تاریخ مدینة دمشق المجلد 57

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

ص: 2

الجزء السابع و الخمسون

[تتمة حرف الميم]

ذكر من اسمه مأمون

7195 - مأمون بن أحمد بن علي السّلمي الهروي

7195 - مأمون بن أحمد بن علي السّلمي الهروي (1)

أحد المشهورين بوضع الحديث، زعم أنه سمع هشام بن عمّار، و دحيما، و علي بن سهل الرملي، و مقاتل بن سليمان الصغير، و أحمد بن عبد.... (2).

روى عنه: أبو علي الحسين بن محمّد بن هارون، و محمود بن محمّد الزاوهي (3)النيسابوري.

و ذكره بعض أهل العلم فقال: هروي كذّاب.

حدّثني أبو العلاء إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم التاياباذي (4) شيخ الكرّامية - لفظا - ببوزجان - قصبة جام (5) من ناحية نيسابور، و كتبه لي بخط من حفظه، نا الأستاذ أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن محمّد، عن أبيه، عن جده، نا أبي الإمام أبو حامد أحمد بن إسحاق ابن جمع (6)،نا أبو إسحاق إبراهيم بن جعفر الشورميني (7)،نا محمود بن محمّد الزّاوهي، نا

ص: 3


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 429/3 و لسان الميزان 7/5 و المغني في الضعفاء 539/2.
2- رسمها بالأصل:«الحو ارى».
3- كلمة غير واضحة بالأصل، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 24/أ.
4- بدون إعجام بالأصل، أعجمت عن مشيخة ابن عساكر 24/أ و هذه النسبة إلى تاياباذ، قال المصنف و هي قرية من قرى بوسنج.
5- كذا بالأصل و مشيخة ابن عساكر، و في معجم البلدان: يوزجان بليدة بين نيسابور و هراة، و هي من نواحي نيسابور.
6- ضمة فوق الجيم في مشيخة ابن عساكر 24/أ.
7- رسمها بالأصل:«الشيررمينى» و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 24/أ.

مأمون بن أحمد السلمي، نا مقاتل بن سليمان، نا جعفر بن هارون الواسطي، عن سمعان بن المهدي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«يقول اللّه تعالى: ما من عبد من عبادي تواضع لي عند خلقي إلاّ و أنا أدخله جنتي، و ما من عبد من عبيدي تكبّر عند حقي إلاّ و أنا أدخله ناري»[11903].

و بهذا الإسناد عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

[قال اللّه تعالى:] (1)«ما من عبد من عبادي استحيا من الحلال إلاّ ابتلاه اللّه بالحرام»[11904].

[قال ابن عساكر:] (2) هذان الحديثان منكران إسنادا و متنا، و في إسنادهما غير واحد من المجهولين، و أبو العلاء ليس هو ممن الحديث من شأنه.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن داود البا؟؟؟ ى (3)،حدّثني أبي، أنا أبو نصر منصور بن الفرج، أنا أحمد بن محمّد بن حمكان، أنا عمر بن يمن، نا عبدان بن إبراهيم، نا مأمون بن أحمد السلمي، نا أحمد بن عبد اللّه الشيباني، نا بشر بن السري، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من تمنّى على أمّتي الغلاء ليلة واحدة أحبط اللّه عمله أربعين سنة»[11905].

حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، أنا أبو روح ياسين بن سهل بن محمّد بن الحسن الفقيه المعروف بالخشّاب - قراءة عليه بدمشق - قال: سمعت أبا منصور محمّد بن أحمد بن منصور القاني، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ.

ثم قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: و قيل لمأمون بن أحمد الهروي: أ لا ترى إلى الشافعي و إلى من تبع له بخراسان، فقال:

حدّثنا أحمد بن عبد اللّه، نا عبد اللّه بن معدان الأودي، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فذكر حديثا.

ص: 4


1- زيادة لازمة اقتضاها المعنى عن مختصر ابن منظور، و هي فيه مستدركة أيضا بين معكوفتين.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- كذا رسمها.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أحمد بن الحسين البيهقي (1)،أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه، أخبرني أبو محمّد بن زياد العدل، نا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن منازل - إملاء في شوال سنة ثلاثين و ثلاثمائة - نا أبو علي الحسن بن محمّد بن هارون، نا مأمون بن أحمد بن علي السلمي، نا هشام بن عمّار الدمشقي، و علي بن سهل الفلسطيني، قالا: نا الوليد بن مسلم، عن هشام بن الغاز، عن مكحول، عن عطية بن قيس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في قوله تبارك و تعالى: وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمٰاءَ كُلَّهٰا (2) قال:«علّمه منها أسامي ألف حرفة من الحرف، قال: يا آدم، قل لولدك: إن لم تصبروا عن الدنيا فاطلبوها بهذه الحرف، و لا تطلبوها بالدّين»[11906].

قرأت بخط أبي الفضل محمّد بن طاهر المقدسي فيما حكاه عن أبي حاتم محمّد بن حبّان قال:

مأمون بن أحمد السّلمي، من أهل هراة، كان دجالا من الدجاجلة، ظاهر أحواله مذهب الكرّامية (3)،و باطنها ما لا يوقف على حقيقته، يروي عن أهل الشام، و مصر، و شيوخ لم يرهم، خذله اللّه، فما أجرأه على اللّه و على رسوله.

أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي، أنا أبو روح ياسين بن سهل قال:

سمعت أبا منصور محمّد بن أحمد بن منصور الفاني.

ح و أخبرنا علي أبي القاسم المستملي، عن أحمد بن الحسين الفقيه، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: و منهم جماعة وضعوا الحديث حسبه كما زعموا يدعون الناس إلى فضائل الأعمال مثل أبي عصمة نوح بن أبي مريم، و محمّد بن عكاشة الكرماني، و أحمد بن عبد اللّه الجويباري (4)،و محمّد بن القاسم الطامكاني، و مأمون بن أحمد الهروي و غيرهم.

ص: 5


1- من هنا عادت د، و هي النسخة المصورة عن نسخة أحمد الثالث، و نعود إلى الاستعانة بها إلى جانب الأصل المعتمد (النسخة السليمانية).
2- سورة البقرة، الآية:31.
3- هم أتباع محمد بن الكرّام، إحدى فرق المرجئة، راجع ما جاء فيها (الفرق بين الفرق للبغدادي).
4- بدون إعجام بالأصل، و مطموسة في د، و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى جويبار إحدى قرى هراة. ذكره أبو سعد و ترجمه و سمّاه: أبو علي أحمد بن عبد اللّه بن خالد بن موسى بن فارس بن مرداس بن نهيك التميمي.

أخبرنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ:

مأمون بن أحمد السّلمي من أهل هراة، خبيث، وضّاع، يروي عن الثقات مثل هشام ابن عمّار و دحيم الموضوعات، يستحق من اللّه و من الرسول و من المسلمين اللعنة.

ذكر من اسمه مبارك

7196 - مبارك بن تمّام بن الوليد بن عبد الملك بن مروان الأموي

7196 - مبارك بن تمّام بن الوليد بن عبد الملك بن مروان الأموي (1)

كان يسكن قرية الجامع (2) من قرى المرج.

ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق و غوطتها من بني أمية، و ذكر امرأته مريم بنت عبد الملك بن عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك، و ذكر ولده سفيان بن المبارك ابن عشر سنين، و مروان بن المبارك ابن خمس سنين، و محمّد بن المبارك، رضيع، و فاطمة بنت المبارك، فطيمة.

و ذكر غير ابن أبي العجائز: أن مبارك بن تمّام قتل يوم نهر أبي فطرس (3).

7197 - المبارك بن الزبير المشجعي

7197 - المبارك بن الزبير المشجعي (4)

حدّث عن مكحول.

روى عنه: الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (5)،نا عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا الوليد، نا (6)المبارك بن الزبير المشجعي قال: سمعت مكحولا يقول:

ص: 6


1- ترجمته في معجم البلدان (الجامع).
2- الجامع: من قرى الغوطة، سكنها قوم من بني أمية (معجم البلدان).
3- نهر أبي فطرس: تقدم التعريف به (راجع معجم البلدان).
4- المشجعي نسبة إلى مشجعة، و هي بطن من قضاعة (اللباب لابن الأثير).
5- لم أعثر عليه في كتاب المعرفة و التاريخ المطبوع الذي بيدي.
6- قوله:«نا المبارك» سقط من د.

كنت جالسا في مسجد دمشق، إذ دخل علينا المقداد، فركع ثم خرج، فاتّبعته فمشيت معه حتى خرج من باب الجابية.

[قال ابن عساكر:] (1) كذا قال، و أظنه أراد المقدام بن معدي كرب، فإنه تأخرت وفاته، فأما المقداد فإنه مات في خلافة عثمان، لم يدركه مكحول، و اللّه تعالى أعلم.

7198 - المبارك بن سعيد بن إبراهيم بن العبّاس أبو الحسن التميمي النصيبي

7198 - المبارك بن سعيد بن إبراهيم بن العبّاس أبو الحسن التميمي (2) النصيبي

قاضي دمشق و خطيبها.

روى عن المظفر بن أحمد بن سليمان، و أبي عبد اللّه الحسين بن أحمد بن خالويه، و أبي بكر محمّد بن عبد اللّه الأبهري، و أبي الفرج أحمد بن عمر اللؤلؤي، و أبي بكر أحمد ابن عبيد اللّه بن محمّد بن المنتصر، و أبي الحسن عبد اللّه بن يحيى بن الحسن بن أبي شيخ النّصيبي (3)،و أبي الصقر محمّد بن علي بن عادل الموصلي، و أبي عمر عبد العزيز بن خلف ابن محمّد بن سعيد - إمام نصيبين-.

روى عنه: علي الحنائي، و أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصقر، و أبو سعد إسماعيل بن علي السمّان، و الحسن بن علي بن عبد الصّمد اللباد، و علي بن الخضر، و علي ابن محمّد بن شجاع، و أبو علي الأهوازي، و أبو محمّد الكتاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنا القاضي أبو الحسن المبارك بن سعيد بن إبراهيم الخطيب - قراءة عليه - نا أبو الصقر محمّد بن علي بن عادل، أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى، نا غسّان بن الربيع، نا أبو إسرائيل الملائي، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«طلب العلم فريضة على كلّ مسلم»[11907].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني قال: توفي شيخنا القاضي أبو الحسن مبارك بن سعيد بن إبراهيم النصيبي الخطيب آخر يوم من رجب يوم الجمعة سنة اثنتين و عشرين و أربعمائة، حدّث عن ابن أبي شيخ النصيبي و غيره، و حدّث بكتاب شرح الأبهري عنه، و بكتاب القراءات عن ابن خالويه، كان يخطب بدمشق للمغاربة، و يقضي لهم.

ص: 7


1- زيادة منا للإيضاح.
2- في د، و المختصر: التيمي.
3- النصيبي نسبة إلى نصيبين و هي بلدة عند آمد و ميافارقين من ناحية ديار بكر (الأنساب).

ذكر أبو علي الأهوازي أنه دفن بباب الصغير.

7199 - المبارك بن سعيد بن المبارك أبو يزيد البعلبكّي

حدّث عن ناعم بن السري الطّرسوسي.

روى عنه: أبو الفتح محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي بن النعمان.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا عبد العزيز بن أحمد - بقراءتي عليه - أنا تمام بن محمّد، حدّثني أحمد بن محمّد بن أحمد الهروي الحافظ، نا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي بن النعمان، نا أبو يزيد المبارك بن سعيد بن المبارك البعلبكّي، نا ناعم بن السري، نا قبيصة بن عقبة، نا الثوري، نا ابن أبي ذئب، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن أنس بن مالك عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«اطلبوا الخير عند حسان الوجوه»[11908].

هذا حديث غريب، و إسناد عجيب، و إنما يروى هذا الحديث عن الثوري.

كما أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمذاني - بمرو - أنا أبو القاسم يوسف بن محمّد بن أحمد الهمذاني، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى، أنا أبو العباس ابن عقدة الكوفي، نا محمود بن علي بن عبيد بن زهيد بن الشاه الهروي الفراشاني، نا محمّد ابن خليد الخثعمي، نا مالك بن أنس، عن سفيان الثوري، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اطلبوا الخير عند صباح الوجوه»[11909].

7200 - المبارك بن عبد السّلام بن المبارك بن عبد السّلام

أبو الحسن الإمام المؤدّب

حدّث عن أبي علي بن أبي الزمزام.

روى عنه: علي الحنائي.

قرأت بخط أبي الحسن الحنائي، أنا أبو الحسن مبارك بن عبد السّلام بن المبارك بن عبد السّلام المؤدّب الإمام، نا أبو علي الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي، نا أبو محمّد عبد الصّمد بن عبد اللّه بن عبد الصّمد، نا محمّد بن وزير، حدّثني الوليد، نا أبو عمرو، عن حسّان بن عطية، عن أبي كبشة السلولي، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

ح و أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن

ص: 8

جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،نا الوليد بن مسلم، أنا الأوزاعي، حدّثني حسّان بن عطية، حدّثني أبو كبشة السلولي أن عبد اللّه بن عمرو بن العاص حدّثه أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - يعني - يقول:

«بلّغوا عني و لو آية، و حدّثوا عن بني إسرائيل و لا حرج، و من كذب عليّ متعمّدا فليتبوأ مقعده من النار»[11910].

7201 - المبارك بن علي بن عبد الباقي بن علي أبو عبد اللّه البغدادي

سبط أبي الحسين أحمد بن عبد القادر بن يوسف (2).

سمع ببغداد بإفادة خاله أبي الفرج عبد الخالق بن أحمد (3):أبا سعد محمّد بن عبد الملك بن عبد القاهر الأسدي، و أبا الحسن علي بن محمّد بن علي بن العلاّف المقرئ، و أبا الحسن حمد بن إسماعيل بن حمد الهمداني (4)،و أبا الغنائم محمّد بن علي بن ميمون النرسي، و غيرهم.

و قدم دمشق، فسمعت منه بها، ثم خرج عنها، و سكن ديار بكر، و كان شيخا لا بأس به، و لم يكن عنده شيء عن شيوخه، و إنما وجد سماعه في أجزاء قدم بها ابن خاله محمّد بن عبد الخالق.

أخبرنا أبو عبد اللّه المبارك بن علي بقراءتي عليه بدمشق، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الملك الأسدي، نا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران - إملاء - في جامع المهدي يوم الجمعة الحادي عشر من صفر سنة ثمان و عشرين و أربعمائة، أنا أبو أحمد حمزة ابن محمّد بن العبّاس، نا العباس بن محمّد الدوري، نا كثير بن هشام أبو سهل، نا جعفر بن برقان، نا نافع، عن ابن عمر.

أن رجلا سأل النبي صلى اللّه عليه و سلم: ما نلبس إذا أحرمنا؟ قال:«البس الإزار و الرداء و النعلين، فإن لم يكن إزار فسراويل، فإن لم يكن نعلا فخفّان»[11911].

ص: 9


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 553/2 رقم 6496 طبعة دار الفكر.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 163/19.
3- هو عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد، أبو الفرج البغدادي ترجمته في سير الأعلام 279/20.
4- مطموسة في د.

قال نافع: يقطع الخفين أسفل من الكعبين، و لا يلبس البرنس، و لا ثوبا مسّه الورس و الزعفران.

سألت أبا عبد اللّه عن مولده فقال: في ربيع الأول سنة تسع و ثمانين و أربعمائة.

7202 - المبارك بن علي بن محمّد بن علي بن خضر

أبو طالب البغدادي الصيرفي البرّاد (1)

قدم دمشق تاجرا في سنة تسع عشرة و خمس مائة، و هو في حد الشباب.

و سمع بها أبا محمّد بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، و الفقيه أبا الحسن بن الشهرزوري و غيرهم. و كان قد سمع ببغداد من جماعة منهم: أبو طالب بن يوسف.

كتبت عنه حكاية، و عاد إلى بغداد، و عاش إلى أن علت سنة.

و حدّث و سمع منه جماعة.

حدّثني أبو طالب المبارك بن علي بن محمّد بن علي بن خضر البغدادي الصّيرفي لفظا، بدمشق، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني (2)،نا أحمد بن محمّد بن أحمد، حدّثني جدي - يعني - أبا بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الفضل، نا الحسن بن أحمد بن يزيد الإصطخري القاضي (3)،نا العباس بن محمّد الدوري، نا يحيى بن معين، نا السلمي عبد اللّه بن بكر، نا بشر أبو نصر (4).

أن عبد الملك بن مروان دخل على معاوية و عنده عمرو بن العاص، فسلّم و جلس، فلم يلبث أن نهض فقال معاوية: ما أكمل مروءة هذا الفتى، فقال عمرو: يا أمير المؤمنين، إنه أخذ بأخلاق أربعة، و ترك أخلاقا ثلاثة، إنه أخذ بأحسن البشر إذا لقي، و بأحسن الحديث إذا حدّث، و بأحسن الاستماع إذا حدّث، و بأيسر المئونة إذا خولف، و ترك مزاح من لا يوثق بعقله و لا دينه، و ترك مخالطة (5) لئام الناس، و ترك من الكلام كل ما (6) يعتذر منه.

بلغني أن أبا طالب بن خضر توفي في شهر ربيع الأول سنة ثلاث و ستين و خمسمائة.

ص: 10


1- رسمها في د: البرار.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 381/19.
3- أبو سعيد الإصطخري الفقيه، ترجمته في سير الأعلام 250/15.
4- تقدم الخبر في ترجمة عبد الملك بن مروان 122/37 رقم 4259.
5- في الرواية المتقدمة:«مجالسة لئام الناس» و قبلها في رواية: مخالفة لئام الناس.
6- بالأصل و د:«كلما» و المثبت عن المختصر.

7203 - المبارك بن محمّد أبو المواهب المقرئ

كتب عنه أبو القاسم بن صابر السّلمي.

قرأت بخط أبي القاسم بن صابر، أنشدنا الشيخ أبو المواهب مبارك بن محمّد المقرئ، أنشدنا أبو طاهر الكاتب لنفسه:

و معذّر نقش الجمال بوجهه *** خطّا غدا بدم القلوب مضرّجا

لمّا تيقّن أن سيف جفونه *** من نرجس جعل النجاد بنفسجا

قال: و أنشدنا أبو المواهب لابن رشيق رحمه اللّه تعالى:

سرقت أجفانه وسني *** و أعارت سقمها بدني

قلت لمّا تمّ عارضه *** فدعا قوما إلى الفتن

ربّ إنّ الشعر شيّنه *** فاعف لي عن وجهه الحسن

فانثنى تيها يقول لهم: *** ربّ قول لم يلج أذني

7204 - المبارك بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص الأموي (1)

له ذكر.

ذكر من اسمه مبشّر

7205 - مبشّر بن رزام أو بشر بن رزام

تقدم ذكره في حرف الباء (2).

7206 - مبشّر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم

7206 - مبشّر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم (3)

أمّه أم ولد، له ذكر، تقدم ذكره في ترجمة أخيه تمام بن الوليد (4).

ص: 11


1- جمهرة أنساب العرب ص 89.
2- ترجمته في تاريخ مدينة دمشق بتحقيقنا 233/10 رقم 885.
3- نسب قريش للمصعب ص 165 و جمهرة ابن حزم ص 89.
4- تقدمت ترجمته: تاريخ مدينة دمشق-49/11 رقم 1000 ط دار الفكر.

ذكر من اسمه متوكّل

7207 - متوكّل بن عبد اللّه بن نهشل بن مسافع بن وهب بن عمرو بن لقيط

ابن يعمر بن عوف بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة

ابن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار أبو جهمة الليثي الشاعر (1)

وفيّ، مجيد في الشعر، عفيف عن الخمر.

وفد على معاوية و على ابنه يزيد بن معاوية.

و ليزيد يقول في قصيدة هجا فيها معن بن جميل بن معاوية الليثي الشاعر أحد بني لقيط و كان معن قد بدأه بالهجاء، فحلم عنه، فزاده حلمه عنه جهلا (2):

أبا خالد حنّت إليك مطيّتي *** على بعد منتاب و هول جنان

أبا خالد في الأرض نأي و مفسح *** لذي مرّة يرمى به الرّجوان

فكيف ينام الليل حرّ عطاؤه *** ثلاث لرأس الحول أو مائتان

تناهت قلوصي بعد إسآدي السرى (3) *** إلى ملك جزل العطاء هجان

ترى الناس أفواجا ينوبون (4) بابه *** لبكر من الحاجات أو لعوان

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد عبد الوهّاب بن علي بن عبد الوهّاب، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز قال: قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، نا أبو عبد اللّه محمّد بن سلاّم الجمحي قال (5):

في الطبقة السابعة من الشعراء الإسلاميين: المتوكّل الليثي، و يكنى أبا جهمة، و هو متوكّل بن عبد اللّه بن نهشل بن وهب بن عمرو بن لقيط بن يعمر بن عوف بن عامر بن ليث ابن بكر بن عبد مناة بن كنانة، و كان كوفيا، و كان في عصر معاوية، و كل رجل من بني

ص: 12


1- ترجمته في المؤتلف و المختلف للآمدي ص 179 و معجم الشعراء ص 409 و الأغاني 159/12 و طبقات الشعراء ص 192.
2- الأبيات في الأغاني 165/12.
3- بالأصل: الثرى، و المثبت عن د، و الأغاني.
4- رسمها بالأصل:«سو؟؟؟ ون» و في د:«؟؟؟ و؟؟؟ ون» و المثبت عن الأغاني.
5- طبقات الشعراء للجمحي ص 192-193.

جشم، يقال له الهذيل بن حية (1) صديقا للمتوكّل ثم جفاه قليلا، فقال المتوكّل (2):

ألا أبلغ أبا قيس رسولا *** فإنّي لم أخنك و لم تخنّي

و لكن طويت الكشح لمّا *** رأيتك قد طويت الكشح عنّي

و كنت إذا الخليل أراد صرمي *** قلبت لصرمه ظهر المجنّ

كذاك قضيت للخلاّن أنّي *** أدين عليهم و أدين مني

فلست بآمن أبدا خليلا *** على شيء إذا لم يأتمّني

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال:

متوكّل بن عبد اللّه بن نهشل بن مسافع بن وهب بن عمرو بن لقيط بن يعمر، و هو أشعر بني كنانة في الإسلام، قاله ابن الكلبي (3).

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال:

و قال المتوكّل اللّيثي لأصحاب المختار بن أبي عبيد:

قتلوا (4) حسينا ثم هم ينعونه *** إنّ الزمان بأهله أطوار

لا تبعدن بالطفّ قتلي ضيّعت *** و سقى مفارق هامها الأمطار

ما شيعة الدّجّال تحت لوائه *** بأضل ممّن غرّه المختار

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن بن الحسن، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب المدائني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير قال (5):و قال هشام بن محمّد عن أبي محنف: حدّثني منبع أبو العلاء السعدي قال: قال المتوكّل:

قتلوا حسينا ثم هم ينعونه *** إنّ الزمان بأهله أطوار

لا تبعدن بالطفّ قتلي ضيّعت *** و سقى مساكن هامها الأمطار

ما شرطة الدجال تحت لوائه *** بأضلّ ممّن غرّه المختار

ص: 13


1- بدون إعجام بالأصل و د، و المثبت عن المختصر.
2- الأبيات في طبقات الشعراء ص 193.
3- لم أجده في الاكمال لابن ماكولا.
4- بالأصل: ابن عبد اللّه قتلوا...
5- الأبيات في تاريخ الطبري 70/6-71.

أ بني قسيّ أوثقوا دجّالكم *** يجل الغبار و أنتم أحرار

لو كان علم الغيب عند أخيكم *** لتوطّأت لكم به الأحبار

و لكان أمرا بيّنا فيما مضى *** تأتي به الأنباء و الآثار

إني لأرجو أن يكذّب و حيكم *** طعن يشقّ عصاكم و حصار

و يجيئكم قوم كأن سيوفهم *** بأكفّهم تحت العجاجة نار

لا ينثون (1) إذا هم لاقوكم *** إلاّ و هام حماتكم (2) أعشار

7208 - متوكّل بن الليث النضري ،و يقال المحاربي

7208 - متوكّل بن الليث النضري (3)،و يقال المحاربي (4)

من أهل دمشق.

روى عن أبي قلابة الجرمي، و مالك بن عبد اللّه الخثعمي.

روى عنه: الشّعيثي (5) و خالد بن زياد الترمذي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن مسلم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، حدّثني أبو زرعة محمّد، و أبو بكر أحمد ابنا عبد اللّه بن أبي دجانة، قالا: نا أبو عبد الرّحمن محمّد ابن أمية الأسدي، نا محمود بن خالد، نا الوليد بن مسلم، نا محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي، عن المتوكّل بن الليث، عن أبي قلابة، عن عمران بن الحصين، و سمرة بن جندب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ أحبّ ما زرتم اللّه في مساجدكم و قبوركم البياض»[11912].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عيسى السكوني، نا أحمد بن يوسف بن خالد الثعلبي، نا صفوان، نا الوليد، نا محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي، عن المتوكّل بن الليث المحاربي، عن أبي قلابة الجرمي، عن عمران بن حصين، و سمرة بن جندب، قالا: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ليلبس البياض أحياؤكم، و كفّنوا فيها موتاكم»[11913].

أنبأنا أبو علي بن أحمد المقرئ، و حدّثنا أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو

ص: 14


1- رسمها بالأصل:«؟؟؟ لسون» و المثبت عن الطبري.
2- في تاريخ الطبري: كماتكم.
3- بالأصل و د: النصري، تصحيف، و المثبت عن المختصر.
4- ترجمته في الجرح و التعديل 372/7 و له ذكر في التاريخ الكبير 247/7 في ترجمة ليث بن المتوكل.
5- هو محمد بن عبد اللّه الشعيثي، ترجمته في تهذيب الكمال 463/16 و بدون إعجام بالأصل، و في د: الشعثي.

نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد الطبراني، نا أحمد بن المعلّى، نا هشام بن عمّار، نا صدقة ابن خالد.

ح قال: و نا إبراهيم بن دحيم الدمشقي، نا أبي، نا الوليد بن مسلم، قالا:، نا محمّد ابن عبد اللّه الشّعيثي عن المتوكّل بن الليث المحاربي، عن أبي قلابة، عن عمران بن الحصين، و سمرة بن جندب، قالا: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ليلبس البياض أحياؤكم، و كفّنوا فيها موتاكم»[11914].

[أخبرنا (1) أبو الفتح يوسف بن عبد الله، أنا شجاع بن علي، أنا [أبو] (2) عبد الله بن منده أنا أحمد بن محمد، أنا أحمد بن عبد الجبار].

ح أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن عبد اللّه الدمشقي (3)،عن متوكّل بن الليث، عن رجل قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«من اغبرّت قدماه في سبيل اللّه حرّمها (4) اللّه على النار»[11915].

زاد رضوان: فأردت تغبّر قدماي و أريح دابتي.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد ابن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (5):

ليث بن المتوكّل، روى عنه محمّد بن عبد اللّه بن عبيد بن عمير، و روى محمّد الشّعيثي عن متوكّل بن الليث عن أبي قلابة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

ص: 15


1- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل، و بعده صح.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن د.
3- كذا بالأصل و د هنا: الدمشقي، و هو محمد بن عبد اللّه بن المهاجر الشعيثي النضري، و يقال: العقيلي الدمشقي.
4- كذا بالأصل و د، و في المختصر: حرمهما.
5- التاريخ الكبير للبخاري في باب الليث 247/7.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

متوكّل بن الليث الدمشقي، روى عن أبي قلابة، يروي عنه محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي، و خالد بن زياد الترمذي، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا أبو عبد اللّه الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال:

قال أبو زرعة: المتوكّل بن الليث نضري (2).

قال ابن عمرو (3):سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: متوكّل بن الليث النّضري الدمشقي.

7209 - متوكّل بن موسى

حكى عن ابن عبد السّلام.

حكى عنه محمّد بن هشام بن ملاّس النميري.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد، و أخبرني عنه أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن حبيب، و أبو محمّد بن طاوس، و أبو علي الحسن بن محمود بن أحمد الخالدي الكاتب، أنا أبو سعيد الصيرفي، نا أبو العباس الأصم، نا محمّد بن هشام بن ملاّس، نا متوكّل بن موسى، عن ابن عبد السّلام قال:

توفي جار لنا نصراني، فأخذت النصارى في غسله، فبينا هم في غسله إذ استوى جالسا، قال: عليّ بالمسلمين، عليّ بالمسلمين.

قال: و أتانا الصريخ، قال: فأتيناه، فقال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله.

قال: ثم توفي من ساعته، قال: فولينا غسله، و الصلاة عليه، و دفناه في مقابر المسلمين.

ص: 16


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 372/7.
2- في د:«نصري» و النضري نسبة إلى نضر بن كنانة.
3- يعني أبا زرعة، عبد الرحمن بن عمرو بن عبد اللّه النصري، صاحب تاريخ دمشق، تقدمت ترجمته في كتابنا.

7210 - مثنّى بن معاوية بن عبد اللّه

أحد بني دحية.

أظنه من جند حمص، شهد قتل الوليد بن يزيد، و كان من أصحابه.

روى عنه: عمر بن مروان الكلبي.

[ذكر من اسمه] مجاهد

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) مجاهد

7211 - مجاهد بن جبر، و يقال: ابن جبير أبو الحجّاج المكّي الفقيه المقرئ

7211 - مجاهد بن جبر، و يقال: ابن جبير أبو الحجّاج المكّي الفقيه المقرئ (2)

مولى عبد اللّه بن السّائب القارئ، و يقال: مولى قيس بن الحارث المخزومي.

روى عن: ابن عبّاس، و ابن عمر، و جابر، و أبي هريرة، و أبي سعيد الخدري، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و رافع بن خديج، و أم كرز.

روى عنه: طاوس، و عطاء، و عكرمة، و عمرو بن دينار، و أبو الزبير، و حمّاد بن أبي سليمان، و زبيد (3)،و طلحة بن مصرّف، و مغيرة بن مقسم، و سلمة بن كهيل، و الحكم بن عتيبة، و منصور بن المعتمر، و فضيل بن عمرو، و الأعمش، و عبد اللّه بن أبي نجيح، و معروف بن مشكان، و سالم بن عبد اللّه المحاربي قاضي دمشق، و عمر بن ذرّ الهمداني، و سعيد بن مسروق الثوري، و موسى الجهني.

و روى عنه من أهل دمشق: يزيد بن أبي مريم، و المطعم بن المقدام، و غيرهم (4).

و قدم على سليمان بن عبد الملك، و على عمر بن عبد العزيز، و شهد وفاته.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا محمّد ابن غالب، نا أبو الوليد، نا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: رأيت

ص: 17


1- الزيادة منا للإيضاح.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 440/17 و تهذيب التهذيب 373/5 و حلية الأولياء 279/3 و تذكرة الحفاظ 92/1 و غاية النهاية 41/2 و معرفة القراء الكبار 66/1 و سير أعلام النبلاء 449/4 و الجرح و التعديل 319/7 و شذرات الذهب 125/1.
3- هو زبيد بن الحارث، أبو عبد اللّه اليامي الكوفي ترجمته في سير أعلام النبلاء 296/5.
4- كذا بالأصل و د.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يأكل جمّار نخل (1)[11916].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدّثني هشام، نا ابن علاّق (3)،عن يزيد بن أبي مريم قال:

كان مجاهد معنا بدابق (4).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا نصر بن إبراهيم الزاهد، و عبد اللّه بن عبد الرزّاق، قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام ابن عمّار، نا عثمان بن علاّق، نا يزيد بن أبي مريم قال:

كتب إلي عبدة ابن أبي لبابة (5) أن: سل مجاهدا - و كان معنا بدابق مع سليمان بن عبد الملك - عن قوله تعالى: فَكَأَنَّمٰا قَتَلَ النّٰاسَ جَمِيعاً وَ مَنْ أَحْيٰاهٰا فَكَأَنَّمٰا أَحْيَا النّٰاسَ جَمِيعاً (6)،و عن قول اللّه تعالى: يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (7).

فسألته، فقال لي مجاهد: أما قوله: فَكَأَنَّمٰا قَتَلَ النّٰاسَ جَمِيعاً فإن اللّه يقول: وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزٰاؤُهُ جَهَنَّمُ الآية (8)،فلو قتل الناس جميعا لم يكن وراء هذا من عذاب اللّه شيء، و هو يستوجب ذاك بنفس واحدة، فهو كقوله: فَكَأَنَّمٰا قَتَلَ النّٰاسَ جَمِيعاً وَ مَنْ أَحْيٰاهٰا فكذلك.

و أما قوله: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ فتقول: ليس فيّ مزيد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، نا أبي، نا أحمد بن حنبل، نا سفيان قال: قال مجاهد: أتيناه نعلّمه، فما برحنا حتى تعلّمنا منه.

قال سفيان: غزا مجاهد، فمرّ عليه يعني عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي - إذنا

ص: 18


1- جمار النخل: شحمه (راجع القاموس المحيط).
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 294/1.
3- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن تاريخ أبي زرعة، و هو عثمان بن حصن بن علاق.
4- دابق: قرية من قرى حلب (معجم البلدان).
5- ترجمته في تهذيب الكمال 167/12.
6- سورة المائدة، الآية:32.
7- سورة ق، الآية:30.
8- سورة النساء، الآية:93.

و مشافهة - قالا: أنا منصور بن الحسين، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا سليمان بن عمر بن خالد، نا مروان بن معاوية (1)،عن معروف بن مشكان، عن مجاهد قال:

قال لي عمر بن عبد العزيز: يا مجاهد، ما يقول الناس فيّ؟ قلت: يقولون: مسحور، قال: ما أنا بمسحور، ثم دعا غلاما له فقال له: ويحك ما حملك على أن تسقيني السم، قال: ألف دينار أعطيتها و على أن أعتق، قال: هاتها، فجاء بها، فألقاها في بيت المال و قال:

اذهب حيث لا يراك أحد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين القطّان، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (2)،نا عبد اللّه بن عثمان، أنا عبد اللّه - يعني - ابن المبارك، أنا عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن مجاهد.

أنه شهد وفاة عمر بن عبد العزيز، فمرّ بعبادي أو نبطي و هو يثير على ثورين له، فقام حين مررت به، فقال له العبادي أو النبطي: من أين أقبلت؟ أشهدت وفاة هذا الرجل؟ قال:

قلت: نعم، فذرفت عيناه، و ترحّم عليه، فقلت له: تترحّم عليه و ليس على دينك، قال: إنّي لا أبكي عليكم (3)،و لكن أبكي على نور كان في الأرض فطفئ.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أبو إسماعيل الترمذي، نا نعيم (4) بن حمّاد، نا ابن المبارك، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن مجاهد.

أنه شهد وفاة عمر بن عبد العزيز فمرّ بعبادي و هو يثير على ثور، فقام حين مرّ به مجاهد، فقال: من أين أقبلت؟ أشهدت وفاة هذا الرجل؟ قلت: نعم، قال: فبكى و ترحّم عليه، فقلت: تترحّم عليه و ليس على دينك؟ فقال: إنّي لا أبكي عليكم و لا عليه، و لكني أبكي على نور كان في الأرض فطفئ.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن عبد الملك بن عمر بن خلف الرزاز.

ثم أخبرني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الفتح الرزاز، أنا

ص: 19


1- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 453/4.
2- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 589/1.
3- كذا بالأصل و د، و في المعرفة و التاريخ: مليككم.
4- بالأصل: أبو نعيم، و المثبت عن د.

أبو حفص بن شاهين، نا محمّد بن مخلد قال: و أنا العتيقي، نا عثمان بن محمّد بن أحمد المخزومي، نا إسماعيل الصفّار، قالا: نا الدوري، نا أبو بكر بن أبي الأسود، نا محمّد بن عبيد قال: سمعت سفيان الثوري يقول: مجاهد بن جبير (1) أبو الحجّاج، مولى لبني زهرة (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي.

قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو عبد اللّه قال: سمعت وكيعا يقول: مجاهد بن جبر مولى السّائب.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار.

قالا: أنا أبو القاسم الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العباس ابن محمّد، أنا صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل قال: قال أبي: مجاهد بن جبر مولى عبد اللّه بن السّائب.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العزّ بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة قال (3).

في الطبقة الثانية من أهل مكة: مجاهد بن جبر، يكنى أبا الحجّاج، مولى قيس بن السّائب المخزومي، مات سنة ثلاث و مائة، و يقال: أربع و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال (4):قال أبو بكر الحميدي: مجاهد بن جبر، مولى قيس بن السّائب المخزومي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو محمّد يوسف بن

ص: 20


1- كذا بالأصل هنا، و في د: جبر.
2- سير أعلام النبلاء 453/4.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 491 رقم 2535.
4- المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 712/2.

رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية التابعين من أهل مكة: مجاهد مولى عبد اللّه بن السّائب، توفي سنة أربع و مائة.

أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنا أبو صالح المؤذن، أنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد ابن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: مجاهد هو أبو الحجّاج، و سمعت يحيى يقول: مجاهد بن جبر هو صاحب ابن عباس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا عبد الواحد بن محمّد، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل بن إسحاق قال:

سمعت علي بن المديني يقول:

مجاهد بن جبر، أبو الحجّاج.

و كان ابن إسحاق يقول في أحاديثه كلها: مجاهد بن جبر (1)،و مجاهد مولى قيس بن السّائب المخزومي، و السّائب هو ابن أبي السّائب، كان شريك النبي صلى اللّه عليه و سلم (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول:

مجاهد بن جبر، يكنى أبا الحجّاج.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (3)قال:

في الطبقة الثانية من أهل مكة: مجاهد بن جبر، و يكنى أبا الحجّاج، مولى قيس بن السّائب المخزومي، قال الهيثم: توفي سنة مائة، و قال أبو نعيم الفضل بن دكين: توفي سنة اثنين و مائة.

ص: 21


1- كذا، و هو مجاهد بن جبر، و لعله يريد «جبير» و على كل حال كان يقال له:«ابن جبير» أيضا.
2- سير أعلام النبلاء 454/4.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

و قال الواقدي: أخبرني سيف بن سليمان (1) أنه توفي بمكة سنة ثلاث و مائة.

قال: و أخبرني ابن جريج أنه بلغ يوم توفي ثلاثا و ثمانين.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد:

و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا حمد بن سهل، أنا البخاري قال (2):

مجاهد بن جبر أبو الحجّاج المكّي، مولى عبد اللّه بن السّائب القارئ، و قال محمّد ابن إسحاق و أسامة: مجاهد بن جبير (3).

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):

مجاهد بن جبر، و يقال: بن جبير أبو الحجّاج، مولى عبد اللّه بن السّائب القارئ، و يقال: مولى السّائب بن أبي السّائب المخزومي، و يقال: مولى قيس بن الحارث المخزومي، روى عنه ابن عمر، و ابن عبّاس، و جابر، و أبي هريرة، و أبي سعيد الخدري، و أبي ريحانة، و روى عن عائشة، مرسل، و لم يسمع منها، روى عنه الحكم بن عتيبة، و منصور بن المعتمر، و فضيل بن عمرو، و الأعمش، و حصين، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان التميمي قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:

أبو الحجّاج مجاهد بن جبر مولى عبد اللّه بن السّائب، سمع ابن عبّاس، و ابن عمر، روى عنه أيوب، و عون (5)،و منصور.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا

ص: 22


1- في تهذيب الكمال: سيف بن أبي سليمان.
2- التاريخ الكبير للبخاري 411/7.
3- بالأصل و د: مجاهد و جبير.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 319/7.
5- كذا بالأصل و د:«و عون» و المعروف أن الذي روى عنه: عبد اللّه بن عون راجع تهذيب الكمال.

الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو الحجّاج مجاهد بن جبر مكّي، أحد الأئمة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال:

مجاهد أبو الحجّاج.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا سليم بن أيوب الرازي، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد ابن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول:

مجاهد بن جبر أبو الحجّاج، و كان ابن إسحاق يقول: ابن جبير (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو الحجّاج مجاهد بن جبر.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال (2):

أبو الحجّاج مجاهد بن جبر، و يقال: ابن جبير المكّي، مولى عبد اللّه بن السّائب القارئ، و يقال: مولى قيس بن السّائب (3)،سمع علي بن أبي طالب، و ابن عبّاس، و ابن عمر، روى عنه عطاء بن أبي رباح، و طاوس، و عمرو بن دينار.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد الرحيم بن أحمد.

و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا، نا عبد الغني بن سعيد قال في باب جبر بالجيم:

مجاهد بن جبر صاحب ابن عبّاس، و للمصريين مجاهد بن جبر، ذكره ابن يونس.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن

ص: 23


1- كذا بالأصل و د، و كان يقال له أيضا:«ابن جبير» قال المزي في تهذيب الكمال: و الأول أصح، يعني: ابن جبر.
2- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 88/4 رقم 1763.
3- في الأسامي و الكنى:«و يقال: مولى السائب المخزومي». و في د، كالأصل.

ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال (1):

مجاهد بن جبر، و قال محمّد بن إسحاق و أسامة: مجاهد بن جبير أبو الحجّاج، مولى عبد اللّه بن السّائب القارئ المكّي، و قال الواقدي: هو مولى قيس بن السّائب المخزومي، سمع عبد اللّه بن عباس، و جابرا و أبا هريرة، و ابن عمر، و عائشة، و طاوسا، روى عنه عمرو ابن دينار، و الحكم، و منصور، و الأعمش، و ابن أبي نجيح، و أيوب، و ابن عون، و عمر بن ذرّ، و يوسف بن سليمان في العلم.

قال البخاري و محمّد بن سعد: قال أبو نعيم: مات سنة ثلاثين و مائة، قال الذهلي:

و فيما كتب إليّ أبو نعيم مثله.

و قال البخاري: قال أبو عاصم عن عثمان بن الأسود: مات سنة ثلاث و مائة، و قال أبو عيسى: مات سنة ثلاث و مائة، و قال الواقدي مثله، قال الذهلي: قال يحيى بن بكير مات سنة إحدى و مائة، و يقال: سنة ثلاث و مائة، و هو ابن ثلاث و ثمانين سنة (2).

قال: و حدّثنا علي بن عبد اللّه قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: مات مجاهد سنة أربع و مائة. و قال عمرو بن علي: مات بمكة و هو ابن ثلاث و ثمانين سنة.

و قال الواقدي: أخبرني ابن جريج أنه بلغ يوم توفي ثلاث و ثمانين سنة، و قال ابن سعد: قال الهيثم: توفي سنة مائة (3).

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال:

و مجاهد بن جبر أبو الحجّاج عن ابن عباس و غيره.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (4):

و قال أبو نعيم عن شبل، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: قرأت القرآن على ابن عباس.

ص: 24


1- راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 510/2.
2- تهذيب الكمال 413/17.
3- المصدر السابق.
4- التاريخ الكبير للبخاري 412/7.

أنبأنا أبو نصر بن البنّا، و أبو طالب بن يوسف، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، حدّثني الفضل بن ميمون قال: سمعت مجاهدا يقول: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين عرضة.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (2)،نا أحمد (3) بن محمّد بن يزيد، نا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا محمّد بن إدريس الحنظلي، نا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، حدّثني الفضل بن ميمون أبو الليث قال: سمعت مجاهدا يقول: عرضت القرآن على ابن عبّاس ثلاثين عرضة.

قال (4):و نا أبو أحمد محمّد بن أحمد، نا عبد اللّه بن شيرويه، نا إسحاق بن راهوية، أنا محمّد بن سلمة الحوري (5)،و عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي، قالا: نا محمّد بن إسحاق، عن أبان بن صالح عن مجاهد قال: عرضت القرآن على ابن عبّاس ثلاث عرضات أقفه (6) على كل آية أسأله فيم نزلت، و كيف كانت؟ أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا سلمان بن إبراهيم بن محمّد، نا أبو عبد اللّه محمّد ابن إبراهيم بن جعفر الجرجاني، نا محمّد بن يعقوب بن يوسف، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم.

ح و أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو علي الحسن ابن مدرك، أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، أخبرني محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم - قراءة.

أنا الشافعي، نا إسماعيل بن قسطنطين - و قال ابن طاوس: إسماعيل بن عبد اللّه بن قسطنطين - يعني قارئ مكة، قال:

قرأت على شبل - يعني - ابن عباد، و أخبر شبل أنه قرأ على عبد اللّه بن كبير، و أخبر

ص: 25


1- طبقات ابن سعد 466/5.
2- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 280/3.
3- كذا بالأصل و د، و في حلية الأولياء: محمد بن محمد بن يزيد.
4- القائل: أبو نعيم الحافظ، و الخبر في حلية الأولياء 279/3-280 و سير أعلام النبلاء 450/4.
5- كذا رسمها بالأصل و د، و في الحلية:«الحراني» و بهامشها عن نسخة: الحربي، و في أخرى: الخزرجي.
6- كذا بالأصل و د، و سير الأعلام، و في الحلية:«أفقه» و رجح مصححه أن تكون: أقفه.

عبد اللّه بن كبير أنه قرأ على مجاهد، و أخبر مجاهد أنه قرأ على ابن عبّاس، و أخبر ابن عبّاس أنه قرأ على أبيّ بن كعب، و قرأ أبيّ بن كعب على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و في حديث ابن طاوس:

أنه قرأ على أبيّ، و قال ابن عبّاس، و قرأ أبيّ على النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الصوفي، و أبو بكر محمّد بن الفضل ابن محمّد، قالا: أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن الحسن، أنا محمّد بن إبراهيم بن علي، نا أبو حبيب العباس بن أحمد بن محمّد، نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه قال:

قرأت على عكرمة بن سليمان بن كثير بن عامر المكي مولى جبير بن شيبة الحجبي (1)، و أخبرني أنه قرأ على شبل بن عبّاد (2) مولى عبد اللّه بن عامر بن كريز الكريزي، و على إسماعيل بن عبد اللّه بن القسطنطين (3) مولى بني ميسرة، مولى العاص بن هشام المخزومي، و أخبراه أنهما قرءا على عبد اللّه بن كثير (4) مولى عمرو بن علقمة الكناني، و أخبره أنه قرأ على مجاهد بن جبر مولى عبد اللّه بن السائب المخزومي، و أخبره أنه قرأ على عبد اللّه بن عبّاس، و أخبره عبد اللّه بن عباس أنه قرأ على أبيّ بن كعب.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، نا الحسين ابن أحمد العطاردي، نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن القاسم بن نافع بن أبي بزّة (5) المكّي، نا عكرمة بن سليمان بن كثير بن عامر بن قريش مولى ابن شيبة [قال:] (6).

قرأت على إسماعيل بن عبد اللّه بن قسطنطين مولى بني ميسرة من موالي العاص بن هشام المخزومي، فلما بلغت وَ الضُّحىٰ قال: كبّر حتى تختم مع خاتمة كل سورة، فإني قرأت على شبل بن عباد مولى عبد اللّه بن عامر الأموي، و على عبد اللّه بن كثير مولى بني علقمة الكناني، فأمراني (7) بذلك، و أخبرني عبد اللّه بن كثير أنه قرأ على مجاهد بن جبر أبي

ص: 26


1- ترجمته في معرفة القرّاء الكبار 146/1 رقم 56.
2- ترجمته في معرفة القرّاء الكبار 129/1 رقم 46.
3- ترجمته في معرفة القرّاء الكبار 141/1 رقم 53.
4- ترجمته في معرفة القرّاء الكبار 86/1 رقم 34.
5- بدون إعجام بالأصل و المثبت عن د، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 50/12 و معرفة القرّاء الكبار 173/1 رقم 77.
6- زيادة منا للإيضاح.
7- بالأصل:«فاقراني» و المثبت عن د، و في المختصر: فأمرني.

الحجّاج مولى عبد اللّه بن السّائب المخزومي، و أخبرني (1) بذلك، و أخبرني أنه قرأ على ابن عبّاس فأمره بذلك، و أخبره ابن عبّاس أنه قرأ على أبيّ بن كعب، و أمره بذلك، و أخبره أبيّ أنه قرأ على النبي صلى اللّه عليه و سلم فأمره بذلك.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص.

و أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه ابن عمر العمري، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا أحمد ابن محمّد بن عبد اللّه بن القاسم بن أبي بزّة (2)-بمكة - قال: سمعت عكرمة بن سليمان بن كثير بن عامر مولى بني شيبة يقول: قرأت على إسماعيل بن عبد اللّه بن قسطنطين فلما بلغت وَ الضُّحىٰ قال لي: كبّر مع خاتمة كل سورة حتى تختم، فإنّي قرأت على عبد اللّه بن كثير، فأمرني (3) بذلك، و أخبرني أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك، و أخبره مجاهد أنه قرأ على ابن عبّاس فأمره بذلك، و أخبره ابن عبّاس أنه قرأ على أبيّ بن كعب فأمره بذلك، قال:

و أخبرني أبيّ أنه قرأ على النبي صلى اللّه عليه و سلم فأمره بذلك.

و قال مرة: أخبرني ابن أبي بزّة، سمعت عكرمة بن سليمان بن كثير بن عامر مولى بني شيبة المكي قال: قرأت على إسماعيل بن عبد اللّه بن قسطنطين مولى بني ميسرة من موالي العاصي بن هشام المخزومي فلما بلغت وَ الضُّحىٰ قال لي: كبّر مع خاتمة كل سورة حتى تختم القرآن، فإني قرأت على شبل بن عباد مولى عبد اللّه بن عامر الأموي، و على عبد اللّه ابن كثير مولى بني علقمة الكناني، و قال المخلّص: الكنانيين، و أخبرني عبد اللّه بن كثير أنه قرأ على مجاهد بن جبر أبي الحجّاج مولى عبد اللّه بن السائب المخزومي فأمره بذلك، و أخبره مجاهد أنه قرأ على ابن عباس فأمره بذلك، و أخبره ابن عباس أنه قرأ على أبيّ بن كعب فأمره بذلك، و أخبره أبيّ أنه قرأ على النبي صلى اللّه عليه و سلم فأمره بذلك.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه الكروخي، أنا محمود بن القاسم بن محمّد، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصّمد، قالوا: أنا عبد الجبّار بن

ص: 27


1- كذا بالأصل و د، و لعله: و أمرني بذلك، باعتبار السياق فيما يأتي.
2- بدون إعجام بالأصل و د.
3- بالأصل:«فاني» و المثبت عن د.

محمّد الجراحي، أنا محمّد بن أحمد بن محبوب، أنا محمّد بن عيسى الترمذي، نا ابن أبي عمر، نا سفيان بن عيينة، عن الأعمش قال: قال مجاهد: لو كنت قرأت قراءة ابن مسعود لم أحتج أن أسأل ابن عبّاس عن كثير من القرآن مما سألت.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (1)،نا محمّد بن المصفّى، نا بقية، نا حبيب بن صالح قال: سمعت مجاهدا يقول: استفرغ علمي القرآن.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن ابن محمّد، أنا أبو أحمد بن عدي، نا أحمد بن بوكرد، نا محمّد بن إسماعيل الأحمسي، نا زيد بن الحباب قال: سمعت سفيان الثوري يقول (2):

خذوا التفسير عن أربعة: سعيد بن جبير، و مجاهد، و عكرمة، و الضحّاك بن مزاحم (3).

أخبرنا بها عالية أبو سعيد عبد اللّه بن مسعود بن محمّد بن منصور، و أبو حفص عمر ابن محمّد بن الحسن، قالا: أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو طاهر بن محمش، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن يحيى بن بلال البزار، نا أبو جعفر محمّد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي، نا زيد بن حباب قال: سمعت سفيان الثوري يقول:

خذوا التفسير من أربعة: سعيد بن جبير، و مجاهد، و عكرمة، و الضحّاك بن مزاحم.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام الواسطي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، نا ابن الأصبهاني - يعني - محمّد بن سعيد، نا عبد السّلام، عن خصيف قال: كان أعلمهم بالتفسير مجاهد (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن أبي القاسم الطبري، أنا أبو الحسين ابن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (5)،نا أحمد بن حفص، حدّثني أبي، حدّثني إبراهيم بن طهمان، عن مطر، عن قتادة أنه قال:

ص: 28


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 712/1.
2- سير أعلام النبلاء 451/4.
3- أبو محمد الضحاك بن مزاحم صاحب التفسير، ترجمته في سير أعلام النبلاء 598/4.
4- سير أعلام النبلاء 451/4.
5- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 642/1 و سير أعلام النبلاء 454/4.

إنّ (1) أعلم من بقي بالحلال و الحرام الزهري، و أعلم من بقي بالقرآن: مجاهد - يعني - التفسير.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري - قراءة - عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا أبو بكر بن عيّاش قال: قلت للأعمش: ما لهم يتّقون تفسير مجاهد؟ قال: كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب.

قال ابن سعد: و كان فقيها ثقة عالما كثير الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا البخاري قال (3):

قال محمّد بن سعيد، نا عبد السّلام، عن خصيف: كان أعلمهم بالطلاق سعيد بن المسيّب، و بالتفسير مجاهد، و بالحج عطاء، و بالحلال و الحرام طاوس، و أجمعهم لذلك كله سعيد بن جبير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه (4) بن عمر، أنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمّد بن عثمان، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل بن إسحاق قال: قال علي بن المديني: لا أنكر أن يكون مجاهد لقي أم هانئ لأنه قد روى عنها غير واحد نحو مجاهد في اللقاء، منهم: يوسف بن ماهك (5)،قال: دخلت على أم هانئ، و منهم أبو مرة مولى عقيل؛ و مجاهد قد لقي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و روى عن طائفة منهم، و قد سمع من عائشة، و من ابن عبّاس، و ابن عمر، و أبي هريرة، و عبد اللّه بن عمرو، و عبد اللّه بن السّائب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: سمعت يحيى.

ص: 29


1- من هنا إلى قوله: الزهري، ليس في المعرفة و التاريخ.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 467/5.
3- التاريخ الكبير للبخاري 412/7.
4- في د: عبد اللّه.
5- هو يوسف بن ماهك بن بهزاد الفارسي المكي، مولى قريش. ترجمته في تهذيب الكمال 501/20.

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن ابن السقا، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين.

يقول: قال يحيى بن سعيد القطّان: لم يسمع مجاهد من عائشة (1)-زاد عباس قال:

و سمعت يحيى يقول: سعيد بن أبي عروبة لم يسمع من مجاهد، و قتادة لم يسمع من مجاهد، فكيف يسمع منه سعيد.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضل، أنا أبي، نا يعلى، نا موسى الجهني، عن مجاهد قال:

حدثتني عائشة - قال الغلاّبي: و كان شعبة ينكر أبا غسان سمع سلمان، و ينكر مجاهدا سمع عائشة، و قال شعبة: مجاهد عن علي، و عطاء عن علي، إنما هو من كتاب.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا علي بن الحسن، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش قال:

أحاديث مجاهد عن علي كلها مراسيل لم يسمع منه شيئا، و مجاهد لم يلق سعدا، مجاهد بن جبر أبو الحجّاج، و أحاديث مجاهد عن عائشة مرسل (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا علي بن عبد اللّه قال: قال يحيى بن سعيد: كان شعبة ينكر مجاهدا سمع عائشة.

أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنا أبو صالح المؤذّن، أنا علي بن محمّد، و عبد الرّحمن بن محمّد، قالا: نا أبو العباس (3)،نا عباس الدوري قال: قيل ليحيى بن معين و أنا أسمع: يروى عن مجاهد أنه قال: خرج علينا علي بن أبي طالب، فقال: ليس هذا بشيء.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا علي بن محمّد، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل، حدّثني أبو عبد اللّه، نا عبد الرزّاق، عن معمر قال:

ص: 30


1- سير أعلام النبلاء 451/4.
2- سير أعلام النبلاء 454/4 باختصار.
3- بياض بالأصل و د.

سمعت أيوب يقول لليث بن أبي سليم: انظر ما سمعت من هذين الرجلين فاشدد به يديك، و سمعت يحيى - يعني - القطّان يقول: مرسلات مجاهد أحب إليّ من مرسلات عطاء بكثير (1).

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ، نا محمّد ابن أحمد بن الحسن، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا علي بن عبد اللّه المديني.

ح و أخبرنا (2) أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم، أنا محمود بن القاسم، و أحمد بن عبد الصّمد، قالا: أنا عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد المحبوبي، أنا أبو عيسى الترمذي، نا أبو بكر عبد القدوس بن محمّد، عن علي بن عبد اللّه (3)[قال:] قال يحيى بن سعيد: مرسلات مجاهد أحب إليّ من مرسلات عطاء بكثير، كان عطاء يأخذ عن كل ضرب.

و قال يحيى: مرسلات سعيد بن جبير أحبّ إليّ من مرسلات عطاء - زاد محمّد بن عثمان قلت ليحيى: فمرسلات مجاهد؟ قال: سعيد أحبّ إليّ ثم اتفقا فقالا:- قلت ليحيى:

فمرسلات مجاهد أحب إليك أم مرسلات طاوس؟ قال: ما أقربهما (4).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن السمرقندي، و أبو بكر محمّد، و أبو حفص عمر، و أبو عمرو عثمان بنو أحمد بن عبيد اللّه بن دحروج (5) قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي، نا أبو بكر بن نيروز، نا محمّد بن المثنى قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه الأنصاري يقول: قال ابن جريج: لأن أكون سمعت من محمّد بن مجاهد (6) فأقول سمعت مجاهدا أحبّ إليّ من أهلي و مالي (7).

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا علي - يعني - ابن المديني قال: سمعت

ص: 31


1- تهذيب الكمال 443/17.
2- كتب فوقها في د: ملحق.
3- تحرفت بالأصل و د إلى: عبيد اللّه.
4- كتب بعدها في د: آخر الجزء التاسع و الخمسين بعد الأربعمائة من الأصل.
5- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د.
6- كذا بالأصل:«سمعت من محمد بن مجاهد» و في د:«سمعت من مجاهد».
7- سير أعلام النبلاء 451/4 و الرواية فيه مطابقة لرواية نسخة د.

عبد الرزّاق عن معمر قال: سمعت أيوب يقول لليث بن أبي سليم: انظر ما سمعت من هذين الرجلين فاشدد به يديك.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد ابن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار قال: و سألته عن مجاهد و عكرمة أيهما أثبت؟ قال: مجاهد.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

ذكره عن أبي إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: مجاهد ثقة، قال:

و سئل أبو زرعة عن مجاهد فقال: مكّي ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري: و محمّد بن الحسن بن محمّد قالا:- أنا أبو العباس الوليد بن بكر، أنا أبو الحسن بن الخصيب، أنا أبو مسلم العجلي، حدّثني أبي قال (2):

مجاهد أبو الحجّاج، مكّي، تابعي، ثقة، سكن الكوفة بآخرة.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - قراءة - و عن أبي نعيم الواسطي، أنا علي بن محمّد بن خزفة، نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا الأحمسي، نا أبو بكر بن عيّاش، عن مغيرة، عن حمّاد قال:

لقيت عطاء، و طاوسا، و مجاهدا، و شاممت القوم، فوجدت علماءكم أعلم منهم إلاّ مجاهدا.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق قال: قال لنا أبو عبد الرّحمن النسائي في تسمية الفقهاء من

ص: 32


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 319/7.
2- كتاب تاريخ الثقات للعجلي ص 420 رقم 1538.

أصحاب ابن عبّاس من أهل مكة: عطاء، و طاوس، و مجاهد، و سعيد بن جبير.

أنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر اللاّلكاني، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (1)،نا أبو نعيم، نا سفيان، عن سلمة بن كهيل قال:

ما رأيت أحدا يريد بهذا العلم وجه اللّه إلاّ هؤلاء الثلاثة: عطاء، و طاوس، و مجاهد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا ابن الطّيّوري، و ثابت، قالا: أنا الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن الخصيب، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد (2)،نا أبو أحمد الأسدي، نا سفيان، عن سلمة بن كهيل قال:

ما رأيت أحدا يريد بعلمه وجه اللّه إلاّ هؤلاء الثلاثة: عطاء، و طاوس، و مجاهد.

أخبرنا البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا ابن الطّيّوري، و ثابت، قالا: أنا الحسين بن جعفر - زاد الطّيّوري: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن الخصيب، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد (3)،نا أبو أحمد الأسدي، نا سفيان، عن سلمة بن كهيل قال:

ما رأيت أحدا يريد بعلمه وجه اللّه إلاّ هؤلاء الثلاثة: عطاء، و طاوس، و مجاهد.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح المؤذّن، أنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس، نا يحيى، نا هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن مجاهد قال:

قال لي ابن عمر: لأن يكون نافع يحفظ كحفظك أحب إليّ من أن يكون لي درهم زائف، قال: قلت: يا أبا عبد الرّحمن أ لا جعلته جيدا؟ قال: هكذا كان في نفسي.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، نا عبيد اللّه بن عمر، نا خالد بن الحارث، عن شعبة، عن رجل قد سمّاه و نسبه عن مجاهد قال: صحبت ابن عمر و أنا أريد أن أخدمه فكان يخدمني.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا إبراهيم بن محمّد بن الفتح، نا محمّد بن سفيان بن موسى، نا سعيد بن رحمة قال: سمعت ابن المبارك، عن شعبة، عن عمران بن عبيد اللّه - أو عبيد اللّه - أو عبيد اللّه بن عمران - قال: سمعت مجاهدا يقول: صحبت ابن عمر لأخدمه فكان يخدمني.

[قال ابن عساكر:] (4) كذا قال، و هو ابن عمران.

ص: 33


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 702/1.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 420.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 420.
4- زيادة منا للإيضاح.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، حدّثني عباس الدوري، نا يحيى بن أبي بكير (2)،نا شعبة، عن عبيد اللّه بن عمران (3)،عن مجاهد قال: صحبت ابن عمر و أنا أريد أن أخدمه، فكان يخدمني.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني (4)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن عبيد اللّه بن عمران قال: سمعت مجاهدا يقول: صحبت ابن عمر و أنا أريد أن أخدمه، فكان هو الذي يخدمني (5).

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين ابن بشران، أنا إسماعيل الصفّار، أنا عبد الملك بن محمّد الرقاشي، حدّثني أبو سلمة، نا سلام بن أبي مطيع، حدّثني أصحابي أن أيوب أخذ لي بالركاب، فقلت لي في ذلك فقال:

زعم مجاهد أن ابن عمر أخذ له بالركاب.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران المعدل، نا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا عبد الملك بن محمّد الرقاشي - قراءة عليه - حدّثني أبو سلمة، نا سلام بن أبي مطيع.

قال: و أنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدل، نا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، نا أبو قلابة، نا موسى بن إسماعيل، نا سلام بن أبي مطيع.

حدّثني أصحابي أن أيوب - و في حديث الحكيمي: حدّثني بعض أصحابي عني أن أيوب - أخذ لي بالركاب فقيل له:- و قال ابن بشران: فقلت له - في ذلك فقال: زعم مجاهد أن ابن عمر أخذ له بالركاب.

أخبرنا أبو علي الحدّاد - في كتابه - أنا أبو نعيم الحافظ (6)،نا أبو حامد بن جبلة، نا

ص: 34


1- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 285/3.
2- كذا بالأصل و د، و في الحلية: بن أبي كثير.
3- كذا بالأصل و د، و في الحلية: عبيد اللّه بن عمر.
4- بالأصل و د: اللبناني، بتقديم الباء، تصحيف.
5- سير أعلام النبلاء 452/4 برواية:«شعبة عن رجل، سمعت مجاهدا...».
6- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 285/3.

محمّد بن إسحاق، نا يعقوب بن إبراهيم، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا سفيان، عن إبراهيم ابن مهاجر، عن مجاهد قال:

ربما أخذ لي ابن عمر بالركاب، و ربما أدخل ابن عبّاس أصابعه في بطني (1).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام الواسطي، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، نا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا زائدة، عن ليث، عن مجاهد قال:

كنت إذا أردت أن أركب أخذ ابن عمر حتى يضع رجله على ذراع ناقتي.

قال: و أنا ابن أبي خيثمة، نا عبيد اللّه بن عمر، نا عبد اللّه بن سلمة - يعني - الأفطس، نا عثمان بن الأسود، عن حميد الأعرج، عن مجاهد قال:

كان ابن عمر يأخذ لي بالركاب و يسوي عليّ ثيابي إذا ركبت.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم (2)،نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا إسحاق بن منصور، نا أبو عاصم، عن عثمان بن مرة (3) عن حميد الأعرج، عن مجاهد قال:

كنت أصحب ابن عمر في السفر، فإذا أردت أن أركب يأتيني فيمسك ركابي فإذا ركبت سوّى عليّ ثيابي، قال مجاهد: فجاءني مرة، فكأنّي كرهت ذلك، فقال: يا مجاهد، إنك ضيق الخلق.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن عبدان، نا محمّد بن سوار، نا عيسى بن يونس قال: سمعت الأعمش يقول:

كنت إذا رأيت مجاهدا ظننت (4).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا عبد الرّحمن بن يونس، عن عبد اللّه بن نمير،

ص: 35


1- كذا بالأصل و د، و في حلية الأولياء: ابطي.
2- حلية الأولياء 285/3.
3- كذا بالأصل و د، و في حلية الأولياء: عثمان بن قرة.
4- كذا بالأصل و د.

عن الأعمش قال: كنت إذا رأيت مجاهدا ظننت أنه خربندج قد ضلّ حماره (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا ابن نمير، نا أبي، نا الأعمش قال: كنت إذا رأيت مجاهدا ظننت أنه خربندج ضلّ حماره، فهو مهتم.

أخبرنا بها عالية أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا إبراهيم بن عبد اللّه الزينبي، نا أبو موسى محمّد بن المثنى، نا ابن نمير، عن الأعمش قال:

كنت إذا رأيت مجاهدا ظننت أنه خربندج قد ضلّ حماره و هو مهتم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (3)،نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا أبو أسامة، نا الأعمش قال:

كنت إذا رأيت مجاهدا ازدريته متبذلا، و ذكر أشياء كأنه خربندج، و إذا تكلم تكلم رجل عربي.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو الحسن الربعي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن ابن يوسف بن خراش قال: قال أبو حفص: نا ابن داود، نا أبو عوانة، عن الأعمش قال:

كنت إذا رأيت مجاهدا ازدريته فإذا تكلم..... (4) الرجال، قال ابن داود: و كذلك كان الأعمش.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أحمد بن أبي عثمان، و مالك بن أحمد بن علي.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس في جماعة، قالوا: أنا مالك بن أحمد.

قالوا: أنا أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم، نا إبراهيم بن عبد الصّمد، نا أبو سعيد الأشج، نا ابن الأجلح عن أبيه، عن مجاهد قال:

ص: 36


1- سير أعلام النبلاء 452/4.
2- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 711/1.
3- المعرفة و التاريخ 712/1.
4- رسمها بالأصل «عمر» و اللفظة غير مقروءة في د.

طلبنا هذا العلم، و ما لنا فيه كثير نية، ثم رزق اللّه النيّة بعد (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا سفيان، عن منصور قال:

قال مجاهد: لا تنوهوا بي في الخلق (2).

قال: و حدّثني أبو عبد اللّه، نا وكيع، عن سفيان، عن منصور قال:

سأل رجل (3) مجاهدا عن مسألة، قال: اللّه أعلم، تريد أن تنوّه بي في الخلق.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، حدّثني أبي، نا أحمد بن حنبل، نا وكيع، عن سفيان، عن منصور قال: سأل رجل مجاهدا عن مسألة، قال: اللّه أعلم، تنوه بي في الخلق.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسن، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبيد اللّه بن أحمد الصيدلاني، نا الحسين بن إسماعيل، نا محمود بن خداش، نا إسماعيل بن إبراهيم قال: قال ليث بن أبي سليم: قال مجاهد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه بن البنّا، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا عمر بن إبراهيم بن أحمد، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو خيثمة، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن ليث، عن مجاهد قال:

ذهب العلماء فلم يبق - و قال الصيدلاني: فما بقي - إلاّ المتعلمون، ما المجتهد فيكم إلاّ كاللاعب فيمن كان قبلكم (4).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد (5) السكري - ببغداد - أنا أبو بكر الشافعي، نا جعفر بن محمّد بن الأزهر، نا أبو عبد الرّحمن الغلاّبي، حدّثني أبي، حدّثني عبد اللّه بن ثعلبة الحنفي قال: ذاكرت محمّد بن مسلم الطائفي فضول النظر فقال: ما أدري، غير أن عبد اللّه بن المبارك حدّثني قال: حدّثني عبد الوهّاب بن مجاهد أنهم بنوا غرفة في دارهم مقابل من دخل من باب الدار، فمكثنا ثلاث عشرة سنة أو أربع عشرة سنة فرفع أبي رأسه فقال: متى أحدثتم هذه الغرفة؟!.

ص: 37


1- سير أعلام النبلاء 452/4.
2- سير أعلام النبلاء 452/4.
3- بالأصل و د: رجلا.
4- حلية الأولياء 280/3.
5- في د: أنا محمد، و فوق محمد ضبة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا البيهقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر.

قالا: أنا الوليد، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي (1)،أنا أبو سفيان، عن حصين بن عبد الرّحمن السلمي، عن مجاهد (2) قال: كنت أصلي ليلة فرأيت المذهب (3) فيما بيني و بين القبلة، و كنت قد سمعت من يقول: إنهم يخافونكم كما تخافونهم، فأهويت إليه لآخذه، فسمعت وجبته حين وقع من وراء الحائط.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا ابن بشران، أنا عثمان، نا حنبل، نا يسار بن موسى، نا عبّاد، نا حصين (4)،عن مجاهد قال: بينا أنا أصلي ذات يوم إذ قام مثل الغلام ذات ليلة، فشددت عليه لآخذه فوثب فوقع خلف الحائط حتى سمعت وقعته (5)،فما عاد إلى بعد ذلك. قال مجاهد: و إنهم يهابونكم كما تهابونهم من أجل ملك سليمان بن داود.

قال: و نا حنبل، نا سعيد بن سليمان، نا المبارك بن سعيد، عن حميد الملائي قال: قال مجاهد:

كان لي صديق من قريش، فقلت له: هل لك أن تجلو فأواضعك الرأي، فأنظر أين يقع رأيي من رأيك، و رأيك من رأيي، قال القرشي: مه، دع الودّ على حاله، فغلبني القرشي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال.

قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا إسحاق ابن إسماعيل، نا جرير، عن سفيان قال: قال مجاهد.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن

ص: 38


1- رواه العجلي في تاريخ الثقات ص 421.
2- قوله:«عن مجاهد» ليس في تاريخ الثقات.
3- كذا بالأصل و د، و في تاريخ الثقات: الملهب.
4- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 453/4.
5- كذا بالأصل و د، و في سير الأعلام: وجبته.

عمر بن عمران الضراب، نا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، نا يعلى، عن الأعمش.

ح و أنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه المؤدب، أنا علي بن ماشاذة، نا عبد اللّه بن جعفر، نا أحمد بن يونس، نا يعلى بن عبيد، نا الأعمش.

عن مجاهد قال:

ما أدري أي النعمتين أعظم؟- و قال ابن الفضل: أفضل؟- أن هداني للإسلام، أو عافاني من الأهواء؟ (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السيدي، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا هشام بن عمّار، نا يحيى بن سليم (2)، نا عبد الوهّاب بن مجاهد قال:

كنت عند أبي، فجاء ابنه يعقوب فقال: يا أبتاه إن أصحابا لنا يزعمون أن أيمان أهل السماء و أهل الأرض واحد، فقال: يا بني، ما هؤلاء بأصحابي، لا يجعل اللّه من هو منغمس في الخطايا كمن لا ذنب له.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا ابن درستويه، نا يعقوب (3)،نا ابن نمير، نا يونس بن بكير، عن الأعمش قال: لم (4)يشهد مجاهد الجماجم، فقالوا له في ذلك فقال: عدّه بابا (5) من الخير تخلّفت عنه.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو الفضل الرّازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أبو كريب، نا عثام بن علي، عن الأعمش قال: قيل لمجاهد أيام الجماجم: أ لا تخرج، فقد خرج فلان و فلان؟ فقال: عدّوها غزوة تخلّفت عنها، لست بخارج.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمّد، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد، حدّثني الحسن بن سفيان، نا

ص: 39


1- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 293/3 و فيها: علي بن عبيد عن الأعمش. و سير أعلام النبلاء 454/4-455.
2- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 455/4.
3- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 711/1.
4- كذا بالأصل و د، و في المعرفة و التاريخ: شهد، بدون «لم».
5- قوله:«عده باب» مكانه بياض في المعرفة و التاريخ.

محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: مجاهد بن جبر مولى بني مخزوم، توفي مجاهد سنة مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: قال ابن بكير: مات - يعني - مجاهدا سنة إحدى و مائة، و عاش عطاء بعده أربع عشرة سنة.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو خازم (1) بن الفراء، أنا يوسف بن عمير، نا محمّد بن مخلد، نا عباس بن محمّد، نا أبو نعيم قال.

ح و أخبرنا أبو يعلى بن أبي حبيش، أنا أبو الفرج الأسفرايني، و أبو نصر الطريثيثي، قالا: أنا أبو الفضل السعدي، نا منير بن أحمد، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن الهيثم قال: قال أبو نعيم:

و مات مجاهد بن جبر في سنة ثنتين و مائة (2).

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، قالا: أنا أبو عمرو بن السمّاك، نا حنبل، نا أبو عبد اللّه قال: سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول:

مات مجاهد في ثنتين و مائتين، و هو ساجد.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصفّار، أنا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل الترمذي قال: سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول:

مات مجاهد سنة ثنتين (3) و مائة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال الهيثم:

ص: 40


1- بالأصل و د: حازم، بالحاء المهملة.
2- تهذيب الكمال 443/17 و سير أعلام النبلاء 455/4.
3- تحرفت بالأصل هنا إلى: ثلاثين، و المثبت عن د.

في هذه السنة - يعني - سنة اثنتين و مائة مات عبد اللّه بن عبد اللّه، و مجاهد بن جبر.

و هكذا قال أبو نعيم، و المدائني؛ و مجاهد.

و قال الواقدي: و عمرو: فيها - يعني - سنة ثلاث مات أبو الشعثاء، و مجاهد مولى قيس ابن السّائب، و مات مجاهد و هو ابن ثلاث و ثمانين بمكة، يعني أبا الحجّاج.

و قال أحمد بن حنبل: مات مجاهد سنة أربع.

و ذكر ابن زبر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح، عن الهيثم و المدائني.

و أن أباه أخبره عن إبراهيم بن عبد اللّه، عن محمّد بن سعد، عن الواقدي، و أن أباه أخبره عن أحمد بن زهير عن أحمد بن حنبل بذلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: قال أبي:

توفي مجاهد سنة ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا علي بن الحسن الجراحي.

ح قال: و أنا الحسن بن الحسين، أنا جدي لأمي إسحاق بن محمّد، قالا: أنا عبد اللّه (1)ابن إسحاق المدائني، نا قعنب بن المحرّر (2) قال: و مات مجاهد بن جبر سنة اثنتين و مائة.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس، أنا أبو القاسم بن الأشقر.

قالا: نا محمّد بن إسماعيل البخاري (3) قال:

ص: 41


1- عن د:«عبد اللّه» و تحرفت بالأصل إلى: عبيد اللّه، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 437/14.
2- تحرفت بالأصل و د إلى: المحرز، بالزاي، و المثبت و الضبط عن الاكمال: محرر بفتح الحاء المهملة وراء مشددة مفتوحة مكررة 168/7 و 168 و سماه قعنب بن محرر بن قعنب روى عن عبد الصّمد بن عبد الوارث.
3- رواه البخاري في التاريخ الكبير 411/7.

و قال أبو عاصم - و في رواية ابن سهل: قال: و قال عمرو بن علي عن أبي عاصم - سمعت عثمان بن الأسود يقول: مات مجاهد سنة ثلاث و مائة، و قال أبو نعيم: سنة ثنتين (1)و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال: قال أحمد: قال حمّاد بن خالد الخياط.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا حمّاد الخياط.

قال: سمعت شيوخنا بمكة يزعمون أن مجاهدا مات سنة ثلاث و مائة (2).

أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه، نا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه فيما بلغه قال: مات مجاهد سنة ثلاث و مائة، و يقال سنة ثنتين.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاس قال: سمعت أبا عاصم يقول:

سمعت عثمان بن الأسود يقول: مات مجاهد سنة ثلاث و مائة، و هو ابن ثلاث و ثمانين بمكة، و هو مولى قيس بن السّائب المخزومي، و يكنى أبا الحجّاج، و هو مجاهد بن جبر.

أنبأنا (3) أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا محمّد بن عبيد اللّه، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد اللّه التميمي قال:

مجاهد بن جبر يكنى أبا الحجّاج، توفي سنة ثلاث و مائة، و هو مولى قيس بن السّائب المخزومي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه (4) بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني

ص: 42


1- تحرفت بالأصل إلى:«ثلاثين» و التصويب عن د، و التاريخ الكبير.
2- سير أعلام النبلاء 455/4.
3- كتب فوقها في د: ملحق.
4- في د: عبد اللّه.

أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة ثلاث و مائة فيها مات مجاهد بن جبر (1).

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا ابن رزقويه.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران.

قالا: أنا أبو عمرو بن السّماك، نا حنبل، نا أبو عبد اللّه، نا يحيى بن سعيد.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال: قال أحمد: قال يحيى بن سعيد: مات مجاهد سنة أربع و مائة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا محمّد، أنا محمّد، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال: قال علي ابن المديني: قال يحيى: مات مجاهد سنة أربع و مائة.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة قال: و قال علي بن محمّد:

مات مجاهد سنة أربع و مائة، و قالوا: سنة ثنتين و مائة، و هو مولى لقريش لبني مخزوم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال: قال أحمد بن حنبل: مات مجاهد سنة أربع و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن الحمّامي، نا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول:

و مجاهد بن جبر أبو الحجّاج، سنة أربع و مائة - يعني - مات.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد الجواليقي.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ابن الطّيّوري، و ابن سوار، قالا: أنا الطناجيري، أنا محمّد بن زيد بن علي، أنا محمّد بن محمّد بن عتبة، نا هارون بن حاتم، نا محمّد بن كثير القرشي عن ليث قال: مات مجاهد سنة سبع و مائة.

ص: 43


1- سير أعلام النبلاء 455/4 و تهذيب الكمال 443/17.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا علي بن محمّد ابن بشران، أنا عثمان بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني:

مات مجاهد سنة سبع و مائة (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، أنا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي قال: مات مجاهد بن جبر مولى بني مخزوم سنة سبع و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا الحسن بن أحمد، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل بن غسّان، نا أبي قال: و مجاهد في سنة سبع و مائة - يعني - مات.

أخبرنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد.

و أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو علي الحداد، قالوا: أنا أبو نعيم، نا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي قال: و مجاهد سنة ثمان و مائة.

7212 - مجاهد بن فرقد أبو الأسود الصّنعاني

7212 - مجاهد بن فرقد أبو الأسود الصّنعاني (2)

من صنعاء دمشق، و قيل: إنه أطرابلسي.

روى عن: واثلة بن الخطاب، و أبي منيب الجرشي.

روى عنه: إسماعيل بن عياش، و محمّد بن إسحاق الرملي، و محمّد بن يوسف الفريابي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو بكر القطّان، نا أحمد بن يوسف، نا محمّد بن يوسف الفريابي.

ص: 44


1- سير أعلام النبلاء 456/4.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 375/5 و ميزان الاعتدال 440/3 و لسان الميزان 17/5 و الجرح و التعديل 320/7 و المغني في الضعفاء 542/2. و فرقد: أوله فاء مفتوحة و سكون راء و بقاف مهملة و آخره دال مهملة، كما في الاكمال و المغني.

ح قال: و أنا [أبو] (1) عبد الرّحمن السلمي، أنا (2) بن عبد اللّه الميكال، نا علي ابن سعيد العسكري، نا جعفر بن محمّد بن الفضيل الراسبي، نا محمّد بن يوسف الفريابي، نا أبو الأسود مجاهد بن فرقد الطرابلسي (3)،نا واثلة بن الخطّاب القرشي قال (4):

دخل رجل المسجد، و النبي صلى اللّه عليه و سلم وحده - فتحرك له النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقيل له: يا رسول اللّه المكان واسع، فقال:«إنّ للمؤمن حقّا»[11917].

قال البيهقي: لفظ حديث السلمي.

و قد أخرجته في كتاب:«المدخل» على لفظ حديث الفقيه.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):

مجاهد بن فرقد الصّنعاني، روى عن واثلة بن الخطّاب، و أبي منيب الجرشي مرسل، روى عنه إسماعيل بن عيّاش، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:

أبو الأسود مجاهد بن فرقد، عن واثلة بن الخطاب، روى عنه محمّد بن يوسف.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال (6):

ص: 45


1- زيادة لازمة عن د.
2- بياض بالأصل و د، و لعل الجملة:«أنا إسماعيل» و هو إسماعيل بن عبد اللّه بن محمد بن ميكال سمع علي بن سعيد العسكري راجع ترجمته في سير الأعلام 156/16.
3- كذا بالأصل و د هنا:«الطرابلسي» و لم أجد هذه النسبة إلى أطرابلس، و النسبة إليها:«أطرابلسي» راجع الأنساب و معجم البلدان.
4- رواه ابن الأثير في أسد الغابة 653/4 في ترجمة واثلة بن الخطاب باختلاف و زيادة.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 320/7-321.
6- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 369/1 رقم 301.

أبو الأسود مجاهد بن فرقد الصّنعاني، سمع واثلة بن الخطاب العدوي ابن بنت واثلة ابن الأسقع، و أبا منيب الجرشي، روى عنه إسماعيل بن عيّاش أبو عتبة العنسي، و محمّد بن يوسف الفريابي، كنّاه لنا أبو الحسن أحمد بن عمير، نا أبو عمير عيسى بن محمّد بن إسحاق، نا محمّد بن يوسف.

قرأت بخط عبد العزيز بن محمّد بن عبد ربه الشيرازي، سمعت أبا سليمان بن زبر يقول:

أبو الأسود الصّنعاني هو من صنعاء دمشق، قرية من قراها، و بلغني عن محمّد بن يوسف قال: لم يرو إسماعيل بن عيّاش عن مجاهد بن فرقد غير حديثين، و لم يسمع منه غيرهما، و اللّه تعالى أعلم.

[ذكر من اسمه] مجالد

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) مجالد

7213 - مجالد مولى هشام بن عبد الملك و آذنه، له ذكر

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا أبو القاسم الصيدلاني، أنا محمّد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو حدّثكم الهيثم بن عدي عن ابن عيّاش (2) قال: و كان هشام يأذن عليه مولاه مجالد.

[ذكر من اسمه] مجزأة

اشارة

[ذكر من اسمه] (3) مجزأة

7214 - مجزأة بن الكوثر بن زفر بن الحارث أبو الورد الكلابي

من سادات قيس.

وجهه مروان بن محمّد بن مروان إلى دمشق لمحاربة من خلعه من أهلها، و قدم مع مروان دمشق، له ذكر.

ص: 46


1- زيادة منا للإيضاح.
2- تحرفت بالأصل إلى: عباس، و المثبت عن د.
3- زيادة منا للإيضاح.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب المدائني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير (1)،حدّثني أحمد بن زهير، حدّثني عبد الوهّاب بن إبراهيم، حدّثني أبو هاشم مخلد ابن محمّد بن صالح قال:

كان أبو الورد - و اسمه مجزاة بن الكوثر بن زفر بن الحارث الكلابي - من أصحاب مروان و فرسانه و قوّاده، فلما هزم مروان، كان أبو الورد بقنّسرين (2) قدمها عبد اللّه بن علي، فبايعه، و دخل فيما دخل فيه جنده من الطاعة، و كان ولد مسلمة بن عبد الملك مجاورين له ببالس (3) و الناعورة (4)،فقدم بالس قائد من قوّاد عبد اللّه بن علي من الأزاد مردين في مائة و خمسين فارسا، فبعث بولد مسلمة بن عبد الملك و نسائهم، فشكا بعضهم ذلك إلى أبي الورد، فخرج من مزرعة له يقال لها زرّاعة بني زفر - يقال لها خساف (5)-في عدة من أهل بيته حتى هجم على ذلك القائد و هو نازل حصن (6) مسلمة؛ فقاتله حتى قتله و من معه، و أظهر التبييض و الخلع لعبد اللّه بن علي، و دعا أهل قنّسرين إلى ذلك فبيّضوا بأجمعهم، فلما بلغ عبد اللّه بن علي تبييض أهل قنّسرين خرج متوجها للقاء أبي الورد، و قد كان يجمع مع أبي الورد جماعة أهل قنّسرين، و كانوا من يليهم من أهل حمص و تدمر، فقدم منهم ألوف و عليهم أبو محمّد بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، فرأسوا عليهم أبا محمّد و دعوا إليه، و قالوا: هو السفياني الذي كان يذكر، و هم في نحو من أربعين ألفا، فلمّا دنا منهم عبد اللّه بن علي و أبو محمّد بعسكر في جماعتهم بمرج يقال له مرج الأخرم (7)،- و أبو الورد المتولي لأمر العسكر، و المدبّر له، و هو صاحب القتال و الوقائع - و وجه عبد اللّه بن علي أخاه عبد الصّمد ابن علي في عشرة آلاف من فرسان من معه، فناهضهم أبو الورد، و لقيهم فيما بين

ص: 47


1- الخبر بطوله رواه الطبري بتاريخه 443/7.
2- قنسرين: بكسر أوله و فتح ثانيه و تشديده، و هي كورة بالشام منها حلب، و كانت قنسرين مدينة بينها و بين حلب مرحلة من جهة حمص بقرب العواصم (معجم البلدان).
3- بالس بلدة بالشام بين حلب و الرقة (معجم البلدان).
4- الناعورة: موضع بين حلب و بالس (معجم البلدان).
5- خساف: برية بين حلب و بالس (معجم البلدان).
6- يريد هنا قصر مسلمة الذي في الناعورة، و ليس غيره.
7- لم أعثر عليه.

العسكرين، و استحرّ (1) القتل في الفريقين، و ثبت القوم، و انكشف عبد الصّمد و من معه، و قتل منهم يومئذ ألوف، و أقبل عبد اللّه حيث أتاه عبد الصّمد و من معه حميد بن قحطبة و جماعة من معه (2) من القواد، فالتقوا ثانية بمرج الأخرم، فاقتتلوا قتالا شديدا، فانكشف جماعة ممن كان مع عبد اللّه، ثم ثابوا (3)،و ثبت لهم عبد اللّه و حميد بن قحطبة فهزموهم، و ثبت أبو الورد في نحو من خمس مائة من أهل بيته و قومه، فقتلوا جميعا.

و هرب أبو محمّد و من معه من الكلبية حتى لحقوا بتدمر، و أمّن عبد اللّه أهل قنّسرين، و سوّدوا و بايعوه، و دخلوا في طاعته، ثم انصرف راجعا إلى أهل دمشق.

قال: و لم يزل أبو محمّد متغيبا هاربا، و لحق بأرض الحجاز، و بلغ زياد بن عبيد اللّه الحارثي عامل أبي (4) جعفر على المدينة مكانه الذي تغيّب فيه، فوجه إليه خيلا، فقاتلوه حتى قتل، و أخذوا ابنين له أسيرين، فبعث زياد برأس أبي محمّد و بابنيه (5) إلى أبي جعفر فأمر بتخلية سبيلهما و أمّنهما.

و حكى الطبري (6) عن علي بن محمّد: أنّ النعمان أبا السري (7) حدّثه و جبلة بن فروخ و سليمان بن داود، و أبا عامر (8) المروزي قالوا:

اقتتلوا يوم الثلاثاء في آخر يوم من ذي الحجة سنة ثلاث و ثلاثين و مائة، و على ميمنة أبي محمّد أبو الورد، و على ميسرته الأصبغ بن ذؤالة، فجرح أبو الورد، فحمل إلى أهله فمات، و لحق قوم من أصحاب أبي الورد (9) إلى أجمة فأحرقها عليهم، و قد كان (10) أهل حمص نقضوا، و أرادوا إتيان أبي محمّد، فلما بلغتهم هزيمته أقاموا.

ص: 48


1- كذا بالأصل و د، و في المختصر:«استمرّ» و في الطبري: اشتجر.
2- اللفظتان «من معه» مطموستان في د.
3- اللفظة مطموسة في د.
4- بالأصل و د:«أبو» و التصويب عن تاريخ الطبري.
5- بالأصل:«و بابنتيه» و التصويب عن الطبري و فيه: ابنيه.
6- تاريخ الطبري 445/7.
7- تحرفت بالأصل و د إلى: الكسرى، و التصويب عن الطبري.
8- في تاريخ الطبري: و أبو صالح المروزي.
9- بالأصل:«الورد أبي» و فوقهما علامتا تقديم و تأخير.
10- بالأصل و د:«كانوا» و المثبت عن تاريخ الطبري.

[ذكر من اسمه] مجلّي

اشارة

[ذكر من اسمه] مجلّي (1)

7215 - مجلي بن الفضل بن حصن بن أبي يعلى

أبو الفرج الجهني الموصلي التاجر (2)

شيخ لقيته بنيسابور، و ذكر لي أنه دخل دمشق في أيام الملك دقاق.

و سمع الحديث بنيسابور من: أبي علي الخشنامي (3)،و أبي المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني و جماعة سواهما.

و كان يقول شعرا لا بأس به، كتبت عنه، و كان من ذوي المروءات في بني جنسه.

و ذكر لي بعض أصحابنا أنه منسوب إلى قرية من قرى الموصل يقال لها جهينة.

أخبرني أبو الفرج مجلّي بن الفضل، أنا الفقيه أبو علي نصر اللّه بن أحمد بن عثمان الخشنامي - قراءة عليه بنيسابور - أنا القاضي الجليل أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، أنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد القطّان، نا أحمد بن عبد الجبّار، نا وكيع بن الجرّاح، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

لما نزلت وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (4) قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا فاطمة بنت محمّد، يا صفية بنت عبد المطلب، لا أملك لكم من اللّه شيئا، سلوني من مالي ما شئتم»[11918].

[ذكر من اسمه] مجمّع

اشارة

[ذكر من اسمه] مجمّع (5)

7216 - مجمّع بن يحيى بن يزيد بن جارية الأنصاري الكوفي

7216 - مجمّع بن يحيى بن يزيد بن جارية الأنصاري الكوفي (6)

حدّث عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، و سويد بن عامر، و خالد بن سعد، و خالد بن

ص: 49


1- بفتح الجيم و تشديد اللام و بضم الميم ضبطت عن تبصير المنتبه.
2- مشيخة ابن عساكر 234/أو ضبطت فيه بالقلم بضم الميم و فتح الجيم و معجم البلدان (جهينة) و الجهني نسبة إلى جهينة بلفظ التصغير، و هي قرية كبيرة من نواحي الموصل على دجلة، و هي أول منزل لمن يريد بغداد من الموصل (معجم البلدان) و راجع اللباب 318/1.
3- اسمه نصر اللّه بن أحمد بن عثمان (معجم البلدان).
4- سورة الشعراء، الآية:214.
5- مجمع: بضم أوله و فتح ثانيه و كسر ثالثه مع التشديد.
6- ترجمته في تهذيب الكمال 449/17 و تهذيب التهذيب 377/5 و طبقات ابن سعد 368/6 و الجرح و التعديل 7/ 295 و التاريخ الكبير 410/7.

زيد، و أبي العيوف صعب، أو صعيب، و عثمان بن [عبد الله بن موهب،...

و غيرهم.] (1).

[روى عنه.... و عيسى بن] (2) يونس، و أبو إسماعيل إبراهيم بن سليمان بن رزين المؤدّب، و عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الأشجعي، و أبو نعيم، و محمّد بن بشر العبدي، و يعلى ابن عبيد، و يزيد بن هارون.

و وفد على عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الفضل بن محمّد بن علي، و أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين قالا: أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن محمّد الأديب، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا مأمون بن هارون بن طوسي، نا أبو علي الحسين بن عيسى بن حمران البسطامي، نا يزيد بن هارون، أنا مجمّع بن يحيى الأنصاري.

ح قال: و نا الحسين، نا الفضل بن دكين، و يعلى بن عبيد، قالا: نا مجمّع بن يحيى.

حدّثني أبو أمامة بن سهل بن حنيف قال: سمعت معاوية: إذا كبّر المؤذّن اثنتين كبّر اثنتين، ثم التفت إليّ فقال: هكذا سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول عند الأذان[11919].

أخبرناه أبو الفتح عبد الرزّاق بن محمّد بن سهل بن المقرئ، أنا أبو طاهر جعفر بن محمّد بن الفضل القرشي، أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد، نا أبو العباس محمّد بن أحمد بن أحمد الأثرم المقرئ، نا بشر بن مطر، نا سفيان بن عيينة عن شيخ من الأنصار يقال له مجمّع بن يحيى، عن أبي أمامة بن سهل قال: سمعت معاوية إذا سمع المنادي قال مثل ما قال، و قال: هكذا رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يفعل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو يعلى بن الفراء، و أبو الحسين بن النّقّور، قالوا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن سليمان بن مخلد (3) بن حبابة (4)البزّاز (5)-قراءة عليه-.

ص: 50


1- زيادة منا للإيضاح، في الأصل و د سقط، فتداخل أسماء من روى عنهم و أسماء الذين رووا عنه، فاضطرب السياق.
2- زيادة منا للإيضاح و النقاط تشير إلى أسماء بعض من روى عنه، راجع تهذيب الكمال 449/17 ط دار الفكر.
3- بالأصل:«محالد» و المثبت عن د، و الاكمال لابن ماكولا 140/2 في باب: حباب.
4- حبابة بالتخفيف، كما في سير أعلام النبلاء 548/16 و الاكمال 372/2.
5- بالأصل و د: البزار، و المثبت عن سير الأعلام و الاكمال.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا عبيد اللّه بن محمّد العيشي، نا عبد الواحد بن زياد، نا مجمّع بن يحيى، نا سويد بن عامر قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بلوا أرحامكم و لو بالسّلام»[11920].

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن الوليد الأنصاري الأندلسي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد - فيما كتب إليّ - أخبرني جدي عبد اللّه بن محمّد بن علي اللخمي الباجي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يونس، أنا بقي بن مخلد، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي، نا أبو النصر عن عبيد اللّه الأشجعي (1) قال: سمعت مجمعا الأنصاري قال:

رأيت عمر بن عبد العزيز غشيته رقة و عبرة، قال: فرأيته غمز أنفه بإصبعه حتى ردّها.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (2):

في الطبقة الخامسة: من أهل الكوفة مجمّع بن يحيى الأنصاري من آل حارثة بن العطّاف، و لكنه نزل الكوفة، و كان أصله مدينيا (3)،و روى عنه الكوفيون و له أحاديث.

قال الصوري: كذا في الأصل حارثة، و الصواب جارية بالجيم (4)،و رأيته على الصواب في نسخته.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد ابن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (5):

مجمّع بن يحيى بن يزيد (6) بن جارية الأنصاري، سمع أبا أمامة بن سهل، و خالد بن

ص: 51


1- هو عبيد اللّه بن عبد الرحمن الحافظ الأشجعي: أبو عبد الرحمن الكوفي ترجمته في سير الأعلام 514/8.
2- طبقات ابن سعد 368/6.
3- بالأصل و د: مديني.
4- الذي في طبقات ابن سعد: جارية، بالجيم.
5- التاريخ الكبير للبخاري 410/7.
6- كذا بالأصل و د، و في التاريخ الكبير:«زيد» و جاء في تهذيب الكمال: بن زيد، و يقال: بن يزيد.

زيد، روى عنه وكيع، و أبو نعيم (1)،و ابن عيينة.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل - إذنا - قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):

مجمّع بن يحيى بن يزيد بن جارية الأنصاري، روى عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، و سويد بن عامر، و خالد بن زيد، و خالد بن سعد، و صعب أو صعيب، روى عنه مسعر، و عبد الواحد (3) بن زياد، و سفيان بن عيينة، و أبو إسماعيل المؤدّب، و وكيع، و عيسى بن يونس، و أبو نعيم، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، و أبو بكر محمّد بن أبي نصر بن أبي بكر، قالا: أنا رزق اللّه بن عبد الوهّاب التميمي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل، نا سعدان بن نصر البزار، نا أبو معاوية عن مجمّع بن يحيى قال:

... (4) و أنا محرم. فسألت عطاء فقال: أهرق لك دما.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (5):قال محمّد بن أبي عمر قال سفيان: أتيت مجمّع بن يحيى الأنصاري، أسأله عن تلك الأحاديث، فظننت أنه يمتنع (6)،فحدثته بهذا الحديث، قلت: سمعت الزهري يقول: حدّثني عبيد اللّه بن (7) عبد اللّه بن ثعلبة أنه سمع عبد الرّحمن ابن يزيد بن جارية قال: سمعت عمي مجمّع بن جارية فقال لي مجمع: هؤلاء أشياخي.

قال أبو زرعة (8):فجمع بن جارية، و يزيد بن جارية أخوان، و عبد الرّحمن بن يزيد بن

ص: 52


1- كذا بالأصل و د:«و أبو نعيم و ابن عيينة» و الذي في التاريخ الكبير:«و يعلى و محمد ابنا عبيد» و على كلّ حال كلهم روى عنه.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 295/7.
3- في الجرح و التعديل:«عبد الرحمن» و بهامشه عن نسخة: عبد الواحد.
4- كلمتان غير مقروءتين بالأصل و د و رسمهما:«لا ح؟؟؟ ت كر؟؟؟ ى».
5- رواه أبو زرعة في تاريخه 563/1.
6- في تاريخ أبي زرعة: يتمنع.
7- في الاكمال لابن ماكولا 4/2 في باب جارية: عبد اللّه بن عبيد اللّه بن ثعلبة.
8- تاريخ أبي زرعة 563/1.

جارية ابن أخ مجمع بن جارية، صلى خلف أبي بكر، و عمر، و عثمان، و كان إمام قومه.

[قال أبو زرعة] (1) أخبرنيه عمرو بن محمّد أنه سمع يعقوب بن إبراهيم بن سعد يحدّث عن أبيه عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن [كعب] (2) القرظي قال: قال ابن أبي سليط لعبد الرّحمن بن يزيد بن جارية - و كان إمام قومه:- أ لم تصلّ خلف أبي بكر، و عمر و عثمان؟ قال:

بلى.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (3)،أنا علي بن أبي طاهر القزويني - فيما كتب إليّ - نا أبو بكر الأثرم، قال: سألت أبا عبد اللّه أحمد بن حنبل عن مجمع بن يحيى قال: كوفي، لا أعلم إلاّ خيرا.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب قال: سمعت علي بن المديني يقول:

مجمّع بن يحيى كوفي.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أحمد بن علي بن ثابت، أنا البرقاني، أنا محمّد ابن عبد اللّه بن محمّد، أنا الحسين بن إدريس قال: سمعت ابن عمّار يقول: مجمّع بن يحيى الأنصاري ثقة، روى عنه الناس.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي، قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):و سألت أبي عن مجمّع ابن يحيى؟ فقال: ليس به بأس، صالح الحديث.

ص: 53


1- زيادة منا، و الخبر في تاريخ أبي زرعة 564/1.
2- بياض بالأصل و د، و الزيادة عن تاريخ أبي زرعة.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 295/7.
4- المصدر السابق.

7217 - محارب بن دثار أبو مطرّف ،و يقال: أبو النضر، و يقال:

7217 - محارب بن دثار أبو مطرّف (1)،و يقال: أبو النضر، و يقال:

أبو كردوس (2) السّدوسي الذّهليّ الكوفي (3)

قاضي الكوفة.

حدّث عن ابن عمر، و جابر بن عبد اللّه، و ابن بريدة، و عمران بن حطّان، وصلة (4) بن زفر.

روى عنه: الأعمش، و سعيد بن مسروق، أبو سفيان الثوري، و ابنه سفيان الثوري، و شعبة، و مسعر، و زائدة بن قدامة، و شريك، و ضرار بن مرة، و معرف بن واصل، أبو بدل، و حكيم بن إسحاق الكندي، و حسّان بن إبراهيم الكرماني، و محمّد بن طلحة بن (5) مصرف، و عطاء بن السّائب، و محمّد بن الفرات، و محمّد بن قيس الأسدي، و عاصم بن كليب، و عبيد اللّه بن الوليد الوصافي، و قيس بن الربيع، و عبد الملك بن عمير، و ابن عيينة، و عبد الرّحمن ابن إسحاق.

و قدم دمشق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو جعفر محمّد بن علي بن محمّد بن أحمد الوكيل، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، نا شعبة، عن محارب بن دثار قال: سمعت جابر بن عبد اللّه يقول:

نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يأتي الرجل أهله طروقا (6)[11921].

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو محمّد بن الأكفاني، قالا: نا عبد العزيز الكتّاني، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو القاسم خالد بن محمّد - ببيت لهيا - أنا جدي أحمد بن

ص: 54


1- تحرفت بالأصل و د إلى: مطر، و المثبت عن تهذيب الكمال.
2- زيد في تهذيب الكمال كنية رابعة له: أبو دثار.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 454/17 و تهذيب التهذيب 378/5 و التاريخ الكبير 28/8 و الجرح و التعديل 416/7 و سير أعلام النبلاء 217/5 و ميزان الاعتدال 441/3 و تاريخ خليفة (الفهارس) و طبقات ابن سعد 307/6 و شذرات الذهب 152/1.
4- مكانها بياض في د.
5- بالأصل و د:«أبو» و التصويب عن تهذيب الكمال، راجع ترجمته في سير الأعلام 338/7 و تهذيب الكمال 16/ 385.
6- طروقا: أي ليلا، راجع النهاية.

محمّد بن يحيى بن حمزة، أخبرني أبي عن أبيه يحيى، نا محمّد بن طلحة بن مصرف اليامي، عن محارب بن دثار قال:

زاملت عمران بن حطّان من الكوفة إلى دمشق، فما كلّمني في شيء من اختلاف الناس، فلما انتهيت إلى باب دمشق قال: يا محارب، حدثتني أم الدّرداء الأوصابية، امرأة أبي الدّرداء أن خراب هذا السور على يدي رجل، آخر بني مروان، فإنه يرمم و يشدّد، و يلينا (1)و يجدّد فعند ذلك خرابها و ذهاب سلطانها.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني، زاد الأنماطي و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص، نا خليفة قال (2):

محارب بن دثار من بني ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، مات في ولاية خالد.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين، نا أبو حفص الفلاس قال:

محارب بن دثار رجل من بني سدوس، كان قاضيا على الكوفة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو جعفر محمّد بن علي، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا عباس - هو الدوري - قال:

سمعت أبا مسلم يقول: محارب بن دثار يكنى أبا النضر، و هو من بني سدوس.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا الحسن (3) بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا، أنا محمّد بن سعد (4) قال.

في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة: محارب بن دثار الذّهليّ، توفي في ولاية خالد بن عبد اللّه.

ص: 55


1- كذا بالأصل و د، و في المختصر: و يبني.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 272 رقم 1192.
3- في د: الحسين.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (1) قال.

في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة: محارب بن دثار من بني سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، و يكنى أبا مطرّف، ولي قضاء الكوفة، قالوا: و توفي محارب بن دثار في ولاية خالد بن عبد اللّه و ذلك في خلافة هشام بن عبد الملك، قال: و له أحاديث و لا يحتجون به، و كان من المرجئة الأولى الذين كانوا يرجئون عليا و عثمان و لا يشهدون بإيمان و لا كفر.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري (2) قال:

محارب بن دثار السّدوسي قاضي الكوفة، سمع عبد اللّه بن عمر، و جابر بن عبد اللّه، روى عنه سفيان، و شعبة، و مسعر، و ابن عيينة، نسبه وكيع.

أنبأنا أبو الحسين (3) هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):

محارب (5) بن دثار السّدوسي، و كان على قضاء الكوفة، توفي في ولاية خالد، روى عن ابن عمر، و جابر بن عبد اللّه، و ابن بريدة، روى عنه الأعمش، و سعيد بن مسروق، و سفيان الثوري، و مسعر، و شعبة، و زائدة، و شريك، و ضرار بن مرة، و معرف بن واصل، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 56


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 307/6.
2- التاريخ الكبير للبخاري 28/8-29.
3- تحرفت بالأصل و د إلى:«الحسن» و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 416/7.
5- تحرفت بالأصل و د إلى: محمد، و المثبت عن الجرح و التعديل.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن جعفر قال: سمعت أبا بكر محمّد بن عمر بن سلم الحافظ يقول:

محارب بن دثار، أبو النضر، و يقال: أبو كردوس.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار (1)،أنا ابن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو النضر محارب بن دثار بن كردوس بن قرواش بن جعونة بن سلمة بن صخر بن ثعلبة ابن سدوس السّدوسي، من بني ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، و كان قاضي الكوفة، سمع من جابر بن عبد اللّه، و عبد اللّه بن عمر، روى عنه مسعر و الثوري، و شعبة.

أخبرنا أبو البركات بن عبد الجبّار، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر الكلاباذي قال:

محارب بن دثار السّدوسي، و قال كاتب الواقدي: هو الذّهليّ، الكوفي قاضيها، سمع من عمر، و جابر (2)،روى عنه مسعر، و شعبة في الصلاة و اللباس و الهبة، قال كاتب الواقدي: توفي في ولاية خالد بن عبد اللّه.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن علي بن هبة اللّه قال (3):

و أما نضر بفتح النون و سكون الضاد المعجمة: أبو النضر محارب بن دثار بن كردوس بن قرواش بن جعونة بن سلمة بن صخر بن ثعلبة بن سدوس، قاضي الكوفة، سمع جابر بن عبد اللّه، و ابن عمر، روى عنه مسعر، و الثوري، و شعبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو جعفر بن السمناني، قالا: أنا الصريفيني (4)، أنا ابن حبابة، أنا البغوي، نا أبو سعيد الأشج، نا عبد العزيز، عن سفيان - و هو الثوري - قال:

ص: 57


1- جزء من اللفظة موجود في د:«الص-» و الباقي بياض، و فوقها ضبة.
2- بالأصل:«و جابرا» و المثبت عن د.
3- الاكمال لابن ماكولا 261/7 و 264.
4- تحرفت بالأصل إلى: الصريفي، و المثبت عن د.

ما يخيل إليّ أني رأيت أحدا أفضّله على محارب (1).

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (2)،أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل - فيما كتب إليّ - قال: سألت أبي عن محارب بن دثار فقال: ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر.

قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي (3) قال:

محارب بن دثار كوفي، تابعي ثقة، و كان على قضاء الكوفة، فبعث إلى الحكم و حمّاد فأجلسهما معه، و كان إذا أشكل عليه شيء سألهما.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو نعيم، نا سفيان، عن محارب بن دثار كان ولي قضاء الكوفة، كوفي، ثقة.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):

و سألت أبي عن محارب بن دثار فقال: كوفي، ثقة، صدوق، و سئل أبو زرعة عن محارب بن دثار فقال: كوفي، ثقة مأمون.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا محمّد بن الحسين بن عبد اللّه، أنا أحمد بن محمّد بن غالب، قال: قال الدارقطني: و محارب بن دثار ثقة.

ص: 58


1- سير أعلام النبلاء 218/5.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 417/7.
3- رواه العجلي في تاريخ الثقات ص 421 رقم 1539.
4- الجرح و التعديل 417/7.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي (1)،حدّثني أبي، حدّثني الثقة عن حسين الجعفي قال:

دخل رجل من ربيعة على خالد بن عبد اللّه فقال: من سيّدكم اليوم؟ قال: فلان، قال:

لا، قال: ففلان، قال: و لا، قال: فمن، أصلح اللّه الأمير (2)؟قال: إن العرب كانت لا تسوّد إلاّ التقي الشجاع السخي، و لا أعلم فيكم إلاّ محارب بن دثار.

قال: و كنا ندخل على محارب بن دثار فيأتينا بخبر مختلف فيقول: كلوا فإنه من خبز .... (3).

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن، أنا سهل بن بشر، و أحمد بن محمّد بن سعيد، قالا: أنا محمّد بن أحمد بن عيسى، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، نا أحمد بن الهيثم قال: قال [أبو] (4) نعيم في تسمية من ينسب إلى الإرجاء من أهل الكوفة: محارب بن دثار.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أيضا، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي قال في تسمية المرجئة القدماء منهم:

محارب بن دثار.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (5):

أقرّ خالد - يعني-[ابن] (6) عبد اللّه القسري على قضاء الكوفة الحسين بن الحسن الكندي - يعني - سنة ست و مائة ثم عزله، ثم سعيد بن أشوع الهمداني ثم محارب بن دثار سنة ثلاث عشرة و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو جعفر محمّد بن علي، قالا: أنا [أبو] (7)

ص: 59


1- قوله «أنا أبي» ليس في د.
2- تحرفت في د إلى: الأمين.
3- كلمة بدون إعجام بالأصل و د و رسمها:«سفاتنا».
4- سقطت من الأصل و استدركت عن د.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 361 تحت عنوان: القضاة في ولاية هشام بن عبد الملك.
6- سقطت من الأصل و د، و استدركت عن المختصر.
7- سقطت من الأصل، و استدركت عن د.

محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا عبد اللّه (1) بن محمّد، نا عباس الدوري، نا أبو مسلم قال: سمعت سفيان يقول: رأيت محاربا يقضي في المسجد و لحيته طويلة.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن العباس يقول: سمعت أبا محمّد الحسن بن عمران الحنظلي القاضي يقول: سمعت خالد بن أحمد الأمير يقول: حدّثنا الحسن بن علي الحلواني، نا عبد الصّمد بن عبد الوارث، عن خاقان بن الأهتم قال:

لما استقضي محارب بن دثار قيل للحكم بن عتيبة: أ لا تأتيه؟ قال: ما أصاب عندي خيرا فأهنئه، و لا أصابته عند نفسه مصيبة فأعزّيه، و لا كنت زوّارا له فآتيه (2).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو العباس أحمد بن علي بن الحسن البزار الكسائي المصري - بمكة - نا أبو عيسى عبد الرّحمن بن إسماعيل العروضي، نا أبو جعفر الطحاوي قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن العباس يقول:

لما ولي محارب بن دثار القضاء قيل للحكم بن عتيبة: أ لا تأتيه؟ قال: و اللّه ما نال عندي غنيمة فأهنئه عليها، و لا أصيب عند نفسه بمصيبة فأعزّيه عليها، و ما كنت زوّارا له قبل اليوم فأزوره اليوم.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا ابن اللالكائي، أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (3)،نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان قال:

رأيت محارب بن دثار في زاوية المسجد يقضي بين الناس.

قال: و نا يعقوب، نا سلمة، نا أحمد - يعني - ابن حنبل، نا ابن إدريس قال: سمعت أبي يقول: رأيت الحكم، و حمادا، و محاربا بينهما و هو على القضاء و الخصوم بين يديه، فيقبل إلى هذا مرة و إلى هذا مرة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا زهير، نا عبد اللّه بن إدريس، حدّثني أبي قال:

ص: 60


1- تحرفت بالأصل إلى: عبيد اللّه، و المثبت عن د.
2- أخبار القضاة 37/3.
3- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 674/2.

رأيت محارب بن دثار، و الحكم، و حمّادا و هو على القضاء، أحدهما عن يمينه و الآخر عن يساره، قال: و هو ينظر إلى هذا مرة و إلى هذا مرة (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السّلام، قالا:

أنا [أبو] (2) محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا البغوي، نا محمّد بن إسحاق، نا ابن نمير، نا ابن إدريس، عن أبيه قال:

رأيت الحكم، و حمّادا في مجلس محارب و هو على القضاء، و أحدهما عن يمينه و الآخر عن شماله، فينظر إلى هذا مرة و إلى هذا مرة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،حدّثني أحمد بن الخليل، نا أحمد بن عمران الأخنسي، حدّثني الحسن (4) بن عمرو (5)-زاد الطبري: الضبي - عن أبي الصهباء التيمي قال:

جئت و إذا محارب بن دثار قائم يصلّي، فلما رآني أخف الصلاة، ثم جاء فجلس،- و قال ابن الطبري: ثم جلس في مجلس القضاء - ثم بعث إليّ: أ مخاصم أو مسلم، أو حاجة؟ قال: قلت: لا بل مسلّم، فذهب الرسول فأخبره، ثم أتاني فقال لي: قم، قال: فسلّمت عليه، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: اللّهم إنك تعلم أني لم أجلس في هذا المجلس الذي ابتليتني به و قدّرته عليّ إلاّ و أنا أكرهه و أبغضه فاكفني شر عواقبه، قال: ثم أخرج خرقة نظيفة، فوضعها على وجهه فلم يزل يبكي حتى قمت، قال: فمكث ما شاء اللّه.

ثم ولى بعده ابن شبرمة (6)،قال: فجئت، فإذا هو قائم يصلّي، فلمّا رآني أخفّ الصلاة، ثم بعث إلي: أ مخاصم، أو مسلّم، أو حاجة؟ قال: قلت: لا، بل مسلّم، فذهب الرسول فأخبره، ثم أتاني و قال: قم، فقمت، فسلّمت عليه و جلست إلى جنبه، فقال:

ص: 61


1- سير أعلام النبلاء 218/5.
2- سقطت من الأصل، و استدركت عن د.
3- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 674/2-675.
4- كذا بالأصل و د، و في المعرفة و التاريخ: الحسين.
5- كذا بالأصل و د، و في المعرفة و التاريخ: عمر.
6- هو عبد اللّه بن شبرمة بن الطفيل بن حسان، أبو شبرمة الكوفي. ترجمته في تهذيب الكمال 206/10.

حدّثني حديث أخي محارب بن دثار، فحدّثته بالحديث فقال: اللّهم إنك تعلم أنّي لم أجلس في هذا المجلس الذي ابتليتني به إلاّ و أنا أحبه و أشتهيه فاكفني شر عواقبه، ثم أخرج خرقة فوضعها على وجهه فما زال يبكي حتى قمت.

رواها غيره، فقال الحسن بن عبد اللّه الضبي.

أخبرنا بها أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا هلال بن العلاء، نا إسحاق، نا محمّد ابن بكر (1) الأخنسي، نا الحسن بن عبد اللّه الضبّي قال:

[لما] (2) ولي محارب بن دثار القضاء أتيته و قد دخل المسجد، فصلّى فيه قبل أن يجلس أربع ركعات، ثم رفع يديه يدعو و قال: اللّهم إن هذا مجلس لم أجلسه قط، و لم أسألكه، اللّهم فكما ابتليتني به فسلّمني منه و أعنّي عليه، قال: ثم بكى حتى بلّ دموعه خرقة كانت في يده، قال: ثم قال: أ شامتا جئت أو معزيا؟ قال: قلت: بل جئت مسلّما، قال: فلما ولي ابن شبرمة أتيته قال: فلما دخل المسجد صلّى أربع ركعات قبل أن يجلس ثم قال: اللّهم هذا مجلس كنت أشتهيه و أتمناه عليك،[اللهم] (3) فكما ابتليتني به فسلّمني منه و أعنّي عليه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو القاسم الحرفي، أنا أحمد بن سلمان، نا عبد اللّه بن أبي الدنيا قال: قال سلمة بن شبيب، نا محمّد بن منيب، حدّثني السري بن يحيى، عن عنبسة بن الأزهر قال:

كان محارب بن دثار قاضي الكوفة قريب الجوار مني، فربما سمعته في بعض الليل يقول و يرفع صوته: أنا الصغير الذي ربيته، فلك الحمد، و أنا الضعيف الذي قوّيته، فلك الحمد، و أنا الفقير الذي أغنيته، فلك الحمد، و أنا الصعلوك الذي موّلته فلك الحمد، و أنا الأعزب الذي زوّجته، فلك الحمد، و أنا الساغب الذي أشبعته، فلك الحمد، و أنا العاري الذي كسوته، فلك الحمد، و أنا المسافر الذي صاحبته فلك الحمد، و أنا الغائب الذي أدّيته فلك الحمد، و أنا الراحل الذي حملته، فلك الحمد، و أنا المريض الذي شفيته، فلك الحمد، و أنا الداعي الذي أجبته، فلك الحمد؛ ربّنا و لك الحمد، ربّنا حمدا كثيرا على كل حمد.

ص: 62


1- في د: بكير.
2- زيادة لازمة عن د.
3- زيادة عن د.

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم - إملاء و قراءة - أنا أبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن ربيعة البزار، أنا أبو محمّد الحسن بن رشيق العسكري، نا علي ابن سعيد الرّازي، نا إسحاق بن أبي إسرائيل، نا محمّد بن منيب العدني، نا السري بن يحيى، عن عنبسة بن الأزهر قال:

كان محارب بن دثار قاضيا على الكوفة، قريب الجوار منّي، فربما سمعته في بعض الليل يقول و يرفع صوته: أنا الصغير الذي ربيته، فلك الحمد، و أنا الضعيف الذي قوّيته، فلك الحمد، و أنا الفقير الذي أغنيته، فلك الحمد، و أنا الصعلوك الذي موّلته، فلك الحمد، و أنا الأعزب الذي زوّجته، فلك الحمد، و أنا الساغب الذي أشبعته، فلك الحمد، و أنا العاري الذي كسوته، فلك الحمد، و أنا المسافر الذي صاحبته، فلك الحمد، و أنا المريض الذي شفيته، فلك الحمد، و أنا السائل الذي أعطيته، فلك الحمد، و أنا الداعي الذي أجبته، فلك الحمد ربنا حمدا على حمد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه (1)،أنا علي بن محمّد، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا الحميدي، نا سفيان، عن مسعر قال (2):

قال علقمة لمحارب بن دثار: كم تردد الخصوم؟ فقال: إني [و الخصوم كما قال الأعشى] (3)(4):

أعادي بما لم يمس عندي و أطرق

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الحسن، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أبو بكر محمّد بن سليمان الباغندي، نا عمرو بن عون، عن خالد، عن عطاء بن السّائب، عن محارب بن دثار قال: قيل: من أظلم الناس؟ قال: من ظلم لغيره.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الأديب، نا أبو الحسين أحمد بن محمّد البحيري - إملاء - أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، نا خلف بن هشام، نا أبو شهاب، عن أبي إسحاق، عن محارب أنه قال: يا أيها الناس إيّاكم و الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة.

ص: 63


1- في د: عبد اللّه.
2- الخبر في أخبار القضاة 34/3.
3- زيادة لازمة للإيضاح.
4- البيت للأعشى كما في أخبار القضاة، و صدره: و لكن أراني لا أزال بحادث.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن شاذان، نا أبو محمّد سليمان ابن داود بن كثير الكندي، نا الحسن بن أبي العنبس، نا حسن اللؤلؤي، نا أبو حنيفة قال (1):

كنا عند محارب بن دثار فتقدم إليه رجلان فادّعى أحدهما على الآخر مالا، فجحده المدّعي عليه، فسأله البيّنة، فجاء رجل فشهد عليه، فقال المشهود عليه: لا و الذي لا إله إلاّ هو ما شهد عليّ بحقّ، و ما علمته إلاّ رجلا صالحا غير هذه الزلّة، فإنه فعل هذا لحقد كان في قلبه عليّ.

و كان محارب متكئا، فاستوى جالسا، ثم قال: يا ذا الرجل، سمعت ابن عمر يقول:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ليأتين على الناس يوم يشيب فيه الولدان، و تضع الحوامل ما في بطونها، و تضرب الطير بأذنابها، و تضع ما في بطونها من شدة ذلك اليوم و لا ذنب عليها»[11922]، فإن كنت شهدت بحقّ فاتّق اللّه، و أقم على شهادتك، و إن كنت شهدت بالباطل، فاتّق اللّه و غطّ رأسك، و اخرج من ذلك الباب، فغطّى الرجل [رأسه] (2) و خرج من ذلك الباب.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا [أبو] (3) حفص بن شاهين، نا عبد اللّه بن سليمان، و نصر بن أبي نصر الشيرازي، قالا: نا إسحاق (4) بن إبراهيم شاذان (5)،نا سعد بن الصلت، نا هارون بن الجهم أبو الجهم القرشي، نا عبد الملك بن عمير القبطي قال:

كنت في مجلس محارب بن دثار الذّهليّ و هو في قضائه حتى تقدم إليه رجلان، فادّعى أحدهما على الآخر حقا فأنكره، فقال: أ لك بيّنة؟ قال: نعم، ادع فلانا، فقال المدعي قبله:

إنّا للّه و إنا إليه راجعون، و اللّه لئن شهد عليّ ليشهدن بزور، و لئن سألتني عنه لأزكينّه، فلمّا جاء الشاهد قال محارب بن دثار: حدّثني عبد اللّه بن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إن الطير

ص: 64


1- الخبر في أخبار القضاة 34/3 باختلاف الرواية.
2- زيادة منا.
3- سقطت من الأصل و د.
4- هو إسحاق بن إبراهيم بن عبد اللّه بن بكير، أبو بكر النهشلي الفارسي، شاذان. ترجمته في سير الأعلام 12/ 382.
5- الخبر في أخبار القضاة 34/3-35.

لتضرب بمناقيرها و تقذف ما في حواصلها و تحرك أذنابها من هول يوم القيامة، و إن شاهد الزور لا تقارّ قدماه على الأرض حتى يقذف به في النار»[11923] ثم قال للرجل: بم تشهد؟ قال: كنت أشهدت على شهادة و قد نسيتها أرجع فأتذكرها، فانصرف و لم يشهد عليه بشيء.

قال ابن شاهين: تفرّد بهذا الحديث هارون عن عبد الملك، و هو حديث غريب ما سمعناه إلاّ من حديث سعد.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا محمّد بن بكّار، نا زافر، عن أبي علي قال:

كنت عند محارب بن دثار فاختصم إليه رجلان، فشهد على أحدهما شاهد قال: فقال الرّجل: لقد شهد عليّ بزور و لئن سألت عنه ليزكّينّ، و كان محارب متكئا، فجلس ثم قال:

سمعت عبد اللّه بن عمر يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لم تزل قدما شاهد الزور من مكانهما حتى يوجب اللّه له (1) النار»[11924].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو القاسم السلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو معمر، نا محمّد بن فرات قال:

اختصم إلى محارب - زاد ابن المقرئ: بن دثار - رجلان قال: فشهد على أحدهما رجل، فقال المشهود عليه، ما علمت إنه لرجل صدق و إن - و قال ابن حمدان: و لئن - سألت عنه ليحمدنّ أو ليزكينّ، و لقد شهد عليّ بباطل ما أدري ما اجتره إلى ذلك - و قال ابن حمدان:

ما أجرأه على ذلك - قال: و قال محارب: يا هذا، اتّق اللّه، فإني سمعت عبد اللّه بن عمر يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«شاهد الزور لا تزول قدماه حتى تجب له النار، و إنّ الطير يوم القيامة لتضرب بأجنحتها و ترمي ما - و قال ابن المقرئ: بما - في أجوافها ما لها طلبة»[11925] و النبي صلى اللّه عليه و سلم يعظ رجلا.

أخبرنا بالحديث مختصرا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي (2)،أنا أبو مضر

ص: 65


1- بالأصل:«له اللّه» و فوقهما علامتا تقديم و تأخير.
2- بالأصل: الفضيل، و المثبت عن د.

محلّم بن إسماعيل بن محلّم، أنا أبو سعد الخليل بن أحمد بن محمّد بن الخليل، أنا محمّد ابن إسحاق الثقفي، نا قتيبة، نا محمّد بن الفرات قال:

سمعت محارب بن دثار يقول: سمعت ابن عمر يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«شاهد الزور لا تزول قدماه حتى يؤمر به إلى النار»[11926].

أخبرناه أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبيد اللّه، أنا عبد الرزّاق بن عمر بن موسى، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا سويد بن سعيد (1)،نا محمّد ابن الفرات قال:

سمعت ابن عمر يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«شاهد الزور لا تزول قدماه حتى تجب له النار»[11927].

و أسقط منه محاربا، و لا بدّ منه.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمّد ابن علي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، نا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا عمر بن السكن، عن من رأى رسول خالد بن عبد اللّه.

فتح باب المقصورة، فجاء إلى محارب، فسارّه بشيء أمره به خالد - و هو يومئذ قاض - فقال محارب للرسول: إِنِّي أَخٰافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذٰابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (2).

قال: و حدّثني أبي في موضع آخر: نا عمر بن السكن ال..... (3).

أخبرني رجل حضر محارب بن دثار و جاءه رسول خالد بن عبد اللّه فسارّه بشيء ثم ذهب، ثم سمعت صرير باب المقصورة قال: فإذا الرسول قد عاد إليه فساره بشيء، فسمعت محاربا يقول للرسول: إِنِّي أَخٰافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذٰابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ .

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة (4).

ح و عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - قراءة - قالا: أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة (5)،نا سليمان بن أبي شيخ، نا محمّد بن المعدّل الواسطي مولى

ص: 66


1- في د: سويد بن سعد.
2- سورة الزمر، الآية:13.
3- كلمة غير واضحة بالأصل و د.
4- بدون إعجام بالأصل و د.
5- من طريقه روي الخبر في أخبار القضاة لوكيع 26/3 و روايته فيه مضطربة.

بني ذهل، عن العوّام بن حوشب قال: مررت مع أبي (1) على محارب بن دثار و هو يقضي فقال لي: أي بني، إنه لمأمون على مكانه.

قال: و نا سليمان بن أبي شيخ (2)،أنا أحمد بن بشير، عن الأعمش قال:

قال لي محارب بن دثار: ولّيت القضاء فما بقي أحد في أهلي إلاّ بكى، و عزلت فما بقي أحد إلاّ بكى، فو اللّه ما دريت ممّ ذاك، فقلت: إن شئت أخبرتك، فقال: فأخبرني، قلت: وليت القضاء فكرهته و جزعت منه فبكى أهلك لما رأوا من جزعك (3)،قال: إنّه لكما قلت، أو قريب مما قلت.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا علي بن محمّد، أنا أبو عمرو بن السمّاك، نا حنبل، نا علي قال: سمعت يحيى، عن سفيان قال: استقضي محارب، فبكى أهله، و عزل فبكى أهله.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا ابن رزقويه، أنا ابن السمّاك، نا حنبل، نا أبو نعيم قال: سمعت سفيان يقول:

ذهبت أنا و الأعمش إلى محارب بن دثار، فقال محارب: يا أبا محمّد، استعملت فبكى أهلي، و عزلت فبكى أهلي.

قال: فقال الأعمش ذاك من قبلك.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (4)،نا العبّاس بن محمّد، نا أبو يزيد عبد الرّحمن بن مصعب المعني (5)،نا سفيان، عن محارب بن دثار قال:

استعملت على القضاء فبكيت و بكى أهلي، و نزعت عن القضاء فبكيت و بكى أهلي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمّد بن علي الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل، نا أبي، نا أبو أحمد قال:

سمعت سفيان الثوري يقول:

ص: 67


1- قوله:«مع أبي» ليس في أخبار القضاة.
2- أخبار القضاة 25/3.
3- زيد في أخبار القضاة، و السياق يقتضيه: و عزلت فجزعت فبكى أهلك لما رأوا من جزعك.
4- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 674/2.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 369/11.

ذهبت أنا و الأعمش إلى محارب بن دثار، فقال محارب: بكى أهلي حين استقضيت، و بكوا حين عزلت.

فقال له الأعمش: هذا من قبلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو جعفر بن السمناني، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو سعيد الأشج، نا ابن إدريس قال: سمعت الأعمش يقول:

قال محارب: وليت القضاء فبكى أهلي، و لو عزلت لبكوا، قلت: ذاك أنهم ينظرون إليك.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا إسحاق بن أحمد بن محبوب أبو يعقوب من ولد ابن عيينة، نا علي بن حرب (1)،نا القاسم الجرمي (2)،عن سفيان، عن محارب قال:

بغض أبي بكر و عمر نفاق.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة، نا الزيادي، نا عيسى بن يونس قال: قال محارب:

إنّما سمّوا الأبرار لأنهم برّوا الآباء و الأبناء، كما أنّ لوالدك عليك حقا، كذلك لولدك عليك حقا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو جعفر محمّد بن علي، قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد (3)،أنا عبيد اللّه (4) بن محمّد، نا عبد اللّه بن محمّد (5)،نا أحمد بن زهير (6)،نا ابن الأصبهاني، نا ابن يمان، عن سفيان قال:

ص: 68


1- من طريقه روي في أخبار القضاة 28/3.
2- هو أبو يزيد القاسم بن يزيد الجرمي الموصلي، ترجمته في تهذيب الكمال 202/15.
3- هو عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن عمر، أبو محمد الصريفيني، ترجمته في سير الأعلام 330/18.
4- هو عبيد اللّه بن محمد بن إسحاق بن حبابة، أبو القاسم، ترجمته في سير الأعلام 548/16.
5- هو عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان، أبو القاسم البغوي ترجمته في سير الأعلام 440/14.
6- من طريقه روي الخبر في أخبار القضاة 35/3.

لقي (1) محارب بن دثار خيثمة فقال له خيثمة: كيف حبك للموت؟ قال: ما أحبّه، قال: إن ذلك بك لنقص كثير (2)- زاد غيره في إسنادها سلمة بن كهيل.

أخبرنا بها أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال.

قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، نا ابن يمان، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل قال: لقي خيثمة محارب قال: كيف حبّك للموت؟ قال: ما أحبّه، قال: إن ذلك - زاد البيهقي: بك - لنقص كثير.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني (3)،نا ابن أبي الدنيا، نا عبد اللّه بن صالح الأزدي، حدّثني محمّد بن بكير الهمداني قال:

انطلق الحسين بن الحسن الكندي إلى محارب بن دثار فأمر محارب بشاة فذبحت، فقال الحسين (4):إنّا صيام، فقال محارب: نؤجر،.... (5) العيال.

قال أبو محمّد: و كان الحسين بن الحسن على قضاء الكوفة بعد الشعبي.

حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل - إملاء - أنا المفضّل بن محمّد المؤدّب، أنا ابن أبي القاسم بن أبي بكر بن علي، نا أبو الشيخ - يعني - عبد اللّه بن محمّد، نا ابن الجارود، نا أحمد بن مهدي.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر الفارسي، أنا أبو إسحاق الأصبهاني، نا أبو أحمد بن فارس، نا محمّد بن إسماعيل، نا سعيد بن سليمان، قالا: نا حسين بن حفص الأصبهاني، نا سفيان الثوري قال:

قال محارب بن دثار: إنّي لأدع لبس الثوب الجديد مخافة أن يظهر في جيراني حسد لم

ص: 69


1- اللفظة «لقي» استدركت على هامش الأصل و بعدها صح.
2- كذا بالأصل و د، و في أخبار القضاة: لنقص كبير.
3- تحرفت بالأصل و د إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
4- تحرفت بالأصل و د إلى: الحسن.
5- كلمة غير واضحة بالأصل و د.

يكن - و في رواية ابن مهدي: إني لأدع الثوب الجديد أن ألبسه مخافة أن يحدث في جيراني حسد لم يكن (1).

أخبرناه عاليا أبو منصور بن زريق، أنا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو بكر محمّد بن يوسف بن محمّد بن العلاّف - إملاء - نا عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق، نا الحسين بن بحر، نا حسين بن حفص الأصفهاني، نا سفيان، عن محارب بن دثار قال:

ما يمنعني أن ألبس ثوبا جديدا إلاّ مخافة أن يحدث في جيراني حسدا لم يكن قبل ذلك.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن مجاهد، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن المسلمة - في كتابه - أنا محمّد بن عمران بن موسى - إجازة - نا ابن دريد، نا عبد الأول بن مزيد، حدّثني أحمد بن المعدل قال:

أتى محارب بن دثار عمر بن عبد العزيز فقال.

[ح] (2) قال: و حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن أبي سعيد البزار، حدّثني أبو العيناء، أنشدني أحمد بن المعدّل لمحارب بن دثار السّدوسي يرثي عمر بن عبد العزيز.

[ح] (3) قال: و أنا أحمد بن محمّد بن المكّي، نا أبو العيناء، عن عمرو بن صالح، حدّثني الثقة قال:

لما بلغ محارب بن دثار موت عمر بن عبد العزيز دعا كاتبه فقال:

اكتب، فكتب: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، فقال: امحه، فإن الشعر لا يكتب فيه بسم اللّه الرّحمن الرحيم ثم قال (4):

لو أعظم الموت خلقا أن يواقعه *** لعدله، لم يزرك (5) الموت يا عمر

كم من شريعة حقّ قد أقمت (6) لهم *** كانت أميتت (7)،و أخرى منك تنتظر

يا لهف نفسي، و لهف الواجدين معي (8) *** على النجوم التى تغتالها (9) الحفر

ص: 70


1- أخبار القضاة 35/3.
2- زيادة لازمة عن د.
3- زيادة لازمة عن د.
4- الأبيات في أخبار القضاة ص 32-33 و الخبر و الشعر في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 335.
5- في سيرة عمر: يصبك.
6- في أخبار القضاة:«بعثت» و في سيرة ابن الجوزي: نعشت.
7- في أخبار القضاة و سيرة ابن الجوزي: كادت تموت.
8- استدركت عن هامش الأصل. و بعدها صح.
9- بالأصل:«يعني لها» و المثبت عن أخبار القضاة و سيرة ابن الجوزي.

ثلاثة، ما رأت عيني لهم شبها، *** تضم أعظمهم في المسجد الحفر (1)

يعني النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أبا بكر، و عمر رضي اللّه عنهما:

و أنت تتبعهم لم تأل مجتهدا (2) *** سقيا لها سننا بالحق تفتقر

لو كنت أملك و الأقدار غالبة *** تأتي رواحا و تبياتا و تبتكر

صرفت عن عمر الخيرات مصرعه *** بدير سمعان، لكن يغلب القدر

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هشام بن محمّد، نا الهيثم بن عدي قال: مات محارب بن دثار الذّهليّ في ولاية خالد.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال:

و محارب بن دثار الذّهليّ في آخر ولاية خالد - يعني - مات (3).

و ذكر خليفة (4):أن خالد القسري عزل سنة عشرين و مائة (5).

7218 - محافظ بن علي بن النمر بن حصن أبو الوفاء البيروتي المؤدّب

كتب عنه عمر بن عبد الكريم الدهستاني ببيروت سنة تسع و خمسين و أربعمائة.

[ذكر من اسمه] محبوب

اشارة

[ذكر من اسمه] (6) محبوب

7219 - محبوب بن رجاء أبو الضحّاك الحضاري

أخو الحسن بن رجاء.

كان كاتبا لأحمد بن طولون و لابنه خمارويه بن أحمد أبي الجيش، و قد تقدم ذكر أبيه

ص: 71


1- في أخبار القضاة: في المسجد المدر.
2- بالأصل: مجتهد، و المثبت عن د، و المصدرين.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 351 (ت. العمري).
4- تاريخ خليفة ص 350.
5- و نقل المزي في تهذيب الكمال 455/17 عن عبد الباقي بن قانع قال: مات سنة ست عشرة و مائة. و انظر سير الأعلام 219/5.
6- زيادة منا للإيضاح.

رجاء و أخيه الحسن، و لم يكن بمصر في زمان محبوب كاتب أنبل، و لا أعظم مروءة، و لا أحسن منزلا منه، و كان فيه أدب، فمما ذكر من شعره و حكاه أبو العباس بن الفرات له قوله في جارية هويها و خبّبها (1) على سيدتها ثم أخذتها من عنده:

أمل كان نظير الشم- *** س في بعد المكان

استحطته إلى الأر *** ض وفاءات العواني

و دنا حتى إذ ني- *** ل بلمس و عيان

استردته يد الده- *** ر فعدنا في الأماني

7220 - محرّر بن أبي هريرة بن عامر بن عبد ذي الشرى بن طريف

7220 - محرّر (2) بن أبي هريرة بن عامر بن عبد ذي الشرى بن طريف

ابن عتّاب بن أبي صعب بن منبه بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم

ابن غنم بن دوس الأزدي الدّوسيّ (3)

حدّث عن أبيه، و عمر بن الخطّاب، و عن رجل من الأنصار.

روى عنه: ابنه مسلم بن المحرّر، و الشعبي، و عطاء بن أبي رباح، و أبو مسعود عبد الواحد بن موسى الفلسطيني، و الزهري، و عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، و عكرمة بن مصعب، و (4) بن صهيب، و ثعلبة بن مسلم الخثعمي، و الحارث بن يزيد، و عبد الجبّار بن سعيد ابن سليمان المساحقي (5)،و عبد اللّه بن محيريز الجمحي.

و وفد على عبد الملك بن مروان، و سليمان بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه ابن أحمد، حدّثني أبي (6)،نا يحيى، عن مجالد، نا عامر، عن المحرّر بن أبي هريرة عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

ص: 72


1- أي أفسدها.
2- بالأصل: محرز، بالزاي، و المثبت عن د، و تهذيب التهذيب. و ضبطت اللفظة: محرر: بفتح الحاء المهملة وراء مشددة مفتوحة مكررة عن الاكمال لابن ماكولا 167/7.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 382/5 و الاكمال 167/7 و الجرح و التعديل 408/7 و التاريخ الكبير 22/8 و طبقات ابن سعد 254/5.
4- غير مقروءة بالأصل و د، و رسمها:«و مننح» و ستأتي عن الجرح و التعديل: منيح.
5- إعجامها مضطرب بالأصل و د، و المثبت عن الأنساب، ذكره السمعاني و ترجمه.
6- أخرجه أحمد بن حنبل في المسند 3/رقم 9571 طبعة دار الفكر.

«لا يزال الناس يسألون حتى يقولوا كان اللّه قبل كلّ شيء، فما كان قبله»؟ [11928].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم الفحّام، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا عاصم بن علي، نا قيس بن الربيع، نا عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن محرّر بن أبي هريرة، عن أبيه أن نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من لقي اللّه و لم يعمل ست خصال دخل الجنّة، من لقي اللّه و لم يشرك به شيئا، و لم يسرق، و لم يزن، و لم يرم محصنة، و لم يعص ذا أمر،[و] قال بالحقّ سكت أو نطق»[11929].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن علي بن عمر الكابلي، و أبو القاسم عبد الصّمد بن محمّد بن عبد اللّه، و أبو المطهر شاكر بن نصر بن عمر الأنصاري، و أبو غالب الحسن بن محمّد بن عالي الأسدي، قالوا: أنا أبو سهل محمّد (1) بن أحمد بن عمر الصيرفي، أنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن أحمد الخشّاب، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن دكه (2) المعدل، نا أبو (3) حفص عمرو بن علي، نا يحيى بن سعيد، نا مجالد، عن عامر، عن المحرر بن أبي هريرة، عن رجل من الأنصار قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من أصيب في جسده بشيء فتركه للّه كان كفّارة له»[11930].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السبط، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا محمّد بن يونس (4)القرشي، نا حجّاج بن نصير، نا همّام بن يحيى، عن المثنى بن الصباح، عن المحرّر بن أبي هريرة عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من صام رمضان و أتبعه بستّ من شوال كان كصيام الدهر»[11931].

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا الفقيه أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الرّحمن بن أحمد القزويني، نا أبي عبد الرّحمن بن أحمد (5)،أنا أبو الحسين

ص: 73


1- مكانها بياض في د.
2- بالأصل: دكين، تصحيف، و التصويب عن د. ذكر في سير أعلام النبلاء 456/14.
3- حرف اللام في «المعدل» و «نا أبو» مكانها بياض في د.
4- تحرفت بالأصل إلى: روس، و المثبت عن د.
5- من قوله: القزويني.. إلى هنا، ليس في د.

محمّد بن هارون الزّنجاني، نا أحمد بن جعفر، نا أحمد بن الحسين بن (1) عتّاب، نا سعيد بن عبد الجبّار أبو عثمان، نا أحمد (2) بن محمّد بن ثابت الجمحي، نا عكرمة بن مصعب من بني عبد الدّار، عن المحرّر بن أبي هريرة قال:

دخل عليّ أبي و أنا بالشام فقرّبنا إليه عشاء عند غروب الشمس فقال: عندكم سواك؟ قال: قلت: نعم، و ما تصنع بالسواك هذه الساعة؟ قال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان لا ينام ليلة و لا يبيت حتى يستنّ[11932].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (3)،حدّثني يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد اللّه بن موهب الفلسطيني، نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، أنا مجالد، عن الشعبي قال:

كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجّاج: ابعث إليّ برجل من قبلك علامة، قال:

فدعاني الحجّاج، فبعثني إليه، فقدمت الشام زمن حجّ عبد الملك و استخلف أخاه عبد العزيز قال: فدخلت على عبد العزيز قال: أنت الشعبي؟ قلت: نعم، قال: لقد سمعت بك و أنا من الغلمان، و قد كنت أحب أن ألقاك، قال: فكنت أدخل عليه أنا و محرّر بن أبي هريرة، فكان يقول: حدّثنا يا شعبي، فاللّه ما من الدنيا شيء إلاّ قد أخذناه (4) إلاّ حديث حسن، قال:

فدخل عليه الأخطل ذات يوم فأقبل ينشده ما قال فيهم من الشعر، قال: فالتفت إليّ محرّر بن أبي هريرة فقلت: قاتل اللّه النابغة حين يقول (5):

هذا غلام حسن وجهه *** مستقبل الخير سريع التمام

الحارث الأكبر و الحارث الأ *** صغر (6)[و الحارث] (7) خير الأنام

ثم لهند و لهند و قد *** أسرع في الخيرات منهم (8) إمام

ص: 74


1- كذا بالأصل، و في د: نا عتاب.
2- كذا بالأصل و د، و ذكر المزي في تهذيب الكمال 243/7 في أسماء شيوخ سعيد بن عبد الجبار: إبراهيم بن محمد بن ثابت.
3- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 595/2-596.
4- كلمة غير واضحة بالأصل و د، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
5- الأبيات في ديوان النابغة. ت شكري فيصل، ط. دار الفكر.
6- في الديوان: الأعرج.
7- سقطت من الأصل و د، و زيدت عن الديوان و المعرفة و التاريخ لتقويم الوزن.
8- الديوان: منه.

ستة آبائهم [ما هم *** هم] (1) خير من يشرب صوب (2) الغمام

فالتفت إليّ عبد العزيز فقال: كيف قال: فأنشدته، فقال: يا أخطل، لم لا تقول مثل هذا؟ فقال الأخطل: أعوذ باللّه من شرّك يا شعبي، و اللّه ما تعوّذت من شرك اليوم حتى أتيت البيعة أتقرب قال يحيى (3):فحدّثني إمّا مجالد (4) و إمّا غيره، قال:

فلما قدم عبد الملك كنت أجالسه و أحدّثه فربما حدثته بالحديث، و قد رفع اللقمة إلى فيه فيمسكها بيده، و يقبل عليّ فيسمع، فأقول أجزها أصلحك اللّه، فإنّ الحديث من ورائك.

فيقول: و اللّه لحديثك أحبّ إليّ منها.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد [بن إسحاق، نا خليفة] (5) قال (6):

محرّر بن أبي هريرة من دوس، و هم من بني نضر بن الأزد بن الغوث، مات سنة مائة أو إحدى و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر الباقلاني، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: محرّر بن أبي هريرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو العبدي، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني (7)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (8):

في الطبقة الثانية من أهل المدينة: محرّر بن أبي هريرة الدّوسيّ، من الأزد.

ص: 75


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و د، و استدرك لتقويم الوزن عن الديوان، و في المعرفة و التاريخ: آباء لهم.
2- في المعرفة و التاريخ 596/2.
3- يعني يحيى بن زكريا بن أبي زائدة.
4- تحرفت بالأصل إلى: خالد، و المثبت عن د، و المعرفة و التاريخ.
5- ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل و د، و المستدرك منا، قياسا إلى أسانيد مماثلة.
6- طبقات خليفة بن خيّاط ص 443 رقم 2229.
7- تحرفت بالأصل و د إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
8- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.

قال الهيثم بن عدي: توفي بالمدينة زمن عمر بن عبد العزيز.

قرأت على (1) أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية - إجازة - أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا الحارث بن محمّد، نا محمّد بن سعد قال (2):

محرّر بن أبي هريرة بن عامر بن عبد ذي الشرى بن طريف بن عتّاب بن أبي صعب بن منبه بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس، من الأزد، توفي بالمدينة في خلافة عمر بن عبد العزيز، و قد روى عن أبيه، و كان قليل الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل، نا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (3):

محرر بن أبي هريرة الدّوسيّ، روى عن أبيه، روى عنه الشعبي.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):

محرر بن أبي هريرة الدّوسيّ، روى عن أبيه، روى عنه عطاء بن أبي رباح، و الشعبي، و الزهري، و عبد الواحد بن موسى، و عكرمة بن مصعب، و منيح (5) بن صهيب، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد الأصبهاني، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكري قال:

فأما محرّر بعد الحاء راءان غير معجمتين، الأولى منهما مشددة، فمنهم محرّر بن أبي هريرة الدّوسيّ، روى عن أبيه، روى عنه عطاء بن أبي رباح، و الشعبي، و الزهري، و عبد اللّه ابن محيريز.

ص: 76


1- بالأصل:«أخبرنا علي..» و المثبت عن د.
2- طبقات ابن سعد 254/5.
3- التاريخ الكبير للبخاري 22/8.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 408/8.
5- بدون إعجام بالأصل و د و رسمها فيهما:«و مسح» و المثبت عن الجرح و التعديل.

أخبرنا علي أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال:

محرر بن أبي هريرة، روى عن أبيه، روى عنه الزهري (1)،و عامر و الشعبي و غيرهما.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدّثنا خالي أبو المعالي القاضي، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا البخاري.

نا عبد الغني بن سعيد قال: محرّر بالحاء غير معجمة، و الراءين غير معجمتين: محرّر ابن أبي هريرة عن أبيه، روى عنه الشعبي، و الزهري.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن علي بن هبة اللّه قال (2):

و أما محرّر بفتح الحاء المهملة، وراء مشددة مفتوحة، مكررة: محرّر بن أبي هريرة، روى عنه الشعبي، و الزهري، و غيرهما.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز الكتاني، نا أبو القاسم صدقة بن محمّد بن أحمد القرشي، نا أبو الطيب أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهّاب الشيباني - إملاء - نا سعد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، نا أبي، نا الليث، عن عبيد اللّه بن أبي جعفر، عن بكير هو ابن عبد اللّه بن الأشج، عن المحرّر بن أبي هريرة قال: تزوّجت فصنع في (3)و حصير، فدعا أبا هريرة، فلما وقف على الباب نظر إلى البيت، فرجع، فنزع ما يظن أنه كره، ثم دعاه، فدخل.

أخبرناه أبو القاسم أيضا، أنا أبو محمّد الخطيب، أنا ابن حبابة، نا البغوي، نا بشر بن الوليد، نا عبد العزيز - يعني - ابن عبد اللّه الماجشون، عن عثمان بن سعيد بن أبي رافع قال:

أرسلني المحرّر بن أبي هريرة إلى ابن عمر، فأدركته يصلّي عند دار أبي الجهم بالبلاط (4)،فقلت: الرجل يصلي الظهر في بيته، ثم يأتي المسجد و الناس يصلون فيصلّي معهم، فأيهما صلاته؟ قال: الأولى منهما صلاته.

ص: 77


1- بعدها بالأصل كتب:«لي» و ليست في د.
2- الاكمال لابن ماكولا 167/7.
3- بياض بالأصل و د.
4- البلاط: بكسر الباء و فتحها، في عدة مواضع، و لعل المراد منها هنا: موضع بالمدينة مبلّط بالحجارة بين مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و بين سوق المدينة (معجم البلدان).

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد، و حدّثني أبو المحاسن الطبسي عنه، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم، نا يحيى بن أبي طالب، أنا عبد الوهّاب، أنا عبد اللّه بن عون، عن نافع قال:

لقي محرّر بن أبي هريرة ابن عمر، فسأله عن السمك يكون بالساحل فينضب عنه الماء فيموت، قال: فأخذت عليه المائدة، فقرأها من أولها إلى آخرها، فقال: اذهب إلى محرّر فأخبره أنها له حلال.

أخبرنا أبو الحسن السلمي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة، حدّثني أبي، نا عمرو بن شعيب، أخبرني منيح ابن صهيب، عن سالم بن عمر - قال أبو زرعة: هو سالم بن عبد اللّه بن عمر - قال: اشتكى محرّر بن أبي هريرة، فدعيت إليه لأرقيه، قال: فذهبت و أنا متخوّف أن يكره ذلك أبو هريرة، قال: فقال لي: ارقه، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«العين حق»[11933].

ذكر من اسمه محرز

اشارة

ذكر من اسمه محرز (1)

7221 - محرز بن أسيد بن أخشن بن رياح بن أبي خالد بن ربيعة بن زيد

7221 - محرز بن أسيد بن أخشن (2) بن رياح بن أبي خالد بن ربيعة بن زيد

ابن عمرو بن سلامة بن ثعلبة بن وائل بن معن بن مالك (3)

و معن و مالك ولدهما يقال لهم بنو باهلة، و هي أمّهم بنت صعب بن سعد العشيرة.

و كان معن نكح بأهله نكاح المقت (4).و مالك هو ابن أعصر، و اسمه مبشّر بن سعد بن قيس عيلان بن مضر الباهلي.

شهد فتح دمشق، ثم سكن حمص، و كان أوّل من قتل بها رجلا (5) من المشركين.

حكى عنه ابنه أدهم بن محرز.

ص: 78


1- محرز بسكون المهملة و كسر الراء بعدها زاي، كما في تقريب التهذيب.
2- رسمها بالأصل و د:«أحنند» و المثبت عن جمهرة ابن حزم ص 246.
3- ذكر خليفة في تاريخه (الفهارس)، جمهرة أنساب العرب ص 247.
4- نكاح المقت: أن يتزوج امرأة أبيه بعده، و كان ذلك يتم في الجاهلية (راجع تاج العروس - مقت).
5- استدركت عن هامش الأصل.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلم و غيرهما، قالوا: أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسين أحمد بن علي بن محمّد الدولابي البغدادي، أنا القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفّار بن أحمد بن ذكوان، أنا أبو يعقوب إسحاق بن عمّار بن جشن بن محمّد بن جش المصّيصي، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن مهدي، حدّثني عمرو بن مالك العنسي عن أدهم بن محرز بن أسيد الباهلي عن أبيه قال:

افتتحنا دمشق سنة أربع عشرة في رجب لخمس عشرة مضت من الشهر، يوم الأحد لثلاثة عشر شهرا من إمارة عمر إلاّ سبعة أيام.

قال: و كان أهل دمشق بعثوا إلى قيصر و هو بأنطاكية رسولا: إن العرب قد حصرتنا، و صعب علينا، و ليس لنا بهم طاقة، و قد قاتلناهم مرارا فعجزنا عنهم، و ذكر حديثا طويلا في قصة وقعة فحل (1).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (2):

و فيها - يعني - سنة ثمان و سبعين غزوة محرز بن أبي محرز أرض الروم و فتح أرقلة (3)، فلما قفل أصابهم [مطر شديد] (4) من وراء درب الحدث (5) فأصيب فيه ناس كثير.

7222 - محرز بن حزيب بن مسعود بن عدي بن هذيم بن عدي بن جناب الكلبي

7222 - محرز بن حزيب (6) بن مسعود بن عدي بن هذيم بن عدي بن جناب الكلبي

رجل من أفاضل أهل الشام، بعثه يزيد بن معاوية من دمشق مع أهل بيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين ردّهم من دمشق إلى المدينة، قيّما على حفظهم، تقدم ذكر ذلك في ترجمة الحسين، و شهد المرج (7) مع مروان.

ص: 79


1- و كانت وقعة فحل، على ما ذكر الطبري في تاريخه، في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة، على ستة أشهر من خلافة عمر.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 277 (ت. العمري).
3- كذا بالأصل و د، و في تاريخ خليفة:«أزقلة» و لم أجدها.
4- بياض بالأصل و د، و المستدرك عن تاريخ خليفة.
5- الحدث، قلعة حصينة بين ملطية و سميساط و مرعش من الثغور (معجم البلدان).
6- حزيب بضم الحاء و فتح الزاي عن الاكمال.
7- يعني مرج راهط.

أخبرنا على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال:

محرز بن حزيب بن مسعود بن عدي بن هذيم بن عدي بن جناب الكلبي هو الذي استنقذ مروان يوم المرج، هو و الحرّاق، و كذا ذكره الدارقطني حزيب بالحاء و الزاي، و الباء المعجمة بواحدة. و الحرّاق.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (1):

و أما حزيب بضم الحاء المهملة و فتح الزاء و آخره باء معجمة بواحدة، فهو محرز بن حزيب بن مسعود بن عدي بن جناب الكلبي، و هو الذي استنقذ مروان بن الحكم يوم المرج، هو و الحرّاق.

7223 - محرز بن زريق بن حيّان الفزاري

7223 - محرز بن زريق (2) بن حيّان الفزاري

مولى بني فزارة.

ولي خراج دمشق و تعديلها مع هضاب بن طوق في خلافة المنصور، تقدم ذكره في باب حكم الأرضين.

7224 - محرز بن شهاب بن محرز،

و يقال: محيريز بن سفيان بن خالد بن سفر المنقري التميمي

كوفي، تابعي، قدم به عذراء مع حجر بن عدي و أصحابه، فقتل بعضهم و أطلق بعضهم، و كان محرز ممن قتل، و قد تقدم ذكر ذلك في ترجمة أرقم بن عبد اللّه الكندي.

أخبرنا علي أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح عبد الكريم بن أحمد، أنا علي بن عمر الدارقطني قال: محرز بن شهاب بن محرز، قتل مع حجر بن عدي بمرج عذراء.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (3):

ص: 80


1- الاكمال لابن ماكولا 431/2.
2- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن د، و رزيق له ترجمة في تهذيب الكمال 199/6، و قال المزي: و ذكره آخرون فيمن اسمه زريق، بتقديم الزاي، منهم أبو زرعة الدمشقي، قال: و زريق لقب، و اسمه سعيد بن حيان.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 213 (ت. العمري).

سنة إحدى و خمسين فيها قتل معاوية حجر بن عدي و من معه محرز بن شهاب.

و ذكر غيره: أن ذلك سنة ثلاث و خمسين.

7225 - محرز بن عبد اللّه أبو رجاء الشامي،

و يقال: الجزري، مولى هشام بن عبد الملك (1)

سمع مكحولا الفقيه، و برد بن سنان الدمشقيين، و أرسل عن شداد بن أوس الأنصاري، و الحسن بن سيار (2) البصري.

روى عنه: الثوري، و أبو خيثمة زهير بن معاوية، و محمّد (3)،و يعلى ابنا عبيد، و إسماعيل بن زكريا، و إسماعيل بن عياش، و عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي، و موسى بن أعين الحراني، و أبو زهير عبد الرّحمن بن مغراء (4) الدوسي الرّازي، و محمّد بن بشر العبدي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، و أبو بكر ابن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن المروزي، أنا ابن المبارك، نا إسماعيل بن عيّاش، أخبرني محرز أبو رجاء مولى هشام أنه سمع مكحولا يقول:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تكونوا عيّابين، و لا مدّاحين، و لا طعّانين، و لا متماوتين»[11934].

هذا مرسل.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس قال: سمعت يحيى يقول: الذي يروي عنه محمّد بن بشر، و محمّد بن عبيد: محرز، يقال له: أبو رجاء، و هو شامي، قلت ليحيى: يروي عنه عن الحسن، قال: قد سمع منه.

و قال في موضع آخر: سمعت يحيى يقول: أبو رجاء الذي يروي عنه يعلى بن عبيد هو محرز، و هو شامي.

ص: 81


1- ترجمته في تهذيب الكمال 465/17 و تهذيب التهذيب 382/5 و الجرح و التعديل 345/8 و التاريخ الكبير 7/ 433.
2- في د: بشار.
3- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
4- تحرفت بالأصل إلى: معن، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 379/11.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أبو بكر الشّيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا البخاري قال (1):

محرز أبو رجاء مولى هشام، أراه الجزري، سمع مكحولا، روى عنه إسماعيل بن عياش.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):

محرز أبو رجاء، مولى هشام، الجزري، قدم الكوفة، روى عن مكحول، روى عنه الثوري، و إسماعيل بن زكريا، و موسى بن أعين، و أبو زهير عبد الرّحمن بن مغراء (3)، و إسماعيل بن عيّاش، و يعلى بن عبيد، سمعت أبي يقول ذلك، سألت أبي عنه فقال: هو شيخ.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:

أبو رجاء محرز الشامي، عن برد، روى عنه إسماعيل بن زكريا، و المحاربي، و يعلى، و محمّد.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو رجاء محرز بن عبد اللّه، شامي.

أنا هلال بن العلاء بن هلال، نا حسين - يعني - ابن عيّاش، نا زهير، نا أبو رجاء محرز.

ص: 82


1- التاريخ الكبير للبخاري 433/7.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 345/8.
3- تحرفت بالأصل إلى:«معن» و المثبت عن د، و الجرح و التعديل.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن مروان، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم (1)،أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: سمعت العباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى يقول:

محرز أبو رجاء، الذي يروي عنه الكوفيون، هو شامي.

و قال في موضع آخر: أبو رجاء الذي يروي عنه يعلى اسمه محرز، يروي عنه محمّد ابن بشر، و محمّد بن عبيد، و هو شامي.

قال الدولابي: أبو رجاء محرز الشامي.

قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا الدارقطني قال:

محرز بن عبد اللّه أبو رجاء مولى هشام، أراه الجزري، سمع مكحولا، روى عنه إسماعيل بن عيّاش، قال ذلك البخاري.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو رجاء محرز بن عبد اللّه الشامي، يقال: الجزري، مولى هشام، عن أبي يعلى شداد ابن أوس مرسلا، سمع مكحولا، و برد بن سنان، روى عنه الثوري، و زهير بن معاوية، و إسماعيل بن عيّاش.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن عبد الرحيم بن أحمد بن نصر.

ح و حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي القرشي، نا نصر بن إبراهيم، أنا عبد الرحيم، أنا عبد الغني بن سعيد قال: محرز أبو رجاء عن مكحول.

7226 - محرز بن عبد اللّه بن محرز بن رزيق بن حيّان الفزاري المازني مولاهم

7226 - محرز بن عبد اللّه بن محرز بن رزيق (2) بن حيّان الفزاري المازني مولاهم

حكى عن أبيه وفاة جده.

روى عنه: أبو زرعة.

ص: 83


1- بياض بالأصل و د.
2- بدون إعجام بالأصل و د، و قد تقدمت الإشارة إليه قريبا، و في المختصر: زريق.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا ابن أبي نصر، أنا أبو الميمون (1)،نا أبو زرعة، حدّثني محرز بن عبد اللّه بن محرز، عن أبيه قال: توفي رزيق (2) بن حيان الفزاري بنيقية (3) في أرض الروم في إمارة يزيد بن عبد الملك من سهم أصابه، و هو ابن ثمانين سنة.

7227 - محرز بن عبد اللّه بن محرز أبو القاسم التنّيسي الشيخ الصالح

سمع بدمشق زكريا بن يحيى السجزي، و أبا علي إسماعيل بن محمّد بن عبد اللّه بن قيراط، و أبا عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري، و بالمصّيصة: أبا بكر محمّد بن عبدة بن عبد اللّه بن زيد، و أبا بكر أحمد بن يحيى بن صفوان الأنطاكي، و الوليد بن حمّاد، و جعفر بن محمّد القلانسي، و أبا العباس الفضل بن محمّد بن عبد اللّه بن الحارث بالرملة، و بصور: أبا عبد الملك محمّد بن أحمد بن عبد الواحد الربعي، و أحمد بن بشر التميمي، و صالح بن محمّد ابن خالد الصوريني، و أبا بكر عمرو بن يحيى بن الحارث الرحابي، و أبا سليمان داود بن عبد اللّه بن محمّد الحصني بطبرية، و أبا الجارود مسعود بن محمّد بن مسعود بالرملة، و أبا القاسم جعفر بن سليمان النوفلي، و أبا صالح القاسم بن الليث الرسعني، و أحمد بن محمّد بن الحجّاج ابن رشدين، و عبيد اللّه بن أحمد بن الصنام، و محمّد بن سهل الورّاق بالرملة، و غيرهم.

روى عنه: أبو زيد ذكوان بن الحسن بن محمّد بن عبيد، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن جابر العدل التنيسيان، و أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين التميمي الأزدي.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو طاهر مشرف بن علي بن الخضر - إجازة - أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو زيد ذكوان بن الحسن بن محمّد بن عبيد التنّيسي، أنا أبو القاسم محرز بن عبد اللّه بن محرز الشيخ الصالح قال:

قرئ على أبي (4) عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن محمّد القرشي و أنا أسمع، حدّثكم موسى بن أيوب أبو عمران الأنطاكي، نا سلام بن زريق، عن عمر بن سليم، عن يوسف بن إبراهيم، عن أنس، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا قالت المرأة لزوجها: ما رأيت منك خيرا قطّ فقط حبط عملها»[11935].

ص: 84


1- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 242/1-243.
2- جاء في تاريخ أبي زرعة: زريق، بتقديم الزاي، و قد ذكرنا ذلك قريبا.
3- نيقية: بكسر أوله و سكون ثانيه و كسر القاف من أعمال اصطنبول على البر الشرقي (معجم البلدان).
4- كتبت فوق الكلام بين السطرين في د.

7228 - محرز بن محمّد بن مروان، و يقال: بن محمّد بن عبد الملك

أبو مروان البعلبكّي

روى عن: الوليد (1) بن مسلم، و مروان بن محمّد، و سويد بن عبد العزيز.

روى عنه: أبو زرعة، و أبو بكر الباغندي، و الحسن (2) بن علي بن شبيب المعمري، و أبو العبّاس أحمد بن خالد الدامغاني.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين محمّد بن إسماعيل ابن عمر البجلي، أنا عمر بن أحمد الواعظ، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا محرز بن محمّد البعلبكّي، نا سويد بن عبد العزيز، حدّثني محمّد بن يزيد، عن يونس بن عبيد، عن معاوية بن..... (3)،عن أبي موسى الأشعري قال:

أ لا أحدّثكم حديثا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ بين يدي الساعة الهرج»، قلنا: و ما الهرج؟ قال:«الكرب أو القتل» قال: و ما نراه إلاّ قتل الكفّار، فقلنا: يا رسول اللّه، أكثر مما نقتل من الكفار؟ نقتل في المكان الواحد كذا و كذا، و في المكان الواحد كذا و كذا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما هو قتل الكفّار، و لكن قتل الأمة بعضها بعضا، حتى أن الرجل يلقاه أخوه فيقتله»، قلنا: و معنا يومئذ عقولنا؟ فقال:«تنتزع عقول أهل ذلك الزمان، و يخلق لها هباء من الناس، يحسب أكثرهم أنهم على شيء و ليسوا على شيء»[11936].

أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسين بن أحمد الكاملي (4)،أنا أبو حفص عمر بن الحسين بن عيسى الدوني (5)،أنا سعيد بن محمّد بن الحسن الإدريسي، نا أبو محمّد الحسن ابن أحمد بن إبراهيم بن فراس، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن سهل الحدّاد، نا أبو علي الحسن بن علي بن شبيب المعمري، نا محرز بن محمّد بن مروان أبو مروان، نا الوليد بن مسلم، فذكر حديثا.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (6):

أما محرز بسكون الحاء و كسر الراء و بعدها زاي فكثير منهم: محرز بن محمّد

ص: 85


1- قوله:«عن الوليد» مكانه بياض في د.
2- قوله:«و الحسن» مكانه بياض في د.
3- كلمة غير معجمة و غير واضحة بالأصل و د.
4- مشيخة ابن عساكر 5/ب.
5- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د.
6- الاكمال لابن ماكولا 167/7.

البعلبكّي، حدّث عن سويد بن عبد العزيز، حدّث عنه محمّد بن محمّد الباغندي و غيره (1).

أخبرنا أبو محمّد المزكّي، نا أبو محمّد التميمي، نا أبو محمّد العدل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، حدّثني غير واحد منهم: محرز بن محمّد، و محمود بن خالد أنهما سمعا الوليد بن مسلم يقول للوليد بن عتبة: اقرأ يا أبا العباس، فكان يقرأ القرآن في مجلسه.

7229 - محرز بن مدرك الغسّاني

شاعر من أهل دمشق ممن شهد فتنة أبي الهيذام.

ذكر له محمّد بن عبد اللّه الورّاق أشعارا فيما أفاده بعض أهل دمشق عن أبيه عن جده و أهل بيته من المزنيين، فمما ذكره من شعره:

سأسقي أبا الهيذام كأسا من الردى *** يظلّ إذا ما ذاقها (2) و هو نائم

جمعت لنا أوباش كلّ قبيلة *** و أنباط حوران و جاء المسالم

فلا تعجلن و ارقب جيادا كأنها *** سراحين تعلوها الليوث الضراغم

فنحن قتلنا فارسيك كليهما *** فقامت على بور و زرّ المآثم

قتلنا [الفتى] (3) بورا و زرّ بن حاتم *** بمسقط داريّا و أنفك راغم

قال: و قال محرز بن مدرك أيضا في قتل وريزة بن سماك العنسي و في قتل أهل اليمن بور بن كامل القيسي:

لئن كان ذاك الحيف عن غير ضربة *** و لا طعنة منهم و لا سهم ناضل

لقد حزّمت (4) أسيافنا و رماحنا *** فأثّرن بالأوصال بور بن كامل

حملنا عليه حملة يمنية *** عركناه فيها تحتنا بالكلاكل

متى أدع في غسان تلجم جيادها *** يقولون لي (5):لبيك رام و شاول

فلسنا بأنكاس إذا الحرب شمّرت *** و لا نحن فيها باللئام التنابل

بأسيافنا اللاتي شهدن حليفة *** ذوات الفلول (6) المخلصات المناصل

نصرنا بها الإسلام من كلّ فاجر *** جحود عنود من جميع القبائل

ص: 86


1- قوله:«و غيره» ليس في الاكمال.
2- مطموسة في د.
3- زيادة عن د، لتقويم الوزن.
4- كذا رسمها بالأصل و د، و في المختصر: خرقت.
5- بالأصل و د:«في» و المثبت عن المختصر.
6- في د: الفلوك.

و قال محرز بن مدرك الغسّاني يرثي وريزة (1) بن سماك العنسي:

لقد فجعت أسياف قيس بفارس *** ضروب بنصل السيف محض الخلائق

وزيرة أعني ذا الوفاء و ذا الندى *** و عصمة قحطان غداة البوائق

فجعت به كالبدر لا واهن القوى *** حمول لما يوهي فروع العواتق

و أيّ فتى دنيا و أيّ أخ ندى *** و أيّ ابن عمّ كان عند الحقائق

سليل ملوك في ذؤابة مذحج *** و في الأشعريين الكرام البطارق

سأبكي أبا يحيى وزيرة ما دعا *** حمام يبكّي إلفه كلّ سارق

ذكر من اسمه المحسن

7230 - المحسّن بن أحمد أبو الفتح الشاعر

يقال إنّه كان إسكافيا، مدح ابن رزقون (2).

قرأت ذلك بخط أبي الفرج غيث بن علي الصوري الخطيب.

7231 - المحسّن بن الحسين ابن القاضي أبي عبد اللّه محمّد بن الحسين

أبو طالب الحسيني، المعروف بابن النّصيبي

سمع كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم من عثمان بن أبي بكر السفاقسي.

و سمع أبا عثمان الصابوني و غيره، و لم يحدّث.

و تولى القضاء بأطرابلس، و كان له أدب و عقل.

بلغني أنّ أبا طالب المحسّن بن الحسين توفي يوم الخميس بعد العصر الثامن و العشرين من المحرم سنة خمسين و أربعمائة.

7232 - المحسّن بن خليل أبو الطيّب القاضي

حدّث عن أبي أيوب سليمان بن محمّد الخزاعي.

روى عنه: أبو بكر أحمد بن الحسن الغسّاني.

روى عنه: أبو بكر أحمد بن الحسن الغسّاني.

ص: 87


1- بدون إعجام بالأصل هنا، و في د: وزيرة و في المختصر:«وزيرة» و لم أجده و هو ما أثبت.
2- كذا بالأصل و د، و لم يزد.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، و أبو نصر غالب بن أحمد بن مسلم، قالا: أنا علي بن أحمد بن زهير التميمي المالكي، نا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن عثمان بن سعيد بن القاسم بن الطيان قال: قرئ على أبي الطّيّب المحسّن بن خليل القاضي بدمشق و أنا حاضر أسمع، أخبركم سليمان بن محمّد بن مسلم الخزاعي، نا مؤمّل بن يهاب، نا الفريابي، نا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ثلاثة لا ينظر اللّه إليهم يوم القيامة و لا يكلّمهم: رجل باع رجلا مرابحة و كذّبه، و رجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر، و رجل منع فضل ماء عن أهل الطريق»[11937].

7233 - المحسّن بن سليمان بن محمّد بن الحسن بن أبي مكرم

أبو البركات الفارسي البعلبكّي المؤدّب

قدم دمشق سنة خمس و ثمانين و أربعمائة، و سمع بها سهل بن بشر الأسفرايني، و استجاز منه أبو محمّد بن صابر لنفسه، و لابنه أبي المعالي سنة إحدى عشرة و خمسمائة.

أنشدنا أبو الكرم وهب بن المحسّن بدمشق، أنشدني أبي لنفسه، و قد عوتب في انتقاله من بعلبك:

رحّل قلوصك عن أرض ظلمت بها *** و جانب الذّلّ إنّ الذّلّ يجتنب

و ارحل إذا كانت الأوطان شاسعة *** فالمندل الرطب في أوطانه حطب

أنشدنا أبو طاهر تقي بن محمّد بن علي البعلبكّي - ببعلبك - أنشدنا الأستاذ أبو البركات المحسّن بن سليمان بن محمّد بن الحسن بن أبي مكرم البعلبكّي، و كتب بها إلى أبي القاسم ابن مسعود:

قال ابن عمشون قولا لا أصدّقه (1) *** و ظنّ ذو الجهل ظنّا لا أحقّقه

قالوا بأنك لا تأتي إلى بلد *** طوارق الدّهر بالآفات تطرقه

كأنه عرض للشرّ منتصب *** له سهام مدى الأيام ترشقه

أتى به كأسير لا حراك به *** و هل يفرّ من الأقدار موثقه

و بي من الشوق ما لو أنّ أيسره (2) *** يلقي علي الصخر كان الشوق يقلقه

ص: 88


1- بالأصل:«لا صدقه» و المثبت عن د، لإقامة الوزن.
2- بالأصل:«أسيره» و المثبت عن د.

فإن تزر تطف نارا في جوانحه *** و إن بعدت فحرّ الشوق بحرقه

سألت أبا الكرم وهب بن المحسّن عن وفاة أبيه فقال: في شعبان سنة اثنتي عشرة و خمسمائة بدمشق، و دفن في مقبرة الحميريين.

7234 - المحسّن بن طاهر بن المحسّن بن أفلح

أبو الفضل الفقيه المقرئ المالكي الطّرسوسي، الحسّاب، الحريري

قرأ القرآن العظيم بحرف ابن عامر على أبي الحسن علي بن المحارب بن علي الأنطاكي المعروف بالساكت، و قرأ الساكت على أبي الفتح المظفر بن أحمد بن برهان (1)،و أبي علي أحمد بن محمّد بن أحمد الأصبهانيين، و قرأ المحسّن أيضا بحرف عاصم و الكسائي على الساكت بأسانيد له.

و حدّث عن أبي محمّد بن أبي نصر، و أبي زكريا أحمد بن محمّد بن أحمد بن سليمان النيسابوري الصائغ.

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و عمر الدّهستاني، و نجا بن أحمد، و عبد اللّه بن أحمد ابن السمرقندي.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الفرغولي، نا أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الدهستاني الحافظ، و كتبه لي بخطه، أنا المحسّن بن طاهر بن أفلح الطرسوسي أبو الفضل المالكي بدمشق، أنا عبد الرّحمن بن عثمان الشاهد، نا أبو الوليد هشام بن محمّد بن جعفر الكندي، نا عثمان بن خرّزاذ، نا يوسف بن يعقوب قال: سمعت علي بن عثّام (2) يذكر عن سعير بن الخمس (3) عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة عن ابن مسعود قال: سئل النبي صلى اللّه عليه و سلم عن الوسوسة قال:«ذاك محض الإيمان»[11938].

أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد البحيري، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد الشيباني (4)،أنا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا

ص: 89


1- في معرفة القراء الكبار 353/1 «ابن برهام».
2- تقرأ بالأصل و د:«عمام» و الصواب ما أثبت. راجع ترجمته في تهذيب الكمال 358/13 و اسمه علي بن عثام بن علي العامري الكلابي، أبو الحسن الكوفي.
3- الخمس: بكسر المعجمة و سكون الميم ثم مهملة،(تقريب التهذيب).
4- في د:«السيابي».

الحسين بن منصور، و محمّد بن عبد الوهّاب، قالا: نا علي بن عثّام (1)،نا سعير بن الخمس، نا المغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه قال:

سألنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن الرجل يجد الشيء لو خرّ من السماء فيخطفه الطير كان أحبّ إليه من أن يتكلّم به، قال:«ذاك محض - أو صريح - الإيمان»[11939].

أخرجه النسائي عن حسين بن منصور.

قرأت بخط أبي محمّد بن صابر، سألت النسيب عن المحسّن بن طاهر بن الحسن القزاز، فقال: فقيه، مالكي، دمشقي ثقة.

و كذلك قال ابن الأكفاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني قال: توفي أبو الفضل المحسّن ابن طاهر المالكي الحريري الحسّاب يوم السبت الثامن عشر من ذي الحجّة سنة ستين و أربعمائة، و دفن من الغد، و كان قد حدّث بشيء يسير، رحمه اللّه.

و ذكر أبو محمّد بن السمرقندي فيما قرأته بخطه: أنه توفي يوم الأحد لتسع عشرة.

7235 - المحسن بن عبد اللّه بن محمّد بن عمرو بن سعيد بن محمّد بن داود

ابن المطهّر بن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة بن أنور بن أرقم بن أسحم

ابن الساطع

و هو النعمان بن عدي بن عبد غطفان بن عمرو بن يريح بن جذيمة ابن تيم اللّه و هو تنوخ بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف ابن قضاعة بن مالك بن حمير أبو القاسم التنوخي المعري، الحنيفي، القاضي ولد يوم الأحد لثمان و عشرين ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة تسع و أربعين و ثلاثمائة، و حدّث و روى عنه و قدم دمشق مجتازا إلى الحجّ سنة تسع عشرة و أربعمائة، فأدركه أجله في الطريق فمات بوادي مرّ (2) ليلة الأربعاء لعشرين ليلة خلت من ذي القعدة من السنة، و حمل إلى مدينة الرسول صلى اللّه عليه و سلم، و دفن بالبقيع، و له مصنفات و وصايا و أشعار، فمن شعره ما قرأته بخط بعض ولده مع ما ذكر له من حسان شعره:

ص: 90


1- تحرفت بالأصل و د إلى: عمام.
2- واد مرّ: واد في بطن إضم، و قيل هو بطن إضم (معجم البلدان: مرّ).

انع إليّ من لم يمت نفسه *** فإنه عمّا قليل يموت

و لا تقل: فات فلان فما *** في سائر العالم من لا يفوت

أما ترى الأجداث مملوءة *** لمّا خلت من ساكنيها البيوت

فاقنع بقوت حسب من لم يكن *** مخلّدا في هذه الدار قوت

و لا يكن نطقك إلاّ بما *** يعنيك أو فالذكر أو فالسكوت

و له أيضا:

و كلّ أداويه على حسب دائه *** سوى حاسدي فهي التي لا أنالها

و كيف يداوي المرء حاسد نعمة *** إذا كان لا يرضيه إلاّ زوالها

7236 - المحسّن بن علي بن الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن محمّد

ابن إسماعيل بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين (1) بن علي بن أبي طالب

أبو جعفر العلوي

و أمّه خديجة بنت عبد اللّه بن جعفر بن عبد اللّه بن القاسم بن إسماعيل بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب.

مدحه أبو الفرج الوأواء، و جده أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد هو الذي سكن دمشق، و مولده بمدينة الرسول صلى اللّه عليه و سلم.

و كان لمحسّن بدمشق وجاهة و نباهة.

قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي:

مات أبو جعفر محسن العلوي يوم الثلاثاء لليلة بقيت من شهر ربيع الآخر سنة سبع و تسعين و ثلاثمائة، و صلّى عليه الأولى و دفن في مقبرة إسماعيل العلوي في باب الصغير، رحمه اللّه تعالى.

7237 - المحسّن بن علي بن سعيد أبو طاهر الخلاطي المقرئ

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن عمرو، نقلته من خطه، أنشدنا أبو طاهر المحسّن ابن علي بن سعيد الخلاطي المقرئ:

ص: 91


1- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و المثبت عن د.

رب جود عرفت في عرفات *** سلبتني بحسنها حسناتي

حرمت حين أحرمت نوم عيني *** و استباحت دماي بالعبرات

و أفاضت مع الحجيج ففاضت *** من جفوني سوابق العبرات

ثم طافت فطاف بالقلب منها *** حرّ شوق يزيد في الحسرات

لم أنل من منّى منى النفس لكن *** خفت بالخيف أن تكون وفاتي

7238 - المحسّن بن علي بن كوجك أبو عبد اللّه

7238 - المحسّن بن علي بن كوجك أبو عبد اللّه (1)

من أهل الأدب.

أملى بصيدا حكايات مقطّعة روى بعضها عن أبي عبد اللّه بن خالويه.

روى عنه: أبو نصر بن طلاّب.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، و أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن عمر و غيرهما، قالوا:

أنا أبو نصر الحسين بن محمّد بن أحمد بن طلاّب قال: أملى علينا الأستاذ أبو عبد اللّه المحسّن بن علي بن كوجك - بصيدا - و قرأته عليه في شهور سنة أربع و تسعين و ثلاثمائة، أنشدنا ابن خالويه، أنشدنا ابن مجاهد:

أفدي الظّباء ظباء همّها السّحب *** ترعى القلوب و في قلبي لها عشب

أفدي الظّباء اللواتي لا قرون لها *** و حليها الدّرّ و الياقوت و الذّهب

فتلك من حسن عينيها وهبت لها *** عينيّ لو قبلت مني الذي أهب

و ما أريدهما إلاّ لرؤيتها *** فإن تناءت فما لي فيها أرب

يا حسن ما سرقت عيني و ما انتهبت *** و العين تسرق أحيانا و تنتهب

إذا يد سرقت فالقطع يلزمها *** و القطع في سرق العينين لا يجب

قال أبو نصر: و أنشدنا المحسّن لبعضهم (2):

ودّعك الحسن فهو مرتحل *** و انصرفت عن جمالك المقل

و متّ [من] (3) بعد ما أمتّ و أحيي *** ت و كلّ الأمور تنتقل

ص: 92


1- ترجمته في معجم الأدباء 90/17 منقولة عن ابن عساكر.
2- الأبيات في معجم الأدباء 90/17.
3- زيادة عن د، و معجم الأدباء لتقويم الوزن.

كما قائل لي و قد رأى كلفي *** فيك و وجدي فتّاك (1) مكتهل

يرحمك اللّه يا غلام إذا *** قال لك العاشقون يا رجل

قال أبو نصر و حفرنا معه يوما في محرس غرق (2) بمدينة صيدا و فيه قبة فيها مكتوب أسماء من حضرها و أشعار من جملتها:

رحم اللّه من دعا لأناس *** نزلوا هاهنا يريدون مصرا

فرّقت بينهم صروف الليالي *** فتخلّوا عن الأحبة قسرا

فقال له قائل من جماعتنا: إنّ المائدة لا تقعد على رجلين، و لا تستقر إلاّ على ثلاثة، فأجز لنا هذين البيتين بثالث، فأطرق ساعة ثم قال: اكتبوا:

نزلوا و الثياب بيض فلمّا *** أزف البين (3) صرن بالدّمع حمرا

أنبأنا أبو الحسن الفقيهان، و أبو الفرج غيث بن علي، قالوا: أنا أبو نصر بن طلاّب قال: كان بين الأستاذ و بين رجل كاتب لبني نزال (4) إحن و بلاغات مستهجنة أوقعت بينهما العداوة بعد وكيد الصداقة، و كان هذا الرجل يقال له أبو المنتصر مبارك الكاتب، فهجاه الأستاذ بأشعار كثيرة و جمعها في جزء و كتب على ظهر الجزء شعرا له و هو:

هذا جزاء صديق *** لم يرع حقّ الصداقة

سعى على دم حرّ *** محرّم فأراقه

قال: و أنشدنا لنفسه فيه أيضا:

مبارك بورك في الطول لك *** فأصبحت أطول من في الفلك

و لو لا انحناؤك نلت السما *** ء و لكن ربك ما عدّلك

7239 - المحسن بن علي بن يوسف أبو الفضل المعروف بابن السويسة

روى عن رشأ بن نظيف.

و سمع منه عبد اللّه بن صابر.

قرأت بخط أبي القاسم بن صابر: توفي شيخنا أبو الفضل المحسّن بن علي بن يوسف

ص: 93


1- كذا بالأصل و د، و المختصر، و في معجم الأدباء: فقال مكتهل.
2- بالأصل و د: عرق، و المثبت عن المختصر و معجم الأدباء، و ضبطت عن معجم الأدباء.
3- عجزه في معجم الأدباء: أزف البين منهم صرن حمرا.
4- كذا بالأصل و المختصر، و تقرأ في د:«براك» و في معجم الأدباء: بزال.

المعروف بابن السويسة رضي اللّه عنه و أرضاه، و كان رجلا خيارا (1) دينا، سمع من أبي الحسن رشأ بن نظيف على ما ذكر لي كتاب المجالسة لابن مروان، و سمعت منه جزءا واحدا منهما عنه، مات في يوم الاثنين و دفن يوم الثلاثاء السادس عشر من شهر ربيع الأول من سنة اثنين و ثمانين و أربعمائة، و سألته عن مولده فقال: ولدت في سنة عشر و أربعمائة، لم يكن الحديث من شأنه.

7240 - المحسّن بن محمّد بن العبّاس بن الحسن بن أبي الحسن، الحسن

7240 - المحسّن بن محمّد بن العبّاس بن الحسن بن أبي الحسن، الحسن (2)

ابن علي بن محمّد بن علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين

ابن علي بن أبي طالب أبو تراب بن أبي طالب الحسيني المعروف بابن أبي الحسن

نقيب الطالبين بدمشق، و ولي القضاء بها بعد أخيه لأمّه فخر الدولة أبي يعلى حمزة بن الحسن نيابة عن أبي محمّد القاسم بن عبد العزيز بن محمّد بن النعمان قاضي القضاة الملقب بالمستنصر، و كان أبوه أبو طالب حافظا للقرآن.

و روى المحسّن عن الميانجي.

روى عنه: الشريف أبو الغنائم عبد اللّه بن الحسن بن محمّد الزيدي، و عبد العزيز الكتاني، و علي بن أحمد بن زهير، و أبو القاسم بن أبي العلاء.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا الشريف القاضي أبو تراب المحسّن بن محمّد بن العبّاس الحسيني، أنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي، نا أبو خليفة [الفضل] (3) بن الحباب الجمحي، نا محمّد بن كثير، و شعيب بن محرز، و الحوضي (4) أبو عمر، قالوا: أنا شعبة عن القاسم بن أبي بزّة (5)،عن عطاء الكيخاراني (6)، عن أم الدرداء.

ص: 94


1- بالأصل:«ذا دينا» و المثبت:«رجلا خيارا دينا» عن د.
2- كذا بالأصل و د، و سقطت الكلمة من المختصر.
3- زيادة عن د.
4- بدون إعجام بالأصل و د، و اسمه حفص بن عمر بن الحارث بن سخبرة، أبو عمر الأزدي. ترجمته في سير الأعلام 354/10.
5- بدون إعجام بالأصل و د، ترجمته في تهذيب الكمال 136/15.
6- رسمها مضطرب بالأصل و بدون إعجام و رسمها:«الكخاررى» و بدون إعجام في د.

عن أبي الدرداء. عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«أفضل شيء في الميزان الخلق الحسن»[11940].

أخبرناه عاليا أبو الحسن الموازيني، أنا أبو الحسين بن أبي نصر، أنا أبو بكر الميانجي فذكر بإسناده مثله.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني قال:

و فيها - يعني - سنة ست و ثلاثين و أربعمائة توفي القاضي الشريف أبو تراب المحسّن بن محمّد الحسيني، حدّث عن يوسف بن القاسم الميانجي، و كان سماعه بخط عمّه القاضي أبي محمّد، قال غيره: في رجب.

7241 - المحسّن بن محمّد أبو علي الحسيني

سمع بدمشق.

حكى أبو الحسن رشأ بن نظيف أنه ناوله كتابا فيه أحاديث.

7242 - المحسّن بن المحسّن بن محمّد بن جمهور

أبو الرّضا الأنصاري الفرّاء المعدّل

كان مستورا في أول أمره، و صلّى بالناس إماما في جامع دمشق في ولاية المصريين، ثم خلط في آخر أمره، و تولّى الأوقاف، و عمارة الأملاك السلطانية، و فعل في ذلك ما أدّى إلى الإضرار بارتفاع الوقف، و طمع الجند فيه.

و حدّث عن أبي عثمان الصابوني، و أبي الحسن محمّد بن عوف المزني، و أبي عمرو عثمان بن أبي بكر السّفاقسي.

سمع منه الدّهستاني، و أبو محمّد بن صابر.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، و نقلته من خطه، أنا أبو الرّضا المحسّن بن المحسّن بن محمّد الأنصاري - بقراءتي عليه - قال: سمعت أبا عمرو عثمان بن أبي بكر السّفاقسي يقول:

حدّثنا الإمام أحمد بن عبد اللّه الحافظ - بأصبهان - نا الحسين بن محمّد قال: سمعت شاكر بن جعفر يقول: سمعت أبا جعفر أحمد بن محمّد يقول:

كان غلام من الصيارفة يختلف إلى أحمد بن حنبل، فناوله يوما درهمين فقال: اشتر بهما كاغدا، فخرج الغلام، و اشترى له، و جعل في جوف الكاغد خمسمائة دينار، و سدّه، و أوصله في بيت أحمد، فسأل أحمد و قال: أحمل شيئا من البياض؟ فقالوا: بلى، فوضع بين

ص: 95

يديه، فلمّا أن فتحه تناثرت الدنانير، فردّها في مكانها، و سأل عن الغلام حتى دلّ عليه فوضعه بين يديه، فتبعه الفتى و هو يقول: الكاغد اشتريته بدراهمك، خذه، فأبى أن يأخذ الكاغد أيضا.

ذكر أبو محمّد بن صابر قال: توفي شيخنا أبو الرّضا المحسّن بن المحسّن الأنصاري ليلة الأربعاء السابع و العشرين من رجب سنة إحدى و تسعين و أربعمائة.

[ذكر من اسمه] محفر

7243 - محفز، و يقال: محفّز بن ثعلبة بن مرّة بن خالد بن عامر بن قنان

7243 - محفز، و يقال: محفّز (1) بن ثعلبة بن مرّة بن خالد بن عامر بن قنان

ابن عمرو بن قنيس بن الحارث بن مالك بن عبيد بن خزيمة بن لؤي

ابن غالب بن فهر العائذي القرشي (2)

روى عنه: ابنه عبيد اللّه بن محفّز.

و وفد على يزيد بن معاوية.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكّار قال (3):

و ولد خزيمة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك - و خزيمة يدعون عائذة قريش: عبيد بن خزيمة، فولد عبيد مالكا، فولد مالك (4):الحارث، و أمّه عائذة بنت الخمس بن قحافة من خثعم، بها يعرفون، فولد الحارث بن مالك: قيسا، و تيما، فولد قيس: عمروا، فولد عمرو:

قطنا، و قنانا، و حصنا، منهم: محفّز (5) بن مرّة بن خالد بن عامر بن قنان بن عمرو بن قيس

ص: 96


1- ضبطت عن الاكمال.
2- في جمهرة الأنساب:«محفر» بالراء، و في نسب قريش للمصعب ص 441 و الاكمال لابن ماكولا 164/7: محفز بالزاي. و العائذي نسبة إلى بني عائذة، و عائذة هي بنت الخمس بن قحافة بن خثعم.
3- الخبر في نسب قريش للمصعب ص 441 فكثير ما كان الزبير بن بكار يأخذ عن عمه المصعب.
4- بالأصل: مالكا، تحريف، و المثبت عن د، و نسب قريش.
5- بالأصل و د: محفر، و المثبت «محفز» بالزاي عن نسب قريش.

ابن الحارث بن مالك بن عبيد بن خزيمة بن لؤي، الذي ذهب برأس الحسين بن علي إلى يزيد بن معاوية.

و هكذا حكى يعقوب بن شيبة عن مصعب الزبيري عم الزّبير محفر بالكسر و التخفيف إلاّ أنه قال: ابن ثعلبة بن مرة، و هو الصواب، و قال: معان بدل قنان، و لم يذكر في نسبه مالكا، و اللّه أعلم (1).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي القاسم بن المحاملي، أنا أبو الحسن الحافظ قال:

محفر بن ثعلبة بن مرّة بن خزيمة بن لؤي هو الذي ذهب برأس الحسين عليه السلام إلى الشام.

و قال سيف بن عمر عن عبيد اللّه بن محفر بن ثعلبة، عن أبيه، في حرب المثنى بن حارثة الفرس - يعني - ما:

أخبرنا به أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلص، أنا أحمد بن عبد اللّه بن يوسف، نا السري بن يحيى (2)،أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر، عن عبيد اللّه بن محفّز (3)،عن أبيه.

أن العجم لما أذن لهم في العبور نزلوا شوميا (4) موضع دار الرزق فتعبّوا هنالك، و أقبلوا إلى المسلمين في صفوف ثلاثة مع كل صف فيل، و رجلهم أمام فيلهم، و جاءوا و لهم زجل، فقال المثنى للمسلمين: إن الذي تسمعون فشل، فالزموا الصمت و ائتمروا همسا.

و دنوا من المسلمين، و جاءوا من قبل نهر بني سليم، فلما دنوا رجفوا، و صفّ المسلمين فيما بين [نهر] (5) بني سليم اليوم و ما وراءها.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا قال (6):

و أما محفّز بحاء مهملة و بعدها فاء مشددة و زاي (7) فهو محفّز (8) بن ثعلبة بن مرّة بن

ص: 97


1- كذا ورد هنا نقلا عن المصعب، و الذي في كتابه نسب قريش: محفز بالزاي، و ضبطت بالقلم بتشديد الفاء المكسورة. و جاء فيه قنان، و ليس معان. و ذكر مالكا أيضا في نسبه. و لعله وقعت بيده نسخة أخرى مصحفة.
2- الخبر في تاريخ الطبري 372/2 حوادث سنة 13 (ط. بيروت).
3- بالأصل و د: محفر، و المثبت عن الطبري.
4- بالأصل و د:«سومنا» و المثبت عن الطبري.
5- سقطت من الأصل و د، و المثبت عن الطبري.
6- الاكمال لابن ماكولا 164/7.
7- بالأصل و د:«ورا» و المثبت «و الزاي» عن الاكمال.
8- بالأصل و د: محفر، بالراء، و المثبت عن الاكمال.

خزيمة بن لؤي، هو الذي ذهب برأس الحسين إلى الشام، و عبيد اللّه (1) بن محفّز بن ثعلبة يحدّث عن أبيه، روى عنه سيف،[قال ابن عساكر] (2) كذا قال: و قد أسقط من نسبه عددا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا عبد الصّمد بن علي بن محمّد، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق، أنا أبو القاسم البغوي، حدّثني محمّد بن عبد الملك، نا الحميدي، نا سفيان، عن عمران بن ظبيان قال: جاء محفر برأس الحسين إلى يزيد بن معاوية، فقال: جئتك برأس ألأم العرب، فقال يزيد: ما ولدت أم محفر ألأم و أوضع.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز الكتاني، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا ابن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا الطبري قال (3):

قال هشام بن محمّد: حدّثني عبد اللّه بن يزيد بن روح بن زنباع الجذامي، عن أبيه، عن الغاز بن ربيعة الجرشي، من حمير، قال:

و اللّه إنّا لعند يزيد بن معاوية بدمشق - فذكر حديثا - و قال: قال ثم إنّ عبيد اللّه (4) أمر بنساء الحسين و صبيانه فجهّزوا، و أمر بعلي بن الحسين فغلّ بغلّ إلى عنقه، ثم سرّح بهم مع محفّز بن ثعلبة العائذي من عائذة قريش و مع شمر بن ذي الجوشن، فانطلقوا بهم حتى قدموا على يزيد، و لم يكن علي بن الحسين يكلّم أحدا منهم في الطريق كلمة حتى بلغوا؛ فلما انتهوا إلى باب يزيد رفع محفّز بن ثعلبة صوته فقال: هذا محفّز بن ثعلبة أتى أمير المؤمنين باللئام الفجرة، قال: فأجابه يزيد بن معاوية، ما ولدت أم محفّز شرّ و ألأم.

[ذكر من اسمه] محفن

7244 - محفن الضبّي

7244 - محفن (5) الضبّي

قيل إنه وفد على معاوية.

ص: 98


1- بالأصل و د:«عبد اللّه بن محفر» و المثبت عن الاكمال.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- الخبر في تاريخ الطبري 459/5-460.
4- يعني عبيد اللّه بن زياد بن أبيه (بن أبي سفيان).
5- محفن ضبطت بكسر الميم و فتح الفاء و بالنون، عن الاكمال 164/7.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا - بقراءتي عليه - عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال:

و أما محفن بالنون الضبّي، وفد على معاوية، فوقع في علي بن أبي طالب فحضرته، فقال: ما رأيت ألأم منه، فقال له معاوية: ما ولدت أم محفن ألأم، في كلام طويل.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة السلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه الحافظ قال (1):

و أما محفن بكسر الميم و بفتح الفاء و بالنون، فهو محفن الضبّي، وفد على معاوية فوقع في علي، في خبر طويل.

[قال ابن عساكر:] (2) كذا قال الدارقطني، و ابن ماكولا، و أظنهما و هما في ذلك، و إنّما صاحب هذه القصة محفر بن ثعلبة مع يزيد بن معاوية في الحسين بن علي لا مع معاوية في علي بن أبي طالب، و محفر هو الذي تقدم ذكره آنفا، و قد سقنا قصته مع يزيد بإسنادها، و اللّه أعلم.

ذكر من اسمه محفوظ

اشارة

ذكر (3) من اسمه محفوظ

7245 - محفوظ بن الحسن بن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الحسين بن صصري

أبو البركات التغلبي

من ذوي البيوتات.

سمع أبا القاسم نصر بن أحمد الهمداني المؤدب.

ص: 99


1- الاكمال لابن ماكولا 164/7.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- من هنا نعود إلى النسختين م (المغربية)، و «ز»(النسخة المصورة عن النسخة الأزهرية). كتب قبلها في «ز»: بسم اللّه الرحمن الرحيم و صلّ اللّهمّ على سيدنا محمد و سلم أخبرنا أبو البركات و والدي الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن بن هبة اللّه رحمه اللّه تعالى. و كتب في م: بسم اللّه الرحمن الرحيم و به نستعين و صلّى اللّه على سيدنا و آله و سلم أخبرنا أبو البركات و ولدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه رحمه اللّه تعالى.

سمعنا منه خبرا واحدا.

أخبرنا أبو البركات بن صصري - قراءة عليه في داره بباب توما - أنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمداني المؤدب في شهر رمضان سنة ست و ثمانين و أربعمائة، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا أبو علي الحسن (1) بن محمّد بن القاسم بن درستويه، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل أبو الدحداح، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، نا محمّد بن عبيد، نا الأعمش، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و سئل عن أهل النار-: «فيبكون حتى تنقطع الدموع، ثم يبكون الدم حتى يرى وجوههم كهيئة الأخدود و لو أرسلت فيها السفن لجرت»[11941].

سألت أبا البركات عن مولده فقال: لا أحفظه غير أنه كان [لي] (2) عند موت أبي سنتان (3)،و مات أبي بعد خروج ابن منزو (4) من دمشق بأيام، فكأنّ مولده كان نحو سنة خمس و ستين و أربعمائة، و توفي ليلة السبت، و دفن يوم السبت الثالث من ذي الحجّة سنة خمس و أربعين و خمسمائة، و دفن في مقبرة باب توما، و شهدت الصلاة عليه و دفنه، رحمه اللّه.

7246 - محفوظ بن سلطان بن المتوّج بن عبد الباقي أبو الوفا النجّار

سمع سهل بن بشر، و أبا البركات بن طاوس.

سمعت منه.

أخبرنا أبو الوفا النجّار (5)،أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا محمّد (6) بن عبد اللّه بن زكريا، أنا أحمد بن شعيب بن علي النسائي، أنا قتيبة بن سعيد (7)،عن نافع، عن ابن عمر.

ص: 100


1- تحرفت في «ز»، و م إلى: الحسين، و في د: الحسن كالأصل ترجمته في سير أعلام النبلاء 558/16.
2- سقطت من الأصل و م و د، و في «ز»: «له».
3- في م و «ز»: شيبان، تصحيف.
4- بالأصل و د:«ابن ميرو» و في «ز» و م:«لرميرو» و جميعه تصحيف، و الصواب ما أثبت، و هو معلى بن حيدرة بن منزو الكتامي، حصن الدولة، والي دمشق.
5- من قوله: سمع... إلى هنا سقط من م، و «ز».
6- كذا بالأصل و د، و في م و «ز»: عبد اللّه بن محمد بن زكريا.
7- زيد بعدها في م و «ز»: نا الليث.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اصطنع خاتما من ذهب و كان يلبسه فيجعل فصّه في باطن كفه، فصنع الناس [مثله] (1)،ثم إنه جلس على المنبر فنزعه و قال:«إني كنت ألبس هذا الخاتم و أجعل فصّه من داخل» فرمى به و قال:«و اللّه لا ألبسه أبدا» فنبذ الناس خواتيمهم[11942].

مات أبو الوفاء في رجب سنة تسع و أربعين و خمسمائة.

7247 - محفوظ بن يعلى

حدّث عن أبي الجماهر.

روى عنه: محمّد بن العباس بن الدرفس.

أنبأنا أبو القاسم (2) علي بن إبراهيم، و حدّثنا عنه أبو منصور عبد الباقي بن محمّد، أنا رشأ - إجازة - أنا عبد الوهّاب الميداني، حدّثني الفضل بن جعفر التميمي، نا أبو عبد الرّحمن محمّد بن العباس بن الدرفس سنة تسع و تسعين و مائتين، نا محفوظ بن يعلى، نا أبو الجماهر، نا سعيد، عن قتادة قال:

قال موسى: ربّ، أي عبادك أحبّ إليك؟ قال: عبد مؤمن في صورة حسنة، قال:

فأيهم أبغض إليك؟ قال: عبد فاجر في صورة حسنة.

ذكر من اسمه محمود

7248 - محمود بن إبراهيم بن محمّد بن عيسى بن القاسم بن سميع

أبو الحسن القرشي الحافظ (3)

صاحب الطبقات.

روى عن: صفوان بن صالح، و عبد الرّحمن بن يحيى المخزومي، و هشام بن عمّار، و سليمان بن عبد الرّحمن، و إسماعيل بن أبي أويس، و يحيى بن [عبد اللّه] (4) بكير، و محبوب بن موسى أبي صالح الفرّاء، و عامر بن سعيد القرشي، و دحيم، و جنادة بن محمّد

ص: 101


1- سقطت من الأصل و د، و م، و أضيفت عن «ز».
2- تحرفت في «ز» إلى: الغنائم.
3- ترجمته في الجرح و التعديل 292/8 و تذكرة الحفاظ 614/2 و سير أعلام النبلاء 55/13 و العبر 19/2. و كنيته في السير: أبو القاسم.
4- زيادة عن سير الأعلام.

المرّي (1)،و أحمد بن صالح، و الوليد بن عبد الملك بن مسرح، و أحمد بن أبي الحواري، و العباس بن عثمان المعلّم، و محمود بن خالد السلمي، و أبي جعفر محمّد بن زاهر بن حرب ابن أخي زهير بن حرب، و عبد اللّه بن محمّد بن نفيل.

روى عنه: أبو زرعة الدمشقي، و أبو الحسن بن جوصا، و أبو حاتم الرّازي.

أخبرنا أبو طاهر بن الحنائي، أنا أبو القاسم السميساطي، و ابن الفرات، قالا: أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو الحسن بن جوصا، حدّثني محمود بن إبراهيم، نا أبو صالح الفراء، أنا أبو إسحاق الفزاري، عن الأوزاعي، عن قرة، عن الزهري، عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«حذف السلام سنّة»[11943].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا محمّد بن يوسف - يعني - الفريابي - بمكة - نا الأوزاعي، عن قرة بن عبد الرّحمن، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«حذف السلام سنّة»[11944].

كذا رواه أحمد بن حنبل، و رواه الذهلي عن الفريابي فوقفه.

أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا محمّد بن يوسف، نا الأوزاعي، نا قرّة ابن عبد الرّحمن قال: سمعت الزهري يحدّث عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: حذف السلام سنة.

[قال ابن عساكر:] (3) و الصحيح أنه مرفوع.

فقد رواه ابن المبارك، و الهقل (4) بن زياد عن الأوزاعي مرفوعا.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ص: 102


1- بالأصل:«المزي» و في د، و م، و «ز»: «المزي» جميعه تصحيف، ترجمته في سير الأعلام 39/11.
2- رواه أحمد بن حنبل في المسند 3/رقم 10887 طبعة دار الفكر.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- تحرفت في «ز» و م إلى: الهذلي.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

محمود بن إبراهيم بن سميع، و هو ابن إبراهيم بن محمّد بن عيسى بن القاسم بن سميع القرشي، أبو الحسن الدمشقي، روى عن إسماعيل بن أبي أويس، و يحيى بن عبد اللّه بن بكير، و أبي صالح محبوب بن موسى الفرّاء، و سليمان بن شرحبيل، و عامر بن سعيد القرشي (2)،سمع منه أبي و روى [عنه] (3)،سمعت أبي يقول: ما رأيت بدمشق أكيس منه، و سئل أبي عنه فقال: صدوق.

قرأت [على أبي محمد] (4) السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (5):

و أما سميع مثل الذي قبله سواء إلاّ أن عوض الباء [المعجمة بواحدة ميم] (6) فهو محمود بن إبراهيم بن محمّد بن عيسى بن القاسم بن سميع أبو الحسن صاحب الطبقات.

[ذكر أبو الفضل] (7) المقدسي فيما أخبره به [أبو عمرو بن منده] (8) محمّد بن إبراهيم ابن مروان [قال: قال عمرو بن دحيم] (9) مات بدمشق يوم الجمعة انسلاخ [جمادى الآخرة سنة تسع و خمسين و مائتين] (10).

7249 - محمود بن [بوري بن طغتكين أتابك

7249 - محمود (11) بن [بوري بن طغتكين أتابك

أبو القاسم بن أبي سعيد الملقب بشهاب [الدين] (12)

ولي أمرة دمشق بعد قتل [أخيه إسماعيل الملقب] بشمس الملوك، و كانت أمه المعروفة

ص: 103


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 292/8.
2- كذا بالأصل و د، و «م»، و «ز»، و في الجرح و التعديل: الدمشقي.
3- مطموسة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
4- مطموس بالأصل، و المستدرك عن م، و «ز»، و د.
5- الاكمال لابن ماكولا 254/4.
6- مطموس بالأصل، و المستدرك عن الاكمال، و د، و م، و «ز».
7- مطموس بالأصل، و المستدرك عن د، و «ز»، و م.
8- مطموس بالأصل، و المستدرك عن د، و «ز»، و م.
9- مطموس بالأصل، و المستدرك عن بقية النسخ.
10- مطموس بالأصل و المستدرك عن بقية النسخ.
11- في هذه الترجمة طمس كثير من الكلمات، فاستدرك جميعه بين معكوفتين عن بقية النسخ و مصادر ترجمته.
12- ترجمته في سير الأعلام 50/20 و وفيات الأعيان 296/1 و شذرات الذهب 103/4.

[بزمرد خاتون] الغالبة على أمره و المدبرة له إلى أن [تزوجها] أتابك زنكي بن قسيم الدولة، و خرجت إلى حلب فكان [المدبر له بعد خروجها ابن المعروف] بمعين الدين أحد مماليك [جده طغتكين.

و ابتداء ولايته في شهر ربيع الآخر سنة تسع و عشرين خمسمائة]، و كانت [الأمور] في أيامه [تجري على استقامة إلى أن وثب عليه جماعة من خدمته في ليلة الجمعة ثالث و عشرين] - أو أربع و عشرين - من شوال سنة ثلاث و ثلاثين [و خمسمائة، فقتلوه] و كتب إلى أخيه محمد ابن بوري صاحب بعلبك، فقدم آخر نهار يوم الجمعة [و تسلم القلعة و البلد و لم] ينازعه أحد.

7250 - محمود بن الحارث السرّاج

حدّث عن أبي الحسين عثمان بن محمّد بن علاّن الذهبي، و أبي النصر محمّد بن عبيد اللّه بن مروان بن محمّد بن هشام بن محمّد بن محمّد بن سليمان بن عبد اللّه بن مروان بن الحكم السليماني الضرير.

روى عنه تمام بن محمّد الرّازي.

7251 - محمود بن الحسن بن محمّد أبو الحسن التركي

روى عن الأمير حازم الكلبي شعرا، قاله في ابن له استشهد في سرية من كلب بمرج الديباج (1) بأنطاكية.

روى عنه: الفقيه نصر المقدسي.

7252 - محمود بن الحسين بن نصر الشاعر المعروف بكشاجم

7252 - محمود بن الحسين (2) بن نصر الشاعر المعروف بكشاجم (3)

دخل دمشق و ساحلها، و ذكر دير مرّان (4) في شعره.

ذكر أبو الحسن علي بن محمّد بن المظفر السميساطي قال: أنشدني أبو الحسن الحراني المعروف بالكندي، أنشدني أبو الفتح كشاجم لنفسه، قال السميساطي: و أنشدنا الصولي للحسين بن الضحاك و يروى لكشاجم:

ص: 104


1- مرج الديباج واد بينه و بين المصيصة عشرة أميال (معجم البلدان).
2- تحرفت بالأصل إلى:«الحسن» و التصويب عن د، و م، و «ز». و مصادر ترجمته.
3- ترجمته في فوات الوفيات 99/4 و شذرات الذهب 37/3 و مروج الذهب (الفهارس)، و سير أعلام النبلاء 285/16.
4- تحرفت في م و «ز»، إلى: دير مروان. و دير مران: بالقرب من دمشق على تل مشرف على مزارع الزعفران و رياض حسنة (معجم البلدان).

داو (1) خماري بكأس خمر *** و أحي (2) سكر الهوى بسكر

و روّق المزج ثوب درّ *** و شعشع الراح ثوب تبر

مدامة عتّقت فجاءت *** كلمع برق و ضوء فجر

رقّت فكانت كمثل ديني *** و مثل دمعي و مثل شعري

لا تفن عمر الزمان إلا *** ما بين قلاّية (3) و عمر

يا دير مرّان كم غزال *** فيك و كم جنّة و نهر

و كم تطرّبت مستهاما *** إليك إذ عيل عنك صبري

و في يميني شمول شمس *** و في شمالي يمين بدر

جلت (4) أكفّ الرياح ليلا *** بروضة خيط كلّ قطر

ثم تجلّت ضحى فأبدت *** عرائسا في حليّ زهر

فالورد و الطلّ في رباه *** ما بين نظم و بين نثر

كالدمع قد حار في خدود *** حمر و وردية و صفر

أحسن من يوم مهرجان *** و يوم أضحى و يوم فطر

[أتبعت إثم الهوى] (5) باثم *** فيه و وزر الصبي بوزر

[بين شقيق] (6) صقيل خدّ *** و أقحوان نقيّ ثغر

[و من دلال إذ] (7) تثنّى *** رأيت عذرا ببنت خدر

[يدير ألحانه] (8) بحذق *** لنا [و ألحاظه بسحر] (9)

فلست آبي و لو سقوني *** على أغانيه [نيل مصر] (10)

فاترك عليّ المدام غمّا *** يضيق منه وسيع صدري

إن هي إلاّ نجوم سعد *** على بروج الأكفّ تجري

ص: 105


1- و بالأصل و د، و «ز»، و م: داوي.
2- في م و «ز»: و أجر.
3- القلاية: الصومعة التي ينفرد فيها الراهب.
4- بالأصل: رحلت، و المثبت عن م، و «ز».
5- مطموس بالأصل، و الزيادة المستدركة عن م و «ز».
6- مطموس بالأصل، و المستدرك عن د، و م، و «ز».
7- مطموس بالأصل، و المستدرك عن م، و «ز».
8- مطموس بالأصل، و المستدرك عن بقية النسخ.
9- مطموس بالأصل.
10- مطموس بالأصل و المستدرك عن مو و ز.

كتب إليّ أبو عبد اللّه (1) بن الحطّاب (2) يخبرني (3) عن القاضي أبي الحسن علي بن عبيد اللّه (4) الكسائي الهمذاني (5).

و أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر المقرئ، أنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنا القاضي أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن محمّد - بمصر - أنشدنا أبو القاسم عبد الواحد بن الحسين الصيمري، أنشدنا.... (6) الدباس لمحمود بن الحسين كشاجم:

يا كامل الأدوات فردا في العلا *** و المكرمات [و يا كثير] (7) الحاسد

شخص الأنام إلى جمالك فاستعذ *** من شرّ أعينهم بعيب واحد

أنبأنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي، و أبو الحسن محمّد بن مرزوق الزعفراني، و أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي - و نقلته من خطه - قالوا: أنا أبو بكر الخطيب، أنشدني التنوخي.

ح أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي و غيره عن أبي القاسم التنوخي، أنشدني أبو عبد اللّه الحسين بن عثمان الحرفي، أنشدنا أبو نصر بن كشاجم لأبيه:

يقولون: تب و الكأس في يد أغيد *** و صوت المثاني و المثالث عالي

فقلت لهم: لو كنت أضمرت توبة *** و أبصرت هذا كله لبدا لي

7253 - محمود بن خالد بن يزيد أبو علي السلمي

7253 - محمود بن خالد بن يزيد أبو علي السلمي (8)

حدّث عن أبيه خالد، و عمر بن عبد الواحد، و محمّد بن شعيب، و الوليد بن مسلم، و مروان بن محمّد، و عبد اللّه بن كثير القاري، و مروان بن معاوية، و عيسى بن خالد اليمامي، و محمّد بن يوسف الفريابي، و محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك، و أبي مسهر الغساني، و خالد بن عبد الرّحمن الخراساني، و أبي حفص عامر بن سعيد القرشي، و يزيد بن عبد ربه الجرجسي، و يحيى بن معين، و محمّد بن عائذ، و عبد اللّه بن جعفر الرقّي.

روى عنه: أبو داود، و النسائي في سننهما، و أحمد بن أبي الحواري، و أبو حاتم

ص: 106


1- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م، و «ز».
2- تحرفت في «ز»، و م إلى: الخطاب.
3- في «ز»: بحيري، و فوقها ضبة.
4- تحرفت في م و «ز» إلى:«عبد اللّه».
5- غير مقروءة بالأصل، و في م و «ز»: الهمداني، تصحيف، ترجمته في سير الأعلام 652/17.
6- غير مقروءة بالأصل و م و «ز»، و د.
7- مطموس بالأصل، و المستدرك عن م، و «ز»، و د.
8- ترجمته في تهذيب الكمال 473/17 و تهذيب التهذيب 385/5 و الجرح و التعديل 292/8.

الرازي، و أبو زرعة الدمشقي، و محمود بن إبراهيم بن محمّد بن سميع، و أبو العباس أحمد ابن سهل بن بحر النسائي، و أبو يوسف يعقوب بن يوسف بن يعقوب الأخرم النيسابوري، و أبو العباس بن الزفتي (1)،و أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، و أحمد بن المعلى القاضي، و أحمد بن محمّد المزّي، و جعفر بن أحمد بن عاصم بن الروّاس، و عبد الرّحمن ابن إسحاق بن إبراهيم بن الغامدي، و سليمان بن أيوب بن حذلم، و إبراهيم بن دحيم، و عبد الصّمد بن عبد اللّه بن عبد الصّمد، و أبو بكر بن أبي داود، و أبو معاوية عبيد اللّه بن محمّد العربي، و محمّد بن أحمد بن فياض، و أبو الدحداح التميمي، و أبو عبد اللّه، و محمّد بن شيبة ابن الوليد، و محمّد بن الفيض، و محمّد بن المعافى الصيداوي، و محمّد بن الحسن بن قتيبة، و أبو الجهم بن طلاّب، و محمّد بن خريم (2)،و أبو عبد الرّحمن محمّد بن أمية الأسيدي (3)، و محمّد بن صالح بن عبد الرّحمن بن أبي عصمة، و أحمد بن إبراهيم بن فيل (4)،و جماهر بن محمّد الزملكاني، و الحسن بن سفيان (5).

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان، نا محمود بن خالد، نا الوليد، نا [الأوزاعي، عن نمير بن] (6) هانئ، حدّثني جنادة بن أبي أمية، حدّثني عبادة قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

[«من استيقظ] (7) من الليل فقال حين يستيقظ: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد، و هو على كل شيء قدير، سبحان اللّه، و الحمد للّه، و اللّه أكبر، و لا حول و لا قوة إلاّ باللّه (8)،ثم قال: ربّ اغفر لي، غفر له، أو قال دعاء فاستجيب له»، انتهى (9)[11945].

ص: 107


1- تحرفت بالأصل و د إلى: الرقي، و في «ز»، و م إلى:«الروى» جميعه تصحيف و الصواب ما أثبت، و اسمه عبد اللّه بن عتاب بن أحمد بن كثير، أبو العباس ابن الزفتي، ترجمته في سير الأعلام 64/15.
2- كذا بالأصل و د، و م، و تحرفت في «ز» إلى: خزيم.
3- كذا بالأصل و د، و في م و «ز»: الإشبيلي.
4- بدون إعجام في «ز»، و فوقها ضبة.
5- قوله:«و الحسن بن سفيان» سقط من م و «ز».
6- مطموس بالأصل، و الزيادة المستدركة عن م، و د، و «ز».
7- مطموس بالأصل، و المستدرك عن م، و د، و «ز».
8- كذا بالأصل و د، و زيد في م و «ز»: العلي العظيم.
9- ليست اللفظة في م و «ز».

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أبو القاسم بن مندة، أنا حمد (1)-إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):

محمود بن خالد الدمشقي أبو علي، روى عن عمر بن عبد الواحد، و الوليد بن مسلم، و مروان بن محمّد، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عنه أبي، و أبو زرعة، و روى عنه أحمد بن أبي الحواري.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية أصحاب الوليد و ابن شعيب و غيرهم: محمود ابن خالد.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو علي محمود بن خالد بن يزيد السلمي، سمع عبد اللّه بن كثير القاري، و الوليد بن مسلم، سمع منه أبو داود السجستاني، كنّاه (3) لنا أبو العبّاس الزفتي (4).

أنبأنا أبو الحسين (5)،و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد (6)-إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (7) نا أبي، نا أحمد بن أبي الحواري، حدّثني محمود بن خالد الثقة الأمين قال: و سمعت أبي يقول: نا محمود بن خالد، و كان ثقة، رضا.

دفع إلي أبو الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل جزءا (8) عن محمّد بن أحمد بن شاكر، أنا أبو عيسى عبد الرّحمن بن إسماعيل بن عبد اللّه الخولاني قال: أملى علينا أبو عبد

ص: 108


1- تحرفت في «ز»، و م إلى: أحمد.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 292/8.
3- في م و «ز»: «دعاه أنا» تحريف.
4- تحرفت بالأصل و د إلى:«الرقي» و في م و «ز» إلى:«الرقبي».
5- تحرفت بالأصل و م و د إلى:«الحسن» و في م:«الخير».
6- تحرفت في «ز»، و م: أحمد، تصحيف.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 292/8.
8- تحرفت في «ز» إلى:«حرامى» و فوقها ضبة، و في م:«خزامي» بدلا من:«جزءا عن».

الرّحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي في أسماء شيوخه الذين روى عنهم فقال: محمود ابن خالد دمشقي، ثقة، زاد غيره: مأمون.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: قرأت بخط أبي عمرو المستملي قال: سئل محمّد بن يحيى عن محمود بن خالد فقال:

من أهل دمشق، و لم يبلغنا موته بعد، و ذلك سنة سبع و أربعين و مائتين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال: سمعت إبراهيم بن دحيم يقول: كان أبي إذا سئل عن مسائل عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي يقول: هذا مما وهبناه لمحمود بن خالد.

قال لنا إبراهيم بن دحيم: و لم يحدّث به أبي بدمشق، و حدّث به بطبرية.

أخبرنا أبو سعد محمّد بن محمّد بن الفضل الشرابي، نا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد ابن علي بن أبي الرجاء[-إملاء (1)-] أنا أحمد بن محمّد بن علي المدني (2)،أنا أبو أحمد بن عدي الجرجاني، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن أبي الحواري، و اسم أبي الحواري عبد اللّه بن ميمون بن عيّاش بن الحارث التّغلبي الغطفاني، قال: سمعت أبا مسعود بن أبي حنبل يقول: سمعت أبا سليمان الداراني سأل عن محمود بن خالد فقالوا له: هو في الضيعة، فقال لهم: قولوا له: اترك (3) صغير الدنيا، فإنه يجرّ إلى كثيرها.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد قال: قال محمد بن الفيض: أدركت من شيوخنا من شيوخ دمشق ممن يربع (4) بعلي بن أبي طالب:

محمود بن خالد بن يزيد، و ذكر غيره.

أخبرنا أبو محمّد المزكي - قراءة - أنا أبو محمّد التميمي، أنا أبو محمّد (5) العدل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (6)،حدّثني محمود بن خالد قال: ولدت في شهر رمضان سنة ست و سبعين - يعني و مائة، و مات في شوال سنة تسع و أربعين و مائتين.

ص: 109


1- استدركت على هامش الأصل.
2- في م و «ز»: المديني.
3- في م و «ز»: «أ لا ترى صغير الدنيا».
4- كذا بالأصل، و في «ز»: «تربع» و في م:«يرتع».
5- بالأصل:«أنا محمد أبو العدل» و فوق:«محمد أبو» علامتا تقديم و تأخير.
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 710/2.

و هكذا قال عمرو بن دحيم، و قال: توفي يوم الأربعاء النصف من شوال.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة - قراءة - عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، نا محمّد بن جعفر بن ملاّس، نا الحسن بن محمّد بن علي، قال:

و توفي أبو علي محمود بن خالد بن يزيد في سنة سبع و أربعين و مائتين.

قرأت على أبي محمّد أيضا، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سمعت أبا الدحداح يقول:

مات محمود بن خالد سنة تسع و أربعين في آخرها، قال أبو سليمان: و هو ابن ثلاث و سبعين سنة، و اللّه تعالى أعلم.

7254 - محمود بن الرّبيع بن سراقة بن عمرو بن زيد بن عبدة بن عامرة

ابن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الحارثي،

و يقال (1):أبو محمّد، و أبو نعيم الأنصاري الخزرجي (2)

و أمّه جميلة بنت أبي صعصعة بن زيد بن عوف بن مبذول من بني مازن بن النجار.

رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم.

و روى عن غسّان بن مالك، و عبادة بن الصامت.

روى عنه: الزهري، و مكحول، و رجاء بن حيوة (3)،و عبد اللّه بن عمرو بن الحارث.

و اجتاز بدمشق غازيا إلى القسطنطينة (4).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا أبو علي الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا إبراهيم بن خالد، نا رباح، عن معمر، عن الزهري قال: أخبرني محمود بن الرّبيع.

ص: 110


1- في م و «ز»: «أبو محمد، و يقال: أبو نعيم» و في د كالأصل.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 476/17 و تهذيب التهذيب 386/5 و الإصابة 386/3 رقم 7818 و أسد الغابة 4/ 340 و الجرح و التعديل 289/8 و العبر 117/1 و سير أعلام النبلاء 519/3 و التاريخ الكبير 402/7 و شذرات الذهب 116/1.
3- بالأصل و م، و د، و «ز»: حيوية.
4- كذا بالأصل و د، و في م و «ز»: القسطنطينية.

أنه عقل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و عقل مجّة مجّها من دلو كان في دارهم.

قال: و حدّثني أبي (1)،نا عبد الرزّاق، نا معمر.

ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه محمّد ابن إسحاق، أنا محمّد بن الحسين، نا أحمد بن يوسف السلمي، نا عبد الرزّاق، عن معمر، عن الزهري قال: حدّثني محمود بن الرّبيع.

أنه عقل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و عقل مجّة مجّها من دلو كان في دارهم.

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر، نا الحاكم أبو محمّد الحافظ، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف الدمشقي، نا أبو التقي - يعني - هشام بن عبد الملك، و سلمة بن الخليل، يعني الكلاعي، قالا: نا محمّد بن حرب، عن الزبيدي، عن الزهري، عن محمود بن الرّبيع الأنصاري.

و كان يزعم أنه عقل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو ابن خمس سنين (2)،و زعم أنه قد عقل مجّة مجّها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في وجهه من دلو معلقة في دارهم (3).

أخبرنا أبو علي الحدّاد - في كتابه - و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد (4)عنه، أنا أبو نعيم الأصبهاني، نا سليمان بن أحمد، نا أبو عامر محمّد بن إبراهيم النحوي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا الوليد بن مسلم، حدّثني عبد الرّحمن بن نمر، عن الزهري، أخبرني محمود بن الرّبيع الأنصاري.

و زعم أنه قد عقل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و زعم أنه قد عقل مجّة مجّها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من دلو معلّق في دارهم.

قال: و توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو ابن خمس سنين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد الشاهد، أنا أبو الميمون البجلي، نا أبو زرعة (5)،نا عبد الأعلى بن مسهر، نا محمّد بن حرب، عن الزبيدي،

ص: 111


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 162/9 رقم 23699 من طريق محمود بن لبيد.
2- كذا، و في رواية في سير الأعلام 519/3 «ابن أربع سنين». و في الاستيعاب أنه عقل المجة و هو ابن أربع سنين أو خمس.
3- أخرجه البخاري في كتاب العلم، باب متى يصح سماع الصغير، و أخرجه مسلم في المساجد، باب الرخصة في التخلف عن الجماعة لعذر.
4- تحرفت في «ز» إلى: أحمد.
5- تاريخ أبي زرعة 564/1.

عن الزهري عن محمود بن الرّبيع الأنصاري، و كان يزعم أنه أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و ذكر أنه [ابن] (1) خمس سنين.

أخبرنا أبو علي الحداد - إذنا - ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف بن الحسن الزنجاني، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود الطيالسي، نا إبراهيم بن سعد قال: سمعت الزهري يحدّث عن محمود بن الرّبيع عن عتبان بن مالك السالمي قال:

كنت أؤم قومي بني سالم، فذكر الحديث، قال محمود: فحدّثت هذا الحديث في مجلس (2) فيه: أبو أيوب الأنصاري بأرض [الروم] (3) في غزوة يزيد بن معاوية، فأنكر ذلك عليّ أبو أيوب فقال: ما أرى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال هذا قط، قال محمود: فآليت إن اللّه ردّني صالحا أن أسأل عتبان بن مالك عن هذا الحديث في مسجد قومه إن كان حيا، فأهللت من إيليا بعمرة، ثم قدمت المدينة فوجدت عتبان شيخا كبيرا أعمى يؤم قومه، فانتسبت له، فعرفني، أو قال: سألته عن الحديث قال: فحدّثني كما حدّثني أول مرة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد ابن الحسن - زاد ابن المبارك: و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنا أبو الحسين بن الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص، نا خليفة قال (4):

في تسمية أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم: محمود بن الرّبيع من بني سالم بن عوف، عقل مجّة مجّها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في وجهه من دلو.

ثم ذكره خليفة (5) في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة فقال: مات سنة ست و تسعين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (6)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (7) قال:

ص: 112


1- زيادة عن م، و «ز»، و تاريخ أبي زرعة.
2- في م و «ز»: في مجلس أبي أيوب.
3- زيادة عن «ز»، و م.
4- طبقات خليفة بن خيّاط ص 177 رقم 646.
5- طبقات خليفة ص 415 رقم 2038.
6- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
7- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

في الطبقة السابعة ممن حفظ عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من الصغار: محمود بن الرّبيع [بن الحارث بن الخزرج، يكنى أبا محمّد، نا الواقدي، أنا معمر بن راشد، عن الزهري، عن محمود] (1) أنه عقل مجّة مجّها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في بئرهم، مات سنة تسع و تسعين و هو ابن ثلاث و تسعين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد، نا محمّد بن سعد قال (2):

في الطبقة الخامسة ممن قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هم أحداث الأسنان، و منهم من أدركه و رآه و لم يحدّث عنه شيئا: محمود بن الرّبيع بن سراقة بن عمرو بن زيد بن عبدة بن عامرة بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، و يكنى أبا نعيم، و أمه جميلة بنت أبي صعصعة بن زيد بن عوف بن مبذول من بني مازن بن النجّار، فولد محمود بن الرّبيع: إبراهيم و محمّدا، و لم يسم لنا أيهما.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم ثنا أبو الفضل، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (3):

محمود بن الرّبيع الخزرجي الأنصاري، أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم.

قال محمّد بن يوسف، عن عبد الأعلى بن مسهر، عن محمّد بن حرب، عن الزبيدي عن الزهري عن محمود بن الرّبيع قال: عقلت من النبي صلى اللّه عليه و سلم مجّة مجّها في وجهي من دلو، و أنا ابن خمس (4).

و قال ابن أبي أويس: نا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، عن محمود بن الرّبيع سمع عبادة بن الصامت قال: أخوف ما أخاف على هذه الأمة الشرك،[و الرئاء] (5)و الشهوة الخفية.

و قال محمّد بن المثنّى: نا عبد الوهّاب سمع برد عن حزام بن حكيم، عن محمود بن

ص: 113


1- ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل، و بعده صح صح.
2- ليس له ترجمة في الطبقات المطبوع، فهو ضمن تراجم أهل المدينة الضائعة من طبقات ابن سعد.
3- التاريخ الكبير للبخاري 402/7.
4- قوله:«و أنا ابن خمس» ليس في التاريخ الكبير.
5- زيادة عن التاريخ الكبير.

رافع سمع شدادا. و قال ابن المثنى: نا عبد الأعلى سمع برد عن حزام بن حكيم عن محمّد ابن رافع سمع شدادا نحوه، و الأول أصح.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا عبد الرّحمن، أنا حمد (1)-إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):

محمود بن الرّبيع،- و يقال (3):ابن ربيعة - الخزرجي الأنصاري، مدني، أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو صبي، و ليست له صحبة، و له رؤية، روى عنه الزهري، و مكحول، و رجاء بن حيوة، و عبد اللّه بن عمرو بن الحارث، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد، نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة قال: أبو محمّد محمود بن الرّبيع.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا عبد العزيز الصوفي، أنا تمام، أنا جعفر بن محمّد، أنا أبو زرعة قال في تسمية [من نزل] (4) الشام من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من الأنصار محمود بن الرّبيع، ختن عبادة، نزل بيت المقدس، عقل مجّة مجّها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو ابن خمس سنين.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قال:

سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الأولى من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم:

محمود بن الرّبيع الأنصاري، ختن عبادة، رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم، نزل بيت المقدس، و ليس في رواية ابن عتّاب: نزل.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن [أبي] (5) علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

ص: 114


1- في م و «ز»: أحمد، تحريف.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 289/8.
3- من هنا إلى آخر الخبر استدرك على هامش م.
4- زيادة عن م و «ز»، للإيضاح.
5- زيادة لازمة عن م، و «ز»، و د.

أبو محمّد - و يقال: أبو نعيم - محمود بن الرّبيع بن الحارث بن الخزرج الأنصاري، من بني سالم بن عوف، رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و عقل مجّة مجّها في وجهه من دلو معلقة في دارهم و هو ابن خمس سنين، و سمع عبادة بن الصامت، و عتبان بن مالك بن ثعلبة السالمي، روى عنه الزهري، و أبو المقدام رجاء بن حيوة الكندي، مات سنة تسع و تسعين، و هو ابن ثلاث و تسعين (1).

أخبرنا أبو الفتح (2) يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو (3) عبد اللّه بن مندة قال:

محمود بن الرّبيع الأنصاري الخزرجي، عقل مجّة مجّها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من دلو في بئر كانت في دارهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك ابن الحسن، أنا أبو نصر الكلاباذي قال:

محمود بن الرّبيع أبو محمّد الأنصاري الحارثي الخزرجي، المدني، أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو صغير، و سمع عتبان بن مالك، و عبادة بن الصامت، روى عنه الزهري في العلم.

قال الذهلي: قال يحيى بن بكير: مات سنة تسع و سبعين (4)،و قال الواقدي: مات سنة تسع و تسعين و هو ابن ثلاث و تسعين، و قال في الطبقات: يكنى أبا محمّد، و قال في التاريخ:

يكنى أبا القاسم.

[قال ابن عساكر:] (5) كذا قال، و صوابه أبو نعيم.

كتب إليّ أبو علي الحدّاد قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ:

محمود بن الرّبيع الخزرجي، عقل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، سكن المدينة، توفي سنة تسع و تسعين، و هو ابن ثلاث و تسعين [سنة] (6).

ص: 115


1- في م و «ز»: ابن ثلاث و تسعين سنة و اللّه أعلم.
2- في «ز»، و م: أبو القاسم.
3- سقطت من الأصل، و استدركت عن م، و «ز».
4- زيد في «ز»: و هو ابن ثلاث و تسعين.
5- زيادة منا للإيضاح.
6- زيادة عن م، و «ز».

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، نا أبو الحسن السقا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

محمود بن الرّبيع له صحبة، و هو الذي حدّث أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بصق في بئر لهم[11946].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل، أنا أبي قال: قال أبو زكريا:

و محمود بن الرّبيع له صحبة، و هو الذي حدّث أن النبي صلى اللّه عليه و سلم بسق في بئر لهم، و ليست لمحمود بن لبيد (1) صحبة.

أنبأنا (2) أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا حمد (3)-إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):

ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: محمود بن الرّبيع ثقة.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، أخبرني أبو محمّد صاحب لي من بني تميم ثقة قال: قال أبو مسهر: و كان بها - يعني - فلسطين من التابعين: محمود بن الرّبيع، و كان ختن شداد بن أوس، و كان رأس (5) من بها من التابعين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن (6)،و أحمد بن محمّد العتيقي.

ص: 116


1- كذا بالأصل و م و د، و في «ز»: شطبت «لبيد» و كتب على هامشها:«الربيع» و بعدها صح.
2- قدم الخبر التالي في م و «ز» إلى ما قبل الخبرين السابقين، و هنا موضعه في د.
3- في «ز»: أحمد، تحريف.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 289/8.
5- في «ز»: و كان من كبار من بها من التابعين، و في م و د فكالأصل.
6- كذا بالأصل و د، و في م و «ز»: محمد بن الحسين.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد العجلي، حدّثني أبي قال (1):

محمود بن الرّبيع مدني، تابعي، ثقة، من كبار التابعين.

قرأت (2) على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن المبارك، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم (3)،أنا محمّد بن محمّد بن داود، أنا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد قال: محمود بن الرّبيع من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا (4) أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن محمّد بن علي، أنا أحمد بن إسحاق بن خربان، أنا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا التستري، نا خليفة بن خياط قال (5):

سنة ست و تسعين مات محمود بن الرّبيع الخزرجي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر (6) بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال:

قال محمّد بن عمر: مات محمود بن الرّبيع سنة تسع و تسعين و هو ابن ثلاث و تسعين، و يكنى أبا نعيم.

أنبأنا (7) أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أبي عمرو... (8) قال: قرئ على أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان القرشي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، أنا علي بن عبد اللّه التميمي قال:

محمود بن الرّبيع الخزرجي، مات سنة تسع و تسعين، و هو ابن ثلاث و تسعين.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو

ص: 117


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 421 رقم 1541.
2- قدم الخبر التالي في م و «ز» إلى ما قبل الخبرين السابقين.
3- قوله:«أنا محمد بن إبراهيم» ليس في م و «ز».
4- الخبر التالي سقط من م و «ز».
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 313 (ت. العمري).
6- تحرفت في الأصل إلى:«عمرو» و التصويب عن م، و «ز»، و د.
7- الخبر التالي سقط من م و «ز»، و هو موجود في د.
8- كلمة غير واضحة بالأصل و د.

أحمد الحاكم، أنا أبو العباس الثقفي، أخبرني أبو يونس - يعني - محمّد بن أحمد الجمحي، أنا إبراهيم بن المنذر قال:

محمود بن الرّبيع مات سنة تسع و تسعين، و هو ابن ثلاث و تسعين، يكنى أبا محمّد.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال:

سنة تسع و تسعين فيها مات محمود بن الرّبيع الأنصاري، يكنى أبا نعيم.

7255 - محمود بن زنكي بن آق سنقر أبو القاسم بن أبي سعيد قسيم الدّولة التركي،

الملك العادل نور الدين، و ناصر أمير المؤمنين (1)

كان جده آق سنقر قد ولاّه السلطان أبو الفتح ملك شاه بن ألب أرسلان حلب، و ولي غيرها من بلاد الشام، و نشأ أبوه قسيم الدّولة بعده بالعراق، و ندبه السلطان محمود بن محمّد ابن ملك شاه بن ألب أرسلان برأي الخليفة المسترشد باللّه أمير المؤمنين لولاية ديار الموصل، و البلاد الشامية بعد قتل آق سنقر البرسقي، و موت ابنه مسعود، فظهرت كفايته و ظهرت شهامته في مقاتلة العدو - خذله اللّه - و ثبوته عند ظهور متملك الروم، و نزوله على شيزر (2) حتى رجع إلى بلاده خائبا.

و حاصر أبوه قسيم الدّولة دمشق مرتين فلم يتيسر له فتحها، و فتح الرّها، و المعرّة (3)، و كفرطاب (4) و غيرها من الحصون الشامية، و استنقذها من أيدي الكفّار، فلما انقضى أجله - رحمه اللّه - قام ابنه نور الدين أعزّه اللّه مقامه في ولاية الإسلام.

و مولده على ما ذكر لي كاتبه أبو اليسر شاكر بن عبد اللّه التنوخي المعري وقت طلوع الشمس من يوم الأحد سابع عشر شوال سنة إحدى عشرة و خمسمائة، و لما راهق لزم خدمة والده إلى أن انتهت مدته ليلة الأحد السادس من شهر ربيع الآخر سنة إحدى و أربعين و خمسمائة على قلعة جعبر (5)،و كان محاصرا لها، و نقل تابوته إلى مشهد الرقّة، فدفن بها.

ص: 118


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 531/20 و وفيات الأعيان 184/5 و الكامل لابن الأثير (الفهارس)، و تاريخ ابن القلانسي (الفهرس) و المنتظم 248/10 و شذرات الذهب 228/4.
2- شيزر: بتقديم الزاي على الراء، قلعة تشتمل على كورة بالشام قرب المعرة، بينها و بين حماة يوم (معجم البلدان).
3- المعرة يعني معرة النعمان مدينة مشهورة بين حلب و حماه (معجم البلدان).
4- كفرطاب: بلدة بين المعرة و حلب (معجم البلدان).
5- قلعة جعبر: على الفرات بين بالس و الرقة قرب صفّين (معجم البلدان).

و سيّر صبيحة الأحد الملك ألب رسلان ابن السلطان محمود بن محمّد إلى الموصل مع جماعة من أكابر دولة أبيه، و قال لهم: إن وصل أخي سيف الدين غازي (1) إلى الموصل فهي له و أنتم في خدمته، و إن تأخّر فأنا أقرّر أمور الشام و أتوجه إليكم.

ثم قصد حلب، و دخل قلعتها المحروسة على أسعد طائر و أيمن بركة يوم الاثنين سابع ربيع الآخر و رتب في القلعة و المدينة النوّاب، و أنعم على الأمراء و خلع عليهم، و كان ابن جوسلين (2) قد عمل على أخذ الرها و حصل في البلد، فوجّه إليه أمراء دولته حتى استنقذها منه، و خرج منها هاربا.

و لما استتب له الأمر ظهر منه بدل الاجتهاد في القيام بأمر الجهاد، و القمع لأهل الكفر و العناد، و القيام بمصالح العباد، و خرج غازيا في أعمال تل باشر (3) فافتتح حصونا كثيرة، و افتتح قلعة أفامية (4)،و قلعة عزاز (5) و تل باشر، و دلوك (6) و مرعش، و قلعة عينتاب (7)،و نهر الجوز و غير ذلك، و حصن البارة (8)،و قلعة الراوندان (9)،و قلعة تل خالد (10)،و حصن كفرلاثا (11)،و حصن بسرفوث (12) بجبل بني عليم (13)،و غزا حصن إنب (14) فقصده الإبرنس متملك أنطاكية، و كان من أبطال العدو و شياطينهم، فرحل عنها، و لقيهم دونها فكسره و قتله

ص: 119


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 192/20.
2- رسمها مضطرب و غير واضح بالأصل و صورتها:«حمرسس» و المثبت عن م و «ز».
3- تل باشر: قلعة حصينة و كورة واسعة في شمالي حلب (معجم البلدان).
4- رسمها بالأصل:«عليم» و المثبت عن م و «ز». و أفامية: مدينة حصينة من سواحل الشام، و كورة من كور حمص (معجم البلدان).
5- عزاز: بفتح أوله. و هي بليدة و فيها قلعة و لها رستاق شمالي حلب (معجم البلدان).
6- دلوك: بضم أوله، بليدة من نواحي حلب بالعواصم (معجم البلدان).
7- عينتاب: و في معجم البلدان: عين تاب: قلعة حصينة، و رستاق بين حلب و أنطاكية.
8- البارة: بليدة و كورة من نواحي حلب و بها حصن (معجم البلدان).
9- تحرفت بالأصل إلى:«الدلوندان» و في م:«الراوندي» و المثبت عن معجم البلدان، و هي قلعة حصينة و كورة طيبة معشبة مشجرة من نواحي حلب.
10- تل خالد: قلعة من نواحي حلب (معجم البلدان).
11- كفرلاثا بلدة ذات جامع و منبر في سفح جبل عاملة من نواحي حلب (معجم البلدان).
12- بدون إعجام بالأصل، و في م:«بشر قوت» و المثبت عن معجم البلدان: و بسرفوث حصن من أعمال حلب في جبال بني عليم.
13- تحرفت بالأصل إلى: أفامية و المثبت عن م.
14- إنب: حصن من أعمال عزاز من نواحي حلب (معجم البلدان).

و ثلاثة آلاف فرنجي كانوا معه، و بقي ابنه صغيرا مع أمه بأنطاكية، و تزوجت بابرنس آخر فخرج نور الدين في بعض غزواته فأسر الإبرنس الثاني و تملك أنطاكية ابن الأبرنس الأول و هو بيمنت و وقع في أسره في نوبة حارم (1) و باعه نفسه بمال عظيم أنفقه في الجهاد.

و أظهر بحلب السنة حتى أقام شعار الدين، و غيّر البدعة التي كانت لهم في التأذين، و قمع بها الرافضة المبتدعة، و نشر فيها مذاهب أهل السنّة الأربعة، و أسقط عنهم جميع المؤن، و منعهم من التوثب في الفتن، و بنى بها المدارس و وقف الأوقاف، و أظهر فيها العدل و الإنصاف.

و قد كان صالح المعين الذي كان بدمشق و صاهره، و اجتمعت كلمتهما على العدو لمّا وازره، و حاصر دمشق مرتين، فلم يتيسر له فتحها، ثم قصدها الثالثة فتمّ له صلحها، و سلّم أهلها إليه البلد لغلاء الأسعار و الخوف من استعلاء كلمة الكفار، فضبط أمورها، و حصّن سورها، و بنى بها المدارس و المساجد، و أفاض على أهلها الفوائد، و أصلح طرقها، و وسع أسواقها، و أدرّ اللّه على رعيته ببركته أرزاقها، و بطل منها الأنزال، و رفع (2) عن أهلها الأثقال، و منع ما كان يؤخذ منهم من المغارم كدار بطّيخ و سوق البقل، و ضمان النهر، و الكيالة، و سوق الغنم، و غير ذلك من المظالم، و أمر بترك ما كان يؤخذ على الخمر من المكس، و نهى عن شربه، و عاقب عليه بإقامة الحدّ و الحبس و استنقذ من العدو - خذلهم اللّه - ثغر بانياس و غيره من المعاقل المنيعة كالمنيطرة (3) و غيرها بعد الإياس.

و بلغني أنه في الحرب رابط الجأش، ثابت القدم، شديد الانكماش، حسن الرمي بالسهام، صليب الضرب عند ضيق المقام، يقدم أصحابه عند الكره، و يحمي منهزمهم عند الفرّة، و يتعرض بجهده للشهادة لما نرجو بها من كمال السعادة.

و لقد حكى عنه بعض من خدمه مدة، و وازره على فعل الخير، أنه سمعه يسأل اللّه أن يحشره من بطون السباع و حواصل الطير، فاللّه يقي مهجته من الأسواء و يحسن له الظفر بجميع الأعداء، فلقد أحسن إلى العلماء و أكرمهم، و قرّب المتدينين و احترمهم، و توخّى العدل في الأحكام و القضايا، و ألان كنفه، و أظهر رأفته بالرعاية، و بنى في أكثر مملكته آدر العدل

ص: 120


1- حارم: حصن تجاه أنطاكية من أعمال حلب (معجم البلدان).
2- بالأصل: دفع، و المثبت عن م و «ز».
3- المنيطرة: حصن بالشام قريب من طرابلس (معجم البلدان).

و أحضرها القضاة و الفقهاء للفصل، و حضرها بنفسه في أكثر الأوقات، و استمع من المتظلمين الدعاوي و البيّنات، طلبا للإنصاف و الفضل، و حرصا على إقامة العدل.

و أدرّ على الضعفاء و الأيتام الصدقات، و تعهد ذوي الحاجة من أولي التعفف بالصّلات، حتى وقف وقوفا على المرضى و المجانين و أقام لهم الأطباء و المعالجين، و كذلك على جماعة العميان، و معلّمي الخط و القرآن، و على ساكني الحرمين، و مجاوري المسجدين، و أكرم أمير المدينة الحسين، و أحسن إليه، و أجرى عليه الضيافة لما قدم عليه، و جهز معه عسكرا لحفظ المدينة، و قام لهم بما يحتاجون إليه من المئونة، و أقطع أمير مكة إقطاعا سنيا، و أعطى كلا منهما ما يأكله هنيا مريا.

و رفع عن الحجّاج ما كان يؤخذ منهم من المكس، و أقطع أمراء العرب الإقطاعات لئلا يتعرضوا للحجّاج بالنحس، و أمر بإكمال سور مدينة الرسول، و استخراج العين التي بأحد، و كانت قد دفنتها السيول، و دعي له بالحرمين، و اشتهر صيته في الخافقين.

و عمّر الربط و الخانقاهات و البيمارستانات، و بنى الجسور في الطرق و الخانات، و نصب جماعة من المعلمين لتعليم يتامى المسلمين، و أجرى الأرزاق على معلميهم، و عليهم (1)و بقدر ما يكفيهم، و كذلك صنع لمّا ملك سنجار، و حرّان، و الرها، و الرقة، و منبج، و شيزر، و حماه، و حمص، و بعلبك، و صرخد، و تدمر، فما من بلد منها إلاّ و له فيه حسن أثر، و ما من أهلها أحد إلاّ نظر له أحسن نظر.

و حصّل الكثير من كتب العلوم و وقفها على طلاّبها، و أقام عليها الحفظة من نقلتها و طلابها و أربابها، و جدّد كثيرا من ذي السبيل، و هدى بجهده إلى سواء السبيل.

و أجهد نفسه في جهاد أعداء اللّه، و بالغ في حربهم، و تحصّل في أسره جماعة من أمراء الفرنج - خذلهم اللّه - كجوسلين و ابنه، و ابن ألفونس (2)،و قومص أطرابلس و جماعة من ضربهم.

و كان متملك الروم قد خرج من قسطنطينية و توجه إلى الشام طامعا في تسلّم أنطاكية، فشغله عن مرامه الذي رامه بالمراسلة، إلى أن وصل أخوه قطب الدين في جنده من

ص: 121


1- استدركت على هامش الأصل، و بعدها صح.
2- في «ز»: و ابن القيس.

المواصلة، و جمع له الجيوش و العساكر، و أنفق فيهم الأموال و الدخائر، فأيس الرومي من بلوغ ما كان يرجو، و تمنى منه المصالحة لعساه ينجو، فاستقر رجوعه إلى بلاده ذاهبا، فرجع من حيث جاء خائبا، و لم يقتل بالشام مع كثرة عسكره مقتله، و لم يرع من زرع حارم و لا غيرها سنبلة، و حمل إلى بيت مال المسلمين من التحف ما حمل، و لم يبلغ أمله و ضلّ ما عمل.

و غزا معه أخوه قطب الدين في عسكر الموصل و غيرهم من المجاهدين، فكسر الفرنج و الروم و الأرمن، و أذاقهم كئوس المنية بالأسنة و الصوارم، فأبادهم حتى لم يفلت منهم غير الشديد الذاهل، و كانت عدتهم ثلاثين ألفا بين فارس و راجل، ثم نزل على قلعة حارم، فافتتحها ثانية و حواها، و أخذ أكبر قرى عمل أنطاكية و سباها، و كان قبل ذلك قد كسرهم بقرب بانياس، و قتل جماعة من أبطالهم، و أسر كثيرا من فرسانهم و رجالهم. و قد كان شاور السعدي أمير جيوش مصر، وصل إلى جنابه مستجيرا لما عاين الذعر، فأحسن جواره و أكرمه، و أظهر بره و احترمه، و بعث معه جيشا كثيفا يرده إلى درجته، فقتلوا خصمه و لم يقع منه الوفاء بما قرر من جهته، و استجاش بجيش العدو، طلبا للبقاء في السمو، ثم وجه إليه بعد ذلك جيشا آخر، فأصرّ على المسامقة له و كابر، و استنجد بالعدو - خذله اللّه - فأنجدوه و ضمن لهم الأموال الخطيرة حتى عاضدوه، و انكفأ جيش المسلمين إلى الشام راجعا، و حدث متملك الفرنج نفسه بملك مصر طامعا، فتوجه إليها بعد عامين راغبا في انتهاز الفرصة، فأخذ بلبيس (1) و خيّم من مصر بالفرصة. فلما بلغه ذلك تدخل جهده في توجيه الجيش إليها، و خاف من تسلط عدو الدين عليها، فلما سمع العدو - خذلهم اللّه - بتوجه جيشه رجعوا خائبين، و أصبح أصحابه بمصر لمن عاندهم غالبين، و أمل أهل أعمالها بحصول جيشه عندهم و انتعشوا، و زال عنهم ما كانوا قد خشوا، و اطّلع من شاور على المخامرة، و أنه راسل العدو طمعا منه في المظافرة، و أرسل إليهم ليردهم ليدفع جيش المسلمين بجندهم، فلما خيف من شره و مكره، لما عرف من غدره و ختره، و انفتح الأسر في ذلك و استبان، تمارض الأسد ليقتنص الثعلبان، فجاءه قاصدا لعيادته، جاريا في خدمته على عادته، فوثب جورديك و بزغش موليا نور الدين فقتلا شاور. و أراحا العباد و البلاد من شره. و أما شاور فإنه أول من تولى القبض عليه، و مدّ يده الكريمة إليه بالمكروه، وصفا الأمر لأسد الدين و ملك، و خلعت

ص: 122


1- بلبيس: مدينة بينها و بين الفسطاط عشرة فراسخ على طريق الشام (معجم البلدان).

عليه الخلع، و حل و استولى أصحابه على البلاد، و جرت أموره على السداد، و ظهر منه حميد السيرة و حسن الآثار، و سيعلم الكافر لمن عقبى الدار.

و ظهرت كلمة أهل السنة بالديار المصرية، و خطب فيها للدولة العباسية بعد اليأس، و أراح اللّه من بها من الفتنة و رفع عنهم المحنة، فالحمد للّه على ما منح، و له الشكر على ما فتح.

و مع ما ذكرت من هذه المناقب كلها، و شرحت من دقها و جلها فتح فهو حسن الخط و البنان، متأتّ لمعرفة العلوم بالفهم و البيان، كثير لمطالعتها، مائل إلى نقلها، مواظب حريص على تحصيل كتب الصحاح و السنن مقتن لها بأوفر الأعواض و الثمن، كثير المطالعة للعلوم الدينية متّبع للآثار النبوية، مواظب على الصلوات في الجماعات مراع لأدائها في الأوقات، مؤدّ لفروضها و مسنوناتها، معظم لفقدها في جميع حالاتها عاكف على تلاوة القرآن على الأيام حريص على فعل الخير من الصدقة و الصيام، كثير الدعاء و التسبيح، راغب في صلاة التراويح، عفيف البطن و الفرج مقتصد في الإنفاق و الخرج، متحري في المطاعم و المشارب و الملابس، متبري من التباهي و التماري و التنافس، عري عن التجبر و التكبر، بريء من التنجم و التطير، مع ما جمع اللّه له من العقل المتين، و الرأي الصويب الرصين، و الاقتداء بسيرة السلف الماضين، و التشبه بالعلماء و الصالحين، و الاقتفاء لسيرة من سلف منهم في حسن سمتهم، و الاتباع لهم في حفظ حالهم و وقتهم.

حتى روى حديث المصطفى صلى اللّه عليه و سلم و أسمعه، و كان قد استجيز له ممن سمعه و جمعه، حرصا منه على الخير في نشر السنة و التحديث و رجاء أن يكون ممن حفظ على الأمة أربعين حديثا كما جاء في الحديث، فمن رآه شاهد من جلال السلطنة و هيبة الملك ما يبهره، فإذا فاوضه رأى من لطافته و تواضعه ما يحيره.

و لقد حكى عنه من صحبه في حضره و سفره، أنه لم يكن يسمع منه كلمة فحش في رضاه و لا في ضجره، و إن أشهى ما إليه كلمة حق يسمعها أو إرشاد إلى سنة يتبعها.

يحب الصالحين و يؤاخيهم، و يزور مساكنهم لحسن ظنه بهم، فإذا احتلم مماليكه أعتقهم، و زوج ذكرانهم بإناثهم و رزقهم. و متى تكررت الشكاية إليه من أحد ولاته، أمر بالكف عن أذى من تكلم بشكاته، فمن لم يرجع منهم إلى العدل، قابله بإسقاط المرتبة و العزل، فلما جمع اللّه له من شريف الخصال، تيسّر له ما يقصده من جميع الأعمال، و سهل

ص: 123

على يديه فتح الحصون و القلاع، و مكن له في البلدان و البقاع حتى ملك حصن شيزر، و قلعة دوسر، و هما من أحصن المعاقل و الحصون، و احتوى على ما فيهما من الذخر المصون، من غير سفك محجمة من دم في طلبهما، و لا قتل أحد من المسلمين بسببهما، و أكثر ما أخذه من البلدان، بتسلمه من أهله بالأمان، و وفى لهم بالعهود و الإيمان، فأوصلهم إلى مأمنهم من المكان.

و إذا استشهد أحد من أجناده، حفظه في أهله و أولاده و أجرى عليهم الجرايات، و ولى من كان أهلا منهم للولايات، و كلما فتح اللّه عليه فتحا و زاده ولاية، أسقط عن رعيته قسطا و زادهم رعاية، حتى ارتفعت عنهم الظلامات و المكوس، و اتضعت في جميع ولايته الغرامات و النحوس، و درت على رعاياه الأرزاق، و نفقت عندهم الأسواق، و حصل بينهم بيمنه الاتفاق، و زال ببركته العناد و الشقاق، فإن فتكت شرذمة من الملاعين، فلما علمت منه من الرأفة و اللين، و لو خلط لهم شدته بلينه، لخاف سطوته الأسد في عرينه.

فا اللّه يحقن به الدماء، و يسكن به الدهماء، و يديم له النعماء، و يبلغ مجده السماء، و يجري الصالحات على يديه، و يجعل منه واقية عليه، فقد ألقى أزمّتنا إليه، و أحصى علم حاجتنا إليه، و مناقبه خطيرة، و ممادحه كثيرة، ذكرت منها غيضا من فيض، و قليلا من كثير، و قد مدحه جماعة من الشعراء فأكثروا، و لم يبلغوا وصف آلائه بل قصروا، و هو قليل الابتهاج بالشعر، زيادة في تواضعه لعلو القدرة فاللّه يديم على الرعية ظله، و ينشر فيهم رأفته و عدله، و يبلغه في دينه و دنياه مأموله، و يختم بالسعادة و التوفيق أعماله فهو بالإجابة جدير و على ما يشاء قدير. و اللّه أعلم.

7256 - محمود بن عبد الرّحمن بن أبي زرعة بن عمرو بن عبد اللّه

ابن صفوان بن عمرو النصري

روى عن أبيه، و عمّ أبيه إبراهيم بن عبد اللّه بن صفوان، و أبي عامر موسى بن عامر.

روى عنه: ابن أخيه أبو الطيّب أحمد بن محمّد بن أبي زرعة، و أبو زرعة، و أبو بكر ابنا عبد اللّه بن أبي دجانة ابنا ابن عمه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، حدّثني أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة، نا محمود بن أبي زرعة، نا أبو عامر، نا الوليد، نا سعيد ابن عبد العزيز أن مكحولا حدّثهم عن مرّة بن كعب البهزي قال:

ص: 124

كنت جالسا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يذكر الفتن، فمرّ رجل مقنّع، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«هذا يومئذ و من كان معه على الحق».

قال: فقمت، فأخذت بردائه، فلفتّ وجهه فإذا هو عثمان بن عفّان، فلفت بوجهه: يا نبي اللّه، هذا؟ قال:«هذا»[11947].

7257 - محمود بن عبد الوهّاب بن عبيد بن سلاّم بن رباح

أبو علي القرشي الزملكاني مولاهم

كتب عنه أبو الحسين الرّازي.

قرأت بخط أبي الحسن (1) نجا بن أحمد فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرّازي في تسمية من كتب عنه في قرى دمشق، فذكر جماعة منهم أبو علي هذا.

7258 - محمود بن عمرو بن سليمان بن عمرو بن حفص بن شليلة أبو بكر

حدّث عن من لم يبلغني حديثه.

كتب عنه أبو الحسين الرّازي.

قرأت بخط نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرّازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية:

أبو بكر محمود بن عمرو بن سليمان بن عمرو بن حفص بن شليلة، و كان جد أبيه عمرو بن حفص بن شليلة (2) محدّثا مشهورا بدمشق، مات في سنة عشرين و ثلاثمائة.

[قال ابن عساكر:] (3) كذا قال، و أظن أن الصواب:

ما أخبرنا أبو محمّد بن حمزة - بقراءتي عليه - عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و محمود بن شليلة - يعني - مات سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة.

ص: 125


1- كذا بالأصل و د، و في م و «ز»: أبي الحسين.
2- تقدمت ترجمته في كتابنا: تاريخ مدينة دمشق ط دار الفكر.
3- زيادة منا للإيضاح.

7259 - محمود بن محمّد بن عيسى الأطرابلسي

حدّث بأطرابلس عن المسيّب بن واضح، و المؤمّل بن أهاب، و عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي.

روى عنه: عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن أبي ذرّ السوسي الأطرابلسي (1).

7260 - محمود بن محمّد بن الفضل بن الصباح بن موسى بن الليث

ابن أعين (2) بن أربد بن محرز بن لأي بن سمير بن ضباب ابن حجيّة

ابن كابية (3) بن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم بن مرّ

أبو العبّاس التّميمي، المازني، الرافقي (4)،الأديب

روى عن: يزيد بن محمّد بن سنان، و أحمد بن بزيع، و عبد اللّه بن ثابت القاضي البحراني (5)،و علي بن عثمان النفيلي، و أبي شعيب صالح بن زياد بن عبد اللّه بن الجارود الرقّي، و عبد اللّه بن الهيثم - صاحب الأصمعي - و عبيد اللّه بن محمّد الفقيه.

روى عنه: أبو الحسين الرّازي، و حميد بن الحسن الورّاق، و أبو هاشم المؤدّب، و أبو الخير أحمد بن علي بن عبد اللّه الحمصي الحافظ، و أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأنطاكي - قاضي أذنة (6)-و أبو أحمد محمّد بن محمّد الحاكم، و أبو الحسين محمّد بن محمّد ابن عبيد اللّه (7) المقرئ الجرجاني، و أبو حفص عمر بن علي بن الحسن العتكي الخطيب، و أبو النمر أحمد بن العبّاس بن أحمد المرندي (8)-و هو نسبه - و أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه ابن أبي الخطّاب الملطي قاضي حمص.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، حدّثني أبي، حدّثني أبو العبّاس محمود بن محمّد بن الفضل الرافقي، حدّثني أبو عبد اللّه أحمد بن أبي غانم الرافقي، نا الفريابي، عن الأوزاعي، عن حسّان بن عطية، عن طاوس،

ص: 126


1- استدركت على هامش الأصل.
2- في «ز»: أسير.
3- في الأصل:«كاثبة» و المثبت عن م و «ز».
4- رسمها بالأصل:«الوامعى» و في م و «ز»: «الرافعى» و المثبت عن المختصر.
5- زيد بعدها في م و «ز»: و صالح بن إياد.
6- في «ز»: أدرنه.
7- كذا بالأصل و د، و تحرفت في م و «ز» إلى:«عبد اللّه» ترجمته في سير الأعلام 271/16.
8- في «ز»: الربذي، و في م: الزيني.

عن ابن عبّاس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من حسّن ظنّه بالناس كثرت ندامته»[11948].

سمعت أبا الحسن علي بن المسلّم يقول: سمعت عبد العزيز الكتاني يقول: سمعت عبد الوهّاب بن عبد اللّه المري يقول: سمعت حميد بن الحسن الورّاق يقول: سمعت أبا العبّاس محمود بن محمّد بن الفضل الرافقي يقول: سمعت يزيد بن محمّد بن سنان يقول:

سمعت أبي محمّد بن سنان يقول: سمعت أبي يقول: سمعت عطاء بن أبي رباح يقول:

سمعت مجاهدا يقول: سمعت سعيد بن المسيّب يقول: سمعت صهيبا يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ما آمن بالقرآن من استحلّ محارمه»[11949].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، نا أبي، و أبو الخير الحمصي، قالا: نا محمود بن محمّد أبو العبّاس الأديب، نا عبد اللّه بن ثابت القاضي، نا محمّد بن الفضل، نا خلف بن هشام، عن حمزة الزيّات قال:

خرجت إلى الجبّانة فإذا براهب قد أقبل من نحو الحيرة، فسلّم ثم قال: أنت حمزة الذي تقرئ الناس غدوة و عشية؟ قلت: نعم، قال: ما أثر فيك القرآن، و اللّه، إنّ اللّه ليعلم أنّي أريد أن أقرأ سفرا من الإنجيل منذ عشرين سنة، فإذا علمت أنه نزل من عند اللّه يكاد قلبي يتصدّع، فلا أقدر أن أقرأه، يا حمزة لقد فضّلتم على جميع الأمم بحفظكم كتابكم، فلا تطفئ المصباح فتدخل بيتك اللص، قال: لا تقطع الذكر فإنه نور القلب، و كفاك بكلام اللّه واعظا.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال.

أبو العبّاس محمود بن محمّد الرافقي سكن مدينة من مدن الثغر يقال لها بغراس (1):

سمع أحمد بن عبد الرّحمن الكريراني (2)،و عبد اللّه بن الهيثم العبدي.

7261 - محمود بن وحشي بن ضباب أبو الثّناء الحموي القرشي

شيخ كان يسمع معنا الحديث من الفقيه أبي الحسن السلمي، و أبي محمّد بن طاوس.

و قرأ القرآن بعدة روايات على أبي محمّد بن طاوس، و كان يؤم في مسجد أمير

ص: 127


1- بغراس: مدينة في لحف جبل اللكام بينها و بين أنطاكية من حلب (معجم البلدان).
2- كذا رسمها بالأصل و م و «ز».

المؤمنين عمر الذي على درج الجامع، و يواظب على حضور مجلسي في التحديث و الإملاء، و كان خيرا، مستورا، و صلى بالناس بالجامع حين مرض إسماعيل البدليسي المرضة التي عوّل فيها عن الصلاة، و قدم أبو محمّد بن طاوس، و كان يقرئ القرآن في حلقة الكناني التي تعرف الآن بحلقة ابن طاوس.

توفي أبو الثناء بن ضباب يوم الجمعة العشرين من جمادى الآخرة سنة أربعين و خمسمائة، و دفن من يومه بعد صلاة العصر في مقبرة باب الصغير، حضرت دفنه و الصلاة عليه.

7262 - محمود بن هود بن عمرو أبو علي البيروتي

حدّث عن عمر (1) بن سعيد بن أحمد.

روى عنه: أبو محمّد بن ذكوان البعلبكّي.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفّار بن أحمد بن أحمد (2)[بن إسحاق ابن ذكوان، حدّثني أبو علي محمود بن هود بن عمرو البيروتي، أنا عمر بن أحمد بن سعيد بن أحمد،] (3) نا حامد بن يحيى البلخي قال:

كنت بمكة فبتّ مغموما، فرأيت في المنام محمّد بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فقلت: سمعت أباك يخبر عن جدّك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«انتظار الفرج من اللّه عبادة»[11950].

[قال ابن عساكر:] و لهذا الحديث الذي ذكر في المنام أصل.

أخبرنا به أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا أحمد ابن سليمان (4) النجاد، نا ابن أبي الدنيا، نا أبو سعيد عبد اللّه بن شبيب بن خالد المدني، نا إسحاق بن محمّد الفروي (5)،حدّثني سعيد بن محمّد بن بابك، عن أبيه أنه سمع علي بن الحسين يقول عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

ص: 128


1- كذا بالأصل و د، و في م و «ز»: عمرو.
2- كذا بالأصل و د «بن أحمد بن أحمد» و لم تكرر في م و «ز».
3- ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل و بعده صح.
4- في «ز»: سلمان.
5- بالأصل و م و «ز»: القروي، و المثبت عن د، ترجمته في سير أعلام النبلاء 649/10.

«انتظار الفرج من اللّه عبادة، و من رضي بالقليل من الرزق رضي اللّه منه بالقليل من العمل».

و قد روي معناه مختصرا عن أنس عن النبي صلى اللّه عليه و سلم بإسناد فيه ضعف.

7263 - محمود، لم ينسب لنا

7263 - محمود، لم ينسب لنا (1)

حكى عن سفيان الثوري.

روى عنه: سهل بن عاصم.

أنبأنا أبو علي الحدّاد (2)،أنا أبو نعيم الحافظ، نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا عبد اللّه بن محمّد بن العبّاس، نا سلمة بن شبيب، نا سهل بن عاصم، عن محمود الدمشقي قال:

جاء رجل إلى سفيان الثوري فشكا إليه مصيبة أصابته، فقال له سفيان: ما كان بها أحد أهون عليك مني، قال: و كيف ذاك؟ قال: ما وجدت أحدا تشكو إليه غيري؟ قال: إنّما أردت أن تدعو لي، فقال له سفيان: أ مدبر أنت أم مدبّر، قال: مدبّر، قال: فارض بما يريدك.

ذكر من اسمه محمية

7264 - محمية بن زنيم

7264 - محمية بن زنيم (3)

بريد عمر بن الخطّاب إلى [أبي] عبيدة بن الجرّاح بوفاة أبي بكر و تأميره أبا عبيدة و عزل خالد، وفد عليه و هو باليرموك على ما قال سيف، و ذكر غيره أن وروده عليهم و هم على حصار دمشق قبل وقعة اليرموك، و هو الصحيح.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النقور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السري بن يحيى (4)،أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر عن أبي عثمان، و هو يزيد بن أسيد الغسّاني، عن خالد، و عبادة قالا:

قدم البريد من المدينة فأخذته الخيول - يعني - باليرموك، و سألوه عن الخبر، فلم يخبرهم إلا بسلامة، و أخبرهم عن أمداد، و إنما جاء بموت أبي بكر و تأمير أبي عبيدة، فأبلغوه

ص: 129


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 79/4 و لسان الميزان 5/6 و المغني في الضعفاء 647/2.
2- في «ز»، و م: اللباد، تحريف.
3- بالأصل و د: تميم، و المثبت عن «ز»، و م.
4- الخبر في تاريخ الطبري 397/3-398 حوادث سنة 13.

خالدا، فأخبره خبر أبي بكر - رضي اللّه عنه - أسرّه إليه، و أخبره بالذي أخبر به الجند فقال:

أحسنت فقف، و أخذ الكتاب فجعله في كنانته، قد خاف إن هو أظهر ذلك أن ينتشر له أمور الجند، فوقف محمية بن زنيم مع خالد، و هو الرسول.

ذكر من اسمه مخارق

7265 - مخارق بن الحارث الزبيدي الأزدي

7265 - مخارق بن الحارث الزبيدي الأزدي (1)

كان مع معاوية بصفين أميرا يومئذ على مذحج الأردن، و كان ممن شهد في صحيفة اصطلاحه مع علي على التحكيم.

له ذكر في كتاب أبي مخنف لوط بن يحيى، و سعيد بن كثير بن عفير.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال: قال أبو عبيدة: و كان على مذحج الأردن مخارق بن الحارث الزبيدي.

7266 - مخارق بن الصّباح الكلاعي

7266 - مخارق بن الصّباح الكلاعي (2)

كان في صحابة معاوية الذين شهدوا معه صفّين، و كان صاحب لوائه.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن محمّد بن علي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (3)،نا أبو نعيم، نا موسى بن قيس قال:

سمعت حجر بن عنبس (4) قال: التقوا يوم الأربعاء لسبع خلون من صفر سنة سبع و ثلاثين، و لواء معاوية مع المخارق بن الصّباح الكلاعي.

7267 - مخارق بن ميسرة بن حجير الطّائي

7267 - مخارق بن ميسرة بن حجير الطّائي (5)

ولي غازية البحر لعمر بن عبد العزيز.

و روى عن: عمرو بن خير الشعباني.

ص: 130


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 196 (ت. العمري).
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 195 (ت. العمري).
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 193 و 195.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: «عنيس» و المثبت:«عنبس» عن م و تاريخ خليفة.
5- ترجمته في ميزان الاعتدال 79/4 و لسان الميزان 5/6 و المغني في الضعفاء 647/2.

روى عنه: عبد اللّه بن يزيد السلمي، و أبو معيد (1) حفص بن غيلان الرّعيني.

قرأت بخط أبي الحسين الرّازي (2)،أخبرني محمّد بن جعفر بن أحمد الحضرمي، نا جدي أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، نا أبي، عن أبيه يحيى بن حمزة، حدّثني أبو معيد الحميري عن المخارق بن ميسرة الطّائيّ، عن أبي خير الشعباني قال:

كنت محاصرا كعب الأحبار على جبل دير المرّان فنشر عليّ أربع أصابع من أصابع يده فقال: ويل لأربع قريات (3) من الغوطة: داريا، و المزّة، و بيت لهيا، و بيت الآبار، و لتفتتن الفتن قبائل من قبائل العرب حتى لا تدعى لها داعية: عك (4) و سلامان و خشين و شعبان، فسألته عن سلامان؟ فقال: هو سلامان بن عريب بن زهير بن أيمن، و زعم أنه أبو معيد أنهم انقرضوا من دمشق، و خشين (5) بن قطين بن عريب كانوا في الأوصاب، فانقرضوا.

و روي عن أحمد بن أنس بن مالك، عن هشام بن عمّار على وجه آخر:

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أحمد بن عبد اللّه بن [الفرج، نا أحمد بن أنس، نا هشام بن عمار، نا إبراهيم بن أعين، نا طلحة بن يزيد عن عبد الله بن يزيد الباباني عن المخارق بن] (6) ميسرة الطائي، عن عمرو بن خير الشعباني قال: كنت مع كعب الأحبار على جبل دير المرّان، فذكر نحوه.

أنبأنا أبو القاسم النسيب و غيره، قالوا: أنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب (7)،أنا أحمد بن إبراهيم بن بشر، نا ابن عائذ، نا الوليد، أخبرني الليث الفارسي قال:

لم يزل - يعني - عمر بن هبيرة على غازية البحر فقفل بهم يعني من القسطنطينية فعزله عمر بن عبد العزيز، و جمع سفن الأجناد بصور، و جعل الوالي عليها واحدا، قال: فبلغني أن عمر بن عبد العزيز ولّى على غازية البحر المخارق بن ميسرة بن حجر (8) الطّائيّ، فلم يزل واليا حتى توفي.

ص: 131


1- تحرفت في «ز» إلى: معبد.
2- تحرفت في م و «ز» إلى: الداري.
3- في م: دابات.
4- سقطت من م، و مكانها بياض في «ز».
5- في م و «ز»: «و حسين رفض بن ريت».
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م، و «ز»، و د.
7- في م، و «ز»: الغيث.
8- كذا بالأصل و م و د، و «ز» هنا: حح.

7268 - مخارق الكلبي

له ذكر في كتاب الحرّة، كان في من وجهه يزيد إلى أهل المدينة مع مسرف بن عقبة المرّي (1)،و استعمله مشرف (2) على ميسرة جيشه، و قد تقدم ذكر ذلك في ترجمة طريف بن الخشخاش (3).

7269 - مخارق أبو المهنّى المطرب

7269 - مخارق أبو المهنّى المطرب (4)

قدم دمشق مع المأمون.

و حكى عن الرشيد و المأمون (5)،و المعتصم، و أبي العتاهية، و إبراهيم بن ميمون.

حكى عنه عمر بن شبّة، و محمّد بن مسروق الطوسي، و إبراهيم (6) بن هلال، و جعفر ابن محمّد بن أبي الليث، و حمّاد بن إسحاق بن إبراهيم بن الموصلي، و موسى بن الفضل، و محمّد بن عبد اللّه بن مالك، و محمّد بن عاصم الحاجب.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم (7)،عن رشأ بن نظيف، أنا إبراهيم بن علي بن الحسن (8)،نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، نا أحمد بن سعيد الجارودي، حدّثني إسماعيل بن سلام، حدّثني مخارق قال (9):

خدمت إبراهيم الموصلي حينا لا يزيدني على قباء و سراويل، فقلت له يوما: قد بلغت من هذه الصناعة ما يناله مثلي، و قد رأيتك تصف السلطان و أتباعه من هو دوني، فإن كنت قد أدّيت لك ما يجب لك عليّ فانظر لي، فقال: إذا قعد أمير المؤمنين و صفتك له، فحضر مجلس الرشيد، فوصفني له، فأمر بإحضاري، فلمّا انصرف قال لي: قد ذكرتك له.

ص: 132


1- تحرفت بالأصل إلى: المزي، و في د:«المزني» و المثبت عن م و «ز».
2- تحرفت في م و «ز» إلى: شرق.
3- بدون إعجام بالأصل و رسمها مضطرب، و المثبت عن م و «ز». راجع ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق بتحقيقنا 477/24 رقم 2966.
4- ترجمته و أخباره في الأغاني 336/18 و فيها: هو مخارق بن يحيى بن ناووس الجزار مولى الرشيد، و يقال: ناووس لقب أبيه يحيى.
5- سقطت من «ز»، و م.
6- كذا بالأصل و د، و في م و «ز»: أحمد بن هلال.
7- في «ز» و م:«المثنى» تحريف.
8- كذا بالأصل و د، و في م و «ز»: الحسين.
9- الخبر في الأغاني 339/18 و فيه اختلاف.

قال: ثم دعا بثياب فقطع لي و دفع إلي منطقة و مضيت معه، فلمّا دخلنا مجلس الخليفة، و كان إذا جلس قعد على سرير و ضرب بينه و بينهم ستارة، فإذا طرب دعا من يريد فأدخله وراء الستارة فأقعده معه، فلمّا أخذ المغنون و الندماء مجالسهم قال لابن جامع: يا بن جامع، ما صنعت لي من الغناء؟ فقال: يا أمير المؤمنين، قد صنعت صوتا ما صنع أحد مثله، و ما سمعه مني أحد، قال: هاته، فاندفع يغني:

أما القطاة فإنّي سوف أنعتها *** نعتا يوافق نعتي بعض ما فيها

قال مخارق: فأعجب به - و اللّه - إعجابا شديدا، و أنا واقف على باب البيت، و رأيت إبراهيم قد استرخت يداه مما دخل قلبه من الزمع (1)،و كان - و اللّه - هذا الصوت مما يدور في حلقي و طبعي، فتمنيت أن يعيده، فقال له هارون (2):أعده، فأعاده، فأخذته، فقلت: إن أعاده الثالثة استوى لي، و كنت أحذق به منه، فاستعاده ثالثة و رابعة، و ما استتم الرابعة حتى سقط العود من يد إبراهيم، و حانت منه التفاتة، فنظر إليّ فأومأت إليه، أي: ما لك؟ أنا و اللّه أحذق به منه، فأسرّ إليّ: ويحك، إنه أمير المؤمنين، و إن لم تحسنه فهو (3) السيف، فأشرت إليه أن: قل له و لا تخف.

فقال إبراهيم: يا أمير المؤمنين، هذا غلامي الذي وصفته لك، أحسن غناء له منه، فغضب ابن جامع و قال: و اللّه يا أمير المؤمنين و لا يحذقه في سنّه، فقال أمير المؤمنين:

دعاني من اختلافكما، قل للغلام ليغنّه إن كان يحسنه؟ فاندفعت، فما مررت في مصراع من البيت حتى قطع الستارة، و قال: هاهنا، هاهنا يا غلام، فدنوت منه حتى وقفت بين يدي السرير، فقال: اصعد، فأقعدني تحته، فغنّيت الصوت مرارا، و تهلل وجه إبراهيم، و ضرب أحسن ضرب و أطربه، ثم قال الرشيد: بحياتي، هل سمعته قبل يومك هذا؟ قلت: لا و اللّه يا أمير المؤمنين، فقال: يا مسرور هات ثلاثين ألف درهم، و ثلاثة مناديل في كلّ منديل عشرة أثواب من خزّ وشي و ملحم و غير ذلك، و حملني على ثلاثة دوابّ، و أعطاني ثلاثة غلمان، و أجرى عليّ ثلاثة آلاف درهم في كلّ شهر، فلم تزل جارية لي حتى قدم المأمون فأضعفها، فهذا أول مال اكتسبته.

قال مخارق: و كنّاني الرشيد أبا المهنّى، و كان سبب تكنيته لي بأبي المهنّى أنه رفع

ص: 133


1- الزمع: الدهش.
2- مكانها بياض في م و «ز».
3- مكانها بياض في م، و «ز».

الستارة ذات يوم فقال: أيّكم يغني هذا الصوت:

يا ربع سلمى لقد هيّجت لي حزنا (1) *** زدت الفؤاد على علاته نصبا (2)(3)

فقلت: أنا، فقال: غنّه، فغنّيته، فقال: عليّ بهرثمة (4)،فجزع كلّ واحد منّا، و قلنا:

ما معنى هرثمة بعقب هذا الصوت، فجاء هرثمة يجر سيفه، فقال له الرشيد: ما كانت كنية مخارق الشاري الذي قتلناه قريبا؟ قال هرثمة: كنيته أبو المثنى، فقال له: انصرف، و أقبل الرشيد فقال: قد كنيتك يا مخارق أبا المهنّى لإحسانك في هذا الصوت، و أمر بإحضار مائة ألف درهم، فوضعت بين يدي، و قال: أعد، فأعدته، و انصرفت (5) بالكنية و بمائة ألف درهم.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الأصبهاني (6) في نسخة من كتاب ألّفه أبو حشيشة (7) قال:

أول من سمعني من الخلفاء المأمون و هو بدمشق، وصفني له مخارق، فأمر لي بخمسة (8) آلاف درهم أتجهز بها، فلمّا وصلت إليه أدناني، و أعجب بي، و قال للمعتصم:

هذا [ابن] (9) من خدمك و خدم آباءك (10) و أجدادك يا أبا إسحاق، كان جدّ هذا أمية كاتب جدّك المهدي على كتابة السر، و بيت المال، و الخاتم، و حجّ المهدي أربع حجج و كان هذا زميله فيها كلها، و اشتهى المأمون من غنائي:

كان ينهى فنهى حين انتهى *** و انجلت عنه غيابات الصبى

خلع الهمّ و أضحى مسبلا *** للنهى فضل قميص وردا

ص: 134


1- كذا بالأصل، و في «ز»: «حربا» و في الأغاني: طربا.
2- في الأغاني: و صبا.
3- زيد في الأغاني: ربع تبدل ممن كان يسكنه عفر الظباء و ظلمانا به عصبا
4- يعني هرثمة بن أعين.
5- بالأصل و م و د، و «ز»: «و انصرف» و المثبت عن الأغاني و فيها: فانصرفت.
6- الخبر في الأغاني 78/23.
7- أبو حشيشة لقب غلب على محمد بن أمية بن أبي أمية، و كنيته أبو جعفر.
8- في الأغاني: بخمسين ألف درهم.
9- سقطت من الأصل و د، و تحرفت في م و «ز» إلى:«ان» و المثبت عن الأغاني.
10- في الأصل و د و م و الأغاني:«آبائك» و التصويب عن «ز».

كيف يرجو البيض من أوله *** في عيون البيض شيب وجلا (1)

كان كحلا لمآقيها فقد *** صار بالشيب لعينيها قذى

الشعر لدعبل (2).

قال أبو حشيشة: و كان مخارق قد نهاني أن أغني ما فيه ذكر الشيب من هذا الشعر.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، نا سليمان بن إبراهيم بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن، و أبو محمّد عبد الرحيم ابنا محمّد بن الفضل بن محمّد بن أحمد الحدّاد، قالا: أخبرتنا كريمة بنت أحمد بن محمّد بن الحسين الكردية.

قالا: نا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي - إملاء - نا محمّد بن محمّد الجرجاني، نا أبو بكر بن الأنباري، نا محمّد بن المرزبان، نا حمّاد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال: قال لي مخارق: أنشدت المأمون قول أبي العتاهية:

و إنّي لمحتاج إلى ظل صاحب *** يرق و يصفو إن كدرت عليه (3)

قال لي: أعد، فأعدت سبع مرّات، فقال لي: يا مخارق، خذ مني الخلافة و أعطني هذا الصاحب، للّه درّ أبي العتاهية ما أحسن ما قال.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أخبرني أبو الفتح إبراهيم بن علي بن الحسين بن سيبخت (4) البغدادي، أنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، حدّثني سعيد بن أحمد بن سعيد، حدّثني إبراهيم بن هلال، حدّثني مخارق قال:

بينا أنا عند المأمون ذات يوم إذ قام، فدخل إلى حرمه و خرج و عيناه تذرفان، فقال: يا مخارق غنّ بهذين البيتين (5):

و ما اسطعت (6) توديعا له بسوى البكا *** و ذلك جهد المستهام المعذّب

ص: 135


1- شيب وجلا: الوجل انحسار مقدم الشعر، أو هو دون الصلع.
2- الأبيات في ديوانه (ط. دار الكتاب اللبناني) قالها في الشيب ص 98.
3- ليس في ديوانه.
4- إعجامها ناقص بالأصل، و في م و «ز»: «سمس-».
5- البيتان في الأغاني 373/18 و ذكر مناسبتهما، باختلاف الرواية.
6- بالأصل و م و د: استطعت، و المثبت عن «ز»، و الأغاني.

سلام على من لم يطق عند بينه *** سلاما فأومى بالبنان المخضّب

فحفظتهما و تغنّيت بهما، فجعل يبكي بكاء شديدا، ثم قال: أ تدري ما قصتي؟ قلت:

أمير المؤمنين أعلم، قال: إنّي دخلت إلى بعض المقاصير فرأيت جارية لي كنت أحبّها حبا شديدا و هي بالموت، فسلّمت عليها، فلم تطق ردّ السلام، فأومت باصبعها، فغلبتني العبرة، فخرجت من عندها، و حضرني أن قلت لك هذين البيتين.

فقلت: يطيل اللّه تعالى عمر أمير المؤمنين، و لا يفجعه بأحبته، و يبقي له من يحب بقاءه، فما هو شيء يفتدى، و أمير المؤمنين يفديه جميع عبيده.

أخبرنا أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الشعيري، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أخبرني أحمد بن علي بن الحسين الثوري، نا عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد المقرئ، أنا جعفر بن القاسم، نا أحمد بن محمّد الطوسي، حدّثني أبي قال:

سمعت مخارقا المغني قال: طفّلت تطفيلة قامت على أمير المؤمنين المعتصم بمائة ألف درهم، فقيل له: كيف ذاك؟ قال: سهرت مع المعتصم ليلة إلى الصبح، فلمّا أصبحنا قلت له: يا سيدي إن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي فأخرج فأتنسم في الرّصافة إلى وقت يشاء أمير المؤمنين، فأمر البوابين فتركوني.

قال: فجعلت أمشي في الرّصافة، فبينا أنا أمشي إذ نظرت إلى جارية كأن الشمس تطلع من وجهها فتبعتها و معها زبيل مشارب، فوقفت على صاحب فاكهة، فاشترت منه سفر جلة بدرهم و رمانة بدرهم و كمثراة بدرهم، و تبعتها فالتفتت فرأتني خلفها أتبعها، فقالت لي: يا بن الفاعلة، لا تكني إلى أين؟ قلت: خلفك يا سيدتي، فقالت لي: ارجع يا ابن الفاعلة، لا يراك أحد فتقتل، قال: ثم التفتت بعد فنظرت إليّ قال: فشتمتني ضعف ما شتمتني في المرة الأولى، ثم جاءت إلى باب كبير فدخلت فيه.

و جلست بحذاء الباب، فذهب عقلي، و نزلت الشمس و كان يوما حارا، فلم ألبث أن جاء فتيان كأنهما صورتان على حمارين مصريين، فأذن لهما فدخلا و دخلت معهما، فظنّ صاحب المنزل أنّي جئت مع صديقيه، و ظنّ صديقاه أنّ صاحب المنزل قد دعاني، و جيء بالطعام و أكلوا و غسلوا أيديهم، ثم قال لهم صاحب المنزل: هل لكم في فلانة؟ قالوا: إن تفضّلت، فخرجت تلك الجارية بعينها و قدامها وصيفة تحمل عودا لها، فوضعته في حجرها، فغنّت فطربوا و شربوا، و قالوا: لمن هذا يا ستنا؟ قالت: لسيدي مخارق، ثم غنّت صوتا آخر

ص: 136

فطربوا و ازداد طربهم فقالوا: لمن هذا الصوت يا ستّنا؟ فقالت: لسيدي مخارق، ثم غنت الثالث فطربوا و هي تلاحظني و تشك فيّ، فقالوا: لمن هذا يا ستّنا؟ قالت: لسيدي مخارق.

قال: فلم أصبر، فقلت لها: يا جارية شدي يدك، فشدّت أوتارها و خرجت عن إيقاعها الذي تقوى عليه، فدعوت بدواة و قضيب، فغنّيت الصوت الذي غنته أولا فقاموا فقبّلوا رأسي.

قال أبي: و كان أحسن الناس صوتا و كان يوقّع بالقضيب ثم غنيت الثاني و الثالث فجنّوا فكادت عقولهم تذهب، فقالوا: من أنت يا سيّدنا؟ قلت: أنا مخارق، قالوا: فما سبب مجيئك؟ فقلت: طفيلي، أصلحكم اللّه، و خبّرتهم خبري.

فقال صاحب البيت لصديقيه: قد تعلمان أنّي قد أعطيت بها ثلاثين ألف درهم فأبيت أن أبيعها و أردت الزيادة، و قد نقصت من ثمنها عشرة آلاف درهم، قال صديقاه: علينا عشرون ألفا، و ملّكوني الجارية.

و قعد المعتصم، فطلبني في منازل أبناء القواد فلم أصب، و تغيّظ عليّ، و قعدت عندهم إلى العصر، و خرجت بها، فكلما مررت بموضع شتمتني فيه فقلت لها: يا مولاتي، أعيدي شتمك عليّ، فتأبي، فأحلف لتعيدنه، و أخذت بيدها حتى جئت بها إلى باب أمير المؤمنين، فدخلت و يدي في يدها، فلمّا رآني المعتصم سبّني و شتمني، فقلت: يا أمير المؤمنين، لا تعجل عليّ، و حدّثته فضحك و قال لي: نكافئهم عنك يا مخارق، فأمر لكلّ رجل منهم بثلاثين ألف درهم، و أمر لي بعشرة آلاف.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنا إبراهيم بن علي البغدادي، نا محمّد بن يحيى النديم، حدّثني محمّد بن إسماعيل المادراني، نا أبي، حدّثني عبد الوهّاب المؤدب قال:

انصرفنا مع المعتصم من ناحية السنن و هو في حرّاقة، و حضرت وقت العصر فاغتنمت خيلا في القرب منه يردّ علي الصوت، فركبت فأومى، فأذّنت (1)،فلما فرغت من الأذان جثا مخارق على ركبتيه في الحراقة فأذّن حتى أتى على الأذان، فتمنيت و اللّه أن ماء دجلة انفرق لي فغرقت فيه لحسن ما أتى به.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي - إجازة إن لم يكن سماعا - أنا أبو الحسين بن النّقّور،

ص: 137


1- سقطت من «ز»، و م.

نا أبو عبد اللّه الحسين بن هارون الضبّي - إملاء - قال: وجدت في كتاب والدي: حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن عمرو الكاتب، نا محمّد بن عبدون الكاتب (1) عند أبيه عبدون الكاتب - قال أبو عبد اللّه: و عاش عبدون زيادة على مائة سنة و رأيته شيخا كبيرا يحمل على ظهر غلام إلى ديوان بادوريا (2) و كان كاتبا حاذقا، و مات في خلافة المعتضد - قال: اجتزت و أنا غلام حدث بباب الرّصافة، فإذا رجل شاب حسن الوجه عليه قميص دبيقي (3)،و رداء شرب (4)،و نعل حذو جالس في دكان صيرفي، فمرّ به رجل تحته برذون كميت بسرج..... (5) و عنانه ..... (6) فوثب إليه ذلك الفتى فقال له: يا حكيم هذا الإقليم افرغ في هذه للأذان ما تفرح به القلوب، فاندفع يوقّع على قربوس سرجه بقول أحمد:

قال لي: و لم يدر ما بي *** أ تحب الغداة و تحبه حقا

فتنفست ثم قلت: نعم حبّا *** جرى في العروق عرقا فعرقا

لو تجسين يا حبيبة قلبي *** لوجدت الفؤاد قرحا نفقا

قد لعمري [مل] (7) الطبيب و صل الأهل *** مني بما كما أداوا أو أرقا (8)

ليتني متّ فاسترحت فإني *** أبدا ما حييت منكم ملقا

قال: فقلت له: يا أبا المهنّى رققت حتى لو شئت أن أحسوك لحسوتك، ثم انصرف إلى موضعه، فسألت فقيل لي: هذا أبو نواس و الراكب مخارق المغني.

ذكر أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي، نا محمّد بن يزيد المبرد قال: قال الجاحظ (9):

ص: 138


1- قوله:«نا محمد بن عبدون الكاتب» سقط من «ز»، و م.
2- تحرفت بالأصل و م و «ز» و د إلى:«بادريا» و المثبت عن معجم البلدان، و هي طسوج من كورة الأستان بالجانب الغربي من بغداد.
3- كذا بالأصل، و في م و «ز»، و د:«دبيقي» و الثياب الدبيقية تنسب إلى دبيق قرية بين الفرما و تنيس، و هي من دق الثياب (راجع تاج العروس: دبق).
4- رداء شرب، يقال: أشرب اللون: أشبعه، و كل لون خالط لونا آخر فقد أشربه، و تشرب الصبغ في الثوب: سرى، و استشرب لونه: اشتد.
5- كلمة بدون إعجام بالأصل و م و د، و في م: ثغري.
6- كلمة غير مقروءة بالأصل و د و م و «ز».
7- زيادة عن م و «ز»، و د.
8- كذا عجزه بالأصول.
9- الخبر في الأغاني 369/18 و فيه: و قال الجاحظ: قال أبو يعقوب الخريمي.

لم أر كثلاثة رجال يبذون الناس في مذاهبهم، فإذا رأوا ثلاثة رجال انخزلوا و ذابوا كما يذوب الرصاص في النار: هشام بن (1) محمّد بن السّائب الكلبي، كان علاّمة نسّابة، فإذا رأى الهيثم بن عدي انخزل و انقطع (2)،و علي بن الهيثم كان مفقعا (3) نيّا صاحب تقعير في الكلام، فإذا رأى موسى الضّبّي انقطع و ذهب، و علوية المغني كان مجيدا في الغناء، فإذا رأى مخارقا سكت و انقطع.

و ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القوّاس الورّاق.

أن مخارقا مات في شهر ربيع الآخر سنة إحدى و ثلاثين و مائتين بسرّمن رأى .

[ذكر من اسمه] [مختار]

اشارة

[ذكر من اسمه] [مختار] (4)

7270 - مختار بن فلفل

7270 - مختار بن فلفل (5)

مولى عمرو بن حريث القرشي الكوفي.

روى عن: أنس بن مالك، و عمر بن عبد العزيز، و الحسن البصري، و طلق بن حبيب.

روى عنه: الثوري، و زائدة، و عبد الواحد بن زياد، و وقاء بن إياس، و حفص بن غياث، و جرير بن عبد الحميد، و عبد الرحيم بن سليمان، و عبد اللّه بن إدريس، و عبد اللّه بن ميسرة، و عبد الأعلى بن أبي المساور، و ابن الفضيل (6).

و وفد على عمر بن عبد العزيز رسولا من عامله على الكوفة عبد الحميد بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (7)،نا أبو الحسين بن المهتدي.

ص: 139


1- من هنا إلى قوله: بن عدي، سقط من «ز» و م.
2- في الأغاني:«يذوب كما يذوب الرصاص» مكان: انخزل و انقطع.
3- كذا بالأصل، و بدون إعجام في م، و في «ز»: «منفعا ما» و الذي في الأغاني: مفقعا نيّا: و المفقع: الفقير المجهود.
4- زيادة عن م و «ز»، و د.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 484/17 و تهذيب التهذيب 390/5 و الجرح و التعديل 310/8 و التاريخ الكبير 7/ 385 و ميزان الاعتدال 80/4.
6- و هو محمد بن فضيل الضبي، و في «ز» و م: و أبو فضيل، تحريف.
7- في «ز»: المرزقي، و في م: المزرقي، تصحيف.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين (1) بن النّقّور.

قالا: أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا داود بن عمرو، نا عبد اللّه بن إدريس قال:

سمعت مختار بن فلفل و كان من أرقّ محدّث يحدّث، و كان يحدّث و عيناه تدمعان، قال: سمعته يذكر عن أنس قال: قال رجل لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: يا خير البرية (2)،قال:«ذاك إبراهيم عليه السلام»[11951].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد (3)،[الأديب] (4) أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا داود بن عمرو الضبّي، نا عبد اللّه بن إدريس قال:

سمعت مختار بن فلفل و كان من أرقّ محدّث يحدّث، و كان يحدّث و عيناه تدمعان، يذكر عن أنس بن مالك قال:

قال رجل لرسول اللّه: يا خير البرية، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ذاك إبراهيم صلى اللّه عليه و سلم»[11952].

قرأت بخط عبد الوهّاب الميداني سماعه من أبي سليمان بن زبر (5)،أنا أبي، أنا علي ابن إسماعيل بن الحكم، نا أبو غسّان النهدي، نا عبيد اللّه بن ميسرة، نا المختار بن فلفل قال:

بعثني عبد الحميد بن عبد الرّحمن بفلوس قد ضربها فيها: أمر الأمير عبد الحميد بالوفاء و العدل، فلمّا قرأها عمر بن عبد العزيز قال: اكسروا هذه الفلوس، و اكتبوا: أمر اللّه بالوفاء و العدل.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن، قالا: أنا

ص: 140


1- تحرفت في «ز» و م: الحسن.
2- استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح، و سقطت اللفظة من م.
3- تحرفت في م إلى سعيد.
4- زيادة عن م و «ز»، و د.
5- في «ز»: «يونس» و في م: هرمز.

أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):

مختار بن فلفل سمع أنس بن مالك، روى عنه الثوري، و زائدة، و عبد اللّه بن إدريس.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد (2)-إجازة-.

ح قال: و أنا ابن سلمة، أنا علي.

أنا ابن أبي حاتم قال (3):

مختار بن فلفل من موالي عمرو بن حريث، كوفي، روى عن أنس بن مالك، و عمر بن عبد العزيز، و الحسن، و طلق بن حبيب، روى عنه سفيان الثوري، و زائدة، و عبد اللّه بن إدريس، و وقاء (4) بن إياس، و عبد الواحد بن زياد، و عبد الرّحيم (5) بن سليمان، و جرير بن عبد الحميد، و ابن إدريس، و حفص بن غياث، سمعت أبي يقول ذلك.

و ذكر أبو بكر أحمد بن محمّد بن هانئ الأثرم قال:

ذكر أبو عبد اللّه المختار بن فلفل، فقال: كوفي ثقة (6).

قال (7):و أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل - فيما كتب إليّ - قال: سألت أبي عن مختار بن فلفل فقال (8):لا أعلم إلاّ خيرا، روى عنه الثوري، و حفص بن غياث، و ابن إدريس.

قال: و ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: المختار بن فلفل ثقة.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد ابن عبد اللّه بن خميرويه الهروي، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار الموصلي قال: المختار بن فلفل ثقة، روى عنه الخلق.

ص: 141


1- التاريخ الكبير للبخاري 385/7.
2- تحرفت في «ز» و م إلى: أحمد.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 310/8.
4- تحرفت في م إلى: و ورقاء.
5- بالأصل و د:«عبد الرحمن» تصحيف، و التصويب عن م، و «ز»، و تهذيب الكمال و في الجرح و التعديل:«عبد الرحيم» و بهامشه عن نسخة:«عبد الرحمن» و كتب محققه بعدها: خطأ.
6- من قوله:«و ذكر أبو بكر... إلى هنا ليس في م، و «ز».
7- القائل أبو محمد بن أبي حاتم، و الخبر في الجرح و التعديل 310/8.
8- من هنا إلى آخر الخبر المنقول عن ابن أبي حاتم ليس في م، و «ز»، و فيهما: فقال: ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: أنا الوليد، أنا علي بن أحمد، حدّثني أبي قال (1):

المختار بن فلفل كوفي،[تابعي] (2) ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر (3)،نا يعقوب (4)،نا أبو نعيم، نا سفيان عن المختار بن فلفل و هو ثقة كوفي.

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن.

قالا: أنا أبو محمّد قال (5):

سألت أبي عن مختار بن فلفل فقال: شيخ كوفي.

ذكر من اسمه مخرمة

اشارة

ذكر من اسمه مخرمة (6)

7271 - مخرمة بن سليمان الوالبي المدني

7271 - مخرمة بن سليمان الوالبي (7) المدني (8)

من بني والبة، حي من بني أسد بن خزيمة.

روى عن: السائب بن يزيد ابن أخت نمر، و كريب مولى ابن عباس، و إبراهيم بن محمّد بن طلحة بن عبيد اللّه، و عبد الرّحمن بن هرمز الأعرج.

ص: 142


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 422 رقم 1545.
2- زيادة عن تاريخ الثقات.
3- من قوله: و أبو نصر... إلى هنا سقط من م، و «ز»، فتداخل الخبران ببعضهما و اضطرب إسنادهما.
4- المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 151/3.
5- الجرح و التعديل 310/8.
6- مخرمة بفتح فسكون ففتح (المغني).
7- تحرفت بالأصل إلى:«الوالي» و التصويب عن م، و «ز»، و د.
8- ترجمته في تهذيب الكمال 488/17 و تهذيب التهذيب 392/5 و الجرح و التعديل 363/8 و التاريخ الكبير 15/8 و سير أعلام النبلاء 417/5 و شذرات الذهب 177/1.

روى عنه: مالك بن أنس، و عبد ربّه بن سعيد، و الضحّاك بن عثمان الحزامي، و عياض بن عبد اللّه الفهري، و عمر بن واقد الأسلمي والد الواقدي، و شميل بن خالد، و عمرو بن شعيب، و أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، و عبد الرّحمن بن أبي الزناد.

و قدم دمشق غازيا.

أخبرنا أبو محمّد السيّدي (1)،و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو عمر البحيري، أنا زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد، نا أبو مصعب، نا مالك، عن مخرمة بن سليمان عن كريب عن (2) عبد اللّه بن عبّاس.

أنه أخبره أنه بات ليلة عند ميمونة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم و هي خالته، فاضطجعت في عرض الوسادة، و اضطجع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أهله في طولها، فنام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى انتصف الليل أو قبله بقليل، أو بعده بقليل، استيقظ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فجعل يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شنّ معلّق فتوضأ منها، فأحسن و ضوأه، ثم قام فصلّى.

قال: و اللّه، فقمت، فصنعت مثل الذي صنع، فقمت إلى جنبه، فوضع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يده اليمنى على رأسي، ثم أخذ بأذني اليمنى يفتلها، فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم أوتر و اضطجع حتى جاءه المؤذن، فقام فصلّى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلّى الصبح[11953].

قرأت بخط عبد الوهّاب الميداني سماعه من أبي سليمان بن زبر، عن أبيه، أنا الحارث، عن محمّد بن سعد، عن محمّد بن عمر الواقدي قال: فحدّثني أبي عن مخرمة بن سليمان قال:

كنا في سواحل حمص و دمشق حتى خرجوا إلينا من الصائفة، و كذلك كانوا يصنعون إذا حانت طالعتهم خرجنا.

أنبأنا أبو بكر بن عبد الباقي و غيره، عن أبي محمّد الجوهري، عن [أبي] (3) عمر بن

ص: 143


1- بالأصل و د: السدي، و في م و «ز»: السندي.
2- تحرفت بالأصل إلى: بن.
3- سقطت من الأصل، و استدركت عن م، و «ز»، و د.

حيوية، أنا سليمان بن إسحاق بن الخليل، أنا الحارث بن محمّد، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر الواقدي، حدّثني أبي عن مخرمة بن سليمان الوالبي قال: صرت إلى الشام، قال: يكونون بالساحل، فإذا أقبلت الصائفة انصرفوا بعث الفين فتجاعلوا، فخرج ألف و خمسمائة فغزونا و دخل عامئذ الصائفة مسلمة بن عبد الملك، و العباس بن الوليد بن عبد الملك استعملهما جميعا الوليد، فشتّوا بطوانة (1) و افتتحوها (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل المدينة و محدّثيهم: مخرمة بن سليمان الوالبي (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (4)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال: مخرمة بن سليمان الوالبي، قتل بقديد (5) سنة ثلاثين و مائة، و كان قليل الحديث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد قال:

في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: مخرمة بن سليمان الوالبي، قتلته الحرورية بقديد سنة ثلاثين و مائة، و كان قليل الحديث.

و كذا قال الواقدي في التاريخ، و قال: و قتل و هو ابن سبعين سنة.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و هذا لفظه - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا ابن سهل، أنا البخاري قال (6):

ص: 144


1- طوانة: بلد بثغور المصيصة (معجم البلدان).
2- الخبر ليس في الطبقات الكبرى المطبوع و ترجمة مخرمة ضمن تراجم أهل المدينة الضائعة من طبقات ابن سعد.
3- تحرفت بالأصل إلى: الوالي.
4- تحرفت بالأصل و م و د، و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
5- قديد: اسم موضع قرب مكة (معجم البلدان). و في هذا الموضع كانت وقعة بين جيش مروان بن محمد الأموي سنة 130 ه - و بين جيش عبد اللّه بن يحيى الكندي، و كان متغلبا على اليمن.
6- التاريخ الكبير 15/8.

مخرمة بن سليمان الأسدي، أسد خزيمة، المدني، سمع كريبا، روى عنه مالك بن أنس.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد (1)- إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):

مخرمة بن سليمان الأسدي، أسد خزيمة، مدني، يقال إنه قتل بقديد سنة ثلاثين و مائة، روى عن كريب، روى عنه مالك بن أنس، و الضحّاك بن عثمان، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا أبو سعيد (3) مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

مخرمة بن سليمان الأسدي (4)،أسد خزيمة، المديني، سمع كريبا، روى عنه مالك بن أنس، و عبد ربّه بن سعيد في الصلاة، و تفسير آل عمران، قال الواقدي: قتل بقديد سنة ثلاثين و مائة، و قال في التاريخ مثله - و زاد: و هو ابن سبعين سنة-.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس قال: سمعت يحيى يقول: مخرمة بن سليمان يحدّث عنه مالك، و هو ثقة.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا إبراهيم بن الجنيد قال:

سمعت يحيى بن معين يقول: و سئل عن مخرمة بن سليمان فقال: مدني (5)،ثقة، روى عنه مالك بن أنس.

ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكناني (6) قال: قلت لأبي حاتم الرّازي: ما تقول في مخرمة بن سليمان؟ فقال: صالح الحديث، يروي عن كريب.

ص: 145


1- تحرفت في م و «ز» إلى: أحمد.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 363/8.
3- سقطت من م و «ز».
4- في «ز»، و م: الوالبي الأسدي.
5- في «ز»: مديني.
6- تحرفت في «ز» إلى: الكتاني.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

سمعت أبي يقول: مخرمة بن سليمان مدني، يروي عن كريب، صالح الحديث [ثقة] (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة ثلاثين فيها مات مخرمة بن سليمان الوالبي.

7272 - مخرمة بن شرحبيل

كان يتأله، و كانت اليمن تطيعة طاعة عظيمة.

و قدم دمشق ليكلم يزيد بن معاوية في يزيد بن ربيعة بن مفرّغ لما حبسه عبّاد بن زياد.

و سيأتي ذكره في ترجمة ابن مفرّغ إن شاء اللّه.

7273 - مخرمة بن عبد الرّحمن

حكى عنه إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (3)،حدّثني أبو سعيد عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا أبو مسهر، نا سعيد، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، عن مخرمة بن عبد الرّحمن أنه كان يمكث أربعة أشهر لا يتكلم، فإذا أراد حاجة كتبها.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، نا عبد العزيز الصوفي، أنا ابن أبي نصر، نا أبو علي الحسن ابن حبيب، نا يزيد بن عبد الصّمد، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللّه.

أن مخرمة بن عبد الرّحمن كان يمكث الأشهر لا يتكلم، فإذا أراد الحاجة كتبها.

ص: 146


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 363/8.
2- زيادة عن الجرح و التعديل.
3- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 409/2-410.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة.

قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة: مخرمة بن عبد الرّحمن الدمشقي، رحمه اللّه تعالى.

7274 - مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة

ابن كعب أبو صفوان، و يقال: أبو المسور، و يقال: أبو الأسود،

و يقال: أبو مسعود الزهري (1)

والد المسور بن مخرمة، له صحبة، و كان من المؤلفة قلوبهم.

[قدم] (2) دمشق في الجاهلية، و كان في عير قريش التي خرج النبي صلى اللّه عليه و سلم في طلبها، و كانت وقعة بدر بسببها.

و حكى عن أمه رقيقة (3) بنت أبي صيفي بن هاشم.

روى عنه: ابنه المسور بن مخرمة، و أبو عون مولى المسور، و عبد الرّحمن بن موهب.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين بن محمّد، أنا أبو محمّد بن النحّاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا حميد بن علي بن البختري ابن مسافر بن أبان، و كانت أم أبان بن علي برة بنت أبي رافع أبو عبد الرّحمن الكوفي، نا يعقوب بن محمّد بن عيسى بن عبد الملك بن حميد بن عبد الرّحمن بن عوف، نا عبد العزيز ابن عمران، عن ابن حويصة (4) قال (5):تحدث مخرمة بن نوفل عن أمه رقيقة بنت أبي صيفي، و كانت لدة عبد المطلب بن هاشم، قالت:

ص: 147


1- ترجمته في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 262 و الإصابة 390/3 رقم 7840 و أسد الغابة 349/4 و الجرح و التعديل 362/8 و التاريخ الكبير 15/8 و سير أعلام النبلاء 542/2 و شذرات الذهب 60/1.
2- سقطت من الأصل و د، و استدركت عن م، و «ز».
3- الأصل و م و «ز»: «رفيقة» و المثبت عن د، و أسد الغابة و في نسب قريش: رقية.
4- هو إبراهيم بن حويصة.
5- الإصابة 390/3 و رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 89/1-90 تحت عنوان: ذكر نذر عبد المطلب أن ينحر ابنه.

تتابعت على قريش سنون جدب، أقحلت (1) الظلف، و أرقّت العظم، قالت: فبينا أنا راقدة - اللهم - أو مهمومة و معي صنوي أصغر مني معنا بهمات لنا و ربى، و عندي برذون علي من الشغف، إذا أنا بهاتف صيت يصرخ بصوت صحل (2) يقول: يا معشر قريش، إن هذا النبي المبعوث منكم، و هذا أوان نجومه فحيّ هلا بالحيا و الخصب، ألا فانظروا منكم رجلا طوالا عظاما أبيض نضوا أشم العرنين، له فخر يكظم عليه و سنة تهدى إليه، ألا فليخلص و ولده وليد لف إليه من كلّ بطن رجل، ألا فليستنوا من الماء، و ليمسوا من الطيب، و ليستلموا الركن، و ليطوفوا بالبيت سبعا، ألا و فيهم الطيّب الطاهر لذاته، ألا فليستسق (3)الرجل و ليؤمن القوم، ألا فغثتم إذا أبدا ما شئتم و عشتم.

قال: فأصبحت - علم اللّه - مقربة مذعورة، قد قف جلدي و وله عقلي، فاقتصصت رؤياي فنمت في شعاب مكة في الحرمة و الحرم، إن بقي بها أبطحي إلاّ قال: هذا شيبة الحمد، هذا شيبة، و تناهت عنده قريش، و انقض إليه من كلّ بطن رجل فسنّوا و مشوا، و استلموا، و أطرقوا ثم ارتقوا أبا قبيس، و طفق القوم يدقون حوله ما أن يدرك سعيهم مهله، حتى فروا (4) لذروته، و استكعوا (5).... (6) فقام عبد المطلب فاعتضد ابن ابنه محمّدا صلى اللّه عليه و سلم فرفعه على عاتقه و هو يومئذ غلام قد كرب ثم قال: اللّهم سادّ الخلّة، و كاشف الكربة، أنت عالم غير معلّم، مسئول غير مبخّل، و هذه عبداؤك و إماؤك بغدران (7) حرمك يشكون إليك سننهم التي أقحلت الظلف و الخفّ فاسمعنّ [اللهم] (8) و أمطر علينا غيثا مريعا مغدقا، فما راموا و البيت حتى انفرجت السماء بمائها، و كظ الوادي بثجيجه فتسمعت شيخان قريش و هي تقول لعبد المطلب: هنيئا لك يا أبا البطحاء، هنيئا أي بك عاش أهل البطحاء.

و في ذلك تقول رقيقة:

بشيبة الحمد أسقى اللّه بلدتنا *** و قد فقدنا الحيا و اجلوّذ (9) المطر

ص: 148


1- بالأصل و م و د، و «ز»: أقلحت الظلف، و المثبت عن المختصر.
2- صحل: فيه بحة (القاموس).
3- بالأصل و د و م:«فليستقي» تصحيف، و المثبت عن «ز».
4- في «ز»: قرءوا، و فوقها ضبة، و في م: قروا.
5- كذا بالأصل و د، و في م «ز»: و استنكصوا.
6- رسمها بالأصل و د و م و «ز»: «ح؟؟؟ ا؟؟؟ ه» و فوقها في «ز» ضبة.
7- بالأصل: يبدران، و المثبت عن م و «ز»، و د.
8- الزيادة عن م، و «ز»، و د.
9- بالأصل و م و د، و «ز»: «و اجلولذ» و المثبت عن ابن سعد و المختصر.

فجاد بالماء جونيّ (1) له سبل *** دان (2) فعاشت به الأنعام و الشجر

منّا (3) من اللّه بالميمون طائره *** و خير من بشرت يوما به مضر

مبارك الأمر يستسقى الغمام به *** ما في الأنام له عدل و لا خطر

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد ابن النقور، و أبو علي محمّد بن وشاح الزينبي.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النقور، قالا: أنا عيسى بن علي بن عيسى، نا القاضي أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب بن عيسى، نا أبو السكين زكريا بن يحيى بن عمر بن حصن بن حميد بن منهب بن حارثة بن خريم بن أوس بن حارثة بن لام الكوفي ببغداد سنة خمسين و مائتين، نا عمّ أبي زحر بن حصن عن جده حميد ابن منهب، حدّثني عمي عروة بن مضرس قال: تحدث مخرمة بن نوفل عن أمه رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم، و كانت لدة (4) عبد المطلب، قالت:

تتابعت (5) على قريش سنون، أقحلت الضرع، و أرقّت العظم، فبينا أنا راقدة - اللّهم - أو مهمومة إذا هاتف يصرخ بصوت صحل يقول: معشر قريش، إنّ هذا النبي المبعوث صلى اللّه عليه و سلم منكم، و قد أظلّتكم أيامه، و هذا أوان نجومه، فحيّ هلا بالحيا و الخصب، ألا فانظروا رجلا منكم وسيطا عظاما حساما، أبيض، بضا أوطف الأهداب، سهل الخدين، أشعر العرنين، له فخر يكظم عليه و سنة تهدى إليه، فليخلص هو و ولده، و ليهبط إليه من كلّ بطن رجل، فليسنوا عليهم الماء، و ليمسّوا من الطيب، ثم ليستلموا الركن، ثم ليرتقوا أبا قبيس، ثم ليدع الرجل و ليؤمّن القوم، فغثتم ما شئتم.

فأصبحت - بعلم اللّه - مذعورة، قد اقشعرّ جلدي و وله عقلي، فاقتصصت رؤياي، و نمت في شعاب مكة في الحرمة و الحرم ما بقي بها أبطحي إلاّ قال: هذا شيبة الحمد، و تناهت إليه رجالات قريش، و هبط إليه من كلّ بطن رجل، فسنّوا، و مسّوا، و استلموا، ثم ارتقوا أبا قبيس، و طفقوا حوله، ما يبلغ سعيهم مهله، حتى إذا استوى بذروة الجبل قام عبد

ص: 149


1- بالأصل و د:«حولي» و المثبت عن ابن سعد.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و د، و ابن سعد، و في المختصر: سحّا.
3- بالأصل و م و «ز» و د: يسأل، و المثبت عن ابن سعد.
4- فوقها في «ز»: ضبة.
5- في م و ابن سعد: تتايعت.

المطلب و معه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غلام قد أيفع أو كرب، فرفع يديه و قال: اللّهم سادّ الخلّة و كاشف الكربة، أنت معلّم غير معلّم، و مسئول غير مبخّل، و هذه عبداؤك و إماؤك بغدران حرمك يشكون إليك سنتهم، أذهبت الخفّ و الظلف، فاسمعنّ اللّهم و أمطرن غيثا مغدقا مريعا.

فو الكعبة ما زالوا حتى تفجّرت السماء بمائها، و اكتظّ الوادي بثجيجه فلسمعت شيخان قريش و جلّتها عبد الله بن جدعان و حرب بن أمية، و هشام بن المغيرة يقولون لعبد المطلب:

هنيئا لك أبا البطحاء، أي عاش بك أهل البطحاء.

و في ذلك تقول رقيقة:

بشيبة الحمد أسقى اللّه بلدتنا *** و قد فقدنا الحيا و اجلوّذ المطر

فجاد بالماء جونيّ (1) له سبل *** سحّا فعاشت به الأنعام و الشجر

منّا من اللّه بالميمون طائره *** و خير من بشّرت يوما به مضر

مبارك الأمر يستسقى الغمام به *** ما في الأنام له عدل و لا خطر

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو القاسم بن أبي حيّة، نا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن جعفر، عن أبي عون مولى المسور، عن مخرمة بن نوفل قال (2):

لما لحقنا بالشام أدركنا رجل من جذام، فأخبرنا أن محمّدا قد كان عرض لعيرنا في بدأتنا و أنه تركه مقيما ينتظر رجعتنا، قد حالف علينا أهل الطريق، و وادعهم.

قال مخرمة: فخرجنا خائفين نخاف الرصد، فتبعنا ضمضم بن عمرو حين فصلنا من الشام.

و كان عمرو بن العاص يحدّث يقول: لما كنّا بالزرقاء (3)-و الزرقاء بالشام ناحية معان من أذرعات على مرحلتين - و نحن منحدرون إلى مكة، لقينا رجلا من جذام، فقال: قد كان عرض لكم محمّد في بدأتكم (4)،فذكر الحديث بطوله.

ص: 150


1- بالأصل:«حولى» و غير مقروءة و إعجام ناقص في م و «ز» و د، و المثبت عن ابن سعد.
2- رواه الواقدي في مغازيه 28/1.
3- راجع معجم البلدان 137/3.
4- بدون إعجام بالأصل، و في «ز»: «ندائكم» و إعجامها مضطرب في م و د، و المثبت غن مغازي الواقدي.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد ابن عبيد بن الفضل (1)-إجازة - أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب بن عبد اللّه قال (2):

مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب أخي قصي بن كلاب، من مسلمة الفتح (3)،له سنّ و علم (4)،يؤخذ عنه النسب، و أمه رقيقة (5) بنت أبي صيفي بن هاشم ابن عبد مناف بن قصي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص، نا خليفة قال (6):

مخرمة بن نوفل بن وهيب (7) بن عبد مناف بن زهرة، أمّه رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف. مات سنة أربع و خمسين، يكنى أبا المسور.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا [أبي] (8) علي، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير قال:

و من ولد أهيب بن عبد مناف بن زهرة: مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة، و أمّه رقيقة ابنة أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، و كان مخرمة من مسلمة الفتح، و كان له سنّ عالية، و علم بالنسب، كان يؤخذ عنه النسب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد، أنا أبو الحسن، نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (9):

مخرمة بن نوفل بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب و يكنى أبا المسور، مات بالمدينة سنة

ص: 151


1- في «ز» و م: أحمد بن الفضل.
2- نسب قريش للمصعب ص 262.
3- بدون إعجام في «ز»، و فوقها ضبة.
4- في «ز»: له شأن و علم، و في نسب قريش: له سرّ و علم.
5- في نسب قريش: رقيّة.
6- طبقات خليفة بن خيّاط ص 46 رقم 80.
7- في طبقات خليفة: أهيب.
8- استدركت عن هامش الأصل، و بعدها صح.
9- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

أربع و خمسين، و هو ابن مائة و خمس عشرة (1) سنة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الرابعة:

مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، و أمّه رقيقة بنت أبي صيفي ابن هاشم بن عبد مناف بن قصي، فولد مخرمة: صفوان، و به كان يكنى، ثم ذكر غيره و قال: أسلم مخرمة عند فتح مكة، و كان عالما بنسب قريش و أحاديثها، و كانت له معرفة بأنصاب الحرم، فكان عمر بن الخطّاب يبعثه هو و سعيد بن يربوع أبو هود، و حويطب بن عبد العزّى، و أزهر بن عبد عوف، فيحدّدون (2) أنصاب الحرم لعلمهم بها، و كانوا يبدون في بواديها ثم بعثهم عثمان بن عفّان حين ولي الخلافة فحدّدوا (3) أنصاب الحرم إلاّ سعيد بن يربوع فإن بصره كان قد ذهب، فلم يرسله معهم (4).

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال:

و مخرمة بن نوفل بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة، و أمّه رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف، و أمها كلدة بنت عبد مناف بن عبد الدار، أسلم يوم الفتح، و كان من المؤلفة، توفي سنة أربع و خمسين، و هو ابن خمس عشرة و مائة، له حديث.

أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (5):

مخرمة بن نوفل القرشي، والد مسور، له صحبة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

ص: 152


1- بالأصل و م و «ز» و د: خمسة عشر سنة.
2- في المختصر: فيجددون.
3- في المختصر: فجددوا.
4- الإصابة 390/3 و أسد الغابة 349/4.
5- التاريخ الكبير للبخاري 15/8.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

مخرمة بن نوفل بن عبد مناف بن زهرة، والد المسور بن مخرمة القرشي، له صحبة، مات بالمدينة و هو ابن مائة و خمس عشرة سنة، سنة أربع و خمسين، روى عنه ابنه المسور بن مخرمة، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا (2) أبو جعفر الهمذاني، أنا أبو بكر الصفّار، أنا ابن منجويه، أنا أبو أحمد (3)، أخبرني أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الأصبهاني، نا محمّد يعني ابن (4) عبد اللّه بن رستة، نا سليمان - يعني - ابن داود المنقري، نا محمّد - يعني - ابن عمر الواقدي قال: مخرمة بن نوفل كنيته أبو الأسود.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:

أبو المسور مخرمة بن نوفل بن عبد مناف بن زهرة القرشي، له صحبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو صفوان مخرمة.

و قال في موضع آخر: أبو المسور مخرمة بن نوفل بن عبد مناف.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم (5)،نا سليمان بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس (6) قال:

سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: مخرمة بن نوفل الزهري، يكنى أبا المسور.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال:

ص: 153


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 362/8.
2- الخبر التالي موجود في د، و قد سقط من م و «ز».
3- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 363/1 رقم 292.
4- بالأصل و د:«نا محمد نا عبد اللّه بن رستة» و المثبت عن الأسامي و الكنى.
5- زيد في «ز» و م: قراءة.
6- في «ز»: أبا ثم بياض، بدلا من: إياس.

أبو صفوان مخرمة والد المسور بن مخرمة.

و قال في موضع آخر: أبو مسعود مخرمة بن نوفل بن عبد مناف بن زهرة، له صحبة، و لابنه المسور بن مخرمة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال (1):

أبو الأسود و يقال: أبو المسور (2) و يقال: أبو صفوان مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي القرشي الزهري المدني، و أمه رقيقة بنت أبي صيفي (3) بن هاشم بن عبد مناف، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و هو والد المسور بن مخرمة، مات بالمدينة سنة أربع و خمسين، و هو ابن مائة و خمس عشرة (4) سنة (5).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:

مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة، أمّه رقيقة بنت أبي صيفي بن عبد مناف، يكنى أبا المسور، من المؤلفة، أسلم يوم الفتح، روى عنه ابنه مسور.

أنبأنا أبو علي الحدّاد قال: قال أبو نعيم الحافظ:

مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي، أمه رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف، كان من المؤلفة، أسلم عام الفتح، و كان في لسانه فظاظة، يكنى أبا المسور، توفي سنة أربع و خمسين، و له تسعون سنة، و قيل: توفي و هو ابن خمس عشرة و مائة.

أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنا أبو صالح المؤذّن، أنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد ابن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، نا يحيى، نا ابن أبي مريم، أنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير، عن المخرمة بن نوفل، عن أبيه قال:

ص: 154


1- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 362/1 رقم 292.
2- بكسر الميم و سكون السين و فتح الواو و تخفيفها، كما في الاكمال.
3- رسمها مضطرب بالأصل و تقرأ: مصيفى.
4- بالأصل و د:«و خمسة عشر سنة» و المثبت عن م و «ز».
5- من قوله:«مات... إلى هنا ليس في الأسامي و الكنى.

لقد أظهر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الإسلام، فأسلم أهل مكة كلهم، و ذلك قبل أن تفرض الصلاة، حتى إن كان ليقرأ بالسجدة فيسجد و يسجدون، و ما يستطيع بعضهم أن يسجد من الزحام و ضيق المكان لكثرة الناس، حتى قدم رءوس قريش: الوليد بن المغيرة، و أبو جهل، و غيرهما (1)،و كانوا بالطائف في أرضهم، فقالوا: تدعون دين آبائكم؛ فكفروا (2).

أنبأناه عاليا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا أبو الزّنباع، نا يحيى بن بكير، نا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة عن أبيه قال:

لما أظهر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الإسلام أسلم أهل مكة كلهم، و ذلك قبل أن تفرض الصلاة حتى إن كان ليقرأ السجدة فيسجدون، ما يستطيع بعضهم أن يسجد من الزحام، حتى قدم رؤساء قريش: الوليد بن المغيرة، و أبو جهل بن هشام، و غيرهما، و كانوا بالطائف في أرضهم فقالوا: تدعون دين آبائكم، فكفروا.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، و أبو بكر اللفتواني، و أبو طاهر محمّد بن إبراهيم بن مكّي، قالوا: أنا محمود بن جعفر بن محمّد، أنا عم (3) أبي الحسين بن أحمد بن جعفر، أنا إبراهيم بن السندي بن علي، نا الزبير بن بكّار، حدّثني إبراهيم بن محمّد بن عبد العزيز الزهري، عن أبيه، عن ابن شهاب، عن عبيد اللّه (4) بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس.

أن جبريل أرى إبراهيم (5) النبي - صلى اللّه عليه و سلم - موضع أنصاب الحرم، فنصبها (6) ثم جددها قصي بن كلاب، ثم جدّدها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قال ابن شهاب: قال عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، فلما ولي عمر بن الخطّاب بعث أربعة من قريش، فنصبوا أنصاب الحرم: مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة، و أزهر بن عبد عوف، و سعيد بن يربوع، و حويطب بن عبد العزّى (7).

ص: 155


1- مكانها بياض في «ز».
2- الإصابة 391/3.
3- في «ز»: أنبأ عمر (ثم بياض).
4- في م و «ز»: عبد اللّه.
5- مكان «أرى إبراهيم» بياض في «ز».
6- زيد في م و «ز»: «ثم جددها إسماعيل» و هذه الزيادة ليست في د.
7- في «ز»: عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق (1)،حدّثني عبد اللّه بن أبي بكر بن حزم و غيره قالوا:

و أعطى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دون المائة رجالا من قريش: مخرمة بن نوفل بن أهيب الزهري، يعني، من المؤلفة قلوبهم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا خالد بن الياس، عن يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب، عن أبيه قال:

ذهب بصر مخرمة بن نوفل في خلافة عثمان بن عفّان، و كان قبل ذلك فيمن (2)يجدد (3) أنصاب الحرم معرفة بها.

قال محمّد بن عمر: شهد مخرمة بن نوفل مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم حنين، و أعطاه من غنائم حنين خمسين بعيرا.

قال: و رأيت عبد اللّه بن جعفر ينكر أن يكون مخرمة أخذ من ذلك شيئا، و قال: ما سمعت أحدا من أهلي يذكر ذلك.

قال: و أنا ابن حيّوية، أنا عبد الوهّاب بن أبي حية، أنا محمّد بن شجاع، أنا الواقدي قال (4):و أعطى - يعني - النبي صلى اللّه عليه و سلم من غنائم حنين مخرمة بن نوفل خمسين بعيرا، و قد رأيت عبد اللّه بن جعفر ينكر أن يكون أخذ مخرمة من ذلك، و قال: ما سمعت أحدا من أهلي يذكر أنه أعطي شيئا (5)(6).

ص: 156


1- في «ز» و م: أبي إسحاق، تحريف. و الخبر في سيرة ابن هشام 136/4.
2- مكانها بياض في «ز».
3- في «ز»: «تحد» و في م:«تحدد».
4- مغازي الواقدي 946/3.
5- الخبر السابق سقط من م و «ز».
6- ورد هنا في م و «ز» خبر، و قد سقط من الأصل و أخر موضعه في د، إلى ما بعد عدة أخبار، نستدركه للأمانة، و النص عن «ز»: أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر، أنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العباس الورّاق، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا إسحاق بن سيار النصيبي، نا مخلد بن مالك، نا العطاف بن خالد (في م و «ز»: نا العطاف نا مخلد، نا العطاف بن خالد) حدّثني الليث بن سعد عن ابن أبي مليكة أخبره المسور بن مخرمة أن أباه مخرمة أخذ بيده حتى جاء به بيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا بني، ادخل فادع لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فدخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنا غلام، فقلت: يا رسول اللّه هذا أبي على الباب يدعوك، فقام إليه، و أخذ قباء من ديباج مزررا بالذهب، فقال له يا رسول اللّه، أين نصيبي من الثياب التي قسمت بين أصحابك؟ فقال:«هذا قباء خبأته لك يا أبا صفوان» فأخذه و قال: وصلتك رحم، و أرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من ذلك المال بطائفة إلى أهل مكة فوصلهم به، و كان الذي بعث به معه ابن الحضرمي، و قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «التمس رجلا يصحبك» فأتاه فقال: قد وجدت رجلا، فقال:«من وجدت؟» قال: وجدت فلانا الصيمري. قال: فأخرج به معك و البكري أخوك و لا تأمنه» قال: فخرجنا حتى إذا كنا بنافج و هي من حرة ابن صيمرة، قال لابن الحضرمي: إن هاهنا أناسا من قومي آتيهم فأسلم عليهم، فأخذت بهم عهدا فانتظرني، فقال: يا قوم، إن هذا مال بعث به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى قومه، و إنما أنتم قومه امشوا إليه فخذوه، و اللّه ما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول فيه شيئا، فلما جاءوا نافج وجدوا الرجل قد ارتحل، فسأل عنه، فقالوا: و اللّه ما هو إلاّ أن وليت، فذهب، فرجع أصحابه و خرج حتى أدرك صاحبه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن معاوية النيسابوري، نا عبد اللّه بن جعفر قال:

حدثتنا أم بكر بنت مسور أنّ النبي صلى اللّه عليه و سلم قسم قسما فأخطأ ذلك مخرمة، فقال له مخرمة:

أي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ما كنت أرى أن تقسم في قريش قسما فتخطئني، قال:«فإنّي فاعل يا خالي إذا جاءني شيء»، فما لبث أن جاءه قباء من ديباج أو حرير مزرور بالذهب، فوضعه بين يديه، فجعل كلما جاءه إنسان يخشى أن يسأله، قال:«هذا لخالي مخرمة»، حتى جاء مخرمة فأعطاه[11954].

أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد، أنا أبو الطيّب عبد الرزّاق بن عمر بن موسى، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا أبو خالد يزيد بن عبد اللّه ابن موهب، و عيسى بن حمّاد زغبة (1)،قالا: نا الليث، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة قال:

قسم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أقبية (2)،و لم يعط مخرمة شيئا. قال مخرمة: يا بني، انطلق بنا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فانطلقت معه، قال: ادخل، فادعه لي، قال: فدعوته له، فخرج إليه و عليه قباء منها، قال:«خبأت هذا لك»، قال: فنظر إليه، و قال:«رضي مخرمة»[11955].

لفظ أبي خالد.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن

ص: 157


1- رسمها في «ز»: «وع؟؟؟ ة» و فوقها ضبة.
2- أقبية جمع قباء، بكسر القاف، نوع من الثياب.

حمدان، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، نا صالح بن حاتم بن وردان، حدّثني أبي، نا أيوب، عن (1) عبد اللّه بن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة قال (2):

قدمت على النبي صلى اللّه عليه و سلم أقبية، فقسمها بين أصحابه، فقال لي أبي مخرمة: انطلق بنا إليه لعله يعطينا منها شيئا، قال: فجاء أبي إلى الباب فقال: هاهنا هو، فسمع النبي صلى اللّه عليه و سلم صوته، فخرج معه بقباء، فكأني انظر إليه يري أبي محاسن القباء و يقول:«خبأت هذا لك، خبأت هذا لك»[11956].

فقال صالح: فقلت لأبي: لأي شيء فعل هذا النبي صلى اللّه عليه و سلم بمخرمة؟ قال: كان يتّقي لسانه.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا:

أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا ابن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا صالح بن حاتم بن وردان، حدّثني أبي، نا أيوب، عن عبد اللّه بن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال:

قدمت على النبي صلى اللّه عليه و سلم أقبية، فقسمها بين أصحابه، فقال لي أبي مخرمة: انطلق بنا - زاد ابن حمدان: إليه و قالا:- لعله أن يعطينا منها شيئا، قال: فجاء أبي إلى الباب، فقال:

هاهنا، و هو يسمع النبي صلى اللّه عليه و سلم صوته، فخرج معه بقباء، فكأني - و قال ابن حمدان: قال فكأني - انظر إليه يري أبي محاسن القباء و هو يقول:«خبأت هذا لك»[11957].

قال أبو محمّد صالح: فقلت لأبي: لأي شيء فعل هذا النبي صلى اللّه عليه و سلم بمخرمة؟ قال: يتقي - و في حديث ابن حمدان: فقال: كان يتقي - لسانه.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، ثنا أبو علي محمّد بن الحسين بن محمّد - قراءة - أنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا (3)-قراءة عليه - نا الحسين بن محمّد بن عفير الأنصاري، نا أبو الخطاب، نا زياد بن يحيى الحسّاني، ثنا حاتم بن وردان، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة قال:

ص: 158


1- تحرفت في م و «ز» إلى: بن.
2- من هذا الطريق في أسد الغابة 349/4-350.
3- رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 247/1 و انظر أسد الغابة 349/4-350.

قدمت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أقبية، فقال لي أبي مخرمة: اذهب بنا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعله أن يعطينا منها شيئا، قال: فأتيناه، فسمع كلام أبي على الباب، قال: فخرج إلينا و في يده قباء و هو يري أبي محاسنه و يقول:«خبأت هذا لك»[11958].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا الحميدي، نا سفيان، عن عمرو قال:

كسا النبي صلى اللّه عليه و سلم مخرمة حلة، و قال: ما أرى العبقريّ مثلها، و قال له:«إن قدمت مكة اشتراها منك صفوان بن أبي أمية، أو حكيم بن حزام بأربعين أوقية»، قال: فقدم مكة، فاشتراه منه أحدهما بذاك.

أخبرنا (1) أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور شكرويه، و محمّد بن أحمد بن علي السمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد المحاملي، نا أحمد بن منصور بن زاج (2)، نا النضر، نا أبو عامر، عن أبي يزيد المدني، عن عائشة قالت:

جاء مخرمة بن نوفل فلما سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صوته قال:«بئس أخو العشيرة» فلما دخل بشّ (3) به حتى خرج قالت: قلت له: يا رسول اللّه قلت له و هو على الباب، فلمّا دخل بششت (4) به حتى خرج، قالت: أظنه (5) قال:«أ عهدتني فحاشا؟ إنّ شرّ الناس من يتّقى شرّه»[11959].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري (6)،و أبو الحسين (7) أحمد ابن محمّد بن النقور، و أبو محمّد بن أبي عثمان، قالوا: أنا أحمد بن محمّد بن موسى بن الصلت، نا إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي، نا خلاّد بن أسلم، نا النضر بن شميل (8)،نا أبو عامر [الخزاز]، ثنا أبو يزيد المدني عن عائشة قالت:

ص: 159


1- الخبر التالي أخّر موضعه في د.
2- تحرفت بالأصل إلى:«بن اج» و المثبت عن د و «ز»، و فوقها في «ز»: ضبة.
3- في «ز»: «نسيء به» و على هامشها:«نشنش» و بعدها صح.
4- في «ز» و م: نشنشت.
5- غير واضحة بالأصل و بدون إعجام، و المثبت عن «ز».
6- تحرفت بالأصل و م و د و «ز» إلى: التستري.
7- تحرفت بالأصل و م و د و «ز» إلى: الحسن.
8- من طريقه رواه ابن الأثير في أسد الغابة 350/4.

جاء مخرمة بن نوفل، فلما سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم صوته قال:«بئس أخو العشيرة» فلما دخل بششت (1) به حتى خرج، قلت: يا رسول اللّه قلت له و هو على الباب ما قلت، فلما دخل بششت (2) به حتى خرج فقال أظنه قالت: فقال: عهدتني فحّاشا، إنّ شر الناس من يتقى شرّه»[11960].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا الهيثم بن كليب، نا عيسى بن أحمد العسقلاني، نا النضر بن شميل، نا أبو عامر الحرّاني، عن أبي يزيد المدني، عن عائشة قالت:

جاء مخرمة بن نوفل، فلمّا سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم صوته قال:«بئس أخو العشيرة» فلما جاء أدناه، فذكر الحديث[11961].

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا [أبو] (3)جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، ثنا أحمد بن سليمان، نا الزبير، حدّثني مصعب ابن عثمان قال:

سمع المسور بن مخرمة أباه مخرمة بن نوفل الزهري يشاتم رجلا فقال: يا أبا صفوان انصف الناس، قال: و من أنت؟ قال: من ينصحك و لا يغشك، فقال: مسور؟ قال مسور.

قال: فأخذت بثيابه و تشبثت به، فقال: اذهب بنا إلى مكة أريني بيت أمك و نريك بيت أمّي، فقال: غفر اللّه لك يا أبة، إنّما فضلك فضلي.

قال: و أم مخرمة بن نوفل بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف، و أم مسور بنت عوف بن عبد عوف (4) الزهري (5).

أخبرنا (6) أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر، أنا أحمد، نا الزبير، حدّثني عبد الرّحمن بن عبد اللّه (7) الزهري قال:

ص: 160


1- بدون إعجام بالأصل، و في د، و م، و «ز»: «تنشنش به».
2- إعجامها مضطرب بالأصل، و في م و «ز» و د: نشنشت به».
3- سقطت من الأصل و م و «ز»، و المثبت عن د.
4- كذا بالأصل و م و د، و كانت:«عوف» في «ز» ثم محيت و كتب فوقها: اللّه.
5- هي عاتكة بنت عوف أخت عبد الرحمن، كما في الإصابة.
6- رواه ابن الأثير في الإصابة 391/3.
7- الخبر في الإصابة 391/3 و فيها: عبد الرحمن بن عبدان الزهري.

قال معاوية بن أبي سفيان يوما و عنده عبد الرّحمن بن الأزهر: من لي من مخرمة بن نوفل ما يضعني من لسانه تنقصا، فقال له عبد الرّحمن بن الأزهر (1):أنا أكفيكه يا أمير المؤمنين، فبلغ ذلك مخرمة بن نوفل، فقال: جعلني عبد الرّحمن بن الأزهر يتيما في حجره يزعم لمعاوية أنه يكفيه إيّاي، فقال له ابن برصا الليثي: إنه عبد الرّحمن بن الأزهر، فرفع عصا في يده فضربه فشجّه، و قال: أعداؤنا (2) في الجاهلية و حسدتنا في الإسلام، و تدخل بيني و بين ابن الأزهر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الدّرّ ياقوت ابن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو طاهر المخلّص، أنبأ أحمد بن سليمان (3) الطوسي، نا الزبير بن بكّار، نا عمي مصعب بن عبد اللّه، عن جدي، عن عبد اللّه بن مصعب قال:

كان مخرمة بن نوفل بن أهيب الزهري بالمدينة، و هو شيخ كبير أعمى، و قد كان بلغ مائة و خمس عشرة سنة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر الذهبي، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال: و أخبرني مصعب بن عثمان قال:

لما حضرت مخرمة بن نوفل الوفاة بكته ابنته فقالت: وا ابتاه كان هينا لينا، فقال: من النادبة؟ فقالوا: ابنتك، قال: تعالي، فجاءت، فقال: ليس هكذا يندب مثلي، قولي: وا ابتاه، كان هشيما شيظما (4)،كان أبا عصيا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا أبو علي بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال: قال محمّد بن عمر: و مات مخرمة بالمدينة سنة أربع و خمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان، و كان يوم مات ابن مائة و خمس عشرة.

ص: 161


1- من قوله: الأزهر... إلى هنا سقط من «ز».
2- بالأصل و م و د:«أعدائك» و المثبت عن «ز»، و الإصابة.
3- كذا بالأصل و م و د، و في «ز»: سليم.
4- الشيظم: الطويل الجسيم الفتي من الإبل و الخيل و الناس. و الشيظم الأسد،(القاموس).

أخبرنا أبو القاسم يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن إبراهيم بن جامع، نا أبو الزنباع.

ح و أخبرنا أبو علي الحدّاد و غيره - إذنا - قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد، نا أبو الزنباع روح بن الفرج المصري، نا يحيى بن بكير قال:

توفي مخرمة بن نوفل و يكنى (1) أبا المسور سنة أربع و خمسين و سنة تسعون، [سنة] (2) أسلم يوم الفتح و هو من المؤلفة - زاد سليمان: و قد قيل: و هو ابن خمس عشرة سنة و مائة-.

أخبرنا أبو غالب بن الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (3) قال:

و فيها - يعني - سنة أربع و خمسين مات مخرمة بن نوفل.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال ابن نمير و الهيثم بن عدي و المدائني:

و في سنة أربع و خمسين مات حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي، و مخرمة بن نوفل أبو المسور.

و ذكر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح، عن الهيثم و المدائني بذلك، و محمّد ابن يوسف بن بشر الهروي، أخبره ابن عبد اللّه بن سليمان، عن ابن عمير بذلك.

قال أبو سليمان: مات مخرمة و هو ابن مائة و خمس عشرة سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي، عن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني أبو الحسن الصيرفي، أخبرني أبي محمّد بن المغيرة، حدّثني أبو عبيد قال:

سنة أربع و خمسين توفي فيها مخرمة بن نوفل بن عبد مناف بالمدينة.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ص: 162


1- بالأصل:«توفي» تحريف، و المثبت عن م، و «ز»، و د.
2- زيادة عن «ز» و م.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 223 (ت. العمري).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوال (1)،نا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال:

و فيها - يعني (2)-سنة أربع و خمسين مات مخرمة بن نوفل بن أهيب بالمدينة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الغلابي، نا أبي قال: و قال الواقدي: مات مخرمة بن نوفل سنة خمس و خمسين، و هو ابن خمس عشرة و مائة سنة.

ذكر من اسمه مخلد

7275 - مخلد بن خالد بن يحيى بن محمّد بن يحيى بن حمزة

أبو علي الحضرميّ البتلهي عمّ أبي القاسم خالد بن محمّد بن خلدون

حدّث عن ابن عمّه أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة.

روى عنه: أبو الحسن علي بن عمر بن سهل الحريري البغدادي.

و قد صحّف اسمه، إنّما هو محمّد بن خالد، و قد تقدم.

كتب إليّ أبو طالب الحسين بن محمّد الزينبي (3)،و حدّثنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن، أنا القاضي أبو القاسم التنوخي، نا أبو الحسن علي بن عمرو بن سهل بن حبيب بن خلاّد بن حمّاد بن إبراهيم السلمي، نا أبو علي مخلد بن خالد بن يحيى بن محمّد بن يحيى بن حمزة الحضرميّ - في بيت لهيا - حدّثني أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، حدّثني أبي عن أبيه قال:

صلّى بنا المهدي أمير المؤمنين المغرب، فجهر ببسم اللّه الرّحمن الرحيم، فقلت: يا أمير المؤمنين، ما هذا؟ فقال: حدّثني أبي عن أبيه عن جده عن ابن عبّاس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم جهر ببسم اللّه الرّحمن[11962].

ص: 163


1- كذا رسمها بالأصل و م، و د، و «ز»، و فوقها في «ز»: ضبة.
2- أقحم بعدها بالأصل و م:«مات» و قد شطبت من «ز»، و ليست في د.
3- تحرفت في «ز» إلى: الربيني.

[قال ابن عساكر:] (1) كذا قال، و الصواب محمّد بن خالد، و قد تقدم ذكره.

7276 - مخلد بن زياد بن أبي محمّد بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية

ابن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي السفياني (2)

كان مع أبيه إذ مضى إلى المدينة، و قتل هو و أبوه بها.

7277 - مخلد بن علي السّلامي الشّاعر

حكى عن دعبل بن علي الخزاعي، و سعيد بن عثمان النهراني - نزيل مصر-.

حكى عنه: أبو الميمون بن راشد، و أبو بكر أحمد بن سعيد الطائي، و الحسن بن القاسم بن دحيم.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد قال: سمعت أبا الميمون بن راشد يقول: أنشدني مخلد بن علي:

ما ذاق طعم الغني من لا قنوع له *** و لا يرى (3) قانعا ما عاش منتظرا

و العرف من نابه تحمد مغبّته *** ما ضاع عرف و لو أوليته حجرا

أنبأنا أبو الفرج عبد بن علي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو القاسم التنوخي، نا محمّد بن عمران المرزباني، أنشدني أبو بكر أحمد بن سعيد الطائي الدمشقي في مجلس أبي الحسن الأخفش قال: أنشدني مخلد بن علي السّلامي يهجو نوح بن عمرو بن حويّ فقال:

أشكو و يشكو سوء حالاته *** فلست أدري أينا السائل

لو كان لي شيء لآسيته (4) *** لأنه المسكين يستأهل

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن (5) عبد العزيز بن أحمد الكتاني (6)-و نقلته من خطّه - أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عمر بن نصر بن محمّد البزار، أنشدنا أبو الميمون بن راشد، أنشدنا مخلد بن علي السّلامي:

ص: 164


1- زيادة منا.
2- جمهرة أنساب العرب ص 112.
3- في «ز»: يدنى، و فوقها ضبة.
4- مكانها بياض في «ز»، و بالأصل:«لا أوسسه» و في م و د: لواسيته.
5- تحرفت بالأصل و م و د، و «ز» إلى «بن».
6- تحرفت بالأصل و م، و د، و «ز» إلى: اللباني.

و لي صاحبان على هامتي *** قعودهما مثل حدّ الوتد

ثقيلان ما عرفا راحة *** فهذا الصّداع و هذا الرمد

7278 - مخلد بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب

7278 - مخلد بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام (1) بن كعب بن غنم بن كعب

ابن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج (2)

شهد غزوة مؤتة و رزق بها الشهادة.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عن (3) رشأ بن نظيف، أنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، حدّثني أبو قرة - يعني - محمّد بن حميد الرّعيني، نا سعيد بن، نا مفضّل بن فضالة بن أبي طاهر عبد الملك بن محمّد بن أبي بكر، عن عمّه عبد اللّه بن أبي بكر - يعني - ابن محمّد بن عمرو بن حزم، قال:

قتل فيها - يعني - مؤتة من سلمة: مخلد بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب ابن غنم بن كعب بن سلمة، لا عقب له.

7279 - مخلد بن محمّد بن أبي صالح أبو هاشم الحرّاني

مولى عثمان بن عفّان.

كان في عسكر مروان بن محمّد، و شهد دخوله دمشق و بيعته بها بالخلافة.

حكى عنه عبد الوهّاب بن إبراهيم بن خالد (4) بن يزيد بن هريم الموصلي أخو أحمد بن إبراهيم، و منصور بن أبي مزاحم.

7280 - مخلد بن يزيد بن المهلّب بن أبي صفرة أبو خداش الأزديّ

7280 - مخلد بن يزيد بن المهلّب بن أبي صفرة (5) أبو خداش الأزديّ (6)

أحد الأسخياء الممدوحين.

ص: 165


1- حرام بمهملتين، كما نص عليها في الإصابة.
2- ترجمته في الإصابة 392/3 رقم 7844 نقلا عن ابن عساكر.
3- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى:«بن» و التصويب عن د.
4- كذا بالأصل و م و د، و في «ز»: خلف.
5- في «ز»: «صقر» و في م:«صفن» و في د فكالأصل.
6- أخباره في تاريخ جرجان (الفهارس)، و المعارف (الفهارس) و تاريخ خليفة بن خيّاط (الفهارس) و جمهرة أنساب العرب ص 368 و وفيات الأعيان 284/6 نقلا عن ابن عساكر.

وفد على عمر بن عبد العزيز يكلّمه في أمر أبيه لما حبس، و مات في حياة أبيه بالشام.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أنا أبي [أبو] (1) يعلى.

ح و أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين (2) بن المهتدي، قالا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على ابن عمرو حدّثكم المهدي و الهيثم بن عدي قال: قال ابن عياش:

مخلد بن يزيد بن المهلّب، يكنى أبا خداش.

كان في الأصل محمّد بن يزيد، و هو وهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال:

مخلد بن يزيد بن المهلّب أبو خداش.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، نا الأصمعي، نا روح بن قبيصة المهلبي، عن أبيه قال:

قال يزيد بن المهلّب لابنه مخلد: يا بني، استفر الكاتب، و استحدّ الحاجب، فإنّ كاتب الرجل لسانه، و حاجبه وجهه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا محمّد بن موسى، نا الزيادي قال:

قال يزيد بن المهلّب لابنه مخلد حين ولاّه جرجان: استطرق كاتبك، و استعطر حاجبك.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، أنا أحمد بن عمر بن بسطام، نا الحسين بن سعد، نا جدي علي بن الحسن، حدّثني أبي قال:

ص: 166


1- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و في م و «ز»: أنا أبو يعلى.
2- تحرفت بالأصل و م، و د، و «ز» إلى: الحسن.

رأيت عكرمة على بغلة خضراء حملني عليها البارحة (1) الأمير مخلد بن يزيد.

أنبأنا أبو محمّد المبارك بن أحمد بن يزيد الكندي، أنا عاصم بن الحسن - قراءة عليه - أنا أبو الحسين بن بشران - إجازة - أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا قال: حدّثني أبو الحسن الشيباني، نا شعيب بن صفوان، أنا حمزة بن بيض (2)(3) دخل على ابن يزيد بن المهلّب - يعني: مخلد بن يزيد - في السجن فأنشده (4):

أتيناك في حاجة فاقضها *** و قل مرحبا يجب المرحب

فقال: مرحبا.

و لا تكلنّا إلى معشر *** متى يعدوا عدّة يكذبوا

فإنّك في الفرع من أسرة *** لهم خضع الشرق و المغرب

و في أدب فيهم ما نشأت *** فنعم لعمرك ما أكسبوا (5)

بلغت لعشر مضت من سني *** ك كما بلغ السيد الأشيب

فهمّك فيها جسام الأمور *** و همّ لداتك أن يلعبوا

وجدت (6) فقلت: أ لا سائل *** فيسأل أو راغب يرغب

فمنك العطية للسائلين *** و ممن ينوبك (7) أن يطلبوا

قال: هات حاجتك، فقضاها.

قال أبو الحسين: و لا أحسبه إلاّ قال: و أمر له بعشرة آلاف.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه (8) بن نصر بن الزاغوني (9)،أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن عبيد اللّه بن عثمان السكري، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى بن الصلت

ص: 167


1- في «ز»: الأمير البارحة، و فوقهما علامتا تقديم و تأخير.
2- بيض ضبطها بعضهم بكسر الباء، و بعضهم بفتحها،(راجع تاج العروس: بيض).
3- ترجمته و أخباره في الأغاني 202/16 و ما بعدها.
4- الأبيات في وفيات الأعيان 285/5 و الأغاني 203/6.
5- في الأغاني و الوفيات: أدبوا.
6- بالأصل و م، و «ز»، و د؛«و جرت» و المثبت عن الأغاني و الوفيات.
7- رسمها بالأصل و م و د:«ننوبل» و في «ز»: «بنزيل» و فوقها ضبة و المثبت عن الأغاني، و في الوفيات: ببابك.
8- بالأصل و م و د، و «ز»: عبد اللّه، و المثبت عن المشيخة 191/ب.
9- بدون إعجام بالأصل و «ز» و رسمها فيهما:«الداعولي» و في د و م: الراعولي.

الأهوازي، نا أبو عمر حمزة بن القاسم الهاشمي، نا حنبل بن إسحاق بن حنبل، نا أحمد بن محمّد بن الوليد الأزرقي، نا عبد الرّحمن بن حسن عن أبيه.

أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى الجراح بن عبد اللّه: أمّا بعد، فإنه بلغني أنك كنت لمخلد بن يزيد، و المهلب بن يزيد و لآل المهلب أمّا فرشت فأنامت أولادها.

فكتب إليه الجرّاح: أما بعد يا أمير المؤمنين، كتبت إليّ في عهدك أن لا أوثق أحدا من خلق اللّه تعالى وثاقا يمنع صلاة، و لا أبسط على أحد من خلق اللّه عذابا، فأنت - يا أمير المؤمنين - الأم التي فرشت فأنامت، لمخلد بن يزيد، و لآل المهلب و لجميع رعيتك.

قال: و كان قد أوثقه في سلسلة بركن قال: فدعا مخلدا، فقال: إن شئت أن تفتر عندنا على حالك التي أنت عليها، و إن شئت أن ألحقك بأمير المؤمنين، و لا أراه إلاّ خيرا لك، قال: فألحقني بأمير المؤمنين، قال: فدفعه إليه، فأطلقه عمر بن عبد العزيز.

قرأت بخط عبد الوهّاب الميداني - في سماعه من أبي سليمان بن زبر - أنا أبي، أنا عبد اللّه بن أبي سعد، نا محمّد بن عبد اللّه بن طهمان، حدّثني قبيصة بن عمر المهلبي قال (1):

لما حبس عمر بن عبد العزيز يزيد بن المهلّب و قد كان فتح جرجان و طبرستان و أخذ صول (2) رئيسا من رؤسائهم (3) فأصاب أموالا كثيرة، و عروضا كثيرة، فكتب إلى سليمان بن عبد الملك: إنّي قد فتحت طبرستان و جرجان، و لم يفتحهما (4) أحد من الأكاسرة، و لا أحد ممن كان بعدهم غيري، و أنا باعث إليك بقطران عليها الأموال و الهدايا، يكون أولها عندك و آخرها عندي.

فلمّا أفضت الخلافة إلى عمر بعد ذلك بيسير و هلك سليمان أخذه عمر بهذه العدة لسليمان فحبسه، فقدم مخلد ابنه فلما صار بالكوفة أتاه حمزة بن بيض في جماعة من أهل الكوفة، فقام بين يديه فقال:

أتيناك في حاجة فاقضها *** و قل مرحبا يجب المرحب

ص: 168


1- الخبر في وفيات الأعيان 285/6-286 نقلا عن ابن عساكر.
2- قال ابن خلكان: كان صاحب جرجان، و هو جد إبراهيم بن العباس الصولي و أبي بكر محمد بن يحيى الصولي الأديبين الشاعرين المشهورين.
3- بالأصل: رؤوساءهم.
4- بالأصل، و «ز»، و م و د: بفتحها، و المثبت عن وفيات الأعيان.

و لا تكلنّا إلى معشر *** متى يعدوا عدة يكذبوا

فإنّك في الفرع من أسرة *** لها خضع الشرق و المغرب

و في أدب فيهم ما نشأت *** فنعم لعمرك ما أدّبوا

بلغت لعشر خلت من *** سنيك ما يبلغ السيّد الأشيب

و في غير هذه الرواية بيت آخر و هو:

فهمّك فيها جسام الأمور *** و هم لداتك أن يلعبوا

ثم رجعنا إلى رواية ابن زبر، قال: فكلّمه في عشر ديات، فأعطاه مائة ألف درهم، فلمّا دخل دمشق و أراد الدخول على عمر لبس ثيابا مستنكرة، و قلنسوة لاطئة فقال له عمر:

لقد شمرت، قال: إذا شمّرتم شمّرنا، و إذا أسبلتم أسبلنا، ثم قال له: ما بالك و قد وسع الناس عفوك، حبست هذا الشيخ فإن يكن عليه بيّنة عادلة فاحكم عليه، و إلاّ فيمينه أو فصالحه على ضياعه.

فقال يزيد بن المهلّب: أما اليمين فلا تحدث العرب أنّ يزيد بن المهلّب صبر عليها و لكن ضياعي فيها وفاء لما نطلب.

و مات (1) مخلد و هو ابن سبع و عشرين سنة، فقال عمر: لو أراد اللّه بهذا الشيخ خيرا لأبقى له هذا الفتى.

قال: و قال غيره: إنّ مخلد بن يزيد أصابه الطاعون فمات.

أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود الخيّاط، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد ابن أحمد بن الحسين، أنا أبو عبيد اللّه المرزباني - إجازة - أخبرني محمّد بن العبّاس، نا محمّد بن يزيد النحوي، نا ابن عائشة قال (2):

لما مات مخلد بن يزيد بن المهلّب صلّى عليه عمر بن عبد العزيز و تمثّل:

بكّوا حذيفة لن تبكّوا مثله *** حتى تبيد قبائل لم تخلق

ثم قال: لو أراد اللّه بأهل هذا البيت خيرا لأبقى لهم هذا الغلام.

قال: و أنا أبو عبيد اللّه - إجازة - قال: كتب إليّ أحمد بن عبد العزيز، أنا عمر بن عتبة،

ص: 169


1- من هنا إلى آخر الخبر ليس في «ز».
2- الخبر و البيت في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 270 و التعازي و المراثي ص 26.

حدّثني حاتم بن قبيصة المهلبي، حدّثني عيسى بن أبي عيسى قال (1):

صلّى عمر بن عبد العزيز على مخلد بن يزيد بن المهلّب ثم قال: مات اليوم فتى العرب، ثم أنشد متمثّلا:

على مثل عمرو تذهب النفس حسرة *** و تضحى وجوه القوم مغبرّة سودا (2)

قال: و أنا أبو عبيد اللّه - إجازة-، نا ابن دريد، أنا عبد الأول بن مرثد، عن خالد بن خداش أنّ مخلد بن يزيد لما مات وقف عمر بن عبد العزيز على قبره و تمثّل:

على مثل عمرو تذهب النفس حسرة *** و تضحى وجوه القوم مغبرّة سودا

أخبرنا أبو بكر محمّد بن نصر اللفتواني، نا عبد الوهّاب بن محمّد بن إسحاق، أنا الحسن بن معبد بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد قال:

حدّثت عن نصر بن علي بن وهب بن جرير، عن أبيه، عن يزيد بن حازم قال: أو سمعت من محمّد بن أبي عنبسة قال: لمّا مات مخلد بن يزيد بن المهلّب وقف عمر بن عبد العزيز على قبره فقال:

على مثل عمرو يهلك المرء حسرة *** و تضحى وجوه القوم مسودة غبرا

قال: و نا عبد اللّه قال: و حدّثت عن خالد بن خداش قال: لما مات مخلد بن يزيد رثاه حمزة بن بيض فقال (3):

أ مخلد هجت حزني و اكتئابي *** و فلّ عليك يوم هلكت نابي

و عطّلت الأسرة منك إلاّ *** سريرك يوم تحجب بالثياب

و آخر عهدنا بك يوم يحثى *** عليك بدابق سهل التراب

تركت عليك أم الفضل حرّا *** تلدّد في معطلة خراب

تنادي والها بالويل منها *** و ما داعيك مخلد بالمجاب

أ ما لك أوبة ترجّى إذا ما *** رجا الغيّاب عاقبة الإياب

و ليت حريبتي فمضت و ذخري *** فكيف تصبّري بعد احترابي

ص: 170


1- الخبر و البيت في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 270 من طريق خالد بن خداش.
2- الذي في سيرة عمر: و تضحي وجوه القوم مسودة غبرا.
3- البيتان الثاني و الثالث في وفيات الأعيان 286/6.

أبعدك ما بقيت (1) أبا خراش (2) *** و قد بغّضتني برد الشراب

قال: و كان مخلد يسمى: أبا خداش.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن مجاهد، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن المسلمة - إجازة - عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى، نا ابن دريد، أنا عبد الأول ابن مرثد، عن خالد بن خداش.

قال: و حدّثني أحمد بن محمّد الجوهري، و أحمد بن إبراهيم البزار، قالا: نا الغنوي (3)،نا أبو مسلم المرعشي، نا خالد بن خداش.

قال: لما مات مخلد بن يزيد بن المهلّب وقف عمر على قبره و تمثّل:

على مثل عمرو تهلك النفس حسرة *** و تضحى وجوه القوم سوداء مغبرّة

و رثاه حمزة بن بيض الحنفي فقال:

أ مخلد هجت حزني و اكتئابي *** و فلّ عليك يوم هلكت نابي

و عطّلت الأسرة منك إلاّ *** سريرك يوم تحجب بالثياب

و آخر عهدنا بك يوم يحثى *** عليك بدابق سهل التراب

تركت عليك أم الفضل حرّى *** تلدّد في معطّلة خراب

تنادي والها بالويل منها *** و ما داعيك مخلد بالمجاب

أ ما لك أوبة ترجى إذا ما *** رجا الغيّاب عاقبة الإياب

و ليت حريبتي فمضت و ذخري *** فكيف تصبّري بعد احترابي

لفقدك ما بقيت أبا خراش *** و قد بغّضتني برد الشراب

قال: و حدّثني أحمد بن محمّد الجوهري، و أحمد بن إبراهيم البزّار، قالا: حدّثنا الغزي (4)،نا أبو مسلم المرعشي، نا خالد بن خداش قال:

مات مخلد بن يزيد بن المهلّب و هو ابن ست و عشرين سنة، و صلّى عليه عمر بن عبد العزيز، و قام على قبره و قال: لو أراد اللّه بيزيد خيرا لأبقى له هذا الفتى، لقد كان من فتيان

ص: 171


1- بالأصل:«أبعدك أبقيت» و المثبت عن م و «ز»، و د.
2- كذا بالأصل، و م، و د، و «ز» هنا: خراش، بالراء، و سينبه المصنف أن كنية مخلد: أبو خداش.
3- كذا رسمها بالأصل و م، و «ز»، و في د: الغزي.
4- كذا بالأصل و م، و «ز» هنا، و مرّ قريبا: الغنوي و في د هنا: العبري.

العرب، و قال الفرزدق يرثيه فقال (1):

و ما حملت أيديهم من جنازة *** و ما ألبست أثوابها مثل (2) مخلد

أبوك الذي تستهزم الخيل باسمه *** و إن كان فيها قيد شبر مطرد (3)

و قد علموا إذا شدّ حقويه أنه *** هو الليث، ليث الغيل (4) لا بالمعرّد (5)

قال: و قال الفرزدق يرثي يزيد بن المهلّب (6):

أبا خالد حارت (7) خراسان بعدكم *** و قال ذوو الحاجات: أين يزيد؟

و لا مطر المروان (8) بعدك قطرة *** و لا اخضرّ بالمروين بعدك عود

7281 - مخلد بن يزيد بن يعلى بن قسيم بن نجيح القرشي

من أهل ناحية العبّادية (9)،له ذكر فيما ذكر أحمد بن محمّد بن أبي العجائز.

7282 - مخلد بن يزيد أبو خداش، و يقال: أبو يحيى، و يقال: أبو خالد،

و يقال: أبو الحسن القرشي الحرّاني (10)

سمع بدمشق و غيرها: سعيد بن عبد العزيز، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، و يحيى بن حمزة القاضي، و سعيد بن بشير (11) و ابن جريج، و معقل بن عبيد اللّه الجزري، و الأحوص بن حكيم، و جعفر بن برقان، و سفيان الثوري.

روى عنه: عبد اللّه بن محمّد النّفيلي، و أبو أمية عمرو بن هشام الحرانيّان، و عثمان بن

ص: 172


1- الأبيات في وفيات الأعيان 286/6 منسوبة للفرزدق، و هي في ديوان الفرزدق 163/1 (طبعة دار صادر - بيروت).
2- بالأصل و م، و د، و «ز»: «الليل» و المثبت عن الديوان.
3- عجزه في ديوانه: و إن كان منها سير شهر مطرد.
4- الديوان: ليث الغاب.
5- المعرد: الهارب فزعا.
6- البيتان في ديوان الفرزدق 137/1 (طبعة دار صادر - بيروت).
7- في الديوان: بادت.
8- قوله: المروان. و المروين، تثنية: مرو، إحداهما: مرو الشاهجان و هي العظمى، و الأخرى: مرو الروذ، و هي الصغرى. و كلتاهما مدينتان مشهورتان بخراسان.
9- العبادية: من قرى المرج،(معجم البلدان).
10- ترجمته في تهذيب الكمال 495/17 و تهذيب التهذيب 395/5 و الجرح و التعديل 347/8 و التاريخ الكبير 7/ 437 و ميزان الاعتدال 84/4 و المغني في الضعفاء 648/2 و تحرف اسمه في م و «ز» إلى: مدرك.
11- بالأصل و م و «ز»: «نسيم» و في د:«بشر» و المثبت عن تهذيب الكمال.

أبي شيبة، و محمّد بن عبد اللّه بن نمير، و إبراهيم بن الحسن المقسمي الأنطاكي، و أحمد بن محمّد بن حنبل، و هارون بن معروف، و موسى بن عبد الرّحمن الحلبي القلاّء (1).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا الوليد بن مسلم، نا سعيد بن عبد العزيز، و مخلد بن يزيد، أنا سعيد المغني عن سليمان بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر قال:

سمع ابن عمر صوت زمّارة راعي (2)،فوضع إصبعيه في أذنيه، و عدل راحلته عن الطريق و هو يقول: أيا نافع، أ تسمع؟ فأقول: نعم، قال: فيمضي حتى قلت: لا، قال:

فوضع يديه و أعاد الراحلة إلى الطريق، و قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سمع صوت زمّارة راعي فصنع مثل هذا.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (3)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الحربي (4)،نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، نا إبراهيم بن الحسن الأنطاكي، أنا مخلد بن يزيد، عن يحيى بن حمزة، عن الحكم بن عبد اللّه، عن القاسم، عن أسماء قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ليس على النساء أذان و لا إقامة و لا جماعة»[11963].

قال (5):و أنا الحربي، نا عبد اللّه بن أبي فروة الرهاوي، نا أبو عثمان سعيد بن عبد الرّحمن الراذاني (6) الحرّاني (7)،نا مخلد بن يزيد القرشي الحرّاني أبو يحيى، نا سفيان بن سعيد الثوري عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب عن محمّد بن الحنفية، عن أبيه علي بن أبي طالب رفعه إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«مفتاح الصلاة الطهور، و تحريمها التكبير، و تحليلها التسليم»[11964].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد

ص: 173


1- ترجمته في تهذيب الكمال 483/18.
2- كذا بالأصل و م و د، و «ز»: راعي، بإثبات الياء.
3- في «ز»: المرزقي تصحيف.
4- تحرفت بالأصل و م و د إلى:«المزني» و إعجامها مضطرب في «ز»، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 609/17.
5- القائل: أبو الحسين بن المهتدي.
6- بالأصل: الرداني، و المثبت عن «ز»، و د.
7- من قوله: الرهاوي إلى هنا ليس في م.

أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد، أنا محمّد، نا البخاري قال (1):

مخلد بن يزيد الحرّاني أبو الحسن (2)،سمع ابن جريج، و معقل بن عبيد اللّه (3).

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد (4)-إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):

مخلد بن يزيد الحرّاني الجزري أبو الحسن، روى عن الأحوص بن حكيم، و ابن جريج، و سعيد بن عبد العزيز، و عبد اللّه بن العلاء، و ابن ثوبان، و جعفر بن برقان، روى عنه ابن نفيل الحرّاني، و عمرو بن هشام أبو (6) أمية، و [أبو بكر] (7) بن أبي شيبة، و محمّد بن عبد اللّه بن نمير، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا علي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:

أبو (8) خداش مخلد بن يزيد الحرّاني، عن ابن جريج، روى عنه النّفيلي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر بن جعفر بن يحيى، أنا أبو منصور الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو الحسن مخلد بن يزيد الحرّاني عن ابن جريج.

و قال في موضع آخر: أبو خالد مخلد بن يزيد الحرّاني.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا ابن منجويه، أنا الحاكم أبو أحمد الحافظ قال (9):

ص: 174


1- التاريخ الكبير للبخاري 437/7-438.
2- في التاريخ الكبير: أبو خداش.
3- كذا بالأصل، و م، و د، و «ز»، و قوله:«و معقل بن عبيد اللّه» ليس في التاريخ الكبير، و مكانه فيه:«روى عنه يحيى الحماني و إسحاق أبو الصلت».
4- تحرفت في «ز»، و م إلى: أحمد.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 347/8.
6- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى:«ابن» و المثبت عن الجرح و التعديل و د.
7- الزيادة عن «ز»، و م، و د، و الجرح و التعديل.
8- بالأصل و م و «ز»: «أبا» و المثبت عن د.
9- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 341/4 رقم 2048.

أبو خداش، و يقال: أبو يحيى مخلد بن يزيد الجزري الحرّاني، سمع أبا خالد بن جريج، و مسعر بن كدام، و الثوري، روى عنه أبو جعفر النفيلي، و ابن راهويه، و الحمّاني (1)، كنّاه مسلم.

و قال في باب أبي يحيى: كنّاه لنا أبو عروبة.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق الأصبهاني، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري قال:

مخلد الغفاري: الميم مفتوحة، و الحاء ساكنة، و مخلد مثله أيضا، ابن يزيد الحرّاني، روى عنه الأحوص بن حكيم، و سفيان الثوري، روى عنه النفيلي و غيره.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو النصر الكلاباذي قال:

مخلد بن يزيد أبو الحسن الحرّاني، سمع ابن جريج، روى عنه محمّد بن سلام في الأدب بالقرب من آخره، و الجمعة، و بدء الخلق.

قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم، عن أبي الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا دعلج بن أحمد السّجزي (2)،أنا أبو العباس أحمد بن علي الأبار قال: سألت علي بن الميمون عن مخلد بن يزيد فقال: كان قرشيا، نعم الشيخ (3)(4).

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت له - يعني - يحيى بن معين: مخلد بن يزيد ما حاله؟ فقال: ثقة.

ص: 175


1- يعني أبا زكريا يحيى بن عبد الحميد الحماني.
2- تحرفت بالأصل و م و د إلى: الشجري، و في «ز»: الشجيري. و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في سير الأعلام 30/16 و فيها: السجستاني.
3- تهذيب الكمال 496/17.
4- الخبر التالي سقط من الأصل و م و «ز»، و هو في د، نثبته هنا: أخبرنا أبو بكر الشحامي أنا أبو صالح الفروي أنا أبو الحسن علي بن محمد بن السقا، أنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، نا عباس بن محمد الدوري قال: سمعت يحيى بن معين يقول: مخلد بن يزيد الحراني ليس به بأس.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد (1)- إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (2)،أنا علي بن أبي طاهر فيما كتب إليّ، نا أبو بكر الأثرم قال:

ذكر لأبي عبد اللّه أحمد بن حنبل مخلد بن يزيد قال: كان لا بأس به، كتبت عنه، و كان يهم.

قال: و سألت أبي عن مخلد بن يزيد فقال: صدوق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا أبو أمية عمرو بن هشام الحرّاني، و هو ثقة، عن مخلد ابن يزيد الحرّاني و هو ثقة.

أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله بن داود، و أبو غالب محمد بن الحسن قالا:

أنا أبو علي بن أحمد بن علي، أنا القاسم بن جعفر، أنا محمّد بن أحمد اللؤلؤي، نا أبو داود السجستاني قال: مخلد هو شيخ كبير.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الرّازي في كتابه إليّ، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار، أنا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود قال:

في الطبقة الرابعة من التابعين من أهل الجزيرة: مخلد بن يزيد الحرّاني، كنيته أبو يحيى، حدّثني إسحاق بن يزيد قال: سمعت أبا جعفر يقول: مات مخلد بن يزيد سنة ثلاث و تسعين و مائة، رحمه اللّه تعالى (4).

7283 - مخلد

7283 - مخلد (5)(6)

من أهل شهبة من قرى حوران من أعمال دمشق، أحد الزهّاد.

ص: 176


1- تحرفت في «ز»، إلى:«أحمد». و في د، و م كالأصل. و السند معروف.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 347/8.
3- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 459/2.
4- تهذيب الكمال 496/17.
5- تحرف في م و «ز» إلى: مدرك.
6- ترجمته في معجم البلدان (شهبة)374/3.

حكى عنه: ابنه أبو حفص.

ذكر أبو أحمد عبد اللّه بن بكر الطبراني قال أبو عبد اللّه القفاف: حدّثني أبو حفص بن مخلد أن أباه مخلد مرض فكنّا ربما صنعنا له الشيء مثل سميد (1) أو شيء يعلله به، فيضعه بين يديه فيقول: ارفعوه، ما أطعمها هذا و لا كرامة.

قال: و حدّثني أحمد الهلالي قال: كان مخلد يدق الخروب، و يعصده (2) في القدر مع شيء من طحين، و كان مخلد رحمه (3) اللّه لا ينحي عنه دابته، و لا يغسل أطماره، و كان أكثر ما يوصي به الوحدة، و كان قد يبس جلده على عظمه من قلّة أكله، و مما يجوّع نفسه، و يمنعها من الشهوات، قال: يخرج العنب فلا يذيقها منه شيء قلت له: أيش حاله يبصر مع هذا؟ قال: أما بصره قد ضعف من شدة الجوع، فقلت: فكيف هو في سهر الليل؟ قال: لا تسأل من كثرة سهره، قلت: فكان يكثر الجلوس في المسجد؟ قال: كان (4) ما يخرج إلاّ يوم الجمعة و سائر الأيام يصلي في البيت الصلوات الخمس.

قال أبو أحمد: حدّثني عثمان بن سعيد الأسدي أنه سمع أبا بكر الهلالي يقول:

كان مخلد من أهل شهبة، و له أهل و ولد، و كان يعتد لأهله قوتا مخافة مجاعة في حوران و عدم الناس القوت، فباع الشعير الذي كان استعده لأهله فقالت له زوجته: أهلكت صبياننا، تبيع القوت في مثل هذا الوقت، فقال لها: نعم، حتى يذوقوا مثل ما يذوق الناس و يتضوعوا (5) كما يتضوع الناس، و لا يطمئنوا إلى ما عندك.

و قرأت في كتاب أبي عبد اللّه بخط يده قال: حدّثني أبو حفص قال:

ما رأيت أشد تواضعا من مخلد، إذا جلس إليه إنسان، ما رأيت مثل ما يعمل في إسقاط جاهه من نفسه.

ص: 177


1- كذا بالأصول: سميد، بالدال، و بالذال أفصح و أشهر، قاله في تاج العروس. و هو: الحواري، و قيل هو الطعام.
2- عصد العصيدة أي يديرها و يقلبها بالمعصدة (تاج العروس: عصد).
3- في «ز»: رحمة اللّه عليه.
4- في م:«كان في بلدنا منسيا يخرج...» و الجملة مضطربة في «ز»، و د. و قد سقطت الجملة من الأصل.
5- بالأصل و م و د:«يتضرعوا كما يتضرع الناس» و المثبت عن «ز». و التضوع: تضور الصبي في البكاء في شدة و رفع صوت (تاج العروس: ضوع).

ذكر من اسمه مخلص

7284 - مخلص بن موحّد بن أبي الجماهر محمّد بن عثمان

أبو الجماهر - و يقال: أبو عمر - التّنوخي

روى عن: عبد اللّه، و إسحاق بن عبد المؤمن الدمشقي، و عمران بن موسى الطّرسوسي، و عبد اللّه بن الصباح، و أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس اليمامي، و عبد اللّه ابن محمّد بن حشيش البصري.

روى عنه: علي بن يعقوب بن أبي العقب، و أبو (1) علي شعيب.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، حدّثني مخلص بن موحّد بن أبي الجماهر التّنوخي، نا عبد اللّه بن الصباح، نا أبو أسامة قال:

دخلنا على حبّة العرني فأخرج تمرا و قدّاحا (2)،فقال: كلوا هذا، فلو كان عندنا غيره لجئناكم به.

قال مخلص: يعني: بالقدّاح الفصّة (3).

قرأت بخط أبي الحسن علي بن الخضر.

ثم أخبرنا خالي أبو المعالي القاضي، أنا علي بن طاهر بن علي بن الخضر، أنا عبد الوهّاب بن جعفر، حدّثني أبو هاشم - هو المؤدب-.

ح و أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنا علي بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الرّحمن الطرائفي، أنا تمام بن محمّد، قالا: أنا علي بن يعقوب، نا مخلص بن موحد، حدّثني إسحاق بن عبد المؤمن قال:

كنت عند مروان بن محمّد فعطس رجل فقال: الحمد للّه رب العالمين، فقال له

ص: 178


1- من هنا إلى قوله: العقب، استدرك على هامش م، و بعده صح.
2- بالأصل، و م، و د، و «ز»: «و أقداحا» و المثبت عن تاج العروس، و سترد صوابا قريبا.
3- تحرفت بالأصل و م، و «ز» إلى: الفضة. و المثبت عن د. و القدّاح: نور النبات قبل أن يتفتح، و قيل هي أطراف النبت من الورق الغض، و قيل: هو فرخ الشجر من الفصفصة (تاج العروس: قدح).

مروان: تدري ما العالمين؟ قال: لا، فقال مروان: إنّ اللّه خلق سبعة عشر ألف عالم أهل السموات و أهل الأرض عالم واحد، و سائر ذلك لا يعلمهم إلا اللّه.

قرأت بخط أبي علي الأهوازي، نا أبو القاسم علي بن بشري بن عبد اللّه العطّار، أنا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب، حدّثني أبو عمر مخلص بن موحد بن محمّد بن عثمان التّنوخي - بكفرسوسية (1)-نا عبد اللّه بن محمّد بن حشيش البصري، بحديث ذكره.

ذكر من اسمه مخيّس

7285 - مخيّس بن تميم أبو بكر الأشجعي

7285 - مخيّس (2) بن تميم أبو بكر الأشجعي (3)

روى عن حفص بن عمر، و حازم بن عطاء البجلي، و بهز بن حكيم.

روى عنه: هشام بن عمّار، و أحمد بن الضحّاك الفردي - إمام جامع دمشق - و أبو حفص عمرو بن محمّد بن الغار.

أخبرنا أبو محمّد السيدي (4)،أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد، أنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا هشام بن عمّار، نا أبو بكر محمّد بن تميم الأشجعي، نا حفص بن عمر، حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه بن الزبير، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة، و التودّد إلى الناس نصف العقل، و حسن السؤال نصف العلم»[11965].

كذا قال.

و رواه محمّد بن الحسن بن قتيبة، عن هشام فقال: حدّثني مخيّس بن تميم أبو بكر الأشجعي، فذكره.

ص: 179


1- كفرسوسية بالضم و تكرير السين من قرى دمشق.
2- مخيس بضم الميم و فتح الخاء المعجمة و بعدها ياء مشددة و بعدها سين مهملة. كذا قيده الأمير، و قيل فيه: مخيس بكسر الميم و سكون الخاء و تخفيف الياء.
3- ترجمته في ميزان الاعتدال 85/4 و لسان الميزان 11/6 و المغني في الضعفاء 649/2 و الجرح و التعديل 442/8 و التاريخ الكبير 72/8.
4- بدون إعجام بالأصل و د، و في م و «ز»: السندي.

و رواه أحمد بن سعيد الدمشقي، عن هشام بن عمّار فقال: حدّثني مخيّس بن (1) تميم الدمشقي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العبّاس، حدّثني عبد العزيز الكتّاني، أنا عبد الوهّاب [الميداني] (2)،أنا أحمد بن عبد الوهّاب بن محمّد بن الحسين اللّهبي (3)،أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن العبّاس بن الدرفس، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أحمد بن الضحاك قال:

سمعت مخيّس يقول: من ختم نهاره بالاستغفار صعد عمله مضيئا، و إن كان مسيئا، و من لم يختم نهاره بالاستغفار صعد مظلما و إن كان محسنا.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد (4)- إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):

مخيّس بن تميم روى عن حفص بن عمر، عن إبراهيم بن عبد اللّه بن الزبير، عن نافع مولى ابن عمر، روى عنه هشام بن عمّار، و سألت أبي عنه فقال: مخيّس و حفص مجهولان.

[قال ابن عساكر:] (6) لم يذكره البخاري في تاريخه (7).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال: مخيّس بن تميم يروي عن بهز بن حكيم و غيره، يروي عنه هشام بن عمّار.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (8):

و أما مخيّس بضم الميم و فتح الخاء المعجمة و بعدها ياء مشددة و بعدها سين مهملة فهو

ص: 180


1- من قوله: بن تميم... إلى هنا سقط من م.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن م و «ز»، و د.
3- كذا بالأصل و د، و في م: النهبي، و في «ز»: الليثي.
4- تحرفت في «ز» إلى:«أحمد».
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 442/8.
6- زيادة منا.
7- كذا بالأصل و م و د، و «ز»، قلت بل ذكره البخاري في التاريخ الكبير 72/8 ترجمة رقم 2205 و لعله وقعت بيد المصنف نسخة عن تاريخه صحفت فيه إلى:«محيص».
8- الاكمال لابن ماكولا 170/7.

مخيّس بن تميم عن بهز بن حكيم و غيره، حدّث عنه هشام بن عمّار (1)،و قيل فيه: مخيس بكسر الميم و سكون الخاء و فتح الياء و سكون السين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف ابن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي قال: قال مخيّس بن تميم الأشجعي، و لا يتابع على حديثه عن بهز.

ذكر من اسمه مدرك

7286 - مدرك بن الحارث الغامديّ

7286 - مدرك بن الحارث الغامديّ (2)

له صحبة.

روى عن: النبي صلى اللّه عليه و سلم.

و سكن دمشق.

روى عنه: الوليد بن عبد الرّحمن الجرشي (3).

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحدّاد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ، نا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي عاصم (4)،نا هشام بن عمّار (5)،نا الوليد - يعني - ابن مسلم، نا عبد الغفّار بن إسماعيل بن عبد اللّه (6) عن (7) الوليد بن عبد الرّحمن الحرشي عن مدرك بن الحارث الغامديّ قال:

حججت مع أبي فلما كنا بمنى إذا جماعة على رجل، فقلت: يا أبة، ما هذه الجماعة؟ فقال: هذا الصابئ الذي بدّل دين قومه، ثم ذهب أبي حتى وقف عليهم على ناقته، فذهبت أنا حتى وقفت عليهم على ناقتي، فإذا به يحدّثهم و هم يزرون (8) عليه، فلم يزل موقف أبي

ص: 181


1- من أول الخبر إلى هنا استدرك على هامش م، و كتب بعده صح.
2- ترجمته في الإصابة 394/3 رقم 7852 و أسد الغابة 354/4.
3- في الأصل و م و د:«الحرشي»، و في «ز»: «الحرسي». تصحيف و المثبت عن أسد الغابة و الإصابة.
4- رواه ابن الأثير في أسد الغابة 354/4.
5- كذا بالأصل و «ز»، و م، و «د»، و في أسد الغابة: هشام بن خالد.
6- في أسد الغابة: عبيد اللّه.
7- بالأصل و م، و د، و «ز»: «بن» و التصويب عن أسد الغابة.
8- بالأصل و «ز»، و م «يروون»، و في د:«يرون» و المثبت عن أسد الغابة.

حتى تفرقوا عنه ملال و ارتفاع من النهار، و أقبلت جارية في يدها قدح فيه ماء، و نحرها مكشوف، فقالوا: هذا ابنته زينب، فناولته و هي تبكي، فقال لها:«خمّري عليك نحرك يا بنية و لن تخافي على أبيك غلبة و لا ذلاّ»[11966].

رواه هشام أيضا عن الوليد بهذا الإسناد عن الحارث بن الحارث الغامديّ، و قد تقدّم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة فيمن نزل (1) الشام من قبائل اليمن: مدرك بن الحارث الغامديّ.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد، أنا أبو القاسم بن عتاب (2)،أنا أحمد بن عمير (3)-إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب ابن الحسن، أنا أحمد - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول: مدرك بن الحارث الغامديّ قال أبو سعيد: دمشقي، داره بها.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: مدرك بن الحارث الغامديّ له صحبة، عداده في الشاميين، روى عنه الوليد بن عبد الرّحمن الجرشي.

أنبأنا أبو علي الحدّاد قال: قال: أنا أبو نعيم.

مدرك بن الحارث الغامديّ يعدّ في الشاميين حديثه عند الوليد بن عبد الرّحمن الجرشي.

7287 - مدرك بن حصن الأسدي

7287 - مدرك بن حصن (4) الأسدي

شاعر. قال في عبد اللّه الاسوار بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان:

ص: 182


1- بالأصل:«و لا» و في م:«لا» و في «ز»: «فيم لا» و فوقها ضبة و المثبت عن د، و استدرك على هامش «ز»: «فيمن نزل» و بعدها صح.
2- بالأصل:«ح؟؟؟ ان» و في م «ز»: «سنان» تصحيف، و المثبت عن د.
3- تحرفت في «ز» إلى: عمر.
4- في «ز»، و م: حصين، و في د: حصن.

قبح الإله و لا أقبح غيره *** نسبا أمتّ به إلى الأسوار

إنا لنعلم يا سخينة أنكم *** بطن العشي مباشم الأسحار

و فيها بيت ثان لم أذكره لفحش فيه.

7288 - مدرك بن زياد

7288 - مدرك بن زياد (1)

له صحبة، و هو الذي قبره بين حجيرا (2) و رواية (3).

أخبرنا أبو الحسن الفقيهان، و أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الفرج شعيب بن علي - إذنا - قالوا: أنا أبو نصر بن طلاّب.

أخبرنا أبو المسدد بن علي، نا أحمد بن عبد الكريم بن يعقوب، نا أبو عمير عدي بن أحمد بن عبد الباقي الأدمي (4)،أنا أبو عطية عبد الرحيم بن مخرمة بن عبد اللّه بن عبد اللّه بن محرز بن عبد اللّه بن محرز بن سعيد حيان بن مدرك بن زياد الفزاري (5)،و مدرك بن زياد صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قدم مع أبي عبيدة فتوفي بدمشق بقرية يقال لها راوية (6)،و كان أول مسلم دفن بها.

[قال ابن عساكر] لم أجد ذكر مدرك من غير هذا الوجه.

7289 - مدرك بن أبي سعد، و يقال: ابن سعد أبو سعيد الفزاري

7289 - مدرك بن أبي سعد، و يقال: ابن سعد أبو سعيد الفزاري (7)

قرأ على يحيى بن الحارث بحرف ابن عامر.

و قرأ عليه هشام بن عمّار.

روى عن حيّان أبي النضر، و يونس بن ميسرة بن حلبس، و يزيد بن عبيدة، و عروة بن

ص: 183


1- ترجمته في الإصابة 394/3 رقم 7853 و أسد الغابة 354/4.
2- حجيرا: من قرى دمشق (معجم البلدان) و في أسد الغابة: من غوطة دمشق.
3- بالأصل، و م، و د، و «ز»، و أسد الغابة: زاوية، و المثبت عن الإصابة و غوطة دمشق. و رواية: كانت لفزارة، و هي المعروفة بقرية الست.(غوطة دمشق ص 170).
4- من طريقه روي الخبر في أسد الغابة 354/4.
5- رسمها بالأصل:« العرارى» و في م و «ز»: العيزاري، و المثبت عن أسد الغابة.
6- في النسخ: زاوية.
7- ترجمته في تهذيب الكمال 499/17 و تهذيب التهذيب 397/5 و الجرح و التعديل 328/8 و التاريخ الكبير 2/8 و طبقات القراء لابن الجزري 292/2.

رويم، و أبي إدريس عبد الرّحمن بن عراك العذري (1) و يحيى بن الحارث، و علي بن يزيد الهلالي (2)،و إسماعيل بن عبد اللّه بن أبي المهاجر.

روى عنه هشام بن عمّار، و الهيثم بن خارجة (3)،و سليمان بن عبد الرّحمن، و سعيد ابن منصور، و عبد الرزّاق بن عمر بن مسلم العابد (4)،و عمران بن يزيد بن أبي جميل، و محمّد بن المبارك الصوري، و عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل، و محمّد بن يوسف بن بشر القرشي، و علي بن حجر.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، نا الهيثم بن خارجة، نا مدرك أبو سعيد الفزاري عن (5) حيان أبي النضر، سمع جنادة بن أبي أمية، سمع عبادة بن الصامت، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا عبادة»، قلت: لبيك، قال:«اسمع و أطع في عسرك و يسرك، و منشطك و مكرهك، و إن أكلوا مالك، و ضربوا ظهرك إلاّ أن تكون معصية اللّه عز و جل بواحا» (6)[11967].

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن الصابوني، أنا أبو سعيد محمّد بن الحسين بن موسى بن محمويه بن فور السمسار، أنا أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن بكر السلمي، ثنا علي بن حجر، ثنا مدرك بن أبي سعد، نا حيان أبو النضر عن (7) جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت قال:

دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال لي:«يا عبادة»، قلت: لبيك يا رسول اللّه، قال:

«اسمع و أطع في عسرك و يسرك، و منشطك و مكرهك، و إن أكلوا مالك، و ضربوا ظهرك إلاّ أن تكون معصية بواحا»[11968].

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد (8)-إجازة-.

ص: 184


1- تقرأ بالأصل و م و «ز»: «العذريين» و المثبت عن د، و تهذيب الكمال.
2- كذا في النسخ، و في تهذيب الكمال: الألهاني.
3- في «ز»: «جابر سرحه» و فوقها ضبة.
4- كذا بالأصل و م و د، و في «ز»: الغامدي.
5- بالأصل و م و «ز» و د:«بن».
6- أي جهارا.
7- تحرفت بالأصل و «ز»، و م، إلى:«بن» و المثبت عن د.
8- تحرفت في «ز» إلى: أحمد.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

مدرك بن أبي سعد (2)،أبو سعد الفزاري الدمشقي، روى عن حيان أبي النضر، و يونس ابن ميسرة بن حلبس، روى عنه الهيثم بن خارجة، و سعيد بن منصور، و سليمان بن عبد الرّحمن بن شرحبيل، و هشام بن عمّار، سمعت أبي يقول ذلك، و سألته عنه فقال: لا بأس به.

قال أبو محمّد: روى عن يزيد بن عبيدة، و عروة بن رويم.

أخبرنا أبو الغنائم (3) محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين (4)،و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل (5) و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (6):

مدرك بن سعد أبو سعد الفزاري الدمشقي، عن حيان أبي النضر، روى عن الهيثم بن خارجة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:

أبو سعد مدرك بن سعد، سمع حيان أبا النضر، روى عنه محمّد بن المبارك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن (7) جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو سعد، مدرك بن سعد، دمشقي، روى عنه محمّد بن المبارك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال أبو سعد: مدرك بن سعد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن

ص: 185


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 328/8.
2- أقحم بعدها بالأصل: أنا أبو سعد.
3- تحرفت في م إلى: القاسم.
4- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: الحسن، و المثبت عن د.
5- من قوله: الفضل أنا... إلى هنا سقط من م.
6- التاريخ الكبير للبخاري 2/8.
7- تحرفت بالأصل، و «ز»، و م، إلى «بن» و المثبت عن د.

محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية شيوخ أهل دمشق: مدرك بن أبي سعد، يكنى أبا سعد، يحدّث عن ابن حلبس، سألت أبا مسهر عنه فقال: لا بأس به يؤخذ من حديثه المعروف، روى عنه أبو مسهر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن سيّار، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه (1) بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا ابن جوصا - قراءة.

قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: مدرك بن أبي سعد الفزاري.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن (2)منجويه، أنا أبو أحمد قال (3):

أبو سعد مدرك بن أبي سعد، و يقال: ابن سعد الفزاري الدمشقي، عن حيان أبي النضر، و يونس بن ميسرة، روى عنه محمّد بن المبارك، و الهيثم بن خارجة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر (4)،أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال: قلت له:- يعني - أبا مسهر: فما تقول في مدرك ابن أبي سعد؟ قال: صالح.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر الأشناني قال: سمعت أبا الحسن بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول - و سألته عن مدرك بن سعد الشامي - فقال: ثقة.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا حمد (5)-إجازة-.

ص: 186


1- في «ز»: «عبيد»، بدلا من «عبد اللّه».
2- تحرفت بالأصل و م إلى:«عن» و المثبت عن د، و «ز».
3- بالأصل و «ز»، و م، و د:«كان».
4- تحرفت في م إلى: نصير.
5- تحرفت في م إلى: أحمد.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):سألت أبي عن مدرك بن سعد فقال: ثقة (2).

7290 - مدرك بن عبد اللّه الأزدي

7290 - مدرك بن عبد اللّه الأزدي (3)

[روى] (4) عن (5) عبد اللّه بن عمرو (6).

روى عنه: العباس بن سالم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (7)،نا عبد اللّه بن يوسف، نا محمّد بن مهاجر، عن العبّاس بن سالم عن (8) مدرك بن عبد اللّه، أو أبي مدرك قال:

نزلنا مع معاوية مصر، فنزلنا منزلا، فقال عبد اللّه بن عمرو بن العاص لمعاوية: يا أمير المؤمنين، أ تأذن لي أن أقوم في الناس؟ فأذن له، فقام على قوسه (9)،فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«رأيت في المنام أنّ عمود الكتاب حمل من تحت وسادتي فأتبعته بصري، فإذا هو كالعمود من النور يعمد به إلى الشام، ألا و إن الإيمان إذا وقعت الفتنة بالشام»- ثلاث مرات يقولها ثلاثا[11969]-.

أخبرنا أبو غالب الحريري (10)،أنا محمّد بن علي الصيرفي، أنا أبو القاسم بن عتاب (11)،أنا أحمد (12)-إجازة-.

ص: 187


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 328/8.
2- الذي في الجرح و التعديل: فقال: لا بأس به.
3- ترجمته في ميزان الاعتدال 86/4 و لسان الميزان 11/6 و المغني في الضعفاء 649/2 و المعرفة و التاريخ (الفهارس).
4- زيادة عن د، سقطت من الأصل و م و «ز».
5- بالأصل و م و «ز»: «بن» و التصويب عن د.
6- في ميزان الاعتدال: عن ابن عمر.
7- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 290/2 و انظر فيه 523/2.
8- تحرفت بالأصل إلى: بن.
9- في المعرفة و التاريخ 523/2 على فرسه.
10- كذا بالأصل و د، و في م:«الحميري» و في «ز»: الحيري.
11- تحرفت بالأصل و «ز»، و م إلى:«غياث» و في د: عباب.
12- تحرفت في الأصل إلى:«حمد» و التصويب عن م، و د، و «ز».

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر اللّه بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد - قراءة.

قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثالثة: مدرك بن عبد اللّه الأزديّ الدمشقي.

7291 - مدرك بن منيب الأزديّ

7291 - مدرك بن منيب الأزديّ (1)

روى عن أبيه.

روى عنه: ابنه منيب.

أخبرنا جدي أبو الفضل القاضي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء.

ح و أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو الفضل.

و أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلمة بن محمّد، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم، قالوا: أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، حدّثنا سليمان (2) بن عبد الرّحمن، نا أبو خليد القارئ، نا منيب ابن مدرك بن منيب عن أبيه عن جده قال:

رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الجاهلية و هو يقول:«أيّها الناس قولوا لا إله إلاّ اللّه تفلحوا»، فمنهم من تفل في وجهه.

و منهم من حثا عليه التراب، و منهم من سبّه، فأقبلت جارية بعس من ماء، فغسل وجهه و يديه و قال:«يا بنية اصبري و لا تحزني و لا تخافي على أبيك غلبة و لا ذلا».

فقلت: من هذه؟ فقالوا: هذه زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و هي جارية و صيف.

أخبرنا أبو الغنائم بن إدريس الحافظ، و حدّثنا أبو الفضل السلامي، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري (3) قال:

مدرك بن منيب الأزديّ، روى عن أبيه، روى عنه ابنه منيب.

ص: 188


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 86/4 و لسان الميزان 12/6 و الجرح و التعديل 327/8 و التاريخ الكبير 2/8 و المغني في الضعفاء 649/2.
2- في «ز»: سليم.
3- التاريخ الكبير 2/8.

أخبرنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (1) قال:

مدرك بن منيب الأزديّ عن أبيه، روى عنه ابنه منيب، سمعت أبي يقول ذلك، و يقول:

هما مجهولان.

ذكر من اسمه مدلج

7292 - مدلج بن المقدام بن زمل بن عمرو العذري ،و يقال: المدّلج بالتشديد

7292 - مدلج بن المقدام بن زمل بن عمرو العذري (2)،و يقال: المدّلج بالتشديد

روى عن أبيه، و سليم (3) مولاهم.

روى عنه: ابنه هانئ بن مدلج، و يزيد بن سعيد العبسي، و شرقي بن قطام.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا أبي أبو عبد اللّه، أنا محمّد بن عبد اللّه بن دينار النيسابوري، نا جعفر بن محمّد بن سوار، نا علي بن حرب.

أخبرنا عبد الرّحمن بن يحيى العذري بن أبي المنذر - و هو هشام بن السّائب - عن الشرقي، عن مدلج العذري، عن أبيه، ثم ذكر الحديث بطوله في إسلام زمل بن عمرو.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال:

زمل بن عمرو بن العنز بن خشاف (4) بن خديج بن واثلة بن حارثة بن هندي (5) بن حرام ابن ضبّة بن عبد بن كبير (6) بن عذرة، من ولده مدلج بن المقدام بن زمل، كان شريفا بالشام، و كانت عنده أمينة أخت خالد بن عبد اللّه القشيري.

ص: 189


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 327/8.
2- ترجمته في الجرح و التعديل 440/8 و التاريخ الكبير للبخاري 69/8.
3- كذا في النسخ و الجرح و التعديل، و في التاريخ الكبير:«سليمان» و لم أعرفه.
4- بالأصل و م و «ز» و د: خشاب و المثبت عن أسد الغابة و نص فيها على فتح الخاء و الشين المعجمتين.
5- فوقها في «ز»: ضبة، و في أسد الغابة: هند.
6- بالأصل و م و د و «ز»: كثير، و المثبت عن أسد الغابة، و نص عليها ابن الأثير: كبير بعد الكاف باء موحدة.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أبو الفضل و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا البخاري (1) قال:

مدلج بن المقدام عن سليم (2) مولاهم، روى عنه يزيد (3) بن سعيد القيسي (4).

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (5) قال:

مدلج بن المقدام روى عن سليم مولى لهم، روى عنه يزيد بن سعيد بن ذي عصوان العنسي (6)،سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال:

و أما مدّلج بالتشديد فهو مدّلج بن المقدام عن سليمان مولاهم، روى عنه سعيد بن يزيد العبسي، قال ذلك البخاري.

[قال ابن عساكر:] (7) كذا قال الدارقطني.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة عن أبي نصر الحافظ (8) قال:

و أما مدّلج بضم الميم و فتح الدال و تشديدها: فهو مدّلج بن المقدام عن سليمان مولى لهم، روى عنه سعيد بن يزيد العنسي، قاله البخاري.

[قال ابن عساكر:] (9) و هذا وهم، إنما هو مدلج، و إليه تنسب قنطرة ابن مدلج.

ص: 190


1- التاريخ الكبير للبخاري 69/8.
2- في التاريخ الكبير: سليمان.
3- في التاريخ الكبير: سعيد بن يزيد.
4- كذا بالأصل، و «ز»، و م، و «د»: «القيسي» و في التاريخ الكبير: العبسي.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 327/8.
6- كذا ورد هنا في النسخ و الجرح و التعديل:«العنسي» و مرّ قريبا:«القيسي» و مرّ: العبسي.
7- زيادة منا.
8- الاكمال لابن ماكولا 177/7.
9- زيادة منا.

ذكر من اسمه مدلوك

7293 - مدلوك أبو سفيان

7293 - مدلوك أبو سفيان (1)

له صحبة.

روت عنه: آمنة (2) أو أمية بنت أبي الشعثاء الفزارية، و قطبة مولاة أبي الشعثاء.

أنبأنا أبو علي الحسين بن أحمد و غيره، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (3)،أنا سليمان بن أحمد الطبراني، نا جعفر بن محمّد الفريابي، و أبي عبد الملك القرشي الدمشقي، قالا: نا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثني مطر بن العلاء، حدثتني عمتي آمنة بنت أبي الشعثاء و قطبة مولاتنا أنهما رأتا (4) مدلوكا أبا سفيان فسمعتاه يقول:

أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم مع مواليّ، فأسلمت، قالت آمنة: فرأيت ما مسح النبي صلى اللّه عليه و سلم من رأسه أسود، و قد ابيضّ ما سوى ذلك.

أخبرنا أبو الغنائم في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري (5) قال:

قال سليمان بن عبد الرّحمن، نا مطر بن العلاء الفزاري، حدثتني عمتي آمنة - أو أمية - بنت أبي الشعثاء - شك (6) سلمان - و قطبة مولاة لنا قالتا: سمعنا أبا سفيان يقول: ذهبت معي مواليّ (7) إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فأسلمت معهم، فدعا لي النبي صلى اللّه عليه و سلم و مسح رأسي بيده و دعا لي بالبركة، قالت: فكان مقدم رأس أبي سفيان أسود ما مسته يد النبي صلى اللّه عليه و سلم، و سائره أبيض[11970].

ص: 191


1- ترجمته في الإصابة 395/3 رقم 7860 و أسد الغابة 357/4 و الجرح و التعديل 427/8 و التاريخ الكبير 55/8.
2- في «ز»: رومية.
3- تحرفت بالأصل و «ز»، و م، و د، إلى: زيد.
4- بالأصل و م و «ز»: «رايتا» و المثبت عن د.
5- التاريخ الكبير للبخاري 55/8.
6- في «ز»: «و المغيرة بن سليمان» بدلا من «شك سليمان».
7- بالأصل و م و د:«مولاتي» و في التاريخ الكبير:«مولاي» و المثبت عن «ز».

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي المقرئ، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ، نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي وائلة المزني الهروي - بمكة - حدّثني جدي أبو وائلة عبد الرّحمن بن الحسين بن محمّد بن نصر، نا علي بن حجر، نا مطر بن العلاء الفزاري (1)، حدثتني عمتي آمنة بنت أبي الشعثاء عن مدلوك أبي سفيان قال: أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم مع مواليّ، فأسلمت، قالت:[قال:] (2) فمسح النبي صلى اللّه عليه و سلم على رأسي، قالت آمنة: فرأيت ما مسح النبي صلى اللّه عليه و سلم من رأسه أسود و قد شاب ما سوى ذلك.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أخبرنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (3).

في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أبو سفيان مدلوك، ثم ساق حديثه عن [سليمان بن] (4) عبد الرّحمن الدمشقي.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الغنائم - و اللفظ له - و المبارك بن عبد الجبّار، قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد ابن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (5):مدلوك أبو سفيان.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):مدلوك أبو سفيان، له صحبة، روى عنه آمنة أو أمينة، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - بقراءتي عليه - عن أبي الفضل بن الحكاك، أنا أبو نصر الوائلي، أنا أبو الحسن الخصيب (7) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو سفيان مدلوك.

ص: 192


1- من طريقه روي في أسد الغابة 357/4.
2- زيادة لازمة.
3- طبقات ابن سعد 436/7.
4- زيادة عن هامش الأصل، و بعدها صح.
5- التاريخ الكبير 55/8.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 427/8.
7- تحرفت في «ز» إلى: الحصيف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة [اللّه] بن إبراهيم، أنا أبو بكر، نا أبو بشر الدولابي قال: مدلوك أبو سفيان، أخبرني أحمد بن شعيب قال:

أبو سفيان مدلوك.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر أحمد بن علي، و أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار، قالا: أنا أبو الفرج الطناجيري، نا محمّد بن إبراهيم بن السري، نا عبد الملك بن بكر ابن الهيثم، نا أحمد بن هارون الحافظ قال:

في الطبقة الأولى من الأسماء المنفردة: مدلوك، يكنى بأبي عبد اللّه، بالشام.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه (1)،أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو سفيان مدلوك، ذهب مع مولاه إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، و مسح رأسه، و دعا له بالبركة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:

مدلوك أبو سفيان، عداده في أهل الشام، مسح النبي صلى اللّه عليه و سلم برأسه، روى حديثه مطر بن العلاء عن عمّته.

أنبأنا أبو علي الحدّاد قال: قال: أنا أبو نعيم الحافظ:

مدلوك أبو سفيان، يعد في الشاميين أصابته مسحة النبي صلى اللّه عليه و سلم في رأسه فاسودّ شعره، حديثه عند مطر بن العلاء.

ذكر من اسمه مذعور

7294 - مذعور بن الطّفيل القيسيّ

بصري، كان ممن سيّره أمير المؤمنين عثمان بن عفّان إلى دمشق.

ص: 193


1- بالأصل و م:«ميمونة» و في «ز»: «ميمون» تصحيف، و المثبت عن د، و السند معروف.

حكى عن مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير، و المغيرة القيسيّ، و سليمان (1) بن المغيرة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل، نا أبي قال: و مذعور بن الطّفيل ربما حدّثني أبو محمّد القرشي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

[ح و أخبرنا] (2) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا عمرو بن عاصم، نا سليمان بن المغيرة، نا غيلان بن جرير قال: قال مطرّف (4):ما تحاب (5) اثنان في اللّه إلاّ كان أشدهما حبا لصاحبه أفضلهما، قال: فذكرت ذلك للحسن فقال: صدق مطرّف.

قال (6):و قال غيلان عن مطرّف - و قال زاهر: قال مطرّف:

أنا لمذعور (7) أشدّ حبا، و هو أفضل [منى] (8) فكيف هذا؟ قال: فلما أمر بالرهط أن يخرجوا إلى الشام أمر بمذعور فيهم، قال: فلما لقيني فأخذ بلجام دابتي قال: فجعلت كلّما أردت أن انصرف حبسني. قلت: إن المكان بعيد، فجعل يحبسني، فقلت: أنشدك اللّه أ لا تركتني، فيم (9) تحبسني؟ فلما ناشدته قال: كلمة يخفيها جهده مني - قال ابن السمرقندي:

جده مني - اللّهم فيك:

قال: فلما أصبحت قيل له: هل شعرت أنه خرج بأخيك؟، قال: فعرفت أنه أشدّ حبا إليّ مني له.

ص: 194


1- كذا بالأصل، و في م و «ز»«سليمان» بدون واو، و كتب في «ز» فوق الكلام قبل سليمان:«بن» و في د: المغيرة القيسي والد سليمان بن المغيرة.
2- بالأصل:«أنا» و في م و «ز»: «أخبرنا» و المثبت و الزيادة عن د.
3- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 90/2.
4- هو مطرف بن عبد اللّه بن الشخير.
5- القائل: سليمان بن المغيرة.
6- في المعرفة و التاريخ: ما كان اثنان.
7- بالأصل:«إن المذعور» تحريف، و التصويب عن م، و «ز»، و د، و المعرفة و التاريخ.
8- الزيادة للإيضاح عن المعرفة و التاريخ.
9- بالأصل و م و د، و «ز»: «فيما» و في المعرفة و التاريخ: فلم.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر، أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (1)،نا عمرو، نا سليمان، نا أيوب السختياني قال:

لما سيّر أولئك الرهط إلى الشام كان فيهم مذعور، و عامر بن قيس (2)،و صعصعة بن صوحان، قال: فلما عرفوا براءتهم امروا بالانصراف، فانصرف بعضهم و بقي بعضهم،[و] كان فيمن أقام مذعور و عامر، و كان فيمن انحدر صعصعة بن صوحان.

رواه ابن سعد (3) عن إسحاق بن أبي إسرائيل عن عمرو و قال: و كان فيمن انحاز.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (4)،أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن عزيز، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق، نا نصر بن علي، قال: أنا الأصمعي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مندة، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، نا الأصمعي.

نا سليمان بن المغيرة قال: قال معاوية: من جاءنا منكم يا أهل العراق فليكن مثل هذا القيسيّ، يعني مذعورا.

أنبأنا أبو الصادق العساف (5) بن الحسن بن محمّد العلوي، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن ابن أحمد بن عمر بن يزيد الصفّار، نا جدي أبو بكر عبد اللّه بن أحمد بن القاسم، نا إبراهيم ابن محمّد بن الحسن بن متويه، نا عيسى بن خالد أبو شرحبيل الحمصي، نا أحمد بن حنبل، نا [سليمان بن] (6) داود، عن سليمان - يعني - ابن المغيرة قال:

لما قدم مذعور الشام، و عرف براءتهم فقال لهم: من شاء منكم أن يلحق بمصره فليفعل، فكان عامر ممن أقام و مذعور، فقال معاوية: يا أهل العراق، من أتانا منكم فليكن مثل مذعور.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي.

ص: 195


1- المعرفة و التاريخ 92/2.
2- في المعرفة و التاريخ: عامر بن عبد قيس.
3- الطبقات الكبرى لابن سعد 110/7 في ترجمة عامر بن عبد اللّه بن عبد قيس.
4- تحرفت في «ز»، و م إلى: قيس.
5- رسمها مضطرب بالأصل و صورتها:«الصاءف» و المثبت عن م، و «ز»، و د، و مشيخة ابن عساكر 182/ب.
6- الزيادة استدركت عن هامش الأصل و بعدها صح.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (1)،نا عمرو، نا سليمان، نا ثابت قال:

قال مطرف: بينا أنا مع مذعور يوما إذا رجل يقول: هذان من أهل الجنّة، قال: فنظر إليه مذعور فعرفت الكراهية في وجهه، ثم رفع بصره إلى السماء فقال: اللّهم تعلمنا و لا يعلمنا، اللّهم تعلمنا و لا يعلمنا - ثلاثا-.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك (2)،أنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت قال: كنت جالسا مع مذعور، فمرّ بنا رجل فقال:

من سرّه أن ينظر إلى رجلين من أهل الجنّة فلينظر إلى هؤلاء، قال: فعرفت في وجه مذعور الكراهية، فرفع رأسه إلى السماء فقال: اللّهم إنّك تعلمنا، و لا يعلمنا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا عمرو بن عاصم، نا سليمان - يعني - ابن المغيرة، عن أبيه قال:

كان مذعور يأتينا فيقول: هلمّ إلى ذكر اللّه، قال: فقال رجل من الحي: كل يوم لنا من مذعور جمعة، قال: فذكرت ذلك لثابت فأعجبه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا ابن أبي الدنيا، نا أبو بكر بن منصور، نا سعيد بن سليمان، نا سليمان بن المغيرة، عن أبيه قال:

قال مذعور لأختيه: ابنتي أمي، اعملا في هذا الليل و النهار فقد أتيتما.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،نا عمرو، نا سليمان، عن أبيه قال:

ص: 196


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 92/2.
2- رواه عبد اللّه بن المبارك في كتاب الزهد و الرقائق ص 531.
3- المعرفة و التاريخ 91/2.
4- المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان 91/2.

كانت لمذعور أختان: هنيدة و أم صفية، فأمّا أم صفية فكانت تقيم (1) الأيتام و المساكين، و أما هنيدة فكانت امرأة عابدة، قال: فقالتا له (2) حين يخرج به: أوصنا؟ قال:

فقال: اعملا فكأنكما قد أتيتما.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، نا يحيى بن محمّد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك (3)،أنا سليمان بن المغيرة، عن أبيه، عن أم صفية و هنيدة أختي مذعور قالتا: لما انطلق مذعور إلى الشام قلنا له: أوصنا، فقال: يا بنتي أمي، اعملا في هذا الليل و النهار فإنكما قد أتيتما، أو قال: رأيتما.

قال (4):و سمعت ثابتا يذكر عن مطرف قال: إن كان أحد من هذه [الأمة] (5) ممتحن القلب، إن مذعورا لممتحن القلب.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (6)،نا عمرو، نا سليمان، نا ثابت قال: قال مطرف: إن كان من هذه الأمة أحد ممتحن القلب، فإنّ مذعورا ممتحن القلب.

قال (7):و نا عمرو، نا سليمان، نا قتادة قال: قال مطرف بن عبد اللّه الشخير: إن كان مذعورا ليزورنا فيفرح به أهلنا.

قال (8):و نا عمرو، نا سليمان قال: قال لي ثابت: إنّي لأحبك كحبّ مذعور، و لقرابتك (9) من مذعور.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور ابن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، نا

ص: 197


1- تحرفت بالأصل إلى: تضمر.
2- كذا بالأصل، و م، و د، و «ز»، و في المعرفة و التاريخ بعدها بياض، و أشار محققه بالهامش إلى وجود كلمة مطموسة بالأصل.
3- رواه عبد اللّه بن المبارك في الزهد و الرقائق ص 530.
4- الزهد و الرقائق ص 531.
5- سقطت من الأصل، و استدركت عن م، و «ز»، و د، و الزهد.
6- المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 92/2.
7- المعرفة و التاريخ 91/2.
8- المعرفة و التاريخ 92/2.
9- في المعرفة و التاريخ: أو لقد آتيك من مذعور.

الأصمعي قال: سمعت سليمان بن المغيرة يقول: قال لي ثابت البنّاني: إنه ليزيدك إليّ حبا قرابتك من مذعور.

7295 - مذعور بن عدي العجلي

7295 - مذعور بن عدي العجلي (1)

من أهل العراق، يقال: إنّ له صحبة.

شهد مع خالد بن الوليد حصار دمشق، و وقعة اليرموك، و له آثار في حرب الفرس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السري، عن يحيى، نا شعيب، عن إبراهيم، نا سيف بن عمر قال:

و لما أذن خالد - يعني - ابن الوليد في القفل - يعني - بعد فراغه من اليمامة قفل الناس أهل المدينة و من حولها و سائر من كان معه من سائر القبائل، و بقي خالد في ألفين من القبائل التي حول المدينة من مزينة و جهينة و أسلم و غفار و ضمرة، و أناس من عون طيّئ و نفر من (2)عبد القيس، و لمّا قفل من قفل كان وجّه المثنى بن حارثة الشيباني، و مذعور بن عدي العجلي، و حرملة بن مريط الحنظلي، و سلمى ابن القين الحنظلي، و كان المثنى و مذعور قد وفدوا على النبي صلى اللّه عليه و سلم و صحباه، و كان حرملة و سلمى من المهاجرين، فقدموا على أبي بكر، و ذكر حديثا.

قال: و نا سيف، قال: و كان مذعور بن عدي على كردوس يوم اليرموك (3).

قال: و نا سيف قال: و قدم المثنى بن حارثة، و مذعور بن عدي يوم القفل من اليمامة على أبي بكر، و كانت لهما وفادة و نصيحة.

قال سيف: فحدّثنا مخلد بن سيف العجلي عن أبيه قال:

لما قدما على أبي بكر استأذنا في غزو أهل فارس و قتالهم و أن يتأمّروا على من لحق بهما من قومهما، و قالا: فإننا و إخواننا من بني تميم قد دربنا بقيان أهل فارس، و أخذنا النصف من أحد و بنى كل موسم (4) فأدركهما فولاّهما على من تابعهما و استعملهما على ما غلبا عليه،

ص: 198


1- ترجمته في الإصابة 396/3 و أسد الغابة 357/4.
2- بالأصل:«و بتدمر» و المثبت «و نفر من» عن «ز».
3- تاريخ الطبري 396/3.
4- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و د.

فسارا، فجمعا جموعهما ثم سارا بهم حتى قدما بلاد أهل فارس، و كان أوّل من قدم أرض فارس لقتال أهل فارس هما حرملة و سلمان فقدما المثنى و مذعور في أربعة آلاف من بكر وائل و عنزة و ضبيعة فنزل أحدهما بخفّان و نزل الآخر بالنمارق، و على فرج الفرس مما يليهما شهر براز بن نبدا فبقيا شهر برار و غلبا على فرات بادقلى (1) إلى السيلحين (2)،و اتصل ما غلبا عليه و ما غلب عليه سلمى و حرملة و في ذلك يقول مذعور بن عدي (3):

غلبنا على خفّان بيدا وشيحة *** إلى النّخلات السمر فوق النمارق (4)

و إنّا لنرجو (5) أن تجول خيولنا *** بشاطي الفرات بالسيوف البوارق

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلم و غيرهما، قالوا: نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أحمد بن علي بن محمّد الدولابي، أنا القاضي أبو محمّد بن عبد اللّه ابن محمّد بن عبد الغفّار بن ذكوان، أنا أبو (6) يعقوب إسحاق بن عمّار بن حنين، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن مهدي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن ربيعة المقدامي، قال: و حدّثني الحارث أو الحويرث [بن] (7) كعب عن (8) قيس بن أبي حازم قال:

كنت مع خالد بن الوليد فأقبل حتى نزل ناحية بصرى (9)،فلمّا اطمأننا و نزلنا خرج إلينا دريجا في خمسة آلاف، فأقبل إلينا و ما يظن هو و أصحابه إلاّ انا في أكفهم فخرج بنا خالد فعتقنا، ثم جعل على الميمنة رافع بن عميرة الطائي، و على الميسرة ضرار بن الأزور، و على الرجال عبد الرّحمن بن حنبل الجمحي، و قسم خيله فجعل على شطرها المسيب بن نجبة، و على الشطر الآخر رجلا كان معه من بكر بن وائل و لم يسمه، فظننت أنه مذعور بن عدي العجلي، و كان قد توجّه من العراق إلى الشام مع خالد ثم سار إلى مصر بعد ذلك، فداره بها معروفة، و ذكر الحديث.

ص: 199


1- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و لم أجدها، و الذي في معجم البلدان: بادولى و هو موضع في سواد العراق.
2- السيلحون موضع قرب الحيرة ضاربة في البر قرب القادسية (معجم البلدان).
3- البيتان في الإصابة 396/3 و معجم البلدان (النمارق) و نسبهما إلى المثنى بن حارثة الشيباني.
4- النمارق موضع قرب الكوفة من أرض العراق نزله عسكر المسلمين في أول ورودهم العراق.
5- بالأصل و «ز»، و د:«و أنا أرجو» و المثبت عن م، و المصدرين.
6- بالأصل: أبوي.
7- زيادة لازمة للإيضاح.
8- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى:«بن» و المثبت عن د، راجع ترجمة قيس بن أبي حازم في تهذيب الكمال 299/15 و فيه في أسماء الرواة عن قيس: الحارث بن كعب.
9- بصرى: بالضم و القصر بالشام من أعمال دمشق، و هي قصبة كورة حوران.

ذكر من اسمه مذكور

7296 - مذكور العذريّ

7296 - مذكور العذريّ (1)

رجل له صحبة.

شهد مع النبي صلى اللّه عليه و سلم غزوة دومة الجندل (2)،و كان دليله إليها، له ذكر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا عبد الوهّاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع البلخي، أنا محمّد بن عمر الواقدي قال (3):

فحدّثني ابن أبي سبرة بن عبد اللّه بن أبي لبيد، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن قال: و حدّثني عبد الرّحمن بن أبي عبد (4) العزيز عن (5) عبد اللّه بن أبي بكر و كلاهما قد حدّثنا بهذا الحديث، و أحدهما يزيد على صاحبه، و غيرهما قد حدّثنا أيضا قالوا:

أراد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يدنو إلى أدنى أرض الشام، و قيل له: إنه طرف من أفواه الشام، فلو دنوت لها كان ذلك ممّا يفزع قيصر. و قد ذكر له أن بدومة الجندل جمعا كثيرا، و أنهم يظلمون من مرّ بهم من الضافطة (6) و كان بها سوق عظيم و تجار، و ضوى إليها قوم من العرب كثير، و هم يريدون أن يدنوا من المدينة، فندب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الناس، فخرج في الجمّ (7)المسلمين، فكان يسير الليل و يمكن النهار و معه دليل له من بني عذرة يقال له مذكور، هاد خرّيت، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مغذّا للسير و نكب عن طريقهم.

و لمّا دنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من دومة الجندل - و كان بينه و بينه يوم أو ليلة سير الراكب

ص: 200


1- ترجمته في الإصابة 396/3 و أسد الغابة 357/4.
2- كذا بالأصل، و م، و د، و «ز»، عقب ابن الأثير في أسد الغابة على قول ابن عساكر قال:«و النبي صلى اللّه عليه و سلم لم يسر إلى دومة الجندل؛ إنما أرسل إليها جيشا مع خالد بن الوليد رضي اللّه عنه، فربما كان دليل ذلك الجيش». راجع طبقات ابن سعد 62/2.
3- الخبر رواه الواقدي في مغازيه 402/1-403.
4- في د و مغازي الواقدي: عبد الرحمن بن عبد العزيز.
5- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى:«بن» و التصويب عن د، و المغازي.
6- الضافطة جمع ضافط، و هو الذي يجلب الميرة و المتاع إلى المدن، و كانوا يومذاك من الأنباط يحملون إلى المدينة الدقيق و الزيت (راجع النهاية).
7- كذا بالأصل، و في «ز»: «الدم» و سقطت من م، و في د، و مغازي الواقدي: في ألف من المسلمين.

المعتق - قال له الدليل: يا رسول اللّه، إنّ سوائمهم ترعى عندك فأقم لي حتى أطّلع لك، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«نعم»، فخرج العذريّ طليعة حتى وجد آثار النعم و الشاء و هم مغرّبون ثم رجع إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخبره، و قد عرف مواضعهم، فسار النبي صلى اللّه عليه و سلم حتى هجم على ماشيتهم و رعاتهم، فأصاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أصاب، و هرب من هرب في كلّ وجه و جاء الخبر أهل دومة الجندل، فتفرقوا و نزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بساحتهم، فلم يجد بها أحدا، فأقام بها أياما، و بثّ السرايا و تفرقوا حتى غابوا عنه يوما، ثم رجعوا إليه، و لم يصادفوا منهم أحدا، و ترجع السرية بالقطعة من الإبل، إلاّ أنّ محمّدا بن مسلمة أخذ رجلا، فأتى به النبي صلى اللّه عليه و سلم فسأله عن أصحابه فقال: هربوا منك حيث سمعوا بأنك أخذت نعمهم، فعرض عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الإسلام أياما، و أسلم، فرجع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى المدينة، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم استعمل على المدينة سباع بن عرفطة.

قال الواقدي: غزوة دومة الجندل في ربيع الأول على رأس تسعة و أربعين شهرا - يعني - من مهاجرة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى المدينة.

قال: و أنا ابن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد قال (1):قالوا:

بلغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن بدومة الجندل جمعا كثيرا و أنّهم يظلمون من مرّ بهم من الضافطة، و أنهم يريدون أن يدنوا بهم من المدينة، و هي طرف من أفواه الشام و بينها و بين دمشق خمسة ليال، و بينها و بين المدينة خمس عشرة (2)[أو ست عشرة ليلة] (3) ليلة، و ذكر نحوا منه.

ذكر من اسمه مرثد

اشارة

ذكر من اسمه مرثد (4)

7297 - مرثد بن حوشب الشيباني الكوفيّ

حكى عن عمر بن عبد العزيز، و الحسن البصري.

حكى عنه: عبد اللّه بن خراش بن حوشب.

ص: 201


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 62/2-63.
2- بالأصل خمسة عشر، و المثبت عن م، و د، و «ز».
3- الزيادة عن د، و ابن سعد.
4- تحرفت هنا و فيما يلي إلى: مزيد»، في د.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا عبد اللّه ابن الوليد الأندلسي، أنا محمّد بن أحمد - فيما كتب إليّ - قال: أخبرني جدي (1) عبد اللّه بن محمّد بن علي اللخمي، نا عبد اللّه بن يونس، أنا بقي بن مخلد، أنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدّثني أحمد بن كردوس، نا عبد اللّه بن خراش ابن أخي العوّام بن حوشب عن مرثد بن حوشب أخي العوّام قال: ما رأيت أخوف من الحسن و من [عمر] (2) بن عبد العزيز، كأن النار لم تخلق إلاّ لهما.

رواه غيره عن الدورقي فقال: مزيد بالزاي و الياء، و سيأتي بعد إن شاء اللّه تعالى، و لم يذكره ابن ماكولا.

7298 - مرثد بن سمي الأوزاعي، و يقال: الخولاني

7298 - مرثد بن سمي الأوزاعي، و يقال: الخولاني (3)

من قرّاء أهل الشام.

شهد اليرموك، و سكن حمص.

و حدّث عن أبي الدّرداء، و أبي مسلم الخولاني.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،نا أبو صالح، حدّثني معاوية بن صالح، عن مرثد بن سمي الخولاني، عن أبي الدّرداء قال: سيأتي قوم يقرءون هذه الآية: الم غُلِبَتِ الرُّومُ (5)،و إنّما غُلِبَتِ الرُّومُ .

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا أبو علي بن الصّوف، نا أبو محمّد الحسن بن علي القطّان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطّار، نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، عن سعيد بن عبد العزيز القرشي عن قدماء أهل الشام و غيرهم، قالوا: حدّث عن بعض من شهد اليرموك، قالوا:

ص: 202


1- في «ز»: «أحمد بن» بدلا من «جدي».
2- زيادة عن م، و «ز»، و د.
3- ترجمته في الجرح و التعديل 299/8 و التاريخ الكبير 416/7 و المعرفة و التاريخ 205/3.
4- المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 205/1.
5- سورة الروم، الآية:2.

ثم إنّ أبا عبيدة انصرف بوجهه على الناس، فقال: أيها الناس أبشروا، فإنّي رأيت فيما يرى النائم أنّي أتيت فحفّ بي قوم عليهم ثياب بيض، ثم دعوا لي منكم رجالا أعرفهم كثيرا فقالوا لنا: أقدموا و لا تهابوا، فإنكم الأعلون، فكأنا دخلنا عسكرهم، فولّوا مدبرين، فقال له الناس: أصلحك اللّه، هذه بشرى، نامت عيناك (1)و بشّرك اللّه بخير.

قالوا: فقال له الخولاني: و أنا قد رأيت رؤيا أيضا، فيما أرى بشرى، رأيت فيما يرى النائم كأنا خرجنا إليهم، فلمّا تواقفنا صبّ اللّه عليهم من السماء طيرا بيضا عظاما، لها مخاليب كمخاليب الأسد، ينقضّ من السماء كانقضاض العقبان، فإذا حاذت الرجل ضربته ضربة يخرّ منها قطعا، فكان الناس يقولون: أبشروا، قد أمدّكم اللّه عليهم بالملائكة.

قال: فتباشر المسلمون بذلك، و سرّوا به، قال أبو عبيدة: و هذه رؤيا فحدثوا هاتين الرؤيتين الناس، فإنّ مثلها من الرؤيا تشجع المسلمين و تحسّن قلوبهم و تبسّطهم للقتال.

و روى أبو مخنف هذه القصة عن القصعب بن زهير، عن المهاجر بن صيفي العذري، عن راشد بن عبد الرّحمن الأزدي قال: صلى بنا أبو عبيدة، فذكرها، و قال: ثم قال: مرثد الخولاني.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلاني، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (2):

في الطبقة الثالثة من أهل الشام (3):مرثد بن سمي (4)،حمصي، مات سنة خمس و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين (5)قال في تسمية أهل الشام: مرثد بن سمي الأوزاعي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو

ص: 203


1- في «ز» و م: عينك.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 573 رقم 2995.
3- أقحم بعدها بالأصل و م و «ز» و د:«مات».
4- تحرفت في طبقات خليفة إلى: شفي.
5- تحرفت بالأصل إلى: مغيرة، و المثبت عن م، و «ز»، و د.

الحسن اللنباني (1)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا أنا محمد بن سعد قال في الطبقة الثالثة من أهل الشام: مرثد بن سمي، مات سنة خمس و عشرين و مائة.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (2):

مرثد بن سمي الخولاني، يعدّ في الشاميين قال عبد اللّه بن صالح: حدّثني معاوية بن صالح، عن مرثد بن سمي، قرأ أبو الدّرداء: الم غُلِبَتِ الرُّومُ و سمع أبا مسلم الخولاني، روى عنه حريز (3) بن عثمان.

أنبأنا أبو الحسين (4) القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا حمد (5)-إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):

مرثد بن سمي الخولاني، شامي، روى عن أبي الدّرداء، و أبي مسلم الخولاني، روى عنه زمعة بن صالح، و حريز (7) بن عثمان، سمعت أبي يقول ذلك (8).

[قال ابن عساكر:] (9) كذا قال، و إنما هو معاوية بن صالح.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال:

في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هي العليا: مرثد الخولاني، روى عنه أبو إدريس، و كان قد قرأ الكتب.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتاب (10)، أنا ابن جوصا - إجازة-.

ص: 204


1- تحرفت بالأصل و م و د، و «ز» إلى: اللبناني.
2- التاريخ الكبير للبخاري 416/7-417.
3- تحرفت بالأصل و «ز»، و م و د إلى: جرير.
4- تحرفت في د إلى الحسن.
5- تحرفت في «ز» إلى: أحمد.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 299/8.
7- تحرفت بالأصل و «ز»، و د إلى: جرير.
8- من أول الخبر إلى هنا سقط من م.
9- زيادة منا.
10- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى غياث، و في د: عباب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا ابن جوصا - قراءة.

قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثانية ممن أدرك الجاهلية: مرثد الخولاني - زاد الكلابي: حدّث عنه أبو إدريس الخولاني-.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال (1):

و أما مرثد، بثاء معجمة بثلاث، فهو مرثد بن سمي الخولاني، الشامي، سمع أبا الدّرداء، و أبا مسلم الخولاني، روى عنه معاوية بن صالح، و حريز (2) بن عثمان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا أبو اليمان، نا حريز (4) قال: رأيت مرثد بن سمي و كان ممن أدرك علي بن أبي طالب.

أنبأنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا النسيب، و أبو الوحش سبيع بن المسلم، عن رشأ ابن نظيف، أنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد المكتب، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا الحسن بن رشيق (5)،أنا أبو بشر الدولابي، أخبرني محمّد بن سعدان عن الحسن بن عثمان قال:

و فيها - يعني - سنة خمس و عشرين و مائة مات مرثد بن سمي، من أهل الشام، رحمه اللّه تعالى.

7299 - مرثد بن نجبة بن ربيعة بن رباح بن ربيعة بن غوث بن هلال

ابن شمخ بن فزارة بن ذبيان بن بغيص بن ريت بن غطفان بن سعد

ابن قيس بن غيلان الفزاري (6)

أخو المسيّب بن نجبة (7).

ص: 205


1- الاكمال لابن ماكولا 177/7.
2- تحرفت في الأصل و م و «ز»، و د، إلى جرير.
3- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 205/3.
4- راجع الحاشية قبل السابقة.
5- تحرفت في «ز» إلى: زريق.
6- ترجمته في الإصابة 489/3.
7- نجبة بفتح النون و الجيم ثم موحدة كما في الإصابة.

كان من أصحاب خالد بن الوليد، و شهد معه الحيرة، و فتح دمشق، و قيل إنه قتل يومئذ على سورها، و هو ممن أدرك عصر النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قيل: إنه شهد اليرموك أيضا.

7300 - مرثد

خصي كان لعمر بن عبد العزيز.

حكى عن عمر.

حكى عنه عبد اللّه بن سعيد بن أبي هند، و تليد (1) مولى زبان (2) بن عبد العزيز بن مروان، و فاطمة بنت عبد الملك امرأة عمر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني محمّد بن أبي زكير (3)،أنا ابن وهب، نا مالك عن (4) عبد اللّه بن سعيد، عن مرثد، خصي عمر بن عبد العزيز.

أنه كان ربّما خرج بالصك الصغير مثل هذا - و أشار مالك ببعض أصابعه - فيه أربعون ألف دينار جائزة لعمر بن عبد العزيز، فما يدري أحد حيث مسلكها (5).

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد عن (6) نصر (7) بن إبراهيم، أنا عبد اللّه بن الوليد الأندلسي، أنا محمّد بن أحمد - فيما كتب إليّ - أخبرني جدي عبد اللّه بن محمّد بن علي، أنا عبد اللّه بن يونس، أنا بقي بن مخلد، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي، نا عفّان بن مسلم، نا عثمان بن عبد الحميد - يعني - ابن لاحق، نا أبي قال:

بلغنا أن فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز قالت: اشتد على عمر (8) ليلة، فسهر و سهرنا معه، فلما أصبحنا أمرت و صيفا له يقال له مرثد، قلت: يا مرثد، كن عند أمير المؤمنين، فإن

ص: 206


1- في م: لبيد.
2- بالأصل و «ز»: رباب، و في م: رباب، و في د:«رباب» و المثبت عن الاكمال 248/3.
3- بالأصل و م و «ز»: زائر» تحريف، و التصويب عن د، راجع المعرفة و التاريخ (الفهارس العامة).
4- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: بن، و المثبت عن د.
5- في «ز»: ملكها.
6- تحرفت بالأصل و «ز» و م إلى:«بن» و التصويب عن د.
7- تحرفت في م إلى: نصير.
8- سقطت من «ز»، و م، و في «ز» علامة تحويل إلى الهامش، و كتب عليه:«أمير المؤمنين» و بعدها صح.

كانت له حاجة كنت قريبا، فانطلقنا فضربنا برءوسنا لطول سهرنا من الليل، فلمّا انتفخ النهار استيقظت و توجّهت إليه، فوجدت مرثدا خارجا من البيت نائما، فأيقظته، فقلت: يا مرثد، ما أخرجك؟ قال: هو أخرجني، ما عدا أن خرجت، فقال: يا مرثد اخرج عني، فو اللّه إنّي لأرى شيئا ما هو بإنس و لا جان، فخرجت فسمعته يتلو هذه الآية: تِلْكَ الدّٰارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهٰا لِلَّذِينَ لاٰ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لاٰ فَسٰاداً وَ الْعٰاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (1).

قال: فدخلت عليه، و قد وجّه نفسه و أغمضها، و إنه لميت.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن علي [بن] هبة اللّه قال (2):

أما الخصي بفتح الخاء و كسر الصاد: مرثد الخصي، حكى عن عمر بن عبد العزيز، و كان يتولاه، روى عنه تليد الخصي، مولى زبّان (3) بن عبد العزيز (4) بن مروان.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أحمد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:

قال لنا أبو سعيد بن يونس:

مرثد الخصي مولى عبد العزيز بن مروان، روى عن عمر بن عبد العزيز، روى عنه تليد مولى زبّان (5) بن عبد العزيز بن مروان.

ذكر من اسمه مرجّى

7301 - مرجّى بن حبيب بن وهيب أبو القاسم المجهر

حدّث عن أبي القاسم بن أبي العقب.

روى عنه: علي بن محمد الحنائي.

قرأت بخط أبي الحسن الحنائي، أنا أبو القاسم (6) مرجّى بن حبيب بن وهيب المجهر،

ص: 207


1- سورة القصص، الآية:83.
2- الاكمال لابن ماكولا 248/3.
3- بالأصل و «ز»: رباب، و في د:«رباب» و في م:«زيات» و المثبت عن الاكمال.
4- غير واضحة بالأصل: تقرأ:«الرحمن» و قد تقرأ:«العزيز» و المثبت عن بقية النسخ و الاكمال.
5- كذا ضبطت بالأصل.
6- بالأصل و «ز»: أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب أنا أبو القاسم مرجى بن حبيب عن وهيب بن المجهر، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب. و السند شديد الاضطراب في د.

نا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النّصري، نا هوذة بن خليفة، نا سليمان (1) التيمي عن أبي عثمان النهدي، عن أسامة بن زيد قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يأخذني و الحسن فيقول:«اللّهم إنّي أحبهما، فأحبهما»[11971].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، و أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا بشر بن موسى، نا هوذة بن خليفة، نا سليمان التيمي، فذكر بإسناده مثله.

7302 - مرجّى بن عبد اللّه،- و يقال: بن الوليد - بن مزيد البيروتي

7302 - مرجّى بن عبد اللّه،- و يقال: بن الوليد - بن مزيد (2) البيروتي (3)

حكى عن إبراهيم بن محمّد الفزاري، و عن أبيه.

روى عنه: العباس بن الوليد بن مزيد (4)،و عمر بن جميل البيروتيّان (5).

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن أيمن الدينوري - قراءة عليه - أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين، أنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه، نا إبراهيم بن مروان، نا عباس بن الوليد قال: سمعت مرجّى بن عبد اللّه و كان أحد إخواني يقول: سمعت إبراهيم الفزاري يقول: لو أن ابن عمرو الأوزاعي في أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لكان فيهم وسطا.

قال: و أنا أبو سليمان بن زبر، أنا أبي، نا الحسن بن جرير، حدّثني عمر بن جميل البيروتي، حدّثني مرجّى بن الوليد بن مزيد قال: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول:

لو كان الأوزاعي في أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لكان فيهم وسطا.

قال مرجّى: فأخبرت أبي بذلك فقال: بل هو عندي كان يكون من كبرائهم.

7303 - مرجّى بن وداع بن الأسود الراسبيّ

7303 - مرجّى بن وداع بن الأسود الراسبيّ (6)

قيل إنه دمشقي، و الصحيح أنه بصري.

ص: 208


1- في «ز»: سليم.
2- بالأصل و م و «ز»: مرثد، و المثبت عن د.
3- تحرفت في «ز» إلى:«الرومي» و في م:«السورتي».
4- راجع الحاشية قبل السابقة.
5- في م و «ز»: السرويان.
6- ترجمته في تهذيب التهذيب 400/5 و ميزان الاعتدال 87/4 و لسان الميزان 14/6 و الجرح و التعديل 412/8 و المغني في الضعفاء 650/2.

حكى عن عطاء السلمي (1) الزاهد، و غالب بن خطاف القطّان، و أيوب بن وائل الراسبيّ، و سهيل بن أبي حزم القطعي (2)،و المغيرة بن حبيب - ختن مالك بن دينار - و قطن القطعي (3)،و المغيرة (4)،و علي بن سويد العبسي.

روى عنه: سيّار بن حاتم (5) العنزي، و محمّد بن الفضل عارم، وصلت بن مسعود الجحدري، و محمّد بن يحيى القطعي (6)،و يحيى بن راشد، و زيد بن الحباب، و أحمد بن حنبل، و سليمان (7) بن أيوب الطبري، و صدقة بن بكر السعدي، و أبو سلمة التبوذكي، و علي ابن الحسين الدرهمي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري (8) و أبو نصر الزينبي.

ح و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو القاسم ابن البسري، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا علي بن الحسين الدرهمي، نا مرجّى بن وداع قال: سمعت قطن القطعي يقول:

سمع أبو بكر ابنا له يدعو بدعوة فقال: أي بني، أنّى لك هذه الدعوة؟ قال: سمعت يا أبة تدعو بها فدعوت، قال: فادع بها، قال: و سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يدعو بها و إلا فصمّتا، سمعته يقول ذلك:«عوّذوا باللّه من الكفر، و الفقر، و عذاب القبر»[11972].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة، أنا أبو أحمد (9)،[نا] (10) العبّاس بن أحمد بن أبي شحمة (11) الختلي، و محمّد بن محمّد بن النفاح،

ص: 209


1- في م: السلفي، و في «ز»: السليمي.
2- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: القطيعي، و التصويب عن م و د.
3- بالأصل، و «ز»، و م، و د:«قطر القطيعي» تحريف، و الصواب ما أثبت ترجمته في تهذيب الكمال 287/15.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، «و المغيرة» و ليست في د، و لعلها مقحمة، و الواجب حذفها.
5- بالأصل و م و «ز»: سيار بن حزم بن حاتم، و المثبت عن د. ترجمته في تهذيب الكمال 239/8.
6- تحرفت بالأصل و «ز»، و م إلى: القطيعي، و المثبت عن د.
7- في «ز»: سليم.
8- في «ز»: البري.
9- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 446/6-447 طبعة دار الفكر.
10- سقطت من الأصل، و «ز»، و م، و استدركت عن د، و الكامل لابن عدي.
11- كذا بالأصل، و م، و د، و «ز»، و في الكامل لابن عدي: شمة.

قالا: أنا الصلت بن مسعود، نا مرجّى بن وداع، عن غالب القطّان، عن الحسن قال:

بينما نحن جلوس مع الحسن إذ أقبل علينا أعرابي بصوت له جهوري، كأنه من رجال شنوءة، فوقف علينا، فقال: السّلام عليكم، حدّثني أبي عن جدي قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من سلّم على قوم فقد فضلهم بعشر حسنات، و إن ردّوا عليه»[11973].

قال أبو أحمد: و مرجّى لم يحضرني له غير هذا.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، حدّثني العباس بن محمّد الدوري، نا أبو سلمة التبوذكي، نا المرجّى بن وداع قال: قال غالب القطّان:

جاءت امرأة إلى ابن سيرين فقالت: يا أبا بكر، امرأة رأت في بيتها حجرين، يخرج من رأس الحجرين حيّتان فيقوم إليهما رجلان فيجتلبان من رءوسهما لبنا.

فقال ابن سيرين: الحية لا تحتلب لبنا إنّما تحتلب السمّ، هذه امرأة يدخل عليها رجلان من رءوس الخوارج يخبرانها أن السنة و الفطرة ما يدعوانها إليه، و إنّما يدعوانها إلى الشرّ.

فقالت المرأة: صدقت يا أبا بكر، صدقت يا أبا بكر، ما زلنا نعرف مولاتنا حتى دخل عليها فلان و فلان، فأنكرناها منذ دخلا عليها.

قرأت بخط رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش بن المقرئ عنه، أنا أحمد بن محمّد بن يوسف بن دوست البزّار، نا علي بن محمّد بن أحمد المصري الواعظ، نا علي بن سعيد الرّازي، نا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عبيدة (1)،نا يحيى بن راشد، نا مرجّى بن وداع الدمشقي قال:

دخلنا على عطاء السلمي (2) و هو يوقد تحت قدر له، فقال له بعض أصحابنا: أ يسرك أنك أحرقت بهذه النار و لم تبعث؟ قال: أ تصدقونني؟ فو اللّه لوددت أني أحرقت بها، ثم أحرقت بها و لم أبعث.

كذا وجدته بخط رشأ و لعل مرجّى أصله من البصرة، و نسب إلى دمشق لدخوله إليها إن كان دخلها، إن لم يكن تصحّف الراسبي بالدمشقي، و اللّه أعلم.

ص: 210


1- في «ز»: عبيد.
2- في «ز» و م: عطاء السليمي.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

مرجّى بن وداع البصري الراسبيّ، روى عن غالب القطّان، و أيوب بن وزير الرافعي (2)،روى عنه سيّار بن حاتم، و عارم أبو النعمان، و الصلت بن مسعود، و القطعي (3)، سمعت أبي يقول ذلك، و سمعت أبي يقول: مرجّى بن وداع لا بأس به.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب قال: مرجّى بن وداع البصري، حدّث عن غالب القطّان، و قطن القطعي (4)،و علي بن سويد العبسي، روى عنه أبو سلمة التبوذكي، و علي بن الحسين الدرهمي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف ابن أحمد، أنا جعفر العقيلي (5)،نا محمّد بن عيسى، نا عباس قال: سمعت يحيى يقول:

مرجّى بن وداع الراسبيّ ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (6)،نا ابن حمّاد، نا عباس، عن يحيى قال: مرجّى بن وداع ضعيف.

أخبرنا أبو بكر بن وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن ابن السّقّاء، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس قال: سمعت يحيى [يقول:] (7) مرجّى بن رجاء، و مرجّى بن وداع صاحب التعبير، جميعا ضعيفان.

قال: و قال يحيى مرّة أخرى: مرجّى بن رجاء صالح الحديث.

ص: 211


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 412/8-413.
2- كذا بالأصل و م، و د، و «ز»: «أيوب بن وزير الرافعي» و الذي في الجرح و التعديل: أيوب بن وائل الراسبي.
3- تحرف بالأصل و «ز» و م إلى:«القطيعي» و المثبت عن د، و هو سهيل بن أبي حزم القطعي.
4- تحرفت بالأصل و «ز» إلى:«قطر القطيعي».
5- الضعفاء الكبير للعقيلي 266/4 رقم 1871.
6- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 446/6.
7- زيادة عن «ز»، و م.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، نا الأحوص بن المفضل بن غسّان، نا أبي قال: قال أبو زكريا: و المرجّى بن وداع صاحب التفسير (1)،روى عن ابن سيرين، ضعيفان جميعا، و محمّد بن فضالة معهما.

ذكر من اسمه مرزوق

7304 - مرزوق بن أبي الهذيل الثّقفيّ أبو بكر [الدمشقي]

7304 - مرزوق بن أبي الهذيل الثّقفيّ أبو بكر [الدمشقي] (2)

من أهل دمشق من أصحاب هشام بن عبد الملك.

روى عن: الزهري.

روى عنه: الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدويه، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عبد اللّه بن عبد الصّمد بن أبي خدّاش، نا الوليد بن مسلم، عن مرزوق بن أبي الهذيل، حدّثني الزهري عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عباس قال:

لم أزل حريصا أن أسأل عمر بن الخطّاب حتى سافرت معه، فذهب لحاجته، و اتبعته بالإداوة، فلما جاء ناولته، قال: ثم جلس، فأخذت الإداوة، فجعلت أصبّ عليه، ثم قلت:

يا أمير المؤمنين، من المرأتان التي قال اللّه عزّ و جلّ: إِنْ تَتُوبٰا إِلَى اللّٰهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمٰا (3)،فقال: هما عائشة و حفصة.

قال: ثم أنشأ عمر يحدّثني، قال: إنّا معشر قريش، كنا نغلب النساء و نحن بمكة، فلما قدمنا المدينة إذا إخواننا من الأنصار تغلبهم نساؤهم فأخذ نساؤنا أخلاقهم، قال: فصحت على امرأتي ذات يوم، فردّت عليّ، فأنكرت ذلك، قال: قالت: و ما تنكر؟، فو اللّه إنّ المرأة

ص: 212


1- كذا بالأصل و «ز»، و م، و د، و فوقها في «ز»: ضبة.
2- تهذيب الكمال 7/18 و تهذيب التهذيب 401/5 و الجرح و التعديل 265/8 و ميزان الاعتدال 88/4 و المغني في الضعفاء 650/2 و التاريخ الكبير 384/7 و الكامل لابن عدي 446/6 و الضعفاء الكبير 209/4 و الهذيل بضم الهاء، مصغرا.
3- سورة التحريم، الآية:4.

من أزواج النبي صلى اللّه عليه و سلم لتردّ عليه و تهجره اليوم إلى الليل، فقال عمر: خبن و خسرن، من يغضب اللّه يغضب رسوله، فإذا هنّ قد هلكن.

قال: فجمعت عليّ بناتي، ثم انطلقت حتى دخلت على حفصة، قلت: أي حفصة، إنّ امرأة منكن تردّ على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و تهجره اليوم إلى الليل؟، قالت: نعم، قلت: أ تأمنّ بغضب اللّه لغضب رسوله، فإذا إحداكنّ قد هلكت؟ لا تردّي على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لا تهجرنه و لا تكثرن.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون، نا محمّد بن إسماعيل بن العبّاس - إملاء - ثنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان بن الحارث الواسطي، نا هشام بن عمّار الدمشقي، حدّثني الوليد بن مسلم، حدّثني مرزوق بن أبي الهذيل، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت:

لما استخلف أبو بكر ارتدّ من ارتدّ من العرب، فقالوا: نشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمّدا رسول اللّه، و قد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلاّ اللّه، فمن قالها عصم مني ماله و نفسه إلاّ بحقّه و حسابه على اللّه جلّ و عزّ» فقال أبو بكر: فإنّ من حقه أداء الزكاة، و اللّه لأقاتلن من فرّق بين الصلاة و الزكاة، و اللّه لو منعوني عناقا مما كانوا يؤدون إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لقاتلتهم على منعها.

فقال عمر: فو اللّه ما هو إلاّ أن شرح اللّه صدر أبي بكر للقتال، فعلمت أنه الحق[11974].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري، نا محمّد بن عبد اللّه بن ميمون، بالاسكندرية، نا الوليد بن مسلم، حدّثني مرزوق بن أبي الهذيل، عن الزهري، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه، عن عمّه عبد اللّه (1) بن كعب، عن كعب بن مالك.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لما رجع من طلب الأحزاب نزع لامته و اغتسل و استجم[11975].

قال: و نا عبد اللّه بن محمّد بن زياد، نا محمّد بن إسحاق، ثنا علي بن حجر، ثنا الوليد، فذكر بإسناده مثله.

ص: 213


1- كذا بالأصل و م، و «ز»، و في د: عبيد اللّه.

قال محمّد بن إسحاق: مرزوق ثقة، و الحديث غريب.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائن، أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):

مرزوق بن أبي الهذيل، روى عنه الوليد بن مسلم [سمع الزهري] (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن المظفّر، أنا أحمد بن محمّد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (3) قال (4):حدّثني آدم بن موسى قال: سمعت البخاري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة، أنا ابن عدي قال (5):سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري:

مرزوق بن أبي الهذيل سمع الزهري، سمع منه الوليد بن مسلم، يعرف و ينكر.

قال ابن عدي: و أحاديثه يحمل بعضها بعضا، و يكتب حديثه.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم التنوخي، أنا حمد (6)-إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (7):

مرزوق بن أبي الهذيل دمشقي، روى عن الزهري، روى عنه الوليد بن مسلم، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ص: 214


1- التاريخ الكبير للبخاري 384/7.
2- الزيادة عن التاريخ الكبير.
3- بالأصل و «ز»، و م،«أنا جعفر العتيقي» تحريف، و التصويب عن د، و السند معروف.
4- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 209/4.
5- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 446/6.
6- تحرفت في «ز»، و م: أحمد.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 265/8.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة: مرزوق بن أبي الهذيل، من صحابة هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1) قال في الضعفاء: مرزوق بن أبي الهذيل الثّقفيّ، الدمشقي، يكنى أبا بكر.

أنبأنا أبو الحسين (2)،و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي (3).

قالا: أنا ابن أبي حاتم (4)،حدّثني أبي قال: سمعت دحيما (5) يقول: مرزوق بن أبي الهذيل صحيح الحديث عن الزهري، و ما أعلم أحدا روى عنه غير (6) الوليد بن مسلم، قال:

و سألت أبي عنه فقال: حديثه صالح، لا أعلم روى عنه غير الوليد بن مسلم.

ذكر من اسمه مرشد

7305 - مرشد بن علي بن المقلّد بن نصر بن منقذ بن محمّد بن منقذ بن نصر بن

هاشم أبو سلامة الكناني (7)(8)

ذكر لي ولده أبو المغيث منقذ بن مرشد أنه دخل طرابلس غير مرة، و كان مولده بحلب سنة ستين و أربعمائة.

ص: 215


1- الكامل في ضعفاء الرجال 446/6.
2- تحرفت بالأصل و م، و «ز» إلى: الحسن، و المثبت عن د.
3- قوله:«أنا علي» استدرك عن هامش الأصل.
4- الجرح و التعديل 265/8.
5- بالأصل و د و «ز»: «دحيم» و المثبت عن الجرح و التعديل.
6- بالأصل «روى عنه عبد الوليد» و بعد: عنه، علامة تحويل إلى الهامش، و كتب عليه:«غير» و بعدها صح، و المثبت يوافق ما جاء في النسخ الأخرى.
7- بالأصل و م، و «ز»، و د: الكتاني، تصحيف.
8- ترجمته في وفيات الأعيان 199/1 و فوات الوفيات 130/4 و لباب الآداب لابنه أسامة بن مرشد، و معجم الأدباء 226/5 ضمن أخبار ابنه أسامة، و النجوم الزاهرة 260/5.

و سافر إلى بغداد و أصبهان، و كانت له يد طولى في علم العربية و الكتابة و الشعر، و كان حافظا للقرآن، حسن التلاوة له، كثير الصوم، شديد البأس و النجدة في الحرب، و نسخ بخطه سبعين ختمة بخط حسن.

حدّثني ابنه [الأمير] (1) أبو عبد اللّه محمّد بن مرشد و كتبه لي بخطّه قال: مات عمي أبو المرهف نصر بن علي، و أوصى بشزر (2) لوالدي فقال: لا وليتها و لا خرجت من الدنيا [إلاّ] (3) كما دخلت إليها، فولاّها أخاه أبا العساكر سلطان بن علي، فاصطحبا العمل صحبة مدة من الزمان، و أنا قد نشأنا، و لم يكن لعمي أبي العساكر ولد، فلحقه الحسد على كون أخيه له عدة من الولد، و لم يكن له سوى بنات، ثم رزق أولادا صغارا، فصار كلّما رأى صغرهم (4) و رأى أولاد أخيه قد سدّوا مكان أبيهم تضاعف الحسد، فكتب إلى والدي شعرا، فأجابه بقصيدة منها (5):

ظلوم أبت في الظلم إلاّ تماديا *** و في الصّدّ (6) و الهجران إلاّ تناهيا

و لا ناسيا ما أودعت (7) من عهودها *** و إن هي أبدت جفوة و تناسيا

شكت هجرنا و الذنب في ذاك ذنبها *** فيا عجبا من ظالم جاء شاكيا

و طاوعت الواشين فيّ و طال ما *** عصيت عذولا في هواها و واشيا

و مال بها تيه الجمال إلى القلا *** و هيهات أن أمسي لها الدهر قاليا

و لما أتاني من قريضك جوهر *** جمعت المعاني فيه و المعاليا

و كنت هجرت الشعر حينا لأنه *** تولى برغمي حين ولّى شبابيا

و أين من الستين (8) لفظ مفوّق *** إذا رمت أدنى القول منه عصانيا

و منها:

و ليت في الحرب الضّروس بمهجتي *** على حرس عمي يجيب المناديا

ص: 216


1- زيادة عن د.
2- تحرفت بالأصل، و «ز»، و م:«بشيراز» و في د:«شيرز».
3- زيادة لازمة عن المختصر، سقطت من كل النسخ.
4- بالأصل و د، و م، و «ز»: صغرهما.
5- بعض الأبيات في فوات الوفيات و معجم الأدباء.
6- بالأصل: الصدق، و المثبت عن بقية النسخ، و المصدرين.
7- في معجم الأدباء و الفوات: استودعت.
8- تقرأ بالأصل:«الشيئين» و المثبت عن م، و «ز»، و د.

و رصعت في علياك درّ مدائح *** مجال نجوم الأفق فيها قوافيا

و قلت أخي: ترعى بنيّ و أسرتي *** و تحفظ عهدي فيهم و ذماميا

و يجزيهم (1) ما لم أكلّفه فعله *** لنفسي فقد أعدته من تراثيا

فما لك لما أن حنى الدهر صعدتي (2) *** و ثلّم مني صارما كان ماضيا

تنكرت حتى صار برّك قسوة *** و قربك منهم جفوة و تناسيا

فأصبحت صفر الكفّ مما رجوته *** أرى اليأس قد عفى (3) سبيل رجائيا

على أنّني قد حلت عما عهدته *** و لا غيّرت هذي الشئون (4) وداديا

و لا غرو (5) عند الحادثات فإنّني *** أراك يميني و الأنام شماليا

يهز بها عذرا لو قرئت بها *** نجوم السماء لم تعد ذراريا

تحلت بدر من صفاتك زانها *** كما زان منظوم اللآلى الغوانيا

و عش بانيا (6) للجود ما كان واهنا *** مشيدا من الإحسان ما كان هاويا

و له قصيدة أولها:

لنا منك يا سلمى عذاب و تعذيب *** و جفن قريح دمعه فيك مسكوب

و وعد كوعد الدهر [يوشك] (7) بالغنى *** و لكنه (8) بالمين و المطل مقطوب

تجدّين لي هجرا و فعلك مازح *** و تبدين لي زهدا و لي فيك ترغيب

و تبدي سليمى بالصّدود تأدّبا *** رويدك يا بالموت يا سلم تأديب

و له:

و ما الشعر مما ارتضيته صناعة *** و لا هو من فعل الأماجد محسوب

و هي أكثر من ستين بيتا.

و له من قصيدة إلى أخيه أبي كامل شافع:

ص: 217


1- بدون إعجام بالأصل، و في م، و «ز»، و د:«يحزنهم» و المثبت عن الفوات و معجم الأدباء.
2- الصعدة: القناة.
3- كذا بالأصل و م و د، و «ز»، و في المصدرين: غطى.
4- في «ز»، و د، و الفوات: السنون.
5- في معجم الأدباء و الفوات: فلا زعزعتك.
6- في «ز»: ثابتا.
7- بياض بالأصل و د، و ليست الكلمة في م و «ز»، و المستدرك عن المختصر.
8- في «ز»: و مظه، و فوقها ضبة.

صفات مجدك تلهيني عن الغزل *** فلست أبكي على رسم و لا طلل

و لا أقول إذا ما خلّة صرمت *** حبالها من حبالي: راجعي وصلي

حسبي مديحك تسبيحا أؤمّله *** يوم القيامة عند اللّه يشفع لي

ملكتني بأياديك التي غمرت *** فعدت في وجل منها و في جذل

ما خاب حائز آمال بعثت بها *** إليك إلاّ بما يوفي على مهل

وافتك غراء أنظم بنت ساعتها *** تشكو تباريح وجه غير منتحل

ما إن لها في الورى كفء يماثلها *** من بعد سلطان إلاّ شافع من علي

صنوا البدور إماما كلّ مكرمة *** عما توالى لا لمن في السهل و الجبل

و له من قصيدة أولها:

تقطّع قلبه أسفا *** فأضحى للأسى هدفا

و باح بكلّ ما أخفى *** فليس بما أجنّ خفا

و ما يجدي الجحود له *** إذا ما دمعه اغترفا

زفير لا يني وحشا *** إذا ذكر الفراق هفا

و عين دمعها جار *** إذا نهنهته و كفا

لها دمعان و رديّ *** و آخر كالجمان صفا

و كان الحبس كثير البق و البراغيث، فكتب إلى أولاده حين أرادوا التوجه إليه لنظيره:

صاحبت بالحبس ليلا لا انقضاء له *** كأنّما صبحه قد ضلّ أو عدما

مكلّما من براغيث أظلّ بها *** أعضّ كفي من ذلّي بها ندما

لبست منها قميصا لو تقمّصه *** أيّوب لحظة عين لاشتكى الألما

و جاءني البقّ لا أبقاه خالقه *** مغرّدا بطنين يعقب الصّمما

فقلت: لا تقربنّي إنّني رجل *** لم تبق فيّ براغيث البريح دما

قال: و كتب إلى أبي مصيار:

رحلت عنك و أشواقي تجاذبني *** إليك و الوجد يثنيني و يعطفني

و غبت عنّي و ما غيّبت عن خلدي *** و بنت عنك و سرّي عنك لم (1) يبن (2)

ص: 218


1- سقطت من د.
2- في النسخ: يبني.

و ما فراقك يا من لا نظير له *** إلاّ نظير فراق الرّوح للبدن

ما بعد مثلك محمود عواقبه *** و لا التصبر عن رؤياك بالحسن

حكى لي أبو المغيث منقذ بن مرشد الكناني (1) قال:

كنت عند والدي رحمه اللّه تعالى و هو ينسخ مصحفا، و نحن نتذاكر خروج الروم، فرفع المصحف، و قال: اللّهم بحقّ من أنزلته عليه إن قضيت بخروج الروم فخذ روحي و لا أراهم، فمات يوم الاثنين الثامن من شهر رمضان سنة إحدى و ثلاثين و خمسمائة بشيزر (2)،و دفن في داره، و خرجت الروم، و نزلوا على شيزر (3) في نصف شعبان سنة اثنين و ثلاثين و خمسمائة فحاصروها أربعة و عشرين يوما، و نصبوا عليها ثمانية عشر منجنيقا، ثم رحلوا عنها يوم السبت تاسع شهر رمضان سنة اثنين و ثلاثين و خمسمائة، و اللّه تعالى أعلم.

ذكر من اسمه مروان

7306 - مروان بن أبان بن عبد العزيز بن أبان بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص الأموي (4)

ذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق و غوطتها من بني أميّة، و ذكر أنه كان يسكن القوينصة (5).

7307 - مروان بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر المخزومي، مولاهم

أخو عبد الغفّار، و عبد العزيز، و يحيى، و عبد الحكيم (6) بني إسماعيل.

من أهل دمشق، من حفّاظ القرآن.

حدّث عمن لم يسم لنا.

ص: 219


1- تحرفت بالأصل و «ز»، و م، و د، إلى: الكتاني.
2- تحرفت بالأصل و «ز»، و م، و د، إلى:«شيراز»، و التصويب عن المختصر. و شيزر: قلعة بالقرب من حماه.
3- راجع الحاشية السابقة.
4- ترجمته في معجم البلدان (القوينصة 417/4).
5- القوينصة: من قرى غوطة دمشق (عن معجم البلدان).
6- بالأصل: عبد الحكيم، و المثبت عن م، و «ز»، و د.

روى عنه: محمّد بن شعيب.

أنبأنا أبو القاسم النّسيب، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال في ذكر الإخوة من أهل الشام: إخوة خمسة: مروان بن إسماعيل ابن عبيد اللّه، قديم يحدّث عنه محمّد بن شعيب، و ذكر إخوته.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا أبو محمّد التميمي، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (1):

قلت لعبد الرّحمن بن يحيى: متى مات مروان بن إسماعيل بن عبيد اللّه؟ قال: حدّثني بكر بن عبد العزيز قال: قتل مروان بن إسماعيل بن عبيد اللّه مدخل عبيد اللّه بن علي دمشق سنة اثنين و ثلاثين و مائة.

7308 - مروان بن بشير بن أبي سارة

مولى الوليد بن يزيد بن عبد الملك.

حكى عنه: أبو ذفافة (2) المنهال بن عبد الملك.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين (3)،حدّثني أحمد بن عبيد اللّه (4) بن عمّار، نا عمر بن شبّة قال: حدّثني إسحاق، حدّثني أبو ذفافة المنهال بن عبد الملك عن مروان بن بشير (5) بن أبي سارة، مولى الوليد بن يزيد قال:

أوّل ما ارتفعت [به منزلة] (6) حبابة عند يزيد أنه أقبل يوما إلى البيت الذي هي فيه، فقام من وراء الستر فسمعها تغني و تقول:

كان لي يا يزيد حبّك حينا (7) *** كاد يقضي عليّ لمّا التقينا

فدخل عليها، فوجدها مضطجعة مقبلة على الجدر، فعلم أنها لم تعلم به، و لم يكن ذلك منها تعمّدا، فألقى نفسه عليها و حرات منه.

ص: 220


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 698/2.
2- بالأصل و د و م:«دفانة» و في «ز»: «دقانة» و المثبت عن الأغاني.
3- الخبر و الشعر في الأغاني 127/15 ضمن أخبار حبابة.
4- في د، و «ز»: عبد اللّه.
5- في الأغاني: بشر.
6- الزيادة للإيضاح عن الأغاني.
7- الحين بالفتح: الهلاك.

7309 - مروان بن جناح، أخو روح، مولى الوليد بن عبد الملك

7309 - مروان بن جناح، أخو روح، مولى الوليد بن عبد الملك (1)

روى عن: أبيه، و بسر (2) بن عبيد اللّه، و يونس بن ميسرة بن حلبس، و عطاء بن أبي رباح، و بشر بن العلاء، و عمرو بن مهاجر، و المطعم بن المقدام، و الأعمش، و عمر بن عبد العزيز، و عبد الواحد بن قيس، و مجاهد بن جبر.

روى عنه: الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب، و صدقة بن خالد، و الوليد بن سليمان ابن أبي السائب، و هو من أقرانه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن بركة، نا العباس بن مزيد، أنا محمّد بن شعيب بن شابور.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد.

أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك - قراءة عليه - أنا العباس بن الوليد بن مزيد (3) البيروتي، أنا محمّد بن شعيب، أخبرني مروان بن جناح أن عطاء بن أبي رباح كان يحدّث عن أبي هريرة أنه كان يقول:

كلّ صلاة بقراءة، فما أسمعنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أسمعناكم، و ما أخفاه علينا أحبسناه عليكم.

أخبرنا أبو الغنائم في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد ابن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (4):

مروان بن جناح عن أبيه، و بسر (5) بن عبيد اللّه، روى عنه الوليد بن مسلم.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبيد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

ص: 221


1- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 13/18 و تهذيب التهذيب 404/5 و الجرح و التعديل 274/8 و ميزان الاعتدال 90/4 و التاريخ الكبير 371/7.
2- تحرفت بالأصل و «ز»، و م، و د، إلى: بشر، و المثبت عن تهذيب الكمال.
3- تحرفت في «ز» إلى: يزيد.
4- التاريخ الكبير للبخاري 371/7.
5- تحرفت بالأصل و م، و «ز»، و د، إلى: بشر، و التصويب عن البخاري.

قالا: أنا ابن أبي حاتم، قال (1):

مروان بن جناح روى عن أبيه، و يونس بن ميسرة بن حلبس، و بسر (2) بن عبيد اللّه، روى عنه الوليد بن مسلم، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عنه محمّد بن شعيب بن شابور، سألت أبي عنه فقال: مروان بن جناح أحبّ إليّ من أخيه روح بن جناح، و هما شيخان، يكتب حديثهما، و لا يحتجّ بهما.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية نفر يحدّثون عن عمر بن عبد العزيز: مروان بن جناح، و أخوه روح.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتاب (3)،أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا ابن عمير - قراءة.

قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة: مروان بن جناح مولى الوليد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، أنا أحمد بن عمير بن يوسف، حدّثني صالح بن حكيم قال: سمعت محمّد بن أسد يقول: سمعت الوليد بن مسلم يقول: مروان بن جناح أثبت من أبي بكر بن أبي مريم.

قال: و أنا أبو أحمد، نا عبد اللّه بن محمّد بن مسلم، نا صالح بن شعيب، نا محمّد بن أسد قال الوليد: و مروان أثبت من أبي بكر بن أبي مريم.

و قال أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني: قلت لأبي حاتم: ما تقول في روح بن جناح؟ قال: ليس بالقوي، و أخوه مروان بن جناح أحبّ إليّ منه، و جميع الناس.

ص: 222


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 274/8.
2- بالأصل و م و د، و «ز»: بشر، خطأ.
3- تحرفت بالأصل و «ز»، و م، و د إلى غياث.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، قال:

سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول: مروان بن جناح ثقة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، أنا محمّد بن الحسين بن عبد اللّه، أنا أبو بكر البرقاني قال: قلت له - يعني - الدارقطني: روى الوليد بن مسلم عن مروان بن جناح؟ قال: لا بأس به، شامي، أصله كوفي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو علي الحسن بن أبي حبيب، نا يزيد بن عبد الصّمد، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال:

قال رجل لمروان بن جناح: أدام اللّه فرحكم، قال: إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (1).

أخبرنا أبو محمّد المزكي، أنا أبو محمّد التميمي، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (2):حدّثت (3) عن أبي مسهر، قال: قال سعيد بن عبد العزيز - يعني - يوم مات مروان بن جناح إن كان من أعيان أهل المسجد.

قال أبو زرعة: فمروان و روح أخوان، ابنا جناح مولى الوليد، و اللّه أعلم.

7310 - مروان بن جهم بن خليفة بن بحر بن ضبع بن أبة بن يحمد

7310 - مروان بن جهم بن خليفة بن بحر (4) بن ضبع (5) بن أبة بن يحمد

ابن موهشل بن عقب بن الليسرح بن سعد بن زيد بن شرحبيل بن حجر

ابن زيد بن مالك بن زيد بن رعين الرّعينيّ المصريّ (6)

شاعر، وفد على بعض خلفاء بني أمية.

و لجده بحر بن ضبع وفادة على النبي صلى اللّه عليه و سلم.

كتب إليّ أبو محمّد بن حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد، و حدّثني أبو

ص: 223


1- سورة القصص، الآية:76.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 356/1.
3- بالأصل و م:«حدث» و في د:«حديث» و التصويب عن «ز»، و تاريخ أبي زرعة.
4- بحر بضم أوله و ضم المهملة أيضا، كما في الإصابة و أسد الغابة.
5- ضبع بضمتين، كما في الإصابة و أسد الغابة، راجع ترجمة بحر بن ضبع فيها 139/1 رقم 597 و أسد الغابة 1/ 199.
6- له ذكر في أسد الغابة و الإصابة و اسم أبيه فيهما: جعفر.

بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة.

ح قال: و أنبأني أبو عمرو بن مندة، عن أبيه قال: قال: أنا أبو سعيد بن يونس:

مروان بن جهم بن خليفة بن بحر بن ضبع الشاعر، كان بمصر شريفا في أيامه، و كان بليغا فصيحا، و له وفادة على خلفاء بني أمية، و أخباره بمصر معروفة عند أهل العلم بالأخبار.

قال مروان بن جهم في شعر له يذكر فخره و فخر جدّه بحر بن ضبع (1):

فجدي الذي أعطى الرسول يمينه *** و حنّت (2) إليه من بعيد رواحله

ببدر بنى (3) بيتا أقامت أصوله *** على المجد بيتا علوه و أسافله

يعني ببدر: قرية من قرى رعين، كان وجيها بمصر، له وفادة على خلفاء بني أمية و كان شاعرا.

7311 - مروان بن أبي حفصة

هو مروان بن سليمان، يأتي بعد إن شاء اللّه تعالى.

7312 - مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف

أبو عبد الملك، و يقال: أبو القاسم، و يقال: أبو الحكم الأموي (4)

ولد في عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و ابن عمر، و عثمان، و علي بن أبي طالب، و زيد بن ثابت، و بسرة (5) بنت صفوان.

روى عنه: سهل بن سعد، و ابنه عبد الملك بن مروان، و عروة بن الزبير، و علي بن الحسين، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، و يزيد بن أبي كبشة (6)،و سعيد بن

ص: 224


1- البيتان في أسد الغابة 199/1 و الأول في الإصابة 139/1.
2- في أسد الغابة: و خبّت.
3- في أسد الغابة: ببدر لنا بيت.
4- ترجمته في طبقات ابن سعد 35/5 و نسب قريش للمصعب ص 159 و تهذيب الكمال 13/18 و تهذيب التهذيب 404/5 و فوات الوفيات 125/4 و سير أعلام النبلاء 476/3 و التاريخ الكبير 368/7 و تاريخ الطبري (الفهارس العامة)، و الإمامة و السياسة (الفهارس) الكامل لابن الأثير (الفهارس)، و البداية و النهاية:(الفهارس)، و المحبر (الفهارس).
5- كذا بالأصل، و م، و د، و «ز»: «بسرة» و في تهذيب الكمال هنا:«يسرة» و في ترجمتها في تهذيب الكمال: بسرة 301/22.
6- رسمها في «ز»: كبئه و فوقها ضبة.

المسيّب، و أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، و مجاهد بن جبير (1).

و كان كاتبا لعثمان بن عفّان في خلافته، و ولي إمرة المدينة غير مرة لمعاوية، ثم بويع له بالخلافة بعد موت معاوية بن يزيد بن معاوية بالجابية، و كان الضحّاك بن قيس قد غلب على دمشق و بايع بها ابن الزبير، ثم دعا إلى نفسه، فقصده مروان، و وافقه بمرج راهط، فقتل الضحّاك و غلب مروان على دمشق، و أمّه أم عثمان، و اسمها آمنة (2) بنت علقمة بن صفوان.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي - و اللفظ لحديثه - أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو حامد بن الشرقي، و مكي بن عبدان قالا: نا محمّد بن يحيى، نا عبد الرزّاق ابن همّام قال: قال معمر: قال الزهري: أخبرني عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، و مروان بن الحكم يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه، قالا (3):

خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم زمن الحديبية في بضع عشرة مائة من الصحابة حتى إذا كان بذي الحليفة قلّد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الهدي، و أشعره، و أحرم بالعمرة، و بعث بين يديه عينا (4) من خزاعة يخبره عن قريش، و سار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى إذا كان بغدير (5) الأشطاط قريبا من عسفان (6) أتاه عينه الخزاعي فقال له: إني تركت كعب بن لؤي و عامر بن لؤي قد جمعوا لك الأحابيش، و جمعوا لك جموعا هم قاتلوك أو مقاتلوك، و صادّوك عن البيت، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أشيروا عليّ، أ ترون أن نميل إلى ذراري هؤلاء الذين أعانوهم و نسبيهم، فإن قعدوا قعدوا موتورين محروبين، و إن ينجوا يكن عنقا قطعها اللّه، أم ترون أن نؤم البيت فمن صدّنا عنه قاتلناه؟»، قال أبو بكر: اللّه و رسوله أعلم، يا رسول اللّه، إنّما جئنا معتمرين و لم نجئ لقتال أحد، و لكن من حال بيننا و بين البيت قاتلناه، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«فروحوا إذا»[11976].

ص: 225


1- في «ز»: «حسين» و في د: حزم، و في م: جبر، و قيل فيه: ابن جبر، و قيل: ابن جبير.
2- بدون إعجام بالأصل، و في م و د، و «ز»: «أمية» و المثبت عن تهذيب الكمال، و اسمها في جمهرة أنساب العرب: أرنب.
3- راجع مغازي الواقدي 571/2 و ما بعدها، و سيرة ابن هشام 321/3 و ما بعدها.
4- بالأصل و «ز» و م: سبيا، و المثبت عن د.
5- غدير الأشطاط: قريب من عسفان (معجم البلدان).
6- عسفان: قرية على بعد مرحلتين من مكة على طريق المدينة و قيل منهلة من مناهل الطريق بين الجحفة و مكة.

قال الزهري: و كان أبو هريرة يقول: ما رأيت أحدا قط كان أكثر مشاورة لأصحابه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قال الزهري في بعض حديثه:

حتى إذا كان ببعض الطريق قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إن خالد بن الوليد بالغميم (1) في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين»، فو اللّه ما شعر بهم خالد حتى إذا كان بقترة الجيش - قال عبد الرزّاق: القترة الغبار - فانطلق يرتكض (2) نذيرا لقريش.

و سار النبي صلى اللّه عليه و سلم حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها، بركت به راحلته، فقال الناس: حل حل (3)،فألحت، فقالوا: خلأت (4) القصواء خلأت القصواء، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما خلأت القصواء، و ما ذلك لها بخلق، و لكن حبسها حابس الفيل»، ثم قال:«و الذي نفسي بيده لا يسألوني حطّة (5) يعظّمون فيها حرمات اللّه إلاّ أعطيتهم إيّاها» ثم زجرها، فوثبت به.

قال: فعدل حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد (6) قليل الماء، إنما يتبرّضه (7) الناس تبرّضا، فلم يلبث الناس أن نزحوه، فشكوا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم العطش، فنزع سهما من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه فيه، قال: فو اللّه ما زال يجيش لهم بالريّ حتى صدروا عنه، فبينما هم كذلك إذ جاءه بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه بني خزاعة، و كانوا عيبة نصح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أهل تهامة، فقال: إني تركت (8) كعب بن لؤي، و عامر بن لؤي نزلوا بحذاء مياه الحديبية، معهم العوذ (9) المطافيل و هم مقاتلوك و صادّوك عن البيت، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إنّا لم نجئ لقتال أحد، و لكنّا جئنا معتمرين، و إنّ قريشا قد نهكتهم الحرب و أضرت بهم فإن شاءوا ماددتهم مدة و يخلوا بيني و بين البيت، فإن أظهر فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه

ص: 226


1- الغميم: موضع بناحية الحجاز بين مكة و المدينة (معجم البلدان).
2- بالأصل و م و «ز»: يرتخص، و المثبت عن د.
3- حل حل تقال للإبل لإزالتها عن مواضعها (القاموس).
4- خلأت أي بركت، و الخلاء في الإبل بمنزلة الحران في الدواب (راجع شرح السيرة لأبي ذر ص 340).
5- يريد قول اللّه تعالى لبني إسرائيل: وَ ادْخُلُوا الْبٰابَ سُجَّداً وَ قُولُوا حِطَّةٌ و المعنى اللّهمّ حط عنا ذنوبنا.
6- الثمد: الماء القليل الذي لا مادة له.
7- برض الماء من العين إذا خرج و هو قليل.
8- بالأصل و «ز»، و م:«فقال أبيّ بن كعب» صوبنا الجملة عن د.
9- العوذ المطافيل: ذوات الأولاد من الإبل.

الناس فعلوا، و إلاّ و قد جمّوا، و إن هم أبوا فو الذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي (1) أو لينفذنّ اللّه أمره»، فقال بديل: سأبلغهم ما تقول.

فانطلق حتى أتى قريشا، فقال: إنا قد جئناكم من عند هذا الرجل فسمعناه يقول قولا، فإن شئتم أن نعرضه عليكم فعلنا، فقال سفهاؤهم: لا حاجة لنا في أن تحدّثنا عنه بشيء، و قال ذوو الرأي منهم: هات ما سمعته يقول، قال: سمعته يقول كذا و كذا، فحدّثهم ما قال النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقام عروة بن مسعود الثقفي فقال: أ لستم بالوالد؟ قالوا: بلى، قال: أ و لست بالولد؟ قالوا: بلى، قال: هل تتهموني؟ قالوا: لا، قال: تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ، فلما يلجّوا (2) عليّ جئتكم بأهلي و ولدي و من أطاعني؟ قالوا: بلى، قال: فإنّ هذا قد عرض عليكم خطّة رشد فاقبلوها و دعوني آته، فقالوا: ائته.

فأتاه، فجعل يكلّم النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوا من قوله لبديل، فقال عروة: أي محمّد، أ رأيت إن استأصلت قومك، هل سمعت بأحد من العرب احتاج أصله قبلك، و إن يكن الأخرى، فو اللّه إني لأرى وجوها، و أرى أوباشا من الناس خلقا أن يفروا و يدعوك، فقال أبو بكر: امصص بظر اللات، أ نحن نفر عنه و ندعه؟ فقال: من ذا؟ قال: أبو بكر، قال: أما و الذي نفسي بيده لو لا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك (3).

قال: فجعل يكلم النبي صلى اللّه عليه و سلم فكلما كلمه بكلمة أخذ بلحيته، و المغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى اللّه عليه و سلم و معه السيف و عليه المغفر، فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى اللّه عليه و سلم ضرب يده بنعل السيف، فقال: أخر يدك عن لحية النبي صلى اللّه عليه و سلم. فرفع عروة رأسه فقال: من هذا؟ قال:

المغيرة بن شعبة. قال: أي غدر، أ و لست أسعى في غدرتك.

فقال: و كان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم و أخذ أموالهم، ثم جاء فأسلم، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أما الإسلام فأقبل، و أما المال فلست منه في شيء.» ثم إن عروة جعل برمق صحابة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعينيه. قال: فو اللّه ما تنخم رسول اللّه

ص: 227


1- السالفة صفحة العنق، و هما سالفتان من جانبيه، و كنى بانفرادهما عن الموت، و قيل إنه أراد: حتى يفرق بين رأسي و جسدي (النهاية لابن الأثير).
2- بلحوا: امتنعوا عن الإجابة (شرح الزرقاني على المواهب اللدنية).
3- كان عروة بن مسعود قد استعان في حمل دية، فأعانه الرجل بالفريضتين و الثلاث و أعانه أبو بكر بعشر فرائض، فكانت هذه يد أبي بكر عند عروة بن مسعود.

صلى اللّه عليه و سلم نخامة إلاّ وقعت في كف رجل منهم فذلك بها وجهه و جلده. و إذا أمرهم ابتدروا أمره، و إذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، و إذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، و ما يحدون إليه النظر تعظيما له.

فرجع عروة إلى أصحابه، فقال: أي قوم، و اللّه لقد وفدت على الملوك، و وفدت على قيصر و كسرى و النجاشي، و اللّه ما رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا، و اللّه إن يتنخم نخامة إلاّ وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه و جلده، فإذا أمرهم ابتدروا أمره، و إذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه. و إذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، و ما يحدون إليه النظر تعظيما له، و إنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها.

فقال رجل من كنانة: دعوني آته، فقالوا: ائته، فلما أشرف على النبي صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هذا فلان و هو من قوم يعظمون البدن، فابعثوها إليه» و استقبله القوم بلبون، فلما رأى ذلك قال: سبحان اللّه، ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت. فرجع إلى أصحابه فقال: رأيت البدن قد قلّدت و أشعرت، فما أرى أن يصدوا عن البيت.

فقام رجل منهم يقال له مكرز بن حفص، فقال: دعوني آته، فقالوا: ائته، فلما أشرف عليهم قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«هذا مكرز، و هذا رجل فاجر» (1) فجاءه، فجعل يكلم النبي صلى اللّه عليه و سلم، فبينما هو يكلمه إذا جاء سهيل بن عمرو.

قال معمر: فأخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل قال النبي صلى اللّه عليه و سلم «قد سهل لكم من أمركم».

قال الزهري في حديثه:

فجاء سهيل بن عمرو، فقال: هات اكتب بيننا و بينك كتابا، فدعي الكاتب، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اكتب بسم اللّه الرحمن الرحيم» فقال سهيل: أما الرحمن فو اللّه ما أدري ما هو، و لكن اكتب: باسمك اللهم، كما كنت تكتب، فقال المسلمون: و اللّه لا نكتبها إلا بسم اللّه الرحمن الرحيم، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«اكتب باسمك اللهم» ثم قال:«هذا ما قاضى عليه محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم» فقال سهيل [بن عمرو]: و اللّه لو كنا نعلم أنك رسول اللّه ما صددناك عن البيت، و لا قاتلناك، و لكن اكتب: محمد بن عبد اللّه، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«و اللّه إني لرسول اللّه و إن كذبتموني، اكتب: محمد بن عبد الله»

ص: 228


1- في مغازي الواقدي: إن هذا رجل غادر.

قال الزهري: و ذلك لقوله: لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات اللّه إلاّ أعطيتهم إياها.

فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«على أن تخلّوا بيننا و بين البيت فنطوف به» فقال سهيل: و اللّه لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة، و لكن لك من العام المقبل، فكتب. فقال سهيل: و على أن يأتيك منا رجل و إن كان على دينك إلاّ رددته إلينا، فقال المسلمون: سبحان اللّه، كيف يرد إلى المشركين و قد جاء مسلما؟ فبينما هم كذلك إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده، و قد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين. فقال سهيل: هذا - يا محمد - أول ما أقاضيك عليه أن ترده إليّ. فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إنا لم نقض الكتاب بعد» قال:

فو اللّه إنا لا نصالحك إذا على شيء أبدا. قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«فأجره لي» قال: ما أنا بمجيره لك.

قال:«بلى فافعل» قال: ما أنا بفاعل. قال مكرز: بلى قد أجرناه لك، قال أبو جندل: يا معشر المسلمين، أ أرد إلى المشركين و قد جئت مسلما؟ أ لا ترون ما قد لقيت؟- و قد عذب عذابا شديدا في اللّه - فقال عمر بن الخطاب: و اللّه ما شككت منذ أسلمت إلاّ يومئذ، فأتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقلت: يا رسول اللّه، أ لست نبي اللّه؟ قال:«بلى» قلت: ألسنا على الحق و عدونا على الباطل؟ قال:«بلى» قال: قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟ قال:«إني رسول اللّه و لست أعصيه و هو ناصري» قلت: أ لست كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال:

«بلى» قال:«أ و أخبرتك أنك تأتيه العام؟» قلت: لا، قال:«فإنك آتيه و مطوف به» قال:

فأتيت أبا بكر، فقلت: يا أبا بكر أ ليس هذا نبي اللّه؟ قال بلى. قلت: ألسنا على الحق و عدونا على الباطل؟ قال: بلى. قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟ قال: أيها الرجل، إنه رسول اللّه، و ليس يعصي ربه، و هو ناصره. فاستمسك بغرزه حتى تموت، فو اللّه إنه لعلى الحق، قلت: أ و ليس كان يحدثنا أنا نأتي البيت و نطوف به؟. قال: بلى، أ فأخبرك أنا نأتيه العام؟ قلت: لا، قال: فإنّك آتيه و معطوف به. قال الزهري: قال عمر: فعملت لذلك أعمالا.

قال: فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قوموا فانحروا، ثم احلقوا» قال:

فوا اللّه ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد قام فدخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس. قالت أم سلمة: يا نبي اللّه أ تحب ذلك؟ اخرج، ثم لا تكلم أحدا منهم [كلمة حتى تنحر بدنك، و تدعو حالقك فيحلقك، فقام، فخرج، فلم يكلم أحدا منهم] (1) حتى فعل ذلك، فنحر بدنه، و دعا حالقه، فحلق، فلما رأوا ذلك قاموا

ص: 229


1- الزيادة لازمة للإيضاح عن د.

فنحروا، و جعل بعضهم يحلق بعضا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غمّا، ثم جاءه نسوة مؤمنات فأنزل اللّه تعالى: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا جٰاءَكُمُ الْمُؤْمِنٰاتُ مُهٰاجِرٰاتٍ حتى بلغ بِعِصَمِ الْكَوٰافِرِ (1)فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك، فتزوج إحداهما معاوية بن أبي سفيان، و الأخرى صفوان بن أمية ثم رجع [إلى] (2)المدينة فجاءه أبو بصير (3)،رجل من قريش و هو مسلم، فأرسلوا في طلبه رجلين، فقالوا: العهد الذي جعلت لنا. فدفعه إلى الرجلين، فخرجا به حتى بلغا به ذا الحليفة (4)،فجعلا يأكلان من تمر لهم. فقال أبو بصير لأحد الرجلين: و اللّه إنى لأرى سيفك يا فلان هذا جيدا، فاستله الآخر، فقال: أجل، إنه لجيد. و اللّه جربت به ثم جربت به، فقال أبو بصير: أرني انظر إليه، فأمكنه منه: فضربه به حتى برد، و فرّ الآخر حتى بلغ المدينة، فدخل المسجد يعدو، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين رآه «لقد رأى هذا أمرا» فلما انتهى إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم: قتل و اللّه صاحبي و إني لمقتول.

قال: فجاءه أبو بصير فقال: يا نبي اللّه، قد و اللّه أوفى اللّه ذمتك، قد رددتني إليهم، ثم أنجاني اللّه منهم، قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد» فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم، فخرج حتى أتى سيف البحر (5).

قال: و تفلت منهم أبو جندل بن سهيل [بن عمرو] فلحق بأبي بصير، فجعل لا يخرج من قريش رجل إلاّ قد أسلم إلاّ لحق بأبي بصير حتى تجمعت منهم عصابة.

قال: فو اللّه ما يسمعون بعير يخرج لقريش إلى الشام إلاّ اعترضوها فقتلوهم و أخذوا أموالهم، فأرسلت قريس إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم تسأل باللّه و بالرحم لما أرسل إليهم، فمن أتاه منهم فهو آمن. فأرسل النبي صلى اللّه عليه و سلم إليهم، فأنزل اللّه عز و جل: وَ هُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ حتى بلغ حَمِيَّةَ الْجٰاهِلِيَّةِ (6) و كانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي اللّه، و لم يقروا ببسم اللّه الرحمن الرحيم، و حالوا بينه و بين البيت.

ص: 230


1- سورة الممتحنة، الآية:10.
2- استدركت عن هامش الأصل.
3- هو عتبة بن أسيد بن جارية، و قيل اسمه: عبيد، و قيل: حارثة بدل: جارية (راجع الاستيعاب، و أنساب الأشراف 211/1 و سيرة ابن هشام 337/3).
4- ذو الحليفة: قرية بينها و بين المدينة ستة أميال أو سبعة، و منها ميقات أهل المدينة.
5- في سيرة ابن هشام: نزل العيص، من ناحية ذي المروة، على ساحل البحر.
6- سورة الفتح، الآيات من 24 إلى 26.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، قالا: أنا أبو عثمان البحيري (1)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا عمرو بن حصين، نا ابن علاثة، عن ثور بن يزيد عن (2)خالد بن معدان قال: سمعت عبد الملك بن مروان يحدّث عن أبيه مروان بن الحكم عن (3)زيد بن ثابت قال:

شكوت إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم أرقا أصابني، فقال:«قل: اللّهم غارت النجوم و هدأت العيون، و أنت حيّ قيوم لا تأخذه سنة و لا نوم، يا حيّ يا قيّوم أهدئ لي ليلى، و أنم عيني»[11977] فقلتها، فأذهب اللّه عني ما كنت أجد.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن أحمد عمّ المقرئ، أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا معاذ بن المثنّى، نا مسدّد، نا بشر بن المفضل، نا عبد الرّحمن ابن إسحاق، عن الزهري عن سهل بن سعد قال:

رأيت مروان بن الحكم في المسجد جالسا، فأقبلت حتى جلست إليه، فأخبرنا أن زيد ابن ثابت أخبره أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أملى عليه: لاٰ يَسْتَوِي الْقٰاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَ الْمُجٰاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ (4)،فجاء ابن أم مكتوم و هو يمليها عليه فقال: و اللّه يا رسول اللّه لو أستطيع أجاهد لجاهدت، فأنزل اللّه - و فخذه على فخذه فثقلت حتى هبت أن ترضّ فخذي، ثم سرّي عنه- غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ (5).

قال: و أنا أبو بكر البرقاني قال: قرأت على أبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، أخبرك أبو جعفر محمّد بن نصر بن منصور المقرئ، نا إبراهيم (6) بن حمزة الزبيري، نا إبراهيم بن سعد بن صالح بن كيسان، عن الزهري، حدّثني سهل بن سعد.

أنه رأى مروان بن الحكم جالسا في المسجد، فجئت حتى جلست إلى جنبه، فأخبرنا

ص: 231


1- تحرفت في «ز» إلى: البختري.
2- تحرفت بالأصل و «ز»، و م إلى «بن» و التصويب عن د. راجع ترجمة ثور بن يزيد في تهذيب الكمال 274/3.
3- تحرفت بالأصل و «ز»، و م إلى: بن، و التصويب عن د.
4- سورة النساء، الآية:95.
5- سورة النساء، الآية:95.
6- من قوله: الإسماعيلي.. إلى هنا استدرك على هامش «ز»، و بعدها صح.

أن زيد بن ثابت أخبره أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أملا عليه: لاٰ يَسْتَوِي الْقٰاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَ الْمُجٰاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ ،قال: فجاءه ابن أم مكتوم و هو يملها عليّ، فقال: يا رسول اللّه لو أستطيع الجهاد لجاهدت، و كان رجلا أعمى، فأنزل اللّه تعالى على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و فخذه على فخذه حتى هممت أن ترضّ فخذي، ثم سرّي عنه، و أنزل عليه غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ .

مضبوط غير، صوابه: هبت، كما في الحديث قبله.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص.... (1) قال:

ولد مروان في تلك السنة - يعني - بعد الهجرة بسنتين و مائة، و هو ابن ثلاث و ستين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أحمد بن الحسن ابن أحمد - زاد الأنماطي: و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (2):

مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس، يكنّى أبا عبد الملك، أمّه أمية (3) بنت علقمة بن صفوان بن أميّة بن الحارث بن مخدّج بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن كنانة بن خزيمة، توفي سنة خمس و ستين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، و أنا أبو محمّد بن يوة، أنا اللّنباني (4)،نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (5).

فيمن أدرك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و رآه و لم يحفظ عنه شيئا: مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أميّة بن عبد شمس، يكنّى أبا عبد الملك، توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو ابن ثمان سنين، و مات بدمشق سنة خمس و ستين، و هو ابن ثلاث و ستين سنة، روى عن عمر، و عثمان.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا

ص: 232


1- اضطربت بالأصل و م و د و «ز» و صورتها:«العلايين» و فوقها في «ز» ضبة.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 405 رقم 1984.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في د آمنة، و في طبقات خليفة: أمينة.
4- تحرفت بالأصل و م و «ز» و د إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (1) قال.

في الطبقة الأولى من أهل المدينة: مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، و أمّه أم عثمان، و هي آمنة (2) بنت علقمة بن صفوان بن أمية بن محرّث بن خمل بن شقّ بن رقبة بن مخدّج بن الحارث بن ثعلبة بن مالك بن كنانة، و أمّها الصعبة بنت أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمّد، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبد اللّه بن سعد، عن عمّه يعقوب بن إبراهيم قال:

أم مروان بن الحكم أم عثمان - يعني - و اسمها آمنة بنت علقمة بن صفوان الكناني (3)، و أمّها الصعبة بنت طلحة بن عبد العزى بن عبد الدار، و أمّها أرنبة بنت موهب بن عمران بن عمر بن وهب بن نعمان بن كندة.

كذا قال، و المحفوظ أن أم ثويب (4) أم ولد أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي، و هي الزرقاء، التي يعيّر بها بنو مروان.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، فذكر أسماء ولد أبي طلحة ثم قال:

أمّهم أرنبة، و هي الزرقاء بنت موهب بن النمران بن عمرو بن نعمان بن موهب بن الحارث الولاّدة بن عمرو بن معاوية، من كندة.

قال الزبير: و ذكر أم مروان و أخوته لأبويه، فقال: أمّهم آمنة بنت علقمة بن صفوان بن محرّث بن خمل بن شقّ (5) بن رقبة بن مخدج بن الحارث بن ثعلبة بن كنانة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو

ص: 233


1- طبقات ابن سعد 35/5.
2- بدون إعجام بالأصل و «ز»، و المثبت عن د، و م، و ابن سعد.
3- تحرفت بالأصل و «ز»، و م، و د إلى: الكتاني.
4- بدون إعجام بالأصل و «ز» و الإعجام عن م، و في د: أم أرنب.
5- بالأصل و م و «ز»: رشق، و المثبت عن نسب قريش للمصعب ص 159 و د.

الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (1):

مروان بن الحكم بن أبي العاص أبو عبد الملك الأموي القرشي، سمع بسرة بنت صفوان يعد في أهل المدينة.

و قال محمّد بن سعيد: أنا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: أخبره عن مروان بن الحكم، و لا أخاله يتهم علينا، قال: أصاب عثمان رعافا شديدا (2)،الحديث.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

مروان بن الحكم بن أبي العاص أبو عبد الملك القرشي الأموي، مديني، روى عن عمر، و عثمان، و علي، روى عنه سهل بن سعد، و علي بن الحسين، و عروة بن الزبير، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال:

في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هي العليا: مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أخبرنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة.

قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الأولى من التابعين: مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية.

ص: 234


1- التاريخ الكبير للبخاري 368/7.
2- كذا بالأصل و م، و د، و «ز»: «رعافا شديدا» و في التاريخ الكبير: رعاف شديد، و هو أظهر.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 271/8.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أنا أبي أبو يعلى.

قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال: مروان بن الحكم، أبو عبد الملك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: مروان بن الحكم، أبو عبد الملك.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح، الفقيه، أنا (1) طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: مروان بن الحكم، يكنى أبا عبد الملك.

كتب إليّ أبو زكريا بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمّي أبو القاسم، عن أبيه، أنا عبد اللّه قال: قال: أنا أبو سعيد بن يونس (2):

مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف، يكنّى أبا عبد الملك، قدم مصر سنة سبع و ثلاثين لغزو المغرب مع معاوية بن خديج، و قدمها أيضا بعد ما بويع له بالخلافة في الشام في جمادى الأولى سنة خمس و ستين، و خرج منها في رجب سنة خمس و ستين أيضا، و توفي بعد ذلك بالشام في شهر رمضان سنة خمس و ستين.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى، نا إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي، قال: مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس، أبو عبد الملك الأموي القرشي، بن عبد مناف، و كنيته أبو عبد الملك، و أمّه آمنة بنت علقمة (3) بن صفوان الكنانية.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه (4) بن مندة

ص: 235


1- بالأصل و م و «ز»: «أنا أبو الفتح الفقيه، أنا محمد بن سليمان» و المثبت عن د.
2- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: يوسف، و المثبت عن د.
3- بالأصل: بنت عبد الملك علقمة، ثم شطبت لفظة «الملك».
4- تحرفت في «ز» إلى:«عبيد اللّه»، و في م: أسد اللّه.

قال: مروان بن الحكم بن أبي العاص، ولد في زمن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك ابن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس، أبو عبد الملك القرشي الأموي، المدني، قال الواقدي: رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يحفظ عنه شيئا، و توفي النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو ابن ثمان سنين.

و قال الواقدي أيضا: الحكم بن أبي العاص أسلم في الفتح، و قدم على النبي صلى اللّه عليه و سلم فطرده من المدينة، فنزل الطائف حتى قبض النبي صلى اللّه عليه و سلم، فرجع إلى المدينة فمات بها في خلافة عثمان رضي اللّه عنه،[فصلى عليه] (1) و ضرب على قبره فسطاطا، و سمع عثمان رضي اللّه عنه، و علي بن أبي طالب، و زيد بن ثابت، و عبد الرّحمن بن الأسود بن عبد يغوث، و روى عنه سهل بن سعد الساعدي، و علي بن الحسين بن علي، و عروة بن الزبير، و أبو بكر بن عبد الرّحمن في الصلاة، و الحجّ.

قال الذهلي: قال يحيى بن بكير: ولد مروان - يعني - مع المسور بن مخرمة في تلك السنة - يعني - بعد الهجرة بسنتين، و قال: سنّ مروان (2) ثلاث و ستين، و مات سنة خمس و ستين.

و قال خليفة: مات مروان بدمشق لثلاث (3) خلون من شهر رمضان سنة خمس و ستين، و هو ابن ثلاث و ستين سنة (4)،و هو أصغر من الزبير بأربعة أشهر (5).

و قال الواقدي: مات بدمشق لهلال شهر رمضان سنة خمس و ستين، و هو ابن ثلاث و ستين.

أنبأنا أبو علي الحدّاد قال: قال لنا أبو نعيم في معرفة الصحابة: مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس.

ص: 236


1- الزيادة استدركت عن هامش الأصل، و بعدها صح.
2- أقحم بعدها بالأصل و م:«سنة» و المثبت يوافق «ز»، و د.
3- تقرأ بالأصل و «ز»: «لليلات» و المثبت عن م و د.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 262 (ت. العمري).
5- سير أعلام النبلاء 476/3.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو عبد الملك مروان بن الحكم، سمع عثمان، و عليا، روى عنه عروة بن الزبير، و علي بن الحسين.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو عبد الملك مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، نا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال:

أبو عبد الملك مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن [أبي] (1) علي، قال (2):أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه (3)،أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو عبد الملك مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، يعد في أهل المدينة، و أمّه آمنة بنت علقمة بن صفوان بن أمية بن الحارث ابن مخدّج بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن كنانة بن خزيمة، توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو ابن ثمان سنين، و سمع عمر، و عثمان بن عفّان، و بسرة بن صفوان الأسدية، و هي خالة مروان، روى عنه عروة بن الزبير، و علي بن الحسين بن أبي طالب، رأى (4) غير واحد من الأئمة، ترك الاحتجاج بحديثه لما روي عنه في شأن طلحة بن عبيد اللّه، و ذكر سعيد بن كثير بن عفير أنه كان قصيرا، أحمر، أوقص (5).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو (6) المجد معالي بن هبة اللّه بن الحسن، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير الخلاّل، أنا أبو محمّد الحسن بن رشيق، أنا أحمد بن حمّاد ابن مسلم، نا سعيد بن أبي مريم، أنا يحيى بن إبراهيم، حدّثني عبيد اللّه بن المغيرة أنه سمع

ص: 237


1- زيادة عن د، سقطت من الأصل و م و «ز».
2- بالأصل و «ز» و م:«قالا» و ليست في د.
3- تحرفت بالأصل و «ز»، و م إلى: زنجويه، و المثبت عن د، و السند معروف.
4- بالأصل:«غير رأى» و فوقهما علامتا تقديم و تأخير.
5- الأوقص: القصير العنق خلقة.
6- بالأصل:«أخبرنا أبو المجد» و مثله في م و «ز»، و المثبت عن د. راجع مشيخة ابن عساكر 243/ب.

الحارث بن سفيان يحدّث عن شيخ من الأنصار يقال له: الحارث بن سعد بن أبي ذياب.

أن عمر بن الخطّاب خطب امرأة على جرير البجلي و على مروان بن الحكم، و على عبد اللّه بن عمر، فدخل على أم المرأة و ابنتها في قبّتها عليها ستر، فقال: إن جرير البجلي يخطب إليكم أسلم، و هو سيد أهل المشرق، و مروان بن الحكم، و هو سيّد شباب قريش، و عبد اللّه بن عمر و هو من قد علمتهم، و عمر، فسكتت المرأة و قالت: أ جادّ أمير المؤمنين؟ قال: نعم، قال: قد أنكحناك يا أمير المؤمنين، أنكحوه.

قال: و نا سعد، أنا يحيى و الليث بن سعد عن (1) عياش بن عباس، عن بكير بن عبد اللّه مثله.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن عبد الصمد الكلاعي، أنا تمام بن محمّد، أخبرني أبو الحسين، أخبرني أبو بكر محمّد بن يحيى بن آدم، و أبو علي أحمد بن أبي الحسين الصفّار المصريّان، قالا: نا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم قال:

سمعت الشافعي يقول لما انهزم الناس بالبصرة يوم الجمل كان علي بن أبي طالب يسأل عن مروان بن الحكم، فقال رجل: يا أمير المؤمنين، إنك لتكثر السؤال عن مروان بن الحكم، فقال: تعطفني عليه رحم ماسّة و هو مع ذلك سيّد من شباب قريش (2).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،حدّثني أحمد بن شبويه، نا سليمان بن صالح، حدّثني عبد اللّه بن المبارك، عن جرير بن حازم، عن عبد الملك بن عمير، عن قبيصة بن جابر، عن معاوية أنه قال لما سأله من ترى لهذا الأمر بعدك؟ و أما القارئ لكتاب اللّه، الفقيه في دين اللّه، الشديد في حدود اللّه مروان بن الحكم.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن منصور بن هبة اللّه بن الموصلي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد العزيز بن علي الأزجي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن جمّة الخلاّل، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا أبو سلمة التبوذكي، نا جرير بن

ص: 238


1- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى «بن» و المثبت عن د.
2- سير أعلام النبلاء 477/3.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 592/1 و 593.

حازم قال: سمعت عبد الملك - يعني - ابن عمير، عن قبيصة بن جابر قال:

بعثني (1) زياد إلى معاوية في حوائج فلمّا قضاها و فرغ منها قلت: يا أمير المؤمنين، كل (2) ما جئت له قد قضيته له و قد بقيت لي حاجة، فاحذرها (3) مصدرها، قال: ما هي؟ قلت: لمن هذا الأمر من بعدك؟ قال: فيم أنت من ذاك؟ قلت: و لم، فو اللّه إنّي لقريب القرابة، عظيم الشرف، وادّ الصدر، فسكت ساعة ثم والى بين أربعة رهط من بني عبد مناف، فقال: كريمة (4) قريش: سعيد بن العاص، و فتى قريش حياء و دماثة و سخاء فابن عامر، و أما الحسن (5) بن علي فرجل سخي رقيق كريم، و أما القارئ لكتاب اللّه الفقيه في دين اللّه، الشديد في حدود اللّه فمروان بن الحكم، و أمّا رجل نفسه فعبد اللّه بن عمر، و أما الذي برد الشريعة مع الدواهي السباع و يروغ روغان الثعلب، فابن الزبير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق قال: سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن حنبل يقول:

مروان بن الحكم كان عنده قضاء، و كان يتبع قضاء عمر.

أخبرنا أبو القاسم زاهر، و أبو بكر وجيه بن طاهر قالا: أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني، نا محمّد بن غالب الأنطاكي، نا أبو الجواب، نا يونس بن أبي إسحاق، عن أبو إسحاق بن أبي بردة قال:

قال لي مروان بن الحكم و لقيني فقال: يا بن أبي موسى، أ يثبت أن الجد لا ينزل عندكم بمنزلة الأب، إذا لم يكن أب، قال: قلت: نعم، قال: لم لا تغيّرون؟ قال: قلت: لو كنت أنت لم تقدر تغير قال: فقال: أشهد على عثمان أنه شهد على أبي بكر أنه جعل الجد بمنزلة الأب إذا لم يكن أب (6).

ص: 239


1- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى:«يعني»، و المثبت عن د.
2- بالأصل و م و «ز»: قل، تصحيف، و المثبت عن د.
3- كذا بالأصل و بقية النسخ، و في تاريخ أبي زرعة: فأصدرها مصدرها.
4- كذا بالأصل و بقية النسخ، و في تاريخ أبي زرعة: كرمة قريش.
5- و كذا بالأصل، و م، و «ز»، و د:«الحسن بن علي» يريد الحسن بن علي بن أبي طالب، و المعروف أن الحسن تنازل عن الخلافة و أقام الصلح مع معاوية سنة 40، و المراد بدون أي شك «الحسين بن علي».
6- الخبر التالي سقط من الأصل و م و «ز»، و موجود في د، نثبته هنا تعميما للفائدة و بدون تدخل في نصه:

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن [أبي] (1) العلاء، أنا عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن عبد [اللّه] (2) الحرقي، أنا أحمد بن سليمان النجاد، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني إبراهيم بن عبد اللّه، حدّثني محمّد بن إسماعيل بن عيّاش، حدّثني أبي، حدّثني صفوان بن عمر، عن شريح بن عبيد و غيره قال: كان مروان بن الحكم إذا ذكر الإسلام قال:

بنعمة ربي لا بما قدّمت يدي *** و لا ببراءتي إنّني كنت خاطئا

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السلمي، و أبو محمّد طاهر بن سهل، قالا: أنا أبو الحسين بن مكي، أنا الميمون بن حمزة، أنا أحمد بن عبد الوارث العسّال، نا عيسى بن حمّاد، أنا الليث بن يزيد، عن سالم - و هو [أبو] (3) النضر - أن مروان شهد جنازة، فلما انصرف قال أبو هريرة: أصاب قيراطا و حرم قيراطا، فأخبر بذلك، فأقبل يجري قد بدت ركبتاه، فقعد حتى أذن له.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة (4) قال:

ص: 240


1- زيادة عن د.
2- زيادة عن م و «ز»، و د.
3- سقطت من الأصل، و استدركت عن م، و د، و «ز»، و هو سالم بن أبي أمية القرشي، أبو النضر المدني، ترجمته في تهذيب الكمال 4/7.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 178 و 179 (ت. العمري).

و كاتبه - يعني: عثمان - مروان بن الحكم، و كان يستخلف على المدينة إذا حجّ زيد بن ثابت، و يقال: استخلف عبد اللّه بن الأرقم مرة، و مروان مرة، و أبا هريرة مرة.

و قال أبو عبيدة (1):و على الميسرة يعني يوم الجمل و هم أهل اليمن: مروان بن الحكم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا ابن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني شرحبيل ابن أبي عون، عن عياش بن عبّاس قال:

حدّثني من حضر ابن البياع - يعني - عروة بن شييم بن البياع الليثي يومئذ - يعني - يوم الدار يبارز مروان بن الحكم، فكأني انظر إلى قبائه قد أدخل طرفيه في منطقته، و تحت القباء الدرع، فضرب مروان على قفاه ضربة قطع علابيّ (3) رقبته و وقع لوجهه، فأرادوا أن يذففوا (4)عليه، فقيل: أ تبضّعون (5) اللحم؟ فترك.

قال (6):و حدّثني حفص بن عمر بن عبد اللّه بن جبير، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة قال: قال أبي بعد الدار و هو يذكر مروان بن الحكم: عباد اللّه، و اللّه لقد ضربت رقبته، فما أحسبه إلاّ قد مات، و لكن المرأة أحفظتني قالت: ما تصنع بلحمه أن تبضّعه؟ فأخذني الحفاظ فتركته.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (7):

و فيها - يعني - سنة إحدى و أربعين ولّى - يعني - معاوية مروان بن الحكم المدينة، و عبد الرّحمن بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة مكة، و يقال: بل الحارث بن خالد بن هشام، ثم جمعهما، و الطائف لمروان بن الحكم، و أقام الحج - يعني - سنة ثلاث و أربعين مروان بن الحكم، و أقام الحجّ - يعني سنة خمس و أربعين - مروان بن الحكم.

ص: 241


1- تاريخ خليفة ص 184.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 37/5.
3- العلباء: عصب العنق.
4- أي يجهزون عليه.
5- في ابن سعد: تبضعون اللحم، يعني تقطعونه، و التبضيع: التقطيع.
6- القائل: محمد بن عمر، و الخبر في الطبقات الكبرى لابن سعد 38/5.
7- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 204 و 205 و 206 و 207.

و قال (1):سنة ثمان و أربعين فيها عزل معاوية بن أبي سفيان مروان بن الحكم عن المدينة، و ولاّها سعيد بن العاص (2)،و فيها - يعني - سنة أربع و خمسين (3) عزل معاوية [سعيد ابن العاص عن المدينة و ولاها مروان بن الحكم، فاستقضى مروان مصعب بن عبد الرحمن ابن عوف، فأقام الحج يعني فيها مروان بن الحكم. و أقام الحج يعني سنة خمس و خمسين مروان بن الحكم، و فيها يعني سنة سبع و خمسين عزل معاوية] (4) مروان عن المدينة في ذي القعدة، و ولى الوليد (5) ابن عتبة بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا نصر بن أحمد بن نصر، أنا أحمد بن محمّد الجواليقي.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر بن سوار قالا: أنا أبو الفرج الطناجيري، أنا محمّد بن زيد بن علي، أنا محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، نا أبو بكر بن عيّاش قال: ثم حجّ بالناس مروان بن الحكم سنة ثلاث و أربعين.

ثم حجّ بالناس مروان بن الحكم سنة خمس و أربعين، ثم حجّ بالناس مروان بن الحكم سنة ثلاث و أربعين، ثم حجّ بالناس مروان بن الحكم سنة أربع و خمسين، ثم حجّ بالناس سنة خمس و خمسين.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه.

قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه (6) بن جعفر، نا يعقوب نا ابن بكير قال: قال الليث:

و حجّ عامئذ - يعني - سنة ثلاث و أربعين بالناس مروان بن الحكم قال: و أقام الحجّ للناس سنة خمس و أربعين مروان بن الحكم، ثم عزل و استعمل سعيد بن العاص، و فيها -

ص: 242


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 208.
2- أقحم بعدها بالأصل و «ز» و م: و ولاها.
3- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى:«خمس و أربعين» و المثبت عن د، و الخبر في تاريخ خليفة ص 222.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، و استدرك للإيضاح عن د، و تاريخ خليفة.
5- بالأصل و م و «ز»: المدينة، و المثبت عن د، و تاريخ خليفة.
6- تحرفت في م إلى عبيد اللّه.

يعني - سنة ثمان و أربعين نزع مروان عن المدينة و أمّر سعيد بن العاص، و حجّ عامئذ بالناس مروان بن الحكم، و فيها:- يعني - سنة أربع و خمسين نزع سعيد بن العاص عن أهل المدينة و أمّر مروان بن الحكم، و حجّ عامئذ بالناس مروان بن الحكم في سنة خمس و خمسين، ثم عزل مروان بن الحكم - يعني - سنة ست و خمسين، و استعمل الوليد بن عتبة، و قال: سنة ثمان و خمسين فيها نزع مروان عن أهل المدينة و أمّر الوليد بن عتبة.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرني أحمد بن سهل الفقيه، نا إبراهيم بن معقل، نا حرملة، ثنا ابن وهب، حدّثني مالك:

أن مروان بن الحكم كان إذا ولي المدينة فقدمها، جلس في ثيابه التي قدم فيها مكانه ثم يدعو بأهل السجن فيقطع من يقطع، و يضرب من حل عليه الضرب، و يصلب من حلّ عليه الصلب، فإذا فرغ رجع إلى منزله.

أخبرنا أبو محمّد [بن] (1) حمزة، ثنا أحمد بن علي بن ثابت.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة [اللّه] (2).

قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا عبيد اللّه بن معاذ، نا أبي، نا ابن عون، عن عمير بن إسحاق قال: كان مروان بن الحكم أميرا علينا بالمدينة سنة ستين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد (3) الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، نا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي (4)،عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق قال: كان مروان بن الحكم أميرا علينا ست سنين، فكان يسبّ عليا كلّ جمعة على المنبر، ثم عزل، فاستعمل سعيد بن العاص سنتين فكان لا يسبّه، ثم عزل و أعيد مروان فكان يسبّه، فقيل: يا حسن أ لا تسمع ما يقول هذا؟ فجعل لا يرد شيئا، قال: و كان حسن يجيء يوم الجمعة فيدخل في حجرة النبي صلى اللّه عليه و سلم فيقعد فيها، فإذا قضيت الخطبة خرج فصلّى، ثم رجع إلى أهله، قال: فلم يرض بذاك حتى أهداه له في سنة قال: إنا لعنده إذ قيل فلان بالباب، قال: ائذن له، فو اللّه إنّي لأظنه قد جاء بشر،

ص: 243


1- سقطت من الأصل و «ز»، و م، و استدركت عن د.
2- زيادة عن «ز»، و م، ورد.
3- تحرفت في «ز» إلى: مجهز.
4- من طريقه روي الخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 231-232.

فأذن له، فدخل، فقال: يا حسين إنّي جئتك من عند سلطان و جئتك بعرفة قال: تكلم، قال:

أرسل مروان بعلي، و بعلي، و بعلي، و بك و بك و بك، و ما وجدت مثلك إلاّ مثل البغلة يقال لها من أبوك فتقول أمي الفرس، قال: ارجع إليه، فقل له: إنّي و اللّه لأمحو عنك شيئا قلت بأن أسبك و لكن موعدي و موعدك اللّه، فإن كنت صادقا جزاك اللّه بصدقك، و إن كنت كاذبا فاللّه أشدّ نقمة، و قد أكرم اللّه جدي أو يكون مثله، أو قال: مثلي مثل البغلة، فخرج الرجل، فلمّا كان في الحجرة أتى الحسين فقال له: يا فلان ما جئت به؟ قال: جئت برسالة و قد أبلغتها، قال: و اللّه لتخبرني ما جئت به أو لآمرن بك فلتضربن (1) حتى لا تدري متى يقع عنك، فقال: أرجع، فرجع، فلما رآه الحسن قال: أرسله، قال: إنّي لا أستطيع، قال: لم؟ قال: إنّي قد حلفت قال: قد لجّ، فأخبره، فقال: أكل فلان بظر أمه إن لم تبلغه عني ما أقول (2)،فقال: يا حسين إنّه سلطان، قال: أكله إن لم تبلغه عني ما أقول، قل له: بك، و بك، و نأتيك و نقوّمك و أنه بيني و بينك أن يمسك منكبيك من لعنة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال:

فقال، و زاد.

قال: و أنا ابن سعد، أنا عفان بن مسلم، نا حمّاد بن سلمة، أنا عطاء بن السائب، عن أبي يحيى قال:

كنت بين الحسن بن علي، و الحسين، و مروان بن الحكم، و الحسين يسابّ (3) مروان، فجعل الحسن ينهى الحسين حتى قال مروان: إنّكم أهل بيت ملعونون، قال: فغضب الحسن و قال: ويلك، قلت: أهل بيت ملعونون، فو اللّه لقد لعن اللّه أباك على لسان (4) نبيّه صلى اللّه عليه و سلم، و أنت في صلبه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم (5) المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر ابن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا إبراهيم - زاد ابن حمدن: ابن الحجّاج و قالا:- الشامي، نا عمّار بن سلمة بن عطاء بن السائب، عن أبي يحيى قال:

ص: 244


1- في م: فلتصبرن.
2- تحرفت في م إلى: أبوك.
3- بالأصل، و م، و د، و «ز»: بشأن، و المثبت عن المختصر.
4- قوله:«على لسان» استدرك على هامش «ز».
5- بالأصل، و «ز»، و م:«ح و أخبرنا أبو يعلى بن المجتبى» تصحيف و المثبت عن د.

كنت بين الحسن و الحسين و مروان يتشاتمان، فجعل الحسن يكفّ الحسين، فقال مروان: أهل بيت ملعونون، فغضب الحسن، فقال: أقلت: أهل بيت ملعونون؟ فو اللّه لقد لعنك على لسان نبيّه صلى اللّه عليه و سلم و أنت في صلب أبيك.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا - أنا أبو محمّد بن الحسين، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا القاضي (1)،نا محمّد بن القاسم الأنباري، أخبرني أبي، عن [أبي] (2) الفضل العباس بن ميمون، حدّثني سليمان بن داود المقرئ الشّاذكوني، أخبرني محمّد بن عمر (3) بن واقد السلمي عن (4) عبد اللّه [بن جعفر] (5) المديني، عن أم بكر بنت المسور بن مخرمة قالت:

سمعت أبي يقول:

كتب معاوية إلى مروان و هو على المدينة: أن يزوج ابنه يزيد بن معاوية زينب بنت عبد اللّه بن جعفر، و أمّها أم كلثوم بنت علي، و أمّ أمّ كلثوم فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و يقضي عن عبد اللّه بن جعفر دينه، و كان دينه خمسين ألف دينار، و يعطيه عشرة (6) آلاف دينار، و يصدقها أربعمائة دينار، و يكرمها بعشرة آلاف دينار، فبعث (7) مروان (8) بن الحكم إلى عبد اللّه بن جعفر فأجابه، و استثنى عليه برضا الحسين بن علي و قال: لن أقطع أمرا دونه مع أنّي لست أولى به منها، و هو خال، و الخال والد، قال: و كان الحسين بينبع (9) فقال له مروان: ما انتظارك إيّاه بشيء فلو حزمت؟ فأبى، فتركه، فلم يلبثوا إلاّ خمس لياى حتى قدم الحسين، فأتاه عبد اللّه بن جعفر فقال: كان من الحديث ما تسمع، و أنت خالها و والدها، و ليس لي معك أمر، فأمرها بيدك، فأشهد عليه الحسين بذلك جماعة، ثم خرج الحسين فدخل على زينب فقال: يا بنت أختي، إنه قد كان من أمر أبيك أمر، و قد ولاّني أمرك، و إنّي لا آلوك حسن النظر إن شاء اللّه، و إنه ليس يخرج منا غريبة فأمرك بيدي، قالت: نعم، بأبي و أمي،

ص: 245


1- الخبر رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 406/1 و ما بعدها.
2- استدركت عن هامش الأصل.
3- تحرفت بالأصل إلى:«عمرو» و المثبت عن «ز»، و م، و د، و الجليس الصالح.
4- تحرفت بالأصل و «ز»، و م إلى:«بن» و المثبت عن د.
5- الزيادة للإيضاح عن الجليس الصالح.
6- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في الجليس الصالح: عشرين ألف دينار.
7- من قوله: و يعطيه... إلى هنا سقط من م.
8- بالأصل: مروان بن معاوية بن الحكم.
9- ينبع حصن به نخيل و ماء و زرع و بها وقوف لعلي بن أبي طالب يتولاها ولده (راجع معجم البلدان).

فقال الحسين: اللّهمّ إنك تعلم أنّي لم أرد إلاّ الخير، فقيّض (1) لهذه الجارية رضاك من بني هاشم (2)،ثم خرج حتى لقي القاسم بن محمّد (3) بن جعفر بن أبي طالب، فأخذه بيده، فأتى المسجد، و قد اجتمعت بنو هاشم و بنو أمية، و أشراف قريش، و هيّئوا من أمرهم ما يصلحهم، فتكلم مروان، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: إنّ يزيد بن أمير المؤمنين يريد القرابة لطفا و الحق عظما، و يريد أن يتلافى ما كان بصلاح هذين الحيّين مع ما يحبّ من أثره عليهم، و مع المعاد الذي لا غناء به عنه، مع رضا أمير المؤمنين، و قد كان من عبد اللّه بن جعفر في ابنته ما قد حسن فيه رأيه، و ولّى أمرها الحسين بن علي و ليس عند الحسين خلاف لأمير المؤمنين إن شاء اللّه تعالى، فتكلم الحسين، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: إن الإسلام يرفع الخسيسة، و يتم النقيصة، و يذهب الملامة، فلا لوم على امرئ مسلم إلاّ في أمر مأثم، و إن القرابة التي أعظم اللّه حقها و أمر برعايتها، و سأل الأجر في المودة عليها، و الحافظة في كتاب اللّه تعالى قرابتنا أهل البيت، و قد بدا لي أن أزوّج هذه الجارية من هو أقرب إليها نسبا، و ألطف سببا، و هو هذا الغلام - يعني القاسم بن محمّد بن جعفر (4)-و لم أرد صرفها عن كثرة مال نازعتها نفسها و لا أبوها إليه، و لا أجعل لامرئ في أمرها متكلما، و قد جعلت مهرها كذا و كذا، منها في ذلك سعة إن شاء اللّه.

فغضب مروان و قال: أ غدرا يا بني هاشم؟ ثم أقبل على عبد اللّه بن جعفر، فقال: ما هذه بأيادي أمير المؤمنين عندك، و ما غبت عما تسمع، فقال عبد اللّه: قد أخبرتك الخبر حيث أرسلت إلي، و أعلمتك أنّي لا أقطع أمرا دونه، فقال الحسين بن علي: على رسلك، أقبل عليّ، فأولى الغدر منكم و فيكم، انتظر رويدا حتى أقول نشدتكم اللّه أيها النفر، ثم أنت يا مسور بن مخرمة، أتعلم أن حسن بن علي خطب عائشة بنت عثمان حتى إذا كنا بمثل هذا المجلس من الإشفاء على الفراغ و قد ولوك يا مروان أمرها، قلت: إنه قد بدا لي أن أزوّجها عبد اللّه بن الزبير، هل كان ذلك يا أبا عبد الرّحمن - يعني المسور؟ قال: اللّهمّ نعم، فقال مروان: قد كان ذلك، أنا أجيبك و إن كنت لم تسألني فقال الحسين: و أنتم موضع الغدر.

ص: 246


1- بالأصل:«فتقض» و المثبت عن «ز»، و م، و د، و الجليس الصالح.
2- بالأصل و «ز»، و م و د:«من بين هاتين» و لا معنى لها، و المثبت عن الجليس الصالح.
3- كتبت اللفظة فوق الكلام بين السطرين.
4- جاء في المعارف أن القاسم بن محمد بن جعفر تزوج بأم كلثوم بنت عبد اللّه بن جعفر و أمها زينب بنت علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسين [محمد] بن عبد الواحد (1) بن محمّد بن جعفر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن (2) بن شاذان، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أبي شيبة، أنا أبو جعفر أحمد بن الحارث الخزاز، عن أبي الحسن علي ابن محمّد بن أبي سيف المدائني، عن إبراهيم بن محمّد بن أبي جعفر بن محمّد، عن أبيه قال:

كان مروان يعذلنا بلسانه و يصلنا، و كان سعيد بن العاص لا يعذلنا و لا يصلنا، فقلت له: أيهما كان أحب إليكم؟ قال: مروان كان خيرا لنا في السرّ (3) من سعيد.

و عن أبي الحسن المدائني عن إبراهيم بن محمّد، عن جعفر بن محمّد قال:

لما شخص حسين إلى مكة سأل مروان ستة آلاف دينار، فلم يسلفه، فلم يزل في نفس مروان، فلما قتل حسين و رجع علي بن حسين إلى المدينة لقيه مروان، فقال: إن أبا عبد اللّه - رحمه اللّه - كان سألني سلف ستة آلاف دينار فمنعته، و لم يزل في نفسي، و قد قدمت منكوبا ذلك حوائج فخذها، فاستعن بها صلة أو سلفا، قال: ما لي بها حاجة، قال: أقسمت عليك، قال: آخذها سلفا، فبعث بها إليه مروان، فقال علي: أخذتها لأعمر بها دور بني عقيل، و كانت دور آل أبي طالب خرقت بمزيد العلى فلم يحركها، و بقي المال في خرائطه، فلما قام عبد الملك سأل عليا عن المال فقال: عندنا، فقال عبد الملك: إن أبا عبد الملك عهد إليّ أن لا أقبض منك المال، فهو لك، قال: لا أريده، و إنه لفي خرائطه، فقال: بل هو صلة مني، فأخذه علي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا ابن سعد، نا الحسن بن موسى - يعني - الأشيب، نا زهير، عن جابر، عن محمّد بن علي قال:

كان الحسن و الحسين يصليان خلف مروان و يقعدان (4) بالصلاة معه.

ص: 247


1- أقحم بعدها بالأصل و م و «ز»: محمد، و المثبت عن د. و الزيادة السابقة عن د أيضا.
2- بالأصل و م و «ز»: الحسين، و المثبت عن د، و هو: أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان، ترجمته في سير الأعلام 429/16.
3- بالأصل:«البر» و المثبت عن م، و «ز»، و د.
4- تقرأ بالأصل و م و «ز»، و د:«يعيدان» و لعل الصواب ما أثبت عن البداية و النهاية 358/8.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا يحيى بن محمّد بن يحيى.

ح و أخبرتنا العالمة فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن فضلويه قالت: أنا ابن الخطيب، أنا أبو بكر الحيري، قالا: أنا أبو العبّاس، أنا الربيع، أنا الشافعي، أنا حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه أن الحسن و الحسين كانا يصلّيان خلف مروان صلاة الأئمة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد ابن عبيد، أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا إبراهيم بن المنذر، نا يعقوب بن جعفر بن أبي كثير، عن مهاجر بن مسمار، أخبرتني عائشة ابنة سعد.

أن مروان بن الحكم كان يعود سعد بن أبي وقّاص و عنده أبو هريرة، و هو يومئذ قاضي (1) لمروان بن الحكم فقال سعد: ردّوه، فقال أبو هريرة: سبحان اللّه، كهل قريش، و أمير البلد، جاء يعودك فكان حقّ ممشاه عليك أن تردّه؟ فقال سعد: ائذنوا له، فلما دخل (2)مروان و أبصره سعد بوجهه تحوّل عنه نحو سرير ابنته عائشة، فأرعد سعد و قال: ويلك يا مروان، إنه طاعتك - يعني - أهل الشام على شتم علي بن أبي طالب، فغضب مروان، فقام و خرج مغضبا.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرّازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن يسار، و ابن المثنّى، قالا: نا وهب بن جرير، نا أبي قال:

سمعت محمّد بن إسحاق يحدّث عن صالح بن كيسان عن (3) عبيد اللّه بن عبد اللّه قال:

رأيت أسامة بن زيد مضطجعا على باب حجرة عائشة، رافعا عقيرته يتغنى، و رأيته يصلي عند قبر النبي صلى اللّه عليه و سلم، فمرّ به مروان، فقال (4):أ يصلى عند قبر، يا ابن أخ، فقال له قولا قبيحا، ثم أدبر، فانصرف أسامة، فقال له: يا مروان، إنّك فاحش متفحش، و إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إن اللّه (5) يبغض الفاحش و المتفحش»، و إنّك فاحش متفحّش[11978].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصاري.

ص: 248


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و د: قاضي، بإثبات الياء.
2- استدركت على هامش «ز».
3- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى «بن» و المثبت عن د.
4- استدركت على هامش «ز».
5- استدركت على هامش «ز».

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصاري، أنا أبي، قالا: أنا أحمد بن أبي عثمان، و أحمد ابن إبراهيم القصاري، أنا أبي، قالا: أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه الصرصري، نا المحاملي، أنا أبو موسى محمّد بن المثنّى، نا وهب بن جرير، ثنا أبي قال:

سمعت ابن إسحاق يحدّث عن صالح بن كيسان عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة قال:

رأيت أسامة بن زيد مضطجعا في حجرة عائشة، رافعا [عقيرته] (1) يتغنى، و رأيته يصلي عند قبر النبي صلى اللّه عليه و سلم، فخرج عليه مروان، فقال: تصلي عند قبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال: إنّي أحبّه، فقال له قولا قبيحا، ثم أدبر، فانصرف أسامة، ثم قال: يا مروان، إنك قد أذيتني، و إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ اللّه يبغض الفاحش المتفحّش»، و إنك فاحش متفحّش[11979].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا عبد الملك بن عمرو، نا كثير بن زيد، عن داود بن أبي صالح قال:

أقبل مروان يوما، فوجد رجلا واضعا وجهه على القبر، فقال: أ تدري ما تصنع؟ فأقبل عليه، فإذا هو أبو أيوب، فقال: نعم، جئت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لم آت الحجر، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله، و لكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله»[11980].

أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن بشّار، ثنا أبو عامر، نا كثير بن زيد، عن داود بن أبي صالح قال:

أقبل مروان يوما، فوجد رجلا واضعا وجهه على القبر، فأخذ برقبته، فقال: أ تدري ما تصنع؟ قال: نعم، فأقبل عليه، فإذا هو أبو أيوب، قال: جئت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لم آت الحجر، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله، و لكن (3) ابكوا عليه إذا وليه غير أهله»[11981].

ص: 249


1- سقطت من الأصل و «ز»، و م و د هنا.
2- رواه أحمد بن حنبل في المسند 148/9 رقم 23646 طبعة دار الفكر.
3- من هنا إلى آخر الخبر سقط من «ز».

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو (1) الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل، أنا محمّد بن الحسين بن محمّد، نا ابن أبي خيثمة، نا إبراهيم ابن حمزة، نا سفيان بن حمزة، عن كثير - يعني ابن زيد - عن المطلب - يعني ابن عبد اللّه بن حنطب - قال:

جاء أبو أيوب الأنصاري يريد أن يسلّم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فجاء مروان و هو كذلك، فأخذ برقبته، فقال: هل تدري ما تصنع؟ فقال: قد دريت، إنّي لم آت الحجر، و لا الخدر، و لكني جئت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا تبكوا على الدين ما وليه أهله، و لكن ابكوا على الدين إذا وليه غير أهله».

أخبرنا أبوا (2) الحسين الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن هلال السلمي، نا المؤمّل بن إهاب، نا عبد الرزّاق، أنا الثوري، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال:

أوّل من أخّر الخطبة مروان، فقام إليه رجل، فقال: يا مروان خالفت، خالف اللّه بك، قال: يا فلان (3)،اترك ما هنالك، فقال أبو سعيد الخدري: أما هذا فقد قضى ما عليه، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من رأى منكرا فليغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان»[11982].

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن بن طلحة بن النحّاس التنيسي - قدم علينا - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن الحسن بن مأمون بن سليمان بن داود ابن سليمان بن حيّان القيسي - بمصر - نا أبو القاسم بكير بن الحسن بن عبد اللّه بن سلمة بن دينار الرّازي، نا أبو بكر بكّار بن قتيبة، نا روح بن عبادة، نا داو بن قيس قال: سمعت عياض ابن عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح يحدّث عن أبي سعيد الخدري قال:

خرجت مع مروان و هو يمشي بين أبي مسعود و بيني، حتى إذا صرنا إلى المصلّى فإذا كثير بن الصلت الكناني (4) قد بنى منبرا من طين، و كسره، فلما دنونا من المنبر عدل مروان

ص: 250


1- تحرفت في «ز» إلى: أبي.
2- في م و «ز»: أبو.
3- بالأصل و د:«ترك» و في م و «ز»: «نزل» و المثبت عن المختصر.
4- تحرفت بالأصل، و د، و «ز» إلى الكتاني، و المثبت عن م.

إلى المنبر، قلت: الصلاة، فإنّي أريد أن تصلي قبل أن تخطب، فقال: تركت يا أبا سعيد (1)ما تعلم، قال: قلت: كلا، و ربّ المشارق و المغارب، لا يأتوني بخير مما أعلم - ثلاث مرات - فقال مروان: كنا نصلي فتتفرق الناس قبل الخطبة.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2)،و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الدرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أنا ابن محمّد القزويني، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو عبد اللّه أحمد بن سليمان ابن داود الطوسي، نا أبو عبد اللّه الزبير بن بكار، حدّثني إبراهيم بن حمزة، حدّثني علي بن أبي علي - يعني اللّهبي (3)-عن إسماعيل بن أبي سعد، عن أبيه قال:

خرج أبو هريرة من عند مروان فلقيه قوم قد خرجوا من عنده، فقالوا: خرجنا من عنده، أشهدنا الآن على مائة رقبة أعتقها الساعة، فغمز يدي، و قال: يا أبا سعيد، قليل من كسب طيب خير من مائة رقبة، و قال الزبير: يعني واحدا (4).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عثمان بن عمرو بن المنتاب، أنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، أنا حيوة بن شريح قال: سمعت يزيد بن أبي ربيع يقول: حدّثنا عمر مولى أم سلمة.

أن مروان خطب إلى أمّ سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم أم عمر، فقالت أم سلمة: إنّي لم أكن لأنكحك ما دمت أميرا، و كان أميرا على المدينة، فلمّا أمّر سعيد بن العاص على المدينة و صرف مروان قالت أم سلمة: الآن أنكحك، فإنّ خير أيامك الأيام التي لا تكون فيها أميرا، فأنكحت أم عمر من مروان.

قالا: و أنا ابن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة-.

قال: و أنا علي بن محمّد - إجازة - أنا ابن عبيد - قراءة - قال: نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا عبد الرّحمن بن يونس، نا سفيان، ثنا أهل المدينة قال: وجد مروان على مولاه خيانة، قال: تخونني؟ قال: أي و اللّه أخونك، و أنت تخون معاوية.

ص: 251


1- تحرفت بالأصل و م إلى: سعد، و المثبت عن د، و «ز».
2- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: المرزوقي» و في د: المرزقي و الصواب ما أثبت.
3- كذا رسمها بالأصل و د، و في م و «ز»: الليثي.
4- بالأصل و د: واحد، و المثبت عن م و «ز».

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (1)،أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفار، نا تمتام - و هو محمّد بن غالب - نا كامل بن طلحة، حدّثني ابن لهيعة، عن أبي قبيل أن ابن موهب أخبره:

أنه كان عند معاوية بن أبي سفيان فدخل عليه مروان، فكلّمه في حاجة، فقال: اقض حاجتي يا أمير المؤمنين، فو اللّه إنّ مئونتي لعظيمة، و إنّي أبو عشرة، و عمّ عشرة، و أخو عشرة، فلمّا أدبر مروان - و ابن عبّاس جالس مع معاوية على السرير - فقال معاوية: أشهد باللّه يا ابن عبّاس، أ ما تعلم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إذا بلغ بنو الحكم ثلاثين اتخذوا مال اللّه بينهم دولا (2)،و عباد اللّه خولا (3)،و كتاب اللّه دغلا (4)،فإذا بلغوا ستة (5) و تسعين و أربعمائة كان هلاكهم أسرع من لوك تمرة»، قال ابن عبّاس: اللّهمّ نعم[11983].

و ذكر (6) حاجة لي، فرد مروان عبد الملك إلى معاوية و كلّمه فيها، فلما أدبر عبد الملك قال معاوية: أنشدك باللّه يا بن عبّاس، أ ما تعلم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذكر هذا؟ و قال:«أبو الجبابرة الأربعة» قال ابن عبّاس: اللّهمّ نعم[11984].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الحسن بن علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثنا أبي (7)،نا عثمان - قال عبد اللّه: و سمعته أنا من عثمان - نا جرير، عن الأعمش، عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا بلغ بنو أبي فلان ثلاثون رجلا اتخذوا مال اللّه دولا، و دين اللّه دغلا، و عباد اللّه خولا»[11985].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن الزينبي، أنا أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد اللّه السراج، نا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا سفيان بن وكيع، نا جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد قال:

ص: 252


1- رواه البيهقي في دلائل النبوة 507/6-508 و ابن كثير في البداية و النهاية 242/6.
2- دولا، أي يكون لقوم دون قوم،(راجع النهاية).
3- خولا: الخول: العبيد و الإماء.
4- دغلا: من قولهم أدغلت في هذا الأمر إذا أدخلت فيه ما يفسده (النهاية).
5- ك بالأصل و بقية النسخ:«ستة و تسعين» و في دلائل النبوة: تسعة و تسعين.
6- كذا بالأصل و بقية النسخ، و في دلائل النبوة: و ذكر مروان حاجة له.
7- رواه أحمد بن حنبل في المسند 160/4 رقم 11758 طبعة دار الفكر.

قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا اتخذوا مال اللّه دولا، و عباد اللّه خولا، و دين اللّه دخلا».

و رواه مطرف بن طريف عن عطية.

أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر ابن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا زكريا بن يحيى - زاد ابن حمدان: رحمويه (1)-نا صالح ابن عمر، عن مطرف، عن عطية، عن أبي سعيد قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا بلغ بنو الحكم ثلاثين رجلا اتخذوا دين اللّه دخلا - و قال ابن المقرئ: دغلا - و عباد اللّه خولا، و مال اللّه دولا»[11986].

[قال ابن عساكر:] (2) و عطية (3) من غلاة الشيعة.

و قد روي عن أبي ذرّ من وجه منقطع.

أخبرناه أبو علي الحدّاد - في كتابه - و حدّثني عنه أبو مسعود المعدّل، أنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الوهّاب، نا أبو المغيرة، نا أبو بكر بن أبي مريم، عن راشد بن سعد قال: قال أبو ذرّ:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إذا بلغت بنو أمية أربعين رجلا اتخذوا عباد اللّه خولا، و مال اللّه دخلا، و كتاب اللّه دغلا»[11987].

[قال ابن عساكر:] (4) كذا قال: أربعين، و راشد لم يدرك أبا ذرّ.

و روي عن أبي هريرة من قوله.

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا يحيى بن أيوب.

ص: 253


1- في م: رجويه.
2- الزيادة منا.
3- هو عطية بن سعد بن جنادة العوفي، أبو الحسن الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 90/13.
4- زيادة منا.

ح و أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو طاهر بن خزيمة، أنا جدي أبو بكر، نا علي بن حجر، قالا: نا إسماعيل، أخبرني - و في حديث ابن حجر نا - العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال:

إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين كان دين اللّه دخلا، و في رواية ابن المقرئ: دغلا، و مال اللّه بخلا، و عباد اللّه خولا.

أخبرنا أبو غالب (1) بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن جنيقا، أنا أبو علي إسماعيل بن علي (2) الخطبي، نا محمّد بن موسى بن حمّاد، نا سليمان بن أبي شيخ، نا محمّد بن الحكم، عن عوانة قال (3):

قدم مروان الجابية على حسّان بن مالك بن بحدل في بني أمية فقال له حسان: أتيتني بنفسك إذ أبيت أن آتيك، و اللّه لأجالدن عنك في قبائل اليمن أو أسلّمها إليك، فبايع حسّان أهل الأردن لمروان، على أن لا يبايع لمروان إلاّ لخالد بن يزيد، له إمرة حمص، و لعمرو بن سعيد، و له إمرة دمشق، و كانت بيعة مروان بالجابية يوم الاثنين للنصف من ذي القعدة سنة أربع و ستين (4).

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: قال ابن بكير:

قال الليث: بويع مروان في ذي القعدة في الجابية، و ذلك بعد يزيد بن معاوية بثمانية أشهر، لأن يزيد مات للنصف من ربيع الأول في هذه السنة - يعني - سنة أربع و ستين، و فيها كانت وقعة راهط في ذي الحجة بعد الأضحى بليلتين.

ص: 254


1- قوله:«أبو غالب» استدرك على هامش د.
2- اضطرب رسمها بالأصل و م و د، و «ز»، و تقرأ:«نحل» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 15/ 522 و راجع ترجمة محمد بن موسى بن حماد في سير الأعلام 91/14. و الخطبي نسبة إلى إنشاء الخطب (راجع الأنساب).
3- الخبر من طريق عوانة بن الحكم رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 233.
4- راجع تفاصيل كثيرة حول علاقة مروان بن الحكم و مالك بن حسان بن بحدل، ذكرها ابن قتيبة في الإمامة و السياسة.(بتحقيقنا).

أخبرنا أبو محمّد بن المزكي، نا أبو محمّد (1) الكتاني، نا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدّثني عبد الأعلى بن مسهر قال:

بويع لمروان بن الحكم، و عبد اللّه بن الزبير يوم مرج راهط، فظفر مروان و شيعته بشيعة ابن الزبير، فاجتمع الناس لمروان، فقلت (3):فصارت الشام و مصر لمروان، و كان بقاؤه تسعة أشهر، فهلك بدمشق، قال: فعهد إلى عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا أبو محمّد بن درستويه، نا يعقوب، نا ابن بكير، حدّثني الليث قال:

بويع لمروان في ذي القعدة في الجابية - يعني - سنة أربع و ستين، و في سنة خمس و ستين دخول مروان مصر في هلال ربيع الآخر، ثم خرج من مصر في جمادى الآخرة، ثم توفي مستهل شهر رمضان.

قال: و نا يعقوب، نا سلمة، نا أحمد بن إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر قال: ثم بايع أهل الشام مروان بن الحكم، فعاش تسعة أشهر ثم مات، ثم بايع أهل الشام عبد الملك بن مروان.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أنبأ أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الطيب محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، قال: قال أبي:

ثم بويع مروان بن الحكم في رجب سنة أربع و ستين بالجابية.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعد بن إبراهيم.

ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا طراد بن محمّد - و هو محمّد التميمي - قالا: أنا أبو

ص: 255


1- تحرفت بالأصل و «ز»، و م إلى: معاوية، و التصويب عن د، و هو عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أبو محمد، و السند معروف.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 191/1 و تاريخ الإسلام (ترجمته ص 233).
3- القائل: أبو زرعة، و الخبر في تاريخه 192/1.

بكر بن وصيف، قالا: أنا أبو بكر الشافعي، نا عمر بن حفص، نا محمّد بن يزيد قال:

ثم كانت الفتنة، فبايع أهل الشام مروان بن الحكم في النصف من ذي القعدة سنة أربع و ستين، و مات في شهر رمضان سنة خمس و ستين، و قتل مروان، قتلته امرأته أم معاوية بن يزيد لثلاث خلون من رمضان، فولي تسعة أشهر و ثمانية و عشرين يوما، و توفي و له أحد و ثمانون سنة، و هو مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة، و أمّه آمنة بنت صفوان بن محرّث (1) الكناني (2).و كنيته أبو عبد الملك، و صلى عليه عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد بن عمران نا موسى نا خليفة قال (3):

و في سنة أربع و ستين في النصف من ذي القعدة بايع أهل الشام مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية و أمه آمنة بنت صفوان بن محرث الكناني (4).

قال: و نا خليفة (5)،حدّثني الوليد بن هشام، عن أبيه، عن جدّه، و أبو اليقظان و غيرهما قالوا:

قدم ابن زياد الشام، و قد بايع أهل الشام مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة، و أمّه آمنة بنت صفوان، و من كان من بني أمية، فبايع ابن زياد و من كان هناك من بني أمية و مواليهم لمروان بن الحكم و من بعده لخالد بن يزيد بن معاوية، و ذلك للنصف من ذي القعدة سنة أربع و ستين، ثم ساروا إلى الضحّاك الفهري، فالتقوا بمرج راهط، فاقتتلوا عشرين يوما، ثم كانت الهزيمة على الضحّاك بن قيس و أصحابه، و ذلك في آخر ذي الحجة سنة أربع و ستين، فقتل الضحّاك و ناس كثير من قيس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه ابن جعفر، نا يعقوب، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا عبد الرّحمن بن بشير قال:

سار مروان إلى الضحّاك بن قيس يوم راهط، قال: فمر بقرية، قال: أيّ منزل هذا؟

ص: 256


1- تحرفت في «ز»، و م و د إلى: محرز.
2- تحرفت بالأصل و «ز»، و م، و د، إلى: الكتاني.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 259 (ت. العمري).
4- في تاريخ خليفة: آمنة بنت علقمة بن صفوان الكناني.
5- تاريخ خليفة ص 259-260.

قالوا: راوية (1)،قال: رويتم إن شاء اللّه، ثم تقدّم فمرّ بقرية، فقال: أي منزل؟ قالوا: تسعا، قال: تسعتم إن شاء اللّه، قال: فأين عسكره؟ قالوا: بعدمك، قال: عدم ملكه إن شاء اللّه، قال: فالتقوا براهط، فقتلوا كلّ من كان مع الضحّاك بن قيس، و قتل يومئذ قريبا من ثلاثة آلاف رجل، و قتل الضحّاك، و قتل معه خلق من أشراف الجند.

قال يعقوب: قال ابن عفير:

فلما انصرف مروان تزوج أم خالد بن يزيد أم هاشم بنت أبي هاشم بن عتبة بن أبي ربيعة، و لما استقر بمروان الدار قال لحسّان بن - مالك بن بحدل: يزعمون أنك اشترطت عليّ لخالد (2) بن يزيد بن معاوية شروطا، و لعمرو بن سعيد، فرأيت أني إن تزوجت أمّه ثم لم يستطع منعها علم (3) الناس أنه على الخلافة أعجز، و أمّا ذاك الأشدق سؤر الشياطين، فو اللّه ما له وفاء، فإن أردت إتمام هذا الأمر، فادفع الناس إلى خير منهما عبد الملك و عبد العزيز (4)، و حسّان خال خالد بن يزيد، فقام حسّان، فهجّن أمر خالد بن يزيد، و حثّ الناس على بيعة عبد الملك من بعد مروان، فأسرع الناس إلى قبول ذلك، و قالوا: هو أعلم بابن أخته، و ما دعا إلى بيعة عبد الملك إلاّ لما يعرف من ابن أخته، فلمّا فعل ابن بحدل ما فعل، دخل خالد بن يزيد على مروان فقال: بلغني أنّك هممت أن تبايع لعبد الملك من بعدك، و ما على هذا دعوت الأجناد إلى نفسك، إنّما بايعوك على أنّي وليّ عهدك؟! قال: و إنك ليهناك، يا ابن الرطبة، فدخل علي في رأيي، فبعث خالد إلى أمّه بالذي كان، و كان مروان قد نيّف على الثمانين، دخلته الضربة التي ضرب يوم الدار على رأسه و وهسته فسقته أم هاشم سمّا، فلما حسّ بذلك أرسل إلى ابن أم الحكم، فدعاه، فكتب ابن أم الحكم بطاقة على لسان مروان إلى زمل (5) بن عبد اللّه السكسكي و هو ببيت لهيا (6)..... (7) أن يركب إليه في الخيل، فركبا الخيل.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا

ص: 257


1- كذا ضبطت بالأصل ضبط قلم، و ضبطت نصا في معجم البلدان بكسر الواو، قرية من غوطة دمشق.
2- بالأصل: خالد و المثبت عن م و «ز».
3- بالأصل و م و «ز»: «لم يستطع على الناس» صوبنا الجملة عن د.
4- يعني ولده: عبد العزيز بن مروان، و هما ولداه.
5- في «ز»: رملة.
6- غير واضح رسمها بالأصل، و لعل الصواب ما أثبت. و بيت لهيا قرية مشهورة بغوطة دمشق (معجم البلدان).
7- رسمها بالأصل، و م، و د، و «ز»: «و داره».

أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (1) قال: قالوا:

قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و مروان بن الحكم ابن ثمان سنين، فلم يزل مع أبيه بالمدينة حتى مات أبوه الحكم بن أبي العاص في خلافة عثمان بن عفّان،[فلم يزل مروان مع ابن عمه عثمان بن عفان] (2) و كان كاتبا له، و أمر له عثمان بأموال و كان يتأول في ذلك صلة قرابته، و كان الناس ينقمون على عثمان تقريبه مروان و طاعته له، و يرون أن كثيرا مما ينسب إلى عثمان لم يأمر به، و أن ذلك عن رأى مروان دون عثمان، فكان الناس قد شنفوا لعثمان لما كان يصنع بمروان و يقرّبه، و كان مروان يحمله على أصحابه و على الناس، و يبلّغه ما يتكلّمون به فيه، و يتهددونه به، و يريه أنه يتقرب بذلك إليه.

و كان عثمان رجلا [كريما] (3) حييّا سليما، فكان يصدّقه في بعض ذلك و يردّ عليه بعضا، و ينازع مروان أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين يديه، فيردّه عن ذلك و يزبره.

فلمّا حصر عثمان كان مروان يقاتل دونه أشدّ قتال، و أرادت عائشة الحجّ و عثمان محصور، فأتاها مروان و زيد بن ثابت، و عبد الرّحمن بن عتّاب بن أسيد بن أبي العاص، فقالوا: يا أم المؤمنين، لو أقمت فإنّ أمير المؤمنين على ما ترين محصور، و مقامك ممّا يدفع اللّه به عنه، فقالت: قد خلّيت ظهري و عرّيت غرائري، و لست أقدر على المقام (4)،فأعادوا عليها (5) الكلام، و أعادت عليهم مثل ما قالت لهم، فقام مروان و هو يقول:

حرّق (6) قيس عليّ البلاد *** حتى إذا استعرّت أجذما

فقالت عائشة: أيها المتمثّل عليّ بالأشعار، وددت و اللّه، أنك و صاحبك هذا الذي يعنيك أمره في رجل كلّ واحد منكما رحى و إنكما في البحر، و خرجت إلى مكة.

قالوا: فلمّا قتل عثمان و صار طلحة و الزبير و عائشة إلى البصرة يطلبون بدم عثمان، خرج معهم مروان بن الحكم فقاتل يومئذ أيضا قتالا شديدا، فلمّا رأى انكشاف [الناس] (7) نظر إلى

ص: 258


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 36/5 و ما بعدها.
2- الزيادة عن طبقات ابن سعد.
3- الزيادة عن طبقات ابن سعد.
4- أقحم بعدها بالأصل و «ز»، و م:«فأعادوا مما يدفع اللّه به عنه» و المثبت يوافق عبارة ابن سعد.
5- بالأصل، و م، و د، و «ز»: عليه، و المثبت عن هامش «ز»، و بعدها صح، و في ابن سعد أيضا: عليها.
6- في ابن سعد: و حرق.
7- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و م، و د، و ابن سعد.

طلحة بن عبيد اللّه واقفا فقال: و اللّه إن دم عثمان [إلاّ] (1) عند هذا، هو كان أشدّ الناس عليه، و ما أطلب أثرا بعد عين، ففوّق له بسهم فرماه به فقتله، و قاتل مروان أيضا حتى ارتثّ فحمل إلى بيت امرأة من عنزة، فداووه و قاموا عليه، فما زال آل مروان يشكرون ذلك لهم.

و انهزم أصحاب الجمل، و توارى مروان حتى أخذ الأمان له من علي بن أبي طالب، فأمّنه، فقال مروان: ما تقرّني نفسي حتى آتيه فأبايعه، فأتاه ثم انصرف مروان إلى المدينة، فلم يزل بها - أي المدينة - حتى ولي معاوية بن أبي سفيان الخلافة، فولّى مروان بن الحكم المدينة سنة اثنين و أربعين، ثم عزله و ولّى سعيد بن العاص ثم عزله، و أعاد (2) مروان ثم عزله، و أعاد سعيد بن العاص فعزله، و ولّى الوليد (3) بن عتبة بن أبي سفيان، فلم يزل على المدينة حتى مات معاوية، و مروان يومئذ معزول عن المدينة، ثم ولّى يزيد بعد الوليد بن عتبة المدينة عثمان بن محمّد بن أبي سفيان، فلمّا وثب أهل المدينة أيام الحرّة أخرجوا عثمان بن محمّد و بني أمية من المدينة فأجلوهم عنها إلى الشام، و فيهم مروان بن الحكم، و أخذوا عليهم الأيمان أن لا يرجعوا إليهم، و إن قدروا أن يردوا هذا الجيش الذي قد وجّه إليهم مع مسلم بن عقبة المرّي أن يفعلوا.

فلمّا استقبلوا مسلم بن عقبة سلّموا عليه، و جعل يسائلهم عن المدينة و أهلها، فجعل مروان يخبره و يحرّضه عليهم، فقال له مسلم: ما ترون؟ تمضون إلى أمير المؤمنين أو ترجعون معي؟ قالوا: بل نمضي إلى أمير المؤمنين، و قال مروان من بينهم: أما أنا فأرجع معك، فرجع معه مؤازرا له، معينا له على أمره، حتى ظفر بأهل المدينة و قتلوا و انتهبت المدينة ثلاثا.

و كتب مسلم بن عقبة بذلك إلى يزيد، و كتب يشكر مروان بن الحكم و يذكر معاونته إيّاه و مناصحته و مقاومته و قيامه معه، و قدم مروان على يزيد بن معاوية الشام، فشكر ذلك له يزيد و قرّبه و أدناه، فلم يزل مروان بالشام حتى مات يزيد بن معاوية، و قد كان عقد لابنه معاوية بن يزيد بالعهد بعده، فبايع له الناس، و أتته بيعة الآفاق إلاّ ما كان من ابن الزبير و أهل مكة، فولي ثلاثة (4) أشهر، و يقال: أربعين ليلة، و لم يزل في البيت لم يخرج إلى الناس، كان مريضا (5)،

ص: 259


1- زيادة عن ابن سعد.
2- بالأصل و م و «ز»، و د:«و اتخذ» و المثبت عن ابن سعد.
3- بالأصل و م و «ز»، و د: المدينة.
4- تحرفت بالأصل، و «ز»، و م، إلى:«عليه» و المثبت عن ابن سعد، و د.
5- لم يرد في الطبري و لا في ابن الأثير و لا عند المسعودي أنه كان مريضا. قال المسعودي في مروج الذهب: و قد تنوزع في سبب وفاته فمنهم من رأى أنه سقي شربة و منهم من رأى أنه مات حتف أنفه، و منهم من رأى أنه طعن (مروج الذهب 89/3).

فكان يأمر الضحّاك بن قيس الفهري يصلي بالناس بدمشق، فلما ثقل معاوية بن يزيد قيل له: لو عهدت إلى رجل عهدا و استخلفت خليفة، فقال: و اللّه ما نفعتني حيّا، فأتقلّدها ميتا، و كان خيرا فقد استكثر منه آل أبي سفيان، لا تذهب بنو أمية بحلاوتها و أتقلّد مرارتها، و اللّه لا يسألني اللّه عن ذلك أبدا (1)،و لكن إذا متّ فليصلّ عليّ الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، و ليصلّ بالناس الضحّاك بن قيس حتى يختار الناس لأنفسهم، و يقوم بالخلافة قائم، فلمّا مات صلى عليه الوليد، و قام بأمر الناس الضحّاك بن قيس، فلما دفن معاوية بن يزيد قام مروان على قبره فقال:

أ تدرون من دفنتم؟ قالوا: معاوية بن يزيد، فقال: هذا أبو ليلى (2)،فقال أزنم (3) الفزاري (4):

إني أرى فتنا تغلي مراجلها *** و الملك بعد أبي ليلى لمن غلبا

و اختلف الناس بالشام، فكان أوّل من خالف من أمراء الأجناد و دعا إلى ابن الزبير النعمان بن بشير بحمص، و زفر بن الحارث بقنّسرين، ثم دعا الضحّاك بن قيس بدمشق الناس سرا، ثم دعا الناس إلى بيعة ابن الزبير علانية، فأجابه الناس إلى ذلك، و بايعوه، و بلغ ذلك ابن الزبير، فكتب إلى الضحّاك بن قيس بعهده على الشام، فكتب الضحّاك إلى أمراء الأجناد ممن دعا إلى ابن الزبير، فأتوه، فلما علم مروان ذلك خرج يريد ابن الزبير بمكة ليبايع له، و يأخذ منه أمانا لبني أمية، و خرج معه عمرو بن سعيد بن العاص، فلمّا كانوا بأذرعات (5)و هي مدينة البثنية (6) لقيهم عبيد اللّه بن زياد مقبلا من العراق، فقال لمروان: أين تريد، فأخبره، فقال: سبحان اللّه، أرضيت لنفسك تبايع لأبي خبيب، و أنت سيّد بني عبد مناف، و اللّه لأنت [أولى] (7) بها منه، فقال له مروان: فما الرأي؟ قال: أن ترجع و تدعو إلى نفسك، و أنا أكفيك قريشا و مواليها، و لا يخالفك منهم أحد.

ص: 260


1- راجع ما جاء في الإمامة و السياسة 17/2-18.
2- أبو ليلى كنية معاوية بن يزيد بن معاوية، و كانت هذه الكنية للمستضعف من العرب كما في مروج الذهب.
3- بالأصل و م و «ز»: أرثم، و بدون إعجام في د، و شطبت اللفظة في «ز»، و كتب على الهامش:«أزنم» و هو ما أثبت و هو يوافق ابن سعد.
4- البيت في البداية و النهاية 261/8 و مروج الذهب 88/3 و المعارف ص 154.
5- أذرعات: تقدم التعريف بها.
6- البثنية: اسم ناحية من نواحي دمشق (معجم البلدان).
7- استدركت عن هامش الأصل، و بعدها صح.

فقال عمرو بن سعيد: صدق عبيد اللّه، إنك لجذم قريش و شيخها، و سيدها، و ما ينظر الناس إلاّ إلى هذا الغلام خالد بن يزيد بن معاوية، فتزوج أمّه فيكون في حجرك، و ادع إلى نفسك، و أنا أكفيك اليمانية، فإنهم لا يخالفوني - و كان مطاعا عندهم - على أن تبايع لي من بعدك، قال: نعم، فرجع مروان و عمرو بن سعيد و من معهما، و قدم عبيد اللّه بن زياد دمشق يوم الجمعة، فدخل المسجد، فصلّى، ثم خرج فنزل باب الفراديس، فكان يركب إلى الضحّاك بن قيس كلّ يوم فيسلّم عليه ثم يرجع إلى منزله، فقال له يوما: يا أبا أنيس، العجب لك و أنت شيخ قريش تدعو لابن الزبير، و تدع نفسك، و أنت أرضى عند الناس منه، فادع إلى نفسك، فدعا إلى نفسه ثلاثة أيام، فقال له الناس: أخذت بيعنا و عهودنا لرجل ثم تدعو إلى خلعه من غير حدث أحدثه، فلمّا رأى ذلك عاد إلى الدعاء لابن الزبير، فأفسده ذلك عند الناس و غيّر قلوبهم عليه، فقال عبيد اللّه بن زياد و مكر به من أراد ما نريد لم ينزل المدائن و الحصون، يبرز و يجمع إليه الخيل، فاخرج عن دمشق و اضمم إليك الأجناد، فخرج الضحّاك فنزل المرج (1) و بقي عبيد اللّه بدمشق و مروان و بنو أمية بتدمر، و خالد و عبد اللّه ابنا يزيد بن معاوية بالجابية عند خالهما حسان بن مالك بن بحدل، فكتب عبيد اللّه إلى مروان:

أن ادع الناس إلى بيعتك و اكتب إلى حسّان بن مالك فليأتك، فإنه لن يردك عن بيعتك، ثم سر إلى الضحّاك فقد أصحر لك.

فدعا مروان بني أمية و مواليهم فبايعوه (2)،و تزوج أم خالد بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة و كتب إلى حسّان بن مالك بن بحدل يدعوه إلى أن يبايع له و يقدم عليه، فأبى، فأسقط في يدي مروان، فأرسل إلى عبيد اللّه، فكتب إليه (3) عبيد اللّه: أن اخرج إليه فيمن معك (4)من بني أمية.

فخرج إليه مروان و بنو أمية جميعا معه و هو بالجابية و الناس بها مختلفون، فدعوه إلى

ص: 261


1- يعني مرج راهط.
2- كانت بيعة مروان بن الحكم، كمرشح تسوية و إجماع بعد احتدام الصراع بين مختلف الأجنحة الممثلة للسلطة الأموية على مختلف الاتجاهات. راجع ما لاحظناه و كتبناه عن ارتباك الأسرة الأموية بعد موت يزيد بن معاوية كتاب الإمامة و السياسية 20/2 و ما بعدها (طبعة - بيروت).
3- تحرفت بالأصل و م و «ز»، و د، إلى:«إلى» و المثبت عن ابن سعد.
4- بالأصل و م و «ز»: «نقل» و المثبت عن ابن سعد.

البيعة، فقال حسّان: و اللّه لئن بايعتم مروان ليحسدنكم علاقة سوط و شراك نعل، و ظل شجرة، إنّ مروان و آل مروان أهل بيت من قيس، يريد أن مروان أخو عشرة، و أبو عشرة، فإن بايعتم له كنتم عبيدا له، فأطيعوني و بايعوا خالد بن يزيد، فقال روح بن زنباع: بايعوا الكبير، و استشيروا الصغير، فقال حسّان بن مالك لخالد: يا ابن أختي، هواي فيك، و قد أباك الناس للحداثة، و مروان أحبّ إليهم منك و من ابن الزبير، قال: بل عجزت. قال: كلا.

فبايع حسّان و أهل الأردن (1) لمروان على أن لا يبايع مروان لأحد إلاّ لخالد بن يزيد، و لخالد إمرة حمص، و لعمرو بن سعيد إمرة دمشق، فكانت بيعة مروان بالجابية يوم الاثنين للنصف من ذي القعدة سنة أربع و ستين، و بايع عبيد اللّه بن زياد لمروان بن الحكم أهل دمشق، و كتب بذلك إلى مروان، فقال مروان: إن يرد اللّه أن يتمم لي خلافته لا يمنعها أحد من خلقه، فقال حسّان بن مالك: صدقت.

و سار مروان من الجابية في خمسة (2) آلاف حتى نزل مرج راهط، ثم لحق به في أصحابه من أهل دمشق و غيرهم من الأجناد سبعة آلاف فكان في ثلاثة عشر (3) ألفا أكثرهم رجالة و لم يكن في عسكر مروان غير ثمانين عتيقا، أربعون منهم لعبّاد بن زياد، و أربعون لسائر الناس، و كان على ميمنة مروان: عبيد اللّه (4) بن زياد، و على ميسرته: عمرو بن سعيد، و كتب الضحّاك بن قيس إلى أمراء الأجناد، فتوافوا عنده بالمرج، فكان في ثلاثين ألفا و أقاموا عشرين يوما يلتقون في كلّ يوم فيقتتلون حتى قتل الضحّاك بن قيس و قتل معه من قيس بشر كثير، فلمّا قتل الضحّاك بن قيس و انهزم الناس رجع مروان و من معه إلى دمشق، و بعث عمّاله إلى الأجناد، و بايع له أهل الشام جميعا، و كان مروان قد أطمع خالد بن يزيد بن معاوية في بعض الأمر، ثم بدا له فعقد لابنيه عبد الملك، و عبد العزيز ابني مروان بالخلافة بعده، فأراد أن يضع من خالد بن يزيد و يقصّر به و يزهّد الناس فيه، و كان إذا دخل عليه أجلسه معه على سريره، فدخل عليه يوما، فذهب ليجلس مجلسه الذي كان يجلسه فقال له مروان: و زبره:

تنحّ يا ابن رطبة الاست، و اللّه ما وجدت لك عقلا، فانصرف خالد وقتئذ مغضبا حتى دخل

ص: 262


1- بالأصل، و «ز»، و م، و د:«أهل الأزد» و المثبت عن ابن سعد.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و د:«خمسة آلاف» و في ابن سعد:«ستة آلاف».
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و د، و قد ورد أولا خمسة آلاف ثم سبعة آلاف، و الرقم يصبح صحيحا حسب رواية ابن سعد.
4- تحرفت بالأصل و «ز»، و م، و د: عبد اللّه.

على أمّه، فقال: فضحتني (1)،و قصّرت بي، و نكّست برأسي، و وضعت أمري، قالت: و ما ذاك؟ قال: تزوجت هذا الرجل، فصنع بي كذا و كذا، ثم أخبرها بما قال له، فقالت: لا يستمع هذا منك أحد و لا يعلم مروان أنك أعلمتني بشيء من ذلك، و ادخل عليه كما كنت تدخل و اطو هذا الأمر حتى ترى عاقبته، فإنّي سأكفيكه و أنتصر لك منه.

فسكت خالد و خرج إلى منزله، و أقبل مروان حتى دخل على أم خالد بنت أبي هاشم ابن عتبة بن ربيعة، و هي امرأته، فقال لها: ما قال لك خالد ما قلت اليوم، و ما حدّثك عني به؟ فقالت: ما حدّثني بشيء، و لا قال لي، فقال: أ لم يشكني (2) إليك و يذكر تقصيري به و ما كلّمته به؟ فقالت: يا أمير المؤمنين، أنت أجلّ في عين خالد، و هو أشدّ لك تعظيما من أن يحكي عنك شيئا أو يجد من شيء تقوله لي، و إنّما أنت بمنزلة الوالد له، فانكسر مروان و ظنّ أن الأمر على ما حكت له، و أنها قد صدقت.

و مكث، حتى إذا كان بعد ذلك و جاءت (3) القائلة فنام عندها فوثبت هي و جواريها فغلقوا الأبواب على مروان، ثم عمدت إلى وسادة فوضعتها على وجهه، فلم تزل هي و جواريها يغمّونه حتى مات (4)،ثم قامت فشقّت جيبها عليه و أمرت جواريها و خدمها فشققن و صحن عليه، و قلن: مات أمير المؤمنين، فجأة، و ذلك في هلال شهر رمضان سنة خمس و ستين، و كانت ولايته على الشام و مصر، لم يعد ذلك ثمانية أشهر، و يقال: ستة أشهر.

و قد قال علي بن أبي طالب له يوما و نظر إليه: ليحملن راية ضلالة بعد ما يشيب صدغاه و له إمرة كلحسة الكلب أنفه.

و بايع أهل الشام بعده لعبد الملك بن مروان، فكانت الشام و مصر في يد عبد الملك كما كانت في يد أبيه، و كانت العراق و الحجاز في يد ابن الزبير، و كانت الفتنة بينهما سبع سنين، ثم قتل ابن الزبير بمكة يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث و سبعين، و هو ابن اثنين و سبعين سنة، و استقام الأمر لعبد الملك بن مروان بعده.

ص: 263


1- بالأصل و م و «ز»، و د: فضحتيني، و المثبت عن ابن سعد.
2- بالأصل و م و «ز»: يشكوني.
3- كذا بالأصل، و في «ز»: و حلت، و عند ابن سعد: و حانت.
4- و قد قيل في قتله غير ذلك راجع مختلف الأقوال التي جاءت في مقتله. الأخبار الطوال ص 285 الإمامة و السياسة 23/2 الكامل لابن الأثير 647/2 مروج الذهب 107/3 تاريخ اليعقوبي 257/2 و البداية و النهاية 282/8.

و كان مروان قد روى عن عمر بن الخطاب: من وهب هبة لصلة رحم فإنه لا يرجع فيها.

و روى أيضا عن عثمان و زيد بن ثابت، و بسرة بنت صفوان، و سهل بن سعد الساعدي، و كان مروان في ولايته على المدينة يجمع أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و يستشيرهم و يعمل ما يجمعون له عليه، فجمع الصيعان فعائر بينها حتى أخذ أعدلها، فأمر أن يكال له، فقيل صاع مروان، و ليست بصاع مروان، إنّما هي صاع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لكن مروان عاير بينها حتى أقام الكيل على أعدلها.

أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن منصور بن هبة اللّه بن المؤمّل في (1) كتابه، أنا المبارك ابن عبد الجبّار بن أحمد، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن المسلمة، أنا أبو الحسن محمّد بن عمر بن محمّد، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي قال: قرأت على الحارث بن مسكين: أخبركم ابن وهب قال (2):و سمعت مالكا يحدّث.

أن مروان بن الحكم تذكّر يوما فقال: قرأت كتاب اللّه من أربعين سنة ثم أصبحت فيما أنا فيه من هراق الدماء، و هذا الشأن.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى يقول: سمعت أبا العبّاس الثقفي يقول:

سمعت أحمد بن سعيد الدارمي يقول: سمعت عثمان بن عمر يقول:

سمعت مالكا يحدّث أن مروان بن الحكم تذكر يوما فقال: قرأت كتاب اللّه منذ أربعين سنة ثم أصبحت فيما أنا فيه من هراق الدماء، و هذا الشأن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، أنا يعقوب، نا ابن عثمان، أنا عبد اللّه، أنبا السري بن يحيى، عن الحسن قال:

قال رجل:- قال السري - أظنه مروان في حربه - و مرّ بقتيل ما كان على هذا أنا مالك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، نا الأصمعي، نا عدي ابن أبي عمارة، عن أبيه، عن حرب بن زياد قال:

ص: 264


1- في «ز»: «و كتابة» ثم شطبت «الواو» منها.
2- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 479/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 233.

كان نقش خاتم مروان بن الحكم: آمنت بالعزيز الرحيم.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن أبي مسلم، أنا عثمان بن أحمد بن السمّاك، نا إسحاق بن إبراهيم بن سنين (2)،نا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أبي مذعور، حدّثني بعض أهل العلم قال:

كان آخر ما تكلّم به مروان بن الحكم: وجبت الجنّة لمن خاف النار، و كان نقش خاتمه: العزّة للّه.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد ابن عبيد - إجازة-.

ح قالا: و أنا أبو تمام علي بن محمّد - إجازة - أنا أبو بكر أحمد بن عبيد - قراءة - أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا يحيى بن معين، نا محمّد بن جعفر غندر، نا عوف عن (3) سليمان بن (4) أبي سليمان مولى بني هاشم، عن أبيه أبي سليمان قال:

بينا عليّ واضعا يده على بعض، يمشي في سكك المدينة، إذ جاء مروان بن الحكم في حلّة فتى شاب (5) ناصع اللون وقاذ، فقال له: يا كذا و كذا، يا أبا الحسن، و جعل عليّ يخبره، قال: فلمّا فرغ ولّى من عنده قال: فنظر في قفاه ثم قال: ويل لأمتك منك، و من بنيك إذا شابت ذراعاك.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (6)،أنا أبو علي بن شاذان البغدادي - بها - أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، عن سفيان، نا أحمد بن محمّد الزرقي، نا الزنجي (7)، عن العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«رأيت في النوم بني الحكم أو بني أبي العاص ينزون على منبري كما تنزو القردة».

ص: 265


1- في م و «ز» و د: المرزقي، تصحيف.
2- تحرفت بالأصل و «ز» إلى:«عنين» و في م:«عباس» تصحيف و التصويب عن د.
3- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى:«بن» و المثبت عن د.
4- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى «و عن» و التصويب عن د.
5- تحرفت بالأصل و «ز»: «متات» و في م:«متاق» و المثبت عن د.
6- رواه البيهقي في دلائل النبوة 511/6.
7- رسمها بالأصل و م:«الرخى» و في «ز»«ابن أبي حازم» و قد كتبت بخط مغاير، و المثبت:«الزنجي» عن دلائل النبوة للبيهقي.

قال: فما رئي النبي صلى اللّه عليه و سلم مستجمعا ضاحكا حتى توفي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، نا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو عثمان البحيري (1)،أنا أحمد بن أحمد، أنا أبو يعلى، نا مصعب - زاد ابن حمدان: بن (2) عبد اللّه - حدّثنا و قال ابن حمدان: حدّثني - ابن أبي حازم، عن العلاء - زاد ابن المقرئ: بن عبد الرّحمن عن أبيه، عن أبي هريرة.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رأى في المنام كأن - و قال ابن المقرئ: أن - بني الحكم يرقون على منبره و ينزلون، فأصبح كالمتغيظ، و قال زاهر: كالتغيظ، أو كالمغيظ، و قال:«ما لي رأيت بني الحكم ينزون على منبري نزو القردة»[11988].

انتهى حديث زاهر، قال: فما رئي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مستجمعا ضاحكا بعد ذلك حتى مات.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا حاتم، نا يحيى بن أيوب، نا إسماعيل بن جعفر، أخبرني العلاء عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فذكره، إلاّ أنّه لم يقل: مستجمعا، و لم يقل: بعد ذلك، و في نسخة أخرى ليست نسخة السماع بدل حدث يحيى، نا مصعب، نا عبد العزيز بن أبي حازم، نا إسماعيل، و هو الصواب.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (3)،أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو عثمان البصري، و العباس بن محمّد بن قوهيار، قالا: نا محمّد بن عبد الوهّاب، أنا يعلى بن عبيد، نا سفيان عن (4) علي بن زيد بن جدعان (5)،عن سعيد بن المسيّب قال:

ص: 266


1- تحرفت بالأصل و «ز» و م، و د: البختري، تصحيف.
2- بالأصل و «ز»، و م:«عن» تحريف، و المثبت عن د.
3- رواه البيهقي في دلائل النبوة 509/6 و البداية و النهاية 243/6.
4- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى «بن» و التصويب عن دلائل النبوة للبيهقي و د.
5- قوله «بن جدعان» عن دلائل النبوة، و مكانه بالأصل و م و «ز»: «و حدث عثمان» و في د:«و حدث».

رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم بني أمية على منابرهم فساءه ذلك، فأوحى اللّه إليه: إنّما هي دنيا أعطوها، فقرّت عينه، و هي قوله: وَ مٰا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنٰاكَ إِلاّٰ فِتْنَةً لِلنّٰاسِ (1)يعني بلاء للناس.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو عمرو يوسف بن يعقوب بن يوسف النيسابوري، نا محمّد بن صدران، نا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن حنش (2)،عن عطاء، عن ابن عمر قال:

هجرت الرواح إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فجاء أبو حسن فقال له - عليه السلام (3)-: ادن، فلم يزل يدنيه حتى التقم أذنيه، فبينما عليه السلام (4)يسارّه إذ رفع رأسه كالفزع، قال: قرع بسيفه الباب، أو قرعه الباب، فقال لعلي: اذهب، فقده كما تقاد الشاة إلى حالبها، فإذا علي يدخل الحكم - يعني ابن أبي العاص - آخذا بأذنه و له زنمة حتى أوقفه بين يدي النبي صلى اللّه عليه و سلم فلعنه نبي اللّه عليه السلام ثلاثا، ثم قال:«اجله ناحية» حتى راح إليه قوم من المهاجرين و الأنصار، ثم دعا به، فلعنه، ثم قال:«إن هذا سيخالف كتاب اللّه و سنة نبيه عليه السلام [و سيخرج من صلبه من يبلغ دخانها السماء» فقال ما يتان من القوم: هو أقلّ و أذلّ من أن يكون هذا منه.

قال:«بلى، و يغمكم يومئذ بسيفه»[11989].

قال الدارقطني: تفرد به حنش و هو حسين بن قيس عن عطاء عن ابن عمر و تفرد به سلميان التيمي عنه، و تفرد به معتمر عن أبيه.

[أخبرنا (5)أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو إسحاق البرمكي، أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن خلف بن بخيت (6)الدقاق، نا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث - نا محمد بن خلف العسقلاني، نا معاذ بن خالد نا إبراهيم بن محمد بن أبي صالح حدثني نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: كنا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم فمرّ الحكم بن أبي العاص، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«ويل لأمتي مما في صلب هذا»] [11990].

ص: 267


1- سورة الإسراء، الآية:60.
2- كذا رسمها بالأصل، و في «ز»: حبس، و في م: حنيش، و بدون إعجام في د، و الصواب ما أثبت: حنش، و اسمه حسين بن قيس الرحبي، و لقبه حنش، ترجمته في تهذيب الكمال 518/4 ط دار الفكر.
3- في م و «ز» و د: فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم.
4- في م و د و «ز»: فبينما النبي صلى اللّه عليه و سلم.
5- الخبر التالي سقط من الأصل، و استدرك بين معكوفتين عن «ز»، و م، و د.
6- اضطرب إعجامها في م و «ز»، و د، و تقرأ:«نجيب» تحريف، راجع ترجمته في سير الأعلام 336/16.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي (1)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ في التاريخ، نا علي بن حمشاذ العدل، نا محمّد بن نعيم بن عبد اللّه، نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن السمرقندي - الشيخ الصالح (2)-نا مسلم بن إبراهيم، نا سعيد بن زيد، أخو حمّاد بن زيد، عن علي بن الحكم البنّاني، عن أبي الحسن عن عمرو بن مرة - و كانت له صحبة - قال:

جاء الحكم بن أبي العاص يستأذن على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فعرف كلامه، فقال:«ائذنوا له حية، أو ولد حيّة، عليه لعنة اللّه، و على من يخرج (3)من صلبه إلاّ المؤمنون، و قليل ما هم، يشرّفون في الدنيا و يوضعون في الآخرة، و ذوو مكر و خديعة، يعظّمون في الدنيا و ما لهم في الآخرة من خلاق»[11991].

قال عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي: أبو الحسن هذا حمصي.

[قال ابن عساكر:] (4)كذا قال.

و رواه الطبراني عن أحمد بن داود المكّي، عن مسلم بن إبراهيم، عن جعفر بن سليمان.

أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا محمّد بن عقبة السدوسي، نا جعفر بن سليمان الضبعي، نا سعيد، عن علي بن الحكم، عن أبي الحسن الجزري، عن عمرو بن مرّة قال:

استأذن الحكم ابن أبي العاص على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فعرف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كلامه، فقال:«ائذنوا له، حية، أو ولد حية (5)،لعنه اللّه، و كلّ من خرج من صلبه إلاّ المؤمنون منهم، و قليل ما هم، يشرّفون في الدنيا و يوضعون في الآخرة، و ذوو (6)مكر و خديعة يعظّمون في الدنيا، و ما لهم في الآخرة من خلاق»[11992].

قال ابن عقبة: عمرو بن مرّة هذا له صحبة، هذا الإسناد فيه من يجهل حاله، و جعفر

ص: 268


1- رواه البيهقي في دلائل النبوة 512/6.
2- كذا بالأصل و م، و د، و «ز»، و في دلائل النبوة: الشيخ الفاضل.
3- قوله:«من يخرج» مكرر بالأصل.
4- زيادة منا.
5- بالأصل:«لدحيه أو دحيه» و في د و م و «ز»: «حية أو دحية».
6- بالأصل:«و مكر» و في م و «ز» و د: ذو مكر.

ابن سليمان و إن كان قد أخرج حديثه في الصحيح إلاّ أنه من الغلاة في التشيّع من أهل البصرة (1).

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو سعد محمّد ابن عبد الرّحمن، أنا أبو سعيد محمّد بن بشر بن العبّاس، أنا أبو لبيد محمّد بن إدريس السامي (2)،نا سويد (3)بن سعيد، نا يحيى بن سعيد القطّان (4)عن أرطأة بن المنذر، عن ضمرة بن حبيب قال:

إن مروان أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو مولود ليحنكه، فأعرض عنه، فانطلق به إلى عائشة فاندسوا إليها ليحنكه النبي صلى اللّه عليه و سلم، فلم يفعل به، قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ويل لأمتي من هذا و ولده».

هذا منقطع[11993].

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة - نا محمّد بن الحسين، أنا ابن أبي خيثمة، نا أبو ظفر - و هو عبد السّلام بن مطهر - نا جعفر بن سليمان، عن المعلّى بن زياد قال:

بلغني أن مروان بن الحكم لما ولد بعثته أمه في خرقة إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم ليحنكه و ليدعو له، و شمت عليه، فلم يصنع ذلك به، فقالت عائشة: يا رسول اللّه بعثت إليك فلانة ببنيّها (5)لتحنكه و لتدعو له، قال:«كيف أصنع ذلك به و هو يلد الجبارين، و يخلفني في أمّتي»[11994].

[قال ابن عساكر:] (6)و هذا أيضا منقطع، و جعفر متشيّع غال.

أخبرنا (7)أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا عبد اللّه بن عدي، نا أحمد بن الحسين الصوفي، نا محمّد بن منصور الطوسي، نا أبو الجواب، نا سليمان بن قرم (8)،عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد اللّه بن الحارث، عن زهير بن الأقمر قال:

ص: 269


1- هو جعفر بن سليمان الضبعي، أبو سليمان البصري مولى بني الحريش، كان ينزل في بني ضبيعة فنسب إليهم. ترجمته في تهذيب الكمال 400/3.
2- تحرفت في «ز»، و م إلى: الشامي.
3- تحرفت في «ز» إلى: يزيد.
4- تحرفت في «ز» إلى: العطار.
5- في م:«ابنها» و في و «ز» فكالأصل.
6- زيادة منا.
7- كتب فوقها في د، ملحق.
8- تقرأ بالأصل و د: فرص، و الصواب ما أثبت، ترجمته تهذيب الكمال 94/8.

كان الحكم بن أبي العاص يجلس إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ينقل حديثه إلى قريش، فلعنه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ما يخرج من صلبه إلى يوم القيامة[11995].

سليمان كوفي ضعيف (1).

أخبرنا أبو القاسم (2)بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب - لفظا - أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (3)حدّثني أبي، نا ابن نمير، نا عثمان بن حكيم، عن أبي أمامة ابن سهل بن حنيف، عن عبد اللّه بن عمرو (4)قال:

كنا جلوسا عند النبي صلى اللّه عليه و سلم و قد ذهب عمرو بن العاص يلبس ثيابه ليحلقني، فقال و نحن عنده:«ليدخلنّ عليكم رجل لعين»، فو اللّه ما زلت وجلا أتشوف داخلا و خارجا، حتى دخل فلان - يعني: الحكم[11996].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعيد محمّد بن علي الخشّاب (5)،أنا أبو محمّد المخلدي، أنا موسى بن العباس الجويني، نا أبو حاتم - يعني الرازي (6)-نا ضرار بن صرد أبو نعيم إيّاي حدّث، نا عائد بن جبير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد اللّه المدني قال: سمعت عبد الرّحمن بن أبي بكر يقول:

كان الحكم بن أبي العاص يجلس عند النبي صلى اللّه عليه و سلم، فإذا حدّث النبي صلى اللّه عليه و سلم بشيء قال هكذا يكلح بوجهه، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أنت كذا»، قال: فما زال يختلج حتى مات[11997].

أخبرنا (7)أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد (8)محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن الرومي الصيرفي، نا محمّد بن حمدون، نا سعيد بن عبد الرّحمن بن صفوان المصري (9).

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا الحسن بن

ص: 270


1- من أول الخبر السابق إلى هنا سقط من م و «ز».
2- تحرفت في م إلى: المعتمر.
3- رواه أحمد بن حنبل في المسند 561/2 رقم 6530.
4- تحرفت بالأصل و د إلى:«عمر» و المثبت عن «ز» و م، و المسند.
5- في «ز»: الحباب.
6- في «ز»: الداري.
7- كتب فوقها في د: ملحق.
8- تحرفت في الأصل و د إلى: سعيد.
9- من قوله: أخبرنا (أول السند) إلى هنا سقط من م و «ز».

أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر بن حمدون، نا أبو عثمان سعيد بن عبد الرّحمن بن صفوان المصري، نا شعيب عن (1)الليث - زاد وجيه: بن سعد - حدّثني أبي عن يعقوب بن إبراهيم، عن محمّد بن سوقة، عن الشعبي، عن ابن الزبير قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ولد الحكم ملعونون»[11998].

هذا غريب، و المحفوظ ما.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد، أنا علي بن محمّد بن علي قال:

قال: قرئ على أبي نصر أحمد بن المظفّر بن الطوسي الموصلي: حدّثكم عبد اللّه بن حيّان ابن عبد العزيز الأزدي الموصلي، نا عبد اللّه بن محمّد بن ناجية، نا علي بن المنذر، نا ابن فضيل، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر - يعني الشعبي - عن عبد اللّه بن الزبير.

أنه قال و هو على المنبر: و ربّ هذا البيت الحرام، و البلد الحرام، إن الحكم بن أبي العاص و ولده ملعونون على لسان محمّد صلى اللّه عليه و سلم.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسن علي بن محمّد بن خزفة (2).

ح، و عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر بن بيري - قراءة - قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا ابن أبي خيثمة، نا عبد الرّحمن بن صالح الأزدي، نا عمرو بن هاشم الحسني، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر قال:

سمعت عبد اللّه بن الزبير و هو مسند ظهره إلى الكعبة، و هو يقول: و ربّ هذا البيت الحرام، إن الحكم بن أبي العاص، و ولده ملعونون على لسان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن عبد اللّه بن ريذة، أنا سليمان الطبراني، نا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيّان (3)الرقّي، نا يحيى بن سليمان الجعفي، نا محمّد بن فضيل، و أحمد بن بشر (4)،عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي قال:

سمعت عبد اللّه بن الزبير و هو يطوف بالكعبة و هو يقول: و ربّ هذه البينة للعن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الحكم و ما ولد.

ص: 271


1- تحرفت بالأصل إلى:«بن» و المثبت عن م، و «ز»، و د.
2- تحرفت في «ز» إلى: هرقة.
3- في «ز»: حباب.
4- في «ز»: بشير.

قال: و أنا سليمان، نا أحمد بن رشدين المصري، نا يحيى بن سليمان الجعفي، نا ابن فضيل، عن ابن شبرمة، عن الشعبي، عن عبد اللّه بن الزبير قال:

أشهد لسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يلعن الحكم و ما ولد.

أخبرنا (1)أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا علي بن محمّد بن أبي العلاء قال:

قرئ على محمّد بن عمر بن سليمان النصيبي قيل له: حدّثكم أحمد بن يوسف بن خالد، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا عبادة بن زياد، نا مدرك بن سليمان الطائي، عن إسحاق بن يحيى، عن عمّته عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين قالت:

كان النبي صلى اللّه عليه و سلم في حجرته فسمع حسا فاستنكره، فذهبوا، فنظروا فإذا الحكم كان يطّلع على النبي صلى اللّه عليه و سلم، فلعنه النبي صلى اللّه عليه و سلم و ما في صلبه، و نفاه[11999].

[قال ابن عساكر:] فأمّا ما روي في تفسير الشجرة الملعونة أنها بنو أمية فلم يصح.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد (2)الجنزرودي، أنا أبو الحسن علي (3)ابن محمّد بن سهل الماسرجي - إملاء - أنا أبو نصر محمّد بن حمدوية بن سهل المطوعي، نا محمود بن آدم، نا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن عكرمة، عن ابن عبّاس.

في قوله عزّ و جلّ: وَ مٰا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الآية (4)،قال: هي رؤيا عين أريها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليلة الإسراء به، و الشجرة الملعونة، قال: هي شجرة الزقوم.

و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا طراد بن محمّد، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، نا علي بن حرب، نا سفيان، عن عمرو، عن عكرمة، عن ابن عبّاس في قوله تعالى وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ (5) قال: هي شجرة الزقوم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان (6)،حدّثني أبو الحسن علي بن عمرو الحريري - كان يكتب معنا الحديث - و أنا سألته، نا محمّد بن إسماعيل الرقّي، نا محمّد بن عمرو الحوضي

ص: 272


1- الخبر التالي سقط من م و «ز».
2- في د: سعيد.
3- في «ز» و م: محمد بن علي بن سهل الماسرجسي.
4- من الآية 60 من سورة الإسراء.
5- من الآية 60 من سورة الإسراء.
6- كذا بالأصل و د، و في م و «ز»: زيد بعدها: حدثني أبي، ح قال: و نا أبو الحسن أحمد بن علي الباذا بلفظه، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان.

البزاز، نا موسى بن إدريس، عن أبيه، عن جرير، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«اسمي في القرآن وَ الشَّمْسِ وَ ضُحٰاهٰا ،و اسم علي بن أبي طالب وَ الْقَمَرِ إِذٰا تَلاٰهٰا ،و الحسن و الحسين: وَ النَّهٰارِ إِذٰا جَلاّٰهٰا ،و اسم بني أمية:

وَ اللَّيْلِ إِذٰا يَغْشٰاهٰا (1) .

ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه بعثني رسولا إلى خلقه، فأتيت قريشا، فقلت لهم:

معاشر قريش: إنّي قد جئتكم بعزّ الدنيا و شرف الآخرة، أنا رسول اللّه، فقالوا: كذبت، لست برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأتيت بني هاشم، فقلت لهم: معاشر بني هاشم إنّي قد جئتكم بعزّ الدنيا و شرف الآخرة، أنا رسول اللّه إليكم، فقالوا لي: صدقت، فآمن بي مؤمنهم علي بن أبي طالب، و صدّقني كافرهم فحماني عن الأصل - يعني أبا طالب - فبعث اللّه بلوائه، فركزه في بني هاشم، فلواء اللّه فينا إلى أن تقوم الساعة، و لواء إبليس في بني أمية إلى أن تقوم الساعة، و هم أعداء لنا و شيعتهم أعداء لشيعتنا»[12000].

قال لنا أحمد بن علي الباذا: ثم لقيت علي بن عمرو الحريري، فسمعته منه.

قال الخطيب: هذا الحديث منكر جدا، بل هو موضوع و في إسناده ثلاثة مجهولون، و هم: محمّد بن عمر الحوضي، و موسى بن إدريس، و أبوه، و لا يصح بوجه من الوجوه.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين بن علي بن القاسم، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة الحرّاني، نا أبو رفاعة - يعني - عبد اللّه بن محمّد، نا ابن عائشة، نا سعيد بن عامر قال:

قضى عمر بن عبد العزيز بقضية فقال له رجل: خالفك جدك؛ ففزع، فقال: أيّ جد؟ فقال مروان، قال: فما التفت إليه، و كان توهّمه - يعني (2)-عمر بن الخطّاب.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر، نا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا يونس بن عبد الأعلى، نا ابن وهب، حدّثني يونس، عن ابن شهاب قال:

ص: 273


1- سورة الشمس، الآيات من 1 إلى 4.
2- استدركت عن هامش الأصل، و بعدها صح.

اجتمع مروان و ابن الزبير يوما عند عائشة، زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، فجلسا في حجرتها و عائشة في بيتها و بينهم الحجاب فساءلا عائشة و حدّثتهما فقال مروان:

من يشأ اللّه يخفضه بقدرته *** و ليس لمن لم يرفع اللّه رافع

فقال ابن الزبير:

فوّض إلى اللّه الأمور إذا عرت *** و باللّه لا بالأقربين تدافع

فقال مروان:

داو ضمير القلب بالبرّ و التّقى *** لا يستوي قلبان قاس و خاشع (1)

فقال ابن الزبير:

لا يستوي عبدان عبد مكلم (2) *** عتلّ (3) لأرحام الأقارب قاطع

قال مروان:

و عبد تجافي جنبه عن فراشه *** يبيت يناجي ربّه و هو راكع

قال ابن الزبير:

و للخير أهل يعرفون بهديهم *** إذا اجتمعت عند الخطوب المجامع

قال مروان:

و للشرّ أهل يعرفون بشكلهم *** تشير إليهم بالفجور الأصابع

فسكت ابن الزبير فلم يجب مروان بشيء، فقالت عائشة: يا عبد اللّه، ما لك لم تجب صاحبك، و اللّه ما سمعت تجاول (4) رجلين تجاولا في نحو ما تجاولتما فيه أعجب إليّ مجاولة منكما، قال ابن الزبير: إني خفت عوار القول و تخفّفت. قالت عائشة: إنّ لمروان في الشعر إرثا (5) ليس لك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي بن كرتيلا، أنا أبو بكر محمّد بن علي الخياط، أنا أحمد بن عبد اللّه السوسنجردي، أنا أبو جعفر أحمد بن علي بن محمّد، أنا أبي،

ص: 274


1- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م، و «ز»، و د.
2- كذا بالأصل، و م، و د، و «ز»، و كتب على هامش «ز»: مصلم.
3- في م و «ز»: «و عبد» و بالأصل:«و عتل، و المثبت عن د.
4- في م و «ز»: تحاور.
5- في «ز»: «أدبا» و على هامشها: إرثا.

أنا محمّد بن مروان السعدي، أنشدني محمّد بن عمر لمروان:

يا عين جودي بالدموع الذّارية *** جودي فلا زالت غروبك باكية

و ابكي على خير البرية كلّها *** فلقد أتتك مع الحوادث داهية

بكر النّعيّ مع الصباح بقوله *** ينعى ربيع المسلمين معاوية

فاستكّ منّي السّمع حين نعاه لي *** جزعا عليه و استطير فؤاديه

فأجبته أن لا حييت مسلّما *** ما ذا تقول اليوم؟ أمك غاوية

من للهبات و الأرامل بعده *** عند القحوط و للعتاة الطاغية

أين الندي [يبكيه] (1) و الحلم الذي *** شمخت بذورته الفروع السامية

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو علي أحمد بن أبي محمّد بن أبي نصر (2)،أنا أبو سليمان بن زبر، نا أحمد بن عمير بن يوسف، نا عبد اللّه (3) بن سعيد بن كثير بن عفير، حدّثني أبي، حدّثني رشدين (4)،عن عبد اللّه بن الوليد التجيبي، عن أبيه، عن عبد العزيز بن مروان، قال:

أوصاني مروان:[قال:] لا تجعل لداعي اللّه عليك حجة، و إذا وعدت ميعادا، فانزل عنده، و إن ضربت به على حد السيف و إذا رأيت أمرا فاستشر فيه أهل العلم باللّه عزّ و جلّ، و أهل مودتك، فأمّا أهل العلم فيهديهم اللّه، إن شاء، و أما أهل مودتك فلا يألونك نصيحة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسن بن جعفر (5).

قالا: أنا الوليد، أنا علي بن أحمد (6)،أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد قال (7):

تزوج مروان بن الحكم امرأة يزيد بعده، فدخل خالد بن يزيد بن معاوية إلى مروان بن الحكم، فكلّمه خالد يوما بشيء فقال مروان: يا ابن الرطبة، فشكا خالد إلى أمّه، فقال: إنّه قال لي: كذا و كذا، قالت له أمّه: لا يقول لك ذلك بعد، فغمّته بمرفقه فقتلته، فلم يعاقب عبد الملك بن مروان خالدا بشيء.

ص: 275


1- سقطت من الأصل، و م، و «ز»، و د، و استدركت عن المختصر لاستقامة الوزن.
2- في م: نصير.
3- كذا بالأصل و د، و في م و «ز»: عبيد اللّه.
4- كذا بالأصل و م و د، و في «ز»: ابن رشدين.
5- تحرفت في م إلى: جعد.
6- تحرفت في م إلى: الجعد.
7- تحرفت في م إلى: أبي الجعد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا عاصم بن علي، نا أبو معشر.

قال: و نا حنبل، نا أبو عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو المظفر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن المؤمّل، نا الفضل بن محمّد، نا أحمد بن حنبل، نا إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر قال:

ثم بايع أهل الشام مروان بن الحكم - يعني - سنة أربع و ستين، فعاش تسعة أشهر ثم مات.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا نصر بن أحمد بن نصر، أنا محمّد بن أحمد الجواليقي.

أخبرنا (1) أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي، قالا: أنا الحسين (2) بن علي، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن زيد، أنا محمّد بن محمّد ابن عتبة، نا هارون بن حاتم، نا أبو بكر بن عيّاش قال:

ثم بايع الناس مروان بن الحكم، فعاش تسعة أشهر، ثم مات.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى.

قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال: و هلك مروان بن الحكم و هو ابن إحدى و ثمانين سنة، و ولي ستة أشهر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: قال أبي و عمي أبو بكر:

و ولي مروان بن الحكم، قال أبي: ثمانية أشهر - و قال عمّي: عشرة أشهر، أو تسعة أشهر - بعد معاوية بن يزيد، قال أبي: و هلك و هو ابن ثلاث و سبعين (3) سنة.

ص: 276


1- من هنا إلى آخر الخبر ليس في «ز».
2- كذا بالأصل و د، و في م: الحسن.
3- فوقها في «ز»: ضبة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1) قال: سمعت أبا مسهر عبد الأعلى بن مسهر يقول: أقام مروان ابن الحكم ستة أشهر، ثم توفي بدمشق.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا نصر بن إبراهيم الزاهد، و عبد اللّه بن عبد الرزّاق.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن زيد المؤدّب، أنا نصر بن إبراهيم، قالا: أنا ابن عوف، أنا ابن منير، أنا ابن خريم، نا هشام بن عمّار، نا الهيثم (2) بن عمران قال:

ولي مروان بن الحكم تسعة أشهر، و مات مطعونا (3) بدمشق (4).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن أحمد بن عمر، نا علي بن أحمد بن أبي قيس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا ابن بشران، أنا أبو الحسين، عمر بن الحسن، قالا: نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو عبد اللّه العجلي - يعني - الحسين بن علي، حدّثنا - و قال ابن الأكفاني: عن - عمرو بن محمّد، عن أبي معشر قال:

كان لمروان بن الحكم يوم مات إحدى و ثمانون سنة.

و قال الزبير:- و في رواية ابن السمرقندي: و قال زبير بن أبي بكر:- أم مروان بن الحكم آمنة بنت علقمة بن صفوان بن أمية بن الحارث بن الحارث بن كنانة، قال ابن أبي الدنيا: و كان مروان قصيرا أحمر، أوقص، و يكنى أبا الحكم، و بويع لعبد الملك بن مروان في اليوم الذي هلك فيه أبوه.

قال: و نا عباس (5)،و قال ابن السمرقندي: العباس - عن أبيه قال:

بويع لمروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس في ذي القعدة بالشام سنة أربع و ستين، و توفي مروان بن الحكم في شهر رمضان سنة خمس و ستين، و كانت ولايته عشرة أشهر.

ص: 277


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 692/2.
2- من قوله: المؤدب إلى هنا سقط من «ز».
3- بالأصل و م و د، و «ز»: مطعون.
4- كذا ورد هنا «مطعونا» و انظر ما قيل في موته، و قد تقدم قريبا.
5- بالأصل: عياش، و المثبت عن م، و د، و «ز».

قال ابن أبي الدنيا: و في هذه السنة - يعني - سنة أربع و ستين بايع أهل مكة عبد اللّه بن الزبير، و مكث أهل الشام ستة أشهر، ثم بايعوا مروان - و قال ابن الأكفاني: لمروان - بن الحكم.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا موسى، نا خليفة قال (1):فحدّثني الوليد بن هشام، عن أبيه، عن جدّه قال:

مات مروان بدمشق لثلاث خلون من شهر رمضان سنة خمس و ستين و هو ابن ثلاث و ستين.

و قال عبد العزيز: ولد مروان بمكة، و يقال: ولد بالطائف.

قال خليفة (2):ولد مروان بمكة في دار أبي العاص، الدار التي يقال لها دار الحكم (3)، و يقال: ولد بالطائف، و صلى عليه ابنه عبد الملك بن مروان، كانت ولايته تسعة أشهر و ثمانية عشر يوما.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطيب المنبجي، أنا أبو (4) الفضل الزهري، نا أحمد بن حنبل، نا إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر قال:

مات مروان بن الحكم سنة أربع و ستين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا ابن بكير، عن الليث قال:

بويع مروان في ذي القعدة، و توفي سنة خمس و ستين مستهل شهر رمضان، و استخلف عبد الملك بإيلياء في شهر رمضان.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين قال: قال أبو حفص الفلاّس:

ص: 278


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 262 (ت. العمري).
2- تاريخ خليفة ص 263.
3- كذا بالأصل، و م، و د، و «ز»: «دار الحكم» و في تاريخ خليفة: دار أم أبي الحكم.
4- تصحفت بالأصل إلى: أبي.

ثم وقعت الفتنة بين ابن الزبير و مروان، فبويع مروان بن الحكم في النصف من ذي القعدة سنة أربع و ستين، فعاش تسعة أشهر و ثمان عشرة ليلة، و مات لثلاث خلون من رمضان سنة خمس و ستين، و بايع لابنيه عبد الملك و عبد العزيز.

ثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمّد، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول:

ثم بايع الناس مروان، فكانت خلافته تسعة أشهر و سبعة و عشرين يوما، و توفي لغرة شهر رمضان سنة خمس و ستين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد، أنا أبو طاهر المخلّص (1)-إجازة - نا عبيد اللّه السكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة خمس و ستين فيها توفي مروان بن الحكم.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر (2) قال: و فيها - يعني - سنة خمس و ستين مات مروان بن الحكم بدمشق، في شهر رمضان، و هو ابن أربع و ستين، و بويع عبد الملك بن مروان بالشام.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن جنيقا، نا أبو علي الخطبي، نا البربري، عن ابن أبي السري، عن العمري قال: حدّثت عن محمّد بن إسحاق قال:

توفي مروان بن الحكم لهلال شهر رمضان سنة خمس و ستين، فكانت ولايته عشرة أشهر.

قال ابن أبي السري (3):و مات بدمشق و هو ابن ثلاث و ستين، و صلّى عليه ابنه عبد الملك، و كان قصيرا، أحمر الوجه، أوقص، دقيق العنق، كبير الرأس و اللحية، و كان يلقب خيط باطل (4).

ص: 279


1- تحرفت في م إلى: المخلد.
2- تحرفت في «ز» إلى: زيد.
3- سير أعلام النبلاء 477/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 230.
4- قال الذهبي في تاريخ الإسلام: لقب بخيط باطل لدقة عنقه. و قيل لقب مروان بن الحكم ب-«خيط باطل» لأنه كان طويلا مضطربا، قاله الثعالبي في ثمار القلوب ص 76 رقم 103.

و ذكر سعيد بن كثير بن عفير أن مروان مات حين انصرف من مصر بالصّنبرة (1)، و يقال: بلدّ (2)،و قد قيل إنه مات بدمشق منصرفه من مصر، و دفن بين باب الجابية و باب الصغير.

7313 - مروان بن الحكم الأزدي

حمصي، قدم دمشق في العسكر الذي طلب بدم الوليد بن يزيد، له ذكر.

7314 - مروان بن سالم أبو عبد اللّه الغفاري القرقساني

7314 - مروان بن سالم أبو عبد اللّه الغفاري القرقساني (3)

قيل إنه دمشقي، و أظن أنه دمشقي الأصل.

سكن قرقيسياء (4).

حدّث عن عبد الملك بن أبي سليمان، و أبي بكر بن [أبي] (5) مريم، و صفوان بن عمرو (6) و الأحوص بن حكيم، و عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي، و عبد اللّه بن عون، و خالد بن معدان، و سليمان بن مهران الأعمش، و عبد العزيز بن أبي رواد المروزي.

روى عنه: الوليد بن مسلم، و عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، و بقية بن الوليد، و أبو همّام الوليد بن شجاع.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا جبارة، نا يحيى بن العلاء، عن مروان بن سالم، عن طلحة ابن عبيد اللّه، عن حسين - زاد ابن المقرئ: بن علي - قال:

ص: 280


1- إعجامها ناقص بالأصل و تقرأ:«بالضرة» و في «ز» و م:«بالبصرة» و في د:«بالضبرة» و الصواب ما أثبت، و الصنبرة: موضع بالأردن مقابل لعقبة أفيق (معجم البلدان).
2- لد: قرية قرب بيت المقدس من نواحي فلسطين (معجم البلدان).
3- ترجمته في تهذيب الكمال 16/18 و تهذيب التهذيب 405/5 و الجرح و التعديل 274/8 و ميزان الاعتدال 90/4 و المغني في الضعفاء 651/2 و التاريخ الكبير 373/7. و القرقساني نسبة إلى قرقيسيا، من مدن الجزيرة قيل إنه سكنها فنسب إليها.
4- قرقيسياء بلد على نهر الخابور قرب رحبة مالك بن طوق (معجم البلدان).
5- سقطت من كل النسخ، و استدركت عن تهذيب الكمال.
6- تصحفت بالأصل و م و «ز» و د إلى: عمر، و المثبت عن تهذيب الكمال.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من ولد له - زاد ابن المقرئ: مولود و قالا:- فأذّن في أذنه اليمنى، و أقام في أذنه اليسرى لم تضره أم الصبيان»[12001].

قالا: و أنا أبو يعلى، نا جبارة، نا يحيى بن العلاء، عن مروان بن سالم، عن طلحة بن عبيد اللّه، عن الحسين بن علي رضي اللّه عنهما، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أمان أمّتي من الغرق إذا ركبوا - زاد ابن المقرئ: البحر - أن يقولوا: بِسْمِ اللّٰهِ مَجْرٰاهٰا وَ مُرْسٰاهٰا، إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (1)و مٰا قَدَرُوا اللّٰهَ حَقَّ قَدْرِهِ (2)» الآية.

و أخبرنا (3)أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السيدي (4)و القاري و فاطمة بنت علي البغدادية، قالوا: أنا عبد الغافر بن محمّد الفارسي، نا إسماعيل بن عبد اللّه الميكالي، أنا عبدان الأهوازي، نا زيد بن الحريش، نا أبو همام، عن مروان بن سالم، عن الحجّاج بن دينار، عن الحكم بن جحل (5)قال:

مرّ بنا علي أمير المؤمنين بعد صلاة الغداة، فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من صلّى صلاة الغداة، ثم لم يتكلم حتى يقرأ قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ عشر مرّات لم يدركه ذلك اليوم ذنب و أجير من الشيطان»[12002].

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن علي بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، أنا أبو علي محمّد بن إسماعيل العراقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد، و أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، و أبو الدر ياقوت (6) بن

ص: 281


1- سورة هود، الآية:41.
2- سورة الأنعام، الآية:91 و سورة الحج، الآية:74.
3- كتب فوقها في «ز»، و د: ملحق.
4- كذا بالأصل و م، و د، و «ز»: السيدي، و في «ز»: شطبت النقطتان من تحت، و كتب نقطة من فوق فصارت: السندي.
5- بدون إعجام بالأصل و م و «ز» و د. ترجمته في تهذيب الكمال 81/5.
6- بالأصل:«و أبو الوقت بن عبد اللّه» تحريف، و التصويب عن م، و د، و «ز».

عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الصريفيني، قالوا: أنا محمّد بن العبّاس المخلّص - إملاء - أنا القاضي أبو العبّاس أحمد بن نصر بن يحيى - قراءة عليه - نا حاجب بن سلمان المنبجي، نا ابن أبي رواد، نا مروان بن سالم، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أول ما يجازى به المؤمن بعد - و قال البيهقي: من بعد - موته أن يغفر لجميع من يتبع جنازته - و قال البيهقي: تبع-» [12003].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا الجنيدي.

ح و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنا محمّد بن الحسين، قالا: أنا أبو بكر البرقاني، أنا حمزة بن محمّد، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب.

ح و أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي الحافظ - إذنا - و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد ابن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و ابن النرسي، قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسن الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، قالوا:

أنا البخاري قال (2):

مروان بن سالم عن عبد الملك بن أبي سليمان، و أبي بكر بن أبي مريم - زاد الجنيدي و ابن سهل: و صفوان بن عمرو، و قالوا:- روى عنه عبد المجيد بن عبد العزيز،[كان] (3)بقرقيسيا بالشام، منكر الحديث - زاد الجنيدي: يقال: الجزري (4)-.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):

ص: 282


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 384/6.
2- التاريخ الكبير للبخاري 373/7.
3- زيادة عن «ز»، و م، و د، و المصدرين.
4- في الكامل لابن عدي: يقال له الجزري.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 274/8-275.

مروان بن سالم الغفاري سكن قرقيسيا من الجزيرة، روى عن الأعمش، و عبد اللّه بن عون، و عبد الملك بن أبي سليمان، و الأحوص بن حكيم، و خالد بن معدان، و صفوان بن عمرو، و أبي بكر بن أبي مريم، روى عنه الوليد بن مسلم، و عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان (1) قال: سمعت مسلما يقول: أبو عبد اللّه مروان بن سالم البريري (2)،كان منكر الحديث.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه مروان بن سالم البريري، كان بمكة، عن مسعدة (3).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو عبد اللّه مروان بن سالم البريري، سكن مكة، و يقال: كان بقرقيسيا، سمع مسعدة ابن اليسع الباهلي، و عبد الملك بن أبي سليمان، و أبا بكر بن أبي مريم، روى عنه عبد المجيد بن أبي رواد، حديثه ليس بالقائم، كنّاه البخاري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،نا ابن حمّاد، حدّثني عبد اللّه - يعني - ابن أحمد قال: سمعت أبي يقول: مروان بن سالم الذي يحدّث عن صفوان بن عمرو، ليس بثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر السامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف ابن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (5)،نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول:

مروان بن سالم ليس بثقة.

ص: 283


1- تحرفت بالأصل إلى:«حمدان» و المثبت عن م، و «ز»، و د.
2- في «ز»: البربري.
3- قوله:«عن مسعدة» ليس في م.
4- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 384/6.
5- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 205/4.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو نصر بن الجبّان (1)-إجازة - أنا أحمد بن القاسم - إجازة - حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم، أنا سعيد بن عمرو البردعي - فيما نسخه من كتاب أبي زرعة الرازي بخطه في أسامي الضعفاء و من تكلّم فيهم من المحدّثين: مروان بن سالم.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، أنا أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):

سألت أبي عن مروان بن سالم فقال: منكر الحديث جدا، ضعيف الحديث، ليس له حديث قائم، قلت: يترك حديثه؟ قال: لا، بل يكتب حديثه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (3) قال:

مروان بن سالم من أهل قرقيسياء، روى عنه عبد المجيد، منكر الحديث، لا يحتج بروايته، و لا يكتب أهل العلم حديثه إلاّ للمعرفة.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو يعلي بن الحبوبي، قالا: أنا أبو الفرج الأسفرايني، أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي قال:

مروان بن سالم متروك الحديث.

قرئ (4) على أبي القاسم بن عبدان، عن محمّد بن علي بن المبارك الفرّاء، أنا رشأ بن نظيف، أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم الطرسوسي، أنا محمّد بن محمّد بن داود الكرخي، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش قال: مروان بن مسلم (5) متروك الحديث.

ص: 284


1- بدون إعجام بالأصل، و في «ز»: «الحباب» و في م:«الجبار» تحريف، و التصويب عن م.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 275/8.
3- المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان 42/3.
4- كتب فوقها في «ز»: ملحق.
5- كذا في جميع النسخ: ابن مسلم، و سينبه المصنف إلى الصواب.

قال ابن عساكر:] كذا وقع في الأصل، و إنما هو ابن سالم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف ابن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي قال (1):

مروان بن سالم الجزري عن عبد الملك بن أبي سليمان، و الأعمش، و غيرهما.

أحاديثه مناكير، لا يتابع عليها إلاّ من طريق يقاربه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال (2):

مروان بن سالم الجزري القرقساني عامة حديثه مما لا يتابعه الثقات عليه، و اللّه تعالى أعلم.

7315 - مروان بن سعيد بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

أسره مروان بن محمّد مع أبيه حين خلعوه، له ذكر.

7316 - مروان بن سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

له ذكر.

7317 - مروان بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة

7317 - مروان بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة (3)

أبو السمط، و يقال: أبو الهيذام الشاعر (4)

و أبو حفصة مولى مروان بن الحكم، مدح جماعة من الخلفاء و الأمراء، فأجاد.

حكى عنه الأصمعي، و خلف الأحمر.

و وفد مع عمومته على الوليد بن يزيد، و سيأتي ذكر وفوده في ترجمة الوليد إن شاء اللّه.

أنبأنا أبو علي بن نبهان، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الحسن محمّد بن إسحاق، و أبو علي بن نبهان.

ص: 285


1- الضعفاء الكبير للعقيلي 204/4.
2- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 284/6.
3- كتب بعدها في جميع النسخ: و اسم أبي حفصة يزيد.
4- ترجمته في الأغاني 71/10 و وفيات الأعيان 189/5 و تاريخ بغداد 142/13 و سير أعلام النبلاء 479/8 و الشعر و الشعراء ص 481 و معجم الشعراء ص 396 و أمالي المرتضى (الفهارس)، و الكامل لابن الأثير (الفهارس).

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر قالوا: أنا ابن شاذان، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم قال: قال أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي، و زعم عثمان بن حفص الثقفي أن خلفا الأحمر أخبره أن هذا الشعر لابن الدثنة الثقفي عن مروان بن أبي حفصة:

و ما (1) بال من أسعى لأجبر عظمه *** حفاظا و ينوي من سفاهته كسري

أعود على ذي الذنب و الجهل منهم *** بحلمي و لو عاقبت غرقهم بحري

أناة و حلما و انتظارا بهم غدا *** فما أنا بالفاني و لا الضرع الغمر

أظن صروف الدهر و الجهل منهم *** سيحملهم مني على مركب وعر

أ لم يعلموا أني يخاف غرامتي *** و إن قناتي لا تلين على القسر

و إني و إياهم كمن نبه القطا *** و لو لم ينبه باتت الطير لا تسري

قرأت بخط أبي الحسن الميداني - في سماعه من أبي سليمان بن زبر - أنا أبي عن من ذكره من شيوخه قال: و قال ابن أبي حفصة في الوليد:

إن بالشام بالموقّر (2) عزا *** و ملوكا مباركين شهودا

سادة من بني يزيد كراما *** سبقوا الناس مكرمات وجودا

هان يا ناقتي عليّ فسيري *** أن تموتي إذا لقيت الوليدا

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):

مروان بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة، أبو الهيذام، و قيل: أبو السمط، و كان أبو حفصة مولى مروان بن الحكم أعتقه يوم [الدار] (4) لأنه أبلى يومئذ بلاء حسنا و اسمه يزيد، و قيل إن أبا حفصة: كان يهوديا طبيبا، أسلم على يدي عثمان بن عفّان، و قيل: على يد مروان ابن الحكم، و يزعم أهل المدينة أنه كان من موالي السموأل بن عاديا، و إنه سبي من

ص: 286


1- في «ز»: «فما» و في «م» و «د»: «ما».
2- الموقر: موضع بنواحي البلقاء من نواحي دمشق (معجم البلدان).
3- تاريخ بغداد 142/13.
4- سقطت من الأصل و استدركت للإيضاح عن م، و «ز»، و د، و تاريخ بغداد. يريد يوم حوصر الخليفة عثمان بن عفان في داره، ثم قام محاصروه بقتله. فسمي ذلك اليوم بيوم الدار.

إصطخر (1)،و هو غلام، فاشتراه عثمان، و وهبه لمروان بن الحكم، و مروان بن سليمان شاعر مجوّد، محكك للشعر، و هو من أهل اليمامة، و قدم بغداد، و مدح المهدي و الرشيد، و كان يتقرّب إلى الرشيد بهجاء العلوية في شعره، و له في معن بن زائدة مدائح و مراث عجيبة، و قيل إنه قال الشعر و هو غلام لم يبلغ سنه العشرين.

أنبأنا أبو القاسم بن السّمرقندي و غيره عن أبي طاهر الأنباري، أنا محمّد بن المغلس، نا الحسن بن رشيق، نا يموت بن المزرّع، حدّثني عطية البرساني قال: قال مصعب الزبيري:

كان أبو حفصة طبيبا يهوديا، أسلم على يدي مروان بن الحكم، و كان معه يوم الدار، يوم قتل عثمان و حمله إلى العالية (2) حين ضرب يوم الدار، و كان يداويه حتى برأ، قال:

و الذي عند أهل المدينة لا اختلاف بينهم في ذلك أن أبا حفصة كان مولى السموأل بن عاديا.

قال مصعب: و أنا أفرق أن أقول لهم ذلك.

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، و حدّثنا أبو الحسن علي بن سليمان المرادي عنه، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أنا علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الحافظ - ببغداد - حدّثني إبراهيم بن محمّد المعدّل، نا عبد الوهّاب ابن سعد، نا علي بن الحسن بن خلف، نا أبو نصر أحمد بن علي، نا علي بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن سعيد بن أبي مريم قال: سمعت الشافعي يقول:

ليس لقريش كلها شعر جيد، أو قال حيد، و أشعرها ابن مخرمة، ثم مروان بن أبي حفصة.

[قال ابن عساكر:] (3) كذا قال، و صوابه: ابن هرمة.

أخبرنا أبو الحسن الغسّاني، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب، قال (4):

قرأت على الحسن بن علي الجوهري، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني، أخبرني يوسف بن يحيى عن أبيه يحيى بن علي، أخبرني متوج بن محمود بن أبي الجنوب، أخبرني أبي عن أبيه أن الكسائي كان يقول:

ص: 287


1- إصطخر: من مشاهير مدن فارس (راجع معجم البلدان).
2- العالية: اسم لكل ما كان من جهة نجد من المدينة من قراها و عمائرها إلى تهامة فهي العالية (معجم البلدان).
3- زيادة منا.
4- تاريخ بغداد 145/13.

إنما الشعر سقاء تمخض، فدفعت الزبدة إلى مروان بن أبي حفصة، و قال المرزباني:

أخبرني محمّد بن يحيى الصولي: نا محمّد بن سعيد، نا عمر بن شبّة، حدّثني محمّد بن بشار، قال: رأيت مروان يعرض على أبي أشعاره، فقال له أبي: إن وفيت قيم أشعارك استغنيت.

قال الخطيب (1):و أخبرني علي بن أيوب، نا محمّد بن عمران بن موسى، أخبرني يوسف بن يحيى بن علي المنجم، عن أبيه، حدّثني علي بن مهدي، حدّثني أبو حاتم قال:

قلت لأبي عبيدة: مروان أشعر أم بشّار، قال: حكم بشّار لنفسه بالاستظهار، لأنه قال:

ثلاثة عشر ألف بيت جيد و لا يكون عدد [شعر] (2) شعراء الجاهلية و الإسلام هذا العدد، و ما أحسبهم برزوا في مثلها، و مروان أمدح للملوك.

أنبأنا خالي أبو المعالي القاضي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرزّاق بن عبد اللّه - قراءة عليه - أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصقر، أنا محمّد بن مغلس، أنا الحسن بن رشيق، نا يموت بن المزرّع، نا الرياشي قال:

سألت الأصمعي عن مروان بن أبي حفصة، فقال لي: كان مولّدا و لم يكن له علم باللغة (3).

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا أبو علي محمّد بن الحسين (5) الجازري، نا المعافى بن زكريا، نا أحمد بن العباس العسكري، نا عبد اللّه بن أبي سعد، نا عبد اللّه بن محمّد بن موسى بن حمزة - مولى بني هاشم - حدّثني أحمد بن موسى بن حمزة، أخبرني الفضل بن بزيع قال:

رأيت مروان بن أبي حفصة قد دخل على المهدي بعد موت معن بن زائدة في جماعة الشعراء فيهم: سلم الخاسر و غيره، فأنشده مديحا له، فقال له: من؟ قال: شاعرك مروان بن أبي حفصة، فقال المهدي: أ لست القائل:

ص: 288


1- تاريخ بغداد 116/7 ضمن ترجمة بشار بن رد.
2- سقطت من الأصل و باقي النسخ، و استدركت للإيضاح عن تاريخ بغداد.
3- الأغاني 83/10.
4- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 144/13.
5- تحرفت بالأصل و د و م إلى:«الحسن» و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.

أقمنا باليمامة بعد معن *** مقاما ما نريد به زيالا

و قلنا أين نرحل بعد معن *** و قد ذهب النوال فلا نوالا؟

قد جئت تطلب نوالنا و قد ذهب النوال، لا شيء لك عندنا، جروا برجله، فجرّ برجله حتى أخرج، فلما كان من العام المقبل تلطف حتى دخل مع الشعراء، و إنما كانت الشعراء تدخل على الخلفاء في ذلك [الحين] (1) في كل عام مرة، قال: فمثل بين يديه و أنشده قصيدته التي يقول فيها:

طرقتك زائرة فحيّ خيالها *** بيضاء تخلط بالحياء دلالها

قادت فؤادك فاستقاد و قبلها *** قاد القلوب إلى الصبي فأمالها

قال: فأنصت لها حتى بلغ إلى قوله:

هل تطمسون من السماء نجومها *** بأكفكم أو تسترون هلالها

أو تدفعون مقاله عن ربكم *** جبريل بلّغها النبي، فقالها

شهدت من الأنفال آخر آية *** بتراثهم فأردتم إبطالها

يعني بني علي و بني العباس، قال: فرأيت المهدي و قد تزاحف من صدر مصلاّه حتى صار على البساط إعجابا بما سمع، ثم قال له: كم هي بيتا؟ قال: مائة بيت، فأمر له بمائة ألف درهم، قال: فإنّها لأوّل مائة ألف أعطيها شاعر في أيام بني العباس.

قال: فلم تلبث الأيام أن أفضت الخلافة إلى هارون الرشيد، قال: فرأيت مروان ماثلا مع الشعراء بين يدي الرشيد و قد أنشده شعرا، فقال له: من؟ قال: شاعرك مروان بن أبي حفصة، فقال: أ لست القائل البيتين اللذين له في معن اللذين أنشدهما المهدي؟ خذوا بيده فأخرجوه، فإنه لا شيء له عندنا، فأخرج، فلمّا كان بعد ذلك بيومين، تلطّف حتى دخل، فأنشده قصيدته التي يقول فيها:

لعمرك لا أنسى غداة المحصّب *** إشارة سلمى بالبنّان المخضب

و قد صدر (2) الحجّاج إلاّ أقلهم *** مصادر شتى موكبا بعد موكب

قال: فأعجبته، فقال له: كم قصيدتك بيتا؟ قال له: ستون أو سبعون، فأمر له بعدد أبياتها ألوفا، فكان ذلك رسم مروان حتى مات.

ص: 289


1- استدركت عن هامش الأصل، و بعدها صح.
2- كذا بالأصل و بقية النسخ، و في تاريخ بغداد: هدر.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا عبيد اللّه بن أبي الفتح الفارسي، نا محمّد بن العباس الخزاز، نا محمّد بن خلف بن المرزبان، حدّثني أبو الحسن عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن زياد قال: دخل مروان بن أبي حفصة على المهدي و عنده جماعة فأنشده:

صحا بعد جهل و استراحت عواذله

قال: فقال لي: ويحك، كم هي بيتا؟ قلت: يا أمير المؤمنين، سبعون بيتا، قال: فإن لك عندي سبعين ألفا، قال: فقلت في نفسي بالنسيئة: إنا للّه و إنا إليه راجعون، ثم قلت: يا أمير المؤمنين، اسمع مني أبياتا حضرت، فما في الأصل أنبل من كفيلي، قال: هات، فاندفعت فأنشدته:

[كفاكم (2) بعباس أبي الفضل والدا *** فما من أب إلاّ أبو الفضل فاضله

كأن أمير المؤمنين محمدا *** أبو جعفر في كل أمر يحاوله

إليك قصرنا النصف من صلواتنا *** مسيرة شهر بعد شهر نواصله

فلا نحن نخشى أن يخيب مسيرنا *** إليك، و لكن أهنأ الخير عاجله

قال: فتبسم، و قال (3):عجلوها [له] (4)،فحملت إليّ من وقتها.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا - و أبو منصور بن خيرون أنا - أبو بكر الخطيب (5)، أخبرني الأزهري، أنا أحمد بن إبراهيم، نا إبراهيم بن محمد بن عرفة، نا أحمد بن يحيى عن الرياشي قال:

قال رجل لمروان بن أبي حفصة: ما حملك على أن تناولت ولد علي في شعرك؟ قال:

و اللّه ما حملني على ذلك بغضا لهم، و لقد مدحت أمير المؤمنين المهدي بشعري الذي أقول فيه:

ص: 290


1- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 395/5 ضمن ترجمة الخليفة المهدي.
2- نقص في الأصل المخطوط ورقتان، و المستدرك بين معكوفتين عن بقية النسخ م، و «ز»، و د، و سنشير إلى نهاية السقط في موضعه.
3- تحرفت في «ز» إلى: و كان.
4- سقطت من م و «ز»، و د، و استدركت عن تاريخ بغداد.
5- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 142/13.

طرقتك زائرة فحيّا خيالها *** بيضاء تخلط بالحياء دلالها

حتى بلغت إلى قولي:

هل تطمسون من السماء نجومها *** بأكفكم أم تسترون هلالها

أم تدفعون مقالة عن ربه *** جبريل بلّغها النبي فقالها

شهدت من الأنفال آخر آية *** بتراثهم فأردتم إبطالها

فذروا الأسود خوادرا في غيلها *** لا تولغن دماءكم أشبالها

فقال المهدي: وجب حقك (1) على هؤلاء القوم، ثم أمر لي بخمسين ألف درهم و أمر أولاده أن يبروني، فبروني بثلاثين ألف درهم.

قال ابن عرفة: عبد الله (2) بن إسحاق بن سلام قال:

خرج مروان من دار المهدي و معه ثمانون ألف درهم فمرّ بزمن فسأله فأعطاه ثلثي درهم، فقيل له: هلا أعطيته درهما؟ فقال: لو أعطيت مائة ألف درهم لأتممت له درهما.

قال: و كان مروان يبخل فلا يسرج له في داره، فإذا أراد أن ينام أضاءت له الجارية بقصبة إلى أن ينام.

قال الخطيب (3):و أنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز. أنا أبو سعيد الحسن (4) بن عبد الله السيرافي، أنا محمد بن أبي الأزهر النحوي، نا الزبير بن بكار قال:

حدثني عمي مصعب بن عبد الله عن جدي عبد الله بن مصعب قال:

دخل مروان بن أبي حفصة على أمير المؤمنين الهادي، فأنشده مديحا له، حتى إذا بلغ قوله:

تشابه يوما بأسه و نواله *** فما أحد يدري لأيهما الفضل

فقال له الهادي: أيما أحب إليك ثلاثون ألفا معجلة، أو مائة ألف تدون (5) في

ص: 291


1- تحرفت في «ز» إلى: حفظك.
2- تحرفت في «ز» إلى:«عبد اللّه، و المثبت عن م، و د، و تاريخ بغداد.
3- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 23/13-24 ضمن أخبار الخليفة موسى الهادي. و الأغاني 80/10.
4- كذا في م و «ز» و د: أبو الحسن، و في تاريخ بغداد: الحسين.
5- كذا في م و «ز»، و د، و تاريخ بغداد:«تدور» و المثبت عن الأغاني.

الدواوين؟ فقال: يا أمير المؤمنين أنت تحسن ما هو أحسن من هذا، و لكنك أنسيته، أ فتأذن لي أن أذكرك؟ قال: نعم، قال: تعجل الثلاثون الألف و تدوّن (1) المائة الألف. قال: بل يعجلان لك جميعا فحمل إليه ذلك إليه.

قال (2):و نا الحسين (3) بن الحسن النعالي، أنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني، أنا الحسن بن علي، نا يزيد بن محمد المهلبي، حدثني عبد الصمد بن المعدل قال:

دخل مروان بن أبي حفصة و سلم (4) الخاسر، و منصور النمري (5) على الرشيد، فأنشده قصيدته التي يقول فيها:

أنى يكون و ليس ذاك بكائن *** لبني البنات وراثة الأعمام

و أنشد سلم:

حضر الرحيل و شدت الأحداج

و أنشده النمري (6) قصيدته التي يقول فيها:

إن المكارم و المعروف أودية *** أحلك اللّه منها حيث تجتمع

فأمر لكل واحد منهم بمائة ألف درهم، فقال له يحيى بن خالد: يا أمير المؤمنين، مروان شاعركم خاصة، قد ألحقتهم به؟ قال: فليزد مروان عشرة آلاف.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، و أبو غالب أحمد و أبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا، قالوا: أنا أبو الحسن بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدارقطني.

ح و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا إبراهيم بن عبد الله ابن محمد قالا: أنا المحاملي، نا عبد الله بن أبي سعد، حدثني أحمد بن القاسم بن علي - و في حديث الدارقطني: العجلي بدل ابن علي - حدثني أبي قال:

قال لي مروان بن أبي حفصة خرجت إلى معن زائدة فأنشدته:

ص: 292


1- راجع الحاشية السابقة.
2- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 143/13.
3- كذا في م، و «ز»، و د، و في تاريخ بغداد: الحسن بن الحسين النعالي.
4- تحرفت في «ز» إلى: سالم.
5- تحرفت في «ز» إلى: الميموني.
6- تحرفت في «ز» إلى: السري.

هاجت هواك بواكر الأظعان *** يوم اللوى فظللت ذا أحزان

فلما صرت إلى قولي (1):

لو لا رجاؤك ما تخطت ناقتي *** عرض الدبيل (2) و لا قرى نجران

و في حديث الدارقطني: أرض الدبيل.

قال: صدقت و اللّه، قال: فلما بلغت إلى قولي:

مطر أبوك أبو الفوارس و الذي *** بالخير حاز هجائن النعمان

و قال الدارقطني: بالخيل جاز.

قال: و أنى وقع إليك هذا اليوم؟ فقلت: أصلح اللّه الأمير، لهو أشهر من ذلك، و في حديث الدارقطني: من كذا لشيء ذكره، قال: فسرّ بذلك. و أنشدته قصيدتي التي أقول فيها:

مسحت قطيعة وجه معن سابقا *** لما جدا و جزى ذوو الأحساب

و في حديث الدارقطني: ربيعة بدل قطيعة.

قال: فأعجب به، و أقبل يقول في كل أيام - زاد الدارقطني: إذا، و قالا:- دخلت عليه، قم يا مروان - زاد الدارقطني: بأمسح، و قالا:- فأنشده هذا الشعر.

أخبرنا أبو العز بن كادش مناولة و إذنا و قرأ عليّ إسناده، أنا محمد بن الحسين الجازري.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (3)، أنا أحمد بن روح النهرواني، أنا المعافى بن زكريا، نا يزداد بن عبد الرحمن الكاتب، نا أبو موسى يعني عيسى بن إسماعيل البصري، حدثني العتبي قال:

قدم معن بن زائدة بغداد، فأتاه الناس، و أتاه ابن أبي حفصة فإذا المجلس غاصّ بأهله، فأخذ بعضادتي الباب ثم قال:

و ما أحجم الأعداء عنك (4) بقية *** عليك و لكن لم يروا فيك مطمعا

ص: 293


1- البيت في معجم البلدان (دبيل).
2- دبيل: موضع يتاخم أعراض اليمامة، و قيل: هو رمل بين اليمامة و اليمن (معجم البلدان).
3- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 238/13 ضمن أخبار معن بن زائدة الشيباني.
4- في د: عنكم.

له راحتان الجود و الحتف فيهما *** أبى اللّه إلاّ أن تضر و تنفعا (1)

فقال معن: احتكم يا أبا السمط، فقال عشرة آلاف، فقال معن:- زاد ابن كادش، أنا أبو الوليد، و قالوا - أربحت و اللّه عليك بسبعين ألفا (2).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، أنشدنا ابن قتيبة لمروان بن أبي حفصة في بني مطر (3).

هم (4) القوم إن قالوا أصابوا و إن دعوا *** أجابوا و إن أعطوا أطابوا و أجزلوا

هم يمنعون الجار حتى كأنما *** لجارهم بين السماكين منزل

قال: و أنا أحمد، نا عبد الله بن عمرو الوراق، نا أبي عن يحيى بن خليفة المجاشعي، نا إدريس بن مروان بن أبي حفصة يعني عن أبيه قال: أنشدت معن بن زائدة أربعة أبيات، فأعطاني بها أربعة آلاف دينار، فبلغت أبا جعفر، فقال: ويلي على الأعرابي الجلف، فاعتذر إليه، فقال له أمير المؤمنين: إنما أعطيته على جودك، فسوغه، إياها، فلما مات معن رثاه مروان فقال (5):

ألمّا على معن فقولا لقبره *** سقيت الغوادي مربعا ثم مربعا

فيا قبر معن كنت أول حفرة *** من الأرض خطت للمكارم مضجعا

يا قبر معن كيف واريت جوده *** و قد كان منه البر و البحر مترعا

و لكن ضممت الجود و الجود ميّت *** و لو كان حيا ضقت حتى تصدّعا

و لمّا مضى معن مضى الجود و الندى *** و أصبح عرنين المكارم أجدعا

و ما كان إلاّ الجود صورة خلقه *** فعاش زمانا ثم مات فودّعا

فتى عيش من معروفه بعد موته *** كما كان بعد السيل مجراه مربعا

تعزّى أبا العباس عنه و لا يكن *** ثوابك من معن بأن تتضعضعا

تمنى رجال شأوه من ضلالهم *** فأضحوا على الأذقان صرعى و ظلّعا

ص: 294


1- قدم هذا البيت في «ز»، و كتب فيها بعده: هذا البيت مؤخر على الذي بعد، و هو قوله.
2- كذا في م، و «ز»، و د، و في تاريخ بغداد: تسعين ألفا.
3- البيتان في الشعر و الشعراء ص 482.
4- البيت التالي سقط من «ز»، و مكانه فيها بياض.
5- بعض الأبيات في تاريخ بغداد 240/13 و نسبها إلى الحسين بن مطير الأسدي، و التعازي و المرائي ص 169 قالها رجل من بني شيبان، و معجم الأدباء 168/10.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ (1)،أنا محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز بن مهران، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصلت، نا أبو الفرج علي بن الحسين بن محمّد الأصفهاني (2)،أخبرني أحمد بن عبد العزيز، نا عمر بن شبّة، حدّثني أحمد بن معاوية قال:

سمعت مروان بن أبي حفصة يقول: لقيني الناطفي فدعاني إلى عنان، فانطلقت معه، فدخل إليها قبلي فقال لها: قد جئتك بأشعر الناس مروان بن أبي حفصة، و كانت عليلة، فقالت: إنّي عن مروان لفي شغل، فأهوى بسوطه فضربها به، فقال لي: ادخل، فدخلت و هي تبكي، فرأيت الدموع تنحدر من عينيها فقلت:

بكت عنان مسبل دمعها *** كالدرّ إذ يسبق من خيطه

فقالت مسرعة:

فليت من يضربها ظالما *** تيبس يمناه على سوطه

فقلت للنطاف: أعتق مروان ما يملك إن كان في الجن و الإنس أشعر منها.

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي، نا أبو بكر الخطيب قال: قرأت على الجوهري عن أبي عبيد اللّه المرزباني، أخبرني يوسف بن يحيى بن علي المنجم، عن أبيه، حدّثني ابن مهرويه، حدّثني علي بن محمّد النوفلي قال: سمعت أبي يقول (3):

كان مروان بن أبي حفصة لا يأكل اللحم بخلا حتى يقرم (4) إليه، فإذا قدّم إليه أرسل غلامه فاشترى له رأسا فأكله، فقيل له: نراك لا تأكل إلاّ الرءوس في الصيف و الشتاء، فلم تختار ذلك؟ قال: نعم، الرأس أعرف سعره، فآمن خيانة الغلام، و لا يستطيع أن يغبنني فيه، و ليس بلحم يطبخه الغلام فيقدر أن يأكل منه، و إن مس عينا أو أذنا أو خدّا وقفت على ذلك، و آكل منه ألوانا، آكل عينه لونا و أذنه لونا، و غلصمته (5) لونا، و دماغه لونا، و أكفى مئونة طبخه، فقد اجتمعت لي فيه مرافق.

ص: 295


1- تحرفت في م إلى: النفري.
2- رواه أبو الفرج في الأغاني 86/23-87 ضمن أخبار عنان.
3- الخبر في الأغاني 77/19.
4- الكلمة غير واضحة بالأصل، تقرأ:«يقدم» و تقرأ «يقرم» و الصواب ما أثبت:«يقرم» عن م، و «ز»، و د. يقال: قرم إلى اللحم اشتدت شهوته إليه.
5- الغلصمة: اللحم بين الرأس و العنق.

قال المرزباني: و أخبرني يوسف بن يحيى عن أبيه، عن أبي غسّان عن أبي عبيدة عن جهم بن خلف قال (1):

أتينا اليمامة، فنزلنا على مروان بن أبي حفصة، فأطعمنا تمرا، و أرسل غلامه بفلس و سكرّجة (2) يشتري به زيتا، فلمّا جاء بالزيت قال: خنتني، قال: من فلس كيف أخونك؟ قال: أخذت الفلس لنفسك و استوهبت زيتا.

قال الخطيب: و قرأت على الجوهري عن المرزباني، حدّثني أحمد بن عيسى الكرخي، أنا أبو العيناء محمّد بن القاسم اليمامي قال (3):

كان مروان بن أبي حفصة من أبخل الناس، خرج يريد الخليفة المهدي، فقالت له امرأة من أهله: ما لي عليك إن رجعت بالجائزة، قال: إن أعطيت مائة ألف درهم أعطيتك درهما، فأعطي ستين ألفا، فدفع إليها أربعة دوانيق.

و كان قد اشترى يوما لحما بدرهم فدعاه صديق له، فردّ اللحم إلى القصّاب بنقصان دانق، و قال: أكره الإسراف، و هجاه بعض الشعراء فقال:

و ليس لمروان على العرس غيرة *** و لكنّ مروانا يغار على القدر

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا أبو الحسين بن المهتدي.

ثم أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي باللّه الهاشمي الخطيب.

أنا أبو الفضل محمّد بن الحسن بن الفضل بن المأمون، أنشدنا محمّد بن القاسم الأنباري، أنشدني أبي عن غير واحد من شيوخه لمروان بن أبي حفصة يرثي معن بن زائدة الشيباني:

مضى لسبيله معن و أبقى *** محامد لن تبيد و لن تنالا

كأن الشمس يوم أصيب معن *** من الإظلام ملبسة جلالا

هو الجبل الذي كانت نزار *** تهد (5) من العدو به الحمالا

و عطلت الثغور لفقد معن *** و قد يروى بها الأسل النهالا

ص: 296


1- الخبر في الأغاني 78/10.
2- السكرجة: الصحفة.
3- الأغاني 79/10.
4- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 241/13-242.
5- بالأصل:«من العدو به تهد الحمالا» و فوق لفظتي «العدو» و «تهد» علامتا تقديم و تأخير.

و أظلمت العراق و ألبستها *** مصائبه المجلّلة اختلالا

و ظل الشام يرجف جانباه *** لركن العز حين و هى فمالا

و كادت من تهامة كلّ أرض *** و من نجد تزول غداة زالا

فإن يعل البلاد له خشوع *** فقد كانت تطيل به اختيالا

أصاب الموت يوم أصاب معنا *** من الأخيار أكرمهم فعالا

و كان الناس كلهم لمعن *** إلى أن زار حفرته عيالا

و لم يكن طالب المعروف ينوي *** إلى غير ابن زائدة ارتحالا

ثوى من كان يحمل كلّ ثقل *** و يسبق فيض راحته السؤالا

و ما نزل الوفود بمثل معن *** و لا حطّوا بساحته الرحالا

و ما بلغت أكفّ ذوي العطايا *** يمينا من يديه و لا شمالا

و ما كانت تجفّ له حياض *** من المعروف مترعة سجالا

لأبيض لا يعد المال حتى *** يعم به بغاة الخير مالا

فليت الشامتين له فدوه *** و ليت العمر مد له فطالا

و لم يكن كنزه ذهبا و لكن *** سيوف الهند و الحلق المدالا

و مادته من الخطى سمرا *** ترى فيهن لينا و اعتدالا

و ذخرا من مكارم باقيات *** و مثل بقائه التّفضيل نالا

لئن أمست زوائد قد أذيلت (1) *** جياد كان يكره أن تدالا (2)

لقد كانت تصان به و تسمو *** بها عقبا و ترجعها خيالا (3)

و قد حوت النهاب فأحرزته *** و قد غشيت من الموت الطلالا

زاد الخطيب:

مضى لسبيله من كنت ترجو *** به عثرات دهرك أن تقالا

فلست بمالك عبرات عيني (4) *** أبت بدموعها إلاّ انهمالا

و في الأحشاء منك غليل حزن *** كحر النار يشتعل اشتعالا

ص: 297


1- في تاريخ بغداد: أزيلت.
2- كذا بالأصل و د، و م، و في «ز»: «تذالا» و في تاريخ بغداد: تزالا.
3- في «ز»: حبالا.
4- في تاريخ بغداد: عين.

كأن الليل واصل بعد معن *** ليالي قد قرن به طوالا

لقد أورثتني و بنيّ همّا *** و أحزانا نطيل بها اشتعالا

و قائلة رأت جسدي و لوني *** معا عن عهدها قلبا فحالا

رأت رجلا براه الحزن حتى *** أضرّ به و أورثه خبالا

أرى مروان عاد كذي نحول *** من الهندي فقد فقد الصقالا

فقلت لها الذي أنكرت مني *** لفجع مصيبة أبكي و غالا

و أيام المنون لها صروف *** تقلب بالفتى حالا فحالا

يرانا الناس بعدك فلّ دهر (1) *** أبى لجدودنا إلاّ اغتيالا

فنحن كأسهم لم يبق ريشا *** لها ريب الزمان و لا نصالا

و قد كنا بحوض نداك نروي *** و لا نرد المصرّدة السمالا

فلهف أبي عليك إذا العطايا *** جعلن مني كواذب و اعتلالا

و لهف أبي عليك إذا الأسارى *** شكوا حلقا بأعنقهم (2) ثقالا

و لهف أبي عليك إذا اليتامى *** غدوا شعثا كأنّ بهم (3) سلالا

و لهف أبي عليك إذا المواشي *** فرت جدبا (4) تمات به هزالا

و لهف أبي عليك لكلّ هيجا *** لها تلقى حواملها السخالا

و لهف أبي عليك إذا القوافي *** لممتدح بها ذهبت ضلالا

و لهف أبي عليك لكل أمر *** يقول له النجي: لا احتيالا

أقمنا باليمامة بعد معن *** مقاما ما نريد [به] (5) زيالا

و قلنا أين نذهب بعد معن *** و قد ذهب النوال فلا نوالا

فإن يذهب فرب رعال خيل *** عوابس قد لقيت (6) به رعالا

و قوم قد جعلت لهم ربيعا *** و قوم قد جعلت لهم نكالا

ص: 298


1- في تاريخ بغداد: قبل دهر.
2- الأصل و «ز»، و م:«باسوفهم» و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- الأصل و م و «ز»، و د:«بها» و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- عجزه في تاريخ بغداد: رعت جدبا تموت به هزالا.
5- سقطت من الأصل و استدركت عن م، و «ز»، و د.
6- تقرأ بالأصل و د و م: لففت، و في «ز»: كففت، و المثبت عن تاريخ بغداد.

فما شهد الوقائع منك أمضى *** و أكرم محتدا و أشد آلا

سيذكرك الخليفة غير قال *** إذا هو في الأمور بلا الرجالا

و لا ينسى وقائعك اللواتي *** على أعدائه جعلت وبالا

و معترك شهدن (1) به حفاظا *** و قد كرهت فوارسه النزالا

حباك أخو أمية بالمراثي *** مع المدح اللواتي كان قالا

أقام و كان نحوك كل عام *** يطيل الواسط الرحل اعتقالا

فألقى رحله أسفا و آلى *** يمينا لا يشد له حبالا

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب قال (2):

و ذكر إدريس بن سليمان بن أبي حفصة أن مروان توفي سنة إحدى و ثمانين و مائة، و دفن ببغداد في مقبرة نصر بن مالك، و قال غيره: كان مولده سنة خمس و مائة.

قال (3):و أنا الأزهري، أنا أحمد بن إبراهيم، نا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال:

و مروان يكنى أبا الهيذام، و عاش إلى سنة اثنتين و ثمانين و مائة، فمات فيها.

أخبرنا أبو الحسن أيضا، نا - و أبو منصور، أنا - أبو منصور، أنا - أبو بكر الخطيب (4).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال (5):سنة ثنتين و ثمانين و مائة فيها مات مروان بن أبي حفصة الشاعر النبيل (6)،رحمه اللّه تعالى.

7318 - مروان بن شجاع أبو عمرو الحرّاني الجزري

7318 - مروان بن شجاع أبو عمرو الحرّاني الجزري (7)

مولى محمّد بن مروان بن الحكم، يعرف بالخصيفي (8).

ص: 299


1- تاريخ بغداد: شهدت.
2- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 145/13.
3- القائل أبو بكر الخطيب، تاريخ بغداد 145/13.
4- تاريخ بغداد 145/13.
5- المعرفة و التاريخ 173/1.
6- كلمة «النبيل» ليست في تاريخ بغداد و لا في المعرفة و التاريخ.
7- ترجمته في تهذيب الكمال 17/18 و تهذيب التهذيب 406/5 و الجرح و التعديل 273/8 و ميزان الاعتدال 91/4 و المغني في الضعفاء 651/2 و تذكرة الحفاظ 296/1 و سير أعلام النبلاء 34/9 و تاريخ بغداد 147/13.
8- قيل له الخصيفي لكثرة روايته عن خصيف بن عبد الرحمن الجزري كما في تهذيب الكمال.

حدّث عن إبراهيم بن أبي عبلة، و خصيف بن عبد الرّحمن، و سالم الأفطس، و مغيرة ابن مقسم.

روى عنه: حسين بن علي الجعفي، و سعيد بن سليمان سعدوية، و هارون بن معروف، و محمّد بن الصباح الجرجاني، و أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، و أبو عبيد القاسم بن سلاّم، و سريج بن يونس، و أحمد بن منيع، و يعقوب الدورقي، و عمرو بن رافع، و محمّد بن القاسم، سحيم، الحرّاني، و الحسن بن عرفة، و أحمد بن الخليل البغدادي.

و كان يكون مع خلفاء بني أمية بالشام، ثم انتقل إلى بغداد فسكنها، و مات بها.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم التنوخي.

ح و أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص عمر ابن محمّد بن علي الصيرفي، نا قاسم بن زكريا المطرّز المقرئ.

ح و أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن محمّد الورّاق الشروطي، نا أبو الحسن الدارقطني - إملاء - نا أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد، و محمّد بن هارون الحضرمي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه الحسين بن طفر بن الحسين، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين السكري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو محمّد بن صاعد - إملاء - قالوا: أنا أحمد بن منيع، نا مروان بن شجاع، نا سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: الشفاء في ثلاث: شربة عسل، و شرطة محجم، و كيّة نار، و أنهى أمتي عن الكي[12004].

رفع الحديث.

و في الحديث ابن النقور: و أنا أنهى عن الكي، و في حديث عبد العزيز و الدارقطني: و أنا أنهى أمتي.

رواه البخاري عن حسين عن أحمد بن منيع (1).

ص: 300


1- صحيح البخاري 76 كتاب الطب،3 باب الشفاء في ثلاث رقم 5680(15/4).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن مهدي، نا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - نا يعقوب الدورقي، نا مروان بن شجاع، عن خصيف، عن مجاهد، عن أبي سعيد الخدري قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مرتين على المنبر يقول:«الذهب بالذهب، و الفضة بالفضة وزنا بوزن»[12005].

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز الكتاني، أنا ابن الميداني، أنا ابن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير الطبري، حدّثني أحمد بن زهير، حدّثني علي بن محمّد قال:

قال مروان بن شجاع مولى لمروان بن الحكم:

كنت مع محمّد بن هشام بن عبد الملك، فأرسل إليّ يوما، فدخلت عليه، و قد غضب و هو يتلهف، فقلت: ما لك؟ فقال: رجل نصراني شج غلامي و جعل يشتمه، فقلت: على رسلك، قال: فما أصنع؟ قلت: ترفعه إلى القاضي، قال: ما غير هذا؟ قلت: لا، قال خصي له: أنا أكفيك، فذهب فضربه، و بلغ هشاما، فطلب الخصي، فعاد بمحمّد، فقال محمّد بن هشام: لم آمرك، و قال الخصي: بلى و اللّه، لقد أمرتني، فضرب هشام الخصي، و شتم ابنه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا أبو سعيد بن حسنويه، أنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي.

قالا: أنا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط قال (3):

مروان بن شجاع من أهل حرّان، مولى مروان بن محمّد بن مروان بن الحكم، مات ببغداد سنة أربع و ثمانين و مائة.

ص: 301


1- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 147/13.
2- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 148/13.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 589 رقم 3091.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال في تسمية أهل الجزيرة: مروان بن شجاع مولى مروان.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا الجوهري، نا محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (2) قال:

مروان بن شجاع الخصيفي - و قال ابن البنّا: و كان يقال له الخصيفي - كان من أهل الجزيرة، من أهل حرّان، و كان راوية لخصيف، فقدم بغداد، فكان مؤدبا لولد موسى أمير المؤمنين، فلم يزل ببغداد حتى مات.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (3):

مروان بن شجاع من أهل حرّان، و يكنى أبا عمرو (4) مولى لمروان بن محمّد بن مروان ابن الحكم، و كان راوية لخصيف، و هو اذي يقال له: الخصيفي، مات ببغداد سنة أربع و ثمانين و مائة.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (5):

مروان بن شجاع أبو عمرو الجزري، عن خصيف، و مغيرة، روى عنه القاسم أبو عبيد (6)،و أحمد بن حنبل.

ص: 302


1- تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 148/13.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 485/7.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- كذا بالأصل و د، و م، و في «ز»: «عمر» و كنيته في تهذيب الكمال: أبو عبد اللّه.
5- التاريخ الكبير للبخاري 372/7.
6- في التاريخ الكبير: روى عنه: أبو عبيد القاسم بن سلام.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - مشافهة - قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد (1)-إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي، قالا:

أنا ابن أبي حاتم قال (2):

مروان بن شجاع أبو عمرو الجزري الحرّاني، سكن بغداد، روى عن خصيف، و سالم الأفطس، و مغيرة، روى عنه حسين الجعفي، و سعيد بن سليمان، و هارون بن معروف، و محمّد بن القاسم سحيم، و محمّد بن الصباح الجرجرائي، و عمرو بن رافع، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: حدّثنا عنه الحسن بن عرفة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:

أبو عمرو مروان بن شجاع الحرّاني، سمع خصيفا، روى عنه أحمد بن حنبل، و الخضر بن محمّد.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - قراءة - عن أبي طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو عمرو مروان بن شجاع.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا - أحمد بن علي البادا، و أبو بكر البرقاني، و إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الفارسي، و علي بن أبي علي البصري، قالوا: نا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن صالح الأبهري، نا أبو عروبة قال: مروان.

ح و قرأت على أبي الحسن الفرضي، عن أبي العبّاس أحمد بن إبراهيم الرازي، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر بن الصوّاف، أنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأذني، أنا أبو عروبة الحرّاني قال في الطبقة الرابعة:

ص: 303


1- تحرفت في «ز» إلى: أحمد.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 273/8.
3- تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 148/13.

مروان بن شجاع مولى بني أمية، من أهل حرّان، كنيته أبو عمرو، و كان [يعلّم] (1) ولد المهدي ببغداد، و مات بها في سنة أربع و ثمانين و مائة، و حديثه ببغداد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك ابن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

مروان بن شجاع، أبو عمرو، مولى مروان بن محمّد بن الحكم القرشي الأموي الجزري، يقال له الخصيفي، لكثرة روايته عنه، و كان مؤدب ولد موسى بن المهدي ببغداد، حدّث عن سالم الأفطس، روى عنه سعيد بن سليمان، و سريج، و أحمد بن منيع في الشهادات و الطبّ، مات سنة أربع و ثمانين و مائة، و قال ابن سعد: مات ببغداد مثله، و ذكر أبو داود مثل ابن سعد.

أخبرنا أبو الحسن الغسّاني، و أبو منصور المقرئ، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):

مروان بن شجاع أبو عمرو الجزري، مولى بني أمية، و يعرف بالخصيفي، من أهل حرّان، نزل بغداد، و حدّث بها عن إبراهيم بن أبي عبلة، و سالم الأفطس، و خصيف بن عبد الرّحمن، روى عنه سعيد بن سليمان الواسطي، و أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، [و سريج بن يونس، و هارون بن معروف و أحمد بن منيع] (3) و أبو عبيد القاسم بن سلاّم، و يعقوب الدورقي، و الحسن بن عرفة.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم ثم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، قالا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا عبد اللّه بن إسحاق البغوي.

ح قال: و أنا طراد بن محمّد، أنا أحمد بن علي بن الحسين، أنا حامد بن محمّد بن عبد اللّه الرفا، قالا: أنا علي بن عبد العزيز، نا أبو عبيد، نا مروان بن شجاع الجزري، قال:

أثبتني عمر بن عبد العزيز و أنا فطيم في عشرة الدنانير.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا

ص: 304


1- بياض بالأصل، و في «ز»، و م، و د،: «يحدث» و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- تاريخ بغداد 147/13.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و م، و «ز»، و د. و الزيادة استدركت عن تاريخ بغداد.
4- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 147/13-148.

البرقاني، أنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، نا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفرايني، نا الميموني قال: سمعت أبا عبد اللّه [أحمد] (1) بن حنبل، نا مروان بن شجاع - قال أبو عبد اللّه: شيخ صدوق-.

قال (2):و نا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا عبد اللّه بن أحمد بن الحسن، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي: أيّما أحبّ إليك في خصيف عتاب بن بشير أو مروان بن شجاع؟ فقال: عتّاب بن بشير، أحاديثه أحاديث مناكير، مروان حدّث عنه الناس، قال عبد اللّه: و قد حدّثنا أبي عنه و عن وكيع عنه.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (3)،أنا حرب بن إسماعيل فيما كتب إليّ، قال: سئل أحمد بن حنبل عن مروان بن شجاع؟ فقال: هو جزري، لا بأس به.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: و سألت يحيى بن معين عن الخصيفي فقال: ليس به بأس، كان بالرّصافة، و كان مؤدّب موسى أمير المؤمنين.

أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: مروان ابن شجاع ثقة.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد بن الحسن، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطيّب محمّد بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة قال:

سمعت يحيى بن معين يقول: مروان بن شجاع ثقة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (4).

ص: 305


1- زيادة عن تاريخ بغداد.
2- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 148/13.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 273/8.
4- تاريخ بغداد 148/13.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال (1):

و مروان بن شجاع جزري، حدّثني عنه أحمد بن الخليل البغدادي، و هو ثقة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا العتيقي، أنا محمّد بن عبيد (3) البصري - في كتابه - نا أبو عبيد (4) محمّد بن علي الآجري، قال: سألت أبا داود عن مروان بن شجاع، فقال: لا بأس به.

أخبرنا أبو الحسن أيضا، نا - و أبو منصور، أنا - الخطيب (5).

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور و محمّد بن الحسين.

قالا: أنا البرقاني قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: مروان بن شجاع ثقة، جزري.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، قال:

قلت للدارقطني: فمروان بن شجاع؟ قال: ثقة.

أخبرنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه الخلاّل - إذنا - قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد (6)- إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (7):

و سألت أبي عن مروان بن شجاع، فقال: صالح، ليس بذاك القوي، في بعض ما يروي مناكير، يكتب حديثه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو

ص: 306


1- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 452/2.
2- تاريخ بغداد 148/13.
3- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و د، و في تاريخ بغداد: عدي.
4- في م: في كتابه أبي عبيد.
5- تاريخ بغداد 148/13.
6- تحرفت في «ز» إلى أحمد، و في م إلى:«جعد».
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 274/8-275.

طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، حدّثني أبو عبيد قال: سنة أربع و ثمانين و مائة فيها مات مروان بن شجاع الجزري.

7319 - مروان بن عبد اللّه بن عبد الملك بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس الأموي

من وجوه بني مروان.

كان عاملا للوليد بن يزيد على حمص، و كان موصوفا بالنسك و التعبّد.

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز الكتّاني، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر (1)،أنا محمّد بن جرير (2)،حدّثني أحمد بن زهير، عن علي بن محمّد قال:

كان مروان بن عبد اللّه بن عبد الملك عاملا للوليد على حمص، و كان من سادة بني مروان نبلا و فضلا و كرما و جمالا، فلما قتل الوليد بلغ أهل حمص قتله، فأغلقوا أبوابها، و أقاموا النوائح و البواكي [على الوليد، و سألوا عن قتله، فقال بعض من حضرهم، ما زلنا منتصفين من القوم قاهرين لهم] (3) حتى جاء العباس بن الوليد فمال إلى عبد العزيز بن الحجّاج، فوثب أهل حمص، فهدموا دار العبّاس و انتهبوها، و سلبوا حرمه، و أخذوا بنيه فحبسوهم، و طلبوه فخرج إلى يزيد بن الوليد، و كاتبوا الأجناد و دعوهم إلى الطلب بدم الوليد، فأجابوهم، فكتب أهل حمص كتابا بينهم ألاّ يدخلوا في طاعة يزيد، و إن كان وليّا (4)عهد الوليد حيّين فالبيعة لهما و إلاّ جعلوها لخير من يعلمون، على أن يعطيهم العطاء [من] (5)المحرّم إلى المحرّم، و يعطي الذرية، و أمروا عليهم معاوية بن يزيد بن حصين، فكتب إلى مروان بن عبد اللّه بن عبد الملك بن مروان، و هو بحمص في دار الإمارة، فلما قرأه قال:

هذا كتاب حضره من اللّه حاضر، و تابعهم على ما أرادوا.

فلما أبلغ يزيد بن الوليد خبرهم، وجّه إليهم رسلا فيهم: يعقوب بن عمير بن

ص: 307


1- أقحم بعدها بالأصل و بقية النسخ: أنا محمد بن جعفر.
2- الخبر رواه الطبري في تاريخه 262/7 و ما بعدها.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و «ز»، و د و تاريخ الطبري.
4- بالأصل، و «ز»، و م:«واليا» و المثبت عن تاريخ الطبري.
5- زيادة لازمة عن تاريخ الطبري.

هانئ (1)،و كتب إليهم: إنه ليس يدعو إلى نفسه، و لكن يدعوهم إلى الشورى، فقال عمرو ابن قيس السكوني: قد رضينا بوليّ عهدنا - يعني - ابن الوليد بن يزيد - فأخذ يعقوب بن عمير بلحيته فقال: أيها العشمة (2)،إنك قد فيّلت (3)،و ذهب عقلك، إن الذي تعني لو كان يتيما في حجرك لم يحلّ لك أن تدفع إليه ماله، فكيف أمر الأمة، فوثب أهل حمص على رسل يزيد بن الوليد فطردوهم.

و كان أمر حمص (4) لمعاوية بن يزيد بن حصين، و ليس إلى مروان بن عبد اللّه بن عبد الملك من أمرهم شيء، و كان معهم السمط بن ثابت، و كان الذي بينه و بين معاوية بن يزيد متباعدا،[و كان معهم أبو محمد السفياني فقال لهم: لو قد أتيت دمشق، و نظر إليّ أهلها لم يخالفوني] (5) فوجّه يزيد بن الوليد مسرور بن الوليد، و الوليد بن روح في جمع كثير، فنزلوا بحوّارين (6)،أكثرهم بنو عامر من كلب، ثم قدم على يزيد سليمان بن هشام من عمان (7)، فأكرمه يزيد و تزوج أخته أم هشام بنت هشام بن عبد الملك، و رد عليه ما كان الوليد أخذ من أموالهم، و وجه به إلى مسرور بن الوليد، و الوليد بن روح، و أمرهما بالسمع له و الطاعة، و أقبل أهل حمص، فنزلوا قرية كانت لخالد بن يزيد بن معاوية.

حدّثني أحمد، حدّثني علي، عن عمرو بن مروان الكلبي، حدّثني عمرو بن محمّد، و يحيى بن عبد الرّحمن البهراني (8) قالا:

قام مروان بن عبد اللّه فقال: يا هؤلاء، إنكم خرجتم لجهاد عدوكم، و الطلب بدم خليفتكم، و خرجتم مخرجا أرجو أن يعظّم اللّه به أجركم، و يحسن عليه ثوابكم، و قد نجم لكم منهم قرن، و سال إليكم منهم عنق، إن أنتم قطعتموه اتبعه ما بعده، و كنتم عليهم أجراء، و كانوا عليكم أهون، و لست أرى المضي إلى دمشق، و تخليف (9) هذا الجيش خلفكم، فقال السمط بن ثابت: هذا و اللّه العدو القريب الدار، يريد أن ينقض جماعتكم؛ و هو ممايل للقدرية.

ص: 308


1- في تاريخ الطبري: يعقوب بن هانئ.
2- العشمة: الكبير الهرم، و الشيخ الفاني.
3- قال رأيه: أخطأ و ضعف.
4- من قوله حمص... إلى هنا استدرك على هامش م.
5- ما بين معكوفتين استدرك عن تاريخ الطبري.
6- حوارين: حصن من ناحية حمص، بها مات يزيد بن معاوية (معجم البلدان).
7- قوله:«من عمان» ليس في تاريخ الطبري.
8- تاريخ الطبري 263/7.
9- بالأصل: و يخلف، و في «ز»: و نخلف، و المثبت عن الطبري.

قال: فوثب الناس على مروان بن عبد اللّه فقتلوه، و قتلوا ابنه، و رفعوا رءوسهما للناس، و إنما أراد السمط بهذا الكلام خلاف معاوية بن يزيد، فلمّا قتل مروان بن عبد اللّه ولّوا عليهم أبا محمّد السفياني و أرسلوا إلى سليمان بن هشام: إنّا آتوك، فأقم بمكانك [فأقام] (1).

قال: فتركوا عسكر سليمان ذات اليسار، و مضوا إلى دمشق، و بلغ سليمان مضيهم، فخرج مغذّا فلحقهم بالسليمانية - مزرعة لسليمان بن عبد الملك خلف عذراء من دمشق على أربعة عشر ميلا-.

كتب إليّ أبو المعالي أحمد بن محمّد بن علي بن البخاري، أنا محمّد بن عبد الملك بن بشران، أنا أبو الحسن الدارقطني، حدّثني صالح بن علي الخصيبي - بمصر - نا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا ابن أبي السري، نا معتمر، نا حجّاج [بن] (2) فرافصة، حدّثني صاحب لنا يقال له سفيان.

إن مروان بن عبد اللّه بن عبد الملك سأل صالحا الحكمي عن القدر هل ذكر في زمن النبي صلى اللّه عليه و سلم؟ قال: نعم، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن أمّتي لا تزال بخير متمسكة بما هي فيه حتى تكذّب بالقدر»[12006].

7320 - مروان بن عبد اللّه الثقفي

من أهل القطيفة (3) من ظاهر دمشق، له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز.

7321 - مروان بن عبد الملك بن سوار القرشي

من أهل الراهب (4)،كان بدمشق، له ذكر. ذكره أبو الحسن بن أبي العجائز.

7322 - مروان بن عبد الملك بن عبد اللّه بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص

حكى عنه محمّد بن عبد الباقي حكاية تقدمت في ذكر بناء الجامع.

ص: 309


1- زيادة عن تاريخ الطبري.
2- زيادة لازمة عن «ز»، و م، و د.
3- تحرفت بالأصل و «ز»، و د إلى:«القطيعة» و المثبت عن م، و ضبطت بالتصغير عن معجم البلدان، و هي قرية دون ثنية العقاب للقاصد إلى دمشق في طرف البرية من ناحية حمص.
4- تقدم التعريف بها.

7323 - مروان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد

شمس بن عبد مناف أبو عبد الملك الأموي (1)

و أمّه عاتكة بنت يزيد بن معاوية.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا حارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد قال (2):

فولد عبد الملك بن مروان: يزيد بن عبد الملك، ولي الخلافة، و مروان و معاوية درج، و أمهم أمّه عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان الطوسي قال (3):

فولد عبد الملك بن مروان: يزيد بن عبد الملك، و مروان بن عبد الملك، كان عبد الملك قد أخذ على سليمان حين بايع له بولاية العهد: ليبايعن لأحد ابني عاتكة، فأما مروان فإنه حجّ مع الوليد بن عبد الملك، فلمّا كان بوادي القرى، جرى بينه و بين أخيه الوليد بن عبد الملك محاورة، و الوليد يومئذ خليفة، فغضب الوليد، فأمصّه (4) فتفوّه مروان بالرد عليه، فأمسك عمر بن عبد العزيز على فيه، فمنعه من ذلك، فقال لعمر (5):قتلتني، رددت غيظي في جوفي، فما راحوا من وادي القرى حتى دفنوه، فله يقول الشاعر:

لقد غادر الركب الثمانون (6) إذ غدوا *** بوادي القرى جلد العنان (7) مشيعا

فسيروا فلا مروان للقوم إذ غدوا (8) *** و للركب إذ أمسوا مكلّين جوّعا

و قيل إن هذه القصة جرت لمروان مع أخيه سليمان و ذلك فيما.

ص: 310


1- له ذكر في طبقات ابن سعد 223/5 و نسب قريش للمصعب ص 162.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 223/5-224 ضمن أخبار عبد الملك بن مروان.
3- الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 162.
4- أمصه: شتمه بقوله له: يا مصّان، أي أنه يرضع الغنم من اللؤم، لا يحتلبها فيسمع صوت الحلب.
5- تحرفت بالأصل و م، و «ز»، و د إلى: عمر. و المثبت عن نسب قريش.
6- كذا بالأصل و «ز»، و م، و د، و في المختصر و نسب قريش: اليمانون.
7- كذا رسمها بالأصل و د، و في م و «ز»: «البنان» و في المختصر:«الجناب» و في نسب قريش: الجنان.
8- في نسب قريش: شقوا.

أخبرنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا عبيد العزيز ابن الأزجي، أنا الحسن بن محمّد بن عبيد العسكري، حدّثني أبي، نا أبو العيناء، نا الأصمعي، عن الشعبي قال:

وقع بين سليمان بن عبد الملك و بين أخيه مروان كلام، فعجّل عليه سليمان، و ذلك في خلافته، فقال له: يا بن اللخناء، ففتح مروان فاه ليجيبه على ذلك، فأمسك عمر بن عبد العزيز على فيه، و قال: ناشدتك اللّه يا أبا عبد الملك، ثم بالرحم، أخوك و إمامك، و له السن عليك، قال: فلم يزل به عمر حتى سكته، فقال مروان: قتلتني و اللّه يا أبا حفص، قال: كلا يا أبا عبد الملك إن شاء اللّه، قال: فو اللّه ما أمسى حتى مات، فوجد عليه سليمان وجدا شديدا.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي و غيره، عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق، أنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر قال: و فيها - يعني - سنة ثلاث و تسعين غزا مروان بن عبد الملك فبلغ حنجرة (1) من أرض الروم.

و ذكر غيره أن الذي غزاها مروان بن الوليد بن عبد الملك، و هو الأصم.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا إسماعيل بن سعيد بن سويد، أنا أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي، نا محمّد بن موسى المارستاني المقرئ، نا الزبير بن بكّار، حدثتني ظمياء قالت: حدثتني جدتي قال: سمعت الشعبي يقول:

كان لعبد الملك بن مروان ابن يقال له مروان، فمات، فجزع عليه جزعا شديدا، قال:

فخرج بنفسه فدفنه، و زاره بعد ذلك، فلم يتخلف أحد من ولده و من بني أمية إلاّ حضر، فوقف على القبر فبكى بكاء شديدا، ثم قال:

كنت لنا إنسا فأوحشتنا *** فالعيش من بعدك مرّ المذاق

ثم قال: يا غلام قرّب دابتي، فركب و قال:

فإن صبرت فلم ألفظك من شبع *** و إن جزعت فعلق بنفس ذهبا

ص: 311


1- في معجم البلدان نقلا عن نصر: حنجرة أرض بالجزيرة، و هي من الشام ثم من قنسرين،(كذا قال).

كذا في هذه الرواية، و مروان لم يمت قبل أبيه فلعله ابن آخر سماه مروان (1) غير صاحب الترجمة.

و هذه القصة محفوظة لسليمان بن عبد الملك لمّا مات ابنه أيوب.

7324 - مروان بن عبيد اللّه بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي

7324 - مروان بن عبيد اللّه بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي (2)

له ذكر.

7325 - مروان بن عثمان أبو الحسن السّقلّي، المغربي، الفقيه

له شعر لا بأس به.

قدم دمشق سنة ثمان و سبعين و أربعمائة، و لقيه غيث بن علي بصور، و أنشده شيئا من شعره.

حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن المحسن بن أحمد بن الملحي، و كتبه لي بخطه، قال:

أبو الحسن مروان السّقلّي رجل صدر، إمام، زاهد، فقيه، عالم، أحسن الناس خطّا، و أكثرهم في العلم حظّا، وصل إلى دمشق، فأنزله الشيخ الأمين أبو محمّد بن الأكفاني بمنزله، و تكفّل بجميع حوائجه مدة مقامه، كان عنده، و لم يكن يقبل الهدية، و لا له في التكسّب نية، و لم يدرّس أحدا، و لا يكاد يظهر، و لم أجتمع به إلاّ بعد أن استأذنه الشيخ، ففسح في حضوري، فحضرت و معي:«الجمل» (3)،و قرأت عليه منه كراسة واحدة، و سار إلى بغداد، و اتصل بالخليفة، و عزم عليه في تعليم ولده، فدخل داره، و هناك توفي، رحمه اللّه، و هو القائل:

هل من لواعج هذا البين من جار *** لمستهام غريب دمعه جاري

حيران مغترب، حرّان مكتئب *** ذي مدمع (4) سرب كالسّيل خرّار

و كلما نسمت نجدية نظمت *** ريح الجنوب تباريحي و أفكاري

ص: 312


1- ذكر ابن سعد 223/5 في أسماء ولد عبد الملك: مروان الأكبر، درج، و أمه أم الوليد بنت العباس بن جزء بن الحارث بن زهير العبسي، ثم ذكر مروان صاحب الترجمة.
2- له ذكر في جمهرة ابن حزم ص 88.
3- كتاب الجمل في النحو، و هو تأليف عبد الرحمن بن إسحاق، أبو القاسم البغدادي الزجاجي النحوي. ترجمته في سير أعلام النبلاء 475/15.
4- الأصل: دمع، و المثبت عن م، و «ز».

فيض الدموع و نيران الضلوع معا *** يا قوم كيف اجتماع الماء و النار

7326 - مروان بن عنبسة،- أظنه ابن الفيض بن عنبسة - بن عبد الملك بن مروان

كان كاتبا لأبي العميطر علي بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية.

ذكره أبو الحسين الرّازي، و ذكر أنه و سعيد بن حميد بن أبي العجائز كانا يقفان بين يدي أبي العميطر و بيد كلّ واحد منهما سيف مسلول.

7327 - مروان بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي

7327 - مروان (1) بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي (2)

له ذكر، و لا أعلم له عقبا.

7328 - مروان بن محمّد بن حسّان أبو بكر، و يقال: أبو حفص الأسدي الطاطري

7328 - مروان بن محمّد بن حسّان أبو بكر، و يقال: أبو حفص الأسدي الطاطري (3)

كانت داره بدمشق بنواحي قصر الثقفيين.

روى عن مالك بن أنس، و سعيد بن عبد العزيز، و معاوية بن سلاّم، و سليمان بن بلال، و الحسن بن يحيى الخشني، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و سليمان بن موسى الزهري الكوفي نزيل دمشق، و عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد اللّه، و خالد بن يزيد بن صالح، و الهيثم بن حميد، و سهل بن هاشم، و عبد الرزّاق بن عمر بن مسلم العابد، و بكر بن مضر، و ابن لهيعة، و سلمة بن العيار، و عبد ربّه بن صالح القرشي، و كلثوم بن زياد المحاربي، و مسلمة بن عبد اللّه الجهني، و عبد الرّحمن بن ميسرة (4)،و عمران بن خالد الخزاعي، و الليث بن سعد، و عبيد اللّه بن عمر، و نافع بن أبي نعيم القارئ، و رباح بن الوليد الذماري، و عبد العزيز بن محمّد، و سعيد بن بشير، و صخر بن جندل أبي المعلّى البيروتي، و يحيى بن حمزة، و يزيد بن السّمط، و سفيان بن عيينة، و يزيد بن يوسف، و رشدين بن سعد، و إسماعيل ابن عيّاش، و عيسى بن يونس.

روى عنه: بقية بن الوليد، و محمّد بن عوف، و محمّد بن عبد الرّحمن ابن أخي حسين الجعفي، و هشام بن خالد الأزرق، و إسحاق بن عبد المؤمن الدمشقي، و أبو يعقوب إسحاق

ص: 313


1- سقطت هذه الترجمة من «ز».
2- جمهرة ابن حزم ص 106.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 18/18 و زاد في تكنيته: أبا عبد الرحمن، تهذيب التهذيب 407/5 و تذكرة الحفاظ 348/1 و الجرح و التعديل 275/8 و سير أعلام النبلاء 510/9 و التاريخ الكبير 373/7 و ميزان الاعتدال 93/4 و شذرات الذهب 24/2.
4- رسمها في «ز»: ببعره، و فوقها ضبة.

ابن مسبح، و سلمة بن شبيب، و محمّد بن داود بن سليمان السماني، و أبو الأزهر أحمد بن الأزهر، و سلمة بن الخليل، و إبراهيم بن عتيق بن حبيب، و عبّاس بن عبد اللّه الترقفي (1)، و يحيى بن عثمان الحمصي، و عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان، و الوليد بن عتبة، و صفوان بن صالح، و أحمد بن أبي الحواري، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن السمرقندي، و عثمان بن عبد اللّه ابن أبي جميل الدمشقي، و أحمد بن علي بن يوسف الخرّاز (2)،و الهيثم بن مروان، و محمّد ابن العلاء بن زهير مولى أبي عبيدة بن الجرّاح، و محمّد بن مصفّى الحمصي، و محمّد بن الوزير، و أحمد بن إبراهيم بن هشام بن ملاّس، و محمّد بن زرعة الرّعيني، و أحمد بن عبد الواحد بن عبود، و يوسف بن محمّد و غيرهم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا عبد اللّه ابن سليمان، نا أحمد بن أبي الحواري، نا مروان بن محمّد، نا سليمان بن بلال، عن هشام ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بيت لا تمر فيه جياع أهله»[12007].

رواه ابن ماجة عن أحمد بن أبي الحواري (3).

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، نا الحسن بن حبيب، نا أبو بكر أحمد بن علي بن يوسف الدمشقي الخراز، نا مروان بن محمّد الطاطري (4)الأسدي، نا صدقة بن خالد، حدّثني يحيى بن الحارث، عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس الثقفي، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من غسل و اغتسل يوم الجمعة، و غدا و ابتكر، و دنا و نصت و استمع، كان له بكلّ خطوة عمل سنة صيامها و قيامها»[12008].

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (5):

ص: 314


1- تحرفت في «ز» إلى: اليرفقي.
2- بدون إعجام بالأصل و م و د، و في «ز»: «الخزاز» و المثبت عن تهذيب الكمال.
3- سنن ابن ماجة 29 كتاب الأطعمة،38 باب التمر رقم 3327(1104/2).
4- فوقها في «ز»: ضبة.
5- التاريخ الكبير للبخاري 373/7.

مروان بن محمّد الطاطري الدمشقي (1)،مات سنة عشر و مائتين، و إنّما (2) قيل الطاطري لثياب نسب إليها، سمع سعيد بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

مروان بن محمّد الطاطري، شامي، روى عن معاوية بن سلام، و سعيد بن عبد العزيز، و مالك بن أنس، و سليمان بن بلال، روى عنه صفوان بن صالح، و الوليد بن عتبة، و أحمد ابن أبي الحواري، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن السمرقندي، مات سنة عشر و مائتين، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، نا جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة قال في ذكر نفر من أهل دمشق من أصحاب سعيد: مروان بن محمّد بن حسّان الأسدي.

أخبرنا أبو سعد منصور بن علي بن عبد الرّحمن - ببوسنج - أنا أبو منصور أسعد بن عبد المجيد البوسنجي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن منصور العالي الخطيب، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن البيدنجاني (4)،و أبو القاسم منصور بن العبّاس الفقيه، قالا: نا أبو سليمان داود بن الوسيم البوسنجي، نا أحمد بن عبد الواحد أبو عبد اللّه الدمشقي، نا أبو حفص مروان بن محمّد الطاطري بحديث ذكره.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا أبو محمّد الصوفي، أنا أبو محمّد التميمي، أنا أبو الميمون البجلي، نا أبو زرعة (5)،حدّثني عبد اللّه بن ذكوان قال: سمعت مروان بن محمّد يقول: ولدت سنة سبع و أربعين و مائة، عام الكواكب (6).

ص: 315


1- زيد بعدها في التاريخ الكبير: روى عنه عبد اللّه بن عبد الرحمن.
2- من هنا إلى آخر الخبر ليس في التاريخ الكبير، و مكانه فيه: سمع معاوية بن سلام و أبا الأزهر.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 275/8.
4- كذا بالأصل و م و د، و في «ز»: البيدجاني.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 284/1 و سير أعلام النبلاء 511/9.
6- جاء في تاريخ خليفة، و الكامل لابن الأثير في حوادث سنة 147 ه أنه في هذه السنة تناثرت النجوم.

أنبأنا أبو علي الحدّاد و غيره، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (1)،أنا سليمان بن أحمد، قال:

كل من يبيع الكرابيس (2) بدمشق يسمى الطاطري (3).

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا ابن سلمة، أنا ابن الفأفاء.

قالا: أنا أبو محمّد (4)،نا أبي، نا أحمد بن أبي الحواري قال: قلت لأحمد بن حنبل:

بلغني انك تثني على مروان بن محمّد؟ فقال: إنه كان يذهب مذهب أهل العلم.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن الحسن بن أبي زروان - إجازة - نا أحمد بن عتبة، نا الهروي، نا محمّد بن عوف الحمصي قال:

سألت أحمد بن حنبل عن مروان الطاطري؟ فقال: صلب الحديث، فقلت له: إنه مرجئ، و إنه يضرب دحيما، و محمود بن خالد، و الوليد بن عتبة و يؤذيهم، فجعلت أضع من قدره و هو يرفع من قدره، و قال: صاحب حديث، عنده حديث، أشتهي أن أسمعه منه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقاء، نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول:

كان الطاطري لا بأس به، و كان مرجئا، و أهل دمشق من كان مرجئا فعليه عمامة، و من لم يكن مرجئا لا يعتمّ.

أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا علي بن الحسن بن علي ابن بكر الربعي، نا أحمد بن عتبة، نا الهروي، نا هاشم بن مرثد الطبراني قال:

سمعت يحيى بن معين يقول: مروان بن محمّد الطاطري ثقة، و هو مرجئ.

ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرّازي عن مروان بن محمّد الطاطري فقال: صالح الحديث.

ص: 316


1- تحرفت في الأصل و م إلى:«زائدة» و في د:«زيده» و المثبت عن «ز».
2- الكرابيس الواحد: كرباس، و هو الثوب من القطن الأبيض، معرب،(تاج العروس).
3- سير أعلام النبلاء 511/9.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 275/8.

أنبأنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أبو الحسين الأبرقوهي، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):سئل أبي عن مروان بن محمّد الطاطري، فقال: ثقة.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي و غيره، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد، عن محمّد بن العباس بن الفرات، أنا محمّد بن العبّاس بن أحمد الضبّي، أنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه، أنا صالح بن محمّد الحافظ، قال: مروان - يعني - ابن محمّد ثقة.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه، أنا عبد الرّحمن بن عمرو قال:

و قال لي أحمد بن حنبل: كان عندكم ثلاثة أصحاب حديث: مروان، و الوليد، و أبو مسهر.

قال: و حدّثنا عبد الرّحمن بن عمرو، حدّثني عبد اللّه بن معاوية بن يحيى الهاشمي، قال:

أدركت ثلاث طبقات، أحدها طبقة سعيد بن عبد العزيز، ما رأيت فيهم أخشع من مروان بن محمّد (2).

قرأت في كتاب أبي الجحوش محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي جحوش الخريمي (3)، أنا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن أحمد الحيري، حدّثني حمدان بن خالد، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان يقول (4):

ما رأيت شاميا خيرا من مروان بن محمّد، فقال له عبيد ابن أم أبان الأنصاري: و لا معلمه سعيد بن عبد العزيز؟ قال: و لا معلمه، قال: و لا يحيى بن حمزة؟ قال له أبو سليمان:

و لا يحيى، لأن سعيدا كان على بيت المال، و كان يحيى على القضاء.

ص: 317


1- الجرح و التعديل 275/8.
2- سير أعلام النبلاء 512/9 و تهذيب الكمال 19/18.
3- سير أعلام النبلاء 512/9 و تهذيب الكمال 20/18.
4- غير واضحة بالأصل و بدون إعجام، و المثبت عن «ز»، و د، و في م: الجويني.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي، أنا أبو علي الأهوازي ثم.

أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا سهل بن بشر، أنا طرفة بن أحمد، قالا (1):أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أبو الجهم، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت مروان يقول:

كنت أنا و حسّان نذاكر سفيان بن عيينة و كان قد استخفى قال: فكنا نضاحكه في مذاكرتنا، قال: فحقد علينا، فلمّا جئنا نودّعه قال: اتّقوا اللّه، و صونوا هذا العلم، و لا تكثروا الضحك.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن عون، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت مروان بن محمّد يقول:

لا غنى لصاحب الحديث عن ثلاثة: صدقه، و حفظه، و صحة كتبه، فإن كانت فيه ثنتان و أخطأته واحدة لم يضره؛ صدق و صحة كتب، و لم يحفظه، فرجع إلى كتب صحيحة لم تضرّه.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعد (2) أحمد ابن محمّد الماليني، أنا عبد اللّه بن عدي الحافظ، أنا جعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت مروان يقول:

ثلاثة ليس لصاحب الحديث عنها غنى: الحفظ، و الصدق، و صحة الكتب، فإن أخطأت واحدة و كانت فيه ثنتان لم تضره، إن أخطأ في الحفظ و رجع إلى صدق و صحة كتب لم يضره.

قال: و قال مروان: طال الإسناد، و سيرجع الناس إلى الكتب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا ابن بشران، أنا ابن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن إدريس، حدّثني أحمد بن أبي الحواري قال: قال لي مروان ابن محمّد:

لا تخرج أبدا من المسجد حتى توتر، فإن متّ كنت على وتر.

قال: و قال لي الفريابي:

ص: 318


1- كتبت فوق الكلام في «ز».
2- تحرفت بالأصل إلى: أسعد.

صلّ ركعتي (1) الفجر في البيت، فإن متّ قبل الفريضة أجزأتاك من الفريضة.

قال: و نا عبد العزيز، أنا ابن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدّثني الوليد ابن عتبة قال: ولد مروان بن محمّد سنة سبع و أربعين و مائة، و مات في سنة عشر و مائتين، مدخل السلطان (3).

قال أبو زرعة: أدركت ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه ابن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال: سنة عشر و مائتين فيها مات مروان بن محمّد الطاطري، و مولده سنة سبع و أربعين و مائة.

قال: و أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم بن العلاّف، قالا: أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا الحسن بن محمّد بن الحسن، نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، قال: و فيها - يعني - سنة عشر و مائتين مات مروان بن محمّد الطاطري.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، نا محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاّس، نا الحسن بن محمّد بن بكّار قال:

و توفي أبو محمّد مروان بن محمّد الأسدي في سنة عشر و مائتين، و كان مولده في سنة انتثرت النجوم في سنة سبع و أربعين و مائة، فتوفي و هو ابن ثلاث و ستين سنة.

قال: و أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: و فيها - يعني - سنة عشر و مائتين مات مروان بن محمّد الطاطري و هو ابن أربع و ستين سنة.

7329 - مروان بن محمّد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة

ابن عبد شمس بن عبد مناف أبو عبد الملك الأموي (4)

المعروف بالحمار (5).

ص: 319


1- بالأصل و «ز»، و م:«ركعتين» و المثبت عن د.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 284/1-285.
3- يعني عبد اللّه بن طاهر، و قد دخل دمشق سنة 210 ه.
4- ترجمته و أخباره في: تاريخ الطبري (الفهارس)، الكامل لابن الأثير (الفهارس) البداية و النهاية (الفهارس)، فوات الوفيات 127/4 و سير أعلام النبلاء 74/6 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 121-140) ص 533 و تاريخ خليفة بن خيّاط (الفهارس).
5- يقال: العرب تسمي كل مائة عام حمارا، فلما قارب ملك بني أمية مائة سنة، لقبوا مروان بالحمار، و ذلك مأخوذ من موت حمار العزير عليه السلام، و هو مائة عام ثم بعثهما اللّه تعالى، قاله في سير أعلام النبلاء. و يقال فلان أصبر من حمار في الحروب، و لهذا قيل له مروان الحمار، فإنه كان لا يخف له لبد في محاربة الخارجين عليه، كان يصل السرى بالسير و يصبر على مكاره الحرب (تاريخ الإسلام حوادث سنة 121-140 ص 534).

آخر خلفاء بني أمية، بويع له بالخلافة بعد قتل الوليد بن يزيد، و بعد موت يزيد بن الوليد، و خلع إبراهيم بن يزيد بن عبد الملك، و استتبّ له الأمر في سنة سبع و عشرين و مائة، و أمّه أم ولد، و داره بسوق الأكافين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو الحسن بن عوف، نا محمّد بن موسى بن الحسين، نا محمّد بن يوسف، نا سفيان، عن سالم الأفطس قال: سألني مروان بن محمّد عن تعجيل الزكاة إذا رأى لها موضعا قبل أن تحلّ، فسألت سعيد بن جبير عن ذلك، فلم ير به بأسا.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير قال (1):

و ولد محمد بن مروان بن الحكم: مروان بن محمّد، قتله عبد اللّه بن علي، و عبد العزيز، و منصورا، و أم عبد الملك، لأمّ ولد.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر الزراد، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، عن عمّه يعقوب بن إبراهيم، قال: أم مروان بن محمّد أم ولد.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أنا أبي أبو يعلى.

قالا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال:

قرأت على علي بن عمرو: حدّثكم الهيثم بن عدي قال: مروان بن محمّد أبو عبد الملك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: و من بني أمية ممن يحدّث: مروان بن محمّد.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا عبيد اللّه بن

ص: 320


1- راجع الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 169.

عثمان بن يحيى، أنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل قال:

ناب (1) مروان بن محمّد بن مروان بن الحكم، و يكنى أبا عبد الملك، و أمّه كردية، أم ولد، يقال لها لبابة جارية إبراهيم بن الأشتر.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو عبد الملك مروان بن محمّد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، و أمّه أمة لمصعب بن الزبير، ولد سنة اثنتين و سبعين، أقبل من الجزيرة، فدخل دمشق لثلاث خلون من صفر سنة سبع و عشرين و مائة، فبايع أهل الشام، و قتل بقرية من قرى مصر يقال لها بوصير (2) يوم الخميس لستّ بقين من ذي الحجّة سنة اثنين و ثلاثين و مائة، و هو ابن ستين سنة، و كانت ولايته خمس سنين و عشرة أشهر.

و ذكر أبو العبّاس أحمد بن يونس بن المسيّب الضبّي: أنّ مروان ولد سنة سبعين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة (3)،حدّثني الوليد بن هشام عن أبيه [عن جده] (4)،و عبد اللّه ابن المغيرة عن أبيه، و أبو اليقظان و غيرهم، قالوا:

ولد مروان بالجزيرة سنة اثنتين و سبعين، و أمّه أمة لمصعب بن الزبير.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي و غيره، عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، أنا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر قال:

و فيها - يعني - سنة ست و سبعين ولد مروان بن محمّد بن مروان.

و ذكر سعيد بن كثير بن عفير.

ص: 321


1- فوقها في «ز»: ضبة.
2- بالأصل:«أبو صير» و المثبت عن م، و «ز»، و د، و معجم البلدان، و هو اسم لاربع قرى بمصر بها قتل مروان بن محمد، و هي من كورة الأشمونيين.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 408 (ت. العمري).
4- الزيادة عن تاريخ خليفة بن خيّاط.

أنّ مروان كان أبيض مشربا، أزرق، ضخم الهامة، كبير اللحية، ربعة، و لم يكن يخضّب بالحناء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن بن علي، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال (1):

و كان مروان أبيض، أشهل، شديد الشهلة، ضخم الهامة، كثّ اللحية أبيضها، ربعة، و كانت أمّه أم ولد، اسمها لبابة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن جنيقا، أنا أبو علي الخطبي قال: قال ابن أبي السري:

و كان مروان أبيض، مشربا حمرة، أشهل، شديد الشّهلة، ضخم الهامة، كبير اللحية، لم يخضب، و قد روي أنه كان حين قتل ابن ستّ و خمسين سنة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، أنا موسى، نا خليفة قال (2):

قال ابن الكلبي: و فيها - يعني - سنة خمس و مائة غزا مروان بن محمّد على الصائفة اليمنى، فافتتح مدينة (3) من أرض الروم ناحية كمخ (4).

و قال خليفة (5):

سنة أربع عشرة فيها عزل هشام مسلمة بن عبد الملك عن أرمينية، و أذربيجان، و الجزيرة، و ولاها مروان بن محمّد بن مروان مستهل المحرم.

قال أبو خالد: قال أبو البراء: سار مروان في سنة أربع عشرة و مائة حتى جاوز نهر الرّم، فقتل و سبى و أغار على الصقالبة.

و قال أبو خالد عن أبي البرّاء: قال (6):

ص: 322


1- تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 534 و سير الأعلام 74/6.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 331 (ت. العمري).
3- كذا بالأصل و تاريخ خليفة، و في «ز»، و د:«قونية» و في م: نونية.
4- كذا بالأصل و بقية النسخ، و في تاريخ خليفة:«عنج» و كمخ: مدينة بالروم (معجم البلدان).
5- تاريخ خليفة ص 345.
6- تاريخ خليفة ص 348.

و فيها - يعني - سنة سبع عشرة بعث مروان بن محمّد و هو والي أرمينية و أذربيجان بعثين [إلى جبل القبق] (1)،فافتتح أحد البعثين ثلاثة حصون من اللان، و نزل البعث الآخر على تومان (2) شاه، فنزل تومان (3) شاه على حكم مروان بن محمّد، فبعث به مروان إلى هشام بن عبد الملك، فردّه هشام إلى مروان، فأعاده مروان على مملكته.

قال خليفة (4):

سنة ثمان عشرة و مائة فيها غزا (5) مروان بن محمّد من أرمينية و دخل أرض ورتنيس (6)من ثلاثة أبواب فهرب ورتنيس إلى الخزر، و ترك القلعة فنصب مروان عليها المجانيق، فقتل أهل خرين ورتنيس و بعثوا برأسه إلى مروان، فنصب مروان رأس ورتنيس لأهل قلعة، فنزلوا على حكم مروان، فقتل المقاتلة، و سبى الذرية.

و قال (7):

سنة تسع عشرة و مائة فيها غزا مروان بن محمّد من أرمينية غزوة السائحة، فدخل من باب اللان، فمر بأرض اللان كلها حتى خرج منها إلى بلاد الخزر فمر ببلنجر (8) و سمندر (9)إلى البيضاء التي يكون فيها خاقان، فهرب خاقان.

قال خليفة (10):

سنة إحدى و عشرين و مائة فيها غزا مروان بن محمّد من أرمينية و هو و اليها، فأتى قلعة بيت السرير، فقتل و سبى، ثم أتى قلعة ثانية (11) فقتل و سبى، و دخل غومسك و هو حصن فيه بيت الملك يكون فيه سرير الملك، فخرج الملك هاربا حتى أتى حصنا يقال له: خثرج فيه

ص: 323


1- الزيادة عن تاريخ خليفة.
2- بالأصل و م و «ز» و د: تومر شاه، و المثبت عن تاريخ خليفة.
3- بالأصل و م و «ز» و د: تومر شاه، و المثبت عن تاريخ خليفة.
4- تاريخ خليفة ص 348.
5- تحرفت بالأصل و «ز»، و م، و د، إلى: عزل، و المثبت عن تاريخ خليفة.
6- ورتنيس: حصن في بلاد سميساط (معجم البلدان).
7- تاريخ خليفة ص 349.
8- بلنجر: مدينة ببلاد الخزر خلف باب الأبواب (معجم البلدان).
9- سمندر: مدينة خلف باب الأبواب بأرض الخزر (معجم البلدان).
10- تاريخ خليفة ص 351-352.
11- غير مقروءة بالأصل، و استدركت اللفظة عن هامشه و بعدها صح.

السرير الذهب، فأقام مروان عليه شتوة وصيفة، فصالحه على ألف رأس في كل سنة، و مائة ألف مدى، و سار مروان فدخل أرض ارر و بطران (1) فصالحه ملكها ثم سار مروان في أرض تومان فصالحه تومان ملكها، ثم أتى مروان خمرين فأبي ملكها أن يصالحه، فقاتل حصنا من حصون خمرين شهرا، فأخرب بلاد خمرين، ثم سأله خمرين الصلح فصالحه، ثم أتى مروان أرض مسدار فافتتحها على صلح، ثم نزل مروان كيران فصالحه [أهل] (2) طبرستان و فيلان (3).

أنبأنا أبو القاسم العلوي، و أبو محمّد بن الأكفاني، قالا: نا عبد العزيز الكتّاني، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا ابن عائذ قال: و نا الوليد قال: فحدّثنا غير واحد ممن كان في غزاة الطين أن الناس قفلوا (4) منها و هم يقولون: فعل مروان، و صنع مروان، و لا يذكرون مسلمة، فكان ذلك سببا لولاية مروان على أرمينية، فولاّه هشام أرمينية و الجزيرة، فوليها له.

قال: و أنا الوليد قال: فحدّثنا مرزوق بن أبي الهذيل أو غيره قال:

لم يرع هشام بن عبد الملك و هو ينظر في شيء من ضيعته التي يقال لها الزيتون (5) إلاّ و مروان قد خرج عليه لم يستأذنه، و لم يعلم به حتى رآه، فأفزعه ذلك و قال: ويحك مروان؟! قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: فردد هذا القول عليه مرارا، قال: يا أمير المؤمنين، ضقت صدرا بما ساء ذكره لأمير المؤمنين، قال: فلم أر أن يكون في كتاب، و لا أبوح به إلى أحد فترى فيه رأيك، قال: و ممّ ذاك؟ قال: إنه قد كان من غزو صاحب خزر أمير المؤمنين و المسلمين ما كان فساح في بلاده و قتل عامله و انتهك من حرمة الإسلام ما قد علمه أمير المؤمنين، ثم قفل إلى بلاده و قد أبقى على المسلمين عارها ما كانوا، ثم كان من رأي أمير المؤمنين في توجيه مسلمة بن عبد الملك ما قد علمه أمير المؤمنين، فو اللّه ما وطئ من بلادهم إلاّ أدناها، و ما صنع شيئا، و لقد أخرجه كسعا كالمنهزم، فلا يزال عار ذلك فينا و فيهم

ص: 324


1- كذا رسمها بالأصل و «ز»، و م، و في تاريخ خليفة:«زروبكزان» و في فتوح البلدان: زريكران.
2- زيادة عن تاريخ خليفة.
3- بالأصل و بقية النسخ: قيلان، و المثبت عن تاريخ خليفة.
4- تحرفت في «ز» إلى: فقتلوا.
5- كذا بالأصل و م و «ز» و د:«الزيتون» و في معجم البلدان: الزيتونة موضع كان ينزله هشام بن عبد الملك في بادية الشام، فلما عمر الرصافة انتقل إليها فكانت منزله إلى أن مات.

ما كانوا، و ذلك أنّ مسلمة لما رأى من جموعه و كثرة من معه أعجبه ذلك، فكتب إليه يؤدبهم لحربهم و يتهددهم بجموعه، ثم أقام بعد كتابه نحوا من ثلاثة أشهر، و قد جمعوا جمعا لم يكن به طاقة، و قد رأيت أن يأذن لي أن أغزوهم غزوة أطأ فيها حريمهم، و أنتقم للمسلمين منهم، فقال: قد أذنت لك، قال: فأمدني عليهم بعشرين و مائة ألف فارس رامح، فقال: قد فعلت ذاك، و هم آتوك قال: و يكتم ذاك أمير المؤمنين من خاصته و عامته، فإنّي لو قدمت البلاد أذعت محاربة أمة من الأمم ممن خولنا غيرهم، فإذا قدمت الجنود و فرغت من أمورهم اغتررتهم بالدخول عليهم، قال: فافعل، فودّعه و انصرف، فلا يدري أحد ما كلّمه به من ذلك.

قال: و أخبرني الوليد، قال: فحدّثني غير واحد ممن شهد غزاة السائحة مع مروان أحدهم شيخ من أهل قنّسرين قال:

قدمنا على مروان في عشرين و مائة ألف فارس رامح هن (1) جميع أجناد الشام، و الجزيرة، و الموصل، و المتطوعة كثيرة من أهل العراق و غيرهم، فقدمنا عليه، و هو مظهر لمحاربة ملك اللاّن و غيره، و قد كتب إلى صاحب خزر يعرض له بالصلح، فإن كان لك في شيء من ذلك هوى فوفّد إليّ وفدا، نعاملهم عليه يقدم عليك وفدي بتمام ذلك، و الشهادة عليّ و عليك. فوجه صاحب خزر وفدا و مروان يعرض الخيول و يعطي ال (2) و يتجهز لأمره و يحضرهم مجلسه، و يقرب منهم، و يسمعهم ما يحبون و يتلطى على الأمة التي ذكر حتى إذا فرغ فلم يكن إلاّ الشخوص، أظهر لوفد الخزر الحسبة، فأغضبهم ذلك فأسمعوه فأمر بحملهم على مركبهم من البريد على طريق الباب و هي تدور، و لم يأذن لهم أن يدخلوا من باب اللاّن، و قال لهم: أعلموا صاحبكم أني قد أذنته بحرب، فمضى الوفد إلى الباب، و دخل هو من باب اللاّن، و قدموا على طاغيتهم فأخبروه أنه تجهز بجهاز لم يروا مثله، و أعدّ جمعا لم يروا مثله، و قد آذنك بحرب.

قال: و جاءه الخبر: أن هذا مروان قد دخل عليك، فجمع أهل مشورته و طراخينه فقال: ما ترون؟ و ما تقولون؟ قالوا: إنّ مسلمة آذنك بحربه، و تصرع في بلاده حتى جمعت له، و إن هذا اعتراك فقد رهقك، فإن أنت سرت إليه بمن حضرك هزمك، و بلغ منك، و إن أنت أردت أن تجمع له لم يجتمع لك جنودك ثلاثة أشهر، و إلى ذلك ما قد بلغ منك

ص: 325


1- كذا بالأصل و م و ز.
2- كذا بالأصل و م و ز.

و منك (1)،فالرأي أن تلحق بكورة كذا و كذا من أقصى بلادك، و تدعه في البلاد يبلغ منها ما بلغ، قال: فقبل رأيهم.

قال: فسار بنا مروان في تلك الجموع حتى أجاز بنا نهرا في وسط بلادهم يقال له إرم، شبهه لي الشيخ بدجلة من مخاضة دل عليها، فأقام يحيز بنا كذا و كذا يوما، ثم سار بنا في بلادهم مع النهر، كلما سار وطئ من العمارة أكثر مما خلف، فسار بنا أياما، فأتته هصائله (2)أرمينية، فقالوا له: أيها الأمير، انصرف إلى المخاضة، و تداركها قبل أن يحال بينك و بينها، فإنهم إن فعلوا جمعوا لك جموعا حالوا بينك و بين القفول، قال: فقبل ذلك من رأيهم و تحمل حتى أجاز بهم النهر راجعا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن الحمامي، أنا علي بن أحمد بن أبي قيس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين ابن بشران، أنا عمر بن الحسن بن علي، قالا: نا ابن أبي الدنيا، حدّثني سليمان بن الأشعث، نا محمود بن خالد، نا محمّد بن عائذ، نا الوليد بن مسلم قال:

بايع الناس مروان بن محمّد يوم الاثنين النصف من صفر سنة سبع و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا نصر بن أحمد بن نصر، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر بن سوار، قالا: أنا الحسين بن علي بن عبيد اللّه، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن زيد بن علي، أنا أبو جعفر الشيباني، نا هارون بن حاتم، نا أبو بكر بن عيّاش قال:

ثم بايع الناس مروان بن محمّد، فكانت خلافة مروان خمس سنين ثم انقضى ملك بني أمية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا عاصم بن علي، نا أبو معشر.

ح قال: و نا حنبل (3)،حدّثني أبو عبد اللّه.

ص: 326


1- كذا رسمها بالأصل، و في «ز»: «وفقك» و في م:«و معك» و في د: و فيك.
2- كذا رسمها بالأصل و النسخ.
3- كتب فوقها في د: ملحق.

ح و أخبرني أبو المظفّر الصوفي، أنا أبو بكر الحافظ، أنا محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن المؤمّل، نا الفضل بن محمّد، نا أحمد بن حنبل، نا إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر قال:

ثم بويع لمروان بن محمّد في شهر ربيع الأول سنة سبع و عشرين و مائة، و قتل مروان في ذي الحجّة سنة ثنتين و ثلاثين و مائة.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمّد، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول:

ثم بويع لمروان بن محمّد بدمشق لأربع عشرة ليلة خلت من صفر سنة سبع و عشرين، فكانت ولايته إلى أن قتل خمس سنين و عشرة أشهر.

أنبأنا أبو علي بن نبهان، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا طراد بن محمّد، و أبو محمّد التميمي، قالا: أنا أبو بكر بن وصيف، قالا: أنا أبو بكر الشافعي، نا عمر بن حفص السدوسي، نا محمّد بن يزيد قال:

ثم بويع مروان بن محمّد بن مروان بن الحكم و كنيته أبو عبد الملك لأربع عشرة خلت من صفر سنة سبع و عشرين و مائة، و قتل يوم الخميس لست بقين من ذي الحجّة سنة اثنتين و ثلاثين و مائة.

قال أبو بكر: و قتل بأرض بوصير من مصر، فكانت ولايته إلى أن قتل خمس سنين و عشرة أشهر و عشرة أيام، و كانت ولاية مروان بن محمّد إلى أن بويع لأبي العباس بعد بني أمية خمس سنين و ثمانية و عشرين يوما، و توفي و له اثنان و ستون (1) سنة، و أمّه أم ولد.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ص: 327


1- اللفظة مطموسة بالأصل، و المثبت عن م، و «ز»، و د.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي.

قالا: أنا ابن الفضل، أنا أبو محمّد بن درستويه، نا يعقوب [قال:] ثم خلع - يعني - إبراهيم بن الوليد سنة سبع و عشرين و مائة، و بويع مروان، ثم قتل مروان في ذي الحجة سنة ثنتين و ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن جنيفا، أنا إسماعيل الخطبي قال:

و استخلف مروان بن محمّد بن مروان بن الحكم، و بويع له بدمشق يوم الاثنين للنصف من صفر سنة سبع و عشرين و مائة.

و قال أبو معشر: بويع له في ربيع الأول سنة سبع و عشرين و مائة، و يقال له: مروان الجعدي، نسب إلى رأي الجعد بن درهم، و يلقب بالحمار (1)،و هو آخر من ملك من بني أمية، فكانت خلافته منذ يوم سلم إليه إبراهيم بن الوليد الأمر إلى يوم ظهر (2) أبو العباس عبد اللّه بن محمّد بالكوفة، و بويع له بالخلافة خمس سنين و شهرا، و بقي مروان بعد بيعة أبي العباس تسعة أشهر محاربا و هاربا، و جيوش بني العباس في أثره تطلبه إلى أن أدرك، فقتل في قرية من قرى مصر يقال لها: بوصير في غربي النيل، و كان قتله على يدي عامر بن إسماعيل، و هو على مقدمة صالح بن علي، و صالح على مقدمة أخيه عبد اللّه بن علي، و ذلك في ذي الحجّة سنة ثنتين و ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة (3) قال:

و فيها (4) وقعت الفتنة.

قال خليفة (5):قال إسماعيل بن إبراهيم: قتل الوليد بن يزيد و مروان بن محمّد بن مروان بأرمينية واليا عليها، فلمّا أتاه قتل الوليد دعا الناس إلى البيعة لمن رضيه المسلمون،

ص: 328


1- تحرفت في م إلى: الحفار.
2- في د: ظاهر.
3- تاريخ خليفة ص 372 (ت. العمري).
4- كذا بالأصل، و م، و د، و «ز»: و فيها، و لم يزد، و هو يعني سنة سبع و عشرين و مائة.
5- تاريخ خليفة ص 372 و ما بعدها.

فبايعوه، فلمّا أتاه وفاة يزيد بن الوليد دعا قيسا و ربيعة ففرض لستة و عشرين ألفا من قيس و سبعة آلاف من ربيعة، و أعطاهم أعطياتهم و ولّى على قيس إسحاق بن مسلم [العقيلي] (1)و على ربيعة المساور بن عقبة، ثم خرج يريد الشام، و استخلف على الجزيرة أخاه عبد العزيز ابن محمّد بن مروان، فلقيه وجوه قيس: الوثيق بن الهذيل بن زفر، و يزيد بن عمر (2) بن هبيرة الفزاري، و أبو الورد بن الهذيل بن زفر، و عاصم بن عبد اللّه بن يزيد الهلالي في أربعة آلاف أو خمسة آلاف من قيس، فساروا معه حتى قدم حلب و فيها بشر و مسرور ابنا الوليد أرسلهما إبراهيم بن الوليد حين بلغه مسير مروان، فصافّ القوم، فخرج أبو الورد بن الهذيل بن زفر في ثلاثمائة، فكبّروا و حملوا على مروان حتى كانوا قريبا منه، ثم حوّلوا وجوههم و أترستهم و لحقوا بمروان، و حمل مروان و من معه فانهزم مسرور و بشر،[من غير قتال] (3) قال:

فأخذهما مروان، فحبسهما عنده، و أسر ناسا كثيرا من أصحابهما، فأعتقهم مروان، ثم سار مروان حتى أتى حمص، فدعاهم إلى المسير معه و البيعة لوليي العهد: الحكم و عثمان ابني الوليد بن يزيد، و هما محبوسان عند إبراهيم بن الوليد بدمشق، فبايعوه، و خرجوا معه حتى أتى عسكر سليمان بن هشام بن عبد الملك بالعذراء، فانهزم سليمان بن هشام (4) بعد قتال شديد، و حوى مروان عسكره.

و بلغ عبد العزيز بن الحجّاج بن عبد الملك ما لقي سليمان و هو معسكر في ناحية أخرى، فأقبل إلى دمشق، و خرج إبراهيم بن الوليد من دمشق، و نزل باب الجابية، و تهيّأ للقتال و معه الأموال على العجل و دعا الناس فخذلوه، و أقبل عبد العزيز بن الحجّاج و سليمان بن الوليد (5) فدخلا مدينة دمشق يريدان قتل الحكم و عثمان ابني الوليد و هما في السجن، و جاء يزيد بن خالد بن عبد اللّه القسري، فدخل السجن فقتل يوسف بن عمر و الحكم و عثمان ابني الوليد بن يزيد و هما الحملان.

و يقال: ولي قتلهما مولى لخالد بن عبد اللّه، يقال له أبو الأسد، شدخهما بالعمد

ص: 329


1- سقطت من الأصل و د، و مكانها بياض في م و «ز»، استدركت اللفظة عن تاريخ خليفة.
2- تحرفت بالأصل، و «ز»، و م، و د، إلى: عمير، و التصويب عن تاريخ خليفة.
3- زيادة عن تاريخ خليفة.
4- قوله:«بالعذراء، فانهزم سليمان بن هشام» سقط من تاريخ خليفة.
5- كذا بالأصل، و م، و د، و «ز»، و المختصر:«سليمان بن الوليد» و في أصل تاريخ خليفة: سليمان بن الوليد، و صوبه محققه: سليمان بن هشام.

و أتاهم رسول إبراهيم فتوجه عبد العزيز بن الحجّاج إلى داره ليخرج عياله، فثار به أهل دمشق، فقتلوه و احتزوا رأسه، به أبا محمّد بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية، و كان محبوسا مع يوسف بن عمر و أصحابه، فأخرجوه، فوضعوه على المنبر في قيوده، و رأس عبد العزيز بين يديه، و حلّوا قيوده و هو على المنبر، فخطبهم و بايع لمروان، و شتم يزيد، و إبراهيم ابني الوليد و أشياعهم، و أمر بجسد عبد العزيز فصلب على باب الجابية منكوسا، و بعث برأسه إلى مروان بن محمّد، و بلغ إبراهيم فخرج هاربا، و استأمن أبو محمّد لأهل دمشق، فأمّنهم مروان و رضي عنهم، ثم أتى مروان يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية و أبو محمّد بن عبد اللّه بن يزيد ابن معاوية، و محمّد بن عبد الملك بن مروان، و أبو بكر بن عبد اللّه بن يزيد، فأذن لهم فكان أوّل من تكلم أبو محمّد بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية، فسلّم عليه بالخلافة، و عزّاه عن الوليد و ابنيه الحكم و عثمان ابني الوليد، قال: و أصيب الغلامان، إنا للّه، إن كانا الحملين اللذين (1) يذكران و يوصفان (2)،ثم بايعوه، ثم أتى دمشق، فأمر بيزيد بن الوليد فنبش و صلب، و أتته بيعة أهل الشام.

[قال خليفة:] (3) و فيها (4) أتى إبراهيم بن الوليد مروان بن محمّد بالجزيرة، فخلع نفسه فبايعه، فقبل منه و أمّنه، فسار إبراهيم فنزل الرقة على شاطئ الفرات، ثم أتاه كتاب سليمان ابن هشام يستأمنه فأمّنه، فأتاه فبايعه، و استقامت لمروان بن محمّد.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، أخبرني عمي مصعب بن عبد اللّه قال:

كانت بنو أمية يرون أن الخلافة تنزع منهم إذا وليها منهم ابن أم ولد، فكانوا لا يبايعون إلاّ لابن صريحة، حتى أخذ مروان بن محمّد الخلافة عنوة، و هو لأم ولد، فقتله بنو العباس، و أخذت الخلافة منه.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، أنا الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين، نا العباس بن

ص: 330


1- بالأصل و م و «ز»، و د: الحملان اللذان.
2- في تاريخ خليفة:«يؤكلان و يوضعان» و كتب محققه بالهامش: كذا بالأصل.
3- زيادة منا.
4- يعني سنة 127، و الخبر في تاريخ خليفة ص 374.

الوليد بن صبح (1)،نا عباس بن نجيح أبو الحارث، حدّثني الهيثم بن حميد، حدّثني راشد بن داود، عن أبي أسماء، عن ثوبان قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تزال الخلافة في بني أمية يتلقفونها تلقف الغلمان الأكرة، فإذا خرجت منهم فلا خير في عيش»[12009].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا نصر بن إبراهيم، و أبو محمّد بن فضيل.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن زيد السلمي، نا نصر المقدسي.

قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم.

ح و أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنا محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك الفرّاء، أنا عبد اللّه بن الحسن، أنا أبو الحسين الكلابي، أنا أبو الجهم بن طلاّب، قالا: نا هشام بن عمّار، نا أبو الحكم الهيثم بن عمران العبسي، و يخضب بحمرة قال:

سمعت رسالة مروان تقرأ بمسجد دمشق حين أمر لهم بعطاء، فعدّهم و عيالهم، و هو أوّل عطاء أمر لهم به.

أما بعد، فإنّ هذا الفيء فيء اللّه الذي فاءه على المسلمين بهم، و جعل فيه حقوقهم و قوتهم، و أوجب على واليهم حسن ولايته لهم، و توفيره عليهم، و تأدية (2) حقوقهم إليهم، فأمير المؤمنين يجهد لكم نفسه في جمعه و اجتلابه، شديد ظلفه (3) نفسه و ولده و أهل بيته و عمّاله عنه، بغيض إليه انتقاص شيء من حقوقكم و أطماعكم، و تأخيرها عنكم في إبّانها ما وجد إلى ذلك سبيلا، و قد أمرنا لكم بعطاء، فعدكم و عيالكم، فخذوا ذلك هنيئا مريئا، مباركا لكم فيه، و السلام عليكم.

و اللفظ لابن خريم.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ، أنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن أحمد بن الحكم الواسطي قال: سمعت أبا جعفر بن أبي شيبة يقول: حدّثني أبي قال:

ص: 331


1- تحرفت في م إلى صبيح، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 480/9.
2- موجود بالأصل جزء من اللفظة:«و تا» و المثبت عن م، و «ز»، و د.
3- ظلفه نفسه: منعه نفسه (تاج العروس: ظلف).
4- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 375/14 ضمن ترجمة أبي بكر بن عياش.

بعث هارون الرشيد إلى الكوفة إلى أبي بكر بن عيّاش، فأحضره، فخرج و معه وكيع (1)،فلما قدم استأذن على الرشيد، فأذن له فدخل، قال: و وكيع يقوده - و كان قد ضعف بصره - فلمّا رآه الرشيد قال له: يا أبا بكر، ادن، فلم يزل يدنيه، فلمّا قرب منه، قال وكيع:

تركته، و وقفت حيث أسمع كلامه، فقال له الرشيد: يا أبا بكر، قد أدركت أيام بني أمية، و أدركت أيامنا، فأيّنا كان خيرا؟ قال وكيع: فقلت: اللّهمّ ثبّت الشيخ، فقال: يا أمير المؤمنين، أولئك كانوا أنفع للناس، و أنتم أقوم بالصلاة، فصرفه الرشيد، و أجازه بستة آلاف، و أجاز وكيعا بثلاثة آلاف، أو كما قال ابن أبي شيبة.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عن رشأ بن نظيف، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين، أنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، حدّثني أبو خليفة، نا سعيد بن سليمان المهري قال: قال أبو الحسن المدائني و الهيثم بن عدي و ابن الكلبي و غيرهم قالوا:

كان مروان بن محمّد بن مروان عظيم المروءة و الكبر، يحب اللّهو، و السماع، و النشيد غير أنه شغل بالحرب، و لم يكن شيء أحبّ إليه من الحركة و الأسفار (2).

و قال عبد اللّه بن عيّاش: دخلت إليه يوما فقال: أ تعرف شعرا فيه:

و ما زالت رقاك تسل ضغني *** و تخرج عن أماكنها ضبابي

فتوهمت أنه سمع من يتغناه فحفظه، فقلت: نعم، هذا شعر قيل في عمك وجدك، أشهر في أهل بيتك من الشمس نهارا، ثم أنشده من قوله فيها:

أبوك حمى أمية حين زالت *** دعائمها و أصحب للضّراب

و كان الملك قد نصلت مداه *** فردّ الملك منها في النّصاب

حتى أمرت القصيدة بأسرها، ثم نهضت فلمّا توسطت الدار إذا خادم قد لحقني، قال:

يقول لك أمير المؤمنين، قد استحسنت القصيدة فاكتبها لنا و جئنا بها، قال: فقلت في نفسي:

عليك لعنة اللّه من وارث نعمة ما جهلت هذا الشعر و أنت تعرف شيئا.

قرأت في كتاب أبي الحسين الرازي، أنا أحمد بن عمير بن يوسف، نا أبو عبيد اللّه

ص: 332


1- يعني وكيع بن الجراح الرؤاسي، أبو سفيان، راجع ترجمته في تاريخ بغداد 496/13.
2- سير أعلام النبلاء 75/6 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 535.

معاوية بن صالح، أنا منصور بن أبي مزاحم قال (1):

سمعت أبا عبيد اللّه يقول: دخلت على أبي جعفر المنصور يوما فقال: إنّي أريد أن أسألك عن شيء، فاحلف باللّه إنك تصدقني، قال: فرماني بأمر عظيم، فقلت: يا أمير المؤمنين، و أدين اللّه بغير طاعتك و صدقك أو أستحلّ أن أكتمك شيئا علمته قال: دعني من هذا، و اللّه لتحلفن! قال: فأشار إلى المهدي أن أفعل، فحلفت، فقال: ما قولك في خلفاء بني أمية، فقلت: و ما عسيت أن أقول فيهم؟ إنه من كان منهم للّه مطيعا و بكتابه عاملا و لسنّة نبيّه صلى اللّه عليه و سلم متّبعا فإنه إمام يجب طاعته و مناصحته، و من منهم على غير ذلك فلا، فقال: جئت بها و الذي نفسي بيده عراقية، هكذا أدركت أشياخك من أهل الشام يقولون، قلت: لا أدركتهم يقولون: إن الخليفة إذا استخلف غفر اللّه له ما مضى من ذنوبه، فقال لي المنصور:

أي و اللّه، و ما تأخر (2) من ذنوبه، أ تدري ما الخليفة؟ سبيله ما يقام به [من] (3) الصلاة، و يحج به البيت، و يجاهد به العدو، قال: فعدّد من مناقب الخليفة ما لم أسمع أحدا ذكر مثله، ثم قال: و اللّه لو عرفت من حقّ الخلافة في دهر بني أمية ما أعرف اليوم لرأيت من الحق أن آتي الرجل منهم حتى أضع يدي في يده ثم أقول: مرني بما شئت.

فقال له المهدي: فكان الوليد منهم؟ فقال: قبّح اللّه الوليد (4)،و من أقعد الوليد خليفة، قال: فكان مروان منهم؟ فقال أبو جعفر: مروان، للّه در مروان، ما كان أحزمه و أمرسه و أعفّه عن الفيء، قال: فلم لمتموه و قتلتموه؟ قال: للأمر الذي سبق في علم اللّه (5).

ص: 333


1- الخبر رواه الذهبي من طريقه في تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 535 و سير أعلام النبلاء 76/6.
2- كذا.
3- استدركت على هامش الأصل، بعدها صح.
4- من هنا إلى قوله: در مروان، استدرك على هامش «ز».
5- بعدها كتب في «ز»: بلغت سماعا بقراءتي آخر الجزء الستين بعد الستمائة من الفرع و هو آخر المجلدة السادسة و الستين من الفرع بحرت بحول اللّه و حسن عونه و توفيقه و إرادته بمسجد فلوس خارج باب الجابية من مدينة دمشق حرسها اللّه يوم الجمعة الرابع و العشرين من شهر جمادى الآخرة سنة ست شعرة و ستمائة. سمع الجزء السابع و الخمسين بعد الأربعمائة من الأصل على الإمام الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي ابنه أبو الفتح الحسن و بنو أخيه أبو المظفر عبد اللّه و أبو منصور عبد الرّحمن و أبو المحاسن نصر اللّه بنو أبي عبد اللّه محمّد بن الحسن بقراءة القاضي بهاء الدين أبي المواهب الحسن بن هبة اللّه بن محفوظ بن صصرى و عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسين بن علي الشافعي و من خطه نقلت و آخرون درجوا و ذلك في السابع و العشرين من جمادى سنة أربع و ستين و خمسمائة بجامع دمشق حرسها اللّه. و سمع الجزء الثامن و الخمسين بعد الأربعمائة من الأصل على مصنفه الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه ابنه أبو الفتح الحسن و ابنا أخيه أبو منصور عبد الرّحمن و أبو المحاسن نصر اللّه ابنا أبي عبد اللّه محمّد بن الحسن و عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسين بن علي الشافعي و بخطه السماع في الأصل و منه نقلت بقراءة القاضي بهاء الدين أبي المواهب الحسن بن هبة اللّه بن محفوظ بن صصرى و آخرون و سمع نصفه الأول محمّد بن إسماعيل بن جوهر و ذلك في يومي الاثنين و الخمسين الثالث من رجب سنة أربع و ستين و خمسمائة بالمسجد الجامع بدمشق حرسها اللّه. و سمع الجزء التاسع و الخمسين بعد الأربعمائة من الأصل على مصنفه الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي ابنه أبو الفتح الحسن و ابن أخيه أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن بقراءة القاضي بهاء الدين أبي المواهب الحسن بن هبة اللّه بن محفوظ بن صصرى و إسماعيل بن علي بن شجاع و عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسين بن علي الشافعي و من خطه نقلت و آخرون و ذلك في يوم الجمعة الرابع من رجب سنة أربع و ستين و خمسمائة بالمسجد الجامع بدمشق. و سمع الجزء الستين بعد الأربعمائة من الأصل على مصنفه الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي رحمه اللّه ابنه أبو الفتح الحسن و ابنا أخيه أبو المظفر عبد اللّه و أبو منصور عبد الرّحمن ابنا محمّد بن الحسن بقراءة القاضي بن صصرى بهاء الدين الحسن أبي المواهب بن هبة اللّه بن محفوظ و عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم و ذلك في يومي الاثنين و الخمسين العاشر من رجب سنة أربع و ستين و خمسمائة بالمسجد الجامع بدمشق حرسها اللّه و من خط ابن نسيم نقلت. و سمع الجزء الحادي و الستين بعد الأربعمائة من الأصل مع القصيدة الميمية على سيدنا الحافظ ناصر السنة صدر الحفّاظ محدّث الشام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي ابنه أبو الفتح و ابنا أخيه أبو المظفر عبد اللّه و أبو منصور عبد الرّحمن ابنا محمّد بن الحسن بقراءة القاضي أبي المواهب الحسن بن هبة اللّه بن محفوظ بن صصرى و كاتب الأسماء عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسين بن علي الشافعي و من خطه تقلت و آخرون يوم الجمعة الحادي عشر من رجب سنة أربع و ستين و خمسمائة بالمسجد الجامع بدمشق حرسها اللّه. و سمع الجزء الثاني و الستين بعد الأربعمائة من الأصل على سيد الحفاظ محدث الشام أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه الشافعي ابنه أبو الفتح الحسن و ابن أخيه أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن بقراءة القاضي بهاء الدين أبي المواهب الحسن بن هبة اللّه بن محفوظ بن صصرى و كاتب الطبقة في الأصل عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسين بن علي الشافعي و من خطه نقلت و آخرون في يوم الجمعة الثامن عشر من رجب سنة أربع و ستين و خمسمائة بدمشق. و سمع جميع الجزء الثالث و الستين بعد الأربعمائة على صدر الحفاظ ناصر السنّة محدث الشام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي رضوان اللّه عليه ابنه أبو الفتح الحسن و ابنا أخيه أبو المظفر عبد اللّه و أبو منصور عبد الرّحمن ابنا محمّد بن الحسن و أبو القاسم علي بن الحسن بن علي بن شواس و سمع بعضه و قرأ الباقي أبو عبد اللّه ابن المحسن بن الحسين بن أبي المضى و كاتب الأسماء عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسين بن علي الشافعي و من خطه نقلت و سمع من أوله إلى بلغ السماع أبو علي الحسين بن المحسن بن الحسين بن أبي المضا بقراءة القاضي أبي المواهب الحسن بن هبة اللّه بن محفوظ بن صصرى و آخرون في يومي الاثنين و الخمسين الرابع و العشرين رجب سنة أربع و ستين و خمسمائة بجامع دمشق حرسها اللّه. و سمع الجزء الرابع و الستين بعد الأربعمائة من الأصل على ناصر السنّة صدر الحفاظ محدث الشام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي نضر اللّه وجهه ابنه أبو الفتح الحسن و ابن أخيه أبو منصور عبد الرّحمن ابن محمّد بن الحسن بقراءة القاضي بهاء الدين أبي المواهب الحسن بن هبة اللّه بن محفوظ بن صصرى و عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسين بن علي الشافعي و من خطه نقلت و آخرون في يوم الجمعة الخامس و العشرين من رجب سنة أربع و ستين و خمسمائة بالمسجد الجامع بدمشق حرسها اللّه نقل جميع ذلك و المجلدة محمّد بن يوسف بن محمّد بن أبي بداس البرزالي الإشبيلي وفقه اللّه و متّعه و نفعه و نفع به في التاريخ المذكور و المكان قبل كتب الطباق و الحمد للّه.

ص: 334

أخبرنا (1) أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو الحسن علي بن محمّد بن حبيب البصري، نا أبو عبد اللّه محمّد بن المعلّى بن عبد اللّه بن خلف الأزدي - بالبصرة - أنا أبو بكر الصولي، نا أبو العيناء، عن الأصمعي، ثنا جرير بن عثمان (2).

[قال ابن عساكر:] (3) كذا كان في كتاب القاضي، و الصواب: العلاء بن جرير.

عن أبيه، قال:

حضرت مجلس أبي الفضل البهراني، فذكروا العلوم فقال قائل: علم القرآن، فقال أبو الفضل: أجلّ العلوم إلاّ أنه أخروي، قلّ ما ينفع في الدنيا، و قال قائل: الفقه؟ فقال: علم جليل، قل ما يسلم حامله من الرياء و العجب، و قال قائل: الحساب؟ فقال: علم حسن، و ليس من علم أصحاب الدين، و قال قائل: علم الإعراب؟ فقال: علم لا يستغنى عن قليله، و لا يحتاج إلى كثيره، فقال له قائل: ففيم؟ و بم؟ قال: إنّ الشعر لنعم العون على الدنيا، قالوا: و كيف؟ قال: كان لمروان بن محمّد عريف على الشعراء يخبر أشعارهم، فيحسن لمحسنهم، و يرعى مسيئهم، و يتنحى لهم فاسدة فسلّمت عليه، فقال: ممّن الرجل؟ فقلت:

من بهراء قال: و فيم جئت؟ قلت: أنا شاعر و متشاعر، و لم يكن شعري مقبولا و لا مردودا و لا يقال: اعرب فيحل اللّه قلت: و لم أعزّك اللّه؟ قال: لأنه قد عرض لي مصراع من بيت شعر، و قد عرضته على عشرين شاعرا فكلّهم نكل عن إتمامه، فأسررت في نفسي أنهم فئة (4)منتحلون. قلت: على الحادي و العشرين، فعسى اللّه أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده، فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين، فقال:

لا يعلم الغيب إلاّ منزل الغيث

ص: 335


1- كتب قبلها في م: آخر الجزء الستين بعد الستمائة من الفرع. بسم اللّه الرحمن الرحيم و به نستعين و به ثقتي و كتب قبلها في ز: بسم اللّه الرحمن الرحيم و صلّى اللّه على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم.
2- رسمها بالأصل:«عسم» و في م: غندر، و المثبت عن د، و «ز».
3- زيادة منا للإيضاح.
4- تحرفت في م إلى: فدية.

فلطف اللّه لي، فقلت:

و ما لشيء قضاه اللّه من ريب

فقال: أحسنت ما شئت، اردفه، تظفر بحاجتك، فلطف اللّه لي، فقلت:

كم من ضعيف قوي الحظّ في دعة *** و من قويّ ضعيف الحظّ كالليث

فنهض و قال: آخر و حسبك، فلطف اللّه لي فقلت:

يعطى اللئيم بأوعى من الكريم (1) معا *** كأنّما الدهر في شيء من العبث

ثم خرج و بيده: صك بعشرة آلاف درهم أبيض، و مائة دينار أصفر، و خمسة عشر ثوبا، و مركوب مختار، و خادم أسود، و في كلّ يوم دينار جاريا، و في كلّ شهر ثلاث (2)حوائج، فانتفعت بذلك زمنا طويلا، و أنا في نفسه.

قال أبو العيناء: أظن المصراع الأول عرض لمروان.

قال: أنبأنا القاضي أبو الحسن بن حبيب: حضرت عند الصفي العلي فذكرت الأبيات المذكورة في هذا الخبر، و قلت: قال الأزدي: ليس ينضم إليها قافية، فقال أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الهاشمي البصري في الحال:

لا تكذبن فإن الرزق عن قدر *** يأتي إليك بلا كيف و لا حيث (3)

ثم عمل بيتا آخر حفظت عجزه، و لم أحفظ أوله:

و ما السهل في شرف الأخلاق كالميت

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد ابن عبيد بن الفضل.

قالا: و أنا أبو تمام علي بن محمّد الواسطي - إجازة - أنا أبو بكر بن بيري - قراءة.

قالا: أنا محمّد بن الحسين بن محمّد بن سعيد، نا ابن أبي خيثمة، نا سليمان بن أبي شيخ، نا أبو سفيان الحميري قال:

قدم علينا عمر بن ذرّ (4) في الحصار، و قد كان أتى مروان بن محمّد فقصّ عليه،

ص: 336


1- صدره في د: يعطى الكريم بارغام الكريم معا.
2- بالأصل، و م، و «ز»، و د: ثلاثة.
3- بدون إعجام بالأصل، و في «ز»: «جبت» و المثبت عن م و «ز».
4- تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق:13/45 رقم 5211 ط دار الفكر.

فبكى من قصصه فجعل يثني عليه، فتعجب من ثنائه على مروان، و مروان من أخبث الناس.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن المقلّد بن نصر بن منقذ هو في مجموع له:

كتب مروان بن محمّد إلى جارية تركها بالرملة عند انزعاجه إلى مصر منهزما .... (1) فقال:

و ما زال يدعوني إلى الصبر ما أرى *** فآبى و يدنيني الذي لك في صدري

و كان عزيزا أنّ بيني و بينك (2) *** حجاب فقد أمسيت مني على عشري

و أقواهما و اللّه للقلب فاعلمي *** إذا زدت مثلها فصرت على شهر

و أعظم من هذين و اللّه إنّني *** أخاف بأن لا نلتقي آخر الدّهر

سأبكيك لاستبقاء فيض عبرة *** و لا طالبا بالصّبر عاقبة الصّبر

أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد، و أبو عبد اللّه الأنصاري، قالا: أنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن محمّد الباقلاني - زاد سعد الخير: و أبو علي الحسن بن محمّد التككي قالا:- أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان، أنا القاضي أبو الحسين عبد الباقي بن قانع بن مرزوق، أنشدني أبو يحيى زكريا بن يحيى العجلي لنصر بن سيّار الكناني فيما كتب إلى مروان الحمار (3):

أقول (4) من التعجب: ليت شعري *** أ أيقاظ أميّة أم نيام؟

هم عز الأباطح من قريش *** و كاهلها المقدم و السنام

إذا صدح تفاوت لأموّه *** و ما صدعوا فليس له التآم

تخرّمت العرى من كلّ عبء *** و عج لحمله الثلث العبام

فأين عهودنا اللاتي (5) عليها *** أقر العهد و اعتقد الذمام

أ تحلبها و يحميها سوانا *** و منا حولها اللّجب الهمام

ص: 337


1- كلمة غير واضحة بالأصل و «ز»، و ليست اللفظة في م و د.
2- بالأصل و بقية النسخ: و بيننا، و المثبت عن المختصر.
3- الأبيات الثلاثة: الأول و الأخيران، في تاريخ الطبري 369/7 و الكامل لابن الأثير 459/3 و ستة منها في مروج الذهب 291/3 و الأخبار الطوال ص 357 فيها خمسة أبيات.
4- في الأخبار الطوال: و قلت.
5- بالأصل: اللواتي، و المثبت عن م، و «ز»، و د.

تعرّي (1) عن زمانك ثم قولي: *** على الإسلام و العرب السلام

أرى خلل الرماد (2) وميض جمر *** خليق (3) أن يكون له ضرام

فإن النار بالزندين (4) توري *** و إنّ الحرب يقدمه (5) الكلام

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان الصابوني قال: سمعت الأستاذ أبا منصور محمّد بن عبد اللّه بن حمشاد يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن عبد اللّه الرّازي يقول: سمعت أبا علي الحسن بن زيد - بفرغانة - يقول:

بلغني أن مروان بن محمّد مرّ على راهب في صومعة و هو هارب من أبي مسلم، فأشرف عليه الراهب، فسلّم عليه، فقال له: يا راهب، هل عندك علم (6) بالزمان؟ قال:

نعم، عندي من تلونه ألوان، قال: هل [تبلغ] (7) الدنيا من الإنسان أن تجعله مملوكا، قال:

نعم، قال: كيف؟ قال: هل تحبها؟ قال: نعم، قال: فأنت مملوك لها، قال: فما السبيل في العتق؟ قال: بغضها و التخلي منها، قال: هذا ما يكون، قال الراهب: أما تخلّيها منك فسيكون، فبادر بالهرب منها قبل أن تبادرك، فقال: هل تعرفني؟ قال: نعم، أنت ملك العرب، مروان، تقتل في بلاد السودان، و تدفن بلا أكفان، و لو لا أن الموت في طلبك لدللتك على موضع هربك (8).

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، ثنا الزبير بن بكّار، حدّثني سعيد ابن عمرو بن الزبير قال:

أنشدني - يعني - أمية بن عمرو السعدي، و أبان بن عنبسة بن أبان بن سعيد بن العاص في مروان بن محمّد حين انهزم من عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس:

ص: 338


1- صدره في مروج الذهب: ففري عن رحالك ثم قولي.
2- صدره في الطبري و ابن الأثير و مروج الذهب:«أرى بين الرماد» و في الأخبار الطوال: أرى تحت الرماد.
3- في الطبري: فأحج، و في ابن الأثير: فأخشى، و في الأخبار الطوال و مروج الذهب: و يوشك.
4- في المصادر جميعها: بالعودين تذكى.
5- في الطبري و ابن الأثير:«مبدؤها الكلام» و في مروج الذهب:«أولها كلام» و عجزه في الأخبار الطوال: و إن الشرّ مبدؤه كلام.
6- استدركت على هامش «ز».
7- زيادة عن م، و «ز»، و د.
8- تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 537.

لج الفرار بمروان فقلت له: *** عاد (1) الظلوم ظليما همّه الهرب

أين الفرار و ترك الملك إذ كشفت *** عنك الهوينا فلا دين و لا حسب

فراشة الحكم فرعون العقاب و إن *** تطلب نداه فكلب دونه كلب

قال سعيد بن عمرو: أنشدنيها أبان بن عنبسة (2) بن أبان بن سعيد بن العاص بن سعيد ابن العاص، و أمية بن عمرو السعدي (3).

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي، حدّثني أبو النضر العقيلي، نا أبو الحسين بن راهوية الكاتب عن من أخبره:

أن مروان بن محمّد جلس يوما و قد أحيط به، و على رأسه خادم له، فقال له: أ لا ترى ما نحن فيه؟ لهفي على يد ما ذكرت، و نعمة ما شكرت، و دولة ما نصرت، فقال له: يا أمير المؤمنين، من ترك القليل حتى يكثر، و الصغير حتى يكبر، و الخفي حتى يظهر، و أخّر فعل اليوم لغد حلّ به أكثر من هذا، فقال: هذا القول أشدّ عليّ من فقد الخلافة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم الفرضي، أنا عثمان بن أحمد بن السمّاك، نا إسحاق بن إبراهيم بن سنين، نا أحمد بن محمّد، عن محمّد بن المبارك قال:

كان آخر ما تكلّم به مروان بن محمّد قال لابن هبيرة: قاتل و إلاّ قتلتك، فقال ابن هبيرة: بودّي (4) أنك تقدر على ذلك، و كان نقش خاتمه: رضيت باللّه العظيم.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الشروطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الواحد بن محمّد، أنا محمّد بن المظفّر الحافظ، ثنا أبو القاسم عامر بن خريم ابن محمّد بن مروان الدمشقي، نا أحمد بن إبراهيم بن هشام بن ملاّس، نا أبو النضر إسحاق ابن إبراهيم بن يزيد مولى أم الحكم بنت عبد العزيز - أخت عمر بن عبد العزيز - ثنا يزيد بن ربيعة، نا أبو الأشعث الصنعاني، عن ثوبان قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نائما واضعا رأسه على فخذ أم حبيبة بنت أبي سفيان، فنحب ثم

ص: 339


1- في م: كاد.
2- تحرفت في «ز» إلى: عيينة.
3- في م: السعدني، و في «ز»: السعيدي.
4- بالأصل:«تود» و المثبت عن م، و د، و «ز».

تبسم فقالوا: يا رسول اللّه، رأيناك نحبت ثم تبسّمت، قال:«رأيت بني مروان يتعاورون على منبري فساءني ذلك، ثم رأيت بني العباس يتعاورون على منبري فسرّني ذلك»[12010].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: أنا (1)-أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن أبي جعفر، نا علي بن عمر الحافظ، نا أحمد بن محمّد بن سعيد، نا محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني، نا حسين بن أيوب الخثعمي (2)،حدّثني علي بن حديد (3) بن حكيم المدائني (4)،عن أبيه، نا أبو الجحّاف، أخبرني داود بن علي، عن أبيه، عن جده ابن عباس قال:

رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بني أمية على منبره فساءه ذلك، فأوحى اللّه عزّ و جل إليه: إنّما هو ملك يصيبونه، و نزلت: إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَ مٰا أَدْرٰاكَ مٰا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (5).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (6)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا محمّد ابن عبد اللّه بن عمروية الصفّار - ببغداد - نا محمّد بن إسحاق الإمام، نا زيد بن أخزم أبو طالب الطائي (7)،نا أبو داود، نا القاسم بن الفضل، ثنا أبو داود القاسم الحرّاني (8).

ح قال: و أخبرني (9)أبو الحسين (10)المعمري، نا محمّد بن إسحاق الإمام، نا زيد بن أخزم أبو طالب الطائي، ثنا أبو داود، نا القاسم بن الفضل، نا يوسف (11)بن مازن الراسبي قال:

قام رجل إلى الحسن بن علي فقال: ما مسوّد وجه المؤمنين، فقال الحسن: لا تؤنبني (12)-رحمك اللّه - فإنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رأى بني أمية يخطبون على منبره رجلا فرجلا،

ص: 340


1- بالأصل:«نا» و المثبت عن «ز»، و م، و د.
2- في د: الحنفي.
3- تحرفت بالأصل إلى جرير، و في م و «ز» إلى: حربد، و المثبت عن د.
4- في د: المديني، تصحيف.
5- سورة القدر، الآيات من 1 إلى 3.
6- رواه البيهقي في دلائل النبوة 509/6-510.
7- ترجمته في تهذيب الكمال 421/6.
8- من قوله: ببغداد إلى هنا مكانه في دلائل النبوة: حدثنا أحمد بن زهير بن حرب، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا القاسم بن الفضل الحراني.
9- الذي في الأصل و م و «ز»: «و أخبرني أبو القاسم أبو الحسين المعمري» و المثبت عن د.
10- في دلائل النبوة: الحسن.
11- في «ز»: «نا أبو سفيان بن مازن الراسبي».
12- بدون إعجام بالأصل و بقية النسخ، و المثبت عن دلائل النبوة.

فساءه ذلك، فنزلت: إِنّٰا أَعْطَيْنٰاكَ الْكَوْثَرَ (1)نهر في الجنة، و نزلت: إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَ مٰا أَدْرٰاكَ مٰا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (2)تملكه بنو أمية.

قال: فحسبنا ذلك فإذا هو كما قال، لا يزيد و لا ينقص.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد ابن عبيد - إجازة-.

ح قالا: و أنا أبو تمّام الواسطي - إجازة - أنا أبو بكر أحمد بن عبيد - قراءة - أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا يحيى بن معين، نا عبد اللّه بن نمير، عن سفيان الثوري، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب.

في قوله: وَ مٰا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنٰاكَ إِلاّٰ فِتْنَةً لِلنّٰاسِ (3)قال: رأى ناسا من بني أمية على المنابر، فساءه ذلك، فقيل له: إنّما هي دنيا يعطونها، فسري عنه[12011].

قال: و نا ابن أبي خيثمة، نا عبد الرّحمن بن صالح الأزدي، أنا يونس بن بكير، عن أبي جعفر الرازي عيسى بن عبد اللّه التميمي، عن الربيع بن أنس البكري قال:

لما أسري بالنبي صلى اللّه عليه و سلم رأى فلانا - و هو بعض بني أمية - على المنبر يخطب الناس، فشق ذلك على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأنزل اللّه تعالى: وَ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتٰاعٌ إِلىٰ حِينٍ (4)يقول: هذا الملك فتنة لكم و متاع إلى حين[12012].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن جنيقا، أنا إسماعيل بن علي الخطبي، نا موسى بن إسحاق، حدّثنا عبد اللّه - هو ابن أبي شيبة - نا وكيع، عن سفيان، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب: وَ مٰا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا قال: رأى قوما على المنابر، فساءه ذلك، فقيل له: إنّما هي دنيا يعطونها، قال: فذهب عنه[12013].

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه التابعي (5)،أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ، أخبرني علي بن محمّد بن الحسن المالكي، أنا عبد اللّه بن عثمان الصفّار، أنا محمّد بن عمران بن موسى الصيرفي، نا عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه المديني، قال: سمعت أبي و قلت له شيئا.

ص: 341


1- سورة الكوثر، الآية الأولى.
2- سورة القدر، الآيات من 1 إلى 3.
3- سورة الإسراء الآية:60.
4- سورة الأنبياء، الآية:111.
5- كذا بالأصل و م و «ز»: «التابعي» و في د: التاجر.

رواه الشاذكوني عن يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أريت (1) بني أمية القردة و الخنازير يصعدون منبري، فشق عليّ فأنزلت: إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ،فإنك في صورة القردة و الخنازير أشدّ الإنكار»[12014].

قال: حدّثناه يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن علي بن زيد، عن ابن المسيّب قال: قال نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أريت بني أمية يصعدون منبري، فشق ذلك عليّ، فأنزلت: إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ».

و أنكر أول حديث ابن الشاذكوني أشد الإنكار.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن زكريا الجوزقي، أنا عمر بن الحسن القاضي، أنا أحمد بن الحسن، ثنا أبي، نا حصين بن مخارق، عن فطر بن خليفة، و بسّام الصيرفي، و يزيد بن خليفة، و مسلم النحام عن أبي الطفيل، عن علي أنه سئل عن: اَلَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّٰهِ كُفْراً (2)،قال: بنو أمية، و بنو مخزوم رهط لبني جهل.

أخبرنا أبو النجم عباد بن أحمد بن طاهر بن عبد اللّه الأصبهاني، أنا أبو علي الحسن ابن عمر بن الحسن بن يونس.

ح و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا محمود بن جعفر بن محمّد بن أحمد الكوسج (3)،و محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان سلة.

قالوا: أنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن البغدادي، ثنا ابن بليل الهمداني، سمّاه عباد و نسبه محمّد بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن، نا عباس - و قال عبّاد: العباس - الدوري، نا أبو سعيد عثمان بن عبد الوهّاب الثقفي، نا أبي، نا مالك بن دينار قال: سمعت أبا الجوزاء يقول:

و اللّه ليغيّرن اللّه ملك بني أمية كما غيّر ملك من كان قبلهم، ثم قرأ أبو الجوزاء:

ص: 342


1- بالأصل و د، و م:«أ رأيت» و المثبت عن «ز».
2- سورة إبراهيم، الآية:28.
3- تحرفت بالأصل تقرأ: الكوفي، و تقرأ: الكوسج، و المثبت عن م، و «ز»، و د.

وَ تِلْكَ الْأَيّٰامُ نُدٰاوِلُهٰا بَيْنَ النّٰاسِ (1) .

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (2):

و في هذه السنة - يعني - سنة اثنين و ثلاثين و مائة بعث أبو العباس عمه عبد اللّه بن علي ابن عبد اللّه بن العبّاس لقتال مروان، و زحف (3) مروان بمن معه من أهل الشام و الجزيرة، و حشدت معه بنو أمية بأنفسهم و أتباعهم.

فحدّثني بشر بن سيّار (4) عن شيخ من أهل الجزيرة، قال: خرج مروان في مائة ألف من فرسان أهل الشام و الجزيرة.

قال خليفة: و قال أبو الذيال: كان مروان في مائة ألف و خمسين ألفا، فسار حتى نزل الزابين دون الموصل، و سار عبد اللّه بن علي، فالتقوا يوم السبت صبيحة إحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة اثنين و ثلاثين و مائة، فهزم مروان، و قطع الجسور إلى الجزيرة، فأخذت بيوت الأموال و الكنوز، فأتى دمشق، و سار عبد اللّه بن علي حتى دخل الجزيرة، ثم خرج و استخلف موسى بن كعب التميمي، و توجّه عبد اللّه بن علي إلى الشام [و أرسل أبو العباس صالح بن علي حتى اجتمعا جميعا] (5) ثم سار إلى دمشق فحاصروهم [أياما] (6) حتى افتتحوها و كان مروان يومئذ بفلسطين فهرب حتى أتى مصر.

قال أبو الذيال (7) كان مروان بمصر، فلما بلغه دخول عبد اللّه بن علي دمشق عبر النيل و قطع الجسر، ثم سار قبل بلاد الحبشة، و وجّه عبد اللّه صالح بن علي في طلب مروان، فاستعمل صالح عامر (8) بن إسماعيل، أحد بني الحارث بن كعب، و توجّه في أثر مروان، فلحقه بقرية من قرى مصر يقال لها: بوصير، فقتل مروان [في ذي الحجة سنة اثنتين و ثلاثين و مائة] (9).

ص: 343


1- سورة آل عمران، الآية:140.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 402 (ت. العمري).
3- بالأصل: رجف، و المثبت عن «ز»، و تاريخ خليفة.
4- كذا بالأصل، و «ز»، و د، و م، و في المختصر:«بشار»، و في تاريخ خليفة: يسار.
5- الزيادة بين معكوفتين عن تاريخ خليفة.
6- زيادة عن خليفة.
7- بالأصل و بقية النسخ:«أبو الرجال» و المثبت عن تاريخ خليفة.
8- بالأصل و «ز»، و م، و د: عمرو، و المثبت عن تاريخ خليفة.
9- الزيادة عن تاريخ خليفة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال (1):

و هرب مروان بن محمّد إلى مصر، فنزل إلى كنيسة يقال لها: بوصير، من كور الصعيد، من آخر الليل، فأرق و سهر، فسأل بعض أهلها، فقال: ما اسم هذه؟ قيل: بوصير، فتطيّر من ذلك - و أتقن مروان ذلك مما نزل به - فجعل يرجّع و يقول: بوصير، إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ ،فيها المصير إلى اللّه.

و أحاط عامر بن إسماعيل ببوصير، فقتلوا مروان، و حاز صالح بن علي (2)[بن] (3) عبد اللّه بن عبّاس عسكر مروان، و بعث عامر برأس مروان إلى أبي عون، فبعث به إلى صالح (4)ابن علي يوم الأحد لثلاث من ذي الحجّة سنة اثنين و ثلاثين و مائة، و بعث صالح بالرأس مع خزيمة بن يزيد بن هانئ إلى أبي العباس و هو بالحيرة.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، نا أبي أبو يعلى.

قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال:

و هلك مروان بن محمّد و هو ابن ثنتين و ثمانين سنة، و لي أربع سنين.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، و علي بن زيد السلميان، قالا: أنا أبو الفتح المقدسي - زاد الفقيه: و أبو محمّد بن فضيل قالا:- أنا أبو الحسن بن عون، أنا أبو علي بن مثنى، أنا أبو بكر ابن خريم، نا هشام بن عمارة، نا الهيثم بن عمران العبسي قال:

ولي مروان ست سنين، ثم قتل بمصر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (5):سمعت أبا مسهر يقول: ثم جاء مروان بن محمّد فأقام خمس سنين.

ص: 344


1- ليس في المعرفة و التاريخ المطبوع ليعقوب بن سفيان.
2- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
3- الزيادة عن «ز»، و م، و د.
4- بالأصل:«أبي صالح».
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 196/1.

حدّثني هشام عن الهيثم بن عمران أن مروان بن محمّد بن مروان أقام ست سنين، ثم قتل بمصر.

و أخبرني عبد الأعلى بن مسهر: أنه قتل في ذي الحجّة سنة ثنتين و ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا علي ابن أحمد بن أبي قيس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين ابن بشران، أنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك، قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا عباس - و في رواية عمر بن الحسن أخبرني العباس - بن هشام عن أبيه قال:

قتل مروان بن محمّد بمصر يوم الاثنين في ذي الحجّة ثلاث عشرة ليلة خلت منه سنة ثنتين و ثلاثين و مائة، فجميع ما قام مروان إلى أن بويع لأبي العباس خمس سنين و ثلاثة أشهر.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة (1)،حدّثني الوليد بن هشام، عن أبيه [عن جده] (2)،و عبد اللّه بن المغيرة عن أبيه و أبو اليقظان و غيرهم، قالوا: قتل مروان ببوصير في آخر ذي الحجّة سنة اثنتين و ثلاثين، و هو ابن ستين سنة (3)،و قال حاتم بن مسلم: ابن اثنتين و ستين، و كانت ولايته إلى أن قتل خمس سنين و عشرة أشهر و عشرة أيام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين ابن بشران، أنا عمر بن الحسن بن علي، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو عبد اللّه العجلي، نا عمرو بن محمّد، عن أبي معشر قال:

كانت خلافة مروان بن محمّد أربع سنين و ستة أشهر، و مات و هو ابن ثنتين و ستين سنة (4).

و قال غير أبي عبد اللّه: قتل مروان بن محمّد بمصر في قرية يقال لها بوصير، و الذي سار إليه فقتله عامر بن إسماعيل، و كان على مقدمة صالح بن علي (5).

ص: 345


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 404-409.
2- الزيادة عن تاريخ خليفة.
3- قوله: و هو ابن ستين سنة، ليس في تاريخ خليفة.
4- في تاريخ خليفة:«قتل سنة ثنتين و ثلاثين» كذا.
5- تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 536.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا أبو جعفر بن أبي شيبة قال: قال أبي:

و ولي من بعده مروان بن محمّد بن مروان بن الحكم خمس سنين إلاّ أشهرا، و هلك و هو ابن اثنتين و ستين سنة، و قال عمي أبو بكر: و ولي مروان بن محمّد خمس سنين، و هو الذي أخذت منه الخلافة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن جنيقا، أنا إسماعيل بن علي، نا البربري، نا ابن أبي السري قال:

قتل مروان بن محمّد بمصر في قرية يقال لها بوصير في غربي الأشمونين يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي الحجّة سنة اثنتين و ثلاثين و مائة، و هو ابن ثلاث و ستين سنة.

قال ابن أبي السري: قال هشام بن الكلبي: قتل و هو ابن أربعين سنة، قال: و قال العمري: قتل لعشر ليال خلون من جمادى الآخرة سنة ثنتين و ثلاثين و مائة.

[قال ابن عساكر:] (1) و هذا القول من العمري غلط لأن هذا تاريخ وقعة مروان بالزاب (2) و مروان لم يقتل في وقعة الزّاب (3)،إنّما انهزم، و هرب.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين (4) بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنبأ أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار قال: قال أبو حفص الفلاس:

و جعل - يعني - يزيد بن الوليد الأمر بعده لأخيه إبراهيم، فلم يستقيموا عليه و اختلط الأمر، و أقبل مروان بن محمّد من أرمينية فقتلهم، و اختلط أمرهم أكثر من شهر و بويع مروان ابن محمّد يوم الاثنين في صفر سنة سبع و عشرين و مائة، و قتل مروان يوم الخميس لست بقين من ذي الحجّة سنة إحدى و ثلاثين و مائة، هزمه أبو عون، و قتله عامر بن إسماعيل في بعض عمل مصر، فملك إلى أن قتل خمس سنين إلاّ نحو من شهرين، ثم انقضت وقعتهم.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة - قراءة - عن عبد العزيز بن أحمد، أنا بكر بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال:

ص: 346


1- زيادة منا.
2- رسمها بالأصل و «ز»، و م و د «بال؟؟؟ راب» و الصواب ما أثبت.
3- رسمها بالأصل و «ز»، و م و د «بالتراب» و الصواب ما أثبت.
4- بالأصل و «ز»، و م:«وائلة، تحريف، و الصواب عن د.

و فيها - يعني - سنة سبع و عشرين و مائة بويع مروان بن محمّد بن مروان بن الحكم بدمشق لثلاث ليال خلون من صفر، و قد قيل: لثلاث خلون من شهر ربيع الأول، قال: و قتل مروان بمصر في ذي الحجة لست بقين منه - يعني - سنة اثنين و ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة-.

ح قالا: و أنا أبو تمام علي بن محمّد الواسطي، أنا أبو بكر بن بيري - قراءة-.

قالا: أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أنا الحسن بن أبي الحسن قال:

ظهر مروان خمس سنين ثم قتل في سنة ثلاث و ثلاثين و مائة، و هو ابن تسع و ستين سنة.

قرأت على أبي الحسن الخضر بن الحسين بن عبدان، عن الحسن بن أحمد بن عبد الواحد السلمي، أنا أبو المعمر المسدّد بن علي (1) بن عبد اللّه، نا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن خالويه، نا ابن دريد قال:

كنا في حلقة الرياشي فتذاكروا حديث بني أمية، و خاضوا (2) فيه، و الرياشي ساكت، ثم قال:

لعمرك إن في ذنبي لشغلا (3) *** بنفسي عن ذنوب بني أمية

ذنوبي كلها أخشى رداها *** و لا أخشى ذنوبهم عليه

فليس بصائر قد لقوه *** إذا ما اللّه أصلح ما لديه

على ربي حسابهم إليه *** تناهى علم ذلك لا إليه

7330 - مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة

7330 - مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن (4) بن حذيفة

ابن بذر أبو عبد اللّه الفزاري (5)

كوفي الأصل، و سكن دمشق.

ص: 347


1- «بن علي» مكرر بالأصل و «ز»، و المثبت يوافق د، و م، راجع ترجمته في سير الأعلام 518/17.
2- بالأصل، و «ز»، و م:«و خاطبوا» و المثبت عن د.
3- رسمها بالأصل و د:«تسعلا» و المثبت عن «ز»، و م.
4- في «ز»، و م: حصين.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 20/18 و تهذيب التهذيب 408/5 و الجرح و التعديل 372/8 و تاريخ بغداد 149/13 تذكرة الحفاظ 295/1 و سير أعلام النبلاء 51/9 و التاريخ الكبير 372/7 و ميزان الاعتدال 93/4 و شذرات الذهب 333/1.

روى عن إسماعيل بن أبي خالد، و أبي مالك الأشجعي، و الأعمش، و فضيل بن غزوان الضبّي، و عاصم بن سليمان الأحول، و سعيد بن عبيد الطائي، و محمّد بن سوقة، و منصور بن حيّان، و موسى الجهني، و حاتم بن أبي صغيرة، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و وائل بن داود، و المغيرة بن مسلم، و عبد الواحد بن أيمن، و أبان بن إسحاق، و كثير المؤذّن، و مالك بن مغول، و سعيد بن أبي راشد، و محمّد بن حسّان (1)،و إسماعيل بن سميع، و أبي يعفور عبد الرّحمن بن عبيد بن بسطاس، و الحكم بن عبد الرّحمن بن أبي نعم، و عوف بن أبي جميلة الأعرابي، و محمّد بن إسحاق، و فائد أبي الورقاء، و عبد الملك بن أبي سليمان، و الأزهر بن راشد الكاهلي، و سعاد اليشكري، و هلال بن سويد الأحمري، و عمر ابن سويد الثقفي، و إسحاق بن يحيى بن طلحة، و جويبر بن سعيد، و ينزل بمنى، و يحيى بن أبي أنيسة.

روى عنه من أهل دمشق: سليمان بن عبد الرّحمن، و محمّد بن هشام بن ملاّس، و عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان، و عمران بن يزيد بن أبي جميل، و سليمان بن أحمد - نزيل واسط - و محمود بن خالد، و دحيم، و أبو الوليد أحمد بن عبد الرّحمن بن بكّار البسري (2)، و هشام بن عمّار، و محمّد بن الحسن الوحيدي، و عبد الوهّاب بن عبد الرحيم الأشجعي، و هشام بن خالد، و سلم (3) بن يحيى الحجراوي، و أبو الجماهر محمّد بن عثمان، و عبد السّلام بن إسماعيل الحدّاد، و هشام بن إسماعيل (4) بن العطار، و موسى بن أيوب النصيبي، و محمّد بن أبي السري العسقلاني، و الحسن بن عرفة، و محمّد بن عبد اللّه بن يزيد بن المقرئ، و يحيى بن معين، و علي بن المديني، و محمّد بن عبد اللّه بن عمير، و أبو بكر بن أبي شيبة، و عبد اللّه بن الزبير الحميدي، و إبراهيم بن نصر السوريني.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، ثنا أبو محمّد الجوهري - إملاء - أنا أبو العباس عبد اللّه بن موسى بن إسحاق الهاشمي، نا محمّد بن سليمان.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى، قالا: أنا

ص: 348


1- تحرفت في «ز» إلى حيان.
2- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: السري، و في م:«التستري» و المثبت عن د، و تهذيب الكمال.
3- في «ز»: سالم.
4- بالأصل:«و إسماعيل و هشام» و فوقهما علامتا تقديم و تأخير، صوبنا الاسم عن م، و «ز»، و د، و تهذيب الكمال.

أبو الحسين بن النّقّور، أنا علي بن عمر بن محمّد، أنا محمّد بن سليمان الباغندي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السيدي، قالا: أنا أبو عثمان البحيري.

ح و أخبرنا أبو محمّد السيدي (1)،و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، قالا: أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا الحسن (2) بن سفيان قالا: نا هشام ابن عمّار، نا مروان بن معاوية، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن أبي حازم، عن جرير قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من يتزود في الدنيا ينفعه في الآخرة»[12015].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السيدي (3)،قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأ أبو أحمد الحاكم، ثنا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا هشام بن عمّار، ثنا مروان بن معاوية الفزاري، نا أبو مالك الأشجعي، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن اللّه خلق كل صانع و صنعته»[12016].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا أبو بكر البرقاني، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه، أنا الحسين بن إدريس الأنصاري، نا سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل ذكر أبا إسحاق الفزاري فقال:

كان مروان ابن عمّه، كانا من ولد أسماء بن خارجة، قال: قلت لأحمد: من أين كان مروان - أعني الفزاري؟- قال: كان من أهل الكوفة، كان صار بمكة، ثم صار بدمشق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، نا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، نا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول:

و مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء، و هو ابن عمّه - يعني - أبا إسحاق إبراهيم بن محمّد بن الحارث الفزاري (5).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا

ص: 349


1- تحرفت بالأصل إلى:«السد» و في «ز» و م:«السندي» و المثبت عن د.
2- في د: الحسين.
3- في «ز»: السندي، و في م: المسندي.
4- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 150/13.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 404/1.

أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (1):

مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن (2) بن حذيفة بن بدر الفزاري، و يكنى أبا عبد اللّه، كان من أهل الكوفة، ثم أتى الثغر، فأقام به، ثم قدم بغداد، فأقام بها، و نزلها و سمع منه البغداديون، و كان ثقة، ثم خرج إلى مكة فأقام بها، فمات في عشر ذي الحجة قبل التروية بيوم سنة ثلاث و تسعين و مائة، و كان يوم مات ابن إحدى و ثمانين سنة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (3):

مروان بن معاوية بن فلان بن خارجة بن أسماء، أبو عبد اللّه الفزاري، الكوفي، سكن مكة، سمع الأعمش، و ابن أبي خالد، و عاصم الأحول.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):

مروان بن معاوية الفزاري، و هو ابن معاوية بن الحارث بن خارجة بن أسماء، أبو عبد اللّه الكوفي الأصل، مكي الدار، ثم صار إلى دمشق، و مات بمكة، روى عن الأعمش، و إسماعيل بن أبي خالد، و محمّد بن سوقة، و منصور بن حيان، و موسى الجهني، روى عنه علي بن المديني، و ابن نمير، و أبو بكر [بن أبي شيبة، و الحميدي، و هشام بن عمار، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر] (5) محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:

ص: 350


1- طبقات ابن سعد 329/7.
2- تحرفت في «ز»، و م إلى: حصين.
3- التاريخ الكبير للبخاري 372/7.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 272/8.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، و استدرك عن د، و راجع الجرح و التعديل.

أبو عبد اللّه مروان بن معاوية الفزاري، سمع الأعمش، و إسماعيل بن أبي خالد، و عاصم الأحول.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه مروان بن معاوية الفزاري، الكوفي، ثقة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو عبد اللّه مروان بن معاوية بن حارث بن أسماء بن خارجة بن عيينة بن حصن (1) بن حذيفة بن بدر الفزاري، الكوفي، سكن مكة، سمع الأعمش، و إسماعيل بن أبي خالد، روى عنه محمّد بن يوسف، و إبراهيم بن حمزة، و علي بن عبد اللّه المديني، كنّاه لنا محمّد، حدّثنا محمّد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء بن خارجة أبو عبد اللّه الفزاري، نسبه حامد بن سهل بن عبد الجبار بن العلاء في مسند قيس عن جرير، سمع حميد الطويل، و عاصم الأحول، و إسماعيل بن أبي خالد، و هاشم بن هاشم، روى عنه علي، و الحميدي، و المسندي، و محمّد غير منسوب هو عندي ابن سلاّم، في النكاح و الصلاة، و جزاء الصيد، و الوصايا، و الأطعمة، مات بمكة فجأة قبل يوم التروية بيوم سنة ثلاث و تسعين و مائة.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):

مروان بن معاوية بن الحارث بن عثمان بن أسماء بن خارجة بن عيينة بن حصن (3) بن حذيفة بن بدر أبو عبد اللّه الفزاري، كوفي الأصل، سمع إسماعيل بن أبي خالد، و عاصم الأحول، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و حميد الطويل، و سليمان الأعمش، و عمر بن حمزة

ص: 351


1- تحرفت في «ز» إلى: حصين.
2- تاريخ بغداد 149/13.
3- تحرفت في «ز» إلى: حصين.

العمري، و عبد الرّحمن بن زياد الافريقي، و عبد اللّه بن عبيد اللّه بن الأصم، و كان قد تحوّل إلى دمشق فسكنها، و قدم بغداد، و حدّث [بها] (1) روى عنه قتيبة بن سعيد، و داود بن عمرو الضبي، و أحمد بن حنبل، و أبو خيثمة زهير بن حرب، و يحيى بن معين، و داود بن رشيد، و يعقوب الدورقي، و إسحاق بن راهوية، و الحسن بن عرفة و غيرهم.

قال (2):و حدّثني الأزهري، نا عبيد اللّه بن أحمد المقرئ أن محمّد بن مخلد أخبره [قال:] أخبرني أبو طاهر الدمشقي، حدّثني أبي، نا مروان بن معاوية الفزاري قال: أتيت الأعمش فقال لي: ممن أنت؟ فقلت: أنا مروان بن معاوية بن الحارث بن عثمان بن أسماء بن خارجة الفزاري، فقال لي: لقد قسم جدك أسماء قسما، فنسي جارا له ثم استحيى أن يعطيه، و قد بدأ بآخر قبله، فنقب (3) عليه وصب الماء صبا، أ فتفعل أنت شيئا من ذلك؟.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين القطّان، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال (4):سمعت الحميدي يقول: وقع بين الحويطي و مروان الفزاري كلام، فتفاخرا، فقال مروان: لو كان العزّ في السحاب لنلته بجدي عيينة (5)،فشنع عليه الحويطي، و آذاه و جفاه الناس، فسمعت زهدم بن الحارث قال: أتيته، فقلت له: حدّثني، فقال: لا أحدثك حتى تجمع جماعة يجتمعون إليّ و أحدّثكم، و أظنه قد قال: سمّى عددا معلوما يجتمعون إليّ.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنبأ الجوهري، أنا محمّد بن العباس، نا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

لما قدم مروان - يعني: ابن معاوية - قيل له فأتيته في خان منارة، فإذا عنده معلى بن منصور، و هو يسأله في قرطاس، فلما رآني طوى القرطاس ثم لم أره عنده بعد ذلك، و لزمناه، فكتبنا عنه.

ص: 352


1- و سقطت من الأصل، ثم كتبت فوق الكلام بخط مغاير.
2- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 149/13-150.
3- كذا بالأصل و النسخ، و في تاريخ بغداد: فبعث.
4- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 130/3.
5- يعني عيينة بن حصن الفزاري.
6- تاريخ بغداد 150/13.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (1)،أنا أبو بكر الأسدي قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول:

مروان بن معاوية ثبت، حافظ.

أخبرنا أبو الحسن ناصر، و أبو منصور، أنا أبو بكر بن علي (2)،أنا البرقاني، أنا أحمد ابن محمّد بن حسنويه، أنبأ الحسين بن إدريس، نا سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما كان أحفظ [من] (3) مروان بن معاوية، كان يحفظ حديثه كله، و قال:

سمعت أحمد يقول: مروان بن معاوية ثقة.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، و أبو القاسم الواسطي، قالا: نا - و أبو منصور المقرئ قال: أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت - يعني - ليحيى بن معين: فمروان بن معاوية؟ فقال: ثقة.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، و أبو منصور المقرئ، أنا الخطيب (5)،أخبرنا السكري، أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا جعفر بن محمّد بن الأزهر، نا ابن الغلابي قال: قال يحيى ابن معين: مروان بن معاوية ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، ثنا أبي قال: قال يحيى بن معين:

مروان بن معاوية ثقة من المعروفين، و يروي عن أقوام لا ينبغي أن يروي عنهم، منهم:

محمّد بن سعيد المصلوب (6)،يكنى عنه يقال: محمّد بن أبي قيس.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أخبرنا

ص: 353


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 273/8.
2- تاريخ بغداد 151/13.
3- سقطت من الأصل و بقية النسخ و استدركت من تاريخ بغداد.
4- تاريخ بغداد 150/13.
5- تاريخ بغداد 150/13.
6- ترجمته في ميزان الاعتدال 564/3، و الضعفاء الكبير للعقيلي 70/4.

يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (1)،نا محمّد بن عثمان قال: سئل يحيى بن معين و أنا أسمع: كيف كان مروان بن معاوية في الحديث؟ فقال: كان ثقة فيما يروي عمن يعرف، و ذاك أنه كان يروي عن أقوام لا يدري من هم و يغير أسماءهم، و كان يحدّث عن محمّد بن سعيد المصلوب، و كان يغيّر اسمه، يقول: حدّثنا محمّد بن أبي قيس لئلا يعرف (2).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال: سمعت عباس بن إبراهيم القراطيسي يقول: سمعت جعفر الصائغ يقول: سمعت يحيى بن معين يقول:

علي بن ثابت، و إسماعيل بن عياش، و بقية، و مروان بن معاوية، و زيد بن حباب ثقات في أنفسهم إلاّ أنهم يحدّثون عن الكل و أتونا بالعجائب، أو كما قال.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسن المالكي، و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنبأ الأزهري، و عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصيرفي، قالوا: ثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلاّل، نا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي قال:

فأمّا مروان بن معاوية، و عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي فهما ثقتان.

أخبرنا أبو الحسن أيضا، نا - و أبو منصور، أنا - الخطيب، نا الطّيّوري، نا الخصيب بن عبد اللّه القاضي، نا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي، أخبرني أبي قال:

أبو عبد اللّه مروان بن معاوية الفزاري ثقة.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد، أنا رشأ ابن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد قال:

مروان بن معاوية كوفي، ثقة، صدوق.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، و أبو منصور، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا محمّد بن أحمد

ص: 354


1- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 203/4.
2- كذا بالأصل و بقية النسخ، و في الضعفاء الكبير: لأنه لا يعرف.
3- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 150/13.

ابن رزق، أنا هبة اللّه بن محمّد بن حبش (1) الفراء، أنا أبو جعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال:

رأيت أبا حذيفة عبد اللّه بن مروان بن معاوية قد جاء إلى يحيى بن معين يسلم عليه، فلما قام قال له أبو شيبة ابن عمي: يا أبا زكريا، كيف مروان في الحديث؟ فقال: كان ثقة فيما يروي عن من يعرف، و قال: إنه كان يروي عن أقوام لا يروي عنهم و يغيّر أسماءهم، و كان يحدّث عن محمّد بن سعيد الذي كان صلب، و هو يكني اسمه، فيقول: حدّثنا محمّد بن أبي قيس، لكي لا يعرف.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، نا أبو بكر الخطيب، حدّثني القاضي أبو عبد اللّه الصيمري، نا علي بن الحسن الرّازي.

ح و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أحمد ابن عبيد، قالا: نا محمّد بن الحسين، ثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

كان مروان بن معاوية يغيّر الأسماء - يعني - على الناس، فحدّثنا - و قال الخطيب:

يحدّثنا - عن الحكم بن أبي خالد، و إنّما هو الحكم بن ظهير.

قرأت على أبي غالب، و أبي عبد اللّه، عن أبي تمام علي بن محمّد عن (2) أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

كان مروان بن معاوية الفزاري يغيّر الأسماء، يعمي على الناس، يحدّثنا عن الحكم بن أبي خالد، و إنّما هو الحكم بن ظهير، و يروي عن علي بن الوليد، و إنّما هو علي بن غراب.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا أبو نعيم الحافظ، نا موسى بن إبراهيم بن النضر العطّار، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: و سألت عليا - يعني - ابن المديني، عن مروان بن معاوية فقال: كان يوثق، و كان يروي عن قوم ليسوا بثقات، و يكني عن أسمائهم.

قال (4):و أنا علي بن محمّد بن الحسن المالكي، أنا عبد اللّه بن عثمان الصفّار، نا

ص: 355


1- في «ز»: حيس.
2- بالأصل و م و «ز»: «بن» تصحيف، و المثبت عن د.
3- تاريخ بغداد 151/13.
4- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 151/13.

محمّد بن عمران الصيرفي، نا عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن المديني قال: و سألته - يعني أباه - عن مروان بن معاوية الفزاري، فقال: ثقة، فيما روي عن المعروفين و ضعفه فيما يروي عن المجهولين.

قال (1):و أنا حمزة بن محمّد بن طاهر، نا الوليد بن بكر (2) الأندلسي - نا علي بن أحمد ابن زكريا الهاشمي، ثنا صالح بن أحمد العجلي، حدّثني أبي قال:

مروان بن معاوية كوفي ثقة، و ما حدّث عن الرجال المجهولين فليس حديثه بشيء.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري: و محمّد بن الحسن بن محمّد قالا:- أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (3):

مروان بن معاوية كوفي، ثقة، و ما حدّث عن الرجال فليس حديثه بشيء.

و قال في موضع آخر:

مروان بن معاوية ثقة، ثبت، من فزارة من ولد عيينة بن بدر من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و لا يروي عن عيينة شيئا (4)،ما حدّث عن المعروفين فصحيح، و ما روى عن المجهولين ففيه ما فيه، و ليس بشيء (5).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو الأحوص بن المفضّل الغلاّبي، نا أبي و قال:

كان مروان الفزاري يحدّث عن علي بن الوليد، و هو ابن غراب (6)،و كان الفزاري (7)يغالطهم و كان يحدّث عن الحكم بن ظهير، فيقول: الحكم بن أبي ليلى.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ص: 356


1- تاريخ بغداد 151/13.
2- و بالأصل و م:«الوليد يريد الأندلسي» و في «ز»: «الوليد بن يزيد» و المثبت عن د، و تاريخ بغداد.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 424 رقم 1556.
4- بالأصل و م و د: شيء، و في «ز»: «متى».
5- العبارة في تاريخ الثقات مختلفة.
6- هو أبو الحسن علي بن غراب الفزاري الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 376/13.
7- هو أبو محمد الحاكم بن ظهير الفزاري، ترجمته في تهذيب الكمال 86/5.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (1)،أنا علي بن الحسين بن الجنيد قال: سمعت ابن نمير يقول:

كان مروان بن معاوية الفزاري يلتقط الشيوخ من السكك، قال: و سألت أبي عن مروان بن معاوية الفزاري فقال: صدوق، و لا يدفع عن صدق و تكثر روايته عن الشيوخ المجهولين.

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه تعالى قال:

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن (2) السقا، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

رأيت عند مروان بن محمّد لوحا فيه أحاديث مكتوبة، و فيه أسامي الشيوخ، فلان رافضي، و فلان كذا، فمرّ باسم وكيع، فإذا هو يقول: وكيع رافضي، فقلت لمروان بن معاوية: وكيع خير منك، فقال لي مروان: خير مني؟ فقلت: نعم، فقيل ليحيى فما قال لك؟ قال: لو قال لي شيئا وثب عليه أصحاب الحديث فضربوه، فبلغ ذلك وكيعا، فقال للذي قال له: يحيى بن معين صاحبنا و كان وكيعا عرف ذاك ليحيى.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (3).

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه.

قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال (4):سمعت مهدي بن أبي مهدي يقول: كان في خلق الفزاري شراسة، و كان له حفاظ، و كان معيلا شديد الحاجة، و كان الناس يبرونه، فإذا بره الإنسان كان ما دام ذلك البر عنده في منزله يعرف فيه البر و الانبساط إلى الرجل، قال: فنظرت فلم أجد شيئا أبقى في منزل الرجل من الخل و لا أرخص منه بمكة، قال: فكنت أشتري جرة من خل، فأهدي له، فأرى موضع (5) ذلك منه، فإذا فني أرى منه، فأسأل جاريته أفني خلّه (6)؟فتقول: نعم، فأشتري جرة فأهديها إليه، فيعود (7) إلى ما كان عليه.

ص: 357


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 373/8.
2- من قوله: رحمه اللّه... إلى هنا سقط من م.
3- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 151/13.
4- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 130/3-131.
5- في المصدرين: موقع.
6- في المصدرين: خلكم.
7- بالأصل و النسخ:«فأعود» و المثبت عن تاريخ بغداد و المعرفة و التاريخ.

قال يعقوب (1):كان [عنده] (2) علي بن المديني: فأخذ إنسان كتبا فمزّقها و رمى بها إلى مروان و قال: هذا حديثك، فقال: هيهات إن كنت صادقا فمزّق حديثي، هذا ليس حديثي، قناتي أصلب من ذاك.

انتهى حديث الخطيب و زاد محمّد (3):قال علي: و كلمته أنا و بلال (4) في وكيع و كان يتكلم فيه، فقلت له: إنه يقول إنك كنت تطلب الشيوخ و يحسن فيك القول، فقال: تعرفني أنا أعلم بابن عمي، هو صاحب سيف (5).

قال يعقوب: قال محمّد بن فضيل: أتيت مروان في سنة ثلاث و تسعين و مائة فلم يحدّثني ثم قدمت سنة أربع و تسعين و قد توفي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا ابن رزق.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، قالوا: أنا أبو الحسين ابن بشران.

قالا: أنا عثمان بن أحمد الدقّاق، نا حنبل بن إسحاق، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم قال: و مات مروان بن معاوية في سنة ثلاث و تسعين و مائة.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، نا - و أبو منصور المقرئ، قالا: أنا - أبو بكر الخطيب (7)،أنا الأزهري، نا محمّد بن العباس، أنا إبراهيم بن محمّد الكندي، نا أبو موسى محمّد بن المثنّى قال: سنة ثلاث و تسعين فيها مات مروان بن معاوية الفزاري.

قال: و أنا عبيد اللّه بن عمر الواعظ، حدّثني أبي، نا محمّد بن سليمان الباهلي قال:

سمعت محمّد الحجّاج يقول: توفي مروان بن معاوية سنة ثلاث و تسعين و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء محمّد بن

ص: 358


1- المعرفة و التاريخ 131/3.
2- بالأصل و بقية النسخ:«قال يعقوب: قال علي بن المديني» صوبنا الجملة و الزيادة عن تاريخ بغداد.
3- يعني محمد بن هبة اللّه.
4- بالأصل و «ز» و د: يليل، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
5- الخبر شديد الاضطراب في م.
6- تاريخ بغداد 152/13.
7- تاريخ بغداد 152/13.

علي، أنبأ أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، أنا أبي قال: و في هذه الأيام توفي مروان بن [معاوية] (1) الفزاري في سنة ثلاث و تسعين و مائة، و ابن علية و أبو بكر بن عيّاش.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي محمّد الصوفي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال أبو موسى:

و فيها - يعني - سنة ثلاث و تسعين و مائة مات مروان بن معاوية الفزاري بمكة، و وافقه المديني في مروان الفزاري، و ذكر أن أباه أخبره عن أبيه عن أبي موسى، و عن أحمد بن عبيد ابن ناصح عن المدائني بذلك.

قال: و أنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، نا أبو العباس محمّد بن جعفر بن ملاّس، نا الحسين بن محمّد بن بكّار قال:

و توفي مروان بن معاوية الفزاري في سنة ثلاث و تسعين و مائة.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا الخطيب قال (2):قرأت في كتاب عبيد اللّه بن العباس بن [الفرات الذي سمعته من أبي الحسين العباس بن العباس ابن] (3) محمّد بن عبد اللّه بن المغيرة الجوهري قال:

مروان بن معاوية كان من أهل الكوفة، ثم قدم بغداد، ثم خرج إلى مكة فمات بها قبل التروية بيوم سنة ثلاث و تسعين و مائة.

قال (4):و أنا الصيمري، نا علي بن الحسن الرّازي، نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا أحمد بن زهير قال: سمعت أبي يقول:

و قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة قال: قال أبي: توفي مروان - زاد الزعفراني:

ابن معاوية و قالا:- الفزاري سنة أربع و تسعين و مائة في ذي الحجّة.

ص: 359


1- استدركت عن هامش «ز»، و بعدها صح.
2- تاريخ بغداد 152/13.
3- الزيادة استدركت عن تاريخ بغداد، و د، و قد سقطت من الأصل و «ز»، و م.
4- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 152/13.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن علي بن عبيد اللّه المقرئ، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن أحمد.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفضل الكوفي، أنا أحمد بن محمّد بن عمران، نا عبد اللّه بن سليمان، نا ابن مصفّى قال: و مروان بن معاوية توفي سنة أربع و تسعين و مائة.

7331 - مروان بن موسى بن نصير

7331 - مروان بن موسى بن نصير (1)

وفد على سليمان بن عبد الملك.

و حكى عنه و عن أبي غسّان المفضّل بن المهلب بن أبي صفرة.

حكى عنه ابنه عبد الملك بن مروان بن موسى.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد ابن إسحاق بن خربان (2)،نا أحمد بن عمران، نا موسى التستري (3)،نا خليفة العصفري قال (4):

ففيها - يعني - سنة تسع و ثمانين أغزى موسى بن نصير ابنه مروان بن موسى السوس (5)الأقصى، فبلغ السبي أربعين ألفا.

7332 - مروان بن المهلّب بن أبي صفرة الأزدي

7332 - مروان بن المهلّب بن أبي صفرة الأزدي (6)

كان مع إخوته يزيد و المفضّل، و عبد الملك، بني المهلّب حتى استجاروا بسليمان بن عبد الملك لمّا هربوا من الحجّاج بن يوسف من العراق، فكتب فيهم سليمان من فلسطين إلى أخيه الوليد يسأله لهم الأمان، فأمّنهم، فحملوا إلى الوليد، فعفا عنهم، فيما قرأته بخط عبد اللّه بن سعد القطربلي حكاية عن غيره.

ص: 360


1- تحرفت بالأصل، و «ز»، و م إلى: نصر، و المثبت عن د.
2- تحرفت بالأصل و «ز»، و م إلى: جريال، و المثبت عن د.
3- تحرفت في م إلى: القشيري.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 302 (ت. العمري).
5- السوس الأقصى: كورة بالمغرب مدينتها طرقلة.(معجم البلدان).
6- جمهرة أنساب العرب ص 368.

7333 - مروان بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص

ابن أمية بن عبد شمس (1)

له ذكر.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا (2):أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار.

قال في تسمية ولد هشام بن عبد الملك قال: و مروان بن هشام، و أمّه أم عثمان بنت سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفّان.

7334 - مروان بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة

ولي الصائفة في خلافة (3) أبيه الوليد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي - نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أحمد بن إبراهيم، نا ابن عائذ، نا الوليد قال:

و في سنة ثلاث و تسعين غزا العباس بن الوليد الصائفة اليسرى، و غزا مروان بن الوليد الصائفة الأخرى، و خرج مسلمة (4) من قبل الجزيرة، و بلغ الوليد بن هشام مرج الشحم (5).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، نا أبو الحسن (6) السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (7):

و غزا مروان بن الوليد فبلغ حنجرة (8) سنة ثلاث و تسعين و مائة.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي و غيره عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن

ص: 361


1- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 167-168.
2- بالأصل و م:«قالا» و في «ز»: «قال» و المثبت عن د.
3- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م، و «ز»، و د.
4- تحرفت في «ز» إلى مسلم.
5- الشحم: بلد ببلاد الروم قرب عمورية يقال له مرج الشحم (معجم البلدان).
6- تحرفت بالأصل، و «ز»، و م إلى الحسين، و المثبت عن د.
7- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 305 (ت. العمري).
8- كذا بالأصل و م و «ز»، و د: حنجرة بالحاء المهملة، و في معجم البلدان: حنجر: موضع بالجزيرة. و في تاريخ خليفة: خنجرة بالخاء المعجمة، قال نصر: خنجرة ناحية من بلاد الروم (معجم البلدان)، و لعله هذا هو الموضع المراد، بالخاء المعجمة.

حيّوية - إجازة - أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمير قال:

و فيها - يعني - سنة ثلاث و تسعين توفي مروان بن الوليد.

و ذكر الواقدي بهذا الإسناد أن الذي غزا حنجرة مروان بن عبد الملك، فاللّه أعلم.

قرأت بخط عبد الوهّاب بن عيسى بن عبد الرّحمن بن ماهان، أنا الحسن بن رشيق، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، أخبرني محمّد بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن عمر قال:

و في سنة ثلاث و تسعين توفي مروان بن الوليد.

و كذا ذكر أبو حسّان الزيادي.

7335 - مروان بن يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس الأموي

له ذكر.

7336 - مروان بن أبي حفصة

و اسم أبي حفصة يزيد مولى مروان بن الحكم الأموي، و كان مروان هذا من أصحاب عبد الملك بن مروان، له ذكر في حرب ابن الأشعث.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الكاتب (1)،أخبرني الحسن بن علي، نا محمّد بن القاسم بن مهرويه قال: زعم المدائني.

أنه كان لأبي حفصة ابن يقال له مروان، سمّاه مروان بن الحكم باسمه، و ليس بالشاعر، و كان شجاعا مجربا، و أمد به عبد الملك الحجّاج و قال له: قد بعثت إليك مولاي مروان بن أبي حفصة، و هو يعدل ألف رجل، فشهد معه محاربة ابن الأشعث، فأبلى بلاء حسنا و عقرت تحته عدة خيول، فاحتسب [بها] (2) الحجّاج عليه من عطائه، فشكاه إلى عبد الملك، و ذم الحجّاج عنده، فعوّضه مكان ما أغرمه الحجّاج.

7337 - مروان أبو عبد الملك

مولى بني أسيد.

ص: 362


1- الخبر في كتاب الأغاني 73/10.
2- زيادة عن د.

حدث عن القاسم بن عبد الرحمن.

روى عنه: الوليد بن مسلم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد، أنا هبة اللّه ابن إبراهيم بن عمر، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا محمد بن أحمد بن حماد، نا علي بن سهل نا الوليد بن مسلم، عن مروان بن عبد الملك مولى بني أسيد قال:

سمعت القاسم أبا عبد الرحمن يخبر عن بعض أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: أغرنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على حي فمررنا بجبل فيه الحي، فأشرف علينا منهم مشرف فقال: ما الذي ينجينا منكم؟ فقلنا: لا إله إلاّ اللّه، فقالها. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«حرز الجبل و من فيه» أو قال:

«و من عليه»[12017].

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي أنا الخصيب بن عبد الله، أخبرني أبو موسى بن النسائي، قال: أخبرني أبي، أنا أحمد بن المعلى بن يزيد، نا عبد الرحمن، نا الوليد نا [أبو] عبد الملك مروان مولى بني أسيد، أنه سمع القاسم أبا عبد الرحمن، و حديثه مرسل. قرأنا على أبي الفضل الصالحي أحمد بن محمد بن أبي الصقر، نا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي قال:

أبو عبد الملك مولى بني أسيد، يروي عنه الوليد بن مسلم.

7338 - مروان أبو عبد الملك الذماري، القارئ

يلقب مزنة (1).

من أهل دمشق.

قرأ القرآن على زيد بن واقد، و يحيى بن الحارث.

و حدّث عن يحيى بن الحارث، و زيد بن واقد، و ولي قضاء دمشق.

روى عنه مروان بن محمّد، و محمّد بن حسّان الأسدي، و سليمان بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا

ص: 363


1- تقرأ بالأصل و م: مزية، و بدون إعجام في د، و في «ز»: «مرته» و المثبت عن المختصر، و سترد صوابا في آخر الترجمة.

أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،حدّثني محمود بن خالد، نا مروان بن محمّد، نا أبو عبد الملك القارئ، حدّثني يحيى بن الحارث الذماري (2) قال: قلت لواثلة (3):بايعت بيدك هذه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؟ قال: نعم، قال: قلت: اعطنيها أقبلها، فأعطانيها و قبّلتها.

أخبرناه خالي أبو المعالي القاضي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر بن الجبّان (4)،أنا أبو عمر بن فضالة، نا أبو محمّد بن جعفر بن أحمد بن عاصم البزاز، نا محمود - يعني - ابن خالد، حدّثني مروان، حدّثني أبو عبد الملك القارئ، حدّثني يحيى بن الحارث الذماري، قال:

لقيت واثلة بن الأسقع الليثي، قال: قلت: بايعت بيدك هذه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؟ قال:

فقال: نعم، قال: فقلت: فاعطني يدك أقبّلها، قال: فأعطانيها فقبلتها.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أبو المطهر عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب قال: أنا طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا محمّد بن محمّد بن بدر الباهلي - بمصر - ثنا محمّد بن وزير، نا مروان بن محمّد أبو عبد الملك الذماري، قال:

سمعت يحيى بن الحارث يقول:

قال لنا واثلة بن الأسقع: ترون يدي هذه، بايعت بها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقلت له: ناولني كفك، فناولنيها، فأخذتها فقبلتها.

كذا وقع في هذه الرواية و قد سقط منها: قال حدّثني محمّد و أبي عبد الملك، و قد ذكر أبو أحمد الحاكم هذا الرجل في كتاب الكنى، في باب من لم نقف على اسمه، و ساق هذا الحديث بعينه عن أحمد بن عمير بن جوصا، عن محمّد بن وزير، نا مروان بن محمّد بن حسّان الأسدي، نا أبو عبد الملك القارئ قال: سمعت يحيى بن الحارث، نحوه، و هو الصواب.

أخبرناه عاليا على الصواب أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن محمّد بن بدر الباهلي - بمصر - نا محمّد بن الوزير الدمشقي، نا مروان ابن محمّد، نا أبو عبد الملك القارئ قال: سمعت يحيى بن الحارث يقول:

ص: 364


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 323/1.
2- ليست في تاريخ أبي زرعة.
3- العبارة في تاريخ أبي زرعة: لقيت واثلة بن الأسقع فقلت له.
4- في «ز»: الحباب، تحريف.

قال لنا واثلة بن الأسقع: ترون كفي هذه (1)،بايعت بها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: قلت له:

ناولني كفك، فناولنيها، فأخذتها فقبلتها.

و هكذا رواه محمود بن خالد عن مروان على الصواب و قد تقدم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدّثني عبد اللّه بن ذكوان، عن أيوب بن تميم القارئ قال:

كبّر يحيى بن الحارث الذماري قال: و كانت قراءة الجند على قراءة أبي عبد الملك القارئ، و الإمام يحيى بن الحارث الذماري، و على أبي عبد الملك قرأت، ثم أدركت يحيى حتى قرأت عليه، و كان يحيى يقف خلف الأئمة، لا يستطيع أن يؤم من الكبر، فكان يردّ عليهم إذا غفلوا.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، أنا أبو القاسم بن الفرات - قراءة - أنا عبد الوهّاب الكلابي قال: قال ابن جوصا: اسم أبي عبد الملك القارئ مروان، و يلقب مزنة (3)،حدّثني بذلك أبو زرعة بن عمرو، عن سليمان بن عبد الرّحمن.

7339 - مروان المغربي

و هو غير مروان بن عثمان السّقلّي الذي تقدم ذكره.

حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن المحسن بن أحمد السلمي - بلفظه و كتب إليّ بخطه - قال:

مروان المغربي رجل وصل دمشق، ذكره خامل، و حاله عن الصلاح حائل، كان كثير الاختلاط بالقاضي الزكي، و كان يصله و يحسن إليه مدة مقامه بدمشق، و كان القاضي يشهد له بالفضل، و وفور القسم من العلم، و يذكر أنه كان أفضل من مروان بن عثمان.

ذكر من اسمه مرّة

7340 - مرّة بن جنادة الكلبي، ثم العليمي

7340 - مرّة بن جنادة الكلبي، ثم العليمي (4)

شهد صفّين مع معاوية.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن محمّد، أنا أبو علي بن

ص: 365


1- بالأصل: هذا، و المثبت عن م، و «ز»، و د.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 628/1.
3- في «ز»: مرته.
4- العليمي نسبة إلى بني عليم، من بني كلب.

شاذان، أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين ابن علي الكسائي، نا يحيى بن سليمان الجعفي قال: و حدّثني نصر - يعني - ابن مزاحم (1)،نا عمر بن سعد - يعني - الأزدي، أنا ابن أخي عتاب بن لقيط البكري من بني قيس بن ثعلبة، فذكر حديثا، و قال فيه: و قال مرّة بن جنادة العليمي:

أ لا سألت بنا غداة تبعثرت *** بكر العراق بكلّ عضب مقصل (2)

برزوا إلينا بالرماح تهزّها *** بين الخنادق مثل هزّ الصيقل

و الخيل تضبر (3) في الحديد كأنها *** أسد أصابتها رياح شمأل (4)

و كان من أصحاب معاوية من أهل الشام.

7341 - مرّة الدّاراني

حكى عن أبي مسلم الخولاني.

روى عنه: ابنه عثمان بن مرّة.

تقدمت له حكايتان.

ذكر من اسمه مرى

7342 - مرى الرومي

7342 - مرى (5) الرومي (6)

أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و سمع رسوله ابن وهب، و آمن بالنبي و لم يره.

أخبرنا أبو محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد ابن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (7)،أنا محمّد بن عمر قال:

و كان شجاع بن وهب رسول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بكتابه إلى الحارث بن أبي شمر الغساني، و كان بغوطة دمشق فأسلم، و أسلم حاجبه مرى، و بعث إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مع شجاع يقرئه

ص: 366


1- الخبر في وقعة صفين لنصر بن مزاحم 306-307.
2- بالأصل و م و «ز»، و د: مفضل، و المثبت عن وقعة صفين. و المقصل: القطاع.
3- بالأصل و بقية النسخ: تصبر، و المثبت عن وقعة صفين، و تضبر: تثب.
4- في البيت إقواء.
5- ضبطت عن الإصابة بكسر أوله مخففا. و ضبطت بالقلم في طبقات ابن سعد 261/1 بضمة فوق الميم.
6- ترجمته في الإصابة 490/3 رقم 8397.
7- راجع طبقات ابن سعد 261/1.

السلام و يخبره أنه على دينه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«صدق»[12018].

قرأت على أبي القاسم خلف بن إسماعيل بن أحمد عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا خالد بن محمّد بن خالد الحضرمي، نا أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، أنا محمّد بن عائذ، أنا محمّد بن عبد اللّه الواقدي، حدّثني عمر بن عثمان الجحشي (1)،عن أبيه قال (2):

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شجاع بن وهب إلى الحارث بن أبي شمر و هو بغوطة دمشق، فخرج من المدينة في ذي الحجة سنة ستّ، و ذلك مرجع النبي صلى اللّه عليه و سلم من الحديبية، فكتب إليه:

«بسم اللّه الرّحمن الرحيم، من محمّد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى الحارث بن أبي شمر، سلام على من اتّبع الهدى، و آمن به، و صدّق به، و إنّي أدعوك إلى أن تؤمن باللّه وحده لا شريك له، يبقى لك ملكك».

قال: فختم الكتاب (3) ثم خرج به شجاع، قال: فانتهيت إلى حاجبه، فأخذه و هو يومئذ مشغول بتهيئة الأنزال و الألطاف لقيصر، و هو جائي من حمص إلى إيلياء، حيث كشف اللّه عنه جنود فارس، فشكر اللّه، قال: فانتهيت إلى حاجبه، فأقمت عنده يومين أو ثلاثة، فقلت لحاجبه: إنّي رسول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إليه، فقال حاجبه: لا تصل إليه، و كان روميا، و كان اسمه مرى، قال: فكنت أحدّثه عن صفة النبي صلى اللّه عليه و سلم و ما يدعو إليه فيرقّ حتى يغلبه البكاء، و يقول:

إنّي قرأت الإنجيل فأجد صفة النبي صلى اللّه عليه و سلم بعينه، فكنت أراه يخرج بالشام، فأراه قد خرج بأرض القرظ، فأنا أؤمن به و أصدّقه و أنا أخاف الحارث أن يقتلني، فكان يكرمني و يحسن ضيافتي، و يخبرني عن الحارث باليأس منه، و يقول: و هو يخاف من قيصر.

فخرج الحارث يوما، فوضع التاج على رأسه فأذن لي عليه، فدفعت إليه كتاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقرأه ثم رمى به ثم قال: من ينزع ملكي؟ أنا سائر إليه، و لو كان على اليمن جئته، عليّ بالناس (4)،فلم [يزل] (5) يفرض حتى الليل و أمر بالخيول تنعل، ثم قال: أخبر صاحبك بما ترى.

ص: 367


1- في م و «ز»: الحجبي.
2- راجع طبقات ابن سعد 258/1 و 261 و الإصابة 490/3.
3- و كان قد قيل له صلى اللّه عليه و سلم: يا رسول اللّه إن الملوك لا يقرءون كتابا إلا كتابا، فاتخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يومئذ خاتما من فضة، فصه منه نقشه ثلاثة أسطر: محمد رسول اللّه، و ختم به الكتب (قاله ابن سعد).
4- بالأصل و م و «ز»، و د: الناس، و المثبت عن ابن سعد.
5- سقطت من الأصل، و استدركت عن م، و «ز»، و د، و ابن سعد.

قال: و كتب إلى قيصر يخبره خبري، و كتاب النبي صلى اللّه عليه و سلم إليه، فيصادف قيصر بإيلياء و عنده دحية (1)،فدفعته إليه بكتاب النبي صلى اللّه عليه و سلم فقرأه قيصر، ثم كتب إليه: ألاّ تسير إليه و اله عنه، و وافني بإيلياء (2).

قال: و رجع الكتاب و أنا مقيم، قال: فلمّا جاءه جواب الكتاب دعاني، فقال: متى تريد أن تخرج إلى صاحبك؟ قال: فقلت: غدا، قال: فأمر لي بمائة مثقال ذهب، قال: و وصلني بكسوة و نفقة، و قال (3):أقرئ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مني السلام و أخبره أنّي متبع دينه.

قال شجاع: فقدمت على النبي صلى اللّه عليه و سلم و أخبرته بما قال لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«صدق».

و مات ابن أبي شمر عام الفتح و وليهم جبلة بن الأيهم و كان ينزل الجابية، و كان آخر ملوك غسّان، فأدركه عمر بن الخطّاب، فأسلم، فلاحى رجلا من مزينة، فلطم عينه، فجاء به إلى عمر بن الخطّاب فقال: تأخذ لي بحقي، فقال عمر: الطم عينه، فقال: جبلة: عيني و عينه سواء؟ قال عمر: نعم، قال جبلة: لا أقيم بهذه الدار أبدا، فلحق بعمورية مرتدا حتى مات على ردته، و كان الحارث بن أبي شمر نازلا بجلّق (4).

[قال ابن عساكر:] (5) محمّد بن عبد اللّه، هذا هو محمّد بن عمر الواقدي، دلّسه ابن عائذ.

ذكر من اسمه مزاحم

7343 - مزاحم بن خاقان

7343 - مزاحم بن خاقان (6)

أحد قوّاد المتوكل، قدم معه دمشق سنة ثلاث و أربعين.

فيما قرأته بخط عبد اللّه بن محمّد الخطابي، و ولي مزاحم إمرة مصر في أيام المعتز.

ص: 368


1- و هو دحية بن خليفة الكلبي، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد بعثه بكتابه إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام.
2- بالأصل و م و «ز»، و د:«و واف إيليا» و المثبت عن ابن سعد.
3- يعني: مرى الرومي.
4- جلق: اسم لكورة الغوطة كلها، و قيل: بل دمشق نفسها (معجم البلدان).
5- زيادة منا.
6- ولاة مصر للكندي ص 233 و 234 و 235 و النجوم الزاهرة 337/2 و حسن المحاضرة 12/2.

و ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن الفوارس الورّاق: أن محمّد بن الحسين الحرون خرج بالكوفة يدعو للمعتز فخرج إليه مزاحم بن خاقان من بغداد يوم الأربعاء لثمان بقين من جمادى الآخرة و أخرجه عن الكوفة يدعو للمعتز و أحرق سوقها و دورا كثيرة بها.

و ذكر أبو بكر أحمد بن كامل القاضي قال:

سنة أربع و خمسين و مائتين فيها مات مزاحم بن خاقان و كان على الحرس بمصر.

7344 - مزاحم بن أبي مزاحم بن زفر الثوري -و يقال: الضبّي الكوفي

7344 - مزاحم بن أبي مزاحم بن زفر الثوري (1)-و يقال: الضبّي الكوفي (2)

وفد على عمر بن عبد العزيز، و روى عنه قوله و عن مجاهد، و عطاء.

روى عنه عبّاد بن عبّاد المهلّبي، و مسعر (3) بن كدام، و سفيان الثوري، و شعبة، و عبد اللّه بن جعفر المخرمي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا روح بن عبادة، عن شعبة، عن مزاحم بن زفر و كان من قوم ربيع بن خثيم (5)،قال: قال رجل للربيع بن خثيم (6):

أوصني، قال: ائتني بصحيفة، قال: فكتب فيها: قُلْ تَعٰالَوْا أَتْلُ مٰا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ إلى أن بلغ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (7)،قال: إنّما أتيتك لتوصيني، قال: عليك بهؤلاء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان، عن مسعر، عن مزاحم قال (8):

قدمت على عمر بن عبد العزيز فسألني: من على قضائكم؟ قلت: القاسم بن عبد الرّحمن، قال: كيف علمه؟ قلت: فيما فهم، قال: فمن أعلم أهل الكوفة؟ قلت: أتقاهم للّه.

ص: 369


1- استدركت عن هامش الأصل، و بعده صح.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 27/18 و تهذيب التهذيب 410/5 و الجرح و التعديل 405/8.
3- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م، و «ز»، و د.
4- تحرفت بالأصل و م و «ز»، إلى:«سعيد» و الصواب ما أثبت عن د.
5- تحرفت بالأصل و «ز»، إلى: خيثم، و المثبت عن د، و م.
6- سورة الأنعام، الآية:151.
7- سورة الأنعام، الآية:151.
8- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 585/2.

قرأت على أبي غالب الحريري، عن الحسن (1) بن علي، أنا ابن حيّوية، أنا إبراهيم بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، نا عفّان بن مسلم، نا عباد بن عباد، نا مزاحم بن زفر قال:

قدمت على عمر بن عبد العزيز في وفد أهل الكوفة، فسألنا عن بلدنا و أميرنا و قاضينا، ثم قال: خمس إن أخطأ القاضي منهنّ خصلة كانت فيه وصمة: أن يكون فهما، و أن يكون حليما، و أن يكون عفيفا،[و أن يكون صلبا] (2) و أن يكون عالما يسأل عمّا لا يعلم.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال: و قال محمّد بن يوسف، نا سفيان بن مزاحم بن زفر، عن مجاهد، عن أبي هريرة.

عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«أربع دنانير: دينارا أعطيته مسكينا، و دينارا أعطيته في رقبة، و دينارا أنفقته في سبيل اللّه، و دينارا أنفقته على أهلك، أفضلها الذي أنفقته على أهلك»[12019].

قال: و نا البخاري، قال (3):مزاحم بن زفر الضبّي قال شعبة: فكان كخير (4) الرجال، قال قتيبة (5):هو الكلابي الجعفري العامري، و هو ابن (6) الحارث الكوفي.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (7):

ص: 370


1- تحرفت في و «ز»، و م إلى: الحسين، و الصواب عن د.
2- كلام مطموس بالأصل، و المستدرك عن د، و م و «ز».
3- التاريخ الكبير للبخاري 23/8.
4- بالأصل و د، و م:«كثير» و المثبت عن د، و البخاري.
5- مكانها بياض في م.
6- كذا بالأصل و «ز»، و د، و سقطت من م، و في التاريخ الكبير: أبو الحارث، و بهامشه عنه إحدى نسخه: ابن الحارث.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 405/8.

مزاحم بن زفر الضبّي، روى عن مجاهد، و الشعبي، روى عنه: الثوري، و شعبة، و شريك، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح المؤذّن، أنا علي بن محمّد، أنا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس قال: و سئل يحيى عن حديث ابن حبان التيمي عن مزاحم من مزاحم هذا؟ قال: مزاحم بن زفر، و قد روى مزاحم بن زفر هذا عن عطاء.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا أبو القاسم، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: مزاحم بن زفر الضبّي ثقة، و سمعت أبي يقول: مزاحم بن زفر صالح الحديث.

قالا (2):نا ابن أبي حاتم، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود، نا شعبة، أخبرني مزاحم بن زفر الضبّي و كان كأخير (3) الرجال.

7345 - مزاحم بن زفر بن علاج بن مالك بن الحارث بن عامر بن جساس -

7345 - مزاحم بن زفر بن علاج بن مالك بن الحارث بن عامر بن جساس (4)-

بكسر الجيم - بن نشبة بن ربيع بن عمرو (5) بن عبد اللّه بن لؤي

ابن عمرو بن الحارث بن تيم الرباب (6) بن عبد مناة بن أدّ

ابن طابخة بن إلياس بن مضر، التيمي (7)

قدم دمشق، و حدّث بها، و بالعراق: عن سفيان الثوري، و جرير (8) بن حازم، و أيوب ابن خوط (9)،و العلاء بن زيد، و شعبة بن الحجّاج.

ص: 371


1- الجرح و التعديل 405/8.
2- بالأصل و م و «ز»، و د: قال.
3- عن الجرح و التعديل، و بالأصل و م و «ز»، و د: كخير الرجال.
4- بالأصل و «ز»: «و جساس» و في م:«و جاش» و المثبت عن د، و جمهرة ابن حزم.
5- بالأصل و م و «ز»: «عمر» و التصويب عن د، و ابن حزم.
6- تحرفت بالأصل إلى:«سلم الزيات» و في م و «ز»: «ديلم الزيات» و غير واضحة و بدون إعجام في د، و المثبت عن المختصر و ابن حزم.
7- ترجمته في جمهرة أنساب العرب ص 199 و تهذيب التهذيب 410/5.
8- تحرفت في «ز» إلى: جهيز.
9- بالأصل و م و «ز»: حوط، و المثبت عن د، و تهذيب التهذيب.

روى عنه: أبو مسهر، و عبد اللّه بن يوسف الدمشقيان، و أبو نعيم ضرار بن صرد، و أبو الربيع الزهراني.

و كان مزاحم فقيها شريفا بالكوفة.

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الكشميهني - بمرو - و أبو بكر محمد بن أحمد (1) بن الجنيد المحتاجي - بميهنة (2)-قالا: أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن أبي الحسن العارف، أنا أبو بكر أحمد (3) بن الحسن الحيري، نا أبو العباس الأصم، نا بكر ابن سهل الدمياطي، نا عبد اللّه بن يوسف، نا مزاحم بن زفر التميمي، حدّثني أيوب بن خوط (4)،عن نفيع بن الحارث، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إذا خرج أحدكم إلى سفر فليودع إخوانه، فإنّ اللّه جاعل له في دعائهم بركة»[12020].

[أخبرنا (5) أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا علي الجوهري، أنا علي بن محمد بن أحمد بن...، نا محمد بن حسين بن شهربار، نا أبو حفص عمرو بن علي عن يحيى قال في ذكر أهل الكوفة: مزاحم بن زفر التيمي].

أخبرنا أبو سعد ناصر بن سهل بن أحمد البغدادي، أنا أبو الفضل محمّد بن الحسين ابن..... (6) المروزي - بها - نا أبو سهل أحمد بن علي الأبيوردي، نا أبو عبد اللّه الحسين ابن الحسن الحالومي (7)،نا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، نا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، نا يزيد بن عبد الصمد، و علي بن عثمان الحرّاني، قالا: نا أبو مسهر قال: سمعت مزاحم بن زفر يقول: سمعت سفيان الثوري يقول:

أرى أشقياء الناس لا يسأمونها *** على أنّهم فيها عراة و جوّع

أراها و إن كانت تحبّ كأنها *** سحابة صيف عن قليل تقشع

ص: 372


1- بالأصل:«أحمد بن محمد» و فوقهما علامتا تقديم و تأخير.
2- محرفة بالأصل و م و «ز» إلى:«ببلهية» و المثبت عن د.
3- الأصل: محمد، و المثبت عن م، و «ز»، و د.
4- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: حوط، و المثبت عن د.
5- الخبر التالي سقط من الأصل و م و «ز»، و استدرك عن د، و لم نتدخل في سنده.
6- غير مقروءة بالأصل و بقية النسخ و صورتها:«؟؟؟».
7- كذا رسمها بالأصل و «ز»، و في م:«الخالوني» و في د: الحليمي.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، نا الخطيب، نا أبو طالب يحيى بن علي بن الطيّب الدسكري - لفظا، بحلوان - أنا أبو بكر بن المقرئ - بأصبهان - نا حسين بن عبد اللّه بن حشي المصري، نا يزيد بن عبد الصّمد، نا أبو مسهر، نا مزاحم بن زفر قال: قلنا لشعبة: ما تقول في أبي بكر الهذليّ؟ قال: دعني لا أ في.

أخبرناها عالية أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: نا أبو بكر بن المقرئ، فذكره، و قال: قلت لشعبة.

7346 - مزاحم بن عبد الوارث بن إسماعيل بن عباد أبو الحسن البصري العطّار

قدم دمشق سنة تسع و ثلاثين و ثلاثمائة، و نزل دار خديجة بنت الحسين، و حدّث بها:

عن محمّد بن زكريا الغلابي البصري، و الحسين بن حميد بن الربيع، و إبراهيم بن فهد ابن الربيع بن حكيم، و عبد الرّحمن بن خلف، و إبراهيم بن عبد اللّه الكجي.

روى عنه: أبو الحسين الرازي، و ابنه تمام، و أبو الحسين أحمد بن علي الحمصي الحافظ، و أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أبي الخطّاب، و صدقة بن محمّد بن الدلم (1).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو محمّد التميمي، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو الحسن مزاحم بن عبد الوارث بن إسماعيل بن عبّاد البصري العطّار، قدم دمشق.

نا محمّد بن زكريا الغلابي، نا العباس بن بكّار، نا أبو بكر الهذلي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قسم من اللّه عز و جل لا يدخل الجنة بخيل»[12021].

غريب جدا، و الغلاّبي ضعيف.

و به ثنا الغلابي، حدّثني رجل أنه دخل إلى بستان بالحجاز فيه قصر، و فيه قبر صاحب البستان و عليه مكتوب:

يا من يعلل باللذات مهجته *** أما ترى [رب] (2) هذا القصر مهجورا

كان الأنيس و مأوى كلّ منتجع *** فأصبح اليوم بالبيداء مقبورا

ص: 373


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الديلم، و في م: إلزام.
2- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م، و د، لتقويم الوزن.

7347 - مزاحم بن أبي مزاحم

7347 - مزاحم بن أبي مزاحم (1)

مولى عمر بن عبد العزيز.

أصله من سبي البربر (2)،و سكن مكة.

روى عن عمر بن عبد العزيز،[و عبد العزيز بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد الأموي، و عبيد اللّه بن أبي يزيد روى عنه: إسماعيل بن أمية، و داود بن عبد الرحمن العطار، و عبد الملك بن جريج، و ميمون بن مهران] (3) و الزهري، و عيينة بن أبي عمران الدمشقي والد سفيان بن عيينة، و ابنه سعيد بن مزاحم.

أخبرنا أبو القاسم (4) إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، و أبو سعد محمّد بن علي بن محمّد بن جعفر الرستمي، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5)،حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن نمير، نا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر العمري، نا يونس بن يزيد، عن الزهري، عن مزاحم قال:

خرجت مع عمر بن عبد العزيز في بعض أسفاره، قال: فأمر بشاة، فذبحت، قال:

فجاء كلب حتى قام علينا، قال: فقال عمر: يا مزاحم ألق له بضعة (6)،فإنه المحروم.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي - و اللفظ له - ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي، قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري (7) قال:

مزاحم بن أبي مزاحم المكي، عن عمر بن عبد العزيز، و عبد العزيز بن عبد اللّه، روى عنه ابنه سعيد (8)،و إسماعيل بن أمية، و ابن جريج.

ص: 374


1- ترجمته في تهذيب الكمال 29/18 و تهذيب التهذيب 411/5 و الجرح و التعديل 405/8 و التاريخ الكبير 23/8.
2- تحرفت في و «ز»، و م، و د إلى: اليزيد، و المثبت عن تهذيب الكمال.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و «ز»، و د، فاضطربت العبارة، و المستدرك للإيضاح و رفع الخلل عن تهذيب الكمال.
4- تحرفت في «ز» إلى: الغنائم.
5- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 419/1-420.
6- في المعرفة و التاريخ: بعضه.
7- التاريخ الكبير للبخاري 23/8.
8- بالأصل و «ز»، و م هنا: سعد، و المثبت عن د، و التاريخ الكبير.

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسين، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

مزاحم بن أبي مزاحم، روى عن عمر بن عبد العزيز، و عبد العزيز بن عبد اللّه بن خالد ابن أسيد، روى عنه ابنه سعيد، و إسماعيل بن أمية، و ابن جريج، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا الحميدي، نا سفيان أنبأ أبي، أخبرني مزاحم قال: قال لي عمر بن هبيرة: ما تركت لأحد من أهلي ما تركت لك.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إسماعيل بن إسحاق، نا أحمد بن يوسف، عن سفيان الثوري قال:

قال عمر بن عبد العزيز لمولاه مزاحم: إنّ الولاة جعلوا العيون على العوامّ، و إنّي أجعلك عينا على نفسي، فإن سمعت مني كلمة تربأ بي عنها، أو فعلا لا تحبّه، فعظني عنده، و نبّهني (2) عليه.

أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود الخيّاط، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد ابن أحمد بن الحسين، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي، أنا أبو محمّد علي بن عبد اللّه بن المغيرة (3)،نا أحمد بن سعيد الدمشقي، حدّثني الزبير بن بكّار، حدّثني الحارث ابن محمّد العوفي، حدّثني نوفل بن عمارة قال:

قال عمر بن عبد العزيز: إن أول من أيقظني لهذا الشأن مزاحم، حبست رجلا فجاوزت في حبسه القدر الذي يجب عليه، فكلمني في إطلاقه، فقلت: ما أنا بمخرجه حتى أبلغ في الحيطة عليه ما هو أكثر مما مرّ عليه قال: فقال مزاحم: يا عمر بن عبد العزيز، إنّي أحذرك

ص: 375


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 405/8.
2- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و م و «ز» و تقرأ:«و تنهني» و المثبت عن د.
3- في «ز»: المعتوه.

ليلة تمخّض بالقيامة في صبيحتها تقوم الساعة، يا عمر، و لقد كدت أن أنسى اسمك مما أسمع، قال الأمير، و قال الأمير، فو اللّه ما هو إلاّ أن قال ذلك فكأنما كشفت عن وجهي غطاء، فذكّروا أنفسكم - رحمكم اللّه - فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا عبد اللّه بن المبارك قال عمر بن عبد العزيز لمزاحم - قال: و كان مزاحم مولاه و كان فاضلا - قال: إنّ هؤلاء القوم - يعني أهله - اقطعوا، فذكر الحكاية، و قد تقدمت في ترجمة عمر بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا المعتمر بن سليمان الرقّي قال: قال ميمون بن مهران (1):ما رأيت ثلاثة في بيت خيرا (2) من عمر بن عبد العزيز، و ابنه عبد الملك، و مولاه مزاحم.

[قال ابن عساكر:] (3) كذا فيه، و قد سقط منه: فرات بن سليمان بين معمر و ميمون.

و كذلك رواه حنبل بن إسحاق عن أحمد.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،نا الربيع بن روح، نا حنظلة بن عبد العزيز بن ربيع بن سبرة بن معبد الجهني، حدّثني أبي عن أبيه قال:

قلت لعمر بن عبد العزيز و قد هلك ابنه و أخوه و مولاه مزاحم في أيام: يا أمير المؤمنين، و ما رأيت رجلا أصيب في أيام متوالية بأعظم من مصيبتك، ما رأيت مثل ابنك ابنا، و لا مثل أخيك أخا، و لا مثل مولاك مولى، قال: فسكن (5) ساعة ثم قال لي: كيف قلت يا ربيع؟ فأعدتها عليه، فقال: لا و الذي (6) قضى عليهم بالموت ما أحبّ أن شيئا من ذلك كان لم يكن من الذي أرجو من اللّه [تعالى فيهم] (7).

ص: 376


1- تهذيب الكمال 29/18.
2- بالأصل و «ز»، و م، و د:«خير» و المثبت عن تهذيب الكمال.
3- زيادة منا.
4- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 610/1.
5- كذا بالأصل و المختصر، و في «ز» د:«فنكس» و في المعرفة و التاريخ: فنكس.
6- من قوله: مولى... إلى هنا سقط من م.
7- اللفظتان استدركتا عن هامش الأصل.

ذكر من اسمه مزيد

7348 - مزيد بن حوشب بن يزيد بن رويم الشيباني

7348 - مزيد (1) بن حوشب بن يزيد بن رويم الشيباني

أخو العوّام بن حوشب.

حكى عن عمر بن عبد العزيز، و الحسن البصري.

حكى عنه ابن أخيه عبد اللّه بن خراش بن حوشب.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، أنا أحمد بن أبي إسحاق - هو الدورقي - عن عبد اللّه بن خراش ابن أخي العوام بن حوشب، عن مزيد بن حوشب أخي العوام قال: ما رأيت أخوف من الحسن و عمر بن عبد العزيز كأن النار لم تخلق إلاّ لهما.

رواه غير عن الدورقي، فقال: مرثد بالراء و الثاء المعجمة بثلاث، و قد تقدم.

7349 - مزيد

حكى عن عبد اللّه بن إياس بن أبي زكريا، و أبي مخرمة و غيرهم.

روى عنه: الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا محمّد بن عمر بن علي ابن خلف بن زنبور، نا عبد اللّه بن أبي داود، نا عمرو بن عثمان، نا الوليد بن مسلم، قال:

و أخبرني مزيد أنه كان يرى ابن أبي زكريا و أبا مخرمة و غيرهم من التابعين يغزون عليهم تبابين (2) إلى الركبتين تحت السراويلات مخافة السّلب.

قال: و يكرهون لبس الثياب التي لا تستر شيئا إلاّ العورة.

[قال ابن عساكر:] (3) كذا في الأصل بالزاي، و اللّه أعلم.

ص: 377


1- و يقال فيه: مرثد، و قد تقدم.
2- تباين مفردها تبان كرمان سراويل صغير يستر العورة المغلظة (القاموس المحيط).
3- زيادة منا.

[ذكر من اسمه] [مساحق]

اشارة

[ذكر من اسمه] [مساحق] (1)

7350 - مساحق بن عبد اللّه بن مساحق بن عبد اللّه بن مخرمة بن عبد العزّى

ابن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل (2)

ابن عامر بن لؤي القرشي العامري

ابن أخي نوفل بن مساحق.

حكى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، فعله، و قد تقدم في ترجمة عبد الرّحمن الأعمى ذكره.

[ذكر من اسمه] [مسافر]

اشارة

[ذكر من اسمه] [مسافر] (3)

7351 - مسافر بن أحمد بن جعفر

أبو المعافى البغدادي الجزري الخطيب بتنّيس (4)

قدم دمشق، و حدّث بها عن أبي عمر محمّد بن جعفر القتات، و جعفر الفريابي، و الحسن بن الحسين الصوّاف، و أبي العباس أحمد بن محمّد بن خالد البراثي، و أبي جعفر محمّد بن محمّد بن عقبة الشيباني، و إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاّب.

روى عنه: تمام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، نا أبي و أبو المعافى المسافر بن أحمد بن جعفر البغدادي - خطيب تنيس - قدم علينا دمشق، قالا: أنا أبو عمر محمّد بن جعفر القتّات بالكوفة، نا أبو نعيم الفضل بن دكين، نا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء»[12022].

ص: 378


1- زيادة عن م، و د، و «ز».
2- في «ز»: حش.
3- زيادة عن م، و «ز»، و د.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 231/13.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن غالب، نا أبو حذيفة، نا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد اللّه - و أحسبه قال: رفعه - قال: أول ما يقضي اللّه يوم القيامة في الدماء.

قال: و أنا الشافعي، نا معاذ بن المثنى، نا مسدّد، نا عبد اللّه بن داود، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد اللّه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء»[12023].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):

مسافر بن أحمد بن جعفر أبو المعافى البغدادي - خطيب تنيس - حدّث بدمشق عن محمّد بن جعفر القتّات، روى عنه تمام بن محمّد بن عبد اللّه الرّازي، ساكن دمشق.

7352 - مسافر - و يقال: مساور - الخراساني

7352 - مسافر - و يقال: مساور - الخراساني (2)

ولي قضاء دمشق في خلافة المنصور، و ولاية محمّد بن الأشعث بن يحيى الخراساني على دمشق سنة أربعين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصّقر، أنا أبو الفتح منصور بن علي بن عبد اللّه الطرسوسي، نا الحسن بن رشيق، نا أحمد بن محمّد بن سلام البغدادي، نا داود بن رشيد، نا الوليد بن مسلم قال:

ثم المساور الخراساني لأبي جعفر - يعني - ولي قضاء دمشق بعد ثمامة (3) بن يزيد الأزدي (4).

قرأت بخط أبي الحسين الرّازي، أخبرني محمّد بن جعفر بن هشام، نا الحسن بن محمّد بن بكّار، نا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم قال: و في ولاية محمّد بن الأشعث الخزاعي على دمشق ولى القضاء مسافر الخراساني.

ص: 379


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 231/13.
2- ترجمته في أخبار القضاة لوكيع 208/3 و سماه المساور.
3- في «ز»: ولاية، و «بن» التي بعدها سقطت منها.
4- ترجمته في أخبار القضاة لوكيع 208/3.

ذكر من اسمه مسافع

7353 - مسافع بن تميم بن نصر بن مسافع بن عبد العزّى بن جارية بن يعمر

7353 - مسافع بن تميم بن نصر بن مسافع بن عبد العزّى (1) بن جارية بن يعمر

ابن عوف بن حدى (2) بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة

شهد صفّين مع معاوية، و كان معه لواء كنانة (3).

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (4):و أما حدى أوله حاء مهملة: مسافع بن عبد العزى بن جارية بن يعمر بن عوف بن حدى بن ضمرة الذي عمّر فطال عمره، و هو شاعر، و من ولده (5):مسافع بن تميم بن نصر مسافع، كان [معه] (6) لواء كنانة يوم صفّين مع معاوية.

7354 - مسافع بن شيبة

و هو ابن عبد اللّه بن شيبة، يأتي بعد إن شاء اللّه.

7355 - مسافع بن عبد اللّه بن شافع

7355 - مسافع بن عبد اللّه بن شافع (7)(8)

ممن أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و شهد فتح دمشق.

من قوّاد أهل اليمن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السري بن يحيى، أنا شعيب، نا سيف، عن أبي عثمان، عن خالد، و عبادة قالا: و بقي بدمشق مع يزيد بن أبي سفيان من قواد أهل اليمن عدد منهم: مسافع بن عبد اللّه بن شافع.

ص: 380


1- في م: عبد العزيز.
2- ضبطت بالقلم في م بضمة فوق الحاء ثم دال مكسورة.
3- لم أعثر على ذكر له في وقعة صفين لنصر بن مزاحم.
4- الاكمال لابن ماكولا 62/2 و 63 و 64 لم يذكره ابن ماكولا في باب: حدى، إنما ذكره في باب حدى بضم الجيم و فتح الدال.
5- بالأصل، و «ز»، و م، و د:«ولد» و التصويب عن الاكمال.
6- استدركت عن هامش الأصل.
7- تحرفت في «ز» إلى: مسافع.
8- ترجمته في الإصابة 491/3 و جاء فيها:«مسافع بدل شافع».

7356 - مسافع بن عبد اللّه بن شيبة بن أبي طلحة - عبد اللّه - بن عبد العزّى بن

عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر

أبو سليمان القرشي، العبدري، المكّي (1)

حدّث عن عمّته صفية بنت شيبة، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص.

روى عنه: مصعب بن شيبة، و منصور بن عبد الرّحمن الحجبي، و ابن عمته (2)[منصور بن] (3) صفية بنت شيبة، و الزهري.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السّيّدي (4)،و أبو القاسم الشّحّامي، قالوا:

أنا أبو سعد الأديب، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب، أنا أحمد بن عمير بن يوسف الدمشقي، نا أبو عمير أحمد بن عبد العزيز، نا أيوب بن سويد.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا الربيع بن سليمان، نا أيوب بن سويد، نا يونس بن يزيد، عن الزهري، عن مسافع الحجبي عن عبد اللّه بن عمرو قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«الركن و المقام ياقوتتان من يواقيت الجنّة، طمس اللّه نورهما و لو لا ذلك لأضاءتا ما بين المشرق و المغرب»[12024].

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا البيهقي، أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد، نا الأسفاطي - يعني العباس بن الفضل - نا أحمد بن شبيب، نا أبي، عن يونس، عن الزهري، حدّثني مسافع الحجبي، سمع عبد اللّه بن عمرو يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

إن الركن و المقام من ياقوت الجنّة، و لو لا ما مسّهما من خطايا بني آدم لأضاءا ما بين المشرق و المغرب، و ما مسّهما من ذي عاهة و لا سقيم إلاّ شفي»[12025].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، نا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا

ص: 381


1- ترجمته في تهذيب الكمال 31/18 و تهذيب التهذيب 411/5 و الجرح و التعديل 432/8 و الطبقات الكبرى لابن سعد 476/5.
2- بالأصل، و م، و «ز»، و د: عمة، و الصواب ما أثبت عن تهذيب الكمال.
3- الزيادة لازمة للإيضاح عن تهذيب الكمال.
4- في «ز»: السندي.

عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا يونس بن محمّد، نا رجاء بن يحيى، نا مسافع بن شيبة، نا عبد اللّه بن عمرو و أدخل إصبعيه في أذنه لسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ الحجر و المقام ياقوتتان من ياقوت الجنّة، طمس اللّه نورهما، لو لا ذلك لأضاءتا ما بين السماء و الأرض، أو ما بين المشرق و المغرب».

قال أحمد: هكذا قال يونس: رجاء بن يحيى، و قال عفّان: رجاء أبو يحيى.

[قال عفان: و حدثناه هدبة بن خالد، قال: حدثنا رجاء بن صبيح أبو يحيى الحرشي، و الصواب: أبو يحيى] (2) كما قال عفّان، و هدبة (3) بن خالد.

قال: و نا عبد اللّه، قال: و نا عبيد اللّه بن عمر القواريري، نا يزيد بن زريع، نا رجاء أبو يحيى، فذكر مثله (4).

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين (5) بن النّقّور،[أنا أبو طاهر المخلص، نا محمد بن هارون الحضرمي] (6).

ح و أخبرنا (7) أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا الشريف أبو نصر الزينبي، قال: أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد.

قالا: نا محمّد بن عمرو بن سليمان، نا يزيد بن زريع، نا رجاء أبو يحيى، نا مسافع ابن شيبة قال:

سمعت عبد اللّه بن عمرو يقول: بين الركن و المقام، أشهد لسمعت - و في حديث ابن صاعد: أشهد باللّه - سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إن الركن و المقام ياقوتتان من ياقوت الجنّة، طمس اللّه نورهما، و لو لا ذلك لأضاءتا ما بين المشرق و المغرب»[12026].

ص: 382


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 671/2 رقم 7027 طبعة دار الفكر.
2- الزيادة لازمة للإيضاح عن مسند أحمد، و هذه الزيادة سقطت من الأصل، و م، و «ز»، و د.
3- تحرفت في م إلى: هدية.
4- مسند أحمد 672/2 رقم 7029.
5- تحرفت في م إلى: الحسن.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل هنا و مكانه فيه بعد كلمة: صاعد. قدمناه إلى هنا بما يوافق عبارة د. و هذه الزيادة سقطت من «ز».
7- كتب فوقها في د: ملحق.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو نصر الزينبي، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد، نا هدبة بن خالد، نا رجاء بن صبيح أبو يحيى الحرشي قال: سمعت مسافر بن شيبة قال:

سمعت عبد اللّه بن عمرو بن العاص يقول عند المقام: أشهد باللّه، أشهد باللّه، أشهد باللّه لسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«الركن و المقام ياقوتتان من ياقوت الجنّة، طمس اللّه نورهما لو لا أن نورهما طمس لأضاءا ما بين المشرق و المغرب»[12027].

[قال ابن عساكر:] (1) كذا قال: مسافر.

أخبرناه أبو عبد اللّه الخلاّل، و أم المجتبى العلوية قالا: أخبرنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا هدبة بن خالد أبو خالد، نا رجاء بن صبيح أبو يحيى الحرشي قال: سمعت مسافع بن شيبة يقول:

سمعت عبد اللّه بن عمرو بن العاص عند المقام يقول: أشهد باللّه، أشهد باللّه، أشهد باللّه لسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«الركن و المقام ياقوتتان من ياقوت الجنّة طمس اللّه نورهما، و لو لا أن طمس اللّه نورهما لأضاءتا ما بين السماء و الأرض»[12028].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل الغلاّبي، نا أبي، نا يونس بن محمّد، نا رجاء بن يحيى، نا مسافع بن شيبة، نا عبد اللّه بن عمرو، فذكره.

قال أبي: قال أبو زكريا: غيره يقول: بينهما رجل عن عبد اللّه بن عمرو.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):سمعت أبي يقول: روى شعبة عن مسافع [الحجبي عن

ص: 383


1- زيادة منا.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 432/8.

عبد الله بن عمرو، و روى الزهري عن مسافع] (1) بن شيبة الحجبي و أبو يحيى رجاء بن صبيح الحرشي (2) صاحب السقط، قال أبو محمّد: و خالفهم كلثوم بن حبر فقال: عن مسافع بن عبد اللّه بن شيبة، عن مغيرة بن خالد، عن عبد اللّه بن عمرو، روى عن زكريا بن أبي زائدة، عن مصعب بن شيبة، عن عبد اللّه بن مسافع، عن المغيرة بن خالد، عن عبد اللّه بن عمرو (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أبو عبيد اللّه المخزومي، نا سفيان، عن منصور بن عبد الرّحمن، عن خاله مسافع بن عبد اللّه بن شيبة، عن صفية بنت شيبة، عن امرأة من بني سليم أنها قالت لعثمان [بن طلحة] (4) لم دعاك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعد خروجه من البيت، فذكر الحديث الذي.

أخبرناه أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين، أنا عيسى، أنا عبد اللّه، نا عبيد اللّه بن عمر القواريري، نا سفيان، عن منصور بن صفية، حدّثني خالي عن امرأة من بني سليم قال:

و كانت قد ولدت عامتنا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أرسل إلى عثمان بن طلحة بعد ما خرج من الكعبة قالت: فسألت عثمان: لأي شيء أرسل إليك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؟ قال: قال لي:«إنّي نسيت أن آمرك أن تخمّر قرني الكبش، و إنه لا ينبغي أن يكون في البيت شيء يشغل»[12029].

رواه أبو طاهر بن السرح، و سعيد بن منصور، و مسدّد بن مسرهد، عن سفيان، عن منصور الحجبي، حدّثني خالي - و سمّاه ابن السرح: مسافع بن شيبة - عن أمي قالت: سمعت الأسلمية، فذكره.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور السلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو سعيد المفضّل بن محمّد الجندي، نا محمّد بن يحيى بن أبي عمرو صامت بن معاذ قال: نا سفيان عن منصور بن عبد الرّحمن الحجبي عن خاله مسافع بن شيبة، عن صفية بنت شيبة.

أن امرأة من بني سليم ولدت عامة أهل دارهم، قالت لعثمان بن طلحة: لم دعاك النبي صلى اللّه عليه و سلم بعد خروجه من البيت؟ قال: قال لي:«إنّي رأيت قرني الكبش في البيت، فنسيت أن

ص: 384


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و م، و د و الجرح و التعديل.
2- في الجرح و التعديل: الجرشي.
3- كتب بعدها في م و «ز»: آخر الجزء الحادي و الستين بعد الستمائة من الفرع.
4- زيادة عن م، و «ز»، و د.

آمرك تخمّرهما، فخمّرهما فإنه لا ينبغي أن يكون في البيت شيء يشغل مصليا»[12030].

قال صامت: فقلت لسفيان: هو قرن الكبش الذي فدي به ابن إبراهيم؟ قال: نعم (1).

أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن صصرى، أنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمذاني (2) المؤدب، نا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا أبو علي الحسن بن محمّد ابن درستويه، أنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا إبراهيم بن يعقوب، نا أبو النعمان، نا أبو عوانة عن سالم بن بشير بن حجل، عن مسافع بن شيبة.

أنه أتى عمر بن عبد العزيز و معه ابن له، فقال: اما ابنه فأنزله دار الضيفان قال: و أنزله معه في البيت، و كانت امرأته ذات قرابة، قالت: فصلى ليلة المغرب، ثم دخل فصلى في مسجد البيت، فبكى، فأطال البكاء فقالت له امرأته: يا أمير المؤمنين، انصرف إلى ضيفك فعشّه، ثم شأنك [بعد] (3)،فانصرف و أقبل يعتذر، و قال: يا مسافع كيف يسيغ الرجل الطعام و الشراب و ليس أحد بين المشرق و المغرب يظلم بمظلمة إلاّ كنت أنا صاحبه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر.

قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة قال (4):

في الطبقة الثانية من تابعي أهل مكة: مسافع بن عبيد اللّه الحجبي.

كذا قال، و هو ابن عبد اللّه (5).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية التابعين من أهل مكة: مسافع بن عبد اللّه الحجبي.

ص: 385


1- كتب بعدها في «ز»: إلى.
2- بالأصل و م: الهمداني، و المثبت عن «ز»، و د.
3- زيادة عن «ز».
4- طبقات خليفة بن خيّاط ص 493 رقم 2550.
5- الذي في الطبقات المطبوع الذي بين يدي:«عبد اللّه» أيضا و لعله وقعت بيد المصنف نسخة صحفت فيها اللفظة إلى: عبيد اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (1)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (2):

في الطبقة الثالثة من تابعي أهل مكة: مسافع بن عبد اللّه الحجبي.

أنبأنا أبو نصر بن البنّا، و أبو طالب بن يوسف، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا ابن سعد (3) قال:

في الطبقة الثانية من تابعي أهل مكة: مسافع بن عبد اللّه الأكبر بن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة - و اسمه عبد اللّه - بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدّار بن قصي، و أمّه أم ولد، كان قليل الحديث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، نا أبي قال في تسمية من روى عن الزهري فذكرهم و قال: و من بني عبد الدّار بن قصي: مسافع بن شيبة بن عبد الرّحمن بن شيبة ابن عثمان الحجبي.

[قال ابن عساكر:] (4) كذا قال، و هذا النسب وهم.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):

مسافع بن عبد اللّه الحجبي أبو سليمان المكي، روى عن المغيرة بن خالد، عن عبد اللّه بن عمرو: أن الحجر الأسود، روى عنه مصعب بن شيبة، سمعت أبي يقول ذلك، و سمعت أبي يقول: روى شعبة (6)،مسافع الحجبي عن عبد اللّه بن عمرو.

ص: 386


1- تحرفت في و م و «ز»، و د إلى: اللبناني.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- طبقات ابن سعد 476/5.
4- زيادة منا.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 432/8.
6- العبارة بالأصل:«روى عن شعبة مسافع الحجبي» و التصويب عن م، و «ز»، و د، و الجرح و التعديل.

و لم يذكره البخاري في تاريخه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر.

قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (1):

مسافع بن شيبة حاجب (2) الكعبة مكي، ثقة.

أخبرنا أبو البركات، أنا ابن الطّيّوري، أنا الحسين بن محمّد (3)،و أحمد بن محمد (4)العتيقي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه، أنا ثابت، أنا الحسين قالوا: أنا الوليد، أنا علي، أنا صالح، حدّثني أبي قال: مسافع الحجبي، مكي، تابعي، ثقة.

ذكر من اسمه مساور

7357 - مساور بن شهاب بن مسرور بن سعد بن أبي الغادية، يسار بن سبع

7357 - مساور بن شهاب بن مسرور بن سعد بن أبي الغادية، يسار بن سبع (5)

أبو الحسن المزني (6)

روى عن أبيه شهاب.

روى عنه أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن سهل بن يحيى بن صالح بن حية، و أبو الميمون ابن راشد، و أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن حسنون و غيرهم.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن سهل بن يحيى بن صالح بن حيّة البزار - قراءة عليه في منزله بعقبة الصوف - و غيره في آخرين، قالوا: نا أبو الحسن مساور بن شهاب بن مسرور بن سعد

ص: 387


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 424 رقم 1557.
2- بالأصل و م و «ز»: «صاحب الكعبة» و المثبت عن د، و تاريخ الثقات.
3- في م و «ز» و د: الحسين و محمد.
4- بالأصل: أحمد، و المثبت عن م و «ز»، و د.
5- في م: سبيع.
6- كذا بالأصل و د، و في م و «ز»: المزي.

ابن أبي الغادية - يسار - بن سبع المزني، حدّثني أبي شهاب عن أبيه مسرور بن مساور، عن جدّه سعد بن أبي الغادية، عن أبيه قال:

فقد النبي صلى اللّه عليه و سلم [أبا الغادية] (1) في الصلاة، فإذا به قد أقبل فقال:«ما خلّفك عن الصلاة يا أبا الغادية؟» فقال: ولد لي مولود يا رسول اللّه، فقال:«هل سميته؟» فقال: لا، قال:

«فجىء به»، فجاء به، فمسح على رأسه بيده و سمّاه سعدا[12031].

7258 - مساور بن عتبة الربعي

من وجوه أصحاب مروان بن محمّد الذين خرجوا معه من الجزيرة إلى دمشق في طلب الخلافة، و كان المساور أميرا على من معه من ربيعة.

تقدم ذكره في ترجمة مروان بن محمّد.

7359 - مساور بن قيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة

7359 - مساور بن قيس بن زهير بن جذيمة (2) بن رواحة بن ربيعة

ابن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس (3) بن بغيض بن ريث

ابن غطفان بن سعد ابن قيس بن عيلان العبسي (4)

وفد على الوليد بن عبد الملك يستمنحه في أيام عبد الملك، و يدلّ إليه بالخئولة، فإن أم الوليد عبسية، فلم يصادف عنده ما أراد، فهجاه.

ذكر أبو الحسن المدائني فيما قرأته بخط أبي الحسين الرازي عن محمود بن محمّد الرافقي عن جيش بن موسى الصيني، عنه قال: كان جد برز العبسي هذا يعني جد برز بن كامل بن برز سيدا و قد هجاه المساور بن قيس العبسي، أتاه فلم يصله فتحوّل عنه و قال:

ثلاثة أشهر في دار برز *** يرجّي نائلا عند الوليد

فلا يشكي الكلال بدار برز *** و لكن أن تحوب فلا تعودي

فإن زهد الوليد كما زعمتم *** فما ورث الزهادة من بعيد

ص: 388


1- استدركتا على هامش الأصل.
2- تحرفت بالأصل و بقية النسخ إلى:«خزيمة» و التصويب عن جمهرة ابن حزم ص 251.
3- تحرفت في «ز» إلى: عيسى.
4- ترجمته في جمهرة ابن حزم ص 251 و سماه:«المساور بن هند بن قيس» و مثله في الإصابة 491/3 رقم 8403 و الشعر و الشعراء ص 201 و كناه أبا الصمعاء.

فقال له عبد الملك بن مروان: ممن ورث الزهادة، قال: منا، قال: لو قلت غير هذا لقتلتك، و قال أيضا:

فقدت الوليد و أنفا (1) له *** كنيل القعود أبي أن يبولا

فليت لنا خالد أبا الوليد *** و عبد العزيز بيحيى بديلا

أ نحن قعدنا بأبنائنا *** أم القوم أنجب منّا فحولا

فقال له عبد الملك: من قعد به؟ قال: نحن يا أمير المؤمنين.

[ذكر من اسمه] [مسبح]

اشارة

[ذكر من اسمه] [مسبح] (2)

7360 - مسبّح الداراني

حكى عن أبي سليمان الداراني.

روى عنه: محمّد بن هارون.

أخبرني أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو علي الأنصاري قال: سمعت محمّد بن هارون الداراني يقول: سمعت مسبّح الداراني يقول: رأيت أبا سليمان الداراني و عليه قباء أحمر و قلنسوة حمراء مقلوبة و خف أحمر.

[ذكر من اسمه] [مستورد]

اشارة

[ذكر من اسمه] [مستورد] (3)

7361 - مستورد بن قدامة الباهلي

من أهل العراق.

وفد على معاوية، و كان ممن شهد لزياد أنه ابن أبي سفيان (4)،تقدم ذكر وفوده في ترجمة زياد بن أسامة الحرمازي (5).

ص: 389


1- بالأصل و م و «ز»، و د:«واثقا له» و كتب على هامش «ز»: و أنفا و هو ما أثبت: و أنفا له.
2- زيادة عن «ز»، و م، و د.
3- زيادة عن «ز»، و م، و د.
4- سماه في الإصابة 580/1 المسور بن قدامة.
5- تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 130/19 رقم 2295 ط دار الفكر.

[ذكر من اسمه] [مستهل]

اشارة

[ذكر من اسمه] [مستهل] (1)

7362 - مستهلّ بن داود التميمي

حدّث عن عبد السّلام بن مكلبة البيروتي.

روى عنه: أبو هبيرة محمّد بن الوليد الدمشقي.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي، و حدّثنا أبو البركات الخضر بن شبل الفقيه عنه، أنا أبي أبو القاسم الحنائي، أنا عبد الوهّاب الكلابي - إجازة - نا إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان، نا أبو هبيرة، نا المستهلّ بن داود التميمي، نا عبد السّلام بن مكلبة عن عثمان بن عقال عن ابن أبي مليكة عن أبي ذرّ الغفاري، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«عزة (2) العرب كنانة، و أركانها تميم، و خطباؤها أسد، و فرسانها قيس، و للّه تبارك و تعالى من أهل السموات فرسان، و فرسانه في الأرض قيس»[12032].

7363 - مستهل بن الكميت بن زيد بن حبيش بن مجالد بن وهيب بن عمرو

7363 - مستهل بن الكميت بن زيد بن حبيش (3) بن مجالد بن وهيب بن عمرو

ابن سميع - و يقال: ابن زيد بن حبيش بن مجالد بن رويبة (4) بن قيس بن عمرو

ابن سبيع بن مالك بن سعد بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي (5)

شاعر ابن شاعر.

وفد على هشام بن عبد الملك مع أبيه حين هرب من خالد القسري.

ذكر أبو الفرج علي بن الحسين (6) فيما قرأت في كتابه قال (7):

و حضر المستهلّ بن الكميت باب عيسى بن - موسى، فكان يلزمه (8)-، فبلغه أنه قد

ص: 390


1- زيادة عن «ز»، و م، و د.
2- تقرأ في «ز»، و د: غرة.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و د: حبيش، و في المختصر: خنيس و في جمهرة ابن حزم:«الأخنس».
4- كذا بالأصل و النسخ، و في المختصر: ذؤيبة.
5- ترجمته في جمهرة ابن حزم ص 193 و معجم الشعراء ص 479 و الأغاني 1/17 (ترجمة والده الكميت).
6- تحرفت بالأصل، و «ز»، و م، و د إلى: الحسن.
7- الأغاني 35/17 ضمن ترجمة أبيه الكميت بن زيد.
8- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و د:«يلزمه» و في الأغاني: يكرمه.

غلب عليه الشراب، فاستخف به، و كان آخر من يدخل على عيسى بن موسى قوم يقال لهم الراشدون، يؤذن لهم في القعود، فأدخل المستهل معهم فقال:

أ لم تر أني لما حضرت *** دعيت فكنت مع الراشدينا

ففزت بأحسن أسمائهم *** و أقبح منزلة الداخلينا

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن محارب بن عمرو الإصطخري، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، عن عبد الرّحمن ابن أخي الأصمعي، عن عمه قال (1):

حبس عبد اللّه بن علي المستهلّ بن الكميت، فكتب إليه (2):

لئن نحن خفنا في زمان عدوكم *** و خفناكم إن البلاء لراكد

فأطلقه.

[ذكر من اسمه] [مسجر]

اشارة

[ذكر من اسمه] [مسجر] (3)

7364 - مسجر السكسكي

حدّث عن عبد اللّه بن مساحق النوفلي.

روى عنه: أبو عبد اللّه يزيد بن عبد اللّه النجراني الدمشقي.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني - و نقلته من خطه - أنا أبو الحسن علي بن الحسين (4) بن أحمد بن صصري التّغلبي، و عبد العزيز الكتاني فرقهما قالا: أنا تمام بن محمّد، أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، أنا أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، نا أبي، عن أبيه عن أبي عبد اللّه النجراني عن مسجر السكسكي، عن عبد اللّه بن مساحق عن أبي الدرداء قال:

قلنا: يا رسول اللّه، ما ذا يروا أمتك (5)؟، أو ما ذا ينتقم منها؟ قال:«فتن تأتي من

ص: 391


1- الخبر و الشعر في الأغاني 26/17 و معجم الشعراء ص 479.
2- استدركت عن هامش الأصل و بعدها صح.
3- زيادة عن م، و «ز»، و د.
4- بالأصل: الحسن، و المثبت «الحسين» عن م، و «ز»، و د.
5- غير واضحة بالأصل و م، و د، و المثبت عن «ز».

المشرق، كقطع الليل المظلم، يهلك فيها أمتي أفنادا»، قلت: بأبي و أمي، و أي شيء أفنادا؟ قال:«زمرا زمرا»[12033].

قال: و أنا أحمد، أنا أحمد قال: وجدت في كتاب فياض كاتب جدي عن الهيثم، عن صدقة، عن مسجر عن عبد اللّه بن مساحق عن أبي الدرداء، فذكر الحديث.

رواه منبّه بن عثمان، عن صدقة، عن أبي عبد اللّه النجراني عن مسجر.

[ذكر من اسمه] [مسدد]

اشارة

[ذكر من اسمه] [مسدد] (1)

7365 - مسدّد بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن حميد بن العباس بن الوليد بن أبي

السجيس أبو المعمر بن أبي طالب الأملوكي، الحمصي (2)

إمام جامع حمص و خطيبها.

سمع بحمص القاضي أبا بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن عمرو الرحبي، و بدمشق: أبا بكر محمّد بن سليمان بن يوسف بن يعقوب الربعي البندار، و عبد الوهّاب الكلابي، و أبا القاسم بن طعان، و أبا بكر الميانجي، و أبا عبد اللّه بن خالويه النحوي، و أبا بكر أحمد بن عبد الكريم الحلبي - بحمص - و أبا القاسم إسماعيل بن القاسم الكلبي.

روى عنه: أبو الحسن بن أبي الحديد، و ابنه أبو عبد اللّه، و عبد العزيز الكتاني، و أبو نصر بن طلاّب، و أبو القاسم عبد الرزّاق بن عبد اللّه بن فضيل، و ابنه عبد اللّه بن عبد الرزّاق، و أبو المرجّى سعد اللّه بن صاعد بن المرجى بن الحسين الرحبي، و أبو الحسين أحمد بن محمّد بن هبة اللّه الأكفاني، و أبو الحسن الحنائي (3)،و أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، و أبو علي الأهوازي (4).

أخبرنا جدي أبو المفضّل يحيى بن علي القاضي، أنا أبو القاسم عبد الرزّاق بن عبد اللّه بن الحسن بن الفضيل الكلاعي - قراءة عليه - أنا أبو المعمر المسدّد بن علي بن عبد اللّه

ص: 392


1- زيادة عن «ز»، و م، و د.
2- ترجمته في ميزان الاعتدال 96/4 و لسان الميزان 20/6 و المغني في الضعفاء 653/2 و سير أعلام النبلاء 17/ 518 و شذرات الذهب 249/3. و الأملوكي: بضم الألف و سكون الميم نسبة أملوك، بطن من ردمان، و ردمان بطن من رعين (راجع الأنساب).
3- في م: الجنادي.
4- أقحم بعدها في م لفظة: حديث.

الأملوكي الحمصي، أنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، أنا أحمد بن عمير (1) بن يوسف، نا أبو العباس الوليد بن مروان الأزدي، نا جنادة بن مروان، أنا محمّد بن هشام بن عروة، عن أبيه هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان».

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو المعمر المسدّد بن علي الأملوكي الحمصي، نا أبو حفص عمر بن علي بن الحسين بن إبراهيم العتكي الأنطاكي - بحمص - نا محمّد بن الحسن بن فيل، نا عبد السّلام بن العباس بن الزبير الحمصي، نا خلي بن خالد، حدّثني أبي خالد بن خلي، عن سويد بن عبد العزيز، عن حميد الطويل عن أنس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما حلف بالطلاق و لا استحلف به إلاّ منافق»[12034].

غريب جدا.

أنبأنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو الفرج غيث بن علي، قالا: أنا الحسن بن أحمد بن عبد الواحد، أنا المسدّد بن علي، نا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن حمدان بن خالويه، نا ابن دريد قال:

كنا في حلقة الرياشي فتذاكروا حديث بني أمية و خاضوا فيه، و الرياشي ساكت ثم قال:

لعمرك إنّ في ذنبي لشغلا *** بنفسي عن ذنوب بني أميّة

ذنوبي كلها أخشى رداها *** و لا أخشى ذنوبهم عليّه

فليس بضائري ما قد أتوه *** إذا ما اللّه أصلح ما لديه

على ربي حسابهم إليه *** تناهى علم ذلك لا إليه

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني قال: توفي شيخنا أبو المعمّر المسدّد بن علي بن عبد اللّه بن العباس الأملوكي المعروف بابن أبي السّجيس الحمصي - إمام مسجد سوق الأحد (2) في ذي الحجة سنة إحدى و ثلاثين و أربعمائة (3)،حدّث عن عمر بن علي العتكي، و الميانجي و غيرهما، و كان فيه تساهل.

ص: 393


1- تحرفت في م إلى: عبيد.
2- انظر ثمار المقاصد في ذكر المساجد ص 83 و الدارس في تاريخ المدارس.
3- سير أعلام النبلاء 518/17.

[ذكر من اسمه] [مسروح]

اشارة

[ذكر من اسمه] [مسروح] (1)

7366 - مسروح أبو بكرة الثقفي

7366 - مسروح أبو (2) بكرة الثقفي

و الصحيح أن اسمه نفيع.

يأتي في حرف النون إن شاء اللّه.

ذكر من اسمه مسرور

7367 - مسرور بن صدقة أبو صدقة الحارثي

من أهل دمشق.

روى عن الأوزاعي.

روى عنه: أحمد بن عبد الواحد بن عبّود، و عبد السّلام بن عتيق، و الحسن بن أحمد ابن محمّد بن بكّار، و أحمد بن بكر، و قاسم بن عثمان الجوعي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني - قراءة - أنا أبو القاسم بن الفرات، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو الحسن بن جوصا، نا أحمد بن عبد الواحد، و عبد السّلام بن عتيق، قالا: نا مسرور بن صدقة، أنا الأوزاعي، أخبرني ابن شهاب عن أبي سلمة ابن عبد الرّحمن عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين أراد أن ينفر من منى قال:«نحن نازلون إن شاء اللّه بخيف بني كنانة، حيث تقاسموا على الكفر» يعني بذاك المحصّب، و ذلك أنّ قريشا و بني كنانة تقاسموا على بني هاشم و بني المطلّب ألا يناكحوهم (3)،و لا يكون بينهم و بينهم شيء حتى يسلموا إليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[12035].

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي، أنا أبو

ص: 394


1- زيادة عن م، و «ز»، و د.
2- تحرفت في «ز» إلى:«بن».
3- في «ز»: «ينا» و بعدها بياض، و كتب على هامشها: كذا بالأصل.

أحمد، أنا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي، نا الحسن - يعني - ابن أحمد بن محمّد بن بكّار بن بلال، نا أبو صدقة مسرور بن صدقة.

7368 - مسرور بن مساور بن سعد

ابن أبي الغادية يسار بن سبع المزني

روى عن جده سعد بن أبي الغادية.

روى عنه: ابنه شهاب بن مسرور.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن سهل بن يحيى بن صالح بن حيّة البزاز - قراءة عليه في منزله بعقبة الصوف - و غيره في آخرين قالوا: نا أبو الحسن مساور بن شهاب بن مسرور بن سعد بن أبي الغادية، يسار بن سبع المزني، حدّثني أبي شهاب عن أبيه مسرور بن مساور، عن جده سعد بن أبي الغادية، عن أبيه قال:

فقد النبي صلى اللّه عليه و سلم أبا الغادية في الصلاة فإذا به قد أقبل، فقال:«ما خلّفك عن الصلاة يا أبا الغادية؟» فقال: ولد لي مولود يا رسول اللّه، فقال:«هل سمّيته؟» فقال: لا، قال:«فجىء به»، فجاء به، فمسح على رأسه و سمّاه سعدا[12036].

7369 - مسرور بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص

ابن أمية بن عبد شمس أبو سعيد الأموي (1)

وجهه يزيد بن الوليد من دمشق في جيش لقتال أهل حمص (2) حين قاموا بطلب دم الوليد بن يزيد، ثم استعمله يزيد على قنّسرين، و أم مسرور أم ولد.

و كانت داره بدمشق بناحية سوق القمح، و كانت له دار أخرى من أرباض باب الجابية.

تقدم ذكره في ترجمة أخيه تمام بن الوليد (3).

ص: 395


1- جمهرة أنساب العرب ص 89 و سماه:«مسروق» و نسب قريش للمصعب الزبيري ص 165.
2- غير واضحة بسبب التصوير بالأصل، و المثبت عن م، و «ز»، و د.
3- راجع تاريخ مدينة دمشق 49/11 رقم 1000 ط دار الفكر.

[ذكر من اسمه] [مسروق]

اشارة

[ذكر من اسمه] [مسروق] (1)

7370 - مسروق بن عبد الرّحمن - و هو الأجدع - بن مالك بن أميّة بن عبد اللّه

ابن مرّ بن سلمان (2) بن معمر بن الحارث بن سعد بن عبد اللّه بن وادعة

ابن عمرو بن عامر بن ناشح (3) أبو عائشة، و يقال:

أبو أمية الهمداني، ثم الوادعي الكوفي (4)

روى عن: أبي بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و عبد اللّه بن مسعود، و خباب بن الأرتّ، و أبيّ بن كعب، و عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن عمرو، و معاذ بن جبل، و زيد بن ثابت، و المغيرة بن شعبة، و عائشة، و عبيد بن عمير.

روى عنه: الشعبي، و أبو الضحى مسلم بن صبيح (5)،و سعيد بن جبير، و أبو وائل شقيق بن سلمة - و هو أكبر منه - و يحيى بن وثاب، و عبيد بن نضيلة (6)،و عبد اللّه بن مرّة، و إبراهيم النخعي، و أبو الأحوص عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، و أنس بن سيرين، و حبال (7) بن رفيدة.

و قدم الشام في طلب الحديث ثم حضر تحكيم الحكمين بدومة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، نا أبو (8) علي (9) بن المذهب، قالا: أنا أبو بكر

ص: 396


1- زيادة عن م، و «ز»، و د.
2- كذا بالأصل و د، و م، و في «ز»: سليمان، و في المختصر: سلامان و في تهذيب الكمال: سليمان، و يقال: سلامان.
3- بالأصل و النسخ و بعض مصادر ترجمته:«ناشج» و المثبت عن جمهرة أنساب العرب ص 394 و الاشتقاق ص 422، و جاء فيها: الناشح الشارب الذي لم يبلغ ريّه.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 45/18 و تهذيب التهذيب 416/5 و تاريخ بغداد 232/13 و الجرح و التعديل 396/8 و تذكرة الحفاظ 49/1 و سير أعلام النبلاء 63/4 و طبقات ابن سعد 76/6 و التاريخ الكبير 35/8 و حلية الأولياء 95/2 و غاية النهاية 294/2 و شذرات الذهب 71/1.
5- بالأصل و د:«صبح»، و المثبت عن م و «ز».
6- في تهذيب الكمال: نضلة.
7- في «ز»: حمال، و فوقها ضبة.
8- بالأصل: و أبو، و المثبت عن م و د.
9- قوله:«نا أبو علي» سقط من «ز».

ابن مالك، نا بشر بن موسى، نا أبو نعيم الفضل بن دكين، نا زكريا بن أبي زائدة، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة قالت: فتلت لهدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم القلائد قبل أن يحرم[12037].

أخرجه البخاري عن أبي نعيم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا عبيد بن يعيش، نا يحيى بن آدم، نا عبد السّلام، عن أبي خالد الدالاني، عن الشعبي قال:

خرج مسروق إلى البصرة إلى رجل يسأله عن آية، فلم يجد عنده فيها علما، و أخبر عن رجل من أهل الشام يقدم علينا هاهنا، ثم خرج إلى الشام إلى ذلك الرجل في طلبها.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا روح بن عبادة، حدّثني المثنى القصير، عن محمّد بن المنتشر، عن مسروق بن الأجدع قال:

كنت مع أبي موسى أيام الحكمين، و فسطاطي إلى جانب فسطاطه، فأصبح الناس ذات يوم قد لحقوا بمعاوية من الليل، فلما أصبح أبو موسى رفع رفرف فسطاطه فقال: يا مسروق ابن الأجدع، قلت: لبيك أبا موسى، قال: إنّ الإمرة ما أؤتمر فيها، فإن الملك ما غلب عليه بالسيف.

أخبرنا أبو الحسن الغسّاني، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)-، أنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد اللّه الكاتب - بأصبهان - نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر. و أبو الفضل.

ح و أخبرنا أبو العزّ الكيلي، أنا أبو طاهر.

قالا: أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي أنا أبو حفص الأهوازي.

ص: 397


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 113/4 ضمن أخبار أبي موسى الأشعري. و رواه الذهبي في سير الأعلام 4/ 65 من طريق المثنى القصير.
2- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 232/13.

نا خليفة قال: مسروق بن الأجدع بن مالك من ولد عبد اللّه بن وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشج بن رافع بن مالك بن جشم بن الحاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان، يكنى أبا عائشة، مات سنة ثلاث و ستين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا ثابت بن بندار.

قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العبّاس، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: مسروق بن الأجدع أبو عائشة.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا [أبو] (1) عبيد اللّه معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى ابن معين يقول في تسمية أهل الكوفة: مسروق بن الأجدع الهمداني، ولي لمعاوية في إمرة ابن زياد، روى عن أبي بكر، و عمر، مات سنة ثلاث و ستين.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمّد، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، نا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول:

مسروق بن الأجدع، أبو عائشة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (2)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (3)،قال:

مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني، ثم الوادعي، و يكنى أبا عائشة، توفي سنة ثلاث و ستين بالكوفة، روى عن عمر، و عبد اللّه، و عثمان.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري - و نحن نسمع - عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد ابن سعد قال (4).

ص: 398


1- زيادة لازمة عن م، و «ز»، و د.
2- تحرفت بالأصل و بقية النسخ إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- الطبقات الكبرى لابن سعد 76/6.

في الطبقة الأولى من أهل الكوفة: مسروق بن الأجدع، و هو عبد الرّحمن بن مالك بن أميّة بن عبد اللّه بن مرّ بن سلمان (1) بن معمر بن الحارث بن سعد بن عبد اللّه بن وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشح (2) بن همدان.

أنا عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي، عن الشيباني، عن أبي الضحى أن مسروقا كان يكنى أبا أمية.

قال محمّد بن سعد: و هذا غلط، أحسبه أراد سويد بن غفلة، أنا عبيد اللّه بن موسى، عن زكريا، عن الشعبي: أن مسروقا كان يكنى أبا عائشة.

قال محمّد بن سعد: و كان ثقة، و له أحاديث صالحة، و هذا أصح مما روى عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي.

و قد روى مسروق أيضا عن عمر، و علي، و عبد اللّه، و خبّاب بن الأرتّ، و أبيّ بن كعب، و عبد اللّه بن عمر، و عائشة، و عبيد بن عمير، و لم يرو عن عثمان شيئا، و كان ثقة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و هذا لفظه - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا البخاري (3) قال:

مسروق بن الأجدع، و هو ابن عبد الرّحمن الهمداني، أبو عائشة الكوفي.

قال أبو نعيم: مات سنة ثلاث (4) و ستين، رأى أبا بكر، و عمر،[و عليا] (5) و عبد اللّه ابن مسعود، و زيد بن ثابت، روى عنه إبراهيم، و الشعبي.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):

ص: 399


1- في طبقات ابن سعد: سليمان.
2- عن ابن سعد، و بالأصل و النسخ: ناشج.
3- التاريخ الكبير للبخاري 35/8.
4- في التاريخ الكبير: ثنتين و ستين.
5- سقطت من الأصل و بقية النسخ و استدركت عن التاريخ الكبير.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 396/8.

مسروق بن الأجدع، و هو ابن عبد الرّحمن بن مالك بن نمير الهمداني الوادعي أبو عائشة، و كان على القضاء، روى عن أبي بكر الصّدّيق، و عمر بن الخطّاب، و عثمان بن عفّان، و علي بن أبي طالب، و عبد اللّه بن مسعود، و زيد بن ثابت، روى عنه أبو الضحى مسلم بن صبيح، و أبو إسحاق الهمداني، و الشعبي، و النخعي، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر ابن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: مسروق بن الأجدع، أبو عائشة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

مسروق بن الأجدع بن مالك، و يقال: إن عمر بن الخطّاب غيّر اسم أبيه و سمّاه عبد الرّحمن، ذكره أبو عيسى و غيره، و هو أبو عائشة الهمداني، ثم الوادعي الكوفي، سمع ابن مسعود، و عبد اللّه بن عمرو، و المغيرة بن شعبة، و عائشة، روى عنه الشعبي، و أبو وائل، و يحيى بن وثاب، و أبو الضحى، و إبراهيم النخعي، و أبو الشعثاء، و عبد اللّه بن مرة، و مسلم البطين في الإيمان و الزكاة.

قال البخاري: قال أبو نعيم: مات سنة ثلاث و ستين، و قال الذهلي: و فيما كتب إليّ أبو نعيم مثله.

و قال ابن أبي شيبة مثل أبي نعيم.

و قال الذهلي: قال ابن بكير: مات سنة ثلاث و ستين.

و قال ابن سعد مثل ابن بكير، و قال عمرو بن علي: مات سنة ثلاث و ستين، و قال ابن نمير: مات سنة ثلاث و ستين.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور المقرئ، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):

مسروق بن الأجدع بن مالك، و هو مسروق بن عبد الرّحمن، أبو عائشة، الهمداني،

ص: 400


1- تاريخ بغداد 232/13.

الكوفي، يقال: إنه سرق (1) و هو صغير، ثم وجد، فسمّي مسروقا، و رأى مسروق أبا بكر، و عمر، و عثمان، و عليا، و عبد اللّه بن مسعود، و عائشة أم المؤمنين، روى عنه جماعة منهم:

عامر الشعبي (2)،و إبراهيم النخعي، و كان ممن حضر مع علي حرب (3) الخوارج بالنهروان.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال:

قال ابن الكلبي: و ولد مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان:

الخيار، و بنتا، فولد الخيار ربيعة، فولد ربيعة أوسلة، فولد أوسلة: زيدا، فولد زيد: مالكا، فولد مالك: أوسلة، و هو همدان، فولد همدان: نوفا، فولد نوف: خيران (4)،فولد خيران (5):جشما، فولد جشم: حاشدا، فولد حاشد: جشما، فولد جشم بن حاشد: زيدا، و عمرا، و عريبا، و أسعد، و مالكا، و ولد مالك بن جشم بن حاشد: دافعا، و زيدا، و ناشحا (6)،و كبيرا، و ولد دافع بن مالك بن جشم بن حاشد: ناشحا (7) و سعدا، و آصى (8)، و ولد ناشح بن دافع: عامرا، و سابقة. فولد عامر: عمروا، فولد عمرو: وادعة، فولد وادعة:

عبد اللّه و ناشحا (9)،فولد عبد اللّه: سعدا و ربيعة، فولد سعد: الحارث و عمرا، فولد الحارث: معمّرا بطن و هم بنت وادعة منهم: الأجدع بن مالك بن أمية بن عبد اللّه بن مر بن سلامان بن معمر الشاعر، و قد رأس، و وفد على عمر بن الخطّاب، فقال: أنا الأجدع بن مالك، فقال: أنت عبد الرّحمن هلك (10) في خلافة عمر، و ابنه مسروق بن الأجدع، و محمّد ابن المنتشر بن الأجدع.

أخبرنا أبو يعلى حمزة (11) بن الحسن بن المفرج، أنا سهل بن بشر، و أبو نصر أحمد ابن محمّد، قالا: أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا

ص: 401


1- مطموسة بالأصل، و المثبت عن بقية النسخ و تاريخ بغداد.
2- بالأصل:«عامر و الشعبي» و المثبت عن بقية النسخ و تاريخ بغداد.
3- تحرفت بالأصل إلى:«حرف» و التصويب عن بقية النسخ و تاريخ بغداد.
4- بدون إعجام بالأصل، و في «ز»: حيران، و فوقها ضبة، و في م، و د:«حمران» و المثبت عن ابن حزم و الاكمال.
5- بدون إعجام بالأصل، و في «ز»: حيران، و فوقها ضبة، و في م، و د:«حمران» و المثبت عن ابن حزم و الاكمال.
6- بالأصل و النسخ: ناسجا، و المثبت عن الاكمال.
7- بالأصل و النسخ: ناسجا، و المثبت عن الاكمال.
8- في م: و آصر.
9- بالأصول: ناشجا.
10- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م، و د.
11- مكانها بياض في «ز».

جعفر بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن الهيثم قال: قال أبو نعيم:

مسروق أبو عائشة.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أنا أبي أبو يعلى.

ح و أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال:

مسروق بن الأجدع الهمداني، يكنى أبا عائشة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي قال: سمعت مسلما يقول:

أبو عائشة مسروق بن الأجدع، سمع عمر بن الخطّاب، و عليا، روى عنه أبو وائل، و الشعبي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو عائشة مسروق بن الأجدع بن مالك.

قرأت على أبي الفضل أيضا عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال:

أبو عائشة مسروق بن الأجدع بن مالك.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي في كتابه، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي ابن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو عائشة مسروق بن عبد الرّحمن - و لقبه الأجدع - بن مالك بن أميّة بن عبد (1) اللّه بن مرّ بن سليمان بن معمر بن الحارث بن سعد بن عبد اللّه بن وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشح (2) بن دافع بن مالك بن جشم حاشد بن جشم بن خيوان (3) بن نوف بن همدان الهمداني

ص: 402


1- في «ز»: هبة اللّه.
2- بالأصل و «ز»، ناشج، و المثبت عن م و د.
3- بالأصل و م، و د:«حيوان»، و في «ز»: «حيران» و قيل فيه: خيران، و خيوان.

الكوفي، سمع أبا حفص عمر بن الخطّاب، و أبا الحسن علي بن أبي طالب، و ابن مسعود، و عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه شقيق بن سلمة، و الشعبي، و أبو عمران إبراهيم بن يزيد النخعي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،حدّثني أبو عبيدة أحمد بن أبي السفر قال:

مسروق بن عبد الرّحمن، و شدّاد بن الأزمع، و عمرو بن شرحبيل هم من وادعة همدان.

أخبرنا أبو الحسن الغسّاني، نا - و أبو منصور المقرئ، أنا - أبو بكر الحافظ (2)،أنا أحمد بن أبي جعفر، نا محمّد بن عدي البصري - في كتابه - نا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري، قال: سمعت أبا داود يقول: مسروق بن الأجدع، كان أبوه أفرس فارس باليمن، و مسروق ابن أخت عمرو بن معدي، و عمرو خاله.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد عن أبي الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثني جدي، نا أحمد بن داود الحرّاني قال: سمعت عيسى بن يونس يقول: إذا حدّث عن مسروق كان ضخما في الجاهلية، و في الإسلام أضخم، و أضخم، و كان (3) أبوه ملك همدان، و قادها في الجاهلية.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (4)،نا أبو النضر، نا أبو عقيل، نا مجالد بن سعيد، أنا عامر، عن مسروق بن الأجدع قال:

لقيت عمر بن الخطّاب فقال لي: من أنت؟ قلت: مسروق بن الأجدع، فقال عمر:

ص: 403


1- المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان 800/2.
2- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 233/13.
3- في «ز»: وقاد أبو مالك همدان.
4- مسند أحمد بن حنبل 75/1 رقم 211 طبعة دار الفكر.

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«الأجدع الشيطان»، و لكنك مسروق بن عبد الرّحمن، قال عامر: فرأيته في الديوان (1) مكتوبا: مسروق بن عبد الرّحمن، فقلت: ما هذا؟ فقال: هكذا سمّاني عمر[12038].

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا زهير، نا هاشم - هو ابن القاسم - نا أبو عقيل الثقفي، نا مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن مسروق قال:

لقيت عمر بن الخطّاب، فقال: ما اسمك؟ قلت: مسروق بن الأجدع، قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«الأجدع شيطان»، أنت مسروق بن عبد الرّحمن، قال الشعبي فهو اليوم في الديوان: مسروق بن عبد الرّحمن (2)[12039].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (3)،نا - و أبو منصور المقرئ، أنا - أبو بكر الخطيب (4)، أنا علي بن أحمد الرزاز، و أبو بكر البرقاني، قالا: نا محمّد بن جعفر بن محمّد بن الهيثم الأنباري، نا أحمد بن الخليل البرجلاني، نا أبو النضر، نا أبو عقيل الثقفي، نا مجالد، عن الشعبي عن مسروق قال: أتيت عمر بن الخطّاب فقال: ما اسمك؟ فقلت: مسروق بن الأجدع، قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«الأجدع شيطان» أنت مسروق بن عبد الرّحمن، قال الشعبي: فرأيته في الديوان مسروق بن عبد الرّحمن.

أخبرنا (5) أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو الحسن (6) بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو هاشم عبد الغافر بن سلامة بن أزهر الحضرمي، نا أبو سعيد الأشج - فيما كتب إلينا - نا أبو أسامة عن جنيد بن العلاء، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق قال:

قدمت على عمر فقال: ما اسمك؟ قلت: مسروق بن الأجدع، قال عمر: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«الأجدع شيطان» أنت مسروق بن عبد الرّحمن، و كتبني في الديوان:

مسروق بن عبد الرّحمن[12040].

ص: 404


1- الديوان فارسي معرب، و عمر بن الخطاب أول من دون الديوان و عمل فيه، و الديوان سجل أو كتاب تدون فيه و تسجل أسماء أفراد الجيش و الذين يعطون، و العمال.
2- سير أعلام النبلاء 65/4.
3- في م: يونس.
4- تاريخ بغداد للبغدادي 232/13.
5- الخبر التالي سقط من م.
6- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الحسين.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون الروياني، نا أبو كريب، نا أبو أسامة، عن جنيد بن العلاء، عن مجالد، عن عامر، عن مسروق قال:

قال لي عمر بن الخطّاب: ما اسمك؟ قلت: مسروق، قال ابن من؟ قلت: ابن الأجدع، قال: فأنت مسروق بن عبد الرّحمن، حدّثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أن الأجدع شيطان»، قال الشعبي: فكان اسمه في الديوان: مسروق بن عبد الرّحمن[12041].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، نا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن ثابت البزاز البغدادي، نا محمّد بن شجاع، نا أبو أسامة، أخبرني جنيد بن العلاء التيمي عن المجالد، عن عامر، عن مسروق قال:

قدمنا على عمر بن الخطّاب فقال: ما اسمك؟ قلت: مسروق بن الأجدع، قال: أنت مسروق بن عبد الرّحمن، حدّثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن الأجدع شيطان، قال: و كان مكتوب في الديوان: مسروق بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا عقبة بن مكرم، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن شعبة، عن يزيد بن أبي زياد قال: قلت لأبي وائل: أنت أكبر أو مسروق؟ قال: أنا أكبر من مسروق.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان ابن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا عبد الرّحمن، نا شعبة، عن يزيد بن أبي زياد قال: قلت لأبي وائل: أيهما أكبر، أنت أم مسروق؟ قال: أنا أكبر من مسروق.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، نا - و أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنا - الخطيب (2)،أنا الحسن بن أبي بكر، أنا إسماعيل بن علي الخطبي، نا محمّد بن إسحاق بن راهوية، نا عبد الرّحمن بن بشر بن الحكم، نا سفيان [بن عيينة] (3)،عن أيوب الطائي عن عامر الشعبي قال: ما علمت أن أحدا كان أطلب للعلم في أفق من الآفاق من مسروق.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا:

ص: 405


1- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 237/1.
2- تاريخ بغداد لبغدادي 233/13.
3- الزيادة عن تاريخ بغداد.

أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو حفص الكتّاني، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو خيثمة، نا سفيان بن [عيينة] (1)،نا أيوب الطائي قال (2):سمعت الشعبي يقول: ما رأيت أحدا من الناس أطلب للعلم في أفق من الآفاق من مسروق.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (3)،نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان، نا أيوب بن عائذ الطائي قال:

قلت للشعبي: رجل نذر أن ينحر ابنه، قال: لعلك من القيّاسين (4)،ما علمت (5) أحدا من الناس كان أطلب لعلم في أفق من الآفاق من مسروق،[قال: لا نذر في معصية] (6).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان، نا أبي، نا وكيع، عن سفيان، عن رجل لم يسمّه أن مسروقا رحل في حرف.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (7)،أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، أنا عثمان بن أحمد الدقّاق قال: قرئ على محمّد بن أحمد بن البراء و أنا حاضر.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين ابن بشران، أنا عثمان بن أحمد، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن البراء.

قال: قال علي بن المديني: ما أقدّم على مسروق أحدا من أصحاب عبد اللّه، صلى خلف أبي بكر، و لقي عمر و عليا، و لم يرو عن عثمان شيئا (8)،و زيد بن ثابت، و عبد اللّه، و المغيرة، و خباب بن الأرتّ، هذا ما انتهى إلينا من لقيه أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 406


1- بياض بالأصل، و «ز»، و المثبت عن د، و في م:«نا سفيان نا أيوب» و الكلام فيها متصل.
2- من طريقه روي في تهذيب الكمال 46/18 و سير الأعلام 65/4.
3- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 561/2.
4- كذا بالأصل و د، و م، و في «ز»: «الغياسين» و فوقها ضبة، و في المعرفة و التاريخ: النخاسين.
5- في المعرفة و التاريخ: رأيت.
6- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل، و بعده صح.
7- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 233/13.
8- كذا، و قد تقدم في أول الترجمة أنه روى عن عثمان بن عفان رضي اللّه عنه.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد.

ح و عن أبي نعيم محمّد بن عبد الواحد، أنا علي بن محمّد بن خزفة، قالا: نا الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا أبي، نا جرير، عن الأعمش، عن أبي وائل قال: كان عبد اللّه يبعث مسروقا إلى أرضه بالقادسية.

قال: و نا ابن أبي خيثمة، نا موسى بن إسماعيل، عن أبي عوانة، عن جابر، عن عامر، عن مسروق قال:

لقد اختلفت إلى عبد اللّه بن مسعود من رمضان إلى رمضان ما أغبه يوما.

قال: و نا ابن أبي خيثمة، نا أبي، نا يحيى بن سعيد، عن سفيان، نا الأعمش، عن إبراهيم بن عبيد بن نضيلة قال: قال مسروق:

كان عبيدة يأتي الدار، أنا أعلم بقول عبد اللّه، كان عبد اللّه يقول في الجد له السدس، ثم قال: له الثلث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا علي بن عمر بن محمّد، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا الحسن بن علي بن مهران، نا عبد اللّه بن هارون الغسّاني، عن حمّاد بن واقد، عن حصين، عن أبي الأحوص قال:

سمعت ابن مسعود يقول لمسروق: يا مسروق، أصبح يوم صومك دهينا، كحيلا، و إيّاك و عبوس الصائمين، و أجب دعوة من دعاك من أهل ملّتك ما لم يظهر لك منه معزاف أو مزمار، و صلّ على من مات منهم، و لا تقطع عليه الشهادة، و اعلم أنك لو تلقى اللّه بأمثال الجبال ذنوبا خير لك من أن تلقاه - كلمة ذكرها - و أن تقطع عليه الشهادة، يا مسروق وصل عليه و إن رأيته مصلوبا أو مرجوما، فإن سئلت فأحل عليّ و إن سئلت أحلت على النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحّاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أحمد بن حازم، نا سهل بن عامر البجلي، نا أبو خالد الأحمر (1)،عن مجالد (2)،عن الشعبي عن مسروق قال: قالت لي عائشة: يا مسروق، إنك

ص: 407


1- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م، و «ز»، و د.
2- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 66/4.

من ولدي، و إنك لمن أحبهم إليّ، فهل عندك من علم بالمخدج (1)،فذكر الحديث (2).

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد، أنا عبد الرّحمن بن يوسف قال:

مسروق، لا أدري سمع من معاذ أم لا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب قال (3):كتب إليّ عبد الرّحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم، أنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو (4)،نا أبو نعيم، نا مالك بن مغول قال: سمعت أبا السفر - عن (5) مرة - قال: ما ولدت همدانية مثل مسروق (6).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو نعيم، نا مالك بن مغول قال: سمع أبا السفر يذكر عن مرّة قال: ما ولدت همدانية مثل مسروق، قيل: و لا أبو ميسرة؟ قال: و لا أبو ميسرة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو علي القاسم بن فرات، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا عبيد بن يعيش، نا يحيى ابن آدم، عن مالك بن مغول، عن أبي السفر، عن مرّة بن شراحيل قال: ما ولدت همدانية مثل مسروق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا علي بن محمّد، أنا عثمان

ص: 408


1- بالأصل، و «ز»، و م:«بالمخرج» و المثبت عن د، و سير الأعلام.
2- خبر المخدج و حديثه في صحيح مسلم في كتاب الزكاة، باب التحريض على قتل الخوارج (رقم 1066) ج 2/ 746.
3- تاريخ بغداد 233/13.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 653/1.
5- كذا في الأصل، و «ز»، و م، و د، و تاريخ أبي زرعة:«عن» و في تاريخ بغداد: غير مرة.
6- سير الأعلام 66/4 و تهذيب الكمال 46/18 و فيهما من طريق أبي السفر، و لم يزيدا.

ابن أحمد، نا حنبل، نا مالك بن مغول قال: سمعت واصل يذكر عن أبي وائل قال:

ما رأيت همداني أحبّ إليّ من أن أكون في ملاحة من أبي ميسرة، قيل: و لا مسروق، قال: و لا مسروق.

رواهما أحمد بن صالح العجلي، عن أبي نعيم (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر.

قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي (2)،ثنا أبو نعيم، نا مالك، عن واصل (3)،عن أبي وائل قال: ما ولدت همدانية مثل مسروق، قيل: و لا أبو ميسرة؟ قال: و لا أبو ميسرة.

قال (4):و نا أبو نعيم، نا مالك، عن أبي السفر، عن مرّة قال: ما ولدت همدانية مثل أبي ميسرة، قيل: و لا مسروق؟ قال: و لا مسروق.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ، نا محمّد بن صالح بن هانئ، نا محمّد بن شاذان، نا محمّد بن أبان البلخي - بنيسابور - نا عبد اللّه بن إدريس الأودي قال: سمعت عمي قال:

قال لي الشعبي: أحدّثك عن القوم كأنك شهدتهم، كان شريح أعلمهم بالقضاء، و كان عبيدة يوازي شريحا في علم القضاء، و أما علقمة فانتهى إليه علم عبد اللّه (5) لم يجاوزه، و أما مسروق فأخذ عن كلّ و كان الربيع بن خيثم (6) أعلمهم علما و أورعهم ورعا (7).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبا عبد الملك بن

ص: 409


1- بعدها كلمات غير واضحة و صورتها:«فقلت الاسنادين المهس» و الكلمات شديدة الاضطراب في بقية النسخ، و لعل الصواب:«فقلب الإسنادين...».
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 426 رقم 1561.
3- كذا بالأصل و م، و «ز»، و د، و في تاريخ الثقات:«عن أبي السفر».
4- تاريخ الثقات للعجلي ص 512 رقم 2054 ضمن ترجمة أبي ميسرة.
5- يعني: عبد اللّه بن مسعود.
6- تحرفت في و «ز»، و م، و د إلى:«خيثم».
7- رواه يعقوب في المعرفة و التاريخ 557/2 و الخطيب في تاريخ بغداد 119/11 و العبارة في المعرفة و التاريخ: و كان ربيع بن خيثم أشد القوم ورعا و أقلهم علما.

محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن، أنا أبو جعفر بن أبي شيبة، نا أبي، نا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم قال:

كان أصحاب عبد اللّه الذين يفتون و يقرءون القرآن، منهم: علقمة، و الأسود، و مسروق، و عبيدة، و عمرو بن شرحبيل، و الحارث بن قيس.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، نا عبد اللّه، نا يعقوب (1)،نا أبو سعيد يحيى بن سليمان، نا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم قال:

انتهى علم أهل الكوفة إلى ستة من أصحابه - يعني - ابن مسعود، فهم الذين كانوا يفتون الناس و يعلمونهم و يقرءونهم (2):علقمة بن قيس النخعي، و الأسود بن يزيد النخعي، و مسروق بن الأجدع الهمداني، و عبيدة السلماني، و الحارث بن قيس الجعفي، و عمرو بن شرحبيل الهمداني (3).

أخبرنا أبو المعالي (4) الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه.

قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا عبد الرّحمن، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم قال:

كان أصحاب عبد اللّه الذين يقرءون الناس و يعلّمونهم السنّة: علقمة، و الأسود، و مسروق، و الحارث بن قيس، و عمرو بن شرحبيل.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن عبد الملك، أنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا إسماعيل بن علي الخطبي (6)،و أبو علي بن الصوّاف، و أحمد بن جعفر بن حمدان، قالوا: ثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم قال:

ص: 410


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 552/2-553.
2- في المعرفة و التاريخ: و يفتونهم.
3- استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.
4- تحرفت في «ز» إلى: الجعالي.
5- تاريخ بغداد 233/13.
6- تحرفت في و م إلى:«الحطمي» و في «ز»: «الخطمي» و المثبت عن تاريخ بغداد.

كان أصحاب عبد اللّه الذين يقرءون الناس و يعلّمونهم السنّة: علقمة، و الأسود، و عبيدة، و مسروق، و الحارث بن قيس، و عمرو بن شرحبيل (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن محمّد، نا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان، نا عبيد بن يعيش، نا يحيى بن آدم، عن مالك بن مغول قال: قال الشعبي:

أصفهم لك كأنك شهدتهم، كان علقمة أكرم القوم لقول عبد اللّه، و كان مسروق رجلا قد شام (2) الناس، و كان أعلمهم بالقضاء شريح، و كان عبيدة السلماني يوازي شريحا في العلم بالقضاء و كان الربيع بن خثيم (3) أقل القوم علما و أشدّهم ورعا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، حدّثني عباس، نا عبد الأعلى، نا فلان - أراه عن قرة - عن محمّد قال:

كان أصحاب عبد اللّه بن مسعود خمسة الذين يؤخذ عنهم، أدركت منهم أربعة و فاتني الحارث و زرارة، و كان يفضل عليهم و أحسنهم شريح، و يختلف في هؤلاء الثلاثة أيهم أفضل: علقمة، و مسروق، و عبيدة.

أخبرنا أبو البركات بن المدني، أنا أبو الفضل الباقلاني، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن محمّد، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان، نا يحيى بن عبد الحميد، نا قيس، عن أشعث، عن محمّد قال: قدمت الكوفة و بها ستة: أحسنهم (4) يومئذ شريح [و عبيدة و الحارث بن عبد الله الأعور، و علقمة، و مسروق، و عمرو بن شرحبيل، و شريح] (5).

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (6)،أنا حمزة بن محمّد بن طاهر

ص: 411


1- تهذيب الكمال 46/18 و سير الأعلام 65/4.
2- فوقها ضبة في «ز».
3- تحرفت بالأصل و م و «ز»، و د إلى: خيثم.
4- كذا بالأصل و د، و في م و «ز»: أخسهم.
5- الزيادة عن د، و قد سقطت من الأصل، و في «ز»: «شريح بن عبيدة بن الحارث...» و في م: عمارة بدل الحارث، و عمارة بدل علقمة.
6- تاريخ بغداد 234/13.

الدقّاق، و محمّد بن عبد الواحد قال حمزة: حدّثنا - و قال محمّد: أنا - الوليد بن بكر الأندلسي.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر.

أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (1):مسروق بن الأجدع، يكنى أبا عائشة، كوفي، تابعي، ثقة، و كان أحد أصحاب عبد اللّه الذين يقرءون و يفتون، و كان يصلّي حتى ترم (2) قدماه (3).

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي ابن منير (4) الخلاّل، أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو عبد الرّحمن النسائي قال في تسمية فقهاء التابعين من أهل الكوفة: علقمة، و الأسود بن يزيد، و عمرو بن شرحبيل أبو ميسرة، و عبيدة، و شريح، و مسروق بن الأجدع، و عبد اللّه بن عتبة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا المؤمّل، نا سفيان، نا ابن الأبجر، عن الشعبي قال: كان شريح يشاور مسروق.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، و أبو منصور المقرئ، أنا الخطيب (5).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (6)،نا قبيصة، نا سفيان، عن عبد الملك (7) بن أبجر عن الشعبي قال:

كان مسروق أعلم بالفتوى من شريح، و كان شريح أعلم بالقضاء من مسروق، و كان شريح يستشير مسروقا، و كان مسروق لا يستشير شريحا.

ص: 412


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 426.
2- في «ز»: يوم، و فوقها ضبة.
3- في «ز»: قد، و بعدها بياض.
4- مكانها بياض في «ز».
5- تاريخ بغداد 233/13.
6- و رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 588/2 و سير أعلام النبلاء 65/4 و تهذيب الكمال 46/18.
7- فقط في المعرفة و التاريخ:«عن عبد اللّه بن أعين» بدل «عن عبد الملك بن أبجر».

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا ابن الصوّاف، أنا محمّد بن عثمان، نا صالح بن سهيل، أنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن ابن أبجر، عن الشعبي قال: كان مسروق أعلمهما بالفتوى، و كان شريح أعلمهما بالقضاء.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا عبد الرّحمن، و عبد الوهّاب ابنا محمّد بن إسحاق، و ابن شكرويه، قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، أنا عبد اللّه بن محمّد بن زياد، نا علي بن الحسن بن أبي عيسى، نا عبد الملك بن إبراهيم الجدي، نا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي في المعتقة عن.... (1) قال: قال مسروق:

هي من جميع المال، قال شريح: هي من الثلث، قال: قلت: أيّهما أحبّ إليك؟ قال:

كان مسروق أفقههما، و كان شريح أقضاهما.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي، نا محمّد بن عثمان، نا عبد اللّه بن عامر بن زرارة، نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن عبد الملك بن سعيد بن أبجر، عن الشعبي قال: ما كان مسروق يشير على شريح بشيء إلاّ أطاعه.

أخبرنا أبو الحسن الغسّاني، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - الخطيب (2)،أنا ابن رزق.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين (3) بن بشران.

قالا: أنا عثمان بن أحمد الدقّاق، نا حنبل، حدّثني أبو عبد اللّه، نا سفيان قال: بقي مسروق بعد علقمة لا يفضّل عليه أحد - زاد ابن السمرقندي: و كان عبيدة يوازي شريحا في العلم و الفضل.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد ابن عمير - إجازة-.

ص: 413


1- كلمة غير واضحة بالأصل و بقية النسخ و صورتها:«د؟؟؟ ر».
2- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 234/13.
3- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و المثبت عن م، و «ز»، و د.

ح قالا: و أنا أبو تمام علي بن محمّد الواسطي - في كتابه - أنا أحمد بن عبيد - قراءة - أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا أحمد بن حنبل قال: قال سفيان بن عيينة: بقي مسروق بعد علقمة لا يفضّل عليه أحد.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، و أبو عبد اللّه بن البنّا قراءة عن أبي المعالي محمّد بن عبد السلام، أنا علي بن محمّد بن خزمة (1)،أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا يحيى ابن أيوب، نا عباد بن عباد، عن عاصم، عن الشعبي أن ابن زياد حين قدم الكوفة قال: أي أهل الكوفة أفضل؟ قالوا: مسروق.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرني أبو الحسين بن تميم القنطري - ببغداد - أنا محمّد بن العباس الكابلي، نا مقاتل بن محمّد، نا عبد اللّه بن إدريس قال: سمعت إسماعيل بن أبي خالد (2) عن الشعبي قال: إن كان أهل بيت خلقوا للجنّة فهم هؤلاء: الأسود، و علقمة، و مسروق.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين قال: مسروق ثقة، لا يسأل عنه.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم قال:

سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى قلت: مسروق أحبّ إليك عن عائشة؟ أو عروة؟ فلم يخيّر (4).

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا خالد بن يوسف السّمتي، نا أبو عوانة، عن عاصم قال:

ص: 414


1- تحرفت بالأصل إلى:«جوصا» و المثبت عن «ز»، و د، و في م: الحافظ.
2- كذا بالأصل حماد و في م: جاد، و في د:«خالد» و في «ز»: مجلد و المثبت عن د.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 397/8.
4- تهذيب الكمال 47/18 و سير الأعلام 67/4.

جلس شتير بن شكل (1) و مسروق في المسجد، فثاب إليهما ناس، فقال أحدهما للآخر: إن هؤلاء إنّما ثابوا إلينا ليسمعوا خبرا، و يتعلموا، فإمّا أن تحدث عن عبد اللّه و أصدقك، و إمّا أنا أحدّث عنه و تصدقني، قال: فقال شتير: يا أبا عائشة حدّث، فقال مسروق: سمعت عبد اللّه، فذكر حديثا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن سليمان، عن أبي الضحى عن مسروق قال: لا تنشر برّك إلاّ عند من يبغيه.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، و أبو عبد اللّه ابن البنّا - قراءة - عن أبي المعالي محمّد بن عبد السّلام،[أنا علي بن محمد، أنا محمد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا سليمان بن أبي شيخ حدثني أبي عن أبيه قال: كنا بالكوفة إلى جنب مسروق بن الأجدع] (2) و كان له ابن أخ ماجن فتجيء المرأة تستفتي مسروقا، قال: فيلبس برنس مسروق و يفتيها بالخطإ، و يجيء مسروق فيخبر بذلك، فيصيح و يرسل خلف الذين (3) أفتاهم فيردّهم.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد ابن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، أنا عبد اللّه بن محمّد أبو محمّد العتكي، نا إبراهيم ابن الحجّاج، نا أبو عوانة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال:

قال مسروق: إني أخاف أن أقيس فتزلّ قدم بعد ثبوتها.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (4):

في تسمية قضاة الكوفة في زمن معاوية: لم يزل (5) شريح قاضيا عليها فأحدره (6) زياد معه إلى البصرة، فقضى [عليها بعد] (7) مسروق بن الأجدع حتى رجع شريح، و ذكر أنّ شريحا غاب بالبصرة سنة.

ص: 415


1- هو شتير بن شكل بن حميد، أبو عيسى العبسي الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 281/8.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، و استدرك عن د، لتقويم السند و إيضاح المعنى.
3- تحرفت بالأصل إلى: الذي، و المثبت عن...
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 228.
5- بالأصل:«كان شريح» و في «ز»: «لم يكن شريح» و في م:«عن شريح» و المثبت عن د.
6- تقرأ بالأصل: فأخذوه، و في «ز»: «فأخذه» و في م:«فأخذوه» و بدون إعجام في د، و المثبت عن تاريخ خليفة.
7- الزيادة عن تاريخ خليفة.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، نا أبو الحسين بن المهتدي (1)،أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو الضبّي، نا شريك، عن المقدام - هو ابن شريح-، أخبرتني قمير امرأة مسروق أن مسروقا لم يكن يأخذ على القضاء ورقا.

كذا قال، و الصواب: رزقا (2).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن حسنون، أنا أبو الحسن الحربي، أنا حامد بن محمّد بن شعيب، نا [سريج بن] (3) يونس، نا هشيم، عن المسعودي، عن القاسم قال: كان مسروق لا يأخذ على القضاء رزقا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان الغلابي، نا أبي، نا يعلى بن عبيد، نا الأعمش، عن القاسم قال: كان مسروق لا يأخذ على القضاء شيئا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن إبراهيم بن محمّد بن المنتشر، عن أبيه، عن مسروق.

أنه كان لا يأخذ على القضاء أجرا، و يتأوّل هذه الآية: إِنَّ اللّٰهَ اشْتَرىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوٰالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ (4).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي محاضر بن المورع (5)،حدّثني.

ح و أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو الحسن بن عوف، نا محمّد بن موسى بن الحسين، نا أبو بكر بن خريم، نا حميد بن زنجويه، نا محاضر، نا مجالد، عن عامر، عن مسروق - زاد الأحوص: بن الأجدع - قال:

لأن أقضي يوما بعدل و حقّ أحبّ إليّ من أن أغزو في سبيل اللّه سنة (6).

ص: 416


1- اضطرب السند في «ز»، و فيها:«أخبرنا أبو بكر بن المذهب» أنا أبو الحسين بن حسنون» و في م أيضا و فيها:«أنا أبو بكر بن أبي زياد بن إبراهيم، نا أبو الحسن.
2- قوله:«كذا قال و الصواب: رزقا» ليس في د.
3- استدركت عن هامش الأصل، و بعدها صح.
4- سورة التوبة، الآية:111.
5- قوله:«بن المورع» سقط من م.
6- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 69/4.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،نا آدم بن أبي إياس، نا شعبة، نا إبراهيم بن المنتشر ابن أخي مسروق عن أبيه قال:

بعث ابن أسيد إلى مسروق بثلاثين ألفا، فلم يقبلها، و كان محتاجا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن إبراهيم بن محمّد بن المنتشر، عن أبيه أن خالدا - يعني - ابن عبد اللّه بن أسيد كان عاملا على البصرة، أهدى إلى مسروق ثلاثين ألفا - و هو يومئذ محتاج - فلم يقبلها (2).

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري - قراءة - عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين (3) بن الفهم [نا محمد بن سعد (4)، أنا شعبة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه أن خالد بن أسيد بعث إلى مسروق بن الأجدع بثلاثين ألفا فأبى أن يقبلها، فقلنا له: لو أخذتها فوصلت بها رحما، و تصدقت بها و صنعت و صنعت، فأبى أن يقبلها] (5).

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا ابن أبي الدنيا، نا زياد بن أيوب، عن عبد الحميد بن عبد الرّحمن الحماني (6)، قال: قال مسروق: أوثق ما أكون بالرزق حين يجيء الخادم فيقول: ما في البيت طعام و لا دقيق و لا ماء.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو يعلى بن الفرّاء، أنا أبو الحسين ابن أخي ميمي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو روح محمّد بن زياد البلدي (7)،نا أبو شهاب، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق قال:

ص: 417


1- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 654/1.
2- سير أعلام النبلاء 66/4.
3- تحرفت في م إلى الحسن.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 79/6.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، و استدرك لتقويم المعنى عن د، و طبقات ابن سعد.
6- تحرفت في م و «ز» إلى: الحنائي.
7- كذا بالأصل و د، و م، و في «ز»: البندى.

أطيب ما أكون نفسا يوم تقول المرأة: ما عندنا درهم و لا قفيز.

أخبرنا (1) أبو محمّد طاهر (2) بن سهل بن بشر، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن إبراهيم بن كبيبة النجار، نا أبو مسلم محمّد بن علي بن طلحة الأصبهاني، نا أبو بكر محمّد بن الحارث ابن الأبيض القرشي، نا أبو جعفر محمّد بن صالح بن ذريح - بعكبرا - نا هناد (3) بن السري، نا قبيصة، عن سفيان، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن مرة، عن مسروق قال: أطيب ما أكون بالرزق حين يقال: ليس عندنا درهم و لا قفيز من طعام (4).

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد، و أبو نصر محمّد بن الحسن قالا: قرئ على الجوهري و نحن نسمع، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5)،أنا الحجّاج بن محمّد، حدّثني يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه قال:

أصبح مسروق يوما و ليس لعياله رزق، فجاءته امرأته قمير، فقالت: يا أبا عائشة، إنه ما أصبح لعيالك اليوم رزق، قال: فتبسّم و قال: و اللّه ليأتينهم اللّه برزق.

أخبرنا [أبو القاسم] (6) بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا مسلم - يعني ابن إبراهيم - نا شعبة، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد.

أن مسروق بن الأجدع كلّم زيادا لرجل (7) في حاجة، فبعث صاحب الحاجة إلى مسروق بوصيف، فرده مسروق عليه و حلفه أن لا يكلّم له في حاجة أبدا.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، نا الأصمعي قال:

سمعت أشياخنا يقولون: انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين: عامر بن عبد قيس، و هرم ابن حيان، و الحسن بن أبي الحسن، و أبو مسلم الخولاني، و أويس القرني، و الربيع بن خثيم (8)،و مسروق بن الأجدع، و الأسود بن يزيد.

ص: 418


1- كتب فوقها في «ز» و د: ملحق.
2- تحرفت بالأصل إلى:«قال أنا» و المثبت عن د، و سقطت من «ز»، و في م:«أبو محمد بن سهل بن مسروق».
3- في «ز»: عباد.
4- كتب بعدها في د: إلى.
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 79/6.
6- زيادة عن «ز»، و م، و د.
7- في م: زياد بن جبل.
8- تحرفت في و «ز» إلى:«خيثم» و في م و د: حثم.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنا، قالا: قرئ على الجوهري، عن أبي عمر، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا عبد الوهّاب بن عطاء، نا إسرائيل، نا أبو إسحاق.

أن مسروقا زوّج ابنته السائب - يعني ابن الأقرع - على عشرة آلاف اشترطها لنفسه، و قال: جهّز امرأتك من عندك، قال: و جعلها مسروق في المجاهدين و المساكين و المكاتبين.

قال: و أنا ابن سعد (2)،أنا الفضل بن دكين، عن ابن عيينة، عن إبراهيم بن محمّد بن المنتشر، عن أبيه قال:

كان مسروق و امرأته يستحبان (3) أن يرسل أحدهم إلى الفرات فيستقى له راوية فيبيعه و يتصدق بثمنه.

قال: و أنا ابن سعد (4)،أنا عفّان بن مسلم، نا عبد الواحد بن زياد، نا عاصم الأحول، عن الشعبي، عن مسروق قال:

سمع سائلا يذكر الزاهدين في الدنيا و الراغبين في الآخرة، قال: فكره مسروق أن يعطيه على ذلك شيئا، و خاف أن لا يكون منهم (5)،قال: فقال له: سل، فإنه يعطيك البر و الفاجر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا عاصم بن علي، عن شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت أبا وائل قال:

كنت مع مسروق في السلسلة فما رأيت أميرا قط كان أعفّ منه، ما كان يصيب إلاّ ماء دجلة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن بن عبد السّلام، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت أبا وائل قال:

ص: 419


1- الطبقات الكبرى لابن سعد 82/6.
2- طبقات ابن سعد 80/6.
3- بالأصل، و «ز»، و د، و م: يستحيون، و المثبت عن ابن سعد.
4- طبقات ابن سعد 81/6.
5- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د، و في «ز»: «يكون له» و مكانها بياض في م.

كنت مع مسروق في السلسلة، فما رأيت أميرا قط و لا عاملا أعفّ منه، ما كان يصيب شيئا إلاّ ماء دجلة.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر ابن بيري - قراءة - أنا الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا إسماعيل بن أبي مسعود، نا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن مسلم قال:

غاب مسروق إلى السلسلة سنتين، ثم قدم، فلما قدم نظر أهله في خرجه فأصابوا فأسا بغير عود، فقالوا: غبت عنا سنتين، ثم جئتنا بفأس بغير عود، قال: إنا للّه، تلك فأس استعرناها نسينا نردّها (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن الصوّاف، أنا أبو جعفر، نا عبد الحميد بن صالح، نا أبو شهاب، عن الأعمش، عن شقيق، عن مسروق قال:

ما عملت عملا أخوف عندي أن يدخلني النار من عملكم هذا، و ما بي أن أكون ظلمت مسلما أو معاهدا دينارا و لا درهما، و لكن بي هذا الحبل الذي لم يسنّه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لا أبو بكر، و لا عمر، قال: فقيل له: ما حملك على الدخول فيه؟ قال: لم يدعني شريح و زياد و الشيطان حتى أدخلوني (2) فيه.

أخبرنا (3) أبو علي بن نبهان - في كتابه-.

ح ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر الباقلاني، أنا أبو علي بن شاذان، أنا عبد اللّه بن إسحاق البغوي.

ح و أخبرنا أبو البركات، أنا طراد بن محمّد الزينبي، أنا أحمد بن علي البادا، أنا حامد ابن محمّد الرفا، قالا: أنا علي بن عبد العزيز، نا أبو عبيد (4)،نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، عن مسروق أنه قال:

و اللّه ما عملت عملا أخوف عندي، أن يدخلني النار من عملكم هذا، و ما بي أن أكون ظلمت فيه مسلما و لا معاهدا دينارا و لا درهما، و لكن ما أدري ما هذا الحبل الذي لم يسنه

ص: 420


1- سير أعلام النبلاء 66/4.
2- في «ز»: أدخلني.
3- كتب فوقها في د، و «ز»: ملحق.
4- في «ز»: نا عبيد.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لا أبو بكر و لا عمر، قالوا: فما حملك على أن دخلت فيه؟ قال: لم يدعني زياد و لا شريح و لا الشيطان حتى دخلت فيه.

قال: و نا عباد بن عباد، عن عاصم الأحول، عن الشعبي قال: استعمل زياد مسروقا على السلسلة، فانطلق فمات بها، فقيل له: كيف خرج من عمله؟ قال: أ لم تروا إلى الثوب يبعث به إلى القصّار (1) فيجيد غسله فكذلك خرج من عمله.

أخبرنا (2) أبو محمّد بن الأسفرايني، نا عبيد اللّه بن إبراهيم بن كبيبة، أنا أبو مسلم الأصبهاني، أنا أبو بكر محمّد بن الحارث بن أبيض، أنا أبو عثمان سعيد بن هاشم بن مرثد الطبراني، نا دحيم، نا سعيد بن منصور، أنا هشيم، أنا مغيرة، عن الشعبي قال:

لما بعث زياد مسروقا إلى السلسلة شيّعه أصحابه، فلمّا انصرفوا قال له شاب: يا مسروق، إنك قد أصبحت قريع القراء، و إنّ زينك لهم زين، و إنّ شينك لهم شين، فلا تحدّث نفسك بفقر و لا بطول أمل.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشّحّامي (3)،نا معاذ بن المثنّى، نا مسدّد، نا أبو عوانة، عن المغيرة، عن الشعبي.

أن رجلا كان يجلس إلى مسروق (4)،فكان في آخر من ودّعه، فقال: يا أبا عائشة، إنك قريع القرّاء و سيّدهم، و إن زينك لهم زين، و إن شينك لهم شين، فلا تحدّثن نفسك بفقر، و لا بطول عمر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن علي، و أبو العباس أحمد بن محمّد بن أبي سعيد، قالا: نا أبو الحسين بن [المهتدي] (5)،أنا أبو بكر محمّد بن يوسف بن محمّد العلاّف، نا أبو القاسم البغوي، نا عبد اللّه بن عون الخراز (6)،نا المبارك بن سعيد، عن (7)مسروق، عن أبيه.

ص: 421


1- في «ز»: القضاء.
2- كتب فوقها في «ز» و د: ملحق.
3- مكانها بياض في «ز»، و م.
4- قوله:«يجلس إلى مسروق» مكانه بياض في «ز».
5- بياض بالأصل و م، و المثبت عن د، و في «ز»: القاضي.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و في د: الخزاز.
7- قوله:«نا المبارك بن سعيد، عن» مكانه بياض في «ز».

أن مسروقا حين خرج نحو السلسلة فشيّعه من قراء الكوفة (1) أربعة آلاف أو نحو ذلك، قال: فلقيه رجل منا على فرس، قال: فدنا منه فقال: إنك قريع قراء أهل هذه القرية، و إن ما زانك زانهم، و إن ما شانك شانهم، و إني أعيذك باللّه أن تحدّث نفسك (2) بفقر أو بطول أمل، ثم ثنى عنان فرسه راجعا، قال: فجعل مسروق ينظر لي و يعجب (3) من كلامه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو الحسين الفارسي، أنا أبو سليمان الخطابي قال:

في حديث مسروق أنه خرج إلى سفر، فكان آخر من ودّعه رجل من جلسائه، فقال له:

إنك قريع القرّاء، و إن زينك زين لهم، و شينك لهم شين، فلا تحدّثنّ نفسك بفقر، و لا بطول (4) عمر (5).

حدّثناه أحمد بن إبراهيم بن مالك، نا الحسن بن سفيان، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا عفّان، نا أبو عوانة، عن مغيرة، عن عامر:

القريع فحل الإبل، ضرب به المثل، يريد: أنك رئيس القرّاء (6)،و إمامهم، و القريع أيضا: المختار و المنتخب، و قرعة الشيء خياره، قال الأصمعي: اقترعت الشيء إذا اخترته، و سمي قريعا لأنه اقترع أي اختير.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (7)،نا عمر بن حفص، نا أبي، نا الأعمش، عن مسلم قال:

قدم مسروق من السلسلة (8)،فكنت أمشي معه، فلقيه قوم فأثنوا عليه و قالوا: جزاك اللّه خيرا، كنت عفيفا، فقال مسروق: أَ فَمَنْ وَعَدْنٰاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاٰقِيهِ (9).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل،

ص: 422


1- بالأصل:«قرى الكور» و المثبت عن م، و د، و قوله: الكوفة أربعة آلاف. و مكانه بياض في «ز».
2- قوله:«أن تحدث نفسك» مكانه بياض في «ز».
3- قوله:«ينظر لي و يعجب» مكانه بياض في «ز».
4- بالأصل و م طول، و المثبت عن «ز»، و د.
5- في «ز»: أمل.
6- في «ز»: رئيس القوم.
7- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 653/1.
8- في معجم البلدان ورد سلسل، قال ياقوت إنها جبل من جبال الدهناء، و سلسل أيضا: نهر في سواد العراق، في طريق خراسان.
9- سورة القصص، الآية:61.

أنا عبد اللّه، نا يعقوب (1)،حدّثني إسماعيل بن الخليل، نا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن مسلم قال:

و كان - يعني مسروقا - على السلسلة، فقدم إلى الكوفة، فاشترى كبشا باثنين و عشرين درهما، فلم يكن عنده نقد، فاستقرضها من بعض جيرته، فدخل القصر و أنا معه، فلقيه قوم، فأثنوا عليه، فقالوا: جزاك اللّه خيرا، فقد عدلت و أحسنت، فلم يزد على (2)أن قرأ هذه الآية:

أَ فَمَنْ وَعَدْنٰاهُ وَعْداً حَسَناً حتى بلغ: هُوَ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ .

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن نصر النهاوندي، نا عبيد بن يعيش قال:

دعا أعرابي لمسروق فقال: وقاك اللّه خشية الفقر و طول الأمل، و لا جعلك دريئة (3)للسفهاء و لا شينا على الفقهاء.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا نصر بن أحمد، أنا الخليل بن هبة اللّه، أنا الحسن بن محمّد بن درستويه، نا أبو الدحداح، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، نا أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا علي بن المديني، نا يحيى بن سعيد (4) قالا: نا سفيان عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير قال:

لقيني مسروق فقال: يا سعيد، ما بقي شيء يرغب فيه إلاّ أن نعفّر وجوهنا في هذا التراب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،حدّثني أبو نعيم، نا سفيان، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير قال:

ص: 423


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 561/2-562.
2- بالأصل:«أن علي» و فوقهما علامتا تقديم و تأخير.
3- في «ز»: «درية» و فوقها ضبة.
4- في «ز»: «شعبة الو» ثم بياض، و في م:«و المعلى» و في د:«القطان» و هو أشبه، و قد سقطت اللفظة من الأصل.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 654/1.

لقيني مسروق فقال: يا سعيد، ما بقي شيء يرغب فيه إلاّ أن نعفّر وجوهنا في التراب.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيل (1) بن يحيى، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا أبو عبيدة - يعني السري بن يحيى - نا قبيصة، نا يونس، عن أبي إسحاق قال:

لقي مسروق سعيد بن جبير، فقال: يا سعيد، ما بقي من الدنيا شيء يرغب فيه إلاّ أن نعفّر هذه الوجوه في التراب للرّحمن (2).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، نا محمّد بن أبي عدي، و عبد الرّحمن بن مهدي، قالا: نا شعبة (3)،عن إسماعيل بن أبي خالد، عن سعيد بن جبير قال:

قال مسروق: ما آسى من الدنيا على شيء إلاّ السجود للّه (4).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن إسحاق الصغاني، نا أبو النضر، نا شعبة، عن إسماعيل، عن سعيد بن جبير قال:

قال مسروق: ما أصبحنا و أمسينا نأسى على شيء من الدنيا إلاّ على السجود للّه تبارك و تعالى.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، نا دعلج بن أحمد، نا إبراهيم بن أبي طالب (6)،نا أبو كريب، نا حجّاج بن محمّد، عن شعبة، عن أبي إسحاق قال: حجّ مسروق فلم ينم إلاّ ساجدا على وجهه حتى رجع.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو الفضل الرّازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أبو كريب، نا حجّاج بن محمّد، عن شعبة، عن أبي إسحاق قال: حج مسروق فلم ينم إلاّ ساجدا على وجهه حتى رجع.

ص: 424


1- تحرفت في «ز» إلى: الفضل.
2- سقطت اللفظة من «ز».
3- بالأصل: سفيان، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
4- سير أعلام النبلاء 66/4.
5- تاريخ بغداد 234/13.
6- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م، و «ز»، و د، و تاريخ بغداد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن بن عبد السّلام، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا ابن حبابة، نا البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن أبي إسحاق قال:

حج مسروق، فما بات إلاّ ساجدا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا،[أنا] أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى ابن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا محمّد بن أبي عدي، و عبد الرّحمن بن مهدي.

ح و أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي الحافظ.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،حدّثني أبو الوليد هشام بن عبد الملك، و سليمان بن حرب، قالوا: نا شعبة عن أبي إسحاق قال: حجّ مسروق فما نام إلاّ ساجدا على وجهه.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم (2)،نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا أبو همام، نا ضمرة، عن العلاء بن هارون قال: سمعه يقول: حجّ مسروق فما افترش إلاّ جبهته حتى انصرف.

أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنا البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا سعد أحمد بن محمّد بن إبراهيم الفقيه يقول: سمعت إبراهيم بن محمّد بن سفيان يقول: سمعت أبا عصمة عاصم بن عاصم البيهقي يقول:

بتّ ليلة عند أحمد بن حنبل، فجاء بالماء فوضعه، فلما أصبح نظر إلى الماء فإذا هو كما كان، فقال: سبحان اللّه، رجل يطلب العلم لا يكون له ورد بالليل، قال: قلت: مسافر، قال: و إن كنت مسافرا، حجّ مسروق فما نام إلاّ ساجدا.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو بكر البيهقي.

ص: 425


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 560/2.
2- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 95/2.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن علي (1) القطّان، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان (2)،قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا دعلج بن أحمد، نا محمّد بن نعيم، نا عبد الصّمد بن سليمان بن أبي مطر قال:

بت - و قال ابن أبي عثمان: نمت (3)-عند أحمد بن حنبل، فوضع لي صاغرة ماء، قال: فلمّا أصبحت وجدني لم أستعمله، فقال: صاحب حديث لا يكون له ورد بالليل، قال:

قلت: مسافر، قال: و إن كنت مسافرا، حجّ مسروق فما نام إلاّ ساجدا.

أخبرنا أبو الحسن (4) المالكي، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (5)، أنا ابن رزق، أنا أحمد بن سليمان النجّاد، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، حدّثني أزهر بن مروان، نا حمّاد بن زيد، عن [أنس] (6) ابن سيرين (7)،عن امرأة مسروق قالت:

كان مسروقا يصلي حتى تورم قدماه، فربما جلست نهاري أبكي [خلفه] (8) مما أراه يصنع بنفسه.

أخبرنا أبو محمّد الدّاراني، أنا نصر بن أحمد الهمداني، أنا الحسن بن محمّد، نا أبو الدحداح، نا إبراهيم بن يعقوب، نا نعيم - هو ابن حمّاد - نا عبد اللّه - هو (9) ابن المبارك - أنا زائدة، عن هشام، عن محمّد، عن امرأة مسروق قالت: ما كان مسروق يوجد إلاّ و ساقاه قد انتفختا من طول القيام، قالت: و اللّه إن كنت لأجلس خلفه فأبكي رحمة له.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن إسماعيل، و أبو عمر ابن حيّوية، قالا: نا يحيى بن محمّد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك (10)،أنا زائدة بن قدامة، عن هشام بن حسّان، عن محمّد، عن امرأة مسروق، قالت:

ص: 426


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: «محمد» و مكان «بن علي» في م بياض قارن مع مشيخة ابن عساكر 171/ب.
2- بعدها في م أقحم: قالا: أنا أبو بكر محمد ثم بياض.
3- تحرفت بالأصل إلى:«بت» و المثبت عن...
4- قوله:«أبو الحسن» مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشه: مطموس بالأصل.
5- تاريخ بغداد 234/13 و سير الأعلام 65/4.
6- زيادة عن تاريخ بغداد، و د.
7- قوله:«عن أنس بن سيرين» مكانه بياض في «ز»، و م و كتب على هامش «ز»: مطموس بالأصل.
8- زيادة عن م، و «ز»، و د، و تاريخ بغداد.
9- قوله:«هو ابن المبارك، أنا زائدة» مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مطموس بالأصل، و بياض في م.
10- رواه ابن المبارك في كتاب الزهد و الرقائق ص 32 رقم 95.

ما كان مسروق يوجد إلاّ و ساقاه قد انتفختا من طول الصلاة، قالت: و اللّه إن كنت لأجلس خلفه فأبكي رحمة له.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، و أخوه أبو بكر، قالا: أنا عبد الرّحمن بن علي بن محمّد، أنا يحيى بن إسماعيل بن يحيى، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم الطوسي، نا وكيع، نا حمّاد بن زيد، عن أنس بن سيرين، عن امرأة مسروق، أن مسروقا كان يصلي حتى ترم قدماه، و تجلس امرأته خلفه فتبكي مما يصنع بنفسه (1).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (2)،نا أبو النعمان، نا حمّاد بن زيد، عن أنس بن سيرين قال:

بلغنا بالكوفة أن مسروقا كان يفر من الطاعون، فأنكر ذاك محمّد قال: و قال: انطلق بنا إلى امرأته نسألها، قال: فدخلنا عليها، فسألناها عن ذلك، فقالت: كلا و اللّه، ما كان يفر، و لكنه كان يقول: أيام تشاغل فأحبّ أن أخلو للعبادة، و كان شيخا (3) يخلو للعبادة، قالت:

فربما جلست خلفه أبكي مما أراه يصنع بنفسه، و كان يصلي حتى تورمت قدماه، قالت:

و سمعته يقول: الطاعون، و البطن، و النّفساء، و الغرق، من مات فيهن مسلما فهي له شهادة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، نا - و أبو منصور بن عبد الملك، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا عبيد اللّه بن عمر الواعظ، حدّثني أبي، نا يعقوب بن أحمد بن ثوابة - بحمص - نا سعيد بن عثمان التنوخي، نا علي بن الحسن السامي، نا سفيان الثوري، عن فطر ابن خليفة، عن الشعبي قال:

غشي على مسروق بن الأجدع في يوم صائف، و هو صائم، و كانت عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم قد تبنته، فسمى ابنته عائشة، و كان لا يعصي ابنته شيئا، قال: فنزلت إليه فقالت: يا أبتاه أفطر و اشرب، قال: ما أردت بي يا بنية؟ قالت: الرفق، قال: يا بنية، إنّما طلبت الرفق لنفسي في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.

ص: 427


1- كتب بعدها في «ز»، و د: آخر الجزء الخامس و الستين بعد الأربعمائة من الأصل.
2- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 560/2-561.
3- بالأصل، و م، و «ز»، و د:«يتنحى» و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 234/13 و سير أعلام النبلاء 67/4-68 و تهذيب الكمال 47/18.

أخبرنا أبو الحسن السلمي الفقيه، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء السلمي.

ح و أخبرنا أبو المعالي الحسين بن حمزة السلمي (1)،أنا أبو السرايا نجيب بن عمّار الغنوي.

قالا: أنا عبد الرّحمن بن عثمان التميمي، أنا (2) خيثمة بن سليمان القرشي، نا الحسن ابن مكرم البزار البغدادي، نا أبو بدر شجاع بن الوليد، نا عبد الملك بن سعيد بن أبجر، عن مسروق قال: كفى من العلم الخشية، و كفى من الجهل أن يعجب رجل بعمله.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو بكر يعقوب بن أحمد بن محمّد الصيرفي، نا أبو نعيم أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن عيسى الأزهري، نا أبو محمّد الحسين بن محمّد بن إسحاق الأزهري، نا أبو بكر الجارودي، نا محمّد بن رافع، نا مصعب، نا داود الطائي، عن الأعمش، عن مسروق قال:

بحسب المرء من العلم أن يخشى اللّه، و كفى بالرجل جهلا أن يعجب بعمله.

قال: و أنا الأزهري، نا إبراهيم بن عبد اللّه البصري، نا بدل بن المحبر، أنبأنا شعبة، عن سليمان، عن عبد اللّه بن مرّة، عن مسروق قال:

كفى بالرجل علما أن يخشى اللّه، و كفى بالرجل جهلا أن يعجب بعمله.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو خيثمة، نا جرير، عن الأعمش، عن أبي الضحى.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس،[نا أبي] (3) أنا أبو محمّد بن (4) أبي نصر، أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب النسائي، أنا محمّد بن رافع، نا مصعب بن المقدام، نا داود - هو ابن نصير الطائي - عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق قال:

بحسب المرء من العلم أن يخشى اللّه، و بحسبه جهلا - و في حديث داود: و بحسب المؤمن من الجهل و قالا:- أن يعجب بعمله.

ص: 428


1- استدركت على هامش م.
2- من هنا إلى: الوليد، استدرك على هامش م.
3- زيادة عن د، و م.
4- من قوله: الصريفيني... إلى هنا سقط من «ز».

قال: و نا أبو خيثمة، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا سفيان، عن الأعمش، عن عبد اللّه ابن مرّة، عن مسروق قال:

بحسب المرء من العلم أن يخشى اللّه، و بحسب الرجل من الجهل أن يعجب بعمله.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا عمر بن إبراهيم بن أحمد، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو خيثمة، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا شعبة، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن مرّة، عن مسروق قال:

كفى بالرجل علما أن يخشى اللّه، و كفى بالرجل جهلا أن يعجب بعمله.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد ابن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا:

أنا عبد الرحمن بن محمد بن المظفر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حمويه (1) أنا عيسى بن عمر بن العباس (2) أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، أنا أحمد بن عبد اللّه، نا زائدة، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق قال:

كفى بالمرء علما أن يخشى اللّه، و كفى بالمرء جهلا أن يعجب بعمله.

قال: و قال مسروق: المرء حقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها فيذكر ذنوبه فيستغفر اللّه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن عمر (3)ابن عمران بن حبيش الضراب، نا محمّد بن سليمان، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير الهمداني، نا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قال (4):

إن المرء لحقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها فيذكر ذنبه، فيستغفر اللّه تعالى منه.

أنبأنا (5) أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (6)،نا أحمد بن محمّد بن الحسين (7)

ص: 429


1- بالأصل و «ز»، و م: حيويه، تصحيف، و المثبت عن د.
2- من قوله: قالوا... إلى هنا موجود بالأصل ثم شطبت كل الكلمات بخط أفقي.
3- قوله:«بن عمر» سقط من «ز»، و م.
4- من آخر السند في الخبر السابق، و سند هذا الخبر سقط كله من م.
5- الخبر التالي سقط من م.
6- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 97/2.
7- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و د، و في حلية الأولياء: الحسن.

الصائغ، نا أبو العباس السراج، نا هنّاد بن السري، نا أبو معاوية، نا الأعمش، عن مسلم، عن مسروق قال: إن (1) المرء لحقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها يتذكر ذنوبه و يستغفر منها.

قال (2):و نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا يوسف بن موسى، نا عبد الرّحمن بن مغراء حدّثنا الأعمش، عن أبي الضحى قال:

كان مسروق يقوم يصلي كأنه راهب، و كان يقول لأهله: هاتوا كل حاجة لكم، فاذكروها قبل أن أقوم إلى الصلاة.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن أحمد الرازي - بإسكندرية - أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر بن الحسن، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد ابن إسماعيل، أنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن عبد اللّه الباهلي، نا أبو عبد اللّه أحمد بن إبراهيم بن كثير الدورقي، نا أحمد بن يونس قال: سمعت نعيم بن يحيى التميمي قال:

كان مسروق يدخل منزله فكان بينه و بين أهله سترة فيتفرغ بما يريد و يقول: عليكم دنياكم.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري - و نحن نسمع - عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد ابن سعد (3).

ح و أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم (4)،أنا القاضي أبو أحمد محمّد بن أحمد بن إبراهيم (5)-في كتابه (6)-نا محمّد بن أيوب.

قالا: أنا سعيد بن منصور، نا يعقوب بن عبد الرّحمن، حدّثني حمزة بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود قال: بلغني أن مسروقا - و في حديث ابن سعد: أن مسروق بن الأجدع - أخذ

ص: 430


1- من قوله السراج إلى هنا سقط من حلية الأولياء، و كتب محققه في الهامش: بياض بالأصل.
2- القائل أبو نعيم الحافظ، و الخبر في حلية الأولياء 96/2.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 82/6.
4- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 96/2-97.
5- من قوله: الفهم... إلى هنا سقط من «ز».
6- زيد بعدها في حلية الأولياء:«قال: ثنا محمد بن كنانة قال».

بيد ابن أخ له، فارتقى به على كناسة بالكوفة فقال: أ لا أريك - و قال ابن سعد: أريكم - الدنيا، هذه الدنيا، أكلوها فأفنوها، لبسوها فأبلوها، ركبوها فأنضوها، سفكوا فيها دماءهم، و استحلوا فيها محارمهم، و قطعوا فيها أرحامهم.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن أحمد بن علي الكوفي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثني جدي، حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن نمير، أنا وكيع، نا الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق.

أنه أنشد مرة بيتا من شعر، فسكت عن آخره، فقيل له، فقال: إني أكره أن يكتب في صحيفتي بيت شعر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر ابن إسماعيل، قالا: نا ابن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق أنه سئل عن بيت من شعر فكرهه، فقيل له، فقال: إني أكره أن أجد في صحيفتي شعرا (1).

أخبرنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا - في كتابيهما - قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري و نحن نسمع، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا هشام بن محمّد بن السائب الكلبي، عن أبيه قال:

كان مسروق بن الأجدع قد شهد القادسية هو و ثلاثة إخوة له: عبد اللّه، و أبو بكر، و المنتشر بنو الأجدع، فقتلوا يومئذ بالقادسية، و جرح مسروق، فشلت يده و أصابته آمّة (3).

قال: و أنا ابن سعد (4)،أنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، أنا أبو شهاب، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق أنه كانت به آمّة فقال: ما أحب أنها ليست بي لعلها لو لم تكن بي كنت في بعض هذه.

قال أبو شهاب: أظنه يعني الجيوش.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا

ص: 431


1- سير أعلام النبلاء 69/4.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 77/6.
3- الآمة: الشجة التي بلغت أم الرأس.
4- طبقات ابن سعد 77/6.

عبد اللّه، نا يعقوب (1)،حدّثني إسماعيل بن الخليل، نا علي بن مسهر، نا الأعمش، عن مسلم (2) قال:

كان مسروق بن الأجدع رجلا مأموما (3)،فكان يقول: ما يسرني أن لي بها كذا و كذا من الدنيا، و لو لا هي ما أمنت أن يفجعني (4) بعض هذه الفتن.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد ابن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار الموصلي قال: سمعت وكيع بن الجرّاح يقول:

لم يتخلف عن عليّ من التابعين إلاّ مسروق، و الربيع بن خيثم (5)،و الأسود، و أبو عبد الرّحمن السلمي، و من الصحابة: محمّد بن مسلمة (6)،و سعد بن أبي وقّاص، و أسامة بن زيد (7)،و عبد اللّه بن عمر.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، و أبو الفضل بن ناصر - قراءة - عن أبي المعالي محمّد بن عبد السّلام، عن أبي الحسن بن خزفة، أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن [مرة] (8)، عن الشعبي قال:

كان مسروق إذا قيل له أبطأت عن علي و عن مشاهده و لم يكن شهد معه شيئا من مشاهده، فأراد أن يناصحهم الحديث قال: أذكركم باللّه، أ رأيتم لو أنه حين صف بعضكم لبعض، و أخذ بعضكم على بعض السلاح يقتل بعضكم بعضا، فتح باب من السماء و أنتم تنظرون، ثم نزل منه ملك حتى إذا كان بين الصفين قال: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَأْكُلُوا

ص: 432


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 561/2.
2- هو مسلم بن صبيح أبو الضحى الهمداني.
3- الرجل المأموم هو الذي أصابته شجة في أم رأسه.
4- كذا بالأصل، و في م:«تشجعني» و بدون إعجام في د، و مكانها بياض في «ز»، و في المعرفة و التاريخ: «يستخفني».
5- في «ز»: «جشم» و في د:«خيثم».
6- تحرفت بالأصل إلى: سلمة، و المثبت عن م، و «ز»، و د.
7- تحرفت في «ز» إلى: ربيعة.
8- سقطت من الأصل و استدركت عن م، و «ز»، و د.

أَمْوٰالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبٰاطِلِ إِلاّٰ أَنْ تَكُونَ تِجٰارَةً عَنْ تَرٰاضٍ مِنْكُمْ وَ لاٰ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللّٰهَ كٰانَ بِكُمْ رَحِيماً (1) ،أ كان ذلك حاجزا بعضكم عن بعض؟ قالوا: نعم، قال: فو اللّه لقد فتح اللّه لها بابا من السماء، و لقد نزل بها ملك كريم على لسان نبيكم صلى اللّه عليه و سلم، و إنها لمحكمة في المصاحف، ما نسخها شيء (2).

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: أنا الجوهري - قراءة - عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا عبد اللّه ابن إدريس قال: سمعت مطرّفا يذكر عن عامر قال: قال لي مسروق:

أ رأيت لو أن صفّين من المؤمنين اصطفا للقتال، ففرج (4)من السماء ملك، فنادى: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَأْكُلُوا أَمْوٰالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبٰاطِلِ إِلاّٰ أَنْ تَكُونَ تِجٰارَةً عَنْ تَرٰاضٍ مِنْكُمْ وَ لاٰ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللّٰهَ كٰانَ بِكُمْ رَحِيماً أ تراهم كانوا ينتهون؟ قال: قلت: نعم، إلاّ أن يكونوا حجارة صمّا (5)،قال: فقد نزل به صفيّه من أهل السماء على صفيّه من أهل الأرض فلم ينتهوا، و لأن يؤمنوا به غيبا خير من أن يؤمنوا به معاينة قال: و أنا ابن سعد (6)،أنا عارم بن الفضل، نا حمّاد بن زيد، عن عاصم قال:

ذكر أن مسروق بن الأجدع أتى صفّين، فوقف بين الصفّين، ثم قال: يا أيها الناس أنصتوا، ثم قال: أ رأيتم لو أن مناديا ناداكم من السماء فسمعتم كلامه و رأيتموه، فقال: إن اللّه نهاكم عن ما أنتم فيه، أ كنتم مطيعيه؟ قالوا: نعم، قال: فو اللّه لقد نزل بذلك جبريل على محمّد صلى اللّه عليه و سلم، فما زال يأتي من هذا، ثم تلا: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَأْكُلُوا أَمْوٰالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبٰاطِلِ إِلاّٰ أَنْ تَكُونَ تِجٰارَةً عَنْ تَرٰاضٍ مِنْكُمْ وَ لاٰ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللّٰهَ كٰانَ بِكُمْ رَحِيماً ثم انساب في الناس، فذهب (7).

ص: 433


1- سورة النساء، الآية:29.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 78/6.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 77/6-78.
4- في «ز»: فعرج، و فوقها ضبة.
5- تقرأ بالأصل: ضبا، و المثبت عن م، و «ز»، و د، و ابن سعد.
6- طبقات ابن سعد 78/6.
7- كتب بعدها في د، و «ز»: آخر الجزء الثاني و الستين بعد الستمائة من الفرع.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،حدّثني عبد اللّه بن جعفر الرقّي، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرّة، عن الشعبي قال: لم يكن مسروق شهد مع علي من مشاهده شيئا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن خسرو، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمّد بن عمر بن بكير، قال: قرئ على عثمان بن أحمد بن سمعان، أنا الهيثم ابن خلف، نا محمود بن غيلان، نا سليمان بن حرب، عن حمّاد بن زيد، عن عاصم.

أن مسروقا شهد صفّين مع علي، و لم يقاتل، و قد روي أنه شهد معه النهروان و ذلك فيما:

أخبرنا أبو الحسن بن قبس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن أحمد بن يوسف الجريري، نا أحمد بن الحارث الخراز (3)،نا أبو الحسن المدائني، عن عبد ربّه بن نافع، و بشير بن عاصم، عن ابن أبي ليلى قال:

شهد مسروق النهر مع علي، فلما قتلهم قام علي و في يده قدوم فضرب بابا و قال:

صدق اللّه و رسوله، فقلت: أسمعت من النبي صلى اللّه عليه و سلم في هذا شيئا؟ قال: لا، و لكن الحرب خدعة.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، و أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي المعالي محمّد بن عبد السّلام، أنا أبو الحسن بن خزفة، أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا ابن الأصبهاني محمّد بن سعيد، نا شريك، عن أبي إسحاق عن عامر قال: ما مات مسروق حتى استغفر اللّه من تخلفه عن علي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (4)،حدّثني عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى، نا أبو نعيم الفضل بن دكين، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي إسحاق قال:

ص: 434


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 653/1.
2- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 232/13.
3- اضطرب إعجامها بالأصل و «ز»، و د، و م و فيها: الخرار، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 183/3.

ثلاثة لم يكونوا يؤمنون على علي - عليه السلام-: شريح، و مرّة، و مسروق، و مرّة هذا الذي يقال له مرّة الطيّب، و هو مرّة بن شراحيل (1).

أخبرنا أبو سعد (2) بن البغدادي، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، أنا محمّد بن موسى بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصفّار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن إدريس، حدّثني علي بن محمّد الطنافسي، نا وكيع، عن مسعر، عن إبراهيم بن محمّد بن المنتشر قال: قال مسروق:

ما من بيت خير للمؤمن من لحد قد استراح من هموم الدنيا، و أمن عذاب اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد ابن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا إسحاق بن إسماعيل، نا سفيان، عن وائل بن داود قال: قال مسروق:

ما غبطت أحدا ما غبطت مؤمنا في لحده، قد استراح من نصب الدنيا، و أمن عذاب اللّه.

وائل لم يسمعه من مسروق، بينهما رجل.

أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر ابن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، عن رجل، عن وائل بن داود، عن رجل، عن مسروق قال:

ما غبطت شيئا بشيء كمؤمن في لحده قد أمن عذاب اللّه، و استراح من الدنيا.

و هذا الرجل هو خفاف بن أبي سريحة.

كذلك أخبرنا أبو بكر محمّد بن أبي نصر، أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (3)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا داود بن عمرو الضبّي، نا مروان ابن معاوية الفزاري، نا وائل بن داود، عن خفاف بن أبي سريحة، عن مسروق بن الأجدع قال:

ص: 435


1- هو مرة بن شراحيل الهمداني السكسكي، يقال له مرة الطيب، و مرة الخير ترجمته في تهذيب التهذيب 88/10.
2- تحرفت في «ز» إلى: سعيد.
3- تحرفت بالأصل و م و «ز»، و د إلى: اللبناني بتقديم الباء.

ما غبط شيء بشيء كمؤمن في لحد، قد أمن عذاب اللّه، و استراح من أذى الدنيا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، أنا معاذ بن المثنّى العنبري، نا مسدد بن مسرهد، نا هشيم، عن حصين، عن أبي وائل قال:

لما احتضر مسروق بن الأجدع قال: أموت على أمر لم يسنّه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لا أبو بكر، و لا عمر، أما إنّي لست أدع صفراء و لا بيضاء إلاّ ما في سيفي هذا، فبيعوه و كفّنوني به.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا [جدي] (1) أبو بكر (2)، أنا أبو بكر الخرائطي، نا عمر بن شبّة، نا يحيى بن سعيد، عن مطيع، نا عامر قال:

لما حضرت مسروقا الوفاة قال: استقرضوا في ثمن كفن و لا تستقرضوا من زراع و لا متقبل، و لكن من صاحب ماشية، أو رجل يتبع ماشية.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو يعلى بن الفرّاء، أنا أبو الحسين ابن أخي ميمي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، قالا: نا أبو القاسم البغوي: نا أبو فروة محمّد بن زياد بن فروة البلدي، نا أبو شهاب، عن ليث - زاد المخلّص: بن أبي سليم - عن يزيد، عن مسروق قال:- و في رواية ابن أخي ميمي:

أنه قال:- ما ظلمت مسلما و لا معاهدا، و لا أصبت دينارا و لا درهما، و لا أدع ذهبا و لا فضة إلاّ حلقة خاتم، فإذا أنا متّ فاستقرضوا ثمن كفني و لا تستقرضوه من زراع (3) و لا متقبل.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - قراءة.

ح و قرأنا على أبي عبد اللّه أيضا، عن أبي نعيم محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن خزفة، قالا: أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا المدائني قال:

قال شريح:

ص: 436


1- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و م، و د.
2- قوله:«أبو بكر» استدرك على هامش «ز»، و بعدهما صح.
3- في «ز»: زارع.

قدمنا بطعام فاجتمع التجّار عند السلسلة، فاجتمعت خمسون و مائة سفينة، و نزل بمسروق الموت، فقال: من يكفّني؟ (1) فتنافسوا [في كفنه] (2) فقال مسروق: لا يكفّني مضارب، و لا من مال يتيم، فكفنه شريح، و ليس بشريح القاضي.

قال: و نا ابن أبي خيثمة، نا محمّد بن يزيد، نا يوسف أبو حيوة، أو أبو حنزة (3)،عن أبيه و كانت قد أتت عليه تسعون سنة قال:

قال مسروق: ادفنوني في النواويس، قلت: توصي بمثل هذا؟ قال: نعم، يبعثون يدعون [أصنامهم] (4) و أبعث أنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (5).

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار.

قالوا: أنا أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا نصر بن أحمد بن نصر، أنا محمّد بن أحمد الجواليقي.

قالا: أنا محمّد بن زيد بن علي بن مروان الكوفي، أنا محمّد بن محمّد بن عقبة الشيباني، نا هارون بن حاتم، نا الفضل بن عمرو قال: مات مسروق و له ثلاث و ستون.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (6):و في ولاية ابن زياد العراق مات مسروق بن الأجدع.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي، نا.

ح و أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ص: 437


1- في م: يكفنني.
2- زيادة عن «ز»، و م، و د.
3- في م: حمزة.
4- الزيادة لازمة للإيضاح عن م، و د، و «ز».
5- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 235/13.
6- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 251 (ت. العمري).

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء [أنا] (1) أبو يعلى، قالا: أنا أبو القاسم الصيدلاني، أنا محمّد بن مخلد بن حفص قال: فرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال:

مسروق بن الأجدع في ولاية عبيد اللّه بن زياد - يعني مات-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق قال: قال أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو الحسن المالكي، و أبو محمّد بن حمزة، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (2).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال: قال أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح الكرماني، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصفّار، نا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل الترمذي قال: سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول.

ح و أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج، أنا سهل بن بشر، و أبو نصر أحمد ابن محمّد بن سعيد، قالا: أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن الهيثم قال: قال أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب.

قالا: أنا الحسن بن الحسين بن العبّاس، أنا جدي إسحاق بن محمّد النعالي، أنا عبد اللّه بن إسحاق المدائني، أنا قعنب بن المحرّر (3) الباهلي قال: قال أبو نعيم: و مات مسروق ابن الأجدع سنة اثنتين و ستين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني

ص: 438


1- زيادة عن م، و «ز»، و د.
2- تاريخ بغداد 234/13-2350.
3- تحرفت بالأصل، و «ز» إلى:«المحرز» و في م:«المحرز» و المثبت عن د، و تاريخ بغداد.

أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة اثنتين و ستين فيها توفي مسروق بن الأجدع الهمداني.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، نا - و أبو منصور المقرئ، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا ابن الفضل، أنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم عبد الواحد ابن علي بن محمّد، قالا: أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا الحسن بن محمّد بن الحسن.

قالا: نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي، نا ابن نمير قال: مات مسروق بن الأجدع سنة ثلاث و ستين.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن نصير، أنا محمّد بن الحسين، نا أبو حفص الفلاّس قال: قال: مات مسروق بن الأجدع الهمداني سنة ثلاث و ستين، و يكنى أبا عائشة.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي نعيم محمّد بن عبد الواحد بن ..... (2)،و عن أبي المعالي محمّد بن عبد السّلام، قالا: أنا أبو الحسن بن خزفة - زاد الزعفراني: نا ابن أبي خيثمة قال: قال المدائني: توفي مسروق سنة ثلاث و ستين.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه، نا ابن أبي عمرو، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، أنا أبو عبد الملك البسري، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد اللّه التميمي قال: مسروق بن الأجدع، يكنى أبا هاشم، مات سنة ثلاث و ستين، و لم يتابع على كنيته.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - أنا عبيد اللّه السكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة ثلاث و ستين يقال: إن ميمونة ماتت فيها، و كذلك مسروق.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، نا - و أبو منصور المقرئ، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا علي بن عبد اللّه المعدّل، أنا الحسين بن صفوان البردعي، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال:

ص: 439


1- تاريخ خليفة بن خيّاط 235/13.
2- رسمها بالأصل و م و د، و «ز»: «حصن».
3- تاريخ بغداد 235/13.

مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني، ثم الوادعي، و يكنى أبا عائشة، توفي سنة ثلاث و ستين بالكوفة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي - القاضي - أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: سنة ثلاث و ستين مسروق - يعني مات-.

قرأت (1) على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، نا الهروي، نا محمّد بن صالح، نا سعيد بن أسيد قال: توفي مسروق سنة ثلاث و ستين.

أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي - في كتابه - أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد الرّازي، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، أنا محمّد بن عبد اللّه الباهلي، نا أحمد بن إبراهيم بن كثير الدورقي، حدّثني أحمد بن عبد اللّه بن يونس قال (2):سمعت أبا شهاب يذكر.

حدثتني ملاّحة - قال أحمد:- نبطية مشركة كانت تحمل له الملح - قالت: كنا إذا قحط المطر نأتي قبر مسروق - و كان منزلها بالسلسلة - فنستسقي - فنسقى، قالت: فننضح قبره بخمر، قالت: فأتانا في النوم، فقال: إن كنتم لا بدّ فاعلين فبنضوح.

و مات مسروق بالسلسلة بواسط، رحمة اللّه تعالى عليه.

7371 - مسروق العكّي

7371 - مسروق العكّي (3)

أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و لا أعلم له رؤية و لا رواية.

و شهد وقعة اليرموك أميرا على بعض الكراديس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، قال (4):

ص: 440


1- كتب فوقها في «ز»، و د: ملحق.
2- من طريقه رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 83/6-84.
3- ترجمته في الإصابة 408/3 رقم 7934 من طريق ابن عساكر و له ذكر في تاريخ الطبري (الفهارس).
4- تاريخ الطبري 397/3.

و كان مسروق بن فلان في كردوس - يعني يوم اليرموك-.

و ذكر سيف أيضا عن أبي عثمان الغسّاني عن خالد و عبادة قالا (1):

و بعث - يعني - أبا عبيدة مسروقا، و علقمة بن حكيم فكانا بين دمشق و فلسطين.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني أبو بكر ابن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن ابن أبي عون قال:

أرسل علي بن أبي طالب جرير بن عبد اللّه إلى معاوية يعلمه حاله و ما يريد، و يكلّمه، فخرج حتى قدم الشام، فنزل على معاوية، ثم قام، فحمد اللّه و أثنى عليه، و صلّى على النبي صلى اللّه عليه و سلم، ثم قال: أمّا بعد يا معاوية فإنه قد اجتمع لابن عمك الحرمان و الناس لها تبع مع أن معه أهل البصرة و أهل الكوفة و أهل مصر و أهل اليمن قد بايعوا، فبايع ابن عمك و لا تخالف، و لا تعتد عن الحق، و ما أنت فيمن أنت فيه فلا تلفف على أصحابك أصدقهم، و اجل لهم الأمر، و ناصحهم في الحق و الدين، و هو معطيك الشام و مصر تكون عليهما ما دمت حيا على أن تعمل بكتاب اللّه، و بسنّة نبيّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان عند معاوية يومئذ وجوه أهل الشام: ذو الكلاع، و شرحبيل بن السمط، و أبو مسلم الخولاني، و مسروق العكّي، فتكلّموا بكلام شديد، وردوا (2) أشد الردّ و تهددوا معاوية أشد التهدد إن هو أجاب إلى هذا، و ترك الطلب بدم عثمان.

فقال جرير: اللّه اللّه في حقن دماء المسلمين، و لم شعثهم و جمع أمر الأمة، فإنّ الأمر قد تقارب و صلح، قالوا: لا نريد هذا الصلح حتى نقاتل قتلة عثمان، فنحن ولاته و القائمون بدمه.

فقال معاوية: على رسلكم، أنا معكم على ما تريدون و تقولون ما بقيت أرواحنا، فجزاه القوم خيرا، و كفوا عنه.

و خرج جرير حتى قدم على علي بن أبي طالب، فقال: ما وراءك؟ قال: الشر من (3)معاوية فهو يرضى بما يعطى، و لكنه مع قوم لا أمر له معهم، كلهم يقوم بدم عثمان و هو مائة ألف و القوم مقاتلوكم.

ص: 441


1- تاريخ الطبري 438/3.
2- الكلمتان:«شديد، وردوا» مطموستان بالأصل و المثبت عن م، و «ز»، و د.
3- بالأصل:«الشرا مع معاوية» و في د:«الشر اما معاوية» و في م:«الشراة فقال معاوية».

فقال الأشتر: يا أخا بجيلة، إنّ عثمان اشترى دينك و دين قومك بهمدان، فقال جرير:

أما و اللّه لقد ناصحتك يا أمير المؤمنين، و جئتك بالصدق، فلم يزل الأشتر يحمل على جرير عند علي حتى خافه، فهرب جرير و كاتب معاوية، فسار على باب دار جرير فشعث منهما حتى كلّمه أبو مسعود الأنصاري.

ذكر من اسمه مسعدة

7372 - مسعدة

كان من الغزاة، له ذكر.

أنبأنا أبو بكر الأنصاري، عن الحسن بن علي الشيرازي، أنا محمّد بن العباس - إجازة - أنا سليمان بن إسحاق الجلاب، أنا الحارث بن محمّد، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر الواقدي قال:

و فيها - يعني - سنة ثمان و تسعين أغارت (1) بوحان (2) على مسلمة و هو في قلة من الناس، فأمدّه سليمان بمسعدة و عمرو بن قيس [في جمع] (3) فمكرت بهم الصقالبة، ثم هزمهم اللّه بعد أن قتلوا شراحيل بن عبدة.

7373 - مسعدة

مولى خالد بن عبد اللّه القسري.

ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتّاب أمراء دمشق، و ذكر أنه أبو عمرو بن مسعدة، و كان خالد استعمله على الطّراز بالكوفة.

7374 - مسعدة بن الحرشي القرشي

7374 - مسعدة بن الحرشي (4) القرشي

من أهل دمشق.

له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز.

ص: 442


1- بالأصل:«غزا» و بعدها بياض، و مكان اللفظة بياض في «ز»، و المثبت عن د.
2- كذا رسمها بالأصل و النسخ.
3- بياض بالأصل و «ز»، و م، و المستدرك عن د.
4- في د و «ز»: «الحرسي» و في م: الحوشي.

الفهرس

ص: 443

ص: 444

>الفهرس < ذكر من اسمه مأمون

7195 - مأمون بن أحمد بن علي السّلمي الهروي 3

ذكر من اسمه مبارك

7196 - مبارك بن تمّام بن الوليد بن عبد الملك بن مروان الأموي 6

7197 - المبارك بن الزبير المشجعي 6

7198 - المبارك بن سعيد بن إبراهيم بن العبّاس أبو الحسن التميمي النصيبي 7

7199 - المبارك بن سعيد بن المبارك أبو يزيد البعلبكّي 8

7200 - المبارك بن عبد السّلام بن المبارك بن عبد السّلام أبو الحسن الإمام المؤدّب 8

7201 - المبارك بن علي بن عبد الباقي بن علي أبو عبد اللّه البغدادي 9

7202 - المبارك بن علي بن محمّد بن علي بن خضر أبو طالب البغدادي الصيرفي البرّاد 10

7203 - المبارك بن محمّد أبو المواهب المقرئ 11

7204 - المبارك بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي 11

ذكر من اسمه مبشّر

7205 - مبشّر بن رزام أو بشر بن رزام 11

7206 - مبشّر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم 11

ذكر من اسمه متوكّل

7207 - متوكّل بن عبد اللّه بن نهشل بن مسافع بن وهب بن عمرو بن لقيط بن يعمر بن عوف بن عامر ابن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار أبو جهمة الليثي الشاعر 12

7208 - متوكّل بن الليث النضري، و يقال المحاربي 14

ص: 445

7209 - متوكّل بن موسى 16

7210 - مثنّى بن معاوية بن عبد اللّه 17

[ذكر من اسمه] مجاهد

7211 - مجاهد بن جبر، و يقال: ابن جبير أبو الحجّاج المكّي الفقيه المقرئ 17

7212 - مجاهد بن فرقد أبو الأسود الصّنعاني 44

[ذكر من اسمه] مجالد

7213 - مجالد مولى هشام بن عبد الملك و آذنه، له ذكر 46

[ذكر من اسمه] مجزأة

7214 - مجزأة بن الكوثر بن زفر بن الحارث أبو الورد الكلابي 46

[ذكر من اسمه] مجلّي

7215 - مجلي بن الفضل بن حصن بن أبي يعلى أبو الفرج الجهني الموصلي التاجر 49

[ذكر من اسمه] مجمّع

7216 - مجمع بن يحيى بن يزيد بن جارية الأنصاري الكوفي 49

7217 - محارب بن دثار أبو مطرّف، و يقال: أبو النضر، و يقال: أبو كردوس السّدوسي الذّهليّ الكوفي 54

7218 - محافظ بن علي بن النمر بن حصن أبو الوفاء البيروتي المؤدّب 71

[ذكر من اسمه] محبوب

7219 - محبوب بن رجاء أبو الضحّاك الحضاري 71

7220 - محرّر بن أبي هريرة بن عامر بن عبد ذي الشرى بن طريف بن عتّاب بن أبي صعب ابن منبه بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس الأزدي الدّوسيّ 72

ذكر من اسمه محرز

7221 - محرز بن أسيد بن أخشن بن رياح بن أبي خالد بن ربيعة بن زيد بن عمرو بن سلامة ابن ثعلبة بن وائل بن معن بن مالك 78

7222 - محرز بن حزيب بن مسعود بن عدي بن هذيم بن عدي بن جناب الكلبي 79

7223 - محرز بن زريق بن حيّان الفزاري 80

7224 - محرز بن شهاب بن محرز، و يقال: محيريز بن سفيان بن خالد بن سفر المنقري التميمي 80

ص: 446

7225 - محرز بن عبد اللّه أبو رجاء الشامي، و يقال: الجزري، مولى هشام بن عبد الملك 81

7226 - محرز بن عبد اللّه بن محرز بن رزيق بن حيّان الفزاري المازني مولاهم 83

7227 - محرز بن عبد اللّه بن محرز أبو القاسم التنّيسي الشيخ الصالح 84

7228 - محرز بن محمّد بن مروان، و يقال: بن محمّد بن عبد الملك أبو مروان البعلبكّي 85

7229 - محرز بن مدرك الغسّاني 86

ذكر من اسمه المحسن

7230 - المحسّن بن أحمد أبو الفتح الشاعر 87

7231 - المحسّن بن الحسين ابن القاضي أبي عبد اللّه محمّد بن الحسين أبو طالب الحسيني، المعروف بابن النّصيبي 87

7232 - المحسّن بن خليل أبو الطيّب القاضي 87

7233 - المحسّن بن سليمان بن محمّد بن الحسن بن أبي مكرم أبو البركات الفارسي البعلبكّي المؤدّب 88

7234 - المحسّن بن طاهر بن المحسّن بن أفلح أبو الفضل الفقيه المقرئ المالكي الطّرسوسي، الحسّاب، الحريري 89

7235 - المحسن بن عبد اللّه بن محمّد بن عمرو بن سعيد بن محمّد بن داود بن المطهّر ابن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة بن أنور بن أرقم بن أسحم بن الساطع و هو النعمان ابن عدي بن عبد غطفان بن عمرو بن يريح بن جذيمة بن تيم اللّه و هو تنوخ بن أسد بن وبرة ابن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير أبو القاسم التنوخي المعري، الحنيفي، القاضي 90

7236 - المحسّن بن علي بن الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل بن جعفر ابن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو جعفر العلوي 91

7237 - المحسّن بن علي بن سعيد أبو طاهر الخلاطي المقرئ 91

7238 - المحسّن بن علي بن كوجك أبو عبد اللّه 92

7239 - المحسن بن علي بن يوسف أبو الفضل المعروف بابن السويسة 93

7240 - المحسّن بن محمّد بن العبّاس بن الحسن بن أبي الحسن، الحسن بن علي بن محمّد بن علي ابن إسماعيل بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو تراب ابن أبي طالب الحسيني المعروف بابن أبي الحسن 94

7241 - المحسّن بن محمّد أبو علي الحسيني 95

7242 - المحسّن بن المحسّن بن محمّد بن جمهور أبو الرّضا الأنصاري الفرّاء المعدّل 95

[ذكر من اسمه] محفر

7243 - محفز، و يقال: محفّز بن ثعلبة بن مرّة بن خالد بن عامر بن قنان بن عمرو بن قيس

ص: 447

ابن الحارث بن مالك بن عبيد بن خزيمة بن لؤي بن غالب بن فهر العائذي القرشي 96

[ذكر من اسمه] محفن

7244 - محفن الضبّي 98

ذكر من اسمه محفوظ

7245 - محفوظ بن الحسن بن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الحسين بن صصري أبو البركات التغلبي 99

7246 - محفوظ بن سلطان بن المتوّج بن عبد الباقي أبو الوفا النجّار 100

7247 - محفوظ بن يعلى 101

ذكر من اسمه محمود

7248 - محمود بن إبراهيم بن محمّد بن عيسى بن القاسم بن سميع أبو الحسن القرشي الحافظ 101

7249 - محمود بن [بوري بن طغتكين أتابك أبو القاسم بن أبي سعيد الملقب بشهاب [الدين]103

7250 - محمود بن الحارث السرّاج 104

7251 - محمود بن الحسن بن محمّد أبو الحسن التركي 104

7252 - محمود بن الحسين بن نصر الشاعر المعروف بكشاجم 104

7253 - محمود بن خالد بن يزيد أبو علي السلمي 106

7254 - محمود بن الرّبيع بن سراقة بن عمرو بن زيد بن عبدة بن عامرة بن عدي بن كعب بن الخزرج ابن الحارث بن الخزرج الحارثي، و يقال: أبو محمّد، و أبو نعيم الأنصاري الخزرجي 110

7255 - محمود بن زنكي بن آق سنقر أبو القاسم بن أبي سعيد قسيم الدّولة التركي، الملك العادل نور الدين، و ناصر أمير المؤمنين 118

7256 - محمود بن عبد الرّحمن بن أبي زرعة بن عمرو بن عبد اللّه بن صفوان بن عمرو النصري 124

7257 - محمود بن عبد الوهّاب بن عبيد بن سلاّم بن رباح أبو علي القرشي الزملكاني مولاهم 125

7258 - محمود بن عمرو بن سليمان بن عمرو بن حفص بن شليلة أبو بكر 125

7259 - محمود بن محمّد بن عيسى الأطرابلسي 126

7260 - محمود بن محمّد بن الفضل بن الصباح بن موسى بن الليث بن أعين بن أربد بن محرز ابن لأي بن سمير بن ضباب ابن حجيّة بن كابية بن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو ابن تميم بن مرّ أبو العبّاس التّميمي، المازني، الرافقي، الأديب 126

7261 - محمود بن وحشي بن ضباب أبو الثّناء الحموي القرشي 127

7262 - محمود بن هود بن عمرو أبو علي البيروتي 128

7263 - محمود، لم ينسب لنا 129

ص: 448

ذكر من اسمه محمية

7264 - محمية بن زنيم 129

ذكر من اسمه مخارق

7265 - مخارق بن الحارث الزبيدي الأزدي 130

7266 - مخارق بن الصّباح الكلاعي 130

7267 - مخارق بن ميسرة بن حجير الطّائيّ 130

7268 - مخارق الكلبي 132

7269 - مخارق أبو المهنّى المطرب 132

[ذكر من اسمه][مختار]

7270 - مختار بن فلفل 139

ذكر من اسمه مخرمة

7271 - مخرمة بن سليمان الوالبي المدني 142

7272 - مخرمة بن شرحبيل 146

7273 - مخرمة بن عبد الرّحمن 146

7274 - مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة بن كعب أبو صفوان، و يقال: أبو المسور، و يقال: أبو الأسود، و يقال: أبو مسعود الزهري 147

ذكر من اسمه مخلد

7275 - مخلد بن خالد بن يحيى بن محمّد بن يحيى بن حمزة أبو علي الحضرميّ البتلهي عمّ أبي القاسم خالد بن محمّد بن خلدون 163

7276 - مخلد بن زياد بن أبي محمّد بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر ابن حرب الأموي السفياني 164

7277 - مخلد بن علي السّلامي الشّاعر 164

7278 - مخلد بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب ابن سلمة بن سعد ابن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج 165

7279 - مخلد بن محمّد بن أبي صالح أبو هاشم الحرّاني 165

7280 - مخلد بن يزيد بن المهلّب بن أبي صفرة أبو خداش الأزديّ 165

7281 - مخلد بن يزيد بن يعلى بن قسيم بن نجيح القرشي 172

7282 - مخلد بن يزيد أبو خداش، و يقال: أبو يحيى، و يقال: أبو خالد، و يقال:

ص: 449

أبو الحسن القرشي الحرّاني 172

7283 - مخلد 176

ذكر من اسمه مخلص

7284 - مخلص بن موحّد بن أبي الجماهر محمّد بن عثمان أبو الجماهر - و يقال: أبو عمر - التّنوخي 178

ذكر من اسمه مخيّس

7285 - مخيّس بن تميم أبو بكر الأشجعي 179

ذكر من اسمه مدرك

7286 - مدرك بن الحارث الغامديّ 181

7287 - مدرك بن حصن الأسدي 182

7288 - مدرك بن زياد 183

7289 - مدرك بن أبي سعد، و يقال: ابن سعد أبو سعيد الفزاري 183

7290 - مدرك بن عبد اللّه الأزديّ 187

7291 - مدرك بن منيب الأزديّ 188

ذكر من اسمه مدلج

7292 - مدلج بن المقدام بن زمل بن عمرو العذري، و يقال: المدّلج بالتشديد 189

ذكر من اسمه مدلوك

7293 - مدلوك أبو سفيان 191

ذكر من اسمه مذعور

7294 - مذعور بن الطّفيل القيسيّ 193

7295 - مذعور بن عدي العجلي 198

ذكر من اسمه مذكور

7296 - مذكور العذريّ 200

ذكر من اسمه مرثد

7297 - مرثد بن حوشب الشيباني الكوفيّ 201

7298 - مرثد بن سمي الأوزاعي، و يقال: الخولاني 202

ص: 450

7299 - مرثد بن نجبة بن ربيعة بن رباح بن ربيعة بن غوث بن هلال بن شمخ بن فزارة بن ذبيان ابن بغيص بن ريت بن غطفان بن سعد بن قيس بن غيلان الفزاري 205

7300 - مرثد 206

ذكر من اسمه مرجّى

7301 - مرجّى بن حبيب بن وهيب أبو القاسم المجهر 207

7302 - مرجّى بن عبد اللّه،- و يقال: بن الوليد - بن مزيد البيروتي 208

7303 - مرجّى بن وداع بن الأسود الراسبيّ 208

ذكر من اسمه مرزوق

7304 - مرزوق بن أبي الهذيل الثّقفيّ أبو بكر [الدمشقي] 212

ذكر من اسمه مرشد

7305 - مرشد بن علي بن المقلّد بن نصر بن منقذ بن محمّد بن منقذ بن نصر بن هاشم أبو سلامة الكناني 215

ذكر من اسمه مروان

7306 - مروان بن أبان بن عبد العزيز بن أبان بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي 219

7307 - مروان بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر المخزومي، مولاهم 219

7308 - مروان بن بشير بن أبي سارة 220

7309 - مروان بن جناح، أخو روح، مولى الوليد بن عبد الملك 221

7310 - مروان بن جهم بن خليفة بن بحر بن ضبع بن أبة بن يحمد بن موهشل بن عقب بن الليسرح ابن سعد بن زيد بن شرحبيل بن حجر بن زيد بن مالك بن زيد بن رعين الرّعينيّ المصريّ 223

7311 - مروان بن أبي حفصة 224

7312 - مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف أبو عبد الملك، و يقال: أبو القاسم، و يقال: أبو الحكم الأموي 224

7313 - مروان بن الحكم الأزدي 280

7314 - مروان بن سالم أبو عبد اللّه الغفاري القرقساني 280

7315 - مروان بن سعيد بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 285

7316 - مروان بن سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 285

7317 - مروان بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة أبو السمط، و يقال: أبو الهيذام الشاعر 285

7318 - مروان بن شجاع أبو عمرو الحرّاني الجزري 299

ص: 451

7319 - مروان بن عبد اللّه بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة ابن عبد شمس الأموي 307

7320 - مروان بن عبد اللّه الثقفي 309

7321 - مروان بن عبد الملك بن سوار القرشي 309

7322 - مروان بن عبد الملك بن عبد اللّه بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص 309

7323 - مروان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف أبو عبد الملك الأموي 310

7324 - مروان بن عبيد اللّه بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي 312

7325 - مروان بن عثمان أبو الحسن السّقلّي، المغربي، الفقيه 312

7326 - مروان بن عنبسة،- أظنه ابن الفيض بن عنبسة - بن عبد الملك بن مروان 313

7327 - مروان بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي 313

7328 - مروان بن محمّد بن حسّان أبو بكر، و يقال: أبو حفص الأسدي الطاطري 313

7329 - مروان بن محمّد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف أبو عبد الملك الأموي 319

7330 - مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة ابن بدر أبو عبد اللّه الفزاري 347

7331 - مروان بن موسى بن نصير 360

7332 - مروان بن المهلّب بن أبي صفرة الأزدي 360

7333 - مروان بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس 361

7334 - مروان بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة 361

7335 - مروان بن يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس الأموي 362

7336 - مروان بن أبي حفصة 362

7337 - مروان أبو عبد الملك 362

7338 - مروان أبو عبد الملك الذماري، القارئ 363

7339 - مروان المغربي 365

ذكر من اسمه مرّة

7340 - مرّة بن جنادة الكلبي، ثم العليمي 365

7341 - مرّة الدّاراني 366

ذكر من اسمه مرى

7342 - مرى الرومي 366

ص: 452

ذكر من اسمه مزاحم

7343 - مزاحم بن خاقان 368

7344 - مزاحم بن أبي مزاحم بن زفر الثوري - و يقال: الضبّي الكوفي 369

7345 - مزاحم بن زفر بن علاج بن مالك بن الحارث بن عامر بن جساس - بكسر الجيم - بن نشبة ابن ربيع بن عمرو بن عبد اللّه بن لؤي بن عمرو بن الحارث بن تيم الرباب بن عبد مناة ابن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر، التيمي 371

7346 - مزاحم بن عبد الوارث بن إسماعيل بن عباد أبو الحسن البصري العطّار 373

7347 - مزاحم بن أبي مزاحم 374

ذكر من اسمه مزيد

7348 - مزيد بن حوشب بن يزيد بن رويم الشيباني 377

7349 - مزيد 377

[ذكر من اسمه][مساحق]

7350 - مساحق بن عبد اللّه بن مساحق بن عبد اللّه بن مخرمة بن عبد العزّى بن أبي قيس بن عبد ودّ ابن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري 378

[ذكر من اسمه][مسافر]

7351 - مسافر بن أحمد بن جعفر أبو المعافى البغدادي الجزري الخطيب بتنّيس 378

7352 - مسافر - و يقال: مساور - الخراساني 379

ذكر من اسمه مسافع

7353 - مسافع بن تميم بن نصر بن مسافع بن عبد العزّى بن جارية بن يعمر بن عوف بن حدى ابن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة 380

7354 - مسافع بن شيبة 380

7355 - مسافع بن عبد اللّه بن شافع 380

7356 - مسافع بن عبد اللّه بن شيبة بن أبي طلحة - عبد اللّه - بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار ابن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر أبو سليمان القرشي، العبدري، المكّي 381

ذكر من اسمه مساور

7357 - مساور بن شهاب بن مسرور بن سعد بن أبي الغادية، يسار بن سبع أبو الحسن المزني 387

7358 - مساور بن عتبة الربعي 388

ص: 453

7359 - مساور بن قيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة ابن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد ابن قيس بن عيلان العبسي 388

[ذكر من اسمه][مسبح]

7360 - مسبّح الداراني 389

[ذكر من اسمه][مستورد]

7361 - مستورد بن قدامة الباهلي 389

[ذكر من اسمه][مستهل]

7362 - مستهلّ بن داود التميمي 390

7363 - مستهل بن الكميت بن زيد بن حبيش بن مجالد بن وهيب بن عمرو بن سميع - و يقال:

ابن زيد بن حبيش بن مجالد بن رويبة بن قيس بن عمرو بن سبيع بن مالك بن سعد بن دودان ابن أسد بن خزيمة الأسدي 390

[ذكر من اسمه][مسجر]

7364 - مسجر السكسكي 391

[ذكر من اسمه][مسدد]

7365 - مسدّد بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن حميد بن العباس بن الوليد بن أبي السجيس أبو المعمر بن أبي طالب الأملوكي، الحمصي 392

[ذكر من اسمه][مسروح]

7366 - مسروح أبو بكرة الثقفي 394

ذكر من اسمه مسرور

7367 - مسرور بن صدقة أبو صدقة الحارثي 394

7368 - مسرور بن مساور بن سعد بن أبي الغادية يسار بن سبع المزني 395

7369 - مسرور بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس أبو سعيد الأموي 395

[ذكر من اسمه][مسروق]

7370 - مسروق بن عبد الرّحمن - و هو الأجدع - بن مالك بن أميّة بن عبد اللّه بن مرّ بن سلمان

ص: 454

ابن معمر بن الحارث بن سعد بن عبد اللّه بن وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشح أبو عائشة، و يقال: أبو أمية الهمداني، ثم الوادعي الكوفي 396

7371 - مسروق العكّي 440

ذكر من اسمه مسعدة

7372 - مسعدة 442

7373 - مسعدة 442

7374 - مسعدة بن الحرشي القرشي 442

ص: 455

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.