تاریخ مدینة دمشق المجلد 54

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

ص: 2

الجزء الرابع و الخمسون

[تتمة حرف الميم]

[تتمة ذكر من اسمه محمد]

[تتمة حرف العين في أسماء آباء المحمدين]

6557 - محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عثمان بن حمّاد بن سليمان

ابن الحسن بن أبان بن النعمان بن بشير الأنصاري

حدّث عن هشام بن عمّار، و إبراهيم بن المنذر، و عبد القدّوس بن عبد السّلام بن عبد القدّوس بن حبيب.

روى عنه سليمان بن أحمد الطّبراني.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم قال: حدّثنا. ح و أنبأنا أبو الفتح الحدّاد، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه (1) الهمذاني. ح و أخبرنا أبو علي الحدّاد، و أبو عدنان محمّد بن أحمد بن المطهّر و غيرهما في كتبهم، قالوا:

أنا أبو بكر بن ريذة (2) قالا: أنا سليمان بن أحمد الطبراني (3)،نا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عثمان بن حمّاد بن سليمان بن الحسن بن أبان بن النعمان بن بشير الأنصاري - بدمشق - و لم يقل أبو نعيم و الهمذاني: بدمشق،- نا عبد القدّوس بن عبد السّلام بن عبد القدّوس، حدّثني أبي عن جدي - زاد ابن ريذة: عبد القدّوس بن حبيب، و قالوا:- عن الحسن، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ما خاب من استخار، و لا ندم من استشار، و لا عال (4) من اقتصد»[11321].

قال الطّبراني: لم يروه عن الحسن إلاّ عبد القدّوس، تفرّد به ولده عنه.

6558 - محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن أعين أبو بكر الطّائي الحمصيّ

قدم دمشق، و سمع بها من عمر بن مضر العبسي، و يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و الحسن بن أحمد بن محمّد بن بكّار بن بلال، و أبي حدرد أحمد بن همّام بن عبد الغفّار

ص: 3


1- كذا بالأصل، و في «ز»، و د: عبيد اللّه.
2- إعجامها مضطرب في د، و «ز».
3- رواه الطبراني في المعجم الصغير 78/2.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في المعجم الصغير: حال.

المخزومي، و العبّاس بن الوليد، و سعد بن محمّد البيروتي. و روى عنهم و عن محمّد بن عوف، و أبي عتبة، و عمران بن بكّار، و الوليد بن مروان بن جنادة، و محمّد (1) بن مهدي، و أبي أيوب سليمان بن عبد الحميد البهراني، و أبي زياد ربيعة بن الحارث الجبلاني، و الحسن ابن مسعود، و أبي قرصافة محمّد بن عبد الوهّاب العسقلاني، و أبي هارون الجيريني (2)، و سعيد بن عبد الحميد الصّوري، و عبد الصّمد بن عبد الوهّاب (3) النصري، و محمّد بن النعمان بن بشير، و أحمد بن الوليد، و إسماعيل بن محمّد، و عثمان بن خرّزاد، و أحمد بن النعمان بن أنعم، و سعيد بن عثمان التنوخي، و محمّد بن علي الطبري نزيل صور.

روى عنه: أبو بكر بن المقرئ، و أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد الصفّار الهروي الحافظ ، و أبو الخير أحمد بن علي بن سعيد الحمصي، و الحاكم أبو أحمد، و أبو الحسن علي ابن محمّد بن إسحاق القاضي، و عبد اللّه بن محمّد بن أيوب القطان، و أبو العبّاس بن السّمسار، و الحسن بن عبد اللّه بن سعيد الكندي، و سليمان الطّبراني، و أبو المفضّل محمّد ابن عبد اللّه بن محمّد بن همّام الشيباني.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن عبد اللّه الطائي، نا أبو حفص عمر بن مضر العبسي - بدمشق - نا منبّه بن عثمان اللخمي، قال خليد بن دعلج عن قتادة، عن أنس أنه قال له: أي شيء تعرف من حالنا يشبه حال أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: لا إله إلاّ اللّه، و قد خرجتم بها.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الطائي الشيخ الجليل، نا سعد بن محمّد البيروتي بحديث ذكره.

أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد الدّينوري، أنا علي بن موسى السّلمي - إجازة - أنا أبو الحسن أحمد بن علي بن عبد اللّه بن سعيد، حدّثني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الطائي، شيخ صالح، بحديث ذكره.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن

ص: 4


1- في «ز»: جنادة بن محمد.
2- كذا رسمها بالأصل و د، و في «ز»: الحيري.
3- من قوله: الصوري... إلى هنا سقط من «ز».

منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم (1) قال:

أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الطّائي المعدل الحمصيّ ، سمع العبّاس بن الوليد ابن مزيد.

6559 - محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد الملك بن أيوب بن هلال بن كعب بن

العرس بن عميرة أبو عبد اللّه الكندي الرّهاوي المعروف بالمنجّم

سكن دمشق، و حدّث بها عن أحمد بن عبد الرّحمن بن المفضّل الكزبراني الحرّاني، و صالح بن بشر العتكي، و الوليد بن العبّاس بن مسافر الخولاني، و أحمد بن علي بن سعيد القاضي، و محمّد بن علي بن زيد الصّائغ، و أبي عامر إسماعيل بن الليث البلخي، و صالح بن معاذ البصري العتكي، و أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، و الربيع بن سليمان، و أحمد بن .... (2) الكاتب.

روى عنه: أبو الحسين الرّازي، و هو نسبه، و كنّاه، و الكلابي، و محمّد و أحمد ابنا موسى بن السّمسار.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن بن عوف قال: قرئ على أبي العبّاس محمّد بن موسى، و أحمد بن موسى السّمسار، قالا: أنا محمّد بن عبد اللّه المنجّم، نا أحمد بن عبد الرّحمن، نا عبد اللّه بن إبراهيم بن أبي عمر، نا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«إنّ للّه عبادا اختصهم بحوائج الناس، يهرع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب اللّه»[11322].

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خطّ أبي الحسين الرّازي في تسمية من كتب عنه بدمشق: أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن محمّد، و كان من أهل الرّها، سكن دمشق، و يعرف بالمنجم، مات سنة أربع و عشرين و ثلاثمائة.

ص: 5


1- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 224/2 رقم 705.
2- بياض بالأصل و «ز»، و كتب على هامشها: بياض بالأصل، و الكلام متصل في د.
6560 - محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم بن ثابت بن يزيد بن أيمن

أبو بكر القرشي مولاهم، المعروف بابن شلحويه

حدّث عن محمّد بن عبيد اللّه القرشي (1) القاضي، و أبي النضر إسماعيل بن عبد اللّه العجلي، و أبي زرعة الدّمشقي، و شعيب بن عمرو الضّبعي، و محمّد بن إسحاق بن الحريص، و أحمد بن المعلّي، و عمر بن محمّد النسائي، و إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، و أبي الحارث العبّاس بن السندي.

روى عنه: أبو علي بن شعيب، و أبو الحسين الرّازي، و أبو سليمان بن زبر، و أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد، و أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو علي بن شعيب، حدّثني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن شلحويه، نا أبو النضر إسماعيل بن عبيد اللّه البجلي، نا محمّد بن كناسة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّ اللّه لا يقبض العلم انتزاعا»، الحديث.

[قال ابن عساكر:] (2) كذا فيه، و المعروف أبو النضر إسماعيل بن عبد اللّه بن ميمون العجلي.

قرأت على أبي محمّد، عن أبي محمّد، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال:

و في جمادي الآخرة - يعني - من سنة اثنتين و ثلاثين و ثلاثمائة توفي أبو بكر بن شلحويه.

قرأت بخط أبي الحسن العطّار فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرّازي في تسمية من كتب عنه بدمشق: أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم بن ثابت بن يزيد بن أيمن القرشي مولاهم، و يعرف بابن شلحويه، مات في جمادي الآخرة سنة اثنتين و ثلاثين و ثلاثمائة.

ص: 6


1- من قوله: مولاهم... إلى هنا استدرك على هامش «ز».
2- زيادة منا للإيضاح.
6561 - محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن محمّد بن معاذ بن عبد الحميد بن حريث

ابن أبي حريث أبو بكر التّيمي (1)

مولى أبي بكر الصّدّيق.

حدّث عن أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، و أبي عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري، و زكريا بن يحيى السّجزي، و بكّار بن قتيبة، و أبي زرعة الدّمشقي، و يزيد بن محمّد ابن عبد الصّمد، و أبي الجهم عمرو بن حازم، و أحمد بن المعلّى.

كتب عنه أبو الحسين الرّازي، و الكلابي، و هما نسباه.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن الحسن بن علي الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن معاذ بن حريث التّيمي، نا أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، نا أبي، عن أبيه قال: كتب إليّ المهدي بعهدي، و أمرني أن أصلب في الحكم و قال لي في كتابه إليّ : أخبرني أبي عن أبيه عن جدّه عن ابن عبّاس أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«يقول اللّه عز و جلّ : و عزّتي و جلالي لأنتقمنّ من الظالم في عاجله و آجله، و لأنتقمنّ ممن رأى مظلوما فقدر أن ينصره، فلم ينصره»[11323].

قرأت بخطّ نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خطّ الرّازي في تسمية من كتب عنه بدمشق: أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد ثم نسبه، و قال: من موالي أبي بكر الصّدّيق، و كان محمّد بن معاذ جدّ أبيه، روى عنه أبو زرعة الدّمشقي، و يزيد بن عبد الصّمد، مات في رجب سنة أربع و ثلاثين و ثلاثمائة.

6562 - محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد البرّ بن عبد الأعلى بن سالم بن عبد اللّه

ابن محمّد بن سالم بن عيلان بن أبي مرزوق أبو عبد اللّه التّجيبي القرطبي (2)

من علماء الأندلس.

سمع عبيد اللّه بن يحيى بن يحيى الليثي، و أبا عبد اللّه محمّد بن عمر بن لبابة، و أبا

ص: 7


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: التميمي.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 498/15 و تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي 60/2 و بغية الملتمس ص 89 و جذوة المقتبس ص 64 و بالأصل: القرظي بدل القرطبي، و التصويب عن د، و «ز»، و مصادر ترجمته.

الجعد أسلم بن عبد العزيز بن هاشم القرطبي (1)،و أبا عمر أحمد بن خالد بن يزيد بن محمّد ابن الحباب القرطبي (2).

و رحل إلى المشرق مرّتين، سمع في الأولى منهما من محمّد بن زبّان (3) بن حبيب، و محمّد بن محمّد بن النّفّاح الباهلي، و سعيد بن هاشم بن مزيد.

روى عنه: أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن يحيى بن مفرج، و أبو حفص عمر بن نمارة الأندلسيّان، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن (4) النحّاس.

و أدركه أجله في رحلته الثانية باطرابلس الشام، فمات بها.

قرأت على أبي محمّد السّلميّ ، عن أبي بكر الخطيب، حدّثني أبو عبد الرّحمن محمّد ابن يوسف القطّان النّيسابوري، نا عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد المصري، نا محمّد بن عبد اللّه القرطبي، نا عبيد اللّه بن يحيى بن يحيى أبو مروان الأندلسي، أنا أبي يحيى بن يحيى، نا مالك، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت: كنت أطيّب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بحرمه حين يحرم، و لحله قبل أن يطوف بالبيت[11324].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعيّ ، أنا إسحاق بن الحسن الحربي، نا القعنبي، عن مالك فذكر بإسناده، قالت: طيّبت، و الباقي نحوه.

أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد، نا الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم - لفظا - أنا رشأ بن نظيف في كتابه، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد بن سعيد، نا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد البرّ بن عبد الأعلى بن سالم بن عبد اللّه بن محمّد بن سالم بن عيلان التّجيبي القرطبي، نا أبو مروان عبيد اللّه بن يحيى بن يحيى، أنا أبي يحيى بن يحيى، عن مالك، عن هشام، عن أبيه أن عائشة أخبرته قالت: كنت أرجل رأس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أنا حائض[11325].

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل، عن محمّد بن أبي نصر

ص: 8


1- بالأصل: القرظي، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز».
2- بالأصل: القرظي، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز».
3- بالأصل: زيان، و في «ز»: ريان، تصحيف، و التصويب عن د، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 519/14.
4- من قوله: نمارة... إلى هنا استدرك على هامش «ز»، و بعده صح.

الحميدي في تاريخ الأندلس (1) قال محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد البر أبو عبد اللّه، من العلماء المذكورين، و الحفّاظ المؤرخين، ألّف في القضاة و الفقهاء بقرطبة و الأندلس كتبا، و سمع جماعة منهم: عبيد اللّه بن يحيى بن يحيى الليثي، و روى عنه غير واحد منهم: أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد بن سعيد البزّاز (2) المعروف بابن النحّاس المصري، و أبو حفص عمر بن نمارة الأندلسي.

[و قال الحميدي] و فيما أخبرنا به أبو علي الحسين بن محمّد بن عيسى القيسي المصري - إجازة - أو سماعا بمصر، أنا أبو محمّد عبد الرحمن بن عمر، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن (3) عبد اللّه بن عبد البرّ القرطبي سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمائة، فذكر عنه حديثا، و ذكره القاضي أبو الوليد عبد اللّه بن محمّد بن يوسف بن الفرضي الأندلسي في تاريخ الأندلس (4) فقال: محمّد بن عبد اللّه بن عبد البر بن عبد الأعلى بن سالم بن غيلان بن أبي مرزوق التجيبي المعروف بالكشكتاني من أهل قرطبة، يكنى أبا عبد اللّه سمع من محمّد بن عمر بن لبابة، و أسلم بن عبد العزيز، و أحمد بن خالد، و كتب لأسلم في ديوان القضاء، و رحل إلى المشرق فلقي جماعة من المحدّثين منهم: محمّد بن زبّان (5)،و أبو مسلم بن (6)أحمد بن صالح، و محمّد بن محمّد الباهلي، و سعيد بن هاشم، و القزويني - يعني: عبد اللّه ابن محمّد بن جعفر - و جماعة بمكة و مصر، ثم انصرف إلى الأندلس، فكانت له وجاهة عند الخاصة و العامّة، بالعلم و الزهد، و سمع منه الناس كثيرا، حدّث عنه محمّد بن أحمد بن يحيى و غيره، و رحل رحلة ثانية في آخر عمره فحجّ و سمع من ابن الأعرابي و غيره، و توفي بأطرابلس الشام سنة إحدى و أربعين و ثلاثمائة، أخبرني بذلك محمّد بن أحمد بن يحيى.

6563 - محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن الخصيب

ولي قضاء دمشق نيابة عن أبيه عبد اللّه بن محمّد، و كان أبوه يلي القضاء عليها من قبل المطيع للّه أبي القاسم الفضل بن جعفر.

ص: 9


1- رواه الحميدي في جذوة المقتبس ص 64 و ما بعدها رقم 87.
2- بالأصل و د، و «ز»: البزار، و المثبت عن جذوة المقتبس.
3- «بن عبد اللّه» ليست في جذوة المقتبس.
4- تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي 60/2-61 رقم 1259.
5- بالأصل: زيان، و في «ز»، أبان، تصحيف، و التصويب عن د، و تاريخ علماء الأندلس
6- كذا بالأصل و د، و «ز»، و عند ابن الفرضي: أبو مسلم أحمد بن صالح.

ذكر أبو محمّد بن الأكفاني: أن عبد اللّه بن محمّد بن الخصيب ولي القضاء بمصر في أيام المطيع في سنة أربعين و ثلاثمائة إلى أن توفي في تاسع المحرّم سنة ثمان و أربعين و ثلاثمائة، و وليّ ابنه محمّد بن عبد اللّه فأقام ينظر شهرا ثم اعتلّ و مات لستّ خلون من شهر ربيع الأول.

كذا قال ابن الأكفاني، و بلغني من وجه آخر: أن محمّد بن عبد اللّه هذا كان يقضي بمصر خليفة لأبيه في حياته؛ و أبوه يحضر معه إلى أن مات في يوم الأربعاء لسبع خلون من شهر ربيع الأول من سنة ثمان و أربعين و ثلاثمائة، بعد وفاة أبيه عبد اللّه بن محمّد بخمسة و أربعين يوما.

6564 - محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن صالح بن عمر بن حفص بن عمر

ابن مصعب بن الزبير بن سعد بن مشمت بن عمرو بن عكب بن عباد

ابن النزال بن مرة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد

ابن زيد مناة بن تميم بن مرّ بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار

ابن معد بن عدنان،

و يقال: مصعب بن الزبير بن سعد بن كعب بن عباد أبو بكر التميمي الأبهري الفقيه المالكي (1)قرأت نسبه هكذا بخط إبراهيم بن عبد اللّه بن خضر الأندلسي.

سكن بغداد، و قدم دمشق قديما، فسمع بها و بغيرها: أبا محمّد عبد الرّحمن بن إسماعيل الكوفي، و محمّد بن خريم (2)،و سعيد بن عبد العزيز، و أبا الدّحداح، و محمّد بن حامد اليحياوي (3)،و إبراهيم بن أبي ثابت، و محمّد بن محمّد الباغندي، و محمّد بن تمام الحمصي، و أحمد بن محمّد بن الفضل السّجستاني، و محمّد بن الحسين الأشناني، و عبد اللّه ابن زيدان الكوفي، و أبا عروبة الحرّاني، و أبا الهيثم خالد بن يزيد بن مخبط ، و أبا علي الحسين بن أحمد بن بسطام بالأبلّة، و أبا الفضل محمّد بن علي بن الحسن بن حرب، و أبا علي محمّد بن سعيد الحافظ بالرقّة، و أبا بكر حبيش بن عبد اللّه بن هارون النيلي (4) بواسط ،

ص: 10


1- ترجمته في تاريخ بغداد 462/5 و سير أعلام النبلاء 332/16 و المنتظم 131/7 و العبر 371/2 و الوافي بالوفيات 108/3 و شذرات الذهب 85/3 و الأنساب (الأبهري)، و اللباب 27/1.
2- بالأصل: خزيم، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز».
3- إعجامها مضطرب بالأصل و د، و «ز»، و فوقها في «ز»: ضبة.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: البيلى.

و أنس بن محمّد بن علي بن يونس الطحّان الواسطي، و أبا علي عبد الكريم بن أحمد بن عبد الكريم بن الروّاس، و أبا العبّاس حمزة بن المطّلب الخزاعي، و أبا الحسين محمّد بن غسّان ابن جبلّة العتكي، و أبا عمر محمّد بن عبد الرّحمن بن صالح التمّار البصريين، و أبا محمّد إسماعيل بن يعقوب بن إسماعيل الصفّار، و أبا عمرو أحمد بن عبويه (1) الجواليقي، و أبا طلحة أحمد بن عمر بن مردويه، و أحمد بن يعقوب بن إسحاق بالبصرة، و محمّد بن جعفر بن يحيى بن رزين (2) العطّار، و عبد الصّمد بن سعيد القاضي بحمص، و محمّد بن أحمد بن المؤمّل، و أبا بكر بن أبي داود.

روى عنه: أبو (3) الحسن الدّارقطني، و العتيقي، و علي بن محمّد بن الحسن بن قشيش السّمسار، و أبو القاسم التنوخي، و أبو محمّد الجوهري، و أحمد بن محمّد بن أحمد الزعفراني، و إبراهيم بن مخلد، و ابنه إسحاق بن إبراهيم، و أحمد بن علي البادا، و أبو بكر البرقاني، و محمّد بن المؤمّل الأنباري و غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم التنوخي، نا أبو بكر محمّد [بن عبد اللّه ابن محمّد بن صالح الأبهري الفقيه قراءة عليه و أنا أسمع، أنا أبو بكر محمّد] (4) بن خريم (5)ابن مروان بن عبد الملك بدمشق، نا هشام بن عمّار، عن مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قطع في مجنّ ثمنه (6) ثلاثة دراهم[11326].

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن صالح الأبهري الفقيه المالكي، أنا أبو الدّحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل التميمي - بدمشق - نا محمود بن خالد، نا الفريابي، عن سفيان، عن المغيرة، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«بشّر هذه الأمة بالسّناء و الرّفعة و التمكين في الأرض فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب»[11327].

ص: 11


1- فوقها في «ز»: ضبة.
2- كذا رسمها بالأصل، و في د، و «ز»: زريق.
3- بالأصل: أبا، تصحيف.
4- ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل، و بعده صح.
5- بالأصل: خزيم، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز».
6- بالأصل و د:«ثمن» و المثبت عن «ز».

قال: ليس في الكتاب عن الربيع بن أنس.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا - و أبو منصور ابن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا محمّد بن المؤمّل الأنباري، نا أبو بكر الأبهري محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن صالح بن عمر بن حفص بن عمر بن مصعب بن الزبير بن سعد بن كعب بن عباد بن النزال بن مرّة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.

قال الخطيب: محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن صالح أبو بكر الفقيه المالكي الأبهري، سكن بغداد، و حدّث بها عن أبي عروبة الحرّاني، و محمّد بن محمّد الباغندي، و محمّد بن الحسين الأشناني، و عبد اللّه بن زيدان الكوفي، و أبي بكر بن أبي داود السّجستاني، و خلق سواهم من البغداديين و الغرباء، و له تصانيف في شرح مذهب مالك بن أنس و الاحتجاج له، و الرّد على من خالفه، و كان إمام أصحابه في وقته، حدّثنا عنه إبراهيم بن مخلد، و ابنه إسحاق ابن إبراهيم، و أحمد بن علي البادا، و أبو بكر البرقاني، و محمّد بن المؤمّل الأنباري، و علي ابن محمّد بن الحسن الحربي، و القاضي أبو القاسم التنوخي، و الحسن بن علي الجوهري و غيرهم، و ذكره محمّد بن أبي الفوارس فقال: كان ثقة أمينا مشهورا (2)،و انتهت إليه الرئاسة في مذهب مالك.

[قال الخطيب:] (3) حدثنا (4) القاضي أبو العلاء الواسطي قال: كان أبو بكر الأبهري معظما عند سائر علماء وقته، لا يشهد محضرا إلاّ كان هو المقدّم فيه، و إذا جلس قاضي القضاة أبو الحسن بن أم شيبان أقعده عن يمينه، و الخلق كلهم من القضاة و الشهود و الفقهاء و غيرهم دونه، و سئل أن يلي القضاء فامتنع، فاستشير في من يصلح لذلك فقال: أبو بكر أحمد بن علي الرّازي، و كان الرّازي تزيد حاله على منزلة الرّهبان في العبادة فأريد للقضاء فامتنع، و أشار بأن يولّى الأبهري، فلما لم يجب واحد منهما إلى القضاء ولي غيرهما.

أخبرنا (5) أبو القاسم بن السّمرقندي قال: قال لنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن

ص: 12


1- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 462/5-463.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد: مستورا.
3- زيادة منا للإيضاح، و الخبر في تاريخ بغداد 463/5.
4- بالأصل: حدّثه، و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
5- كتب فوقها في د: ملحق.

يوسف الشيرازي في كتاب «طبقات الفقهاء من أصحاب مالك» و منهم: أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن صالح الأبهري التميمي من أنفسهم، تفقه ببغداد على أبي عمر محمّد بن يوسف، و بابنه أبي الحسين، و جمع بين القراءات و علوّ الإسناد و الفقه الجيّد، و شرح مختصر عبد اللّه بن عبد الحكم، و انتشر عنه مذهب مالك في البلاد، و مولده قبل السّبعين و مائتين، و مات سنة خمس و سبعين و ثلاثمائة (1).

أخبرنا أبو القاسم و أبو الحسن قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)،نا علي بن محمّد بن الحسن الحربي قال: جاء رجل إلى أبي بكر الأبهري يشاوره في السّفر، فأنشده:

متى تحسب صديقك لا يقلوا (3) *** و إن تخبر يقلوا (4) في الحساب

و تركك مطلب الحاجات عزّ *** و مطلبها يذل عرى الرّقاب

و قرب الدّار في الأقتار (5) خير *** من العيش الموسع في اغتراب

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن خسرو، أنا أبو منصور عبد المحسن بن محمّد بن علي بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي قال:

سنة خمس و سبعين و ثلاثمائة توفي أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن صالح الأبهري شيخ المالكية يوم السبت لعشر خلون من شوّال، يروي عن أبي عروبة الحرّاني، و شيوخ الشام، و بغداد، و الكوفة، و كانت الرئاسة إليه في مذهبه، مولده سنة سبع و ثمانين و مائتين.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر أحمد بن علي (6) قال: قال لي عبد العزيز علي الورّاق و أحمد بن محمّد العتيقي: مات أبو بكر الأبهري في يوم السّبت لسبع خلون من شوال سنة خمس و سبعين و ثلاثمائة.

قال عبد العزيز: و دفن من يومه و صلّى عليه أبو حفص بن الآجري، قال العتيقي:

و مولده سنة تسع و ثمانين و مائتين، و إليه انتهت الرئاسة في مذهب مالك.

ص: 13


1- كتب فوقها في د: ملحق.
2- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 463/5.
3- بالأصل:«يغلوا» و المثبت عن د، و «ز» و تاريخ بغداد.
4- بالأصل:«يغلوا» و المثبت عن د، و «ز» و تاريخ بغداد.
5- تقرأ بالأصل: الاقفار، و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
6- الخبر في تاريخ بغداد 463/5.

قال: و أنا أبو بكر البرقاني قال: توفي أبو بكر الأبهري الفقيه في ذي القعدة من سنة خمس و سبعين و ثلاثمائة.

قال الخطيب: و الأوّل أصح، و مثله ذكر محمّد بن أبي الفوارس.

6565 - محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عبيد اللّه بن همّام

أبو المفضل (1) الشّيباني الكوفي الحافظ (2)

سمع بدمشق زكريا بن أحمد البلخي قاضي دمشق، و أبا الدّحداح التميمي، و محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، و محمّد بن جعفر بن ملاّس.

و حدّث ببغداد عن: محمّد بن جرير الطّبري و محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، و جعفر بن حمدان بن (3) يحيى بن يزيد الموصلي، و محمّد بن سليمان بن أيوب القاضي بالبصرة، و إسحاق بن حمدان أبي يعقوب البلخي، و محمّد بن هارون الحضرمي، و أبي القاسم البغوي، و محمّد بن هارون بن حميد بن المجدّر، و محمّد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي، و محمّد بن العباس اليزيدي، و أبي (4) بكر بن أبي داود، و محمّد بن الحسين الأشناني، و عبد اللّه بن أبي سفيان الموصلي، و محمّد بن القاسم بن زكريا المحاربي.

و سمع من أبي الفضل العبّاس بن الفضل الدّاناج البغدادي بحلب، و خلق كثير من البغداديين و الشاميّين و أهل الثغور.

روى عنه من أهل دمشق: تمام بن محمّد، و أبو نصر بن الجبّان و من غيرهم: أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسن بن عبد الرّحمن الحسني الكوفي، و أبو نصر أحمد بن شاه المروزي، و أبو الحسن النعيمي، و القاضي أبو العلاء الواسطي، و أبو محمّد الخلاّل، و أبو القاسم التنوخي، و الأزهري، و أبو الحسن العتيقي، و عبد الملك بن عبد القاهر الأسدي و غيرهم.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد،

ص: 14


1- الأصل و «ز»: الفضل، و المثبت عن د، و تاريخ بغداد.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 466/5.
3- كذا بالأصل و د:«بن يحيى» و في «ز»: و يحيى.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: و محمّد بن أبي بكر بن أبي داود.

أنا أبو المفضل محمّد بن عبد اللّه بن همّام الشّيباني الحافظ البغدادي قدم دمشق، نا محمّد بن عبد اللّه الطائي بحمص، نا إسماعيل بن محمّد أبو هارون الجبريني (1) نا روّاد بن الجرّاح، نا عبّاد بن عبّاد - يعني:- الخواص، عن الأوزاعي، عن يحيى بن عبيد اللّه، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«من كان ذا لسانين في الدنيا جعل اللّه له لسانين في النار»[11328].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم التنوخي، نا أبو بكر بن شاذان، و عبيد اللّه بن محمّد بن حبابة، و عمر بن إبراهيم الكتّاني، و عيسى بن علي بن عيسى، و أبو المفضل الشّيباني، قالوا: نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، و هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن عمارة بن حديد، عن صخر الغامدي أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«اللّهمّ بارك لأمّتي في بكورها»[11329].

قال: و أنا أبو القاسم التنوخي، نا أبو المفضل محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الكوفي، نا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن نصر الضبعي، نا طاهر بن خالد بن نزار، نا أبي، نا القاسم بن مبرور (2)،عن عبّاد - يعني - ابن كثير، عن أيوب، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة، و عبّاد، عن (3) أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من ذرعه القيء في شهر رمضان فلا يفطر و من تقيأ عامدا فقد أفطر»[11330].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا أبو الفتح محمّد بن الحسين العطّار - قطيط - نا محمّد ابن عبد اللّه بن المطّلب الشّيباني، نا أحمد بن محمّد بن عيسى بن العراد الكبير، أنا محمّد بن الحسن بن سمون البصري نا أبو شعيب حميد بن شعيب، حدّثني أبو جميلة عن أبان بن تغلب (5)،عن محمّد بن علي أبي جعفر، عن أبيه، عن جده عن علي عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«قال اللّه تعالى: ما تحبّب إليّ عبدي بأحبّ إليّ من أداء ما افترضت عليه»، و ذكر الحديث[11331].

ص: 15


1- في «ز»: الحيري.
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: مسرور.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: بن أبي الزناد.
4- الخبر في تاريخ بغداد 467/5.
5- إعجامها مضطرب بالأصل و د، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.

قال الخطيب: سمعت من يذكر أن أبا المفضّل لمّا حدّث عن ابن العراد قيل له: من أيّهما سمعت من الأكبر أو الأصغر؟ و كانا أخوين، فقال: من الأكبر، فسئل عن السّنة التي سمع منه فيها، فذكر وقتا مات العراد الأكبر قبله بمدة، فكذبه الدّار قطني في ذلك، و أسقط (1)حديثه.

أخبرنا أبو السّعود بن المجلي (2)،أنا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، أنا أبو المفضل محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن همّام بن المطّلب الشّيباني، حدّثني محمّد بن عبد الحيّ بن سويد الحربي الحافظ ، نا رزيق، نا عمران بن موسى الجنديسابوري نزيل بردعة، نا سورة بن زهير العامري من أهل البصرة، حدّثني هشيم، عن الزبير بن عدي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«لو أن الدنيا كلّها بحذافيرها بيد رجل من أمّتي» ثم قال:«الحمد للّه لكانت الحمد للّه أفضل من ذلك كلّه»[11332].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):

محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عبيد اللّه أبو المفضّل الشّيباني الكوفي، نزل بغداد و حدّث بها عن محمّد بن جرير الطّبري،[و] (4) محمّد بن العبّاس اليزيدي، و محمّد بن محمّد الباغندي، و عبد اللّه بن محمّد البغوي، و أبي بكر بن أبي داود، و محمّد بن الحسين الأشناني، و عبد اللّه بن أبي سفيان الموصلي، و محمّد بن القاسم بن زكريا المحاربي، و عن خلق كثير من المصريين، و الشاميّين، و الجزريّين، و أهل الثغور معروفين و مجهولين، و كان يروي غرائب (5) الحديث (6) و سؤالات الشيوخ، فكتب الناس عنه بانتخاب الدّارقطني، ثم بان كذبه، فمزقوا حديثه و أبطلوا روايته، و كان بعد يضع الأحاديث للرافضة و يملي في مسجد الشرقية، حدّثني عنه أبو الحسن النعيمي، و القاضي أبو العلاء الواسطي (7)،و أبو محمّد

ص: 16


1- الأصل، و د، و «ز»: و سقط ، و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- بدون إعجام بالأصل و د، و المثبت عن «ز».
3- الخبر في تاريخ بغداد 466/5-467.
4- مطموسة بالأصل.
5- مطموسة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
6- قسم من الكلمة مطموس، و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
7- أقحم بعدها بالأصل: و أبو محمّد الواسطي.

الخلاّل، و أبو القاسم الأزهري، و أحمد بن محمّد العتيقي، و عبد الملك بن عبد القاهر الأسدي و القاضي التنوخي و غيرهم.

[قال الخطيب:] (1) حدّثني عبد الملك بن عبد القاهر قال: أبو المفضل بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عبيد اللّه بن البهلول بن همّام بن المطّلب بن همّام بن مطر بن بحر بن مرة ابن همّام بن مرة بن ذهل بن شيبان.

قال (2):و نا علي بن أبي علي قال: سألت أبا المفضّل عن مولده ؟ فقال: في سنة سبع و تسعين و مائتين، و أوّل سماعي الصحيح سنة ست و ثلاثمائة.

قال (3):و حدّثني القاضي أبو العلاء الواسطي قال: كان أبو المفضل حسن الهيئة، جميل الظاهر، نظيف اللبسة، و سمعت الدّار قطني سئل عنه ؟ فقال: يشبه الشيوخ.

ح أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف - إجازة - قال: ذكر للشيخ أبي الحسن الدّارقطني، أن أبا المفضل محمّد بن عبد اللّه الشّيباني.

ح و أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن الزاهد، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الحافظ (4)،حدّثني علي بن محمّد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: ذكر لأبي الحسن الدّار قطني أن أبا المفضل الشّيباني حدّث عن العمري عن أبي كريب (5) بحديث شعبة عن الحكم عن مقسم، عن ابن عبّاس: لا يحرم بالحج إلاّ في أشهر الحج، قال أبو الحسن: حدّث عدو اللّه بهذا؟ معاذ اللّه ما حدّث العمرى بهذا البتة. هو ذا يركب أيضا.

قالوا: و قال لنا الخطيب (6):سمعت الأزهري ذكر أبا المفضّل فأساء ذكره و الثناء عليه ثم قال: و قد كان يحفظ ، و قال أبو الحسن الدّارقطني: أبو المفضل يشبه الشيوخ، و قال لي الأزهري: كان أبو المفضل دجّالا، كذابا، ما رأينا له أصلا، قط ، و كان معه فروع فوائد قد خرّجها في مائة جزء فيها سؤالات كلّ شيخ، و لمّا حدّث عن أبي عيسى بن العراد كذبه

ص: 17


1- زيادة منا للإيضاح.
2- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 468/5.
3- تاريخ بغداد 467/5.
4- الخبر في تاريخ بغداد 468/5.
5- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد: كريز.
6- تاريخ بغداد 467/5.

الدّار قطني في روايته عنه، لأنه زعم أنه سمع منه في سنة عشر و ثلاثمائة، و كانت وفاته سنة خمس و ثلاثمائة.

كذا قال لي الأزهري و هو خطأ، كانت وفاة أبي عيسى في سنة اثنتين و ثلاثمائة، قال لي الأزهري: و قد كان الدّار قطني انتخب عليه و كتب الناس بانتخابه على أبي المفضّل سبعة عشر جزءا و ظاهر أمره أنه كان يسرق الحديث.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو النجيب عبد الغفار ابن عبد الواحد الأرموي (1) قال: قال لي أبو ذرّ عبد بن (2) أحمد الهروي تركت الرواية عن أبي المفضل إلاّ أني أخرجته في المعجم للمعرفة لأنّي سمعت الدّار قطني يقول: كنت أتوهمه من رهبان هذه الأمة، و سألته الدعاء لي، فنعوذ باللّه من الجور بعد الكور.

قال أبو ذرّ: إنه قعد للرافضة و أملى عليهم أحاديث ذكر فيها مثالب الصّحابة رضوان اللّه عليهم، و كانوا يتهمونه بالقلب و الوضع.

قال: و كتبت عنه بالكوفة قديما و كان معي العماري أبو محمّد و حدّث بحديث كان ابن (3) خزيمة الإمام تفرّد به، فقال له: لو أخرجت أصلك بهذا فإن هذا حديث ابن خزيمة، و كان العماري ينتسب إلى ولد قيس بن سعد بن عبادة فقال له: أنت تنتسب إلى قيس بن سعد و هو عقيم، فكان هذا جوابه.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (4) قال: سألت حمزة بن محمّد بن طاهر الدقّاق عن أبي المفضّل فقال:

كان يضع الحديث؛ و قد كتبت عنه، و كان له سمت و وقار.

قال (5):و حدّثني الأزهري قال: توفي أبو المفضّل في شهر ربيع الآخر من سنة سبع و ثمانين و ثلاثمائة.

قال: و أنا أحمد بن محمّد العتيقي قال: سنة سبع و ثمانين و ثلاثمائة فيها توفي أبو المفضّل الشّيباني ببغداد في التاسع و العشرين من شهر ربيع الآخر، و كان كثير التخليط .

آخر الجزء الحادي و العشرين بعد السّتمائة من الفرع.

ص: 18


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: عبد اللّه، و قد كتبت «اللّه» فوق الكلام بين السطرين.
3- في «ز»: أبو، تصحيف.
4- الخبر في تاريخ بغداد 467/5.
5- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 468/5.
6566 - محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن جعفر

6566 - محمّد (1) بن عبد اللّه بن محمّد بن جعفر

أبو بكر بن أبي محمّد النهاوندي المالكي

حدّث بدمشق عن أبيه.

سمع منه علي بن محمّد الحنائي، و محمّد بن عبد اللّه النّصيبي في سنة ثمان و ثمانين و ثلاثمائة.

6567 - محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدّبس أبو عبد اللّه

خلف أباه على القضاء بدمشق عقيب مضيه إلى مصر لما استدعي منها، و كان صبيّا حينئذ، ثم ولي القضاء بها بعد موت أبيه..

قال لي أبو محمّد بن الأكفاني: سار القاضي أبو عبد اللّه بن أبي الدّبس من دمشق إلى مصر في ليلة الخميس نصف الليل لاثنتي عشرة خلون من شهر رمضان سنة ثمان و تسعين و ثلاثمائة، و لم يعلم به حتى سار و ذلك أنه بلغه قد عزل عن القضاء.

قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي: سار القاضي أبو محمّد بن أبي الدّبس إلى الحضرة بسجل ورد إليه في يوم السبت تسع عشرة ليلة خلت من شعبان سنة أربع و تسعين و ثلاثمائة استخلف ابنه محمّدا على القضاء بدمشق، و هو صبي له ثمان (2) عشرة سنة، و رجع و دخل دمشق يوم الأربعاء لليلتين خلتا من المحرّم في سنة خمس و تسعين، و قدم القاضي أبو عبد اللّه بن أبي الدّبس من مصر واليا للقضاء بدمشق بعد موت أبيه يوم الأحد لثمان عشرة ليلة خلت من شعبان سنة ستّ و تسعين، و قدم عمّه أبو علي معه واليا على بيت المال، و في يوم الخميس لثمان بقين من شعبان سنة ست دخل أبو عبد اللّه بن أبي الدّبس إلى داره فلمّا كان من الغد يوم الجمعة قرأ سجله على المنبر بجامع دمشق، يذكر فيه أنه قد ولي القضاء و الصّلاة و الخطابة و المظالم. فلمّا كان من الغد يوم السّبت فرش له في جامع دمشق، و جلس حكم بين الناس، و سار القاضي أبو عبد اللّه بن أبي الدّبس من دمشق إلى الحضرة في ليلة الخميس نصف الليل لاثنتي عشرة خلون من شهر رمضان سنة ثمان و سبعين (3) و لم يعلم به حتى سار، و أن السّجل قد أنشئ للشريف النصيبي فسار في هذه الليلة.

ص: 19


1- سقطت ترجمته من «ز».
2- بالأصل و د: ثمانية، و المثبت عن «ز».
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: و تسعين.

قال القاسم (1):كان أبي يقول فيه: ابن أبي الدبس بالسّين المهملة، و يحكي (2) ذلك عن أبي محمّد بن الأكفاني و كان عمي رحمه اللّه يقول: ابن أبي الدبش بالشين المعجمة، فاللّه أعلم، و كان يعزى ذلك إلى القاضي عبد الجبّار المعتزلي، ذكره في دعاة المصريين و قيّده في كتاب دلائل النبوة بالشين (3)،و سمعت أبا عبد اللّه بن أبي الصّقر يقول: كان بدمشق قوم يعرفون ببني أبي الدبش بالشين المعجمة، يسكنون (4) بباب الشرقي.

6568 - محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن يحيى بن إبراهيم

أبو الفرج السّلمي الطرسوسي

سكن بانياس، و حدث عن أبي بكر محمّد بن عيسى بن عبد الكريم المعروف ببكير، و سمع منه بدمشق.

روى عنه: علي الحنائي مكاتبة.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمّد الحنائي، أنا أبو الفرج محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن يحيى بن إبراهيم السلمي الطّرسوسي بكتابه من بانياس، أنا أبو بكر محمّد بن عيسى بن عبد الكريم بدمشق سنة تسع و خمسين و ثلاثمائة، نا محمّد بن حصن، نا أبو بكر، نا أبو مسلم عبد الرّحمن بن يونس، نا البخاري، نا عثمان بن واقد العمري، عن أخيه، عن محمّد بن المنكدر، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من التمس رضا اللّه بسخط الناس رضي اللّه عنه و أرضى عنه الناس، و من التمس رضا الناس بسخط اللّه سخط اللّه عليه و أسخط عليه الناس»[11333].

6569 - محمّد بن عبد اللّه بن محمّد أبو جعفر الزّوزني القاضي

قدم دمشق حاجّا، و حدّث بها عن زاهر بن أحمد الفقيه.

روى عنه علي الحنائي.

قرأت بخط أبي الحسن الحنائي، أنا أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الزوزي القاضي، قدم علينا حاجّا، نا أبو علي زاهر بن أحمد السّرخسي، نا عبد اللّه بن محمّد

ص: 20


1- يعني ابن المصنف.
2- في «ز»: و على.
3- بالأصل:«بالعتيق» و في د:«بالسين» و المثبت عن «ز».
4- في «ز»«بسابور» خطأ.

البغوي، نا علي بن الجعد، نا أبو غسّان، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد السّاعدي قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«روحة في سبيل اللّه أو غدوة خير من الدّنيا و ما فيها»[11334].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن عبد الملك بن مسعود، قالا:

أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا أبو غسّان محمّد بن مطرف، فذكر بإسناده مثله.

6570 - محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن جيحون بن خاقان، و يقال: محمّد بن نصر

ابن جيحون بن خاقان، و يقال: محمّد بن أبي نصر - المرورّوذي الصّوفي

حدّث عن أبي القاسم بن الطّبيز، و أبي نصر بن الجبّان (1).

سمع منه عمر الدّهستاني، و قال في نسبه: محمّد بن نصر، و أبو محمّد بن السمرقندي.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن بن إبراهيم الفرغولي، أنا أبو الفتيان عمر ابن أبي الحسن الدّهستاني، أنا محمّد بن نصر بن جيحون بن خاقان المرورّوذي أبو بكر الصّوفي بدمشق في جامعها، أنا عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن أحمد التميمي بدمشق، أنا محمّد بن عيسى البغدادي بحلب، أنا تمتام، و هو محمّد بن غالب، نا عبد اللّه بن النعمان، نا شيبان بن عبد الرّحمن، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عبد اللّه بن سلمة، عن ابن عمر قال: غزونا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى عرفات فمنّا الملبّي، و منّا المكبر.

أنبأناه أبو محمّد بن السّمرقندي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن جيحون بن خاقان فذكره.

[قال ابن عساكر:] (2) كذا قال، و وهم في قوله ابن سلمة، و إنما هو ابن أبي سلمة الماجشون، و اسم أبي سلمة ميمون، و إنما يرويه ابن أبي سلمة عن عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر عن ابن عمر.

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي (3)،أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو

ص: 21


1- في «ز»: الحيان، تصحيف.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الفزاري.

العبّاس الدّغولي، و مكّي بن عبدان، قالا: نا أبو الأزهر، نا عبد اللّه بن نمير، عن يحيى بن سعيد الأنصاري. ح و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،نا ابن نمير، نا يحيى - يعني: ابن سعيد - عن عبد اللّه بن أبي سلمة، عن عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر عن أبيه قال: غدونا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من منى إلى عرفات، منّا الملبّي، و منّا المكبّر[11335].

و هكذا رواه يحيى بن سعيد الأموي، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، و هكذا رواه عبد العزيز [الماجشون، عن عمر بن حسين، عن عبد اللّه بن أبي سلمة، عن عبد اللّه بن عبد الله] (2) عن أبيه و هو الصواب.

و أمّا حديث عبد العزيز:

فأخبرناه أبو المظفّر بن الأستاذ أبي القاسم القشيري، أنا أبي، أنا أبو نعيم الأسفرايني، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، نا الصّاغاني، و محمّد بن عبد الملك الدقيقي، و أبو غسّان مالك بن يحيى الدّميري، قالوا: نا يزيد بن هارون، أنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عمر بن (3) حسين، عن عبد اللّه بن أبي سلمة، عن عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر عن ابيه قال:

غدونا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من منى إلى عرفات، فمنّا المكبّر، و منّا المهل (4)،فأمّا نحن فنكبّر. قلت له: و اللّه يعجب منكم كيف لم تسألوه كيف صنع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و قال محمّد بن عبد اللّه: كيف كان يصنع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و حديث الصّغاني: إنما هو إلى قوله: و منّا المهلّ ، و البقية لهما جميعا محمّد بن عبد الملك، و مالك بن يحيى.

و هكذا رواه هشيم عن يحيى بن سعيد عن ابن أبي سلمة عن ابن عمر.

أخبرناه أبو القاسم الشيباني، أنا الحسن بن علي التميمي، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه، حدّثني أبي (5)،نا هشيم، أنا يحيى بن سعيد، عن عبد اللّه بن أبي سلمة، عن ابن

ص: 22


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 246/2 رقم 4733.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز».
3- بالأصل: عن تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
4- مطموسة بالأصل، و المثبت عن د، و في «ز»: المهلل.
5- رواه أحمد بن حنبل في المسند 201/2 رقم 4458.

عمر قال: غدونا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى عرفات منا المكبّر، و منا الملبّي[11336].

و أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا عمر بن خالد بن يزيد بن الجارود الشعيري، نا عبد اللّه بن مطيع، نا هشيم، عن يحيى بن سعيد، عن عبد اللّه بن أبي سلمة، عن ابن عمر قال: غدونا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى عرفات، فمنّا الملبّي، و منّا المكبّر.

و خالفهما غيرهما، فرواه عن يحيى عن أبي سلمة عن عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر عن أبيه عبد اللّه بن عمر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني قال:

و فيها يعني سنة ثلاث و ستين و أربعمائة: توفي أبو بكر محمّد بن أبي نصر المروذي الصوفي في يوم السبت الخامس من رجب، حدّث عن أبي نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر بن الجبّان المرّي، و أبي القاسم عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن الطّبيز (1) السّرّاج و غيرهما.

آخر (2) الجزء الخامس و الثلاثين بعد الأربعمائة من الأصل.

بلغت سماعا بقراءتي و عرضا بالأصل على سيّدنا القاضي العالم الورع أبي البركات الحسن بن محمّد بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي أبقاه اللّه بإجازته من المؤلف عمّه و أبو حامد الحسن (3) بن علي بن القاسم بن الحافظ مصنف هذا الكتاب أبي القاسم علي و أبو محمّد عبد الرّحمن بن يونس بن إبراهيم التونسي، و كتب محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي يوم الأربعاء السّادس و العشرون من رجب سنة ثمانية عشرة و ستمائة بجامع دمشق - حرسها اللّه - و سمع من ترجمة محمّد بن عبد اللّه بن عثمان بن حمّاد الأنصاري إلى هنا أبو البركات عيسى بن محمّد بن مهدي بن تميم، و عبد الرحيم بن عبد المحسن القرشي المصري، و صح و سمع أبو العبّاس أحمد بن يوسف بن عبد اللّه [البطريقاني] (4) من..... (5) ترجمة المهدي إلى آخرها حسب، و ذلك من قول المنصور للربيع أصل من هذا.

ص: 23


1- إعجامها مضطرب بالأصل و «ز» و د.
2- من هنا إلى أول الترجمة التالية سقط من د.
3- في «ز»: الحسين.
4- بياض بالأصل، و المثبت عن «ز».
5- غير واضحة بالأصل و رسمها:«اسا».
6571 - محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه

أبو بكر بن العربي الأندلسي الإشبيلي (1)

قدم دمشق، و سمع بها الفقيه أبا الفتح المقدسي، و أبا البركات بن طاوس، و أبا الفضل ابن الفرات، و أبا محمّد عبد اللّه (2) بن عبد الرزّاق، و أبا القاسم النسيب، و أبا محمّد بن الأكفاني، و إبراهيم بن الصّقيل، و عبد الرّحمن بن الحنائي، و أبا عبد اللّه بن أبي العلاء.

و خرج من دمشق سنة إحدى و تسعين راجعا إلى بلده، و كان قد سمع ببغداد طراد بن محمّد، و نصر بن أحمد بن البطر، و الحسين بن أحمد بن طلحة النّعالي، و أبا بكر محمّد بن طرخان، و أبا عامر محمّد بن سعدون، و بمكة: القاضي حسين بن علي الطّبري، و أبا نصر محمّد بن هبة اللّه البندنيجي، و تفقه علي أبي بكر الشاشي و أبي حامد الغزّالي، و سمع ببلده خاله الفقيه أبا القاسم الحسن بن عمر بن الحسن الهوزني (3).

و حدّث بدمشق فسمع منه: عبد اللّه، و عبد الرّحمن ابنا أحمد بن صابر، و أحمد بن سلامة بن يحيى الأبار، و لما عاد إلى بلده صنّف كتابا في شرح جامع أبي عيسى سمّاه:

«عارضة الأحوذي في شرح كتاب الترمذي» (4)(5).

6572 - محمّد بن عبد اللّه بن مخلد أبو الحسين الأصبهاني

6572 - محمّد بن عبد اللّه بن مخلد أبو الحسين الأصبهاني (6)

حدّث عن داود بن رشيد، و أبي بكر بن أبي شيبة، و أبي عبد اللّه محمّد بن أبي بكر المقدّمي، و أبي أيوب سليمان بن سلمة الخبائري، و هانئ بن المتوكّل الإسكندراني، و قتيبة ابن سعيد، و كثير بن عبيد الحمصي، و إسحاق بن راهوية، و أبي بشر بشار بن عبد اللّه مولى بني هاشم نزيل طرسوس.

روى عنه: إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان، و الفضل بن الخصيب الأصبهاني، و أبو

ص: 24


1- ترجمته في وفيات الأعيان 296/4 و الوافي بالوفيات 330/3 و تذكرة الحفاظ 1294/4 و بغية الملتمس رقم 179 و سير أعلام النبلاء 197/20 و جذوة المقتبس ص 160 و نفح الطيب 25/2 شذرات الذهب 141/4.
2- الاسمان التاليان سقطا من «ز»، و هما في د.
3- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و «ز».
4- طبع في الهند سنة 1299 ه ، و طبع في مصر سنة 1931 في 13 مجلدا.
5- قال ابن بشكوال أنه ولد سنة 468 و توفي بفاس في شهر ربيع الآخر سنة 543، و قيل غير ذلك. راجع الصلة 2/ 591 و سير أعلام النبلاء 198/20 و 203.
6- ترجمته في كتاب ذكر أخبار أصبهان 229/2.

الحسن بن جوصا، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن راشد بن معدان، و يوسف بن فورك المستملي الأصبهانيون، و محمّد بن عبد اللّه بن رستة، و محمّد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي، و أحمد بن محمّد بن الحارث.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا أحمد بن بندار، نا محمّد بن عبد اللّه بن رستة، نا خالي أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه بن مخلد صاحب الشافعي، نا قتيبة بن سعيد، نا ابن لهيعة عن أبي الزبير، عن جابر، أخبرتني أم كلثوم أن عائشة أخبرتها أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جامعها فلم ينزل، فاغتسلا[11337].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر أحمد بن علي، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن عبيد اللّه النجار، أنا محمّد بن المظفّر، نا أحمد بن محمّد بن الحارث - بمصر - نا أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه بن مخلد الأصبهاني، نا بشّار أبو بشر، نا أبو معاوية الضرير، عن ابن أخي إسماعيل بن أبي خالد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن ابن أبي أوفى أنّ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال في ابنه إبراهيم:«لو عاش لكان نبيّا»[11338].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنا تمام بن محمّد، أنا محمّد ابن إبراهيم بن مروان، أخبرني أبي - إجازة - نا أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه بن مخلد الأصبهاني، نا داود بن رشيد، نا الوليد - يعني ابن مسلم - عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن عبيد بن جريج أنه رأى ابن عمر يخضب بالصّفرة، و يخبر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان يخضب بها[11339].

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود [المعدل] (1) عنه، أنا أبو نعيم الحافظ قال (2) محمّد بن عبد اللّه بن مخلد أبو الحسين خال محمّد بن عبد اللّه بن رستة، يعرف بصاحب الشافعي ورّاق الربيع بن سليمان، توفي (3) قبل التسعين و مائتين، و روى عنه الفضل ابن الخصيب، و أبو بكر بن راشد، روى عن قتيبة بن سعيد، و الشاميّين، و كثير بن عبيد، و الخبائري، و غيرهم، حدّث عنه ابن جوصا.

أنبأنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا

ص: 25


1- استدركت على هامش «ز».
2- رواه أبو نعيم في أخبار أصبهان 229/2.
3- في أخبار أصبهان: توفي بمصر قبل التسعين.

عمّي عبد الرّحمن، عن أبيه محمّد بن إسحاق قال: قال لنا ابن يونس محمّد بن عبد اللّه بن مخلد الأصبهاني يكنى أبا الحسين، قدم مصر و حدّث بها، و كانت وفاته في رجب سنة اثنتين و سبعين و مائتين.

6573 - محمّد بن عبد اللّه بن المستورد

أبو بكر البغدادي الحافظ المعروف بأبي سيّار (1)

رحّال، سمع بدمشق: سليمان بن عبد الرّحمن، و بمصر: يوسف بن عدي، و يحيى بن بكير، و بالشام: نصر بن عاصم الأنطاكي، و بالجزيرة: أبا جعفر عبد اللّه (2) بن محمّد النّفيلي، و الحسن بن أحمد بن أبي (3) شعيب الحرّاني، و المعافي بن سليمان الرّسعني، و بالعراق: أبا نعيم الفضل بن دكين، و محمّد بن عبد اللّه بن نمير، و أبا هارون محمّد بن خالد ابن يزيد الرّازي، و منجاب بن الحارث.

روى عنه: أبو محمّد بن صاعد، و أبو عبد اللّه المحاملي، و محمّد بن مخلد العطّار، و عبد اللّه بن أحمد بن موسى عبدان الأهوازي، و محمّد بن إسماعيل بن أحمد، و محمّد بن أحمد بن يزيد، و محمّد بن يحيى بن مندة، و عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهانيّون.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا - و أبو منصور ابن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن الصّلت، أنا محمّد بن مخلّد الدّوري، نا أبو سيّار محمّد بن عبد اللّه بن المستورد، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، حدّثني إبراهيم بن محمّد بن مالك الهمداني قال: سمعت خالد بن علقمة و عبد الملك بن سلع و نصر بن خارجة كلهم عن عبد خير بن يزيد قال: قال علي: أ لا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيّها: أبو بكر و عمر، و قد كانت منا أشياء فإن يعف اللّه فبرحمته، و إن يعذب فبذنوبنا.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن قريش البنّا، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد الأهوازي، نا محمّد بن مخلّد الدوري، نا أبو سيّار (5)،حدّثني

ص: 26


1- ترجمته في تاريخ بغداد 427/5.
2- في «ز»: عبد.
3- في «ز»: بن شعيب.
4- الخبر في تاريخ بغداد 427/5 و أخبار أصبهان 204/2.
5- صحفت في «ز» إلى: ميثار.

محمّد بن مخلد بن يزيد، أبو هارون، نا عبد اللّه بن الجهم، نا عمرو بن أبي قيس (1)،عن مطرف، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إنّ في الليل ساعة لا يسأل اللّه فيها عبد مسلم خيرا، إلاّ أعطاه، و ذلك كلّ ليلة».

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدّار قطني قال: أبو سيّار محمّد بن عبد اللّه بن المستورد، و كان من الحفّاظ ، حدّثنا عنه أبو عبد اللّه بن مخلد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريّا البخاري.

ح و حدّثنا خالي أبو المعالي (2) محمّد بن يحيى القرشي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم قال: أنا أبو زكريا البخاري، نا عبد الغني بن سعيد قال: أبو سيّار محمّد بن عبد اللّه بن المستورد الحافظ .

أخبرنا أبو....... (3)،أنا أبو نعيم الحافظ (4) محمّد بن عبد اللّه بن المستورد أبو سيّار البغدادي الشافعي، قدم أصبهان؛ قال إبراهيم بن أورمة (5):ما قدم عليكم مثل أبي سيّار، و حدّث عنه عبدان؛ يروي عن سليمان بن حرب، و المعافى بن سليمان، و الحسن بن أحمد بن أبي شعيب.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الحافظ (6):محمّد بن عبد اللّه بن المستورد أبو بكر، و يعرف بأبي سيّار الحافظ ، سمع أبا نعيم بن الفضل بن دكين، و أبا جعفر النّفيلي، و يوسف بن عدي، و يحيى بن بكير المصري (7)،و محمّد بن عبد اللّه بن نمير الكوفي، و المعافى بن سليمان الرّسعني، و نصر بن عاصم الأنطاكي، روى عنه يحيى بن صاعد، و القاضي المحاملي، و محمّد بن مخلد و غيرهم.

ص: 27


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: قبيس.
2- في «ز»: المثالي، تصحيف.
3- بياض بالأصل و د، و «ز». و لعله مكان البياض قياسا إلى سند مماثل: أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ .
4- الخبر رواه أبو نعيم في أخبار أصبهان 204/2.
5- بالأصل و د، و «ز»: رومة، و المثبت عن أخبار أصبهان.
6- الخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد 427/5.
7- كذا رسمها بالأصل و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد: المقرئ.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (1):أما سيّار أوّله سين مهملة ثم ياء معجمة باثنتين من تحتها و آخره راء فهو: أبو سيّار محمّد بن عبد اللّه بن المستورد، أحد الحفّاظ .

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا إبراهيم بن محمّد المزكي، أنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق الثقفي السّراج - و ذكر أبا سيّار - فقال: ثقة مأمون.

قال الخطيب: قال لي أبو نعيم الحافظ : قدم أبو سيّار محمّد بن عبد اللّه بن المستورد البغدادي أصبهان فقال إبراهيم بن أورمة (3) ما قدم عليكم مثل أبي سيّار.

قال الخطيب: أخبرني أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري، نا عمر بن أحمد الواعظ قال: قرأت على محمّد بن مخلد العطّار قال: و مات أبو سيّار سنة ثنتين و ستين، زاد غيره، عن ابن مخلد: في شوّال.

6574 - محمّد بن عبد اللّه بن مسعود بن يوسف الكندي

حضر جنازة سويد بن عبد العزيز.

حكى عنه ابن أخته محمّد بن الفيض الغسّاني حكاية تقدمت في ترجمة سويد.

6575 - محمّد بن عبد اللّه بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن شهاب بن عبد اللّه

ابن الحارث بن زهرة بن كلاب أبو عبد اللّه الزّهري (4) ابن أخي ابن شهاب

حدّث عن أبيه، و عمّه محمّد بن مسلم.

روى عنه أبو أويس عبد اللّه بن عبد اللّه، و إبراهيم بن سعد، و ابنه يعقوب بن إبراهيم، و عبد العزيز بن محمّد الدراوردي، و معن بن عيسى، و يحيى بن محمّد بن هانئ، و القعنبي (5)،و أميّة بن خالد القيسي (6)،و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و كان مع عمّه الزّهري بالشام.

ص: 28


1- الاكمال لابن ماكولا 423/4 و 428.
2- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 427/5.
3- بالأصل، و د، و «ز»: «أرمة».
4- ترجمته في تهذيب الكمال 460/16 و تهذيب التهذيب 180/5 و التاريخ الكبير 130/1/1 و الجرح و التعديل 7/ 304 و ميزان الاعتدال 592/3 و الوافي بالوفيات 306/3 و سير أعلام النبلاء 197/7.
5- هو عبد اللّه بن مسلمة القعنبي.
6- في تهذيب الكمال: الأزدي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن الطوسي، قالا: أنا أبو الحسين بن النقور - زاد ابن السّمرقندي (1):و أبو محمّد الصّريفيني قالا: أنا أبو القاسم بن حبابة.

ح و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي، و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي عاصم، و أبو محمّد عبد السّلام بن أحمد، و أبو عبد اللّه سمرة بن جندب، و أخوه أبو محمّد عبد القادر بن جندب، قالوا: أنا محمّد بن عبد العزيز الفارسي، أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح، قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا مصعب بن عبد اللّه، نا إبراهيم بن سعد، عن محمّد بن عبد اللّه بن مسلم ابن أخي الزّهري، عن ابن شهاب، عن سالم - زاد ابن حبابة: ابن عبد اللّه - عن أبيه قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أبو المطهّر (2) عبد المنعم بن أحمد ابن يعقوب بن أحمد، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، نا سعيد بن عبد العزيز بن مروان الحلبي، نا عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن أخي الإمام الحلبي (3)،نا إبراهيم بن سعد، نا ابن أخي الزّهري، عن الزّهري، عن سالم، عن ابن عمر قال:

رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم و أبا بكر و عمر و عثمان يمشون أمام الجنازة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا مصعب بن عبد اللّه الزبيري - و في حديث الخلاّل: ابن عبد اللّه بن مصعب بن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير (4) بن العوّام - نا إبراهيم بن سعد، عن ابن أخي ابن شهاب عن الزّهري، عن سالم، عن أبيه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أبا بكر، و عمر، و عثمان كانوا يمشون أمام الجنازة.

حدّثنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا محمّد بن عبد اللّه

ص: 29


1- من قوله: السمرقندي... إلى هنا سقط من «ز».
2- ك بالأصل و د، و في «ز»: المظفر، قارن مع مشيخة ابن عساكر 128/ب.
3- من قوله: الحلبي.. إلى هنا سقط من «ز».
4- من قوله: الزبيري... إلى هنا سقط من «ز».

ابن حمدون، أنا ابن الشرقي، نا محمّد بن يحيى، نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، نا (1) ابن أخي ابن شهاب، عن عمّه قال: قال سالم: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«كلّ أمتي معافاة إلاّ المهاجرين و إن من الإهجار أن يعمل العبد بالليل عملا، ثم يصبح و قد ستره ربّه، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا و كذا، و قد بات يستره ربّه، فيبيت يستره ربّه، و يصبح و يكشف ستر اللّه عنه»[11340] و كان زعموا يقول إذا خطب:«كلما هو آت قريب، لا بعد لما يأتي لا يعجل اللّه لعجلة أحد و لا يخاف لأمر الناس، ما شاء اللّه لا ما شاء الناس، يريد الناس أمرا، و يريد اللّه أمرا، ما شاء اللّه كان، و لو كره الناس، لا مبعّد لما قرّب اللّه، و لا مقرّب لما بعّد اللّه، لا يكون شيء إلاّ بإذن اللّه»[11341]، و كان يأمر عند الرقاد و خلف الصّلاة بأربع و ثلاثين تكبيرة، و ثلاث و ثلاثين تسبيحة، و ثلاث و ثلاثين تحميدة فتلك مائة، و زعم سالم بن عبد اللّه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال ذلك لابنته فاطمة.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا محمّد بن علي بن محمّد، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو العبّاس الدّغولي، نا محمّد بن سعد العوفي، نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدّثني ابن أخي ابن شهاب عن عمّه قال: قال سالم - و هو ابن عبد اللّه - سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«كلّ أمتي معافى» قال أبو (2) العبّاس في سماعي:«إلاّ المهاجرين» و قال غيره:«إلاّ المجاهرين، و إن من الإجهار أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح و قد ستره ربه فيصبح و يكشف ستر اللّه عنه»[11342].

قال أبو العبّاس: و الإجهار من الجهر، و هو الكشف (3) و الاهجار من الهجر و هو الهذيان.

قرأت على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة الصّيدلاني، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد بن سعيد، نا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب قال: محمّد بن عبد اللّه بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن شهاب بن عبد اللّه بن الحارث بن زهرة و هو ابن أخي ابن شهاب، و أمّه من بني حسل (4) بن عامر بن لؤي.

ص: 30


1- كذا بالأصل، و في «ز»: «حدثنا» و اللفظة سقطت من «ز».
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: ابن عباس، تصحيف.
3- قوله:«الكشف و الاهجار من الهجر» سقط من «ز»، فاختل المعنى فيها.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: حسن.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد ابن المبارك: و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا:- أنا محمّد ابن الحسن بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمرو بن أحمد بن إسحاق (1)،نا خليفة بن خيّاط قال (2):في الطبقة السّابعة من أهل المدينة: محمّد بن عبد اللّه ابن مسلم ابن أخي الزّهري، يكنى أبا عبد اللّه، مات في آخر خلافة أبي جعفر (3).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدّولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى يقول في تسمية أهل المدينة و محدّثيهم: محمّد بن عبد اللّه بن مسلم.

أخبرنا أبو عبد اللّه، و أبو غالب ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو عبد اللّه الطوسي، نا الزبير بن بكّار قال: و ابن أخي ابن شهاب محمّد بن عبد اللّه بن مسلم يعني ابن عبد اللّه الأصغر بن شهاب بن عبد اللّه بن الحارث بن زهرة، روى عنه عمّه محمّد بن مسلم، و أمه من بني مالك بن حسل (4) بن عامر بن لؤي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني (5)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (6) قال في الطبقة السّابعة من أهل المدينة: محمّد بن عبد اللّه بن مسلم بن أخي الزّهري، و يكنى أبا عبد اللّه، قتله غلمانه بأمر ابنه في أمواله بثلبة بناحية شغب (7) و بدا (8) و كان ابنه سفيها شاطرا، قتله للميراث، فوثب غلمانه عليه بعد سنين أيضا فقتلوه، و قتل محمّد في آخر خلافة أبي جعفر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة

ص: 31


1- «نا عمرو بن أحمد بن إسحاق» سقط من «ز».
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 477 رقم 2474.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في طبقات خليفة: مات سنع أربع و خمسين و مائة.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: حنبل.
5- بالأصل: البناني، و في «ز»: اللبناني، تصحيف و المثبت اللنباني، بتقديم النون عن د.
6- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
7- شغب: بفتح أوله و سكون ثانيه، ضيعة خلف وادي القرى كانت للزهري و بها قبره (معجم البلدان).
8- بدا: بالفتح و القصر، واد قرب أيلة من ساحل البحر، و قيل بوادي القرى (معجم البلدان).

السّادسة من أهل المدينة: محمّد بن عبد اللّه بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه الأصغر بن شهاب بن عبد اللّه بن الحارث بن زهرة، و أمّه أم حبيب بنت حبيب بن حويطب بن علي من بني مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، و هو الذي يقال له ابن أخي الزّهري.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا المبارك و محمّد - و اللفظ له - قالا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد، أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (1):محمّد بن عبد اللّه بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه ابن شهاب ابن أخي الزّهري قرشيّ ، سمع الزّهري، سمع منه عبد العزيز بن محمّد، و معن بن عيسى، و عبد اللّه بن مسلمة.

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد (2)-إجازة-. ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي، قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):محمّد بن عبد اللّه بن مسلم بن (4) شهاب الزّهري ابن أخي الزّهري، روى عن عمّه ابن شهاب، و عن أبيه عبد اللّه بن مسلم، روى عنه أبو أويس، و إبراهيم بن سعد، و الدراوردي، و يعقوب بن إبراهيم بن سعد، و يحيى بن محمّد بن هانئ، و معن بن عيسى القزّاز، و القعنبي، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي في كتابه، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي ابن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن مسلم بن عبيد اللّه ابن عبد اللّه بن شهاب الزّهري القرشي المدني ابن أخي الزّهري، سمع عمّه أبا بكر، روى عنه عبد العزيز الدراوردي، و معن بن عيسى، و يعقوب بن إبراهيم بن سعد.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك (5)،أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا أبو الحسين عبد الملك بن الحسن (6)،أنا أبو نصر البخاري قال: محمّد بن عبد اللّه بن مسلم بن عبيد اللّه بن شهاب بن الحارث بن زهرة، أبو عبد اللّه ابن أخي محمّد بن

ص: 32


1- رواه البخاري في التاريخ الكبير 131/1/1.
2- بالأصل، و «ز»، و د: أحمد، تصحيف، و السند معروف.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 304/7.
4- من هنا إلى قوله: روى (عنه أبو أويس) سقط من «ز».
5- زيد في د بعدها: إجازة.
6- في «ز»: الحسين، تصحيف.

مسلم بن عبيد اللّه الزّهري القرشي المدني، سمع عمّه، روى عنه يعقوب بن إبراهيم بن سعد في الصّلاة، و الأضاحي و غير موضع.

قال الواقدي: قتله غلمانه بأمر ابنه، و كان سفيها شاطرا، قتله للميراث في آخر خلافة أبي جعفر، فوثب غلمانه بعد سنين عليه فقتلوه أيضا.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح المؤذّن، أنا أبو الحسن بن السّقا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا (1) عبّاس بن محمّد قال: قال يحيى: قال إبراهيم بن سعد: قال محمّد بن أخي الزّهري: عندي من حديث الزّهري ثلاثون غيداقا قال:

قلت له أجيئك إلى بلدك أكتبها؟ قال: لا.

أخبرتنا أمّ البهاء بنت البغدادي - قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن جعفر الزرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمّي قال: قال ابن أخي ابن شهاب لأبي: أرسل معي هذين: سعدا و يعقوب، فإنّ عندي من علم عمّهما - يعني ابن شهاب - ثلاثين غيداقا مملوءة ظهورها و بطونها.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر قال: سألت محمّد بن عبد اللّه بن أخي الزّهري: كيف سمعت هذا الحديث من عمّك ؟ فقال: كنت معه حيث أمره هشام بن عبد الملك أن يكتب له حديثه و أجلس له كتّابا يملي عليهم الزّهري و يكتبون، فكنت أحضر ذلك، فربّما عرضت لي الحاجة فأقوم فيها فيمسك عمّي عن الإملاء حتى أعود إلى مكاني، و كان محمّد يكنى أبا عبد اللّه قتله غلمانه بأمر ابنه في أمواله بثلبة بناحية شغب، و بدا، و كان ابنه سفيها شاطرا قتله للميراث، و ذلك في آخر خلافة أبي جعفر، ثم وثب غلمانه عليه بعد سنين فقتلوه أيضا، و ليس له عقب، و كان محمّد كثير الحديث، صالحا.

أنبأنا أبو محمّد بن حمزة، عن أبي جعفر بن المسلمة، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد - إجازة - أنا أبو عمر حمزة بن القاسم الهاشمي، نا أبو علي حنبل بن إسحاق قال: قال أبو عبد اللّه بن أخي الزّهري صالح الحديث.

ص: 33


1- من هنا... إلى قوله «فإن عندي» في آخر الخبر التالي سقط من «ز».

أخبرنا أبو الحسين (1) القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد (2)-إجازة-.

قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي (3)،قالا: أنا ابن أبي حاتم (4)،نا محمّد بن حموية بن الحسن قال: سمعت أبا طالب (5) يقول: سألت أحمد بن حنبل عن محمّد بن عبد اللّه بن مسلم بن أخي الزّهري قال: لا بأس به، و قال أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحجّاج المروذي.

قيل لأحد بن حنبل: محمّد بن إسحاق و ابن أخي الزّهري في حديث الزّهري ؟ فقال: ما أدري و حرّك يده، كأنه ضعفهما.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، نا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا ابن أبي بكر، نا العبّاس قال: سمعت يحيى يقول: محمّد بن عبد اللّه ابن أخي الزّهري أحبّ إليّ من محمّد بن إسحاق في الزّهري (6).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: محمّد بن عبد اللّه بن أخي الزّهري أحبّ إليّ من محمّد بن إسحاق في الزّهري، و سئل يحيى عن ابن أخي ابن شهاب، و عن أبي أويس ؟ فقال: ابن أخي ابن شهاب أمثل من أبي أويس.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب - لفظا - أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد يقول: قلت ليحيى: فابن أخي الزّهري ما حاله ؟ فقال: ضعيف.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة (7)،أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة قال: سئل يحيى بن معين عن

ص: 34


1- بالأصل: الحسن، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
2- في «ز»: أحمد، تصحيف.
3- مطموسة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
4- الجرح و التعديل 204/7.
5- بالأصل:«أبا طاهر» و المثبت عن د، و «ز»، و الجرح و التعديل.
6- تهذيب الكمال 461/16.
7- بالأصل: حزقة، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».

ابن أخي الزّهري قال: ليس بذاك القوي (1)،و قال مرة أخرى: ضعيف.

أخبرنا أبو البركات، أنا ثابت بن بندار،[أنا محمد بن علي] (2) أنا محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل الغلاّبي، نا أبي قال: قال يحيى بن معين: ابن أخي الزّهري محمّد بن عبد اللّه ليس بشيء و قال في موضع آخر: ابن أخي الزّهري صالح (3).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، حدّثني عبد اللّه بن شعيب قال: قرأ عليّ يحيى بن معين: ابن أخي الزّهري ليس بالقوي، و فليح بن سليمان يضعّف، قال يعقوب: ابن أخي الزّهري و فليح في حديثهما (4) ضعف.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا محمّد بن أحمد بن البابسيري، أنا أبو أميّة الأحوص بن المفضّل الغلاّبي، أنا أبي قال: محمّد ابن عبد اللّه ابن أخي الزّهري أحبّ إليّ في الزّهري من محمّد بن إسحاق.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا (5) ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي، قالا: أنا ابن أبي حاتم (6) قال: قيل لأبي: ما حال ابن أخي الزّهري ؟ قال: ليس بقوي يكتب حديثه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف ابن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (7)،حدّثني جدي (8)،نا حمزة بن رشيد الباهلي بصري، نا إبراهيم بن سعد عن ابن أخي ابن شهاب عن امرأته أمّ الحجّاج ابنة محمّد بن مسلم قالت:

كان أبي يأكل بكفّه (9) كلّها فقلت له: لو أكلت بثلاث أصابع، قال: إنّ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان يأكل بكفّه، كلها، قال أبو جعفر و هذه الثلاثة أحاديث لم يتابع ابن أخي الزّهري عليها أحد. و إن

ص: 35


1- تهذيب الكمال 461/16.
2- الزيادة بين معكوفتين عن د، و «ز»، لتقويم السند.
3- تهذيب الكمال 461/16.
4- في «ز»: و حديثهما، بدلا من «في حديثهما».
5- من هنا إلى... أنا ابن أبي حاتم. سقط من «ز».
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 204/7.
7- الضعفاء الكبير للعقيلي 90/4.
8- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في الضعفاء الكبير: جبير.
9- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في الضعفاء الكبير:«بكفيه» بدل «بكفه كلها».

الواقدي ليأتي عنه بمناكير عن الزّهري و غيره و هو روى الناس عنه، و قد روى أبو بكر بن عيّاش هذا الحديث - يعني - حديث الإجهار عن ميسر (1) السّعيدي عن ابن شهاب هكذا، و لعل ميسرا هذا أخذه عنه لأنه لا يعرف له عن الزّهري غيره، و لا له ذكر في طبقات أصحاب الزّهري، و أمّا محمّد بن يحيى النيسابوري فجعله - يعني: ابن أخي ابن شهاب - في الطبقة الثانية من أصحاب الزّهري، مع أسامة بن زيد، و محمّد بن إسحاق، و أبي أويس، و فليح، و عبد الرّحمن بن إسحاق، و هؤلاء كلهم في حال الضعف و الاضطراب، و قال محمّد بن يحيى: إذا اختلف أصحاب الطبقة الثانية كان المفزع إلى أصحاب الطبقة الأولى في اختلافهم، فإن لم يوجد عندهم بيان ففيما روى هؤلاء - يعني - الطبقة الثانية، و فيما روى أصحاب الطبقة الثالثة يعرفه بالشواهد و الدلائل، و قد روى ابن أخي ابن شهاب الزّهري ثلاثة أحاديث لم نجد لها أصلا عند الطبقة الأولى، و لا الثانية، و لا الثالثة (2)-يعني - حديث الإجهار، و حديث الخطبة، و حديث الأكل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3) قال: و ابن أخي الزّهري روى عنه يعقوب بن إبراهيم بن سعد نسخة عن عمّه الزّهري، و روى عن ابن أخي الزّهري محمّد بن إسحاق، و لم أر بحديثه بأسا، و لا رأيت له حديثا منكرا فأذكره إذا روى عنه ثقة.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلم، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد المكتب، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدّولابي، أخبرني محمّد - يعني - ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه عن محمّد بن عمر قال: و ابن أخي الزّهري رواية عن عمّه مات سنة اثنتين و خمسين و مائة.

6576 - محمّد بن عبد اللّه بن المسلم بن علي بن الحسن بن علي بن أبي سراقة

أبو المجد الهمذاني

سمع أبا تراب حيدرة بن أحمد الأنصاري، و أبا الفرج قوام بن زيد بن عيسى، و أبا

ص: 36


1- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في الضعفاء الكبير 89/4 مبشر السعيدي.
2- الضعفاء الكبير 88/4.
3- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 167/6.

الحسن علي، و أبا الفضل محمّد ابني الحسن الموازينيين، و أبا القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر الكلابي، و أبا بكر محمّد بن القاسم بن المظفر بن الشهرزوري (1)،و أبا الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، و أبا الحسين رسلان بن إبراهيم بن بلال الكردي و غيرهم، و حدّث بشيء يسير.

سمع منه ابنه أبو الفتح و تولى عمالة أوقاف الجامع مدّة، و تولى عمالة المواريث الحشرية و الجزية (2) بدمشق.

و مات ليلة السبت السّابع و العشرين من شعبان سنة ستين و خمسمائة، و دفن بعد صلاة الظهر في جبل قاسيون بظاهر دمشق في مقبرة الكهف.

6577 - محمّد بن عبد اللّه بن معاذ بن عبد الحميد بن حريث بن أبي حريث

أبو بكر القرشي التيمي

مولى قريش.

حكى عن أبيه و أبي مسهر، و هشام بن عمّار.

حكى عنه أبو زرعة الدّمشقي.

6578 - محمّد بن عبد اللّه بن معاذ أبو بكر

حدّث عن بكّار بن قتيبة.

روى عنه: عبد الوهّاب الكلابي، و أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمّد، أنا أبو الحسن علي ابن محمّد بن شجاع الربعي - إجازة - أنا عبد الوهّاب بن الحسن، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه ابن معاذ التيمي، نا بكار، نا أبو أحمد، نا مسعر، عن أبي عون، عن أبي صالح، عن علي قال:

قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و لأبي بكر يوم بدر:«مع أحدكما جبريل و مع الآخر ميكائيل، و إسرافيل ملك عظيم يشهد القتال، و يكون في الصفّ »[11343].

ص: 37


1- في «ز»: السهروردي، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 139/20.
2- في «ز»: و الجزرية.
6579 - محمّد بن عبد اللّه بن مكرز أبو بكر القرشيّ

حدّث بصيدا عن أبي الحسن بن جوصا.

روى عنه: أبو محمّد بن جميع المعروف بالسّكن (1).

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا الفقيه أبو علي الحسن بن محمّد السّاوي، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد بن جميع الغسّاني، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن مكرز القرشيّ - بصيدا - في سنة اثنتين و ستين و ثلاثمائة، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن جوصا، نا كثير بن عبيد، نا محمّد بن حرب، عن محمّد بن الوليد الزبيدي، عن الزّهري، عن سالم، عن عبد اللّه بن عمر قال: انطلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و معه عمر بن الخطّاب في نفر من أصحابه قبل ابن صائد، حتى وجدوه يلعب مع الصّبيان، عند أطم (2) بني مغالة و هو يومئذ قد راهق الحلم، فلم يشعر حتى ضرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بيده على صدره، فذكر الحديث[11344].

أخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه، و حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا إبراهيم بن محمّد بن عرق، نا محمّد بن مصفّى (3)،نا محمّد بن حرب، عن الزبيدي، عن الزّهري، عن سالم، عن ابن عمر قال: انطلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و معه عمر بن الخطّاب في نفر من أصحابه قبل ابن صائد حتى وجده مع الصبيان يلعب، و هو يومئذ قد راهق الحلم، فلم يشعر حتى ضرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بيده على ظهره، فرفع إليه بصره، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم:«أ تشهد أنّي رسول اللّه»؟ قال: أشهد أنك رسول الأمّيين، فقال ابن الصّائد لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أ تشهد أني رسول اللّه ؟ قال: فرفضه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و قال: آمنت بالله و رسله، قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّي قد خبأت لك خبية» قال ابن صائد: هو الدخ. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اخسأ لن تعدو قدرك» ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما يأتيك ؟» قال: يأتيني صادق و كاذب، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«خلط عليك الأمر» فقال عمر بن الخطّاب: ائذن لي فأضرب عنقه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن يكنه فلن تسلط عليه، و إن لم يكنه فلا خير لك في قتله»[11345].

ص: 38


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: السبكي.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في المختصر:«أظهر».
3- اضطرب السند إلى هنا في «ز»، و فيها: أخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد نا إبراهيم بن عوف نا محمد بن محمد ابن مصفى.
6580 - محمّد بن عبد اللّه بن منصور أبو إسماعيل الشّيباني العسكريّ

المعروف بابن البطيخي الفقيه (1)

من أصحاب أبي حنيفة.

سمع بدمشق سليمان بن عبد الرّحمن، و بعسقلان: محمّد بن أبي السّري العسقلاني.

روى عنه: أبو عبد اللّه المحاملي، و أبو محمّد عبد اللّه بن إسحاق ابن الخراساني.

أخبرنا أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصّمد بن علي بن البدن الغزال، نا أبو الحسين ابن المهتدي - لفظا - أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصّيدلاني المقرئ قال: قرئ على القاضي أبي عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا محمّد بن عبد اللّه بن منصور، نا سليمان ابن بنت شرحبيل، نا إسماعيل بن عيّاش، نا الوليد بن عبّاد، عن عرفطة عن (2)الحسن، عن عبد الرّحمن بن سمرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال له:«يا عبد الرّحمن لا تسأل الإمارة، فإنك إن تسألها ثم تعطها توكل إليها، و إن تحمل (3) عليها تعان عليها، و إذا حلفت على يمين، فرأيت خيرا منها فأت الذي هو خير، ثم كفّر عن يمينك، و إنه لا نذر في يمين و لا قطيعة رحم، و لا في ما لا تملك»[11346].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا الحسين بن إسماعيل، نا أبو إسماعيل البطيخي محمّد بن عبد اللّه بن منصور العسكريّ الفقيه، نا ابن أبي السّري، فذكر حديثا.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا الحسن بن أبي بكر، أنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم البغوي، نا محمّد بن عبد اللّه بن منصور أبو إسماعيل الفقيه، نا ابن أبي السّري، فذكر حديثا.

قالوا: و قال لنا أبو بكر الخطيب (5):محمّد بن عبد اللّه بن منصور أبو إسماعيل الشّيباني العسكريّ الفقيه صاحب الرأي، يعرف بالبطيخي، حدّث عن سليمان بن عبد

ص: 39


1- ترجمته في تاريخ بغداد 431/5.
2- بالأصل:«بن» و في «ز»: عرفطة بن الحسين، و المثبت عن د، راجع ترجمة عبد الرحمن بن سمرة في تهذيب الكمال.
3- بالأصل: تجعل، و المثبت عن د، و «ز».
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 431/5.
5- المصدر السابق.

الرّحمن الدّمشقي، و محمّد بن أبي السّري العسقلاني - زاد ابن خيرون: و سفيان بن بشر الكوفي - و قالوا: روى عنه القاضي أبو عبد اللّه المحاملي، و عبد اللّه بن إسحاق بن الخراساني.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب قال: قرأت بخطّ أبي الحسن الدّار قطني: أبو إسماعيل البطيخي ثقة.

أخبرنا أبو القاسم النسيب و أبو الحسن الزاهد، قالا: نا - و أبو منصور المقرئ، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا السّمسار، أنا الصّفّار، نا ابن قانع: أن أبا إسماعيل البطيخي مات في سنة ثلاث و ثمانين و مائتين.

6581 - محمّد بن عبد اللّه بن مهاجر

أبو عبد اللّه الشّعيثي النّصريّ (2)،و يقال: العقيليّ (3)

من أهل دمشق.

روى عن أبيه، و الحارث بن بدل (4) النّصريّ ، و أبي الفرات مولى صفية، و مكحول، و زفر بن وثيمة، و خالد بن معدان، و خالد بن عبد اللّه بن حسين، و المتوكّل بن الليث، و مسلمة بن عبد اللّه الجهني، و القاسم بن عبد الرّحمن المري (5)،و حرام بن حكيم، و يونس ابن ميسرة، و القاسم بن مخيمرة، و العبّاس بن عبد الرّحمن.

روى عنه: الأوزاعي، و صدقة بن خالد، و الوليد بن مسلم، و وكيع، و عمر بن علي المقدّمي، و معاذ بن معاذ، و يزيد بن هارون، و أبو عبد الرّحمن المقرئ، و بكر بن بكّار، و شبابة بن سوّار، و حجّاج بن محمّد الأعور، و خالد بن عبد الرّحمن، و يونس بن بكير.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا محمود بن جعفر، و محمّد بن أحمد بن علي، و إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم - قراءة - و محمّد، و علي ابنا أحمد بن محمّد - حضورا - قالوا:

ص: 40


1- المصدر السابق.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في تهذيب الكمال: النضري، تصحيف.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 463/16 و تهذيب التهذيب 181/5 و طبقات خليفة ص 578 رقم 3029 و التاريخ الكبير 132/1/1 و الجرح و التعديل 304/7 و تاريخ بغداد 388/5.
4- في «ز»: بدال.
5- كذا رسمها بالأصل، و د، و «ز»؛ و في تهذيب الكمال: المزني.

أنا أبو إسحاق بن خرشيد قوله، أنا أبو بكر النّيسابوري، نا أحمد بن أبي رجاء، نا وكيع، نا محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي، عن العبّاس بن عبد الرّحمن، عن حكيم بن حزام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تقام الحدود في المساجد، و لا يستقاد فيها»[11347].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون.

و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر، قالا: أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط (1) قال: في الطبقة الرابعة من أهل الشامات: محمّد بن عبد اللّه شعيثي (2) دمشقي.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا علي بن محمّد، نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي هو محمّد بن [عبد الله بن] (3) المهاجر.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل السّلامي، أنا أبو الحسين (4) بن الطّيوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالا: أنا أبو أحمد الغندجاني، أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا البخاري (5) قال: محمّد بن عبد اللّه بن مهاجر الشّعيثي. قال وكيع:

هو العقيليّ ، عن ابن وثيمة، روى عنه عمر بن علي المقدّمي، و وكيع، و قال صدقة بن خالد:

نا محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي النّصري.

أنبأنا أبو الحسين (6) بن الحسن الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا حمد - إجازة-. ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (7) قال: محمّد بن عبد اللّه بن مهاجر الشّعيثي العقيليّ أبو عبد اللّه الدّمشقي، روى عن الحارث بن بدل و له صحبة، و مكحول، و أبيه، و زفر بن وثيمة، و المتوكّل بن الليث، و خالد بن عبد اللّه بن الحسين، روى عنه صدقة بن خالد، و الوليد بن مسلم، و وكيع، و معاذ بن معاذ، و عمر بن علي بن مقدم، و يزيد بن هارون، و المقرئ، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 41


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 578 رقم 3029.
2- صحفت في طبقات خليفة إلى شعثي.
3- بياض بالأصل و د، و المثبت عن «ز».
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الحسن.
5- التاريخ الكبير للبخاري 132/1/1.
6- بالأصل و د، و «ز»: الحسن.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 304/7.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن المالكي، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا أبو القاسم الأزهري، أنا علي بن عمر الحافظ ، أنا محمّد بن إسماعيل الفارسي، نا أبو زرعة الدمشقي قال في تسمية الأصاغر من أصحاب واثلة بن الأسقع قال: و محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي قالوا: إنه أدركه، و لا نعلم له [عنه] (2) حديثا.

أخبرناها عالية أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم البجلي، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية الأصاغر من أصحاب واثلة و غيره: محمّد بن عبد اللّه الشعيثي قالوا إنه أدركه - يعني - واثلة، و لا يعلم له حديث عنه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه السّلمي، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: محمّد بن عبد اللّه النّصري الشّعيثي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد ابن محمّد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري قال: و محمّد بن عبيد اللّه الشّعيثي هو ابن حمّاد بن شعيث، و شعيث جدّه من بني العنبر، روى عن زفر بن وثيمة، روى عنه صدقة بن خالد.

[قال ابن عساكر:] (3) هكذا قال، و وهم في قوله ابن عبيد اللّه، و إنما هو ابن عبد اللّه، و وهم في قوله ابن حمّاد بن شعيث إنّما ذلك أبو عبد الرّحمن الشّعيثي النّصريّ ، و هو ابن حمّاد بن شعيث التميمي، يروي عن ابن عون، و عبّاد بن منصور.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي زكريّا البخاري. ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمّد، أنا أبو زكريا.

ح و أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سلامة، أنا سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف، قالا: نا عبد الغني بن سعيد قال: أما الشّعيثي بالشين و الثاء المعجمة بثلاث فمنهم: محمّد بن عبد اللّه ابن مهاجر الشّعيثي، روى عنه عمر بن علي، و وكيع و غيرهما.

ص: 42


1- تاريخ بغداد 388/5.
2- زيادة عن تاريخ بغداد.
3- زيادة منا للإيضاح.

و قال في باب النّصريّ : بالنون و الصّاد المهملة: محمّد بن عبد اللّه بن مهاجر الشّعيثي النّصريّ .

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):محمّد بن عبد اللّه بن المهاجر النّصريّ ، يعرف بالشّعيثي من أهل دمشق، حدّث عن أبيه، و عن زفر بن وثيمة، روى عنه وكيع بن الجرّاح، و عبد اللّه ابن نمير، و عمر بن علي المقدّمي، و غيرهم، و كان ممن قدم بغداد و حدّث بها.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه (2) قال: الشّعيثي معجمة بثلاث فهو: محمّد بن عبد اللّه بن المهاجر الشّعيثي، روى عنه عمر بن علي المقدمي، و وكيع و غيرهما، و قال (3) في باب النّصريّ بالنون و الصاد المهملة: محمّد بن عبد اللّه بن مهاجر الشّعيثي النّصريّ بلغني عن أبي جعفر محمّد بن عمرو العقيلي، نا عبد اللّه (4)ابن أحمد - يعني - ابن حنبل، حدّثني محمّد بن حاتم، حدّثني أبو نعيم شجاع بن أبي نصر قال: قلت لمحمّد بن عبد اللّه: متى لقيت الحارث بن بدل (5)؟قال: في زمن عبد الملك بن مروان، قلت: و ابن كم أنت يومئذ؟ قال: ابن عشرين سنة، قلت: و ابن كم كان الحارث بن بدل يومئذ؟ قال: ابن ثمانين سنة، قلت: و كم لقيت من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال:

أربعة.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: نا - و أبو منصور المقرئ، أنا - أبو بكر أحمد بن علي (6)،أخبرني عبد اللّه بن يحيى السّكري، أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا جعفر بن محمّد بن الأزهر، نا ابن الغلابي (7)،حدّثني (8) أبي عن معاذ بن معاذ قال: لقيت محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي، و كان أبو جعفر قد ولاّه بيت المال، و قال: إنه كان ولينا في زمن بني أميّة، فأحسن الولاية، قال معاذ: و كان معه ابن له لقي مكحولا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، نا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا

ص: 43


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 388/5.
2- الاكمال لابن ماكولا 132/5 و 133.
3- الاكمال لابن ماكولا 389/1 و 390.
4- مطموسة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
5- في «ز»: بدال.
6- تاريخ بغداد 388/5.
7- في «ز»: أبو العلائي.
8- من هنا سقط من «ز»، سنشير إلى نهايته في موضعه.

محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري، أنا أبو أميّة الأحوص بن المفضّل الغلاّبي، نا أبي عن معاذ بن معاذ قال: كان الشعيثي رجلا صالحا. قال أبو جعفر أمير المؤمنين إن الشّعيثي كان قد ولينا في زمن بني أميّة فأحسن الولاية، و ولاّه أبو جعفر بيت المال، قال: و رأيت معه ابنا له أراه قد سمع من مكحول، قال المفضّل: و كان يحيى يعني ابن معين يقول: كان الشعيثي ثقة.

أخبرنا أبو القاسم، و أبو الحسن، قالا: نا - و أبو منصور، أنا - أبو بكر الخطيب (1).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا محمّد بن الحسين القطّان، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان قال: هشام بن الغاز:

محمّد بن عبد اللّه الشعيثي - و سمّى جماعة من الشاميّين - ثم قال: منهم من حمل و منهم من قدم إلى بغداد، و كتب أصحابنا عنه ببغداد.

أنبأنا أبو الحسين (2) الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي، قالا: أنا ابن أبي حاتم (3)،حدّثني أبي قال: سألت دحيما عن الشّعيثي فقال: كان ثقة، و كان قديما يروي عن مكحول.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن المالكي، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني السّكري، أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا جعفر بن محمّد ابن الأزهر، نا ابن الغلابي. ح و أخبرنا (5) أبو البركات الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن المعدّل، أنا محمّد بن علي المقرئ، أنا أبو بكر البابسيري، نا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال:

محمّد بن عبد اللّه بن مهاجر الشّعيثي - زاد الأحوص: عن أبيه - من بني شعيث بن عمرو بن دهمان (6) بن نصر، و قالا: ثقة.

و ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكناني (7) الأصبهاني: أنه سأل أبا حاتم الرّازي عن محمّد بن عبد اللّه الشعيثي ؟ فقال: يكتب حديثه، و لا يحتج به.

ص: 44


1- تاريخ بغداد 388/5.
2- بالأصل: الحسن، تصحيف، و التصويب عن د.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 305/7.
4- تاريخ بغداد 388/5.
5- إلى هنا ينتهي السقط في «ز»، و نعود إلى الأخذ عنها.
6- في «ز»: دهان.
7- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الكتاني.

أنبأنا أبو الحسين (1)،و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

قال: و أنا ابن سلمة، أنا علي، قالا: أنا ابن أبي حاتم (2) قال: سألت أبي عن الشّعيثي فقال: ضعيف الحديث، ليس بالقوي، يكتب حديثه و لا يحتج به.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: سألت عبد الرّحمن بن إبراهيم عن موت محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي ؟ قال: كان قديما، و بقي، و روى عنه الأوزاعي.

ذكر المقدسي فيما أخبره أبو عمرو بن منذة عن أبيه، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان قال:

قال عمرو بن دحيم: محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي النّصريّ ، مات سنة أربع و خمسين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني عبد الرّحمن بن عمرو. ح و أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3) قال: كتب إلينا عبد الرّحمن بن عثمان الدّمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم. ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أبو الميمون البجلي قال: نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النّصريّ قال: سألت أبا سفيان عبيد اللّه بن سنان النّصريّ عن تاريخ موت محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي النّصريّ قال: قد رأيته و جالسته، مات بعد سنة أربع و خمسين و مائة بيسير.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال الهيثم: و فيها - يعني - سنة أربع و خمسين مات عثمان بن عطاء، و فيها مات محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي.

6582 - محمّد بن عبد اللّه بن ميمون أبي الحواري

أخو أحمد الزاهد.

حكى عن الفضيل بن عياض.

حكى عنه أخوه أحمد بن أبي الحواري.

ص: 45


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الحسن، تصحيف.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 305/7.
3- تاريخ بغداد 388/5.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد الماليني، نا أبو عبد اللّه شيراز (1) بن محمّد، نا الحسين بن منصور، نا أبو العبّاس عبد السّلام بن الوليد.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطّاب (2) الرازي في كتابه، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الحرّاني - قراءة عليه - نا حمزة بن محمّد بن علي الحافظ - إملاء - أنا محمّد بن عون الكوفي، قالا: نا أحمد بن أبي (3) الحواري، حدّثني أخي محمّد قال: قال علي بن الفضيل لأبيه: يا أبت، ما أحلى كلام أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم، قال: يا بني و تدري لم حلا؟، قال: لا،- زاد زاهر: يا أبت، و قالا:- لأنهم أرادوا به اللّه عزّ و جلّ .

أخبرنا أبو الحسن علي بن مسلم، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: أنا علي بن غنائم بن عمر بن إبراهيم، أنا أبو الحسن علي بن عمر الحرّاني، و أبو النعمان تراب بن عمر ابن عبيد الكاتب، قالا: نا حمزة بن محمّد الحافظ ، نا محمّد بن عون الكوفي، نا أحمد بن أبي الحواري قال أبو القاسم عند أبي النعمان تراب قال: قال علي بن الفضيل: و عند الحرّاني قال: نا أحمد بن أبي الحواري، حدّثني أخي محمّد و حمل أبو الحسن حديث أحدهما على الآخر، فذكر الحكاية.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا أبو عثمان الخيّاط ، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أخي قال: تعبّد رجل من بني إسرائيل في غيضة في جزيرة في البحر أربع مائة سنة، فطال شعره حتى كان إذا مرّ في الغيضة تعلّق بأغصانها بعض شعره، فبينا هو ذات يوم يدور، إذ مرّ بشجرة فيها وكر طير، فنقل موضع مصلاه إلى قريب منها، قال: فنودي: أنست بغيري، و عزّتي لأحطّنّك ممّا كنت فيه درجتين.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنا محمّد بن يحيى بن إبراهيم، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سمعت أبا جعفر الرّازي يقول: سمعت العبّاس بن حمزة يقول:

سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: سمعت محمّدا أخي يقول: من أنس بغير اللّه فهو في وحشة أبدا.

ص: 46


1- بالأصل: شيران، و المثبت عن د، و «ز».
2- بالأصل و «ز»، الخطاب، تصحيف، و المثبت عن د، و السند معروف.
3- من قوله: الحراني... إلى هنا سقط من «ز»، فاختل السند.

قال السّلمي: محمّد بن أبي الحواري أخو أحمد بن أبي الحواري، و كان أكبر منه، من قدماء مشايخهم، حكى عنه أخوه أحمد، صحب الفضيل بن عياض، و روى عنه.

6583 - محمّد بن عبد اللّه بن نمران الذّماري

6583 - محمّد بن عبد اللّه بن نمران الذّماري (1)(2)

حدّث عن أبي عمرو العنسي (3)،و زيد بن أبي أنيسة.

روى عنه: سليمان بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو نصر بن الجبّان، أنا جمح ابن القاسم، نا أبو قصي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمران الذّماري، نا أبو عمرو العنسي، عن أبي مريم مولى السّكون (4) أنه سمع ثوبان مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من حافظ على الأذان سنة، وجبت له الجنّة»[11348].

أبو عمرو هو شراحيل بن عمرو العنسي.

أنبأنا أبو علي الحدّاد و غيره، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد الطبراني، نا الحسن بن علي بن خلف الدّمشقي (5)،نا سليمان بن عبد الرّحمن ابن بنت شرحبيل، نا محمّد بن عبد اللّه الذّماري، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي الزبير، عن جابر قال: رفع إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم رجل طعن رجلا على فخذه بقرن، فقال الذي طعنت فخذه:

أقدني يا رسول اللّه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«داوها و استأن (6) بها حتى ننظر إلى ما تصير» فقال الرجل: يا رسول اللّه. أقدني منه، فقال له مثل ذلك، فقال الرجل أقدني يا رسول اللّه، فأقاده رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فيبست رجل الذي استقاده، و برئ الذي استقيد منه، فأبطل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم دينها (7)[11349].

قال الطبراني: لم يروه عن زيد إلاّ محمّد بن عبد اللّه، تفرّد به سليمان.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو الحسن المبارك

ص: 47


1- بالأصل، و د، و «ز»: الدماري. بالدال المهملة. و كتب على هامش «ز»: الذماري بالذال المعجمة بلد باليمن. (و راجع معجم البلدان).
2- ترجمته في التاريخ الكبير 141/1/1 و الجرح و التعديل 306/7.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: العيسي.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: السكوني.
5- رواه الطبراني في المعجم الصغير 35/1.
6- استأن بها، الاستيناء: الانتظار، يقال: استأنيت به أي انتظرت.
7- رواه البخاري في التاريخ الكبير 141/1/1.

ابن عبد الجبّار، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالا: أنا أبو أحمد الواسطي، أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال: محمّد بن عبد اللّه بن نمران، سمع شراحيل بن عمرو، روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي، قالا: أنا ابن أبي حاتم (1) قال: محمّد بن عبد اللّه بن نمران روى عن زيد بن أنيسة، و شراحيل بن عمرو، و سعيد بن بشير، روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن، سمعت أبي يقول ذلك، و سألته عنه فقال: هو ضعيف الحديث جدّا.

قرأت بخط أبي القاسم عبد اللّه بن أحمد بن علي السّلمي قال: وجدت بخطّ أبي الحسين محمّد بن عبد اللّه بن جعفر، أنا محمّد بن يوسف الهروي قال: سمعت محمّد بن عوف الحمصي و سئل عن ابن نمران الذّماري، و أبي عمرو العنسي فضعفهما جدا، قلت له:

هما من أهل دمشق ؟ فقال: نعم.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني - لفظا - أنا أبو نصر بن الجبّان (2).

إجازة - أنا أحمد بن القاسم الميانجي، نا أحمد بن طاهر بن النجم، حدّثني سعيد بن عمرو البردعي قال: قلت - يعني - لأبي زرعة الرّازي: محمّد بن عبد اللّه بن نمران قال: منكر الحديث، لا يكتب حديثه.

أخبرنا أبو القاسم بن بطريق، أنا أبو الغنائم بن الدّجّاجي، و أبو تمام الواسطي في كتابيهما عن الدّار قطني قال: محمّد بن عبد اللّه بن نمران ضعيف.

6584 - محمّد بن عبد اللّه بن نمير بن خرشة بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن

6584 - محمّد بن عبد اللّه بن نمير بن خرشة بن ربيعة بن الحارث (3) بن حبيب بن

مالك بن حطيط بن جشم بن قسي - و هو ثقيف الثّقفيّ المعروف بالنميري (4)

شاعر غزل، كان يشبب بزينب بنت يوسف بن الحكم، أخت الحجّاج بن يوسف، فلما

ص: 48


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 306/7.
2- في «ز»: الجيان، و فوقها ضبة.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»: «بن ربيعة بن الحارث بن مالك» و الظاهر أن في عامود النسب هذا تحريفا، ففي المعارف لابن قتيبة: أن ثقيفا ولد جشما و ولد جشم حطيطا و ولد حطيط مالكا... و من بني مالك... و بنو الحارث بن مالك. و ذكر الذهبي في مشتبه النسبة قال: و حبيب بضم الحاء و فتح الموحدة و تشديد المثناة و كسرها: ابن الحارث بن مالك الثقفي.
4- ترجمته في الأغاني 190/6 و الوافي بالوفيات 295/3.

ولي الحجّاج الحجاز هرب النّميري إلى عبد الملك بن مروان فاستجار به، و قد ذكر بصرى في شعره فقال (1):

أهالتك (2) الظغائن يوم باتوا *** بذي الزّي الجميل من الأثاث

ظعائن أسلكت نقب المنقّى *** [تحثّ ] (3) إذا ونت أيّ اجتثاث

على البغلات أشباه الحصاري *** من البيض الهركلة الدّماث

تؤمّل أن تلاقي أهل بصرى *** فيا لك من لقاء مستراث

كأنّ على الحدائج يوم باتوا (4) *** نعاجا (5) ترتعي بقل البراث (6)

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الأموي (7)،أخبرني حبيب بن نصر، نا عمر بن شبّة، حدّثني أبو سلمة الغفاري قال: هرب النّميري من الحجّاج إلى عبد الملك و استجار به، فقال له عبد الملك: ما قلت في زينب ؟ فأنشده، فلما انتهى إلى قوله:

فلما رأت ركب النّميري أعرضت *** و كنّ من أن يلقينه حذرات

قال له عبد الملك: و ما كان ركبك يا نميري ؟ قال: أربعة أحمرة كنت أجلب عليها القطران، و ثلاثة أحمرة صحبتي تحمل البعر، فضحك عبد الملك حتى استغرب و قال: لقد عظّمت أمرك و أمر ركبك، و كتب له إلى الحجّاج: ألاّ سبيل له عليه، فلمّا أتاه الكتاب وضعه و لم يقرأه، ثم أقبل على يزيد بن أبي مسلم و قال: أنا بريء من بيعة أمير المؤمنين، لئن لم ينشدني ما قال في زينب لآتين على نفسه، و لئن أنشدني لأعفون عنه، و هو إذا أنشدني آمن، فقال له يزيد: ويلك أنشده، فأنشده:

تضوّع مسكا بطن نعمان إن مشت *** به زينب في نسوة خفرات

قال: فقال: كذبت و اللّه، ما كانت تتعطّر إذا خرجت من منزلها، ثم أنشده حتى بلغ إلى قوله:

ص: 49


1- الأبيات في الأغاني 196/6.
2- الأغاني: أهاجتك.
3- زيادة لاستقامة الوزن عن د، و الأغاني، و في «ز»: يحث.
4- بالأصل:«يأتوا» و المثبت عن د، و «ز»، و الأغاني.
5- الحدائج جمع حديجة من مراكب النساء نحو الهودج و المحفة و النعاج: البقر الوحشي. و البراث: الأماكن السهلة.
6- بالأصل:«المتراث» و المثبت عن د، و «ز»، و الأغاني و البراث: الأماكن السهلة من الرمل.
7- الخبر و الشعر في الأغاني 194/6 و ما بعدها.

و لمّا رأت ركب النّميري راعها *** و كنّ من أن يلقينه حذرات

فقال له: حقّ لها أن ترتاع، لأنها من نسوة خفرات، ثم أنشده حتى بلغ إلى قوله:

مررن (1) بفخّ رائحات عشيّة *** يلبّين للرحمن معتمرات

فقال: صدقت، لقد كانت صوّامة حجّاجة ما علمتها، ثم أنشده حتى بلغ إلى قوله:

يخمّرن أطراف البنّان من التقى *** و يخرجن جنح الليل معتجرات

قال له: صدقت، هكذا كانت تفعل، و هكذا تفعل المرأة الحرّة الصّالحة المسلمة، ثم قال له: ويحك إنّي أرى ارتياعك ارتياع مريب، و قولك قول بريء، و قد امتثلت فيك أمر أمير المؤمنين و لم يعرض له.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد ابن الحسن، و محمّد بن إسحاق بن مخلد، و محمّد بن سعيد. ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، قالوا: أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن الحسن بن مقسم، نا أبو العبّاس أحمد بن يحيى قال: و أنشد لمحمّد النميري:

و لمّا رأت ركب النّميري أعرضت *** و كنّ من أن يلقينه حذرات

فأدنين حتى جاوز الرّكب فوقها (2) *** ثيابا (3) من القسّيّ (4) و الحبرات

فقال عبد الملك لمحمّد النميري: ما كان الرّكب يا محمّد؟ قال: أحمرة عجافا حملت علينا قطرانا من الطائف، فضحك و أمر الحجّاج أن لا يؤذيه.

أنبأنا أبو الحسن بن العلاّف. و أخبرنا أبو المعمر المبارك بن أحمد. ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي، أنشدني أبو موسى عمران بن موسى المؤدّب النميري:

تضوّع مسكا بطن نعمان إن مشت *** به زينب في نسوة عطرات

ص: 50


1- كذا بالأصل و د، و «ز»، و المثبت عن الأغاني.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في الأغاني 194/6 دونها.
3- في الأغاني: حجابا.
4- القسي ضرب من الثياب، منسوب إلى قس، و هو موضع كانت تصنع فيه ثياب من كتان مخلوط بحرير. و الحبرات جمع حبرة: ضرب من برود اليمن موشى.

يغطين أطراف البنّان من التّقى *** و يخرجن بالأسحار معتجرات

فلمّا رأت ركب النّميري أعرضت *** و قد كنّ أن يلقينه حذرات

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبي، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلمي، نا أبو العبّاس أحمد بن سعيد المعداني - بمرو - نا محمّد ابن سعيد المروزي، نا عبّاس التّرقفي، نا عبد اللّه بن عمرو الورّاق، نا الحسن بن علي بن منصور، نا أبو عتّاب البصري (1) عن إبراهيم بن محمّد الشافعي، و قال السّلمي:- و أنا سليمان ابن أحمد الطبراني - إجازة - نا أحمد بن محمّد الشافعي، نا إبراهيم بن محمّد الشافعي (2) أن سعيد بن المسيّب مرّ في بعض أزقة مكة فسمع الأخضر الحربي (3)،يتغنّى في دار العاص بن وائل:

تضوّع مسكا بطن نعمان إن مشت *** به زينب في نسوة (4) عطرات

فلمّا رأت ركب النّميري أعرضت *** و كنّ من أن يلقينه حذرات

قال: فضرب برجله الأرض زمانا و قال: هذا ما يلذّ سماعه و كانوا يرون أنّ الشعر لسعيد، و الأول أصحّ .

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أخبرني أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطبراني، نا أحمد بن محمّد الشافعي، نا عمّي إبراهيم بن محمّد أنّ سعيد ابن المسيّب مرّ ببعض أزقة مكة، فسمع الأخضر الحربي (5) يتغنّى في دار العاص بن وائل:

تضوّع مسكا بطن نعمان إن مشت *** به زينب في نسوة خفرات

و لمّا رأت ركب النّميري أعرضت *** و كنّ من أن يلقينه حذرات

فضرب سعيد برجله الأرض و قال: هذا و اللّه يلتذ بسماعه، ثم قال:

و ليست كأخرى وسّعت جيب درعها *** و أبدت بنان (6) الكفّ بالجمرات

ص: 51


1- في «ز»: النصري.
2- الخبر في الأغاني من وجه آخر عن إبراهيم بن محمّد بن العباس المطلبي 202/6-203.
3- بالأصل و د، و «ز»: «الجدى» و المثبت عن الأغاني.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في المختصر و الأغاني: نسوة خفرات.
5- بالأصل و د، و «ز»: الجدي.
6- بالأصل:«فبان» و المثبت عن د، و «ز».

و علّت فتات (1) المسك و حفّا (2) مرجّلا *** على مثل بدر لاح في الظّلمات

فقامت تراءى يوم جمع فأفتنت *** برؤيتها من راح من عرفات

فكانوا يرون أن هذا الشعر لسعيد بن المسيّب.

قال: و نا سليمان، نا أحمد بن يحيى ثعلب، نا الزبير بن بكّار قال: و قال محمّد بن عبد اللّه النّميري أيضا:

تهادين ما بين المحصّب (3) من منّى *** و أقبلن لا شعثا و لا غبرات

خرجن إلى البيت العتيق لعمرة *** نواجب في سجف و مختمرات

فلم تر عيني مثل سرب رأيته *** خرجن من التنعيم معتجرات

إذا حان حجّ أو هممن بعمرة *** غفون بديباج على بغلات

مررن بفخّ ثم رحن عشية *** يلبّين للرّحمن معتمرات

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - أنشدنا أبو الحسن علي بن أحمد الأنصاري الأندلسي، أنشدني الأستاذ أبو محمّد غانم بن وليد المخزومي المالقي النحوي لإدريس بن اليماني:

نوالك من مخ رأس الظليم *** و عقلك من ذنب الثعلب

و حظّك من كلّ معني بديع *** كحظ (4) النّميري من زينب

أنبأنا أبو الفضل بن ناصر، و أبو منصور موهوب بن الخضر، و أبو الحسن سعد الخير ابن محمّد، قالوا: أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الأزجي، أنا الحسين بن محمّد بن عبيد العسكري، نا محمّد بن العباس اليزيدي قال: قال محمّد بن عبد اللّه بن نمير الثّقفيّ :

أ من أن نأت دار الأحبّة تجزع *** و كلّ هوى لا بدّ يوما يودّع

فلا يعيك النائي المشت فإنه *** كذاك النوى بالناس تدنو و تشسع

لقد لبت القلب البعيد ذهوله *** من البين قبل البين حينا يروّع (5)

ص: 52


1- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في الأغاني: بنان.
2- الوحف: الشعر الأسود.
3- المحصب: موضع بين مكة و منى، و هو إلى منى أقرب.
4- في «ز»: كضحك.
5- في «ز»: جيشا مروع.

فقد لقلبي: كيف إذ شطت النوى *** و علقت ما علقت منهن تصنع (1)

و بانت بتيك القلب شمس لقيتها *** بمكة بين المشعرين تطوع

فما برح المسعى لدن أن مشت به *** إلى الحول ريّا المسك منه تضوع

كلفت بها أي بكل عقيلة *** هضيم حشاها حرة الوجه مورع (2)

عقيلة كل شيء كريمته، و هضيم: ضامر، و مورع: مولع مغرى.

و إن فؤادي لو جزتني لهائم *** بها كلف عمن سواها مشيع

و إن يك أمسى اليوم في الجسم حبها *** سريع جواء فهو في النفس أسرع

يقال: جوى يجوى جوى إذا دوى جوفه، و أنشد:

سقاه الهوى مرّ الجوى بعد ما صحى *** فراجع ما قد كان بالأمس و دعا

تمسك بحبل الود لا تقطعنه *** و شر حبال الود ما تتقطع

لعلّ ثوى اللاتي يرجى لقاهم *** بريع بهم بعد الشتات و يجمع

فيجزوا بود أو يردّوا وديعة *** لنا عندهم إنّ الودائع ترجع

و حافظ على سرّ الأمين فلا تطع (3)؟؟ *** لديك، و ما ذا بعد سرّك تمنع ؟

و إنّي لأرعى السرّ و السّرّ ضائع *** إذا السرّ لم ينظر به أين يوضع

فمن خان لم يضرر أمينا يخونه *** فقيرا و لكن جنب من خان أضرع

فأمنع سرّي أن يخبره العدى *** صديقي و إن كانت به النفس تقنع

و قال أيضا:

أ من رسم دار عهدها متقادم *** غراما و جهدا دمع عينيك ساجم ؟

فحتى متى للّه درّك فاستفق *** تهيم بذكراها كأنك حالم

من الناس من لا ينفع الودّ عنده *** و منهم كريم الود بالعهد قائم

و قد كان ودّي لو جزتني دائما *** لليلى و خير الودّ ما هو دائم

فشتان من يجزي المحبّ بودّه *** و من هو معتلّ لذي الودّ صارم

أفق قد عناك الحبّ و اعتادك الهوى *** و قد كنت ذا عزم فهل أنت عازم

و لا تستطيع الوصل عن وصل مثلها *** من الناس إلاّ صارم الأمر حازم

ص: 53


1- في «ز»: مصنع.
2- فوقها في «ز» ضبة.
3- كذا رسمها بالأصل و د، و «ز»، و في المختصر: فلا يضع.

نأت بعد إسعاف بليلى ديارها *** و قلبي لليلى في المودة لائم (1)

لعمران ليلى على النأي إنّني *** لراع لما استرعت من السرّ كاتم

حريص على ما سرّها و اصل لها *** و أنف الذي يهوى لها الصّرم راغم

و ما صرم من لا صبر عنه و إن *** نأت به الدّار أم ما وصل من لا يلائم

كيف يواني من تيامن وليّه *** طيّات محبّ وليّه متشائم

وليه: قربه، و الطية: و النية (2) و النية حيث تنوي أن يخرج إليه، تيامن: من اليمن متشائم.

و كنا و لكنّ الليالي دولة *** كلانا قرير العين بالعيش ناعم

فتبدى صدودا ظاهرا و خيانة *** و في السرّ ود بيننا و تكاتم

و يعصمنا من كلّ سوء و ريبة *** و فاحشة - و الحمد للّه - عاصم

فأم برية أنجزي ما وعدتني *** فكلّ كريم بالذي قال غارم

أجدي لنا وصلا نراه فإنني *** بما قد خلا مما (3) تقولين عالم

قرأت عشاء بالعثاء كأنها *** من الأدم مكحول المدامع قازم

طي حين قزم أي أكل.

فأومت بكفّ في خضاب يزينها *** كخيطان الغضا و معاصم

خيطان جمع خوط ، و هو القضيب؛ و المعصم: موضع السّوار:

و جيد كجيد الريم صاف و مبسم *** نقيّ و وجه يحسب البدر ناعم

و عينا مهاة ترتعي نبت روضة *** و ذو خضل دان على المتن فاحم

المها: بقر الوحش، و المها البلّور، و قال أيضا:

أهاجك بين من حبيب مزايل *** نعم إن قلبي عنهم (4) غير ذاهل

الذهول ترك الشيء و الروع (5) عنه:

يحمل أهل المالكية فانبروا *** و قلبي رهين عندها في الخبائل

ص: 54


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: هائم.
2- كذا بالأصل و د، و فوقها ضبة، و في «ز»: «و الينه و النية» ثم شطبت اللفظة الأولى فيها.
3- في «ز»: منا.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: عندهم.
5- كذا بالأصل و د، و في «ز»: و المروع.

الحبائل: جمع حبالة، و هي حبالة الصّيد:

خليليّ عوجا نقض أسباب حاجة *** و نشكّ (1) الذي قد شفّنا و نسائل

أتاني رسول بعد نأي و هجرة *** و أعمام أرسال الحبيب المراسل

بحاجة سرّ للعقول فضمنت *** حوائج راع للأمانة حامل

حتى يؤتمن يرع الحديث فلا يدع *** به جدّ ذي جدّ لا هزل هازل

و أم يريه همّ قلبي لو أنها *** تلين لودّ أو تجود بنائل

بذلت لها ودي و صنت بودها *** و كم من مسئول ودّه غير باذل

و علّقتها يوم المعرّف إنني *** كذاك مشوق بالحسان العقائل

و قلت لها عند الجمار، فأعرضت: *** صلي حبلنا يا زين أهل المنازل

تشوب بياضا ناصعا و صباحة *** بمعتدل فعم من الخلق كامل

تشوب: تخلط و الناصع: الخالص: البياض، و فعم: ضخم:

أسيلة مجرى الدمع صاف جبينها *** هضيم حشاها، جيدها غير عاطل

الجيد: العنق، و غير عاطل من الحلي:

تروق على النسوان حيث لقيتها *** إذا خرجت في حفلة أو مباذل

راقني الشيء عجبني، و المباذل: الثياب لغير الزينة:

تمنيك (2) وعدا لا تراه معينا *** كما لا ترى دين الظلوم المماطل

مواعيد ترجى ليس فيها لطامع *** نجاح فتلقاه و لا يأس آمل

أصبت ابن عمّ محرما من عشيرة *** فلا قود يعطى و لا عقل عاقل

قضى اللّه في القتلى القصاص فانصفي *** و لا تدّعي حقا مبينا بباطل

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أخبرني أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن يحيى ثعلب، نا الزبير بن بكّار قال: و قال محمّد بن عبد اللّه ابن نمير النّميري:

نظرت بخيف مني نظرة *** إليها فكاد فؤادي يطير

هي الشمس تجري على بغلة *** و ما خلت شمسا بليل تسير

ص: 55


1- في «ز»: و نشكى.
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: تريك.
6585 - محمّد بن عبد اللّه بن وهب أبي البختري بن وهب الأسدي الصّيدلاني

حدّث عن جدّه أبي البختري.

روى عنه: ابنه إسماعيل بن محمّد حديثا تقدم في ترجمته ابنه إسماعيل.

6586 - محمّد بن عبد اللّه بن ياسر أبو عبد اللّه

حدّث عن محمّد بن بكّار بن يزيد السّكسكي.

روى عنه: عبد الوهّاب الميداني.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدّي أبو محمّد، أنا أبو الحسن علي ابن محمّد بن شجاع الربعي - إجازة - أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن جعفر بن علي الميداني، نا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن ياسر، نا محمّد بن بكّار، نا محمّد بن الوليد، نا داود بن سليمان الشيباني، نا حازم بن جبلة بن أبي نضرة، عن أبيه، عن جده، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لأبي بكر عمر:«و اللّه إني لأحبّكما كما يحب اللّه إياكما، إنّ الملائكة لتحبكما كحب اللّه لكما، أحبّ اللّه من أحبّكما، وصل اللّه من وصلكما، قطع اللّه من قطعكما، أبغض اللّه من أبغضكما في دنياكما و آخرتكما»[11350].

6587 - محمّد بن عبد اللّه بن يزداد بن علي

أبو بكر الرّازي

سمع بدمشق: أبا بكر عبد الرّحمن بن محمّد بن العبّاس بن الوليد بن الدّرفس الغسّاني، و أبا عبد اللّه محمّد بن يوسف الهروي، و بغيرها: أبا بكر بن أبي المضّاء، و بالرّي:

أبا بكر محمّد بن جعفر الفقيه، و أبا بشر محمّد بن عمران بن الجنيد الصّفار، و أبا يعلى الموصلي، و أبا القاسم البغوي، و أبا محمّد بن صاعد.

روى عنه: أبو سهل محمد بن محمد بن أحمد العاصمي، و أبو محمد إسماعيل بن الحسين بن علي البخاري.

أخبرنا أبو محمّد عبد الصّمد بن محمّد بن عمر بن عبد اللّه الواعظ ، و أبو علي الحسن ابن محمّد البهشتي، قالا: أنا عمر بن أحمد بن محمّد البغوي، نا أبي الشيخ الفقيه أبو حامد أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن الخليل - إملاء - أنا أبو سهل محمّد بن محمّد بن أحمد العاصمي، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن يزداد الرّازي قال: قرأت على أبي بكر الغسّاني

ص: 56

بدمشق: أخبركم وزيرة، نا العباس بن موسى قال: قرأت على قبر:

الموت بحر غالب موجه *** تذهب فيه حيلة السّابح

يا نفس إنّي قائل فاسمعي *** مقالة من مشفق ناصح

لا يصحب الإنسان في قبره *** غير التقى و العمل الصّالح

6588 - محمّد بن عبد اللّه بن يزيد بن زفر

أبو عبد اللّه الأحمري البعلبكي، و يقال: أحمد بن عبيد اللّه.

حدّث عن أبيه ؟؟ بقصة نهر يزيد (1).

روى عنه أبو القاسم عمّار بن الحزر بن عمرو بن عمرو الجسريني، و أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر أحمد بن علي، أخبرني عبد العزيز ابن أحمد الكتّاني، نا تمام (2) بن محمّد بن عبد اللّه الرّازي الحافظ ، أخبرني أبي و أبو العبّاس أحمد بن عتبة بن مكين الأطروش، قالا: أنا أبو القاسم عمّار بن الخزر (3) بن عمّار الجسريني - بجسرين- (4)-نا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن يزيد بن زفر الأحمري البعلبكي - بدمشق - قال: قال أبي عبد اللّه، حدّثني أبي يزيد عن جدّي زفر قال: سألت مكحولا عن نهر يزيد؛ (5)فذكر قصة. و قد سقتها في ذكر الأنهار.

6589 - محمّد بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية

ابن أبي سفيان صخر بن حرب بن أميّة الأموي

له ذكر.

ذكره أبو المظفّر محمّد بن أحمد الأبيوردي السفياني، و ذكر أنه لأمّ ولد.

6590 - محمّد بن عبد اللّه العامريّ

من أهل دمشق.

ص: 57


1- نهر يزيد، هما نهروان أحدهما بالبصرة، و الآخر: بدمشق (راجع معجم البلدان) و المراد هنا الذي بدمشق.
2- رسمها في «ز»: سام.
3- كذا بالأصل و «ز»، و في د:«الخزر» و في معجم البلدان (جسرين): الجزر.
4- جسرين: بكسر الجيم و الراء و سكون السين و الياء، من قرى غوطة دمشق (معجم البلدان).
5- كذا بالأصل و د، و «ز»، هنا راجع ما مرّ فيه قريبا.

روى عن: إسماعيل بن مسلم، و جعفر بن محمّد، و سفيان الثوري، و ثور بن يزيد، و ابن شبرمة.

روى عنه: هشام بن عمّار.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو محمّد بن فضيل، أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم (1)،نا هشام بن عمار في حديث مشايخه الدّمشقيّين، نا محمّد بن عبد اللّه العامريّ عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما من خدش عود و لا عثرة قدم و لا اختلاج عرق إلاّ بذنب، و ما يعفو اللّه عنه أكثر»، ثم قرأ: وَ مٰا أَصٰابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمٰا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ (2)[11351].

6591 - محمّد بن عبد اللّه أبو عبد اللّه البجيّ

6591 - محمّد بن عبد اللّه أبو عبد اللّه البجيّ (3)

من أهل بج حوران، قرية كانت على باب دمشق.

حكى عن الأوزاعي.

روى عنه العبّاس بن الوليد [بن مزيد].

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنا أبو (4) عبد اللّه محمّد بن إبراهيم ابن محمّد بن أيمن الدّينوري المؤدّب - قراءة عليه - أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين ابن السّمسار - إجازة - أنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن زبر، نا الحسن ابن أحمد بن غطفان، نا العبّاس بن الوليد بن مزيد، نا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه البجّي - من بجّ حوران - قال: سمعت الأوزاعي يقول: يجتنب أو يترك - من أقاويل أهل العراق خمسا، و من أقاويل أهل الحجاز خمسا، يترك من قول أهل العراق: شرب النبيذ المسكر، و الأكل في الفجر في شهر رمضان، و لا جمعة إلاّ في سبعة أمصار، و تأخير صلاة العصر حتى يكون ظلّ كل شيء أربعة أمثاله، و الفرار يوم الزحف، و من أقاويل أهل الحجاز: استماع الملاهي، و الجمع بين الصّلاتين من غير عذر، و المتعة بالنساء، و الدرهم بالدرهمين، و الدينار بالدّينارين يدا بيد، و الخامسة إتيان النساء في أدبارهنّ .

ص: 58


1- بالأصل: خزيم، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
2- سورة الشورى، الآية:30.
3- ترجمته في معجم البلدان (بج حوران) نقلا عن ابن عساكر.
4- «أبو» سقطت من «ز».

و قد وقعت لي هذه الحكاية أعلى ممّا هاهنا إلاّ أنه لم يسم و كني فيها، و أخطأ في تسمية أبيه.

أخبرنا أبو الحسن مسافر، و أبو محمّد أحمد ابنا محمّد بن علي البسطامي - بنيسابور - قالا: أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفر الدّاودي.

ح و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، نا محمّد بن يعقوب، أنا العبّاس بن الوليد - زاد ابن خلف: البيروتي - نا أبو عبد اللّه ابن بحر (1) قال: سمعت الأوزاعي يقول: يجتنب أو يترك من قول أهل العراق: شرب المسكر، و الأكل عند الفجر في رمضان، و لا جمعة إلاّ في سبعة أمصار، و تأخير صلاة العصر حتى يكون ظلّ كل شيء أربعة أمثاله، و الفرار يوم الزحف.

و من قول أهل الحجاز: استماع الملاهي، و الجمع بين الصّلاتين من غير عذر، و المتعة بالنساء، و الدرهم بالدرهمين، و الدينار بالدينارين يدا بيد، و إتيان النساء في أدبارهن.

[قال ابن عساكر:] (2) كذا قال و هو وهم، و الصّواب من بجّ حوران، و الوهم فيه من الحاكم، و قد ذكرها الحاكم في موضع آخر على الصّواب.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو بكر القاضي، قالا: نا أبو العباس، أنا العبّاس بن الوليد بن مزيد البيروتي، حدّثني أبو عبد اللّه من بجّ حوران قال: سمعت الأوزاعي يقول: يجتنب - أو يترك - من قول أهل العراق خمسا و من قول أهل الحجاز خمسا، من قول أهل العراق: شرب المسكر، و الأكل في الفجر في رمضان، ثم ذكر مثله.

6592 - محمّد بن عبد اللّه

قاضي أذرعات مدينة من نواحي دمشق (3).

ص: 59


1- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و فوق اللفظتين «بن بحر» بالأصل ضبة على كل منهما، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب: من بج.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- راجع بشأنها ما جاء في معجم البلدان 130/1.

حدّث عن خالد بن يزيد بن خالد بن عبد اللّه القسري.

روى عنه: محمّد بن عبيد اللّه بن فضيل الحمصي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا محمّد بن عبيد (2) بن فضيل الحمصي، نا قاضي أذرعات، و ذكر أن اسمه محمّد بن عبد اللّه، نا خالد بن يزيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن فاطمة قالت: صلّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الظهر ثمّ صعد المنبر، و ثار الناس إليه، فذكر حديث الجسّاسة بطوله، لم يزد ابن عدي على هذا، قال ابن عدي: هذا الحديث إنما يستغرب من حديث قيس عن فاطمة، و من حديث ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم لأن ابن أبي خالد يروي هذا الحديث عن الشعبي عن فاطمة، و قال لنا ابن فضيل: كتب عني هذا الحديث أخو كاجوية (3) ختن أبي الأذان الحافظ لمّا سمع مني هذا الحديث، قال: أحبّ أن تهب لي هذا الحديث، و لا تحدّث به غيري.

6593 - محمّد بن عبد اللّه الدّمشقي

حدّث عن من لم تبلغني روايته عنه.

روى عنه أحمد بن ترسة (4) الجرجاني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم الإسماعيلي، أنا حمزة بن يوسف (5)قال: أحمد بن ترسة الجرجاني، روى عن محمّد بن يوسف الفريابي، و محمّد بن عبد اللّه الدمشقي، و محمّد بن سلام، و عبيد بن محمّد، و الحسن بن شبل (6) البخاري. روى عنه أحمد بن حفص السّعدي (7).

6594 - محمّد بن عبد اللّه البعلبكي

حكى عن عمّه محمّد بن يزيد.

ص: 60


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 14/3 في ترجمة خالد بن يزيد بن أسد البجلي القسري.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في ابن عدي: عبيد اللّه.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في الكامل لابن عدي: كرخويه.
4- كذا رسمها بالأصل و د، و في «ز»: رستة، تصحيف.
5- الخبر في تاريخ جرجان ص 65 رقم 8.
6- رسمها بالأصل، و «ز»: «نبيل» و في د:«سل» المثبت عن تاريخ جرجان.
7- لفظة «السعدي» ليست في تاريخ جرجان.

حكى عنه جعفر بن محمّد الهمداني.

أخبرنا أبو جعفر حنبل بن علي بن الحسين بن الحسن السّجزي - إجازة - أنا أبو محمّد أحمد بن محمّد بن أحمد البرّي (1)،أنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد الشروطي ببست، أنا أبو حاتم محمّد بن حبّان بن أحمد البستي، أنا جعفر بن محمّد الهمداني - بصور - نا محمّد بن عبد اللّه البعلبكي قال: سمعت عمّي محمّد بن يزيد يقول: كنت مع ابن المبارك ببغداد إذ رأى إسماعيل بن عليّة راكبا بغلة له على باب السلطان فأنشأ يقول:

يا جاعل الدين له بازيّا *** يصطاد أموال المساكين

لا تبع الدين بدنيا كما *** يفعل ضلاّل الرهابين

احتلت للدّنيا و لذّاتها *** بحيلة تذهب بالدين

وجدت مجنونا بها بعد ما *** كنت دواء للمجانين

تفكر الناس جميعا بأن *** زل حمار العلم في الطّين

6595 - محمّد بن عبد اللّه أبو جعفر الكاتب المعروف بابن عبد كان

6595 - محمّد بن عبد اللّه أبو جعفر الكاتب المعروف بابن عبد كان (2)

صاحب الرّسائل المعروفة، من كتاب الدّولة الطولونية، كان أوّل أمره أنه ولي البريد بجندي دمشق و حمص، ثم صار كاتب أبي الجيش خمارويه بن أحمد.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنا أبو القاسم النسيب، أنا رشأ بن نظيف - إجازة - أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن قريش الحليمي قال: أنشدنا عبد الوهّاب بن الصّباح و كتب به إلى أبي أحمد (3) بن عبد كان:

يا ذا الذي يمنعه فضله *** من ردّ حاجاتي و لم يقضها

معادن الخيرات معروفة *** و أنت يا مولاي من بعضها

فلا تدع نفسك ترضى بأن *** تؤخّر الواجب من فرضها

طال انتظاريك أبا أحمد *** فقدّم المنّة في عرضها

إن كان ذا السيّد يا سيّدي *** لم يرض إتياني فلم يرضها

في بلاد اللّه لي مفسح *** طولا فإن عاز ففي عرضها

ص: 61


1- كذا رسمها بالأصل و د، و في «ز»: «الوى» و فوقها ضبة.
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 315/3.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»: أبي أحمد.

و لليالي سطوة بالورى *** ذو العقل من فكر في بعضها

فاستشعر الخير و والى (1) به *** و انتهز الفرصة في وقتها

من قبل أن يكبو به دهره *** و ترجع الأيام في قرضها

6596 - محمّد بن عبد اللّه النهرديري

6596 - محمّد بن عبد اللّه النهرديري (2)

حدّث عن محمّد بن المعافي الصّيداوي.

روى عنه أبو الحسن علي بن محمّد بن موسى الحافظ .

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أنا القاضي أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن محمّد الهمداني - بمصر - نا محمّد بن عبد اللّه النهرديري، نا محمّد بن المعافي الصّيداوي، نا محمّد بن صدقة الجبلاني، نا ابن حمير، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان إذا كان في الصّلاة رفع يديه[11352].

6597 - محمّد بن عبد اللّه أبو عبد اللّه الفرغاني

من شيوخ الصّوفيّة.

حكى عن أبي الخير التيناتي، و أبي جعفر الحدّاد.

حكى عنه أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن جهضم.

كتب إليّ أبو سعد بن الطّيوري يخبرني عن أبي القاسم الأزجي، نا علي بن عبد اللّه بن جهضم، حدّثني محمّد بن عبد اللّه الفرغاني، حدّثني أبو جعفر الحدّاد قال: كنت في طريق مكة فجلست أستريح، فإذا إلى جانبي عصفور على حجر، فلم يبرح و لم يستوحش، فجعلت أبصر إليه، يجيء الذباب فيضرب منقاره و يرم (3) حواليه فيفتح فاه فيدخل الذباب فيه، فرأيت هذا منه مرارا فقمت إليه فإذا هو أعمى و الذباب الذي يجيء إليه رزقه.

قال: و حدّثني أبو عبد اللّه الفرغاني ساكن دمشق قال: سمعت أبا الخير - يعني التيناتي - فذكر حكاية تقدمت في ترجمة أحمد بن يحيى الجلاء.

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن يحيى بن

ص: 62


1- كذا بالأصل و د، و «ز».
2- النهرديري بفتح النون و سكون الهاء و الراء و فتح الدال المهملة نسبة إلى نهر الدّير، قرية كبيرة على اثني عشر فرسخا من البصرة (معجم البلدان).
3- يوم حواليه: رمت الشاة الحشيش ترمه رمّا: أخذته بشفتها.

إبراهيم بن الحكّاك - بمكة - أنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن محمّد الشيرازي، أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن الحسن، حدّثني أبو عبد اللّه الفرغاني ساكن دمشق رحمه اللّه مذاكرة قال: سمعت أبا الخير يقول: كنت جالسا ذات يوم في موضعي هذا على باب المسجد، فرفعت رأسي فرأيت رجلا في الهواء و بيده ركوة، فأومأ إليّ فقلت له: انزل، فأبى و مرّ في الهواء، فسئل الشيخ أبو الحسين: عرفت الرجل ؟ فقال: نعم، قيل له: من كان ؟ فقال: أبو عبد اللّه بن الجلاّء رحمه اللّه.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمّد بن صافي بن شجاع، ثم أخبرنا أبو القاسم نصر ابن أحمد بن مقاتل السوسي (1) عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن المبارك الفرّاء، أنا علي بن محمّد بن شجاع، أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن الحسن بن جهضم الهمذاني، قال:

رأيت أبا عبد اللّه الفرغاني يحمل الخبز و الأدم للفقراء و هو شيخ من مشايخ الدمشقيين.

آخر الجزء الثاني و العشرين بعد الستمائة من الفرع (2).

6598 - محمّد بن عبد اللّه

أبو بكر النيسابوري المقرئ الحاجبي

قدم دمشق و حدّث بها عن أبي علي محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه المذكّر.

روى عنه: عبد العزيز الكتّاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه النيسابوري الحاجبي المقرئ قدم علينا، نا أبو علي محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه ابن علي بن نصر بن زياد المذكر، نا جدّي عبد اللّه بن نصر بن زياد، نا أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا يونس بن عبد الأعلى، نا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب أنّ أبا سلمة بن عبد الرّحمن أخبره أن أبا هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«ما من مولود إلاّ يولد على الفطرة ثم يقول:«اقرءوا: فِطْرَتَ اللّٰهِ الَّتِي فَطَرَ النّٰاسَ عَلَيْهٰا ،

ص: 63


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
2- كتب بعدها في «ز»: بلغت سماعا بقراءتي و عرضا بالأصل على الشيخ أبي البركات الخضر بن محمد بن الحسن ابن هبة اللّه بإجازته من المؤلف و أبو حامد الحسين بن علي و القاسم بن الحافظ أبي القاسم علي مصنف هذا الكتاب و أبي العباس أحمد بن يوسف بن عبد اللّه التلمساني و عبد الرحمن بن يونس بن إبراهيم التونسي و عبد الرحيم بن عبد الرحمن القرشي المصري و كتب محمد بن يوسف بن محمد البرزالي يوم الخميس الثامن و العشرين من شهر رجب الفرد سنة ثمان عشرة و ستمائة بجامع دمشق حرسها اللّه.

لاٰ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللّٰهِ ، ذٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ » (1) .

أخبرناه عاليا (2) أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي الأستاذ الإمام أبو القاسم، أنا أبو نعيم الأسفرايني، نا أبو عوانة، نا يونس بن عبد الأعلى، أنا ابن وهب، أخبرني يونس عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، أخبره أن أبا هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فذكر مثله سواء.

6599 - محمّد بن عبد اللّه المخزومي

حدّث بدمشق سنة عشر و أربعمائة عن القاضي أبي بكر الميانجي.

روى عنه علي بن الخضر السّلمي.

6600 - محمّد بن عبد اللّه أبو بكر السّنجاري

سمع بدمشق: رشأ بن نظيف و طبقته، و حدّث بصور عن أبي صادق حمزة بن محمّد الشاشي.

روى عنه أبو الفرج الخطيب.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي و نقلته من خطه، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه السّنجاري، أنا حمزة بن محمّد الشاشي، نا نعيم بن أبي نعيم، نا محمّد بن يعقوب، نا بحر ابن نصر، نا عبد اللّه بن وهب، أخبرني مالك، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه و سلّم قال:«لا يقيمنّ أحدكم الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه». [11353] قرأت بخطّ أبي الفرج، سألت أبا بكر محمّد بن عبد اللّه السّنجاري عن مولده فقال لي: تسع و خمسون سنة، ولدت سنة ثلاث و أربعمائة، و سمعت من رشأ بن نظيف الحنّائي، و ابن أبي نصر بدمشق، و تردد إلينا إلى صور عدة دفعات قال غيث: و سمعت منه في جمادى الأولى من سنة اثنتين و ستين و أربعمائة.

6601 - محمّد بن عبد الأعلى بن محمّد بن عبد الأعلى بن عبد الرّحمن

6601 - محمّد بن عبد الأعلى بن محمّد بن عبد الأعلى (3) بن عبد الرّحمن

ابن يزيد بن ثابت بن أبي مريم بن أبي عطاء أبو هاشم الأنصاري (4)

مولى سهل بن الحنظلية المعروف بابن عليل، إمام جامع دمشق.

ص: 64


1- سورة الروم، الآية:30.
2- لفظة «عاليا» مكررة بالأصل، و المثبت يوافق د، و «ز».
3- قوله:«بن محمد بن عبد الأعلى» سقط من «ز».
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 529/14 و الوافي بالوفيات 208/3.

حدّث عن هشام بن عمّار، و أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن الخولاني الكتّاني، و هارون بن موسى بن شريك الأخفش، و أحمد بن أنس بن مالك، و أبي بكرة بكّار بن قتيبة القاضي، و قاسم بن عثمان الجوعي (1).

روى عنه: ابنه أبو القاسم إبراهيم بن محمّد، و أبو بكر محمّد بن مسلم بن السّمط ، و أبو الحسين الرّازي - و هو نسبه - و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الغفّار بن ذكوان، و عبد الوهّاب الكلابي، و أبو بكر محمّد بن موسى بن هارون العسكري، و أبو هاشم المؤدّب، و أبو العبّاس عمرو بن محمّد بن العبّاس الفزاري (2)،و أبو العبّاس، و أبو بكر ابنا موسى بن السّمسار، و أبو القاسم بن ظعان، و أبو سليمان بن زبر، و أبو علي أحمد بن محمّد بن الزفتي (3)،و أبو الحسن أحمد بن عبد اللّه بن حمدون الجبريني، و حميد بن الحسن الورّاق، و أبو سعيد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب الرّازي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم - إذنا - أنا أبو علي الأهوازي، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، نا أبو هاشم محمّد بن عبد الأعلى بن عليل الإمام، نا هشام بن عمّار، نا إسماعيل ابن عيّاش، عن ابن أنعم، عن عبد الرّحمن بن رافع، عن عبد اللّه بن عمرو أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يكثر الدّعاء بهؤلاء الكلمات:«اللّهم إنّي أسألك الصّحة، و العفّة (4)،و الأمانة، و حسن الخلق، و الرضا بالقدر»[11354].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم - إذنا - أنا أبو علي الأهوازي، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، نا أبو هاشم محمّد بن عبد الأعلى بن عليل الإمام، نا هشام بن عمّار، نا إسماعيل ابن عيّاش، عن ابن أنعم، عن عبد الرّحمن بن رافع، عن عبد اللّه بن عمرو أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يكثر الدّعاء بهؤلاء الكلمات:«اللّهم إنّي أسألك الصّحة، و العفّة (5)،و الأمانة، و حسن الخلق، و الرضا بالقدر»[111354].

أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه الخطيب، أنا أبو طاهر الحسين بن محمّد بن الحسين بن عامر المقرئ - إمام جامع دمشق - في جمادى الآخرة سنة سبع و عشرين و أربعمائة - قراءة عليه - قيل له: حدثكم القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفّار المعروف بابن ذكوان - قراءة عليه في الجامع بدمشق و أنت تسمع في شهر ربيع الآخر سنة إحدى و ثمانين و ثلاثمائة، أنا عبد اللّه بن عتّاب، و أحمد بن سليمان بن زبّان (6) المعروف بابن أبي هريرة، و محمّد بن عبد الأعلى بن عليل الإمام، قالوا: أنا أبو الوليد هشام بن عمّار، نا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين كاتب الأوزاعي، نا الأوزاعي، نا حسّان بن عطية، عن سعيد بن المسيّب أنه لقي أبا هريرة.

ص: 65


1- في «ز»: «الحرعى» تصحيف.
2- في «ز»: الفراوي.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الرقي.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: و العافية.
5- كذا بالأصل و د، و في «ز»: و العافية.
6- كذا بالأصل، و في د، و «ز»: «زيان» تصحيف، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 378/15.

ح قال القاضي: نا علي بن محمّد بن حفص، أخبرني العبّاس بن الوليد بن مزيد، حدّثني أبي، نا الأوزاعي، قال: أنبئت أنّ سعيد بن المسيّب لقي أبا هريرة فقال أبو هريرة:

اسأل اللّه أن يجمع بيني و بينك في سوق الجنّة، و ذكر الحديث بطوله.

قرأت بخط نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خطّ أبي الحسين الرّازي، قال محمّد بن عبد الأعلى: و ذكر نسبه (1) كما سقناه و قال: كان يخضب بالحمرة، و مات سنة ثلاث و عشرين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال في ربيع الآخر - يعني - من سنة ثلاث و عشرين و ثلاثمائة توفي أبو هاشم ابن عليل (2) الإمام.

6602 - محمّد بن عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى

أبو بكر بن أبي مسهر الغسّاني

حدّث عن أبيه.

روى عنه أبو الأزهر محمّد بن الكوثر المحاربي.

6603 - محمّد بن عبد الباقي بن جعفر بن مجالد أبو منصور الثقفي الكوفي

سمع بالكوفة الشريف أبا عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسن بن عبد الرّحمن الحسني، و أبا القاسم عبيد اللّه بن علي بن أبي قربة العجلي، و أبا الحسن محمّد بن الحسن بن حمزة البزاز، و أبا الحسين محمّد بن عبد العزيز بن زيد النهشلي العطّار، و أبا طالب محمّد بن أحمد ابن حكاك المحاربي الخباز، و أحمد بن محمّد بن أبي كوخ الأنصاري، و زيد بن أحمد بن الصّيقل المقرئ الكوفيين.

و انتقى عليه أبو الغنائم بن النّرسي، و سمع منه أخي أبو الحسين رحمه اللّه، و ذكر لي عنه أنه أخبره أنه قدم دمشق و أبو طاهر بن سلفة و أجاز لي جميع حديثه.

كتب إلى أبو منصور محمّد بن عبد الباقي بن جعفر بن مجالد البجلي (3) من الكوفة، أنا

ص: 66


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: نعته.
2- في «ز»: أبو هاشم العليل.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: العجلي.

الشريف أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسن بن عبد الرّحمن الحسني (1)-قراءة عليه - أنا علي بن عبد الرّحمن بن أبي السّري البكائي (2)،نا أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي، و أبو حصين محمّد بن الحسين بن حبيب الوادعي - إملاء - سنة تسعين و مائتين، قالا: نا أحمد بن عبد اللّه بن يونس اليربوعي، نا سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن أبيه قال: قال: يا رسول اللّه مررت برجل فلم يضفني، و لم يقرني، ثم مر بي (3) فأجزيه أم أقريه ؟ قال:«بل اقره»[11355].

6604 - محمّد بن عبد الباقي القرشي

والد همّام بن محمّد.

حكى عن مروان بن [محمد بن] (4) عبد الملك بن عبد اللّه بن عبد الملك بن مروان الأموي.

حكى عنه ابنه حكاية سقتها في بناء الجامع.

6605 - محمّد بن عبد الباقي بن محمّد بن موسى أبو الحسن بن القاطوع التنوخي

أصله من قنّسرين، كان ذا تقدّم بدمشق، و له صدقات جارية على أهل القرآن و المستورين، و أوقاف كثيرة.

سمع أبا محمّد بن أبي نصر.

روى عنه: عمر بن عبد الكريم الدّهستاني، و إبراهيم بن يونس بن محمّد المقدسي.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الدّهستاني، أنا أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الدّهستاني، أنا محمّد بن عبد الباقي بن محمّد بن موسى بن قاطوع التنوخي أبو الحسن القنّسريني، بظاهر دمشق قراءة عليه في كهف جبريل، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي نصر الدّمشقي - بها - نا خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي الأطرابلسي، قدم علينا دمشق، نا إبراهيم بن عبد اللّه العبسي (5) بالكوفة، نا وكيع بن الجرّاح، عن الأعمش، عن أبي

ص: 67


1- في «ز»: الحسيني.
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: البكالي.
3- بالأصل و د، و «ز»: «به» و المثبت عن المختصر.
4- الزيادة للإيضاح عن د، و «ز».
5- كذا رسمها بالأصل، و في «ز»: «العنسي» و بدون إعجام في د.

صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تسبّوا أصحابي (1)،فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مدّ (2) أحدهم و لا نصيفه»[11356].

أخبرناه عاليا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج بن أبي خيش، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، فذكره.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمّد المقدسي، أنا الشيخ الجليل الرئيس الدّين أبو الحسن محمّد بن عبد الباقي التنوخي في منزله بدمشق في ربيع الآخر من سنة تسع و أربعين و أربعمائة بحديث ذكره.

6606 - محمّد بن عبد الباقي بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الرّبيع

ابن ثابت بن وهب بن مشجعة بن الحارث بن عبد اللّه بن كعب بن مالك - شاعر رسول

اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، أبو بكر بن أبي طاهر الأنصاري السّلمي (3) البغدادي البابشامي النّصري (4)

البزاز (5) المعدل المعروف بقاضي البيمارستان (6)

أحضره أبوه عند أبي إسحاق البرمكي، و أبي الحسن علي بن عيسى بن إبراهيم المقرئ الباقلاني، و سمّعه الكثير من أبي محمّد الجوهري، و القاضي أبي الطّيّب الطبري، و أبي القاسم عمر بن الحسين بن إبراهيم الخفّاف، و أبوي الحسين: بن حسنون النّرسي، و ابن الآبنوسي الصّيرفي، و الشريفين أبي الحسين بن المهتدي، و أبي الغنائم بن المأمون، و أبي يعلى بن الفراء، و أبي الحسين بن النّقور، و أبي طالب محمّد بن علي بن الفتح العشّاري، و أبي الحسن محمّد بن محمّد بن عبد اللّه البيضاوي، و أبي محمّد الصّريفيني، و أبي منصور بكر بن محمّد بن حيد، و أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار الصّيرفي.

ص: 68


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الصحابي.
2- المد: بالضم، مكيال، و هو رطلان، أو رطل و ثلث،(القاموس) و قيل: ربع صاع، و الصاع خمسة أرطال و ثلث. قوله رطلان: عند أهل العراق و أبي حنيفة، و قوله رطل و ثلث: عند أهل الحجاز و الشافعي.(راجع تاج العروس: مدد).
3- السلمي بفتح السين و اللام نسبة إلى بني سلمة، حي من الأنصار.
4- النصري نسبة إلى محلة النصرية، قاله الذهبي في سير أعلام النبلاء. و النصرية محلة بالجانب الغربي من بغداد (معجم البلدان).
5- صحفت في المنتظم إلى البزاز.
6- ترجمته في الأنساب (النصري)، و معجم البلدان (النصرية)، العبر 96/4 سير أعلام النبلاء 23/20 و لسان الميزان 241/5 شذرات الذهب 108/4.

و سمع بمصر: أبا إسحاق الحبّال (1) إبراهيم بن سعيد، و استجيز له من جماعة منهم:

أبو عبد اللّه القضاعي، و ذكر لي أنّه كان دخل دمشق عند اجتيازه إلى مصر، و كان يعرف الفقه على مذهب أحمد، و الفرائض و الحساب و الهندسة، و ينظر في وقوف البيمارستان العضدي و يشهد عند القضاة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي قال: قرئ على أبي إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي (2) و أنا حاضر سنة خمس و أربعين و أربعمائة، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن إبراهيم بن أيّوب بن ماسي (3)،أنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه بن مسلم الكجّي البصري، نا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، حدّثني سليمان التيمي عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من كذب عليّ متعمّدا، فليتبوّأ مقعده من النار» (4)[11357].

أخبرنا أبو بكر أيضا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن كيسان (5) النحوي، أنبأنا القاضي ابن محمّد يوسف بن يعقوب، أنبأنا أبو الوليد الطيالسي، و عمرو بن مرزوق (6)-و اللفظ لأبي الوليد - أنبأنا شعبة، عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خرج يوم الفطر فصلّى ركعتين لم يصل قبلهما و لا بعدهما ثم أتى النساء و معه بلال، فأمرهم (7) بالصّدقة، فجعلت المرأة تلقي خرصها (8) و سخابها[11358].

سألت أبا بكر عن مولده فقال: في صفر سنة اثنتين و أربعين، و زادني أبو سعد بن السمعاني عنه (9) يوم الثلاثاء عاشر صفر، و قد مضى من النهار تسع ساعات.

و أخبرنا أبو سعد بن السّمعاني أنه توفي يوم الأربعاء الرابع أو الخامس من رجب سنة خمس و ثلاثين و خمسمائة.

ص: 69


1- غير واضحة بالأصل، و د، و «ز»، و نميل إلى قراءتها:«الجمال» و المثبت عن «الحبال» عن سير أعلام النبلاء.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 17/رقم 405.
3- في «ز»: فاسي، تصحيف.
4- من هنا بياض بالأصل مقداره صفحة و نصف، و الكلام متصل في «د»، و «ز»، و ليس ما يوحي إلى أي سقط .
5- كذا في د، و في «ز»: غسان، و في الأصل: يسار، تصحيف، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 329/16.
6- كذا في الأصل و د، و في «ز»: مروان.
7- كذا في د، و «ز»، و في المختصر: فأمرهن.
8- الخرص: بالضم و بالكسر: القرط بحبة واحدة. و السخاب: كل قلادة كانت ذات جوهر أو لم تكن.
9- من هنا إلى قوله:«السمعاني» في السطر التالي سقط من «ز».

و كذا ذكر أبو المعمر الأنصاري فيما قرأته بخطه إلاّ أنه قال: ثالث رجب و كان يتهم بمذهب الأول، بل و يذكر عنه رقة دين (1).

6607 - محمّد بن عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين

روى عن أبيه.

روى عنه: أبو القاسم يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد.

أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر، قالا: أنبأنا جعفر بن أحمد بن الحسين السّرّاج، أنبأنا أبو القاسم المحسن بن حمزة بن عبيد اللّه الورّاق - بتنيس (2)-أنبأنا أبو علي الحسين بن علي الدّيبلي - بتنيس (3)-أنبأنا أبو القاسم علي بن محمّد ابن عبدوس الكوفي قال: و أنبأنا أبو الأعز الملطي، أنبأنا أحمد بن حفص السّجستاني، قال:

أنبأنا يزيد بن عبد الصّمد، أنبأنا محمّد بن عبد الحميد بن أبي العشرين، حدّثني أبي عن عمرو ابن المهاجر قال:

كنت أسمع عمر بن عبد العزيز كثيرا يتمثل بهذه الأبيات:

إذا كنت في نعمة فارعها *** فإنّ المعاصي تزيل النعم

و لا تحقرن صغير الذنوب *** فإنّ الإله شديد النقم

[قال ابن عساكر:] (4) عبد الحميد لم يدرك عمر (5).

6608 - محمّد بن عبد الحميد

أبو جعفر الفرغاني العسكري الكاتب الضرير (6)

سكن لؤلؤة: محلة خارج باب الجابية، و كان يلقّب زريق (7).

و حدّث عن محمّد بن إسماعيل الحسّاني، و أحمد بن سعيد الصّيرفي، و زكريا بن يحيى السّجزي، و الحسن بن محمّد الزّعفراني، و السّري بن عاصم، و عمر بن شبّة، و عبّاس بن

ص: 70


1- سير أعلام النبلاء 25/20 نقلا عن ابن عساكر، و فيه: بمذهب الأوائل.
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: بتستر.
3- راجع الحاشية السابقة.
4- زيادة منا للإيضاح.
5- كذا بالأصل و د، و قوله:«عبد الحميد لم يدرك عمر» ليس في «ز».
6- ترجمته في معجم البلدان (لؤلؤة)26/5.
7- كذا بالأصل و د، و «ز».

يزيد البحراني، و عبّاس التّرقفي، و علي بن أبي ثابت المفلوج البغدادي صاحب أبي عبيد، و الحسن بن عرفة، و محمّد بن إسماعيل الأحمسي (1)،و أحمد بن بديل، و سعدان بن يزيد، و أبي شعيب صالح بن حكيم، و أبي خلاّد سليمان بن خلاّد، و حميد بن الربيع، أحمد بن علي العمي، و الحسين بن الأسود العجلي، و أحمد بن يحيى السّوسي، و حمّاد (2) بن الحسن ابن عنبسة الورّاق، و أبي سعيد الأشج، و الحسن بن يزيد الأهوازي.

روى عنه أبو علي بن الزمزام، و أبو العباس أحمد بن هارون الدّلاء البغدادي، و محمّد ابن يوسف بن عبد اللّه الدّمشقي، و أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد، و أبو الحسن (3)محمّد بن زهير بن محمّد الكلابي الفقيه، و أبو [الحسن] (4) حميد بن الحسن بن عبد اللّه الورّاق، و أبو علي الحسين بن هارون بن عيسى الإيادي، و أبو بكر بن أبي دجانة، و أحمد بن محمّد بن إسحاق السيبي، و أبو أحمد الحاكم، و محمّد بن سليمان الرّبعي، و عبد الرّحمن بن حبيش بن شيخ (5) الفرغاني، و أبو العبّاس بن السّمسار، و أبو أحمد بن عدي، و محمّد بن المظفّر الحافظ ، و محمّد بن محمّد بن يعقوب النيسابوري المقرئ، و أبو سليمان بن زبر.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبي أبو العبّاس المالكي، أنبأنا أبو علي الحسن بن علي الكفرطابي - قراءة عليه - أنبأنا أبو علي الحسين بن إبراهيم [بن جابر] (6) الفرائضي - إملاء - في مسجد الجامع بدمشق، أنبأنا محمّد بن عبد الحميد الفرغاني، أنبأنا محمّد بن إسماعيل ابن البختري، حدّثني ابن نمير (7)،حدّثنا عبيد اللّه بن عمر بن شهاب، عن الحسن و محمّد ابني (8) محمّد بن علي، عن أبيهما، عن علي بن أبي طالب أنه قال لابن عبّاس و هو يرخص في متعة النساء: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قد نهى عنها يوم خيبر، و عن لحوم الحمر الأهلية[11359].

أخبرنا عاليا (9) أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنبأنا أبو عثمان البحيري، أنبأنا زاهر بن

ص: 71


1- كذا بالأصل و د، و في «ز الأخمصي.
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: و الباذ بن الحسن بن عتيبة الورّاق.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الحسين.
4- سقطت من الأصل، و المثبت عن د، و في «ز»: «الحسين» و لم أجده.
5- كذا بالأصل و د، و في «ز»: بن الأشج.
6- زيادة عن د، و «ز».
7- بالأصل: زهير، و المثبت عن د، و «ز».
8- بالأصل:«انباني» تصحيف، و التصويب عن د، و «ز».
9- لفظة «عاليا» مكررة بالأصل، و د،.

أحمد، أنبأنا إبراهيم بن عبد الصّمد، أنبأنا أبو مصعب، حدّثنا مالك، عن ابن شهاب فذكره.

و مما وقع لي عاليا من حديثه ما أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا سعد الجنزرودي، أنبأنا الحاكم أبو أحمد، أخبرني أبو جعفر محمّد بن عبد الحميد الفرغاني بدمشق، حدّثنا أحمد بن بديل - يعني اليامي (1)-حدّثنا سلم (2) بن سالم، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، عن عاصم الجذامي، عن عطاء بن أبي رباح (3)،عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«التائب من الذنب كمن لا ذنب له، و المستغفر من الذنب و هو مقيم عليه كالمستهزئ بربّه، و من أذى مسلما كان عليه من الذنوب مثل منابت النخل»[11360].

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصّفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم (4) قال أبو جعفر محمّد بن عبد الحميد المكتب (5) الفرغاني، سكن دمشق، سمع العبّاس بن يزيد البحراني (6)،و محمّد بن إسماعيل الحسّاني.

قرأت على أبي محمّد السلمي (7) عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة سبع و عشرة و ثلاثمائة في شهر ربيع الأوّل توفي محمّد بن عبد الحميد زريق المعلّم.

6609 - محمّد بن عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن إسحاق بن إسماعيل

ابن منصور بن معاوية بن عفيف أبو جعفر المرّي المقرئ

حدّث عن أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة الحضرمي (8).

كتب عنه أبو الحسين الرّازي، و هو نسبه.

و روى عنه أبو بكر محمّد بن أحمد بن عمران الجشمي.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد الزينبي، و أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي،

ص: 72


1- بالأصل: اليامني، و المثبت عن د، و «ز».
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: سالم.
3- في «ز»: بن أبي نافع، تصحيف.
4- الأسامي و الكنى للحاكم 99/3 رقم 1130.
5- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في الأسامي و الكنى: المكيت.
6- بالأصل و د، و «ز» هنا: النجواني، و المثبت عن الأسامي و الكنى.
7- تقرأ بالأصل:«الحسلي» و في «ز»: «الحسباني» و في د:«الحساني».
8- من قوله: منصور.. إلى هنا سقط من «ز».

قالا: أنبأنا أبو القاسم التنوخي - قراءة عليه - أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عمران بن موسى ابن هارون بن دينار الجشمي المطرّز، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن عبد الرّحمن بن أحمد المرّيّ بدمشق، نا أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، حدّثني أبي عن أبيه، حدّثني الأوزاعي، عن الأعمش، عن شقيق (1)،عن عبد اللّه أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم علّمه التلبية: لبّيك اللّهم لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك، إن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك له[11361].

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خطّ أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق أبو جعفر محمّد بن عبد الرّحمن بن أحمد، و ساق باقي (2)النسب، و قال: كان أبو جعفر مقرئا و يعرف بابن إسحاق و معاوية بن عفيف أدرك أبا (3) بكر الصّدّيق، و كان في باب توما.

6610 - محمّد بن عبد الرّحمن بن أحمد أبو عمرو النسوي القاضي

6610 - محمّد بن عبد الرّحمن بن أحمد أبو عمرو النسوي (4) القاضي

قدم دمشق، و سمع بها: أبا الحسن بن السّمسار، و أبا الحسن علي بن محمّد الحنّائي، و حدّث عنهما، و عن أبي عبد اللّه محمّد بن الفضل بن نظيف، و أبي بكر أحمد بن الحسن الحيري، حدّثنا عنه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك (5)، و أبو المظفّر بن القشيري.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا:

أنبأنا القاضي أبو عمرو محمّد بن عبد الرّحمن النسوي قراءة عليه بنيسابور، أنبأنا أبو الحسن علي بن موسى بن السّمسار بدمشق، أنبأنا أبو القاسم علي بن يعقوب الدّمشقي، أنبأنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو الدمشقي، أنبأنا [يحيى] (6) ابن صالح الوحاظي، و محمّد بن المبارك، قالا: أنبأنا معاوية بن سلام، عن يحيى بن [أبي] (7) كثير، عن أبي سلمة أنه سمع عبد اللّه بن عمرو قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و دخل عليه فقال:«أ لم أخبر بأنك تقوم الليل و تصوم النهار»

ص: 73


1- كذا بالأصل، و في د، و «ز»: سفيان.
2- بالأصل: في، و المثبت عن د، و «ز».
3- بالأصل: أبي.
4- بالأصل: النحوي، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
5- بالأصل: عبد اللّه، و المثبت عن د، و «ز».
6- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و ز.
7- زيادة عن د، و «ز».

قال: قلت: بلى، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لا تفعل، و لكن صم و أفطر، و قم و ارقد، فإن لعينيك (1) عليك حقا، و إنّ لجسدك عليك حقا، و إنّ لضيفك عليك حقا، و إنّه عسى أن يطول بك عمر، و إن حسبك أن تصوم من كلّ شهر ثلاثة أيام، فإنّ بكلّ حسنة عشر أمثالها، فإذا ذلك الدهر كله» قال: فشدّدت - يعني - فشدّد عليّ - قال: قلت: أطيق غير ذلك، قال:«فصم صوم نبي اللّه داود»، قلت: كيف صوم نبي اللّه داود؟ قال:«تصوم يوما و تفطر يوما»[11362].

أنشدنا أبو عبد اللّه الفراوي [أنشدنا] (2) أقضى القضاة أبو عمرو محمّد بن عبد الرّحمن لنفسه:

اتخذ طاعة الإله (3) سبيلا *** تجد الفوز بالجنان و تنجو

و اترك الإثم و الفواحش طرّا *** يؤتك اللّه ما تروم و ترجو

و أنشدنا أيضا له:

من رام عند اللّه منزلة *** فليطع اللّه حقّ طاعته

و حق طاعته (4) القيام بها *** مبالغا فيه وسع طاقته

كتب إلينا أبو الحسن [عبد الغافر] (5) إسماعيل في تتمة تاريخ نيسابور قال: محمّد بن عبد الرّحمن بن أحمد القاضي [الإمام الرئيس أبو عمرو النسوي] (6) من أكابر أهل عصره فضلا و حشمة و نعمة و إفضالا و قبولا عند الملوك [كان يعقد المجلس للوعظ و قرئت] (7) عليه الأحاديث و ذكر أشياء من أحواله.

6611 - محمّد بن عبد الرّحمن دحيم بن إبراهيم بن عمرو بن ميمون

المعروف بالراقود.

حكى عنه أخوه أبو الحسن عمرو بن دحيم.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العبّاس الحسني (8)،نا عبد العزيز [بن] أحمد،

ص: 74


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: لعينك.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز».
3- بالأصل:«الرحمن» و لا يستقيم بها الوزن، و المثبت عن د، و «ز».
4- عن د، و «ز»، و بالأصل: طاعاته.
5- مطموسة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
6- ما بين معكوفتين مكانه مطموس بالأصل و المثبت عن د، و «ز».
7- مطموس بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
8- في «ز»: الحسيني.

أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد، أنشدني أخي محمّد الرّاقود في أبيه لرجل من ولد أبي عبيد اللّه الأشعري:

قالت مقالا أبانت فيه لي غضبا: *** إخال رأي بني العبّاس قد عزبا (1)

فقلت: من حادث جاء الزمان به ؟ *** قالت: دحيم تولّى الحكم يا عجبا

ضاع القضاء و ضاع الآمرون *** و أصبح الدهر منه الوجه منقلبا

قالت أمية: هذا وقت دولتنا *** ردّت إلينا و أنّ الأمر قد قربا (2)

منا القضاة على الأمصار قد علمت *** عليا معدّ بأنا لم نقل كذبا

فلست مستوجبا حكما تقلّده *** أبا سعيد، و لم تستوجب النسبا

[قال ابن عساكر:] (3) أبو سعيد هو عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم، و كان جده ميمون من موالي عثمان بن عفّان، و كان دحيم شديد الميل إلى بني أميّة، فعرّض به هذا الشاعر - و هو من أهل طبرية - حين ولي القضاء بها، و بسائر مدن فلسطين، و الأردن، ليعزله الخليفة عن القضاء.

6612 - محمّد بن عبد الرّحمن بن الأشعث بن نافع بن عبد اللّه

أبو بكر الرّبعي العجلي (4)

إمام جامع دمشق.

عن أبي توبة الربيع بن نافع، و حجّاج بن أبي منيع الرصافي (5)،و عبدة صاحب الفزاري، و الوليد بن الوليد بن القلانسي (6)،[و محمد بن بكار بن بلال] (7) و محمّد بن المبارك الصّوري، و أبي (8) النضر إسحاق بن إبراهيم، و أبي مسهر، و حيوة بن شريح الحمصي، و سلام بن سليمان.

روى عنه: ابنه غالب بن محمّد، و أبو عبد الرّحمن النسائي في سننه (9)،و الحسن بن

ص: 75


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: عربا. و عزب يعني غاب.
2- في «ز»: حربا.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 479/16 و تهذيب التهذيب 188/5.
5- بالأصل: الوطفي، و المثبت عن «ز»، و د.
6- بالأصل و «ز»: «الغلاسي» و في د: الغلابي تصحيف، و المثبت عن تهذيب الكمال.
7- سقط الاسم من الأصل، و استدرك عن د، و «ز».
8- بالأصل: و أبو.
9- بالأصل و «ز»: «نسبة» تصحيف و المثبت عن د.

حبيب، و محمّد بن الفيض الغسّاني، و محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاّس، و أبو محمّد بن صاعد، و علي بن سراج المصري الحافظ ، و أبو الفضل أحمد بن عبد اللّه بن نصر السّلمي، و أبو بكر بن أبي داود، و ابن زياد النيسابوري، و موسى بن العبّاس الجويني، و عبد الرّحمن بن إسحاق بن الصامدي، و أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدّرداء الصّرفندي، و أحمد بن إبراهيم بن عبادل، و أبو بشر الدّولابي، و أبو عوانة الأسفرايني.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو علي الحسن بن حبيب، أنا أبو بكر [محمد] بن عبد الرّحمن بن (1) الأشعث الدمشقي، نا أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي، نا محمّد بن مهاجر، عن يزيد بن أبي مريم، عن أبي عبيد اللّه، عن أبي الدّرداء قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لألفينّ ما توزعت أحدا منكم على الحوض فأقول: هذا من أصحابي فيقال: إنّك لا تدري ما أحدث بعدك». قال أبو الدّرداء: يا نبي اللّه ادع اللّه أن لا يجعلني منهم، قال:«لست منهم»[11363].

أخبرنا أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد البيهقي - ببغداد - أنبأنا أبو بكر محمّد ابن عبد اللّه بن عمر العمري الهروي، أنبأنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن الأشعث بدمشق، و القاسم بن هاشم السّمسار، قالا: حدّثنا أبو مسهر عبد الأعلى (2) بن مسهر، نا إسماعيل بن عبد اللّه بن سماعة، حدّثنا الأوزاعي، حدّثني يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن عائشة و عمرو بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر أن عمر (3) بن الخطّاب سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عن الغسل من الجنابة - و اتسقت (4) الأحاديث على هذا سواء فيفرغ على يده اليمنى مرّتين أو ثلاثا، ثم يدخل يده اليمنى في الإناء فيصبّ بها على فرجه بيده اليسرى، فيغسل ما هناك حتى ينقيه، ثم يضع يده اليسرى على التراب إن شاء، ثم يصب على يده اليسرى حتى ينقّيها، ثم يغسل يديه (5) ثلاثا و يستنشق و يتمضمض، و يغسل وجهه (6) و ذراعيه ثلاثا (7) حتى إذا بلغ

ص: 76


1- بالأصل:«و أبو» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
2- بالأصل:«أبو مسهر عبده أنبأنا علي بن مسهر» صوبنا الاسم عن د، و «ز».
3- قوله:«أن عمر» كتب فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
4- بالأصل و «ز»، تقرأ «القاف» فيهما «عينا» في اللفظة، و المثبت عن د.
5- بالأصل: يده، و المثبت عن د، و «ز».
6- بالأصل: يده، و المثبت عن د، و «ز».
7- كررت في د، و «ز»: ثلاثا ثلاثا.

رأسه لم يمسحه و أفرغ عليه الماء، فكذا كان غسل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فيما ذكر أو ذكر.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن الأشعث دمشقي ثقة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصّفّار، أنبأنا أحمد بن علي، أنبأنا أبو أحمد (1) قال أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن الأشعث [سمع] (2) أبا عبد اللّه محمّد بن بكّار بن بلال، روى عنه عمران موسى بن العبّاس الجويني، و هو الذي كنّاه لنا.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا تمام بن محمّد، حدّثنا محمّد بن سليمان، حدّثنا محمّد بن الفيض الغسّاني قال: سمعت محمّد بن عبد الرّحمن بن الأشعث، و قد قدّمه أحمد بن طولون في مسجد دمشق يصلّي (3) بالناس و صير إليه المسجد، و قد قال له ابن الفردي تجنبني من المحراب و تقدّمت، قال له ابن الأشعث: و من قدّمك إنّما قدّمك (4) ابن بيهس، رأس الفتنة، و ذلك أن ابن بيهس سأل فيه أن يصلي بالناس ابن الفردي فصلّى و هو حدث، و لم يصلّ بالناس دائما حتى مات عبد اللّه بن ذكوان في شوال سنة ثنتين و أربعين و مائتين فصار بعده يصلّي بالناس دائما إلى أن قدم محمّد بن الأشعث.

قرأت على محمّد بن السّلمي (5) عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان قال: سنة ست و ستين و مائتين سمعت أبا العباس بن ملاّس يقول:- فيها توفي محمّد بن عبد الرّحمن بن الأشعث.

6613 - محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الثقفي

حدّث عن عثمان بن إسماعيل الهذلي (6).

روى عنه: أبو محمّد القاسم بن محمّد بن عنبسة الثقفي.

ص: 77


1- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 210/2 رقم 665.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز»، و الأسامي و الكنى.
3- في «ز»: صلى بالناس.
4- قوله:«إنما قدمك» مكرر بالأصل.
5- تقرأ بالأصل:«بن السلحي» و في «ز»: «الشامي» و المثبت عن د، و السند معروف.
6- كذا بالأصل و د، و في «ز»: البدلي.
6614 - محمّد بن عبد الرّحمن بن الحسن بن علي أبو بكر الجعفي الكوفي

6614 - محمّد بن عبد الرّحمن بن الحسن بن علي أبو بكر الجعفي الكوفي (1)

ابن [ابن] (2) أخي حسين (3) بن علي الجعفي

سكن دمشق، و حدّث بمصر، و روى عن أبي أسامة (4)،و ابراهيم بن عيينة أخي سفيان، و حسين بن علي الجعفي عمّ أبيه، و عمر بن شبيب، و عبد الحميد بن عبد الرّحمن الحمّاني (5)،و مروان بن محمّد الطاطري، و أسباط بن محمّد، و عبيد اللّه بن موسى، و أبي نعيم الفضل بن دكين، و سعيد بن مسلمة بن هشام، و محمّد بن بشر العبدي، و إسحاق بن منصور بن حيّان، و أبي عبد الرّحمن المقرئ، و عبد الملك (6) بن إبراهيم الجدّيّ (7)،و سعيد ابن كثير بن عفير، و جعفر بن عون، و محمّد بن الصّلت الأسدي.

روى عنه: أبو حاتم الرّازي، و أبو داود السجستاني، و أبو الحسن بن جوصا، و محمّد ابن جعفر بن محمّد بن هشام بن ملاّس، و أبو الجهم بن طلاّب (8)،و محمّد بن عبد اللّه بن زنجويه، و أبو الفضل جعفر بن أحمد بن كراز المقرئ، و أبو الطيّب محمّد بن أحمد بن حمدان الرّسعني، و القاسم بن عيسى القصّار (9)،و سلام بن محمّد بن ناهض المقدسي، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن الوليد المرّي، و إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان، و أبو الفضل أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن هلال السّلمي، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن إسماعيل بن علي الكوفي، و أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن بنان الجوهري، و أحمد بن عامر بن عبد الواحد البرقعيدي، و أحمد بن الحسين بن علي (10) بن إبراهيم زبيد (11)،و أبو عوانة الأسفرايني.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو نعيم عبد الملك (12) بن الحسن،

ص: 78


1- ترجمته في تهذيب الكمال 487/16 و تهذيب التهذيب 150/5.
2- سقطت من الأصل و د، و «ز»، و استدركت للإيضاح عن تهذيب الكمال.
3- في «ز»: «حسن» تصحيف.
4- هو حماد بن أسامة بن زيد القرشي الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 155/5.
5- في «ز»: الجبابي، تصحيف.
6- بالأصل: عبد اللّه، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
7- بالأصل:«الحدبي» و في «ز»: «الحدى» و فوقها ضبّة، و المثبت عن د، و تهذيب الكمال.
8- بالأصل: طالب، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز».
9- كذا رسمها بالأصل، و في د، و «ز»: «العصار» و في تهذيب الكمال: العطار.
10- سقطت من «ز».
11- في «ز»: «ريده».
12- بالأصل:«عبد اللّه» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».

أنبأنا أبو عوانة الأسفرايني، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن ابن [ابن] (1) أخي حسين الجعفي، كوفي، حافظ - بدمشق - و أحمد بن عبد الحميد الحارثي، قالا: حدّثنا أبو أسامة، حدّثنا الوليد بن كثير المخزومي، حدّثني (2) نافع مولى عبد اللّه بن عمر أن ابن عمر حدّثهم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أدرك عمر و هو يحلف بأبيه فلما سمعه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«مهلا، فإنّ اللّه قد نهاكم أن تحلفوا بآبائكم، من حلف فليحلف باللّه أو ليسكت»[11364].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو الجهم، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الجعفي، حدّثنا حسين، عن سفيان، عن عمرو، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لن يلج النار من شهد بدرا و الحديبية»[11365].

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا حمد (3)-إجازة - ح قال: أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي (4) حاتم قال (5):محمّد بن عبد الرّحمن بن الحسن بن علي الجعفي ابن أخي (6) الحسين بن علي الجعفي أبو بكر، كوفي، سكن دمشق، روى عن أبي أسامة، و إبراهيم بن عيينة أخي سفيان، و حسين بن علي الجعفي، و عمر بن شبيب، و عبد الحميد الحماني، و مروان بن محمّد، و أسباط بن محمّد، روى عنه أبي. قال ابن أبي حاتم: و أنبأنا أبي قال: سألت أبا بكر بن أبي شيبة عنه فقال: كان يحفظ الحديث، و كان جيد الحفظ للمسند و المنقطع، سكن دمشق، سمعت أبي يقول: قال أبو زرعة: التقيت مع محمّد بن عبد الرّحمن بن (7) أخي حسين الجعفي و حفظت عنه أشياء.

أخبرنا أبو عبد اللّه [البلخي] (8)،أنبأنا محمّد بن الحسين بن عبد اللّه البزار (9)،أنبأنا

ص: 79


1- زيادة لازمة للإيضاح.
2- من هنا... إلى قوله:«يحلف» سقط من «ز».
3- بالأصل:«حمذا» و بعدها ضبة. و الصواب ما أثبت عن د، و «ز»، و السند معروف.
4- بالأصل: أنبأنا أبو حاتم، تصحيف.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 313/7.
6- كذا بالأصل و د، و «ز»، و الجرح و التعديل و قد مرّ أنه ابن ابن أخي الحسين.
7- راجع الحاشية السابقة.
8- بياض بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
9- كذا بالأصل، و في د، و «ز»: البزاز.

أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب قال: سمعت الدار قطني يقول: محمّد بن عبد الرّحمن الجعفي هو ابن (1) أخي حسين الجعفي يعتبر به، كتب إليّ (2) أبو زكريّا يحيى بن عبد الوهّاب ابن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد اللّه قال:

قال لنا أبو سعيد [بن يونس] (3):

محمّد بن عبد الرّحمن بن الحسن بن علي الجعفي ابن أخي حسين بن علي الجعفي كوفي قدم مصر، و كتب عنه، يروي عن أبي أسامة حمّاد بن أسامة و غيره، خرج إلى دمشق فتوفي بها يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة (4) سنة ستين و مائتين (5).

6615 - محمّد بن عبد الرّحمن بن زمل

6615 - محمّد بن عبد الرّحمن بن زمل (6)

حدّث عن الوليد بن مسلم.

روى عنه عبد العظيم بن إبراهيم المصيصي.

أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين الأنصاري، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنبأنا الشيخ أبو بكر محمّد بن أبي عمرو المقرئ، أنبأنا محمّد بن عيسى بن عبد الكريم الطرسوسي المعروف ببكير الخرّاز، حدّثنا أبو الطيّب أحمد بن عبيد اللّه بن يحيى الدارمي، نا عبد العظيم بن إبراهيم، نا محمّد بن عبد الرّحمن بن زمل الدّمشقي، نا الوليد (7)،نا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن معاذ بن جبل قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«إذا ظهرت البدع. و لعن آخر هذه الأمّة أوّلها، فمن كان عنده علم فلينشره (8)،فإنّ كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل اللّه على محمّد صلى اللّه عليه و سلّم»[11366].

ص: 80


1- كذا بالأصل و د، و «ز». انظر ما مرّ قريبا.
2- بالأصل:«النبي» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
3- الزيادة للإيضاح عن د، و «ز».
4- بالأصل:«جماد الأخير»، و المثبت عن د، و «ز».
5- تهذيب الكمال 488/16.
6- في د، و «ز»: رمل، بدون إعجام.
7- بالأصل: أبو الوليد.
8- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في المختصر: فلينثره.
6616 - محمّد بن عبد الرّحمن بن زياد أبو جعفر الأصبهاني الأرزناني الحافظ

6616 - محمّد بن عبد الرّحمن (1) بن زياد أبو جعفر الأصبهاني الأرزناني الحافظ (2)

رحل و سمع بالشام و رأس العين: سليمان بن المعافي بن سليمان، و بصور: أبا ميمون أيوب بن محمّد بن أبي سليمان، و بمصر: يحيى بن عثمان بن صالح، و بكر بن سهل الدمياطي، و بأصبهان: أحمد بن مهران بن خالد و إسماعيل بن عبد اللّه سمّويه (3)،و إبراهيم ابن معدان، و بالريّ : الحسن بن علي بن زياد السري، و علي بن الحسن بن الجنيد، و بخوزستان: عبد الوارث بن إبراهيم، و السّري بن سهل، و بمكة: علي بن عبد العزيز، و بالعراق: هشام بن علي، و محمّد بن يحيى القزاز (4)،و محمّد بن غالب بن حرب، و أحمد ابن موسى الحمّار، و محمّد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي، و أبا بكر محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن ناصح بدامغان، و بأنطرطوس من ساحل دمشق: أبا الدّرداء عبد اللّه بن محمّد بن الأشعث الأنطرطوسي.

روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن حمزة، و أبو الشيخ عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، و أبو بكر أحمد بن يوسف بن أحمد الخشّاب الأصبهانيون، و أبو محمّد عبد اللّه بن عمر بن عبد اللّه بن عمر بن عبد اللّه بن الهيثم المذكر، و أبو أحمد الحاكم، و سليمان بن أحمد الطبراني، و أبو علي الحسن بن علي بن البغدادي الأصبهاني، و أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر بن علي الكابلي المؤدّب، و أبو المطهّر شاكر بن نصر بن طاهر الأنصاري، و أبو القاسم عبد الصّمد بن محمّد بن عبد اللّه بن مندويه، و أبو غالب الحسن بن محمّد بن عالي بن علوكة الأسدي قالوا: أنبأنا أبو سهل أحمد بن أحمد بن عمر بن محمّد بن إبراهيم الصّيرفي - يعرف بأبولكيز -[أنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن أحمد الخشاب، نا أبو جعفر محمّد بن عبد الرحمن الأرزناني] (5) أنبأنا أبو ميمون أيوب بن محمّد ابن أبي سليمان بمدينة صور، نا كثير بن عبيد، نا محمّد بن شعيب، عن يحيى بن الحارث

ص: 81


1- في «ز»: بن عبد الرحمن بن عثمان بن زياد.
2- ترجمته في الأنساب (الأرزناني)، معجم البلدان (أرزنان)، الوافي بالوفيات 226/3 و ذكر أخبار أصبهان 269/2 و سير أعلام النبلاء 270/15. و الأرزناني بفتح الألف و سكون الراء و ضم الزاي، هذه النسبة إلى أرزنان، قرية من قرى أصبهان (الأنساب).
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: و معاوية.
4- بالأصل و «ز»: القران، و المثبت عن د.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن د، و «ز».

الذّماري، عن أبي أسماء الرّحبي، عن ثوبان قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«جعل اللّه الحسنة بعشر أمثالها، الشهر بعشرة أشهر، و صيام ستة أيام بعد الشهر تمام السّنة». [11367] أنبأنا أبو جعفر الهمذاني أنا أبو بكر الصّفّار، أنبأنا [أبو] (1) بكر الحافظ ، أنبأنا الحاكم أبو أحمد (2) قال: أبو جعفر محمّد بن عبد الرّحمن (3) بن زياد الضبي الأصبهاني سمع أحمد ابن مهران بن خالد اليزدي، و أحمد بن محمّد بن الحجّاج المهري (4).

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، قال: قال لنا أبو عبد اللّه الحافظ :

محمّد بن عبد الرّحمن الأصبهاني أبو جعفر الأرزناني من الحفّاظ الأثبات الجوالين في طلب الحديث (5)،سمع ببلده أحمد بن مهران بن خالد، و إسماعيل بن عبد اللّه سمّويه (6)، و إبراهيم بن معدان و أقرانهم، و بالأهواز: عبد الوارث بن إبراهيم، و السّري بن سهل و أقرانهما، و بالريّ : الحسن بن علي بن زياد، و ابن الجنيد و أقرانهما، و بالبصرة: هشام بن علي، و محمّد بن يحيى القزاز و أقرانهما، و ببغداد: محمّد بن غالب، و بالكوفة: أحمد بن موسى الحمّار و أقرانهما، و بالحجاز: علي بن عبد العزيز و أقرانه، و بمصر: يحيى بن عثمان ابن صالح السّهمي و أقرانه، و بالشام: بكر بن سهل الدّمياطي و أقرانه.

كتب إلى أبو (7) علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد عنه، قال قال أبو نعيم الحافظ (8):محمّد بن عبد الرحمن بن زياد، و أبو جعفر الأرزناني توفي سنة اثنتين و عشرين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن العبّاس الشهيد يقول: ما قدم علينا هراة مثل أبي جعفر

ص: 82


1- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز».
2- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 100/3 رقم 1131.
3- في الأسامي و الكنى: عبد الرحمن بن محمّد بن زياد.
4- في «ز»: البقري، تصحيف.
5- بالأصل:«الجواليوني طالب» تصحيف، و التصويب عن د، و «ز».
6- في «ز»: بخويه، و فوقها ضبة.
7- سقطت من الأصل.
8- أخبار أصبهان لأبي نعيم 269/2 و عنه في سير أعلام النبلاء 271/15.

الأرزناني هدى، و ورعا، و حفظا و اتقانا (1).

قال الحاكم أبو عبد اللّه: و سمعت أبا أحمد الحافظ يذكر وروده نيسابور و وصف حفظه و معرفته و إتقانه و حسن حديثه، و بلغني أن أبا جعفر الأرزناني توفي سنة سبع عشرة و ثلاثمائة، و هو ابن نيّف و ستين سنة (2).

6617 - محمّد بن عبد الرّحمن بن السّندي بن موسى

6617 - محمّد بن عبد الرّحمن بن السّندي (3) بن موسى

أبو بكر الهمذاني الطرائفي (4)

سمع بدمشق أبا الحسن بن جوصا.

و حدّث عن محمّد بن إسحاق بن خزيمة، و أحمد بن محمّد الأزهري، و إسحاق بن إبراهيم الغزي، و عبد اللّه بن محمّد بن محمّد بن وهب الدّينوري، و أحمد بن محمّد بن عمر المنكدري، و الحسين بن عبد اللّه القطّان الرّقّي، و عمر بن محمّد بن أبي (5) زيد الحرّاني، و عبد اللّه بن أبي سفيان الموصلي، و إبراهيم بن عبد اللّه بن أيوب المخرّمي، و أبي بكر الباغندي.

روى عنه: أبو العبّاس أحمد بن عمرو الهمذاني، و أبو الحسن الدارقطني، و أبو حفص ابن شاهين.

أنبأنا أبو الحسن محمّد بن مرزوق بن عبد الرزّاق، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني، و عبد اللّه بن أحمد بن عمر، قالوا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي، أنبأنا أبو طالب يحيى بن علي بن الطّيّب العجلي بحلوان، قال: سمعت أبا العبّاس أحمد بن عمرو الهمذاني يقول: سمعت محمّد بن عبد الرّحمن الطرائفي يقول: حضرت بدمشق عند ابن جوصا فجعلت أتملّقه، فقلت، أيّها الشيخ مثلك مثل ما قال كثير عزّة (6):

و إذا الدّرّ زان حسن وجوه *** كان للدّرّ حسن وجهك زينا

ص: 83


1- سير أعلام النبلاء 271/15.
2- قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 271/15: قارب ثمانين سنة.
3- في تاريخ بغداد: ابن السندس.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 316/2.
5- بالأصل: أبا.
6- البيتان ليسا في ديوانه (ط بيروت)، و هما في أمالي المرتضى منسوبان لمالك بن أسماء بن خارجة 435/1 و قيل لغيره، راجع ما كتبه محقق المختصر 7/23.

و تزيدين أطيب الطيب طيبا *** إن لمستيه، أين مثلك، أينا؟

فقال: هون عليك.

حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: لا يغرّ المدح من عرف نفسه.

قال: و سمعته يقول: أيّ عقوبة على أهل الجهل أشدّ من موت أهل العلم ؟.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالوا:

قال لنا أبو بكر الخطيب (1):محمّد بن عبد الرّحمن بن السّندي (2) بن موسى أبو بكر الهمذاني (3)،حدّث ببغداد عن محمّد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، و أحمد بن محمّد الأزهري (4)،و أحمد بن محمّد بن عمر المنكدري، و إسحاق بن إبراهيم الغزّي (5)،و عبد اللّه ابن محمّد بن وهب الدينوري، و عمر بن محمّد بن أبي زيد الحرّاني، و عبد اللّه بن أبي سفيان الموصلي، و إبراهيم بن عبد اللّه بن أيّوب المخرمي (6)،و محمّد بن محمّد الباغندي، و الحسين بن عبد اللّه القطّان الرّقّي، و عمر بن محمّد بن بجير السّمرقندي، و أحاديثه تدل على حفظه و معرفته، روى عنه أبو الحسن الدّارقطني، و أبو حفص بن شاهين، و كان ثقة.

6618 - محمّد بن عبد الرّحمن بن سهل بن مخلد

أبو عبد اللّه الأصبهاني الغزّال (7)(8)

سمع بدمشق و بمصر: أبا بكر القاسم بن عيسى العصّار، و أبا علي حسّان بن أبان بن عثمان القاضي، و أحمد بن إسماعيل بن عاصم، و محمّد بن زبّان (9) بن حبيب، و علي بن أحمد بن سليمان علاّن، و أحمد بن إبراهيم بن كمونة، و مسدّد بن يعقوب القلوسي، و محمّد

ص: 84


1- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 316/2-317.
2- تاريخ بغداد: بن السندس.
3- في تاريخ بغداد: الهمداني.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد: الآدمي.
5- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد: العدني.
6- بالأصل: المخزومي، و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
7- كذا بالأصل د، و في «ز»: الغزالي.
8- ترجمته في ذكر أخبار أصبهان 294/2 و تذكرة الحفاظ 964/3 و سير أعلام النبلاء 217/16 و شذرات الذهب 47/3.
9- في «ز» ريان، تصحيف.

ابن يحيى بن آدم الجوهري، و إبراهيم بن ميمون بن إبراهيم الصّواف، و محمّد بن موسى بن النعمان، و علي بن محمّد بن خالد علاّن التّستري، و محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن التستري.

روى عنه: أبو نعيم الحافظ ، و أبو سعد أحمد بن محمّد بن أحمد الماليني، و أبو علي الحسن بن محمّد بن عبد اللّه بن عبد السّلام بن بندار الأصبهاني المعروف بالابري المعبّر، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن الحارث الأصبهاني الفقيه.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أنبأنا أبو نعيم (1)،حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن مخلد، حدّثنا محمّد بن موسى بن النعمان، حدّثنا فتح بن نصير، حدّثنا حسّان بن غالب، حدّثنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيّب، عن أبيّ بن كعب قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من سرّح رأسه و لحيته بالمشط في كل ليلة عوفي من أنواع البلاء و زيد في عمره»[11368].

[قال ابن عساكر:] (2) منكر مموه.

قال: و حدّثنا أبو نعيم قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن عبد الرّحمن بن مخلد و كان من الحفّاظ المتقنين فذكر عنه كلاما.

قال: و قال لنا أبو نعيم (3):

محمّد بن عبد الرّحمن بن سهل بن مخلد أبو عبد اللّه الغزّال، توفي لثلاث بقين من ذي الحجّة (4) سنة تسع و ستين و ثلاثمائة، رحل إلى الشام و مصر، و العراق، أحد من يرجع إلى حفظ و معرفة له من المصنفات و الشيوخ.

6619 - محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن سعد

ابن زرارة الأنصاري المدني (5)

حدّث عن عمّة أبيه (6) عمرة بنت عبد الرّحمن، و عبد الرّحمن بن هرمز الأعرج، و محمّد بن عمر بن الحسن بن علي الهاشمي.

ص: 85


1- ذكر أخبار أصبهان 295/2.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- ذكر أخبار أصبهان 294/2.
4- في أخبار أصبهان:«توفي في ذي الحجة».
5- ترجمته في تهذيب الكمال 490/16 و تهذيب التهذيب 192/5 و التاريخ الكبير 148/1/1.
6- في تهذيب الكمال: روى عن عمته عمرة بنت عبد الرحمن.

روى عنه: يحيى بن سعيد الأنصاري، و شعبة بن الحجّاج، و عبيد اللّه بن عبد الرّحمن ابن موهب، و يحيى بن أبي كثير اليمامي.

و وفد على عمر بن عبد العزيز في خلافته.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر المغربي، أنبأنا أبو بكر الجوزقي، أنبأنا أبو حاتم مكي بن بندار، نا عبد اللّه بن هشام، نا يحيى بن سعيد، نا شعبة، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن محمّد بن عمرو بن الحسن، عن جابر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كان في سفر فرأى رجلا عليه زحام قد ظلّل عليه، فقال:«ما هذا؟» قالوا: صائم، قال:«ليس من البرّ أن تصوموا في السّفر»[11369].

قال: و أنبأنا الجوزقي، أنبأنا أبو حامد الشرفي، حدّثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا أبو عامر العقدي، و عبد الصّمد بن عبد الوارث، قالا: حدّثنا شعبة، نا محمّد بن عبد الرّحمن بن أسعد بن زرارة، عن محمّد بن عمر (1) بن الحسن (2) بن علي بن أبي طالب، عن جابر بن عبد اللّه.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«ليس من البرّ الصّوم في السّفر»[11370].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو نعيم الأسفرايني، أنبأنا يعقوب بن إسحاق، حدّثنا أبو داود، حدّثنا يزيد بن هارون قال: و حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبو أميّة، حدّثنا جعفر بن عون، قالا: حدّثنا يحيى بن سعيد، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن عمرة، عن عائشة قالت: كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يخفف الرّكعتين اللتين قبل صلاة الصّبح حتى أنّي لأقول هل قرأ فيهما بأم القرآن أو بفاتحة الكتاب ؟[11371].

قال يعقوب: معنى حديثهم واحد.

أنبأناه عاليا أبو علي الحدّاد، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا يوسف بن الحسن، قالا: أنبأنا أبو نعيم، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يونس بن حبيب، حدّثنا أبو داود، حدّثنا شعبة، عن محمّد بن عبد الرّحمن قال: سمعت عمرة تحدث عن عائشة قالت:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا طلع الفجر صلّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ركعتين، قال شعبة: أكبر علمي أنه قال: يخففهما - شك شعبة في تخفيفهما - قالت عائشة: فأقول: يقرأ فيهما بفاتحة الكتاب ؟[11372].

ص: 86


1- كذا بالأصل، و في د، و «ز»: عمرو.
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الحسين.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أحمد بن سهل، حدّثنا إبراهيم بن معقل، حدّثنا حرملة بن يحيى، حدّثنا ابن وهب قال: و حدّثني مالك: أن محمّد بن عبد الرّحمن بن مسعود (1) بن زرارة الأنصاري و هو ابن عمّ أبي الرّجال كان واليا في المدينة في زمان عمر بن عبد العزيز، و أنه خرج إلى عمر حتى قدم إليه الشام، فخطب بين يديه، و تكلّم كلاما حسنا ثم قال: جئتك يا أمير المؤمنين من عند قوم يرجون صلتك و معروفك و إحسانك، فقال عمر: كلا يا بن زرارة إلاّ أهل قسطنطينة.

قال مالك: و كان سليمان بن عبد اللّه قد جمرهم (2) حتى أكلوا الجيفة، قال مالك:

و كان ابن زرارة على اليمن و كان معه يحيى بن سعيد فبعثه على بعض سعايات اليمن.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون، و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنبأنا أبو طاهر، قالا: أنبأنا أبو الحسن (3) محمّد بن الحسن (4)،أنبأنا أبو الحسين الأهوازي، أنبأنا أبو حفص الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال في الطبقة الرّابعة من تابعي أهل المدينة: محمّد بن عبد الرّحمن بن أسعد زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجّار (5).

أخبرنا أبو بكر محمّد شجاع، أنبأنا أبو عمرو عبد الوهّاب بن محمّد، أنبأنا أبو محمّد ابن يوة، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (6)،حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا (7)،أنبأنا محمّد بن سعد قال في الطبقة الرابعة: محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري من بني مالك بن النجّار توفي سنة أربع و عشرين و مائة.

ص: 87


1- كذا بالأصل و د، و «ز»، هنا، و مرّ: سعد.
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: جبرهم.
3- في د: الحسين.
4- قوله:«أنبأنا أبو الحسن محمّد بن الحسن» سقط من «ز».
5- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء السادس و الثلاثين بعد الأربعمائة من الأصل. بلغت سماعا بقراءتي على الفقيه العالم صفي الشام أبي منصور عبد الرحمن بن محمّد بن الحسن بن هبة اللّه أبقاه اللّه بسماعه من عمّه المؤلف و عبد الرحمن بن يونس بن إبراهيم التونسي. و كتب محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي و عارض بالأصل يوم السبت التاسع و العشرون من شهر رجب الفرد سنة ثمان عشرة و ستمائة بمقصورة الصحابة من جامع دمشق حرسها اللّه و الحمد للّه وحده و صلاته على محمّد نبيّه و سلامه.
6- بالأصل: البناني، و في د، و «ز»: اللبناني، تصحيف.
7- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنبأنا محمّد بن العبّاس، أنبأنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق، حدّثنا الحارث بن أبي أسامة، حدّثنا محمّد بن سعد (1) قال في الطبقة الرّابعة من تابعي أهل المدينة: محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن سعد بن زرارة بن عدس بن عبد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجّار، و أمّه هند بنت زيد بن عامر بن أبي عامر الرّاهب، و هو عبد عوف بن صيفي بن النعمان بن مالك بن أمة بن ضبيعة بن زيد بن عمرو بن عوف من الأوس، فولد محمّد بن عبد الرّحمن: إبراهيم، و عبد اللّه، و أمة الحميد، و أمّهم أم ولد، و عمرة بنت عبد الرّحمن بن سعد،[هي عمة أبي محمّد عبد الرحمن بن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن سعد] (2) و كان محمّد ثقة له أحاديث، و توفي سنة أربع و عشرين مائة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنبأنا المبارك ابن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالا: أنبأنا أبو أحمد الواسطي، أنبأنا أبو بكر الشيرازي، أنبأنا أبو الحسن المقرئ، أنبأنا البخاري (3) قال: محمّد بن عبد الرّحمن بن سعد ابن زرارة الأنصاري المديني، سمع منه يحيى بن سعيد الأنصاري، قال يونس بن يحيى عن عبيد اللّه بن موهب، عن محمّد سمع أبا سعيد الخدري، و قال لنا أبو نعيم عن شيبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي زرارة عن بنت حارثة بن النعمان حفظت من النبي صلى اللّه عليه و سلّم ق (4) على المنبر في الجامع، و قال لي المسندي: حدّثنا سفيان عن محمّد بن عبد الرّحمن بن زرارة؛ و كانوا يقولون: هذا عامل عمر بن عبد العبد العزيز فجلست إليه و أنا ابن خمس عشرة (5)،قال: سمعت امرأة تقول: حفظت ق من في النبي صلى اللّه عليه و سلّم مما يقرأه.

و رواه عبد اللّه بن أبي بكر عن محمّد بن عبد الرّحمن بن زرارة عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، عن حفصة: صلّى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و قال محمّد بن جعفر: حدّثنا شعبة عن محمّد بن عبد الرّحمن بن سعد بن زرارة، سمعت عمّي و ما أدركت رجلا منا به شبيه: أن أسعد بن زرارة

ص: 88


1- ليس له ترجمته في الطبقات الكبرى المطبوع، فهي ضمن القسم الضائع من تراجم أهل المدينة.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن د، و «ز».
3- التاريخ الكبير للبخاري 148/1/1-149.
4- بالأصل:«قرأ» و المثبت عن د، و «ز»، و التاريخ الكبير.
5- كذا بالأصل:«خمسة عشر» و المثبت «خمس عشرة» عن د، و «ز»، و التاريخ الكبير، و زيد فيه: سنة.

و هو جدّ محمّد من قبل أمّه أخذه الوجع، و قال لي إسحاق: أنبأنا جعفر بن عون، أنبأنا يحيى ابن سعيد، حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن بن سعد بن زرارة و هو ابن أخي عمرة، عن (1)عمرة [عن] (2) عائشة كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يخفّف ركعتي الفجر[11373].

و قال لنا أحمد: حدّثنا زهير، حدّثنا يحيى، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن عمرة نحوه.

و قال غندر: حدّثنا شعبة عن محمّد بن عبد الرّحمن عن عمّته عمرة، و يقال محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه بن سعد و قال سليمان عن يحيى بن سعيد، عن محمّد ابن عبد اللّه (3) بن سعد بن زرارة سمع سالما قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و قال همّام عن يحيى بن [أبي] (4) كثير سمع محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي زرارة، سمع عمرة عن عائشة [عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم] (5) قال:

«القطع في ربع دينار»[11374].

و قال زكريا: حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن سعد بن زرارة سمع ابن كعب عن أبيه قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما ذئبان جائعان»[11375].

و قال لنا آدم: أنبأنا شعبة، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الأنصاري، سمعت عمّتي، سمعت عائشة قالت: كسر عظم الميت ككسره (6) حيا، و عن عمرة عن عائشة قولها، و رفعه سعد بن سعيد، و حارثة عن عمرة عن عائشة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

رواه سليمان و الدراوردي عن سعد و لم يرفعاه، قال أبو عبد اللّه و غير مرفوع أكثر، و رواه عروة و القاسم عن عائشة قولها.

أنبأنا أبو الحسين (7) القاضي و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنبأنا حمد (8)-إجازة - قال:[و أنا] (9) أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي

ص: 89


1- «عن عمرة» سقطتا من «ز»، و صحفت في د هنا إلى: عن غيره.
2- سقطت من الأصل.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في التاريخ الكبير: عبد الملك.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز»، و التاريخ الكبير.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و د، و «ز»، و استدرك للإيضاح عن التاريخ الكبير.
6- بالأصل:«الميتة ككسره حي» و في «ز»، و د:«الميت ككسره حي» و المثبت عن التاريخ الكبير.
7- بالأصل: الحسن، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز».
8- بالأصل و «ز»: أحمد، تصحيف، و التصويب عن د.
9- زيادة عن د، و «ز»، لتقويم السند.

حاتم (1) قال: محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أسعد بن زرارة الأنصاري ابن أخي عمرة، يروي عن عائشة عمرة بنت عبد الرّحمن، و عبد الرّحمن الأعرج، و ابنة حارثة بن النعمان، و محمّد بن عمرو بن الحسن الهاشمي، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، و شعبة (2)،و عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن موهب، سمعت أبي يقول ذلك، قال ابن أبي حاتم: و كان واليا على المدينة في زمن عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا (3) أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا محمّد بن الحسين بن عبد اللّه البزار، أنبأنا أبو بكر البرقاني قال: سمعت الدار قطني يقول: محمّد بن عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن حارثة بن النعمان هو أبو الرّجال، و أمّه عمرة بنت عبد الرّحمن بن سعد بن زرارة و قيل: إنه سمّى أبا (4)الرّجال لأنه ولد له (5) عمرة لها عشرة (6).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا محمّد بن طاهر، أنبأنا مسعود بن ناصر، أنبأنا عبد الملك بن الحسن، أنبأنا أبو نصر الكلاباذي قال: محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري النجاري المدني، هكذا نسبه الواقدي، و قال الواقدي:

محمّد بن عبد الرّحمن بن سعد بن زرارة [الأنصاري، و يقال: محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن بن سعد بن زرارة] (7)،و قال بعضهم: محمّد بن عبد الرّحمن بن زرارة، و قال بعضهم: ابن [أبي] (8) زرارة، سمع محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب، و عمّته عمرة بنت عبد الرّحمن، هكذا في الحديث، و إنّما هي عمّة أبيه، فإنّها عمرة بنت عبد الرّحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، و يحيى ابن أبي كثير، و شعبة بن الحجّاج في التهجد، و الصّوم، و الحدود، قال محمّد بن سعد كاتب الواقدي عنه: توفي سنة أربع و عشرين و مائة.

ص: 90


1- الجرح و التعديل 316/7.
2- في الجرح و التعديل: و شعبة بن الحجاج.
3- كتب فوقها في د: ملحق.
4- بالأصل:«أبو» و المثبت عن د، و «ز».
5- بالأصل:«ولد له عمرة لها عشرة» صوبنا الجملة عن د، و «ز».
6- كتب بعدها في د: إلى.
7- الزيادة بين معكوفتين عن د، و «ز».
8- زيادة عن د، و «ز».
6620 - محمّد بن عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن يحيى بن يونس الطّائي،

الدّاراني القطان المعروف بابن الخلاّل (1)

صهر ابن البرّي الشيخ الصالح الزاهد.

حدّث عن خيثمة بن سليمان.

رأى الميمون بن راشد، و أبي الحسن بن حذلم، و أبي يعقوب الأذرعي، و أبي الفرج الموحد بن إسحاق بن البرّي، و أبي علي الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي، و أبوي القاسم: ابن أبي العقب، و عبد الرّحمن بن أحمد بن عمران الدّينوري.

روى عنه: أبو الحسن، و أبو القاسم، ابنا (2) الحنّائي، و أبو سعد السمّان، و أبو يعلى ابن الفرّاء، و أبو علي الأهوازي، و أبو الغنائم بن الفراء البصري، و أبو القاسم بن (أبي) (3)العلاء، و أبو الحسن علي بن محمّد بن علي العليمي القطّان، و علي بن محمّد بن شجاع الربعي، و أبو علي الحسن بن علي بن أبي مضر الصّوفي المقرئ، و أبو القاسم الخضر بن منصور بن علي الضرير الحبّال المقرئ، و أبو محمّد عبيد (4) بن إبراهيم بن كبيبة النجّار، و علي بن الخضر السّلمي، و عبد الواحد بن علي بن موحد بن البرّي، و أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن بن الحسن الطرائفي، و محمّد بن علي بن عمر السّروجي، و أبو بكر محمّد بن علي الحدّاد، و أبو محمّد الحسن بن علي اللبّاد، و أبو الفضل عقيل بن محمّد بن رافع (5)، و أبو الحسن ذكي بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنبأنا أبو القاسم الحنّائي، أنبأنا أبو بكر محمّد ابن عبد الرحمن بن عبيد اللّه بن يحيى القطّان، قرأت عليه و أنا أسمع، حدّثنا خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي - إملاء - نا سليمان بن عبد الحميد البهراني - بحمص - حدّثنا يحيى ابن صالح، حدّثنا ابن عيّاش، حدّثني سفيان الثّوري، عن عاصم، عن القاسم بن محمّد، عن عائشة قالت:

ص: 91


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 399/17 و الوافي بالوفيات 230/3.
2- بالأصل:«أنبأنا» تصحيف، و التصويب عن د، و «ز».
3- زيدت عن د، و «ز».
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في سير أعلام النبلاء: عبد اللّه بن كبيبة النجار.
5- بالأصل: رابع، و المثبت عن د، و «ز».

رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قبل عثمان بن مظعون عند موته حتى سالت دموعه على وجهه[11376].

أخبرنا أبو الفتح أحمد بن عقيل بن محمّد بن أحمد بن رافع، أنبأنا أبي أبو الفضل، ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو محمّد عبيد اللّه بن إبراهيم المعروف بابن كبيبة النجّار، قالا: أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن القطّان، أنبأنا خيثمة بن سليمان، حدّثنا محمّد بن سعد، حدّثنا أبي، حدّثنا عمرو و الحسن عن الحسن بن عطية [عن عطية] (1) قال:

قال أبو سعيد الخدري: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّي تارك فيكم الثقلين ألا و أحدهما أكبر من الآخر: كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض، و عترتي أهل بيتي، ألا و إنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض»[11377].

قال أبو سعيد: فما حفظ ذلك ابن مرجانة (2).

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأنا جدّي، أنبأنا أبو علي الأهوازي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي المغيث القطّان، حدّثنا القاضي أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، حدّثنا موسى بن محمّد بن أبي عوف المزني، حدّثنا أبو جعفر عبد اللّه بن محمّد النفيلي (3)،حدّثنا زهير بن معاوية قال: قرأت على عبد الملك بن أبي سليمان، و قرأه عبد الملك على أبي الزبير، و رواه أبو الزبير عن جابر، عن عبد اللّه قال: كنا لا نقصر السبّال إلاّ في حجّ أو عمرة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أبو علي الحنائي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن القطّان - الشيخ الصّالح - بحديث ذكره.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا أبو بكر الدّاراني القطّان الشيخ الصالح، فذكر عنه حديثا.

أخبرنا أبو محمّد (4) المزكي، حدّثنا عبد العزيز التميمي قال: توفي شيخنا أبو بكر محمّد بن عبد الرحمن بن عبيد اللّه بن يحيى القطّان الشيخ الصّالح يوم الأحد الرابع عشر من

ص: 92


1- زيادة لتقويم السند عن د، و «ز». راجع ترجمة أبي سعيد الخدري في تهذيب الكمال 105/7.
2- يعني عبيد اللّه بن زياد بن أبيه؛ يشير إلى قتل الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهما في عاشوراء.
3- بالأصل: البقيلي، و في «ز»: الثقيلي، تصحيف، و التصويب عن د.
4- بالأصل: الحسن، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».

شهر ربيع الأوّل سنة ست عشرة و أربعمائة، و قد كان كفّ بصره في آخر عمره. و سمعنا منه، قبل ذلك حدث عن خيثمة بن سليمان، و أحمد بن سليمان بن حذلم، و أبي الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد و غيرهم، و كان ثقة مأمونا، نبيلا مضى على سداد و أمر جميل، و لم يكن مكثرا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا جدّي، أنبأنا الأهوازي، قال: مات أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي المغيث القطّان صهر ابن البرّي رحمه اللّه يوم السّبت ضحى النهار، و دفن آخر النهار من يومه يوم الرابع عشر من شهر ربيع الأول من سنة ست عشرة و أربعمائة، فقال الأهوازي في موضع آخر: دفن في مقبرة الباب الشرقي.

6621 - محمّد بن عبد الرّحمن بن سعيد أبو بكر المؤذّن

روى عنه: أبو العبّاس بن الزفتي.

روى عنه: مكي بن محمّد بن الغمر.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن مكي بن محمّد بن الغمر المؤدب قراءة عليه، حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان بن سعيد المؤذّن، أنبأنا أبو العبّاس عبد اللّه بن عتّاب الزّفتي، حدّثنا محمود بن خالد السّلمي، حدّثنا مروان، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثني يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن الصّنابحي، عن بلال مؤذن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ليلة القدر ليلة أربع و عشرين»[11378].

6622 - محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن حبيب بن أبان

أبو الحسين بن أبي محمّد بن أبي نصر التميمي المعدل (1)

سمع أباه، و أبا بكر الميانجي، و أبا سليمان بن زبر، و أبا عبد اللّه بن أبي كامل الأطرابلسي.

روى عنه أبو بكر الخطيب، و عبد العزيز بن أحمد، و غنائم بن أحمد، و أبو الفرج الأسفرايني، و أبو نصر الطّريثيثي، و أبو عمران موسى بن علي الصّقلي، و حدّثنا عنه أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن الموازيني، و أبو طاهر بن الحنّائي.

ص: 93


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 648/17 و العبر 211/3 و شذرات الذهب 274/3.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، قالا:

أنبأنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم التميمي، أنبأنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم بن يوسف بن فارس الميانجي، حدّثنا أبو خليفة الفضل بن الحبّاب بالبصرة، حدّثنا أبو الوليد، حدّثنا شعبة بن الحجّاج، عن قتادة، عن أنس بن مالك أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«سوّوا صفوفكم فإنّ تسوية الصّف من تمام الصّلاة»[11379] قال شعبة: لم يمنعني أن أسأل قتادة، سمعت من أنس إلاّ أن يفسده عليّ .

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، قال:

توفي شيخنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرحمن بن أبي نصر يوم الاثنين الثاني عشر من رجب سنة ست و أربعين و أربعمائة و كانت له جنازة عظيمة اجتمع له الناس، و غلق له البلد، و ركب الأمير في جنازته (1)،حدث عن جماعة أحدهم الميانجي، و أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن زبر، و هو آخر من حدّث عنهما بدمشق، و ذكر النسيب أنه دفن بباب الصّغير، و كذلك قال الأهوازي - و زاد: في مقبرتهم بسوق الغنم - و صلّى عليه القاضي أبو الحسين [بن] (2)الجندي.

6623 - محمّد بن عبد الرّحمن بن عمرو بن يحمد بن الأوزاعي

6623 - محمّد بن عبد الرّحمن بن عمرو بن يحمد بن الأوزاعي (3)

سمع أباه أبا عمرو.

روى عنه: المغيرة بن تميم الكلاعي، و محمّد (4) بن عبد الرّحمن السّلمي البيروتي.

و أبو مسهر الغسّاني، و محمّد بن هلال، و عبد الغفّار بن عفّان البيروتيان.

و حدّث سعد بن محمّد عن وجوده في كتابه.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرّجاء (5)،أنبأنا أبو الفتح منصور بن الحسين الكاتب، و أبو طاهر أحمد بن محمود قالا:[أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن

ص: 94


1- راجع سير أعلام النبلاء 649/17.
2- زيادة عن د، و «ز».
3- ترجمته في الجرح و التعديل 318/7 و المعرفة و التاريخ 408/2.
4- بالأصل:«و عن محمّد» خطأ، و التصويب عن د، و «ز».
5- أقحم بعدها بالأصل:«أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الطائي الشيخ الجليل» و كتب في آخره «مقدم» حذفناه بما وافق نسختي د، و «ز».

محمّد الطائي الشيخ الجليل] (1) ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الطائي، حدّثنا سعد - و قال الخلال: سعيد - بن محمّد البيروتي قال: رأيت في نسخة ابن الأوزاعي بخط ابن أبي العشرين عن أبيه، حدّثني العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من لم يدع قول الزور و العمل به و الجهل فليس - قال الصيرفي يعني:- للّه - فيه حاجة»- و قال أبو عبد اللّه: فليس لي - فيه حاجة[11380].

[قال ابن عساكر:] (2) الصّواب سعد بن محمّد كما في حديث أبي الفرج.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، و أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن أيمن المؤدّب، أنبأنا أبو الحسن علي بن موسى بن السّمسار - إجازة - حدّثنا [أبو] (3) سليمان بن زبر، حدّثنا إبراهيم بن مروان، حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن الأشعث، حدّثنا أبو مسهر، حدّثني محمّد ابن الأوزاعي قال: سمعت أبي يقول: ما من امرئ يشاور من هو دونه في النبل و الرأي تواضعا للّه تعالى عزّ و جل و استكانة إلاّ عزم اللّه له الرشد، قال: فربما رأيته يشاور الخادم الذي يخدمه.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا أبو الجهم أحمد بن الحسين ابن طلاّب المشغرائي، حدّثنا العبّاس بن الوليد بن صبح، حدّثنا أبو مسهر، حدّثني محمّد ابن الأوزاعي أنه سمع أباه يقول: ما من أحد يشاور من هو دونه في العلم و الرأي و العقل تواضعا للّه و استكانة إلاّ عزم اللّه له بأرشد أموره، قال محمّد ابن الأوزاعي: فلقد رأيت أبي و هو يشاور الخادم.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنبأنا محمّد بن علي بن أبي عثمان، أنبأنا أبو الحسين بن أبي بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدّنيا،

ص: 95


1- ما بين معكوفتين كان مقدما بالأصل أخرناه إلى موضعه هنا بما يوافق «ز»، و في د هنا: أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الطائي الشيخ الجليل.
2- الزيادة منا للإيضاح.
3- زيادة عن د، و «ز».

حدّثني أبو إسحاق بن أبي عثمان، عن موسى بن أيوب، عن المغيرة بن تميم (1)،عن ابن الأوزاعي قال: سئل عن الخشوع ؟ فقال: الحزن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا العبّاس بن الوليد بن صبح، نا أبو مسهر، حدّثني محمّد ابن الأوزاعي، حدّثني أبي قال:- يا بني لو كنا نقبل من الناس كلما يعرضون علينا لأوشك بنا أن نهون عليهم.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا حمد (3)-إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم (4) قال: محمّد بن عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي،[روى عن أبيه، روى عنه محمّد بن هلال] (5)،و عبد الغفّار بن عفّان شيخان للعبّاس بن الوليد البيروتي، سألت العبّاس بن الوليد بن مزيد عنه فقال: أدركته و أدركت أهل زمانه و هم لا يشكّون أنه من الأبدال.

أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد المقرئ، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد الأنصاريان، قالا: حدّثنا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنبأنا تمام بن محمّد، و عبد الوهّاب الميداني، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه بن مروان، أخبرني أبي قال: سمعت العبّاس بن الوليد، يقول: أدركت محمّد بن عبد الرّحمن الأوزاعي و ما كان الناس يشكون أنه من الأبدال.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين، و أبو نصر غالب بن أحمد، قالا: أنبأنا محمّد ابن إبراهيم بن محمّد المؤدّب، أنبأنا أبو الحسن (6) بن السّمسار - إجازة - أنبأنا أبو سليمان بن زبر، أنبأنا أبي، حدّثنا سعيد بن سهيل بن عبد الرّحمن، حدّثنا محمّد بن عقبة بن علقمة، حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن السّلمي قال: كان للأوزاعي ابن يقال له محمّد، قال ابن عقبة:

ص: 96


1- في «ز»: نعيم.
2- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 408/2.
3- بالأصل و «ز»: أحمد، تصحيف، و التصويب عن د.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 318/7.
5- بالأصل:«روى عنه أبيه بن هلال» صوبنا الجملة عن د، و «ز»، و الجرح و التعديل.
6- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الحسين.

و قد رأيته و كان من أعبد خلق اللّه، قال السّلمي، و كان محمّد بن عبد الرّحمن بن الأوزاعي لي تربا و أخا.

6624 - محمّد بن عبد الرّحمن - أبي زرعة بن عمرو بن عبد اللّه بن صفوان النّصري

حدّث عن هشام بن عمّار، و دحيم، و هشام بن خالد، و محمود بن خالد بن يزيد السّلمي.

روى عنه: سليمان بن أحمد اللخمي.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، حدّثنا محمّد بن أبي زرعة الدمشقي، نا هشام بن خالد الأزرق، نا أبو خليد عتبة بن حمّاد، عن الأوزاعي و ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يطلع اللّه على خلقه في ليلة النصف من شعبان فيغفر اللّه لجميع خلقه إلاّ لمشرك أو مشاحن»[11381].

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد في كتابه، و أخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو علي بن أبي جعفر (1)،و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنبأنا عبد الملك بن محمّد، أنبأنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنبأنا محمّد بن جعفر الخرائطي، قال: أنشدني أبو العبّاس محمّد بن عبد اللّه الطبراني لمحمّد بن أبي زرعة الدّمشقي:

إنّ حظي ممّن أحبّ كفاف *** لا صدود مقصّر و لا إنصاف

كلما قلت قد أنابت إلى الوصل *** ثناها عما أريد العفاف

فكأني بين الصّدود و بين ال *** وصل ممّن مقامه الأعراف

في محلّ بين الجنان و بين ال *** نار أرجو طورا و طورا أخاف

قال: و أنشدني محمّد بن عبد اللّه الطبراني لابن أبي زرعة:

عدل و بين و توديع و مرتحل *** أي الدموع على ذا ليس تنهمل

تاللّه ما جلدي من بعدهم فشل *** و لا اختزان دموعي بعدهم بخل

ص: 97


1- من هنا إلى... «الخرائطي»، سقط من «ز»، فاضطرب فيها السند، و في د كالأصل.

بلى و حرمة ما أضرمت من كمد *** قلبي إليهن مشتاق و قد رحلوا

وددت أن البحار السبع لي مدد *** و أن جسمي دموع كلها همل

و أن لي بدلا من كل جانحة *** في كل جارحة يوم النوى مقل

و مما قاله محمّد بن أبي زرعة يوم قدم العراق، ما ذكره له أبو الطيب الوشاء.

لعن اللّه سرّ من رأى بلادا *** و رماها بالشؤم و الطاعون

بعث في الصّيف بينهم قبّة *** الخيش و بعث الكانون في الكانون

و من شعره المستجاد قوله:

لا ملوم مستقصر أنت في البرّ *** و لكن مستعطف (1) مستزاد

قد يهزّ الهندي. و هو حسام *** و يحثّ (2) الجواد هو جواد

ذكر أبو الفضل المقدسي - و أظنه حكاه عن أبي عبد اللّه بن مندة - أنه مات بعد الثمانين بعد أبيه بيسير.

6625 - محمّد بن عبد الرّحمن بن عمرو بن عبد الرّحمن،- و يقال: عبد الرّحيم -

أبو بكر الرّحبي (3) الحمصيّ القاضي

حدّث بدمشق و حمص عن أبيه، و أبي بكر محمّد بن جعفر بن رزيق الحمصي، و أحمد ابن أبي عبد الملك الحمصيّ ، و أبي العباس أحمد بن منصور بن محمّد الشيرازي، و أبي الجهم بن طلاّب، و عبد اللّه بن عتّاب بن الزفتي، و الحسن بن حبيب الحصائري، و محمّد بن عبد اللّه (4) بن الفضيل (5) الكلاعي (6)[و محمّد بن يوسف بن بشر الهروي و أبي الفضل العباس بن الفضل الدباح (7)].

روى عنه: أبو الحسن الدارقطني، و ابن السّمسار، و مسدّد بن علي بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أبي أبو الحسين (8)،أنبأنا أبو الحسن بن السّمسار، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن الرّحبي القاضي، قدم علينا في شوال سنة

ص: 98


1- في «ز»: لا تلوم بمستقصر... و لكن بمستعطف.
2- بالأصل: و تحت، و المثبت عن د، و «ز».
3- في «ز»: الزجي.
4- في د، و «ز»: عبيد اللّه.
5- في «ز»: ابن الفضل.
6- عن د، و «ز» و في الأصل: الدباح.
7- الزيادة عن د، و «ز».
8- بالأصل: الحسن، و المثبت عن د، و «ز».

ثلاث و سبعين و ثلاثمائة، أنبأنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن رزيق (1) الحمصيّ في المحرّم سنة ثمان و ثلاثمائة، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن العلاء الزبيدي زبريق، نا إسماعيل بن عياش (2)حدّثنا مطرح بن يزيد، عن عبيد اللّه بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من بدأ بالسّلام فهو أولى باللّه و رسوله»[11382].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - حدّثنا [عبد العزيز بن أحمد لفظا، أنا أبو المعمر المسدد بن علي الأملوكي إجازة، نا القاضي أبو بكر] (3) محمّد بن عبد الرّحمن بن عمرو الرّحبي سنة ثمان و ستين و ثلاثمائة، فذكر عنه حكاية.

6626 - محمّد بن عبد الرّحمن بن غنم الأشعري

6626 - محمّد بن عبد الرّحمن بن غنم الأشعري (4)

حدّث عن أبيه.

روى عنه بعض أهل دمشق.

أنبأنا أبو الحسين (5) الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنبأنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (6):محمّد بن عبد الرّحمن بن غنم روى عن أبيه، روى عنه بعض أهل دمشق، سمعت أبي يقول ذلك، سئل أبي عنه فقال: صالح.

6627 - محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن

ابن طلحة بن عبد اللّه بن سليمان بن أبي كريمة أبو عبد اللّه الصّيداوي

حدّث عن أبي القاسم [إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الحلبي. روى عنه: أبو بكر الخطيب، و روى عنه أبو] (7) القاسم الكابلي (8)،و ابن ابنه أبو البركات إبراهيم بن الحسن بن

ص: 99


1- صحفت بالأصل و د إلى «رزين» و المثبت عن «ز».
2- بالأصل: عباس، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز».
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز»، و الأخذ عن «ز».
4- ترجمته في الجرح و التعديل 318/7.
5- بالأصل: الحسن، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 318/7.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن د، و «ز».
8- في «ز»: الكاملي.

محمّد بن عبد الرّحمن، و أبو البركات كامل بن محمّد بن عبد اللّه الصّوري، و أبو طالب أحمد بن محمّد بن حاك الزنجاني الصّوفي.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن ديسم - بقراءتي عليه - عن أبي القاسم عبد الرّحمن بن علي بن القاسم، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الرّحمن بن طلحة الصّيداوي.

بصيدا - سنة إحدى و أربعين و أربعمائة، حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل - بحمص - سنة سبعين و ثلاثمائة، حدّثنا أبو الحسن علي بن عبد الحميد الغضائري، نا عبد اللّه ابن معاوية الحمصي، نا ثابت بن يزيد، عن هلال بن حباب، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: دخل عمر بن الخطّاب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو على حصير قد أثّر في جنبه فقال: يا رسول اللّه لو اتخذت فراشا أوثر من هذا، فقال:«ما لي و للدّنيا، و ما للدّنيا و ما لي، و الذي نفسي بيده ما مثلي و مثل الدّنيا إلاّ كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح و تركها»[11383].

6628 - محمّد بن عبد الرّحمن،- و يقال: ابن عبد الرّحيم -

ابن الفضل بن العبّاس الهاشمي

أحد من شهد على سليمان بن عبد الملك في سجل سجله في نهر يزيد سنة ثمان و تسعين، تقدّم ذكره في ذكر الأنهار.

6629 - محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن طلحة

أبو العلاء بن أبي محمّد الصّيداوي

حدّث عن القاضي أبي مسعود صالح بن أحمد الميانجي.

سمع منه غيث بن علي.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي و نقلته من خطه، أنبأنا الشيخ أبو العلاء محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن طلحة الصّيداوي - بقراءتي عليه بصور سنة أربع و ثمانين و أربعمائة - أنبأنا القاضي أبو مسعود صالح (1) بن أحمد بن القاسم بن يوسف الميانجي قراءة عليه سنة اثنتين و عشرين و أربعمائة، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الكوفي المصيصي، حدّثنا أبو عمرو

ص: 100


1- في «ز»: «بن صالح» و قد استدركتا على هامشها.

سلامة بن سعيد بن زياد، حدّثني أبي سعيد، و عمّي إبراهيم، أنبأنا زياد بن فيد بن زياد بن هند الدّاري صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قالا: حدّثنا أبو زياد عن أبيه فيد، عن جده زياد بن أبي هند عن أبي هند الدّاري قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«قال اللّه عزّ و جل: من لم يرض بقضائي، و يصبر على بلائي فليلتمس له ربّا سواي»[11384].

قال أبو الفرج غيث: سألته عن مولده فقال: في جمادى الأخير سنة اثنتي عشرة و أربعمائة.

6630 - محمّد بن عبد الرّحمن بن [أبي] المغيث

6630 - محمّد بن عبد الرّحمن بن [أبي] (1) المغيث

و هو ابن (2) عبد اللّه بن يحيى أبو بكر القطّان، تقدم ذكره.

6631 - محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي نزار أبو عبيد اللّه الرّافقي القاضي

قدم دمشق و حدّث بها عن أبيه، و سليمان بن سيف الحرّاني، و أحمد بن يحيى بن خالد الرّقي، و عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن حنبل، و محمّد بن أحمد بن الجنيد.

روى عنه: أبو الحسين (3) الرّازي، و أبو هاشم المؤدّب، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد ابن عبد الغفّار بن ذكوان البعلبكي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي - شفاها - عن أبي الحسن علي بن الحسين بن صصري، أنبأنا تمام بن محمّد بن عبد اللّه الرّازي، أنبأنا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد المؤدّب، نا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي نزار الرّافقي القاضي، قدم علينا، حدّثنا سليمان بن سيف، حدّثنا محمّد بن عبيد الطنافسي، حدّثنا عبد العزيز عن (4) علقمة، عن أبي عبد الرّحمن، عن عثمان، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مثل حديث قبله-«خياركم أو أفاضلكم - من تعلّم القرآن و علّمه»[11385].

أنبأنا أبو الحسين (5) بن أبي الحديد و غيره، عن جده أبي عبد اللّه الحسن (6) بن

ص: 101


1- زيادة عن د، و «ز».
2- سقطت من «ز».
3- بالأصل: الحسن، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز».
4- بالأصل:«بن» و المثبت عن د، و «ز».
5- بالأصل: الحسن، و المثبت عن د، و «ز».
6- في «ز»: الحسين.

أحمد، أنبأنا أبو طاهر الحسن (1) بن محمّد بن الحسين بن عامر المقرئ، أنبأنا القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفّار بن ذكوان، حدّثنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عبد الرّحمن ابن أبي ؟؟ نزار - إملاء - نا محمّد بن أحمد بن الجنيد، حدّثنا روح بن عبادة، نا أسامة بن زيد، عن الحسن بن مسلم، عن طاوس، عن ابن عبّاس قال:

فرض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الصّلاة في الحضر أربعا و في السّفر ركعتين.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد فيما ذكر (2) أنه نقله من خط أبي الحسين الرّازي في تسمية من كتب عنه بدمشق من الغرباء: أبو عبيد اللّه محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي نزار الرّافقي القاضي، قدم دمشق، فأقام فيها مدة يسيرة، ثم خرج عنها.

6632 - محمّد بن عبد الرّحمن بن هشام بن يحيى بن العاص بن هشام

ابن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة

أبو خالد المخزومي القاضي المعروف بالأوقص (3)

روى عن خالد بن سلمة المخزومي، و علي بن زيد بن جدعان.

روى عنه: معن بن عيسى، و محمّد بن الحسن بن زبالة المخزومي المديني، و ابن أبي رزيق مولى بني (4) مخزوم، و قدم الشام غازيا.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، أنبأنا [يوسف بن أحمد بن يوسف] (5) أنبأنا أبو جعفر العقيلي (6)،حدّثنا علي بن عبد اللّه بن المبارك، حدّثنا زيد بن المبارك (7)،حدّثنا محمّد بن الحسن بن زبالة، حدّثنا محمّد ابن عبد الرّحمن بن هشام المخزومي الأوقص، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عبّاس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أهلّ من مصلاّه.

ص: 102


1- بالأصل:«عن» و المثبت عن د، و «ز».
2- أقحم بعدها بالأصل:«نجا بن أحمد فيما ذكر».
3- ترجمته في الوافي بالوفيات 224/3 و ميزان الاعتدال 625/3 و لسان الميزان 252/5 و الجرح و التعديل 323/7 و الضعفاء الكبير 97/4..
4- بالأصل:«ابن» و المثبت عن د، و «ز».
5- بالأصل:«أنبأنا أبو يوسف» و المثبت بين معكوفتين عن د، و «ز».
6- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 98/4.
7- قوله:«حدّثنا زيد بن المبارك» سقط من الضعفاء الكبير، و من د.

قال العقيلي: محمّد بن عبد الرّحمن بن هشام المخزومي الأوقص (1)-كان قاضيا بالمدينة - مخالف في حديثه.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (2) أبي علي، قالا: أنبأنا أبو جعفر المعدّل، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو عبد اللّه الطوسي، حدّثنا الزبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن يحيى، عن ابن أبي رزيق ملى بني مخزوم، عن الأوقص محمّد بن عبد الرّحمن قاضي مكة، عن خالد بن سلمة قال:

لمّا كان يوم الفتح جاء هشام بن العاص بن هشام بن المغيرة إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فكشف ثوبه عن ظهره ثم وضع يده على خاتم النبوّة قال: فأخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بيده فأجاله فأقعده بين يديه ثم ضرب في صدره ثلاثا ثم قال:«اللّهم أذهب عنه الغلّ و الحسد - ثلاثا-».

فكان الأوقص يقول: نحن أقل أصحابنا حسدا.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أخبرني عبيد اللّه بن أبي الفتح الفارسي (3)،و عبيد اللّه بن عبد العزيز بن جعفر البردعي، قالا: حدّثنا أحمد بن إبراهيم ابن الحسن، حدّثنا أحمد بن مسعود الزبيري، حدّثنا علي بن خيران (4) الأنصاري، حدّثنا الحسن بن الحر المكّي، حدّثني أبي، حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن قاضي أهل مكّة، حدّثني الأوقص المخزومي قاضي أهل مكّة قال:

خرجت مع الرشيد أمير المؤمنين إلى الغزو، فنزلنا في ظل قصر بالشام، فأشرفت جارية، فقالت: هل فيكم من أهل مكة أحد؟ فسكتنا، فقالت: هل فيكم من بني مخزوم أحد؟ قال: فقلت للغلام: قل لها ما حاجتك ؟ قالت: ما فعل محمّد بن عبد الرّحمن الأوقص قال: فقلت لها: حي في عافية من أين تعرفينه ؟ قال: كنت لابنة عمّه فباعتني، قال: فقلت:

أيّ بنات عمّه ؟ قالت: فاختة، و كيف هي، قال: قلت: قل لها: سالمة، قال: حتى سألت عن ولدها النساء و الرجال فقلت له: سلها من أبوها و أمّها، فأخبرته و عرفتها قال: ثم تنفست الصّعداء و أنشأت تقول:

ص: 103


1- بالأصل:«الأوقصى» و المثبت عن د، و «ز»، و الضعفاء الكبير.
2- بالأصل:«أنبأنا» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: عبد اللّه بن أحمد بن أبي الفتح الفارسي.
4- كذا رسمها بالأصل، و في د و «ز»: حيون.

من كان ذا شجن بالشام نحبسه *** فإنّ في غيرها أمسى لي الشّجن

و إنّ ذا القصر حقا ما به شجن *** لكن بمكة أمسى الأهل و الوطن

قال: فدعوت مولى لي فقلت: اذهب إلى صاحب هذا القصر، فأعلمه بموضعي و اشتر لي منه هذه الجارية، فذهب فأعلمه فقال: أنا أصير إليه، فإذا هو شاب من بني أميّة، فأتاني، فسلّم عليّ و قال: لم أعلم بموضعك، و ذكر الجارية، فأخبرته بالذي كان منها، فذهب إلى منزله و قال: و اللّه لا آخذ لها ثمنا، قال: ثم مضيت بها إلى مكّة، فأقامت عندنا حينا.

و قد روي نحو هذه القصة لمصعب بن عبد اللّه الزبيري، و قد قيل: إن الأوقص مات في خلافة الهادي، فكيف يغزو في خلافة الرشيد، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا (1) البنّا، قالا: أنبأنا أبو جعفر المعدّل، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزبير بن بكّار قال: و من ولد هشام (2) بن العاص بن هشام: الأوقص، و هو محمّد بن عبد الرّحمن بن هشام بن يحيى بن [هشام بن] (3)العاص بن هشام بن المغيرة، و كان على قضاء مكة في أيّام المهدي أمير المؤمنين، و مات في خلافة أمير المؤمنين موسى، و أمّه أم أبان بنت عبد الحميد بن عبّاد بن مطرّف بن سلامة من بني مخرمة (4).

و قال الدارمي يمدح محمّد بن عبد الرّحمن المعروف بالأوقص:

أبا خالد أشكو غريما مشوها *** ببابي لا يخبأ و لا يتوجه

له مقلتا كلب و منخر ثعلب *** و بالضبع إن شبّهته فهو أشبه

إذا قلت أقبل زادك اللّه بغضه *** ثنا وجهه لا بل غريمي أشوه

فلو كنت إن ماطلته و انثنى *** و لكنه يشرى عليّ و يسفه

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي، أنبأنا أبو الحسين المبارك ابن عبد الجبّار، و محمّد بن النرسي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد الغندجاني، أنبأنا محمّد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا البخاري (5) قال:

ص: 104


1- بالأصل:«أنبأنا» تصحيف، و التصويب عن د، و «ز».
2- بالأصل: هاشم، تصحيف، و المثبت، عن د، و «ز». و نسب قريش.
3- زيادة عن د، و «ز»، و نسب قريش.
4- الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 315.
5- التاريخ الكبير للبخاري 156/1/1.

محمّد بن عبد الرّحمن المخزومي الأوقص القرشي عن علي بن زيد بن جدعان، روى عنه معن، مرسل.

أخبرنا أبو الحسين (1) القاضي، و أبو عبد اللّه - إذنا - قالا: أنبأنا ابن مندة، أنبأنا حمد (2)-إجازة.

ح قال: و أنبأنا ابن سلمة، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال: (3) محمّد بن عبد الرّحمن المخزومي الأوقص، روى عن علي بن زيد، روى عنه معن بن عيسى القزاز، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو الحسن محمّد بن مرزوق الزعفراني، و حدّثني أبو الحجّاج بن مكي عنه، أنبأني أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر، أنبأنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى المكّي، حدّثنا محمّد بن القاسم بن خلاّد قال:

كان الأوقص قصيرا، دميما (4)،قبيحا، قال فقالت أمّه - و كانت عاقلة - يا بني إنك خلقت خلقة لا تصلح معها لمعاشرة الفتيان فعليك بالدّين فإنه يتم النقيصة، و يرفع الخسيسة، فنفعني اللّه بقولها، فتعلّمت الفقه فصرت قاضيا (5).

أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا محمّد ابن الحسين بن الطفّال، أنبأنا الحسن (6) بن رشيق، نا أيّوب بن المزرع، حدّثنا يزيد بن حارثة (7)،أنبأنا مصعب الزبيري قال:

أتى الدارميّ الشاعر الأوقص قاضي مكة في شيء، فتحامل عليه، فبينا الأوقص يوما في المسجد الحرام ينادي ربّه و يقول: يا ربّ أعتق رقبتي من النار، فقال له الدّارمي: أولك رقبة تعتق ؟ لا و اللّه ما جعل اللّه لك، و له الحمد من عتق و لا رقبة فقال له الأوقص: من أنت ؟ قال: أنا الدارمي، قتلتني و جرت عليّ ، قال: لا تقول ذلك ائتني أحكم لك.

و أنبأنا أبو الحسن، و حدّثنا عنه أبو الحجّاج، أنبأنا محمّد بن عبد الواحد، حدّثنا

ص: 105


1- في «ز»: الحسن، تصحيف، و السند معروف.
2- في «ز»: أحمد، تصحيف.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 323/7.
4- بالأصل و د:«ذميما» و المثبت عن «ز».
5- الوافي بالوفيات 224/3.
6- في «ز»: الحسين.
7- في «ز» الحسين.

محمّد بن العبّاس الخزّاز، أنبأنا أبو أيّوب سليمان بن إسحاق بن الجلاب قال: قال أبو إسحاق الحربي: كان محمّد بن عبد الرّحمن الأوقص عنقه داخلا في يده، و كان منكباه خارجين كأنهما زجّان (1) فقالت له أمّه: يا بني أ تكون في قوم إلاّ كنت المضحوك منه، المسخور به، فعليك بطلب العلم، فإنه يرفعك قال: فطلب العلم قال: فولي قضاء مكة عشرين سنة، قال: فكان الخصم إذا جلس بين يديه يرعد حتى يقوم، قال: و مرت به امرأة يوما و هو يقول: اللّهمّ اعتق رقبتي من النار، قال: فقالت له: يا بني و أيّ (2) رقبة لك ؟ أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان (3) قال: و في جمادى ؟؟ الآخرة سنة تسع و ستين و مائة توفي القاضي الأوقص قاضي مكة، و سمعت شيوخ مكة يقولون: لم يل مكة مثل الأوقص، و سليمان بن حرب، و كان موت الأوقص في جمادى الأولى، فولي بعده محمّد بن عبد الرّحمن السّفياني من بني مخزوم.

6633 - محمّد بن عبد الرّحمن بن يحيى أبو بكر الأرموي الجنزي الصّوفي

قدم دمشق، و حدّث بها سنة إحدى و ثمانين و أربعمائة عن أبي طاهر عبد اللّه بن أحمد السليطي.

كتب عنه أبو القاسم بن صابر.

قرأت بخط أبي القاسم عبد اللّه بن أحمد بن علي السّلمي قال: أنشدنا أبو بكر محمّد ابن عبد الرّحمن بن يحيى الجنزي (4) الأرموي (5) قدم علينا دمشق، أنشدنا عبد اللّه بن أحمد السّليطي، أنشدنا أبو غالب بن سهل الحنفي لنفسه:

قلت للحب حين أعرض عني *** و بلا المحبّ في الإعراض

و تقاضاني في الحمام بنفسي *** إذ تقضّى صبري أشد تغاض

لست ممن يرى عليك اعتراضا *** لكن الصّبر جامع ذو اعتراض

ص: 106


1- الزج: الحديدة في أسفل الرمح.
2- بالأصل:«يا بني أخي و أين» و المثبت عن د، و «ز».
3- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 159/1.
4- بالأصل هنا: الجفري، و في د، و «ز»: «الجنزي» فوقها في «ز»، ضبة.
5- في «ز»: هنا: الأموي.

خذ بإحدى اثنتين: إمّا بوصل فيه *** روح أو فاقض ما أنت قاض

6634 - محمّد بن عبد الرّحمن بن يزيد

ابن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي

أمّه أم ولد، له ذكر، ذكره أبو المظفّر محمّد بن أحمد بن محمّد العنبسي (1) الأموي النسّابة.

6635 - محمّد بن عبد الرّحمن بن يعقوب أبو سعيد الهمذاني

حدّث ببعلبك عن محمّد بن صالح الطبري.

روى عنه: أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفّار بن ذكوان البعلبكي.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ و غيره، عن رشأ بن نظيف، أنبأنا أبو عبد الوهّاب الميداني.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأنا [جدي] (2) أبو محمّد (3)،أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن شجاع الرّبعي - إجازة - أنبأنا أبو القاسم علي بن بشرى الإمام، قالا: أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن ذكوان، نا أبو سعيد محمّد بن عبد الرّحمن بن يعقوب الهمذاني ببعلبك، قال: سمعت محمّد بن صالح الطبري يقول: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: سمعت مسلم بن إبراهيم يقول: سمعت شعبة يقول: من كتبت عنه أربعة أحاديث فأنا عبده حتى يموت.

[قال ابن عساكر:] (4) لم يسمع مسلم بن الحجّاج بن مسلم بن إبراهيم شيئا، و بينهما رجل.

6636 - محمّد بن عبد الرّحمن بن يونس أبو العبّاس الرّقّي

6636 - محمّد بن عبد الرّحمن بن يونس أبو العبّاس الرّقّي (5)

قدم دمشق، و روى عن سليمان بن عبد الرّحمن [و صفوان بن صالح، و دحيم] (6)و يحيى بن سليمان الجعفي، و عبد اللّه بن جعفر الرّقّي، و يعقوب بن كعب، و محمّد بن [عائذ]

ص: 107


1- في «ز»: العنسي.
2- زيادة عن د.
3- من قوله: نظيف... إلى هنا سقط من «ز».
4- زيادة منا للإيضاح.
5- ترجمته في تاريخ بغداد 314/2.
6- ما بين معكوفتين مكانه مطموس بالأصل، و المستدرك عن د، و «ز».

و] (1) محمّد بن [أبي] (2) السري.

روى عنه: سالم بن معاذ التميمي، و أبو الحسن بن جوصا، و أبو بكر الخرائطي، و محمّد (3) بن محمّد بن حمدون بن خالد، و أبو محمّد بن زبر القاضي، و خيثمة بن سليمان، و أبو بكر محمّد بن جعفر الصّيرفي المطيري.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (4)،أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدّي أبو بكر، أنبأنا أبو بكر الخرائطي، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن السّرّاج الرّقّي، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن بن شرحبيل، حدّثنا الحكم (5) بن يعلى بن عطاء المحاربي، حدّثنا عبد اللّه بن وهب، عن ابن جريج، عن عطاء عن ابن عباس (6) عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من لا حياء له فلا غيبة له»[11386].

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر بن الصّفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو العبّاس محمّد بن عبد الرّحمن بن يونس الرّقّي يسمع سليمان بن عبد الرّحمن الدّمشقي، و عبد اللّه بن جعفر الرقّي، روى عنه أحمد بن عمير، و محمّد بن حمدون بن خالد، و هو الذي كنّاه لنا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون قالوا لنا أبو بكر الخطيب (7) محمّد بن عبد الرّحمن بن يونس أبو العبّاس السّرّاج الرّقّي، قدم بغداد، و حدّث بها عن عمرو (8) بن خالد الحرّاني، و أبي صالح محبوب بن موسى الأنطاكي، و موسى بن أيّوب النصيبي، و محمّد بن أبي ؟؟ السّري العسقلاني - زاد ابن خيرون: و محمّد بن إسماعيل بن عيّاش الحمصي و قالوا-: روى عنه وكيع القاضي، و محمّد بن مخلد، و عمر (9)بن محمّد بن أحمد بن هارون العسكري - زاد ابن خيرون: و الزبير بن محمّد الحافظ ، و قالوا:

- و قال: ما علمت من أمره إلاّ خيرا (10).

ص: 108


1- مطموس بالأصل، و المستدرك عن د، و «ز».
2- زيادة عن د، و «ز».
3- كذا بالأصل، و لم تكرر في د، و «ز».
4- في «ز»: قيس.
5- بالأصل: الحاكم، و المثبت عن د، و «ز».
6- بالأصل:«عطاء بن العباس» و التصويب عن «ز»، و د، و في د وضع فوق عن ضبة.
7- رواه الخطيب البغدادي 314/2.
8- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد: عمر.
9- بالأصل:«عمرو» و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
10- بالأصل:«خير» تصحيف، و التصويب عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.

قال الخطيب: و أخبرني عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الصّيرفي، و الحسن بن محمّد بن عمر النرسي، قالا: أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن جامع الدّهّان.

ح و أخبرنا عاليا أبو بكر بن المزرفي، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن جامع الدّهّان، حدّثنا أبو علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن الحرّاني قال: ولد أبو العبّاس محمّد بن عبد الرّحمن بن يونس السّرّاج سنة مائتين، و مات سنة ثمان و سبعين مائتين، و اللّه أعلم (1).

6637 - محمّد بن عبد الرّحمن القرشي.

6637 - محمّد بن عبد الرّحمن القرشي. (2)

حدّث عن واثلة بن الأسقع.

روى عنه: عبد ربه بن صالح الدّمشقي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنبأنا حيدرة بن علي بن محمّد بن إبراهيم، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الحسن بن حذلم، حدّثنا يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا عبد ربّه بن صالح، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن القرشي، عن واثلة بن الأسقع، قال: كنت من أصحاب الصّفّة، و كان رجل من الأنصار لا يزال يأتيني، فيأخذ بيدي و يد صاحب لي إلى منزله، و أنّه احتبس عنا ليلة من الليالي لم يأتنا، فقلت لصاحبي: إن أصبحنا غدا صياما [اليوم] (3) هلكنا، و لكن انطلق بنا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عسى نصيب عنده طعاما، فأتينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فشكونا إليه حاجتنا إلى الطعام، و أعلمناه أن صاحبنا الأنصاري الذي كان يأتينا كل ليلة لم يأتنا، فبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى نسائه امرأة امرأة، كل ذلك تقول: و اللّه ما أمسى عندنا طعام يا رسول اللّه، قال: فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يديه إلى السّماء فقال:

«اللهمّ إنا نسألك من فضلك و رحمتك، و إنا إليك راغبون»، فما ضمّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يديه إلاّ رجل من الأنصار معه قصعة من ثريد عظيمة فيها ثريد و لحم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«هذا فضل اللّه قد أتاكم، و أنا أرجو أن يكون اللّه قد أوجب رحمته»[11387].

ص: 109


1- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء الثالث و العشرين بعد الستمائة.
2- ترجمته في ميزان الاعتدال 624/3 و لسان الميزان 251/5 و الجرح و التعديل 323/7 و التاريخ الكبير 1/1/ 151.
3- في «ز»: صياما اليوم هلكنا، و قد كتبت اللفظة بخط مغاير بالأصل بين السطرين.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنبأنا أبو المبارك بن عبد الجبّار، و الكوفي - و لفظه هذا - قالا: أنبأنا أبو أحمد، أنبأنا أبو بكر، أنبأنا أبو الحسن، أنبأنا البخاري (1) قال:

محمّد بن عبد الرّحمن القرشي عن واثلة، روى عنه عبد ربّه بن صالح.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه، قالا: أنبأنا ابن مندة، أنبأنا حمد - إجازة-.

قال: و أنبأنا ابن سلمة، أنبأنا أبو علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم (2) قال: محمّد بن عبد الرّحمن القرشي روى عن واثلة بن الأسقع، روى عنه عبد ربّه بن صالح، سمعت أبي يقول ذلك.

6638 - محمّد بن عبد الرّحمن السّلمي

6638 - محمّد بن عبد الرّحمن السّلمي (3)

كان ببيروت. سمع منه بقية.

ذكره أبو الفضل المقدسي و لم يزد.

أخبرنا أبو سعد عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بالريّ ، أنبأنا أبو منصور محمّد بن الحسن بن أحمد بن الهيثم المقوّمي، حدّثنا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب، حدّثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن يزيد بن ماجة، حدّثنا محمّد بن الصّفي، حدّثنا بقية، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لبلال (4):«الغداء [يا] بلال» فقال: إني صائم (5)، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«نأكل أرزاقنا و فضل رزق بلال في الجنّة، شعرت يا بلال، أنّ الصّائم تسبّح عظامه، و تستغفر له الملائكة ما أكل عنده»[11388].

6639 - محمّد بن عبد الرّحمن الحرشي

حكى عن أبي العميطر.

حكى عنه محمّد بن علي بن عتّاب الدّمشقي.

ص: 110


1- رواه البخاري في التاريخ الكبير 151/1/1.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 323/7.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 513/16 و تهذيب التهذيب 199/5.
4- في «ز»: «ليأت» تصحيف.
5- إلى هنا، روي في تهذيب الكمال 513/16.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، حدثني أبو الحسين محمد بن أحمد بن غزوان الدّمشقي، حدّثنا أحمد بن أبي المعالي (1) بن يزيد، حدّثنا محمّد بن علي بن عتّاب، حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن الحرشي، قال: كان علي بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، و كنيته أبو الحسن، يجالسنا، فكنا يوما نتحدث إلى أن ذكرنا [كنى] (2) البهائم فقال لنا علي بن عبد اللّه:

أي شيء كنية الحرذون ؟ فقلنا: ما ندري، فقال: كنيته أبو العميطر، قال: فلقّبناه بذلك، فكان يغضب، فقال لنا شيخ من القدماء: ترون هذا اللقب سيخرجه إلى أمر عظيم.

6640 - محمّد بن عبد الرّحمن السّلمي البيروتي

حكى عن محمّد بن عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي.

روى عنه: العبّاس بن الوليد بن مزيد، و محمّد بن عقبة بن علقمة البيروتيّان.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبد اللّه، و أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم، قالا: أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنبأنا أبو الحسن بن السّمسار - إجازة - أنبأنا أبو سليمان محمّد عبد اللّه بن زبر، أنبأنا أبي، حدّثنا سعيد بن سهيل بن عبد الرّحمن، حدّثنا محمّد بن عقبة بن علقمة، حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن السّلمي و كان من أهل الفضل، و كان جارا لي، قال: كان للأوزاعي ابن يقال له محمّد، قال ابن عقبة: و قد [رأيته] (3) و كان من [أعبد] (4) خلق اللّه عز و جل، قال السّلمي: و كان محمّد بن عبد الرّحمن ابن الأوزاعي لي تربا و أخا، فحدّثني أنه رأى أباه ذات يوم و قد أصبح مسرورا، فبعث فاشترى رقبة فأعتقها، قال: فقلت له: يا أبت إنّي رأيت منك في هذا اليوم شيئا ما عهدته فيما مضى، فقال: ما هو إلاّ خير و الحمد للّه، فأعدت عليه السؤال، و ألححت عليه، و هو لا يزيدني على جوابه الأوّل؛ إلى أن قلت له: أقسمت عليك باللّه لما سررتني بسرورك فقال: أنا أخبرك و لا تخبر أحدا ما دمت في الدنيا، فقلت: نعم، فقال: رأيت في هذه الليلة فيما يرى النائم كأنّي قد انتهيت إلى باب الجنّة فجاء النبي صلى اللّه عليه و سلّم و أبو بكر و عمر فعالجوا بابها، و كان قد زال فردّوه إلى مكانه ثم زال أيضا، فعالجوه ليردّوه فأقبل عليّ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«يا عبد الرّحمن أ لا تعيننا على هذا الباب ؟» فقلت: بلى يا رسول اللّه، فأعنتهم عليه فاستوى.

ص: 111


1- كذا بالأصل:«بن أبي المعالى» و في د:«بن المعالي» و في «ز»: «بن المعلى».
2- زيادة عن د، و «ز»، للإيضاح.
3- زيادة عن د، و «ز».
4- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز».
6641 - محمّد بن عبد الرّحمن الواسطي

حدّث عن هشام بن عمّار.

روى عنه أبو سعيد أحمد بن محمّد بن سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور النيسابوري.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان، و أنا سألته، نا محمّد بن عبد الرّحمن الواسطي في الرصافة، نا هشام بن عمّار، حدّثنا عمر بن المغيرة المصيصي عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن الحارث عن علي قال: لعن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم آكل الرّبا و موكله، الحديث[11389].

6642 - محمّد بن عبد الرّحمن الخولاني

حدّث عن أبيه.

روى عنه: ابنه أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن الكتاني، تقدم حديثه في ترجمة ابنه.

6643 - محمّد بن عبد الرّحمن أبو الحسين القاضي الجوهري

6643 - محمّد بن عبد الرّحمن أبو الحسين (1) القاضي الجوهري

روى عن أبي سعيد بن علي بن عمر البغدادي.

روى عنه أبو الحسين عبد الرّحمن بن إسحاق بن عبد العزيز بن أبي صدام اللّهبي (2).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني - إملاء - أنبأنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن إسحاق بن [أبي] صدام، حدّثنا القاضي أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن الجوهري، حدّثنا أبو سعيد بن علي بن عمر البغدادي الفقيه، حدّثنا أبو موسى محمّد بن المثنى، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن جبر بن حبيب، عن أمّ كلثوم، عن عائشة أن أبا بكر دخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فأراد أن يكلّمه بشيء يخفيه من عائشة، و عائشة تصلّي، فقال لها النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«يا عائشة عليك بالكوامل»- و كلمة أخرى، فلما انصرفت عائشة سألته عن ذلك فقال لها:«قولي: اللّهمّ إنّي أسألك من الخير كلّه عاجله و آجله ما علمت منه و ما لم أعلم، أسألك الجنّة و ما قرّب إليها من قول أو عمل، و أعوذ بك من الشرّ كله عاجله و آجله ما

ص: 112


1- بالأصل و د:«الحسن» و في «ز»: «بن الحسين» و سيرد في الخبر التالي:«أبو الحسين» و في المختصر:«أبو الحسين» و هو ما أثبتناه.
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: اللهيبي.

علمت منه و ما لم أعلم، و أسألك من خير ما سألك منه عبدك و رسولك محمّد صلى اللّه عليه و سلّم، و أستعيذك ممّا استعاذك منه عبدك و رسولك محمّد صلى اللّه عليه و سلّم، و أسألك ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته رشدا»[11390].

الكلمة الأخرى: الجوامع.

كذا نسبه ابن أبي صدام، و إنما هو: محمّد بن عبد الكريم، و سيأتي في موضعه.

6644 - محمّد بن عبد الرّحمن أبو عبد اللّه الجرجاني

حدّث بأطرابلس (1) عن أبي بكر أحمد بن صالح بن عمر المقرئ.

روى عنه: أبو محمّد عبد الصّمد بن محمّد بن عبد الصّمد الزرافي (2) الأطرابلسي (3).

6645 - محمّد بن عبد الرّحمن أبو الفرج الطّرسوسي

ذكره أبو محمّد بن صابر.

6646 - محمّد بن عبد الرّحمن أبو بكر النهاوندي

6646 - محمّد بن عبد الرّحمن أبو بكر النهاوندي (4)

سمع بدمشق أبا عبد اللّه الحسين بن محمّد الحلبي.

روى عنه: أبو زكريا بن مندة.

أنبأنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب العبدي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن النهاوندي قدم علينا همذان، ح و أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي - قراءة - أنبأنا أبو الفتح محمّد ابن الحسن، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الحلبي، حدّثنا أحمد بن عطاء الصّوفي - بصور - قال: سمعت أبا صالح عبد اللّه بن صالح الصّوفي يقول: روى (5) بعض أصحاب الحديث في المنام فقيل: ما فعل اللّه بك ؟ فقال (6):غفر لي، فقيل له: بأيّ شيء؟ فقال: بصلاتي في كتبي على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

6647 - محمّد بن عبد الرّحيم بن سليمان

أبو عبد اللّه بن أبي الرّبيع القيسي الأندلسيّ الغرناطي

ذكر لي أنه ولد سنة ثلاث و سبعين و أربعمائة، و أنه قدم الإسكندرية سنة ثمان

ص: 113


1- بالأصل: بالطرابلسي، و المثبت عن د، و «ز».
2- في «ز»: الوراقي.
3- بالأصل: الطرابلسي، و المثبت عن د، و «ز».
4- ترجمته في غاية النهاية 169/2.
5- استدركت على هامش «ز».
6- بالأصل: فقيل، و المثبت عن د، و «ز».

و خمسمائة (1)،و سمع بها أبا عبد اللّه بن الحطّاب (2)،و سمع بمصر: أبا صادق مرشد بن يحيى القزاز (3)،و قدم دمشق قديما و نزل في المدرسة الأمينية، و رحل إلى العراق، و سمع بها أبا بكر بن صهر هبه، و أبا القاسم بن الحصين، و أبا غالب محمّد بن الحسن الماوردي و غيرهم، و دخل خراسان و أقام بها مدّة ثم رجع إلى الشام، و نزل حلب، و أقام سنين، ثم رجع إلى دمشق، و حدّث بها بمجلس البطاقة من حديث حمزة الكتاني، و سمع منه بعض أصحابنا، و كان كثير الدّعاوي، يذكر أنه رأى عجائب في بلدان شتى، أكثرها مستحيل في العقل، و لم اجتمع إليه لمّا عاد إلى دمشق لنفوري منه، لما يحكى عنه من الكذب، مات و دفن يوم الخميس السّادس من صفر سنة خمس و ستين و خمسمائة.

6648 - محمّد بن عبد الرّحيم بن عطيّة بن محرز أبو الحارث له ذكر

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: توفي أبو الحارث محمّد بن عبد الرّحيم بن عطية بن محرز في شوّال يعني سنة ثلاث عشرة و ثلاثمائة.

6649 - محمّد بن عبد الرّحيم أبو عبد اللّه التريكي

المعروف بحمش النيسابوري الزاهد المطوّعي

من قدماء أصحاب أحمد بن حرب الزاهد.

سمع بدمشق: أحمد بن أبي الحواري، و هشام بن عمّار، و حدّث عنهما، و عن أحمد ابن عبد اللّه بن يونس، و يحيى بن يحيى، و أبي (4) خالد يزيد بن صالح الفراء، و حامد بن يحيى، و عبيد بن آدم، و ابن (5) المصفّى، و كثير بن عبيد، و أحمد بن حرب.

روى عنه: أبو عمر أحمد بن المبارك المستملي، و زنجويه بن محمّد اللبّاد، و مكّي بن عبدان، و أبو منصور محمّد بن أحمد بن يحيى،[الحيري] (6) و أبو الطيّب محمّد بن [محمّد

ص: 114


1- في «ز»: و ستمائة، تصحيف.
2- بالأصل، و «ز»: «الخطاب» تصحيف، و التصويب عن د.
3- كذا بالأصل، و في د، و «ز»: «البزاز» راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 475/19.
4- بالأصل: و أبا.
5- بالأصل و د، و «ز»: «و أبي».
6- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز».

ابن عبد اللّه الشعيري، و أبو منصور محمّد بن القاسم العتكي و أبو الطيب محمّد بن] (1) أحمد ابن الحسن المؤذّن، و أبو الفضل الحسن بن يعقوب المعدّل، و أبو جعفر محمّد بن صالح بن هانئ النيسابوريون (2).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا منصور محمّد بن أحمد الصّوفي يقول: سمعت حمش (3) التريكي يقول:

سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: سمعت أبا سليمان يقول: مرّ موسى عليه السّلام على رجل في متعبد له، ثم مرّ به بعد ذلك و قد مزّقت السّباع لحمه، فرأس ملقى و فخذ ملقى، و كبد ملقى، فقال موسى: يا ربّ عبدك كان يطيعك فابتليته بهذا، فأوحى اللّه إليه: يا موسى، إنه سألني درجة لم يبلغها بعلمه فابتليته بهذه (4) لأبلغه تلك الدرجة.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ في التاريخ قال: سمعت أبا منصور محمّد بن أحمد بن يحيى الحيري يقول: سمعت حمش بن التريكي الزاهد يقول: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: سمعت أبا سليمان يقول: قال موسى: يا ربّ خر لي، قال: يا موسى لو لم أخلقك لكان خيرا لك، قال: يا ربّ و قد خلقتني فخر لي، فقال: يا موسى لو أمتّك صبيّا لكان خيرا لك، قال: يا ربّ فلم تمتني صبيّا فخر لي، قال: يا موسى لعلك تكبر فأرحمك.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: حمش بن عبد الرحيم التريكي الزاهد أبو عبد اللّه المطوّعي، سمع أحمد بن عبد اللّه بن يونس، و يحيى بن يحيى، و أبا خالد يزيد بن صالح الفرّا، و كان اسمه محمّد و حمش لقب، و به يعرف، و كان من المرابطين إلى الرّوم، و يكثر المقام بطرسوس، سمع على كبر سنّه من حامد بن يحيى البلخي، و عبيد بن آدم العسقلاني، و محمّد بن الصّفى، و كثير بن عبيد المذحجي، و هشام بن عمّار، و أحمد بن أبي الحواري، و طبقتهم، و كان من قدماء أصحاب أبي عبد اللّه أحمد بن حرب الزاهد، و من الملازمين له، و قد روى عنه، روى عنه أبو عمرو المستملي، و زنجويه بن محمّد، و مكي بن عبدان.

ص: 115


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز».
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: النيسابوري.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: حسن، تصحيف.
4- من قوله: فأوحى... إلى هنا سقط من «ز».

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه، حدّثني أبو سعيد بن أبي حامد أحمد بن حمدوية، قال:

سمعت أبي يقول: توفي حمش التريكي الزاهد في شوّال سنة خمس و سبعين و مائتين، و ذكر أنه جاوز ثمانين سنة.

6650 - محمّد بن عبد الرّحيم، و يقال: ابن عبد الرّحمن

ابن الفضل بن العبّاس الهاشمي

تقدّم ذكره.

6651 - محمّد بن عبد الرّحيم الهروي

حدّث عن دحيم.

روى عنه: أبو جعفر الطحّان.

6652 - محمّد بن عبد الرّحيم البغداديّ

سمع بدمشق: هشام بن عمّار.

روى عنه: أبو الحسين محمّد بن معمر البحراني.

أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو يعلى بن أبي خيش، قالا: أنبأنا سهل ابن بشر الأسفرايني، أنبأنا القاضي أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى السّعدي، أنبأنا أبو الفتح أحمد بن عمر بن سعيد بن ميمون الجهاري - بمصر - أنبأنا أبو محمّد الحسن بن رشيق (1) العسكري، بقراءتي عليه سنة خمس و ستين و ثلاثمائة.

حدّثنا أبو الحسين محمّد بن معمر البحراني المدائني، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحيم البغداديّ ، حدّثنا هشام بن عمّار، عن صدقة بن خالد القرشي، عن زيد بن واقد، عن مغيث [بن] (2) سمي الأوزاعي عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: ذكرت مصر عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«السوداء تربتها، المنتنة أرضها، الحلفاء نباتها، القبط أهلها، من دخل فيها و سكن فيها، و أكل في آنيتها و غسل رأسه بطينها ألبسه اللّه الذلّ و الهوان، و أذهب عنه الغيرة و إن كان و لا بدّ من السّكنى فيها فعليكم بجبل يقال له المقطّم (3)،فإنه مقدّس، أو بقرية يقال لها:

الاسكندرية فإنها إحدى العروسين يوم القيامة»[11391].

ص: 116


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: شقيق.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز».
3- المقطم: بضم أوله و فتح ثانيه و تشديد الطاء المهملة و فتحها: الجبل المشرف على القرافة مقبرة فسطاط مصر و القاهرة (معجم البلدان).

هذا حديث منكر، و الحمل فيه على البحراني، أو على محمّد بن عبد الرحيم، و اللّه أعلم.

6653 - محمّد بن عبد الرّحيم أبو بكر الرماحي

حدّث بدمشق عن عمر بن سنان المنبجي.

روى عنه: أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر الجرجاني، و سمع منه بدمشق.

6654 - محمّد بن عبد الرّزّاق بن عبد اللّه بن أبي حصين بن المحسن بن عمرو

أبو البيان بن أبي غانم المصري

سكن دمشق مدة، و تصرّف في أوقاف الجامع أشرافا، و كان قد سمع أباه أبا غانم، خرج عن دمشق و ولي قضاء حمص، كتبت عنه شيئا يسيرا.

أخبرنا أبو البيان محمّد بن عبد الرّزاق بن أبي حصين، أنبأنا أبي أبو غانم - لفظا - سنة ثمان و ستين و أربعمائة بالمغرّة، حدّثنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصّابوني عند اجتيازه حاجا بظاهر معرّة النعمان، أنبأنا أبو سعيد عبد اللّه محمّد بن عبد الوهاب الرازي، أنبأنا محمّد بن أيوب الرازي (1)،أنبأنا مسلم بن إبراهيم حدّثنا هشام بن عبد اللّه الدستوائي (2)،عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«يكبر ابن آدم و يكبر معه اثنتان حبّ المال و طول العمر»[11392].

أخبرناه عاليا أبو القاسم زاهر طاهر، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا أبو سعيد الرّازي الصّوفي، أنبأنا محمّد بن أيّوب الرّازي، أنبأنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا هشام بن أبي عبد اللّه الدّستوائي، نا قتادة، عن أنس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«يهرم ابن آدم و يكبر معه اثنتان: حبّ المال و طول العمر»[11393].

رواه البخاري عن مسلم بن إبراهيم، قال [لي] (3) أبو سعد بن السمعاني: سألت أبا البيان محمّد بن عبد الرّزّاق قاضي حمص عن مولده فقال: في جمادى الآخرة (4) سنة أربع و ستين و أربعمائة بمعرة النعمان، و توفي كذا.

ص: 117


1- بالأصل:«الداري» و المثبت عن د، و «ز».
2- بالأصل:«الدستاوي، و المثبت عن د، و «ز».
3- زيادة عن «ز»، و د.
4- بالأصل: جماد الأخير.
6655 - محمّد بن عبد الرّزّاق بن محمّد أبو الفضل الهاشمي الشاهد

من ولد المأمون.

حدّث عن القاضي الميانجي (1).

روى عن الحنّائي.

قرأت بخط علي بن محمّد، أنبأنا أبو الفضل محمّد بن عبد الرّزّاق بن محمّد بن المأمون الهاشمي الشاهد، حدّثنا القاضي أبو بكر يوسف (2) بن القاسم الميانجي، أنبأنا أبو خليفة الفضل (3) بن الحباب الحمصي، حدّثنا محمّد بن كثير العبدي، حدّثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عبد اللّه بن عمرو أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لم يكن فاحشا و لا متفحّشا، و كان يقول:«خياركم أحاسنكم أخلاقا»[11394].

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنبأنا عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور، أنبأنا أبو عمر بن حمدان، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسن بن المهلّب، نا محمّد بن سليمان بن هشام ابن ابنه مطر، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيق (4)،عن مسروق، عن عبد اللّه بن عمرو فذكر مثله، و قال: من خياركم.

6656 - محمّد بن عبد السّلام بن عثمان بن محمّد بن عبد الكريم بن سهل

أبو بكر الفزاري

حدّث عن إبراهيم بن أبي داود البرلّسي، و أبي عتبة الحجازي، و عبّاس بن محمّد الدّوري، و عثمان بن مضر، و أحمد بن عمر بن أبان الصوري، و عبّاس بن الوليد بن مزيد، و محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، و أبي هبيرة محمّد بن الوليد الهاشمي، و عبد الصّمد بن عبد الوهّاب الحمصي، و أحمد بن علي بن الأقط ، و أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم بن البرقي، و أحمد بن شيبان الرّملي، و إبراهيم بن مرزوق البصري، و أبي أميّة الطّرسوسي، و حنبل بن إسحاق بن حنبل، و حميد بن داود بن إسحاق الرّملي، و أحمد بن علي بن سهل، و عبد اللّه بن زيد البهراني، و يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و خالد بن روح بن أبي حجير.

ص: 118


1- صحفت في «ز» إلى: المبالجي.
2- بالأصل:«بن يوسف»، و المثبت عن د، و «ز».
3- بالأصل:«بن الفضل»، و المثبت عن د، و «ز».
4- في «ز» و د: سفيان

روى عنه: أبو سليمان بن زبر، و محمّد بن سليمان الربعي، و الحاكم أبو (1) أحمد الحافظ ، و محمّد بن المظفر الحافظ ، و أبو القاسم (2)،و أبو القاسم بن أبي العقب، و أبو عدي عبد العزيز بن علي بن محمّد بن إسحاق بن الفرج، و أبو سعيد بن يونس المصريّان.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا الحاكم أبو (3)أحمد، أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد السّلام بن عثمان الفزاري بدمشق، حدّثنا إبراهيم - يعني - ابن أبي داود البرلّسي، نا إبراهيم بن يحيى بن محمّد، حدّثني أبي عن ابن إسحاق عن محمّد بن عبد اللّه بن شهاب، عن عمّه عن أنس بن مالك قال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم دخل عام الفتح مكة و على رأسه المغفر[11395].

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني و ذكر أنه نقله من خطّ بعض أصحاب الحديث في تسمية من سمع منه بدمشق سنة ست عشرة و ثلاثمائة.

6657 - محمّد بن عبد السّلام الفزاري

6657 - محمّد بن عبد السّلام الفزاري (4)

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني، أنبأنا الصّفّار، أنبأنا ابن منجويه، أنبأنا أبو أحمد (5) قال أبو بكر محمّد بن عبد السّلام بن عثمان الفزاري الدّمشقي سمع محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم (6) المصري.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس.

محمّد بن عبد السّلام بن عثمان الفزاري يكنى أبا بكر، دمشقي قدم مصر سنة اثنتي عشرة و ثلاثمائة، و كتبنا عنه، حدّث عن العبّاس البيروتي و طبقة نحوه، و عن جماعة من أهل مصر مثل محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم و طبقة نحوه، قال لي الحسن بن القاسم بن دحيم: كان بدمشق معي في المكتب.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا

ص: 119


1- بالأصل:«بن» و المثبت عن د، و «ز».
2- قوله:«أبو القاسم» مكرر بالأصل.
3- في «ز»: «بن الحاكم» تصحيف.
4- ترجمته في الأسامي و الكنى للحاكم 224/2 رقم 709.
5- الأسامي و الكنى 224/2-225.
6- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في الأسامي و الكنى: عبد الحكيم.

أبو سليمان بن زبر قال: و في هذه السنة يعني سبع عشرة و ثلاثمائة: توفي [أبو بكر] (1) محمّد ابن عبد السّلام بن سهل، و اللّه أعلم.

6658 - محمّد بن عبد السّلام بن عبد الرّحمن بن عبيد بن سعدان

أبو عبد اللّه الجذامي (2)

مولى روح بن زنباع الجذامي.

سمع أبا العبّاس جمح بن القاسم، و محمّد بن سليمان الرّبعي البندار، و أبا علي بن منير التنوخي، و أبا بكر الميانجي، و أبا الحسن علي بن الحسن بن إبراهيم الحلبي، و أبا عمر بن فضالة، و أبا سليمان بن زبر.

حدّث عنه عبد العزيز الكتّاني، و أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد، و أبو القاسم بن أبي العلاء، و سهل بن بشر، و أبو الفضل بن الفرات، و أبو الحسن بن أبي الحزوّر، و عبد الواحد ابن عبد الوهّاب بن عبد العزيز بن أبي الحزوّر، و نجا العطار، و أبو طاهر [محمّد بن الحسين] (3) بن الحنّائي، و أبو القاسم بن هلال، و علي الموازيني، و هو آخر من حدّث عنه.

أنبأنا أبو طاهر الحنّائي، و أبو الحسن الموازيني، و أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى ابن رافع النابلسي عنهما، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد السّلام بن عبد الرّحمن بن عبيد بن سعدان - قراءة - سنة أربعين و أربعمائة، حدّثنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي - إملاء - نا أبو خليفة، حدّثنا أبو الوليد الطيالسي، نا عكرمة بن عمّار، نا يحيى بن أبي كثير، حدّثني أبو سلمة، حدّثني عبد اللّه بن عمرو (4) قال: أرسل إلي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«اقرأ القرآن [في سبع] (5) و لا تزد على ذلك»[11396].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني قال:

توفي شيخنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد السّلام بن سعدان يوم عرفة سنة ثلاث و أربعين و أربعمائة، و كذا وجد له سماع من أبي عمر محمّد بن موسى بن فضالة، و جمح بن القاسم،

ص: 120


1- اللفظتان «أبو بكر» استدركتا بخط مغاير فوق الكلام بين السطرين.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 635/17 و العبر 202/3 و شذرات الذهب 270/3.
3- الزيادة عن سير أعلام النبلاء.
4- بالأصل: عمر، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز».
5- الزيادة للإيضاح و تقويم المعنى عن د، و «ز».

و الحسن بن منير التنوخي و غيرهم سنة أخرى أو نحوها (1).

6659 - محمّد بن عبد الصّمد

مولى بني هاشم.

حكى شيئا من سيرة أبي العميطر.

حكى عنه ابنه يزيد بن محمّد.

قرأت بخط أبي الحسين (2) الرّازي، أخبرني أبو القاسم بن الحسن [بن] محمّد بن هشام ابن جبلة الدّمشقي، نا يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد قال: سمعت أبي يقول: لمّا خرج أبو العميطر هرب من كان بدمشق من بني هاشم و مواليهم و أسبابهم (3) فاستصفى أبو العميطر منازلهم و ضياعهم و أقطعها موالي بني أميّة إلى أن دخل ابن بيهس دمشق فرجعوا، و أخذ كل قوم ما كان لهم.

6660 - محمّد بن عبد الصّمد الدّويلي الدّمشقي

حدّث عن أبي أسلم [الحمصي روى عنه عبد اللّه بن محمّد بن سلم المقدسي. قرأت على أبي محمّد عبد الكريم] (4) بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر فيما أذن لي في روايته عنه، نا أبو إسحاق إبراهيم بن سنان الدّمشقي، حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن سلام (5) المقدسي، نا عبد الواحد بن محمّد البزاز الدّمشقي، حدّثنا أبو أسلم الحمصي، حدّثنا مالك، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«لا تحملوا دينكم على (6) مسالمة أهل الكتاب، فإنهم قد ضلّوا و أضلّوا من كان قبلكم ضلالا مبينا»[11397].

قال أبو إسحاق: قال أبو محمّد: عرضت هذا الحديث على محمّد بن عبد الصّمد الدّويلي الدّمشقي فقال: حدّثنا به أبو أسلم.

ص: 121


1- بالأصل:«و نحوها» و المثبت عن د، و «ز».
2- بالأصل: الحسن، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
3- سقطت من «ز».
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاختل المعنى، و المستدرك عن د، و «ز»: (و في «ز»: مسلم بدل: سلم).
5- كذا بالأصل هنا، و في «ز»: «سالم»، و في د:«سلم» و قد مرّ عبد اللّه بن محمّد بن سلم المقدسي.
6- كذا بالأصل و د، و في «ز»: عن.
6661 - محمّد بن عبد الصّمد بن أبي الجرّاح

6661 - محمّد بن عبد الصّمد بن أبي (1) الجرّاح (2)

و يقال: ابن الجرّاح - المصّيصي المقرئ

سمع بدمشق محمّد وزير بن الحكم السلمي، و بغيرها: محمّد بن قدامة المصيصي.

روى عنه: الطبراني.

كتب إليّ أبو علي الحسن بن أحمد، ثم حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد الطّبراني، حدّثنا محمّد بن عبد الصّمد بن أبي الجراح المصيصي، حدّثنا محمّد بن الوزير الدّمشقي، حدّثنا ضمرة بن ربيعة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم نهى عن نكاح اليمين.

أنبأنا أبو علي المقرئ، أنبأنا أبو نعيم، حدّثنا سليمان قال: لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلاّ رجاء بن أبي سلمة، و لا رواه عن جابر إلاّ ضمرة، تفرّد به محمّد بن الوزير.

أنبأنا أبو علي الحداد و غيره، قالوا: أنبأنا أبو بكر بن ريذة، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا محمّد بن عبد الصّمد بن الجرّاح المقرئ المصيصي، نا محمّد بن قدامة الجوهري فذكر حديثا.

6662 - محمّد بن عبد الصّمد أبو صالح البعلبكي

حدّث عن أبي حفص عمر بن محمّد النسائي.

روى عنه أحمد بن جعفر الفرغاني.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ عنه، أنبأنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم الفرضي، حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، حدّثنا أحمد بن جعفر الفرغاني، حدّثنا أبو صالح محمّد بن عبد الصّمد البعلبكي، حدّثنا عمر بن محمّد النسائي، حدّثني الجحّاف بن عبد العزيز الربعي قال: كان عمر بن [أبي] (3) ربيعة القرشي تنسّك في آخر عمره و آلى على نفسه أن لا يقول شيئا من الشعر، فذكر حكاية تقدمت في ترجمة عمر بن أبي ربيعة.

ص: 122


1- سقطت من الأصل و «ز»، و أضيفت عن د.
2- بالأصل: الخراج، و المثبت عن د، و «ز»، و في «ز»: ابن الجراح و يقال ابن الخراج.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز».
6663 - محمّد بن عبد الصّمد بن محمّد بن لاو - يقال: ابن لاوي -

أبو عبد اللّه الزرافي الأطرابلسي (1)

مولى المقتدر باللّه.

حدّث عن خيثمة بن سليمان، و أبي عبد اللّه محمّد بن عبد الرّحمن الجرجاني.

روى عنه: ابنه أبو الحسين عبد السّلام بن محمّد، و أبو عبد اللّه الصّوري، و علي بن محمّد الحنّائي، و أبو زكريا البخاري.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار ابن أحمد، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن عبد اللّه الصّوري الحافظ - إملاء - حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق القيسي (2)،و أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الصّمد بن محمّد بن لاو الزرافي، و أبو عبد اللّه محمّد بن جعفر بن عبيد اللّه (3) الكلاعي، و أبو نصر عبد اللّه بن محمّد بن بندار الهمذاني، قالوا: أنبأنا خيثمة بن سليمان بن حيدرة، حدّثنا محمّد بن عوف، نا أبو المغيرة، حدّثنا الأوزاعي، عن عطاء، عن ابن عبّاس أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم تزوّج ميمونة و هو محرم[11398].

قال سعيد بن المسيّب: وهم (4) ابن عبّاس و إن كانت خالته، إنّما تزوّجها حلالا.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن المسلم بن نصر بن أحمد الرحبي (5)،أنبأنا خال أبي أبو المرجى سعد اللّه بن صاعد بن المرجى بن الحسين الرحبي (6)،أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد الحافظ الصّوري - بالرّحبة - حدّثنا محمّد بن عبد الصّمد الزّرافي (7)،نا خيثمة ابن سليمان بن حيدرة، نا محمّد بن عوف، حدّثنا سليمان بن عثمان الفوزي، نا محمّد بن زياد، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من قال لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك، و له الحمد، و هو على كلّ شيء قدير لم يسبقها عمل، و لم تبق معها سيئة»[11399].

ص: 123


1- بالأصل: الطرابلسي، و المثبت عن د، و «ز».
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: «العيسي».
3- بالأصل: عبيد، و المثبت عن د، و «ز».
4- كذا بالأصل و د، و في «ز» روى.
5- تقرأ بالأصل:«الزجي» و في «ز»: «الرخي» و اللفظة غير واضحة في د. و المثبت يوافق ما جاء في مشيخة ابن عساكر 238/أ.
6- انظر الحاشية السابقة.
7- في «ز»: الرزاقي.
6664 - محمّد بن عبد العزيز بن الحسن أبو جعفر الجرجاني القاضي

6664 - محمّد بن عبد العزيز بن الحسن أبو جعفر الجرجاني القاضي (1)

ولي قضاء دمشق، و أدركه أجله بها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف قال أبو جعفر محمّد بن عبد العزيز بن الحسن أخو أبي الحسن علي بن عبد العزيز القاضي كان ولي القضاء بدمشق قبل الستين و ثلاثمائة و مات بها.

6665 - محمّد بن عبد العزيز بن حسنون أبو طاهر الإسكندراني الفقيه الشافعي

6665 - محمّد بن عبد العزيز بن حسنون أبو طاهر الإسكندراني الفقيه الشافعي (2)

حدّث بدمشق عن صالح بن شعيب البصري، و أبي محمّد بكر بن سهل الدمياطي، و جعفر بن محمّد الفريابي، و أبي القاسم عبد الرّحمن بن معاوية العتبي (3)،و أبي عبيد علي بن الحسين (4) بن حرب القاضي، و مقدام بن داود الرّعيني، و أبي عبد اللّه محمّد بن إسحاق المكّي العطّار.

روى عنه تمام بن محمّد و عبد الوهّاب الميداني، و محمّد بن الخضر بن عمر الفارضي، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و الهيثم بن أحمد الصّبّاع، و أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن أبي عمرو المنيني.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن عبد العزيز بن حسنون الفقيه الإسكندراني، حدّثنا صالح بن شعيب البصري، حدّثنا سليمان بن داود المنقري، عن الدراوردي، أخبرني عمرو بن أبي عمرو عن المقبري (5)،عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«إن اللّه عز و جل ليبتلي (6) عبده المؤمن بالسّقم حتى يخفّف عنه كل ذنب»[11400].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمّد أو غيره، و أنا أشك، قال: توفي أبو طاهر الإسكندراني يوم السبت لخمس خلون من رجب سنة تسع و خمسين و ثلاثمائة، قال عبد العزيز: حدّثنا عنه ابن الميداني (7)،و تمام بن

ص: 124


1- ترجمته في تاريخ جرجان ص 442 رقم 838.
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 261/3 و فيه:«بن حسون» بدلا من «بن حسنون».
3- كذا رسمها بالأصل، و اللفظة غير و واضحة في د، و في «ز»: العنسي.
4- في «ز»: و أبي عبيد بن علي بن الحسيني.
5- في «ز»: المغيري.
6- بالأصل:«ليبلي» و المثبت عن د، و «ز».
7- بالأصل:«المنداني» و في «ز»: المندائي.

محمّد و غيرهما، لم أسمع فيه شيئا، و قرأت أنا ذلك بخط تمام بن محمّد فبان أنّ شكّ عبد العزيز في غير تمام ضعيف.

6666 - محمّد بن عبد العزيز بن عبد الملك أبو بكر العثماني

حدّث عن عبد الرّحمن بن سهل العقيلي البصري.

روى عنه: الحسن بن سليمان بن حمزة الأصبهاني، أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي المعدّل عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (1)،حدّثنا الحسين (2) بن محمّد بن علي، حدّثنا الحسن (3) بن سليمان المعدل الأصبهاني بالبصرة، حدّثنا أبو بكر العثماني محمّد بن عبد العزيز بن عبد الملك الدّمشقي، حدّثنا عبد الرّحمن بن سهل العقيلي البصري، حدّثنا سلمة بن رجاء، حدّثنا مسعر (4) بن كدام، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد اللّه بن باباه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من قال حين يأوي إلى فراشه: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد يحيي و يميت بيده الخير و هو على كلّ شيء قدير، سبحان اللّه، و الحمد للّه، و لا إله إلاّ اللّه، و اللّه أكبر.[و لا حول و لا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم] (5) غفر اللّه له ذنوبه و إن كانت أكثر من زبد البحر»[11401].

6667 - محمّد بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي

أخو عمر (6) بن عبد العزيز، و أمّهما أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، له ذكر في غزاة مسلمة بن عبد الملك القسطنطينة، جعل له عبد الملك بن مروان الإمرة من بعد محمّد بن خالد بن الوليد الذي جعله أميرا إن أصيب مسلمة، و كان مسير مسلمة من دمشق و استشهد في تلك الغزاة كما حكى عن عبد اللّه بن سعيد بن قيس الهمذاني، و ذلك فيما:

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، و حدّثنا أبو القاسم وهب بن سلمان عنه، أنبأنا أبو بكر الخطيب - لفظا - و أبو الحسن طاهر بن أحمد - قراءة.

ص: 125


1- رواه أبو نعيم الحافظ في ذكر أخبار أصبهان 267/1 في أخبار الحسن بن سليمان الأصبهاني.
2- بالأصل و د: الحسن، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و أخبار أصبهان.
3- بالأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز»، و أخبار أصبهان.
4- بالأصل: مسعود، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز»، و أخبار أصبهان.
5- ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل و بعده صح.
6- بالأصل: عمرو، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز».

أخبرنا بإسناد الحكاية أبو النجم الشّيحي، أنبأنا أبو بكر الخطيب (1)،قالا: أنبأنا أبو الحسن بن رزقويه، أنبأنا عثمان بن أحمد، نا الحسن بن سلام، حدّثنا الصّباح بن بيان، حدّثنا يزيد بن أوس، عن عامر بن شراحيل، عن عبد اللّه بن سعيد أن عبد الملك قال لذلك الجيش قد أمّرت عليكم مسلمة بن عبد الملك فاسمعوا له، و أطيعوا أمره ترشدوا و توفقوا، فإن استشهد فالأمير من بعده محمّد بن خالد بن الوليد المخزومي، فإن استشهد بالأمير من بعده محمّد بن عبد العزيز، فذكر الحديث إلى أن قال: و خرج عبد الملك معنا يشيّعنا حتى بلغ إلى باب دمشق، فودّعنا عبد الملك و رجع فذكر الحديث إلى أن قال: ثمّ (2) حمل محمّد بن عبد العزيز فطعن ثم أفاق محمّد بن عبد العزيز فحمل على القوم، فلم يزل يقاتلهم حتى عقر فرسه، ثم حمل عليه أقريطفون (3) فطعنه [فخرّ] (4) صريعا، ثم ضرب عنقه و رمى برأسه إلى المسلمين فانكسر الناس لقتل محمّد بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا (5) البنّا، قالوا: أنبأنا [أبو جعفر] (6) ابن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو عبد اللّه الطوسي، حدّثنا أبو الزبير (7) قال: ولد عبد العزيز بن مروان بن الحكم: عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم، عمر بن عبد العزيز استخلفه سليمان بن عبد الملك، و عاصما، و أبا بكر، و محمّدا، لا عقب له، و أمّهم أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطّاب.

6668 - محمّد بن عبد العزيز بن موسى

أبو الفتح بن أبي القاسم البغدادي المقرئ المعروف أبوه ببدهن (8)

قدم دمشق و حدّث بها عن أحمد بن جعفر جحظة البرمكي النديم.

روى عنه عبد الرّحمن بن عمر، أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا علي بن الحسين بن

ص: 126


1- راجع تاريخ بغداد 338/9 في ترجمة الصباح بن بيان.
2- من قوله: و خرج... إلى هنا سقط من «ز».
3- تقرأ بالأصل:«أبو مظعون» و غير مقروءة في د، و المثبت عن «ز».
4- الزيادة لازمة للإيضاح عن د، و «ز».
5- بالأصل:«أنبأنا» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
6- الزيادة بين معكوفتين عن د، و «ز».
7- الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 168.
8- ترجمته في تاريخ بغداد 353/2.

أحمد بن صصري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، حدّثني أبو الفتح محمّد بن عبد العزيز المقرئ المعروف بابن بدهن بدمشق، حدّثني جحظة البرمكي النديم، حدّثنا أبو عبد اللّه المسمعي قال: رأيت دلامة بن عمار بالبصرة، واقفا بمقبرة المربد فوقفت انظر إليه، فلمّا رآني أنشأ يقول:

بغات الدّهر تأتي *** ك بما غيّب عنك

و ما (1) لا بدّ منه *** دائبا يقرب منك

كلّ [من] (2) تبصره لا *** بدّ أن يسكن ضنك

فشغل قلبي ما سمعته فلما رآني كالواجد مما قال أنشأ يقول:

يعيش معافا دائما ألف حجّة *** و تكفي صروف الحادثات سليما

ثم ولى و هو يقول:[ها] (3) و لا تغضب ؟.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (4) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (5)،أخبرني علي بن الحسين بن أحمد الثعلبي (6)بدمشق، أنبأنا عبد الرّحمن بن نصر، أنشدني أبو الفتح محمّد بن عبد العزيز المقرئ البغدادي، أنشدني جحظة البرمكي النديم قال: أنشدني ابن المعتز لنفسه.

و ما زلت مذ شدت يدي عقد مئزري *** غنائي لغيري و افتقاري على نفسي

و دل على الخير (7) جودي و عفتي *** كما دلّ إشراق الصباح على الشمس

6669 - محمّد بن عبد العزيز

حكى عن أبيه.

حكى عنه محمّد بن عائذ.

6670 - محمّد بن عبد العزيز أبو الفرج الجرجاني الصّوفي

قدم دمشق طالب علم، و سمع بها: أبا محمّد بن أبي نصر، و حدّث بها عن أبي صادق

ص: 127


1- في المختصر:«و الذي لا بد..».
2- زيادة عن د، و «ز»، لتقويم الوزن.
3- زيادة عن د، و «ز».
4- زيادة عن د، و «ز»، لتقويم السند.
5- تاريخ بغداد 353/2.
6- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد: الثعالبي.
7- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد: الحمد.

محمّد (1) بن أحمد بن أبي الفوارس النّيسابوري العطّار الدّلال.

روى عنه: عبد العزيز الكتاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا أبو الفرج محمّد بن عبد العزيز الجرجاني الصّوفي قدم علينا قراءة عليه، حدّثنا أبو الشيخ أبو صادق الدلاّل، حدّثنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصّاغاني، حدّثنا عبد اللّه بن صالح، حدّثنا حرملة بن عمران، عن عقبة بن مسلم، عن عقبة بن عامر، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال:

«إذا رأيت اللّه يعطي العبد ما يحبّ و هو مقيم على معصيته فإنما ذلك استدراج» ثم نزع بهذه الآية: «فَلَمّٰا نَسُوا مٰا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنٰا عَلَيْهِمْ أَبْوٰابَ كُلِّ شَيْ ءٍ» (2) الآيتين[11402].

6671 - محمّد بن عبد الغني أبو علي هو محمّد بن محمّد بن القاسم بن عبد الغني

روى عنه: أبو الحسين الرازي، و نسبه إلى جدّ أبيه.

6672 - محمّد بن عبد القادر

حدّث عن: إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني (3).

روى عنه: أبو القاسم بن طعان.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن الخضر، و أنبأنيه أبو محمّد بن صابر، أنبأنا درباح بن محمّد بن المرجى، أنبأنا علي بن الخضر، أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمّد بن عبد اللّه الرازي الحافظ ، أنبأنا أبو القاسم علي بن رجاء، حدّثنا محمّد بن عبد القادر، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب، حدّثنا عبد الصّمد، حدّثنا همّام بن يحيى، حدّثنا قتادة، عن شهر بن حوشب، عن عبد اللّه قال: الشمس و القمر و جوهما (4) إلى السماء و أقفاهما (5) إلى الأرض يضيئان في السماء كما يضيئان في الأرض.

6673 - محمّد بن عبد الكريم بن أحمد بن عبد الكريم بن علي بن سعد

أبو بكر الكازروني الصّوفي

من أهل بيت التصوّف [و له] (6) وجاهة في بلده.

ص: 128


1- بالأصل و «ز»: «و محمّد» تصحيف، و المثبت عن د. راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 401/17.
2- سورة الأنعام، الآية:44.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الجرجاني.
4- فوق اللفظة في «ز»: ضبة.
5- فوق اللفظة في «ز»: ضبة.
6- زيادة عن د، و «ز».

قدم دمشق زائرا لبيت المقدس، و نزل الدويرة التي على الرحا في مرج الأشعريين، و حدّث عن عمّه أبي نصر محمود بن أحمد.

كتبت عنه شيئا يسيرا، و خرج قاصدا إلى بلده، و لم يبلغنا عنه خبر بعد ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الكريم بن أبي حامد أحمد بن عبد الكريم بن (1) علي بن سعد الكازروني الصّوفي الخطيب بدمشق، أنبأنا عمّي الخطيب الإمام أبو نصر محمود بن أحمد بن عبد الكريم، أنبأنا عمّي الفقيه الخطيب أبو بكر محمّد بن عبد الكريم بن علي بن سعد، أنبأنا الشيخ السّعيد أبو إسحاق إبراهيم بن شهريار - إملاء من لفظه و أنا حاضر أسمع - أنبأنا أبو بكر أحمد بن يعقوب الطائي سنة ثمان و ثمانين و ثلاثمائة، حدّثنا أبو الحسن بكر بن محمّد بن عبد الرزّاق، حدّثنا الحسن بن محمّد بن الصّباح الزعفراني، حدّثنا أسباط ، حدّثنا عبد الملك، عن عطاء، عن زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من فطّر صائما كتب اللّه له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء، و من جهز غازيا في سبيل اللّه أو خلفه في أهله كتب اللّه له مثل أجر الغازي من غير أن ينتقص (2) من أجر الغازي شيء»[11403].

6674 - محمّد بن عبد الكريم بن سليمان أبو الحسين المصيفي الجوهري

6674 - محمّد بن عبد الكريم بن سليمان أبو الحسين المصيفي (3) الجوهري

قاضي الرملة.

حدّث بدمشق عن أبي سعيد الحسن بن علي بن عمر البغدادي الفقيه نزيل المصّيصة.

روى عنه عبد الوهّاب الميداني، و أبو الحسين عبد الرّحمن بن إسحاق بن عبد العزيز اللّهبي، و أبو الحسن بن عوف، و أبو الحسين محمّد بن عمر بن الخضر الحمصي الفارضي، و أبو الحسن علي بن الحسن بن إبراهيم العبسي الكوفي الصوفي، و أبو بكر محمّد بن عمر بن موسى الحارثي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، و أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، قالا: أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد المزني - قراءة عليه - حدّثني (4)القاضي أبو الحسين محمّد بن عبد الكريم بن سليمان الجوهري - بدمشق - قدم علينا في سنة

ص: 129


1- بالأصل: عن، تصحيف.
2- بالأصل:«ينقص» و المثبت عن د، و «ز».
3- كذا رسمها بالأصل و د، و «ز»، و في المختصر:«المصيصي».
4- أقحم بالأصل و «ز»: «حدّثني القاضي أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد المزني قراءة عليه» و المثبت يوافق د.

ثلاث و ستين و ثلاثمائة، أنبأنا أبو سعيد الحسن بن علي بن عمر الفقيه، نا أبو موسى الزمن، حدّثنا عبد الصّمد، حدّثنا شعبة، عن خالد الحذّاء، عن أبي بشر العنبري - قال [أبو] (1) موسى - و هو الوليد أبو بشر العنبري - عن حمران عن عثمان قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من مات و هو يعلم أن اللّه حقّ دخل الجنّة»[11404].

أخبرناه عاليا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا أبو موسى محمّد بن المثنى، حدّثنا عبد الصّمد بن عبد الوارث، حدّثنا شعبة، عن خالد الحذّاء، عن أبي بشر العنبري - قال أبو موسى: و هو الوليد - عن حمران عن عثمان قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من مات و هو يعلم أن اللّه حقّ دخل الجنّة»[11405].

6675 - محمّد بن عبد الكريم بن المفضّل بن علي بن يحيى

أبو عبد اللّه الموصلي التاجر

سمع بدمشق من أبي البركات كتائب بن علي بن حمزة السلمي (2) في ذي القعدة سنة ثمان و خمسمائة.

سمع منه ابن أخته أبو منصور محمّد بن محمّد بن هبة اللّه بن مرزوق (3) البزاز.

6676 - محمّد بن عبد المتعال أبو طالب البعلبكي

حدّث بأطرابلس: سنة أربع و تسعين و مائتين عن المؤمل بن إهاب.

روى عنه: عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن أبي ذرّ السّوسي الأطرابلسي.

6677 - محمّد بن عبد المتكبّر بن الحسن بن عبد الودود بن عبد المتكبّر

ابن هارون ابن محمّد بن عبيد اللّه بن المهتدي باللّه محمّد بن هارون الواثق

ابن محمّد المعتصم بن هارون (4) الرّشيد بن محمّد المهدي بن عبد اللّه المنصور

ابن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس أبو جعفر الهاشمي الخطيب (5)

قاضي باب البصرة محلة ببغداد، ذكر لي أنه قدم دمشق و كان يصفها و يستطيبها.

ص: 130


1- زيادة لازمة عن د، و «ز».
2- بالأصل:«الشاني» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: مروان.
4- من قوله: الواثق إلى هنا سقط من «ز».
5- ترجمته في الوافي بالوفيات 25/4.

سمع أبا القاسم بن البسري، كتبت (1) عنه، و كان ذا هيئة حسنة و سارة جميلة.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن عبد المتكبّر بن الحسن القاضي الخطيب العدل، أنبأنا أبو القاسم بن البسري قال: قرئ على أبي طاهر محمّد بن عبد الرّحمن المخلص، أنبأنا عبد اللّه ابن محمّد، حدّثنا خلف - و هو ابن هشام البزاز - حدّثنا العطّاف - و هو ابن خالد بن صفوان المخزومي - حدّثنا أبو حازم (2)،عن سهل بن سعد قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«غدوة في سبيل اللّه أو روحة في سبيل اللّه خير من الدّنيا و ما فيها [و موضع سوط في الجنة خير من الدنيا و ما فيها»] (3).

سألت أبا جعفر عن مولده فقال:

سنة ثلاث و ستين و أربعمائة، و حدّثني أبو سعد بن السّمعاني: أنه توفي سنة ثلاث (4)و ثلاثين و خمسمائة.

6678 - محمّد بن عبد المجيد أبو جعفر التميمي البغدادي المفلوج

6678 - محمّد بن عبد المجيد أبو جعفر التميمي البغدادي المفلوج (5)

ذكر أنه سمع بدمشق و غيرها: الوليد بن مسلم، و الهقل بن زياد، و الوليد بن صالح، و أبا المليح الرقي (6) و بحمص: بقية بن الوليد، و بالجزيرة: عبيد اللّه بن عمرو الرقي، و بالحجاز: سفيان بن عيينة، و يحيى بن سليم الطائفي، و بالعراق: حمّاد بن زيد، و يحيى بن اليمان، و عبد الرّحمن بن مهدي، و أصرم بن حوشب الهمداني، و هشيم بن بشير، و أبا داود الطيالسي.

روى عنه: أبو بكر بن أبي الدّنيا، و أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، و القاسم بن محمّد بن الحارث المروزي، و أحمد بن علي الخزّاز، و عبد اللّه بن محمّد بن ناجية، و محمّد ابن العبّاس النسائي، و محمّد بن صالح بن ذريح العكبري.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري قال: قرأنا على أبي علي محمّد ابن أحمد بن يحيى العطشي و هو يسمع فأقرّ به قلنا: حدّثكم محمّد بن العبّاس الشامي،

ص: 131


1- بالأصل: كتب، و المثبت عن د، و «ز».
2- قوله:«حدثنا أبو حازم» سقط من «ز».
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن د، و «ز».
4- من قوله:«و ستين»... إلى هنا سقط من «ز».
5- ترجمته في تاريخ بغداد 392/2 و ميزان الاعتدال 630/3.
6- بالأصل: و أبو المليح الوفي

حدّثنا محمّد بن عبد المجيد التميمي، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رهم، عن العرباض بن سارية السّلمي قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يدعو إلى شهر رمضان و هو يقول:«هلموا إلى الغداء المبارك»[11406].

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغسّاني، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):محمّد بن عبد المجيد، أبو جعفر التميمي، حدّث عن حمّاد بن زيد، و عبيد اللّه بن عمرو الرقي (2)،و الهقل (3) بن زياد، و سفيان بن عيينة، و بقية بن الوليد، و يحيى بن يمان، روى عنه القاسم بن محمّد بن الحارث المروزي، و أبو بكر بن أبي الدّنيا، و أحمد بن علي الخزاز (4)،و عبد اللّه بن محمّد بن ناجية، و غيرهم.

قال الخطيب: و أنبأنا عليّ بن محمّد الدّقّاق قال: قرأنا على الحسين بن هارون عن ابن سعيد و هو أبو العباس بن عقدة قال: سمعت محمّد بن غالب - يعني: ابن حرب تمتاما- (5)يقول: كان محمّد بن عبد المجيد آية منكرا. قال الخطيب: يعني أنه ضعيف.

6679 - محمّد بن عبد المطّلب بن ربيعة بن الحارث

ابن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي

من وجوه قريش.

سكن دمشق، و حكى عن معاوية.

روى عنه محمّد بن السّائب الكلبي و ولده هشام.

قرأت على أبي غالب ابن البنّا (6)،عن أبي (7) إسحاق البرمكي، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد قال:

و كان لعبد المطلب بن ربيعة من الولد: محمّد، و أمّه أمّ البنين بنت حمزة بن مالك

ص: 132


1- تاريخ بغداد للخطيب 392/2.
2- في تاريخ بغداد: الذهبي.
3- في تاريخ بغداد: و المعلى.
4- بالأصل: الحرار، أعجمت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
5- بالأصل:«تماما» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
6- بالأصل:«قرأت على ابن غالب البنا» صوبنا الجملة عن د، و «ز».
7- بالأصل:«ابن» تصحيف، و التصويب عن د، و «ز».

قال: هشام - يعني ابن الكلبي - و قد أدرك أبي محمّد بن السّائب محمّد بن عبد المطّلب، و روى عنه.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزبير بن بكّار قال:

و من ولد عبد المطلب بن ربيعة: محمّد بن عبد المطّلب، و أمّه ابنة حمزة الهمداني، و كان له قدر و شرف.

أخبرنا أبو العزّ السّلمي فيما قرأ علي إسناده و ناولني إيّاه و قال: اروه عنّي، أنبأنا الحسين بن محمّد، أنبأنا أبو الفرج القاضي، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا ابن هشام عن أبيه عن محمّد بن عبد المطّلب بن ربيعة قال:

لما مرض معاوية أرجف به مصلقة البكري ثم قدم عليه و قد تماثل، فأخذ معاوية بيده فقال:

أبقى الحوادث من خليلك *** مثل جندلة المراجم

قد رامني الأقوام قبلك *** فامتنعت من المظالم

فقال مصقلة: يا أمير المؤمنين قد أبقى اللّه منك ما هو أعظم من ذلك حلما و كلاّ و مرعى لوليك و سمّا ناقعا لعدوك، كانت الجاهلية، و أنت سيّد المشركين، و أصبح الناس مسلمين و أنت أمير المؤمنين.

6680 - محمّد بن عبد الملك بن أبان بن أبي حمزة أبو جعفر بن الزيّات الوزير

6680 - محمّد بن عبد الملك بن أبان بن أبي حمزة أبو جعفر بن الزيّات الوزير (1)

حكى القاضي أبو الحسين عمر بن محمّد بن يوسف الأزدي عن أبي القاسم ميمون بن موسى في حكاية ذكرها: أن ابن الزيّات كان مع المعتصم بمصر، و المعتصم إنّما صار إلى مصر من دمشق، و كان من أهل الأدب الظاهر، و الفضل الباهر.

حكى عن أحمد بن أبي دواد (2).

ص: 133


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 32/4 و تاريخ بغداد 342/2 و وفيات الأعيان 182/4 و 94/5 و سير أعلام النبلاء 172/11 و العبر 414/1 و شذرات الذهب 78/2.
2- بالأصل، و د، و «ز»: «داود» تصحيف، و المثبت عن سير أعلام النبلاء.

روى عنه: يحيى بن السّري الكاتب.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، قال: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):محمّد بن عبد الملك ابن أبان بن أبي حمزة أبو جعفر المعروف بابن الزيّات، كان قد اتصل بأمير المؤمنين المعتصم باللّه و خصّ به، فرفع من قدره و وسمه بالوزارة، و كذلك الواثق باللّه استوزره، و كان ابن الزيّات أديبا فاضلا بليغا (2) عالما بالنحو و اللغة.

ذكر ميمون بن هارون الكاتب أنّ أبا عثمان المازني لمّا قدم بغداد في أيام المعتصم كان أصحابه و جلساؤه يخوضون بين يديه في علم النحو، فإذا اختلفوا فيما يقع فيه شك يقول لهم المازني: ابعثوا إلى هذا الفتى الكاتب - يعني: محمّد بن عبد الملك - فاسألوه و اعرفوا جوابه، فيفعلون، فيصدر الجواب من قبله بالصواب الذي يرتضيه المازني و يقفهم عليه. و قد ذكره دعبل (3) بن علي في كتاب طبقات الشعراء، و أورد له شعرا يرثي به أبا تمام الطائي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر علي (4) بن هبة اللّه قال: أمّا زيّات فأوّله زاي مفتوحة بعدها ياء مشدّدة معجمة باثنتين من تحتها و آخره تاء معجمة باثنتين من فوقها، محمّد بن عبد الملك الزيّات وزير المعتصم و الواثق و المتوكل، شاعر، فاضل، حسن الترسل، ذكرناه في كتاب الوزراء.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (5)،أخبرني محمّد بن علي الصّوري، أنبأنا الحسن بن حامد الأديب، حدّثني عليّ بن محمّد بن سعيد الموصلي قال:

قرئ على الحسن بن عليل و أنا أسمع: حدّثكم مسعود بن بشر المازني، نا يانس بن عبد اللّه الخادم قال: سأل محمّد بن عبد الملك الزيّات أبا دلف القاسم بن عيسى العجلي عرض رقعة على الحسن بن سهل فعرضها عليه فقال له الحسن: نحن في شغل عن هذا، فقال له أبو دلف: مثلك أطال اللّه بقاءك لا يشتغل عن محمّد بن عبد الملك. فقال لخازنه: احمل مع أبي دلف إليه عشرين ألف درهم، قال: فلمّا وصلت إلى محمّد كتب إليه بهذين البيتين:

أعطيتني يا ولي الحمد مبتدئا *** عطية كافأت حمدي (6) و لم ترني

ص: 134


1- تاريخ بغداد 342/2
2- ليست في تاريخ بغداد.
3- بالأصل:«ابن دعبل» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
4- الاكمال لابن ماكولا 6/4 و 7.
5- تاريخ بغداد 322/7 في ترجمة الحسن بن سهل بن عبد اللّه.
6- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في المختصر:«جهدي» و في تاريخ بغداد: مدحي.

ما شمت برقك حتى نلت ريّقه *** كأنما كنت بالجدوى تبادرني

فعرضها أبو دلف على الحسن بن سهل فقال: يا غلام احمل إلى محمّد خمسة آلاف دينار.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - مناولة و إذنا و قرأ عليّ إسناده - أنبأنا محمّد بن الحسن، أنبأنا المعافى بن زكريا (1)،حدّثني عليّ بن محمّد بن الجهم أبو طالب الكاتب، حدّثني عبد اللّه [بن] (2) هارون، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن موسى البيمارستاني قال أبو طالب: أحسبه سمعه من أبي عبد اللّه البيمارستاني هو أكبر ظني، حدّثني أبو حفص الكرماني و هو [من] (3) كتّاب عمرو بن مسعدة أنه كتب إلى محمّد بن عبد الملك الزيّات: أمّا بعد، فإنك ممّن إذا غرس سقى، و إذا أسس بنى، ليستتم بناء أسّه (4)،و يجتنى ثمر غرسه، و بناؤك في ودي قد و هى و شارف الدروس، و غرسك عندي قد عطش و أشفى على اليبوس، فتدارك بناء ما أسست و غرس ما زرعت، قال أبو عبد اللّه البيمارستاني فحدثت بذلك أبا عبد الرّحمن العطوي فقال في هذا المعنى أبياتا يمدح بها محمّد بن عمران بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك:

إنّ البرامكة الكرام تعلموا *** فعل الكرام فعلموه الناس

كانوا إذا غرسوا سقوا و إذا بنوا *** لم يهدموا لبنائهم أساس (5)

و إذا هم صنعوا الصنائع في الورى *** جعلوا لها طول البقاء لباس

فعلام تسقيني و أنت سقيتني *** كأس المودّة من جفائك كاس

آنستني متفضلا أ فلا ترى *** أنّ القطيعة توحش الإيناس

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (6)،أنبأنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن المظفّر الدّقاق، أنبأنا محمّد بن عمران المرزباني، حدّثني أبو الحسن عليّ بن هارون، أخبرني أبي قال: من بارع مديح البحتري قوله يصف بلاغة محمّد بن عبد الملك (7):

في نظام من البلاغة ما ش *** ك امرؤ أنه نظام فريد

ص: 135


1- رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 96/3-97.
2- زيادة عن د، و «ز»، و الجليس الصالح.
3- زيادة لازمة عن د، و «ز»، و الجليس الصالح.
4- بالأصل:«بقاء اسمه» و المثبت عن د، و «ز»، و الجليس الصالح.
5- كذا، و الوزن غير مستقيم.
6- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 342/2-343.
7- و الشعر في ديوان البحتري ط بيروت 280/2.

و معان لو فصلتها القوافي *** هجّنت شعر جرول (1) و لبيد

حزن مستعمل الكلام اختيارا *** و تجنّبن ظلمة التعقيد

و ركبن اللفظ القريب اختيارا *** و تجنّبن ظلمة التعقيد

و ركبن اللفظ القريب فأدرك *** ن به غاية المراد البعيد

و أرى الخلق مجمعين على فضل *** ك من بين سيد و مسوم

عرف العالمون بفضلك بالع *** لم و قال الجاهل بالتقليد

صارم العزم حاضر الحزم ساري *** الفكر (2) ثبت المقام صلب العود

دقّ فهما و جلّ حلما فأرضى اللّه *** فينا و الواثق ابن الرشيد

لا يميل الهوى به حيث يمضي الأمر (3) *** بين المقلّ و المودود

سؤدد يصطفى و نيل يرجّى *** و ثناء يحيى و مال يؤدي

قد تلقيت كلّ يوم جديد *** يا أبا جعفر لمجد جديد

و إذا استطرفت سيادة قوم *** بنت بالسؤدد الطريف التليد

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا محمّد بن محمّد بن المظفّر، أنبأنا محمّد بن عمران المرزباني، حدّثني أبو الحسن عليّ بن هارون قال: و ما وجدت له مديحا لمحمّد بن عبد الملك إلاّ قصيدة أخبرني محمّد بن يحيى أنها قرئت على البحتري و هو يسمع أوّلها:

بعض هذا العتاب و التقييد *** ليس ذم الوفاء بالمحمود

أخبرنا أبو العز السّلمي - مناولة و إذنا و قرأ عليّ إسناده - أنبأنا محمّد بن الحسين، حدّثنا المعافى بن زكريا القاضي (4)،حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثني أبو علي محرز الكاتب، حدّثني سهل بن عبد الكريم قال: كان لمحمّد بن عبد الملك دابّة أشهب أحمّ لم ير مثله في الفراهة و الوطاء و الحسن، فذكر المعتصم يوما الدواب فقال: أشتهي دابة في نهاية الوطاء يصلح للسّرايا، فقال له أحمد بن خالد [خيلويه] (5) قد عرفته لك يا أمير المؤمنين على أن لا يعلم صاحبه أني ذكرته، قال: لك ستر ذلك، قال: عند كاتبك محمّد بن عبد الملك

ص: 136


1- يعني: الحطيئة الشاعر.
2- صحفت بالأصل إلى:«الكفر» و المثبت عن الديوان، و د،«ز»، و تاريخ بغداد.
3- في الديوان: الرأي.
4- الخبر و الشعر في الجليس الصالح الكافي 242/3 و ما بعدها.
5- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و د، و الجليس الصالح.

دابة لم ير مثله، فوجّه المعتصم فأخذه من محمّد، فقال فيه:

قالوا: جزعت، فقلت [إنّ ] (1) مصيبتي *** جلّت رزيّتها و ضاق المذهب

كيف العزاء و قد مضى لسبيله *** عنا فودّعنا الأحمّ (2) الأشهب

دبّ الوشاة فباعدوك و ربما *** بعد الفتى و هو الحبيب (3) الأقرب

للّه يوم غدوت عني ظاعنا *** و سلبت قربك أي علق أسلب

نفسي مقسّمة أقام فريقها *** و غدا لطيّتها فريق يجنب

الآن إذا كملت أداتك كلها *** و دعا العيون إليك زيّ معجب

و اختير من خير الحدائد خيرها *** لك خالصا و من الحليّ الأغرب

و غدوت طنّان اللجام (4) كأنّما *** في كلّ عضو منك صنج يضرب

و كأن سرجك فوق متن غمامة *** و كأنّما تحت الغمامة كوكب

و رأى عليّ بك الصديق مهابة *** و غدا العدو و صدره يتلهّب

أنساك لا برحت إذا منسية *** نفسي و لا زالت بمثلك تنكب

أضمرت (5) منك اليأس حين رأيتني *** و قوي حبالك لك من قواي تقضّب

و رجعت حين رجعت منك بحسرة *** للّه ما صنع الأصم الأشيب

فليعلمن أ لا تزال عداوة *** مني مريّضة و ثأر أطلب

يا صاحبيّ بمثل ذا من أمره *** صحب الفتى من دهره من يصحب

إن تسعد فصنيعة مشكورة *** أو تخذلا فعداوة (6) لا تذهب

عوجا نقضّي حاجة و تبحثا *** بث الحديث فإنه لك أعجب

لا تشعرا بكما الأصم فإنه *** و أبيكما الصّدع الذي لا يرأب

لا تشعراه بنا فليس لذي هوى *** يشكو الحرارة (7) عنده مستعتب

ص: 137


1- استدركت عن د، و «ز»، و الجليس الصالح لتقويم الوزن.
2- بالأصل و «ز»، و د: الأجم، و المثبت عن الجليس الصالح.
3- في الجليس الصالح: الحميم.
4- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و الجليس الصالح.
5- بالأصل: أضرمت، و المثبت عن د، و «ز»، و الجليس الصالح.
6- بالأصل:«مغادوه» و التصويب عن د، و «ز»، و الجليس الصالح.
7- في الجليس الصالح: شكوى الحزازة.

يعني الأصمّ : أحمد بن خالد خيلويه.

قال القاضي: الأحم (1) يصف عينيه بالسواد، و قوله لا يرأب يعني يشعب، و يقال لما يرقع به القدح أو غيره من الأواني: روبة، و يقال للذي يصلح الفاسد أو يرقع الصّدع هو يرأب الثأي (2) و من ذلك قول الطرماح بن حكيم (3):

هل المجد إلاّ السّؤدد المحض و التّقى *** و رأب الثأي و الصّبر عند المواطن

و من الثاني قول ذي الرمّة (4):

و فراء غرفية (5) أثأى خوارزها *** مشلشل ضيّعته بينها الكتب

قال القاضي: و هذا الذي - أتى الخبر به في هذه القصة عن محمّد بن عبد الملك من خلائقه المستعجبة (6) الكاشفة لما كان فيه من الآداب المستخشنة (7)،و ما الذي بلغ من قدر دابة [و لو أنه الوجيه و لا حق، أو العصا] (8) قصير (9) بن سعد حتى يضنّ بها عن المعتصم، و هو الخليفة المبرز في فضله و سروره (10) و جوده و شرفه و شرف خلائقه و جميل طرائقه، و قد استكتبه و موّله و شرّفه و خوّله، أو ما كان قمنا أن يبتدئ بقود الدابة إليه عند وقوفه على نزاعه إليها، و رغبته فيها و يغتبط بقبوله إيّاها و يرى ذلك من المآثر التي يغتبط بها، و يفتخر بحيازتها و قد سبق القول بالمثل المتوارث الغابر: أيّ الرجال المهذب (11).

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (12)،أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا عثمان بن عمرو المقرئ، أنبأنا جعفر بن محمّد الخوّاص، حدّثني أحمد بن محمّد

ص: 138


1- بالأصل و د، و «ز»: الأصم، و المثبت عن الجليس الصالح.
2- بالأصل، و د، و «ز»: الثاني، تصحيف، و التصويب عن الجليس الصالح.
3- ديوان الطرماح ص 516.
4- ديوان ذي الرمة صفحة 1 رقم 2.
5- غرفية أي دبيغة بالغرف و هو نبت تدبغ به الجلود.
6- بالأصل و د، و «ز»: المستعجبة و المثبت عن الجليس الصالح.
7- بالأصل و د، و «ز»: المستحسنة، و المثبت عن الجليس الصالح.
8- الزيادة بين معكوفتين عن الجليس الصالح.
9- عن الجليس الصالح، و بالأصل و د،: «نصر» و في «ز»: «يضر».
10- بالأصل: و سرده، و في د، و «ز»: و سروه، و المثبت عن الجليس الصالح.
11- من عجز بيت للنابغة الذبياني و تمامه: فلست بمستبق أخا لا تلمه على شعث أي الرجال المهذب
12- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 343/2.

الطوسي، حدّثني محمّد بن علي الرسعني (1)،قال: سمعت صالح بن سليمان العبدي يقول:

كان محمّد بن عبد الملك الزيّات يتعشق جارية من جواري القيان فبيعت من رجل من أهل خراسان، فأخرجها قال: فذهب عقل محمّد بن عبد الملك الزيّات حتى غشي عليه، قال: ثم أنشأ يقول:

يا طول ساعات ليل العاشق الدّنف *** و طول رعيته للنجم في السّدف

ما ذا تواري ثيابي من أخي حرق *** كأنما الجسم منه دقة الألف

ما قال يا أسفي يعقوب من كمد *** إلاّ لطول الذي لاقى من الأسف

من سره أن يرى ميت الهوى دنفا *** فليستدلّ على الزيّات و ليقف

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنبأنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسن العكبري - قراءة عليه - أنبأنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني - فيما أذن لي في روايته عنه - قال: و لمحمّد بن عبد الملك الزيّات و يروى لغيره:

قام بقلبي و قعد *** ظبي نفى عنه الجلد

يا صاحب الطرف الذي *** أرقّ عيني و رقد

وا عطشي إلى فم *** يمج خمرا من برد

إن قاسم الرزق فحس *** بي بك من كلّ أحد

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، أنشدنا محمّد بن جعفر النجّار، أنشدنا أبو عبد اللّه نفطويه لمحمّد بن عبد الملك الزيّات:

فو اللّه ما أنسى غداة اجتماعنا *** و أحشاؤنا من شدّة الوجد تخفق

نكاتم أهلينا و نظهر بغضة *** و نلفى سكوتا و الحواجب تنطق

قال: و أنشدنا محمّد بن جعفر النجّار النحوي المؤدّب، أنشدنا أبو عبد اللّه إبراهيم بن محمّد بن عرفة نفطويه لمحمّد بن عبد الملك الزيّات:

يا قليل الوفا هذا قبيح *** أنت خلوّ من الهوى مستريح

أنت لو كان للهوى منك حظّ *** لم تبت سالما و قلبي جريح

ص: 139


1- في تاريخ بغداد: الربيعي.

كلّ هجر يكون يوما إلى الليل *** و يبقى فداك هجر مليح

أنبأنا أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش سبيع بن المسلم، عن رشأ بن نظيف، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن جعفر النحوي بالكوفة، أنشدنا أبو محمّد العتكي قال: أنشدت لإبراهيم ابن العبّاس في محمّد بن عبد الملك الزيّات:

أبا جعفر خف نبوة بعد دولة *** و قصّر قليلا من مدى غلوائكا

فإن يك هذا اليوم يوما حويته *** فإنّ رجائي في غد كرجائكا

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأنا جدي أبو محمّد السّوسي قال: قال الحسن بن عليّ بن إبراهيم الأهوازي قال أبو عثمان الصابوني: قال عليّ بن القاسم الخوافي:

قال أبو منصور محمّد بن عبد اللّه بن حمشاد، قال أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن الأزهر:

قال محمّد بن يحيى بن أكثم القاضي: قال أبي: كنت مع المتوكل يوما، في موضع يوما فقال له الواثق: في قلبي من قتل (1) أحمد بن نصر الخزاعي شيء، فقال له الزيّات: قتلني اللّه و احرقني بالنار إن قتلته إلاّ كافرا، و قال بن أبي داود (2):ضربني اللّه بالفالج إن قتلته إلاّ كافرا، و قال ثمامة: قتلني اللّه إن لم تكن قتلته إلاّ كافرا، قال المتوكل: فانا أحرقت الزيّات بالنار، و أمّا ابن أبي داود (3) فضربه اللّه بالفالج فمات من ذلك، و أمّا الثالث - يعني - ثمامة فإنه خرج إلى مكة فقتلته خزاعة بدم صاحبهم أحمد بن نصر، و جعل - يعني - المتوكل يتعجّب من ذلك، ثم قال عليّ بن القاسم:

أنيبوا ابن جعد ابن جهم *** و من والاهما لهم الثبور

كأن لم ينظم النظام قولا *** و لم يسطر لجاحظهم سطور

و أين الملحد ابن أبي دواد (4)؟لقد *** ضلّوا و غرهم الغرور

أ لم ترغب ما نسخوه ممّا *** يغب حديثهم فعل الدّهور

و كانوا فكروا أفكار كفر *** فطاح الكفر و أنقاص الوكور

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي (5)،أنبأنا أبو الحسن محمّد

ص: 140


1- بالأصل و د، و «ز»: قبل، و المثبت عن المختصر.
2- بالأصل و د، و «ز»: داود، تصحيف.
3- راجع الحاشية السابقة.
4- بالأصل و د، و «ز»: داود.
5- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 343/2 و 344.

ابن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر، أنبأنا محمّد بن عبد الرحيم المازني، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: سمعت القاسم بن ثابت الكاتب يقول: حدّثني أبي قال: قال لي أحمد الأحول: لمّا قبض على محمّد (1) بن عبد الملك، تلطّفت في أن وصلت إليه، فرأيته في حديد ثقيل، فقلت: يعزز عليّ ما أرى، فقال:

سل ديار الحي ما غيرها *** و عفاها و محا منظرها

و هي الدّنيا إذا ما انقلبت *** صيّرت معروفها منكرها

إنّما الدّنيا كظلّ زائل *** نحمد اللّه كذا قدّرها

قال (2):و أخبرني الحسن بن أبي بكر، أخبرني أبي، حدّثنا أبو الطيّب محمّد بن الحسين (3) بن حميد بن الربيع اللخمي، حدّثني أبي، حدّثني بعض أصحابنا قال: لمّا جعل (4) ابن الزيّات في التنور الذي مات فيه كتب هذه الأبيات بفحمة:

من له عهد بنوم (5) *** يرشد الصّبّ (6) إليه

رحم اللّه رحيما *** دل عينيّ عليه

سهرت عيني و نامت *** عين من هنت عليه

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال: و فيها - يعني - سنة ثلاث و ثلاثين و مائتين (7) مات محمّد بن عبد الملك الزيّات.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي و غيره، عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق، حدّثنا الحارث بن أبي أسامة التميمي حدثنا محمّد ابن سعد قال: سنة ثلاث و ثلاثين و مائتين في هذه السنة أخذ المتوكل محمّد بن عبد الملك الزيّات لثمان مضين من صفر، فلم يزل محبوسا نيّفا و أربعين ليلة ثم مات.

ص: 141


1- بالأصل: أحمد، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
2- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 344/2.
3- بالأصل و «ز»: «الحسن» و المثبت «الحسين» عن د، و تاريخ بغداد.
4- بالأصل و د، و «ز»: «حصل» و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- بالأصل: يقوم، و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
6- بالأصل و د، و «ز»: الضب، و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و ينتهي تاريخ خليفة بحوادث سنة 232، و لا ذكر فيه لمحمّد بن عبد الملك الزيات.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب قال (1):كان بين محمّد بن عبد الملك و بين أحمد بن أبي دواد (2) عداوة شديدة، فلما ولى المتوكل دار ابن أبي دواد علي محمّد و أغرى به المتوكل حتى قبض عليه و طالبه بالأموال، و قد كان محمّد صنع تنورا من الحديد فيها مسامير إلى داخله ليعذب به من كان في حبسه من المطالبين، فأدخله المتوكل فيه و عذّب إلى أن (3) مات، و ذلك في سنة ثلاث و ثلاثين و مائتين.

6681 - محمّد بن عبد الملك بن الحسين بن عبدويه

أبو (4) منصور - و يقال: أبو (5) عبد اللّه - الأصبهاني المقرئ العطّار

قدم الشام زائرا بيت المقدس، و حدّث بها عن أبي نعيم الحافظ ، و أبيه أبي أحمد عبد الملك بن عبدويه العطّار المقرئ.

روى عنه: أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يونس المقدسي، و حدّثنا عنه ابنه أبو أحمد عبد الملك بن محمّد المستملي. و اجتاز بدمشق.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس الخطيب، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الملك بن الحسين بن عبدويه العطّار المقرئ الأصبهاني قدم علينا إلى القدس المحروس - بقراءتي عليه سنة سبع و ستين و أربعمائة - حدّثنا الشيخ الإمام الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الأصبهاني - بأصبهان - حدّثنا مخلد بن جعفر، حدّثنا جعفر الفريابي، حدّثنا قيس بن سعيد، حدّثنا الليث بن سعيد، عن عقيل، عن الأزهري، عن سالم، عن أبيه.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«المسلم أخو المسلم لا يظلمه»، الحديث[11407].

[قال ابن عساكر:] (6) كذا وجدته بخط إبراهيم بن يونس، و هو خطأ فاحش إنما (7) هو قتيبة بن سعيد.

و قد أخبرناه عاليا على الصواب أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو القاسم التنوخي،

ص: 142


1- تاريخ بغداد 343/2.
2- بالأصل و د، و «ز»: داود، تصحيف، و التصويب عن تاريخ بغداد في كل مواضع الخبر.
3- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
4- بالأصل: بن، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
5- من هنا إلى قوله... نعيم، في السطر التالي استدرك على هامش «ز»، و بعده صح.
6- زيادة منا للإيضاح.
7- بالأصل:«بن» خطأ، و المثبت عن د.

أنبأنا أبو يعقوب إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي سنة إحدى و سبعين و ثلاثمائة، أنبأنا جدي، ح و أخبرتنا به فاطمة بنت عليّ بن المظفّر البغدادية قالت: أنبأنا عبد الغافر بن محمّد بن عبد الغافر، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان، أنبأنا الحسن بن سفيان، ح و أخبرنا أبو محمّد السّيدي، أنبأنا سعيد بن محمّد بن أحمد البحيري، أنبأنا محمّد بن أحمد بن حمدان، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن يوسف الدويري.

ح و أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنبأنا أبو عثمان بن سعيد بن أحمد البحيري، ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا سعيد بن أحمد العيّار، و أحمد بن منصور بن خلف، و أبو سعيد محمّد بن عليّ بن محمّد الصّوفي، ح و أخبرناه أبو القاسم الشحامي، أنبأنا سعيد العيّار، و أحمد بن الحسن الأزهري، ح و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد الأزهري، قالوا:

أنبأنا الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي، قالا: حدّثنا أبو العباس السّرّاج، قالوا: أنبأنا قتيبة ابن سعيد، حدّثنا الليث، عن عقيل، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال - و في حديث الدّويري - عن ابن عمر - قال:- قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان اللّه في حاجته، و من فرّج عن مسلم كربة فرّج اللّه عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، و من ستر مسلما ستره اللّه يوم القيامة»- و في حديث التنوخي و أحمد بن محمّد بن جعفر:«لا تشتمه» بدل «لا يسلمه»[11408].

أخرجه مسلم، و أبو داود، و الترمذي، و النسائي عن قتيبة.

حدّثني أبو أحمد عبد الملك بن محمّد المستملي - لفظا بأصبهان - أنبأنا والدي الشيخ السديد أبو منصور محمّد بن عبد الملك - قراءة عليه سنة سبع و ثمانين و أربعمائة - أنبأنا والدي الشيخ أبو أحمد عبد الملك بن الحسين بن عبدويه العطّار المقرئ - قراءة عليه - أنبأنا أحمد ابن محمّد بن عمر بن علكوية الكسائي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن نصر بن منصور بن عبد المجيد الشذائي (1) المقرئ، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن الصّلت بن شنبوذ، حدّثنا محمّد بن عبيد البصري، حدّثنا الرّبيع بن المهاجر الحارثي (2)،قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: إنّي لا أحبّ أن أرى الرجل من أهل مودّتي في كلّ يوم مرّتين قال: و أنشد [نا] (3)

ص: 143


1- بدون إعجام بالأصل و د، و المثبت عن معرفة القراء الكبار، ترجمته 319/1 رقم 239.
2- عن د، و بالأصل: الحازي.
3- زيادة عن د.

ابن الأنباري، أنشدنا إبراهيم بن عبد اللّه الورّاق:

إنّ يوم الفراق يوم مشئوم *** أيّ وصل على الفراق يدوم

عذب اللّه بالفراق فراقا *** حلّ بي عنده العذاب الأليم

لو أذيق الفراق ما ذقت منه *** ذاق كأسا مزاجها مسموم

6682 - محمّد بن عبد الملك بن محمّد بن عطيّة بن عروة السّعدي من أهل دمشق

استخلفه أبوه على مكّة حين سار إلى اليمن لقتال عبد اللّه بن يحيى الملقّب بطالب الحقّ الخارجي، له ذكر.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أبو إسحاق أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة (1) قال: و أقام [الحج] (2)-يعني - سنة ثلاثين و مائة محمّد بن عبد الملك بن محمّد بن عطية السّعدي.

6683 - محمّد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي

6683 - محمّد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي (3)

أمّه أم ولد، و كان يسكن الأردن، و غلب عليه حين قتل الوليد بن يزيد، ثم بايع ليزيد ابن الوليد، و كان محمّد ناسكا.

روى عن أبيه.

روى عنه: زيد بن واقد، و الأوزاعي، و معبد مولى الوليد بن المغيرة.

و حكى عنه عمرو بن دينار، و هو أكبر منه.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد (4)،حدّثنا عمرو بن حازم الدّمشقي، ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو علي الحسن بن حبيب، و إبراهيم بن أحمد بن حسنون، و عليّ بن يعقوب بن إبراهيم [و محمّد بن إبراهيم] (5) بن عبد الرّحمن القرشي، و يحيى بن عبد اللّه بن الحارث، و محمّد بن محمّد بن

ص: 144


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 395 (ت. العمري).
2- زيادة عن د، و تاريخ خليفة و «ز».
3- ترجمته في الوافي بالوفيات 31/4 و شذرات الذهب 190/1 و التاريخ الكبير 163/1/1.
4- رواه الطبراني في المعجم الكبير 284/23 رقم 619.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن د، و «ز».

عبد الحميد بن خالد الفزاري، و محمّد بن هارون بن شعيب في آخرين.

قالوا: أنبأنا أبو الجهم عمرو بن حازم بن عمرو القرشي، و أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى بن علي القاضي، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو نصر بن الجبّان، أنبأنا أبو عمر بن فضالة، حدّثني أبو الجهم عمرو بن حازم، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن (1)،حدّثنا عبد الخالق بن زيد بن واقد عن أبيه، عن محمّد بن عبد الملك بن مروان، عن أبيه، عن أمّ سلمة أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم - و في حديث سليمان: عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم - قال:«من تعلّم علما - و قال الطبراني: العلم - ليباهي به العلماء (2) فهو في النار - و في حديث ابن فضالة:

يباهي به»[11409].

قال تمّام: لم يحدّث به عن سليمان إلاّ عبّاس الخلاّل، و أبو الجهم هذا و اللّه أعلم.

[قال ابن عساكر:] (3) كذا قال تمام، و قد رواه عنه غيرهما:

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن حبابة، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثنا محمّد بن عبد الملك بن زنجويه، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي، حدّثنا عبد الخالق بن زيد بن واقد، عن أبيه، عن محمّد بن عبد الملك بن مروان، عن أبيه، عن أم سلمة عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من تعلّم العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السّفهاء فهو في النار»[11410].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا جعفر بن محمّد بن جعفر الكندي، أنبأنا أبو زيد أحمد بن عبد الرحيم الحوطي (4)، حدّثنا أبو المغيرة، حدّثني الأوزاعي، حدّثني محمّد بن عبد الملك قال: سمع عبد اللّه بن مسعود أعرابيا ينادي بالصّلاة فأتاه ابن مسعود يقرأ بأمّ القرآن ثم قال: نحجّ بيت ربّنا، و نقضي الدّين، و هنّ يهوين بنا بخطوات يهوين، قال ابن مسعود: مٰا سَمِعْنٰا بِهٰذٰا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ ، إِنْ هٰذٰا إِلاَّ اخْتِلاٰقٌ (5).

ص: 145


1- قوله:«عبد الرحمن، حدثنا» سقط من المعجم الكبير فاختل المعنى فيه.
2- زيد بعدها في المعجم الكبير:«و يماري به السفهاء».
3- زيادة منا للإيضاح.
4- بالأصل: الحوطبي، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
5- سورة ص، الآية:7.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب (1)،ثنا ابن عثمان - يعني - عبد اللّه (2) عن (3)عبد اللّه - يعني - ابن المبارك، عن الأوزاعي، عن محمّد بن عبد الملك - و هو ابن مروان - و هو الذي قتل بنهر أبي فطرس.

أخبرنا أبو بكر وجيه ابن طاهر، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو الحسن ابن السّقا، ثنا محمّد بن يعقوب، ثنا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: قال أبو مسهر.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنبأنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل الغلابي، ثنا أبي ثنا أبو زكريّا عن أبي مسهر قال: محمّد بن عبد الملك الذي روى عنه الأوزاعي هو ابن عبد الملك بن مروان الذي قتل بنهر أبي فطرس.

قرأت على أبي غالب ابن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنبأنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمّد بن سعد (4)قال: فولد عبد الملك بن مروان: مسلمة، و المنذر، و عنبسة، و محمّدا، و سعيد الخير، و الحجّاج لأمّهات أولاد.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالا: أنبأنا [أبو] (5) أحمد الغندجاني، أنبأنا أبو بكر الشيرازي، أنبأنا أبو الحسن المقرئ، أنبأنا البخاري (6) قال: محمّد بن عبد الملك قال لنا مسدّد: أنبأنا عيسى بن يونس، ثنا الأوزاعي، حدّثني محمّد بن عبد الملك، عن المغيرة بن شعبة أنه سمع عثمان بن عفّان يقول:[سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم] (7) يلحد بمكة رجلا من قريش عليه نصف عذاب العالم، يقال عن أبي مسهر، يقال: إنه ابن عبد الملك بن مروان، قتل بنهر أبي

ص: 146


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 458/2.
2- هو عبد اللّه بن عثمان الأزدي العتكي المروزي أبو عبد الرحمن، ترجمته في تهذيب التهذيب 313/5.
3- قوله:«عن عبد اللّه» سقط من «ز».
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 224/5.
5- زيادة عن د، و «ز».
6- التاريخ الكبير للبخاري 163/1/1 رقم 485.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن د، و «ز»، و التاريخ الكبير.

فطرس (1)،ثم قال البخاري في موضع آخر (2):محمّد بن عبد الملك بن مروان القرشي الأموي عن من سمع معاوية، مرسل، روى عنه حرملة بن عمران، و قد روي عن محمّد بن سعيد بن عبد الملك بن مروان، مرسل، و روى عطّاف عن محمّد بن عبد الملك بن مروان عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم، مرسل، حدّثني ابن منذر، ثنا أبو بكر، ثنا سليمان، عن يحيى بن سعيد أن محمّد بن عبد الملك قال يوما لعمر بن عبد العزيز، في القدر، هو الذي روى عنه الأوزاعي.

أخبرنا أبو الحسين (3) القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنبأنا عبد الرّحمن ابن محمّد، أنبأنا حمد (4)-إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم (5) قال: محمّد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم (6) روى عن المغيرة بن شعبة، مرسل، و عن من سمع معاوية، و روى عن مطرف بن عبد اللّه بن الشّخّير، و روى يحيى بن سعيد الأنصاري أن محمّد بن عبد الملك قال لعمر بن عبد العزيز، روى عنه الأوزاعي، و حرملة بن عمران التّجيبي، سمعت أبي يقول ذلك.

قال ابن أبي حاتم: سمعت [علي] (7) بن الحسين بن الجنيد يقول: هو ثقة.

[أخبرنا أبو غالب بن البنا، نا أبو الحسين بن الآبنوسي - أنا أبو القاسم بن عتاب، أنا ابن جوصا إجازة] (8).

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: محمّد بن عبد الملك قال أبو سعيد: هو الذي روى عنه الأوزاعي، ولده بالأردن.

ص: 147


1- نهر أبي قطرس: نهر قرب الرملة من أرض فلسطين (راجع معجم البلدان).
2- التاريخ الكبير للبخاري 164/1/1 رقم 489.
3- بالأصل: الحسن، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
4- في «ز»: أحمد، تصحيف.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 4/8 رقم 13.
6- قوله «بن الحكم» ليس في الجرح و التعديل.
7- زيادة عن «ز»، و د، و الجرح و التعديل.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز».

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن منصور بن هبة اللّه، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيوري، أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا محمّد بن عمر بن محمّد بن بهتة، أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، ثنا جدي يعقوب قال: محمّد بن عبد الملك بن مروان قد سمع من المغيرة ابن شعبة لأنه روى عن ابن عمر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر الخطيب، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الجواليقي، ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي، قالا: أنبأنا أبو الفرج الحسين بن علي، قالا: أنبأنا محمّد بن زيد بن علي، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن محمّد، ثنا هارون بن حاتم، ثنا أبو بكر بن عيّاش قال: و حج بالناس محمّد بن عبد الملك بن مروان سنة ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب قال: و فيها - يعني - سنة خمس و مائة أمر محمّد ابن عبد الملك على أهل مصر، و نزع حنظلة بن صفوان، قال: و في سنة [ست] (1) و مائة نزع محمّد بن عبد الملك و أمر الحرّ بن يوسف على أهل مصر، و زعم قوم أنه حج بالناس سنة ثلاثين و مائة محمّد بن عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، ثنا موسى، ثنا خليفة (2) قال: و في تسمية عمّال هشام بن عبد الملك على مصر قال: ولاّها هشام: محمّد بن عبد الملك بن مروان، ثمّ ولاها عبيد اللّه (3) بن الحجاب مولى بني سلول.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين محمّد ابن الحسين، أنبأنا عبد اللّه، ثنا يعقوب قال: و في سنة خمس و مائة أمر محمّد بن عبد الملك على مصر، و نزع حنظلة بن صفوان، و في سنة ست و مائة أمر الحرّ بن يوسف و نزع محمّد بن عبد الملك (4)

ص: 148


1- سقطت من الأصل و استدركت لإيضاح المعنى عن د، و «ز».
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 359 (ت. العمري).
3- في تاريخ خليفة: عبيدة.
4- كذا كرر الخبر بالأصل و د، و «ز».

كتب إليّ زكريا بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأنا عمّي أبو القاسم، عن أبيه أبي (1) عبيد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: محمّد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم من سكّان دمشق، قدم مصر واليا عليها من قبل أخيه هشام بن عبد الملك سنة خمس و مائة، و عزل سنة ست و مائة، حدّث عن رجل عن أبي هريرة، روى عنه من أهل مصرة:

حرملة بن عمران، قتل يوم نهر أبي فطرس سنة اثنتين و ثلاثين و مائة.

6684 - محمّد بن عبد الملك الصّنعاني من صنعاء دمشق

حدّث عن: عتبة بن أبي حكيم.

روى عنه: سليمان بن عبد الرّحمن الدّمشقي.

كذا ذكره أبو جعفر العقيلي في تاريخه في باب المحمّدين (2)،و وهم، إنّما هو عبد الملك بن محمّد انقلب عليه اسمه و اسم أبيه، و قد تقدم ذكره في حرف العين على الصواب (3).

6685 - محمّد بن عبد الملك

حدّث عن المعلّى بن عبد الرّحمن الواسطي.

روى عنه نصر بن سيّار السّمرقندي، و نسب إلى دمشق، و ذلك وهم.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو بكر البرقاني، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد الصديق الداندنقاني، ثنا أبو نصر (4) بن حمزة السّمرقندي (5)،ثنا نصر بن سيّار السّمرقندي، ثنا محمّد بن عبد الملك الدّمشقي، ثنا المعلّى بن عبد الرّحمن الواسطي، عن ابن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلاّ المكتوبة»[11411].

[قال ابن عساكر:] (6) كذا قال، و هذا وهم فاحش، و هو محمّد بن عبد الملك الدّقيقي

ص: 149


1- بالأصل: أبو.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و لم يرد له أي ذكر في الضعفاء الكبير في باب المحمدين، و لا في باب العين.
3- راجع ترجمته في تاريخ دمشق بتحقيقنا 104/37 رقم 4257.
4- كذا بالأصل، و في د: أبو نصر محمد بن نصر بن حمزة السمرقندي.
5- قوله: ثنا أبو نصر... إلى هنا سقط من «ز».
6- زيادة منا للإيضاح.

الواسطي يصحّف الدقيقي [الواسطي (1)،تصحف الدقيقي بالدمشقي على بعض النقلة، و قد تابعه على حكاية هذا القول أبو نصر ابن ماكولا] (2) الحافظ ، و وهم أيضا، و قد وقع لي عن (3)الدّقيقي عن المعلّى هذا غير حديث، و إنّما ذكرت هذه الترجمة (4) لئلا أخل بذكر رجل نسب إلى دمشق وقع ذكره إليّ .

6686 - محمّد بن عبد المنعم بن محمّد أبو الحسن المخزومي

6686 - محمّد بن عبد المنعم بن محمّد أبو الحسن المخزومي (5)

روى عن أبي القاسم المظفّر بن حاجب، و أبي بكر الميانجي.

روى عنه علي الحنّائي، و علي بن الخضر السّلمي، و عبد العزيز الكتّاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عبد المنعم بن محمّد المخزومي - قراءة - أنبأنا أبو القاسم المظفّر بن حاجب بن أركين الفرغاني، ثنا أبو علي إسماعيل بن محمّد بن قيراط (6)،ثنا سليمان بن عبد الرّحمن، ثنا عثمان بن فائد القرشي، ثنا أبو معاذ الألهاني، عن القاسم، عن أبي أمامة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«الأذنان من الرأس»[11412].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتّاني قال:

و فيها - يعني - سنة خمس عشرة و أربعمائة توفي شيخنا أبو الحسن محمّد بن عبد المنعم المخزومي يوم الاثنين لست عشرة ليلة مضت من المحرّم، حدّث عن يوسف بن القاسم الميانجي و غيره، و كان ثقة.

6687 - محمّد بن عبد الواحد بن الحسن المهندس

صنّف كتابا في رعاية الزوال بدمشق، و معرفة طلوع الفجر بالمنازل، منازل القمر في ربيع الأخير سنة تسع و أربعمائة، و اللّه أعلم.

ص: 150


1- راجع ترجمته في تهذيب الكمال 12/17.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز»، لرفع الخلل عن السياق.
3- بالأصل: عند، و المثبت عن د، و «ز».
4- صحفت بالأصل إلى:«التوجبة» و المثبت عن د، و «ز».
5- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في المختصر: المخرمي.
6- فوقها في «ز»: ضبة
6688 - محمّد بن عبد الواحد بن عبد الحميد بن عيسى بن عبد الرّحمن بن عطية

ابن عبد الرّحمن بن الناصر بن المنذر بن عبد اللّه بن الحكم بن هشام

ابن عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان

أبو عامر الأموي الأندلسي المرّي

قرأت نسبه هكذا بخط أبي محمّد بن صابر، و ذكر أنه سأله عن نسبه، فذكر له هذا النسب، قال: و سألته عن مولده فقال: ولدت صبيحة الأربعاء آخر يوم من ربيع الآخر سنة ثلاث و ستين و أربعمائة في المريّة، و قدم علينا دمشق طالبا للحجّ ، و كان طبيبا يدّعي أكثر ممّا يحسن، و يكذب فيما يحكي، و كوى جماعة بالنار في رءوسهم، و كان ينزل في دار الحجارة، و كانت معه كتب كثيرة، و توجّه إلى بلاده فمات قبل أن يصل إليها، رأيته غير مرة، و دخلت إليه مع أبي في حجرة بدار الحجارة.

6689 - محمّد بن عبد الواحد بن عبود

أخو أحمد بن عبد الواحد [إن] (1) كان محفوظا.

حدّث عن الوليد بن الوليد القلانسي.

روى عنه (2) الحسن بن علي بن شبيب.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أنبأنا أبو نعيم، ثنا سليمان (3)الطبراني، ثنا الحسن (4) بن علي المعمري، ثنا محمّد بن عبد الواحد بن عبود الدّمشقي، ثنا الوليد بن الوليد القلانسي، ثنا عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن نافع قال: قال ابن عمر: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يسبق بين الخيل فيدفع ما ضمّر منها من الحفياء (5) إلى ثنية الوداع (6) و يدفع ما لم يضمّر منها من الثنية إلى مسجد بني زريق[11413].

لا أعلم أحدا روى عن محمّد بن عبد الواحد هذا، و أظنه أخاه أحمد بن عبد الواحد،

ص: 151


1- زيادة لازمة عن د، و «ز».
2- بالأصل: عن، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
3- صحفت في «ز» إلى سفيان.
4- صحفت في «ز» إلى الحسين.
5- حفياء موضع قرب المدينة، بينها و بين ثنية الوداع خمسة أميال أو ستة (معجم البلدان).
6- ثنية الوداع: ثنية مشرقة على المدينة يطؤها من يريد مكة (معجم البلدان).

وهم المعمري في اسمه أو كان يرى أن محمّدا (1) و أحمد واحد، و قد روى أحمد عن الوليد ابن الوليد، و اللّه أعلم.

6690 - محمّد بن عبد الواحد بن قيس أبو بكر السّلمي

أخو عمر بن عبد الواحد.

حدّث عن أبيه.

روى عنه: عمر بن أبي بكر السّكسكي المقدسي.

قرأنا على أبي القاسم بن السّمرقندي، عن أبي طاهر الأنباري، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنبأنا أبو بكر المهندس، ثنا أبو بشر الدّولابي (2)،أخبرني أحمد بن شعيب، ثنا إبراهيم بن محمّد بن يوسف المقدسي، ثنا عمرو بن بكر السّكسكي، ثنا أبو بكر محمّد بن عبد الواحد بن قيس عن أبيه قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«لامرئ ما احتسب و عليه ما اكتسب» (3)[11414].

أنبأنا أبو علي الحدّاد و غيره، قالوا: أنبأنا أبو بكر بن ريذة، أنبأنا سليمان بن أحمد (4)،حدّثنا محمّد بن عبيد بن آدم العسقلاني، ثنا إبراهيم بن محمّد بن يوسف الفريابي، ثنا عمرو بن بكر السّكسكي، ثنا أبو بكر محمّد بن عبد الواحد بن قيس، عن عبد الواحد بن قيس قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«لا مرئ ما احتسب و عليه ما اكتسب، و المرء مع من أحبّ ، و من مات على ذنابى (5) الطريق فهو من أهله»[11415].

أنبأنا أبو القاسم النسيب، أنبأنا أبو القاسم بن الفرات - قراءة - أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، ثنا أبو الحسن بن جوصا، ثنا أبو الدّرداء هاشم بن محمّد بن يعلى الأنصاري، ثنا عمرو بن بكر السكسكي، ثنا أبو بكر بن عبد الواحد بن قيس الأفطس عن أبيه قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:

ص: 152


1- بالأصل و «ز»: محمد، تصحيف، و المثبت عن د.
2- رواه أبو بشر الدولابي في الكنى و الأسماء 123/1.
3- في الكنى و الأسماء: للمرء ما اكتسب و عليه ما احتسب.
4- رواه الطبراني في المعجم الكبير 148/8 رقم 7650.
5- بالأصل: ذناب، و المثبت عن د، و «ز»، و المعجم الكبير. و أصل الذنابي منبت ذنب الطائر، و يعني هنا: على قصد الطريق (راجع النهاية لابن الأثير).

«لامرئ ما احتسب و عليه ما اكتسب، و المرء مع من أحبّ ، و من مات على ذنابى طريق فهو من أهلها»[11416].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا ابن مسعدة، أنبأنا السهمي، أنبأنا ابن عدي قال (1):لعمرو بن بكر هذا أحاديث مناكير عن الثقات؛ ابن جريج، و غيره، يروي عنه أبو الدّرداء - يعني: هاشم بن محمّد بن يعلى المقدسي-، و غيره.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنبأنا أبو الحسين، و أبو الغنائم، قالا: أنبأنا أحمد، أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا ابن سهل، أنبأنا البخاري قال (2):محمّد بن عبد الواحد ابن قيس أبو بكر الأفطس عن أبيه، سمع أبا أمامة الباهلي قال: لامرئ ما احتسب، قاله إبراهيم المقدسي، سمع عمرو بن بكر، سمع محمّدا (3) قال أبو عبد اللّه البخاري: أراه أخا عمر.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر، أنبأنا الخصيب، أخبرني أبو موسى، أخبرني أبي قال: أبو بكر محمّد بن عبد الواحد بن قيس، أنبأنا أبو جعفر الهمذاني، أنبأنا أبو بكر الصّفّار، أنبأنا ابن منجويه، أنبأنا أبو أحمد (4) قال: أبو بكر محمّد بن عبد الواحد بن قيس الأفطس (5) سمع أباه عن أبي أمامة الصدي بن عجلان الباهلي عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم روى عنه عمرو بن بكر السّكسكي، حديثه في الشاميين.

آخر الجزء السابع و الثلاثين بعد الأربعمائة من أصل المسودّة (6).

ص: 153


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 146/5 في ترجمة عمرو بن بكر السكسكي.
2- التاريخ الكبير للبخاري 169/1/1.
3- بالأصل: محمد، خطأ، و المثبت عن «ز»، و د، و التاريخ الكبير.
4- الأسامي و الكنى للحاكم أبي أحمد 114/2 رقم 490.
5- من أول الخبر إلى هنا سقط من «ز»، فاختل السياق و تداخل الخبران هذا و الذي قبله ببعضهما.
6- كذا بالأصل، و في «ز»: من الأصل، ثم بياض و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل، ثم كتب فيها بعد البياض: القاضي العالم أبو ربيع بن بركات الحسن بن محمد بن الحسن بن عبد اللّه بإجازته من عمه و أبو حامد الحسين بن علي بن القاسم ابن الحافظ أبي القاسم علي المصنف له و عبد الرحمن بن يونس بن إبراهيم التونسي و كتب محمد بن يوسف بن محمد البرزالي الإشبيلي، و عارض يوم السبت التاسع و العشرون من شهر رجب سنة ثمان عشرة و ستمائة بالمسجد الجامع بدمشق حرسها اللّه في مجلس واحد و الحمد للّه وحده و صلاته على محمد نبيه و سمع من قبل يصفه... إلى آخر الجزء أبو العباس أحمد بن يوسف بن عبد اللّه التلمساني.
6691 - محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن مصعب

ابن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى

أبو البركات القرشي الأسدي الزبيري المكي (1)

سمع بدمشق: أبا محمّد عبد اللّه بن عطية الميسر (2).

و سمع بالعراق أبا الحسن علي بن محمّد الجراحي، و محمّد بن محمّد بن جبريل العجيفي، و أبا سعيد السيرافي، و أبا الحسن الرماني النحوي، و بمصر: أبا بكر أحمد بن محمّد المهندس.

روى عنه: أبو محمّد علي بن أحمد بن حزم، و أبو العبّاس أحمد بن عمر بن أنس العذري الأندلسيان (3).

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل، عن أبي عبد اللّه محمّد بن أبي نصر الحميدي صاحب تاريخ الأندلس (4) قال: محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه ابن محمّد بن مصعب بن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير الزّبيري أبو البركات، مولده بمكة سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة، و دخل بغداد و الشام و مصر، و سمع بها، ثم دخل الأندلس، و حدّث بها عن جماعة منهم: القاضي أبو الحسن علي بن محمّد الجرّاحي، و محمّد بن محمّد بن جبريل العجيفي، و أبو سعيد الحسن بن عبد اللّه بن المرزبان السيرافي، و أبو الحسن علي بن عيسى الرماني النحوي صاحب التفسير، و أبو محمّد عبد اللّه بن عطية الدّمشقي، و أبو بكر الذارع أحمد بن محمّد بن إسماعيل صاحب أبي بشر الدولابي، و أبو إسحاق إبراهيم بن حيّان و نحوهم، حدّثنا عنه أبو محمّد علي بن أحمد الفقيه، و أبو العبّاس أحمد بن عمر بن أنس العذري.

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد الأنصاري، عن أبي عبد اللّه محمّد بن فتوح الحميدي (5)،حدّثني أبو محمّد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب الفارسي

ص: 154


1- ترجمته في تذكرة الحفاظ 1107/3 و جذوة المقتبس ص 70 رقم 104 و بغية الملتمس ص 106 رقم 208.
2- كذا رسمها بالأصل و د، و في «ز»: المفسر.
3- بالأصل: الأندلسي، و المثبت عن د، و «ز».
4- جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس ص 70 رقم 104.
5- الخبر و الشعر في جذوة المقتبس ص 105 و 106 و بغية الملتمس ص 106.

الفقيه و أملاه عليّ بالأندلس، ثنا أبو البركات محمّد بن عبد الواحد الزّبيري، حدّثني أبو علي حسن بن الأسكري (1) المصري، قال: كنت من جلاّس تميم بن أبي تميم، و ممّن يخفّ عليه جدا قال: فأرسل إلى بغداد، فابتيعت له جارية رائعة فائقة الغناء، فلمّا وصلت إليه دعا جلساءه قال: فكنت فيهم، ثم مدّت السّتارة، و أمرها بالغناء، فغنّت:

و بدا له من بعد ما اندمل الهوى *** برق تألّق موهنا لمعانه

يبدو كحاشية الرداء و دونه *** صعب الذّرى متمنّع أركانه

و زاد فيها غيره (2) هذا البيت:

فمضى لينظر كيف لاح فلم يطق *** نظرا إليه و صدّه سجّانه

فالنار ما اشتملت عليه ضلوعه *** و الماء ما سمحت به أجفانه

قال: فأحسنت ما شاءت، فطرب تميم و كلّ من حضر ثم غنّت:

سيسليك عمّا فات دولة مفضل *** أوائله محمودة و أواخره

ثنا اللّه عطفيه و ألّف شخصه *** على البرّ مذ شدّت عليه مآزره

قال: فطرب تميم و من حضر طربا شديدا قال: ثم غنّت:

استودع اللّه في بغداد لي قمر (3) *** بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه

قال: فاشتد طرب تميم و أفرط جدا، ثم قال لها: تمنّي ما شئت، فلك مناك، فقالت:

أتمنى عافية الأمير و سعادته، فقال: و اللّه لا بدّ لك أن تتمني، فقالت: على الوفاء أيّها الأمير بما أتمنى ؟ فقال: نعم، فقالت: أتمنى أن أغني بهذه النوبة ببغداد، قال: فاستقع لون تميم، و تغير وجهه و تكدّر المجلس، و قام و قمنا، فقال ابن الإسكري فلحقني بعض خدمه و قال لي:

ارجع فالأمير يدعوك، فرجعت فوجدته جالسا ينتظرني، فسلّمت و قمت بين يديه، فقال:

ويحك أ رأيت ما امتحنّا به ؟ فقلت: نعم أيها الأمير، فقال: لا بدّ من الوفاء لها، و ما أثق في هذا بغيرك، فتأهّب، لتحملها إلى بغداد، فإذا غنّت هناك فاصرفها، فقلت: سمعا و طاعة، قال: ثم قمت و تأهّبت، و أمرها بالتأهّب، و أصحبها جارية له سوداء تعادلها و تخدمها، و أمر بناقة و محمل، فأدخلت فيه، و جعلها معي، و صرت إلى مكة مع القافلة، فقضينا حجنا ثم

ص: 155


1- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في جذوة المقتبس: الأشكري.
2- بالأصل: غير، و المثبت للإيضاح عن د، و «ز».
3- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في الجذوة و البغية و المختصر: قمرا.

دخلنا في قافلة العراق و سرنا، فلمّا وردنا القادسية أتتني السوداء عنها، فقالت: تقول لك سيدتي أين نحن ؟ فقلت لها: نحن نزول بالقادسية، فانصرفت إليها و أخبرتها، فلم أنشب أن سمعت صوتها قد ارتفع بالغناء (1):

لمّا وردنا القادسية *** حيث مجتمع الرّفاق

و شممت من أرض الحجا *** ز نسيم أنفاس العراق

أيقنت لي و لمن أحبّ *** بجمع شمل و اتفاق

و ضحكت من فرح اللقا *** ء كما بكيت من الفراق

فتصايح الناس من أقطار القافلة: أعيدي باللّه، أعيدي باللّه، قال: فما سمع لها كلمة، قال: ثم نزلنا الياسرية و بينها و بين بغداد نحو خمسة أميال (2) في بساتين متصلة ينزل الناس بها؛ فيبيتون ليلتهم، ثم يبكرون لدخول بغداد، فلمّا كان قرب الصّباح، إذا بالسوداء قد أتتني مذعورة، فقلت: ما لك ؟ فقالت: إنّ سيّدتي ليست بحاضرة، فقلت: ويلك، و أين هي ؟ قالت: و اللّه ما أدري، فلم أحس لها (3) أثرا بعد، و دخلت بغداد و قضيت حوائجي بها، و انصرفت إلى تميم فأخبرته خبرها، فعظم ذلك عليه و اغتمّ له، ثم ما زال بعد ذلك ذاكرا لها واجما عليها (4)(5).

6692 - محمّد بن عبد الواحد بن محمّد أبو الحسام الطّبري [الكسائي]

6692 - محمّد بن عبد الواحد بن محمّد أبو الحسام الطّبري [الكسائي] (6)

[قدم دمشق و حدث بها عن أبي عبد اللّه الحسن بن أحمد الأسدي الطبري] (7).

روى عنه: عبد العزيز الكتّاني، و نجا بن أحمد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو الحسام محمّد بن عبد الواحد بن محمّد الكسائي الطّبري قدم علينا قراءة عليه، حدّثنا أبو عبد اللّه (8) الحسين (9) بن

ص: 156


1- نسب الأبيات في وفيات الأعيان 337/5 إلى موسى بن عبد الملك الأصبهاني.
2- كذا و في معجم البلدان هي قرية كبيرة على ضفة نهر عيسى، قرب بغداد.
3- بالأصل: أثر، خطأ، و المثبت عن د، و «ز»، و الجذوة و البغية.
4- بالأصل: عليه، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز»، و المصدرين السابقين.
5- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء الرابع و العشرين بعد الستمائة من الفرع.
6- زيادة عن د، و «ز».
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز».
8- بالأصل و «ز»: عبيد اللّه، و المثبت عن د.
9- كذا بالأصل، و د، و «ز» و المختصر هنا، و قد مرّ:«الحسن» و لم أقف عليه.

أحمد الأسدي الطّبري، أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي الأسترابادي، ثنا أبو الحسن أحمد بن الحسن بن أبان المضري الأبلّي، ثنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، ثنا أبو عامر بن يساف بعبّادان، ثنا يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من أصبح و همّه التقوى ثم أصاب فيما بين (1) ذلك ذنبا غفر اللّه له»[11417].

6693 - محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن عمر بن الميمون

أبو الفرج الدّارمي الفقيه (2)

من أهل بغداد.

سكن دمشق و حدّث عن أبي عمر بن حيّوية، و أبي بكر بن شاذان، و أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد الطّبري، و أبي طاهر العجيفي العلاّف، و كان قد سمع أبا محمّد بن ماسي، و أبا الحسن الدارقطني، و محمّد بن المظفّر، و أبا بكر بن إسماعيل الورّاق.

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و أبو علي الأهوازي، و أبو محمّد الكتاني، و علي بن طاهر بن جعفر النحوي، و أبو طاهر الحنائي.

أنبأنا أبو طاهر (3) الحنّائي، أنبأنا أبو الفرج محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن عمر بن الميمون الفقيه ذاك الدارمي، ثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، ذاك البزاز، ثنا أبو الحسن عبيد اللّه بن ثابت بن أحمد بن الحريري ذاك الكوفي، و الحسين بن محمّد بن الحسين، و نجا (4)،ذاك الدّبّاغ، قالا: ثنا الحسين بن أبي زيد، ذاك الدّباغ، ثنا وكيع بن الجرّاح ذاك الرواسي بين الشقوق و البطان، و هو في المحمل و أنا أمشي قال: حدّثنا سفيان ذاك الثوري، عن الحصين بن عبد الرّحمن ذاك السّلمي، عن سالم بن أبي الجعد ذاك العطفاني عن جابر بن عبد اللّه ذاك الأنصاري قال: كنا إذا صعدنا كبّرنا و إذا نزلنا سبّحنا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس و أبو (5) منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب: (6) محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن عمر بن الميمون، أبو

ص: 157


1- كتبت اللفظة بين السطرين فوق الكلام بالأصل.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 361/2 و سير أعلام النبلاء 52/18 و الوافي بالوفيات 63/4 و الأنساب.
3- أقحم بعدها بالأصل، و د، و «ز»: خال
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: يحيى.
5- بالأصل:«بن» تصحيف، و المثبت «و أبو» عن د، و «ز».
6- تاريخ بغداد 361/2.

الفرج المعروف بالدارمي الفقيه على مذهب الشافعي، كان أحد الفقهاء (1)،موصوفا بالذكاء و الفطنة، يحسن الفقه و الحساب، و يتكلم في دقائق المسائل، و يقول الشعر، و انتقل عن بغداد إلى الرحبة فسكنها مدة، ثم تحوّل إلى دمشق فاستوطنها و لقيته بها في سنة خمس و أربعين و أربعمائة، و قال لي: كتبت عن أبي محمّد بن ماسي، و أبي بكر بن إسماعيل الورّاق، و محمّد بن المظفّر، و أبي عمر بن حيّوية، و أبي (2) بكر بن شاذان، و الدّارقطني، و غيرهم، سألته عن مولده فقال: ولدت في نهار يوم السّبت الخامس و العشرين من شوّال سنة ثمان و خمسين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي قال: قال لنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي في كتاب طبقات الفقهاء من الشافعيين و منهم أبو الفرج محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن عمر المعروف بالدارمي البغدادي، ولد سنة ثمان و خمسين و ثلاثمائة، و مات بدمشق في سنة تسع و أربعين و أربعمائة، و كان فقيها متأدبا حاسبا شاعرا متصرّفا، ما رأيت أفصح منه لهجة، و قال لي: مرضت مرة فعادني الشيخ أبو حامد الأسفرايني فقلت:

مرضت فارتحت إلى عائد *** فعادني العالم في واحد

ذاك الإمام ابن أبي طاهر *** أحمد ذو الفضل أبو حامد

أنبأنا أبو محمّد بن صابر قال: قال لي أبو الحسن عليّ بن طاهر بن جعفر السّلمي:

سمعت الفقيه أبا الفرج محمّد بن عبد الواحد بن محمّد الدارمي يذكر أنّ مولده في شوّال من سنة ثمان و خمسين و ثلاثمائة - زاد غير ابن صابر: عن ابن طاهر في السّاعة الأولى من نهار يوم السّبت الخامس و العشرين من شوّال.

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن المسلم قال: قال لي الشيخ أبو بكر أحمد بن علي الهروي المقرئ: سألت الفقيه أبا الحسين (3) طاهر بن محمّد [بن] أحمد القاضي (4) عن أبي الفرج الدّارمي فقال: أدركت فقهاء بغداد مثل القاضي أبي (5) الطيّب الطبري و طبقته يذكرونه و يثنون عليه بالعلم و الفهم، يقولون صاحب المسألة الدارميّة.

ص: 158


1- بالأصل: الفهماء، و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
2- بالأصل:«و أبا».
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الحسن.
4- بالأصل و د:«القاضي» و المثبت عن «ز».
5- بالأصل و «ز»: «أبو» و المثبت عن د.

أنشدنا [أبو محمّد بن طاوس، أنشدني] (1) أبي أبو البركات، أنشدني أبو علي الحسن ابن أحمد بن عبد اللّه بن البنّا، أنشدني أبو الفرج الدارمي لنفسه:

ظلوم يكلفني خطة *** أرى أنّها أنكر المنكر

لذكري تفقع سبابة *** و أعقد في عقدة (2) خنصر

و امنحه من ودادي الصّفا *** فيجزي على ذاك بالأكدر

و قال ودادي كذا شرطه *** فقلت ودادك مني بري

طلاقا ثلاثا بلا رجعة *** إلى الموت و البعث و المنشر

فلا خير فيمن له ظاهر *** إذا لم يصح على المخبر

أنبأنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنشدني أبو الفرج الدّارمي لنفسه:

أعراض قلبي غدت معرفة *** فاجتمعت في الحبيب أعراضي

لا بدّ منه و من هواه و لو *** قرّضني سيّدي بمقراض

تودّه مهجتي فإن تلفت *** تودّه في التراب أبعاضي

أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد، عن جدّه القاضي أبي عبد اللّه الخطيب، أنشدنا أبو الفرج محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن عمر بن الميمون الدارمي البغدادي الفقيه لنفسه بدمشق فيها:

قصدت دمشق أرجى التحف *** و آمل منها جميل اللطف

و أنوي المقام بها قاطنا *** لوعد بها كان عندي سلف

فأخلفت الوعد عند اللقا *** فقلت أيا دارمي انصرف

لئن وصلت إنني (3) واصل *** و إن قطعت إنني منصرف

أقيم إذا أحسنت صحبتي *** و إن رامت الضيم لي لم أقف

فمنها النفار و مني الفرار *** و منها التجني و مني الصلف

و في الأرض لي مرتع واسع *** و ماء رواء و طيب العلف

و لي وطن لا يرى مثله *** يقر بذلك لي من عرف

ص: 159


1- الزيادة عن د، و «ز»، لتقويم السند.
2- بالأصل و د، عدة، و المثبت عن «ز».
3- بالأصل:«إني»، و المثبت عن د، و «ز».

و ربّ كريم إذا ما شكوت *** إليه البلاوي التي بي كشف

ففي اللّه عن خلقه غنية *** و في اللّه من كل شيء خلف

أنبأنا أبو الحسن عليّ بن المسلّم، و أبو الفرج غيث بن علي، قالا: أنبأنا أبو الحسن عليّ بن طاهر و نقله من خط أبي طاهر قال: سمعت أبا الفرج الدّارمي يقول:- و قد سأله أبو محمّد يحيى بن أبي عبد اللّه البخاري الحنفي الفقيه عن مولده فقال:- في السّاعة الأولى من نهار يوم السّبت الخامس و العشرين من شوّال سنة ثمان و خمسين و ثلاثمائة، و توفي رحمه اللّه ليلة الجمعة، و صلّى عليه يوم الجمعة بعد صلاة الظهر في مستهل ذي القعدة من سنة ثمان و أربعين و أربعمائة، و دفن في باب الفراديس بحضرة النهر و شهد جنازته خلق عظيم.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالوا:

قال لنا أبو بكر الخطيب (1):بلغنا أن أبا الفرج الدارمي مات بدمشق، ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني قال: قال لنا أبو محمّد الكتّاني: توفي أبو الفرج محمّد بن عبد الواحد البغدادي الدّارمي الفقيه بدمشق يوم الجمعة أوّل يوم من ذي القعدة سنة [ثمان] (2) و أربعين.

و ذكر أبو إسحاق إبراهيم بن يونس الخطيب: انه توفي في شهر رمضان [فالله أعلم] (3).

6694 - محمّد بن عبد الواحد بن مزاحم أبو الفضل الصوري القاضي

أنشد بأطرابلس شعرا لخطيب دمياط .

سمع منه الأمير أبو الحسن عليّ بن المقلّد بن منقذ.

قرأت بخط أبي الحسن عليّ بن المقلّد بن نصر الكتّاني، أنشدني القاضي الجليل أبو الفضل محمّد بن عبد الواحد بن مزاحم بثغر طرابلس في جماد الأوّل سنة أربع و ستين - يعني - و أربعمائة للخطيب بدمياط :

جعلت تنظر ستّي *** في ثيابي يوم عيد

و تناديني بشجو *** يا خليعا في جديد

لا تغالطني فما *** تصلح إلاّ للصّدود (4)

ص: 160


1- تاريخ بغداد 362/2
2- زيادة عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
3- زيادة عن د، و «ز».
4- بالأصل: للصديد، و المثبت عن د، و «ز».
6695 - محمّد بن عبد الوهّاب بن أبي ذرّ

أبو عمر البغدادي القاضي [الضرير] (1)(2)

[روى عن إبراهيم بن شريك الكوفي، و يوسف بن يعقوب القاضي، و جعفر بن محمّد الفريابي] (3)روى عنه: تمام بن محمّد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، ثنا أبو عمر محمّد بن عبد الوهّاب بن أبي ذرّ البغدادي القاضي الضرير، ثنا إبراهيم ابن شريك الكوفي، ثنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس اليربوعي، ثنا عليّ بن مسهر، عن محمّد ابن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«مثل الصلاة الخمس كمثل نهر على باب أحدكم، يغتسل منه في كلّ يوم خمس مرّات، فما ذا يبقى من دونه ؟» [11418].

أخبرنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):محمّد بن عبد الوهّاب بن أبي ذرّ أبو عمر القاضي [البغدادي] (5)،انتقل إلى الشام، و حدّث بدمشق عن جعفر الفريابي، و إبراهيم بن شريك الكوفي و غيرهما، و كان قد كفّ بصره.

روى عنه تمام بن محمّد الرازي.

6696 - محمّد بن عبد الوهّاب [بن محمّد بن عبد الوهاب] بن هشام بن الغاز

6696 - محمّد بن عبد الوهّاب [بن محمّد بن عبد الوهاب] (6) بن هشام بن الغاز

ابن ربيعة بن عمرو أبو الليث الجرشي (7) الإمام الصّيداوي

روى عن الحسين بن السميدع، و يحيى بن عبد الرّحمن بن عبد الصّمد بن شعيب بن إسحاق، و أحمد بن محمّد بن خالد البصري، و إسحاق بن إبراهيم الصّدفي.

ص: 161


1- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز».
2- ترجمته في تاريخ بغداد 382/2.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز».
4- تاريخ بغداد 382/2.
5- استدركت عن تاريخ بغداد.
6- ما بين معكوفتين استدرك عن د، و «ز».
7- بالأصل و د: الحرشي، تصحيف، و المثبت عن «ز»، راجع الأنساب (الجرشي).

روى عنه: أبو بكر أحمد بن بكير بن عبد اللّه بن الفرج التميمي، و أبو الحسين بن جميع، و أبو عبد اللّه بن مندة، و عبد اللّه بن محمّد بن حمزة بن أبي كريمة، و عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفّار بن ذكوان البعلبكي، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن يحيى بن مفرج الأندلسي القرطبي، و أبو الحسين محمّد بن أحمد بن الحسن الكرجي (1).

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن المسلّم، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: أنبأنا أبو نصر بن طلاّب الخطيب، أنبأنا أبو الحسين بن جميع، ثنا محمّد بن عبد الوهّاب الإمام بصيدا، أنبأنا يحيى بن عبد الرّحمن، حدّثنا جدّ أبي (2)،أخبرني جدّي، عن أبي حنيفة، عن نافع عن ابن عمر قال:«نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عام خيبر عن لحوم الحمر الأهلية»[11419].

6697 - محمّد بن عبد الوهّاب بن هشام بن الغاز بن ربيعة الجرشي

6697 - محمّد بن عبد الوهّاب بن هشام بن الغاز بن ربيعة الجرشي (3)

ذكر أبو عبد اللّه بن مندة أنه دمشقي.

روى عن أبيه، و أبي إسحاق إبراهيم (4) بن محمّد الفزاري.

روى عنه العبّاس بن الوليد بن مزيد.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد الفقيهان، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالوا: أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو بكر القاضي، و أبو عبد الرّحمن السّلمي.

ح و أنبأنا أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد الشيروي (5)،ثم حدّثني أبو المحاسن عبد الرزّاق بن محمّد بن أبي نصر الطبسي (6).

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الجنيد، ثنا أبو نصر عبد اللّه بن الحسين بن محمّد بن هارون، قالا: أنبأنا أبو بكر الحيري، قالوا: أنبأنا أبو العبّاس الأصم، ثنا العبّاس بن الوليد، أخبرني أبي، أخبرني عبد الوهّاب بن هشام بن الغاز، عن أبيه هشام بن الغاز، عن

ص: 162


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الكرخي.
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: «نا حدثني أبي» كذا.
3- في «ز»: الحرشي، تصحيف.
4- بالأصل:«ابن إبراهيم» و المثبت عن د، و «ز».
5- في «ز»: الشيزوني.
6- في «ز»: الطيبي، تصحيف، قارن مع مشيخة ابن عساكر 114/أ.

نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من كان ذا وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان - و قال ابن هارون: سلطانه لمنفعة برّ أو تيسير عسير أعين على إجازة الصّراط يوم دحض الأقدام»[11420].

قال العبّاس: ثم لقيت محمّد بن عبد الوهّاب، فحدّثني عن أبيه، عن جده، عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم مثله.

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الكشميهني - بمرو - و أبو بكر محمّد بن أحمد بن الجنيد - بميهنة - و أبو الفضل [أحمد] (1) بن طاهر بن سعيد (2) الميهني - ببغداد - قالوا: أنبأنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن أبي الحسن العارف، أنبأنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن محمّد الحيري، ثنا أبو العبّاس الأصمّ ، أنبأنا العباس (3) بن الوليد بن مزيد البيروتي، أخبرني أبي، أخبرني عبد الوهّاب بن هشام بن الغاز، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان لمنفعة أو تيسير عسير أعين على إجازة الصّراط يوم دحض الأقدام»[11421]، قال العبّاس: ثم لقيت محمّد بن عبد الوهّاب فحدّثني به عن أبيه، عن جدّه، عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر الحافظ (4) قال: أما الجرشي بضم الجيم و فتح الراء و كسر الشين المعجمة: عبد الوهّاب بن هشام بن الغاز الجرشي، شامي، و ابنه محمّد بن عبد الوهّاب حدّث عن أبيه.

روى عنه العبّاس بن الوليد بن مزيد.

6698 - محمّد بن عبد الوهّاب

روى عن محمّد بن حمير، و بقية بن الوليد، و عبيد اللّه بن أبي (5) السّائب.

روى عنه: إبراهيم بن الجنيد.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبد الكريم، ثنا أبو عمر أحمد بن محمّد بن الجلي

ص: 163


1- زيادة عن د، و «ز».
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: سعد.
3- بالأصل: أبو العباس.
4- الاكمال لابن ماكولا 234/2 و 235.
5- سقطت من «ز».

الطّرسوسي، ثنا منصور بن الوليد، حدّثني إبراهيم - هو ابن الجنيد - قال: و حدّثني محمّد بن عبد الوهّاب الدّمشقي، ثنا محمّد بن حمير، عن النجيب بن السّري قال: كان يقال: لا يبيت الرجل مع المرد في البيت.

قال: و حدّثني محمّد بن عبد الوهّاب الدّمشقي، حدّثنا بقية بن الوليد، ثنا الوضين بن عطاء، عن المشيخة أنهم كانوا يكرهون أن يحدّوا النظر إلى الغلام الجميل الوجه.

6699 - محمّد بن عبد الوهّاب السّلمي

حدّث عن الهيثم بن عمران القيسي (1) الدّمشقي.

روى عنه: إسماعيل بن محمّد الدمشقي، أظنه ابن قيراط أو ابن قصي.

6700 - محمّد بن عبدك أبو جعفر الرّازي

6700 - محمّد بن عبدك (2) أبو جعفر الرّازي

حدّث بأطرابلس عن القاسم بن عبد الوهّاب الصّوري، و أحمد بن شيبان الرّملي، و الخليل غير منسوب، و عليّ بن أحمد بن يحيى السّوسي، و يحيى بن إسماعيل الواسطي.

روى عنه: عبد اللّه (3) بن محمّد بن عبد اللّه بن أبي ذرّ السّوسي، و عثمان بن سعيد الصيداوي، و خيثمة بن سليمان، و أبو محمّد جعفر بن محمّد الهمذاني - نزيل صور-.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان، ثنا خيثمة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو الفضل بن الفرات، و أبو محمّد الحسن ابن عليّ بن البري،[ح و أخبرنا أبو الفتح نصر بن القاسم المقدسي أنا أبو محمّد ابن البري] (4) ح و أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سلامة، و أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم، قالا: أنبأنا أبو الفضل بن الفرات، قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا خيثمة بن سليمان.

ثنا أبو جعفر محمّد بن عبدك الرّازي، ثنا يحيى بن إسماعيل الواسطي، ثنا محمّد بن حسّان، ثنا سيف بن محمّد، عن خاله سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن حبّة بن

ص: 164


1- كذا رسمها بالأصل، و في د: العبسي، و في «ز»: العنسي.
2- في «ز»: عبده.
3- بالأصل:«عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه» و المثبت عن د، و «ز».
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز».

جوين، عن عليّ بن أبي طالب [قال:].

بينا أنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في حير (1) لأبي طالب أشرف علينا أبو طالب فنظر إليه النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال:«يا عم أ لا تنزل فتصلّي معنا؟»، فقال: يا بن أخي إنّي لأعلم (2) أنك على الحقّ و لكن أكره أن أسجد فيعلو استي، و لكن انزل يا جعفر فصل جناح ابن عمك، فنزل فصلّى عن يساري، فلما قضى النبي صلى اللّه عليه و سلّم صلاته التفت إلى جعفر بن أبي طالب فقال:«أما إن اللّه قد وصلك بجناحين تطير بهما في الجنّة، كما وصلت جناح ابن عمّك»[11422]- و في حديث عبد الكريم: عن حية بن جرير.

[قال ابن عساكر:] (3) و هو وهم، و فيه:«إن اللّه قد فضّلك بجناحين»، و قد سقته عاليا في ترجمة جعفر بن أبي طالب.

6701 - محمّد بن عبدة بن عبد اللّه بن زيد أبو بكر المصّيصي

6701 - محمّد بن عبدة بن عبد اللّه بن زيد أبو (4) بكر المصّيصي

سمع بدمشق و غيرها: هشام بن عمّار، و محمّد بن كثير، و عبد الوهّاب بن نجدة، و أبا توبة الرّبيع بن نافع، و عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي، و أبا مصعب الزهري، و أحمد بن يونس، و عليّ بن ميمون الرّقي، و سويد بن سعيد، و أحمد (5) بن حاتم الطويل، و أحمد (6) بن عصمة، و محمّد بن قدامة الجوهري، و أبا بكر بن أبي شيبة، و عبّاد بن موسى، و أبا هشام الرفاعي، و محمّد بن عبد الأعلى الصنعاني، و عبيد بن يعيش العطّار، و عمر بن حفص الوصابي (7) الحمصي، و عبد الوهّاب بن الضحّاك العرضي، و شجاع بن مخلد الفلاس، و هدبة (8) بن خالد، و أحمد بن عبدة الضبّي، و الصّلت بن مسعود الجحدري، و يعقوب بن كعب الأنطاكي، و موسى بن أيوب النصيبي، و محمّد بن موسى الجرشي، و أبا عثمان سعيد ابن شبيب (9) الحضرمي.

ص: 165


1- حير: بستان (القاموس).
2- بالأصل:«لا أعلم» خطأ، و التصويب عن د، و «ز».
3- زيادة منا للإيضاح.
4- صحفت بالأصل إلى «بن».
5- كذا بالأصل و د، و في «ز»: محمّد.
6- كذا بالأصل، و في د:«و محمّد بن عصمة» و في «ز»: «و محمّد بن عطية».
7- بالأصل و د و «ز»: الوصافي، تصحيف، ترجمته في تهذيب الكمال 44/14.
8- إعجامها مضطرب بالأصل و د، و «ز»، ترجمته في تهذيب الكمال 225/19.
9- في «ز»: طبيب.

روى عنه: مؤمّل بن عبد الرّحمن بن مؤمّل المصيصي، و أبو الرضا الحسن بن عيسى العرقي، و أبو القاسم يحيى بن عبد الباقي بن يحيى الأذني، و سليمان الطبراني، و أبو القاسم محرز بن عبد اللّه بن محرز، و أبو عمر أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الجلي الطّرسوسي، و أبو أحمد بن عدي، و جعفر بن محمّد بن مسعدة القاضي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الشافعي، ثنا نصر بن إبراهيم الزّاهد، أنبأنا أبو القاسم عمر بن أحمد بن محمّد الواسطي، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن الملطي، أخبرني أبو الرّضا من أهل عرقة (1)،أنبأنا محمّد بن عبدة، أنبأنا عصام، ثنا عمر بن راشد، عن عبد الرّحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«من صام يوما من رمضان فسلم من ثلاث ضمنت له الجنّة» فقال أبو عبيدة بن الجرّاح:

يا رسول اللّه أعلى ما فيه سوى الثلاثة ؟ قال:«على ما فيه سوى الثلاثة: لسانه، و بطنه، و فرجه»[11423].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا عبد الرّحمن بن حمدان الجلاّب، ثنا محمّد بن عبدة المصّيصي، ثنا هشام بن عمّار، ثنا إسماعيل بن عيّاش، عن سفيان الثوري.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو قتيبة سلام (2) بن الفضل الأدمي - بمكة - ثنا أحمد بن زنجويه القطّان، ثنا هشام بن عمّار، ثنا ابن عيّاش، ثنا سفيان الثوري، عن عبيد اللّه بن الوليد الوصافي، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عبّاس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إن أهل البيت إذا تواصلوا أجرى اللّه عليهم الرزق، و كانوا في كنف اللّه عزّ و جل»[11424]- و في رواية المصّيصي:«في كنف الرّحمن-» قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

قال أبو عبد اللّه: تفرّد به إسماعيل بن عيّاش عن الثوري قال البيهقي: و عنه هشام بن عمّار.

ص: 166


1- إعجامها مضطرب بالأصل و د، و «ز»، و التصويب عن معجم البلدان. و عرقة: بكسر أوله و سكون ثانية، بلد في شرقي طرابلس بينهما أربعة فراسخ.
2- كذا بالأصل، و في د: سلم، و في «ز»: سالم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا أبو القاسم السّهمي، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، حدّثنا محمّد بن عبدة - إملاء - في سنة ثمان و ثمانين [و مائتين] (1) فذكر عنه حديثا.

6702 - محمّد بن عبّود

و هو أحمد بن عبد الواحد بن عبّود، أخطأ فيه بعض الرواة.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، عن أبي إسحاق البرمكي، أنبأنا (2) محمّد بن العباس بن الفرات - إجازة - أنبأنا محمّد بن العبّاس بن أحمد الضبّي، أنبأنا يعقوب بن إسحاق ابن محمود الفقيه، أنبأنا صالح بن محمّد الحافظ ، حدّثني محمّد بن عبّود الدّمشقي، ثنا محمّد بن كثير المصّيصي، عن الأوزاعي، عن بلال بن سعد قال: وا حزنا على أني لا أحزن.

6703 - محمّد بن عبّود بن محمّد أبو عبد اللّه بن أبي بكر الكتّاني الأندلسي الفقيه

قدم دمشق و حدّث بها عن أبي تمام غالب بن عيسى بن أبي يوسف الأنصاري الأندلسي.

كتب عنه أبو الحسن بن طاهر النحوي.

6704 - محمّد بن عبيد اللّه بن أحمد بن أبي عمرو

أبو الحسن - و يقال: أبو بكر - المنيني (3) المعروف أبوه بأبي عمرو الأسود (4)

روى عن أبي القاسم بن أبي العقب، و أبي طاهر محمّد بن عبد العزيز الإسكندراني، و عبيد اللّه بن عثمان بن محمّد البزاز، و أبي بكر محمّد بن عيسى بن عبد الكريم الطرسوسي.

روى عنه: أبو محمّد الكتّاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - ثنا عبد العزيز - لفظا - أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن أحمد المقرئ - قراءة عليه بقرية منين (5)-ثنا أبو طاهر محمّد بن عبد العزيز بن

ص: 167


1- زيادة عن «ز»، للإيضاح.
2- من هنا إلى إجازة سقط من «ز».
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: المديني، تصحيف.
4- ترجمته في معجم البلدان (منين) و سماه: محمّد بن رزق اللّه بن عبيد اللّه أبو بكر و قيل كنيته أبو الحسن. و الأنساب (المنيني) و سماه: محمّد بن رزق اللّه، أبو بكر.
5- منين بالفتح ثم الكسر قرية في جبل سنير من أعمال الشام، و قيل من أعمال دمشق.

حسنون الإسكندراني، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق المكيّ في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم [بين القبر و المنبر، نا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، نا حاتم بن إسماعيل، عن عبد الكريم عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم] (1) قال:«إذا نودي للصلاة فتحت السماء و استجيب الدّعاء»[11425].

قال الرقاشي: و اللّه ما كذبت على أنس و لا كذب أنس على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

سمع علي الحنّائي (2) من هذا الشيخ و كنّاه أبا الحسن (3)،و هو محمّد بن رزق اللّه بن عبيد اللّه، وجدت اسمه بخطه على جزء، سمع منه عن أبي عبد اللّه بن مروان إلاّ أن الكتّاني فرّق بينهما في معجمه، و أخطأ في ذلك.

6705 - محمّد بن عبيد اللّه بن الأشعث المتعبّد

حكى عنه أبو حمزة محمّد بن إبراهيم الصّوفي.

أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج في كتابها قالت: أنبأنا جعفر بن أحمد بن الحسن السرّاج، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد - بمصر - و أنبأنا أبو الحسن الفرضي، و أبو الفضل السّلامي و غيرهما، قالوا: أجاز لنا إبراهيم بن سعيد، ثنا أبو صالح السّمرقندي الصّوفي، حدّثنا الحسين بن القاسم بن اليسع، ثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عمرو الدينوري، ثنا أبو محمّد جعفر بن عبد اللّه الصّوفي الخيّاط ، قال: قال أبو حمزة: نظر محمّد بن عبيد اللّه بن الأشعث الدّمشقي - و كان من خيار عباد اللّه - إلى، غلام جميل فغشي عليه، فحمل إلى منزله فاعتاده السّقم حتى أقعد من رجليه، فكان لا يقوم عليهما زمنا طويلا، فكنا نأتيه نعوده و نسأله عن حاله و أمره، و كان لا يخبرنا بقصّته، و لا بسبب مرضه، و كان الناس يتحدّثون [بحديث] (4) نظره، فبلغ ذلك للغلام، فأتاه عائدا، فمشى إليه و تحرّك و ضحك في وجهه و استبشر برؤيته، فما زال يعوده حتى قام على رجليه و عاد إلى حالته، فسأله الغلام يوما المصير معه إلى منزله، فأبى أن يفعل، فكلمني أن أسأله أن يتحوّل إليه (5)،فسألته فأبى،

ص: 168


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز» لتقويم السند.
2- في «ز»: الجياني.
3- بالأصل: أبا إسحاق، و المثبت عن د، و «ز».
4- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز».
5- من قوله: حالته... إلى هنا سقط من «ز».

فقلت: و ما الذي تكره من ذلك ؟ فقال: لست بمعصوم من البلاء، و لا آمن من الفتنة، و أخاف أن يقع عليّ من الشيطان محنة في وقت خلوة أو عند ظفر بفرصة، فتجرى بيني و بينه معصية، فيحتجب اللّه عني يوم تظهر فيه الأسرار، و يكشف فيه عن ساق، فأكون من الخاسرين.

6706 - محمّد بن عبيد اللّه سليمان

حدّث عن أبيه.

روى عنه: أبو علي الحسن بن يوسف.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل الحافظ ، أنبأنا أبو الفتح المطهّر بن محمّد بن جعفر البيع، أنبأنا شجاع بن علي المصقلي، أنبأنا أبو عمرو عبد الوهّاب - إجازة - ثنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن الموفّق، ثنا أبو علي الحسن بن يوسف، حدّثنا محمّد بن عبيد اللّه بن سليمان الدّمشقي، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزّاق؛ فذكر حديثا سقناه في ترجمة أبيه عبيد اللّه بن سليمان الدّمشقي.

6707 - محمّد بن عبيد اللّه بن الفضل المعروف بابن الفضيل

6707 - محمّد بن عبيد اللّه بن الفضل المعروف بابن الفضيل (1)

أبو الحسين (2) الكلاعي الحمصي

حدّث عن محمّد بن [مصفّى] (3)،و عمرو بن عثمان، و معاوية بن عبد الرّحمن الرّحبي، و حميد بن زنجويه، و أبي أميّة الطرسوسي، و أحمد بن محمّد بن أبي رجاء، و أبي تقيّ هشام بن عبد الملك، و عقبة بن مكرم العمّي، و نوح بن حبيب القومسي، و مؤمّل بن إهاب.

روى عنه: الفضل بن جعفر، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسحاق بن السنّي، و أبو حاتم محمّد بن حبّان البستي، و أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن عمرو (4) الرحبي، و القاضي أبو بكر الميانجي، و أبو أحمد بن عدي، و محمّد بن الحسن بن القاسم [بن درستويه و كان عديل محمّد بن مصفى في طريق مكة و اجتاز بدمشق. أخبرنا أبو القاسم] (5) عليّ بن إبراهيم غير مرّة، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن يحيى بن سلوان، أنبأنا أبو القاسم

ص: 169


1- بالأصل: الفضل، و المثبت عن د، و «ز».
2- بالأصل: الحسن، و المثبت عن د، و «ز».
3- سقطت من الأصل و استدركت للإيضاح عن د، و «ز».
4- بالأصل: عمر، و المثبت عن د، و «ز».
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لرفع الخلل و إيضاح المعنى عن د، و «ز».

الفضل بن جعفر، حدّثنا محمّد بن عبيد اللّه بن الفضل الكلاعي - بحمص - ثنا محمّد بن مصفّى، ثنا محمّد [بن أبي فديك] (1)،ثنا عيسى بن أبي عيسى الحفاظ ، عن أبي الزناد، عن أنس قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«إن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، و إنّ الصدقة تطفئ الخطيئة (2) كما يطفئ الماء النار، و الصّلاة نور المؤمن، و الصّوم جنته (3) من النار»[11426].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو الحسن عليّ بن محمّد، أنبأنا أبو الحسن علي ابن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو حاتم البستي، أنبأنا محمّد بن عبيد اللّه بن الفضل الكلاعي الراهب - بحمص - ثنا عمرو بن عثمان بحديث ذكره.

قال: و أنبأنا أبو حاتم، أنبأنا محمّد بن عبيد اللّه بن الفضيل العابد (4)،فذكر حديثا.

قال أبو حاتم: و كان من رهبان المسلمين، كتبنا عنه نسخا حسانا، و كان يعرف يا بن الفضيل، ذكره المقدسي عن أبي حاتم، و ذكر أيضا عن ابن مندة أنّ الفضيل مات بعد التسعين و مائتين، و هذا ليس بصحيح.

قرأت بخط هبة اللّه بن عبد اللّه بن الحسن بن محمّد بن عبيد اللّه بن الفضيل: أوقفني أبو المعمر مسدد بن علي الأملوكي الحمصي على خط أبيه على ظهر جزء تاريخ وفاة جدي و جدّ أبي نسخته. توفي أبو الحسن محمّد بن عبيد اللّه بن الفضيل الإمام رحمه اللّه و رضي عنه في أوّل يوم من شهر رمضان سنة تسع و ثلاثمائة، و مات ابنه أبو علي الحسن رحمه اللّه و رضي عنه يوم الاثنين لعشر خلون من شهر ربيع الأوّل سنة إحدى و خمسين و ثلاثمائة.

6708 - محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد بن عبد الكريم بن أهيب بن عمارة

6708 - محمّد بن عبيد اللّه (5) بن محمّد بن عبد الكريم بن أهيب بن عمارة

ابن عبد الرّحمن بن حيّان بن العمر بن ربيعة بن حرقوص بن حذافة

ابن سعد بن جمح أبو سلمة بن أبي حكيم القرشي الجمحي

هكذا نسبه أبو الحسين الرّازي و ذكر غيره أن حيّان جدّه كان مولى صفوان بن أميّة (6).

ص: 170


1- الزيادة عن د، و «ز».
2- قوله:«الخطيئة كما يطفئ الماء» سقط من «ز».
3- بالأصل: جنة، و المثبت عن د، و «ز».
4- في «ز»: العائذ.
5- بالأصل و «ز»: عبد اللّه، تصحيف، و المثبت عن د.
6- أقحم بعدها بالأصل:«حدث عن عمر بن مضر، و عبد اللّه بن الحسين الرازي، و ذكر غيره أن حيان جده كان مولى صفوان بن أمية» و المثبت يوافق «ز»، و د.

حدّث عن عمر بن مضر، و عبد اللّه بن الحسين المصيصي، و سعد بن محمّد البيروتي، و أبي أميّة الطرسوسي، و يزيد بن محمّد بن عبد الصمد، و إسحاق بن إبراهيم بن محمّد بن عرعرة، و أبي عامر موسى بن عامر، و بكّار بن قتيبة، و موسى بن الحسن بن عبد اللّه السقلي، و أبي جعفر محمّد بن سليمان ابن بنت مطر (1).

روى عنه: أبو الحسين الرّازي، و أبو حفص عمر بن علي العتكي، و أبو سليمان بن زبر، و عبد الوهّاب الكلابي.

قرأت على أبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، عن جده أبي محمّد، أنبأنا أبو علي الأهوازي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، ثنا أبو سلمة محمّد بن عبيد اللّه الجمحي (2)،ثنا أبو أميّة محمّد بن إبراهيم الطرسوسي، ثنا حجّاج بن محمّد قال: قال عبد الملك بن عبد العزيز ابن جريج: حدّثني موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من شرب الخمر في الدّنيا لم يشربها في الآخرة إلاّ أن يتوب»[11427].

أنبأنا أبو القاسم النّسيب، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أبي القاسم بن الفرات، قالا: أنبأنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، ثنا أبو الحارث أحمد ابن سعيد، و أبو سلمة محمّد بن عبيد اللّه قالا: ثنا أبو أميّة محمّد بن إبراهيم، ثنا إسحاق بن منصور (3) السلولي، ثنا داود الطائي، عن حميد، عن أنس» أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم بزق في ثوبه و ذلك بعضه ببعض[11428].

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو عبد اللّه، أنبأنا أبو علي المقرئ، ثنا عبد الوهّاب بن الحسن، ثنا أبو سلمة الجمحي، ثنا أبو أميّة الطرسوسي، ثنا أبو وهب الوليد بن محمّد الحرّاني، ثنا سعيد بن سالم المكي، عن ابن جريج، عن محمّد بن إبراهيم ابن أبي عاصم، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من مات مريضا مات شهيدا»[11429].

ذكره أبو الحسين الرّازي فيما نقلته من خطّ نجا، و ذكر أنه نقله من خطه: أنه مات سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمائة، قال الرّازي: و كان حيّان بن يعمر ممّن هاجر إلى أرض الحبشة مع

ص: 171


1- في «ز»: قطر، تصحيف.
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الحمصي.
3- بالأصل: إبراهيم، و المثبت عن د، و «ز».

جعفر بن أبي طالب، فمات بها، و يقال: إن حيّان مولى صفوان بن أمية، و دليل ذلك أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«حبان (1) خير من صفوان»[11430]، و خالفه ابن زبر فقال فيما قرأته على أبي محمّد ابن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان قال: سنة ثلاث و عشرين و ثلاثمائة في المحرّم توفي أبو سلمة محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد بن أبي حكيم القرشي.

6709 - محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد بن الحكم

أبو الحسين - و يقال: أبو معدّ بن أبي معاوية القرّي

حدّث عن أبيه، و أبي الفضل العبّاس بن الفضل الدّبّاح (2) السامري، و أبي القاسم عبد اللّه بن أحمد بن محمّد التميمي الغباشي (3).

روى عنه أبو الفرج موحد بن إسحاق بن إبراهيم بن سلامة بن البري، و أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه الرّازي، و ابنه أبو القاسم تمام بن محمّد.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأنا جدّي مقاتل بن مطكود بن أبي نصر، ثنا أبو علي الحسن بن عليّ بن إبراهيم الأهوازي، أنبأنا أبو محمّد طلحة (4) بن أسد بن المختار بن الرقي - بدمشق - ثنا [أبو] الفرج الموحّد بن إسحاق بن إبراهيم بن سلامة، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد القري، ثنا أبو الفضل العبّاس بن الفضل بن جعفر الدبّاج، حدّثنا أبو العباس محمّد بن يونس بن موسى السامي (5)،ثنا الحسن بن عنبسة الورّاق، حدّثنا عليّ بن هاشم، عن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«وددت أنّي لقيت إخواني» فقلنا: يا رسول اللّه ألسنا إخوانك ؟ قال:

«أنتم أصحابي، و إخواني قوم يجيئون من بعدي، يؤمنون بي و لم يروني» قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«يا أبا بكر أ لا تحب قوما بلغهم أنك تحبّني فأحبّوك بحبّك إيّاي، فأحبّهم أحبّهم اللّه»[11431].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن

ص: 172


1- كذا بالأصل و «ز»، و في د: حيان.
2- كذا بالأصل و في د، و «ز»: «الدباج» و في المختصر: الدباج. قارن مع ترجمته في سير أعلام النبلاء 295/15.
3- كذا رسمها بالأصل، و في «ز»: «الغياغي» و في د، بدون إعجام.
4- في «ز»: صالحة.
5- في «ز»: الشامي، تصحيف، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 302/13.

محمّد، أخبرني أبو الحسين محمّد بن عبيد اللّه (1) محمّد بن القري، أخبرني أبي، ثنا أبو معاوية عبيد اللّه بن محمّد... (2)[عن محمود عن عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي، قال أبو معاوية: و حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم] (3)،ثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«عجّ حجر إلى اللّه عزّ و جلّ فقال: إلهي و سيّدي، عبدتك منذ كذا و كذا سنة ثم جعلتني في أسّ كنيف، فقال: أ ما ترضى أن عدلت بك عن مجالس القضاة»[11432].

و هذا نحو حديث قبله.

ذكر أبو الحسين الرّازي فيما نقلته من كتابه في مناقب الشافعي قال: سمعت أبا معد محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد القرّي المؤدّب بدمشق يقول: صلّيت خلف أبي إبراهيم المزني بمصر، فسمعته [يجهر] (4) بسم اللّه الرّحمن الرحيم.

6710 - محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد بن عبيد اللّه بن جعفر بن أحمد

6710 - محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد بن عبيد اللّه بن (5) جعفر بن أحمد

ابن خرجوش بن عطية بن معن بن بكر بن شيبان بن منيع

أبو الفرج الشيرازي المعروف بالخرجوشي (6)

قدم دمشق، و حدّث بها، و بغداد عن أبيه، و أبي العبّاس الحسن بن سعيد المطوّعي، و أبي محمّد الحسن بن إبراهيم بن سويد القطّان، و أبي بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن شيرويه، و أبي عبد اللّه محمّد بن خفيف، و أبي القاسم الطّيّب بن علي التميمي، و أبي عمر سعيد بن عمر بن محمّد بن شهريار، و أبي أحمد أسامة بن زيد القاضي.

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و عبد العزيز الكتّاني - و هو نسبه - و محمّد بن عليّ بن محمّد بن صالح المطرّزي، و عليّ بن محمّد بن شجاع الربعي، و عليّ بن محمّد الحنّائي، و أبو سعد السمّان.

ص: 173


1- بالأصل: عبيد، و المثبت عن د، و «ز».
2- كلمة غير مقروءة بالأصل و د، و «ز» و رسمها:«الغزبي».
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز».
4- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز» للإيضاح.
5- أقحم بعدها بالأصل:«بن محمّد بن عبيد اللّه» و المثبت عن د، و «ز».
6- ترجمته في تاريخ بغداد 336/2 و الأنساب (الخرجوشي) و معجم البلدان «خرجوش».

أخبرنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم، و أبو الحسن عليّ بن أحمد، قالا: ثنا و أبو منصور ابن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (1)،ثنا أبو الفرج الخرجوشي - لفظا - ثنا أبو العبّاس الحسن بن سعيد المطوّعي بشيراز، ثنا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب النسائي بالفسطاط سنة خمس و تسعين و مائتين، ثنا محمّد بن عبد الملك (2) بن أبي الشوارب، ثنا يزيد بن زريع، ثنا داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد أن ما عز بن مالك أتى النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال: إنّي أصبت فاحشة، فردده مرارا، فسأل قومه:«أ به بأس ؟» قيل: ما به بأس، فأمرنا، فانطلقنا به إلى بقيع الغرقد، فلم نحفر و لم نوثقه، فرميناه بجندل و خزف، فسعى، و ابتدرنا خلفه فأتى الحرّة فانتصب لنا، فرميناه بجلاميد حتى سكت[11433].

أخبرنا أبو محمّد المزكّي، ثنا أبو محمّد الصّوفي، أنبأنا أبو الفرج محمّد بن عبيد اللّه ابن محمّد بن عبيد اللّه بن جعفر بن أحمد بن خرجوش بن عطية بن معن بن شيبان الشيرازي المعروف بالخرجوشي، قدم علينا قراءة عليه، ثنا أبو العبّاس الحسن بن سعيد المطوعي، أنبأنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه الكشي (3)،ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير، عن عمران بن حطان، عن عائشة أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم كان لا يترك في بيته شيئا فيه تصاليب إلاّ نقضه[11434].

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الزاهد، و أبو منصور المقرئ، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد بن عبيد اللّه بن جعفر بن أحمد بن خرجوش بن عطية بن معن بن بكر بن شيبان بن منيع، أبو الفرج الشيرازي المعروف بالخرجوشي، سكن بغداد، و حدّث بها عن أبي العبّاس الحسن بن سعيد المطوعي، و أبي عبد اللّه محمّد بن خفيف، و إسحاق بن أحمد القايني (5)،و غيرهم، كتبنا عنه بانتقاء محمّد بن [أبي] (6) الفوارس، و كان شيخا صالحا ديّنا فاضلا ثقة، سكن قطيعة الربيع، مات ببغداد في آخر ذي الحجّة من سنة اثنتين و عشرين و أربعمائة.

ص: 174


1- تاريخ بغداد 337/2.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد: علي.
3- بالأصل: المكي، و المثبت عن د، و «ز»، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 423/13 و فيها: الكجي.
4- تاريخ بغداد 336/2.
5- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد: الفاني.
6- زيادة عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
6711 - محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد بن الميمون أبو بكر القرشي

سمع عبد الوهّاب بن الحسن الكلاعي.

6712 - محمّد بن عبيد اللّه بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس الأموي

له ذكر.

6713 - محمّد بن عبيد اللّه بن مروان بن محمّد بن هشام بن محمّد بن محمّد بن

سليمان بن عبد اللّه بن مروان بن الحكم أبو النضر السليماني الضّرير

من أهل الثغر.

قدم دمشق، و حدّث عن أبيه.

روى عنه: أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه الرّازي، و محمود بن الحارث السّرّاج، و محمّد بن عليّ بن الحسين بن السفر، و محمّد بن زهير بن محمّد.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، حدّثنا عبد العزيز [بن] أحمد - لفظا - أنبأنا أبو القاسم تمام ابن محمّد - إجازة - أخبرني محمود بن الحارث السّراج، و محمّد بن عليّ بن الحسين بن السفر، و محمّد بن زهير بن محمّد بن الزّعق، قالوا: أنبأنا أبو النضر محمّد بن عبيد اللّه بن مروان بن محمّد بن هاشم بن محمّد بن محمّد بن سليمان بن عبد اللّه بن مروان بن الحكم السّليماني الضّرير إملاء من حفظه، حدّثني أبي قال:

دخلت على المأمون و هو يأكل جبنا و جوزا، فقلت: يا أمير المؤمنين تأكل هذا و هما داءان، فقال؛ اسكت، ثنا أبي هارون الرّشيد، عن أبيه المهدي، عن جده المنصور، عن أبيه، عن جده، عن عبد اللّه بن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«الجبن داء و الجوز داء، فإذا اجتمعا صارا شفاءين».

قال تمام: و حدّثني به أبي، ثنا أبو النضر محمّد بن عبيد اللّه.

6714 - محمّد بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر المخزومي

أخو إسماعيل و إسحاق.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ص: 175

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن الربعي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا أحمد - قراءة-.

قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة: محمّد بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، أخوه - يعني: أخا - إسماعيل دمشقي.

6715 - محمّد بن عبيد اللّه أبو جعفر البغدادي

المعروف بأخي كاجو (1) الخوارزمي الأصل (2)

و هو ختن أبي الآذان الحافظ (3).

سمع بدمشق: أبا زرعة، و عثمان بن خرّزاد بأنطاكية، و إبراهيم بن أبي سفيان القيسراني، و عمر بن ثور الجذامي بقيسارية، و محمّد بن عثمان النشيطي، و عبد الرّحمن بن [يحيى بن] (4) زكريا، و إسحاق بن إبراهيم الصّوّاف، و هلال بن العلاء الرقي، و الحسن محمّد ابن رافع البغدادي، و محمّد بن الخضر الرقي، و يحيى بن عثمان بن صالح، و أحمد بن داود المكي، و واقد بن سعيد بن موسى، و جعفر بن أبي عثمان الطيالسي، و حسن بن عليّ بن زيد الرامهرمزي، و محمّد بن [أحمد بن] (5) يزيد الرياحي.

روى عنه: أبو العبّاس بن عقدة، و أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي، و أبو أحمد بن عدي الجرجاني الحفاظ ، و أبو الفتح محمّد بن الحسين الأزدي الموصلي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد (6)،ثنا محمّد بن عبيد اللّه الخوارزمي أخو كاجوية، ختن أبي الآذان الحافظ ، حدّثني أبو زرعة الدّمشقي، ثنا محمّد بن بكّار، ثنا سعيد بن بشير، عن أبي الزبير، عن أنس قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس»[11435].

قال ابن عدي:[لا يعرف] (7) عن أبي الزبير إلاّ من حديث سعيد بن بشير (8) عنه، و لا

ص: 176


1- في المختصر:«كاجويه» و في تاريخ بغداد: يعرف بأخي كاجوا.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 331/2.
3- هو عمر بن إبراهيم الحافظ البغدادي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 81/14.
4- الزيادة عن د، و «ز».
5- زيادة عن د، و «ز».
6- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 375/3 في أخبار سعيد بن بشير البصري.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن د، و «ز»، و ابن عدي.
8- بالأصل هنا: بشر، تصحيف.

أظن أنه يعرف لأبي الزبير عن أنس غيره.

أخبرناه عاليا أبو علي الحدّاد في كتابه، و حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو زرعة الدمشقي، ثنا محمّد بن بكّار، ثنا سعيد ابن بشير (1)،عن أبي الزبير، عن أنس بن مالك أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس، و لا بيت فيه جرس»[11436].

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغسّاني، و أبو منصور المقرئ، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):محمّد بن عبيد اللّه أبو جعفر يعرف بأخي كاجوا، و هو ختن أبي الآذان عمر بن إبراهيم الحافظ ، و أصله من خوارزم، حدّث عن عثمان بن خرّزاد الأنطاكي، و أبي زرعة الدّمشقي، و إبراهيم بن أبي سفيان القيسراني، و محمّد بن عثمان النشيطي (3)، و غيرهم، روى عنه أبو العباس بن عقدة، و أبو بكر بن الجعابي، و عبد اللّه بن عدي الجرجاني.

قال الخطيب: و أنبأنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال:

قرئ على ابن المنادي و أنا أسمع قال: أبو جعفر المعروف بختن أبي الآذان و يعرف أيضا بأخي كاجوا، كان من المشهورين بالطلب و الحذق بالحديث، و قد كتب الناس عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة ابن يوسف، قال: سألت الدّارقطني عن محمّد بن عبيد اللّه الخوارزمي - أبي جعفر ختن [أبي] الآذان - بسرّمن رأى فقال آية من الآيات، كان مخلطا.

رواها الخطيب (4) عن عليّ بن محمّد بن نصر، عن حمزة.

6716 - محمّد بن عبيد اللّه الدّمشقي

حكى عن إبراهيم بن أدهم.

روى عنه: عبد العزيز بن صفوان.

ص: 177


1- راجع الحاشية السابقة.
2- تاريخ بغداد 331/2.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»: و في تاريخ بغداد: الشطي.
4- تاريخ بغداد 331/2.
6717 - محمّد بن عبيد اللّه من أهل كفرسوسية

6717 - محمّد بن عبيد اللّه (1) من أهل كفرسوسية (2)

حدّث عن هشام بن خالد الأزرق.

روى عنه: إبراهيم بن محمّد بن صالح (3) بن سنان.

أنبأنا أبو محمّد [بن] الأكفاني، أنبأنا أبو الحسن عليّ بن الحسين بن أحمد بن صصرى، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، ثنا إبراهيم بن سنان، ثنا محمّد بن عبيد اللّه الكفرسوسي، ثنا هشام بن خالد، ثنا بقية، حدّثني أبو يعقوب المدني عن عبد اللّه بن حسين، عن أبيه، عن جده قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«أربع من سعادة المرء أن تكون زوجته موافقة، و أولاده، و إخوانه صالحين، و أن يكون رزقه في بلده»[11437].

غريب جدا.

6718 - محمّد بن عبيد اللّه

[أبو نصر بن الخشني شاعر، أظنه من أهل طرابلس حكى عنه أبو عبد اللّه] (4) بن الخياط الدمشقي.

قرأت بخط أبي القاسم بن صابر، أنشدنا الشيخ أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن علي الشاعر المعروف بابن الخيّاط ، و أجازه أبو عبد اللّه (5)،أنشدنا أبو نصر محمّد بن عبيد اللّه بن الخشني لنفسه:

أفدي مودّعتي و قد خلط الأسى *** عند النوى منها التّشاحي بالشّجا

لمّا رأت إبلي تشدّ رحالها *** في حال توديعي و طرفي مسرجا

جعلت بلؤلؤ ثغرها بلّور را *** حتها عليّ بعضها فيروزجا

و أعاد عنّاب الأنامل لطمها *** بلحا و ورد الوجنتين بنفسجا

6719 - محمّد بن عبيدة عبيدة

مولى سعيد بن العاص.

ص: 178


1- ترجمته في معجم البلدان (كفرسوسية) و فيه: عبد اللّه بدلا من عبيد اللّه.
2- كفرسوسية: بالضم و تكرير السين المهملة: من قرى دمشق.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في معجم البلدان:«خالد.» تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 534/15.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز».
5- من قوله: أنشدنا... إلى هنا سقط من «ز».

ذكر المدائني أنه كان يحمل الحربة بين يدي الوليد بن يزيد، و استعمله على بعلبك، و كان منقطعا إليه، فقال: يا بن عبيد عبيدة طال ما خدمتني، فينبغي أن يرى عليك أثر الخدمة، فولاه إيّاها.

6720 - محمّد بن عبيد بن أوس الغسّاني

حدّث عن أبيه.

روى عنه: قيس بن عبّاد.

تقدم حديثه في ترجمة أبيه.

6721 - محمّد بن عبيد - و يقال: ابن عامر - أبي الجهم بن حذيفة بن غانم بن عامر

ابن عبد اللّه بن عبيد (1) بن عويج بن كعب القرشي العدوي (2)

من أهل المدينة.

روى عن: الحارث بن مالك، و كانت لأبيه صحبة.

وفد على يزيد بن معاوية، ثم رجع إلى المدينة فخرج مع أهل الحرة، و قتل معهم في حياة أبيه.

أخبرنا أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو القاسم الحسين بن عليّ بن الحسين، قالوا: أنبأنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفر، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن حموية (3)،أنبأنا إبراهيم بن خزيم، حدّثنا عبد ابن حميد، ثنا زيد بن الحباب، ثنا ابن لهيعة، حدّثني خالد بن يزيد السّكسكي، عن سعيد بن أبي هلال المدني، عن محمّد بن [أبي] (4) الجهم، عن الحارث بن مالك الأنصاري أنه مرّ برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال:«يا حارث كيف أصبحت ؟» قال: أصبحت مؤمنا حقا، قال:«انظر ما تقول، إنّ لكل حقّ حقيقة» قال: أ لست قد عزفت الدنيا عن نفسي و أظمأت نهاري، و أسهرت ليلي، و كأنّي انظر إلى عرش ربّي بارزا (5)،و كأني انظر إلى أهل الجنّة يتزاورون فيها، و لكأني

ص: 179


1- من قوله: و يقال:... إلى هنا سقط من «ز».
2- ترجمته في جمهرة ابن حزم ص 157.
3- في «ز»: حيويه.
4- زيادة عن د، و «ز».
5- كذا بالأصل و د، و مكانها في «ز»: «فأرى ربا».

انظر إلى أهل النار يتصارعون (1) فيها - يعني - يصيحون، قال:«يا حارث عرفت فالزم» ثلاث مرّات[11438].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا [أبو] (2) عمر ابن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن فهم، حدّثنا محمّد بن سعد قال: فولد أبو جهم محمّدا (3)،و مريم، و أمّهما خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد اللّه بن دارم من بني تميم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن فهم، ثنا محمّد بن سعد (4) قال: في الطبقة الأولى من أهل المدينة محمّد بن [أبي] الجهم بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد اللّه بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، و أمّه خولة بنت القعقاع، و كان محمّد بن أبي جهم أحد الرءوس يوم الحرّة، و قتل: يومئذ في ذي الحجّة سنة ثلاث و ستين.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا أبو عبد اللّه الطوسي، ثنا الزبير بن بكّار، حدّثني عمر بن أبي بكر المؤملي، عن زكريا بن عيسى، عن شهاب في حديث يطول، قال: قال عجرد بن عبد (5)المنذر الحنظلي في ضرب محمّد بن أبي جهم ابن أفلح مولى ثقيف حين عرضت ثقيف لمحمّد و سليمان ابني أبي جهم بقطع محمّد يد ابن أفلح:

نحن ولدنا من قريش خيارها *** أبي الحكم المطعام و ابن أبي جهم

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر المعدّل، أنبأنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذار، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أبي شيبة البزاز، أنبأنا أبو جعفر أحمد بن الحارث الخراز، ثنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عبد اللّه بن أبي سيف المدائني، عن أبي زكريا العجلاني، عن عكرمة بن خالد و عوانة أن معقل بن سنان و محمّد بن أبي الجهم [كانا في قصر

ص: 180


1- كذا بالأصل، و في د، و «ز»: «يتضاغون» و هو أشبه.
2- زيادة لازمة عن د، و «ز».
3- بالأصل:«محمّد» و المثبت عن د، و «ز».
4- طبقات ابن سعد 171/5.
5- سقطت من «ز».

العرصة (1)،فأرسل إليهما مسلم: انزلا بأمان، فنزلا، فأمر بقتلهما، فقال محمّد بن أبي الجهم:] (2) ناولني سيفي و لا ذمّة لي عندكم، و كان مروان عمل فيه، فقال له مسلم: أنت الذي وفدت على أمير المؤمنين فوصل رحمك، و أحسن جائزتك، ثم رجعت إلى المدينة تشهد عليه بشرب الخمر؟ و اللّه لا تشهد بعدها شهادة زور أبدا، و أمر بقتله، فجزع و جعل يشق جبة عليه. فقال له معقل بن سنان: ما هذا الجزع ؟ قال: لو كنت بلغت من السّن ما بلغت لم أجزع، و لكني شابّ حديث السّن، فقتل و أمر برأسه فوضع بين يدي أبيه، قال له:

تعرفه ؟ قال: نعم هذا رأس سيّد فتيان قريش، و يقال: أمر بالرأس، فوضع بين يدي أخيه موسى بن طلحة، و هو أخوه لأمّه، أمّهما خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة فقال: هذا رأس سيّد فتيان العرب، و لمحمّد بن أبي الجهم يقول بعض التميميين:

نحن ولدنا من قريش خيارها *** أبا الحارث المطعام و ابن أبي الجهم

أبو الحارث يعني عبد اللّه بن أبي ربيعة، و هو أبو الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة، و أمّ عبد اللّه بنت مخرمة من بني نهشل، فلمّا قتل محمّد بن أبي الجهم قال أميّة بن عمرو بن سعيد بن العاص و عنده بنت أبي الجهم بن حذيفة: أيها الأمير، إن الميت عورة الحيّ ، و قد عرفت الصّهر بيني و بينه فائذن لي في دفنه، فأذن له.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا أبي (3) علي، قالا: أنبأنا أبو جعفر المعدّل، أنبأنا أبو طاهر الذهبي، أنبأنا أبو عبد اللّه الطوسي، ثنا الزبير بن بكّار (4) قال في تسمية ولد أبي الجهم بن حذيفة: و محمّد بن [أبي] (5) حذيفة (6)،قتله مسرف بن عقبة يوم الحرّة، و أمّه خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة، و أخوه لأمّه موسى بن طلحة بن عبيد اللّه التيمي (7).

قال: و حدّثنا الزبير، حدّثني عمّي مصعب بن عبد اللّه (8) قال: كان مسرف بن عقبة

ص: 181


1- العرصة: عرصة العقيق بالمدينة المنورة (راجع معجم البلدان).
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لإيضاح المعنى عن د، و «ز».
3- بالأصل:«أنبأنا ابن علي» تصحيف، و التصويب عن د، و «ز».
4- الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 370.
5- أضيفت عن «ز»، و نسب قريش.
6- من قوله: و محمّد... إلى هنا سقط من د.
7- بالأصل، و د، و «ز»: التميمي، و التصويب عن نسب قريش.
8- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 371.

بعد ما أوقع (1) بأهل المدينة يوم الحرّة في أمره يزيد بن معاوية و أنهبها ثلاثا، أتى بقوم القوم من أهل المدينة، فكان أوّل من قدم إليه محمّد بن أبي الجهم فقال له: تبايع أمير المؤمنين يزيد على أنك عبد قنّ ؟ إن شاء أعتقك و إن شاء استرقّك ؟ قال: فقال: بل أبايع، على أنّي ابن عم كريم حرّ، فقال: اضربوا عنقه.

قال: و حدّثنا الزبير قال: و حدّثني عمر بن أبي بكر المؤملي، عن زكريا بن عيسى، عن ابن شهاب قال: قال أبو الجهم ليلة أتى بمحمّد بن أبي جهم يحمل حين قتله مسرف: لا و اللّه ما وترت قط قبل الليلة، و عنده آل سعيد، و يزيد بن عبيد اللّه بن شيبة بن ربيعة يشهدون محمّدا، و كان أميّة بن عمر بن سعيد عنده سعدى بنت أبي جهم أخت حميد لأمّه، فسأل مسرف بن عقبة أن يعطيه محمّدا فيجنّه، فأعطاه إيّاه فجاء به فقال أبو الجهم: إنكم يا بني أميّة تظنون أن دمي في بني مرّة، لا و اللّه ما دمي هناك، و ما أجد لي و لكم مثلا إلاّ ما قال القائل:

و نحن لأفراس أبو هنّ واحد *** عتاق جياد ليس فيهن محمر (2)

و ما لكم فضل علينا بعده سوى *** أنكم قلتم لنا: نحن أكثر

و لستم بأقران العديد لأننا *** صغار و قد يربو الصغير و يكبر

قال: و حميد بن أبي جهم أخو محمّد أيضا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، ح و أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، ثنا أبو بكر الخطيب، ح و أنبأنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، قالوا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (3)،ثنا إبراهيم بن المنذر، حدّثني ابن فليح، عن أبيه، عن أيّوب بن عبد الرّحمن، عن أيّوب بن بشير المغاوي (4) أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خرج في سفر من أسفاره فلما (5) مرّ بحرّة زهرة وقف فاسترجع، فساء (6) ذلك من معه، و ظنوا أن ذلك من أمر سفرهم، فقال عمر بن الخطّاب: يا رسول اللّه، ما الذي رأيت ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أما إن ذلك ليس من سفركم هذا؟» فقالوا:

ص: 182


1- بالأصل: أقع، تصحيف.
2- المحمر: اللئيم.
3- المعرفة و التاريخ 327/3.
4- كذا رسمها بالأصل و د، و «ز»، و في المعرفة و التاريخ: المعافري.
5- بالأصل:«فيما مر نحوه زهر» صوبنا الجملة عن د، و «ز».
6- كتبت بخط مغاير فوق الكلام بين السطرين.

فما هو يا رسول اللّه ؟ قال:«يقتل بهذه الحرّة خيار أمّتي بعد أصحابي»[11439].

قال البيهقي: هذا مرسل.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنبأنا أبو الحسن المقرئ،[أنا أبو محمّد المصري] (1) أنبأنا أبو بكر المالكي، ثنا الحسين بن الحسن السّكري، ثنا الزيادي، عن الأصمعي قال: و حدّثني محمّد بن الحارث عن المدائني قال:

لما قتل أهل الحرّة هتف هاتف بمكة على أبي قبيس مساء تلك الليلة، و ابن الزبير جالس يسمع:

قتل الخيار بني الخيا *** ر ذوو المهابة و السّماح

و الصّائمون القائمو *** ن القانتون أولو الصلاح

المهتدون المتّقو *** ن السّابقون إلى الفلاح

ما ذا بواقم و البقي *** ع من الجحاجح و الصّباح

و بقاع يثرب و يحنّ *** من النوادب و الصّياح

فقال ابن الزبير لأصحابه: يا هؤلاء قد قتل أصحابكم، فإنا للّه و إنا إليه راجعون.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (2) في تسمية من قتل بالحرّة من قريش ثمّ من بني عدي بن كعب: محمّد بن أبي الجهم بن حذيفة بن غانم، قتل صبرا.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، ثنا أبو بكر الخطيب، ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه، ثنا يعقوب (3)،ثنا إبراهيم بن المنذر، حدّثني محمّد [بن] الضحاك، عن مالك بن أنس قال:

كانت الحرة سنة ثلاث و ستين و قتل يومئذ من حملة القرآن سبعمائة، قال يعقوب: و قتل يومئذ محمّد بن أبي جهم بن حذيفة صبرا.

أخبرنا أبو القاسم أيضا أنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل بن إسحاق، ثنا عاصم بن علي، ثنا أبو معشر قال: كانت وقعة

ص: 183


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 250 (ت. العمري).
3- المعرفة و التاريخ 325/3.

الحرّة يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من ذي الحجّة سنة ثلاث و ستين.

6722 - محمّد بن عبيد بن حمزة العسقلاني

سمع بدمشق: هشام بن عمّار.

روى عنه: ابنه أبو محمّد أحمد بن محمّد (1).

6723 - محمّد بن عبيد بن سعد أبو سعد الجمحي

روى عن أبي مسهر.

روى عنه: أبو الميمون البجلي (2).

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن راشد، ثنا أبو سعد محمّد بن عبيد بن سعد الجمحي، ثنا أبو مسهر، ثنا محمّد بن مسلم الطائفي، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاوس، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لم أر للمتحابين مثل النكاح»[11440].

6724 - محمّد بن عبيد بن أبي عامر المكّي

حكي أنه لقي غيلان بدمشق و ناظره.

روى عنه: محمّد بن نافع الثقفي.

قرأت في كتاب عليّ بن الحسن الرّبعي، أنبأنا طلحة بن أسد بن عبد اللّه بن المختار الرقّي الأسدي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسين الآجري، أنبأنا الفريابي، ثنا محمّد بن مصفّى، ثنا بقية، حدّثني محمّد بن نافع الثقفي، عن محمّد بن عبيد بن أبي عامر المكّي قال:

لقيت غيلان بدمشق مع نفر من قريش فسألوني أن أكلّمه فقلت له: اجعل [لي] (3) عهد اللّه و ميثاقه، أن لا تغضب، و لا تجحد، و لا تكتم قال: فقال ذلك [لك] (4) فقلت: نشدتك باللّه، هل في السّماوات و الأرض شيء قطّ من خير أو شرّ لم يشأه اللّه و لم يعلمه حتى كان ؟ قال غيلان: اللهمّ لا، قلت: فعلم اللّه بالعباد كان قبل أو أعمالهم ؟ قال غيلان: بل علمه كان

ص: 184


1- صحفت بالأصل إلى محدد، و في «ز»: محمدة.
2- في «ز»: النجا.
3- زيادة عن د، و «ز».
4- زيادة عن د، و «ز».

قبل أعمالهم، قلت: فمن أين كان علمه بهم ؟ من دار كانوا فيها قبله، جبلهم في تلك الدار غيره و أخبره الذي جبلهم في الدار عنهم غيره ؟ أم دار هو جبلهم فيها (1) و خلق لهم القلوب التي يهوون بها المعاصي ؟ قال غيلان: بل من دار جبلهم هو فيها و خلق لهم القلوب التي يهوون بها المعاصي، قلت: فهل كان اللّه يحب أن يطيعه جميع خلقه ؟ قال غيلان: نعم، قلت: انظر ما تقول، قال: هل معها غيرها؟ قلت: نعم، فهل كان إبليس يحب أن يعصي اللّه جميع خلقه، قال: فلما عرف الذي أردت سكت، فلم يردّ عليّ شيئا.

6725 - محمّد بن عبيد بن وردان أبو عمرو

حدّث عن هشام بن عمّار، و عبد اللّه بن أحمد بن بشير بن ذكوان، و إبراهيم بن سعيد الجوهري، و حميد بن زنجويه، و عبدة بن عبد الرحيم المروزي.

روى عنه: جمح بن القاسم المؤذّن، و أبو أحمد بن عدي، و أبو سعيد بن الأعرابي، و أحمد بن عبد اللّه بن الفرج البرامي (2).

أخبرنا أبو طالب عليّ بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنبأنا أبو الحسن الخلعي، أنبأنا أبو محمّد بن النحّاس، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا محمّد بن عبيد بن وردان الدّمشقي، ثنا هشام بن عمّار، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا هشام الدّستوائي، عن قتادة، عن مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّيز، عن عياض بن حمّار المجاشعي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:[«إنّ اللّه] (3) نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عجميهم و عربيهم إلا بطياء (4) من أهل الكتاب و قال: إنّي إنما بعثتك أبتليك (5) و أبتلي بك، و أنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء، تقرأه نائما و يقظانا»[11441].

[قال ابن عساكر:] (6) كذا قال، و الصّواب: إلاّ بقايا من أهل الكتاب، و هذا مختصر.

أخبرناه عاليا بطوله على الصّواب أبو القاسم زاهر بن طاهر،[أنا أبو بكر محمّد بن عبد الرحمن، أنا أبو طاهر] (7) محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق، أنبأنا جدي أبو بكر، حدّثنا عبد الرّحمن بن بشر بن الحكم، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن هشام الدّستوائي، حدّثنا

ص: 185


1- بالأصل: هو، و المثبت عن د، و «ز».
2- بالأصل: البرامني، تصحيف.
3- استدركت عن هامش الأصل.
4- أعجمت عن «ز»، و في الأصل: بطحاء، و في د:«بصا» و سينبه المصنف في آخر الحديث إلى الصواب.
5- في «ز»: ابتليتك.
6- زيادة منا للإيضاح.
7- زيادة لتقويم السند عن د، و «ز».

قتادة، عن مطرف بن عبد اللّه بن الشّخّير، عن عياض بن حمار المجاشعي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال ذات يوم في خطبته:«ألا و إن ربّي أمرني أن أعلّمكم ما جهلتم ممّا علّمني يومي هذا. كلّ مال نحلته عبدي [حلال] (1) و إنّي خلقت عبادي حنفاء كلّهم و إنهم أتتهم الشياطين، فاجتالهم عن دينهم و حرمت عليهم ما أحللت لهم، و أمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا، ثم إن اللّه نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عجميهم و عربهم إلاّ بقايا من أهل الكتاب، و قال: إنّما بعثتك لأبتليك و أبتلي بك، و أنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء، تقرأه نائما و يقظانا، و إنّ اللّه أمرني أن أحرق قريشا، فقلت: يا رب، إذا يثلغوا (2) رأسي فيدعوه خبزة، فقال: استخرجهم كما أخرجوك و اغزهم نغزك، و أنفق فسننفق عليك، و ابعث جيشا فنبعث خمسة أمثاله، و قاتل بن أطاعك من عصاك، و أهل الجنّة ثلاثة: ذو سلطان مقسط مصدق، و مؤمن و رجل رحيم رقيق القلب بكلّ ذي قربى، و مسلم و رجل ضعيف فقير متصدّق، و أهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زبر له الذين هم فيكم تبع أو تبعاء - شك يحيى - لا يبتغون أهلا و لا مالا، و الخائن الذي لا يخفى له طمع و إن دقّ إلاّ خانه، و رجل لا يصبح و لا يمسي إلاّ و هو يخادعك عن أهلك و مالك و ذكر البخل أو الكذب و الشّنظير الفحّاش»[11442].

قال: و حدّثنا عبد الرّحمن بن بشر في عقبه، ثنا يحيى قال: و سمعت عن شعبة عن قتادة قال: سمعت مطرفا في هذا الحديث.

6726 - محمّد بن عبيد أبو بكر الأخفش المقرئ

قرأت بخط أبي محمّد عبد العزيز بن محمّد بن عبدويه الشيرازي، أنشدنا أبو بكر الأخفش شيخنا بدمشق للمريمي في قصيدة له:

قالوا النصارى مدحت ؟ قلت لهم: *** إنّي لنفسي بمدحهم راضي

إذا جفاني القاضي و أبعدني *** فالقس عندي أحظى من القاضي

قرأت بخط عبد المنعم بن علي النحوي، و في يوم الثلاثاء لثلاث خلون من شوّال - يعني - سنة خمس و سبعين و ثلاثمائة توفي أبو بكر الأخفش المقرئ و صلّى عليه في الجامع بعد العصر في المصلّى، و دفن في مقابر باب الجابية.

ص: 186


1- زيادة عن د، و «ز»، للإيضاح.
2- ثلغ رأسه: شدخه.
6727 - محمّد بن عتّاب أبو علي

حدّث عن أبي يحيى محمّد بن سعيد الحريمي الدّمشقي، و عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السّكري.

روى عنه: أبو عبد اللّه الحسين عبد الرحيم بن الوليد بن أبي الزلازل الدّمشقي.

6728 - محمّد بن أبي عتّاب المؤدب

6728 - محمّد بن أبي (1) عتّاب المؤدب (2)

سمع بدمشق: هشام بن عمّار.

روى عنه: أبو جعفر العقيلي، و هو محمّد بن أحمد بن داود بن سيّار بن أبي عتّاب، و قد تقدّم ذكره.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا محمّد بن المظفّر، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، أنبأنا يوسف بن أحمد، أنبأنا أبو جعفر العقيلي (3)،ثنا محمّد بن أبي عتّاب المؤدّب، ثنا هشام بن عمّار، ثنا رفدة بن قضاعة، ثنا صالح بن راشد القرشي عن عبد اللّه بن أبي مطرف قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«من تخطّى الحرمتين فخطّوا وسطه بالسّيف»[11443].

6729 - محمّد بن عتبة أبي خليد بن حماد الحكمي

روى عن أحمد بن خالد الوهبي، و أبيه أبي خليد.

روى عنه أبو بكر محمّد بن أحمد القنبيطي، و سليمان بن محمّد بن الفضل بن جبريل البجلي.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين الحنائي، أنبأنا أبو القاسم عليّ بن الفضل بن جبريل البجلي، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين الحنائي، أنبأنا أبو القاسم عليّ بن الفضل المقرئ.

ح و أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن، ثنا أبو الفتح الزاهد، عن أبي القاسم بن الفضل المقرئ، أنبأنا (4) أبو الحسين بن الحسن المعدّل، ثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن أبي هشام القنبيطي - إملاء - ثنا محمّد بن عتبة بن حمّاد الحكمي، ثنا أحمد بن خالد، عن محمّد

ص: 187


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: المرتب.
3- رواه أبو جعفر العقيلي في الضعفاء الكبير 202/2 في ترجمة صالح بن راشد الشامي.
4- من قوله: ح و أخبرنا... إلى هنا سقط من «ز».

ابن إسحاق، عن نافع و عبيد اللّه بن عبد اللّه، حدّثنا عن ابن عمر قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«خمس لا جناح على أحد في قتلهنّ و هو محرم: الفأرة، و الحدأة، و العقرب، و الكلب العقور» (1)[11444].

6730 - محمّد بن عتيق بن محمّد بن إبراهيم بن زاغاني

أبو عبد اللّه الصّقلي المقرئ المالكي

سمع أبا محمّد الجوهري ببغداد، و اجتاز بدمشق أو بأعمالها، و سكن صور.

سمع منه شيخنا أبو الفرج غيث.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي: توفي أبو عبد اللّه محمّد بن عتيق بن محمّد بن زاغاني الصّقلي المالكي ليلة الثلاثاء، و دفن من الغد مستهل رجب سنة ثمان و ستين بعد صلاة الظهر، و صلّى عليه القاضي أبو البركات عبد الرّحمن ابن عين الدّولة، و حمل نعشه و جماعة الشيوخ من وصل إليه منهم، و كان يوما عظيما، و دفن جوار المسجد المعروف بعتيق، حدّثنا عن أبي محمّد الجوهري بأحاديث القطيعي، و غيره، و كان ديّنا رحمه اللّه، حضرت الصّلاة عليه، و كان قد نيّف على خمسة (2) و سبعين سنة على ما ذكر لي الشيخ أبو عمران النحوي.

6731 - محمّد بن عتيق أبي بكر بن محمّد بن أبي نصر هبة اللّه بن عليّ بن مالك

6731 - محمّد بن عتيق (3) أبي بكر بن محمّد بن أبي نصر هبة اللّه بن عليّ بن مالك

أبو عبد اللّه التميمي القيرواني المتكلّم الأشعري المعروف بابن أبي كديّة (4)

درس علم الأصول بالقيروان على أبي عبد اللّه الحسين بن حاتم الأزدي (5) صاحب القاضي أبي بكر محمّد بن الطيّب و على غيره.

و قدم دمشق أو ساحلها مجتازا إلى العراق قيل سنة ثمانين و أربعمائة، و كان يذكر أنه سمع أبا عبد اللّه القضاعي بمصر.

قرأ عليه شيخنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد بصور، و قرأ عليه جماعة من أهل العلم

ص: 188


1- كذا ورد الحديث بالأصل و د، و «ز»، و لم يذكر إلا أربعا و كتب على هامش «ز»: و الحية.
2- كذا بالأصل و د، و «ز».
3- في «ز»: عثمان، تصحيف.
4- ترجمته في الوافي بالوفيات 79/4 و فوات الوفيات 429/3 و غاية النهاية 195/2 و النجوم الزاهرة 217/5 و سير أعلام النبلاء 417/19 و معرفة القراء الكبار 467/1 و تذكرة الحفاظ 250/4.
5- بالأصل:«الأزدري» و في د، و «ز»: «الأذري» و المثبت عن معرفة القراء الكبار و الوافي بالوفيات.

بالعراق، و كان يقوي الكلام في المدرسة النّظامية ببغداد، و أقام بالعراق إلى أن مات، و كان صلبا في الاعتقاد، مواظبا على الإفادة.

قرأت بخط أبي عامر محمّد بن سعدون فيما أذن لي في روايته عنه، أنشدني أبو عبد اللّه محمّد بن أبي بكر عتيق بن محمّد بن أبي نصر هبة اللّه بن عليّ بن مالك التميمي القيرواني المتكلّم، في رمضان سنة خمسمائة، أنشدني أبو عبد اللّه محمّد الطائي البحاثي لقيته بمصر، و كان من تلامذة القاضي، قلت له: هاهنا بالعراق لقي القاضي ؟ قال: نعم، أقام هنا ست عشرة سنة، قرأ عليه «الهداية» و غيره من الكتب الكبار، و كان يحفظ الهداية، قلت له: كان يحفظ الهداية ؟ قال: أي و اللّه، كان يحفظها خيرا من هؤلاء، أراه أشار إلى أبي عبد اللّه الحسين (1) بن حاتم الأذري (2)،و أبي الطاهر عليّ بن محمّد الواعظ ، و أبي القاسم عبد الرّحمن بن علي العطّار المعروف بالكحّال، و هؤلاء الثلاثة من أصحاب القاضي أبي بكر محمّد بن الطيب قال: و كان يحفظ كتاب سيبويه (3):

كلام إلهي (4) ثابت لا يفارقه *** و ما تحت (5) ربّ العرش فاللّه خالقه

و من لم يقل هذا فقد صار ملحدا *** و صار إلى قول النصارى يوافقه

و في الناس شيطان يردّ مقالتي *** و إنّي شهاب حيث ما صار لا حقه

قال أبو عامر: و أنشدنا أبو عبد اللّه للمعري - يعني - أبا العلاء أحمد بن سليمان التنوخي الأعمى (6):

[ضحكنا و كان الضحك منا سفاهة *** و حق لسكان البسيطة أن يبكوا] (7)

تحطّمنا الأيام حتى كأننا *** زجاج و لكن لا يعاد [لنا] (8) السّبك

فردّ عليه أبو عبد اللّه البحاثي (9) المتكلم بأن قال (10):

كذبت و بيت اللّه حلفه صادق *** سيسبكنا بهذا الثرى (11) من له الملك.

ص: 189


1- بالأصل هنا الحسن تصحيف.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و انظر ما مرّ فيه.
3- البيتان الأول و الثاني في الوافي بالوفيات 80/4.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: كلام الفتى.
5- في الوافي: و ما دون.
6- البيتان في الوافي بالوفيات 79/4.
7- سقط البيت من الأصل، و استدرك عن د، و «ز».
8- زيادة عن د، و «ز»، و الوافي، لتقويم الوزن.
9- في «ز»: البخاري.
10- الوافي بالوفيات 79/4-80.
11- في د، و «ز»، و الوافي: بعد النوى.

و نرجع أجساما صحاحا سليمة *** تعارف في الفردوس ما بيننا شك

سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن علي القصري بدمشق يحكي أنه كان حاضره عند وفاته فأغمي عليه ثم أفاق، فقال لمن حوله من أصحابه ممن يقرأ عليه: دوموا على ما أنتم عليه فما لقيت إلاّ خيرا، ثمّ مات، و كانت وفاته في يوم الثلاثاء من عشر ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة و خمسمائة، و دفن مع أبي الحسن الأشعري في تربته بمشرعة الروايا خارج الكرخ بالجانب الغربي جوار قبر أبي الحسن الباهلي.

6732 - محمّد بن عثمان بن إبراهيم بن زرعة بن أبي زرعة بن إبراهيم

أبو زرعة الثقفي مولاهم (1)

قاضي دمشق و مصر، و كانت داره بدمشق بنواحي باب البريد و قصر الثقفيين.

ولي قضاء مصر في سنة أربع و ثمانين في إمرة هارون بن خمارويه بن أحمد بن طولون، و كان حسن المذهب عفيفا عن الأموال، شديد التوقف عن انفاذ الحكم، فأقام قاضيا بها إلى أن صرفه محمّد بن سليمان الكاتب، الذي ورد مصر من قبل المقتدر باللّه لتدبير أمر العساكر المصرية و الشامية، ثم ولي أبو زرعة قضاء دمشق بعد ذلك، و كان جدّ جدّه إبراهيم يهوديا فأسلم.

روى عنه: أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف الهروي، و الحسن بن حبيب بن عبد الملك الحصائري.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة - بقراءتي عليه - عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا عليّ بن موسى بن الحسين، أنبأنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه الرّبعي، ثنا محمّد بن يوسف، ثنا أبو زرعة القاضي قال: عرض يحيى بن خالد القضاء على عبد اللّه بن وهب المصري فكتب إليه: إني (2) لم أكتب العلم أريد أن أحشر به في زمرة القضاة، و لكني كتبت العلم أريد أن أحشر به في زمرة العلماء.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا عبد الدائم بن الحسن - قراءة - عن عبد الوهّاب بن

ص: 190


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 82/4 و سير أعلام النبلاء 231/14 و العبر 123/2 و طبقات السبكي 196/3 و النجوم الزاهرة 183/3.
2- بالأصل:«ان» و المثبت عن د، و «ز».

الحسن، أنبأنا محمّد بن يوسف قال: سمعت أبا زرعة محمّد بن عثمان بن زرعة القاضي، و قلت له: ما أكثر حمل إسماعيل بن يحيى المزني على الشافعي - يعني - فقال: لا تقل هكذا، و لكن قل ما أكثر ظلمه للشافعي.

كتب إلى أبو (1) زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا [أبو سعيد بن يونس: محمّد بن عثمان يكنى أبا زرعة دمشقي، ولي قضاء مصر سنة، و كان محمود] (2) الأمر في ولايته و كتب عنه و كان ثقة و عزل فرجع إلى دمشق، قرأت في كتاب [أبي الحسين الرازي: سمعت جماعة من شيوخ أهل دمشق منهم: عبد الرحمن بن عبد اللّه] (3) ابن راشد و غيره قالوا: فلمّا اتّصل الخبر بأبي أحمد الموفّق أن أحمد بن طولون قد خلعه بدمشق، و كتب ذلك كتبا إلى سائر أعماله، أمر الموفق بلعن أحمد بن طولون على المنابر بالعراق، فلما بلغ ذلك أحمد بن طولون أمر بلعن الموفق على المنابر بالشام و مصر، فكان أبو زرعة محمّد بن عثمان القاضي الدّمشقي ممّن خلع الموفق و لعنه، و قال يوم لعن الموفق وقف قائما عند المنبر بدمشق، و كان ذلك يوم جمعة حين خطب الإمام و لعن الموفق، فقال أبو زرعة محمّد بن عثمان نحن أهل الشام، نحن أصحاب صفّين، و قد كان بيننا من حضر الجمل، و نحن القائمون بمن عاند أهل الشام، و أنا أشهد اللّه و أشهدكم أني قد خلعت أبا أحمق - يريد أبا أحمد - كما نخلع الخاتم من الأصبع، فالعنوه لعنه اللّه.

قال الرّازي: و حدّثني إبراهيم بن محمّد بن صالح مولى بني مخزوم قال: لمّا رجع أحمد بن الموفق من وقعة الطواحين إلى دمشق من الحرب الذي كان بينه و بين أبي الجيش بن طولون بعد موت أحمد بن طولون و ذلك في سنة إحدى و سبعين و مائتين قال لأبي عبد اللّه أحمد بن محمّد الواسطي: انظر من انتهى إليك ممّن كان يبغض دولتنا من أهل دمشق فليحمل إلى الحضرة، قال: فحمل يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، و أبو زرعة محمّد بن عثمان القاضي حتى صاروا بهم إلى أنطاكية مقيّدين محمولين إلى بغداد قال: فبينا أحمد بن الموفق و هو المعتضد يسير يوما إذ بصر لمحامل الشاميين و هم

ص: 191


1- بالأصل:«كتبت إلى أبي زكريا» و المثبت عن د، و «ز».
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لإيضاح المعنى عن د، و «ز».
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز»، للإيضاح.

المحمولون: يزيد بن عبد الصّمد و أصحابه، فالتفت إلى [أبي] (1) عبد اللّه الواسطي فقال:

من هؤلاء؟ قال: هؤلاء أهل دمشق، قال: و في الأحياء هم ؟ إذا نزلت فاذكرني بهم، قال إبراهيم بن محمّد بن صالح: فحدّثنا أبو (2) زرعة عبد الرّحمن بن عمرو سنة إحدى و ثمانين قال: فلما تولى أحمد بن الموفق و جلس في مجلسه، أحضر أبا عبد اللّه الواسطي، و أحضرنا بعد أن فكّت القيود من أرجلنا، فأوقفنا بين يديه و نحن مذعورون، فقال: أيّكم القائل: قد نزعت أبا أحمق - يعني: أبا أحمد - من هذا الأمر كنزعي لخاتمي من إصبعي ؟ قال: فربّت ألسنتنا في أفواهنا حتى خيّل إلينا أنا مقتولون (3)،قال أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو: فأمّا أنا فابلست (4) و أمّا يزيد بن عبد الصّمد فخرس، و كان تمتاما، قال: و كان أبو زرعة محمّد بن عثمان أ حدّثنا سنا، فتكلّم، فقال: أصلح اللّه الأمير، فالتفت إليه أبو عبد اللّه الواسطي فقال:

أمسك حتى يتكلم أكبر منك سنا، ثم عطف إلينا فقال: ما ذا عندكم ؟ فقلنا: أصلحك اللّه، هذا رجل متكلم يتكلم عنا، فقال: تكلّم، فقال: و اللّه أصلح اللّه الأمير، ما فينا هاشمي صريح، و لا قرشي صحيح، و لا عربي فصيح، و لكنا قوم ملكنا - يعني قهرنا - و روى أحاديث كثيرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم في السّمع و الطاعة في المنشط و المكره، ثم روى أحاديث في العفو و الإحسان و كان هو المتكلم بالكلمة التي كنا نطالب بجرّتها (5) قال: أصلح اللّه الأمير إني أشهدك أن نسائي طوالق و عبيدي أحرار، و مالي عليّ حرام إن كان في هؤلاء القوم أحد قال هذه الكلمة، و وراءنا ضعف، و حرم و عيال، و قد تسامع الناس بهلاكنا، و قد قدرت و إنّما العفو بعد المقدرة، فالتفت المعتضد إلى الواسطي، فقال: يا أبا عبد اللّه أطلقهم لا كثّر اللّه في الناس مثلهم، قال أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو فأطلقنا قال: فاشتغلت أنا و يزيد بن عبد الصّمد عن عثمان بن خرّزاد في نزهة (6) أنطاكية، و طيبها و حماماتها و سبق أبو زرعة محمّد بن عثمان إلى حمص، و رحلنا نحن من أنطاكية نريد حمص، فهو خارج من بلد و نحن به نازلون حتى ورد دمشق قبلنا بأيام كثيرة، قال أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو: فنعينا على أبي زرعة محمّد ابن عثمان و نعي عليه أهل دمشق، فوضعوا عليه كتابا، و ذكروا [له] (7) مثالب و إن أباه كان

ص: 192


1- زيادة عن د، و «ز».
2- صحفت بالأصل إلى:«ابن» و التصويب عن د، و «ز».
3- في «ز»: مقتولين.
4- أي سكتّ .
5- تقرأ بالأصل: بحربها، و بدون إعجام في د، و في «ز»: «نحوبها؟؟؟» و فوقها ضبة، و المثبت عن المختصر.
6- في سير أعلام النبلاء: نزه أنطاكية.
7- زيادة عن المختصر.

مجنونا، و قد كان خرج إلى مصر إلى أبي الجيش إليه كتاب أهل دمشق بمثالبه فقال: و اللّه أعز اللّه الأمير، ما هذا الكتاب بصحيح عن أهل بلدي و إنه (1)لمختلق، و ذكر دمشق و أهلها بجميل، فكتب له بولاية القضاء على دمشق، فرجع أبو زرعة محمّد بن عثمان إلى دمشق، و وضع يده يشتفي من كلّ من تكلم فيه من شيوخهم حتى أفضى به الأمر إلى شيخين يعرف أحدهما بابن إياد و الآخر بابن نجيح، و كانا يلبسان الطويلة، فمدّا (2) في خضراء دمشق و ضربا بالدّرّة.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأنا جدي أبو محمّد السوسي، قال:

سمعت أبا علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي يقول: سمعت عبد الرّحمن بن عمر يقول: سمعت الحسن بن حبيب يقول: سمعت أبا زرعة محمّد بن عثمان القاضي يقول: لمّا حملنا ابن سليمان إلى العراق أدخلت على الوزير فقال لي: أ لست من أهل الشام ؟ فقلت:

نعم، أعزّ اللّه الوزير، قال: فما دينك ؟ قلت: أعزّ اللّه الوزير ديني ما قال أيّوب السختياني، فقال لي: و ما قال أيّوب السختياني ؟ قلت: قال أيّوب السختياني: من أحبّ أبا بكر الصّدّيق فقد أقام الدّين، و من أحبّ عمر بن الخطاب فقد أوضح السّبيل، و من أحبّ عثمان بن عفّان فقد استنار بنور اللّه، و من أحبّ عليّ بن أبي طالب فقد استمسك بالعروة الوثقى، و من أحسن القول في أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقد برئ من النفاق، قال: فأعجبه ذلك.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني - لفظا - أنبأنا تمام بن محمّد - إجازة - أنبأنا أبو عبد اللّه بن مروان [حدثنا] (3) ابن فيض قال: قدم المعتضد باللّه لحرب ابن طولون، فخرج معه إلى العراق - يعني - أبا حازم عبد الحميد بن عبد العزيز، و ولي بعده أبو زرعة محمّد بن عثمان، و ولاه عبيد اللّه بن الفتح المظالم، ثم عزله أبو الجيش و ولّي عبيد اللّه بن محمّد العمري، ثم عزله عن دمشق، و أقرّه على الأردن و فلسطين، و ولي أبو (4) زرعة دمشق، فلم يزل قاضيا أيّام أبي الجيش على دمشق، فلمّا قتل أبو الجيش ولّي مكانه جيش بن أبي الجيش، ثم ولّى هارون - يعني - ابن خمارويه بن أحمد بن طولون أبا زرعة مصر

ص: 193


1- بالأصل:«و إني» تصحيف، و التصويب عن د، و «ز».
2- بالأصل:«فمد» و المثبت عن د، و «ز».
3- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز».
4- كذا بالأصل، و في «ز»: و ولّى أبا زرعة.

و فلسطين و الأردن و حمص و قنسرين و العواصم، فاستخلف أبو زرعة على دمشق أحمد بن المعلى، و أبا الحارث بن أحمد بن علي، و فارس بن أحمد، ثم ولى أبو حفيص من قبل الخليفة، ثم ولي محمّد بن العباس الجمحي قال ابن مروان: ثم توفي الجمحي سنة سبع و تسعين و مائتين فأقام البلد و لا قاضي فيه مدة، ثم تقلّد القضاء (1) محمّد بن عثمان و هو أبو زرعة من العراق فورد دمشق لأيام خلت من شوال سنة سبع و تسعين و مائتين، فأقام بها قاضيا إلى أن توفي في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين و ثلاثمائة و في نسخة أخرى: سنة ثلاث و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة عن عبد العزيز التميمي، أنبأنا مكي المؤدّب، أنبأنا أبو سليمان الربعي قال:

و فيها:- يعني - سنة اثنتين و ثلاثمائة مات أبو زرعة القاضي محمّد بن عثمان، و ذكر غيره: أنه مات في شوال سنة إحدى و ثلاثمائة، قال: و كان حافظا للحديث، و هو من موالي بني أميّة، و كان يرمى بالنصب.

6733 - محمّد بن عثمان بن الحسن بن عبد اللّه أبو الحسين النّصيبي القاضي

6733 - محمّد بن عثمان بن الحسن بن عبد اللّه أبو الحسين النّصيبي القاضي (2)

سمع بدمشق: أبا الميمون البجلي، و محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، و خيثمة بن سليمان الأطرابلسي.

و حدّث ببغداد عن إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الصّفّار، و أبي عمرو بن السّمّاك، و أبي الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي.

روى عنه: القاضي أبو الطيّب الطبري، و أبو بكر البرقاني، و أبو نصر عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم الوائلي، و أبو القاسم بن البسري.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن عبد الصّمد بن المهتدي باللّه الخطيب، ثنا [و] (3) أبو البركات عبد الرّحمن بن محمّد بن مكي بن عمر، أنبأنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمّد بن البسري، قال: أبو الفضل - إملاء - أنبأنا القاضي أبو

ص: 194


1- بالأصل: القاضي، و المثبت عن د و «ز».
2- ترجمته في تاريخ بغداد 51/3 و ميزان الاعتدال 643/3 و لسان الميزان 181/5.
3- زيادة عن د، و «ز» لتقويم السند.

الحسين محمّد بن عثمان بن الحسن (1) النصيبي، ثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن يزيد، ثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن منصور الحارثي، ثنا يحيى بن سعيد القطّان، ثنا الأعمش، ثنا زيد ابن وهب عن عبد اللّه بن مسعود، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو الصّادق الصدوق:«إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمّه أربعين يوما - أو قال أربعين ليلة - ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل اللّه إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات، فيكتب رزقه، و أجله، و عمله، و شقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، قال: فو الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنّة حتى ما يكون بينه و بينها إلاّ ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل النار فيكون من أهلها»[11445].

أخبرنا أبو القاسم الخطيب، و أبو الحسن المالكي، و أبو منصور المقرئ، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):محمّد بن عثمان بن الحسن بن عبد اللّه أبو الحسين (3) القاضي النّصيبي، سكن بغداد، و روى بها عن أبي الميمون (4) عبد الرّحمن بن عبد اللّه الدّمشقي البجلي صاحب أبي زرعة الدمشقي، و عن غيره من شيوخ الشام، و حدّث أيضا عن أبي الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي، و إسماعيل بن محمّد الصّفّار، و جماعة من البغداديين، حدّثنا عنه القاضي أبو الطّيب الطبري و غيره، جئت إلى أبي بكر البرقاني يوما فاستأذنته في أن أقرأ عليه فقال: ما تريد أن تقرأ؟ قلت: شيئا علقته من تاريخ أبي زرعة و فيه سماعك من القاضي النّصيبي، فعبس وجهه و قال: كنت عزمت على أن لا أحدّث عنه، و لكني أسامحك أنت خاصة في بابه؛ و أذن لي فقرأت عليه.

و سمعت أبا الحسن أحمد بن علي البّادا ذكر القاضي النّصيبي فقال: كنت أحدّث عنه، حتى نهاني جماعة من أصحاب الحديث عن الرواية عنه فلم أحدّث عنه بعد، و ضعّف البادا أمره جدا.

قال الخطيب (5):و حدّثني حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق، قال: سمعت من القاضي أبي الحسين النّصيبي تاريخ أبي زرعة، و كان سماعه إيّاه صحيحا من أبي الميمون البجلي عن

ص: 195


1- في «ز»: الحسين، تصحيف.
2- تاريخ بغداد 51/3.
3- في تاريخ بغداد: الحسن.
4- في تاريخ بغداد: أبي الميمون عن عبد الرحمن.
5- تاريخ بغداد 51/3-52.

أبي زرعة، و كان أمر النّصيبي في وقت سماعنا هذا الكتاب منه مستقيما، ثم فسد بعد ذلك لأنه كان يخلف القاضي أبا عبد اللّه الضبي على بعض عمله بالكرخ فروى للشيعة (1) المناكير، و وضع لهم أيضا أحاديث، و روى عن أبي الحسين بن المنادي، و إسماعيل الصّفّار، و كان قدوم النّصيبي بغداد بعد موت الصّفّار بعدة سنين.

قال الخطيب: و سألت أبا القاسم الأزهري عن النّصيبي فقال: كذاب، أخرج إلينا كتب ابن المنادي، و قد كتب عليها سماعه بخطه، فقلت له: متى سمعت هذه الكتب ؟ فقال: في سنة خمس و ثلاثين و ثلاثمائة، فقلت: أنت إنّما قدمت بغداد بعد الأربعين، فكيف هذا؟ فما ردّ علي شيئا، قال الأزهري: و كان أمره في الابتداء مستقيما، و حدّث عن الشاميين من سماع صحيح أو كما قال.

قال الخطيب: و سمعنا أبا الفتح محمّد بن أحمد بن محمّد المصري يقول: لم أكتب ببغداد عن شيخ أطلق عليه الكذب غير أربعة: أحدهم النصيبي.

قال الخطيب (2):حدّثني القاضي أبو عبد اللّه الصيمري، قال: كان أبو الحسين (3)النّصيبي ضعيفا في الرّواية و الشهادة جميعا، و كان ابن الثلاج ضعيفا في الرواية عدلا في الشهادة، لم يتعلق عليه فيها شيء.

قال الخطيب: قال لي الحسن بن أبي طالب: مات القاضي أبو الحسين النّصيبي في شهر رمضان سنة ست و أربعمائة، و دفن في داره بالكرخ.

قال: و أنبأنا القاضي أبو القاسم التنوخي: قال: مات أبو الحسين النّصيبي يوم الأربعاء الثالث من شهر رمضان سنة ست و أربعمائة.

6734 - محمّد بن عثمان بن حمّاد، و يقال: ابن حملة الأنصاري الكفرسوسي

6734 - محمّد بن عثمان بن حمّاد، و يقال: ابن حملة الأنصاري الكفرسوسي (4)

حدّث عن أبي سليم إسماعيل بن حصن الجبيلي، و عمر بن موسى الطرسوسي، و عبد الوارث بن الحسن بن عمرو البيساني (5)،و مؤمّل بن إهاب الرّبعي.

ص: 196


1- بالأصل، و «ز» و د:«السبعة» و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 52/3.
3- في تاريخ بغداد:«الحسن» في كل المواضع.
4- ترجمته في معجم البلدان «كفرسوسية».
5- بدون إعجام بالأصل، و في د، و «ز»: «الشيباني» و المثبت عن معجم البلدان.

روى عنه: أبو عليّ بن شعيب.

أخبرناه أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أبو الحسن عليّ بن الحسين بن أحمد بن صصري، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا محمّد بن هارون بن شعيب، حدّثني ذكوان بن إسماعيل ابن يحيى القاضي ببعلبك، و محمّد بن عثمان بن حمّاد الأنصاري الكفرسوسي قالا: حدّثنا أبو سليم إسماعيل بن حصن، ثنا سويد بن عبد العزيز، ثنا سفيان بن حسين، عن الحسن البصري، عن عبد الرّحمن بن سمرة.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال له:«لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها، و إن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها، و إذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فائت الذي هو خير، و كفر عن يمينك»[11446].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر الكردي، و أبو الحسن عليّ بن أحمد ابن مقاتل، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا [أبو] (1)عليّ بن شعيب، حدّثني محمّد بن عثمان بن حملة الأنصاري، و أحمد بن محمّد التميمي، قالا: حدّثنا عبد الوارث بن الحسن بن عمرو القرشي البيساني، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا ابن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر قال: أقبل قوم من اليهود إلى أبي بكر الصّدّيق فقالوا له: يا أبا بكر صف لنا صاحبك، فقال: معاشر يهود، لقد كنت مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم في الغار كإصبعيّ هاتين، و لقد صعدت معه جبل حراء و إنّ خنصري لفي خنصر النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و لكن الحديث عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم شديد، و هذا عليّ بن أبي طالب فأتوا عليا فقالوا: يا أبا الحسن صف لنا ابن عمّك، فقال علي: لم يكن حبيبي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بالطويل الذاهب طولا، و لا بالقصير المتردد، كان فوق الرّبعة، أبيض اللون، مشرب الحمرة، جعدا ليس بالقطط ، يفرق شعرته إلى أذنيه، و كان حبيبي محمّد صلى اللّه عليه و سلّم صلت الجبين، واضح الخدّين، أدعج العين، دقيق المسربة، برّاق الثنايا، أقنى الأنف، عنقه إبريق فضة، كأن الذهب يجري في تراقيه، و كان لحبيبي محمّد صلى اللّه عليه و سلّم شعرات من لبّته إلى سرّته كأنهنّ قضيب مسك أسود، و لم يكن في جسده و لا صدره شعرات غيرهن، على كتفيه كدارة القمر ليلة البدر، مكتوب بالنور سطران: السطر الأعلى: لا إله إلاّ اللّه، و في السطر الأسفل: محمّد رسول اللّه، و كان حبيبي محمّد صلى اللّه عليه و سلّم شثن الكف و القدم، إذا مشى كأنما

ص: 197


1- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و «ز».

يتقلع من صخر، و إذا انحدر كأنما ينحدر من صبب، و إذا التفت التفت بمجامع بدنه، و إذا قام غمر الناس، و إذا قعد علا على الناس، و إذا تكلم نصت له الناس، و إذا خطب بكى الناس، و كان حبيبي محمّد صلى اللّه عليه و سلّم أرحم الناس بالناس، كان لليتيم كالأب الرحيم، و للأرملة كالزوج الكريم، و كان محمّد صلى اللّه عليه و سلّم أشجع الناس قلبا، و أبذله كفا، و أصبحه وجها، و أطيبه ريحا، و أكرمه حسبا، لم يكن مثله و لا مثل أهل بيته في الأوّلين و الآخرين، كان لباسه العباء، و طعامه خبز الشعير، و وسادته الأدم محشوة بليف النخل، سريره أم غيلان مزمّل بالشريط ، كان لمحمّد صلى اللّه عليه و سلّم عمامتان إحداهما: تدعى السحاب، و الأخرى العقاب، و كان سيفه ذو الفقار، و رايته الغبراء، و ناقته العضباء، و بغلته دلدل، حماره يعفور، فرسه مرتجز، شاته بركة، قضيبه الممشوق، لواؤه الحمد، إدامه اللبن، قدره الدّبّاء، تحيته الشكر (1)،يا أهل الكتاب كان حبيبي محمّد صلى اللّه عليه و سلّم يعقل البعير، و يعلف الناضح، و يحلب الشاة، و يرقع الثوب، و يخصف النعل.

6735 - محمّد بن عثمان بن خراش أبو بكر الأذرعي

6735 - محمّد بن عثمان بن خراش أبو بكر الأذرعي (2)(3)

حدّث عن أحمد بن عتبة العسقلاني، و يعلى بن الوليد الطبراني، و أبي عبيد محمّد بن حسّان البسري، و محمّد بن عبد اللّه بن موسى القراطيسي، و العباس بن الوليد، و يوسف بن يونس الجرجاني، و محمّد بن مسلمة بن عبد الحميد.

روى عنه: أبو يعقوب الأذرعي، و أبو الخير أحمد بن محمّد (4) بن أبي الخير، و أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن أسد القنوي (5)،و أبو الحسن عليّ بن جعفر بن محمّد بن الرّازي، و أبو القاسم الفضل بن جعفر المؤذّن.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو القاسم سعد بن علي الزنجاني - إجازة - ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو الوليد الحسن بن محمّد الدّربندي، قالا: أنبأنا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن سهل - زاد ابن القشيري: زاد ابن

ص: 198


1- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في المختصر: السلام.
2- هذه النسبة إلى أذرعات، بكسر الراء، بلد في أطراف الشام يجاور أرض البلقاء و عمان.
3- ترجمته في معجم البلدان (أذرعات).
4- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
5- رسمها بالأصل:«العبرى» و فوقها ضبة، و في د:«العنوى» و في ز:«الغنوي» و المثبت عن معجم البلدان.

القشيري:[ابن الحسن، و قالا: القيسراني، زاد الكتاني: من أهل الدنيا، حدثنا أبو الخير، و في حديث ابن القشيري:] (1) أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أبي الخير، نا محمّد بن عثمان الأذرعي، زاد الكتاني بعكا. ثنا أحمد بن عتبة القيسراني، ثنا أبو حازم (2) عبد الغفّار بن الحسن بن دينار، ثنا محمّد بن منصور و كان في عداد إبراهيم بن أدهم، و سالم الخوّاص، و نظرائهما، ثنا عبد العزيز - زاد ابن القشيري: بن محمّد - و قالا-: الدراوردي، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«من أرعب صاحب بدعة ملأ اللّه قلبه يمنا و إيمانا، و من انتهر (3) صاحب بدعة - زاد ابن القشيري: أمنه اللّه من الفزع الأكبر، و من أهان صاحب بدعة ثم اتفقا فقالا:- رفعه اللّه في الجنّة درجة، و من لان له إذا لقيه تبشيشا فقد استخف بما أنزل على محمّد صلى اللّه عليه و سلّم»[11447].

أنبأنا أبو الحسن عليّ بن المسلّم، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو يعقوب الأذرعي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن عثمان الأذرعي، حدّثنا أبو عبيد محمّد بن حسّان الأذرعي، ثنا محمّد بن خالد، ثنا كثير بن سليم، قال: سمعت أنس بن مالك يقول:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«في الجنّة نهر يقال له الريّان، عليه مدينة من مرجان لها سبعون ألف باب من ذهب و فضة لحامل القرآن»[11448].

أخبرنا أبو القاسم نضر بن أحمد بن مقاتل، أنبأنا جدي أبو محمّد، حدّثنا أبو علي الأهوازي، أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمّد البجلي، حدّثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، أخبرني محمّد بن عثمان قال: سمعت العبّاس بن الوليد قال: تسقم فتفني، ثم تموت فتنسى، ثم تقبر فتبلى، ثم تنشر فتحيى، ثم تبعث فتسعى، ثم تحضر فتدعى، ثم توقف فتجزى بما قدّمت فأمضيت من مقدّمات (4) سيئاتك و مثقلات شهواتك، و مقلقات (5) فعلاتك.

6736 - محمّد بن عثمان بن سعيد بن مسلم أبو العباس الصّيداوي

حدّث عن هشام بن عمّار، و العبّاس بن الفضل الأرسوفي (6)

ص: 199


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز» لتقويم السند.
2- بالأصل: حاتم، و المثبت عن د، و «ز».
3- في «ز»: أشهر.
4- كذا بالأصل، و في د، و «ز»: موبقات.
5- كذا بالأصل و «ز»، و د، و في المختصر: مقلقلات.
6- في «ز»: الأرسوبي. و الأرسوفي نسبة إلى أرسوف بالفتح ثم السكون، مدينة على ساحل بحر الشام بين قيساريا و يافا (معجم البلدان).

روى عنه: أبو بكر أحمد بن منصور الشيرازي الحافظ ، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن الكوفي المصّيصي.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي و نقلته من خطه، أنبأنا أبو العلاء محمّد بن عبد الرّحمن ابن محمّد بن طلحة الصّيداوي [بصور] (1) أنبأنا القاضي أبو مسعود صالح بن أحمد بن القاسم ابن يوسف الميانجي، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن الكوفي المصيصي، ثنا أبو العبّاس محمّد بن عثمان بن سعيد بن مسلم، حدّثنا هشام بن عمّار، ثنا صدقة بن خالد، ثنا عثمان بن أبي العاتكة، عن عمير (2) بن هانئ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من دخل المسجد لشيء فهو حظّه»[11449].

6737 - محمّد بن عثمان بن سعيد بن هشام بن مرثد الطبراني

سمع بدمشق: أحمد بن إبراهيم بن عبادل، و حدّث عنه، و عن جده سعيد بن هاشم.

روى عنه: محمّد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق الرقي، و أبو الفرج عبد الواحد بن بكر الورثاني.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين - قراءة عليه - أنبأنا أبو الحسين بن أبي نصر سنة ثلاث و أربعين، أنبأنا محمّد بن يوسف بن يعقوب الرقي، ثنا محمّد بن عثمان الطبراني، ثنا أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهّاب الشيباني، ثنا محمّد بن سلام، ثنا يحيى بن بكير، عن مالك ابن أنس، عن محمّد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«إنّ من الذنوب ذنوبا لا تكفّرها الصّلاة و لا الوضوء و لا الحج و لا العمرة»، قيل: فما يكفرها يا رسول اللّه ؟ قال:«الهموم في (3) طلب المعيشة»[11450].

[قال ابن عساكر:] (4) غريب جدّا، و الرّقّي ضعيف.

و رواه الأهوازي عن فاتك المزاحمي عن محمّد بن يوسف الرقّي.

ص: 200


1- زيادة عن د، و «ز».
2- تقرأ بالأصل: عبيد، و المثبت عن د، و «ز»، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 421/5.
3- في «ز»: و طلب المعيشة.
4- زيادة منا للإيضاح.
6738 - محمّد بن عثمان بن عبد الحميد أبو النمر الطائي الصيداوي الضرير

حدّث عن العبّاس بن الوليد بن مزيد.

روى عنه: أبو الحسين بن جميع.

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن المسلّم، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنبأنا أبو نصر ابن طلاّب، أنبأنا أبو الحسين بن جميع، حدّثنا محمّد بن عثمان - بصيدا - أنبأنا العباس بن الوليد، أخبرنا أبي، حدّثنا عبد الوهّاب بن هشام بن الغاز، عن أبيه هشام بن الغاز، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من كان (1) وصلة لأخيه المؤمن (2) إلى ذي سلطان في منفعة برّ، أو تيسير عسير، أعين على إجازة الصّراط يوم دحض الأقدام»[11451].

6739 - محمّد بن عثمان بن مرّة الدّاراني

روى عن أبيه عثمان.

روى عنه: شرحبيل بن محمّد الدّاراني.

و قد ذكرنا عنه حكايتين في ترجمة عثمان بن مرّة، و محمّد بن بكّار بن يزيد.

آخر الجزء [الخامس و العشرين بعد الستمائة] (3).

6740 - محمّد بن عثمان بن معبد أبو بكر الطّائي الصّيداوي

حدّث عن محمّد بن معافى الصّيداوي، و أبي سعيد المفضّل بن محمّد الجندي.

روى عنه: أبو الفرج عبد الواحد بن بكر ابن الورثاني، و هارون بن أحمد بن هارون الأسترابادي.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد الفارسي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن سعيد السكري - بنيسابور - أنبأنا أبو سهل هارون ابن أحمد بن هارون الأسترآبادي قدم علينا، ثنا محمّد بن عثمان الصّيداوي بمكة، ثنا المفضل بن محمّد الجندي، ثنا إبراهيم بن محمّد الشافعي قال: سألت أبي قلت: يا أبت، أي العلم أطلب ؟ قال: يا بني (4).

ص: 201


1- تقدم الحديث برواية:«ذا وصلة» راجع ترجمة محمّد بن عبد الوهّاب بن هشام بن الغاز، المتقدمة قريبا.
2- كذا بالأصل:«المؤمن» و كتب على هامشه:«المسلم» و في د، و «ز»: «المسلم» أيضا.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و د، و استدرك للإيضاح عن «ز».
4- بالأصل: نبي اللّه.

أما الشعر فيضع الرفيع و يرفع الخسيس، و أما النحو فإذا بلغ صاحبه الغاية صار مؤدبا، و أما الفرائض فإذا بلغ صاحبها فيها غاية كان معلما، و أما الحديث فتأتي بركته و خيره عند فناء العمر، و أما الفقه فللشاب و الشيخ و هو سيد العلم.

6741 - محمّد بن عثمان أبو المهاجر

من أهل دمشق، له ذكر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة-.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأنا الحسن بن أحمد، أنبأنا عليّ بن الحسن، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنبأنا أحمد - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة: محمّد بن عثمان أبو المهاجر، دمشقي، لم أجد ذكره إلاّ في طبقات ابن سميع.

6742 - محمّد بن عثمان أبو عبد الرّحمن التّنّوخي المعروف بأبي الجماهر

6742 - محمّد بن عثمان أبو عبد الرّحمن التّنّوخي المعروف بأبي الجماهر (1)

من أهل كفرسوسيّة.

روى عن سليمان بن بلال، و مروان بن معاوية، و سعيد بن عبد العزيز، و خليد بن دعلج، و محمّد بن شعيب، و سعيد بن بشير، و أيّوب بن موسى السعدي، و إسماعيل بن عيّاش، و بقيّة بن الوليد و الوليد بن مزيد، و الهيثم بن حميد، و يحيى بن سليم الطائفي، و الهقل ابن زياد، و حجوة بن مدرك الغسّاني، و عبد الرزّاق بن عمر الثقفي، و عبد العزيز الدراوردي، و عبد اللّه بن زيد بن أسلم، و يحيى بن حمزة، و عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين.

روى عنه: أحمد بن أبي (2) الحواري، و محمّد بن يحيى الذهلي، و إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، و أبو زرعة، و أبو حاتم الرازيان، و أبو داود في سننه، و يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة الحضرمي، و أبو الحسن أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرزّاق، و أبو سليمان (3) حويت (4) بن أحمد بن أبي حكيم، و هارون بن عمر

ص: 202


1- ترجمته في معجم البلدان (كفرسوسية)، و التاريخ الكبير 181/1/1 و تهذيب الكمال 51/17 و تهذيب التهذيب 218/5 و الجرح و التعديل 25/8 و سير أعلام النبلاء 448/10 و تذكرة الحفاظ 407/1.
2- بالأصل:«أخيه بن الحواري» تصحيف، صوبنا الاسم عن د، و «ز».
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و كنيته في تهذيب الكمال هنا: أبو محمّد.
4- في «ز»: حريث.

ابن أبي جميل، و إسحاق بن سيّار النصيبي، و خالد بن روح بن أبي حجير، و أحمد بن ضياء ابن خلاّج (1) بن كثير المسرابي (2)،و أبو زرعة الدّمشقي، و أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري، و أبو عبد الرّحمن محمّد بن عبد اللّه بن أبي مسهر، و الحسن بن كوثر الصوري، و أحمد بن منصور الرمادي، و أبو عبيد محمّد بن حسّان البسري الزاهد، و أبو جعفر محمّد بن يعقوب بن حبيب الغسّاني، و أبو معاوية سفيان بن شعيب بن سليم الأموي، و الهيثم بن مروان، و عمر بن مضر، و محمّد بن عوف، و أبو إسماعيل الترمذي، و عبيد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، و يحيى بن عثمان بن كثير بن دينار، و عبّاس بن الوليد الخلاّل، و موسى بن سهل الرملي، و يزيد بن أحمد السّلمي، و أبو الطيب عليّ بن محمّد بن أبي سليمان الصّوري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا عبد العزيز بن أحمد، ثنا عبد الرّحمن بن عثمان ابن أبي نصر، و تمام بن محمّد، و محمّد بن عبد الرّحمن بن عبيد اللّه القطّان، و محمّد بن أحمد بن هارون الغسّاني، و عبد الرّحمن بن الحسين بن الحسن بن أبي العقب (3)،قالوا:

أنبأنا أبو القاسم عليّ بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب (4)،ثنا أبو زرعة، ثنا محمّد بن عثمان، ثنا سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عبّاس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل و المفعول به»[11452].

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس، عن أبي طلحة أنّ نبي اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم لما صبح خيبر تلا هذه الآية: فَإِذٰا نَزَلَ بِسٰاحَتِهِمْ فَسٰاءَ صَبٰاحُ الْمُنْذَرِينَ (5)[11453].

أخبرناه أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري، و محمّد بن علي - و هذا لفظه - قالا: أنبأنا أبو أحمد الغندجاني، أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا البخاري (6) قال: محمّد بن عثمان أبو عبد الرّحمن

ص: 203


1- تقرأ بالأصل و د، و «ز»: جلاح، و المثبت عن تهذيب الكمال.
2- إعجامها مضطرب بالأصل و د، و في «ز»: القيسراني، و المثبت عن تهذيب الكمال. و المسرابي نسبة إلى مسرابا و هي من قرى دمشق راجع معجم البلدان.
3- بالأصل: العقاب، و المثبت عن د، و «ز».
4- بالأصل: العقاب، و المثبت عن د، و «ز».
5- سورة الصافات، الآية:177 و بالأصل، و د، و «ز»: إنا إذا نزلنا بساحة قوم...
6- التاريخ الكبير للبخاري 181/1/1.

التّنوخي الدمشقي، يقال له أبو الجماهر، سمع الهيثم بن حميد، و سعيد بن بشير.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا حمد (1)-إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي.

قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم (2) قال: محمّد بن عثمان أبو الجماهر التّنوخي الدمشقي، روى عن سعيد بن عبد العزيز، و سعيد بن بشير، و سليمان بن بلال، روى عنه أبي، و أبو زرعة الدمشقي، سأل أبي عن أبي الجماهر و محمّد بن بكّار بن بلال، فقال: أبو الجماهر أحب إليّ ، و أبو الجماهر ثقة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو الجماهر محمّد بن عثمان الدمشقي، سمع سعيد بن بشير، و الهيثم بن حميد، و يقال: أبو عبد الرّحمن.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو الجماهر محمّد بن عثمان التّنوخي الدمشقي، و قال في موضع آخر: أبو عبد الرّحمن محمّد ابن عثمان التّنوخي دمشقي، يقال له أبو الجماهر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمّد البجلي، أنبأنا أبو عبد اللّه الكندي، ثنا أبو زرعة قال في ذكر نفر من أهل دمشق من أصحاب سعيد: محمّد بن عثمان التّنوخي هو أبو الجماهر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، ثنا أبو بشر الدولابي (3) قال: أبو الجماهر محمّد بن عثمان الدمشقي، أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر، أنبأنا أحمد بن علي، أنبأنا [محمّد] (4) بن محمّد (5) قال: أبو الجماهر محمّد بن عثمان التّنّوخي الشامي، كنيته أبو عبد

ص: 204


1- في «ز»: أحمد.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 25/8.
3- الكنى و الأسماء للدولابي 138/1.
4- زيادة عن د، و «ز».
5- الأسامي و الكنى للحاكم أبي أحمد النيسابوري 181/3 رقم 1220.

الرّحمن، و أبو الجماهر هو لقب، سمع أبا عبد الرّحمن سعيد بن بشير، و الهيثم بن حميد، روى عنه الحسن بن علي الحلواني، و محمّد بن يحيى الذهلي.

أخبرنا أبو محمّد التميمي، أنبأنا أبو محمّد العدل، أنبأنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة قال: سمعت محمّد بن عثمان أبا الجماهر (1) يقول: ولدت سنة إحدى و أربعين و مائة (2)، و قال أبو حاتم بن حبّان: كان مولده سنة أربعين و مائة.

[قال ابن عساكر:] (3) و الأوّل أصح.

أخبرنا أبو محمّد، ثنا أبو محمّد، أنبأنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة (4) قال: قال محمّد ابن عثمان: و رأيت أبا معيد (5)،فلم أسمع منه شيئا، و سمعت من الهيثم بن حميد عنه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر الباقلاني، أنبأنا أبو محمّد بن رباح، أنبأنا أبو بكر المهندس، ثنا أبو بكر بشر محمّد بن أحمد (6)،ثنا معاوية بن صالح قال: محمّد بن عثمان التّنّوخي قال أبو مسهر: ثقة، و بلغني عن عثمان بن سعيد الدارمي أنه قال: أبو الجماهر ثقة، و كان أوثق من أدركنا بدمشق، و رأيت أهل دمشق مجتمعين على صلاحه، و رأيتهم يقدّمونه على أبي أيّوب - يعني - سليمان بن عبد الرّحمن، و هشام.

قرأت (7) على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو طالب عقيل بن عبيد اللّه بن أحمد بن عبدان، أنبأنا أبو الميمون بن راشد قال: سمعت أبا زرعة و قد سأله أبو الحسن الهروي (8):من أحبّ إليك في سعيد بن بشير محمّد بن بكّار، أو محمّد بن عثمان أبو الجماهر؟ فقال: سماعهما منه صحيح، و أبو الجماهر أحبّ إليّ ، و ذلك أنه أثبت الرجلين، و كان أبو الجماهر يكنى أبا عبد الرّحمن، و أبا الجماهر و هو تنوخي من أنفسهم.

ص: 205


1- أبو الجماهر: بضم الجيم، كما في خلاصة تهذيب الكمال 351.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 283/1.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 701/2.
5- بالأصل: معبد، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و تاريخ أبي زرعة. و اسمه حفص بن غيلان الدمشقي، ترجمته في تهذيب التهذيب 418/2.
6- الكنى و الأسماء للدولابي 138/1.
7- من قوله: قرأت على أبي الفضل بن ناصر... إلى هنا سقط من د، يعني الأخبار السبعة السابقة.
8- كذا بالأصل و د، و في «ز»: القروي.

أخبرنا أبو طالب عليّ بن عبد الرّحمن بن عقيل، أنبأنا أبو الحسن عليّ بن الحسن بن الحسين، أنبأنا أبو محمّد بن النحّاس، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل الترمذي، ثنا أبو الجماهر، ثنا أبو عبد الرّحمن التّنّوخي و كان من خيار الناس، ثنا سعيد بن بشير بحديث ذكره،[قال ابن عساكر:] (1) الصواب، ثنا أبو الجماهر أبو عبد الرّحمن.

أخبرناه أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا سلمة، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (2):قال أبي ما رأيت فيمن كتبنا عنه أفصح من أبي مسهر، و أبي الجماهر.

أنبأنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم، و حدّثنا أخي أبو الحسين هبة بن الحسن (3) الفقيه الشافعي عنه.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأنا سهل بن بشر الأسفرايني، قالا:

أنبأنا طرفة بن أحمد.

قال: و أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي، أنبأنا (4) أبو علي الأهوازي، قالا: أنبأنا عبد الوهّاب ابن الحسن، أنبأنا أبو الجهم، ثنا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا الجماهر يقول:

تكاملت النعم و ضعف الشكر و العمل، قال أبو الحسن: ما قال و اللّه إلاّ حقّا.

أخبرنا أبو محمّد الأنصاري، ثنا أبو محمّد التميمي، أنبأنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة قال: و مات - يعني - أبا الجماهر سنة أربع و عشرين و مائتين (5).

أخبرنا أبو محمّد القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين ابن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (6) قال: سنة أربع و عشرين و مائتين فيها مات محمّد بن عثمان أبو الجماهر، و مولده سنة إحدى و أربعين و مائة.

ص: 206


1- زيادة منا للإيضاح.
2- سير أعلام النبلاء 449/10.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الحسين.
4- بالأصل:«أنبأنا علي الأهوازي بن الحنائي أنبأنا علي الأهوازي» صوبنا الجملة عن د، و «ز».
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 283/1.
6- المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 206/1.
6743 - محمّد بن عثمان العقبي

سمع بدمشق: يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و محمّد بن الحسن المصري، و عمران ابن موسى بن أيّوب النصيبي، و أبا أميّة محمّد بن إبراهيم الطرسوسي، و جعفر بن محمّد بن الحجّاج الرقّي.

روى عنه: أبو حاتم محمّد بن حبّان البستي.

أخبرنا أبو جعفر حنبل بن عليّ بن الحسين السجزي المعروف بالبخاري - إجازة - أنبأنا أبو محمّد أحمد بن محمّد بن أحمد المتّوثي، ثنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد الشروطي - ببست - أنبأنا أبو حاتم محمّد بن حبّان بن أحمد، أنبأنا محمّد بن عثمان العقبي، ثنا يزيد بن عبد الصّمد، ثنا يحيى بن صالح، ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن سعيد بن عمارة أنه قال لابنه:

أظهر اليأس فإنه غنى، و إيّاك و الطمع فإنه فقر حاضر.

6744 - محمّد بن عدي بن أرطاة بن جداية بن لوذان الفزاري

من أهل دمشق.

سكن البصرة مع أبيه حين وليها لعمر بن عبد العزيز، له ذكر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، ثنا خليفة (1)،حدّثني عبد اللّه بن المغيرة، عن أبيه قال:

شهدت دار الإمارة بواسط يوم جاء قتل يزيد بن المهلب، و معاوية بن يزيد - يعني: ابن المهلب - قاعد، فأتى بعدي بن أرطاة و ابنه محمّد بن عدي، و عبد الملك، و مالك ابني مسمع، و القاسم بن مسلم، و عبد اللّه بن عمر النصري، فضرب أعناقهم - يعني - سنة اثنتين و مائة.

6745 - محمّد بن عدي بن الفضل أبو صالح السّمرقندي

6745 - محمّد بن عدي بن الفضل أبو (2) صالح السّمرقندي (3)

نزيل مصر.

سمع بدمشق: أبا الحسين بن الميداني، و بمصر: أبا مسلم الكاتب، و أبا الحسن علي

ص: 207


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 325-326 (ت. العمري).
2- بالأصل:«ابن» و المثبت عن د، و «ز».
3- ترجمته في معجم البلدان (سمرقند).

ابن محمّد بن إسحاق الحلبي، و أبا الحسين أحمد بن محمّد بن الأزهر التنيسي المعروف بابن السّمناوي، و محمّد بن سراقة العامري، و أحمد بن عمر الجهاري (1)،و أبا القاسم الميمون بن حمزة الحسيني، و أبا الحسن محمّد بن أحمد بن العبّاس الإخميمي، و أبا الحسن عليّ بن محمّد بن سنان.

روى عنه: أبو الفتح نصر بن إبراهيم بالإجازة، و أبو الربيع سليمان بن داود بن أبي حفص الجيلي (2)،و أبو عبد اللّه بن الحطّاب (3)،و سهل بن بشر، و أبو الحسن عليّ بن أحمد ابن ثابت العثماني الدّيباجي، و مشرف بن مرجى بن إبراهيم المقدسي الفقيه، و أبو محمّد هياج بن عبيد بن الحسين الحطيني.

كتب إليّ [أبو] (4) عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، و حدّثنا أبو بكر يحيى بن سعدون عنه، أنبأنا أبو صالح محمّد بن عدي بن الفضل السّمرقندي - بمصر - ثنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الأزهر التنيسي المعروف بابن السّمناوي، ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عيسى ابن مرّة الزهري، ثنا [محمّد] (5) ابن هشام بن أبي خيرة السّدوسي، ثنا الفضل بن العلاء، ثنا طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن عائشة قالت: طيّبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوم الأضحى بعد ما رمى جمرة العقبة[11454].

أخبرنا أبو الحسن السّلمي، و أبو الفضل السّلامي، قالا: أجاز لنا إبراهيم بن سعيد الحبّال قال: سنة أربع و أربعين و أربعمائة أبر صالح السّمرقندي - يعني [مات-] (6) زاد السّلامي: حضرته-.

6746 - محمّد بن عروة بن رويم اللّخمي

6746 - محمّد بن عروة بن رويم اللّخمي (7)

حدّث عن أبي ذرّ مرسلا.

روى عنه: حجاج بن فرافصة (8).

ص: 208


1- في معجم البلدان: أحمد بن محمّد الحجازي.
2- كذا رسمها بالأصل و د، و في «ز»: «البجلي» و في معجم البلدان: الجبلي.
3- بالأصل، و د، و «ز»: الخطاب، تصحيف.
4- زيادة عن «ز»، و د.
5- زيادة عن د، و «ز».
6- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز».
7- الجرح و التعديل 47/8 و التاريخ الكبير 201/1/1.
8- في «ز»: فوافصة.

أخبرنا أبو الغنائم الكوفي - إذنا - ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنبأنا أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالا: أنبأنا أبو أحمد، أنبأنا أبو بكر الشيرازي، أنبأنا أبو الحسن (1)المقرئ، أنبأنا البخاري (2) قال: محمّد بن عروة بن رويم اللّخمي الشامي عن أبي ذرّ مرسل، قاله أبو عوانة، سمع حجاج بن فرافصة.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه الأصبهانيان، قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنبأنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (3):محمّد بن عروة ابن رويم روى... (4) سمعت [أبي] (5) يقول: لا أفهمه.

6747 - محمّد بن عروة بن الزبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن

قصي بن كلاب القرشيّ الأسدي الزّبيري المدني (6)

روى عن أبيه، و عمّه عبد اللّه بن الزبير.

روى عنه: الزهري، و أخوه هشام بن عروة.

و قدم مع أبيه على الوليد بن عبد الملك فسقط من سطح فمات.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن (7)،أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنبأنا أبو حامد بن الشّرقي، ثنا محمّد بن يحيى الذهلي، ثنا أبو صالح، حدّثني الليث، حدّثني عبد الرّحمن بن خالد، عن ابن شهاب، عن محمّد بن عروة، عن عبد اللّه بن الزبير أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إنّما سمى اللّه البيت العتيق لأن اللّه أعتقه من الجبابرة فلم يظهر عليه جبّار قط »[11455].

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه السلمي، أنبأنا القاضي أبو الطيّب الطبري، أنبأنا أبو الحسن الحري، ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، حدّثنا محمّد بن سهل البخاري، ثنا عبد

ص: 209


1- في «ز»: الحسين، تصحيف.
2- التاريخ الكبير 201/1/1.
3- الجرح و التعديل 47/8.
4- بياض بالأصل، و في د، و «ز»، و الجرح و التعديل:«روى عن...».
5- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز». و الجرح و التعديل.
6- ترجمته في تهذيب الكمال 58/17 و تهذيب التهذيب 220/5 و الوافي بالوفيات 94/4.
7- بالأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».

اللّه بن صالح، حدّثني الليث بن سعد، ثنا عبد الرّحمن بن خالد بن مسافر، عن الزهري، عن محمّد بن عروة، عن عبد اللّه بن الزبير قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّما سمّى اللّه البيت العتيق لأنه أعتق من الجبابرة فلم يظهر عليه (1) جبار قط »[11456].

رواه معمر عن الزهري فوقفه و لم يوصله.

أخبرناه أبو بكر الشحامي، أنبأنا أبو حامد الأزهري، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا ابن الشّرقي (2)،ثنا الذهلي، ثنا عبد الرزّاق، أنبأنا معمر، عن الزهري أن ابن الزبير قال: إنّما سمي البيت العتيق لأن اللّه أعتقه من الجبابرة.

أخبرنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم - قراءة - أنبأنا أبو الحسين بن أبي نصر، أنبأنا أبو بكر الميانجي، أنبأنا أحمد بن الحسن بن الجعد، ثنا سفيان بن وكيع، ثنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني يونس، عن الزهري، عن محمّد بن عروة، عن أبيه عن بلال قال: قالت سودة رحمة اللّه عليها: يا رسول اللّه مات فلان فاستراح، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّما استراح من غفر له»[11457].

قال: و حدّثنا ابن وهب، ثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عائشة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم مثله.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر و أبو الفضل.

ح و أخبرنا أبو العزّ بن منصور، أنبأنا أبو طاهر، قالا: أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني، أنبأنا أبو الحسين الأهوازي، أنبأنا أبو حفص، ثنا خليفة (3) قال في الطبقة السادسة من أهل المدينة: يحيى و محمّد، و عثمان بنو عروة بن الزبير، أمّهم أم يحيى بنت الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي، قالا: أنبأنا أبو جعفر المعدل، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا أحمد بن سليمان، أنبأنا الزبير بن بكّار قال (4):و من ولد عروة بن الزبير: يحيى (5) و محمّد و عثمان [بنو عروة] (6) بن الزبير و أمهم أم يحيى بنت

ص: 210


1- أقحم بعدها بالأصل: و لم يكن.
2- صحفت بالأصل إلى:«أبو الشرفي».
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 465 رقم 2381 و 2382 و 2383.
4- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 246 و 247.
5- أقحم بعدها بالأصل: أنبأنا أبي علي قالا: أنبأنا أبو جعفر المعدل أنبأنا أبو طاهر.
6- زيادة لازمة عن «ز»، و د، و نسب قريش.

الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس، كان محمّد بن عروة جميلا بارع الجمال، أنشدني مصعب بن عثمان للأخطل نضرب بجماله المثل:

تكلفني فتاة بني نمير *** و لو كان ابن عروة ما رجاها

و كان أحلى ولد عروة في صدره، و روى عنه ابن شهاب عن أبيه، و توفي بالشام مع أبيه (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر (2) بن حيوية، أنبأنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا الحارث بن أسامة، ثنا محمّد بن (3) سعد قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: محمّد بن عروة بن الزبير بن العوّام، و أمّه أم يحيى بنت الحكم بن أبي العاص بن أميّة، فولد محمّد بن عروة أم يحيى، و أمّها حفصة بنت عبد الرّحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنبأنا المبارك و محمّد - و اللفظ له - قالا: أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد، أنبأنا أبو بكر الشيرازي، أنبأنا أبو الحسن (4) المقرئ، أنبأنا البخاري (5) قال: محمّد بن عروة بن الزبير بن العوّام الأسدي القرشي عن عبد اللّه بن الزبير، و ذكر له الحديث الأوّل.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا ابن مندة، أنبأنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا ابن سلمة، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (6):محمّد بن عروة ابن الزبير بن العوّام روى عن عمّه عبد اللّه بن الزبير و عن أبيه، روى عنه الزهري، و أخوه هشام بن عروة، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه قالوا: أنبأنا أبو جعفر، أنبأنا طاهر المخلص، أنبأنا أحمد بن سليمان، ثنا الزبير، حدّثني عمّي مصعب بن عبد اللّه قال:

ص: 211


1- الخبر و الشعر في تهذيب الكمال 59/17.
2- بالأصل: عمرو، تصحيف.
3- ليس له ترجمة في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد، فهو ضمن تراجم أهل المدينة الضائعة.
4- بالأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز».
5- التاريخ الكبير للبخاري 201/1/1.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 47/5.

كان عبد اللّه بن الزبير قد باع ماله بالغاية (1) التي تعرف بالسقاية من معاوية بمائة ألف درهم، و قسمها في بني أسد و تميم، فاشترى مجاح (2) لعروة من ثمنه بألوف دنانير أربعة آلاف أو ثلاثة - الشك من مصعب - و أعطاه عروة و في مجاح يقول [محمد بن] (3) عروة بن الزبير (4):

لعن اللّه بطن لقف (5) مسيلا *** و مجاحا فلا أحب مجاحا

لقيت ناقتي به و بلقف *** بلدا مجدبا و أرضا شحاحا

قال الزبير: أنشدنيها له مصعب بن عثمان.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا الحسن بن المتوكل، أنبأنا أبو الحسن المدائني، عن مسلمة بن محارب قال: قدم عروة بن الزبير على الوليد بن عبد الملك و معه ابنه محمّد بن عروة فدخل محمّد بن عروة دار الدّوابّ فضربته دابة فخرّ فحمل ميتا و دفعت في رجل عروة الأكلة و لم يدع تلك الليلة ورده، فقال له الوليد:

اقطعها، قال: لا، فترقّت إلى ساقه، فقال له الوليد: اقطعها و إلاّ فسدت عليك جسدك، فقطعت بالمنشار، و هو شيخ كبير، فلم يمسكه أحد و قال: لَقَدْ لَقِينٰا مِنْ سَفَرِنٰا هٰذٰا نَصَباً (6).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر الذهبي، أنبأنا أبو عبد اللّه الطوسي، ثنا الزبير بن بكّار قال: و حدّثني عبد الرّحمن بن عبد اللّه الزهري أن عروة بن الزبير تخلف يوما عن الدخول على الوليد بن عبد الملك، فأمر ابنه محمّدا بالدخول عليه، و كان حسن الوجه، فدخل عليه، و عليه غديرتان [في ثياب] (7)وشي و هو يتبختر و يضرب بيده (8)،فقال وليد: هذا و اللّه التغطرف، هكذا يكون فتيان قريش، فعانه فقام من النوم متوسنا فوقع في اصطبل الدّواب فلم تزل تطأه حتى مات.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالوا: أنبأنا أبو جعفر، أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا أبو عبد اللّه، ثنا الزبير، حدّثني مصعب بن عثمان، عن عامر بن صالح، عن

ص: 212


1- الغابة: موضع قرب المدينة من ناحية الشام (معجم البلدان).
2- مجاح موضع من نواحي مكة (معجم البلدان).
3- زيادة لازمة عن د، و «ز».
4- البيتان في معجم البلدان (مجاح).
5- لقف بفتح أوله و سكون ثانيه: ماء آبار كثيرة عذب ليس عليها مزارع و لا نخل فيها (معجم البلدان).
6- سورة الكهف، الآية:62.
7- زيادة للإيضاح عن د، و «ز».
8- في «ز»: يديه.

هشام بن عروة قال: سقط محمّد بن عروة بن الزبير، و أمّه بنت الحكم بن أبي العاص بن أميّة، من على سطح في اصطبل الدوابّ للوليد بن عبد الملك فضربته بقوائمها حتى قتلته، فأتى لعروة رجل يعزيه فقال له عروة: إن كنت تعزيني برجلي فقد احتسبتها، فقال: لا بل أعزّيك بمحمّد، فقال: و ما له ؟ فخبره بشأنه، فقال:

و كنت إذا الأيام أحدثن نكبة *** أقول: شوى ما لم يصبن صميمي (1)

اللّهم أخذت عضوا و تركت أعضاء، و أخذت ابنا و تركت أبناء.

فأيمنك لئن كنت أخذت لقد أبقيت، و لئن كنت ابتليت لقد أعفيت. فلما قدم المدينة نزل قصره بالعقيق، فأتاه ابن المنكور حين قدم فقال: كيف كنت ؟ فقال: لَقَدْ لَقِينٰا مِنْ سَفَرِنٰا هٰذٰا نَصَباً .

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، ح و أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد الخليلي، أنبأنا أبو الفتح محمّد بن أبي الحسن العارف، قالا: أنبأنا أبو سعيد بن أبي عمرو (2)،حدّثنا أبو عبد اللّه الصفار، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن يزيد الأدمي، حدّثنا سفيان، عن هشام بن عروة قال:

جاء رجل إلى عروة بن الزبير فعزّاه فقال: بأيّ شيء تعزيني ؟ أ برجلي ؟ قال: لا، و لكن بابنك، قطعته الدوابّ بأرجلها، فقال عروة: و إنك لئن ابتليت لقد عافيت، و لئن أخذت لقد أبقيت.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه (3) ابنا أبي (4) علي، قالا: أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن سليمان بن داود، ثنا الزبير ابن أبي بكر، حدّثني أبو عزية محمّد بن موسى الأنصاري عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة قال لما أصيب عروة برجله و بابنه محمّد قال: اللّهمّ إنّهم كانوا سبعة، فأخذت واحدا و أبقيت ستة، و كن أربعا فأخذت واحدة و أبقيت ثلاثا، و أيمنك لئن كنت أخذت لقد أبقيت، و لئن كنت ابتليت لقد أعفيت.

ص: 213


1- البيت للبريق الهذلي، راجع شرح أشعار الهذليين 60/3.
2- بالأصل: عمر، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
3- بالأصل: عبد، و المثبت عن د، و «ز».
4- بالأصل: بني، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و د.

قال: و حدّثنا الزبير، حدّثني عثمان بن المنذر و غيره أن هشام بن عروة قال: لما قدم عروة من الشام في سفره الذي أصيب فيه برجليه و بابنه محمّد فبلغ قصره بالعقيق حملناه لننزله من محمله، فسمعناه يقول: لَقَدْ لَقِينٰا مِنْ سَفَرِنٰا هٰذٰا نَصَباً .

قال: و حدّثنا الزبير، حدّثني مصعب بن عبد اللّه قال: توفي محمّد بن عروة مع أبيه و عروة يومئذ عند الوليد بن عبد الملك، و في ذلك السفر أصيب رجل عروة، و كان محمّد بن عروة من أحسن الناس، و كان عروة يحبّه حبّا شديدا قال: فقام محمّد بن عروة على سطح فيه خلاء فقام من الليل، فسقط من الخلاء في إصطبل الدوابّ ، فتخبطته حتى مات، و كان الماجشون مع عروة بالشام، فكره أصحاب عروة و غلمانه أن يخبروه خبره فذهبوا إلى الماجشون فأخبروه، فجاء من ليلته فاستأذن على عروة فوجده يصلي، فأذن له في مصلاه، فقال له: هذه الساعة ؟ قال: نعم، يا أبا عبد اللّه طال عليّ الثواء، و ذكر الموت و زهدت في كثير مما كنت أطلب، و خطر ببالي ذكر من مضى من القرون قبلي، فجعل الماجشون يذكر فناء الناس و ما مضى، و يزهد في الدنيا، و يذكّر بالآخرة (1) حتى أوجس عروة، فقال:

[قل] (2) فيما تريد، فإنّما قام من عندي محمّد آنفا فمضى في قصته و لم يذكر شيئا، ففطن عروة فقال: إنّا للّه و إنا إليه راجعون، فاحتسب محمّدا عند اللّه، فعزّاه الماجشون عليه، و أخبره بموته، قال: فأنشدتني أم كلثوم بنت عثمان بن مصعب بن عروة بن الزبير لعبد اللّه بن عروة يرثي أخاه محمّدا:

ما بال عيني لا تنام كأنما *** لدغت بواطن مدمعي بشهاب

تبكي على نفر أصيب سراتهم *** من بين مكتهل و بين شباب (3)

تبكي محمّد حلّ ميتا هالكا *** سمح السجية طاهر الأثواب

لا يحتويه جاره و نزيله *** و يذل للقربى بغير عتاب

لو كنت أعلم أن حتفك عاجل *** لقضيت من أرب إليك جوابي

كتبت منيته [برمحة] بغلة *** قدرا فسيق لمكتب الكتاب

قال: و أنشدني عمي مصعب بن عبد اللّه، و مصعب بن عثمان لإسماعيل بن يسار

ص: 214


1- بالأصل:«و تذكر في الآخرة» و المثبت عن د، و «ز».
2- زيادة عن د، و «ز».
3- الأصل: شهاب، و المثبت عن د، و «ز».

النسائي (1) يرثي محمّد بن عروة بن الزبير، يزيد أحدهما على صاحبه (2):

تلك عرسي رامت سفاها فراقي *** و استملت فما تؤاتي عناقي (3)

زعمت أنما هلاكي مع الما *** ل و أني محالفي إملاقي

ثم باتت كأنها بعد وهن *** حشى الصاب جفنها و المآق

و تناست مصيبة (4) بدمشق *** أشخصت مهجتي فويق التراقي

يوم ادعى إلى ابن عروة نعشا *** بين أيدي الرجال و الأعناق

و استمروا به سراعا (5) إلى القبر *** و مكا إن يحثهم من ساق

لمقام زلح فلما أجنّوا *** شخصه ارتقوا و ليس براق

كدت أقضي الحياة إذ غيبوه *** في ضريح مراصف الأطباق

و اعتراني الأسى عليه بوجد *** سد مكنونه مجىء الفواق

فتوليت موجعا قد شجاني *** قرب عهد به و بعد تلاق

عارفا (6) للزمان أعلم أني *** لابس حلة بغير رماق

و لعمري لقد أصبت بفرع *** ثاقب الزند ماجد الأعراق

و لقد كنت للحتوف عليه *** مشفقا لو أعاذه إشفاقي

فإذا الموت لا يرد بحرص *** من حريص و لا لرقبة (7) راق

و غنينا (8) كابني نويرة (9) إذ عاشا *** جميعا بغبطة و اتفاق (10)

ص: 215


1- الأصل و د، و «ز»: «النسا» و المثبت عن هامش «ز».
2- الأبيات في التعازي و المراثي للمبرد ص 191 و ما بعدها، و بعض الأبيات في الأغاني 167/17.
3- في التعازي و المراثي: و جفتني فما تريد عناقي.
4- في التعازي و المراثي: رزية.
5- في التعازي و المراثي: مستحثا به سياق.
6- بالأصل:«عارف» و في «ز»: «أعرف» و المثبت عن د.
7- بالأصل و د، و «ز»: «يرقيه» و المثبت عن التعازي و المراثي.
8- بدون إعجام بالأصل و د، و في «ز»: «و عسى» و المثبت عن التعازي و المراثي.
9- هما مالك و متمم ابنا نويرة، و كان مالك قد قتل في الردة قتله ضرار بن الأزور الأسدي بأمر من خالد بن الوليد، و تزوج خالد بامرأته، و كان متمم من شعراء الجاهلية و أدرك الإسلام فأسلم، و من أشهر مراثيه تلك القصيدة العينية قالها في رثاء أخيه مالك. راجع الشعر و الشعراء و الأغاني 291/15.
10- في التعازي و المراثي: في رخاء و لذة و اتفاق.

قال الزبير: و أنشدني مصعب بن عثمان لإسماعيل بن يسار النسائي (1) يرثي محمّد بن عروة (2):

و أرى الوفود لدى المنازل من منى *** شهدوا و إنك غائب لم تشهد

صلى الإله على امرئ فارقته (3) *** بالشام في حدث الضريح الملحد

بوّأته بيدي دار مقامة *** نائي المحلة عن مزار العوّد

أعني ابن عروة إنه قد هدّني *** فقد ابن عروة هدّة لم تقصد

و غبرت أعوله و قد أسلمته *** لشبا الأماعز (4) و الصفيح المسند

متخشعا للدهر ألبس حلة *** في النائبات بعولة و تبلد

فإذا ذهبت إلى العزاء أرومه (5) *** لأرى المكاشح بالعزاء تجلدي

منع التعزي إنني لفراقه *** لبس العدو عليّ جلد الأربد (6)

و نأى الصديق فلا صديق أعده *** لدفاع نائبة الزمان المفسد

إذ خانني عنت الزمان فإنني *** ما غرّ ذي فخر كريم المشهد

متبلج للخير يشرق وجهه *** كالبدر ليلته بسعد الأسعد

و أرى لفقدك كل أرض حينها *** وحشا و إن أهلت بمن لم يحمد

كأن الذي يدري العدو بدفعه *** فيرد نخوة ذي المراح الأصيد (7)

ص: 216


1- بالأصل:«النسابوري» و المثبت:«النسائي يرثي» عن هامش «ز».
2- الأبيات في الأغاني 230/14 و التعازي و المراثي للمبرد ص 192-193.
3- الأصل و د، و «ز»: غادرته، و المثبت عن التعازي و المراثي.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في التعازي و المراثي: لسفى الأماعر.
5- في التعازي و المراثي: أريده غلب العزاء و حيل دون تجلدي.
6- الأربد: الأسد.
7- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء الثامن و الثلاثين بعد الأربعمائة من الأصل. بلغت سماعا بقراءتي و عرضا بالأصل على القاضي العالم بقية السلف أبي البركات الحسن بن محمّد بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي بإجازته من عمّه المؤلف أبو حامد الحسين بن عليّ بن القاسم بن الحافظ أبي القاسم علي المؤلف لهذا الكتاب و أبو محمّد عبد الرحمن بن يونس بن إبراهيم التونسي و كتب محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي يوم الأحد غرة شعبان سنة ثمان عشرة و ستمائة بجامع دمشق حرسها اللّه في مجلس واحد و الحمد للّه وحده و صلاته على محمّد نبيه و سلامه، و حضر عبد الرحيم بن عبد الرحمن المصري و كان يتحدث.
6748 - محمّد بن عصمة بن حمزة أبو المطلع السعديّ الجوزجاني الخراساني

سمع بدمشق و غيرها عمرو (1) الجرشي، و موسى بن ميمون السعدي، و يحيى بن عبد الحميد الحماني، و الربيع بن سليمان صاحب الشافعي.

روى عنه: عبد اللّه بن محمّد بن عليّ بن طرخان البلخي، و أبو سعيد محمّد بن أحمد ابن عبيد بن فيّاض، و القاضي أبو يحيى زكريا بن أحمد البلخي.

و حدّث بدمشق. سمعت أبا الحسن عليّ بن المسلّم يقول: سمعت عبد العزيز بن أحمد يقول: سمعت أبا نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه المرّي (2) يقول: سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن [محمّد بن] (3) أيوب القطّان الحافظ يقول: سمعت أبا يحيى زكريا بن أحمد يقول:

سمعت محمّد بن عصمة السعديّ (4) و يقول:[سمعت الحماني يقول: سمعت محمّد بن الفرات يقول: سمعت محارب بن دثار يقول:] (5) سمعت ابن عمر يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«شاهد الزور لا تزول قدماه حتى يؤمر به إلى النار»[11458].

أنبأنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم، و أبو تراب حيدرة بن أحمد، و أبو محمّد هبة اللّه ابن أحمد، و عبد اللّه بن أحمد بن عمر، قالوا: حدّثنا عبد العزيز [بن] أحمد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عوف المزني، أنبأنا أبو بكر محمّد بن سليمان الرّبعي البندار، ثنا محمّد بن أحمد ابن عبيد بن فيّاض أبو سعيد الزاهد، ثنا أبو المطلع محمّد بن عصمة بن حمزة السعديّ الخراساني سنة إحدى و أربعين و مائتين - و قال لنا صالح جزرة: اكتبوا هذا الحديث عن أبي المطلع - ثنا موسى بن ميمون السعديّ حي من تميم، حدّثني أبي قال: سمعت الحسن بن الحسن يقول:

كان حيّ من الأنصار لهم دعوة سابقة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إذا مات منهم ميّت جاءت سحابة فأمطرت قبره، فمات مولى لهم، فقال المسلمون: لننظرنّ اليوم إلى قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«مولى القوم من أنفسهم»، فلما دفن جاءت سحابة فأمطرت قبره[11459].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (6)،

ص: 217


1- في د، و «ز»: عمرو بن محمّد بن عمرو الجرشي.
2- بالأصل و «ز»، و د: المزني، تصحيف.
3- زيادة عن د، و «ز».
4- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز»، لتقويم السند.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 128/7 في ترجمة بسام بن الفضل البغدادي.

أخبرني محمّد بن عبد الملك القرشي، أنبأنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن الحسين الرازي، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن طرخان، ثنا أبو المطلع محمّد بن عصمة، ثنا بسام بن الفضل البغدادي، ثنا حبان بن بشر، ثنا يحيى بن آدم، عن الحسن بن صالح، عن أبيه، عن حفشيش الكندي قال: قلت: يا رسول اللّه أنت رجل منا؟ قال:«نحن بنو النضر بن كنانة، لا نقفو أمّنا و لا ننتفي من أبينا»[11460].

أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي - إذنا - أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي (1) القباني، و أبو حفص عمر بن الحسين بن عيسى الدوني، و أبو طالب عبد الرّحمن بن محمّد الشيرازي، قالوا: أنبأنا القاضي أبو الحسن عبد العزيز بن عبد الرّحمن بن أحمد القزويني - بصور - أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمّد البصير الرازي، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن عليّ بن طرخان، ثنا أبو المطلع محمّد بن عصمة السعديّ ، ثنا عمرو بن محمّد بن عمرو بن ربيعة بن الغاز الجرشي بدمشق، ثنا الوليد بن مسلم، أخبرني المغيرة القرشي، عن موسى بن عقبة، عن عبد اللّه بن الفضل، عن ربيعة بن الحارث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أنه كان إذا ركع في الصّلاة قال:

«اللّهم لك ركعت، و بك آمنت، و لك أسلمت، و أنت ربي، خشع لك سمعي و بصري، و لحمي و دمي و عصبي و مخي، و ما استطعت و ما استقلت به قدماي للّه ربّ العالمين، فإذا رفع رأسه قال:«سمع اللّه لمن حمده»، فقال:«ربنا لك الحمد ملء السموات و الأرض، و ما شئت من شيء بعد» فإذا سجد قال:«اللّهم لك سجدت و بك آمنت، و لك أسلمت، و أنت ربي، سجد وجهي للذي خلقه و صوّره و شق سمعه و بصره، تبارك اللّه ربّ العالمين»[11461].

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين (2) بن عبدان، أنبأنا أبو الحسين عليّ بن الحسن بن عبد السّلام - قراءة - أنبأنا أبو الحسن عليّ بن موسى بن الحسين بن السّمسار، أنبأنا أبو علي الحسن بن محمّد بن درستويه، أنبأنا أبو يحيى زكريا بن أحمد البلخي، ثنا أبو المطلع محمّد بن عصمة السعديّ الجوزجاني قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي يقول:

ثلاثة أشياء دواء للداء الذي لا دواء له، الذي أعيت الأطباء أن يداووه: العنب، و لبن اللقاح، و قصب السكر، و قال الشافعي: لو لا قصب السكر ما أقمت في بلادكم - يعني بمصر-[11462].

ص: 218


1- «بن علي» ليس في «ز».
2- بالأصل:«الحسن» و في «ز»: «الحيني» تصحيف، و التصويب عن د.
6749 - محمّد بن عطاء بن شعيب بن خولى بن حديد بن [عوف بن ذهل

ابن عوف ابن المجزم] (1) بكر بن عمرو بن عوف بن عبّاد بن لؤي بن الحارث

ابن سامة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر السامي

من صحابة هشام بن عبد الملك، له ذكر.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا (2) قال: و أمّا حديد بضم الحاء المهملة فهو حديد بن عوف بن ذهل بن عوف بن المجزم بن بكر بن عمرو بن عوف بن عباد بن لؤي بن الحارث بن سامة بن لؤي بن غالب بن فهر.

ذكره أبو فراس الشامي (3) في نسب سامة بن لؤي من ولد حديد: شعيب (4) بن خولي، و ابنه عطاء بن شعيب، و ابنه محمّد بن عطاء بن شعيب كان في صحابة هشام بن عبد الملك، صار في صحابة أبي جعفر المنصور، و ابنه فراس بن محمّد بن عطاء، كان خطيبا، و ابنه أبو فراس محمّد بن فراس بن محمّد بن عطاء، كان عالما بالنسب، أخذه عن هشام بن الكلبي، و أخوه الحسن بن فراس كان عالما، و أخوه الهيثم بن فراس، و ابنه أبو فراس أحمد بن الهيثم، هذا كله نقلته من خط شبل، و ضبطه، و ذكره الدارقطني فقال فيه: جديد بالجيم، و هو وهم و صوابه بالحاء المهملة، كذلك ذكره شبل بن تكين الأوحد في المعرفة بالأنساب فيما قرأته بخطه الذي ناولنيه النّسّابة العمري و قال: هذا كتاب شبل بن تكين بخطه، و هو غاية في المعرفة بالأنساب، وجدته مقيدا في عدة مواضع بضم الحاء و بعلامتها.

6750 - محمّد بن عطاء البلقاوي

ذكره أبو إسحاق محمّد بن القاسم بن شعبان في تسمية من روى عن مالك، و قال:

سكن دمياط ذلك فيما أنبأنيه أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا عليّ بن الحسن الرّبعي، أنبأنا أبو علي الحسن بن عبد اللّه بن سعيد الكندي الحمصي قال: قرأت على القاضي عليّ بن جعفر المالكي قلت له: حدّثكم أبو إسحاق محمّد بن القاسم بن شعبان فذكره.

ص: 219


1- الزيادة عن د، و «ز».
2- الاكمال لابن ماكولا 57/2 و 58.
3- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في الاكمال: السامي.
4- في الاكمال لابن ماكولا:«شعيث» في كل مواضع الخبر.

[قال ابن عساكر] (1) و هذا عندي وهم، و لعله وجد في بعض الروايات رواية موسى بن محمّد بن عطاء البلقاوي المعروف بالمقدسي، و قد أسقط منه ذكر موسى [ابن، و اللّه أعلم] (2).

6751 - محمّد بن عطيّة بن عروة السّعدي من بني سعد بن بكر

6751 - محمّد بن عطيّة بن عروة السّعدي (3) من بني سعد بن بكر

يقال: إن له صحبة، و الصحيح أن لأبيه عطية صحبة، و هو من أهل البلقاء.

روى عن أبيه.

روى عنه: ابنه عروة بن محمّد بن عطيّة.

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن عليّ بن عبد اللّه، أنبأنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن علي المظفري، أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن الفضل الكرابيسي، ثنا محمّد بن يعقوب الأصم، ثنا العبّاس بن الوليد، ثنا أبي قال: سمعت ابن جابر يحدّث عن عروة بن محمّد بن عطيّة السّعدي، حدّثني أبي قال: قدمت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في أناس من بني سعد بن بكر و كنت أصغر القوم فخلفوني في رحالهم ثم أتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقضوا حوائجهم، فقال:«هل بقي منكم أحد؟» قالوا: نعم يا رسول اللّه غلام منا خلفناه في رحالنا، فأمرهم أن يدعوني، فقالوا: أجب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فأتيته، فلما دنوت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«ما أغناك اللّه فلا تسأل الناس شيئا، فإن اليد العليا هي المنطية (4)،و اليد السفلى هي المنطاة، و إنّ مال اللّه مسئول و منطى» فكلمني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بلغتنا[11463].

رواه غيره عن عروة بن محمّد بن عطيّة عن أبيه عن جده، و قد تقدّم في ترجمة عطية.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو عليّ بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (5)،ثنا إبراهيم بن خالد، ثنا أميّة بن شبل و غيره، عن عروة بن محمّد، حدّثني أبي عن جدي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إذا استشاط السلطان تسلط الشيطان»[11464].

ص: 220


1- زيادة منا للإيضاح.
2- الزيادة عن د، و «ز».
3- ترجمته في تهذيب الكمال 62/17 و تهذيب التهذيب 221/5 و الإصابة 475/3 و أسد الغابة 329/4 و الجرح و التعديل 48/8.
4- المنطية: المعطية، أنطى لغة في أعطى.
5- رواه أحمد بن حنبل في المسند 288/6 رقم 18006.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد، ثنا أبو الحسين بن المهتدي، ثنا أبو حفص بن شاهين، ثنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، ثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي، ثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني، ثنا أبو وائل القاص (1) قال: كنا عند عروة بن محمّد إذ دخل عليه رجل فكلّمه بشيء فأغضبه، فلمّا قام رجع إلينا و قد توضّأ، قال: حدّثني أبي عن جدي أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ الغضب من الشيطان، و إنّ الشيطان خلق من النار، و النار إنّما يطفئها الماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضّأ».

أخبرنا أبو القاسم الشيباني، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو بكر القطيعي، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (2)،ثنا إبراهيم بن خالد، ثنا أبو وائل - صنعاني، مرادي - قال: كنا جلوسا عند عروة بن محمّد قال: إذا دخل عليه رجل فكلّمه بكلام أغضبه، قال: فلما أن غضب قام، ثم عاد إلينا و قد توضأ، فقال: حدّثني أبي عن جدي عطية - و قد كانت له صحبة - قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّ الغضب من الشيطان، و إن الشيطان خلق من النار، و إنّما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضّأ»[11465].

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا (3) البنّا، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا عثمان بن عمرو بن المنتاب، ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، ثنا الحسين بن الحسن، أنبأنا ابن المبارك، أنبأنا حنظلة (4) بن أبي سفيان، عن عروة بن محمّد قال: لما استعملت على اليمن قال لي أبي: أوليت اليمن ؟ قلت: نعم، قال: فإذا غضبت فانظر إلى السماء فوقك، و إلى الأرض أسفل منك، ثم أعظم خالقهما.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم ثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالا: أنبأنا أبو أحمد الغندجاني، أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل (5) قال محمّد بن عطيّة بن عروة السّعدي عن أبيه (6)،روى عنه ابنه عروة (7).

ص: 221


1- كذا بالأصل، و اللفظة غير واضحة في د، و في «ز»: القاضي.
2- رواه أحمد بن حنبل في المسند 288/6 رقم 18007.
3- بالأصل:«أنبأنا» تصحيف، و التصويب عن د، و «ز».
4- بالأصل:«ابن حنظلة» و المثبت عن د، و «ز».
5- التاريخ الكبير للبخاري 197/1/1.
6- بالأصل: أبي، تصحيف، و المثبت عن التاريخ الكبير.
7- بالأصل و «ز»، و د: عطية، تصحيف و المثبت عن التاريخ الكبير.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - مشافهة - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا حمد (1)-إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم (2) قال: محمّد بن عطيّة ابن عروة السّعدي روى عنه ابنه عروة بن محمّد بن عطيّة، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد، أنبأنا عبد اللّه بن عتّاب، أنبأنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن الربعي، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنبأنا ابن جوصا - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول: عطية السّعدي بالبلقاء ولده، قال: و سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثالثة من التابعين: محمّد بن عطيّة السّعدي (3) من قيس أبو عروة بن محمّد.

6752 - محمّد بن عفّان بن منصور السّكسكي

روى تاريخ وفاة الأوزاعي، و شهد جنازته.

روى عنه: أحمد بن محمّد بن الحجّاج بن رشدين، و ذكر أنه سمع منه سنة ثنتين و ثلاثين و مائتين.

6753 - محمّد بن عقبة بن علقمة بن خديج أبو عبد اللّه المعافري البيروتي

6753 - محمّد بن عقبة بن علقمة بن خديج أبو عبد اللّه المعافري البيروتي (4)

روى عن أبيه، و خالد بن يزيد.

روى عنه: أبو الحسن بن جوصا، و أبو حفص محمّد بن القاسم بن عبد الخالق المؤذن، و عامر بن خريم المرّي، و أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد الدولابي، و سعيد بن سهيل بن عبد الرّحمن، و أبو الحارث محمّد بن عمرو بن مسعدة البيروتي، و إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان القرشي، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن الوليد المرّي، و أبو يعقوب إسحاق ابن إبراهيم بن يونس المنجنيقي، و محمّد بن أحمد بن لبيد، البيروتي (5)،و عليّ بن سعيد بن بشير الرازي، و الحسن بن عليّ بن شبيب المعمري، و محمّد بن محمّد الباغندي.

ص: 222


1- في «ز»: أحمد، تصحيف.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 48/8.
3- تهذيب الكمال 63/17.
4- ترجمته في الجرح و التعديل 36/8.
5- مكانها بالأصل: ورد، و المثبت عن «ز»، و في د: ورد البيروتي.

أخبرنا أبو الحسن الموازيني - قراءة - أنبأنا أبو القاسم بن الفرات، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، ثنا أبو الحسن بن جوصا، ثنا عبد الوهّاب بن عبد الرحيم، ثنا عقبة قال: و حدّثنا محمّد بن عقبة، حدّثني أبي، حدّثني الأوزاعي، أخبرني ابن شهاب الزهري، حدّثني أبو سلمة، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:[قال حين أراد أن ينفر من منى:«نحن نازلون غدا إن شاء اللّه بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر» يعني بذلك المحصّب، و ذلك أن قريشا و بني كنانة تقاسموا على بني هاشم و بني المطلب ألاّ يناكحوهم و لا يكون بينهم و بينهم شيء حتى يسلموا إليهم رسول اللّه[11466].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا عامر بن خريم أبو القاسم الدمشقي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن عقبة بن علقمة حدّثني أبي، نا الأوزاعي حدّثني يحيى بن أبي كثير، حدّثني عياض بن زهير عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم] (1)«إذا سهى أحدكم في صلاته فلا يدري أ زاد أم نقص فليسجد سجدتين و هو جالس»[11467].

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنبأنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم (2) قال محمّد بن عقبة ابن علقمة البيروتي المعافري روى عن أبيه، سمع منه أبي ببيروت، و كتب إليّ ببعض (3)حديثه، و هو صدوق، سئل أبي عنه فقال: صدوق.

6754 - محمّد بن عقيل بن أحمد بن بندار، و يقال: ابن أحمد بن إبراهيم بن بندار -

أبو عبد اللّه الخراساني المعروف بابن الكريدي

دمشقي، سمع أبا بكر بن أبي الحديد، و أبا محمّد بن [أبي] (4) نصر، ثنا عنه أبو محمّد ابن الأكفاني.

ص: 223


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لإيضاح معنى الحديث الأول، و تقويم سند الحديث الآخر عن د، و «ز».
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 36/8.
3- عن الجرح و التعديل، و بالأصل، و د، و «ز»: بعض.
4- زيادة عن د، و «ز».

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن أحمد بن بندار بن إبراهيم الخراساني، و أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمّد بن أبي الحديد، قالا: أنبأ أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان السلمي - قراءة عليه في ربيع الأوّل من سنة خمس و أربعمائة، ثنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن زبر القاضي سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة، ثنا يوسف بن سعيد، ثنا حجّاج عن أبي جريج، أخبرني عمر بن عطاء بن أبي الحوار أنه سمع ابن عبّاس يقول: بينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم [يأكل عرقا (1) أتاه المؤذن، فوضعه، و قام إلى الصلاة و لم يمس ماء.[11468].

قرأت على أبي محمّد السلمي] (2).

عن أبي نصر بن ماكولا (3) قال:

و أما الكريدي فأبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن أحمد بن بندار بن إبراهيم الخراساني المعروف بابن الكريدي، روى عن أبي بكر بن أبي الحديد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني قال:

و فيها - يعني - سنة أربع و ستين و أربعمائة توفي أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن أحمد ابن الخراساني المعروف بابن الكريدي - بصور - حدّث عن أبي بكر محمّد بن أحمد بن عثمان ابن أبي الحديد و غيره.

6755 - محمّد بن عقيل بن زيد بن الحسن بن الحسين

أبو بكر الشهرزوري الواعظ

سكن دمشق، و حدث بها عن القاضي أبي عبد اللّه الحسين بن أحمد بن سلمة الفارقي، و أبي عبد اللّه يحيى بن عبد اللّه المقرئ، المعروف بابن كرز، و أبي الحسين أحمد ابن عيسى الصائغ الشهرزوري، و أبي عبد اللّه الحسين بن الحسن المعروف بالبقال، و القاضي أبي القاسم يوسف بن عمر بن يوسف الشهرزوري - و القاضي أبي الحسن محمّد بن عليّ بن محمّد بن صخر الأزدي البصري.

ص: 224


1- العرق: اللحم بعظمه.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاختل المعنى و اضطرب السند، و الذي استدرك عن د، و «ز».
3- الاكمال لابن ماكولا 143/7.

روى عنه ابنه أبو إسحاق، و الفقيه أبو نصر بن إبراهيم، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد البوسنجي.

و حدّثنا ابن نبتة الفقيه أبو الحسن عن وجوده في كتابه.

أخبرنا أبو الحسن السلمي قال: رأيت في كتاب لجدي أبي بكر محمّد بن عقيل بن زيد الشهرزوري رحمه اللّه، نا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن سلمة بن عبد اللّه المالكي بميافارقين قراءة عليه و أنا أسمع فأقرّ به، نا الرئيس أبو نصر محمّد بن أحمد الإسماعيلي بجرجان - نا أبو العباس أحمد بن منصور بن محمّد بن أحمد الشيرازي الحافظ ، حدّثني أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد البغدادي بالأبلّة، نا محمّد بن مهدي الواسطي، نا أحمد بن عبد اللّه بن يونس نا جعفر بن سليمان، عن مالك بن دينار عن أنس بن مالك أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال: يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين، و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين»[11469].

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الشافعي، ثنا نصر بن إبراهيم الزاهد املاء، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عقيل بن زيد بن الحسن بن الحسين الشهرزوري قرأت عليه، أنبأنا أبو عبد اللّه يحيى بن عبد اللّه المعروف بابن كرز، ثنا أبو محمّد جرير بن موسى بن جرير الأنصاري، ثنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن إسحاق الأبهري، ثنا إبراهيم بن محمّد (1) الشهرزوري، ثنا عليّ بن عثمان النفيلي الحراني، ثنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الدمشقي، ثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عن اللّه تبارك و تعالى قال:«يا عبادي إني حرمت الظلم عن نفسي و جعلته بينكم محرما» فذكر الحديث[11470].

قرأت بخط أبي محمّد بن صابر، سألت ابنه إبراهيم عن مولد أبيه ؟ فقال: في سنة ست و سبعين و ثلاثمائة بشهرزور.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني قال:

توفي محمّد بن عقيل الشهرزوري الواعظ عشية يوم الأربعاء مستهل جمادى الأولى سنة ثلاث و خمسين و أربعمائة، و خرجت جنازته من الغد يوم الخميس و صلي عليه في الجامع

ص: 225


1- مطموسة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».

الظهر، و كانت له جنازة عظيمة ما رأيت مثلها منذ دهر، و كان حدث بكتاب الناسخ و المنسوخ للنحاس.

و ذكر أبو بكر الحداد أنه ثقة، مأمون حسن المذهب.

سمعت والدي أبو محمّد الحسن بن هبة اللّه رحمه اللّه يحكي أنه خرج ذات يوم لزيارة قبر بلال رضي اللّه عنه فوجد امرأة أعجمية و هي تبكي عند قبره. فقال البعض من يحسن بالفارسية: سلها عن سبب بكائها؟ فقالت: قبر من هذا الذي إلى جنب (1) قبر بلال ؟ فقلت:

هذا قبر أبي بكر الشهرزوري، و هذا قبر أبيه أبي إسحاق أحدهما بين يديه و الآخر خلفه، فقالت: كيف قد زرت قبر بلال مرة ثم خرجت إلى (2) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و جاورت بها، فرأيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم في النوم و هو يقول لي: زرت قبر بلال و ما زرت جاره، فرجعت من المدينة لزيارته أو كما قال.

6756 - محمّد الأصغر بن عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد

مناف بن قصي بن كلاب الهاشمي العقيلي

كان مع ابن عمّه الحسين بن علي حين توجّه إلى العراق، فلما قتل الحسين و أهل بيته [استصغر محمّد بن عقيل فلم يقتل، و قدم به دمشق فيمن أقدم من أهل بيته] (3) و قد مضى ذكر قدومه في ترجمة الحسين.

أخبرنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم، أنبأنا الأمير أبو المكارم حيدرة بن الحسين بن مفلح، أنبأنا الحسين بن عبد اللّه بن محمّد بن أبي كامل الأطرابلسي، قدم علينا دمشق، أنبأنا خيثمة بن سليمان، حدّثنا الحسين بن حميد بن الربيع الخزّاز بواسط ، ثنا مخول بن إبراهيم، ثنا موسى بن مطير، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده عقيل ابن أبي طالب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبيّ بعدي»[11471].

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، أنبأنا أبو الحسن بن الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، ثنا خيثمة بن سليمان، ثنا الحسين بن حميد بن الرّبيع الخزّاز، ثنا مخول بن إبراهيم النهدي، ثنا

ص: 226


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- في «ز»: إلى مدينة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن د، و «ز».

موسى بن مطير، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل عن أبيه، عن جده عقيل بن أبي طالب قال:

نازعت عليا و جعفر بن أبي طالب في شيء فقلت: و اللّه ما أنتما بأحبّ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم منّي، إنّ قرابتنا لواحدة، و إنّ أبانا لواحد، و إنّ أمّنا لواحدة، قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أما أنت يا جعفر فإن خلقك يشبه خلقي»[11472].

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (1):أمّا عقيل بفتح العين محمّد بن عقيل بن أبي طالب يروي عن أبيه، روى عنه ابنه عبد اللّه بن محمّد.

6757 - محمّد بن عقيل بن محمّد بن عبد المنعم بن هاشم بن ريش

أبو عبد اللّه القرشي البزّاز

سمع أبا محمّد بن أبي نصر.

سمع منه عمر بن عبد الكريم الدّهستاني، و أبو محمّد بن الأكفاني، و ابن السّمرقندي، و غيث بن علي، و قال غيث: كان صدوقا، و ذكر أخوه أبو علي الحسن بن محمّد أنه ولد سنة خمس و تسعين و ثلاثمائة، فاعترف أبو عبد اللّه بصحة ذلك.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي و نقلته من خطه، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن عبد المنعم بن ريش الدمشقي - بها - ثنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، ثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، ثنا مقدام بن داود، ثنا أسد بن موسى، ثنا ابن المبارك، عن معمر، عن صالح بن مسمار أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«للحارث بن مالك:«كيف أنت، أو ما أنت يا حارث» قال: مؤمن يا رسول اللّه، فساق نحو الحديث الذي.

أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا محمّد بن إسماعيل بن الورّاق، و محمّد بن العبّاس الخزاز، قالا: أنبأنا يحيى بن محمّد بن صاعد، ثنا الحسين بن الحسن المروزي، أنبأنا عبد اللّه بن المبارك، أنبأنا معمر،[عن صالح] (2) بن مسمار أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال للحارث بن مالك:«كيف أنت يا حارث ؟ أو ما أنت يا حارث ؟» قال:

مؤمن يا رسول اللّه، قال:«مؤمن حقّا»[قال: مؤمن حقّا] (3) قال:«فإنّ لكل حقّ حقيقة فما

ص: 227


1- الاكمال لابن ماكولا 229/6 و 234.
2- استدركت عن هامش الأصل، و بعدها صح.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن د، و «ز».

حقيقة ذلك ؟» قال: عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي، و أظمأت نهاري، و كأني انظر إلى عرش ربّي جلّ و عزّ و كأنّي انظر إلى أهل الجنّة يتزاورون فيها، و كأنّي أسمع عواء أهل النار، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«مؤمن نوّر اللّه قلبه»[11473].

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1) قال: أما عقيل بفتح العين:

أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن محمّد بن عبد المنعم بن هاشم بن ريش القرشي البزّاز، دمشقي، و أخوه أبو علي الحسين بن عقيل، حدّثا عن ابن أبي نصر قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني سنة سبع و ستين و أربعمائة: فيها توفي أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن محمّد بن هاشم بن ريش البزّاز في شهر ربيع الأوّل، حدّث عن أبي محمّد بن أبي نصر، و كان يحفظ القرآن، و كان ثقة، رحمه اللّه، و ذكر غيث بن علي أنه توفي ليلة الثلاثاء الحادي عشر من الشهر، و دفن بباب الصغير.

6758 - محمّد بن عكاشة بن محصن أبو عبد اللّه الكرماني

6758 - محمّد بن عكاشة بن محصن أبو عبد اللّه الكرماني (2)

رحل، و حكى عن جماعة ممن ذكر أنه لقيه من شيوخ أهل دمشق، منهم: الوليد بن مسلم، و محمّد بن عبد اللّه بن الحارث، و أحمد بن مالك، و أميّة بن عثمان الدّمشقيين.

و حدّث عن سفيان بن عيينة، و وكيع بن الجرّاح، و محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، و علي ابن عاصم، و شعيب بن حرب، و عبد الوهّاب بن عطاء، و أزهر بن سعد السّمّان، و يزيد بن هارون، و يعلى، و محمّد ابني عبيد، و عبد اللّه بن داود الخريبي، و قبيصة بن عقبة، و أبي نعيم، و أبي عبد الرّحمن المقرئ، و محمّد بن يوسف الفريابي، و النضر بن شميل، و عبد الرزّاق بن همّام، و كثير بن هشام، و شبابة بن سوّار، و محمّد بن عمر الواقدي، و مندل بن علي العنزي.

روى عنه: إسماعيل بن قتيبة، و إبراهيم بن محمّد بن هانئ، و محمّد بن حمدان بن مهران، و محمّد بن زيد الثعلبي النيسابوريّون، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد البزوري، و أبو جعفر محمّد بن سليمان ابن بنت مطر البصريان، و صالح بن أبي صالح، و محمّد بن إبراهيم ابن بكير الطيالسي.

ص: 228


1- الاكمال لابن ماكولا 229/6 و 239.
2- ترجمته في ميزان الاعتدال 650/3 و لسان الميزان 286/5 و الجرح و التعديل 52/8.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا أبو نصر أحمد بن الحسين [بن أحمد بن عبيد المرواني الضبي، أنا أبو محمّد زنجويه بن محمّد بن الحسن] (1) اللبّاد، ثنا صالح بن أبي صالح، حدّثنا محمّد بن عكاشة الكرماني، ثنا عبد الرزّاق، ثنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أطعموا حبالاكم اللّبان (2) فإن يكن ما في بطن (3) المرأة غلاما خرج عالما غازيا، ذكي القلب، شجاعا سخيا، و إن يكن ما في بطنها (4) جارية حسن خلقها، و عظم عجيزتها و حظيت عند زوجها» (5)[11474].

[قال ابن عساكر] (6) هذا حديث منكر، تفرّد به عكاشة بإسناد صحيح لا يحتمل مثله.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا حمد (7) إجازة.

ح قال: و أنا ابن سلمة، أنا علي.

قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم (8) قال:

محمّد بن عكاشة الكرماني، روى عن عبد الرزّاق، و سئل أبو زرعة عنه فقال: قد رأيته و كتبت عنه و كان كذّابا، قدم إلينا مع محمّد بن رافع النيسابوري، و كان رفيقه، فأوّل ما أملى حديث كذب على اللّه و على رسوله، حدّث بحديث عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم عن جبريل (9) عن اللّه أنه قال:«من لم يؤمن بالقدر فليس منّي»[11475].

أخبرنا جدي القاضي أبو المفضّل يحيى بن علي القرشي، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا عليّ بن أحمد الرّزّاز، أنبأنا أبو عمرو (10) بن السّمّاك، حدّثنا محمّد بن عبيد بن محمّد بن خلف البزاز، ثنا أحمد بن إسحاق السكري، حدّثنا محمّد بن عكاشة الكرماني

ص: 229


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن د، و «ز».
2- اللبان: ضرب من الصمغ، و قيل: الصنوبر (راجع اللسان).
3- بالأصل: بطون المرأة، و المثبت عن د، و «ز».
4- بالأصل: بطونها، و المثبت عن د، و «ز».
5- ميزان الاعتدال 650/3.
6- زيادة منا للإيضاح.
7- في «ز»: أحمد، تصحيف.
8- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 52/8.
9- بالأصل: جابر، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز»، و الجرح و التعديل.
10- في «ز»: عمر، تصحيف.

قال (1):أصول السّنّة المأخوذ به من المتروك ممّا اجتمع عليه أهل السّنّة و الجماعة، منهم:

سفيان بن عيينة، و وكيع بن الجرّاح، و محمّد بن يوسف الفريابي، و شعيب بن حرب، و علي ابن عاصم، و عبد الوهّاب بن عطاء الخفاف، و يزيد بن هارون، و كثير بن هشام، و محمّد بن عمر الواقدي، و داود بن المحبّر، و شبابة بن سوّار، و أبو نعيم الفضل بن دكين، و عبد العزيز ابن أبان القرشي، و يعلى، و محمّد الطنافسيان، و عبد اللّه بن داود، و قبيصة، و سعيد بن عامر، و زهير بن نعيم البابي، و أزهر السّمّان، و أبو عبد الرّحمن المقرئ، و النضر بن شميل، و منبّه بن عثمان الدّمشقي، و الوليد بن مسلم الدمشقي، و عبد اللّه بن الحارث العسقلاني، و عامة أصحابه ابن المبارك، و يحيى بن يحيى، و إسحاق بن راهوية و غيرهم، و من السنة و الجماعة و أبو عمر الضرير، و يحيى بن سعيد القطّان، و عبد الرّحمن بن مهدي، قالوا: السنة الرضا بقضاء اللّه عزّ و جل و الاستسلام لأمره، و الصّبر على حكمه، و الأخذ بما أمر اللّه به، و النهي عمّا نهى اللّه عنه، و إخلاص من العمل للّه عزّ و جلّ ، و الإيمان بالقدر خيره و شرّه، و ترك الجدال و المراء و الخصومات في الدّين، و المسح على الخفّين، و الجهاد مع كل خليفة، و الجماعة مع كل برّ و فاجر، و الصّلاة على من مات من أهل القبلة، و الإيمان قول و عمل يزيد و ينقص، و القرآن كلام اللّه غير مخلوق، و الصّبر تحت لواء السّلطان على ما كان منهم من عدل أو جور، و أن لا يخرج على الأمراء بالسّيف و أن لا ينزل أحدا من أهل القبلة جنّة و لا نارا (2)،و أن لا يكفّر أحدا (3) من أهل التوحيد و إن عمل بالكبائر، و الكفّ عن مساوئ أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و إنّ أفضلهم بعد النبي صلى اللّه عليه و سلّم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي رضوان اللّه عليهم أجمعين.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، ثنا نصر بن إبراهيم، أنبأنا سليم بن أيّوب الفقيه، أخبرني أبو منصور بشرى بن عبد اللّه العمروي، أنبأنا أبو عمرو سعيد بن القاسم بن العلاء البردعي، قال: سمعت أبا العبّاس محمّد بن إبراهيم بن سفيان التوزي (4)-بالبصرة - في بني نبت قال: سمعت محمّد بن عكاشة الكرماني قال: أصول السّنّة و ما اجتمع (5) عليه أهل السّنّة و الجماعة مثل سفيان بن عيينة و وكيع بن الجرّاح، و محمّد بن يوسف الفريابي، و شعيب بن

ص: 230


1- الخبر في لسان الميزان.
2- بالأصل: نار، خطأ، و المثبت عن د، و «ز».
3- بالأصل: أحد، خطأ، و المثبت عن د، و «ز».
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الثوري.
5- في «ز»: اجترح.

حرب، و يزيد بن هارون، و عليّ بن عاصم، و عبد الوهّاب بن عطاء، و كثير بن هشام، و محمّد بن عمر الواقدي، و داود بن المحبّر، و شبابة بن سوّار، و عبد العزيز بن أبان، و أبو نعيم الفضل بن دكين، و يعلى و محمّد ابني عبيد الطنافسي، و عبد اللّه بن داود الخريبي، و قبيصة بن عقبة، و سعيد بن عامر، و زهير بن نعيم الشامي (1)،و إبراهيم السّمّان، و أبو عبد الرّحمن المقرئ، و النضر بن شميل، و أحمد بن خلف الدّمشقي، و الوليد بن مسلم، و محمّد ابن عبد اللّه بن الحارث الدّمشقي، و عامة أصحاب عبد اللّه بن المبارك، و يحيى بن يحيى (2)،و إسحاق بن راهوية، و أبو عمر الضرير، و يحيى بن سعيد، و عبد الرّحمن بن مهدي، و هو الرضا بقضاء اللّه، و التسليم لأمر اللّه، و الصبر على حكمه، و الأمر بما أمر اللّه، و النهي عما نهى اللّه، و إخلاص العمل للّه، و الإيمان بالقدر خيره و شرّه، و ترك المراء و الخصومات في الدّين، و المسح على الخفين، و الجهاد مع كل خليفة، و صلاة الجمعة مع كل برّ و فاجر، و الصّلاة على من مات من أهل القبلة، سنة، و الإيمان قول و عمل يزيد و ينقص، و القرآن [كلام اللّه] (3) غير مخلوق، و الصّبر تحت لواء السلطان على ما كان فيهم من عدل أو جور، و لا يخرج على الأمراء بالسيف و إن جاروا، و لا ينزل أحدا من أهل القبلة جنّة و لا نارا، و لا يكفّر أحدا (4) من أهل التوحيد و إن عملوا بالكبائر، و الكفّ عن مساوئ أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و أفضل الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: أبو بكر، و عمر.

قال محمّد بن عكاشة: و أخبرنا معاوية بن معاوية بن حمّاد الكرماني عن الزهري قال:

من اغتسل ليلة الجمعة، و صلّى ركعتين يقرأ فيهما قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ ألف مرة ثم نام رأى النبي صلى اللّه عليه و سلّم في منامه، قال محمّد بن عكاشة: دمت عليه نحوا من سنتين أغتسل في كل ليلة جمعة و أصلي ركعتين أقرأ فيهما قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ ألف مرّة طمعا أن أرى النبي صلى اللّه عليه و سلّم في المنام فأعرض عليه هذه الأصول، قال محمّد بن عكاشة: فأتت عليّ ليلة باردة اغتسلت طمعا أن أرى النبي صلى اللّه عليه و سلّم في المنام، فصلّيت ركعتين و قرأت فيهما قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ ألف مرّة، فلمّا أخذت مضجعي أصابتني جنابة، فقمت الثانية فاغتسلت و صلّيت ركعتين قرأت فيهما قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ ألف مرة، فلمّا فرغت منهما كان قريبا من السحر فاستندت إلى الحائط و وجهي إلى القبلة، فدخل علي النبي صلى اللّه عليه و سلّم على النعت و الصّفة و عليه بردان مثل هذه البرود اليمانية، قد

ص: 231


1- في «ز»: السامي.
2- قوله:«بن يحيى» ليس في «ز».
3- الزيادة عن د، و «ز».
4- بالأصل: أحد، خطأ، و المثبت عن د، و «ز».

تأزر (1) بواحدة و تردّى بالأخرى، فجاء فاستوى على رجله اليسرى و أقام اليمنى.

قال محمّد بن عكاشة:

فأردت أن أقول: حيّاك اللّه، فبدأني (2) فقال: حيّاك اللّه يا محمّد، و كنت أحبّ أن أرى رباعيته مكسورة، فتبسم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فنظرت إلى رباعيته المكسورة فقلت: يا رسول اللّه إن الفقهاء قد خلطوا عليّ و عندي أصناف من السّنّة فأعرضهن عليك ؟ قال: نعم، قلت: الرضا بقضاء اللّه، و التسليم لأمر اللّه، و الصّبر على حكمه، و الأخذ بما أمر اللّه، و النهي عمّا نهى اللّه، و إخلاص العمل للّه عز و جل، و الإيمان بالقدر خيره و شرّه، و ترك المراء و الخصومات في الدّين، و المسح على الخفين، و الجهاد مع كل خليفة، و صلاة الجمعة مع كل برّ و فاجر، و الصلاة على من مات من أهل القبلة، و الإيمان قول و عمل يزيد و ينقص، و القرآن كلام اللّه غير مخلوق، و الصّبر تحت لواء السلطان على ما كان فيهم من عدل أو جور، و لا يخرج على الأمراء بالسّيف و إنّ جاروا، و لا ينزل أحدا من أهل القبلة جنّة و لا نارا، و لا يكفّر أحدا من أهل التوحيد، و إن عملوا بالكبائر، و الكفّ عن مساوئ أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و أفضل الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: أبو بكر و عمر.

قال محمّد بن عكاشة: فوقفت عند علي و عثمان كأنّي تهيّبت النبي صلى اللّه عليه و سلّم أن أفضّل عثمان على علي، فقلت في نفسي: عليّ ابن عمّه و عثمان ختنه، فتبسم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كأنه قد علم ما أردت ثم قال: عثمان ثم علي، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: هذه السنّة فشدّ يدك بها، و ضمّ أصابعه، قال محمّد: عرضت عليه هذه الأصول ثلاث ليال كل ليلة أقف عند علي و عثمان فيتبسم عند وقوفي كأنه قد علم ثم يقول: عثمان ثم علي، تمسّك بها.

قال محمّد بن عكاشة: أعرض عليه هذه الأصول و عيناه تهملان فلمّا قلت: الكف عن مساوئ أصحابك فانتحب حتى علا صوته قال ابن عكاشة: وجدت حلاوة في فمي و قلبي فمكثت ثمانية أيام لا آكل طعاما حتى ضعفت عن صلاة الفريضة، فلمّا أكلت ذهبت تلك الحلاوة من في.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز - لفظا - أنبأنا أبو نصر بن الجبّان -

ص: 232


1- في «ز»: تأبى.
2- بالأصل: فباداني، و المثبت عن د، و «ز».

إجازة-. أنبأنا أحمد بن القاسم بن يوسف - إجازة - حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم، أنبأنا سعيد بن عمرو البردعي قال: قلت لأبي زرعة: محمّد بن عكاشة الكرماني، فحرّك رأسه و قال: قد رأيته و كتبت عنه، و كان كذّابا. قلت: كتبت عنه الرؤيا التي كان يحكيها؟ قال:

نعم، كتبت عنه، يزعم أنه قد عرض على شبابة: الإيمان قول و عمل يزيد و ينقص، فقال به، و على أبي [نعيم: أبو] (1) بكر و عمر و عثمان و علي، فقال به كذاب لا يحسن أن يكذب أيضا، قلت: أين رأيته ؟ قال: قدم علينا هاهنا مع محمّد بن رافع النيسابوري، و كان رفيقة، و كنت أراه، له سمت فسألت محمّد بن رافع عنه، فكره أن يقول فيه شيئا فقال: لا يخفى عليك أمره إذا فاتحته و كان نازلا في الخان الذي كنت نازلا فيه خان عبدك - يعني - نزولي فيها أيام مقامي بالرّي فأتيته و هو في المسجد على باب الخان، فقلت: إن رأيت أن تفيدني شيئا فوقع عليه الرعدة ثم كاد أن يصعق و أقبل بطنه يضطرب، و هالني ذلك هولا شديدا، ثم أفاق فابتدأ على أثر الصعقة، فكان أوّل ما ابتدأ به أن كذب على اللّه، و على رسوله، و على عليّ بن أبي طالب، و على ابن عبّاس قلت: و كيف كذب عليهم ؟ قال: أوّل ما أملاه عليّ قال: حدّثنا عبد الرزّاق عن معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك أن ابن عبّاس أخبره أن عليّ بن أبي طالب [أخبره] (2) أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أخبره أن جبريل أخبره أن اللّه تبارك و تعالى قال: من لم يؤمن بالقدر فليس مني، أو نحو هذا من الكلام.

أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى بن علي القاضي، أنبأنا أبو روح ياسين بن سهل بن محمّد قال: سمعت أبا منصور (3) القايني.

ح و قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي.

قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: و منهم - يعني (4)-الكذابين جماعة وضعوا الحديث حسبة كما زعموا يدعون الناس إلى فضائل الأعمال مثل أبي عصمة و محمّد بن عكاشة الكرماني، قيل لمحمّد بن عكاشة الكرماني: إنّ قوما عندنا يرفعون أيديهم في الركوع و بعد رفع الرأس من الركوع، فقال: حدّثنا المسيّب بن واضح، ثنا عبد اللّه بن المبارك، عن

ص: 233


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن د، و «ز».
2- زيادة لازمة عن «ز»، و د.
3- كذا بالأصل، و في د، و «ز»: أبا منصور محمّد بن أحمد بن منصور القايني.
4- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أنس قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«من رفع يديه في الركوع فلا صلاة له»[11476].

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن العباس الضّبي يقول: سمعت سهل بن السري الحافظ يقول: قد وضع أحمد بن عبد اللّه الجويباري، و محمّد بن عكاشة الكرماني و محمّد ابن تميم الفاريابي (1) على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أكثر من عشرة آلاف حديث.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحاكم قال: محمّد بن عكاشة بن محصن أبو عبد اللّه الكرماني حدّث بنيسابور و له عجائب، روى عن سفيان بن عيينة، و وكيع، و محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، روى عنه إسماعيل بن قتيبة، و إبراهيم بن محمّد بن هانئ (2)،و محمّد بن حمدان بن مهران، و محمّد بن زيد.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق، أنبأنا القاضيان أبو تمام عليّ بن محمّد بن الحسن، و أبو الغنائم محمّد بن عليّ بن علي في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني قال:

محمّد بن عكاشة الكرماني بصري (3) يضع الحديث.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال: محمّد بن عكاشة يضع الحديث. (4)

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنبأنا أبو طالب عبد الرّحمن بن محمّد الصوفي الشيرازي - بقراءتي عليه - أنبأنا أبو ذرّ عبد بن أحمد الهروي - إجازة-. أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن الحسين بن محمّد بن مقاتل المزكي، أنبأنا أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن يونس البزاز قال: و محمّد بن عكاشة الكرماني قدم هاهنا على الياس بن أسد، سمعت أبا الهيثم يرميه بالكذب، و كان بكّاء موصوفا بالكذب، سمعت محمّد بن عبد الرّحمن يقول: كان إذا قرأ و بكى كنت أسمع خفقان قلبه، كان من أحسن الناس نغمة بالقرآن.

قال أبو إسحاق: و كان يحدّث بأحاديث بواطيل، و بلغني أنه مات بكرمان، شهد الجمعة فقرأ الإمام على المنبر آية فصعق فمات، بلغني أن محمّد بن عكاشة كان حيا إلى سنة خمس و عشرين و مائتين.

ص: 234


1- في «ز»: الفريابي، و كلاهما يقال.
2- أقحم بعدها بالأصل: و محمّد بن هانئ.
3- اللفظة سقطت من «ز».
4- الخبر التالي سقط من «ز».
6759 - محمّد بن عليّ بن أحمد بن رستم أبو بكر المادرائي الكاتب

6759 - محمّد بن عليّ بن أحمد بن رستم أبو بكر المادرائي الكاتب (1)

نزيل مصر، وزر لأبي الجيش خمارويه بن أحمد، و قدم معه دمشق، و حدّث بمصر عن أحمد بن عبد الجبّار العطاردي.

روى عنه: أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب البغدادي، و أبو محمّد الصلحي (2)،و أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد المنجم النديم، و ابنه أبو محمّد عليّ بن محمّد المادرائي.

أخبرنا [أبو] (3) محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن مكّي بن عثمان بن عبد اللّه الأزدي المصري - بدمشق - أنبأنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسين الكاتب البغدادي - بمصر - حدّثنا أبو بكر محمّد بن علي المادرائي، حدّثنا أبو عمر [أحمد] (4) بن عبد الجبّار العطاردي الكوفي، حدّثنا أبو بكر بن عيّاش، عن عبد العزيز بن رفيع (5)،عن سويد بن غفلة، عن أبي ذرّ قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من مات لا يشرك باللّه شيئا دخل الجنّة»، قلت: و إن زنى و إن سرق ؟ قال:«و إن زنى و إن سرق»- ثلاث مرّات-[11477].

رواه الخطيب عن ابن مكي (6).

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا و أبو منصور المقرئ، أنبأنا - أبو بكر أحمد بن علي (7)،أنبأنا عليّ بن المحسن، حدّثني أبي (8)،حدّثني أبو محمّد الصّالحي (9)،حدّثني أبو بكر محمّد بن علي المادرائي بمصر، و كان شيخا جليلا عظيم الحال و الشأن و الجاه و المحل، قديم الولاية لكبار الأعمال، قد وزّر لخمارويه بن أحمد بن طولون

ص: 235


1- ترجمته في تاريخ بغداد 79/3 و وفيات الأعيان 250/2 و الوافي بالوفيات 115/4 و الأنساب (المادرائي) و سير أعلام النبلاء 451/15 و شذرات الذهب 371/2 و المادرائي نسبة إلى مادرايا، من أعمال البصرة في ظن السمعاني (راجع الأنساب) و في معجم البلدان: قرية فوق واسط من أعمال فم الصلح.
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الصالحي.
3- زيادة لازمة عن د، و «ز».
4- زيادة عن د، و «ز».
5- كذا بالأصل و د، و في «ز»: رافع.
6- تاريخ بغداد 80/3.
7- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 80/3.
8- قوله:«حدّثني أبي» سقط من تاريخ بغداد.
9- كذا بالأصل، و د، و «ز» هنا، و في تاريخ بغداد:«الصلحي».

[و عاش نيفا و تسعين سنة، قال: كتبت لخمارويه بن أحمد بن طولون] (1) و أنا حدث، فركبتني الأشغال و قطعني ترادف الأعمال عن تصفّح أحوال المعطلين و تفقّدهم، و كان ببابي شيخ من مشيخة الكتّاب قد طالت عطلته و أغفلت أمره، فرأيت في منامي ذات ليلة [أبي] (2) و كأنه يقول لي: ويحك يا بني، أ ما تستحي من اللّه جلّ و عزّ أن تتشاغل بلذاتك، و أعمالك و الناس (3)يتلفون ببابك ضرّا و هزلا. هذا فلان من شيوخ الكتّاب قد أفضى أمره إلى أن تقطع سراويله، فما يمكنه أن يشتري بدلة و هو كالميت جوعا، و أنت لا تنظر في أمره، أحبّ أن لا تغفل أمره أكثر من هذا، قال: فانتبهت مذعورا، و اعتقدت الإحسان إلى الشيخ، و نمت و أصبحت و قد أنسيت أمر الشيخ، فركبت إلى دار خمارويه، فأنا و اللّه أسير إذ تراءى لي الرجل على دويبة له ضعيفة، ثم أومأ إلى الترجّل، فانكشف فخذه فإذا هو لابس خفا بلا سراويل، فحين وقعت عيني على ذلك ذكرت المنام و قامت قيامتي، فوقفت في موضعي و استدعيته، و قلت: يا هذا، ما حلّ لك أن تركت إذكاري بأمرك ؟ أ ما كان في الدنيا من يوصل لك رقعة أو يخاطبني فيك (4)،الآن، قد قلدتك الناحية الفلانية، و أجريت عليك رزقا في كل شهر، و هو مائتا دينار، و أطلقت عليك من خزانتي ألف دينار صلة و معونة على الخروج إليها، و أمرت لك من الثياب و الحملان بكذا و كذا، فاقبض ذلك و اخرج، فإن يحسن أثرك في تصرّفك زدتك و فعلت بك و صنعت، قال: و ضممت إليه غلاما يتنجز له ذلك كله، ثم سرت فما انقضى اليوم حتى فعل به جميع ما أمرت به.

قالوا: و قال لنا الخطيب (5):محمّد بن عليّ بن أحمد بن رستم أبو بكر المادرائي الكاتب نزيل مصر، كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأنا عمّي أبو القاسم بن أبي عبد اللّه، عن أبيه، عن أبي عبد اللّه بن مندة قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: ح و أخبرنا أبو القاسم الحسيني [و أبو الحسن] (6) المالكي، قالا: حدّثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (7)،حدّثنا الصوري، حدّثنا محمّد بن عبد

ص: 236


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
3- في تاريخ بغداد: بلذاتك، و عمالك يتلفون ببابك.
4- بالأصل و د، و «ز»: «قبل»، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- تاريخ بغداد 79/3.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن د، و «ز».
7- تاريخ بغداد 79/3-80.

الرّحمن الأزدي، حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور، ثنا أبو سعيد بن يونس قال: محمّد ابن عليّ بن أحمد المادرائي الكاتب - زاد ابن مندة: يكنى أبا بكر و قالا:- وزير أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون، ولد بالعراق، و قدم مصر هو و أخوه - زاد ابن مندة: أبو الطيب و قالا:- أحمد بن علي، و كانا بمصر مع أبيهما عليّ بن أحمد، و كان أبوهما يلي خراج مصر لأبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون، و كان محمّد بن علي قد كتب الحديث ببغداد عن أحمد بن عبد الجبّار العطاردي و طبقة نحوه، و كان مولده سنة سبع و خمسين و مائتين، و احترقت كتبه في احتراق داره، و بقي له منها شيء عند بعض الكتّاب ممّن سمع منه جزءا أو جزءين على العطاردي - زاد ابن مسرور و غيره: فسمع ذلك منه ولده، و قال ابن مندة: بعض ولده - و أهله و قوم من الكتاب، و توفي بمصر في شوّال سنة خمس و أربعين و ثلاثمائة.

6760 - محمّد بن عليّ بن أحمد بن أبي فروة أبو الحسين الملطي المقرئ

6760 - محمّد بن عليّ بن أحمد بن أبي فروة أبو الحسين الملطي المقرئ (1)

روى عن: محمّد بن شاهمرد بن مخلد الفارسي، و أبي بكر وهب بن عبد اللّه الحاج، و عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن الحسين الصّابوني، و أبي عبد اللّه الحسين بن عليّ بن العبّاس الشّطّي، و المظفّر بن محمّد بن بشران الرقي، و إبراهيم بن حفص العسكري، و أبي البهي ميمون بن أحمد المعري المقرئ، و أبي أيّوب سليمان بن محمّد بن إدريس الحلبي.

روى عنه: قسام بن محمّد، و أبو الحسن عليّ بن الحسن الربعي، و عليّ بن محمّد الحنائي، و أبو نصر بن الجبّان، و إبراهيم بن الخضر الصّائغ.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا محمّد بن عليّ بن أحمد بن [أبي] (2) فروة الملطي - قراءة عليه - ثنا عبيد اللّه بن الحسين، ثنا أحمد بن عبد اللّه البرقي، ثنا عمرو (3) بن حكام، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لا نكاح إلاّ بوليّ »[11478].

قال تمام: كذا في الأصل قرأت بخطّ عليّ بن محمّد الحنّائي، سمعت أبا (4) الحسين محمّد بن علي الملطي المقرئ المعروف بأبي فروة و قد ظهر في الجامع من يقول باللفظ في

ص: 237


1- ترجمته في غاية النهاية 206/2 و معرفة القراء الكبار 383/1. و في «ز»: المالطي، تصحيف، و الملطي نسبة إلى ملطية مدينة من بلاد الروم تتاخم الشام راجع معجم البلدان.
2- زيادة عن د، و «ز».
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: عمر.
4- بالأصل: أبي الحسين.

القرآن و التلاوة غير المتلوّ، فقال لي يوما: يقدر إنسان أن يضيف شعر امرئ القيس إلى نفسه ؟ قلت: لا، قال: أ ليس إذا أنشده إنسان قلنا: شعر امرئ القيس ؟ فكذلك القرآن ممّن سمعناه، قلنا كلام اللّه، و لا يجوز أن يضيفه إنسان إلى نفسه.

قال لي [أبو] (1) محمّد بن الأكفاني: فيها - يعني - سنة أربع و أربعمائة توفي أبو الحسين (2) الملطي، و كذا قرأته بخط أبي الحسن عليّ بن محمّد الحنّائي.

6761 - محمّد بن عليّ بن أحمد بن موسى بن عبد اللّه أبو عبد اللّه السّمرقندي

قدم دمشق، و حدّث بها عن أبي علي عبد اللّه بن عبد الرّحمن النيازكي (3).

روى عنه: عبد العزيز الكتّاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن أحمد بن موسى بن عبد اللّه السّمرقندي، قدم علينا. قراءة عليه، ثنا أبو علي عبد اللّه ابن عبد الرّحمن النيازكي (4)،ثنا الشيخ الصالح أبو يعقوب يوسف بن محمّد بن إسحاق المذكر، ثنا أبو بكر محمّد بن الفضل، ثنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن يعقوب، ثنا محمّد ابن منصور، ثنا عليّ بن أبي طالب البصري، ثنا عمرو بن جميع، عن أبان، عن أنس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم، قال:«ما من مسلم يصوم فيقول عند إفطاره: يا عظيم، يا عظيم، أنت إلهي، لا إله غيرك، اغفر لي الذنب العظيم فإنه لا يغفر الذنب العظيم إلاّ العظيم، إلاّ خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه»، و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«علّموها عقبكم فإنها كلمة يحبها اللّه و رسوله، و يصلح بها أمر الدنيا و الآخرة»[11479].

شاذ بمرة، و في أسناده مجاهيل.

6762 - محمّد بن عليّ بن أحمد أبو عبد اللّه الشّيرازي المعروف بالصافي

6762 - محمّد بن عليّ بن أحمد أبو عبد اللّه الشّيرازي المعروف بالصافي (5)

والد عبد الواحد الحنبلي.

سكن دمشق و كان صوفيا، و سمع بها الحسن بن السّمسار، و أبا عثمان الصابوني،

ص: 238


1- سقطت من الأصل و استدركت عن د،«ز».
2- بالأصل، و د، و «ز» هنا: أبو الحسن.
3- تقرأ بالأصل: و د،«ز»: التنازكي، و لعل الصواب ما أثبت و هذه النسبة: النيازكي إلى نيازى قرية بين كس و نسف (الأنساب).
4- بالأصل و د، و «ز» هنا: النياتكي.
5- في «ز»: المصافي.

و إبراهيم بن عمر القصّار (1).

و حدّث عن أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مانيك (2) الأرجاني.

روى عنه: أبو الحسن عليّ بن فارس المعروف بالولي، و صنّف جزءا في قدم الحروف، رأيته بخطه يدل على تقضي كثير.

6763 - محمّد بن عليّ بن أحمد بن المبارك أبو عبد اللّه البزّاز

سمعت أبا عثمان الصّابوني، و الخليل بن هبة اللّه بن الخليل التميمي، و أبا محمّد عبد اللّه بن الحسين بن عبيد اللّه بن أحمد بن عبدان، و أبا بكر محمّد بن الحرمي بن الحسين المقرئ، و أبا الحسن بن عوف، و أبا الفرج عمر بن عبد اللّه بن جعفر الرقي، و أبا الفتح سليم بن أيّوب، و أبا عبد اللّه بن سلوان، و القاضي أبا الحسين يحيى بن زيد (3) الحسيني، و أبا عمرو عثمان بن أبي بكر السفاقسي، و أبا الحسن سهل بن محمّد بن الحسن الخشّاب، [حد] ثنا عنه أبو الحسن الفرضي، و خالي أبو المعالي، و أبو القاسم بن عبدان.

حدّثنا أبو الحسن عليّ بن المسلّم - إملاء - أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن أحمد ابن المبارك، أنبأنا إسماعيل بن عبد الرّحمن النيسابوري، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى، أنبأنا صالح بن محمّد بن حبيب الحافظ ، حدّثنا محمّد بن عمرو بن جبلة، حدّثنا حرمي بن عمارة، حدّثني هارون بن موسى قال: سمعت الحسن يحدّث عن أنس بن مالك قال: كان يقال في أيّام العشر: بكلّ يوم ألف يوم، و يوم عرفة عشرة آلاف يوم، قال: يعني في الفضل.

أخبرناه عاليا أبو سعد بن أبي صالح، و أبو الحسن بن أبي طالب، قالا: أنبأنا أحمد ابن علي الأديب، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه فذكره.

ذكر أبو محمّد بن صابر قال: سألته عن مولده فقال: في العشر الأخير من شهر رمضان سنة خمس و عشرين، ثقة، قال لنا [أبو] (4) محمّد بن الأكفاني: سنة خمس و ثمانين و أربعمائة فيها توفي أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن أحمد بن المبارك البزّاز في صفر بدمشق.

ص: 239


1- في «ز»: القطان.
2- كذا رسمها بالأصل و د، و في «ز»: ياتيك، و فوقها ضبة و ورد في الأنساب (الأرجاني) أبو عبد اللّه بن أحمد بن إبراهيم بن ماسك.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: يزيد.
4- زيادة عن د، و «ز»، للإيضاح.

و ذكر أبو محمّد في موضع آخر: أنه مات يوم الثلاثاء الرابع من صفر.

و قال لي أبو الحسن الفرضي: توفي أبو عبد اللّه يوم الثلاثاء الرابع من صفر سنة خمس و ثمانين و أربعمائة، و دفن من يومه بعد العصر في مقبرة باب الصغير، و ذكر لي أن مولده سنة خمس و عشرين و أربعمائة.

6764 - محمّد بن عليّ بن أحمد أبو بكر الطوسي الخطيب

سمع بدمشق أبا الحسن الحنّائي.

روى عنه: الفقيه أبو الفتح الزاهد، و أبو القاسم عبد الرحمن بن عليّ بن القاسم الكاملي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه (1)،و أبو محمّد بن طاوس، و أبو الفرج أحمد، و أبو أحمد عبد السّلام ابنا الحسن بن عليّ بن زرعة، قالوا: أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن أحمد الطوسي، أنبأنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي، أنبأ أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان، ثنا أبو علي الحسن بن حبيب، ثنا أبو بكر أحمد بن زرقان المصيصي، ثنا حسنويه بن الفرج الخيّاط ، حدّثني عبد العزيز بن عبد الصّمد العمي، عن أبان بن أبي عيّاش عن أنس بن مالك قال:

خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على ناقته الجدعاء و ليست بالعضباء فقال:«أيّها الناس كأن الموت فيها على غيرنا كتب، و كأنّ الحق فيها على غيرنا وجب، و كأنّ الذي تشيع من الأموات سفر، عما قليل إلينا راجعون، نبوّئهم أجداثهم و نأكل تراثهم، كأنا مخلدون بعدهم، قد أمنّا كلّ جائحة و نسينا كلّ موعظة، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، و أنفق من مال اكتسبه من حلال من غير معصية، و رحم أهل الذل و المسكنة، و خالط أهل الفقه و الحكمة، و اتّبع السّنّة، و لم يعدها إلى بدعة، فأنفق الفضل من ماله و أمسك الفضل من قوله، طوبى لمن حسنت سريرته و طهرت خليفته»[11480].

6765 - محمّد بن عليّ بن أحمد بن منصور بن محمّد بن عبد اللّه

أبو عبد اللّه بن قيس الغسّاني الفقيه الشافعي

ابن شيخنا أبي (2) الحسن المالكي.

ص: 240


1- من قوله: أبو الفتح إلى هنا سقط من «ز».
2- بالأصل: أبو.

سمع أبا القاسم بن أبي العلاء، و أبا عبد اللّه بن أبي الحديد، و جماعة سواهم.

و صحب الفقيه نصرا مدة، و كان متميزا في العلم، سمعت بعض أصحابنا يفضّله على أبيه، و توفي في حداثته، و ما أعلم أنه حدّث بشيء.

قرأت بخط جدّه أبي العباس بن قبيس: ولد محمّد بن عليّ بن أحمد بن منصور المالكي [ليلة] (1) السبت و بعد أن مضى من أوّل الليل الرّبع بعد أن طلع السّماك، و اللّه أعلم، فيما قدرناه بالتقريب غرة جمادى الآخر (2) سنة ثلاث و ستين و أربعمائة، و الليلة الخامسة من آذار قال لي أبو محمّد بن الأكفاني سنة أربع و تسعين و أربعمائة: فيها توفي أبو عبد اللّه محمّد بن الشيخ الفقيه الإمام أبي الحسن عليّ بن أحمد بن منصور الغسّاني رحمه اللّه و رضي عنه يوم الأربعاء لثلاث خلون من جمادى (3) الأول، سنة أربع و تسعين و أربعمائة، و دفن بباب الصغير.

6766 - محمّد بن عليّ بن أحمد بن ثابت بن محمّد بن أحمد بن سعيد

ابن محمّد بن العلاء بن محمّد بن جعفر بن القاسم بن خالد بن محمّد الديباج

ابن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية

أبو الحسين بن أبي الحسن العثماني الأموي

كان شيخا بهيا، حسن الهيئة، قد رأيته و لم أسمع منه شيئا، و لكنه أجاز لي مسموعاته و إجازاته سنة خمس و خمسمائة.

سئل الشريف العثماني عن مولده فقال: في العشر الأوّل من رجب سنة سبع و عشرين و أربعمائة بمصر، و قال مرّة: سنة ست، و ولد أبوه الشريف أبو الحسن في سنة خمس و أربعمائة.

سمع منه أخي أبو الحسين و غيره أحاديث بالإجازة له من أبي موسى عيسى بن أبي عيسى الهاشمي في جمادى الآخرة (4) سنة تسع و خمسمائة.

ص: 241


1- زيادة عن د.
2- بالأصل:«جماد الأخير» و المثبت عن د.
3- بالأصل: جماد، و المثبت عن د.
4- بالأصل:«جماد الأخير»، و المثبت عن د.
6767 - محمّد بن علي بن أحمد بن عبد الرّحمن بن نصر أبو عبد اللّه القرشي

من موالي جويرية بنت أبي سفيان بن حرب، و يقال: من موالي هند أم معاوية بن أبي سفيان المعروف بابن حجبجة الفراء الحنبلي.

سمع أبا محمّد عبد العزيز بن أحمد الكتاني (1).

سمع منه أبو محمّد بن صابر و جماعة من أصحابنا، و رأيته غير مرّة و لم أسمع منه شيئا، و كان اجتماعي به في مغارة الدم لأنه كان يلزم الصعود إليها، و كنت إذ ذاك صبيا أخرج مع والدي رحمه اللّه لزيارتها.

6768 - محمّد بن عليّ بن أحمد أبو عبد اللّه ابن الشّرابي الشاهد

سمع أبا الحسن أبي الحديد، و أبا بكر الخطيب.

قرأت عليه جزءا من تفسير عبد الرزّاق، و لم يكن الحديث من شأنه.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن الشرابي - بقراءتي عليه - أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد ابن محمّد بن أحمد بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا (2) أبو عبد اللّه محمّد (3) بن يوسف بن بشر الهروي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن حمّاد الطّهراني، أنبأنا عبد الرزّاق، أنبأنا معمر عن سليمان التيمي عن بشر بن شغاف التميمي عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم في قوله تبارك و تعالى: وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ (4)قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«هو قرن ينفخ فيه»[11481].

قال معمر: و كان قتادة يقول: هي الصّور، و يقرءوها: وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ يعني صور الناس.

لقيني جدي أبو المفضّل القاضي رحمه اللّه بباب توما فقال: أين كنت ؟ فقلت: كنت في طلب ابن الشرابي لأسمع (5) منه شيئا، فقال: و هل سمع أحد من مثل ابن الشرابي ؟.

و رأى أبو محمّد بن الأكفاني بعض أصحابنا و قد استجاز منه فتعجب من ذلك و قال:

ص: 242


1- من قوله: سمع أبا... إلى هنا مكرر بالأصل.
2- في «ز»: بن محمّد.
3- من هنا إلى قوله: الطهراني مكرر بالأصل.
4- سورة الكهف، الآية:99 و سورة يس، الآية:51 و سورة الزمر، الآية:68 و سورة ق، الآية:20.
5- بالأصل:«لا يسمع» و في «ز»: «فسمع» و المثبت عن د.

و أي شيء سمع ؟ فقلت: وجدنا له جزءا من التفسير فسكت، ثم وجدت له بعد أن مات سماعا في أكثر تفسير عبد الرزّاق.

و توفي أبو عبد اللّه محمّد بن علي يوم الأربعاء السادس و العشرين (1) من ذي القعدة سنة خمس و عشرين و خمسمائة، و دفن بباب الفراديس بعد صلاة العصر، حضرت دفنه و الصّلاة عليه.

6769 - محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن يوسف أبو الحسن الشّقيقي البصري الواعظ

6769 - محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن يوسف أبو الحسن الشّقيقي (2) البصري الواعظ

قدم دمشق، و حدّث بها عن أبيه، و أبي بكر محمّد بن عدي بن زحر المنقري، و أبي يوسف إسحاق بن أبي يعقوب الحصري، و أبي محمّد بن عبد اللّه الجرجاني و غيرهم.

روى عنه: علي الحنّائي، و أبو سعد السّمّان، و عبد العزيز الصوفي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الصوفي، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عليّ بن إبراهيم الشقيقي البصري الواعظ ، قدم علينا، حدّثنا أبو بكر محمّد بن عليّ بن زحر المنقري قال: سمعت أحمد بن عيسى الخوّاص قال: سمعت أحمد بن الحسين بن عباد النسائي يقول: سمعت محمّد بن يزيد بن سنان يقول:[سمعت أبي يقول:] (3) سمعت عطاء بن أبي رباح يقول: سمعت مجاهدا يقول:[سمعت سعيد بن المسيب يقول: سمعت صهيبا يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«ما آمن بالقرآن] (4) من استحل محارمه».

كذا قال، و هو محمّد بن عدي، و قد ورد له غير حديث في المسلسلات على الصواب.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني إبراهيم بن هانئ، ثنا حدّثنا محمّد بن سنان قال:

سمعت أبي يقول: سمعت عطاء يقول: سمعت مجاهدا يقول: سمعت سعيد بن المسيّب يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«ما آمن بالقرآن من استحلّ محارمه»[11482].

ص: 243


1- بالأصل و د:«و عشرين» و المثبت عن «ز».
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في المختصر: الثقيفي.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز»، لتقويم السند.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز»، لرفع الخلل.
6770 - محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن أحمد أبو طالب البغدادي

المعروف بابن البيضاوي (1)

قدم دمشق، و حدّث عن طلحة بن محمّد بن جعفر، و أبي الحسين بن المظفّر، و أبي عمر ابن حيّوية، و سليمان بن محمّد بن أبي أيوب، و موسى بن جعفر بن محمّد بن عرفة و غيرهم.

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و عبد العزيز الكتاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا محمّد بن علي إبراهيم البغدادي المعروف بابن البيضاوي - قراءة عليه - حدّثنا أبو القاسم طلحة بن محمّد بن جعفر الشاهد، ثنا أبو محمّد عبد اللّه بن زيدان بن يزيد البجلي، ثنا عبد اللّه بن إسماعيل عن الشيباني عن بشير بن عمرو قال: دخلت على سهل بن حنيف و هو شديد المرض فسألته: هل سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يذكر في الخوارج شيئا؟ قال: فقال: سل أخبرك بما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لا أزيدك و لا أنقصك، سمعته يقول:«إنّه سيأتي قوم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية»، قال: و قال:«المدينة حرم» قال: فقلت له:

هل وقت شيئا؟ قال: هكذا سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لا أزيدك عليه[11483].

[قال ابن عساكر:] (2) كذا قال، و قد أسقط منه أبو كريب بين ابن (3) زيدان، و عبد اللّه ابن إسماعيل، و إنما قلت ذلك لما أخبرنا أبو الغنائم في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنبأنا أبو الحسين، و أبو الغنائم قالا: أنبأنا أبو أحمد، أنبأنا أحمد، ثنا محمّد بن سهل، أنبأنا البخاري قال: عبد اللّه بن إسماعيل، ثنا ابن أبي خالد، سمع منه أبو كريب، و أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنبأنا ابن مندة، أنبأنا حمد (4)-إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال عبد اللّه بن إسماعيل روى (5) عن إسماعيل بن أبي خالد، و الشيباني، و ليث بن أبي سليم، روى عنه أبو كريب، سمعت أبي يقول ذلك، و سألت عنه فقال: هو مجهول (6)،و رواية (7) ابن زيدان (8)

ص: 244


1- ترجمته في تاريخ بغداد 104/3.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
4- في الأصل: أحمد، تصحيف، و التصويب عن د.
5- من قوله في الخبر السابق: إسماعيل، ثنا... إلى هنا سقط من «ز»، فاختل الخبران، و اضطرب المعنى.
6- في «ز»: محمول، تصحيف.
7- بالأصل:«و رأيت» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
8- في «ز»: ابن زيد، تصحيف.

عن أبي كريب مشهورة (1) ليس فيها ريب.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس (2)،قالا: حدّثنا - و أبو منصور بن زريق، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني أبو طالب بن البيضاوي، أنبأنا محمّد بن المظفر، أنبأنا عليّ بن أحمد بن سليمان المعروف بعلاّن المصري، حدّثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو ابن السّرح (4)،أنبأنا ابن وهب، حدّثني مالك بن نافع، عن عبد اللّه بن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«المتبايعان كلّ واحد منهما بالخيار على صاحبه ما لم يتفرقا إلاّ بيع الخيار»[11484].

قالوا: و قال لنا الخطيب (5):محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن أحمد، أبو طالب بن أبي الحسين (6) البيضاوي، ولد ببغداد، و بكّر به أبوه في سماع الحديث من محمّد بن المظفر، و أبي عمر بن حيّوية، و سليمان بن محمّد بن أبي أيّوب الشاهد، و موسى بن جعفر بن محمّد ابن عرفة و غيرهم من هذه الطبقة.

كتبت عنه و كان صدوقا يسكن قطيعة الربيع، سألته (7) عن مولده فقال: أظنه سنة نيّف و سبعين و ثلاثمائة، و مات في عشية يوم الجمعة السابع و العشرين من شهر رمضان سنة ست و أربعين و أربعمائة، و دفن صبيحة يوم السّبت في مقبرة الشونيري.

آخر الجزء السادس و العشرين بعد الستمائة من الفرع.

6771 - محمّد بن عليّ بن إسماعيل

أبو بكر الشّاشي الفقيه الأديب المعروف بالقفّال (8)

أحد الأئمة الشافعية.

رحل و سمع بدمشق و العراق و غيرها: أبا (9) الجهم بن طلاّب، و أبا عروبة، و أبا (10) بكر

ص: 245


1- في الأصل:«عن مشهورة» تصحيف، أقحمت «عن» فحذفناها.
2- بالأصل: قيس، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز».
3- تاريخ بغداد 104/3-105.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد: السراج.
5- تاريخ بغداد 104/3.
6- بالأصل: الحسن، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
7- تاريخ بغداد 105/3.
8- ترجمته في الأنساب، و معجم البلدان (شاش)، و الوافي بالوفيات 112/4 و وفيات الأعيان 200/4 و تبيين كذب المفتري ص 182 و سير أعلام النبلاء 283/16 و العبر 338/2 و طبقات الشافعية الكبرى 200/3.
9- بالأصل: أبو.
10- بالأصل: أبو.

ابن خزيمة، و عبد اللّه بن إسحاق المدائني، و محمّد بن جرير الطبري، و أبا بكر الباغندي، و عبد اللّه بن زيدان الكوفي، و أبا بكر بن دريد، و عمر بن محمّد البجيري السّمرقندي، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و إسحاق بن محمّد بن إسحاق الرّسعني - برأس العين-.

روى عنه: الحاكم أبو عبد اللّه، و أبو عبد الرّحمن السّلمي، و أبو عبد اللّه الحسن بن محمّد الزنجاني، و ابن مندة، و محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الحافظ الغنجار، و أبو حسّان المزكي النيسابوري، و أبو الطيب سهل بن محمّد بن سليمان، و أبو سليمان حمد بن محمّد بن إبراهيم الخطابي، و إسماعيل بن إبراهيم النصرآباذي.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن حمزة بن إبراهيم الزّنجاني - بها - أنبأنا شيخنا الإمام أبو بكر أحمد بن [محمّد] (1) الزنجوي، ثنا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الفلاكي (2)، ثنا أبو بكر القفّال، ثنا عمر بن محمّد السّمرقندي، ثنا سليمان بن سلمة الحمصي، حدّثنا سعيد بن موسى، حدّثنا مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«لو لا المنابر (3) لاحترقت أهل القرى»[11485].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن مندة، أنبأنا محمّد بن علي الشاشي، أبو بكر القفّال، حدّثنا عمر بن محمّد بن بجير (4)،حدّثنا سليمان بن سلمة، عن عبد الرّحمن بن العلاء من آل أبي بكر بن أبي مريم، عن أبي بكر بن عبد اللّه بن أبي مريم، عن أبيه، عن جده قال: أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقلت له: إنّي ولد لي الليلة جارية، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«و الليلة أنزلت عليّ سورة مريم فسمّها مريم» فكان يكنى بأبي مريم[11486].

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا بكر محمّد بن علي الفقيه الشّاشي يقول: دخلت على أبي بكر بن خزيمة عند ورودي نيسابور، و أنا غلام أيفع، فتكلمت بين يديه في مسألة فقال لي: يا بني على من درست الفقه ؟ فسمّيت له أبا الليث، فقال: على من درس (5)؟فقلت: على ابن سريج، فقال:

ص: 246


1- زيادة عن د، و «ز».
2- في «ز»: الفلكي.
3- بالأصل و «ز»: المقابر، و المثبت عن د، و المختصر.
4- إعجامها مضطرب بالأصل و «ز»، و د، ترجمته في سير أعلام النبلاء 402/14.
5- بالأصل: درست، و المثبت عن د، و «ز».

و هل أخذ ابن سريج العلم إلاّ من كتب مستعارة ؟ فقال بعض من حضره: أبو الليث هذا مهجور بالشاس، فإن البلد للحنابلة، فقال أبو بكر: و هل كان ابن حنبل إلاّ غلاما (1) من غلمان الشافعي.

قال: و أنشدنا أبو بكر الفقيه، نا أبو بكر الدّريدي لنفسه في صفة الأترج:

جسم لجين قميصه ذهب *** مركّب في بديع تركيب

فيه لمن شمّه و أبصره *** لون محبّ و ريح محبوب (2)

أنشدنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنشدنا أبو بكر البيهقي، أنشدنا أبو نصر بن قتادة، أنشدنا الشيخ أبو بكر القفال الشّاشي (3):

أوسّع رحلي على من نزل *** و زادي مباح على من أكل

تقدّم حاضر ما عندنا *** و إن لم يكن غير خبز و خلّ

فأمّا الكريم فيرضى به *** و أمّا اللئيم فمن لا أبل

قال: و أنشدنا أبو نصر بن قتادة، أنشدنا الشيخ أبو بكر القفال الشّاشي فذكر بيتين و قال:

و أحسن شيء في النوائب أنها *** إذا هي (4) نابت ناوبت لم تدم (5) خلدا

قال: و أنشدنيه أبو عبد الرّحمن السلمي، أنشدنا القفّال الشّاشي لنفسه فذكره.

قرأت على أبي القاسم الشحامي، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

محمّد بن عليّ بن إسماعيل الفقيه الأديب أبو بكر الشّاشي إمام عصره بما وراء النهر للشافعيين و أعلمهم بالأصول، و أكثرهم رحلة في طلب الحديث، سمع بخراسان، و بالعراق، [و بالجزيرة] (6) و بالشام، توفي الفقيه أبو بكر القفّال بالشاش في ذي الحجّة سنة خمس و ستين و ثلاثمائة، كتبت عنه، و كتب عني بخط يده.

أخبرنا (7) أبو القاسم بن السّمرقندي قال: قال لنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي

ص: 247


1- بالأصل و د، و «ز»: غلام.
2- نسبا بحواشي المختصر إلى محمّد بن عبد اللّه بن طاهر.
3- الأبيات في تهذيب الأسماء و اللغات 283/2 و سير أعلام النبلاء 285/16.
4- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
5- قوله «لم تدم» ليس في «ز».
6- زيادة عن د، و «ز».
7- الزيادة للإيضاح عن د، و «ز».

في طبقات الفقهاء من أصحاب الشافعي، و منهم أبو بكر محمّد بن عليّ بن إسماعيل القفّال الشّاشي، درس على أبي العبّاس بن سريج (1)،و مات سنة [ست و] (2) ثلاثين و ثلاثمائة، و كان إماما، و له مصنّفات كثيرة، ليس لأحد مثلها، و هو أوّل من صنّف الجدل الحسن من الفقهاء، و له كتاب في أصول الفقه، و له شرح الرّسالة و عنه انتشر فقه الشافعي فيما وراء النهر (3)(4).

6772 - محمّد بن عليّ بن إسماعيل بن الفضل أبو عبد اللّه الأبلّي

6772 - محمّد بن عليّ بن إسماعيل بن الفضل أبو عبد اللّه الأبلّي (5)(6)

سمع بدمشق: أحمد بن المعلى القاضي، و أبا عبد الملك البسري، و أحمد بن محمّد ابن يحيى بن حمزة، و محمّد بن هارون بن محمّد بن بكّار بن بلال، و خالد بن روح بن أبي حجير، و أبا الحفاظ محفوظ بن حفاظ الأندلسي، و أحمد بن موسى بن سهل الرّملي - بها - و يحيى بن عثمان بن صالح، و أبا زيد أحمد بن محمّد بن ظريف الكوفي، و أبا صالح الهيثم ابن خالد الورّاق الكوفي، و محمّد بن سنان بن سرج الشّيزري، و الحسن بن عليّ بن بحر بن بري، و إسحاق بن إبراهيم الدّبري، و مقدام بن داود بن عيسى، و بكر بن سهل، و غيرهم باليمن، و مصر.

روى عنه: أبو الحسن الدارقطني، و أبو الفضل محمّد بن الحسن بن الفضل بن المأمون، و أبو الحسين محمّد (7) بن عبد اللّه بن الحسين ابن أخي ميمي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو غالب أحمد بن الحسين، قالا: أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون، أنبأنا أبو الحسن (8) الدارقطني، حدّثنا محمّد بن عليّ بن إسماعيل الأبلّي (9)،ثنا أحمد بن المعلّى بن يزيد الأسدي - بدمشق - حدّثنا حمّاد بن المبارك، حدّثنا محمّد بن شعيب، حدّثنا مروان بن جناح، عن هشام بن عروة أنه أخبره عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم [أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم] (10) قال:«إنّ من الشعر حكمة»[11487].

ص: 248


1- كتب فوقها في د: ملحق.
2- قال الذهبي أنه وهم، فقد مات ابن سريج قبل قدوم القفال بثلاث سنين.
3- سير أعلام النبلاء 284/16.
4- كتب فوقها في د: إلى.
5- في «ز»: الأيلي، تصحيف.
6- ترجمته في الأنساب (الأبلي)، و تاريخ بغداد 77/3 و جاء فيه:«الأيلي» تصحيف.
7- في «ز»: بن محمّد.
8- بالأصل: الحسين، تصحيف.
9- في «ز»: الأيلي، تصحيف.
10- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و د، و «ز»، و استدرك عن المختصر.

قال الدارقطني: هذا حديث غريب،[من] (1) حديث مروان بن جناح عن هشام بن عروة، تفرّد به محمّد بن شعيب، و لا نعلم حدّث به غير أحمد بن المعلّى بهذا الإسناد.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن بن قبيس (2)،و أبو منصور بن خيرون، قالوا:

قال لنا أبو بكر الخطيب (3):محمّد بن عليّ بن إسماعيل بن الفضل أبو عبد اللّه الأبلّي (4)الحافظ ، سكن بغداد و حدّث بها عن عبد اللّه بن روح المدائني، و محمّد (5) بن نافع بن خالد، و يحيى بن عثمان بن صالح، و يحيى بن أيوب العلاّف، و أزهر بن زفر الحضرمي المصريين، و بكر بن سهل الدّمياطي، و أحمد بن إبراهيم البسري، روى عنه أبو عمر بن حيّوية، و أبو الحسن الدارقطني، و أبو بكر بن شاذان،[و أبو حفص بن شاهين] (6) و أبو حفص الكتاني، و كان ثقة.

أخبرنا السّمسار، أنبأنا الصّفّار، ثنا ابن قانع (7) أن أبا عبد اللّه الأبلّي مات في شوال سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة، و قال غيره: مات لثمان بقين من الشهر.

6773 - محمّد بن عليّ بن أميّة بن عمرو، و يقال: ابن أبي أميّة

أبو جعفر الشاعر الملقّب بأبي حشيشة (8)

قدم دمشق مع المأمون، و حكى عنه، و عن عمّه محمّد بن أبي أمية الشاعر.

روى عنه: جعفر بن أبي قدامة، و ميمون بن هارون، و يعقوب بن إسرائيل، و أحمد بن جعفر جحظة.

و حكى عنه الطبري، و لم يلقه.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا عبد الوهّاب الميداني، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد، أنبأنا جعفر، أنبأنا

ص: 249


1- زيادة عن «ز»، و د.
2- بالأصل و «ز»: قيس، تصحيف، و المثبت عن د.
3- تاريخ بغداد 77/3.
4- في تاريخ بغداد: الأيلي.
5- في تاريخ بغداد: يحيى.
6- الزيادة عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
7- بالأصل: نافع، تصحيف، و المثبت عن ذ، و «ز»، و تاريخ بغداد.
8- ترجمته في الفهرست ص 208 و معجم الشعراء ص 427، و تاريخ بغداد 85/2 و الأغاني 75/23.

أبو جعفر الطبري (1) قال: ذكر أبو حشيشة محمّد بن عليّ بن أميّة بن عمر قال: كنا قدّام أمير المؤمنين بدمشق فغنّى علويّة:

برئت من الإسلام إن كان ذا الذي *** أتاك به الواشون عنّي كما قالوا

و لكنّهم لما رأوك سريعة *** إليّ تواصوا بالنميمة و احتالوا

فقال: يا علويّة، لمن هذا الشعر؟ فقال: للقاضي، فقال: أي قاض ويحك ؟ قال:

قاضي دمشق، قال: يا أبا إسحاق اعزله، فقال: قد عزلته، قال فيحضر الساعة، فأحضر شيخ مخضوب قصير، فقال له المأمون: من تكون ؟ قال: فلان بن فلان الفلاني، قال: تقول الشعر؟ قال: كنت أقوله، فقال: يا علويّة أنشده الشعر، فأنشده، فقال: هذا الشعر لك ؟ قال:

نعم يا أمير المؤمنين، و نساؤه طوالق و كلّ ما يملك في سبيل اللّه إنّ كان قال شعرا من ثلاثين سنة إلاّ في زهد أو معاتبة صديق، فقال: يا أبا إسحاق اعزله، فما كنت أولي رقاب المسلمين من يبدأ في هزله بالبراءة من الإسلام، ثم قال: اسقوه فأتي بقدح فيه شراب، فأخذه و هو يرتعد، فقال: يا أمير المؤمنين ما ذقته قط ، قال: فلعلك تريد غيره ؟ قال: لم أذق منه شيئا قط ، قال: فحرام هو؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: أولى لك، بها نجوت، اخرج، ثم قال: يا علويّة لا تقل: برئت من الإسلام، و لكن قل:

حرمت مناي إن كان ذا الذي *** [أتاك به الواشون عني كما قالوا]

قاضي دمشق عمر - أو عمرو - بن أبي بكر المؤمّلي، و قد تقدمت هذه الحكاية في ترجمة عمر.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن الزاهد، و أبو منصور المقرئ، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب: محمّد بن عليّ بن أبي أمية أبو حشيشة الشاعر، كان أديبا، ظريفا، حسن المعرفة بصنعة الغناء، خدم غير واحد من الخلفاء و الأكابر، و له أخبار يرويها عنه جعفر بن قدامة، و ميمون بن هارون الكاتب، و غيرهما.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد بن محمّد قال: كتب أبو وحشية رقعة إلى ابن يزداد يستعينه و كان فيها (2):

ص: 250


1- الخبر في تاريخ الطبري 656/8 و الخبر و الشعر في الأغاني 339/11.
2- البيتان الأخيران في معجم الشعراء للمرزباني ص 427 و الوافي بالوفيات 112/4.

أعزز عليّ بأن تكون كما أرى (1) *** حسن الشّمائل فاتر الأجفان

حسن الوصال لكلّ من واصلته *** متحريا لمسرّة الإخوان

و أخصّ منك و قد عرفت محبّتي *** بالصّدّ (2) و الإعراض و الهجران

و إذا شكوتك لم أجد لي مسعدا *** و رميت فيما قلت بالبهتان

6774 - محمّد بن عليّ بن جعفر أبو بكر الكتّاني البغدادي الصوفي

6774 - محمّد بن عليّ بن جعفر أبو بكر الكتّاني البغدادي الصوفي (3)

حكى عن أبي بكر بن شاكر، و أبي حمزة محمّد بن إبراهيم، و إبراهيم الخوّاص، و أبي سعيد أحمد بن عيسى الخرّاز (4).

حكى عنه أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، و عبيد اللّه بن إبراهيم الورّاق، و أبو بكر محمّد بن علي التكريتي، و أبو النجم أحمد بن الحسن، و الحسين بن أحمد بن جعفر، و محمّد بن أحمد النجّار، و أبو عبد اللّه محمّد بن علي الحوري، و عليّ بن أحمد الأهوازي، و عبد السّلام بن محمّد البغدادي الصوفي.

و اجتاز في سياحته بصيدا و أطرابلس في صحبة أبي سعيد الخراز، و كان من كبار شيوخ الصوفية.

أخبرنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم، و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا - و أبو منصور ابن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنبأنا إسماعيل بن أحمد الحيري، ح و أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر المزكي، قالا: أنبأنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين (6) السّلمي قال: محمّد بن عليّ بن جعفر الكتّاني أبو بكر و يقال: أبو عبد اللّه، أصله بغدادي، أقام بمكة، و مات بها، و كان أحد الأئمة و السادة، حكي عن المرتعش أنه كان يقول: الكتاني سراج الحرم.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري قال: قال لنا أبي الأستاذ أبو القاسم (7) في تسمية مشايخ

ص: 251


1- الأصل: ترى، و المثبت عن د، و «ز».
2- بالأصل: بالصدق، و المثبت عن د، و «ز»، و المصدرين.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 74/3 و حلية الأولياء 357/10 و الأنساب (الكتاني)، و سير أعلام النبلاء 533/14 و صفة الصفوة 257/2، و الوافي بالوفيات 111/4 و العبر 194/2.
4- بالأصل و «ز»: الخزاز، تصحيف، و المثبت عن د، و سير أعلام النبلاء، ترجمته في سير أعلام النبلاء 419/13.
5- تاريخ بغداد 74/3.
6- في تاريخ بغداد: الحسن.
7- الرسالة القشيرية ص 427 رقم 61.

الصوفية و منهم: أبو بكر محمّد بن علي الكتّاني، بغدادي الأصل، صحب الجنيد، و الخرّاز، و النوري (1)،جاور بمكة إلى أن مات سنة اثنتين و عشرين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن الزاهد، و أبو منصور المقرئ، قالوا: قال لنا أبو بكر الحافظ (2):محمّد بن علي بن جعفر، أبو بكر الكتّاني أحد مشايخ الصوفية، سكن مكة، و كان فاضلا نبيلا حسن الإشارة، حكى عن أبي سعيد الخرّاز، و جنيد بن محمّد و غيرهما.

قال الخطيب (3):و حدّثنا عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني، ثنا علي بن عبد اللّه، ثنا أحمد بن فارس، حدّثني أبو بكر الكتّاني قال: كنت أنا و أبو سعيد الخرّاز و عبّاس بن المهتدي و آخر - لم يذكره - نسير بالشام على ساحل البحر، إذا شاب يمشي معه محبرة ظننا أنه من أصحاب الحديث، فتناقلنا به، فقال له أبو سعيد: يا فتى، على أيّ طريق نسير؟ فقال:

ليس أعرف إلاّ طريقين: طريق الخاصة، و طريق العامّة، فأمّا طريق العامّة فهذا الذي أنتم عليه، و أمّا طريق الخاصة فبسم اللّه، و تقدم إلى البحر و مشى حيالنا على الماء، فلم نزل نراه حتى غاب عن أبصارنا.

أخبرنا (4) أبو سعد محمّد بن أحمد بن الخليل النوقاني - بمرو - أنبأنا الحاكم الإمام أبو منصور العارف، أنبأنا الشيخ أبو عبد الرّحمن السلمي قال: سمعت أبا بكر محمّد بن عبد اللّه الرازي يقول: سمعت محمّد بن علي الكتاني أبا بكر يقول (5):إنّ للّه تعالى ريحا تسمّى الصّيحة مخزونة تحت العرش، تهب عند الأسحار، تحمل الأنين و الاستغفار إلى الملك الجبّار (6).

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن يحيى بن إبراهيم، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن محمّد الشيرازي، أنبأنا أبو الحسن ابن جهضم، ثنا عبيد اللّه بن إبراهيم الورّاق (7)-رحمه اللّه - قال: سمعت الكتّاني يقول:

ص: 252


1- هو أبو الحسين أحمد بن محمّد النوري، ولد و نشأ ببغداد، بغوي الأصل، مات سنة 295.
2- تاريخ بغداد 74/3.
3- تاريخ بغداد 76/3.
4- كتب فوقها في د: ملحق.
5- في د، و «ز»: «أبا بكر يقول الحرم يقول» و فوق لفظة «الحرم» في «ز»، ضبة.
6- كتب فوقها في د: إلى.
7- كذا رسمها بالأصل، و في د، و «ز»: الوزان.

رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم في المنام و هو شعث غبر و عليه جبّة صوف قصيرة إلى أنصاف ساقيه، دنسة، محلول الإزار، كثير شعر الرأس، حاسر، حافي القدمين، فساءني منظره ذلك لأنني لم أره قط على تلك الحال، فاغتممت لذلك غمّا شديدا، و قد كان أبو حمزة محمّد بن إبراهيم حدّثني مرة أنّ منامات أصحابنا لا يعبّرها غيرهم، لأنها على حسب أحوالهم و مقاماتهم، فقصدت أبا حمزة و قصصت عليه رؤياي و غمّي بذلك، فقال: لا يغمك ما رأيت، تراءى لك صلى اللّه عليه و سلّم في صورة واعظ منذر، فقال: هكذا كن، و بي فاقتد، و على هذا فالقني، فسرّي عني ذلك.

أخبرنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا - و أبو منصور ابن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (1)،- أنبأنا إسماعيل بن أحمد، ح و أنبأنا أبو الحسن الفارسي، أنبأنا - أبو بكر المزكي، قالا: قال أبو عبد الرّحمن السلمي: و سمعت محمّدا - و قال الخطيب: محمّد بن عبد اللّه بن شاذان - يقول: كان يقال: إن الكتّاني ختم في الطواف اثنتي عشرة ألف ختمة.

أنبأنا أبو الحسن أيضا، أنبأنا أبو بكر، أنبأنا أبو عبد الرّحمن قال: سمعت جعفر بن أحمد يقول: سمعت ابن ممشاذ يقول: سمعت الكتّاني يقول: كنت في ابتداء أمري أطوف فيجيء أبو سعيد الخرّاز ليقوم على طرف المطاف فإذا علم أنّي قد فرغت من طوافي أخذني إلى جانب و يعطيني شيئا، و كنت أكره ذلك و أحب أن أطوى (2)،قال: فقال لي يوما: أراك تكره هذا؟ قلت: نعم، قال لي: اسكت، لو ابتليت بطعام مسلحي، أيش كنت تعمل ؟ أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن الزاهد، قالا: حدّثنا - و أبو منصور المقرئ، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنبأنا أبو علي عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن فضالة النيسابوري، أنبأنا محمّد (4) بن عبد اللّه بن شاذان المذكر قال: سمعت محمّد بن علي الكتّاني - و سئل عن التوبة - فقال: التبعّد من المذمومات كلها، إلى الممدوحات (5) كلها، ثم

ص: 253


1- تاريخ بغداد 74/3.
2- المثبت عن د، و «ز»، و بالأصل: أطوف.
3- تاريخ بغداد 75/3.
4- بالأصل: أحمد، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
5- بالأصل: المندوحات، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد

المكابدات ثم المجاهدات، ثم الثبات، ثم الرشاد، ثم تدرك من اللّه الولاية و حسن المعونة.

كتب إليّ أبو علي الحدّاد يخبرني عن أبي بكر محمّد بن عبد اللّه بن (1) محمّد بن صالح العطّار، أنبأنا أبو منصور المظفّر بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو الفرج عبد الواحد بن بكر الورثاني قال: سمعت محمّد بن خلاد و أحمد بن الفضل يقولان: سمعنا أبا بكر محمّد بن إسماعيل الفرغاني يقول (2):كنت أنا و أبو بكر الزقاق (3) و أبو بكر الكتاني نسافر قريبا من عشرين سنة لا نختلط بأحد من الناس و لا نعاشر أحدا، نقدم البلد فإن كان فيه شيخ دنونا منه و سلّمنا عليه و جالسناه، فإذا (4) كان الليل عدنا إلى المسجد، فيقوم الكتّاني من أوّل الليل إلى أن يصبح، فكنا نعدّ له ختمة، و يجلس الزّقاق منتصبا بإزاء القبلة إلى أن يصبح، و أنام أنا على قفاي متفكرا إلى أن يصبح، فنصلي كلنا الغداة على طهر واحد.

أخبرنا (5) أبو القاسم المستملي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا محمّد بن الحسين بن محمّد قال: سمعت منصور بن عبد اللّه يقول: سمعت الكتاني يقول: العاجز من عجز من سياسة (6) نفسه.

قال: و أنبأنا أبو بكر، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سمعت أبا القاسم البصري يقول: سمعت الكتّاني يقول: من يدخل في هذه المفازة (7) يحتاج إلى أربعة أشياء حالا يحميه، و علما يسوسه، و ورعا يحجره، و ذكرا يؤنسه (8).

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أبي نصر إبراهيم بن مكي، أنبأنا أبو زيد، و أبو منصور المصقليان (9)،و عبّاس الرّازي - سماعا و إجازة - قالوا: أنبأنا أبو منصور معمر بن أحمد بن محمّد بن زياد، أخبرني أبو الحسين بن شاه، ثنى عبد الواحد بن بكر قال: سمعت همّام بن الحارث يقول: سمعت أبا بكر الكتاني يقول: إنّي لأعرف (10) من اشتكت عينه فاعتقد فيما بينه و بين اللّه عزّ و جل أن لا يرجع إلى شيء من مصالح نفسه أو تبرأ عينه، فغفا غفوة فهتف به

ص: 254


1- الأصل:«أن» و المثبت عن د، و «ز».
2- الرسالة القشيرية ص 29.
3- هو أبو بكر أحمد بن نصر الزقاق، من أقران الجنيد، و من أكابر مصر.(الرسالة القشيرية ص 417).
4- من هنا... إلى قوله: و يجلس الزقاق، سقط من «ز».
5- كتب فوقها في د: ملحق.
6- في «ز»: صيانة نفسه.
7- في «ز»: المغارة.
8- سير أعلام النبلاء 534/14.
9- رسمها مضطرب بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
10- بالأصل:«لا أعرف» و المثبت عن د، و «ز»

هاتف: يا هذا، لو عقدت هذا العقد على أهل النار لأخرج من في النار، فلمّا انتبه كأن عينه صحيحة، و ليس به بأس.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: سمعت أبا بكر الرّازي يقول: سمعت الكتّاني و سأله بعض المريدين فقال له:[أوصني، فقال له:] (1) كن كما ترى الناس، و إلا فأرى الناس كما تكون.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: سمعت أبا بكر محمّد بن عبد اللّه يقول: سمعت محمّد بن علي الكتّاني يقول:[من باع الحرص بالقناعة ظفر بالعز و المروءة.

قال: و أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن الحسين قال: سمعت أبا بكر الرازي يقول:

قال الكتاني:] (2) كن في الدنيا ببدنك، و في الآخرة بقلبك.

و أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه البجلي - و هو أبو بكر الرازي يقول: و سمعت أبا المظفّر بن القشيري يقول: سمعت أبي يقول: سمعت محمّد بن عبد اللّه الصوفي يقول: سمعت محمّد ابن أحمد النجار يقول: سمعت الكتّاني (3) و قد قال له بعض الفقراء: أوصني، فقال:

اجتهد (4) أن تكون كلّ ليلة ضيف مسجد، و أن لا تموت إلاّ بين منزلين.

و قال: سمعت أبا حاتم الصوفي يقول: سمعت أبا نصر السّرّاج يقول: سمعت الدقّي يقول: سمعت الكتّاني يقول: صحبني رجل و كان على قلبي ثقيلا، فوهبت له شيئا ليزول ما في قلبي، فلم يزل، فحملته إلى بيتي و قلت له: ضع رجلك على خدّي، فأبي، فقلت: لا بدّ، ففعل، و اعتقدت أن لا يرفع رجله من خدي حتى يرفع اللّه من قلبي ما كنت أجده، فلمّا زال من قلبي ما كنت أجده قلت له: ارفع رجلك الآن.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: حدّثنا - و أبو منصور المقرئ، أنبأنا - أبو الخطيب (5)،أنبأنا ابن (6) فضالة، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن شاذان قال:

ص: 255


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز».
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن د، و «ز».
3- الرسالة القشيرية ص 290.
4- بالأصل و «ز»: اجهد، و المثبت عن د، و الرسالة القشيرية.
5- تاريخ بغداد 75/3.
6- بالأصل:«أبو» تصحيف، و التصويب عن د، و «ز»

سمعت أبا بكر الكتّاني يقول: سألت ابن الفرجي (1) فقلت: إنّ للّه صفوة، و إنّ للّه خيرة، فمتى يعرف العبد أنه من صفوة اللّه، و من خيرة اللّه ؟ فقال: كيف وقعت هاهنا (2)؟قلت:

جرى على لساني، قال: إذا خلع الراحة، و أعطى المجهود في الطاعة، و أحبّ سقوط المنزلة، و صار المدح و الذمّ عنده سواء.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنبأنا أبي (3) قال: سمعت أبا عبد الرّحمن السلمي يقول: سمعت الحسين بن أحمد بن جعفر يقول: سمعت الكتاني يقول:[التصوف] (4) خلق، من زاد عليك في الخلق، فقد زاد عليك في التصوّف.

قال: و سمعت أبي (5) يقول: سمعت محمّد بن الحسين يقول: سمعت أبا بكر الرّازي يقول: سمعت الكتّاني يقول: من حكم المريد أن يكون فيه ثلاثة أشياء: نومه غلبة، و أكله فاقة، و كلامه ضرورة.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الحسين، و أبو الحسن بن أبو العباس قالا: حدّثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنبأنا إسماعيل بن أحمد الحيري، قال: ح و أنبأنا أبو القاسم الشحامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، و أخبرنا أبو الحسن الفارسي - إذنا - أنبأنا أبو بكر المزكي، قالوا: أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن شاذان يقول: سمعت محمّد بن علي الكتّاني يقول: من طلب الراحة، فالراحة عدم الراحة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبي (7) قال: سمعت الشيخ أبا عبد الرّحمن السلمي يقول: محمّد بن عبد اللّه يقول: سمعت الكتّاني يقول: لو لا أنّ ذكره فرض علي لم أذكره إجلالا له مثلي يذكره ؟ و لم يغسل فمه بألف توبة متقبلة عن ذكره.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغسّاني، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالوا: حدّثنا (8) و أبو منصور المقرئ، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (9)،أنبأنا أبو حازم عمر بن

ص: 256


1- بالأصل:«لعرحى» و في د، و «ز»: «المرحى» و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»: «هاهنا» و في تاريخ بغداد: بهذا.
3- الرسالة القشيرية ص 242.
4- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و «ز»، و الرسالة القشيرية.
5- الرسالة القشيرية ص 203.
6- تاريخ بغداد 75/3.
7- الرسالة القشيرية ص 223.
8- بالأصل:«أنبأنا» و المثبت عن د، و في «ز»: «نا».
9- تاريخ بغداد 75/3

أحمد بن إبراهيم العبدوي - بنيسابور - قال: سمعت أبا بكر محمّد بن عبد اللّه الرّازي يقول:

سمعت محمّد بن علي الكتّاني يقول: لو لا أنّ ذكره فرض عليّ ما ذكرته إجلالا له، مثلي يذكره و لم يغسل فمه بألف توبة متقبّلة.

و أخبرنا أبو القاسم، و أبو الحسن، قالا: حدّثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنبأنا أبو منصور محمّد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز (2)-بهمذان - حدّثنا أبو الحسن عليّ بن عبد اللّه بن [الحسن بن] (3) جهضم الهمذاني، حدّثنا أبو بكر محمّد بن داود قال: كنت عند محمّد بن علي الكتّاني أبي بكر، فسئل: أيش الفائدة في مذاكرة الحكايات [فقال: الحكايات] (4) جند من جنود اللّه، نقوي بها أبدان المريدين، فقيل له: هل لهذا من شاهد؟ قال: نعم، قال اللّه تعالى: وَ كُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبٰاءِ الرُّسُلِ مٰا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤٰادَكَ (5).

أخبرنا (6) أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا سعيد بن أبي سعيد العيّار، أنبأنا أبو الحسن بن بندار بن المثنى قال: سمعت أبا الحسين أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حمدان الفارسي يمر و يقول: سمعت أبا بكر الكتاني يقول: إذا صح الافتقار إلى اللّه تعالى، صحّ الغنى لأنهما حالان (7) لا يتم أحدهما إلاّ بصاحبه.

قال: و سمعت أبا الحسين الفارسي يقول: سمعت أبا بكر الكتّاني يقول: العاقلون يعيشون في حلم اللّه، و العارفون يعيشون في لطف اللّه، و الصادقون يعيشون في قرب اللّه سبحانه.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: سمعت أبا بكر الرّازي يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن علي الكتاني يقول: الورع هو ملازمة الأدب، و صيانة النفس.

ص: 257


1- تاريخ بغداد 74/3-75.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد: البزار.
3- الزيادة عن تاريخ بغداد.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لرفع الخلل عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
5- سورة هود، الآية:120.
6- كتب فوقها في د: ملحق.
7- في المختصر: حالات

أخبرنا أبو الحسن الفارسي في كتابه، أنبأنا أبو بكر المزكي، ثنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه البجلي يقول:[سمعت الكتاني يقول] (1) من حكم المريد أن تكون فيه ثلاثة أشياء: نومه غلبة، و أكله فاقة، و كلامه ضرورة.

قال: و سمعت الكتّاني يقول: أنزهك عما وحّدك به الموحّدون.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت الكتاني يقول: روعة عند انتباه من غفلة، و انقطاع عن حظ النفسانية، و ارتعاد من خوف قطيعة أفضل من عبادة الثقلين.

سمعت أبا المظفر بن القشيري يقول (2):سمعت [أبي يقول: سمعت] (3) الشيخ أبا عبد الرّحمن السلمي يقول: سمعت أبا بكر الرازي يقول: نظر الكتّاني إلى شيخ أبيض الرأس و اللحية، يسأل [الناس] (4) فقال: هذا رجل أضاع حق اللّه في صغره، فضيّعه اللّه في كبره.

و قال الكتّاني (5):الشهوة زمام إبليس (6)،فمن أخذ بزمامه كان عبده.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: سمعت أبا بكر الرّازي يقول: سمعت الكتّاني يقول: التوكّل في الأصل اتباع العلم، و في الحقيقة استعمال اليقين.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبي قال: و سمعت - يعني - أبا عبد اللّه الشيرازي يقول: سمعت أبا النجم أحمد بن الحسن بخوزستان يقول: سمعت أبا بكر الكتّاني يقول:

كنت في طريق مكة في وسط السنة، فإذا أنا بهميان (7) ملئ (8) يلتمع دنانير، فهممت أن أحمله لأفرقه بمكة على الفقراء، فهتف بي هاتف: إن أخذته سلبناك فقرك.

قال: و سمعت أبا عبد اللّه الشيرازي يقول: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن علي الخوزي

ص: 258


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز».
2- الرسالة القشيرية ص 427.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن د، و «ز».
4- زيادة عن الرسالة القشيرية.
5- الرسالة القشيرية ص 427.
6- في الرسالة القشيرية: الشيطان.
7- الهميان: التكة و المنطقة، و كيس للنفقة يشدّ في الوسط .
8- في «ز»: ملآن.

بجندي سابور قال: سمعت الكتّاني يقول: رأيت بعض الصوفية و كان غريبا ما كنت أثبته، تقدم إلى الكعبة، فقال: يا ربّ ما أدري ما يقول: هؤلاء - يعني: الطائفين - انظر ما في هذه الرقعة، قال: فطارت الرقعة في الهواء، و غابت.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن البروجردي، أنبأنا عليّ بن عبد اللّه بن أبي صادق، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن باكويه قال: سمعت أبا الحسن عليّ بن أحمد الأهوازي بعسكر مكرم (1) قال: سمعت محمّد بن علي الكتّاني يقول: المستمع يجب أن يكون سماعه غير مشروح إليه، يهيج منه السّماع وجدا و شوقا، أو غلبة، و أرد عليه يقينه عن كلّ مسكون و مألوف إليه، و أنشد على أثره:

الشوق و الوجد في مكان *** قد منعاني عن الفرار

هما معي لا يفارقاني *** فذا شعاري و ذا دثاري

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الزاهد، قالا: ثنا - و أبو منصور المقرئ، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا إسماعيل الحيري، ح و أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنبأنا محمّد بن يحيى قالا: أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال [كان] (3) الكتّاني صحب أبا سعيد الخرّاز و عباس بن المهتدي و عمر المكي و غيرهم، و مات سنة اثنتين و عشرين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو القاسم المستملي، أنبأنا أبو بكر الحافظ ، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت محمّد بن علي الكتّاني يقول: قسّمت الدنيا على البلوى، و قسمت الجنّة على التقوى.

6775 - محمّد بن عليّ بن الحسن بن الخليل أبو عمرو النّيسابوري القطّان

رحّال.

سمع بمصر: يونس بن عبد الأعلى، و أحمد بن عبد الرّحمن، و سمع بالشام: محمّد ابن عوف الحمصي، و الحسين بن عبد اللّه الأنطاكي، و بمكة: محمّد بن عبد اللّه بن يزيد

ص: 259


1- بالأصل: عسكر مكري، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز».
2- تاريخ بغداد 76/3.
3- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد

المقرئ، و بخراسان: محمّد رافع، و إسحاق بن منصور، و عبد الرّحمن بن بشر، و محمّد بن يحيى، و بالعراق: عمرو بن عبد اللّه الأودي، و أحمد بن منصور الرمادي.

روى عنه: أبو بكر محمّد بن سعيد بن إسماعيل الحيري (1)،و أبو بكر محمّد بن جعفر، و أبو عمرو بن نجيد، و أبو إسحاق المزكي.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

محمّد بن عليّ بن الخليل القطّان أبو عمرو القطّان المجاور برباط فراوة (2).

سمع بخراسان: محمّد بن رافع، و إسحاق بن منصور، و محمّد بن يحيى، و عبد الرّحمن بن بشر و أقرانهم، و سمع بالحجاز: محمّد بن عبد اللّه بن يزيد المقرئ و أقرانه، و سمع بالعراق: عمرو بن عبد اللّه الأودي، و أحمد بن منصور الرمادي و أقرانهما، و سمع بالشام: محمّد بن عوف، و الحسين بن عبد اللّه الأنطاكي و أقرانهما، و سمع بمصر: يونس بن عبد الأعلى، و أبا عبيد اللّه الوهبي و أقرانهما.

روى عنه: أبو بكر بن أبي عثمان (3)،و أبو بكر بن جعفر، و المشايخ، توفي برباط فراوة سنة أربع عشرة و ثلاثمائة.

6776 - محمّد بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن حرب

6776 - محمّد بن عليّ بن الحسن (4) بن عليّ بن حرب

أبو الحسن - و يقال: أبو الفضل الرّقّي (5)

قاضي طبرية.

حدّث بدمشق، و طبرية، و الرقّة عن: أيّوب بن محمّد الورّاق (6)،و سليمان بن عمر الأقطع الرقيّين، و إبراهيم بن سعيد الجوهري، و عقبة بن مكرم العمي، و أبي أمية عمرو بن هشام بن يزيد الحرّاني.

روى عنه: أبو بكر بن المقرئ، و أبو بكر، و أبو زرعة ابنا عبد اللّه بن أبي دجانة، و أبو

ص: 260


1- بالأصل:«الحميري» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
2- فراوة بليدة على الثغر مما يلي خوارزم (الأنساب).
3- أقحم بعدها بالأصل: و أبو بكر بن عثمان.
4- في «ز» و د: الحسين.
5- تاريخ بغداد 72/3.
6- كذا بالأصل، و في د، و «ز»: الوزان

هاشم المؤدّب، و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الأبهري، و أبو حفص عمر بن محمّد ابن عليّ بن الزيّات.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو بكر محمّد ابن عبد اللّه الأبهري الفقيه المالكي، ثنا أبو الفضل محمّد بن عليّ بن الحسن بن حرب القاضي الرّقّي - بالرقّة - ثنا عقبة بن مكرم، ثنا إسماعيل بن حكيم الخزاعي، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أنتم موفون سبعين أمة، أنتم أخيرها (1)و أكرمها على اللّه عزّ و جلّ »[11488].

المحفوظ :«أنتم خيرها».

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا محمّد بن الحسن بن عليّ بن حرب القاضي، ثنا أيوب بن محمّد الورّاق، ثنا مروان بن معاوية، حدّثنا موسى بن عبيدة، عن أخيه عبد اللّه (2) بن عبيدة، عن جابر بن عبد اللّه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«من قضى نسكه و سلم المسلمون من لسانه و يده غفر له ما تقدّم من ذنبه»[11489].

هكذا نسبه ابن المقرئ في فوائده، و نسبه في المعجم كما ذكرناه في الترجمة.

أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر [محمّد] (3)ابن عوف بن أحمد بن أحمد المزني، أنبأنا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد بن إسماعيل السّلمي، أنبأنا أبو الفضل محمّد بن عليّ بن حرب الرّقي القاضي، قدم علينا، و كان ضريرا، أنبأنا أيوب بن محمّد الوزان بحديث ذكره.

قرأت بخط أبي محمّد المزكي فيما ذكر أنه وجده بخط بعض أصحاب الحديث قال في تسمية من سمعنا منه بدمشق فذكر جماعة منهم: محمّد بن عليّ بن حرب قاضي طبرية.

أخبرنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):محمّد بن عليّ بن الحسن بن حرب أبو الفضل القاضي، من أهل الرقّة، قدم بغداد، و حدّث بها عن سليمان بن عمر بن خالد الأقطع، و أبي أميّة عمرو

ص: 261


1- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في المختصر: آخرها.
2- في «ز»: عن أخيه عن عبد اللّه.
3- زيادة عن د، و «ز».
4- تاريخ بغداد 72/3

ابن هشام (1) الحرّاني، و جعفر بن محمّد بن الفضيل (2) الرّسعني، و علي بن حميل الرّقّي، روى (3) عنه القاضي أبو عبد اللّه المحاملي، و أبو بكر الشافعي، و أبو القاسم بن النحّاس، و أبو (4) حفص بن الزيّات، و أبو الحسن بن لؤلؤ، و غيرهم.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، ثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأنا أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهّان، أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن الحافظ الرّقّي قال: محمّد بن عليّ بن الحسن بن حرب يكنى أبا الفضل، ولد سنة ثنتين و ثلاثين و مائتين، و مات سنة أربع عشرة و ثلاثمائة.

رواها الخطيب (5) عن الأزهري، و الحسن بن محمّد النّرسي عن ابن جامع.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف الجرجاني، قال: و سألته - يعني: الدارقطني - عن عليّ بن الحسن بن حرب أبي الفضل الرّقّي بها فقال: ثقة.

رواه الخطيب عن عليّ بن محمّد بن نصر، عن حمزة.

6777 - محمّد بن عليّ بن الحسن بن وهيب أبو بكر العطوفي

6777 - محمّد بن عليّ بن الحسن بن وهيب (6) أبو بكر العطوفي (7)

روى عن محمّد بن نصر الصائغ [المروزي، و محمّد بن عبد اللّه مطيّن، و عبد اللّه بن محمود بن المروزي، و محمّد بن يحيى بن سليمان المروزي، و الحسن] (8) بن يحيى الأرزني، و عبد اللّه بن محمّد النسائي، و الحسن بن علوية القطّان، و أحمد بن محمّد بن مسروق الطوسي، و أحمد بن عليّ بن غالب، و جعفر بن محمّد الفريابي.

روى عنه: تمام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و أبو أحمد عبد اللّه بن

ص: 262


1- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد: همام.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و تاريخ بغداد، و في معجم البلدان (راس العين) الفضل.
3- من هنا إلى قوله: النحاس، سقط من تاريخ بغداد.
4- يفهم من عبارة تاريخ بغداد، أن الاسم التالي و الذي يليه من جملة من حدّث عنهم صاحب الترجمة.
5- تاريخ بغداد 72/3.
6- بالأصل: وهب، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
7- ترجمته في الأنساب (العطوفي)، و اللباب (العطوفي)، و تاريخ بغداد 79/3 و فيه: العطوي.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز»، للإيضاح

بكر بن محمّد الطبراني، و أبو عبد اللّه بن مندة، و أبو الحسن علي (1) بن محمّد بن أحمد بن إدريس الخثعمي الإمام، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن النحّاس، و عليّ بن الحسين بن محمّد بن هاشم البغدادي، و أبو العباس بن الأقفاصي، و أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن بن عليّ بن محمّد بن يحيى بن الدّقّاق القاضي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عليّ بن الحسن بن وهيب العطوفي - قراءة عليه في سنة ثلاث و أربعين و ثلاثمائة - أنبأنا محمّد بن نصر الصائغ، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدّثني سليمان ابن بلال، عن إبراهيم بن أبي النضر مولى عمر بن عبيد اللّه، عن أبيه، عن بشر بن سعيد، عن زيد بن ثابت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلاّ المكتوبة».

قال تمام (2):إبراهيم بن أبي النضر، هو بردان.

أخبرنا أبو القاسم النّسيب، و أبو الحسن بن قبيس (3)،و أبو منصور بن خيرون، قالوا:

قال لنا أبو بكر الخطيب (4):محمّد بن عليّ بن الحسن بن وهيب بن وهب (5) بن واقد بن هرثمة أبو بكر العطوفي (6)،حدّث بالشام و مصر عن محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، و محمّد ابن نصر بن منصور الصائغ، و يوسف بن يعقوب القاضي، و جعفر الفريابي، و محمّد بن يحيى بن سليمان المروزي، و أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصوفي، روى عنه محمّد بن إسحاق بن مندة الأصبهاني، و تمام بن محمّد بن عبد اللّه الرّازي ساكن دمشق، و أبو محمّد ابن النحّاس المصري، و ذكر ابن النحّاس أنه سمع منه في سنة ثلاث و أربعين و ثلاثمائة، و كان صدوقا.

6778 - محمّد بن عليّ بن الحسن أبو بكر الشّرابي الرّمّاني البغدادي

6778 - محمّد بن عليّ بن الحسن أبو بكر الشّرابي الرّمّاني البغدادي (7)

قدم دمشق، و حدّث بها عن أبي جعفر محمّد بن نصر بن منصور الصائغ، و محمّد بن

ص: 263


1- من هنا إلى قوله:«بن محمّد بن هاشم» سقط من «ز».
2- بالأصل: تمام بن إبراهيم، تصحيف، و المثبت يوافق د، و «ز».
3- بالأصل: قيس، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
4- تاريخ بغداد 79/3.
5- قوله «بن وهب» ليس في تاريخ بغداد.
6- في تاريخ بغداد: العطوي.
7- ترجمته في ميزان الاعتدال 653/3 و لسان الميزان 296/5 و تاريخ بغداد 84/3.

عبد بن عامر السّمرقندي، و أبي عثمان سعيد (1)،و عبد اللّه بن محمّد بن عجب الأنباري، و إبراهيم بن هاشم البغوي، و محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، و جعفر بن محمّد بن المستفاض، و يوسف بن يعقوب القاضي، و أبي بكر محمّد بن يحيى بن سليمان المروزي، و أبي بكر أحمد بن محمّد بن الجعد الوشاء، و أبي إسحاق إبراهيم بن علي العمري.

روى عنه: تمام بن محمّد، و ابن ابنه أبو الحسن عليّ بن أحمد بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عمر (2) بن نصر، و عقيل، و الحسين ابنا عبيد اللّه بن عبدان.

أخبرنا أبو محمّد السلمي، ثنا أبو محمّد التميمي، أنبأنا أبو القاسم البجلي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عليّ بن الحسن البغدادي الرّمّاني الشرابي (3)،ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، حدّثنا هدبة بن خالد، ثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«أكذب الناس الصباغون (4) و الصواغون»[11490].

حدّثني أبو الفضل محمّد بن محمّد بن عطاف الموصلي - ببغداد - أنبأنا القاضي أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني بآمل طبرستان، أنبأنا أبو الحسن عليّ بن شجاع المصقلي، أنبأنا أبو علي الحسن بن العبّاس الكرماني الأخباري بشيراز، حدّثنا أبو عمرو عثمان بن محمّد العثماني، حدّثنا أبو بكر محمّد بن علي البغدادي - بدمشق - قال:

قرئ على عبد اللّه بن محمود المروزي، و أنا أسمع، فذكر حديثا.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالوا:

قال لنا أبو بكر الخطيب (5):

محمّد بن الحسن بن سليمان أبو بكر المعروف بابن الرماني، حدّث بدمشق، و بمصر عن يوسف بن يعقوب القاضي، و محمّد بن يحيى بن سليمان المروزي، و إبراهيم بن هاشم البغوي أحاديث مستقيمة، روى عنه تمام بن محمّد الرازي، و أبو محمّد بن النحّاس المصري و غيرهما.

ص: 264


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: «سعيد بن عبد اللّه» و لم أقف عليه، إلاّ أني رأيت: سعيد بن عجب راجع تبصير المنتبه 933/3 و الاكمال 147/6.
2- في «ز»: عمرو.
3- صحفت بالأصل إلى:«البشرائي».
4- صحفت بالأصل إلى:«الصائغون» و المثبت عن د، و «ز».
5- تاريخ بغداد 84/3.

حدّثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: وجدت بخط تمام بن محمّد الرازي: توفي أبو بكر محمّد بن علي الرماني البغدادي سنة اثنتين و خمسين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني قال: وجدت على ظهر تاريخ أبي زرعة بخط تمام بن محمّد الرّازي و أذن لي في روايته: توفي أبو بكر محمّد بن علي الرماني البغدادي في سنة اثنتين و خمسين و ثلاثمائة.

قال الكتاني: حدّث عن محمّد بن سليمان المروزي و غيره، حدّثنا عنه ابن ابنه عليّ بن أحمد الشرابي، و تمام بن محمّد، و عقيل بن عبيد اللّه بن عبدان و غيرهم، لم أسمع فيه شيئا.

قال لي أبو محمّد بن الأكفاني: ذكره أبو الفتح ابن مسرور فقال: كان فيه بعض اللين (1).

6779 - محمّد بن عليّ بن الحسن بن أحمد أبو بكر التّنّيسي المعروف بالنقّاش

6779 - محمّد بن عليّ بن الحسن بن أحمد أبو بكر التّنّيسي المعروف بالنقّاش (2)

سمع بدمشق: محمّد بن خريم (3)،و عبد اللّه بن عتّاب الزفتي، و أحمد بن عمير بن جوصا، و جماهر بن محمّد، و سعيد بن عبد العزيز، و السلّم بن معاذ التميمي، و محمّد بن عبد اللّه مكحول البيروتي، و علي بن عبد الحميد الغضائري، و عمر بن سنان المنيجي (4)، و عبد اللّه بن محمّد بن سليم (5) المقدسي، و محمّد بن المعافى الصيداوي، و محمّد بن جعفر بن يحيى بن رزيق، و أبا عبد الرّحمن النسائي، و إسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، و القاسم بن الليث الرّسعني - نزيل تنيس - و العباس بن محمّد بن العباس - نزيل مصر - و عبد اللّه بن جعفر ابن أعين، و محمّد بن الحسين بن مكرم، و الهيثم بن خلف، و عمر بن أبي غيلان، و أبا القاسم البغوي، و زكريا بن يحيى الساجي، و حامد بن شعيب، و أبا بكر الباغندي، و محمّد ابن صالح بن ذريح، و محمّد بن هارون بن المجدّر، و أبا يعلى الموصلي، و عبدان الأهوازي و جماعة سواهم.

روى عنه: أبو الحسن الدارقطني، و القاضي أبو الحسن عليّ بن الحسين بن عثمان بن جابر التّنّيسي، و أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر بن القاسم بن أيّوب بن جعفر الكللي، و أبو محمّد عبد اللّه بن عمر بن العبّاس بن العلاء الهمداني الغزي المعروف بابن بنت الطويل،

ص: 265


1- ميزان الاعتدال 653/3.
2- ترجمته في معجم البلدان (تنيس).
3- في «ز»: خزيم، تصحيف.
4- في «ز»: المنهجي، تصحيف.
5- كذا رسمها بالأصل، و في د:«سلم» و في «ز»: سالم.

و أبو إسحاق إبراهيم بن عليّ بن عبد اللّه الغازي الصيرفي، و أبو محمّد الحسن بن عمر بن جماعة بن غازي الإسكندراني.

أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، أنبأنا عليّ بن الحسن الفقيه الخلعي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر الكللي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن عليّ بن الحسن بن أحمد النقّاش التّنّيسي - قراءة عليه و أنا أسمع - أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن سلام، حدّثنا الحسين بن بحر، أنا عون - يعني: ابن عمارة - حدّثنا أبو العلاء، و اسمه عمرو (1) بن العلاء، حدّثنا ابن سرح و اسمه صالح، عن عمران بن حطان، عن عائشة أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«يؤتى بالقاضي يوم القيامة فيلقى من الهول قبل الحساب، ما (2) يود أنه لم يقض بين اثنين في تمرة»[11491].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن (3) بن طلحة بن إبراهيم بن يحيى المعروف بابن النحاس التّنّيسي - لفظا بدمشق - أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن عمر المعروف بابن بنت الطويل قال: حكى ابن صبيح - يعني - أبا القاسم يوسف بن صبيح عن أبي بكر محمّد بن عليّ بن الحسن النقّاش أنه قال له عند خروجه إلى مكة: أ لك حاجة ؟ فقال: تقرئ النبي صلى اللّه عليه و سلّم السّلام، و تقول له: أبو بكر محمّد بن عليّ بن الحسن المبلغ عنك يقرأ عليك.- قال ابن النحّاس في نسخة فيها سماعي: السّلام.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنبأنا أبو الحسين زيد بن إبراهيم بن الحسن (4) بن أبي الجود المقرئ الفقيه التّوني بدمياط ، حدّثنا القاضي أبو علي الحسين بن محمّد بن أحمد المتطبب، حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين (5) بن جعفر بن القاسم الأنماطي، حدّثني شيخ من أهل الحديث يعرف بأبي محمّد عبد اللّه بن عمر الطويل قال: اجتمع أبو الحسن عليّ بن عمر الدارقطني بتنّيس، و أبو بكر محمّد بن عليّ بن الحسن النقّاش، و أنا عندهما جالس، فقال له:

يا أبا بكر، ما في بلدك هذه (6) مسلم ؟ فقال: نعم، فقال: ما أراهم عندك، فقال أبو بكر: ما شغلوا بالآخرة.

ص: 266


1- في «ز»: «عمر» و قوله:«و اسمه عمرو بن العلاء» ليس في د.
2- مطموسة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الحسين.
4- كذا بالأصل، و في د: و «ز»: الحسين.
5- بالأصل: الحسن، و المثبت عن د، و «ز».
6- في «ز»: «قد أسلم» بدلا من «هذه مسلم».

أنبأنا أبو الفرج أيضا، أنبأنا أبو محمّد عبد الساتر بن عبيد اللّه عبد الساتر الربادي، و أبو الحسن محمّد بن الحسين بن عتيق بن الرواس - بتنيس - قالا: أنبأنا عبد اللّه بن عمر الغزي، قال: توفي أبو بكر محمّد بن علي النقّاش يوم الاثنين لأربع خلون من شهر شعبان سنة تسع و ستين و ثلاثمائة، و عاش قبل ذلك سبعا و ثمانين سنة غير شهر واحد، و قال لي: ولدت في رمضان سنة اثنتين و ثمانين و مائتين.

6780 - محمّد بن عليّ بن الحسن بن أبي المضاء محمّد بن أحمد بن أبي المضاء

أبو المضاء البعلبكي المعروف بالشيخ الدّيّن (1)(2) سمع بدمشق أبا بكر الخطيب، و أبا (3) الحسن بن أبي الحديد، و أبا محمّد الكتاني، و ببعلبك: ابن عمّه القاضي أبا علي الحسين بن عليّ بن محمّد (4) بن أبي المضاء.

سمع منه أخي أبو الحسين رحمه اللّه و أصحابنا، و قد أجاز لي جميع حديثه.

كتب إليّ أبو المضاء محمّد بن عليّ بن أبي المضاء، أنبأنا ابن عمي القاضي أبو علي الحسين بن عليّ بن محمّد بن أبي المضاء البعلبكي - قراءة عليه ببعلبك في رجب سنة ست و أربعين و أربعمائة - أنبأنا أبو علي الحسين بن أحمد بن محمّد بن المبارك - قراءة عليه في المسجد الجامع ببعلبك - حدّثنا محمّد بن يوسف الرّقّي، حدّثنا الحسن بن بكر بن أحمد بن حمامة الصّفّار بالبصرة، ثنا أبو جعفر النجيرمي بالبصرة، ثنا أحمد بن سعيد بن عمرو، ثنا سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يقول اللّه: و عزّتي و جلالي، و ارتفاعي فوق خلقي، لا أجمع على عبدي خوفين، و لا أجمع لعبدي أمنين، فمن خافني في الدنيا آمنته اليوم، و من أمنني في الدنيا أخفته اليوم»[11492].

قرأت بخط شيخنا أبي الفرج الخطيب: سألت أبا المضاء بدمشق عن مولده فقال: في سنة خمس و عشرين و أربعمائة.

قرأت بخط أبي محمّد بن صابر: سألت أبا محمّد الحسن بن أبي المضاء محمّد بن علي البعلبكي عن وفاة أبيه فقال: في السادس و العشرين من شعبان سنة تسع و خمسمائة

ص: 267


1- في «ز»: الديق، تصحيف.
2- ترجمته في معجم البلدان (بعلبك).
3- بالأصل: و أبي.
4- في «ز»: «بن محمّد بن محمّد» و في د فكالأصل.

ببعلبك، قال ابن صابر: ثقة خلف ولدين، أبا الحسن علي، و أبا محمّد الحسن، و ذكر غيره:

أن وفاته كانت في جمادى الآخرة (1) من سنة تسع و خمسمائة.

6781 - محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب

ابن هاشم بن عبد مناف أبو جعفر الهاشميّ (2)

باقر العلم، من أهل المدينة.

أوفده عمر بن عبد العزيز عليه حين ولي الخلافة [يستشيره في بعض أموره. روى عن أبيه، و جابر بن عبد اللّه و أنس بن مالك، و أبي سعيد الخدري] (3) و عبد اللّه بن عباس، و أبي هريرة، و عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، و عبيد اللّه بن [أبي] (4) رافع، و محمّد بن الحنفية، و سعيد بن المسيّب.

روى عنه: عبد الرّحمن بن هرمز الأعرج، و هو أسن منه، و ابنه جعفر بن محمّد، و الزهري، و عمرو (5) بن دينار، و أبو إسحاق الهمداني، و عطاء بن أبي رباح، و ابن جريج (6)، و ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، و يحيى بن أبي كثير، و قرّة بن خالد البصري، و حرب بن سريج، و أبيض بن أبان، و الحكم بن عتيبة، و جابر بن يزيد الجعفي، و أبان بن تغلب، و ليث بن أبي سليم، و الحجّاج بن أرطأة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن الطوسي، قالا:

أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور - زاد ابن أحمد: و أبو محمّد الصريفيني قالا:- أنبأنا أبو القاسم بن حبابة.

ح و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي، و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي [عاصم،] (7)،و أبو محمّد عبد السّلام بن أحمد، و أبو عبد اللّه سمرة بن جندب، و أخوه أبو محمّد عبد القادر،

ص: 268


1- بالأصل:«جماد الأخير» و المثبت عن د، و «ز».
2- ترجمته في تهذيب الكمال 73/17 و تهذيب التهذيب 225/5 و الوافي بالوفيات 102/4 و التاريخ الكبير 1/1/ 183 و الجرح و التعديل 26/1/4 حلية الأولياء 180/3 المعرفة و التاريخ (الفهارس) البداية و النهاية (الفهارس)، طبقات ابن سعد 320/5 أعيان الشيعة (الفهرس) العبر 142/1، و شذرات الذهب 149/1.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن «ز»، و د.
4- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و «ز».
5- في «ز»: عمر، تصحيف.
6- في «ز»: ابن أبي جريج.
7- سقطت من الأصل و استدركت عن و، و «ز».

قالوا: أنبأنا محمّد بن عبد العزيز، أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي شريح قالا: أنبأنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثنا مصعب بن عبد اللّه (1)،أحد بني مالك بن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللّه.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كان إذا وقف على الصّفا يكبّر ثلاثا و يقول:«لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد، و هو على كلّ شيء قدير» يصنع ذلك ثلاث مرات، و يدعو و يصنع على المروة (2) مثل ذلك[11493].

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، و أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو غالب أحمد بن الحسن، قالوا: أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو بكر بن مالك، حدّثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه بن مسلم البصري، حدّثنا أبو عاصم الضحّاك بن مخلد، عن جعفر ابن محمّد، حدّثني أبي قال:

قال عمر: ما أدري ما أصنع بالمجوس، فقام عبد الرّحمن بن عوف قائما فقال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم سئل عنهم ؟ فقال:«سنّوا بهم سنّة أهل الكتاب» (3)[11494].

هذا منقطع، محمّد لم يدرك عمر.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أنبأنا رشأ (4) بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، ثنا عمران بن موسى الجزري، ثنا أبي عن ضمرة (5) قال: قال عمر بن عبد العزيز لبعض ولد الحسين عليّ بن أبي طالب: لا تقف على بابي ساعة واحدة إلاّ ساعة تعلم أنّي جالس فيؤذن لك علي من ساعتك، فإنّي أستحيي من اللّه تبارك و تعالى أن يقف على بابي رجل من أهل بيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فلا يؤذن له عليّ من ساعته.

[قال ابن عساكر:] كذا في هذه الرواية، و قد قال عمر ذلك لعبد اللّه بن حسن بن الحسن.

و قوله: من ولد الحسين وهم، و إنما هو من ولد الحسن.

ص: 269


1- بالأصل: عبد، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
2- صحفت في «ز» إلى المروءة.
3- سير أعلام النبلاء 403/4.
4- بالأصل: راشد، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
5- في «ز»: حمزة تصحيف.

قرأت بخط عبد الوهّاب الميداني سماعه من أبي سليمان بن زبر، عن أبيه أبي محمّد قال: و أخبرني أحمد بن عبد اللّه قال: وجدت في كتاب جدي بخطه عن الفرات بن السائب عن أبي حمزة أن عمر بن عبد العزيز لما ولي بعث إلى الفقهاء فقرّبهم، و كانوا أخصّ الناس به، بعث إلى محمّد بن عليّ بن حسين أبي جعفر، و بعث إلى عون بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، و كان من عبّاد أهل الكوفة و فقهائهم، فقدم عليه، و بعث إلى محمّد بن كعب القرظي (1)،و كان من أهل المدينة من أفاضلهم و فقهائهم، فلمّا قدم أبو جعفر محمّد بن علي على عمر بن عبد العزيز و أراد الانصراف إلى المدينة قال: بينما هو جالس في الناس ينتظرون الدخول على عمر إذ أقبل ابن حاجب عمر و كان أبوه مريضا، فقال: أين أبو (2) جعفر ليدخل ؟ فأشفق محمّد بن علي أن يقوم فلا يكون هو الذي دعا به، فنادى ثلاث مرات، قال: لم يحضر يا أمير المؤمنين، قال: بلى، قد حضر، حدّثني بذلك الغلام، قال: فقد ناديته ثلاث مرات، قال: كيف قلت ؟ قال: قلت: أين أبو جعفر؟ قال: ويحك اخرج، فقل: أين محمّد ابن علي ؟ فخرج، فقام فدخل فحدّثه ساعة، و قال: إنّي أريد الوداع يا أمير المؤمنين، قال عمر: فأوصني يا أبا جعفر، قال: أوصيك بتقوى اللّه، و اتّخذ الكبير أبا، و الصغير ولدا، و الرجل أخا، فقال: رحمك اللّه، جمعت لنا و اللّه ما إن أخذنا به و أماتنا اللّه عليه، استقام لنا الخير إن شاء اللّه، ثم خرج، فلما انصرف إلى رحله أرسل إليه عمر: إني أريد أن آتيك فاجلس في إزار و رداء، فبعث إليه: لا، بل أنا آتيك، فأقسم عليه عمر، فأتاه عمر، فالتزمه و وضع صدره على صدره و أقبل يبكي، ثم جلس بين يديه، ثم قام و ليس لأبي جعفر حاجة سأله إياها إلاّ قضاها له، و انصرف فلم يلتقيا حتى ماتا جميعا، رحمهما اللّه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا:، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي، و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد، أنا أبو حفص الأهوازي خليفة بن خياط قال (3):محمّد بن عليّ بن حسين بن أبي طالب يكنى أبا جعفر، أمّه أم عبد اللّه بنت حسن بن عليّ بن أبي طالب، توفي سنة ثمان عشرة و مائة.

ص: 270


1- بالأصل و «ز»: القرطبي، تصحيف، و المثبت عن د.
2- بالأصل و د، و «ز»: أبي.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 444 رقم 2233

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا (1):أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو عبد اللّه الطوسي (2)،ثنا الزبير بن أبي بكر قال (3):فولد علي الأصغر بن الحسين: حسنا (4)،لا بقية له، و حسينا (5) الأكبر لا بقية له، و محمّد بن علي، و هو أبو جعفر، و عبد اللّه بن علي، و أمّهم أمّ عبد اللّه بنت حسن بن عليّ بن أبي طالب، و لأم ولد، و كان يقال لمحمّد بن علي ابن الحسين باقر العلم، و له يقول القرظي (6):

يا باقر العلم لأهل التقى *** و خير من لبّى على الأجبل

و له يقول مالك بن أعين الجهني (7):

إذا طلب الناس علم القرآ *** ن كانت قريش عليه عيالا

و إن قيل: إنّي (8) ابن بنت الرسو *** ل نلت بذلك فرعا طويلا

نجوم (9) تهلّل للمدلجين *** جبال تورّث علما جبالا

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا محمّد بن سعد (10) قال في الطبقة الثالثة من أهل المدينة: محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب، و يكنى أبا جعفر، قال الهيثم: توفي سنة ثمان عشرة و مائة، قال الواقدي: سنة سبع عشرة و مائة و هو ابن ثلاث و سبعين سنة، و قال أبو نعيم: توفي سنة أربع عشرة و مائة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد بن الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا سليمان بن إسحاق، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمّد بن سعد (11) قال في الطبقة

ص: 271


1- بالأصل و «ز»، و د:«قالا».
2- في «ز»: الطوقي.
3- راجع نسب قريش للمصعب الزبيري ص 59-60.
4- لم يذكر في نسب قريش.
5- بالأصل و د:«و حسين» و لم يذكر في «ز».
6- البيت في سير أعلام النبلاء 404/4.
7- الأبيات في سير أعلام النبلاء 404/4 و معجم الشعراء للمرزباني ص 366.
8- في معجم الشعراء: أين ابن بنت النبي. و في سير أعلام النبلاء: و إن قيل: ابن ابن بنت الرسول.
9- في سير أعلام النبلاء: تحوم.
10- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليست في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
11- طبقات ابن سعد 320/5 و 324.

الثالثة من أهل المدينة: أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب، و أمّه أمّ عبد اللّه بنت حسن بن عليّ بن أبي طالب، كان ثقة، كثير الحديث، و ليس من يروي عنه من يحتج به.

أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن عليّ بن الآبنوسي في كتابه، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين بن المظفّر، أنبأنا أبو علي أحمد بن علي، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم البرقي قال: و من ولد عليّ بن حسين: محمّد ابن عليّ بن حسين أبو جعفر، و أمّه أم عبد اللّه بنت حسن بن عليّ بن أبي طالب، و كان فقيها، فاضلا، قد روي عنه.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي، أنبأنا أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالا: أنبأنا أبو أحمد، أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا البخاري (1) قال: محمّد بن عليّ بن حسين بن عليّ بن أبي طالب أبو جعفر الهاشميّ المدني القرشي، سمع جابر بن عبد اللّه، و أباه، سمع منه عمرو بن دينار، و ابنه جعفر، قال لي عبد اللّه بن محمّد عن ابن عيينة عن جعفر قال: مات أبي و هو ابن ثمان و خمسين، و قال أبو نعيم: مات سنة أربع عشرة و مائة، و قال لي محمود: ثنا عبد الرزّاق، و أنبأنا ابن جريج، عن عطاء، عن محمّد بن عليّ بن حسين: فلقيت أنا محمّد بن علي فأخبرني أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم عليه عم و فرد، و قال بعضهم: محمّد بن علي عن عمّار، و توهم بعضهم أنه محمّد بن الحنفية، و الأوّل أصحّ .

أنبأنا أبو الحسين (2) الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (3):محمّد بن علي ابن الحسين بن عليّ بن أبي طالب أبو جعفر، روى عن جابر بن عبد اللّه، و أبيه عليّ بن الحسين، روى عنه ابنه جعفر بن محمّد، و الزهري، و عمرو بن دينار، و أبو إسحاق الهمداني، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 272


1- التاريخ الكبير للبخاري 183/1/1.
2- في «ز»: الحسن، تصحيف.
3- الجرح و التعديل 26/8.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو عليّ بن الصّوّاف، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: محمّد بن عليّ بن حسين أبو جعفر.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنبأنا محمّد بن طاهر، أنبأنا مسعود بن ناصر، أنبأنا عبد الملك بن الحسن، أنبأنا أبو نصر البخاري قال:

محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب أبو جعفر الهاشميّ المدني، سمع جابر بن عبد اللّه، روى عنه أبو إسحاق الهمداني (1)،و مخول بن راشد، و معمر بن يحيى بن سام في الغسل، قال جعفر ابنه مات أبي و هو ابن ثمان و خمسين سنة، قال البخاري، و محمّد ابن سعد: قال أبو نعيم مات سنة أربع عشرة و مائة، و كذلك قال عليّ بن جعفر مثل أبي نعيم، و قال الذّهلي: و فيما كتب إليّ أبو نعيم مثله، قال أبو نصر: و كان مولده سنة ست و خمسين، و قال الذهلي: قال يحيى بن بكير - يعني - مات سنة سبع عشرة و مائة (2)،سنّه ثلاث و سبعون.

و قال عمرو بن علي: مات سنة أربع عشرة و مائة، و قال بعضهم: سنة سبع عشرة [و الصحيح سنة أربع عشرة] (3) و هو ابن ثلاث و سبعين.

و قال أبو عيسى الترمذي: مات سنة خمس عشرة و مائة (4).

و قال الواقدي: مات سنة سبع عشرة و مائة، و هو ابن ثلاث و سبعين.

و قال ابن سعد: قال الهيثم: توفي سنة ثمان عشرة و مائة.

و قال ابن أبي شيبة: مات سنة أربع عشرة و مائة.

و قال ابن نمير: مات سنة أربع عشرة و مائة.

و قال البخاري: حدّثني [محمّد] (5) بن بشّار، حدّثنا غندر، ثنا شعبة، عن مخول بن

ص: 273


1- في «ز»: الهمذاني.
2- من هنا.. إلى قوله: و الصحيح.. سقط من «ز».
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز».
4- من هنا إلى قوله: و قال البخاري.. سقط من «ز».
5- زيادة عن «ز».

راشد، عن محمّد بن علي، عن جابر بن عبد اللّه قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم يفرغ على رأسه ثلاثا[11495].

و قال: حدّثني عبد اللّه بن محمّد، أنبأنا يحيى بن آدم، حدّثنا زهير، عن أبي إسحاق، ثنا أبو جعفر أنه كان عند جابر بن عبد اللّه هو و أبوه و عنده قوم، فسألوه عن الغسل، فقال:

يكفيك صاع، و ذكر الحديث.

و قال: ثنا معمر بن يحيى بن سام، حدّثني أبو جعفر قال: قال لي جابر: أتاني ابن عمك يعرض بالحسن بن محمّد بن الحنفية، قال: كيف الغسل من الجنابة ؟ الحديث.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، ثنا أبو الحسين بن المهتدي، ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنبأنا أبي أبو يعلى، قالا: أنبأنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن مخلد قال: قرأت على عليّ بن عمرو حدّثكم الهيثم بن عدي قال: قال عياش : محمّد بن عليّ بن حسين، يكنى أبا جعفر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، سمع جابر بن عبد اللّه، روى عنه عمرو بن دينار، و الحكم، و ابنه جعفر.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين (1)[بن] عليّ بن أبي طالب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، ثنا أبو بشر الدولابي قال: أبو جعفر محمّد بن علي ابن الحسن بن أبي طالب.

أنبأنا أبو جعفر، أنبأنا الصّفّار، أنبأنا ابن منجويه، أنبأنا الحاكم قال (2):أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب القرشي المدني، و أمّه أم عبد اللّه بنت حسن

ص: 274


1- في «ز» هنا: الحسن، تصحيف.
2- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 38/3 رقم 999.

ابن عليّ بن أبي طالب، سمع جابر بن عبد اللّه، و أنس بن مالك، روى عنه عطاء بن [أبي] (1)رباح، و عمرو بن دينار، و الحاكم [بن] (2) عتيبة.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه الكبريتي، حدّثنا أبو بكر الباطرقاني - إملاء - ثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إبراهيم المدني، ثنا ابن عقدة [نا] (3) محمّد بن عبد اللّه بن أبي نجيح، حدّثني عليّ بن حسّان القرشي عن عمّه عبد الرّحمن بن كثير، عن جعفر بن محمّد قال: قال أبو جعفر محمّد بن علي أجلسني جدي الحسين بن علي في حجره و قال لي:

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقرئك السلام. و قال عليّ بن الحسين: أجلسني عليّ بن أبي طالب في حجره و قال لي: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقرئك السلام.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن عليّ بن محمّد بن المجلي، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أخبرني عليّ بن أحمد الرزاز (4)،أنبأنا عليّ بن إبراهيم بن حمّاد القاضي، ثنا يحيى بن أحمد المزوق حيون، ثنا سويد (5)-يعني - ابن سعيد، حدّثنا المفضل بن عبد اللّه، عن أبان بن تغلب، عن محمّد بن علي قال: أتاني جابر بن عبد اللّه و أنا في الكتّاب فقال لي: اكشف عن بطنك، فألزق بطنه ببطني و قال لي: أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أن أقرئك السّلام[11496].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد (6)،حدّثنا الحسن بن الطيّب، و القاسم بن زكريا، قالا: حدّثنا سويد ابن سعيد، حدّثنا مفضل بن عبد اللّه الكوفي، عن أبان بن تغلب، عن محمّد بن علي قال:

قال الحسن بن علي: أتاني جابر بن عبد اللّه و أنا في الكتّاب، فقال لي: اكشف لي عن بطنك، فكشفت له عن بطني، فألصق بطنه ببطني ثم قال: أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أن أقرئك منه السّلام، فقال أبو أحمد قال: أنبأنا ابن الطيّب: هكذا قال سويد: مفضل بن عبد اللّه، و هو مفضل بن صالح أبو جميلة النحاس[11497].

قال أبو أحمد: و لا أعلم رواه عن أبان غير المفضّل هذا.

ص: 275


1- زيادة عن د، و «ز»، و الأسامي و الكنى.
2- زيادة، عن د، و «ز»، و الأسامي و الكنى.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز».
4- في «ز»: الوزان.
5- كذا رسمها بالأصل «شديد»، و في د، و «ز»: «سويد» و هو ما أثبتناه.
6- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 411/6 في ترجمة مفضل بن صالح النحاس.

[قال ابن عساكر:] (1) كذا قال، زاد فيه الحسن.

أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن نصر بن خميس الموصلي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن المظفّر السامي، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن محمّد الخلاّل، ثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان، حدّثنا عبد الباقي بن قانع، حدّثنا محمّد بن زكريا الغلاّبي، ثنا شعيب بن واقد، ثنا سعيد بن محمّد الجهني، عن أبي الزبير قال: كنا عند جابر بن عبد اللّه فدخل عليه عليّ بن الحسين و معه ابنه، فقال [جابر] (2) من هذا يا بن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: ابني محمّد، فضمّه جابر إليه و بكى، ثم قال: اقترب أجلي يا محمّد، رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقرئك السلام، فسئل و ما ذاك ؟ قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول للحسين بن علي:«إنه يولد لابني هذا ابن يقال له عليّ بن الحسين، و هو سيّد العابدين، إذا كان يوم القيامة ينادي مناد: ليقم سيّد العابدين، فيقوم عليّ بن الحسين، و يولد لعلي بن الحسين ابن يقال له: محمّد، إذا رأيته يا جابر فاقرئه مني السلام، يا جابر، اعلم أن المهدي من ولده، و اعلم يا جابر أن بقاءك بعده قليل»[11498].

قرأت بخط أبي الحسين رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم عليّ بن إبراهيم، و أبو الوحش المقرئ عنه، أنبأنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد الفرضي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، حدّثنا الغلاّبي، حدّثنا إبراهيم [بن] بشار، عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير قال: كنا عند جابر بن عبد اللّه و قد كفّ بصره و علت سنة، فدخل عليه عليّ بن الحسين و معه ابنه محمّد، و هو صبي صغير، فسلّم على جابر و جلس، فقال لابنه محمّد: قم إلى عمك فسلّم عليه و قبّل رأسه، ففعل الصّبيّ ذلك، فقال جابر: من هذا؟ فقال: محمّد ابني، فضمّه إليه و بكى و قال: يا محمّد، إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقرأ عليك السلام، فقال له صحبه، و ما ذاك أصلحك اللّه ؟ فقال: كنت عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فدخل عليه الحسين بن علي فضمّه إليه و قبّله و أقعده إلى جنبه، ثم قال:«يولد لابني هذا ابن يقال (3) له علي، إذا كان يوم القيامة نادى مناد (4) من بطنان العرش: ليقم سيّد العابدين، فيقوم هو، و يولد له محمّد إذا رأيته يا جابر فاقرأ عليه السّلام منّي، و اعلم أن بقاءك بعد ذلك اليوم قليل»[11499]، فما لبث جابر بعد ذلك اليوم إلاّ بضعة (5) عشر يوما حتى توفي.

ص: 276


1- زيادة منا للإيضاح.
2- بالأصل و «ز»، و د: منادي.
3- زيادة عن «ز»، و د، للإيضاح.
4- بالأصل: عشرة، تصحيف.
5- بالأصل، و «ز»، و د:«فقال».

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا دحيم، حدّثنا اليمامي عيسى، عن جابر [عن أبي جعفر] (1) قال: رأيت ابن عمر خرج من الكعبة و صدره أصفر من طيبها و هو محرم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسن بن رزقويه، أنبأنا أبو عمرو بن السماك، حدّثنا حنبل، حدّثنا عثمان يعني ابن [أبي] (2) شيبة، حدّثنا عليّ بن هاشم عن محمّد بن علي السلمي عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل قال: كنت أختلف أنا و أبو جعفر إلى جابر بن عبد اللّه، فكتب عنه في ألواح.

أخبرنا (3) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف السهمي، حدّثنا أحمد بن أبي عمران الجرجاني (4)،ثنا عمران بن موسى، حدّثنا إبراهيم بن المنذر، حدّثني محمّد بن جعفر، حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: كان نقش خاتم أبي محمّد بن علي: القوة للّه جميعا.

أنبأنا (5) أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، ثنا عليّ بن الحسن، و رشأ ابن نظيف قالا: أنبأنا محمّد بن إبراهيم، أنبأنا محمّد (6) بن محمّد، ثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال: محمّد بن عليّ بن الحسين (7) هو أبو جعفر، لم يلق عليا (8).

قرأنا على أبي غالب أحمد، و أبي عبد اللّه يحيى ابني البنّا، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنبأنا عليّ بن محمّد بن خزفة (9) الصّيدلاني، أنبأنا محمّد بن الحسين بن محمّد الزعفراني، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدّثني حسين بن زيد، حدّثني عمر بن علي، و جعفر بن محمّد، قالا: كان محمّد بن علي إذا حدّث بالحديث و معنا الألواح فذهبنا نكتب أبى أن يحدّث و قال: لا تكتبوا فإنّا لم نكتب، احفظوا بقلوبكم، فكنا إذا قمنا من عنده تراجعنا حديثه الفقه.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا

ص: 277


1- ما بين معكوفتين استدرك عن د، و «ز»، لتقويم السند.
2- زيادة عن د، و «ز».
3- كتب فوقها في د: ملحق.
4- قوله:«الجرجاني ثنا عمران» سقط من «ز»، فاختل السند.
5- كتب فوقها في د: ملحق.
6- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
7- بالأصل و «ز»: الحسن، و المثبت عن د.
8- كتب فوقها في د: إلى.
9- فوقها بالأصل: ضبة.

عليّ بن منير بن أحمد، أنبأنا الحسن بن رشيق، قال: قال لنا أبو عبد الرّحمن النسائي في تسمية فقهاء التابعين من أهل المدينة: سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزبير، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و سليمان بن يسار (1)،و خارجة بن زيد بن ثابت، و أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، و عليّ بن الحسن، و القاسم بن محمّد ابن أبي بكر الصّدّيق، و سالم بن عبد اللّه بن عمر، و أبو جعفر محمّد بن علي، و عمر بن عبد العزيز، أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو عليّ بن الصوّاف، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا إبراهيم بن محمّد بن ميمون، حدّثنا أبو مالك الجبني، عن عبد اللّه بن عطاء قال: ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علما منهم (2) عند أبي جعفر، لقد رأيت الحكم عنده كأنه متعلّم.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنبأنا أبو الحسن المدني (3)،أنبأنا أبو محمّد المصري، أنبأنا أبو بكر المالكي، حدّثنا عمير بن مرداس، ثنا عبد اللّه بن نافع الأصغر، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الزهري قال: دخل هشام بن عبد الملك بن مروان المسجد الحرام متوكئا على مولاه سالم، فنظر إلى محمّد بن عليّ بن الحسين، و قد أحدق الناس به حتى خلا الطواف، فقال: من هذا؟ فقيل له: محمّد بن عليّ بن الحسين، فأرسل إليه، فقال: أخبرني عن يوم القيامة ما يأكل الناس فيه، و ما يشربون ؟ فقال محمّد بن علي للرسول: قل له يحشرون على مثل قرصة (4) النقيّ (5) فيها أنهار تفجّر؛ فأبلغ ذلك هشاما، فرأى هشام أن قد ظفر به، فقال للرسول: ارجع إليه فقل له: ما أشغلهم يومئذ عن الأكل و الشرب، فأبلغه الرسول، فقال محمّد بن علي: أبلغه و قل له: هم و اللّه في النار أشغل، و ما شغلهم عن أن قالوا أَفِيضُوا عَلَيْنٰا مِنَ الْمٰاءِ أَوْ مِمّٰا رَزَقَكُمُ اللّٰهُ (6).

رواه غيره، فقال عبد الرّحمن بن عبد اللّه.

ص: 278


1- في «ز»: بشار.
2- بالأصل:«منه» و المثبت عن د، و «ز» للإيضاح.
3- كذا بالأصل، و في د، و «ز»: المقرئ.
4- بالأصل و د، و «ز»: فرضة، و المثبت عن المختصر.
5- النقي: الخبز الحواري (النهاية لابن الأثير).
6- سورة الأعراف، الآية:50.

أخبرناه أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا أبو عبد اللّه الطوسي، حدّثنا الزبير (1)قال: و حدّثني عبد الرّحمن بن عبد اللّه الزهري قال: حجّ هشام بن عبد الملك، فدخل المسجد الحرام متكئا على يد سالم مولاه، و محمّد بن عليّ بن حسين جالس في المسجد، فقال له: يا أمير المؤمنين هذا محمّد بن عليّ بن حسين جالس في المسجد، فقال: يا أمير المؤمنين هذا محمّد بن عليّ بن حسين، فقال له هشام: المفتون به أهل العراق ؟ فقال: نعم، قال له: اذهب إليه فقل له: يقول لك أمير المؤمنين: ما الذي يأكل الناس و يشربون إلى أن يفصل بينهم يوم القيامة ؟ فقال له محمّد: يحشر الناس على مثل قرصة (2) النقيّ فيها الأنهار مفجرة، فرأى هشام أنه قد ظفر به، فقال: اللّه أكبر، اذهب إليه فقل له: ما أشغلهم عن الأكل و الشرب يومئذ، ففعل، فقال له محمّد بن علي: قل له: هم في النار أشغل، و لم يشغلوا أن قالوا: أَفِيضُوا عَلَيْنٰا مِنَ الْمٰاءِ أَوْ مِمّٰا رَزَقَكُمُ اللّٰهُ ،قال: فظهر عليه محمّد بن علي.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن محمّد، أنبأنا أبو القاسم عليّ بن محمّد، أنبأنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن داود، أنبأنا محمّد بن عمر بن (3) سليمان، حدّثني أحمد بن محمّد بن إسماعيل، ثنا يحيى بن عبدك، ثنا خلف بن عبد الرّحمن، ثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل [في قوله: لَآيٰاتٍ ] (4) لِلْمُتَوَسِّمِينَ (5) قال: كان أبو جعفر منهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: ثنا الوليد بن بكر، أنبأنا عليّ بن أحمد، أنبأنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (6):محمّد بن عليّ بن الحسين تابعي ثقة، روى عن جابر بن عبد اللّه، أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (7)،ثنا أحمد بن إسحاق، ثنا جعفر بن محمّد بن شريك، ثنا

ص: 279


1- من هذا الطريق رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 405/4.
2- بالأصل و د، و «ز»: «فرضة» و المثبت عن سير أعلام النبلاء.
3- بالأصل:«أنبأنا سليمان» و المثبت عن د، و «ز».
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و د، و «ز»، و استدرك لإيضاح المعنى عن سير أعلام النبلاء 405/4.
5- من الآية 75 من سورة الحجر.
6- رواه العجلي في كتاب تاريخ الثقات ص 410 رقم 1486.
7- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 182/3. و من طريق لوين رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 404/4 - 405.

محمّد بن سليمان لوين، ثنا أبو يعقوب البزار عبد اللّه بن يحيى قال: رأيت على أبي جعفر محمّد بن علي إزارا أصفر، و كان يصلّي كلّ يوم و ليلة خمسين ركعة بالمكتوبة.

أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمّد، أنبأنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمذاني، أنبأنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنبأنا أبو علي الحسن بن محمّد بن القاسم بن درستويه، ثنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، ثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا المطّلب بن زياد (1)،ثنا ليث بن أبي سليم قال: دخلت على أبي جعفر محمّد بن علي و هو يذكر ذنوبه و ما يقول الناس فيه، فبكى (2).

أخبرنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم الخطيب، أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، ثنا محمّد بن عبد العزيز، ثنا عبيد بن إسحاق، ثنا العلاء بن ميمون، عن أفلح مولى محمّد بن علي قال: خرجت مع محمّد بن علي حاجا، فلمّا دخل المسجد الحرام نظر إلى البيت فبكى حتى علا صوته، فبكى الناس لبكائه، فقيل له: لو رفقت بنفسك قليلا، فقال لهم: أبكي لعلّ اللّه ينظر إليّ منه برحمة فأفوز بها غدا، قال: ثم طاف بالبيت حتى جاء فركع عند المقام، فرفع رأسه من سجوده فإذا موضع سجوده مبتلا كلّه من دموعه.

أخبرنا أبو علي الحدّاد في كتابه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (3)،حدّثنا أبي، ثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أبان، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد، ثنا سلمة بن شبيب، عن عبد اللّه بن عمر الواسطي، عن أبي الربيع الأعرج، عن شريك، عن جابر يعني الجعفي قال: قال لي محمّد ابن علي: يا جابر إنّي لمحزون، و إنّي لمشتغل القلب، قلت: و ما حزنك و شغل قلبك ؟ قال:

يا جابر إنّه من دخل قلبه صافي خالص، دين اللّه شغله عمّا سواه، يا جابر ما الدنيا و ما عسى

ص: 280


1- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 405/4.
2- كتب بعدها في «ز»: بلغت سماعا بقراءتي و عرضا بالأصل على سيدنا القاضي العالم أبي البركات الحسن بن محمّد بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي بإجازته من عمّه المؤلف و أبو محمّد عبد الرحمن بن يونس بن إبراهيم التونسي و كتب محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي و سمع سوى قائمتين من أوّله أبو حامد الحسين بن عليّ بن القاسم بن الحافظ أبي القاسم علي المؤلف لهذا الكتاب و أبو العباس أحمد بن يوسف بن عبد اللّه التلمساني يوم الثلاثاء الثاني من شهر شعبان سنة ثمان عشرة و ستمائة في مجلس واحد بجامع دمشق حرسها اللّه.
3- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 182/3.

أن تكون، هل هو إلاّ مركب ركبته، أو ثوب لبسته، أو امرأة أصبتها؟ يا جابر إن المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا لبقاء فيها، و لم يأمنوا قدوم الآخرة عليهم، و لم يصمهم عن ذكر اللّه ما سمعوا بأذانهم من الفتنة، و لم يعمهم عن نور اللّه ما رأوا بأعينهم من الزينة (1)،ففازوا بثواب الأبرار، إنّ أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مئونة، و أكثرهم لك معونة، و إن نسيت ذكّروك، و إن ذكرت أعانوك، قوّالين بحقّ اللّه، قوّامين بأمر اللّه، قطعوا محبتهم بمحبة اللّه، و نظروا إلى اللّه و إلى محبته بقلوبهم، و توحشوا من الدنيا لطاعة مليكهم، و علموا أنّ ذلك منظور إليهم من شأنهم، فأنزل الدنيا بمنزل نزلت به فارتحلت منه، أو كمال أصبته في منامك فاستيقظت و ليس معك منه شيء، و احفظ للّه ما استرعاك من دينه و حكمته.

قرأت على أبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، عن أبي القاسم عليّ بن محمّد المصّيصي، أنبأنا أبو الحسن عليّ بن محمّد [المقرئ، أخبرنا محمد] (2) بن أحمد بن عثمان الشاهد، أنبأنا محمّد بن جعفر السامري قال: سمعت أبا موسى المؤدّب يقول: قال قيس بن النعمان: خرجت يوما إلى بعض مقابر المدينة، فإذا أنا بصبي جالس عند قبر يبكي بكاء شديدا، و إنّ وجهه ليلقي شعاعا من نور، فأقبلت عليه، فقلت: أيها الصبي، ما الذي عقلت (3) له من الحزن حتى أفردك بالخلوة في مجالب الموتى و البكاء على أهل البلاء (4)و أنت بغو الحداثة مشغول عن اختلاف الأزمان و حنين الأحزان، فرفع رأسه و طأطأه، و أطرق ساعة لا يحير جوابا، ثم رأسه و هو يقول:

إنّ الصبي صبي العقل لا صغر *** أزرى بذي العقل فينا لا و لا كبر

ثم قال لي: ما هذا، إنك خليّ الذّرع (5) من الفكر، سليم الأحشاء من الحرقة، أمنت تقارب الأجل بطول الأمل، إن الذي أفردني بالخلوة في مجالب أهل البلاء، يذكر قول اللّه عز و جل: فَإِذٰا هُمْ مِنَ الْأَجْدٰاثِ إِلىٰ رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (6) فقلت: بأبي أنت و أمي، من أنت ؟ فإنّي لأسمع كلاما حسنا، فقال: إنّ من شقاوة أهل البلاء قلة معرفتهم بأولاد الأنبياء، أنا محمّد بن عليّ بن الحسين بن علي، و هذا قبر أبي، فأيّ أنس آنس من قربه، و أي وحشة تكون معه، ثم أنشأ يقول:

ص: 281


1- بالأصل، و د، و «ز»: «عن الرتبة» و المثبت عن حلية الأولياء.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز»، لتقويم السند.
3- بالأصل و «ز»: أعقلت، و المثبت عن د.
4- في «ز»: «الدالي» تصحيف.
5- الذرع: الخلق.
6- سورة يس، الآية:51.

ما غاض دمعي عند نازلة *** إلاّ جعلتك للبكا سببا

إنّي أجلّ ثرى حللت به *** من [أن] (1) أرى لسواك مكتئبا

فإذا ذكرتك سامحتك به *** مني الدموع ففاض فانسكبا

قال قيس: فانصرفت و ما تركت زيارة القبور مذ ذاك.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أنبأنا رشأ المقرئ، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، ثنا محمّد بن موسى بن حمّاد، ثنا محمّد بن الحارث، عن المدائني قال:

بينما محمّد بن عليّ بن الحسين (2) في فناء الكعبة فإذا أعرابي فقال له: هل رأيت اللّه حيث عبدته ؟ فأطرق و أطرق من كان حوله، ثم رفع رأسه إليه [فقال:] (3) ما كنت لأعبد شيئا لم أره، فقال: و كيف رأيته ؟ قال: لم تره الأبصار بمشاهدة العيان، و لكن رأته القلوب بحقائق الإيمان، لا يدرك بالحواس، و لا يقاس بالناس، معروف بالآيات، منعوت بالعلامات، لا يجور في قضيته بأن من الأشياء و بانت الأشياء منه، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ ءٌ (4)،ذلك اللّه لا إله إلاّ هو، فقال الأعرابي: اللّه أعلم حيث يجعل رسالاته.

قال: و أنا ابن مروان، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، حدّثنا أبو نعيم (5)،ثنا أبو (6)جعفر الرازي، عن المنهال بن عمرو، عن محمّد بن علي قال: اذكروا من عظمة اللّه ما شئتم، و لا تذكرون (7)منه شيئا، إلاّ و هي أشد منه، و اذكروا من الجنة ما شئتم و لا تذكرون (8)منها شيئا إلاّ و هي أفضل منه.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو عمرو عثمان بن محمّد بن القاسم البزار (9)المعروف بابن الأدمي، ثنا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث السجستاني، ثنا محمّد بن منصور الطوسي، ثنا شبابة بن سوار، ثنا بسام قال: كنت عند أبي

ص: 282


1- زيادة لتقويم الوزن عن د، و «ز».
2- بالأصل، و «ز»: «الحسن» تصحيف، و المثبت عن د.
3- زيادة عن د، و «ز».
4- سورة الشورى، الآية:11.
5- كذا بالأصل و د، و في «ز»: إبراهيم.
6- من طريق أبي نعيم رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 406/4.
7- بالأصل و د، و «ز»: تذكروا، و المثبت عن سير أعلام النبلاء.
8- راجع الحاشية السابقة.
9- إعجامها مضطرب بالأصل و د، و المثبت عن «ز».

جعفر و عنده حمزة المرادي فقال حمزة: تكلموا فإنّ بيننا و بينه سترا، فلما خرج قلنا لأبي جعفر: إنه قال كذا و كذا، فقال: ما له فعل اللّه به و فعل، ما كان هذا لأحد إلاّ النبيّ صلى اللّه عليه و سلّم، فإنّ أبا بكر كان يسمع مناجاة جبريل للنبي صلى اللّه عليه و سلّم و لا يراه.

أخبرنا أبو بكر أيضا، ثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا أبو القاسم البغوي، ثنا داود بن عمرو الضبّي، حدّثنا شريك، عن عروة بن عبد اللّه، عن أبي جعفر قال: كانت قائمة سيف أمير المؤمنين عمر فضة، قلت: أمير المؤمنين ؟ قال: نعم.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن عمر الأرموي في كتابه، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر، أنبأنا أبو الفضل الكريدي، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، قالا: أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، حدّثني إبراهيم بن شريك، حدّثنا عقبة ابن مكرم (1)،ثنا يونس بن بكير، عن أبي عبد اللّه الجعفي، عن عروة بن عبد اللّه قال:

سألت أبا جعفر محمّد بن علي: ما قولك في حلية السّيف ؟ قال: لا بأس به، قد حلى أبو بكر الصّدّيق سيفه، قلت: و تقول: الصّدّيق ؟، قال: فوثب وثبة استقبل القبلة ثم قال: نعم الصّدّيق،[نعم الصدّيق] (2)ثلاثا، فمن لم يقل له الصّدّيق فلا صدّق اللّه قوله في الدّنيا و لا في الآخرة (3).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا (4)البنّا، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أحمد بن عبيد بن بيري - إجازة-.

ح قالا: و أنبأنا أبو تمام عليّ بن محمّد في كتابه، أنبأنا أبو بكر بن بيري - قراءة عليه - أنبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني، أنبأنا أحمد بن أبي خيثمة، ثنا مالك بن إسماعيل (5)، و عليّ بن الجعد، قالا: ثنا زهير، عن عروة بن عبد اللّه قال: لقيت أبا جعفر محمّد بن علي فأمرني بالخضاب بالوسمة، و قال: قد كنت أختضب بها حتى قد تحرك فمي، ثم قال: إنّ ناسا من حمقى قرائكم يزعمون أنّ خضاب الحنّاء حرام، و قد سألوا محمّد بن أبي بكر - أو

ص: 283


1- بالأصل: عكرمة، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز».
2- زيادة عن د، و «ز».
3- سير أعلام النبلاء 408/4 و حلية الأولياء 184/3-185.
4- بالأصل:«أنبأنا» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
5- في «ز»: مالك بن إسماعيل بن علي.

القاسم بن محمّد - فذكر أنّ أبا بكر الصّدّيق كان يخضب بالحناء و الكتم، قلت: الصّدّيق ؟ قال: نعم، و ربّ هذه: الصّدّيق، قال زهير: و أكبر ظنّي أنه أشار إلى الكعبة.

و هذا لفظ عليّ بن الجعد، و ليس في حديث أبي غسان ذكر القاسم بن محمّد.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن عمر بن يوسف - إجازة - أنبأنا أبو الغنائم عبد الصّمد بن المأمون، ح و أخبرنا أبو عبد اللّه المقرئ، أنبأنا أبو الفضل بن الكريدي، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، قالا: أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا أحمد بن محمّد بن [عتبة، نا إبراهيم بن حبيب، نا عمرو، عن جابر عن محمّد بن] (1)علي قال: أجمع بنو فاطمة على أن يقولوا في أبي بكر و عمر أحسن ما يكون من القول (2).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلاّب، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمّد بن سعد (3)،أنبأنا الحسن بن موسى، ثنا زهير، عن جابر قال: قلت لمحمّد بن علي: أ كان منكم أهل البيت أحد يزعم أن ذنبا من الذنوب شرك ؟ قال: لا، قلت: أ كان منكم أهل البيت أحد يقرّ بالرجعة ؟ قال: لا، قلت: أ كان منكم أهل البيت أحد يسبّ أبا بكر و عمر؟ قال: لا، فأحبّهما و تولّهما و استغفر لهما.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أحمد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم، ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد، أنبأنا أبي أبو طاهر (4).

قالا: أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه الصرصري، ثنا أبو عمر حمزة ابن القاسم الإمام، ثنا عبد اللّه (5)بن أبي علي، أنبأنا إسحاق بن بشر، عن شريك بن عبد اللّه، عن جابر قال: سألت أبا جعفر محمّد بن علي رحمه اللّه: هل كان أحد من أهل البيت يسبّ أبا بكر و عمر؟ قال: معاذ اللّه، قال: بل يتولّوهما و يستغفرون لهما، و يترحمون عليهما.

ص: 284


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز».
2- سير أعلام النبلاء 406/4.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 321/5.
4- بالأصل:«أنبأنا أبو... (بياض)» و المثبت «أبي» عن د، و «ز». و في د:«أبو طاهر» و في «ز»: «أبو طالب» راجع مشيخة ابن عساكر 172/ب.
5- في «ز»: أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو الفضل الأرموي في كتابه، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون، ح و أخبرنا أبو عبد اللّه النشابي، أنبأنا أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن (1)بندار، أنبأنا أبو الحسن المجهّز، قالا: أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا أبو ذرّ أحمد بن محمّد بن أبي بكر، ثنا عليّ بن الحسين ابن أشكاب، ثنا إسحاق الأزرق، عن بسام بن عبد اللّه الصيرفي قال: سألت أبا جعفر: ما تقول في أبي بكر و عمر؟ فقال: و اللّه إنّي لأتولاّهما و أستغفر لهما، و ما أدركت أحدا من أهل بيتي إلاّ و هو يتولاهما.

أخبرنا أبو الحسن بختيار ابن عبد اللّه الهندي (2)،أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن علي ابن خلف بن محمّد بن شعبة البصري - بالبصرة - ثنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، ثنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد بن حمّاد الأثرم المقرئ، ثنا أبو الحسن عليّ بن حرب الطائي، ثنا ابن فضيل (3)،عن سالم بن أبي حفصة قال: سألت أبا جعفر و جعفرا (4)عن أبي بكر و عمر، فقالا: تولاّهما و ابرأ من عدوهما، فإنّهما كانا إمامي هدى.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أحمد بن علي المقرئ في التاريخ، ثنا أبو عيسى الترمذي، ثنا الحسن بن عرفة، حدّثني محمّد بن الفضيل، عن سالم بن أبي حفصة قال: سألت أبا جعفر محمّد بن علي، و جعفر بن محمّد عن أبي بكر و عمر، فقالا لي: يا سالم، تولاّهما و ابرأ من عدوهما فإنهما كانا إمامي هدى. قال سالم: و قال لي جعفر بن محمّد: يا سالم أ يسبّ الرجل جده، أبو بكر جدّي، لا نالتني شفاعة محمّد يوم القيامة إن لم أكن أتولاّهما، و أبرأ من عدوّهما.

قال أبو عيسى: و كانت أم جعفر بن محمّد أمّ فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصّدّيق، أخبرني بذلك بعض ولد أبي بكر الصّدّيق.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو عروبة الحرّاني، حدّثنا عليّ بن المنذر الطريقي، ثنا ابن فضيل، عن سدير

ص: 285


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- في «ز»: المهتدي.
3- من طريقه روي في سير أعلام النبلاء 402/4 و انظر طبقات ابن سعد 321/5.
4- بالأصل:«و جعفر» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز»، و سير الأعلام.

الصيرفي، و سالم بن أبي حفصة أنهما سألا أبا (1)جعفر، و جعفرا (2)عن أبي بكر و عمر، فقالا: نتولى من تولاّهما، و نبرأ ممّن يبرأ منهما.

أنبأنا أبو الفضل الأرموي، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون، ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد ابن إبراهيم، أنبأنا أبو الفضل بن الكريدي، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، قالا: أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا إبراهيم بن حمّاد، ثنا عمّي - يعني - إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا حجّاج، ثنا محمّد (3)بن طلحة، عن خلف بن حوشب، عن سالم بن أبي حفصة و كان من رءوس من يبغض أبا بكر و عمر - قال: دخلت على أبي جعفر و هو مريض، فقال و أراه (4)قال ذلك من أجلي، اللّهم إنّي أتولى أبا بكر و عمر و أحبّهما، اللّهم إن كان في نفسي غير هذا فلا نالتني شفاعة محمّد صلى اللّه عليه و سلّم يوم القيامة (5).

أنبأنا علي الحدّاد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (6)ثنا محمّد بن عليّ بن حبيش (7)،ثنا أحمد ابن يحيى الحلواني، ثنا أحمد بن يونس، عن عمرو بن شمر، عن جابر قال: قال لي محمّد ابن علي: يا جابر، بلغني أن قوما بالعراق يزعمون أنهم يحبوننا و يتناولون أبا بكر و عمر، و يزعمون أنّي أمرتهم بذلك، فأبلغهم أنّي إلى اللّه منهم بريء، و الذي نفس محمّد بيده لو و ليت لتقرّبت إلى اللّه بدمائهم، لا نالتني شفاعة محمّد إن لم أكن أستغفر لهما، و أترحم عليهما، إنّ أعداء اللّه لغافلون عنهما.

قال: و حدّثنا أبو نعيم (8)،ثنا محمّد بن عمرو (9)بن سالم، ثنا عبّاس بن أحمد بن عقيل، ثنا منصور بن أبي مزاحم، حدّثنا شعبة الخيّاط مولى جابر الجعفي [حدّثني مولاي جابر الجعفي] (10)قال: قال لي أبو جعفر محمّد بن علي لما ودعته: ابلغ أهل الكوفة أني بريء ممّن تبرأ من أبي بكر و عمر.

ص: 286


1- بالأصل:«أبي» و المثبت عن د، و «ز».
2- بالأصل: و جعفر، تصحيف و التصويب عن د، و «ز».
3- بالأصل: حجاج، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
4- بالأصل:«ولداه» تصحيف، و التصويب عن «ز»، و د.
5- سير أعلام النبلاء 406/4.
6- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 185/3.
7- بالأصل: جيش، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز»، و حلية الأولياء.
8- حلية الأولياء 185/3.
9- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في الحلية: عمر.
10- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و حلية الأولياء، و استدرك عن د، و «ز».

أنبأنا أبو الفضل الأرموي، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون، ح و أخبرنا أبو عبد اللّه النشائي، أنبأنا أبو الفضل بن الكريدي، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، قالا: أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، ثنا جدي، حدّثني الهيثم بن عبيد اللّه الفقيه، ثنا إسرائيل، عن حكيم بن جبير قال: سألت أبا جعفر عن من ينتقص أبا بكر و عمر فقال: أولئك المرّاق.

أخبرنا (1)أبو الحسن عليّ بن الحسن، ثنا - و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنبأنا - أبو بكر الخطيب، أخبرني الحسن بن محمّد الخلاّل، و محمّد بن عبد الواحد الأكبر، قالا: حدّثنا محمّد بن العبّاس الخراز، ثنا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن الحسن بن نصر الواسطي، ثنا محمّد بن حرب، ثنا إسماعيل بن يحيى، عن سفيان الثوري، عن جعفر بن محمّد قال: قال لي أبي: يا بني، إن سبّ أبي بكر و عمر من الكبائر، فلا تصلّ خلف من يقع فيهما (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو الحسن أحمد ابن محمّد بن موسى بن الصلت، ثنا أبو العبّاس بن عقدة، ثنا الحسن بن عليّ بن عفّان، ثنا أسباط ، ثنا كثير النّواء، قال: سألت أبا جعفر عن أبي بكر و عمر؟ فقال: تولاّهما، فما كان فيهما من إثم فهو في عنقي.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا ابن النقور، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عليّ بن محمّد بن النضر، ثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، ثنا الحسن بن عليّ بن عفّان، ثنا أسباط ، عن كثير النّواء أبي إسماعيل قال: سألت أبا جعفر عن أبي بكر و عمر فقال: تولّهما فما كان فيهما من إثم ففي عنقي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا أبو سعيد محمّد بن بشر بن العبّاس الكرابيسي، أنبأنا أبو لبيد محمّد بن إدريس السامي (3)،ثنا سويد بن سعيد، ثنا المطّلب بن زياد، عن كثير النّواء، عن أبي جعفر قال: تولاّهما - يعني - أبا (4)بكر و عمر، فما أصابك ففي رقبتي، و أهوى بيده إلى عنقه.

أنبأنا أبو الفضل محمّد بن عمر بن يوسف، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون، أنبأنا أبو

ص: 287


1- كتب فوقها في د: ملحق.
2- كتب فوقها في د: إلى.
3- بالأصل: الشامي، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
4- بالأصل: أبي، و المثبت عن د، و «ز».

الحسن الدارقطني، حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، ثنا سعدان بن نصر، ثنا عمر بن شبيب، ثنا كثير النّواء قال: سألت أبا جعفر محمّد بن علي عن أبي بكر و عمر فتولاهما أبو جعفر، فقلت: إنهم يزعمون أن هذا تقية، فقال: إنّما يخاف الأحياء و لا يخاف الأموات، فعل اللّه بهشام بن عبد الملك كذا [و كذا] (1).

أنبأنا أبو الفضل أيضا، أنبأنا أبو الغنائم، ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الكردي، أنبأنا أبو الفضل بن الكريدي، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، قالا: أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا عثمان ابن أحمد الدّقّاق، ثنا عليّ بن إبراهيم الواسطي، ثنا سالم بن سلاّم، عن أبي عقيل، عن كثير النّوّاء قال:

قلت لأبي جعفر: أخبرني عن أبي بكر و عمر، أظلما من حقكم شيئا أو ذهبا به ؟ قال:

لا و منزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، ما ظلمانا (2)من حقّنا ما تزن حبة خردل، قال: قلت: فأتولاّهما جعلني اللّه فداك ؟ قال: نعم يا كثير، تولّهما في الدنيا و الآخرة، قال:

و جعل يصكّ عنق نفسه و يقول: ما أصابك فبعنقي، قال: ثم برئ اللّه و رسوله من المغيرة بن سعيد، و بنان (3)فإنهما كذبا علينا أهل البيت.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن (4)،أنبأنا عبيد اللّه بن الحسين بن محمّد بن الخلاّل، أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصيدلاني، ثنا يزداد بن عبد الرّحمن بن محمّد الكاتب، ثنا أبو سعيد، ثنا أبو أسامة قال: سمعت الأعمش يقول: أمّا تعجب من كثير النّواء و سؤاله أبا جعفر عن أبي بكر و عمر؟ و لو كان علي هاهنا ما سألته عن أبي بكر و عمر.

أخبرنا أبو عبد اللّه المقرئ، أنبأنا أحمد بن عبد المنعم بن أحمد، أنبأنا أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، ح و أنبأنا أبو الفضل الأرموي، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون، قالا:

أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، ثنا جدي، ثنا الفضل بن دكين، ثنا عيسى بن دينار المؤذن مولى عمرو (5)بن الحارث الخزاعي، قال:

سألت أبا جعفر عن أبي بكر و عمر، فقال: مسلمين رحمهما اللّه، فقلت: أ تولاّهما و أستغفر لهما؟ قال: نعم، قلت: أ تأمرني بذلك ؟ قال: نعم - ثلاثا - فما أصابك فيهما فعلى

ص: 288


1- زيادة عن د، و «ز».
2- بالأصل:«ظلمنا» و المثبت عن د، و «ز».
3- إعجامها مضطرب بالأصل و د، و «ز»، و المثبت عن المختصر.
4- بعدها إلى قوله الخلال، سقط من «ز».
5- بالأصل: عمر، و المثبت عن د، و «ز».

عاتقي، و قال بيده على عاتقه (1)،و قال: كان بالكوفة علي خمس سنين، فما قال لهما إلاّ خيرا، و لا قال لهما أبي إلاّ خيرا (2)،و لا أقول إلاّ خيرا.

قال: و أنبأنا الدارقطني، ثنا عليّ بن عبد اللّه بن الفضل - بمصر - ثنا إبراهيم بن شريك، ثنا عقبة بن مكرم، ثنا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، عن أبي جعفر محمّد بن علي قال: من لم يعرف فضل أبي بكر و عمر فقد جهل السّنّة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين (3)بن النقور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، ثنا داود بن عمرو، ثنا عليّ بن هاشم - هو ابن البريد - عن كثير النّواء، عن أبي جعفر قال: إن هذه الآية نزلت في عليّ و أبي بكر و عمر: وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ (4).

أخبرنا أبو النجم عباد بن أحمد بن طاهر بن عبد اللّه الحسناباذي، أنبأنا أبو علي الحسن بن عمر.

ح و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي،[أنا محمود بن جعفر و محمّد بن أحمد بن إبراهيم سله قالوا: أنا أبو علي الحسن بن عليّ بن أحمد البغدادي] (5)ثنا أبو بكر محمّد بن عليّ بن الحسين بن يزيد الهمذاني، ثنا محمّد بن عمران بن حبيب، ثنا يحيى بن نصر بن حاجب، ثنا أبو حنيفة، عن محمّد بن علي قال: أتيته فسلّمت عليه، فقعدت إليه فقال: لا تقعد إلينا يا أخا العراق، فإنكم قد نهيتم عن القعود إلينا، قال: فقعدت، فقلت: يرحمك اللّه، هل شهد عليّ موت عمر؟ فقال: سبحان اللّه أ و ليس القائل: ما أحد من الناس ألقى اللّه عز و جل بمثل عمله أحبّ إليّ من هذا المسجّى عليه ثوبه، ثم زوجه ابنته، فلو لا أنه رآه لها أهلا أ كان يزوجها إياه ؟ و تدرون من كانت - لا أبا لك اليوم-؟ كانت أشرف نساء العالمين.

انتهى حديث عباد و زاد ابن البغدادي عن شيخيه (6):كان جدها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم [و أبوها

ص: 289


1- في د، و «ز»: عاتقيه.
2- قوله:«و لا قال لهما أبي إلاّ خيرا» سقط من «ز».
3- بالأصل: الحسن، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
4- سورة الحجر، الآية:47.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز»، لتقويم السند.
6- بالأصل:«شحبه» و فوقها ضبة.

علي ذو الشرف و المنقبة في الإسلام، و أمها فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم] (1)و أخواها (2)حسن و حسين سيدا شباب أهل الجنة وجدتها خديجة. قال: قلت: فإن قوما عندنا يزعمون أنك تتبرأ منهما، و تنتقصهما فلو لا كتبت إلينا كتابا بالانتفاء من ذلك؛ قال: أنت أقرب إليّ منهم أمرتك أن لا تجلس إليّ فلم تطعني، فكيف يطيعني أولئك ؟.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنبأنا عليّ بن طاهر، أنبأنا الخضر بن عبيد اللّه بن كامل المرّي - لفظا - أنبأنا عقيل بن عبيد اللّه، أنبأنا أبو الميمون، ثنا يزيد بن محمّد، ثنا أبو مسهر، ثنا عيسى بن [يونس عن] (3)عبد الملك بن أبي سليمان قال: قلت لمحمّد بن علي: إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اللّٰهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (4)،قال: أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم، قال: فقلت: يقولون علي قال: علي منهم (5).

أنبأنا أبو القاسم العلوي، ثنا عبد العزيز الصّوفي،؟؟ أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، ثنا أبو علي الحسن بن حبيب، ثنا يزيد بن عبد الصّمد، ثنا أبو مسهر، ثنا عيسى بن يونس، عن عبد الملك بن أبي سليمان قال: قلت لمحمّد بن علي (6): إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اللّٰهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا قال: هم أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم، قال: قلت: فإنهم يقولون هو علي، قال: عليّ منهم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن فهم، ثنا محمّد بن سعد، أنبأنا شبابة بن سوّار (7)،أخبرني بسام قال: سألت أبا جعفر عن الصّلاة خلف بني أميّة، فقال:

صلّ خلفهم، فإنّا نصلّي خلفهم، قال: قلت: يا أبا جعفر إنّ ناسا يزعمون أن هذا منكم تقية، قال: قد كان الحسن و الحسين يصليان خلف مروان يبتدران الصّف، و إن كان الحسين ليسبّه و هو على المنبر حتى ينزل، أ فتقية هذه ؟.

ص: 290


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز».
2- بالأصل: و أخوها.
3- زيادة منا للإيضاح، و انظر سير أعلام النبلاء 406/4.
4- سورة المائدة، الآية:55.
5- سير أعلام النبلاء 406/4 و انظر حلية الأولياء 185/3.
6- بالأصل: عبد الملك، تصحيف.
7- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 406/4 و 407.

أخبرنا أبو علي المقرئ في كتابه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (1)،ثنا و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أحمد بن الحسن بن خيرون (2)،أنبأنا عبد الملك بن محمّد، أنبأنا [أبو] (3)علي بن الصّوّاف، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا عبّاد بن يعقوب، ثنا يونس بن أبي يعقوب، عن أخيه، عن أبي جعفر قال: شيعتنا (4) ثلاثة أصناف: يأكلون الناس بنا: و صنف كالزجاج ينهشم، و صنف كالذهب الأحمر كلّما أدخل (5) النار ازداد جودة.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنبأنا أبو منصور بن شكرويه، و محمّد بن أحمد بن علي السّمسار، قالا: أنبأنا أبو إسحاق بن خرشيد قوله، ثنا أبو عبد اللّه المحاملي، ثنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، ثنا مروان بن جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب، ثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين (6) قال: يزعمون أنّي أنا المهدي، و أنّي إلى أجلى أدنى مني إلى ما يدعون، و لو أن الناس اجتمعوا على أن يأتيهم العدل من باب لخالفهم القدر حتى يأتي به من باب آخر.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، و محمّد بن موسى بن الفضل، قالا: ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن مرزوق، ثنا أبو الوليد الطيالسي (7)،ثنا عبد الرّحمن بن حنظلة الغسيل، حدثتني خالتي سكينة بنت حنظلة و كانت بقباء (8) تحت ابن عمّ لها توفي عنها، قالت: دخل علي أبو جعفر محمّد بن علي و أنا في عدّتي، فسلّم، ثم قال: كيف أصبحت يا بنت حنظلة ؟ فقلت: بخير، جعلنا اللّه بخير، فقال: أنا من قد علمت قرابتي من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و قرابتي من علي بن أبي طالب، و حقّي في الإسلام، و شرفي في العرب، قال: فقلت: غفر اللّه لك يا أبا جعفر، أنت رجل يؤخذ منك، و يروى عنك، تخطبني في عدّتي ؟، فقال: ما فعلت، إنّما أخبرتك منزلتي من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، ثم قال: دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على أمّ سلمة [بنت] (9) أبي أمية بن المغيرة

ص: 291


1- رواه أبو نعيم الحافظ في الجرح و التعديل 183/3.
2- قوله:«أنبأنا أحمد بن الحسن بن خيرون» مكرر بالأصل.
3- زيادة عن د، و «ز».
4- صحفت في حلية الأولياء إلى:«شبيبتنا».
5- في الحلية: دخل النار.
6- صحفت هنا بالأصل و د، و «ز» إلى: الحسن.
7- أقحم بعدها في «ز»: نا عبد الرحمن الطيالسي.
8- غير مقروءة بالأصل، و د، و «ز»، و قد تقرأ:«تقبا» و «نقيا» و المثبت عن المختصر:«بقباء».
9- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز».

المخزومية و تأيّمت من أبي سلمة من عبد الأسد، و هو ابن عمّها، فلم يزل يذكرها منزلته من اللّه عزّ و جلّ حتى أثّر الحصير في كفّه من شدّة ما كان يعتمد عليه، فما كانت تلك خطبة (1).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو محمّد بن يوسف، أنبأنا أبو سعيد بن زياد، ثنا الغلاّبي، ثنا إبراهيم بن بشار، ثنا سفيان قال: قال جرير بن يزيد:

قلت لمحمّد بن علي بن حسين: عظني، قال: يا جرير، اجعل الدنيا مالا أصبته في منامك ثم انتبهت و ليس معك منه شيء.

أخبرنا (2) أبو القاسم، أنبأنا أبو بكر، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا إسماعيل بن محمّد بن الفضل، ثنا جدي قال: سمعت هارون بن محمّد بن عبد اللّه بن عبيد الأنصاري بالمدينة يحدّث عن أبيه عن جعفر بن محمّد الصّادق عن أبيه، قال: جاءه رجل فقال:

أوصني، قال: هيئ جهازك، و قدّم زادك، و كن وصيّ نفسك (3).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - ثنا عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن الحسين (4) بن عبد العزيز البقّال العكبري - بها - أنبأنا أبو محمّد الحسن بن حمزة العلوي الطبرستاني - إجازة - أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد الطبري، ثنا أحمد بن يحيى الكوفي، عن أبي جعفر محمّد بن علي قال: قال أبو جعفر: ما استوى رجلان في حسب و دين قط إلاّ كان أفضلهما عند اللّه آدبهما، قال: قلت: جعلت فداك، قد علمت فضله عند الناس و في النادي و المجالس، فما فضله عند اللّه جلّ جلاله ؟ قال: بقراءته القرآن من حيث أنزل، و دعائه اللّه عزّ و جلّ من حيث لا يلحن (5)،و ذلك الرجل (6) ليلحن فلا يصعد إلى اللّه عز و جل.

أنبأنا أبو علي المقرئ أنبأنا أبو نعيم (7)،ثنا محمّد بن علي بن حبيش، ثنا أحمد بن يوسف الضحّاك، ثنا محمّد بن يزيد، ثنا محمّد بن عبد اللّه القرشي، ثنا محمّد بن عبد اللّه الزّبيري، عن أبي حمزة الثّمالي، حدّثني أبو جعفر محمّد بن علي قال: أوصاني أبي فقال: لا

ص: 292


1- كتب في أوله في د: ملحق، و كتب فوقها هنا: إلى.
2- كتب فوقها في د: ملحق.
3- كتب بعدها في د: إلى.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الحسن.
5- صحفت في «ز» إلى: ملحق.
6- كذا بالأصل، و في د:«و ذلك أن الرجل» و في «ز» و ذلك أن اللّه عز الرجل.
7- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 183/3-184.

تصحبن خمسة، و لا تحادثهم و لا ترافقهم في طريق، قال: قلت: جعلت فداك يا أبة، من هؤلاء الخمسة ؟ قال: لا تصحبن فاسقا فإنه بايعك بأكلة فما دونها، قال: قلت: يا أبة، و ما دونها؟ قال: يطمع فيها ثم لا ينالها، قال: قلت: يا أبة، و من الثاني ؟ قال: لا تصحبن البخيل، فإنه يقطع بك في ماله أحوج ما كنت إليه، قال: قلت: يا أبة، و من الثالث ؟ قال: لا تصحبن كذّابا فإنه بمنزلة السّراب يبعد منك القريب، و يقرّب منك البعيد، قلت: يا أبة، و من الرابع ؟ قال: لا تصحبن أحمق، فإنه يريد أن ينفعك فيضرّك، قال: قلت: يا أبة، و من الخامس ؟ قال: لا تصحبن قاطع رحم، فإني وجدته ملعونا في كتاب اللّه عزّ و جلّ في ثلاثة مواضع.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا [أبو بكر] (1) البيهقي، أنبأنا أبو الحسن المقرئ، أنبأنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، حدّثني خالي - يعني - أبا عوانة، ثنا الرمادي، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا إسحاق بن كثير، ثنا الوصافي (2) قال: كنا عند أبي جعفر محمّد بن علي يوما فقال لنا: يدخل أحدكم يده في كمّ أخيه، أو قال: في كيسه يأخذ حاجته ؟ قال:

قلنا: لا، قال: ما أنتم بإخوان.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (3)،ثنا أبو محمّد بن حيّان، ثنا إبراهيم بن محمّد بن الحسن (4)،ثنا علي بن محمّد بن أبي الخصيب، ثنا إسماعيل بن أبان، عن الصّباح المري (5)،عن أبي حمزة، عن أبي جعفر محمّد بن علي قال: ما (6) من عبادة أفضل من عفّة بطن أو فرج، و ما من شيء أحبّ إلى اللّه من أن يسأل، و ما يدفع القضاء إلاّ الدعاء، و إنّ أسرع الخير ثوابا البرّ، و إن أسرع الشر عقوبة البغي، و كفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عليه من نفسه، و أن يأمر الناس بما لا يستطيع التحول عنه، و أن يؤذي جليسه بما لا يعنيه.

ص: 293


1- زيادة عن «ز»، و د.
2- بالأصل:«أبو الوصافي» و المثبت عن د، و «ز»، و لعل المراد هنا: عبيد اللّه بن الوليد الوصافي، و هو أحد من روى عن أبي جعفر الباقر، راجع تهذيب الكمال 74/17.
3- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 187/3-188.
4- بعدها في حلية الأولياء:«ثنا علي بن محمّد بن الحسن ثنا علي محمد بن أبي الخصيب» فالاسم الأول سقط من الأصل و د، و «ز».
5- كذا رسمها بالأصل و د، و «ز»، و في الحلية: الصباح المزني.
6- من هنا إلى قوله: فرج ليس في حلية الأولياء.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنبأنا محمّد بن الحسين، ثنا المعافى بن زكريا، ثنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن أبي الرجال الصلحي، ثنا العبّاس بن محمّد الدوري (1)،ثنا محمّد بن بشر، ثنا فضيل الخياط ، عن جعفر، عن أبي جعفر.

أنه كان يتعوّذ من النبطي إذا استعرب، و من العربي إذا استنبط ، فقيل: كيف يستنبط العربي ؟ قال: يأخذ بأخلاقهم، و يتأدّب بآدابهم.

أخبرنا أبو القاسم الخطيب، أنبأنا أبو الحسن المقرئ، أنبأنا أبو محمّد المصري، أنبأنا أبو بكر المالكي، ثنا محمّد بن إسحاق الثقفي، ثنا أبي عن عبد اللّه بن الوليد العدني، عن سفيان الثوري، ثنا أبي قال: اشتكى بعض ولد محمّد بن علي فجزع عليه جزعا شديدا، ثم خبر بموته، فسري عنه، فقيل له: ما ذاك ؟ فقال: ندعو اللّه تبارك و تعالى فيما نحبّ ، فإذا وقع ما نكره لم نخالف اللّه فيما أحبّ .

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، ثنا أبو بكر الجرّاحي، ثنا يحيى بن ساسويه، ثنا عبد الكريم السكري، ثنا وهب بن زمعة قال:

قال علي بن شقيق (2):سمعت عبد اللّه بن المبارك يقول: أنا سفيان بن عيينة أن ابنا لأبي جعفر محمّد بن علي مرض، قال: فخشينا عليه، فلمّا توفي خرج فصار مع الناس فقال له قائل: خشينا عليك، فقال: إنّا ندعو اللّه فيما نحب، فإذا وقع ما نكره لم نخالف اللّه فيما يحبّ .

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي بن الصّواف، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، ثنا محمّد بن جعفر بن محمّد، عن أبيه قال: أبو جعفر ابن سبع و خمسين سنة - يعني - مات.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسين (3) بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، قال علي قال:

ص: 294


1- في «ز»: الدوريني، تصحيف.
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: سفيان.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الحسن.

و حدّثنا سفيان قال: سمعت الهذلي (1) يسأل جعفر بن محمّد قال: سمعت محمّد بن علي يذاكر فاطمة بنت حسين شيئا من صدقة النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فقال: هذه توفي لي ثمانيا (2) و خمسين، و مات لها.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، ثنا أبو بكر الحافظ ، ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، ثنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب، ثنا محمّد بن يحيى، ثنا سفيان، سمعت جعفر بن محمّد يقول:[سمعت أبي يقول] (3) لعمّته فاطمة بنت حسين أم عبد اللّه بن حسن هذه توفي لي ثمانيا (4) و خمسين.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنبأنا علي بن محمّد، أنبأنا أبو عمرو بن السّماك، ثنا حنبل، ثنا الحميدي، ثنا سفيان، ثنا جعفر بن محمّد قال:

سمعت أبي يقول لعمّته فاطمة بنت حسين أم عبد اللّه بن حسن: هذه توفي لي ثمانيا (5)و خمسين فمات (6) فيها (7).

أخبرنا أبو الحسين المعدل، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا (8) أبي علي، قالوا: أنبأنا جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا أحمد بن سليمان، ثنا الزبير بن بكّار، حدّثني سفيان بن عيينة، عن جعفر بن محمّد قال: سمعت أبي يقول لعمّتي فاطمة بنت حسين: هذه تفي لي ثمانيا و خمسين، قال: ثم مات فيها.

أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنبأنا أبو منصور النهاوندي، أنبأنا أبو العباس، أنبأنا أبو القاسم بن الأشقر، ثنا البخاري، حدّثني محمّد بن الصلت أبو يعلى و عبد اللّه بن محمّد، قالا: حدّثنا ابن عيينة عن جعفر بن محمّد قال: مات أبي و هو ابن ثمان و خمسين سنة.

قرأت في كتاب أظنه من تصنيف الصّولي: و في سنة ثلاث عشرة و مائة توفي محمّد بن علي بن الحسين، و يكنى أبا جعفر.

ص: 295


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الهمذاني.
2- بالأصل و د، و «ز»: ثمان.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن د، و «ز».
4- بالأصل و د، و «ز»: ثمان.
5- راجع الحاشية السابقة.
6- مطموسة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
7- سير أعلام النبلاء 407/4 و انظر ابن سعد 324/5.
8- بالأصل:«أنبأنا» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنبأنا منصور، أنبأنا أبو العبّاس، أنبأنا ابن الأشقر، ثنا البخاري، حدّثني هارون بن محمّد، حدّثني علي بن جعفر بن محمّد قال: توفي جدي محمّد بن علي سنة أربع عشرة و مائة.

قال (1):و حدّثنا البخاري قال: و قال أبو نعيم: مات محمّد بن علي [أبو جعفر سنة أربع عشرة و مائة، و هو ابن علي بن الحسين بن علي] (2) بن أبي طالب الهاشمي المدني، أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنبأنا عمر بن عبيد اللّه (3)،أنبأنا أبو الحسين (4) المعدّل، أنبأنا أبو عمرو بن السّماك، ثنا حنبل قال: قال أبو نعيم: ح و أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحدّاد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه.

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد البزاز، أنبأنا أبو علي، قالوا: أنبأنا أبو نعيم، ثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك، ثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل [حدثني] (5)أبي، حدّثني أبو نعيم (6).

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة قال: قال أبو نعيم:

توفي محمّد بن علي - و في حديث أحمد (7) و حنبل قال: و أبو جعفر محمّد [بن علي ل] (8)،سنة أربع عشرة و مائة - زاد حنبل: في إمرة هشام-.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: قال عمرو (9)،و أبو نعيم، و المدائني، و الهيثم: مات محمّد بن علي بن حسين أبو جعفر سنة أربع عشرة و هو ابن ثلاث و سبعين سنة.

قال أبو سليمان: فيه اختلاف.

ص: 296


1- من هنا.. إلى قوله: و هو: ابن... سقط من «ز».
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و قسم منه سقط من «ز»، و المستدرك عن د.
3- بالأصل: عبيد، و المثبت عن د، و «ز».
4- بالأصل: الحسن، و المثبت عن د، و «ز».
5- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و «ز».
6- من قوله: ثنا إلى هنا سقط من د.
7- كذا بالأصل و د، و في «ز»: أحمد بن حنبل.
8- زيادة عن د، و «ز».
9- كذا بالأصل و د، و في «ز»: عمر.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن، ثنا أبو حفص الفلاس قال: و مات محمّد بن علي بن الحسين سنة أربع عشرة و مائة، و قد اختلفوا فقال بعضهم: سبع عشرة، و هو يومئذ ابن ثلاث و سبعين، و يكنّى أبا جعفر.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم الواعظ ، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: قال أبي: مات أبو جعفر محمّد بن علي سنة أربع عشرة و مائة.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا (1) البنّا، قالوا:

أنبأنا أبو جعفر المعدّل، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا أبو عبد اللّه الطوسي، ثنا الزبير بن أبي بكر، قال: و حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه قال: توفي أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بالمدينة، قالوا: توفي سنة أربع عشرة و مائة.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه، ابني (2) أبي علي، عن أبي الحسن بن مخلد، أنبأنا أبو الحسن بن خزفة، أنبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني، ثنا ابن أبي خيثمة، أنبأنا مصعب قال: محمّد بن علي أبو جعفر، توفي بالمدينة، قالوا: سنة أربع عشرة و مائة.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو العلاء الواسطي، أنبأنا أبو الحسن الجراحي، قال ابن خيرون: و أنبأنا الحسن بن الحسين، ثنا إسحاق بن محمّد، قالا: أنبأنا أبو محمّد المدائني، ثنا قعنب بن المحرّر، قال: و مات أبو جعفر سنة أربع عشرة و مائة بالكوفة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا نصر بن أحمد بن نصر، أنبأنا محمّد بن أحمد الجواليقي.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي، قالا: أنبأنا الحسين (3) بن علي الطناجيري، أنبأنا محمّد (4) بن زيد بن علي، ثنا محمّد

ص: 297


1- بالأصل: أنبأنا، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
2- بالأصل: أنبأني، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
3- بالأصل: أبو الحسين.
4- بالأصل: أحمد، و المثبت عن د، و «ز».

ابن محمّد بن عقبة، ثنا هارون بن حاتم، ثنا يحيى بن مساور، عن أبي (1) الجارود قال: مات أبو جعفر محمّد بن علي سنة ست عشرة و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم بن العلاّف، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأنا الحسن بن محمّد بن الحسن، ثنا محمّد ابن عبد اللّه بن سليمان، ثنا [ابن] (2) نمير قال: مات أبو جعفر محمّد بن علي سنة سبع عشرة - يعني - و مائة، و قال (3) غير ابن نمير: سنة ستّ عشرة و مائة.

أخبرنا (4) أبو البركات الحافظ ، أنبأنا أحمد بن الحسن العدل، أنبأنا محمّد بن علي المقرئ، أنبأنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضّل الغلاّبي، ثنا أبي قال:

و قال الواقدي: مات أبو جعفر محمّد بن علي سنة سبع عشرة و مائة.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي محمّد بن أحمد، أنبأنا مكي المؤدب، أنبأنا أبو سليمان الربعي قال: و فيها - يعني - سنة سبع عشرة مات أبو جعفر محمّد بن علي بن حسين (5).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل الباقلاني، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي بن الصوّاف، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا هاشم بن محمّد، أنبأنا الهيثم بن عدي قال: مات محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب سنة ثمان عشرة و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنبأنا علي بن محمّد بن عبد اللّه، ثنا عثمان بن أحمد، أنبأنا محمّد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني (6):

مات محمّد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب سنة ثمان عشرة و مائة.

ص: 298


1- بالأصل:«أبا».
2- سقطت من الأصل و استدركت للإيضاح عن د، و «ز».
3- من هنا إلى آخر الخبر، سقط من «ز».
4- كتب فوقها بالأصل و د: ملحق.
5- صحفت بالأصل و «ز» إلى: حسن، و المثبت عن د.
6- بالأصل: المدني، و المثبت عن د، و «ز».

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن [أخبرنا أبو الحسن] (1) السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، ثنا موسى، ثنا خليفة قال: و في سنة ثمان عشرة و مائة مات أبو جعفر محمّد بن علي بن حسين بالمدينة (2).

ثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم الواعظ ، أنبأنا نعمة اللّه بن محمّد، أنبأنا أحمد بن محمّد ابن عبد اللّه، ثنا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنبأنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن (3) بن سفيان، ثنا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: توفي أبو جعفر محمّد بن علي سنة ثمان عشرة و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد، أنبأنا أبو طاهر المخلص - إجازة - ثنا عبيد اللّه (4) بن عبد الرّحمن، أخبرني أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد ابن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة ثمان عشرة و مائة فيها مات محمّد بن علي بن حسين.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا (5) البنّا - قراءة - عن أبي الحسن (6) بن مخلد، أنبأنا أبو الحسن بن خزفة (7)،أنبأنا محمّد بن الحسين، ثنا ابن أبي خيثمة قال: و سمعت يحيى بن معين يقول: توفي أبو جعفر محمّد بن علي بن حسين سنة ثمان عشرة و مائة.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا (8) البنّا، قالوا: أنبأنا أبو جعفر المعدل، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا أحمد بن سليمان، ثنا الزبير قال: و قال محمّد ابن حسن: توفي محمّد بن علي بن حسين في زمن هشام بن عبد الملك سنة أربع و عشرين و مائة، و هو ابن ثمان و خمسين سنة.

ص: 299


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن د، و «ز»؟؟، و صحفت في «ز» إلى الحسين.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 349 (ت. العمري).
3- بالأصل: الحسين، و المثبت عن د، و «ز».
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: عبد اللّه.
5- بالأصل: أنبأنا، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
6- بالأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
7- في «ز»: عن أبي الحسن بن مخلد بن حزقه.
8- في الأصل:«أنبأنا» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
6782 - محمّد بن علي بن الحسين البلخي الحافظ

6782 - محمّد بن علي بن الحسين البلخي الحافظ (1)

رحل و سمع محمّد بن المعافى الصّيداوي - بها-.

روى عنه أبو الفضل الجارودي الحافظ .

كتب إلي أبو (2) الحسن محمّد بن إسماعيل بن مبارك العلوي الهروي (3)،ثنا أبو إسماعيل عبد اللّه بن محمّد الأنصاري، ثنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن محمّد الجارودي، أنبأنا محمّد بن علي بن الحسين البلخي الحافظ ، حدّثني أبو بكر محمّد بن المعافى - بصيدا الشام - ثنا هشام بن عمّار، ثنا عبد الحميد بن أبي العشرين، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير قال: أربعة لا يلامون على الضجر، و يحمل عنهم ضيق الصدر: الشيخ الفاني، و المريض حتى يبرأ، و المسافر حتى يئوب، و الصائم حتى يفطر،

6783 - محمّد بن علي بن الحسين أبو علي الأسفرايني الحافظ الواعظ ،

المعروف بابن السّقا (4)

رحل و سمع بدمشق: أبا الحسن بن جوصا، و أبا القاسم علي بن الحسن بن كاس النخعي، و أبا الفضل أحمد بن عبد اللّه بن الجنبي السلمي، و إبراهيم بن محمّد بن أبي ثابت، و سلمة بن علي بن سعيد الرازي، و بمصر [محمد] (5) بن زبان (6)،و الحسن بن القاسم بن عبد الرّحمن، و بالجزيرة: أبا عروبة، و أحمد بن يوسف المنبجي - بمنبج - و بخراسان و غيرها: أبا عوانة الأسفرايني، و أبا محمّد بن صاعد، و علي بن مبشر (7).

و أبا (8) عيسى محمّد بن أحمد بن إبراهيم الشّلاثائي (9)،و أبا عبد اللّه محمّد بن بشران

ص: 300


1- ترجمته في تاريخ جرجان ص 449 و تذكرة الحفاظ 1003/3 و سير أعلام النبلاء 351/16.
2- بالأصل:«أبي» و المثبت عن د، و «ز».
3- بالأصل: الهاروني، و المثبت عن د، و «ز».
4- ترجمته في معجم البلدان (اسفرايين)، و تذكرة الحفاظ 1002/3 و سير أعلام النبلاء 350/16 و شذرات الذهب 81/3.
5- زيادة عن د، و «ز».
6- بالأصل و «ز»: «ريان» و بدون إعجام في د، و الصواب ما أثبت عن سير الأعلام.
7- بالأصل: بشر، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز»، و في سير أعلام النبلاء: علي بن عبد اللّه بن مبشر.
8- بالأصل: و أنبأنا، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز».
9- إعجامها مضطرب بالأصل و د، و «ز»، راجع الأنساب، و هذه النسبة إلى شلاثا قرية من نواحي البصرة.

ابن محمّد البصري، و أبا علي أمد بن عاصم الحافظ المصري، و أبا طالب عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب الأنباري، و أحمد بن عمرو بن جابر الرّملي، و أبا القاسم أسد بن أحمد الموصلي، و أحمد بن إسحاق بن البهلول.

روى عنه: ابنه أبو الحسن علي بن محمّد، و الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد (1) أحمد بن محمّد بن الفضل الكرابيسي المروزي، و كتب (2) عنه بدمشق.

أخبرنا أبو الحسن [عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد البيهقي، أنا جدي أبو بكر الحافظ ، أنا أبو الحسن] (3) علي بن محمّد بن علي السقا الأسفرايني، حدّثني والدي أبو علي، حدّثنا أبو رافع أسامة بن علي بن سعيد الرازي - بمصر - ثنا محمّد بن إسماعيل بن سالم الصائغ، حدثتنا حكامة بنت عثمان بن دينار أخي مالك بن دينار، قالت: حدّثني أبي عثمان بن دينار عن أخيه مالك بن دينار، و عن أنس بن مالك خادم النبي صلى اللّه عليه و سلّم [قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:] (4)«إن أقربكم مني يوم القيامة في كلّ موطن أكثركم عليّ صلاة في الدّنيا، من صلّى عليّ في يوم الجمعة، و ليلة الجمعة قضى اللّه له مائة حاجة، سبعين من حوائج الآخرة، و ثلاثين من حوائج الدنيا، ثم يوكل اللّه بذلك ملكا يدخله في قبره، كما يدخل عليكم الهدايا، يخبرني من صلّى عليّ باسمه و نسبه إلى عشيرته، فأثبته عندي في صحيفة بيضاء»[11500].

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن الحسين بن القاسم الفارسي بقراءتي عليه، أنبأنا الزكي أبو القاسم الفضل بن أبي [حرب] (5) الجرجاني - قراءة عليه - أنبأنا الحاكم أبو الحسن علي بن محمّد الأسفرايني، أنبأنا والدي أبو علي الحافظ ، ثنا أبو الفضل أحمد بن عبد اللّه - بدمشق - ثنا وريزة بن محمّد، ثنا محمّد بن داود بن صبيح، عن علي بن بكّار قال: شكا رجل إلى إبراهيم بن أدهم كثرة عياله؛ فقال له إبراهيم: يا أخي، انظر كل من في منزلك ليس رزقه على اللّه فحوله إلى منزلي.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

ص: 301


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: سعد.
2- بالأصل: كتبت، تصحيف، و المثبت عن د، و ز.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن د، و «ز».
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن «ز»، و د.
5- زيادة عن د، و «ز».

محمّد بن علي بن الحسين الواعظ الأسفرايني من حفّاظ الحديث و الجوّالين في طلبه، و المعروفين بكثرة الحديث و التصنيف الشيوخ،- يعني - و الأبواب، و صحبة الصالحين من أئمّة الصوفية من أقطار الأرض، سمع بخراسان، و بالعراق، و بالجزيرة، و بالشام، و بمصر، و بواسط ، و بالكوفة، و بالبصرة، و كتب بالرّيّ ، و قزوين، و جرجان، و طبرستان، ثم ذكر بعض شيوخه ثم قال: توفي أبو علي الحافظ الأسفرايني رحمه اللّه بأسفراين في ذي القعدة سنة اثنتين و سبعين و ثلاثمائة.

6784 - محمّد بن علي بن الحسين بن الحسن بن القاسم بن محمّد بن القاسم بن

الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب أبو الحسن بن أبي إسماعيل

الحسني الهاشمي الهمذاني الصوفي (1)

سمع بدمشق أبا (2) يعقوب الأذرعي، و أبا الميمون بن راشد، و جعفر بن محمّد بن عديس، و علي بن إبراهيم القاضي (3)،و موسى بن محمّد بن هارون الأنصاري - بالرحبة - و أبا مسعود محمود بن إبراهيم المقدسي، و أحمد بن محمّد البزاز - بحمص - و خيثمة بن سليمان - بأطرابلس - و أبا سعيد بن الأعرابي - بمكة - و أبا علي الصّفّار، و أبا سهل أحمد بن محمّد بن زياد، و محمّد بن عبدة العبّاداني، و جعفر الخلدي، و أحمد بن سليمان العبّاداني (4)، و إسماعيل بن علي الخطبي، و محمّد بن نوح العسكري، و حمزة بن محمّد الدهقان ببغداد، و أحمد بن عبيد الأسدي، و عبد الرّحمن بن حمدان الجلاّب، و أبا علي محمّد بن عبد الرّحمن الكسائي، و عبدان بن يزيد الدّقّاق (5)،و الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي، و إسحاق بن أحمد الزيّات بحلب، و سليمان بن أحمد بن يحيى الملطي، و أحمد بن علي بن مهدي بن صدقة الرقي، بالرملة، و جماعة سواهم.

روى عنه الحاكم أبو عبد اللّه، و أبو سعد الجنزرودي، و أبو عبد الرّحمن السّلمي، و نسبه على الصّواب، و أبو محمّد إسماعيل بن إبراهيم بن محمّد القراب الهروي، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه السّرّاج.

ص: 302


1- ترجمته في تاريخ بغداد 90/3 و ميزان الاعتدال 655/3 و لسان الميزان 299/5 و سير أعلام النبلاء 77/17 و المنتظم 230/7 البداية و النهاية،(وفيات سنة 395).
2- بالأصل: أبي.
3- من هنا إلى قوله: المقدسي في السطر التالي سقط من «ز».
4- الاسمان السابقان ليسا في «ز».
5- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الدهقان.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد (1) الجنزرودي، أنبأنا السّيّد أبو الحسن محمّد بن علي بن الحسين بن الحسن بن القاسم بن زيد بن الحسن بن علي ابن أبي طالب، قدم علينا رسولا، ثنا عبد الرّحمن بن عمر البجلي بدمشق، ثنا عبد الرّحمن ابن عمرو، أبو زرعة الدمشقي، ثنا محمّد بن عائذ الكاتب، ثنا الهيثم بن حميد، عن العلاء بن الحارث، عن حزام بن حكيم، عن عمّه عبد اللّه بن سعد أن النبي صلى اللّه و عليه و سلم قال:«إنكم قد أصبحتم في زمان كثير فقهاؤه، قليل خطباؤه، كثير من يعطي، قليل من يسأل، العمل فيه خير من العلم، و سيأتي زمان كثير خطباؤه، قليل فقهاؤه، كثير من يسأل قليل من يعطي، العلم فيه خير من العمل»[11501].

قال: و حدّثنا أحمد بن محمّد بن داود - بمكة - ثنا الحسن بن محمّد بن الصّباح، ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يرفع يديه (2) في الصلاة إذا كبّر و إذا ركع، و إذا رفع رأسه من الركوع[11502].

أخذ بإذني أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن عبد الباقي الموحد قال: أخذ بإذني القاضي أبو المظفر هنّاد بن إبراهيم بن نصر النسفي، قال: أخذ بإذني أبو (3) إبراهيم إسماعيل ابن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد السهيلي البخاري بجرجان قال: أخذ بإذني [أبو الحسن محمد بن علي العلوي السنّي، قال أخذ بأذني] (4) أستاذي الحصري، فقلت له: أيّها الشيخ، لي عليك حقوق منها أني علوي، و أني غريب، و أنّي من تلامذتك، و أني سنّي، و سمعت أنك تدعو اللّه [باسم مستجاب لك، فعلمني أدعو اللّه] (5) في أوقات حاجاتي، فأخذ بأذني و قال لي: كل حلالا، و ادع اللّه بأي اسم شئت يستجاب لك (6)،قال هنّاد: و أخذ إسماعيل بأذني و قال لي: كل حلالا، و ادع اللّه بأي اسم شئت يستجاب لك، قال (7)،و أخذ هناد بأذني و قال لي: كل حلالا، و ادع اللّه بأي اسم شئت يستجاب لك، و أخذ علي بأذني و قال لي:

كل حلالا، و ادع اللّه بأي اسم شئت يستجاب لك.

ص: 303


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
2- بالأصل:«يده»، و المثبت عن د، و «ز».
3- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز».
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن د، و «ز».
6- زيد بعدها في «ز»: قال علي.
7- من هنا إلى آخر الخبر سقط من «ز»

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الزاهد، قالا: ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه السّراج بنيسابور، ثنا محمّد بن علي بن [الحسين بن] (2) الحسن الحسني، قال: سمعت الحسين بن سليمان يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن إبراهيم يقول: سمعت يحيى بن معاذ يقول: إن قال لي ربّي: ما غرّك بي، أقول: يا رب برّك بي.

قال الخطيب: و أخبرني أبو علي عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن فضالة النيسابوري بالرّيّ قال: سمعت أبا الحسن محمّد بن علي الحسني ببخارى يقول: سمعت أيّوب بن محمّد الزاهد يقول: الدنيا معبر فاتخذوها معتبرا (3).

قال الخطيب (4):محمّد بن [أبي] (5) إسماعيل العلوي، و اسم أبي إسماعيل علي بن الحسين بن الحسن بن القاسم بن محمّد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، يكنّى أبا الحسن، ولد بهمذان، و نشأ ببغداد، و درس فقه الشافعي على أبي علي ابن أبي هريرة، و سافر إلى الشام، و صحب الصوفية، و صار كبيرا فيهم، و حجّ مرات على الوحدة (6) و جاور بمكة، و كتب الحديث ببغداد عن أحمد بن سليمان العبّاداني، و جعفر الخلدي، و كتب بغير بغداد عن أحمد بن محمّد بن أوس، و القاسم بن أبي صالح، و عبد الرّحمن بن حمدان الهمذانيين، و عن علي بن محمّد بن عامر النهاوندي، و سليمان بن يحيى الملطي، و أحمد بن علي بن مهدي الرّملي، و الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي، و خرج إلى خراسان، فسمع بنيسابور من أبي العبّاس الأصمّ ، و أبي علي الحافظ ، و نحوهما، و استوطن بخراسان إلى أن مات ببلخ، و قد حدّث ببغداد، كذلك أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب.

و ذكره أبو عبد الرّحمن السلمي في تاريخ الصوفية فقال: أبو الحسن محمّد بن أبي إسماعيل العلوي، أحد الأشراف علما و نسبا و محبة للفقراء و صحبة لهم مع ما يرجع إليه من العلوم. كتب الحديث، و الفقه و غير ذلك، و صحب جعفر الخلدي و كان يكرمه، دخل دويرة الرملة و لم يتعرف إليهم، و كان يقوم بخدمتهم أيّاما حتى دخل يوما إنسان من الجبل، فذهب.

ص: 304


1- تاريخ بغداد 91/3.
2- الزيادة عن تاريخ بغداد.
3- بالأصل و د، و «ز»، معتبر، خطأ، و التصويب عن تاريخ بغداد.
4- تاريخ بغداد 90/3.
5- زيادة عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
6- بالأصل:«الواحدة» و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.

إلى رأسه و قبّله، و قال: أيّها الشريف، فقال عباس الشاعر: من هذا؟ فقال: هذا شريف أهل الجبل، و هو ابن أبي إسماعيل الحسني العلوي، و ليس بهمذان و نواحيها أغنى منهم و أجلّ ، و كان يخدم في الدويرة فقام عبّاس الشاعر و أخذ رجله فقبّلها و قال: إن كنت أحسنت إلى نفسك فلم تحسن إلينا، فقال: السّاعة يرجع إليّ رأس الأمر، فأخذ ركوته (1) و خرج من الرّملة، و ذهب إلى مصر و لقي أبا علي الكاتب و مشايخهم، و كتب الحديث الكثير و رواه (2).

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحاكم (3) قال: محمّد بن علي بن الحسين بن الحسن بن القاسم بن محمّد بن القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن بن أبي إسماعيل الحسني، مولده بهمذان، و منشؤه (4) بالعراق، تفقه عند أبي علي بن أبي هريرة، و دخل الشام قبل الأربعين، و تصوّف، و دخل البادية غير مرّة، و جاور بمكة، و أوّل ما ورد نيسابور سنة أربع و أربعين و ثلاثمائة، فأفدته عن أبي العباس الأصم، و أبي الوليد الفقيه، و أبي علي الحافظ ، و غيرهم من أهل ذلك العصر، و خرج من نيسابور إلى الحجّ ، و انصرف بعد ذلك إلى خراسان، و قد حدّث بنيسابور غير مرّة نعي إلينا رضي اللّه عنه و ألحقه بسلفه الماضين يوم السبت الثاني عشر من المحرم سنة ثلاث و تسعين و ثلاثمائة هرب إلى بلخ فتوفي و هو ابن ثلاث و ثمانين، كذلك حدثني أبو حازم العبدوي. (5)

قرأت على أبي القاسم الشحامي، عن أبي بكر الحافظ ، أنبأنا أبو عبد اللّه الحاكم، قال: أنشدنا أبو الحسن العلوي بالكوفة لنفسه:

أشار إليه الستر حتى كأنه *** مع السرّ في قلبي ممازج أسراري

فيا عجبي أنّي بأني قائم *** آتيه على نفسي بمكنون إضمار

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبي (6) قال: و يحكي عن أبي الحسن الهمذاني العلوي، قال:

ص: 305


1- بالأصل: ركوة، و المثبت عن د، و «ز».
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: و روى الحديث.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الحراني.
4- بالأصل:«و منشا» و المثبت عن د، و «ز».
5- بالأصل و «ز»: العبدوني، و المثبت عن د.
6- الخبر في الرسالة القشيرية ص 334 تحت عنوان: حفظ قلوب المشايخ.

كنت ليلة عند جعفر الخلدي و كنت أمرت في بيتي أن يعلق طير (1) في التنور، و كان قلبي معه، فقال لي جعفر: أقم عندنا الليلة، فتعللت بشيء و رجعت إلى منزلي، فأخرج الطير من التنور و وضع بين يدي، فدخل كلب من الباب، و حمل الطير عند تغافل الحاضرين، فأتي بالجوذاب (2) الذي تحته فتعلق به، فتعلق به ذيل الجارية فانصبّ ، فلما (3) أصبحت دخلت على جعفر، فحين وقع بصره عليّ قال: من لم يحفظ قلوب المشايخ سلّط عليه كلب يؤذيه.

أخبرنا أبو القاسم الخطيب، و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا - و أبو منصور المقرئ، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4) قال: ذكر شيخنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي (5) أن محمّد بن أبي إسماعيل العلوي توفي ببلخ في المحرم سنة ثلاث و تسعين و ثلاثمائة، و هو ابن ثلاث و ثمانين سنة.

قال الخطيب: و قال أبو سعد - يعني - عبد الرّحمن بن محمّد الإدريسي فيما قرأت بخطه: مات محمّد بن علي بن الحسين العلوي سنة أربع و تسعين و ثلاثمائة، و كان يحكى أنه كان يجازف في الرواية في آخر عمره.

قال (6):و أخبرني أبو الوليد الدربندي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد (7) بن سليمان الحافظ ببخارى قال: توفي أبو الحسن محمّد بن أبي إسماعيل العلوي في المحرّم سنة خمس و تسعين و ثلاثمائة.

6785 - محمّد بن علي بن الحسين بن أحمد بن محمّد بن السفر بن محمّد

ابن سعيد بن ربيعة بن الغاز الجرشي (8)

حدّث عن أبي النضر محمّد بن عبيد اللّه بن مروان بن محمّد السليماني.

ص: 306


1- بالأصل: طيرا، و المثبت عن د، و «ز»، و الرسالة القشيرية.
2- الجوذاب: طعام يتخذ من سكر و أرز و لحم.
3- من قوله: فأتي بجوذاب... إلى هنا ليس في الرسالة القشيرية.
4- تاريخ بغداد 91/3.
5- بالأصل و «ز»: العبدوني، و المثبت عن د، و تاريخ بغداد.
6- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 91/3.
7- في تاريخ بغداد: محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان.
8- بالأصل و د، و «ز»: الحرشي، تصحيف.

روى عنه:[تمام] (1) بن محمّد الرّازي.

6786 - محمّد بن علي بن الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل بن

جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين (2) بن علي بن أبي طالب أبو الحسين العلوي

المعروف بأخي محسن، و يعرف بالشريف العابد

كان زاهدا منقطعا في بيته، و له تصانيف.

حكى عنه علي بن محمّد الحنائي.

قرأت بخط أبي الحسن الحنائي، سمعت أبا الحسين محمّد بن علي بن الحسين بن أحمد العلوي أخا محسن يقول: القرآن هو ما أجمع عليه المسلمون، و هو ما بين الدّفتين غير مغيّر و لا مبدّل، و قال: أحق ما أخذ بإسناد القرآن عن الشيوخ إلى أن ينتهي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي: و مات الشريف محمّد أخو محسن العلوي و هو الصغير، و كان لازما للبيت، متعبّدا (3) صالحا في يوم الثلاثاء لثلاث و عشرين ليلة خلت من جمادي الأولى (4) سنة ثمان و تسعين و ثلاثمائة، و صلّى عليه في المصلّى و كان له مشهد عظيم.

6787 - محمّد بن علي بن الحسين بن أسد أبو الفتح القرشي، و يعرف بابن مهيرة

حدّث بضمير عن عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي.

روى عنه: أبو سعد إسماعيل بن علي السمّان.

6788 - محمّد بن علي بن الحسين بن علي أبو عبد اللّه الأسدي الكوفيّ

المعروف بابن الخابط (5)

قدم دمشق سنة ستين و أربعمائة، و حدّث بها عن الشريف أبي عبد اللّه محمّد بن علي ابن عبد الرّحمن.

ص: 307


1- بياض بالأصل و د، و المثبت عن «ز».
2- صحفت بالأصل إلى الحسن، و المثبت عن د، و «ز».
3- بالأصل و د:«متعبد صالح» و المثبت عن «ز».
4- بالأصل:«جماد الأول» و المثبت عن د، و «ز».
5- كذا رسمها بالأصل و د، و في «ز»: «الحافظ » و في المختصر: الخائط .

كتب عنه نجا بن أحمد العطّار، و روى عنه شيخنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الحسن علي بن الحسين بن علي الربعي الشاعر (1).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني (2)،أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسين بن علي الأسديّ المعروف بابن الخابط (3)،قدم علينا دمشق قراءة عليه و أنا أسمع في ربيع الأوّل سنة ستين و أربعمائة، ثنا الشريف أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن عبد الرّحمن العلوي الحسني، ثنا محمّد بن الحسين التيملي (4)،ثنا علي بن العبّاس البجلي، ثنا عبّاد بن يعقوب، ثنا أرطأة بن حبيب الأسديّ عن عبيد بن ذكوان، عن أبي خالد،[حد] ثني زيد بن علي، و هو آخذ بشعره، حدّثني علي بن الحسين (5)،و هو آخذ بشعره، حدّثني الحسين بن علي و هو آخذ بشعره، حدّثني علي بن أبي طالب و هو آخذ بشعره،[حدثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو آخذ بشعره] (6) قال:«من أذى شعرة مني فقد آذاني، و من آذاني، فقد آذى اللّه تبارك و تعالى»[11503].

6789 - محمّد بن علي بن حمزة أبو عبد اللّه المروزي الحافظ

رحّال.

سمع بدمشق: سليمان بن عبد الرّحمن، و بحمص: أبا اليمان، و بالعراق: عبيد اللّه بن موسى، و بالرّيّ : إسحاق بن سليمان الرازي، و بخراسان: علي بن الحسن بن شقيق، و عبدان ابن عثمان، و علي بن حجر، و عبد الوارث بن عبيد اللّه المراوزة.

روى عنه: الفضل بن محمّد الشعراني، و إبراهيم بن أبي طالب، و أبو بكر بن خزيمة، و أبو قريش محمّد بن جمعة الحافظ .

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

محمّد بن علي بن حمزة أبو عبد اللّه الحافظ ، سمع علي بن الحسن (7) بن شقيق،

ص: 308


1- سقط الاسم من «ز».
2- «أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني» سقط من «ز».
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الحافظ .
4- بالأصل: التيلمي. و المثبت عن د، و «ز».
5- صحفت في د إلى: الحسن.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز».
7- صحفت في «ز» إلى: الحسين.

و عبدان بن عثمان و غيرهم في بلده، و سمع بالرّيّ : إسحاق بن سليمان الرازي، و بالعراق:

عبيد اللّه بن موسى و أقرانه، و له رحلة كبيرة إلى الشام، سمع أبا اليمان، و سليمان بن عبد الرّحمن و أهل عصرهما، سمع منه مشايخنا، و قد أكثر أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة الرواية عنه، و سأله عن العلل و أحوال الشيوخ.

6790 - محمّد بن علي بن حمزة بن صابح أبو بكر الأنطاكي، و يعرف بأبي هريرة

6790 - محمّد بن علي بن حمزة بن صابح أبو بكر الأنطاكي، و يعرف بأبي هريرة (1)

سمع بدمشق: أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، و يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و بجبلة أبا عبد اللّه محمّد بن حمّاد بن (2) محمّد الرازي، و أبا زيد أحمد بن عبد الرّحيم بن بكر الحوطي (3)،و أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة، و بغيرها: أبا أمية الطرسوسي، و محمّد ابن إبراهيم بن كثير الصوري، و عمران بن موسى الطّرسوسي.

روى عنه أبو الحسن الدارقطني، و أبو العباس محمّد بن مكرم الشاهد، و أبو حفص بن شاهين، و أبو بكر بن شاذان، و القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا أبو بكر محمّد بن علي بن حمزة بن صابح (4) الأنطاكي قال: قرأت على أحمد بن محمّد ابن يحيى بن حمزة الحضرمي، ثنا أبي عن أبيه (5)،عن داود بن عيسى، عن منصور، عن علي بن عبد اللّه بن عباس، حدّثني أبي أن أباه بعثه إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في حاجة، فوجده جالسا مع أصحابه في المسجد، فلم استطع أن أكلمه، فلمّا صلّى قام فركع حتى إذا انصرف من المسجد انصرف إلى منزله، فدخل ثم توضّأ، فتوضّأت، ثم ركع فأقبلت فقمت إلى ركنه الأيسر، فأدارني حتى أقامني إلى ركنه الأيمن، فركع ثم ركع ركعتي الفجر، ثم خرج إلى الصّلاة.

قال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث منصور بن المعتمر عن علي بن عبد اللّه

ص: 309


1- ترجمته في تهذيب الكمال 77/17 و تهذيب التهذيب 227/5 و تاريخ بغداد 77/3 و فيهما:«ابن صالح» بدلا من «صابح».
2- من قوله: بدمشق... إلى هنا سقط من «ز».
3- رسمها مضطرب بالأصل و د، و «ز»، و المثبت عن تهذيب الكمال.
4- بالأصل هنا:«صالح» و المثبت عن د، و «ز».
5- بالأصل:«عوانة» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».

ابن عبّاس، عن أبيه، تفرّد به داود بن عيسى النخعي عنه، و هو غريب من حديث داود، و تفرّد به يحيى بن حمزة الحضرمي، قاضي دمشق عنه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):محمّد بن علي بن حمزة بن صالح (2) أبو بكر الأنطاكي، و يعرف بأبي هريرة، سكن بغداد، و حدّث بها عن أبي أميّة الطرسوسي، و يزيد بن عبد الصّمد الدمشقي، و محمّد بن إبراهيم الصوري، و أحمد بن عبد الرحيم الحوطي و غيرهم، روى عنه أبو بكر بن شاذان، و أبو الحسن الدارقطني، و أبو حفص بن شاهين، و المعافى بن زكريا الجريري، و كان ثقة.

قال الخطيب: و حدّثني أبو القاسم الأزهري و علي بن أبي علي البصري (3)،قالا: ثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان [أن] (4) أبا هريرة الأنطاكي، توفي سنة ثلاث و عشرين و ثلاثمائة.

قال الخطيب: ذكر غيره: أن وفاته كانت في يوم السّبت لإحدى عشرة بقيت من شهر رمضان.

6791 - محمّد بن علي بن حميد بن العبّاس بن محمّد بن هاشم

أبو بكر الكفرطابي (5)

حدّث بدمشق و كفرطاب عن: عبد الوهّاب الكلابي، و أبي الحسن علي بن عبد القادر ابن بزيع.

روى عنه: أبو سعد إسماعيل بن علي السّمّان، و عبد العزيز الكتاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو بكر محمّد بن علي بن حميد بن العبّاس بن محمّد بن هاشم الكفرطابي - بها، قراءة عليه - ثنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن (6) الكلابي، ثنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن جوصا، أنبأنا سعيد بن

ص: 310


1- تاريخ بغداد 77/3.
2- كذا بالأصل هنا و تاريخ بغداد:«صالح» و في «ز»، و د، صابح.
3- بالأصل و «ز»: المصري، و المثبت عن د، و تاريخ بغداد.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
5- هذه النسبة إلى كفرطاب بفتح الكاف و الفاء و سكون الراء، و هي بلدة من بلاد الشام عند معرة النعمان بين حلب و حماة (الأنساب).
6- بالأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».

رحمة بن نعيم المصيصي (1)،ثنا عبد اللّه بن المبارك، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن السّائب بن يزيد أن شريح الحضرمي ذكر عند النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال:«ذلك رجل لا يتوسّد القرآن»[11504].

أخبرناه عاليا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه ابن مندة، أنبأنا حاجب بن أحمد الطوسي، ثنا أبو عبد الرّحمن عبدان بن نبيت، ثنا عبد اللّه ابن المبارك.

ح قال: و أنبأنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهب قالا: ثنا يونس بن يزيد، عن الزهري، عن السّائب بن يزيد قال: ذكر شريح الحضرمي عند النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال:«ذاك رجل لا يتوسد القرآن»[11505].

6792 - محمّد بن علي بن خلف بن عبد الواحد أبو عمرو - و يقال:

أبو بكر - الصرار الأطروش أخو الحسن بن علي

روى عن هشام بن خالد، و أبي الدّرداء عبد الوهّاب بن محمّد بن أبي قرة، و محمّد بن الوزير، و هشام بن عمّار، و أحمد بن أبي الحواري، و دحيم، و أبي عبد اللّه محمّد بن خالد البصري، و موسى بن عامر، و عبد اللّه بن ثابت، و إسحاق بن موسى الأنصاري.

روى عنه: أبو القاسم بن أبي العقب (2)،و أبو الطيّب محمّد بن حميد بن الحوراني (3)، و هو كنّاه: أبا (4) بكر، و أبو عبد اللّه بن مروان، و إبراهيم بن سنان، و أبو بكر أحمد بن محمّد ابن سعيد بن قطيس الورّاق، و أبو هريرة أحمد بن عبد اللّه بن الحسن بن أبي العصام العدوي، و أبو يعلى عبد المؤمن [بن] (5) خلف بن طفيل النسفي، و أبو علي الحصائري، و سليمان بن أحمد الطبراني، و أبو الحسن أحمد بن عامر بن محمّد بن يعقوب الطائي، و عبد اللّه بن جعفر ابن الورد البغدادي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، ثنا أبو محمّد الصوفي، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر، من أصل كتابه، ثنا أبو عمرو محمّد بن

ص: 311


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الصرصري.
2- بالأصل: العقاب، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
3- بالأصل:«الحواري» و المثبت عن د، و «ز».
4- بالأصل: أبو، و المثبت عن د، و «ز».
5- عن د، و «ز».

علي بن خلف الصرار الأطروش، ثنا هشام بن خالد، ثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أنس أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم دخل مكة و على رأسه المغفر[11506].

[قال ابن عساكر:] (1) كذا قال، و هو وهم، و صوابه: الوليد عن مالك عن الزهري.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أبي الرضا القاضي - بدمشق - أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو الطّيب بن حميد، ثنا أبو بكر محمّد بن علي بن خلف الصرار الأطروش، ثنا عبد الوهّاب بن محمّد بن قرّة، ثنا أبو محمّد عبد اللّه بن موسى المدني القرشي، ثنا عبّاد بن صهيب، عن سليمان الأعمش، عن عمر بن عبد العزيز، عن الحسن بن أبي الحسن، عن عثمان بن عفّان قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لعثرة في كدّ حلال على عيل (2)محجوب أفضل عند اللّه من ضرب بسيف حولا كاملا لا يجف دما مع إمام عادل»[11507].

رواه الحسن بن حبيب الحصائري (3) عن منصور بن عبد اللّه الورّاق، عن أبي الدّرداء عبد الوهّاب بن محمّد بن أبي قرة مولى عثمان بن عفّان نحوه.

أنبأنا أبو علي الحدّاد و غيره، قالوا: أنبأنا أبو بكر بن ريذة، أنبأنا سليمان بن أحمد، ثنا محمّد بن علي بن خلف الدمشقي، ثنا أحمد بن أبي الحواري، ثنا عبد اللّه بن نمير، عن الأعمش، عن عمران بن مسلم، عن سويد بن غفلة، عن بلال قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم يسوي مناكبنا في الصلاة[11508].

قال سليمان الطبراني لم يروه عن الأعمش إلاّ ابن نمير، تفرّد به أحمد بن أبي الحواري، و لا يروى عن بلال إلاّ بهذا الإسناد.

أنشدنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، أنشدنا أبو الحسن الخلعي، أنشدنا أبو العباس الإشبيلي، و هو أحمد بن محمّد بن الحاج، أنشدني أبو القاسم علي بن يعقوب ابن (4) إبراهيم بن أبي العقب (5)،أنشدني أبو عمرو محمّد بن علي بن خلف الصرار الأطروش هذه الأبيات:

ألا ألا كلّ جديد بالي *** و كلّ شيء فإلى زوال

ص: 312


1- زيادة منا للإيضاح.
2- بالأصل: عيال، و المثبت عن د، و «ز».
3- بالأصل و د:«الحصري» و في «ز»: الحضرمي، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 383/15.
4- بالأصل:«و إبراهيم» و المثبت عن د، و «ز».
5- بالأصل:«العقاب» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».

يعجبني حالي و أيّ حال *** يبقى على الأيّام و الليالي

يا صاح أين الأمم الخوالي *** إنّ شفاء الأمعاء (1) في السؤال

أين رجال و بنو رجالي *** كانوا أناسا مرّة أمثالي

ذوي فعال و ذوي مقال *** يا ليتني أعلم ما مآلي

يموت أحبابي و لا أبالي *** سقيا لتلك الأعظم البوالي

يا عجبا منا لما اشتغالي *** و الموت لا يخطر ببال

و نبله مشرعة حيالي (2)

6793 - محمّد بن علي بن الخضر بن سليمان بن سعيد

أبو عبد اللّه بن أبي الحسن السّلمي

سمع أباه أبا الحسن، و أبا عبد اللّه بن سلوان.

سمع منه: غيث بن علي.

و حدّثنا عنه أبو الحسين القيسي، و أبو إسحاق الخشوعي، و قد أدركته و لم يقض لي السماع منه.

أخبرنا [أبو الحسين أحمد بن عبد الباقي القيسي و أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر لفظا قالا: أخبرنا أبو عبد اللّه] (3) محمّد بن علي بن الخضر بن سليمان السّلمي، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن جهضم - بمكة - ثنا أبو بكر محمّد بن الحسين، ثنا الفريابي، ثنا عمرو بن عثمان، ثنا بقية بن الوليد، عن ثور بن يزيد، عن الحسن بن أبي الحسن البصري

ص: 313


1- كذا بالأصل، و في «ز»: «العين» و في د: العلي.
2- كتب بعدها في «ز»: قرأت من هنا إلى آخره على سيدنا أبي البركات الحسن بن محمّد بن الحسن بن هبة اللّه بإجازته من عمه و سمع أبو حامد الحسين بن علي بن القاسم بن الحافظ أبي القاسم علي المؤدب و عبد الرحمن بن يونس بن إبراهيم التونسي و كتب محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي و عارض به يوم الثلاثاء الثالث من شهر شعبان سنة ثمان... (مقصوص بالأصل) و قرأت من اداء إلى هنا على الفقيه أبي منصور عبد الرحمن بن محمّد بن الحسن بن هبة اللّه بسماعه لهذا القدر و هو النصف من عمه (و الملح...) فبإجازته فسمع الفقيه العالم أبو الطاهر إبراهيم بن هبة اللّه ابن المسلم الحيري الشافعي و كتب محمّد بن يوسف بن محمّد الإشبيلي و عارض(...) و عبد الرحمن بن يونس بن التونسي سوى قائمة من أول يوم الاثنتين الرابع عشر رمضان سنة ثمان عشرة بمقصورة الصحابة من حلب حرسها اللّه و الحمد للّه.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز» لتقويم السند.

قال: جفّ القلم، و قضي القضاء، و تمّ القدر بتحقيق الكتاب و تصديق الرسل و سعادة من عمل و اتقي، و شقاء من ظلم و اعتدى، و بالولاية من اللّه للمؤمنين و بالتبرئة من اللّه للمشركين.

6794 - محمّد بن علي بن داود أبو بكر بن عبد الواحد الحافظ

المعروف بابن أخت غزال (1)

.

سمع بدمشق سليمان بن عبد الرّحمن، و بغيرها: سعيد بن داود؟؟ الزنسري، و أحمد بن عبد الملك بن واقد الحرّاني، و أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، و محمّد بن عبد اللّه البينوني (2)،و عفان بن مسلم.

روى عنه: أبو بشر الدولابي، و أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن المنجنيقي، و أبو جعفر أحمد بن محمّد بن سلامة الطحاوي، و أبو الحسن علي بن سليمان علان الصيقل المصريّان، و أبو عوانة الأسفرايني (3)،و أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن جعفر القزويني.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبي أبو القاسم، أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن بن محمّد، أنبأنا يعقوب بن إسحاق الحافظ ، ثنا محمّد بن يحيى، ثنا مسلم، ثنا أبان، ح قال: و أنبأنا يعقوب، ثنا محمّد بن علي بن داود ابن أخت غزال و الصائع بمكة قالا:

حدّثنا عفان قال: و حدّثنا يعقوب قال: و حدّثنا ابن شيخ بن (4) عميرة - يعني - بشر بن موسى، ثنا يحيى بن إسحاق السّيلحيني (5)،قالا: حدّثنا أبان، عن يحيى، عن زيد، عن أبي سلام، عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«الطهور شطر الإيمان»[11509].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن أبي الصّقر، أنبأنا هبة اللّه ابن إبراهيم بن عمر، أنبأنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد، ثنا أبو بكر محمّد بن علي بن داود، ثنا [أبو] (6) أيوب سليمان بن عبد الرّحمن بحديث ذكره.

ص: 314


1- ترجمته في تاريخ بغداد 59/3 و المنتظم 49/5 و سير أعلام النبلاء 338/13 و تذكرة الحفاظ 659/2.
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: البينوي.
3- من هنا إلى: القشيري، سقط من «ز».
4- بالأصل:«عن» و المثبت عن د، و «ز».
5- رسمها و إعجامها مضطريان بالأصل و د، و في «ز»: «الصالحيني» تصحيف و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 505/9.
6- زيادة عن د، و «ز».

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني (1)عنه، أنبأنا عمّي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه، ح و حدّثني أبو بكر، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، عن أبيه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس، ح و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،ثنا الصوري، أنبأنا الأزدي، ثنا ابن مسرور، ثنا أبو سعيد بن يونس قال: محمّد بن علي بن داود يعرف بابن أخت غزال، يكنى أبا بكر، بغدادي، كان يحفظ - زاد ابن مسرور: الحديث و قالا:- و يفهم، قدم مصر، و خرج إلى قرية من أسفل أرض مصر، فتوفي بها في شهر ربيع الأوّل سنة أربع و ستين و مائتين، و كان ثقة حسن الحديث.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي زكريا البخاري، ح و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى، ثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنبأنا أبو زكريا، ثنا عبد الغني بن سعيد قال:

و غزال باللام، واحد: و هو محمّد بن علي بن داود ابن أخت غزال الحافظ ، حدّث عنه أهل مصر.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغسّاني، و أبو منصور المقرئ، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):

محمّد بن داود أبو بكر الحافظ يعرف بابن أخت غزال، نزل مصر، و حدّث بها عن سعيد بن داود الزنبري (4)،و محمّد بن عبد اللّه البينوي (5)،و أحمد بن عبد الملك بن واقد الحرّاني، و أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، روى عنه إسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، و أبو جعفر الطحاوي، و علاّن الصيقل، و غيرهم.

قرأت على أبي محمّد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (6):أما (7) غزال بفتح الغين المعجمة و تخفيف الزاي: محمّد بن علي بن داود ابن أخت غزال الحافظ ، حدّث عنه أهل مصر.

ص: 315


1- بالأصل و «ز»: «اللفتاوي» و المثبت عن د.
2- تاريخ بغداد 59/3-60.
3- تاريخ بغداد 59/3.
4- صحفت في تاريخ بغداد إلى: الديري.
5- تقرأ بالأصل:«النسري» و في «ز» و د «النسوي» و المثبت عن تاريخ بغداد، و كتب بهامشه:«كذا بالأصل و لم نظفر بهذه النسبة و لعلها نينوي».
6- الاكمال لابن ماكولا 17/7.
7- بالأصل: أنبأنا، و المثبت عن د، و «ز»، و الاكمال.

قرأت على أبي محمّد السلمي عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي المؤدّب، أنبأنا أبو سليمان الرّبعي قال: قال أبو جعفر - يعني - الطحاوي، و محمّد بن علي بن داود بسندفا (1) في ربيع الأوّل يعني سنة أربع و ستين و مائتين مات.

6795 - محمّد بن علي بن سهل بن مصلح أبو الحسن النّيسابوري

المعروف بالماسرجسي الفقيه الشافعي (2)

سمع بدمشق أبا الحسن بن حذلم، و بمكة: أبا (3) سعيد بن الأعرابي، و بمصر: أبا طالب عمر بن الربيع بن سليمان الخشاب، و أبا علي الحسن بن علي بن القاسم الصّدفي، و أبا العباس أحمد بن إبراهيم، و الحسين يوسف بن مليح، و أبا العبّاس أحمد بن إبراهيم بن جامع السكري، و أبا عمرو أحمد بن سلمة بن الضّحّاك، و أبا طاهر أحمد بن محمّد بن عمرو، و أحمد بن بهزاد السيرافي، و محمّد بن أيوب الصموت (4)،و بنيسابور: أبا الوفاء المؤمل بن الحسن بن عيسى الماسرجسي، و أبا بكر محمّد بن حمدون بن خالد، و أبا محمّد، و أبا حامد ابني الشّرقي، و أبا حاتم مكي بن عبدان، و أبا الفضل العبّاس بن منصور الفرندآبادي، و أبا الفضل محمّد بن علي بن زياد الدقّاق، و أبا نصر محمّد بن حمدوية بن سهل المطوعي المروزي، و بالرّيّ : أبا حاتم محمّد بن عيسى الوسقندي، و ببغداد: أبا بكر محمّد بن عبد اللّه ابن أحمد بن عتّاب، و إسماعيل بن محمّد الصفّار، و أبا جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن علي، و أبا الحسن علي بن محمّد بن محمّد بن عقبة الشيباني، و أبا الحسين علي بن عبد الرّحمن بن ماتي بالكوفة، و أبا بكر بن داسة بالبصرة، و عبد اللّه ابن عمّ (5) ابن شوذب بواسط ، و أبا القاسم الحسن بن محمّد بن منصور بن هاشم الحمصي، بالرافقة، و أبا بكر محمّد بن الحسين بن صالح السبيعي، و أبا بكر الجعابي، بحلب، و أبا محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن المرزبان بهمذان، و أبا الحسن محمّد بن إبراهيم بن علي الأنصاري بطوس.

روى عنه: الحاكم أبو عبد اللّه، و أبو سعد الجنزرودي، و أبو نعيم الحافظ ، و أبو

ص: 316


1- كذا رسمها بالأصل، و د، و «ز»، و ضبطت في معجم البلدان بفتح ثم السكون: بليدة من نواحي مصر.
2- ترجمته في اللباب (الماسرجسي)، و وفيات الأعيان 202/4 و الوافي بالوفيات 115/4 و العبر 26/3 و سير أعلام النبلاء 446/16 و شذرات الذهب 110/3.
3- بالأصل: أبي.
4- صحفت في «ز» إلى: الصوت.
5- كذا بالأصل و د، و «ز»: «عبد اللّه ابن عم ابن شوذب» و في سير أعلام النبلاء: و ابن شوذب.

عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصابوني، و أبو عبد الرّحمن إسماعيل بن أحمد بن عبد اللّه الحيري الواعظ الضرير.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، ثنا الإمام أبو الحسن محمّد بن علي بن سهل الماسرجسي - إملاء - بانتخاب الحاكم أبي عبد اللّه الحافظ عليه، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب القاضي (1)-بدمشق-؟؟: ثنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، ثنا أبو مسهر، حدّثني محمّد بن شعيب، أخبرني أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو الشيباني، عن عبد اللّه بن ناشرة (2)،عن حديث سعيد بن سفيان القارئ قال:

أتيت علي بن أبي طالب في منزله فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«أوشك أن تستحلّ أمتي فروج النساء، و الحرير»، و هذا أول حرير رأيته على أحد من المسلمين[11510].

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

محمّد بن علي بن سهل بن مصلح الفقيه، أبو الحسن ابن ابنة محمّد بن أحمد بن محمّد بن الحسن ابن ابنة الحسن بن عيسى الماسرجسي أحد أئمة الشافعيين بخراسان، كان من أعرف أصحابه بالمذهب و ترتيبه و فروع المسائل، ثقة بخراسان و العراق و الحجاز، و صحب أبا (3) إسحاق المروزي إلى مصر و لزمه إلى أن دفنه - رحمه اللّه - ثم انصرف إلى بغداد، فكان خليفة أبي علي بن أبي هريرة القاضي - رحمه اللّه - في مجالسه و كان المجلس له بعد قيام القاضي [أبي] (4) علي، و انصرف إلى خراسان سنة أربع و أربعين، و عقد له مجلس الدرس و النظر، و سمع الحديث بخراسان من المؤمل بن الحسن بن عيسى، و أبي حامد بن الشّرقي، و مكي بن عبدان، و محمّد بن حمدون بن خالد و أقرانهم، و بمصر: من أصحاب يونس، و أبي إبراهيم المزني، و أقرانهما، و بالشام: من أصحاب يوسف بن سعيد، و سليمان بن سيف، و بالبصرة عن ابن داسة و أقرانه، و بواسط من ابن شوذب و أقرانه، عقدت له مجلس الإملاء في دار السنة توفي أبو الحسن الماسرجسي عشية الأربعاء، و دفن عشية الخميس السادس من جمادى الآخرة (5) سنة أربع و ثمانين و ثلاثمائة، و هو ابن ستّ و سبعين سنة (6).

ص: 317


1- في «ز»: الفارضي.
2- أقحم بعدها بالأصل:: «ثناشرة».
3- بالأصل: أبي.
4- استدركت عن د، و «ز»(و في «ز»: أبو).
5- بالأصل:«جماد الأخير» و المثبت عن د، و «ز».
6- راجع سير أعلام النبلاء 447/16.
6796 - محمّد بن علي بن الشّاه بن جناح أبو الحسن التّميمي المرورّوذي

سمع أبا الفضل محمّد بن عبد اللّه بن أحمد القصّار بصور، و أبا الحسن داود بن سليمان بن مصحح العسقلاني - بعسقلان - و أبا طالب عمر بن الربيع الخشاب - بمصر - و أحمد ابن محمّد بن عمر القرشي، و أبا الحسن خيثمة بن سليمان بأطرابلس.

روى عنه: ابنه أبو القاسم إبراهيم بن محمّد بن علي، و ابن ابنه أبو نصر أحمد بن الحسن بن محمّد بن علي المروروذي.

أخبرنا أبو صالح ذكوان بن سيار بن محمّد بن أبي محمّد بن أبي القاسم الدّهّان - بهراة - أنبأنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى بن الفضيل الفضيلي، أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن محمّد بن علي بن الشّاه بن جناح التّميمي المرورّوذي، قدم علينا هراة، ثنا الشيخ الوالد أبو الحسين محمّد بن علي بن الشّاه التّميمي، ثنا أبو الفضل محمّد بن عبد اللّه بن أحمد القصّار بصور، ثنا مقدام بن داود بن تليد الرعيني، ثنا عثمان بن صالح السهمي، ثنا عبد اللّه بن لهيعة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إنّ اللّه عزّ و جل يحب الفصل في كلّ شيء حتى في الصّلاة»[11511].

6797 - محمّد بن علي بن أبي طالب عبد مناف بن هاشم بن - عبد مناف -

أبو القاسم، و يقال: أبو عبد اللّه - الهاشمي المعروف بابن الحنفيّة (1)

روى عن عثمان بن عفّان، و أبيه علي (2) بن أبي طالب، و معاوية بن أبي سفيان، و أبي هريرة.

و رأى عمر بن الخطّاب.

روى عنه: بنوه: الحسن، و عبد اللّه، و إبراهيم، و عون بنو محمّد، و منذر بن يعلى، أبو يعلى التوزي، و سالم بن أبي الجعد، و عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، و عبد الأعلى بن عامر التغلبي، و عمرو بن دينار، و محمّد بن قيس بن مخرمة، و أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن علي.

ص: 318


1- ترجمته في تهذيب الكمال 79/17 و تهذيب التهذيب 227/5 و الوافي بالوفيات 99/4 و الجرح و التعديل 26/8 و سير أعلام النبلاء 110/4 و نسب قريش ص 41 و حلية الأولياء 174/3 التاريخ الكبير 182/1/1 غاية النهاية ت 3262.
2- من قوله: و يقال... إلى هنا سقط من «ز»، فاختل فيها السياق.

و وفد على معاوية، و على عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، أنبأنا أحمد بن عمير، ثنا إدريس بن سليمان، ثنا أسباط بن (1)عبد الواحد، ثنا العلاء بن هارون، عن محمّد بن إسحاق، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن محمّد ابن الحنفيّة قال: قدمت على معاوية بن أبي سفيان فسألني عن العمرى (2)،فقلت:

جعلها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لمن أعطيها، قال: تقولون ذلك ؟، قلت: نعم، قال: فإني أشهد أنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«من أعمر عمرى، فهي له يرثها من عقبه من يرثه»[11512].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو حامد الأزهري، ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أم البهاء بنت البغدادي، قالا: أنبأنا أبو عثمان العيّار، قالا: أنبأنا أبو محمّد الحسن ابن أحمد المخلدي، أنبأنا محمّد بن إسحاق الثقفي، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا جرير، عن الأعمش، عن منذر التوزي أبي يعلى - و هو منذر بن يعلى - عن محمّد بن الحنفيّة، عن علي قال: كنت رجلا مذّاء (3)،فكرهت أن أسأله - يعني - النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فأمرت المقداد بن الأسود فسأله، فقال:«منه الوضوء» و في حديث وجيه: أن أسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و فيه فقال:«فيه الوضوء».

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، أنبأنا عبد الواحد بن علي بن فهد (4)،أنبأنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأنا أبو صالح القاسم بن سالم بن عبد اللّه بن عمر الأخباري، ثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، ثنا أبو زيد النميري، ثنا أبو عاصم قال: صرع محمّد بن علي مروان يوم الجمل و جلس على صدر مروان، فلمّا وفد محمّد علي عبد الملك قال له: أتذكر يوم جلست على صدر مروان ؟ قال: عفوا يا أمير المؤمنين قال: أم و اللّه ما ذكرت ذلك، و أنا أريد أن أكافئك به، و لكن أردت أن تعلم أنّي قد علمت (5).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية،

ص: 319


1- بالأصل: عن، و المثبت عن د، و «ز».
2- العمرى: جاء في النهاية: يقال: أعمرته الدار عمرى، أي جعلتها له يسكنها مدة عمره، فإذا مات عادت إليّ و كذا كانوا يفعلون في الجاهلية.
3- المذاء: المذي: و هو ما يخرج منك عند الملاعبة و التقبيل، و المذاء: الكثير المذي.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: مهدي.
5- سير أعلام النبلاء 111/4.

أنبأنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن فهم، ثنا محمّد بن سعد (1)،أنبأنا محمّد بن عمر، ثنا معاوية بن (2) عبد اللّه بن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن أبيه قال: لما صار محمّد بن علي إلى المدينة و بنى داره بالبقيع كتب إلى عبد الملك يستأذنه في الوفود عليه، فكتب إليه عبد الملك يأذن له في أن يقدم عليه، فوفد عليه سنة ثمان و سبعين، و هي السنة التي مات فيها جابر بن عبد اللّه، فقدم على عبد الملك بدمشق، فاستأذن عليه، فأذن له و أمر له بمنزل قريب منه، و أمر أن يجرى عليه نزلا يكفيه و يكفي من معه، و كان يدخل على عبد الملك في إذن العامة، إذا أذن عبد الملك بدأ بأهل بيته، ثم أذن له، فسلّم، فمرة يجلس و مرة ينصرف، فلما مضى من ذلك شهر أو قريب منه كلم عبد الملك خاليا، فذكر قرابته و رحمه و ذكر دينا عليه، فوعده عبد الملك أن يقضي دينه و أن يصل رحمه، و أمره أن يرفع حوائجه، فرفع محمّد دينه و حوائجه و فرائض لولده و لغيرهم من حامته و مواليه، فأجابه عبد الملك إلى ذلك كله، و تعسّر عليه في الموالي أن يفرض لهم، و ألحّ عليه محمّد، ففرض لهم فقصّر بهم، فكلّمه فرفع في فرائضهم، فلم يبق له حاجة إلاّ قضاها، و استأذنه له في الانصراف فأذن له.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، ثنا أبو الحسين (3) بن المهتدي، ح و أخبرنا أبو الحسين ابن الفرّاء، أنبأنا أبي يعلى.

قالا: أنبأنا أبو القاسم عبيد اللّه (4) بن أحمد بن علي، أنبأنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عيّاش: محمّد بن الحنفيّة يكنى أبا القاسم.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج، أنبأنا أبو الفرج الأسفرايني، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد، قالا: أنبأنا محمّد بن أحمد بن عيسى، أنبأنا منير بن أحمد، أنبأنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، ثنا أحمد بن الهيثم قال: قال أبو نعيم في تسمية ولد علي بن أبي طالب: محمّد بن علي الأكبر، و أمّه خولة بنت جعفر بن مسلمة بن قيس بن ثعلبة بن يربوع بن فلان بن حنيفة (5).

ص: 320


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 111/5-112.
2- بالأصل:«عن» تصحيف، و التصويب عن د، و «ز»، و ابن سعد.
3- بالأصل: الحسن، و التصويب، و المثبت عن د، و «ز».
4- صحفت بالأصل إلى: عبد اللّه.
5- صحفت بالأصل إلى: حنفية.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكلبي، قالا: أنبأنا أبو طاهر الباقلاني - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني، أنبأنا أبو الحسين الأهوازي، أنبأنا أبو حفص، ثنا خليفة (1) قال: محمّد بن علي بن أبي طالب أمّه خولة بنت جعفر بن قيس بن سلمة (2) بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة، يكنى أبا القاسم، توفي سنة اثنتين و ثمانين، و يقال: إحدى و ثمانين، و يقال: ثمانين.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا - قراءة - عن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنبأنا علي بن محمّد بن خزفة، ثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، ثنا ابن أبي خيثمة قال: سمعت أبي يقول: محمّد بن الحنفيّة يكنى أبا القاسم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح المؤذّن، أنبأنا أبو الحسن بن السّقا، و أبو محمّد [بن بالوية] (3)،قالا: ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، ثنا عبّاس بن محمّد قال:

سمعت يحيى يقول: محمّد بن الحنفيّة كنيته أبو القاسم.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا (4) البنّا، قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا أحمد بن سليمان، ثنا الزبير بن بكّار (5)قال: قال:

و محمّد بن علي بن أبي طالب الذي يقال له: ابن الحنفيّة، يقولون: أمّه خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن عبد اللّه بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة (6) بن لجيم، و سمّته الشيعة: المهدي.

أخبرني عمي مصعب بن عبد اللّه قال كثير (7):

هو المهدي، أخبرناه (8) كعب *** أخو الأحبار في الحقب الخوالي

فقيل لكثير: لقيت كعب الأحبار؟ قال: لا، قيل: فلم ؟ قلت: أخبرناه كعب الأحبار؟

ص: 321


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 404 رقم 1971.
2- كذا.
3- الزيادة للإيضاح عن د، و «ز».
4- بالأصل:«أنبأنا» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
5- راجع نسب قريش للمصعب الزبيري ص 41.
6- صحفت بالأصل إلى: حنفية.
7- ديوان كثير ص 183 و نسب قريش ص 41 و سير أعلام النبلاء 112/4.
8- في الديوان:«خبرناه» و بالأصل:«أخبرنا» و المثبت عن د، و «ز» و نسب قريش.

قال: بالوهم، و قال كثير أيضا (1):

ألا إنّ الأئمة من قريش *** ولاة الحقّ أربعة سواء

عليّ و الثلاثة من بنيه *** هم الأسباط ليس بهم خفاه

فسبط سبط إيمان و بر *** و سبط غيّبته كربلاء

و سبط لا تراه العين حتى *** يقود الخيل يقدمها لواء

تغيب لا ترى عنهم زمانا *** برضوى عنده عسل و ماء

قال الزبير: و كان شيعة محمّد بن علي يزعمون (2) أنه لم يمت و له يقول السّيّد (3):

ألا قل للوصيّ : فدتك نفسي *** أطلت بذلك الجبل المقاما

أضرّ بمعشر والوك منا *** و سمّوك الخليفة و الإماما

و عادوا فيك أهل الأرض طرّا *** مقامك عنهم ستين (4) عاما

و ما ذاق ابن خولة طعم موت *** و لا وارت له أرض عظاما

لقد أمسى بمورق شعب رضوى *** تراجعه الملائكة الكلاما

و إنّ له به لمقيل صدق *** و أندية تحدثه كراما

هدانا اللّه إذ جرتم لأمر *** به و عليه نلتمس التماما

تمام مودة المهدي حتّى *** تروا راياتنا تترى نظاما

و قال السيد أيضا في ذلك (5).

يا شعب رضوى ما لمن بك لا يرى *** و بنا إليه م الصبابا أولق

حتى متى و إلى متى و كم المدى *** يا بن الوصي و أنت حي ترزق

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنبأنا نعمة اللّه بن محمّد المرندي (6)،ثنا أحمد بن

ص: 322


1- الأبيات ليست في ديوانه ط . بيروت الذي بين يدي، و هي الأغاني 14/9 في ترجمته منسوبة له، و مروج الذهب. 95/3 و عيون الأخبار 144/2 و الوافي 100/4.
2- بالأصل:«بن عمران» و في «ز»: «بن عمون» و على هامشها: يقولون و المثبت:«يزعمون» عن د.
3- يعني: السيد الحميري، و الأبيات في نسب قريش ص 42 و سير أعلام النبلاء 113/4 و مروج الذهب 95/3 و الأغاني 14/9.
4- في نسب قريش: عشرين.
5- البيتان في مروج الذهب 95/3 و سير أعلام النبلاء 113/4.
6- صحفت في «ز» إلى: المرقدي.

محمّد بن عبد اللّه، ثنا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنبأنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، ثنا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: محمّد بن الحنفيّة أبو القاسم أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمر بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (1)،أنبأنا أبو بكر بن محمّد بن عبيد، ثنا محمّد بن سعد (2) قال: محمّد بن الحنفيّة كانت أمّه من سبي اليمامة، و ولد في خلافة أبي بكر الصّدّيق، قال الهيثم بن عدي:

كان يكنى أبا القاسم، توفي سنة اثنتين و سبعين، قال أبو نعيم: توفي سنة ثمانين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن محمّد، ثنا محمّد بن سعد (3) قال: محمّد بن علي الأكبر هو ابن الحنفيّة، و أمّه خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن ثعبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة (4) بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.

قرأت على أبي غالب ابن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر، أنبأنا أحمد، ثنا الحسين، ثنا ابن سعد (5):

أنبأنا الفضل بن دكين، ثنا الحسن بن صالح قال: سمعت عبد اللّه بن الحسن يذكر أن أبا بكر أعطى عليا أم محمّد بن الحنفيّة.

قال: و أنبأنا ابن سعد، أنبأنا محمّد بن عمر، ح و أنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري، عن أبي القاسم التنوخي، و أبي محمّد الجوهري، قالا: أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، ثنا محمّد بن خلف ابن المرزبان، أخبرني أبو محمّد التميمي، عن محمّد بن سعد، أخبرني محمّد بن عمر، أخبرني عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء بنت أبي (6) بكر قالت: رأيت أم محمّد بن الحنفيّة سندية سوداء، و كانت أمة لبني حنيفة، و لم تكن منهم، و إنّما صالحهم خالد بن الوليد على الرّقيق، و لم يصالحهم على أنفسهم (7).

ص: 323


1- صحفت بالأصل و د، و «ز» إلى اللبناني، بتقديم الباء.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- طبقات ابن سعد 91/5.
4- صحفت بالأصل إلى: حنفية.
5- طبقات ابن سعد 91/5.
6- بالأصل: أبا.
7- طبقات ابن سعد 91/5.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل السّلامي، أنبأنا أبو الحسين (1)الصيرفي، و أبو الغنائم، و اللفظ له - قالا: أنبأنا أبو أحمد الواسطي، أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا البخاري قال (2):محمّد بن علي بن أبي طالب الهاشمي أبو القاسم، سمع أباه، و قد دخل على عمر و هو غلام، يروي عنه الحسن، و عبد اللّه ابنا محمّد، و قال لنا أبو نعيم: ثنا فطر عن منذر قال: سمعت ابن الحنفيّة قال: كانت رخصة لعلي، قال:

يا رسول اللّه إن ولد لي بعدك أسميه باسمك و أكنيه بكنيتك ؟ قال:«نعم»[11513].

و قال لي إسحاق: ثنا يزيد بن هارون، أنبأنا أبو مالك الأشجعي، ثنا سالم بن أبي الجعد أنه كان مع محمّد ابن الحنفيّة في الشعب فقلت له ذات يوم: يا أبا عبد اللّه.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم (3) قال: محمّد بن علي ابن أبي طالب أبو القاسم، و هو ابن الحنفيّة، و اسم أمّه خولة من سبي بني حنيفة، وهبها أبو بكر الصّدّيق لعلي بن أبي طالب،[ولد لثلاث بقين من خلافة عمر، روى عن عمر بن الخطاب مرسل، و أبيه علي بن أبي طالب] (4) روى عنه بنوه إبراهيم، و عون، و عبد اللّه، و الحسن (5)،و عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، و منذر بن يعلى (6) الثوري، و عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو القاسم محمّد بن علي بن أبي طالب، سمع أباه، روى عنه ابناه الحسن، و عبد اللّه، و سالم بن أبي الجعد، و يقال: أبو عبد اللّه.

ص: 324


1- صحفت بالأصل إلى:«الحسن» و المثبت عن د، و «ز».
2- التاريخ الكبير 182/1/1.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 26/8.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن د، و «ز»، و الجرح و التعديل.
5- صحفت بالأصل إلى:«الحسين» و المثبت عن د، و «ز»، و الجرح و التعديل.
6- في الجرح و التعديل: منذر أبو يعلى الثوري.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أحمد بن شعيب، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي طالب، و هو ابن الحنفيّة، و قيل: أبو القاسم.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنبأنا أبو طاهر الخطيب - إجازة - أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، ثنا أبو بشر الدولابي و قال أبو القاسم محمّد بن علي بن أبي طالب و هو ابن الحنفيّة.

أنبأنا أبو الفتح الفقيه، أنبأنا طاهر بن محمّد بن سليمان، ثنا علي بن إبراهيم بن أحمد، ثنا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: محمّد بن علي ابن أبي طالب أبو القاسم.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصّفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو القاسم - و يقال: أبو عبد اللّه - محمّد بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، و يقال له: ابن الحنفيّة، و الحنفية هي أمّه، و اسمها خولة بنت جعفر ابن قيس بن مسلمة بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة (1)،و يقال: كانت من سبي اليمامة، دخل على أبي حفص عمر بن الخطّاب و هو غلام، و سمع أباه عليا، حدّث عنه ابناه الحسن و عبد اللّه، و سالم بن أبي الجعد، رخّص رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لعلي إن ولد له بعده ولد أن يسمّيه باسمه، و يكنّيه بكنيته، فسمّى ابن الحنفية باسمه، و كنّاه بكنيته.

قال: و أنبأنا أبو أحمد، أنبأنا الثقفي، ثنا محمّد بن رافع، ثنا يزيد بن هارون، أنبأنا أبو مالك الأشجعي، ثنا سالم بن أبي الجعد قال: قلت لمحمّد بن الحنفيّة: يا أبا عبد اللّه قال أبو أحمد: و هو بأبي القاسم أشهر منه بأبي عبد اللّه، و لم أسمع بأبي عبد اللّه في كنيته إلاّ من هذا الطريق، و هو مخرج حسن محتمل أن يكون كنّاه سالم بن أبي الجعد بابنه عبد اللّه.

أخبرناه أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنبأنا مسعود بن ناصر، أنبأنا عبد الملك بن الحسن، أنبأنا أبو نصر البخاري، قال: محمّد بن علي بن أبي طالب أبو القاسم - و يقال: أبو عبد اللّه - الهاشمي المدني، والد أبي هاشم عبد اللّه و الحسن،

ص: 325


1- صحفت بالأصل إلى: حنفية.

و هو ابن الحنفيّة، و هي أمّه، و كانت من سبي اليمامة، سمع أباه عليا، و عثمان بن عفّان، روى عنه عمرو (1) بن دينار، و ابناه عبد اللّه و الحسن، و منذر الثوري في الذبائح و الكفالة و النكاح.

ثنا البخاري قال: أبو نعيم: مات سنة ثمانين.

قال الذّهلي: و فيما كتب إليّ أبو نعيم مثله. قال ابن سعد: قال أبو نعيم مثله، و قال يحيى بن بكير: مات سنة إحدى و ثمانين سنة خمس و ستون سنة، قال عمرو بن علي: مات سنة إحدى و ثمانين، و هو ابن خمس و ستين سنة، قال ابن سعد: و قال الواقدي: ولد في خلافة أبي بكر الصّدّيق، قال ابن سعد: و قال هيثم: توفي سنة ثنتين أو ثلاث و سبعين، و قال الواقدي في الطبقات: مات في شهر ربيع الأوّل سنة إحدى و ثمانين، و هو ابن خمس و ستين سنة لم يستكملها، و قال في التاريخ: مات في المحرم، و قال ابن أبي شيبة: مات سنة ثمانين و قال ابن نمير: مات سنة إحدى و ثمانين، و قال الغلاّبي عن ابن حنبل: مات سنة ثمانين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا [أبو الحسين بن النقور، و أبو القاسم بن البسري. ح و أخبرنا] (2) أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الطيب بن الصبّاغ، أنبأنا أبو القاسم ابن البسري، قالا: أنبأنا أبو طاهر المخلص، ثنا عبد اللّه بن محمّد، ثنا محمّد بن حميد، ثنا سلمة - يعني - ابن الفضل، ثنا زهير أبو خيثمة، عن يحيى بن [سعيد] (3) قال (4):قلت لسعيد ابن المسيّب: ابن كم كنت في خلافة عمر؟ قال: ولدت لسنتين بقيتا من خلافة عمر، قال يحيى: فذكرت ذلك لمحمّد بن الحنفيّة، فقال: ذلك مولدي (5).

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان قال: و في هذه السنة - يعني - سنة ست عشرة ولد محمّد بن الحنفيّة.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنبأنا أبو القاسم علي بن محمّد الشافعي قال: قرئ على أبي بكر محمّد بن عمر بن سليمان الحربي النصيبي - بها - قيل له: حدثكم أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاّد.

ص: 326


1- صحفت بالأصل إلى:«عمر» و المثبت عن د، و «ز».
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن د، و «ز».
3- استدركت عن د، و «ز».
4- من هذا الطريق روي في سير أعلام النبلاء 114/4.
5- بالأصل:«مولده» و المثبت عن د، و «ز»، و السير.

ح و أخبرنا (1) أبو المعالي الحلواني، أنبأنا أبو علي الحداد، و أجازه لي أبو علي، و أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبد اللّه البرجي، قالوا: أنبأنا أبو أحمد بن عبد اللّه الحافظ ، ثنا أبو بكر بن خلاّد، ثنا محمّد بن يونس، ثنا عبد العزيز بن الخطاب، ثنا قيس.

ح و أخبرنا أبو الفتح نصر بن القاسم المقدسي، أنبأنا الحسن بن علي [بن عبد الواحد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أخبرنا أبو محمّد الحسن بن علي] (2) بن البري، و أبو الفضل بن الفرات.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى، و أبو نصر غالب بن أحمد بن (3)المسلم قالا: أنبأنا أبو الفضل بن الفرات، قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا علي بن أحمد بن المقابري، ثنا محمّد بن يونس، ثنا عبد العزيز بن الخطاب، ثنا قيس بن الربيع، عن ثابت، عن محمّد بن بشر، عن محمّد بن الحنفيّة، عن علي قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«سيولد لك ولد و قد [نحلته] (4) اسمي و كنيتي»، و في حديث أبي نعيم: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«يا علي سيولد»[11514] و قد أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و محمّد بن موسى، قالا: ثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا أبو أسامة الكلبي، ثنا عون بن سلام، ثنا قيس، عن ليث، عن محمّد بن بشر، عن محمّد بن الحنفيّة عن علي قال: قال لي النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«سيولد لك بعدي غلام قد نحلته اسمي و كنيتي»[11515].

خالفهما غيرهما عن قيس، فقال محمّد بن الأشعث:

أخبرناه أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنبأنا - و أبو الحسن بن سعيد، ثنا - أبو بكر الخطيب، أنبأنا بشرى بن عبد اللّه الرومي، أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عمر بن يوسف بن الضحّاك المخرمي في سنة خمس و ثمانين و مائتين، ثنا الحسن بن شداد المخرمي،

ص: 327


1- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح و تقويم السند عن د، و «ز».
3- صحفت بالأصل إلى:«أن» و المثبت عن د، و «ز».
4- مطموسة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».

ثنا الحسن بن بشر، ثنا قيس، عن ليث، عن محمّد بن الأشعث، عن ابن الحنفية عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يولد لك ابن قد نحلته اسمي و كنيتي»[11516].

و كلا الحديثين غريب، و المحفوظ عن ابن الحنفية.

ما أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، ح و أخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنا أبو محمّد الجوهري، قالا: أنبأنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، ثنا وكيع، ثنا فطر، عن منذر، عن ابن الحنفية قال: قال علي: يا رسول اللّه أ رأيت إن ولد لي بعدك اسمّيه باسمك و أكنّيه بكنيتك ؟ قال:«نعم»، فكانت رخصة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لعلي[11517].

أخبرناه (1) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو نصر الزينبي (2)،ح و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو القاسم بن البسري، قالوا: أنبأنا أبو طاهر المخلص، ثنا يحيى بن محمّد، ثنا إبراهيم بن مروان، ثنا روح بن أسلم، ثنا أيوب بن واقد، ثنا فطر، عن منذر الثوري، عن محمّد بن الحنفيّة، عن أبيه علي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إن ولد [لك] (3) غلام فسمّ (4) باسمي و كنّه بكنيتي، و هو رخصة لك دون الناس»[11518].

أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرناه أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرى، قالا: أنبأنا أبو يعلى، ثنا عبيد اللّه - يعني - ابن عمر القواريري، ثنا يحيى - هو ابن سعيد - عن فطر، عن منذر أبي يعلى، عن محمّد بن الحنفيّة، عن علي أنه استأذن (5) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في أن ولد بعده أن يسمّيه - في حديث ابن حمدان: بعده - ولدا يسمّيه باسمه و يكنيه بكنيته، قال: فكانت رخصة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قال: فكان اسمه محمّد، و كنيته أبو القاسم.

أنبأنا أبو الحسن بن العلاّف، أنبأنا أبو الحسن بن الحمّامي، ح و أخبرنا أبو القاسم

ص: 328


1- بالأصل: أخبرنا، و المثبت عن د، و «ز».
2- غير مقروءة بالأصل و «ز»، و تقرأ فيهما:«المريني» و المثبت عن د.
3- زيادة عن د، و «ز».
4- في «ز»: فسمّه.
5- كذا بالأصل و د، و في «ز»: يستأذن.

إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو منصور بن شكرويه، أنبأنا أبو بكر بن مردويه، قالا:

أنبأنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا معاذ، ثنا مسدد [ثنا يحيى، عن قطر بن خليفة] (1) عن أبي يعلى منذر قال: قالوا لمحمّد بن علي في اسمه و كنيته، فقال إن عليا استأذن [النبي صلى اللّه عليه و سلّم] (2) إن ولد له ولد بعده أن يسميه باسمه و يكنيه بكنيته فقال:«نعم» فكان رخصة من [رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لي] (3)[11519].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل و أبو القاسم زاهر بن طاهر قالا:[ثنا أبو بكر] (4)أحمد بن الحسين ثنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن السري التميمي الحافظ بالكوفة،[أنبأنا أبو محمّد] (5) الحسن بن علي بن جعفر الصيرفي، ثنا أبو نعيم ثنا فطر هو ابن خليفة عن منذر الثوري قال: سمعت [ابن] (6) الحنفية يقول: كانت رخصة لعلي، قال: يا رسول اللّه إن ولد لي بعدك أسمّيه باسمك و أكنّيه بكنيتك ؟ قال:«نعم» (7)[11520].

أخبرنا (8) أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنبأنا أبو القاسم أحمد بن محمّد بن محمّد الخليلي، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي، أنبأنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، ثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن منصور الحارثي، ثنا علي بن قادم، ثنا فطر، عن منذر الثوري عن ابن الحنفيّة عن علي بن أبي طالب قال: قلت: يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، إن ولد لي بعدك أسميه باسمك، و أكنّيه بكنيتك ؟ قال:«نعم»، قال محمّد: فكانت رخصة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لي (9).

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو الحسن مكي بن [أبي] (10) طالب، قالا: أنبأنا أبو بكر بن خلف، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو محمّد الحسن [بن] محمّد ابن يحيى بن الحسن العلوي، ثنا جدي يحيى بن الحسن، ثنا أحمد بن سلام، حدّثني جعفر ابن هذيل، ثنا محمّد بن الصّلت الأسدي، ثنا ربيع بن منذر الثوري عن أبيه أظنه عن ابن الحنفية قال: وقع بين طلحة و بين علي كلام، قال: فقال لعلي: إنّك تسمي باسمه و تكنّي

ص: 329


1- بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
2- مطموس بالأصل، و المستدرك عن د، و «ز».
3- مطموس بالأصل، و المستدرك عن د،«ز».
4- مطموس بأصل، و المستدرك عن د، و «ز».
5- مطموس بالأصل، و المستدرك عن د، و «ز».
6- زيادة عن د،«ز»، للإيضاح.
7- سير أعلام النبلاء 114/4.
8- كتب فوقها بالأصل و د: ملحق.
9- كتب بعدها في د: إلى.
10- زيادة عن د، و «ز».

بكنيته، و قد نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عن ذلك أن يجمعا لأحد من أمّته،[فقال علي:] (1) إنّ الجريء من اجترأ على اللّه و رسوله، يا فلان ادع لي فلانا و فلانا و فلانا؛ فجاء نفر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من قريش، فشهدوا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم رخّص لعلي أن يجمعهما و حرّمهما على أمّته من بعده.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن فهم، ثنا محمّد بن سعد (2)،أنبأنا محمّد بن الصّلت، و خالد بن مخلد، قالا: حدّثنا الربيع بن المنذر الثوري عن أبيه قال: وقع بين علي و طلحة كلام، فقال له طلحة: لا كجرأتك على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، سمّيت باسمه، و كنّيت بكنيته، و قد نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أن يجمعهما أحد من أمّته بعده، فقال علي: إنّ الجريء من اجترأ على اللّه و على رسوله، اذهب يا فلان فادع لي فلانا و فلانا - لنفر من قريش - قال: فجاءوا، فقال: بم تشهدون ؟ قالوا: نشهد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إنه سيولد لك بعدي غلام فقد نحلته اسمي و كنيتي و لا تحلّ لأحد من أمّتي بعده»[11521].

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا (3) البنّا - قراءة - عن أبي الحسن بن مخلد، أنا أبو الحسن بن خزفة، ثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، ثنا ابن أبي خيثمة، ثنا محمّد بن الصّلت الأسدي، ثنا الربيع بن منذر، عن أبيه قال: كان بين علي و بين طلحة كلام، فقال علي: إنّ الجريء من افترى (4) على اللّه و على رسوله، يا فلان ادع لي فلانا و فلانا و فلانا و فلانا، فدعا نفرا من قريش، فقال: بم تشهدون ؟ قالوا: نشهد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«سمّ باسمي و كنّ (5)بكنيتي، و لا يحلّ لأحد بعدك»[11522].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم المقرئ - قراءة - عن أبي القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو الحسن العتيقي (6)،أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا محمّد بن مخلد، ثنا عيسى بن إسحاق النرسي، ثنا زيد بن الحباب (7)،ثنا الربيع بن المنذر المؤدب، حدّثنا أبي قال: سمعت

ص: 330


1- الزيادة للإيضاح عن د، و «ز».
2- طبقات ابن سعد 91/5 و 92 و سير أعلام النبلاء 115/4.
3- بالأصل:«أنبأنا» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: اجترأ.
5- في «ز»: سمي.. و كني.
6- «أنبأنا أبو الحسن العتيقي» سقط من «ز».
7- من طريقه روي في سير أعلام النبلاء 115/4.

ابن الحنفيّة يقول: دخل عمر بن الخطّاب و أنا عند أختي أم كلثوم بنت علي [فضمّني] (1)، و قال: بالحواء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري (2)،أنبأنا أبو الحسين (3) بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب، ثنا أبو نعيم (4)،ثنا عبد الواحد بن أيمن قال (5):جئت إلى محمّد بن الحنفيّة و هو مكحل العينين مصبوغ (6) اللحية بحمرة قد رأيت عليه قلنسوة ملصقة برأسه، و رأيت عليه عمامة سوداء (7).

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن بن مخلد، أنبأنا أبو الحسن بن خزفة، أنبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني، ثنا ابن أبي خيثمة، ثنا محمّد بن عمران الأخنسي، ثنا ابن فضيل، ثنا سالم بن أبي حفصة، عن منذر قال: قال محمّد بن الحنفيّة:

الحسن و الحسين خير منّي، و أنا أعلم بحديث أبي منهما.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البنّا، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن نجا بن شاتيل، قالوا: أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، ثنا محمّد بن فضيل، ثنا سالم - يعني - ابن أبي حفصة عن منذر قال:

سمعت ابن الحنفيّة يقول: حسن و حسين خير مني و لقد علما أنه كان يستخليني دونهما، و إني صاحب البغلة الشهباء (8).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسين، أنبأنا محمّد بن عمر ابن محمّد، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل، قال: قرأت على محمّد بن أحمد ابن هارون (9) قلت له: أخبرك إبراهيم بن الجنيد الختلي قال: لا نعلم أحدا أسند عن علي عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أكثر و لا أصحّ مما أسند به محمّد بن الحنفيّة (10).

ص: 331


1- سقطت من الأصل، و استدركت للإيضاح عن «ز»، و د، و السير.
2- تقرأ بالأصل: الظفري، و المثبت عن د، و «ز».
3- صحفت في «ز» إلى: الحسن.
4- في «ز»: «نا إبراهيم».
5- المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان 544/1.
6- مطموسة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
7- كلمة غير مقروءة بالأصل و د، و ليست اللفظة في «ز». و المثبت «سواد» عن المعرفة و التاريخ.
8- روي في سير أعلام النبلاء 115/4.
9- كذا بالأصل و د، و في «ز»: مروان.
10- سير أعلام النبلاء 115/4.

أنبأنا ابن علي الحدّاد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (1)،ثنا أحمد بن محمّد بن سنان، ثنا محمّد بن إسحاق السرّاج، ثنا عمر بن محمّد بن الحسن (2)،ثنا أبي، ثنا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن علي بن الحسين قال: كتب ملك الروم إلى عبد الملك بن مروان يتهدّده و يتواعده و يحلف له ليحملنّ إليه مائة ألف في البرّ، و مائة ألف في البحر، أو يؤدّي إليه الجزية، فسقط في درعه. فكتب إلى الحجاج: أن اكتب إلى ابن الحنفية فتهدده و تواعده ثم أعلمني ما يردّ عليك، فكتب الحجّاج إلى ابن الحنفيّة بكتاب شديد يتهدده و يتواعده فيه بالقتل، قال: فكتب إليه ابن الحنفيّة: إنّ اللّه تعالى ثلاثمائة و ستين لحظة إلى خلقه، و أنا أرجو أن ينظر اللّه إليّ نظرة يمنعني بها منك، قال: فبعث الحجّاج بكتابه إلى عبد الملك بن مروان، فكتب عبد الملك إلى ملك الروم بنسخته، فقال ملك الروم: ما خرج هذا منك و لا أنت كتبت به، ما خرج إلاّ من بيت نبوة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري (3)،أنبأنا أبو الحسن العتيقي، ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا الحسين بن جعفر، قالا:

أنبأنا الوليد بن بكر، أنبأنا علي بن أحمد، أنبأنا أبو مسلم العجلي، حدّثني أبي أبو الحسن أحمد بن عبد اللّه قال (4):و سأل رجل ابن عمر عن مسألة فقال له: سل محمّد بن الحنفيّة ثم أخبرني ما يقول، فسأله عنها فأخبره، فقال ابن عمر: أهل بيت مفهمون.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسن بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (5)،حدّثني ابن أبي عمر، ثنا سفيان، ثنا عبد الواحد بن أيمن قال: بعثني أبي إلى محمّد بن علي فرأيته مكحول العينين، فجئت فقلت لأبي: بعثتني إلى رجل كذا و كذا - وقعت فيه - فقال: يا بني ذاك خير الناس.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن فهم، ثنا محمّد بن سعد (6)،أنبأنا عبيد اللّه بن

ص: 332


1- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 176/3.
2- في حلية الأولياء: عمر بن الحسين.
3- بالأصل: الطبري، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
4- تاريخ الثقات للعجلي ص 410 رقم 1487.
5- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 544/1 و قارن مع ابن سعد 115/5.
6- طبقات ابن سعد 92/5.

موسى، أنبأنا إسرائيل عن عبد الأعلى أن محمّد بن علي كان يكنّى أبا القاسم، و كان كثير العلم، ورعا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، أنبأنا أبو بكر محمّد بن داود بن سليمان الزاهد، أنبأنا إبراهيم بن عبد الواحد العبسي، أنبأنا وريزة بن محمّد الغسّاني، ثنا المفضّل بن محمّد قال: سمعت أبي يقول: وقع بين الحسين بن علي و محمّد بن الحنفيّة كلام، جلس كل واحد منهما عن صاحبه، فكتب إليه محمّد بن الحنفيّة: أبي و أبوك عليّ ، و أمّي امرأة من بني حنيفة، لا ينكر شرفها في قومها، و لكن أمّك فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و أنت أحقّ بالفضل منّي، فصر إليّ حتى ترضّاني، فلبس الحسين رداءه و نعله و صار إليه فترضّاه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنبأنا الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري: و محمّد بن الحسن (1) قالا:- أنبأنا الوليد بن بكر، أنبأنا علي بن أحمد بن زكريا، أنبأنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (2):ثلاثة تكنّوا بأبي القاسم، رخّص لهم في ذلك: محمّد بن الحنفيّة، و محمّد بن أبي بكر، و محمّد بن طلحة بن عبيد اللّه، و قال في موضع آخر (3):محمّد بن علي ابن الحنفيّة كان يكنى أبا القاسم و كان رجلا صالحا، تابعيا، ثقة.

أخبرنا أبو غالب بن الحسن الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، ثنا موسى، ثنا خليفة قال (4):قال أبو عبيدة: سار علي من ذي قار فأمّر على مقدمته عبد اللّه بن عبّاس، ثم أمّر الأمراء، و عقد الألوية، و دفع اللواء إلى ابنه محمّد بن علي، و قال أبو اليقظان: كانت راية علي مع ابنه محمّد بن علي.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنبأنا أبو يعلى بن الفرّاء (5)،أنبأنا إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل، أنبأنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر، ثنا أبو العيناء، ثنا إبراهيم بن بشار الرمادي قال (6):سمعت سفيان بن عيينة يقول: سمعت الزهري يقول: قال رجل لمحمّد بن

ص: 333


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الحسين.
2- تهذيب الكمال 79/17.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 410.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 184 تحت عنوان: تفصيل خبر معركة الجمل.
5- في «ز»: البراء.
6- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 117/4.

الحنفيّة: ما بال أبيك كان يرمي بك في مرام لا يرمي فيها الحسن و الحسين ؟ قال: لأنهما كانا خدّيه و كنت يده، فكان يتوقّى بيده عن خدّيه.

أخبرنا (1) أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي الدّقّاق، أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنبأنا محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، ثنا علي بن حرب، ثنا سفيان، عن ابن أبي حفصة، عن منذر الثوري أن محمّد بن الحنفيّة كان يمشط أمّه و يروّحها.

[قال ابن عساكر:] (2) كذا قال، و هو تصحيف (3)(4).

و قد أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو الطيّب عثمان بن عمرو (5) بن محمّد بن المنتاب، ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، ثنا الحسين بن الحسن المروزي، ثنا ابن عيينة، عن سالم بن أبي حفصة، عن منذر الثوري قال:

كان محمّد بن علي يمشط رأس أمّه و يذوّبها - يعني - من الذؤابة.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسين بن قريش، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمّد الأهوازي - و يعرف بابن الصلت - ثنا محمّد بن مخلد العطّار، ثنا موسى - يعني ابن هارون الطوسي - ثنا محمّد - يعني ابن نعيم - قال: سمعت بشرا - يعني الحافي - قال: كان محمّد بن الحنفيّة يغلّف رأس أمّه و يمشطها و ينوّمها.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو الطيب عثمان بن عمرو، ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، ثنا الحسين [بن الحسن] (6)، و أخبرنا أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن حبان، أنبأنا محمّد بن عبيد اللّه الصرام، ثنا محمّد بن الحسين (7) البسطامي، أنبأنا أحمد بن عبد الرّحمن بن (8) الجارود الرقي، قالا: أنبأنا عبد اللّه ابن المبارك (9)،أنبأنا الحسن بن عمرو الفقيمي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد الفقيهان، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالوا: أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو علي الحسين بن محمّد

ص: 334


1- كتب فوقها بالأصل و د: ملحق.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- يعني قوله:«و يروحها».
4- كتب فوقها في د: إلى.
5- بالأصل: عمر و المثبت عن د، و «ز».
6- الزيادة عن د، و «ز»(في «ز»: الحسين).
7- «بن الحسين» ليسا في «ز».
8- بالأصل:«أنبأنا» و المثبت عن د، و «ز».
9- أقحم بعدها بالأصل: أنبأنا الحسن بن المبارك.

الروذباري - بخراسان - و أبو عبد اللّه الحسين بن عمر بن برهان الغزال، و أبو الحسين بن الفضل القطّان، و أبو محمّد عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبّار السكري - ببغداد-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا عبد الرّحمن بن أحمد بن علي الزجاجي، أنبأنا عبيد اللّه (1) بن عمر الفرضي.

ح و أخبرنا أبو البقاء محمود بن ظفر بن إبراهيم بن زفر المديني، أنبأنا (2) أبو عمرو بن مندة، ثنا أبي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن بيان - إجازة-، و أخبرني أبو المكارم سلطان بن يحيى القرشي، و أبو سليمان داود بن محمّد عنه، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن مخلد، ح و أخبرني أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنبأنا أبو القاسم الحنّائي، أنبأنا أبو بكر بن هلال، قالوا: أنبأنا أبو علي إسماعيل بن محمّد الصّفّار.

ح و أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنبأنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا أحمد بن علي بن سعيد الشّعيري قالا: حدّثنا الحسن (3) بن عرفة، ثنا ابن المبارك، عن الحسن بن عمرو، عن منذر الثوري، عن محمّد بن الحنفيّة قال (4):

ليس بالحكيم من لم (5) يعاشر بالمعروف من لم يجد من معاشرته بدا حتى يجعل اللّه - زاد أبو الفرج: من أمره - فرجا أو قال: مخرجا، و في رواية الزّجّاجي: فرجا و مخرجا [و قال ابن هلال و حسن بن حسن: ليس بحكيم، و قالا من لم يجد، و قالا: حتى يجعل اللّه له] (6).

أخبرني أبو محمّد خالد بن أبي عثمان بن أبي عبد اللّه القرشي - بهراة - أنبأنا أبو سهل يزداد (7) بن محمّد بن الحسين القايني الصوفي، أنبأنا أبو علي الحسن بن غالب بن منصور قال: و قال أبو علي السوسي: بلغني أن رجلا سأل محمّد بن الحنفيّة فقال له: أجد غمّا لا

ص: 335


1- في «ز»: أبو عبيد اللّه.
2- أقحم قبلها بالأصل: أنبأنا أبو عمرو المدني.
3- بالأصل:«الحسين» و المثبت عن د، و «ز».
4- سير أعلام النبلاء 117/4.
5- كذا بالأصل، و في د، و «ز»: لا يجد.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن د، و «ز» و قد مرّ بالأصل:«لم يجد».
7- كذا بالأصل و د، و في «ز»: بن داود.

أعرف له سببا و قد ضاق قلبي، فقال محمّد: غمّ لم تعرف له سببا عقوبة ذنب لم تفعله، فقال الرجل: فما معنى ذلك ؟ فقال: المعنى في ذلك أن القلب يهمّ بالمعصية فلا تساعده الجوارح، فيعاقب بالغمّ دون الجوارح.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا علي بن محمّد بن الأخضر، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، ثنا ابن أبي الدنيا، ثني الحسين بن عبد الرّحمن، حدّثني أبو عثمان المؤدّب قال: قال محمّد بن الحنفيّة: من كرمت نفسه عليه و لم يكن للدنيا عنده قدر (1).

قال: و حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن العبّاس بن محمّد، ثنا محمّد بن عمر بن الكميت، عن عثمان بن زائدة قال: قيل لابن الحنفية: من أعظم الناس قدرا؟ قال: من لم ير الدنيا كلها لنفسه خطرا.

قال: و حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن عبد المجيد التميمي أنه سمع ابن عيينة يقول: قال محمّد بن الحنفيّة: إنّ اللّه جعل الجنّة ثمنا لأنفسكم، فلا تبيعوها بغيرها (2).

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، ثنا نصر بن إبراهيم، ثنا سليم بن أيوب، ثنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، أنبأنا محمّد بن الحسن المعيّر، ثنا أحمد بن محمّد بن عاصم، ثنا أحمد بن أبي الحواري، ثنا أبو معاوية الضرير عن الحسن بن عمرو (3) عن ابن الحنفية قال:

من أحبّ رجلا للّه أثابه اللّه ثواب من أحبّ رجلا من أهل الجنّة، و إن كان الذي أحبّه من أهل النار، لأنه أحبّه على خصلة حسنة رآها منه، و من أبغض رجلا للّه أثابه اللّه ثوابه من أبغض رجلا من أهل النار، و إن كان الذي بغضه من أهل الجنّة لأنه أبغضه على خصلة سيئة رآها منه.

أخبرنا (4) أبو القاسم الشحامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو الطيّب محمّد بن عبد اللّه بن المبارك، ثنا عبدوس بن محمّد السّنجوري (5)،ثنا أبو

ص: 336


1- سير أعلام النبلاء 117/4.
2- المصدر السابق.
3- في «ز»: الحسن بن عمر.
4- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
5- كذا بالأصل و د، و في «ز»: السنجوي. و لعله: السنجوردي نسبة إلى سنجورد إحدى محال بلغ (راجع الأنساب).

خالد الفرّاء، ثنا ابن المبارك، ثنا الحسن بن عمرو الفقيمي، عن منذر أبي يعلى الثوري، عن محمّد بن الحنفيّة قال: من أحبّ رجلا على عدل ظهر منه، و هو في علم اللّه من أهل النّار آجره اللّه كما لو كان من أهل الجنّة، و من أبغض رجلا على جور ظهر منه، و هو في علم اللّه من أهل الجنّة آجره اللّه كما لو كان من أهل النار.

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس بن الحسين، أنبأنا محمّد بن علي بن الفتح، و علي [بن] (1) أحمد قالا: أنبأنا أحمد بن محمّد بن دوست، أنبأنا الحسين بن صفوان بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن وهب أبو طاهر النحوي (2) قال: قيل لمحمّد بن علي بن الحنفيّة إنّ رجلا من قريش يقع فيك، قال: بحسبي من نعم اللّه عز و جل عليّ أن ينجي غيري مني، و لم ينجني من غيري.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو حازم الحافظ ، ثنا أبو الفضل أحمد بن إسماعيل الأزدي، أنبأنا كامل بن مكرم، حدّثني أبو نصر منصور بن أسد الحميري قال: قال محمّد بن الحنفيّة: أيّها الناس اعلموا أن حوائج الناس إليكم نعم من اللّه عليكم فلا تملّوها فتحوّل نقما، و اعلموا أنّ أفضل المال ما أفاد ذخرا، و أورث ذكرا، و أوجب أجرا، و لو رأيتم المعروف رجلا لرأيتموه حسنا جميلا يسرّ الناظرين و يفوق العالمين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا أبو حازم الحافظ ، ثنا أبو الفضل أحمد بن إسماعيل الأزدي، أنبأنا كامل بن مكرم، حدّثني أبو نصر منصور بن أسد الحميري قال: قال محمّد بن الحنفيّة: أيها الناس اعلموا أن حوائج الناس إليكم نعم من اللّه عليكم فلا تملّوها فتحوّل نقما، و اعلموا أن أفضل المال ما أفاد ذخرا، و أورث ذكرا، و أوجب أجرا، و لو رأيتم المعروف رجلا لرأيتموه حسنا جميلا يسرّ الناظرين و يفوق العالمين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان، ثنا إبراهيم بن سهلويه، ثنا الحسن بن علي قال: قال محمّد بن الحنفيّة:

الكمال في ثلاثة: الفقه في الدّين، و الصّبر على النوائب، و حسن تقدير المعيشة.

أخبرنا أبو غالب محمّد (3) بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، ثنا موسى، ثنا خليفة قال (4):و في سنة خمس و ستين دعا ابن الزبير محمّد بن الحنفيّة إلى بيعته فأبى، فحصره في شعب بني هاشم في عدة من أصحابه منهم: عامر بن واثلة أبو الطفيل في عدد كثير، و أوعدهم وعدا شديدا حتى بعث المختار أبا عبد اللّه الجدلي سنة ست و ستين إلى ابن الحنفيّة بمكة، فحدّثني حاتم بن مسلم أن المختار

ص: 337


1- مكانها بياض بالأصل، و المستدرك عن د، و «ز».
2- بالأصل: و النحوي.
3- ليست اللفظة في «ز».
4- تاريخ خليفة بن خيّاط مختصرا ص 262 (ت. العمري) و نقلا عن خليفة في سير أعلام النبلاء 120/4.

قطع بعث أربعة آلاف عليهم أبو عبد اللّه الجدلي، و قال أبو الحسن وجّه المختار أبا عبد اللّه ثم وجّه عقبة بن طارق، فأتى أبو عبد اللّه بن الزبير فكلّمه في ابن الحنفيّة فقال ابن الزبير: إنّ صاحبكم الذي تنصرونه ليس هناك، فرجعوا إلى ابن الحنفيّة فأخرجوه من الشعب، فلم يقدر ابن الزبير على منعهم، و حضر الموسم، فشهد ذلك العام ثلاثة: ابن الحنفية، و نجدة، و ابن الزبير، و أمر ابن الحنفية أبا عبد اللّه بالانصراف، و كان مقام أبي عبد اللّه سبعة أشهر و ثمانية أيام، فانصرف أبو عبد اللّه.

قال خليفة: قال أبو الحسن: لم يزل أبو عبد اللّه مع ابن الحنفية حتى قتل المختار.

و قال خليفة: و حدّثني أبو عبد الرّحمن عن عوانة أن أبا عبد اللّه لم يزل مع ابن الحنفيّة حتى قتل المختار.

قال خليفة: و قال أبو اليقظان و غيره: كان المختار يقاتل ثم يعود إلى القصر - يعني - بالكوفة حتى قتل في شهر رمضان أو في آخر شعبان سنة سبع و ستين.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن فهم، ثنا محمّد بن سعد (1)،أنبأنا محمّد بن عمر، ثنا ربيعة بن عثمان، و محمّد بن عبد اللّه بن عبيد بن عمير، و إسحاق بن يحيى بن طلحة، و هشام ابن عمارة، عن سعيد بن محمّد بن جبير (2) بن مطعم، و الحسن (3) بن الحسن بن عطية العوفي عن أبيه، عن جده و غيرهم أيضا قد حدّثني قالوا: لما جاء نعي معاوية بن أبي سفيان إلى المدينة كان بها يومئذ الحسين بن علي، و محمّد بن الحنفيّة، و ابن الزبير، و كان ابن عبّاس بمكة، فخرج الحسين و ابن الزبير إلى مكّة، و أقام ابن الحنفيّة بالمدينة حتى سمع بدنو جيش مسرف أيّام الحرة، فرحل إلى مكّة فأقام مع ابن عبّاس، فلمّا جاء نعي يزيد بن معاوية و بايع ابن الزبير لنفسه و دعا الناس إليه، دعا ابن عبّاس و محمّد بن الحنفيّة إلى البيعة له، فأبيا يبايعان له، و قالا: حتى تجتمع لك البلاد، و يتسق لك الناس، فأقاما على ذلك ما أقاما، فمرة يكاشرهما و مرة يلين لهما و مرة يباديهما، ثم غلظ عليهما فوقع بينهم كلام و شر، فلم يزل الأمر يغلظ حتى خافا منه خوفا شديدا، و معهما النساء و الذرية، فأساء جوارهم و حصرهم.

ص: 338


1- الطبقات الكبرى لابن سعد 100/5 و نقلا عن الواقدي في سير أعلام النبلاء 117/4 و ما بعدها.
2- بالأصل: حمير، و المثبت عن د، و «ز».
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في ابن سعد: الحسين.

و آذاهم-. و قصد محمّد بن الحنفيّة فأظهر شتمه و عيّبه و أمره و بني هاشم أن يلزموا شعبهم بمكة، و جعل عليهم الرقباء، و قال لهم فيما يقول: و اللّه لتبايعنّ أو لأحرقنّكم بالنار، فخافوا على أنفسهم، قال سليم أبو عامر: فرأيت محمّد بن الحنفيّة محبوسا في زمزم و الناس يمنعون من الدخول عليه، فقلت: و اللّه لأدخلنّ عليه، فقلت: ما بالك و هذا الرجل ؟ فقال: دعاني إلى البيعة فقلت: إنّما أنا من المسلمين فإذا اجتمعوا عليك فأنا كأحدهم، فلم يرض بهذا منّي، فاذهب إلى ابن عبّاس فاقرئه مني السلام و قل: يقول لك ابن عمّك: ما ترى ؟ قال:

سليم: فدخلت على ابن عبّاس و هو ذاهب البصر، فقال: من أنت ؟ فقلت: أنصاري، فقال:

ربّ أنصاري هو أشدّ علينا من عدونا، فقلت: لا تخف أنا ممّن لك كله، قال: هات، فأخبرته بقول ابن الحنفيّة فقال: قل له: لا تطعه و لا نعمة عين إلاّ ما قلت، و لا تزده عليه، فرجعت على ابن الحنفيّة فأبلغته ما قال ابن عبّاس، فهمّ ابن الحنفية أن يقدم إلى الكوفة، و بلغ ذلك المختار فثقل عليه قدومه فقال: إنه في المهدي علامة يقدم بلدكم هذا فيضربه رجل في السوق ضربة بالسّيف لا تضرّه و لا تحيك فيه، فبلغ ذلك ابن الحنفية فأقام فقيل له: لو بعثت إلى شيعتك بالكوفة فأعلمتهم ما أنتم فيه، فبعث أبا الطفيل عامر بن واثلة إلى شيعتهم بالكوفة، فقدم عليهم فقال: إنّا نأمن ابن الزبير على هؤلاء القوم، و أخبرهم بما هم فيه من الخوف، فقطع المختار بعثا إلى مكة، فانتدب منهم أربعة آلاف، فعقد لأبي عبد اللّه الجدلي عليهم و قال له: سر، فإن وجدت بني هاشم في الحيرة فكن لهم أنت و ممّن معك عضدا، و انفذ لما أمروك به، و إن وجدت ابن الزبير قد قتلهم فاعترض أهل مكة حتى تصل إلى ابن الزبير [ثم لا تدع من آل الزبير] (1) شفرا (2) و لا ظفرا، و قال: يا شرطة اللّه، لقد أكرمكم اللّه بهذا المسير، و لكم بهذا الوجه عشر حجج و عشر عمر، و سار القوم و معهم السلاح حتى أشرفوا على مكة، فجاء المستغيث: أعجلوا فما أراكم تدركونهم. فقال الناس: لو أن أهل القوة عجلوا. فانتدب منهم ثمانمائة رأسهم عطية بن سعد بن جنادة العوفي حتى دخلوا مكة فكبروا تكبيرة سمعها ابن الزبير، فانطلق هاربا حتى دخل دار الندوة، و يقال بل تعلّق بأستار الكعبة، و قال: أنا عائذ اللّه.

قال عطية: ثم ملنا إلى ابن عباس و ابن الحنفية و أصحابهما في دور قد جمع لهم الحطب فأحيط بهم حتى بلغ رءوس الجدر لو أن نارا تقع فيه ما رئي منهم أحد حتى تقوم

ص: 339


1- الزيادة عن د، و «ز»، و ابن سعد.
2- في سير أعلام النبلاء: شعرا.

الساعة. فأخبرناه عن الأبواب، و عجل علي بن عبد اللّه بن عباس، و هو يومئذ رجل، فأسرع في الحطب يريد الخروج فأدمى ساقيه، و أقبل أصحاب ابن الزبير فكنا صفين نحن و هم في المسجد نهارنا و نهاره لا ننصرف إلاّ إلى صلاة حتى أصبحنا، و قدم أبو عبد اللّه الجدلي في الناس فقلنا لابن عباس و ابن الحنفية: ذرونا نرح (1) الناس من ابن الزبير. فقالا: هذا بلد حرمه اللّه، ما أحله لأحد إلاّ للنبي صلى اللّه عليه و سلّم، ساعة ما أحلّه لأحد قبله و لا يحلّه لأحد بعده، فامنعونا و أجيروننا. قال فتحملوا و إن مناديا لينادي في الجبل: ما غنمت سرية بعد نبيها ما غنمت هذه السرية. إن السرايا تغنم الذهب و الفضة و إنما غنمتم دماءنا. فخرجوا بهم حتى أنزلوهم منى، فأقاموا بها ما شاء اللّه أن يقيموا، ثم خرجوا إلى الطائف فأقاموا ما أقاموا و توفي عبد الله بن عباس بالطائف سنة ثمان و ستين و صلى عليه محمّد بن الحنفية، و بقينا مع ابن الحنفية، فلما كان الحج، و حج ابن الزبير من مكة فوافى عرفة في أصحابه، و وافى محمّد بن الحنفية من الطائف في أصحابه فوقف بعرفة، و وافى نجدة بن عامر الحنفي تلك السنة في أصحابه من الخوارج فوقف ناحية. و حجت بنو أمية على لواء فوقفوا بعرفة فيمن معهم.

قال: (2) و أنبأنا محمّد بن عمر، حدّثني هشام بن عمارة، عن سعيد بن محمّد بن جبير ابن مطعم عن أبيه قال: أقام الحجّ تلك السنة ابن الزبير، و حج عامئذ ابن الحنفيّة في الخشبية (3) معه و هم أربعة آلاف نزلوا في الشعب الأيسر من منى.

قال (4):و أنبأنا محمّد بن عمر، حدّثني هشام بن عمارة، عن سعيد بن محمّد بن جبير ابن مطعم عن أبيه قال: خفّت الفتنة فمشيت إليهم جميعا، فجئت محمّد بن علي في الشّعب، فقلت: يا أبا القاسم اتق اللّه، فإنا في مشعر حرام، و بلد حرام، و الناس وفد اللّه إلى هذا البيت، فلا تفسد عليهم حجّهم، فقال: و اللّه ما أريد ذلك، و ما أحول بين أحد و بين هذا البيت، و لا يؤتي أحد من الحاج من قبلي، و لكني رجل أدفع عن نفسي من ابن الزبير، و ما يريد مني و ما أطلب هذا الأمر إلاّ أن لا يختلف عليّ فيه اثنان، و لكن ائت ابن الزبير فكلمه و عليك بنجدة فكلمه.

ص: 340


1- في ابن سعد: نريح.
2- القائل: محمّد بن سعد، و الخبر في الطبقات الكبرى 103/5.
3- الخشيبة محركة، جاء في تاج العروس بتحقيقنا: هم قوم من الجهمية، و قال ابن الأثير: هم أصحاب المختار بن أبي عبيد و قال الذهبي: إنهم قاتلوا مرة بالخشب فعرفوا بذلك.
4- طبقات ابن سعد 103/5-104 و سير أعلام النبلاء 120/4.

قال محمّد بن جبير:

فجئت ابن الزبير فكلمته بنحو ما كلمت به ابن الحنفية، فقال: أنا رجل قد اجتمع عليّ و بايعني الناس، و هؤلاء أهل خلاف. فقلت: إن خيرا لك الكفّ . فقال: أفعل.

ثم جئت نجدة الحروري فأجده في أصحابه و أجد عكرمة غلام ابن عباس عنده.

فقلت: استأذن لي على صاحبك، قال:؛ فدخل فلم ينشب أن أذن لي، فدخلت فعظّمت عليه و كلمته بما كلمت به الرجلين، فقال: أما أن أبتدئ أحدا بقتال فلا، و لكن من بدأنا بقتال قاتلناه. قلت: فإني رأيت الرجلين لا يريدان قتالك.

ثم جئت شيعة بني أمية فكلمتهم بنحو مما كلمت به القوم، فقالوا: نحن على لوائنا لا نقاتل أحدا إلاّ أن يقاتلنا. فلم أر في تلك الألوية أسكن و لا أسلم دفعة من أصحاب ابن الحنفية.

قال محمّد بن جبير:

وقفت تلك العشية إلى جنب محمّد بن الحنفية، فلما غابت الشمس التفت إليّ فقال: يا أبا سعيد ادفع، فدفع و دفعت معه، فكان أول من دفع.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، أنبأنا محمّد بن علي بن الحسن الحسني، أنبأنا محمّد بن جعفر التميمي - مناولة - أنبأنا عبد العزيز بن يحيى - إجازة - حدّثني أحمد بن عمرو، ثنا عبد اللّه بن عمر بن عبد الرّحمن، ثنا الحكم بن زبالة، ثنا خالد بن يزيد - يعني القربي - ثنا عمّار ابن أبي معاوية الدهني عن أبي جعفر قال: لما فتن عبد اللّه بن الزبير أرسل إلى من كان بحضرته من بني هاشم فجمعهم في شعب أبي طالب و أراد أن يحرقهم بالنار، فبلغ ذلك ناسا من أهل الكوفة، فخرجوا ينصرونهم، حتى إذا كانوا ببعض الطريق إلى ابن الحنفيّة سمعوا هاتفا يهتف و هو يقول:

يا أيّها الركب إلى المهديّ *** على عناجيج من المطيّ

أعناقها كالقضب الخطيّ *** لتنصروا عاقبة النبيّ

محمّدا خير بني علي

فدخلوه على محمّد بن الحنفيّة فأخبروه بما سمعوا من الهاتف، فقال: ذاك بعض مسلمي الجن.

ص: 341

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر، أنبأنا أحمد، ثنا الحسين، ثنا ابن سعد (1)،أنبأنا محمّد بن عمر، حدّثني جعفر بن محمّد بن خالد بن الزبير، عن عثمان بن عروة، عن أبيه.

قال: و أنبأنا إسحاق بن يحيى بن طلحة و غيرهما قالوا: كان المختار لما قدم الكوفة كان أشدّ الناس على ابن الزبير، و أعيبه له، و جعل يلقي إلى الناس أنّ ابن الزبير كان يطلب هذا الأمر لأبي القاسم - يعني - ابن الحنفيّة ثم ظلمه إياه، و جعل يذكر ابن الحنفيّة و حاله و ورعه، و أنه بعثه إلى الكوفة يدعو له، و أنه كتب له كتابا فهو لا يعدوه إلى غيره، و يقرأ ذلك الكتاب على من يثق به، و جعل يدعو الناس إلى البيعة لمحمّد بن الحنفيّة فيبايعونه له سرا، فشكّ قوم ممن بايعه في أمره و قالوا: أعطينا هذا الرجل عهودنا أن زعم أنه رسول ابن الحنفيّة، و ابن الحنفيّة بمكة ليس منا ببعيد، و لا مستتر، فلو شخص منا قوم إليه عمّا جاءنا به هذا الرجل، فإن كان صادقا نصرناه و أعناه على أمره، فشخص منهم قوم، فلقوا ابن الحنفيّة بمكة فأعلموه أمر المختار و ما دعاهم إليه، فقالوا: نحن حيث ترون محبسون (2) و ما أحبّ أنّ لي سلطان الدنيا بقتل مؤمن بغير حق، و لوددت أن اللّه انتصر لنا بمن شاء من خلقه، فاحذروا الكذابين، و انظروا لأنفسكم و دينكم، فانصرفوا على هذا، و كتب المختار كتابا على لسان محمّد بن الحنفيّة إلى إبراهيم بن الأشتر، و جاء فاستأذن عليه، و قيل المختار أمين آل محمّد و رسولهم (3)،فاذن له و حيّاه و رحّب به و أجلسه معه على فراشه، فتكلم المختار، و كان مفوها، فحمد اللّه و أثنى عليه، و صلّى على النبي صلى اللّه عليه و سلّم ثم قال: إنّكم أهل بيت قد أكرمكم اللّه بنصرة آل محمّد، و قد ركب منهم ما قد علمت، و حرموا، و منعوا حقهم و صاروا إلى ما رأيت، و قد كتب إليك المهدي كتابا، و هؤلاء الشهود عليه، فقال يزيد بن أنس الأسدي، و أحمر بن شميط البجلي، و عبد اللّه بن كامل الشاكري، و أبو عمرة كيسان مولى بجيلة:

نشهد أن هذا كتابه قد شهدناه حين دفعه إليه، فقبضه إبراهيم و قرأه ثم قال: أنا أوّل من يجيب، قد أمرنا بطاعتك و مؤازرتك، فقل ما بدا لك، و ادع إلى من شئت.

ثم كان إبراهيم يركب إليه في كل يوم فزرع ذلك في صدور الناس، و ورد الخبر على

ص: 342


1- طبقات ابن سعد 98/5-99 و من طريق الواقدي روى في سير أعلام النبلاء 121/4.
2- في طبقات ابن سعد:«محتسبون» و في سير أعلام النبلاء:«محبوسون».
3- في طبقات ابن سعد: و رسوله.

ابن الزبير فتنكر لمحمّد بن الحنفيّة، و جعل أمر المختار يغلظ في كل يوم و يكثر تبعه، فجعل يتتبع قتلة الحسين و من أعان عليه، فيقتلهم، ثم بعث إبراهيم بن الأشتر في عشرين ألفا إلى عبيد اللّه بن زياد فقتله و بعث برأسه إلى المختار، فعهد إليه المختار، فجعله في جونة، ثم بعث به إلى محمّد بن الحنفيّة، و علي بن الحسين و سائر بني (1) هاشم، فلمّا رأى علي بن الحسين رأس عبيد اللّه ترحّم على الحسين و قال: أتى عبيد اللّه بن زياد برأس الحسين و هو يتغدى و أتينا برأس عبيد اللّه و نحن نتغدى، و لم يبق من بني هاشم أحد إلاّ قام بخطبة في الثناء على المختار، و الدعاء له، و جميل القول فيه. و كان ابن الحنفيّة يكره أمر المختار و ما يبلغه عنه، و لا يحب كثيرا ممّا يأتي به، و كان ابن عبّاس يقول: بثأرنا و أدرك و غمنا و آثرنا و وصلنا، فكان يظهر الجميل فيه للعامّة، فلما اتّسق الأمر للمختار كتب لمحمّد (2) بن علي المهدي: من المختار ابن أبي عبيد الطالب بثأر آل محمّد، أما بعد، فإنّ اللّه لم ينتقم من قوم حتى يعذر إليهم، و إنّ اللّه قد أهلك الفسقة و أشياع الفسقة، و قد بقيت بقايا فأرجو أن يلحق آخرهم (3) بأوّلهم.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي، ثنا أبو الحسين بن المهتدي الخطيب، أنبأنا أبو الفضل محمّد بن الحسن بن المأمون، ثنا أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباري، أنبأنا أبي، أنبأنا أحمد بن عبيد، أنبأنا الأصمعي قال: حدّثنا أن محمّد بن الحنفيّة أراد أن يقدم الكوفة أيام المختار - يعني - ليكذبه، فقال المختار حين بلغه: إنّ في المهدي علامة يضربه رجل في السّوق ضربة بالسّيف فلا يضره، فلمّا بلغ ذلك محمّدا أقام يعني أنه أخاف أن يجرب فيه فيموت.

رواها الخطيب عن ابن المهتدي.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (4)،ثنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب، ثنا محمّد بن إسحاق، ثنا حاتم بن الليث (5)،ثنا هوذة بن خليفة، ثنا عوف الأعرابي عن ميمون، عن وردان قال: كنت في العصابة الذين انتدبوا (6) إلى محمّد بن

ص: 343


1- بالأصل:«بنو».
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و ابن سعد.
3- بالأصل: أولهم بأولهم، و فوق اللفظتين ضبتان، و التصويب عن د، و «ز»، و ابن سعد.
4- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 174/3.
5- صحفت في الحلية إلى: اللبيب.
6- في الحلية: ابتدروا.

[علي بن] (1) الحنفيّة، و كان ابن الزبير يمنعه أن يدخل مكة حتى يبايعه، و أراد الشام أن يدخلها فمنعه عبد الملك بن مروان أن يدخلها حتى يبايعه، فأبى، فسرنا معه، و لو أمرنا بالقتال لقاتلنا معه، فجمعنا يوما يقسم فينا (2) شيئا و هو يسير، ثم حمد اللّه و أثنى عليه، و قال:

الحقوا برجالكم و اتقوا اللّه، و عليكم بما تعرفون، و دعوا ما تنكرون، و عليكم بخاصة أنفسكم، و دعوا أمر العامة، و استقروا في أمرنا كما استقرّ [ت] (3) السماء و الأرض، فإنّ أمرنا إذا جاء كان كالشمس الضّاحية.

قال (4):و حدّثنا أبو حامد بن حبلة، ثنا أبو العباس الثقفي، ثنا محمّد بن الصّبّاح (5)،ثنا جرير، عن عمرو يعني: ابن ثابت - قال: قال محمّد بن الحنفيّة: ترون أمرنا؟ لهو أبين من هذه الشمس، فلا تعجلوا و لا تقتلوا أنفسكم.

قال: (6) و حدّثنا أبو حامد، ثنا أبو العبّاس، ثنا علي بن سعيد البغدادي، ثنا ضمرة بن ربيعة، عن سعيد بن الحسن (7) قال: قال محمّد بن الحنفيّة: رحم اللّه من كفّ يده و لسانه، و جلس في بيته، فإن ذنوب بني أميّة أسرع إليهم من سيوف المسلمين.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (8)،أنبأنا مالك بن إسماعيل أبو غسّان النّهدي، ثنا عمر بن زياد الهذلي، عن الأسود بن قيس حدّثه قال:

لقيت بخراسان رجلا من عنزة (9)،قال: قلت للأسود: ما اسمه ؟ قال: لا أدري، قال:

أ لا أعرض عليك خطبة ابن الحنفية ؟ قال: قلت: بلى، قال: انتهيت إليه و هو في رهط يحدّثهم، فقلت: السّلام عليك يا مهدي، قال: و عليك السّلام، قال: قلت: إنّ لي إليك حاجة، قال: أ سرّ هي أم علانية ؟ قال: قلت: بل سرّ، قال: اجلس، فجلست، و حدّث القوم ساعة ثم قام فقمت معه، فلمّا أن دخل دخلت معه بيته، قال: قل لحاجتك ؟ قال: فحمدت

ص: 344


1- «علي بن» كتبا بين السطرين فوق الكلام بالأصل.
2- في حلية الأولياء: فيئا.
3- زيادة عن حلية الأولياء.
4- القائل: أبو نعيم الحافظ ، و الخبر في حلية الأولياء 175/3.
5- صحفت بالأصل إلى:«الصياح» و في «ز» إلى:«الصاخ» و المثبت عن د، و الحلية.
6- حلية الأولياء 175/3.
7- في الحلية: سعيد بن الحسين.
8- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 95/5.
9- صحفت في ابن سعد إلى: عزه.

اللّه و أثنيت عليه، و شهدت أن لا إله إلاّ اللّه و شهدت أنّ محمّدا عبد اللّه و رسوله، ثم قلت: أمّا بعد، فو اللّه ما كنتم أقرب قريش إلينا قرابة فنحبّكم على قرابتكم، و لكن كنتم أقرب قريش إلى نبيّنا قرابة فلذلك أحببناكم على قرابتكم من نبيّنا، فما زال بنا الشين (1) في حبّكم حتى ضربت عليه الأعناق و أبطلت الشهادات، و شرّدنا في البلاد، و أوذينا حتى لقد هممت أن ؟؟؟ أذهب في الأرض، قفرا فأعبد اللّه حتى ألقاه، لو لا أن يخفى علي أمر آل محمّد، و لقد هممت أن أخرج مع قوم شهادتنا و شهادتهم (2) واحدة على أمرائنا فيخرجون فيقاتلون و نغنم (3)،قال عمر:

يعني الخوارج، و قد كانت تبلغ عنك أحاديث من وراء وراء فأحببت أن أشافهك بالكلام، فلا أسأل عنك أحدا، و كنت أوثق الناس في نفسي و أحبّ إليّ أن أفتدي به، فأرى برأيك، و كيف المخرج. أقول قولي هذا و استغفر اللّه لي و لكم، قال: فحمد اللّه محمّد بن علي و أثنى عليه، و شهد أن لا إله إلاّ اللّه، و شهد أن محمّدا عبده و رسوله، ثم قال: أمّا بعد، فإيّاكم و هذه الأحاديث، فإنها عيب عليكم، و عليكم بكتاب اللّه فإنه به هدي أوّلكم و به يهدي آخركم، و لعمري لئن أوذيتم لقد أوذي من كان خيرا منكم. لقد هممت أن أذهب في الأرض قفرا فأعبد اللّه حتى ألقاه، أو أجتنب أمور الناس لو لا أن يخفى عليّ أمر آل محمّدا، فلا تفعل، فإذن ذلك البدعة الرهبانية، و لعمري لأمر آل محمّد أبين من طلوع هذه الشمس، و أمّا قيلك لقد هممت أن أخرج مع أقوام شهادتنا و شهادتهم واحدة على أمرائنا فيخرجون فيقاتلون و نغنم (4) فلا تفعل، و لا تفارق الأمة، اتق هؤلاء القوم بتقيّتهم، قال عمر و يعني: بني أمية، و لا تقاتل معهم، قال: قلت: و ما تقيّتهم ؟ قال: تحضرهم وجهك عند دعوتهم، فيدفع اللّه بذلك عنك عن دمّك و دينك و تصيب من مال اللّه الذي أنت أحقّ به منهم، قال: قلت: أ رأيت إن أطاف بي قتال ليس لي منه بدّ؟ قال: تبايع بإحدى يديك الأخرى (5) للّه،[و تقاتل للّه] (6)فإن اللّه سيدخل أقواما بسرائرهم الجنة، و سيدخل أقواما بسرائرهم النار، و إنّي أذكّرك اللّه أن تبلغ عني ما لم تسمع مني أو أن تقول عليّ ما لم أقل، أقول قولي هذا و أستغفر اللّه لي و لكم.

قال: و حدّثنا محمّد بن سعد (7)،أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الأسدي، ثنا الوليد بن

ص: 345


1- الأصل و د، و «ز»: التسنن، و المثبت عن ابن سعد.
2- بالأصل:«شهادتنا و شهادتنا» و المثبت عن د، و «ز»، و ابن سعد.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و عند ابن سعد: و نقيم.
4- راجع الحاشية السابقة.
5- بالأصل كررت اللفظة.
6- الزيادة عن د، و «ز»، و ابن سعد.
7- طبقات ابن سعد 97/5.

جميع، عن أبي الطفيل، عن محمّد بن الحنفيّة أنه قال له:

الزم هذا المكان، و كن حمامة من حمام الحرم حتى يأتي أمرنا، فإنّ أمرنا إذا جاء فليس به خفاء، كما ليس بالشمس إذا طلعت خفاء، و ما يدريك إن قال لك الناس تأتي من الشرق و يأتي اللّه بها من المغرب، و ما يدريك إن قال لك الناس تأتي من المغرب و يأتي اللّه بها من المشرق، و ما يدريك لعلنا سنؤتى بها كما يؤتى بالعروس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، ثنا الحميدي (1)،ثنا سفيان (2)،ثنا أبو الجحّاف، و كان من الشيعة، عن رجل من أهل البصرة، قال: أتيت محمّد بن عليّ بن الحنفيّة حين خرج المختار، فقلت: إن هذا يعني المختار قد خرج علينا، و انه يدعو إليكم، فإن كان من أمركم اتبعناه، فإنّي سآمرك بما كنت آمر به (3) ابني هذا إنّا أهل بيت لا نبتز هذه الأمة أمرها و لا نأتيها من غير وجهها، و إنّ عليا قد كان يرى أنه له و لكنه لم يقاتل حتى جرت له بيعة.

قال: و حدّثنا حنبل، حدّثنا الحميدي (4)،ثنا سفيان (5)،ثنا ليث بن أبي سليم، عن منذر الثوري، عن ابن الحنفيّة قال: سمعت أبا هريرة يقول: لا حرج إلاّ في دم امرئ [مسلم] (6)، قال: فقيل لابن الحنفيّة: تطعن على أبيك قال: إنّي لست أطعن على أبي، بايعه أولو الأمر، فنكث ناكث فقاتله، و إنّ ابن الزبير يحسدني على مكاني هذا، ودّ أني ألحد في الحرم كما ألحد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا [عاصم] (7) ابن الحسن، أنبأنا أبو عمر بن مهدي، أنبأنا أبو العبّاس بن عقدة، ثنا أحمد بن يحيى الصوفي، ثنا عبد الرّحمن بن شريك، ثنا أبي، ثنا ليث بن أبي سليم، عن منذر الثوري، عن محمّد بن علي، عن أبي هريرة عن

ص: 346


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الجنيدي.
2- من طريق سفيان بن عيينة روي الخبر في سير أعلام النبلاء 122/4.
3- أقحم بعدها بالأصل:«أمري به».
4- بالأصل:«الحميد» و المثبت عن د، و «ز».
5- من طريق سفيان بن عيينة روي الخبر في سير أعلام النبلاء 122/4.
6- زيادة للإيضاح عن سير أعلام النبلاء.
7- زيادة للإيضاح عن د، و «ز».

النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلاّ اللّه، فإذا فعلوها حرمت عليّ دماؤهم و أموالهم إلاّ بحقّها و حسابهم على اللّه»[فقال رجل لمحمّد: إنك لتزرى على أبيك، فقال: لست أزري على أبي، إن أبي بايعه أهل الأمر، فنكث ناكث] (1) فقاتله و مرق مارق فقاتله، و لست كأبي ليست لي بيعة في أعناق الناس، فأقاتل، و قد كان قيل له: أ لا تخرج.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق، ثنا يحيى بن جعفر، أنبأنا عبد الرّحمن بن علقمة المروزي، ثنا عبد اللّه بن المبارك، أنبأنا أبو جعفر الرازي، عن ليث، عن منذر الثوري، عن محمّد بن الحنفية، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لا حرج إلاّ في قتل مسلم» ثلاثا يقولها[11523]، و قال ابن الحنفية: لو أنّ الناس بايعوني إلاّ رجل لم يشتد سلطاني إلاّ به ما قتلته.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الحسن بن علي، أنبأنا محمّد بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين، ثنا ابن سعد (2)،أنبأنا قبيصة بن عقبة، ثنا سفيان، عن الحارث الأزدي، قال: قال ابن الحنفيّة: رحم اللّه امرأ أغنى نفسه، و كفّ يده، و أمسك لسانه، و جلس في بيته، له ما احتسب، و هو مع من أحبّ ، ألا إنّ أعمال بني أميّة أسرع فيهم من سيوف المسلمين، ألا إنّ لأهل الحق دولة يأتي بها اللّه إذا شاء، فمن أدرك ذلك منكم و منا كان عندنا في السنام (3) الأعلى، و من يمت فما عند اللّه خير و أبقى.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنبأنا عليّ بن محمّد بن خزفة (4)،ثنا محمّد بن الحسين، ثنا ابن [أبي] خيثمة، ثنا عفّان بن مسلم، ثنا أبو عوانة، ثنا أبو جمرة (5) قال (6):كانوا يسلمون على محمّد بن علي: سلام عليك يا مهدي، فقال: أجل، أنا مهدي، أهدي إلى الرشد و الخير، اسمي اسم نبي اللّه، و كنيتي كنية نبي اللّه، فإذا سلّم أحدكم فليقل: سلام عليك يا محمّد، سلام عليك يا أبا القاسم.

ص: 347


1- الزيادة بين معكوفتين لتقويم المعنى و رفع الخلل، عن د، و «ز».
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 97/5، و من طريق سفيان الثوري في سير الأعلام 123/4.
3- في سير الأعلام: السهم الأعلى.
4- صحفت في «ز» إلى خزقة.
5- بالأصل و «ز» و د:«حمزة» و المثبت عن سير أعلام النبلاء. و هو نصر بن عمران الضبعي.
6- سير أعلام النبلاء 123/4.

قال: و حدّثنا ابن أبي خيثمة، ثنا محمّد بن عمران الأخنسي، ثنا محمّد بن فضيل، ثنا سالم بن أبي حفصة، عن منذر الثوري قال: رأيت محمّد بن الحنفيّة يتلو على فراشه و ينفخ، فقالت له امرأته: ما يكربك (1) يا مهدي.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أبي نعيم النسوي، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا عمي أبو علي محمّد بن القاسم، ثنا عليّ بن بكر، عن أحمد بن الخليل قال: قال عمر بن عبيد عبيدة و قال كثير بن كثير السّهمي:

ألا إنّ الأئمة من قريش *** ولاة الحقّ أربعة سواء

عليّ و الثلاثة من بنيه *** هم الأسباط ليس بهم خفاء

فسبط سبط إيمان و برّ *** و سبط غيّبته كربلاء

و سبط لا يذوق الموت حتى *** يقود الخيل يقدمها اللواء

توارى لا يرى عنهم سنينا *** برضوى عنده عسل و ماء

و قيل: قيل إن هذه الأبيات لكثير عزّة و قد تقدمت في أول الترجمة.

قرأت على أبي غالب، عن أبي [محمّد] (2) الحسن بن علي (3)،أنبأنا أبو عمر، أنبأنا أحمد، أنبأ الحسين، ثنا ابن سعد (4)،أنبأنا الفضل بن دكين، ثنا أبو العلاء الخفاف، عن المنهال بن عمرو قال: جاء رجل إلى ابن الحنفيّة فسلّم عليه، فردّ عليه السلام، فقال: كيف أنت ؟ فحرّك يده، فقال:[كيف] (5) أنتم، أ ما آن لكم أن تعرفوا كيف نحن، إنّما مثلنا في هذه الأمة مثل بني إسرائيل في آل فرعون، كان يذبّح أبناءهم و يستحيى نساءهم و إنّ هؤلاء يذبّحون أبناءنا و ينكحون نساءنا بغير أمرنا، فزعمت العرب أنّ لها فضلا على العجم، فقالت العجم:

و ما ذاك ؟ قالوا: كان محمّد [عربيا، قالوا: صدقتم، قالوا: و زعمت قريش أن لها فضلا على العرب، فقالت العرب: و بم ذا؟ قالوا: قد كان محمّد] (6) قرشيا، فإن كان القوم صدقوا فلنا فضل على الناس.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد، أنبأنا عليّ بن

ص: 348


1- صحفت في «ز» إلى: يكرثك.
2- زيادة لازمة منا للإيضاح، و السند معروف.
3- أقحم بعدها بالأصل: أنبأنا أبو علي.
4- الطبقات الكبرى لابن سعد 95/5.
5- زيادة للإيضاح عن ابن سعد.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن د، و «ز»، و ابن سعد.

محمّد بن خزفة (1)،أنبأنا محمّد بن الحسين، ثنا ابن [أبي] (2) خيثمة، ثنا محمّد بن الصلت، ثنا الربيع بن منذر، عن أبيه قال: قال ابن الحنفيّة: لوددت لو فديت شيعتنا هؤلاء ببعض دمي، ثم وضع يده اليمنى على يده اليسرى ثم قال: لحديثهم الكذب، و أذاعتهم السرّ حتى لو كانت أم أحدهم التي ولدته لأغرى بها حتى تقتل (3).

قال: و حدّثنا ابن أبي خيثمة، ثنا أبي، ثنا جرير، عن ليث عن (4) منذر الثوري أبي يعلى أو غيره عن ابن الحنفيّة قال: ما من هذه الأمة أحد أشهد عليه بالنجاة بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قالوا: و لا أبوك ؟ قال: و لا أبي الذي ولدني.

قرأت على أبي غالب الجريري، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا محمّد بن العبّاس، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (5) قال: قالوا:

و قتل المختار ابن أبي عبيد في سنة ثمان و ستين، فلمّا دخلت سنة تسع و ستين أرسل عبد اللّه بن الزبير عروة بن الزبير إلى محمّد بن الحنفيّة: إنّ أمير المؤمنين يقول لك إنّي غير تاركك أبدا حتى تبايعني أو أعيدك في الحبس، و قد قتل اللّه الكذّاب الذي كنت تدعي نصرته، و أجمع أهل العراقين (6) عليّ فبايع، و إلاّ فهي الحرب بيني و بينك إن امتنعت، فقال ابن الحنفية لعروة: ما أسرع أخاك إلى قطع الرحم و الاستخفاف بالحقّ ، و أغفله عن تعجيل عقوبة اللّه، ما يشك أخوك في الخلود و إلاّ فقد كان أحمد للمختار و هديه مني، و اللّه ما بعثت المختار داعيا و لا ناصرا، و للمختار كان إليه أشدّ انقطاعا منه إلينا، فإن كان كذّابا فطال ما قرّبه على كذبه، و إن كان على غير ذلك فهو أعلم به، و ما عندي خلاف، و لو كان خلاف ما أقمت في جواره، و لخرجت إلى من يدعوني، فأبيت ذلك عليه، و لكن هاهنا و اللّه لأخيك قرينا يطلب مثل ما يطلب أخوك، كلاهما يقاتلان على الدنيا (7):عبد الملك بن مروان؛ و اللّه لكأنك بجيوشه قد أحاطت برقبة أخيك، و إنّي لأحسب أن جوار عبد الملك خير لي من جوار أخيك، و لقد كتب إليّ يعرض عليّ ما قبله و تدعوني إليه، قال عروة: فما يمنعك من ذلك ؟ قال: أستخير اللّه، و ذلك أحبّ إلى صاحبك، قال: أذكر ذلك له، فقال بعض أصحاب محمّد

ص: 349


1- في «ز»: خزقه، تصحيف.
2- زيادة عن د، و «ز».
3- سير أعلام النبلاء 123/4.
4- بالأصل:«بن» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
5- طبقات ابن سعد 105/5-106 و من طريق ابن سعد رواه الذهبي في سير الأعلام 123/4-124.
6- في سير الأعلام: العراق.
7- في المختصر: الدماء.

ابن الحنفيّة [و اللّه لو أطعتنا لضرب عنقه، فقال ابن الحنفية] (1) و على ما أضرب عنقه ؟ جاءنا برسالة من أخيه و جاورنا فجرى بيننا و بينه كلام، فرددناه إلى أخيه، و الذي قلتم غدر، و ليس في الغدر خير، لو فعلت الذي تقولون لكان القتال بمكة، و أنتم تعلمون أنّ رأيي لو اجتمع الناس عليّ كلهم إلاّ إنسان واحد لما قاتلته، فانصرف عروة، فأخبر ابن الزبير بكلّ ما قال له محمّد بن الحنفيّة، و قال: و اللّه ما أرى أن تعرض له، دعه فليخرج عنك و يغيّب وجهه، عبد الملك أمامه و لا يتركه يحل بالشام حتى يبايعه، و ابن الحنفية لا يبايعه أبدا حتى يجتمع الناس عليه، فإن صار كفاكه، إمّا حبسه، و إمّا قتله، فتكون أنت قد برئت من ذلك، فأفثأ ابن الزبير عنه.

قال: و أنبأنا محمّد بن سعد (2)،أنبأنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا أبو عوانة، عن أبي جمرة (3) قال: كنت مع محمّد بن علي فسرنا من الطائف إلى أيلة بعد موت ابن عبّاس بزيادة على أربعين ليلة، قال: و كان عبد الملك قد كتب لمحمّد عهدا على أن يدخل في أرضه هو و أصحابه حتى يصطلح الناس على رجل، فإذا اصطلحوا على رجل بعهد من اللّه و ميثاق كتبه عبد الملك، فلمّا قدم محمّد الشام بعث إليه عبد الملك: إمّا أن تبايعني و إمّا أن تخرج من أرضي، و نحن يومئذ معه سبعة آلاف، فبعث إليه محمّد بن علي: على أن تؤمن أصحابي، ففعل، فقام محمّد، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: إنّ اللّه وليّ الأمور كلّها، و حاكمها، ما شاء اللّه كان و ما لم يشأ لم يكن، كلّ ما هو آت قريب، عجلتم بالأمر قبل نزوله، و الذي نفسي بيده إنّ في أصلابكم لمن يقاتل مع آل محمّد [ما يخفى على أهل الشرك أمر آل محمّد و أمر آل محمّد مستأخر، و الذي نفس محمّد بيده ليعودن فيكم] (4) كما بدأ، الحمد للّه الذي حقن دماءكم و أحرز دينكم! من أحبّ منكم أن يأتي مأمنه إلى بلده آمنا محفوظا فليفعل، فبقي معه تسع مائة رجل، فأحرم بعمرة، و قلّد هديا، فعمدنا إلى البيت، فلمّا أردنا أن ندخل الحرم تلقتنا خيل ابن الزبير، فمنعتنا أن ندخل، فأرسل إليه محمّد: لقد خرجت و ما أريد أن أقاتلك، و رجعت ما أريد أن أقاتلك، دعنا فلندخل فلنقض نسكنا ثم لنخرج عنك، فأبى، و معنا البدن قد قلّدناها، فرجعنا إلى المدينة، فكنا بها حتى قدم الحجّاج فقتل ابن الزبير، ثم صار إلى البصرة و الكوفة، فلمّا سار مضينا فقضينا نسكنا، و قد رأيت القمل يتناثر من محمّد

ص: 350


1- الزيادة للإيضاح عن د، و «ز»، و ابن سعد.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 108/5-109 و الذهبي في سير أعلام النبلاء 124/4-125.
3- بالأصل و د، و «ز»، و ابن سعد:«أبي حمزة» و المثبت عن سير الأعلام.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز»، و ابن سعد.

ابن علي، فلمّا قضينا نسكنا رجعنا إلى المدينة فمكث ثلاثة أشهر ثم توفي.

قال: و أنبأنا ابن سعد (1)،أنبأنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن جعفر، عن صالح ابن كيسان، عن الحسن بن محمّد بن علي قال: لم يبايع أبي الحجّاج لمّا قتل ابن الزبير بعث الحجاج إليه فجاء، فقال: قد قتل اللّه عدو اللّه، فقال ابن الحنفيّة: إذا بايع الناس بايعت، قال: و اللّه لأقتلنك، قال: أ و لا تدري، قال: و اللّه لأقتلنك، قال: أ و لا تدري (2) إنّ للّه في كل يوم ثلاثمائة و ستين لحظة، في كلّ لحظة ثلاثمائة و ستون قضية، فلعله أن يكفيناك في قضية من قضاياه.

قال: فكتب بذلك الحجّاج إلى عبد الملك، فأتاه كتابه، فأعجبه، و كتب به إلى صاحب الروم، و ذلك أن صاحب الروم كتب إليه يتهدده أنه قد جمع إليه جموعا كثيرة، فكتب عبد الملك بذلك الكلام إلى صاحب الروم، و كتب: قد عرفنا أن محمّدا ليس عنده خلاف و هو يأتيك و يبايعك، فارفق به، فلما اجتمع الناس على عبد الملك، و بايع ابن عمر قال ابن عمر لابن الحنفيّة: ما بقي شيء فبايع. فكتب ابن الحنفيّة إلى عبد الملك: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، لعبد الملك أمير المؤمنين من محمّد بن علي، أمّا بعد، فإنّي لما رأيت الأمة قد اختلفت اعتزلتهم، فلمّا أفضى هذا الأمر إليك، و بايعك الناس كنت كرجل منهم أدخل في صالح ما دخلوا فيه، فقد بايعناك و بايعت الحجّاج لك، و بعثت إليك ببيعتي، و رأيت الناس قد اجتمعوا عليك، و نحن نحب أن تؤمننا و تعطينا ميثاقنا على الوفاء، فإن الغدر لا خير فيه، فإن أبيت فأرض اللّه واسعة، فلمّا قرأ عبد الملك الكتاب قال قبيصة بن ذؤيب [و روح] (3) بن زنباع ما لك عليه سبيل، و لو أراد فتقا لقدر عليه، و لقد سلّم و بايع فنرى أن نكتب إليه بالعهد و الميثاق بالأمان له و لأصحابه، ففعل، فكتب إليه عبد الملك: إنك عندنا محمود، أنت أحبّ إلينا، و أقرب بنا رحما من ابن الزبير، فلك العهد و الميثاق، و ذمة اللّه، و ذمة رسوله أن لا تهاج و لا أحد من أصحابك بشيء تكرهه، ارجع إلى بلدك، و اذهب حيث شئت، و لست أدع صلتك (4) و عونك ما حييت، و كتب إلى الحجّاج يأمره بحسن جواره و إكرامه، فرجع ابن الحنفيّة إلى المدينة.

ص: 351


1- طبقات ابن سعد 110/5-111.
2- كذا كررت الجملة بالأصل و د، و «ز»، و لم تكرر عند ابن سعد.
3- زيادة عن د، و «ز»، و ابن سعد للإيضاح.
4- بالأصل:«صلاتك» و المثبت عن د، و «ز»، و ابن سعد.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة - و قرأ عليّ إسناده، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا المعافي بن زكريا (1)،ثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، ثنا أبو محمّد عبد اللّه ابن عمرو (2) بن بشر الورّاق، ثنا أبو زكريا يحيى بن خليفة الدارمي، حدّثني محمّد بن هشام السعدي التميمي قال:

خرج الحجّاج بن يوسف و ابن الحنفيّة من عند عبد الملك بن مروان، فلمّا صارا في الطريق قال الحجّاج لمحمّد بن الحنفيّة: لقد بلغني أن أباك كان إذا فرغ من القنوت يقول كلاما حسنا أحببت أن أعرفه، فتحفظه ؟ قال: لا، قال: سبحان اللّه، ما أوحش لقاءكم، و أفظع لفظكم، و أشدّ خنزوانتكم، ما تعدّون الناس إلاّ عبيدا، و لقد خضتم الفتنة خوضا، و قللتم (3) المهاجرين و الأنصار، فنظر إليه ابن الحنفية و أنكر لفظه و أحفظه، فوقف و سار الحجّاج، و رجع ابن الحنفيّة إلى باب عبد الملك فقال للآذن: استأذن لي، فقال: أ لم تكن عنده و خرجت آنفا، فما ردّك و قد ارتفع أمير المؤمنين ؟ قال: لست أبرح حتى ألقاه، فكره الآذن غضب الخليفة فدخل عليه فقال: يا أمير المؤمنين، هذا محمّد بن الحنفيّة يستأذن عليك، فقال: أ لم يكن عندي قبيل ؟ قال: لقد رده أمر، ائذن له، فلما دخل عليه تحلحل عن مجلسه كما كان يفعل، فقال: يا أمير المؤمنين هذا الحجاج أسمعني كلاما تكمشت (4) له، و ذكر أبي بكلام تقمعت له، و ما أحرت حرفا، قال: فما قال لك حتى أعمل على حبسه (5)؟ قال: و كأنما تفقأ في وجهه الرمان و نخسه شوك، فخبره عما سأله عنه، فقال لصاحب شرطه عليّ بالحجاج الساعة. فأتاه في منزله حين خلع ثيابه فحمله حملا عنيفا، و انصرف ابن الحنفية، فجاء الحجاج فوقفه بالباب طويلا ثم قال: ائذن له. فدخل، فسلّم عليه، فقال له عبد الملك:

لا أنعم اللّه بعمرو عينا *** تحية السخط إذا التقينا (6)

يا لكع و هراوة البقار، ما أنت و محمّد بن الحنفيّة ؟ قال: يا أمير المؤمنين، ما كان إلاّ

ص: 352


1- رواه القاضي المعافي بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 190/4 و ما بعدها.
2- بالأصل:«عمر» و المثبت عن د، و «ز»، و الجليس الصالح الكافي.
3- في الجليس الصالح:«و قتلتم».
4- أي تقبضت، يقال: تكمش الجلد: تقبض.
5- بالأصل:«حسابه» و في «ز»: «حسبه» و المثبت عن الجليس الصالح.
6- «إذا التقينا» ليس في «ز».

خير (1)،قال: كذبت و اللّه لهو أصدق منك و أبرّ. ذكرته و ذكرت أباه، فو اللّه ما بين لابتيها أفضل من أبيه؛ و ما جرى بينك و بينه ؟ قال: سألته يا أمير المؤمنين عن شيء بلغني كان أبوه يقوله بعد القنوت، قال: لا أعرفه. فعلمت أن ذاك مقت منه لنا و لدولتنا، فأجبته بالذي بلغك. قال له عبد الملك: أسأت و لؤمت (2).و اللّه لو لا أبوه و ابن عمه لكنا حيارى ضلاّلا، و ما أنبت الشعر على رءوسنا إلاّ اللّه و هم، و ما أعزنا بما ترى إلاّ رحمهم و ريحهم الطيبة، و اللّه لا كلمتك كلمة أبدا، أو تجيئني بالرضا منه، و تسلّ سخيمته. قال: فمضى الحجاج من فوره، فألفاه و هو يتغدى مع أصحابه، قال: فاستأذن فأبى أن يأذن له، فقال بعض أصحابه:

إنه أتى برسالة أمير المؤمنين، فأذن له، فقال: إن أمير المؤمنين أرسلني أن أسلّ سغيمتك، و أقسم أن لا يكلمني أبدا حتى آتيه بالرضي منك، و أنا أحب، برحمك من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلاّ عفوت عني عما كان، و غفرت ذنبا إن كان. قال: قد فعلت على شريطة فتفعلها، قال: نعم، قال: على صرم الدهر. قال: ثم انصرف الحجاج، فدخل على عبد الملك، فقال ما صنعت ؟ قال جئت برضاه و سللت سخيمته و أجاب إلى ما أحب و هو أهل ذلك. قال: فأبى شيء آخر ما كان بينك و بينه ؟ قال: رضي على شريطة، على صرم الدهر، فقال: شنشنة أعرفها من أخزم (3)،انصرف.

فلما كان من الغد دخل ابن الحنفية على عبد الملك فقال له: أتاك الحجاج ؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: فرضيت و أجبته ؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال ثم مال إليه فقال:

هل تحفظ ما سألك عنه ؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، و ما منعني أن أبثه إياه إلاّ مقتى له فإنه من بقية ثمود. فضمك عبد الملك ثم قال يا سليمان - لغليم له - هات دواة و قرطاسا، قال:

فكتب بخطه:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم، كان أمير المؤمنين رضي اللّه عنه إذا فرغ من وتره رفع يديه (4)إلى السماء [و قال:] (5) اللّهمّ حاجتي العظمى التي إن قضيتها لم يضرّني ما منعتني،[و إن منعتني] (6) لم ينفعني ما أعطيتني، فكّاك الرقاب، فكّ رقبتي من النار، ربّ ما أنا إن تقصد

ص: 353


1- في الجليس الصالح: خيرا.
2- بالأصل و د، و «ز»: و لمت. و المثبت عن الجليس الصالح.
3- مثل. تقدم الكلام عليه.
4- في الجليس الصالح: يده.
5- زيادة عن د، و «ز»، و الجليس الصالح.
6- زيادة عن د، و «ز»، و الجليس الصالح.

قصدي بغضب منك يدوم عليّ ، فو عزتك ما يحسّن ملك إحساني، و لا تقبّحه إساءتي، و لا ينقص من خزائنك غنائي، و لا يزيد فيها فقري، يا من هو هكذا، اسمع دعائي و أجب ندائي، و أقلني عثرتي، و ارحم غربتي، و وحشتي، و وحدتي في قبري، ها أنا ذا يا رب برمتي، و يأخذ بتلابيبه [ثم] (1) يركع، فقال عبد الملك: حسن و اللّه، رضي اللّه عنه.

قال القاضي: قول محمّد بن الحنفيّة: أسمعني كلاما تكمشت له أي انقبضت، يقال لما تقبّض (2) و تشنّج من الفاكهة و غيرها: قد تكمّش، فهو متكمّش.

و قوله: و ذكر أبي بكلام تقمّعت له، يقال: قد تقمّع الرجل و انقمع إذا انخذل (3)و انكسر، و قول عبد الملك للحجّاج: يا لكع، يريد يا عبد أو يا لئيم. و قوله: و هراوة البقار؛ يعني عصا الراعي التي يذود بها البقر، يريد لا تصلح إلاّ لأداني الأمور.

و ما رواه محمّد بن الحنفيّة من قول أمير المؤمنين عليه السلام في دعائه: ها أنا ذا يا ربّ برمّتي، العرب تقول: أخذ فلان كذا و كذا برمّته، يريدون أخذه كله، و استوفاه، و لم يغادر شيئا منه، و كذلك قولهم: أخذه بأسره، و الأسر: القيد (4) و به سمي الأسير أسيرا، و هو الأخيذ (5) بمعنى المأخوذ، و كانوا يشدونه بالقدّ إذا أسروه، فأمّا الرمّة فالحبل البالي كانوا يشدون الأمتعة به، و منه قول ذي الرّمّة:

أشعت باقي رمة التقليد (6)

و قيل: إنّما سمّي ذا الرّمّة لقوله هذا، و هو غيلان بن عقبة، و أمّا الرمّة بالكسر فالعظم البالي يقال: رمّ العظم يرم، و هو رميم، و منه قول الشاعر: (7)

و النيب إن تعرفني رمة خلقا *** بعد الممات فإنّي كنت أثّئر (8)

و هذا من أبيات المعاني، و معناه [أن النيب، و هو جمع ناب، و هي الناقة المسنة، قيل

ص: 354


1- زيادة عن د، و «ز».
2- في الجليس الصالح:«تغضّن» و مثله في «ز»، و د.
3- في د، و «ز»، و الجليس الصالح: انخزل.
4- بالأصل و د: القد، و في «ز»: الغد.
5- في الجليس الصالح: الآخذ.
6- ديوان ذي الرمة ص 155 و صدره فيه: و غير مرضوخ القفا موتود.
7- البيت للبيد، ديوانه ص 57 (ط . بيروت).
8- اثئر: أخذ بالثأر.

لها ذلك فإنها لم يبن منها مرّ السنين عليها إلاّ نابا،] (1) إني كما يقال فلان رأس و فلان بطن، و من الناب قول جرير (2):

لقد سرني ألا تعدّ مشاجع *** من المجد إلاّ عقر ناب بصوأر

و قال أيضا (3):

تعدون عقر النّاب (4) أفضل مجدكم *** بني ضوطرى (5) لو لا الكميّ المقنّعا

قال: كانت تأكل عظام الموتى طلبا لملوحتها، فقال هذا الشاعر: إن تعر مني رمة خلقا، يريد إن تأكل عظامي بعد موتي، فإنّي كنت أتّئر آخذ منها بثأري سالفا في حياتي - يعني - انه كان ينحرها للأضياف، و قوله: اتئر من الثأر، و أصله: اثتأر فقلبت الثاء تاء، و أدغمت في التي بعدها، و كذلك مذكر أصله مذتكر، و مظلم أصله مظتلم (6)،و لما وصفنا من القلب علة هي مرسومة في موضعها و من العرب من يقول: اثئر بالثاء، و مذكر بالذال، و مطّلم بالطاء (7)إلاّ أن المختار الأفصح الأوضح في القياس، و الأشهر من الرواية مدّكر و متئر و مظّلم، و مثله مذخر (8)،و مدّخر.

قال زهير بن أبي سلمى يمدح هرم بن سنان (9):

هل الجواد الذي يعطيك نائلة *** عفوا و يظلم أحيانا فيظلم

يروى على الوجهين، و الطاء (10) أشهرهما، و المشهور من القراءة في قول اللّه عز و جل: فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (11) الدال، و كذلك قوله: وَ مٰا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ (12).

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد، أنبأنا أبو منصور محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو العبّاس أحمد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، ثنا محمّد بن إسماعيل،

ص: 355


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن د، و «ز» و الجليس الصالح.
2- ديوان جرير ص 202 (ط . بيروت).
3- ديوان جرير ص 254 (ط . بيروت).
4- في الديوان: النيب.
5- بالأصل:«ضوطر» و المثبت عن د، و «ز»، و الجليس الصالح، و الديوان.
6- بالأصل و د، و «ز»: «و يظلم من تظلم» و المثبت عن الجليس الصالح.
7- بالأصل و د، و «ز»: و مظلم بالظاء، و المثبت عن الجليس الصالح.
8- بالأصل:«مد نمر» و فوقها ضبة، و في د: مدمر، و في «ز»: مدخر، و المثبت عن الجليس الصالح.
9- شرح ديوان زهير ص 152.
10- في الجليس الصالح: و الظاء.
11- سورة القمر، الآية:15.
12- سورة آل عمران، الآية:49.

ثنا موسى، ثنا أبو عوانة، ح و أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي، أنبأنا أبو الحسين، و أبو الغنائم، و اللفظ له، قالا: أنبأنا أبو أحمد، أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا البخاري (1) قال: قال لنا موسى بن إسماعيل عن أبي عوانة، عن أبي حمزة (2) قال: قضينا نسكنا حين قتل ابن الزبير، و رجعنا إلى المدينة مع محمّد، فمكث ثلاثة أيام ثم توفي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى البابسيري، أنبأنا أبو أمية الأحوص بن المفضل القاضي، أنبأنا أبي المفضل بن غسّان، ثنا أحمد بن حنبل، قال: و حدّثنا أبو نعيم قال: سمعت قيس بن الربيع يقول:[ابن الحنفية] (3) سنة ثمانين يعني مات.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد، أنبأنا أبو عليّ بن الصّوّاف، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: قال أبي.

ح و أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، أنبأنا أبو القاسم الخليلي، أنبأنا أبو القاسم الخزاعي، أنبأنا الهيثم بن كليب قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن صالح يقول: سمعت عثمان بن أبي شيبة يقول: سمعت أبا نعيم يقول: مات ابن الحنفيّة سنة ثمانين.

أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنبأنا محمّد (4) بن الحسن، أنبأنا أحمد بن الحسن، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل قال: و قال أبو نعيم: مات محمّد بن الحنفيّة سنة ثمانين.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، ثنا عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا أبو خازم (5) بن الفرّاء، أنبأنا يوسف بن عمر، ثنا محمّد بن مخلد، ثنا عباس بن محمّد، ثنا أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو الحسن مكي بن أبي [طالب قالا:

ص: 356


1- التاريخ الكبير 182/1/1.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و التاريخ الكبير، و هو عمران بن أبي عطاء القصاب و قد روى أبو عوانة الوضاح بن عبد اللّه ستين حديثا، و روى أبو عوانة أيضا عن أبي جمرة نصر بن عمران بن عصام، حديثا واحدا.(راجع ترجمة أبي جمرة في تهذيب الكمال 70/19).
3- زيادة عن د، و «ز».
4- سقطت من «ز».
5- بالأصل و د، و «ز»: حازم، تصحيف.

أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصغار، أنا أبو إسماعيل] (1) الترمذي، قال: سمعت أبا نعيم، ح و أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحدّاد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه، ح ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو علي، قالوا: أنبأنا أبو نعيم، ثنا أبو بكر أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي [نا أبو] (2) نعيم.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو عمرو بن السّمّاك، ثنا حنبل بن إسحاق، ثنا أبو نعيم قال: و ابن الحنفيّة - يعني - مات سنة ثمانين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: قال أبو نعيم: و مات محمّد بن الحنفيّة سنة ثمانين، قال المدائني:

و فيها مات السائب بن يزيد الكندي، و عبيد اللّه بن أبي بكرة، و محمّد بن الحنفيّة، و سويد بن غفلة، و ذكر ابن زبر: أن الهروي أخبره عن إسحاق عن سيار، عن أبي نعيم؛ و أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن المدائني.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا محمّد بن علي الواسطي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو أميّة القاضي، أنبأنا أبي (3) المفضل بن غسّان، ثنا أحمد بن حنبل، قال: و ابن الحنفيّة سنة ثمانين - يعني - مات.

[أخبرنا أبو الفضل بن ناصر] (4) أخبرنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أبو العلاء محمّد بن عليّ بن يعقوب، أنبأنا عليّ بن الجراحي (5) الجراحي، قال ابن خيرون: و أنبأنا الحسن بن الحسين بن العبّاس، أنبأنا جدي لأبي إسحاق بن محمّد، قالا: أنبأنا عبد اللّه بن إسحاق المدائني، حدّثنا أبو عمرو قعنب بن المحرر الباهلي قال: مات محمّد بن الحنفيّة سنة ثمانين بين الشام و المدينة.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن محمّد،

ص: 357


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن د، و «ز».
2- الزيادة لازمة للإيضاح عن د، و «ز».
3- في «ز»: «أبو» تصحيف.
4- الزيادة لازمة لتقويم السند عن د، و «ز».
5- بالأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر، ثنا ابن أبي الدنيا، أنبأنا محمّد بن سعد (1)،أنبأنا محمّد بن عمر، ثنا عليّ بن عمر بن عليّ بن حسين، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل قال: سمعت محمّد بن الحنفيّة يقول: سنة الجحاف حين دخلت إحدى و ثمانين هذه لي خمس و ستون سنة قد جاوزت سن أبي، قلت: كم كانت سنه يوم قتل ؟ قال: ثلاث و ستون.

قال: و مات أبو القاسم في تلك السنة (2).

قال: و أنبأنا محمّد بن عمر، أنبأنا زيد بن السائب قال: سألت أبا هاشم عبد اللّه بن محمّد بن الحنفية: أين دفن أبوك ؟ قال: بالبقيع، قلت: أيّ سنة، قال:[سنة] (3) إحدى و ثمانين، و هو ابن خمس و ستين سنة لم يستكملها و لا نعلمه روى عن عمر شيئا.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر، أنبأنا أحمد، ثنا الحسين، ثنا ابن سعد (4)،أنبأنا محمّد بن عمر (5)،حدّثني زيد بن السائب قال: سمعت أبا هاشم عبد اللّه بن محمّد بن الحنفيّة يقول: و أشار إلى ناحية من البقيع: فقال: هذا قبر أبي القاسم، يعني أباه، مات في المحرم سنة إحدى و ثمانين، و هي سنة الجحاف، سيل أصاب أهل مكة جحف الحاجّ ؟ قال: فلمّا وضعناه في البقيع جاء أبان بن عثمان بن عفان و هو الوالي يومئذ على المدينة لعبد الملك بن مروان ليصلي (6) عليه، فقال أخي: ما ترى ؟ فقلت: لا يصلي (7) عليه أبان إلاّ أن يطلب ذلك إلينا، فقال أبان: أنتم أولى بجنازتكم، من شئتم، فقدّموا [من] (8) يصلّي عليه، فقلنا: تقدم فصلّ ، فتقدم فصلّى عليه، قال محمّد بن عمر (9):

فحدّثت زيد بن السائب فقلت: إن عبد الملك بن وهب أخبرني عن سليمان بن عبد اللّه بن عويمر الأسلمي أن أبا هاشم قال يومئذ: نحن نعلم [أن] (10) الإمام أولى بالصلاة و لو لا ذلك ما قدمناك. فقال زيد بن السّائب: هكذا سمعت أبا هاشم يقول، فتقدم فصلى عليه.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز [بن] أحمد التميمي، أنبأنا مكي، أنبأنا

ص: 358


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى الكبرى المطبوع لابن سعد.
2- سير أعلام النبلاء 128/4 و راجع طبقات ابن سعد 115/5.
3- زيادة عن «ز»، و د.
4- طبقات ابن سعد 116/5.
5- بالأصل:«أحمد بن عمار» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز»، و ابن سعد.
6- بالأصل:«ليصل».
7- بالأصل:«يصل».
8- زيادة لازمة عن د، و «ز»، و ابن سعد.
9- طبقات ابن سعد 116/5.
10- زيادة لازمة عن د، و «ز»، و ابن سعد.

أبو سليمان قال: و قال الواقدي و عمرو بن نمير: فيها - يعني سنة إحدى و ثمانين - مات محمّد ابن الحنفيّة في المحرّم، يكنى أبا القاسم، و هو ابن خمس و ستين.

و ذكر ابن زبر: أن أباه أخبره عن إبراهيم بن عبد اللّه عن محمّد بن سعد، عن الواقدي و أن مصعب بن إسماعيل أخبره عن محمّد بن أحمد بن ماهان عن عمرو، و أن الهروي أخبره عن محمّد بن عبد اللّه بن سليمان عن ابن نمير بذلك.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن علي ابن محمّد بن أحمد بن نصير، أنبأنا محمّد بن الحسين بن شهريار، ثنا أبو حفص الفلاس قال: و مات محمّد بن الحنفيّة سنة إحدى و ثمانين، و يكنى أبا القاسم، و مات ابن خمس و ستين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو طاهر المخلص - إجازة - ثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن (1) بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: مات محمّد بن الحنفيّة بالمدينة و صلى عليه أبان بن عثمان في سنة إحدى و ثمانين.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن بن مخلد، أنبأنا أبو الحسن بن خزفة (2)،أنبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني، ثنا ابن أبي خيثمة قال: قال المدائني: مات ابن الحنفية سنة ثلاث و ثمانين، و إبراهيم بن هشام على المدينة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، ثنا محمّد بن أحمد بن البراء قال: قال عليّ بن المديني: مات محمّد بن الحنفيّة سنة ثنتين و تسعين أو ثلاث.

6798 - محمّد بن عليّ بن طرخان بن عبد اللّه بن جبّاش

6798 - محمّد بن عليّ بن طرخان بن عبد اللّه بن جبّاش (3)

أبو بكر - و يقال: أبو عبد اللّه - البلخي ثم البيكندي (4)

أحد القراء.

ص: 359


1- قوله:«أخبرني عبد الرحمن» سقط من «ز»، فاختل السند.
2- في «ز»: حزقه.
3- بالأصل:«حياش» و في «ز»: «جياش» و المثبت عن د،.
4- ترجمته في معجم البلدان (بلخ)، و تذكرة الحفاظ 694/2 و راجع الأنساب (الطرخاني) و تبصير المنتبه.

سمع بدمشق و غيرها محمّد بن الخليل البلاطي الخشني، و محمّد بن الفضل، و قتيبة بن سعيد، و محمّد بن سليمان لوينا، و هشام بن عمّار، و زياد بن أيّوب، و الحسن بن محمّد الزعفراني، و أحمد بن أبي بزّة المكي.

روى عنه: أبو علي الحسن بن عليّ بن نصر بن منصور الطوسي، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن الفارسي، و ابنه أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن علي، و أبو المفضل أحمد بن محمّد بن محمود بن نور (1) البلخي، و أبو حرب محمّد بن أحمد الحافظ .

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو عثمان الصابوني، أنبأنا أبو المذكر أحمد بن محمّد بن حمدان الدّهّان البلخي قدم علينا حاجا، أنبأنا أبو حرب محمّد بن أحمد (2) بن أبي عيسى الحافظ ، ثنا محمّد بن علي - يعني ابن طرخان - ثنا محمّد بن يحيى بن أبي عمر (3)،ثنا سفيان بن عيينة - قال: و أنبأنا ابن المقرئ: عن ابن عيينة - عن أبي الزناد، عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّ للّه تسعة و تسعين اسما، مائة إلاّ واحدا (4)،من أحصاها دخل الجنّة، إنه، وتر يحبّ الوتر»[11524].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن مندة، أنبأنا أبو الفضل العاصمي (5)،أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن الفارسي، ثنا محمّد بن عليّ بن طرخان، ثنا محمّد بن الخليل الخشني البلاطي - بدمشق - ثنا سويد بن عبد العزيز عن أبي عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«إن اللّه تبارك و تعالى ليدخل الجنّة بلقمة الخبز، و قبضة التمر، و مثله ما ينفع به المسكين (6) ثلاثة: صاحب البيت الآمر به، و الزوجة، و الخادم الذي يناول المسكين»[11525].

و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«الحمد للّه الذي لم ينس خادمنا»[11526].

قال: و أنبأنا العاصمي، أنبأنا الفارسي، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن طرخان، ثنا محمّد بن إبراهيم، ثنا سعيد بن عنبسة (7)،ثنا الهيثم بن عدي قال: عدنا مريضا من القرّاء

ص: 360


1- بدون إعجام بالأصل و د، و المثبت عن «ز».
2- في د، و «ز»: بن أحمد بن أحمد بن أبي عيسى.
3- في «ز»: بن أبي عثمان.
4- بالأصل و د، و «ز»: واحدة.
5- كذا رسمها بالأصل و د، و في «ز»: القاضي.
6- في «ز»: المسلمين.
7- في «ز»: عبسة.

بالكوفة أنا و أبو حنيفة، و أبو بكر النهشلي، قال: و كان منزله قاصيا، فقال بعضنا لبعض: إن جلستم فعرّضوا بالغداء قال: فلما دخلنا عليه قال: بعضنا: وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ (1) قال: فرفع المريض رأسه فقال: لَيْسَ عَلَى الضُّعَفٰاءِ وَ لاٰ عَلَى الْمَرْضىٰ وَ لاٰ عَلَى الَّذِينَ لاٰ يَجِدُونَ مٰا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ (2)،قال أبو حنيفة: قوموا، ليس عند صاحبنا خير.

قرأت على أبي محمّد بن السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (3) قال: أما جيّاش أوّله جيم مفتوحة و بعدها ياء معجمة بواحدة مشددة و آخره شين معجمة، فهو: أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن طرخان بن عبد اللّه بن جيّاش البيكندي، سكن بلخ، و كان حافظا للحديث، حسن التصنيف، و رحل [إلى] (4) الشام و مصر، و أكثر الكتابة بالكوفة و البصرة و بغداد، سمع ببلخ حفص بن عمرو العابد و غيره، حدّث عنه ابنه عبد اللّه بن محمّد، و الخلق بعد. توفي في رجب سنة ثمان و تسعين و مائتين (5)

6799 - محمّد بن عليّ بن طلحة أبو مسلم الأصبهاني

حدّث ببيت المقدس عن أبي بكر [محمّد] (6) بن الحارث بن أبيض، و أبي عبد اللّه محمّد بن جعفر بن محمّد بن أبي الذكر المصريين.

روى عنه: الفقيه أبو الفتح الزاهد، و عبيد اللّه بن إبراهيم بن كبيبة.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن إسماعيل، أنبأنا أبو محمّد عبيد اللّه بن إبراهيم بن كبيبة.

النجار بدمشق، ثنا أبو مسلم محمّد بن عليّ بن طلحة الأصبهاني - ببيت المقدس - ثنا أبو بكر محمّد بن الحارث بن الأبيض القرشي، أنبأنا أبو سعيد المفضل بن محمّد الجندي - بمكة - ثنا أبو حمة محمّد بن يوسف، ثنا أبو قرة قال: ذكر سفيان عن الأعمش و منصور أنهما حدّثاه عن أبي الضحى عن مسروق أنه قال: قال عبد اللّه بن مسعود: أيّها الناس، من علم شيئا فليقل به، و من لم يعلم فليقل: اللّه أعلم، فإنّ من العلم أن يقول لما [لا] (7) يعلم: اللّه أعلم، فإنّ اللّه قال لنبيه: قُلْ مٰا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ مٰا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (8).

ص: 361


1- سورة البقرة، الآية:155.
2- سورة التوبة: الآية:91.
3- الاكمال لابن ماكولا 348/2.
4- زيادة لازمة عن د، و «ز»، و الاكمال.
5- وقع في معجم البلدان:«278» و هو تصحيف.
6- زيادة عن د، و «ز».
7- زيادة لازمة عن د، و «ز».
8- سورة ص، الآية:86.
6800 - محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن عبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد

مناف أبو عبد اللّه الهاشميّ (1)

أبو الخلائف من بني العباس.

ولد بالحميمة من أرض الشراة من ناحية البلقاء، و قدم دمشق، و شهد بدير مرّان (2)عرسا لبعض بني أمية مع أخيه عيسى بن علي.

و روى عن أبيه، و عمر بن عبد العزيز، و أبي هاشم [عبد اللّه بن] (3) محمّد بن الحنفيّة.

روى عنه: حبيب بن أبي ثابت، و هشام بن عروة، و الزهري، و عبد اللّه بن سليمان النوفلي، و عقيل بن خالد الأيلي، و عبد اللّه بن المؤمّل المخزومي المكّي، و أخوه عيسى بن علي، و ابنه أبو جعفر المنصور.

أخبرنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان ابن أبي نصر، أنبأنا أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي.

ح و أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن [أنا] (4) أبو عمرو (5) بن حمدان، قالا: أنبأنا أبو يعلى.

ح و أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين الهمذاني، و أبو السعود بن المجلي، و أبو بكر بن المزرفي، و أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الحسن (6) بن حسون، و أبو منصور مقرب بن الحسين بن الحسن - قراءة - و أبو الحسن عليّ بن بركة (7) الهاشميّ - لفظا - و أبو البقاء عبيد اللّه بن مسعود بن عبد العزيز، و أبو بكر أحمد بن عليّ بن عبد الواحد بن الأشقر، قالوا: أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي، ثنا أبو الحسن الحربي.

ح و أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد الفقيه، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنبأنا أبو

ص: 362


1- ترجمته في تهذيب الكمال 82/17 و تهذيب التهذيب 228/5 و وفيات الأعيان 186/4 و الوافي بالوفيات 103/4 و التاريخ الكبير 183/1/1.
2- دير مرّان: دير بالقرب منن دمشق على تل مشرف (معجم البلدان).
3- الزيادة للإيضاح عن تهذيب الكمال، و في د:«و أبي هاشم بن محمّد...».
4- زيادة لازمة عن د، و «ز».
5- بالأصل:«عمر» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
6- في مشيخة ابن عساكر: الحسين 149/أ.
7- بالأصل:«و أبو الحسن بن بكرة بن علي الهاشمي» صوبنا الاسم عن د، و «ز».

الحسين بن النقور، أنبأنا الحربي، ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصوفي، قالا: ثنا يحيى بن معين، ثنا هشام بن يوسف، عن عبد اللّه بن سليمان النوفلي، عن محمّد بن علي ابن عبد اللّه بن عبّاس عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:[«أحبوا اللّه] (1) لما يغذوكم به من نعمة، و أحبوني (2) لحب اللّه، و أحبّوا أهل بيتي لحبي»[11527].

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، ثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأنا محمّد بن عليّ بن محمّد الديباجي، ثنا ابن بشر، ثنا محمّد بن حرب النشائي، ثنا أبو مروان يحيى بن أبي زكريا الغسّاني، عن هشام، عن محمّد بن علي، عن أبيه، عن ابن عباس قال: أكل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عرقا ثم صلّى و لم يتوضأ، و لم يمسّ ماء[11528].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن ابن محمّد الزهري، ثنا أبو العباس أحمد بن عبد اللّه بن سابور الدّقاق، ثنا محمّد بن يحيى بن ضريس، ثنا أبو فضيل، عن حصين بن عبد الرّحمن، عن حبيب بن أبي ثابت، عن محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن عبّاس، عن أبيه، عن عبد اللّه عن عباس أنه رقد عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و استيقظ فتسوّك و توضّأ و هو يقول: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلاٰفِ اللَّيْلِ وَ النَّهٰارِ لَآيٰاتٍ لِأُولِي الْأَلْبٰابِ (3) فقرأها هؤلاء الآيات حتى ختم السورة، ثمّ قام فصلّى ركعتين أطال فيهما القيام و الركوع و السجود، ثم انصرف فنام حتى نفخ، ثم فعل ذلك ثلاث مرات ست ركعات، كلّ ذلك يستاك و يتوضّأ و يقرأ هذه الآيات ثم أوتر بثلاث، قال: فأذن المؤذّن فخرج إلى الصّلاة و هو يقول:«اللّهمّ اجعل في قلبي نورا، و اجعل في لساني نورا، و اجعل في سمعي نورا، و اجعل في بصري نورا، و اجعل من خلفي نورا، و من أمامي نورا، و اجعل من فوقي نورا، و من تحتي نورا، اللّهمّ أعظم لي نورا»[11529].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، و أبو القاسم زاهر ابن طاهر، قالوا: أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا الحاكم أبو أحمد، ثنا أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد الهاشمي ببغداد، ثنا الحسن بن عرفة، ثنا هشيم عن (4) حصين بن عبد

ص: 363


1- زيادة للإيضاح عن د، و «ز»، لتقويم المعنى.
2- بالأصل و «ز»: «و أخبرني» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
3- سورة آل عمران، الآية:190.
4- صحفت بالأصل إلى:«بن» و المثبت عن د، و «ز».

الرّحمن، عن حبيب بن أبي ثابت، عن محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن عبّاس عن أبيه عن جده ابن عبّاس قال: بتّ ذات ليلة عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فصلّى ركعتي الفجر و خرج إلى الصّلاة و هو يقول: اللّهمّ اجعل في قلبي نورا، و في بصري نورا، و في سمعي نورا، و في لساني نورا، و عن يميني نورا، و عن يساري نورا، اللهمّ و اجعل من فوقي نورا، و من تحتي نورا، و اجعل أمامي نورا، و من خلفي نورا، اللهمّ و أعظم لي نورا» قال: ثم أقام بلال الصّلاة فصلّى[11530].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنبأنا محمّد بن الحسن، أنبأنا محمّد ابن أحمد بن إسحاق، ثنا عمر بن أحمد بن إسحاق، ثنا خليفة (1) قال: في الطبقة [الثالثة] (2)من أهل الشامات: محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب، مات سنة أربع و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو الحسين المعدّل، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلص، ثنا أحمد بن سليمان، ثنا الزبير بن بكّار قال (3):

فولد عليّ بن عبد اللّه بن العبّاس: محمّد بن علي أبا الخلائف، و أم محمّد بن علي العالية بنت عبيد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب، و أمّها عائشة (4) بنت عبد اللّه، و هو عبد الحجر بن عبد المدان بن الدّيان من بني الحارث بن كعب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر الخزّاز، أنبأنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمّد بن سعد (5) قال:

في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، و أمّه العالية بنت عبيد اللّه بن العباس بن عبد المطّلب، ذكر

ص: 364


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 570 رقم 2959.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز»، و طبقات خليفة.
3- راجع نسب قريش للمصعب الزبيري ص 29.
4- كذا بالأصل، و في «ز»: «عابسة» و اللفظة غير مقروءة في د.، و في نسب قريش: عاثية.
5- ترجمته ضمن تراجم أهل المدينة الضائعة من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

العباس بن محمّد بن علي: أن محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن العبّاس توفي بالشراة من أرض الشام في خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان سنة خمس و عشرين و مائة، و هو يومئذ ابن ستين سنة، و قد كان أبو هاشم عبد اللّه بن محمّد بن الحنفية أوصى إليه، و دفع إليه كتبه، فكان محمّد بن علي وصي أبي هاشم، و قال له أبو هاشم: إنّ هذا الأمر إنّما هو في ولدك، فكان الشيعة الذين يأتون أبا هاشم، و يختلفون إليه، قد صاروا بعد ذلك إلى محمّد بن علي، و كان أبو هاشم عالما قد سمع و قرأ الكتب، و كان محمّد بن علي بن عبد اللّه قد سمع أيضا، و سأل سعيد بن جبير: متى تقطع التلبية.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنبأنا المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالا: أنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمّد، أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا البخاري (1) قال: محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن عبّاس بن عبد المطّلب [الهاشمي] (2) أبو عبد اللّه، روى عنه هشام بن عروة، قال لي إبراهيم (3) بن موسى، أنبأنا هشام بن يوسف، عن عبد اللّه بن سليمان، فذكر طرف الحديث الأول.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنبأنا حمد - إجازة-.

قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم (4) قال: محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن عباس روى عن أبيه، روى عنه حبيب بن أبي ثابت، و الزهري، و هشام بن عروة، و عبد اللّه بن المؤمّل، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو عبد اللّه، ثنا أبو زرعة قال: و ولد عليّ بن عبد اللّه بن عباس ممن يحدث محمّد بن علي، و ذكر غيره.

أنبأنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، ثنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة قال: أربعة اخوة كلهم يحدث: محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن عبد المطّلب يحدّث عنه من الأجلّة: حبيب بن أبي ثابت، و هشام بن عروة، و ذكر غيره.

ص: 365


1- التاريخ الكبير للبخاري 183/1/1.
2- زيادة عن التاريخ الكبير.
3- بالأصل:«أبو إبراهيم».
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 26/8.

ذكر إبراهيم بن عيسى بن المنصور قال: ولد محمّد بن علي سنة ثمان و خمسين و مات سنة خمس و عشرين و مائة، و قال غيره: أمّه العالية بنت عبيد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (1)،حدّثنا - و أبو منصور بن زريق، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أخبرني الأزهري، أنبأنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة، قال: ولد يعني عبد الصّمد بن علي سنة أربع و مائة، و توفي سنة خمس و ثمانين، و ولد أخوه محمّد بن علي سنة ستين، فكان بينه و بين أخيه في المولد أربعون (3) سنة، و توفي محمّد بن علي سنة ست و عشرين، و توفي عبد الصّمد سنة خمس و ثمانين، فكان بينهما في الوفاة تسع و خمسون سنة.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن عليّ بن محمّد، ثنا أبو الحسين بن المهتدي (4)،أنبأنا الحسين بن عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب ابن شيبة، ثنا جدي يعقوب قال: و بلغني عن ابن الكلبي عن أبيه قال:

كان محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن عبّاس من أجلّ الناس و أمدّه قامة، و كن النساء يستشرفن له (5)،و كان رأسه مع منكب عليّ بن عبد اللّه أبيه، و كان رأس عليّ بن عبد اللّه مع منكب أبيه عبد اللّه، و كان رأس عبد اللّه مع منكب أبيه العبّاس (6).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام عليّ بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيّوية، أنبأنا محمّد بن القاسم الكوكبي، ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنبأنا سليمان بن أبي شيخ، عن حجر بن عبد الجبّار، عن عيسى بن علي قال: ذكر محمّد بن علي فذكر من فضله حتى قدّمه على أبيه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية،

ص: 366


1- بالأصل، و «ز»: قيس، تصحيف، و المثبت عن د.
2- تاريخ بغداد 37/11 في ترجمة عبد الصّمد بن علي الهاشمي.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد:«أربع و أربعون» و كتب بهامشه:«كذا في الأصل، و لعله أراد: أربع و خمسين سنة»(كذا).
4- في «ز»: المهدي.
5- في «ز»: يستبشرون قوله تهذيب الكمال 83/17.
6- الخبر ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد، فهو ضمن القسم الضائع من التراجم.

أنبأنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا حارث بن أبي أسامة، ثنا محمّد بن سعد (1)،أنبأنا عبيد اللّه بن محمّد بن عائشة القرشي التميمي، أخبرني أبي قال: أوصى عليّ بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب إلى ابنه سليمان، فقيل له: توصي إلى سليمان و تدع محمّدا؟ فقال:

أكره أن أدنسه بالوصاة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر، ثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا أبو حاتم - و هو الرازي - حدّثني محمّد بن علي الهاشمي، حدّثني محمّد بن القاسم القرشي، قال: قال محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن عبّاس: لو أنّ هذا البيت أعدّ لأعدائنا دوننا لحقّ علينا أن نرحمهم.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار، أنبأنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر المقرئ، أنبأنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة، ثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثنا جدي يعقوب، حدّثني سليمان بن منصور - يعني - ابن أبي شيخ، ثنا حجر بن عبد الجبّار قال:

سمعت عيسى بن علي و ذكر أبا هاشم عبد اللّه بن محمّد بن الحنفيّة، فقال: لو كان قبيح الخلق، قبيح الهيئة، قبيح الدابة قال: فما ترك شيئا من القبح إلاّ نسبه إليه، قال: و كان لا يذكر أبي عليّ بن عبد اللّه بن عبّاس في موضع إلاّ عابه، فبعث أبي ابنه محمّد بن علي إلى باب الوليد بن عبد الملك، فأتى أبا (2) هاشم، فكتب عنه العلم، و كان إذا قام أبو هاشم نزلت آخذ له بالركاب فكفّه ذاك عن أبيه، قال: و كان أبي يلطف [محمّدا] (3) بالشيء يبعث به إليه من دمشق فيبعث به محمّد إلى أبي هاشم، فبعث أبي إلى محمّد ببغلة يركبها في عسكر الوليد، فبعث بها (4) محمّد إلى أبي هاشم، فكبرت عنده، فقال لمحمّد: ما هذا؟ قال: بغلة بعث بها مولى لنا من مصر، فبعث بها إلى أبي فآثرتك بها، قال: و كان قوم من أهل خراسان يختلفون إلى أبي هاشم، فمرض مرضه الذي مات فيه، فقال له القوم من أهل خراسان: من تأمرنا نأتي بعدك ؟ قال: هذا، و هو عنده، قالوا: و من هذا (5)؟قال: محمّد بن عليّ بن عبد

ص: 367


1- بالأصل: أحمد، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
2- كتبت فوق الكلام بخط مغاير بالأصل.
3- زيادة عن د، و «ز»، للإيضاح.
4- من هنا إلى قوله.. فآثرتك.. سقط من «ز».
5- قوله:«و هو عنده، قالوا: و من هذا؟ قال» سقط من «ز».

اللّه بن عبّاس، قالوا: و ما لنا و لهذا؟ قال: لا أعلم أحدا أعلم منه، و لا خيرا منه، فاختلفوا إليه، قال عيسى: فذلك سببنا (1) بخراسان.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم عبيد اللّه بن عثمان، أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي (2) قال: كان ابتداء دعاة بني العباس إلى محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب و تسميتهم إيّاه بالإمام، و مكاتبتهم له، و طاعتهم لأمره، و كان ابتداء ذلك في خلافة الوليد بن عبد الملك سنة سبع و ثمانين، و لم يزل الأمر في ذلك ينمى و يقوى و يتزايد إلى أن توفي في مستهل ذي القعدة من سنة أربع و عشرين و مائة، و قد انتشرت دعوته، و كثرت شيعته، و بلغ من السّن نيفا و ستين سنة، و أم محمّد بن علي بنت عبيد اللّه بن العبّاس، و هو أسن أبيه عليّ بن عبد اللّه، و كان أوّل من نطق بهذه الدّعوة العبّاسيّة، و مات قبل تمامها، و أوصى إلى ابنه (3) إبراهيم بن محمّد.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، ثنا موسى، ثنا خليفة قال (4):و في سنة أربع و عشرين و مائة مات محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب بالشام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم،[بن البسري] (5) أنبأنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - ثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن. أخبرنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي محمّد بن المغيرة، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة أربع و عشرين و مائة فيها مات محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن عبّاس.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب قال: و مات محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن عبّاس في هذه السنة - يعني سنة خمس و عشرين و مائة بالحميمة من أرض الشراة، و هي من البلقاء.

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا عبد الوهّاب

ص: 368


1- في «ز»: سبتنا.
2- من طريقه روي الخبر في تهذيب الكمال 83/17.
3- صحفت بالأصل و «ز»، و المثبت عن د.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 356 (ت. العمرى) و تهذيب الكمال 83/17.
5- زيادة للإيضاح عن د، و «ز».

الميداني، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر قال: قال محمّد بن جرير (1):

و توفي محمّد بن علي في مستهل ذي القعدة - يعني - سنة خمس و عشرين و مائة (2)، و هو ابن ثلاث و ستين، و كان بين وفاته و وفاة أبيه علي سبع سنين (3).

أخبرنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم، و أبو الحسين بن قبيس، قالا: ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني الأزهري، أنبأنا أحمد بن إبراهيم، ثنا إبراهيم ابن محمّد بن عرفة، قال: مات محمّد بن علي سنة ثماني عشرة، و بينه بين عبد الصّمد خمس و ستون سنة.

[قال ابن عساكر:] (5) كذا ذكر ابن عرفة وفاته في موضعين، و هذا القول الأخير وهم .

6801 - محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن سهل بن طالب

أبو عبد اللّه النّصيبي (6) المؤدّب

حدّث بدمشق و بالرّها عن الفضل بن جعفر، و أبي بكر الميانجي.

و سمع عبد الوهّاب الكلابي، و عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل النسائي، و أبا نصر بن الجبّان.

روى عنه: أبو سعد إسماعيل بن علي السّمّان، و عبد العزيز الصوفي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن عبد اللّه النّصيبي - قراءة عليه - أنبأنا أبو القاسم الفضل بن جعفر بن محمّد التميمي، ثنا أبو بكر عبد الرّحمن بن القاسم بن الروّاس، حدّثنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، ثنا إسماعيل بن عبد اللّه بن سماعة، ثنا الأوزاعي، ثنا أسيد بن عبد الرّحمن، حدّثني صالح بن محمّد، حدّثني أبو جمعة قال: تغدينا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و معنا أبو عبيدة بن الجرّاح، فقلنا: يا رسول اللّه أحد خير منا؟ أسلمنا معك، و جاهدنا معك، قال:«نعم، قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي و لم يروني»[11531].

ص: 369


1- تاريخ الطبري 227/7.
2- تاريخ الطبري 227/7.
3- راجع تاريخ الطبري 111/7 (حوادث سنة 118).
4- راجع تاريخ بغداد 37/11 ترجمة عبد الصّمد بن علي الهاشمي.
5- زيادة منا للإيضاح.
6- صحفت في «ز» إلى: النصير.

أخبرنا [ه] (1) عاليا أبو القاسم النسيب، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن سلوان، أنبأنا الفضل بن جعفر فذكره (2).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، قال: توفي شيخنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي النّصيبي يوم السبت السابع و العشرين من شوّال من سنة سبع و عشرين و أربعمائة، حدّث عن الفضل بن جعفر المؤذن بجزء وجدت سماعه فيه (3)،و حدّث عن يوسف بن القاسم الميانجي، و كتب الكثير، و كان ثقة غير أنه لم يكن يفهم شيئا.

و ذكر الأهوازي: أنه دفن بباب الصغير، و أنه السّبت السادس (4) و العشرون.

6802 - محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن محمّد أبو عبد اللّه الصّوري الحافظ

6802 - محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن محمّد أبو عبد اللّه الصّوري الحافظ (5)

سمع الحديث على كبر عناية و عني به، أو في عناية إلى أن صار رأسا في الحديث.

سمع عبد الغني بن سعيد، و أبا عبد اللّه بن أبي كامل، و أبا (6) الحسين بن جميع، و أبا عبد اللّه محمّد بن عبد الصّمد بن محمّد الزرافي، و أبا عبد اللّه محمّد بن جعفر بن عبيد اللّه الكلاعي، و أبا نصر عبد اللّه بن محمّد بن بندار، و ببغداد: أبا الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، و غيره.

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و قاضي القضاة الدامغاني أبو عبد اللّه محمّد بن علي، و جعفر بن أحمد السّرّاج، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو المرجّى سعد اللّه بن صاعد بن المرجّى الرحبي، و سأله أبو الحسين بن الطّيّوري عن مولده فقال: فيما أظن في [سنة] (7)ستّ أو سبع و سبعين و ثلاثمائة (8).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن المسلم بن أحمد بن نصر بن الخلاّل الرحبي، أنبأنا خال

ص: 370


1- زيادة عن د.
2- من أول الحديث إلى هنا سقط من «ز».
3- قوله:«وجدت سماعه فيه» سقط من «ز».
4- بالأصل:«السابع» تصحيف، و التصويب عن د، و «ز».
5- ترجمته في معجم البلدان «صور» و تاريخ بغداد 103/3 و تذكرة الحفاظ 1114/3 و الوافي بالوفيات 128/4 و سير أعلام النبلاء 627/17 و العبر 197/3 و شذرات الذهب 267/3. و جاء في تذكرة الحفاظ : محمّد بن عبد اللّه بن علي.
6- بالأصل: و أبي.
7- زيادة عن د، و «ز».
8- سير أعلام النبلاء 627/17.

أبي (1) أبو المرجى سعد اللّه بن صاعد بن المرجى الرحبي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي ابن محمّد الصّوري الحافظ - بالرحبة - أنبأنا محمّد بن أحمد بن جميع الغسّاني، ثنا محمّد بن مخلد، ثنا أحمد بن منصور، ثنا عليّ بن الحسن - يعني - ابن رشيق، أنبأنا أبو حمزة، عن عاصم، عن عامر، عن ورّاد، عن المغيرة بن شعبة قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إذا انصرف من الصّلاة قال:«لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير، اللّهم لا مانع لما أعطيت، و لا معطي لما منعت، و لا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ»[11532].

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغساني، و أبو منصور بن زريق، قالوا: قال لنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ (2):محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن محمّد، أبو عبد اللّه الصّوري، قدم علينا في سنة ثمان عشرة و أربعمائة، فسمع من أبي الحسن بن مخلد، و من بعده، و أقام ببغداد يكتب الحديث، و كان من أحرص الناس عليه، و أكثرهم كتبا له، و أحسنهم معرفة به، و لم يقدم علينا من الغرباء الذين لقيتهم أفهم منه بعلم الحديث، و كان دقيق الخط ، صحيح النقل، و حدّثني أنه كان يكتب في وجه الورقة من أثمان (3) الكاغد الخراساني ثمانين سطرا، و كان مع كثيرة طلبه و كتبه صعب المذهب فيما يسمعه، ربما كرر قراءة الحديث الواحد على شيخه مرات، و كان يسرد الصّوم، لا يفطر إلاّ يومي العيدين، و أيام التشريق، و حدّثني أنه لم يكن سمع الحديث في صغره، و إنّما طلبه بنفسه في حال الكبر، و كتب عن أبي الحسين (4) بن جميع بصيدا، أو هو أسند شيوخه، ثم صحب عبد الغني ابن سعيد المصري، فكتب عنه و عمن (5) بعده من المصريين و غيرهم، و ذكر لي أيضا أن عبد الغني بن سعيد كتب عنه أشياء في تصانيفه، و صرّح باسمه في بعضها، و قال في بعضها:

حدّثني الورد بن علي كناية عنه، و كان صدوقا، كتبت عنه و كتب عني شيئا كثيرا، و لم يزل ببغداد حتى توفى بها في يوم الثلاثاء التاسع و العشرين من جمادى الآخرة (6) سنة إحدى و أربعين و أربعمائة، و دفن من الغد في مقبرة جامع المدينة، و حضرت الصلاة عليه، و كان قد نيّف على الستين سنة.

ص: 371


1- كتبت فوق الكلام بالأصل.
2- تاريخ بغداد 103/3.
3- الأصل و «ز»: «إيمان» و بدون إعجام في د، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- بالأصل و «ز»، و د:«الحسن» و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- بالأصل:«و عن» و في د، و «ز»: «و عن من» و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- بالأصل:«جماد الأخير» و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن أبي العلاء و غيره، قالوا: أنبأنا أبو القاسم أحمد ابن سليمان بن خلف الباجي، أنبأنا أبي أبو الوليد قال:

أبو عبد اللّه الصّوري أحفظ من لقيناه (1)،و سألته: هل كان يذاكر بمائتي ألف حديث، فأشار إليّ أنه لا يستبعد عليه ذلك.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي قال: قال لي أبو محمّد بن زهير:- و قد جرى حديث الصّوري - هذا رجل لم نر أحفظ منه، قلت: أ رأيته ؟ قال: سبحان اللّه، كيف لا؟ رأيته و كان حافظا جليلا، أو كما قال.

و قال لي: رحل في طلب العلم إلى مصر و إلى العراق، و مضى إلى بغداد يسمع بها، فاستوطنها و أقام بها إلى حين وفاته، و قال لي: كان فكها مليحا، حسن الحديث، ما رأيت مثله، أو كما قال.

قال غيث: و قلت للشيخ أبي بكر: أ كان الصّوري حافظا؟ قال: أي و اللّه، قال غيث:

و رأيت أنا جماعة من أهل العلم يقولون: ما رأينا أحدا أحفظ منه (2)،قال غيث: و سألت أبا منصور عبد المحسن بن محمّد البغدادي عنه فقال: ما رأينا مثله، كان كأنه شعلة [نار] (3)بلسان كالحسام القاطع (4).

أنشدنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنشدنا أبو بكر الخطيب، ح و أنشدنا أبو البركات الأنماطي، أنشدنا المبارك بن عبد الجبّار الصيرفي، قالا: أنشدنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي الصّوري لنفسه (5):

قل لمن أنكر الحديث و أضحى *** عائبا أهله و من يدّعيه

أ بعلم تقول هذا؟ ابن لي *** أم بجهل فالجهل خلق السّفيه

أ يعاب الذين هم حفظوا *** الدّين من الترهات و التمويه

و إلى قولهم و ما قد رووه *** راجع كلّ عالم و فقيه

ص: 372


1- تذكرة الحفاظ 1115/3 و سير أعلام النبلاء 628/17.
2- سير أعلام النبلاء 628/17 و تذكرة الحفاظ 1115/3.
3- زيادة عن د، و «ز».
4- سير أعلام النبلاء 628/17-629 و تذكرة الحفاظ 1115/3.
5- الأبيات في سير أعلام النبلاء 631/17 و تذكرة الحفاظ 1117/3 و الوافي بالوفيات 129/4.

أنشدنا أبو البركات أيضا، أنشدنا المبارك، أنشدنا الصّوري لنفسه:

عاب قوم علم (1) الحديث و قالوا *** هو علم طلابه جهّال

عدلوا عن محجة العلم لما *** دق عنهم فهم الحديث و مالوا

فتعجّبت و استمر بي العجب *** لعظم الذي أتوه و قالوا

إنّما الشرع يا أخي كتاب اللّه *** لا مرية و لا اتكال (2)

ثم من بعده حديث رسول اللّه *** قاض يقضى إليه المآل

ثم اجماع هذه الأمة اللائي *** بإجماعها يكون الكمال

و القياس الذي عليه [مدار] (3) الأمر *** حقّا و ما عدا ذا محال

و طريق الآثار تعرف بالنقل *** و للنقل فاعلمته رجال

همّهم نقله و بقي الذي قد *** وضعته عصابة ضلاّل

لم ينوا فيه جاهدين و لم *** يقطعهم عن طلابه الاشتغال

و قضوا لذة الحياة اغتباطا *** بالذي قد حووه منه و نالوا

فرضوه من كلّ شيء بديلا *** فلعمري لنعم ذاك البدال

و لقد جاءنا عن السيد الما *** جد خلف العليا فيهم مقال

أحمد المنتمي إلى حنبل *** أكرم به فيه مفخر و جمال

إنّ أبدال أمة المصطفى *** أحدهم حين تذكر الأبدال

أسأل اللّه أن يحقق فيهم *** قوله فهو ماجد فعّال

كتب إلي أبو محمّد بن السّمرقندي، و حدّثني أبو طاهر إبراهيم بن الحسن عنه، ثنا أبو بكر بالخطيب، أنشدني أبو عبد اللّه الصّوري لنفسه:

نعم الأنيس كتاب *** إن خانك الأصحاب

يحوى (4) ضروب علوم *** تزينها الآداب

تنال منه فنونا *** تحظى بها و تناب

لا مظهرا لك سوءا *** و لا عليه حجاب

ص: 373


1- في «ز»: على.
2- كذا رسمها بالأصل، و في «ز»: «اسال» و في د:«اشكال».
3- زيادة لتقويم الوزن عن د، و «ز».
4- في «ز»: يجري.

و لا يصدك عنه *** -إن جئته - بواب

و لا يسوؤك منه *** تغضب و عتاب

و لا يعيبك إن كان *** فيك شيء يعاب

خلاف قوم تراهم *** ليست لهم ألباب

لكنهم كذئاب *** طلس عليهم ثياب

إذا تقربت منهم *** أرضاك منهم خطاب

و إن تباعدت منهم *** فكلهم فغتاب

ما هؤلاء بناس *** بل لعمري كلاب

فالبعد منهم ثواب *** و القرب منهم عقاب

قال: و أنشدني أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن عبد الله لنفسه:

قيمة الكتب أجل القيم *** عند من يعرف وضع الكلم

جمعت من كل فن حسن *** و غريب من ضروب الحكم

بين منظوم بديع نظمه *** حاكه كل أديب فهم

ثم يتلو النظم نثر مشبه *** زهر روض من عقيب الديم (1)

فإذا ما نطقت في مجلس *** تركت أفصحنا كالأعجم

فلنا منها جليس ممتنع *** ليس بالغمر و لا بالعجم

ناظم طورا و طورا ناثر *** ناثر حكما فيها لقاح الفهم

نحن منه في سرور لا كمن (2) *** هو من جلاسه في ماتم

يكتم السرّ إذا بحنا به *** في سويداه و لم يستكتم

و إذا الندمان يوما سئموا *** مجلسا لم تلقه بالسئم

فاحفظ الكتب ففي بذلكها *** ندم ما شئت كل الندم

أنشدنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنشدنا أبو بكر أحمد بن علي أنشدنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي الصوري لنفسه:

في جدّ و في هزل إذا شئت و جدي *** أضعاف أضعاف هزلي

ص: 374


1- في «ز»: زهر روض أعقبته الديم.
2- صدره بالأصل: نحن من جلاسه في سرور. و المثبت عن د، و «ز».

عاب قوم عليّ هذا و لجوا *** في عتابي و أكثروا فيه عذلي

قلت مهلا لا تفرطوا في ملامي *** و احكموا لي فيكم تغالب فعلي

أنا راض بحكمكم إن عدلتم *** رب حكم يمضي على غير عدل

فإذا كان غالب الأمر فعلى *** سداد تنسى بوادر جهلي

فأنا العدل غير شك لدى الأق *** وام يقضى فداك لي كل عدل

و بهذا أفتى فقيه جليل *** سيد ماجد عظيم المحل

نجل إدريس معدن العلم *** حليف العليا أكرم نجل

و به قال ابن المبارك عبد اللّ *** ه ذو الفضل و المكان الأجل

و هو قول الإمام أحمد من *** بعد و من ذا ترى عليه بفضل

رحمة اللّه و السلام عليهم *** أبدا ما استهل صوب بهطل

قرأت على أبي الحسن عليّ بن المسلّم الفرضي، و أبي الفضل بن ناصر قلت لهما أجاز لكم إبراهيم بن سعيد الحبّال قال:

سنة إحدى و أربعين و أربعمائة أبو عبد اللّه الصّوري ببغداد - زاد الفرضي: توفي-.

قال لنا أبو محمّد الأكفاني:

توفي أبو عبد اللّه محمّد بن علي الصّوري الحافظ ببغداد في جمادى الآخرة (1) سنة إحدى و أربعين و أربعمائة، قال غيره: يوم الثلاثاء،؟؟ و دفن يوم الأربعاء سلخ جمادي (2).

6803 - محمّد بن عليّ بن عبد المنعم أبو بكر المراغي الفقيه الشافعي الصّوفي

حدّث بدمشق عن شيخنا أبي صالح عبد الصّمد الحنوي.

و ولي التدريس بمدرسة بزان بدمشق مدة يسيرة، و خرج عن دمشق، و كان قد تفقّه ببغداد على شيخنا الفقيه أبي منصور بن الرزّاز.

6804 - محمّد بن عليّ بن عتاب

من أهل دمشق.

حكى عن محمّد بن عبد الرّحمن الحرشي (3).

ص: 375


1- بالأصل: جماد الأخير.
2- بالأصل: جماد.
3- في «ز»: الجرشي.

روى عنه: أحمد بن المعلى القاضي.

6805 - محمّد بن عليّ بن عمر أبو بكر السروجي

6805 - محمّد بن عليّ بن عمر أبو بكر السروجي (1)

حدّث عن تمام بن محمّد الحافظ ، و مكي بن محمّد، و أبي بكر محمّد بن عبد الرّحمن القطّان، و أبي محمّد الحسن بن محمّد بن جعفر بن جبارة الجوهري.

سمع منه أبو بكر الخطيب و جماعة سواه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتّاني قال: توفي محمّد بن علي السّروجي يوم الجمعة التاسع من شوّال من سنة ست و خمسين و أربعمائة.

حدّث عن تمام بن محمّد الرّازي، و مكي بن محمّد بن الغمر و غيرهما بشيء، و جدله فيه بلاغ.

6806 - محمّد بن عليّ بن عمرو أبو عبد اللّه المقرئ

حدّث عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أبي سهل المرورّوذي.

كتب عنه نجا بن أحمد العطّار.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد بن عمرو الشاهد (2)،و أنبأنيه أبو الفرج غيث بن علي عنه، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن عمرو المقرئ، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أبي سهل المروروذي، قدم علينا دمشق:

حدّثنا أبو القاسم إبراهيم بن محمّد بن علي بن الشاه، ثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن حاتم المروذي، ثنا عبد اللّه بن روح، ثنا يزيد بن هارون، ثنا يحيى بن سعيد (3)،عن محمّد ابن إبراهيم، عن علقمة قال: سمعت عمر بن الخطّاب يقول.

و أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين - إملاء، و قراءة - أنبأنا أبو طالب بن غيلان، أنبأنا أبو بكر الشافعي، ثنا عبد اللّه بن روح المدائني، و محمّد بن ريح البزاز، قالا: حدّثنا يزيد بن هارون، ثنا يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمّد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة ابن وقّاص يقول: سمعت عمر بن الخطّاب على المنبر يقول:

ص: 376


1- السروجي بفتح السين المهملة و ضم الراء، نسبة إلى بلدة يقال لها: سروج و هي بنواحي حران من بلاد الجزيرة.
2- من قوله: سهل... إلى هنا سقط من «ز»، فاختل السياق.
3- بالأصل: سعد، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّما الأعمال بالنيّات، و إنّما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى اللّه و رسوله فهجرته إلى اللّه و رسوله (1)،و من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة يتزوّجها فهجرته إلى ما هاجر إليه»[11533].

6807 - محمّد بن عليّ بن علوية أبو عبد اللّه الفقيه الجرجاني الرزّاز الشافعي

تفقه على المزني بمصر.

و حدّث عن هشام بن عمّار، و عبد الحميد بن محمّد بن المستام، و يونس بن عبد الأعلى، و أحمد بن عبد الرّحمن الوهبي (2)،و نصر بن علي الجهضمي، و أبي كريب، و محمّد بن عيسى بن زياد الدامغاني، و محمّد بن حميد الرّازي، و عمّار بن رجاء، و أبي سعيد الأشج، و عليّ بن المنذر الطريقي.

روى عنه: أبو حامد بن الشرقي، و أبو بكر أحمد بن علي، و أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب بن يوسف، و أبو محمّد يحيى بن منصور القاضي، و عليّ بن الحسن الحيري، و أبو زكريا يحيى بن محمّد العنبري.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: محمّد بن عليّ بن علوية الفقيه أبو عبد اللّه الجرجاني الرزّاز من أئمة عصره الشافعيّين.

سمع بخراسان محمّد بن عيسى الدامغاني، و محمّد بن حميد، و عمّار بن رجاء و أقرانهم، و بالعراق: نصر بن علي الجهضمي، و أبا كريب و أقرانهما، و بمصر: يونس بن عبد الأعلى، و تفقه عند أبي إبراهيم المزني، و سمع أحمد بن عبد الرّحمن الوهبي، و أقرانه، و سمع بالشام هشام بن عمّار و أقرانه، و بالجزيرة عبد الحميد بن المستام الحزامي و أقرانه، روى عنه من مشايخنا الذين سمعوا منه بنيسابور: أبو حامد بن الشرقي، و أبو بكر بن علي، و أبو عبد اللّه بن يعقوب، و يحيى بن منصور القاضي، و الجماعة.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت يحيى بن منصور يقول: أقام عبد اللّه ابن علوية الفقيه عندنا سنين يدرس، و سمعنا منه مختصر المزني سماعا من المزني.

ص: 377


1- قوله:«فهجرته إلى اللّه و رسوله» استدرك على هامش «ز»، و بعده صح.
2- بالأصل: الهوبي، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه قال: سمعت أبا منصور - يعني - محمّد بن منصور العتكي يقول: توفي أبو عبد اللّه بن علوية صاحب المزني [بجرجان] (1) سنة تسعين و مائتين.

6808 - محمّد بن عليّ بن [محمّد بن] إبراهيم أبو عبد اللّه المروزي الحافظ

6808 - محمّد بن عليّ بن [محمّد بن] (2) إبراهيم أبو عبد اللّه المروزي الحافظ (3)

سمع بدمشق: يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و أبا زرعة عبد الرّحمن بن عمرو.

روى عنه: أبو بكر أحمد بن محمّد بن السّري الكوفي الحافظ .

كتب إليّ أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمّد بن حمزة الريذي، أنبأنا أبو الفتح أحمد ابن محمّد بن علي (4) السمسار، أنبأنا أبو طالب محمّد بن الحسين القرشي الصبّاغ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن السّري، ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن محمّد بن إبراهيم المروزي الحافظ ، ثنا أبو زرعة، ثنا محمّد بن بكّار.

و أخبرناه عاليا أبو علي الحدّاد في كتابه، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني (5)،ثنا عبد اللّه بن الحسين المصيصي، ثنا محمّد بن بكّار، ثنا سعيد بن بشر (6)،عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال - و في حديث المصيصي: عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:- «مكتوب في التوراة: من أحب - و قال المصيصي: من سرّه - أن يطول أيام حياته، و يزيد في عمره (7) فليصل رحمه»[11534].

6809 - محمّد بن عليّ بن محمّد بن الحسين بن الفيّاض

أبو عبد اللّه البغدادي الكاتب

حدّث بدمشق إملاء سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن عيسى البرتي، و أبي العبّاس محمّد بن يونس بن موسى الكديمي، و أبي جعفر أحمد بن علي

ص: 378


1- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و «ز».
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و ز، و استدرك للإيضاح عن د.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 68/3.
4- من هنا إلى قوله السري، سقط من «ز».
5- رواه الطبراني في المعجم الكبير 243/11-244 رقم 11822.
6- في المعجم الكبير: سعيد بن بشير.
7- في المعجم الكبير:«و يزاد في رزقه». و في د:«و يزاد في عمره» و في «ز»: و يزداد في عمره.

الخرّاز، و أبي علي بشر بن موسى الأسدي، و عليّ بن إسحاق بن عيسى بن زاطيا (1)،و أبي سعيد الحسن بن عليّ بن زكريا العدوي، و معاذ بن المثنّى العنبري.

سمع منه: أبو (2) الحسين الرّازي، و أبو يعقوب إسحاق بن يعقوب الورّاق، و أبو بكر ابن أبي الحديد و غيرهم.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، ثنا محمّد بن عليّ بن محمّد بن الحسين بن الفيّاض الكاتب، ثنا أحمد بن عليّ بن الخرّاز، ثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر، ثنا فرج بن فضالة، عن يحيى بن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«التكبير في العيدين في الركعة الأولى سبع تكبيرات، و في الأخيرة خمس تكبيرات»[11535].

رواه غيره عن فرج بن فضالة، عن عبد اللّه بن عامر الأسلمي بدلا من يحيى، عن نافع.

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، ثنا خالد بن مرداس، ثنا فرج بن فضالة، عن عبد اللّه بن عامر، عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«التكبير في العيدين (3) سبع و خمس»[11536].

6810 - محمّد بن عليّ بن محمّد بن إبراهيم

أبو الخطّاب البغدادي المعروف بالجبلي الشاعر (4)

سمع بدمشق: عبد الوهّاب الكلابي.

روى عنه: أبو بكر الخطيب.

أخبرنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم، و أبو الحسن عليّ بن أحمد، قالا: حدّثنا - و أبو منصور بن زريق، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (5)،أخبرني أبو الخطّاب الجبّلي، أنبأنا أبو الحسين

ص: 379


1- في «ز»: راضيا.
2- بالأصل: أبا.
3- بالأصل:«العيد» و المثبت عن د، و «ز».
4- ترجمته في تاريخ بغداد 101/3 و معجم البلدان (جبل) و الأنساب (الجبلي)، و الوافي بالوفيات 124/4 و ميزان الاعتدال 657/3 و لسان الميزان 303/5 و تتمة يتيمة الدهر ص 106. و الجبلي بفتح الجيم و تشديد الياء الموحدة المضمومة و بعدها لام نسبة إلى جبل: بليدة بين النعمانية و واسط .
5- تاريخ بغداد 101/3.

عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الكلابي - بدمشق - ثنا طاهر بن محمّد بن الحكم التميمي، ثنا هشام بن عمّار، ثنا الوليد، ثنا الأوزاعي، حدّثني يحيى بن أبي كثير، عن محمّد بن إبراهيم، حدّثني [عيسى] (1) ابن طلحة، حدّثتني عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لو يعلم الناس ما في صلاة الغداة [و العتمة] (2) لأتوهما و لو حبوا»[11537].

قالوا: و قال لنا أبو بكر الخطيب (3):

محمّد بن عليّ بن محمّد بن إبراهيم، أبو الخطّاب الشاعر المعروف بالجبلي، كان من أهل الأدب، حسن الشعر، فصيح القول، مليح النظم، سافر في حداثته إلى الشام، فسمع بدمشق من أبي الحسين المعروف بأخي تبوك، ثم عاد إلى بغداد،؟؟ و قد كفّ بصره، فأقام بها إلى حين وفاته. سمعت منه الحديث و علقت عنه مقطعات من شعره، و قيل له: إنّه كان رافضيا، شديد الترفض، قال لي أبو القاسم الأزهري: كان أبو الخطّاب الجبّلي معي في المكتب، فكان من أحسن الناس عينين كأنهما نرجستان، ثم سافر و عاد إلينا و قد عمي.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر الحافظ قال (4):و أمّا الجبّلي مثل الذي قبله إلاّ أن باءه مضمومة مشددة: أبو الخطّاب الشاعر الجبّلي، سمع عبد الوهّاب بن الحسن (5) الكلابي، و محمّد بن المعلّى الأزدي البصري، و مدح فخر الملك و من بعده، و كان من المجيدين، و له معرفة باللغة و النحو، و مدح أبي و عمّي قاضي القضاة أبا عبد اللّه.

قرأت على أبي السعود أحمد بن علي، عن أبي طاهر محمّد بن عليّ بن أحمد بن صالح، أنشدنا أبو الخطّاب الجبّلي لنفسه:

أخالف ما أهوى لمرضاة ما تهوى *** و أشكر في حبيك ما يوجب الشكوى

و لو لا حلول السحر في طرفك لم يكن *** يخيل لي مرّ الغرام به حلوا

متى تتقى عدوان حبك سلوتي *** إذا كان من قلبي عليّ له العدوى

بأي عزاء أحتمي منك بعد ما *** تتبعت بالألحاظ أثاره محوا

و لم تخل لي من عبرة فيك مدمعا *** و من حيرة فكرا و من زفرة عضوا

ص: 380


1- زيادة عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
3- تاريخ بغداد 101/3.
4- الاكمال لابن ماكولا 226/3 و 227.
5- بالأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز»، و الاكمال.

أين لي إذا ما كنت من أكؤس الهوى *** بلحظك لا أصحو فما لي لا أروى

قال: و أنشدنا أبو الخطاب الجبّلي و كتب بها إلى بعض الرؤساء:

و حرمة العشرة و الود *** و ذمة الميثاق و العهد

و حفظه اللازم لي أنه *** أوفى و أرضى قسم عندي

ما صدّني عنك سوى عاتق *** زاد على الدهر به وجدي

و مستقل لك قصد و لو *** كانت خطاه قصب الهند

فاصرف إلى أجمل حالاته *** ظنك لي في الوصل و الصد

فزلة الصاحب مغفورة *** ما لم تكن منه على عمد

قال: و أنشدنا أبو الخطاب محمّد علي الجبلي لنفسه:

عواذلي ما حل بي منكم *** أظلم لي من هاجر أنتم

أردتم بالعذل أن تطيعوا *** من قلبي الوجد فأضرمتم

ما لكم باللوم أقبلتم على *** فؤاد معرض عنكم

عقد الهوى بالغرب مستحكم *** فكيف يثني عزمه اللؤم

أبرح من ظلمه أنني *** لا أرتضي إلا بأن يحكم

و ما يجازي في الهوى محسن *** إلاّ بما يجازي به المجرم

و حسب سلطان الهوى أنه *** يلذ منه كل ما يؤلم

و شادن يبسم عن لؤلؤ *** كأنه من ثغره ينظم

كأن روض الحسن في وجهه *** يا قوم من يعرضه معلم

يا من بقلبي سكن (1) حبه *** لكن عدوى منه لي أرحم

إن لم تهب قلبي فارفق به *** فإنه من جلد معدم

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس (2) قالا: حدّثنا - و أبو منصور بن زريق أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنشدنا القاضي أبو القاسم عليّ بن المحسن التنوخي، أنشدنا أبو العلاء أحمد بن عبد اللّه بن سليمان المقرئ لنفسه، يجيب أبا الخطاب الجبّلي على أبيات كان مدحه بها عند وروده معرة النعمان:

ص: 381


1- في «ز»: ساكن.
2- بالأصل: قيس، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز».
3- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 101/3-103.

أشفقت من عبء البقاء و عابه *** و مللت من أرى الزمان و صابه

و وجدت أحداث الليالي أولعت *** بأخي الندى تثنيه عن آدابه

لا يطلبنّ كلامه متشبه *** فالدرّ ممتنع على طلابه

أثنى و خاف من ارتحال ثنائه *** عني فقيد لفظه بكتابه

كلم بنظم العقد يحسن تحته (1) *** معناه حسن الماء تحت حبابه

فتشوّفت (2) شوقا إلى نغماته *** أفهامنا و رنت إلى آدابه

و النخل ما عكفت عليه طيوره *** إلاّ لما علمته من إرطابه

ردت لطافته وحدة ذهنه *** وحش اللغات أوانسا بخطابه

و النحل تجني المرّ من نور الرّبا *** فتصير شهدا في طريق رضابه

عجب الأنام لطول همة ماجد *** أوفى به قصر و ما أزرى به

سهم الفتى أقصى مدى من سيفه (3) *** و الرمح يوم طعانه و ضرابه

هجر العراق تطرّبا و تغربا *** ليفوز من سمط العلا بغرابه

و السمهرية ليس يشرف قدرها *** حتى يسافر لدنها عن غابه

و العضب لا يشفى امرأ من ناره *** إلاّ بعقد نجاده و قرابه

و اللّه يرعى سرح كل فضيلة *** حتى يروحه إلى أربابه

يا من له قلم حكى في فعله *** أيم الغضا لو لا سواد لعابه

عرفت جدودك إذ نطقت و طالما *** لفظ القطا فأبان عن أنسابه

و هزرت أعطاف الملوك بمنطق *** رد المسنّ إلى اقتبال شبابه

ألبستني حلل القريض و وشيه *** متفضلا فرفلت في أثوابه

و ظلمت شعرك إذ حبوت رياضه *** رجلا سواه من الورى أولى به

فأجاب عنه مقصرا عن شأوه *** إذ كان يعجز عن بلوغ ثوابه

قالوا: و قال لنا أبو بكر الخطيب (4):مات أبو الخطّاب في ليلة الاثنين و دفن يوم الاثنين التاسع و العشرين من ذي القعدة سنة تسع و ثلاثين و أربعمائة.

ص: 382


1- في «ز»: بحثه.
2- في «ز»: فتشرفت شرفا.
3- في «ز»: سعيه.
4- تاريخ بغداد 103/3.
6811 - محمّد بن عليّ بن محمّد أبو بكر الفزاري الغدانيّ الخراط الإمام

6811 - محمّد بن عليّ بن محمّد أبو بكر الفزاري الغدانيّ (1) الخراط الإمام

حكى عنه: عليّ بن [محمّد الحنائي. قرأت بخط أبي الحسن الحنائي، أخبرني أبو بكر محمّد بن عليّ بن محمّد الإمام الخراط ] (2) الفزاري الغداني، قال:

بلغني أن بعض إخوان أحمد بن حنبل رآه في النوم، فقال: يا أحمد ما فعل اللّه بك ؟ فقال:

أوقفني بين يديه و قال لي: يا أحمد صبرت على الضرب إن قلت و لم تتغير (3)،إنّ كلامي منزل غير مخلوق، و عزّتي لأسمعنك كلامي إلى يوم القيامة، فأنا أسمع كلام ربّي عزّ و جلّ .

6812 - محمّد بن عليّ بن حيّون أبو عبد اللّه الأزديّ البرقي

6812 - محمّد بن عليّ بن حيّون أبو عبد اللّه الأزديّ البرقي (4)

قدم دمشق طالب علم، و سمع بها أبا محمّد بن أبي نصر، و أبا القاسم الجوبري (5).

و روى عن أبي نصر محمّد بن عبد الجليل الهروي.

أنبأنا عنه: عبد العزيز الكتّاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي ابن حيّون البرقي، قدم علينا، أنبأنا أبو نصر محمّد بن عبد الجليل الهروي الصوفي، ثنا أبو محمّد داعي بن مهدي بن أبي طاهر الأسترآباذي، ثنا الشيخ أبو نصر أحمد بن علي الفامي - بنيسابور - ثنا عبد اللّه بن أبي المردة الأنباري، ثنا يزيد بن هارون، ثنا محمّد بن عمرو، عن (6)،عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ للّه في السماء جندا، و في الأرض جندا، فجنده في السماء الملائكة، و جنده في الأرض أهل خراسان»[11538].

هذا حديث غريب شاذ، و في إسناده مجهولون.

6813 - محمّد بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن بوبه أبو طاهر البخاريّ الزرّاد

6813 - محمّد بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن بوبه (7) أبو طاهر البخاريّ الزرّاد (8)

قدم دمشق حاجا سنة إحدى و عشرين و أربعمائة.

ص: 383


1- صحفت في «ز» إلى: الهمذاني.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم المعنى و لرفع الخلل عن د، و «ز».
3- في «ز»: تغير.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في المختصر:«الرقي».
5- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الجريري.
6- بياض بالأصل و د، و «ز».
7- بالأصل و د، و «ز»: «توبه» و المثبت عن الأنساب.
8- ترجمته في الأنساب (الزراد). و الزراد منسوب إلى صنعة الدروع و السلاح. و صحفت في «ز» إلى:«الوردان» و في د إلى الوزان.

و سمع بها أبا نصر بن المري الجبّان، و حدّث بها عن أبيه، و أبي العباس أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن يزداد الرازي، و أبي القاسم عليّ بن أحمد بن محمّد الخزاعي، و أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد بن سالم الكرابيسي، و أبي (1) نصر أحمد بن محمّد بن الحسين الكلاباذي، و أبى الفضل أحمد بن عليّ بن عمرو الحافظ ، و أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن يوسف، و أبي الحسن عليّ بن أحمد بن محمّد بن إسماعيل، و القاضي أبي جعفر محمّد بن عمرو بن (2) الشعبي، و القاضي أبي الحسن محمّد بن عليّ بن محمّد بن عبد اللّه الأزدي، و أبي عبد اللّه الحسين بن الحسن الحليمي، و جماعة سواهم.

روى عنه: أبو محمّد الكتّاني، و أبو القاسم بن أبي العلاء (3)،و السّيّد أبو القاسم منصور بن محمّد بن محمّد العلوي الهروي - مقدم هراة - و أبو محمّد الحسين بن مسعود البغوي المعروف بالفرّاء، نزيل مرو الرّوذ (4)،و أبو طاهر عبد الرّحمن بن علك بن دان الفقيه.

أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي العلاء، و أبو القاسم بن تميم، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن عليّ بن محمّد بن بويه (5)،قدم علينا بعد منصرفه من الحجّ في ربيع الأوّل سنة إحدى و عشرين و أربعمائة، و أنبأنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن يوسف البصير الفرائضي، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن يعقوب، ثنا عليّ بن محمّد الحنظلي، ثنا عبد اللّه ابن يزيد المقرئ، ثنا حيوة بن شريح، عن كعب بن علقمة أنه سمع عبد الرّحمن بن جبير أنه سمع عبد اللّه بن عمرو يقول: لعن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أربعة: الكنهل (6)،و الهنهل (7)،و الجعدن و ذا الحلية، قالوا: يا رسول اللّه، و ما هنّ ؟ قال:«أمّا الكنهل (8) النبّاش و الهنهل (9):النمام النمّام و الجعدن الذي لا يشبع، و ذو الحلية: المخنّث»[11539].

أنبأنا أبو محمّد بن السّمرقندي، و ابن الأكفاني، قالا: حدّثنا أبو محمّد الكتّاني،

ص: 384


1- بالأصل وردت «أبا» هنا و في الأسماء الأربعة التالية.
2- بالأصل:«و ابن» و المثبت عن د، و «ز».
3- أقحم بعدها بالأصل: و السيد أبو القاسم بن أبي العلاء.
4- بالأصل: مروارود، تصحيف.
5- بالأصل و د، و «ز»: توبه.
6- بالأصل و د، و «ز»: الكهل، و المثبت عن المختصر.
7- بالأصل و د، و «ز»: المهنهل، و المثبت عن المختصر.
8- بالأصل و د، و «ز»: الكهل، و المثبت عن المختصر.
9- بالأصل و د، و «ز»: المهنهل، و المثبت عن المختصر.

حدّثني أبو طاهر محمّد بن عليّ بن محمّد الزراد (1) البخاري، قدم علينا دمشق بعد منصرفه من الحجّ ، ثنا أبي، ثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصير الأودي (2)،قال:

سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن عليّ بن الحسن الجباخاني - من قرية من قرى بلخ (3)-يقول:

سمعت أبا سعيد الحسن بن عليّ بن زكريا العدوي يقول: سمعت خضر (4) يقول: ما رأيت أحدبا إلاّ و هو خفيف (5) الروح، و ما رأيت أعمى أو أحول إلاّ و هو ثقيل الروح.

6814 - محمّد بن عليّ بن محمّد [بن أحمد] أبو الفتح التّيميّ الكوفيّ

6814 - محمّد بن عليّ بن محمّد [بن أحمد] (6) أبو الفتح التّيميّ (7) الكوفيّ

سمع بدمشق: أبا الحسن عليّ بن محمّد بن إبراهيم الحنائي، مع أبيه أبي القاسم علي ابن محمّد، و بالموصل: فهد بن دنف الموصلي، صاحب لأبي يعلى.

روى عنه: ابنه أبو القاسم عليّ بن محمّد، و أبو بكر الحافظ ، و أبو نعيم.

أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد القاهر بن الطوسي، و أبو بكر محمّد بن طرخان بن بلتكين، قالا: أنبأنا أبو القاسم عليّ بن محمّد بن علي التيمي النيسابوري المعروف بالكوفي، قدم علينا حاجا، أنبأنا والدي أبو الفتح محمّد بن علي الكوفيّ التّيميّ ، ثنا فهد بن دنف الموصلي، ثنا أبو يعلى أحمد بن عليّ بن المثنّى الموصلي، ثنا شيبان بن فرّوخ الأيلي (8)،ثنا سلمة بن كهيل، عن أنس بن مالك عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:

«اسق (9) الماء على الماء في اليوم الصائف تنتثر (10) ذنوبك كما ينتثر (11) الورق من الشجر في الريح العاصف»[11540].

و بإسناده عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«يقول اللّه تعالى: ما من عبد سلبته كريمتيه (12) فصبر إيمانا و احتسابا [ما] (13) كان له عندي ثواب إلاّ الجنّة»[11541].

الحديث الأوّل منكر المتن و الإسناد، و الحديث الثاني قد رواه أبو يعلى عن شيبان بن فرّوخ بإسناد آخر نحوه.

ص: 385


1- بالأصل و «ز» هنا: الوراد، و المثبت عن د.
2- في د: الأودني.
3- في الأنساب: جباخان قرية على باب بلخ.
4- كذا بالأصل و د، و «ز».
5- صحفت في «ز» إلى: نحيف.
6- زيادة لازمة للإيضاح عن د، و «ز».
7- في المختصر: التميمي.
8- صحفت بالأصل إلى: الابلي.
9- بالأصل:«اسقي».
10- في «ز»: ينثر.
11- في «ز»: ينثر.
12- بالأصل و «ز»: «كريمته» و المثبت عن د.
13- زيادة لازمة عن المختصر، و هي فيه مستدركة بين معكوفتين.

أخبرنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم، أنبأنا أبو علي الحسن بن عليّ بن إبراهيم بن يزداد المقرئ الأهوازي، أنبأنا هبة اللّه بن موسى بن الحسين المزني بالموصل من حفظه، ثنا أبو يعلى أحمد بن علي، ثنا شيبان بن فرّوح الأيلي (1)،ثنا سعيد بن سليمان قال عليّ بن إبراهيم: كذا في كتاب عن الأهوازي، و إنما هو سعد بن سليم الضّبي عن أنس بن مالك قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إذا سلبت كريمتي عبد فصبر و احتسب لم أجد له ثوابا غير الجنّة»[11542].

و قد رواه أبو بكر بن المقرئ عن أبي يعلى فقال: حدّثنا سعيد بن سليم، و هو الصواب.

6815 - محمّد بن علي أبو بكر السّنجاري الفقيه المعروف بالفرّاء

قدم دمشق حاجا سنة اثنتين و ثلاثين و أربعمائة.

و حدّث عن أبي عبد اللّه الحسين بن سلمة المالكي.

سمع منه أبو العبّاس بن قيس (2)،و معضاد بن علي الدارانيان.

6816 - محمّد بن عليّ بن محمّد بن صالح بن عبد اللّه

أبو عبد اللّه السّلمي المقرئ المطرز (3)

سمع تمام بن محمّد، و أبا محمّد بن أبي نصر (4)،و مكي (5) بن محمّد بن الغمر، و أبا محمّد عبد اللّه بن أحمد النسوي الفقيه، و أبا منصور طاهر بن العبّاس المروزي، بمكة، و أبا أسامة محمّد بن أحمد بن محمّد الهروي، و منصور بن رامش، و أبا الفرج محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الخرجوشي، و سعيد بن عبيد اللّه بن أحمد بن فطيس، و أبا بكر محمّد بن الحرمي، و أبا الحسن عليّ بن إبراهيم الحوفي النحوي بمصر، و أبا القاسم حمزة بن عبد اللّه بن الحسين الأطرابلسي.

روى عنه: أبو بكر الخطيب.

ص: 386


1- صحفت في «ز» إلى: الابلي.
2- كذا بالأصل و «ز»، و في د: ابن قبيس.
3- ترجمته في بغية الوعاة 189/1 و الوافي بالوفيات 130/4 و شذرات الذهب 101/3.
4- أقحم بعدها بالأصل: و مكي بن محمّد بن أبي نصر.
5- سقط الاسم من «ز».

و حدّثنا عنه أبو القاسم النسيب، و كان أديبا، و صنّف مقدّمة في النحو.

أخبرنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن محمّد بن صالح المقرئ المطرّز، أنبأنا أبو القاسم [تمام بن محمّد] (1) الرازي، أنبأنا محمّد بن إبراهيم ابن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مروان، ثنا [أبو] (2) عبد الرّحمن زكريا بن يحيى - هو السجزي - حدّثنا سعيد بن كثير (3)،حدّثني إسحاق بن إبراهيم، عن صفوان بن سليم قال:

قال هشام - يعني - ابن عروة قال عروة بن الزبير قال: عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّ اللّه لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، و لكن يقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتّخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلّوا و أضلّوا»[11543].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني قال:

توفي أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن المطرّز المقرئ السّلمي يوم الأحد مستهل ربيع الأول سنة ست و خمسين و أربعمائة، كان يحدّث عن تمام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر و غيرهما، و كان يذهب إلى مذهب الأشعري - رحمة اللّه عليه-.

و ذكر أبو محمّد بن الأكفاني.

[أن] (4) المطرّز مات سلخ المحرم من هذه السّنة، و بلغني أنه دفن بباب الفراديس (5).

6817 - محمّد بن عليّ بن محمّد بن موسى بن عبد اللّه

أبو بكر السّلميّ الحدّاد المحاسبيّ

روى عن أبي بكر بن أبي الحديد، و أبي محمّد بن أبي نصر، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و أبي نصر بن الجبّان، و مكي بن محمّد بن الغمر، و أبي الحسن عبيد اللّه بن الحسن بن أحمد الورّاق، و أبي محمّد إبراهيم بن الخضر بن زكريا الصائغ، و أبي عبد اللّه بن أبي كامل، و أبي بكر محمّد بن عبد الرّحمن القطّان (6)،و أبي الحسن بن السّمسار، و عليّ بن الحسن الطرسوسي، و أبي الحسن العتيقي، و أبي الفتح محمّد بن الحسن بن محمّد العطّار (7) البغدادي.

ص: 387


1- «تمام بن محمّد» مكانه مطموس بالأصل و المستدرك عن د، و «ز».
2- استدركت عن د، و «ز»، للإيضاح.
3- في «ز»: بكير.
4- زيادة عن د، و «ز»، للإيضاح.
5- صحفت بالأصل إلى: الكراديس.
6- الأصل: القطا، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
7- من قوله: القطان إلى هنا سقط من «ز»، فاختل السياق.

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و أبو الفتيان الدّهستاني، و أبو العباس الفضل بن جعفر بن الفضل الجوزجاني.

و سمع منه: أبو نصر بن ماكولا، و حدّثنا عنه ابن الأكفاني.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد - قراءة - أنبأنا أبو بكر محمّد بن عليّ بن أحمد السّلميّ الحدّاد - قراءة عليه - أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أبي ثابت، ثنا طاهر بن الفضل، ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن بشير بن أبي مسعود، عن أبيه أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:

«نزل جبريل فأمّني فصلّيت معه، ثم نزل جبريل فأمّني فصليت معه خمس صلوات» فقال له عمر بن عبد العزيز: يا عروة، اتّق اللّه و انظر ما تقول، قال: أخبرني بشير بن أبي مسعود عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم.[11544] أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن منصور الفقيه، ثنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو بكر محمّد بن عليّ بن محمّد الحدّاد - بدمشق - أنبأنا محمّد بن أحمد بن عثمان بن الوليد السّلميّ ، فذكر عنه حديثا.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عليّ بن هبة اللّه الحافظ قال (1):و أمّا حدّاد بفتح الحاء و تشديد الدال الأولى: أبو بكر محمّد بن عليّ بن موسى السّلميّ الحدّاد الدّمشقي، حدّث عن أبي بكر بن أبي الحديد، و تمّام الرازي، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و ابن أبي نصر و غيرهم من الدّمشقيّين، سمعت منه بدمشق.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتّاني قال: توفي محمّد بن علي الحدّاد السّلميّ المحاسبيّ في شهر رمضان سنة ستين و أربعمائة، و كان فيه تخليط عظيم، و كان يكذب، يدّعي شيوخا ما سمع منهم، و يكذّب الشيوخ أيضا، و لا يحسن بذلك، و حدّث عن ابن (2) الصلت المجبر، فقيل له: ما ذلك ؟ فقال: مسجده عندنا، و ذلك لم يبرح من بغداد و هذا [ما رحل إليه و غير ذلك] (3)

ص: 388


1- الاكمال لابن ماكولا 403/2.
2- بالأصل:«أبي» و المثبت عن د، و «ز».
3- مطموس بالأصل، و ما بين معكوفتين استدرك عن د، و «ز».
6818 - محمّد بن عليّ بن [محمّد بن] عمر بن رجاء بن عمر بن أبي العيش

6818 - محمّد بن عليّ بن [محمّد بن] (1) عمر بن رجاء بن عمر (2) بن أبي العيش

أبو العيس الجمحي الأطرابلسي القاضي

حدّث عن أبي العبّاس [منير بن أحمد] (3) الخلاّل، و أبي محمّد بن النحّاس، و أبي محمّد بن أبي نصر، و أبي عبد اللّه بن أبي كامل.

و استنابه (4) القاضي بن أبي عقيل على قضاء صيدا، و حدّث بها، و بأطرابلس (5).

روى عنه: أبو الفتيان الدهستاني، و مكي بن عبد السّلام.

أخبرنا أبو حفص عمر بن الحسن بن محمّد الدهستاني، ثنا الحافظ أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن (6) بن سعدوية - من لفظه - و كتبه لي بخطه بدهستان، أنبأنا محمّد بن عليّ بن محمّد بن عمر بن رجاء بن عمر الجمحي، أبو العيش القاضي بأطرابلس الشام، و كان سنيا، ثنا أبو العباس منير بن أحمد بن الحسن بن عليّ بن منير الخلاّل بمصر، ثنا أبو الحسن علي ابن عبد اللّه بن عبد الرّحمن (7) بن أبي مطر الاسكندراني سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة، ثنا أحمد بن محمّد بن عبدويه، ثنا سفيان بن عيينة، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن حذيفة بن اليمان قال: كنت مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم يوما حتى انتهى إلى سباطة قوم فتنحيت عنه فبال قائما ثم قال لي:«ادن»، فدنوت منه حتى كنت عند رجليه، فتوضّأ و مسح على خفّيه[11545].

أخبرناه عاليا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد الفارسي، أنبأنا أبو حامد أحمد ابن الحسن بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن أحمد المعدّل، أنبأنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق بن إبراهيم السّرّاج، ثنا محمّد بن يحيى الأزدي، ثنا جعفر بن عون، و شجاع بن الوليد، قالا: أنبأنا الأعمش، عن شقيق، عن حذيفة قال:

ص: 389


1- الزيادة عن د، و م، للإيضاح.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في المختصر: عمرو.
3- مطموس بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن د، و «ز».
4- صحفت في «ز» إلى: متشابه.
5- بالأصل:«و بطرابلس» و المثبت عن د، و «ز».
6- صحفت في «ز» إلى: الحسين.
7- من قوله: منير، إلى هنا سقط من «ز».

جاء النبي صلى اللّه عليه و سلّم إلى سباطة (1) قوم، فبال و هو قائم، فتنحيت عنه، فقال:«ادن» فدنوت ثم توضّأ و مسح على خفّيه[11546].

أنبأنا أبو الحسن الفرضي، ثنا أبو القاسم مكي بن عبد السّلام بن الحسين المقدسي - لفظا بدمشق - أنبأنا القاضي أبو العيش محمّد بن عليّ بن محمّد بن عمر بن رجاء الجمحي الأطرابلسي بقراءتي عليه بصيدا، و كان سنيا، فذكر عنه حديثا.

قال أبو محمّد بن الأكفاني: ورد أبو العيش دمشق في شهر رمضان سنة ثمان و خمسين، و لم يكن معه من أصوله شيء، و لم يسمع منه، و ما حدّث بدمشق بشيء.

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني: أبو العيش محمّد بن علي كان صالحا، و ولي القضاء بثغر صيدا.

أخبرنا أبو محمّد (2) بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتّاني قال: ورد الخبر من أطرابلس (3) في شعبان سنة ستين و أربعمائة بوفاة أبي العيش، كان يحدّث عن عبد الرّحمن بن عمر بن النحّاس المصري و غيره من المصريين، و عن أبي عبد اللّه بن أبي كامل، و عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر و غيرهما.

6819 - محمّد بن عليّ بن محمّد بن سلامة أبو عبد اللّه الدّمشقي

سكن بيت المقدس، و الرملة.

و سمع أبا نصر محمّد بن إبراهيم بن علي الهاروني.

روى عنه: عمر الدّهستاني.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن، ثنا أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن - لفظا - و كتبه لي بخطه، أنشدنا محمّد بن عليّ بن سلامة الدّمشقي أبو عبد اللّه المقدسي المؤدّب بالرّملة، أنشدنا الفقيه أبو نصر محمّد بن إبراهيم بن علي الهاروني الجرجاني قدم علينا القدس لأبي العتاهية في قصيدة (4):

أ لم تر كل ذي روح و جسم على *** على أرزاقه أضحوا عيالا

ص: 390


1- صحفت في المختصر إلى:«بساطة». و السباطة: الكناسة تطرح بأفنية البيوت (القاموس).
2- أقحم بعدها بالأصل:«بن علي».
3- بالأصل، و د، و «ز»: طرابلس.
4- لم أعثر على الأبيات في ديوان أبي العتاهية ط بيروت (صادر).

و ليسوا يملكون دفاع ضرّه *** و لا من حر منفعة قبالا

و ما الدّنيا معا إلاّ كظل *** طوته الشمس هاجرة فزالا

6820 - محمّد بن عليّ بن محمّد جناب

6820 - محمّد بن عليّ بن محمّد جناب (1)

أبو عبد اللّه المعروف بابن الدّرزي الشاعر الصوري (2)

توفي بثغر أطرابلس (3).

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي الصوري و هو فيما أجازه لي محمّد بن عليّ بن محمّد بن جناب أبو عبد اللّه المعروف بابن الدرزي، شاعر له شعر كثير في عدة فنون، قد دون و كتب لي بخطه منه كثيرا و قرأت منه عليه، و لم يكن لقوله بأس، فمما أنشدنيه لنفسه:

يا طيف مالكة الفؤاد *** كيف اهتديت بغير هاد؟

جبت البلاد تعسفا *** و قصدتني دون العباد

يا ظبية ترعى قلوب *** الناس لا جنبات واد

أرسلت طيفك عامدا (4) *** ليذود عن عيني رقاد

هيهات ما زرتم فلا *** بالكفر زاركم فؤاد

نادوا الرحيل و إنّما *** بالموت ناداني المنادي

فجعلت ألثم عيسهم *** و أضمّ أجياد الجياد

طعنوا فقلبي طاعن *** و سواد عيني في السّواد

زاد إذا علموا به *** أغناهم عن كلّ زاد

قلبي ينوب عن الزناد *** و مقلتاي عن المزاد

يا ربعها المهجور هل *** لزمان وصلك من معاد

فوقفت فيه و عبرتي (5) *** تروي الثرى و القلب صاد

و هي أطول من هذا.

ص: 391


1- صحفت بالأصل إلى: جعاب، و المثبت عن د، و «ز»، و في الوافي: حباب.
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 135/4 و النجوم الزاهرة 89/5 و الوافي بالوفيات 433/3.
3- كذا بالأصل:«طرابلس» بدون همزة، و المثبت عن د، و «ز»، و قد ذكرها ياقوت في معجم البلدان بالهمز، و قال: و زعم بعضهم أنها بغير همز.
4- في «ز»: عائدا.
5- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».

قال غيث: و أنشدني محمّد بن علي لنفسه (1):

صبّ جفاه حبيبه *** وحلا له تعذيبه

فالنا تضرم في الجوا *** نح و السقام يذيبه

حتى بكاه لما دها (2) *** ه بعيده و قريبه

و تآمروا في طبه *** كيما يخفّ لهيبه

فأتى الطبيب و ما دروا *** أنّ الحبيب طبيبه (3)

قال غيث:

حدّثت أن أبا عبد اللّه بن جناب (4) توفي بأطرابلس (5) في شهور سنة ثلاث و ستين و أربعمائة، و قد نيّف على السّبعين، و كان إسماعيلي المذهب غاليا فيه، مظهرا له.

6821 - محمّد بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن أحمد

أبو عبد اللّه بن أبي القاسم بن أبي العلاء المعدّل

سمع أباه، و أبا بكر الخطيب، و أبا القاسم السّمسياطي، و عبد الدائم بن الحسن، و عبد العزيز الكتّاني، و أبا الحسين [بن] مكي المصري، و أبا القاسم الحنّائي، و أبا الحسن بن أبي الحديد، و أبا علي الحسين بن أحمد بن المظفر بن أبي حريصة، و أبا نصر بن طلاّب، و عبد الجليل بن عبد الجبار المروزي، و نصر بن إبراهيم المقدسي.

و حدّث بقطعة من كتب (6) الخطيب. سمعت منه شيئا يسيرا، و كان ثقة.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن أبي العلاء - قراءة عليه في سنة خمس و خمسمائة - ثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، ثنا أبو العبّاس محمّد ابن يعقوب الأصم، ثنا أحمد بن عبد الجبّار العطاردي، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لا تسبّوا أصحابي، فو الذي نفسي بيده، لو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم و لا نصيفه»[11547].

ص: 392


1- الأبيات في الوافي بالوفيات 135/4-136 و فوات الوفيات 433/3.
2- بالأصل:«هداه» و المثبت عن د، و «ز»، و المصدرين.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و عجزه في الوافي و الفوات: أن الطبيب حبيبه.
4- صحفت بالأصل هنا إلى: حباب، و المثبت عن د، و «ز».
5- الأصل و د، و «ز»: بطرابلس.
6- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».

قال: و حدّثنا الخطيب، أنبأنا محمّد بن الحسين القطّان، أنبأنا أحمد بن كامل القاضي، حدّثني أبو سعد الهروي، عن أبي بكر بن خلاّد قال: قلت ليحيى بن سعيد القطّان: أ ما تخشى أن يكون هؤلاء الذين تركت حديثهم خصماءك (1) عند اللّه ؟ قال: لأن يكون هؤلاء خصمائي أحبّ إليّ من أن يكون خصمي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول: لم حدّثت عني حديثا يرى أنه كذب ؟ سئل أبو عبد اللّه عن مولده فقال: ليلة الأربعاء لثلاث خلون من ذي الحجّة من سنة خمس و أربعين و أربعمائة، و توفي يوم الأحد الرابع و العشرين من شهر رمضان من سنة ست عشرة و خمسمائة قبل صلاة الظهر، و دفن من يوميه بعد صلاة العصر بباب الفراديس، و حضرت دفنه و الصلاة.

6822 - محمّد بن عليّ بن محمّد بن أحمد بن نزار

أبو عبد اللّه التنوخي الحلبي المعلم المعروف بابن العظيمي (2)

قدم دمشق، و امتدح بها جماعة بشعر لا بأس به.

و سمع معنا شيئا من الحديث على الفقيه نصر، ثم عاد إلى حلب، و تردّد إلى دمشق دفعات، أنشدني أشياء من شعره، و كتبها لي بخطه.

أنشدني أبو عبد اللّه لنفسه من قصيدة (3):

يلقى العدى بجنان ليس يرعبه *** خوض الحمام و متن ليس ينفصم

فالبيض تبسم و الأوداج باكية (4) *** و الخيل ترقص و الأبطال تلتطم

و النقع غيم و وقع المرهفات به *** لمع البوارق و الغيث الملثّ دم

و أنشدني لنفسه:

صبابة من حلال المال تكفيني *** و بلغة من قوام العيش تكفيني

[و لست آسى على الدنيا و لو ذهبت *** إذا علمت بأني سالم الدين] (5)

ص: 393


1- بالأصل و «ز»، و د: خصماؤك.
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 131/4 و النجوم الزاهرة 133/5.
3- الأبيات في الوافي بالوفيات 131/4.
4- في الوافي: دامية.
5- سقط البيت من الأصل و استدرك عن د، و «ز».

و أنشدني لنفسه أيضا (1):

جفون لأسياف اللحاظ جفون *** لها فتن بين الورى و فتون

أعانت على قتلي فكيف تعينني *** و ديّنتها قلبي فكيف تدين

ألين لها [حبّا] (2) فتبدي قساوة *** و تزداد عزّا بالهوى و أهون

من اللائي منهن البدور تعلمت *** كمالا و تعديل القدود غصون

خطرن بقلبي لا لنسيان خلة *** فأغوت غيايات و جن جنون

و أومض عن وضح الثغور بوارقا *** يخفى مرارا خيفة و تبين

غرامي بكم و الدار مني قريبة *** فكيف إذا مجت و شط قرين

و يزداد تهيامي بكم و تهزني *** وساوس وجدي و الجنون فنون

و لا أنا كالحرباء عند تقلب *** رياء و لا من في اليمين يمين

أيا بانة الوادي الذي طاب عرفه *** بها حبذا واد و أنت قرين

هواك مقيم (3) ليس يبلى جديده *** إذا مرّ حين منه أقبل حين

و حبك حي (4) في دوارس أعظمي *** و سرّك ميت في الفؤاد دفين

و وجدي بكم عفّ بغير خيانة *** و مؤتمن في الحب كيف يخون

حمتني أسود عن حماك ضراغم *** لها من وشيج السمهري عرين

قال لنا أبو سعد بن السمعاني: سألت أبا عبد اللّه العظيمي عن ولادته فقال: في سنة ثلاث و ثمانين و أربعمائة بحلب.

6823 - محمّد بن عليّ بن المسلم أبو عبد اللّه البزّاز، المعروف بابن الحمامي الفقيه

حدّث بدمشق عن أبي عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه الأرموي، و أبي إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد اللّه الحبال المصري.

كتب عنه الفقيه أبو الحسن الفرضي، و أبو الحسن بن زيد (5) المؤدّب.

أنبأنا أبو الحسن عليّ بن المسلم، و عليّ بن زيد بن علي، قالا:، أنبأنا الشيخ

ص: 394


1- بعض الأبيات في الوافي بالوفيات 131/4.
2- زيادة لتقويم الوزن عن د، و «ز».
3- في الوافي بالوفيات: قديم.
4- بالأصل:«حتى» و في «ز»: «حبي» و المثبت عن د، و الوافي.
5- تقرأ بالأصل: يزيد، و المثبت عن د، و «ز».

الفقيه (1) أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن المسلم البزّاز المعروف بابن الحمامي سنة ثمان و ثمانين و أربعمائة أنبأنا الشيخ أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه الفقيه الأرموي المعروف بالشويخ، ثنا أبو بكر محمّد بن أبي سعيد بن سختويه الأسفرايني - بقراءته علينا في المسجد الحرام سنة أربع عشرة و أربعمائة - أنبأنا زاهر بن أحمد السّرخسي - بها - ثنا أبو عبد اللّه محمّد ابن وكيع بن دواس الطوسي، ثنا محمّد [بن] أسلم الطوسي (2)،ثنا يعلى بن عبيد، عن يحيى ابن عبيد اللّه، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورّثه»[11548].

أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو عثمان البحيري، أنبأنا زاهر بن أحمد - بإسناده - فذكره مثله، و قال: أنا يحيى بن عبيد اللّه.

6824 - محمّد بن عليّ بن مرفا أبو طالب الكتبي

سمع الكثير من نجيب بن عمّار و غيره، و حدّث بدمشق بعد السّتّين و أربعمائة، و سمع منه بعض الغرباء.

6825 - محمّد بن عليّ بن ميمون

أبو الغنائم بن النّرسي الكوفي الحافظ المعروف بأبيّ (3)

سمع بالكوفة:[أبا الحسن محمّد بن عليّ بن عبد الرحمن بن عبد الله العلوي، و أبا طاهر محمّد بن أحمد بن العطار، و أبا الفرج] (4) محمّد بن أحمد بن علاّن الخازن، و غيرهم، و ببغداد: أبا محمّد الجوهري، و أبا القاسم التنوخي، و أبا الحسن الباقلاني، و أبا إسحاق البرمكي، و أبا منصور محمّد بن محمّد بن عثمان بن السّوّاق، و أبا طالب محمّد بن علي العشاري، و أبا بكر محمّد بن عبد الملك بن بشران، و القاضي أبا الطيّب الطبري، و أبا يعلى ابن الفرّاء، و أبا الحسين بن حسنون النرسي، و أبا أحمد الغندجاني، و أبا الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد الزعفراني و غيرهم.

ص: 395


1- من هنا إلى قوله: الأرموي سقط من «ز».
2- «ثنا محمّد بن أسلم الطوسي» ليس في «ز».
3- ترجمته في تذكرة الحفاظ 1260/4 و الوافي بالوفيات 143/4 و سير أعلام النبلاء 274/19 و المنتظم 189/9 و العبر 22/4 و شذرات الذهب 29/4. و لقب بأبي لجودة قراءته.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز».

ثم عاد إلى الكوفة، و كان ببغداد في كل سنة مرة، و يحدّث بها.

روى عنه: الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي، و هو من شيوخه، حدّثنا عنه أبو الفضل الحافظ ، و أبو المعمر الأنصاري، و أبو عبد اللّه المبارك بن علي ابن أخت ابن يوسف و غيرهم، و أجاز لي جميع حديثه، و كان قدم دمشق زائرا البيت المقدس، و كان حافظا للقرآن، قرأ بحرف عاصم.

كتب إلينا أبو الغنائم محمّد بن علي، و حدّثنا أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه، أنبأنا محمّد بن عليّ بن الحسن العلوي، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم العباسي، مولاهم، قالا: أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن سلمة بن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل الحضرمي، حدّثنا محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي.

ح قال: و أنبأنا محمّد بن عليّ بن عبد الرّحمن، أنبأنا محمّد بن الحسين التيملي (1)، أنبأنا عليّ بن العبّاس المقانعي (2)،قالا: حدّثنا عباد بن يعقوب الأسدي، أنبأنا عبّاد بن العوّام، عن الشيباني عن الوليد، عن أبي عمرو الشيباني، عن ابن (3) مسعود.

أن رجلا سأل النبي صلى اللّه عليه و سلّم: أي الأعمال أفضل ؟ قال:«الصّلاة لوقتها، ثم برّ الوالدين، ثم الجهاد في سبيل اللّه»[11549].

رواه البخاري عن عبّاد، و ليس له في الصحيح غيره.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، أنبأنا محمّد بن عليّ بن عبد الرّحمن، حدّثنا محمّد بن الحسين التّيملي (4)،حدّثنا عبد اللّه بن زيدان، ثنا محمّد بن العلاء، ثنا ابن فضيل، ثنا محمّد ابن عبيد اللّه، عن عبد الملك بن ميسرة، عن بعض أصحاب عبد اللّه قال: لا أحسبه إلاّ النّزّال بن سيرة عن عبد اللّه بن مسعود قال: أتى النبي صلى اللّه عليه و سلّم رجل فقال: يا رسول اللّه [و اللّه] (5)إنّي لأخاف (6) في نفسي و ولدي و أهلي و مالي، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«قل كلما أصبحت، و إذا أمسيت: بسم اللّه على ديني و نفسي و ولدي و أهلي و مالي»، فقالهن الرجل ثم أتى النبي

ص: 396


1- بالأصل:«التيلمي» و في «ز»: «التيمي» و المثبت عن د، راجع الأنساب، ذكره السمعاني و ترجمه.
2- في «ز»: القانعي، تصحيف.
3- بالأصل و «ز»: «أبي» و المثبت عن د، و المختصر.
4- صحفت بالأصل إلى «التيلمي» و المثبت عن د، و «ز».
5- زيادة للإيضاح عن د، و «ز».
6- الأصل:«لا أخاف» و المثبت عن د، و «ز».

صلى اللّه عليه و سلّم فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«ما صنعت فيما كنت تجده ؟» قال: و الذي بعثك بالحق نبيّا لقد ذهب ما كنت أجد[11550].

و ممّا رواه الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم ما قرأته بخطّه أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي الكوفي - و أجازه لي أبو الغنائم - أنبأنا محمّد بن الجاز، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد [التميمي، أخبرنا أحمد] (1) بن علي المرهبي أن المنذر بن محمّد بن أنشده لعبيد اللّه (2) بن يحيى الجعفي:

يا ضاحك السّن ما أولاك بالحزن *** و بالفعال الذي يجزى به الحسن

أما ترى النقص في سمع و في بصر *** و نكبة بعد أخرى من يد الزمن

و ناعيا لأخ قد كنت تألفه *** قد كان منك مكان الروح في البدن

أجنت عليه بعد للموت فجهزه *** لم يثنها سكن مذ كان عن سكن

فغادرته صريعا في أحبته *** يدعى له بحنوط الترب و الكفن

كأنه حين يبكي في قرابته *** و في ذوي ودّه الأدنين لم يكن

من ذا الذي بان عن إلف و فارقه *** فلم يجد بعده غدرا و لم يحن

ما للمقيم صديق في ثرى جدث *** و لا رأينا حزينا مات من حزن

قال لي أبو الفضل محمّد بن محمّد بن عطاف: سألت أبا الغنائم محمّد بن عليّ بن ميمون عن مولده فقال: سنة أربع و عشرين و أربعمائة، قال غيره: في شوّال، و قال غيرهما:

في شعبان.

قرأت بخط أبي الفضل بن ناصر: كان أبيّ شيخا ثقة مأمونا فهما للحديث، عارفا بما يحدّث، كثير تلاوة القرآن بالليل، سمع من مشايخ الكوفة و هو كبير لنفسه، و كتب من الحديث شيئا كثيرا، و دخل بغداد سنة خمس و أربعين، فسمع بها من شيوخ الوقت مثل البرمكي، و الجوهري، و التنوخي، و العشاري، و أبي (3) بكر بن بشران، و القاضي أبي الطيب الطبري، و القاضي أبي يعلى بن الفرّاء، و الغندجاني، و ابن النّرسي و غيرهم، و سافر إلى الحجاز، و الشام، فسمع بها الحديث أيضا من جماعة، و كان يجيء إلى بغداد منذ سنة ثمان و تسعين و أربعمائة في كلّ سنة في رجب، فيقيم إلى بعد شهر رمضان، فيسمع منه الحديث

ص: 397


1- الزيادة للإيضاح عن د، و «ز».
2- في د: لعبد اللّه.
3- بالأصل: و أبا.

ببغداد، و ينسخ للناس بالأجرة ليستعين بذلك على وقته، و كان ذا عيال (1)،و كان مولده (2)على ما أخبرنا به في شوال سنة أربع و عشرين و أربعمائة، و أوّل ما سمع الحديث في سنة اثنتين و أربعين من الشريف أبي عبد اللّه العلوي بالكوفة، و بلغ من العمر ستا و ثمانين سنة، و متّعه اللّه بجوارحه إلى حين وفاته، فرحمه اللّه، و ألحقه بنبيّه و جعله من الفائزين، فما رأينا مثله في وقته.

سمعت أبا عارم العبدري يقول: قدم علينا أبيّ في بعض قدماته، فقرئ عليه جزء من حديثه، و لم يكن أصله به حاضرا، و كان في آخره حديث فقال:

ليس هذا الحديث في أصلي، فلا تسمعوا على الجزء، ثم ذهب إلى الكوفة، فأرسل بأصله إلى بغداد، فلم يكن الحديث فيه على كثرة ما كان عنده من الحديث، و كان أبو عامر يقول [يختم] (3) هذا الشأن بأبيّ (4)،و توفي يوم السّبت سادس عشر شعبان سنة عشر و خمسمائة بالحلّة، و حمل إلى الكوفة.

6826 - محمّد بن عليّ بن النعمان أبو الحسن البزّاز

حدّث بأطرابلس عن أحمد بن يونس.

روى عنه: أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر بن محمّد بن حمدان بن المهلب الجرجاني.

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن الحسن: و أطعمني و سقاني:

أنبأنا القاضي أبو المظفر هنّاد بن إبراهيم بن نصر النسفي: و أطعمني و سقاني: (5)

أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن إبراهيم الصوام - بقزوين - و أطعمني و سقاني، ثنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر بن محمّد بن المهلب الجرجاني: و أطعمني و سقاني، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن علي البزاز بأطرابلس و أطعمني و سقاني، حدّثنا أحمد بن يونس بمصر و أطعمني و سقاني، حدّثنا عمّي و كنت في داره و أطعمني و سقاني، حدّثنا زاذان النحوي و أطعمني و سقاني، ثنا سفيان الثوري و أطعمني و سقاني، عن مالك بن أنس و أطعمني

ص: 398


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: و كان داعيا.
2- في «ز»: و كان من ولده.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز».
4- صحفت بالأصل و «ز»، إلى:«يا بني» و المثبت عن د.
5- من هنا إلى قوله حدّثنا (أحمد بن يونس).

و سقاني، عن نافع، و أطعمني و سقاني، عن عبد اللّه بن عمر و أطعمني و سقاني، قال: كنت في دار عائشة و كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم حاضرا فيها، فأكلت مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم تميرات أتى (1) بها رجل من الأنصار إذ أقبلني بوجهه، و قال: يا عبد اللّه عليك بالصّدق، فإنّ الصّدق يهدي إلى البرّ، و اترك الكذب - أو لا تقول (2) الكذب - فإنّ الكذب يهدي إلى الفجور، و عليك بحسن الخلق، فإنّ حسن الخلق من أخلاق أهل الجنّة، و إنّ سوء الخلق من أخلاق أهل النار»[11551].

رواه غيره عن هناد، فقال: محمّد بن عليّ بن النعمان البزّاز.

6827 - محمّد بن عليّ بن هاشم

سمع أبا زرعة بدمشق، و محمّد بن إبراهيم بن كثير الصّوري، و عثمان بن خرّزاذ بأنطاكية، و هلال بن العلاء، و أبا أسامة عبد اللّه بن محمّد الحلبي، و محمّد بن إسحاق الصّغاني، و أبا بكر بن أبي الدنيا، و أحمد بن عبد الجبّار العطاردي، و محمّد بن سنان القزاز (3)،و الحسين بن حميد بن الربيع، و محمّد بن عبيد المروذي ببغداد، و أحمد بن أيّوب ابن بزيع الهاشمي، و أبا بكر بن أبي خيثمة، و أبا قلابة الرقاشي، و محمّد بن عبيد اللّه بن يزيد المنادي، و أبا الوليد محمّد بن أحمد بن الوليد بن برد (4) الأنطاكي، و محمّد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي، و محمّد بن يونس الكديمي، و أبي يحيى بن أبي مسرّة المكي و غيرهم.

روى عنه: أبو الحسن عليّ بن محمّد بن مهدي الطبري الفقيه المتكلم.

6828 - محمّد بن عليّ بن ياسر أبو بكر الأندلسيّ الجياني

قدم دمشق قبل العشرين و خمسمائة، و سكن قنطرة سنان (5)،و كان يعلم الصّبيان، و يتردّد إلى شيخنا أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، و يسمع (6) منه، ثم رحل معي إلى بغداد سنة عشرين و خمسمائة، و كان زميلي، فلما دخلنا بغداد أقام (7) بها أياما يسيرة، و سمع من شيخنا أبي القاسم بن الحصين و غيره، ثم خرج إلى خراسان، و أدرك بها إسنادا حسنا، و سمع (8) بها

ص: 399


1- بالأصل:«تميرات أ في رجل» و صوبنا الجملة عن د، و «ز».
2- كذا بالأصل و د، و «ز».
3- في «ز»: القزان.
4- من هنا إلى قوله المتكلم، اضطربت الأسماء في د.
5- قنطرة سنان: بنواحي باب توما (راجع معجم البلدان 406/4).
6- بالأصل:«و سمع» و المثبت عن د، و «ز».
7- بالأصل:«قام» و المثبت عن د، و «ز».
8- من قوله: شيخنا... إلى هنا سقط من «ز».

من السّيّد حمزة الحسيني، و أبي بكر بن..... (1)،و أبي عبد اللّه الفراوي، و أبي القاسم الشّحّامي و غيرهم، و خرج إلى بلخ و سمع بها جماعة، و أقام بها، و لما دخلت خراسان سألت عنه فلم أعرف له خبرا، و لما عدت إلى دمشق بلغني أنه وصل إلى الموصل (2) و أقام بها مدة، ثم وصل إلى حلب و أقام بها، و سلّمت إليه خزانة الكتب النورية بها، فأجرى عليه جراية، و كان فيه عسر في الرواية و الإعارة معا، و وقف كتبه على أصحاب الحديث، و مات بحلب (3)في جمادى الأوّلى (4) سنة [ست] (5) و ستين و خمسمائة على ما بلغني.

6829 - محمّد بن عليّ بن يحيى بن سلوان

أبو عبد اللّه المازني المعروف بابن القمّاح (6)

حدّث عن الفضل بن جعفر التميمي.

روى عنه (7) أبو بكر الخطيب، و عبد العزيز بن أحمد و الفقيه أبو الفتح الزاهد، و نجا ابن أحمد المعدل، و القاضي أبو إسحاق الشهرزوري، و أبو عبد اللّه بن أيمن الدينوري، و أبو القاسم نصر بن أحمد الهمذاني، و أبو الحسين (8) بن طاهر النحوي، و عبد العزيز بن الحسين أحمد الدلاّل، و أبو الفرج الأسفرايني، و أبو نصر الطّريثيثي، و أبو البركات المؤمّل بن أحمد ابن أصبيعات، و أبو الحسن، و أبو الفضل (9) الموازينيان، و أبو طاهر بن الحنائي.

و حدّثنا عنه الشريف النسيب، و ذكر أنه ثقة، و قال: لم يكن عنده غير جزء واحد،[و] (10)وثّقه أبو بكر الحدّاد.

أخبرنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن يحيى بن سلوان - قراءة عليه سنة ثلاث و أربعين و أربعمائة - أنبأنا أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي

ص: 400


1- بياض بالأصل و د، و «ز»، (و كتب في «ز»: كذا بياض).
2- من قوله: و أقام بها.. إلى هنا سقط من «ز».
3- بعدها بياض في د، و «ز» بمقدار كلمتين.
4- بالأصل: جماد الأول، و المثبت عن د، و «ز».
5- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز».
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 647/17 و العبر 215/3 و شذرات الذهب 277/3.
7- بالأصل: عن، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز».
8- كذا، و في د، و «ز»: الحسن.
9- هما: أبو الحسن عليّ بن الحسن بن الحسين بن علي ابن الموازيني ترجمته في سير أعلام النبلاء 437/19 و أبو الفضل محمّد بن الحسن بن الحسين بن علي ابن الموازيني ترجمته في سير أعلام النبلاء 438/19.
10- زيادة عن «ز»، و د.

المؤذّن، ثنا عبد الرّحمن بن القاسم [الهاشمي] (1)،ثنا يحيى بن صالح الوحاظي، ثنا حفص ابن عمر، ثنا الفضل بن عيسى الرقاشي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة، عن الرسول صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«لمّا خلق اللّه العقل قال له: قم، فقام، ثم قال: أدبر، فأدبر، ثم قال له: أقبل، فأقبل، ثم قال: اقعد فقعد (2)،فقال: ما خلقت خلقا هو خير منك، بك آخذ، و بك أعطي، و بك أصرف، و إياك أعاقب، لك الثواب و عليك العقاب»[11552].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتّاني، قال: توفي شيخنا أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن يحيى بن سلوان المازني رحمه اللّه يوم الأحد السادس من ذي الحجّة سنة سبع و أربعين و أربعمائة، حدّث عن الفضل بن جعفر بنسخة أبي مسهر (3)،و يحيى بن صالح و غيرهما، لم يكن له إلاّ جزء واحد سماعه فيه بخط خاله، و هو آخر من حدّث عن الفضل بن جعفر بدمشق.

قال الأكفاني: و كان يذكر أن مولده في سنة اثنتين [و ستين] (4) و ثلاثمائة.

6830 - محمّد بن عليّ بن يوسف بن جميل

6830 - محمّد بن عليّ بن يوسف بن جميل (5)

أبو عبد اللّه الطرسوسي القاضي المعروف بابن السّناط

إمام جامع دمشق.

حدّث عن أبي محمّد بن أبي نصر.

روى عنه: أبو علي الحسن بن محمّد بن أحمد بن الفضل الكرماني، أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد، و نقلته من خطه، أنبأنا الشيخ الحافظ أبو علي الحسن بن محمّد الكرماني ببغداد، أنبأنا القاضي أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن يوسف بن حميل الطرسوسي - إمام جامع دمشق - أنبأنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد، ثنا الربيع ابن سليمان صاحب الشافعي، ثنا محمّد بن إدريس الشافعي، ثنا سفيان بن عيينة عن جامع، و عبد الملك سمعا أبا وائل يخبر عن عبد اللّه بن مسعود عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من حلف على يمين يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي اللّه يوم القيامة و هو عليه غضبان»، قيل: يا رسول اللّه،

ص: 401


1- زيادة للإيضاح عن «ز»، و د.
2- بالأصل:«فاقعد»، و المثبت عن د، و «ز».
3- سير أعلام النبلاء 646/17.
4- زيادة لازمة عن د، و «ز»، و انظر سير أعلام النبلاء 647/17.
5- كذا بالأصل و د، و في «ز» و المختصر: جميل.

و إن كان يسيرا؟ قال:«و إن كان سواكا (1) من أراك»[11553].

أخبرناه عاليا أبوا (2) الحسن الفقيهان، قالا (3):حدّثنا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - و أبو القاسم بن أبي العلاء، و أبو العبّاس بن قيس - قراءة - قالوا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر فذكره.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، حدّثنا أبو محمّد التميمي قال: توفي القاضي أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن يوسف المعروف بابن السّناط إمام الجامع بدمشق يوم الجمعة سلخ المحرّم سنة ست و خمسين و أربعمائة، كان قد حدّث عن عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر بجزء إبراهيم بن محمّد بن أبي ثابت.

6831 - محمّد بن علي أبو حبيب الكوفي

حدّث بدمشق عن سعيد بن مسلمة بن هشام الأموي.

روى عنه: أبو عوانة الأسفرايني.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبي القاسم، أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن ابن محمّد، أنبأنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا أبو حبيب محمّد بن علي الكوفي القيسراني بدمشق العبد الصالح و الأسكيف الرقّي، قالا: ثنا سعيد بن مسلمة بن هشام بن عبد الملك، ثنا [أبو مالك] (4) الأشجعي قال: سمعت أبي يقول: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«اللّهمّ (5) اغفر لي و ارحمني و اهدني و ارزقني».

6832 - محمّد بن علي أبو الصبّاح الصّوفي

6832 - محمّد بن علي أبو الصبّاح (6) الصّوفي

حكى عنه أبو حمزة محمّد بن إبراهيم الصّوفي.

أنبأنا أبو الحسن الفرضي، و نقلته من خطه، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن المبارك البزاز ثنا رشأ بن نظيف - إجازة-، قال: قرأت على أبي محمّد الحسن بن إسماعيل المصري، ثنا عليّ بن الحسن العري (7)،قال: سمعت أبا الحسن بن المثنى - يعني - عليّ بن بندار العنبري

ص: 402


1- بالأصل و د، و «ز»: «سواك».
2- بالأصل و د، و «ز»: أبو.
3- بالأصل:«قال» و المثبت عن د، و «ز».
4- زيادة لازمة عن د، و «ز»، للإيضاح.
5- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
6- كذا بالأصل و «ز»، و د، و في المختصر: الصباح.
7- كذا بدون إعجام بالأصل و د، و في «ز»: «النعري».

الطبري يقول: سمعت جعفر بن عبد اللّه بن سهل يقول: قال أبو حمزة محمّد بن إبراهيم الصّوفي: قلت لمحمّد بن علي الدمشقي - و كان سيّد الصّوفية، و قد رأيت معه غلاما جميلا زمانا طويلا، ثم فارقه-: لم هجرت ذلك الفتى الذي كان معك، و قد كنت له مواصلا و إليه مائلا؟ قال: و اللّه لقد فارقته على غير قلى، و لا ملال مني له، قلت: فلم فعلت ذلك ؟ قال:

رأيت قلبي يدعوني إلى أمر إذا أنا خلوت به سقطت من عين اللّه عزّ و جلّ فتركته تنزيها للّه عزّ و جلّ ثم لنفسي، و إنّي لأرجو من اللّه عزّ و جلّ يعقبني (1) بمفارقتي له ما أعقب الصالحين من (2) محارمه عند صدق الوفاء بأحسن الجزاء.

قرأت على أبي محمّد عبد اللّه بن أسد بن عمّار، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا عبد الوهّاب بن جعفر بن علي الميداني، ثنا أبو علي أحمد بن محمّد بن عليّ بن الحسين المعروف بابن الرقّي، حدّثني أبو بكر محمّد بن أحمد الدّينوري من لفظه، ثنا جعفر الخيّاط قال: سمعت محمّد بن إبراهيم الصّوفي، و يكنى أبا حمزة قال: كنت مع أبي الصّبّاح (3)محمّد بن علي الدمشقي و كان من خيار عباد اللّه، فنظر إلى غلام فقال:

سبحان من أمات هذه القلوب عن طاعته، و أحياها عند النظر إلى معصيته، ما أدري بأيّ لسان أعوذ و لا (4) بأي قلب أشكو سرعة طرفي إلى النظر الحرام (5)،أو هجومه على طلب الآثام، حتى كأني به لا أطالب و بنظره لا أحاسب، و تاللّه لو غفر لي اللّه لي هذه النظرة لاستحييت منه أن يكون قد اطّلع على ما اطّلع مني فيها، ثم بكى.

6833 - محمّد بن علي المعروف بغلام الراشدي

6833 - محمّد بن علي المعروف بغلام الراشدي (6)

ولي إمرة دمشق في أيام المقتدر سنة سبع عشرة و ثلاثمائة بعد وصيف المكتمري (7)، و عزل و ولي بعده أبو بكر محمّد بن طغج بن جفّ سنة ثمان عشرة و ثلاثمائة فيما ذكره أبو الحسين الرازي.

ص: 403


1- بالأصل:«يعاقبني» و في «ز»: «يعفيني» و المثبت عن د.
2- في «ز»: «عن غارمه».
3- صحفت بالأصل إلى: صالح.
4- بالأصل و د:«أو لا» و في «ز»: شطبت «لا» و بقي:«أو» و المثبت يوافق ما جاء في المختصر.
5- في المختصر: للحرام.
6- ترجمته في تحفة ذوي الألباب 343/1 و أمراء دمشق ص 79.
7- ترجمته في تحفة ذوي الألباب 342/1 و أمراء دمشق ص 95.
6834 - محمّد بن علي أبو عبد اللّه الهاشمي الحاطب

كان خطيب دمشق في أيام الإخشيدية.

ذكر عبد الوهّاب بن جعفر فيما نقلته من خطه: أنه مات فجأة يوم الجمعة لسبع و عشرين ليلة من شهر ربيع الأوّل سنة سبع و أربعين و ثلاثمائة، قال: و كان شابا حسن الوجه، كامل الخلق، و شهد جنازته عالم من الناس، و لم ير لأحد من كثرة الناس و جمعهم مثل ما رئي في جنازته، و حضر جنازته الأمير أبو شجاع فاتك، و صلّى عليه ابنه أبو الحسين جعفر بن محمّد بن علي، و سنّه يومئذ نحو الاثنين و عشرين سنة، و دفن في مقابر باب الصغير.

6835 - محمّد بن علي إن لم يكن: ابن خلف، فهو غيره

حدّث عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني.

روى عنه: جعفر بن محمّد المليح الهمذاني - نزيل صور-.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الفتح (1) نصر بن إبراهيم، أنبأنا أبو القاسم عمر بن أحمد بن محمّد الواسطي، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن الملطي، حدّثني أبو بكر محمّد بن أسيد القنوي، حدّثنا جعفر بن محمّد، ثنا محمّد بن علي الدمشقي، ثنا إبراهيم بن يعقوب، ثنا محمّد بن وهب بن عطية، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا بعض أصحابنا، أنبأنا: أن يحيى بن زكريا قال: يا إخوتاه (2)،إنّي رأيت كأن القيامة قامت، و كأن الجبار جلّ ثناؤه وضع كرسيّه لفصل القضاء، فخررت ميتا، يا إخوتاه (3) هذا إنّما رآه روحي فكيف لو عاينته معاينة.

قال الوليد: فحدّثني رجل أنه قام بهذا الكلام في مدينة من مدائن خراسان فصعق جماعة فماتوا.

6836 - محمّد بن علي أبو بكر

حدّث في الغربة.

ص: 404


1- قوله:«نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الفتح» سقط من «ز».
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في المختصر:«يا حوباه» و كتب محققه بالهامش: الحوب هنا: الحزن.
3- راجع الحاشية السابقة.

سمع أبا خليفة (1)،و عبدان الجواليقي (2)،و جعفر بن محمّد الفريابي، و غيرهم.

روى عنه: الحاكم أبو عبد اللّه و ذكره في تاريخه.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو بكر الدمشقي، ثنا أبو خليفة، ثنا محمّد بن كثير، ثنا شعبة.

ح و أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك الورّاق، قالا: أنبأنا القاضي أبو الطيّب طاهر بن عبد اللّه الطبري، ثنا أبو أحمد محمّد ابن أحمد بن الغطريف العبدي، ثنا أبو خليفة - لفظا - ثنا محمّد بن كثير العبدي، أنبأنا شعبة، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس قال: أمر بلال أن يشفع الأذان و يوتر الإقامة.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

محمّد بن علي الدمشقي أبو بكر الشامي كان من الغرباء الذين وردوا على أبي بكر بن خزيمة سنة عشر و ثلاثمائة، و أحد الجواليق في طلب الحديث، سمع عبدان الأهوازي و أبا خليفة، و ببغداد جعفر الفريابي، و أقرانه، و كان قد أدرك بالشام أصحاب زبريق و غيرهم، و بالجزيرة: أصحاب المعافى، ثم أقام بنيسابور مدة، و خرج إلى بخارى و أقام بها، و وقع له اتصال بالشيخ أبي جعفر العتبي الوزير لميله إلى هذه الطائفة، فبقي معه و إلى أن ماتا جميعا ببخارى، توفي أبو بكر الدمشقي رحمه اللّه ببخارى سنة اثنتين و سبعين و ثلاثمائة و أبو جعفر بعده بسنين، في نسخة سنة اثنتين و ستين.

6837 - محمّد بن علي أبو غالب بن أبي الحسن المكبّر البغدادي

سمع أبا جعفر بن المسلمة.

و ذكر لي أنه دخل دمشق فأقام بها مدة في تجارة، و نزل دار سيف بها، و سألته عن اسم جده فلم يعرفه.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن علي المؤذن ببغداد، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر بن المسلمة - قراءة عليه - أنبأنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد

ص: 405


1- يعني الفضل بن الحباب أبو خليفة الجمحي البصري، ترجمته في سير أعلام النبلاء 7/14.
2- هو عبد اللّه بن أحمد بن موسى بن زياد، أبو محمّد الأهوازي ترجمته في سير أعلام النبلاء 168/14.

ابن عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف الزهري، أنبأنا أبو بكر جعفر بن محمّد بن الحسن بن المستفاض الفريابي، ثنا قتيبة، ثنا الليث بن سعد (1)، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعد بن سنان، عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:

«تكون بين يدي السّاعة فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا و يمسي كافرا، و يمسي مؤمنا و يصبح كافرا، يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا»[11554].

سألت أبا غالب المكبّر عن مولده فقال: أنا أكبر من رضيّ الدولة بسنة، فقال لي بعض ممن حضر ممن له خبره أنّ مولد رضي الدولة أبي الفرج هبة اللّه بن محمّد بن المسلمة شيخنا سنة سبع و خمسين و أربعمائة.

قرأت بخط أبي المعمر الأنصاري:

توفي أبو غالب بن المكبّر البغدادي المكبّر بكرة يوم الخميس رابع عشر المحرم سنة ثلاث و أربعين و خمسمائة، و كان يروي صفة المنافق للفريابي عن أبي جعفر بن المسلمة، و يقال: إنّ له من العمر خمسا و تسعين سنة، و دفن من يومه (2).

6838 - محمّد بن عمارة بن أحمد بن أبي الخطّاب يحيى

ابن عمرو بن عمارة الليثي (3)

روى عن محمّد بن أحمد بن إبراهيم.

روى عنه: ابنه أبو الحارث أحمد بن محمّد بن عمارة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن

ص: 406


1- أقحم بعدها بالأصل: بن سنان.
2- كتب بعدها في «ز»: بلغت سماعا بقراءتي و عرضا بالأصل على سيدنا الفقيه العالم الأوحد مفتي الشام أبي منصور عبد الرحمن بن محمّد بن الحسين بن هبة اللّه الشافعي بسماعه فيه، و الملحق فبإجازته من عمه و الفقهاء أبو موسى عيسى بن سليمان بن عبد اللّه الزندي و أبو محمّد عبد العزيز بن عثمان بن أبي طاهر الاربلي، و أبو الثناء محمود بن أبي بكر ابن حمزة الهمذاني و أبو حامد الحسين بن عليّ بن القاسم بن الحافظ أبي القاسم على نصف هذا التاريخ (....... مقصوص بالأصل) التونسي و كتب محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي و أبو الطاهر إبراهيم ابن هبة اللّه بن المسلم الحموي و ابنه نجم الدين عبد الرحيم سري(.... مقصوص بالأصل). و الحمد للّه وحده و صلاته على محمّد و آله و سلامه.
3- ترجمته في ميزان الاعتدال 662/3 و لسان الميزان 318/5.

محمّد، أنبأنا أبو الحارث بن عمارة، حدّثنا أبي و هو محمّد بن عمارة بن أبي الخطاب الليثي، ثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم، عن هشام بن خالد، عن الوليد بن مسلم، عن رجل، عن مكحول، عن كعب قال:

بطرسوس، من قبور الأنبياء عشرة، و بالمصّيصة خمسة، و هي التي يغزوها الروم في آخر الزمان، فيمرون بها فيقولون: إذا رجعنا من بلاد الشام أخذنا هؤلاء أخذا، فيرجعون و قد تخلّفت (1) بين السماء و الأرض.

قال كعب: و بالثغور و أنطاكية قبر حبيب النّجّار، و بحمص ثلاثون قبرا، و بدمشق خمسمائة قبر، و ببلاد الأردن مثل ذلك.

6839 - محمّد بن عمران بن عتبة

حدّث بدمشق عن إبراهيم بن سعيد الجوهري.

روى عنه: عليّ بن محمّد نزيل نسا.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل و غيره، عن أبي عثمان الصابوني، أنبأنا أبو القاسم ابن حبيب، أنبأنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن صخر بنسا، ثنا أحمد بن محمّد بن عمير، و محمّد بن عمران بن عتبة بدمشق، قالا: ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن داود بن أبي هند، عن عمرو بن سعيد [عن سعيد] (2) بن جبير، عن ابن عبّاس قال: كان رجل من أزد شنوءة يسمى ضمادا و كان راقيا (3)،فقدم مكة، فسمع أهلها يسمون رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مجنونا، فأتاه فقال: إنّي رجل أرقي و أداوي، فإن أحببت داويتك، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«الحمد للّه نستعينه (4) و نؤمن به و نتوكّل به، و نعوذ باللّه من شرور أنفسنا و من سيّئات أعمالنا، من يهده اللّه فلا مضلّ له، و من يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أنّ محمّدا عبده و رسوله» قال ضماد: أعد عليّ ، فأعاد عليه، فقال: و اللّه لقد سمعت قول الكهنة و السّحرة، و الشعراء، و البلغاء، فما سمعت مثل هذا الكلام قط ، هات يدك أبايعك، فبايعه على الإسلام، فقال:«و على قومي»، فقال: و على قومك، فبعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعد ذلك

ص: 407


1- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في المختصر: تحلّقت.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن د، و «ز».
3- في «ز»: «راسا».
4- في المختصر: الحمد للّه، نحمده و نستعينه.

سرية فمروا على تلك البلاد، فقال أميرهم: هل أصبتم شيئا؟ قالوا: نعم، إداوة، قال:

ردّوها، فإنّ هؤلاء قوم ضماد.

6840 - محمّد بن عمر بن أحمد بن جعفر أبو الفتح التّميمي اليبرودي

6840 - محمّد بن عمر بن أحمد بن جعفر أبو الفتح التّميمي اليبرودي (1)(2)

حدّث عن أبي عبد اللّه بن مروان.

روى عنه: عبد العزيز الكتّاني (3)،و أبو سعد إسماعيل بن عليّ بن الحسن (4) السمّان.

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن المسلم، ثنا عبد العزيز [بن] أحمد، أنبأنا أبو القاسم عمير ابن محمّد بن أحمد بن عمير (5) الجهني، و أبو الفتح محمّد بن عمر بن أحمد اليبرودي (6)، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان القرشي، ثنا زكريا بن يحيى السجزي، ثنا أبو بكر بن زنجويه، ثنا عبد الرزّاق، أنبأنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أن يتعجّل رمضان بصيام يوم أو يومين إلاّ رجل كان يصوم صوما، فأتى ذلك عليه.

أخبرنا أبو محمّد الأنصاري المزكي، ثنا أبو محمّد الكتاني، أنبأنا أبو الفتح محمّد بن عمر بن أحمد اليبرودي (7)-قراءة عليه - ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان القرشي، حدّثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، ثنا أبو النضر إسحاق بن إبراهيم، ثنا الوليد ابن مسلم، عن عمر بن قيس المكي، عن سعيد (8) بن إبراهيم، عن (9) محمّد بن عبد الرّحمن ابن ثوبان، عن أبي هريرة قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ للّه على كلّ مسلم من كل سبعة أيام يوما يغسل كلّ شيء منه، و أن يستن، و أن يمسّ طيبا إن كان له»[11555].

6841 - محمّد بن عمر بن إسماعيل أبو بكر الدولابي العسكريّ الأشجّ

سمع بدمشق: أبا مسهر، و حمّاد بن مالك الأشجعي الحرستاني، و بحمص: أبا اليمان

ص: 408


1- إعجامها مضطرب بالأصل و د، و «ز»، و تقرأ:«البيرودي» و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى يبرود، بليدة بين حمص و بعلبك.
2- ترجمته في معجم البلدان (يبرود).
3- صحفت في معجم البلدان إلى: الكناني.
4- في معجم البلدان: الحسين.
5- في «ز»: عيسى.
6- بالأصل و د، و «ز»: البيروذي.
7- راجع الحاشية السابقة.
8- في د: سعد.
9- من قوله: الملك (من عبد الملك).. إلى هنا سقط من «ز»

الحكم بن نافع، و عبيدة بن عثمان الثقفي صاحب مالك بن أنس، و هوذة بن خليفة البكراوي.

روى عنه: أبو بكر محمّد (1) بن جعفر السامري، و أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد الواعظ المعروف بالمصري البغدادي، و محمّد بن الحسن بن الفرج المقرئ، و أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن زبر، و أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، و أحمد ابن مروان الدينوري.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو المعالي بن الشعيري، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي، أنبأنا أبو بكر الخرائطي، ثنا أبو بكر محمّد بن عمر الدولابي، ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، ثنا شعيب بن أبي حمزة، أنبأنا أبو الزناد عبد الرّحمن بن هرمز حدّثه أنه سمع أبا هريرة يحدّث أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:

«إذا كفى أحدكم مملوكه صنعة طعامه، و كفاه خبزه (2) و مئونته، و قرّبه إليه فليجلسه فليأكل معه، أو ليأخذ أكله فليروّغها (3)-و أشار بيده - فليضعها في يده، و ليقل هذه:[كل] (4)هذه»[11556].

أخبرنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم، أخبرني أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الواحد. ح و أخبرنا أبوا (5) الحسن الفقيهان، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، قالا: أنبأنا جدنا أبو بكر السلمي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن جعفر السامري، أنشدني ابن الدولابي:

كلّ امرئ يوما سيقضي نحبه *** إن كره الموت و إن أحبّه

ما الحرّ إلاّ من يواسي صحبه *** و لا الفتى إلاّ المطيع ربّه

6842 - محمّد بن عمر بن عبد اللّه بن رستم بن سنان

أبو صالح الفارسي البعلبكي المعلّم

حدّث ببعلبك عن عثمان بن خرّزاد، و محمّد بن إبراهيم بن كثير (6) الصوري.

ص: 409


1- بالأصل:«ابن محمّد» و المثبت عن د، و «ز».
2- بالأصل و «ز»، و د: حره، و المثبت عن المختصر.
3- ليروغها: روّغ الثريدة: دسّمها (القاموس المحيط ).
4- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و «ز» للإيضاح.
5- بالأصل و د، و «ز»: أبو.
6- في «ز»: كبير.

روى عنه: أبو بكر بن المقرئ.

[أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ] (1) ثنا أبو صالح محمّد بن عمر بن عبد اللّه بن رستم ابن سنان الفارسي المعلّم - ببعلبك - ثنا محمّد بن إبراهيم بن كثير الصوري، ثنا خالد بن عبد الرّحمن، ثنا جسر بن فرقد، عن الحسن، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من قرأ يس في ليلة التماس وجه اللّه عزّ و جلّ غفر له»[11557].

أخبرنا أبو بكر الخلاّل، أنبأنا أبو طاهر الثقفي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثني أبو صالح محمّد بن عمر بن عبد اللّه بن رستم بن سنان البعلبكّي - بها - ثنا عثمان بن خرّازاد، ثنا عون بن سلاّم البراي (2)،ثنا أبو بكر النهشلي، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد اللّه قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ أكثر خطايا ابن آدم في لسانه»[11558].

هذا الرجل هو محمّد بن حفص بن عمر بن عبد اللّه بن عمر بن رستم بن سنان الذي تقدم ذكره انقلب نسبه على ابن المقرئ، و الصواب في نسبه ما ذكره ابن عدي.

6843 - محمّد بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص بن أميّة القرشي الأمويّ

حكى (3) عن أمّه فاطمة بنت عبد الملك.

حكى عنه مقاتل مولى أبيه.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، و حدّثنا أبو القاسم وهب بن سلمان عنه، ثنا أبو بكر الخطيب - لفظا - و أبو الحسن طاهر بن أحمد بن محمود (4) القايني - قراءة عليه - ح و أخبرنا بإسناد هذه الحكاية أبو (5) النجم بدر بن عبد اللّه الشّيحي، أنبأنا أبو بكر الخطيب، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن رزقويه، أنبأنا عثمان بن أحمد بن السّماك الدّقاق، ثنا أبو علي الحسن بن سلام السواق، ثنا الصباح بن بيان (6) البغدادي، ثنا يزيد بن أوس الحمصي، عن عامر بن شرحبيل،

ص: 410


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز»، لتقويم السند.
2- كذا رسمها بالأصل، و د، و «ز».
3- بالأصل:«يكنى» و المثبت عن د، و «ز».
4- بالأصل: محمّد، و المثبت عن د، و «ز».
5- بالأصل:«ابن» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
6- الأصل: الصياح بن بنان، تصحيف، ترجمته في تاريخ بغداد 339/9.

عن عبد اللّه بن سعيد بن قيس الهمداني قال: قال مقاتل: رأيت قوما من العباد و قد أتوا محمّد بن عمر بن عبد العزيز فسألوه عن عمل أبيه فقال: ما أذكر أنّي رأيته و لكني أدخل على أمّي فاطمة ابنة عبد الملك بن مروان فأسألها عن هذا إن شاء اللّه، فدخل عليها فقال: يا أمّه، ما سنع أبي ؟ فإن الناس قد لحوا عليّ في ذلك ؟ فقالت فاطمة بنت عبد الملك: يا بني، لا تريد أن تعلم، قال لها: فإنهم لا يدعوني حتى أخبرهم، قالت: نعم، قل لهم: إن أبي كان من أعظم قريش، و أفرههم مركبا، و ألينهم ثوبا، و أطيبهم طعاما قبل أن يلي الخلافة، فلمّا ولي الخلافة لبس الكرابيس (1) و الصوف، و ربّما ادّهن بزيت القلة - يعني زيت الماء - و لا رفع ثوبا يدّخره و لا اتّخذ أمة منذ يوم ولي إلى يوم مات، فهذه كانت حاله.

لم أجد لمحمّد بن عمر ذكرا إلاّ من هذا الوجه، و هو غير معروف (2).

6844 - محمّد بن عمر بن عفان بن [عثمان بن] حمدان بن زريق

6844 - محمّد بن عمر بن عفان بن [عثمان بن] (3) حمدان بن زريق (4)

أبو الحسن البغدادي الدوري (5)

سمع بدمشق: سعيد بن عبد العزيز الحلبي، و محمّد بن الفيض بن الفيّاض الغساني، و السلّم (6) بن معاذ، و محمّد بن خريم (7)،و محمّد بن عمرو الأشعري الحمصي، و بالرملة عبد الرّحمن بن سانجور، و أبا نعيم محمّد بن جعفر بن البغدادي نزيل الرملة، و ببغداد: حامد ابن محمّد بن شعيب، و أحمد بن محمّد الجرجاني، و محمّد بن جرير الطبري، و أحمد بن زياد بن أستاذ.

روى عنه: أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل بن نظيف المصري الفرّاء الإمام، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو بن شاكر القطّان، أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، و نقلته من خطه، أنبأنا أبو محمّد القاسم بن المبارك بن مسلمة بن صالح بن علي السعدي - بصور - أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل بن نظيف هو الفرّاء، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عمر بن عفّان البغدادي، قدم علينا، أنبأنا محمّد بن خريم، ثنا هشام بن خالد، ثنا الحسن بن

ص: 411


1- الكرابيس واحدها كرباس، و هو ثوب من القطن الأبيض. معرب.
2- ليس له ذكر في نسب قريش للمصعب الزبيري، و لا في جمهرة ابن حزم و لا في طبقات ابن سعد.
3- الزيادة عن د، و «ز».
4- صحفت في «ز»، إلى: رزيق.
5- ترجمته في تاريخ بغداد 31/3.
6- في «ز»: المسلم، تصحيف.
7- صحفت في «ز» إلى: خزيم.

يحيى، عن الأوزاعي، حدّثني يحيى بن أبي كثير، حدّثني أبو قلابة، حدّثني أبو أسماء الرّحبي، حدّثني ثوبان قال:

خرجت أمشي مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في ثمان عشرة خلت من شهر رمضان، فلمّا كنا بالبقيع نظر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى رجل يحتجم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أفطر الحاجم و المحجوم (1)»[11559].

و أنبأنا أبو الفرج أيضا: أن أبا طاهر المشرف بن عليّ بن الخضر أخبرهم - إجازة - أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عمر بن عفّان، ثنا السّلم (2)- يعني - بن معاذ، أنبأنا محمّد بن يحيى بن كثير بن محمّد الحراني، ثنا عبد اللّه بن معاوية الحراني، ثنا النضر بن عربي، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: لما وضع النبي صلى اللّه عليه و سلّم في لحده جعل بينه و بين اللحد قطيفة كانت له بيضاء (3).

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن الحسن بن الحسين - قراءة - قال: كتب إلينا أبو عبد اللّه محمّد بن سلامة القضاعي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد القطّان، أنبأنا محمّد بن عمر بن عفان البغدادي، حدّثنا [أحمد] (4) بن زياد بن أستاذ، ثنا الربيع بن سليمان قال: اشتريت للشافعي - رحمه اللّه - بدينار طيبا فقال لي: ممن اشتريت ؟ فقلت: من الرجل العطّار الذي قبالة الميضأة، قال: من ؟ قلت: الأشقر (5) الأزرق، قال: أشقر أزرق ؟ قلت: نعم، قال:

اذهب فردّه.

أخبرنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم، و أبو الحسن عليّ بن أحمد، و أبو [منصور] (6)محمّد بن عبد الملك، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (7):محمّد بن عمر بن عفان بن عثمان ابن حمدان بن زريق الدوري أبو الحسن البغدادي، حدّث بمصر عن محمّد بن جرير الطبري، و حامد بن شعيب البلخي، و محمّد بن خريم الدمشقي، و أبو نعيم محمّد بن جعفر نزيل الرملة و غيرهم، روى عنه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل بن نظيف الفرّاء المصري، و ذكر أنه سمع

ص: 412


1- بالأصل:«و المحتجم» و المثبت عن د، و «ز»، و المختصر.
2- في «ز»: المسلم.
3- في د، و «ز»: بيضاء بعلبكية.
4- زيادة عن د، و «ز».
5- بالأصل:«الأقر» تصحيف، و التصويب عن د، و «ز».
6- زيادة لازمة عن د، و «ز».
7- تاريخ بغداد 31/3.

منه في سنة [ست] (1) و خمسين و ثلاثمائة، و كان ثقة.

6845 - محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب

ابن هاشم بن عبد مناف أبو عبد اللّه القرشيّ (2)

حدّث عن أبيه، و عن جده مرسلا، و عن عمّه محمّد بن الحنفية، و عبيد اللّه بن أبي رافع، و ابن عمّه عليّ بن الحسين (3) زين العابدين.

روى عنه: ابنه عبد اللّه بن محمّد، و سعيد بن عبد اللّه الجهني، و محمّد بن موسى العطري، و كثير بن زيد بن محمّد الأيلي مولاهم، و أبو بكر محمّد بن إسحاق بن يسار، و ابن جريج، و هشام بن سعد، و الثوري.

و وفد على عمر بن عبد العزيز، و هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل الفقيه، و أبو حفص عمر بن أحمد بن منصور الفقيه، و أخته عائشة، و زوجة أمّة الرحيم حرة، و أختاها أمة اللّه جليلة، و أمّة الرّحمن سارة بنات الأستاذ أبي (4) نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن، قالوا: أنبأنا أبو المظفر موسى بن عمران بن محمّد بن أحمد الأنصاري، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن الحسين ابن داود بن علي العلوي، أنبأنا أبو الأحزر محمّد بن عمر بن جميل الأزدي، ثنا أبو الفضل العبّاس بن يزيد الخراساني، ثنا أبو طاهر العلوي من ولد محمّد بن علي بالمدينة سنة و عشرين و مائتين، حدّثني ابن أبي فديك، عن هشام بن سعد، عن محمّد بن عمر بن علي، حدّثني عمي محمّد بن الحنفية عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«تكون لأصحابي زلّة يغفرها اللّه لهم لسابقتهم (5) معي»[11560].

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو مضر محلم بن إسماعيل بن مضر بن إسماعيل، أنبأنا أبو سعيد الخليل بن أحمد بن محمّد بن الخليل، ثنا أبو العبّاس السراج، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا ابن وهب، عن سعيد بن عبد اللّه الجهني، عن محمّد بن عمر بن علي بن

ص: 413


1- سقطت من الأصل، و استدركت للإيضاح عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 93/17 و تهذيب التهذيب 231/5 و الوافي بالوفيات 238/4 و تاريخ الطبري 160/7 و طبقات خليفة ص 416 و الجرح و التعديل 16/8 و التاريخ الكبير 177/1/1.
3- بالأصل و د، و «ز»: الحسن، تصحيف.
4- بالأصل:«أبا».
5- في «ز»: لمسابقتهم.

أبي طالب، عن أبيه، عن جده أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«يا علي، ثلاثة لا تؤخرها: الصلاة إذا أتت، و الجنازة إذا حضرت، و الأيّم إذا وجدت لها كفؤا»[11561].

رواه الترمذي عن قتيبة.

أخبرناه أبو علي الحسن بن المظفر، أنبأنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو عليّ بن المذهب، قالا: أنبأنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،ثنا هارون بن معروف - قال عبد اللّه: و سمعته أنا من هارون بن معروف - أنبأنا ابن وهب، حدّثني سعيد بن عبد اللّه أن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب حدّثه عن أبيه عن جده عن (2) عليّ بن أبي طالب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:

«ثلاث يا عليّ لا تؤخرهنّ : الصلاة إذا أتت، و الجنازة إذا حضرت، و الأيّم إذا وجدت كفؤا»[11562].

[قال ابن عساكر:] (3) كذا قال، و صوابه: عن جده علي بغير عن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفتح هبة اللّه بن عليّ بن محمّد بن الطيّب ابن الجار القرشي الكوفي - ببغداد - أنبأنا أبو الحسن محمّد بن جعفر بن محمّد التميمي، يعرف بابن النجار بالكوفة، أنبأنا محمّد بن القاسم بن زكريا المحاربي البزّاز، حدّثنا عبّاد بن يعقوب الرواجني، أنبأنا عيسى بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي، حدّثني أبي عن أبيه عن جده عن علي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّ اللّه يحبّ أن يأخذ برخصه كما يحب أن يأخذ بعزائمه، إن اللّه بعثني بالحنيفيّة (4) السّمحة، دين إبراهيم»، ثم قرأ: وَ مٰا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ (5)،فقال لي أبي: يا بني ما حرج ؟ قلت: لا أدري، قال: الضيق.

قال: و أنبأنا عيسى، حدّثني أبي عن أبيه عن جده عن علي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«يأتي على الناس زمان يكون المؤمن فيه أذلّ من شاته»[11563].

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا عبد الوهّاب الميداني، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد الفرغاني،

ص: 414


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 225/1 رقم 828.
2- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و سينبه المصنف في آخر الحديث إلى الصواب.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- بالأصل: الحنفية، تصحيف، و التصويب عن «ز».
5- سورة الحج، الآية:78.

أنبأنا محمّد بن جرير الطبري (1) قال:- و أمّا الهيثم بن عدي فإنه فيما ذكر عنه عن عبد اللّه (2)ابن عياش-[و قال: قوم زيد بن علي و محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب و داود بن عليّ بن عبد اللّه بن عباس] (3) على خالد بن عبد اللّه، و هو على العراق، فأجازهم، و رجعوا إلى المدينة، فلما ولّي يوسف (4) كتب إلى هشام بأسمائهم و بما أجازهم به، و كتب يذكر أن خالدا ابتاع من زيد أرضا بالمدينة بعشرة آلاف دينار، ثم ردّ (5) الأرض عليه، فكتب هشام إلى عامل المدينة أن يسرّحهم إليه، ففعل، فسألهم هشام، فأقروا بالجائزة، و أنكروا ما سوى ذلك، فسأل زيدا عن الأرض، فأنكرها، و حلفوا لهشام فصدّقهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، ثنا عمر بن أحمد بن إسحاق، ثنا خليفة بن خيّاط قال (6):

محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب أمّه أم عبيد اللّه (7)،و أمّها أسماء بنت عقيل.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنبأنا يوسف بن رباح، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدّولابي، ثنا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا أحمد بن سليمان، ثنا الزبير بن بكّار قال (8):و ولد عمر بن عليّ بن أبي طالب محمّدا، و إسماعيل، و أمّ موسى أمّهم أسماء بنت عقيل بن أبي طالب.

ص: 415


1- الخبر في تاريخ الطبري 160/7.
2- «عن عبد اللّه» مكرر بالأصل.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن د، و «ز»، و تاريخ الطبري.
4- يعني يوسف بن عمر الثقفي، و قد ولي العراق و المشرق كله لهشام بن عبد الملك بعد عزله خالد بن عبد اللّه القسري.
5- بالأصل: زاد، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز»، و الطبري.
6- طبقات خليفة بن خيّاط ص 417 رقم 2048.
7- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في طبقات خليفة: أم عبد اللّه.
8- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 80.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّويه، أنبأنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا حارث بن أبي أسامة، حدّثنا محمّد بن سعد (1)قال: في الطبقة الثالثة (2) من أهل المدينة: محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا سليمان بن إسحاق، ثنا الحارث، ثنا ابن سعد قال في الطبقة الرابعة (3) من أهل المدينة:

محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب بن هاشم، و أمّه أسماء بنت عقيل، و قد روي عنه؛ سمع من أبيه، و من عليّ بن حسين، و كان قليل الحديث، و كان قد أدرك أوّل خلافة أبي العبّاس.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو (4) بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسن اللنباني (5)،ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا محمّد بن سعد (6) قال: في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، و يكنى أبا عبد اللّه، سمع من أبيه، و من عليّ بن الحسين، و قد أدرك أبا العبّاس، و كان قليل الحديث.

أخبرنا أبو الغنائم الكوفي في كتابه، و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالا: أنبأنا أبو أحمد الواسطي، أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا البخاري قال (7):محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب الهاشمي.

قال: أنبأنا أبو نعيم، و قال يحيى بن سعيد: عن سفيان قال يحيى: حدّثني محمّد بن عمر بن علي عن علي قال: بعثني النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقلت: أكون في أمرك كالسكة المحماة ؟ قال: بل

ص: 416


1- طبقات ابن سعد 329/5.
2- بالأصل: الثانية، و المثبت عن «ز»، و قد ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من الطبقات الكبرى المطبوع.
3- كذا بالأصل و «ز»، هنا، و قد ورد في الطبقة الثالثة، راجع طبقات ابن سعد 329/5 أما الخبر الموجود هنا فليس في الطبقات الموجود بين يدي فهو ضمن القسم الضائع من تراجم أهل المدينة. راجع تهذيب الكمال 93/17.
4- بالأصل: عمر، تصحيف، و المثبت عن «ز».
5- صحفت بالأصل و «ز»: إلى، اللبناني.
6- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
7- التاريخ الكبير للبخاري 177/1/1.

الشاهد يرى ما لا يرى الغائب، و قال لي عبيد عن يونس عن ابن إسحاق حدّثني إبراهيم بن محمّد بن (1) علي عن أبيه عن جده قال: دعاني النبي صلى اللّه عليه و سلّم، مثله.

و قال لنا قتيبة: ثنا ابن وهب عن سعيد بن عبد اللّه الجهني، فذكر الحديث.

و قال لنا قتيبة: ثنا محمّد بن موسى عن محمّد بن عمر بن علي عن أبيه عن جده قال:

أوّل ما دفن بالبقيع عثمان بن مظعون رحمه اللّه، و أوّل من اتبعه إبراهيم ابن النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

أنبأنا [أبو] (2) الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم (3) قال محمّد بن عمر ابن عليّ بن أبي طالب يكنّى أبا عبد اللّه، روى عنه أبوه، عن علي، و روى عن عليّ بن حسين، روى عنه سعيد بن عبد اللّه الجهني، و محمّد بن موسى الفطري، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن عليّ بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو عبد اللّه محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب الهاشمي المديني (4)،سمع أباه، و عليّ بن الحسين، روى عنه محمّد بن إسحاق، و الثوري، و محمّد بن موسى، كنّاه الواقدي.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، ثنا عليّ بن محمّد بن خزفة (5)،ثنا محمّد بن الحسين [نا] (6) بن أبي خيثمة، أنبأنا عليّ بن محمّد المدائني، عن جويرية بن أسماء قال: قلت لشرحبيل بن سعد: رأيت عليا؟ قال: نعم، قلت: رأيت أحدا يشبهه ؟ قال: لا، قلت الناس يقولون: إنّ محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب يشبهه ؟ قال: هامة عليّ كانت مثل محمّد.

ص: 417


1- بالأصل: عن، و المثبت عن «ز»، و البخاري.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز».
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 18/8.
4- في «ز»: المدني.
5- صحفت بالأصل إلى:«خزيمة» و المثبت عن «ز»، و السند معروف.
6- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و السند معروف.
6846 - محمّد بن عمر بن لحسان أبو بكر الدّينوري الطرائفي

6846 - محمّد بن عمر بن لحسان (1) أبو بكر الدّينوري الطرائفي

إمام جامع صور.

قدم دمشق، و ذكره أبو محمّد بن صابر، فسمع أبا علي الحسين بن أحمد بن شاذان، و حدّث عن أبي علي الحسين (2) بن شهاب بن الحسن العكبري، و أبي (3) حاتم أحمد بن الحسن بن محمّد الرّازي، و أبي (4) القاسم بن بشران [و أبي القاسم] (5) هبة اللّه بن سليمان بن داود الجزري.

روى عنه: نجا بن أحمد العطّار، و أبو محمّد بركات بن هبة اللّه بن محمّد الفامي.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و أنبأنيه أبو الفرج الصوري عنه، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عمر بن لحسان الطرائفي الدينوري، قدم علينا، أنبأنا أبو علي الحسن بن شهاب بن الحسن (6) بن عليّ بن شهاب العكبري قرأت عليه، أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، ثنا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، ثنا ابن نمير، ثنا الأعمش عن أبي حازم الأشجعي عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت عليه، فبات و هو غضبان لعنتها الملائكة حتى تصبح»[11564].

قال وكيع: عليها ساخطا.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي الواعظ ، أنبأنا أحمد بن جعفر، ثنا أبو عبد الرّحمن بن أحمد، ثني (7) أبي، ثنا وكيع، ثنا الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه [فأبت عليه] (8) فبات و هو عليها ساخط لعنتها الملائكة حتى تصبح»[11565].

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي، حدّثني أبو اليسر المؤمّل بن الحسن قال: توفي

ص: 418


1- بالأصل هنا:«لحمان» و المثبت عن «ز».
2- في «ز»: «الحسن» و هو ما أثبتناه، و بالأصل:«الحسين» تصحيف راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 542/17.
3- بالأصل: أبا.
4- بالأصل: أبا.
5- الزيادة عن «ز».
6- بالأصل: الحسين، و المثبت عن «ز».
7- رواه أحمد بن حنبل في المسند 525/3 رقم 10229 (ط . دار الفكر).
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و «ز»، و استدرك عن سند أحمد.

أبو بكر محمّد بن عمر الطرائفي الدّينوري - إمام جامع صور - بدمشق في جمادى الأولى (1)من سنة سبع و أربعين و أربعمائة، وصل بذلك الخبر.

6847 - محمّد بن عمر بن محمّد بن الحكم بن أبي عقيل

ابن مسعود بن عامر بن معتب الثقفي

أخو يوسف بن عمر أمير العراق.

ولي محمّد إمرة البلقاء في ولاية عبد الملك بن مروان، له ذكر.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، ثنا موسى، ثنا خليفة (2) قال في تسمية ولاة عبد الملك البلقاء: محمّد بن عمر الثقفي أخو يوسف بن عمر.

6848 - محمّد بن عمر بن محمّد بن سلام بن البراء بن سبرة بن سيّار

6848 - محمّد بن عمر بن محمّد بن سلام (3) بن البراء بن سبرة بن سيّار

أبو بكر بن الجعابي الحافظ البغدادي (4)

سمع جعفر بن محمّد الفريابي، و أبا الحسن أحمد بن الحسين بن إسحاق المدائني، و أبا جعفر أحمد بن عيسى العجلي، و الهيثم بن خلف، و إبراهيم بن محمّد بن الهيثم، و أبا القاسم عيسى بن سليمان الورّاق، و أحمد بن الجعد، و أحمد بن هارون، بن روح البرديجي (5)،و محمّد بن يحيى المروزي، و عبد اللّه بن محمّد بن علي البلخي (6)،و يحيى ابن محمّد بن البختري الحنائي، و يوسف بن يعقوب القاضي، و محمّد بن الحسن بن سماعة الحضرمي، و أبا خليفة الفضل بن الحباب و محمّد بن جعفر القتات الكوفي، و إبراهيم بن علي العمري، و محمّد بن سهل العطار، و محمّد بن إبراهيم بن زياد الرازي، و محمود بن محمّد

ص: 419


1- عن «ز»، و بالأصل: جماد الأول.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 298 (ت. العمري).
3- كذا بالأصل، و في «ز»: «سالم» و في بعض مصادر ترجمته: سلم.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 26/3 و ميزان الاعتدال 670/3 و لسان الميزان 322/5 و سير أعلام النبلاء 88/16 و الأنساب (الجعابي)، و الوافي بالوفيات 240/4 و تذكرة الحفاظ 925/3 و العبر 302/2 و شذرات الذهب 3/ 17.
5- الأصل و «ز»: البرذنجي، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 122/14.
6- صحفت في «ز» إلى: الثلجي.

الواسطي، و عبد اللّه بن محمّد بن وهب الدينوري، و أحمد بن الحسين الصوفي.

روى عنه: عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، و أبو الحسن الدارقطني، و أبو حفص بن شاهين، و أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزق، و أبو جابر زيد بن عبد اللّه بن حيان الموصلي، و أبو نعيم الحافظ ، و أبو الحسين محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان، و أبو الحسن علي بن أحمد بن الحمّامي، و علي بن أحمد الرزاز، و محمّد بن طلحة النّعالي، و أبو سعيد بن حسنويه.

و حدّث ببغداد و دمشق، و حلب، و أصبهان، و كان كثير الرواية، واسع الحفظ ، كتب إليّ أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد اللّه، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حمّاد بن سلمة ح قال: و حدّثنا إبراهيم بن حمزة، و محمّد بن عمر بن سلام (1) قالا: حدّثنا محمّد بن طاهر بن الحسن بن البختري، ثنا عبيد اللّه بن محمّد العيشي (2)،ثنا حمّاد بن سلمة، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن سمرة بن جندب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:

«يوشك أن يملأ اللّه أيديكم من العجم، ثم يجعلهم أسدا لا يفرّون، فيقتلون مقاتلتكم و يأكلون فيكم»[11566].

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغساني، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):محمّد بن عمر بن محمّد بن سلم (4) بن البراء بن سبرة بن سيّار أبو بكر التميمي قاضي الموصل، يعرف بابن الجعابي، حدّث عن عبد اللّه بن محمّد بن علي البلخي، و يحيى بن محمّد بن البختري الحنائي (5)،و محمّد بن الحسن بن سماعة الحضرمي، و محمّد بن يحيى المروزي، و يوسف بن يعقوب القاضي، و أبي خليفة الفضل بن الحباب، و محمّد بن جعفر بن القتات، و محمّد بن إبراهيم بن زياد (6) الرازي، و محمّد بن سهل

ص: 420


1- كذا بالأصل، و في «ز»: سالم.
2- في «ز»: «العيسي» ترجمته في سير أعلام النبلاء 564/10.
3- تاريخ بغداد 26/3.
4- في تاريخ بغداد: سالم.
5- في تاريخ بغداد: حدث عن عبد اللّه بن محمّد بن البختري الحنائي.
6- بالأصل:«دينار» و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.

العطار، و جعفر الفريابي، و إبراهيم بن علي العمري (1)،و الهيثم بن خلف الدوري (2)، و محمود بن محمّد الواسطي، و عبد اللّه بن محمّد بن وهب الدينوري، و أحمد بن الحسن الصوفي، و خلق كثير من أمثالهم، و كان أحد الحفّاظ المجودين، صحب أبا العبّاس بن عقدة، و عنه أخذ الحفظ ، و له تصانيف كثيرة في الأبواب و الشيوخ، و معرفة الاخوة و الأخوات، و تواريخ الأمصار، و كان كثير الغرائب، و مذهبه في التشيع معروف، و كان يسكن بعض سكك باب البصرة، روى عنه أبو الحسن الدارقطني، و ابن شاهين، و حدّث عنه أبو الحسن بن رزقويه، و ابن الفضل القطّان، و علي بن أحمد بن عمر المقرئ، و علي بن أحمد الرزاز، و محمّد بن طلحة النعالي، و أبو نعيم الحافظ ، و أبو سعيد بن حسنويه الأصبهاني و غيرهم.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (3):أما الجعابي فهو أبو بكر محمّد بن عمر بن علي الحافظ .

أخبرنا أبو القاسم، و أبو الحسن، قالا: ثنا - و أبو منصور المقرئ، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،ثنا الحسن بن علي الصيمري، قال: سمعت أبا عبد اللّه بن الآبنوسي يقول:

سمعت القاضي أبا بكر الجعابي يقول: مولدي في صفر سنة أربع و ثمانين و مائتين، لستّ أو لسبع بقين منه.

قال الخطيب (5):و أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، ح و قرأت على أبي القاسم زاهر ابن طاهر عن أبي بكر البيهقي الحافظ .

قالا: أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن النيسابوري قال: سمعت أبا علي الحافظ يقول: ما رأيت - زاد الخطيب: في المشايخ - أحفظ من عبدان، و لا رأيت أحفظ لحديث أهل الكوفة من أبي العباس بن عقدة، و لا رأيت، ثم اتفقا فقالا:- في أصحابنا أحفظ من أبي بكر الجعابي، و ذاك أنّي حسبت أبا بكر من البغداديين الذين يحفظون شيخا واحدا، أو ترجمة

ص: 421


1- في تاريخ بغداد: المعمري.
2- جاء بعده هنا في تاريخ بغداد:«محمّد بن سهل العطار» و كان قريبا فيها:«محمّد بن إسماعيل العطار» و هذا لم يرد بالأصل و «ز»، في أسماء شيوخه.
3- الاكمال لابن ماكولا 272/3.
4- تاريخ بغداد 26/3-27.
5- المصدر السابق 27/3.

واحدة، أو بابا واحدا، فقال لي أبو إسحاق بن حمزة يوما: يا أبا علي لا تغلط في أبي بكر بن الجعابي فإنه يحفظ حديثا كثيرا، فخرجنا يوما من عند أبي محمّد بن صاعد و هو يسايرني، و قد توجهنا إلى طريق بعيد، فقلت له: يا أبا بكر أيش أسند الثوري عن منصور؟ فمرّ في الترجمة، فقلت له: أيش عند أيوب السّختياني عن الحسن ؟ فمر فيها، فما زلت أجره من حديث مصر، إلى الشام، إلى العراق، إلى أفراد الخراسانيين و هو يجيب، فقلت له: أيش روى الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة و أبي سعيد بالشركة ؟ فأخذ يسرد هذه الترجمة حتى ذكر بضعة عشر حديثا، فحيرني حفظه - زاد الخطيب: قال محمّد بن عبد اللّه، و قالا:- فسمعت أبا بكر [ابن] (1) الجعابي عند منصرفه من حلب و أنا ببغداد يذكر فضل أبي علي و حفظه، فحكيت له هذه الحكاية فقال: يقول هذا القول و هو أستاذي على الحقيقة.

قال الخطيب (2):حسب ابن الجعابي شهادة أبي علي له أنه لم ير في البغداديين أحفظ منه، و قد رأى يحيى بن صاعد، و أبا طالب أحمد بن نصر، و أبا بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري،[مع اشتهاره] (3) بالورع و الديانة و الصدق، و الأمانة، و أمّا أبو إسحاق بن حمزة فمحله عند الأصبهانيين. يفوق (4) على كل من عاصره، و لقد حدّثني أبو القاسم عبد الرّحمن (5) بن أحمد بن علي السّوذرجاني بأصبهان قال: سمعت أبا عبد اللّه بن مندة يقول:

كتبت عن ألف شيخ لم أر فيهم أحفظ من إبراهيم بن حمزة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - حدّثنا عبد العزيز الكتاني قال: كتب إليّ أبو ذرّ عبد بن أحمد الهروي (6) من مكة، و حدّثني عنه عبد الغفّار بن عبد الواحد الأرموي قال:

و سمعت أبا بكر بن عبدان الحافظ يقول: وقع إليه جزء من حديث الجعابي عن ابن وهب الدينوري، فحفظت منها أحاديث و دخلت على القاضي أبا بكر الجعابي، فألقيت عليه نحو خمسة أحاديث، فأجابني في الكلّ ، ثم قبض بيدي و قال لي: من أين لك هذا؟ فقلت: من جزء لك، فقال: إن شئت ألق عليّ المتن و أجيبك في الإسناد، أو ألق عليّ الإسناد و أجيبك في المتن.

ص: 422


1- زيادة عن تاريخ بغداد.
2- تاريخ بغداد 27/3.
3- الزيادة للإيضاح عن «ز»، و تاريخ بغداد.
4- غير واضحة بالأصل، و نميل إلى قراءتها:«يعرف» و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
5- كذا بالأصل و «ز»، و في تاريخ بغداد: عبد اللّه.
6- من طريقه روي الخبر في سير أعلام النبلاء 91/16.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغساني، قالا: ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (1)،حدّثني أبو الوليد الحسن بن محمّد الدربندي من أصل كتابه قال:

سمعت محمّد بن الحسين بن الفضل القطان يقول: سمعت أبا بكر بن الجعابي يقول:

دخلت الرقّة و كان لي ثمّ قمطرين كتبا (2) فأنفذت غلامي إلى ذاك الرجل الذي كتبي عنده، فرجع الغلام مغموما، فقال: ضاعت الكتب، فقلت: يا بني لا تغتمّ ، فإن فيها مائتي ألف حديث لا يشكل عليّ منها حديث لا إسنادا و لا متنا.

قال (3):و حدّثنا علي بن أبي علي المعدل عن أبيه قال: ما شهدنا أحفظ من أبي بكر ابن الجعابي، و سمعت من يقول: إنه يحفظ مائتي ألف حديث، و يجيب في مثلها، إلاّ أنه كان يفضل الحفاظ ، فإنه كان يسوق المتون بألفاظها و أكثر الحفّاظ يتسامحون في ذلك، و إن أتقنوا (4) المتن، و إلا ذكروا لفظة منه، أو طرفا، و قالوا: و ذكر الحديث، و كان يزيد عليهم بحفظ المقطوع و المرسل و الحكايات و الأخبار، و لعله كان يحفظ من هذا قريبا ممّا يحفظ من الحديث المسند الذي يتفاخر الحفاظ بحفظه. و كان إماما في المعرفة بعلل الحديث، و ثقات الرجال من معتلّيهم (5) و ضعفائهم و أسمائهم و أنسابهم، و كناهم، و مواليدهم، و أوقات وفاتهم، و مذاهبهم، و ما يطعن به على كلّ واحد، و ما يوصف به من السداد، و كان في آخر عمره قد انتهى هذا العلم إليه، حتى لم يبق في زمانه من يتقدمه في الدنيا.

قال (6):و حدّثني رفيقي علي بن عبد الغالب الضراب (7) قال: سمعت أبا الحسن بن رزقويه يقول: كان ابن الجعابي يملي مجلسه فتمتلئ السكة التي يملي فيها، و الطريق، و يحضره (8) ابن مظفر، و الدارقطني، و لم يكن الجعابي يملي الأحاديث كلّها بطرقها إلاّ من حفظه.

ص: 423


1- تاريخ بغداد 27/3-28.
2- بالأصل و «ز»: كتب، و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 28/3.
4- كذا بالأصل و «ز»، و في تاريخ بغداد: أثبتوا.
5- بالأصل و «ز»: «معتقلهم» و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- تاريخ بغداد 28/3.
7- بالأصل: الضارب، و المثبت عن د، و «ز».
8- بالأصل:«و يحضر» و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.

قال: و حدّثني الحسن محمّد بن الأشقر البلخي، قال: سمعت القاضي أبا عمر القاسم ابن جعفر الهاشمي غير مرة يقول: سمعت الجعابي يقول: أحفظ أربع مائة ألف حديث، و أذاكر بستمائة ألف حديث.

قال: و أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد النيسابوري - و ذكر ابن الجعابي - فقال: سمعت أبا علي الحافظ يقول: ما رأيت من البغداديين أحفظ منه.

و قال أيضا: سمعت أبا علي يقول (1):ما رأينا من أصحابنا أحرص على العلم من أبي بكر بن الجعابي، ذاكرته بأحاديث لعبد اللّه بن محمّد الدينوري فقال: يا أبا علي صاحبك ما انتخبته عليه من حديث ؟ قلت: نعم، فاستعادها مني فأعرتها إيّاه، فتخلف عن المجلس أياما، فسألت عنه فقالوا: قد خرج فما كان إلاّ بعد أيام حتى جاء فسئل عن غيبته، فقال: إن أبا علي ذكر لي عن عبد اللّه بن وهب الدينوري أحاديث لم أصبر عنها، فخرجت إلى الدينور (2)فسمعتها، و انصرفت؛ ثم قال أبو علي: الذي كان انتخبه أبو بكر بن الجعابي لنفسه عليه كان من أحسن من الذي أخذه مني، فسمعت أبا علي يقول: قلت لأبي بكر بن الجعابي: لو دخلت خراسان بعد أن ذهبت إلى الدينور (3)؟فقال: يا أبا علي لقد حدّثتني نفسي بهذا و هممت به، ثم قلت: أذهب إلى العجم فلا يفهمون عني و لا أفهم عنهم، فهذا الذي ردني.

قال (4):و حدّثني أبو القاسم الأزهري، ثنا أبو عبد اللّه بن بكير عن بعض أصحاب الحديث [قال الأزهري: و أظنه ابن دران، قال: وعد ابن الجعابي أصحاب الحديث] (5) يوما يملي عليهم، فتعمد ابن مظفر الإملاء في ذلك اليوم و ألزمني الحضور عنده ففعلت، ثم انصرفت من (6) المجلس، و تنكبت الطريق التي تؤديني إلى ابن الجعابي، فقضى أني التقيت به من فوري ذلك في الطريق التي سلكتها فقال لي: من أين أقبلت من مجلس محمّد؟ فقلت:

لا، و اعتذرت، فإنّي تأخرت عنه لشغل عرض لي، فقال: ليس الأمر على ما تذكر، بل

ص: 424


1- تاريخ بغداد 28/3-29.
2- الأصل:«الدينوري»، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
3- انظر الحاشية السابقة.
4- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 29/3.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و تاريخ بغداد لتقويم المعنى و رفع الخلل.
6- بالأصل:«في» و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.

حضرت مجلسه ثم انصرفت و تنكّبت (1) الطريق الذي تؤديك إلي للاستحياء مني ؟ فقلت: قد كان ذلك، فقال: كم عدد الأحاديث التي أملاها؟ فقلت: كذا و كذا، فقال: أيما أحبّ إليك ؟ تذكر إسناد كلّ حديث و أذكر لك متنه، أو تذكر لي متنه و أذكر لك إسناده ؟ فقلت: بل أذكر المتون، فقال: افعل ذلك، قال: فقلت له: روى حديثا متنه كذا، فيقول: هو عنده عن فلان عن فلان، و أقول له املى حديثا متنه كذا، فيقول: حدّثكم به عن فلان عن فلان؛ حتى ذكرت له متون جميع الأحاديث، و أخبرني بأسانيدها كلها، لم يخطئ في شيء منها، أو كما قال.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: قلت لأبي الحسن الدارقطني: من ذا يبلغني عن أبي بكر الجعابي أنه يغير عما عهدناه (2)،فقال: و أي تغير؟ قلت له: سألتك باللّه هل اتّهمته في الحديث ؟ قال: أي و اللّه، قلت له مثل ما ذا؟ قال: كان قد استربت شيخا من شيوخنا يقال له أبو القاسم الصفّار، قلت له: علي بن إسماعيل بن يونس ؟ قال: نعم، حدّثنا عنه عن محمّد بن نصر بن حمّاد، عن أبيه عن شعبة عن الحكم، عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم في نِسٰاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ (3)و عن شعبة عن أيوب عن نافع حديث منكر، و حدّث عن الخليل بن أحمد (4) صاحب العربية و العروض بعشرين حديثا مسانيد ليس لشيء منها أصل، ثم ذكر حكايته عن السبيعي، و حملني إلى السبيعي حتى شافهني به، قلت لأبي الحسن: وضح (5) لك أن (6) أبا (7) بكر خلط في الحديث ؟ قال: أي و اللّه. قلت: قد خفت أنه ترك المذهب ؟ قال: ترك الدين و الصلاة، قال لي الثقة من أصحابنا ممن كان يعاشره أنه كان نائما فكتب على رجله كتابه، فكنت أراه إلى ثلاثة أيام لم يمسّه الماء، فنعوذ باللّه من الخذلان (8).

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (9)،أنبأنا أحمد بن محمّد بن غالب الفقيه قال: سمعت أبا

ص: 425


1- من قوله: و تنكبت الطريق... إلى هنا سقط من تاريخ بغداد فاختل فيه السياق، و لرفع الخلل استدرك مصححه بين معكوفتين مكان السقط :«فلقيني ابن الجعابي و قال لي: ذهبت إلى ابن المظفر».
2- عن «ز»، و بالأصل: عهدنا.
3- سورة البقرة، الآية:223.
4- صحفت في «ز»، إلى: محمّد.
5- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن «ز».
6- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
7- بالأصل: أبي، تصحيف.
8- الخبر ورد مختصرا في سير أعلام النبلاء 91/16.
9- تاريخ بغداد 29/3.

الحسن الدارقطني يقول: الحسن و علي ابنا صالح بن صالح بن حي، و هما أخوان لا ثالث لهما، ثم قال: و قد غلط ابن الجعابي فقال: صالح بن صالح هو أخوهما، فوافقته فتبين له أنه أخطأ.

قال (1):و سمعت القاضي أبا القاسم التنوخي يقول: تقلّد ابن الجعابي قضاء الموصل، فلم يحمد في ولايته، قال: و سألت أبا بكر البرقاني عن ابن الجعابي فقال: حدّثنا عنه الدارقطني و كان صاحب غرائب و مذهبه معروف في التشيع، قلت: هل طعن عليه في حديثه و سماعه، فقال: ما سمعت فيه إلاّ خيرا.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري، عن محمّد بن علي بن محمّد السلمي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: و سألته - يعني - الدارقطني عن أبي بكر الجعابي هل تكلم فيه إلاّ بسبب المذهب، فقال: خلط .

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب [قال:] (2) و هكذا ذكر الحاكم أبو عبد اللّه ابن البيع أنه سمع الدارقطني يذكر، و قال أيضا: عن أبي الحسن قال لي الثقة من أصحابنا ممن كان يعاشره: أنه كان نائما فكتبت على رجله كتابة، قال: فكتب أراه إلى ثلاثة (3) أيام لم يمسّه الماء.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني قراءة سنة إحدى عشرة و خمسمائة، أنشدنا أبو بكر محمّد بن علي الحداد، أنشدني عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، أنشدني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي القاضي (4):

و إذا جدت الصديق بوعد *** فصل الوعد بالفعال الجميل

ليس في وعد ذي السماحة مطل *** إنّما المطل في وعاد (5) البخيل

قال ابن الجعابي: و اعتل جحظة البرمكي النديم علّة، ما علمت بها و لم أعرف خبره بشغلي بغيره، فكتب إليّ :

مرضت فما رأيت لكم رسولا *** أسرّ به و قد عز التلاقي

ص: 426


1- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 30/3.
2- زيادة منا للإيضاح، و الخبر في تاريخ بغداد 31/3.
3- كذا بالأصل و «ز»، و في تاريخ بغداد: ثمانية.
4- البيتان في الوافي بالوفيات 240/4-241.
5- في الوافي: وعود البخيل.

فلو لم ترع لي نسبا و حقّا *** سوي غمي لغمك (1) بالفراق

و ما سيرت فيك من القوافي *** بألفاظ ألذ من العناق

لقد كانت حقوقي واجبات *** ففيم جزيت ودي بالطلاق

أخبرنا أبو القاسم العلوي و أبو الحسن الغساني قالا حدّثنا - و أبو منصور المقرئ:

أنبأنا - أبو بكر الحافظ (2)،حدّثني عبيد اللّه (3) بن أبي الفتح، حدّثنا عبد الرحمن بن محمّد الاسترابادي، قال: سمعت أبا القاسم إبراهيم بن إسماعيل المصري - بأستراباذ - يقول: كنا بأرّجان مع الأستاذ الرئيس أبي الفضل ابن العميد في مجلس شرابه، و معنا أبو بكر ابن الجعابي الحافظ البغدادي يشرب، فأتي بكأس بعد ما ثمل قليلا، فقال: لا أطيق شربه. فقال الأستاذ الرئيس: و لم ذاك ؟ فقال: لما أقوله، قال: فقل:

يا خليلي جنباني الرحيقا *** إنني لست للرحيق مطيقا

فقال الأستاذ: و لم، و هي تجلب الفرح و تنفي الترح ؟ فقال:

[قد تيقنت أنها تطرد الهم *** و تلقي إلى السرور طريقا

فقال الأستاذ: قد كان من عادتك أنك تشرب الكثير، فقال:] (4)

غير أني وجدت للكأس نارا *** تلهب الجسم و المزاج الرقيقا

فإذا ما جمعتها و مزاجي *** حرّقته بنارها (5) تحريقا

قال الخطيب (6):و أنشدني أبو القاسم عبد الواحد بن علي الأسدي لأبي الحسن محمّد بن عبد اللّه بن سكرة الهاشمي في ابن الجعابي:

ابن (7)

الجعابي ذو سجايا *** محمودة منه مستطابه

رأى الرياء، و النفاق خطا *** في ذي العصابة و ذي العصابة

يعطي الإمام ما اشتهاه *** و يثبت (8) الأمر في القرابة

حتى إذا غاب عنه أنحاء *** ثبت الأمر في الصحابة

ص: 427


1- في «ز»: و غمك.
2- الخبر و الأبيات في تاريخ بغداد 30/3.
3- الأصل: عبد اللّه، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
4- ما بين معكوفتين سقط من تاريخ بغداد.
5- كذا بالأصل و «ز»، و في تاريخ بغداد: بناره.
6- الخبر و الأبيات في تاريخ بغداد 30/3.
7- أخر هذا البيت بالأصل إلى الثاني، قدمناه بما وافق «ز»، و تاريخ بغداد.
8- الأصل و «ز»: «و ثبت» و المثبت عن تاريخ بغداد.

و إن خلا الشيخ بالنصارى *** رأيت سمعان أو مرا به

قد فطن الشيخ للمعاني *** فالغرّ من لامه و عابه

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي قال: قرأت في تاريخ المختار - يعني - محمّد بن عبيد اللّه بن أحمد بن إدريس المسبحي.

و في هذه السنة سنة خمس و خمسين و ثلاثمائة مات أبو بكر المعروف بابن الجعابي القاضي الحافظ للحديث، و كان قد صحب قوما من المتكلمين، فسقط عند كثير من أهل الحديث، و أمر قبل موته أن يحرق دفاتره بالنار، فأنكر الناس ذلك عليه، و استقبح من فعله، و قد كان وصل إلى مصر، و دخل إلى الإخشيذ، ثم مضى إلى دمشق، فلما وقف أهل دمشق على مذهبه شردوه فخرج منها هاربا، و خرج منها أيضا ابن بنت حامد المعتزلي، و قصدا جميعا سيف الدولة، ثم انحدرا إلى بغداد، و كانت وفاته في رجب من هذه السنة (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - ثنا عبد العزيز الكتّاني قال: كتب إلي أبو (2) ذرّ عبد بن أحمد الهروي من مكة، و حدّثني عنه عبد الغفّار بن عبد الواحد الأرموي قال: سمعت ابن شاهين (3) يقول: دخلت أنا، و ابن المظفّر، و الدارقطني، على الجعابي و هو مريض، فقلت له: من أنا؟ و كنت أجرأهم عليه، فعرفني القاضي، قال: سبحان اللّه، أنت فلان، و هذا فلان، بأسمائنا، فدعونا له، و خرجنا و مشينا خطوات، فسمعنا الصائح بموته، رجعنا إلى داره من الغدّ فرأينا كتبه تلّ رماد، و كان أمر بحرق كتبه.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن الزاهد، قالا: ثنا - و أبو منصور المقرئ، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،حدّثني الأزهري: أن ابن الجعابي لما مات صلّى عليه في جامع المنصور، و حمل إلى مقابر قريش، فدفن بها، و كانت سكينة نائحة (5) الرافضة تنوح مع جنازته، و كان أوصى بأن تحرق كتبه، فأحرق جميعها، و أحرق معها كتب للناس كانت عنده، قال الأزهري: فحدّثني أبو الحسين (6) بن البواب قال: كان لي عند ابن الجعابي مائة و خمسون جزءا، فذهبت في جملة ما أحرق.

ص: 428


1- الخبر مختصرا في سير أعلام النبلاء 91/16-92.
2- بالأصل: أبي.
3- سير أعلام النبلاء 92/16.
4- تاريخ بغداد 31/3.
5- بالأصل:«ناحية الرافضية» و التصويب عن «ز»، و تاريخ بغداد.
6- بالأصل: الحسن، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.

قال (1):و حدّثني أبو نعيم الأصبهاني، قال: مات القاضي أبو بكر الجعابي ببغداد في سنة خمس و خمسين و ثلاثمائة.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ :

محمّد بن عمر بن محمّد بن سلام (2) بن البراء الجعابي الحافظ ، قدم علينا سنة تسع و أربعين و ثلاثمائة، و توفي ببغداد سنة خمس و خمسين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس (3)،قالا: ثنا - و أبو منصور، و أبو منصور المقرئ، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،حدّثني الحسن بن أحمد بن عبد اللّه الصوفي، قال: قال لنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ: مات أبو بكر بن الجعابي الحافظ يوم النصف (5) من رجب سنة خمس و خمسين و ثلاثمائة، و دفن من غد (6).

ص: 429


1- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 31/3.
2- في «ز»: سالم.
3- بالأصل: قيس، تصحيف، و التصويب عن «ز».
4- تاريخ بغداد 31/3.
5- مكانها بياض في تاريخ بغداد.
6- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء الثلاثين بعد الستمائة. و هو آخر المجلد الثالث و الستين من تجزئة الفرع و تجليده رحم اللّه مصنفه وافق فراغه يوم الاثنين التاسع من شعبان سنة ثمان عشرة و ستمائة بمسجد دمشق حرسها اللّه على يدي العبد الراجي عفو ربه محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي غفر اللّه له و لأبويه و لكافة المسلمين و شرح صدره و جمع شمله. سماع الجزء الخامس و الثلاثين بعد الأربعمائة من الأصل على مصنفه الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي بقراءة أبي عبد اللّه محمّد بن المحسن بن الحسين بن أبي المضاء الوزير أبو المفضل يحيى و أبو المحاسن سليمان و أبو البيان نبا بنو الفضل بن الحسين بن سليمان و عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن علوان الحلبي و حمزة بن إبراهيم بن عبد اللّه و علي بن عبد الكريم بن الكريس و عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسين ابن علي الشافعي يوم الجمعة التاسع من شهر ربيع الآخر سنة أربع و ستين و خمسمائة بالمسجد الجامع بدمشق و آخرون درجوا إلى رحمة اللّه و سمع معهم هذا الجزء بالقراءة و التاريخ نعمة اللّه بن عبد العزيز بن هبة اللّه العسقلاني و سماع الجزء السادس و الثلاثين بعد الأربعمائة من الأصل على مصنفه الحافظ أبي القاسم علي بقراءة أبي المواهب الحسن بن هبة اللّه بن محفوظ بن صصرى و أبو محمّد عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن علوان و أبو المحاسن سليمان و أبو البيان نبا ابنا الفضل بن الحسن بن سليمان و حمزة بن إبراهيم بن عبد اللّه و علي بن عبد الكريم بن الكريس و عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسين بن علي الشافعي من خطه نقلت هذه و التي قبلها و آخرون و سمع نصفه الأخير ابن أخي المسمع أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن و محمّد بن صدقة بن خلف المحلي في يومي الاثنين و الخميس الخامس عشر من شهر ربيع الأول سنة أربع و ستين و خمسمائة بالجامع بدمشق حرسها اللّه. و سمع الجزء السابع و الثلاثين بعد الأربعمائة من تجزئة الأصل على مصنفه الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه بقراءة القاضي أبي المواهب الحسن بن هبة اللّه بن محفوظ بن صصرى أبو محمّد عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن علوان و علي بن عبد الكريم بن الكويس و عبد الرّحمن بن نسيم و من خطه نقلت و آخرون في يوم الجمعة السادس عشر من شهر ربيع الآخر سنة أربع و ستين و خمسمائة بجامع دمشق حرسها اللّه. و سمع الجزء الثامن و الثلاثين على مصنفه الحافظ بعد الأربعمائة من الأصل بقراءة القاضي أبي المواهب الحسن بن هبة اللّه بن صصرى أبو محمّد عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن علوان الحلبي و حمزة بن إبراهيم بن عبد اللّه و أبو المحاسن سليمان و أبو البيان نبا ابنا الفضل بن الحسن بن سليمان و عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم و من خطه نقلت و آخرون درجوا إلى رحمة اللّه في يومي الاثنين و الخميس الحادي عشر من شهر ربيع الآخر سنة أربع و ستين و خمسة بالمسجد الجامع. و سمع الجزء التاسع و الثلاثين بعد الأربعمائة من تجزئة الأصل على مصنفه الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه ابنه أبو الفتح الحسن بقراءة القاضي أبي المواهب الحسن بن هبة اللّه بن محفوظ بن صصرى أبو محمّد عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن علوان الحلبي و حمزة بن إبراهيم بن عبد اللّه و علي بن عبد الكريم بن الكويس و عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم و من خطه نقلت: و جماعة و ذكر التاريخ يوم الجمعة الثالث و العشرين من شهر ربيع الآخر سنة أربع و ستين و خمسمائة بالجامع بدمشق و سمع جميع الجزء الأربعين بعد الأربعمائة من الأصل على مصنفه الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه بقراءة القاضي أبي المواهب الحسن بن هبة اللّه بن صصرى أبو محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن علوان الحلبي و حمزة بن إبراهيم ابن عبد اللّه و أبو المحاسن بن سليمان و عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسين الشافعي و من خطه نقلت و سمع نصفه الأول ابنا أخي المسمع ابن الفضل أحمد و أبو منصور عبد الرّحمن ابنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين و آخرون في يومي الاثنين و الخميس التاسع و العشرين من شهر ربيع سنة أربع و ستين و خمسمائة بالجامع بدمشق حرسها اللّه. و سمع الجزء الحادي و الأربعين بعد الأربعمائة من الأصل على مصنفه الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه ابنه أبو الفتح الحسن و ابنا أخيه أبو المظفر عبد اللّه و أبو منصور عبد الرّحمن ابنا أبي عبد اللّه محمّد بن الحسن بقراءة القاضي بهاء الدين أبي المواهب الحسن بن القاضي أبي الغنائم هبة اللّه بن محفوظ بن صصرى و أبو المفضل يحيى و أبو المحاسن سليمان و أبو البيان نبا بنو المفضل بن الحسين بن سليمان و عبد الغني بن يحيى بن رجا البلنسي و ابنه يحيى و عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن علوان الحلبي و تمرة بن إبراهيم بن عبد اللّه و قينان بن عبد الرّحمن بن إبراهيم الشاغوري و علي بن عبد الكريم بن الكويس و ابن نسيم و من خطه نقلت و آخرون في يوم الجمعة سلخ شهر ربيع الآخر سنة أربع و ستين و خمسمائة بالمسجد الجامع بدمشق حرسها اللّه. بعد نقلي التسميعات في أواخر أجزاء الأصل و تحريقي عليها و اجتهادي أن لا أترك اسم من هو في قيد الحياة حتى تحصل المنفعة بالكتاب و يتصل الإسناد بلغني أن في بعض الأجزاء رجلا بالحياة و هو نعمة اللّه بن عبد اللّه بن هبة اللّه العسقلاني فاجتهدت في تحصيل أجزاء الأصل و راعيت في ذلك لمن كان تحت يده الأصل فأجاب أو نعم فشاهدت سماع نعمة اللّه المذكور في الجزء الخامس و الثلاثين و السابع و الثلاثين بعد الأربعمائة. و الجزء الأول من الجزء الأربعين بعد الأربعمائة فيه أيضا سماعه و فيه علي بن محمّد و علي القسطلاني و الجزء الحادي و الأربعين بعد الأربعمائة بكماله أيضا و علي بن محمّد بن علي القسطلاني. و الجزء الثالث و الأربعين بعد الأربعمائة و علي بن محمّد بن علي القسطلاني و الجزء الخامس و الأربعين بعد الأربعمائة و قال فيه الكاتب للطبقة و نعمة اللّه بن عبد العزيز بن هبة اللّه و موهب بن سطب بن أبي المجد العسقلانيان فليسل عن موهب إن كان حيا هذا القدر وقعت عليه جزءا جزءا فألحقت ذلك هنا فليعتمد عليه نقل ذلك محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي. قد تم هذا الجزء من تاريخ ابن عساكر بقلم الفقير المتوكل على مولاه محمّد أحمد فتح اللّه في يوم الثلاثاء 30 ربيع الآخر سنة 37 هجرية على صاحبها أفضل الصلاة و أزكى السّلام.

ص: 430

6849 - محمّد بن عمر بن محمّد بن أبي عقيل أبو بكر الكرجي الواعظ

6849 - محمّد (1) بن عمر بن محمّد بن أبي عقيل (2) أبو بكر الكرجي الواعظ

سمع أبا بكر بن ريذة (3) بأصبهان، و أبا الحسن علي بن محمّد بن نصر اللبّان الدينوري بالأهواز، و أبا الحسين محمّد بن الحسين بن الترجمان بعسقلان، و أبا الطيب سلامة بن إسحاق بن محمّد بن داود، و أبا القاسم هبة اللّه بن عبد الرّحمن الجزري، بميافارقين، و أبا أحمد عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز الكرجي، و أبا بكر سعد بن علي بن عبد الأصبهاني، و أبا العباس أحمد بن عبد العزيز المقرئ الأصبهاني، و أبا بكر محمّد بن الحسين بن ميسرة الروذراوري - بها - و أبا الحسن علي بن محمّد بن الحسن بن محمّد بن الحسن بن مردويه الأسدآباذي، و أبا الفتح أحمد بن عبيد اللّه بن ودعان الموصلي، و الحسن بن محمّد بن جميع بصيدا، و عبد العزيز بن أحمد النصيبي - ببيت المقدس-.

روى عنه: الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم، و حدّثنا عنه أبو محمّد بن طاوس، ثنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد - إملاء - أنبأنا أبو بكر محمّد بن عمر بن محمّد بن أبي عقيل الكرجي - قراءة عليه و أنا أسمع بدمشق في صفر سنة سبع و سبعين و أربعمائة، قيل له: أخبركم أبو الحسين محمّد بن الحسين بن علي بن الترجمان بعسقلان، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد المقرئ بعسقلان، ثنا أبو محمّد عبد اللّه بن أبان بن شداد، ثنا أبو الدرداء، أنبأنا عمر (4)، عن أبي سليمان داود الفرّاء المدني، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبيّ (5) بن كعب عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من رفع نفسه في الدنيا قمعه اللّه يوم القيامة، و من تواضع للّه في الدنيا بعث اللّه إليه ملكا يوم القيامة فانتشطه من بين الجمع، فقال: أيها العبد الصالح يقول اللّه عز و جل إليّ إليّ ، فإنك ممن لاٰ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لاٰ هُمْ يَحْزَنُونَ (6).» أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي، أنشدنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن علي بن صابر السّلمي، أنشدنا الشيخ أبو بكر الكرجي:

ص: 431


1- قبلها في «ز»: بسم اللّه الرحمن الرحيم و صلى اللّه على محمّد و آله و سلّم، عونك اللهم، رب أنعمت فأتم.
2- بالأصل: علي، و المثبت عن «ز»، و المختصر.
3- في «ز»: رنده، تصحيف.
4- في «ز»: عمرو.
5- بالأصل و «ز»: «ابني» تصحيف.
6- سورة البقرة، الآية:112 و في آيات أخرى منها، و في سور أخرى.

بيّض صحيفتك السّوداء في رجب *** بصالح العمل المنجي من اللّهب

شهر حرام أتى من أشهر حرم *** إذا دعا اللّه داع فيه لم يخب

طوبى لعبد زكى فيه له عمل *** فكف فيه عن الفحشاء و الرّيب

ذكر الكرجي أن مولده سنة أربع و أربعمائة.

و حكى شيخنا أبو الفرج غيث بن علي أنه سأله عن مولده فقال: سنة [خمس] (1)و أربعمائة بالكرج (2).

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني: سنة ثمان و سبعين و أربعمائة (3) فيها توفي أبو بكر محمّد ابن عمر بن محمّد بن أبي عقيل الكرجي الواعظ في يوم الثلاثاء السابع و العشرين من رجب بدمشق، حدث بكتاب المعجم الصغير لسليمان بن أحمد الطبراني، عن ابن ريذة عنه، و هكذا ذكر أبو محمّد بن صابر و زاد: في ليلة الثلاثاء، و دفن في مقابر باب الصغير في مقابر الصحابة.

6850 - محمّد بن عمر بن واقد

أبو (4) عبد اللّه الأسلمي مولاهم المدني المعروف بالواقدي (5)

صاحب المغازي.

سمع بدمشق سعيد بن عبد العزيز، و الأوزاعي، و هشام بن الغاز، و سعيد بن بشير، و بحمص: ثور بن يزيد، و معاوية بن صالح، و بغيرها: معمر (6)،و ابن أبي ذئب، و الثوري، و إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، و عبد العزيز بن المطلب، و مالك بن أنس، و أبا بكر بن أبي سبرة، و أبا حزرة (7) يعقوب بن مجاهد، و كثير بن زيد الأسلمي، و محمّد بن عجلان، و محمّد بن عبد اللّه بن أخي الزهري، و عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، و أسامة بن زيد، و ربيعة بن عثمان، و عبد الحميد بن جعفر، و أبا معشر نجيح السندي.

ص: 432


1- زيادة عن «ز».
2- بالأصل: بالرخ.
3- من قوله: بالكرج إلى هنا سقط من «ز»
4- بالأصل:«بن» و التصويب، و المثبت عن «ز».
5- ترجمته في تهذيب الكمال 97/17 و تهذيب التهذيب 233/5 و تاريخ بغداد 3/3 و الوافي بالوفيات 238/4 و سير أعلام النبلاء 454/9 و وفيات الأعيان 348/4 و الجرح و التعديل 20/8 و التاريخ الكبير 178/1/1 و تاريخ خليفة (الفهارس) و طبقات ابن سعد 334/7 و ميزان الاعتدال 662/3.
6- يعني: معمر بن راشد.
7- بدون إعجام بالأصل و «ز»، ترجمته في تهذيب الكمال 447/20.

روى عنه أبو بكر بن أبي شيبة، و حامد بن يحيى، و يحيى بن أبي الخصيب، و أبو بكر محمّد بن إسحاق الصغاني، و كاتبه محمّد بن سعد، و أبو حسّان الحسن بن عثمان الزيادي، و أحمد بن رجاء الفريابي، و أحمد بن الفضل بن الدهقان، و محمّد بن يحيى الأزدي، و علي ابن يزيد الصدائي، و الحسن بن مرزوق، و عبد اللّه بن الوليد بن هشام، و الحسن بن داود بن مهران [و سليمان] (1) الشاذكوني، و أحمد بن الخليل البرجلاني، و عبد اللّه بن الحسن الهاشمي، و أحمد بن [عبيد بن] (2) ناضح أبو عصيدة، و محمّد بن شجاع الثّلجي، و الحارث ابن محمّد بن أبي أسامة التميمي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو القاسم بن أبي حيّة، أنبأنا محمّد بن شجاع الثلجي، أنبأنا محمّد بن عمر الواقدي، قال (3):فحدّثني أبو بكر بن إسماعيل بن محمّد، عن أبيه، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم [سيف العاص بن منبه يوم بدر، فأعطانيه، و نزلت فيّ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفٰالِ (4).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (5)،أنا الحسن بن علي الجوهري.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمّد الجوهري. أنا محمّد بن العباس، نا أحمد بن معروف (6)،نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا معمر و محمّد - زاد الخطيب: ابن عبد اللّه عن الزهري عن نبهان عن أم سلمة أنها كانت عند النبي صلى اللّه عليه و سلّم هي و ميمونة قالت: فبينا نحن عنده أقبل - و قال الخطيب: إذا أقبل ابن أم مكتوم فدخل عليه، و ذلك بعد أن] (7) أمر بالحجاب، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«احتجبا منه»، قلنا: يا رسول اللّه هو - و في حديث أبي غالب: أ ليس هو أعمى لا يبصر؟ زاد أبو غالب: و لا يعرفنا؟ و قالا:- قال:

أ فعمياوان أنتما؟ أ لستما؟ تبصرانه ؟» [11567].

ص: 433


1- زيادة لازمة للإيضاح عن «ز»، و تهذيب الكمال.
2- زيادة لازمة عن «ز»، و تهذيب الكمال.
3- مغازي الواقدي 104/1.
4- سورة الأنفال، الآية الأولى.
5- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 17/3.
6- في «ز»: «محمّد بن معروف» تصحيف، و السند معروف.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، فتداخل الخبران سندا و متنا و المستدرك لإيضاح المعنى و رفع الخلل عن «ز».

و هذا الحديث ممّا أنكره على الواقدي أحمد بن حنبل، و ذلك فيما أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنبأنا بشرى بن عبد اللّه الرومي، أنبأنا أحمد بن جعفر [بن حمدان، نا محمّد بن جعفر] (2) الراشدي، ثنا أبو بكر الأثرم، قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول في حديث نبهان هذا قوله: فعمياوان أنتما؟» قال: هذا حديث يونس، لم يروه غيره.

قال: قال أبو عبد اللّه: و كان الواقدي رواه عن معمر، و هشيم (3) أي ليس من حديث معمر، حدّثناه عبد الرزّاق عن ابن المبارك، عن يونس قال (4):و أخبرني البرقاني، حدّثني محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الملك الأدمي، ثنا محمّد بن علي بن أبي داود، ثنا زكريا الساجي قال: محمّد بن عمر بن واقد الأسلمي قاضي بغداد متّهم، حدّثني أحمد بن محمّد قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لم يزل يدافع (5) أمر الواقدي حتى روى عن معمر عن الزهري عن نبهان عن أم سلمة عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«أ فعميا و ان أنتما»، فجاء بشيء لا حيلة فيه، و الحديث حديث يونس لم يروه غيره.

كتب إليّ أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، قالا: أنبأنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن محمّد، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أحمد ابن عبد اللّه بن نصر، حدّثني إسماعيل بن أحمد، عن الأثرم قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول في حديث نبهان عن أم سلمة: أ فعمياوان أنتما؟ قال: هذا حديث يونس، لم يروه غيره، كان الواقدي رواه (6) عن معمر و هشيم (7) أي ليس من حديث معمر.

قال أبو عبد اللّه: حدّثناه عبد الرزّاق عن ابن المبارك عن يونس.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو بكر الشامي، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، أنبأنا يوسف بن أحمد، أنبأنا أبو جعفر العقيلي (8)،ثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي

ص: 434


1- تاريخ بغداد 17/3.
2- الزيادة لتقويم السند عن «ز»، و تاريخ بغداد.
3- بالأصل و «ز»: «و تبسم» تصحيف، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- القائل: أبو بكر الخطيب الخطيب، و الحديث في تاريخ بغداد 16/3.
5- كذا بالأصل و «ز»، و في تاريخ بغداد: لم نزل نراجع.
6- مكررة بالأصل.
7- بالأصل و «ز»: «و تبسم».
8- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 107/4 و نقلا عن العقيلي في تهذيب الكمال 99/17.

قال: سمعت وكيعا يقول لأبي عبد الرّحمن - يعني - الضرير: و حدّث بحديث زمعة في غسل الحصا للجمار، فقال: لو كنت عند الواقدي لحدّثك فيه بكذا و كذا، يعني كذا و كذا حديث، قال أبي: و كان الواقدي بعث إلى المنبهي يستعير كتبه يقول: يدخلها في كتبه، و كنا نرى أن عنده كتبا من كتب الزهري، فكان يحمل (1)،و ربما قال: يجمع يقول فلان، و فلان، عن الزهري، حديث نبهان عن معمر، و الحديث لم يروه معمر إنما هو حديث يونس، حدّثناه عبد الرزّاق عن يونس كان يحمل الحديث، ليس هو من حديث معمر، و سمعت أبي مرة (2)أخرى يقول: ما أشك في الواقدي أنه كان يقلبها - يعني - الأحاديث، و ذكر فيها حديث نبهان عن أم سلمة:«فعمياوان أنتما؟»، يقول: يحمل حديث يونس على معمر.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني عبيد اللّه بن أبي الفتح، أنبأنا محمّد بن المظفر الحافظ ، ثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن جعفر القزويني بمصر، ثنا أحمد بن منصور الرمادي قال:

قدم علينا [علي] (4) ابن المديني بغداد (5) سنة سبع أو ثمان و مائتين. قال: و الواقدي قاض علينا، قال الرمادي: و كنت أطوف مع عليّ على الشيوخ الذين نسمع منهم، فقلت: نريد أن نسمع من الواقدي، فكان مرويا في السماع منه، ثم قلت له بعد ذلك: قال: لقد أردت أن أسمع منه، فكتب إلى أحمد بن حنبل، فذكر الواقدي و قال: كيف يستحل أن يكتب عن (6)رجل روى عن معمر حديث نبهان مكاتب أم سلمة، و هذا حديث يونس تفرّد به.

قال الرمادي: و ذكر حديثا آخر عن معمر منقطعا مما أنكره أحمد على الواقدي. أخبرنا بحديث يونس أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفقيه، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنبأنا أبو سعد الأديب، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان، ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت:

أنبأنا أبو القاسم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنبأنا أبو يعلى الموصلي، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد اللّه بن المبارك، عن يونس، عن الزهري، عن نبهان، عن أم

ص: 435


1- كذا بالأصل و «ز»، و في الضعفاء الكبير: يجمل.
2- بالأصل:«سمعت أبا حرة» تصحيف، و التصويب عن «ز»، و الضعفاء الكبير.
3- تاريخ بغداد 17/3-18.
4- زيادة عن «ز»، و تاريخ بغداد، و بالأصل: ابن المدني.
5- كذا بالأصل و «ز»، و في تاريخ بغداد:«بعد سنة...».
6- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

سلمة قالت: كنت أنا و ميمونة عند النبي صلى اللّه عليه و سلّم فجاء ابن أمّ مكتوم فأذن - و قال ابن حمدان:

يستأذن - على النبي صلى اللّه عليه و سلّم و قالا:- و ذلك بعد أن ضرب الحجاب، قال:«قوما»، قالتا - و في حديث ابن المقرئ: فقال:«قوما»، فقالتا:- إنه مكفوف لا يبصرنا، و قال ابن المقرئ:

[لا] (1) يبصرنا، قال:«أ فعميا و ان أنتما لا تبصرانه ؟».

و ليس هذا من مفردات يونس، فقد رواه عقيل بن خالد أيضا عن الزهري، حدّثنا به أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنبأنا أحمد بن محمّد بن الحسن بن الشّرقي، ثنا محمّد بن يحيى الذهلي، ثنا سعيد بن أبي مريم، أنبأنا نافع بن يزيد، حدّثني عقيل، أخبرني ابن شهاب عن نبهان مولى أم سلمة عن أمّ سلمة قالت: دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أنا و ميمونة جالستان، فجلس فاستأذن عليه ابن أم مكتوم الأعمى، فقال:«احتجبا منه»، فقلنا: يا رسول اللّه أ ليس بأعمى لا يبصرنا؟ قال:«فأنتما لا تبصرانه ؟» [11568].

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، و أبو الحسن الغساني، قالا: ثنا - و أبو منصور المقرئ، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أخبرني عبيد اللّه بن أبي الفتح، أنبأنا محمّد بن المظفر الحافظ (3)،ثنا أبو القاسم عبد اللّه بن جعفر القزويني بمصر، ثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: قدمت مصر بعد ذلك فكان ابن أبي مريم يحدّثنا بحديث نافع بن يزيد قال أحمد بن منصور: ثنا ابن أبي مريم، أنبأنا نافع بن يزيد، عن عقيل [عن] (4) ابن شهاب، عن نبهان مولى أمّ سلمة أن أم سلمة حدثته أنها كانت عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و ميمونة قالت فبينا نحن عنده أقبل ابن أم مكتوم فدخل علينا، و ذلك بعد أن أمرنا بالحجاب، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«احتجبا منه» قلنا: يا رسول اللّه أ ليس هو أعمى لا يبصرنا و لا يعرفنا؟[فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:] (5)«أ فعمياوان أنتما، أ لستما تبصرانه»، قال الرمادي: فلما فرغ ابن أبي مريم من هذا الحديث ضحكت، فقال: ممّ تضحك ؟ فأخبرته بما قال علي (6)،و كتب إليه أحمد يقول: هذا حديث تفرّد به يونس بن يزيد، و هذا أنت قد حدّثت عن نافع بن يزيد عن عقيل، و هو أعلى من

ص: 436


1- زيادة لازمة عن «ز».
2- تاريخ بغداد 16/3-17.
3- بالأصل:«ابن أبي المظفر» و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
4- زيادة عن «ز»، و تاريخ بغداد.
5- الزيادة لازمة للإيضاح عن «ز»، و تاريخ بغداد.
6- يعني علي بن المديني.

يونس، قال: فقال لي ابن أبي مريم: إنّ شيوخنا المصريين لهم عناية بحديث الزهري.

قال الخطيب (1):و حدّثني الصوري، أخبرني الصوري أخبرني عبد الغني بن سعيد، ح و أنبأنا أبو صادق مرشد بن يحيى، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، قالا: أنبأنا محمّد بن الحسين بن الطفّال، قالا: أنبأنا أبو طاهر القاضي، حدّثني إبراهيم بن جابر قال:

سمعت الرمادي و حدّث بحديث عقيل عن ابن شهاب قال: هذا مما ظلم فيه الواقدي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر، و أبو الفضل.

ح و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنبأنا أبو طاهر، قالا: أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني، أنبأنا أبو الحسين الأهوازي، أنبأنا أبو حفص، ثنا خليفة بن خيّاط (2) قال: محمّد ابن عمر بن واقد يكنى أبا عبد اللّه، مات (3) سنة سبع و مائتين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو (4) بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسين اللّنباني (5)،أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا محمّد بن سعد (6) قال في طبقات أهل بغداد: محمّد بن عمر الواقدي بن واقد الأسلمي، و يكنى أبا عبد اللّه، مولى لبني سهم، بطن من أسلم، ولي القضاء ببغداد، و مات ليلة الاثنين لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي الحجّة سنة سبع و مائتين، و دفن يوم الثلاثاء، و هو ابن ثمان و سبعين سنة، و صلّى عليه ابن سماعة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر ابن حيوية، أنبأنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمّد بن سعد (7) قال في الطبقة السابعة من أهل المدينة: محمّد بن عمر بن واقد، يكنى أبا عبد اللّه الواقدي مولى لبني سهم من أسلم، و كان قد تحوّل من (8) المدينة، فنزل بغداد، و ولي القضاء لعبد اللّه بن هارون أمير المؤمنين بعسكر المهدي أربع سنين، و كان عالما بالمغازي و السيرة،

ص: 437


1- تاريخ بغداد 18/3-19.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 614 رقم 3221.
3- صحفت بالأصل إلى:«يكنى» و المثبت عن «ز»، و طبقات خليفة.
4- صحفت بالأصل و «ز» إلى: عمر.
5- صحفت بالأصل و «ز» إلى: اللبناني.
6- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
7- طبقات ابن سعد 425/5.
8- بالأصل:«في» تصحيف و المثبت عن «ز»، و ابن سعد.

و الفتوح، و باختلاف الناس في الحديث، و الأحكام و اجتماعهم على ما اجتمعوا عليه، و قد فسّر ذلك في كتب استخرجها و وضعها و حدّث بها، و أخبرني أنه ولد في أوّل سنة ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس (1)،قالا: حدّثنا - و أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا - أبو القاسم الأزهري، ثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، أنبأنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن فهم، ثنا محمّد بن سعد قال الخطيب:

و أخبرني الحسن بن أبي طالب، ثنا محمّد بن العبّاس الخزاز، ثنا العبّاس بن العبّاس بن المغيرة، أخبرني الحارث بن محمّد، عن محمّد بن سعد - و لفظ الحديث لابن الفهم-.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن فهم، ثنا محمّد بن سعد (3) قال: محمّد بن عمر بن واقد - زاد ابن البنّا: الأسلمي، و قالوا:- مولى عبد اللّه بن بريدة الأسلمي، زاد ابن البنّا:

يكنى أبا عبد اللّه، و قالوا-: و كان من أهل المدينة، فقدم بغداد في سنة ثمانين و مائة في دين لحقه فلم يزل بها، و خرج إلى الشام و الرقّة، ثم رجع إلى بغداد، فلم يزل بها إلى أن قدم المأمون من خراسان، فولاه القضاء بعسكر المهدي، فلم يزل قاضيا حتى مات ببغداد ليلة الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة خلت - و قال ابن البنّا: لإحدى عشرة خلت من ذي الحجة - سنة سبع و مائتين، و دفن يوم الثلاثاء في مقابر الخيزران - زاد الخطيب: و هو ابن ثمان و سبعين سنة - و ذكر أنه ولد سنة ثلاثين و مائة في آخر خلافة مروان بن محمّد، و اتفقوا و قالوا-: و كان عالما بالمغازي، و اختلاف الناس، و أحاديثهم.

انتهى حديث الخطيب، و زاد ابن البنّا: و قد روى عن محمّد بن عجلان (4)،و الضحاك ابن عثمان، و معمر و ابن (5) جريج، و ثور بن يزيد، و معاوية بن صالح، و الوليد بن كثير، و عبد الحميد بن جعفر، و أسامة بن زيد، و مخرمة بن بكير، و أفلح بن سعيد، و أفلح بن حميد، و يحيى بن عبد اللّه (6)،بن أبي قتادة، و ابن أبي ذئب.

ص: 438


1- بالأصل: قيس، تصحيف، و المثبت عن «ز».
2- طبقات ابن سعد 334/7.
3- تاريخ بغداد 3/3 و 4.
4- زيد بعدها في طبقات ابن سعد:«و ربيعة» و قد ورد في أسماء شيوخه في تهذيب الكمال: ربيعة بن عثمان التيمي.
5- بالأصل:«معمر بن جريج» تصحيف، و التصويب عن «ز»، و ابن سعد.
6- أقحم بعدها بالأصل: و يحيى.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنبأنا المبارك ابن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالا: أنبأنا [أبو] (1) أحمد الواسطي، أنبأنا أبو بكر الشيرازي، أنبأنا أبو الحسن المقرئ، ثنا محمّد بن إسماعيل (2) قال: محمّد بن عمر الواقدي مدني، قاضي بغداد، عن معمر، و مالك؛ سكتوا عنه و تركه أحمد، و ابن نمير، مات سنة سبع و مائتين أو بعدها بقليل.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم العبدي، أنبأنا حمد (3)-إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4):محمّد بن عمر ابن محمّد الواقدي الأسلمي أبو عبد اللّه القاضي، مولى لبني سهم، ولي القضاء ببغداد و مات بها، روى عن معمر، و ابن أبي ذئب، و مالك، و الأوزاعي، و الثوري، روى عنه أبو بكر بن أبي شيبة، و يحيى بن أبي الخصيب، سمعت أبي يقول ذلك.

قال ابن أبي حاتم: روى عنه حامد بن يحيى البلخي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن منصور، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن حمدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو عبد اللّه محمّد بن عمر بن واقد الواقدي قاضي بغداد، متروك الحديث.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني [عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي] (5) قال:

أبو عبد اللّه محمّد بن عمر الواقدي قاضي بغداد، ليس بثقة.

أخبرنا أبو الفضل أيضا، أنبأنا أبو طاهر الخطيب - إجازة - أنبأنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، ثنا أبو بشر الدولابي قال أبو عبد اللّه محمّد بن عمر الواقدي، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن [أبي] (6) علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي ابن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو عبد اللّه محمّد بن عمر بن واقد الأسلمي مولى

ص: 439


1- زيادة لازمة عن «ز»، لتقويم السند.
2- التاريخ الكبير للبخاري 178/1/1.
3- في «ز»: أحمد، تصحيف.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 20/8.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، للإيضاح.
6- زيادة لازمة عن «ز».

لبني سهم، بطن من أسلم، الواقدي، المدني، قاضي بغداد، عن عمر بن راشد، و مالك بن أنس، ذاهب الحديث، روى عنه محمّد بن أسد الحسيني (1)،و عمّار بن رجاء.

أخبرنا أبو القاسم الخطيب، و أبو الحسن الزاهد، و أبو منصور المقرئ، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):محمّد بن عمر بن واقد، أبو عبد اللّه الواقدي المدني، سمع ابن أبي ذئب، و معمر بن راشد، و مالك بن أنس، و محمّد بن عبد اللّه ابن أخي الزهري، و محمّد بن عجلان، و ربيعة بن عثمان، و ابن جريج، و أسامة بن زيد، و عبد الحميد بن جعفر، و سفيان الثوري، و أبا معشر، و جماعة سوى هؤلاء، روى عنه كاتبه محمّد بن سعد، و أبو حسّان الزّيادي، و محمّد بن إسحاق الصغاني، و أحمد بن الخليل البرجلاني، و عبد اللّه بن الحسن الهاشمي، و أحمد بن عبيد بن ناصح، و محمّد شجاع الثلجي، و الحارث بن [أبي] (3) أسامة و غيرهم، قدم الواقدي بغداد و ولي قضاء الجانب الشرقي منها، و هو ممّن طبق شرق الأرض و غربها ذكره، و لم يخف على أحد عرف أخبار الناس أمره، و سارت الركبان بكتبه في فنون العلم، من المغازي و السير، و الطبقات و أخبار النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و الأحداث التي كانت في وقته، و بعد وفاته صلّى اللّه عليه و سلّم، و كتب الفقه، و اختلاف الناس في الحديث و غير ذلك، و كان جوادا كريما مشهورا بالسخاء.

قال الخطيب (4):و أخبرني الحسن بن أبي طالب، ثنا محمّد العباس، ثنا أبو الحسين العباس بن العباس بن المغيرة الجوهري، حدّثني أبو جعفر الضبعي، حدّثني محمّد بن خلاّد قال: سمعت محمّد بن سلام الجمحي يقول: محمّد بن عمر الواقدي عالم دهره.

قال (5):و أنبأنا الأزهري، أنبأنا محمّد بن العبّاس، ثنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن الخليل، قال: سمعت إبراهيم بن الحربي يقول: الواقدي أمنّ الناس على أهل الإسلام، و قال أبو أيّوب: حدّثني أبو محمّد الطوسي قال: سمعت إبراهيم بن سعيد يقول: سمعت المأمون يقول: ما قدمت بغداد إلاّ لأكتب كتب الواقدي.

قال أبو أيوب: و سمعت إبراهيم الحربي يقول: كان الواقدي أعلم الناس بأمر الإسلام، فأمّا الجاهلية فلم يعمل فيها شيئا.

ص: 440


1- رسمها بالأصل:«الحسى» و المثبت عن «ز».
2- تاريخ بغداد للخطيب 3/3.
3- زيادة عن «ز»، و تاريخ بغداد.
4- تاريخ بغداد 5/3.
5- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 5/3.

أنبأنا أبو صادق مرشد بن يحيى، و أبو عبد اللّه بن الحطّاب (1)،قالا: أنبأنا أبو الحسن محمّد بن الحسين.

ح و أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا الصوري، أخبرني عبد الغني بن سعيد، قالا: أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أحمد الذهلي، ثنا موسى بن هارون قال: سمعت مصعبا الزبيري يذكر الواقدي فقال: و اللّه ما رأينا مثله قط .

قال مصعب - و في حديث محمّد بن الحسين قال: و سمعت مصعبا يقول:- حدّثني من سمع عبد اللّه - يعني: ابن المبارك - يقول: كنت أقدم المدينة فما يفيدني و لا يدلّني على الشيوخ إلاّ الواقدي.

أخبرنا أبو القاسم، و أبو الحسن قالا: ثنا - و أبو منصور، أنبأنا أبو بكر الخطيب (3)، أخبرني أحمد بن سليمان المقرئ، ثنا عبد الرّحمن بن عمر، ثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، ثنا جدّي، ثنا عبيد بن أبي الفرج، حدّثني يعقوب مولى إلى أبي عبيد اللّه قال: سمعت الدراوردي - و ذكر الواقدي - فقال: ذلك أمير المؤمنين في الحديث.

قال: و حدّثني جدي، حدّثني بعض أصحابنا ثقة، قال: سمعت أبا عامر العقدي يسأل عن الواقدي فقال: نحن نسأل عن الواقدي (4)؟إنّما يسأل الواقدي عنا ما كان يفيدنا (5)الشيوخ و الأحاديث بالمدينة إلاّ الواقدي.

و قال جدي: حدّثني مفضّل قال: قال الواقدي: لقد كانت ألواحي تضيع فأوتى (6) بها من شهرتها بالمدينة، يقال: هذه ألواح ابن واقد.

أخبرنا أبو الحسين (7) القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا [حمد] (8)-إجازة-.

ص: 441


1- بالأصل و «ز»: الخطاب، تصحيف.
2- تاريخ بغداد 9/3.
3- تاريخ بغداد 9/3.
4- قوله:«نحن نسأل عن الواقدي» ليس في تاريخ بغداد.
5- بالأصل:«يفيد» و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
6- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
7- صحفت بالأصل إلى: الحسن، و المثبت عن «ز»، و السند معروف.
8- زيادة لازمة لتقويم السند عن «ز»، و السند معروف.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم (1)،حدّثني أبي، ثنا معاوية بن صالح بن أبي عبيد اللّه الأشعري الدمشقي قال: سمعت سنيد بن داود يقول: كنا عند هشيم [فدخل الواقدي، فسأله هشيم] (2) عن باب ما يحفظ فيه فقال الواقدي: ما عندك يا أبا معاوية ؟ فذكر خمسة أو ستة أحاديث في الباب، ثم قال للواقدي: ما عندك ؟ فحدّثه بثلاثين حديثا عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و أصحابه و التابعين، ثم قال: سألت مالكا، و سألت ابن أبي ذئب، و سألت و سألت فرأيت وجه هشيم يتغير. و قام (3) الواقدي فخرج، فقال هشيم: لئن كان كذابا فما في الدنيا مثله، و إن كان صادقا فما في الدّنيا مثله.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن الزاهد، قالا: ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،قال: قرأت على محمّد بن الحسين القطّان عن دعلج بن أحمد، أنبأنا أحمد بن علي الأبّار قال: سألت مجاهدا - يعني: ابن موسى - عن الواقدي قال: ما كتبت عن أحد أحفظ منه، لقد جاءه رجل من بعض هؤلاء الكتّاب فسأله عن الرجل لا يستطيع أن يصلي قائما، فقال: اجلس، فجعل يملي عليه فقال لي أبو الأحوص الذي كان في ..... (5):تعال فاسمع فجعل (6) يقول: حدّثنا فلان عن فلان يصلي قاعدا، يصلي على جنبه، فقال لي: سمعت من هذا شيئا؟ قلت: لا، قال: و بلغني عن الشاذكوني أنه قال: إما أن يكون أصدق الناس، و إمّا أن يكون أكذب الناس، و ذلك أنه كتب عنده، فلما أراد أن يخرج جاء بالكتاب فسأله، فإذا هو لا يغير حرفا و كان يعرف رأي سفيان (7)،و مالك، و ما رأيت مثله.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، أنبأنا يوسف بن أحمد، أنبأنا أبو جعفر العقيلي (8)،حدّثنا أحمد بن علي - يعني

ص: 442


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 20/8-21.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لإيضاح المعنى عن «ز»، و الجرح و التعديل.
3- بالأصل و «ز»: «و قال» خطأ، و التصويب عن الجرح و التعديل.
4- تاريخ بغداد 11/3.
5- رسمها بالأصل:«التعيين» و في «ز»: التعسق.
6- من قوله: قائما... إلى هنا، سقط من تاريخ بغداد.
7- بالأصل:«أبي سفيان» و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
8- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 108/4 و من طريق ابن الأبار في تهذيب الكمال 102/17.

الأبّار - قال: سألت مجاهد بن موسى عن الواقدي فقال: ما كتبنا عن أحد أحفظ منه، لقد جاءه رجل من بعض هؤلاء الكتّاب يسأله عن الرجل لا يستطيع أن يصلّي قائما فقال: اجلس، فجعل يملي عليه، فقال لي أبو الأحوص الذي كاد يكون في التعيين (1)-يعني - محمّد بن حيّان: تعال فاسمع، فجعل يقول: حدّثنا فلان عن فلان يصلي قاعدا، يصلّي على جنبه، يصلي بحاجبيه (2) فقال لي: سمعت من هذا شيئا؟ قلت: لا، و بلغني عن الشاذكوني أنه قال:

إمّا أن يكون أصدق الناس، و إمّا أن يكون أكذب الناس، و ذلك أنه كتب عنه، فلما أن أراد أن يخرج أتاه بالكتاب، فسأله فإذا هو لا يغير حرفا، و كان يعرف رأي سفيان، و مالك، ما رأيت مثله قط .

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3)،أخبرنا الحسن بن أبي طالب، ثنا محمّد بن العبّاس، ثنا العبّاس ابن العبّاس بن المغيرة، حدّثني القاضي أبو عبد اللّه المقدمي، ثنا أبو موسى - أظنه الزّمن - ثنا عبد الرّحمن بن المهدي، عن سفيان، عن الحسن بن عمرو (4)،عن غالب بن عباد، عن قيس بن حبتر (5) النهشلي، عن عمر، في العمّة [و الخالة: قال أبو موسى: فقدم علينا مؤمل ابن إسماعيل فوجدناه في كتابه عن قيس بن حبتر، فأنكرناه] (6) عليه، ثم قدم علينا بعد ذلك أبو أحمد الزبيري فحدّثنا به عن قيس بن حبتر (7) فأنكرناه أيضا عليه، و قلنا له: إنما له إنما هو قيس بن جبير، فأنكر ذلك، و قال: نحن أعلم بهذا الحديث، هو قيس بن حبتر، قال المقدمي: فسمعت الرمادي يقول لما حدّث به أبو أحمد و مؤمل فخالفا عبد الرّحمن بن مهدي أتى أصحاب الحديث محمّد بن عمر الواقدي فقالوا: سله عنه لعله قد سمعه من الثوري، فإنه حافظ ، فقالوا: سلوه و لا تلقنوه، فقالوا له: حديث رواه الثوري عن الحسن بن عمرو، عن غالب عن رجل عن عمر في العمّة و الخالة، أ تعرف الرجل من هو؟ فقال: قد سمعته من الثوري، و هو عن رجل ليس بمشهور، فدعوني أتذكر لكم فاستلقى على قفاه ثم قال: هو عن

ص: 443


1- كذا رسمها بالأصل، و في «ز»: «التعسق» و في تهذيب الكمال:«البغويين» و في الضعفاء الكبير:«البغيين» و لم أصل إليها.
2- قوله:«يصلي بحاجبيه» سقط من «ز».
3- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 9/3 و 10.
4- صحفت بالأصل إلى:«غالب» و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
5- في تاريخ بغداد:«جبير» راجع ترجمته في تهذيب الكمال 301/15.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و تاريخ بغداد و في (تاريخ بغداد: قيس بن جبير)
7- انظر ما مرّ بشأنه.

قيس، فقالوا: نعم، قيس بن من ؟ ففكّر طويلا، فقال: قيس بن حبتر، لا شك فيه.

أنبأنا أبو صادق مرشد بن يحيى، و أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم، قالا: أنبأنا محمّد ابن الحسين بن محمّد، أنبأنا أبو طاهر الذهلي، حدّثني إبراهيم بن جابر، حدّثني بعض أصحابنا عن الرمادي قال: قال لي أبو مسلم المستملي: قال لي أحمد بن حنبل: قد اختلف في أمر قيس بن حبتر فائت الواقدي فاسأله، قال: فأتيت الواقدي فسألته، فجعل يتذكر ثم قال: حدّثناه سفيان ثم قال: عن من ؟ قلت: لا أقول لك، فاستلقى على قفاه، و جعل يقول:

عن من ؟ ثم قال: عن قيس بن حبتر.

قال لنا القاضي أبو طاهر: زادني بعض أصحابنا في هذه الحكاية عن أبي مسلم قال:

كان معه تابعه.

قال: و أنبأنا أبو طاهر الذهلي، ح و أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الزاهد، قالا: حدّثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (1)،حدّثني الصوري، أخبرني عبد الغني بن سعيد، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصر، حدّثني إبراهيم بن جابر قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: قال الشاذكوني: كتبت ورقة من حديث الواقدي، و جعلت فيها حديثا عن مالك لم يروه إلاّ ابن مهدي عن مالك، ثم أتيت بها الواقدي، فحدّثني إلى أن بلغ إلى الحديث، قال: فتركني ثم قام، فدخل ثم خرج فقال: هذا الحديث سأل عنه إنسان بغيض لمالك بن أنس فلم أكتبه، ثم حدّثني به. و قال إبراهيم بن جابر:

حدّثني عليّ بن المبارك قال: قال عليّ بن المديني، حدّثني ابن مهدي - يعني - عن مالك بحديث لم يحدّث به غيره عنه، فكتب ورقة من حديث الواقدي و جعلت ذلك الحديث في وسط الأحاديث، ثم أتيت الواقدي بها، فقرأ عليّ حتى بلغ إلى الحديث، فنظر إليّ ثم نظر إلى الحديث، ثم قام فدخل ثم خرج فحدّثني بالحديث، ثم قال لي: كان إنسان أزرق بغيض سأل مالكا عن هذا الحديث، فمن بغضه لم أكتبه، فلمّا رأيته في كتابك الساعة قمت و كتبته و حدّثتك به.

أخبرنا أبو القاسم، و أبو الحسن، قالا: ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا محمّد بن جعفر الورّاق، و أحمد بن محمّد الكاتب، قالا: أنبأنا مخلد (3)

ص: 444


1- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 10/3-11.
2- تاريخ بغداد 6/3.
3- كذا بالأصل و «ز»، و في تاريخ بغداد: مجالد بن جعفر.

ابن جعفر، ثنا محمّد بن جرير الطبري قال: قال ابن سعد: كان الواقدي يقول: ما من أحد إلاّ و كتبه أكثر من حفظه، و حفظي أكثر من كتبي.

قال (1):و حدّثني الأزهري، حدّثنا عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى، أنبأنا أبو علي حامد ابن محمّد الهروي، قال: سمعت الحسن بن محمّد المؤدّب يقول: سمعت يحيى بن أحمد ابن عبد اللّه بن جبلة (2) يحكي عن أبي حذافة قال: كان للواقدي ستمائة قمطر كتب.

قال: و أخبرني أحمد بن سليمان بن علي المقرئ، ثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلاّل، ثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: سمعت أبي يقول: لما انتقل الواقدي من جانب الغربي إلى هاهنا يقال إنه حمل كتبه على عشرين و مائة وقر (3).

قال (4):و أخبرني الحسن بن أبي طالب، ثنا محمّد بن العبّاس، ثنا أبو الحسين بن المغيرة، حدّثني أبو جعفر أحمد بن محمّد الضّبعي (5)،حدّثني إسماعيل بن مجمع - و هو الكلبي - قال: سمعت أبا عبد اللّه الواقدي يقول: ما أدركت أحدا من أبناء الصحابة، و أبناء الشهداء، و لا مولى لهم إلاّ سألته: هل سمعت أحدا من أهلك يخبرك عن مشهده و أين قتل ؟ فإذا أعلمني مضيت إلى الموضع فأعاينه، و لقد مضيت إلى المريسيع فنظرت إليها، و ما علمت غزاة إلاّ مضيت إلى الموضع حتى فأعاينه، أو نحو هذا الكلام، قال: فحدّثني ابن منيع قال:

سمعت هارون القروي يقول: رأيت الواقدي بمكة و معه ركوة فقلت: أين تريد؟ فقال: أريد أن أمضي إلى حنين حتى أرى الموضع و الوقعة، قال العباس: و حدّثني من أثق به و هو أبو أيوب بن أبي يعقوب قال: سألت إبراهيم الحربي قلت: أريد أن أكتب مسائل مالك، فأيّما أعجب إليك مسائل ابن وهب أو ابن القاسم ؟ فقال لي: اكتب مسائل الواقدي، في الدنيا أحد يقول سألت الثوري، و ابن أبي ذئب، و يعقوب، أراد أن مسائله أكثرها سؤال.

قال (6):و أنبأنا الأزهري، أنبأنا محمّد بن العبّاس، ثنا أبو أيّوب سليمان بن إسحاق بن الخليل قال: و سألت إبراهيم الحربي قلت: أريد أكتب مسائل مالك، فأيّ مسائل مالك ترى

ص: 445


1- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 6/3.
2- في تاريخ بغداد: حبلة.
3- الوقر: الحمل الثقيل.
4- تاريخ بغداد 6/3.
5- بالأصل:«الصنعي» و في «ز»: «الصبعي» و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- تاريخ بغداد 6/3-7.

أن أكتب ؟ قال: مسائل الواقدي، قلت له: أو ابن وهب ؟ قال: لا، إلاّ الواقدي، ثم ابن وهب، في الدنيا إنسان يقول: سألت مالكا و الثوري، و ابن أبي ذئب، و يعقوب غيره.

قال (1):و أنبأنا الأزهري، أنبأنا محمّد بن العبّاس، ثنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق قال: سمعت إبراهيم الحربي (2) يقول: سمعت المسيبي (3) يقول: رأينا الواقدي يوما جالسا إلى اسطوانة في مسجد المدينة، و هو يدرس، فقلنا له: أيّ شيء تدرس ؟ فقال: جزء من المغازي.

قال: و أنبأنا الأزهري، أنبأنا محمّد بن العبّاس، ثنا أبو أيوب قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: قال: و أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، ثنا عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد بن حمدان العكبري، ثنا محمّد بن أيوب بن المعافى قال: قال إبراهيم الحربي:

و سمعت المسيبي (4) يقول: قلنا للواقدي: هذا الذي يجمع الرجال يقول حدّثنا فلان و فلان،[و حيث لا يميز واحد له] (5) حدّثنا بحديث كل رجل على حدة، قال: يطول. قلنا له: قد رضينا، قال: فغاب عنا جمعة ثم جاءنا بغزوة أحد عشرين جلدا. و في حديث البرمكي: مائة جلد، فقلنا له: ردّنا إلى الأمر الأول، معنى اللفظتين متقارب.

قال الخطيب: و كان الواقدي مع ما ذكرنا من سعة علمه و كثرة حفظه لا يحفظ القرآن، أنبأنا الحسين بن محمّد بن جعفر الرافقي (6)،ثنا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل، ثنى محمّد ابن موسى البربري (7)،قال: قال المأمون للواقدي: أريد أن تصلي الجمة غدا بالناس، قال:

فامتنع، قال: لا بدّ من ذلك، فقال: و اللّه يا أمير المؤمنين ما أحفظ سورة الجمعة، قال: فأنا أحفظك، قال: فافعل، قال: فجعل المأمون يلقنه سورة الجمعة حتى بلغ النصف منها، فإذا (8) حفظه ابتدأ بالنصف الثاني، فإذا حفظ النصف الثاني نسي الأول، فأتعب المأمون

ص: 446


1- تاريخ بغداد 7/3.
2- في تاريخ بغداد: إبراهيم بن إسحاق.
3- كذا بالأصل و «ز»، و في تاريخ بغداد: السّمتي.
4- راجع الحاشية السابقة.
5- الجملة بالأصل غير واضحة و صورتها:«و جئت لمتن لو» و في «ز»: «و جئت بمتن واحد لو» و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- كذا بالأصل و «ز»: «الرافقي» و في تاريخ بغداد: الرافعي.
7- بدون إعجام بالأصل و رسمها فيه:«البربونى ؟؟» و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
8- بالأصل:«قال» و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.

و نعس. فقال: لعليّ بن صالح: يا علي حفظه أنت، قال علي: ففعلت، و نام المأمون، فجعلت أحفظه النصف الأول فيحفظه، فإذا حفّظته الأول نسي الثاني، و إذا حفظته الثاني نسي الأول، فاستيقظ المأمون فقال لي: ما فعلت ؟ فأخبرته، فقال: هذا رجل يحفظ التأويل و لا يحفظ التنزيل، اذهب فصلّ بهم، و اقرأ أيّ سورة شئت.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي فيما أرى، ثنا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو القاسم، و أبو الحسن، قالا: ثنا - و أبو منصور، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنبأنا القاضي أبو الحسين (2) محمّد بن عليّ بن المهتدي باللّه الهاشمي، أنبأنا محمّد بن الحسن (3) بن الفضل بن المأمون، ثنا أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباري، ثني محمّد بن المرزبان، ثني أبو بكر القرشي، ثنا المفضّل بن (4) غسان عن أبيه قال: صلّيت خلف الواقدي صلاة الجمعة، فقرأ: إِنَّ هٰذٰا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولىٰ (5) صحف عيسى و موسى.

قال الخطيب (6):و أخبرني أحمد بن سليمان المقرئ، ثنا عبد الرّحمن بن عمر، ثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، ثنا جدي قال: و مما ذكر لنا أن مالكا سئل عن قتل الساحرة فقال: انظروا هل عند الواقدي في هذا شيء؟ فذاكروه ذلك فذكر شيئا عن الضحاك بن عثمان، فذكروا أن مالكا قنع به، قال جدي: و ما أدري ممن سمعت هذا غير أني قد سمعته.

قال الخطيب (7):و أنبأنا الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا ابن المغيرة، ثنا الحارث بن محمّد، ثني رجل من أصحابنا، ثنا محمّد بن (8) صالح، قال الحارث أو سمعته أنا من محمّد بن صالح قال: سئل مالك بن أنس عن المرأة التي سمّت (9) النبي صلى اللّه عليه و سلّم بخيبر ما فعل بها؟[فقال: ليس عندي بها] (10) علم، و سأسأل أهل العلم، قال: فلقي

ص: 447


1- تاريخ بغداد 8/3.
2- الأصل: الحسن، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
3- كذا بالأصل و «ز»، و في تاريخ بغداد: الحسين.
4- بالأصل: عن، تصحيف.
5- سورة الأعلى، الآية:18.
6- تاريخ بغداد 8/3.
7- تاريخ بغداد 8/3.
8- في تاريخ بغداد: محمّد بن العباس.
9- بالأصل و «ز»: «سمعت» تصحيف، و المثبت عن تاريخ بغداد.
10- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و تاريخ بغداد.

الواقدي فقال: يا أبا عبد اللّه ما فعل النبي صلى اللّه عليه و سلّم بالمرأة التي سمّته بخيبر؟ فقال: الذي عندنا أنه قتلها، فقال مالك: قد سألت أهل العلم فأخبروني أنه قتلها.

أخبرنا أبو القاسم، و أبو الحسن، قالا: ثنا - و أبو منصور، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (1)، حدّثني الصوري، أخبرني عبد الغني بن سعيد، ح و أنبأنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، قالا: أنبأنا محمّد بن الحسين، قالا: أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصر، ثني إبراهيم بن جابر، حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: كتب أبي [عن أبي] (2) يوسف و محمّد ثلاثة قماطر قلت له: كان ينظر فيها قال: كان ربما نظر فيها، و كان أكثر نظره في كتب الواقدي.

أخبرنا أبو القاسم، و أبو الحسن، قالا: حدّثنا - و أبو منصور، أنبأنا - الخطيب (3) قال:

قرأت على محمّد بن عليّ بن يعقوب المعدّل عن يوسف بن إبراهيم السهمي، أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي الحافظ قال: سمعت أبا بكر محمّد بن إسحاق الصغاني يقول:

قال يحيى بن أيوب المقابري: كنت عند (4) محمّد بن الحسن، فذكروا الواقدي محمّد بن عمر فذكره إنسان في مجلسه بشيء، فقال محمّد بن الحسن: لقد رأيت أبحاث سفيان الثوري و لو كنت لا يقول هذا فيه، فقال أبو بكر الصغاني: لقد كان الواقدي و كان، و ذكر من فضله، و ما يحضر مجلسه من الناس من أصحاب الحديث مثل الشاذكوني و غيره، و حسن أحاديثه ثم قال أبو بكر: أما أنا فلا أحتشم؛ أن أروي عنه.

قال (5):و حدّثني محمّد بن علي الصوري، أخبرني عبد الغني بن سعيد الحافظ ، ح و أنبأنا أبو صادق المديني، و أبو عبد اللّه بن الحطّاب (6)،قالا: أنبأنا محمّد بن الحسين بن محمّد، قالا: أنبأنا محمّد بن أحمد بن (7) عبد اللّه بن نصر، حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن جابر الفقيه، قال: سمعت الصاغاني و ذكر الواقدي فقال: و اللّه لو لا أنه عندي ثقة ما حدّثت عنه، حدّث عنه أربعة أئمة: أبو بكر بن أبي شيبة، و أبو عبيد (8)،و أحسبه ذكر أبا خيثمة و رجلا آخر.

ص: 448


1- تاريخ بغداد 15/3.
2- الزيادة عن «ز»، و تاريخ بغداد.
3- تاريخ بغداد 8/3.
4- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
5- تاريخ بغداد 9/3.
6- بالأصل و «ز»: الخطاب، تصحيف.
7- من هنا إلى قوله: الواقدي في السطر التالي سقط من تاريخ بغداد و قد وضع مصححه مكان السقط «الذهلي و ذكر».
8- بالأصل:«عبد اللّه» تصحيف، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الزاهد، قالا: ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (1)،أخبرني أبو بكر البرقاني، حدّثني محمّد بن أحمد الأدمي، ثنا محمّد بن علي الإيادي، ثنا زكريا الساجي، ثنا أحمد بن محمّد الدقيقي، حدّثني إبراهيم بن يعيش قال: سمعت عمرا الناقد قال: قلت للدراوردي: ما تقول في الواقدي، قال: تسألني عن الواقدي! سل الواقدي عني.

أنبأنا أبو صادق و أبو عبد اللّه قالا: أنبأنا محمّد بن الحسين، ثنا أبو طاهر الذهلي، حدّثني إبراهيم بن جابر، حدّثني بعض أصحابنا عن إبراهيم الحربي قال:[سئل] (2) معن عن الواقدي. فقال: مثلي يسأل عن الواقدي.

أخبرنا أبو القاسم، و أبو الحسن، قالا: ثنا - و أبو منصور، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3)، أخبرني الأزهري، أنبأنا محمّد بن العباس، ثنا سليمان بن إسحاق (4) بن الخليل، قال:

سمعت إبراهيم الحربي يقول: سمعت مصعبا الزبيري و سئل عن الواقدي ؟ فقال: ثقة، مأمون، و سئل المسيبي عنه فقال: ثقة مأمون، و سئل معن بن موسى فقال: أسأل أنا عن الواقدي ؟[يسأل الواقدي] (5) عني، و سئل عنه أبو يحيى الزهري فقال: ثقة مأمون (6)،قال:

و سمعت إبراهيم يقول: سألت ابن نمير عن الواقدي فقال: أمّا حديثه عنا فمستو، و أمّا حديث أهل المدينة فهم أعلم به.

قال (7):و أنبأنا أحمد بن عبد اللّه الأنماطي، ثنا محمّد بن المظفر، ثنا أبو عيسى حسن (8) بن محمّد الواسطي، ثنا جابر بن كردي قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: محمّد ابن عمر الواقدي ثقة.

قال (9):و أنبأنا الحسن بن علي الجوهري، أنبأنا محمّد بن العبّاس، ثنا أبو بكر

ص: 449


1- تاريخ بغداد 9/3.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز».
3- تاريخ بغداد 11/3.
4- كذا بالأصل و «ز»، و في تاريخ بغداد: سليمان بن أحمد الخليل.
5- الزيادة للإيضاح عن «ز»، و تاريخ بغداد.
6- بالأصل:«مأمونا» و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
7- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 11/3.
8- كذا بالأصل و «ز»، و في تاريخ بغداد: جبير.
9- تاريخ بغداد 11/3-12.

النيسابوري قال: سمعت الصاغاني غير مرة يقول: سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول:

قال: و أخبرني عبيد اللّه بن أحمد الصيرفي، أنبأنا محمّد بن المظفر، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، ثنا أبو بكر الصغاني، ثني إبراهيم بن أرمة، قال: سمعت عباسا العنبري يقول: الواقدي أحبّ إليّ من عبد الرزّاق، قال: و حدّثت عن محمّد بن عمران المرزباني، حدّثني مكرم بن أحمد قال: قال إبراهيم الحربي: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلاّم يقول:

الواقدي ثقة.

قال إبراهيم: و أمّا فقه أبي عبيد فمن كتب محمّد بن عمر الواقدي، الاختلاف و الاجماع كان عنده.

قال: و أنبأنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أنبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، ثنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن الخليل الجلاّب، قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: من قال إنّ مسائل مالك و ابن أبي ذئب تؤخذ عن من هو أوثق من الواقدي، فلا يصدق لأنه يقول:

سألت مالكا، و سألت ابن أبي ذئب.

قال (1):و أخبرني عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر - المؤدّب، أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر الخلاّل، ثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، ثنا جدي قال: سمعت إسحاق بن [أبي] (2)إسرائيل قال: كنت عند ابن (3) المبارك و عنده أبو بدر قديد (4) فذكروا فوت الصلاتين بعرفة، فقال أبو بدر (5):يا أبا عبد الرّحمن في هذا حديث عن ابن عبّاس و المسور بن مخرمة، فقال:

عن من ؟ فقال: ابن واقد: قال: فسكت ابن المبارك و طأطأ رأسه،- أو قال: نصت (6)-و لم يقل شيئا، و قال جدي: حدّثني من سأل يحيى بن معين عن الواقدي، و أبي البختري. فقال:

الواقدي أجودهما حديثا، و قال جدي: حدّثني عبد الرّحمن بن محمّد قال: قال لي عليّ بن المديني: قال لي أحمد بن حنبل: أعطني ما كتبت عن ابن أبي يحيى، قال: قلت: و ما تصنع به ؟ قال: انظر فيها، أعتبرها، قال: فنسخها (7) ثم قال: اقرأها عليّ قال: قلت: أنا أحدّث

ص: 450


1- يعني أبا بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 12/3.
2- زيادة للإيضاح عن «ز»، و تاريخ بغداد.
3- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
4- كذا بالأصل و «ز»، و ليست في تاريخ بغداد.
5- في تاريخ بغداد: أبو بكر.
6- بالأصل:«مضب» و في «ز»: «و قال قضب» و الصواب ما أثبت و هو يوافق عبارة تاريخ بغداد.
7- كذا بالأصل و «ز»، و في تاريخ بغداد:«ففتحها» و هو أشبه باعتبار السياق بعد.

عن ابن أبي يحيى، قال: قال لي: و ما عليك ؟ أنا أريد أن أعرفها و أعتبر بها، قال: فقال لي بعد ذلك أحمد: رأيت عند الواقدي أحاديث قد رواها عن قوم من حديث ابن أبي يحيى قلبها عليهم، و ما كان عند علي شيء يحتج به في الواقدي غير هذا، و قد كنت سألت عليا عن الواقدي فما كان عنده فيه شيء أكثر من هذا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو بكر الشامي، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، أنبأنا يوسف بن أحمد، أنبأنا أبو جعفر العقيلي (1)،حدّثني الحسين بن عبد اللّه الذارع، و محمّد بن عتاب، قالا: ثنا أبو داود، أخبرني من سمع عليّ بن المديني يقول: روى الواقدي ثلاثين ألف حديث غريب.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن الزاهد، قالا: ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أخبرني أبو القاسم الأزهري، ثنا عبد الصّمد بن عثمان الصّفّار، أنبأنا محمّد بن عمران بن موسى الصيرفي، ثنا عبد اللّه بن عليّ بن عبد اللّه المديني، قال:

سمعت أبي يقول: عند الواقدي عشرين ألف حديث لم يسمع بها.

قال (3):و سمعت أبي يقول: محمّد بن عمر الواقدي ليس بموضع للرواية، و لا يروى عنه، و ضعّفه.

قال (4):و حدّثني الأزهري، ثنا عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى، ثنا أبو علي الهروي قال:

و سمعت الحسن بن محمّد المؤدّب يقول: سمعت أبا الهيثم يقول: قال يحيى بن معين:

أغرب الواقدي على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عشرين ألف حديث.

قال: و أنبأنا أحمد، أنبأنا علي، ثنا ابن أبي حاتم، ثنا أبي، ثنا أحمد بن أبي شريح قال:

سمعت محمّد بن إدريس الشافعي يقول: الواقدي وصل حديثين لا يوصلان (5).

قال: و أنبأنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، أنبأنا عليّ بن عبد العزيز البردعي، ثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، ثنا يونس بن عبد الأعلى قال: قال لي الشافعي: كتب الواقدي كذب.

أخبرناه عاليا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا عليّ بن

ص: 451


1- الضعفاء الكبير للعقيلي 109/4.
2- تاريخ بغداد 12/3-13.
3- القائل عليّ بن المديني، و الخبر في تاريخ بغداد 13/3.
4- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 13/3.
5- تاريخ بغداد 14/3.

عبد العزيز، أنبأنا ابن أبي حاتم، ثنا يونس بن عبد الأعلى قال: قال الشافعي: كتب الواقدي كذب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن المظفر، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، أنبأنا يوسف بن أحمد، أنبأنا أبو جعفر العقيلي (1)،ثنا محمّد بن عتّاب قال: سمعت أبا داود يقول (2):ذكر لابن المبارك حديث عن الواقدي فقال: سوه.

قال: و حدّثني العقيلي (3)،حدّثنا عمرو بن موسى السّيرافي، ثنا المغيرة بن محمّد المهلبي قال: سمعت عليّ بن المديني يقول: الهيثم بن عدي أوثق عندي من الواقدي، و لا أرضاه في الحديث، و لا في الأنساب، و لا في شيء.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: ثنا و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني عليّ بن محمّد بن الحسن المالكي، أنبأنا عبد اللّه بن عثمان الصّفّار، أنبأنا محمّد بن عمران بن موسى، ثنا عبد اللّه بن عليّ بن المديني قال:

سمعت أبي يقول: كتب الواقدي عن ابن أبي يحيى كتبه.

قال: و سمعت أبي يقول: سألني أحمد بن حنبل أن أحدثه عن إبراهيم بن أبي يحيى فلم أحدّثه.

قال: و سمعت أبي يقول: إبراهيم بن أبي يحيى أحسن حالا عندي من هؤلاء - يعني - الواقدي.

قال: و سمعت أبي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الواقدي يركب الأسانيد، و سمعت يحيى بن معين يقول: الواقدي يحدّث عن عاتكة بنت عبد المطلب، و عن ابن (5)حمزة بن عبد المطّلب، أي يركب (6).

قال: و أنبأنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصيرفي قال: سمعت أبا العباس محمّد بن يعقوب الأصم يقول.

ص: 452


1- الضعفاء الكبير للعقيلي 109/4.
2- كذا بالأصل و «ز»، و العبارة عند العقيلي: يقول لابن المبارك: حدّثنا عن الواقدي، فقال: سوء.
3- الضعفاء الكبير 109/4.
4- تاريخ بغداد 13/3.
5- «ابن» ليست في تاريخ بغداد.
6- كذا بالأصل و «ز»، و في تاريخ بغداد:«من مركب» بدلا من «أي يركب».

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو الحسن بن السقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: ثنا أبو العبّاس الأصمّ قال: سمعت العباس بن محمّد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: الواقدي ليس بشيء.

أخبرنا أبو القاسم، و أبو الحسن، قالا: ثنا - و أبو منصور، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (1)، أخبرني الحسين بن علي الصّيمري، ثنا عليّ بن الحسن الرازي، ثنا محمّد بن الحسين الزعفراني.

ح و قرأت بخط أبي غالب و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنبأنا عليّ بن محمّد بن خزفة، أنبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني، ثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: الواقدي ليس بشيء، و قال مرة أخرى: الواقدي لا يكتب حديثه.

أخبرنا (2) أبو البركات الحافظ ، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا محمّد بن علي الواسطي، أنبأنا محمّد بن أحمد، أنبأنا الأحوص بن المفضّل، أنبأنا أبي قال: و سئل يحيى بن معين عن الواقدي فقال فيه، فقيل له: و أبو البختري ؟ قال: ليس مثل الواقدي، كان أجود.

أخبرنا أبو القاسم، و أبو الحسن، قالا: ثنا - و أبو منصور، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3).

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أحمد بن الحسن بن أحمد، قالا: أنبأنا يوسف بن رباح البصري، أنبأنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس - بمصر - حدّثنا أبو بشر الدّولابي، ثنا معاوية بن صالح أبو عبيد اللّه قال (4):الواقدي ضعيف، قلت ليحيى بن معين:

لم لم تعلم عليه حيث كان الكتاب عندك ؟ قال: أستحي من ابنه هو لي صديق، قلت: فما ذا تقول فيه أنبأنا قال: كان يقلب حديث يونس فصيّرها عن معمر، ليس بثقة، قال أبو عبيد اللّه:

و قال لي أحمد بن حنبل: هو كذاب، و قال أبو عبيد اللّه عن يحيى في موضع آخر محمّد بن عمر بن واقد ليس بشيء، لفظ الخطيب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن

ص: 453


1- تاريخ بغداد.
2- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
3- تاريخ بغداد 13/3.
4- كذا وردت الجملة بالأصل و «ز»، و في تاريخ بغداد: حدثنا معاوية بن صالح: أبو عبد اللّه الواقدي ضعيف.

يوسف، أنبأنا أبو أحمد (1)،ثنا ابن حمّاد، ثنا معاوية، عن يحيى قال: محمّد بن عمر بن واقد ضعيف، و في موضع آخر ليس بشيء.

قال (2):و حدّثنا ابن حمّاد، ثنا معاوية قال: قلت ليحيى: لم لم تعلم عليه حيث كان الكتاب عندك ؟ قال: أستحي من ابنه هو لي صديق، قلت له: فما ذا تقول فيه ؟ قال: كان يقلب حديث يونس فيصيرها عن معمر، ليس بثقة، قال معاوية: قال لي أحمد بن حنبل: هو كذّاب.

قال: و أنبأنا أبو أحمد قال (3):سمعت عبد الملك بن محمّد يقول: ثنا عبد الوهّاب بن الفرات الهمذاني قال: سألت يحيى بن معين عن الواقدي فقال: ليس بثقة.

قرأت على أبي الفضل السلامي، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن (4) عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن عبد السّلام قال: سمعت إسحاق يقول: قال أحمد: الواقدي كان يقلّب الأحاديث يلقي حديث ابن أخي الزهري على معمر، و نحو هذا، قال إسحاق: كما وصف و أشد لأنه عندي ممّن يضع الحديث.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر (5) قال: حدّثت عن دعلج بن أحمد قال: سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن عليّ بن الجارود يقول: سمعت إسحاق الكوسج يقول: قال لي أحمد بن حنبل: كان الواقدي محمّد ابن عمر يقلب الأحاديث، كأنه يجعل ما لمعمر لابن أخي الزهري، و ما لابن أخي الزهري لمعمر، قال إسحاق بن راهوية: كان عندي على ما قال، و كان عندي ممّن يضع.

قال (6):و أنبأنا العتيقي، ثنا عليّ بن عمر الحافظ ، ثنا محمّد بن مخلد، ثنا أحمد بن ملاعب، ثني محمّد بن عليّ بن المديني قال: سمعت أبي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الواقدي يركب الأسانيد.

ص: 454


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 241/6.
2- المصدر السابق.
3- المصدر السابق.
4- صحفت بالأصل إلى:«عن» و المثبت عن «ز».
5- تاريخ بغداد 16/3.
6- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 16/3.

قال (1):و أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، ثنا عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد بن حمدان العكبري، ثنا محمّد بن أيوب بن المعافى، قال: قال إبراهيم الحربي: سمعت أحمد - و ذكر الواقدي - فقال: ليس أنكر عليه شيئا إلاّ جمعه الأسانيد، و مجيئه بمتن واحد على سياقة واحدة، عن جماعة ربما اختلفوا، قال إبراهيم: و لم ؟ و قد فعل هذا ابن إسحاق، كان يقول:

حدّثنا عاصم بن عمر، و عبد اللّه بن أبي بكر، و فلان، و فلان، و الزهري أيضا قد فعل هذا.

قال: و سمعت إبراهيم يقول: قال لي فوران (2):رآني الواقدي أمشي مع أحمد بن حنبل قال: ثم لقيني بعد فقال لي: رأيتك تمشي مع إنسان ربما تكلم في الناس، قيل لإبراهيم: لعله بلغه عنه شيء؟ قال: نعم، بلغني أن أحمد أنكر عليه جمعه الرجال و الأسانيد في متن واحد، قال إبراهيم: و هذا قد كان يفعله حمّاد بن سلمة، و ابن إسحاق، و محمّد بن شهاب الزهري.

قال (3):و أخبرني الحسن بن أبي طالب، ثنا محمّد بن العبّاس، ثنا العبّاس بن العبّاس ابن المغيرة، أخبرني بعض مشايخنا قال: سألت إبراهيم الحربي عما أنكره أحمد بن حنبل على الواقدي، فذكر أنّ مما أنكر عليه جمعه الأسانيد و مجيئه بالمتن واحدا، قال إبراهيم الحربي: و ليس هذا عيبا، قد فعل هذا الزهري، و ابن إسحاق، قال إبراهيم الحربي: لم يزل أحمد بن حنبل يوجه في كل جمعة بحنبل بن إسحاق إلى محمّد بن سعد كاتب الواقدي، فيأخذ له جزءين جزءين من حديث الواقدي فينظر فيها ثم يردها، و يأخذ (4) غيرها.

قال (5):و أنبأنا أبو بكر البرقاني، أنبأنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، ثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفرايني، ثنا أبو بكر المروذي، قال: و سمعته - يعني - أحمد بن حنبل يسأل عن الواقدي فقيل له: قال ابن المبارك: دعونا من بحر الواقدي فقال: شهدت وكيعا و قد سألوه عن حديث في مسح الحصا (6) فقال: لو كنت عند الواقدي لحدثتك هكذا.

ص: 455


1- المصدر السابق.
2- كذا رسمها بالأصل، و في «ز»: «غزوان» و في تاريخ بغداد: بور [بن أصرم].
3- تاريخ بغداد 15/3.
4- بالأصل: و أخذ، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
5- تاريخ بغداد 14/3.
6- كذا بالأصل و «ز»، و في تاريخ بغداد: مسح الخفين.

قال (1):و أنبأنا عليّ بن أبي علي المصري (2)،ثنا أحمد بن عبد اللّه بن أحمد الدوري الورّاق، ثنا محمّد بن عبد اللّه المستعيني، ثنا عبد اللّه بن عليّ بن المديني، حدّثني أبي قال:

جعل إنسان يحدّث ابن المبارك عن الواقدي فقال: صرنا إلى بحر الواقدي.

قال (3):و قرأت على محمّد بن علي المعدل، عن يوسف بن إبراهيم الجرجاني، أنبأنا أبو نعيم بن عدي قال: سمعت إسحاق بن أبي عمران قال: سمعت بندار بن بشّار يقول: ما رأيت أكذب شفتين من الواقدي.

قال (4):و أنبأنا عليّ بن محمّد الدقاق قال: قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي سعيد، حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن سليمان قال: سمعت ابن نمير - و ذكر حديثا - فقلت له: يا أبا عبد الرّحمن تملي هذا؟ فقال: هو عن الواقدي، و ليس أحبّ أن أحدّث عنه، فقلت: نحن نعرفه. فقال: أكتبه على جهة المعرفة، ثم أملاه عليّ .

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، ح و أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الزاهد، قالا: ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (5)،قالا: حدّثنا عبد العزيز [بن] أحمد الكتاني - لفظا بدمشق - حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، ثنا أبو هاشم عبد الجبّار ابن عبد الصّمد السّلمي، ثنا القاسم بن عيسى العصار، ثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: الواقدي: لم يكن مقنعا (6).ذكرت لأحمد بن حنبل موته يوم مات و أنا ببغداد فقال:

جعلت كتبه ظهائر للكتب منذ حين، أو قال: منذ زمان.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن، قالا: ثنا و أبو منصور، أنبأنا - أبو بكر (7)، أنبأنا ابن الفضل، أنبأنا عليّ بن إبراهيم المستملي، ح أخبرني محمّد بن إبراهيم بن شعيب، قال: سمعت محمّد بن إسماعيل البخاري، ح و أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنبأنا أبو بكر الخطيب، و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا محمّد بن الحسين بن هريسة، قالا: أنبأنا أحمد

ص: 456


1- تاريخ بغداد 14/3.
2- كذا بالأصل و «ز»، و في تاريخ بغداد: البصري.
3- المصدر السابق.
4- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 14/3.
5- تاريخ بغداد 15/3.
6- بدون إعجام بالأصل و رسمها:«معففا» و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- تاريخ بغداد 14/3.

ابن محمّد بن غالب، أنبأنا حمزة بن محمّد بن علي بن هاشم، ثنا محمّد بن إبراهيم بن شعيب، ثنا محمّد بن إسماعيل.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة، أنبأنا أبو أحمد (1) قال: سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري: محمّد بن عمر الواقدي قاضي بغداد، متروك الحديث - زاد ابن حمّاد: تركه أحمد و ابن نمير-.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنبأنا [أبو] (2) منصور النهاوندي، أنبأنا أبو العباس النهاوندي، أنبأنا أبو القاسم بن الأشقر، ثنا محمّد بن إسماعيل قال: و الواقدي ذاهب.

قال: و حدّثني محمّد بن إسماعيل قال: ما عندي للواقدي حرف، و ما عرفت من حديثه فلا أقنع به.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن المالكي، قالا:[نا-] (3) و أبو منصور، أنبأنا أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، أنبأنا محمّد بن عدي البصري في كتابه، ثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال: سئل أبو داود سليمان بن الأشعث عن الواقدي فقال: لا أكتب حديثه، ما أشك أنه كان ينقل الحديث، ليس ينظر للواقدي إلاّ تبين (5) فيه أمره، روى في فتح اليمن، و خبر العنسي أحاديث عن الزهري ليس من حديث الزهري، و كان أحمد بن حنبل لا يذكر عنه كلمة.

قال (6):و أنبأنا البرقاني، أنبأنا أحمد بن سعيد بن سعد (7) وكيل دعلج، ثنا عبد الكريم ابن أحمد بن شعيب النسائي، ثنا أبي قال: محمّد بن عمر الواقدي متروك الحديث.

أخبرنا بها عالية أبو الحسن الفرضي، و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: أنبأنا أبو الفرج الأسفرايني، أنبأنا علي بن منير بن أحمد، أنبأنا الحسن (8) بن رشيق، ثنا أبو عبد الرّحمن قال:

محمّد بن عمر الواقدي متروك الحديث، و الكذابون المعروفون بوضع الحديث، على

ص: 457


1- الكامل في ضعفاء الرجال 241/6.
2- زيادة عن «ز».
3- زيادة لازمة لتقويم السند عن «ز».
4- تاريخ بغداد 15/3.
5- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و في تاريخ بغداد: يبين.
6- تاريخ بغداد 15/3.
7- «بن سعد» ليس في تاريخ بغداد.
8- صحفت بالأصل إلى: الحسين، و المثبت عن «ز».

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم [أربعة:] (1) ابن أبي يحيى بالمدينة، و الواقدي ببغداد، و مقاتل بن سليمان بخراسان، و محمّد بن سعيد بالشام، يعرف بالمصلوب.

أخبرنا أبو القاسم، و أبو الحسن، قالا: ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا أبو بكر البرقاني، ثنا يعقوب بن محمّد بن موسى الأردبيلي، ثنا أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي، ثنا سعيد بن عمرو البردعي قال: و سئل أبو زرعة - يعني: الرازي - عن الواقدي ؟ فقال: ترك الناس حديثه.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب شفاها، قالا: أنبأنا أبو القاسم العبدي، أنبأنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي بن محمّد، قالا:، أنبأنا ابن أبي حاتم قال (3):

سألت أبا زرعة عن محمّد بن عمر الواقدي فقال: ضعيف، قلت: يكتب حديثه ؟ قال: ما يعجبني إلاّ على ترك الاعتبار، و ترك الناس حديثه.

قال: و سألت أبي عن محمّد بن عمر الواقدي المديني فقال: متروك الحديث.

قال يحيى بن معين: نظرنا في حديث الواقدي فوجدنا حديثه عن المدنيين عن شيوخ مجهولين أحاديث مناكير، فقلنا: يحتمل أن تكون تلك الأحاديث المناكير منه و يحتمل أن تكون منهم، ثم نظرنا إلى حديثه عن ابن أبي ذئب و معمر فإنه يضبط حديثهم، فوجدناه قد حدّث عنهما بالمناكير، فعلمنا أنه منه، فتركنا حديثه.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق، أنبأنا القاضيان أبو تمام علي بن محمّد، و أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني، قال: محمّد بن عمر الواقدي مختلف فيه، فيه ضعف، يتبين على حديثه.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن المالكي، قالا: ثنا و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا أبو الحسين (5) أحمد بن عمر بن روح النهرواني، و القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد اللّه بن طاهر الطبري، قالا: أنبأنا المعافى بن زكريا الجريري.

ص: 458


1- زيادة عن «ز»، للإيضاح.
2- تاريخ بغداد 14/3-15.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 21/8.
4- تاريخ بغداد 4/3 و 5.
5- كذا بالأصل و «ز»، و في تاريخ بغداد:«أخبرنا الحسين بن أحمد...».

ح و أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة - و قرأ عليّ إسناده، أنبأنا محمّد بن الحسين، ثنا المعافى بن زكريا (1).

ح و أخبرنا أبو القاسم، و أبو الحسن، قالا: ثنا - و أبو منصور، أنبأنا - الخطيب، أنبأنا سلامة بن الحسين المقرئ، و عمر بن محمّد بن عبيد اللّه المؤدّب.

ح و أخبرناه عاليا أبو الحسن بن البقشلان، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا:

أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، قالوا: أنبأنا علي بن عمر الحافظ ، قالا: ثنا محمّد بن القاسم الأنباري، حدّثني أبي، ثنا أبو عكرمة الضبي، ثنا يحيى بن محمّد العنبري - و في حديث المعافى: محمّد (2) بن يحيى العنبري قال: قال الواقدي.

كنت خياطا (3) بالمدينة في يدي مائة ألف درهم للناس أضارب بها، فتلفت الدراهم، فشخصت إلى العراق، فقصدت يحيى بن خالد، فجلست في دهليزه به و آنست الخدم و الحجاب، و سألتهم أن يوصلوني إليه، فقالوا: إذا قدّم الطعام إليه يحجب عنه أحد، و نحن ندخلك إليه ذلك الوقت، فلما حضر طعامه أدخلوني فأجلسوني معه على المائدة، فسألني:

من أنت ؟ و ما قصّتك ؟ فأخبرته فلمّا رفع الطعام و غسلنا أيدينا (4) دنوت منه لأقبّل رأسه فاشمأزّ من ذلك، فلما صرت إلى الموضع الذي يركب منه لحقني خادم معه كيس فيه ألف دينار.

فقال: الوزير يقرأ عليك السلام و يقول لك: استعن بهذا على أمرك، و عد إلينا في غد، فأخذته [و انصرفت] (5) و عدت في اليوم الثاني، فجلست معه على المائدة، و أنشأ يسألني كما سألني في اليوم الأوّل، فلما رفع الطعام دنوت منه لأقبّل رأسه فاشمأزّ مني، فلمّا صرت في الموضع الذي يركب منه لحقني خادم معه كيس فيه ألف دينار، فقال: الوزير يقرأ عليك السلام و يقول: استعن بهذا على أمرك و عد إلينا في غد، فأخذته و انصرفت، و عدت في اليوم الثالث، فأعطيت مثل ما أعطيت في اليوم الأول و الثاني، فلمّا كان في اليوم الرابع أعطيت

ص: 459


1- رواه القاضي المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 313/1 و ما بعدها، و الخبر أيضا في ثمرات الأوراق 231/1.
2- كتبت فوق الكلام بالأصل.
3- كذا بالأصل و «ز»، و في الجليس الصالح و تاريخ بغداد:«حناطا» و الحناط : بائع الحنطة.
4- الأصل:«أيادينا» و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
5- زيادة عن تاريخ بغداد.

الكيس كما أعطيت قبل ذلك، و تركني بعد ذلك أقبّل رأسه و قال: إنّما منعتك ذلك لأنه لم يكن وصل إليك من معروفي ما يوجب هذا، فالآن قد لحقك بعض النفع مني، يا غلام أعطه الدار الفلانية، يا غلام افرش له الفرش الفلاني، يا غلام أعطه مائتي ألف درهم يقضي دينه بمائة ألف و يصلح شأنه بمائة ألف، ثم قال لي: الزمني و كن في داري، فقلت: أعزّ اللّه الوزير، لو أذنت لي بالشخوص إلى المدينة لأقضي الناس أموالهم ثم أعود إلى حضرتك، كان ذلك أرفق لي، فقال: قد فعلت، و أمر بتجهيزي، فشخصت إلى المدينة، فقضيت ديني ثم رجعت إليه، فلم أزل في ناحيته. و اللفظ لحديث علي بن عمر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية قال: رأيت في كتاب سمع من ابن معروف، ثنا الحسين (1) بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (2) قال: و حدّثني أحمد بن مسبّح، حدّثني عبد اللّه بن عبيد اللّه قال: قال الواقدي: حجّ هارون الرشيد، فورد المدينة، فقال ليحيى بن خالد: ارتد لي رجلا عارفا بالمدينة و المشاهد، و كيف كان نزول جبريل على النبي صلى اللّه عليه و سلّم و من أيّ وجه كان يأتيه، و قبور الشهداء، فسألت يحيى بن خالد، فكلّ دلّه عليّ ، فبعث إليّ ، فأتيته، و ذلك بعد العصر، فقال لي: يا شيخ إنّ أمير المؤمنين أعزّه اللّه يريد أن تصلّي عشاء الآخرة في المسجد و تمضي معنا إلى هذه المشاهد، فتوقفنا عليها، و الموضع الذي يأتي جبريل، فكن بالقرب، فلمّا صلّيت عشاء الأخيرة إذا أنا بشموع قد خرجت، و إذا أنا برجلين على حمارين، فقال يحيى:

أين الرجلان (3)؟، فقلت: ها أنا ذا؛ فأتيت به إلى دور المسجد، فقلت: هذا الموضع الذي كان جبريل يأتيه، فنزلا عن حماريهما فصلّيا ركعتين و دعوا اللّه ساعة ثم ركبا و أنا بين أيديهما، فلم أدع موضعا من المواضع، و لا مشهدا من المشاهد إلاّ مررت بهما عليه، فجعلا يصلّيان و يجتهدان في الدعاء، فلم نزل كذلك حتى وافينا المسجد و قد طلع الفجر، و أذّن المؤذن، فلمّا صارا إلى القصر قال لي يحيى بن خالد: أيّها الشيخ لا تبرح، فصلّيت الغداة في المسجد، و هو على الرحلة إلى مكة، فأذن لي يحيى بن خالد عليه بعد أن أصبحت، فأدنى (4) مجلسي و قال لي: إنّ أمير المؤمنين أعزّه اللّه لم يزل باكيا، و قد أعجبه ما دللته عليه،

ص: 460


1- صحفت في «ز» إلى: الحسن.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 425/5 و ما بعدها.
3- كذا بالأصل و «ز»، و في طبقات ابن سعد: أين الرجل.
4- بالأصل:«فأذني» تصحيف، و المثبت عن «ز»، و ابن سعد.

و قد أمر لك بعشرة آلاف درهم، فإذا ببدرة مبدّرة قد دفعت إليّ ، و قال لي: يا شيخ خذها مبارك لك فيها، و نحن على الرحلة اليوم، و لا عليك أن تلقانا حيث كنا، و استقرّت بنا الدار إن شاء اللّه.

و رحل أمير المؤمنين و أتيت منزلي و معي ذلك المال، فقضينا منه دينا كان علينا، و زوّجت بعض الولد، و اتّسعنا، ثم إنّ الدهر أعضّنا فقالت لي أم عبد اللّه: يا [أبا] (1) عبد اللّه: ما قعودك و هذا وزير أمير المؤمنين قد عرفك، و سألك أن تصير إليه حيث استقرت به الدار؟ فرحلت من المدينة و أنا أظن القوم بالعراق، فأتيت العراق، فسألت عن خبر أمير المؤمنين فقالوا لي: هو بالرقّة، فأردت الانصراف إلى المدينة، فنظرت فإذا أنا بالمدينة مختلّ الحال، فحملت نفسي على أن أصير إلى الرقّة، فصرت إلى موضع الكرى فإذا أنا بعدة فتيان من الجند يريدون الرقّة، فلمّا رأوني قالوا: أيها الشيخ، أين تريد؟ فخبرتهم بخبري، و إني أريد الرّقّة، فنظرنا في كراء الجمّالين فإذا هو يصعب (2) علينا، فقالوا: أيها الشيخ هل لك أن تصير إلى السفن هو أرفق بنا و أيسر علينا من كراء الجمال ؟ فقلت لهم: ما أعرف من هذا شيئا، و الأمر إليكم، فصرنا إلى السفن فاكترينا فما رأيت أحدا أبرّ بي منهم، و لا أشفق و لا أحوط ، يتكلفون من خدمتي و طعامي ما يتكلّفه الولد من والده، حتى صرنا إلى موضع الجواز بالرّقّة، و كان الجواز صعبا جدا، فكتبوا إلى قائدهم بعدادهم و أدخلوني في عدادهم، فمكثنا أياما ثم جاءنا الإذن بأسمائنا، فجزت مع القوم، فصرت إلى موضع لهم في خان نزول فأقمت معهم أياما، و طلبت الإذن على يحيى بن خالد، فصعب عليّ ، فأتيت أبا البختري و هو بي عارف، فلقيته فقال لي: أبا عبد اللّه أخطأت على نفسك و غرّرت و لكن لست أدع أن أذكرك له، و كنت أغدو إلى بابه و أروح، فقلّت نفقتي و استحييت من رفقائي، و تخرّقت ثيابي، و أيست من ناحية أبي البختري، فلم أخبر رفقائي بشيء، فخرجت منصرفا إلى المدينة، فمرة أنا في سفينة و مرة أمشي حتى وردت السّيلحين (3) فبينا أنا مستريحا (4) في سوقها إذا أنا بقافلة من بغداد، فسألت منهم فأخبروني أنهم من أهل مدينة الرسول و أنّ صاحبهم بكار الزبيري

ص: 461


1- سقطت من الأصل و «ز»، و استدركت عن ابن سعد.
2- في ابن سعد: تضعف علينا.
3- بالأصل:«السياحين» تصحيف، و التصويب عن «ز»، و ابن سعد. و السيلعين: موضع قرب بغداد (معجم البلدان).
4- كذا بالأصل و «ز»، و في «ز»: مستريح.

أخرجه أمير المؤمنين ليوليه قضاء المدينة. و الزبيري أصدق الناس لي، فقلت: ادعه حتى ينزل و يستقرّ ثم آته، فأتيته بعد أن استراح و فرغ من غدائه، فاستأذنت عليه، فأذن لي، فدخلت، فسلّمت عليه، فقال لي: أبا عبد اللّه، ما ذا صنعت في غيبتك ؟ فأخبرته بخبري و خبر أبي البختري، فقال لي: أ ما علمت أن [أبا] (1) البختري لا يحب أن يذكرك لأحد و لا ينبّه باسمك، فما الرأي، فقلت: الرأي أن أصير إلى المدينة، فقال: هذا رأي خطأ، خرجت من المدينة على ما قد علمت، و لكن [الرأي] (2) أن تصير معي فأنا الذاكر ليحيى أمرك، فركبت مع القوم حتى صرت إلى الرّقّة، فلمّا عبرنا الجواز قال لي: تصير معنا، فقلت: لا أصير إلى أصحابي و أنا مبكر (3) عليك غدا نصير جميعا إلى باب يحيى بن خالد إن شاء اللّه، فدخلت على أصحابي فكأني وقعت عليهم من السماء، ثم قالوا لي: أبا عبد اللّه، ما كان خبرك، فقد كنا في غمّ من أمرك ؟ فخبرتهم بخبري، فأشار عليّ القوم بلزوم الزبيري، و قالوا:

هذا طعامك و شرابك، لا تهتم له، فغدوت بالغداة إلى باب الزبيري، فخبّرت بأنه قد ركب إلى باب يحيى بن خالد، فأتيت باب يحيى بن خالد فقعدت مليا، فإذا صاحبي قد خرج، فقال لي: أبا عبد اللّه أنسيت أن أذاكره أمرك، و لكن قف بالباب حتى أعود، فدخل ثم خرج، إليّ الحاجب [فقال لي] (4) ادخل، فدخلت عليه في حالة خسيسة، و ذلك في شهر رمضان و قد بقي من الشهر ثلاثة أيام أو أربعة، فلمّا رآني يحيى في تلك الحال رأيت أثر الغمّ في وجهه، و سلّم عليّ ، و قرّب مجلسي، و عنده قوم يحادثونه، فجعل يذاكرني الحديث بعد الحديث، فانقطعت عن إجابته و جعلت أجيء بالشيء ليس بالموافق لما يسأل، و جعل القوم يجيبون بأحسن الجواب، و أنا ساكت، فلما انقضى المجلس و خرج القوم خرجت، فإذا خادم ليحيى قد خرج فلقيني عند الستر (5) فقال لي: إن الوزير يأمرك أن تفطر عنده العشية، فلمّا صرت إلى أصحابي حدّثتهم بالقصّة، و قلت: أخاف أن يكون غلط بي، فقال لي بعضهم:

هذا رغيفين (6) و قطعة جبن و هذه دابتي تركب و الغلام خلفك، فإن أذن لك الحاجب بالدخول دخلت و دفعت ما معك إلى الغلام، و إن تكن الأخرى صرت إلى بعض المساجد فأكلت ما

ص: 462


1- زيادة عن «ز»، و ابن سعد.
2- زيادة عن «ز»، و ابن سعد.
3- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و ابن سعد.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و ابن سعد.
5- رسمها بالأصل:«البشير» و في «ز»: «المسير» و المثبت عن ابن سعد.
6- كذا بالأصل، و في ابن سعد:«هذه رغيفان» و في «ز»: خذ رغيفين

معك و شربت من ماء المسجد، فانصرفت فوصلت إلى باب يحيى بن خالد، و قد صلّى الناس المغرب، فلمّا رآني الحاجب قال: يا شيخ أبطأت و قد خرج الرسول في طلبك غير مرة، فدفعت ما كان معي إلى الغلام، و أمرته بالمقام، فدخلت فإذا القوم قد توافوا فسلمت و قعدت و قدّم الوضوء فتوضّأنا و أنا أقرب القوم إليه، فأفطرنا و قربت عشاء الآخرة، فصلّى بنا ثم أخذنا مجالسنا، فجعل يحيى يسائلني و أنا منقطع و القوم يجيبون،[بأشياء هي عندي على خلاف ما يجيبون] (1) فلما ذهب الليل خرج القوم و خرجت خلف بعضهم، فإذا غلام قد لحقني فقال لي: إنّ الوزير يأمرك أن تصير إليه قابلة قبل الوقت الذي جئت فيه يومك هذا، و ناولني كيسا ما أدري ما فيه إلاّ أنه ملأني سرورا، فخرجت إلى [الغلام] (2) فركبت و معي الحاجب حتى صيّرني إلى أصحابي، فدخلت عليهم، فقلت: اطلبوا لي سراجا. ففضضت (3)الكيس فإذا دنانير، فقالوا لي: ما كان رده عليك ؟ فقلت: إن الغلام قد أمرني أن أوافيه قبل الوقت الذي كان في ليلتي هذه، و عددت الدنانير فإذا خمسمائة دينار، فقال لي بعضهم: عليّ شراء دابتك، و قال آخر: على السّرج و اللجام و ما يصلحه، و قال آخر: عليّ حمّامك و خضاب لحيتك و طيبك، و قال آخر: عليّ شراء كسوتك، فانظر في أي الزيّ القوم، فعددت مائة دينار فدفعتها إلى صاحب نفقتهم، فحلف القوم بأجمعهم أنهم لا يرزءوني دينارا و لا درهما. و غدوا بالغداة كلّ رجل منهم على ما انتدب لي فيه، فما صلّيت الظهر إلاّ و أنا من أنبل الناس، و حملت باقي الكيس إلى الزبيري، فلمّا رآني بتلك الحال سرّ سرورا شديدا، ثم أخبرته الخبر، فقال لي: إنّي شاخص إلى فقلت: نعم، إنّي قد خلّفت العيال على ما قد علمت. فدفعت إليه مائتي دينار يوصلها إلى العيال، ثم خرجت من بعده فأتيت أصحابي بجميع ما كان معي من الكيس، ثم صلّيت العصر، فتهيأت بأحسن هيئة، ثم صرت إلى باب يحيى بن خالد، فلمّا رآني الحاجب قام إليّ فأذن لي، فدخلت على يحيى، فلمّا رآني في تلك الحال نظرت إلى السرور في وجهه، فجلست في مجلسي، ثم ابتدأت في الحديث الذي كان يذاكرني به و الجواب فيه، و كان الجواب على غير ما كان يجيب به القوم، فنظرت إلى القوم و تعظيمهم (4)[لي] (5) و أقبل يحيى يسألني، عن حديث كذا و حديث كذا، فأجيب فيما

ص: 463


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و ابن سعد.
2- زيادة عن «ز»، و ابن سعد.
3- الأصل:«فضضت» و المثبت عن «ز»، و ابن سعد.
4- كذا بالأصل و «ز»، و في ابن سعد: و تقطيبهم.
5- زيادة عن «ز»، و ابن سعد.

يسألني و القوم سكوت ما يتكلّم أحد منهم بشيء، فلمّا حضرت المغرب تقدّم يحيى فصلّى، ثم أحضر الطعام فتعشينا، ثم صلى بنا يحيى العشاء الآخرة، و أخذنا مجالسنا، فلم نزل في مذاكرة، و جعل يحيى يسأل بعض القوم فينقطع، فلمّا كان وقت الانصراف انصرف القوم و انصرفت معهم، فإذا الرسول قد لحقني، فقال: إنّ الوزير يأمرك أن تصير إليه [في كلّ يوم] (1) في الوقت الذي جئت فيه يومك هذا، و ناولني كيسا، فانصرفت و معي رسول الحاجب حتى صرت إلى أصحابي، و أصبت سراجا عندهم فدفعت الكيس إلى القوم فكانوا به أشد سرورا مني، فلمّا كان الغد قلت لهم: أعدّوا لي منزلا بالقرب [منكم] (2) و اشتروا لي جارية و غلاما خبّازا و أثاثا و متاعا، فلم أصلّ العصر إلاّ و قد أعدوا ذلك، و سألتهم أن يكون إفطارهم [عندي] (3) فأجابوا إلى ذلك بعد صعوبة شديدة، فلم أزل أجيء يحيى بن خالد في كل ليلة في الوقت، كلّما رآني ازداد سرورا، فلم يزل يدفع إلي في كل ليلة خمسمائة دينار حتى كان ليلة العيد، فقال لي: يا أبا عبد اللّه تزين غدا لأمير المؤمنين بأحسن زيّ من زي القضاة و أنه سيسألني عن خبرك، فأخبره، فلمّا كان صبيحة يوم العيد خرجت في أحسن زي، و خرج الناس، و خرج أمير المؤمنين إلى المصلّى، فجعل أمير المؤمنين يلحظني، فلم أزل في الموكب، فلمّا كان بعد انصرافه صرت إلى باب يحيى بن خالد، و لحقنا يحيى بعد دخول أمير المؤمنين منزله، فقال لي: يا أبا عبد اللّه ادخل بنا، فدخلت و دخل القوم، فقال لي: يا أبا عبد اللّه ما زال أمير المؤمنين يسألني عنك فأخبرته بخبر حجّنا، و إنك الرجل الذي سايرته تلك الليلة، و أمر لك بثلاثين ألف درهم، و أنا متنجّزها لك غدا إن شاء اللّه، ثم انصرفت يومي ذلك، فدخلت من الغد إلى يحيى بن خالد، فقلت: أصلح اللّه الوزير، حاجة عرضت و قد قضيت على الوزير [أعزه اللّه] (4) بقضائها، فقال: و ما ذاك ؟ فقلت: الإذن إلى منزلي، فقد اشتدّ الشوق إلى العيال و الصبيان، فقال لي: لا تفعل، فلم أزل أنازله حتى أذن لي و استخرج لي الثلاثين الألف درهم، و هيّئت لي حرّاقة (5) بجميع ما فيها، و أمر أن يشتري لي من طرائف الشام لأحمله معي إلى المدينة، و أمر وكيله بالعراق أن يكتري لي إلى المدينة لا أكلف نفقة دينار و لا درهم، فصرت إلى أصحابي فأخبرتهم بالخبر، و حلفت عليهم أن يأخذوا

ص: 464


1- الزيادة استدركت عن هامش الأصل، و بعدها صح.
2- الزيادة عن «ز»، و ابن سعد.
3- الزيادة عن «ز»، و ابن سعد.
4- الزيادة عن ابن سعد.
5- الحراقة: ضرب من السفن النهرية.

مني ما أصلهم به، فحلف القوم أنهم لا يرزءوني دينارا و لا درهما، فو اللّه ما رأيت مثل أخلاق القوم، فكيف ألام على حبي ليحيى بن خالد؟.

أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو نصر بن صاعد، أنبأنا أبو الحسن الطرازي، و هو علي بن محمّد، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن إسحاق النيسابوري، ثنا الحسين بن أحمد ببغداد، ثنا واقد بن محمّد الواقدي، ثنا أبي قال: رفع الواقدي رقعة إلى المأمون فذكر فيها كثرة الدّين و قلة صبره عليه، فوقّع المأمون أنت رجل فيك خلتان: السخاء و الحياء، فالسخاء أطلق ما في يدك، و الحياء منعك من إبلاغنا ما كنت فيه، و قد أمرت لك بمائة ألف، فإن كنت أصبت إرادتك فازدد في بسط يدك، و إن لم تصب إرادتك فبجنايتك على نفسك، فأنت كنت حدثتني إذ كنت على قضاء الرشيد عن محمّد بن إسحاق عن الزهري عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إنّ مفاتيح أرزاق العباد بإزاء العرش، يبعث اللّه عز و جل إلى عباده (1) على قدر نفقتهم، فمن قلل قلل له، و من كثر كثر له».

قال الواقدي: فلمذاكرة (2) أمير المؤمنين أعجب إليّ من الجائزة أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالوا: أنبأنا (3)-و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن يوسف بن دوست البزاز، ثنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد المصري، ثنا أبو زيد عبد الرّحمن بن حاتم المرادي بمصر، ثنا هارون بن عبد اللّه الزهري - كان قاضي مصر - قال: كتب الواقدي رقعة إلى المأمون يذكر فيها غلبة الدّين و غمّه بذلك، فوقّع المأمون على ظهرها: فيك خلّتان: السخاء و الحياء، فأمّا السخاء فهو الذي أطلق ما ملكت، و أما الحياء فهو الذي منعك من اطلاعنا ما أنت عليه، و قد أمرنا لك بكذا و كذا، فإنّ كنا أصبنا إرادتك في بسط يدك فإن خزائن اللّه مفتوحة، و أنت كنت حدثتني و أنت على قضاء الرشيد، عن محمّد بن إسحاق، عن الزهري، عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم

ص: 465


1- بالأصل: عبده، تصحيف، و المثبت عن «ز».
2- يعني مذاكرته إياه الحديث، و كان الواقدي قد أنساه كما يفهم من عبارة تاريخ بغداد.
3- بالأصل:«أنبأنا» تصحيف، و المثبت عن «ز». و السند معروف.
4- الخبر في تاريخ بغداد 19/3.

قال للزبير:«يا زبير إنّ باب الرزق مفتوح بباب العرش، ينزل اللّه تعالى إلى العباد أرزاقهم على قدر نفقاتهم، فمن قلّل قلّل له، و من كثّر كثر له»[11569].

قال الواقدي: و كنت قد أنسيت هذا الحديث، فكان تذكرته (1) إياي أحبّ إليّ من جائزته.

قال هارون بن عبد اللّه القاضي الزهري: بلغني أن الجائزة كانت مائة ألف درهم، فكان الحديث أحبّ إليه (2) من المائة ألف.

أخبرنا أبو القاسم، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر (3)،أنبأنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، و القاضي أبو الطيب الطبري، قالا: أنبأنا المعافى بن زكريا الجويري (4).

ح و أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنبأنا محمّد الحسين الجازري، ثنا المعافى بن زكريا.

ح و أخبرنا أبو القاسم، و أبو الحسن، قالا: ثنا - و أبو منصور، أنبأنا - أبو بكر، أنبأنا سلامة بن الحسين المقرئ، و عمر بن محمّد بن عبيد اللّه المؤدّب، قالا: أنبأنا علي بن عمر الحافظ .

ح و أخبرناه عاليا أبو الحسن بن البقشلان، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا:

أنبأنا أبو الحسين الصيرفي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، قالا: ثنا محمّد بن القاسم بن بشار الأنباري، حدّثني أبي، ثنا أبو عكرمة الضبي، ثنا سليمان بن أبي شيخ، ثنا أبو عبد اللّه الواقدي قال:

أضقت مرة من المرار و أنا مع يحيى بن خالد البرمكي، و حضر عيد، فجاءتني جارية فقالت: قد حضر العيد، و ليس عندنا من النفقة شيء، فمضيت إلى صديق لي من التجار] (5)فعرّفته حاجتي إلى القرض، فأخرج لي كيسا مختوما فيه ألف دينار، و مائتا درهم، فأخذته

ص: 466


1- الأصل و «ز»: «يذكر به» و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- بالأصل و «ز»: «إلي» و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- تاريخ بغداد 19/3.
4- بالأصل و «ز»: الجوبري، تصحيف، و الصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و «ز»، و الزيادة عن تاريخ بغداد.

و انصرفت إلى منزلي، فما استقررت فيه حتى جاءني صديق لي هاشمي فشكا إليّ تأخّر غلته و حاجته إلى القرض، فدخلت إلى زوجتي فأخبرتها. فقالت: على أيّ شيء عزمت ؟ قلت:

على أن أقاسمه الكيس، قالت: ما صنعت شيئا أثبت رجلا سوقة فأعطاك ألفا و مائتي درهم، و جاءك رجل له من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم رحم ماسة [تعطيه نصف ما أعطاك السوقة، ما هذا شيئا، أعطه الكيس كله، فأخرجت الكيس كله فدفعته] (1) إليه، و مضى صديقي التاجر إلى الهاشمي و كان له صديقا، فسأله القرض، فأخرج الهاشمي إليه الكيس، فلمّا رأى خاتمه عرفه، و انصرف إليّ فخبّرني بالأمر، و جاءني رسول يحيى بن خالد يقول: إنّما تأخر رسولي عنك لشغلي بحاجات أمير المؤمنين، فركبت إليه فأخبرته خبر الكيس، فقال: يا غلام هات تلك الدنانير، فجاءه بعشرة دنانير، فقال: خذ ألفي دينار لك، و ألفين لصديقك التاجر، و ألفين للهاشمي، و أربعة آلاف لزوجتك، فإنها أكرمكم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر ابن حيّوية، قال: و رأيت في كتاب كتب من ابن معروف، ثنا الحسين بن فهم، ثنا محمّد بن سعد (2)،حدّثني أحمد بن مسبّح، حدّثني عبد اللّه بن عبيد اللّه قال: كنت عند الواقدي جالسا إذ ذكر يحيى بن خالد بن برمك قال: فترحم عليه الواقدي، فأكثر الترحم، و قلنا له: يا أبا عبد اللّه إنك لتكثر الترحم عليه، قال: و كيف لا أترحم على رجل أخبرك بحاله ؟ كان قد بقي عليّ من شهر شعبان أقبل من عشرة أيام و ما في المنزل دقيق و لا سويق، و لا عروض (3)من عروض الدنيا، فميزت ثلاثة من إخواني في قلبي فقلت: أنزل بهم حاجتي، فدخلت على أمّ عبد اللّه و هي زوجتي، فقالت: ما وراءك يا أبا عبد اللّه و قد أصبحنا و ليس في البيت عرض من عروض الدنيا من طعام أو سويق أو غير ذلك، و قد ورد هذا الشهر؟ فقلت لها: قد ميّزت ثلاثة من إخواني أنزل بهم حاجتي، فقالت: مدنيون أو عراقيون ؟ قال: قلت بعض مدنيون و بعض عراقيون (4)،فقالت: أعرضهم عليّ ، فقلت لها: فلان، فقالت: رجل حسيب ذو يسار إلاّ أنه منّان لا أرى لك أن تأتيه، فسمّ الآخر:[فسميت الآخرة،] (5) فقلت (6) فلان،

ص: 467


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و الزيادة عن تاريخ بغداد.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 431/5 و ما بعدها.
3- كذا بالأصل و «ز»، و في ابن سعد: عرض.
4- كذا بالأصل، و في «ز»، و ابن سعد:«بعض مدني و بعض عراقي».
5- زيادة لازمة للإيضاح عن ابن سعد.
6- بالأصل و «ز»: فقالت. و المثبت عن ابن سعد.

فقالت: رجل حسيب ذو مال إلاّ أنه بخيل لا أرى أن تأتيه، قال: فقلت لها: فلان، فقالت:

رجل كريم حسيب لا شيء عنده و لا عليك أن تأتيه، قال: فأتيته، فاستفتحت عليه الباب، فأذن لي عليه، فدخلت فرحّب و قرّب، و قال لي: ما جاء بك (1) أبا عبد اللّه ؟ فأخبرته بورود الشهر و ضيق الحال، قال: ففكر ساعة ثم قال لي: ارفع ثني الوساد، فخذ ذلك الكيس فطهّره و استفقه، فإذا هي دراهم مكحلة، فأخذت الكيس و صرت إلى منزلي، فدعوت رجلا كان يتولى شراء حوائجي فقلت: اكتب من الدقيق عشرة أقفزة، و من الأرز قفيزا و من السكر كذا، حتى قضى جميع حوائجه، فبينا نحن كذلك إذ سمعت دق الباب، فقلت: انظروا من هذا، فقالت الجارية: هذا فلان بن فلان بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، فقلت: ائذني له [فقمت له] (2) عن مجلسي و رحّبت به و قرّبت، و قلت له: يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ما جاء بك ؟ فقال لي: يا عمّ ، أخرجني ورود هذا الشهر، و ليس عندنا شيء، ففكّرت ساعة ثم قلت له:

ارفع ثني الوسادة فخذ الكيس بما فيه، فأخذ الكيس، ثم قلت لصاحبي: اخرج. فخرج فدخلت أمّ عبد اللّه فقالت لي: ما صنعت في حاجة الفتى ؟ فقلت لها: دفعت إليه الكيس بأسره، فقالت: وفّقت و أحسنت، ثم فكّرت في صديق لي بقرب المنزل، فانتعلت و خرجت إليه، فدققت الباب، فأذن لي فدخلت، فسلّم عليّ ، و رحّب بي، و قرّب، ثم قال لي: ما جاء بك أبا عبد اللّه، فخبرته بورود الشهر و ضيق الحال، ففكّر ساعة ثم قال لي: ارفع ثني الوسادة، فخذ الكيس، فخذ نصفه و أعطنا (3) نصفه، فإذا كيسي بعينه، فأخذت خمسمائة و دفعت إليه خمسمائة، و صرت إلى منزلي، فدعونا الرجل الذي كان يلي شراء حوائجي فقلت له: اكتب خمسة أقفزة دقيق، فكتب لي (4) جميع ما أردت من حوائجي، فبينا أنا كذلك إذا أنا بداقّ يدقّ الباب، فقلت للخادم: انظري من هذا، فخرجت ثم رجعت إليّ فقالت: خادم نبيل، فقلت لها: ائذني له، فنزل فإذا كتاب من يحيى بن خالد يسألني المصير إليه في وقته ذلك، فقلت للرجل: اخرج، و لبست ثيابي، و ركبت دابتي، ثم مضيت مع الخادم فأتيت منزل يحيى بن خالد - رحمه اللّه - فدخلت عليه و هو جالس له في صحن داره، فلمّا رآني و سلّمت عليه رحّب و قرّب و قال: يا غلام مرفقة، فقعدت إلى جانبه، فقال لي: أبا عبد اللّه،

ص: 468


1- بالأصل:«ما حاجاتك» و في «ز»: ما حاجتك» و المثبت عن ابن سعد.
2- زيادة عن ابن سعد و «ز»، و في «ز»: «فقلت» بدل:«فقمت».
3- بالأصل:«و أعطينا» خطأ، و التصويب عن «ز»، و ابن سعد.
4- بالأصل:«فكتبت له» و في «ز»: «فكتب له» و المثبت عن ابن سعد.

تدري لم دعوتك ؟ فقلت: لا، أسهرني ليلتي هذه فكرة في أمرك و ورود هذا الشهر و ما عندك، فقلت: أصلح اللّه الوزير، قصّتي تطول، فقال: إنّ القصّة كلّما طالت كان أشهى لها، فخبرته بحديث أمّ عبد اللّه، و حديث إخواني الثلاثة، و ما كان من ردّها لهم، و خبرته بحديث الطالبي و خبر أخي الثاني المواسي له بالكيس، فقال: يا غلام دواة، فكتب رقعة إلى خازنه، فإذا كيس فيه خمسمائة دينار، فقال لي: يا أبا عبد اللّه استعن بهذا على شهرك، ثم رفع رقعة إلى خازنه، فإذا صرة فيها مائتي دينار، فقال: هذه لأم عبد اللّه لجزالتها و حسن عقلها، ثم رفع رقعة أخرى، فإذا مائتا (1) دينار، فقال: هذه للطالبي، ثم رفع رقعة أخرى فإذا صرة فيها مائتا (2) دينار، فقال: هذه للمواسي لك، ثم قال: انهض أبا عبد اللّه في حفظ اللّه، قال:

فركبت من فوري، فأتيت صاحبي الذي واساني بالكيس، فدفعت إليه المائتي دينار و خبّرته بخبر يحيى بن خالد، فكاد يموت فرحا، ثم أتيت الطالبي فدفعت إليه الصرّة و أخبرته بخبر يحيى بن خالد، فدعا و شكر، ثم دخلت (3) منزلي فدعوت أمّ عبد اللّه فدفعت إليها الصرّة فدعت و جزت خيرا، فكيف ألام على حب البرامكة ؟ يحيى بن خالد خاصّة ؟.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قيس، قالا: ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنبأنا محمّد بن نعيم الضّبّي، قال: سمعت أبا عبد اللّه بن بطة الأصبهاني يقول: سمعت جعفر بن أحمد بن فارس يقول:

سمعت الحسن بن شاذان يقول: قال الواقدي: صار إليّ من السلطان ستمائة درهم ما وجبت عليّ فيها الزكاة.

قال (5):و حدّثني الصوري، أنبأنا أبو الحسين بن جميع، أنبأنا محمّد بن مخلد قال:

سمعت عباسا الدوري يقول: مات الواقدي و هو على القضاء، و ليس له كفن، فبعث المأمون بأكفانه.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد،

ص: 469


1- بالأصل:«مائتي» و المثبت عن «ز»، و ابن سعد.
2- راجع الحاشية السابقة.
3- بالأصل: دعوت. تصحيف، و المثبت عن «ز»، و ابن سعد.
4- تاريخ بغداد 20/3.
5- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 20/3.

أخبرني أبي، ثنا أبو العباس محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاّس، ثنا محمّد بن الحسن بن بكّار بن بلال قال: و توفي أبو عبد اللّه محمّد بن عمر الأسلمي القاضي في سنة ست و مائتين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، ثنا موسى، ثنا خليفة (1) قال: فيها - يعني - سنة سبع و مائتين.

مات محمّد بن عمر الواقدي.

أخبرنا أبو القاسم الخطيب، و أبو الحسن الزاهد، قالا: ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، أنبأنا الحسين بن صفوان البردعي، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، ثنا محمّد بن سعد قال: محمّد بن عمر بن واقد، و يكنى أبا عبد اللّه، مولى بني سهم بطن من أسلم، توفي في ذي الحجة سنة سبع و مائتين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا محمّد بن العباس، أنبأنا سليمان بن إسحاق، ثنا الحارث بن محمّد، ثنا محمّد بن سعد قال: و توفي و هو على القضاء في ذي الحجة سنة سبع و مائتين و صلّى عليه محمّد بن سماعة التميمي، و هو يومئذ على القضاء ببغداد في الجانب الغربي، و أوصى محمّد بن عمر إلى عبد اللّه بن هارون أمير المؤمنين فقبل وصيته و قضى دينه، و كان لمحمّد بن عمر يوم مات ثمان و سبعين سنة (3).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيّوية، أنبأنا محمّد بن القاسم، ثنا ابن أبي خيثمة، قال: و محمّد بن عمر الواقدي أبو عبد اللّه مات ببغداد، و دفن في مقابر الخيزران، بلغني أنه مات سنة سبع و مائتين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد (4)،ثنا الجنيدي، ثنا البخاري قال: مات محمّد بن عمر الواقدي أبو عبد اللّه الأسلمي المدني [قاضي بغداد تركوه] (5) سنة سبع و مائتين لثنتي عشرة مضين من ذي الحجّة، كذّبه أحمد.

ص: 470


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 472 (ت. العمري).
2- تاريخ بغداد 20/3.
3- راجع طبقات ابن سعد 425/5 و 335/7.
4- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 241/6.
5- الزيادة عن «ز»، و الكامل في ضعفاء الرجال.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم العلاّف، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأنا الحسن بن محمّد السكري، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان قال: و فيها يعني سنة سبع و مائتين مات محمّد بن عمر الواقدي.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد الغمر، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة سبع و مائتين فيها مات محمّد بن عمر الواقدي في ذي الحجّة.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن المالكي، قالا: ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر (1)،أنبأنا - ابن الفضل (2)،أنبأنا جعفر الخلدي، ثنا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، قال: سنة تسع و مائتين فيها مات محمّد بن عمر الواقدي، و الأوّل أصحّ ،[قال ابن عساكر:] (3) كذا قال، و قد رواه السّكوني عن الحضرمي على الصواب.

6851 - محمّد بن عمر بن يزيد أبو الحسن المحاربي

حدّث عن مروان بن محمّد، و سعيد بن مسلمة الأموي.

روى عنه: عمر بن محمّد بن حفص الدّمشقي.

6852 - محمّد بن عمر التّميمي

وفد على عبد (4) الملك.

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن قريش، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصّلت، ثنا ابن الأنباري، ثنا محمّد بن المرزبان، ثنا إسحاق بن محمّد العتبي قال: أهديت إلى عبد الملك جارية، فدخلت عليه و عنده محمّد بن عمر التّميميّ ، و كان له بصر بالرقيق، فقال له عبد الملك:

كيف تراها؟ قال: أرى، قال:

أرى وجها سيقتلني سقاما *** ففرّج كربة الرجل السقيم

وهبها لي فداك أبي و أمي *** فمثلك جاد بالأمر العظيم

فأجابه عبد الملك:

ص: 471


1- تاريخ بغداد 20/3.
2- قوله:«أنبأنا ابن الفضل» ليس في تاريخ بغداد.
3- الزيادة منا للإيضاح.
4- بالأصل:«ابن عبد الملك» و المثبت عن «ز».

لبئس المستشار أخو تميم *** و بئس الحيّ حيّ بني تميم

أ أقطع لذّتي و تقرّ عينا (1) *** لقد لججت في أمر جسيم

6853 - محمّد بن عمر، و يقال ابن عمران القرشي

روى عن رجل غير مسمّى، عن وهب بن منبّه.

روى عنه روح بن الهيثم الغسّاني.

تقدمت له حكاية في ترجمة [زياد] (2) ابن معاوية.

6854 - محمّد بن عمر أبو بكر الشّيرازيّ الصّوفي

صنّف جزءا فيه أنواع فيه صفة أنواع من العمل بالسلاح و ركوب الخيل و صفاتها، مختصر كاف.

سمع منه بدمشق: عبد العزيز، و عبد الواحد ابنا محمّد بن عبد ربّه الشيرازيّان، و أبو بكر هذا هو أستاذ أبي بكر محمّد بن عبد اللّه الزاهد المعروف بابن الحربي.

6855 - محمّد بن عمر أبو عبد اللّه الحمصيّ الأنماطي

حدّث بدمشق عن الحسين بن خالويه النحوي.

روى عنه: عبد العزيز الكتّاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عمر الحمصيّ الأنماطي - قراءة عليه - ثنا أبو عبد اللّه الحسين (3) بن خالويه، ثنا أبو عبد اللّه بن المطبقي، ثنا محمّد بن عزيز بن سليمان بن سلمان، ثنا يوسف بن السفر، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ما جبل وليّ (4) للّه عزّ و جلّ إلاّ على السخاء و حسن الخلق»[11570].

أبو عبد اللّه هو الحسين (5) بن محمّد بن سعيد البزار، بغدادي، و محمّد بن عزيز بن عبد اللّه بن زياد بن خالد بن عقيل الأيلي (6) لا أعرف في نسبه سليمان و لا سلمان.

ص: 472


1- الأصل:«عيني» و المثبت عن «ز».
2- زيادة عن «ز».
3- صحفت في «ز» هنا إلى: الحسن.
4- استدركت اللفظة على هامش «ز»، و بعدها صح.
5- بالأصل:«الحسن» و المثبت عن «ز»، و انظر الحاشية التالية.
6- ترجمته في تهذيب الكمال 59/17.

و قد رواه بقية عن يوسف بن السفّر إلاّ أنه أرسله.

أخبرناه أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، و أبو الحسن بن البقشلان، قالوا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا كثير بن عبيد، ثنا بقية، عن يوسف بن السفر، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم مثله إلاّ انه لم يذكر: حسن الخلق.

و روي عن بقية أيضا عن الأوزاعي نفسه مرفوعا [و] (1) مرسلا.

فأمّا المرفوع فأخبرناه أبو الحسن الموحد، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه قالوا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، ثنا علي ابن أبي سليمان، ثنا محمّد بن عبد العزيز الرملي، ثنا بقية بن الوليد، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ما جبل وليّ للّه إلاّ على السخاء»[11571].

و أمّا المرسل: فأخبرناه عاليا أبو الحسن أيضا،[و أبو غالب] (2) و أبو عبد اللّه قالوا:

أنبأنا أبو الحسين، أنبأنا الدارقطني، ثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، ثنا يحيى بن عثمان الحمصيّ ، ثنا بقية بن الوليد، عن الأوزاعي، حدّثني الزهري عن عروة قال:[بن الزبير] (3)قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ما جبل ولي للّه عزّ و جلّ إلاّ على السخاء».

ص: 473


1- زيادة عن «ز».
2- الزيادة لازمة لتقويم السند عن «ز».
3- زيادة للإيضاح عن «ز».

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.