روى عن: عمّه أبي مشجعة، و عمر بن عبد العزيز، و خالد بن اللجلاج، و عمير بن هانئ.
روى عنه: محمّد بن عبد اللّه الشعيثي، و محمّد بن عبد اللّه بن علاثة، و مروان بن محمّد، و سليمان بن عطاء بن قيس الحرّاني.
أخبرنا أبو الحسن علي بن (5) المسلم، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن ابن السمسار، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، نا سليمان بن أيوب بن حذلم، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا الوليد بن مسلم، نا محمّد بن عبد اللّه البصري، عن مسلمة بن عبد الله الجهني، عن خالد بن اللجلاج، عن أبيه قال:
كنا نعمل في السوق، فأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم برجل فرجم، فجاء رجل فسألنا أن ندلّه على مكانه الذي رجم فيه، فجئنا به حتى أتينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فقلنا: يا رسول اللّه، إن هذا جاء يسألنا عن ذلك الخبيث الذي رجم اليوم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لا تقولوا: الخبيث، فو اللّه لهو أطيب عند اللّه من المسك»[12053].
رواه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن الشعيثي بإسناده نحوه.
ص: 24
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا علي بن محمّد بن طوق، أنا عبد الجبّار بن محمّد بن مهنى (1)،أنا أبو الجهم، نا عبّاس - هو ابن الوليد بن صبح الخلاّل - نا مروان بن محمّد، حدّثني مسلمة العدل - شيخ من أهل داريا - حدّثني عمير بن هانئ، عن أبي العذراء، عن أم الدّرداء، عن أبي الدّرداء قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أحلوا اللّه يغفر لكم»[12054].
قال مروان بن محمّد: قوله:«أحلوا اللّه»، أي: أسلموا للّه يغفر لكم.
أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين الكلابي، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب، نا العبّاس بن الوليد بن صبح، نا مروان، نا مسلمة العدل، عن عمير بن هانئ، عن أبي العذراء عن أم الدّرداء، عن أبي الدّرداء قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أحلوا اللّه يغفر لكم»[12055].
قال مروان: و تفسيره: أحلوا اللّه يغفر لكم: أي أسلموا للّه يغفر لكم.
أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا عبد العزيز الصّوفي، أنا علي بن محمّد، نا عبد الجبّار ابن مهنّى قال (2):قال عبد الرّحمن بن إبراهيم: اسمه مسلمة بن عبد اللّه الجهني كان على بيت المال زمن هشام، و كان أيضا على تابوت الزكاة بدمشق.
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري قال (3):
مسلمة بن عبد اللّه الجهني، سمع عمر بن عبد العزيز، روى عنه محمّد الشّعيثي، و ابن علاثة.
أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ص: 25
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):
مسلمة بن عبد اللّه الجهني، روى عن عمر بن عبد العزيز، و خالد بن اللجلاج، و عمّه أبي مشجعة، روى عنه محمّد بن عبد اللّه الشعيثي، و محمّد بن عبد اللّه بن علاثة، سمعت أبي يقول ذلك.
ثم قال بعد ذلك (2):
مسلمة العدل، روى عن عمير بن هانئ، روى عنه مروان الطاطري، سألت أبي عنه فقال: مجهول.
[قال ابن عساكر:] (3) كذا فرّق ابن أبي حاتم بينهما، و هما واحد (4).
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في الطبقة الثالثة: مسلمة بن عبد اللّه الجهني، صاحب تابوت الزكاة، روى عنه الشعيثي، و سعيد.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا أبو الحسين الكلابي، أنا أحمد - قراءة.
قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة: مسلمة بن عبد اللّه الجهني، دمشقي، كان على بيت المال زمن هشام (5).
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد التميمي، أنا أبو
ص: 26
الميمون، نا أبو زرعة (1)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال:
بعثني مكحول بدينار إلى مسلمة الجهني، و كان على تابوت الزكاة في بيت المال.
قال أبو زرعة: و هذا هو صاحب [حديث] (2) خالد بن اللجلاج، حديث أبيه في الرجم.
أخبرنا أبو محمّد السلمي - قراءة - عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد الرازي، أخبرني أبي، نا محمّد بن جعفر، نا الحسن بن محمّد بن بكّار، نا أبي، نا سعيد قال:
أعطاني مكحول نفقة لا أدري كم هي زكاة ماله، و أمرني أن أدفعها إلى مسلمة الجهني، و هو على بيت المال ليجعلها في تابوت الصدقة، ففعلت (3).
من أهل دمشق، له ذكر فيما ذكره أبو الحسن بن أبي العجائز.
ابن عبد شمس أبو سعيد، و أبو الأصبغ (4)-الأموي (5)
روى عن: عمر بن عبد العزيز.
روى عنه: معاوية بن خديج (6)،و يحيى بن يحيى الغسّاني، و عيينة بن أبي عمران والد سفيان، و عبد الملك بن أبي عثمان.
و كانت داره بدمشق في محلة القباب عند باب الجامع القبلي، و ولي الموسم في أيام الوليد، و غزا الروم غزوات، و حاصر القسطنطينة (7) و ولاه أخوه يزيد إمرة العراقين، ثم عزله، و ولي أرمينية.
ص: 27
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين ابن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني إبراهيم الأدمي - و هو ابن راشد - نا سليمان بن إبراهيم، نا حراش بن مالك الجهضمي، عن عبد الملك بن أبي عثمان، عن مسلمة بن عبد الملك قال:
لما احتضر عمر بن عبد العزيز كنا عنده في قبّة، فأومأ إلينا: أن اخرجوا، فخرجنا، فقعدنا حول القبّة، و بقي عنده وصيف، فسمعناه يقرأ هذه الآية: تِلْكَ الدّٰارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهٰا لِلَّذِينَ لاٰ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لاٰ فَسٰاداً وَ الْعٰاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (1)،ما أنتم بإنس و لا جان، ثم خرج الوصيف، فأومأ إلينا أن ادخلوا، فدخلنا، فإذا هو قد قبض.
[قال ابن عساكر:] (2) ذكره الخطيب بالحاء، و في سماعنا من ابن السمرقندي، خراش بالخاء المعجمة، و اللّه أعلم بالصواب.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.
ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أنا أبي أبو يعلى.
قالا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص قال:
قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عيّاش:
مسلمة بن عبد الملك، يكنى أبا سعيد، ذكره فيمن ولي العراق، و جمع له المصران (3).
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال (4):
في تسمية ولد عبد الملك قال:
و مسلمة بن عبد الملك و كان من رجالهم؛ و كان يلقب الجرادة الصفراء، و له آثار كثيرة في الحروب، و نكاية في الروم.
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو
ص: 28
الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد ابن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، نا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):
مسلمة بن عبد الملك.
[قال ابن عساكر:] (2) لم يزد.
أنبأنا و أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):
مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص [روى عن....] (4)،روى عنه معاوية بن خديج، و عبيد اللّه بن قزعة الحرشي، سمعت أبي يقول ذلك.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى بن النسائي، أخبرني أبي قال:
أبو سعيد مسلمة بن عبد الملك بن مروان.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال:
مسلمة بن عبد الملك أبو سعيد.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.
ح و أنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة-.
قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة: من تابعي أهل الشام: مسلمة بن عبد الملك (5).
ص: 29
أخبرتنا (1) أم البهاء فاطمة بنت محمّد، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الطيب محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، أنا أبي قال:
و غزا مسلمة بن عبد الملك أرض الروم سنة ست و ثمانين، و فتح اللّه على يديه حصن بوق (2)،و حصن الأخرم قبل وفادة عبد الملك، و غزا مسلمة بن عبد الملك أرض الروم، و فتح و لعس (3) و ممعم (4) و بلغ عسكره تلول نابلس - يعني - سنة سبع و ثمانين، و غزا مسلمة، و العباس بن الوليد، فرابطا طوانة (5) من أرض الروم و شتوا عليها، و جمعت لهم الروم، فساروا إليهم بجمع عظيم، فهزمهم اللّه و قتل منهم زهاء خمسين ألفا، و فتح الطوانة و الجرجومة (6).
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (7):
قال ابن الكلبي: و في سنة ست و ثمانين غزا مسلمة بن عبد الملك بلاد الروم، ففتح حصن تولق (8) و حصن الأخرم قبل وفاة عبد الملك.
و فيها (9)-يعني - سنة سبع (10) و ثمانين غزا مسلمة بن عبد الملك فافتتح قمنقم (11)و بحيرة الفرسان و بلغ عسكره فلودبانس (12) فقتل و سبى.
ص: 30
و فيها (1)-يعني - سنة ثمان و ثمانين غزا مسلمة بن عبد الملك، و العباس بن الوليد بن عبد الملك قرى أنطاكية و شتوا بها، فجمعت لهم الروم جمعا كثيرا، فساروا إليهم، فهزم اللّه الروم، و قتل منهم بشرا كثيرا، و فتح اللّه جرجومة (2) و طوانة.
و فيها (3)-يعني - سنة تسع و ثمانين غزا مسلمة بن عبد الملك [عمورية، فلقي جمعا للمشركين فهزمهم اللّه.
و فيها سنة تسعين: غزا مسلمة بن عبد الملك] (4) سورية ففتح الحصون الخمس التي يحصى.
و فيها (5)-يعني - سنة إحدى و تسعين: عزل الوليد محمّد بن مروان عن الجزيرة و أرمينية و أذربيجان، فولاها مسلمة بن عبد الملك، فغزا مسلمة سنة إحدى و تسعين الترك حتى بلغ الباب من نحو أذربيجان ففتح مدائن و حصونا، و دان له من وراء الباب.
و فيها (6)-يعني سنة ثلاث و تسعين: غزا مسلمة بن عبد الملك فافتتح ما بين الحصن الحديد من ناحية ملطية.
و فيها (7)-يعني سنة أربع و تسعين: غزا مسلمة بن عبد الملك أرض الروم، فافتتح سندرة، و أقام الحج مسلمة بن عبد الملك.
و فيها (8)-يعني - سنة خمس و تسعين: افتتح مسلمة بن عبد الملك مدينة الباب من أرمينية و هدم مدينتها و أخرجها، ثم بناها مسلمة بعد ذلك تسع سنين.
حدّثني أبو خالد، عن أبي البراء، حدّثني زيد (9) بن أسيد قال: غزا مسلمة سنة خمس و تسعين و افتتح مدينتين (10) و مدينة صول حتى أتى مدينة الباب.
ص: 31
و أغزى سليمان بن عبد الملك الصائفة مسلمة بن عبد الملك - يعني - سنة ست و تسعين (1).
و فيها (2)-يعني - سنة سبع و تسعين غزا مسلمة بن عبد الملك برجمة (3) و الحصين الذي افتتح الوضاح و هو حصن ابن عوف، و افتتح مسلمة أيضا حصن الحديد و سردا، و شتا (4)بضواحي الروم.
و في (5) سنة ثمان و تسعين شتا مسلمة بضواحي الروم، و شتا عمر بن هبيرة [في] (6)البحر، فسار مسلمة من مشتاه حتى صار إلى القسطنطينة (7) في البحر و البر، فجاوز الخليج، و افتتح مدينة السقالبة، و أغارت خيل برجان على مسلمة فهزمهم اللّه، و خرب مسلمة ما بين الخليج و قسطنطينة (8).
أخبرتنا (9) أم البهاء فاطمة بنت محمّد، أنا أحمد بن محمود، أنا محمّد بن إبراهيم، أنا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري قال: قال أبي:
ثم غزا مسلمة بن عبد الملك حين رجع من الطوانة، فواقع الروم بعمورية، فهزمهم، و غزا مسلمة بن عبد الملك سورية، و فتح اللّه على يديه الحصون الخمسة التي [بها] (10)،ثم حج بالناس مسلمة بن عبد الملك سنة أربع و تسعين، و غزا مسلمة الروم - يعني - سنة ست و تسعين، و سار مسلمة من مشتاه حين صار إلى القسطنطينة في البر و البحر، و فتح مدينة الصقالبة، ثم أغارت عليه خيل برجان (11) و هو في قلة من الناس، فهزمهم اللّه، و جهز عمر ابن عبد العزيز الطعام و الشراب و الدواب إلى مسلمة، و أذن لمن كان له حميم أن يحمل إليهم، و غزا مسلمة أرض الروم قيسارية في سنة ثمان و مائة، و غزا مسلمة الترك، فأخذ على
ص: 32
باب اللاّن حتى لقي خاقان في جموعه (1).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و فيها - يعني - سنة ثمان و ثمانين غزا مسلمة بن عبد الملك و عباس بن أمير المؤمنين طوانة، و في سنة اثنتين و تسعين فتح لمسلمة بن عبد الملك طريدة، و في ثلاث و تسعين فتح لمسلمة بن عبد الملك أماسية، و برحامه، و الحصن الحديد، و حصن غزالة، و حجّ عامئذ - يعني - سنة أربع و تسعين بالناس مسلمة بن عبد الملك، و فيها - يعني - سنة سبع و تسعين غزا عمر بن هبيرة، و أبو عبيدة بن عقبة، و مسلمة بن عبد الملك على الجماعة مشتاهم بشرنيد (2).
قال: و نا يعقوب: قال ابن بكير: قال الليث في سنة ثمان و تسعين: قدمت سفن أهل إفريقية عليهم ابن أبي بردة، فغزوهم بسفن، و أهل مصر عليهم شريح بن ميمون، فشتوا هم و السفن الأولى عمر بن هبيرة، و أبو عبيدة على المدينة في البنطس (3) و على الجماعة مسلمة ابن عبد الملك.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ قال: قال الوليد بن مسلم:
و لما بويع الوليد غزا مسلمة الصائفة، فافتتح حصن قونس سنة ست و ثمانين، و في سنة سبع و ثمانين غزا مسلمة بن عبد الملك الصائفة بمواليه، فأخبرني الوليد، حدّثني شيخ من أهل الجند عن من شهد الطوانة من آل مسلمة: أن مسلمة كان على جماعة الناس سنة ثمان و ثمانين، و في سنة تسع و ثمانين غزا مسلمة الصائفة شهرين، و في سنة اثنتين و تسعين غزا مسلمة من قبل الجزيرة، ففتح ملامسة (4) و برجمة (5) و الحديد، و في سنة ثلاث و تسعين خرج مسلمة من قبل الجزيرة، قال الوليد: و بويع لسليمان، و في ذلك العام غزا مسلمة بن عبد الملك الصائفة، فافتتح هرقلة و طميم، و حصونا ثلاثة معها و في سنة سبع و تسعين غزا مسلمة في البر، و غزا ابن هبيرة في البحر، و فتح مسلمة برجمة و سردة (6)،و حصونا ثلاثة معها، قال
ص: 33
الوليد: فحدّثني بعض المشيخة: أن سليمان بن عبد الملك في سنة ثمان و تسعين نزل بدابق و كان مسلمة على حصار القسطنطينة.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا عبد الرّحمن بن يحيى، نا أبو مسعود، عن زيد بن الحباب، عن الوليد بن المغيرة، عن عبد اللّه بن بشر (1) الغنوي، عن أبيه قال:
سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«لتفتحن القسطنطينة، و نعم الأمير أميرها، و نعم الجيش جيشها»[12056].
قال ابن مندة: رواه أبو كريب عن زيد عن الوليد بن المغيرة، عن عبيد بن بشر العبدي، عن أبيه بطوله، و الأول أصح.
كذا قال، و قد أخطأ فيه على أبي كريب في قوله: العبدي، و قلد البخاري في حكايته عن أبي كريب: عبيد.
و قد وقع لي نازلا و عاليا من حديث أبي كريب على الصواب، بخلاف ما حكاه ابن مندة.
أخبرناه أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا البخاري، نا محمّد بن العلاء، نا زيد بن الحبّاب، حدّثني الوليد بن مغيرة، عن ابن بشر الغنوي، عن أبيه سمع النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«لتفتحن القسطنطينة و لنعم الأمير أميرها»، فدعاني مسلمة بن عبد الملك فغزاها[12057].
قال البخاري: و حدّثني عبدة - هو الصفّار - نا زيد نحوه، و قال عبيد اللّه (2) بن بشر:
دعاني مسلمة.
و أخبرتنا عاليا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أبو كريب، نا زيد بن حباب، أنا الوليد بن المغيرة المعافري، عن عبيد اللّه بن بشر الغنوي، عن أبيه قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«لتفتحن القسطنطينة، و لنعم الأمير أميرها، و لنعم الجيش ذلك الجيش».
ص: 34
قال: فدعاني مسلمة بن عبد الملك قال: فحدثته بهذا الحديث، فغزاهم (1)[12058].
و رواه محمّد بن علي بن محرز عن زيد كرواية أبي كريب إلاّ أنه قال: الخثعمي بدل الغنوي (2).
أخبرناه أبو محمّد حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل بن سليم - في كتابيهما - و حدّثني أبو بكر اللفتواني - عنهما - قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، نا محمّد بن إسحاق، نا أبو سعيد بن يونس، نا علي بن أحمد بن سليمان، نا محمّد بن علي بن محرز، نا زيد بن الحباب، نا الوليد بن المغيرة المعافري، حدّثني عبيد اللّه بن بشر الخثعمي عن أبيه.
أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«لتفتحن القسطنطينة، فلنعم الأمير أميرها، و لنعم الجيش ذلك الجيش».
قال: فحدّثت بهذا الحديث مسلمة بن عبد الملك، فغزا القسطنطينة[12059].
قال أبو سعيد بن يونس: و ما حدث به إلاّ زيد بن الحباب، و عبيد اللّه بن بشر الخثعمي يشبه أن يكون من ناقلة الشام.
و كذلك رواه أبو بكر بن أبي شيبة إلاّ أنه قال: عبد اللّه.
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (3)،نا عبد اللّه بن محمّد - قال عبد اللّه: و سمعته أنا من عبد اللّه ابن محمّد بن أبي شيبة - نا زيد بن الحباب، حدّثني الوليد بن المغيرة المعافري، حدّثني عبد اللّه بن بشر الخثعمي، عن أبيه.
أنه سمع النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«لتفتحن القسطنطينة، فلنعم الأمير أميرها، و لنعم الجيش ذلك الجيش».
قال:[فدعاني] (4) مسلمة بن عبد الملك: فسألني، فحدثته فغزا القسطنطينة[12060].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا علي بن محمّد بن
ص: 35
عبد اللّه، أنا عثمان بن أحمد، نا محمّد بن أحمد بن البرّاء قال: قال علي بن المديني: الوليد ابن أبي (1) المغيرة أبو العباس المعافري، حدّثني عبد اللّه بن بشر، عن أبيه عن النبي:
«لتفتحن القسطنطينة» فقال (2):مجهول.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (3).
عبيد بن بشر الغنوي عن أبيه، روى عنه الوليد بن المغيرة، و يقال: عبيد اللّه. حديثه في ناحية الشام، قال عبدة و عبد اللّه بن أبي شيبة، حدّثنا العكلي - يعني: زيد بن الحباب - عن الوليد عن عبيد اللّه، و قال أبو كريب: هو عبيد.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن يونس، نا الأصمعي قال:
حاصر مسلمة بن عبد الملك حصنا، فأصابهم فيه جهد عظيم، فندب الناس إلى نقب منه، فما دخله أحد، فجاء رجل من الجند، فدخله، ففتح اللّه عليهم، فنادى منادي مسلمة:
أين صاحب النقب ؟ فما جاء أحد حتى نادى مرّتين أو ثلاثا أو أربعا، فجاء في الرابعة رجل، فقال: أنا أيها الأمير صاحب النقب، آخذ عهودا و مواثيقا ثلاثا: لا تسوّدوا اسمي في صحيفة، و لا تأمروا لي بشيء، و لا تشغلوني عن أمري، قال: فقال له مسلمة: قد فعلنا ذلك بك، قال: فغاب بعد ذلك، فلم ير، قال: فكان مسلمة بعد ذلك يقول في دبر صلاته: اللّهمّ اجعلني مع صاحب النقب.
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن عمر بن الحسن ابن يونس، أنا أبو نعيم الأصبهاني، نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن إبراهيم أبو (4) عامر الصوري النحوي، نا سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي، نا عقبة بن علقمة، عن الأوزاعي قال:
لما غزا مسلمة بن عبد الملك الروم أخذه صداع شديد، فبعث إليه ملك الروم بقلنسوة،
ص: 36
فقال: ضعها على رأسك فإنها تذهب بصداعك، فقال: مكيدة، فأخذها فوضعها على بعض البهائم فلم ير إلاّ خيرا، ثم أخذها فوضعها على رأس بعض أصحابه فلم ير إلاّ خيرا، ثم أخذها فوضعها على رأسه فذهب الصداع عنه، فأمر بها، ففتقت، فإذا فيها كتاب فيه سبعون سطرا هذه الآية مكررة: إِنَّ اللّٰهَ يُمْسِكُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولاٰ وَ لَئِنْ زٰالَتٰا إِنْ أَمْسَكَهُمٰا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ (1) كٰانَ حَلِيماً غَفُوراً (2).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا نصر بن أحمد بن عبد اللّه.
ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين (3) بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد ابن علي، قالا: أنا الحسين بن علي الطناجيري، قالا: أنا محمّد بن زيد بن علي، أنا محمّد ابن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، نا أبو بكر بن عياش سنة تسع (4) عشرة و مائة.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (5):
و فيها - يعني - سنة إحدى و مائة جمع يزيد بن عبد الملك لمسلمة العراق و أمر بمحاربة يزيد بن المهلب.
و في (6) آخر سنة اثنتين أو أول سنة ثلاث و مائة عزل مسلمة عن العراق.
و فيها (7)-يعني - سنة سبع و مائة عزل هشام بن عبد الملك الجراح بن عبد اللّه الحكمي عن أرمينية و أذربيجان و ولاها مسلمة بن عبد الملك، فوجه مسلمة الحارث بن عمرو الطائي.
قال أبو خالد: قال [أبو] (8) البرّاء: و غزا مسلمة من ذلك العام، فأدرب من ملطية، فأناخ على قيسارية، فافتتحها عنوة، و ذلك لأربع خلون من شهر رمضان سنة سبع و مائة.
و فيها (9)-يعني - سنة ثمان و مائة غزا مسلمة بن عبد الملك الصائفة اليمنى.
ص: 37
و فيها (1)-يعني - سنة تسع و مائة غزا مسلمة بن عبد الملك و سرح الجيوش في أذربيجان و شتوا بها، ثم عزله سنة تسع.
و فيها - يعني - سنة عشر غزا مسلمة بلاد الخزر، و هي الغزاة التي تسمى غزاة الطين.
و فيها - يعني - سنة إحدى عشرة عزل هشام بن عبد الملك أخاه مسلمة عن أرمينية، و أذربيجان، و ولّى الجراح بن عبد اللّه الحكمي الولاية الثانية (2).
قال (3):قال ابن الكلبي: و خرج مسلمة بن عبد الملك في شوال سنة اثنتي عشرة و مائة في طلب الترك في شدة من المطر و الثلج حتى جاوز الباب، و خلف الحارث بن عمرو الطائي في بنيان الباب و تحصينه، قطع له بعثا، ثم بعث الجيوش، فافتتح مدائن و حصونا، فحرق أعداء اللّه أنفسهم بالنار في مدائنهم، و قتل الجراح سنة اثنتي عشرة و مائة، فولي سعيد بن عمرو الحرشي، ثم عزله سنة ثلاث عشرة، و ولى مسلمة بن عبد الملك فقفل مسلمة و استخلف مروان بن محمّد و ولاها هشام مروان بن محمّد (4) في أول سنة أربع عشرة و مائة.
و فيها (5)-يعني - سنة أربع عشرة و مائة عزل هشام مسلمة بن عبد الملك عن أرمينية و أذربيجان، و الجزيرة و ولاها مروان بن محمّد بن مروان مستهل المحرم.
قال خليفة: حدّثني الوليد بن هشام، عن أبيه، عن جده، و عبد اللّه بن المغيرة و أبو اليقظان و غيرهم قالوا: جمع يزيد بن عبد الملك لأخيه مسلمة العراق سنة إحدى و مائة في آخرها أو في أول سنة اثنتين و عزله آخر سنة اثنتين أو أول سنة ثلاث.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، عن الوليد قال:
فأخبرني سعيد بن عبد العزيز أن عمر بن عبد العزيز توفي - يعني - سنة إحدى و مائة، و قد صرف بعث الصائفة على أهل الشام و الجزيرة و الموصل، و ولى عليهم مسلمة، فبلغه خلاف يزيد بن المهلب، فصرف إليه بعث الصائفة.
ص: 38
قال الوليد: و أخبرني غير واحد.
أن مسلمة بن عبد الملك مضى إلى يزيد بن المهلب و معه العباس بن الوليد، فوليا قتله و قتاله.
قال الوليد: و بلغنا أن هشام بن عبد الملك أغزى مسلمة الصائفة سنة سبع و مائة، و سعيد ابن هشام على صائفة أهل الشام، و مسلمة على جماعة الناس.
قال: و نا ابن عائذ (1)،أنا الوليد قال:
و في سنة تسع و مائة أغزى - يعني - هشام بن عبد الملك مسلمة بن عبد الملك أذربيجان، و فرّق جيشه في أرمينية و أذربيجان و غزا الترك في بلادهم فأظهره اللّه عليهم، و في سنة عشر و مائة غزا مسلمة أيضا الترك في بلادهم، و لقي جمعهم فهزمهم اللّه.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال:
و فيها - يعني - سنة اثنتين و مائة قتل يزيد بن المهلب، و أمر مسلمة بن عبد الملك على العراق.
قال ابن بكير قال الليث: و فيها - يعني - سنة ثلاث و مائة أمّر عمر بن هبيرة على العراق و نزع مسلمة.
و في سنة ثمان و مائة أصاب مسلمة بن عبد الملك مسونه (2) و حصونها.
و في سنة تسع و مائة غزا مسلمة بن عبد الملك الترك.
و في سنة ثلاث عشرة و مائة غزا مسلمة بن عبد الملك الترك و السند، ثم قفل.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، نا الأصمعي قال:
ثم ولّى يزيد بن عبد الملك مسلمة بن عبد الملك العراق، فاستعمل عليها عبد الملك ابن بشر بن مروان، و عزل مسلمة عن العراق، و ولّى عمر بن هبيرة الفزاري، ثم عزله.
ص: 39
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش المقرئ - إذنا - عن رشأ بن نظيف، و نقلته من خطه، نا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد الفرضي، نا محمّد بن يحيى الصولي، نا الغلابي، نا العتبي قال:
دخل مسلمة إلى الوليد، فاسترضاه من شيء بلغه عنه، فرضي عنه و خرج مسلمة بعد المغرب، فقال الوليد: خذوا الشمع من يدي أبي سعيد، فقال مسلمة: يا أمير المؤمنين، لا سريت الليلة إلاّ في ضياء رضاك (1).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا الحميدي، نا سفيان، نا أبي قال:
سمعت مسلمة بن عبد الملك يقول: لقد رأيتني أنا و عمر بن عبد العزيز ننتهي إلى الزرع فيقحم عمر بن عبد العزيز فرسه و أكف فرسي.
قال: و سمعت مسلمة بن عبد الملك يقول: إن أقلّ الناس في الدنيا هما أقلّهم في الآخرة همّا (2).
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا أبو بكر النجاد.
ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان.
ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا عاصم بن الحسن.
قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، قالا: نا ابن أبي الدنيا، حدّثني سلمة بن شبيب، نا الحميدي، عن سفيان بن عيينة، عن أبيه قال:
سمعت مسلمة بن عبد الملك يقول: إن أقل الناس همّا في الآخرة أقلّهم همّا بالدنيا.
أخبرنا أبوا (3) الحسن الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا حبيش (4) بن سعيد الواسطي قال: سمعت أبا الحسن المدائني يقول:
ص: 40
قال مسلمة بن عبد الملك: ما أحمدت نفسي على ظفر ابتدأته بعجز، و لا لمتها على مكروه ابتدأته بحزم.
أخبرنا أبو نصر (1) بن رضوان، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر محمّد بن العبّاس، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان، نا أبو محمّد التميمي، أنا علي بن محمّد قال: قال مسلمة بن عبد الملك: مروءتان ظاهرتان: الرّياس (2) و الفصاحة.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلم - قراءة عليهما - قالا: أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف المقرئ - قراءة عليه - أنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب، أنا أبو بكر بن الأنباري، حدّثني أبي، نا أحمد بن الحارث الخراز (3)،أنا المدائني، عن أبي دفاقة الشامي قال: قال مسلمة بن عبد الملك: مروءتان ظاهرتان: الرياس و الفصاحة.
أنبأنا أبو القاسم النسيب، و حدّثنا أبو البركات الخضر بن شبل عنه، أنا رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد بن الضراب، نا عثمان بن محمّد، نا الحارث - يعني - ابن أبي أسامة، حدّثني أحمد بن سهل الخراساني، عن حسين بن عبد الرّحمن، حدّثني شيخ من باهلة قال:
كان مسلمة بن عبد الملك إذا كثر عليه أصحاب الحوائج و خاف أن يضجر قال لآذنه: ائذن لجلسائي، فيأذن لهم، فيفتنّ و يفتّنون في محاسن الناس و مروءاتهم، فيتطرّب لها و يهتاج عليها. و يصيبه ما يصيب صاحب الشراب، فيقول لأصحابه: ائذن لأصحاب الحوائج، فلا يبقى أحد إلاّ قضيت حاجته.
أنبأنا أبو محمّد المبارك بن أحمد بن بركة، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران - إجازة - أنا الحسين بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا حسين بن عبد الرّحمن، حدّثني شيخ من باهلة قال:
كان مسلمة بن عبد الملك إذا كثر عليه أصحاب الحوائج و خاف أن يضجر قال لآذنه:
ائذن لجلسائي، فيأذن لهم، فيفتنّ و يفتّنون في محاسن الناس و مروءاتهم، فيطرب لها و يهتاج عليها، و يصيبه ما يصيب صاحب الشراب، فيقول لحاجبه: ائذن لأصحاب الحوائج، فلا يبقى أحد إلاّ قضيت حاجته.
ص: 41
أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ، أنا الحسن، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم الحربي، نا محمّد بن الحارث، عن المدائني قال:
قال مسلمة لنصيب: سلني، قال: لا، قال (1):لأنّ كفك بالجزيل أكثر من مسألتي باللسان، فأعطاه ألف دينار (2).
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي، أنا إسماعيل بن سعيد بن سويد، نا الحسين بن القاسم، نا أحمد بن أبي خيثمة، نا أبو عمرو ابن بنت التنوري، نا يحيى بن عبيد اللّه بن قزعة، عن أبيه قال:
سمعت مسلمة بن عبد الملك يقول: الأنبياء لا يتثاءبون، ما تثاءب نبيّ قط .
أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ ، نا عبد اللّه بن أحمد المروزيان، نا أبو عبد الرّحمن بن أبي دارة، نا محمّد بن عبد اللّه بن قهزاذ، نا سلمة بن سليمان، عن عبد اللّه بن المبارك، أنا الحسن بن عياش، عن عمرو بن ميمون، عن أبيه قال: قال مسلمة بن عبد الملك:
أ ليس قد أمرتم بطاعتنا؟ يعني: أَطِيعُوا اللّٰهَ ، وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (3)، قال: قلت: إن اللّه قد انتزعه منكم إذا خالفتم الحق، قال اللّه تعالى: فَإِنْ تَنٰازَعْتُمْ فِي شَيْ ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّٰهِ وَ الرَّسُولِ (4) قال: فأين اللّه ؟ قلت: الكتاب، قال: فأين الرسول ؟ قلت:
السنّة (5).
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا محمود بن عمر بن جعفر، أنا علي بن الفرج بن أبي روح العكبري، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني إبراهيم بن سعيد، نا أبو معاوية، عن عمرو بن مهاجر قال: مسلمة بن عبد الملك (6):
فلو بعض الحلال ذهلت عنه *** لأغناك الحلال عن الفضول
ص: 42
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي - و نقلته من خطه - أنا سهل بن بشر بن أحمد، أنا أبو الفرج محمّد بن عبد العزيز الجرجاني، و القاضي أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي - بمصر - قالا: أنا القاضي أبو العباس أحمد بن عيسى بن عبد اللّه السعدي، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد الجرجاني، نا الحسن بن إسماعيل، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم الفهري، عن أبيه قال: لم يقل مسلمة بن عبد الملك شعرا قطّ إلاّ هذا البيت:
و لو بعض الكفاف ذهلت عنه *** لأغناك الكفاف عن الفضول
و قد روي له شعر غير هذا.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا إبراهيم بن مهدي بن عبد الرّحمن الأيلي، نا أبو حاتم سهل بن محمّد السّجستاني، قال: أنشدنا الأصمعي لمسلمة بن عبد الملك في صديق كان له فمات، فجزع عليه (1):
يسخّي بنفسي (2) عن شراحيل أنني *** إذا شئت لاقيت امرأ مات صاحبه
قال: و نا أبو حاتم، نا الأصمعي عن عوانة قال:
كان بين مسلمة بن عبد الملك و بين العباس بن الوليد بن عبد الملك مباعدة، فبلغ مسلمة أن العباس ينتقصه فكتب إليه بهذه الأبيات:
فلولا أنّ أصلك حين تنمى *** و فرعك منتهى فرعي و أصلي
و إنّي إن رميتك هيض عظمي *** و نالتني إذا نالتك نبلي
إذا أنكرتني إنكار خوف *** تضمّ حشاك عن شتمي و عذلي
فكم من سورة أبطأت عنها *** بنى لك مجدها طلبي و جملي
و مبهمة عييت بها فأبدى *** حويلي عن مخارجها و فضلي
كقول المرء عمرو (3) في القوافي *** لقيس حين خالفه يفعل:
ص: 43
«عذيرك من خليلك من مراد *** أريد حباءه و يريد قتلي»
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب، نا أبو طالب يحيى بن علي الدسكري - لفظا بحلوان-.
ح و أخبرناه عاليا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالوا: أنا أبو بكر بن المقرئ.
ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الحمّامي، أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس، أنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن النجّاد.
قالا: نا أحمد بن محمّد بن بكر أبو روق، نا عبد اللّه بن شبيب، نا علي بن الجهم بن بدر السامي، نا علي بن مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي، قال:
أوصى مسلمة بن عبد الملك بثلث ماله لطلاب الأدب، و قال: إنها صناعة مجفو أهلها، و قال الدسكري: بثلث ثلثه.
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال:
و قال الوليد بن يزيد يرثيه (1):
أقول و ما البعد إلاّ الردى *** أ مسلم لا تبعدن (2) مسلمة
فقد كنت نورا لنا في البلاد *** مضيئا فقد أصبحت مظلمة
و نكتم موتك نخشى اليقين *** فأبدى (3) اليقين عن الجمجمة
أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا الشريف أبو الفضل محمّد بن الحسن بن الفضل بن المأمون، نا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشار، نا أحمد بن سعيد بن عبد اللّه، نا الزبير بن بكّار، نا موسى بن مضرّس (4) بن منظور بن زبان بن سيّار، عن أبيه قال (5):
ص: 44
كنت في عسكر هشام بن عبد الملك لما مات مسلمة بن عبد الملك فرأيت هشاما في شرطته، و نظرت إلى الوليد بن يزيد قد أقبل يجرّ مطرف خزّ عليه حتى وقف على هشام و الوليد نشوان، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ عقبي من بقي لحوق من مضى، و قد أقفر بعد مسلمة الصيد و المرمى (1)،و اختلّ الثغر، فوهى، و على أثر من سلف ما يمضي من خلف، و تزوّدوا فإنّ خير الزاد التقوى، فلم يحر هشام جوابا، و سكت الناس، فلم يترهسم (2) أحد بشيء، فأنشأ الوليد يقول:
أ هينمة حديث القوم أم هم *** نيام بعد ما متع (3) النهار
عزيز كان بينهم نبيّا *** فقول القوم و حيّ لا يحار
كأنّا بعد مسلمة المرجّى *** شروب طوّحت بهم عقار
أو آلاف هجائن في قيود *** تلفت كلّما حنّت ظؤار (4)
فليتك لم تمت و فداك قوم *** تراخي بينهم عنها الديار
سليم الصدر أو شرف نكيد (5) *** و آخر لا يزور و لا يزار
قال: سقيم الصدر، عنى به يزيد بن الوليد الناقص، و الشرف النكيد: عنى به هشاما، و الذي لا يزور و لا يزار: مروان بن محمّد.
و قال:
فقد كنت نورا لنا في البلاد *** مضيئا فقد أصبحت مظلمة
و نكتم موتك نخشى اليقين *** فأبدى اليقين عن الجمجمة (6)
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد، نا موسى، نا خليفة قال (7):
ص: 45
و في سنة عشرين و مائة: مات مسلمة بن عبد الملك بن مروان يوم الأربعاء في المحرم بالشام.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال:
و فيها - يعني - سنة عشرين توفي مسلمة بن عبد الملك.
أخبرنا أبو القاسم النسيب و غيره، قال: نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا ابن عائذ، عن الوليد قال: و فيها - يعني - سنة إحدى و عشرين توفي مسلمة بن عبد الملك.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش بن المسلّم - إذنا - عن رشأ بن نظيف، أنا عبد الرّحمن بن محمّد، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن المصريان، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي: أخبرني محمّد بن سعدان عن الحسن بن عثمان قال:
مات مسلمة بن عبد الملك، و يكنى أبا سعيد يوم الأربعاء لسبع ليال خلون من المحرم بموضع يقال له الحانوت في سنة إحدى و عشرين و مائة.
7397 - مسلمة بن عليّ (1) بن خلف أبو سعيد الخشني (2)
من أهل قرية بيت البلاط من قرى دمشق (3).
روى عن: الأوزاعي، و يحيى بن الحارث، و زيد بن واقد، و معاوية بن يحيى الصّدفي، و الأعمش، و أبي سعيد الأسدي، و محمّد بن الوليد الزبيدي، و عبيد اللّه بن عمر، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و حريز (4) بن عثمان، و معاوية بن سلمة النصري، و ابن جريج،
ص: 46
و إبراهيم بن أبي عبلة، و حرام بن سليمان، و أبي عبد اللّه رزيق (1) الحمصي، و أبي الخطاب عن زريق، و أبي بكر العبسي، و عبد اللّه بن لهيعة، و ثعلبة بن مسلم الخثعمي، و هشام بن حسّان، و المثنى بن الصباح، و عمر بن الصبح الخراساني، و مقاتل بن حيّان، و سعيد بن بشير، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و سعيد بن سنان الحمصي، و محمّد بن عجلان، و عفير بن معدان، و مروان بن معاوية.
روى عنه: عبد اللّه بن وهب المصري، و سليمان بن عبد الرّحمن، و محمّد بن المبارك الصوري، و هشام بن عمّار، و فديك بن سليمان (2) القيسراني، و أبو صالح كاتب الليث، و أبو توبة الربيع بن نافع، و عبد اللّه بن عبد الحكم المصري، و محمّد بن سعيد بن الفضل القرشي، و محمّد بن الخليل الخشني، و أبو مسلمة يزيد بن خالد بن مرشل، و سلمة بن بشر، و عمرو بن الربيع بن طارق، و أبو همام الوليد بن شجاع، و سعيد بن سابق الرشيدي، و محمّد ابن رمح بن المهاجر التجيبي.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن مهتدي، أنا علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا محمّد بن محمّد بن سليمان.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر ابن المقرئ، أنا أبو الأزهر جماهر بن أحمد بن حمزة الزملكاني الدمشقي، قالا: نا هشام بن عمّار، نا مسلمة بن عليّ ، عن ابن جريج، عن حميد، عن أنس قال:
كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم لا يعود مريضا إلاّ بعد ثلاث.
و في حديث المزرفي: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كان لا يعود المريض[12061].
أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العبّاس، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد، نا محمّد بن مروان - و هو ابن خريم - نا هشام بن عمّار، نا مسلمة بن عليّ ، نا إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبيه، عن عوف بن مالك الأشجعي، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:
«إنّ بين يدي الساعة سنين خداعة يتّهم فيها الأمين، و يؤتمن فيها الخائن، و يصدّق فيها الكذّاب، و يكذّب فيها الصادق، و يتكلم فيها الرويبضة»، قيل: يا رسول اللّه، و من الرويبضة ؟ قال:«السفيه ينطق في أمر العامة»[12062].
ص: 47
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو علي الروذباري، أنا أبو أحمد القاسم بن أبي صالح الهمذاني، نا إبراهيم بن الحسين، نا أبو توبة الحلبي، نا مسلمة ابن عليّ بن خلف الخشني بحديث ذكره.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (1)،نا آدم بن موسى قال: سمعت البخاري قال:
مسلمة بن عليّ الخشني منكر الحديث.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد (2):سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري: مسلمة بن عليّ أبو سعيد الخشني الشامي، منكر الحديث عن الأوزاعي.
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا و أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):
مسلمة بن عليّ الشامي الدمشقي، أبو سعيد الخشني، قلت لأبي: سمع من الأعمش ؟ قال: ما أرى سمع منه شيئا، روى عن يحيى بن الحارث، و الأوزاعي، و زيد بن واقد، روى عنه فديك بن سليمان (4) القيساري، و سليمان بن عبد الرّحمن، و محمّد بن المبارك الصوري، و أبو صالح كاتب الليث، و هشام بن عمّار، سمعت أبي يقول ذلك.
[قال ابن عساكر:] (5) و لم يذكره البخاري في تاريخه (6).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:
ص: 48
أبو سعيد مسلمة بن عليّ الخشني الشامي عن الأوزاعي.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:
أبو سعيد مسلمة بن عليّ الخشني.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية شيوخ أهل دمشق: مسلمة الخشني، روى عنه سليمان.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي، أنا أبو أحمد قال:
أبو سعيد مسلمة بن عليّ الخشني الشامي، عن محمّد بن الوليد بن عامر أبي الهذيل، و عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج أبي الوليد، ذاهب الحديث، روى عنه أبو عبد الحميد محمّد بن حمير، و هشام بن عمّار، كنّاه البخاري، و ذكر له حديث: كان لا يعود مريضا.
و قال أبو أحمد: هذا حديث منكر، لا أعلم له أصلا في حديث ابن جريج، و لا في حديث حميد، و لا في حديث أنس، و لمسلمة من هذا الضرب أحاديث رواها عن الأوزاعي، و الزبيدي.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال: مسلمة بن عليّ الخشني كان يكره أن ينسب إلى عليّ ، و غلب ذلك عليه.
كتب إليّ أبو زكريا بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:
مسلمة بن عليّ الخشني، يكنى أبا سعيد، من أهل البلاط ، قرية من غوطة دمشق، قدم مصر، و سكنها و حدّث بها، و لم يكن عندهم بذلك في الحديث، توفي بمصر [قبل سنة تسعين و مائة. آخر من حدث عنه بمصر محمد بن رمح (1)،و داره بمصر] (2) عند مسجد العيثم، معروفة به.
ص: 49
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (1):
أما الخشني أوله خاء معجمة مضمومة، بعدها شين معجمة مفتوحة، ثم نون: مسلمة ابن عليّ الخشني.
و أمّا (2) عليّ بضم العين، و فتح اللام: فهو مسلمة بن علي الخشني كان يكره تصغير اسم أبيه أيضا (3).
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي.
ح و أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، نا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه.
قالوا: أنا محمّد بن الحسين القطّان، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال (4):سمعت أحمد بن صالح و ذكر مسلمة بن عليّ فقال: لا يترك حديث رجل حتى يجتمع الجميع على ترك حديثه، قد يقال: فلان ضعيف، فإمّا أن يقال (5):فلان متروك فلا، إلاّ أن يجتمع الجميع على ترك حديثه.
أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم (6)،حدّثني أبي قال: سمعت دحيما يقول: مسلمة بن عليّ ليس بشيء.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس قال: سمعت يحيى بن معين يقول: مسلمة الشامي ليس بشيء، و هو مسلمة بن عليّ الخشني.
ص: 50
قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا إبراهيم بن الجنيد قال:
سمعت يحيى بن معين يقول:
الحسن بن يحيى الخشني، و مسلمة بن عليّ الخشني ضعيفان ليسا بشيء.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف ابن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (1)،نا محمّد بن أحمد، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى يقول: مسلمة بن عليّ الخشني ليس بشيء.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا محمّد بن علي، نا عثمان بن سعيد.
ح و أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد.
يقول: قلت ليحيى بن معين، فمسلمة بن عليّ ؟ قال: ليس بشيء.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الصوفي، أنا عبد الوهّاب بن جعفر، أنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد، أنا القاسم بن عيسى، أنا إبراهيم بن يعقوب قال:
مسلمة بن عليّ الخشني ضعيف، حديثه متروك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال (3):مسلمة بن عليّ دمشقي، ضعيف.
و قال يعقوب في موضع آخر (4):باب من يرغب عن الرواية عنهم، و كنت أسمع أصحابنا يضعفونهم، فذكر جماعة منهم: موسى بن عليّ (5)،قال يعقوب: و يحيى بن أبي أنيسة، و مسلمة بن عليّ ، حدّثنا عنه ابن رمح، و ركز الشامي و ذكر غيرهم لا ينبغي لأهل العلم أن يشغلوا أنفسهم بحديث هؤلاء.
ص: 51
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي، أنا ابن أبي حاتم قال (1):سئل أبو زرعة عن مسلمة بن علي فقال: منكر الحديث، و سألت أبي عن مسلمة بن عليّ فقال: ضعيف الحديث، لا يشتغل به، قلت: هو متروك الحديث ؟ قال: هو في حد الترك، منكر الحديث.
و قال أبو عبد اللّه الكناني الأصبهاني: قلت لأبي حاتم: ما تقول في مسلمة بن عليّ ؟ فقال: ضعيف الحديث.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي ابن منير، أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو عبد الرّحمن النسائي قال:
مسلمة الخشني متروك الحديث.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمّد بن جعفر قال: سئل أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة عن مسلمة بن علي ؟ فقال: لا أحتج بحديثه. قال: و سمعت أبا علي الحافظ يقول: مسلمة بن عليّ الخشني ضعيف.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال (2):و كل أحاديثه - يعني - مسلمة ما ذكرته و ما لم أذكره كلها أو عامتها غير محفوظة.
و بلغني عن أبي حاتم بن حبّان أنه قال: كان ممن يقلب الأسانيد، و يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، فلمّا فحش ذلك بطل الاحتجاج به (3).
أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز، أنا أحمد بن محمّد بن غالب - إجازة - قال: هذا ما وافقت عليه الدارقطني من المتروكين.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن بطريق، أنا علي بن محمّد بن الحسن، و محمّد بن علي بن علي - في كتابيهما - عن أبي الحسن الدارقطني قال:
ص: 52
مسلمة بن عليّ الخشني عن الأوزاعي، و هشام بن عروة، و عبيد اللّه بن عمر - زاد ابن بطريق: متروك-.
أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحدّاد، قالا: قال لنا أبو نعيم:
مسلمة بن عليّ الخشني أبو سعيد الشامي، روى عن الأوزاعي، و الزبيدي، و ابن جريج بالمناكير.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (1)،نا أحمد بن علي الأبار، نا أبو القاسم عبد اللّه بن عبد الحكم، نا أبي قال:
كنا في مجلس الليث بن سعد، و نحن نقابل كتاب البيوع لمالك بن أنس، و مسلمة بن عليّ حاضر، فقال: ليس عندكم في هذا شيء إلاّ عن مالك، فقلنا له: نعم، فقال: أنا أروي هذا كله عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم (2).
7398 - مسلمة بن عمرو أبو عمرو (3)
حكى عن عمير بن هانئ.
روى عنه: علي بن حجر.
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - بقراءتي عليه - عن أبي الفضل جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر عبيد اللّه بن سعيد، أنا أبو الحسن الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا علي بن حجر، أخبرني مسلمة بن عمرو قال:
شهدت مع عمير بن هانئ جنازة، فلمّا دفن قلت: أشهد أنك تحبّ اللّه و رسوله، فقال لي عمير: أحسنت يا أبا عمرو، اشهدوا لأخيكم بأحسن ما تعلمون منه، فإنّ شهادتكم نافعة له.
قرأنا على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو عمرو مسلمة بن عمرو.
ص: 53
7399 - مسلمة بن مخلّد بن الصّامت بن نيار (1) بن لوذان بن عبد ودّ بن زيد (2)
ابن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج بن حارثة أبو معن،
و يقال: أبو سعيد، و يقال: أبو معاوية، و يقال: أبو معمر الأنصاري (3)
أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و روى عنه.
روى عنه: أبو أيوب الأنصاري، و هو أكبر منه، و محمود بن لبيد - على ما قيل - و عليّ ابن رباح، و هشام بن أبي رقيّة اللخميان، و أبو قبيل (4) حييّ بن هانئ، و هلال بن عبد الرّحمن و مجمّع (5) بن كعب الغافقي، و محمّد بن سيرين، و أبو سفيان الكلاعي المصري - و لا يعرف له اسم-.
و وفد على معاوية، و شهد معه صفين، و كان فيها أميرا على أهل فلسطين، و كانوا في الميسرة.
و قيل إنه لم يشهد صفّين، و لم يفد على معاوية إلاّ بعد أن أخذ مصر، و ولي إمرة مصر لمعاوية و لابنه يزيد (6).
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن الحصين، أنا أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي، نا أبي القاضي أبو علي المحسّن بن علي بن محمّد - من حفظه و أصله عدة دفعات و قرئ عليه و أنا أسمع مرارا و كان يسأل عن هذا الحديث، نا أبو محمّد واهب بن يحيى بن عبد الوهّاب المازني البصري - بها، من حفظه في داره في بني سدوس - نا نصر بن علي الجهضمي، أنا محمّد بن بكر البرساني، عن ابن جريج.
ح قال: و أنا - التنوخي قال: و ناه - أبو القاسم إدريس بن علي بن إسحاق بن يعقوب بن زنجويه المؤدب - إملاء - نا أبو حامد محمّد بن هارون بن عبد اللّه الحضرمي، نا نصر بن علي الجهضمي، نا محمّد بن بكر، نا ابن جريج.
عن ابن المنكدر، عن أبي أيوب، عن مسلمة بن مخلّد، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:- و قال أبي قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:-
ص: 54
«من ستر مسلما ستره اللّه في الدنيا و الآخرة، و من فرج عن مكروب فرّج اللّه - و قال أبي:
و من فكّ عن مكروب فك اللّه عنه كربة من كرب يوم القيامة، و من كان في حاجة أخيه كان اللّه في حاجته»[12063].
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،نا محمّد بن بكر، أنا ابن جريج، عن ابن المنكدر، عن أبي أيوب، عن مسلمة بن مخلّد أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:
«من ستر مسلما في الدنيا ستره اللّه في الدنيا و الآخرة، و من نجّى مكروبا فك اللّه عنه كربة من كرب يوم القيامة، و من كان في حاجة أخيه كان اللّه في حاجته»[12064].
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو القاسم التنوخي، نا القاضي أبو طالب عبد العزيز بن أحمد بن محمّد بن الفضل بن أحمد بن حمّاد الدنقشي - قاضي رامهرمز، من لفظه - و حمّاد الملقب بدنقش، نا ابن صاعد، نا أبو عبيد اللّه المخزومي، نا سفيان، عن ابن جريج قال:
سمعت أبا شعبة (2) الأعمى يحدّث عن عطاء بن أبي رباح - قال أبو محمّد بن صاعد: هذا أبو سعيد الأعمى قال:
خرج أبو أيوب الأنصاري إلى عقبة بن عامر و هو بمصر ليسأله عن حديث سمعه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، لم يبق (3) ممن سمعه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم غيره، و غير عقبة، فلما قدم مصر أتى منزل مسلمة بن مخلّد و هو أمير مصر، فأخبر به مسلمة، فعجل، فخرج إليه، فعانقه، و قال:
ما جاء بك يا أبا أيوب ؟ قال: ابعث من يدلني على منزل عقبة بن عامر، قال: فبعث معه من يدلّه على منزل عقبة، فأخبر به عقبة، فخرج إليه فعانقه، و قال: ما جاء بك يا أبا أيوب، فقال: حديث سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لم يبق أحد ممن سمعه منه غيري و غيرك في:«ستر المؤمن»، قال: نعم، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:
«من ستر مؤمنا على خزية (4) ستر اللّه عليه يوم القيامة»[12065]، قال له أبو أيوب:
صدقت.
ص: 55
ثم انصرف أبو أيوب إلى راحلته، فركبها راجعا إلى المدينة، فما أدركته جائزة مسلمة ابن مخلّد إلاّ بعريش مصر.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون.
ح و أخبرنا أبو العزّ الكيلي، أنا أبو طاهر، قالا: أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص، نا خليفة بن خيّاط قال (1):
مسلمة بن مخلّد بن الصّامت بن نيّار بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب [بن الخزرج الأكبر. أمه مندوس بنت عمرو بن حبيش (2) من بني ساعدة بن كعب]، روى: من علم من أخيه سيئة فسترها، ستره اللّه في الدنيا و الآخرة، يكنى أبا معن (3)،توفي في خلافة معاوية.
و في نسخة أخرى: حنبش بالشين المعجمة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (4)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (5):
في تسمية من نزل مصر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: مسلمة بن مخلّد الأنصاري أحد بني ساعدة، و يكنى أبا معن. قال الواقدي: قبض النبي صلى اللّه عليه و سلّم و هو ابن أربع عشرة سنة، و توفي في خلافة معاوية بالمدينة.
قال: و نا محمّد بن سعد قال:
في الطبقة السابعة ممن حفظ عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من الصغار: مسلمة بن مخلّد بن الصّامت بن نيار بن لوذان بن عبد ودّ بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب، يكنى أبا معن، قال الواقدي: قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو ابن أربع عشرة سنة، و كان قد تحوّل إلى مصر.
قال الهيثم بن عدي: مات في خلافة معاوية بالمدينة.
ص: 56
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (1):
في الطبقة الخامسة: مسلمة بن مخلّد بن الصّامت بن نيار بن لوذان بن عبد ود بن زيد ابن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج، و يكنى أبا معن، و أمّه مندوس بنت عمرو بن حبيس (2) بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة.
قال محمّد بن عمر: قد روى مسلمة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و تحوّل إلى مصر فنزلها، و كان مع أهل خربتا (3)،و كانوا أشد أهل المغرب، و أعده، و كان له بها ذكر و نباهة، ثم صار إلى المدينة (4)،فمات بها في خلافة معاوية بن أبي سفيان.
أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي.
و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال:
و مسلمة بن مخلّد بن صامت بن نيّار بن لوذان بن عبد ودّ بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج كان أميرا على مصر، و مات بها.
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي - في كتابه - و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل ابن خيرون، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (5):
مسلمة بن مخلّد الزرقي (6) الأنصاري، قال عبد اللّه بن أبي الأسود عن ابن مهدي، عن موسى بن عليّ ، عن أبيه عن مسلمة بن مخلّد قال: قدم النبي صلى اللّه عليه و سلّم المدينة و أنا ابن أربع سنين، و توفي النبي صلى اللّه عليه و سلّم و أنا ابن أربع عشرة.
ص: 57
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):
مسلمة بن مخلّد الزرقي (2) الأنصاري ليست له صحبة، نزل مصر، و كان البخاري كتب أن له صحبة فغير أبي ذلك و قال: ليست له صحبة، روى عنه عليّ بن رباح، سمعت أبي يقول ذلك.
كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:
قال لنا أبو سعيد بن يونس:
مسلمة بن مخلّد بن الصّامت بن نيّار بن لوذان بن عبد ودّ بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج بن حارثة، يكنى أبا معن، و يقال: أبا سعيد، من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، شهد فتح مصر، و اختطّ بها، و ولي الجند لمعاوية بن أبي سفيان، و لابنه يزيد بن معاوية، روى عنه من أهل مصر: عليّ بن رباح، و هشام بن أبي رقية، و أبو قبيل، و هلال بن عبد الرّحمن، و مجمّع بن كعب و غيرهم، توفي بالإسكندرية سنة اثنتين و ستين في ذي القعدة.
أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمّد ابن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري، قال:
و أما مخلّد: الميم مضمومة، و اللام مشدّدة، فمسلمة بن مخلّد الزرقي الأنصاري، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و شكوا في صحبته.
و أخبرني ابن أبي حاتم - في كتابه - أن البخاري كتب أن له صحبة، قال: فغيّره أبي - يعني - أبا حاتم.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال:
ص: 58
و أما مخلّد: مسلمة بن مخلّد، له صحبة و رواية عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم، ولي مسلمة بن مخلّد مصر، و أقام بها إلى أن توفي.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا ابن منجويه، أنا الحاكم قال:
أبو معاوية - و يقال: أبو معمر - مسلمة بن مخلّد بن نيّار بن لوذان بن عبد ودّ بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج بن حارثة الأكبر الأنصاري، أمّه مندوس بنت عمرو بن حبيش، من بني ساعدة بن كعب، له صحبة من النبيّ صلى اللّه عليه و سلّم، سكن مكة، و يقال:
تحوّل إلى مصر، و يقال: مات في ولاية معاوية بالمدينة، حديثه في المصريين.
[قال الحاكم:] (1) حدّثنا محمّد بن عيسى، أنا موسى - يعني - ابن زكريا، أنا خليفة - يعني - ابن خيّاط قال: مسلمة بن مخلّد يكنى أبا معاوية، و قال في موضع آخر: أبو معمر، و يقال أبو معاوية، و ساق نسبه كما تقدم، ثم قال: كنّاه محمّد بن عمر الواقدي.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:
مسلمة بن مخلّد الزرقي الأنصاري، روى عنه عليّ بن رباح (2)،و مجمّع بن يعقوب (3)،أسلم و هو ابن أربع سنين، و مات النبي صلى اللّه عليه و سلّم و هو ابن عشر، و قيل: ابن أربع عشرة، عداده في أهل مصر، قاله لي أبو سعيد بن يونس بن عبد الأعلى.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي زكريا البخاري.
و حدّثنا خالي أبو المعالي القاضي، نا أبو الفتح الزاهد، أنا أبو زكريا البخاري.
نا عبد الغني بن سعيد قال: مخلّد بضم الميم و فتح الخاء، و تشديد اللام و الدّال:
مسلمة، له صحبة.
أنبأنا أبو علي الحدّاد، قال: قال لنا أبو نعيم (4):
مسلمة بن مخلّد (5) الزرقي الأنصاري، و هو مسلمة بن مخلّد بن صامت بن نيّار بن
ص: 59
لوذان بن عبد ودّ بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج، مولده مقدم النبي صلى اللّه عليه و سلّم المدينة، و قيل: بل كان له أربع سنين حين قدمها، و قبض النبي صلى اللّه عليه و سلّم و هو ابن عشر سنين، أو أربع عشرة سنة، سكن مصر، توفي سنة اثنتين و ستين، حديثه عند عليّ بن رباح، و مجمّع بن جبير (1)،و معاوية بن خديج، و مكحول، و جبلة بن عطية.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن هبة اللّه، قال (2):
و أما مخلّد فتح الخاء المعجمة، و فتح اللام و تشديدها.
[و قال:] (3) و نيّار أوله نون مكسورة و آخره راء، فهو: مسلمة بن مخلّد بن الصّامت بن نيّار بن لوذان، أنصاري، له صحبة و رواية عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم، روى عنه علي بن قادم و غيره، ولي مصر، و أقام بها إلى أن مات.
[قال ابن عساكر:] (4) كذا قال، و إنما هو عليّ بن رباح.
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أنا أبو الفضل الرّازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أبو بكر، نا وكيع، عن موسى بن عليّ ، عن أبيه، عن مسلمة بن مخلّد قال:
ولدت حين قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم المدينة، و قبض و أنا ابن عشر.
أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا عثمان، نا وكيع، أنا موسى بن عليّ ، عن أبيه قال:
سمعت مسلمة بن مخلّد يقول:
ولدت مقدم النبي صلى اللّه عليه و سلّم المدينة، و قبض النبي صلى اللّه عليه و سلّم و أنا ابن عشر سنين.
و هكذا رواه أبو بكر بن أبي شيبة، و أحمد بن حنبل عن وكيع، و خالفه ابن مهدي، و معن بن عيسى.
أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن رزق،
ص: 60
أنا إسماعيل بن علي الخطبي، و أبو علي بن الصوّاف، و أحمد بن جعفر بن حمدان، قالوا:
أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي.
ح و أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، نا أبو بكر الخطيب، أنا ابن رزقويه، أنا ابن السمّاك، نا حنبل، حدّثني أبو عبد اللّه.
نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا موسى، عن أبيه، عن مسلمة بن مخلّد قال:
قدم النبي صلى اللّه عليه و سلّم المدينة و أنا ابن أربع سنين، و توفي و أنا ابن أربع عشرة (1).
زاد حنبل: قال أبو عبد اللّه: إذا اختلف وكيع و عبد الرّحمن، فعبد الرّحمن أثبت لأنه أقرب عهدا بالكتاب.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد، نا أحمد ابن الحسن (2) بن زنبيل، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل، نا محمّد بن إسماعيل، حدّثني إبراهيم بن المنذر، نا معن، نا موسى بن عليّ ، عن أبيه عن مسلمة بن مخلّد قال:
أسلمت و أنا ابن أربع سنين، و توفي النبي صلى اللّه عليه و سلّم و أنا ابن أربع عشرة.
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، و أبو سعد محمّد ابن علي بن محمّد.
قالوا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا أبو محمّد بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان (3)، نا إبراهيم بن المنذر، نا معن، عن موسى بن عليّ ، عن أبيه، عن مسلمة بن مخلّد قال: قدم النبي صلى اللّه عليه و سلّم المدينة و أنا ابن أربع سنين، و توفي و أنا ابن أربع عشرة سنة (4).
قال يعقوب: و أهل المدينة يقولون: لم يسمع من النبي صلى اللّه عليه و سلّم شيئا لا هو و لا بسر بن أرطأة (5)،و أهل الشام يقولون: قد سمعا، و اللّه أعلم.
ص: 61
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد ابن محمّد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري، أخبرني أبو جعفر بن زهير، نا أبو كريب، نا أبو معاوية - فيما أظن - نا موسى بن عليّ ، عن أبيه، عن مسلمة بن مخلّد قال: قدم النبي صلى اللّه عليه و سلّم و أنا ابن أربع سنين.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني الحكم بن الصلت قال: سمعت يزيد بن شريك الفزاري يقول: أنا في زمن عمر بن الخطّاب أرعى البهم قلت: من كان يبعث إليكم ؟ قال: مسلمة بن مخلّد، فكان يأخذ الصدقة من أغنيائنا فيردّها على فقرائنا.
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، أنا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.
قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: قال ابن بكير:
قال الليث:
و في سنة سبع و أربعين نزع عقبة بن عامر من مصر، و أمّر مسلمة.
قال: و سمعت ابن بكير يقول: ولّى معاوية أخاه عتبة مصر، ثم عقبة ثم مسلمة بن مخلّد، فمات معاوية و مسلمة عليها، و مات مسلمة زمان يزيد و هو أمير عليها.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):
قال أبو عبيدة: و كان على فلسطين الميسرة مسلمة الأنصاري - يعني - بصفّين مع معاوية.
قال: و نا خليفة قال: و من عمّال - يعني - معاوية عليها - يعني - مصر: عمرو بن العاص، و كان عمرو إذا شخص ولّى مسلمة الأنصاري، و ربما ولّى وردان مولاه، فلم يزل عمرو عليها حتى مات عمرو، فولاها معاوية عتبة بن أبي سفيان، ثم عزله و ولّى عبد الرّحمن ابن أم
ص: 62
الحكم ابنة أبي سفيان، ثم عزله، و ولّى معاوية بن حديج الكندي ثم مسلمة بن مخلّد حتى مات معاوية، فأقرّه يزيد ثم عزله، و ولّى سعيد بن يزيد حتى مات يزيد.
قال: و نا خليفة قال (1):و فيها - يعني - سنة خمسين وجه مسلمة بن مخلّد - و هو أمير بمصر - معاوية بن حديج إلى بلاد المغرب (2)،فأصاب سبيا و قفل سالما؛ و فيها (3)-يعني - سنة أربع و خمسين أغزى مسلمة بن مخلّد خالد بن ثابت بن الفهمي بلاد المغرب، و أمره أن يستخلف أبا المهاجر دينار مولى (4) الأنصار، فانصرف و خلّف أبا المهاجر.
و ذكر أبو عمر محمّد بن يوسف أنه توفي و هو وال على مصر، و كانت ولايته عليها خمس عشرة سنة و أربعة أشهر (5).
أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد القاهر، و أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن نصر ابن الزاغوني، قالا: أنا المبارك بن عبد الجبّار، أنا أبو بكر محمّد بن سعيد بن يعقوب بن إسحاق الصيدلاني، أنا عمر بن محمّد بن سيف، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا عمرو بن عثمان، و عبد اللّه بن محمّد الزهري، قالا: نا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة، عن مجاهد قال:
كنت أتحدّى الناس بالحفظ ، فصليت خلف مسلمة بن مخلّد فقرأ بسورة البقرة، فما ترك منها واوا و لا ألفا (6).
قال عمرو: زادني أبي عن سفيان: فلم يخطئ ألفا و لا واوا.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (7):
ص: 63
و مات في آخر خلافة معاوية مسلمة بن مخلّد.
[قال ابن عساكر:] كأنه - يعني - سنة ستين، و قد قيل إنه عاش بعد ذلك.
أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحدّاد، قالا: أنا أبو نعيم، نا أبو محمّد بن حيان، نا الفضل بن العباس، نا يحيى بن بكير، نا الليث بن سعد قال: و في سنة ثنتين و ستين توفي مسلمة بن مخلّد.
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، حدّثني ابن بكير، حدّثني الليث قال:
و في سنة اثنتين و ستين توفي مسلمة بن مخلّد، قال ابن بكير: و هو أمير، و أمّر سعيد بن يزيد (1) على أهل مصر في ذي الحجّة.
مولى سعيد بن عبد الملك بن مروان الأموي، و هو أخو ذويد بن نافع، من أهل دمشق.
حدّث عن أخيه ذويد بن نافع.
روى عنه: بقية بن الوليد.
أنبأنا أبو القاسم النسيب، أنا أبو القاسم بن الفرات - قراءة - أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو الحسن بن جوصا، نا أبو التقي هشام بن عبد الملك اليزني (2)،نا بقية بن الوليد، نا مسلمة بن نافع، عن أخيه ذويد بن نافع عن عبد اللّه بن شهاب أخي الزهري، نا أنس بن مالك قال:
جاءت امرأة إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقالت: يا رسول اللّه، إنّ في بطني حدثا فأقم عليّ حدّ اللّه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لا يقتل ما في بطنك من أجلك، اذهبي حتى تضعيه»، فذهبت،
ص: 64
فلما وضعته جاءت فقالت: يا رسول اللّه، قد وضعته، قال:«اذهبي فارضعيه حتى تفطميه»، فذهبت فأرضعته حتى فطمته، ثم جاءت فقالت: يا رسول اللّه، قد فطمته، قال:«اذهبي فأكفليه قوما»، فذهبت ثم جاءت هي و أخت لها تماشيان، فقالت: يا رسول اللّه، هذه أختي تكفله، فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يعجب منها و من أختها، ثم أمر بها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أن يحفر لها، ثم قال:«إذا وضعتموها في حفرتها، فليذهب رجل منكم بين يديها كأنه يريد أن يشغلها، حتى إذا شغلها فليذهب رجل منكم من خلفها بحجر عظيم فليرم به رأسها»[12066].
[قال ابن عساكر:] (1) كذا في الأصل، ذويد بالذال المعجمة (2)،و هي نسخة عتيقة.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا ابن جوصا - إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا أبو الحسين الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: مسلمة بن نافع - زاد الكلابي: أخو ذويد بن نافع-.
قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني، و ذكر أنه وجده بخط بعض أصحاب الحديث، مسلمة بن نافع أخو ذويد به نافع، دمشقي (3).
أبو شاكر الأموي (4)
كان شريفا ممدّحا، ولي في أيام أبيه الموسم، و غزو الصائفة، و أمّه أمّ حكيم بنت يحيى بن الحكم بن أبي العاص، و داره بدمشق هي المعروفة بدار أماجور لزيق الجامع من ناحية باب البريد، و لزيق دار أبي الدّرداء.
ص: 65
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال: و ولد هشام بن عبد الملك مسلمة، و هو أبو شاكر، و له يقول ابن أذينة (1)(2):
أتينا نمّت بأرحامنا *** و جئنا بإذن أبي شاكر (3)
بإذن الذي سار معروفه *** بنجد و غار مع الغائر
إلى خير خندف في ملكه *** لباد من الناس أو حاضر
قال ذلك عروة بن أذينة حين سألهم هشام بن عبد الملك ما جاء بكم، و لذلك حديث، و له يقول أبو الأبيض سهيل بن أبي كثير:
بث أبو شاكر فينا *** ورقا بيضا و سودا
و كسانا شطويا *** معلّمات و برودا
ترك المسكين منا *** حسن الثوب جديدا
و لقد كنا جميعا *** أقشب الناس جلودا
قسم الخمس علينا *** و خرج منا حميدا
و أتى اللّه بيسر *** أذهب العيش الشديدا
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم البجلي، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: ولد هشام ممن يذكر عنه إمارة أو فقه فذكر فيهم مسلمة بن هشام.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (4):
و أقام الحجّ - يعني - سنة تسع عشرة و مائة مسلمة [بن هشام بن عبد الملك] (5) أبو شاكر.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا
ص: 66
أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني محمّد بن عبد اللّه، عن الزهري.
إن هشام بن عبد الملك، استعمل ابنه أبا شاكر، و اسمه مسلمة بن هشام، على الحجّ سنة ست عشرة و مائة، و أمر الزهري أن يسير معه إلى مكة، و وضع عن الزهري من ديوان مال اللّه سبعة عشر ألف دينار، فلما قدم أبو شاكر المدينة أشار عليه الزهري أن يصنع إلى أهل المدينة خبزا، و حضه على ذلك، فأقام بالمدينة نصف شهر، و قسم الخمس على أهل الديوان، و فعل أمورا حسنة، و أمره الزهري أن يهلّ من باب مسجد ذي الحليفة إذا انبعثت به راحلته، و أمره محمّد بن هشام بن إسماعيل المخزومي أن يهلّ من البيداء، فأهلّ من البيداء (2).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن هبة اللّه، أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (3) قال: قال ابن بكير قال الليث بن سعد:
و حجّ عامئذ - يعني - سنة تسع عشرة و مائة بالناس مسلمة ابن أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك بن مروان.
قال يعقوب: و قسم أبو شاكر على أهل الديوان خمسة الدنانير كلّ رجل، و رضخ لأهل المدينة رضخا تافها و ساق بدنا و أهلّ من البيداء.
أخبرنا أبو غالب البصري، أنا محمّد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد الأشناني، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري قال (4):
سنة عشرين و مائة غزا مسلمة بن هشام أرض الروم.
و في (5) سنة إحدى و عشرين و مائة غزا مسلمة بن هشام (6) على الصائفة، و سار معه هشام حتى أتى ملطية.
ص: 67
أنبأنا أبو القاسم النسيب و غيره، قالا: نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا ابن عائذ، أنا الوليد، أخبرني شيخ من آل معاوية بن هشام قال: توفي سنة تسع عشرة و مائة، و غزا الصائفة بعده مسلمة بن هشام، و قال غير ذلك الشيخ: أن هشاما أغزى في سنة إحدى و عشرين و مائة مسلمة بن هشام، و يحيى بن هشام بن عبد الملك ذلك العام ملطية، فرابط بها تلك السنة.
أنبأنا أبو القاسم أيضا، و أبو الوحش المقرئ و غيرهما، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو الحسن محمّد بن جعفر النحوي - بالكوفة - أنا ابن الأنباري، نا أبي عن أبي عكرمة قال:
لما مدح الكميت مسلمة بن هشام قال له مسلمة: لو قلت فيّ مثل ما قال الأخطل [في يزيد - يعني قصيدته الدالية (1)،فقال الكميت: إن أنت أعطيتني ما أعطى يزيد الأخطل] (2)فعلت و كان يزيد أعطى الأخطل سبعين ألف درهم، فقال هشام: أنا أفعل فعمل الكميت فيه:
أ في اليوم تقضى حاجة النفس أم غدا *** و ما بعد بعد كان إن كان أبعدا
كان يسكن قرية الجامع من قرى المرج.
حكى عن أبيه.
حكى عنه: عبد العزيز بن عبد الغفّار بن إسماعيل المخزومي.
و ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز، و ذكر امرأته أمة العزيز ابنة عبد العزيز بن عبد الرّحمن بن الوليد بن عبد الملك.
ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص، و يقال: مسلمة بن يعقوب بن إبراهيم
ابن الوليد بن عبد الملك بن مروان الأموي
و هو الذي وثب على أبي العميطر علي بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية، و خلعه من الخلافة، و بايع لنفسه بدمشق أيام المأمون.
ص: 68
قرأت بخط أبي الحسين الرّازي، حدّثني محمّد بن أحمد بن غزوان، نا أحمد بن المعلّى، نا صالح بن البختري، حدّثني النضر بن يحيى قال:
و قبل أن ينصرف ابن بيهس في علته إلى حوران، جمع رؤساء بني نمير فقال لهم: قد كان من علّتي ما ترون، فارفقوا ببني مروان بن الحكم، و الطفوا بهم، و عليكم بمسلمة بن يعقوب بن علي بن محمّد بن سعيد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، فإنه ركيك، و هو ابن أختكم، فأعلموه أنكم لا تثقون ببني أبي سفيان و أنكم تثقون به، و تبايعونه، ثم أنشدهم:
كيدوا العدو بأن تبدوا مباعدتي *** و لا تنوا في الذي فيه لهم تلف
و كاتبوني بما تأتون من هنة *** حتى تكون إليّ الرّسل تختلف
فاجتمعت بنو نمير إلى مسلمة بن يعقوب، فكلّموه و بذلوا له البيعة، فقبل منهم و جمع مواليه و أهل بيته، فدخل إلى أبي العميطر في الخضراء، كما كان يدخل للسلام عليه، و قد أعدّ لحجاب أبي العميطر عدادهم، فلمّا سلّم عليه و جلس معه في الخضراء قبض على أبي العميطر فشدّه في الحديد، و بعث إلى رؤساء بني أمية عن لسان أبي العميطر يأمرهم بالحضور، فجعل كلّ من دخل يقال له: بايع، و السيف على رأسه، فيبايع (1)،و أدنى مسلمة القيسية، و لبس الثياب الحمر، و جعل أعلامه حمراء، و أقطع بني نمير ضياع المرج، و جعل لكلّ رجل من وجوه قيس بمدينة دمشق منزلا، و ولاّهم، فقال له أبو العميطر يوما و قد دعا به و هو مقيّد، فنظر إلى قيس في الثياب الحمر، و مسلمة كذلك، فقال له: لو حمّرت استك كان خيرا لك، فأمر به، فسحب و خرج ابن بيهس من العلة، فجمع جماعة و أقبل يريد دمشق، فقال (2) مسلمة بن يعقوب لمن معه من هوازن: هذا صاحبكم، يريد بنا ما فعل بأبي العميطر، فقالوا له: ما هو لنا بصاحب، و ما نعرف (3) غيرك، و هذه سيوفنا دونك، و أنشده بعضهم:
ستعلم نصحنا إن كان كون *** و تعلم أنّنا صبر كرام
حماة دون ملكك غير ميل *** إذا ما جدّ بالحرب احتدام
و سوف نريك في الأعداء ضربا *** يطير سواعد منهم و هام
و طعنا في النحور بدابلات *** طوال في أسنّتها الحمام
ص: 69
فوثق بهم مسلمة، و تزيد في برّهم، و أقبل ابن بيهس حتى نزل قرية الشّبعاء (1) و أصبح منها غاديا إلى مدينة دمشق، و صاح الديدبان (2) بالسلاح، و خرج مسلمة، و خرجت معه القيسية، فقاتلوا ذلك اليوم مع مسلمة قتالا شديدا، و كثرت الجراحات في الفريقين، و انصرف ابن بيهس، و قد ساء ظنه بقيس،[فكتب إليهم:] (3)
سيكفي اللّه و هو أعزّ كاف *** أمير المؤمنين ذوي الخلاف
و كلّ مقدّر في اللوح يأتي *** و كلّ ضبابة فإلى انكشاف
و ما أنا بالفقير إلى نصير *** سوى الرّحمن و الأسل العجاف
و عندي في الحوادث صبر نفس *** على المكروه أيام الثّقاف
و عن حقّ أدافع أهل جور *** و شتى بين قصد و انحراف
فهابت القيسية على أنفسها، فدخلوا على مسلمة فكلّموه على وجه النصيحة له، و قد أضمروا الغدر به، فقالوا له: نرى أن نخرج إلى ابن بيهس فنسأله الرجوع عنا، و حقن الدماء بيننا، فإن فعل و إلاّ ثبّطنا أصحابنا عنه، و من أطاعنا، و استملنا من قدرنا عليه، فقال لهم:
الصواب ما رأيتم، و طمع أن يفوا له، و لم يكن تهيأ لهم ما أرادوا بمدينة دمشق، فخرجوا إلى ابن بيهس فباتوا عنده و أحكموا الأمر معه، و صبّح دمشق بالخيل و الرّجّالة و السلالم، و نشب القتال، و صعد أصحاب ابن بيهس السور بناحية باب كيسان، فلم يشعر بهم أصحاب مسلمة إلاّ و هم معهم في مدينة دمشق، فأجفلوا هربا إلى مسلمة، فدعا بأبي العميطر، ففكّ عنه الحديد و لبسا ثياب النساء، و خرجا مع الحرم من الخضراء، و خرجا من باب الجابية حتى أتوا المزّة، و دخل ابن بيهس مدينة دمشق يوم الثلاثاء لعشر خلون من المحرم سنة ثمان و تسعين و مائة، و غلب عليها فلم يزل يحارب أهل المزّة و داريا و بيت لهيا إلى أن صالحه أهل بيت لهيا، و أقام على حرب أهل المزّة و داريا و هو مقيم بدمشق أميرا متغلبا عليها إلى أن قدم عبد اللّه بن طاهر دمشق سنة ثمان و مائتين، و خرج إلى مصر، و رجع إلى دمشق سنة عشر و مائتين، و حمل ابن بيهس معه إلى العراق، و مات بها، و لم يرجع إلى دمشق.
قال: و نا محمّد بن عون، نا محمّد بن أحمد بن أبي خراسان قال: لما دخل مسلمة بن
ص: 70
يعقوب الخضراء و قبض على أبي العميطر قال للحطاب بن وجه الفلس: خذ لي البيعة على الناس بالإمرة، فإن الأمير يكون خليفة، و لا يكون الخليفة أميرا، فقال له: لا تبايع إلاّ بالخلافة، فقال له مسلمة: إنّ خلافة لا تقوم إلاّ بتدبيرك (1) لخلافة لا تتم.
قال: و نا صالح بن البختري قال:
توفي مسلمة بن يعقوب في المزّة، فصلى عليه أبو العميطر، فلمّا رفعت جنازته قال له أبو العميطر: رحمك اللّه، و إن كنت قد ظلمتني و ظلمت نفسك.
قال أحمد بن المعلّى: فحدّثنا الحسن بن عبد العزيز، حدّثني الحارث بن حسّان قال:
ما عاش أبو العميطر بعد مسلمة إلاّ قليلا حتى مات في المزّة أيضا، و دفنه أهل المزّة في حانوت، و قصدوا في ذلك أن يخفى قبره حتى لا ينبش.
7404 - المسلّم (2) بن أحمد بن الحسين أبو الفضل، و يقال: أبو الغنائم،
و يقال: أبو القاسم الأنصاري الكعكي الحلاوي المعروف بابن بخانبة
سمع أبا محمّد بن أبي نصر.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، و عمر الدّهستاني، و عبد اللّه بن السّمرقندي، و نجا بن أحمد، و كنّاه أبا الغنائم.
و حدّثنا عنه أبو محمّد بن الأكفاني، و كنّاه أبا القاسم، و الفقيه أبو الحسن السلمي.
حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا أبو محمّد الكتّاني - لفظا - و أبو الفضل المسلّم ابن أحمد الكعكي - بقراءتي عليه - قالا: أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم التميمي، نا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم القاضي - إملاء بدمشق - نا أبو زرعة، نا أحمد بن صالح، نا ابن وهب، حدّثني محمّد بن أبي حميد، عن إسماعيل بن محمّد، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:
ص: 71
«من سعادة ابن آدم رضاه بما يقضي اللّه، و استخارة اللّه، و من شقوة ابن آدم سخطه بما يقضي اللّه، و تركه استخارة اللّه، و من سعادة ابن آدم ثلاث، و من شقوته ثلاث، فمن سعادته:
المرأة الصالحة، و الخادم الصالح، و المسكن الصالح، و من شقوته: المرأة السوء، و الخادم، [السوء] (1) و المركب السوء»[12067].
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب قال: مسلّم بن أحمد بن الحسين أبو القاسم الكعكي، من أهل دمشق، حدّث عن أبي محمّد بن أبي نصر، كتبت عنه.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):
و أما مسلّم بفتح السين و اللام المشددة، مسلّم بن أحمد بن الحسين أبو القاسم الكعكي، دمشقي، يعرف بابن بخانية، كتبت عنه،[كتب] (3) عن ابن أبي نصر.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني قال:
توفي المسلّم بن أحمد بن محمّد الأنصاري في شهر رمضان من سنة ست و ستين، حدّث عن أبي محمّد بن أبي نصر.
سمع أبا الحسن بن أبي الحديد، و أبا بكر الخطيب.
كتب عنه: رشأ بن نظيف.
قرأت بخط رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش الضرير عنه، أنشدني أبو الفضل المسلم بن إبراهيم السلمي البزّاز:
ما في زمانك من تأمن خيانته *** و لا صديق إذا خان الزمان و فى
فعش وحيدا و لا تركن إلى أحد *** فليس في الناس خير يرتجى و كفى
قرأت بخط أبي الحسن علي بن الخضر القرشي الحاسب.
أن المسلم بن إبراهيم مات في رجب سنة خمس و خمسين و أربعمائة.
ص: 72
أبو الفضل بن أبي محمّد الأزدي البزّاز
قرأ القرآن على أبي الحسن الربعي، و على أبي علي الأهوازي بالسبعة.
و سمع أبوي الحسن: أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي (1)،و علي بن الحسن بن أبي زروان الربعي (2)،و أبا القاسم بن الطّبيز (3).
و كتب كثيرا، و استورق، و لم يحدّث.
قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني: توفي أبو الفضل المسلم بن الحسن بن هلال بن الحسن البزّاز - رحمه اللّه - يوم الأربعاء و دفن يوم الأربعاء السابع و العشرين من شهر ربيع الأول سنة سبع و ستين و أربعمائة بصور، و كان حافظا للقرآن بعدة روايات، قرأ بها على أبي الحسن علي ابن الحسن بن أبي زروان الربعي، و سمع الحديث منه، و من أبي الحسن العتيقي البغدادي، و عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن الطّبيز، و من بعدهم، و كتب من مصنفات الإمام الخطيب الحافظ رحمه اللّه، و استورق كثيرا، و لم يحدّث بشيء.
سمع تمام بن محمّد، و أبا القاسم عبد الرّحمن بن عمر بن نصر بن محمّد بن نصر (4)، و حدّث.
كتب عنه: نجا بن أحمد العطّار.
قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد العطّار، و أنبأني أبو الفرج غيث بن علي عنه، أنا الشيخ أبو الغنائم المسلم بن الحسين بن عبد اللّه، نا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عمر بن نصر ابن محمّد بن نصر، أنا أبو بكر محمّد بن علي العطوفي قال: قرئ على الحسن بن سفيان و أنا أسمع حدّثكم محمّد بن عبّاد المكي، نا حاتم، عن شريك، عن الأعمش، عن يزيد بن أبان، عن الحسن، عن أنس.
ص: 73
أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«القرآن غنى لا فقر بعده، و لا غنى دونه»[12068].
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني قال:
توفي مسلم بن الحسين الرفافي في سنة اثنتين و خمسين و أربعمائة، كان يسمع معنا، حدّث عن تمام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر.
كان في صباه أجير خبّاز، ثم حفظ القرآن، و تأدّب، و قال الشعر، و اشتغل بتأديب الصبيان، فحسن أثره في ذلك، و ظهر له اسم في إجادة التعليم، و الحذق بالحساب، حتى كثر زبونه، و سمعته ينشد لنفسه قصيدة رثى بها شيخنا الفقيه أبا الحسن السلمي، لم يقع لي إلى الآن، و كان إنشاده إياها على قبره عقيب وفاته.
و مات مسلم و هو شاب يوم الجمعة قبل الصّلاة الخامس و العشرين من جمادى الأولى سنة أربع و أربعين و خمس مائة، و دفن بعد العصر من ذلك اليوم بباب الصغير.
شاب شاعر، قدم [دمشق] (1) على ما ذكر لي أبو اليسر شاكر بن عبد اللّه التّنّوخي، و أنشدني له قصيدة يمدح بها أتابك زنكي (2) بن آقسنقر نصير أمير المؤمنين، صاحب الشام، أنشده إياها بقلعة حمص.
قال: و كان ملك الروم نزل شيزر، و حاصرها، و أشرفت منه على الهلاك، و كان أتابك (3) يركب كلّ يوم في جيشه، و يقف على تل أرجزا و لا يزول عنه إلى المغرب، و ملك الروم على جريجنس - جبل شرقي شيزر - ينظر إلى الجيش فإذا قال له الفرنج: دعنا نأخذ العسكر و نمضي إليه يقول لهم: هذا زنكي أتابك يعتبئ النهار كله في هذه المدة لأي سبب ؟ إنّما يريدني أركب إليه، و إذا حصلنا معه في أرض واحدة ما يبقى لنا سبيل إلى السلامة، و قد
ص: 74
جعل تحت كلّ مكمن كمينا، و نحن الآن على هذا الجبل في حصن، و بيننا و بينه العاصي.
و ألقى اللّه في قلب ملك الروم منه الرعب حتى رحل عنها بعد إحدى و عشرين يوما (1)، و طلب درب أفامية (2)،و ترك مجانيقه العظام (3)،و تبعه أتابك إلى بعض الطريق، و عاد ظافرا قد حفظ الإسلام بالشام، و رفع المجانيق إلى قلعة حلب المحروسة، فوصف مسلم بن الخضر بن المسلم بن قسيم الحال فقال (4):
بعزمك أيها الملك العظيم *** تذلّ لك الصعاب و تستقيم
رآك الدهر منه أشدّ بأسا *** و شحّ بمثلك الزمن الكريم
إذا خطرت سيوفك في نفوس *** فأول ما يفارقها الجسوم
و لو أضمرت للأنواء حربا *** لما طلعت لهيبتك الغيوم
أ يلتمس الفرنج لديك عفوا *** و أنت بقطع دابرها زعيم
و كم جرّعتها غصص المنايا *** بيوم فيه يكتهل الفطيم
فسيفك في مفارقهم خضيب *** و ذكرك في مواطنهم عظيم
و كلّ محصّن منهم أخيذ *** و كلّ محضّن فيهم يتيم
و لمّا أن طلبتهم تمنّى الفتية *** جوسلينهم اللئيم
أقام يطوف الآفاق حينا (5) *** و أنت على معاقلهم مقيم
ص: 75
فسار و ما يعادله مليك *** و عاد ما يعادله سقيم
يحاول أن يحاربك اختلاسا *** كما رام اختلاس الليث ريم
أ لم تر أن كلب [الروم] (1) لما *** تبين أنه الملك الرحيم
فجاء يطبّق الفلوات خيلا *** كأنّ الجحفل الليل البهيم
و قد نزل الزمان على رضاه *** فكان (2) لخطبه الخطب الجسيم
فحين رميته بك في خميس *** تيقّن أنّ ذلك لا يدوم
و أبصر في المفاضة منك جيشا *** فأحرف لا يسير و لا يقيم
كأنك في العجاج شهاب نور *** توقّد و هو شيطان رجيم
أراد بقاء مهجته فولّى *** و ليس سوى الحمام له حميم
يؤمل أن يجود بها عليه *** و أنت بها و بالدنيا كريم
رأيتك و الملوك لها ازدحام *** ببابك لا تزول و لا تريم
تقبّل من ركابك كلّ وقت *** مكانا ليس تبلغه النجوم
تودّ الشمس لو وصلت إليه *** و أن من الغزالة ما تروم
أردت فليس في الدنيا منيع *** وجدت فليس في الدنيا عديم
و ما أحييت فينا العدل حتى *** أميت بسيفك الزمن الظلوم
و صرت إلى الممالك في زمان *** به و بملكك الدنيا عقيم
تزخرف للأمير جنان عدن *** كما لعداه تستعر الجحيم
أقرّ اللّه عينك من مليك *** تخامر غبّ همّته الهموم
و لا برحت لك الدنيا فداء *** و ملكك من حوادثها سليم
و إن تك في سبيل اللّه تشقى *** فعند اللّه أجرك و النّعيم
و أنشدني أبو اليسر له أبياتا قالها في الملك العادل أبي القاسم محمود بن زنكي:
يا صاح هل لك في احتمال تحيّة *** تهدى إلى الملك الأغرّ جبينه
قف حيث تختلس النفوس مهابة *** و يفيض من ماء الوجوه معينه
فهنالك الأسد الذي امتنعت به *** و بسيفه دنيا الإله و دينه
ص: 76
فمن المهندة الرقاق لباسه *** و من المثقفة الدّقاق عرينه
تبدو الشجاعة من طلاقة وجهه *** كالرمح دلّ على القساوة لينه
و وراء يقظته أناة مجرّب *** للّه سطوة بأسه و سكونه
هذا الذي في اللّه صحّ جهاده *** هذا الذي في اللّه صح يقينه
هذا الذي بخل الزمان بمثله *** و المشمخرّ إلى العلى عرنينه
هذا عماد الدين و ابن عماده *** نسبا (1) كما انشقّ الوشيج رصينه
هذا الذي تقف الملوك ببابه *** هذا الذي تهب الألوف يمينه
ملك الورى ملك أغرّ متوج *** لا غدره يخشى و لا تلوينه
إن حلّ فالشرف التليد أنيسه *** أو سار فالظفر العزيز قرينه
فالدهر خاذل من أراد عناده *** أبدا و جبّار السماء معينه
و الدين يشهد أنه لمعزه *** و الشرك يعلم أنه لمهينه
ما زال يقسم أن يبدّد شمله *** و اللّه يكره أن تمين يمينه
حتى رمى بالأهوجية ركنه *** فانهدّ شامخه و حضّ ركينه
و فتح الرّها بالأمس فانفتحت له *** أبواب ملك لا يدال مصونه
دلف الأمير لها فهبّ لنصره *** منها مبارك طائر ميمون
و غدا يكون له بأنطاكية *** مشهور فتح في الزمان مبينه
طعن الجيوش برأيه و سنانه *** يوم اللقاء فما أبلّ طعينه
أبو القاسم الأطرابلسي المقرئ، المعروف بابن شفلح
خطيب جبيل (2).
حدّث بجبيل - من ساحل دمشق - عن أبي القاسم حمزة بن عبد اللّه بن الحسن، و أبي عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن أبي كامل، و أبي سعد عثمان بن محمّد بن يوسف الطبري - نزيل عسقلان.
ص: 77
روى عنه: أبو عبد اللّه الحسن بن علي بن الهيثم بن محمّد اللاذقي التميمي، و أبو طالب عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن الشيرازي.
7411 - المسلّم (1) بن عبد الواحد بن محمّد بن (2) عمرو أبو البركات المعيوفي (3)
حدّث بدمشق و مصر: عن أبي القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر، و أبي محمّد بن أبي نصر.
عنه: أبو بكر الخطيب، و عمر بن عبد الكريم الدّهستاني.
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن، نا عمر بن أبي الحسن الحافظ ، أنا المسلّم بن عبد الواحد بن محمّد بن عمرو المعيوفي، أبو البركات (4) الدمشقي - بمصر - أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر - بدمشق - نا علي بن يعقوب بن أبي العقب الهمداني، نا عبد الرّحمن بن عمرو سنة ثمانين و مائتين، نا علي بن عياش الألهاني الحمصي أبو الحسن البكاء، نا شعيب بن أبي حمزة، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل»[12069].
أخبرناه عاليا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي أبو العباس، أنا أبو محمّد (5) بن أبي نصر.
ح و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا تمام بن محمّد، و عبد الرّحمن (6) بن عثمان، و أبو نصر بن الجندي، و محمّد بن عبد الرّحمن، و عبد الرّحمن ابن الحسين بن الحسن، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو زرعة فذكر بإسناده مثله.
أخبرني أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أخبرني أبو بكر الخطيب قال:
مسلّم بن عبد الواحد [بن محمّد] (7) بن عمرو أبو البركات المعيوفي، من أهل دمشق، حدّث عن أبي محمّد بن أبي نصر، كتبت عنه.
ص: 78
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (1):
و أما مسلّم بفتح السين و اللام المشددة: مسلّم بن عبد الواحد بن محمّد بن عمرو أبو البركات المعيوفي الدمشقي، حدّث عن أبي محمّد بن أبي نصر.
أبو الفضل الإيادي البزاز المعروف بابن شقيقة
حدّث عن أبي الحسين بن أبي نصر.
و سمع أبا القاسم بن الفرات.
كتب عنه عمر بن أبي الحسن الدّهستاني.
قدم دمشق، و حدّث بها عن محمّد بن سنان الشّيزري التنوخي.
عنه: أبو بكر الربعي البندار.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو نصر بن الجبّان (2)،أنا محمّد بن سليمان الربعي، نا أبو الحسن مسلم بن علي بن سويد، قدم علينا دمشق، نا محمّد ابن سنان التنوخي، نا إبراهيم بن مصعب بن الحارث الأنصاري، نا الحسن بن أبان العجلي، عن محمّد بن معروف المكي، عن أبيه قال:
قام رجل إلى علي بن أبي طالب - عليه السلام - فذمّ الدنيا، فقال له علي: إنّ الدنيا دار صدق لمن صدقها، و دار غناء لمن تزوّد منها، و دار عافية لمن فهم عنها، هي مسجد أحباء اللّه و مهبط وحيه، و متجر أوليائه، اكتسبوا منها الجنّة، و ربحوا فيها الرحمة، فمن ذا الذي يذمّها، و قد آذنت ببينها، و نادت بانقطاعها، و نعت نفسها، و أهلها، فيها أيّها الذام الدنيا، المعتلّ بغرورها، متى استذمّت إليك الدنيا؟ و متى غرّتك ؟ أ بمنازل آبائك من الثرى، أم بمضاجع أمهاتك من البلى ؟ كم مرّضت بكفيك، و عالجت بيديك تبتغي له الشفاء، و تستوصف له الأطباء لم تسعف له بطلبتك، مثلت له الدنيا بعيبها، و بمصرعه مصرعك غدا، لا يغني بكاؤك و لا ينفعك أحباؤك.
ص: 79
ثم انصرف إلى القبور، فقال: يا أهل القبور، يا أهل الضيق و الوحدة، يا أهل الغربة و الوحشة، أما الدور فقد سكنت، و أمّا الأموال فقد قسّمت، و أما الأزواج فقد نكحت، فهذا خبر ما عندنا، فما خبر ما عندكم ؟ ثم التفت إلى أصحابه فقال: أما على ذلك، فلو أذن لهم في الجواب لأجابوا: إنّ خير الزاد التقوى.
و قال أبو نصر بن الجبّان في نسخة أخرى: قدم علينا مع وصيف الحافظ .
ألّف رسالة في تفضيل دمشق على غيرها من البلاد، و ذكر فيها بعض خواصّها، و بعض ما قالت الشعراء في وصفها، و لم يبلغ في ذلك كنه حقها، و لم يوفها، فقال في أثناء الرسالة:
و من صفتها - و أظن هذه الأبيات له:-
دمن كأنّ رياضها *** يكسين أعلام المطارف
و كأنّما نوّارها *** يهتز بالريح العواصف
طرر الوصائف يلتفت *** ن بها إلى طرر الوصائف
و كأنّما غدرانها *** فيها عشور في مصاحف
ثم قال بعد أوراق: و لقد سافرت عن دمشق دفعات، فكان إنشادي:
و ما ذقت طعم الماء إلاّ وجدته *** كأن ليس بالماء الذي كنت أعرف
و لا مر صدري مذ تناءت بي الهوى *** أنيس و لا مال و لا متصرّف
و لم أحضر اللذّات إلاّ تكلّفا *** و أيّ سرور يقتضيه التكلّف
مات أبو الفتح في سنة ستين و أربعمائة، على ما بلغني.
7415 - مسلم بن إياس العنزي الجسري (1)
من أهل العراق.
قدم دمشق.
ص: 80
حكى عنه أبو عبيدة معمر بن المثنّى.
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم، و أبو الوحش عنه، أنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد، أنا أبو حاتم، عن أبي عبيدة قال:
أجريت الخيل بالكوفة أيام عبيد اللّه بن زياد في خلافة يزيد فسبق الناس حرملة بن جنادة بن جابر الجسري على فرس يقال لها: الوردة.
فقال مسلم بن إياس الجسري، فخرجت إلى الشام، فلمّا دنوت من دمشق إذا أنا بشاب على ظهر الطريق قد صرع حمار وحش عليها، فتأملتها فعرفتها، فقال لي: أتعرفها؟ قلت:
نعم، هذه الجسريّة، فقال: هي و اللّه، نحن افتليناها و صنعناها، و قدناها إلى الخليفة، و هي التي يقول فيها حرملة بن جنادة:
كيف ترى الوردة بنت الورد *** تعترق الخيل ببسط الشّدّ
منسوبة من الخيار التّلد *** من إرث زيد و أبيه عبد
و جابر أكرم به من جدّ *** نحن استللناها بفحل نهد
موثق الخيل أسيل الخدّ *** كأنه يوم ابتدار المجد
و احتل في معمعة و كدّ *** يحث بالزّجر و وقع القد
قطاة في حين غدت للورد *** فأحرزت سبقتها لم تكد (1)
7416 - مسلم بن الحارث بن مسلم، و يقال: الحارث بن مسلم التميمي (2)
روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و يقال: بل روى عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم.
روى عنه: ابنه الحارث بن مسلّم بن الحارث، و يقال: بل روى عنه عبد الرّحمن بن حسّان.
و وفد على عمر بن عبد العزيز.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة،
ص: 81
أنا أبو حاتم سهل بن السري، نا حامد بن سهل البخاري، نا دحيم، و هشام بن عمّار، قالا:
أنا الوليد بن مسلم، نا عبد الرّحمن بن حسّان الكناني (1)،عن الحارث بن مسلم بن الحارث (2) التميمي، عن أبيه.
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كتب له كتابا بالوصاة إلى من بعده لمن ولاة الأمر، و ختم عليه[12070].
أخبرناه عاليا أبو الفتح عبد اللّه بن محمّد بن البيضاوي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا الصريفيني، أنا محمّد بن عمر بن علي بن خلف بن زنبور الورّاق، نا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا كثير بن عبيد، نا الوليد بن مسلم، عن عبد الرّحمن بن حسّان الكناني، عن الحارث بن مسلّم بن الحارث التميمي، عن أبيه.
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كتب له كتابا إلى ولاة الأمر بعده بالوصاة به، و ختم عليه، و دفعه إليه (3).
رواه داود بن رشيد عن الوليد، فقلب اسم الحارث بن مسلم، فقال: مسلم بن الحارث.
أخبرتنا به أم المجتبى بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر ابن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا داود بن رشيد، عن الوليد، عن عبد الرّحمن بن حسّان الكناني، عن مسلم بن الحارث بن مسلّم التميمي، عن أبيه قال:
بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في سرية، فلما بلغنا المغار استحثثت فرسي، فسبقت أصحابي، فتلقاني الحيّ بالرّنين (4)،قال: فقلت: قولوا: لا إله إلاّ اللّه، تحرّزوا فقالوها، فلا مني أصحابي، و قالوا: حرمتنا الغنيمة بعد أن بردت بأيدينا، فلمّا قدمت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أخبروه (5) بما صنعت، فدعاني، فحسّن لي ما صنعت، و قال:«إنّ اللّه قد كتب لك من كلّ إنسان منهم كذا و كذا»[12071].
ص: 82
قال عبد الرّحمن: فأنا نسيت الثواب، قال: ثم قال:«أما إني سأكتب لك كتابا أوصي بك من يكون بعدي من أئمة المسلمين».
قال: فكتب لي كتابا ختم عليه و دفعه إليّ ، و قال لي:«إذا صلّيت المغرب فقل قبل أن تكلّم أحدا: اللّهمّ أجرني من النار - سبع مرار - فإنك إن متّ من ليلتك تلك كتب اللّه لك جوارا من النار، فإذا صلّيت الصبح فقل قبل أن تكلّم أحدا: اللّهمّ أجرني من النار - سبع مرات - فإنك إن متّ من يومك ذلك كتب اللّه لك جوارا من النار» (1).
قال: فلما قبض اللّه رسوله صلى اللّه عليه و سلّم أتيت أبا بكر بالكتاب، ففضّه و قرأه و أمر لي بعطاء، و ختم عليه، ثم أتيت به عمر، ففضه فقرأه و أمر لي و ختم عليه، ثم أتيت به عثمان ففعل مثل ذلك.
فقال ابن الحارث: فتوفي الحارث في خلافة عثمان و ترك الكتاب عندنا، فلم يزل عندنا حتى كتب عمر بن عبد العزيز إلى العامل ببلدنا يأمره بإشخاصي إليه بالكتاب، فقدمت عليه، ففضّه فأمر لي، و ختم عليه، و قال: أما إني لو شئت أن يأتيك هذا و أنت في منزلك لفعلت، و لكن أحببت أن تحدّثني بالحديث على وجهه، قال: فحدّثته به.
و قد تقدم ذكر الخلاف في هذا الإسناد في ترجمة الحارث بن مسلم.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد ابن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (2):
مسلم والد الحارث، له صحبة، قال محمّد بن الصلت أبو يعلى، نا الوليد بن مسلّم أبو العباس مولى بني أمية الدمشقي، حدّثني عبد الرّحمن بن حسّان، حدّثني الحارث بن محمّد (3) بن مسلم بن الحارث عن أبيه قال: قال النبي (4) صلى اللّه عليه و سلّم:«إذا صليت الصبح و المغرب فقل سبع مرّات: اللّهمّ أجرني من النار، فإنك إن متّ من ليلتك و قد قلت، كتب اللّه لك جوارا (5) من النار»[12072].
ص: 83
و قال هشام بن عمّار: ثنا الوليد، حدّثني عبد الرّحمن بن حسّان الكناني، حدّثني مسلم ابن الحارث عن أبيه أنه حدّثهم عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم نحوه.
و قال الحكم بن موسى: نا صدقة بن خالد، عن عبد الرّحمن بن حسّان، عن الحارث ابن مسلم التميمي، عن أبيه أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال له نحوه.
و قال إبراهيم بن موسى: أخبرني الوليد، حدّثنا عبد الرّحمن بن حسّان عن الحارث بن مسلّم التميمي، عن أبيه أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم كتب له كتابا بالوصاة إلى من بعده من ولاة الأمر.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد (1)- إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم (2)،[قال: مسلم بن الحارث التميمي الشامي، والد الحارث بن مسلم، له صحبة روى عنه ابنه الحارث بن مسلم، سمعت أبي يقول ذلك.
قال:] (3) و ثنا أبي (4)،نا هشام بن خالد، نا محمّد بن شعيب بن شابور قال: قال عبد الرّحمن بن حسّان: كان مسلم بن الحارث قد صحب النبي صلى اللّه عليه و سلّم.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب (5)،أنا أحمد بن عمير بن جوصا - إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة.
قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الأولى: مسلم بن الحارث التميمي، و يقال:
الحارث بن مسلم.
أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب قال: قلت للدارقطني:
ص: 84
مسلم بن الحارث التميمي عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: مسلم مجهول، لا يحدّث عن أبيه إلاّ هو (1).
7417 - مسلم بن الحجّاج بن مسلم أبو الحسين القشيري النيسابوري الحافظ (2)
صاحب الصحيح، الإمام المبرّز، و المصنّف المميز.
رحل و جمع و صنّف فأوسع.
و سمع بدمشق: محمّد بن خالد السكسكي [و كتب عنه من حديث] (3) الوليد بن مسلم، و سمع بخراسان: قتيبة بن سعيد، و يحيى بن يحيى، و إسحاق بن راهوية، و بشر بن الحكم، و بالري: محمّد بن مهران الجمال، و إبراهيم بن موسى الفراء، و أبا غسّان محمّد بن عمرو زنيجا (4)،و بالعراق: أحمد بن حنبل، و القواريري، و خلف بن هشام، و عبد اللّه بن عون الخرّاز (5)،و سريج (6) بن يونس، و سعيد بن محمّد الحرمي، و عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، و أبا الربيع الزهراني، و عمر بن حفص بن غياث، و أبا غسّان مالك بن إسماعيل، و أحمد بن عبد اللّه بن يونس، و بالحجاز: ابن أبي أويس، و أبا مصعب الزهراني، و سعيد بن منصور، و محمّد بن يحيى بن أبي عمر، و عبد الجبّار بن العلاء، و بمصر: محمّد بن رمح، و عيسى بن حمّاد، و عمرو بن سواد (7)،و حرملة بن يحيى، و هارون بن سعيد الأيلي، و محمّد بن سلمة المرادي و غيرهم.
روى عنه: أبو بكر بن خزيمة، و أبو أحمد محمّد بن عبد الوهّاب الفراء، و علي بن الحسن بن أبي عيسى، و مكي بن عبدان، و أبو حامد، و أبو محمّد: أحمد و عبد اللّه ابنا محمّد ابن الحسن بن الشرقي (8)،و أبو سعيد حاتم بن أحمد بن محمود الكندي البخاري، و الحسين
ص: 85
ابن محمّد بن زياد القبّاني، و إبراهيم بن أبي طالب، و أبو بكر محمّد بن النضر الجارودي، و أبو عمر أحمد بن المبارك المستملي، و أبو علي صالح بن محمّد جزرة، و أبو الفضل أحمد بن سلمة (1) بن عبد اللّه، و علي بن الحسين بن الجنيد، و أبو عبد اللّه الأسفرايني، و إبراهيم بن محمّد بن سفيان، و أبو حامد أحمد بن حمدون الأعمشي، و أبو العباس السراج، و أبو يحيى زكريا بن داود الخفّاف، و نصر بن أحمد البغدادي الحافظ المعروف بنصرك، و أبو عمرو أحمد ابن نصر، و أحمد بن علي بن الحسن الحسنوي، و علي ابن إسماعيل الصفّار، و إبراهيم بن إسحاق الصيرفي، و عبد اللّه بن يحيى السرخسي القاضي، و الفضل بن محمّد بن علي البلخي، و أبو عثمان سعيد بن عمرو بن عمّار البردعي الحافظ .
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا عبد الغافر بن محمّد بن عبد الغافر، أنا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن عيسى بن عمروية الجلودي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن سفيان، نا أبو الحسين مسلم بن الحجّاج بن مسلم الحافظ ، نا سهل بن عثمان العسكري، نا يحيى بن زكريا، نا سعد بن طارق، نا سعد بن عبيدة السلمي، عن ابن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:
«بني الإسلام على خمس: على أن يعبد اللّه و يكفر بما دونه، و إقام الصلاة، و إيتاء الزكاة، و حج البيت، و صوم رمضان»[12073].
أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد (2) عبدان، نا سهل بن عثمان، فذكره.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور قال: نا - و أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنا - أبو بكر الخطيب (3).
ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو الفوارس هبة اللّه بن أحمد بن علي بن سوار الوكيلي، و أبو غالب محمّد بن محمّد بن أسد العكبري، و زينة (4) بنت صدقة بن محمّد بن صدقة، قالوا: أنا عاصم بن الحسن.
قالا: أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن مهدي أخبرنا محمّد بن مخلد
ص: 86
الدوري، نا مسلم بن الحجّاج، نا محمّد بن مهران، نا عمر بن أيوب، عن مصاد (1) بن عقبة، عن زياد بن سعد، عن الزهري، عن عباد بن تميم عن عمّه قال:
رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مستلقيا لظهره رافعا إحدى رجليه على الأخرى.
حدّثني أبو نصر الحسن بن محمّد بن إبراهيم اليونارتي (2) قال: دفع إلي صالح بن أبي صالح ورقة من لحاء شجرة بخط مسلم بن الحجّاج قد كتبها بدمشق من حديث الوليد بن مسلم.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):
مسلم بن الحجّاج أبو الحسين، روى عن يحيى بن يحيى النيسابوري، و محمّد بن إسحاق المسيبي، و عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، و خالد بن خداش، و إسماعيل بن أبي أويس، و الحسن بن الربيع، و أحمد بن يونس، كتبت عنه بالري، و كان ثقة من الحفّاظ ، له معرفة بالحديث، سئل أبي عنه فقال: صدوق.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي، أنا أبو أحمد قال (4):
أبو الحسين مسلم بن الحجّاج بن مسلم القشيري النيسابوري، سمع عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، و عون بن سلام الكوفي، روى [عنه] (5) الخزيمي (6) و الثقفي (7) و أبو حامد بن الشرقي، كنّاه و نسبه لنا مكي بن عبدان.
ص: 87
أخبرنا أبو الحسن الغسّاني، و أبو منصور المقرئ، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب:
مسلم بن الحجّاج بن مسلم أبو الحسين القشيري النيسابوري، أحد الأئمة من حفّاظ الحديث، و هو صاحب المسند الصحيح، رحل إلى العراق، و الحجاز، و الشام، و مصر، و سمع يحيى بن يحيى النيسابوري، و قتيبة بن سعيد، و إسحاق بن راهوية، و محمّد بن عمرو زنيجا، و محمّد بن مهران الجمّال (1)،و إبراهيم بن موسى الفرّاء، و علي بن الجعد، و أحمد ابن حنبل، و عبيد اللّه القواريري، و خلف بن هشام، و سريج (2) بن يونس، و عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، و أبا الربيع الزهراني، و عبيد اللّه بن معاذ بن معاذ، و عمر بن حفص بن غياث، و عمرو بن طلحة القناد، و مالك بن إسماعيل النهدي، و أحمد بن يونس، و أحمد بن جوّاس، و إسماعيل بن أبي أويس، و إبراهيم بن المنذر، و أبا مصعب الزهري، و سعيد بن منصور، و محمّد بن رمح، و حرملة بن يحيى، و عمرو بن سواد و غيرهم، و قدم بغداد - غير مرة - و حدّث بها، فروى عنه من أهلها: يحيى بن صاعد، و محمّد بن مخلد - زاد ابن خيرون: و آخر قدومه بغداد كان في سنة تسع و خمسين و مائتين.
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا محمّد بن إبراهيم الهاشمي، نا أحمد بن سلمة قال: سمعت الحسين بن منصور يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي و نظر إلى مسلم بن الحجّاج فقال: مرداكاين بوذ (3).
رواها الخطيب (4) عن المنكدري عن الحاكم و قال: قال [المنكدري: تفسيره:] (5) أي رجل كان هذا (6)؟ قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد الله (7)الحافظ .
ص: 88
قرأت بخط أبي عمرو المستملي - أملى علينا إسحاق بن منصور سنة إحدى و خمسين و مائتين مسلم بن الحجّاج ينتخب عليه، و أنا أستملي، فنظر إسحاق بن منصور إلى مسلم فقال: لن يعدم الخير ما أبقاك اللّه للمسلمين (1).
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا القاضي أبو المظفّر هنّاد بن إبراهيم النسفي - قراءة عليه - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد الحافظ البخاري، نا أبو شجاع الفضيل بن العبّاس بن الخصيب التميمي، نا أبو قريش محمّد بن جمعة بن خلف قال: سمعت بندارا محمّد بن [بشار] (2) يقول (3):حفاظ الدنيا أربعة: أبو زرعة بالريّ ، و مسلم بن الحجّاج بنيسابور، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن الرازي بسمرقند، و محمّد بن إسماعيل ببخارى.
أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ قال:
قرأت بخط أبي عمرو المستملي قال: سمعت أبا أحمد محمّد بن عبد الوهّاب يقول، و ذكر حديثه عن الحسين بن الوليد في:«مس الذكر»، فقال: كان مسلم بن الحجّاج يعجبه هذا الحديث، و يراه، و يأخذ به، و كان مسلم بن الحجّاج من علماء الناس و أوعية العلم، ما علمته إلاّ خيرا، و كان برّا، رحمنا اللّه و إيّاه، و كان أبوه الحجّاج بن مسلم من مشيخة أبي رضي اللّه عنهما.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه - ببخارى - أنا نصر بن أحمد الحافظ البغدادي، نا مسلم بن الحجّاج النيسابوري، و كان من أوعية العلم.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (4)، أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا محمّد بن نعيم الضبّي.
ح و أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ (5).
نا أبو الفضل محمّد بن إبراهيم قال: سمعت أحمد بن سلمة يقول: رأيت أبا زرعة،
ص: 89
و أبا حاتم يقدّمان مسلم بن الحجّاج في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما.
كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الحاكم قال:
سمعت أبا عمرو بن أبي جعفر يقول (1):سمعت أبا العباس بن سعيد بن عقدة و سألته عن محمّد بن إسماعيل البخاري و مسلم بن الحجّاج النيسابوري أيهما أعلم ؟ فقال: كان محمّد بن إسماعيل عالما، و مسلم عالم، فكرّرت عليه مرارا، و هو يجيبني بمثل هذا الجواب، ثم قال لي: يا أبا عمرو، قد يقع لمحمّد بن إسماعيل الغلط في أهل الشام، و ذاك أنه أخذ كتبهم، فنظر فيها، فربّما ذكر الواحد منهم بكنيته، و يذكره في موضع آخر باسمه، و يتوهّم أنهما اثنان، فأما مسلم فقلّ ما يقع له الغلط في العلل، لأنه كتب المسانيد، و لم يكتب المقاطيع و المراسيل (2).
أخبرنا أبو الحسن الغسّاني، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):حدّثت عن أبي عمرو محمّد بن أحمد بن حمدان الحيري، قال: سمعت أبا العباس بن سعيد بن عقدة - و سألته عن محمّد بن إسماعيل البخاري و مسلم بن الحجّاج النيسابوري أيهما أعلم ؟- فقال: كان محمّد بن إسماعيل عالما، و مسلم عالم، فكررت عليه مرارا، و هو يجيبني بمثل هذا الجواب، ثم قال لي: يا أبا عمرو، قد يقع لمحمّد بن إسماعيل الغلط في أهل الشام، و ذاك أنه أخذ كتبهم فنظر فيها، فربما ذكر الواحد منهم بكنيته، و يذكره في موضع آخر باسمه، و يتوهم أنهما اثنان، فأما مسلم فقلّ ما يقع له الغلط ، لأنه كتب المقاطيع و المراسيل (4).
قال الخطيب: إنّما قفا مسلم طريق البخاري، و نظر في علمه و حذا حذوه، و لمّا ورد البخاري نيسابور في آخر أمره (5) لازمه مسلم و أدام الاختلاط إليه، و قد حدّثني عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الصيرفي قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني الحافظ يقول: لو لا البخاري لما ذهب مسلم و لا جاء.
ص: 90
قال (1):و أخبرني أبو بكر المنكدري، نا محمّد بن عبد اللّه بن محمد الحافظ ، حدّثني أبو نصر أحمد بن محمّد الورّاق قال: سمعت أبا حامد أحمد بن حمدون القصّار يقول:
سمعت مسلم بن الحجّاج - و جاء إلى محمّد بن إسماعيل البخاري فقبّل بين عينيه - و قال:
دعني حتى أقبّل رجليك، يا أستاذ الأستاذين و سيد المحدثين، و طبيب الحديث في علله، حدثك محمّد بن سلام، نا مخلد بن يزيد الحراني، نا ابن جريج عن موسى بن عقبة، عن سهيل، عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم في كفارة المجلس. فما علته ؟ قال محمّد بن إسماعيل: هذا حديث مليح، و لا أعلم في الدنيا في هذا الباب غير هذا الحديث، إلاّ أنه معلول.
حدّثنا به موسى بن إسماعيل، نا وهيب، نا سهيل، عن عون بن عبد اللّه قوله: قال محمّد بن إسماعيل هذا أولى، فإنه لا يذكر لموسى بن عقبة سماع من سهيل.
قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن يعقوب غير مرة يقول (2):
إنّما أخرجت مدينتنا هذه من رجال العلم ثلاثة: محمّد بن يحيى، و مسلم بن الحجّاج، و إبراهيم بن أبي طالب.
أخبرنا أبو الحسن المالكي، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - الخطيب (3)،حدّثني أبو القاسم السوذرجاني، قال: سمعت محمّد بن إسحاق بن مندة يقول: سمعت محمّد بن يعقوب الأخرم - و ذكر كلاما معناه:- قل ما يفوت البخاري و مسلما مما يثبت من الحديث.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ (4)،قال: سمعت أبا عبد الرّحمن بن أبي الحسن السلمي يقول:
رأيت في منامي شيخا أبيض الرأس و اللحية، حسن الوجه، حسن الثياب، عليه رداء حسن، و على رأسه عمامة قد أرخاها بين كتفيه، فقيل: هذا مسلم بن الحجّاج، ذكر في الجامع، فتقدم أصحاب السلطان، فقالوا: قد أمر أمير المؤمنين أن يكون مسلم بن الحجّاج
ص: 91
إمام المسلمين، فقدموه في محراب المقصورة في الجامع ليصلي بالناس، فكبّر و صلّى بالناس.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور المقرئ، أنا - أبو بكر الخطيب (1)، أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا محمّد بن نعيم.
ح و أنبأنا أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم، أنا أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ .
قالا (2):سمعت الحسين بن محمّد الماسرجسي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: صنّفت هذا المسند الصحيح من ثلاث مائة ألف حديث مسموعة (3).
أخبرنا أبو محمّد عمر بن محمّد بن أبي بكر، و أبو نصر واضح بن عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه، قالا: سمعنا محمّد بن عبد الواحد الدقاق قال: سمعت أبا بكر أحمد بن الفضل المقرئ قال: سمعت أبا عبد اللّه بن مندة يقول: سمعت أبا علي الحافظ يقول: ما تحت أديم السماء كتاب أصح من كتاب مسلم بن الحجّاج (4).
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، نا و أبو منصور بن عبد الملك، أنا - أبو بكر الخطيب (5)،حدّثني أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن علي السوذرجاني - بأصبهان - قال:
سمعت محمّد بن إسحاق بن مندة يقول: سمعت أبا علي الحسين بن علي النيسابوري يقول:
ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم بن الحجّاج في علم الحديث.
قال (6):و أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنا محمّد بن نعيم قال: سمعت عمر بن أحمد الزاهد يقول: سمعت الثقة من أصحابنا و أكثر ظني أنه أبو سعيد بن يعقوب يقول:
رأيت فيما يرى النائم كأن أبا علي الزغوري يمضي في شارع الحيرة و بيده جزء من كتاب مسلم، فقلت له: ما فعل اللّه بك، فقال: نجوت بهذا، و أشار إلى ذلك الجزء.
ص: 92
أخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز، نا محمّد بن طاهر المقدسي الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أبي نصر الأندلسي قال: سمعت أبا محمّد علي بن أحمد ابن سعيد الحافظ الفقيه و قد جرى ذكر الصحيحين، فعظّم منهما و رفع من شأنهما و ذكر أن سعيد بن السكن اجتمع إليه قوم من أصحاب الحديث، فقالوا له: إن الكتب في الحديث قد كثرت علينا فليدلنا الشيخ على شيء نقتصر عليه منها، فسكت و دخل إلى بيته، فأخرج أربع رزم، و وضع بعضها على بعض، و قال: هذه قواعد الإسلام، كتاب مسلم، و كتاب البخاري، و كتاب أبي داود، و كتاب النسائي.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن أبي جعفر قال: سمعت أبا قريش محمّد بن جمعة يقول: كنا عند أبي زرعة الرازي، فجاء مسلم بن الحجّاج، فسلّم عليه و جلس ساعة، و تذاكرا، فلما أن قام قلت له: هذا جمع أربعة آلاف حديث في الصحيح ؟ فقال أبو زرعة: لم ترك الباقي ؟ و قال ليس لهذا عقل، لو دارى محمّد بن يحيى لصار رجلا.
قرأت على أبي القاسم الشحامي، عن أحمد بن الحسين، أنا محمّد بن عبد اللّه قال:
سمعت طاهر بن أحمد يقول: سألت مكي بن عبدان: لم ترك مسلم حديث محمّد بن يحيى ؟ فقال: وافى داود الأصبهاني نيسابور أيام إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، فعقدوا له مجلس النظر، و حضر مجلسه يحيى بن محمّد بن يحيى، و مسلم بن الحجّاج، فجرت لهم مسألة، تكلم فيها يحيى بن محمّد بن يحيى فزبره داود و قال: اسكت يا صبي، و لم ينصره مسلم، فرجع إلى أبيه و شكا إليه داود، فقال محمّد بن يحيى: و من كان في المجلس ؟ قال: مسلم ابن الحجّاج و لم ينصرني، قال: قد رجعت عن كلّ ما حدثته به، قال: فبلغ مسلم قول محمّد ابن يحيى هذا، فجمع ما كتب عنه و جعله في زنبيل (1) و حمله إلى داره، و قال: لا أروي عنك أبدا، ثم خرج إلى عبد بن حميد.
هكذا علقت هذه الحكاية قديما عن طاهر، و اللّه أعلم، فإن مسلم بن الحجّاج قد كان يختلف بعد حديث الوقعة بينه و بين حمكان إلى أبيه بذلك من غيره، و قد أخبر عن الوحشة الأخيرة، و أخبر مكي بن عبدان عن الوحشة القديمة، و سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن يعقوب
ص: 93
الحافظ يذكر أن مسلم بن الحجّاج - رحمه اللّه - كان يظهر القول باللفظ و لا يكتمه.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):
و كان مسلم أيضا يناضل عن البخاري حتى أوحش ما بينه و بين محمّد بن يحيى الذهلي بسببه (2)،فأخبرني محمّد بن علي المقرئ، أنا محمّد بن عبد اللّه النيسابوري قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن يعقوب الحافظ يقول: لما استوطن محمّد بن إسماعيل البخاري نيسابور أكثر مسلم بن الحجّاج الاختلاف إليه، فلمّا وقع بين محمّد بن يحيى و البخاري ما وقع في مسألة اللفظ و نادى عليه، و منع الناس عن الاختلاف إليه حتى هجر، و خرج من نيسابور في تلك المحنة، قطعه أكثر الناس غير مسلم، فإنه لم يتخلف عن زيارته، فأنهي إلى محمّد بن يحيى أنّ مسلم بن الحجّاج على مذهبه قديما و حديثا، و أنه عوتب على ذلك بالعراق و الحجاز، و لم يرجع عنه، فلمّا كان في يوم مجلس محمّد بن يحيى قال في آخر مجلسه: ألا من قال باللفظ فلا يحلّ له أن يحضر مجلسنا، فأخذ مسلم الرداء فوق عمامته، و قام على رءوس الناس، و خرج من مجلسه، و جمع كلّ ما كان كتب منه، و بعث به على ظهر حمّال إلى باب محمّد بن يحيى، فاستحكمت تلك الوحشة، و تخلّف عن (3) زيارته، و قال محمّد بن عبد اللّه النيسابوري: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن يعقوب يقول: سمعت أحمد بن سلمة يقول: عقد لأبي الحسين مسلم بن الحجّاج مجلس للمذاكرة، فذكر له حديث لم يعرفه فانصرف إلى منزله و أوقد السراج؛ و قال لمن في الدار: لا يدخلن أحد منكم هذا البيت، فقيل له: أهديت لنا سلة فيها تمر، فقال: فقدّموها إليّ ، فقدّموها إليه، فكان يطلب الحديث و يأخذ تمرة تمرة يمضغها، فأصبح و قد فنى التمر، و وجد الحديث، قال محمّد بن عبد اللّه:
زادني الثقة من أصحابنا أنه منها مات.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا هنّاد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد ابن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن عبد اللّه بن زكريا قال: قال مكي بن عبدان: توفي مسلم ابن الحجّاج في سنة إحدى و ستين و مائتين.
ص: 94
كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ .
ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - الخطيب (1)، أخبرني محمّد بن علي المقرئ.
أنا محمّد بن عبد اللّه النيسابوري قال: سمعت محمّد بن يعقوب يقول: توفي مسلم بن الحجّاج عشية يوم الأحد، و دفن يوم الاثنين لخمس بقين من رجب سنة إحدى و ستين و مائتين.
7418 - مسلم بن الحسن بن مسلم أبو صالح الدمشقي (2)
حدّث ببغداد فيما قيل عن محمّد بن شجاع.
روى عنه أحمد بن نصر الذارع.
[قال ابن عساكر:] (3) و الذارع (4) غير ثقة.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو بكر الخطيب (5)، أنا الحسن بن الحسين النعالي، أنا أحمد بن نصر الذارع، نا أبو صالح مسلم بن الحسن بن مسلم الدمشقي - في دارقطن - سنة تسعين - يعني: و مائتين - نا محمّد بن شجاع، نا أبو معاوية، عن محمّد بن سوقة عن حبيب بن أبي ثابت عن علي قال: تفترق هذه الأمة على بضع و سبعين فرقة، شرّهم قوم ينتحلون حبنا أهل البيت، و يخالفون أعمالنا.
مولى يزيد بن الوليد.
حكى عن الوضين بن عطاء، و يزيد بن الوليد، و العباس بن الوليد.
حكى عنه (6).
ص: 95
شاعر، فارس.
ذكر أبو محمّد عيسى بن لهيعة بن عيسى بن لهيعة (1) بن عقبة (2) الحضرمي المصري عن عتّاب بن محرز قال:
وقف مسلم بن ربيعة المري بدمشق على فرس مجلّل فقال: سابق لا يجارى، فابتاعه و صنعه، ثم أجراه، فلم يصنع شيئا، فباعه، ثم وقف عليه الثانية، فقال: سابق، فابتاعه و صنعه ثم أجراه فلم يصنع شيئا، فباعه ثم وقف عليه الثالثة، فقال: سابق، فابتاعه ثم صنعه ثم أجراه فسبق خيل دمشق دهره، فقال:
نظرت و مندوب عليه جلالة *** أمام رعاة الخيل مستقبلا يعدو
فقلت: جواد أو صبور ملازم *** على الغاية القصوى إذا بلغ الجهد
فما خانني لبّي لدن أن وزنته *** بألباب أقوام و لا بصري بعد
7421 - مسلم بن زياد الحمصي (3)
مولى ميمونة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم، صاحب خيل عمر بن عبد العزيز.
رأى فضالة بن عبيد.
و روى عن أنس بن مالك، و مكحول، و عمر بن عبد العزيز، و عبد اللّه بن أبي زكريا.
روى عنه: بقية، و إسماعيل بن عيّاش، و عبد اللّه بن لهيعة.
و قد ذكرت وفوده في ترجمة عمر الدمشقي المعروف بعمر دن (4).
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد، أنا محمّد بن إسماعيل بن العباس الورّاق، نا يحيى بن محمّد بن صاعد.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو الحسين (5) بن النّقّور، و أبو القاسم بن
ص: 96
البسري (1)،قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو القاسم البغوي، قالا: نا لوين محمّد بن سليمان بن حبيب، نا بقية بن الوليد، أخبرني مسلم بن زياد قال: سمعت أنس بن مالك يقول:
إن النبي صلى اللّه عليه و سلّم كان يقول:«من قال حين يصبح: اللّهمّ إنا أصبحنا نشهدك، و نشهد حملة عرشك، و ملائكتك، و جميع خلقك بأنك - و قال ابن السمرقندي: أنك - اللّه لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك، و أنّ محمّدا عبدك و رسولك، أعتق اللّه ربعه من النار في ذلك اليوم، فإن قالها مرتين عتق نصفه - و قال ابن السمرقندي: أعتق اللّه نصفه - فإن قالها ثلاثا عتق ثلاثة أرباعه، فإن قالها أربع مرّات أعتقه اللّه ذلك اليوم من النار»[12074].
أخبرنا أبو الحسن بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و أبو بكر محمّد بن أحمد ابن علي السمسار، و أبو القاسم، و أبو عمرو ابنا محمّد بن إسحاق، و أم العلاء ضوء بنت أحمد بن محمّد بن الحسن بن سهلويه، قالوا: أنا أبو إسحاق بن خرشيد (2) قوله، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا محمّد بن عمرو بن حنان، نا بقية، عن مسلم بن زياد قال: سمعت أنس بن مالك قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من قال حين يصبح: اللّهمّ إنا أصبحنا نشهدك، و نشهد حملة عرشك، و ملائكتك، و جميع خلقك أنك أنت اللّه لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك، و أن محمّدا عبدك و رسولك، غفر له ما أصاب في يومه من ذنب، و إن قالها حين يمسي غفر له ما أصاب تلك الليلة من ذنب»[12075].
أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (3):
مسلم بن زياد مولى أم حبيبة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم القرشي، صاحب خيل عمر بن عبد العزيز، يعد في الشاميين.
قال إسحاق: نا بقية، نا مسلم بن زياد قال: رأيت على أنس خفين أبيضين، فقلت
ص: 97
لبقية: إن ابن المبارك روى عنك عن محمّد بن زياد فجعل يعجب، و قال: إنّما هذا مسلم بن زياد.
أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):
مسلم بن زياد مولى ميمونة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و كان صاحب خيل عمر بن عبد العزيز، روى عن أنس، و مكحول، و عمر بن عبد العزيز، و عبد اللّه بن أبي زكريا، روى عنه بقية، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، نا عبد العزيز بن أحمد الصوفي، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد بن عبد اللّه الرازي، نا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية أهل حمص: مسلم بن زياد.
أخبرنا أبو غالب الحريري، أنا أبو الحسين الصيرفي، أنا أبو القاسم بن عتّاب (2)،أنا أحمد - إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد - قراءة-.
قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة: مسلم بن زياد من أصحاب عمر بن عبد العزيز.
أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد، أنا أبو القاسم علي بن المحسن، أنا أبو الحسين ابن المظفّر، أنا أبو بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى قال:
مسلم بن زياد مولى ميمونة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم، كان في خيل عمر بن عبد العزيز، روى عنه بقية، و ابن لهيعة، و قد حدّث إسماعيل بن عيّاش، عن مسلم أبي القاسم بأخبار شبه حديث مسلم بن زياد، قال مسلم بن زياد: فرأيت أربعة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم منهم: أنس بن مالك، و فضالة بن عبيد.
ص: 98
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر الفارسي، أنا أبو إسحاق الأصبهاني، نا أبو أحمد بن فارس، نا محمّد بن إسماعيل قال: و قال خطاب الحمصي (1)،نا بقية، عن مسلم بن زياد قال:
رأيت أربعة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم: أنس بن مالك، و فضالة بن عبيد، و أبا المنذر، و روح بن سيار أو سيار بن روح، يرخون العمائم من خلفهم و ثيابهم إلى الكعبين.
أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال:
قال لي خطاب (2) الحمصي، نا بقية، عن مسلم بن زياد:
رأيت أربعة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم: أنس بن مالك، و فضالة بن عبيد، و أبا المنيب، و روح بن يسار، أو يسار بن روح يرخون العمائم خلفهم، و ثيابهم إلى الكعبين.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم الحدّاد، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق بن مندة.
ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه محمّد ابن إسحاق بن مندة.
أنا (3) سهل بن السري البخاري، نا عبد اللّه بن غالب، نا عبد الرّحمن بن الحارث - يعني - جحدر، و في حديث يوسف: نا أحمد بن غالب، نا عبد الرحيم بن حبيب، نا بقية، نا مسلم بن زياد قال:
رأيت أربعة نفر من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم، منهم: أنس بن مالك، و فضالة بن عبيد، و روح ابن يسار، أو يسار بن روح - زاد يوسف: الشك من مسلم، و أبو منيب الكلبي - أو قال محمّد و أبو المنيب - يلبسون العمائم و يرخون من خلفهم، و ثيابهم إلى الكعبين، و قال يوسف: كلّهم يرخي عذبة العمامة من خلفه، و ثيابهم إلى الكعبين، و قال يوسف: سيار في الموضعين.
ص: 99
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد الأنباري، أنا أبو محمّد إسماعيل بن رجاء بن سعيد بن عبيد اللّه العسقلاني - قدم علينا بمصر - أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن سعيد الأنصاري المقدسي، نا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد ابن سلم (1)-ببيت المقدس - نا هشام بن عمّار، نا بقية بن الوليد، عن مسلم بن زياد قال:
رأيت أربعة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: أنس بن مالك، و فضالة بن عبيد، و روح بن يسار، و أبا منيب الكلبي، و ثيابهم إلى الكعبين، يرخون عمائمهم من خلفهم قدر أربعة أصابع، أو ستة (2).
و روي عن محمّد بن مصفّى عن بقية و قيل: روح بن شبل، أو شبل بن روح (3)،و أبو لبيبة.
[قال ابن عساكر:] (4) و أظنه تصحيفا.
أنبأناه أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا تمّام بن محمّد، و أبو محمّد ابن أبي نصر، قالا: أنا أبو الميمون البجلي، أنا وريزة (5) بن محمّد الغسّاني، نا محمّد بن مصفّى، نا بقية، حدّثني مسلم بن زياد قال:
رأيت أربعة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم منهم: أنس، و فضالة بن عبيد، و روح بن شبل أو شبل بن روح، و أبا لبيبة، كلهم يعتمّ ، و يرخون لها عذبا من خلفهم، و ثيابهم إلى الكعبين.
و يقال: ابن شعيب بن مسلم الأموي
مولى يزيد بن أبي سفيان.
روى عن: صدقة بن عبد اللّه.
روى عنه: ابن ابنه سفيان بن شعيب بن مسلم.
أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي، أنا أبو القاسم بن الفرات.
ح و أنا أبو عبد اللّه الكردي، أنا عبد اللّه بن فضيل، أنا رشأ بن نظيف، قالا: أنا
ص: 100
الكلابي، نا ابن جوصا، نا أبو معاوية سفيان بن شعيب بن مسلم بن شعيب الأموي، أخبرني جدي، مسلم بن شعيب، عن صدقة بن عبد اللّه، عن إبراهيم بن مرّة، و عبد الرّحمن بن عمرو عن الزهري، عن سالم بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن عمر.
عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من فاتته صلاة العصر فكأنّما أوتر (1) أهله و ماله»[12076].
7423 - مسلم بن عبد اللّه بن ثوب، و هو مسلم بن أبي مسلم الخولاني (2)
كان أبوه من زهّاد التابعين، و أدرك عصر النبي صلى اللّه عليه و سلّم، كان لمسلم هذا عقب بالأندلس، من ولد ابنه هانئ بن مسلم، ذكر ذلك أبو محمّد علي بن أحمد بن حزم (3).
جد البطريق بن بريد الكلبي، من أهل دمشق من قرّاء أهل دمشق.
حكى عن أبي الدّرداء قوله.
روى عنه: يزيد بن أبي مالك.
أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد، نا نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا أبو الفرج عبيد اللّه بن محمّد بن يوسف النحوي، أنا عيسى بن عبيد اللّه بن عبد العزيز الموصلي، أنا محمّد بن صلة الحيوي، نا نصر بن عبد الملك السّنجاري، حدّثني عثمان بن سعيد، نا إسحاق - يعني - ابن نجيح، عن محمّد بن سعيد، عن يزيد بن أبي مالك، عن مسلم بن عبد اللّه (4) قال: قال أبو الدّرداء:
إنكم تقولون: إنك تأمرنا و لعمري ما أحمد لكم نفسي، و لكن عليّ أن آمر بالحق بلغته أو قصّرت عنه، فإن أمرت به و لم أفعله كان خيرا من أن أسكت عنه.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا (5) أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.
ص: 101
ح و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن الفضل ابن طاهر بن الفرات.
ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، قالا: أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة.
قال: سمعت الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثانية: مسلم بن عبد اللّه جد البطريق ابن يزيد (1) الكلبي، و في رواية الخطيب: ابن بريد بالباء و الراء، و فرّق ابن سميع بينه و بين مسلم أبي عبد اللّه مولى خزاعة، و اللّه أعلم.
ابن يربوع بن غيظ بن مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان
أبو عقبة المرّي المعروف بمسرف (2)
أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و لم يحفظ أنه رآه، و شهد صفّين مع معاوية، و كان على الرّجّالة، و هو صاحب وقعة الحرّة، و كانت داره بدمشق، موقع فندق الخشب الكبير، قبلي دار البطيخ.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول في تسمية من روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم من أشجع: مسلم بن عقبة.
[قال ابن عساكر:] (3) كذا قال، و لا أعلم له رواية عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و ليس بأشجعي، و إنما هو مرّي.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال:
مسلم بن عقبة، أبو عقبة المرّي.
ص: 102
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير.
قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثانية من التابعين: مسلم بن عقبة، ولاّه معاوية خراج فلسطين.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):
قال أبو عبيدة: كان على الرّجّالة - يعني - يوم صفّين مع معاوية: مسلم بن عقبة المرّي.
أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب، نا إبراهيم بن الحسين الكسائي، نا يحيى بن سليمان الجعفي، حدّثني نصر بن مزاحم (2)،نا عمر بن سعد، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر الشامي (3)، عن القاسم مولى يزيد بن معاوية.
أن معاوية جعل على ميمنته ذا الكلاع الحميري، و على ميسرته حبيب بن مسلمة الفهري، و كان جعل على مقدمته يوم أقبل من دمشق أبا الأعور السّلمي، و كان على خيل أهل دمشق، و جعل عمرو بن العاص على خيل أهل الشام كلها، و جعل مسلم بن عقبة المرّي على رجالة أهل دمشق، و الضحّاك بن قيس على رجالة الناس كلهم، قال: و بايع رجال من أهل الشام على الموت، فعقّلوا أنفسهم بالعمائم (4)،و كانوا خمسة صفوف المعقّلين، و كانوا يخرجون فيصطفون أحد عشر صفا، و يخرج من أهل العراق مثلهم فيصطفون بالسيوف (5).
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن
ص: 103
إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):قال وهب - يعني - ابن جرير:
حدّثني جويرية بن أسماء قال:
سمعت أشياخا من أهل المدينة يحدثون أن معاوية لما حضرته الوفاة دعا يزيد فقال: إنّ لك من أهل المدينة يوما، فإن فعلوها فارمهم بمسلم بن عقبة، فإنه رجل قد عرفنا نصيحته، فلمّا صنع أهل المدينة ما صنعوا، وجه إليهم مسلم بن عقبة، و قد بعث أهل المدينة إلى كلّ ماء بينهم و بين الشام فصبوا فيه زقا من قطران و عوّروه فأرسل اللّه عليهم السماء، فلم يستقوا بدلو حتى وردوا المدينة.
قال (2):و نا وهب - يعني - ابن جرير بن حازم، حدّثني أبي قال:
لما أخرج أهل المدينة بني أمية و مروان، نزلوا حقلا (3) و كتب مروان إلى يزيد بالذي كان من رأي القوم، فأمر يزيد بقبّة فضربت له خارجا من قصره، و قطع البعوث على أهل الشام مع مسلم بن عقبة المرّي، فلم يمض ثالثة حتى فرغ، ثم أصبح في اليوم الثالث، فعرض عليه الكتائب، و قد كان بلغه أن ابن الزبير يسمّيه السّكّير.
قال: فجعلت تمرّ به الكتائب و هو يقول:
أبلغ أبا بكر إذا الجيش انبرى *** و أشرف القوم على وادي القرى
أجمع نشوان من القوم يرى
أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي - قراءة - عن أبي بكر بن بيري - إجازة-.
ح قالا: و أنا (4) أبو تمام الواسطي - إجازة - أنا أبو بكر بن بيري - قراءة.
نا محمّد بن الحسين بن محمّد، نا أحمد بن زهير بن حرب، نا أبي، نا وهب بن جرير، نا جويرية بن أسماء قال:
سمعت أشياخ أهل المدينة يحدّثون أنّ معاوية لما حضرته الوفاة دعا يزيدا فقال: إنّ لك
ص: 104
من أهل المدينة يوما، فإن فعلوا فارمهم بمسلم بن عقبة، فإنه رجل قد عرفت نصيحته، فلما ملك يزيد وفد إليه وفد من أهل المدينة، كان ممن وفد عليه عبد اللّه بن حنظلة بن أبي عامر، و كان شريفا، فاضلا، سيدا عابدا معه ثمانية بنين له، فأعطاه مائة ألف درهم، و أعطى بنيه كلّ واحد عشرة آلاف درهم سوى كسوتهم و حملانهم، فلمّا قدم عبد اللّه بن حنظلة أتاه الناس، فقالوا: ما وراءك ؟ قال: جئتكم من عند رجل، و اللّه لو لم أجد إلاّ بنيّ هؤلاء لجاهدته بهم، قالوا: قد بلغنا أنه أحذاك و أعطاك و أكرمك ؟! قال: قد فعل، و ما قبلت منه إلاّ لأتقوّى به عليه، و حضض الناس فبايعوه، فبلغ ذلك يزيد، فبعث مسلم بن عقبة إليهم، و قد بعث أهل المدينة إلى كلّ ما بينهم و بين أهل الشام فصبوا فيه زقا من قطران و عوّروه فأرسل اللّه عليهم السماء، فلم يستقوا بدلو حتى وردوا المدينة، فخرج إليهم أهل المدينة بجموع كثيرة، و هيئة لم ير مثلها، فلمّا رآهم أهل الشام هابوهم و كرهوا قتالهم (1) و مسرف شديد الوجع (2)،فبينا الناس في قتالهم إذ سمعوا التكبير من خلفهم في جوف المدينة، و أقحم عليهم بنو حارثة أهل الشام، و هم على الجد، فانهزم الناس، فكان من أصيب من الخندق أكثر ممن قتل من الناس، فدخلوا المدينة، و هزم الناس و عبد اللّه بن حنظلة مسند إلى أحد بنيه يعظ قوما، فنبهه ابنه، فلما فتح عينه فرأى ما صنع أمر أكبر بنيه، فتقدم حتى قتل، فدخل مسرف المدينة فدعا الناس للبيعة على أنهم خول ليزيد بن معاوية يحكم في دمائهم و أموالهم و أهليهم ما شاء.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن جعفر، عن عمّته أم بكر بنت المسور بن مخرمة.
قال: و حدّثني شرحبيل بن أبي عون، عن أبيه.
قال: و حدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، و غيرهم أيضا قد حدّثني قالوا:
لما بلغ يزيد بن معاوية وثوب أهل المدينة و إخراجهم عامله و أهل بيته عنها، وجّه إليهم مسلم بن عقبة المرّي - و هو يومئذ ابن بضع و تسعين سنة - كانت به النوطة (3) فوجهه في جيش
ص: 105
كثيف فكلّمه عبد اللّه بن جعفر في أهل المدينة، و قال: إنّما تقتل بهم نفسك، فقال: أجل، أقتل بهم نفسي، و أشفي نفسي، و لك عندي واحدة، آمر مسلم بن عقبة أن يتخذ المدينة طريقا، فإنّ هم تركوه، و لم يعرضوا له و لم ينصبوا الحرب تركهم، و مضى إلى ابن الزبير، فقاتله، و إن هم منعوه أن يدخلها و نصبوا له الحرب بدأ بهم فناجزهم القتال، فإن ظفر بهم قتل من أشرف له و أنهبها ثلاثا، ثم مضى إلى ابن الزبير.
فرأى عبد اللّه بن جعفر أن في هذا فرجا كبيرا، و كتب بذلك إليهم، و أمرهم أن لا يعرضوا لجيشه إذا مرّ بهم حتى يمضي عنهم إلى حيث أرادوا، و أمر يزيد مسلم بن عقبة بذلك. و قال له: إن حدث بك حدث فحصين بن نمير على الناس، فورد مسلم بن عقبة المدينة، فمنعوه أن يدخلها و نصبوا له الحرب، و قالوا: من يزيد؟ فأوقع بهم، و أنهبها ثلاثا (1)،ثم خرج يريد ابن الزبير، و قال: اللّهمّ إنه لم يكن قوم أحبّ إليّ أن أقاتلهم من قوم خلعوا أمير المؤمنين، و نصبوا لنا الحرب، اللّهمّ فلمّا أقررت عيني من أهل المدينة فأبقني حتى تقرّ عيني من ابن الزبير، و مضى.
فلما كان بالمشلّل (2) نزل به الموت، فدعا حصين بن نمير فقال له: يا برذعة الحمار لو لا عهد أمير المؤمنين إليّ فيك لما عهدت إليك، اسمع عهدي، لا تمكّن قريشا (3) من أذنك، و لا تزدهم على ثلاث: الوفاق (4)،ثم الثقاف (5) ثم الانصراف، فأعلم الناس أن الحصين و اليهم، و مات مكانه، فدفن على ظهر المشلّل (6) لسبع ليال بقين من المحرم سنة أربع و ستين، و مضى حصين بن نمير.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني
ص: 106
شرحبيل بن أبي عون عن أبيه قال: و حدّثني موسى بن يعقوب عن عمّه قالوا:
لما دخل مسلم بن عقبة المدينة و أنهبها و قتل من قتل، دعا الناس إلى البيعة، فكانت بنو أمية أوّل من بايعه، ثم دعا بني أسد بن عبد العزّى - و كان عليهم حنقا - إلى قصره، فقال:
تبايعون لعبد اللّه يزيد أمير المؤمنين، و لمن استخلف بعده على أن أموالكم و دماءكم و أنفسكم خول له، يقضي فيها ما يشاء، و قال بعضهم: قال ليزيد بن عبد اللّه - يعني - ابن زمعة بن الأسود خاصة: تبايع على أنك عبد العصا، فقال يزيد: أيها الأمير، إنما نحن نفر من المسلمين، لنا ما للمسلمين، و علينا ما عليهم، أبايع لابن عمي، و خليفتي، و إمامي، على ما يبايع عليه المسلمون، فقال: الحمد للّه الذي سقاني نفسك، و اللّه لا أقيلكها أبدا لعمري، إنّك لطعان، و أصحابك على خلفائك، فقدّمه، فضرب عنقه.
أخبرنا أبو علي الحدّاد و غيره - إذنا - قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (1)،أنا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، نا إسحاق بن وهب العلاّف، نا سلم (2) بن سلاّم، نا مبارك بن فضالة، عن أبي هارون العبدي قال:
رأيت أبا سعيد الخدري ممعط اللحية، فقلت: تعبث بلحيتك، فقال: لا، هذا ما لقيت من ظلمة أهل الشام، دخلوا عليّ زمن الحرّة فأخذوا ما كان في البيت من متاع.... (3)، ثم دخلت عليّ طائفة أخرى فلم يجدوا في البيت شيئا فأسفوا أن يخرجوا بغير شيء، فقالوا:
اضجعوا الشيخ، فأضجعوني، فجعل كلّ واحد منهم يأخذ من لحيتي خصلة.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا عبد اللّه بن عمرو، نا أحمد بن معاوية، نا الأصمعي، نا جرير بن حازم، عن الحسن أنه ذكر يوم الحرّة فقال:
و اللّه ما كاد ينجو منهم أحد، و لقد قتل ابنا زينب بنت أم سلمة، و هي ربيبة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فأتيت بهما فوضعتهما بين يديها فقالت: و اللّه إن المصيبة عليّ فيكما لعظيمة، و هي في هذا - و أومأت إلى أحدهما:- أعظم منها في هذا، و أشارت إلى الآخر، لأن هذا بسط يده و لست آمن عليه، و أمّا هذا فقعد في بيته، فدخل عليه، فقتل، فأنا أرجو له.
ص: 107
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي.
ح و أخبرنا أبو محمّد السلمي، نا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.
قالوا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا يوسف بن موسى، نا جرير، عن مغيرة قال: أنهب مسرف بن عقبة المدينة ثلاثة أيام، فزعم المغيرة: أنه افتضّ منها ألف عذراء.
انتهت رواية البيهقي، و زاد: و كان قدوم مسلم المدينة لثلاث بقين من ذي الحجّة سنة ثلاث و ستين، فأنهبوها ثلاثا حتى رأوا هلال المحرم.
أخبرنا أبو علي بن نبهان، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، و محمّد بن إسحاق بن إبراهيم، و محمّد بن سعيد بن نبهان.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن.
قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم، نا أبو العباس ثعلب، عن ابن الأعرابي قال:
قال مسلم بن عقبة لرجل: و اللّه لأقتلنّك قتلة تتحدث بها العرب، فقال له: إنك و اللّه لن تدع لؤم القدرة، و سوء المثلة لأحد أحقّ بها منك.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الصيرفي، أنا محمّد بن العبّاس الخرّاز (1)،نا أحمد بن محمّد بن شبيب بن شيبة (2)،نا أحمد بن الحارث الخرّاز (3)،عن أبي الحسن المدائني، عن يزيد بن عياض، عن أبيه قال:
استؤمن لعباس بن سهل بن سعد الساعدي - يعني - من مسلم بن عقبة المرّي يوم الحرّة، فأبى مسلم أن يؤمنه، فأتوه به، و دعا بالغداء فقال عباس: أصلح اللّه الأمير، و اللّه لكأنها جفنة أبيك كان يخرج عليه مطرف خزّ حتى يجلس بفنائه، ثم توضع جفنته بين يدي من حضر، قال: و قد رأيته ؟ قال: لشدّ ما قال: صدقت، كان كذلك، أنت آمن.
ص: 108
فقيل للعباس: كان أبوه كما قلت ؟ قال: لا و اللّه، و لقد رأيته في عباءة يجرها على الشوك، ما نخاف على ركابنا و متاعنا أن يسرقه غيره.
أخبرنا أبو سعد البغدادي، و أبو بكر اللفتواني، و أبو طاهر محمّد بن أبي نصر بن أبي القاسم، قالوا: أنا محمود بن جعفر بن محمّد، أنا عمّ والدي أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد ابن جعفر، نا إبراهيم بن السندي بن علي، نا الزبير بن بكّار، حدّثني عبد اللّه بن نافع، عن عبد اللّه بن نافع، عن محمّد بن المنكدر، عن ابن أخي جابر بن عبد اللّه.
أن جابر بن عبد اللّه كان قد ذهب بصره، فلمّا كان يوم الحرّة، خرج فأتاه حجر و هو بيني و بين ابنه، فنكبه حجر، فقال: حسّ ، تعس من أخاف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقلت: و من أخاف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبي»[12077].
رواه المسيبي عن ابن نافع فقال عن ابن جابر.
أخبرناه أبو منصور الحسين بن طلحة بن الحسين، و أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلي، نا محمّد بن إسحاق المسيبي، حدّثني عبد اللّه بن نافع، عن عبد اللّه بن نافع مولى ابن عمر، عن ابن المنكدر، عن ابني جابر بن عبد اللّه.
أن جابرا كان قد ذهب بصره، فلمّا كان يوم الحرّة خرج فارّا و هو بيني و بين ابنه، فنكبه حجر، فقال حسّ تعس، من أخاف النبي صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: قلت: و من أخاف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبي»[12078].
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المقرئ، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد (1) سبط أبي بكر بن أبي علي الذكواني، أنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق البرجي، نا أبو جعفر محمّد بن عمر بن حفص، نا شاذان - و هو إسحاق بن إبراهيم الفارسي (2)-نا سعد بن الصلت، عن عبد الرّحمن بن عطاء الزراع، عن محمّد بن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، عن أبيه قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«من أخاف المدينة فقد أخاف ما بين جنبي»[12079].
ص: 109
أخبرنا أبو محمّد أيضا، نا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمّد الحافظ ، نا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي - إملاء - أنا محمّد بن الحسن أبو طاهر، نا حامد بن محمود بن حرب، نا مكي بن إبراهيم، نا هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص، عن عبد اللّه بن نسطاس عن جابر بن عبد اللّه.
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من أخاف أهل المدينة فعليه لعنة اللّه، و الملائكة، و الناس أجمعين، لا يقبل منه عدل و لا صرف، من أخاف من أهلها فقد أخاف ما بين هذين» و وضع يديه على جنبيه تحت ثدييه[12080].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا سويد بن سعيد، و ابن مطيع - و اللفظ لسويد - قالا: نا إسماعيل بن جعفر، عن يزيد بن خصيفة، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي صعصعة أن عطاء بن يسار أخبره أن السّائب بن خلاد من بلحرث بن الخزرج أخبره عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال:
«من أخاف أهل المدينة ظالما لهم أخافه اللّه، و كانت عليه لعنة اللّه، و الملائكة، و الناس أجمعين، لا يقبل اللّه منه صرفا و لا عدلا»[12081].
قال: و أنا عبد اللّه، نا محمّد بن زنبور المكّي، نا ابن أبي حازم، عن يزيد بن الهاد (1)، عن أبي بكر بن المنكدر، عن عطاء بن يسار، عن السائب بن خلاد قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«من أخاف أهل المدينة أخافه اللّه و عليه لعنة اللّه، و الملائكة، و الناس أجمعين»[12082].
قال: و نا عبد اللّه، نا أبو خيثمة، نا عبد الصّمد بن عبد الوارث، حدّثني أبي، حدّثني يحيى - يعني - ابن سعيد، عن مسلم (2) بن أبي مريم عن عطاء بن يسار، عن السّائب بن خلاّد قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من أخاف أهل المدينة أخافه اللّه، و عليه لعنة اللّه، و الملائكة، و الناس أجمعين»[12083].
و روي عن عطاء بن يسار، بإسناد آخر.
أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصريفيني، و أبو نصر (3) الزينبي.
ص: 110
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد المقرئ، أنا أبو محمّد الصريفيني.
قالا: أنا محمّد بن عمر بن علي بن خلف، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا عيسى بن حمّاد، أنا الليث، عن هشام، عن موسى بن عقبة، عن عطاء بن يسار، عن عبادة ابن الصّامت، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال:
«اللّهم من ظلم أهل المدينة و أخافهم فأخفه، و عليه لعنة اللّه، و الملائكة، و الناس أجمعين، لا يقبل منه صرف و لا عدل»[12084].
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر المعدّل، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن شيبة بن أبي شيبة البزار (1)،أنا أبو جعفر أحمد بن الحارث الخراز (2)،عن أبي الحسن علي بن محمّد بن عبد اللّه بن أبي سيف، عن محمّد بن عمر قال: قال ذكوان مولى مروان:
شرب مسلم بن عقبة دواء بعد ما أنهب (3) المدينة (4)،و دعا بالغداء فقال له الطبيب: لا تعجل، فإنّي أخاف عليك إن أكلت قبل أن يعمل الدواء، قال: ويحك، إنّما كنت أحب البقاء حتى أشفي نفسي من قتلة أمير المؤمنين عثمان، فقد أدركت ما أردت، فليس شيء أحبّ إليّ من الموت على طهارتي، فإنّي لا أشك أنّ اللّه عزّ و جل قد طهّرني من ذنوبي بقتل هؤلاء الأرجاس.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو الحسين الفارسي، أنا أبو سليمان الخطابي، أخبرني محمّد بن نافع الخزاعي، نا عمي إسحاق بن أحمد، نا أبو الوليد الأزرقي (5)-بإسناد له.
أن مسلم بن عقبة المرّي لمّا انصرف من المدينة يريد مكة، فلمّا كان ببعض الطريق حضرته الوفاة، فدعا الحصين بن نمير، فقال: يا برذعة الحمار، إذا قدمت مكة فاحذر أن
ص: 111
تمكّن قريشا من أذنك فتبول فيها، لا يكون إلاّ الوقاف، ثم الثقاف، ثم الانصراف.
[قال ابن عساكر:] (1) يريد المناجزة بالسيوف.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق بن خربان، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (2)،نا وهب بن جرير، حدّثني جويرية بن أسماء قال:
سمعت أشياخا من أهل المدينة قالوا: سار مسلم بن عقبة بالناس و هو ثقيل بالموت نحو مكة، حتى إذا صدر عن الأبواء (3) هلك، فلما عرف الموت دعا حصين بن نمير الكندي، فقال: قد دعوتك و ما أدري أستخلفك على الجيش أو أقدّمك فأضرب عنقك ؟! فقال: أصلحك اللّه، اجعلني سهما فارم بي حيث شئت.
قال: إنك أعرابي، جلف جاف، و إنّ هذا الحي من قريش لم يمكنهم رجل قط من أذنيه إلاّ غلبوه على رأيه، فسر بهذا الجيش، فإذا لقيت القوم، فإيّاك أن تمكّنهم من أذنيك، لا يكون إلاّ الوقاف، ثم الثقاف، ثم الانصراف، فمضى حصين بجيشه ذلك، فلم يزل [جيشه] (4) محاصرا أهل مكة حتى هلك يزيد بن معاوية، فبلغ ابن الزبير وفاة يزيد قبل أن تبلغ حصينا، فناداهم ابن الزبير - و قد غدوا للقتال (5)-قد مات صاحبكم (6)،قالوا: نقاتل لخليفته، قالوا: قد هلك خليفته (7) الذي استخلف، قالوا: فنقاتل لمن استخلف بعده، قالوا: فإنه لم يعهد إلى أحد، فقال حصين: إن يك ما تقول حقا، فما أسرع الخبر.
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن [بكار] (8)قال:
ص: 112
و يزيد الذي أوقع بأهل المدينة بعث إليهم مسلم بن عقبة أحد بني مرّة بن عوف بن سعد ابن ذبيان، فأصابهم بالحرّة بموضع يقال له و اقم من مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على ميل، فقتل أهل المدينة مقتلة عظيمة، فسمّي ذلك اليوم يوم الحرّة، و أنهب المدينة ثلاثة أيام، و هو الذي يسميه أهل المدينة مسرفا، ثم خرج يريد مكة، و بها ابن الزبير، فمات في طريق مكة، فدفن على ثنية يقال لها المشلّل مشرفة على قديد، فلما ولّى عنه الجيش، انحدرت إليه ليلى أم ولد (1) يزيد بن عبد اللّه بن زمعة من..... (2) فنبشته و صلبته على ثنية المشلّل، و كان مسرف قتل يزيد بن عبد اللّه بن زمعة بن الأسود أبا ولدها، و في ليلى هذه يقول يزيد بن عبد اللّه بن زمعة:
تقول له ليلى بذي الأثل موهنا *** لهن خليلي عن ستارة نازح
فقلت له يا ليلى في النأي فاعلمي *** شفاء لا دواء العشيرة صالح
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن محمّد، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني الضحّاك بن عثمان، عن جعفر بن خارجة قال:
خرج مسرف من المدينة يريد مكة، و تبعته أم ولد ليزيد بن عبد اللّه بن زمعة تسير وراء العسكر بيومين أو ثلاثة، و مات مسرف، فدفن بثنية المشلّل، و جاءها الخبر، فانتهت إليه، فنبشته ثم صلبته على المشلّل.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ريذة (3)،أنا سليمان ابن أحمد الطبراني، نا علي بن المبارك الصنعاني، نا زيد بن المبارك، حدّثني عبد الملك بن عبد الرّحمن الذماري، أخبرني محمّد بن سعيد.
أن معاوية لما حضره الموت قال ليزيد بن معاوية: قد وطأت لك البلاد، و فرشت لك الناس، و لست أخاف عليك إلاّ أهل الحجاز، فإن رابك منهم ريبة فوجّه إليهم مسلم بن عقبة المرّي فإنّي قد جرّبته غير مرة، فلم أجد له مثلا في طاعته و نصيحته، فلما جاء يزيد بن معاوية خلاف ابن الزبير، و دعاؤه إلى نفسه دعا مسلم بن عقبة المرّي، و قد أصابه الفالج، فقال: إنّ
ص: 113
أمير المؤمنين عهد إليّ في مرضه إن رابني من أهل الحجاز ريب أن أوجّهك إليهم، و قد رابني فقال: إنّي كما ظن أمير المؤمنين، اعقد لي، و عبء الجيوش، قال: فورد المدينة، فأباحها ثلاثة، ثم دعاهم إلى بيعة يزيد على أنهم أعبد قن في طاعة اللّه و معصيته، فأجابوه إلى ذلك إلاّ رجل واحد من قريش، أمّه أم ولد، فقال له: بايع ليزيد على أنك عبد في طاعة اللّه و معصيته، قال: لا، بل في طاعة اللّه، فأبى أن يقبل ذلك منه، و قتله، فأقسمت أمّه قسما لئن أمكنها اللّه من مسلم حيا أو ميتا أن تحرقه بالنار، قال: فلما خرج مسلم (1) من المدينة اشتدّت علته، فمات، فخرجت أم القرشي بأعبد لها إلى قبر مسلم، فأمرت به أن ينبش من عند رأسه، فلما وصلوا إليه إذا بثعبان قد التوى على عنقه قابضا بأرنبة أنفه يمصها، قال: فكاع (2)القوم عنه و قالوا: يا مولاتنا انصرفي، قد كفاك اللّه شرّه، و أخبروها الخبر، قالت: لا أوافي اللّه بما وعدته، ثم قالت: انبشوا من عند الرجلين، فنبشوا، فإذا الثعبان لاوي (3) ذنبه برجليه قال: فتنحت فصلّت ركعتين ثم قالت: اللّهمّ إن كنت تعلم أنّي إنّما غضبت على مسلم بن عقبة اليوم لك، فخلّ (4) بيني و بينه، قال: ثم تناولت عودا فمضت (5) في ذنب الثعبان فحرّكته، فانسلّ من مؤخر رأسه، فخرج من القبر، ثم أمرت به، فأخرج و أحرق بالنار.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (6):و قال علي بن محمّد: مات مسلم بن عقبة في صفر سنة أربع و ستين، قال: و كان حصار حصين بن نمير خمسين يوما حتى مات يزيد.
والد قتيبة بن مسلم، أمير خراسان، كان عظيم القدر عند يزيد بن معاوية، و وجهه يزيد إلى عبيد اللّه بن زياد بتوليته إيّاه الكوفة عند توجه الحسين - عليه السلام - إليها، له ذكر في كتاب البلاذري.
ص: 114
و ذكر أبو الفرج الأصبهاني (1)،نا محمّد بن العباس اليزيدي، نا سليمان بن أبي شيخ، نا محمّد بن الحكم، عن عوانة قال:
كان مسلم بن عمرو الباهلي على ميسرة إبراهيم بن الأشتر، فارتثّ (2)،فلما قتل مصعب أرسل إلى خالد بن يزيد بن معاوية أن يطلب له الأمان من عبد الملك، فأرسل إليه:
ما تصنع بالأمان، و أنت بالموت ؟ قال: ليسلم لي مالي و يأمن ولدي، قال: فحمل على سرير، فأدخل على عبد الملك، فقال عبد الملك لأهل الشام: هذا أكفر الناس لمعروف، ويحك، أكفرت معروف يزيد بن معاوية عندك، فقال له خالد: تؤمنه يا أمير المؤمنين، فأمّنه، ثم حمل، فلم يبرح الصحن حتى مات، فقال الشاعر:
نحن قتلنا ابن الحواريّ مصعبا *** أخا أسد و النّخعي (3) اليمانيا (4)
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، نا أحمد الأشناني، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري قال:
قال أبو اليقظان: و أبو الحسن و غيرهم و قتل مع مصعب ابنه عيسى بن مصعب، و مسلم ابن عمرو بن حصين بن ربيعة الباهلي - يعني - سنة اثنتين و سبعين (5).
و يزيد (1) بن يزيد بن جابر.
أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي المضري، أنا عثمان بن محمّد المحمي (2)،أنبأ عبد الرّحمن بن إبراهيم المربحي (3)،نا عبد اللّه بن الشرفي، نا محمّد بن إسماعيل البخاري.
و أنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثنا أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطبراني (4)،نا بكر بن سهل، قالا: نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية بن صالح أن ربيعة بن يزيد حدّثه عن مسلم بن قرظة الأشجعي - و في حديث الطبراني: الأنصاري (5)-عن عوف بن مالك الأشجعي قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«خياركم و خيار أئمتكم الذين تحبونهم و يحبونكم، و تصلّون عليهم و يصلّون عليكم، و شراركم و شرار أئمتكم الذين تبغضونهم و يبغضونكم، و تلعنونهم و يلعنونكم»، قالوا: فلا ننابذهم يا رسول اللّه ؟ قال:«لا، ما أقاموا الصلوات الخمس».
انتهى حديث الطبراني (6)،و زاد البخاري:«إلاّ من وليه وال، فرأى معصية فليكره ما أتى من معصية اللّه ألا و لا تنزعوا يدا من طاعة»[12085].
هذا الحديث جليل، رواه ابن وهب عن معاوية بن صالح.
أخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر ابن الحسن، قالا: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس، نا ابن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، حدّثني معاوية بن صالح، عن ربيعة، عن مسلم بن قرظة، عن عوف بن مالك قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«خياركم و خيار أئمتكم الذين تحبونهم و يحبونكم، و تصلّون عليهم و يصلّون عليكم، و شراركم و شرار أئمتكم الذين تبغضونهم و يبغضونكم، و تلعنونهم و يلعنونكم»، قالوا: أ فلا ننابذهم يا رسول اللّه ؟ قال:«لا، ما أقاموا الصلاة الخمس، و من وليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية اللّه، فليكره ما يأتي من معصية اللّه، و لا تنزعوا يدا من طاعة»[12086].
ص: 116
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1) قال:
في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام: مسلم بن قرظة الأشجعي، روى عن عمّه عوف ابن مالك الأشجعي.
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين و الكوفي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا البخاري (2) قال:
مسلم بن قرظة الأشجعي ابن عمّ عوف بن مالك (3) الشامي (4)،روى عنه يزيد بن يزيد ابن جابر.
قال عبد اللّه (5):حدّثني معاوية أن ربيعة بن يزيد حدّثه عن مسلم بن قرظة الأشجعي، عن عوف بن مالك الأشجعي عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«خياركم و خيار أئمتكم الذين تحبونهم و يحبونكم»[12087].
و قال الحميدي: نا الوليد، نا ابن جابر سمع زريقا (6) سمع مسلم بن قرظة سمع عوفا عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم مثله.
أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد (7)-إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (8):
ص: 117
مسلم بن قرظة الأشجعي ابن عمّ عوف بن مالك الأشجعي الشامي [لحا] (1)،روى عن عوف بن مالك، روى عنه رزيق (2) بن حيّان، و ربيعة بن يزيد، و يزيد بن يزيد بن جابر، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة النصري قال.
في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فهي العليا: مسلم بن قرظة الأشجعي ابن أخي عوف.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب (3)،أنا ابن جوصا - إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا ابن جوصا - قراءة - قال:
سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثانية: مسلم بن قرظة ابن أخي عوف بن مالك، حمصي، حفظ عن عوف.
أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد، أنا أبو القاسم التنوخي، أنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر، أنا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى قال:
مسلم بن قرظة الأشجعي ابن أخي عوف بن مالك الأشجعي.
ولي إمرة دمشق في خلافة المعتصم كما قرأت بخط أبي الحسين الدارمي، و لم يسمعه و لم يثبته، و كان من قوّاد المعتصم، و ولي أيضا أصبهان، له ذكر.
و بلغني أن أبا الصالحات كان من القواد بسرّمن رأى، و كان من أفتى الناس، و أظرفهم، و أحسنهم مروءة و طعاما، و كان إذا دعا صديقا له كتب إليه يسأله أن يجيبه، و كلّ من عنده من أصدقائه، و أن يجتذب معه إليه كل من يعرفه و يأنس به، فكان منزله مألفا للفتيان، و كان يضرب
ص: 118
بالعود ضربا حسنا، فقال له المعتصم يوما: بلغني أنّك ضارب بالعود، قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: احضروه عودا، فأحضر، فضرب به ضربا فارسيا حسنا استحسنه المعتصم و من عنده، ثم ذهب ليخرج فقال له: تعال خذ أبرارك معك، فضرب بيده إلى سيفه و قال: هذا أبراري أيضا، فقال المعتصم: صدق و اللّه، فأمر له بخمسين ألف درهم.
ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القوّاس الورّاق: أن أبا الصالحات مات سنة ثلاث و أربعين و مائتين بأصبهان، فولي عمله يحيى بن خزيمة.
7429 - مسلم بن مشكم (1) أبو عبيد اللّه الخزاعي (2)
روى عن أبي الدّرداء، و أبي ثعلبة الخشني، و شداد بن أوس، و فضالة بن عبيد، و عوف بن مالك، و عمرو بن غيلان الثقفي، أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و أبي عثمان الصنعاني، و أبي مسلم الخليلي.
و قيل: إنه قرأ القرآن على أبي الدّرداء، ثم قرأ بعده على عبد اللّه بن عامر اليحصبي.
روى عنه: القاسم بن عبد الرّحمن، و هو من أقرانه، و عبد اللّه بن العلاء، و يزيد بن أبي مريم، و الوليد بن سليمان بن أبي السائب، و حسّان بن عطية، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و الوليد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك الهمداني (3)،و يزيد بن عبيدة، و زيد بن واقد.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن أبان السراج، نا الحكم بن موسى أبو صالح، نا يحيى بن حمزة، عن يزيد بن عبيدة، نا أبو عبيد اللّه (4).
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا الحكم بن موسى، نا يحيى بن حمزة، عن يزيد بن عبيدة، حدّثني أبو عبيد اللّه مسلم بن مشكم (5).
ص: 119
ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر ابن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا الحكم بن موسى، نا يحيى بن حمزة الدمشقي، عن يزيد بن عبيدة، حدّثني أبو عبيد اللّه.
عن عوف بن مالك عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال:
«الرؤيا (1) ثلاثة، منها: تأويل من الشيطان ليحزن ابن آدم، و منها ما يهمّ به الرجل في يقظته فيراه في منامه، و منها جزء من ستة و أربعين جزءا من النبوة».
فقلت له: أسمعت - و في حديث أبي يعلى: أنت سمعته - من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: أنا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - زاد البغوي: أنا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم دفعة ثانية و ليس في حديث السراج من التي بعدها: الشيطان، و لا: جزأ التي بعدها: من النبوة.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.
ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار.
قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العباس، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي، نا يزيد بن عبد ربّه، نا الوليد، عن ابن جابر، عن أبي عبيد اللّه مسلم بن مشكم حدّثه قال: سمعت أبا الدّرداء.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2) قال: سمعت أبا مسهر يقول: اسم أبي عبيد اللّه صاحب أبي الدّرداء مسلم بن مشكم.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن قال: أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (3):
في الطبقة الثانية من أهل الشامات: مسلم بن مشكم، دمشقي.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا
ص: 120
أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، نا أبي قال: قال أبو زكريا:
أبو عبيد اللّه مسلم بن مشكم شامي، قال: كان كاتب أبي الدّرداء.
أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا الأحوص، نا أبي قال: قال أبو زكريا و غيره:
أبو عبيد اللّه مسلم بن مشكم كاتب أبي الدّرداء.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول:
أبو عبيد اللّه صاحب معاذ بن جبل مسلم بن مشكم، كاتب أبي الدّرداء.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1) قال:
في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام: مسلم بن مشكم، كان كاتب أبي الدّرداء، و روى عن أبي الدّرداء و معاوية، روى عنه عبد اللّه بن العلاء بن زبر.
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و ابن النرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (2):
مسلم بن مشكم أبو عبيد اللّه الدمشقي، كاتب أبي الدّرداء [سمع أبا الدرداء، روى عن عمرو بن غيلان الثقفي] (3)،روى عنه يزيد بن عبيدة، و القاسم أبو عبد الرّحمن [و يزيد بن أبي مريم] (4).
أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
ص: 121
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):
مسلم بن مشكم أبو عبيد اللّه الدمشقي، كاتب أبي الدّرداء، روى (2) عن أبي الدّرداء، روى عنه حسّان بن عطية، و القاسم بن عبد الرّحمن، و يزيد بن عبيدة، و زيد بن واقد، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:
أبو عبيد اللّه مسلم بن مشكم، سمع أبا ثعلبة الخشني، و أبا الدّرداء، روى عنه ابن زبر.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:
أبو عبيد اللّه مسلم بن مشكم.
أخبرنا أبو محمّد الأنصاري، نا أبو محمّد التميمي، أنا أبو القاسم البجلي، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة النّصري قال:
في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هي العليا: أبو عبيد اللّه مسلم بن مشكم، روى عنه القاسم بن عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة-.
قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام: مسلم بن مشكم دمشقي.
قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر (3) ابن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن
ص: 122
إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو عبيد اللّه مسلم بن مشكم.
أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي في كتابه، نا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو عبد اللّه - و يقال: أبو عبيد اللّه - مسلم بن مشكم الشامي، كاتب أبي الدّرداء، عن عوف بن مالك، و أبي الدّرداء، روى عن يزيد بن عبيدة، و يزيد بن أبي مريم.
و قال في موضع آخر: أبو عبيد اللّه مسلم، روى عنه (1) عمرو بن جرثوم الخشني، روى عنه القاسم أبو عبد الرّحمن القرشي، و يزيد بن أبي مريم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن يزيد بن أبي مريم، عن أبي عبيد اللّه قال:
رأيت أبا الدّرداء و فضالة بن عبيد، و معاذ بن جبل - و قال الأوزاعي: و قد دخلني من معاذ شك - يدخلون المسجد و الناس في صلاة الغداة، فيميلون إلى بعض زوايا المسجد فيوترون، و يدخلون مع الناس في صلاتهم.
قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيوية، أنا أبو الطيب محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، أخبرني أبو محمّد صاحب لي من بني تميم ثقة، قال: قال أبو مسهر: و كان مسلم بن مشكم أبو عبيد اللّه قد روى عنه - يعني - عن أبي الدّرداء، و لم يكن في حدّ العلماء، و كان ثقة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر، قالا: نا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (2):
أبو عبيد اللّه (3) مسلم بن مشكم، شامي، تابعي، ثقة، من خيار التابعين.
ص: 123
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال: و أبو عبيد اللّه مسلم بن مشكم صاحب معاذ، ثقة.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا تمّام بن محمّد، نا محمّد بن سليمان، نا محمّد بن الفيض، نا دحيم، نا الوليد، عن الضحّاك بن عبد الرّحمن قال:
كنت أسمع أبا عبيد اللّه مسلم بن مشكم إذا انصرف بعد العشاء متوجها إلى منزله يدعو أن يرزقه اللّه الصلاة في جماعة من الغد.
7430 - مسلم بن يسار أبو عبد اللّه البصري الفقيه (1)،مولى بني أميّة،
و يقال: مولى طلحة بن عبيد اللّه
روى عن: أبيه يسار، و يقال: إن له صحبة، و عن عبد اللّه بن عبّاس، و أبي الوليد عبادة بن الصامت، مرسلا، و أبي الأشعث الصنعاني.
روى عنه: ابنه عبد اللّه، و أبو قلابة، و محمّد بن سيرين، و ثابت البناني، و أيوب السختياني، و علي بن أبي حملة.
و قدم دمشق في خلافة عبد الملك و حدّث بها.
أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن صرما (2)،أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن محمّد الخلاّل، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي بن الحسين المقرئ الصيدلاني، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري، نا أبو قلابة، نا قرّة بن حبيب، نا الهيثم بن قيس العيشي، عن عبد اللّه بن مسلم بن يسار، عن أبيه عن جدّه قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في المسح على الخفين:«للمسافر ثلاثة أيام و لياليهن و للمقيم يوما و ليلة»[12088].
أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصيرفي، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، نا العباس بن محمّد الدوري، نا أبو
ص: 124
علي قرة صاحب العباء، نا الهيثم بن قيس العيشي، نا عبد اللّه بن مسلم بن يسار، عن أبيه، عن جده.
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«المسح على الخفين: للمقيم يوم و ليلة، و للمسافر ثلاثة أيام»[12089].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (1)،حدّثني سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن علي بن أبي حملة قال:
قدم علينا مسلم بن يسار دمشق، فقالوا له: يا أبا عبد اللّه، لو علم اللّه أن بالعراق من هو أفضل منك لأتانا به، فجعل يقول: كيف لو رأيتم عبد اللّه بن زيد الجرمي، أبا قلابة ؟ فما ذهبت الأيام و الليالي حتى أتانا اللّه بأبي قلابة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال:
في تسمية نفر قدموا الشام في إمارة عبد الملك و ذويه أبي عبد اللّه مسلم بن يسار.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (2):
مسلم بن يسار مزني، و يقال: مولى أبي بكر، و يقال [مولى] (3) عثمان بن عفّان.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (4):
مسلم بن يسار يكنى أبا عبد اللّه، مولى لقريش، و يقال: لمزينة، مات بعد (5) المائة.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن
ص: 125
السّقّاء، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: مسلم بن يسار أبو عبد اللّه.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد بن يوسف ابن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة مسلم بن يسار مولى طلحة بن عبيد اللّه.
أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل بن غسّان، نا أبي قال: قال أبو زكريا:
مسلم بن يسار أبو عبد اللّه العابد، مولى آل عثمان بن عفّان.
قال: و نا أبي في موضع آخر قال:
مسلم بن يسار مولى آل طلحة بن عبيد اللّه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، نا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول:
مسلم بن يسار مولى لقريش، سمع من ابن عمر، و ابن عباس.
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة - بقراءتي عليه - عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمار قال: كنية مسلم بن يسار أبو عبد اللّه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا، أنا محمّد بن سعد قال (1):
في الطبقة الثانية من أهل البصرة: مسلم بن يسار مولى لقريش مولى لطلحة بن عبيد اللّه، و يكنى أبا عبد اللّه، توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز.
أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري - قراءة عليه - عن محمّد بن العباس بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا
ص: 126
الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (1):
في الطبقة الثانية من أهل البصرة: مسلم بن يسار، و يكنى أبا عبد اللّه مولى طلحة بن عبيد اللّه التيمي من قريش، قالوا: و كان مسلم ثقة فاضلا، عابدا، ورعا، قالوا: و توفي مسلم ابن يسار في خلافة عمر بن عبد العزيز سنة مائة - أو إحدى و مائة-.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل قال:
مسلم بن يسار كنيته أبو عبد اللّه البصري (2)،مولى بني أميّة، القرشي، عن أبي الأشعث، روى عنه أبو قلابة، و محمّد بن سيرين، و ابنه عبد اللّه.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسين، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (3):
مسلم بن يسار أبو عبد اللّه البصري، مولى بني أميّة، القرشي، عن أبي الأشعث، روى عنه أبو قلابة، و محمّد بن سيرين، و ابنه عبد اللّه.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):
مسلم بن يسار البصري، أبو عبد اللّه مولى بني أميّة، و يقال: مولى طلحة بن عبيد اللّه، روى عن عبادة بن الصامت، مرسل، و عن أبي الأشعث الصنعاني، روى عنه أبو قلابة، و محمّد بن سيرين، و ابنه عبد اللّه بن مسلم بن يسار، توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز، سمعت أبي يقول ذلك.
ص: 127
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:
أبو عبد اللّه مسلم بن يسار مولى بني أميّة، عن أبي الأشعث، روى عنه ابن سيرين، و أبو قلابة.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه مسلم بن يسار البصري.
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب الرازي، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: مسلم بن يسار أبو عبد اللّه البصري.
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - قراءة عليه - عن أبي طاهر الأنباري، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو عبد اللّه مسلم بن يسار البصري.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا ابن منجويه، أنا أبو أحمد قال:
أبو عبد اللّه مسلم بن يسار القرشي، مولى بني أميّة، البصري، و يقال: المزني، مولى مزينة، و يسار يكنى أبا مريم، عن أبي الأشعث شراحيل بن أدة، روى عنه محمّد بن سيرين، و أبو قلابة الجرمي، و ابنه عبد اللّه.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد.
ح و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا، نا عبد الغني بن سعيد قال:
مسلم بن يسار البصري، والد عبد اللّه، و هو أحد القرّاء الذين خرجوا على الحجّاج (1).
قرأت على أبي محمّد بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا قال:
ص: 128
مسلم بن يسار البصري والد عبد اللّه من القرّاء الذين خرجوا على الحجّاج.
قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن بن مخلد، أنا أبو الحسن بن خزفة، أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا عبيد اللّه بن عمر، نا سليم بن أخضر، عن ابن عون قال:
كان مسلم إذا قيل له: من أنت ؟ قال: أنا مولى عثمان بن عفّان.
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (1)،حدّثني أبو بشر - يعني - بكر بن خلف، نا (2) معاذ بن هشام، حدّثني أبي (3) عن قتادة قال:
كان مسلم بن يسار يعدّ خامس خمسة من فقهاء (4) أهل البصرة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا زيد بن الحباب، حدّثني عبد الحميد بن عبد اللّه بن مسلم بن يسار قال: أخبرني كلثوم بن جبر قال:
كان المتمني بالبصرة يقول: فقه الحسن، و ورع ابن سيرين، و عبادة طلق بن حبيب، و حلم مسلم بن يسار.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5)،نا الفضل بن زياد، نا أحمد، نا موسى بن هلال، نا هشام بن حسّان، عن العلاء بن زياد قال: كان يقول:
لو كنت متمنيا لتمنيت فقه الحسن، و ورع ابن سيرين، و صواب مطرّف، و صلاة مسلم ابن يسار.
قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام الواسطي، عن أبي عمر بن
ص: 129
حيّوية، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، نا مسلم بن إبراهيم، نا أزهر، نا ابن عون قال:
كان مسلم بن يسار لا يفضّل عليه أحد في ذلك الزمان (1).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا محمّد بن سعد، عن الواقدي قال:
كان مسلم بن يسار لا يفضّل عليه في زمانه أحد في العلم و الزهد، و كان يقول: إنّي لأكره أن أمس فرجي بيميني، و أنا أرجو أن آخذ بها كتابي يوم القيامة.
أخبرنا أبو طالب يوسف، و أبو نصر بن البنّا - في كتابيهما - أنا أبو محمّد الجوهري - قراءة عليه و نحن نسمع - عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا عفّان بن مسلم، نا المبارك (3)-هو ابن فضالة - حدّثني عبد اللّه بن مسلم عن أبيه قال: إنّي لأكره أن أمس فرجي بيميني، و أنا أرجو أن آخذ بها كتابي.
أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنا أبو بكر المالكي، نا يوسف بن عبد اللّه، نا عثمان بن الهيثم، نا عوف، عن الحسن قال:
يكون الرجل عالما، و لا يكون عابدا، و يكون عابدا و لا يكون عاقلا، و كان مسلم بن يسار عابدا، عالما، عاقلا.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن عبد الملك بن عمر بن خلف.
ثم أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الفتح الرّزّاز، أنا أبو حفص بن شاهين، نا محمّد بن مخلد.
ح قال: و أنا العتيقي، أنا عثمان بن محمّد بن أحمد، نا إسماعيل الصفّار، قالا: نا عباس الدوري، نا أبو بكر بن أبي الأسود، أخبرني حميد بن الأسود، عن ابن عون قال:
أدركت هذا المسجد مسجد البصرة، و ما فيه حلقة تنسب إلى الفقه إلاّ حلقة واحدة تنسب إلى مسلم بن يسار (4)،و سائر المسجد قصّاص.
ص: 130
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا ابن اللاّلكائي، أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (1)،حدّثني أبو بشر، نا سعيد بن عامر قال حميد بن الأسود، نا عن ابن عون قال:
أدركت هذا المسجد و ما فيه حلقة يذكر فيها الفقه إلاّ حلقة مسلم بن يسار، قال: إن في الحلقة من أ هو أسنّ منه،[غير أنها] (2) كانت تنسب إليه.
قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن بن مخلد، أنا أبو الحسن بن خزفة، أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أخبرني ابن سلاّم - يعني: محمّدا - قال:
كان مسلم بن يسار مفتي أهل البصرة قبل الحسن حمل عنه ابن سيرين، و أبو قلابة، و كلثوم (3) بن (4) جبر، و محمّد بن واسع، و ثابت البناني، و كان جليلا عند الفقهاء، و روي كلامه.
أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم (5)،نا محمّد بن حموية بن الحسن قال: سمعت أبا طالب (6)قال: قال أحمد بن حنبل: مسلم بن يسار ثقة.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي جعفر بن المسلم، عن أبي الحسن محمّد بن عمر بن محمّد بن حميد، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، حدّثني محمّد ابن إسماعيل، عن أبي داود قال: سمعت يحيى بن معين يقول: مسلم بن يسار بصري (7)، رجل صالح قديم، و ابنه عبد اللّه بن مسلم.
ص: 131
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، [و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا الحسين بن جعفر] (1) قالوا: أنا الوليد، أنا علي بن أحمد، نا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (2):مسلم بن يسار المزني (3) بصري، تابعي، ثقة.
قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، نا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، حدّثني موهب بن يزيد بن خالد، نا ضمرة بن ربيعة قال: سمعت علي بن أبي حملة ذكر قال:
لقي ابن أبي إدريس عائذ اللّه أباه فقال: يا أبة، أ ما يعجبك طول صمت أبي عبيد اللّه مسلم بن يسار؟ فقال له: يا بنيّ ، تكلّم بالحق خير من السكوت عنه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري (4)،قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن نصر بن بحير، نا علي بن عثمان بن نفيل، نا أبو مسهر، نا سعيد قال: كان أبو إدريس أظنه قال: إذا نظر إلى مسلم بن يسار قال:
مرحبا بالغريب.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي (5).
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.
قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (6)، حدّثني عيسى بن محمّد، نا أزهر (7)،عن ابن عون، عن عبد اللّه بن مسلم بن يسار أن أباه كان إذا صلّى كأنه و د، لا يقول هكذا و لا هكذا.
ص: 132
قال: و نا يعقوب (1)،نا سليمان بن حرب، نا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال:
كان مسلم بن يسار إذا قام يصلي كأنه ثوب ملقى.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد ابن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، نا عبد الرّحمن - يعني - ابن مهدي، عن سليمان بن المغيرة، عن غيلان بن جرير قال:
كان مسلم بن يسار كأنه ثوب ملقى - يعني - إذا صلّى.
أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (2)،نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا معاذ بن معاذ، نا ابن عون قال:
رأيت مسلم بن يسار يصلي كأنه ودّ (3)،لا يميل على قدم مرة و لا على قدم مرة، و لا يحرّك له ثوبا، و قال معاذ مرة: لا يتروح (4) على رجل أو قال: لا يعتمد.
قرأت على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسين (5) محمّد بن محمّد بن مخلّد، أنا علي بن محمّد بن خزفة، أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة (6)،نا أبو سلمة التبوذكي، نا عبد الحميد بن عبد اللّه بن مسلم بن يسار، حدّثني أبي عبد اللّه بن مسلم قال: و اللّه ما رأيت من الناس رجلا أوقر في صلاته من مسلم بن يسار.
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو محمّد الجوهري، نا محمّد بن العباس الخزّاز، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك (7)،أنا المبارك بن فضالة، حدّثني ميمون بن جابان قال:
ما رأيت مسلم بن يسار ملتفتا في صلاة قط خفيفة و لا طويلة.
ص: 133
قال: و لقد انهدمت ناحية من المسجد ففزع أهل السوق (1) لهدمها، و إنّه لفي الصلاة، فما التفت.
أخبرنا بها عالية أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري فذكرها.
قال: و أنا محمّد بن العبّاس، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين، أنا عبد اللّه بن المبارك (2)،أنا جعفر بن حيّان قال:
ذكر لمسلم بن يسار قلة التفاته في الصلاة، فقال: و ما يدريكم أين قلبي ؟ أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن الأخضر، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن العلاّف، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أحمد ابن إبراهيم، نا علي بن إسحاق، أنا عبد اللّه، أخبرني جعفر بن حيان قال:
ذكر لمسلم بن يسار قلة التفاته في الصلاة، قال: و ما يدريكم أين قلبي ؟.
قال: و نا أحمد، نا هارون بن معروف، نا ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب قال:
كان مسلم بن يسار يقول لأهله إذا دخل في صلاته في بيته: تحدثوا فلست أسمع حديثكم.
أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا معتمر قال: سمعت كهمسا يحدث عن عبد اللّه بن مسلم بن يسار عن أبيه.
أنه كان يصلي ذات يوم، فدخل رجل من أهل الشام، ففزعوا، فاجتمع له أهل الدار، فلما انصرف قالت له أم عبد اللّه: دخل هذا الشامي ففزع أهل الدار، فلم تنصرف إليهم - أو كما قالت - قال: ما شعرت.
قال معتمر: و بلغني أن مسلما كان يقول لأهله: إذا كانت لكم حاجة فتكلّموا و أنا أصلي.
قال (4):و نا محمّد بن علي، نا محمّد بن الحسن، نا محمّد بن أبي السري، نا معتمر،
ص: 134
نا كهمس، عن عبد اللّه بن مسلم بن يسار عن أبيه قال: ما رأيته يصلي قط إلاّ ظننت أنه مريض.
قال (1):و نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا أبو موسى العنزي، نا ابن أبي عدي، عن ابن عون قال: كان مسلم بن يسار إذا كان في غير صلاة كأنه في صلاة.
أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمّد، أنا نصر بن أحمد الهمذاني، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل (2)،أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن القاسم بن درستويه، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا إبراهيم بن يعقوب، نا سعيد بن عامر، عن مهدي بن سليمان.
[قال:] كان مسلم بن يسار يصلي في المسجد فوقعت سارية عليها أربعة أساطين، فعلم بها بعض من كان في أصحاب اللؤلؤ و هو يصلي في المسجد ما شعر، و لقد وقع الحريق في داره فجاء الجيران يطفئون و هو يصلي ما يشعر، فقالت امرأته: وقع الحريق في دارنا و الجيران يطفئون، فقال: ما شعرت.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس (3)،أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن محمّد بن الأخضر، أنا أحمد بن محمّد بن يوسف العلاّف، أنا الحسين بن صفوان البردعي، نا ابن أبي الدنيا، نا زياد بن أيوب، نا سعيد بن عامر، نا مهدي بن سليمان صاحب الطعام قال:
وقعت أسطوانة في مسجد الجامع عليها أربعة عقود، فعلم بها من كان في أصحاب المشاحب و مسلم بن يسار يصلي في المسجد، فلم يشعر (4)،و وقع الحريق في داره و جاء الجيران يطفئون و هو يصلي، فقالت له امرأته: وقع الحريق في دارنا و جاء الجيران يطفئون فقال: ما شعرت به.
قال: و نا ابن أبي الدنيا، أنا أحمد بن عمران الأخنسي، نا عباية بن كليب، نا عون بن موسى الكناني.
أن مسلم بن يسار كان قائما يصلي في مسجد الأعظم، فسقط حائط المسجد الجانب الأيمن فما علم به.
قال: و نا ابن أبي الدنيا، نا أحمد بن إبراهيم، نا عبيد اللّه بن محمّد بن حفص القرشي،
ص: 135
نا حمّاد بن سلمة، عن حميد أن مسلم بن يسار كان قائما يصلي في بيته، و وقع إلى جنبه حريق، فما شعر به حتى أطفئت النار.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك (1)،نا عاصم ذكره عن أبي قلابة قال:
قال مسلم بن يسار إنك إذا كنت قائما بين يدي أمير أحببت أن تكون (2) متخشّعا لتنجح لك حاجتك، قيل: فأين منتهى النظر في الصلاة ؟ قال: موضع السجود حسن.
أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم ابن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني، نا إسماعيل بن زكريا، عن عاصم الأحول، عن أبي قلابة قال:
قلت لمسلم بن يسار: أين موضع البصر في الصّلاة ؟ قال: موضع السجود حسن، أ رأيت لو كنت بين يدي ملك، أ لم تكن تحب أن يراك متخشعا؟! أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري - و نحن نسمع - عن محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد ابن سعد (3)،أنا عفّان بن مسلم، نا المبارك بن فضالة قال: سمعت عبد اللّه بن مسلم قال:
سئل مسلم بن يسار عن الصّلاة في السفينة قاعدا، فقال: إنّي لأكره أو أبغض أن يراني اللّه أصلّي قاعدا من غير مرض.
قال: و نا محمّد بن سعد (4)،أنا عارم بن الفضل، نا حمّاد بن زيد، عن حبيب - يعني - ابن الشهيد، عن بعض أصحابه.
أن مسلم بن يسار مرّ بمسجد، فأذّن المؤذّن، فرجع فقال له المؤذّن (5):ما ردّك ؟ قال:
أنت رددتني (6).
ص: 136
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو ياسر سليمان بن عبد اللّه بن سليمان، قالا:
أنا أبو الحسين بن النّقّور.
ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن علي (1)،أنا أبو يعلى بن الفرّاء، و أبو الحسين (2)و جماعة، قالوا: أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا عبيد اللّه بن محمّد بن حفص العيشي، أنا حمّاد بن سلمة، عن أبي نضرة الأعمى.
أن مسلم بن يسار مرّ بسكة (3) الموالي، فوقف على أهل المسجد ساعة، ثم خرج إلى النهير و هو يريد مسجد الجامع، فأذّن مؤذّنهم، فرجع، فقالوا: ما ردّك يا أبا عبد اللّه ؟ قال:
دعوتموني، قال: و من دعاك ؟ قال: المؤذّن.
أخبرنا أبو علي الحدّاد - في كتابه - أنا أبو نعيم الأصبهاني (4)،نا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد، نا أبو موسى العنزي، نا موسى بن إسماعيل، نا عبد الحميد ابن عبد اللّه بن مسلم بن يسار، حدّثني أبي قال:
رأيت مسلما و هو ساجد و هو يقول في سجوده: متى ألقاك و أنت عني راض ؟ و يذهب في الدعاء، ثم يقول: متى ألقاك و أنت عني راض ؟ أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمّد، أنا نصر بن أحمد الهمذاني، أنا الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا الحسن بن محمّد بن القاسم، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، نا سعيد بن عامر، عن الربيع بن صبيح قال:
سمعت مكحولا يقول:
رأيت سيدا من ساداتكم دخل الكعبة فقلت: من هو يا أبا عبد اللّه ؟ قال: مسلم بن يسار، فقلت: لأنظرن ما يصنع مسلم اليوم، فلمّا دخل قام في الزاوية التي فيها الحجر الأسود يدعو قدر أربعين آية، ثم تحوّل إلى الزاوية التي فيها الركن فقام يدعو قدر أربعين آية، ثم تحوّل إلى الزاوية التي فيها الدرجة، فقام يدعو قدر أربعين آية، ثم جاء حتى قام بين العمودين عند الرخامة الحمراء، فصلّى ركعتين، فلمّا سجد قال: اللّهمّ اغفر لي ذنوبي، و ما قدّمت
ص: 137
يداي، اللّهمّ اغفر لي ذنوبي و ما قدّمت يداي، اللّهمّ اغفر لي ذنوبي و ما قدّمت يداي، ثم بكى حتى بلّ المرمر.
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه.
ح و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضيل بن أبي منصور، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن الأزهر البلخي، نا علي بن حرب، نا سعيد بن عامر، عن ربيع بن صبيح قال: سمعت مكحولا يقول:
رأيت سيدا من ساداتكم يا أهل البصرة دخل الكعبة، فقلت: من هو؟ فقال: مسلم بن يسار، فقلت: لأنظرنّ إلى ما يصنع، فقام في الزاوية التي تلي الحجر الأسود، بقدر ما يقرأ الرجل أربعين آية يدعو، ثم تحوّل إلى الركن اليماني ففعل مثل ذلك،[حتى دار على الزوايا كلها يفعل مثل ذلك] (1) ثم وقف بين الاسطوانتين فقال: اغفر لي ذنوبي و ما قدّمت يداي - ثلاثا - ثم بكى حتى بلّ المرمر.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الصوفي.
ح و أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه.
قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو العباس محمّد بن موسى، أنا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار.
ح و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن القاسم الطهراني، و أبو عمرو بن مندة، قالا: أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا، نا الحسين بن علي، نا عيسى بن سلمة، قالا: نا أيوب بن سويد، حدّثني السري بن يحيى، حدّثني أبو عوانة، عن معاوية بن قرّة - زاد هشام: المري قال (2):
كان مسلم بن يسار يحج كلّ سنة، و يحج معه رجال - زاد عيسى: من إخوانه - تعودوا ذلك، فأبطأ (3) عاما من تلك الأعوام حتى فاتت - و قال هشام: نفذ أيام الحج - فقال لأصحابه: اخرجوا، فقالوا: كبّر - زاد هشام: و اللّه و قالا:- أبو عبد اللّه يأمرنا أن نخرج و قد
ص: 138
ذهب وقت - و قال هشام: زمان - الحجّ ، فأبى عليهم إلاّ أن يخرجوا، ففعلوا استحياء، فأصابهم حين جنّ الليل (1) عليهم إعصار شديد حتى كان لا يرى بعضهم بعضا، إلاّ ما تنادوا فأصبحوا (2) و هم ينظرون إلى جبال تهامة، فحمدوا اللّه، فقال: و ما تعجبون - و قال هشام:
فوقف، فحمد اللّه، ثم قال: ما تعجبون - من هذا في قدرة اللّه عز و جل - و في حديث هشام:
عصار.[قال ابن عساكر:] (3) و الصواب: إعسار.
أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا عفّان بن مسلم، نا مبارك، نا عبد اللّه بن مسلم بن يسار.
أن أباه قال: لا ينبغي للصديق أن يكون لعّانا، لو لعنت شيئا ما تركته في بيتي، و كان لا يسب أحدا، و كان أشدّ ما يقول إذا غضب: فرق بيني و بينك، قال: فإذا قال ذلك علموا أنه لم يبق بعد ذلك شيء.
أخبرنا أبو علي الحدّاد - إذنا - أنا أبو نعيم الحافظ (5)،نا (6) أحمد بن إبراهيم، نا إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، نا عبد الحميد بن عبد اللّه بن مسلم بن يسار عن إسحاق بن سويد قال:
صحبت مسلم بن يسار عاما إلى مكة، فلم أسمعه تكلّم بكلمة حتى بلغنا ذات عرق.
قال: ثم حدّثنا فقال: بلغني أنه يؤتى بالعبد يوم القيامة و يوقف بين يدي اللّه عز و جل فيقول: انظروا في حسابه (7)،فينظر في حسابه (8) فلا توجد له حسنة، فيقول: انظروا في سيئاته، فيوجد له سيئات كثيرة، فيؤمر به إلى النار، فيذهب به إلى النار (9)،و هو يلتفت
ص: 139
[فيقول: ردّوه، إلى ما تلتفت ؟] (1) فيقول: أي رب، لم يكن هذا ظني - أو رجائي فيك، شك إبراهيم - فيقول: صدقت، فيؤمر به إلى الجنّة.
أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو (2) عبد اللّه الحافظ ، أنا أحمد بن كامل القاضي، نا الحسن بن سلام، نا قبيصة بن عقبة قال: سمعت سفيان الثوري يقول:
قال رجل لمسلم بن يسار: علّمني كلمة تجمع لي موعظة نافعة، قال: فأطرق طويلا ثم رفع رأسه فقال: لا تردّ بعلمك غير من يملك ضرّك و نفعك، قال: زدني، قال: أهمل رجاءك و لا تستعمله، و استشعر الخوف و لا تغفله، قال: زدني، فقال: يوم العرض على ربك لا تنسه، قال: ثم سقط لوجهه مكبّا.
قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي، نا الحسن بن سلام، نا قبيصة بن عقبة قال: سمعت سفيان الثوري يقول:
كان مسلم بن يسار قد وقع في ثنيته الدم، و كانوا يرون أنه كان من كثرة سجوده ليلا و نهارا، فدخل عليه بعض جيرانه فوجده قد سقطت ثنيتاه و هو (3) يدفنهما، فقال له مسلم:
دخلت عليّ و أنا أدفن بعضي، فقال له الجار: لا أدري الذي أنت فيه (4) إلاّ أنّي أرجو اللّه و أخافه، فقال مسلم: يا أخي لا أدري ما معنى الخوف الذي لا يباعد مما (5) تخاف، و لا أدري ما معنى رجاء لا يقرب بما ترجو.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر ابن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك (6)،أنا سفيان، عن رجل.
عن مسلم بن يسار أنه سجد سجدة فوقعت ثنيتاه، فدخل عليه أبو إياس (7) و أخذ يعزّيه و يهوّن عليه، فذكر مسلم من تعظيم اللّه فقال مسلم: من رجا شيئا طلبه، و من خاف شيئا
ص: 140
هرب منه، ما أدري ما حسب رجاء امرئ عرض له البلاء لم يصبر عليه لما يرجو، و ما أدري ما حسب خوف امرئ عرضت له شهوة لم يتركها لما يخشى.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر بن أبي الصقر (1)،أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أحمد بن إبراهيم، نا موسى بن إسماعيل، نا عبد الحميد بن عبد اللّه بن مسلم بن يسار، حدّثني حجّاج بن دينار عن معاوية بن قرّة قال:
دخلت على مسلم بن يسار فذكر حديثا من حديث النار، فقلت: يا أبا عبد اللّه، و اللّه إنا لنرجو و نخاف، فقال: ما أدري ما حسب رجاء رجل لرحمة اللّه، و هو لا يصبّر نفسه على المكروه من طاعة اللّه، و ما أدري ما حسب مخافة رجل يزعم أنه يخاف اللّه و هو لا يصبّر نفسه عن الشهوات عن ما حرّم (2) اللّه قال: فنبّهني، و كان خيرا مني.
أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا يوسف بن عبد اللّه الحلواني، نا داود بن رشيد قال: قال مسلم بن يسار:
ما أدري ما إيمان رجل كره شيئا لم يدعه للّه، و ما أدري ما حسب رجل (3) نزل به أمر لم يصبر للّه لما يرجوه من الثواب غدا في القيامة، و ما أدري ما حسب امرئ عرضت له شهوة لم يدعها لما يخاف يوم القيامة.
أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (4)،نا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبو كريب الهمداني، نا أبو بكر بن عيّاش، و ذكر مسلم بن يسار فقال: حدّثني العذري عنه قال: حجّ مسلم، فو اللّه إنه قاعد في بيته يعالج شيئا - يعني: من طعام - جاءته امرأة فقالت له شيئا، فتناول شيئا فأعطاها قالت: ليس هذا أطلب، أنا أطلب ما تطلب المرأة من زوجها، فقال بكلّ شيء في يده فطرحه ثم خرج يشتد [فلما خرج] (5) فقال: ربّ ليس لهذا جئت أنا هاهنا.
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه السلمي - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن
ص: 141
الحسين، أنا المعافى بن زكريا، نا ابن المنادي - و هو أحمد بن جعفر - نا جعفر الصائغ، نا الحسن بن بشر، نا إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد اللّه قال:
سمعت مسلم بن يسار رجلا يدعو على أخ له من أجل أنه ظلمه، فقال له مسلم: يا أخي لا تدع على أخيك، و لا تقطع رحمه، وكّله إلى اللّه، فإنّ خطيئته هي أشدّ له طلبا من أعدى عدو له.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا سعيد بن أسد، و أبو عمير (2)،و محمّد بن عبد العزيز الرملي، قالوا: نا ضمرة، عن علي بن أبي حملة قال:
سمعت مسلم بن يسار و سمع رجلا يدعو على رجل ظلمه، فقال له مسلم: كل (3)الظالم إلى ظلمه، فإنه أسرع إليه من دعائك عليه، إلاّ أن يتداركه بعمل، و قمن (4) أن لا يفعل.
أخبرنا أبو الوقت (5) عبد الأول بن عيسى، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه.
ح و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيل بن أبي منصور.
قالا: أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن الأزهر البلخي، نا محمّد بن نصر بن الحجّاج المروزي، نا عفّان بن مسلم، نا حمّاد بن سلمة، أنا ثابت، عن مسلم بن يسار قال:
ما من شيء من عملي إلاّ و أنا أتخوف أن يكون قد دخله ما أفسده عليّ ، ليس الحب في اللّه (6).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، و أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن محمّد، قالا: أنا أبو علي الحسن بن القاسم بن
ص: 142
الحسن بن العلاء المعروف بابن الخلاّل الدياسي (1)،نا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن محمّد - صاحب أبي صخرة - نا علي بن مسلم الطوسي، نا أبو داود، أنا عمران، عن قتادة، عن مسلم ابن يسار قال:
مرضت مرضة، فلم أجد في عملي شيئا أوثق في نفسي من قوم كنت أحبّهم، لا أحبّهم إلا للّه.
أنبأنا أبو القاسم تمام بن عبد اللّه بن المظفّر الظني، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن ابن حمزة البعلبكي، أنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - أنا أبو سليمان بن زبر، أنا أبي، نا حفص ابن عمر بن يزيد، نا الأصمعي، عن عثمان الشحّام قال:
كان لمسلم بن يسار بعير لا يعرف لأحد مثله، و كان يحجّ عليه، فرآه رجل فأعجبه و وقع في نفسه، فأتى مسلم بن يسار فأعطاه به مائة دينار، فأبى أن يبيعه، و ازداد الرجل به إعجابا، فسأل عن أعزّ الناس على مسلم، فقيل له: أخوه فلان، و هو رجل كريم ما يخالف له مسلم أمرا، قال: فأتاه الرجل، فقال: قصدتك في حاجة قد أهمّتني، قال: و ما هي ؟ قال:
بعني بعير أخيك مسلم، قال: نعم، بكم تريده ؟ قال: بخمسين دينارا، قال هو لك، فأخذ منه خمسين دينارا ثم نهض معه إلى الموضع الذي فيه البعير، فحلّه و دفعه إليه، فأتى مسلم فقيل له: إنّ أخاك فعل كذا و كذا، قال: ليفعل ما شاء، فقال له: إنه يعطيك الرجل مائة دينار فلا تبيعه ثم يبيعه هو بخمسين دينارا فتجيز ذلك ؟ فقال: يا بنيّ باعه أخي فما عسيت أن أطمع (2)به.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو (3)حامد بن بلال، نا محمّد بن إسماعيل (4)،نا وكيع، عن حمّاد بن زيد.
ح قال: و أنا أبو الحسين [بن بشران] (5)،أنا أبو عمرو بن السمّاك، نا حسن بن
ص: 143
إسحاق، نا عفّان بن مسلم، نا حمّاد بن زيد، نا محمّد بن واسع (1) قال: قال مسلم بن يسار:
ما غبطت رجلا بشيء من الدنيا ما غبطته بثلاث: بزوجة صالحة (2)،و بجار صالح، و بمسكن واسع، و في رواية وكيع عن حمّاد عن محمّد بن واسع عن مسلم (3) بن يسار ما غبطت رجلا بشيء من الدنيا إلا: جار صالح، أو مسكن واسع (4)،أو زوجة صالحة.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية.
ح و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن المنتاب، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا مؤمل بن إسماعيل، نا حمّاد بن زيد، نا محمّد بن واسع قال:
قال مسلم بن يسار: ما غبطت أحدا من أمر الدنيا إلاّ بمسكن واسع، و جار صالح، و امرأة صالحة.
أخبرنا أبو سعيد عبد اللّه بن مسعود بن محمّد بن منصور، و أبو حفص عمر بن محمّد ابن الحسن بن محمّد بن إبراهيم، قالا: أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو طاهر بن محمش، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن يحيى بن بلال البزاز، نا أبو جعفر محمّد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي، نا وكيع، عن حمّاد بن زيد، عن محمّد بن واسع، عن مسلم بن يسار قال:
ما غبطت أحدا بشيء من الدنيا إلاّ جار صالح، أو مسكن واسع، و زوجة صالحة.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعيد محمّد بن عليّ بن محمّد، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو العباس الدغولي، نا محمّد بن إبراهيم، نا عيسى بن إبراهيم، نا حمّاد بن زيد، نا محمّد بن واسع قال: قال مسلم:
ما غبطت أحدا على شيء من أمر الدنيا إلاّ رجلا أعطي ثلاث خصال: مسكنا واسعا، و زوجة صالحة، و جيرانا صالحين.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن
ص: 144
بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا عفّان بن مسلم، نا حمّاد بن زيد، نا محمّد بن واسع قال: قال مسلم بن يسار:
ما غبطت رجلا بشيء من الدنيا ما غبطته بثلاث: زوجة صالحة، و جار صالح، و مسكن واسع.
أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى، أنا أبو محمّد ابن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا أبو عبيد اللّه الورّاق، نا أبو عامر، نا أبو هلال، عن قتادة، عن مسلم بن يسار قال:
اعمل عمل رجل يعلم أنه لا ينجيه إلاّ عمله، و توكّل توكّل رجل يعلم أنه لا يصيبه إلاّ ما كتب له (1).
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي، أنا أبو الحسن محمّد بن علي بن أحمد السيرافي - بالبصرة - نا القاضي أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق بن خربان النهاوندي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن يعقوب المتّوثي، نا أبو داود سليمان بن الأشعث، نا ابن كثير - يعني - محمّد، أنا همّام، عن قتادة قال (2):قال مسلم بن يسار في الكلام في القدر: فقال: هما واديان عريضان (3) يسلك الناس فيهما لن يدرك غورهما، فاعمل عمل رجل يعلم أنه لن ينجيك إلاّ عملك، و توكّل توكّل رجل يعلم أنه لن يصيبك إلاّ ما كتب اللّه لك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن أبي (4) عثمان، أنا الحسن بن الحسن ابن علي بن المنذر، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا خالد بن خداش، نا حمّاد بن زيد، عن محمّد بن واسع قال: كان مسلم بن يسار يقول:
إيّاكم و المراء، فإنها ساعة جهل العالم، و بها يبتغي الشيطان زلته (5).
قال حمّاد: قال لنا محمّد: هذا الجدال، هذا الجدال.
أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن
ص: 145
بكير النجار، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان، نا الهيثم بن خلف بن محمّد الدوري، نا محمود بن غيلان، نا المؤمل - يعني - ابن إسماعيل قال: سمعت حمّاد بن زيد قال:
سمعت ابن عون يقول:
كان مسلم بن يسار عند الناس، أي و كان الحسن أي دونه، فلمّا وقعت الفتنة خفّ مسلم فيها و أبطأ عنها الحسن، فأمّا مسلم فإنه أي اتضع، و أمّا الحسن فإنه ارتفع.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا سليمان بن حرب، نا حمّاد (2) قال:
ذكر أيوب القرّاء الذين خرجوا مع ابن الأشعث فقال: لا أعلم أحدا منهم قتل إلاّ رغب له عن مصرعه، و لا نجا فلم يقتل إلاّ ندم على ما كان منه، قال: و صحب أبو قلابة مسلم بن يسار إلى مكة فقال له: يا أبا قلابة إنّي أحمد إليك اللّه، إنّي لم أطعن فيها برمح، و لم أرم فيها بسهم، و لم أضرب فيها بسيف، قال: فقال له: أبا عبد اللّه كيف بمن رآك واقفا (3)؟فقال:
هذا أبو عبد اللّه، و اللّه ما وقف هذا الموقف إلاّ و هو على حق، فتقدّم فقاتل حتى قتل، قال:
فبكى حتى تمنيت أنّي لم أكن قلت شيئا.
قال (4):و نا سليمان، نا حمّاد، عن أيوب قال: قيل لابن الأشعث: إنّ سرّك أن يقتلوا حولك كما قتلوا حول جمل (5) عائشة، فأخرج مسلم بن يسار معك، قال: فأخرجه مكرها.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (6):
قال حكام، نا الحسن بن عميرة قال مسلم بن يسار: شهدت الجماجم، فما رميت و لا
ص: 146
طعنت برمح، فقال له أبو قلابة: أبا عبد اللّه، لعل فئاما (1) من الناس رأوك واقفا، فقالوا:
هذا مسلم بن يسار فقتلوا في سبيلك، فانتحب فبكى.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاس، نا عبد الرّحمن بن مهدي، حدّثني حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة قال لي مسلم بن يسار:
أما إني أحمد اللّه إليك أنّي لم أرم بسهم، و لم أضرب بسيف، قال: قلت: فكيف بمن رآك بين الصفّين فقال: هذا مسلم بن يسار لا يقاتل إلاّ على حق، فقاتل حتى قتل، فبكى و اللّه حتى وددت أنّ الأرض انشقت فدخلت فيها.
أخبرنا (2) أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السلمي، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد ابن محمّد التميمي، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر البجلي، أنا أبي - رحمه اللّه - نا أيوب بن سليمان بن نبة الرازي، نا عبد اللّه بن محمّد القرشي، حدّثني محمّد ابن الحسين، حدّثني إبراهيم بن بشار، نا سفيان.
أن عابدا كان يتعبد في جبل يؤتى كل يوم، فقال لمسلم بن يسار: يا مسلم بن يسار، أ ما كان في مهابة اللّه و إعظام جلاله، و الاشتغال بطاعته ما يصدك عن مخرجك الذي خرجت له ؟ قال: فبكى مسلم بن يسار و قال: ويحك أيها الراهب، ما أردت إلاّ خيرا، و اللّه لقد وقفت موقفا ما رميت فيه سهما، و لا خدشت أحدا خدشا، و لوددت أني ما كنت قبل ذلك بزمان طويل، و لم أشهد ذلك الموقف، قال: فقال له الراهب: و كيف تصنع بمن نظر إليك في ذلك المشهد فقال: هذا مسلم بن يسار سيد القرّاء قد خرج و أنا أرضى لنفسي ما رضي مسلم بن يسار لنفسه ؟ فبكى مسلم بن يسار حتى اشتدّ بكاؤه و علا صوته، فلما رأى الراهب ما قد نزل به، قام، و تركه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا عيسى بن محمّد، أنا أزهر، عن ابن عون قال:
كان مسلم بن يسار لا يفضل عليه أحد في ذلك الزمان حتى فعل تلك الفعلة، فلقيه أبو
ص: 147
قلابة فقال: و اللّه لا أعود أبدا، فقال أبو قلابة: إن شاء اللّه، و تلا أبو قلابة: إِنْ هِيَ إِلاّٰ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهٰا مَنْ تَشٰاءُ (1)،فأرسل مسلم عينيه.
قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيّوية، أنا أبو الطيب محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، نا عبد الرّحمن بن يونس قال:
قال سفيان: قال الحسن لما مات مسلم بن يسار: وا معلماه (2).
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و قد قيل إنّ مسلم بن يسار و يكنى أبا عبد اللّه بصري، قتل مع ابن الأشعث - يعني - بدير الجماجم، سنة ثلاث و ثمانين.
[قال ابن عساكر:] (3) و هذا وهم فاحش.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد قال:
قال الهيثم: مات مسلم بن يسار مولى قريش في خلافة عمر بن عبد العزيز.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، أنا أبو حفص الفلاّس قال:
و مات مسلم بن يسار، و كان يعد خامس خمسة من فقهاء أهل البصرة، سنة مائة.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (4):
و فيها - يعني: سنة مائة - مات مسلم بن يسار [بالبصرة] (5).
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا [مكي بن] (6) محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و قال الهيثم:
ص: 148
و في سنة إحدى و مائة مات مسلم بن يسار و مقسم مولى [ابن عباس، و ذكر] (1) أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن الهيثم بذلك.
أخبرنا أبو القاسم (2) علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا يوسف بن عبد اللّه بن بشران (3)،نا مسلم [ابن إبراهيم] (4)،نا الحسن بن أبي جعفر قال: سمعت مالك بن دينار يقول:
رأيت مسلم بن يسار في النوم بعد موته بسنة (5)،فسلّمت عليه فلم يردّ عليّ السلام ؟ فقلت: ما منعك أن تردّ عليّ السلام ؟ قال: أنا ميت، فكيف أرد السّلام، فقلت: فما ذا لقيت بعد الموت ؟ فدمعت عيناه و قال: لقيت أهوالا و زلازل عظاما شديدا قلت: فما كان بعد ذلك ؟ قال: و ما تراه يكون من الكريم ؟ قبل منّا الحسنات و عفا لنا عن السيئات، و ضمن لنا التبعات، ثم شهق مالك شهقة خرّ مغشيا عليه، فلبث بعد ذلك مريضا من غشيته، ثم مات.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (6)،نا فهد بن إبراهيم بن فهد، نا محمّد بن زكريا الغلابي، حدثتني ولاّدة بنت إبراهيم الأزدية قالت: حدثتني أمي قالت: قال مالك بن دينار:
رأيت مسلم بن يسار في منامي بعد موته بسنة، فسلّمت عليه، فلم يرد عليّ السّلام، فقلت: لم لا ترد عليّ السلام ؟ قال: أنا ميت، فكيف أرد السّلام ؟ فقلت: ما ذا لقيت يوم الموت ؟ قال: لقيت أهوالا و زلازل عظاما شدادا، قلت: و ما ذا كان بعد ذلك ؟ قال: و ما تراه يكون من الكريم ؟ قبل منّا الحسنات، و عفا لنا عن السيئات، و ضمن عنا التبعات، قالت:
فكان مالك يحدّث بهذا و هو يبكي، و يشهق ثم غشي عليه، فلبث بعد ذلك أياما مريضا، ثم مات في مرضه، فكنا نرى أن قلبه انصدع.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران،
ص: 149
أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا داود بن المحبر، نا أعين أبو حفص الخيّاط قال: سمعت مالك بن دينار يقول:
رأيت أبا عبد اللّه مسلم بن يسار في منامي بعد موته بسنة، فسلّمت عليه (1)،فلم يردّ عليّ السلام، فقلت: ما يمنعك أن تردّ عليّ السلام ؟ قال: أنا ميت، فكيف أردّ عليك السلام ؟ قال: فقلت له: ما ذا لقيت بعد الموت ؟ فدمعت عينا مالك عند ذلك، و قال: لقيت و اللّه أهوالا و زلازل (2) عظاما شدادا، قال: فقلت: فما ذا كان بعد ذلك ؟ قال: و ما تراه يكون من الكريم ؟ قبل منّا الحسنات، و عفا لنا عن السيئات، و ضمن عنّا التبعات، قال: ثم شهق شهقة خرّ مغشيا عليه، قال: فلبث بعد ذلك أياما مريضا من غشيته، ثم مات، رحمه اللّه، فيرون أنه انصدع قلبه [فمات] (3).
صاحب حرس معاوية، و هو أول من ولي الحرس.
روى عن: معاذ بن جبل، و أبي الدّرداء.
روى عنه: أبو زبر عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و زيد (4) بن واقد، و كان يدور على الحلق بدمشق، و كانت له (5) دار في نواحي زقاق النهر.
أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن داود المغربي (6)،و أبو غالب محمّد بن الحسن، قالا: أنا أبو علي علي بن أحمد بن علي، أنا القاسم بن جعفر بن عبد الواحد، أنا أبو علي اللؤلؤي، أنا أبو داود السّجستاني، نا هارون بن محمّد بن بكّار بن بلال، أنا محمّد ابن عيسى - يعني - ابن سميع، نا زيد بن واقد، حدّثني أبو عبد اللّه (7) مسلم [عن معاذ] أنه
ص: 150
قال: من عقد... (1) في عنقه فقد برئ مما عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد - إجازة - نا محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاس، نا الحسن بن محمّد بن بكّار قال: سمعت أبا مسهر يقول: أول من ولي الحرس مسلم الخزاعي، و كان على حرس معاوية بن أبي سفيان.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال.
في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هي العليا: أبو عبد اللّه مسلم الخزاعي، روى عن أبي الدّرداء، روى عنه أبو زبر.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.
و أنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير بن جوصا - قراءة-.
قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثانية: أبو عبد اللّه مسلم الخزاعي، دمشقي.
قال أبو زرعة بن عمرو: و هو جد بني مسلم مولى خزاعة.
قال ابن جوصا: و سمعت سليمان بن عبد الحميد يقول: سعيد بن عبد اللّه الأغطش مولى خزاعة ابن عمّه.
كان مولى لمعاوية بن أبي سفيان، فأهداه إلى أبي موسى الأشعري بدومة الجندل حين التحكيم، له ذكر.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، أنا الفضل بن دكين، أنا أبو إسرائيل.
ص: 151
إن أبا سليمان، أبا حمّاد و كان اسمه مسلم، فكان ممن أرسل به معاوية بن أبي سفيان إلى أبي موسى الأشعري، و هو بدومة الجندل.
أخبرنا (1) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد القرميسيني، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: اسم أبي سليمان بن حمّاد بن أبي سليمان مسلم، و حمّاد يكنى أبا إسماعيل، مولى لآل إبراهيم بن أبي موسى الأشعري.
كتب إليّ أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن الفضل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عيسى المقرئ، نا الحجّاج بن يوسف، نا الهيثم بن عدي، نا عتّاب، نا سعيد بن عبيد، و عبد اللّه ابن الوليد المرّي عن أشياخهم قال:
شق التيمرة (2) من أصبهان عنوة، و افتتحها الأحنف بن قيس، و رستاق الشيخ (3) عنوة، و رستاق برخوار، و منها سبي أبو سليمان أبو حمّاد بن أبي سليمان الفقيه، و رستاق حجرم قاسان عنوة و منها سبي وثاب مولى عبد اللّه بن عباس، و عقبه اليوم بأصبهان في مدينة جيّ و شقها صلح.
مولى عمر بن عبد العزيز.
حكى عن عمر.
حكى عنه ابنه عبد اللّه بن مسلم، و ابن ابنه أحمد.
أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (4)،نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحرّاني قال: سمعت جدي أبا شعيب عبد اللّه ابن مسلم عن أبيه قال:
ص: 152
دخلت على عمر بن عبد العزيز و عنده كاتب يكتب، قال: و شمعة تزهر و هو ينظر في أمور المسلمين، قال: فخرج الرجل، فأطفأت الشمعة، و جيء بسراج إلى عمر، فدنوت منه، فرأيت عليه قميصا فيه رقعة قد طبق ما بين كتفيه، قال: فنظر في أمري.
رواها الحاكم أبو أحمد عن محمّد بن إسحاق السّرّاج.
أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: أنا أبو بكر الخطيب (1) قال: قرأت على الحسين بن محمّد المؤدب، عن أبي سعد الإدريسي قال:
مسلم جد أبي شعيب عبد اللّه بن الحسن بن أحمد بن عبد اللّه بن مسلم الحرّاني، كان من سبي سمرقند، فوقع لابنة لعمر (2) بن عبد العزيز، فاشتراه منها عمر بن عبد العزيز، فأعتقه، ثم ولد له بعد ذلك مولود، فجاء به إلى عمر بن عبد العزيز و هو ابن شهرين، فسمّاه عبد اللّه، و فرض له في الذرية، فعاش عبد اللّه عشرين و مائة سنة.
قال الإدريسي: سمعت أحمد بن بندار الفقيه يقول: سمعت محمّد بن أحمد أبا علي - ببغداد - يقول: قال لنا أبو شعيب، أنا (3) عبد اللّه بن الحسن بن أحمد بن عبد اللّه بن مسلم، و حدّثني جدي أحمد، عن جده مسلم قال: سبيت من سمرقند، فوقعت لابنة عمر (4) بن عبد العزيز، الحكاية بطولها.
روى عنه: مروان الفزاري، و هو أكبر منه، و جنادة بن محمّد المري (1).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف ابن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (2)،نا أحمد بن محمّد بن صدقة، نا أحمد بن محمّد بن عمّار - يعني: ابن أخي هشام بن عمّار - نا جنادة بن محمّد المرّي (3)،نا مسمع بن محمّد الأشعري، نا ابن أبي ذئب، عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:
«إن اللّه يبغض المؤمن الذي لا زبر له» (4)[12090].
قال جنادة: يعني الشدة في الحق.
قال أبو جعفر العقيلي: و لا يعرف بالنقل بهذا الإسناد، و لا أحفظ هذه اللفظة إلاّ في حديث عياض بن حمار المجاشعي أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«أهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زبر له» (5).
قال العقيلي: مسمع بن محمّد الأشعري عن ابن أبي ذئب لا يتابع على حديثه.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، حدّثنا ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري (6) قال:
مسمع الدمشقي، سمع الليث، و روى عنه مروان بن معاوية (7).
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد إجازة.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
ص: 154
قالا: أنا ابن أبي حاتم (1) قال:
مسمع الدمشقي،[روى عن......] (2) روى عنه مروان (3) بن معاوية الفزاري، سمعت أبي يقول ذلك.
كذا في نسختين مبيضتين.
ابن ربيعة بن ضبيعة بن قنيس بن ثعلبة، و يقال: مسمع بن مالك بن مسمع
ابن شهاب بن قلع، و قلع لقب، و اسمه: علقمة بن عمرو بن عباد،
و يقال: ابن عباد بن عمرو بن جحدر أبو سيّار الربعي، البصري
وفد على عبد الملك، و كان سيد بكر بن وائل بالبصرة.
قرأت في كتاب أحمد بن محمّد الدلوي (4) مما نقله من خط أبي سعيد الحسن بن الحسين السكري مما حكاه عن غيره قال:
فولد مالك بن مسمع بن شيبان أبا غسّان مسمع بن مالك، و غسّان بن مالك، و شهاب ابن مالك، فأمّا مسمع بن مالك فكان شريفا سيدا حليما لا يقدّم عليه أحد من ربيعة في زمانه، و كان جوادا سخيا، فلمّا ولي عبد الملك بن مروان شكر لمالك بن مسمع، و مسمع بن مالك ما كان من مالك إلى مروان، فلمّا أقطع مالكا قطيعته التي بين الجسرين، أقطع مسمعا أيضا قطيعة خلف قطيعة أبيه، نقاودها من طريقها التي ينتهي إلى جندلان إلى طريقها الذي إلى زيادان (5) قطيعة زياد بن عمرو، و الحد الثالث منها إلى أرض برقالي و ذلك قبل أن يحفر عدي.
ابن أرطأة نهره (6)،فلما حفر عدي بن أرطأة شرعت عليه قطيعة مسمع بن مالك، و لم يكن لها شرب، فحفر مسمع لقطيعته نهرا من نهر معقل (7) يسمى نهر الملاحة، و جعل ترابه جبلا
ص: 155
بين قطيعة أبيه و قطيعة زياد بن عمرو يمنع هاتين من كثر الماء، و كان يدفن أكرة هاتين القطيعتين و سائر نهر معقل موتاهم في هذا الجبل، و هو لبني مسمع جميعا.
قال: و حدّثني عمي عبد اللّه بن شيبان، عن عمه عامر بن عبد الملك، و شهاب بن عبد الملك، قال:
لما هزم أبو فديك الحروري أمية بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد من البحرين دعا خالد ابن عبد اللّه مسمع بن مالك، فقال له: يا أبا سيّار، إنّي لا أعرف أحدا أحقّ بالشخوص منك في أمر أمية، قد هزم من البحرين، و قد وجد عليه أمير المؤمنين موجدة شديدة، و هو صهرك، و من لا يكل أمره إلى أحد أحقّ بالقيام فيه منك، و أعرف حالك عند أمير المؤمنين عبد الملك و ما يلزمه نفسه لكم (1) أهل البيت، فأنا أحب أن تشخص إليه إلى الشام، فتسأله الرضا عنه، و أن يعيده إلى حاله و مرتبته.
فشخص مسمع بن مالك إلى عبد الملك، فدخل عليه، فأكرمه و سأله حاجته، فقال:
جئتك يا أمير المؤمنين في أمر أمية بن عبد اللّه أن ترضى عنه، و تهب لي سخطك عليه، فإنه من كهول قريش، إن كان أخطأ فأنت أحقّ من غفر له، فقال له عبد الملك: كيف أعيده و قد تكلّمت بعزله على المنبر و استعمال عمر بن عبيد اللّه بن معمر، و لكن أعوّضه لكلامك ما هو خير له من ولايته، قال: فولاّه سجستان، قال: قد قبلت ذلك، و كتب لمسمع إلى خالد بن عبد اللّه أن يعطيه مائة ألف درهم، فجعلها خالد مائة ألف و ألف (2)،و كانت عمرة عند أمية ابن عبد اللّه فمن أجل ذلك قال له: إنّك أحقّ من شخص في أمور هذا.
قال: و زعم يوسف النحوي قال: خشي الحجّاج بن يوسف أن يولي مسمع بن مالك العراق، فافتعل كتابا على سجستان و كرمان على لسان عبد الملك، ثم بعث به إلى مسمع فقبله، فبلغ عبد الملك قبوله، فضرب بيده على جبهته و استرجع و قال: أرضي مسمع أن يكون من تحت يد الحجّاج على سجستان و كرمان ؟ قال خلف بن يونس: إن كنت لاستصغر له العراق.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن
ص: 156
عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجّاج أن: ولّ (2) مسمع ابن مالك سجستان، فولاّه، فلم يزل عليها حتى مات، فولّى ابن أخيه محمّد بن شيبان، فعزله الحجّاج و ولى الأشعث بن قيس (3) الكلبي، ثم عزله و ضمّها إلى قتيبة بن مسلم.
وجدت بخط أحمد بن محمّد بن علي المؤدّب الأنباري، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن ابن دريد الأزدي - إجازة - أنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال:
كان عبيد اللّه بن ظبيان فاتكا بذيء اللسان، و قد قاتل مصعب بن الزبير، و هو حامل رأسه إلى عبد الملك بن مروان، و له حديث، فخرج مع مسمع بن مالك بن مسمع في رفقة، فحدا الحادي لمسمع فقال:
يا مسمع بن مالك بن مسمع *** أنت الجواد و الخطيب المصقع
و فارس الخيل إذا ما تفزع *** اصنع كما كان أبوك يصنع
فقال عبيد اللّه: إذا و اللّه تنكح أمه، فسمعها مسمع، فتطأطأ لها، و كان حليما.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو سهل محمود بن عمر العكبري، أنبأ أبو طالب عبد اللّه بن محمّد بن شهاب، أنا الحسن بن علي بن المتوكل، أنا أبو الحسن علي بن محمّد المدائني قال:
قال مسلمة - يعني - ابن محارب: قتل ابن لعبد الملك بن عامر بن مسمع بالزاوية (4)فاجتزوا رأسه، فأتوا به الحجّاج فقال: اذهبوا برأسه إلى مسمع بن مالك بن مسمع، فأتوه به، فجعله في ثوبه و أقبل به إلى الحجّاج و هو يبكي، فقال له الحجّاج: أ جزعت عليه ؟ قال: لا، بل جزعت له من النار، فإن رأى الأمير أن يأذن لي في دفنه، فأذن له، فدفنه.
قرأت في كتاب أحمد بن محمّد الدلوي - مما نقله من خط أبي سعيد السكري مما حكاه عن غيره قال: و قال أبو الحسن المدائني: نا زهير، نا غسّان بن عبد الملك أبو راشد عن ميمون أبي السمط مولى مسمع بن مالك قال:
ص: 157
كان مسمع بن مالك مع الحجّاج في جميع مشاهده لا يفارقه: يوم رستق آباذ (1)،و يوم ابن الأشعث، و يوم الزاوية، و يوم دير الجماجم، و كان منادي الحجّاج يخرج فينادي: ألا إن مسمع بن مالك سيّد أهل العراق.
قال: و قال أبو عبيدة: لما خلع عبد اللّه بن الجارود الحجّاج بن يوسف اتّبعه بشر كثير لم يبق من أعلام أصحاب الحجّاج أحدا إلاّ اتبعه، منهم: قتيبة بن مسلم، و عباد بن الحصين، و عبيد اللّه بن ظبيان و غيرهم، و بقي الحجّاج في نفر يسير من أصحابه، فقال له مسمع: إنّ هؤلاء القوم ما خلعوا أمير المؤمنين و لا يدعون إلى غيره، و لكنهم خلعوك خاصة، و قد ذهب جماعة أصحابك إلى ابن الجارود و أنا جارك من ابن الجارود و جميع أهل العراق لا يعرض لك أحد منهم حتى أصيّرك إلى عبد الملك بن مروان، فحقدها عليه.
قال أبو عبيدة: فلمّا قتل الحجّاج ابن الجارود، اتّهم مسمعا أن يكون مال، و زيّن ذلك له بعض أمره، مع أن مسمعا لم يفارقه.
و قال عون بن كهمس: دعا ابن الجارود مسمعا إلى الخروج معه فقال: لو كنت سبقتك إليها لمضيت عليها، فأمّا الآن فلا أرى أن أسير تحت رايتك، رجع الحديث إلى أبي عبيدة، فأخذ الحجّاج مسمعا فحبسه.
7436 - مسور (2) بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة
ابن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي
أبو عبد الرّحمن - و يقال: أبو عثمان - القرشي الزهري (3)
له صحبة، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أحاديث.
و روى عن أبي بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و عبد الرّحمن بن عوف، و أبي هريرة، و معاوية بن أبي سفيان، و عمرو بن عوف.
ص: 158
روى عنه: عروة بن الزبير، و علي بن الحسين، و عبد اللّه بن أبي مليكة، و عبيد اللّه بن أبي رافع، و سليمان بن يسار (1)،و جهم بن أبي الجهم الجمحي، و ابنه عبد الرّحمن بن المسور، و ابنته أم بكر بنت المسور.
و قدم دمشق برسالة عثمان إلى معاوية يستدعيه إليه لأجل الذين حصروه (2)،ثم قدمها ثانية وافدا على معاوية في خلافته.
أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البنّا، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن نجا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (3)،نا أبو سعيد مولى بني هاشم، نا عبد اللّه بن جعفر، حدثتنا أم بكر بنت المسور بن مخرمة، عن عبيد اللّه بن أبي رافع عن المسور أنه بعث إليه حسن بن حسن يخطب ابنة له (4)فقال له: قل له: فليلقني في العتمة، قال: فلقيه، فحمد اللّه تعالى - المسوّر - و أثنى عليه و قال: أمّا بعد، أما و اللّه ما من نسب و لا سبب و لا صهر أحبّ إليّ من نسبكم و صهركم، و لكن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«فاطمة مضغة مني، يقبضني ما قبضها، و يبسطني ما بسطها، و إنّ الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي [و سببي] (5) و صهري»، و عندك ابنتها، و لو زوّجتك لقبضها ذلك، فانطلق عاذرا له[12091].
هذا حديث غريب، و قد روي من وجه آخر صحيح، و رفع إلي عاليا.
أخبرناه أبو القاسم غانم بن خالد، أنا عبد الرّزّاق بن عمر بن موسى - قراءة عليه و أنا حاضر - أنا أبو بكر [بن] المقرئ، نا أبو العباس بن قتيبة، نا أبو خالد يزيد [بن خالد] (6) بن موهب، و عيسى، قالا: نا الليث، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو على المنبر يقول:«إن بني هاشم بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم عليّ بن أبي طالب فلا آذن ثم لا آذن، إلاّ أن يريد بن أبي طالب أن يطلّق ابنتي و ينكح ابنتهم، فإنما هي بضعة منّي يريبني ما أرابها، و يؤذيني ما آذاها»[12092].
لفظ أبي خالد.
ص: 159
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو العباس السراج، نا قتيبة، نا ابن لهيعة، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:
«إن بني هاشم بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب و إنّي لا آذن ثم لا آذن، ثم لا آذن، إلاّ أن يشاء ابن أبي طالب أن ينكح ابنتهم و يطلّق ابنتي، إنّما هي بضعة منّي، يريبني ما أرابها، و يؤذيني ما أذاها»[12093].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر التميمي، عن سهل بن يوسف، عن القاسم بن محمّد قال: كان رسول عثمان إلى معاوية المسور بن مخرمة الزهري.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص، نا خليفة (1) قال: المسور بن مخرمة بن نوفل بن وهيب (2) بن عبد مناف بن زهرة، و أمّه امرأة من بني زهرة، يكنى أبا عبد الرّحمن، مات بمكة سنة أربع و ستين.
قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد، نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت أبي يقول: المسور بن مخرمة أبو عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار (3) قال:
و ابنه المسور بن مخرمة، و أمّه عاتكة ابنة عوف بن عبد عوف، هاجرت و أمها الشّفاء بنت عوف بن عبد، هاجرت أيضا، و هي أم عبد الرّحمن بن عوف، و عبد الرّحمن بن عوف خال المسور بن مخرمة، أخو أمه لأبيها و أمّها، و كان المسور ممن يلزم عمر بن الخطّاب
ص: 160
و يحفظ عنه، و كان من أهل الفضل و الدين، و لم يزل مع خاله عبد الرّحمن مقبلا و مدبرا في أمر الشورى، حتى فرغ عبد الرّحمن، ثم انحاز إلى مكة حين (1) توفي معاوية، و كره بيعة يزيد، فلم يزل هنالك حتى قدم الحصين بن نمير، و حضر حصار عبد اللّه بن الزبير و أهل مكة، و كانت الخوارج تغشى المسور بن مخرمة و تعظّمه، و ينتحلون رأيه، حتى قتل تلك الأيام، أصابه حجر المنجنيق، فمات في ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن (2) اللنباني (3)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (4) قال:
المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة، و يكنى أبا عبد الرّحمن، توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو ابن ثماني سنين، و قد حفظ عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (5) قال في الطبقة الخامسة:
المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، و يكنى أبا عبد الرّحمن، و أمّه عاتكة بنت عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة، و هي أخت عبد الرّحمن بن عوف، و كانت من المهاجرات المبايعات.
قال محمّد بن عمر: قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و المسور بن مخرمة ابن ثماني سنين، و قد حفظ عنه، و روى عن أبي بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و عبد الرّحمن بن عوف.
أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال:
و المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة، يكنى أبا عبد الرّحمن، و أمّه أخت عبد الرّحمن بن عوف. فيما أخبرنا أبو صالح عن الليث، عن عبيد اللّه بن عمر،
ص: 161
عن الزهري، يقال لها رملة بنت عوف، توفي المسور بن مخرمة بمكة، أصابه حجر منجنيق و هو قائم يصلّي، و ذلك اليوم الذي مات فيه يزيد بن معاوية لهلال شهر ربيع الآخر سنة أربع و ستين، و كان المسور يوم مات ابن ثنتين و ستين سنة، صلّى عليه ابن الزبير، و ولد المسور بن مخرمة بعد الهجرة بسنتين، اختلف في أمه، فقيل: أمّه زينب بنت خالد بن عبيد بن سويد بن جابر بن تيم (1) بن عامر بن عوف من بني كنانة، و يقال: إنها عاتكة بنت عوف أخت عبد الرّحمن بن عوف، و الأول أشهر.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: و المسور بن مخرمة أبو عبد الرّحمن.
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا المبارك بن عبد الجبّار، و ابن خيرون، و الكوفي - و اللفظ له - قالوا: أنا الغندجاني - زاد ابن خيرون و محمّد الأصبهاني قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا البخاري (2) قال:
مسور بن مخرمة بن نوفل أبو عبد الرّحمن القرشي، يعد في المكيين، له صحبة.
أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):
مسور بن مخرمة القرشي، و هو ابن مخرمة بن نوفل، أبو عبد الرّحمن الزهري، مكي، له رؤية للنبي صلى اللّه عليه و سلّم، كان صغيرا في عهد النبي صلى اللّه عليه و سلّم، روى عنه عروة بن الزبير، و سليمان، و ابن أبي مليكة، و عبيد اللّه بن أبي رافع، و علي بن حسين، و ابنته أم بكر بنت مسور بن مخرمة، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:
ص: 162
أبو عبد الرّحمن المسور بن مخرمة بن نوفل بن عبد مناف، له صحبة.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد الرّحمن المسور بن مخرمة.
و قال في موضع آخر: أبو عثمان المسور بن مخرمة.
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر ابن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي [يقول: المسور، يكنى أبا عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر] (1) الأنباري، أنا أبو القاسم بن الصوّاف، أنا أبو بشر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو عبد الرّحمن المسور بن مخرمة.
كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أحمد بن الفضل بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: قال: أنا أبو سعيد بن يونس:
مسور بن مخرمة الزهري، يكنى أبا عبد الرّحمن، قدم مصر سنة سبع و عشرين لغزو المغرب، روى عنه من أهل مصر أبو العوّام الخولاني.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو عبد الرّحمن المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن عبد مناف القرشي، الزهري، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلّم، عداده في المكيين، و أم المسور امرأة من بني زهرة، ولد بمكة بعد الهجرة بسنتين، و مات بها، و صلى عليه ابن الزبير، و دفن بالحجون (2).
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة
ص: 163
قال: مسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن قصي بن كلاب، يكنى أبا عبد الرّحمن، أمّه عاتكة، و يقال: الشّفاء بنت عوف، أخت عبد الرّحمن بن عوف، ولد بعد الهجرة لسنتين، و قدم المدينة في عقب ذي الحجة سنة ثمان، و توفي النبي صلى اللّه عليه و سلّم و هو ابن ثمان، روى عنه أبو أمامة بن سهل بن حنيف، و ابن أبي مليكة، و عبيد اللّه بن أبي رافع، و علي بن الحسين، و عوف بن الحارث، و عروة بن الزبير، و من أهل مصر: أبو العوّام الخولاني.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:
المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن قصي بن كلاب، أبو عبد الرّحمن القرشي، المكّي، و قال عمرو بن علي: هو مديني، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و حدّث عن عمر بن الخطّاب، و عبد الرّحمن بن عوف، روى عنه علي بن الحسين بن علي، و عروة ابن الزبير، و ابن أبي مليكة في الجمعة، و اللباس، و الهيئة، و التوحيد.
قال الذّهلي: قال ابن بكير: مات بمكة يوم جاء نعي يزيد بن معاوية إلى ابن الزبير سنة أربع و ستين، و صلّى عليه ابن الزبير، أصابه حجر المنجنيق و هو يصلّي في الحجر، فمات في شهر ربيع الأول، و ولد بعد الهجرة بسنتين، فقدم به إلى المدينة في عقب ذي الحجة سنة ثمان عام الفتح، و هو ابن ست سنين، و توفي النبي صلى اللّه عليه و سلّم و هو ابن ثمان سنين، و كان أصغر من ابن الزبير بأربعة أشهر.
و قال أبو عيسى: مات سنة إحدى و سبعين، و قال الواقدي: ولد بمكة بعد الهجرة بسنتين، فقدم به إلى المدينة في عقب ذي الحجة سنة ثمان، و توفي النبي صلى اللّه عليه و سلّم و هو ابن ثمان سنين، و قد حفظ عنه، و توفي بمكة يوم جاء نعي يزيد إليها في شهر ربيع الآخر يوم الثلاثاء غرّته، سنة أربع و ستين، و هو ابن ثنتين و ستين سنة، و صلّى عليه ابن الزبير، و قال الهيثم:
توفي سنة سبعين.
أنبأنا أبو علي الحدّاد قال: قال لنا أبو نعيم في معرفة الصحابة:
مسور بن مخرمة بن نوفل، يكنى أبا عبد الرّحمن، أمّه أخت عبد الرّحمن بن عوف، يقال لها الشّفاء، و يقال: رملة، و يقال: عاتكة، ولد بعد الهجرة بسنتين، شهد الفتح و هو ابن ست سنين، و توفي النبي صلى اللّه عليه و سلّم و هو ابن ثمان، يوم جاء نعي يزيد بن معاوية إلى ابن الزبير سنة
ص: 164
أربع و ستين، و صلّى عليه ابن الزبير بالحجون، حديثه عند أبي أمامة بن سهل بن حنيف، و ابن أبي مليكة، و عروة بن الزبير، و علي بن الحسين، و عوف بن الحارث بن الطفيل (1)، و عبد اللّه بن أبي رافع، و أم بكر بنت المسور بن مخرمة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا محمّد بن أحمد أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، نا أبي قال: و سمعت الواقدي يقول: قبض النبي صلى اللّه عليه و سلّم و المسور بن مخرمة ابن ثمان سنين.
أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي (2)،أنا القاسم بن غانم بن حموية المهلّبي (3)،أنا محمّد بن إبراهيم البوسنجي قال: سمعت ابن بكير يقول:
توفي النبي صلى اللّه عليه و سلّم و ابن الزبير ابن ثمان سنين، و المسور كذلك.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني إبراهيم بن حمزة قال: أتى عمر ابن الخطّاب ببرود من اليمن، فقسمها بين المهاجرين و الأنصار، و كان فيها برد فائق لها فقال: إن أعطيته أحدا منهم غضب أصحابه، و رأوا أنّي فضلته عليهم، فدلّوني على فتى من قريش نشأ نشأة حسنة أعطيه إياه، فأسموا له المسور بن مخرمة، فدفعه إليه، فنظر إليه سعد ابن أبي وقّاص على المسور فقال: ما هذا؟ قال: كسانيه أمير المؤمنين، فجاء سعد إلى عمر فقال: تكسوني هذا البرد، و تكسو ابن أخي مسور أفضل منه، قال له: يا أبا إسحاق، إنّي كرهت أن أعطيه أحدا منكم فيغضب أصحابه، فأعطيته فتى نشأ نشأة حسنة لا يتوهم فيه أنّي أفضّله عليكم، فقال سعد: فإنّي قد حلفت لأضربنّ بالبرد الذي أعطيتني رأسك، فخضع له عمر رأسه، و قال: عندك يا أبا إسحاق، و ليرفق الشيخ بالشيخ، فضرب رأسه بالبرد.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، أنا عبد الملك بن عمر، و أبو
ص: 165
عامر (1)،نا عبد اللّه بن جعفر، عن أم بكر بنت المسور.
إن المسور احتكر طعاما، فرأى سحابا من سحاب الخريف فكرهه، فلمّا أصبح جاء إلى السوق فقال: من جاءني ولّيته، فبلغ ذلك عمر، فأتاه بالسوق، فقال: أجبنت (2) يا مسور؟ قال: لا و اللّه يا أمير المؤمنين، و لكني رأيت سحابا من سحاب الخريف فكرهته، فكرهت ما ينفع الناس، فكرهت أن أربح فيه، أو أردت أن لا أربح فيه، فقال عمر: جزاك اللّه خيرا.
قال: و نا عبد اللّه بن جعفر، عن أم بكر قد قال مرة إن المسور - و قال مرة: عن المسور-.
إن المسور خرج تاجرا إلى سوق ذي المجاز أو عكاظ ، فإذا رجل من الأنصار يؤم الناس أرتّ (3) أو ألثغ فأخّره، و قدم رجلا فغضب الرجل المؤخر، فأتى عمر، فقال: يا أمير المؤمنين، إن المسور أخّرني و قدّم رجلا، فغضب عمر و جعل يقول: وا عجبا لك يا مسور، و جعل يرسل إلى بيته.
فلما قدم المسور أخبر بذلك، فأتاه، فلمّا رآه طالعا قال: وا عجبا لك يا مسور، فقال:
لا تعجل يا أمير المؤمنين، فو اللّه ما أردت إلاّ الخير، قال: و أيّ الخير في هذا؟ فقال: إنّ سوق عكاظ أو ذي المجاز اجتمع فيها ناس كثير عامتهم لم يسمع القرآن، و كان الرجل أرت أو ألثغ، فخشيت أن يتفرقوا بالقرآن على لسانه، فأخّرته، و قدّمت رجلا عربيا بيّنا، فقال عمر: جزاك اللّه خيرا.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد الهلالي، نا الهيثم ابن عدي، نا ابن جريج عن الزهري قال:
كان الذين يتفقهون بالمدينة بعد الصحابة: السّائب بن يزيد ابن أخت نمر الكندي (4)، و المسور بن مخرمة الزهري، و عبد الرّحمن بن حاطب بن أبي بلتعة حليف بني أسد بن عبد
ص: 166
العزّى بن قصي (1)،و عبد اللّه بن عامر بن ربيعة الأزدي، حليف بني عدي بن كعب (2).
أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: مسور بن مخرمة ثقة.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر الثقفي، نا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، نا ابن وهب (4)،نا حيوة بن شريح، حدّثني عقيل، عن ابن شهاب، حدّثني عروة بن الزبير.
إن المسور بن مخرمة أخبره أنه قدم وافدا على معاوية بن أبي سفيان، فقضى حاجة ثم دعاه فأخلاه فقال: يا مسور، ما فعل طعنك على الأئمة ؟ قال مسور: دعنا من هذا و أحسن فيما قدمنا له، قال معاوية: لا و اللّه، لتكلّمني (5) بذات نفسك بالذي تعيب عليّ ، قال مسور:
فلم أترك شيئا أعيبه عليه إلاّ بيّنته له، فقال معاوية: لا أبرأ (6) من الذنب، فهل تعدّ يا مسور مما نلي من الإصلاح في أمر العامة، فإن الحسنة بعشر أمثالها، أم تعدّ الذنوب و تترك الإحسان - قال المسور: لا و اللّه، ما نذكر إلاّ ما ترى من هذه الذنوب، فقال معاوية: فإنا نعترف للّه بكل ذنب أذنبناه، فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلك إن لم يغفرها اللّه لك ؟ قال مسور: نعم، قال: فما يجعلك برجاء المغفرة أحقّ مني، فو اللّه لم ألي من الإصلاح أكثر مما تلي، و لكن و اللّه لا أخيّر بين أمرين: بين اللّه و غيره إلاّ اخترت اللّه على سواه، و إنّي لعلى دين يقبل فيه العمل و يجزى فيه بالحسنات و يجزى فيه بالذنوب، إلاّ أن يعفو اللّه عنها، و إنّي أحتسب كل حسنة عملتها بأضعافها من الأجر، و ألي أمورا عظاما لا أحصيها، و لا يحصيها من عمل للّه بها في إقامة الصلاة للمسلمين، و الجهاد في سبيل اللّه،
ص: 167
و الحكم بما أنزل اللّه، و الأمور التي لست أحصيها عددا، فيكفي في ذلك، قال المسور:
فعرفت أن معاوية قد خصمني حين ذكر ما ذكر.
قال عروة بن الزبير: فلم أسمع المسور ذكر معاوية إلاّ صلّى عليه.
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نا عبد اللّه بن محمّد بن زياد، نا أحمد بن عبد الرّحمن، نا عمي، نا حيوة، حدّثني عقيل، عن ابن شهاب، حدّثني عروة بن الزبير.
إن المسور بن مخرمة قدم وافدا إلى معاوية بن أبي سفيان، فقضى حاجته ثم دعاه فأخلاه فقال: يا مسوّر، ما فعل طعنك على الأئمة ؟ قال مسور: دعنا من هذا، و أحسن فيما قدمنا له، فقال معاوية: لا و اللّه، لتكلمن بذات نفسك و الذي نقمت عليّ ، قال المسور: فلم أترك شيئا أعيبه عليه إلاّ بيّنته له، فقال معاوية: لا أبرأ من ذنب، فهل تعدّ لنا يا مسور مما نلي من الإصلاح في أمر العامة، فإن الحسنة بعشر أمثالها، أم تعدّ الذنوب، فقال معاوية: فإنّا نعترف للّه بكلّ ذنب أذنبناه، فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلك إن لم يعفو اللّه لك ؟ فقال المسوّر: نعم، فقال معاوية: فما جعلك برجاء المغفرة أحقّ مني، فو اللّه لما ألي من الإصلاح أكثر مما تلي، و لكن و اللّه لا أخيّر بين أمرين: أمر للّه و غيره إلاّ اخترت أمر اللّه على ما سواه، و إنّي لعلى دين، يقبل فيه العمل و يجزى فيه بالحسنات و الذنوب إلاّ أن يعفو اللّه عنها، فإنّي أحسب كلّ حسنة عملتها بأضعافها من الأجر، و ألي أمورا عظاما لا أحصيها و لا يحصيها من عمل بها للّه في إقامة الصلوات للمسلمين، و الجهاد في سبيل اللّه، و الحكم بما أنزل اللّه، و الأمور التي لست أحصيها و إن عددتها فتكفي في ذلك، قال مسور:
فعرفت أن معاوية قد خصمني حين ذكر ما ذكر.
قال عروة بن الزبير: لم أسمع المسور بعد يذكر معاوية إلاّ صلّى عليه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو نعيم، نا موسى بن محمّد، عن حصين، عن زياد أبي يحيى قال:
جلس ابن عباس و المسور بن مخرمة يتحدثان حتى طلعت الزهرة، فأتى ابن عباس خادمه فقال: قد طلعت الزهرة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية،
ص: 168
أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمد بن سعد، أنا محمّد بن معاوية النيسابوري، نا عبد اللّه بن جعفر، حدثتني عمتي أم بكر بنت المسور قالت: كان المسور بن مخرمة إذا قدم مكة طاف لكلّ يوم غاب عنه سبعا، و كان يفرق بين الأسابيع ثم يصلي لكل أسبوع ركعتين (1).
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك (2)،أنا رجل عن محمّد بن إسحاق، عن وهب بن كيسان، عن عمرو بن راشد الليثي قال:
و اللّه إنّي لأصلي (3) أمام المسور بن مخرمة، فصلّيت صلاة الشاب كنقر الديك، فزحف إليّ ، فقال: قم فصلّ ، فقلت: قد صلّيت، عافاك اللّه، قال: كذبت و اللّه ما صلّيت، و اللّه لا تريم (4) حتى تصلّي، فقمت، فصلّيت و أتممت، فقال المسور: و اللّه لا تعصون اللّه و نحن ننظر ما استطعنا.
أخبرنا أبو بكر [محمد] بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا أبو الحسن الخشّاب، أنا أبو علي الفقيه، نا ابن سعد (5)،أنا عبد الملك بن عمرو، أبو عامر العقدي، و خالد بن مخلد البجلي، و عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي من بني عامر بن لؤي قالوا: نا عبد اللّه بن جعفر، عن أم بكر بنت المسور قالت: كان المسور لا يشرب من الماء الذي يوضع في المسجد و يكرهه، و يرى أنه صدقة.
قال: و نا ابن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا عبد اللّه بن جعفر، عن أم بكر بنت المسور عن أبيها أنه كان يصوم الدهر (6).
قال: و أنا محمّد بن سعد، أنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر، نا عبد اللّه بن جعفر، عن أم بكر بنت المسور أن مروان دعا المسور يشهده حين تصدّق بداره على عبد الملك بن مروان، فقال المسور: و ترث فيها القيسية ؟ قال: لا، قال: فلا أشهد، قال: و لم ؟ قال: إنّما
ص: 169
أخذت من إحدى يديك فجعلته في الأخرى، قال: و ما أنت و ذاك ؟ أحكم أنت ؟ إنما أنت شاهد، قال المسور: و كلما فجرتم فجرة شهدت عليها.
قال عبد اللّه: و كانت القيسية امرأة مروان.
أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن منصور بن هبة اللّه بن الموصلي، أنا المبارك بن عبد الجبّار، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد المعدل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن بهتة البزاز - إجازة - أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا إبراهيم بن المنذر، نا محمّد بن الضحاك قال: قال مالك:
كان المسور بن مخرمة مع مروان بن الحكم على سريره في الدار، و الناس عنده، و هو أمير المدينة، فقضى مروان بقضاء خالفه فيه المسور، فركضه (1) مروان برجله حتى نحّاه عن السرير، فأمر به حتى أخرج من الدار، قال: مالك: فأتي مروان في النوم فقيل له: ما لك و للمسور، قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلىٰ شٰاكِلَتِهِ ، فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدىٰ سَبِيلاً (2)،فلما أصبح مروان قال: و اللّه لقد نهيت عن هذا الرجل، فأرسل إليه، فجاء، فأخبره بذلك، فقال: و اللّه لقد نهيت عني في النوم و اليقظة، و ما أراك منتهيا.
أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن العباس، أنا أبو الحسن بن معروف، أنا أبو علي الفقيه، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر (3)،نا عبد اللّه بن جعفر، عن أم بكر بنت المسور عن أبيها.
أنه وجد يوم القادسية إبريق ذهب عليه الياقوت و الزبرجد، فلم يدر ما هو، فلقيه فارسي فقال: آخذه بعشرة آلاف، فعرف أنه شيء، فذهب به إلى سعد بن أبي وقّاص و أخبره خبره، فنفله إيّاه و قال: لا تبعه بعشرة آلاف، فباعه له بمائة ألف، فدفعها إلى المسور و لم يخمّسها.
أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضيل بن يحيى، أنا أبو محمّد بن أبي
ص: 170
شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا علي بن حشرم، أنا عيسى، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن المسور بن مخرمة قال:
لقد وارت القبور رجالا لو رأوني مجالسكم في هذا المجلس لاستحييت من ذلك.
أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر ابن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، أنا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك (1)،أنا الأوزاعي، عن الزّهري عن عروة بن الزبير قال: قال المسور بن مخرمة:
لقد وارت الأرض أقواما لو رأوني جالسا معكم لاستحييت منهم.
أخبرنا (2) أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا سعيد بن عثمان، نا بشر بن بكر، حدّثني الأوزاعي، حدّثني الزهري، حدّثني عروة قال: قال لي المسور بن مخرمة:
لقد وارت القبور رجالا لو كانت أحياء فنظروا (3) إليّ مجالسكم لاستحييت منهم.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا زكريا بن يحيى السعدي، عن أبيه، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن سفيان - أو سقير مولى مروان بن الحكم - قال:
لحق المسور بابن الزبير بمكة، فأقام معه هناك و ابن الزبير لا يقطع أمرا دونه (4).
أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا البخاري، حدّثني محمّد بن عمارة، نا يعقوب، أنا الدراوردي، عن هشام بن عروة قال:
كانت الحرب تكون يوما على ابن الزبير، و يوما على المسور بن مخرمة، و يوما على مصعب بن عبد الرّحمن بن عوف (5).
ص: 171
[قال ابن عساكر:] كذا فيه، و الصواب: محمّد بن عبادة الواسطي، و هذا في حصر ابن الزبير الأول (1).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر (2)،حدّثني شرحبيل بن أبي عون، عن أبيه قال:
لما دنا الحصين بن نمير من مكة أخرج المسور بن مخرمة سلاحا قد حمله من المدينة و دروعا ففرّقها في مواليه كهول، فرس، جلد، فدعاني ثم قال لي: يا مولى عبد الرّحمن بن مسور، قلت: لبيك، قال: اختر درعا من هذه الدروع، قال: فاخترت درعا و ما يصلحها، و أنا يومئذ شاب غلام حدث، قال: فرأيت أولئك الفرس قد غضبوا و قالوا: تخيّر هذا الصبي علينا، و اللّه لو جاء (3) الجدّ لتركك - قال المسور: لتجدنّ عنده حزما، فلمّا كانت الوقعة لبس المسور سلاحه درعا و ما يصلحها، فأحدق به مواليه ثم انكشفوا عنه، و اختلط الناس، فالمسور يضرب بسيفه، و ابن الزبير في الرعيل الأوّل يرتجز قدما، و مصعب بن عبد الرّحمن معه يفعلان الأفاعيل إلى أن أحدقت جماعة منهم بالمسور، فقام دونه مواليه فذبّوا عنه كلّ الذبّ ، و جعل يصيح بهم، و يكنيهم بكناهم، فما خلص إليه، و لقد قتلوا من أهل الشام يومئذ نفرا.
قال: و أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر (4)،حدّثني عبد اللّه بن جعفر، عن أم بكر بنت المسور، و أبي عون قالا: أصاب المسور بن مخرمة حجر من المنجنيق ضرب البيت، فانفلق منه فلقة، فأصابت خدّ المسور و هو قائم يصلّي، فمرض منها أياما، ثم هلك في اليوم الذي جاء فيه [نعي] (5) يزيد بن معاوية و ابن الزبير يومئذ لا يسمّى بالخلافة، الأمر شورى.
قال: و أنا ابن سعد، حدّثني عبد اللّه بن جعفر، عن أم بكر بنت المسور قالت:
ص: 172
كنت أرى العظام تنزع من صفحته، و ما مكث إلاّ خمسة أيام حتى مات (1).
قال محمّد بن عمر: فذكرت ذلك لشرحبيل بن أبي عون فقال: أخبرني أبي قال: قال لي المسور بن مخرمة:
يا مولى عبد الرّحمن، صبّ لي وضوءا، فقلت: أين تذهب ؟ قال: إلى المسجد، فصببت له وضوءا، فأسبغ الوضوء، و خرج و عليه درع له خفيفة يلبسها إذا لم يكن له قتال، فلما بلغ الحجر قال: خذ درعي، قال: فأخذتها و لبستها، و جلست قريبا منه، و الحجارة يرمى بها البيت و هو يصلي في الحجر، فجئت فقمت إلى جنبه، فقلت: أي مولاي، إنّي أرى الحجارة اليوم كثيرة، فلو لبست درعك و مغفرك أو تحوّلت عن هذا الموضع، أو رجعت إلى منزلك، فإني لا آمن عليك ؟ فو اللّه ما يغني شيئا إنهم لعالون (2) علينا، و إنّما نحن لهم أغراض، فقال: ويحك، و هل بد من الموت على أي حال ؟ و اللّه لأن يموت الرجل و هو على بصيرته، ناكبا لعدوه أو مبليا عذرا حتى يموت أحسن و آجر له من أن يدخل مدخلا فيدخل عليه، فيساق إلى الموت فتضرب عنقه على المذلة و الصغار، ثم قال: هات درعي، فأخذها فلبسها، و أبى أن يلبس المغفر، قال: و تقبل ثلاثة أحجار من المنجنيق، فيضرب الأول الركن الذي يلي الحجر فخرق الكعبة حتى تغيّب، ثم اتبعه الثاني في موضعه، ثم اتبعه (3) الثالث في موضعه و قد سدّ الحجر الحجر، ثم رمى فينا الحجر و تكسر منه كسرة فتضرب خدّ المسور و صدغه الأيسر فهشمه هشما، قال: فغشي عليه، و احتملته أنا و مولى له يقال له سليم، و جاء الخبر ابن الزبير، فأقبل يعدو إلينا، فكان فيمن يحمله، و أدركنا مصعب بن عبد الرّحمن، و عبيد بن عمير، فمكث يومه ذلك لا يتكلم حتى كان من الليل، فأفاق، و عهد ببعض ما يريد، و جعل عبيد بن عمير يقول: يا أبا عبد الرّحمن، كيف ترى في، قتال (4):من ترى ؟ فقال: على ذلك قتلنا، فقال عبيد بن عمير: أبسط يدك، فضرب عليها عبيد بن عمير، فكان ابن الزبير لا يفارقه بمرضه حتى مات.
قال: و نا ابن سعد، حدّثني عبد اللّه بن جعفر، عن أبي عون قال:
ص: 173
جاءنا - نعي - يزيد بن معاوية ليلا، و كان أهل الشام يودون ابن الزبير [و] عدّة ممن معه، فقال ابن الزبير: اسكتوا عن هذا الخبر حتى نصبح.
قال أبو عون:
فخرجت حتى قمت في مشربة لنا في دار مخرمة بن نوفل، فصحت بأعلى صوتي: يا أهل الشام، يا أهل النفاق، يا أهل الشؤم، قد - و اللّه الذي لا إله إلاّ هو - مات يزيد، فصاح أهل الشام، و سبّوا و انكسروا، فلمّا أصبحنا جاءنا فتى شاب فاستأمن فأمّناه فجاء إلى ابن الزبير و عبد اللّه بن صفوان في أشياخ من قريش جلوس في الحجر، و المسور بن مخرمة في البيت يموت، فخطب فقال: إنكم يا معشر قريش إنّما هذا الأمر أمركم، و السلطان سلطانكم، و إنّما خرجنا في طاعة رجل منكم، و قد هلك ذلك الرجل، فإن رأيتم أن تأذنوا لنا فنطوف بالبيت، و ننصرف إلى بلادنا حتى يجتمع رأيكم على رجل منكم فندخل في طاعتكم، فقال ابن الزبير: لا، و لا كرامة، فقال عبد اللّه بن صفوان: لم، بلى نفعل ذلك. ثم قال ابن الزبير: انطلق بنا إلى المسور، فإنا لا نقطع أمرا دونه، فقاما حتى دخلا على المسور، فقال ابن الزبير: ما ترى يا أبا عبد الرّحمن في أهل الشام، فإنّهم استأذنوا أن يطوفوا بالبيت و ينصرفوا إلى بلادهم ؟ فقال المسور: أجلسوني، فأجلس، فقال: وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسٰاجِدَ اللّٰهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَ سَعىٰ فِي خَرٰابِهٰا أُولٰئِكَ مٰا كٰانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهٰا إِلاّٰ خٰائِفِينَ (1) الآية، و قد خربوا بيت اللّه و أخافوا عوّاذه، فأخفهم كما أخافوا عوّاذ اللّه، فتراجعوا شيئا من مراجعة، و غلب المسور فاضطجع و مات ذلك اليوم، رحمه اللّه تعالى (2)(3).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا علي ابن محمّد بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أحمد بن
ص: 174
جميل، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن دينار (1)،عن زيد بن أسلم قال:
أغمي على المسور بن مخرمة ثم أفاق فقال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أنّ محمّدا رسول اللّه، أحبّ إليّ من الدنيا و ما فيها، عبد الرّحمن بن عوف في الرفيق الأعلى مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّٰهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَدٰاءِ وَ الصّٰالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولٰئِكَ رَفِيقاً (2)،عبد الملك و الحجّاج يجران أمعاءهما في النار.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد ابن عبيد بن بيري - إجازة - نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب قال:
كان المسور بن مخرمة ممن يلزم عمر بن الخطّاب، قتل بمكة أيام ابن الزبير، أصابه حجر منجنيق، فمات في ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني شرحبيل بن أبي عون، عن أبيه قال:
حضرنا غسل المسور و بنوه حضور قال: فولي ابن الزبير غسله، فغسله الغسلة الأولى بالماء القراح، و الثانية بالماء و السدر، و الثالثة بالماء و الكافور، و وضّأه بعد أن فرغ من غسله و مضمضه و أنشقه، ثم كفنه في ثلاثة أثواب، أحدهما حبرة، قال: فرأيت ابن الزبير حمله بين العمودين فما فارقه حتى صلّى عليه بالحجون و إنّا لنطأ به القتلى و أهل الشام، و صلّوا عليه معنا، و نهانا ابن الزبير يومئذ نحمل معه مجمرة، ثم انتهينا إلى قبره، فنزل بنوه في قبره، و ابن الزبير يسلّه من قبل رجلي القبر.
قال: و أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن جعفر، عن أم بكر بنت المسور قالت:
ولد المسور بمكة بعد الهجرة بسنتين، و توفي بمكة يوم جاء نعي يزيد بن معاوية إلى مكة لهلال شهر ربيع الآخر سنة أربع و ستين (3)،و المسور يومئذ ابن اثنتين و ستين سنة.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد
ص: 175
ابن عمران، نا موسى، نا خليفة (1) قال:
و نصب حصين - يعني: ابن نمير - المجانيق على الكعبة، و حرقها يوم الثلاثاء لخمس خلون من شهر ربيع الآخر سنة أربع و ستين، و في الحصار قتل المسور بن مخرمة.
أخبرتنا (2) فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن فضلويه قالت: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم، أنا الربيع، أنا الشافعي، أنا بعض أصحابنا عن شرحبيل بن أبي عون، عن أبيه قال:
رأيت ابن الزبير يحمل بين عمودي سرير المسور بن مخرمة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (3)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد، نا الواقدي، حدّثني عبد اللّه ابن جعفر، عن أم بكر بنت المسور قالت:
ولد المسور بمكة بعد الهجرة بسنتين، و توفي بمكة يوم جاء نعي يزيد بن معاوية إلى مكة في شهر ربيع الأول سنة أربع و ستين، و صلّى عليه ابن الزبير، و دفن بالحجون و هو ابن اثنتين و ستين سنة.
قال الهيثم بن عدي: توفي سنة سبعين، قال: و الأول أثبت (4).
أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو الزنباع، نا يحيى بن بكير قال:
توفي المسور بن مخرمة يوم جاء نعي يزيد بن معاوية إلى ابن الزبير سنة أربع و ستين، و صلّى عليه ابن الزبير بالحجون، و أصابه حجر المنجنيق و هو يصلّي في الحجر، فأقام خمسة أيام و توفي في شهر ربيع الأول سنة أربع و ستين، ولد بعد الهجرة بسنتين، و قدم به المدينة في عقب ذي الحجة سنة ثمان، و شهد عام الفتح و هو ابن ست سنين، و توفي النبي صلى اللّه عليه و سلّم و هو ابن ثمان سنين.
ص: 176
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن إبراهيم بن نافع، نا أبو الزنباع، نا يحيى بن بكير قال:
توفي المسور بن مخرمة يوم جاء نعي يزيد بن معاوية إلى ابن الزبير سنة أربع و ستين، و كان قد ولد بعد الهجرة بسنتين، و قدم به إلى المدينة في عقب ذي الحجة سنة ثمان، و شهد عام الفتح و هو ابن ست، و توفي النبي صلى اللّه عليه و سلّم و هو ابن ثمان.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس قال:
و أصاب المسور بن مخرمة المنجنيق و هو يصلّي في الحجر، فمكث خمسة أيام ثم مات، و مات في ربيع الأول سنة أربع و ستين، و هو يومئذ ابن ثلاث و ستين، و ولد بمكة بعد الهجرة بسنتين، فقدم به المدينة في عقب ذي الحجة سنة ثمان، عام الفتح، و هو ابن ست سنين (1).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد ابن عبد الرّحمن بن العبّاس، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال:- سنة أربع و ستين: المسور بن مخرمة أصابه حجر منجنيق.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد بن أحمد، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان قال: سنة أربع و ستين قالوا في هذه السنة مات المسور بن مخرمة في شهر ربيع الآخر و هو ابن اثنتين و ستين.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي قال: و مات المسور بن مخرمة الزهري سنة سبعين.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (2)،نا أبو الحسين بن المهتدي.
ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي المقرئ، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم ابن عدي قال: مسور بن مخرمة الزهري سنة سبعين - يعني - مات.
ص: 177
و كذا ذكر علي بن عبد اللّه التميمي سنة سبعين.
حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمّد، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد، أنا سفيان بن محمّد، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول:
المسور بن مخرمة يكنى أبا عبد الرّحمن، توفي المسور سنة سبعين.
أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا الهيثم بن كليب - إجازة - نا ابن أبي خيثمة، عن يحيى بن معين قال:
توفي المسور بن مخرمة سنة ثلاث و سبعين.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد ابن عبيد - إجازة - نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول:
مات المسور بن مخرمة سنة ثلاث و سبعين، أصابه خفيف منجنيق.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن عبد الكريم بن حمزة، أنا مكي المؤدّب، أنا أبو سليمان الربعي، قال: قال المدائني: و فيها - يعني - سنة ثلاث و سبعين مات المسور بن مخرمة، أصابه خفيف منجنيق، و ذكر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن المدائني بذلك.
[قال ابن عساكر:] و هذا وهم، و إنما مات المسور في الحصر الأوّل آخر أيام يزيد بن معاوية (1)-رحمه اللّه تعالى-.
و يقال: أبو ذرامة (2) الغسّاني
والد أبي مسهر.
حكى عنه: عمر بن الدّرفس الغسّاني، و هشام بن يحيى بن يحيى الغسّاني.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص،
ص: 178
نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عيسى السكري، نا أحمد بن يوسف بن خالد الثعلبي، نا أحمد بن أبي الحواري، نا عبد الأعلى بن مسهر، حدّثني عمر بن الدرفس، حدّثني مسهر بن عبد الأعلى قال:
حمل أبو بكر الصّدّيق الحسن ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال له:
وا بأبي وا بأبي (1) *** تفديك نفسي، و أبي
و الناس كلهم أبي (2) *** فإن أبى الناس فبي
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن (3) جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو ذرامة مسهر بن عبد الأعلى.
[قال ابن عساكر:] (4) كذا قال النسائي، و وهم فيه أبو ذرامة عبد الأعلى بن مسهر، والد مسهر، وجد أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر، و قد تقدم ذكره في حرف العين على الصواب.
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن اللنباني (5)،نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو جعفر المديني قال: أنشدني محمّد بن قحطبة أنّ أبا مسهر عبد الأعلى بن مسهر الدمشقي أنشده مرثية قالها مسهر في ابنه:
أ محتمل بثكلي أم تطيق *** و كيف يطيق ذاك أب رفيق
علاه الشيب لم يدرك له ابن *** و حادي الموت معتزم يسوق
بنيّ كان لي سكنا و أنسا *** على صغر شمائله تروق
صغيرا كان في عيني كبيرا *** يؤمّله الأقارب و الصديق
فسابقني إليه الموت عدوا *** و عدو الموت أبطأه سبوق
فيا للّه صبري و احتسابي *** و نفسي من مصيبته تفوق (6)
ص: 179
و إشفاقي عليك من المنايا *** و هل يستطيع يدفعها الشفيق
أردّد غصّة في القلب حلّت *** و صدري عن تردّدها يضيق
و ريح الموت ينفضه بسعف *** و في النفس الضعيف عليه ضيق
و رنّت أخته و أخوه شجوا *** و أمّ قد أضرّ بها الشهيق
أسكّنهم و في كبدي حريق *** و ليس يسوغ في اللّهوات ريق
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ عنه، أنا أبو الحسين زيد بن علي بن عبد اللّه بن الفضل، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد البصري، نا هشام بن أحمد بن هشام، نا أبو زرعة، نا أبو مسهر قال: سمعت أبي ينشد:
حسدوا مروءتنا فضلّل سعيهم *** و لكل بيت مروءة أعداء
لسنا إذا عزّ الكرام لمعشر *** أزرى بفعل بنيهم الآباء
و ذكر إبراهيم بن عبد اللّه بن الجنيد (1)،حدّثني محمّد بن يحيى قال: و قال أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر: حدّثني هشام بن يحيى الغسّاني قال:
كان لأبيك مسهر بن عبد الأعلى خاتم نقشه: أبرمت فقم، فكان إذا ثقل عليه الرجل من جلسائه حرّك خاتمه في يده و نظر إلى نفسه، ثم رمى به إلى الرجل، فيقرأ ما على خاتمه، فيقال: ما على خاتمك يا أبا عبد الأعلى، فإذا أخبره قام و كفاه ثقله (2).
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: إبراهيم ابن علي - يعني - الهاشمي قتل يونس بن ميسرة بن حلبس (3) في المسجد و هو يصلّي، و قتل أبا [أبي] (4) مسهر.
قرأت بخط أبي الحسين الرّازي، حدّثني أبو ذرّ عبد الربّ بن محمّد بن عبد اللّه بن أبي
ص: 180
مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني الدمشقي، حدّثني أبي عن أبيه عن جده مسهر.
أنه قتل يوم دخل عبد اللّه بن علي دمشق في دارته عند سوق الخمر في بيت - و أراني أبو ذرّ البيت، و فيه أثر الدم على الحائط إلى السّاعة ما غيّروه.
و قيل: إنّ الذي قتل يوم دخول عبد اللّه عبد الأعلى بن مسهر، والد مسهر، و هو أصح، لأن مولد أبي مسهر سنة أربعين و مائة، و مدخل عبد اللّه بن علي سنة اثنتين و ثلاثين و مائة، فصحّ أن المقتول جدّه (1).
ابن يقظة بن مرّة بن كعب أبو سعيد و هو والد سعيد بن المسيّب المخزومي (2)
له صحبة، و هو ممن بايع تحت الشجرة، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم حديثا، و عن أبيه حزن ابن أبي وهب.
روى عنه: ابنه سعيد بن المسيّب.
و شهد اليرموك.
أنبأنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أخبرني يونس عن ابن شهاب، أخبرني سعيد بن المسيّب عن أبيه قال:
لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فوجد عنده أبا جهل، و عبد اللّه بن أبي أمية بن المغيرة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يا عمّ ، قل لا إله إلاّ اللّه، كلمة أشهد لك بها عند اللّه»، قال أبو جهل و عبد اللّه بن أبي أمية: يا أبا طالب، أ ترغب عن ملّة عبد المطّلب، فلم يزل النبي صلى اللّه عليه و سلّم يعرضها عليه و يعيد تلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلّمهم: هو على ملة عبد المطّلب، و أبى أن يقول لا إله إلاّ اللّه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أ ما و اللّه لأستغفرنّ لك ما لم
ص: 181
أنه عنك»، فأنزل اللّه عزّ و جل: مٰا كٰانَ لِلنَّبِيِّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ، وَ لَوْ كٰانُوا أُولِي قُرْبىٰ مِنْ بَعْدِ مٰا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحٰابُ الْجَحِيمِ (1)،و أنزل في أبي طالب: إِنَّكَ لاٰ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ يَهْدِي مَنْ يَشٰاءُ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (2)[12094].
رواه مسلم (3) عن حرملة.
و رواه معمر و شعيب بن أبي حمزة عن الزهري.
فأمّا حديث معمر:
فأخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا عبد الرّزّاق، عن معمر عن الزهري عن ابن المسيّب عن أبيه قال:
لما حضر أبا طالب الوفاة دخل عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و عنده أبو جهل، و عبد اللّه بن أبي أمية، فقال:«أي عمّ ، قل: لا إله إلاّ اللّه، كلمة أحاجّ لك بها عند اللّه»، فقالا له - أبو جهل و عبد اللّه بن أبي أمية - يا أبا طالب، أ ترغب عن ملّة عبد المطّلب ؟ فلم يزالا يكلّمانه حتى قال آخر شيء كلّمهم به: على ملة عبد المطّلب، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«لأستغفرنّ لك ما لم أنه عنك»، فنزلت: مٰا كٰانَ لِلنَّبِيِّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَ لَوْ كٰانُوا أُولِي قُرْبىٰ مِنْ بَعْدِ مٰا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحٰابُ الْجَحِيمِ ،و نزلت إِنَّكَ لاٰ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ يَهْدِي مَنْ يَشٰاءُ .
و أمّا حديث أبي اليمان:
فأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد - في كتابه - و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة، نا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبيه قال:
لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فوجد عنده أبا جهل، و عبد اللّه بن
ص: 182
أبي أمية بن المغيرة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لأبي طالب:«أي عمّ ، قل: لا إله إلاّ اللّه، كلمة أحاجّ لك بها عند اللّه عزّ و جل»، فقال أبو جهل و عبد اللّه بن أبي أمية: أ ترغب عن ملّة عبد المطّلب ؟ فلم يزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يعرضها عليه، و يعاندانه بتلك المقالة، حتى قال أبو طالب آخر ما كلّمهم به: على ملّة عبد المطّلب، و أبى أن يقول: لا إله إلاّ اللّه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:
«أ ما و اللّه لأستغفرنّ لك ما لم أنه عنك»، فأنزل اللّه عزّ و جلّ : مٰا كٰانَ لِلنَّبِيِّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَ لَوْ كٰانُوا أُولِي قُرْبىٰ مِنْ بَعْدِ مٰا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحٰابُ الْجَحِيمِ ،و أنزل اللّه في أبي طالب فقال له: إِنَّكَ لاٰ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ يَهْدِي مَنْ يَشٰاءُ [12095].
رواه البخاري عن أبي اليمان (1).
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (2)،نا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيّب، عن أبيه أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال لجدّه - جدّ سعيد-: «ما اسمك ؟» قال: حزن، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«أنت سهل»، فقال: لا أغيّر اسما سمّانيه أبي، قال ابن المسيّب:[فما زالت فينا] (3) حزونة بعد[12096].
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي البصري، نا أحمد بن أبان، نا إبراهيم بن سعد، عن أبيه عن سعيد بن المسيّب عن أبيه قال:
خمدت الأصوات يوم اليرموك، فلم يسمع صوت إلاّ رجل تحت الراية ينادي: يا نصر اللّه اقترب، فدنوت فإذا أبو سفيان بن حرب تحت راية ابنه يزيد بن أبي سفيان.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو القاسم إبراهيم ابن أحمد بن جعفر الخرقي، أنا أبو بكر جعفر بن محمّد بن الحسن، نا محمّد بن المثنّى، نا عثمان بن عمر، نا يونس بن يزيد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب.
إن أباه قدم على عمر بريدا من الشام فجعل [عمر] (4) يستخبره فقال: أ تعجلون
ص: 183
الإفطار، قال: نعم، فقال: أما إنهم لن يزالوا بخير ما كانوا كذلك، و لم يتنطعوا تنطع أهل العراق.
أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع الصوفي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا علي بن أحمد بن إسحاق، نا جعفر بن سليمان، نا إبراهيم بن المنذر، نا محمّد بن فليح، عن موسى ابن عقبة، عن ابن شهاب قال:
و المسيّب بن حزن، هو ابن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة قال (1):
المسيّب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، أمّه أمّ الحارث بنت سعيد بن عبد اللّه بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، و هو أبو سعيد بن المسيّب.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار (2) قال.
في تسمية ولد حزن: و المسيّب، و عبد الرّحمن، و السّائب، و أبو معبد (3) بنو حزن، قال عمي مصعب بن عبد اللّه: أمّهم أمّ الحارث بنت سعيد بن عبد اللّه بن أبي قيس بن عبد ود ابن نصر بن مالك بن حسل، و قد روي عن المسيّب بن حزن.
أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني (4)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (5) قال.
في الطبقة الخامسة: حزن بن أبي وهب المخزومي، أسلم يوم الفتح، و ابنه المسيّب بن
ص: 184
حزن، و هو أبو سعيد بن المسيّب، أسلم يومئذ أيضا (1).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا ابن فهم، نا محمّد بن سعد قال (2).
في الطبقة الرابعة ممن أسلم يوم فتح مكة: المسيّب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، و أمّه أمّ الحارث بنت سعيد بن عبد اللّه بن أبي قيس، و أمّها أم حبيبة بنت العاص بن أميّة بن عبد شمس.
أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي.
ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال:
المسيّب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، و أمّه أمّ الحارث، و هو أبو سعيد بن المسيّب، و كان ممن بايع تحت الشجرة، له ثلاثة أحاديث.
أنبأنا أبو الغنائم - بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:
- أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري (3) قال:
مسيّب بن حزن، و هو مسيّب بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ المخزومي، و حزن قتل يوم اليمامة. قاله عبد اللّه بن محمّد، عن إبراهيم بن المنذر، عن محمّد بن فليح، عن موسى ابن عقبة، و هو والد سعيد القرشي.
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):
ص: 185
المسيّب بن حزن، والد سعيد بن المسيّب، و هو مسيّب بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ المخزومي المدني، له صحبة، أسلم يوم الفتح، روى عنه ابنه سعيد بن المسيّب، و حزن قتل يوم اليمامة، سمعت أبي يقول ذلك.
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو سعيد المسيّب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة المخزومي القرشي، المديني، شهد بيعة الرضوان مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و هو والد سعيد ابن المسيّب، و أمّه أم الحارث بنت شعبة (1) بن عبد اللّه بن أبي قيس (2) بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:
المسيّب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي، أبو سعيد، روى عنه ابنه سعيد، و قتل حزن يوم اليمامة.
قاله ابن أبي خيثمة عن مصعب الزبيري (3).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، نا مسعود (4) بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:
المسيّب بن أبي وهب، و اسمه حزن بن عمرو، والد سعيد، حدّث عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و عن أبيه، روى عنه ابنه سعيد بن المسيّب في الجنائز، و تفسير سورة براءة، و عمرة الحديبية، و قصة أبي طالب.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ قال: قال لنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن إسحاق الأصبهاني في معرفة الصحابة:
المسيّب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، والد سعيد،
ص: 186
حديثه عند ابنه سعيد، و أمّه بنت شعبة بن عبد اللّه بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل، كان المسيّب ممن بايع تحت الشجرة، و قيل إن حزنا قتل يوم اليمامة.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1) قال:
أما حزن أوله حاء مهملة مفتوحة، ثم زاي ساكنة و نون، فهو حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، أسلم، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و المسيّب بن حزن بن أبي وهب أسلم على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و روى عن عمر، روى عنه ابنه سعيد بن المسيّب.
فأما (2) عائذ: بياء معجمة باثنتين من تحتها و ذال معجمة: حزن بن أبي وهب بن عمرو ابن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة، له صحبة و رواية عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و ابنه المسيّب بن حزن، له صحبة و رواية أيضا.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم.
ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن أبي عبد اللّه، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (3)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا.
قالا: نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا قيس بن الربيع، عن طارق، عن سعيد ابن المسيّب عن أبيه قال:
كنا في الحديبية مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم حين صدّه المشركون، فأنشأناها - يعني - قضيناها.
قال محمّد بن عمر: و لا يعرف هذا - زاد ابن الفهم عندنا، و إنّما أسلم المسيّب بن حزن مع أبيه يوم فتح مكة.
و قد رواه عن طارق غير واحد، منهم: سفيان الثوري، و إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، و عبد الملك بن أبي سليمان، و أبو عوانة.
و رواه قتادة عن سعيد بن المسيّب.
فأمّا حديث سفيان:
ص: 187
فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،نا أبو أحمد، نا سفيان، عن طارق (2) قال:
ذكر عند سعيد بن المسيّب الشجرة فقال: حدّثني أبي أنه كان ذلك العام معهم، فنسوها (3) من العام المقبل.
رواه مسلم عن محمّد بن رافع، و نصر بن علي عن أبي أحمد الزّبيري.
و أمّا حديث إسرائيل بن يونس:
فحدّثناه أبو الحسن السلمي - لفظا - أنا علي بن محمّد بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر.
ح و أخبرناه أبو الحسن أيضا، نا عبد العزيز، نا أبو محمّد بن أبي نصر، و تمّام بن محمّد، و عقيل بن عبيد اللّه، قالوا: أنا أحمد بن سليمان بن حذلم، نا بكّار بن قتيبة، نا عثمان بن عمر بن فارس، نا إسرائيل عن طارق بن عبد الرّحمن قال:
حججت، فمررت بقوم يصلّون في مسجد، فقلت: ما هذا؟ قالوا: هذه الشجرة التي بايع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم تحتها بيعة الرضوان، فذكرت ذلك لسعيد بن المسيّب، فقال: حدّثني أبي أنه كان فيمن بايع بيعة الرضوان، قال: فلمّا كان العام المقبل، مررنا بذلك الموضع، فطلبنا تلك الشجرة فلم نجدها، فقال سعيد بن المسيّب: أ ترى أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لم يعلموا مكانها و علمتم أنتم (4)؟أنتم أعلم (5).
و أمّا حديث عبد الملك:
فأخبرناه أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد ابن عمرو البغدادي، نا علي بن إبراهيم الواسطي، نا يزيد بن هارون، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن طارق بن عبد اللّه، عن سعيد بن المسيّب، عن أبيه قال:
ذهبنا مع ناس ممن بايع تحت الشجرة، فلم نجدها حيث بايعنا، و كان أبوه ممن بايع تحت الشجرة.
ص: 188
و أمّا حديث أبي عوانة:
فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا عفّان، نا أبو عوانة، عن طارق، عن سعيد بن المسيّب قال:
كان أبي ممن بايع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم تحت الشجرة بيعة الرضوان، فقال: انطلقنا في قابل حاجّين، فعمي علينا مكانها، فإن كان بيّنت لكم، فأنتم (2) أعلم.
و أمّا حديث قتادة:
فأخبرناه أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز - إملاء - أنا الحسين بن الضحّاك الطيبي، نا محمّد بن عبد اللّه، نا جعفر بن كزال، نا محمود بن غيلان، نا شبابة، نا شعبة، عن قتادة، عن ابن المسيّب، عن أبيه قال:
كنت عند الشجرة التي بايع تحتها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ثم أتيتها من العام المقبل، فلم أعرفها.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس الأصم، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى، نا شبابة، نا شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب عن أبيه قال:
بايعنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم تحت الشجرة ألف و أربع مائة، قال: و سمعت العبّاس بن محمّد يقول: لا أعلم بالعراق أروى عن شبابة مني، و لم أسمع منه هذا الحديث.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع، نا محمّد بن حمدان بن مالك أبو الحسين القاضي، نا عبّاس بن محمّد قال: قال لي يحيى بن معين: كم كتبت عن شبابة بن سوّار؟ قلت: كذا، و كذا، فقال لي: كتبت عنه، فقال: نا شبابة بن سوار، نا شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن أبيه قال:
كنا يوم الحديبية ألفا و أربع مائة ؟ قال: قلت: لا و اللّه، ما سمعت هذا قطّ .
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمر، أنا أبو محمّد (3) بن أبي
ص: 189
شريح، أنا محمّد بن أحمد بن عبد الجبّار، نا حميد بن زنجويه، نا أبو الأسود، نا ابن لهيعة، عن بكير، عن ابن المسيّب.
ح و أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي (1) قالت: أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد الصيرفي الرومي، نا أبو العبّاس السراج، نا قتيبة، نا ابن لهيعة، عن بكير، عن سعيد بن المسيّب.
قال: كان المسيّب رجلا تاجرا، فدخل عليه ابن سلاّم - و قال قتيبة: عبد اللّه بن سلاّم - فقال: يا أبا سعيد، إنّك رجل تبايع الناس، و إنّ أفضل مالك ما تغيّب عنك، و إنه ليس المفلس الذي يفلس بأموال الناس، و لكنّ المفلس الذي يوقف يوم القيامة فلا يزال يؤخذ من حسناته حتى لا يبقى له حسنة، فكان أبو سعيد مستوصيا بها.
قال ابن سلاّم: إذا كان له حق على أحد فجاءه ببعضه قال: لا أقبل منك إلاّ الذي لي كله، حرصا على الحسنات - زاد أبو الأسود: يوم القيامة (2)-.
7439 - المسيّب بن دارم أبو صالح البصري (3)
سمع عمر بن الخطّاب بالجابية، و حدّث عنه، و عن أبي هريرة.
روى عنه: محمّد بن سوقة، و أبو خلدة خالد بن دينار.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو جابر محمّد بن أحمد بن محمّد الخيّاط الموصلي - قراءة و أنا أسمع - أنا القاضي أبو علي الحسين بن علي بن الحسين بن إبراهيم بن علي بن بطحاء التميمي، أنا أبو سليمان محمّد بن الحسين الحرّاني، نا يحيى بن علي بن محمّد بن هاشم بن أبي سكينة - بحلب - نا أبو عبد الرّحمن عبد الملك بن دليل، نا عطاء بن مسلم، عن محمّد بن سوقة، عن أبي صالح قال:
قدم علينا عمر بن الخطّاب الجابية، فقام على بعير له أحمر مقتّب بقتب (4)،عليه رحل له رث عليه عباءة قطوانية، فصاح بصوت له عال: أيّها الناس، فثاب إليه الناس، فقال:
ص: 190
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول في مثل مقامي هذا، مثل مقالتي هذه:«استوصوا بأصحابي خيرا، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم»، ثم قال الشيخ بيده هكذا ثلاث فرق،«ثم يأتي بعد ذلك قوم يشهدون و إن لم يستشهدوا، و يحلفون و لا يستحلفون، ألا و من سرّه أن ينزل بحبحة الجنّة فليلزم الجماعة، فإنّ يد اللّه على الجماعة، و إنّ الواحد شيطان، و هو من الاثنين أبعد، ألا و لا يخلونّ رجل بامرأة، ألا و معن سرّته حسنته و ساءته سيئته فهو مؤمن»[12097].
قال أبو صالح: قيل: اسمه المسيّب بن دارم، روى عنه خالد بن دينار، و قد اختلف في إسناده على محمّد بن سوقة، فروى عنه عن عبد اللّه بن دينار عن ابن عمر عن عمر.
أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا الفضل بن دكين، أنا أبو خلدة، نا المسيّب بن دارم قال:
رأيت عمر و في يده درّة، فضرب رأس أمة حتى سقط القناع عن رأسها، قال: فيم الأمة تشبه بالحرة ؟ قال: و نا ابن سعد (2)،نا سليمان بن (3) داود الطيالسي، نا أبو خلدة، نا المسيّب بن دارم قال:
رأيت عمر بن الخطّاب ضرب جمّالا و قال: لم تحمّل على بعيرك ما لا يطيق ؟ أخبرنا (4) أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة الحدّاد، و طاهر بن سهل الصائغ، قالوا: أنا أبو الحسين محمّد بن مكي الأزدي، أنا دارم قال: رأيت عمر بن الخطّاب ضرب جمّالا و قال: لم تحمّل على بعيرك ما لا يطيق ؟ أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال (5):قال محمّد بن عبد الرحيم: قلت لعلي: المسيّب (6)ابن دارم سمع من عمر؟ قال: نعم.
ص: 191
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى يقول في تسمية تابعي أهل البصرة: المسيّب بن دارم.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (1)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (2) قال: مسيّب بن دارم، روى عن عمر - زاد غير ابن أبي الدنيا: روى عنه البصريون-.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):
المسيّب بن دارم بصري، روى عن عمر، و أبي هريرة، مات سنة ست و ثمانين، روى عنه أبو خلدة، سمعت أبي يقول ذلك، و سألت أبي عن المسيّب بن دارم، قال: لا أعلم روى عنه غير أبي خلدة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:
أبو صالح المسيّب بن دارم عن عمر بن الخطّاب، روى عنه خالد بن دينار.
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن الحكّاك - إجازة - أنا عبيد اللّه بن سعيد، أنا الخصيب (4)،أخبرني أبو موسى عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو صالح المسيّب بن دارم، روى عنه أبو خالد (5).
ص: 192
أخبرنا الفضل بن ناصر - قراءة عليه - عن أبي طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال: أبو صالح المسيّب بن دارم.
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليمان بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: أبو صالح المسيّب بن دارم، بصري.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عبد الباقي بن محمّد بن غالب، أنا أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث قال في تسمية من يكنى أبا صالح: المسيّب بن دارم، روى عن أبي هريرة، و حدّث عنه أبو خالد (1).
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال:
أبو صالح المسيّب بن دارم المديني عن عمر بن الخطّاب، روى عن خالد بن دينار، أبو خلدة الخيّاط (2) التميمي.
أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنا أبو صالح المؤدّب، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، نا محمّد ابن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: أبو صالح المسيّب بن دارم، قال يحيى: هذا مشهور أنه المسيّب بن دارم.
7440 - المسيّب بن نجبة (3) بن ربيعة بن رباح بن ربيعة بن عوف بن هلال
ابن شمخ بن فزارة بن ذبيان الفزاري (4)
صحب علي بن أبي طالب، و سمع منه، و من حذيفة بن اليمان، و الحسن بن علي.
روى عنه أبو إسحاق السّبيعي، و سوار أبو (5) إدريس، و عتبة بن أبي عتبة.
ص: 193
و شهد حصار دمشق، و كان في الجيش الذي جاء مع خالد بن الوليد من العراق، و كان ممن خرج في جيش التوابين (1) الذين خرجوا للطلب بدم الحسين بن علي، فقتل بعين الوردة (2) من أرض الجزيرة سنة خمس و ستين.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عيسى المدائني، نا سفيان بن عيينة، عن كثير أبي إسماعيل، عن أبي إدريس عن المسيّب بن نجبة عن علي بن أبي طالب قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«ما من نبي إلاّ و له سبعة نجباء، و أعطيت أنا اثني عشر نجيبا».
قيل لعليّ بن أبي طالب: و من هم ؟ قال علي: أنا، و الزبير بن العوّام، و أبو بكر، و عمر، و حمزة (3)،و جعفر، و مصعب بن عمير، و بلال، و عمّار بن ياسر، و المقداد، و عثمان ابن مظعون - و شك سفيان في عبد اللّه بن مسعود-[12098].
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن جعفر، نا إسماعيل بن عبد اللّه العبدي، نا محمّد بن سعيد - يعني - ابن الأصبهاني، أنا عبد اللّه بن بكير الغنوي، عن حكيم بن جبير، عن سوار أبي إدريس، عن المسيّب بن نجبة عن الحسن بن علي قال: إنّي رجل محارب، و قد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:
«الحرب خدعة»[12099].
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر العمري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.
ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر ابن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا محمّد بن مرزوق، نا حسين الأشقر و قال ابن المقرئ:
الحسين يعني الأشقر، نا عبد اللّه بن بكير، عن حكيم بن جبير، عن سوار أبي (4) إدريس عن المسيّب بن نجبة قال:
ص: 194
دخلنا - و قال ابن حمدان: دخلت - على الحسن بن علي، فقال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«الحرب خدعة»[12100].
خالفه سليمان بن داود المنقري، فرواه عن حسين بن حسن الأشقر عن شريك.
أخبرناه أبو الحسن سعد الخير (1) بن محمّد بن سهل، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن، أنا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن إبراهيم العسّال، نا محمّد بن عبد اللّه بن رستة، نا سليمان بن داود المنقري، نا حسين بن حسن، نا شريك، عن حكيم بن جبير، عن أبي إدريس، عن المسيّب بن نجبة، عن الحسن بن علي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«الحرب خدعة»، أو خدعة.
قرأت في كتاب عبد العزيز، و عبد الواحد ابني محمّد بن عبدويه البزاريين عن القاضي أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفّار بن ذكوان، عن أبي يعقوب إسحاق بن عمّار بن حبيش، عن أبي بكر محمّد بن إبراهيم بن مهدي، عن عبد اللّه بن محمّد بن ربيعة القدامي في كتاب فتوح الشام قال: و حدّثني الحارث بن كعب، عن قيس بن أبي حازم قال:
كان ممن خرج مع خالد بن الوليد من بجيلة و عظمهم من أحمس نحو من مائتي رجل، و من طيّئ نحو من خمسين و مائة رجل، و كان معنا المسيّب بن نجبة في نحو من مائتين من بني ظبيان، و كان معه نحو من ثلاثمائة من المهاجرين و الأنصار، فكان أصحابه الذين دخل بهم الشام ثمان مائة و خمسون رجلا كلهم قوي ذو نية و بصيرة، و أقبل بنا حتى مرّ بنا على أزل (2)،فحاصر أهلها، و أغار عليها، فأخذ الأموال، و تحصّن منه أهلها، فلم يرحل عنهم حتى صالحوه.
قال: و حدّثني الحارث - أو الحر - بن كعب، عن قيس قال:
كنت مع خالد فأقبل حتى نزل بناحية بصرى (3)،و قسم خيله فجعل على شطرها المسيّب بن نجبة و على الشطر الآخر رجلا كان معه من بكر بن وائل، و ذكر الحديث.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (4)،حدّثني إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن
ص: 195
سلمة بن كهيل، حدّثني أبي عن أبيه عن سلمة، عن أبي إدريس المرهبي (1)،عن المسيّب بن نجبة بن ربيعة بن رباح الفزاري، قتله خصفة بن ثقفة (2) بن ربيع بن الحارث بن تيم اللّه بن ثعلبة.
و في نسخة: خصفة بن نوف.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (3):
في الطبقة الأولى من أهل الكوفة: المسيّب بن نجبة بن ربيعة بن رباح (4) بن غوث (5)ابن هلال بن شمخ بن فزارة، شهد القادسية، و شهد مع علي مشاهده، و قتل يوم عين الوردة مع التوّابين الذين خرجوا و تابوا من خذلان الحسين (6)،فبعث الحصين بن نمير برأس المسيّب بن نجبة مع أدهم بن محرز الباهلي إلى عبيد اللّه بن زياد، و بعث به عبيد اللّه بن زياد إلى مروان بن الحكم فنصبه بدمشق.
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك، و ابن النرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن - قالا: أنا ابن عبدان أحمد (7)،أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (8):
مسيّب بن نجبة عن حذيفة قال عبد اللّه بن محمّد: نا معاوية بن عمرو، نا أبو إسحاق، عن شريك، عن أبي إسحاق قال: سألت المسيّب بن نجبة و عبد اللّه بن يزيد، و سليمان بن صرد عن الجعل، فقالوا: لا بأس به (9) إن لم يكن فعلت هذا من أجل هذا.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.
ص: 196
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):
المسيّب بن نجبة، روى عن حذيفة، روى عنه أبو إسحاق السبيعي، و يقال إنه خرج المسيّب بن نجبة، و سليمان بن صرد سنة خمس و ستين يطلبون بدم الحسين بن علي، فقتلا، سمعت أبي يقول ذلك.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا الدارقطني.
و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي - قراءة - عن الدارقطني.
قال: المسيّب بن نجبة الفزاري، تابعي، كان بالكوفة.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي زكريا البخاري.
و حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا.
نا عبد الغني بن سعيد قال: فنجبة بالنون و الجيم، المسيّب بن نجبة.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال (2):
و أما نجبة أوله نون بعدها جيم مفتوحة، و باء مفتوحة معجمة بواحدة، المسيّب بن نجبة الفزاري، تابعي، كان روى عن علي، و ابنه الحسن بن علي، و حذيفة، حدّث عنه السبيعي، و سلمة بن كهيل، و سوار أبو إدريس.
أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمّد الزيدي، أنا أبو الفرج محمّد بن أحمد ابن علاّن، أنا أبو الحسن محمّد بن جعفر بن محمّد، نا محمّد بن القاسم بن زكريا، نا عبّاد ابن يعقوب، أنا عمر بن شبيب، عن محمّد بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن أبي إدريس، عن المسيّب بن نجبة عن علي، قال:
ألا إنّي محدثكم عن أهل بيتي، ألا لا يغرّنكم ابنا عباس [من شيء] (3) ألا و لا ابن
ص: 197
جعفر، ألا و إنّي أراكم تطيفون بحسن، و الذي فلق الحبة، و برأ النسمة، لو قد التقت حلقة البطان ما أغنى عنكم في الحرب حبالة عصفور، ألا و أما حسين فإنه منكم و أنتم منه، ألا إن هؤلاء القوم سيظهرون عليكم باجتماعهم على باطلهم و بخذلكم عن حقكم، فليتعبدونكم كما يتعبد الرجل عبده إذا شهد خدمه، و إذا غاب عنه سبه حتى يقوم الباكيان الباكي لدينه و الباكي لدنياه، و أيم اللّه، لو قد فرقوكم تحت كلّ حجر لجمعكم اللّه لشرّ يوم لهم، و الذي فلق الحبة و برأ النسمة لو لم يبق من الدنيا غير [يوم] (1) واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يملك فيه رجل منا، فإن رأيتم ذلك اليوم و لم ترموا بسهم، و لم ترموا بحجر، و لم تطعنوا برمح فاحمدوا اللّه، فإنّ العاقبة للمتقين، ألا و إن رأيتم أحدا من بني أمية غريقا في بحر ألا فطئوا على رأسه، فو الذي فلق الحبّة و برأ النسمة لو لم يبق من بني أمية إلاّ رجل لبغى لدين اللّه شرا.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي قال: و قال حريث بن أبي مطر: سمعت سلمة - يعني - ابن كهيل يقول:
جالست المسيّب بن نجبة الفزاري في هذا المسجد عشرين سنة، و ناس من الشيعة كثير، فما سمعت أحدا منهم يتكلّم في أحد من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلاّ بخير، و ما كان الكلام إلاّ في علي و عثمان.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي، أنا أبو الحسن محمّد بن علي بن إبراهيم، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة ابن خيّاط قال (2):
و فيها - يعني - سنة خمس و ستين وجّه مروان عبيد اللّه بن زياد إلى العراق في ستين ألفا في شهر ربيع الآخر.
قال أبو اليقظان و أبو عبيدة و غيرهما قالوا: إن سليمان بن صرد الخزاعي، و المثنّى بن بشر بن مخرّبة (3) العبدي، و سعد بن حذيفة اتعدوا أن يطلبوا بدم الحسين بن علي، فخرج
ص: 198
المثنّى بن بشر بالبصرة و عسكروا بالزابوقة (1) موضع مدينة الزرق، و على البصرة يومئذ عبد اللّه بن الحارث، فاجتمعت إليه القبائل فطلبوا إليه أن يخرج عنهم حيث أحبّ ، فلحق بسليمان بن صرد، و خرج سعد (2) بن حذيفة بالمدائن، فسار ابن زياد، فلقي سليمان بن صرد و معه التوّابون بعين الوردة من بلاد الجزيرة في جمادى الآخرة، فقتل سليمان بن صرد و المسيّب بن نجبة الفزاري، و عبد اللّه بن وال التيمي تيم اللات بن ثعلبة.
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسين الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا الطبري قال (3):
حدّثت عن هشام بن محمّد قال: قال أبو مخنف، نا فروة بن لقيط ، عن مولى المسيّب بن نجبة الفزاري قال: لقيته بالمدائن و هو مع شبيب بن يزيد الخارجي، فجرى الحديث حتى ذكرنا أهل عين الوردة.
فقال هشام عن أبي مخنف قال: حدّثني هذا الشيخ، عن المسيّب بن نجبة قال: و اللّه ما رأيت أشجع منه إنسانا قط ، و لا من العصابة التي كان فيهم، و لقد رأيته يوم عين الوردة يقاتل قتالا شديدا، ما ظننت أن رجلا واحدا يقدر أن يبلي ما أبلى، و لا ينكأ في عدوه مثل ما نكأ، و لقد قتل رجالا، قال: و سمعته يقول قبل أن يقتل و هو يقاتلهم:
قد علمت ميالة الذّوائب *** واضحة اللّبّات و الترائب
أنّي غداة الروع و التغالب *** أشجع من ذي لبد مواثب
قطاع أقران مخوف الجانب
و قال المسيّب بن نجبة فيما حكاه أبو زيد عمر بن شبّة النميري له:
لست كمن خان ابن عفّان منهم *** و لا مثل من يعطي العهود فيغدر
و لكنّ نبغي جنّة أتقي بها *** لعلّ ذنوبي عند ربي تغفر
شهدت رسول اللّه بالحقّ قلّما *** يبشّر بالجنّات و النار ينذر
أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس، أنا أبو القاسم ابن الأشقر، نا البخاري، نا عمر بن حفص، نا أبي، نا الأعمش، نا عدي بن ثابت قال:
ص: 199
سمعت سليمان بن صرد يقول: و قتل مع المختار المسيّب بن نجبة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلص - إجازة - أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال:
سنة خمس و ستين فيها أصيب سليمان بن صرد الخزاعي، و المسيّب بن نجبة، بعين الوردة.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال:
سنة خمس و ستين قتل سليمان بن صرد، و المسيّب بن نجبة الفزاري، خرجا في أربعة آلاف يطلبان بدم الحسين، فوجه إليهما عبيد اللّه بن زياد شرحبيل بن ذي الكلاع، فالتقوا بعين الوردة في ربيع الأول، فاقتتلوا، فقتل سليمان بن صرد، و المسيّب بن نجبة.
أبو (1) محمّد السلمي الحمصي، ثم التّلمنّسي (2)(3)
حدّث عن أبي إسحاق الفزاري، و يوسف بن أسباط ، و عبد اللّه بن المبارك، و سفيان بن عيينة، و إسماعيل بن عياش، و معتمر بن سليمان، و مروان بن معاوية الفزاري، و بقية بن الوليد، و أبي البختري وهب بن وهب الأسدي، و مبشر بن إسماعيل الحلبي، و محمّد بن عمر الكلاعي، و علي بن بكّار، و حفص بن ميسرة، و المسيّب بن شريك، و عطاء بن مسلم الخفّاف الحلبي، و مخلد بن حسين، و حجّاج بن محمّد الأعور.
روى عنه: أبو الفيض ذو النون بن إبراهيم الإخميمي الزاهد، و العباس بن حمزة المذكر، و أبو بكر الباغندي، و ابن أبي داود، و الفضل بن عبد اللّه بن مخلد، و الحسن بن
ص: 200
سفيان، و القاسم بن الليث الراسبي (1)،و أبو عروبة الحرّاني، و الحسين بن عبد اللّه القطّان الرقّي، و أبو خولة الميمون (2) بن مسلمة، و محمّد بن تمام بن صالح البهراني، و الحسين بن إبراهيم السكوني، و سعد بن محمّد العكي، و محمّد (3) بن بشر القزاز، و إبراهيم بن يوسف الهسنجاني (4)،و يوسف بن بحر بن عبد الرّحمن، و محمّد بن جعفر بن يحيى بن رزين، و أبو زرعة، و أبو حاتم الرازيّان، و أحمد بن محمّد بن الوليد المرّي، و بقي بن مخلد الأندلسي، و سمع منه بصور (5).
و اجتاز بدمشق أو بساحلها في طريقه إلى صور.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا عبدان، و عبد اللّه بن محمّد بن سلم (6) المقدسي، و أبو عروبة الحسين بن أبي معشر الحرّاني، و أبو بكر الباغندي، و محمّد بن تمام الحمصي، و ابن رزين الحمصي، و عدة، قالوا: أنا المسيّب بن واضح، نا يوسف بن أسباط ، نا سفيان، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«مداراة الناس صدقة»[12101].
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم التنوخي، نا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الجراحي (7)،نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة الحرّاني، قالا: نا المسيّب بن واضح، نا حفص بن ميسرة، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر قال:
توضأ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - و قال أبو عروبة: النبي صلى اللّه عليه و سلّم - مرّة مرّة، و قال:«هذا وضوء من لا يقبل اللّه له»- و قال أبو عروبة:«من لا يقبل له - صلاة إلاّ به»، ثم توضأ مرتين مرتين و قال:
«هذا وضوء من يضاعف اللّه له»،- و قال أبو عروبة: يضاعف له - الأجر»- زاد عبد اللّه:
ص: 201
مرتين - ثم توضأ ثلاثا ثلاثا، فقال:«هذا وضوئي، و وضوء المرسلين قبلي»، و في حديث أبي عروبة: ثم قال في المواضع الثلاثة[12102].
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):
المسيّب بن واضح حمصي الأصل، روى عن أبي إسحاق الفزاري، و ابن المبارك، و عطاء بن مسلم، و مخلد بن حسين، و معتمر بن سليمان، و حجّاج بن محمّد، سمعت أبي يقول ذلك.
قال أبو محمّد: روى عنه أبي، و أبو زرعة.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو محمّد المسيّب بن واضح بن قريش بن سرباح بن معتمر السلمي، سمع أبا إسحاق إبراهيم بن محمّد الفزاري، و أبا بشر الوليد بن محمّد الموقّري، سمع منه أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، قال لنا أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن بن أحمد المروزي، قال لنا أبو نصر هبة اللّه بن عبد الجبّار بن فاخر بن معاذ السجزي الحافظ - بسجستان - و أما المسيّب بن واضح بن سرحان فهو شيخ جليل، ثقة، من تبع الأتباع، يعني للتابعين، كنيته أبو محمّد الحمصي، من أهل تل منّس، قرية بحمص، يروي عن ابن المبارك، و حفص بن ميسرة، روى عنه الحسن بن سفيان، و أبو عروبة الحرّاني، مات سنة ست و أربعين و مائتين، و كان يخطئ.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال (2):سمعت عبدان يقول: كان عبد الوهّاب - يعني - ابن الضحّاك يقول: قد سمعت حديث إسماعيل بن عيّاش كله فاقرأه (3) عليّ ، قال: و كان محمّد بن عوف يحسن القول فيه.
ص: 202
قلت لعبدان: أيما أحبّ إليك، هو أو المسيّب ؟ فقال: كلاهما سواء.
قال: و أنا أبو أحمد (1)،قال: سمعت أبو عروبة يقول: كان المسيّب بن واضح لا يحدّث إلاّ بشيء يعرفه [و] (2) يقف عليه.
قال: و كان أبو عبد الرّحمن النسائي حسن الرأي فيه، و يقول: الناس يؤذوننا فيه، أيّ يتكلمون فيه.
أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم (3) قال: سمعت أبي و سئل عنه فقال: صدوق، كان يخطئ كثيرا، فإذا قيل له لم يقبل.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني علي بن محمّد المروزي قال: سألت أبا علي صالح بن محمّد البغدادي عن المسيّب ابن واضح فقال: لا يدري أي طرفيه أطول، لا يدري أيش (4) يقول، و يوسف بن أسباط صدوق.
أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري، عن أبي سعيد محمّد بن علي، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: سألت أبا الحسن الدارقطني عن المسيّب بن واضح ؟ فقال: ضعيف.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال (5):
و المسيّب بن واضح له حديث كثير عن شيوخه، و عامة ما خالف فيه الناس هو ما ذكرته، و أرجو أن باقي حديثه مستقيم، صالح، و هو ممن يكتب حديثه، و هذا الذي ذكرته (6)لا يتعمده بل كان يشبه عليه، و هو لا بأس به.
ص: 203
قال: و أنا أبو أحمد قال (1):سمعت الحسين بن عبد اللّه القطّان يقول: سمعت المسيّب ابن واضح يقول: خرجت من تل منس، و أنا أريد مصر إلى ابن لهيعة، فلما صرت إلى مصر أخبرت بموته، فسمعت من إسماعيل بن عيّاش.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو بكر الجوزقي قال: سمعت أبا العباس محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي يقول: سمعت نوح بن هشام أبا عصمة جوزجاني يقول:
كنت عند المسيّب بن واضح بالشام فقلت: يا أبا محمّد، يحكى عندنا بخراسان عن ابن المبارك أنه قال: الإسناد من الدين لو لا الإسناد لحدّث من شاء من الناس، بما شاء، هل سمعتها منه ؟ قال: لا، و لكن أكتب حتى أملي عليك حكاية في هذا الباب لا تكتبها اليوم عن أحد غيري، فقلت: هات، فقال: سمعت ابن المبارك و سأله رجل، فقال: ما تقول يا أبا عبد الرّحمن من طلب العلم للّه، هل له أن يشدد في الإسناد؟ قال: نعم، من طلب العلم للّه ينبغي له أن يكون في الإسناد أشد و أشد لأنك تجد ثقة يروي عن ثقة، و غير ثقة يروي عن ثقة، حتى تجد ثقة يروي عن ثقة.
ذكر أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرّحمن الهروي (2).
أن المسيّب بن واضح مات سنة ست و أربعين و مائتين.
بعث إليّ أبو المغيث منقذ ابن أبي سلامة مرشد بن علي بن المقلّد بن منقذ كتابا كان لأبيه جمعه أبو غالب همّام بن الفضل بن جعفر بن علي بن المهذب قال (3):
و فيها - يعني - سنة سبع و أربعين و مائتين توفي مسيّب بن واضح التّلمنّسي السلمي غرّة المحرم، و سنّه تسع و ثمانون سنة، و دفن بتل منس، و كان مسندا، و له عقب نحاس (4).
ص: 204
[ذكر من اسمه] [مشرف] (1)
سمع بدمشق: أبا الحسن بن السمسار، و ابن عوف، و العتيقي، و أحمد بن عبد اللّه، و المسدّد بن علي الأملوكي، و أبا القاسم بن الطّبيز الحلبي، و أبا صالح محمّد بن عدي بن الفضل السّمرقندي، و عبد الوهّاب بن الحسين بن برهان بصور، و أبا مسلم محمّد بن عمر الأصبهاني، و القاضي أبا بكر محمّد بن داود بن مصحح العسقلاني، و أبا الحسن عبد الوهّاب ابن جعفر بن أبي الكرام، و سكن بن محمّد بن جميع، و أبا القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصوّاف المصري، و عبد العزيز بن بندار الشيرازي، و أبا الحسن بن صخر الأزدي، و أبا العباس إسماعيل بن عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد بن النحّاس، و أبا بكر محمّد بن الحسن الشيرازي، و أبا الفرج عبيد اللّه بن محمّد بن يوسف المراغي و غيرهم.
روى عنه: سهل بن بشر، و أبو الحسن علي بن الحسن بن إبراهيم العاقولي، و أبو طاهر إسماعيل بن نصر بن أبي نصر الطوسي، و أبو الحسن علي بن عبد الملك بن الحسين بن عبد الملك بن الفضل الديبقي (2) الفقيه، نزيل عكّا.
أخبرنا أبو طاهر إسماعيل بن نصر بن أبي نصر - إجازة - شافهني بها، ثم حدّثنا أبو القاسم وهب بن سلمان بن أحمد عنه، أنا أبو المعالي المشرف بن مرجّى بن إبراهيم - قراءة عليه بصور سنة ثمان و ثلاثين و أربعمائة - نا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن سهل القيساري - بقيسارية - قلت له: قرئ على أبي جعفر أحمد بن حميد بن معافى، و أنت تسمع في ذي القعدة من سنة ثمان و أربعين و ثلاثمائة، فأقرّ به، حدّثكم أبو محمّد عبد الرّحمن بن الفضل الرازي، نا أحمد بن يحيى الأودي الكوفي، نا إسحاق بن منصور، نا حسن بن صالح، و هريم، عن ليث، عن عبد اللّه بن الحسن، عن فاطمة ابنة الحسين - و هي أم عبد اللّه - عن فاطمة الكبرى - عليها السلام - قالت:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إذا دخل المسجد صلّى على محمّد و سلم و قال:«اللّهمّ اغفر لي
ص: 205
ذنوبي، و افتح لي أبواب رحمتك»، و إذا خرج صلّى على محمّد (1) النبي صلى اللّه عليه و سلّم و قال:«اللّهمّ اغفر لي ذنوبي، و افتح لي أبواب فضلك»[12103].
قال: و أنا المشرف، أنا أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد المزني (2)-بقراءتي عليه - قلت له: حدّثكم أبو العباس محمّد بن موسى، فأقرّ به، نا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا معاوية بن يحيى الطرابلسي، نا أرطأة، عن جدته، عن أبي الدرداء قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:
«أهل الشام أزواجهم و ذراريهم و عبيدهم و إماؤهم إلى منتهى الجزيرة مرابطون في سبيل اللّه، فمن احتلّ منها مدينة من المدائن فهو في رباط ، و من احتلّ منها ثغرا من الثغور فهو في جهاد»[12104].
[قال ابن عساكر:] (3) كذا قال عن جدّته و هو تصحيف، و صوابه: عن من حدّثه، و قد أخرجته في أبواب فضائل الشام على الصواب.
7443 - مشكان (4) أبو عمرو - و يقال: أبو عمر - الدمشقي
سمع أبا الدّرداء.
حكى عنه:[عبد اللّه] (5) بن أبي زكريا الخزاعي، و عبد اللّه بن الوليد.
أنبأنا خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى بن علي القرشي و غيره، قالوا: أنا أبو القاسم ابن أبي العلاء، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر.
ح و أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن الغزال (6) المكي - بمكة، شفاها - نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، و عبد الوهّاب الميداني، و عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر، قالوا: أنا أبو عبد اللّه (7) بن مروان، أنا أبو عبد الملك البسري، نا أبو النضر
ص: 206
إسحاق بن إبراهيم، نا رشدين، نا الوليد بن سليمان التجيبي، عن عبد اللّه بن الوليد، عن أبي عمر مشكان، عن أبي الدّرداء.
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إنّي فضّلت بأربع: جعلني و أمّتي نصفّ في الصلاة كما تصفّ الملائكة، و جعل الصعيد لي وضوءا، و جعلت الأرض كلها لي مسجدا، و أحلّت لي الغنائم»[12105].
رواه يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، عن أبي النضر، عن رشدين بن سعد فقال: عن أبي عمرو مشكان الدمشقي.
[قال ابن عساكر:] (1) و هو الصواب.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد الطبراني، نا هارون بن ملول المصري، نا أبو عبد الرحمن المقرئ، نا سعيد بن أبي أيوب، حدّثني عبيد اللّه بن الوليد، عن مشكان أبي عمرو الدمشقي، عن أبي الدرداء.
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إنّي فضّلت بأربع: جعلت أنا و أمتي في الصلاة كما تصفّ الملائكة، و جعل الصعيد لي وضوءا، و جعلت لي الأرض مسجدا و طهورا، و أحلت لي الغنائم»[12106].
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن هبة اللّه.
قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، أنا يعقوب بن سفيان (2)، حدّثني سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن علي بن أبي حملة قال:
كنت في مجلس ابن أبي زكريا الدمشقي، فذكر مشكان الدمشقي - و كان جليسا لأبي الدّرداء - فقالوا: إنه لرجل صالح من رجل يحب السلطان، فقال: اللّهمّ غفرا (3)،لقد رأيتنا معه في القوادس (4) في البحر و اشتد علينا، فتقلّد مصحفه، ثم جاءني فضرب فخذي فقال: يا
ص: 207
ابن أبي زكريا، أيّ شيء تخاف ؟ وددت أنها تجلجل بي و بك إلى يوم القيامة.
أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،أنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - نا ابن أبي عاصم، نا إبراهيم بن محمّد بن يوسف، نا ضمرة، عن ابن أبي حملة (2)قال: ذكر عند ابن أبي زكريا مشكان - و كان جليسا لأبي الدّرداء - فقالوا: إنه يجلس إلى السلطان فقال: غفرا، دعوه عنكم فقد رأيته معنا في البحر و نحن في القوادس (3)،و قد اشتد علينا البحر و همتنا أنفسنا، فتقلّد مصحفه، ثم جاءني فقال: يا بن أبي زكريا، وددت أنه يجلجل بي و بك إلى يوم القيامة.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عمرو مشكان الدمشقي عن أبي الدرداء، روى عنه عبد اللّه بن الوليد.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا ابن عمير - إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير.
قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثانية: و مشكان الدمشقي.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال (4):
أما مشكان بالشين المعجمة [و ضم الميم] (5) فهو مشكان الدمشقي في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام، ذكره ابن سميع، و كان جليسا لأبي [الدرداء] (6).
ص: 208
[ذكر من اسمه] [مصاد] (1)
من وجوه بني كلب، كان ينزل المزّة، و هو أبو معاوية و الوليد و يزيد و عبد الرّحمن بني مصاد، و لمصاد يقول الشاعر:
حبذا ليلتي بمزّة كلب *** غال عنّي بها الكوانين غول
بتّ ألهو بها و عندي مصاد *** أنه لي و للكرام وصول
حرسي كان لعمر بن عبد العزيز.
حكى عن عمر بن عبد العزيز.
روى عنه: المغيرة بن المغيرة الرملي، و الحكم بن سليمان بن أبي غيلان.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الكتّاني.
ح و أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه.
قالا: أنا أبو بكر محمّد بن عوف بن أحمد المزني (2)،أنا أبو العباس محمّد بن موسى ابن الحسين بن السمسار، أنا أبو بكر محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا المغيرة بن المغيرة، نا مصعب بن أيوب قال:
كنت في حرس عمر بن عبد العزيز، و كنت قائما على رأسه، إذ دخل عليه رجل من قريش من أهل المدينة، و نبطيّ ينازعه في أرض، فاختصما إلى عمر، قال محمّد بن خالد.
زاد ابن أبي الحديد: ابن الوليد، و قالا:- ابن عقبة بن أبي معيط للنبطي - و هو يظن أن عمر لا يأبه لما أراد-: صدق أمير المؤمنين ليكسر النبطي و يريد أن يخصمه من يرفده عند عمر،
ص: 209
فأقبل عليه عمر، فقال: أ عندي ترفده، و اللّه لقد كنت أنكر هذا قبل أن تنصل هذه - يشير باصبعه يخطط بها لحيته، ثم قال: قم، فأقامه من المجلس، و أتبعه رسولا يرحله من العسكر.
كاتب مروان بن محمّد.
حكى عن مروان، و عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن عباس.
حكى عنه مسلم بن المغيرة.
قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبد اللّه، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير الطبري قال (1):ذكر مسلم بن المغيرة عن مصعب بن الرّبيع الخثعمي و هو أبو موسى ابن مصعب، و كان كاتبا لمروان، قال:
لما انهزم مروان و ظهر عبد اللّه بن علي على الشام طلبت الأمان، فأمّنني، فإنّي يوما جالس عنده و هو متكئ إذ ذكر مروان و انهزامه، فقال: أشهدت القتال ؟ قلت: نعم، أصلح اللّه الأمير، فقال: حدّثني عنه، قال: قلت: لما كان ذلك قال لي أحزر القوم، فقلت: إنّما أنا صاحب قلم و لست بصاحب حرب، فأخذ يمنة و يسرة و نظر فقال لي: هم اثنا عشر ألفا، فجلس عبد اللّه و قال: ما له - قاتله اللّه - ما أحصى الديوان يومئذ فضلا على اثني عشر ألف رجل.
ابن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب
أبو عيسى - و يقال: أبو عبد اللّه - الأسدي الزبيري (2)
حكى عن عمر بن الخطّاب، و أبيه الزبير بن العوّام.
ص: 210
روى عنه: الحكم بن عتيبة.
و وفد على معاوية، و كان أخوه عبد اللّه بن الزبير ولاّه البصرة، ثم عزله بابنه حمزة، ثم ولاها إيّاه ثانية، و جمع له معها الكوفة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السّلام، قالا:
أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن الحكم.
أن رجلا من عبد القيس كان يدخل على امرأة، فنهاه زوجها عن ذلك، و أشهد عليه أهل المجلس، فجاء يوما، فرآه في بيته فقتله، فرفع إلى مصعب بن الزبير فقال: لو لا أن عمر ابن الخطّاب عقل هذا ما عقلته، فوداه.
أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد بن محمّد الوكيل، أنا أبو الحسن محمّد بن جعفر التميمي الكوفي، أنا أبو بكر الدارمي، عن عمّه، عن أبي عكرمة قال: قال جرير بن حازم:
قدم على معاوية شباب من أهل المدينة من قريش وافدين، فيهم: عمرو بن سعيد، و عبد الملك بن مروان، و عبد الرّحمن ابن أم الحكم، و مصعب بن الزبير، فأنزلهم في منازل حسنة، و أكرمهم، و وافق ذلك قدوم زياد عليه، فقال له معاوية: يا أبا المغيرة، إنه قدم عليّ شباب من قومي يزعم أهل المدينة و غيرهم أنهم - يعني - أفضل من وراءهم، فائت كلّ رجل منهم حتى تسأله و تجالسه و تبلو ما عنده ثم انصرف، فعرّفني.
فجعل زياد يزور كل واحد منهم، فيتحدّث عنده ساعة، و منهم من يتحدّث عنده يوما و ليلة، ثم أتاه فقال: صفهم لي و لا تسمّهم، فقال: أما رجل منهم، فبسيط اللسان، حسن العقل، لم يدع التيه فيه فضلا، و هو خليق أن يطلب هذا الأمر يوما فتعطيه، قال: هو - و اللّه - عمرو بن سعيد، قال: هو هو.
قال: و رجل له مثل عقله، حسن اللسان، إلاّ أنّ لصاحبه فضل حلاوة عليه، فذكر العفة و يتحظّى بها، و هو خليق أن يبلغ غايته في نفسه، قال: هو - و اللّه - عبد الملك، قال: هو هو.
[قال:] و رجل آخر هو أحيا من فتاة مخدّرة حيية، و هو أحبّهم إليّ ، لك أن تصطنعه قال: هذا - و اللّه - مصعب بن الزبير، قال: هو هو.
ص: 211
قال: و كيف رأيت عبد الرّحمن ؟ قال: قد غلب عليه قول (1) الشعر، و ذهب به، قال:
لعن اللّه من لا يموت دونك.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد ابن الحسن - زاد ابن المبارك: و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (2):
مصعب بن الزبير بن العوّام، أمّه الرباب بنت أنيف بن عبيد بن حصين بن ربيع بن منقذ ابن حبيب (3) بن عليم بن جناب (4) بن عبد اللّه بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن كلب بن وبرة، يكنى أبا عبد اللّه، قتل سنة اثنتين و سبعين.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، و أبو الحسين بن الفرّاء، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال (5):
في تسمية ولد الزبير قال: و مصعب، و حمزة، و رملة بني الزبير، تزوجت رملة بنت الزبير عثمان بن عبد اللّه بن حكيم بن حزام، فولدت له: عبد اللّه، و سعيدا ابني عثمان، ثم خلف عليها خالد بن يزيد (6) بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس، فولدت له غلامين (7) انقرضا صغيرين لا عقب لهما، و أمّهم الرباب بنت أنيف بن عبيد بن مصاد (8) بن كعب بن عليم بن جناب بن هبل من كلب (9)،و كان يسمى آنية النحل من كرمه و جوده.
قال الزبير: حدّثني خالد بن وضاح قال: قال الشاعر (10):
ص: 212
لا تحسب السلطان عارا عقابها *** و لا ذلّة عند الحفائظ في الأصل
فقد قتل السلطان عمروا و مصعبا *** قريعي قريش و اللذين هما مثلي
عماد بني العاص الرفيع عمادها *** و قرم بني العوّام آنية (1) النحل
ولي العراقين لأخيه عبد اللّه بن الزبير، و كان شجاعا، ممدحا، له يقول عبيد اللّه بن قيس الرقيّات (2):
إنّما مصعب شهاب من اللّه *** تجلّت عن وجهه الظّلماء
ملكه ملك عزّة ليس فيها *** جبروت منه و لا كبرياء (3)
يتّقي اللّه في الأمور و قد أف *** لح من كان همّه الاتقاء
و قال له عبيد اللّه بن قيس الرقيّات (4):
لو لا الإله و لو لا مصعب لكم *** بالطّفّ قد ضاعت الأحساب و الذّمم
أنت الذي جئتنا و الدين مختلس *** و الحرّ معتبد و المال مقتسم
ففرّج اللّه عمياها و أنقذنا *** بسيف أروع في عرنينه شمم
من هبزري قريش يستضاء به *** مبارك فلقت (5) عن وجهه الظّلم
مقلص بنجاد السيف فضله *** فعل الملوك و لا عيب و لا قرم
في حكم لقمان يهدي مع نقيبته *** يرمي به اللّه أعداء و ينتقم
بكلّ أجرد مشدود رجالته *** و كلّ جرد أ لم يقصر لها الحزم
و بيته الشرف الأعلى سوابقها (6) *** في الدارعين إذا ما سألت الخذم
و قال أحد الكلبيين يذكر ولادة من ولده:
و عبد العزيز قد ولدنا و مصعبا *** و كلب أب للصالحين و لود
أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي:
ص: 213
ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى.
قالا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي، نا محمّد بن مخلد بن حفص قال:
قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عيّاش:
مصعب بن الزبير يكنى أبا عبد اللّه، و ذكره في تسمية من ولي العراق و جمع له المصران.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (1):
و كان للزبير من الولد: مصعب، و حمزة، و رملة، و أمّهم الرباب بنت أنيف بن عبيد بن مصاد بن كعب بن عليم بن جناب، من كلب.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم قال: و قرئ على سليمان بن إسحاق بن الخليل، نا الحارث بن أبي أسامة، قالا: نا محمّد بن سعد قال (2):
في الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة: مصعب بن الزبير بن العوّام بن خويلد.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (3)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (4):
مصعب بن الزبير بن العوّام، قتل بالعراق سنة اثنتين و سبعين، و يكنى أبا عبد الرّحمن، و لم يكن له ابن يسمى عبد اللّه، حدّثني بذلك كله مصعب بن عبد اللّه الزبيري.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (5):
مصعب بن الزبير بن العوّام أبو (6) عبد اللّه القرشي الأسدي، قتل سنة إحدى و سبعين،
ص: 214
قاله الحسن بن واقع عن ضمرة [بن ربيعة] (1).
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل قال:
كنية مصعب بن الزبير بن العوّام القرشي الأسدي أبو عبد اللّه، و يقال للزبير أيضا أبو عبد اللّه، فلا أدري كنيته محفوظة أم لا.
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):
مصعب بن الزبير بن العوّام أبو عبد اللّه القرشي الأسدي، قتل بالعراق سنة إحدى و سبعين، و فتك به يزيد بن هبّار (3) الفائشي، و كان من أصحابه، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:
أبو عبد اللّه مصعب بن الزبير بن العوّام عن أبيه.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه مصعب بن الزبير بن العوّام.
أخبرنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو عبد اللّه مصعب بن الزبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى القرشي الأسدي، و أمّه الرباب بنت أنيف بن عبيد بن حصين بن ربيع بن منقذ بن حبيب بن عليم بن جناب بن عبد اللّه بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن كلب بن وبرة عن أبيه، و سعد بن
ص: 215
مالك أبي سعيد الخدري، روى عنه أبو محمّد عمرو بن دينار الجمحي، و أبو عبد اللّه إسماعيل بن أبي خالد.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):
مصعب بن الزبير بن [العوام بن] (2) خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب، أبو عبد اللّه، و أمّه الرباب بنت أنيف الكلبية، كان من أحسن الناس وجها، و أشجعهم قلبا، و أسخاهم كفا، و ولي إمارة العراقين وقت دعي لأخيه عبد اللّه بن الزبير بالخلافة، فلم يزل كذلك حتى سار إليه عبد الملك بن مروان فقتله بمسكن (3) في موضع قريب من أوانا (4) على نهر دجيل عند دير الجاثليق (5)،و قبره إلى الآن معروف هنالك.
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال:
فأمّا مصعب بن الزبير فإنّ عمي مصعب بن عبد اللّه أخبرني أنه كان من جلساء أبي هريرة، و كان من أحسن الناس وجها.
قال: و نا الزبير، أخبرني عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد العزيز الزهراني و غيره.
أن جميلا نظر إلى مصعب بن الزبير على جبال عرفة فقال: إنّ هاهنا لفتى أكره أن تراه بثينة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، نا الأصمعي: نا عمر ابن أبي زائدة قال: قال الشعبي: ما رأيت أميرا قط على منبر أحسن من مصعب بن الزبير (6).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا المنجاب بن الحارث، أنا ابن أبي
ص: 216
زائدة، عن إسماعيل بن أبي خالد قال (1):
ما رأيت أميرا قط على منبر أحسن من مصعب بن الزبير.
[قال ابن عساكر:] (2) ابن أبي زائدة، هذا هو يحيى أخو عمر.
أخبرنا أبو البركات أيضا (3)،أنا أبو بكر أحمد (4) بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي، نا محمّد بن عيسى، نا عمر بن شبة، نا أبو نعيم، حدّثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة - و ما هو بأهل أن أحدّث عنه - عن إسماعيل بن أبي خالد قال: ما رأيت [أميرا] (5) على منبر أحسن من مصعب بن الزبير.
أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاّف، و أخبرني أبو المعمّر المبارك بن أحمد عنه.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي، نا عمر بن شبّة، نا أبو نعيم الفضل بن دكين، نا يحيى بن أبي زكريا، عن إسماعيل بن أبي خالد قال:
ما رأيت أميرا قط أحسن من مصعب بن الزبير.
أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم - إجازة إن لم يكن سماعا - أنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن بن محمّد - إجازة - أنا أبو [محمد] (6) الحسن رشيق العسكري، نا أبو سعيد المفضّل بن محمّد الجندي، نا أبو أمية الطّرسوسي، نا الأصمعي، نا أبو هلال قال:
قلت للحسن: من أجمل أهل البصرة ؟ فقال لي: مصعب بن الزبير، و ابن أبي عثمان، يعني رجلا من بني أمية أظنه عبيد اللّه بن زياد.
ص: 217
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو أحمد الحريري، نا أحمد بن الحارث الخرّاز (1)،عن المدائني قال (2):
كان مصعب بن الزبير يحسد على الجمال، فنظر يوما و هو يخطب إلى أبي خيران الحمّاني، فصرف وجهه عنه ثم دخل ابن جودان الجهضمي فسكت و جلس، و دخل الحسن ابن أبي الحسن فنزل عن المنبر.
أنبأنا أبو الحسن بن العلاّف، و أخبرني أبو المعمر عنه.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي، و أبو الحسن، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أحمد، أنا الخرائطي، نا عمر بن شبّة، نا الوليد بن هشام قال:
كان مصعب بن الزبير يحسد الناس على الجمال، فإنه ليخطب الناس بالبصرة إذ أهلّ (3)ابن جودان من ناحية الأزد، فأعرض بوجهه عن تلك الناحية إلى ناحية بني تميم، فأقبل ابن خيران من تلك الناحية، فأعرض ببصره عنها و رمى ببصره إلى مؤخر المسجد، فأقبل الحسن البصري من مؤخر المسجد، فأفّف مصعب و نزل عن المنبر.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (4):
ولّى ابن الزبير - يعني - المدينة عبد اللّه (5) بن عبد اللّه بن أبي ثور، ثم الحارث بن حاطب الجمحي، ثم جابر بن الأسود (6)،ثم مصعب بن الزبير، ثم عمرو (7) بن المنذر، ثم وهب بن أبي مغيث.
أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (8)،نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن زيد
ص: 218
بن الحريش، نا أبو حاتم السجستاني، نا الأصمعي، نا عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه قال:
اجتمع في الحجر مصعب، و عروة، و عبد اللّه بنو الزبير، و عبد اللّه بن عمر، فقالوا:
تمنوا، فقال عبد اللّه بن الزبير: أمّا أنا فأتمنى الخلافة، و قال عروة: أما أنا فأتمنى أن يؤخذ عني العلم، و قال مصعب: أمّا أنا فأتمنى إمرة العراق و الجمع بين عائشة بنت طلحة و سكينة بنت الحسين، و قال عبد اللّه بن عمر: أمّا أنا فأتمنى المغفرة، قال: فنالوا (1) كلهم ما تمنوا، و لعل ابن عمر قد غفر له.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور عبد الباقي ابن محمّد، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، نا الأصمعي، نا سلمة بن بلال، عن أبي رجاء العطاردي قال:
ثم ولّى عبد اللّه بن الزبير على البصرة مصعب بن الزبير، ثم عزله، و ولّى حمزة بن عبد اللّه بن الزبير، و كان جوادا سخيا مخلطا، فظهرت منه خفة و ضعف، قال الأصمعي: و نزل على علي بن أصمع، فشكا فعزله، ثم ولّى مصعبا الثانية في شهر رمضان سنة سبع و ستين، فأقام سنة ثم شكا، فعزله.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (2):
و فيها - يعني - سنة سبع و ستين جمع عبد اللّه بن الزبير العراق لأخيه مصعب بن الزبير.
قال خليفة (3):سنة ثمان و ستين فيها عزل عبد اللّه بن الزبير مصعبا عن العراق، و جمعها لابنه حمزة بن عبد اللّه.
قال خليفة (4):و في سنة تسع و ستين فيها عزل ابن الزبير ابنه حمزة عن العراق و جمعها لمصعب بن الزبير، فأقام بها - يعني - بالكوفة مصعب نحوا من سنتين، ثم انحدر إلى البصرة
ص: 219
و استخلف القباع الحارث بن عبد اللّه المخزومي، ثم رجع مصعب، فلم يزل بها حتى قتل.
و سار مصعب يريد الشام، و سار عبد الملك يريد العراق، فأتى مصعب باجميرى (1)أقصى عمل العراق، و أتى عبد الملك بطنان حبيب (2) أقصى عمل الشام إلى العراق، و هجم عليهما الشتاء، فرجعا، و كذلك كانا يفعلان في كلّ عام حتى قتل مصعب و في ذلك يقول:
أبيت يا مصعب إلاّ سيرا *** في كلّ عام لك باجميرى ؟ (3)
قال: فحدّثني الوليد بن هشام، حدّثني أبي عن جدي قال: ولّى عبد اللّه بن الزبير أخاه مصعبا العراق خمس سنين، فولي نحوا من سنة ثم عزله و ولّى ابنه حمزة، فعزل حمزة و أعاد مصعبا سنة تسع و ستين.
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال:
و حدّثني محمّد بن حسن عن إبراهيم بن محمّد بن عبد العزيز الزهري عن أبيه عن جده قال:
ما رأيت الملك بأحد قط أليط (4) منه بمصعب بن الزبير (5)،و ما كانت سكينة بنت الحسين تسميه إلاّ الأمير حتى ماتت.
قال: و نا الزبير، حدّثني محمّد بن فضالة، عن صالح بن كيسان، و عن عبد اللّه بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم قالا:
قدم وفد من أهل العراق على عبد اللّه بن الزبير، فأتوه في المسجد الحرام، فسلّموا عليه، فسألهم عن مصعب بن الزبير و عن سيرته فيهم، فقالوا: أحسن الناس سيرة، و أقضاهم بحقّ ، و أعدلهم في حكم، و ذلك يوم الجمعة، فلمّا صلّى عبد اللّه بن الزبير بالناس الجمعة صعد المنبر فحمد اللّه و أثنى عليه، و صلّى على نبيّه ثم تمثّل:
ص: 220
قد جربوني ثم جربوني *** من غلوتين (1) و من المبين (2)
حتى إذا شابوا (3) و شيبوني *** خلّوا عناني ثم سيّبوني
أيها الناس، إنّي قد سألت هذا الوفد من أهل العراق عن عاملهم مصعب بن الزبير، فأحسنوا الثناء، و ذكروا منه ما أحبّ ، أن مصعبا اطّبى (4) القلوب حتى لا تعدل به، و الأهواء حتى لا تحول عنه، و استمال الألسن بثنائها، و القلوب بصحتها، و الأنفس بمحبتها، فهو المحبوب في خاصّته، المأمون في عامته، بما أطلق اللّه به لسانه من الخير، و بسط به من البذل، ثم نزل.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (5)،نا مؤمّل، نا حمّاد - يعني - ابن سلمة، نا علي بن زيد قال:
بلغ مصعب بن الزبير عن عريف الأنصار شيء، فهمّ به، فدخل عليه أنس بن مالك فقال له: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«استوصوا بالأنصار خيرا»- أو قال: معروفا-«اقبلوا من محسنهم و تجاوزوا عن مسيئهم».
فألقى مصعب نفسه عن سريره و ألزق خده بالبساط و قال: أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على الرأس و العين، فتركه[12107].
أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.
ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى.
ح و أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا البنّا، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن
ص: 221
الحسين بن عبد اللّه بن أبي علانة قال: قرئ على أبي طاهر المخلّص، أنا أبو القاسم البغوي.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه الحسين بن ظفر المناطقي (1)قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا البغوي.
قالا: نا عبد الأعلى بن حمّاد، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد.
إن مصعب بن الزبير همّ بعريف الأنصار أن يقتله، فدخل عليه أنس بن مالك فقال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«استوصوا بالأنصار خيرا - أو معروفا - و قال أبو علي: و معروفا اقبلوا من محسنهم و تجاوزوا عن مسيئهم».
فنزل مصعب من - و قال ابن النّقّور: عن - سريره على بساطه، و ألزق جلده، أو قال:
خده، أو قال: تمعك و قال: أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على الرأس و العينين - زاد ابنا البنّا: أمر النبي صلى اللّه عليه و سلّم على الرأس و العينين - قال: و تركه، و قال ابن النّقّور: فتركه (2).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إسماعيل بن إسحاق السّرّاج، نا العباس بن هشام، عن أبيه، عن الحكم ابن هشام الثقفي قال:
دخل أسقف نجران على مصعب بن الزبير، فضرب وجهه بالقضيب فأدماه، فقال الأسقف: إن شاء الأمير أخبرته بما أنزل اللّه على عيسى: لا ينبغي للإمام أن يكون سفيها، و منه يلتمس الحلم، و لا جائرا و منه يلتمس العدل.
قال: و أنا مروان، نا إسماعيل بن يونس، نا الرياشي قال: سمعت الأصمعي يقول:
قال أسقف نجران لمصعب بن الزبير و غضب عليه حتى قنعه بقضيب في رأسه فقال له:
لا ينبغي للملك أن يغضب، لأن القدرة من وراء حاجته، و لا يكذب لأنه لا يقدر أحد على استكراهه على غير ما يريد، و لا يبخل فإنه لا يخاف الفقر، و لا يحقد لأن خطره قد جلّ عن المجازاة.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: قرئ على سعيد
ص: 222
ابن محمّد بن أحمد البحيري، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل الحربي، أنا أحمد بن حمدون ابن رستم، نا أحمد بن منصور، و عبد العزيز بن منيب، قالا: نا عبد العزيز بن أبي رزمة، أنا عبد اللّه بن المبارك قال:
دخل أسقف نجران على مصعب بن الزبير، فرمى إليه مصعب بشيء فشجّه، فقال له الأسقف: أعطني الأمان حتى أخبرك بما أنزل اللّه على عيسى بن مريم في الإنجيل، فقال له:
لك الأمان، و ما أنزل اللّه عليه ؟ فقال الأسقف: أنزل اللّه عليه: ما للأمير و للغضب و من عنده يطلب الحلم، و ما له و للجور و من عنده يطلب العدل، و ما له و للبخل و من عنده يطلب البذل.
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، و عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل بن بشر، قالوا: أنا أبو الحسين بن مكي، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن العباس الإخميمي، حدّثني أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن سعيد المهراني قال:
سمعت رجلا من أهل العلم يقول: بلغ مصعب بن الزبير عن رجل من أهل البصرة كبر فقال مصعب: العجب من ابن آدم، كيف يتكبر و قد جرى في مجرى البول مرّتين.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (1)، أخبرني الأزهري، نا محمّد بن العبّاس، نا محمّد بن خلف بن المرزبان، أخبرني أبو علي السجستاني، حدّثني أبو عبد اللّه بن سلموية قال:
أسر مصعب بن الزبير رجلا، فأمر بضرب عنقه، فقال: أعزّ اللّه الأمير، ما أقبح بمثلي أن يقوم يوم القيامة فأتعلق بأطرافك الحسنة، و بوجهك الذي يستضاء به، فأقول: يا ربّ ، سل مصعبا فيم قتلني ؟ فقال: يا غلام اعف عنه، فقال: أعزّ اللّه الأمير، إن رأيت أن تجعل ما وهبت لي من حياتي في عيش رخي قال: يا غلام، أعطه مائة ألف، فقال: أعزّ اللّه الأمير، فإنّي أشهد اللّه و أشهدك أنّي قد جعلت لابن قيس الرقيات منها خمسين ألفا، فقال له: و لم ؟ فقال: لقوله فيك:
إنّما مصعب شهاب من اللّه *** تجلّت من وجهه الظّلماء (2)
ص: 223
أنبأنا أبو الحسن (1) علي بن محمّد بن العلاّف.
ح و أخبرنا أبو المعمر الأنصاري عنه.
ح و أنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن جعفر، نا علي بن الأعرابي قال:
أخذ مصعب بن الزبير رجلا من أصحاب المختار بن أبي عبيد، فأمر بضرب عنقه، فقال الرجل: أيها الأمير، ما أقبح بي أن أقوم يوم القيامة إلى صورتك هذه الحسنة، و وجهك هذا الذي يستضاء به، فأتعلق بأطرافك و أقول: يا ربّ ، سل مصعبا فيم قتلني ؟ فقال مصعب:
أطلقوه، فقال الرجل: أيها الأمير، اجعل ما وهبت لي من حياتي في خفض، فقال مصعب أعطوه مائة ألف درهم، فقال الرجل: فإنّي أشهد اللّه أن لعبيد اللّه (2) بن قيس الرقيّات خمسين ألفا، قال مصعب: و لم ذاك ؟ قال: لقوله:
إنّما مصعب شهاب من اللّه *** تجلّت عن وجهه الظّلماء
قال: فضحك مصعب و قال: إنّ فيك لموضعا للصنيعة، و أمره بلزومه.
أخبرنا (3) أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة، نا الرياشي، نا الأصمعي، عن أبي عمرو بن العلاء، و أبي سفيان بن العلاء قالا:
أخذ مصعب بن الزبير رجلا من أصحاب المختار فأمر بضرب عنقه، فقال له: أيها الأمير، ما أقبح بك أن أقوم يوم القيامة إلى صورتك هذه الحسنة، و وجهك هذا الذي يستضاء به، فأتعلّق بأطرافك و أقول: يا ربّ ، سل مصعبا فيم قتلني ؟ فقال مصعب: أطلقوه و أعطوه مائة ألف، فقال: بأبي و أمّي، أشهد باللّه أن لابن قيس منها خمسين (4) ألفا، قال مصعب:
و لم ؟ قال: حيث يقول:
إنّما مصعب شهاب من اللّه *** تجلّت عن وجهه الظّلماء
ص: 224
قال: فضحك مصعب، و أمره بلزومه حتى قتل.
حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد السلماسي، عن أبي عبد اللّه محمّد بن أبي نصر الحميدي، أنا منصور بن النعمان، أنا محمّد بن عبيد اللّه، عن عبد اللّه بن عبيد اللّه الصقري (1)،عن أبي بكر الصنوبري، أنا علي بن سليمان الأخفش قال: قال محمّد بن يزيد المبرد:
قيل للقاسم بن محمّد: كيف كان مصعب ؟ قال: كان نبيلا، أنيسا، رئيسا، نفيسا.
أخبرنا أبو الحسن المالكي، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا الحسن بن أبي بكر، نا - أبو سهل أحمد بن محمّد بن زياد القطّان، أنا محمّد بن الفضل السقطي، نا محمّد بن عبيد بن حساب، نا محمّد بن حمران (3)،نا عيسى بن عبد الرّحمن السلمي، أخبرني الشعبي قال:
مرّ بي مصعب بن الزبير و أنا على باب داري، قال: فقال بيده هكذا، قال: فتبعته، قال: فلما دخل أذن لي، فدخلت عليه، فتحدثت معه ساعة، ثم قال بيده هكذا، فرفع الستر، فإذا عائشة بنت طلحة امرأته فقال: يا شعبي، رأيت مثل هذه قط؟ قال: قلت: لا، ثم خرجت ثم لقيني بعد ذلك، فقال لي: يا شعبي، تدري ما قالت لي ؟ قلت: لا، قالت:
تجلوني عليه و لا تعطه شيئا، قال: فقد أمرت لك بعشرة آلاف، فأخذتها، فكان أول مال ملكته.
أخبرنا أبو الحسين المعدّل، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، أنا الزبير بن بكّار، قال:
و قال أخو بني أسيد بن عمرو بن تميم يمدحه مصعب:
ساقتنا السنون الغبر
و الرحم ما بالرحم عنك صبر
الناس أحساء و أنت بحر
ص: 225
غطا مط (1) جم العباب غزر
فأعطاه أربعين ألف درهم في كل (2) بيت عشرة آلاف، و قال: لو زدت لزدناك.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن سليمان الزاهد البخاري - قدم علينا حاجا - نا أبو نصر أحمد بن نصر بن حمدوية الفقيه - إملاء - نا محمّد بن أيوب، نا أبو بكر بن أبي شيبة، عن محمّد بن بشر، نا عبد اللّه بن الوليد، أخبرني عمرو بن أيوب، أخبرني أبو أياس معاوية بن قرّة قال:
كنت نازلا على عمرو بن النعمان بن مقرن، فلما حضر رمضان جاءه رجل بألفي درهم من قبيل مصعب بن الزبير، فقال: إنّ الأمير يقرأ عليك السلام، و يقول: إنّا لم ندع قارئا سريعا إلاّ قد وصل إليه منا معروف، فاستعن بهاتين على نفسك شهرك هذا، فقال عمرو: اقرأ على الأمير السلام و قل له: إنّا و اللّه ما قرأنا القرآن نريد به الدنيا، و ردّ عليه.
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد ابن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا أبو الحسن الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا عيسى بن عمر بن العباس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن حميد، نا محمّد بن بشر، نا عبد اللّه بن الوليد، عن عمر بن أيوب، عن أبي إياس قال:
كنت نازلا على عمر (3) بن النعمان فأتاه رسول مصعب بن الزبير حضره رمضان بألفي درهم، فقال: إن الأمير يقرئك السلام و قال: إنّا لم ندع قارئا سريعا إلاّ قد وصل إليه منا معروف، فاستعن بهذين على نفقة شهرك هذا، فقال: اقرأ الأمير السلام، و قل له: إنا ما قرأنا القرآن نريد به الدنيا و درهمها (4).
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه السلمي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا حرمي بن أبي العلاء، نا الزبير بن بكّار، حدّثني عمي قال (5):
ص: 226
أهديت لمصعب بن الزبير نخلة من ذهب، عناقيدها (1) من صنوف الجوهر، فدعا لها المقوّمين فقوّموها بألفي ألف دينار، و كانت من متاع الفرس، فقال: و اللّه ما أدري ما أصنع بها، أما إنّي (2) سأعطيها رجلا أحبه، فاستشرف لها ولده و من حواليه، فدفعها إلى عبد اللّه بن أبي فروة (3).
و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، و أبو محمّد بن طاوس، قالا: أنا محمّد بن أحمد بن علي.
و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أبي نصر بن أبي القاسم هاجر، أنا محمود بن جعفر بن محمّد الكوسج.
ح و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن علي السمسار.
قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد التاجر، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد المخرمي، نا الزبير بن بكّار، حدّثني عبد اللّه بن نافع قال:
كان عبد اللّه بن الزبير لا يكسو أسماء ابنة أبي بكر بكسوة إلاّ كساها مصعب مثلها.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه السكري نا زكريا المنقري، نا الأصمعي، نا أبو عاصم النبيل قال:
قيل لعبد الملك شرب مصعب بن الزبير الشراب ؟ فقال: و اللّه لو كان ترك الماء مروءة عند مصعب لترك الماء.
[قال:] (4) و كان عبد اللّه بن الزبير إذا كتب لرجل بجائزة إلى مصعب بألف درهم جعلها مصعب مائة ألف.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (5)،أنا الجوهري و التنوخي.
ص: 227
ح و أخبرنا أبو غالب [و] أبو نصر بن رضوان، أنا أبو محمّد الجوهري.
نا محمّد بن العبّاس الخزاز (1)،أنا محمّد بن خلف بن المرزبان، حدّثني أبو العبّاس محمّد بن إسحاق، نا ابن عائشة قال: سمعت أبي يقول:
قيل لعبد الملك بن مروان و هو يحارب مصعبا: إن مصعبا قد شرب الشراب، فقال عبد الملك: مصعب يشرب الشراب ؟! و اللّه لو علم مصعب أنّ المدعى من الماء ينقص من مروءته ما روى منه.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا يزيد بن هارون، عن أبي شيبة، عن الحكم قال: أوّل من عرف الكوفة مصعب بن الزبير.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا أبو بكر الحميدي، نا يحيى بن سليم (3) قال: سمعت عبد الرّحمن بن علي، عن (4) نافع بن جبير بن مطعم يقول: قال عبد اللّه بن عمر: كتبت إلى عبد الملك بن مروان، و كتبت إلى عبد اللّه بن الزبير، و لم يمنعني أن أكتب إلى مصعب بن الزبير إلاّ مخافة تزيّد أهل العراق.
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير قال: و قال عبيد اللّه بن قيس الرقيات يمدح مصعب بن الزبير (5):
ليت شعري أ أول الهرج هذا *** أم زمان لقيته (6) غير هرج
إن يعش مصعب فنحن بخير *** قد أتانا من عيشنا (7) ما نرجّي
ص: 228
ملك يبرم الأمور و لا يش *** رك في أمره الضعيف المزجّي
جلب الخيل من تهامة حتّى *** بلغت خيله جبال الزرنج (1)
حيث لم يأت قبله خيل ذي الأك *** تاف يرجعن بين قفّ و مرج (2)
كلّ خرق سميدع و سبوق *** ساهم الوجه تحت أحناء سرج
أنزلوا من حصونهم بنات الت *** ر يوفين (3) بعد عرج بعرج
يلبس الجيش بالجيوش و يسقي *** لبن البخت (4) في عساس الخلنج (5)
قال: و قال الفرزدق يمدح مصعب بن الزبير (6):
أ لم تر في شخيب بآل حرب *** و ساع بنو صفية في لهاتي
و حدّ كالسلام يصيب منها *** قوافي في البلاد مشهرات
يعجب لمصعب منها ذنوبا *** مذلّلة بأفواه الروات
أ ليس أبوك فارس يوم بدر *** و أيام النبي الصالحات
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (7)،نا أبو غسّان مالك بن إسماعيل، نا إسحاق بن سعيد، عن سعيد قال:
جاء ابن عمر مصعب بن الزبير فسلّم عليه، فقال: من أنت ؟ قال: أنا ابن أخيك مصعب بن الزبير، قال: صاحب العراق ؟ قال: نعم، قال ابن عمر: أسألك عن قوم خالفوا و خلعوا الطاعة، و قاتلوا حتى إذا غلبوا دخلوا قصرا و تحصنوا فيه، و سألوا الأمان على دمائهم فأعطوا، ثم قتلوا بعد ذلك، قال: و كم العدد؟ قال: خمسة آلاف، قال: فسبّح ثم قال:
عمرك اللّه يا مصعب، لو أنّ امرأ أتى ماشية للزبير فذبح منها خمسة آلاف شاة في غداة أ كنت تعده أو تراه مسرفا؟ قال: فسكت مصعب، فقال: أجبني، قال: نعم، إني لأعدّ رجلا يذبح خمسة آلاف شاة في يوم مسرفا، قال: أ فتراه إسرافا في البهائم لا تعبد اللّه، و لا تدري ما اللّه،
ص: 229
و قتلت: من وحّد اللّه ؟ أ ما كان فيهم مستكره يراجع به التوبة أو جاهل ترجّى (1) رجعته ؟ أصب يا بن أخي من الماء البارد ما استطعت في دنياك.
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، نا محمّد بن عبد الرّحمن، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن أبي بكر، حدّثني إبراهيم بن حمزة، عن عبد العزيز بن محمّد الدراوردي، عن عمر بن حمزة قال:
سمعت سالم بن عبد اللّه يسأل أبي: أيّ ابني الزبير أشجع ؟ قال: كلاهما جاءه الموت و هو ينظر إليه (2).
أخبرنا أبو العزّ بن كادش (3) السلمي، أنا أبو يعلى محمّد بن الحسين بن الفرّاء، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل، نا محمّد بن موسى، نا زبير بن بكّار، نا إبراهيم بن حمزة، عن جدي عبد اللّه بن مصعب عن أبيه قال:
لما تفرّق عن مصعب جنده قال له بعض أودّائه: لو اعتصمت ببعض القلاع، و كاتبت من بعد عنك من أوليائك كمثل المهلّب و الأشتر، و فلان، و فلان، فإذا اجتمع لك من ترضاه لقيت القوم بأكفائهم، فقد ضعفت جدا، و اختلّ أصحابك، فلبس سلاحه و خرج فيمن بقي من أصحابه و هو يتمثل بشعر - قيل لطريق العنبري، و كان طريف يعدّ بألف فارس من فرسان خراسان (4)-فقال:
علام تقول السيف يثقل عاتقي *** إذا أنا لم أركب به المركب الصّعبا
سأحميكم حتى أموت و من يمت *** كريما فلا لوما عليه و لا عتبا
أخبرنا أبو العزّ - مناولة و إذنا و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (5)،نا إسماعيل بن يونس بن أبي اليسع أبو إسحاق، نا الزبير بن بكّار، حدّثني إبراهيم
ص: 230
ابن حمزة (1)،عن جدي عبد اللّه بن مصعب عن أبيه قال:
لما تفرّق عن مصعب جنده قال له أودّاؤه: لو اعتصمت ببعض القلاع، و كاتبت من قد بعد عنك من أوليائك كمثل المهلّب، و الأشتر، و فلان، و فلان، فإذا اجتمع لك من ترضاه لقيت القوم بأكفائهم، فقد ضعفت جدا و اختلّ أصحابك، فلبس سلاحه و خرج فيمن بقي من أصحابه و هو يتمثل بشعر، قيل إنه لطريف العنبري، و كان طريف يعد بألف فارس من فرسان خراسان:
علام تقول السيف يثقل عاتقي *** إذا أنا لم أركب به المركب الصّعبا
سأحميكم حتى أموت و من يمت *** كريما فلا لوم عليه و لا عتبا
قال القاضي (2) في هذا الخبر: إنه قيل لمصعب: لو اعتصمت ببعض القلاع، و هي جمع قلعة، و هذا صحيح في القياس، و مثله في قياس العربية رقبة و رقاب، و عقبة و عقاب، في أحرف كثيرة، و قد جاء مثله في الأخبار عن السلف الذين كلامهم حجة في اللغة لسبقهم اللحن، و زعم ابن الأعرابي: أن القلعة لا تجمع قلاعا، و الذي قاله خطأ من جهة السماع و القياس معا، و قد حكى القلاع في جمع قلعة عدد من علماء اللغويين منهم أبو زيد و غيره.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (3)،نا سليمان بن حرب، حدّثني غسّان بن مضر، عن سعيد بن يزيد قال:
سار عبد الملك إلى مصعب، و سار مصعب حتى نزل الكوفة فقال إبراهيم بن الأشتر لمصعب: ابعث إلى ابن زياد بن عمرو و مالك بن مسمع و وجوه من وجوه البصرة، فاضرب أعناقهم، فإنهم قد أجمعوا على أن يغدروا بك، فأبى، قال: فقال إبراهيم: فإنّي أخرج الآن في الخيل، فإذا قتلت فأنت أعلم فقاتل حتى قتل، فلمّا التقى المصعب، و عبد الملك قلب القوم ترستهم و لحقوا بعبد الملك.
قال: فقتل المصعب و قتل معه ابنه عيسى بن مصعب، و إبراهيم بن الأشتر، و خرج مسلم بن عمرو الباهلي فقال: احملوني إلى خالد بن يزيد، فحمل إليه، فاستأمن له، و وثب
ص: 231
عبيد اللّه بن زياد بن ظبيان على مصعب فقتله عند دير الجاثليق على شاطئ نهر يقال له دجيل من أرض مسكن، و احتز رأسه، فذهب به إلى عبد الملك، فسجد عبد الملك لما أتى برأسه، و كان عبيد اللّه بن زياد بن ظبيان فاتكا رديئا فكان يتلهف و يقول: كيف لم أقتل عبد الملك يومئذ حين سجد فأكون قد قتلت ملكي العرب، فقال عبد الملك لحاجبه: أقص هذا الأعرابي عني و أخّر إذنه ما استطعت، فكان يفعل به ذلك.
فجاء يوما، فأذن الحاجب للناس و حبسه، حتى أخذ الناس مجالسهم، ثم أنزله، فدخل و الناس حول سرير عبد الملك، فمضى حتى جلس مع عبد الملك على السرير، فغضب عبد الملك، فأقبل عليه فقال: يا بن ظبيان، لقد بلغني (1) أنك لا تشبه أباك، فقال:
و اللّه لأنا أشبه به من الغراب بالغراب و القذّة بالقذّة، و الماء بالماء، و التمرة بالتمرة، و لكن إن شئت يا أمير المؤمنين أخبرتك بمن لم تنضجه الأرحام، و لم يولد لتمام، و لم يشبه الأخوال و الأعمام، قال: و من ذاك ويحك ؟ قال: سويد بن منجوف ابن ثور (2) الذهبي (3)،و هو قد يجالس معه، فقال عبد الملك: أ كذاك يا سويد؟ قال سويد: إن ذلك ليقال، و كان عبد الملك ولد لسبعة أشهر.
فلمّا خرجا قال ابن ظبيان: ما أحبّ أن لي بفطنتك حمر النعم، قال سويد: و أنا و اللّه ما يسرني أنّ لي بما قلت حمر النعم و سودها.
و سار عبد الملك من فوره حتى دخل الكوفة، و عمرو بن حريث يسير بين يديه.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (4):
سنة ثنتين و سبعين فيها سار مصعب بن الزبير كما كان يسير إلى الشام، و سار عبد الملك بن مروان و هو العام الذي قتل فيه مصعب، فحدّثني سليمان بن حرب، حدّثني غسان ابن مضر، حدّثني سعيد بن يزيد قال: قال إبراهيم بن الأشتر - يعني - لمصعب: إنّي مشير عليك برأي، اضرب عنق زياد بن عمرو، و مالك بن مسمع، و هذه الوجوه، فإنهم و اللّه
ص: 232
غادرون بك، قال: لا أكون أحقّ بالغدر منهم، و لم يحدثوا أحداثا، قال:- فاحبسهم في سجن وضع عليهم الحرس حتى ينصرم ما بينك و بين الرجل، فإن ظفرت أكرمتهم و حبوتهم، و إن ظفر عبد الملك لم يضرهم ذلك عنده، قال مصعب: لا أفعل، قال: فلما التقوا قلب القوم أترستهم و لحقوا بعبد الملك.
قال خليفة: و قال أبو اليقظان و أبو الحسن و غيرهما: التقوا بدير الجاثليق، فانقلب زائدة ابن قدامة الثقفي إلى عبد الملك و طعن مصعبا، قال: يا ثارات المختار، و اجتز عبيد اللّه بن زياد بن ظبيان من تيم اللات رأسه، فأتى به عبد الملك و تمثّل:
نعاطي الملوك الحق ما قصدوا لنا *** و ليس علينا قتلهم بمحرّم
و قتل مع مصعب ابنه عيسى بن مصعب، و مسلم بن عمرو بن حصين بن ربيعة الباهلي، و إبراهيم بن الأشتر النخعي، و في ذلك يقول:
نحن قتلنا مصعبا و عيسى *** و كم قتلنا ملكا رئيسا
حتى أذقنا مضرا لبابيسا *** و في الحاشية الترتيسا (1)
قال خليفة: و أنشدني أبو الحسن و غيره لابن قيس الرقيّات (2):
لقد أورث المصرين حزنا (3) و ذلّة *** قتيل بدير الجاثليق مقيم
فما قاتلت (4) في اللّه بكر بن وائل *** و لا صبرت عند اللقاء تميم
و كلّ يماني عند مقتل مصعب *** غداة دعاهم للوفاء ذميم (5)
و لو كان في قيس (6) تعطّف حوله *** كتاب يغلي حميّها و تديم (7)
و لكنه ضاع الجواد (8) فلم يكن *** بها مضريّ يوم ذاك كريم
جزى اللّه كوفيّا (9) بذاك ملامة *** بفعلهما إنّ المليم مليم
ص: 233
فنحن بنو العلاّت خلوا ظهورنا *** و نحن صريح بينهم (1) و صميم (2)
قال خليفة (3):و قتل مصعب و هو ابن أربعين سنة.
أخبرنا أبو الحسن المالكي، و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أنا إسماعيل بن سعيد المعدّل.
ح و أخبرناها عالية أبو العزّ بن كادش، أنا أبو يعلى محمّد بن الحسين، أنا إسماعيل ابن سعيد.
نا الحسين بن القاسم (5) الكوكبي، نا محمّد بن موسى المارستاني، نا الزبير بن أبي بكر (6)،حدّثني فليح بن سليمان، و جعفر بن أبي كثير عن أبيه قال:
لما وضع رأس مصعب بن الزبير بين يدي عبد الملك بن مروان قال:
لقد أردى الفوارس يوم عبس *** غلاما غير منّاع المتاع
و لا فرح لخير إن أتاه *** و لا هلع من الحدثان لاع
و لا وقّافة و الخيل تعدو *** و لا حال كأنبوب اليراع
فقال الذي جاءه برأسه: و اللّه يا أمير المؤمنين لو رأيته و الرمح في يده تارة، و السيف تارة يفري بهذا، و يطعن بهذا، لرأيت رجلا يملأ القلب و العين شجاعة - زاد الخطيب: و إقداما - لكنه لما تفرقت رجاله و كثر من قصده و بقي وحده ما زال ينشد:
و إنّي على المكروه يوم حضوره *** أكذّب نفسي و الجفون له تقضي (7)
و قال الخطيب: عند حضوره:
و ما ذاك من ذلّ و لكن (8) من حفيظة *** أذبّ بها عند المكارم عن عرضي
و إنّي لأهل الشر بالشر مرصد *** و إنّي لذي سلم أذل من الأرض
ص: 234
فقال عبد الملك: كان و اللّه كما وصف نفسه و صدق، و لقد كان من أحبّ الناس إليّ ، و أشدّهم لي الفا و مودّة، و لكن الملك عقيم (1).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر، نا عبد اللّه ابن جعفر، عن أم بكر بنت المسور عن أبيها و رباح بن مسلم، عن أبيه، و إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي ربيعة المخزومي عن أبيه قالوا:
قدم أبو عبيد الثقفي من الطائف و كان رجلا صالحا، و ندب عمر الناس إلى أرض العراق، فخرج أبو عبيد إليها، فقتل و بقي ولده بالمدينة، و كان المختار يومئذ غلاما يعرف بالانقطاع إلى بني هاشم، ثم خرج في آخر خلافة معاوية أو أول خلافة يزيد إلى البصرة، فأقام بها يظهر ذكر حسين بن علي، فأخبر بذلك عبيد اللّه بن زياد، فأخذه فجلده مائة جلدة، و درعه عباءة و بعث به إلى الطائف، فلم يزل بها حتى قام عبد اللّه بن الزبير و دعا إلى ما دعا إليه، فقدم عليه، فأقام معه من أشد الناس قتالا، و أحسنهم نيّة و مناصحة فيما يرون، و كان يختلف إلى محمّد بن الحنفية و يسمعون منه كلاما ينكرونه.
فلمّا مات يزيد و مات المسور بن مخرمة و مصعب بن عبد الرّحمن استأذن المختار ابن الزبير في الخروج إلى العراق، فأذن له و هو لا يشك في مناصحته، و هو مصر على الغش له، فكتب ابن الزبير إلى عبد اللّه بن مطيع، و هو عامله على الكوفة، يذكر له حاله عنده و يوصيه به، فكان يختلف إلى ابن مطيع، و يظهر مناصحته ابن الزبير و يعيبه في السر، و يذكر محمّد بن الحنفية فيمدحه و يصف حاله و يدعو إليه.
و حرّض الناس على ابن مطيع، و اتّخذ شيعة (3) في جماعة و خيل، فعدت خيله على خيل ابن مطيع، فأصابوهم، و خافه ابن مطيع، فهرب (4)،فلم يطلبه المختار، و قال: أنا على
ص: 235
طاعة ابن الزبير فلأي شيء خرج ابن مطيع ؟ و كتب إلى ابن الزبير يقع بابن مطيع و يجبّنه و يقول: رأيته مداهنا لبني أمية فلم يسعني أن أقره على ذلك لما حملته في عنقي من بيعتك فخرج من الكوفة و أنا و من قبلي على طاعتك، فقبل منه ابن الزبير و صدّقه و أقرّه واليا على الناس.
فلمّا اطمأن و رأى أن ابن الزبير قد قبل منه، سار بأصحابه إلى منزل عمر بن سعد بن أبي وقّاص فقتله في داره و قتل ابنه حفصا أسوأ قتلة (1)،و جعل يتتبع قتلة الحسين من الديوان الذين خرجوا إليه فيقتل كلّ من قدر عليه، و يغيّب كلّ من خالفه من أهل الكوفة، ثم بعث مسالحه إلى السواد و المدائن و عمال الخراج، فجيئت إليه الأموال، فبعث إليه عبد الملك بن مروان عبيد اللّه بن زياد في ستين ألفا من أهل الشام، فأخذ على الموصل فدعا المختار إبراهيم بن الأشتر في عشرين ألفا من أصحابه لقتال عبيد اللّه بن زياد، فلقيه بأرض الموصل على نهر يدعى الخازر (2)،فتراشقوا بالنبل ساعة و تشاولوا بالرماح، ثم صاروا إلى السيف، فاقتتلوا أشد القتال، إلى أن ذهب ثلث الليل، و قتل أهل الشام تحت كل حجر و هرب من هرب منهم، و قتل عبيد اللّه بن زياد، و الحصين بن نمير في المعركة (3)،و بعث بالرءوس إلى المختار، فبعث المختار برأس عبيد اللّه بن زياد و برأس الحصين بن نمير و ستة نفر من رؤسائهم مع خلاّد بن السائب الخزرجي، فقدم بها المدينة، فنصبت يوما إلى الليل، ثم خرج بها إلى ابن الزبير، فنصبها على ثنية الحجون، و جعل ابن الزبير يسأل خلاّد بن السائب عن التقائهم و قتالهم فيخبره، فقال: كيف رأيت مناصحة المختار؟ فقال: رأيته على ما يحب أمير المؤمنين يدعو لك على منبره، و يذكر طاعتك و مفارقة بني مروان.
و رجع المختار و من معه إلى الكوفة، و كتب إلى ابن الزبير يخدعه و يخبره أنه إنما يقوم بأمره و سكّنه حتى يمكنه ما يريد، فأبصر ابن الزبير أمره و كلّمه فيه عروة بن الزبير، و عبد اللّه بن صفوان و غيرهما، و أعلموه غشه و سوء مذهبه و أنه ليس له بصاحب.
قال: فمن أولى أحتاج إلى رجل جلد مجزيّ مقدام، فقال له مصعب بن الزبير: لا تولّ أحدا أقوم بأمرك مني قال: فقد وليتك العراق، فسر إلى الكوفة. قال: ليس هذا برأي، أقدم
ص: 236
على رجل قد عرفته، إنما هواه و رأيه في غيرنا، و إنما يستتر بنا و قد اجتمع معه من الشيعة بشر كثير، و لكني أقدم إلى البصرة و أهلها سامعون مطيعون، ثم أرجف إليه بالجنود إن شاء اللّه، فقال ابن الزبير: هذا الرأي! فصار مصعب إلى البصرة واليا عليها.
و بلغ المختار فعرف أنه الشرّ و السيف، فكتب إلى ابن الزبير يشتمه و يعيبه و يقول: إنه لا طاعة لك على أحد ممن قبلي، فاجلب بخيلك و رجلك.
و خطب المختار الناس بالكوفة، و أظهر عيب ابن الزبير، و خلعه، و دعا إلى الرضا من آل محمّد، و ذكر محمّد بن الحنفية، فقرظه و سمّاه المهدي (1)،و كتب ابن الزبير إلى مصعب يأمره بالمسير إلى المختار في أهل البصرة، فأمر مصعب بالتهيؤ، ثم عسكر و استعمل على ميمنته [عمر] (2) بن عبد اللّه بن أبي ربيعة، و على ميسرته عبد اللّه بن مطيع (3)،و استعمل على البصرة عبيد اللّه بن عمر بن عبيد اللّه بن معمر، و بلغ المختار مسير مصعب بالجنود، فبعث إليه أحمر بن شميط البجلي و أمره أن يواقعهم بالمذار (4) فيتهم أصحاب مصعب، فقتلوا ذلك الجيش فلم يفلت منهم إلاّ الشريد، و قتل تلك الليلة عبيد اللّه بن علي بن أبي طالب، و كان في عسكر مصعب مع أخواله بني نهشل (5) بن دارم.
و خرج المختار في عشرين ألفا حتى وقف بازائهم و هم فيما بين الجسر إلى نهر البصريين، و زحف مصعب و من معه فوافوهم مع الليل، و لم يكن بينهم قتال، فأرسل المختار إلى أصحابه (6) حين أمسى: ألاّ يبرحنّ أحد منكم موقفه حتى تسمعوا مناديا ينادي: يا محمّد، فإذا سمعتم فاحملوا على القوم، و اقتلوا من لم تسمعوه ينادي يا محمّد، ثم أمهل حتى إذا حلق القمر و اتّسق، أمر مناديا فنادى: يا محمّد ثم حملوا على مصعب و أصحابه ثم هزموهم و دخلوا عسكرهم، فلم يزالوا يقاتلونهم حتى أصبحوا، و أصبح المختار و ليس عنده أحد [له] (7) ذكر غير عشرة فوارس، و إذا أصحابه قد و غلوا جميعا في أصحاب مصعب.
ص: 237
فانصرف المختار منهزما، فأغذّ السير حتى أتى الكوفة، فدخل القصر، و رجع أصحاب المختار حين أصبحوا حتى وقفوا موقفهم فلم يروا المختار و قالوا: قد قتل، فهرب منهم من أطاق الهرب، و اختفى الباقون، و توجّه منهم ثمانية آلاف إلى الكوفة، فوجدوا المختار في القصر، فدخلوا معه، و أقبل مصعب حتى خندق على سدة القصر و المسجد، و حصرهم أشدّ الحصار، فخرج المختار يوما على بغلة شهباء فقاتلهم في الزّيّاتين (1)،و طلب أهل القصر الأمان من مصعب فأمّنهم، و فيهم سبع مائة من العرب، و سائرهم من الموالي و العجم، فأراد قتل هؤلاء و ترك العرب، فقيل له: ما هذا بدين، دينهم واحد تقتل العجم و تدع العرب، فقدّمهم جميعا فضرب أعناقهم.
و بعث برأس المختار إلى عبد اللّه بن الزبير مع رجل من الشرط ، فقدم الرسول، فانتهى إلى ابن الزبير، و هو في المسجد الحرام قد صلّى العشاء الآخرة، ثم قام يتنفل، قال: فو اللّه ما التفت إليه و لا انصرف حتى أسحر، فأوتر، ثم جلس، فدنا الرسول فدفع إليه الكتاب، فقرأه ثم دفعه إلى غلام له فقال الرسول: يا أمير المؤمنين، هذا الرأس معي،[فقال:] (2) القه، فألقاه على باب المسجد، ثم أتاه فقال: جائزتي، قال: خذ الرأس الذي جئت به، و لمّا قتل مصعب المختار و ظفر بالعراق، و استعمل العمّال وجبى الأموال كتب إليه إبراهيم بن الأشتر يعلمه أنه على طاعته (3)،و أسرع الناس إليه مع عداوته لأهل الشام، و قتله إياهم و يسأله أن يأذن لهم في الوفادة إليه، فأجابه مصعب إلى ذلك، فخلّف أبا قارب على الجزيرة، و قدم على مصعب، فأخذ بيعته لابن الزبير، و أقام عنده آثر الناس عنده، و أكرمهم عليه إنّما كان يجلسه على سريره، و استعمل مصعب المهلب بن أبي صفرة على الجزيرة و الموصل، و أذربيجان، و أرمينية، و فرّق العمال في البلدان، ثم جمع أشراف أهل المصرين، و وفد إلى عبد اللّه بن الزبير، و جعل إبراهيم بن الأشتر على الوفد جميعا، فقال له عبد اللّه: نظرت إلى راية (4) قد خفضها اللّه فرفعتها، فقال: يا أمير المؤمنين، هذا سيد من خلفي إن رضي رضوا، و إن سخط سخطوا، فحلّ عبد اللّه بن الزبير أزراره فإذا ضربة على منكبه قد أخافته، ثم قال
ص: 238
لمصعب: أ تراني كنت أحب الأشتر بعد هذه الضربة ضربنيها يوم الجمل ؟ و قال مصعب: يا أمير المؤمنين، سمّ للوفد ما بدا لك من الجائزة، و أنا أعطيهم إياه من العراق، قال: لا (1)و اللّه، و لا درهما، ثم خطب عبد اللّه بن الزبير، فحمد اللّه و أثنى عليه و قال: يا أهل العراق، أتيتمونا أوباشا من كل جهة، و اللّه لو كانت الرجال تصرف لصرفناكم صرف الذهب، و اللّه لوددت أن لي بكلّ رجلين منكم رجلا من أهل الشام، فقام إليه أبو حاضر الأسدي و كان قاضي الجماعة بالبصرة، فقال: يا أمير المؤمنين إنّ لنا و لك مثلا قد مضى هو ما قال الأعشى (2):
علّقتها عرضا، و علّقت رجلا *** غيري، و علّق أخرى غيرها الرجل
علقناك و علقت أهل الشام، و علق أهل الشام إلى مروان فما عسينا أن نصنع.
قال الشعبي: فما سمعت جوابا أحسن منه.
ثم انصرف مصعب و الوفد إلى الكوفة، ثم قدم مصعب البصرة، فجمع مالا و وفد الثانية على عبد اللّه بن الزبير بمال العراق، فعزله عن البصرة و ولاها ابنه حمزة بن عبد اللّه، و كان شابا تائها، فأقام مصعب عند عبد اللّه بن الزبير، و مضى حمزة إلى البصرة، فمنع الناس العطاء، و أمر بالمال يحمل إلى ابن الزبير، فمنعه من ذلك مالك بن مسمع و وجوه أهل البصرة، و بخسوا به فخرج من البصرة، فبلغ ذلك ابن الزبير، فولى مصعبا البصرة، و أمره أن يتوجه إلى العراق، قال الشعبي: ما رأيت أمير فرقة كان أشبه بأمر الجماعة من مصعب بن الزبير، لم يزل مصعب أحب أمراء العراق إليهم، كان يعطيهم عطاءين في السنة، عطاء للشتاء، و عطاء للصيف، و كان يشتد في موضع الشدة، و يلين في موضع اللّين، و كان محكما لأمره، قويا على شأنه.
قالوا: و كان عبد الملك بن مروان يكتب إلى شيعته بالعراق في اغتيال مصعب، و كتب إلى شيعته بالبصرة يأمرهم أن يخرجوا على مصعب، و أخبرهم أنه راكب إليهم بألف من أهل الشام و لم يطمع في ذلك بالكوفة، و مصعب بها، و كان يخرج كلّ سنة حتى يأتي بطنان حبيب و هي من قنّسرين، فيعسكر بها و هي أقصى سلطانه، و يخرج مصعب بن الزبير حتى ينزل باجميرا من أرض الموصل فيعسكر بها، و هي أقصى سلطانه فقال أبو الجهم الكناني:
ص: 239
أبيت يا مصعب إلاّ سيرا *** أ كلّ عام لك باجميرى ؟
و كان إذا اشتد البرد و أرتج الشتاء انصرفوا جميعا معا، هذا إلى دمشق، و هذا إلى الكوفة.
و كان ابن الزبير يكتب إلى مصعب في عبد الملك: لا تغفله و اغزه قبل أن يغزوك، فإنك في عين المال و الرّجال، ففرض مصعب الفروض، و أخذ في التهيئة للخروج، و قسم أموالا و أخرج العطاء، و بلغ ذلك عبد الملك، فجمع جنوده و سار بنفسه يؤم العراق لقتال مصعب، و قال لروح بن زنباع و هو يتجهز: و اللّه إنّ في أمر هذه الدنيا لعجبا، لقد رأيتني و مصعب بن الزبير أفقده في الليلة الواحدة من الموضع الذي نجتمع فيه (1)،فكأني و إياه، و يفقد لي فيفعل مثل ذلك، و لقد كنت أوتى باللّطف فما أراه يجوز لي أن أكله حتى أبعث به إليه أو ببعضه (2)،و كان يفعل مثل ذلك، ثم صرنا إلى السيف، و لكن هذا الملك عقيم، فلما أجمع مصعب الخروج من الكوفة يريد عبد الملك خرج و قد اصطف له الناس بالكوفة صفّين، و قد اعتمّ عمّته (3) و هو مقبل على معرفة دابته، ثم نظر في وجوه القوم يمينا و شمالا فوقعت عينه على عروة بن المغيرة بن شعبة، فقال: يا عروة، قال: لبيك، قال:
ادن، فدنا، فسار (4) معه، فقال: أخبرني عن حسين بن علي كيف صنع حين نزل به ؟ قال:
فأنشأت أحدّثه عن صبره و إبائه ما عرض عليه، و كراهية أن يدخل في طاعة عبيد اللّه بن زياد حتى قتل، قال: فضرب بسوطه على معرفة برذونه ثم قال:
إن الألى بالطّفّ من آل هاشم *** تأسّوا فسنّوا للكرام التّأسّيا (5)
قال: فعرفت و اللّه أنه لن يفر، و أنه سيصبر حتى يقتل.
قال: و الشعر لسليمان بن قنة.
قال: ثم سار عبد الملك و سار مصعب حتى التقيا بمن معهما بمسكن فقال عبد الملك: ويلكم ما أصبهان هذه ؟ قيل: سرة العراق، قال: فقد و اللّه كتب إليّ أكثر من ثلاثين رجلا من أشراف أهل العراق و كلهم يقول: إن خبّبت (6) بمصعب فلي أصبهان، قال: فكتبت
ص: 240
إليهم جميعا: أن نعم، فلما التقوا قال مصعب لربيعة: تقدموا للقتال، فقال: هذه عذرة (1) بين أيدينا (2) فقال: ما تأتون أنتن من العذرة (3)-يعني - تخلفهم عن القتال، و قد كانت ربيعة قبل ذلك مجمعة على خذلانه، فأظهرت ذلك، فخذله الناس، و لم يتقدم أحد يقاتل دونه، فلمّا رأى مصعب ما صنع الناس و خذلانهم إيّاه قال: المرء ميت على كل حال، فو اللّه لأن يموت كريما أحسن به من أن يصرع إلى من قد وتره، لا أستعين بربيعة أبدا، و لا بأحد من أهل العراق، ما وجدنا لهم وفاء، انطلق يا بنيّ - لابنه عيسى، و هو معه - فاركب إلى عمك بمكة فأخبره بما صنع أهل العراق، و دعني فإنّي مقتول، فقال له ابنه: و اللّه لا أخبر نساء قريش بصرعتك أبدا، قال: فإن أردت أن تقاتل فتقدّم فقاتل [حتى أحتسبك، فدنا ابنه عيسى فقاتل حتى قتل.
و تقدم إبراهيم بن الأشتر فقاتل (4)]قتالا شديدا حتى أخذته الرماح من كل ناحية، و كثرة القوم فقتل، و مصعب جالس على سريره، فأقبل إليه نفر ليقتلوه، فقاتلهم أشد القتال حتى قتل (5)،و جاء عبيد اللّه بن ظبيان فاحتز رأسه فأتى به عبد الملك بن مروان، فأعطاه ألف دينار، فأبى أن يأخذها (6)،و كان مصعب قتل على نهر يقال له دجيل عند دير الجاثليق، فأمر به عبد الملك، و بابنه عيسى، فدفنا ثم سار عبد الملك حتى نزل النّخيلة (7)،و دعا أهل العراق إلى البيعة، فبايعوه، و استخلف على الكوفة بشر بن مروان أخاه، ثم رجع إلى الشام.
أخبرنا أبو الحسن المالكي، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (8)،أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان، نا سليمان بن حرب، حدّثني غسّان بن مضر، عن سعيد بن يزيد قال:
ص: 241
وثب عبيد اللّه بن زياد بن ظبيان على مصعب فقتله (1) عند دير الجاثليق على شاطئ نهر يقال له دجيل من نهر (2) مسكن، و احتز رأسه، فذهب التميمي به إلى عبد الملك، فسجد عبد الملك لما أتى برأسه.
قال الخطيب (3):و أنا عبد الكريم بن محمّد بن أحمد الضبّي، نا علي بن عمر الحافظ ، نا أحمد بن محمّد بن سلم (4) المخرمي، نا أبو سعيد عبد اللّه بن شبيب، حدّثني أبو محلم قال: لما قتل مصعب بن الزبير خرجت سكينة تطلبه في القتلى، فعرفته بشامة في فخذه، فأكبّت عليه، فقالت: يرحمك اللّه، نعم و اللّه حليل المسلمة كنت، و اللّه أدركك ما قال عنترة (5):
و حليل غانية تركت مجدّلا *** بالقاع لم يعهد و لم يتثلّم
فهتكت بالرمح الطويل إهابه *** ليس الكريم على القنا بمحرّم
أخبرني أبو العزّ أحمد بن عبد اللّه - إذنا و مناولة - أنا محمّد بن الحسين الجازري، أنا المعافي بن زكريا الجريري (6)،نا محمّد بن الحسن بن دريد، نا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال:
و أنا الأشنانداني، عن التّوّزي (7)،عن أبي عبيدة قال:
قتل مصعب بن الزبير نابئ ابن ظبيان أحد بني عابس بن مالك، و كان أخوه عبيد اللّه فاتكأ، فنذر أن يقتل به مائة، فقتل ثمانين و ختمهم بمصعب و أنشأ يقول:
يرى مصعب أنّي تناسيت نابيا *** و بئس لعمرو اللّه ما ظنّ مصعب
قتلت به من حيّ فهر بن مالك *** ثمانين منهم ناشئون و شيّب (8)
و كفّي لهم رهن بعشرين أو يرى *** عليّ مع الإصباح نوح مسلّب
ص: 242
أ أرفع رأسي وسط بكر بن وائل *** و لم أرو سيفي من دم يتصبّب
فو اللّه لا أنساه ما ذرّ شارق *** و ما لاح في داج من الليل كوكب
وثبت عليه ظالما فقتلته *** فقصرك مني يوم شرّ عصبصب
و جاء بالرأس إلى عبد الملك، فخرّ عبد الملك ساجدا، فأراد أن يقتله ثم قال:
هممت و لم أفعل و كدت و ليتني *** فعلت فكان المعولات أقاربه
ثم خاف عبد الملك، فلحق بعمان، فجاء إلى سليمان بن سعيد بن جيفر (1) بن الجلندي (2) قال: فخاف (3) مكانه، و تذمّم أن يقتله، فدس إليه نصف بطيخة قد سمّها و قال:
هذا أول ما رأيناه من البطيخ، فلمّا أكلها أحس بالموت، و دخل إليه سليمان يعوده فقال: ادن مني أيها الأمير أسرّ إليك شيئا، قال: قل ما بدا لك، فليس في البيت غيري و غيرك، فمات هناك.
قال القاضي:«نوح مسلب»، أراد النساء، و مسلّب عليهن السلاب، و هي ثياب سود تلبس في الإحداد (4)(5).
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - الخطيب (6)،أنا علي ابن أبي علي، أنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلّص، و أحمد بن عبد اللّه الدوري.
ح و أخبرنا عاليا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص.
قالا: نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن حسن، عن زافر بن قتيبة، عن الكلبي قال:
قال عبد الملك بن مروان يوما لجلسائه: من أشجع العرب ؟ فقالوا: شبيب، قطري، فلان، فلان، فقال (7) عبد الملك: إنّ أشجع العرب لرجل جمع بين سكينة بنت حسين،
ص: 243
و عائشة بنت طلحة، و أمة الحميد (1) بنت عبد اللّه بن عامر بن كريز، و أمه رباب (2) بنت أنيف الكلبي سيّد ضاحية العرب، و ولي العراقين سنين، فأصاب ألف ألف، و ألف ألف، و ألف (3)ألف، و أعطي الأمان فأبى، و مشى بسيفه حتى مات، ذلك مصعب بن الزبير، لا من قطع الجسور، مرة هاهنا، و مرة هاهنا (4).
أخبرنا أبو الحسين، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالوا: أنا أبو جعفر، أنا المخلّص، نا أحمد، نا الزبير، حدّثني فليح بن إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير، عن أبيه قال:
لما وضع رأس مصعب بن الزبير بين يدي عبد الملك بن مروان قال:
لقد أردى الفوارس يوم حسمى *** غلام غير منّاع المتاع
و لا فرح لخير إن أتاه *** و لا جزع من الحدثان لاع
و لا وقّافة و الخيل تعدو *** و لا خال كأنبوب اليراع
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري و ثابت، قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر، قالا: نا الوليد، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: و يروى عنه - يعني - عبد الملك بن عمير أنه قال (5):
رأيت عجبا، رأيت رأس الحسين أتى به حتى وضع بين يدي عبيد اللّه بن زياد، ثم رأيت رأس عبيد اللّه أتى به حتى وضع بين يدي المختار، ثم رأيت رأس المختار أتى به حتى وضع بين يدي مصعب بن الزبير، ثم أتى برأس مصعب حتى وضع بين يدي الحجاج.
[قال ابن عساكر] (6) كذا قال، و الصواب: بين يدي عبد الملك.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا محمّد بن عقبة السدوسي، نا علي أبو محمّد القرشي، نا ابن عبد الرّحمن الغنوي، عن عبد الملك بن عمير قال:
ص: 244
رأيت رأس الحسين بن علي أتى به عبيد اللّه بن زياد، و رأيت رأس عبيد اللّه بن زياد أتى به المختار بن أبي عبيد، و رأيت رأس المختار أتى به مصعب بن الزبير، و رأيت رأس مصعب أتى به عبد الملك بن مروان.
قال أبو يعلى: ما كان لهؤلاء عمل إلاّ الرءوس.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي - إملاء - نا أبو عبد اللّه محمّد بن مخلد العطّار سنة سبع عشرة و ثلاثمائة، نا أبو حاتم محمّد بن إدريس الرازي، نا يحيى بن مصعب الكلبي، نا أبو بكر بن عياش، عن عبد الملك بن عمير قال (1):
دخلت القصر بالكوفة، فإذا رأس الحسين على ترس بين يدي عبيد اللّه بن زياد، و عبيد اللّه على السرير (2)،ثم دخلت القصر بعد ذلك بحين فرأيت رأس عبيد اللّه بن زياد على ترس بين يدي المختار، و المختار على السرير، ثم دخلت القصر بعد ذلك بحين فرأيت رأس المختار بين يدي مصعب، و مصعب على السرير، ثم دخلت بعد ذلك بحين فرأيت رأس مصعب بن الزبير بين يدي عبد الملك، و عبد الملك على السرير.
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالوا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أحمد، نا الزبير، حدّثني عمي (3) مصعب بن (4) عبد اللّه أن سكينة بنت حسين كانت فيمن تنظر من النساء ليلة اختلى سعد بن ثابت بن عبد (5) اللّه بن الزبير أهله، فقالت:
ذكّرني الملك الشاب، تريد مصعب بن الزبير، و كذلك كانت تسميه (6).
قال: و حدّثني مصعب بن عثمان، عن أبيه قال:
كانت سكينة بنت حسين تسمي مصعب بن الزبير الملك (7)،و كانت كلما رأت التقيلة بكت، فيقال لها في ذلك، فتقول: كان الملك يشبهها.
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا عبد الوهّاب بن محمّد بن إسحاق،
ص: 245
أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، حدّثني أبو عبيد اللّه محمّد بن صالح القرشي، حدّثني أبو مسعود عمرو بن عيسى الرياحي قال: حدّث أبو جناب الكلبي و أنا في الحلقة معه قال: حدّثني شيخ من أهل مكة هذا الحديث سنة مائة، قال:
لما قتل مصعب بن الزبير بالعراق، و بلغ عبد اللّه بن الزبير بمكة قطع به، فأضرب عن ذكر مقتله أياما حتى تحدث به العبيد و الإماء في سكك مكة (1)،ثم صعد ذات يوم المنبر فأسكت عليه هنيهة، فنظرت إليه، فإذا جبينه يعرق، و إذا أثر الكآبة على وجهه لا تخفى، فقلت لأخ لي إلى جانبي: أما و اللّه إنّه للبيب النهد، و إنه لمن يهون عليه دهاء الرجال عند الجدال و عند القتال، فما تراه يهاب من المنطق ؟ قال: فلعله يريد أن يذكر مقتل سيد فتيان العرب المصعب بن الزبير، فقطع بذلك و غير ملوم.
فما كان بأسرع أن قام فقال: الحمد للّه الذي له الخلق و الأمر، و ملك الدنيا و الآخرة، يؤتي الملك من يشاء، و ينزع الملك ممن يشاء، و يعزّ من يشاء، و يذلّ من يشاء، بيده الخير و هو على كلّ شيء قدير، ألا و إنه لم يذلل من كان الحق معه و إن كان فردا، و لم يعزّ اللّه من كان من أولياء الشيطان و حزبه، و إن كان معه الناس طرا، إنه أتانا خبر من قبل العراق أحزننا و أفرحنا، قتل المصعب بن الزبير رحمة اللّه عليه، فأمّا الذي أحزننا (2) من ذلك فإنّ لفراق الحميم لوعة يجدها له حميمه عند المصيبة له، ثم يرعوي بعدها ذو الرأي إلى جميل الصبر، و كريم العزاء، و أمّا الذي أفرحنا له فإنّا قد علمنا أن قتله له شهادة، و أنّ اللّه جعل ذلك لنا و له خيرة، ألا إنّ أهل العراق أهل الغدر و النفاق، أسلموه و باعوه بأقل ثمن كانوا يأخذون منه إسلام النعام المخطم فقتل، و إن يقتل المصعب فقد قتل أبوه، و أخوه، و عمّه، و خاله، و كانوا الخيار الصالحين، إنا و اللّه ما نموت حبجا (3)،ما نموت إلاّ قتلا قتلا، قعصا بالرماح (4) و موتا تحت ظلال السيوف.
ثم قال: ألا إن الدنيا عارية من الملك إلاّ على الذي لا يزول سلطانه، و لا يبيد، فإن
ص: 246
تقبل عليّ الدنيا لا آخذها أخذ الأشر البطر، و إن تدبر عني لا أبكي عليها بكاء الخرف المهتر (1)،ثم نزل.
[قال ابن عساكر:] (2) قوله أخوه يعني المنذر (3) بن الزبير، و عمّه يعني السائب بن العوّام قتل يوم اليمامة شهيدا، و خاله يعني خال أبيه حمزة بن عبد المطّلب.
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال: و حدّثني مصعب بن عثمان قال:
لما جاء عبد اللّه بن الزبير نعي مصعب بن الزبير صعد المنبر فقال: الحمد للّه الذي له الخلق و الأمر، يؤتي الملك من يشاء، و ينزع الملك (4) ممن يشاء، و يعزّ من يشاء، و يذلّ من يشاء، ألا و إنه لم يذل اللّه من كان الحق معه، و إن كان فردا، و لم يعزز من (5) كان الشيطان وليه و حزبه، و لو كان الناس كلهم معه، ألا و إنه أتانا من العراق خبرا أحزننا و أفرحنا (6)،أتانا قتل مصعب بن الزبير رحمة اللّه عليه، فأمّا الذي أحزننا (7) فإن لفراق الحميم لوعة يجدها (8)حميمه عند غشي المصيبة، ثم يرعوي من بعدها ذو الرأي إلى جميل الصبر، و كريم (9)العزاء، و أمّا الذي أفرحنا، فإن قتله كان له شهادة، و إنّ اللّه جعل ذلك لنا و له خيرة، ألا إن أهل (10) العراق أهل الغدر و النفاق، أسلموه و باعوه بأقل الثمن، فإنا و اللّه ما (11) نموت حبجا كما يموت بنو أبي العاص، و ما نموت إلاّ قتلا قعصا بالرماح، و موتا تحت ظلال السيوف،
ص: 247
ألا إنّما الدنيا عارية من الملك إلاّ على الذي لا يزول سلطانه و لا يبيد، فإن تقبل (1) الدنيا عليّ لا آخذها أخذ الأغشى البطر، و إن تدبر عني لا أبكي عليها بكاء الخرف المهتر.
قال: و نا الزبير، حدّثني محمّد بن الضحّاك، عن أبيه قال:
صعد عبد اللّه بن الزبير المنبر بعد أن جاء قتل مصعب بن الزبير، فحمد اللّه، و أثنى عليه، و صلّى على نبيّه صلى اللّه عليه و سلّم، ثم قال: لئن أصبت بمصعب لقد أصبت بإمامي عثمان، فعظمت مصيبته، و ظننت أن لا اجتبرها ثم أحسن اللّه و أجمل، و لئن أصبت بمصعب لقد أصبت بأبي الزبير، فعظمت مصيبته و ظننت أن لا أجتبرها، ثم أحسن اللّه و سلّم، و هل كان مصعب إلاّ فتى من فتياني، ثم ذرفت عيناه ثم قال: إنه كان سريا مريا، ثم قال:
فهم دفعوا الدنيا عليّ حين أعرضت *** كرام و سنّوا للكرام التّأسّيا
قال: و نا الزبير، حدّثني عبد اللّه بن نافع بن ثابت، عن الزبير، بن خبيب قال:
قام عبد اللّه بن الزبير بعد المقام الذي نعى فيه مصعب بن الزبير، فحمد اللّه، و أثنى عليه، ثم قال: أيّها الناس، لئن كنت أصبت بمصعب، لقد أصبت بأبي الزبير، فظننت أن اجتبرها ثم استمرت مريرتي، و ما كنت خلوا من مصيبة عثمان، و ما كان مصعب إلاّ فتى من فتياني، ثم جعل يردّ البكاء، و إنه ليغلبه و يقول:
هم دفعوا الدنيا عليّ حين أعرضت *** كراما و سنّوا للكرام التّأسّيا
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (2):
و مصعب بن الزبير قتله عبد الملك في مسيره إليه - إلى العراق - من قبل أن يوجه الحجاج بن يوسف لقتال عبد اللّه بن الزبير، سمعت ذلك من أبي مسهر، و قد كان لمصعب ابن الزبير بقاء إلى سنة سبعين، و وافى سنة سبعين حاجا.
[قال أبو زرعة:] (3) نا الحميدي عن ابن عيينة أنه سمعه يذكر عن عمرو بن دينار.
أنه رأى مصعب بن الزبير حاجا سنة سبعين، قال: و كان قتله بعد ذلك بيسير.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد، نا أحمد
ص: 248
ابن الحسن بن زنبيل، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، (1) نا محمّد بن إسماعيل قال:
و يقال: قتل مصعب بعد السبعين (2).
قال: و نا محمّد، نا الحسن بن واقع، نا ضمرة قال: قتل مصعب بن الزبير سنة إحدى و سبعين، و قتل (3) ابن الزبير سنة اثنين و سبعين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا (4) أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن (5) جعفر، نا يعقوب قال: قتل مصعب بن الزبير سنة إحدى و سبعين.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية (6)،أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم قال: و قرئ على سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (7)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني مصعب بن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير قال: سألت عامر بن عبد اللّه بن الزبير: متى قتل مصعب بن الزبير؟ قال: قتل يوم الخميس (8) النصف من جمادى الأولى سنة اثنتين و سبعين، و كان الذي سار إليه فقتله عبد الملك بن مروان.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد قال: قال أبي سعد بن إبراهيم: و عرضناها على يعقوب أيضا، قال:
و فيها - يعني - سنة إحدى و سبعين سار عبد الملك إلى مصعب بالعراق، فالتقوا بمسكن فقتل مصعب يوم الثلاثاء في جمادى الآخرة سنة اثنتين و سبعين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر اللاّلكائي، أنا أبو الحسن القطان، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال: قال ابن بكير: قال الليث:
ص: 249
و في سنة اثنتين و سبعين قتل مصعب بن الزبير.
أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس، أنا أبو القاسم، نا البخاري، نا إبراهيم بن حمزة قال:
قتل مصعب بن الزبير و هو ابن تسع و ثلاثين، أراه سنة ثنتين و سبعين، و قتل عبد اللّه بعده بسنة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا علي بن محمّد ابن عبد اللّه بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا محمّد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني: قتل مصعب بن الزبير بن العوّام سنة ثنتين و سبعين.
قرأت (1) على أبي محمّد السلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال:
سنة اثنتين و سبعين فيها قتل مصعب بن الزبير بن العوّام يوم الخميس للنصف من جمادى الأول، و قتل معه ابنه عيسى بن مصعب.
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر، نا الطوسي، نا الزبير قال:
و قتل مصعب بن الزبير سنة اثنتين و سبعين، فحدّثني مصعب بن عثمان قال: قتل مصعب بن الزبير و هو ابن أربعين سنة، كان بينه و بين المنذر بن الزبير بقدر ما عاش بعده.
قال: و نا الزبير، حدّثني إبراهيم بن حمزة قال:
قتل مصعب بن الزبير و هو ابن خمس و ثلاثين سنة.
قال: و حدّثنا الزبير، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه قال: يقولون: قتل مصعب بن الزبير و هو ابن خمس و أربعين سنة.
قال: و نا الزبير قال: و قال عبيد اللّه بن قيس الرقيّات يرثي مصعب بن الزبير (2):
لقد أورث المصرين حزنا و ذلّة *** قتيل بنهر (3) الجاثليق مقيم
ص: 250
فما نصحت بكر بن وائل *** و لا صدقت يوم الحفاظ تميم
فلو كان بكريا تعطّف حوله *** كتائب يغلي حموها و يديم
و لكنه ضاع الذمار و لم يكن *** بها مضري يوم ذاك حكيم (1)
جزى اللّه كوفي تميم ملامة *** بفعلهما إنّ المليم مليم (2)
فنحن بنو العلات أخلوا ظهورنا *** و نحن فروع منهم و صميم (3)
فإنّ نفن لا يبقوا و لا يك بعد ما *** لذي حرمة في المسلمين حريم (4)
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد (5) بن عبيد - إجازة - نا أحمد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب قال:
مصعب (6) بن الزبير يقول إنه مات و هو ابن خمس و ثلاثين سنة (7).
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالوا: أنا أبو جعفر المعدّل، نا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد (8) بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال: و قال أيضا - يعني - ابن قيس الرقيّات يرثيه (9):
إن الرزية يوم مس *** كن و المصيبة و الفجيعة
بابن الحواري (10) الذي *** لم يعده أهل الوقيعة
غدرت به مضر العرا *** ق و أمكنت منه ربيعة
فأصبت و ترك يا ربي *** ع و كنت سامعة مطيعه
يا لهف لو كانت له *** بالدير (11) يوم الدير شيعه
ص: 251
أو لم يخونوا عهده *** أهل العراق بنو اللكيعة
لوجدتموه حين يح *** ذر لا يعرّج بالمضيعه
قال: و نا الزبير قال: و قال رجل من بني قيس بن ثعلبة أظنه من عرفجة يرثي مصعب بن الزبير:
حمى أنفه أن يطعم الضيم مصعب *** فمات كريما لم يذمّ خلائقه
و لو شاء أعطى الضيم من رام *** ضيمه فعاش ملوما لا تدوم طرائقه
و لكن أبى و الموت يفرق حاله *** يساوره طورا و طورا يعانقه
فمات كريما لم تصبه مذمّة *** و لم يك ممن يطيبه نمارقه
يظل بطينا فوقها و كأنه *** من الكبر كسرى حين صفّت أبارقه
و قال أيضا يرثيه:
أ لم ترنا إذ مضى مصعب *** أناخ بنا الزّمن الأشأم
قريع قريش و صبائها *** و فارسها الماجد الأكرم
أنشدنا (1) أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك بن الحسن الأنماطي، أنشدنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمّد العاصمي لنفسه في مصعب بن الزبير:
سقى جدثا بالماء رحبة وائل *** و جادت عليه المرزمات الهواطل (2)
ففيه الهلال المستنير ضياؤه *** و فيه الشجاع الأدلجي الحلاحل
فتى لم تنه المرهفات تأسفا *** عليه و بكته الرماح الذوابل
له برسول اللّه في الفخر نسبة *** إذا انتسبت يوم الفخار القبائل
ابن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي
أبو عبد اللّه الأسدي الزّبيري المدني (3)
حدّث عن مالك بن أنس، و الدراوردي، و إبراهيم بن سعد، و عبد العزيز بن أبي حازم،
ص: 252
و أبيه عبد اللّه بن مصعب، و بشر بن السّري (1)،و الضحّاك بن عثمان (2)،و المغيرة بن عبد الرّحمن بن الحارث بن عبد اللّه المخزومي.
حدّث عنه: ابن عيينة بحديث ذكره عنه يحيى بن معين.
و روى عنه: ابن أخيه الزبير بن بكّار، و إبراهيم بن إسحاق الحربي، و أبو زرعة الرّازي، و أبو خيثمة (3)،و زهير بن حرب، و ابنه أبو بكر بن أبي خيثمة، و أبو القاسم البغوي، و محمّد بن يحيى الذهلي، و أبو جعفر أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي، و أبو العباس السراج، و أبو عبد اللّه محمّد بن يزيد بن ماجة في سننه (4)،و يعقوب بن سفيان الفسوي (5)، و صالح بن محمّد جزرة، و موسى بن هارون الحمّال، و عبد اللّه بن أحمد (6) بن حنبل، و محمّد (7) بن (8) موسى البربري، و أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي، و أبو يعلى الموصلي، و أبو زرعة العراقي (9)[و] قال رأيته بالعراق، و حملت [عنه] (10) و كان جليلا و قيل إنه قدم الشام غازيا (11).
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن الحصين، أنا الحسن بن علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (12) بن أحمد، نا مصعب، نا مالك.
ح و أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه السلمي، أنا أبو سعد بكّار بن محمّد بن يحيى العثماني، نا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد بن الحسن بن شاذان بن إبراهيم السكري، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا مصعب بن عبد اللّه.
ص: 253
ح و أخبرنا أبو العزّ أيضا، أنا أبو الطيب الطبري، أنا علي بن عمر السكري (1)،نا أحمد بن الحسن الصوفي.
ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا عبد العزيز ابن جعفر بن محمّد الحرفي، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، نا مصعب بن عبد اللّه الزبيري، أخبرني مالك.
ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا سعيد بن أبي عمرو المزكي، أنا أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن الطوسي، قالا:
أنا أبو الحسين بن النّقّور.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصريفيني، قالا: أنا أبو القاسم ابن حبابة.
ح و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي المصري، و أبو محمّد عبد السّلام بن أحمد، و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي عاصم، و أبو عبد اللّه سمرة و أبو محمّد عبد القادر ابنا جندب، قالوا:
أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد العزيز الفارسي، أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح.
ح و أنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا محمّد بن عبد الرّحمن الأديب، أنا محمّد بن محمّد بن أحمد بن عثمان الطرازي، قالوا: أنا أبو القاسم البغوي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالوا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو عمرو محمّد ابن أحمد بن حمدان.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور السلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، قالا: نا مصعب - زاد أبو يعلى و سويد: قال: مصعب - حدّثني و قال سويد مالك و في حديث ابن المقرئ أنا مالك - بن أنس عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم نهى عن النجش، و في حديث ابن المقرئ قال: نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عن النجش (2)[12108].
ص: 254
رواه ابن ماجة (1) عن مصعب.
ح و أخبرنا أبو القاسم منصور بن أبي أحمد بن حبيب، و أبو بكر محمّد بن الموفق النسائي، و أبو عدنان محمّد بن عبد اللّه الحنفي، و أبو الفتح محمّد بن علي، و أبو نصر عبيد اللّه ابن أبي عاصم، و أبو محمّد عبد السّلام بن أحمد، و أبو عبد اللّه سمرة بن جندب، و أخوه أبو محمّد عبد القادر، قالوا: أنا محمّد بن (2) عبد العزيز الفارسي، أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو نصر أحمد بن (3) محمّد الطوسي، قالا:
أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، أنا مصعب، حدّثني عبد العزيز بن محمّد، عن محمّد بن أبي حميد، عن زيد (4) بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطّاب قال:
كنت (5) مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم جالسا فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من أفضل أهل الإيمان إيمانا؟» (6) قالوا: يا رسول اللّه، الملائكة، قال:«هم كذلك، و يحق (7) لهم ذلك، و ما يمنعهم و قد أنزلهم اللّه المنزلة التي أنزلهم بها»، قالوا: يا رسول اللّه، الأنبياء الذين أكرمهم اللّه برسالته و النبوة، قال:«هم كذلك، و يحق لهم و ما يمنعهم و قد أنزلهم اللّه المنزلة التي أنزلهم بها»، قالوا: يا رسول اللّه الشهداء الذين استشهدوا مع الأنبياء، قال:«هم كذلك، و يحق لهم، و ما يمنعهم، و قد أكرمهم اللّه بالشهادة مع الأنبياء، بل غيرهم»، قالوا: فمن يا رسول اللّه ؟ قال:«أقوام في أصلاب الرجال، يأتون من بعدي يؤمنون (8) بي و لم يروني، و يصدّقون بي و لم يروني، فيجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه، فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانا»[12109].
أخبرنا أبو الحسن المالكي، نا - و أبو منصور المقرئ، أنا - أبو بكر الخطيب (9)،أنا
ص: 255
أبو سعد الماليني - قراءة - أنا عبد اللّه بن عدي الحافظ قال: قال لنا السعداني - و هو محمّد بن أحمد بن سعدان - حضرت صالحا - يعني: جزرة - و عنده نصرك، فقال: حدّثنا فلان عن الحميدي، عن سفيان، عن الزنبري عن مالك، فقال له صالح: كذا تقول: الزنبري، إنّما هو الزبيري (1)،مصعب صاحبنا، حدّث عنه ابن عيينة حرفا، حدّثناه ابن عباد، عن سفيان.
أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد، عن محمّد بن أبي نصر الحميدي، أخبرني أبو محمّد علي بن أحمد الحافظ ، أخبرني أبو البركات محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد، نا محمّد بن محمّد بن حسل (2) العجيفي - بمكة - حدّثني أبي، نا ابن أبي الجارود، نا القاضي أبو بكر الزبير بن بكّار، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه قال:
غزونا إلى الشام زمن مروان بن محمّد، حتى إذا كنا بالطريق أصابنا مطر و رفع لنا قصر، فملنا إلى تحته، فنحن كذلك إذ خرجت وليدة منه فقالت: بأبي أنتم، من أين أنتم ؟ قلنا: من مكة، فتنفست صعداء و قالت:
من كان ذا شجن بالشام نحسبه (3) *** فإنّ في غيره أمسى لي الشجن
و إنّ ذا القصر حقا ما به وطني *** لكن بمكة أمسى الأهل و الوطن
من ذا يسائل عنا أين منزلنا *** فالأقحوانة منا منزل قمن
إذ يلبس العيش صفوا ما يكدّره *** طعن الوشاة و لا ينبو بنا الزمن
قال: فحركت مني ساكنا و مضينا لوجهنا، حتى إذا قضينا غزونا و قفلنا، أخذنا المساء عند ذلك القصر، فخرج صاحبه، فأنزل و أكرم، فقلت له: حاجة، إمّا أن تبيع و إمّا أن تهب، قال: بل هي لك، قلت: وليدة صفة كذا، صفة كذا، قال: لقد ماتت اليوم لها ثالث، و لو أنها حيّة لانقلبت بها، قال: فبقيت في قلبي منها حرة.
[قال ابن عساكر:] (4) هذه حكاية غير صحيحة، و إنّما ذكرتها كما وقعت، و مصعب إنّما ولد بعد قتل مروان بمدة (5)،و قد رويت هذه القصة لمحمّد بن عبد الرّحمن الأوقص و هي به أشبه.
ص: 256
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا المخلّص، أنا أحمد بن [سليمان، نا] (1) الزبير بن بكّار قال:
و مصعب بن عبد اللّه و أمه أمّة الجبّار بنت إبراهيم بن جعفر بن مصعب بن الزبير، و أمها فاختة، و تعرف بقمر بنت عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الأسود بن أبي البختري بن هاشم بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى، و في ذلك يقول مصعب بن عبد اللّه بن مصعب يذكر طرفيه و يفخر بمن ولده من قريش سواهم:
إني امرؤ خلطت قريش مولدي *** فحللت بين سماكها و الفرقد
ضمنت عليّ لهم قرابة بيننا *** حسن الثناء عليهم في المشهد (2)
تدعى قريش قبل كل قبيلة *** في بيت مرحمة و ملك أيّد
بيت تقدمه النبي و رهطه *** متعطفين على النبي محمد
فإذا تنازعت القبائل مجدها *** و تطاول الأنساب بعد المحتد
و تواشجوا (3) نسبا إلى آبائهم *** قبض الأصابع راحتاها باليد
نسجت (4) عليّ سداءها و لحامها *** أسد و قال زعيمها: لا تبعد
و حللت حيث أحب من أنسابهم *** بين الزبير و بين آل الأسود
في منتقى أسد على أحسابها *** في باذخ دون السماء ممرد
و إذا يقوم خطيب قوم منهم *** يثني بمكرمة أقول له: أعدد
قد شاركت أسد على أحسابها *** أهل الحفائظ منكم و السؤدد
فإذا تعد لهاشم أيامها *** تعرف فضائل هاشم لا تجحد
آل النبي لهم إمامة ديننا *** و صيامنا و صلاتنا في المسجد
فنمتّ بالرحم القريبة بيننا *** ثدي على الأدنين غير مجدد
بصفية الغراء عمة أحمد *** و عقيلة النسوان بنت خويلد
فتنازعوا نسبا يكون شبيهه *** علم الهدى و هداية المسترشد
و علت علو الشمس في غلوائها *** حين استقلّ على دماغ الأصيد
ص: 257
فترى أمية أننا أكفاؤها *** إذ لا يكون كفيها بالقعدد
بنت الأمين و صهر أحمد منهم *** تهدى ظعينتها إلينا عن يد
و شجت أمية بيننا أرحامها *** فسلكن بين مصوّب و مصعّد
و بلغن مطلبا و درن بنوفل *** حتى اشتجرن به اشتجار الفرقد
و أتين عبد الدار بين بيوتها *** حيث استقر بها طناب الموتد
و ورثن عبد قصي من ميراثه *** من حيث ورّث يخلد ابنة أعبد
و إذا تغطط بحر زهرة فارتمى *** بالموج مطرد العباب المزبد
يدعون عبد مناف في حافاته *** و إذا يصاح بحارث لم يقعد
يتناسخون أثيل مجد قادم *** و حديث مجد ليس بالمتردد
فدعوت هالة فاتخذت خيارهم *** نسبا و قلت لمن يقاسمني: زد
و تناضلت تيم على أحسابها *** فأخذت أكرمهم برغم الحسد
من حيث شئت أتيتهم من هاهنا *** و هناك عود بدي و إن لم أبتد
أدعو بريطة إن دعوت و دونها *** بنت المصدق بالنبي المهتدي
و تطاولت مخزوم حتى أشرفت *** للناس من (1) متغور أو منجّد
يتأملون وجوه غرّ سادة *** ورثوا (2) المكارم سيدا عن سيّد
في منتهى الشرف الذي ما فوقه *** شرف و ليس (3)[أثيله] بمولّد
فدعوت عمرانا أبا فأجابني *** نسبا و شجت إليه غير المسند (4)
و إذا عدي خاطرت في مشهد *** طمت غواربها و إن لم تحشد
فأتيت أسألهم لمرة خطها *** من كل مكرمة لهم أو مولد
و ابنا هصيص و اللذان كلاهما *** في منتهى الشرف القديم المتلد (5)
و إذا انتميت لعامر لم أنتحل *** و شركت في عرنينها (6) و الأسعد
ص: 258
و إذا دعوت محاربا أو حارثا *** دفعا بكل خميلة أو فدفد
فنزلت من أحمائهم بحفيظة *** و قعدت من أحسابهم في مقعد
و إذا تكون لمعشر أكرومة *** أضرب بسهم قرابة لم تبعد
فأحوز حوزهم بغير تنحّل *** و أكون وسطهم و إن لم أشهد
و علت عروق بني الزبير من الثرى *** حتى رجعن إلى جمام المورد
فمتى تقاسمنا قريش مجدها *** نهتل و لا نكتل بصاع المبدد
و متى نهب بكريمة من معشر *** تلق المراسي عندنا و تمهّد
صدقاتها أحسابنا و فوائد *** من طيب مكسبة عطاء الأوحد
أخبرنا أبو الحسن المالكي، نا و أبو منصور المقرئ، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا الأزهري.
ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري.
قالا: أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم قال نا محمد بن سعد:
مصعب بن عبد اللّه بن مصعب بن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير بن العوّام، يكنى أبا عبد اللّه، نزل بغداد - زاد الجوهري: و روى عن مالك بن أنس الموطّأ، و روى عن الدراوردي، و إبراهيم بن سعد، و عبد العزيز بن أبي حازم، و عن أبيه و غيرهم، ثم اتفقا فقالا:- و كان إذا سئل عن القرآن يقف، و يعيب من لا يقف، و توفي ببغداد في شوال سنة ست و ثلاثين و مائتين.
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين، و ابن النرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (2):
مصعب بن عبد اللّه بن مصعب بن ثابت بن [عبد اللّه بن] (3) الزبير بن العوّام القرشي المدني عن أبيه.
ص: 259
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):
مصعب بن عبد اللّه الزبيري، و هو ابن عبد اللّه بن مصعب بن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير، روى عن مالك، و ابن أبي حازم، و عبد العزيز بن محمّد، و إبراهيم بن سعد، و أبيه، و بشر بن السّري، سمعت أبي يقول ذلك.
قال أبو محمّد: روى عنه أبو زرعة.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:
أبو عبد اللّه مصعب بن عبد اللّه بن مصعب بن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير بن العوّام.
قرأت على أبي الفضل أيضا، عن محمّد بن أحمد الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال:
أبو عبد اللّه مصعب بن عبد اللّه بن مصعب بن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو عبد اللّه مصعب بن عبد اللّه بن مصعب بن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير بن العوّام، سكن بغداد، سمع مالك بن أنس، و إبراهيم بن سعد الزهري (2)،روى عنه الذهلي، و أبو جعفر الدارمي، كنّاه لنا الثقفي.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو منصور محمّد بن عبد الملك قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):
مصعب بن عبد اللّه بن مصعب بن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير بن العوّام أبو عبد اللّه
ص: 260
الزبيري المدني عم الزبير بن بكّار، سكن بغداد، و حدّث بها عن مالك بن أنس، و عبد العزيز [الدراوردي، و الضحاك بن عثمان، و إبراهيم بن سعد، و عبد العزيز] (1) بن أبي حازم (2)و غيرهم.
كتب عنه يحيى بن معين، و أبو خيثمة، و روى عنه الزبير بن بكّار، و أحمد بن أبي خيثمة، و إبراهيم الحربي، و صالح جزرة، و موسى بن هارون، و محمّد بن موسى البربري، و يعقوب بن سفيان (3) المطوّعي، و عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و أبو القاسم البغوي، و كان عالما بالنسب، عارفا بأيّام العرب.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عبد اللّه الطوسي، نا الزبير بن بكّار قال:
و كان مصعب بن عبد اللّه وجه قريش علما، و مروءة و شرفا، و بيانا، و جاها، و قدرا و له، يقول عبد اللّه بن عمرو بن أبي صبح المزني:
و قد علمت ألا و اللّه يعلمه *** ما قلت زورا و لا من شيمتي الملق
إني لأحبس نفسي و هي صادية *** عن مصعب و لقد بات لي الطرق
دعوى (4) عليه كما أدعى على هرم *** قبلي زهير و فينا ذلك الخلق
مدح الكرام و سعى في مسرّتهم *** ثم الغني و يد الممدوح تندفق
و قال ابن أبي صبح أيضا:
قالت شميسة إذ قامت تودعني *** -و الدّمع يجري على الخدين أسلاكا-
لا يلهينك عنّا بعد فرقتنا *** بعد المزار و إنّ صاحبت أملاكا
لو كنت أنساكم يوما نسيتكم *** إذ قال لي مصعب لو شئت أجراكا
خطان في شبر قرطاس يطير به *** متى جرى و تمضي قلت كلاّكا
لا بدّ من نظرة أشفي بها كبدي *** من أم عمرو قليلا ثم ألقاكا
دع عنك ما فات و اكس الرحل *** مغتربا أعطاكه مصعب أيام الفاكا
ص: 261
عار جناحك قد خصّت قوادمه *** قد عضّك الدّهر عضّات و أدماكا
يا ذا الندى ليس لي في غيركم و طر *** أغنيتني بالغنا و اللّه أغناكا
إن امتدحكم فخير القول مدحكم *** و قد ينال بغير المدح جدواكا
يا أوسع الناس فضلا بعد والده *** إن تعط خيرا فإن اللّه أعطاكا
مجدا نطأطأ عنه كل ذي شرف *** فيمنع الناس أن يجروا بمجراكا
مدّ ابن اسما كفيه بمكرمة *** و ابن الرباب فقالا: مصعب هاكا
أنت ابننا ما اجتمعنا قط في رجل *** فيستطيع له الساعون إدراكا
ثم الأمير أدام اللّه صالحه *** نعم المبوى بحمد اللّه بواكا
رقاك في المجد حتى نلت ذروته *** فمن بغاك محل النجم وافاكا
أخبرنا أبو الحسن المالكي، و أبو منصور المقرئ، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أخبرني الأزهري، أنا أحمد بن إبراهيم، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار قال:
و كان مصعب بن عبد اللّه وجه قريش، مروءة، و علما، و شرفا، و بيانا، و جاها، و قدرا.
قال الزبير: و كان أبو غزية محمد بن موسى الأنصاري كثيرا ما يجلس إليّ ، فجلس إليّ ليلة بين المغرب و العشاء الآخرة في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - و هو إذا ذاك قاض - فتحدثنا إلى أن ذكر الشعر فقال لي: ابن أبي صبح أشعر الناس حين يقول لعمك:
فما عيشنا إلاّ الربيع و مصعب *** يدور علينا مصعب و ندور
و في مصعب إن غبنا القطر و الندى *** لنا ورق معرورق و شكير
متى ما يرى (2) الراءون غرة مصعب *** ينير بها إشراقه فتنير
يروا ملكا كالبدر إما فناؤه (3) *** فرحب و إما قدره فكبير
له نعم من عدّ قصّر دونها *** و ليس بها عما تريد قصور
عددنا فأكثرنا و مدت فأكثرت *** فقلنا كثير طيب و كثير
لعمري لئن عددت نعماء مصعب *** لأشكرها إني إذا لشكور
ص: 262
و له يقول أيضا ابن أبي صبح [المزني:]
إذا شئت يوما أن ترى وجه سابق *** بعيد المدى (1) فانظر إلى وجه مصعب
ترى وجه بسام أغرّ كأنما *** تفرج تاج الملك عن ضوء كوكب
فتى همّه أن يشتري الحمد بالندى *** فقد ذهبت أخباره كل مذهب
مفيد و متلاف كأن نواله *** علينا نجاء العارض المتنصب (2)
أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي العباس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا الحسين بن علي الصيمري، نا علي بن الحسن الرازي، أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا أحمد بن أبي خيثمة قال: أبو عبد اللّه مصعب بن عبد اللّه، كتب عنه أبي، و يحيى بن معين.
أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم (4)،أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إليّ قال: كتب أبي و يحيى بن معين جميعا عن مصعب - يعني - الزبيري، و نظرا في حديثه، و حدّث عنه أبي.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر (5)،أنا البرقاني، أنا أحمد بن محمّد بن حسنويه، أنا الحسين بن إدريس، نا سليمان بن الأشعث، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: مصعب الزبيري مستثبت.
قال (6):و أنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصيرفي، قال: سمعت أبا العباس محمّد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بن محمّد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين، و ذكر النسب، فقلت: إنما أخذه الزبيري عن الواقدي، فقال يحيى: الزبيري عالم بالنسب،- يعني مصعبا-.
ص: 263
قال (1):و أنا أبو حازم العبدوي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، نا قاسم السّيّاري - بمرو (2)-حدّثنا عيسى بن محمّد بن عيسى، نا العبّاس بن مصعب بن بشر قال:
مصعب بن عبد اللّه بن مصعب بن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير قد أدركته ببغداد، و هو أفقه قرشي في النسب.
قال (3):و أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا هبة اللّه بن محمّد بن حبش الفراء، نا أبو جعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبة.
قال: و أنا علي بن أحمد الرزاز، نا أحمد بن سلمان النّجّاد، نا محمّد بن عثمان قال:
سألت يحيى بن معين عن مصعب الزبيري ؟ فقال: ثقة.
قال (4):و أنا الحسن بن محمّد الخلاّل، قال: قال أبو الحسن الدارقطني: مصعب بن عبد اللّه الزبيري ثقة.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن راشد، قال: اختلف ما بين أبي بكر بن عبد اللّه بن مصعب، و بين أخيه مصعب بن عبد اللّه فدخلت يوما على مصعب بن عبد اللّه فوجدته يقول:
أ يزعم أقوام رموه بظنّة *** بأن سوف تأتيني عقاربه تسري
و ودّ رجال لو تمادت بنا الخطى *** إلى الغيّ أو يلقى علانية تجري
أبت رحم أطّت لنا مرجحنّة *** أما في العدى و الكاشح الحسك الصّدر
فقل لوشاة النّاس لن تذهب الرّقى *** و لا عاقدات السّحر ودّ أبي بكر
قال: فترويتها، ثم خرجت حتى استأذنت على أبي بكر، فحدّثته عن مدخلي على أخيه مصعب، و أنشدته شعره هذا، فرقّ و بكى حتى نشّف دموعه بمنديل، و أمرني فجئته به، فكان ذلك صلح بينهما.
قال: و نا الزبير، حدّثني عبد اللّه بن عمرو بن أبي صبح المزني، قال:
ص: 264
لما استعمل عبد اللّه بن مصعب على اليمن قال لي مصعب بن عبد اللّه: امض معنا إلى صنعاء، فقلت له: لم أعلم أهلي ذلك، فقال: ترسل رسولا، و تكتب معه بحاجتك، و تمضي معنا، و تكفاهم، فقلت له: لا بدّ من مطالعتهم، ثم ألحقكم، فهو حين قلت هذه القصيدة، ثم قدمت عليهم صنعاء، فأنزلني عبد اللّه بن مصعب معه في دار الإمارة، و أجرى عليّ خمسين دينارا في كل شهر، و أكرمني، ثم عرضت فشكوت ذلك إليه، و استأذنته في الانصراف، فأذن لي، و أعطاني خمس مائة دينار، و كساني كسوة فاخرة من عصب اليمن، و أمرني فدخلت على نجائبه فاخترت منها نجيبا (1) مهريا (2)،و انصرفت سالما غانما إلى أهلي.
فقال ابن أبي صبح يمدحه:
إذا رفعت أجراسه السّتر و استوى *** على ظهر مصفوف عليه النمارق
بدا ملك في صورة البدر طالعا *** فيا لك حسنا زيّنته الخلائق
خلائق أحرار الملوك و نورها *** يلوح عليه نظمها المتناسق
فتى لم تفته خطّة تجمع التّقى *** إلى المجد إلاّ ضمّها فهو رائق
فنحن بحمد اللّه في فضل مصعب *** لنا صائح من ذي تلاه و عابق
سيبلغ عني مصعبا غير باعد *** مدائح تذروها الرياح الزّواعق
جزى بالإله إن شكرتها *** شكرت عظيما لم تصفه المناطق
أ لم تلقني ذا خلة فاصطفيتني (3) *** و أطلقت مالي و هو في الرّهن عالق
و أنقذتني من لجّة الدّين بعد ما *** غرقت، و عاشر لجّة الدّين غارق
و أغنيتني عمّن سواك و أنبتت *** رياحك ريشي و التجا (4) الدّوافق
و أسبلت إسبال الربيع و أخصبت *** رياضك للجادين و اللّه رازق
فأقسم لا أحصي الذي فيك مادح *** بمدح و لكني خروق مخارق
و لا خفت إلا الكاشحين ملمّة *** عليك و لكني بذي العرش واثق
ص: 265
و لا ضنّ نصحا عنك بالغيب مؤمن *** تقيّ و لا عاداك إلاّ منافق
قال: و نا الزبير، قال: و أنشدني عدي بن عبد اللّه بن عمرو بن أبي صبح المزني لأبيه يمدح مصعب بن عبد اللّه بن مصعب حين أجمع المسير إلى اليمن لميعاده مصعبا أن يطلع أهله ثم يأتيه بصنعاء اليمن فقال:
تقول ابنة الزيدي أصبحت وافدا *** على ملك أيّ الملوك تريد؟
فقلت لها مستورد حوض مصعب *** فقالت و أنّى و المسير بعيد
فقلت لها: لو كنت في سجن عارم *** بدمياط قد شدّت عليّ قيود
لسارت إليه مدحة مزنية *** يلذّ بها في المنشدين نشيد
أرى الناس فاضوا ثم غاصوا و مصعب *** على العهد يعطي بحره و يزيد
إذا صدرت بالحمد عن حوض مصعب *** وفود و حلت بعد ذاك وفود
تهلّل فياض الندى عاجل القرى *** إذا انهل و هنا قطقط (1) و جليد
أقول لمغتاظ عليّ كأنما *** بليته حامي السنان حديد
تبرد بعيبي في الخلاء فإنه *** نفى العيب عني مشهد و حدود
و ثغرة أملاك تنحيت نوءها *** و أسقيتها و الحاسدون شهود
تعلقت الحساد فيها و ما به *** فلم يبق إلاّ أن يموت حسود
قال: و نا الزبير، قال: و له أيضا - يعني ابن أبي صبح - يمدحه:
إن الحواريّ و الصدّيق و ابنهما *** دعائم الدين إذا (2) شدت له الدعم
و ثابتا ذا اليدين و المصعبين معا *** و ذا اليمينين عبد اللّه بعدهم
شدوا عرى مصعب في كل مكرمة *** و علموه من الخيرات ما علموا
فهو الكريم ملاقاة و مختبرا *** و ابن الكرام إذا ما حصّل الكرم
رحب الفناء رخي الباع محتمل *** للمضلعات إذا اشتدت بنا (3) الأزم
لا تنكر العود منه أن يضر بها *** و لا العشار إذا أضيافه قدموا
و لا يبالي و إن كانت ممانحة *** أن يخضب السيف من أنسائهن دم
ص: 266
يا ذا الندى و الذي حج الحجيج له *** هل بعد هذا على ذي محنة قسم
لئن نشرت ثناء لا خفاء به *** لقد بسطت عطايا ما لها قيم
ذقنا الثناء فلم قالوا الجزاء به *** و قد جهدنا و ما في نصحنا وحم
لن ينفذ القول ما أسديت من حسن *** يا بن الحواري حتى ينفذ الكلم
و لا تزال بخير ما بقيت لنا *** تمت علينا بك الآلاء و النعم
و قال ميمون بن مالك الخضري يمدحه:
وجدنا بني آل الزبير كما مضى *** أبو وجرة الماضي بكم كان أعلما
إذا معشر قالوا الطفاف فجارهم *** ركمتم على المكيال كيلا غذمذما
إذا مصعب أبدى لك الباب وجهه *** جلا وجهه عنك الظلام فأنجما
و قال أيضا يمدحه:
مرض الردى فقال لي حين اشتكى *** لأبا لغيرك أدنني من مصعب
فلقد رقعت بي الرقاع كما ترى *** و أنجبت (1) منك عن القرى و المنكب
و قال حماس بن الأبرش الكلابي المقعد يمدحه:
سيأتي ابن عبد اللّه أجود مدحتي *** و أهدى له منها ردءا محبّرا
يزين بأرض البدو حين أشيعه *** و يبلغ من آل الخليفة عسكرا
فتى من بين العوام لم يرضع الخنا *** و لم يك جدراه عن المجد قصرا
قتيل حياء لا قتيل مدامة *** تعطف من طيب الثناء و تازرا
فتى لا يبالي بعد حمد يصيبه *** أ أقبل ما فوق الخوان أم ادبرا
فيا مصعب ابن المصعبين كليهما *** و من يلد الفخر على الناس مفخرا
وجدتك أنت الفرع من آل غالب *** و إذا خيرت كنت الفتى المتخيرا
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا - و أبو منصور بن خيرون أنا - أبو بكر الخطيب (2)، أخبرني الأزهري، أنا أحمد بن إبراهيم.
ح و أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه قالا: أنا أبو (3) جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص.
ص: 267
قالا: نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار قال: و توفي مصعب بن عبد اللّه ليومين خلوا من شوال سنة ست و ثلاثين و مائتين، و هو ابن ثمانين سنة.
قرأت (1) على أبي محمد السلمي، عن أبي محمد التميمي، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال:
[سنة ست و ثلاثين و مائتين فيها مات مصعب بن عبد اللّه الزبيري في شوال] (2)(3).
أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه قالا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أحمد، نا الزبير قال: و قال أحد بني أبي بكر بن عبد اللّه بن مصعب يبكي مصعب بن عبد اللّه بن مصعب:
و نائحة بشر (4) الرّزية موهنا *** فقلت لها إن الرزية مصعب
هو المرء لا يشقى به الحق إن طرأ *** و يعر (5) واحداه الطارق المتاوب
فلو كان من رضوى لسهّل و عرها *** و من كبكب أنحى إلى السهل كبكب
و لو كان من لبنان نال لهاضه *** و زلزل من لبنان فرع و منكب
و لكننا قوم أمر مريرنا *** على الصبر و التقوى أعف و أقرب
و ما كنت أشريه بفرع قبيلة *** و لو أنبوه ما استطاعوا و أطنبوا
يفيض إذا غاضوا و يصفو إذا قذوا *** و يخصب معناه إذا الحي أجدبوا
و إن قال ابرى قوله باطن الجوى *** و يفعل فعلا ليس ما يتعقب
ننال بأدنى رأيه غاية الندى *** و يفرج غماها إذا الناس أصعبوا
فدينا الذي لو سرت في الأرض تبتغي *** له شبها أعيا الذي تتحسب
أصيب به الأحياء طرّا بأسرها *** و أصبح أهل اللّه فجع فأوعبوا
و هي أكثر من هذا.
من وجوه خراسان.
أوفده قتيبة بن مسلم أمير خراسان على سليمان بن عبد الملك ليقرّه على ولايته.
ص: 268
حكى عن سليمان، و عمر بن عبد العزيز، و قتيبة.
حكى عنه عوانة بن الحكم الاخباري، و غيره.
ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط أبو الفضل البكري (1)
من وجوه أهل العراق.
كان من أصحاب علي بن أبي طالب، و ولي أردشيرخرّه (2) من قبل ابن عباس، و عتب علي عليه في إعطاء مال الخراج لمن يقصده من بني عمه، و قيل لأنه فدى نصارى بني ناجية بخمس مائة ألف، فلم يردّها كلها.
و وفد على معاوية.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي بن كرتيلا، أنا أبو بكر محمّد بن علي المقرئ الخيّاط ، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه السوسنجردي، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمّد الكاتب، أنا أبي، أنا محمّد بن مروان السعيدي (3)،حدّثني محمّد بن أحمد الخزاعي، حدّثني جدي - و هو سليمان بن أبي شيخ - عن محمّد بن الحكم، عن عوانة في حكاية ذكرها، و سقتها في ترجمة زياد (4) قال:
و خرج زياد من القلعة حتى قدم على معاوية فصالحه على ألفي (5) ألف، ثم أقبل فلقيه مصقلة بن هبيرة وافدا إلى معاوية في الطريق فقال: يا مصقلة متى عهدك بأمير المؤمنين ؟ قال: عاما أول، قال: كما أعطاك ؟ قال: عشرين ألفا، قال: فهل لك أن أعطيكها على أن أعجل لك عشرة آلاف و عشرة آلاف إذا فرغت على أن تبلغه كلاما؟ قال: نعم، قال: قل له:
إذا انتهيت إليه أتاك زياد و قد أكل برّ العراق و بحره، فخدعك، فصالحته على ألف ألف، و و اللّه ما أرى الذي يقال إلاّ حقا، قال: نعم، ثم أتى معاوية فقال له ذلك، فقال له معاوية:
و ما يقال يا مصقلة ؟ قال: يقال إنه ابن أبي سفيان، فقال معاوية: و إنّ ذلك ليقال ؟ قال: نعم،
ص: 269
قال أبى قائلها إلاّ إثما (1) فزعم أنه نقد مصقلة العشرة آلاف الأخرى بعد ما ادّعاه معاوية.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا الحميدي، نا سفيان، نا عمّار قال:
كانت الخوارج تقول: إنّ عليا سبى المسلمين، فلم يكن أحد أدرك عليا و لا ذلك إلاّ أبو الطفيل، قال: فلمّا قدمت سألت أبا الطفيل، فقال: إنّ عليا لم يسب مسلما، إنّ عليا سبى بني ناجية، و كانوا نصارى أسلموا ثم ارتدوا عن الإسلام، و رجعوا إلى النصرانية، فقتل عليّ مقاتلتهم، و سبى ذراريهم، و باعهم من مصقلة بن هبيرة بمائة ألف، فأعطاه خمسين ألفا، و بقيت عليه خمسون، فأعتقهم مصقلة، و لحق بمعاوية فأجاز عليّ عتقهم.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني الحافظ ، أنا أبو عمرو بن حمدان، نا الحسن بن سفيان، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا عبد الرحيم بن سليمان، عن عبد الملك بن سعيد بن حمان عن عمّار الدوسي، حدّثني أبو الطفيل قال:
كنت في الجيش الذي بعثهم علي بن أبي طالب إلى بني ناجية قال: فانتهينا إليهم، فوجدناهم على ثلاث فرق، قال: فقال أميرنا لفرقة منهم: ما أنتم ؟ قالوا: نحن قوم كنا نصارى فأسلمنا فثبتنا على إسلامنا، قال: ثم قال الثانية: من أنتم ؟ قالوا: نحن قوم كنا نصارى فثبتنا على نصرانيتنا، قال الثالثة: من أنتم ؟ قالوا: نحن قوم كنا نصارى فأسلمنا فرجعنا، فلم نر دينا أفضل من ديننا فتنصرنا، فقال لهم: أسلموا، فأبوا، فقال لأصحابه: إذا مسحت رأسي ثلاث مرات فشدّوا عليهم، ففعلوا، فقتلوا المقاتلة، و سبوا الذراري، فجيء بالذراري إلى عليّ ، و جاء مصقلة بن هبيرة فاشتراهم بمائتي ألف، فجاء بمائة ألف إلى عليّ ، فأبى أن يقبل، فانطلق مصقلة بدراهمهم و عمد مصقلة إليهم، فأعتقهم و لحق بمعاوية، فقيل لعلي: أ لا تأخذ الذرية ؟ فقال: لا، فلم يعرض لهم.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب (2) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا أحمد بن
ص: 270
سليمان، نا محمّد بن عبيد، نا العلاء بن راشد، عن زيد بن عبيد أبي حاتم قال: مرّ بنا علي ابن أبي طالب، و هو يدعو اللّه على مصقلة بن هبيرة، و قد هدم داره.
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، نا أبو جعفر الطبري قال (1):ذكر هشام بن محمّد عن أبي مخنف، حدّثني الحارث بن كعب، عن عبد اللّه ابن فقيم قال:
ثم إنه - يعني - معقل بن قيس أقبل بهم - يعني - نصارى بني ناجية حتى مرّ بهم على مصقلة بن هبيرة الشيباني، و هو عامل [عليّ ] (2) على أردشيرخرّه، و هم (3) خمس مائة إنسان، فبكى النساء و الصبيان، و صاح الرجال: يا أبا الفضل، يا حامي الرجال، و مأوى المعصب (4)،و فكاك العناة، امنن علينا، و اشترنا فأعتقنا، فقال مصقلة: أقسم باللّه لأتصدّقنّ عليكم، إنّ اللّه يجزي المتصدقين، فبلّغنا عنه عليّ ، فقال: و اللّه لو لا أنّي أعلمه قالها توجعا لهم لضربت عنقه، و لو كان في ذلك تفاني تميم و بكر بن وائل، ثم إنّ مصقلة بعث ذهل بن الحارث الذّهلي إلى معقل بن قيس، فقال له: بعني بني ناجية، فقال: نعم، أبيعكهم بألف ألف، فأبى عليه، فلم يزل يراوضه حتى باعهم بخمس مائة ألف (5)،و دفعهم إليه، و قال له:
عجّل بالمال إلى أمير المؤمنين، فقال له: أنا باعت الآن بصدر ثم أبعث بصدر آخر، ثم كذلك حتى لا يبقى منه شيء إن شاء اللّه، و أقبل معقل بن قيس إلى أمير المؤمنين، فأخبره بما كان منه، فقال له: أحسنت و أصبت.
و انتظر عليّ مصقلة أن يبعث إليه بالمال، فأبطأ به، و بلغ عليا أنّ مصقلة خلّى سبيل الأسارى، و لم يسألهم أن يعينوه في فكاك أنفسهم بشيء، فقال علي: ما أظن مصقلة إلاّ و قد يحمل حمالة، لا أراكم إلاّ سترونه عن قريب منها ملبّدا، ثم إنه كتب إليه:
أما بعد، فإنّ من أعظم الخيانة خيانة الأمة، و أعظم الغش على [أهل] (6) المصر غش الإمام، و عندك من حقّ المسلمين خمس مائة ألف، فابعث بها إليّ ساعة يأتيك رسولي و إلاّ
ص: 271
فأقبل حين تنظر في كتابي، فإنّي قد تقدّمت إلى رسولي إليك ألاّ يدعك تقيم ساعة واحدة بعد قدومه عليك إلاّ أن تبعث بالمال و السلام عليك.
و كان الرسول إليه أبو جرّة الحنفي، فقال له أبو جرّة: إن بعثت بالمال الساعة و إلاّ فأشخص إلى أمير المؤمنين، فلمّا قرأ كتابه أقبل حتى نزل البصرة، فمكث بها أياما، ثم إنّ ابن عباس سأله المال، و كان عمّال البصرة يحملون من كور البصرة إلى ابن عباس، فيكون ابن عباس هو الذي يبعث بها إلى علي، فقال له: نعم، أنظرني أياما، ثم أقبل حتى أتى عليا، فأقره عليّ أياما، ثم سأله المال فأدى إليه مائتي ألف، ثم إنه عجز عنها و لم يقدر عليها.
قال أبو مخنف: و حدّثني أبو الصلت الأعور، عن ذهل بن الحارث، قال: دعاني مصقلة إلى رحله، فقدّم عشاؤه فطعمنا منه، ثم قال: و اللّه إنّ أمير المؤمنين ليسألني هذا المال و ما أقدر عليه، فقلت: و اللّه لو شئت ما مضت عليك (1) جمعة حتى تجمع هذا المال، فقال لي: و اللّه ما كنت لأحمّلها قومي و لا أطلب فيها إلى أحد، ثم قال: أما و اللّه لو أن ابن هند هو طالبني بها أو ابن عفّان لتركاها لي، أ لم تر إلى ابن عفّان حيث أطعم الأشعث من خراج أذربيجان مائة ألف في كل سنة، فقلت له: إنّ هذا (2) لا يرى ذاك الرأي، لا و اللّه ما هو بتارك (3) شيئا، فسكت ساعة، و سكت عنه، فلا و اللّه ما مكث إلاّ ليلة واحدة بعد هذا الكلام حتى لحق بمعاوية، و بلغ ذلك عليا، فقال: ما له، يرحمه اللّه، فعل فعل السيد، و فرّ فرار العبد، و خان خيانة الفاجر، أما أنه لو أقام فعجز ما زدنا على حبسه، فإن وجدنا له شيئا أخذناه، و إن لم نقدر على مال تركناه، ثم سار عليّ إلى داره فهدمها، و كان أخوه نعيم بن هبيرة شيعيا، و لعلي مناصحا، فكتب إليه مصقلة من الشام مع رجل من النصارى من بني تغلب يقال له حلوان:
أما بعد، فإنّي قد كلّمت معاوية فيك، فوعدك الإمارة، و منّاك الكرامة، فأقبل إليّ ساعة يلقاك رسولي إن شاء اللّه و السلام عليك.
فيأخذه مالك بن كعب الأرحبي (4) فيسرحه إلى علي، فأخذ كتابه، فقرأه فقطع يده، فمات، و كتب نعيم إلى مصقلة:
ص: 272
لا ترمينّ هداك اللّه معترضا *** بالظنّ منك فما بالي و حلوانا
ذاك الحريص على ما نال من طمع *** و هو البعيد فلا يحزنك إن خانا
ما ذا أردت إلى إرساله سفها *** ترجو سقاط امرئ لم يلف و سنانا
حتى تقحّمت أمرا كنت تكرهه *** للراكبين له سرّا و إعلانا
عرّضته لعليّ إنه أسد *** يمشي العرضنة (1) من آساد خفّانا
قد كنت في منظر عن ذا و مستمع *** تحمي العراق و تدعى خير شيبانا
لو كنت أدّيت مال القوم (2) مصطبرا *** للحقّ أحييت أحيانا و موتانا
لكن لحقت بأهل الشام ملتمسا *** فضل ابن هند و ذاك الرأي أشجانا
فاليوم تقرع سنّ العجز (3) من ندم *** ما ذا تقول و قد كان الذي كانا
أصبحت تبغضك الأحياء قاطبة *** لم يرفع اللّه بالبغضاء إنسانا
فلما وقع الكتاب إليه علم أنه (4) قد هلك، و لم يلبث التغلبيون إلاّ قليلا حتى بلغهم هلاك صاحبهم حلوان، فأتوا مصقلة، فقالوا: إنّك بعثت صاحبنا فأهلكته، فإمّا أن تحييه و إما تديه، قال: أما أن أحييه فلا أستطيع، و لكن سأديه؛ فوداه.
و بلغني أن مصقلة قال في ذلك:
لعمري لئن عاب أهل العراق *** عليّ انتعاشي بني ناجية
لأعظم من عتقهم رقّهم *** و كفى بعتقهم عالية
و زايدت فيهم لإطلاقهم *** و غاليت إنّ العلى عالية
ثم إنّ معاوية بعد ذلك ولّى مصقلة طبرستان، و بعثه في جيش عظيم، فأخذ العدو عليه المضايق، فهلك و جيشه، فقيل في المثل: حتى يرجع مصقلة من طبرستان.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسن الحسني، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن الفضل الدهقان المعلم، نا محمّد بن علي بن
ص: 273
السمين، نا محمّد بن زيد الرطاب، نا إبراهيم بن محمّد الثقفي الأصبهاني، نا أبو الوليد الضبي، نا أبو بكر الهذلي.
قال الحسني: و نا محمّد بن جعفر بن محمّد التميمي النحوي، أنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي - إجازة - نا محمّد بن زكريا، و كتبه لي بخطه، حدّثني محمّد بن جعفر الحارثي، حدّثني الهيثم بن عدي، فذكر حديثا في مفاخرة أبي بكر الهذلي بأهل البصرة، و عبد اللّه بن عياش بأهل الكوفة بين يدي أبي العباس السفاح، فكان فيما ذكره عن ابن عياش أنه قال لأبي بكر: و العجب لفخرك بمسمع بن مالك في بكر بن وائل على مصقلة بن هبيرة، و قد [أقرّ له] (1) بين يدي علي بن أبي طالب بشرفه و فضله عليهم عدّة من أهل السؤدد و الشرف من ربيعة منهم: خالد بن معمّر، و شقيق بن ثور، و ابن منجوف - يعني - سويدا، و حريث بن جابر، و الحضين (2) بن المنذر، و حسان بن محموح (3)،و هو الذي يقول فيه حضين بن المنذر:
و كنت إذا ما ناب أمر كفيته *** ربيعة طرّا غائبين و شهدا
تدافع عنهم كلّ يوم كريهة *** صدور العوالي و الصفيح المهنّدا
تناديك للعلياء بكر بن وائل *** فتبني لها في كلّ نازلة يدا
و كنت أقلّ الناس في الناس لأمة *** و أكثرهم في الناس خيرا معدّدا
تخفّ إلى صعلوكها و تجيبه *** و معدود أفعال بها كنت سيدا
و مصقلة بن هبيرة المميز على أهل البصرة بإعتاق ذراريهم.
قال الحسني: قد دخل حديث أحدهما في الآخر (4).
أخبرنا (5) أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن (6) السيرافي، أنا أحمد بن
ص: 274
إسحاق النهاوندي، أنا أحمد بن عمران الأشناني، نا موسى بن زكريا التستري، نا خليفة بن خيّاط (1)،نا حاتم بن مسلم قال:
بعث الضحاك بن قيس - يعني: الفهري، إذ كان على الكوفة - مصقلة بن هبيرة الشيباني إلى طبرستان، فصالح أهلها على خمس مائة ألف درهم، وزن خمسة و مائة طيلسان، و ثلاثمائة رأس.
أخبرنا أبو العزّ السّلمي، فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إيّاه و قال اروه عني، أنا محمّد ابن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (2)،نا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي الدنيا، نا أبو هشام، عن أبيه، عن محمّد بن المطلب بن ربيعة قال:
لما مرض معاوية أرجف به مصقلة البكري، ثم قدم عليه و قد تماثل، فأخذ معاوية بيده فقال:
أبقي الحوادث من خليلك *** مثل جندلة المراجم
قد رامني الأقوام قبلك *** فامتنعت من المظالم
فقال مصقلة: يا أمير المؤمنين، قد أبقى اللّه منك ما هو أعظم من ذلك: حلما، و كلأ، و مرعى لأوليائك، و سمّا ناقعا لعدوك، كانت في الجاهلية، و أبوك سيّد المشركين، و أصبح الناس مسلمين، و أنت أمير المؤمنين.
و في غير هذه الرواية: قال ابن أبي الدنيا: و أخبرني غير سليمان: أن معاوية وصله، و انصرف إلى الكوفة، فقيل له: كيف تركت معاوية ؟ قال: زعمتم أنه لما به، و اللّه لغمز يدي غمزة كاد يحطمها، و جبذني جبذة كاد يكسر مني عضوا.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، أنا علي بن محمد عن مسلمة ابن محارب قال:
مرض معاوية، فأرجف به مصقلة بن هبيرة و ساعده قوم على ذلك، ثم تماثل معاوية
ص: 275
و هم يرجفون به، فحمل زياد مصقلة إلى معاوية و كتب إليه مصقلة: كان يجمع مراقا من مراق أهل العراق، فيرجعون بأمير المؤمنين، و قد حملته إليك ليرى عافية اللّه إياك، فقدم مصقلة، و جلس معاوية للناس، فلما دخل مصقلة قال له معاوية: ادن، فدنا، فأخذ بيده، و جبذه، فسقط مصقلة، فقال معاوية:
أبقي الحوادث من خليل *** ك مثل جندلة المراجم
قد رامني الأقوام قبل *** ك فامتنعت من المظالم
فقال مصقلة: يا أمير المؤمنين، قد أبقى اللّه منك ما هو أعظم من ذلك حلما و كلأ و مرعى لأوليائك، و سمّا نافعا لعدوك فمن يرومك كانت الجاهلية، و أبوك سيد المشركين، و أصبح الناس مسلمين و أنت أمير المؤمنين، و أقام مصقلة، فوصله معاوية و أذن له، فانصرف إلى الكوفة، فقيل له: كيف تركت معاوية ؟ قال: زعمتم أنه لما به، و اللّه لغمز يدي غمزة كاد يحطمها، و جبذني جبذة كاد يكسر مني عضوا.
قرأنا على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن قرة، عن عاصم بن الحسن العاصمي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن صالح القرشي، حدّثني عون بن كهمس القيسي، حدّثني أبي قال:
أتت ابنة النعمان مصقلة بن هبيرة، و قد قدم من أصبهان بمال، فبكت فقال: ما يبكيك ؟ أ لم نحسن نزلك ؟ قالت: بلى، و لكن بكيت من غير ذلك، قال: ذكرت مالك و أبيك و ما كنت فيه ؟ قالت: لا، قال: فما يبكيك ؟ قالت: لما أرى بك من الحبرة و ليس من حبرة إلاّ ستعقبها عبرة.
و بلغني أنّ معاوية ولّى مصقلة (1) طبرستان.
فأخبرني أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - أن عبد العزيز بن أحمد أجاز لهم، أنا عبد الوهّاب بن جعفر، أنا محمّد بن عبد اللّه الربعي، أنا عبد اللّه بن أحمد الفرغاني، نا محمّد بن جرير (2)،أخبرني أحمد (3) بن زهير، عن علي بن محمّد، عن كليب بن خلف قال:
ص: 276
ثم غزا مصقلة خراسان أيام معاوية في عشرة ألف و أصيب و جنده (1) بالرويان (2)،و هي متاخمة طبرستان، فهلكوا في وادي (3) من أوديتها، أخذ العدو بمضائقة، فقتلوا جميعا، فهو يسمى وادي مصقلة.
قال: و كان يضرب به المثل، يعني كان يقال: حتى يرجع مصقلة من طبرستان، و اللّه أعلم.
[ذكر من اسمه] [مضارب] (4)
7451 - مضارب بن حزن أبو عبد اللّه التميمي المجاشعي البصري (5)
حدّث عن أبي هريرة، و معاوية، و أم الدرداء، و مرثد بن ظبيان السّدوسي.
روى عنه: سعيد بن إياس الجريري، و خالد بن سمير السّدوسي، و قتادة بن دعامة.
و وفد على معاوية.
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنا أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد، أنا أبو طاهر بن خزيمة، أنا جدي أبو بكر، نا محمّد بن عبد الأعلى، نا بشر بن المفضّل، نا الجريري، عن مضارب بن حزن، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لا عدوى و لا هامة، و خير الطير الفأل، و العين حقّ »[12110].
قال: و أنا جدي، نا محمّد بن بشّار، حدّثني هشام بن عبد الملك أبو الوليد، نا حمّاد ابن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي عبد اللّه، عن أبي هريرة.
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لا عدوى، و لا طيرة، و لا هام، و خير الطير الفأل، و العين حقّ »[12111].
ص: 277
قال أبو بكر بن خزيمة: أبو عبد اللّه هذا هو الحسري.
[قال ابن عساكر:] (1) كذا قال ابن خزيمة، و قد..... (2) البخاري في تاريخه؛ إلاّ أن أبا عبد اللّه هو مضارب بن حزن.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه ابن أحمد، حدّثني أبي (3)،نا إسماعيل، أنا سعيد الجريري، عن مضارب بن حزن قال: قلت - يعني - لأبي هريرة: هل سمعت من خليلك شيئا تحدّثنيه ؟ قال: نعم، سمعته، ثم قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لا عدوى، و لا هامة، و خير الطير الفأل، و العين حقّ »[12112].
أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا وهب بن بقية، أنا خالد، عن الجريري، عن مضارب، عن أبي هريرة قال:
قلت: هل سمعت من خليلك حديثا يحدّثه ؟ قال: نعم، سمعته صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«لا عدوى و لا طيرة، و خير الطير الفأل، و العين حقّ ، و يوشك الصليب أن يكسر، و يقتل الخنزير، و توضع الجزية»[12113].
أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا أحمد بن إبراهيم العبدي، عن عبيد اللّه بن ثور، حدّثني سعيد بن زيد، عن سعيد الجريري، عن مضارب بن حزن التميمي، قال:
قلنا لمعاوية: كيف وجدتم من أوفدنا إليكم من قرائنا؟ قال: يثنون و يتقفّعون (5)، يدخلون بالكذب، و يخرجون بالغش غير رجل واحد، فإنه رجل نفسه، قلنا: من هو يا أمير المؤمنين ؟ قال: عامر بن عبد قيس.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن -
ص: 278
زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالوا: أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خياط قال (1):
مضارب بن حزن أحد بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح الأشعري قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة، مضارب بن حزن العسرى (2).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، نا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: مضارب بن حزن المازني، سمع من علي، و عثمان، و أبي هريرة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر ابن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا ابن الفهم، قالا: نا محمّد بن سعد (3)،قال في الطبقة الثانية من أهل البصرة: مضارب بن حزن من بني مازن - زاد ابن الفهم: و كان قليل الحديث - روى عن أبي هريرة.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد ابن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (4):
مضارب بن حزن التميمي، سمع أبا هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«لا عدوى و لا طيرة و لا هامة، و العين حق»[12114].
قاله محمّد بن يوسف، نا سفيان، عن الجريري، عن مضارب، و قال موسى بن إسماعيل: عن حمّاد بن سلمة، عن الجريري، عن أبي عبد اللّه، عن أبي هريرة. و يقال:
المدني.
ص: 279
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):
مضارب بن حزن التميمي، روى عن أبي هريرة، و معاوية، روى الثوري عن الجريري عنه، و روي عن حمّاد بن سلمة، عن الجريري عن أبي عبد اللّه، عن أبي هريرة، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:
أبو عبد اللّه مضارب بن حزن التميمي، سمع أبا هريرة، روى عنه الجريري.
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر أحمد بن علي، و أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار، قالا: أنا أبو الفرج الحسين بن علي، نا محمّد بن إبراهيم بن السري، نا عبد الملك ابن بدر بن الهيثم، نا أحمد بن هارون قال:
في الطبقة الثانية من الأسماء المنفردة، و هم التابعون: مضارب بن حزن، روى عنه الجريري، بصري، و قد سمي بهذا الاسم بعده.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي، أنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو عبد اللّه مضارب بن حزن التميمي، و يقال: المازني، سمع أبا هريرة عبد الرّحمن ابن صخر، روى عنه سعيد بن إياس الجريري، حديثه في البصريين.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه، قال (2):
و أما حزن أوله حاء مهملة مفتوحة، ثم زاي ساكنة، و نون: مضارب بن حزن التميمي، سمع أبا هريرة، روى عنه سعيد الجريري.
ص: 280
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر.
قالوا: أنا الوليد، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (1):مضارب ابن حزن، بصري، تابعي، ثقة.
7452 - المضاء بن عيسى الكلاعي الزاهد (4)
كان يسكن راوية (5) من قرى دمشق.
و صحب سليمان الخوّاص.
و حدّث عن شعبة.
روى عنه: القاسم بن عثمان الجوعي، و أحمد بن أبي الحواري، و إبراهيم بن أيوب الحوراني (6)،و عبيد بن عصام الخراساني.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أحمد بن عبد اللّه بن إسحاق، نا الحسين بن أحمد بن مطير، نا أبو جري محمّد بن أحمد بن حمدان القشيري، نا حسين (7) بن الربيع، نا عبيد بن غنام (8) الخراساني، نا مضاء بن عيسى - بالكوفة - عن شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم، و علقمة، و الأسود، عن عبد اللّه بن مسعود قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من ضبط هذا - و أشار إلى لسانه - و هذا - و أشار إلى وسطه - ضمنت له الجنّة» (9)[12115].
ص: 281
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنا محمّد بن يحيى بن إبراهيم، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سمعت أبا جعفر الرّازي يقول: سمعت العباس بن حمزة يقول:
سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول:
مضاء هو ابن عيسى الدمشقي، صحب سليمان الخوّاص.
قال: و أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، قال:
مضاء بن عيسى الشامي من أقران أبي سليمان الدّاراني، و كان من أهل دمشق.
أنبأنا أبو الحسن أيضا، و أبو الأسعد هبة الرّحمن بن عبد الواحد، و أبو المكارم عبد الرزّاق بن عبد اللّه القشيريان، قالوا: أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذّن، قال: مضاء ابن عيسى الشامي من قدماء المشايخ، دمشقي، من أستاذي أحمد بن أبي الحواري، صحب سليمان الخوّاص.
أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر الورّاق، نا أبو الحسن علي بن الخضر بن سليمان السلمي، و نقلته أنا من خطّه، أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، نا محمّد بن عبد اللّه الملطي، نا محمّد بن أبي شيخ، نا الحسن بن عبد اللّه الرافقي (1)،نا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت مضاء بن عبد اللّه (2) يقول:
رحم اللّه أقواما زاروا إخوانهم في قلوبهم بقلوبهم، و هم قيام في محاريبهم.
[قال ابن عساكر:] (3) كذا قال: ابن عبد اللّه.
أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي، أنا أبو علي الأهوازي.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا سهل بن بشر، أنا طرفة بن أحمد، قالا: أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أبو الجهم، نا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت مضاء يقول:
رحم اللّه أقواما زاروا إخوانهم بقلوبهم في قبورهم و هم قيام في ديارهم.
قال: و سمعت مضاء يقول:
ص: 282
لإزالة الجبال من مواضعها أهون من إزالة رئاسة قد ثبتت.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو (1) محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، و عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل بن بشر، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر، قالوا: أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد بن إبراهيم.
و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون.
قالا: أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد، أنا سعيد بن عبد العزيز، قال:
سمعت قاسما الجوعي يقول: سمعت المضاء بن عيسى يقول:
من رجا شيئا [طلبه، و من خاف من شيء - و قال أبو غالب: و من خاف شيئا - هرب منه، و من حب شيئا] (2) آثره على غيره.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا أبو عثمان الحنّاط ، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت مضاء بن عيسى يقول:
حب اللّه يلهمك العمل له بلا دليل يلجئك إليه.
كذا ذكر البيهقي في باب المحبة.
و أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي، أنا أبو سعد علي بن عبد اللّه ابن أبي صادق الحيري، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن باكويه الشيرازي، نا محمّد بن إبراهيم، نا أبو عبد الرّحمن بن الدرفس، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت مضاء بن عيسى يقول:
خف اللّه يلهمك، و اعمل له لا يحوجك إلى دليل.
و أخبرناها أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - و حدّثنا أبو بكر يحيى ابن سعدون بن تمام عنه، أنا أبو الفيض ذو النون بن أحمد بن إبراهيم المصري - بمصر - نا علي بن محمّد بن يزيد الحلبي، نا أحمد بن علي بن العلاء، نا زياد بن أيوب، نا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت مضاء بن عيسى يقول:
ص: 283
خف اللّه يلهمك، و اعمل له لا يلجئك إلى دليل.
أخبرني أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصّمد بن علي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد الواعظ ، أنا أبي أبو الحسن، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن بن الصوّاف، أنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسّان الأنماطي، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت مضاء يقول:
إنما أرادوا بالزهد لتفرغ قلوبهم للآخرة.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم - قراءة - نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن هارون بن الجندي، أنا جمح بن القاسم المؤذّن، نا عبد الصّمد بن عبد اللّه، نا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت مضاء يقول:
يا معشر الفقراء، أعطوا اللّه الرضا من قلوبكم، يثبتكم على فقركم.
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن يحيى السميساطي، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، نا سليمان بن محمّد قال: سمعت القاسم الجوعي يقول: قال لي مضاء بن عيسى:
ما عرف اللّه من عصاه، و لا عرفه من وصفه ببخل.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو الحسن المقرئ، قالا: أنا الحسن بن محمّد، نا أبو عثمان سعيد بن محمّد، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت مضاء بن عيسى يقول:
مثقال (1) من لحم يقسي القلب أربعين صباحا.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد.
ح و أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسن، نا عبد العزيز بن أحمد.
قالا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا الحسن بن حبيب، نا أبو الحسن محمّد بن إسحاق قال: سمعت قاسما - يعني ابن عثمان الجوعي - يقول: قال لي المضاء بن عيسى:
ص: 284
ويحك يا قاسم، إنّما تفاضلوا بالإرادات، لم يتفاضلوا بالصوم و الصلاة.
قال قاسم: و أضفت بالمضاء بن عيسى فأخرج إليّ نصف رغيف عليه نصف خيارة، و قال لي: يا قاسم، كل، إنّ كسب الحلال صعب، من درى كيف يكسب درى كيف ينفق.
7453 - مضرّس بن عثمان الجهني (3)
روى عن: معاوية، و عمرو بن مرة الجهني.
روى عنه: ابناه عمر، و عثمان ابنا مضرّس.
أنبأنا أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (4):
مضرّس بن عثمان الجهني عن معاوية (5)،و عمرو الجهني، روى عنه ابناه: عثمان و عمر.
أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.
ح قال: قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):
مضرّس بن عثمان الجهني، روى عن عمرو بن مرة الجهني، و معاوية، روى عنه ابناه عمر و عثمان، سمعت أبي يقول ذلك.
ص: 285
7454 - مضر بن محمّد بن خالد بن الوليد أبو محمّد الأسدي القاضي البغدادي (3)
حدّث بدمشق و بغداد عن إبراهيم بن المنذر الحزامي (4)،و أبي كامل الجحدري، و أبي سليمان داود بن بلال السعدي، و جعفر بن مهران، و يحيى بن حبيب بن عربي (5)،و عبد الرّحمن بن سلام، و محمّد بن أبان الواسطي، و سعيد بن أبي الربيع السمّان، و زيد بن الحريش، و عمرو بن محمّد الناقد، و هدبة، و طالوت، و أبي الربيع الزهراني، و سعيد بن عبد الجبّار الكرابيسي، و معلل بن نفيل الحرّاني، و قطن (6) بن نسير الغبري، و عبد الرّحمن بن عمرو البجلي (7) الحرّاني، و أبي مروان عبد الملك بن حبيب المصيصي، و يحيى بن معين، و حامد بن يحيى البلخي (8).
روى عنه: يحيى بن محمّد بن صاعد، و محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، و أبو الميمون بن راشد، و عمرو بن دحيم، و أبو القاسم علي بن الحسين بن محمّد بن السفر، و أبو بكر الشافعي، و إبراهيم بن عبد اللّه بن الجنيد، و محمّد بن بكّار بن يزيد السكسكي، و محمّد ابن يوسف بن بشر الهروي، و أبو عوانة الأسفرايني، و أبو عمرو بن السمّاك.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة (9)،نا عبد العزيز بن محمّد، أنا أبو الميمون بن راشد، نا مضر بن محمّد الأسدي، نا إبراهيم بن المنذر، نا بكّار بن محمّد بن كثير، حدّثني موسى بن عقبة، عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص، قالت:
لما قدمت من الحبشة رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و رأيت الخاتم بين كتفيه، فجعلت انظر إليه، فقال:«إيها»، كأنه يقول: كسسه (10)»[12116].
ص: 286
و مما وقع لي عاليا من حديثه ما.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا مضر ابن محمّد الأسدي، نا محمّد بن أبان، نا عمران بن خالد الخزاعي، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين»[12117].
قال: و نا مضر بن محمّد، نا محمّد بن أبان، نا عمران بن خالد، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لا يبل أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسل منه» يعني:
الراكد[12118].
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو الميمون بن راشد، نا مضر بن محمّد أبو محمّد - بدمشق - سنة اثنتين [و سبعين] (1) و مائتين، نا هدبة بن خالد بحديث ذكره.
كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد اللّه، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: مضر بن محمّد بن خلف بن الوليد الأسدي، يكنى أبا محمّد، من أهل ملطية (2)،كان قد رحل، ثقة.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا الأزهري، أنا علي بن عمر الحافظ .
ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا علي بن عمر.
قال: مضر بن محمّد الأسدي القاضي بغدادي، ولي قضاء (4) واسط ، سمع يحيى بن معين، و الأزرق بن علي (5)،و كان راوية لحروف القراءات، حدّثنا عنه جماعة من شيوخنا.
ص: 287
أخبرنا أبو منصور بن خيرون، قال: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):
مضر بن محمّد بن خالد بن الوليد بن مضر، أبو محمّد الأسدي، سمع يحيى بن معين، و أحمد بن حنبل، و إبراهيم بن المنذر الحزامي، و سعيد بن عبد الجبّار الكرابيسي، و يحيى بن حبيب بن عربي، و أبا كامل الجحدري، و سعيد بن حفص النفيلي، و حبان بن بشر القاضي، و محمّد بن أبان الواسطي، و الأزرق بن علي، و إبراهيم بن الحجّاج السامي (2)، و عبد الرّحمن بن سلام الجمحي، و بشر بن هلال البصري، و حامد بن يحيى البلخي، روى عنه يحيى بن صاعد، و أبو بكر بن مجاهد المقرئ، و محمّد بن مخلد، و أبو عمرو بن السمّاك، و أبو بكر الشافعي، و قال الدارقطني: هو ثقة.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):
و مضر بن محمّد الأسدي القاضي، بغدادي، ولي القضاء بواسط ، سمع يحيى بن معين، و الأزرق بن علي، و كان راويا لحروف القراءات.
أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا الدارقطني قال: مضر بن محمّد الأسدي قاضي واسط ، مدني، ثقة.
أنبأنا أبو السعادات المتوكلي، و أبو الحسن بن مرزوق، و أبو غالب شجاع بن فارس ابن الحسين، قالوا: أنشدنا أبو بكر الخطيب، نا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد الثعلبي - بدمشق - أنشدنا تمام بن محمّد بن عبد اللّه الرازي، أنشدنا أبو الميمون بن راشد البجلي، أنشدنا مضر بن محمّد بن خالد الأسدي:
لو كان في البين إذ بانوا لهم دعة *** لكان بينهم من أعظم الضّرر
فكيف و البين مقرون به تعب *** تعسّف البيد و الإدلاج في السحر
سيّان إتعاب من أهوى و بينهم *** هذا لعمرك خطب غير مغتفر
كأن أيدي مطاياهم إذا وخدت *** يقعن في حرّ وجهي أو على بصري
عندي من الوجد ما لو أنّ أيسره *** يصبّ في الماء لم يشرب من الكدر
أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أنا الحسن بن أبي بكر، أنا أبو
ص: 288
بكر محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي قال: و مات مضر بن محمّد الأسدي سنة سبع و سبعين و مائتين.
7455 - مطاع بن المطّلب القيني (3)
من فرسان أهل الشام.
شهد صفّين مع معاوية، و بارز علي بن أبي طالب فقتله علي يومئذ. له ذكر، تقدم ذكره في ترجمة كريب بن الصبّاح.
7456 - مطرّف (6) بن عبد اللّه بن الشّخّير (7) بن عوف بن كعب بن وقدان
ابن الحريش - و هو معاوية - بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة
أبو عبد اللّه الحرشي البصري (8)
لأبيه صحبة.
حدّث عن عثمان بن عفّان، و علي بن أبي طالب، و أبي ذرّ، و عمران بن حصين، و أبيه عبد اللّه بن الشّخّير.
روى عنه: أخوه أبو العلاء يزيد (9) بن عبد اللّه بن الشّخّير، و الحسن بن أبي الحسن،
ص: 289
و قتادة بن دعامة، و ثابت بن أسلم البنّاني، و سعيد بن أبي هند، و أبو مسلمة سعيد بن يزيد (1)العبدي، و عبد الكريم بن رشيد، و أبو نضرة المنذر بن مالك بن قطعة، و غيلان بن جرير، و داود بن أبي هند، و محمّد بن واسع، و أبو التّيّاح يزيد بن حميد الضّبعي، و يزيد بن عبد اللّه الرّشك (2).
و قدم الشام، و لقي أبا ذرّ.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو (3) بن حمدان.
ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.
قالا: أنا أبو يعلى، نا حوثرة - يعني: ابن أشرس - نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت البنّاني، عن مطرّف بن عبد بن الشّخّير، عن أبيه قال:
دخلت على النبي صلى اللّه عليه و سلّم المسجد و هو قائم - زاد ابن المقرئ: يصلي و قالا:- و لصدره أزيز كأزيز (4) المرجل[12119].
أخبرنا أبو القاسم علي بن عبد السيد بن الصباغ، و إسماعيل بن أحمد بن عمر، و أبو العبّاس أحمد بن علي بن الحسن، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن أبي التّيّاح (5) قال: سمعت مطرّفا يحدث عن عمران بن حصين قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّ أقل ساكني الجنّة النساء»[12120].
أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا عبد الأعلى، نا حمّاد، أنا ثابت، عن مطرّف عن عمران أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال له أو لرجل:
«هل صمت من سرر شعبان شيئا؟» قال: لا، قال:«فإنه إذا أفطرت فصم يومين»[12121].
ص: 290
قال الجريري: صم يوما.
رواه النسائي عن زكريا بن يحيى، عن عبد الأعلى.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو سعد محمّد ابن عبد الرّحمن، أنا أبو سعد محمّد بن بشر بن العباس التميمي، أنا أبو لبيد محمّد بن إدريس السامي، نا سويد بن سعيد، نا علي بن مسهر، عن داود بن أبي هند، عن مطرّف قال:
أتيت الشام فإذا أنا برجل يصلّي، يركع و يسجد و لا يفصل، فقلت: لو قعدت حتى أرشد هذا الشيخ، فقعدت، فلما قضى الصلاة قلت: يا عبد اللّه، أعلى شفع انصرفت أم على وتر؟ قال: قد كفيت ذاك، قلت: و ما يكفيك ؟ قال: الكرام الكاتبون، إني لأرجو أن لا أكون ركعت ركعة، و لا سجدت سجدة إلاّ كتب اللّه لي بها حسنة، أو حطّ لي بها خطيئة، أو جمعهما لي جميعا، قلت: و من أنت يا عبد اللّه ؟ قال: أبو ذرّ، قلت: ثكلت مطرّفا أمه، يعلّم أبا ذرّ السنّة، فأتيت منزل كعب، فقالوا لي: قد سأل كعب عنك، فلمّا لقيته ذكرت له أمر أبي ذرّ و ما قال لي، فقال مثل قوله.
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري (1) قال: و قال موسى: نا حمّاد، عن علي بن زيد، عن مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير قال: قعدت إلى نفر من قريش، فجعل [رجل] (2) يصلي، يركع و يسجد و لا يقعد (3)،فقالوا: أ لا تقوم إليه فتقول له، فقلت له: ما أراك تدري تنصرف على شفع أو وتر؟ قال: لكن اللّه يدري، سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«من سجد للّه سجدة كتب اللّه له بها حسنة، و حطّ عنه خطيئة، و رفع له درجة»، قلت: من أنت ؟ قال: أنا أبو ذرّ، فرجعت إلى أصحابي، فقلت: جزاكم اللّه من جلساء شر، أ أمرتموني أن أعلّم رجلا من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم[12122].
ص: 291
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: حدثت يحيى بن معين عن علي بن زيد، عن مطرّف قال:
قعدت إلى نفر من قريش، فجاء رجل، فجعل يصلي، قال: فإذا هو أبو ذرّ، فقال ابن معين: إنهم يقولون إنه مطرّف بن عوف و لا معنى لهذا، فقد صح سماع مطرّف من أبي ذرّ.
و قد أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أحمد بن محمّد العمري، نا عثمان بن سعيد الدارمي، نا مسلم بن إبراهيم، نا الأسود ابن شيبان السّدوسي، عن يزيد بن عبد اللّه بن الشّخّير أبي العلاء عن مطرّف بن عبد اللّه قال:
كان يبلغني عن أبي ذرّ حديث، فكنت أشتهي لقاءه، فلقيته، فقلت له: يا أبا ذرّ، كان يبلغني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حدّثكم، قال:«إنّ اللّه تعالى يحب ثلاثة، و يبغض ثلاثة»[12123]، قال: فلا إخالني أكذب على خليلي، فلا إخالني أكذب على خليلي، فلا إخالني أكذب على خليلي، قال: قلت: من هؤلاء الذين يحبّهم اللّه ؟ قال: رجل غزا في سبيل اللّه صابرا محتسبا مجاهدا فلقي العدو فقاتل حتى قتل، و أنتم تجدونه عندكم في كتاب اللّه المنزل، ثم قرأ هذه الآية: إِنَّ اللّٰهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقٰاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيٰانٌ مَرْصُوصٌ (1).
قلت: و من ؟ قال: رجل له جار سوء، يؤذيه فيصبر على أذاه حتى يكفيه اللّه إياه، إمّا بحياة أو موت، قلت: و من ؟ قال: رجل سافر مع قوم، فأدلجوا، حتى إذا كانوا من آخر الليل وقع عليهم الكرى - و هو النعاس - فضربوا رءوسهم، ثمّ قام، فتطهّر رهبة للّه و رغبة فيما عنده.
قلت: فمن الثلاثة الذين يبغضهم اللّه ؟ قال: المختال الفخور، و أنتم تجدونه في كتاب اللّه المنزل: إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتٰالٍ فَخُورٍ (2)،قال: و من ؟ قال: البخيل المنّان، قال:
و من ؟ قال: التاجر الحلاّف، أو البائع الحلاّف.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر، و أبو الفضل.
ح و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر.
ص: 292
قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد، نا عمر بن أحمد، نا خليفة قال (1):
في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة، قال: و من الحريش بن كعب بن عامر (2) بن ربيعة: مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير بن عوف بن كعب بن يزيد (3) بن الحريش بن كعب بن عامر بن ربيعة، يكنى أبا عبد اللّه، عمّر، مات بعد ابن الأشعث سنة ست و ثمانين.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، نا يحيى بن معين قال في تسمية المحدّثين من أهل البصرة: مطرّف بن عبد اللّه.
أخبرنا (4) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن البقّال، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن القرميسيني، نا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب القومسي (5) يقول:
مطرف بن عبد اللّه بن الشّخّير أبو عبد اللّه، لقي عليا، و أبا ذرّ، و عائشة، و أبا مسعود، و حذيفة، و ابن عبّاس، و ابن عمر، و عياض بن حمار (6)،و لقي أباه (7).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمر بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (8)،أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (9):
في الطبقة الثانية من أهل البصرة: مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير من بني الحريش، توفي في أول ولاية الحجّاج، و يكنى أبا عبد اللّه، روى عن عثمان، و علي.
أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد
ص: 293
الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (1):
في الطبقة الثانية من أهل البصرة: مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير بن عوف بن كعب بن وقدان بن الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، و يكنى أبا عبد اللّه، روى عن عثمان، و علي، و أبيّ ، و أبي ذرّ، و أبيه، و كان ثقة، له فضل، و ورع، و رواية، و عقل، و أدب.
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو محمّد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قال: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (2):
مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير أبو عبد اللّه العامري البصري، قال يحيى بن القطّان:
مات مطرّف بعد طاعون الجارف، و كان طاعون الجارف سنة سبع و ثمانين.
أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو القاسم، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):
مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير الحرشي العامري، بصري، أبو عبد اللّه، توفي في أوّل (4) ولاية الحجّاج، روى عن عثمان بن عفّان، و علي بن أبي طالب، و عمران بن الحصين، و أبيه، روى عنه قتادة، و ثابت البنّاني، و سعيد بن أبي هند، و أبو مسلمة سعيد بن يزيد، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال مسلما: يقول:
أبو عبد اللّه مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير، سمع عثمان بن أبي العاص، روى عنه أخوه يزيد، و قتادة.
ص: 294
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:
أبو عبد اللّه مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير.
قرأت على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال:
أبو عبد اللّه مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال:
عبد اللّه بن الشّخّير بن عوف بن كعب بن وقدان بن الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة (1)،أبو مطرّف.
أخبرنا (2) أبو الفتح الفقيه أنا أبو الفتح الفقيه (3)،أنا طاهر بن محمّد، أنا علي بن إبراهيم، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت محمّد بن أحمد بن محمّد المقدمي يقول:
مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير، يكنى أبا عبد اللّه، و أخوه أبو العلاء يزيد بن عبد اللّه، و كان أبو العلاء أسنّ من الحسن البصري بعشر سنين، و مطرّف أسن من أبي العلاء بعشر سنين (4)(5).
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال:
أبو عبد اللّه مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير، العامري، الحرشي البصري، سمع عثمان ابن عفّان، و علي بن أبي طالب، روى عنه أخوه يزيد، أبو العلاء، و قتادة بن دعامة.
ص: 295
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا محمّد بن طاهر بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:
مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير، أبو عبد اللّه العامري، و قال عمرو بن علي: هو من بني حريش، البصري، سمع عمران بن حصين، روى عنه أخوه يزيد، و قتادة، و غيلان بن جرير، و يزيد الرشك في الصلاة و الحج.
قال يحيى بن سعيد القطّان: مات بعد طاعون الجارف بالبصرة سنة ثمانين، و قال عمرو بن علي: مات سنة خمس و تسعين، و قال أبو عيسى مثله، و قال كاتب الواقدي: توفي في أول ولاية الحجّاج (1).
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، أنا أبو نعيم الحافظ (2)،نا أبو محمّد بن حيّان، نا إسحاق بن أبي حسان (3)،نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان الداراني يقول:
لبس مطرّف بن عبد اللّه الصوف، و جلس مع المساكين، فقيل له [في ذلك] (4)،فقال:
إنّ أبي كان جبارا فأحبّ أن أتواضع لربّي، لعله أن يخفّف عن أبي تجبّره.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنا عبد العزيز بن محمّد بن جعفر العطّار، نا عثمان بن أحمد الدقّاق، نا عبيد بن محمّد بن خلف، نا أبو معمر الهذلي، نا ابن عيينة، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن مطرّف قال:
لقيت عليا، فقال لي: يا أبا عبد اللّه ما بطّأ بك ؟ أحبّ عثمان ؟ ثم قال: لئن قلت ذلك لقد كان أوصلنا للرحم، و أتقانا للرب عزّ و جل (5).
قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام الواسطي، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: مطرّف ابن عبد اللّه أكبر من الحسن بعشر (6) سنين.
ص: 296
قال: و أنا ابن أبي خيثمة، أنا المدائني، عن يحيى بن سعيد، عن أبي عقيل، عن أبي العلاء يزيد بن عبد اللّه بن الشّخّير، قال:
مطرّف أكبر مني بعشر سنين، و أنا أكبر من الحسن بعشر سنين (1).
أخبرنا (2) أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر.
و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن السّلماسيان، و أحمد بن محمّد العتيقي (3).
قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد الهاشمي، نا صالح بن أحمد بن عبد اللّه العجلي، حدّثني أبي قال (4):
مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير، بصري، تابعي، ثقة، و كان من كبار التابعين، رجل صالح، و أبوه من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و أخوه أبو العلاء يزيد بن عبد اللّه بن الشّخير، بصري ثقة (5)،و أخوه هانئ، بصري، ثقة (6).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا ثابت بن بندار، و المبارك بن عبد الجبّار، قالا: أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد بن عبد اللّه، نا أبي، قال (7):
مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير بصري، تابعي، ثقة، و كان أبوه من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و لم ينج بالبصرة من فتنة ابن الأشعث إلاّ رجلان: مطرّف بن عبد اللّه، و محمّد بن سيرين، و لم ينج منها بالكوفة إلاّ رجلان: خيثمة بن عبد الرّحمن الجعفي (8).
[قال ابن عساكر:] (9) لم أستطع استخراج الثاني، فإنه بخط المصنف (10)،فعسى
ص: 297
يكشف من موضع آخر (1).
أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى.
ح و أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه.
قالا: أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا أبو عبيد اللّه الورّاق، نا سيّار، نا جعفر، نا ثابت قال: قال مطرّف:
إنّي لأستلقي من الليل على فراشي فأتدبر القرآن كله، فأعرض نفسي على أعمال أهل الجنة، فأرى أعمالهم شديدة، كٰانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مٰا يَهْجَعُونَ (2)، يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَ قِيٰاماً (3)، أَمَّنْ هُوَ قٰانِتٌ آنٰاءَ اللَّيْلِ سٰاجِداً وَ قٰائِماً (4)،فلا أرى صفتي منهم فأعرض نفسي على أعمال أهل النار، قالوا: مٰا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ؟ قٰالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ، وَ لَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ، وَ كُنّٰا نَخُوضُ مَعَ الْخٰائِضِينَ ، وَ كُنّٰا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتّٰى أَتٰانَا الْيَقِينُ (5)فأرى القوم مكذبين، فلا أراني فيهم، فأمرّ بهذه الآية: وَ آخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صٰالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّٰهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ (6)فأرجو أن أكون أنا و أنتم يا إخوتا (7)منهم (8).
أخبرنا (9)أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو محمّد بن أبي حامد المقرئ، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا الخضر بن أبان، نا سيّار بن حاتم، نا جعفر بن سليمان، عن ثابت (10)،عن مطرّف قال:
إنّي لأستلقي من الليل على فراشي و أتدبر القرآن، فأعرض عملي على أعمال أهل الجنة، فإذا أعمالهم شديدة، كٰانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مٰا يَهْجَعُونَ ، يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَ قِيٰاماً ،فلا أراني منهم، أَمَّنْ هُوَ قٰانِتٌ آنٰاءَ اللَّيْلِ سٰاجِداً وَ قٰائِماً ،و أعرض نفسي على
ص: 298
هذه الآية مٰا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ؟ قٰالُوا: لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ إلى قوله: نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ فأرى القوم مكذبين، فأمر بهذه الآية وَ آخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صٰالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً فأرجو أن أكون أنا و أنتم يا إخوتاه منهم (1).
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا - و أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، أنا - أبو بكر الخطيب، نا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ - إملاء - نا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، نا أبو يعلى الموصلي، نا عبد اللّه بن عون، نا عثمان بن مطر الشيباني، عن ثابت البنّاني.
ح أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا علي بن محمّد بن محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو (2)الحسين بن صفوان، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، نا عثمان بن مطر، عن ثابت، عن مطرّف ابن عبد اللّه - زاد ابن عون: بن الشّخّير - أنه كان يقول:
يا إخوتي - و قال: قال ابن عبيد: يا إخوتاه - اجتهدوا في العمل، فإن يكن الأمر كما نرجو من رحمة اللّه و عفوه كانت لنا درجات في الجنّة، و إن يكن الأمر شديدا كما نخاف و نحاذر لم نقل ربنا أرجعنا - و قال ابن عون: أخرجنا- نَعْمَلْ صٰالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنّٰا نَعْمَلُ (3)نقول، قد عملنا فلم ينفعنا - زاد ابن عبيد: ذلك (4)-.
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن سسويه (5)،أنا أبو سعيد محمّد بن موسى، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسن (6)،نا طلق بن غنام، نا عباد بن كليب الليثي، نا سعيد
ص: 299
البراد (1) قال: قال مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير:
القبر منزل بين الدنيا و الآخرة، من نزله بزاد ارتحل منه إلى الآخرة، إن خير فخير، و إن شر فشر.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عبد الرّحمن بن مرزوق، نا داود بن المحبر، قال: سمعت صالح المزني يقول: قال مطرّف.
ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، و أبو بكر محمّد بن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، أنا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، أنا جعفر بن حيّان عن بعض أصحابه عن مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير قال.
ح و أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد ابن مروان، نا محمّد بن عبد العزيز، نا أبي عن ابن علية عن صالح بن رستم قال: قال مطرف:
لأن أبيت صائما و أصبح نادما أحبّ إليّ من أن أبيت قائما و أصبح معجبا (2).
أخبرنا (3) أبو عبد اللّه (4) الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعيد الخشّاب، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو العباس الدّغولي، قال: سمعت خارجة بن مصعب يقول: أخبرنا عبدان قال: قال عبد اللّه: و قال مطرف:
لو خيّرت بأن أقوم ليلة حتى أصبح أغتاب رجلا أو أكذب كذبة، قال عبد اللّه: و أراه قال: أغتاب و أنام، فلا أصلّي و لا أغتاب لأخترت هذه المنزلة لا أصلّي و لا أغتاب.
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن كتابه، أنا أبو نعيم الحافظ (5)،نا سليمان بن أحمد، نا خلف بن عبد اللّه (6) الضبّي، نا نصر بن علي، نا الأصمعي، نا سليمان بن المغيرة، عن ثابت البنّاني قال: قال مطرّف بن عبد اللّه لابن أبي مسلم: ما مدحني أحد قط إلاّ تصاغرت إلى نفسي.
ص: 300
قال (1):و نا أبو محمّد بن حيّان، نا عبد اللّه (2) بن يعقوب، نا حنبل بن إسحاق قال:
قال خلف بن الوليد الجوهري: أنشأ أبو بكر المقدمي (3)،حدّثنا قال: قال مطرّف بن الشّخّير: كفى بالنفس إطراء على رءوس الملأ كأنك أردت به زينها، و ذاك عند اللّه شينها.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن إسماعيل، و محمّد بن العبّاس، قالا: أنا أبو محمّد بن صاعد، أنا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك (4)،أنا جرير بن حازم، حدّثني غيلان بن جرير قال:
أقبل علينا يوما مطرّف فقال: لو كنت راضيا عن نفسي لقليتكم، و لكني لست عنها براض.
أنبأنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم (5)،نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن غيلان، عن مطرّف قال:
لو سألنا اللّه أن يميتنا من خشيته كنا أحقاء بذلك، و قد علمت أن ربي تعالى ليرضى منا بدون ذلك.
أخبرنا (6) أبو القاسم المستملي، أنا أبو بكر البيهقي (7).
و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.
قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (8)،نا أبو النعمان، نا مهدي، نا غيلان قال: سمعت مطرّفا يقول - و في رواية ابن الطبري: عن مطرّف قال:
لو أتاني آت من ربي فخيّرني بين أن يخبّرني أ في الجنّة أنا أم - و قال ابن الطبري: أو - في النار؟ و بين أن أصير ترابا، لأخترت أن أصير ترابا.
ص: 301
قال: و نا يعقوب (1)،نا الحجّاج بن منهال، و قال ابن الطبري: المنهال، نا مهدي - زاد البيهقي: ابن ميمون - قال (2):قال مطرف:
لقد كاد خوف النار يحول بيني و بين أن أسأل اللّه الجنّة.
أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيل (3) بن يحيى، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، نا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا أبو عبيد اللّه - يعني - حمّاد بن الحسن الورّاق، نا سيار بن حاتم، نا جعفر بن سليمان، نا المعلى بن زياد القردوسي (4)،قال:
كان إخوان مطرّف بن عبد اللّه عنده، فأفاضوا في ذكر الجنّة، فقال مطرّف: لا أدري ما يقولون، حال ذكر النار بيني و بين الجنّة.
أنبأنا أبو علي المقرئ، نا أبو نعيم الحافظ (5)،نا عبد اللّه بن محمّد (6)،نا محمّد بن أبي سهل، نا عبد اللّه بن محمّد العبسي، نا عفّان، نا حمّاد، عن ثابت أن مطرّفا كان يقول:
لو أن رجلا رأى صيدا و الصيد لا يراه يختله أ ليس يوشك أن يأخذه ؟ قالوا: بلى، قال:
فإن الشيطان هو يرانا و نحن لا نراه، و هو يصيب منا.
أخبرنا (7) أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن مندة، أنا أبي أبو عبد اللّه.
ح و أخبرتنا أم النجم بنت أحمد بن عبد اللّه السوذرجانية - بأصبهان - قالت: أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عمر النقّاش، نا محمّد بن إسحاق بن مندة الحافظ ، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحارث البخاري، نا داود بن أبي العوام، نا يحيى بن حاتم، نا الحسن بن دينار، عن أيوب السختياني، عن حميد بن هلال قال: قال مطرّف بن عبد اللّه:
ص: 302
عجبت لهذا الإنسان كيف ينجو؟ و أول ركن (1) منه ضعيف، و خلق من الطين، و جعل الخير و الشر فيه - و قال زاهر: فتنة له - و جعل له نفس أمّارة بالسوء، و جعل له عدو خلقه من نار و يراه من حيث لا يراه، و لا له به قوام، فلو أن رجلا طلب صيدا يرى الصيد و لا يراه لأوشك أن يقع منه على غرة فيأخذه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، أنا القاضي أبو القاسم الحسن بن الحسن بن المنذر، نا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا بشر بن معاذ، نا حمّاد بن يحيى، عن محمّد بن واسع، عن مطرّف بن الشّخّير قال:
من صفا عمله صفا لسانه، و من خلط خلط له.
أخبرنا (2) أبو محمّد طاهر بن سهل الصائغ، أنا أبو محمّد عبيد اللّه بن إبراهيم بن كبيبة النجار، نا أبو مسلم محمّد بن علي بن طلحة الأصبهاني، نا أبو بكر محمّد بن الحارث بن الأبيض القرشي، نا أبو العباس حامد بن شعيب البلخي - ببغداد - نا محمّد بن بكّار، نا حمّاد ابن يحيى الأبح، عن محمّد بن واسع الأزدي، عن مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير أنه قال:
من صفا له عمله صفا له اللسان الصالح، و من خلط خلط له.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو الحسن علي ابن أبي علي، نا محمّد بن أحمد بن يوسف، نا أبو حاتم الرازي، نا عثمان بن مطيع، نا حمّاد بن يحيى، نا محمّد بن واسع، عن مطرّف بن الشّخّير قال:
من صفا عمله صفا له اللسان الصالح، و من خلط خلط له.
قال: و أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن علي بن معاوية النيسابوري، نا أبو حامد أحمد بن محمّد العفصي، نا أحمد بن سلمة، نا إسحاق بن موسى الخطمي، نا سفيان بن عيينة قال: قال مطرّف:
إن أقبح الرغبة في الدنيا أن يطلب بعمل الآخرة.
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه.
ص: 303
ح و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى، أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح، نا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا الحسن بن السّري، أخبرني أحمد بن يحيى صاحب السابري أبو عبد اللّه الجرجاني، نا أحمد بن أبي طيبة (1)،عن عبد الرّحمن - و هو المسعودي - عن عون، عن مطرّف بن الشّخّير أنه قال لابنه:
يا بني، إنّ العلم خير من العمل، و إنّ الحسنة بين السيئتين، و إنّ خير العمل أوساطه، قال اللّه عزّ و جل: اَلَّذِينَ إِذٰا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُوا وَ كٰانَ بَيْنَ ذٰلِكَ قَوٰاماً (2)،و قال:
وَ لاٰ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلىٰ عُنُقِكَ ..... (3) وَ لاٰ تَبْسُطْهٰا كُلَّ الْبَسْطِ .... (4) فَتَقْعُدَ مَلُوماً (5) ،و قال: وَ لاٰ تَجْهَرْ بِصَلاٰتِكَ وَ لاٰ تُخٰافِتْ بِهٰا، وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذٰلِكَ سَبِيلاً (6).
أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم.
ثم حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنا جعفر بن أحمد بن الحسين، و أبو علي محمّد بن سعيد و غيرهما، قالوا: أنا الحسن بن أحمد الفارسي، أنا دعلج بن أحمد، نا علي بن عبد العزيز قال: قرئ على أبي عبيد (7) أنه (8) قال لابنه حين اجتهد في العبادة: خير الأمور أوساطها، و الحسنة بين السيئتين، و شرّ السير الحقحقة (9).
قال أبو عبيد: قال الأصمعي: قول الحسنة بين السيئتين يعني أنّ الغلو في العبادة سيئة، و التقصير سيئة، و الاقتصاد بينهما حسنة.
و قوله: شرّ السير الحقحقة هو أن يلج في شدة السير حتى تقوم عليه راحلته،
ص: 304
و تعطب (1) فيبقى منقطعا به، و هذا مثل ضربه للمجتهد في العبادة حتى يخسر (2).
أخبرنا أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الحسين بن الشعيري، أنا أبو السرايا نجيب بن عمّار بن أحمد الغنوي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، نا أبو العباس أحمد بن محمّد، نا مسلم - هو ابن إبراهيم - نا مهدي، نا غيلان، عن مطرّف قال: صلاح قلب بصلاح عمل، و صلاح عمل بصلاح نية (3).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (4)،نا أبو النعمان (5) و سعيد (6)،قالا: نا مهدي (7)،نا غيلان قال: كان مطرّف يقول: صلاح قلب بصلاح عمل، و صلاح عمل بصلاح نية.
قال (8):و نا أبو النعمان محمّد بن الفضل، نا مهدي بن ميمون، نا غيلان بن جرير، قال: سمعت مطرّفا يقول: كأن القلوب ليس منا (9)،و كأن الحديث يعني به غيرنا.
أخبرنا (10) أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا جعفر بن الكيال، نا عبد اللّه بن محمّد، عن مهدي بن ميمون، نا غيلان ابن جرير، عن مطرف قال: كأن القلوب ليست منا، و كأن هذا الحديث يعنى به غيرنا.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن نعيم الفقيه - بمرو - نا علي بن محمّد بن الزبير الكوفي، نا الحسن بن علي
ص: 305
ابن عفّان، نا زيد بن الحباب، حدّثني مهدي بن ميمون، نا غيلان بن جرير، عن مطرف قال:
كأن القلوب ليس منا، و كأن الحديث يعنى به غيرنا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر، أنا محمّد، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (1)، نا سعيد بن منصور، نا أبو عوانة، عن قتادة، عن مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير.
ح و أخبرنا (2) أبو محمّد بكر الأنصاري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا إبراهيم بن أحمد ابن جعفر الحرفي، نا جعفر بن محمّد الفريابي، نا عبد الأعلى بن حمّاد، نا حمّاد بن سلمة، عن قتادة، عن مطرّف بن عبد اللّه.
قال: فضل العلم أحبّ إليّ من فضل العبادة، و خير دينكم الورع.
أخبرنا (3) أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا أحمد بن محمّد بن ملاعب، نا محمّد بن بكر، نا عبد اللّه بن المبارك، نا جرير بن حازم قال: سمعت ابن هلال يحدّث عن مطرّف بن الشّخّير أنه سمعه يقول: فضل العلم خير من فضل العمل، و خير دينكم الورع.
[قال ابن عساكر:] (4) ابن (5) هلال هو حميد.
أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد الصريفيني، أنا عمر بن إبراهيم الكتّاني، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو خيثمة، نا جرير، عن الأعمش قال:
بلغني عن مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير أنه قال:
فضل العلم أحبّ إليّ من فضل العبادة، و خير دينكم الورع.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أبو قلابة، نا مسلم بن إبراهيم، نا بكير بن أبي السّميط (6)،عن قتادة قال: قال مطرّف:
ص: 306
إنك لتلقى الرجلين أحدهما أكثر صوما و صلاة، و الآخر أكرمهما على اللّه بونا بعيدا، قالوا: و كيف يكون ذلك ؟ قال: يكون أورعهما عن محارم اللّه.
خالفه غيره عن بكير.
أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أحمد بن الحسين، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو جعفر الرزاز، نا الحسن بن ثواب، نا عفّان بن مسلم، نا بكير بن أبي السّميط ، عن قتادة، عن عبد اللّه بن مطرّف قال:
إنك لتلقى الرجلين أحدهما أكثر صوما و صلاة، و الآخر أكرمهما على اللّه بونا بعيدا، قلت: كيف ذاك يا أبا جزء (1)؟قال: يكون أورعهما في محارمه.
قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام الواسطي، عن أبي عمر بن حيوية، نا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، نا موسى بن إسماعيل، نا بكير بن أبي السّميط ، نا قتادة، عن مطرّف أنه كان يقول:
لفضل العلم أعجب إليّ من فضل العبادة.
و كان عبد اللّه بن مطرف يقول:
إنك لتلقى الرجلين أحدهما أكثر صوما و صلاة و الآخر أكرمهما على اللّه، قالوا: و كيف ذلك ؟ قال: يكون أورعهما في محارمه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (2)،نا أبو النعمان، نا مهدي، نا غيلان قال: سمعت مطرّفا يقول:
إني إنّما وجدت ابن آدم كالشيء الملقى بين اللّه عزّ و جلّ و بين الشيطان، فإن أراد اللّه أن ينعشه اجتره (3) إليه و إن أراد به غير ذلك خلّى بينه و بين عدوه.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر
ص: 307
ابن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد، أنا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك (1)، نا جرير بن حازم، نا حميد بن هلال قال: قال مطرّف:
إنما وجدت العبد ملقى بين ربه و بين الشيطان، فإن استشلاه (2) ربه، أو قال: استنقذه نجا، و إن تركه للشيطان ذهب به.
أنبأنا أبو علي بن نبهان.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل جعفر بن أحمد، و أبو علي بن نبهان و غيرهما، قالوا: أنا علي بن شاذان، أنا دعلج بن أحمد، نا علي بن عبد العزيز قال:
قال أبو عبيد: قوله استشلاه يعني استنقذه، و أصل الاستشلاء الدعاء، و منه قيل:
استشليت الكلب و غيره إذا دعوته، و قال حاتم يذكر ناقة له اسمها المراح أنه دعاها باسمها فقال (3):
أشليتها باسم المراح (4) فأقبلت *** تسلم (5) و كانت قبل ذلك ترسف
فأراد مطرف: إن أغاثه اللّه فدعاه فأنقذ من هلكته فقد نجا، فذلك الاستشلاء.
أنبأنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم (6)،نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني نصر بن علي، نا روح بن المسيّب، نا ثابت البنّاني قال: قال مطرّف: الإنسان بمنزلة الحجر، إن جعل اللّه فيه، خيرا كان فيه و قرأ: وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللّٰهُ لَهُ نُوراً فَمٰا لَهُ مِنْ نُورٍ (7).
و قال مطرف: إنّ هاهنا قوما يزعمون أنهم إن شاءوا دخلوا الجنّة و إن شاءوا دخلوا النار، فأبعدهم اللّه إن هم دخلوا النار، ثم حلف مطرف باللّه ثلاثة أيمان مجتهدا أن لا يدخل الجنّة عبد أبدا إلاّ عبد شاء اللّه أن يدخله إيّاها عمدا.
أخبرنا (8) أبو الحسن علي بن المسلم السلمي، أنا أبو القاسم علي بن محمّد السلمي،
ص: 308
أنا أبو النعمان تراب بن عمر بن محمّد بن عبيد الكاتب - بمصر - أنا أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن الناصح بن شجاع الفقيه، نا أبو الحسن علي بن غالب بن سلاّم السكسكي، نا علي بن عبد اللّه بن جعفر بن نجيح المدني، نا روح بن المسيّب أبو رجاء الكلبي (1)،نا ثابت البنّاني قال: قال مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير:
إن أقواما يزعمون أنهم إن شاءوا دخلوا الجنّة، و إن شاءوا دخلوا النار فأبعدهم إن دخلوا النار.
قال: ثم قال مطرّف:
و اللّه الذي لا إله إلاّ هو - ثلاثا - مجتهدا، لا يدخل الجنة عبد أبدا حتى يدخله الجنة ربه.
قال: قال مطرّف: إنّ أقواما يزعمون أن اللّه عزّ و جل لم يخلق الشر لشرّ هو أشر من الشيطان، خلق اللّه الشيطان، و خلق النار، و خلق الشر و الشيطان قائد لكلّ شرّ حتى يكبّه في النار (2).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنا أبو بكر المالكي، نا إسماعيل بن إسحاق، نا حجاج بن المنهال، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن مطرّف قال:
نظرت في بدو هذا الأمر ممن هو؟ فإذا هو من اللّه، و نظرت على من تمامه ؟ فإذا تمامه على اللّه، و نظرت ما ملاكه ؟ فإذا ملاكه الدعاء (3).
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن أحمد السيرافي، أنا أحمد ابن إسحاق بن خربان، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب المتوثي، نا أبو داود السجستاني، نا سلمة بن شبيب، نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن قتادة، عن مطرّف قال:
إن اللّه لم يوكل الناس إلى القدر و إليه يعودون.
قال: و نا أبو داود، نا موسى بن إسماعيل، نا حمّاد، عن ثابت عن مطرّف قال:
لو كان الخير في يد أحد ما استطاع أن يفرغه في قلبه حتى يكون اللّه هو الذي يفرغه في قلبه.
ص: 309
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن ابن عبيد اللّه الحرفي، نا أحمد بن سلمان، نا معاذ بن المثنى، نا عبد اللّه بن سوار، و حوثرة، قالا: أنا حمّاد، أنا ثابت، عن مطرّف قال:
لو كان الخير في كفّ أحد ما استطاع أن يفرغه في قلبه حتى يكون اللّه هو الذي يفرغه.
أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن زريق، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا أبو الربيع الزهراني، نا جعفر بن سليمان، أنا ثابت، عن مطرّف قال:
لو أخرج قلبي في يدي هذه، ثم جيء بالخير كله فجعل في يدي هذه، ثم قرّبها فألصقها بالأخرى، ما استطعت أن أولج قلبي منه مثقال ذرة، حتى يكون اللّه يصنع ذلك (1).
أخبرنا أبو القاسم النسيب، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان المالكي، نا أبو إسماعيل الترمذي، نا الحسن بن عيسى، قال: سمعت ابن المبارك يقول: قال مطرّف:
لو كان الخير في كفي ما نلته إلاّ بمشيئة اللّه.
أخبرنا (2) أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو عبد الوهّاب بن محمّد، أنا الحسن ابن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، حدّثني إسحاق بن إبراهيم، نا الأصمعي، أنا سليمان بن المغيرة، عن كهمس قال: قال مطرّف:
كان الناس في الزمان الأول أفضلهم المسارع في الخير، و إنّ أفضل أهل زمانكم المسارع (3).
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا أبو الحسين بن الفضل القطّان، أنا أبو محمّد بن درستويه، نا يعقوب، نا سليمان - هو ابن حرب - نا كهمس قال: قال مطرّف:
أتى على الناس زمان و أفضلهم المسارع، و إن أفضل أهل زمانكم هذا الميسر.
ص: 310
أخبرنا أبو القاسم المستملي، أنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو عثمان البصري، نا أبو أحمد الفراء، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد، عن أبي التّيّاح قال: قال مطرّف:
أتى على الناس زمان خيرهم في دينهم المتسارع، و سيأتي على الناس زمان خيرهم في دينهم المتأني.
قال أبو أحمد: سألت علي بن عثام عن تفسير هذا الحديث، فقال: كانوا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أصحابه، فإذا أمروا بالشيء سارعوا إليه، فأمّا اليوم فينبغي للمؤمن أن يتبيّن فلا يقدم إلاّ على ما يعرف.
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد - في كتابه - أنا أحمد بن عبد اللّه بن إسحاق (1)،نا أبو (2) حامد بن جبلة، نا أحمد بن موسى بن العبّاس، نا إسماعيل بن سعيد، نا الثوري (3)، عن أبيه، نا أبو التّيّاح عن مطرّف قال:
أتى على الناس زمان و أفضلهم في أنفسهم المسارع، و أما اليوم فأفضلهم في أنفسهم المتأني.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسين بن سكينة الأنماطي، أنا أبو الفرج محمّد بن فارس بن محمّد بن محمود، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن أحمد العسكري، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا هارون بن سفيان، نا عبيد اللّه (4) بن محمّد القرشي، نا وهيب (5) بن خالد، عن أبي مسعود الجريري، عن أبي العلاء، عن مطرف بن عبد اللّه قال: ما أوتي رجل بعد الإيمان باللّه خير من العقل.
أخبرتنا (6) أم البهاء فاطمة بنت محمّد بن البغدادي قالت: أنا سعيد بن أحمد العيار، نا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد الصيرفي المعروف بابن الرومي، نا أبو العباس محمّد بن إسحاق
ص: 311
السراج، نا قتيبة، نا أبو عوانة، عن قتادة أن مطرّفا دخل على زياد فاستبطأه فقال: ما رفعت جنبي منذ فارقت الأمير إلاّ ما رفعني اللّه.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفر، قالا: نا أبو سعيد، أنا أبو بكر، أنا أبو العباس الدغولي، نا محمّد بن المهلب، نا يحيى بن يحيى، نا أبو عوانة فذكره، و قال: أتى زيادا.
أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا عفّان بن مسلم، أنا أبو عوانة، عن قتادة قال:
دخل مطرّف على زياد - أو قال على ابن زياد، أبو عوانة يشك - فاستبطأه فقال: ما رفعت جنبي منذ فارقت الأمير إلاّ ما رفعني اللّه.
قال: و كان مطرّف يقول: إنّ في المعاريض لمندوحة عن الكذب.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن الخلال، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن دوست العلاّف، نا محمّد بن عمرو بن البختري، نا محمّد بن أحمد بن يزيد الرياحي، نا إسحاق بن إسماعيل، نا سفيان قال: قال مطرّف كلمة، و أبي كلمة هي، قال: ما يسرني أنّي كذبت كذبة واحدة و أنّ لي الدنيا و ما فيها.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد البجلي، نا أبو زرعة الدمشقي (2)،نا أبو نعيم، نا عمارة بن زاذان، قال: رأيت على مطرّف بن الشّخّير مطرفا من خزّ أخذه بأربعة آلاف.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل، نا أبي، نا الهيثم بن جميل، نا مهدي بن ميمون، عن غيلان قال:
كان مطرّف يركب الخيل، و يلبس الخزّ، و يغشى أو يأتي أبواب السلطان، و كنت إذا أفضيت إليه أفضيت إلى قرّة عين، أو إلى سرور.
ص: 312
أخبرنا (1) أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا عارم بن الفضل.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا أبو النعمان، نا مهدي بن ميمون، نا غيلان قال:
كان مطرّف يلبس البرانس - زاد حنبل: أو البرنس - و يلبس المطارف، و يركب الخيل، و يغشى السلطان، غير أنك كنت إذا أفضيت إليه أفضيت إلى قرّة عين.
و ليس في حديث حنبل إليه.
أخبرنا بها عالية أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفتح مفلح بن أحمد بن محمّد الورّاق، قالا: أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو القاسم بن حبابة، أن عبد اللّه بن محمّد، نا هدبة بن خالد القيسي، نا مهدي بن ميمون، عن غيلان بن جرير (3).
إن مطرّفا كان يلبس المطارف، و البرانس، و يركب الخيل، و يغشى السلطان، و لكنه إذا أفضيت إليه أفضيت إلى قرّة عين.
أخبرنا أبو علي الحداد - إذنا - أنا أبو نعيم الأصبهاني (4)،نا يوسف بن يعقوب النجيرمي، نا الحسن بن المثنى، نا عفان، نا همّام قال: سمعت قتادة، نا مطرّف قال: كنا نأتي زيد بن صوحان فكان يقول: يا عباد اللّه الزموا (5) و احملوا، فإنما وسيلة العباد إلى اللّه بخصلتين: الخوف و الطمع، فأتيته ذات يوم و قد كتبوا كتابا فنسقوا كلاما من هذا النحو: إنّ اللّه ربنا، و محمّد نبيّنا و القرآن إمامنا، و من كان معنا كنا و كنا، و من خالفنا كانت يدنا عليه، و كنا و كنا، فجعل يعرض الكتاب عليهم رجلا رجلا، فيقول: أقررت يا فلان ؟ حتى انتهوا إلي، فقالوا: أقررت يا غلام ؟ قلت: لا، قال: لا تعجلوا على الغلام، ما تقول يا غلام ؟ قال: قلت: إنّ اللّه قد أخذ عليّ عهدا في كتابه فلن أحدث عهدا سوى العهد الذي أخذه اللّه
ص: 313
عليّ ، قال: فرجع القوم من عند آخرهم ما لقربه أحد منهم، قال: قلت لمطرف: كم كنتم ؟ قال: زهاء ثلاثين رجلا.
قال قتادة: فكان مطرّف إذا كانت الفتنة نهى عنها و هرب، و كان الحسن ينهى عنها و لا يبرح، و قال مطرّف: ما أشبه الحسن إلاّ برجل يحذر الناس السيل (1) و يقوم بسنته (2).
أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قال: قرئ على الجوهري و نحن نسمع عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا دكين بن دكين، نا عبد الملك بن شداد، نا ثابت البنّاني.
إن مطرّف بن عبد اللّه قال: لبثت في فتنة ابن الزبير تسعا أو سبعا، ما أخبرت فيها بخبر، و لا استخبرت (4) فيها عن خير.
قال: و أنا ابن سعد (5)،أنا مسلم بن إبراهيم، نا أبو عقيل بشير بن عقبة قال: قلت ليزيد ابن عبد اللّه بن الشّخّير أبي العلاء:
ما كان مطرّف يصنع إذا هاج في الناس هيج ؟ قال: كان يلزم قعر بيته، و لا يقرب لهم جمعة و لا جماعة حتى ينجلي لهم عن ما انجلت.
أخبرنا (6) أبو الحسن علي بن المسلم، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا عمي أبو علي محمّد بن القاسم، نا عمرو بن محمّد، نا محمّد بن الحسن، أنا العكلي، عن الحرمازي قال:
بلغني أن الحجّاج بعث إلى مطرّف بن عبد اللّه أيام ابن الأشعث و كان من اعتزل أو قاتل عند الحجّاج سواء، فقال له: اشهد على نفسك بالكفر، فقال: إنّ من خلع الخلفاء، و شق العصا، و سفك الدماء، و نكث البيعة، و أخاف المسلمين لجدير بالكفر، فقال الحجّاج:
يا أهل الشام، إن المعتزلين هم الفائزون، و خلّى سبيله.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو
ص: 314
محمّد المقرئ، قالا: نا أبو العباس - هو الأصم - نا الخضر - هو ابن أبان - نا سيّار، نا جعفر، عن مطرّف، عن ثابت قال:
لأن يسألني ربي عزّ و جل يوم القيامة فيقول: يا مطرّف أ لا فعلت، أحب إليّ من أن يقول لي: لم فعلت (1).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (2)،حدّثني سليمان، حدّثني صاحب لي قال: قال مطرّف: الناس كلهم أحمق فيما بينهم و بين اللّه، و لكن بعض الحمق أهون من بعض.
قال: و قال سليمان.
ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال (3):قال سليمان بن حرب:
و حدّثنا صاحب لنا، قال: قال مطرّف: لو أن لي نفسين، فأعتبر بأحدهما و لكنها - و قال الشّحّامي: و لكنما - هي نفس واحدة.
أخبرنا أبو طالب، و أبو نصر في كتابيهما، قالا: قرئ على الحسن بن علي، عن محمّد بن العباس، أنا أبو الحسن الخشاب، أنا أبو علي الفقيه، نا ابن سعد (4)،نا وهب بن جرير، نا أبي قال: سمعت حميد بن هلال قال: أتى مطرّف بن عبد اللّه الحرورية يدعونه إلى رأيهم، قال: فقال: يا هؤلاء، إنه لو كانت لي نفسان تابعتكم بإحداهما، و أمسكت الأخرى، فإن كان الذي تقولون هدى اتبعتها الأخرى، و إن كانت ضلالة هلكت نفس و بقيت لي نفس، و لكنها نفس واحدة، فأنا أكره أن أغرّر بها.
قال (5):و أنا وهب بن جرير بن حازم، نا أبي قال: سمعت حميد بن هلال قال: أتى مطرّف بن عبد اللّه زمن ابن الأشعث ناس يدعونه إلى قتال الحجّاج، فلمّا أكثروا عليه قال:
أ رأيتم هذا الذي تدعون إليه، هل يزيد على أن يكون جهادا في سبيل اللّه ؟ قالوا: لا، قال:
فإنّي لا أخاطر بين هلكة أقع فيها و بين فضل أصيبه.
ص: 315
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا روح بن عبادة، عن سعيد، عن قتادة قال: كان مطرّف بن عبد اللّه يقول:
إن من أحبّ عباد اللّه إلى اللّه الصبّار الشكور، الذي إذا ابتلي صبر، و إذا أعطي شكر.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي بن فطيمة البيهقي، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف.
ح و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا سعيد بن أحمد العيّار.
قالا: أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد الصوفي، نا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا قتيبة بن سعيد، أنا أبو عوانة، عن قتادة قال: قال مطرّف: لأن أعافى فأشكر، أحبّ إليّ من أن أبتلى فأصبر (2).
و أخبرنا أبو القاسم و أبو بكر الشحاميان، قالا: أنا أبو نصر بن موسى، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الشرقي، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، عن أبي هلال، عن قتادة، عن مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير، فذكرها.
أخبرنا (3) أبو المظفّر بن القشيري، نا أبو القاسم بن أبي عبد الرّحمن، قالا: أنا أحمد ابن منصور بن خلف، أنا محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق بن خزيمة، أنا جدي أبو بكر، نا أحمد بن عبدة، نا حمّاد، عن بديل أن مطرّفا قال:
لأن أعافى فأشكر، أحبّ إليّ من أن أبتلى فأصبر.
قال: و كان أبو العلاء يقول: اللّهم أي ذلك كان خيرا فعجله (4).
أخبرنا أبو القاسم المستملي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو القاسم الحرفي، أنا أحمد بن سلمان، نا ابن أبي الدنيا، نا إسماعيل بن عبد اللّه بن زرارة، نا حمّاد بن زيد، عن بديل بن ميسرة أن مطرّفا كان يقول:
لأن أعافى فأشكر أحبّ إليّ من أن أبتلى فأصبر و زعم أن أبا العلاء - يعني أخاه - كان يقول: اللّهم أي ذلك كان فعجّله لي.
ص: 316
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن ابن عبيد اللّه الحرفي، أنا أحمد بن سلمان النجّاد، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا خالد بن خداش، نا مهدي بن ميمون، عن غيلان بن جرير قال:
سمعت مطرّف بن عبد اللّه يقول: لأن أعافى فأشكر أحبّ إليّ من أن أبتلى فأصبر، قال: فنظرت في العافية و الشكر فوجدت فيهما خير الدنيا و الآخرة.
أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أحمد بن الحسين.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه.
قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل القطّان، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (1)،نا الحجّاج، نا مهدي، نا غيلان، عن مطرّف قال: سمعته يقول:
لأن أعافى فأشكر أحبّ إليّ من أن أبتلى فأصبر، نظرت في العافية فوجدت فيها خير الدنيا و الآخرة.
قال: و نا يعقوب (2)،نا عمرو بن عاصم، نا سليمان بن المغيرة، نا حميد بن هلال، قال: قال مطرّف: ما خير لا شر فيه، و لا آفة، و لكلّ شيء آفة، فإذا هو أن يعافى عبد فيشكر.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أنا عمر بن أحمد بن عثمان، نا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني محمّد بن ميمون، قال: سمعت ابن عيينة يقول: قال مطرّف: الخير الذي لا شرّ فيه: الشكر مع العافية، فكم من منعم عليه غير شاكر، و كم من مبتلى غير صابر.
أخبرنا (3) أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن النحّاس، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد، نا مسرف بن سعد ابن مسرف أبو زيد الواسطي، نا عمر بن السكن قال: كنت عند سفيان بن عيينة فقام إليه رجل من أهل بغداد فقال:
أخبرني عن قول مطرّف: لأن أعافى فأشكر أحبّ إليّ ، أم قول أخيه أبي العلاء: اللّهم
ص: 317
رضيت لنفسي ما رضيت لي، قال: فسكت سكتة ثم قال: قول مطرّف أحب إليك، قال:
و كيف و قد رضي (1) هذا لنفسه ما رضي اللّه له ؟ قال: إنّي قرأت القرآن فوجدت صفة سليمان مع (2) العافية التي كان فيها نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوّٰابٌ (3)،و وجدت صفة أيوب مع البلاء الذي كان فيه نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوّٰابٌ (4)فاستوت الصفتان، فهذا معافى، و هذا مبتلى، و رأيت الشكر قد قام مقام الصبر، فلما اعتدلا كانت العافية مع الشكر أحبّ إليّ من البلاء مع الصبر.
أخبرنا (5)أبو الحسن المشكاني، أنا أبو منصور، أنا أبو العباس، أنا أبو القاسم، نا محمّد بن إسماعيل، نا عبد اللّه بن أبي الأسود، نا جعفر، نا ثابت قال: مات عبد اللّه بن مطرّف، و قد كان بلغ، فخرج مطرّف على قومه مدهنا في ثياب حسنة.
أخبرنا (6)أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن الحسن العلوي الطبري، و أبو بكر عوض ابن عبد الرّحمن بن عبد العزيز الفامي - بهراة - قالا؛ أنا أبو الفتح نصر بن أحمد الحنفي، أنا جدي أبو المظفر منصور بن إسماعيل بن أحمد بن محمّد بن أبي قرة الحنفي، نا أبو سعيد أحمد بن محمّد الكرابيسي - بمرو - نا الحسين بن الحسن البصري، نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد ابن قدامة الجوهري، نا الحارث بن النعمان، عن خليد بن دعلج، عن عمران القصير قال:
أصيب مطرّف بن عبد اللّه بابن له، فأتاه قوم يعزّونه فخرج إليهم أحسن ما كان بشرا، ثم قال: إنّي لأستحي من اللّه أن أتضعضع لمصيبة.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، أنا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك (7)،أنا بعض أهل البصرة أن مطرّف بن الشّخّير ماتت امرأته أو بعض أهله، فقال ناس من إخوانه: انطلقوا بنا إلى أخيكم مطرّف لا يخلو به الشيطان فيدرك بعض حاجته منه، فأتوه، فخرج عليهم دهينا في هيئة حسنة، فقالوا: خشينا شيئا، فنرجو أن يكون اللّه قد عصمك منه، و أخبروه بالذي قالوا، فقال مطرّف: لو كانت لي الدنيا كما هي ثم سألتها بشربة أسقاها يوم القيامة لافتديت بها.
ص: 318
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا سليمان بن أحمد، نا الحسن بن علي بن المتوكل، نا أبو الحسن المدائني قال: قال أبو محمّد الباهلي: قال:
سمعت زهير البابي (2)يقول:
مات ابن لمطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير، فخرج على الحي قد رجّل لمّته، و لبس حلّته، فقيل له: أ نرضى منك بهذا و قد مات ابنك ؟ فقال: أ تأمروني أن أستكين للمصيبة، فو اللّه لو أن الدنيا و ما فيها لي و أخذها اللّه مني و وعدني عليها شربة ماء غدا ما رأيتها لتلك الشربة أهلا، فكيف بالصلوات و الهدى و الرحمة ؟ أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو محمّد المقرئ، و أبو عبد الرّحمن السلمي، قالوا: نا أبو العباس بن يعقوب، نا الخضر بن أبان، نا سيّار، نا جعفر، نا ثابت قال:
كان عبد اللّه بن مطرّف بن عبد اللّه بلغ في الدنيا حتى استعمل، فمات، فخرج مطرّف و عليه ثياب من صالح ما كان يلبس، فقالوا له: يموت عبد اللّه و تلبس مثل هذه الثياب ؟ قال مطرّف: أستكين، و قد وعدني اللّه عليها ثلاث خصال أحبّ إليّ من الدنيا كلها؟ قال اللّه تعالى: اَلَّذِينَ إِذٰا أَصٰابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قٰالُوا إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ إلى قوله هُمُ الْمُهْتَدُونَ (3)فقد استرجعت كما أمرني ربي و كلّ واحدة من هذه الخصال أحبّ إليّ من الدنيا و ما فيها.
قال مطرّف: و ما من شيء أعطى به في الآخرة قدر كوز من ماء إلاّ وددت أنه أخذ مني الدنيا.
أخبرنا (4) أبو الوقت السجزي (5)،أنا أبو عاصم الفضيل (6) بن يحيى، أنا عبد الرّحمن ابن أحمد الأنصاري، أنا محمّد بن عقيل - البلخي، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل البيكندي - ببخارى - أنا (7) علي بن عثمان اللاحقي، نا جرثومة بن عبد اللّه، عن ثابت البنّاني
ص: 319
قال: أتينا مطرّف بن عبد اللّه في باديته فإذا هو يلعب مع صبيان له، فلمّا رآنا قام إلينا ليستقبلنا، فلم يزل يحضر جرّ إزاره. قال: فما ترك منا أحدا إلاّ قبله، ثم قال: بأبي أنتم إذا كنت وحدي، فإنما أنا صبي فإذا رأيتموني ذكرتموني الآخرة. قال: ثم دخلنا بيتا له يذكر فيه، قال: فقرأ علينا سورة من القرآن، و ذكر ربه و صلّى على نبيه و دعا بدعاء حسن تعجبنا من حسنه، قال: و قال لي: يا ثابت، أثرى اللّه قد استجاب لنا؟ فقلت: ما شاء اللّه. فقال: و ما يمنعه أن لا يستجيب و قد اجتمعنا، قوم لا بأس بنا، و قرأنا القرآن، و ذكرنا ربنا و صلّينا على نبينا، و دعونا اللّه فما يمنعه أن لا يستجيب لنا.
أخبرنا (1) أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد ابن مروان، نا أبو بكر أخو خطاب، نا خالد بن خداش قال: قال الفضيل بن مسلم: قال مطرف بن عبد اللّه - و ذكر له أهل الدنيا - فقال: لا تنظروا إلى خفض عيشهم، و لين رياشهم، و لكن انظروا إلى سرعة ظعنهم، و سوء منقلبهم.
أخبرنا أبو بكر، أنا أبو عمرو، أنا أبو محمّد، أنا أبو الحسن، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد، نا خلف بن الوليد، حدّثني شيخ نهشلي قال: قال مطرّف:
لا يغررك ما ترى من خفض عيشهم، و لين رياشهم، و لكن انظر إلى سرعة منقلبهم، و سوء مصيرهم.
أخبرنا (2) أبو القاسم النسيب، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد ابن مروان المالكي، نا محمّد بن يونس، نا الأصمعي عن ابن عون قال:
كان مطرّف بن عبد اللّه ينزل بما يقال له السخيري (3) على ثلاث ليال (4) من البصرة، و يأتي يوم الجمعة، فيقال إنه كان ينور له في سوطه.
قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام الواسطي، أنا أبو عمر بن حيوية - إجازة - نا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، نا موسى بن إسماعيل، حدّثتني صافية مولاة واصل بن عبد اللّه، قالت:
ص: 320
سمعت غلام مطرّف الذي كان معه قال: أقبلت مع مطرّف في ليلة ظلماء فقال له غلامه: ما نبصر شيئا، فدعا ربه، فأضاء له مثل السراج على طرف سوطه.
قال: و نا ابن أبي خيثمة، نا مسلم بن إبراهيم، نا أبو عقيل الدورقي، نا يزيد قال: كان مطرّف يبدو، فإذا كان ليلة الجمعة جاء ليشهد الجمعة فبينا هو يسير في وجه الصبح سطع من رأس سوطه نور له شعبتان، فقال لابنه (1) عبد اللّه و هو خلفه: أ تراني لو أصبحت فحدّثت الناس هذا كانوا يصدقوني ؟ فلما أصبح ذهب.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (2)،نا أبو حامد جبلة، نا محمّد ابن إسحاق، حدّثني الحسين (3) بن منصور، نا حجّاج بن محمّد، عن مهدي بن ميمون، عن غيلان بن جرير قال: أقبل مطرّف مع ابن أخ له من البادية و كان يبدو، فبينا هو يسير سمع في طرف صوته كالتسبيح، فقال له ابن أخيه: يا أبا عبد اللّه، لو حدّثنا الناس بهذا كذبونا، فقال مطرّف: المكذّب بهذا أكذب الناس.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفتح المظفر بن حمزة بن محمّد التاجر، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف، أنا أبو سعيد بن الأعرابي.
و أخبرنا (4) أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، قالا: نا أحمد بن منصور، نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن قتادة قال:
كان مطرّف بن عبد اللّه - زاد الصفّار: بن الشّخّير - و صاحب له يسيران، و قال الصفّار:
سويّا في ليلة مظلمة، فإذا طرف سوط أحدهما عنده ضوء، فقال صاحبه - و قال الصفّار:
لصاحبه - إنّا لو حدّثنا الناس بهذا كذبوا، فقال مطرّف: المكذب أكذب - زاد الصفّار: يقول:
و قالا - المكذب بنعمة اللّه أكذب.
أخبرنا (5) أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا علي بن عمر
ص: 321
الحربي، نا موسى بن سهل أبو عمران الجوني، نا عبد الواحد بن غياث، نا أبو جناب (1)، حدّثني محمّد بن واسع أن مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير كان يبدو، و إذا كان ليلة الجمعة أقبل على دابّته فإذا هو بأهل القبور خارجين إلى أنصافهم من قبورهم و هم يقولون: سلم سلم يوم صالح.
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر.
ح و أخبرنا (2) أبو القاسم الشّحّامي، أنا البيهقي.
قالا: أنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، نا خالد بن خداش، نا جعفر بن سليمان، عن أبي التّيّاح قال:
كان مطرّف يبدو (3) فإذا كان يوم الجمعة أدلج، قال: و سمعت أبا التّيّاح يقول: بلغنا أنه كان ينوّر له في سوطه، فأدلج ليلا - و قال البيهقي: فأقبل ليلة حتى إذا كان عند المقابر هوّم (4)و هو على فرسه، فرأى أهل القبور كل صاحب قبر جالس على قبره، فقالوا: هذا مطرّف يأتي الجمعة، قلت: تعلمون عندكم يوم الجمعة ؟ قالوا: نعم، و نعلم ما تقول فيه الطير. قلت:
و ما يقولون ؟ قال: يقولون: سلم سلم، و قال البيهقي: سلام سلام، يوم صالح.
أخبرنا (5) أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو محمّد بن حمزة، قالا: أنا عبد الدائم بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، نا محمّد بن خريم (6)،نا هشام بن عمّار، نا عبد الأعلى ابن محمّد البكري، نا جعفر بن سليمان البصري، نا أبو التّيّاح الضبعي، قال:
كان مطرّف بن عبد اللّه يبدو فيدخل كل جمعة، قال: فربما نوّر له في سوطه؛ فأدلج ذات ليلة و هو على فرسه حتى إذا كان عند المقابر هوّم قال: فرأيت كلّ صاحب قبر جالسا على قبره، فقالوا: هذا مطرّف يأتي الجمعة يوم الجمعة، قال: فقلت لهم: و تعلمون عندكم يوم الجمعة ؟ قالوا: نعم، و نعلم ما تقول فيه الطير؟ قلت: و ما تقول فيه الطير؟ قالوا: يقول:
رب سلم سلم، يوم صالح (7).
ص: 322
أنبأنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا هاشم بن القاسم، نا سليمان بن المغيرة قال:
كان مطرف بن عبد اللّه إذا دخل بيته سبّحت معه آنية بيته.
أخبرنا (2) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل، أنا أبو الفضل أحمد بن محمّد الرشيدي، أخبرني أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن يعقوب - يعني - المفيد، نا أحمد بن عبد الرّحمن، نا يزيد بن هارون، نا جرير بن حازم، عن حميد بن هلال قال:
كان بين مطرّف و بين رجل من حيه شيء في مسجد قومه، فقال لمطرّف شيئا يكرهه، فقال مطرّف: إن كنت كاذبا فأماتك اللّه، فمات مكانه، فخاصموه إلى زياد، فقال: هل مسه أو ضربه ؟ فقالوا: لا، فقال: إنّما هي دعوة صالح، وافقت القدر (3).
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا طرّاد بن محمّد، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا يزيد بن هارون، أنا جرير بن حازم، عن حميد بن هلال قال:
كان بين مطرّف و بين رجل من قومه شيء، فكذب على مطرّف، فقال له مطرّف: إن كنت كاذبا فعجل اللّه حتفك، قال: فمات الرجل مكانه، استعدى أهله زيادا على مطرّف، فقال لهم زياد: هل ضربه ؟ هل مسّه بيده ؟ فقالوا: لا، فقال: دعوة رجل صالح وافقت دعوته قدرا، فلم يجعل لهم شيئا (4)(5).
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي،[أنا] (6) أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن، أنا أبو محمّد الأرزني (7)،أنا أبو أحمد إسماعيل بن محمّد الزاهد، أنا أبو يعلى الموصلي، نا عبد اللّه بن محمّد بن أسماء، حدّثني مهدي بن ميمون، نا غيلان، عن مطرّف.
ص: 323
أنه كان بينه و بين رجل كلام، فكذب عليه، فقال مطرّف: اللّهم إن كان كاذبا فأمته، قال: فخرّ ميتا مكانه، قال: فرفع ذلك إلى زياد، فقالوا: قتل الرجل، فقال: قتلت الرجل ؟ قال: لا، و لكنها دعوة وافقت أجله.
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المقرئ، أنا طراد بن محمّد الزينبي، أنا علي بن محمّد المعدّل، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن الحسين، نا سليمان ابن حرب قال:
كان مطرّف مجاب الدعوة، أرسله رجل يخطب له، فذكره للقوم فأبوه، فذكر نفسه فزوّجوه، فقال له الرجل في ذلك: بعثتك تخطب لي خطبت لنفسك، قال: قد بدأت بك، قال: كذبت، قال: اللّهم إن كان كذب عليّ فأرني (1) به، قال: فمات مكانه، فاستعدوا عليه، فقال لهم الأمير: ادعوا أنتم أيضا عليه كما كان دعا عليكم.
قال: و نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، عن غيلان بن جرير قال:
حبس الحجّاج مورّقا (2) قال: فطلبنا فأعيانا فلقيني مطرّف فقال: ما فعلتم في صاحبكم ؟ قلنا: ما صنعنا شيئا، طلبنا فأعيانا، قال: تعال فلندع، فدعا مطرّف و أمّنّا، فلمّا كان من العشي أذن الحجّاج للناس فدخلوا، و دخل أبو مورّق فيمن دخل، فلمّا رآه الحجّاج قال لحرسي: اذهب مع هذا الشيخ إلى السجن فادفع إليه ابنه.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أحمد بن عبد اللّه بن إسحاق (3)،نا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب، نا أبو العباس السراج، نا حاتم بن الليث، نا خالد بن خداش، نا حمّاد بن زيد، نا غيلان بن جرير قال:
حبس الحجّاج مورّقا [العجلي] (4) في السجن، فقال لي مطرّف بن عبد اللّه: تعال حتى ندعو و أمّنوا، فدعا مطرّف و أمنّا على دعائه، فلما كان العشي خرج الحجّاج و دخل الناس، و دخل أبو مورّق فيمن دخل، فقال الحجّاج لحرسي: اذهب إلى السجن فادفع ابن هذا الشيخ إليه، قال خالد: من غير أن يكلّمه (5) فيه أحد من الناس.
ص: 324
قال (1):و نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا أحمد بن إبراهيم، نا أبو عامر القيسي، نا بشر الأسدي (2) قال:
رأيت مطرّف بن عبد اللّه إذا نزل بادية خطّ مسجدا و ركز عصاه حيال وجهه. قال:
و كان كلب أبيض يمرّ بين يديه و هو يصلي فلا ينصرف، و قال: اللّهم أحرمه صيده، قال بشر: فلا أعلمه إلاّ كان يخالط الصيد، فلا يصيد.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الفوارس طراد بن محمّد بن علي، أنا أبو الحسين علي بن محمّد، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا خالد بن خداش، نا مهدي بن ميمون، عن غيلان بن جرير قال:
حبس ابن أخ لمطرّف بن عبد اللّه فلبس خلقان ثيابه، و أخذ عكازا بيده، فقيل: ما هذا؟ قال: أستكين لربي لعله أن يشفعني في ابن أخي.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا جعفر بن محمّد، نا عفّان بن مسلم، نا مهدي بن ميمون، نا غيلان بن جرير قال:
كان ابن أخي مطرّف حبسه السلطان في شيء، فكان يخاف عليه، فلبس مطرّف خلقان ثيابه و أخذ عصا بيده، فقيل له: يا أبا عبد اللّه ما هذا؟ قال: أستكين لربي عسى أن يشفّعني في ابن أخي (3).
أخبرنا أبو علي المقرئ - إذنا - أنا أبو نعيم (4)،نا أبو محمّد بن حيّان (5)،نا إسحاق ابن أبي (6) حسان، نا أحمد بن أبي الحواري، حدّثني عبد العزيز - أو غيره - قال: قال: غاب ابن لمطرّف، فلبس جبّة و أخذ عصا - أو قصبة - في يده و قال: أ تمسكن لربي لعله أن يرحمني فيردّ عليّ ولدي.
أخبرنا (7) أبو بكر اللفتواني، نا سليمان بن إبراهيم الحافظ ، و محمّد بن أحمد بن ررا،
ص: 325
و سهل بن عبد اللّه الغازي (1)،و أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن سمير، و أبو بكر محمّد بن الحسن بن سليم، و أحمد بن عبد الرّحمن الذكواني، و محمّد بن علي بن محمّد بن خولة، و أبو نصر محمّد بن [علي بن] (2) أحمد السكري.
ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن مهران، أنا سهل الغازي.
و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، نا سليمان بن إبراهيم.
قالوا: نا محمّد بن إبراهيم بن جعفر - إملاء - نا أبو علي الحسن بن علي بن الحسن الورّاق، نا محمّد بن زكريا بن دينار، نا عبد اللّه، عن الوليد بن العيزار.
إن مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير كان يقول: اللّهم إنّي أعوذ بك من ضرّ ينزل يضطرني إلى معصيتك، و أعوذ بك أن أكون عبرة للناس، و أعوذ بك أن أتزين للناس بشيء من شأني يشينني عندك، و أعوذ بك أن أقول شيئا من الحق أريد به أحدا سواك، و أعوذ بك أن يكون أحد أسعد بما أعطيتني مني.
أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم (3)،نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن شبل، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا أبو الأحوص، عن أبي غيلان قال:
كان مطرّف بن الشّخّير يقول: اللّهم إنّي أعوذ بك من شرّ السلطان، و من [شرّ] (4) ما تجري به أقلامهم، و أعوذ بك أن أقول بحق أطلب به غير طاعتك، و أعوذ بك أن أتزين للناس بشيء يشينني عندك، و أعوذ بك أن أستعين بشيء من معاصيك على ضرّ نزل بي، و أعوذ بك من أن تجعلني عبرة لأحد من خلقك، و أعوذ بك أن تجعل أحدا أسعد بما علمته مني، اللّهم لا تخزني فإنك بي عالم، اللّهم لا تعذّبني فإنك عليّ قادر.
قال: و أنا أبو نعيم (5)،نا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو عبد اللّه بن شيرزاد، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا يزيد بن هارون، أنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت قال:
كان مطرّف يقول: اللّهم تقبّل مني صلاة، اللّهم تقبّل مني صياما، اللّهم اكتب لي حسنة، ثم قال: إنما يتقبّل اللّه من المتّقين.
ص: 326
و أنا أبو نعيم (1)،نا أبي (2)،نا أحمد بن محمّد بن أبان، نا أبو بكر بن عبيد، نا محمّد بن قدامة قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول:
كان من دعاء مطرّف بن عبد اللّه: اللّهم إنّي أستغفرك بما تبت إليك منه ثم عدت فيه، و أستغفرك مما جعلته لك على نفسي، ثم لم أف (3) لك به، و أستغفرك مما زعمت أني أردت به وجهك فخالط قلبي فيه ما قد علمت.
أخبرنا (4) أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي الأصبهاني - ببغداد - نا محمّد بن أحمد السمسار، نا أبو إسحاق بن خرشيد قوله، نا عمر بن أحمد الدري، نا محمّد بن إسماعيل الحساني، نا يزيد - هو ابن هارون - نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير كان يقول:
اللّهم تقبّل مني صوم يوم، اللّهم تقبّل مني صلاة، اللّهم تقبّل مني حسنة، ثم يقول:
إنّما يتقبّل اللّه من المتّقين.
أخبرنا (5) أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، نا أبو ذرّ عبد بن أحمد بن محمّد الهروي في المسجد الحرام، أنا إسحاق بن أحمد القايني، أنا أبو العباس السّرّاج، نا عبد اللّه ابن محمّد، نا محمّد بن قدامة قال: سمعت سفيان يقول:
كان من دعاء مطرّف بن عبد اللّه: اللّهم إنّي أستغفرك مما تبت إليك منه ثم عدت فيه، و أستغفرك مما جعلته لك على نفسي ثم لم أف (6) لك به، و أستغفرك مما زعمت أنّي أردت به وجهك فخالط قلبي فيه ما قد علمت.
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه.
ح و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى.
قالا: أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا عباس بن محمّد، نا إسحاق بن عيسى الطبّاع، نا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن مطرّف قال:
لقاء إخواني أحبّ إليّ من لقاء أهلي، لأن إخواني يدعون لي بدعوة أرجو فيها، و أهلي يقولون: بأبي بأبي.
ص: 327
قال أبو الفضل: و هذا حديث ليس يحدّث به إلاّ ابن الطبّاع.
أخبرنا أبو علي الحدّاد في كتابه، نا أبو نعيم الحافظ (1)،نا محمّد بن إسحاق، نا إبراهيم بن سعد، أنا بكر بن بكار، نا قرة بن خالد، نا يزيد بن عبد اللّه قال: قال مطرّف:
إن اللّه ليرحم برحمة العصفور، قال: فأصاب حمرة فقال: لأتصدّقنّ بك اليوم على فراخك، فأرسلها.
قال (2):و نا أبو محمّد بن حيّان، نا أبو بكر بن مريم (3)،نا مشرف بن سعيد الواسطي، نا الحارث بن منصور.
ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا مشرف بن سعيد، نا أبو منصور الحارث بن منصور.
نا أيوب بن شعيب، عن الأعمش قال: قال مطرّف:- و قال ابن مكرم لي: مطرف بن عبد اللّه:- وجدت الغفلة التي ألقى، و قال ابن مكرم: ألقاها - اللّه في قلوب الصدّيقين من خلقه رحمة رحمهم بها، و لو ألقى في قلوبهم الخوف،- و قال الصفّار: من الخوف - على قدر معرفتهم به ما هنأهم العيش.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن بن محمّد، أنا محمود بن عمر بن جعفر، أنا علي بن الفرج بن علي، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو الخطاب البصري، نا عبد اللّه بن بكر السهمي، حدّثني بعض أصحابنا يكنى أبا بكر:
إن مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير قال لصاحب (4) له.
ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أنا أبو الحسن المحمودي، نا محمّد بن علي الحافظ ، نا أبو موسى محمّد بن المثنى، نا عبد اللّه ابن بكر بن حبيب السهمي، حدّثني بعض أصحابنا رفعه إلى مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير أنه قال لبعض أصحابه (5):
ص: 328
إذا لك إليّ حاجة فلا تكلّمني فيها، و لكن اكتبها في رقعة ثم ارفعها - و قال ابن طاوس:
ادفعها إليّ - فإنّي أكره أن أرى في وجهك ذل السؤال.
قال عبد اللّه بن بكر: قال بعض الشعراء - و قال ابن طاوس: و قال الشاعر (1)-:
لا تحسبن الموت موت البلى *** فإنّما الموت سؤال الرجال (2)
كلاهما موت و لكن ذا *** أشد من ذاك لذلّ السؤال
أخبرنا (3) أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو القاسم السراج، أنا الحسين بن أحمد الصيدلاني الهروي، نا أحمد بن حمدون بن عمارة، نا الحسن بن عرفة، نا عبد اللّه بن بكر، عن أبي بكر الهذلي قال:
كان مطرّف بن عبد اللّه يقول لإخوانه و لأودّائه: إنه إذا كانت لكم حاجة فاكتبوها في رقعة لأقضيها لكم، فإنّي أكره ذل (4) السؤال في وجهكم، لقول الشاعر: فذكر البيتين.
قال البيهقي: و رواه أبو موسى محمّد بن المثنى عن عبد اللّه بن بكر، و قال في آخره:
قال عبد اللّه بن بكر: قال بعض الشعراء، فذكر البيتين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمّد بن السواق، و أبو منصور محمّد بن محمّد العكبري، قالا: أنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان العضاري، أنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن مسروق، نا الحسن بن عرفة، حدّثني عبد اللّه بن بكر السهمي، نا شيخ لنا يكنى أبا بكر.
أن مطرّف بن الشّخّير قال لبعض إخوانه: يا فلان، إذا كانت لك إليّ حاجة فلا تكلّمني فيها، و لكن اكتبها في رقعة، ثم ادفعها إليّ ، فإنّي أكره أن أرى في وجهك ذلّ السؤال، و قد قال الشاعر:
لا تحسبن الموت موت البلى *** فإنما الموت سؤال الرجال (5)
كلاهما موت و لكن ذا *** أشد من ذاك لذلّ السؤال
ص: 329
و قال شاعر آخر (1):
ما اعتاض باذل وجهه بسؤاله *** عوضا و إن نال الغنى بسؤال
و إذا السؤال مع النوال وزنته *** رجح السؤال و خفّ كلّ نوال
و إذا ابتليت ببذل وجهك سائلا *** فابذله للمتكرّم المفضال
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا أبو سهل بن زياد القطّان، نا إسحاق بن الحسن الحربي، نا عفّان، نا مهدي بن ميمون، نا غيلان بن جرير قال: قال مطرّف بن عبد اللّه: احترسوا من الناس بسوء الظن (2).
أخبرنا أبو سعد (3) محمّد بن البغدادي، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصفّار.
ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أحمد بن الحسين، أنا أبو سعيد بن أبي عمرو، أنا أبو عبد اللّه الصفّار، قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو بكر التميمي، نا عبد اللّه ابن صالح، حدّثني الليث بن سعد، حدّثني حميد الطويل، عن مطرّف بن عبد اللّه الحرشي قال:
خرجنا إلى الربيع في زمانه، فقلنا: ندخل يوم الجمعة لشهودها، و طريقنا (4) على المقبرة، قال: فدخلنا فرأيت جنازة في المقبرة، فقلت: لو اغتنمت شهود هذه الجنازة، فشهدتها، قال: و اعتزلت من ناحية قريبا من قبر، فركعت ركعتين، كأنّي خفّفتهما لم أرض إتقانهما، و نعست، فرأيت صاحب القبر يكلّمني فقال: ركعت ركعتين لم ترض إتقانهما؟ قلت: قد كان ذلك، قال: تعملون و لا تعلمون، و نعلم و لا نستطيع أن نعمل، لأن أكون ركعت مثل ركعتيك أحبّ إليّ من الدنيا بحذافيرها، فقلت: من [هاهنا؟] (5)،فقال: كلهم مسلم و كلهم قد أصاب خيرا، فقلت: من هاهنا أفضل ؟ فأشار إلى قبر، فقلت في نفسي:
اللّهم ربنا، أخرجه إليّ فأكلمه، قال: فخرج من قبره فتى شاب، فقلت: أنت أفضل من هاهنا؟ فقال: قد قالوا ذلك، قلت: فبأي شيء نلت ذلك ؟ فو اللّه ما أرى لك ذلك السن فأقول نلت ذلك بطول الحج، و العمرة، و الجهاد في سبيل اللّه، و العمل، قال: ابتليت بالمصائب،
ص: 330
فرزقت الصبر عليها، فبذلك - و في حديث أبي سعيد: فبتلك - فضلتهم (1).
أخبرنا (2) أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمّد، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن (3)،أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن السقاء، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن بالويه، قالا: أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد الدوري، نا يحيى بن معين، نا الأصمعي، عن هلال بن حق قال: قال (4) أبو العلاء - يعني - يزيد بن عبد اللّه بن الشّخّير أخا مطرّف: سرقت عبية (5) لمطرّف قال: فقال لي مطرّف: اكتب ربعة أحمر، قال:
فبينما هو ذات يوم إذ بصر به مطرّف فقال لي: يا أبا العلاء هذا صاحب العبية فقمت إليه، فقلت له: مطرّف يشهد عليك و أمانته و صدقه، قال: فرد العبية إلاّ ثوبين.
أخبرنا (6) أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم علي بن محمّد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا خيثمة بن سليمان، نا الحسن بن مكرم بن حسّان البزاز، نا إسحاق بن سليمان الرازي قال: سمعت أبا جعفر ذكر عن قتادة عن مطرّف بن الشّخّير.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الجوزقي، أنا الحسين بن الحسن بن منصور، نا خشنام بن إسماعيل، نا الحسين بن منصور، عن محمّد بن سليمان، عن أبي جعفر الرازي، عن قتادة، عن مطرّف قال:
إنّ هذا الموت أفسد، و قال الرازي: قد أفسد - على أهل النعيم نعيمهم، فالتمسوا نعيما لا موت فيه (7).
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن الجنزرودي (8)،أنا أبو الحسن محمّد بن علي بن سهل الماسرجسي - إملاء - أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد - بمكة - نا نصر بن محمّد المخرمي (9)،نا مجاهد بن عبد اللّه العبدي، نا جعفر بن سليمان الضبعي قال: سمعت ثابتا يقول: سمعت مطرّفا يقول.
ص: 331
و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو محمّد بن أبي حامد المقرئ، قالا: نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا الخضر بن أبان (1)،نا سيّار، نا جعفر، نا ثابت قال: قال مطرّف:
أفسد الموت على أهل النعيم نعيمهم، فاطلبوا نعيما ليس فيه موت، و في رواية سيار:
نعيما لا موت فيه.
أنبأنا أبو علي بن نبهان، ثم حدّثنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا جعفر بن أحمد السرّاج، و ابن نبهان و غيرهما، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا دعلج بن أحمد، نا علي بن عبد العزيز قال: قال أبو عبيد في حديث مطرّف انه خرج زمن الطاعون فقيل له في ذلك فقال: هو الموت نحاوصه و لا بدّ منه.
قوله:«نحاوصه و لا بد منه»، قوله: نحاوصه: نروع منه (2)،يقال: قد حاص يحيص حيصا، و منه قوله عزّ و جل: مٰا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (3).
أخبرنا (4)أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأني أبو العباس بن يعقوب فيما أجازه له محمّد بن عبد الوهّاب قال: سمعت علي بن هشام يقول:
قال مطرّف بن عبد اللّه:
هو الموت نحاوصه و لا بدّ منه، قال: ما نحاوصه ؟ قال: نروع منه، من الحيص.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن إسماعيل، و أبو عمر ابن حيوية، قالا: نا يحيى بن محمّد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك (5)،أنا صالح المري، عن بديل قال:
كان مطرف يلقى الرجل من خاصة إخوانه في الجنازة فعسى (6)أن يكون كان غائبا فما يزيده على التسليم، ثم يعرض اشتغالا بما هو فيه.
ص: 332
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد الحسن بن يوه، أنا أبو الحسن اللنباني (1).
ح و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو نصر بن سسّويه، أنا أبو سعيد الصيرفي، أنا أبو عبد اللّه الصيرفي، قالا: نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين البرجلاني، نا - و في حديث اللنباني: حدّثني - فهد بن حيّان، نا سهل بن أسلم العدوي، حدّثني من شهد مطرّف ابن عبد اللّه في جنازة، فلما سوّي التراب على الميت قال مطرّف: الحمد للّه، أما هذا فقد قطع سفره.
أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو، أنا أبو محمّد، أنا أبو الحسن، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني يعقوب بن عبيد، نا مسلم بن إبراهيم.
قال: و نا حنتمة بنت مسعود مولاة مطرّف بن عبد اللّه قالت:
حدثتني أم درة أن مطرّفا قال لبنيه: اذهبوا فاحفروا لي قبرا، فذهبوا فحفروا له، فقال:
اذهبوا بي إلى قبري، فذهبوا به إلى قبره، فدعا فيه ثم ردّوه إلى أهله.
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو سعيد محمّد ابن موسى، أنا أبو عبد اللّه الصفّار، نا ابن أبي الدنيا، نا إسحاق بن إسماعيل، نا سفيان، نا جري (2).
أن مطرّف بن عبد اللّه أمر فحفر له قبره، فكان يحمل إليه، فيقرأ فيه القرآن حتى ختمه فيه.
أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)، أنا مسلم بن إبراهيم، حدّثتنا حكيمة بنت مسعود مولاة مطرّف بن الشّخّير قالت: حدثتني أم درة مولاة مطرّف.
أن مطرفا كان يجمّع من الرحيل، قالت: فأخذه اليسر، و اليسر احتباس البول، فقال:
ص: 333
ادعوا ابني، فدعوا له، فقرأ عليه آية الوصية، ثم قال: اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاٰ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (1)،قال: فذهب ابنه، فجاءه بطبيب، فقال: يا بنيّ ما هذا؟ قال: طبيب، فقال:
أحرّج عليك أن تحملني [على] (2)رقية أو تعلق عليّ خرزة ؟ قالت: و قال لبنيه: اذهبوا فاحفروا لي قبري، فذهبوا فحفروا له، ثم قال: اذهبوا بي إلى قبري، فذهبوا به إلى قبره، فدعا فيه، ثم ردّوه إلى أهله.
أخبرنا [أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، نا الحسين بن صفوان نا] (3)ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا خالد بن يزيد، نا روح بن المسيّب، عن عبد اللّه بن مسلم العبدي قال:
قال مطرّف لما حضره الموت: اللّهمّ خر لي في الذي قضيته عليّ من أمر الدنيا و الآخرة، قال: و أمرهم أن يحملوه إلى قبره، فختم فيه القرآن قبل أن يموت.
أنبأنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم الحافظ (4)،نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا أبو مسعود عبدان، نا سلمة بن شبيب، نا عبد اللّه بن جعفر، نا الحسن بن عمرو الفزاري، عن ثابت البنّاني (5)و رجل آخر.
أنهما دخلا على مطرّف و هو مغمى عليه قال: فسقطت منه أنوار ثلاثة: نور من رأسه، و نور من وسطه، و نور من رجليه و قدميه، قال: فهالنا ذلك، قال: فأفاق، فقلنا: كيف أنت يا أبا عبد اللّه ؟ فقال: صالح، فقيل: لقد رأينا شيئا هالنا، قال: و ما هو؟ قلنا: أنوار سطعت منك، قال: و قد رأيتم ذلك ؟ قالوا: نعم، قال: تلك تنزيل السجدة، و هي تسع (6)و عشرون آية يسطع أولها من رأسي، و وسطها من وسطي، و آخرها من قدمي، و قد صعدت تشفع لي، فهذا ثوابها يحرسني.
[قال ابن عساكر:] (7)كذا قال، و قد أسقط منه الحسن بن دينار بين الحسن و ثابت.
ص: 334
أخبرناه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السلمي، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ ، أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمد القرشي، حدّثني محمد بن الحسين، حدّثني ابن سالم، أنا أبو المليح الرقي عن الحسن بن دينار، حدّثني ثابت البنّاني أنه و رجل آخر.
دخلا على مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير يوما، فوجداه مغمى عليه، قال: فسطع منه أنوار ثلاثة أنوار، أولها من رأسه، و أوسطها (1)من وسطه و آخرها من رجله، قال: فهالنا ذلك، قال: فلمّا أفاق قلنا له: كيف أنت يا أبا عبد اللّه ؟ لقد رأينا شيئا هالنا، قال: و ما هو؟ فأخبرناه، قال: و رأيتم ذلك ؟ قلنا: نعم، قال: تلك السجدة، و هي تسع (2)و عشرون آية، سطع أولها من رأسي، و أوسطها من وسطي، و آخرها من رجلي، و قد صعدت تشفع لي، و هذه تَبٰارَكَ تحرسني، قال: فمات رحمه اللّه.
قال: و أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد، نا أبو الحسن أحمد بن عبد الأعلى الشيباني، نا عصام بن طليق عن شيخ من أهل البصرة عن مورّق العجلي قال:
عدنا رجلا و قد أغمي عليه، فخرج نور من رأسه حتى أتى السقف فجوقه، فمضى، فخرج نور من سرّته حتى فعل مثل ذلك، ثم أفاق فقلنا له: هل علمت ما كان منك ؟ قال:
نعم، أما النور الذي خرج من رأسي فأربع عشرة آية من أول الم تَنْزِيلُ السجدة، و أما النور الذي خرج من سرتي فآية السجدة، و أما النور الذي خرج من رجلي فآخر سورة السجدة، و هن يشفعن، و بقيت تَبٰارَكَ عندي تحرسني، و كنت أقرأهما في كل ليلة.
أخبرنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا في كتابيهما، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري و نحن نسمع عن أبي عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا سليمان أبو داود الطيالسي، نا شعبة، عن أبي التياح، عن يزيد بن عبد اللّه بن الشّخّير أن أباه أوصاه أن لا يؤذّن بجنازته أحد.
قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن (4) أبي تمام الواسطي، أنا أبو عمر السوسي -
ص: 335
إجازة - أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة (1) قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: مات مطرّف بعد طاعون الجارف.
أخبرنا أبو الحسن المشكاني الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس بن زنبيل، أنا أبو القاسم (2) بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل البخاري.
قال: و نا موسى - هو ابن إسماعيل - نا جعفر، نا محمّد بن واسع قال:
أتيت (3) في حلقة فيها مطرّف و سعيد بن أبي الحسن، و مات مطرّف بعد الطاعون، و كان الطاعون سنة سبع و ثمانين.
[قال:] و حدّثني محمّد بن مقاتل، نا أحمد بن حنبل، نا يحيى قال: مات مطرّف بعد الطاعون، و كان الطاعون الجارف سنة سبع و ثمانين.
أنبأنا أبو طالب، و أبو نصر، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية - إجازة - أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (4)،قال: قالوا:
و مات مطرّف في ولاية الحجّاج بن يوسف بالعراق بعد الطاعون الجارف، و كان الطاعون سنة سبع و ثمانين في خلافة الوليد بن عبد الملك بن مروان.
قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي محمّد ابن العبّاس، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي (5)،نا ابن أبي خيثمة، نا خالد بن خداش، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب قال: قال محمّد: لم يكن طاعون أشدّ من ثلاثة طواعين: طواعين أزدجرد، و طاعون عمواس، و طاعون الجارف.
أخبرنا (6) أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن محمّد، أنا علي بن أحمد بن محمّد، نا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا عمرو بن علي بن بحر، قال:
مات مطرّف بن عبد اللّه سنة خمس و سبعين.
ص: 336
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، أنا أحمد بن عمران الأشناني، نا موسى بن زكريا التّستري، نا خليفة بن خيّاط (1) قال: سنة ست و ثمانين فيها مات مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير الحرشي (2)(3).
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا محمّد بن علي بن الحسن، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه، أنا الحسين بن صفوان، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني أبو إسحاق الضرير، نا إياس بن دغفل، قال:
رأيت أبا العلاء يزيد بن عبد اللّه فيما يرى النائم فقلت: أبا العلاء، كيف وجدت طعم الموت ؟ قال: وجدته مرّا، كريها قلت: فما صرت إليه بعد الموت ؟ قال: صرت إلى روح و ريحان، و ربّ غير غضبان، قال: فقلت: فأخوك ؟ قال: فاتني بيقينه.
7457 - مطرّف بن مالك أبو الرباب القشيري البصري (4)
شهد فتح تستر (5) مع أبي موسى الأشعري، و لقي أبا الدرداء، و كعب الأحبار.
روى عن معقل بن يسار.
روى عنه: زرارة بن أوفى، و محمّد بن سيرين، و أبو عثمان النهدي.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران - ببغداد - أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا أحمد بن منصور الرمادي، نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين عن أبي الرباب القشيري قال:
دخلنا على أبي الدرداء نعوده، فدخل عليه أعرابي، فقال: ما لأميركم ؟- و أبو الدرداء يومئذ أمير - قلنا: هو شاك، قال: و اللّه ما اشتكيت قط - أو قال: ما صدعت قط - فقال أبو الدرداء: أخرجوه عني، ليمت بخطاياه، ما أحبّ أنّ لي بكلّ وصب (6) و صبته حمر النعم، و إنّ وصب المؤمن يكفّر خطاياه.
ص: 337
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر، و أبو الفضل.
ح و أخبرنا أبو العزّ الكيلي، أنا أبو طاهر.
قالا: أنا (1) أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط (2) قال:
أبو الرباب (3) مطرّف بن مالك بن قشير بن كعب بن عامر بن ربيعة، شهد مع أبي [موسى الأشعري] (4) فتح تستر أيام عمر بن الخطّاب.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.
ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار.
قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان، نا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العباس، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: أبو الرباب القشيري مطرّف بن مالك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا هبة اللّه ابن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا عبد اللّه بن أحمد قال:
سمعت أبي يقول: أبو الرباب القشيري اسمه مطرّف بن مالك.
أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال يحيى بن معين:
أبو الرباب القشيري مطرّف بن مالك.
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد ابن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري (5) قال:
مطرّف بن مالك أبو الرباب القشيري، شهد فتح تستر مع أبي موسى.
ص: 338
[الأشعري] (1) يعدّ في البصريين (2)،روى عنه زرارة بن أوفى، و محمّد بن سيرين.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور، أنا أبو العباس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل قال:
اسم أبي الرباب القشيري مطرّف بن مالك، شهد فتح تستر مع الأشعري، روى عنه زرارة بن أوفى، و ابن سيرين.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم (3) قال:
مطرّف بن مالك أبو الرباب (4) القشيري، شهد فتح تستر مع أبي موسى الأشعري، روى عنه زرارة بن أوفى، و محمّد بن سيرين، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:
أبو الرباب مطرّف بن مالك القشيري، شهد فتح تستر، روى عنه أبو عثمان النهدي، و زرارة بن أوفى، و محمّد بن سيرين.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:
أبو الرباب مطرف بن مالك القشيري، بصري، ثقة.
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر ابن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول:
ص: 339
أبو الرباب القشيري، روى عنه ابن سيرين، و زرارة بن أوفى، و هو مطرّف بن مالك.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو علي بن الصوّاف، نا عبد اللّه بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: أبو الرباب القشيري اسمه مطرّف بن مالك.
قال الدارقطني: أبو الرباب يروي عن معقل بن يسار، يروي عنه محمّد بن سيرين.
أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري قال:
و أما رباب الراء مفتوحة غير معجمة، و بعد الراء باء تحتها نقطة، أبو الرباب مطرّف بن مالك القشيري، شهد فتح تستر مع أبي موسى الأشعري.
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر، أنا ابن منجويه، أنا الحاكم قال:
أبو الرباب مطرّف بن مالك القشيري البصري، شهد فتح تستر مع أبي موسى الأشعري، روى عنه أبو بكر محمّد بن سيرين، و النهدي، أبو عثمان عبد الرّحمن بن مل، كنّاه البخاري.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد الرّحيم بن أحمد بن نصر.
و حدّثنا خالي أبو المعالي القاضي، نا نصر بن إبراهيم، أنا عبد الرحيم.
أنا عبد الغني بن سعيد قال: أبو الرباب عن معقل بن يسار.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (1):
أما رباب بفتح الراء و الباء المخففة المعجمة بواحدة، و هي مكررة، أبو الرباب القشيري اسمه مطرّف بن مالك، روى عن أبي الدرداء، روى عنه محمّد بن سيرين و غيره.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن المسلمة (2)،أنا عثمان بن محمّد بن القاسم الآدمي، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا جعفر بن محمّد السكري، نا عبد اللّه بن رشيد، نا أبو عبيدة - و هو مجّاعة بن الزبير (3)-عن محمّد بن سيرين، عن أبي الرّباب قال:
ص: 340
كنت فيمن فتح تستر فولّيت القبض، فجاء رجل معه شيء فقال: تبيعوني ما عندي ؟ قالوا: نعم، نبيعك ما عندك ما لم يكن ذهبا أو فضة أو كتاب اللّه، فقال: إنه كتاب اللّه، و لكنكم لا تقرءونه، فكرهوا أن يأخذوا منه ثمنا، و أخذوا منه لغلامه درهمين.
قال: و نا ابن أبي داود، نا المسيّب بن واضح عن أبي إسحاق الفزاري، عن هشام، عن محمّد، عن أبي الرباب القشيري قال:
كنت خامس خمسة فيمن ولي قبض تستر، فجاءنا إنسان مرتدي (1) على شيء، و قال:
أ تبيعوني ما معي بعشرين درهما؟ قال: قلت: نعم، إن لم يكن ذهبا، أو فضة، أو كتاب اللّه، قال: فإنه بعض ما سميتم: كتاب اللّه، و لكن لا تقرءونه، و أنا أقرأه، فأخرج الرجل جونة فيها كتاب من التوراة، فوهبناه له و أخذنا الجونة، فألقيناها في القبض، فابتاعها منا بدرهمين.
قال: و نا ابن أبي داود، نا محمّد بن عبد الملك الدقيقي، نا عفّان بن مسلم، نا همّام، عن قتادة، عن زرارة بن أبي أوفى، عن مطرّف قال:
شهدت فتح تستر مع الأشعري، فأصبنا دانيال بالسوس (2)،و أمسينا معه ريطتين (3) من كتّان (4)،و أصبنا معه ربعة فيها كتاب، و كان أول من وقع عليه رجل من بلعنبر، يقال له حرقوص، فأعطاه الأشعري الريطتين، و أعطاه مائتي درهم، و كان معنا أجير نصراني يسمى نعيما، فقال: بيعوني هذه الربعة بما فيها، قالوا: إن لم يكن فيها ذهب أو فضة أو كتاب اللّه، قال: فإنّ الذي فيها كتاب اللّه، فكرهوا أن يبيعوه الكتاب، فبعناه الربعة بدرهمين، و وهبنا له الكتاب.
قال قتادة: فمن ثمّ كره بيع المصاحف، لأن الأشعري و أصحابه كرهوا بيع ذلك الكتاب.
قال ابن أبي داود: هذا: ذو الثدية حرقوص بن زهير العنبري من بني تميم.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، نا يحيى بن
ص: 341
محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا محمّد بن أبي عدي، نا ابن عون، عن محمّد، عن أبي الرّباب قال:
كنت خامس خمسة في الذين ولوا قبض السوس، فأتى رجل لخلخانية كهيئة الدنامنه (1)أو العبادية فقال إني قد خبأت خبيئا فتبيعونيه ؟ قلنا: نعم، إن لم يكن كتاب اللّه، و لا ذهبا، و لا فضة، قال: فإنه بعض ما استثنيتم هو كتاب اللّه، أحسن أقرأه و لا تحسنون تقرءونه، فقلنا:
فائتنا به، فأتانا به، فنزعنا دفّتيه، و وهبناه له، فاشتراه منا بعد ذلك بدرهمين، فلمّا كان بعد ذلك خرجنا إلى الشام، و صحبنا رجل شيخ على حمار، بين يديه مصحف، و هو مكبّ عليه يقرأ و يبكي، قال: و في ناحية الرفقة فتى شاب يتغنى برفع صوته، فأتيته، فقلت له: يا عبد اللّه، لا تلمنا فإنه فتى شاب، قال: هو صاحب، و له حق، قلت: ما أشبه هذا المصحف بمصحف كان من شأنه كذا و كذا، قال: ما رأيت كاليوم رجلا أثبت بصرا، فإنه ذاك، قلت:
فأين تريد الآن ؟ قال: أرسل إليّ كعب الأحبار عام الأول، فأتيته، ثم أرسل إلي العام: إمّا أن تأتيني، و إما أن آتيك، فهذا وجهي إليه، قال: قلت: فأنا معك، فانطلقنا حتى قدمنا الشام، فقعدنا عند كعب، فجاء عشرون من اليهود فيهم شيخ كبير يرفع حاجبيه بحريرة، فقالوا:
أوسعوا، أوسعوا، فأوسعوا، و ركبنا أعناقهم، فتكلموا، فقال كعب: يا نعيم، أ تجيب هؤلاء أو أجيبهم ؟ فقال: دعوني حتى أفقه هؤلاء ما قالوا (2) ثم أجيبهم، إن هؤلاء أثنوا على أهل ملّتنا خيرا، ثم قلبوا ألسنتهم، فزعموا أنا بعنا الآخرة بالدنيا، هلم فلنواثقكم فإن جئتم بأهدى مما نحن عليه اتّبعناكم، و إن جئتم بأهدى مما أنتم عليه اتبعنا، قال: فتوافقوا فقال كعب:
أرسل إليّ ذلك المصحف، فأرسل إليه، فجيء به، فقال: أ ترضون أن يكون هذا بيننا و بينكم ؟ قالوا: نعم، لا يحسن أحد يكتب مثل هذا اليوم، فدفع إلى شاب منهم، فقرأ كأسرع قارئ، فلمّا بلغ إلى مكان منه نظر إلى أصحابه كالرجل يؤذن صاحبه بالشيء قد دنا منه، قال: ثم جمع يديه، فقال فيه فنبذه، فقال كعب: آه، فأخذه (3) فوضعه في حجره، فقرأ، فأتى على آية منه: فخروا سجدا، فلم يرفعوا حتى قيل لهم، ارفعوا فرفعوا، و بقي الشيخ يبكي، فقيل له: ما لك لا ترفع رأسك ؟ فرفع رأسه و هو يبكي، فقيل له: ما يبكيك ؟ فقال:
و ما لي لا أبكي؛ رجل عمل في الضلالة كذا و كذا سنة (4) و لم أعرف الإسلام حتى كان اليوم،
ص: 342
قال ابن عون (1):فثبت أن أيوب قال: فقيل له: فإن مجلسك هذا كفارة لمّا مضى من عمرك، قال ابن عون: و أظنه في حديث محمّد و هي الآية التي في آل عمران: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللّٰهِ الْإِسْلاٰمُ (2)،قال: فأتينا أبا الدرداء، فدخلنا عليه و هو يشتكي، فجاء أعرابي، فقال: ما صدعت قط ، و لا حممت قط ، و لا، و لا، فقال أبو الدرداء: أخرجوه، أخرجوه، إنّ خطاياك عليك كما هي ما تسرني بوصب واحد أصبته حمر النعم، إنّ وصب المسلم كفّارة لخطاياه.
قرأت على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام الواسطي، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، نا هدبة بن خالد القيسي، نا همّام بن يحيى، نا قتادة، عن زرارة بن أوفى عن مطرّف بن مالك.
أنه شهد فتح تستر مع الأشعري، و أنا أصبنا دانيال بسوس في بحر من صفر (3)،و كان أهل السوس إذا استقوا استخرجوه، فاستقوا به، و أصبنا معه ريطتي كتاب، و أصبنا معه ستين جرّة مختومة، ففتحنا جرّة من أدناها، و جرّة من وسطها، و جرّة من أقصاها، فوجدنا في كلّ جرّة عشرة آلاف، قال همّام: أحسبه قال: واف (4)،و أصبنا معه ربعة فيها كتاب، و كان معنا أجير نصراني يقال له نعيم، فقال: أ تبيعوني (5) هذه الربعة و ما فيها؟ قلنا: إن لم يكن فيها ذهب أو ورق أو كتاب اللّه، قال: فالذي فيها كتاب اللّه، فكره الأشعري و من عنده من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بيع ذلك الكتاب (6)،فمن ثمّ كره بيع المصاحف لأن الأشعري و أصحاب الأشعري كرهوا بيع الكتاب، فبعناه الربعة بدرهمين، و وهبنا له ذلك الكتاب.
قال همّام: قال قتادة: و حدّثني أبو حسّان.
إن أول (7) من وقع عليه رجل من بني العنبر يقال له: حرقوص، فأعطاه الأشعري الريطتين، و أعطاه مائتي (8) درهم، ثم إنّ الأشعري طلب إليه أن يردّ عليه الريطتين، فأبى، فشققها عمائم بين أصحابه.
ص: 343
فكتب الأشعري في ذلك إلى عمر بن الخطّاب، فكتب إليه عمر بن الخطّاب:
إنه نبيّ اللّه، دعا اللّه أن لا يرثه إلاّ المسلمون، فصلّ (1) عليه و ادفنه.
قال همام: و حدّثنا فرقد أنّ أبا تميمة حدّثه.
إن كتاب عمر بن الخطّاب جاء إلى الأشعري: أن اغسله بالسدر و ماء الريحان.
ثم رجع إلى حديث مطرّف بن مالك:
ثم بدا لي أن آتي بيت المقدس، فبينا أنا - أحسبه قال: شك هدبة بن خالد - بقيّاض (2)إذا أنا براكب، فشبهته بذلك الأجير النصراني، فقلت: أ نعيما؟ قال: نعم، قلت: ما فعلت نصرانيتك ؟ قال: تحنّفت بعدك، ثم أتينا دمشق، فلقينا [كعب] (3) فقال: إذا أتيتم بيت المقدس فاجعلوا الصخرة بينكم و بين القبلة، ثم انطلقنا ثلاثتنا حتى أتينا أبا الدرداء، فقالت أم الدرداء لكعب: أ لا تعدي على أخيك يقوم الليل و يصوم النهار؟ فجعل لها من كلّ ثلاث ليال ليلة، و من كلّ ثلاثة أيام يوما، ثم انطلقنا ثلاثتنا حتى أتينا بيت المقدس، فسمعت اليهود بنعيم و كعب، فاجتمعوا، فقال كعب: إن هذا كتاب قديم، و إنه بلغتكم، فاقرءوه، فقرأه قارئهم، فأتى على مكان منه، فضرب به الأرض، فغضب نعيم و أخذ الكتاب، و قال: إن هذا كتاب قديم، لا أدعكم تقرءونه، فقالوا: إنه فعل ذلك عن غير مؤامرة منا، فلم يزالوا يطلبون إليه حتى قال: فإنّي أمسكه في حجري و تقرءونه، فأمسكه في حجره و قارئهم يقرؤه حتى أتى على ذلك المكان وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلاٰمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخٰاسِرِينَ (4)، فأسلم منهم اثنان و أربعون حبرا، و ذاك في خلافة معاوية، ففرض لهم معاوية و أعطاهم.
قال همّام: فحدّثني بسطام بن مسلم أن معاوية بن قرّة حدّثه:
أنهم تذاكروا ذلك الكتاب، فمرّ بهم شهر بن حوشب، فقال: على الخبير سقطتم، إنّ كعبا لما احتضر قال: أ لا رجل ائتمنه على أمانة يؤديها؟ فقال رجل: أنا، فدفع إليه ذلك الكتاب، و قال: اركب البحيرة (5)،فإذا بلغت مكان كذا و كذا فاقذفه، فخرج من عند كعب،
ص: 344
فقال: هذا كتاب فيه علم من علم كعب. و يموت كعب، فأضعه في أهلي، و أخبره أن قد فعلت الذي أمرتني، فأتى كعبا، فقال: ما صنعت ؟ قال: فعلت الذي أمرتني، قال: و ما رأيت ؟ قال: لم أر شيئا، فعلم كعب أنه قد كذب، فلم يزل يناشده و يطلب إليه حتى ردّ عليه الكتاب، فلمّا أيقن كعب بالموت قال: أ لا رجل ائتمنه على أمانة يؤديها؟ فقال رجل من بني عمنا، قد كنا نأبنه (1) بالقوة و الورع، فدفع إليه ذلك الكتاب و قال: اركب البحيرة، فإذا بلغت مكان كذا و كذا فاقذفه، فركب سفينة هو و أصحاب له، فلمّا أتى ذلك المكان ذهب ليقذفه فانفرج له البحر حتى رأى جديد الأرض، فقذفه، و هاجت، فدارت بهم السفينة حتى خشوا الغرق، ثم استقامت لهم، فأتى كعبا فقال: ما صنعت ؟ فقال: فعلت الذي أمرتني، قال: فما رأيت ؟ قال: فأخبره الرجل بالذي رأى، فعلم كعب أنه قد صدق، و قال كعب: إنّها التوراة كما أنزلها اللّه على موسى، ما غيّرت و لا بدّلت، و لكن خشيت أن ينكل عليّ (2) ما فيها، و لكن قولوا: لا إله إلاّ اللّه، و لقّنوها موتاكم.
مولى أم خالد بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، أم خالد بن يزيد بن معاوية.
حكى عن كعب الأحبار.
روى عنه: سعيد بن خالد.
و هو حمصي - و كانت مولاته أم خالد بدمشق، فالأظهر أنه دخلها، و اللّه أعلم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو (3) المغيرة - و في نسخة أخرى: حدّثني - سلمة - يعني ابن شبيب، نا أبو المغيرة، و هو الصواب، نا صفوان - يعني - ابن عمرو، نا سعيد بن خالد، عن أبي خالد مطر مولى أم خالد بنت أبي هاشم، عن كعب أنه قال:
ص: 345
أظلتكم فتنة كقطع الليل المظلم، لا يبقى بيت من بيوت المسلمين فيما بين المشرق و المغرب إلاّ دخله حرب، أو خزي، فقلنا: يا أبا إسحاق، ما يخلص من هذه الفتنة أحد؟ قال: يخلص منها من استظلّ بظل لبنان فيما بينه و بين البحر، فهم أسلم الناس من تلك الفتنة، قلنا: يا أبا إسحاق، كيف تعرف أسباب هذه الفتنة ؟ قال: إذا رأيتم داري هذه تحترق، فتفقّدنا ذلك، و احترقت سنة اثنتين عشرين و مائة، و ذلك مغزى كلثوم بن عياض إفريقية على البعث الثاني.
أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد الزينبي، أنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، أنا محمّد بن المظفر، نا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى قال: و أبو خالد مطر مولى أم خالد بنت أبي هاشم من أصحاب كعب.
إن لم يكن أبو خالد فهو غيره.
حكى عن أبي هريرة.
حكى عنه مسلم بن زياد، و يقال: مسلمة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، قالا: نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسين الميداني، و تمام بن محمّد، قالا: أنا أبو الحارث أحمد بن محمّد بن عمارة.
ح قال تمام: و أخبرني أبو إسحاق بن سنان، قال تمام: و أخبرني أبو بكر يحيى بن عبد اللّه، نا عبد الرحيم بن عمر، قالوا: نا أحمد بن المعلى، نا الوليد بن عتبة، نا بقية بن الوليد، حدّثني مسلمة بن زياد أنه سمع مطر القرشي أنه سمع أبا هريرة يقول:
يهدم هذه الكنيسة - يعني: كنيسة دمشق - خليفة، و يبني مكانها مسجدا، قال: فبعث إليه سليمان بن عبد الملك، فزاد في عطائه.
رواه (1) أبو شبيب بن أحمد بن المعلى عن أبيه، فقال مسلم بغيرها.
أخبرنا (2) أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة - قراءة - عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام ابن محمّد، أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن الفرج بن البرامي، نا محمّد بن أحمد أبو شبيب،
ص: 346
نا أبي أحمد بن المعلّى، نا الوليد بن عتبة، نا بقية بن الوليد، أخبرني مسلم بن زياد: أنه سمع مطر القرشي يقول: إنه سمع أبا هريرة يقول:
يهدم هذه الكنيسة - يعني: كنيسة دمشق - خليفة، و يبني مكانها مسجدا، فبعث إليه سليمان بن عبد الملك، فزاد في عطائه.
7460 - مطر بن العلاء بن أبي الشعثاء، و يقال: ابن أبي الأشعث الفزاري (1)
من أهل قرية فذايا (2).
روى عن عمّته آمنة أو أمية، و أبي سليمان الحرستاني، و روح بن القاسم الهرامري (3)، و عبد الملك بن سفيان، و يقال: ابن سيّار.
روى عنه: سليمان بن عبد الرّحمن، و محمّد بن خالد الفزاري، و علي بن حجر، و ختنه يحيى بن الغمر.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن محمّد بن عبدوس، نا عثمان بن سعيد الدارمي.
قال: و أنا أبو عمرو أحمد (4) بن محمّد - هو ابن حكيم - نا أبو حاتم الرازي، قالا: نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا مطر بن العلاء الفزاري، حدّثتني عمّتي آمنة أو أمية، و قطبة مولاة لنا أنهما سمعا أبا سفيان مدلوكا قال (5):
قدمت مع مواليّ (6) على (7) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فأسلمت، فمسح على رأسي و دعا لي بالبركة.
قالتا: فكان مقدم رأس أبي سفيان أسود ما مسّه (8) يد النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و سائر ذلك أبيض[12124].
ص: 347
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين قالا:- أنا أبو بكر، أنا أبو الحسن، أنا البخاري قال (1):
مطر بن العلاء الفزاري الشامي روى عنه سليمان بن عبد الرحمن (2).
أنبأنا أبو الحسين (3)،و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم، قال (4):
مطر بن العلاء الفزاري الدمشقي، روى عن أمية، أو آمنة، و روى عن أبي سليمان الحرستاني، روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي، سمعت أبي يقول ذلك.
قال أبو محمّد: و روى عن روح بن القاسم، و عبد الملك بن يسار الثقفي، سألت أبي عنه، فقال: هو شيخ.
7461 - مطعم (7) بن المقدام بن غنيم أبو المقدام الكلاعي الصنعاني (8)
روى عن: أبي هريرة، و محمّد بن مسلمة الأنصاري مرسلا، و مجاهد، و عطاء، و عنبسة بن غنيم، و الحكم بن عبد اللّه الأيلي، و الحسن البصري، و نصيح العنسي (9)، و سعيد بن أبي عروبة، و أبي سورة بن أخي أبي أيوب، و محمّد بن واسع، و أبي الزبير المكي، و نافع مولى ابن عمر.
ص: 348
روى عنه: الأوزاعي، و الهيثم بن حميد، و إسماعيل بن عيّاش، و مروان بن جناح، و يحيى بن حمزة، و عبد الرّحمن بن يزيد بن تميم، و يزيد بن يوسف، و ثور بن يزيد، و رباح ابن الوليد الذّماري، و خالد بن أبي يزيد، والد محمود بن خالد.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا ابن النقور، أنا عيسى، أنا البغوي، نا منصور بن أبي مزاحم، نا يحيى، عن مطعم الصنعاني، عن الحسن البصري:
أن معاوية قال لابن الحنظلية: حدّثنا حديثا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:
«الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، و أهلها معانون عليها، فمن ربط فرسا في سبيل اللّه كانت النفقة عليها كالمادّ يده بالصدقة لا يقبضها»[12125].
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا الحسن بن أبي بكر بن شاذان، أنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد القطّان، نا عبيد بن عبد الواحد بن شريك، نا آدم بن أبي إياس، نا إسماعيل بن عياش، عن المطعم، و هو أبو المقدام، عن عنبسة بن سعيد الكلاعي، عن نصيح العنسي، عن ركب المصري قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«طوبى لمن تواضع في غير منقصة، و ذل في نفسه من غير مسكنة، و خالط أهل الفقه و الحكمة، و رحم أهل الذل و المسكنة، طوبى لمن طاب كسبه، و حسنت سريرته، و كرمت علانيته، و عزل عن الناس شرّه، طوبى لمن عمل بعلمه، و أنفق الفضل من ماله، و أمسك الفضل من قوله»[12126].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن أبي عثمان، أنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا مهدي بن حفص، نا إسماعيل ابن عيّاش، عن مطعم بن (1) المقدام الصنعاني، عن عنبسة بن سعيد الكلاعي، عن نصيح العنسي، عن ركب المصري قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«طوبى لمن أنفق الفضل من ماله، و أمسك الفضل من قوله»[12127].
[قال ابن عساكر:] (2) كذا وقع في هاتين الروايتين، و الصواب عن مطعم و عنبسة.
ص: 349
و قد رواه غير أبي سهل بن زياد، عن عبيد على الصواب.
و كذلك رواه يزيد بن هارون، و علي بن عيّاش، و الربيع بن روح الحمصيان، و عمر بن عبد اللّه بن سليمان العسقلاني عن إسماعيل بن عياش.
و كذا رواه هشام بن عمّار، و الهيثم بن خارجة، و مهدي بن حفص، عن إسماعيل، و أسقطوا عنبسة.
فأمّا حديث عبيد على الصواب:
فأخبرناه أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المصري الواعظ ، أنا أبو منصور محمّد ابن عبد الملك بن علي - بسرخس - أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن الفضل الكرابيسي، نا عمر بن مالك، نا عبيد بن شريك، نا آدم بن أبي إياس، نا إسماعيل بن عياش، عن المطعم - هو ابن المقدام - و عنبسة بن سعيد الكلاعي.
ح أخبرناه أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحّاس، أنا أبو سعيد ابن الأعرابي، نا عبيد (1) بن شريك البزار، نا آدم بن أبي إياس سنة عشر و مائتين، نا إسماعيل بن عيّاش عن المطعم - و هو أبو المقدام - و عنبسة بن سعيد الكلاعي، عن نصيح العنسي، عن ركب المصري قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«طوبى لمن تواضع في غير منقصة، و ذلّ في نفسه من غير مسكنة، و أنفق من مال جمعه في غير معصية، و خالط أهل الفقه و الحكمة، و رحم أهل الذلّ و المسكنة، طوبى لمن طاب كسبه، و صلحت سريرته، و كرمت علانيته، و عزل عن الناس شرّه، طوبى لمن عمل بعلمه، و أنفق الفضل من ماله، و أمسك الفضل من قوله»[12128].
و أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا علي بن أحمد ابن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفّار، حدّثني عبيد بن شريك، نا آدم، نا ابن عيّاش، عن مطعم بن المقدام، و عنبسة بن سعيد الكلاعي، عن نصيح، عن ركب المصري، فذكر بنحو من معناه إلاّ أنه لم يذكر قوله:«طوبى لمن ذلّ في نفسه، و طاب كسبه» و قال:«طوبى لمن حسنت سريرته و كرمت علانيته».
و أمّا حديث يزيد:
ص: 350
فأخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن غانم (1) بن أحمد الحداد، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا أبي (2)،نا أحمد بن محمّد بن زياد، نا خلف بن محمّد (3) الواسطي، نا يزيد بن هارون.
ح قال: و أنا أبي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن معروف الأصبهاني، نا عبيد (4) بن شريك، نا آدم بن أبي إياس، قالا: نا إسماعيل بن عياش، عن المطعم بن المقدام الصنعاني، و عنبسة ابن سعيد، عن نصيح العنسي، عن ركب المصري قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«طوبى لمن تواضع في غير منقصة، و ذلّ في نفسه من غير مسكنة، و أنفق من مال جمعه في غير معصية، و خالط أهل الفقه و الحكمة، و رحم أهل الذلّ و المسكنة، طوبى لمن طاب كسبه، و صلحت سريرته، و كرمت علانيته، و عزل عن الناس شرّه، طوبى لمن عمل بعلمه، و أنفق الفضل من ماله، و أمسك الفضل من قوله»[12129].
و أمّا حديث علي بن عياش:
فأخبرناه أبو القاسم (5) زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد (6) الجنزرودي، أنا السيد أبو الحسن محمّد بن علي بن الحسين الهمذاني (7)،نا أحمد بن محمّد البزار - بحمص - نا محمّد ابن عوف الطائي، نا علي بن عياش، نا إسماعيل بن عياش، عن مطعم بن المقدام، و ابن غنيم، عن نصيح، عن ركب المصري قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«طوبى لمن تواضع لله في غير منقصة، و ذلّ في نفسه من غير مسكنة، و أنفق مالا جمعه من غير معصية، و خالط أهل الفقه و الحكمة، طوبى لمن ذلّ في نفسه، و طاب كسبه، و صلحت سريرته، و كرمت علانيته، و عزل عن الناس شرّه، طوبى لمن عمل بعلمه، و أنفق الفضل من ماله، و أمسك الفضل من قوله»[12130].
و أمّا حديث الربيع:
فأخبرناه أبو سعد إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل الفقيه - بهراة - و أبو حفص عمر بن أحمد بن منصور الفقيه، و أخته عائشة، و امرأته أمة الرحيم حرة، و أختاها أمة اللّه
ص: 351
جليلة، و أمة الرّحمن سارة بنات الأستاذ أبي نصر القشيري (1)-بنيسابور - قالوا: أنا أبو المظفّر موسى بن عمران بن محمّد الأنصاري، أنا السيّد أبو الحسن محمّد بن الحسين بن داود الحسني، أنا أبو نصر محمّد بن حمدوية بن سهل المروزي، نا عبد اللّه بن حمّاد الآملي (2)، نا الربيع بن روح، نا إسماعيل بن عياش (3)،عن مطعم بن المقدام الصنعاني، و عنبسة بن سعيد بن غنيم الكلاعي، عن نصيح العنسي، عن ركب المصري قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«طوبى لمن تواضع من غير منقصة، و ذلّ في نفسه من غير مسكنة، و أنفق مالا جمعه من غير معصية، و رحم أهل الذل و المسكنة، و خالط أهل الفقه و الحكمة، طوبى لمن ذلّ في نفسه، و طاب كسبه، و صلحت سريرته، و كرمت علانيته، و عزل عن الناس شرّه، طوبى لمن عمل بعلمه، و أنفق الفضل من ماله، و أمسك الفضل من قوله»[12131].
و أمّا حديث عمر بن عبد اللّه:
فأخبرناه أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضيل بن يحيى، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا أبو الدرداء، نا آدم بن أبي إياس، و عمر بن عبد اللّه ابن سليمان الكوفي، قالا: نا إسماعيل بن عياش، حدّثني مطعم بن المقدام الصنعاني، و عنبسة بن سعيد الكلاعي - و قال عمر: عنبسة بن غنيم - عن نصيح العنسي، عن ركب المصري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«طوبى لمن تواضع من (4) غير منقصة، و ذل في نفسه من غير مسكنة، و أنفق مالا جمعه من غير معصية، و رحم أهل الذل و المسكنة (5)،و خالط أهل الفقه و الحكمة، طوبى لمن طاب كسبه (6)،و صلحت سريرته، و كرمت علانيته، و عزل عن الناس شرّه، طوبى لمن عمل بعلمه، و أنفق الفضل من ماله، و أمسك الفضل من قوله»[12132].
و أمّا حديث هشام:
فأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد - في كتابه - و حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، أنا أحمد بن المعلّى الدمشقي، نا هشام بن عمّار، نا
ص: 352
إسماعيل بن عياش، نا المطعم بن المقدام، عن نصيح العنسي، عن ركب المصري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:
«طوبى لمن تواضع في غير منقصة، و ذل في نفسه في غير مسكنة، و أنفق مالا جمعه في غير معصية، و رحم أهل الذلّ و المسكنة، و خالط أهل الفقه و الحكمة، طوبى لمن طاب كسبه، و صلحت سريرته، و كرمت علانيته، و عزل عن الناس شرّه، طوبى لمن عمل بعلمه، و أنفق الفضل من ماله، و أمسك الفضل من قوله»[12133].
و أمّا حديث الهيثم و مهدي:
فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبد الغفّار، حدّثني محمّد بن الفضل بن جابر، نا الهيثم بن خارجة، و مهدي بن حفص، قالا: نا إسماعيل بن عيّاش عن مطعم بن المقدام، عن نصيح العنسي، عن ركب المصري قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«طوبى لمن تواضع من غير منقصة، و ذلّ في نفسه من غير مسكنة، و أنفق مالا جمعه في غير معصية، و رحم أهل الذلّ و المسكنة، و خالط أهل الفقه و الحكمة، طوبى لمن ذلّ في نفسه، و طاب كسبه، و صلحت سريرته، و حسنت علانيته، و عزل عن الناس شرّه، طوبى لمن عمل بعلمه، و أنفق الفضل من ماله، و أمسك من قوله»[12134].
و رواه زهير بن عباد، عن إسماعيل فأفسده.
أنبأناه أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثني عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، نا أبو عبد اللّه الحسين بن حميد العكي - بمصر - نا زهير، نا إسماعيل بن عياش، عن المطعم بن المقدام، عن عنبسة بن سعيد الكلاعي، عن واهب (1) البصري قال:
قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«طوبى لمن تواضع من غير منقصة، و ذلّ في نفسه من غير مسكنة، و أنفق مالا جمعه من غير معصية، و خالط أهل الفقه و الحكمة، و رحم أهل الذلّ و المسكنة، طوبى لمن طاب كسبه، و صلحت سريرته، و كرمت علانيته، و عزل عن الناس شرّه، طوبى لمن عمل بعلمه، و أنفق الفضل من ماله، و أمسك الفضل من قوله»[12135].
ص: 353
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد ابن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين (1) بن إدريس، نا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار الموصلي قال: مطعم بن المقدام، بصري.
[قال ابن عساكر:] (2) كذا قال، و ليس ببصري، إنما هو دمشقي.
أخبرنا أبو بكر (3) وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن ابن السقا، نا محمد بن يعقوب، نا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى يقول: مطعم شيخ من أهل الشام (4)،ثقة، روى عنه الثوري.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل، نا أبي قال أبو زكريا: مطعم شيخ من أهل الشام، يروي عنه الثوري.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (5):
مطعم بن المقدام بن غنيم الكلاعي الشامي، عن صالح (6) العنسي، روى عنه الأوزاعي، و إسماعيل بن عياش.
[قال ابن عساكر:] (7) كذا قال.
و أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا عبد الرّحمن، أنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (8):
مطعم بن المقدام الصنعاني، روى عن مجاهد، و عطاء، و عنبسة بن غنيم، و ابن أبي
ص: 354
عروبة، روى عنه الأوزاعي، و الهيثم بن حميد، و إسماعيل بن عيّاش، سمعت أبي يقول ذلك.
قال أبو محمّد: روى عنه مروان بن جناح، و فرّق البخاري بينهما، فسمعت أبي يقول:
[هما] (1) جميعا واحد.
[قال ابن عساكر:] (2) و هذا مما لم نجده في كتاب البخاري، كما حكاه عنه ابن أبي حاتم (3).
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: في ذكر نفر ذوي أسنان و علم: المطعم بن المقدام الصنعاني، روى عنه الأوزاعي.
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر أحمد بن علي، و أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار، قالا: أنا أبو الفرج الحسين بن علي بن عبيد اللّه، نا محمّد بن إبراهيم بن السري الدارمي، نا عبد الملك بن بدر بن الهيثم، نا أحمد بن هارون الحافظ قال:
في الطبقة الثالثة من الأسماء المنفردة: مطعم بن المقدام، يروي عنه إسماعيل بن عيّاش، و يحيى بن حمزة، شامي.
أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، أنا الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن الحسين بن طلاّب، نا العبّاس بن الوليد بن صبح الخلاّل، نا مروان بن محمّد، نا الهيثم بن حميد، حدّثني زيد بن واقد قال:
سمعت سليمان بن موسى يقول: قدمت أنا و المطعم بن المقدام مكة، فقلت له: تعال نتناوب المسألة من هذا الشيخ - يعني - عطاء بن أبي رباح، قال: فكنت أسأله ليلة، قال: و كان هو يسأله ليلة، قال سليمان بن موسى: فبلغني أنّ عطاء قال لأصحابه: لم لا تسألوني مسألة هذين الرجلين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف بن الحسن بن محمّد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت مليح بن
ص: 355
وكيع يقول: سمعت الوليد بن مسلم يقول: سمعت الأوزاعي يقول: حدّثني الثقة المطعم بن المقدام.
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«ما خلف عبد على أهله أفضل من ركعتين يركعهما عندهم حين يريد سفرا»[12136].
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):سألت أبي عن مطعم بن المقدام فقال: لا بأس به.
قال (2):و حدّثني أبي، نا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم قال: سمعت الأوزاعي يقول: ما أصيب أهل دمشق (3) بأعظم من مصيبتهم بالمطعم بن المقدام الصنعاني، و بأبي مرثد (4) الغنوي، و إبراهيم بن [جدار] (5) العذري (6).
7462 - مطّلب (9) بن عبد اللّه بن المطّلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر
ابن مخزوم بن يقظة بن مرة أبو الحكم القرشي المخزومي المديني (10)(11)
روى عن: عمر بن الخطاب (12)،و أبيه عبد اللّه بن المطّلب.
روى عنه: محمّد بن عباد بن جعفر، و ابنه عبد العزيز.
ص: 356
و وفد على هشام بن عبد الملك لدين لحقه، فقضاه عنه.
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،نا الوليد بن مسلم، حدّثني الأوزاعي، حدّثني المطّلب بن عبد اللّه بن حنطب.
أن ابن عبّاس كان يتوضأ مرة مرة، يسند ذلك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا الحسين بن محمّد بن عبيد، أنا محمّد بن يحيى بن سليمان المروزي، نا داود بن عمرو الضبّي، نا عفيف بن سالم الموصلي، أنا الأوزاعي، عن المطّلب بن حنطب، قال:
كان ابن عمر يتوضأ ثلاثا ثلاثا، يسند ذلك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و كان ابن عبّاس يتوضأ مرة مرة و يسند ذلك إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو بكر محمّد، و أبو حفص عمرو، و أبو عمرو عثمان بنو أحمد بن عبد اللّه بن الحسين، قالوا: أنا أبو الحسين بن النقور، نا عيسى بن علي، قال: قرئ على أبي بكر محمّد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي - و أنا أسمع - قيل له: حدّثكم عبد اللّه بن عبد الحميد بن عمر بن عبد الحميد بن يحيى بن سعد بن أبي وقّاص، حدّثني ابن أبي فديك محمّد بن إسماعيل، أخبرني كثير بن زيد عن المطّلب بن عبد اللّه قال:
خطب الناس عمر بن الخطّاب بالجابية فقال: قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فينا كهيئة قيامي فيكم، فقال:«يا أيها الناس، احفظوني في أصحابي، فإنهم خير أمّتي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يظهر الكذب، فيحلف الرجل من غير أن يستحلف، و يشهد من غير أن يستشهد، فمن أراد بحبوحة الجنّة فليلزم الجماعة، فإنّ يد اللّه على الجماعة، و إيّاكم و الفذّ، فإن الشيطان مع الفذّ، و هو من الاثنين أبعد، لا يخلونّ رجل بامرأة ليست منه بمحرم، فإنه لم يخل رجل بامرأة ليست منه بمحرم (2) إلاّ كان ثالثهما الشيطان، من سرّته حسنته، و ساءته سيئته أو خطيئته، فهو مؤمن»[12137].
أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا
ص: 357
أبو الحسن اللّنباني (1)،نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (2):
في الطبقة الثالثة من تابعي أهل المدينة: المطّلب بن عبد اللّه بن حنطب المخزومي، و أمّه ابنة الحكم بن أبي العاص بن أمية، وفد إلى هشام بهذه الخؤولة، فقضى عنه سبعة عشر ألف دينار، و البئر على طريق العراق تنسب إلى المطّلب هي بئره.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر، و أبو الفضل.
ح و أخبرنا أبو العزّ بن منصور، أنا أبو طاهر.
قالا: أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص، نا خليفة بن خيّاط قال (3):
المطّلب بن عبد اللّه بن المطّلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم، أمّه أم أبان بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب (4).
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر، أنا أبو محمّد بن رباح (5)،أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: المطّلب بن عبد اللّه بن حنطب.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، و أبي عبد اللّه بن البنّا (6)،عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن..... (7) الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا (8) مصعب قال:
ص: 358
المطّلب بن عبد اللّه بن حنطب، كان من وجوه قريش، و أمّه أم أبان بنت الحكم بن أبي العاص.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال (1):
و ولد عبيد بن عمر بن مخزوم: الحارث بن عبيد، و أمه كنود ابنة الحارث من تيم بن غالب بن فهر، و ولد الحارث بن عبيد: حنطبا و أمه أسماء بنت نضلة (2)،من بني عمرو بن أسد بن خزيمة، فولد حنطب بن الحارث: المطلب، أسر يوم بدر، و أمه حفصة بنت المغيرة ابن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم و أخوه لأمه همام بن الأفقم النضري (3)،فمن ولد حنطب:
المطلب بن حنطب، و من ولد المطلب: المطّلب بن عبد اللّه بن المطّلب بن حنطب، كان من وجوه قريش، روي عنه الحديث، و أمه: أم أبان بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الثالثة من أهل المدينة: المطّلب (4) بن عبد اللّه بن المطّلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم، و أمّه أم أبان بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية، و كان كثير الحديث، و ليس يحتج بحديثه لأنه يرسل عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم كثيرا، و ليس له لقى، و عامة أصحابه يدلسون.
أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (5):
المطّلب بن عبد اللّه بن حنطب القرشي، و قال بعضهم: عبد اللّه بن المطّلب يعدّ في أهل الحجاز، سمع عمر، روى عنه محمّد بن عبّاد بن جعفر.
ص: 359
أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):
مطّلب بن عبد اللّه بن حنطب القرشي المخزومي، أبو الحكم مدني، و قال بعضهم:
عبد اللّه بن المطّلب، روى عن عمر، روى عنه محمّد بن عبّاد بن جعفر، سمعت أبي يقول ذلك.
و قال بعده (2):المطّلب بن عبد اللّه بن المطّلب بن عبد اللّه بن حنطب، روى عن ابن عبّاس مرسل،[و ابن عمر مرسل،] و أبي موسى مرسل، و أم سلمة مرسل، و عائشة مرسل، و لم يدركها، و أبي قتادة مرسل، و أبي هريرة مرسل، و ابن عمر مرسل، و أبي رافع مرسل، و جابر يشبه أن يكون أدركه، و عامة حديثه مراسيل غير أنّي رأيت حديثا (3) يقول فيه: حدّثني خالي أبو سلمة، روى عنه عمرو بن أبي عمرو، و الأوزاعي، و كثير بن زيد، و مسلم بن الوليد ابن رباح، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن يعلى بن كعب الثقفي، و ابناه الحكم و عبد العزيز، سمعت أبي يقول ذلك.
[قال ابن عساكر:] (4) و الأظهر إنهما اثنان، لأن الراوي عن عمر لم يدركه الأوزاعي.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلما يقول:
أبو الحكم المطّلب بن عبد اللّه بن حنطب المخزومي، عن أبي هريرة، روى عنه الأوزاعي.
أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال (5):
أبو الحكم المطّلب بن عبد اللّه بن حنطب القرشي المخزومي، يعدّ في أهل الحجاز،
ص: 360
عن ابن عمر، و ابن (1) عبّاس، و أبي هريرة، روى عنه الأوزاعي، و محمّد بن عباد، كنّاه مسلم.
أخبرنا أبو الفتح (2) عبد الملك بن عباد (3)(4) محمود بن القاسم بن محمّد، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصّمد، قالوا: أنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو العباس محمّد بن أحمد، أنا أبو عيسى الترمذي قال:
و المطّلب بن عبد اللّه بن حنطب يقال إنه لم يسمع من جابر.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و يروي الأوزاعي عن المطّلب بن عبد اللّه بن حنطب المخزومي ثقة.
أخبرنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):سئل أبو زرعة عن المطّلب بن عبد اللّه بن حنطب، فقال: مديني ثقة، و سئل أبو زرعة: هل سمع المطّلب بن عبد اللّه بن حنطب من عائشة ؟ قال: نرجو أن يكون سمع منها.
أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن عبد اللّه، أنا أحمد ابن محمّد بن أحمد بن غالب قال: قال أبو الحسن الدارقطني: المطلب بن عبد اللّه بن حنطب ثقة.
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع و أبو محمد هبة اللّه بن أحمد قالا: أنا أبو منصور بن شكرويه.
و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا محمّد بن أحمد بن علي السمسار.
ح و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أبي نصر بن أبي القاسم، أنا محمود بن جعفر بن
ص: 361
محمّد، قالوا: أنا أبو إسحاق إبراهيم بن خرشيد قوله، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد المخرمي، نا الزبير بن بكّار، حدّثني مصعب بن عثمان قال: قال مصعب بن العاص لهشام ابن عبد الملك: يا أمير المؤمنين، رأيت جدّك الحكم بن أبي العاص البارحة يشكوك، فقلت: ما له ؟ فقال: جفا ابن ابنتي و أخّره، و قال ابن طاوس: أو أخّر بني بناتي آل المطّلب بن عبد اللّه بن حنطب، قال: فأعطى هشام المطلب عشرين ألف دينار.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر المعدل، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني أبي قال:
كان المطّلب بن عبد اللّه يماظ إبراهيم بن هشام، و هما في ذلك يتسايران، و إبراهيم والي المدينة، فدخل عليه يوما المطلب بين ابنيه الحكم و الحارث، فقال لإبراهيم بن هشام:
الحارث يحاسن به و الحكم يخاشن به.
و قال عمي مصعب بن عبد اللّه و غيره من قريش (1):كان عبد العزيز - يعني - ابن المطلب يشتكي عينيه، إنّما هو مطرق أبدا، و قال: ما كان بعيني بأس، و لكن كان أخي إذا اشتكى عينيه يقول: اكحلوا عبد العزيز معي فيأمر أبي من يكحلني معه ليرضيه بذلك، فأمرض عيني.
قال: و كان الحارث بن المطلب من أبيه بموقع عجب من شدة حبّه له، مات الحارث ابن المطّلب قبل أبيه، فأقام بعده أبوه سنة، ثم نظر إلى مضجعه فتذكره، فقال: كان الحارث هاهنا مضطجعا العام الأول، ثم سكت ساعة، ثم تنفس، ثم سقط مغشيا عليه، فما رفع إلاّ ميتا.
قال الزبير: و حدّثني عبد الرّحمن بن عبد اللّه الزهري عن بعض عمومته عن محمّد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرّحمن بن عوف قال:
كان الحارث بن المطّلب لي صديقا، فحج أبوه بعد موته، فلقيته بمنى و هو ماش يريد مضربه، فسلّمت عليه، فتوكأ على يدي و ذكر ابنه الحارث بحيث رآني، فبكى، فقطرت قطرة من دمعه على ذراعي فوجدتها باردة، فبلغت به منزله، ثم رجعت إلى أبي فقلت له: اعلم أني أحسب المطلب سيموت، فقال لي: و ما ذاك ؟ فقلت: توكأ على يدي، و ذكر ابنه و الحرمة
ص: 362
التي كانت بيني و بينه، فبكى فقطرت قطرة من دمعه على ذراعي، فوجدتها باردة، و لمّا صار المطلب إلى مضربه قال: هاهنا كان مضجع الحارث، العام الأول، و جعل يردّد ذلك حتى مات من ساعته.
ذكر من اسمه مطهّر (1)
حدّث عن جده الوليد بن هشام.
روى عنه: سعيد بن كثير بن عفير.
كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم عن أبيه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: مطهّر بن أحمد بن الوليد بن هشام ابن يحيى بن يحيى الغساني دمشقي، قدم مصر، يروي عن جده الوليد بن هشام، روى عنه سعيد بن عفير.
7464 - مطهّر بن بزال (2)
ولي إمرة دمشق في أيام الملقّب بالحاكم بعد حامد (3) بن ملهم الوالي بعد علي بن جعفر ثم فلاح ثم عزل بغلام للقائد منير، فولي مديدة يسيرة ثم عزل بالقائد مظفر (4).
حدّثنا أبو الحسن السلمي الفقيه، قال: دفع إليّ رجل يعرف بمحبر الكتامي (5) من جند المصريين ورقة فيها أسماء الولاة، فكان فيها: و جاء القائد مطهر بن بزال في شهر رمضان سنة ثمان و سبعين و ثلاثمائة.
قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني مما ذكر أنه نقله من خط عبد الوهاب بن جعفر قال و وليها في هذا اليوم ابن بزال، و دخل البلد، و قرئ سجله على المنبر، و عزل ابن بزال يوم الأحد لتسع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربعمائة.
ص: 363
قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي:
و في يوم الجمعة لستّ عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة تسع و تسعين و ثلاثمائة ورد السجل إلى دمشق بولاية للمطهّر بن بزال دمشق، و عزل علي بن فلاح (1) عنها، و ركب المطهّر إلى الجامع، فصلّى الجمعة، و قرئ سجله على المنبر، و تجهز علي بن فلاح للمسير إلى الحضرة، و ورد مظفّر سنة أربع مائة (2)،و أظهر سجلا يذكر فيه أنه قائد الجيوش، فلمّا بلغ ذلك ابن بزال هرب، فبلغ ذلك مظفرا، فأنفذ خلفه الخيل فلحقوه، و رجّلوه عن فرسه و ضرب، و جرح في يده جرح واحد، و ركب مظفر من وقته و خلّصه منهم، ثم أخذه إليه و جعله في خيمة و قيّده، و قال: ما أمرت بقتلك، و إنّما أمرت بأن أحاسبك على ما عندك من المال، و قيل إنه لمّا كان في عشي هذا اليوم سير بابن بزال موكلا به، و وصل الخبر إلى دمشق من بعلبك بأن المطهر ابن بزال مات ببعلبك في يوم السبت لتسع خلون من شهر رمضان من هذه السنة - يعني - سنة إحدى و أربعمائة، و ذلك أنه كان قد ضمن ببعلبك و خرج إليها، فاعتلّ ، و مات.
7465 - مطهّر بن محمّد بن إبراهيم أبو عبد اللّه الشّيرازي اللّحافي (3) الصّوفي (4)
سمع بدمشق (5) أبا العباس أحمد بن محمّد بن زكريا (6) الصّوفي.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، و أبو محمّد عبد الغني بن بازل بن يحيى بن حسن بن ساهي الألواحي المصري.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن (7) الحسين الصّوفي، أنا أبو محمّد عبد الغني ابن بازل بن يحيى بن حسن بن ساهي الألواحي المصري، أنا أبو عبد اللّه المطهّر بن محمّد ابن إبراهيم اللحافي - ببغداد - نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن زكريا النسوي، قدم علينا، حدّثني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن الربيع المعافري الأندلسي، حدّثني أبو محمّد عبد اللّه
ص: 364
ابن إسماعيل بن حرب الأندلسي الحافظ - إملاء - حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه الزبيدي (1) القيرواني، حدّثني نصر بن إسحاق - صاحب سحنون - حدّثني علي بن يونس المدني قال:
كنت جالسا في مجلس مالك بن أنس حتى إذا استأذن عليه سفيان بن عيينة قال مالك:
رجل صالح، و صاحب سنّة، أدخلوه، فلما دخل سلّم، ثم قال: السّلام خاص و عام، السّلام عليك أبا عبد اللّه و رحمة اللّه و بركاته، فقال له مالك: و عليك السلام أبا محمّد و رحمة اللّه و بركاته، و قام إليه و صافحه، و قال: لو لا أنه بدعة لعانقتك، فقال سفيان: قد عانق من هو خير منا و منك، فقال له مالك: النبي صلى اللّه عليه و سلّم جعفرا؟ فقال له سفيان: نعم، فقال مالك: ذاك خاص ليس بعام، فقال له: ما عمّ جعفرا يعمّنا، و ما خصّ جعفرا يخصّنا إذا كنا صالحين، ثم قال له سفيان: يا أبا عبد اللّه إن أذنت لي أن أحدّث في مجلسك، فقال له مالك: نعم، فقال سفيان: اكتبوا:
حدّثنا عبد اللّه بن طاوس، عن أبيه، عن ابن عبّاس أن جعفر بن أبي طالب لما قدم من أرض الحبشة تلقّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و اعتنقه و قبّل ما بين عينيه و قال:«مرحبا بأشبههم بي خلقا و خلقا»[12138].
أخبرنا أبو الحسن (2) بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (3)، أنا أبو عبد اللّه اللّحافي، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن زكريا النسوي - بدمشق - نا خلف ابن محمّد الخيام، نا سهل بن شادويه نا نصر بن الحسين، نا عيسى بن موسى، عن عبيد اللّه العتكي، عن أبي الزبير عن جابر قال: نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عن المواقعة قبل الملاعبة[12139].
قال الخطيب (4):
المطهّر بن محمّد بن إبراهيم أبو عبد اللّه الشيرازي الصّوفي المعروف باللحافي، كان أحد الشيوخ الصالحين، و ممن جاور بمدينة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم نحو أربعين سنة و قدم بغداد و سكن في الرباط الذي كان عند جامع المدينة، و حدث عن أبي العباس أحمد بن محمد بن
ص: 365
زكريا النسوي، كتبت عنه و كان سماعه صحيحا، توفي اللحافي بإيذج (1) في رجب من سنة خمس و أربعين و أربعمائة، بلغتنا وفاته و نحن ببيت المقدس بعد رجوعنا من الحجّ .
قال لي أبو القاسم الواسطي: قال لنا أبو بكر الخطيب:
مطهّر بن محمّد بن إبراهيم أبو عبد اللّه الصّوفي الشّيرازي المعروف باللّحافي، حدّث عن أبي العباس أحمد بن محمّد بن زكريا النسوي، كتبت عنه.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (2):
و أما مطهّر بفتح الطاء المهملة [و فتح الهاء] (3) فهو مطهّر بن محمّد بن إبراهيم أبو عبد اللّه الصّوفي الشّيرازي، يعرف باللحافي، حدّث عن أبي العباس أحمد بن محمّد بن زكريا النسوي، كتب عنه الخطيب.
من أهل الأردن أو فلسطين.
كان غزّاء، و كان من فرسان أهل الشام، قتل يوم الطّوانة (4) سنة سبع و ثمانين أو بعدها، و هي الغزوة التي قتل فيها أبو الأبيض.
شاعر، كان مع مروان بن محمّد حين حارب سليمان بن هشام بن عبد الملك القائم بأمر جيش إبراهيم بن الوليد بعين الجرّ (5).
قرأت بخط أبي محمّد عبد اللّه بن سعد القطربلي مما حكاه عن أبي الحسن المدائني قال: قال مطهّر أحد بني عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة (6):
و يوم بعين الجرّ أهجن جاثما *** سليمان كاليعفور شهب الهزائم
و طار عليها المخلصون لربّهم *** سراعا و بيعات الأكف السلائم
ص: 366
فلمّا تمطّت في العنان و واجهت *** دمشق شجرنا رءوسها بالشكائم (1)
حكى عن الحجّاج بن يوسف الثقفي.
روى عنه: إسحاق بن أيوب.
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا عبد اللّه بن يحيى السكري، أنا جعفر بن محمّد بن أحمد بن الحكم الواسطي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن المتوكّل، أنا أبو الحسن المدائني، عن إسحاق بن أيوب، عن مطير مولى يزيد بن عبد الملك، قال:
كتب الوليد بن عبد الملك إلى الحجّاج يعزّيه عن أخيه محمّد بن يوسف، فكتب إليه الحجّاج: يا أمير المؤمنين، ما التقيت أنا و محمّد منذ كذا و كذا إلاّ عاما واحدا، و ما غاب عني غيبة أنا لطول اللقاء منها أرجى من غيبته هذه، في دار لا يفرق (2) فيها مؤمنان.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (3):
في تسمية عمّال يزيد بن عبد الملك الخاتم و الخزائن و بيوت الأموال: مطير مولاه، و قال حاتم بن مسلم على الخاتم: أسامة بن زيد.
وفد على الوليد بن يزيد بن عبد الملك، و كان أبوه شاعرا من أهل فلسطين من أصحاب الحجّاج بن يوسف.
حكى عن أبي جعفر المنصور، و سلم (1) بن قتيبة الأمير.
حكى عنه سعيد بن سلم (2) بن قتيبة (3) الباهلي.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس المالكي، و أبو منصور بن خيرون قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):
مطيع بن إياس أبو سلمي الكناني الكوفي، قدم بغداد، و صحب المنصور و المهدي من بعده، و كان شاعرا ماجنا، و رمي بالزندقة.
أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد الكيلاني، أنا علي بن الخضر السلمي، أنا عبد الوهّاب بن جعفر، نا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد بن إسماعيل السلمي، حدّثني أبو الطيب محمّد بن حميد بن الحوراني، نا أبو دلف هاشم بن محمّد بن هارون الخزاعي نا الرياشي، نا الأصمعي قال:
مدح مطيع بن إياس معن بن زائدة، فوقع معن بن زائدة في ظهر رقعته: إن شئت أثبتناك، و إن شئت مدحناك، فكره اختيار المدح و هو محتاج إلى النوال، فكتب إليه (5):
ثناء من أمير خير كسب *** لصاحب مكسب (6) و أخي ثراء
و لكن الزمان برى عظامي *** و لا مثل الدراهم من دواء (7)
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (8)،أنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أنا إسماعيل بن سويد (9) المعدّل، أنا الحسين بن
ص: 368
القاسم الكوكبي، أنا أبو غسّان، أنا محمّد بن إبراهيم بن خنيس (1) الأصبحي (2) قال:
مدح مطيع بن إياس معن بن زائدة فقال له معن: إن شئت مدحتك، و إن شئت أثبتك، فاستحيا من اختيار الثواب، و كره اختيار المدح فكتب إليه:
ثناء من أمير خير كسب *** لصاحب مغنم و أخي ثراء
و لكنّ الزمان برى عظامي *** و ما مثل الدراهم من دواء
فأمر له بألف دينار.
قال الخطيب (3):و حدّثت عن محمّد بن عبد اللّه بن المطلب الكوفي، نا علي بن محمّد بن صعدان المعدل بالأنبار، حدّثني أحمد بن ميثم بن أبي نعيم قال: قدم جدي أبو نعيم الفضل بن دكين بغداد و نحن معه، فنزل الرملية، و نصب له كرسي عظيم، فجلس عليه ليحدّث، فقام إليه رجل - ظننته من أهل خراسان - فقال: يا أبا نعيم، أ تتشيع ؟ قال: فكره الشيخ مقالته، فصرف وجهه و تمثّل بقول مطيع بن إياس:
و ما زال بي حبيك حتى كأنني *** برجع جواب السّائلي عنك أعجم
لا سلم من قول الوشاة و تسلمي *** سلمت و هل حي على الناس يسلم ؟
فلم يفقه الرجل مراده، فعاد سائلا، فقال: يا أبا نعيم أ تتشيع ؟ فقال الشيخ: يا هذا، كيف بليت بك، و أي ريح هبت [إليّ ] (4) بك ؟ إنّي سمعت الحسن بن صالح يقول: سمعت جعفر بن محمّد يقول: حب علي عبادة، و أفضل العبادة ما كتم.
قال الخطيب (5):و أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزق البزار (6)،أنا أبو الحسن المظفر بن يحيى الشرابي، أنشدنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه المرثدي (7)،عن أبي إسحاق الطلحي، أنشدني أحمد بن إبراهيم قال: قال مطيع بن إياس:
حبذا عيشنا الذي زال عنا *** حبذا ذاك حين لا حبذا ذا
ص: 369
أين هذا من ذاك ؟ سقيا لها *** ذاك و لسنا نقول سقيا لهذا
زاد هذا الزمان شرّا و عسرا *** عندنا إذ أحلنا بغداذا
بلدة تمطر التراب على القوم *** كما تمطر السماء الرذاذا
فإذا ما أعاذ ربي بلادا *** من عذاب كبعض ما قد أعاذا
خربت عاجلا، كما خرب اللّه *** بأعمال أهلها كلوذا
قرأت بخط أحمد بن محمّد الخلاّل في كتابه، عن أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب (1)،أخبرني عيسى بن الحسن، نا حمّاد بن إسحاق، عن أبيه، عن الهيثم بن عدي قال:
كان مطيع بن إياس منقطعا إلى جعفر بن المنصور، فطالت صحبته له (2) بغير فائدة، فاجتمع يوما مطيع و حماد عجرد و يحيى بن زياد، فتذاكروا أيام بني أمية وسعتها و نضرتها (3)و كثرة ما أفادوا فيها، و حسن مملكتهم و طيب دارهم بالشام، و ما هم فيه ببغداد من القحط في أيام المنصور، و شدة (4) الحر، و خشونة العيش و شكوا الفقر (5) فأكثروا، فقال مطيع: قد قلت في ذلك شعرا (6)،فاسمعوه، قالوا: هات، فأنشدهم قوله:
حبذا عيشنا الذي زال عنا *** حبذا ذاك حين لا حبذا ذا
أين هذا من ذاك سقيا لهذاك *** و لسنا نقول سقيا لهذا
زاد هذا الزمان شرّا و عسرا *** عندنا إذ أحلّنا بغداذا
بلدة تمطر التراب على الناس *** كما تمطر السماء الرذاذا
خربت عاجلا و أخرب ذو العرش *** بأعمال أهلها كلواذا
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب قال (7):قرأت على أبي محمّد الجوهري، عن محمّد بن عمران بن موسى الكاتب، أخبرني علي بن يحيى، عن أحمد بن علي قال: اجتمع مطيع مع اخوان له ببغداد في يوم من أيامهم، فقال مطيع يصف مجلسهم:
ص: 370
و يوم ببغداد نعمنا صباحه *** على وجه حوراء المدامع تطرب
ببيت ترى فيه الزجاج كأنه *** نجوم الدجى بين الندامى تقلب
يصرف ساقينا و تقطب تارة *** فيا طيبها مقطوبة حين تقطب
علينا سحيق الزعفران و فوقنا *** أكاليل فيها الياسمين المذهب
فما زلت أسقى بين صنج و مزهر *** من الراح حتى كادت الشمس تغرب
قال: و له يذم بغداد:
زاد هذا الزمان شرّا و عسرا *** عندنا إذ أحلّنا بغداذا
بلدة تمطر الغبار على الناس *** كما تمطر السماء الرذاذا
قال (1):و أنا علي بن أيوب القمي، أنا أبو عبيد اللّه المرزباني، أنا علي بن هارون، أخبرني أحمد بن يحيى المنجم قال: قال مطيع بن أيّاس:
نازعني الحب مدى غاية *** بليت فيها و هو غضّ جديد (2)
لو صب ما للقلب من حبّها *** على حديد ذاب عنه الحديد
حبي لها صاف، و ودي لها *** محض و إشفاقي عليها شديد
و زادني صبرا على جهد ما *** ألقى و قلبي مستهام عميد
إنّي سعيد الجدّ إن نلتها *** و إنّني إن متّ منه شهيد
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش الضرير عنه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، أنشدني ثعلب، أنشدني الزبير لمطيع بن أيّاس يقول (3):
إنما صاحبي الذي يغفر الذن *** ب و إن زل صاحب قلّ عذله
ليس من يظهر المودة إفكا *** و إذا قال خالف القول فعله
وصله للصدّيق يوم فإن طا *** ل فيومان ثم يبتث حبله
أخبرنا أبو الفرج عثمان بن علي، و حدثني أخي أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن الفقيه عنه، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ قال: و مما قرئ على أحمد بن محمد بن
ص: 371
الحسين، و أذن لي في روايته، نا العباس بن عبد الواحد، نا أبو العيناء، نا العتبي، قال قال مطيع بن إياس (1):
قل لعباد أخينا *** يا ثقيل الثقلاء
ما رأينا جبلا قد *** سلك يمشي بالفضاء
أنت كانون علينا *** ليس كانون الصلاء
أنت في الصيف سموم *** و جليد في الشتاء
أنت في الأرض ثقيل *** و ثقيل في السماء
أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل، أنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: قال أبو بكر بن عجلان: أخبرني ابن بكير قال:
كان مطيع بن إياس الشاعر حسنا غنيا قال: فوقف على أبي [العمير] (2) رجل من أصحاب المعلّى الخادم فقال:
ألا أبلغ لديك أبا العمير
فذكر حكاية فيها سخف (3).
بلغني أن مطيع بن إياس مات بعد ثلاثة أشهر مضت من خلافة موسى الهادي، و بويع الهادي في سنة تسع و ستين و مائة (4).
ص: 372
ذكر (1) من اسمه مظفّر
7470 - المظفّر بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن برهان أبو الفتح المقرئ (2)
سكن دمشق، و أقرأ القرآن مدة، و كان مصنفا في القراءات، حسن التصنيف.
قرأ القرآن على أبي الحسن محمّد بن النضر بن الحر الربعي، و أبي سهل صالح بن إدريس بن صالح البغدادي، و أبي القاسم بن أبي العقب.
و حدّث عن أبي بكر أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد اللّه بن فطيس، و عبد اللّه بن الحسين بن جمعة، و أبي إسحاق إبراهيم بن الحسين بن داود الهمداني، و أبي أحمد بن إبراهيم بن عبادل، و أبوي الحسن: محمّد بن إسحاق القاضي، و محمّد بن بكّار بن يزيد السكسكي، و أبي الأعزّ أحمد بن جعفر الملطي، و محمّد بن حميد بن الحوراني، و أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن هلال السلمي، و علي بن داود بن أحمد الورثاني، و أبي إسحاق بن أبي ثابت، و أبي عبد الملك صقر بن هشيم بن صقر الفزاري، و أبي عمير عبد اللّه بن أحمد بن عبد الباقي الأذني، و أبي القاسم عبد الملك بن حمدان السلمي، و أبي حارثة حميد بن أحمد
ص: 373
ابن فضالة اللخمي، و الحسن بن حبيب الحصائري، و أبي علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري، و محمّد بن منصور الأسواري، و محمّد بن أيوب الداراني، و أبي يعقوب إسحاق ابن إبراهيم الأذرعي، و محمّد بن الحسن الأصبهاني، و أبي الحسين أحمد بن سليمان بن حذلم.
روى أبو نصر بن الجبّان (1)،و علي بن الحسن الربعي، و تمام بن محمّد، و أبو سعد الماليني، و أبو القاسم سعيد بن عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد بن فطيس، و أبو بكر محمّد بن يحيى بن محمّد المصري.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو بكر محمّد بن يحيى بن محمّد المصري - قدم علينا رفيق ابن مندة - نا أبو الفتح بن أحمد بن إبراهيم بن برهان المقرئ، نا إبراهيم بن المولد الصوفي، نا أحمد بن عبد اللّه بن علي الناقد - بمصر - نا أبو يزيد القراطيسي، نا أسد بن موسى، نا محمّد بن حازم، عن أبي رجاء، عن أبي سنان عن واثلة، و عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«كن ورعا تكن أعبد الناس»[12140].
قال أبو نعيم: تفرّد به أبو رجاء، و اسمه محرز بن عبد اللّه (2)،عن برد بن سنان.
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام ابن محمّد، أخبرني أبو الفتح مظفّر بن برهان، نا محمّد بن منصور الاسواري، نا أحمد بن زيد الفزاري، نا محمّد بن نجيح، نا ربعي بن شداد، نا ابن أبي مليكة، عن أبي بكر الصّدّيق، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:
«ليس عند اللّه يوم و لا ليلة تعدل الليلة الغرّاء و اليوم الأزهر - يعني ليلة الجمعة و يوم الجمعة-» [12141].
[قال ابن عساكر:] (3) وجدت بخط أبي عبد اللّه الصوري برهان بالفتح، و وجدته بخط غيره بالضم، و هو الصحيح.
قال لنا (4) أنا أبو محمّد بن الأكفاني سنة خمس و ثمانين و ثلاثمائة فيها توفي أبو الفتح
ص: 374
المظفّر بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن برهان المقرئ، و كان قرأ على أبي الحسن بن الأخرم.
و يقال: أبو نصر، و يقال:...... (1)
حدّث بها عن أبي بكر محمّد بن عبد اللّه بن ريذة الأصبهاني.... (2) عبد العزيز بن أحمد بن عبد اللّه بن قادويه صاحب أبي الشيخ الأصبهاني.
و سمع بدمشق أبا علي، و أبا الحسين ابني أبي نصر.
روى عنه: علي بن الخضر، و نجا بن أحمد، و كنّاه أبا نصر، و علي بن أحمد بن يوسف الهكاري، و عبد الغفّار بن إسماعيل الفارسي.
أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد، أنا علي بن الخضر السلمي، أنا الشيخ أبو عبد اللّه المظفر بن أحمد بن عبد اللّه الفقير، قدم علينا دمشق، نا محمّد بن ريذة (3)- بأصبهان - نا سليمان بن أحمد (4)،نا طاهر بن عيسى، نا أصبغ بن الفرج، نا عبد اللّه بن وهب، عن شبيب المكي، عن روح بن القاسم، عن أبي جعفر المدني، عن أبي أمامة بن سهل، عن عمّه عثمان بن حنيف قال:
شهدت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أتاه ضرير فشكا إليه ذهاب بصره، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«أ و تصبر؟» فقال: يا رسول اللّه، إنّي ليس لي قائد، و قد شقّ عليّ ، فقال له:«ائت الميضأة فتوضأ، ثم صلّ ركعتين، ثم ادع بهذه الدعوات».
قال عثمان بن حنيف: فو اللّه ما تفرّقنا، و طال الحديث، حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضرر قط .
[قال ابن عساكر:] (5) كذا أخرجه علي بن الخضر، و حذف منه ذكر الدعوات التي هي المقصود.
ص: 375
و قد أخبرناه عاليا أبو علي بن الحداد في كتابه، أنا محمّد بن عبد اللّه بن ريذة، أنا أبو القاسم الطبراني، فذكره بإسناده، و ذكر الدعوات فيه، و فيه قصة.
كتب إليّ أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، أخبرني في تذييله تاريخ نيسابور (1) قال:
المظفّر بن أحمد بن عبد اللّه الدامغاني الصوفي، أبو نصر شيخ مستور، معروف، صوفي، قدم نيسابور سنة إحدى و سبعين و أربعمائة، و روى الحديث، و كان قد سافر الكثير، و طاف البلاد، و زار المشاهد، و سمع الحديث بنيسابور، و روى علي بن الخضر عن المظفّر عن أبي محمّد بن حيّان المعروف بأبي الشيخ و وهم في ذلك، فإنه يروي عن ابن قادويه عنه.
أبو القاسم بن أبي العبّاس الفرغاني (2)
حدّث عن أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنّى الموصلي، و أبي علي إسماعيل بن محمّد ابن قيراط ، و أبي الحسن محمّد بن يزيد بن عبد الصّمد مولى بني هاشم، و أبي عبد اللّه أحمد ابن شعيب النسائي، و جعفر بن محمّد الفريابي.
روى عنه: أبو نصر محمّد بن أحمد بن هارون بن الجندي، و عبد الوهّاب بن عبد اللّه ابن عمر بن الجبّان (3) المرّي، و أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن الشيخ، و علي بن موسى بن السمسار، و أبو القاسم تمام بن محمّد.
أخبرنا الفقيه أبو الحسن علي بن المسلّم بن السلمي، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد ابن عبد الواحد السلمي.
ح و أخبرنا أبو منصور غالب بن أحمد بن المسلّم الأدمي، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم بن شداد بن الكريدي، قالا: أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين بن السمسار، أنا المظفّر بن حاجب بن أركين الفرغاني - قراءة عليه بدمشق في مسجد سوق القمح - أنا أبو الحسن محمّد بن يزيد بن عبد الصّمد، أنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن، نا عثمان بن
ص: 376
فائد، نا عبد العزيز بن (1) بن عبد اللّه (2)،عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من أبلى بلاء فلم يجد إلاّ الثناء فقد... (3) فقد كفر»[12142].
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبي أبو الحسين، أنا أبو الحسن علي بن موسى، أنا أبو القاسم (4) بن حاجب بن أركين (5)-قراءة عليه في سنة ثلاث و ستين و ثلاثمائة - نا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي - بالموصل - نا إبراهيم بن الحجّاج السامي، نا سكين بن عبد العزيز، نا أبي، عن ابن عبّاس قال: كان الفضل بن عبّاس ردف النبي صلى اللّه عليه و سلّم من عرفة، فجعل الفتى يلاحظ النساء و ينظر إليهن، و جعل النبي صلى اللّه عليه و سلّم يصرف وجهه من خلفه، و جعل الفتى يلاحظ إليهن، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«ابن أخي، إنّ هذا يوم من ملك فيه سمعه، و بصره، و لسانه غفر له».
7473 - المظفّر بن الحسن بن المهنّد أبو الحسن السّلماسي (6)(7)
حدّث عن أبي الحسن بن جوصا، و أبي بكر بن زياد النيسابوري.
روى عنه: ابنه أبو المظفّر المهنّد بن المظفّر، و أبو العباس النسوي، و أبو بكر أحمد بن جرير بن أحمد بن حبيش السلماني.
حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد بن محمّد، أخبرني أبي أبو طاهر، أنبأنا أبو حاتم عبد الرّحمن بن علي بن يحيى الروّاس الخطيب النسوي، نا أبو العباس أحمد بن الحسين بن نبهان الصفّار النسوي، نا أبو الحسن مظفّر بن الحسن بن المهنّد، نا أحمد بن عمير بن جوصا - بدمشق - نا أبو عامر موسى بن عامر، نا الوليد بن مسلم، نا شيبان أبو معاوية، عن شقيق بن سلمة، عن عبد اللّه بن مسعود قال:
ص: 377
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين، فإنّ الميت يتأذى بجاره، كما يتأذّى الحي بجار السوء» (1)[12143].
أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء، و أبو محمّد بن صابر، و ابن طاوس، و أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا القاضي أبو بكر أحمد ابن جرير بن أحمد بن حميس (2)(3)-قدم علينا دمشق طالب الحج - نا أبو الحسن مظفّر بن الحسن، نا أحمد بن عمير، نا عمرو بن عثمان، نا سفيان بن عيينة، عن عبد اللّه بن أبي بكر أنه سمع أنسا يبلغ به النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول:
«يتبع الميت إلى قبره: أهله و ماله و عمله، فيرجع اثنان: أهله و ماله و يبقى عمله»[12144].
قال أبو بكر السلماسي: وجدت بخط أبي طاهر: مات أبو الحسن مظفّر بن الحسن بن المهنّد بأشنة (4) و حمل إلى سلماس لأنه كان محبوسا بأشنة سنة إحدى و ثمانين و ثلاثمائة.
سمع بدمشق: عبد الوهّاب الكلابي.
روى عنه: أبو سعيد الخليل بن منصور القرشي.
كتب إليّ أبو الوفاء إسماعيل بن عبد العزيز اليماني العكي من مكة، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن أبي بكر بن أبي يزيد بن (5)-بمكة - أنا أبو سعيد الخليل بن أبي يعلى منصور بن (6) القرشي، نا الشيخ الفقيه أبو (7) المظفّر بن طاهر بن محمّد بن عبد اللّه البستي، أنا عبد الوهّاب بن الحسن القيسي - بدمشق - أنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد السّلام بن مخلد بن خالد بن عثمة، حدّثني عدي بن الفضل، أنا أبو بكر بن أبي جهمة، عن أبيه قال:
قال لي علي بن أبي طالب:
ص: 378
قم إلى هؤلاء القوم، فقل لهم: يقول أمير المؤمنين: أ تتّهموني على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فأشهد على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«لا تؤمّوا قريشا و ائتموا بها، و لا تعلموا قريشا، و تعلّموا منها، فإنّ أمانة الأمين من قريش تعدل أمانة أمينين، و إنّ علم عالم قريش مبسوط على الأرض»[12145].
[قال ابن عساكر:] (1) كذا، و فيه و قد سقط من إسناده، و اللّه أعلم.
قرأ القرآن العظيم على أبي الحسن بن الأخرم، و أبي الفضل جعفر بن أبي داود، و أبي حمامة بلال النوبي، و قرءوا كلهم على أبي عبد اللّه هارون بن موسى بن شريك الأخفش.
قرأ عليه أبو الخير سلامة بن الربيع بن سليمان المقرئ الدمشقي.
حدّث عمّن لم تبلغني روايته عنه.
كتب عنه أبو الحسين الرازي.
قرأت بخط نجاء بن أحمد، و ذكر أنه وجده بخط الرّازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية: أبو الحديد مظفّر بن عمر بن يزيد الفزاري، و كان كهلا يكتب معنا الحديث.
7477 - المظفّر بن مرجّى البغدادي (2)
سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و أبا زيد الغسّاني.
و حدّث عن: إبراهيم بن عبد اللّه الهروي، و الحسن بن موسى الأشيب، و ثابت بن موسى الزاهد.
روى عنه: أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري، و أبو بكر محمّد بن إدريس بن الحجّاج ابن أبي حمادة (3) الأنطاكي.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،
ص: 379
حدّثني عبد العزيز بن أحمد الدمشقي، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن هارون القاضي، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب، نا محمّد بن إدريس بن الحجّاج الأنطاكي المعروف بابن أبي حمادة، نا المظفّر بن مرجّى البغدادي، نا ثابت بن موسى المكفوف، عن شريك، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من تكثر صلاته بالليل يحسن وجهه بالنهار»[12146].
قال الخطيب: و أناه محمّد بن طلحة النعالي (1)،نا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن جعفر القديسي الزعفراني، و عبد اللّه بن إبراهيم بن جعفر النرسي (2)،قالا: نا الحسين بن عمر الثقفي، نا ثابت بن موسى الضبّي، نا شريك، بإسناده نحوه.
7478 - المظفّر بن مكارم الرّجي (3)
شاب، قدم دمشق و تفقّه بها، و مدح جماعة بشعر غير فائق، ثم خرج إلى مصر، فأدركه أجله بها.
فمما قرأت من شعره:
أطالب عزمي في الصبا بالعظائم *** و أصبو إلى نيل العلا و المكارم
و أرتاح نحو السيف و الرمح و الوغا *** و أهوى من الفتيان صيد الغمائم
و ما مأزق كالحبس عندي مبغض *** إذا انتثرت فيه رءوس الضراغم
يحبّ غبار الخيل، و يرجع (4) نحوها *** إذا سدّ أعلى الأفق و كش القشاعم
تقول فتاة القوم هل يدرك العلا *** صبي يحلّي جيده بالتمائم
فعندك أثبت لا ترم ما لا تناله *** بعزم و هى من بين عزّ العزائم
فقلت لها كيف الملام عن امرئ *** يرى خلّة المعشوق جود الساطم
إليك ابنة العتبيّ ما طلب العلا *** بعار و لا من بان مجدا بآثم
أ لم تعلمي أن المهارة سبّق *** و أنّ المنايا في قضيب الصوارم
ص: 380
7479 - المظفّر أبو الفتح المنيري، القائد (1)
ولي إمرة دمشق بعد المطهّر بن بزال في أيام الملقّب بالحاكم.
قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني - مما نقله من خط عبد الوهّاب بن جعفر الميداني - قال: و تسلم البلد مظفّر غلام منير في هذا اليوم - يعني - يوم الأحد، لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربعمائة، و عزل مظفر يوم الاثنين لسبع و عشرين ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى و أربعمائة، فكان جميع ما أقام ستة أشهر و تسعة أيام، و تسلّمها بدر العطار في هذا اليوم.
قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي:
و في يوم الاثنين لثمان بقين من شهر رمضان سنة أربعمائة ورد الخبر إلى دمشق بأن القائد مظفر صاحب مظلة السلطان وصل إلى بانياس و معه أتراك و نجب و رقاصون، و أنه أخذ ابن داود إلى بانياس و سار إلى العسكر، و كان نازلا على دير أيوب (2) و أنه وصل إليه يوم الأحد لتسع بقين من شهر رمضان، و نزل في خيمة نصبت له، و لقيه العسكرية، و كان القائد المطهّر (3) بن بزال صاحب العسكر، فأظهر أنه رجع و لم يلق الأستاذ مظفر، أو أنّ مظفرا أظهر سجلا يذكر فيه أنه قائد الجيوش، فلما بلغ ذلك ابن بزال ركب هو و ابنه و غلامه و هرب، فبلغ ذلك مظفرا، فأنفذ خلفه الخيل، فلحقوه، و دخل [القائد] (4) أبو الفتح مظفر إلى دمشق و معه العسكر في يوم السبت لأربع خلون من شوال سنة أربعمائة، و قيل إنه والي دمشق، و أنه قائد الجيوش، و في يوم الاثنين لثلاث بقين من شهر ربيع الآخر سنة إحدى و أربعمائة، ورد السجل إلى قائد العساكر بدمشق أبي الفتح مظفر المنيري بأن يستخلف على البلد، و يسير إلى الحضرة و يستخلف بدر العطّار من يومه و يتجهّز للمسير، فكانت ولايته ستة أشهر إلاّ خمسة أيام، يعني منذ وصل منشور ولايته.
من ساكني طبرية.
ص: 381
قدم دمشق، و كان يعلم بها مماليك أتابك طغتكين.
حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن المحسن السلمي بلفظه و كتبه لي بخطه قال:
مظفّر الصويفي، وصل مع أبي عبد اللّه بن سيف إلى دمشق، و أقام بها إلى أن مات، و كان أتابك أمره بأن يعلّم مماليكه (1) الخط ، فجلس قريبا من داره لذلك، و كان رجلا ذكيا، له شعر صالح، اعتمد على (2) أبي سعد (3) بن القرة الحلبي، و رمى مقاليده إليه، فبان له تغيّره عليه، فكتب إليه هذه الأبيات و هي طويلة منها:
إنّي أعوذ بجودك الموجود *** و بظلّك المتفيّئ الممدود
و بحسن رأيك لا عداني أنه *** عند النوائب عدّتي و عديد (4)
من أن أغادر في ذراك دريئة *** لسهام كلّ معاند و حسود
اللّه فيّ من الوشاة و مينهم *** لا تخلف الآمال في موعودي
عطفا أبا سعد فما يوم إذا *** لم ألق سعدك بنفسي و سعيد
ما لي أراك تظنّ بي سوءا كأن (5) *** قد قلت فيك قولا غير حميد
حاشاك أن تظمى غراسك *** أو تناسى ذاكرا لك بين كلّ ودود
من غيّر الودّ الصحيح و من زوى *** ذاك الوداد عن الفتى المودود
عهدي بجودك يستهلّ إذا اجتدي *** معروفه و يجيب إذ هو نودي
فعلام تغري حاسدي و تتّقي *** ما الغدر من شيم الفتى المحمودي
و بك اعتلى جدّي و أنجح مطلبي *** و وأرتنا زندي و أورق عودي
و الظّلّ غير مقلّص و الصفو غير *** مكدّر و المنّ غير زهيد
و دليل عودك لي إلى ما سمته *** بشر و أن لا تلقني بصدود
ص: 382
ابن أديّ (1) بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج
أبو عبد الرّحمن الأنصاري (2)
صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.
شهد العقبة، و بدرا.
و روى عن: النبي صلى اللّه عليه و سلّم أحاديث.
روى عنه: عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و عبد اللّه بن عبّاس، و عبد اللّه بن أبي أوفى، و أنس بن مالك، و أبو أمامة، و أبو قتادة، و أبو ثعلبة، و جابر بن عبد اللّه، و عبد الرّحمن بن سمرة، و أبو مسلم الخولاني، و عبد الرّحمن بن غنم، و مالك بن يخامر السكسكي، و جنادة بن أبي أمية، و المقدام بن معدي كرب، و عمرو بن الأسود العنسي، و أبو إدريس الخولاني، و جبير بن نفير الحضرمي، و أبو [بحريّة] (3) عبد اللّه بن قيس، و أبو عثمان عمرو بن مرثد الصنعاني، و أسلم مولى عمر، و الحارث بن عمير، و يزيد ابن عميرة، و كثير بن مرة الحضرمي، و أبو الأسود الدئلي، و أبو وائل شقيق بن سلمة، و عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و عمرو بن ميمون الأودي، و غيرهم، و قدم دمشق.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو (4)، أنا زاهر بن أحمد، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا هدبة بن خالد، نا همّام، عن قتادة، عن أبيه (5) عن معاذ بن جبل قال:
ص: 383
كنت رديف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، ليس بيني و بينه إلاّ مؤخرة الرّحل، فقال (1):«يا معاذ»، قلت: لبيك يا رسول اللّه و سعديك قال (2):ثم سار ساعة فقال:«يا معاذ»، قلت: لبيك يا رسول اللّه و سعديك،[ثم قال:«يا معاذ»، قلت: لبيك يا رسول اللّه و سعديك،] (3) قال:
«هل تدري ما حقّ اللّه على عباده ؟» قلت: اللّه و رسوله أعلم، قال:«أن تعبدوه و لا تشركوا به شيئا»، ثم سار ساعة ثم قال:«يا معاذ» قلت: لبيك - و قال زاهر: يا لبيك - يا رسول اللّه، و سعديك، قال:«هل تدري ما حقّ العباد على اللّه إذا فعلوا ذلك ؟» قلت: اللّه و رسوله أعلم، قال:«فإنّ حق العباد على اللّه إذا فعلوا ذلك ألاّ يعذّبهم»[12147].
أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا هدبة، نا همّام (4)،عن قتادة، عن أنس، عن معاذ، فذكر نحوه.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي، قالوا: أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد.
و أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو الحسين بن المهتدي.
و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور.
قالا: أنا عيسى بن علي.
قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا داود بن عمرو الضبّي، نا أبو الأحوص سلام بن سليم، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن معاذ بن جبل قال:
كنت ردف النبي صلى اللّه عليه و سلّم، على حمار يقال له عفير، فقال:«يا معاذ، هل تدري ما حقّ اللّه على العباد (5)،أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئا، و حقّهم على اللّه أن لا يعذّب من لا يشرك به شيئا»، قال: فقلت: يا رسول اللّه، أ فلا أبشّر الناس ؟ قال:«لا تبشّرهم فيتكلوا»[12148].
ص: 384
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعد الهيثم بن كليب، أنا ابن أبي خيثمة، عن سعد بن عبد الحميد بن جعفر، عن مالك بن أنس، عن زياد بن أبي زياد قال: و معاذ بن جبل أبو عبد الرّحمن.
أنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهنّد [س] (1)،نا أبو بشر (2) الدولابي، حدّثني عبد اللّه بن أحمد (3)، حدّثني أبي، حدّثني أبو موسى هارون بن إسماعيل بن النعمان بن عبد اللّه بن كعب بن مالك قال:
معاذ بن جبل بن أدي بن سلمة السلمي، أبو عبد الرّحمن.
قال الدولابي: و سمعت عبد اللّه بن أحمد يقول عن أبيه:
معاذ بن جبل أبو عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي.
و أخبرنا (4) أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: نا أبو العباس محمّد ابن يعقوب قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: معاذ بن جبل أبو عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر - زاد أبو يعلى (5):
و أبو الفضل (6) قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا خليفة بن خيّاط قال (7):
معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أودي بن (8)
ص: 385
سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج بن حارثة، أمه (1) هند بنت سهل من بني رفاعة [من جهينة] (2)،يكنى أبا عبد الرّحمن، مات بالشام في طاعون عمواس (3) سنة ثمان عشرة.
قال ابن إسحاق: و هو من بني سلمة، شهد بدرا، و العقبة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: قال عمي أبو بكر: معاذ بن جبل، أبو عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح المؤذّن، أنا أبو الحسن بن السقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس قال: سمعت يحيى يقول: معاذ بن جبل أبو عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوحا يقول:
كنية معاذ بن جبل بن عمرو بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أودي بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج، أبو عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا، نا أبو عبد اللّه محمّد بن سعد قال (4).
في الطبقة الأولى: معاذ بن جبل بن أوس الأنصاري، أحد بني أودي بن سعد، أخي سلمة بن سعد بن الخزرج، يكنّى أبا عبد الرّحمن.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (5) قال.
ص: 386
في الطبقة الأولى من أهل بدر من بني سلمة: معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائد ابن عدي بن كعب بن عمرو بن أودي بن سعد، أخي سلمة بن سعد، و أمّه هند بنت سهل من جهينة، ثم من بني الربعة، و أخوه لأمّه عبد اللّه بن الجد بن قيس من أهل بدر، و كان لمعاذ من الولد: أمّ عبد اللّه، و هي من المبايعات، و أمّها أم عمرو بنت خلاد (1) بن عمرو بن عدي ابن سنان بن نابئ بن عمرو بن سواد من بني سلمة، و كان له ابنان، أحدهما: عبد الرّحمن، و لم يسمّ لنا الآخر، و لم تسمّ لنا أمهما، و يكنى معاذ أبا عبد الرّحمن، و شهد العقبة في روايتهم جميعا مع السبعين من الأنصار، و كان معاذ بن جبل لما أسلم يكسر أصنام بني سلمة هو و ثعلبة ابن عنمة، و عبد اللّه بن أنيس.
و شهد معاذ بدرا و هو ابن عشرين أو إحدى و عشرين فيما أخبرنا محمّد بن عمر، عن أيوب بن النعمان، عن أبيه، عن قومه، و شهد أيضا معاذ أحدا، و الخندق، و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.
أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي - في كتابه - و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال في تسمية من شهد بدرا: معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أودي (2) بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج، شهد بدرا، و العقبة.
قال ابن هشام: ابن أدي.
قال ابن إسحاق: مات في طاعون عمواس في خلافة عمر بن الخطّاب (3)،قال بعضهم: سنة ثمان عشرة.
حدّثنا ابن هشام عن زياد، عن ابن إسحاق قال (4):إنّما ادّعته بنو سلمة لأنه كان أخا سهل بن محمّد بن الجد بن قيس بن صخر بن خنساء بن شداد (5) بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة لأمه.
ص: 387
قال ابن البرقي: و أمّ معاذ بن جبل: هند بنت سهل من بني رفاعة من جهينة.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.
ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو: حدّثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عيّاش: معاذ بن جبل، يكنى أبا عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس، أنا أبو القاسم، أنا البخاري قال: معاذ بن جبل أبو عبد الرّحمن الأنصاري.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل، محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد، أنا محمّد، أنا أبو عبد اللّه البخاري قال (1):
معاذ بن جبل أبو عبد الرّحمن الأنصاري.
قال إسماعيل (2) بن أبي أويس عن أخيه، عن سليمان (3)،عن يحيى بن سعيد: مات معاذ و هو ابن ثمان و عشرين، و الذي يرفع في سنه يقول: إحدى أو اثنتين و ثلاثين، و هو الخزرجي السّلمي، شهد بدرا مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم.
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):
معاذ بن جبل أبو عبد الرّحمن الأنصاري الخزرجي.[سلمي] (5) شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و توفي و هو ابن ثمان و عشرين. و قال بعضهم: إحدى أو اثنتين و ثلاثين سنة. نزل الشام، له صحبة، روى عنه: عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و عبد اللّه بن
ص: 388
العبّاس، و عبد اللّه بن أبي أوفى (1)،و أنس بن مالك، و أبو أمامة الباهلي، و أبو قتادة الأنصاري، و أبو ثعلبة الخشني، و عبد الرّحمن بن سمرة، و جابر بن عبد اللّه، سمعت بعض ذلك من أبي، و بعضه من قبلي.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلما يقول: أبو عبد الرّحمن معاذ بن جبل الأنصاري، شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.
أخبرنا أبو محمّد السلمي، نا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه.
قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال:
معاذ بن جبل بن عمرو بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أديّ بن سعد بن علي ابن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم، عقبي، بدري.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد الرّحمن معاذ بن جبل.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر، نا الأنباري، أنا أبو القاسم الصوّاف، أنا أبو بكر المهندس، نا الدولابي قال: أبو عبد الرّحمن معاذ بن جبل.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا تمام بن محمّد، أنا (2) أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، قال:
معاذ بن جبل من الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر، بدري، يكنى أبا عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا ابن جوصا - إجازة-.
ص: 389
ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا ابن جوصا - قراءة.
قال: سمعت ابن سميع يقول: و معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أد (1) بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر، بدري، قال عبد الرّحمن: قبر معاذ بقصير خالد (2).
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا سليم بن أيوب الرازي، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد ابن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول:
معاذ بن جبل الأنصاري، أوسي، يكنى أبا عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الصوفي، أنا المسدّد بن علي بن عبد اللّه، أنا أبي، أنا أبو القاسم عبد الصّمد بن سعيد القاضي قال في تسمية من نزل حمص من الصحابة: معاذ بن جبل، و يكنى أبا عبد الرّحمن من الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو، بدري، و توفي معاذ سنة سبع عشرة، و مات ابن ثلاث و ثلاثين سنة، و كان طويلا حسنا جميلا (3).
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال:
أبو عبد اللّه - و يقال أبو عبد الرّحمن - معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس، و يقال: ابن أوس بن الخزرج، و يقال: ابن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم، و أمه هند بنت سهل من بني رفاعة من جهينة، و قال ابن إسحاق: هو من بني سلمة الأنصاري، شهد بدرا، و العقبة مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم، حديثه في أهل الشام، و مات بها - بناحية الأردن - في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:
ص: 390
معاذ بن جبل، و هو ابن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة (1) بن تزيد بن جشم بن خزرج بن سلمة الخزرجي، أبو عبد الرّحمن الأنصاري، شهد بدرا، و كان مع السبعين الذين بايعوا بالعقبة الآخرة، توفي بالشام في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة، و هو ابن ثمان و ثلاثين، و قيل ثلاثة و أربعين (2).قال له النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«نعم الرجل معاذ»، لا يعرف له عقب، روى عنه عمر و ابن عمر (3)،و ابن عبّاس، و ابن عمرو (4)،و أنس و غيرهم.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي زكريا البخاري.
ح و حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا، نا عبد الغني بن سعيد قال:
جبل بالباء المعجمة بواحدة، معاذ بن جبل أبو عبد الرّحمن صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:
معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس أبو عبد الرّحمن الأنصاري الخزرجي السّلمي المدني، نزل الشام، شهد بدرا، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلّم، روى عنه: أنس بن مالك، و عمرو بن ميمون، و الأسود بن هلال في آخر اللباس.
قال البخاري: قال علي بن المديني: مات في طاعون عمواس سنة سبع، أو ثمان عشرة، و قال غيره: و هو ابن ثمان و عشرين، و الذي يرفع في سنة يقول: إحدى أو ثنتين و ثلاثين سنة، و قال سعيد بن المسيّب: مات و هو ابن ثلاث و ثلاثين سنة، و قال ابن سعد:
مات و هو ابن ثمان و ثلاثين سنة، و قال عمرو بن علي: مات بناحية الأردن سنة ثمان عشرة، و هو ابن ثلاث و ثلاثين سنة،[شهد بدرا و هو ابن عشرين سنة، و قال عمرو مرة أخرى: مات في طاعون عمواس، و هو ابن ثنتين و ثلاثين سنة] (5)،و قالوا: ثلاث و ثلاثين.
و قال ابن نمير: مات بناحية الأردن سنة ثمان عشرة.
ص: 391
و قال الواقدي: مات بالشام بناحية الأردن في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة، و شهد بدرا، و هو ابن عشرين أو (1) إحدى و عشرين سنة.
أخبرنا أبو علي الحدّاد - في كتابه - قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ : معاذ بن جبل الأنصاري الخزرجي، شهد العقبة و بدرا و المشاهد، إمام الفقهاء، و كبير العلماء، بعثه النبي صلى اللّه عليه و سلّم عاملا على اليمن و قال:«نعم الرجل معاذ»، بعثه ليجبره من دينه، يكنى أبا عبد الرّحمن، أسلم و هو ابن ثمان عشرة سنة، و توفي و هو ابن ثمان و ثلاثين سنة، و قيل: ثلاث و ثلاثين، و قيل أربع و ثلاثين، كان ابن مسعود يسميه الأمة القانت، كان من أفضل شباب الأنصار حلما، و حياء، و بذلا، و سخاء، وضيء الوجه، أكحل العينين، برّاق الثنايا، جميلا، و سيما، أردفه النبي صلى اللّه عليه و سلّم وراءه فكان رديفه، و شيّعه النبي صلى اللّه عليه و سلّم ماشيا في مخرجه إلى اليمن و هو راكب، و توفي النبي صلى اللّه عليه و سلّم و هو عامله على اليمن، مات شهيدا بالشام في طاعون عمواس، لم يعقب، حدّث عنه من الصحابة عمر، و ابنه عبد اللّه، و أبو قتادة، و عبد اللّه بن عمرو، و المقدام بن معدي كرب، و عبد الرّحمن بن سمرة، و أنس بن مالك، و أبو ثعلبة الخشني، و أبو أمامة الباهلي، و أبو ليلى الأنصاري، و أبو الطفيل، و اللجلاج، رضي اللّه عنهم.
و حدّث عنه من التابعين: جنادة بن أبي أمية، و عبد الرّحمن بن غنم، و أبو إدريس الخولاني، و أبو مسلم الخولاني، و أبو بحرية، و جبير بن نفير، و مالك بن يخامر (2)،و يزيد ابن عميرة، و الحارث بن عميرة، و كثير بن مرّة، و من تابعي العراق: عمرو بن ميمون، و أبو عمرو الشيباني، و عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و أبو وائل، و ميمون بن أبي شبيب، و أبو الأسود الدئلي، و عبد اللّه بن الصامت، و العلاء بن زياد العدوي، و غيرهم.
قرأت على أبي محمّد السلمي عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال (3):
أما أديّ بضم الهمزة و فتح الدال المهملة و تشديد الياء فهو:
معاذ بن جبل بن عمرو بن عوف (4) بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج، قال ذلك شباب، و قال ابن
ص: 392
الكلبي في جمهرة أنساب الأزد: ولد تزيد بن جشم بن الخزرج ساردة، فولد ساردة: أسدا، فولد أسد: عليا، فولد علي: سعدا، فولد سعد: سلمة و أديا، و ربيعة، فمن بني أدي معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أديّ ، استعمله النبي صلى اللّه عليه و سلّم على الجند (1).
و قال موسى بن عقبة: فيمن شهد بدرا: معاذ بن جبل من بني سواد بن غنم بن عمرو ابن عائذ بن عدي بن كعب بن أديّ بن سعد، فاتفق ابن الكلبي و شباب و موسى بن عقبة على أنه من ولد أديّ بن سعد بن تزيد، و إن اختلفوا في نسبه، و روى ابن الصواف عن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه أنه قال: معاذ بن جبل بن أديّ بن سلمة، و هذا بعيد، و لعل الراوي أراد أن يقول: من بني أديّ ، فقال: ابن أديّ .
و أما سلمة فهو أديّ لا أبوه، و ذكر أحمد بن أبي خيثمة عن أحمد بن محمّد بن أيوب، عن إبراهيم و هو ابن سعد عن ابن إسحاق قال: معاذ بن جبل من بني عدي بن نابئ بن عمرو ابن سواد بن كعب بن سلمة، ثم ذكر ابن أبي خيثمة أيضا عن أحمد بن محمّد بن أيوب عن إبراهيم عن ابن إسحاق قال (2):معاذ بن جبل بن عمرو بن عائذ بن عدي بن كعب بن أدي (3)ابن سعد بن علي بن ساردة (4) بن تزيد بن جشم، كذا قال ابن إسحاق.
قال ابن أبي خيثمة: و هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب ابن عمرو بن أدي بن سعد، ثم النسب بعد كما قال ابن إسحاق، فوافق أبو بكر بن أبي خيثمة ابن الكلبي في نسبه إلاّ أنه قال: أدي بفتح الهمزة، و قال: سادرة بتقديم الدال على الراء، و الصحيح بتقديم الراء على الدال، و لست أعلم كيف هذه الرواية عن ابن إسحاق في نسب معاذ مختلفة من طريق واحد، و اللّه الموفق.
قال أبو نصر (5):و معاذ بن جبل الأنصاري من بني سواد بن غنم (6)،شهد بدرا، له صحبة و رواية، كنيته أبو عبد الرّحمن.
ص: 393
قال (1):و أما عائذ بياء معجمة باثنتين من تحتها، و ذال معجمة:
معاذ بن جبل بن عمرو بن عوف بن عائذ بن عدي أبو عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد ابن عبيد بن الفضل - إجازة - أنا محمّد بن الحسين بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنا المدائني قال:
معاذ بن جبل أبو عبد الرّحمن، و كان من أفضل الرجال، لم يولد له قط ، طوال، حسن الثغر، عظيم العينين، أبيض، جعد، قطط (2).
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، نا أحمد بن محمّد بن زياد، نا أبو يحيى بن أبي مسرّة (3)،نا عبد اللّه بن يزيد المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب، عن عطاء قال:
أسلم معاذ بن جبل و هو ابن ثمان عشرة (4).
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، أنا أبو بكر الخطيب.
و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.
قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو عبد الرّحمن، عن سعيد بن أبي أيوب قال: سمعت عطاء بن دينار يقول: أسلم معاذ بن جبل و هو ابن ثمان عشرة سنة.
قال: و نا يعقوب، نا أبو سعيد عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا ضمرة، عن ابن عطاء، عن أبيه قال: أسلم معاذ بن جبل و هو ابن ثمان عشرة سنة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن [ضمرة] (6) ابن ربيعة، عن ابن عطاء، عن أبيه قال: أسلم معاذ بن جبل و هو ابن ثمان عشرة سنة.
ص: 394
قال: و نا ابن (1)،أنا عبد اللّه بن صالح، حدّثني الليث، عن يزيد بن أبي حبيب أن معاذا شهد بدرا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا عمرو بن خالد، و حسّان بن عبد اللّه، و عثمان بن صالح، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود - و هو محمّد بن عبد الرّحمن - عن عروة في تسمية أصحاب العقبة في المرة الثانية:
معاذ بن جبل بن عمرو بن عائذ بن عدي بن كعب بن أدد (2) بن سعد بن علي بن أسد ابن ساردة بن تزيد بن جشم، و قد شهد بدرا.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين ابن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن غياث، أنا القاسم بن عبد اللّه، أنا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن موسى بن عقبة قال في تسمية من شهد العقبة، و في تسمية من شهد بدرا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: معاذ بن جبل.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن عمر بن حفص، نا إسحاق بن إبراهيم شاذان، نا وهب بن جرير، عن أبيه، عن محمّد بن إسحاق (3).
في ذكر الصحابة الذين بايعوا في العقبة الآخرة من بني جشم بن الخزرج: معاذ بن جبل ابن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب، و نسبه إلى جشم بن الخزرج، شهد بدرا، و كان في بني سلمة،[قال ابن عساكر:] (4) و بنو سلمة تدعيه بطونها كلها، و إنّما هو ابن عمهم في النسب.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر الذهبي، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال في تسمية من شهد العقبة الثانية: معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن
ص: 395
كعب بن غنم بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة، و كان في بني سلمة، شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و المشاهد كلها، و مات بعمواس عام الطاعون بالشام، في خلافة عمر بن الخطّاب، و إنّما ادّعته بنو سلمة أنه كان أخو فلان (1) بن محمّد بن الجد بن قيس بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن كعب بن غانم (2) بن كعب بن سلمة لأمّه.
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبد اللّه بن سعد، عن أبيه، عن ابن إسحاق في تسمية من شهد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: معاذ بن جبل بن عمرو بن عائذ بن عدي بن كعب بن سعد بن علي بن أسد ابن سادرة (3) بن تزيد بن جشم.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا عبد الوهّاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا أبو عبد اللّه الواقدي قال (4).
في تسمية من شهد بدرا من الأنصار: معاذ بن جبل بن عائذ بن عدي بن كعب.
حدّثنا أبو الحسين السلمي - لفظا - و أبو القاسم بن عبدان - قراءة - قالا: أنا علي بن محمّد بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم، أنا أحمد بن إبراهيم بن بشر، نا محمّد بن عائذ.
قال في تسمية من شهد بدرا من الأنصار: معاذ بن جبل بن عائذ بن عدي بن كعب.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللّنباني (5)،نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (6)،أنا محمّد بن عمر، نا أيوب بن النعمان عن أبيه [عن قومه] (7).
قال: و نا إسحاق بن خارجة، عن عبد اللّه بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن جده قال:
ص: 396
شهد معاذ بن جبل بدرا و هو ابن عشرين - أو إحدى و عشرين - سنة، و مات سنة ثمان عشرة في طاعون عمواس بالشام، بناحية الأردن.
قالوا: و كان معاذ بن جبل رجلا طوالا، أبيض، حسن الثغر، عظيم العينين، مجموع الحاجبين، جعدا، قططا.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان، أخبرني عمران بن موسى السجستاني (1)،نا محمّد بن خلاّد، نا يحيى بن سعيد، نا شعبة، عن قتادة، عن أنس قال (2):
جمع القرآن على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلّم أربعة، كلهم من الأنصار: أبيّ بن كعب، و معاذ بن جبل، و زيد بن ثابت، و أبو زيد.
قال أنس: أبو زيد أحد عمومتي.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو جعفر محمّد بن الحسين بن إسحاق الأصبهاني، نا محمّد بن عاصم، نا أبو داود الطيالسي، نا شعبة، عن قتادة، عن أنس قال:
جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أربعة، كلهم من الأنصار: أبيّ بن كعب، و زيد ابن ثابت، و معاذ بن جبل، و أبو زيد، فقال قتادة: قلت لأنس: من أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن الأزهري، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي، أنا مكي بن عبدان، نا أحمد بن يوسف، نا عمرو بن مرزوق، أنا شعبة، عن قتادة، عن أنس قال:
جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: أبيّ ، و معاذ، و زيد، و أبو زيد، أحد عمومتي.
قال: و أنا مكي، نا أحمد بن حفص، حدّثني أبي، حدّثني إبراهيم، عن الحجّاج، عن قتادة عن أنس بمثله.
ص: 397
أخبرناه [عاليا] (1) أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسين، أنا محمّد بن أحمد بن الآبنوسي.
و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور.
قالا: أنا عيسى بن علي.
و أناه أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات سعيد بن الحسين بن الحسن بن حسّان.
قالا: أنا الحسين بن النقور (2)،قالا: نا عبد اللّه بن محمّد بن هدبة بن عائد، نا همام بن يحيى، نا قتادة، قال: قلت لأنس: من جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبيّ بن كعب، و معاذ بن جبل، و زيد بن ثابت، و رجل من الأنصار يقال له: أبو زيد.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني - قراءة عليه و أنا حاضر - نا أبو بكر بن مالك - إملاء - نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه البصري، نا حجّاج، نا هشيم بن بشير، نا المغيرة، عن إبراهيم قال: قال عبد اللّه بن مروان:
أربعة رهط لا أزال أحبّهم بعد ما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«استقرءوا القرآن من أربعة:
من عبد اللّه بن مسعود، و سالم مولى أبي حذيفة، و أبيّ بن كعب، و معاذ بن جبل»[12149].
[قال ابن عساكر:] (3) كذا فيه، و قد سقط منه مسروق.
أخبرناه أبو عبد اللّه الخلاّل، و أم المجتبى العلوية، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا بندار، نا محمّد، نا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم، عن مسروق قال (4):ذكروا عبد اللّه بن مسعود عن عبد اللّه بن عمرو قال: ذاك رجل لا أزال أحبّه بعد ما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«استقرءوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، و سالم مولى أبي حذيفة، و أبيّ بن كعب، و معاذ بن جبل»[12150].
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، نا أبو علي بن المذهب - لفظا - أنا أبو بكر بن مالك، نا
ص: 398
عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،نا أبو معاوية، نا الأعمش، عن شقيق، عن مسروق، عن عبد اللّه بن عمرو قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«خذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، و أبيّ بن كعب، و معاذ بن جبل، و مسالم مولى أبي حذيفة»، قال: فقال عبد اللّه: فذاك رجل لا أزال أحبّه منذ رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بدأ به[12151].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال (2)[ثنا] (3) أحمد بن إسحاق بن بهلول، نا أبي، نا سمرة بن حجر، نا حمزة بن أبي حمزة النصيبي، عن نافع، عن ابن عمر.
أنه قال له بعض أصحابه: لقد أحسنت الثناء على ابن مسعود، فقال: كيف لا أحسن عليه الثناء و قد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:
«خذوا القرآن من أربعة: أبيّ ، و معاذ بن جبل، و سالم مولى أبي حذيفة، و ابن مسعود، و لقد هممت أن أبعثهم إلى الأمم كما بعث عيسى بن مريم الحواريين»، فقال له علي: يا رسول اللّه، لو بعثت أبا بكر و عمر، قال:«إنّه لا غنى بي عنهما، إنهما من الدين بمنزلة السمع و البصر»[12152].
أخبرنا القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، عن النضر بن معبد، و سفيان، عن خالد الحذّاء، عن أبي قلابة (4)،عن أنس يعني: ابن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:
«أرحم أمّتي أبو بكر، و أشدّها في دين اللّه عمر، و أصدقها حياء عثمان (5)،و أعلمها بالحلال و الحرام معاذ بن جبل، و أقرأهم لكتاب اللّه أبيّ بن كعب، و أعلمها بالفرائض زيد بن ثابت، و لكلّ أمة أمين، و أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح»[12153].
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو الحسن بن مكي بن أبي طالب، قالا:
ص: 399
أنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا العباس بن محمّد الدوري، نا..... (1) عقبة، عن سفيان.
ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو عبيدة السّري ابن يحيى، نا قبيصة، نا سفيان، عن خالد الحذّاء أو عاصم، عن أبي قلابة، عن أنس - زاد السري: بن مالك - قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:
«أرحم أمّتي أبو بكر، و أشدّها - و قال الدوري: و أشدّهم - في دين اللّه عمر، و أصدقها حياء عثمان - زاد السري: و أفرضهم زيد - و أقرأهم أبيّ - زاد الدوري: بن كعب - و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ - زاد الدوري: إلى آخره، فقال: ابن جبل - و إنّ لكل أمة أمينا، و إن أمين هذه الأمة أبو عبيدة»[12154].
قال الحاكم: إنّما روى خالد الحذاء عن أبي قلابة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«أرحم أمتي» مرسلا، و أسند و وصل إنّ لكلّ أمة أمينا و أبو عبيدة أمين هذه الأمة.
رواه الحفاظ عن خالد الحذاء، و عاصم جميعا.
أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه، و أبو محمّد بختيار (2) بن عبد اللّه الهندي، قالا: أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن عبد العزيز بن إسماعيل، أنا أبو علي الحسن ابن أحمد بن إبراهيم البزار، أنا عثمان بن أحمد، نا الحسن بن سلام السواق، نا قبيصة بن عقبة، نا سفيان الثوري، عن خالد الحذاء، و عاصم، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:
«إنّ خير أمّتي أبو بكر، و أشدّها في دين اللّه عمر، و أصدقها حياء عثمان، و أفرضهم زيد، و أقرأهم أبيّ ، و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ، و إنّ لكل أمة أمينا، و إنّ أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح»[12155].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا قبيصة، نا سفيان عن خالد الحذاء، و عاصم عن أبي قلابة، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:
ص: 400
«أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، و أشدهم عمر، و أصدقها حياء عثمان، و أقرأهم أبيّ ، و أفرضهم زيد بن ثابت، و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ بن جبل، و لكلّ أمة أمين، و أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح».
أنبأناه أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه.
ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد المروزي، أنا أبو علي الحداد، قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن جعفر بن الهيثم، نا جعفر بن محمّد بن شاكر، نا قبيصة، نا سفيان، عن خالد و عاصم عن أبي قلابة عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:
«أرحم أمّتي أبو بكر، و أشدّها في دين اللّه عمر، و أصدقها حياء عثمان، و أفرضهم زيد ابن ثابت، و أقرأهم أبيّ ، و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ بن جبل، و إنّ لكلّ أمة أمينا، و أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح»[12156].
أنبأنا أبو علي الحداد، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف بن الحسن، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا أبو بشر يونس بن حبيب، نا سليمان بن داود الطيالسي، نا وهيب، عن خالد، عن أبي قلابة، عن أنس قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:
«أرحم أمّتي بأمّتي أبو بكر، و أشدّهم في دين اللّه عمر، و أشدهم (1) حياء عثمان - شك يونس (2)-و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ بن جبل، و أعلمهم بما أنزل اللّه على أبيّ بن كعب، و أفرضهم زيد بن ثابت، و أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح».
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن علي بن الحسن، و أحمد بن إبراهيم.
و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن القصاري، أنا أبي أبو طاهر.
قالا: أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه الصرصري، نا المحاملي، نا حسين بن أبي زيد الدباغ، نا علي بن يزيد الصّدائي، نا أبو سعد البقّال، عن أبي محجن قال:
أشهد على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«أخاف على أمّتي من بعدي ثلاثا: حيف الأئمة، و إيمانا بالنجوم، و تكذيبا بالقدر»[12157].
ص: 401
قال: و سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:
«إنّ أرأف [الناس] (1) بهذه الأمة أبو بكر الصّدّيق، و أقواها بأمر اللّه عمر، و أشدّها حياء عثمان، و أعلمها بفضل قضاء علي، و أعلمها بحساب فرائض زيد بن ثابت، و أعلمها بناسخ و منسوخ معاذ، و أقرأها أبيّ ، و لكلّ أمة أمين، و أمين هذه الأمة أبو عبيدة»[12158].
أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن منصور الفقيه الصفّار و غيره، قالوا (2):أنا موسى ابن عمران بن محمّد قال الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ : غريب من حديث أبي سعد عن أبي محجن الدئلي، و لا ينكر سماعه منه، فقد أدرك أنس بن مالك.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (3)،نا عبد اللّه بن جعفر، نا إسماعيل بن عبيد اللّه (4)،نا أحمد بن يونس، نا سلاّم بن سليمان، نا زيد العمّي، عن أبي صدّيق الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«معاذ بن جبل أعلم الناس بحلال اللّه و حرامه»[12159].
أخبرنا أبو محمّد المقرئ، و أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن الأمناى ؟؟؟ (5)،قالا: أنا أبو القاسم الفقيه، أنا أبو محمّد العدل، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو قلابة الرقاشي، نا عمر بن أيوب المدني، نا محمّد بن معن، أنا مجمع بن يعقوب، عن أبيه، عن عبد الرّحمن بن يزيد ابن حارثة، عن مجمع بن حارثة قال:
كان أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقولون: أرأف الناس بالناس أبو بكر، و أشدّهم في دين اللّه عمر، و أصدقهم حياء عثمان، و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ بن جبل - و عند ابن أم مكتوم:
علم، إلى (6).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل أحمد بن الحسين، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا الحسن بن سهل، نا أبو أسامة، عن عبد الرّحمن بن زيد بن جابر، عن الزهري قال:
ص: 402
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أعلمها بحلالها و حرامها معاذ بن جبل»[12160].
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبيد اللّه بن مندة، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحجّاج، و أحمد بن محمّد بن عاصم، قالا: نا أحمد بن محمّد بن الضحّاك، نا يعقوب بن كعب، نا ضمرة بن ربيعة، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني (1)،عن أبي العجفاء قال (2):
قال عمر بن الخطّاب: لو أدركت معاذ بن جبل، ثم ولّيته، ثم لقيت ربي فقال: من استخلفه على أمة محمّد؟ قلت: سمعت عبدك و نبيّك عليه السلام يقول:«يأتي معاذ بن جبل بين يدي العلماء برتوة» (3)[12161].
هذا مختصر.
و أخبرناه بتمامه أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز الكتاني - إملاء-.
و أخبرنا جدي أبو الفضل يحيى بن علي القاضي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قالا:
أنا محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلد، نا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، حدّثني وقار بن الحسين الكلابي، نا أيوب بن محمّد، نا ضمرة، عن أبي زرعة، عن أبي العجفاء قال:
قيل لعمر: لو عهدت قال: لو أدركت أبا عبيدة بن الجرّاح ثم ولّيته ثم لقيت اللّه عزّ و جل فقال: من استخلفت على أمة محمّد؟ قلت: سمعت عبدك و نبيّك صلى اللّه عليه و سلّم يقول:[«إنه أمين هذه الأمة» و لو أدركت معاذ بن جبل ثم وليته، ثم لقيت اللّه عز و جل فقال: من استخلفت على أمة محمد؟ قلت: سمعت عبدك و نبيك محمد صلى اللّه عليه و سلّم يقول:] (4)«يأتي معاذ يوم القيامة بين يدي العلماء برتوة»، و لو أدركت خالد بن الوليد ثم ولّيته ثم قدمت على ربّي فسألني: من ولّيت على أمّة محمّد؟ قلت: سمعت عبدك و نبيك صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«خالد بن الوليد سيف من سيوف اللّه، سلّه اللّه على المشركين»[12162].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم.
ص: 403
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أبي أبو طاهر.
قالوا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه.
و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، قالا: نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا محمود بن خداش، نا مروان بن معاوية، أنا سعيد بن أبي عروبة قال: سمعت شهر بن حوشب يقول:
قال عمر بن الخطّاب: لو استخلفت أبا عبيدة بن الجرّاح فسألني عنه ربي: ما حملك على ذلك ؟ لقلت: ربي، سمعت نبيك صلى اللّه عليه و سلّم و هو يقول:«إنه أمين هذه الأمة»، و لو استخلفت سالما مولى أبي حذيفة فسألني عنه ربي: ما حملك على ذلك ؟ قلت: ربي، سمعت نبيك و هو يقول:«إنه يحب اللّه حقا من قلبه»، و لو استخلفت معاذ بن جبل فسألني عنه ربي: ما حملك على ذلك ؟ لقلت: ربّ ، سمعت نبيك صلى اللّه عليه و سلّم و هو يقول:«إنّ العلماء إذا حضروا ربهم عز و جلّ كان بين أيديهم رتوة بحجر»[12163].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، نا جعفر بن عون، نا سعيد بن أبي عروبة، عن شهر بن حوشب قال:
قال عمر: لو أدركت معاذ بن جبل فاستخلفته، فلقيت ربي، فسألني عن ذلك، لقلت:
سمعت نبيّك صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إذا حضرت العلماء ربّهم يوم القيامة كان معاذ بن جبل بين أيديهم بقذفة حجر»، و لو استخلفت أبا عبيدة بن الجرّاح فسألني ربي قلت: رب، سمعت نبيك صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنه يحب اللّه و رسوله» (1)[12164].
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس، نا محمّد بن أبي عدي، و محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، قالا: نا سعيد بن أبي عروبة قال: سمعت شهر بن حوشب يقول:
قال عمر: لو كان أبو عبيدة حيا لاستخلفته، فإن سألني ربي قلت: سمعت نبيّك صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«هو أمين هذه الأمة»، و لو كان سالم مولى أبي حذيفة حيا لاستخلفته، فإن سألني ربي
ص: 404
قلت: إنّي سمعت نبيّك يقول:«إن اللّه يبعثه يوم القيامة رتوة بين يدي العلماء»[12165].
[قال ابن عساكر:] (1) شهر بن حوشب لم يدرك عمر.
و رواه علي بن مسهر، عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، عن شهر مختصرا في ذكر معاذ.
أخبرناه أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا ابن الفراوي، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا المنجاب، أنا أبو مسهر، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن شهر بن حوشب قال: قال عمر بن الخطّاب، فذكره.
و روي من وجه آخر، و لم يذكر فيه شهر.
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، نا أبو محمّد القاسم بن الحسين الصائغ، نا عبد اللّه بن بكر، أبو وهب، قال: سمعت سعيدا يذكر عن قتادة أن عمر بن الخطّاب قال:
لو أدركت معاذ بن جبل لاستخلفته، فسألني ربي: لم استخلفت معاذا؟ فقلت: يا رب، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إذا حضرت العلماء ربّهم كان معاذ إمامهم، قذفة حجر»، و لو أدركت عبيدة بن الجرّاح لاستخلفته، فسألني ربي: لم استخلفت أبا عبيدة، لقلت: يا ربّ ، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«هو أمين اللّه، و أمين رسوله، أو أمين اللّه، أو أمين هذه الأمة»، و لو أدركت سالما مولى أبي حذيفة [حيّا لاستخلفته، فإن سألني ربي: لم استخلفت أبا سالم ؟] (2) قلت: يا رب سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنه يحب اللّه و رسوله حقا من قلبه»[12166].
و قد روي من وجوه مرسلة مختصرا.
أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا محمّد بن سعيد الأصبهاني، نا أبو معاوية، عن الشيباني، عن محمّد بن عبيد اللّه الثقفي قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«معاذ بين يدي العلماء يوم القيامة رتوة»[12167].
ص: 405
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا ابن خيرون، أنا ابن بشران، أنا ابن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا أبو معاوية، نا الشيباني، عن أبي عون الثقفي قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يجيء معاذ يوم القيامة بين يدي العلماء رتوة»[12168].
قال: و نا ابن أبي شيبة، نا سعيد بن عمرو، أنا حمّاد بن زيد، عن هشام، عن الحسن قال: يجيء معاذ بن جبل يوم القيامة بين يدي العلماء.
أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن حمّاد ابن زغبة، نا سعيد بن أبي مريم، نا يحيى بن أيوب، عن عمارة بن غزية، عن محمّد بن عبد اللّه بن زاهر، عن محمّد بن كعب القرظي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يأتي معاذ بن جبل يوم القيامة أمام العلماء برتوة»[12169].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (2)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا ابن سعد (3)،أنا محمّد (4) بن عمر، عن سليمان بن بلال، و النعمان بن عمارة بن غزية، عن أبيه، عن محمّد بن كعب القرظي، قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يأتي معاذ بن جبل يوم القيامة أمام العلماء برتوة»[12170].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا ابن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، و سليمان بن بلال، و النعمان بن عمارة بن غزية، عن محمّد بن كعب القرظي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إن معاذ ابن جبل أمام العلماء رتوة»[12171].
قال: و نا إسحاق بن يوسف الأزرق، عن هشام - يعني - ابن حسّان، عن الحسن.
قال: و أنا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«معاذ بن جبل له نبذة بين يدي العلماء يوم القيامة»[12172].
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو
ص: 406
عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس الأصم، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أنا ابن وهب، أخبرني مالك قال:
سمعت أن معاذ بن جبل أمام العلماء رتوة، و من أجلّها منزلة في الرأي.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ريذة (1)،أنا سليمان بن أحمد، نا عبد اللّه بن ناجية، نا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، نا أبي، نا ابن إسحاق عن رجل عن صالح بن جبير العداني، عن أبي العجفاء السلمي، عن عمرو بن العاص قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«هممت أن أبعث معاذ بن جبل و سالما مولى أبي حذيفة، و أبيّ بن كعب، و ابن مسعود إلى الأمم كما بعث عيسى بن مريم الحواريين»، فقال رجل: أ لا تبعث أبا بكر و عمر؟ فإنهما أبلغ، قال:«لا غنى بي عنهما، إنما منه لهما (2) من الدين بمنزلة السمع و البصر»[12173].
أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا عبد الوهّاب بن محمّد بن إسحاق، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، نا إسحاق ابن طلحة بن يحيى بن طلحة، عن مجاهد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خلّف معاذ بن جبل بمكة حين وجههم إلى حنين، يفقّه أهل مكة و يقرئهم القرآن[12174].
قال: و نا محمّد بن سعد (4)،أنا الواقدي، أنا إسحاق بن يحيى، عن مجاهد قال:
لما فتح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مكة و سار إلى حنين استخلف عليها عتّاب بن أسيد يصلي بالناس، و خلّف معاذ بن جبل يقرئهم القرآن و يفقّههم (5).
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر، أنا محمّد بن العباس، أنا أبو الحسن أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (6)،أنا الفضل بن دكين، نا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح قال:
ص: 407
كتب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى اليمن و بعث إليهم معاذ:«إنّي قد بعثت عليكم من خير أهلي [والي] (1) علمهم، والي (2) دينهم»[12175].
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسين، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أبو كريب، نا أبو أسامة (3)،عن داود بن يزيد الأودي، عن المغيرة بن شبل (4)،عن قيس بن أبي حازم، عن معاذ قال:
بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى اليمن، فلما سرت أرسل في أثري، فرددت، فقال:«أ تدري لم بعثت إليك ؟ لا تصيبن شيئا بغير علم، فإنه غلول، وَ مَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمٰا غَلَّ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ (5) لقد أذعرت، فامض لعملك»[12176].
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عون محمّد بن أحمد بن ماهان الخزاز - بمكة - نا علي بن عبد العزيز، نا سعيد بن عبد الرّحمن، نا (6) أخو سفيان، نا إسماعيل بن رافع المدني، عن ثعلبة بن صالح، عن سليمان بن موسى، عن معاذ بن جبل قال:
أخذ بيدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فمشى ميلا ثم قال:«يا معاذ أوصيك بتقوى اللّه، و صدق الحديث، و وفاء العهد، و أداء الأمانة، و ترك الخيانة، و رحم اليتيم، و حفظ الجوار، و كظم الغيظ ، و لين الكلام، و بذل السلام، و لزوم الإمام، و الفقه في القرآن، و الجزع من الحساب، و قصر الأمل، و حسن العمل، و أنهاك أن تشتم مسلما، أو تصدّق كاذبا، أو تكذّب صادقا، أو تعصي إماما عادلا، و أن تفسد في الأرض، يا معاذ اذكر اللّه عند كلّ شجر و حجر، و احدث لكلّ ذنب توبة، و السر بالسر، و العلانية بالعلانية»[12177].
قال البيهقي: و رواه أسد بن موسى، عن سلام بن سليم، عن إسماعيل بن رافع، عن ثعلبة الحمصي، عن معاذ بن جبل.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو القاسم
ص: 408
حمزة بن يوسف، أخبرني أبي، نا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي، نا أبو بكر إسحاق ابن إبراهيم بن مخلد بن محمّد الأسترآباذي الطّلقي (1)،نا محمّد - يعني - ابن خالد الحنظلي - هو الرازي - نا عبد الكريم الجرجاني، عن يعقوب، عن محمّد بن سعيد، عن عبادة بن نسيّ ، عن عبد الرّحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل قال:
لما بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى اليمن قال لي:«لقد علمت الذي لقيت في أمر اللّه و في سببي، و الذي ذهب من مالك و ركبك من الدين، فقد طيّبت لك الهدية، فما أهدي لك من شيء تكرم به، فهو لك هنيئا، إذا قدمت عليهم فعلّمهم كتاب اللّه، و أدّبهم على الأخلاق الصالحة، و أنزل الناس منازلهم من الخير و الشر، و لا تحاب في أمر اللّه، و لا في مال اللّه، فإنه ليس لك، و لا لأبيك، و أدّ إليهم الحقّ في كلّ قليل أو كثير، و عليك باللين و الرفق في غير ترك الحق حتى يقول الجاهل: قد ترك - يعني الحق - و اعتذر إلى أهل عملك في كلّ أمر خشيت أن يقع في أنفسهم عليك عتب حتى يعذروك، و ليكن من أكبر همّك الصلاة، فإنها رأس سلام بعد الإقرار بالدين، إذا كان الشتاء فعجل الفجر عند طلوع الفجر، و أطل القراءة في غير أن تملّ الناس، أو تكره (2) إليهم أمر اللّه، و عجل الظهر حين تزول الشمس (3)،و صلّ العصر و المغرب على ميقات واحد في الشتاء و الصيف، و صلّ (4) العصر و الشمس بيضاء، و صلّ المغرب حين تغرب الشمس، و صلّ العتمة، و اعتم بها فإنّ الليل طويل، و إذا كان الصيف فأسفر بالفجر، فإنّ الليل قصير، و الناس ينامون، فأمهلهم حتى يدركوها، و أخّر الظهر بعد أن يتنفس الظل و يتحول الريح، فإنّ الناس يقيلون (5)،و أمهلهم حتى يدركوها، و صلّ العتمة، و لا تعتم بها، فإنّ الليل قصير، و أتبع الموعظة الموعظة، فإنها أقوى لهم على العمل بما يحب اللّه، و بث في الناس المعلمين، و احذر اللّه الذي إليه ترجع».
قال معاذ: يا رسول اللّه، ما سئلت عنه أو تخوصم (6) إلي (7) فيه مما لم أجده في كتاب اللّه، و لم أسمعه منك، قال:«اجتهد رأيك»[12178].
ص: 409
و قد روي هذا الحديث من وجه آخر أتم من هذا، بإسناد أشبه من هذا.
أخبرناه (1) أبو القاسم بن السّمرقندي أيضا، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد البزاز، أنا عيسى بن علي بن عيسى الكاتب، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني السري بن يحيى أبو عبيدة التميمي، نا سهل بن يوسف، عن أبيه عن عبيد بن صخر (2) بن لوذان الأنصاري السلمي - و كان فيمن بعثه النبي صلى اللّه عليه و سلّم مع عمال اليمن - فقال:
فرّق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عمال اليمن في سنة عشر بعد ما حج حجة التمام، و قد مات باذام فلذلك فرّق أعمالها بين شهر بن باذام، و عامر بن شهر الهمداني، و عبد اللّه بن قيس أبو موسى، و خالد بن سعيد بن العاص، و الطاهر بن أبي هالة، و يعلى بن أمية، و عمرو بن حزم، و على بلاد حضرموت: زياد بن لبيد البياضي، و عكاشة بن ثور على السكاسك و السّكون، و بعث معاذ بن جبل معلّما لأهل البلدين: اليمن و حضرموت، و قال:«يا معاذ إنك تقدم على أهل كتاب، و إنهم سائلوك عن مفاتيح الجنّة، فأخبرهم أن مفاتيح الجنّة: لا إله إلاّ اللّه، و أنها تخرق كل شيء [حتى] (3) تنتهي إلى اللّه عز و جل لا تحجب دونه من جاء بها يوم القيامة مخلصا، رجحت بكلّ ذنب»، فقال - يعني - معاذ: إذا سئلت و اختصم إليّ فيما ليس في كتاب اللّه، و لم أسمع منك فيه سنة ؟ فقال:«تواضع للّه عزّ و جل يرفعك اللّه، و استدق الدنيا تلقك الحكمة، فإنه من تواضع للّه عزّ و جلّ و استدق الدنيا أظهر اللّه الحكمة من قلبه على لسانه، و لا تقضينّ و لا تقولنّ إلاّ بعلم، فإن أشكل عليك أمر فاسأل و لا تستحي، و استشر، فإنّ المستشير معان، و المستشار مؤتمن، ثم اجتهد، فإنّ اللّه عزّ و جل إن يعلم منك الصدق يوفقك، فإن ألبس (4) عليك فقف و أمسك حتى تتبيّنه، أو تكتب إليّ فيه، و لا تضربنّ فيما لم تجد في كتاب اللّه، و لا في سنّتي على قضاء إلاّ عن ملأ، و احذر الهوى فإنه قائد الأشقياء إلى النار، و إذا قدمت عليهم فأقم فيهم كتاب اللّه، و أحسن أدبهم، و أقرئهم القرآن يحملهم القرآن على الحق، و على الأخلاق الجميلة، و أنزل الناس منازلهم، فإنهم لا يستوون إلاّ في الحدود، لا في الخير و لا في الشر، على قدر ما هم عليه من ذلك، و لا تحابين في أمر اللّه، و أدّ إليهم الأمانة في الصغير و الكبير، و خذ ممن لا سبيل عليه العفو، و عليك بالرفق، و إذا أسأت فاعتذر إلى
ص: 410
الناس، و عاجل التوبة، و إذا سروا عليك أمرا بجهالة فبيّن لهم حتى يعرفوا، و لا تحافدهم، و أمت أمر الجاهلية إلاّ ما حسّنه الإسلام، و اعرض الأخلاق على أخلاق الإسلام، و لا تعرضها على شيء من الأمور، و تعاهد الناس في المواعظ ، و القصد القصد، و الصلاة الصلاة، فإنها قوام هذا الأمر، اجعلوها همكم، و آثروا شغلها على الأشغال، و ترفّقوا بالناس في كلّ ما عليهم، و لا تفتنوهم، و انظروا في وقت كلّ صلاة، فإنه كان أرفق بهم، فصلّوا بهم فيه أوله و أوسطه و آخره، صلوا الفجر في الشتاء و غلّسوا بها، و أطل في القراءة على قدر ما يطيقون، لا يملون أمر اللّه، و لا يكرهونه، و صلّوا الظهر في الشتاء مع أول الزوال، و العصر في أوّل وقتها و الشمس حيّة، و المغرب حين تجب القرص، صلّها في الشتاء و الصيف على ميقات واحد إلاّ من عذر، و أخّر العشاء شاتيا فإن الليل طويل، إلاّ أن يكون غير ذلك، أرفق بهم، و إذا كان الصيف فأسفر، فإنّ الليل قصير، فيدركها النّوّام، و صلّ الظهر بعد ما يتنفس الظلّ ، و تبرد الرياح، و صلّ العصر في وسط وقتها، و صلّ المغرب إذا سقط القرص، و العشاء إذا غاب الشفق إلاّ أن يكون غير ذلك، أرفق بهم»[12179].
و قال عبيد بن صخر: أمر النبي صلى اللّه عليه و سلّم عماله باليمن جميعا، فقال:«تعاهدوا الناس بالتذكر (1)،و أتبعوا الموعظة بالموعظة، فإنّه أقوى (2) للعالمين على العمل بما يحب اللّه، و لا تخافوا في اللّه لومة لائم، و اتقوا اللّه الذي إليه ترجعون»، قال: فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم لمعاذ حين بعثه معلّما إلى اليمن:«إنّي قد عرفت بلاءك في الدين، و الذي ذهب من مالك و ركبك من الدين، و قد طيبت لك الهدية، فإن أهدي لك شيء فاقبل»، فرجع حين رجع بثلاثين رأسا[12180].
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر ابن المقرئ، نا القاسم بن مندة بن كوشيذ، نا سليمان الشاذكوني، نا الهيثم بن عبد الغفّار، عن سبرة بن معبد، عن عبادة بن نسي، عن عبد الرّحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل قال:
لما بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى اليمن قلت: يا رسول اللّه، إن جاءني ما ليس في كتاب اللّه، و لم أسمع منك فيه شيئا، قال:«اجتهد رأيك، فإنّ اللّه إذا علم منك الحق وفقك للحق»[12181].
أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن أحمد الفقيه، و أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، قالا:
ص: 411
أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفّار، نا الحارث بن أبي أسامة، نا يزيد بن هارون، أنا شعبة بن الحجّاج (1)،عن أبي عون محمّد بن عبيد اللّه، عن الحارث - يعني - ابن عمرو الثقفي ابن أخي المغيرة بن شعبة، نا أصحابنا عن معاذ بن جبل قال:
لما بعثني النبي صلى اللّه عليه و سلّم إلى اليمن قال لي:«كيف تقضي إن عرض قضاء؟» قال: قلت:
أقضي بما في كتاب اللّه،[قال:] (2)«فإن لم يكن في كتاب اللّه ؟» قال: قلت: أقضي بما قضى به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قال:«فإن لم يكن قضى به الرسول ؟» قال: قلت: أجتهد رأيي، و لا آلو، قال: فضرب صدري و قال:«الحمد للّه الذي وفّق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لما يرضي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم»[12182].
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي (3)،أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد، نا عبد الكريم بن الهيثم، نا أبو اليمان، نا صفوان بن عمرو، عن راشد بن سعد، عن عاصم بن حميد السّكوني.
أن معاذ بن جبل لما بعثه النبي صلى اللّه عليه و سلّم إلى اليمن فخرج النبي صلى اللّه عليه و سلّم يوصيه، و معاذ راكب، و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يمشي تحت راحلته، فلما فرغ قال:«يا معاذ، إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، و لعلّك أن تمرّ بمسجدي و قبري» قال: فبكى معاذ خشعا لفراق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«لا تبك يا معاذ البكاء، أو أن البكاء من الشيطان»[12183].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني السّري.
ح قال: و أنا ابن النقور، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السري بن يحيى.
أنا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر التميمي، نا سهل بن يوسف، عن أبيه، عن عبيد بن صخر.
ص: 412
أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم حين ودّعه معاذ - زاد ابن سيف: منطلقا و قالا:- قال:«حفظك اللّه من بين يديك، و من خلفك، و عن يمينك، و عن شمالك، و من فوقك، و من تحتك، و درأ عنك شرور الإنس و الجن، و شرّ كلّ دابّة هو آخذ بناصيتها»[12184]، فسار و ساروا حتى انتهوا إلى أعمالهم، فبدأ معاذ بصنعاء، ثم ثنّى بالجند (1).
و قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«يبعث يوم القيامة له رتوة فوق العلماء» (2)[12185].
- زاد ابن سيف: أنا السري، أنا شعيب قال: و نا سيف، نا جابر بن يزيد النخعي (3)، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبي موسى قال (4):
بعثني النبي صلى اللّه عليه و سلّم خامس خمسة على أصناف اليمن: أنا، و معاذ بن جبل، و خالد بن سعيد، و الطاهر بن أبي هالة، و عكاشة بن ثور، فبعثنا متساندين، و أمرنا أن نتياسر، و أن نيسّر و لا نعسّر، و نبشّر و لا ننفر، و إن (5) إذا قدم معاذ على أحد منكم فتطاوعا و لا تختلفا، فلمّا خرجنا من عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قلت لمعاذ: إن قومنا يتخذون أشربة من العنب، و التمر، و البر، و العسل، و الذرة، و الشعر يسكر أهله، و يذهب بعقولهم، فارجع بنا نسأل النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فرجعنا إليه، فأخبرناه، فقال:«انههم عن كلّ مسكر»[12186].
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي (6)،أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الجوزقي، أنا أبو العباس الدغولي، نا محمّد بن مشكان، نا أبو النضر هاشم بن القاسم، نا شعبة (7)،عن سعيد بن أبي بردة قال: سمعت أبي يحدّث عن أبي موسى.
أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم بعث معاذا، و أبا موسى إلى اليمن، فقال لهما:«يسّرا و لا تعسّرا، و بشّرا و لا تنفّرا، و تطاوعا»، فقال أبو موسى: إنّ شرابا يصنع بأرضنا من العسل يقال له: البتع (8)، و من الشعير يقال له: المزر (9)،فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«كلّ مسكر حرام»، فقال معاذ لأبي موسى:
كيف تقرأ القرآن، فقال: أقرأ في صلاتي مضطجعا، و على راحلتي، و قائما و قاعدا أتفوقه
ص: 413
تفوقا، فقال معاذ: لكني أنام ثم أقوم فأقرأه فاحتسب نومتي كما احتسب قومتي، فكأن معاذا فضّل عليه.
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السّلام، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه عن أبي موسى.
أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم لما بعث معاذا و أبا موسى إلى اليمن قال لهما:«يسّرا و لا تعسّرا، و تطاوعا و لا تنفّرا»، فقال له أبو موسى: إنّا لنا شرابا يصنع بأرضنا من العسل يقال له البتع، و من الشعير يقال له: المزر، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«كلّ مسكر حرام».
قال: فقال معاذ لأبي موسى: كيف تقرأ القرآن ؟ قال: أقرأه في صلاتي و على راحلتي قائما و قاعدا و مضطجعا أتفوقه تفوقا، فقال معاذ: لكني أنام ثم أقوم فاحتسب نومتي كما أحتسب قومتي، قال: فكأنّ معاذا فضّل عليه (1).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن سيف، نا أبو عبيدة التميمي، نا شعيب ابن إبراهيم التيمي، نا سيف التميمي، نا جابر بن يزيد الجعفي (2) عن أم جهيش خالته - إحدى بني جذيمة - قالت (3):
بينا نحن بدثينة (4) بين الجند و عدن، إذ قيل هذا رسول (5) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فوافينا صحن القرية، فإذا رجل متوكئ على رمحه، متقلّد السيف متعلق حجفة متنكب قوسا و جعبة، فتكلم، و قال: إنّي رسول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إليكم، اتّقوا اللّه، و اعملوا بجد غير تعذير، فإنّما هي الجنّة و النار خلود، فلا موت، و إقامة فلا ظعن، كل امرئ عمل به عامل فعليه و لا له، إلاّ ما ابتغى به وجه اللّه، و كلّ صاحب استصحبه أحد خاذله و خائنه إلاّ العمل الصالح، انظروا
ص: 414
لأنفسكم، فاصبروا (1) لها بكلّ شيء و لا تصبروا (2) بها لشيء، فإذا رجل موفر الرأس، أدعج، أبيض، برّاق، وضّاح.
قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن، عن إبراهيم بن عمر الفقيه، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد، نا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، نا محمّد بن صالح، عن موسى بن عمران بن متاح قال: توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و عامله على الجند: معاذ بن جبل.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (4):
في تسمية عمّال النبي صلى اللّه عليه و سلّم: و معاذ بن جبل على الجند و القضاء، و تعليم الناس الإسلام و شرائعه، و قراءة القرآن، و جعل قبض الصدقات من العمّال الذين بها - يعني - باليمن إلى:
معاذ بن جبل.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن محمّد الفامي.
ح أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا سعيد بن أحمد، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، قالا: أنا أبو العبّاس السرّاج، نا قتيبة، نا عبد العزيز بن محمّد، عن سهيل - يعني - ابن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة.
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«نعم الرّجل أبو بكر، نعم الرّجل عمر، نعم الرّجل أبو عبيدة بن الجرّاح، نعم الرّجل أسيد بن حضير، نعم الرّجل جعفر، نعم الرّجل ثابت بن قيس، نعم الرّجل معاذ بن جبل، نعم الرّجل معاذ بن عمرو بن الجموح» (5)[12187].
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين البزاز، أنا عيسى بن علي، أنا
ص: 415
أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا علي بن هاشم بن البريد، عن إسماعيل ابن مسلم، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«نعم عبد اللّه أبو بكر، نعم عبد اللّه عمر، نعم عبد اللّه أبو عبيدة ابن الجرّاح، نعم عبد اللّه معاذ بن جبل، نعم عبد اللّه أبيّ بن كعب، نعم عبد اللّه ثابت بن قيس»[12188].
و رواه ابن عيينة عن ابن المنكدر فأرسله (1).
أخبرناه أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني سفيان بن عيينة، عن محمّد ابن المنكدر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:
«نعم عبد اللّه من المهاجرين أبو بكر، و نعم عبد اللّه عمر، و نعم عبد اللّه أبو عبيدة، و نعم عبد اللّه أسيد بن حضير، و نعم عبد اللّه معاذ بن جبل، و نعم عبد اللّه ثابت بن قيس بن الشمّاس»[12189].
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو حامد أحمد بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى - إملاء - نا القاضي أبو الحسين علي بن الحسن الجراحي - ببغداد - نا محمّد بن عبد اللّه بن يوسف البصري، نا أبو الدّرداء عبد العزيز بن منيب، نا إسحاق بن عبد اللّه بن كيسان، عن أبيه، عن ثابت، عن أنس:
أن معاذ بن جبل دخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو متكئ، فقال:«كيف أصبحت يا معاذ؟» قلت: أصبحت باللّه مؤمنا، قال:«إنّ لكلّ قول مصداقا، و لكلّ حقّ حقيقة، فما مصداق ما تقول ؟» قلت: يا نبي اللّه، ما أصبحت صباحا قط إلاّ ظننت أن لا أمسي، و لا أمسيت قطّ إلاّ ظننت أنّي لا أصبح، و ما خطوت خطوة قطّ إلاّ ظننت أن لا أتبعها أخرى، و كأنّي انظر إلى كلّ أمّة جاثية، كلّ أمّة تدعى إلى كتابها و معها نبيّها و أوثانها التي كانت تعبد من دون اللّه، و كأنّي انظر إلى عقوبة أهل النار و ثواب أهل الجنّة، قال:«عرفت فالزم»[12190].
أخبرنا (2) أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد
ص: 416
الخليلي (1)،أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي، نا الهيثم بن كليب الشاشي، نا أبو قلابة عبد الملك بن محمّد، نا أبو عاصم، نا حيوة بن شريح (2)،عن عقبة بن مسلم، عن أبي عبد الرّحمن الحبلي (3)،عن الصّنابحي، عن معاذ بن جبل قال:
لقيني النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال:«يا معاذ إنّي لأحبك في اللّه»، قال: قلت: و أنا و اللّه يا رسول اللّه أحبك في اللّه، قال:«أ فلا أعلّمك كلمات تقولهن دبر كلّ صلاة: ربّ أعنّي على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك» (4)[12191].
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن علي بن عبد الواحد بن الأشقر الشروطي، و أبو غالب بن البنّا، قالا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو عبد اللّه حرمي بن أبي العلاء، نا سعيد بن عبد الرّحمن، نا مروان - يعني - ابن معاوية (5)،عن عطاء، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد.
أن معاذ بن جبل دخل المسجد و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ساجد، فسجد معاذ مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فلمّا سلّم النبي صلى اللّه عليه و سلّم قضى ما سبقه، فقال له رجل: كيف صنعت ؟ سجدت و لم تعتدّ بالركعة، قال: لم أكن لأرى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على حال إلاّ أحببت أن أكون مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فيها، فذكر ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فسرّه، و قال:«هذه سنّة لكم»[12192].
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد، أنا أحمد بن الحسين، أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو حامد بن بلال، نا يحيى بن الربيع، نا سفيان (6)،عن زكريا، عن الشعبي:
قرأ عبد اللّه: إن معاذا كان أمة قانتا للّه حنيفا، فقال له فروة بن نوفل: إنّ إبراهيم، فأعادها، ثم قال: الأمة معلم الخير، و القانت المطيع، و إنّ معاذا كان كذلك.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إسماعيل بن إسحاق، نا سعيد بن سليمان، نا خالد - يعني - ابن عبد اللّه، عن بيان، عن عامر قال: قال ابن مسعود:
ص: 417
إن معاذا كان أمة قانتا، فقال رجل: يا أبا عبد الرّحمن، ما الأمة ؟ قال: الذي يعلّم الناس الخير، قال: فما القانت ؟ قال: الذي يطيع اللّه، ثم قال ابن مسعود للرجل: إنا كنا نشبّهه بإبراهيم عليه السلام.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن الفضيل بن غزوان الضبّي، عن بيان (1)،عن عامر قال: قال ابن مسعود:
إن معاذ كان أمة قانتا للّه حنيفا و لم يكن من المشركين، قال: فقال له رجل: يا أبا عبد الرّحمن: نسيتها؟ قال: لا، و لكنا كذا نشبّهه بإبراهيم، و الأمة: الذي يعلّم الناس الخير، و القانت: المطيع (2).
[قال ابن عساكر:] (3) كذا قالا عن بيان عن الشعبي عن ابن مسعود.
و قد رواه منصور بن عبد الرّحمن الأشل عن الشعبي عن فروة بن نوفل.
أخبرناه أبو بكر أيضا، أنا الجوهري، أنا ابن حيوية، أنا ابن معروف، نا ابن فهم، نا ابن سعد (4)،أنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي، عن منصور بن عبد الرّحمن، عن الشعبي، حدّثني فروة بن نوفل الأشجعي قال: قال ابن مسعود:
إن معاذ بن جبل كان أمة قانتا للّه حنيفا و لم يك من المشركين، فقلت: غلط أبو عبد الرّحمن، إنما قال اللّه: إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ كٰانَ أُمَّةً قٰانِتاً لِلّٰهِ حَنِيفاً وَ لَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (5)،قال:
فأعادها علي، فقال: إن معاذا كان أمة قانتا للّه حنيفا و لم يك من المشركين، فعرفت أنه تعمّد الأمر تعمّدا، فسكتّ فقال: أ تدري ما الأمة، و ما القانت ؟ قلت: اللّه أعلم، فقال: الأمة الذي يعلّم الناس الخير، و القانت المطيع للّه و لرسوله، و كذلك كان معاذ، كان يعلّم الخير، و كان مطيعا للّه و لرسوله.
[قال ابن عساكر:] (6) و كلا الحديثين غير محفوظ ، و المحفوظ رواية الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود و راجعه فيه فروة بن نوفل.
ص: 418
أخبرناه أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن، نا ابن أبي الدنيا، نا ابن سعد (1)،أنا إسحاق بن يوسف الأزرق، أنا زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن مسروق قال:
كنا عند ابن مسعود، فقال: إنّ معاذ بن جبل كان أمة قانتا للّه حنيفا، قال: فقال له فروة ابن نوفل: نسي أبو عبد الرّحمن أ إبراهيم خليل اللّه تعني ؟ قال: و هل سمعتني ذكرت إبراهيم، إنّا كنا نشبّه معاذا بإبراهيم، أو إن كان نشبّه به، قال: فقال له رجل: ما الأمة ؟ قال: الذي يعلّم الناس الخير، و القانت الذي يطيع اللّه و رسوله.
و أدخل غيره بين زكريا و الشعبي فراسا.
أخبرناها أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، و أحمد بن الحسن ابن خيرون، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي و عمّي أبو بكر، قالا: نا محمّد بن بشر، نا زكريا، حدّثني فراس، عن عامر أن مسروقا قال:
كنا عند عبد اللّه بن مسعود جلوسا، فقال: كان معاذ بن جبل أمة قانتا، فقال فروة بن نوفل: أ ليس يقال: إبراهيم ؟ فقال له ابن مسعود: أو سمعتني ذكرت إبراهيم، إنا كنا نشبّه معاذا بإبراهيم، أو كان يشبّه به، فقال رجل: و ما الأمة ؟ قال: الذي يعلّم الناس الخير، و القانت: الذي يطيع اللّه عزّ و جلّ (2).
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد التميمي العدل، أنا أبو الميمون البجلي، نا أبو زرعة النصري، نا أبو نعيم، نا سفيان، عن فراس، عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد اللّه أنه قرأ: إنّ معاذا كان أمة قانتا، قيل: يا أبا عبد الرّحمن، إِبْرٰاهِيمَ كٰانَ أُمَّةً قٰانِتاً ،قال: أ تدرون ما الأمة ؟ الذي يعلّم الناس الخير، و القانت الذي يطيع اللّه و رسوله.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا عبد الملك بن علي بن محمّد بن مكرم، نا الفضل بن الحسن الأهوازي، نا عبد
ص: 419
اللّه بن أبي يعقوب الكرماني، نا يحيى بن أبي بكير، نا شعبة، عن مجالد، و بيان، أو أحدهما، قال: سمعت الشعبي عن مسروق قال: قال عبد اللّه:
إنّ معاذا كان أمة قانتا، فقال فروة: إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ كٰانَ أُمَّةً قٰانِتاً (1)،قال: إنّا كنا نشبّهه به، قال: و سئل عن الأمة ؟ قال: معلّم الخير، و سئل عن القانت ؟ قال: المطيع للّه و لرسوله.
قال: و نا ابن مظفّر، حدّثناه محمّد بن عبد اللّه بن حبرويه الرازي، نا عبد اللّه بن محمّد ابن يحيى بن أبي بكير، نا يحيى بن أبي بكير (2)،نا شعبة - بإسناده نحوه-.
قال: و أنا ابن مظفّر قال: و ناه علي بن إسماعيل، نا أحمد بن الهيثم، نا عفّان، نا شعبة قال: فراس أخبرني قال: سمعت الشعبي عن مسروق قال: قال عبد اللّه:
إنّ معاذا كان أمة قانتا للّه حنيفا و لم يك من المشركين، فقال فروة بن نوفل: نسي، فقال عبد اللّه: من نسي، إنّا كنا نشبهه بإبراهيم، قال: فسئل عن الأمة ؟ فقال: معلّم الخير، و سئل عن القانت ؟ قال: مطيع للّه و لرسوله.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا عبد اللّه بن جعفر الرقّي، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي الأحوص قال:
بينما ابن مسعود يحدّث أصحابه ذات يوم إذ قال: إن معاذا كان أمة قانتا للّه حنيفا، و لم يك من المشركين، قال: فقال رجل: يا أبا عبد الرّحمن، إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ كٰانَ أُمَّةً قٰانِتاً ،و ظن الرجل أن ابن مسعود أوهم، فقال ابن مسعود: هل تدرون ما الأمّة ؟ قالوا: ما الأمّة ؟ قال:
الذي يعلّم الناس الخير، ثم قال: هل تدرون ما القانت ؟ قالوا: لا، قال: القانت المطيع للّه.
أخبرنا أبو القاسم عبد الصّمد بن محمّد بن عبد اللّه بن مندويه، أنا علي بن محمّد بن أحمد الحسناباذي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصلت الأهوازي، نا أبو العباس بن عقدة، نا محمّد بن عبيد بن عتبة، نا سعد بن شرحبيل، نا عمرو بن يزيد أبو بردة، حدّثني أبو إسحاق، عن الزبير بن عدي، عن إبراهيم قال: قال عبد اللّه: كنا نشبّه معاذا بإبراهيم، و قرأ:
إن معاذا كان أمة قانتا.
ص: 420
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم.
ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو العبدي، أنا أبو محمّد، أنا أبو الحسن، نا ابن أبي الدنيا.
قالا: نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن موسى بن ميسرة، عن محمّد بن سهل بن أبي حتمة (2)،عن أبيه قال:
كان الذين يفتون على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ثلاثة من المهاجرين، و ثلاثة من الأنصار:
عمر، و عثمان، و علي، و أبيّ بن كعب، و معاذ بن جبل، و زيد بن ثابت.
قال (3):و نا ابن أبي سبرة، عن الفضيل بن أبي عبد اللّه، عن عبد اللّه بن نيار (4)الأسلمي، عن أبيه قال: كان عمر يستشير في خلافته إذا حزبه الأمر أهل الشورى، و من الأنصار: معاذ بن جبل، و أبيّ بن كعب، و زيد بن ثابت.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر، و أبو الفضل، قالا: أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا وكيع، عن موسى بن عليّ بن رباح (5)،عن أبيه قال:
خطب عمر بن الخطّاب بالجابية [فحمد اللّه و أثنى عليه] (6) ثم قال: من أراد الفقه فليأت معاذا.
أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا ابن حيّوية، أنا ابن معروف، أنا ابن الفهم.
ح و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده أنا أبو محمد، أنا أبو الحسن أنا ابن أبي الدنيا.
ص: 421
قالا: نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، نا موسى بن عليّ بن رباح، عن أبيه قال:
خطب عمر بن الخطّاب بالجابية فقال: من كان يريد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل.
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن قريش، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد الأهوازي - و يعرف بابن الصلت - أنا محمّد بن مخلد العطار، نا أبو سيّار، نا محمّد بن خالد الرّازي، نا عبد اللّه بن الجهم، نا عمرو بن أبي قيس، عن مطرّف بن طريف، و سفيان الثوري، عن الأعمش (2)،عن أبي سفيان قال:
أتى عمر بامرأة قد غاب عنها زوجها سنين (3)،ثم قدم و هي حبلى، فأمر بها أن ترجم، فقال له معاذ: إن كان لك عليها سبيل فليس لك على ما في بطنها سبيل، أقرّها حتى تضع، فتركها حتى ولدت غلاما قد خرجت ثنيتاه و عرف الرجل شبهه، فقال عمر: عجزت النساء أن تلد مثل معاذ، لو لا معاذ لهلك عمر.
سقط منه ذكر أشياخ أبي سفيان.
أخبرناه أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر بن الحارث الفقيه الأصبهاني، أنا علي بن عمر الحافظ ، نا محمّد بن نوح الجنديسابوري، نا أحمد بن محمّد بن يحيى بن سعيد، نا ابن نمير، نا الأعمش، عن أبي سفيان، حدّثني أشياخ لنا قالوا:
جاء رجل إلى عمر بن الخطّاب فقال: يا أمير المؤمنين، إنّي غبت عن امرأتي سنتين فجئت و هي حبلى، فشاور عمر الناس في رجمها، فقال معاذ بن جبل: يا أمير المؤمنين، إن كان لك عليها سبيل، فليس لك على ما في بطنها سبيل، فاتركها حتى تضع، فتركها، فولدت غلاما قد خرجت ثنيتاه، فعرف الرجل الشبه فيه، فقال: ابني - و رب الكعبة - فقال عمر:
عجزت النساء أن تلدن مثل معاذ رضي اللّه عنه، لو لا معاذ هلك عمر (4).
أخبرنا (5) أبو الحسن السلمي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان و ابنه
ص: 422
أبو علي، و أبو الحسين الميداني، و أبو نصر بن الجبّان، قالوا: أنا أبو سليمان بن زبر، أنا أبي، أنا العباس بن محمّد بن حاتم، نا محمّد بن عبيد، نا الأعمش، عن أبي سفيان، عن أشياخه قال:
غاب رجل عن امرأته سنتين، فجاء و هي حبلى، فأتى عمر، فهمّ برجمها، فقال له معاذ: إن يك لك عليها سبيل، فليس لك على ما في بطنها سبيل، فودعها، فوضعت غلاما تبين أنه يشبه أباه، فقال الرجل: هذا ابني، قال عمر: عجزت النساء أن تلد مثل معاذ، لو لا معاذ هلك عمر (1).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العبّاس، أنا أحمد، نا الحسين.
ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد، نا ابن أبي الدنيا.
قالا: نا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر، نا أيوب بن النعمان بن عبد اللّه بن كعب بن مالك، عن أبيه عن جده قال:
كان عمر بن الخطّاب يقول حين خرج معاذ بن جبل إلى الشام: لقد أخلّ خروجه بالمدينة و أهلها في الفقه، و ما كان يفتيهم به، و لقد كنت كلّمت أبا بكر أن يحبسه لحاجة الناس إليه، فأبى عليّ ، و قال رجل أراد وجها يريد الشهادة فلا أحبسه، فقلت: و اللّه إن الرجل ليرزق الشهادة و هو على فراشه و في - و قال ابن شجاع: و هو في - بيته، عظيم الغنى عن مصره، و قال كعب بن مالك: و كان معاذ بن جبل يفتي بالمدينة في حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و أبي بكر.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا أبو جعفر محمّد بن عثمان، نا إسحاق بن محمّد العرزمي، عن منصور، عن إبراهيم قال:
ص: 423
كان الفقه من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في ستة: عمر، و علي، و عبد اللّه بن مسعود، و أبيّ بن كعب، و معاذ بن جبل، و زيد بن ثابت.
قال: و نا أبو جعفر، نا نصر بن عبد الرّحمن الوشا، نا أحمد بن بشير، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق قال:
انتهى علم أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى هؤلاء الستّة إلى: عمر بن الخطّاب، و علي بن أبي طالب، و عبد اللّه بن مسعود، و أبيّ بن كعب، و معاذ بن جبل، و زيد بن ثابت.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا ابن نمير، نا ابن إدريس، عن الشيباني، عن الشعبي أنه عدّ من يؤخذ عنه العلم من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم ستة، قلت: فأين معاذ؟ قال: هلك قبل ذلك.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال:
كان العلماء بعد معاذ بن جبل: عبد اللّه بن مسعود، و أبو الدّرداء، و سلمان، و عبد اللّه ابن سلام، ثم كان العلماء بعد هؤلاء: زيد، ثم كان بعد زيد بن ثابت: ابن عمر، و ابن عباس، ثم كان بعد: سعيد بن المسيّب.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: أنا سهل ابن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق قال: قال لنا أبو عبد الرّحمن النسائي في تسمية فقهاء الشام: معاذ بن جبل، و عويمر أبو الدرداء.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، أنا نافع بن يزيد، عن حيوة بن شريح: أن أبا سعيد الحميري حدّثه قال:
كان معاذ بن جبل يتحدّث بما لم يسمع أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و يسكت عما سمعوا، و بلغ عبد اللّه بن عمرو ما يتحدث به قال: و اللّه ما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول هذا، و أوشك معاذ أن يفتيكم في الخلاء، فبلغ ذلك معاذا، فلقيه، فقال: يا عبد اللّه بن عمرو: إنّ التكذيب بحديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و إنّما إثمه على من قاله، لقد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«اتّقوا
ص: 424
الملاعن الثلاث: البراز في الموارد (1)،و الظل، و قارعة الطريق»[12193].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق.
ح و أخبرتنا به عاليا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو الفضل الرّازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون الروياني.
قالا: نا أبو كريب، نا عثام (2) بن علي، عن الأعمش (3)،عن شمر بن عطية، عن شهر ابن حوشب قال:
كان أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلّم إذا تحدّثوا و فيهم معاذ نظروا إليه هيبة - زاد ابن حنبل: له-.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، (4) نا كثير بن هشام، نا جعفر - يعني - ابن برقان، نا حبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي مسلم الخولاني قال:
دخلت مسجد حمص، فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلا من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فإذا فيهم شاب أكحل العينين، برّاق الثنايا، ساكت، فإذا امترى القوم في شيء أقبلوا عليه فسألوه، فقلت لجليس لي: من هذا؟ قال: هذا معاذ بن جبل [فوقع له في نفسي حب، فكنت معهم حتى تفرقوا، ثم هجرت إلى المسجد، فإذا معاذ بن جبل] (5) قائم يصلّي إلى سارية، فسكت لا يكلمني، فصلّيت ثم جلست فاحتبيت بردائي (6)،ثم جلس فسكت لا يكلمني و سكت لا أكلمه، ثم قلت: و اللّه إني لأحبك، قال: فيم تحبني ؟ قال: قلت: في اللّه، قال: فأخذ بحبوتي فجرّني إليه هنيّة ثم قال: أبشر إن كنت صادقا، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:
«المتحابون في جلالي لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون و الشهداء»، قال: فخرجت، فلقيت
ص: 425
عبادة بن الصامت، فقلت: يا أبا الوليد، أ لا أحدّثك بما حدّثني به معاذ بن جبل في المتحابين ؟ قال: فأنا أحدّثك عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم يرفعه إلى الربّ تعالى قال:«حقّت محبتي للمتحابين فيّ ، و حقت محبتي للمتزاورين فيّ ، و حقت محبتي للمتباذلين فيّ ، و حقت محبّتي للمتواصلين فيّ »[12194].
قال: و نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبو أحمد مخلد بن الحسن بن أبي زميل - إملاء من كتابه - نا الحسن بن عمر (2) بن يحيى الفزاري، و يكنى أبا عبد اللّه، و لقيه (3) أبو المليح - يعني: الرقي - عن حبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء بن أبي رباح عن أبي مسلم قال:
دخلت مسجد حمص، فإذا فيه حلقة فيها اثنان و ثلاثون رجلا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قال: و فيهم شاب أكحل، برّاق الثنايا محتبي (4)،فإذا اختلفوا في شيء سألوه، فأخبرهم، فانتهوا إلى خبره قال: قلت: من هذا؟ قالوا: معاذ بن جبل، قال: فقمنا إلى الصلاة، قال: فأردت أن ألقى بعضهم فلم أقدر على أحد منهم، انصرفوا، فلمّا كان من الغد دخلت، فإذا معاذ يصلّي إلى سارية، قال: فصلّيت عنده، قال: فلمّا انصرف جلست بيني و بينه السارية، ثم احتبيت، فلبث (5) ساعة لا أكلّمه و لا يكلمني، قال: ثم قلت: و اللّه إنّي لأحبك لغير دنيا أرجوها أصيبها منك، و لا قرابة بيني و بينك، قال: فلأي شيء؟ قلت: للّه، قال: فنثر (6) حبوتي ثم قال: فابشر إن كنت صادقا، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:
«المتحابون في اللّه في ظل العرش يوم لا ظلّ إلاّ ظله، يغبطهم بمكانهم النبيّون و الشهداء».
قال: ثم خرجت، فألقى عبادة بن الصامت قال: حدثته بالذي حدّثني معاذ، فقال عبادة: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يروي عن ربه أنه قال:«حقّت محبتي على المتحابين فيّ - يعني نفسه - و حقّت محبتي للمتناصحين فيّ ، و حقت (7) محبتي على المتزاورين فيّ و حقت محبتي على المتباذلين فيّ ، على منابر من نور، يغبطهم بمكانهم النبيّون و الصدّيقون»[12195].
ص: 426
قال: و نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبو صالح الحكم بن موسى، نا هقل - يعني:
ابن زياد - عن الأوزاعي، حدّثني رجل في مجلس يحيى بن أبي كثير، عن أبي إدريس الخولاني قال:
دخلت مسجد حمص، فجلست إلى حلقة فيها اثنان و ثلاثون رجلا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قال: يقول الرجل منهم: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فيحدّث؛ ثم يقول الآخر: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فيحدّث؛ قال: و فيهم رجل أدعج، برّاق الثنايا، فإذا شكّوا في شيء ردّوه إليه و رضوا بما يقول فيه، قال: فلم أجلس قبله و لا بعده مجلسا مثله، فتفرّق القوم، و ما أعرف اسم رجل منهم و لا منزله، قال: فبت بليلة ما بتّ بمثلها، قال: و قلت: أنا رجل أطلب العلم، و جلست إلى أصحاب نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لم أعرف اسم رجل منهم و لا منزله، فلمّا أصبحت غدوت إلى المسجد، فإذا أنا بالرجل الذي كانوا إذا شكّوا في شيء ردّوه إليه، يركع إلى بعض أسطوانات المسجد، فجلست إلى جانبه، فلمّا انصرف قال: قلت: يا أبا عبد اللّه، و إنّي لأحبك للّه، فأخذ حبوتي حتى أدناني منه ثم قال: إنك لتحبّني للّه ؟ قال: قلت: أي و اللّه، إنّي لأحبك للّه، قال: فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ المتحابين بجلال اللّه في ظل اللّه [و ظل عرشه] (2) يوم لا ظل إلاّ ظلّه».
قال: فقمت من عنده، فإذا أنا برجل من القوم الذين كانوا معه، قال: قلت: حديث حدّثنيه الرجل، قال: أما إنه لا يقول لك إلاّ حقّا، قال: فأخبرته، فقال: قد سمعت ذلك و أفضل منه، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو يأثر عن ربه عزّ و جلّ :«حقّت محبتي للذين يتحابّون فيّ ، و حقّت محبتي للذين يتباذلون فيّ ، و حقّت محبتي للذين يتزاورون فيّ » قال: قلت: من أنت، يرحمك اللّه ؟ قال: أنا عبادة بن الصامت، قال: قلت: من الرجل ؟ قال: معاذ بن جبل.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي، أنا أبي أبو العبّاس، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة، نا أبو يعقوب إسحاق بن سيّار (3) النصيبي، نا أبو عاصم - هو النبيل - عن عبد اللّه بن مسلم، عن سلمة المكي، عن جابر بن عبد اللّه.
ص: 427
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خلع معاذا من غرمائه و استعمله على اليمن، فأقرّه حياته، و أبو بكر حياته، و عمر، حتى إذا كان في خلافته عزله و بعث إليه: هات المال الذي عندك، قال: ما عندي مال خصّني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم [بديني في اليمن فأقرني] (1) حياته، و أبو بكر حياته، ثم أنت، ما عندي مال.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا الهيثم بن كليب، عن ابن أبي خيثمة، عن محمّد بن إسماعيل العبدي، عن عبد اللّه بن المبارك، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن عبد الرّحمن بن كعب بن مالك قال: كان معاذ بن جبل شابا، حليما، من أفضل شباب قومه.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبّار السكري - ببغداد - أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا أحمد بن منصور.
ح و أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو المعالي بن الشعيري، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر الخرائطي، نا أحمد بن منصور الرمادي، نا عبد الرزّاق، أنا معمر (2)،عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك - و في رواية الخرائطي: عن عبد الرّحمن بن كعب بن مالك - قال: كان معاذ - زاد الخرائطي: ابن جبل - شابا جميلا، سمحا من خير شباب قومه، لا يسأل شيئا إلاّ أعطاه، حتى كان عليه دين أغلق ماله كله، فكلّم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في أن يكلّم له غرماءه ففعل، فلم يضعوا له شيئا، فلو ترك لأحد بكلام (3) أحد لترك لمعاذ بكلام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - زاد الصفّار قال: و قالا فدعاه النبي صلى اللّه عليه و سلّم فلم يبرح حتى باع ماله كله،- و قال الصفّار: من أن باع ماله و قالا:- و قسمه بين غرمائه - زاد الصفّار قال: فقام معاذ، و لا مال له.
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو الفضل الرّازي، نا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أبو كريب، نا ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن عبد الرّحمن ابن كعب بن مالك قال:
كان معاذ بن جبل شابا حليما سمحا، من أفضل شباب قومه، و لم يكن يمسك شيئا،
ص: 428
فلم يزل يدّان حتى أغرق ماله كله في الدين، قال: فأتى النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فكلّم غرماءه، فلو تركوا لأحد من أجل أحد لتركوا معاذا من أجل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قال: فباع لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ماله حتى قام معاذ بغير شيء.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل الفقيهان، قالا: أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان، نا إبراهيم بن معاوية البصري (1)،نا هشام بن يوسف - قاضي اليمن - عن معمر عن ابن شهاب، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حجر على معاذ ماله، و باعه في دين كان عليه.
و هذه الآثار مختصرة.
مما أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (2)،أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبّار السكري - ببغداد - أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا أحمد بن منصور، نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك قال:
كان معاذ بن جبل شابا جميلا، سمحا، من خيار شباب قومه، لا يسأل شيئا إلاّ أعطاه، حتى دان عليه دين أغلق ماله، فكلّم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في أن يكلّم له غرماءه، ففعل، فلم يضعوا له شيئا، فلو ترك لأحد بكلام أحد، لترك لمعاذ بكلام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.
قال: فدعاه النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فلم يبرح أن باع ماله و قسمه بين غرمائه، قال: فقام معاذ و لا مال له.
قال: فلما حج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعث معاذا إلى اليمن ليجبره، قال: فكان أوّل من تجر في هذا المال معاذ.
قال: فقدم على أبي بكر من اليمن، و قد توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فجاءه عمر و قال: هل لك أن تطيعني، تدفع هذا المال إلى أبي بكر، فإن أعطاكه فاقبله، قال: فقال معاذ: لم أدفعه إليه، و إنّما بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ليجبرني ؟ فلمّا أبى عليه انطلق عمر [إلى أبي بكر] (3) فقال:
أرسل إلى هذا الرجل، فخذ منه و دع له، فقال أبو بكر: ما كنت لأفعل، إنّما بعثه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ليجبره فلست آخذ منه شيئا.
ص: 429
قال: فلما أصبح معاذ انطلق إلى عمر فقال: ما أراني إلاّ فاعل الذي قلت، إني رأيتني البارحة في النوم أحسب - عبد الرزّاق قال: أجرّ - إلى النار و أنت آخذ بحجزتي، قال: فانطلق إلى أبي بكر بكلّ شيء جاء به، حتى جاءه بسوطه، و حلف له أنه لم يكتمه شيئا، قال: فقال أبو بكر: هو لك، لا آخذ منه شيئا.
حدّثنا أبو بكر وجيه بن طاهر - لفظا - أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك قال (1):
كان معاذ بن جبل سمحا شابا جميلا من أفضل شباب قومه، و كان لا يمسك شيئا، فلم يزل يدّان حتى أغلق ماله كله من الدّين، فأتى النبيّ صلى اللّه عليه و سلّم فطلب إليه أن يسأل غرماءه أن يضعوا له، فأبوا، فلو تركوا لأحد من أجل أحد تركوا لمعاذ من أجل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فباع النبي صلى اللّه عليه و سلّم ماله كله في دينه، حتى قام معاذ بغير شيء، حتى إذا كان عام فتح مكة بعثه النبي صلى اللّه عليه و سلّم على طائفة من اليمن أميرا ليجبره (2)،فمكث معاذ باليمن أميرا، فكان أوّل من تجر في مال اللّه هو، فمكث حتى أصاب و حتى قبض النبي صلى اللّه عليه و سلّم.
فلما قدم قال عمر لأبي بكر: أرسل إلى هذا الرجل، فدع له ما يغنيه، و خذ سائره منه، قال أبو بكر: إنّما بعثه النبي صلى اللّه عليه و سلّم ليجبره، و لست بآخذ منه شيئا إلاّ أن يعطيني، فانطلق عمر إلى معاذ، إذ لم يطعه أبو بكر، فذكر ذلك عمر لمعاذ فقال معاذ: إنّما أرسلني النبي صلى اللّه عليه و سلّم ليجبرني، و لست بفاعل، ثم لقي عمر فقال: قد أطعتك، و أنا فاعل الذي أمرتني به، إنّي رأيت في المنام أنّي في حومة ما قد خشيت الغرق، فخلصتني منه يا عمر، فأتى معاذ أبا بكر، فذكر ذلك له، و حلف أنه لم يكتمه شيئا، حتى بيّن له سوطه، فقال أبو بكر: و اللّه لا آخذه منك، قد وهبته لك، فقال عمر هذا حين طاب و حلّ ، قال: فخرج معاذ عند ذلك إلى الشام.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر، أنا أبو عمر الخزاز، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد، نا ابن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني عيسى بن النعمان، عن معاذ بن رفاعة، عن جابر بن عبد اللّه قال:
ص: 430
كان معاذ بن جبل من أحسن الناس وجها، و أحسنه خلقا، و أسمحه كفا، فادّان دينا كثيرا، فلزمه غرماؤه حتى تغيّب عنهم أياما في بيته، حتى استأدى غرماؤه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فأرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى معاذ يدعوه، فجاءه و معه غرماؤه، فقالوا: يا رسول اللّه، خذ لنا حقّنا منه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:[رحم اللّه من تصدق عليه، قال: فتصدق عليه ناس و أبى آخرون، فقالوا: يا رسول اللّه، خذ لنا حقنا. فقال رسول اللّه:] (1)«اصبر لهم يا معاذ»، قال:
فخلعه (2) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من ماله فدفعه إلى غرمائه، فاقتسموه بينهم، فأصابهم خمسة أسباع حقوقهم، قالوا: يا رسول اللّه بعه لنا، قال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«خلوا عنه، فليس لكم إليه سبيل»، فانصرف معاذا إلى بني سلمة، فقال له قائل: يا أبا عبد الرّحمن، لو سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقد أصبحت اليوم معدما، قال: ما كنت لأسأله، قال: فمكث يوما ثم دعاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فبعثه إلى اليمن، و قال:«لعل اللّه يجبرك و يؤدي عنك دينك».
قال: فخرج معاذ إلى اليمن، فلم يزل بها حتى توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فوافى السنة التي حجّ فيها عمر بن الخطّاب، استعمله أبو بكر على الحجّ ، فالتقيا يوم التروية بمنى، فاعتنقا، و عزّى كلّ واحد منهما صاحبه برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، ثم أخلدا إلى الأرض يتحدّثان، فرأى عمر عند معاذ غلمانا، فقال: ما هؤلاء يا أبا عبد الرّحمن ؟ قال: أصبتهم في وجهي هذا، فقال عمر: من أي وجه ؟ قال: أهدوا إليّ و أكرمت بهم، فقال عمر: اذكرهم لأبي بكر، فقال معاذ: ما ذكري هذا لأبي بكر، و نام معاذ، فرأى في النوم كأنه على شفير النار، و عمر آخذ بحجزته من ورائه يمنعه أن يقع في النار، ففزع معاذ، فقال: هذا ما أمرني به عمر، فقدم معاذ، فذكرهم لأبي بكر، فسوّغه أبو بكر ذلك، و قضى بقية غرمائه، و قال: إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«لعل اللّه يجبرك»[12196].
أخبرنا (3) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عبيد اللّه (4) بن سعد الزهري، نا عمي، نا سيف بن عمر، عن سهل بن يوسف بن سهل الأنصاري، عن أبيه، عن عبيد بن صخر بن لوذان و كان ممن بعث النبي صلى اللّه عليه و سلّم من عمّال اليمن قال:
ص: 431
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لمعاذ بن جبل حين بعثه معلّما إلى اليمن:«إنّي قد عرفت بلاءك في الدّين، و الذي نابك و ذهب من مالك و ركبك من الدّين، و قد طيّبت لك الهدية، فإن أهدي لك شيء فاقبل»، فرجع حين رجع بثلاثين رأسا أهدوا له.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو علي حمزة بن محمّد بن عيسى الكاتب، أنا نعيم بن حماد الخزاعي، نا أبو معاوية، نا الأعمش.
أن أبا بكر استعمل معاذ بن جبل، فلما قدم، قدم معه برقيق و غير ذلك، فقال لأبي بكر: هذا لكم، و هذا مما أهدي لي، فقال له عمر: ادفع ذلك أجمع إلى أبي بكر، فأبى أن يدفعه إلى أبي بكر، فبات ليلة، فرأى معاذ في النوم كأنه أشرف على نار عظيمة خاف أن يقع فيها، فجاءه عمر فأخذ بحجزته حتى أنقذه منها، فأصبح، فأتى أبا بكر فقصّ عليه القصة، و دفع جميع ما معه إلى أبي بكر، فقال له أبو بكر: أما إذا فعلت (1) هذا فخذه فقد طيبته لك، فقال عمر: الآن حين طاب لك.
[قال ابن عساكر:] (2) كذا قال، و قد سقط منه مسروق.
أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، نا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنّى، نا مسدّد، نا عبد اللّه بن داود، عن الأعمش (3)،عن شقيق قال:
قدم معاذ بعد وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من اليمن و معه رقيق (4)،فلقي عمر بعرفة أو بمكة، فقال: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء أدفعهم إلى أبي بكر، و هؤلاء أهدوا إليّ ، فقال عمر: ادفعهم كلهم إلى أبي بكر، فأبى عليه، فلمّا بات رأى فيما يرى النائم أنه يجرّ إلى النار و أن عمر يجذبه، فلمّا أصبح قال: يا بن الخطّاب، ما أراني إلاّ مطيعك فيما أمرتني، فأتى بهم أبا بكر، فقال: هؤلاء لك، و هؤلاء أهدوا إليّ ، فدفعهم أبو بكر إليه، فقال: هم لك، ثم أصبح فرآهم يصلون فقال: لمن تصلّون ؟ قالوا: للّه، قال: فأنتم للّه.
ص: 432
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي (1)،نا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو القاسم الحسن بن محمّد السكوني (2)-بالكوفة - نا عبيد بن غنّام بن حفص بن غياث (3) النخعي، حدّثني أبي عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي وائل عن عبد اللّه قال:
لما قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و استخلفوا أبا بكر، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قد بعث معاذا إلى اليمن، فاستخلف، فاستعمل أبو بكر عمر على الموسم، فلقي معاذا بمكة و معه رقيق، فقال:
ما هؤلاء؟ فقال: هؤلاء أهدوا إليّ ، و هؤلاء لأبي بكر، قال له عمر: إنّي أرى لك أن تأتي أبا بكر، قال: فلقيه من الغد فقال: يا بن الخطاب لقد رأيتني البارحة و أنا أنزو إلى النار، و أنت آخذ بحجزتي، و ما أراني إلاّ مطيعك، قال: فأتى بهم أبا بكر فقال: هؤلاء أهدوا لي، و هؤلاء لك، قال: فإنا قد سلمنا لك هديتك، فخرج معاذ إلى الصلاة، فإذا هم يصلّون خلفه، فقال معاذ: لمن تصلّون ؟ قالوا: للّه، قال: فأنتم له، فأعتقهم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن الأعمش، عن شقيق قال:
توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و معاذ باليمن، فاستعمل أبو بكر عمر بن الخطّاب على الموسم، و جاءه معاذ من اليمن، فلقيه عمر بعرفات و معه الخراج، و معه و صفاء قد عزلهم، فقال عمر:
ما هؤلاء الوصفاء؟ قال معاذ: أهدوا إليّ ، قال عمر: أطعني و ائت بهم أبا بكر فليطيّبهم لك، قال معاذ: لا، لعمري، لا آتي أبا بكر بمالي يطيّبه لي، فقال عمر: إنه ليس لك، فلما كان الليل و أصبح أتاه فقال له: لقد رأيتني البارحة كأني أدنو إلى النار، و أنت آخذ بحجزتي، إنّي وجدت الأمر كما قلت، فأتى أبا بكر، فاستحلّها، فأحلّهم، فبينا معاذ قائم يصلّي إذ رأى رقيقه يصلّون كلهم، فقال لهم: ما تصنعون ؟ قالوا: نصلي، قال: لمن ؟ قالوا: للّه، قال:
فاذهبوا، فأنتم للّه، فأعتقهم.
قال: و نا سيف، نا محدّثون منهم كثير عن محمّد بن علي.
ص: 433
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كان أذن لمعاذ بقبول الهدية، و إنّما دخل معاذ ما دخل لترك السنة في أخبار الإمام و استئذانه، و لو كان ذلك لا يحلّ له لم يحلّ لأبي بكر، و ما كان ليكون لأبي بكر كما لا ينبغي أن يكون له إذا لردّ إلى أهله.
قال: و نا سيف عن سهل بن يوسف، عن أبيه، عن عبيد بن صخر قال:
قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم لمعاذ حين بعثه معلّما إلى اليمن:«إنّي قد عرفت بلاءك في الدّين، و الذي نابك و ذهب من مالك، و ركبك من الدّين، و قد طيّبت لك الهدية، فإن أهدي لك شيء فاقبل»، فرجع حين رجع بثلاثين رأسا أهدوا له.
قال: و نا سيف، نا سهل بن يوسف، عن أبي جعفر محمّد بن علي مثله.
قال: و نا سيف عن أبي حارثة عن خالد و عبادة، عن عبد الرّحمن، عن معاذ مثله.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا نصر بن داود الصاغاني.
ح و أخبرنا أبو علي محمّد بن سعيد بن نبهان في كتابه.
ح ثم أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني، قالا: أنا أبو علي الحسين بن أحمد بن شاذان، أنا عبد اللّه بن إسحاق البغوي.
ح و أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو الفوارس طراد بن محمّد، أنا أحمد بن علي بن البادا، أنا حامد بن محمّد الرفا، قالا: أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز البغوي، قالا: نا أبو عبيد، نا حجّاج عن ابن جريج (1)،أخبرني ابن أبي الأبيض، عن أبي حازم و زيد بن أسلم، عن سعيد بن المسيّب.
أن عمر بعث معاذا ساعيا على بني كلاب أو على سعد - و قال البغوي: بني سعد بن ذبيان - فقسم بينهم - و قال نصر: فيهم - فيئهم حتى لم يدع شيئا، حتى جاء بحلسه (2) الذي خرج به على رقبته، فقالت امرأته ما جئت - و قال البغوي: أين ما جئت - به مما يأتي به العمّال من عراضة (3) أهليهم ؟ فقال: كان معي ضاغط . فقالت: قد كنت أمينا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم
ص: 434
و عند أبي بكر فبعث - و قال نصر: فبعث معك - عمر ضاغطا، فقامت بذلك في نسائها، و اشتكت عمر فبلغ ذلك عمر، فدعا معاذا فقال: أنا بعثت معك ضاغطا؟ فقال: لم أجد شيئا - و قال نصر: ما - أعتذر به إليها إلاّ ذلك، قال: فضحك عمر و أعطاه شيئا و قال: ارضها به.
قال حجّاج: قال ابن جريج: و أقول - و قال نصر: و أنا أقول - أن قوله ضاغطا، يعني به ربّه تبارك و تعالى.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نا المحاملي، نا علي بن مسلم، نا محمد بن بكر أنا ابن جريج، أخبرني ابن أبي الأبيض، عن أبي حازم، عن سعيد بن المسيّب.
أن عمر بن الخطّاب بعث معاذا ساعيا على بني كلاب، أو بني سعد بن ظبيان (1)، فقسم فيئهم حتى لم يدع شيئا، حتى جاء بحلسه الذي خرج به على رقبته، فقالت له امرأته:
أين ما جئت به مما يأتي به العمّال من عراضة أهليهم ؟ فقال: كان معي ضاغط ، فقالت: قد كنت أمينا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أبي بكر، فبعث معك عمر ضاغطا؟ فقامت بذلك في نسائها، و اشتكت عمر، فبلغ ذلك عمر، فدعا معاذا فقال: أنا بعثت معك ضاغطا؟ فقال: لم أجد شيئا أعتذره إليها، فضحك عمر و أعطاه شيئا، فقال: ارضها به.
قال ابن جريج: فأقول: قول معاذ: الضاغط . يريد به ربّه عزّ و جلّ .
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا عبد الواحد بن زياد، عن الحجّاج، عن نافع قال:
كتب عمر بن الخطّاب إلى أبي عبيدة بن الجرّاج و إلى معاذ بن جبل حين بعثهما إلى الشام أن: انظروا رجالا من صالحي من قبلكم فاستعملوهم على القضاء و ارزقوهم، و أوسعوا عليهم من مال اللّه عزّ و جلّ (2).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري - إملاء - أنا أبو حفص عمر بن محمّد الناقد، نا عبد اللّه بن محمّد بن ناجية، نا الحسن بن عيسى.
ص: 435
ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، و أبو بكر بن إسماعيل قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن.
قالا: أنا عبد اللّه بن المبارك (1)،أنا محمّد بن مطرف، نا أبو حازم عن عبد الرّحمن بن سعيد بن يربوع مالك الدار (2).
أن عمر بن الخطّاب أخذ أربعمائة دينار فجعلها في صرّة ثم قال للغلام: اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجرّاح، ثم تله ساعة (3) في البيت حتى تنظر ما يصنع، فذهب بها الغلام إليه، فقال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حوائجك - و قال أبو بكر حاجتك - فقال: وصله اللّه و رحمه، ثم قال: تعالي يا جارية، اذهبي بهذه السبعة إلى فلان، و بهذه الخمسة إلى فلان، حتى أنفذها، فرجع الغلام إلى عمر - زاد أبو غالب: بن الخطاب - فأخبره، و وجده قد أعدّ مثلها لمعاذ بن جبل، قال: اذهب بها إلى معاذ بن جبل، و تله في البيت ساعة حتى تنظر ما يصنع، فذهب بها إليه قال: يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك، فقال: وصله اللّه و رحمه، تعالي يا جارية، اذهبي إلى - زاد أبو بكر: بيت، و قالا:- فلان بكذا، و إلى بيت فلان بكذا، و إلى بيت فلان بكذا، فاطّلعت امرأة معاذ، فقالت: و نحن و اللّه مساكين، فأعطنا، و لم يبق في الخرقة إلاّ ديناران، فدحا (4) بهما إليها، فرجع الغلام إلى عمر فأخبره، فسرّ بذلك عمر، و قال: إنّهم إخوة بعضهم من بعض.
أخبرنا (5) أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا أحمد بن منصور، نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن أيوب بن (6)أبي قلابة، و عن غير واحد (7).
أن فلانا مرّ به أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال: أوصوني، فجعلوا يوصونه، و كان معاذ بن جبل في آخر القوم، فمرّ بالرجل، فقال: أوصني يرحمك اللّه، فقال: إنّ القوم قد أوصوك،
ص: 436
فلم يألوا، و إني سأجمع لك أمرك بكلمات، فاعلم أنه لا غنى بك عن نصيبك من الدنيا، و أنت إلى نصيبك من الآخرة أفقر، فابدأ بنصيبك من الآخرة، فإنه سيمرّ بك على نصيبك من الدنيا، فينتظمه، ثم يزول معك أين ما زلت (1).
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا إبراهيم بن محمّد الطيّان، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرشيد قوله، أنا أبو بكر النيسابوري، أنا العباس بن الوليد، نا ابن جابر، نا سليمان بن موسى، عن أبي سعيد بن عمارة الثعلبي قال:
جاءني جائي (2) فقال: هؤلاء ناس من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قال: فركبت حتى أدركت، فطفقت أسألهم، أقول: اقبسوني علما، أو علّموني خيرا، فكلّهم لا يألوني خيرا، فمررت بفتى في آخر القوم، فعدّته عيني لحداثة سنّه، فلما جاوزته دعاني فقال: إنك قد سألت هؤلاء و كلهم لا يألونك خيرا، و قد أظن أنك لم تحفظ كلّ الذي قالوا لك، أ فلا أوصيك بكلمتين تجمعان لك قول القوم كله ؟ قال: قلت: بلى، قال: إذا اجتمع لك أمران أحدهما للدنيا و الآخر للآخرة فابدأ بنصيبك من الآخرة، فإنه سيمرّ بك على ما قسم لك من دنياك فانتظمه (3) فيزول معك حيث زلت، و إنك متى تبدأ بنصيبك من الدنيا فبالحري أن لا تدرك واحدا منهما، قال: قلت: من أنت رحمك اللّه ؟ قال: أنا معاذ بن جبل.
أخبرنا خالي أبو المعالي القاضي، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو العباس منير بن أحمد الشاهد، نا أبو الحسن علي بن أحمد بن إسحاق البغدادي - قراءة عليه - نا أبو عمرو مقدام بن داود (4) بن عيسى بن تليد الرعيني - إملاء - نا أسد بن موسى، نا بكر بن خنيس، عن السّري بن إسماعيل عن الشعبي (5)،عن معاذ بن جبل قال:
ما خلق اللّه من يوم و لا ليلة إلاّ و للعبد فيه رزق معلوم، بينه و بينه ستر (6)،فإن هو أجمل في الطلب وفّاه اللّه رزقه و لم يهتك ستره، و إن هو لم يجمل في الطلب هتك الستر و لم يزد على رزقه الذي رزقه اللّه شيئا.
ص: 437
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، و أخوه (1) أبو بكر المعدلان، قالا: أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد، أنا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي (2)،أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، أنا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد اللّه ابن سلمة، عن معاذ قال:
كيف أنتم عند ثلاث: دنيا تقطع رقابكم، و زلّة عالم، و جدال منافق بالقرآن، قال:
فسكتوا، فقال معاذ بن جبل: أما دنيا تقطع رقابكم فمن جعل اللّه غناه في قلبه فقد هدي و من لا فليس بنافعته دنياه، و أمّا زلة عالم فإن اهتدى فلا تقلدوه (3) دينكم، و إن فتن فلا تقطعوا منه أناتكم، فإنّ المؤمن يفتن ثم يفتن ثم يتوب، و أما جدال منافق بالقرآن فإنّ للقرآن منارا كمنار الطريق لا يكاد يخفى على أحد، فما عرفتم فتمسكوا به، و ما أشكل عليكم فكلوه إلى عامله.
أخبرنا (4) أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الصفّار، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني هارون بن عبد اللّه، نا سعيد بن عامر، عن عون بن معمر قال:
كان معاذ بن جبل له مجلس يأتيه فيه ناس من أصحابه فيقول: يا أيها الرجل، و كلكم رجل، اتّقوا اللّه، و سابقوا الناس إلى اللّه، و بادروا أنفسكم إلى اللّه تعالى الموت، و ليسعكم بيوتكم، و لا يضركم أن لا يعرفكم أحد (5).
أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم (6)،نا سليمان بن أحمد، نا سهل بن موسى، عن عمرو بن علي قال: سمعت عون بن بكر الراسبي يحدّث عن ثور بن يزيد قال:
كان معاذ بن جبل إذا تهجد من الليل قال: اللّهمّ قد نامت العيون، و غارت النجوم، و أنت حيّ قيّوم، اللّهم طلبي للجنة بطيء، و هربي من النار ضعيف، اللّهم اجعل لي عندكم هدى ترده إلى يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه ابن محمّد بن سعيد بن محارب الأوسي الإصطخري، نا أبو خليفة، نا عبد الرّحمن بن أخي
ص: 438
الأصمعي (1)،عن عمّه الأصمعي قال:
بلغني أنّ معاذ بن جبل كان يقول إذا تعارّ في الليل من وسنه: اللّهم غارت النجوم، و نامت العيون، و أنت حيّ قيّوم، لا تأخذك سنة و لا نوم، فراري من النار بطيء، و طلبي الجنة ضعيف، و ليس عندي إلاّ أني أشهد أن لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك، و أنّ محمّدا عبدك و رسولك (2).
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، نا عبد العزيز بن أحمد الصوفي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال: قال أبو مسهر: نا سعيد بن عبد العزيز عن يزيد بن يزيد بن جابر قال (3):قال معاذ: اعملوا ما شئتم أن تعملوا (4)،فلن يأخذكم (5)اللّه بالعلم حتى تعملوا.
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم المزكي، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون الروياني، نا أحمد بن عبد الرّحمن، نا عمي عبد اللّه بن وهب، حدّثني الليث بن سعد، عن قيس بن رافع العبسي (6)،عن عبد الرّحمن بن جبير، عن عبد اللّه ابن عمرو بن العاص.
أنه مرّ بمعاذ بن جبل و هو قائم على بابه يشير بيده كأنه يحدّث نفسه، قال له عبد اللّه بن
ص: 439
عمرو: ما شأنك يا أبا عبد الرّحمن تحدّث نفسك ؟ قال: فقال لي: يريد عدو اللّه أن يلفتني عن كلام سمعته من النبي صلى اللّه عليه و سلّم، قال لي تكابد [دهرك] (1) في بيتك لا تخرج إلى المسجد فتحدّث و أنا سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«من جاهد في سبيل اللّه كان ضامنا على اللّه، و من عاد مريضا كان ضامنا على اللّه، و من جلس في بيته و لم يغتب أحدا كان ضامنا على اللّه»، و هو يريد يخرجني من بيتي إلى المسجد[12197].
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، نا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق الجوهري المصري، نا الربيع بن سليمان، نا عبد اللّه بن وهب، أخبرني سليمان بن بلال، حدّثني يحيى بن سعيد، عن محمّد بن يحيى بن حبان أنه قال:
خرج معاذ بن جبل يعود إنسانا، فجعل معاذ لا يمر بأذى في طريق إلاّ أماطه - و معه صاحب له - فجعل صاحبه كلّما رأى أذى أماطه، فقال معاذ: ما حملك على هذا؟ قال: الذي رأيتك تصنع، قال: أما إنه من أماط أذى في طريق كتبت له حسنة، و من كتبت له حسنة دخل الجنّة.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن أبي عدي، نا خالد، عن حميد بن هلال.
أن معاذا بزق عن يمينه ثم قال: ما بزقت عن يميني منذ أسلمت قبلها (2).
قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن، عن إبراهيم بن عمر الفقيه، أنا محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا ابن سعد (3)،نا عفّان بن مسلم، نا وهيب، عن أيوب، عن حميد بن هلال.
أن معاذ بن جبل بزق عن يمينه و هو في غير صلاة فقال: ما فعلت هذا منذ صحبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.
و في حاشية كتاب ابن معروف موضع: نا وهيب، نا رجل.
ص: 440
[قال ابن عساكر:] (1) حميد بن هلال لم يدرك معاذا.
و قد أخبرنا أبو القاسم زاهر بن أبي عبد الرّحمن، أنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد، نا محمّد بن رمح، نا أبو نعيم، نا سفيان، عن حرملة، عن خالد الحذّاء، عن أبي نصر، عن عبد اللّه بن الصامت، عن معاذ قال: ما بزقت عن يميني منذ أسلمت.
و رواه غيره عن أبي نعيم، فلم يذكر حرملة.
قرأت على أبي غالب بن أبي علي، عن أبي إسحاق الحنبلي، أنا أبو عمر الخزاز، أنا أحمد بن معروف، نا ابن فهم، نا ابن سعد (2)،أنا الفضل بن دكين، و قبيصة بن عقبة، نا سفيان، عن خالد الحذّاء عن أبي نصر حميد بن هلال العدوي، عن عبد اللّه بن الصامت قال: قال معاذ: ما بزقت عن يميني منذ أسلمت.
قال: و نا ابن سعد (3)،أنا موسى بن داود، نا محمّد بن راشد، عن الوضين بن عطاء، عن محفوظ بن علقمة، عن أبيه.
أن معاذ دخل قبّته فرأى امرأته تنظر من خرق في القبّة، فضربها.
قال: و كان معاذ يأكل تفاحا و معه امرأته، فمرّ غلام له (4)،فناولته امرأته تفاحة قد عضّتها فضربها معاذ.
أنبأنا أبو القاسم علي (5) بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصيرفي، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب (6) الأصم، نا الربيع بن سليمان، نا عبد اللّه ابن وهب، نا سليمان بن بلال (7)،حدّثني موسى - يعني - ابن (8) عبيدة، عن أيوب بن خالد، عن عبد اللّه بن رافع مولى أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم.
ص: 441
أن أبا عبيدة بن الجرّاح لما أصيب استخلف معاذ بن جبل و ذاك - يعني - في طاعون عمواس (1) اشتد الوجع فصرخ الناس إلى معاذ: ادع اللّه أن يرفع عنّا هذا الرجز، قال معاذ (2):إنه ليس برجز و لكنها دعوة نبيّكم و موت الصالحين قبلكم، و شهادة يخص اللّه من شاء (3) منكم، أيها الناس أربع خلال من استطاع أن لا يدركهن، قالوا: و ما هي ؟ قال: يأتي زمان يظهر فيه الباطل و يأتي زمان يقول الرجل: و اللّه ما أدري ما أنا، لا يعيش على بصيرة و لا يموت على بصيرة، و يأتي زمان يصبح الرجل على دين و يمسي على دين آخر، و يأتي على الناس زمان يعطى الرجل المال من مال اللّه على أن يتكلم بكلام الزور الذي يسخط اللّه عليه.
قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن، عن إبراهيم بن عمر، أنا محمّد بن العباس، نا أبو الحسن بن معروف، نا الحسين بن محمّد، نا ابن سعد (4)،أنا عبيد اللّه بن موسى، أنا موسى بن عبيدة، عن أيوب بن خالد، عن عبد اللّه بن رافع قال:
لما أصيب أبو عبيدة بن الجرّاح في طاعون عمواس استخلف معاذ بن جبل، و اشتد الوجع، فقال الناس لمعاذ: ادع اللّه يرفع عنّا هذا الرجز، قال: إنه ليس برجز، و لكنه دعوة نبيّكم، و موت الصالحين قبلكم، و شهادة يختص بها اللّه من يشاء منكم، أيّها الناس، أربع خلال من استطاع أن لا يدركه شيء منهن (5) فلا تدركه، قالوا: و ما هي ؟ قال: يأتي زمان يظهر فيه الباطل، و يصبح الرجل على دين و يمسي على آخر، و يقول الرجل: و اللّه ما أدري على ما أنا، لا يعيش على بصيرة، و لا يموت على بصيرة، و يعطى المال من مال اللّه على أن يتكلم بكلام الزور الذي يسخط اللّه، اللّهمّ آت آل معاذ نصيبهم الأوفر من هذه الرحمة، فطعن ابناه، فقال: كيف تجدانكما؟ قالا: يا أبانا، اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاٰ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (6)، قال: و أنا ستجداني إن شاء اللّه من الصابرين، ثم طعنت (7) امرأتاه، فهلكتا، و طعن هو في إبهامه، فجعل يمسّها بفيه و يقول: اللّهمّ إنها صغيرة فبارك فيها، فإنك تبارك في الصغير، حتى هلك.
ص: 442
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا أبو أحمد الزبيري، نا مسرّة بن معبد، عن إسماعيل بن عبيد اللّه قال: قال معاذ بن جبل:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«ستهاجرون إلى الشام، فيفتح (2) لكم و يكون فيه داء (3)كالدّمّل أو كالحرّة يأخذ بمراق الرجل، يستشهد اللّه به أنفسهم و يزكّي به أعمالهم»، اللّهم إن كنت تعلم أن معاذ بن جبل سمعه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فأعطه هو و أهل بيته الحظ الأوفر منه، فأصابهم الطاعون، فلم يبق منهم أحد، فطعن في إصبعه السبابة فكان يقول: ما يسرّني أنّ لي بها حمر النعم[12198].
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي الصنعاني، نا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد الرزّاق، عن (4) معمر، عن قتادة قال:
وقع طاعون بالشام في عهد عمر، حتى كان الرجل لا يرفع إليه شيئا، قال (5):فقام عمرو بن العاص - و هو أمير بالشام يومئذ - فقال: تفرقوا من هذا الرجز في هذه الجبال و هذه (6) البريّة، فقال شرحبيل بن حسنة: بل رحمة ربكم، و دعوة نبيّكم، و موتة الصالحين قبلكم، و لقد أسلمت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و إن هذا لأضلّ من حمار أهله، قال: فقال معاذ بن جبل و سمعه يقول ذلك: اللّهم ادخل على آل معاذ نصيبهم من هذا البلاء، قال: فطعنت له امرأتان فماتتا (7)،ثم طعن ابن معاذ فدخل عليه فقال: اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاٰ تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (8)،فقال: سَتَجِدُنِي إِنْ شٰاءَ اللّٰهُ مِنَ الصّٰابِرِينَ (9)،قال: ثم مات ابنه ذلك، فدفنه معاذ، ثم طعن معاذ بن جبل فغشي عليه فإذا أفاق قال: ربّ غمّني غمك، فوعزتك إنك لتعلم أنّي أحبك، قال: ثم يغشى عليه، فإذا أفاق قال مثل ذلك.
ص: 443
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر، عن أبي عثمان، و أبي حارثة، و الربيع، بإسنادهم، قالوا:
و كان ذلك الطاعون موتان لم ير مثله طمع له العدو في المسلمين، و تحرقت له قلوب المسلمين، كثر موته و طال مكثه، مكث أشهرا حتى تكلم في ذلك (1) الناس، فاختلفوا، فأمر معاذ بالصبر حتى ينجلي، و أمر عمرو بن عبسة بالتنحي حتى ينجلي، و قال الذين يرون التنحي: أيها الناس، هذا رجز، هذا الطوفان، الذي (2) بعث على بني إسرائيل و بلغ ذلك معاذا فأقبل، و الذين يرون الصبر فتكلموا قال معاذ: يا أيها الناس، لم تجعلون دعوة نبيّكم و رحمة ربّكم عذابا؟ و تزعمون أن الطاعون هو الطوفان الذي بعث على بني إسرائيل ؟ و إنّ الطاعون لرحمة من ربكم رحمكم بها، و دعوة من نبيّكم لكم، و كفت (3) الصالحين قبلكم، اللّهمّ أدخل على آل معاذ منه نصيبهم الأوفى، فطعن عبد الرّحمن بن معاذ، و امرأته، و دخل عليه معاذ يعوده، فقال: يا بني كيف تجدك ؟ فقال: يا أبت اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاٰ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ،قال: يا بني سَتَجِدُنِي إِنْ شٰاءَ اللّٰهُ مِنَ الصّٰابِرِينَ ،فمات [الفتى] (4) و امرأته، و طعنت امرأتان لمعاذ فماتتا في يوم واحد، فأقرع بينهما، فقدم إحداهما قبل صاحبتها في القبر، و طعن خادمه، و أم ولده فتوفيتا فدفنهما حتى إذا لم يبق غيره طعن في كفّه بثيرة صغيرة كأنها عدسة، فجعل ينظر إليها و يقول: إنك لصغيرة، و إنّ اللّه ليجعل في الصغير الخير الكثير، ثم يقبّلها و يقول: ما أحبّ أنّ لي بك حمر النعم، فلما نزل به الموت فجعل يغيب به ثم يغمى عليه ثم ينفس عنه فيقول: غمّ غمك، فوعزتك إنّك لتعلم أنّي أحبك، ثم يقول:
جرّعني ما أردت (5).
قال: و نا سيف، عن داود بن أبي هند، عن شهر بن حوشب قال:
قام معاذ بن جبل في ذلك الطاعون فقال: يا أيها الناس، إنّ هذا الطاعون رحمة ربكم، و دعوة نبيكم، و ذهاب الصالحين قبلكم، اللّهمّ أدخل على آل معاذ نصيبهم الأوفى، ثم
ص: 444
جلس، فأتاه آت فقال: إنّ عبد الرّحمن ابنك قد أصيب، فأتاه يعوده، فقال له ابنه: يا أبة، اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاٰ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ قال: سَتَجِدُنِي إِنْ شٰاءَ اللّٰهُ مِنَ الصّٰابِرِينَ فلما مات، و مات أهله واحدا واحدا طعن معاذ، فلمّا عاده أصحابه بكى الحارث بن عميرة (1)الزّبيدي - قرية من قرى اليمن تدعى زبيدا (2)-و هو عند معاذ، فأفاق معاذ، فقال: ما يبكيك ؟ قال: أبكي على العلم الذي يدفن معك، قال: إن كنت طالب العلم لا محالة فاطلبه من ثلاث: من ابن أم عبد، و من عويمر - يعني أبا الدّرداء - و من سلمان الفارسي، و إيّاك و زلّة العالم (3) فإنّ على الحق نورا يعرفه.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد (4)،أنا أبو الحسين محمّد ابن علي بن أبي الحديد المصري، نا إبراهيم بن مرزوق، نا مسلم بن إبراهيم، نا همّام، نا قتادة، و مطر الورّاق، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرّحمن بن غنم قال (5):
وقع الطاعون بالشام، فخطب الناس عمرو بن العاص، فقال: هذا الطاعون رجز، ففروا منه في الأودية و الشعاب، فبلغ ذلك شرحبيل بن حسنة فغضب، فجاء يجرّ ثوبه و نعلاه بيده فقال: صحبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و لكنه رحمة ربكم، و دعوة نبيّكم، و وفاة الصالحين قبلكم - أو قال: ممات الصالحين - فبلغ ذلك معاذ بن جبل فقال: اللّهمّ اجعل نصيب آل معاذ الأوفر، فماتت ابنتاه، فدفنهما في قبر واحد، فطعن ابنه عبد الرّحمن فقال: اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاٰ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ فقال معاذ بن جبل: سَتَجِدُنِي إِنْ شٰاءَ اللّٰهُ مِنَ الصّٰابِرِينَ قال:
فطعن معاذ على كفه، فجعل يقبّلها و يقول: هي أحبّ إليّ من حمر النعم، فإذا سرّي عنه قال: رب غمّ غمّك، فإنك تعلم أنّي أحبك.
قال (6):و رأى رجلا يبكي عنده فقال له: ما يبكيك ؟ فقال: ما أبكي على دنيا كنت أصيبها منك، و لكن أبكي على العلم الذي كنت أصيبه منك، قال: فلا تبكه، فإنّ إبراهيم
ص: 445
صلوات اللّه و سلامه عليه كان في الأرض و ليس بها علم، فآتاه اللّه علما، فإن أنا متّ فاطلب العلم عند أربعة، عند: عبد اللّه بن مسعود، و عبد اللّه بن سلام، و سلمان الفارسي، و عويمر أبي الدّرداء.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر، أنا أحمد، نا الحسين، نا ابن سعد (1)،أنا حمّاد بن عمرو النصيبي، نا زيد بن رفيع، عن معبد الجهني قال:
كان رجل يقال له يزيد بن عميرة السكسكي، و كان تلميذا لمعاذ بن جبل، فحدّث أن معاذ بن جبل لما حضرته الوفاة قعد يزيد عند رأسه يبكي، فنظر إليه معاذ فقال: ما يبكيك ؟ فقال له يزيد: أ ما و اللّه ما أبكي لدنيا كنت أصيبها منك، و لكني أبكي لما فاتني من العلم، فقال له معاذ: إن العلم كما هو لم يذهب، فاطلب العلم بعدي عند أربعة، عند: عبد اللّه بن مسعود، و عند عبد اللّه بن سلام الذي قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«هو عاشر عشرة في الجنّة»[12199]، و عند عمر، و لكن عمر شغل عنكم، و عند سلمان الفارسي، قال: و قبض معاذ، و لحق يزيد بالكوفة، فأتى مجلس عبد اللّه بن مسعود، فلقيه فقال له ابن مسعود: إن معاذ بن جبل كان أمة قانتا للّه حنيفا و لم يك من المشركين، فقال أصحابه: إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ كٰانَ أُمَّةً قٰانِتاً لِلّٰهِ حَنِيفاً وَ لَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فقال ابن مسعود: إنّ معاذ بن جبل كان أمة قانتا للّه حنيفا و لم يك من المشركين.
أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنا محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك الفرّاء، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسين بن عبيد اللّه بن عبدان، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا سعيد بن عبد العزيز الحلبي، نا محمّد بن إبراهيم المصيصي، نا مجّاعة بن ثابت البغدادي، نا ابن لهيعة، عن ابن هبيرة، عن عتبة بن حميد (2) الطويل عن عبادة بن نسيّ ، عن عبد الرّحمن بن غنم الأشعري قال:
حضرت معاذ بن جبل و هو عند رأس ابن له يجود بنفسه، فما ملكنا أن ذرفت أعيننا أو انتحب بعضنا، فحرد معاذ و قال: مه، و اللّه ليعلم رضاي بهذا أحبّ إليّ من كلّ غزاة غزوتها
ص: 446
مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، ثم قال: ما يسرّني أنّ لي أحدا ذهبا (1) و أنّي أسخط بقضاء [قضاه] (2) اللّه بيننا قال: فقبض (3) الغلام، فغمضناه و ذلك حين أخذ المؤذن في النداء لصلاة الظهر، فقال معاذ: عجّلوا بجهازكم، فما فجأنا إلاّ و قد غسله و كفّنه و حنّطه خارجا بسريره قد جاز به المسجد غير مكترث لجميع الجيران و لا لمشاهدة الإخوان، و تلاحق الناس ثم قالوا:
أصلحك اللّه، أ لا انتظرتنا (4) نفرغ من صلاتنا و نشهد جنازة ابن أخينا، فقال معاذ: إنّا نهينا أن ننتظر بموتانا ساعة من ليل أو نهار، ما يزال أول الأذى (5) فيها من بقيا الجاهلية، ثم نزل الحفرة هو و آخر فقلت الثالث: يا معاذ، فقال: إنّما يقول الثالث الذين لا يعلمون فناولته يدي لأعينه، فأبى فقال: و اللّه ما أدع ذلك من فضل قوة، و لكني أتخوف أن يظن الجاهل أنّ بي جزعا و استرخاء عند المصيبة، ثم خرج فغسل رأسه و دعا بدهن فادّهن و دعا بكحل فاكتحل، و دعا ببردة فلبسها، و قعد في مسجده، فأكثر من التبسّم و التكشير ليس به إلاّ ما ينوي من ذلك، ثم قال: إنا للّه و إنا إليه راجعون في اللّه خلف من كلّ فائت و غنى من كل عزم، و أنس من كل وحشة، و عزاء من كل مصيبة، رضينا باللّه ربا، و بالإسلام دينا، و بمحمّد (6) نبيا، فقلنا: و ما ذلك يا أبا عبد الرّحمن ؟ فقال: وعظني خليلي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوما فقال:«يا معاذ، من كان له ابن و كان عليه عزيزا، و كان به ضنينا فأصيب به، فاحتمل و صبر بمصيبته أنزل اللّه الميت دارا خيرا من داره، و قرارا خيرا من قراره، و أهلا خيرا من أهله، و أوجب للمصاب المغفرة، و الهدى، و الرضوان، و الجوار في الجنّة، و من أصابته مصيبة فخرق فيها ثوبا فقد خرق دينه، و مزّقه، و بدّده، و من لطم عليها وجها حرم اللّه عليه النظر إلى وجهه، و من دعا عليها ويلا احتجب اللّه من بين يديه يوم القيامة، و من سالت دمعته من عينه لا يملكها كتب اللّه مصيبته له و لا عليه»[12200].
ثم إنّ معاذا طعن في كفّه عام عمواس فقبلها و قال: حبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم، قلت: يا معاذ، هل ترى شيئا؟ قال: نعم، شكر لي ربي حسن عزائي، أتاني روح ابني يبشرني أن محمّدا صلى اللّه عليه و سلّم في مائة صف من الملائكة المقرّبين و الشهداء و الصالحين يصلّون على
ص: 447
روحي و يسوقوني إلى الجنّة، ثم أغمي (1) عليه، فرأيته كأنه يصافح قوما و يقول: مرحبا، مرحبا، مرحبا، أتيتكم، قال: فقضى (2)،فرأيته في المنام بعد ذلك، حوله زحام كزحامنا على خيل بلق عليهم ثياب بياض، و هو ينادي: يا سعد بين رامح و مطعون، الحمد للّه الذي أورثنا الجنّة، نتبوّأ منها حيث نشاء، فنعم أجر العاملين، قال: فانتبهت و أهلي ينادوني:
الصلاة، فندمت ألاّ تركوني فأسرّ برؤيتي إيّاهم فوق الذي سررت.
و قد رويت تعزية النبي صلى اللّه عليه و سلّم لمعاذ من وجهين آخرين.
أخبرنا أبو العباس أحمد بن سلامة بن عبيد اللّه القاضي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد ابن الحسن بن ماجة الأبهري، أنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن المرزبان، نا أبو جعفر محمّد ابن إبراهيم بن يحيى بن الحكم الحزوري، نا أبو عمر الدوري حفص بن عمر الأزدي (3)،نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، عن محمّد بن سعد، عن عبادة بن نسيّ ، عن عبد الرّحمن بن غنم (4) قال:
أصيب معاذ بولد، فاشتدّ جزعه، فبلغ ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فكتب إليه:
«من محمّد رسول اللّه، إلى معاذ بن جبل، سلام عليك، فإنّي أحمد اللّه إليك الذي لا إله إلاّ هو، أما بعد، فعظّم اللّه لك الأجر، و ألهمك الصبر، و رزقنا و إيّاك الشكر، ثم إن أنفسنا و أهالينا و أموالنا و أولادنا من مواهب اللّه الهنيّة و عواريه المستودعة، يمتع بها إلى أجل معدود، و تقبض لوقت معلوم، ثم افترض علينا الشكر إذا أعطى، و الصبر إذا ابتلى، و كان ابنك من مواهب اللّه الهنية و عواريه المستودعة، متّعك اللّه به في غبطة و سرور، و قبضه منك بأجر الصلاة و الرحمة و الهدى، إن صبرت و احتسبت، فلا تجمعنّ يا معاذ خصلتين: أن يحبط جزعك أجرك فتندم على ما فاتك، فلو قدمت على ثواب مصيبتك قد أطعت ربك و تنجّزت موعده عرفت أن المصيبة قد قصّرت عنه، و اعلم يا معاذ أنّ الجزع لا يردّ ميتا و لا يدفع حزنا، فأحسن العزاء و تنجّز الموعدة، و ليذهب أسفك بما هو نازل بك. فكأن قد، و السلام»[12201].
و أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن محمّد، أنا علي بن الحسن بن الحسين،
ص: 448
أنا عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد بن سعيد، نا أحمد بن محمّد بن زياد البصري، نا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقّي، نا عمرو بن بكر بن بكار البصري (1)،نا مجاشع بن عمرو، نا الليث بن سعد، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن معاذ بن جبل أنه مات ابن له، فكتب إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يعزّيه بابنه، فكتب إليه:
«بسم اللّه الرّحمن الرحيم، من محمّد رسول اللّه إلى معاذ بن جبل، سلام عليك، فإنّي أحمد إليك اللّه الذي لا إله إلاّ هو، أمّا بعد، فأعظم اللّه أجرك، و ألهمك الصبر، و رزقنا و إيّاك الشكر، فإنّ أنفسنا و أموالنا و أولادنا مواهب اللّه الهنية، و عواريه المستودعة، متّعك به في غبطة و سرور، و قبضه منك بأجر كبير (2)،الصلاة و الرحمة و الهدى، فاصبر و لا يحبط جزعك أجرك فتندم، و اعلم أنّ الجزع لا يردّ ميتا، و لا يدفع حزنا، و ما هو (3) نازل بك كأن قد و السّلام عليك»[12202].
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا محمّد بن أحمد بن إسحاق المسوحي، نا هدبة بن خالد، عن أبي جناب قال:
لما احتضر معاذ بن جبل قال: أعوذ باللّه من صباح إلى النار، ثم قال: مرحبا بالحفظة، ثم قال: اللّهمّ إنّك تعلم أنّي لم أكن أحب البقاء (4) في الدنيا لحفر الأنهار، و لا لغرس الأشجار، و لكنّي كنت أحب البقاء لمكابدة الليل، و ظمأ الهواجر في الحرّ الشديد.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن (5) بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان، نا أبي، نا أبو خالد الأحمر (6)،عن عمرو بن قيس قال:
ص: 449
بلغني أن معاذا لما طعن فجعل سكرات الموت تغشاه فيفيق (1) الإفاقة ثم يقول:
و عزّتك أنت تعلم أنّي لم أكن أريد البقاء في الدنيا لكراء الأنهار و غرس الأشجار، و لكن لمزاحمة العلماء بالركب في المجالس عند حلق الذكر.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا محمود بن خداش، نا شجاع بن الوليد (2)،عن عمرو بن قيس.
إن معاذ بن جبل لما حضره الموت قال: انظروا أصبحنا؟ قال: فقيل: لم تصبح، حتى أتى فقيل قد أصبحت، قال: أعوذ باللّه من ليلة صباحها إلى النار، مرحبا بالموت، مرحبا زائر مغب، حبيب جاء على فاقة، اللّهمّ إنك تعلم أنّي كنت أخافك، فأنا اليوم أرجوك، إنّي لم أكن أحب الدنيا، و طول البقاء فيها لكراء الأنهار، و لا لغرس الأشجار و لكن لظمإ الهواجر و لمكابدة الساعات، و مزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر.
قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا يحيى بن إسحاق البجلي، نا ضمام بن إسماعيل المعافري قال: سمعت موسى بن وردان يحدّث.
إن معاذ بن جبل لما حضرته الوفاة بكى فقيل له: ما يبكيك ؟ قال: ما أبكي جزعا من الموت، و لكن أبكي على الجهاد في سبيل اللّه، و على فراق الأحبّة، قال: و يغشاه الكرب، فجعل يقول: اخنق خنقك فو عزتك إنّي أحبك.
أخبرنا أبو الخير عبد السّلام بن محمود بن أحمد، نا أبو بكر الباطرقاني - إملاء - نا محمّد بن عبد العزيز بن محمّد الأيوبي، و محمّد بن أحمد بن محمّد المهلبي، قالا: نا أحمد ابن محمّد بن عاصم، نا محمّد بن إبراهيم بن أبان، نا بكر بن بكّار، نا البرّاء بن عبد اللّه الغنوي، نا الحسن قال:
لما حضر معاذ بن جبل الموت جعل يبكي، فقيل له: أ تبكي و أنت صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و أنت، و أنت، قال: ما أبكي جزعا من الموت إنّ حلّ بي، و لا دنيا تركتها بعدي، و لكن إنّما هي القبضتان فلا أدري في أيّ القبضتين أنا.
ص: 450
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصفّار، نا محمّد النضر الأصبهاني، نا بكر بن بكّار، نا البراء بن عبد اللّه، نا الحسن بن أبي الحسن البصري قال:
لما حضرت معاذ الوفاة جعل يبكي، قال: فقيل له: أ تبكي و أنت صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و أنت، و أنت، فقال: ما أبكي جزعا من الموت إن حلّ بي، و لا دنيا تركتها بعدي، و لكن إنّما هما القبضتان، قبضة في النار، و قبضة في الجنّة، فلا أدري في أيّ القبضتين أنا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، أنا محمّد بن عبد اللّه الأردني (1)،نا أسد بن راشد، عن البراء بن عبد اللّه، أو ابن بريدة، أراه عن الحسن.
إن معاذ بن جبل لما احتضر دخل عليه و هو يبكي، فقيل: ما يبكيك ؟ قد صحبت محمّدا (2) و الأحبة، فقال: ما أبكي جزعا من الموت إن حلّ بي، و لا على دنيا أتركها بعدي، و لكن بكائي أنّ اللّه قبض قبضتين فجعل واحدة في الجنّة و واحدة في النار، فلا أدري في أيّ القبضتين أكون.
قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني الفضل بن إسحاق بن حبان، نا أبو قتيبة، عن البراء الغنوي، سمع الحسن يقول:
دخل علي معاذ و هو بالموت فبكى فقيل: ما يبكيك ؟ قال: ما أبكي على الموت إن حلّ بي، و لا على دنيا أخلّفها، و لكن هما قبضتان: قبضة في الجنّة و قبضة في النار، فلا أدري في أيّ القبضتين أنا.
أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضيل بن يحيى، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا أبو عبيد اللّه الورّاق، نا أبو داود، نا البراء بن يزيد الغنوي، نا الحسن قال:
لما حضر معاذا الوفاة بكى، فقيل له: ما يبكيك ؟ قال: أبكي إنّما هما قبضتان: قبضة في الجنّة، و قبضة في النار، فلا أدري في أيّ القبضتين أنا.
ص: 451
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (1).
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا علي بن محمّد بن بشران، أنا ابن صفوان.
قالا: نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين (2)،نا عبيد اللّه بن موسى، نا شيبان، عن الأعمش، عن شهر، عن الحارث بن عميرة الزبيدي قال:
إني لجالس عند معاذ بن جبل و هو يموت و هو يغمى عليه مرة و يفيق مرة، فسمعته يقول عند إفاقته: اخنق خنقك، فو عزتك إني لأحبك (3).
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر، أنا علي، أنا ابن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني بشر بن معاذ العقدي، نا عامر بن يساف، عن يحيى بن أبي كثير قال:
قال معاذ بن جبل و شدد عليه - يعني - الموت: اخنق خنقك، فإن قلبي ليحبك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو الحسن الحربي، نا القاضي بدر بن الهيثم، نا تمام بن العبّاس بن عيسى الهاشمي، نا الحارث - يعني - ابن منصور، نا عمر بن قيس، عن عطاء، و عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:
لما ثقل معاذ قال: ارفعوا سجفي القبة، و أذنوا لمن بالباب، فقال: يا أيها الناس إنّي محدّثكم بحديث لم يمنعني أن أحدّثكم به إلاّ مخافة أن تتّكلوا (4)،سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«من لقي اللّه يشهد أن لا إله إلاّ اللّه من نفس يقين دخل الجنّة» (5)[12203].
أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.
ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى.
ص: 452
قالا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال: مات معاذ بن جبل في طاعون عمواس.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا البخاري، حدّثني محمّد بن يوسف أبو أحمد، نا عبد الأعلى بن مسهر قال:
مات معاذ بن جبل سنة سبع عشرة، سنة فتح بيت المقدس.
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.
قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني الوليد بن عتبة (1) الدمشقي، نا أبو مسهر قال: قرأت في كتاب ابن عبيدة بن أبي المهاجر - و كان سعيد ابن عبد العزيز يقول: إنه صحيح:- مات معاذ بن جبل في سنة سبع عشرة، و في تلك السنة فتحت بيت المقدس.
أخبرنا أبو علي الحسين (2) بن علي (3) بن أشليها، و ابنه أبو الحسن علي، قالا: أنا أبو الفضل (4) بن الفرات، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القزويني نا ابن علي، حدّثني عبد الأعلى (5) بن مسهر أنه قرأ في كتاب ابن عبيدة - يعني - يزيد قال: فتحت بيت المقدس سنة سبع عشرة، و فيها هلك معاذ بن جبل.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن محمّد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون.
قال: و أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي.
قالا: أنا أبو زرعة (6)،حدّثني محمّد بن عائذ، عن أبي مسهر قال: قرأت في كتاب يزيد بن عبيدة: توفي معاذ بن جبل سنة سبع عشرة.
ص: 453
أخبرنا أبو غالب (1)،و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - أنا محمّد بن الحسين (2)،نا ابن أبي خيثمة قال: و سمعت يحيى بن معين يقول: مات معاذ بن جبل سنة سبع عشرة أو ثماني عشرة و هو ابن أربع و ثلاثين سنة (3).
قال: و أنا المدائني قال: مات معاذ بن جبل سنة سبع عشرة أو ثماني عشرة (4) أو تسع عشرة.
أخبرنا أبو الحسن الخطيب (5)،أنا محمّد بن الحسن (6)،نا أحمد بن الحسين ابن زنبيل، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل قال: و قال علي بن عبد اللّه: مات معاذ في طاعون عمواس سنة سبع أو ثمان عشرة.
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن محمّد بن طوق، أنا عبد الجبّار بن محمّد، نا عون بن الحسن بن عون، نا عبيد اللّه بن محمّد، نا بكر ابن عبد الوهّاب، حدّثني محمّد بن عمر الواقدي قال: مات معاذ بن جبل سنة ثمان عشرة في طاعون عمواس.
و عن الواقدي: نا أيوب بن النعمان، عن أبيه، عن قومه قال:
شهد معاذ بدرا و هو ابن عشرين سنة، أو إحدى و عشرين سنة، و مات سنة ثمان عشرة في الطاعون، و هو ابن ثمان و ثلاثين، و كان طويلا، أبيض، حسن الثغر، عظيم العينين، مجموع الحاجبين، جعدا، قططا (7).
قال: و نا إسحاق بن خارجة بن عبد اللّه بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن جده قال:
و كان يكنى أبا عبد الرّحمن، و مات بناحية الأردن.
ص: 454
قال أبو عبد اللّه: و لم يولد له قط ، زعموا، و كان من أجلّ (1) الرجال.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، نا أحمد بن عبد الجبّار، عن يونس بن بكير.
ح قال: و أنا محمّد بن علي العطوفي البغدادي، نا محمّد بن يحيى المروزي، نا أحمد ابن محمّد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد، عن محمّد بن إسحاق قال (2):
و معاذ بن جبل من بني سلمة شهد المشاهد كلها، مات بالشام بعمواس، عام الطاعون، سنة ثماني عشرة في خلافة عمر.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمي، عن أبيه، عن ابن إسحاق قال:
توفي معاذ بن جبل سنة ثماني عشرة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم عبد الواحد ابن علي بن محمّد، قالا: أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا الحسن بن محمّد بن الحسن، نا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، نا ابن نمير قال:
مات معاذ بن جبل سنة ثماني عشرة بناحية الأردن.
أخبرنا أبو الأعزّ بن الأسعد، أنا الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، نا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس قال:
و مات معاذ بن جبل في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة، و كان يكنى أبا عبد الرّحمن، و مات بناحية الأردن (3)،و كان جميل الوجه، برّاق الثنايا، شهد بدرا ابن عشرين سنة، و مات ابن ثلاث (4) و ثلاثين سنة.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة (5) قال (6):
ص: 455
و فيها سنة ثمان عشرة طاعون عمواس مات بالشام فيه معاذ بن جبل.
حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم (1)،أنا نعمة اللّه بن محمّد، نا أحمد بن محمّد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن شقيق (2)،نا [محمد] (3) بن علي، عن (4) محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر يقول:
توفي معاذ بن جبل سنة ثمان عشرة في الطاعون (5)،- و هو ابن ثمان و ثلاثين (6) بناحية الأردن، زعموا أنه لم يولد له.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد (7) بن محمّد، أنا أبو طاهر - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن (8) بن أحمد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة ثمان عشرة معاذ بن جبل - يعني - مات.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد ابن عبيد - إجازة - أنا محمّد بن الحسين (9)،نا ابن أبي خيثمة قال:
مات بناحية الأردن في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة، و هو ابن ثمان و ثلاثين، و ذكر موته إسحاق بن خارجة بن عبد اللّه بن كعب بن مالك عن أبيه عن جده.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان الربعي قال:
معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس، يكنى أبا عبد الرّحمن، مات سنة ثمان عشرة في طاعون عمواس بالشام، بناحية الأردن.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد التميمي، أنا أبو
ص: 456
الميمون، نا أبو زرعة (1)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن ضمرة بن ربيعة قال: توفي معاذ بن جبل بقصير خالد من أرض الأردن.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا عبد اللّه بن جعفر البغدادي - بمصر - نا يحيى بن أيوب، نا سعيد بن أبي مريم، نا يحيى ابن أيوب (2)،عن يحيى بن سعيد قال:
توفي معاذ بن جبل و هو ابن ثمان و عشرين سنة، و الذي يرفع في سنة يقول: اثنتين و ثلاثين.
أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس، أنا أبو القاسم ابن الأشقر، نا البخاري، نا إسماعيل - يعني - ابن أبي أويس، حدّثني أخي، عن سليمان - هو ابن بلال (3)-عن يحيى بن سعيد قال:
توفي معاذ بن جبل ابن ثمان و عشرين سنة، و الذي يرفع في سنّه يقول: ابن إحدى و ثلاثين أو اثنتين و ثلاثين و الذي يعرف سنه يقول إحدى أو اثنتين و ثلاثين سنة (4).
أنبأنا أبو علي الحدّاد و غيره قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد، نا أبو الزّنباع روح بن الفرج، نا يحيى بن بكير، حدّثني ابن لهيعة، حدّثني عمارة بن عرفة، عن يحيى بن سعيد قال: توفي معاذ بن جبل و هو ابن ثمانية و عشرين سنة.
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.
قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا ابن بكير قال: سمعت مالك بن أنس يقول:
ص: 457
إن معاذ بن جبل هلك و هو ابن ثمان و عشرين سنة، و قائل يقول: اثنتين و ثلاثين، و هو أمام العلماء رتوة (1).
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن زبر، نا العباس الدوري، نا أبو بكر - يعني - ابن أبي الأسود، نا الأصمعي، قال: و سمعت ابن أخي المجاشون يذكر عن يحيى بن سعيد قال: المكثر (2) في سن معاذ بن جبل يقول: اثنان و ثلاثون.
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم العلاّف، قالا: أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا الحسن بن محمّد، نا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، نا هدبة (3) بن خالد، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد (4)،عن سعيد بن المسيّب قال: مات معاذ بن جبل و هو ابن ثلاث و ثلاثين.
أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن الحسن بن عقبة، أنا جعفر بن محمّد الهمداني، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيّب قال:
مات معاذ بن جبل و هو ابن ثلاث و ثلاثين سنة، و رفع عيسى ابن مريم و هو ابن ثلاث و ثلاثين سنة.
أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (5) قال: و أخبرت عن هشيم، عن علي ابن زيد، عن سعيد بن المسيّب قال:
قبض معاذ و هو ابن ثلاث أو أربع و ثلاثين سنة.
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا ابن رزقويه، أنا ابن السمّاك، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا هشيم، أنا علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب قال:
ص: 458
قبض معاذ و هو ابن ثلاث أو أربع و ثلاثين سنة.
أخبرنا أبو محمّد السلمي، نا أحمد بن علي بن ثابت.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا محمّد بن هبة اللّه.
قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا أبو هاشم - يعني - زياد بن أيوب، نا هشيم، أنا علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب قال:
قبض معاذ بن جبل و هو ابن ثلاث أو أربع و ثلاثين سنة.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين (1) بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة - نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أنا المدائني، عن أبي سفيان الغداني (2)،عن ثور، عن خالد بن معدان، عن عبد اللّه بن قرط قال:
حضرت وفاة معاذ بن جبل فقال: روّحوني ألقى اللّه مثل سنّ عيسى بن مريم، ابن ثلاث و ثلاثين، أو أربع و ثلاثين سنة (3).
7482 - معاذ بن سعد السكسكي (4)
من أهل دمشق.
روى عن: جنادة بن أبي (5) أمية.
روى عنه: يزيد بن عطاء السكسكي.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد، أنا عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني، نا موسى بن سهل الرملي، نا يحيى بن صالح الوحاظي، حدّثني يزيد بن سعد بن ذي عضوان، عن يزيد بن عطاء السكسكي، عن رفاعة (6) بن معاذ السكسكي، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت قال:
ص: 459
سأل رجل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال: يا رسول اللّه، ما أمدّ أمّتك من الرخاء؟ فأسكت عنه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، ثم سأله، فأسكت عنه، ثم سأله فقال:«أمدّ أمّتي من الرخاء - قال - مائة سنة» قال: هل لذلك يا رسول اللّه من أمارة أو علامة ؟ قال:«نعم، الخسف، و المسخ، و الإرجاف، و إرسال الشياطين الملجمة على الناس»[12204].
[قال ابن عساكر:] (1) كذا قال رفاعة، و إنما هو معاذ بن سعد السكسكي.
أخبرناه على الصواب [أبو البركات] (2) عبد اللّه بن محمّد بن الفضل، و أبو يعلى حمزة بن الحسين المقرئ، و أبو سهل محمّد بن عبد الرشيد بن نصر، و أبو الفتوح عرفة بن علي العطّار، و أبو الدرّ جوهر بن عبد اللّه العميدي - بنيسابور - و أبو سعد إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل الفقيه، و أبو الحسن علي بن محمّد بن الحسن الصوفي، و أبو القاسم عبد الجبّار بن محمّد بن أبي القاسم القايني - بهراة - قالوا: أنا أبو المظفّر موسى بن عمران بن محمّد، أنا أبو الحسن محمّد بن الحسن بن (3) داود بن علي بن عيسى الحسني، أنا أبو نصر ابن حمدوية المروزي - و هو محمّد بن سهل - نا عبد اللّه بن حمّاد الآملي، نا يحيى بن صالح، نا يزيد بن سعيد العنسي، نا يزيد بن عطاء السكسكي أبو عطاء، عن معاذ بن سعد السكسكي، عن جنادة بن أبي أمية أنه سمع عبادة بن الصامت يقول:
إن رجلا أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه، ما مدّة أمتك من الرخاء؟ فلم يردّ عليه شيئا حتى سأله ثلاث مرّات، كلّ ذلك لا يجيبه، فانصرف الرجل، ثم إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:
«أين السائل عن شيء ما سألني عنه أحد من أمّتي، مدة أمتي من الرخاء مائة سنة» قاله مرتين أو ثلاثا، فقال الرجل: يا رسول اللّه، فهل لذلك من أمارة أو علامة أو آية ؟ قال:«نعم، الخسف، و إرسال الشياطين الملجمة على الناس»[12205].
تابعه أبو زرعة الدمشقي، و ذلك فيما.
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه، و حدّثنا أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد اللخمي، نا أبو زرعة الدمشقي، نا يحيى بن صالح الوحاظي، نا يزيد بن سعيد بن ذي عضوان، عن أبي عطاء يزيد بن عطاء السكسكي،
ص: 460
عن معاذ بن سعد السكسكي، عن جنادة بن أبي أمية أنه سمع عبادة بن الصامت يقول:
إن رجلا أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه، ما مدّة أمتك من الرخاء؟ فلم يردّ عليه شيئا حتى سأله ثلاث مرّات، كلّ ذلك لا يجيبه، فانصرف الرجل، ثم إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:
«أين السائل ؟» فردّ عليه، فقال:«لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد من أمّتي، مدة أمّتي من الرخاء مائة سنة» قالها مرتين أو ثلاثا، فقال الرجل: يا رسول اللّه، فهل لذلك من أمارة أو علامة أو آية ؟ قال:«نعم، الخسف، و الإرجاف، و إرسال الشياطين الملجمة على الناس»[12206].
و كذا رواه مروان بن محمّد الأسدي الطاطري عن يزيد بن سعيد، عن يزيد، عن معاذ.
أخبرناه خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى بن علي، أنا علي بن محمّد بن علي المصيصي، أنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي (1)،أنا أبو عمر محمّد ابن موسى بن فضالة بن إبراهيم القرشي، نا أبو محمّد جعفر بن أحمد بن عاصم، نا محمود ابن خالد، نا مروان، نا يزيد بن سعيد بن ذي عضوان، حدّثني (2) يزيد بن أبي عطاء السكسكي، عن معاذ بن سعد السكسكي، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت.
أن رجلا قال: يا رسول اللّه، ما مدّة رخاء أمتك من بعدك ؟ قال: فسكت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قال: ثم أعاد عليه، فسكت النبي صلى اللّه عليه و سلّم، قال: ثم قال:«مدة رخاء أمّتي من بعدي مائة سنة» (3) قال: فقال: يا رسول اللّه، فهل لذلك من علامة أو آية ؟ قال:«نعم، الخسف، و القذف، و المسخ، و إرسال الشياطين الملجمة على الناس»[12207].
[قال ابن عساكر:] (4) هكذا قال، و إنما هو يزيد بن عطاء أبو عطاء، كما تقدم ذكره (5).
و كذا رواه إسماعيل بن عيّاش الحمصي عن يزيد.
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا الحكم بن نافع، نا إسماعيل بن عيّاش، عن يزيد بن سعيد،
ص: 461
عن أبي عطاء يزيد بن عطاء السكسكي، عن معاذ بن سعد السكسكي، عن جنادة بن أبي أمية أنه سمع عبادة بن الصامت يذكر.
أن رجلا أتى النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه، ما مدة أمّتك من الرخاء، فلم يرد عليه شيئا، حتى قاله ثلاث مرار، كلّ ذلك لا يجيبه، ثم انصرف الرجل، ثم إن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:
«أين السائل فردّوه عليّ » (1) فقال:«لقد سألتني عن شيء ما سألني أحد من أمّتي، مدة أمتي من الرخاء مائة سنة» قالها مرتين أو ثلاثا، فقال الرجل: يا رسول اللّه، فهل لذلك من أمارة أو علامة أو آية ؟ فقال:«نعم، الخسف، و الرجف، و إرسال الشياطين الملجمة على الناس»[12208].
أنبأنا أبو الحسين (2) الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):
معاذ بن سعد السكسكي روى عن جنادة بن أبي أمية، روى عنه يزيد بن عطاء السكسكي، سمعت أبي يقول ذلك.
[و قال ابن عساكر:] (4) و لم يذكره البخاري في تاريخه (5).
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا ابن عمير - إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا ابن عمير - قراءة.
ص: 462
قال: سمعت ابن سميع يقول: في الطبقة الرابعة:[معاذ] (1) بن سعد السكسكي دمشقي.
7483 - معاذ بن عبد (2) الحميد بن حريث بن أبي حريث القرشي
مولى بني مخزوم، والد محمّد، و عبد اللّه ابني معاذ.
حكى عن الهيثم بن عمران العنسي.
حكى عنه ابنه محمّد.
أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا أبو محمّد الصوفي، أنا أبو محمّد العدل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،أخبرني محمّد بن معاذ عن أبيه (4)،عن الهيثم بن عمران أنه سمع إسماعيل بن عبيد اللّه يذكر أن الضحّاك بن قيس و همّام بن قبيصة.
و ذكر الألهاني: و ابن ثور السلمي، قتلوا براهط .
7484 - معاذ بن عفّان أبو عثمان الخواشي (5)
ساكن هراة.
قدم دمشق، و سمع بها عباس بن الوليد الخلاّل، و هشام بن خالد الأزرق، و أحمد بن عبد الواحد بن عبود (6)،و محمّد بن الوزير السلمي، و محمود بن خالد، و بغيرها: أحمد بن صالح المصري، و أبا الطاهر بن السرح، و كثير بن عبيد، و عمرو بن عثمان.
روى عنه: أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن يونس البزاز (7) الهروي.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو طالب عبد الرّحمن بن محمّد الشيرازي، أنا أبو ذرّ عبد بن أحمد الهروي - إجازة - أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن الحسين بن محمّد بن مقاتل المزكي، أنا أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن يونس البزاز قال:
ص: 463
أبو عثمان معاذ بن عفّان الخواشي، سكن هراة، و مات بها، و كان فقيه النديّ ، حافظا للحديث، فاضلا.
كتب عنه أحمد بن صالح، و هشام بن خالد الدمشقي، و عمرو بن عثمان الحمصي، و عباس بن الوليد الخلاّل الدمشقي، و محمود (1) بن خالد الدمشقي، و محمّد بن الوزير، و كثير بن عبيد، و نظرائهم، توفي سنة سبع و سبعين و مائتين.
روى عن: أبيه، و الحسين بن السميدع.
روى عنه: أخوه أبو يعلى عبد اللّه بن محمّد.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع، نا عبد اللّه بن محمّد - بصيدا - حدّثني أخي معاذ بن محمّد، عن أبي محمّد بن حمزة.
أن جدّه سليمان بن أبي كريمة نظر عمودا أو حجرا عليه مكتوب كتابا، فلم يحسن يقرأه، فتعلم بعد ذلك قراءة اليونانية، فقرأه، فإذا عليه: بنى صيدا صيدوق بن سام بن نوح، و هي رابع مدينة بنيت بعد الطوفان.
قرأت على أبي القاسم بن السّمرقندي، عن محمّد بن أحمد [بن محمّد] (2) الأنباري، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن جميع، أنا أبو يعلى عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أخي معاذ بن حمزة، نا الحسين بن السميدع، نا عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي، نا ابن عياش، نا برد بن سنان، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري.
أن نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا صلّى أحدكم فلا يفترش ذراعه ربضة الكلب و السبع»[12209].
حدّث عن أبي يعلى عبد اللّه بن محمّد بن حمزة بن أبي كريمة، و إسحاق بن يعقوب بن إسحاق أبي يعقوب، و أبي بكر محمّد بن الحسين الآجري.
ص: 464
روى عنه: أبو الحسن علي بن الحسن الربعي، و أبو علي الأهوازي، و علي الحنائي، و الخضر بن الفتح بن عبد اللّه المر بن الصوفي.
أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا جدي أبو محمّد مقاتل بن مطكود بن أبي نصر (1)، نا أبو علي الأهوازي، نا أبو محمّد معاذ بن محمّد بن عبد الغالب بن ثوابة - بصيدا - نا أبو بكر محمّد بن الحسين بن عبد اللّه الآجري - بمكة - نا أحمد بن محمّد بن شاهين، نا سوار بن عبد اللّه، نا عبد الرّحمن بن عثمان البكراوي، نا جعفر بن ميمون، نا أبو عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي.
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إنّ ربكم حيّ كريم يستحيى أن يبسط العبد يديه إليه فيردها (2)صفرا»[12210].
أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان - قراءة - عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الحافظ ، أنا معاذ بن محمّد بن عبد الغالب بن عبد الرّحمن بن ثوابة (3)-بصيدا - أنا أبو يعلى عبد اللّه بن محمّد بن حمزة بن أبي كريمة، حدّثني محمّد بن الهيثم قال: سمعت أحمد بن المغلّس يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول:
من أحب أن يكون عزيزا في الدنيا، مكينا في الآخرة فليجتنب أربعا: لا يحدّث، و لا يشهد، و لا يؤم، و لا يقبل وصية.
قال ابن المغلس: و زادني (4) غير بشر: و لا يأكل طعام أحد.
[قال ابن عساكر:] (5) كذا قال.
و قد أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا جدي أبو محمّد قال: سمعت أبا علي الأهوازي يقول: سمعت أبا محمّد معاذ بن محمّد بن عبد الغالب بن عبد الرّحمن بن ثوابة - بصيدا - يقول: سمعت أبا يعلى عبد اللّه بن محمّد بن حمزة بن أبي كريمة يقول: سمعت محمّد بن إبراهيم بن حمزة يقول: سمعت محمّد بن الحسين بن الهيثم يقول: سمعت أحمد ابن المغلس يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول:
ص: 465
من أحبّ أن يكون عزيزا في الدنيا، مكينا في الآخرة فليتجنب أربعا: لا يحدّث، و لا يشهد، و لا يؤم، و لا يقبل وصية.
أبو سعيد العامري النسائي المعروف بخشنام (1)
سمع بدمشق و غيرها: حمّاد بن مالك الحرستاني، و عبد اللّه بن يزيد القارئ، و إسحاق بن إبراهيم أبا النصر الفراديسي، و أبا توبة الربيع بن نافع، و إبراهيم بن العلاء الزبيدي زبريق، و يحيى بن عبد اللّه بن بكير، و يحيى بن يحيى، و موسى بن إسماعيل التبوذكي، و عبد اللّه بن عبد الوهّاب، و نعيم بن حمّاد.
روى عنه: عبد الرّحمن بن أبي حاتم، و أبو عبد اللّه المحاملي، و ابن مخلد، و أحمد ابن محمّد بن إسماعيل السوطي.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (2)، أخبرني أحمد بن علي المحتسب، أنا محمّد بن المظفّر الحافظ ، نا الحسين بن إسماعيل، نا معاذ بن محمّد الدوري، يعرف بخشنام، نا الحجبي، نا محمّد بن ثابت، نا نافع قال:
انطلقت مع ابن عمر في حاجة لابن عبّاس، فقضى حاجته، و كان من حديثه أنه قال: لقي رجل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في سكة من السكك - و قد خرج من غائط أو بول - فسلّم على النبي صلى اللّه عليه و سلّم حتى كاد الرجل يتوارى في السكة، فضرب النبي صلى اللّه عليه و سلّم يده على الحائط فمسح يديه جميعا، ثم مسح وجهه، ثم ضرب بيديه فمسح ذراعيه، ثم ردّ على الرجل السلام، و قال:«إنه لم يمنعني أن أردّ عليك إلاّ أني كنت ليس على طهر»[12211].
أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):
معاذ بن محمّد النسائي الرواس (4) العامري البطين، و هو ابن محمّد بن مخلد بن مطر
ص: 466
ابن صبيح أبو سعيد، و يعرف بخشنام النسائي، روى عن يحيى بن عبد اللّه بن بكير، و حمّاد ابن مالك الحرستاني الدمشقي، و أبي توبة الربيع بن نافع، و عبد اللّه بن يزيد الدمشقي، و إسحاق بن إبراهيم الفراديسي، و إبراهيم بن العلاء الحمصي، و أبي سلمة موسى بن إسماعيل، و عبد اللّه بن عبد الوهّاب الحجبي، و يحيى بن يحيى - قدم علينا حاجا - و أتاه أبي مسلما، و سمعت منه مع أبي و هو صدوق.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):
معاذ بن محمّد بن مخلد بن مطر - و قيل: ابن مخلد - بن صبيح، أبو سعيد النسائي، يعرف بخشنام، سكن بغداد، فحدّث بها عن أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي، و عبد اللّه بن عبد الوهّاب الحجبي البصري، و نعيم بن [حماد المروزي، و إبراهيم] (2) العلاء الزبيدي الحمصي، روى عنه القاضي المحاملي، و محمّد بن مخلد، و أحمد بن محمّد بن إسماعيل السوطي، و كان ثقة.
قرأت (3) في كتاب محمّد بن مخلد - بخطه - سنة ثلاث و ستين و مائتين: فيها مات أبو سعيد معاذ بن مخلد النسائي، خشنام الضخم، في غرة شهر رمضان.
زريق (4) بن عامر بن زريق (5) بن عبد بن حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن
الخزرج، و يقال: عباد ابن ماعص (6)
له صحبة، و شهد بدرا، و مات في حياة النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و يقال إنه شهد غزوة مؤتة.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة،
ص: 467
أنا علي بن أحمد بن إسحاق، نا جعفر بن سليمان النوفلي، نا إبراهيم بن المنذر الحزامي (1)، نا محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة قال: قال ابن شهاب الزهري:
و كان ممن شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: معاذ بن ماعص بن قيس بن خلدة.
قال الزهري: و استشهد من الأنصار من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - يعني - يوم بدر: معاذ ابن ماعص، جرح، فمات في جراحه (2).
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمّه موسى بن عقبة قال في تسمية من شهد بدرا من بني زريق: معاذ بن ماعص بن قيس بن خلدة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد.
ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، قالا: نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس، عن ابن إسحاق قال (3):
شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من بني خلدة بن عامر بن زريق: معاذ بن ماعص بن قيس، و أخوه عائذ بن معاص بن قيس.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهّاب بن أبي حية، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي قال (4):
في تسمية من شهد بدرا من الأنصار من بني زريق بن عامر بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج ثم من بني خلدة بن عامر بن زريق: معاذ بن ماعص بن قيس بن خلدة، و أخوه عائذ بن ماعص.
حدّثنا أبو الحسن الفرضي - لفظا - و أبو القاسم بن عبدان - قراءة - قالا: أنا أبو القاسم
ص: 468
ابن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ قال:
و قال غير الوليد في تسمية من شهد بدرا من الأنصار من بني خلدة بن عامر بن زريق:
معاذ بن ماعص بن قيس بن خلدة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (1):
في الطبقة الأولى من الأنصار ممن شهد بدرا من بني زريق بن عامر بن زريق بن عبد بن حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج: معاذ بن ماعص بن قيس بن خلدة بن عامر ابن زريق، و أمه من أشجع، و آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بين معاذ بن ماعص و سالم مولى أبي حذيفة.
أنا محمّد بن عمر، نا يونس بن محمّد الظّفري عن معاذ بن رفاعة.
أن معاذ بن ماعص جرح ببدر فمات من جرحه بالمدينة.
قال محمّد بن عمر: و ليس ذاك عندنا بثبت، و الثبت أنه شهد بدرا و أحدا، و يوم بئر معونة (2)،و قتل يومئذ شهيدا في صفر على رأس ستة و ثلاثين شهرا من الهجرة، و ليس له عقب.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:
معاذ بن ماعص و قيل: ابن معاص، و قيل: ابن ناعص بن قيس، شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.
أنبأنا أبو علي الحدّاد قال: قال أبو نعيم: معاذ بن ماعص و قيل: ناعص بن قيس بن خلدة الأنصاري الخزرجي، شهد بدرا.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد المكتب، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن،
ص: 469
قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، نا عثمان بن خرّزاد، نا إبراهيم بن المنذر، و محمّد بن إسحاق، قالا: نا محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب قال: و قتل يومئذ - يعني - يوم مؤتة من بني زريق: معاذ بن ماعص (1).
[قال ابن عساكر:] كذا في هذه الرواية عن محمّد بن فليح.
و فيما أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه، أنا القاسم بن عبد اللّه، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة، قال: و قتل يومئذ من بني زريق عبّاد بن ماعص.
أبو محمّد الصيداوي
حدّث عن أبيه، و عمّه محمّد بن المعافى.
روى عنه: عبد الرّحمن بن عمر بن نصر.
حدّثني أبو محمّد معافى بن عبد اللّه بن معافى، نا أبي و عمي، قالا: نا هشام بن عمّار، نا الربيع بن بدر، نا أبان، عن أنس قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من ألقى جلباب الحياء فلا هيبة له».
ص: 470
ص: 471
ص: 472
ذكر من اسمه مسعود
7375 - مسعود بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج - و يقال: عوف بن عدي ابن عويج - بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي 3
7376 - مسعود بن سعد الجذامي 9
7377 - مسعود بن سعد الأشجعي 10
7378 - مسعود بن سويد بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عدي بن عبيد بن عويج بن عدي ابن كعب العدوي القرشي 10
7379 - مسعود بن علي بن الحسين بن إسحاق أبو عمرو القاضي الأردبيلي المعروف بابن الملحي 11
7380 - مسعود بن علي أبو البركات البغدادي 13
7381 - مسعود بن محمّد بن مسعود أبو المعالي النيسابوري الفقيه الشافعي المعروف بالقطب 13
7382 - مسعود بن أبي مسعود 14
7383 - مسعود بن مصاد، أو ابن أنيف بن عبيد بن مصاد الكلبي 14
7384 - مسعود بن مطيع السّجزي 14 [ذكر من اسمه][مسكين]
7385 - مسكين بن أنيف، و يقال: ابن عامر بن أنيف الدّارمي 14
7386 - مسكين بن بكير أبو عبد الرّحمن الحرّاني 15 ذكر من اسمه مسلمة
7387 - مسلمة بن إبراهيم بن عبد اللّه بن أمية بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد بن أبي العيص القرشي الأموي 19
7388 - مسلمة بن إبراهيم البيروتي 20
ص: 473
7389 - مسلمة بن أبي بكر بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي 20
7390 - مسلمة بن جابر اللخمي 20
7391 - مسلمة بن حبيب بن مسلمة الفهري 21
7392 - مسلمة بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي 22
7393 - مسلمة بن سعيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 23
7394 - مسلمة بن عبد اللّه بن ربعي الجهني الدّاراني العدل 24
7395 - مسلمة بن عبد الحميد الضبّي 27
7396 - مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس أبو سعيد و أبو الأصبغ - الأموي 27
7397 - مسلمة بن عليّ بن خلف أبو سعيد الخشني 46
7398 - مسلمة بن عمرو أبو عمرو 53
7399 - مسلمة بن مخلّد بن الصّامت بن نيار بن لوذان بن عبد ودّ بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج بن حارثة أبو معن، و يقال: أبو سعيد، و يقال: أبو معاوية، و يقال: أبو معمر الأنصاري 54
7400 - مسلمة بن نافع 64
7401 - مسلمة بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة أبو شاكر الأموي 65
7402 - مسلمة بن يعقوب بن إبراهيم بن الوليد ابن عبد الملك بن مروان 68
7403 - مسلمة بن يعقوب بن علي بن محمّد بن سعيد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان ابن الحكم بن أبي العاص، و يقال: مسلمة بن يعقوب بن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك ابن مروان الأموي 68
ذكر من اسمه المسلّم
7404 - المسلّم بن أحمد بن الحسين أبو الفضل، و يقال: أبو الغنائم، و يقال:
أبو القاسم الأنصاري الكعكي الحلاوي المعروف بابن بخانبة 71
7405 - المسلم بن إبراهيم أبو الفضل السلمي البزّاز، المعروف بالشّويطر 72
7406 - المسلم بن الحسن بن هلال بن الحسن أبو الفضل بن أبي محمّد الأزدي البزّاز 73
7407 - المسلم بن الحسين بن عبد اللّه أبو الغنائم الرفافي 73
7408 - المسلم بن الحسين بن الحسن أبو الغنائم المؤدب 74
7409 - المسلم بن الخضر بن المسلم بن قسيم أبو المجد التّنّوخي الحموي 74
ص: 474
7410 - المسلم بن عبد الواحد بن عمرو بن جعفر بن محمّد أبو القاسم الأطرابلسي المقرئ، المعروف بابن شفلح 77
7411 - المسلّم بن عبد الواحد بن محمّد بن عمرو أبو البركات المعيوفي 78
7412 - المسلم بن عبد الواحد بن محمّد أبو الفضل الإيادي البزاز المعروف بابن شقيقة 79
7413 - المسلم بن علي بن سويد أبو الحسن 79
7414 - المسلم بن هبة اللّه بن مختار أبو الفتح الكاتب 80 ذكر من اسمه مسلم
7415 - مسلم بن إياس العنزي الجسري 80
7416 - مسلم بن الحارث بن مسلم، و يقال: الحارث بن مسلم التميمي 81
7417 - مسلم بن الحجّاج بن مسلم أبو الحسين القشيري النيسابوري الحافظ 85
7418 - مسلم بن الحسن بن مسلم أبو صالح الدمشقي 95
7419 - مسلم بن ذكوان 95
7420 - مسلم بن ربيعة المرّي 96
7421 - مسلم بن زياد الحمصي 96
7422 - مسلم بن شعيب بن مسلم - و يقال: ابن عبد الرّحمن بن سويد - و يقال: ابن شعيب ابن مسلم الأموي 100
7423 - مسلم بن عبد اللّه بن ثوب، و هو مسلم بن أبي مسلم الخولاني 101
7424 - مسلم بن عبد اللّه أبو عبد اللّه الخزاعي 101
7425 - مسلم بن عقبة بن رياح بن أسعد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن يربوع بن غيظ بن مرّة ابن عوف بن سعد بن ذبيان أبو عقبة المرّي المعروف بمسرف 102
7426 - مسلم بن عمرو بن حصين بن أسيد بن زيد بن قضاعي الباهلي 114
7427 - مسلم بن قرظة الأشجعي 115
7428 - مسلم بن محمّد أبو صالح، و يلقّب أبا الصالحات القائد 118
7429 - مسلم بن مشكم أبو عبيد اللّه الخزاعي 119
7430 - مسلم بن يسار أبو عبد اللّه البصري الفقيه، مولى بني أميّة، و يقال: مولى طلحة ابن عبيد اللّه 124
7431 - مسلم أبو عبد اللّه الخزاعي، مولاهم 150
7432 - مسلم أبو سليمان، والد حمّاد بن أبي سليمان 151
7433 - مسلم 152
ص: 475
[ذكر من اسمه][مسمع]
7434 - مسمع بن محمّد الأشعري 153
7435 - مسمع بن مالك بن مسمع بن شيبان بن شهاب بن علقمة بن عباد بن عمرو بن ربيعة بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة، و يقال: مسمع بن مالك بن مسمع بن شهاب بن قلع، و قلع لقب، و اسمه: علقمة بن عمرو بن عباد، و يقال: ابن عباد بن عمرو بن جحدر أبو سيّار الربعي، البصري 155
7436 - مسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن قصي بن كلاب بن مرّة ابن كعب بن لؤي أبو عبد الرّحمن - و يقال: أبو عثمان - القرشي الزهري 158
7437 - مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر أبو عبد الأعلى، و يقال: أبو ذرامة الغسّاني 178 ذكر من اسمه مسيّب
7438 - المسيّب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرّة ابن كعب أبو سعيد و هو والد سعيد بن المسيّب المخزومي 181
7439 - المسيّب بن دارم أبو صالح البصري 190
7440 - المسيّب بن نجبة بن ربيعة بن رباح بن ربيعة بن عوف بن هلال بن شمخ بن فزارة ابن ذبيان الفزاري 193
7441 - المسيّب بن واضح بن سرحان أبو محمّد السلمي الحمصي، ثم التّلمنّسي 200 [ذكر من اسمه][مشرف]
7442 - مشرف بن مرجّى بن إبراهيم أبو المعالي المقدسي الفقيه 205
7443 - مشكان أبو عمرو - و يقال: أبو عمر - الدمشقي 206 [ذكر من اسمه][مصاد]
7444 - مصاد بن زهير الكلبي 209 ذكر من اسمه مصعب
7445 - مصعب بن أيوب 209
7446 - مصعب بن الرّبيع الخثعمي 210
7447 - مصعب بن الزبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب بن مرّة ابن كعب بن لؤي بن غالب أبو عيسى - و يقال: أبو عبد اللّه - الأسدي الزبيري 210
7448 - مصعب بن عبد اللّه بن مصعب بن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير بن العوّام بن خويلد بن
ص: 476
أسد بن عبد العزّى بن قصي أبو عبد اللّه الأسدي الزّبيري المدني 252
7449 - مصعب بن المثنّى العبدي والد موسى بن مصعب 268
7450 - مصقلة بن هبيرة بن شبل بن يثربي بن امرئ القيس بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة بن عكابة ابن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط أبو الفضل البكري 269 [ذكر من اسمه][مضارب]
7451 - مضارب بن حزن أبو عبد اللّه التميمي المجاشعي البصري 277 [ذكر من اسمه][المضاء]
7452 - المضاء بن عيسى الكلاعي الزاهد 281 [ذكر من اسمه][مضرس]
7453 - مضرّس بن عثمان الجهني 285 [ذكر من اسمه][مضر]
7454 - مضر بن محمّد بن خالد بن الوليد أبو محمّد الأسدي القاضي البغدادي 286 [ذكر من اسمه][مطاع]
7455 - مطاع بن المطّلب القيني 289 [ذكر من اسمه][مطرّف]
7456 - مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير بن عوف بن كعب بن وقدان بن الحريش - و هو معاوية - ابن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة أبو عبد اللّه الحرشي البصري 289
7457 - مطرّف بن مالك أبو الرباب القشيري البصري 337 ذكر من اسمه مطر
7458 - مطر أبو خالد 345
7459 - مطر القرشي 346
7460 - مطر بن العلاء بن أبي الشعثاء، و يقال: ابن أبي الأشعث الفزاري 347 [ذكر من اسمه][مطعم]
7461 - مطعم بن المقدام بن غنيم أبو المقدام الكلاعي الصنعاني 348
ص: 477
[ذكر من اسمه][مطلب]
7462 - مطّلب بن عبد اللّه بن المطّلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر ابن مخزوم بن يقظة بن مرة أبو الحكم القرشي المخزومي المديني 356 ذكر من اسمه مطهّر
7463 - مطهّر بن أحمد بن الوليد بن هشام بن يحيى بن يحيى بن قيس الغساني 363
7464 - مطهّر بن بزال 363
7465 - مطهّر بن محمّد بن إبراهيم أبو عبد اللّه الشّيرازي اللّحافي الصّوفي 364
7466 - مطهّر بن مازن العكّي 366
7467 - مطهّر العامري 366
7468 - مطير مولى يزيد بن عبد الملك و كان على خاتمه 367 [ذكر من اسمه][مطيع]
7469 - مطيع بن إياس بن أبي مسلم أبو سلمى الكناني الليثي الكوفي 367 ذكر من اسمه مظفّر
7470 - المظفّر بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن برهان أبو الفتح المقرئ 373
7471 - المظفّر بن أحمد بن علي بن عبد اللّه أبو بكر، و يقال: أبو نصر، و يقال:375
7472 - المظفّر بن حاجب بن مالك بن أركين أبو القاسم بن أبي العبّاس الفرغاني 376
7473 - المظفّر بن الحسن بن المهنّد أبو الحسن السّلماسي 337
7474 - المظفّر بن طاهر بن محمّد بن عبد اللّه أبو القاسم البستي الفقيه 378
7475 - المظفّر بن عبد اللّه أبو القاسم المقرئ، المعروف بزعزاع 379
7476 - المظفّر بن عمر بن يزيد الفزاري أبو الحديد 379
7477 - المظفّر بن مرجّى البغدادي 379
7478 - المظفّر بن مكارم الرّجي 380
7479 - المظفّر أبو الفتح المنيري، القائد 381
7480 - المظفّر الصويفي 381 ذكر من اسمه معاذ
7481 - معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أديّ بن سعد ابن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج أبو عبد الرّحمن الأنصاري 383
ص: 478
7482 - معاذ بن سعد السكسكي 459
7483 - معاذ بن عبد الحميد بن حريث بن أبي حريث القرشي 463
7484 - معاذ بن عفّان أبو عثمان الخواشي 463
7485 - معاذ بن محمّد بن حمزة بن عبد اللّه بن سليمان بن أبي كريمة الصيداوي 464
7486 - معاذ بن محمّد بن عبد الغالب بن عبد الرّحمن بن ثوابة أبو محمّد الصّيداوي 464
7487 - معاذ بن محمّد بن مخلد بن مطر بن صبيح أبو سعيد العامري النسائي المعروف بخشنام 466
7488 - معاذ بن ماعص - و يقال: ابن معاص - بن قيس بن خلدة بن عامر بن زريق بن عامر بن زريق بن عبد بن حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج، و يقال: عباد ابن ماعص 467
7489 - معافى بن عبد اللّه بن معافى بن أحمد بن محمّد بن بشير بن أبي كريمة أبو محمّد الصيداوي 470
ص: 479