تاریخ مدینة دمشق المجلد 52

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

ص: 2

الجزء الثاني و الخمسون

[تتمة حرف الميم]

[تتمة ذكر من اسمه أحمد]

[تتمة حرف الألف في أسماء آباء المحمدين]

[ذكر من اسم أبيه ادريس من المحمدين]
6072 - محمّد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران

أبو حاتم الرّازي الحافظ (1)

مولى تميم بن حنظلة الغطفاني الحنظلي، و قيل: يعرف بالحنظلي لأنه كان يسكن درب حنظلة بالريّ (2).

أحد الأئمة الأعلام، قدم دمشق و سمع بها، و بالشام من دحيم، و زهير بن عبّاد الرواسي، و محمّد بن وهب بن عطية، و إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و أبي مسهر، و عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان، و عمران بن يزيد بن أبي جميل، و أحمد بن صالح المصري، و عبد الرّحمن ابن يحيى بن إسماعيل، و حمّاد بن مالك الحرستاوي (3)،و محمّد بن بكّار بن بلال، سمع منه بمكة، و عبد السلام بن عتيق، و العبّاس بن عبد الرّحمن بن الوليد بن نجيح، و عبد الرزّاق بن عمر بن مسلم العابد، و محمود بن إبراهيم بن سميع، و قاسم بن عثمان الجوعي (4)،و محمّد بن خالد بن أمة الهاشمي، و محمّد بن يعقوب الدمشقي، و أبي سليم عبد الرّحمن بن الضحّاك البعلبكي، و معاوية بن صالح الأشعري، و أبي حارثة كعب بن خريم المرّي، و عباس بن الوليد ابن صبح الخلاّل، و محمّد بن هاشم ببعلبك، و المنذر بن العبّاس القرشي، و محمّد بن عقبة بن علقمة، و يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و العبّاس بن الوليد بن مزيد.

ص: 3


1- ترجمته في تهذيب الكمال 56/16 و تهذيب التهذيب 24/5 و الجرح و التعديل 349/1 و تاريخ بغداد 73/2 و المنتظم (وفيات 275) و تذكرة الحفاظ 567/2 العبر للذهبي 58/2 غاية النهاية لابن الجزري 97/2 و سير أعلام النبلاء 247/13 و شذرات الذهب 171/2.
2- تهذيب الكمال 56/16 و سير أعلام النبلاء 247/13.
3- في تهذيب الكمال: الحرستاني.
4- فوقها في «ز»، ضبة.

و روى عن قبيصة، و الأنصاري (1)،و أبي زيد النحوي، و الأصمعي، و عثمان بن الهيثم، و عبيد اللّه بن موسى، و يحيى بن حمّاد، و عفّان، و أبي نعيم، و أبي اليمان الحمصي.

روى عنه: ابنه عبد الرّحمن، و يونس بن عبد الأعلى، و الربيع بن سليمان، و عبدة بن سليمان المروزي، و محمّد بن عوف، و زكريا بن أحمد البلخي - قاضي دمشق - و أبو عبد الرّحمن النسائي في سننه، و علي بن إبراهيم بن سلمة القطّان، و أبو حامد أحمد بن علي بن حسنويه النيسابوري، و حاجب بن أركين، و أبو بكر بن أبي الدنيا، و أبوا (2) زرعة: الدمشقي، و الرازي، و موسى بن إسحاق القاص، و أبو عمرو محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن حكيم، و أبو عبد اللّه الحسن (3)،و علي ابنا أحمد بن سليمان الأصبهانيان، و موسى بن العبّاس الجويني، و أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد، و أبو عوانة الأسفرايني، و محمّد بن إسماعيل بن موسى الرّازي، و أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الرّازي الزاهد المعروف بالحيري.

و حدّث بدمشق حين قدمها طالبا للعلم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (4)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي (5).ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا عاصم بن الحسن. ح و أخبرنا أبو السعود عبد الواحد بن محمّد بن الحسن المعروف بابن البني (6)،و أبو بكر محمّد بن علي بن أبي الغارات الدقوقي (7)،قالا: أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن محمّد بن الأخضر، قالوا: أنبأنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه ابن مهدي، أنبأنا محمّد بن مخلد العطّار، حدّثنا أبو حاتم محمّد بن إدريس الرّازي (8)،حدّثنا عبد العزيز بن الخطاب [نا قيس] (9) بن الربيع، عن شعبة، عن عمرو بن دينار، عن رجل من الأنصار قال:

ص: 4


1- يعني محمد بن عبد اللّه الأنصاري، كما في تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.
2- الأصل و د، و «ز»: «و أبو» راجع أسماء الرواة عن أبي حاتم في تهذيب التهذيب و سير أعلام النبلاء.
3- كذا بالأصل، و في د، و «ز»: الحسين.
4- زيادة عن د، و «ز»، لتقويم السند.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 73/2-74.
6- إعجامها ناقص بالأصل، و في «ز»: «البني» و المثبت عن د، و هو يوافق مشيخة ابن عساكر 130/ب.
7- قارن مع مشيخة ابن عساكر 200/أ.
8- كلمة:«الرازي» ليست في تاريخ بغداد.
9- بياض بالأصل، و المستدرك عن د، و «ز»، و في تاريخ بغداد: عن قيس.

ولد لي غلام فأتيت به النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقلت: ولد لي غلام فما أسمّيه قال:«سمّه [بأحب الناس إليّ حمزة»] (1)[10904].

و لم يقل (2) الخطيب: به، و زاد: هذا غريب من حديث شعبة، تفرّد بروايته عبد العزيز ابن الخطّاب عن قيس بن الربيع عنه، و رواه عن عبد العزيز محمّد بن يزيد الأسفاطي و غيره من الأكابر.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: حدّثنا[-و] (3) أبو منصور بن عبد الملك، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى ابن هارون بن الصّلت الأهوازي، حدّثنا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - حدّثنا أبو حاتم الرّازي، حدّثنا داود بن عبد اللّه الجعفري (5)،حدّثنا حاتم عن شريك، عن عبد العزيز بن رفيع (6)،عن المعرور بن سويد، عن أبي ذرّ عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«إنّ اللّه يقول: يا بن آدم إن لقيتني بملء الأرض ذنوبا لا تشرك بي شيئا، لقيتك بمثلها مغفرة»[10905].

أخبرنا أبو القاسم الخطيب، أنبأنا رشأ بن نظيف المقرئ، أنبأنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، حدّثنا أبو يحيى زكريا بن أحمد البلخي، حدّثنا أبو حاتم محمّد بن إدريس الرّازي، حدّثنا عمرو بن الربيع، أنبأنا يحيى بن أيوب، عن عيسى بن موسى بن إياس بن البكير أن صفوان بن سليم حدّثه عن أنس بن مالك عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أنه قال:

«اطلبوا الخير دهركم، و تعرّضوا نفحات (7) رحمة اللّه عزّ و جلّ ، فإن للّه [تبارك و] تعالى نفحات يصيب بها من يشاء من عباده و سلوا اللّه أن يستر عوراتكم، و يؤمن روعاتكم»[10906].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، حدّثنا أبو

ص: 5


1- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
2- بالأصل:«نقل» بدلا من «و لم يقل» و المثبت عن د، و «ز».
3- الزيادة عن د، و «ز»، لتقويم السند.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 74/2.
5- بالأصل: الجعبري، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
6- بالأصل: ربيع، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد و هو عبد العزيز بن رفيع الأسدي، أبو عبد اللّه المكي، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 495/11.
7- كذا بالأصل و «ز»، و د، و في المختصر:«نفحات اللّه».

الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر بن بحير البحيري (1)-إملاء - حدّثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي الجرجاني (2)،حدّثنا الربيع بن سليمان، حدّثنا أبو حاتم الرّازي، حدّثنا داود الجعفري، حدّثنا عبد العزيز بن محمّد، عن إبراهيم بن عقبة، عن كريب، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«خير نساء العالمين مريم بنت عمران، و آسية امرأة فرعون، و خديجة و فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم»[10907].

قال أبو نعيم: و حدّثناه أبو حاتم الرّازي به.

[قال ابن عساكر:] (3) الربيع من شيوخ أبي حاتم.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا[-و] (4) أبو منصور ابن خيرون، أنبأنا - أبو بكر أحمد بن علي (5)،أنبأنا محمّد بن الحسين القطّان، أنبأنا أحمد بن سلمان النجّاد، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق - يعني - الحربي - حدّثني رجل من أهل الريّ يقال له أبو حاتم، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن ابن بنت شرحبيل، عن عيسى بن يونس، عن أشعث، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إذا جلس بين شعبها الأربع فقد وجب الغسل»[10908].

[قال ابن عساكر:] (6) إبراهيم الحربي أكبر من أبي حاتم.

أخبرنا (7) أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ، أنبأنا علي بن طلحة بن محمّد المقرئ، أنبأنا أبو الفضل صالح بن أحمد بن محمّد الهمذاني الحافظ ، حدّثنا أبو داود سليمان بن يزيد، و أبو (8) أحمد القاسم بن أبي صالح، قالا: حدّثنا أبو حاتم الرّازي، حدّثني أبو زرعة يعني (9) عن أبي الجماهر، أنبأنا إسماعيل بن عيّاش، عن

ص: 6


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: «بجير البجيري» تصحيف، و البحيري - ضبطت عن الأنساب - نسبة إلى بحير، اسم جد، ذكره السمعاني و ترجمه.
2- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 248/13-249 و انظر تخريجه فيه.
3- الزيادة منا للإيضاح.
4- الزيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 74/2.
6- زيادة منا للإيضاح.
7- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
8- كذا بالأصل و د، و في «ز»: «و أحمد بن القاسم بن أبي صالح» خطأ. راجع أسماء الرواة عن أبي حاتم في تهذيب الكمال 58/16.
9- سقطت اللفظة من «ز».

عبد العزيز بن عبيد اللّه، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«رفع القلم عن ثلاثة» و ذكر الحديث (1)[10909].

قال القاسم: قال أبو حاتم: كان هذا عندي في قرطاس، فلمّا قدمت نظر فيه أبو زرعة ليكتب ما يسأل عنه المشايخ ثم نظرت فإذا هو عندي بنزول فقال: أنت حدثتني عن أبي الجماهر و طلبته فلم أجده، فقال: بلى، هو عندك، فلم أصبه.

آخر الجزء العشرين بعد الأربع مائة من الأصل (2).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنبأنا هنّاد بن إبراهيم بن محمّد، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الورّاق البخاري، حدّثنا أبو نصر محمّد بن سعيد بن أحمد بن سعيد التاجر، حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الشّمّاخي، حدّثنا أبو حاتم الرّازي محمّد بن إدريس، حدّثنا ذؤيب بن عمامة السهمي المديني، حدّثني إبراهيم بن جعفر، عن يحيى بن بشير بن بشير، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللّه قال: أقتل القملة في المسجد أحبّ إليّ من أن أدفنها لا أوذي أحدا.

قال أبو حاتم: كتبه محمّد بن إسماعيل عنّي.

أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أحمد الخطيب، أنبأنا جدي أبو عبد اللّه، أنبأنا أبو الحسن بن عوف، أنبأنا أبو علي الحسن بن منير، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن عامر بن المعمر، حدّثنا أبو حاتم محمّد بن إدريس الحنظلي الرّازي - إملاء - في أيام هشام بن عمّار و هو يسمع منه، حدّثنا عبد العزيز بن الخطّاب، حدّثنا علي بن هاشم، عن محمّد بن عبيد اللّه بن أبي رافع عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر عن أبيه عن عمّار بن ياسر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أوصي من آمن بي و صدّقني بولاية علي بن أبي طالب، فمن تولاّه فقد تولاّني، و من تولاّني فقد تولّى اللّه، و من أحبّه فقد أحبّني، و من أحبّني فقد أحب اللّه، و من

ص: 7


1- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 249/13 و انظر تخريجه فيها.
2- كتب بعدها في «ز». إلى هنا بلغ سماعا على أبي البركات الحسن بن محمد بن الحسن بإجازته من عمه بقراءتي و كتب محمد بن يوسف ابن محمد البرزالي و عارض من الأصل يوم السبت غرة رجب سنة ثمان عشرة و ستمائة بجامع دمشق. و كتب بعدها في د: إلى: بلغت اسماعا على أبي البركات الحسن بن محمد بن الحسن.

أبغضه فقد أبغضني، و من أبغضني فقد أبغض اللّه عزّ و جلّ »[10910].

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب شفاها، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-. ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد، قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (1):

محمّد بن إدريس بن المنذر الحنظلي أبو حاتم، هو ابن المنذر بن داود بن مهران، روى عن الأنصاري، و أبي زيد النحوي، و الأصمعي، و عثمان بن الهيثم المؤذّن، و عبيد اللّه ابن موسى، و يحيى بن حمّاد، و هوذة بن خليفة، و عفّان، و أبي نعيم، و محمّد بن بكّار بن بلال الدمشقي، و أبي مسهر الدمشقي، و أبي اليمان الحمصي، روى عنه عبدة بن سليمان المروزي، و محمّد بن عوف، و أحمد بن منصور الرّمادي، و أبو زرعة الرّازي، و أبو زرعة الدمشقي (2)،و موسى بن إسحاق القاضي، و سمعت موسى بن إسحاق القاضي يقول: ما رأيت أحفظ من والدك، و قد لقي أبا بكر بن أبي شيبة، و ابن نمير، و يحيى بن معين، و يحيى الحماني (3).

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي في كتابه، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أبو بكر بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم (4) قال:

أبو حاتم محمّد بن إدريس الحنظلي الرّازي، سمع محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، و قبيصة بن عقبة (5)،روى عنه محمّد بن إسماعيل الجعفي، و الربيع بن سليمان المرادي.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأنا عمّي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

محمّد بن إدريس بن المنذر الحنظلي يكنى أبا حاتم من أهل الريّ ، قدم مصر قديما، و كتب بها، و كتب عنه، و كانت وفاته بالريّ سنة خمس و سبعين و مائتين.

ص: 8


1- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 204/7.
2- زيد بعدها هنا في الجرح و التعديل: و روى عنه عثمان بن خرزاد الأنطاكي، و قد استدركت الجملة بين قوسين فيه عن إحدى نسخه.
3- رسمها بالأصل:«الحباني» و في د:«الجماني» و المثبت عن «ز»، و الجرح و التعديل و سير أعلام النبلاء، نقلا عن ابن أبي حاتم.
4- رواه الحاكم في الأسامي و الكنى 69/4 رقم 1736.
5- كذا بالأصل و «ز»، و د، و الذي في الأسامي و الكنى: و أبا عامر قبيصة بن عامر السوائي.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد (1)عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال (2):محمّد بن إدريس بن المنذر أبو حاتم الرّازي إمام في الحفظ و الفهم، توفي سنة سبع و سبعين و مائتين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الحافظ (3):محمّد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران أبو حاتم الحنظلي الرّازي. كان أحد الأئمة الحفّاظ الأثبات، مشهورا بالعلم، مذكورا بالفضل، و سمع محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، و أبا زيد النحوي، و عثمان بن الهيثم المؤذن، و هوذة بن خليفة، و عبيد اللّه بن موسى، و عتّاب بن زياد، و أبا مسهر الدمشقي، و أبا الجماهر محمّد بن عثمان التّنوخي، و سعيد بن أبي مريم المصري، و أبا اليمان الحمصي في أمثالهم. و كان أول كتبه الحديث في سنة تسع و مائتين، روى عنه: يونس بن عبد الأعلى، و الربيع بن سليمان المصريّان، و هما أكبر منه سنّا، و أقدم سماعا، و أبوا (4) زرعة الرّازي، و الدمشقي، و محمّد بن عوف الحمصي، و قدم بغداد، و حدّث بها فروى عنه من أهلها: أحمد بن منصور الرّمادي، و إبراهيم بن إسحاق الحربي، و قاسم بن زكريا المطرّز، و عبد اللّه بن محمّد بن ناجية، و أحمد بن إسحاق بن صالح الورّاق (5)،و أبو بكر بن أبي الدنيا، و القاضي المحاملي، و محمّد بن مخلد الدوري، و الحسين بن يحيى بن عيّاش القطّان، و غيرهم.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه.

ح و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا[-و] (6)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (7)،قالا: أنبأنا أبو نعيم الحافظ (8)،حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيّان قال: حكى لنا عبد اللّه بن محمّد بن يعقوب

ص: 9


1- في «ز»: أحمد، تصحيف.
2- ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم الحافظ 201/2.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 73/2 رقم 455.
4- بالأصل و «ز»، و د:«و أبو» تصحيف، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- كذا بالأصل و «ز»، و في تاريخ بغداد و د: الوزان.
6- الزيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 74/2.
8- رواه أبو نعيم الحافظ في كتاب «ذكر أخبار أصبهان»201/2.

قال: سمعت أبا حاتم يقول: نحن من أهل أصبهان من قرية جزّ (1)،و كان أهلنا يقدمون علينا في حياة أبي ثم انقطعوا عنّا.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و غيره، عن أبي علي الحسن بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد البزاز - في المسجد الحرام - حدّثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم الرّازي قال: سمعت أبا محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال: قال أبي: نحن من موالي تميم بن حنظلة من غطفان.

أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، عن أبي ثابت الرازي، أنبأنا أبو حاتم أحمد بن الحسن، أنبأنا أحمد بن علي بن سلم (2)،حدّثنا علي بن إبراهيم الخطيب الرّازي المجاور بمكة، قال:

كان أبو زرعة أبوه خال أبي حاتم، و كانا كالأخوين ليس بينهما عداوة و لا شحناء، و لا بغضاء، كما يكون بين الناس، قال: و كان أبو حاتم أسنّ من أبي زرعة على ما بلغني بخمس سنين، و أبو زرعة مات قبل أبي حاتم بسنتين، و كان مسكنهما و مسجدهما في محلّة واحدة في سكة حنظلة.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: حدّثنا[-و] (3) أبو منصور ابن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني أبو زرعة روح بن محمّد الرازي - إجازة شافهني بها - أنبأنا علي بن محمّد بن عمر القصّار الفقيه، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال: سمعت أبي يقول: أول سنة خرجت في طلب الحديث، أقمت سنين أحصيت ما مشيت (5) على قدمي زيادة على ألف فرسخ، لم أزل أحصي حتى لما (6) زاد [على] (7) ألف فرسخ تركته.

ص: 10


1- كذا بالأصل و «ز»، و د، و تاريخ بغداد، و أخبار أصبهان و في سير أعلام النبلاء 250/13 «جروكان» و الذي في معجم البلدان: جزّ: بالفتح ثم التشديد، من قرى أصبهان.
2- كذا بالأصل، و في «ز»، و د: سالم.
3- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 74/2 و تهذيب الكمال 59/16.
5- بالأصل:«ذهب» و في «ز»: «قطعت» و في د:«خطيت» و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- بالأصل و «ز»: «ما» و المثبت عن د، و تاريخ بغداد.
7- الزيادة عن «ز»، و تاريخ بغداد.

قال: و سمعت أبي يقول: بقيت بالبصرة في سنة أربع [عشرة] (1) و مائتين ثمانية أشهر، و كان في نفسي أن أقيم سنة، فانقطعت (2) نفقتي، فجعلت أبيع ثيابي شيئا بعد شيء حتى بقيت بلا نفقة، و مضيت، أطوف مع صديق لي إلى المشيخة و أسمع منهم إلى المساء، فانصرف رفيقي و رجعت إلى بيت خالي، فجعلت أشرب الماء من الجوع، ثم أصبحت من الغد، و غدا عليّ رفيقي فجعلت أطوف معه في سماع الحديث على جوع شديد، فانصرف عني و انصرفت جائعا، فلما كان الغد غدا عليّ فقال: مر بنا إلى المشايخ، فقلت: أنا ضعيف لا يمكني، قال: ما ضعفك ؟ قلت: لا أكتمك أمري، قد مضى يومان (3) ما طعمت فيهما (4)، فقال لي رفيقي: معي دينار، فأنا أواسيك بنصفه، و نجعل النصف الآخر في الكراء، فخرجنا من البصرة و قبضت منه النصف الدينار.

قال (5):و سمعت أبي يقول: قلت على باب أبي الوليد الطيالسي: من أغرب عليّ حديثا غريبا مسندا صحيحا لم أسمع به، فله عليّ درهم يتصدق به، و قد حضر على [باب] (6)أبي الوليد خلق من الحلق أبو زرعة فمن دونه، و إنّما كان مرادي أن يلقي علي ما لم أسمع به ليقولوا: هو عند فلان فأذهب فاسمع، و كان مرادي أن استخرج منهم ما ليس عندي، فما تهيأ لأحد منهم أن يغرب علي حديثا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد في كتابه، عن أبي ثابت الرازي، أنبأنا أبو حاتم أحمد بن الحسن، أنبأنا أحمد بن علي بن سلم (7)،حدّثنا علي بن إبراهيم الخطيب (8) قال:

سمعت أحمد بن علي الرّقّام (9) يقول: سمعت الحسن بن الحسين الدرستيني يقول: سمعت أبا حاتم يقول:

قال لي أبو زرعة: ما رأيت أحرص على طلب الحديث منك يا أبا حاتم، فقلت: إنّ

ص: 11


1- الزيادة عن «ز»، و د، و تاريخ بغداد.
2- الأصل:«فاقتطع» و في د:«فاقطع» و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
3- بالأصل و د: يومين، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و تاريخ بغداد.
4- بالأصل و د: فيه، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
5- القائل أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم، و الخبر في تاريخ بغداد 75/2.
6- الزيادة عن م، و د.
7- كذا بالأصل و د، و في «ز»: سالم.
8- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 60/16 و سير أعلام النبلاء 250/13-251.
9- الرقام بفتح الراء و القاف المشددة، نسبة إلى رقم الثياب (راجع اللباب).

عبد الرّحمن لحريص فقال: من أشبه أباه فما ظلم (1)،قال الرّقّام: سألت عبد الرّحمن عن اتفاق كثرة السماع له و سؤالاته من أبيه، فقال: ربّما كان يأكل و أقرأ عليه، و يمشي و أقرأ عليه، و يدخل البيت في طلب شيء و أقرأ عليه.

قال علي بن إبراهيم: و بلغني أنه كان يسأل أباه أبا حاتم في مرضه الذي توفي فيه عن أشياء من علم الحديث و غيره إلى وقت ذهب لسانه، فكان يشير إليه بطرفه نعم، و لا.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكّي بن أبي طالب، قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو الفضل محمّد بن إبراهيم الهاشمي، حدّثنا أحمد بن سلمة قال:

ما رأيت بعد إسحاق و محمّد بن يحيى أحفظ للحديث و لا أعلم بمعانيه من أبي حاتم محمّد بن إدريس (2).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (3)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،حدّثنا أبو سعد الماليني - قراءة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، قالا: أنبأنا عبد اللّه بن عدي الحافظ قال: سمعت القاسم بن صفوان البرذعي يقول:

سمعت أبا حاتم الرّازي يقول: أورع من رأيت أربعة: آدم بن أبي إياس، و ثابت بن محمّد الزاهد الكوفي، و أحمد بن حنبل، و أبو زرعة، قال القاسم: فذكرته لعثمان بن خرّزاد فقال عثمان: أنا أقول أحفظ من رأيت أربعة: محمّد بن المنهال الضرير (5)،و إبراهيم بن عرعرة، و أبو زرعة، و أبو حاتم.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: حدّثنا[-و] (6) أبو منصور عبد الملك، قال: أنبأنا أبو بكر الخطيب (7) قال: أجاز لي أبو زرعة الرّازي أن علي بن محمّد بن

ص: 12


1- مثل. راجع جمهرة الأمثال 244/2 و مجمع الأمثال 300/2 و المستقصى للزمخشري 352/2.
2- تهذيب الكمال 60/16 و تذكرة الحفاظ 568/2 و سير أعلام النبلاء 251/13.
3- زيادة لتقويم السند عن «ز»، و د.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 75/2.
5- لفظة «الضرير» ليست في تاريخ بغداد.
6- الزيادة لتقويم السند عن «ز»، و د.
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 75/2-76.

عمر القصّار أخبرهم، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: أبو زرعة، و أبو حاتم إماما (1) خراسان، و دعا لهما، و قال: بقاؤهما صلاح للمسلمين.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا عبد اللّه بن عدي قال: سمعت محمّد بن الحسين بن مكرم يقول:

سمعت حجّاج الشاعر و ذكرت له أبا زرعة، و أبا حاتم، و ابن وارة، و أبا جعفر الدارمي فقال:

ما بالمشرق قوم أنبل منهم (2).

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا[-و] (3) أبو منصور العطّار، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي (4)،أنبأنا أبو زرعة الرّازي - إجازة - أنبأنا علي بن محمّد ابن عمر، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال: سمعت موسى بن إسحاق القاضي (5) يقول:

ما رأيت أحفظ من و الدك (6)،قال عبد الرّحمن: و قد رأى أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، و يحيى الحماني (7)،و أبا بكر بن أبي شيبة، و ابن نمير و غير هم، فقلت له: فرأيت أبا زرعة ؟ فقال: لا، و قال عبد الرّحمن: سمعت أبي يقول: قال لي هشام بن عمّار: أي شيء تحفظ عن الأذواء؟ قلت له: ذو الأصبع، و ذو الجوشن، و ذو الزوائد، و ذو اليدين، و ذو اللحية الكلابي، و عددت له ستة، فضحك و قال: حفظنا نحن (8) ثلاثة و زدت أنت ثلاثة.

قال (9):و أنبأنا علي بن محمّد الدقّاق، قال: قرأنا على الحسين بن هارون الضبّي عن أبي العباس بن سعيد قال: سمعت عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش يقول: كان أبو حاتم من أهل الأمانة و المعرفة.

قال (10):و سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: أبو حاتم الرّازي إمام في الحفظ .

ص: 13


1- بالأصل و «ز»، و د: إمامي، خطأ، و التصويب عن تاريخ بغداد.
2- سير أعلام النبلاء 252/13 و تهذيب الكمال 60/16-61.
3- زيادة لتقويم السند عن د، و «ز».
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 76/2.
5- لفظة «القاضي» ليست في تاريخ بغداد.
6- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد: أبيك.
7- قوله:«و يحيى الحماني» ليس في تاريخ بغداد.
8- بالأصل و «ز»، و د:«عن» و المثبت عن تاريخ بغداد.
9- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 77/2.
10- تاريخ بغداد 77/2.

قال: و قال لنا هبة اللّه بن (1) الحسن الطبري: كان أبو حاتم إماما، عالما بالحديث، حافظا له، متقنا متثبتا قال أبو أحمد الحافظ : روى عنه محمّد بن إسماعيل البخاري [و قال هبة اللّه: أخرجه الكلاباذي في كتابه - يعني الذي جمع فيه أسامي شيوخ البخاري] (2) و قال: إنه أخرج عنه قال هبة اللّه: فلعله من الأسماء المطلقة التي لم يبينها (3) البخاري و اللّه أعلم.

ذكر محمّد بن أحمد بن شاكر، أنبأنا أبو عيسى عبد الرّحمن بن إسماعيل بن عبد اللّه الخولاني قال: أملى علينا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب النسائي قال: محمّد بن إدريس الرّازي أبو حاتم ثقة.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (4) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (5) قال: حدّثت عن أبي الحسن علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا أبو عيسى العروضي، حدّثنا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب النسائي قال: محمّد بن إدريس أبو حاتم، رازي ثقة.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (6) قال: حدّثت عن أبي الحسن علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا أبو عيسى العروضي، حدّثنا أبو عبد الرحمن بن شعيب النسائي قال: محمد بن إدريس أبو حاتم، رازي ثقة.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأنا جدي أبو محمّد السّوسي (7) قال:

سمعت أبا علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي يقول: سمعت أبا جعفر محمّد بن محمّد بن خلاّد الخلاّل - بالأهواز - يقول: سمعت أبا الحسين محمّد بن إبراهيم بن شعيب الطبري يقول: سمعت أبا حاتم سهل بن محمّد يقول: سمعت حمّاد بن أبي صالح يقول:

سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول: الناس يتفاضلون و لكلّ إنسان مذهب في شيء، و لم أر أحدا أعلم بالسنّة من حمّاد بن زيد، فإذا رأيت بصريا يحبّ حمّاد بن زيد فهو صاحب سنّة، و إذا رأيت كوفيا يحب زائدة، و مالك بن مغول فهو صاحب سنّة، و إذا رأيت حجازيا يحب مالك بن أنس فهو صاحب سنّة، و إذا رأيت شاميا يحب الأوزاعي و أبا إسحاق الفزاري فهو صاحب سنّة، قال أبو حاتم سهل بن محمّد: و إذا رأيت الرجل يحب أحمد بن حنبل فاعلم أنه صاحب سنّة.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا[-و] (8) أبو منصور

ص: 14


1- بالأصل:«أبو» و المثبت عن «ز»، و د، و تاريخ بغداد.
2- ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل.
3- في تاريخ بغداد: ينسبها.
4- زيادة لتقويم السند عن «ز»، و د.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 77/2.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 77/2.
7- في «ز»: السوري.
8- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.

ابن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (1) قال: أجاز لي أبو زرعة الرّازي أن علي بن محمّد بن عمر القصّار أخبرهم: حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال: سمعت أبي يقول: جرى بيني و بين أبي زرعة كلام يوما تمييز الحديث و معرفته، فجعل يذكر أحاديث و يذكر عللها، و كذلك كنت أذكر أحاديث خطأ و عللها و خطأ الشيوخ، فقال لي: يا أبا حاتم قلّ من يفهم هذا، ما أعزّ هذا إذا رفعت هذا من واحد و اثنين، فما أقل من تجد من يحسن هذا، و ربما أشك في شيء أو يتخالجني شيء في حديث فإلى أن التقي معك لا أجد من يشفيني منه، قال أبي:

و كذلك كان أمري.

قال الخطيب (2):و أنبأنا أبو منصور محمّد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز - بهمذان - حدّثنا صالح بن أحمد بن محمّد الحافظ ، حدّثنا القاسم بن أبي صالح قال: سمعت أبا حاتم يقول: قال لي أبو زرعة ترفع يديك في القنوت ؟ قلت: لا، فقلت له: فترفع أنت ؟ قال:

نعم، فقلت: ما حجّتك ؟ قال: حديث ابن مسعود، قلت: رواه ليث بن أبي سليم قال حديث أبي هريرة قلت: رواه ابن لهيعة، قال: حديث ابن عباس، قلت: رواه عوف، قال: فما حجّتك في تركه ؟ قلت: حديث أنس أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلاّ في الاستسقاء، فسكت.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدثنا[-و] (3) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني أحمد بن محمّد العتيقي، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر الدمشقي - بها - حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن القاسم القاضي، حدّثنا ابن أبي حاتم الرّازي قال: سمعت أبي يقول: أكتب أحسن ما تسمع، و احفظ أحسن ما تكتب، و ذاكر بأحسن ما تحفظ .

قال الخطيب (5):و أنبأنا علي بن أبي علي المعدّل، حدّثنا الحسين بن محمّد بن إسحاق السوطي قال: أنشدنا محمّد بن هارون الرّازي، أنشدنا أبو حاتم الرّازي، و أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنبأنا أبو الفضل عبد الملك بن عبد السّلام بن أحمد بن الأسواني - بتنيس - و أبو سعيد عبد الرّحمن بن محمّد بن مسلم الأبهري - بصور - قالا: أنبأنا أبو الفضل محمّد بن

ص: 15


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 75/2-76 و انظر الجرح و التعديل 356/1.
2- الخبر في تاريخ بغداد 76/2.
3- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
4- رواه رواه أبو بكر الخطيب 76/2-77.
5- تاريخ بغداد 77/2.

أحمد بن عيسى السعدي.[ح] (1) و أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي (2)،عن أبي الفضل السعدي، أنشدنا القاضي أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمروية الشافعي - بأوانا - قال: أنشدنا محمّد بن إسماعيل الرّازي، أنشدني أبو حاتم الرّازي:

تفكّرت في الدنيا فأبصرت رشدها *** و ذلّلت بالتقوى من اللّه حدّها

أسأت بها ظنّا و أخلفت وعدها *** فأصبحت مولاها، و قد كنت عبدها

أخبرنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، و أبو القاسم غانم بن محمّد - إجازة - ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو علي الحدّاد. ح و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (3) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (4) قالوا: أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، قال: سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيان يقول: سمعت أحمد بن محمود بن صبيح يقول: سنة سبع و سبعين فيها مات أبو حاتم الرّازي بالريّ .

أخبرنا أبو القاسم، و أبو الحسن أيضا، قالا: حدّثنا[-و] (5) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر (6)،أنبأنا محمّد بن عبد الواحد، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال: قرئ على ابن المنادي و أنا أسمع، قال: و جاءنا الخبر مع الرحالين بموت أبي حاتم الرّازي أنه مات في شعبان سنة سبع و سبعين و مائتين.

6073 - محمّد بن إدريس الصّوري

حدّث عن هشام بن عمّار، و إبراهيم بن سعيد الجوهري.

روى عنه أبو طالب محمّد بن زكريا بن يحيى المقدسي.

6074 - محمّد بن إدريس أبو بكر الحافظ

سمع بدمشق محمّد بن أحمد الجلاّب.

روى عنه عبد الصّمد بن أبي صالح البخاري.

ص: 16


1- «ح» حرف التحويل أضيف عن «ز».
2- في «ز»: الجعافي.
3- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
4- تاريخ بغداد 77/2 و انظر أخبار أصبهان 201/2 لأبي نعيم الحافظ .
5- زيادة لتقويم السند، عن «ز»، و د.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 77/2 و انظر سير أعلام النبلاء 262/13 و زاد الذهبي قال: و قيل: عاش ثلاثا و ثمانين سنة.
ذكر من اسم أبيه إسحاق [من المحمدين]
اشارة

ذكر من اسم أبيه إسحاق [من المحمدين] (1)

6075 - محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن صالح

أبو بكر العقيلي الأصبهاني الفابزاني (2)(3)

سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و دحيما، و محمّد بن مسلم (4).

روى عنه: أحمد بن محمود بن صبيح، و أبو عثمان إسحاق بن إبراهيم، و أبو أحمد محمّد بن أحمد بن إبراهيم الغسّال.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن إسحاق (5)،حدّثنا محمّد بن عبيد اللّه بن المرزبان، حدّثنا أحمد بن محمود بن صبيح، حدّثنا أبو بكر محمّد بن إسحاق [العقيلي] (6) الفابزاني، حدّثنا محمّد بن سلم (7)،حدّثنا إبراهيم بن هدبة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنه لينادي المنادي يوم القيامة: أين فقراء أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و سلم، فيقوموا (8) فيصفوا صفوف القيامة أ لا من أطعمكم أكلة، أو سقاكم شربة أو كساكم خلقا أو جديدا فخذوا بيده فأدخلوه الجنّة، فلا يزال صاحبه قد تعلّق بصاحبه و هو يقول: يا رب العالمين هذا أرواني، و يقول الآخر: هذا كساني، فلا يبقى من فقراء أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و سلم صغير و لا كبير إلاّ أدخلهم اللّه الجنّة»[10911].

أخبرنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل (9)،أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن مردويه، حدّثنا أبو بكر بن أبي علي محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن،

ص: 17


1- زيادة منا للإيضاح.
2- بالأصل و د:«الفايزاي» و في «ز»: «الفانزاي» و الصواب ما أثبت:«الفابزاني» عن الأنساب، و هذه النسبة إلى فابزان: و هي قرية من قرى أصبهان.
3- ترجمته في «ذكر أخبار أصبهان»231/2 و معجم البلدان (فابزان) و سماه: محمد بن إبراهيم بن صالح، و الأنساب (الفابجاني) و سماه: محمد بن إسحاق بن صالح الفابجاني العقيلي، أبو بكر من أهل أصبهان.
4- كذا بالأصل، و في «ز»، و د: سالم.
5- رواه أبو نعيم الحافظ في أخبار أصبهان 231/2.
6- زيادة عن أخبار أصبهان.
7- كذا بالأصل و أخبار أصبهان، و في «ز».
8- كذا بالأصل و د، و أخبار أصبهان، و في «ز»: فيقومون.
9- كذا بالأصل و د، و في «ز»: سهيل.

أنبأنا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن إبراهيم، حدّثنا محمّد بن إسحاق العقيلي، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا إسماعيل بن عيّاش، حدّثنا أبو رافع إسماعيل بن رافع، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«المشاءون إلى المساجد في الظلم أولئك الخوّاضون في رحمة اللّه عزّ و جلّ »[10912].

أنبأنا أبو علي المقرئ، و حدّثني أبو مسعود المعدل عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال (1):محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن صالح العقيلي أبو بكر الفابزاني توفي سنة ثلاث و ثمانين و مائتين، حدّث عنه أبو عثمان إسحاق بن إبراهيم، روى عن دحيم، و هشام بن عمّار.

آخر الجزء الثاني بعد الستمائة.

6076 - محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد بن مهران

أبو بكر الضّرير البغدادي الصفّار (2)

سمع بدمشق: أبا العباس محمّد (3) بن صالح بن (4) عبد الرّحمن بن أبي عصمة سنة ثمان و ثلاثمائة، و بغيرها: عبد اللّه بن محمّد البغوي، و إبراهيم بن حمّاد القاضي، و أبا عروبة الحرّاني، و عبد اللّه بن محمّد بن سلم (5)،و محمّد بن محمّد بن النّفّاح، و إسماعيل بن العبّاس، و عبد اللّه بن محمّد بن جعفر القزويني، و إسماعيل بن داود بن وردان، و علي بن أحمد بن سليمان، و يوسف بن عبد الأحد القمي بمصر و أبا علي أحمد بن علي بن شعيب المدائني، و أحمد بن جعفر بن سعيد الفهري - بمصر-] (6) و أبا نصر عمرو بن عمر بن عبد العزيز بن البحيري بن عبد العزيز النّصيبي بنصيبين، و أبا بدر أحمد بن خالد بن عبد الملك بن مسرح الحرّاني - بحرّان-.

روى عنه أبو الحسن الدارقطني، و أبو القاسم التنوخي، و أبو محمّد الجوهري، و حمزة

ص: 18


1- رواه أبو نعيم الحافظ في ذكر أخبار أصبهان 231/2.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 260/1 و سير أعلام النبلاء 359/16 (و قال الذهبي: لم يؤرخه ابن عساكر)، و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 351-380) ص 505.
3- «محمد» ليست في «ز».
4- في «ز»: بن أبي عبد الرحمن.
5- كذا بالأصل، و في «ز»، و د:«سالم» و في تاريخ الإسلام و سير أعلام النبلاء:«مسلم المقدسي.» و في تاريخ بغداد:«سلم» كالأصل.
6- الزيادة بين معكوفتين عن د، و «ز».

ابن يوسف السهمي، و أبو بكر البرقاني، و أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، و أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن سالم (1) الختّلي.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو غالب أحمد بن الحسن، قالا: أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو بكر محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الصّفّار - قراءة عليه و أنا أسمع - حدّثنا محمّد بن صالح بن عبد الرّحمن بن أبي عصمة - بدمشق - حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا الهقل بن زياد، حدّثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنت أبيت مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم آتيه بوضوئه و بحاجته، فقال:«سلني» قلت: مرافقتك في الجنّة، قال:«أو غير ذلك» قال: فقلت: هو ذاك، قال:«فأعنّي على نفسك بكثرة السجود»[10913].

رواه أبو داود (2)،و النسائي (3) عن هشام.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد بن مهران أبو بكر الصّفّار الضّرير، سمع عبد اللّه بن محمّد البغوي، و إبراهيم بن حمّاد القاضي، و إسماعيل بن العبّاس الورّاق، و أبا عروبة الحرّاني، و محمّد بن محمّد النّفّاح الباهلي، و عبد اللّه بن محمّد ابن سلم المقدسي، و علاّن الصّيقل المصري، روى عنه أبو الحسن الدارقطني، و حدّثنا عنه أبو بكر البرقاني، و علي بن المحسّن التنوخي، سمعت منه في سنة إحدى و سبعين و ثلاثمائة، حدّثنا أبو بكر البرقاني قال: سألت محمّد بن إسحاق الصّفّار عن مولده فقال: ولدت في شوال سنة تسع و ثمانين و مائتين، سألت البرقاني عنه فقال: شيخ ثقة، فاضل، أصله من الشام و سمع بمصر.

6077 - محمّد بن إسحاق بن إبراهيم أبو عبد اللّه الأنطاكي

6077 - محمّد بن إسحاق بن إبراهيم أبو (5) عبد اللّه الأنطاكي

المعروف بأخي العريف

حدّث عن أبي بكر بن الجعابي.

ص: 19


1- كذا بالأصل و «ز»، و في د:«سلم» راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 82/16 و فيها:«سلم».
2- سنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب وقت قيام النبي صلّى اللّه عليه و سلم من الليل رقم 1320(35/2).
3- سنن النسائي: فضل السجود 227/2.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 260/1.
5- بالأصل و المختصر:«بن عبد اللّه» و المثبت عن «ز»، و د.

روى عنه علي الحنّائي.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمّد الحنّائي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الأنطاكي أخو العريف الشيخ الصّالح، حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي الحافظ ، حدّثني أبي، حدّثني عبد اللّه، حدّثنا سيدي علي بن موسى الرضا، حدّثني موسى بن جعفر، حدّثني جعفر بن محمّد، حدّثني علي بن الحسين، عن الحسين، حدّثنا علي بن أبي طالب قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هو يقول:«من أفتى بغير علم لعنته ملائكة السماء و الأرض»[10914].

6078 - محمّد بن إسحاق بن إسماعيل بن مسروق العذري

والد أبي قصي.

روى عن معروف الخيّاط .

روى عنه: ابنه أبو قصيّ .

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا تمام بن محمّد، أخبرني أبو موسى هارون بن محمّد بن هارون الموصلي الطحّان - قراءة عليه - حدّثنا أبو قصيّ إسماعيل بن محمّد بن إسحاق بن إسماعيل العذري، حدّثنا أبي محمّد بن إسحاق، حدّثني معروف الخيّاط عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من شهد جنازة فحمل بأربع زوايا السرير و مشى أمامها و جلس حتى تدفن كتب له قيراطان من أجر، أخفّهما في ميزانه (1)يوم القيامة أثقل من جبل أحد». [10915]

6079 - محمّد بن إسحاق - بن جعفر، و يقال: ابن إسحاق - بن محمّد

أبو بكر الصغاني ثم البغدادي الحافظ (2)

من ثقات الرحّالين و أعيان الجوّالين.

ص: 20


1- قوله:«في ميزانه» ليس في «ز».
2- ترجمته في تهذيب الكمال 65/16 و تهذيب التهذيب 26/5 و الجرح و التعديل 195/7 و تاريخ بغداد 240/1 و الأنساب (الصغاني)، و الوافي بالوفيات 195/2 و العبر 46/2 و سير أعلام النبلاء 592/12 و شذرات الذهب 160/2 و المنتظم 78/5. و الصغاني بفتح الصاد المهملة و الغين المعجمة هذه النسبة إلى بلاد مجتمعة وراء نهر جيحون، يقال لها: جغانيان و تعرب فيقال لها: الصغانيان و هي كورة عظيمة. و النسبة إليها: الصغاني و الصاغاني (راجع الأنساب - و معجم البلدان).

سمع بدمشق و غيرها: هشام بن عمّار، و أبا مسهر، و حمّاد بن مالك الحرستاني (1)، و أبا اليمان، و عبد اللّه بن يوسف، و أبا صالح (2)،و سعيد بن أبي مريم، و أبا بدر شجاع بن الوليد، و روح بن عبادة، و أبا النضر هاشم بن القاسم، و يحيى بن أبي بكير، و أسود بن عامر شاذان، و سعيد بن عامر، و قراد (3) أبا نوح، و محاضر بن المورّع، و يعلى بن عبيد، و جعفر ابن عون، و يزيد بن هارون، و عبيد اللّه بن موسى، و عبد الوهّاب بن عطاء.

روى عنه: أبو عمر حفص بن عمر الدوري - و هو أكبر منه - و أبو الحسين مسلم بن الحجّاج، و أبو داود السّجستاني، و أبو عيسى الترمذي، و أبو عبد الرّحمن النسائي، و أبو عبد اللّه محمّد بن ماجة القزويني، و أبو بكر بن خزيمة، و عبد اللّه بن أحمد عبدان (4)،و موسى ابن هارون، و جعفر بن محمّد بن الحسن، و يحيى (5) بن محمّد بن صاعد، و أبو عوانة الأسفرايني، و عبد الرّحمن بن أبي حاتم، و أحمد بن هارون البردعي، و أبو القاسم البغوي، و أبو عبد اللّه المحاملي، و محمّد بن أحمد الحكيمي، و محمّد بن مخلد، و إسماعيل الصفّار، و أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي (6)،و محمّد بن هارون الرّوياني، و علي بن إسحاق المادرائي، و أبو الفوارس شجاع بن جعفر الأنصاري، و هو آخر من حدّث عنه وفاة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبي أبو القاسم، أنبأنا أبو نعيم الأسفرايني، أنبأنا أبو عوانة الحافظ ، حدّثنا إبراهيم بن مرزوق، و محمّد بن إسحاق الصّغاني (7)،قالا: حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا إسماعيل بن مسلم العبدي، حدّثنا أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أن تخلط بسرا بتمر، أو زبيبا بتمر، أو زبيبا ببسر و قال:

«من شربه منكم فليشرب كلّ واحد منه فردا: تمرا فردا، أو بسرا فردا، أو زبيبا فردا»[10916].

رواه مسلم (8) عن أبي بكر الصّغاني.

ص: 21


1- في «ز»: «عمار بن مالك الخراساني» تصحيف.
2- يعني عبد اللّه بن صالح المصري.
3- اسمه عبد الرحمن بن غزوان، و قراد، لقبه. ترجمته في تهذيب الكمال 329/11.
4- كذا بالأصل، و في «ز»: «ابن عبدان» و كتبت فيها «ابن» فوق الكلام بين السطرين، و في تهذيب الكمال: و عبدان ابن أحمد الأهوازي.
5- من قوله: القزويني إلى هنا سقط من د.
6- في «ز»: «الحنائي» تصحيف.
7- في «ز»: الصاغاني.
8- صحيح مسلم(36) كتاب الأشربة،(5) باب كراهة انتباذ التمر و الزبيب مخلوطين رقم 1987(1574/3).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أحمد بن علي بن الحسن، و عبد الرّحمن ابن أحمد بن علي بن منصور.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى قالوا: أنبأنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي، حدّثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدّثنا محمّد بن إسحاق، حدّثنا سعيد بن أبي مريم، حدّثنا محمّد بن جعفر بن أبي كثير، أخبرني زيد بن أسلم عن عياض، عن أبي سعيد الخدري أنه قال: خرج النبي صلّى اللّه عليه و سلم في أضحى أو فطر إلى المصلّى، فصلّى ثم انصرف، فقام فوعظ الناس و أمرهم بالصدقة فقال:«يا أيّها الناس تصدّقوا»، ثم انصرف، فمرّ على النساء فقال:«يا معشر النساء تصدّقن، فإني أراكنّ أكثر أهل النار»، فقلن: و بم ذلك يا رسول اللّه ؟ قال:

«تكثرن اللعن و تكفرن العشير»[10917].

رواه مسلم (1) عن محمّد بن إسحاق.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، أنبأنا الإمام أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن، و أبو الحسن علي بن يوسف الجويني، و والدي أبو صالح أحمد بن عبد الملك.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبي.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن القاسم بن المظفر، أنبأنا أبو عمرو عثمان بن محمّد المحمي (2)،قالوا: أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري، أنبأنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن إسحاق الصغاني (3)،حدّثنا عفّان، حدّثنا وهيب بن خالد، عن يحيى بن سعيد، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير (4)،عن أبي هريرة أن أعرابيا جاء إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه دلّني على عمل إذا أنا عملته دخلت الجنّة، قال:«تعبد اللّه لا تشرك به شيئا، و تقيم الصلاة، و تؤدّي الزكاة المفروضة، و تصوم رمضان» قال: و الذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئا أبدا و لا أنقص منه، فلمّا ولّى قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا»[10918].

رواه مسلم عنه (5).

ص: 22


1- صحيح مسلم(1) كتاب الإيمان(34) باب بيان نقص الإيمان، رقم 132(86/1).
2- فوقها في «ز»: ضبة.
3- في «ز»: الصاغاني.
4- في «ز»: حرب.
5- أخرجه مسلم في صحيحه(1) كتاب الإيمان(4) باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة رقم 15(44/1).

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (1):

محمّد بن إسحاق الصغاني (2)،أبو بكر، بغدادي، روى عن روح بن عبادة، و أبي النضر هاشم بن القاسم، و يحيى بن أبي بكير، و الأسود بن عامر، و قراد أبي نوح، و سعيد بن عامر، سمعت منه مع أبي، و هو ثبت صدوق (3).

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو بكر محمّد بن إسحاق الصّغاني أصله من خراسان، سكن بغداد، سمع أبا يوسف يعلى بن عبيد الطنافسي، و أبا عثمان عفّان بن مسلم، روى عنه أبو الحسين مسلم بن الحجّاج، و أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد البغوي، كنّاه لي أبو بكر محمّد بن أحمد بن مسعود الحلبي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي الخطيب، و أبو منصور بن خيرون، قالا:

قال لنا أبو بكر الخطيب (4):محمّد بن إسحاق بن جعفر و قيل: محمّد بن إسحاق بن محمّد أبو بكر الصّاغاني ساكن بغداد، كان أحد الأثبات المتفننين (5) مع صلابة في الدّين، و اشتهار بالسنّة، و اتّساع في الرواية، و رحل في طلب العلم، و كتب عن أهل بغداد، و البصرة، و الكوفة، و المدينة، و مكة، و الشام، و بمصر، ذكر بعض من سمع منه و بعض من روى عنه ثم قال: و بلغني عن أبي مزاحم الحاماني قال: كان الصغاني يشبه يحيى بن معين في وقته - زاد ابن خيرون: قال الخطيب: و قال الدارقطني: كان ثقة، و فوق الثقة.

قال الخطيب (6):و أنبأنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصيرفي، حدّثنا أبو العبّاس محمّد

ص: 23


1- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 195/7.
2- في الجرح و التعديل: الصاغاني.
3- زيد في الجرح و التعديل:«من الحفاظ » و قد استدركت عن إحدى نسخه.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 240/1.
5- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد: المتقنين.
6- تاريخ بغداد 241/1.

ابن يعقوب الأصمّ ، حدّثنا محمّد بن إسحاق بن محمّد الصغاني - و سأله أبي - فقال له: إلى أي قبيلة تنسب يا أبا بكر؟ فقال: إنّ جدي كان في الصحراء، فاستقبله رجل فقال له أسلم، فأسلم، و قطع الزنّار.

دفع إلي أبو الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل جزءا عن محمّد بن أحمد بن شاكر، أنبأنا أبو عيسى عبد الرّحمن بن إسماعيل بن عبد اللّه الخولاني قال: أملى علينا أبو عبد الرّحمن النسائي في تسمية شيوخه: أبو بكر بن إسحاق الصاغاني، لا بأس به.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العبّاس، حدّثنا[-و] (1) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا البرقاني، أنبأنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا الحسن بن رشيق، حدّثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النّسائي عن أبيه، ثم حدّثني محمّد بن علي الصّوري، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه القاضي قال: ناولني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن و كتب لي بخطّه قال: سمعت أبي يقول: محمّد بن إسحاق، صاغاني، ثقة، و كنيته أبو بكر.

قال (3):و أنبأنا علي بن محمّد بن الحسين الدقّاق، قال: قرأنا على الحسين بن هارون الضّبّي عن أبي العبّاس بن سعيد قال: سمعت عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش يقول: أبو بكر بن إسحاق، ثقة، مأمون.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري، عن أبي سعد محمّد بن علي بن محمّد، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: و سألت - يعني - الدارقطني عن محمّد بن إسحاق الصّغاني فقال: ثقة، و فوق الثقة، و هو وجه مشايخ بغداد.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن الحسيني، حدّثنا[-و] (4) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنبأنا أحمد بن أبي جعفر، أنبأنا محمّد بن المظفّر قال: قال عبد اللّه بن محمّد البغوي: مات محمّد بن إسحاق الصّغاني في صفر سنة سبعين [و مائتين].

قال الخطيب (6):و قرأت عن الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي.

ص: 24


1- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 241/1.
3- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد.
4- زيادة عن د، و «ز»، لتقويم السند.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 241/1.
6- تاريخ بغداد 241/1.

ح قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر البزاز (1)،حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز (2) قال: قرئ على أبي الحسين أحمد بن جعفر بن محمّد بن عبيد اللّه المنادي و أنا أسمع قالا: مات محمّد بن إسحاق الصّغاني لسبع خلون من صفر سنة سبعين و مائتين - زاد ابن المنادي: و ذلك يوم الخميس-.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: قال أبي: فيها - يعني - سنة سبعين و مائتين توفي أبو بكر محمّد بن إسحاق الصّاغاني يوم الخميس لسبع ليال خلون من صفر، و حضرت جنازته.

6080 - محمّد بن إسحاق بن طلحة بن عبيد اللّه القرشي التّيمي الطّلحي

6080 - محمّد بن إسحاق بن طلحة بن عبيد اللّه القرشي التّيمي الطّلحي (3)

حدّث عن أبي بردة بن أبي موسى، و لقيه عند عمر بن عبد العزيز حين وفد عليه.

روى عنه: عبد اللّه بن عثمان بن خثيم (4).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالا: أنبأنا أبو أحمد الغندجاني، أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا البخاري (5) قال: محمّد بن إسحاق بن طلحة التّيمي قال لي بشر بن مرحوم عن يحيى بن سليم: سمع ابن خثيم سمع محمّدا، سمع أبا بردة يحدّث عمن سمع أباه، سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ أمّتي أمة مرحومة، عذابها بأيديها في الدنيا»[10919] فكتبه عمر، قال لي محمّد بن عبادة: حدّثنا يزيد، أنبأنا يحيى بن زياد، حدّثني سعيد بن أبي بردة و قد أتى (6) إلى سليمان بن عبد الملك فحدّثه عن أبيه عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم؛ و قال لي ابن سنان: حدّثنا همّام، حدّثنا قتادة، عن سعيد بن أبي بردة، و عون شهدا (7) أبا بردة يحدّث عمر بهذا، و قال لنا موسى: حدّثنا حمّاد، عن علي بن زيد، عن عمارة القرشي أنه شهد عمر، حدّثه أبو بردة بهذا.

ص: 25


1- بالأصل:«البراز» و في «ز»، و د:«البزاز» و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- بالأصل و د:«الحزاز» و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
3- ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري 37/1/1 و الجرح و التعديل 194/7.
4- بدون إعجام بالأصل، و في د:«خيثم»، و في «ز»: «خيثمة» كلاهما تصحيف.
5- رواه البخاري في التاريخ الكبير 37/1/1-38.
6- كذا بالأصل و «ز»، و د، و في التاريخ الكبير:«وفد أبي» و بهامشه عن إحدى نسخه:«و قد أتى» كالأصل.
7- بالأصل و د: شهد، و المثبت عن «ز»، و التاريخ الكبير.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب شفاها قالا: أنبأنا أبو القاسم ابن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة - أنبأنا أبو محمّد. ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، أنبأنا أبو محمّد قال (1):محمّد بن إسحاق بن طلحة التّيمي روى عن عمر بن عبد العزيز، و أبي بردة، روى عنه عبد اللّه بن عثمان بن خثيم (2)،سمعت أبي يقول: لا أعرف محمّد بن إسحاق بن طلحة يحدّث عن أبي بردة، و عمر بن عبد العزيز (3)،و إنّما يروي عن أبي بردة إسحاق بن يحيى بن طلحة [قال ابن عساكر:] (4)،و يروى هذا الحديث أيضا عن أبي بردة طلحة بن يحيى بن طلحة، فأما محمّد بن إسحاق بن طلحة فلم يذكره الزبير في كتاب النسب.

6080 م - محمّد بن إسحاق بن عبد اللّه بن سماعة يعرف بابن أبي سليم

حدّث عن محمود بن خالد، عداده في أهل دمشق.

ذكره أبو الفضل المقدسي حكاية عن أبي عبد اللّه بن مندة.

6081 - محمّد بن إسحاق بن عمرو بن عمر بن عمران

أبو الحسن القرشي المؤذّن المعروف بابن الحريص

ختن هشام بن عمّار.

روى عن هشام بن عمّار، و سليمان بن عبد الرّحمن، و هشام بن خالد، و القاسم بن عثمان الجوعي (5)،و العباس بن عثمان المعلّم، و أحمد بن أبي الحواري، و محمّد بن حسّان ابن يزيد الجزري، و إبراهيم بن هشام الغسّاني، و دحيم، و إبراهيم بن أيوب الحوراني، و أسلم ابن يحيى، و العباس بن الوليد بن صبح الخلاّل، و أحمد بن عبد الواحد بن عبود، و محمود ابن خالد، و عبد اللّه بن ذكوان، و محمّد بن المصفّى الحمصي.

روى عنه: أبو الحسن بن جوصا، و أبو القاسم بن أبي العقب، و أبو علي بن شعيب، و أبو عبد اللّه بن مروان، و أبو إسحاق بن سنان، و أبو (6) الحسن بن حذلم، و أبو بكر أحمد بن

ص: 26


1- رواه أبو محمد بن أبي حاتم في الجرح و التعديل 194/1-195.
2- بالأصل و «ز»: خيثم، تصحيف، و التصويب عن الجرح و التعديل.
3- من قوله: عبد العزيز إلى هنا سقط من د.
4- زيادة منا للإيضاح.
5- فوقها في «ز»: ضبة.
6- بالأصل و «ز»: و أبوه، و المثبت عن د.

إبراهيم بن محمّد بن عطية بن الحداد، و الحسن بن حبيب الحصائري، و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم بن شلحويه، و محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، و سليمان بن أحمد الطبراني، و إبراهيم بن محمّد بن الحسن بن متويه الأصبهاني، و أبو الميمون بن راشد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، حدّثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر بن أبي العقب الهمداني، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن إسحاق بن الحريص (1)،حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا أبو بكر مخيّس (2) بن تميم الأشجعي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«إنّ الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل»[10920] ثم قال:«يا معاوية بن حيدة، إن استطعت أن تلقى اللّه - عزّ و جلّ - و أنت تحسن الظنّ به فافعل، فإنّ اللّه عند ظنّ عبده به»[10921].

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا تمام (3) بن محمّد، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن إسحاق بن عمرو بن الحريص، حدّثنا عبد اللّه بن ذكوان بحديث ذكره.

قال ابن مندة: توفي بعد الثمانين يعني و مائتين.

قرأت بخط أبي (4) القاسم بن صابر (5) و ذكر أنه نقله من خط عبد العزيز مما نقله من كتاب عبيد (6) بن فطيس، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن إسحاق بن الحريص (7) توفي في النصف من المحرم سنة ثمان و ثمانين.

6082 - محمّد بن إسحاق بن محمّد بن أحمد بن إسحاق بن عبد الرّحمن بن يزيد

ابن موسى أبو جعفر الحلبي

والد القاضي أبي الحسن علي بن محمّد.

ص: 27


1- في «ز»: الجريض، تصحيف.
2- مخيس بضم الميم و فتح الخاء المعجمة و بعدها ياء مشددة و بعدها سين مهملة كما في الاكمال 170/7 و قال ابن ماكولا بعد أن ذكره، و قيل فيه: مخيس بكسر الميم و سكون الخاء و تخفيف الياء.
3- بالأصل: بسام، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
4- بالأصل:«أبو» و المثبت عن «ز»، و د.
5- في «ز»: صائب.
6- في «ز»: عبد.
7- في «ز»: الجريض.

سمع أبا بكر بن خريم (1)،و عبد الصّمد بن عبد اللّه بن أبي يزيد، و أبا عبد اللّه أحمد ابن عبد الواحد الجوبري، و أبا يعقوب إسحاق بن يعقوب بن إسحاق بن عيسى الورّاق، و أبا جعفر محمّد بن عبد الحميد الفرغاني، و أبا عبد اللّه أحمد بن علي بن سهل المروزي، و أبا عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن زياد الرازي.

روى عنه: ابنه القاضي أبو الحسن، و ابن ابنه الحسن بن علي بن محمّد.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطّاب (2) في كتابه، أنبأنا أبو القاسم علي بن عبد الواحد بن عيسى بن موسى النّجيرمي (3) الكاتب، حدّثنا القاضي أبو الحسن علي بن محمّد بن إسحاق بن يزيد (4)-إملاء - حدّثني أبي، حدّثنا الخريمي، حدّثنا أبو الوليد هشام بن عمّار، حدّثنا علي بن سليمان - و هو أبو نوفل - حدّثنا أبو إسحاق الهمداني عن أبي بصير قال: أتيت المدينة فلقيت أبيّ بن كعب فقلت: يا أبا المنذر حدّثنا، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و صلّينا معه الفجر، فلما قضى صلاته قال:«هاهنا فلان ؟» قلنا: لا، قال:

«ففلان شاهد؟» قلنا: نعم، قال:«إنّه لا صلاة أثقل على المنافقين من صلاة الغداة و العشاء الآخرة، و لو يعلمون ما فيهما لأتوهما و لو حبوا»، ثم قال:«الصف الأول على صف الملائكة، و صلاة الرجلين أفضل من صلاة الرجل وحده، و صلاة الثلاثة أفضل من صلاة الرجلين، و ما أكثرت فهو أحبّ إلى اللّه»[10922].

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنبأنا أبو نصر عبيد اللّه بن سعيد - بكتابه-، أنبأنا أبو القاسم عبد الجبّار بن أحمد بن عمر الطّرسوسي المقرئ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن إسحاق بن يزيد الحلبي المعدل، حدّثنا أبي رحمه اللّه، حدّثنا أبو بكر محمّد بن خريم بن محمّد بن مروان بن عبد الملك العقيلي البزّار (5)من أصل كتابه، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا علي بن سليمان قال:

سمعت قتادة قال: سمعت عمر بن الخطّاب رجلا يتبع القصص،[فقال له: أ تحسن

ص: 28


1- كذا بالأصل، و في «ز» و د: خزيم، تصحيف.
2- بالأصل و «ز»، و د:«الخطاب» تصحيف.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: البحيري.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 553/16.
5- كذا بالأصل، و في «ز»، و د: البزاز. تقدم التعريف به راجع سير أعلام النبلاء 428/14.

سورة يوسف ؟ قال: نعم، قال: اقرأها، فقرأ حتى بلغ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ (1)] (2) فقال عمر: أ فتريد أحسن من أحسن القصص ؟.

قرئ على أبي الحسن علي بن الحسن الموازيني و أنا أسمع، عن القاضي أبي عبد اللّه محمّد بن سلامة، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو بن شاكر، حدّثني الحسين بن علي بن محمّد بن إسحاق الحلبي، حدّثني جد أبي محمّد و أحمد ابنا إسحاق بن محمّد قالا: سمعنا جعفر بن أحمد بن الروّاس بدمشق، فذكر حكاية.

قرأت بخط أبي القاسم عبد اللّه بن أحمد بن علي بن صابر: وجدت في كتاب قديم بخطّ قديم:

و فيها - يعني - سنة أربع و خمسين و ثلاثمائة توفي أبو جعفر محمّد بن إسحاق القاضي الحلبي يوم الأربعاء لخمس بقين من جمادى الأولى.

6083 - محمّد بن إسحاق بن محمّد بن يحيى بن مندة - و اسمه إبراهيم بن الوليد بن

سندة بن بطّة بن أستندار (3) أبو عبد اللّه العبدي الحافظ (4)

أحد المكثرين و المحدّثين الجوّالين.

قدم دمشق فسمع بها من أبي عبد اللّه بن مروان، و انتخب عليه فوائده، و أحمد بن سليمان بن حذلم، و إبراهيم بن محمّد بن صالح، و يحيى بن عبد اللّه بن الحارث الزّجّاج، و أبي الميمون البجلي، و أحمد بن القاسم بن معروف، و أبي بكر أحمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة، و جعفر بن محمّد بن هشام، و إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي، و علي بن يعقوب بن أبي العقب، و هارون بن محمّد الموصلي، و الحسن بن أحمد بن عمير، و عدي بن يعقوب الخطيب (5)،و خيثمة بن سليمان بأطرابلس، و موسى بن عبد الرّحمن الصّبّاغ

ص: 29


1- سورة يوسف، الآية:3.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و د.
3- تقرأ بالأصل و «ز»، و د:«استدار» و المثبت عن سير أعلام النبلاء و تاريخ الإسلام، قال أبو نعيم في أخبار أصبهان: و أستندار: سمة للجيش.
4- ترجمته في ميزان الاعتدال 479/3 و الوافي بالوفيات 190/2 و تذكرة الحفاظ 1031/3 و طبقات القراء 98/2 و ذكر أخبار أصبهان 306/12 و سير أعلام النبلاء 28/17 و شذرات الذهب 146/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 381-400) ص 320 و انظر بهامشه اسماء مصادر أخرى ترجمته.
5- في «ز»: بن الخطيب.

ببيروت، و الحسن بن يوسف الطرائفي، و محمّد بن الحسن بن إسماعيل المدائني بمصر، و إبراهيم بن معاوية القيسراني بقيسارية.

و روى عن جماعة من أهل أصبهان (1) و خراسان و العراق، و مصر، و حمص منهم: عبد اللّه بن إبراهيم بن الصباح، و أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، و أبو سعيد بن الأعرابي، و أبو العبّاس المحبوبي (2)،و القاسم بن القاسم (3) السيّاري المروزيان، و أبو علي الحسن بن محمّد بن النضر.

روى عنه: تمّام بن محمّد الرازي، و الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، و هو من أقرانه، و حمزة بن يوسف بن إبراهيم الجرجاني، و بنوه: عبد الرّحمن، و عبيد اللّه، و عبد الوهّاب، و أبو بكر الباطرقاني، و أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عمر النقّاش، و أبو المعمر شيبان بن عبد اللّه المحتسب، و أبو العلاء سليمان بن عبد الرحيم الحسناباذي، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن أسيد المديني، و المطهّر بن عبد الواحد البزاني، و أبو شجاع عبد الرزّاق بن سلهب بن عمر الحناط (4)،و القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن أبي الرجاء التميمي، و جماعة غيرهم.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد (5) بن عبد اللّه الكبريتي - بأصبهان - حدّثنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمّد الباطرقاني الإمام - إملاء - حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق بن محمّد بن يحيى الحافظ ، أنبأنا عبد اللّه بن يعقوب بن إسحاق (6) المعدل - بنيسابور - حدّثنا يحيى بن بحر الكرماني، حدّثنا إبراهيم بن سعد الزهري، حدّثنا عبيدة بن أبي رائطة عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن مغفل قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«اللّه اللّه في أصحابي، لا تتّخذوهم غرضا من بعدي، فمن أحبهم (7) فبحبي أحبّهم، و من أبغضهم فببغضي أبغضهم، و من آذاهم فقد آذاني، و من آذاني فقد آذى اللّه»[10923].

ص: 30


1- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و د.
2- بالأصل: المحبري، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز». و اسمه: محمد بن أحمد بن محبوب بن فضيل، ترجمته في سير أعلام النبلاء 537/15.
3- هو القاسم بن القاسم بن مهدي، أبو العباس السياري شيخ مرو، ترجمته في سير أعلام النبلاء 500/15.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الخياط .
5- في د، و «ز»: أحمد، تصحيف، قارن مع مشيخة ابن عساكر 185/ب.
6- بالأصل:«بن إسحاق بن إسحاق المعدل» و المثبت يوافق د، و «ز»، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 364/15.
7- بالأصل:«أحبهما» تصحيف، و المثبت عن «ز»، و د.

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت محمّد قالت: أنبأنا أبو بكر الباطرقاني، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق بن محمّد بن يحيى بن مندة (1) العبدي إمام الأئمة في الحديث، لقاه اللّه رضوانه و أسكنه جنانه، حدّثنا أحمد بن علي بن الحسن المقرئ، حدّثنا علي بن بكّار بن هارون المصّيصي، حدّثنا أبو إسحاق الفزاري، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من نسي صلاة أو نام عنها، فإنّ كفّارتها أن يصليها إذا ذكرها».

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق بن [يحيى بن] (2) محمّد بن يحيى بن مندة الأصبهاني الحافظ ، حدّثنا سهل بن السّري، حدّثنا أحمد بن يحيى بن إسماعيل بن الحسن بن عثمان، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن خارجة، عن الأوزاعي عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أنه رأى رجلا شعث الرأس فقال:«ما لهذا ما يسكّن به شعره»؟ [10924].

[قال ابن عساكر:] (3) كذا نسبه تمام، و ذكر:«يحيى» الأول في نسبه خطأ، و الصواب في نسبته ما قدمناه.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: محمّد بن إسحاق بن محمّد بن يحيى بن مندة الأصبهاني أبو عبد اللّه الحافظ ، سمع بأصبهان من أصحاب أبي مسعود، و يونس بن حبيب، و أقرانهم، و بنيسابور من أبي طاهر المحمّدآباذي و أقرانه، و بمرو: من أبي العباس المحبوبي و أقرانه، و ببخارى:

من أبي حاتم سهل بن السّري و أقرانه، و كان عندنا سنة تسع و ثلاثين و هو أول خروجه إلى العراق، فسمع ببغداد من إسماعيل الصفّار و أقرانه، و بمكة: من ابن الأعرابي و أقرانه، و بالشام: من خيثمة بن سليمان و أقرانه، و دخل مصر فأقام بها سنين، و صنّف التاريخ و الشيوخ ثم التقينا ببخارى سنة إحدى و ستين و ثلاثمائة و قد زاد زيادة ظاهرة، و جاءنا إلى نيسابور سنة أربع - أو خمس (4)-و سبعين ثم خرج إلى أصبهان.

ص: 31


1- في «ز»: سنده.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و د و هذه الزيادة لازمة باعتبار تعقيب المصنف في آخر الحديث.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- بالأصل:«و خمسين» و فوقها خط ، و في د:«و خمسين» و في «ز»: «و خمس» و لعل الصواب ما أثبتناه، و الذي في سير أعلام النبلاء 32/17 نقلا عن الحاكم: سنة خمس و سبعين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (1) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،حدّثني أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن علي السّوذرجاني بأصبهان - و كان ديّنا ثقة صالحا - قال: سمعت أبا عبد اللّه بن مندة يقول: كتبت على ألف شيخ لم أر فيهم أتقن من أبي أحمد العسّال.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، قال: أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه قال: قال أبو علي الحافظ :

بنو مندة أعلام الحفاظ في الدنيا قديما و حديثا، ثم قال: أ لا ترون إلى قريحة أبي عبد اللّه و ما يشبه هذا الكلام (3).

قال: و سمعت أبا علي الحافظ يذكر أبا عبد اللّه في شيء جرى فقال: أبو عبد اللّه من بيت الحديث و الحفظ و أحسن الثناء على سلفه و عليه رحمهم اللّه.

أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، قال: سمعت عمر السمناني غير مرة يقول: جرى ذكر أبي عبد اللّه بن مندة عند أبي نعيم فقال: كان جبلا من الجبال (4)،سمعت أخي أبا الحسين هبة اللّه بن الحسن الحافظ يقول: سمعت أبا طاهر أحمد بن محمّد السّلفي يقول: سمعت أبا الفضل محمّد بن طاهر (5) المقدسي الحافظ ببغداد يقول: سمعت سعد (6)ابن علي الزّنجاني بمكة و سئل عن الدارقطني، و ابن مندة، و الحاكم، و عبد الغني، و أبي فألحّوا عليه في الجواب فقال: أما الدارقطني فأعلمهم بعلل الحديث، و أما ابن مندة فأكثرهم رواية مع المعرفة التامة، و أما الحاكم فأحسنهم تصنيفا، و أما عبد الغني فأعرفهم بالأنساب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - حدّثنا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني قال: كتب إليّ أبو ذرّ عبد (7) بن أحمد، و حدّثني عنه أبو النجيب الأرموي يقول: سمعت أبا عبد اللّه بن

ص: 32


1- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
2- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 270/1 في ترجمة محمد بن أحمد بن إبراهيم العسال الأصبهاني. و رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 36/17 من طريق السوذرجاني.
3- تذكرة الحفاظ 1033/3 و سير أعلام النبلاء 32/17.
4- سير أعلام النبلاء 32/17 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 381-400 ص 322).
5- من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام ص 322.
6- كذا بالأصل، و «ز»، و د، و في تاريخ الإسلام: سعيد.
7- في «ز»: عبد اللّه.

مندة يقول: لا يخرج الصحيح إلاّ من ينزل أو يكذب (1).

سمعت بعض الأصبهانيين بها يحكي عن بعض شيوخه أن أبا عبد اللّه بن مندة كان إذا سئل عن شيء هل سمعته من شيخك فلان ؟ فيقول: لا، فيقال له: كيف فاتك هذا، فيقول:

ما فاتنا بالبصرة أكثر (2) أو كما قال: و كان لم يدخل البصرة في طلب الحديث.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني و ذكر ابن مندة فقال: كان بمصر في كتاب شيخ - يعني - حديثا لمحمّد بن عبيد بن حساب عن سفيان بن موسى، عن أيوب عن (3) نافع عن ابن عمر: في الشفاعة لمن مات بالمدينة، فكتب على حاشيته إنّما هو عن سفيان عن موسى بن عقبة، و أيوب، و سفيان بن موسى عن أيوب خطأ، عدّ الدارقطني هذا من أوهام ابن مندة لأن الصواب كما في الكتاب و هذا من أيسر أوهامه، فإنّ له في «معرفة الصحابة» (4) أوهاما كثيرة.

و قد أخبرنا بالحديث على الصواب أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو نصر بن قتادة، أنبأنا أبو عمرو بن مطر، حدّثنا أحمد بن الحسين بن نصر الحذاء، حدّثنا الصلت بن مسعود، حدّثنا سفيان بن موسى، و كان ثقة، حدّثنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت، فإنه من مات بالمدينة شفعت له يوم القيامة»[10925].

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، قال (5):محمّد بن إسحاق بن محمّد بن يحيى بن مندة أبو عبد اللّه، توفي سلخ ذي القعدة سنة خمس و تسعين و ثلاثمائة، حافظ من أولاد المحدّثين، كتب بالشام، و مصر، و خراسان،

ص: 33


1- سير أعلام النبلاء 33/17 و تاريخ الإسلام ص 322 و تذكرة الحفاظ 1033/3.
2- سير أعلام النبلاء 33/17 و تذكرة الحفاظ 1033/3 و قال الذهبي في سير الأعلام: ما دخل البصرة فإنه ارتحل إليها إلى مسندها علي بن إسحاق المادرائي فبلغه موته قبل وصوله إليها، فحزن و رجع.
3- من هنا إلى قوله:«عدّ الدارقطني، سقط من «ز».
4- «معرفة الصحابة» من تصانيف كثيرة لابن مندة، لا يزال مخطوطا، منه نسخة في دار الكتب المصرية.
5- رواه أبو نعيم الحافظ في كتابه «ذكر أخبار أصبهان»306/2 و سير الأعلام 32/17 و تاريخ الإسلام ص 324 عن أبي نعيم.

و اختلط في آخر عمره، فحدّث عن أبي (1) أسيد، و ابن (2) أخي أبي زرعة، و ابن الجارود بعد أن سمع منه أن له عنهم إجازة، و تخبط أيضا في أماليه، و نسب إلى جماعة أقوالا في المعتقدات لم يعرفوا بها، نسأل اللّه جميل الستر و الصيانة برحمته.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحاكم قال: توفي أبو عبد اللّه بن مندة في وطنه بأصبهان في صفر من سنة ست و تسعين و ثلاثمائة.

6084 - محمّد بن إسحاق بن هاشم بن يعقوب بن رافع

أبو عبد اللّه الهاشمي الرّافعي

مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، يعرف باليتيم.

روى عن سعيد بن عبد العزيز.

روى عن أحمد بن أبي رجاء نصر بن شاكر، و جعفر بن محمّد الفريابي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو عبد اللّه بن (3) مروان، حدّثنا أبو الحسن أحمد بن نصر بن شاكر، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق بن هاشم بن يعقوب بن رافع مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، حدّثني ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، عن أبي مسلم الخولاني، حدّثني الحبيب الأمين - أما هو إليّ فحبيب، و أما عندي: فأمين - عوف بن مالك الأشجعي قال: كنا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم [تسعة أو ثمانية أو سبعة قال:«أ لا تبايعون رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ؟»] (4) و كنا حديث عهد ببيعة، قلنا: قد بايعناك يا رسول اللّه، ثم قال:«أ لا تبايعون رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ؟» قلنا: أ ليس قد بايعناك يا رسول اللّه ؟ فقال:«أ لا تبايعون رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ؟» قال: فبسطنا أيدينا فبايعناه فقال قائل منا: قد بايعناك يا رسول اللّه، فعلى ما نبايعك ؟ قال:«على أن تعبدوا اللّه و لا تشركوا به شيئا، و الصلوات الخمس، و أن تسمعوا و تطيعوا - و أسرّ كلمة خفية - و لا تسألوا الناس شيئا»، فلقد كان بعض أولئك النفر يسقط سوطه، فلا يسأل أحدا يناوله إيّاه.[10926]

ص: 34


1- في سير أعلام النبلاء:«عن ابن أسيد» خطأ.
2- في تاريخ الإسلام: و عبد اللّه ابن أخي أبي زرعة.
3- كتبت «بن» فوق الكلام في «ز».
4- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.

رواه أبو بكر محمّد بن هارون بن محمّد بن بكّار بن بلال، عن أبي عبد اللّه محمّد بن هاشم بن الأزفر، عن سعيد فلا أدري هو هذا و نسبه إلى جد أم لا، فاللّه أعلم.

و روى جعفر بن محمّد الفريابي عن محمّد بن إسحاق هذا الحديث.

و قد أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد في كتابه، و أخبرناه أبو محمّد عبد الرّحمن ابن أبي إسحاق، أنبأنا سهل بن بشر. ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد الطّريثيثي (1)،و أبو الفرج سهل بن بشر، قالوا: أنبأنا علي ابن محمّد بن علي الفارسي، أنبأنا القاضي أبو الطاهر محمّد بن أحمد، أنبأنا أبو بكر جعفر بن محمّد بن الحسن الفريابي، حدّثنا محمّد بن إسحاق الرافقي (2) الدمشقي، حدّثنا سعيد، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني عن أبي مسلم الخولاني، حدّثني الحبيب الأمين - أما هو إليّ فحبيب، و أمّا هو عندي فأمين - عوف بن مالك الأشجعي، قال: كنا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، الحديث نحوه.

[قال ابن عساكر:] (3) كذا في الأصل الرافقي، و هو تصحيف، و صوابه الرافعي بالعين نسبة إلى جد أبيه.

كذلك أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، أنبأنا أبو الحسين عبد اللّه بن إبراهيم بن جعفر الزينبي، حدّثنا جعفر ابن محمّد الفريابي، حدّثنا محمّد بن إسحاق الدمشقي الرافعي من ولد رافع مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، فذكره.

6085 - محمّد بن إسحاق بن يزيد

أبو عبد اللّه البغدادي المعروف بالصّيني (4)

حدّث عن عبد اللّه بن داود الخريبي (5)،و عمرو بن عبد الغفّار الفقيمي، و روح بن

ص: 35


1- في «ز»: الطرثيثي، و فوقها ضبة.
2- بالأصل بدون إعجام، و في د:«الرافعي» و المثبت «الرافقي» عن «ز»، و هو خطأ على كل حال، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب:«الرافعي» و قد وقع» الرافقي» في أصل الحديث.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 238/1 و الجرح و التعديل 196/7.
5- رسمها بالأصل:«الحرى» و في «ز»: «الجويني» و المثبت عن د، و تاريخ بغداد. ترجمته في تهذيب الكمال 10/ 109.

عبادة، و أبي النّضر هاشم بن القاسم، و نصر بن حمّاد الورّاق، و عبد اللّه بن نافع الصائغ، و سلام بن واقد المروزي، و أبي ياسر عمّار بن نصر المروزي.

روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، و ابن أبي داود، و علي بن عبد اللّه بن مبشّر (1)، و محمّد بن حنيفة (2) الواسطيان، و بكر بن أحمد بن مقبل، و عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد ابن الحجّاج بن رشدين المصري، و أبو العبّاس موسى بن عبد الملك بن أبي مروان المقرئ (3).

و قدم دمشق فروى عنه بعض أهلها، و كنت قد ظفرت بقدومه قديما ثم ذهب عنّي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن الخلاّل، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن الحسين بن علي بن العبّاس النوبختي، حدّثنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن مبشّر، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصّيني (4)،حدّثنا أبو بدر شجاع بن الوليد حدّثنا محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إن أقربكم (5) منّي منزلا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا في الدنيا»[10927].

قال: و حدّثنا محمّد بن إسحاق الصّيني، حدّثنا نصر بن حمّاد، حدّثنا شعبة، عن السّدّي، عن مقسم، عن ابن عبّاس (6) قال:

وقف النبي صلّى اللّه عليه و سلم على قتلى بدر و قال:«جزاكم اللّه عني من عصابة شرّا فقد خوّنتموني أمينا، و كذّبتموني صادقا» ثم التفت إلى أبي جهل بن هشام فقال:«هذا أعتى على اللّه عزّ و جل من فرعون، إن (7) فرعون لما أيقن بالهلكة وحّد اللّه و أنّ هذا لما أيقن بالموت دعا باللاّت و العزّى»[10928].

قال (8) لنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب: و أبو منصور بن خيرون قال لنا أبو بكر

ص: 36


1- في «ز»: «ميسر» و في د:«بشر» كلاهما تصحيف.
2- كذا بالأصل حبيبة، و في «ز»: «حبيب» و المثبت:«حنيفة» عن د، و تاريخ بغداد.
3- تقرأ بالأصل: المصري، و المثبت عن «ز»، و د.
4- ليست اللفظة في «ز».
5- كذا بالأصل و د، و في «ز»: إن من أقربكم مني.
6- بعدها في «ز»: رضي اللّه عنهما.
7- في «ز»: «بن».
8- من هنا إلى قوله: قال لنا أحمد... ليس في د.

الخطيب (1):قال لنا أحمد بن (2) غالب قال لنا أبو الحسن الدارقطني: تفرّد به نصر بن حمّاد [عن شعبة، و تفرد به محمد بن إسحاق الصيني عنه.

قال الخطيب: و قد روى لنا عن نصر بن حماد من غير طريق الصيني. أخبرناه علي بن المحسن القاضي نا أبو القاسم عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد بن الحسن القرميسيني (3)،نا أبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد الحراني، نا عبد اللّه بن الحسين نا نصر بن حماد] (4)الورّاق، حدّثنا شعبة عن السّدي، عن مقسم، عن ابن عبّاس قال (5):وقف النبي صلّى اللّه عليه و سلم على قتلى بدر فقال:«جزاكم اللّه من عصابة شرّا، فقد خوّنتموني أمينا، و كذّبتموني صادقا» ثم ساق الحديث.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنبأنا حمد - إجازة-. ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.

قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (6):

محمّد بن إسحاق الصّيني، روى عن عبد اللّه بن نافع الصائغ، و عبد اللّه بن داود الخريبي (7)،كتبت عنه بمكة، و سألت أبا عون بن عمرو بن عون عنه فتكلم فيه، قال: هو كذّاب فتركت حديثه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العبّاس الحسيني، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الحافظ (8):محمّد بن إسحاق بن يزيد أبو عبد اللّه يعرف بالصّيني، حدّث عن عبد اللّه بن داود الخريبي، و روح بن عبادة، و نصر بن حمّاد الورّاق، و عمرو بن عبد الغفّار، و أبي النّضر هاشم بن القاسم، و سلام بن واقد المروزي، و عبد اللّه بن نافع الصائغ و غيرهم، روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، و أبو بكر بن أبي داود السّجستاني، و محمّد

ص: 37


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 239/1.
2- في «ز»، و د، و تاريخ بغداد: أحمد بن محمد بن غالب.
3- في «ز»: «القرمسيني» و فوقها ضبة.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و د، و تاريخ بغداد.
5- في تاريخ بغداد:«أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم وقف على قتلى بدر».
6- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 196/7.
7- بالأصل:«الحزي» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
8- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 238/1.

ابن حنيفة، و علي بن عبد اللّه بن مبشّر الواسطيان، و محمّد بن موسى الصيدلاني، و بكر بن أحمد بن مقبل البصري، و عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن الحجّاج بن رشدين المصري، و قال عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرازي: كتبت عنه بمكّة، و سألت عنه أبا عون بن عمرو بن عون فتكلم فيه و قال: هو كذّاب فتركت (1) حديثه.

6086 - محمّد بن إسحاق بن يعقوب بن إبراهيم أبو بكر

سكن خراسان.

حدّث عن محمّد بن حمدان البلخي، و عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن إسحاق.

روى عنه: محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن عيسى الخوارزمي، و أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد الخالدي.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمّد الدارمي (2)،و أبو جعفر محمّد بن علي بن محمّد الطبري، و أبو النضر عبد الرّحمن بن عبد الجبّار بن عثمان الفامي (3)،و أبو الفتح محمّد بن الموفق بن محمّد الجرجاني، و محمّد بن علي بن نصر الحمّادي من ولد حمّاد بن زيد، و أبو المظفر عبد الفاطر بن عبد الرحيم بن عبد اللّه بن أبي بكر، قالوا: أنبأنا نجيب بن ميمون بن علي الواسطي، أنبأنا أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد الذهلي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن إسحاق بن يعقوب بن إبراهيم الدمشقي ببخارى، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن إسحاق، حدّثنا موسى بن يعقوب البصري، حدّثنا عبد الرحيم بن سليمان، حدّثنا عبد اللّه بن داود، عن مالك بن أنس، عن عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«اتّقوا اللّه في الضعيفين: المملوك و المرأة»[10929].

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنبأنا هبة اللّه بن عبد الوارث بن علي بن أحمد الشيرازي و كتبه لي بخطّه، أنبأنا أبو محمّد علي بن الحسين بن محمّد بن أحمد بن الحداد - بتنيس - أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن علي البغدادي قدم علينا، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن عيسى الخوارزمي الشافعي بمكة، حدّثنا محمّد بن إسحاق بن يعقوب الدمشقي، حدّثنا محمّد بن حمدان البلخي، حدّثنا محمّد بن نهشل المروزي، حدّثنا أبو

ص: 38


1- بالأصل و «ز» و د: نترك، و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- بالأصل: الداري، و المثبت عن «ز»، و د.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: القاضي.

حذيفة موسى بن مسعود، حدّثنا عكرمة بن عمّار، عن يحيى بن أبي كثير قال: ولد الزنا لا يكتب الحديث.

6087 - محمّد بن إسحاق أبو عبد اللّه الرّملي

حدّث عن هشام بن عمّار.

روى عنه: أبو الحسن علي بن الحسن بن بندار بن المثنى الأسترآباذي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد، أنبأنا علي بن أحمد بن محمّد الواحدي، أنبأنا أبو الحارث محمّد بن عبد الرحيم الأثري - بجرجان (1)-أنبأنا أبو الحسن علي ابن المثنى، أنبأنا محمّد بن إسحاق الرّملي، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا مالك، عن أبي الزّناد، عن الأعرج (2)،عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«لمّا قضى اللّه الخلق كتب كتابا فهو عنده فوق العرش: إنّ رحمتي غلبت غضبي»[10930].

6088 - محمّد بن إسحاق الدّمشقي حافظ كان بمصر يفيد عن الشيوخ

ذكر أبو بكر بن المقرئ أنه سمع بإفادته من محمّد بن إدريس بن أسود الصّدفي (3)الخولاني بمصر.

6089 - محمّد بن إسحاق نفاع

حدّث بدمشق.

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني فيما عزاه إلى غيره في تسمية من سمع منه بدمشق في طبقة ابن جوصا محمّد بن إسحاق نفاع، و ذكر أنه سمع منه سنة ثلاث عشرة و ثلاثمائة.

6090 - محمّد بن إسحاق أبو بكر الرّازي

سمع بدمشق أحمد بن إسحاق الورّاق ختن هشام بن عمّار، و بجبيل و غيرها: حسان بن عبد اللّه الطوسي، و أحمد بن محمّد بن عيسى، و يوسف بن يونس الجرجاني، و واقد بن موسى، و موسى بن عيسى بن المنذر، و الوليد بن حمّاد الرملي، و أبا جعفر محمّد بن جرير

ص: 39


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: بحران.
2- بالأصل:«عن أبي الأعرج» و المثبت عن «ز»، و د.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الصديقي.

الطبري (1)،و علي بن المبارك، و محمّد بن الحسن البصري، و إبراهيم بن عيسى القوصي (2)، و محمّد بن عبدك، و أبا الحكم سيّار بن نصر و غيرهم.

روى عنه سليمان بن محمّد الرقاشي.

6091 - محمّد بن إسحاق أبو جعفر الزوزني القارئ

6091 - محمّد بن إسحاق أبو جعفر الزوزني (3) القارئ

قدم دمشق حاجا و حدّث بها عن أبي بكر محمّد بن علي.

روى عنه: علي بن محمّد الحنّائي (4).

قرأت بخط أبي الحسن الحنّائي (5)،حدّثنا أبو جعفر محمّد بن إسحاق القارئ الزوزني قدم علينا حاجا، حدّثنا الشيخ الزكي أبو بكر محمّد بن علي، حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن الخطيب، حدّثنا أبو سعيد العدوي عن خراش بن عبد اللّه، عن أنس بن مالك (6)قال: من صام يوما تطوعا فلو أعطي ملء الأرض ذهبا ما وفى أجره يوم الحساب.

كذا ذكر هذا الحديث موقوفا و قد وقع لي مرفوعا بعلو.

و أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز.

ح و أخبرناه أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي، و أبو السعود أحمد بن علي، قالا: حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد السكري، قالا: حدّثنا أبو سعيد الحسن بن علي العدوي، حدّثنا خراش، حدّثنا أنس بن مالك - و قال السكري: عن أنس - قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من صام يوما تطوّعا فلو أعطي ملء الأرض ذهبا ما و في أجره - و قال الخزّاز (7):لأجره - دون يوم الحساب»[10931].

ص: 40


1- بالأصل و د: الطبراني، و المثبت عن «ز».
2- كذا بالأصل، و في د:«العرصى» و في «ز»: الفرضي.
3- في «ز»: الزوزيني، تصحيف. و الزوزني بسكون الواو بين الزايين، نسبة إلى زوزن و هي بلدة كبيرة حسنة بين هراة و نيسابور (الأنساب).
4- في «ز»: الحنبلي.
5- راجع الحاشية السابقة.
6- زيد بعدها في «ز»: «رضي اللّه عنه».
7- الأصل: الحرار، بدون إعجام، و التصويب عن د، و «ز».
6092 - محمّد بن إسحاق المصري

6092 - محمّد بن إسحاق المصري (1)

حدّث بدمشق عن جده.

روى عنه: أبو الحسن علي بن الحسن بن بندار الجرجاني.

ذكر أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن الأسترآباذي فيما نقلته من خط أبي طالب بن الأزرق عنه قال: سمعت شيخي يقول: سمعت محمّد بن إسحاق المصري (2) بدمشق يقول:

سمعت جدي يقول: قال ذو النون: كلّ محب ذليل، و كلّ خائف هارب، و كلّ راج طالب، و كلّ عاص مستوحش، و كلّ مطيع مستأنس.

6093 - محمّد بن أبي إسحاق أبو عبد اللّه البسطامي المقرئ الصوفي

قدم دمشق، و سمع بها أبا طاهر بن الحنّائي، و أبا محمّد بن الأكفاني و جماعة من شيوخنا، و كان يسكن دار السميساطي، و يقرأ بالألحان في الأعزية، ثم سكن دار حمد، و كان يصلّي بالناس في مسجد زين العابدين، و يقرئ الصبيان.

سمع منه أبو سعد (3) بن السمعاني (4)،و لم أسمع منه شيئا.

مات ليلة الاثنين و دفن يوم الاثنين سلخ ربيع الآخر سنة أربع و أربعين و خمسمائة بباب الصغير.

ذكر من اسم أبيه أسد [من المحمدين]
اشارة

ذكر من اسم أبيه أسد [من المحمدين] (5)

6093 م - محمّد بن أسد أبو عبد اللّه الأسفرايني الحوشي

6093 م - محمّد بن أسد أبو عبد اللّه الأسفرايني الحوشي (6)(7)

سمع بدمشق الوليد بن مسلم، و مروان بن معاوية، و أبا الوليد هشام بن عمّار،

ص: 41


1- كذا رسمها بالأصل و د، و في «ز»: المقرئ.
2- راجع الحاشية السابقة.
3- في «ز»: أبو سعيد.
4- بالأصل:«السمعان» و في د:«ابن سعيد بن السمعان».
5- زيادة منا للإيضاح.
6- ضبطت بفتح الحاء المهملة و سكون الواو - عن الأنساب، و فيه أن هذه النسبة إلى حوش، و هي قرية من قرى أسفرائين، و قد ذكر السمعاني هنا ابنه بدل بن محمد بن أسد الحوشي. و ذكره السمعاني في «الخشي» و نسبه إلى خش من قرى اسفرايين.
7- ترجمته في تاريخ بغداد 81/2 و الأنساب (الخشي)، و معجم البلدان (خش) و سير أعلام النبلاء 655/10 و الجرح و التعديل 209/7 و تذكرة الحفاظ 460/2.

و بحمص: بقية بن الوليد، و بمكة: سفيان بن عيينة، و فضيل بن عياض، و بالمدينة: محمّد ابن إسماعيل بن أبي فديك، و بالعراق: إسماعيل بن عليّة، و وكيع بن الجرّاح، و أبا داود الطيالسي، و أبا بكر عبيد اللّه بن عبد المجيد الحنفي، و بخراسان: عبد اللّه بن المبارك، و عمر بن هارون البلخي.

روى عنه: إبراهيم بن إسحاق الحربي، و محمّد بن إسحاق الصّغاني (1)،و علي بن الحسن بن أبي عيسى الهلالي، و محمّد بن عبد الوهّاب الفرّاء النيسابوريان، و جعفر بن محمّد ابن شاكر الصائغ، و أبو عبد اللّه محمّد بن بحير الأسفرايني، و محمّد بن عوف الحمصي، و أبو حاتم محمّد بن إدريس الرازي، و يحيى بن محمّد بن يحيى النيسابوري حيكان (2)، و الحسن بن سليمان، و أبو الأحوص إسماعيل بن إبراهيم بن الوليد، و محمّد بن فراس الأسفراينيون، و أبو لبيد محمّد بن إبراهيم السّرخسي.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنبأنا أبو الفضل الرازي، أنبأنا جعفر بن عبد اللّه، حدّثنا محمّد بن هارون الرّوياني، حدّثنا محمّد بن إسحاق، حدّثنا محمّد بن أسد الحشّي (3)، حدّثنا مروان بن معاوية، حدّثنا أبو مالك الأشجعي أنه سمع أباه طارق بن الأشيم قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«من قال لا إله إلاّ اللّه و كفر بما يعبد من دونه، حرّم اللّه ماله و دمه، و حسابه على اللّه»[10932].

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنبأنا أبو القاسم العبدي، أنبأنا أبو علي - إجازة-. ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4):محمّد بن أسد الحوشي (5) الأسفرايني، روى عن الوليد بن مسلم، و أبي داود الطيالسي، روى عنه محمّد بن عوف الحمصي، و أبي، و يحيى ابن محمّد بن يحيى النيسابوري، سمع منه أبي بمكة سنة ست عشرة و مائتين، و سئل أبي عنه فقال: صدوق.

ص: 42


1- في «ز»: الصاغاني.
2- في «ز»: جيكان، و فوقها ضبة. انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 285/12.
3- كذا ورد هنا:«الحشي» بالأصل و د، و في «ز»: الحوشي. و قيل فيه:«الخشي» و ليس «الحشي».
4- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 209/7.
5- بالأصل و د، هنا: الحرشي، تصحيف.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عبد اللّه محمّد (1) بن أسد الأسفرايني الحوشي (2)سمع أبا العباس الوليد بن مسلم، و أبا بكر عبيد اللّه بن عبد المجيد الحنفي، و أبا داود الطيالسي، كان أحد أركان الحديث، و يتكلم في رواته، و لمّا بلغ إسحاق بن إبراهيم الحنظلي موته دخل على عبد اللّه بن طاهر فقال له: آجرك اللّه، في نصف خراسان مات أبو عبد اللّه الحشي (3)،و كنّاه، قال لي ذلك أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني، سمع بدل ابن المسيب، سمعت أبي يقول: روى عنه الحسن بن سليمان الأسفرايني، و محمّد بن بحير الأسفرايني.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

محمّد بن أسد عبد اللّه النيسابوري الحوشي - و حوش: قرية من قرى أسفراين، من رساتيق نيسابور - سمع بخراسان عبد اللّه بن المبارك، و عمر بن هارون البلخي، و أهل ذلك العصر، و بالحجاز سفيان بن عيينة، و الفضيل بن عياض، و ابن أبي فديك، و بالشام: الوليد ابن مسلم، و بقية بن الوليد، و بالعراق: إسماعيل بن عليّة، و وكيع بن الجرّاح، روى عنه علي ابن الحسن الهلالي، و محمّد بن عبد الوهّاب العبدي، و محمّد بن إسحاق الصغاني في جماعة من الأئمة.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن المالكي، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):محمّد بن أسد أبو عبد اللّه الخراساني، يعرف بالخشّي، نسب بذلك إلى قرية من قرى أسفراين، سمع عبد اللّه بن المبارك، و عمر بن هارون البلخي، و فضيل بن عياض، و سفيان بن عيينة، و الوليد بن مسلم، و محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك، و بقية بن الوليد، و إسماعيل بن علية، و وكيع بن الجرّاح، و قدم بغداد، و حدّث بها فروى عنه محمّد بن إسحاق الصّغاني، و جعفر بن محمّد بن شاكر الصائغ، و إبراهيم الحربي، إلاّ أنه سمّاه أحمد و غيرهم، و كان ثقة.

ص: 43


1- «محمد» ليست في د.
2- بالأصل: الحرشي، و في د: الحشي، تصحيف فيهما، و المثبت عن «ز».
3- كذا بالأصل و د هنا: الحشي، و في «ز»: «الحوشي» و هو الصواب.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 81/2-82.

قال الخطيب (1):و أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنبأنا محمّد بن نعيم الضبّي.

ح قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ - و هو الضبّي - قال: سمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يقول: سمعت أبا عوانة الأسفرايني يقول: حدّث محمّد بن أسد ببغداد، و هو ابن خمس و عشرين سنة.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا[-و] (2) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (3)،أنبأنا علي بن محمّد الدقّاق، قال: قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي العباس بن سعيد قال: محمّد بن أسد الخشّي (4) سمعت. عبد اللّه بن أبي أسامة يقول: كان ثقة، جيّد الفهم (5).

6094 - محمّد بن أسد بن هلال بن إبراهيم أبو طاهر الرّقّي الأشناني

6094 - محمّد بن أسد بن هلال بن إبراهيم أبو طاهر الرّقّي الأشناني (6)

إمام جامع الرقّة.

قرأ القرآن العظيم على أبي بكر النقّاش، و أبي طاهر بن أبي هاشم.

و سمع بدمشق: أبا القاسم بن أبي العقب، و ببغداد: أبا بكر أحمد بن كامل بن خلف، و أبا سهل أحمد بن محمّد بن زياد القطّان، و جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، و أبا بكر محمّد بن الحسن بن زياد النقّاش، و أبوي بكر: محمّد بن عبد اللّه الشافعي، و أحمد بن جعفر، و بالبصرة: أبا عبيدة محمّد بن علي بن حيدرة القشيري - إمام جامع البصرة - و بحرّان:

عبد اللّه بن قثم بن أبي قتادة الحرّاني.

روى عنه: أبو نصر عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم الوائلي السّجزي الحافظ (7)،و أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي (8)-نزيل مصر - و أبو سعد أحمد بن محمّد الماليني.

ص: 44


1- تاريخ بغداد 82/2.
2- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 82/2.
4- بالأصل و د هنا: الحشي، و في «ز»: «الحوشي» و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 656/10 أنه مات بعيد سنة ثلاثين و مائتين أو فيها.
6- ترجمته في غاية النهاية 100/2.
7- ترجمته في سير أعلام النبلاء 654/17.
8- الأصل: السندي و المثبت عن «ز»، و د. ترجمته في سير أعلام النبلاء 5/18.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنبأنا أبو الفتح محمّد بن الحسن (1) بن محمّد الأسدآباذي، و ابنه أبو القاسم حمزة بن محمّد. ح و أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن أحمد الثّغري، أنبأنا أبو الفتح (2) حمزة بن محمّد الأسدآباذي.

قالا: أبو نصر عبيد اللّه بن سعيد - بمكة - أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أسد بن هلال بن إبراهيم الأشناني بالرقّة، حدّثنا عبد اللّه بن قثم (3) بن أبي قتادة الحرّاني، حدّثنا حفص بن عمر الرقي سنجة (4)،حدّثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود، حدّثنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن جرير، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«أول الأرضين خرابا يسراها ثم يمناها»[10933].

أخبرنا (5) أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو سعد الماليني، حدّثنا أبو طاهر محمّد بن أسد بن هلال، حدّثنا عبد الجبّار بن شيران، قال: سمعت سهل بن عبد اللّه يقول: من بطر حرم اليقين، و من تكلّم فيما لا يعنيه حرم الصدق، و من شغل جوارحه في غير طاعة اللّه حرم الورع، فإذا حرم لعبد هذه الثلاثة أشياء هلك و هو مثبت في ديوان الأعداء (6).

و قال أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان المقرئ: محمّد بن أسد بن هلال الأشناني الرّقّي يكنى أبا طاهر، أخذ القراءة عرضا و سماعا عن أبي بكر محمّد بن الحسن النقّاش، و أبي طاهر بن أبي هاشم و غيرهما، و توفي بالرّقّة بعد سنة تسعين و ثلاثمائة (7).

6095 - محمّد بن أسعد بن محمّد بن نصر

6095 - محمّد بن أسعد (8) بن محمّد بن نصر

أبو المظفر البغدادي المعروف بابن الحكيم الفقيه الحنفي الواعظ (9)

سكن دمشق مدة، و درّس بها بمدرسة جوبا (10)،ثم بنى له الأمير المعروف بمعين (11)

ص: 45


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: «أسد».
2- كذا بالأصل، و «ز»، و د، و مرّ: أبو القاسم.
3- «بن قثم» مكرر بالأصل، و المثبت عن «ز»، و د.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: «شيخه» تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 405/13.
5- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
6- كتب بعدها بالأصل: إلى.
7- راجع غاية النهاية لابن الجزري 100/2.
8- كذا بالأصل، و في «ز»: أسد.
9- ترجمته في الدارس في تاريخ المدارس 414/1 و شذرات الذهب 218/4.
10- رسمها بالأصل:«حوبار» و المثبت عن «ز»: «جوبا»(كذا).
11- هو معين الدين أنر أحد مماليك طغتكين، توفي بدمشق سنة 544 (راجع الوافي بالوفيات 410/19).

الدين مدرسة، فدرّس بالمدرسة الصّادرية (1) أياما، و ظهر له قبول في الوعظ .

و ذكر لي أنه سمع ببغداد من أبي محمّد التميمي، و أبي طالب الزيني و غيرهما، و أنه قرأ الفرائض على الثقات، و ذكر أنه سمع المقامات من الحريري، و رواها عنه، و صنّف تفسيرا و شرح المقامات، سمعت منه شيئا من شعره.

أنشدنا أبو المظفر لنفسه بماردين و كتبه لي بخطه:

تركت هوى سلمى و ليلى بمعزلي *** و عدت إلى مصحوب أوّل منزل

و نادت بي الأشواق مهلا فهذه *** منازل من تهواه دونك فانزل

و خذ بنعيم قد صفا لك شربه *** ودع ما سوى الأحباب عنك بمعزل

توفي ابن الحكيم آخر نهار يوم الجمعة من سنة [ست] (2) و ستين و خمسمائة و كان ..... (3) و دفن بمقبرة باب الصغير، وجدت هذه الترجمة في بعض النسخ.

ذكر من اسم أبيه إسماعيل [من المحمدين]
اشارة

ذكر من اسم أبيه إسماعيل [من المحمدين] (4)

6096 - محمّد بن إسماعيل بن أحمد بن محمّد بن سعيد

أبو بكر الكسي (5) الجوهري

حدّث بصور عن أبي عبد اللّه بن برهان الغزال، و أبي نصر بن حسنون النّرسي، و أبي عمر بن مهدي، و أبي بكر الحيري، و أبي الحسن بن الصّلت الأهوازي، و أبي طاهر محمّد بن محمّد بن محمش، و أبي الفتح هلال بن محمّد الحفّار، و أبي الحسين بن بشران، و أبي الحسن بن رزقويه، و أبي سعد الماليني، و أبي عبد الرّحمن السّلمي، و القاضي أبي إبراهيم إسماعيل بن الحسين بن محمّد البسطامي.

روى عنه: سهل بن بشر، و أبو عبد اللّه بن الحطّاب (6).

ص: 46


1- المدرسة الصادرية داخل باب البريد، على باب الجامع الأموي الغربي، أنشأها شجاع الدولة صادر بن عبد اللّه و هي أول مدرسة أنشئت بدمشق سنة 491 (راجع الدارس في تاريخ المدارس 413/1).
2- بياض بالأصل و «ز»، ذكر وفاته ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب 218/4 في وفيات سنة 566.
3- بياض بالأصل و «ز».
4- زيادة منا للإيضاح.
5- كذا بالأصل و «ز»، و د: الكسى، بالسين، و في المختصر: الكشي بالشين المعجمة، و هذه النسبة قيلت أيضا بالكاف و الجيم (راجع الأنساب، و اللباب، و معجم البلدان: كس و كش، و كج).
6- بالأصل و «ز»، و د: الخطاب، تصحيف، تقدم التعريف به.

و اجتاز بدمشق أو بأعمالها عند توجهه إلى مصر فيما أرى.

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد، ثم حدّثنا أبو بكر يحيى بن سعدون بن تمام عنه، أنبأنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن أحمد الكجّي (1) الجوهري، قدم علينا مصر، أنبأنا القاضي أبو إبراهيم إسماعيل بن الحسين بن محمّد البسطامي - بنيسابور - أنبأنا منصور بن محمّد الحربي - ببخارى - أنبأنا محمّد بن سعيد بن محمود البخاري، حدّثنا إسحاق بن حمزة البخاري، حدّثنا عيسى بن موسى غنجار، عن عمر بن قيس، عن عطاء بن ميناء المدني، عن عبد اللّه بن عمر عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أنه قال:«ما كبّر الحاج من تكبيرة و لا هلّل من تهليلة إلاّ بشّر بها تبشرة»[10934].

قال لنا أبو بكر بن سعدون (2):قال لنا أبو عبد اللّه بن الحطّاب:

أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن أحمد الكجّي الجوهري، قدم علينا مصر سنة اثنتين و أربعين و أربعمائة، و سمعت عليه مع والدي، و عندي عنه السادس و التاسع و العاشر ثلاثة أجزاء من فوائده عن شيوخه، و كان يروي عن شيوخ خراسان و ما وراء النهر، و العراق، و اليمن و غيرهم، و سمع بمصر عن شيوخها.

6097 - محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي البصري

المعروف بابن عليّة (3)

ولي القضاء بدمشق نيابة عن قاضي القضاة جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قاضي قضاة المتوكل.

و روى عن عبد الرّحمن بن مهدي، و أبي عامر العقدي، و يزيد بن هارون، و مكّي بن إبراهيم، و يحيى بن السكن، و إسحاق بن يوسف الأزرق، و وهب بن جرير، و الحكم بن موسى، و يحيى بن معين، و عبيد اللّه بن موسى، و محمّد بن عبيد، و صفوان بن عيسى، و عثمان بن عمر بن فارس، و روح بن عبادة، و كثير بن هشام، و أبي النّضر هاشم بن القاسم، و إسحاق بن عيسى بن الطبّاع، و سعيد بن عامر الضّبعي.

روى عنه: أبو عبد الرّحمن النسائي في سننه، و أبو الحسن بن جوصا، و عبد اللّه بن

ص: 47


1- كذا نسبه هنا بالأصل، و «ز»، و د: الكجي.
2- هو يحيى بن سعدون بن تمام أبو بكر الأزدي القرطبي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 546/20.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 109/16 و تهذيب التهذيب 38/5 و سير أعلام النبلاء 294/12.

أحمد بن أبي الحواري، و أبو زرعة الدمشقي، و إبراهيم بن دحيم، و أبو الحسن محمّد بن بكّار بن يزيد السكسكي قاضي داريا، و أبو جعفر محمّد بن مؤمّل بن الحارث، و أبو بشر الدولابي، و أبو عبد اللّه محمّد بن شيبة بن الوليد، و أبو العباس محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاّس، و أبو بكر محمّد بن مصعب الدمشقي، و أبو الفضل جعفر بن أحمد بن الحسين، و مكحول البيروتي، و أبو الدحداح، و أبو الحارث أحمد بن سعيد، و يزيد بن أحمد السلمي، و عبد الصّمد بن عبد اللّه بن أبي يزيد، و عبد اللّه (1) بن أحمد بن نصر بن هلال، و إبراهيم بن محمّد بن الحسن بن متّويه (2).

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنبأنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد بن بكّار بن يزيد بن بكّار بن يزيد السّكسكي، أبو الحسن ببيت إلاهة (3) بدمشق، حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عليّة، حدّثنا يحيى بن السكن، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن مسروق، عن عمر بن الخطّاب قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ليس المسكين الذي يرد الأكلة و الأكلتان، و اللّقمة و اللقمتان - زاد ابن جوصا عن هذا الشيخ: و من سأل الناس ليثري ماله، فإنّما هو رضف (4) من النار فيلهبه، فمن شاء فليقلّ ، و من شاء فليكثر»[10935].

قالا: و أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو عروبة، حدّثنا المغيرة بن عبد الرّحمن، حدّثنا يحيى، حدّثنا حمّاد - بإسناده - و قال: فمن سأل الناس ليثري ماله، و لم يذكر: ليس المسكين، الحديث.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو عبد اللّه، أنبأنا أبو الحسن بن عوف، أنبأنا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن المؤمّل ابن الحارث العدوي - بمكة - حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن عليّة قاضي دمشق بحديث ذكره.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا[-و] (5) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر

ص: 48


1- في «ز»، و د:«معاوية» تصحيف.
2- كذا بالأصل، و «ز»، و د:«و عبد اللّه بن أحمد بن نصر» و الذي في تهذيب الكمال:«و أبو الفضل أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن هلال السلمي».
3- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و هو الصواب، و هي قرية مشهورة بغوطة دمشق، و يتلفظ بها:«بيت لهيا» و النسبة إليها بتلهي.
4- الرضف واحدتها رضفة، و هي الحجارة المحماة.
5- زيادة عن «ز»، و د.

الخطيب (1)،أنبأنا الجوهري.

و قرأت على أبي منصور بن خيرون، عن أبي محمّد الجوهري، حدّثنا محمّد بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن فهم، حدّثنا محمّد بن سعد قال:

إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم مولى عبد الرّحمن بن قطبة الأسدي - أسد خزيمة - من أهل الكوفة، و كان مقسم من سبي القيقانية ما بين خراسان و زابلستان و كان إبراهيم بن مقسم تاجرا من أهل الكوفة، و كان يقدم البصرة بتجارته فيبيع و يرجع، فتخلف فتزوج عليّة بنت حسّان، مولاة لبني شيبان و كانت امرأة نبيلة، عاقلة، برزة لها دار بالعوقة تعرف بها، و كان صالح المرّي و غيره من وجوه البصرة و فقهائها، يدخلون عليها فتبرز لهم و تحادثهم و تسائلهم، فولدت لإبراهيم إسماعيل سنة عشر و مائة فنسب إليها، و أقام بالبصرة.

أنبأنا أبو الحسن الموازيني، أنبأنا أبو علي الأهوازي، حدّثنا أبو أحمد الحسين بن محمّد بن الوزير الحافظ ، حدّثنا أبو العباس محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاّس، حدّثنا القاضي محمّد بن إسماعيل بن عليّة الثقة الرضا بحديث ذكره، دفع إليّ أبو الحسن سعد الخير ابن محمّد بن سهل كتابا فيه ذكر محمّد بن أحمد بن شاكر، أنبأنا أبو عيسى عبد الرّحمن بن إسماعيل بن عبد اللّه الخولاني قال: أملى علينا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي قال: محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن علية قاضي (2)،حافظ ، دمشقي، ثقة.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري، عن محمّد بن علي بن محمّد، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: و سألته - يعني - الدارقطني، عن محمّد بن إسماعيل بن عليّة فقال: لا بأس به.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا تمام بن محمّد - إجازة - أنبأنا أبو عبد اللّه بن مروان، حدّثنا محمّد بن فيض قال (3):عزل يحيى بن أكثم عن القضاء و ولي جعفر بن عبد الواحد القضاء، فولي محمّد بن إسماعيل بن عليّة فلم يزل قاضيا بدمشق حتى توفي سنة أربع و ستين و مائتين، و ولي بعده عبد الحميد بن عبد العزيز أبو خازم (4).

ص: 49


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 230/6 في ترجمة إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم.
2- كذا بالأصل، و «ز»، و د:«قاضي» بإثبات الياء.
3- سير أعلام النبلاء 295/12 و تهذيب الكمال 110/16.
4- بالأصل و «ز»، و د، حازم، بالحاء المهملة، و التصويب تصحيف، و التصويب عن تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء. راجع ترجمة القاضي عبد الحميد بن عبد العزيز في شذرات الذهب 210/2.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان الرّبعي قال: سمعت أبا العباس بن ملاّس يقول: فيها - يعني - سنة أربع و ستين و مائتين توفي محمّد بن إسماعيل بن عليّة (1).

6098 - محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم أبو عبد اللّه الجعفي البخاري الإمام

6098 - محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم أبو عبد اللّه الجعفي البخاري الإمام (2)

صاحب:«الصحيح» و «التاريخ».

سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و إسحاق بن إبراهيم أبا النّضر، و سليمان بن عبد الرّحمن، و دحيم بن إبراهيم، و محمّد بن وهب بن عطية، و إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر الدمشقيين، و بغيرها: أبا المغيرة، و أبا اليمان، و عصام بن خالد، و علي بن عيّاش الحمصيين، و محمّد بن يوسف الفريابي، و إسماعيل بن أبي أويس، و أبا همّام الصّلت بن محمّد، و أبا نعيم، و مكّي بن إبراهيم، و أبا عاصم النبيل، و محمّد بن سابق، و سريج (3) بن النعمان، و معاوية بن عمرو (4)،و عاصم بن علي، و عفّان بن مسلم، و أبا زيد سعيد بن أوس، و محمّد بن كثير، و عثمان بن الهيثم، و محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، و عمرو بن عاصم الكلابي، و أبا حذيفة موسى بن مسعود، و محمّد بن الفضل عارما، و عبيد اللّه بن موسى، و إسماعيل بن أبان الورّاق، و خالد بن مخلد القطواني، و ثابت بن محمّد الكتّاني، و قبيصة بن عقبة، و مطرّف بن عبد اللّه اليساري، و إبراهيم بن حمزة، و أيوب بن سليمان بن بلال، و عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي، و أبا ثابت محمّد بن عبيد اللّه المدينيين، و أبا عبد الرّحمن المقرئ، و أبا الوليد أحمد بن محمّد الأزرقي، و عبد اللّه بن الزّبير الحميدي، و يحيى بن قزعة بمكة، و عبد اللّه بن صالح، و سعيد بن الحكم بن أبي مريم، و عثمان بن صالح السهمي، و سعيد بن كثير بن عفير المصريين، و خطاب بن عثمان الفوزي بحمص، و آدم بن أبي إياس، و علي بن حفص بعسقلان، و غير من سمّيت جماعة يكثر تعدادهم.

روى عنه أبو الحسين مسلم بن الحجّاج، و أبو حاتم، و أبو زرعة الرازيّان، و عبيد اللّه

ص: 50


1- تهذيب الكمال 110/16.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 84/16 و تهذيب التهذيب 33/5 و الجرح و التعديل 191/7 و تاريخ بغداد 4/2 و وفيات الأعيان 188/4 و تذكرة الحفاظ 555/2 و الوافي بالوفيات 206/2 و اللباب 125/1 و الأنساب، و شذرات الذهب 134/2.
3- في «ز»: شريح، تصحيف.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: معاوية بن عامر.

بن واصل البخاري، و محمّد بن نصر المروزي، و صالح بن محمّد الأسدي البغدادي جزرة، و أبو بكر بن خزيمة، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و الحسين بن محمّد بن زياد القبّاني، و محمود بن عنبر بن نعيم (1) بن حبيب النّسفي، و أبو هارون سهل بن شاذويه، و أحمد بن نصر الفقيه، و أحمد بن سهل بن مالك، و أبو يحيى زكريا بن يحيى البزّاز، و أبو العباس أحمد بن محمّد بن الأزهر الأزهري، و أبو حامد أحمد بن محمّد بن عمارة (2) الأعمشي، و أبو قريش محمّد بن جمعة، و محمّد بن واصل البيكندي، و محمّد بن يوسف الفربري، و محمّد بن إبراهيم بن شعيب، و محمّد بن سهل المقرئ، و أبو القاسم بن الأشقر و غيرهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد، و أبو سهل محمّد بن أحمد بن عبيد اللّه.

ح و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الخطيب (3)،و أبو حفص عمر ابن أبي الفضل محمّد بن علي، و أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن أبي بكر، و أبو الفتح محمّد بن الحسن بن أبي بكر، و أبو بكر عبد اللّه بن أبي مطيع الهروي، و أبو محمد عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الصّمد، و أبو محمّد الحسن بن عبد الرحيم بن أحمد المراوزة قالوا: أنبأنا أبو الخير محمّد بن موسى بن عبد اللّه، قالا: أنبأنا أبو الهيثم محمّد بن المكي بن محمّد.[ح] (4) و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو علي محمّد بن عمر بن شبّويه.

ح و أخبرنا أبو الفتح المختار بن عبد الحميد، و أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب، قالا: أنبأنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن حموية.

ح و أخبرنا أبو بكر خلف بن عطاء بن أبي عاصم الماوردي، أنبأنا أبو عمر عبد الواحد ابن أحمد بن أبي القاسم المليحي الورّاق (5)،أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن نعيم

ص: 51


1- كذا بالأصل و «ز»، و د، و في تهذيب الكمال 87/17 ذكره في أسماء من روى عن البخاري:«محمود بن عنبر بن يغنم بن حبيب النسفي» و في الاكمال 103/6 (في مادة: عنبر:) «نعيم».
2- كذا بالأصل و «ز»، و د، و الذي في تهذيب الكمال هنا: و أبو حامد أحمد بن محمد بن عمار النيسابوري.
3- اللفظة «الخطيب» ليست في «ز».
4- «ح» حرف التحويل أضيف عن د.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 255/18.

النّعيمي، قالوا: أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف بن بشر بن مطر بن صالح الفربري - بها - حدّثنا الإمام أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري، حدّثنا مكي بن إبراهيم، حدّثنا يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة أنه أخبره قال: خرجت من المدينة ذاهبا نحو الغابة، حتى إذا كنت بثنية الغابة، لقيني غلام لعبد الرّحمن بن عوف، قلت: ويحك ما بك ؟ قال: أخذت لقاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، قلت: من أخذها؟ قال: غطفان و فزارة، فصرخت ثلاث صرخات أسمعت ما بين لابتيها: يا صباحاه، يا صباحاه ثم اندفعت [حتى ألقاهم، و قد أخذوها] (1)فجعلت أرميهم و أقول:

أنا ابن الأكوع *** [و اليوم] (2) يوم الرّضع

فاستنقذتها منهم [قبل] (3) أن يشربوا، فأقبلت بها أسوقها فلقيني النبي (4) صلّى اللّه عليه و سلم، فقلت:

يا رسول اللّه إن القوم عطاش، و إني أعجلتهم أن يشربوا سقيهم، فابعث في أثرهم، فقال:«يا ابن الأكوع ملكت فاسجح (5)،إنّ القوم يقرون في قومهم»[10936].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (6) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (7)،أنبأنا إبراهيم بن مخلد، أنبأنا أبو سعيد أحمد ابن محمّد بن رميح النّسوي قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عمر بن بسطام المروزي يقول:

سمعت أحمد بن سيّار يقول: و محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي، أبو عبد اللّه، طلب العلم و جالس الناس، و رحل في الحديث و مهر فيه، و أبصر، و كان حسن المعرفة، حسن الحفظ ، و كان يتفقه.

أخبرنا أبو القاسم، و أبو الحسن قالا: حدّثنا[-و] (8) أبو منصور، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (9)،أنبأنا أبو سعد الماليني - قراءة عليه-.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف.

ص: 52


1- بياض بالأصل، و الجملة المستدركة بين معكوفتين عن «ز»، و د.
2- بياض بالأصل و د، و المثبت عن «ز».
3- سقطت من الأصل و د، و «ز».
4- في «ز»: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.
5- بالأصل: فاسمح، و المثبت عن «ز»، و د.
6- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 6/2.
8- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
9- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 5/2-6.

قالا: أنبأنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الحافظ قال: سمعت محمّد بن أحمد بن سعدان البخاري يقول: محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن مغيرة بن بردزبة البخاري، و بردزبة مجوسي مات عليها، و المغيرة بن بردزبة أسلم على يدي يمان البخاري والي بخارى، و يمان هذا هو أبو جد عبد اللّه بن محمّد المسندي، و عبد اللّه بن محمّد هو (1) ابن جعفر بن يمان البخاري الجعفي، و البخاري قيل له: جعفي لأن أبا جده أسلم على يدي أبي جد عبد اللّه المسندي، و يمان جعفي، فنسب إليه لأنه مولاه من فوق، و عبد اللّه مسندي لأنه كان يطلب المسند من حداثته.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-. ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (2):محمّد بن إسماعيل البخاري أبو عبد اللّه، قدم عليهم الريّ سنة مائتين و خمسين، روى عن عبدان المروزي، و أبي همّام الصّلت بن محمّد، و الفريابي، و ابن أبي أويس، سمع منه أبي، و أبو زرعة [ثم] (3) تركا حديثه عند ما كتب إليهما محمّد بن يحيى النيسابوري أنه أظهر عندهم أن لفظه بالقرآن مخلوق.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو المظفّر هنّاد بن إبراهيم النّسفي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد البخاري المعروف بغنجار قال: ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن الأحنف الجعفي الإمام الفاضل صاحب:«الجامع الصحيح»، و «التاريخ الكبير»، توفي بخرتنك من قرى سمرقند ليلة الفطر سنة ست و خمسين و مائتين، روى عنه مسلم بن الحجّاج القشيري، و أبو زرعة، و أبو حاتم الرّازيّان، و عبيد اللّه بن واصل، و محمّد بن نصر (4) المروزي، و صالح بن محمّد الأسدي البغدادي.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي البخاري الحافظ ، سمع أبا عبد اللّه محمّد بن يوسف الفريابي، و عبد اللّه بن يوسف

ص: 53


1- كلمة «هو» كتبت فوق الكلام بالأصل.
2- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 191/7.
3- زيادة عن الجرح و التعديل.
4- في «ز»: نصير، تصحيف.

التّنّيسي، روى عنه أبو علي الحسين بن محمّد القبّاني، و أبو بكر بن خزيمة، و يحيى بن صاعد، و كان أحد الأئمة في معرفة الحديث و جمعه، و لو قلت إنّي لم أر تصنيفا (1) يشبه تصنيفه في المبالغة و الحسن، أو لم أسمع بآدمي يسرول في باب الحديث مثله رجوت أن أكون صادقا في قولي، نسبه و كنّاه لنا محمّد بن سليمان بن فارس.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي (2) عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس.

محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري من أهل بخارى، قدم مصر، و كتب بها، و كتب عنه، و يكنى أبا عبد اللّه، توفي بعد سنة خمسين و مائتين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن أحمد، و أبو منصور بن عبد الملك، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة، أبو عبد اللّه الجعفي البخاري الإمام في علم الحديث، صاحب الجامع الصحيح و التاريخ، رحل في طلب العلم إلى سائر محدّثي الأمصار، و كتب بخراسان، و الجبال، و مدن العراق كلها، و بالحجاز، و الشام، و بمصر، و سمع مكي بن إبراهيم البلخي، و عبدان بن عثمان المروزي، و عبيد اللّه بن موسى العبسي، و أبا عاصم الشيباني، و محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، و محمّد ابن يوسف الفريابي، و أبا نعيم الفضل بن دكين، و أبا غسّان النهدي، و سليمان بن حرب الواشجي، و أبا سلمة التبوذكي، و عفّان بن مسلم، و عارم بن الفضل، و أبا الوليد الطيالسي، و أبا معمر المنقري، و عبد اللّه بن مسلمة (4) القعنبي، و أبا بكر الحميدي، و سعيد بن أبي مريم المصري، و يحيى بن بكير المخزومي، و عبد اللّه بن يوسف التنيسي، و عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي، و أبا اليمان الحمصي، و إسماعيل بن أبي أويس المديني، و عبد القدّوس بن الحجّاج، و حجّاج بن المنهال، و محمّد بن كثير العبدي، و خالد بن مخلد القطواني، و علي ابن المديني، و أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، و خلقا سواهم، يتسع ذكرهم، و ورد بغداد دفعات، و حدّث بها فروى عنه من أهلها: إبراهيم بن إسحاق الحربي، و عبد اللّه بن محمّد

ص: 54


1- بالأصل: تصنيف، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و في د: تصنيف أحد.
2- بالأصل: أبو.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 4/2-5.
4- بالأصل: سلمة، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و د، و تاريخ بغداد.

ابن ناجية، و قاسم بن زكريا المطرّز، و محمّد بن محمّد الباغندي، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و محمّد بن هارون الحضرمي و آخر من حدّث عنه بها: الحسين بن إسماعيل المحاملي.

أخبرنا أبو الحسن الموحّد، أنبأنا هنّاد القاضي، أنبأنا محمّد بن أحمد الغنجار، حدّثنا أبو نصر محمّد بن سعيد بن أحمد بن سعيد التاجر، حدّثنا محمّد بن يوسف بن مطر، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن أبي حاتم الورّاق قال: قال لي أبو عمرو المستنير بن عتيق:

سألت أبا عبد اللّه محمّد بن إسماعيل: متى ولدت ؟ فأخرج لي خط أبيه: ولد محمّد بن إسماعيل يوم الجمعة بعد الجمعة لثلاث عشرة ليلة مضت من شوال سنة أربع و تسعين و مائة، و توفي ليلة الفطر سنة ست و خمسين و مائتين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (1)أبو منصور العطّار قال: أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا أبو سعد (3) الماليني.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا أبو القاسم السهمي.

قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه بن عدي قال: سمعت الحسن بن الحسين البزّاز ببخارى يقول:

رأيت محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم، شيخا نحيف الجسم، ليس بالطويل و لا بالقصير، ولد يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر شوال من سنة أربع و تسعين و مائة، و توفي ليلة السبت عند صلاة العشاء ليلة الفطر، و دفن يوم الفطر بعد صلاة الظهر يوم السبت لغرّة شوال من سنة ست و خمسين و مائتين، عاش اثنتين و ستين سنة إلاّ ثلاثة عشر يوما.

أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخليل، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن أحمد السّمرقندي الحافظ ، أنبأنا جعفر بن المعتمر (4) المستغفري، حدّثنا محمّد بن أحمد بن سليمان الحافظ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحسين، حدّثنا أبو يعلى التميمي، قال: سمعت جبريل بن ميكائيل بمصر يقول: سمعت محمّد بن إسماعيل يقول: لما بلغت خراسان أصبت ببصري، فأخبرني بعض من رآني فقال: أعلّمك شيئا إن ردّ اللّه عليك بصرك على شرط أن لا

ص: 55


1- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
2- الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 6/2.
3- في «ز»: سعيد.
4- في «ز»: المعتز.

تخبر به أحدا، فقال: احلق رأسك و اغلفه بالخطمي (1)،أظنه قال: ثلاث مرات، قال:

ففعلت، فردّ اللّه عليّ بصري، و جعلت على نفسي أن لا يستخبرني أحد إلاّ أخبرته، أو كلاما هذا معناه.

قال أبو علي: علّمت أقواما و قد روي في ردّ بصره ما.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا[-و] (2) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3)،حدّثني أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن علي السّوذرجاني - بأصبهان من لفظه - حدّثنا علي بن محمّد بن الحسين الفقيه، حدّثنا خلف بن محمّد الخيام قال: سمعت أبا محمّد المؤذّن عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق السمسار يقول:

سمعت شيخي يقول: ذهبت عينا محمّد بن إسماعيل في صغره فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل فقال: يا هذه، قد ردّ اللّه على ابنك بصره لكثرة بكائك، أو لكثرة دعائك، قال:

فأصبح و قد ردّ اللّه عليه بصره.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، أنبأنا هنّاد بن إبراهيم، أنبأنا أبو (4) عبد اللّه الغنجار، حدّثنا خلف بن محمّد قال: سمعت أبا محمّد أحمد بن محمّد بن الفضل البلخي يقول: سمعت أبي يقول: ذهبت عينا محمّد بن إسماعيل البخاري في صغره، فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل، فقال لها: يا هذه، قد ردّ اللّه على ابنك بصره لكثرة بكائك، أو بكثرة دعائك - الشك من أبي محمّد البلخي - قال: فأصبحنا و قد ردّ اللّه عليه بصره.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ قال (5):سمعت أبا أحمد محمّد بن إسحاق النيسابوري يقول: سمعت أحمد بن يوسف السلمي يقول: رأيت محمّد بن إسماعيل البخاري في مجلس مالك بن إسماعيل و هو يبكي، فقلت له: ما يبكيك ؟ قال: لا يمكنني أن أكتب و لا أن أضبط ، ثم جعله اللّه محمّد بن إسماعيل كما رأيتم.

ص: 56


1- الخطمي بالكسر و يفتح نبات محلل منضج ملين، نافع لعسر البول، و الحصا، و تسكين الوجع، و وجع الأسنان مضمضة، و قرحة الأمعاء (راجع تاج العروس ط دار الفكر: خطم).
2- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 10/2 و عن الخطيب رواه المزي في تهذيب الكمال 93/16.
4- كتبت «أبو» فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
5- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 392/12-393.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: حدّثنا[-و] (1) أبو منصور ابن عبد الملك، أنبأنا أبو بكر الخطيب (2)،و حدّثني أبو النجيب عبد الغفّار بن عبد الواحد الأرموي، حدّثني محمّد بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني، أخبرني أحمد بن علي الفارسي، حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن محمّد قال: سمعت جدّي محمّد بن يوسف بن مطر الفربري يقول: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن أبي حاتم الورّاق النحوي قال: قلت لأبي عبد اللّه محمّد بن إسماعيل البخاري كيف كان بدو أمرك في طلب الحديث ؟ قال: ألهمت حفظ الحديث و أنا في الكتّاب، قال: و كم أتى عليك إذ ذاك ؟ فقال: عشر سنين أو أقلّ ، ثم خرجت من الكتّاب بعد العشر فجعلت أختلف إلى الداخلي و غيره، و قال يوما فيما كان يقرأ للناس: سفيان عن أبي الزبير عن إبراهيم فقلت له: يا أبان فلان، إنّ أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم، فانتهرني فقلت له: راجع إلى الأصل إن كانت عندك، فدخل و نظر فيه ثم خرج فقال لي: كيف هو يا غلام ؟ قلت: هو الزّبير بن عدي عن إبراهيم، فأخذ القلم منّي و أحكم كتابه فقال: صدقت، فقال له بعض أصحابه: ابن كم كنت إذ رددت عليه ؟ فقال: ابن إحدى عشرة، فلما طعنت في ست عشرة سنة حفظت كتب ابن المبارك، و وكيع، و عرفت كلام هؤلاء، ثم خرجت مع أمّي و أخي أحمد إلى مكة، فلما حججت رجع أخي بها، و تخلفت (3) بها في طلب الحديث، فلما طعنت في ثمان عشرة جعلت أصنّف قضايا الصحابة و التابعين و أقاويلهم، و ذلك أيام عبيد اللّه ابن موسى، و صنفت كتاب التاريخ إذ ذاك عند قبر الرسول صلّى اللّه عليه و سلم في الليالي المقمرة، و قال:

كل (4) اسم في التاريخ إلاّ و له عندي قصة إلاّ [أني] (5) كرهت تطويل الكتاب.

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنبأنا أبو المظفر النّسفي، أنبأنا محمّد بن أحمد البخاري، حدّثنا خلف بن محمّد قال: سمعت إسحاق بن أحمد بن خلف يقول: رحل محمّد ابن إسماعيل إلى العراق في آخر سنة عشر و مائتين (6)،و كذلك سفيان بن عبد الحكم، و موسى بن قريش.

ص: 57


1- زيادة عن «ز» و د.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 6/2-7 و سير أعلام النبلاء 393/12 و تهذيب الكمال 89/16.
3- بالأصل و «ز»: «رجع أخي و تخلفت بها» و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- كذا بالأصل و «ز»، و د، و في تاريخ بغداد: قلّ .
5- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و د، و تاريخ بغداد.
6- سير أعلام النبلاء 403/12.

قال: و أنبأنا البخاري، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن هارون الملاحمي قال:

سمعت أبا بكر محمّد بن صابر بن كاتب يقول: سمعت عمر بن حفص الأشقر يقول: كنا مع محمّد بن إسماعيل البخاري بالبصرة نكتب الحديث، ففقدناه أياما فطلبناه فوجدناه في بيت و هو عريان، و قد نفذ ما عنده و لم يبق معه شيء، فاجتمعنا و جمعنا له الدراهم حتى اشترينا له ثوبا و كسوناه، ثم اندفع معنا في كتابة الحديث.

قال: و أنبأنا البخاري، حدّثنا خلف بن محمّد قال: سمعت الحسن بن الحسن بن الوضّاح و مكي بن خلف بن عفّان قالا: سمعنا محمّد بن إسماعيل يقول: كتبت على ألف نفر من العلماء، و زيادة، و لم أكتب إلاّ عن من قال: الإيمان قول و عمل، و لم أكتب عن من يقول الإيمان قولي.

قال: و أنبأنا البخاري (1)،حدّثنا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن عمر المقرئ قال:

سمعت حسّان مهيب بن سليم يقول: سمعت جعفر بن محمّد القطّان - إمام الجامع بكرمينية (2) يقول: سمعت محمّد بن إسماعيل البخاري يقول: كتبت عن ألف شيخ و أكثر، عن كلّ واحد منهم عشرة آلاف و أكثر، ما عندي حديث إلاّ و أذكر إسناده.

قال: و أنبأنا البخاري (3)،حدّثنا أبو الحسين محمّد بن عمران بن موسى الجرجاني قال:

سمعت أبا محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن البخاري - بالشاش - يقول: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن إسماعيل البخاري يقول: لقيت أكثر من ألف رجل من أهل العلم، أهل الحجاز، و مكة، و المدينة، و الكوفة، و البصرة، و واسط ، و بغداد، و الشام، و مصر، لقيتهم كرّات، قرنا بعد قرن، ثم قرنا بعد قرن، أدركتهم و هم متوافرون أكثر من ستّ (4) و أربعين سنة أهل الشام، و مصر، و الجزيرة مرتين، و بالبصرة أربع مرّات في سنين ذوي عدد، و بالحجاز ستة أعوام، و لا (5) أحصي كم دخلت الكوفة و بغداد مع محدّثي أهل خراسان منهم: المكّي بن إبراهيم، و يحيى بن يحيى، و علي بن الحسن بن سفيان، و قتيبة بن سعيد، و شهاب بن معمر، و بالشام: محمّد بن يوسف الفريابي، و أبا مسهر عبد الأعلى بن مسهر، و أبا المغيرة

ص: 58


1- يعني محمد بن أحمد غنجار، و الخبر من طريقه في سير أعلام النبلاء 407/12 و تهذيب الكمال 93/16.
2- إعجامها مضطرب بالأصل و «ز»، و د، و المثبت عن سير الأعلام.
3- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 407/12-408.
4- بالأصل و «ز»، و د: ستة.
5- بالأصل:«و لم» و المثبت عن «ز»، و د.

عبد القدّوس بن الحجّاج، و أبا اليمان الحكم بن نافع، و من بعدهم عدة كثيرة، و بمصر:

يحيى بن بكير، و أبا صالح كاتب الليث بن سعد، و سعيد بن أبي مريم، و أصبغ بن الفرج، و نعيم بن حمّاد، و بمكة: عبد اللّه بن يزيد المقرئ، و الحميدي، و سليمان بن حرب قاضي مكة، و أحمد بن محمّد الأزرقي، و بالمدينة إسماعيل بن أبي أويس، و مطرّف بن عبد اللّه، و عبد اللّه بن نافع الزّبيري، و أحمد بن أبي بكر الزهري، أبا مصعب، و إبراهيم بن حمزة الزّبيري، و إبراهيم بن المنذر الحزامي، و بالبصرة: أبا عاصم الضحّاك بن مخلد الشيباني، و أبا الوليد هشام بن عبد الملك، و الحجّاج بن المنهال، و علي بن عبد اللّه بن جعفر المديني، و بالكوفة: أبا نعيم الفضل بن دكين، و عبيد اللّه بن موسى، و أحمد بن يونس، و قبيصة بن عقبة، و ابن نمير، و عبد اللّه، و عثمان ابني أبي شيبة، و ببغداد: أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، و أبا معمر، و أبا خيثمة، و أبا عبيد القاسم بن سلاّم، و من أهل الجزيرة: عمرو بن حمّاد الحرّاني، و بواسط : عمرو بن عون، و عاصم بن علي، و بمرو: صدقة بن الفضل، و إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، و اكتفينا بتسمية هؤلاء حتى يكون مختصرا و أن لا يطول ذلك، فما رأيت واحدا منهم يختلف في هذه الأشياء أن الدين قول و فعل، و ذلك لقول اللّه: وَ مٰا أُمِرُوا إِلاّٰ لِيَعْبُدُوا اللّٰهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفٰاءَ، وَ يُقِيمُوا الصَّلاٰةَ ، وَ يُؤْتُوا الزَّكٰاةَ وَ ذٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (1)و أن القرآن كلام اللّه، قال أبو عبد اللّه: كلام غير مخلوق لقوله: إِنَّ رَبَّكُمُ اللّٰهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيّٰامٍ ثُمَّ اسْتَوىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهٰارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ مُسَخَّرٰاتٍ بِأَمْرِهِ (2)قال أبو عبد اللّه: قال ابن عيينة: فبيّن اللّه الخلق من الأمر لقوله: أَلاٰ لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبٰارَكَ اللّٰهُ رَبُّ الْعٰالَمِينَ (3)و إنّ الخير و الشرّ بقدر لقوله: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مٰا خَلَقَ (4)، وَ اللّٰهُ خَلَقَكُمْ وَ مٰا تَعْمَلُونَ (5)، و لقوله: إِنّٰا كُلَّ شَيْ ءٍ خَلَقْنٰاهُ بِقَدَرٍ (6)و لم يكونوا يكفّرون أحدا من أهل القبلة بالذنب لقوله: إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ مٰا دُونَ ذٰلِكَ لِمَنْ يَشٰاءُ (7)و ما رأيت أحدا منهم يتناول أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلم، قالت عائشة: أمروا أن يستغفروا لهم، و ذلك قوله: رَبَّنَا اغْفِرْ لَنٰا وَ لِإِخْوٰانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونٰا بِالْإِيمٰانِ وَ لاٰ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنٰا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنٰا إِنَّكَ رَؤُفٌ

ص: 59


1- سورة البينة، الآية:5.
2- سورة الأعراف، الآية:54.
3- سورة الأعراف، الآية:54.
4- سورة الفلق، الآية:1 و 2.
5- سورة الصافات، الآية:96.
6- سورة القمر، الآية:49.
7- سورة النساء، الآية:48.

رَحِيمٌ (1) و كانوا ينهون عن البدع و ما لم يكن عليه النبي (2) صلّى اللّه عليه و سلم و أصحابه لقول اللّه:

وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّٰهِ جَمِيعاً وَ لاٰ تَفَرَّقُوا (3) ،و لقوله: وَ إِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا (4) و يحثون على ما عليه النبي (5) صلّى اللّه عليه و سلم و أتباعه لقوله: وَ أَنَّ هٰذٰا صِرٰاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لاٰ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذٰلِكُمْ وَصّٰاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (6) و أن لا ينازع الأمر أهله لقول النبي صلّى اللّه عليه و سلم:

«ثلاث لا يغل عليهم قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل للّه، و مناصحة ولاة الأمر، و لزوم جماعتهم، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم»، ثم أكّد في قوله [تعالى] (7): أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (8)،و أن لا يرى السيف على أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و سلم.

و قال الفضيل بن عياض: لو كانت لي دعوة مستجابة لم أجعلها إلاّ في إمام لأنه إذا صلح الإمام أمن البلاد و العباد، و قال ابن المبارك: يا معلّم الخير من يجترئ على هذا غيرك.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي الحافظ قال: سمعت أبا ذهل محمّد بن العبّاس العصمي.

ح أخبرنا أبو القاسم الحسيني، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (9) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (10)،أنبأنا أبو حازم العبدوي، قال: سمعت محمّد بن محمّد بن العبّاس الضبّي يقول: سمعت أحمد بن عبد اللّه بن محمّد بن يوسف بن مطر - زاد البيهقي: الفربري - يقول: سمعت جدي محمّد بن يوسف يقول:

سمعت محمّد بن إسماعيل البخاري يقول: دخلت بغداد آخر ثمان مرات كلّ - و قال البيهقي: في كل - ذلك أجالس أحمد بن حنبل، فقال لي في آخر ما ودعته: يا أبا عبد اللّه تترك العلم و الناس و تصير إلى خراسان ؟ قال البخاري:- و قال الخطيب: قال أبو عبد اللّه فأنا الآن أذكر قوله.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، أنبأنا هنّاد بن إبراهيم، أنبأنا محمّد بن أحمد بن

ص: 60


1- سورة الحشر، الآية:10.
2- في «ز»: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.
3- سورة آل عمران، الآية:103.
4- سورة النور، الآية:54.
5- في «ز»: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.
6- سورة الأنعام، الآية:153.
7- الزيادة عن «ز».
8- سورة النساء، الآية:59.
9- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
10- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 22/2-23.

محمّد، حدّثنا خلف بن محمّد قال: سمعت أبا العباس الفضل بن إسحاق البزاز يقول: حدّثنا أحمد بن المنهال العابد، حدّثنا أبو بكر الأعين قال:

كتبنا عن محمّد بن إسماعيل على باب محمّد بن يوسف الفريابي و ما في وجهه شعرة قلت: ابن كم أنت ؟ قال: ابن سبع عشرة سنة (1).

أخبرنا أبو العبّاس عبد اللّه بن الفضل بن سهل البوشنجي (2)-بها - حدّثني أحمد أبو علي بن عبد اللّه بن عمر بن خلف الشيرازي - إملاء بنيسابور - أنبأنا الشيخ أبو طاهر أحمد بن عبد اللّه بن مهرويه الفارسي، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن محمّد بن يوسف الفربري، حدّثنا جدي قال: سمعت محمّد بن أبي حاتم البخاري (3) يقول: سمعت حاشد بن إسماعيل و آخر يقولان: كان أبو عبد اللّه - يعني - محمّد بن إسماعيل البخاري يختلف معنا إلى مشايخ البصرة و هو غلام، فلا يكتب، حتى أتى على ذلك أيام (4)،فكنا نقول له: إنك تختلف معنا و لا تكتب، فما معناك فيما تصنع ؟ قال لنا يوما بعد ستة عشر يوما: إنكما قد أكثرتما عليّ و ألححتما فأعرضا عليّ ما كتبتما، فأخرجنا ما كان عندنا، فزاد على خمسة عشر ألف حديث فقرأها على ظهر القلب حتى جعلنا نحكم (5) كتبنا من حفظه، ثم قال: أ ترون أني اختلف هدرا و أضيّع أيامي ؟ فعرفنا أنه لا يتقدّمه أحد.

أخبرنا أبو الحسن الموحّد، أنبأنا أبو المظفّر النّسفي، أنبأنا أبو عبد اللّه الغنجار، حدّثنا محمّد بن سعيد - يعني - أبا نصر التاجر، حدّثنا محمّد بن يوسف، حدّثنا محمّد بن أبي حاتم الورّاق قال: سمعت حاشد بن إسماعيل يقول: كان أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل يختلف معنا إلى مشايخ البصرة و هو غلام، فلا يكتب حتى أتى على ذلك أيام (6)،فكنا نقول له: إنّك تختلف معنا و ما تكتب معنا، فما تصنع ؟ فقال لنا بعد ستة عشر يوما: إنكما قد أكثرتما عليّ ، و ألححتما فأعرضا عليّ ما كتبتما، فأخرجنا إليه ما كان عندنا، فزاد علي خمسة عشر ألف حديث، فقرأها كلها على ظهر القلب حتى جعلنا نحكم كتبنا من حفظه، ثم قال:

أ ترون أنّي اختلف هدرا و أضيّع أيامي، فعرفنا أنه لا يتقدّمه أحد.

ص: 61


1- تهذيب الكمال 95/16.
2- بالأصل و د: البوسنجي، و في «ز»: الوشيجي.
3- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 408/12.
4- بالأصل، و «ز»، و د:«أياما» و المثبت عن سير الأعلام.
5- أي نستثبت من صحتها و ابتعادها عن الخطأ.
6- بالأصل و «ز»، و د، أياما.

قال: و سمعتهما يقولان (1):كان أهل المعرفة من أهل البصرة يغدون خلفه في طلب الحديث و هو شاب حتى يغلبوه على نفسه، و يجلسوه في بعض الطريق، فيجتمع عليه ألوف، أكثرهم ممن يكتب عنه، و كان أبو عبد اللّه عند ذلك شاب لم يخرج وجهه (2)(3).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (4) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (5)،أخبرني الحسن بن محمّد بن الأشقر، أنبأنا محمّد بن أبي بكر، حدّثنا أبو الحسين أحمد بن يوسف الأزدي، حدّثنا أبو عمرو محمّد بن عمر بن الأشعث البيكندي (6) قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: انتهى الحفظ إلى أربعة من أهل خراسان: أبو (7) زرعة الرازي، و محمّد بن إسماعيل البخاري، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن السمرقندي، و الحسن بن شجاع البلخي.

و قد أوردت هذه الحكاية عالية في ترجمة الحسن بن شجاع.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن الموحّد، أنبأنا أبو المظفّر هنّاد بن إبراهيم، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد البخاري، حدّثنا أبو صخر محمّد بن مالك بن الحسن السعدي قال: سمعت أبا عمرو محمّد بن أحمد بن الصباح المقرئ المروزي يقول:

سمعت أحمد بن سيّار يقول: حفّاظ زماننا أربعة: أبو زرعة عبيد اللّه بن عبد الكريم بالريّ ، و إبراهيم بن خالد الجرميهني (8) بمرو، و محمّد بن إسماعيل ببخارى، و عبد اللّه بن أبي عرابة (9) بالشاش.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه البخاري، حدّثنا أبو محمّد بن سهل بن عثمان بن سعيد السلمي قال: سمعت أبا الحسن علي بن محمّد بن منصور السني يقول: سمعت أبا حامد أحمد بن عيسى المخلوق يقول: سمعت العباس بن سورة يقول: سمعت أبا جعفر المسندي

ص: 62


1- يعني حاشد بن إسماعيل و الرجل الآخر، كما تقدم في سند الخبر قبل السابق.
2- أي لم ينبت شعر وجهه.
3- الخبر في سير أعلام النبلاء 408/12.
4- الزيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 21/2 و سير أعلام النبلاء 423/12 و تهذيب الكمال 100/16.
6- في تاريخ بغداد: السكندي.
7- بالأصل:«ابن» تصحيف، و التصويب عن «ز»، و د، و تاريخ بغداد.
8- إعجامها مضطرب بالأصل، و د، و «ز»، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 76/12.
9- في «ز»: «عسر ان».

يقول (1):حفّاظ زماننا ثلاثة: محمّد بن إسماعيل، و حاشد بن إسماعيل، و يحيى بن سهيل (2).

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجنّ ، و أبو الحسن علي بن أبي العبّاس، قالا: حدّثنا[- و] (3) أبو منصور بن عبد الملك، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي (4)،أنبأنا أحمد بن محمّد بن غالب، أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرني عبد اللّه بن محمّد الفرهياني قال: حضرت مجلس ابن أشكاب، فجاءه رجل ذكر اسمه من الحفّاظ فقال: ما لنا بمحمّد بن إسماعيل [البخاري] طاقة، فقام و ترك المجلس. أي أ تقول هذا و أنا بالحضرة ؟.

قال (5):و حدّثني أبو النجيب الأرموي، حدّثني محمّد بن إبراهيم الأصبهاني، أخبرني أحمد بن علي الفارسي، حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا جدي محمّد بن يوسف، حدّثنا محمّد بن أبي حاتم الورّاق قال: سمعت سليم بن مجاهد يقول: كنت عند محمّد بن سلام البيكندي فقال لي: لو جئت قبل لرأيت صبيا يحفظ سبعين ألف حديث، قال: فخرجت في طلبه حتى لقيته، فقلت: أنت الذي تقول: أنا أحفظ سبعين ألف حديث ؟ قال: نعم، و أكثر منه، و لا أجيئك بحديث من الصحابة أو التابعين إلاّ عرفت مولد أكثرهم و وفاتهم و مساكنهم، و لست أروي حديثا من حديث الصحابة أو التابعين إلاّ و لي في ذلك أصل؛ أحفظ حفظا عن كتاب اللّه و سنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنبأنا هنّاد بن إبراهيم، أنبأنا أبو عبد اللّه غنجار، حدّثنا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن عمر المقرئ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن يعقوب بن يوسف البيكندي قال: سمعت علي بن الحسين بن عاصم البيكندي يقول: (6) قدم علينا محمّد ابن إسماعيل فاجتمعنا عنده، و لم يكن يتخلف عنه من المشايخ أحد، فتذاكرنا عنده، فقال رجل من أصحابنا - أراه حامد بن حفص-: سمعت إسحاق بن راهوية يقول: كأني انظر إلى

ص: 63


1- من طريقه روي في سير أعلام النبلاء 424/12.
2- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في سير أعلام النبلاء: سهل.
3- زيادة عن د، و «ز»، لتقويم السند.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 23/2.
5- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 24/2-25 و سير أعلام النبلاء 417/12 و تهذيب الكمال 16/ 102-103.
6- رواه المزي في تهذيب الكمال 103/16 و الذهبي في سير أعلام النبلاء 416/12.

سبعين ألف حديث من كتابي، فقال محمّد بن إسماعيل: أو تعجب من هذا؟ لعل في هذا الزمان من ينظر إلى مائتي ألف حديث من كتابه، و إنّما عنى به نفسه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، قالوا: نا (1)-و أبو (2) منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنبأنا أبو سعد الماليني - قراءة عليه-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا أبو القاسم حمزة بن يوسف.

قالا: أنبأنا عبد اللّه بن عدي الحافظ ، حدّثني محمّد بن أحمد القومسي قال: سمعت محمّد بن حمدوية يقول: سمعت محمّد بن إسماعيل يقول: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، و أحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، أنبأنا أبو المظفّر النّسفي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن علي بن يعقوب الجويباري (4)،حدّثنا أحمد ابن محمّد بن عمر المنكدري، حدّثنا إسحاق بن أحمد بن زبرك (5) قال: سمعت محمّد بن إدريس الرازي يقول: في سنة سبع و أربعين و مائتين: يقدم عليكم رجل من أهل خراسان و لم يخرج منها أحفظ منه، و لا قدم العراق أعلم منه، فقدم علينا بعد ذلك محمّد بن إسماعيل بأشهر (6).

قال: و قال أبو حاتم الرازي في هذا المجلس: محمّد بن إسماعيل أعلم من دخل العراق، و محمّد بن يحيى أعلى من بخراسان اليوم من أهل الحديث، و محمّد بن أسلم أورعهم، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن أثبتهم.

قال: و أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد، حدّثنا خلف بن محمّد قال (7):سمعت أبا بكر

ص: 64


1- بالأصل: أنبأنا، و المثبت عن «ز»، و د.
2- بالأصل:«أبو» و المثبت «و أبو» بزيادة الواو لتقويم السند عن «ز»، و د.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 25/2 و عن الخطيب في تهذيب الكمال 103/16، و سير أعلام النبلاء 415/12.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الجوباري.
5- بالأصل و «ز»، و د: زيرك، تصحيف.
6- سير أعلام النبلاء 433/12.
7- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 101/16 و سير أعلام النبلاء 434/12.

محمّد بن حريث يقول: سمعت الفضل بن العبّاس الرازي و سألته فقلت: أيهما أحفظ أبو زرعة أو محمّد بن إسماعيل فقال لي: لم أكن التقيت مع محمّد بن إسماعيل فاستقبلني ما بين حلوان و بغداد، قال: فرجعت معه مرحلة، قال: و جهدت الجهد على أن أجيء بحديث لا يعرفه، فما أمكنني، قال: و أنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره (1).

أخبرنا أبو الحسن مسافر، و أبو محمّد أحمد ابنا محمّد بن علي البسطامي، قالا: أنبأنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر البوشنجي (2).ح و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنبأنا أبو بكر بن خلف. ح و أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر البيهقي، قالوا: أنبأنا أبو عبد اللّه قال: سمعت أبا الطيب محمّد بن أحمد المذكر - و قال البيهقي: الكرابيسي - بدل المذكر يقول: سمعت محمّد ابن إسحاق - يعني - ابن خزيمة (3) يقول: ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بالحديث من محمّد ابن إسماعيل البخاري، و في رواية البيهقي: أحفظ لحديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و لا أعرف به من محمّد بن إسماعيل البخاري.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، أنبأنا هنّاد بن إبراهيم، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد قال: سمعت أبا عمرو أحمد بن محمّد بن عمر المقرئ يقول: سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عمر الأديب يقول: سمعت أحيد بن أبي جعفر (4) و الي بخارى يقول: قال محمّد بن إسماعيل يوما: ربّ حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام، و ربّ حديث سمعته بالشام كتبته بمصر، قال: فقلت له: يا أبا عبد اللّه بكماله، قال: فسكت.

ص: 65


1- كتب بعدها في د: بلغت سماعا بقراءتي و عرضا بالأصل على سيدنا القاضي العالم أبي البركات الحسن بن محمّد آخر الجزء الحادي و العشرون بعد الأربعمائة بن الحسن هبة اللّه الشافعي نحو إجازته من عمه المؤلف و كتب محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الأشعري... السادس من شهر رجب سنة ثمان عشرة و..... بالمسجد الجامع بدمشق حرسها اللّه، و الحمد للّه وحده. و قرأت بعدها في «ز»، بعد بياض حو الي السطر: الجزء و العشرين بعد الأربعمائة (بياض مقدار سطر) سماعا بقراءتي و عرضا بالأصل على سيدنا القاضي العالم أبي البركات الحسن بن محمّد بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي نحو إجازته من عمه... و كتب محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي يوم الخميس السادس من شهر رجب سنة ثمان عشرة و ستمائة بالمسجد الجامع بدمشق حرسها اللّه و الحمد للّه.
2- في «ز»، و د: البرسنجي.
3- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 431/12.
4- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 411/12 و تهذيب الكمال 93/16.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (1)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،حدّثني محمّد بن أبي الحسن الساحلي، أنبأنا أحمد بن الحسن الرازي قال: سمعت أبا أحمد بن عدي يقول.

ح و أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن الحسين النيسابوري، حدّثنا أبو العباس أحمد بن الحسن الرازي، حدّثنا أبو أحمد بن عدي قال: سمعت عدة مشايخ يحكون أن محمّد بن إسماعيل البخاري قدم بغداد فسمع به أصحاب الحديث، فاجتمعوا و عمدوا إلى مائة حديث، فقلبوا متونها و أسانيدها و جعلوا متن هذا لإسناد آخر، و إسناد هذا المتن لمتن آخر، و دفعوا إلى عشرة أنفس إلى كل رجل عشرة أحاديث، و أمروهم إذا حضروا المجلس يلقون (3) ذلك على البخاري، و أخذوا الموعد للمجلس، فحضر المجلس جماعة أصحاب الحديث من الغرباء من أهل خراسان و غيرها و من البغداديين. فلما اطمأن المجلس بأهله انتدب إليه رجل من العشرة فسأله عن حديث من تلك الأحاديث - زاد ابن عبدان: المقلوبة و قالوا: فقال البخاري:

لا أعرفه فسأله عن الآخر فقال: لا أعرفه، فما زال يلقي عليه واحدا بعد واحد حتى فرغ من عشرته و البخاري يقول: لا أعرفه، فكان الفهماء [فمن] (4) حضر المجلس يلتفت بعضهم إلى بعض و يقولون: الرجل فهم و من كان منهم غير ذلك يقضي على البخاري بالعجز و التقصير و قلّة الفهم، ثم انتدب رجل آخر من العشرة فسأله عن حديث من تلك الأحاديث المقلوبة، فقال البخاري: لا أعرفه، فسأله عن آخر فقال: لا أعرفه، فلم يزل يلقي عليه واحدا بعد آخر حتى فرغ من عشرته و البخاري يقول: لا أعرفه، ثم انتدب إليه الثالث و الرابع إلى تمام العشرة حتى فرغوا كلهم من الأحاديث المقلوبة، و البخاري لا يزيدهم على: لا أعرفه، فلمّا علم البخاري أنهم قد فرغوا التفت إلى الأول منهم فقال: أما حديثك الأول فهو كذا، و حديثك الثاني فهو كذا، و الثالث و الرابع على الولاء حتى أتى على تمام العشرة، فردّ كل متن إلى إسناده، و كل إسناد إلى متنه، و فعل بالآخرين مثل ذلك، و ردّ متون الأحاديث كلها إلى أسانيدها، و أسانيدها إلى متونها، فأقرّ له الناس بالحفظ ، و أذعنوا له بالفضل، و كان ابن

ص: 66


1- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 20/2-21 و عن الخطيب في تهذيب الكمال 99/16 و سير أعلام النبلاء 408/12-409.
3- في تاريخ بغداد: أن يلقوا.
4- زيادة عن «ز»، و د، و تاريخ بغداد.

صاعد إذا ذكر محمّد بن إسماعيل يقول: الكبش النطّاح.

آخر الجزء الثالث بعد الستمائة من الفرع.

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنبأنا أبو المظفّر النّسفي، أنبأنا أبو عبد اللّه الغنجار قال: سمعت أبا القاسم منصور بن إسحاق بن إبراهيم الأسدي (1) يقول: سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم الداغوني (2) يقول: سمعت يوسف بن موسى المرورّوذي يقول:

كنت بالبصرة في جامعها إذ سمعت مناديا ينادي: يا أهل العلم لقد قدم محمّد بن إسماعيل البخاري فقاموا في طلبه و كنت معهم، فرأينا رجلا شابا لم يكن في لحيته شيء من البياض، يصلي خلف الأسطوانة، فلمّا فرغ من الصلاة أحدقوا به و سألوه بأن يعقد لهم مجلس الإملاء، فأجابهم إلى ذلك، فقام المنادي ثانيا فنادى في جامع البصرة: لقد قدم أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل البخاري، فسألناه بأن يعقد مجلس الإملاء فقد (3) أجاب أن يجلس غدا في موضع كذا، قال: فلمّا أن كان بالغداة حضر الفقهاء و المحدّثون و الحفّاظ و النظارة حتى اجتمع قريب من كذا و كذا ألف (4)،فجلس أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل للإملاء فقال: قبل أن آخذ في الإملاء قال لهم: يا أهل البصرة، أنا شاب و قد سألتموني أن أحدّثكم و سأحدثكم بأحاديث عن أهل بلدكم تستفيدون (5) الكلّ . قال: فبقى (6) الناس و تعجبوا من قوله ثم أخذ في الإملاء فقال: حدّثنا عبد اللّه بن عثمان بن جبلة بن أبي روّاد العتكي بلديّكم، حدّثنا أبي، عن شعبة، عن منصور و غيره، عن سالم بن أبي الجعد، عن أنس بن مالك أن أعرابيا جاء إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه الرجل يحب، فذكر حديث «المرء مع من أحبّ »[10937]، ثم قال محمّد بن إسماعيل: هذا ليس عندكم إنّما عندكم عن غير منصور عن سالم: قال يوسف بن موسى: و أملى عليهم مجلسا على هذا النسق فيقول في كل حديث روى شعبة هذا الحديث عندكم كذا، فأما من رواية فلان ليس عندكم أو كلام ذا معناه، قال يوسف بن موسى: و كان دخولي البصرة أيام محمّد بن عبد الملك بن أبي

ص: 67


1- من طريقه الخبر روي في تاريخ بغداد 15/2-16 و سير أعلام النبلاء 409/12-410.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و تاريخ بغداد، و في سير الأعلام: الزاغوني.
3- كتبت «فقد» فوق الكلام بالأصل.
4- في تاريخ بغداد: ألفا.
5- يعني أنها ليست عندكم، و تستفيدون من إملائها عليكم قاله ابن حجر في مقدمة الفتح ص 487.
6- بالأصل و د، و «ز»: «فبقوا» و المثبت عن تاريخ بغداد.

الشوارب، و هلال الرأي، و أحمد بن عبدة الضبّي، و حميد بن مسعدة و غيرهم، ثم دخلت البصرة مرّات بعد ذلك.

قال: و أنبأنا الغنجار، حدّثنا أحمد بن أبي حامد الباهلي قال: سمعت أبا سعيد حاتم بن محمّد بن حازم بن محمّد بن فروخ يقول: سمعت إبراهيم بن فهد البصري بالبصرة يقول: لو أن صاحبكم - يعني - محمّد بن إسماعيل البخاري أقام فينا سنة صرنا إلى خير.

قال: و أنبأنا الغنجار، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن الحسين (1) بن علي بن يعقوب، حدّثنا إسحاق بن أحمد بن خلف قال: سمعت العباس بن سورة يقول: سمعت أبا جعفر عبد اللّه بن محمّد الجعفي المسندي يقول: محمّد بن إسماعيل إمام، فمن لم يجعله إماما فاتّهمه.

قال: و أنبأنا الغنجار، حدّثنا أبو نصر أحمد بن أبي حامد الباهلي قال: سمعت إسحاق ابن أحمد بن خلف يقول: سمعت أبا علي صالح بن محمّد البغدادي يقول: كان محمّد بن إسماعيل يجلس ببغداد و كنت أستملي له، و يجتمع في مجلسه أكثر من عشرين ألفا (2).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد البحيري - قراءة عليه و أنا حاضر - أنبأنا أبو نصر أحمد بن الحسن بن أحمد بن حموية الورّاق، حدّثنا أبو حامد أحمد بن حمدون بن رستم (3) قال: سمعت مسلم بن الحجّاج و جاء إلى محمّد بن إسماعيل البخاري فقبّل بين عينيه فقال: دعني حتى أقبّل رجليك يا أستاذ الأستاذين، و سيّد المحدّثين، و طبيب الحديث في علله.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا نصر أحمد بن محمّد الورّاق يقول: سمعت أبا حامد أحمد بن حمدون يقول: سمعت مسلم (4) بن الحجّاج و جاء إلى محمّد بن إسماعيل البخاري فقبّل بين عينيه و قال: دعني حتى أقبّل رجليك يا أستاذ الأستاذين، و سيّد المحدّثين، و يا طبيب الحديث (5) في علله.

ص: 68


1- رواه المزي في تهذيب الكمال 99/16 و سير أعلام النبلاء 433/12.
2- من هنا إلى قوله: إسماعيل، سقط من د، فاضطرب الخبر فيها.
3- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 432/12.
4- في «ز»: أنا مسلم، تصحيف.
5- كلمة «الحديث» سقطت من «ز».

حدّث (1) محمّد بن سلام، حدّثنا مخلد بن يزيد الحرّاني، أنبأنا ابن جريج، حدّثني موسى بن عقبة، عن سهيل، عن أبيه، عن أبيه، عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال البخاري: و حدّثنا أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، قالا: حدّثنا حجاج بن محمّد، عن ابن جريج، حدّثني موسى بن عقبة، عن سهيل بن [أبي] (2) صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم في كفّارة المجلس أن يقول:«إذا قام من مجلسه أن يقول: سبحانك ربّنا و بحمدك»[10938] فقال محمّد بن إسماعيل: هذا حديث مليح، و لا أعلم بهذا الإسناد في الدنيا حديثا غير هذا إلاّ أنّه معلول حدثنا به موسى بن إسماعيل، حدّثنا وهيب، حدّثنا سهيل، عن عون بن عبد اللّه قوله قال محمّد بن إسماعيل هذا أولى لا يذكر لموسى بن عقبة مسندا عن سهيل (3)،و هو سهيل ابن ذكوان مولى جويرية و هم اخوة سهيل، و عبّاد، و صالح بنو أبي صالح، و هم من أهل المدينة.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: حدّثنا[-و] (4) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنبأنا أبو حازم العبدوي قال: سمعت الحسن بن أحمد الزنجوي يقول: سمعت أحمد بن حمدون الحافظ يقول: كنا عند محمّد بن إسماعيل البخاري، فجاء مسلم بن الحجّاج فسأله عن حديث عبيد اللّه بن عمر عن أبي الزبير، عن جابر قال: بعثنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في سرية و معنا أبو عبيدة فقال محمّد بن إسماعيل: حدّثنا ابن أبي أويس، حدّثني أخي أبو بكر عن سليمان بن بلال، عن عبيد اللّه، عن أبي الزبير عن جابر القصة بطوله، فقرأ عليه إنسان حديث حجّاج بن محمّد عن ابن جريج عن موسى بن عقبة، حدّثني سهيل بن أبي صالح عن [أبيه (6)،عن] أبي هريرة قال: كفارة المجلس إذا قام العبد أن يقول: سبحانك اللّهمّ و بحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه أنت أستغفرك و أتوب إليك، فقال له مسلم: في الدنيا أحسن من هذا الحديث ؟ ابن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل، يعرف بهذا الإسناد في الدنيا، حديثا؟ قال محمّد: لا. إلاّ أنه معلول، فقال مسلم: لا إله إلاّ اللّه و ارتعد، قال: أخبرني به، قال: استر ما ستر اللّه، فإن هذا حديث جليل رواه الخلق عن حجّاج بن محمّد، عن ابن جريج فألحّ عليه و قبّل رأسه و كاد أن يبكي مسلم، فقال له أبو

ص: 69


1- في «ز»: «حدثنا» و في د: حدثك.
2- زيادة عن «ز»، و د.
3- زيادة عن «ز»، و د لتقويم السند.
4- راجع سير أعلام النبلاء 436/12-437.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 28/2-29.
6- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل، و بعده صح.

عبد اللّه: اكتب إن كان لا بدّ: حدّثنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا وهيب، حدّثني موسى بن عقبة، عن عون بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«كفّارة المجلس»[10939] فقال له مسلم: لا يبغضك إلاّ حاسد، و أشهد أن ليس في الدنيا مثلك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنبأنا هنّاد بن إبراهيم بن محمّد، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد، حدّثنا محمّد بن سعيد، حدّثنا محمّد بن يوسف، حدّثنا محمّد بن أبي حاتم قال: سمعت حاشد بن عبد اللّه بن عبد الواحد يقول (1):رأيت عمرو بن زرارة، و محمّد بن رافع عند محمّد بن إسماعيل و هما يسألان محمّد بن إسماعيل عن علل الحديث، فلما قاما قالا لمن حضر المجلس: لا تخدعوا (2) عن أبي عبد اللّه، فإنه أفقه منّا، و أعلم، و أبصر.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا[-و] (3) أبو منصور العطّار، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أنبأنا الحسن ابن محمّد بن أحمد بن شعبة السّنجي المروزي، أنبأنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد بن محبوب، حدّثنا أبو عيسى الترمذي قال: و لم أر أحدا بالعراق و لا بخراسان في معنى العلل و التاريخ و معرفة الأسانيد أعلم من محمّد بن إسماعيل.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: أنبأنا أبو نصر بن طلاّب، أنبأنا أبو الحسين بن جميع (5)،حدّثني أحمد بن محمّد - هو ابن آدم بن عبيد - أبو سعيد، حدّثني محمّد بن يوسف البخاري قال: كنت عند محمّد بن إسماعيل البخاري بمنزله ذات ليلة، فأحصيت عليه أنه قام و أسرج يستذكر أشياء يعلّقها في ليلة ثمان عشرة (6) مرّة (7).

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجنّ ، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (8) أبو

ص: 70


1- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 429/12 و تاريخ بغداد 27/2.
2- أي لا تتركوه.
3- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 27/2 و سير أعلام النبلاء 432/12 و طبقات الشافعية للسبكي 220/2.
5- في «ز»: جشم، و فوقها ضبة.
6- بالأصل و «ز»، و د: ثمانية عشر.
7- سير أعلام النبلاء 404/12 و تهذيب الكمال 95/16.
8- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.

منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (1)،حدّثني أبو النجيب الأرموي، حدّثني محمّد ابن إبراهيم الأصبهاني، أخبرني محمّد بن إدريس الورّاق، حدّثنا محمّد بن حم، أنبأنا محمّد ابن يوسف، حدّثنا محمّد بن أبي حاتم الورّاق قال: كان أبا عبد اللّه إذا كنت معه في سفر يجمعنا ببيت واحد إلاّ في القيظ أحيانا، فكنت أراه يقوم في ليلة واحدة خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة في كل ذلك يأخذ القدّاحة فيوري نارا بيده و يسرج، ثم يخرج أحاديث فيعلم عليها ثم يضع رأسه، و كان يصلّي في وقت السحر ثلاث عشرة ركعة يوتر منها بواحدة، و كان لا يوقظني في كلّ ما يقوم، فقلت له: إنّك تحمل على نفسك كلّ هذا و لا توقظني ؟ قال: أنت شاب فلا أحبّ أن أفسد عليك نومك، و رأيته استلقى على قفاه يوما و نحن بفربر في تصنيف كتاب التفسير، و كان أتعب نفسه في ذلك اليوم في كثرة إخراج الحديث، فقلت له: يا أبا عبد اللّه سمعتك تقول يوما: إنّي ما أتيت شيئا بغير علم قطّ منذ عقلت، فأي علم في هذا الاستلقاء؟ فقال: أتعبنا أنفسنا في هذا اليوم، و هذا ثغر من الثغور، خشيت أن يحدث حدث من أمر العدو، فأحببت أن أستريح و آخذ أهبة ذلك، فإن غافصنا العدو كان بنا حراك (2).

قال الخطيب (3):و حدّثني محمّد بن أبي الحسن الساحلي، أنبأنا أحمد بن الحسن الرازي قال: سمعت عبد اللّه بن عدي يقول. ح و أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن الحسن الخفّاف، حدّثنا أحمد بن الحسن، حدّثنا أبو أحمد بن عدي، قال:

سمعت عبد القدوس بن همّام يقول: سمعت عدّة من المشايخ يقولون: حوّل محمّد ابن إسماعيل البخاري تراجم جامعه بين قبر النبي صلّى اللّه عليه و سلم و منبره، و كان يصلّي لكلّ ترجمة ركعتين.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن الزاهد، قالا: حدّثنا[-و] (4) أبو منصور بن عبد الملك، أنبأنا - أبو بكر أحمد بن علي (5)،حدّثني أبو الحسين علي بن محمّد بن جعفر

ص: 71


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 13/2-14 و تهذيب الكمال 94/16-95 و سير أعلام النبلاء 404/12.
2- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و د، و تاريخ بغداد.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 9/2 و سير أعلام النبلاء 404/12 و تهذيب الكمال 91/16-92.
4- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 9/2 و تهذيب الكمال 91/16.

العطّار الأصبهاني بالريّ قال: سمعت أبا الهيثم الكشميهني يقول: سمعت محمّد بن يوسف الفربري يقول: قال لي محمّد بن إسماعيل البخاري: ما وضعت في كتاب الصحيح حديثا إلاّ اغتسلت قبل ذلك، و صلّيت ركعتين.

أنبأنا أبو نصر (1) بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحاكم، حدّثني أبو عمرو بن إسماعيل، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي قال: سمعت محمّد بن إسماعيل البخاري يقول: أقمت بالبصرة خمس سنين و معي كتبي، أصنّف و أحجّ في كل سنة، و أرجع من مكة إلى البصرة، فأنا أرجو أن اللّه - تبارك و تعالى - يبارك للمسلمين في هذه المصنفات. قال أبو عمرو: قال أبو عبد اللّه فلقد بارك اللّه فيها.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (2)أبو منصور بن عبد الملك، أنبأنا - أبو بكر الحافظ (3)،أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنبأنا محمّد بن نعيم الضبّي قال: سمعت خلف بن محمّد بن إسماعيل البخاري يقول:

سمعت إبراهيم بن معقل النّسفي يقول: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن إسماعيل يقول: كنت عند إسحاق بن راهوية فقال لنا بعض أصحابنا: لو جمعتم كتابا مختصرا لسنن النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فوقع ذلك في قلبي، فأخذت في جمع هذا الكتاب - يعني: كتاب الجامع - قال أبو بكر (4)-:

و كتب إليّ علي بن أبي حامد الأصبهاني يذكر أن أبا أحمد محمّد بن محمّد بن مكي الجرجاني حدّثهم قال: سمعت السعداني يقول: سمعت بعض أصحابنا يقول: قال محمّد بن إسماعيل: أخرجت هذا الكتاب - يعني الصحيح - من زهاء ستمائة ألف حديث.

و قال (5):و حدّثني أبو الوليد الدّربندي: قال: سمعت محمّد بن الفضل المفسّر يقول:

سمعت أبا إسحاق الريحاني يقول: سمعت عبد الرّحمن بن رساين البخاري يقول: سمعت محمّد بن إسماعيل البخاري يقول: صنّفت كتابي الصحاح [في] (6) ستة عشر سنة خرّجته من ستمائة ألف حديث، و جعلته حجة فيما بيني و بين اللّه تعالى.

ص: 72


1- بالأصل:«منصور»، و المثبت عن «ز»، و د.
2- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 8/2.
4- يعني أبا بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 8/2.
5- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 14/2.
6- سقطت من الأصل، و أضيفت عن «ز»، و د.

أخبرنا أبو الحسن الموحّد، أنبأنا أبو المظفّر النّسفي، أنبأنا أبو عبد اللّه غنجار، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن عمران بن موسى الجرجاني، حدّثنا الحسن بن جعفر بن محمّد الشاشي قال: سمعت إبراهيم بن معقل النّسفي - بسمرقند - يقول: سمعت محمّد بن إسماعيل البخاري يقول: خرّجت كتابي الجامع في بضع عشرة سنة، و جعلته فيما بيني و بين اللّه حجّة.

قال: و أنبأنا غنجار، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن علي بن يعقوب الكاتب قال: سمعت إبراهيم بن معقل النّسفي يقول: سمعت محمّد بن إسماعيل يقول: ما أدخلت في كتاب الجامع إلاّ ما صحّ و تركت من الصحاح لحال الطول (1).

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن أبي الحسين، و أبو الحسن بن أبي العبّاس، و أبو محمّد بن الأكفاني، قالا: حدّثنا[-و] (2) أبو منصور بن عبد الملك، أنبأنا - أبو بكر أحمد بن علي الخطيب (3)،قالا: أنبأنا أبو سعد الماليني.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف.

قالا: أنبأنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي قال: سمعت الحسن بن الحسين البخاري يقول: سمعت إبراهيم بن معقل يقول: سمعت محمّد بن إسماعيل البخاري يقول: ما أدخلت في كتاب الجامع إلاّ ما صحّ ، و تركت من الصحاح لحال الطول - و في حديث الخطيب:- في كتاب الجامع، و فيه: لحال الطوال.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (4) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (5) قال: قرأت على الحسين بن محمّد أخي الخلاّل، عن عبد الرّحمن بن محمّد الإدريسي، حدّثني محمّد بن حم، حدّثنا محمّد بن يوسف الفربري، حدّثنا محمّد بن أبي حاتم قال: قلت لأبي عبد اللّه محمّد بن إسماعيل:

تحفظ جميع ما أدخلت في المصنف ؟ فقال: لا يخفى علي جميع ما فيه.

ص: 73


1- سير أعلام النبلاء 402/12.
2- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 8/2-9.
4- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 9/2.

قال (1):و حدّثني محمّد بن علي الصوري، حدّثنا عبد الغني بن سعيد الحافظ ، أنبأنا أبو الفضل جعفر بن الفضل، أنبأنا محمّد بن موسى بن يعقوب بن المأمون قال: سئل أبو عبد الرّحمن - يعني النسائي - عن العلاء و سهيل فقال: هما خير من فليح و مع هذا فما في هذه الكتب كلها أجود من كتاب محمّد بن إسماعيل البخاري.

قال: و أنبأنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري بنيسابور قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد الفقيه البلخي يقول: سمعت أبا العبّاس أحمد بن عبد اللّه الصفّار البلخي يقول: سمعت أبا إسحاق المستملي يروي عن محمّد بن يوسف الفربري أنه كان يقول: سمع كتاب الصحيح لمحمّد بن إسماعيل البخاري تسعون ألف رجل، فما بقي أحد يروي عنه غيري (2).

أنشدنا أبو المحاسن عبد الرزّاق بن محمّد بن أبي نصر الطّبسي، أنشدنا الشيخ الحافظ أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الواحد بن محمّد الدقّاق - لفظا - بنيسابور، أنشدنا أبو عامر الفضل ابن إسماعيل الجرجاني الأديب لنفسه بجرجان (3):

صحيح البخاري لو أنصفوه *** لما خطّ إلاّ بماء الذهب

هو الفرق بين الهدى و العمى *** هو السّدّ بين الفتى و العطب

أسانيد مثل نجوم السماء *** أمام متون كمثل الشّهب (4)

به قام ميزان دين النّبيّ (5) *** و دان به العجم بعد العرب

حجاب من النار لا شك فيه *** يميّز بين الرّضا و الغضب

و ستر رقيق إلى المصطفى *** و نور مبين لكشف الرّيب

فيا عالما أجمع العالمون *** على فضل رتبته في الرتب (6)

سبقت الأئمة فيما جمعت *** و قزت على رغمهم (7) بالقصب (8)

نفيت السقيم (9) من الناقلين *** و من كان متّهما بالكذب

ص: 74


1- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 9/2.
2- تاريخ بغداد 9/2.
3- الأبيات في البداية و النهاية 27/11-28 و سير أعلام النبلاء 471/12.
4- في البداية و النهاية: لها كالشهب.
5- في سير أعلام النبلاء: الرسول.
6- في سير أعلام النبلاء: في الريب.
7- في البداية و النهاية: زعمهم.
8- بالأصل: بالغضب، و المثبت عن «ز»، و د.
9- كذا، و في «ز»: القسيم، و في سير الأعلام: الضعيف.

و أثبت من عدلته الرواة *** و صحّت روايته في الكتب

و أبرزت في حسن ترتيبته *** و تبويبه عجبا للعجب

فأعطاك ربّك (1) ما تشتهيه *** و أجزل حظّك فيما يهب (2)

و خصك في عرصات الجنان *** بنعم تدوم و لا تنقضب

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (3)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر أحمد بن علي (4)،أخبرني محمّد بن علي بن أحمد المقرئ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن الجرجاني في كتابه، و حدّثني عنه أبو عمرو البحيري (5)،أنبأنا خلف بن محمّد بن إسماعيل، حدّثنا محمّد بن يوسف، حدّثنا محمّد بن أبي حاتم ورّاق البخاري قال: سمعت البخاري يقول:

لو نشر بعض أستاذيّ (6) هؤلاء لم يفهموا كيف صنّفت كتاب التاريخ و لا عرفوه، ثم قال: صنفته ثلاث مرّات.

قال (7):و حدّثني أبو النجيب الأرموي، حدّثني محمّد بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني، أخبرني محمّد بن إدريس الورّاق، حدّثنا محمّد بن حم البخاري، أنبأنا محمّد بن يوسف، حدّثنا محمّد بن أبي حاتم الورّاق قال: سمعت محمّد بن إسماعيل يقول: أخذ إسحاق بن راهوية كتاب التاريخ الذي صنّفت، فأدخله على عبد اللّه بن طاهر فقال: أيها الأمير، أ لا أريك سحرا؟ قال: فنظر فيه عبد اللّه بن طاهر فتعجب منه، و قال: لست أفهم تصنيفه.

قال (8):و أخبرني عبيد اللّه بن أبي الفتح، قال: سمعت محمّد بن حميد بن حميد اللخمي يقول:

سمعت القاضي أبا الحسن محمّد بن صالح الهاشمي يقول: سمعت أبا العباس بن سعيد يقول: لو أن رجلا كتب ثلاثين ألف حديث لما استغنى عن كتاب (9) تاريخ محمّد بن إسماعيل البخاري.

ص: 75


1- في سير أعلام النبلاء: مولاك.
2- في سير أعلام النبلاء: وهب.
3- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 7/2.
5- كذا بالأصل و «ز»، و د، و في تاريخ بغداد: البختري.
6- كذا بالأصل و «ز»، و د، و في تاريخ بغداد: اسنادي.
7- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 7/2.
8- تاريخ بغداد 7/2-8.
9- في تاريخ بغداد: كتاب التاريخ تصنيف محمد بن إسماعيل البخاري.

قال (1):و قرأت على الحسين بن محمّد بن محمّد بن الحسن المؤدّب أخي أبي محمّد الخلاّل، عن أبي سعيد عبد الرّحمن بن محمّد الإدريسي الحافظ ، حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن سعيد (2) الحافظ أبو عبد اللّه السّرخسي - بسمرقند - حدّثني الحسن بن الحسين البخاري، حدّثنا عامر بن المنتجع قال: سمعت أبا بكر المديني يقول: كنّا يوما بنيسابور عند إسحاق بن راهوية و محمّد بن إسماعيل حاضر في المجلس، فمرّ إسحاق بحديث من أحاديث النبي صلّى اللّه عليه و سلم و كان دون صاحب النبي صلّى اللّه عليه و سلم عطاء الكيخاراني (3) فقال له إسحاق: يا أبا عبد اللّه أيش كيخاران ؟ قال: قرية باليمن كان معاوية بن أبي سفيان بعث هذا الرجل من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم إلى اليمن فسمع منه عطاء حديثين، فقال له إسحاق: يا أبا عبد اللّه كأنك قد شهدت القوم.

أخبرنا أبو الحسن الموحد، أنبأنا أبو المظفّر النّسفي، أنبأنا أبو عبد اللّه غنجار، أنبأنا خلف بن محمّد قال: سمعت أبا بكر محمّد بن حريث يقول: سمعت أبا زرعة الرازي يقول و سألته عن ابن لهيعة ؟ فقال: تركه أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل، و سألته عن محمّد بن حميد الرّازي ؟ فقال: تركه أبو عبد اللّه، فقال محمّد بن حريث: فذكرت ذلك لمحمّد بن إسماعيل فقال: برّه لنا قديم (4).

أخبرنا أبو القاسم الخطيب، و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا[-و] (5) أبو منصور ابن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الحافظ (6)،أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنبأنا محمّد بن نعيم الضبّي، أنبأنا أبو الفضل محمّد بن يوسف ريحان الأمير ببخارى، حدّثني أبي يوسف بن ريحان قال: سمعت محمّد بن إسماعيل البخاري يقول: كان علي بن المديني يسألني عن شيوخ خراسان، فكنت أذكر له محمّد بن سلام لا يعرفه إلى أن قال لي يوما يا أبا عبد اللّه كلّ من أثنيت عليه فهو عندنا الرضا.

أخبرنا (7) أبو الحسن بن البقشلان، أنبأنا هنّاد بن إبراهيم، أنبأنا أبو عبد اللّه البخاري،

ص: 76


1- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 8/2 و سير أعلام النبلاء 415/12، و تهذيب الكمال 90/16.
2- في تاريخ بغداد: محمد بن عبد اللّه بن محمد بن سعيد.
3- هذه النسبة إلى كيخاران قرية من قرى اليمن.
4- تهذيب الكمال 101/16 و سير أعلام النبلاء 434/12 و تاريخ بغداد 23/2.
5- زيادة عن د، و «ز»، لتقويم السند.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 17/2.
7- تهذيب الكمال 102/16.

حدّثنا محمّد بن سعيد، حدّثنا محمّد بن يوسف، حدّثنا محمّد بن أبي حاتم قال: و سمعت محمّد بن إسماعيل يقول:

قال لي محمّد بن سلام: انظر في كتبي فما وجدت فيها من خطأ فاضرب عليه كي لا أرويه، ففعلت ذلك، و كان محمّد بن سلام كتب - يعني - في تلك الأحاديث التي أحكمها محمّد بن إسماعيل زهاء ألفين رضي الفتى، و في الأحاديث الضعيفة: لم يرض الفتى، فقال له بعض أصحابه: من هذا الفتى ؟ فقال: هذا الذي ليس مثله، هو محمّد بن إسماعيل.

قال (1):و سمعت محمّد بن إسماعيل يقول: كان إسماعيل بن أبي أويس إذا انتخب من كتابه نسخ تلك الأحاديث لنفسه و قال: هذه أحاديث انتخبها محمّد بن إسماعيل من حديثي.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن الزاهد، قالا: حدّثنا[-و] (2) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3)،حدّثني أبو النجيب الأرموي، حدّثني محمّد بن إبراهيم الأصبهاني، أخبرني محمّد بن إدريس الورّاق، حدّثنا محمّد بن حم، حدّثنا محمّد بن يوسف، حدّثنا محمّد بن أبي حاتم قال: سئل محمّد بن إسماعيل عن خبر حديث. فقال: يا أبا فلان تراني أدلس ؟ تركت أنا عشرة آلاف حديث لرجل لي فيه نظر، و تركت مثله أو أكثر منه لغيره لي فيه نظر.

قال (4):و أنبأنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن نصروية السمرقندي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن متّ الإشتيخني (5)-بها - حدّثنا الفربري محمّد بن يوسف قال: سمعت محمّد بن البخاري بخوارزم يقول: رأيت أبا عبد اللّه محمّد بن إسماعيل - يعني في المنام - خلف النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و النبي صلّى اللّه عليه و سلم يمشي، فكلّما رفع النبي صلّى اللّه عليه و سلم قدمه وضع أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل قدمه في ذلك الموضع.

أخبرنا أبو الحسن الموحّد، أنبأنا أبو المظفّر النّسفي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد، حدّثنا خلف بن محمّد، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن متّ الشافعي، و أبو نصر أحمد

ص: 77


1- القائل محمد بن أبي حاتم، و الخبر في سير أعلام النبلاء 414/12.
2- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 25/2.
4- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 9/2-10.
5- هذه النسبة إلى إشتيخن، بالكسر ثم السكون و كسر التاء المثناة و ياء ساكنة و خاء معجمة مفتوحة: من قرى صغد سمرقند. بينها و بين سمرقند سبعة فراسخ (معجم البلدان).

ابن أبي حامد الباهلي، قالوا: سمعنا محمّد بن يوسف بن مطر يقول: سمعت نجم بن الفضيل من قرية ماستي (1) بخوارزم يقول: رأيت فيما يرى النائم كأنّي في قريتي ببخارى جالس على طريق المدينة، و رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كأنه يخرج من المدينة راجلا، و محمّد بن إسماعيل على أثره ينظر كلما رفع النبي صلّى اللّه عليه و سلم قدمه فيضع قدمه في ذلك المكان.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجنّ ، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (2) أبو منصور العطّار، أنبأنا - أبو بكر الحافظ (3)،أنبأنا أبو سعد الماليني.

و أخبرنا أبو القاسم بن الأشعث، أنبأنا أبو القاسم الإسماعيلي، أنبأنا أبو القاسم السهمي، قالا: أنبأنا عبد اللّه بن عدي قال: سمعت محمّد بن يوسف الفربري قال: سمعت النجم بن الفضيل - و كان من أهل الفهم - يقول: رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلم في المنام خرج من قرية ماستي و محمّد بن إسماعيل خلفه، فكان النبي صلّى اللّه عليه و سلم إذا خطا خطوة، يخطو محمّد و يضع قدمه على خطوة النبي صلّى اللّه عليه و سلم و يتبع أثره.

أخبرنا أبو القاسم، و أبو الحسن قالا: حدّثنا[-و] (4) أبو منصور العطّار، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (5) قال: كتب إليّ أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن الحسين الجرجاني من أصبهان يذكر أنه سمع أبا أحمد محمّد بن محمّد بن مكي الجرجاني يقول: سمعت محمّد بن يوسف الفربري يقول: رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلم في المنام فقال لي: أين تريد؟ فقلت: أريد محمّد بن إسماعيل البخاري، فقال: أقرئه منّي السّلام.

أخبرنا أبو الحسن الموحّد، أنبأنا هنّاد بن إبراهيم، أنبأنا محمّد بن أحمد، أنبأنا خلف ابن محمّد قال: سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر الخفّاف يقول: محمّد بن إسماعيل أعلم في الحديث من إسحاق بن راهوية، و أحمد بن حنبل و غيره بعشرين درجة.

قال أبو عمرو الخفّاف: و من قال في محمّد بن إسماعيل شيء فمنّي عليه ألف لعنة (6).

قال: و سمعت أبا عمرو الخفّاف يقول: لو دخل محمّد بن إسماعيل من هذا الباب لملئت منه رعبا - يعني - لا أقدر أن أحدّث بين يديه.

ص: 78


1- إعجامها مضطرب بالأصل و تقرأ:«ماسي»، و في «ز»: «ماسين» و المثبت عن معجم البلدان، و فيه ماستي: من قرى مرو، قال السمعاني: ماستين، و يقال: ماستي، من قرى بخارى.
2- زيادة لازمة لتقويم السند عن «ز»، و د.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 10/2.
4- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 10/2.
6- تهذيب الكمال 94/16 و سير أعلام النبلاء 441/12.

قال: و أنبأنا محمّد بن أحمد، أنبأنا خلف بن محمّد، حدّثنا إسحاق بن أحمد بن خلف قال: سمعت أبا عيسى محمّد بن عيسى الترمذي يقول: كان محمّد بن إسماعيل عند عبد اللّه ابن منير فلمّا قام من عنده قال له: يا أبا عبد اللّه جعلك اللّه زين هذه الأمة، قال أبو عيسى:

استجيب له فيه، قال إسحاق بن أحمد: أبو عيسى الترمذي: أدرك عبد اللّه بن منير.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني محمّد بن خالد المطوعي (1)،حدّثنا مسبّح بن سعيد قال:

كان محمّد بن إسماعيل البخاري إذا كان أول ليلة من شهر رمضان يجتمع إليه أصحابه فيصلّي بهم، فيقرأ في كلّ ركعة عشرين آية، و كذلك إلى أن يختم القرآن، و كذلك يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن فيختم عند السحر في كلّ ثلاث ليال، و كان يختم بالنهار كل يوم ختمة، و يكون ختمة عند الإفطار كل ليلة، و يقول عند كل ختم دعوة مستجابة.

أخبرنا أبو الحسن الموحد، أنبأنا أبو المظفّر النّسفي، أنبأنا أبو عبد اللّه الغنجار، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمر المقرئ قال: سمعت أبا سعيد بكر بن منير يقول: كان محمّد ابن إسماعيل يصلّي ذات يوم فلسعه الزنبور سبع عشرة مرة، فلما قضى صلاته قال: انظروا أيش هذا الذي أذاني في صلاتي ؟ فنظروا فإذا الزنبور قد ورّمه في سبعة عشر موضعا و لم يقطع صلاته (2).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا[-و] (3) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر أحمد بن علي (4)،حدّثني أبو النجيب الأرموي، حدّثني محمّد بن إبراهيم بن محمّد الأصبهاني، أخبرني أحمد بن علي الفارسي، حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا جدي محمّد بن يوسف الفربري، حدّثنا محمّد بن أبي حاتم الورّاق قال: دعي محمّد بن إسماعيل إلى بستان بعض أصحابه، فلمّا حضرت صلاة الظهر صلّى بالقوم، ثم قام للتطوع فأطال القيام، فلمّا فرغ من صلاته رفع ذيل قميصه فقال لبعض من

ص: 79


1- سير أعلام النبلاء 435/12-436، و طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 221/2.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 93/16 و انظر سير أعلام النبلاء 438/12-439.
3- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12/2-13 و تهذيب الكمال 94/16 و سير أعلام النبلاء 442/12.

معه: انظر هل ترى تحت قميصي شيئا؟ فإذا زنبور قد أبّره في ستة عشر أو سبعة عشر [موضعا] (1)،و قد تورم من ذلك جسده، و كان آثار الزنبور في جسده ظاهرة، فقال له بعضهم: كيف لم تخرج من الصلاة في أوّل ما أبرك ؟ فقال: كنت في سورة فأحببت أن أتمّها.

حدّثنا أبو المحاسن عبد الرزّاق بن محمّد الطّبسي - لفظا - قال: سمعت الشيخ الإمام أبا محمّد فضل اللّه بن محمّد بن أحمد يقول: سمعت الإمام والدي أبا الفضل رحمه اللّه يقول: سمعت القاضي أبا بكر الحيري يقول: سمعت الإمام الزاهد أبا الحسن يوسف بن أبي ذرّ البخاري يقول:

مرض محمّد بن إسماعيل البخاري فعرض ماؤه على الأطباء فقالوا: لو أنّ هذا الماء ماء بعض أساقفة النصارى فإنهم لا يأتدمون، فصدّقهم محمّد بن إسماعيل و قال: لم ائتدم منذ أربعين سنة، فسألوا عن علاجه فقالوا: علاجه الإدام فامتنع عن ذلك حتى ألحّ عليه المشايخ ببخارى و أهل العلم إلى أن أجابهم أن يأكل بقية عمره في كل يوم سكرة واحدة مع رغيف.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: حدّثنا[-و] (2) أبو منصور ابن خيرون، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي (3)،حدّثني أبو النجيب الأرموي، حدّثني محمّد بن إبراهيم الأصبهاني قال: سمعت أحمد بن علي السليماني يقول: سمعت علي بن محمّد بن منصور يقول: سمعت أبي يقول: كنا في مجلس أبي عبد اللّه محمّد بن إسماعيل فرفع إنسان من لحيته قذاة (4) فطرحها على الأرض، قال: فرأيت محمّد بن إسماعيل ينظر إليها، و إلى (5)الناس فلما غفل الناس رأيته مدّ يده فرفع القذاة من الأرض فأدخلها في كمّه، فلمّا خرج من المسجد رأيته أخرجها فطرحها على الأرض.

أخبرنا أبو الحسن الموحّد، أنبأنا أبو المظفّر النّسفي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد، حدّثنا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن عمر المقرئ، حدّثنا أبو سعيد بكر بن منير قال:

سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن إسماعيل يقول:

ص: 80


1- الزيادة عن تاريخ بغداد و تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.
2- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 13/2.
4- القذى ما يقع في العين و في الشراب (القاموس).
5- بالأصل و «ز»، و د:«فرأى» و المثبت عن تاريخ بغداد.

مذ ولدت ما اشتريت من أحد بدرهم شيئا قطّ ، و لا اشتريت من أحد بدرهم شيئا، فسألوه عن شراء الحبر و الكواغد فقال: كنت آمر إنسانا يشتري لي.

قال: و أنبأنا محمّد، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمر المقرئ، حدّثنا أبو سعيد بكر بن منير (1) قال: كان حمل إلى محمّد بن إسماعيل بضاعة أنفذها إليه ابنه أحمد أبو حفص، فاجتمع بعض التجّار إليه بالعشية فطلبوها منه بربح خمسة آلاف درهم، فقال لهم: انصرفوا الليلة، فجاءه من الغد تجار آخرون فطلبوا منه تلك البضاعة بربح عشرة آلاف درهم، فردّهم و قال: إنّي نويت البارحة أن أدفع إليهم بما طلبوا - يعني:- الذين طلبوا أوّل مرة، و دفع إليهم بربح خمسة آلاف درهم، و قال: لا أحبّ أن أنقض نيّتي.

قال: و أنبأنا محمّد، حدّثنا أبو عمرو المقرئ قال: سمعت بكر بن منير يقول: سمعت محمّد بن إسماعيل يقول: أرجو أن ألقى اللّه و لا يحاسبني أنّي اغتبت أحدا (2).

قال: و أنبأنا محمّد، حدّثنا أبو عمرو المقرئ قال: سمعت بكر بن منير يقول: سمعت محمّد بن إسماعيل يقول: لا أعرف بخراسان مرجئا (3).

قال: و أنبأنا محمّد، حدّثنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن موسى البزاز قال: سمعت أبا بكر عبد الرّحمن بن محمّد بن علوية الأبهري يقول: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: ما أخرجت خراسان مثل محمّد بن إسماعيل البخاري (4).

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الحسين، و أبو الحسن بن أبي العبّاس، قالا: حدّثنا[-و] (5)أبو منصور بن عبد الملك، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنبأنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي قال: سمعت محمّد بن محمّد بن العبّاس يقول: سمعت جدي أحمد بن عبد اللّه يقول: سمعت جدي محمّد بن يوسف يقول: سمعت محمّد بن إسماعيل البخاري يقول: ما استصغرت نفسي عند أحد إلاّ عند علي بن المديني و ربما كنت أغرب عليه.

ص: 81


1- روي الخبر في طريقه في تاريخ بغداد 11/2-12 و سير أعلام النبلاء 447/12-448.
2- تاريخ بغداد 13/2 و تهذيب الكمال 94/16 و سير أعلام النبلاء 439/12.
3- بالأصل، و «ز»، و د: مرجئ.
4- تهذيب الكمال 100/16 و سير أعلام النبلاء 421/12.
5- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 17/2 و تهذيب الكمال 97/16 و سير أعلام النبلاء 411/12.

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنبأنا هنّاد بن إبراهيم، أنبأنا محمّد بن أحمد غنجار، حدّثنا أبو علي الحسن بن يوسف بن يعقوب الخفّاف، حدّثنا إسحاق بن أحمد بن خلف، قال: سمعت محمّد بن إسماعيل يقول: ما تصاغر نفسي عند أحد إلاّ عند علي بن المديني، و ما سمعت الحديث من في إنسان أشهى عندي أن أسمعه من في علي بن المديني، و ربما كنت أغرب عليه و أغرب.

قال: و أنبأنا محمّد، حدّثنا خلف بن محمّد، حدّثنا إسحاق بن أحمد بن خلف قال:

سمعت ابن إسماعيل يقول: ما تصاغرت إليّ نفسي إلاّ عند علي بن المديني قال إسحاق:

و سمعت أحمد بن عبد السلام يقول: ذكرنا قول محمّد بن إسماعيل هذا لعلي بن المديني فقال: دعوا هذا، فإن محمّد بن إسماعيل لم ير مثل نفسه (1).

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا[-و] (2) أبو منصور ابن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3)،حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن علي السّوذرجاني - لفظا - حدّثنا علي بن محمّد بن الحسن (4) الفقيه، حدّثنا خلف الخيّام قال: سمعت إسحاق بن أحمد بن خلف يقول: سمعت محمّد بن إسماعيل غير مرة يقول: ما تصاغرت نفسي عند أحد إلاّ عند علي بن المديني، ما سمعت الحديث من في إنسان أشهى عندي أن أسمعه من في علي.

و قال إسحاق: حدّثني حامد بن أحمد قال: ذكر لعلي بن المديني قول محمّد بن إسماعيل: ما تصاغرت نفسي عند أحد إلاّ عند علي بن المديني فقال: ذروا قوله، هو ما رأى مثل نفسه.

قال (5):و أنبأنا علي بن أبي علي المعدّل، أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن إبراهيم الحازمي (6) البخاري، حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن حريث، حدّثنا أحمد بن سلمة،

ص: 82


1- سير أعلام النبلاء 420/12.
2- زيادة عن «ز»، و د، للإيضاح، و تقويم السند.
3- تاريخ بغداد 17/12-18 و تهذيب الكمال 97/16.
4- كذا بالأصل، و «ز»، و د:«الحسن» و في تاريخ بغداد: الحسين.
5- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 18/2.
6- بالأصل: الخازمي، و المثبت عن «ز»، و د، و تاريخ بغداد.

حدّثني فتح بن نوح النيسابوري قال: أتيت علي بن المديني فرأيت محمّد بن إسماعيل جالسا عن يمينه، و كان إذا حدّث التفت إليه كأنه يهابه.

قال (1):و حدّثني أبو النجيب الأرموي، حدّثني محمّد بن إبراهيم الأصبهاني، أخبرني محمّد بن إسحاق الورّاق، حدّثنا محمّد بن حم (2)،أنبأنا محمّد بن يوسف، حدّثنا محمّد بن أبي حاتم الورّاق قال: سمعت محمّد بن إسماعيل يقول: ذاكرني أصحاب عمرو بن علي [بحديث، فقلت: لا أعرفه فسرّوا بذلك، و ساروا إلى عمرو بن علي] (3) فقالوا له: ذاكرنا محمّد بن إسماعيل البخاري بحديث فلم يعرفه فقال عمرو بن علي: حديث لا يعرفه محمّد ابن إسماعيل ليس بحديث.

أخبرنا أبو الحسن الموحّد، أنبأنا أبو المظفّر النّسفي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد، حدّثنا خلف بن محمّد، حدّثنا أبو عمرو عامر بن المنتجع، حدّثنا أحمد بن الضّوء قال: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة، و محمّد بن عبد اللّه بن نمير يقولان: ما رأينا مثل محمّد ابن إسماعيل (4).

قال: و حدّثنا خلف بن محمّد قال: سمعت أبا علي الحسين بن إسماعيل الفارسي يقول: سمعت محمّد بن إبراهيم البوشنجي (5) يقول (6):سمعت بندارا محمّد بن بشار سنة ثمان و عشرين و مائتين يقول: ما قدم علينا مثل محمّد بن إسماعيل.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (7) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب قال (8):قرأت على الحسين بن محمّد أخي الخلاّل، عن أبي سعد الإدريسي، حدّثني محمّد بن حم بن ناقب البخاري - بسمرقند - حدّثنا محمّد بن يوسف الفربري، حدّثنا محمّد بن أبي حاتم قال: سمعت محمّد بن إسماعيل البخاري يقول:

لما دخلت البصرة صرت إلى مجلس محمّد بن بشّار، فلمّا خرج وقع (9) بصره علي

ص: 83


1- تاريخ بغداد 18/2 و تهذيب الكمال 97/16.
2- في «ز»: جشم، تصحيف.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و د، و تاريخ بغداد.
4- سير أعلام النبلاء 421/12 و تهذيب الكمال 98/16.
5- بالأصل و «ز»، و د: البوسنجي، و المثبت عن سير أعلام النبلاء.
6- سير أعلام النبلاء 421/12 و تهذيب الكمال 96/16.
7- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
8- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 17/2.
9- بالأصل و «ز»، و د:«رفع» و المثبت عن تاريخ بغداد.

فقال: من أين الفتى ؟ قلت: من أهل بخارى، قال: كيف تركت أبا عبد اللّه ؟ فأمسكت، فقال له أصحابه: رحمك اللّه، هو أبو عبد اللّه، فقام، فأخذ بيدي و عانقني و قال: مرحبا بمن أفتخر به منذ سنين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، أنبأنا هنّاد بن إبراهيم، أنبأنا محمّد بن أحمد البخاري، حدّثنا محمّد بن سعيد، حدّثنا محمّد بن يوسف، حدّثنا محمّد بن أبي حاتم قال:

سمعت حاشد بن إسماعيل يقول: كنت بالبصرة فسمعت بقدوم (1) محمّد بن إسماعيل، فلمّا قدم قال محمّد بن بشّار: اليوم دخل سيّد الفقهاء (2).

قال: و أنبأنا محمّد، حدّثنا أبو نصر محمّد بن سعيد قال: سمعت محمّد بن يوسف بن مطر يقول: سمعت أبا جعفر محمّد بن أبي حاتم يقول: حدّثني حاشد بن عبد اللّه بن عبد الواحد قال: سمعت يعقوب بن إبراهيم الدورقي يقول: محمّد بن إسماعيل فقيه هذه الأمّة (3).

قال: و أنبأنا محمّد، حدّثنا أحمد بن أبي حامد الباهلي قال: سمعت أبا سعيد حاتم بن محمّد بن حازم يقول: سمعت موسى بن هارون الحمّال ببغداد يقول: عندي لو أن أهل الإسلام اجتمعوا على أن ينصبوا مثل حدّثنا محمّد بن إسماعيل آخر ما قدروا (4) عليه.

قال: و أنبأنا محمّد، حدّثنا محمّد بن سعيد، حدّثنا محمّد بن يوسف، حدّثنا محمّد بن أبي حاتم قال: سمعت عبد اللّه بن سعيد بن جعفر يقول: سمعت العلماء بالبصرة يقولون: ما في الدنيا مثل محمّد بن إسماعيل في المعرفة و الصلاح (5)،قال عبد اللّه بن سعيد: و أنا أقول مثل قولهم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (6)أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنبأنا أبو بكر الخطيب (7)،أخبرني الحسن بن محمّد الأشقر.

ص: 84


1- بالأصل و «ز»، و د:«قدوم».
2- تهذيب الكمال 95/16 و سير أعلام النبلاء 422/12 و تاريخ بغداد 16/2.
3- تاريخ بغداد 22/2 و تهذيب الكمال 100/26.
4- تهذيب الكمال 100/16 و سير أعلام النبلاء 434/12.
5- سير أعلام النبلاء 442/12.
6- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2/... و تهذيب الكمال 97/16-98.

ح و أنبأنا (1) أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر المعمر بن محمّد البيّع، قالا: أنبأنا أبو المظفر هنّاد بن إبراهيم النّسفي (2).

قالا: أنبأنا محمّد بن أبي بكر، حدّثنا أبو نصر محمّد بن سعيد بن أحمد بن سعيد التاجر، حدّثنا محمّد بن يوسف بن مطر، حدّثنا محمّد بن أبي حاتم الورّاق قال: سمعت محمّد بن قتيبة قريب أبي عبد اللّه محمّد بن إسماعيل يقول: كنت عند أبي عاصم النبيل فرأيت عنده غلاما فقال له: من أين أنت ؟ قال: من بخارى، قلت: ابن من ؟ فقال: ابن إسماعيل، فقلت له: أنت قرابتي، فعانقته، فقال لي رجل في مجلس أبي عاصم: هذا الغلام يناطح الكباش.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن الموحّد، أنبأنا أبو المظفّر هنّاد بن إبراهيم، أنبأنا أبو عبد اللّه الغنجار، حدّثنا أبو الحسن عبد اللّه بن موسى بن الحسين البغدادي، حدّثنا عبد المؤمن بن خلف التميمي قال: سمعت الحسين بن محمّد المعروف بعبيد العجل يقول (3):ما رأيت مثل محمّد بن إسماعيل، و مسلم الحافظ لم يكن يبلغ محمّد ابن إسماعيل، و رأيت أبا زرعة و أبا حاتم يستمعون إلى محمّد بن إسماعيل أيّ شيء يقول، يجلسون بجنبه، فذكرت له قصة محمّد بن يحيى، فقال: ما له و لمحمّد بن إسماعيل ؟ كان محمّد بن إسماعيل أمّة من الأمم، و كان أعلم من محمّد بن يحيى بكذا و كذا، و كان محمّد ابن إسماعيل ديّنا فاضلا يحسن كل شيء.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: حدّثنا[-و] (4) أبو منصور ابن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب قال (5):و أخبرني محمّد بن علي المقرئ، أنبأنا أبو مسلم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه بن مهران الحافظ ، أنبأنا عبد المؤمن بن خلف النّسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل و أبي زرعة، و عبد اللّه ابن عبد الرّحمن فقال: عن أي شيء تسال ؟ فهم مختلفون في أشياء، فقلت: من أعلمهم بالحديث ؟ فقال: محمّد بن إسماعيل، و أبو زرعة أحفظهم، و أكثرهم حديثا، فقلت: عبد اللّه ابن عبد الرّحمن ؟ فقال: ليس هو من هؤلاء في شيء.

ص: 85


1- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
2- كتب فوقها بالأصل: إلى.
3- من طريقه روي الخبر في سير أعلام النبلاء 436/12 و تاريخ بغداد 29/2-30.
4- زيادة للإيضاح عن «ز»، و د، و لتقويم السند.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 22/2.

قال (1):و أنبأنا أبو بكر البرقاني قال: قال محمّد بن العبّاس العصمي: حدّثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود قال: قال أبو علي صالح بن محمّد الأسدي - و ذكر البخاري - فقال: ما رأيت خراسانيا أفهم منه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، أنبأنا هنّاد بن إبراهيم، أنبأنا محمّد بن أحمد البخاري، حدّثنا محمّد بن سعيد، حدّثنا محمّد بن يوسف، حدّثنا محمّد بن أبي حاتم قال (2):و سمعت حاشد بن عبد اللّه يقول: قال لي أبو مصعب أحمد بن أبي بكر المديني:

محمّد بن إسماعيل أفقه (3) ممن عندنا و أبصر، فقال رجل من جلسائه: جاوزت الحدّ، فقال أبو مصعب: لو أدركت مالكا و نظرت إلى وجهه و وجه محمّد بن إسماعيل لقلت كلاهما واحد في الفقه و الحديث.

قال (4):و سمعت حاشد بن إسماعيل يقول: رأيت إسحاق بن راهوية جالسا على السرير (5) و محمّد بن إسماعيل معه، و إسحاق يقول: حدّثنا عبد الرزّاق حتى مرّ على حديث، فأنكر عليه محمّد بن إسماعيل فرجع إلى قول محمّد، فقال إسحاق بن راهوية: يا معشر أصحاب الحديث، انظر إلى هذا الشاب و اكتبوا عنه، فإنه لو كان في زمان الحسن بن أبي الحسن لاحتاج إليه الناس لمعرفته بالحديث و فهمه.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنبأنا أبو بكر بن خلف، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني (6) أبو سعيد أحمد بن محمّد النّسوي، حدّثني أبو حسّان مهيب بن سليم قال: سمعت محمّد بن إسماعيل البخاري يقول: اعتللت بنيسابور علة خفيفة و ذلك في شهر رمضان، فعادني إسحاق بن راهوية في نفر من أصحابه، فقال لي: أفطرت يا أبا عبد اللّه ؟ فقلت: نعم، فقال: خشيت أن تضعف عن قبول الرخصة، فقلت: أخبرنا عبدان عن ابن المبارك عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: من أي المرض أفطر؟ قال: من أي مرض كان كما قال اللّه عزّ و جل: فَمَنْ كٰانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً (7) قال البخاري:

و لم يكن هذا عند إسحاق.

ص: 86


1- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 22/2.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 98/16 و سير أعلام النبلاء 420/12.
3- في تهذيب الكمال: أفقه عندنا و أبصر من ابن حنبل.
4- سير أعلام النبلاء 421/12.
5- بالأصل:«السر» و المثبت عن «ز»، و د.
6- من أول الخبر «أخبرنا..» إلى هنا ليس في «ز».
7- سورة البقرة، الآية:184 و الآية 196.

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنبأنا أبو المظفّر النّسفي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد، حدّثنا أبو نصر محمّد بن سعيد التاجر، حدّثنا محمّد بن يوسف بن مطر، حدّثنا محمّد ابن أبي حاتم الورّاق قال: سمعت عمر بن حفص الأشقر يقول: سمعت عبدان يقول: ما رأيت بعيني شابا أبصر من هذا، و أشار بيده إلى محمّد بن إسماعيل (1).

قال: و سمعت صالح بن مسمار يقول: سمعت نعيم بن حمّاد يقول: محمّد بن إسماعيل فقيه هذه الأمّة (2).

قال: و أنبأنا محمّد بن أحمد، حدّثنا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن عمر المقرئ، و أبو نصر أحمد بن أبي حامد الباهلي قال: سمعنا أبا سعيد بكر بن منير يقول: سمعت محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي يقول: كنت عند أبي حفص أحمد بن حفص أسمع كتاب الجامع - جامع سفيان - من كتاب والدي، فمرّ أبو حفص على حرف و لم يكن عندي ما ذكر فراجعته فقال الثانية كذلك، فراجعته الثانية، فقال كذلك فراجعته الثالثة، سكت سويعة ثم قال: من هذا؟ فقالوا: هذا ابن إسماعيل بن إبراهيم بن بردزبة (3)،فقال أبو حفص: هو كما قال: و احفظوا فإن هذا يصير يوما رجلا.

قال أبو نصر الباهلي: سمعت بكر بن منير يقول: ابن بردزبة هو بالبخارية و بالعربية الزّرّاع.

قال: و أنبأنا محمّد، حدّثنا محمّد بن سعيد، حدّثنا محمّد بن يوسف، حدّثنا ابن أبي حاتم قال (4):سمعت أبا عمرو المستنير بن عتيق البكري يقول: سمعت رجاء بن المرجّى يقول: فضل محمّد بن إسماعيل على العلماء كفضل الرجال على النساء، فقال له رجل: يا أبا محمّد كلّ ذلك بمرة ؟! فقال: هو آية من آيات اللّه يمشي على ظهر الأرض.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (5) أبو

ص: 87


1- تاريخ بغداد 24/2 و سير أعلام النبلاء 419/12 و تهذيب الكمال 102/16.
2- تاريخ بغداد 22/2 و تهذيب الكمال 102/16 و سير أعلام النبلاء 419/12.
3- ورد في تهذيب الأسماء و اللغات 1/167/1 بردزبة بباء موحدة مفتوحة ثم راء ساكنة ثم دال مهملة مكسورة ثم زاي ساكنة ثم باء موحدة ثم هاء.
4- تاريخ بغداد 25/2 و سير أعلام النبلاء 427/12.
5- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.

منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر أحمد بن علي قال (1):قرأت على الحسين بن محمّد أخي الخلاّل، عن أبي سعد الإدريسي، حدّثني محمّد بن حمّ بن ناقب البخاري بسمرقند، حدّثنا محمّد بن يوسف الفربري، حدّثنا محمّد بن أبي حاتم قال: سمعت علي بن حجر يقول:

أخرجت خراسان ثلاثة: أبا زرعة الرازي بالريّ ، و محمّد بن إسماعيل البخاري ببخارى، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن بسمرقند، و محمّد بن إسماعيل عندي أبصرهم و أعلمهم و أفقههم.

أخبرنا بها عالية أبو الحسن علي بن أحمد، أنبأنا هنّاد بن إبراهيم، أنبأنا أبو عبد اللّه غنجار، حدّثنا أبو نصر محمّد بن سعيد بن أحمد بن سعيد التاجر، حدّثنا محمّد بن يوسف بن مطر قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن أبي حاتم الورّاق يقول: سمعت علي بن حجر يقول:

أخرجت خراسان ثلاثة: أبو زرعة، و محمّد بن إسماعيل ببخارى، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن بسمرقند، و محمّد بن إسماعيل عندي أبصرهم و أعلمهم و أفقههم (2).

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا[-و] (3) أبو منصور العطّار، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني الحسن بن محمّد بن الأشقر، أنبأنا محمّد بن أبي بكر، حدّثنا خلف بن محمّد، حدّثنا أبو عمرو نصر بن زكريا المروزي قال: سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول: شباب خراسان أربعة: محمّد بن إسماعيل، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن، و زكريا بن يحيى اللؤلؤي، و الحسن بن شجاع البلخي.

أخبرنا أبو الحسن الموحّد، أنبأنا أبو المظفّر النّسفي، أنبأنا أبو عبد اللّه البخاري، حدّثنا أبو نصر محمّد بن سعيد التاجر، حدّثنا محمّد بن يوسف بن مطر، حدّثنا محمّد بن أبي حاتم الورّاق قال: سمعت يحيى بن جعفر يقول: لو قدرت أن أزيد - يعني - من عمري في عمر محمّد بن إسماعيل لفعلت، فإنّ موتي يكون موت رجل واحد، و موت محمّد بن إسماعيل ذهاب العلم (5).

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الزاهد، قالا: حدّثنا[-و] (6) أبو منصور بن

ص: 88


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 28/2.
2- سير أعلام النبلاء 421/12.
3- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 26/2 و سير أعلام النبلاء 424/12 و تهذيب الكمال 100/16.
5- سير أعلام النبلاء 418/12 و تاريخ بغداد 24/2 و تهذيب الكمال 102/16.
6- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.

عبد الملك، أنبأنا - أحمد بن علي بن ثابت (1)،أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنبأنا محمّد بن نعيم الضبّي، أخبرني أبو بكر محمّد بن خالد المطوعي - ببخارى - أنبأنا مسبّح بن سعيد البخاري قال: سمعت عبد اللّه بن عبد الرّحمن السمرقندي يقول: قد رأيت العلماء بالحرمين و الحجاز و الشام و العراقين فما رأيت فيهم أجمع من أبي عبد اللّه محمّد بن إسماعيل البخاري.

قال (2):و أنبأنا محمّد بن نعيم الضبّي قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن يعقوب الحافظ يقول: سمعت أبي يقول: رأيت مسلم بن الحجّاج بين يدي محمّد بن إسماعيل البخاري و هو يسأله سؤال الصبي المتعلّم.

أخبرنا أبو الحسن الشافعي الموحّد، أنبأنا هنّاد النّسفي، أنبأنا محمّد بن أحمد غنجار، حدّثنا أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه بن يوسف الشافعي، و خلف بن محمّد، قالا: سمعنا أبا جعفر محمّد بن يوسف بن الصّديق الورّاق يقول: سمعت عبد اللّه بن حمّاد الآملي (3) يقول:

وددت أنّي شعرة في صدر محمّد بن إسماعيل (4).

قال: و أنبأنا غنجار، أنبأنا خلف بن محمّد قال: سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر الخفّاف يقول: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البخاري التقي النقي العالم الذي لم أر مثله (5).

قال: و أنبأنا غنجار، حدّثنا محمّد بن سعيد، حدّثنا محمّد بن يوسف قال: قال أبو جعفر محمّد بن أبي حاتم: و سمعت محمود بن النضر أبا سهل الشافعي يقول:

دخلت البصرة و الشام و الحجاز و الكوفة و رأيت علماءها، فكلما جرى ذكر محمّد بن إسماعيل فضّلوه على أنفسهم (6).

قال: و أنبأنا غنجار، حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد الخولاني، حدّثنا أبو ذرّ محمّد ابن محمّد بن يوسف القاضي قال: سمعت أبا معشر حمدوية بن الخطّاب يقول: لما قدم أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل من العراق قدمته الأخيرة و تلقاه من تلقاه من الناس و ازدحموا

ص: 89


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 28/2.
2- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 29/2 و سير أعلام النبلاء 432/12.
3- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و د.
4- سير أعلام النبلاء 437/12.
5- تاريخ بغداد 28/2 و سير أعلام النبلاء 436/12.
6- تاريخ بغداد 19/2 و تهذيب الكمال 99/16 و سير أعلام النبلاء 422/12.

عليه و بالغوا في برّه فقيل له في ذلك و فيما كان من كرامة الناس و برّهم له فقال: فكيف لو رأيتم يوم دخولنا البصرة ؟! (1).

قال: و أنبأنا غنجار قال (2):سمعت أبا صالح خلف بن محمّد يقول: سمعت محمّد بن يوسف بن عاصم يقول: رأيت لمحمّد بن إسماعيل ثلاث مستملين ببغداد و كان اجتمع (3) في مجلسه زيادة على عشرين ألف رجل.

قال: و أنبأنا غنجار، حدّثنا خلف بن محمّد قال [سمعت] (4) إسحاق بن أحمد بن خلف: يقول: سمعت أبا علي صالح بن محمّد يقول: حزرت في مجلس محمّد بن إسماعيل بضعة عشر أو خمسة عشر ألفا.

قال: و أنبأنا غنجار، حدّثنا خلف بن محمّد، حدّثنا إسحاق بن أحمد بن خلف قال:

سمعت أبا سعيد الحسن بن محمّد الذهبي يقول: حزرت في مجلس محمّد بن إسماعيل عشرين ألفا، قال: و كان أبو علي صالح بن محمّد مستملي محمّد بن إسماعيل ببغداد.

أخبرنا أبو سعد (5) إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكّي بن أبي طالب، قالا: أنبأنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأنا أبو عبد اللّه الحاكم قال: سمعت يحيى بن عمرو بن صالح الفقيه يقول: سمعت أبا العباس محمّد بن عبد الرّحمن الفقيه يقول: كتب أهل بغداد إلى محمّد بن إسماعيل البخاري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا سعيد بن أحمد بن محمّد قال:

سمعت أبا بكر الجوزقي يقول: سمعت أبا العباس الدّغولي يقول: سمعت عبد المجيد بن إبراهيم يقول.

ح و أخبرنا أبو الحسن الموحّد، أنبأنا أبو المظفّر النّسفي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد، حدّثنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن حامد بن إدريس البخاري، و محمّد بن العباس بن أحمد الهروي، قالا: سمعنا محمّد بن عبد الرّحمن الدّغولي يقول: سمعت عبد المجيد بن إبراهيم البوشنجي (6) يقول: كتب إليّ محمّد بن إسماعيل البخاري من العراق:

ص: 90


1- تهذيب الكمال 98/16.
2- تهذيب الكمال 99/16.
3- بالأصل و د «اجتمعوا» و المثبت عن «ز»، و تهذيب الكمال.
4- الزيادة عن «ز»، و د.
5- في «ز»: سعيد.
6- الأصل و «ز»، و د: البوسنجي.

المسلمون بخير ما بقيت لهم *** و ليس بعدك خير حين تفتقد (1)

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفراوي الفقيه، و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد ابن أحمد، قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الحافظ ، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت محمّد بن علي الشحامي يقول: سمعت محمّد بن إسماعيل البخاري يقول: القرآن كلام اللّه ليس بمخلوق، عليه أدركنا علماء أهل الحجاز، أهل مكة و المدينة، و أهل الكوفة و البصرة، و أهل الشام و مصر، و علماء أهل خراسان.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، أنبأنا هنّاد القاضي، أنبأنا أبو عبد اللّه البخاري قال (2):سمعت أبا بشر محمّد بن أحمد بن حاضر العبسي يقول: سمعت محمّد بن يوسف ابن مطر يقول: سألت محمّد بن إسماعيل عن الإيمان فقال: قول و عمل بلا شك، و القرآن كلام اللّه غير مخلوق، و من قال: مخلوق فهو كافر.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجنّ ، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (3) أبو منصور العطّار، أنبأنا - أبو بكر أحمد بن علي (4)،أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنبأنا محمّد بن نعيم الضبّي قال: سمعت محمّد بن حامد البزّاز (5) يقول: سمعت الحسن بن محمّد ابن جابر يقول: سمعت محمّد بن يحيى لما ورد محمّد بن إسماعيل البخاري نيسابور قال:

اذهبوا إلى هذا الرجل (6) الصالح فاسمعوا منه، قال: فذهب الناس إليه، و أقبلوا على السماع منه حتى ظهر الخلل في مجالس محمّد بن يحيى فحسده بعد ذلك، و تكلّم فيه.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنبأنا علي بن محمّد المصّيصي، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن الحسن النيسابوري، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن الحسن الرّازي، حدّثنا أبو أحمد بن عدي قال (7):ذكر لي جماعة من المشايخ أن محمّد بن إسماعيل لمّا ورد

ص: 91


1- البيت في تاريخ بغداد 22/2 تهذيب الكمال 101/16 و سير أعلام النبلاء 434/12.
2- سير أعلام النبلاء 456/12 و تاريخ بغداد 32/2.
3- زيادة لازمة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 30/2 و سير أعلام النبلاء 453/12.
5- بالأصل:«البزار» و المثبت عن «ز»، و د، و المصادر.
6- في تاريخ بغداد: الرجل العالم الصالح.
7- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 453/12-454.

نيسابور اجتمع الناس عليه، و عقد له المجلس حسده من كان في ذلك الوقت من مشايخ نيسابور لمّا رأى إقبال الناس إليه و اجتماعهم، فقال لأصحاب الحديث: إن محمّد بن إسماعيل يقول: اللفظ بالقرآن مخلوق فامتحنوه به في المجلس، فلمّا حضر الناس مجلس البخاري قام إليه رجل فقال: يا أبا عبد اللّه، ما تقول في اللفظ بالقرآن، مخلوق أو غير مخلوق ؟ فأعرض عنه البخاري و لم يجبه، فقال الرجل: يا أبا عبد اللّه، و أعاد عليه القول، فأعرض عنه و لم يجبه، ثم قال في الثالثة: فالتفت إليه محمّد بن إسماعيل قال: القرآن كلام اللّه غير مخلوق، و أفعال العباد مخلوقة و الامتحان بدعة، فشغب الرجل و شغب الناس و تفرّقوا عنه، و قعد البخاري في منزله.

أخبرنا (1) أبو الحسن علي بن أحمد، أنبأنا القاضي أبو المظفّر هنّاد بن إبراهيم النّسفي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد البخاري، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد ابن حمدان بن غارم (2) الزندي (3)،و أبو عمرو أحمد بن عمر المقرئ، قالا: حدّثنا أبو سعيد حاتم بن أحمد بن محمود الكندي (4) قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول لما قدم محمّد بن إسماعيل البخاري نيسابور ما رأيت واليا و لا عالما فعل به أهل نيسابور ما فعلوا بمحمّد بن إسماعيل، استقبلوه من مرحلتين و ثلاث مراحل.

و قال محمّد بن يحيى الذهلي في مجلسه: من أراد أن يستقبل محمّد بن إسماعيل غدا فليستقبله فإنّي استقبله، فاستقبله محمّد بن يحيى و عامة علماء أهل نيسابور، فدخل البلد، فنزل دار البخاريين، قال: فقال لنا محمّد بن يحيى: لا تسألوه عن شيء من الكلام، فإنه إن أجاب بخلاف ما نحن فيه وقع بيننا و بينه، ثم شمت بنا كل حروري، و كلّ رافضي، و كل جهمي، و كلّ مرجئ بخراسان، قال: فازدحم الناس على محمّد بن إسماعيل حتى امتلأ الدار و السطوح، قال: فلمّا كان يوم الثاني أبو الثالث قام إليه رجل فسأله عن اللفظ بالقرآن، فقال: أفعالنا مخلوقة، و ألفاظنا من أفعالنا، قال: فوقع بين الناس اختلاف فقال بعضهم:

ص: 92


1- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
2- كذا بالأصل «عامر»، و في «ز»، و د:«عارم» و المثبت عن الأنساب.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الرندي، تصحيف، و هذه النسبة: الزندي - بفتح الزاي و كسون النون - إلى زندنة قرية من قرى بخارى، و هي على أربعة فراسخ من البلد. ذكره السمعاني و ترجمه (راجع الأنساب: الزندي، و الزندي).
4- سير أعلام النبلاء 458/12.

قال: لفظي بالقرآن مخلوق، و قال بعضهم: لم يقل، فوقع بينهم اختلاف حتى تواثب بعضهم إلى بعض، فاجتمع أهل الدار، فأخرجوا الناس من الدار (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو الحسن سبط البيهقي، قالا: أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أبي الهيثم المطوّعي - ببخارى - أنبأنا محمّد بن يوسف الفربري قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن إسماعيل البخاري يقول: أما أفعال العباد مخلوقة فقد حدّثنا علي بن عبد اللّه، حدّثنا مروان بن معاوية، حدّثنا أبو مالك، عن ربيع بن خراش، عن حذيفة قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه يصنع كل صانع و صنعته» و تلا بعضهم ذلك وَ اللّٰهُ خَلَقَكُمْ وَ مٰا تَعْمَلُونَ (2)قال أبو عبد اللّه البخاري: و سمعت عبيد اللّه (3)ابن سعيد يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما زلت أسمع أصحابنا يقولون: أفعال العباد مخلوقة، قال البخاري: حركاتهم و أصواتهم و أكسابهم و كتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبيّن (4)المثبت في المصاحف، المسطور و المكتوب، الموعا في القلوب فهو كلام اللّه ليس بمخلوق (5)،قال اللّه عز و جل (6): بَلْ هُوَ آيٰاتٌ بَيِّنٰاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ (7)قال البخاري: و قال إسحاق بن إبراهيم: فأما الأوعية فمن يشك في خلقها قال اللّه عزّ و جل:

وَ كِتٰابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (8) و قال: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ، فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (9)، فذكر أنه يحفظ و يسطر، و قال: وَ مٰا يَسْطُرُونَ (10)قال محمّد بن إسماعيل: حدّثنا روح بن عبد المؤمن، حدّثنا يزيد بن زريع، أنبأنا سعيد، عن قتادة وَ الطُّورِ، وَ كِتٰابٍ مَسْطُورٍ قال:

المسطور المكتوب فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ هو الكتاب، قال محمّد بن إسماعيل: حدّثنا آدم، حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وَ كِتٰابٍ مَسْطُورٍ صحف مكتوبة فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ في صحف.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا[-و] (11) أبو

ص: 93


1- كتب بعدها بالأصل: إلى.
2- سورة الصافات، الآية:96.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: عبد اللّه.
4- الأصل:«ليس» و المثبت عن «ز»، و د.
5- بالأصل و «ز»، و د:«بخلق» و المثبت عن سير أعلام النبلاء.
6- سورة العنكبوت، الآية:49.
7- إلى هنا الخبر رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 454/12-455.
8- سورة الطور، الآية:2,.
9- سورة البروج، الآية:22.
10- سورة القلم، الآية الأولى.
11- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.

منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنبأنا أحمد بن محمّد بن غالب، أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن سيّار، حدّثني محمّد بن خشنام و سمعه يقول: سئل محمّد بن إسماعيل بنيسابور عن اللفظ؟ فقال: حدّثني عبيد اللّه بن سعيد - يعني أبا قدامة - عن يحيى بن سعيد قال: أعمال العباد كلها مخلوقة، فمرقوا عليه قال: فقالوا له بعد ذاك:

ترجع عن هذا القول حتى يعودوا إليك ؟ قال: لا أفعل، إلاّ أن تجيئوا بحجّة فيما تقولون أقوى من حجّتي، و أعجبني من محمّد بن إسماعيل ثباته.

أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمّد النّيسابوري، حدّثنا أبو العبّاس الرازي، أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال: سمعت أبا بكر الإسماعيلي يقول: سمعت الفرهياني [يقول:] (2) قيل لمحمّد بن إسماعيل: ترجع عما قلت ليعود الناس إليك، قال: لا حاجة لي فيهم.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (3) أبو منصور بن عبد الملك، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا أبو سعيد محمّد بن حسنويه بن إبراهيم الأبيوردي، أنبأنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون قال: سمعت أبا حامد الشّرقي يقول: سمعت محمّد بن يحيى يقول:

القرآن كلام اللّه غير مخلوق من جميع جهاته، و حيث يتصرف، فمن لزم استغنى عن اللفظ و عمّا سواه من الكلام في القرآن، و من زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر و خرج عن الإيمان، و بانت منه امرأته، يستتاب فإن تاب و إلاّ ضربت عنقه، و جعل ماله فيئا بين المسلمين، و لم يدفن في مقابر المسلمين، و من وقف [و] (5) قال: لا أقول مخلوق أو غير مخلوق فقد ضاهى الكفر، و من زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهذا مبتدع لا يجالس و لا يكلم، و من ذهب بعد مجلسنا هذا إلى محمّد بن إسماعيل البخاري فاتهموه، فإنّه لا يحضر مجلسه إلاّ من كان على مثل مذهبه.

ص: 94


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 30/2 و سير أعلام النبلاء 454/12.
2- الزيادة عن «ز»، سقطت اللفظة من الأصل و د.
3- الزيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 31/2.
5- سقطت من الأصل، و «ز»، و د، و استدركت عن تاريخ بغداد.

قال (1):و أنبأنا أبو حازم العبدوي، قال: سمعت الحسن بن أحمد بن شيبان يقول:

سمعت أبا حامد الأعمشي (2) يقول: رأيت محمّد بن إسماعيل البخاري في جنازة أبي عثمان سعيد بن مروان و محمّد بن يحيى، فسأله عن الأسامي و الكنى و علل الحديث، و مرّ فيه محمّد بن إسماعيل مثل السهم كأنه يقرأ قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ فما أتى على هذا شهر حتى قال:

محمّد بن يحيى ألا من يختلف إلى مجلسه لا يختلف إلينا، فإنهم كتبوا إلينا من بغداد أنه تكلم في اللفظ و نهيناه فلم ينته، و لا تقربوه، و من يقربه فلا يقربنا، فأقام محمّد بن إسماعيل.

هاهنا مدة و خرج إلى بخارى.

أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه ابن أحمد، حدّثنا أحمد بن إسماعيل الرازي، حدّثنا أبو أحمد بن عدي قال: سمعت عبد المجيد يقول: سمعت أبي يقول: سمعت حيكان (3) بن محمّد بن يحيى يقول: قلت لأبي:

يا أبة، ما لك و لهذا الرجل - يعني - محمّد بن إسماعيل و لست من رجاله في العلم، قال:

رأيته بمكة يتبع سمحصة، و سمحصة كوفي قدري، فبلغ ذلك محمّد بن إسماعيل فقال:

دخلت مكة و لم أعرف بها أحدا من المحدّثين و كان سمحصة هذا قد عرف المحدّثين فكنت أتبعه ليفيدني من المحدّثين، فأي عتب (4) في هذا.

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنبأنا هنّاد بن إبراهيم، أنبأنا أبو عبد اللّه الغنجار (5)، حدّثنا أبو صالح خلف بن محمّد بن إسماعيل قال: سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر بن إبراهيم النيسابوري المعروف بالخفّاف ببخارى يقول: كنا يوما عند أبي إسحاق القرشي (6)و معنا محمّد بن نصر المروزي، فجرى ذكر محمّد بن إسماعيل البخاري فقال محمّد بن نصر: سمعته يقول: من زعم أنّي قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذّاب، فإنّي لم أقله، فقلت له: يا أبا عبد اللّه فقد خاض الناس في هذا و أكثروا فيه، فقال: ليس إلاّ ما أقول و أحكي له

ص: 95


1- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 31/2 و سير أعلام النبلاء 455/12.
2- بالأصل و «ز»: «الأعشى» تصحيف، و في تاريخ بغداد:«الأعمش» تصحيف أيضا، و التصويب عن سير أعلام النبلاء، و د.
3- اسمه: يحيى، و حيكان لقب، ترجمته في سير أعلام النبلاء 285/12.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: عيب.
5- الخبر في تاريخ بغداد 32/2 و سير أعلام النبلاء 457/12-458 من هذا الطريق.
6- في تاريخ بغداد:«محمد بن إسحاق القيسي» و في سير أعلام النبلاء:«أبي إسحاق القيسي».

عني (1)،قال أبو عمرو الخفّاف: فأتيت محمّد بن إسماعيل، فناظرته في شيء من الحديث حتى طابت نفسه، فقلت: يا أبا عبد اللّه هاهنا رجل يحكي عنك أنك قلت هذه المقالة، فقال لي: يا أبا عمرو أحفظ ما أقول: من زعم من أهل نيسابور، و قومس، و الري، و همذان، و حلوان، و بغداد، و الكوفة، و المدينة، و مكة، و البصرة أنّي قلت: لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذّاب، فإنّي لم أقل هذه المقالة، إلاّ أنّي قلت: أفعال العباد مخلوقة.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه، حدّثنا أبو نصر أحمد بن سهل بن حمدوية، حدّثنا أبو العباس الفضل بن بسّام قال: سمعت إبراهيم بن محمّد يقول: أنا توليت دفن محمّد بن إسماعيل لما مات بخرتنك (2) أردت حمله إلى مدينة سمرقند [لأجل] (3) أن أدفنه بها فلم يتركني صاحب لنا من أهل سكجكث (4) فدفناه بها، فلمّا أن فرغنا و رجعت إلى المنزل (5) الذي كنت فيه قال لي صاحب القصر: قال: سألته أمس قلت: يا أبا عبد اللّه ما تقول في القرآن ؟ قال: القرآن كلام اللّه غير مخلوق، قال: فقلت له: إنّ الناس يزعمون أنك تقول ليس في المصاحف قرآن و لا في صدور الناس ؟! فقال: أستغفر اللّه أن تشهد عليّ بشيء لم تسمعه مني، إنّي أقول كما قال اللّه: وَ الطُّورِ وَ كِتٰابٍ مَسْطُورٍ (6) أقول في المصاحف قرآن، و في صدور الناس قرآن، فمن قال غير هذا يستتاب، فإن تاب و إلاّ فسبيله سبيل الكفر.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه قال (7):سمعت أبا عمرو أحمد بن محمّد المقرئ يقول:

سمعت أبا سعيد بكر بن منير بن خليد بن عسكر يقول (8):بعث الأمير خالد بن أحمد الذهلي و الي بخارى إلى محمّد بن إسماعيل أن احمل إليّ كتاب «الجامع» و «التاريخ» و غيرهما لأسمع منك، فقال محمّد بن إسماعيل لرسوله: أنا لا أذلّ العلم، و لا أحمله إلى أبواب الناس، فإن كانت لك إلى شيء منه حاجة فاحضرني في مسجدي، أو في داري، و إن لم يعجبك هذا

ص: 96


1- كذا بالأصل، و في «ز»، و د: عنه.
2- خرتنك: بفتح الخاء المعجمة و سكون الراء و فتح التاء المثناة من فوقها و سكون النون و بعدها كاف، قرية من قرى سمرقند. و في سير أعلام النبلاء أنها على فرسخين منها.
3- سقطت من الأصل و د، و استدركت عن «ز».
4- إعجامها مضطرب بالأصل، و «ز»، و د، و المثبت و الضبط عن معجم البلدان، و هي قرية على أربعة فراسخ من بخارى على طريق سمرقند.
5- في «ز»: البيت.
6- سورة الطور، الآية:2.
7- الخبر من هذا الطريق في تاريخ بغداد 32/2.
8- من طريقه روي الخبر في تاريخ بغداد 33/2 و سير أعلام النبلاء 464/12 و تهذيب الكمال 105/16.

فأنت سلطان، فامنعني من المجلس ليكون لي عذر عند اللّه يوم القيامة، لأني لم أكتم العلم لقول النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار» قال: فكان سبب الوحشة بينهما هذا[10940].

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: حدّثنا[-و] (1) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أخبرني محمّد بن علي بن أحمد المقرئ، أنبأنا محمّد ابن عبد اللّه الحافظ قال: سمعت محمّد بن العبّاس الضبّي يقول: سمعت أبا بكر بن أبي عمرو الحافظ يقول: كان سبب مفارقة أبي (3) عبد اللّه محمّد بن إسماعيل البخاري البلد - يعني - بخارى أن خالد بن أحمد الذهلي الأمير خليفة الطاهرية ببخارى سأل أن يحضر منزله فيقرأ الجامع، و التاريخ، على أولاده، فامتنع أبو عبد اللّه عن الحضور عنده فراسله أن يعقد مجلسا لأولاده لا يحضره غيرهم فامتنع عن ذلك أيضا. و قال: لا يسعني أن أخصّ بالسماع قوما دون قوم، فاستعان خالد بن أحمد بحريث بن أبي الورقاء و غيره من أهل العلم ببخارى [عليه] حتى يكلموه في مذهبه و نفاه عن البلد فدعا عليهم أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل فقال: اللهمّ أرهم ما قصدوني به في أنفسهم و أولادهم و أهاليهم؛ فأما خالد فلم يأت عليه إلاّ أقلّ من شهر حتى ورد أمر الظاهرية بأن ينادى عليه فنودي عليه و هو على أتان، و أشخص على أكاف ثم صار عاقبة أمره إلى ما قد اشتهر و شاع، و أما حريث بن أبي الورقاء فإنه ابتلي بأهله فرأى فيها ما يجل عن الوصف. و أما فلان أحد القوم و سمّاه فإنه ابتلي بأولاده و أراه اللّه فيهم البلايا.

قال الخطيب (4):و حدّثني محمّد بن أبي الحسن الساحلي، أنبأنا أحمد بن الحسن الرازي قال: سمعت أبا أحمد بن عدي يقول.

[ح] (5) و أخبرنا أبو القاسم الأزدي، أنبأنا أبو القاسم المصّيصي، أنبأنا أبو محمّد النيسابوري الخفّاف، حدّثنا أبو العباس أحمد بن الحسن الرازي، حدّثنا أبو أحمد بن عدي

ص: 97


1- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 33/2 و سير أعلام النبلاء 464/12-465 و تهذيب الكمال 106/16.
3- بالأصل:«أبو» و المثبت عن «ز»، و د، و تاريخ بغداد.
4- الخبر في تاريخ بغداد 34/2 و سير أعلام النبلاء 466/12 و تهذيب الكمال 106/16-107.
5- «ح» حرف التحويل، استدرك عن «ز».

قال: سمعت عبد القدّوس بن عبد الجبّار السّمرقندي يقول: جاء محمّد بن إسماعيل إلى خرتنك قرية من قرى سمرقند على فرسخين منها و كان له بها أقرباء فنزل عندهم قال: فسمعته ليلة من الليالي و قد فرغ من صلاة الليل يدعو و يقول في دعائه: اللّهم إنه قد ضاقت عليّ الأرض بما رحبت فاقبضني إليك، قال: فما تمّ الشهر حتى قبضه اللّه تعالى، و قبره بخرتنك.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن، و أبو الحسن بن أبي العبّاس، قالا: حدّثنا[-و] (1) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا علي بن أبي حامد الأصبهاني في كتابه، حدّثنا محمّد بن محمّد بن مكي الجرجاني قال: سمعت عبد الواحد بن آدم الطواويسي قال:

رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلم و معه جماعة من أصحابه و هو واقف في موضع ذكره، فسلّمت عليه، فردّ السلام فقلت: ما وقوفك يا رسول اللّه ؟ فقال: أنتظر محمّد بن إسماعيل البخاري، فلما كان بعد أيّام بلغني موته، فنظرنا فإذا هو قد مات في الساعة التي رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلم فيها.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا السمسار، أنبأنا الصفّار، أنبأنا ابن قانع أن محمّد بن إسماعيل البخاري مات في سنة ست و خمسين و مائتين.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها - يعني - سنة ست و خمسين و مائتين مات محمّد بن إسماعيل البخاري.

أخبرنا أبو الحسن الموحّد، أنبأنا أبو المظفّر النّسفي، أنبأنا أبو عبد اللّه البخاري، حدّثنا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن عمر المقرئ، و أبو عبيد أحمد بن عروة بن أحمد بن إبراهيم، قالا: سمعنا أبا حسّان مهيب بن سليم بن مجاهد يقول: توفي أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم ليلة السبت ليلة الفطر سنة ست و خمسين و مائتين (3).

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنبأنا أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني أبو سعد أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الماليني - قراءة عليه-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف.

ص: 98


1- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 34/2 و تهذيب الكمال 107/16.
3- تهذيب الكمال 107/16 و سير أعلام النبلاء 468/12 و تاريخ بغداد 34/2.
4- تاريخ بغداد 6/2 و سير أعلام النبلاء 468/12 و تهذيب الكمال 88/16.

قالا: أنبأنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الحافظ قال: سمعت الحسن بن الحسين البزّاز ببخارى يقول: توفي محمّد بن إسماعيل ليلة السبت عند صلاة العشاء ليلة الفطر، و دفن يوم الفطر بعد صلاة الظهر يوم السبت لغرّة شوال من سنة ست و خمسين و مائتين - زاد حمزة:

عاش اثنتين و ستين سنة إلاّ ثلاثة عشر يوما.

6099 - محمّد بن إسماعيل بن إسحاق بن بحر

أبو عبد اللّه الفارسي الفقيه الشّافعي (1)

سمع بدمشق و غيرها: أبا عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن محمّد البسري (2)،و أبا زرعة الدمشقي، و وريزة بن محمّد، و أبا العبّاس محمّد بن داود بن سليمان البغدادي، و أبا العباس الوليد بن مروان الحمصي، و أبا محمّد عبد الرّحمن بن عبد الحميد بن فضالة الدمشقي، و أبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن سهم، و هلال بن (3) العلاء الرقّي، و إسحاق بن إبراهيم بصنعاء، و أبا الفضل صالح بن محمّد الرازي، و محمّد بن إبراهيم القيسراني، و يحيى بن أبي طالب، و أبا الأصبغ سهل بن سوادة الغافقي (4)،و محمّد بن فيروز البغدادي بتنّيس، و عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم، و بكر بن سهل، و عثمان بن خرّزاذ، و محمّد بن مشكان المصّيصي.

روى عنه: أبو الحسن الدارقطني، و أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلاّل، و أبو عمر بن مهدي، و أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير الكتّاني المقرئ، و القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم الأسدي الأكفاني.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه السلمي، أنبأنا أبو الحسين (5) محمّد بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن محمّد الورّاق الشّروطي، حدّثنا أبو الحسن الدارقطني، حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن إسحاق الفارسي، حدّثنا أبو هشام وريزة (6) بن محمّد بن وريزة (7)الحمصي - بدمشق - حدّثنا محمّد بن هاشم بن منصور الكندي، حدّثني أبي عن عمرو بن قيس و هو السّكوني، عن عمر بن عبد العزيز، عن أمّه، عن أبيها، عن عمر بن الخطّاب أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«نعم الإدام الخلّ »[10941].

ص: 99


1- ترجمته في تاريخ بغداد 50/2.
2- في «ز»: الفسوي، تصحيف.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: هلال بن أبي العلاء الرقي.
4- في «ز»: الفائقي.
5- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الحسن.
6- في «ز»: «وزيره» تصحيف.
7- في «ز»: «وزيره» تصحيف.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (1)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب قال (2):قرأت في كتاب أبي القاسم ابن الثلاّج بخطه قال أبو عبد اللّه الفارسي: ولدت في سنة ثمان - أو تسع - و أربعين و مائتين.

قالوا: و قال لنا الخطيب (3):محمّد بن إسماعيل بن إسحاق بن بحر أبو عبد اللّه الفارسي، كان يتفقّه على مذهب الشّافعي، و حدّث عن أبي زرعة الدمشقي، و عبد اللّه بن محمّد بن أبي مريم المصري، و عثمان بن خرّزاد الأنطاكي، و بكر بن سهل الدمياطي، و إسحاق بن إبراهيم الدّبري (4)،و جماعة من هذه الطبقة، روى عنه أبو الحسن الدارقطني فأكثر، و أبو الحسين بن حمّة (5) الخلاّل، و حدّثنا عنه أبو عمر بن مهدي و هو آخر من حدّث عنه، و كان ثقة، ثبتا، فاضلا.

قال الخطيب: و حدّثني عبيد اللّه بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمّد بن جعفر ح قال الخطيب: و أنبأنا السمسار، أنبأنا الصفّار، حدّثنا ابن قانع أن الفارسي مات في سنة خمس و ثلاثين و ثلاثمائة، قال غير الصفّار عن ابن قانع: في شوّال.

6100 - محمّد بن إسماعيل بن زياد

أبو عبد اللّه - و يقال: أبو بكر - البغدادي الدّولابي (6)

سمع أبا مسهر بدمشق، و أبا اليمان (7) بحمص، و أبا النّضر هاشم بن القاسم، و أبا سلمة منصور بن سلمة الخزاعي.

روى عنه: محمّد بن مخلد، و أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي، و أبو بكر محمّد بن عبد الملك التاريخي، و أبو عمرو بن السمّاك.

ص: 100


1- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 50/2.
3- تاريخ بغداد 50/2.
4- بدون إعجام بالأصل، و في «ز»: «الدبراني» و في تاريخ بغداد:«الديري» تصحيف، و المثبت عن د. و هذه النسبة ضبطت بفتح الدال و الباء نسبة إلى دبر، قرية من قرى صنعاء اليمن (راجع الأنساب و معجم البلدان).
5- كذا بالأصل و «ز»، و د، و في تاريخ بغداد:«حمد» و كتب مصححها بالهامش «كذا بالأصل، و بالمخطوطة: حتمة» و هو تصحيف. و الصواب ما أثبت. و قد مرّ صوابا في أول الترجمة.
6- ترجمته في تاريخ بغداد 38/2.
7- بالأصل:«اليمن» تصحيف، و التصويب عن «ز»، و د.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: حدّثنا[-و] (1) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب الحافظ (2)،أخبرني علي بن أحمد الرزاز. ح و أخبرنا محمّد ابن طاوس، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، حدّثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن داود الرزاز، حدّثنا عثمان بن أحمد الدقّاق، حدّثنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل - زاد الخطيب: ابن زياد - و قالا: الدّولابي البزّاز، حدّثنا أبو مسهر، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس، عن قزعة (3)،عن أبي سعيد الخدري.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان إذا قال:«سمع اللّه لمن حمده» قال:«ربنا و لك الحمد ملء السموات الأرض، و ملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء و المجد، أحق ما قال العبد، كلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت، و لا معطي لما منعت، و لا ينفع ذا الجد منك الجدّ»[10942].

أخبرنا أبو القاسم، و أبو الحسن، و أبو منصور قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):

محمّد بن إسماعيل بن زياد أبو عبد اللّه، و قيل: أبو بكر الدّولابي، سمع منصور بن سلمة الخزاعي، و أبا النّضر هاشم بن القاسم، و أبا مسهر الدمشقي، و أبا اليمان الحمصي، روى عنه محمّد بن مخلد، و أبو الحسين بن المنادي، و كنّاه أبا عبد اللّه، و حدّث عنه أبو بكر محمّد بن عبد الملك التاريخي، و أبو عمرو بن السمّاك، و كنّاه أبا بكر، و كان ثقة، و لم يذكر أبو القاسم، و أبو الحسن رواية التاريخي عنه قالوا: و قال لنا الخطيب: أخبرنا محمّد بن عبد الواحد، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال: قرئ على أبي الحسين بن المنادي و أنا أسمع قال:

سنة أربع و سبعين و مائتين، أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل الدّولابي بالجانب الغربي في هذه السنة - يعني - توفي.

6101 - محمّد بن إسماعيل بن عامر الدّمشقي

حدّث عن أيوب بن حسّان الواسطي صاحب مناكير.

ذكره أبو الفضل المقدسي و لم يزد على ذلك، و حكاه عن أبي عبد اللّه بن مندة.

ص: 101


1- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 38/2.
3- بالأصل:«قرعة» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز»، و هو قزعة بن يحيى، أبو الغادية البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 276/15 ط . دار الفكر - بيروت.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 38/2.
6102 - محمّد بن إسماعيل بن عبد اللّه بن أبي البختري وهب

ابن وهب القرشي الأسدي الصيداوي

حدّث عن أبيه.

روى عنه أبو الحسن محمّد بن الفتح الصيداوي، و ستأتي روايته عنه في ترجمة محمّد ابن الفتح.

6103 - محمّد بن إسماعيل بن علي أبو عبد اللّه الأيلي

سمع محمّد بن أحمد بن مطر بن العلاء بدمشق، و إسحاق بن إبراهيم الدّبري.

روى عنه: عمر (1) بن محمّد بن جعفر المعدّل، و أبو إسحاق بن خرشيد قوله، و هو محمّد بن علي بن إسماعيل، قلب نسبه و سيأتي بعد.

أخبرنا أبو الوفاء (2) عمر بن الفضل بن أحمد، أنبأنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، أنبأنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل الأيلي (3) ببغداد يوم الجمعة لسبع خلون من جمادى الآخرة سنة ست و عشرين و ثلاثمائة، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد الصّنعاني بصنعاء، حدّثنا عبد الرزّاق، أنبأنا معمر، عن قتادة، عن أنس أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«حسبك من نساء العالمين أربع: مريم ابنة عمران، و خديجة ابنة خويلد، و فاطمة ابنة محمّد صلّى اللّه عليه و سلم، و آسية امرأة فرعون»[10943].

6103 م - محمّد بن إسماعيل بن القاسم بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل

ابن إبراهيم ابن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب

أبو عبد اللّه العلوي الحسني المدني (4) الرّسّي (5)

سكن مصر، و حدّث عن أبيه.

ص: 102


1- كتبت «عمر» فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الورقاء.
3- في «ز»: «الابلي».
4- في د، و «ز»: المديني.
5- بفتح الراء و في آخرها السين المشددة المهملة، قال السمعاني: هذه النسبة لبطن من السادة العلوية. و صحفت في «ز»، إلى: الزينبي. ترجمته في الوافي بالوفيات 211/2.

روى عنه: محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن شعيب بن أبي عرابة.

و حكى عنه أبو جعفر أحمد بن يوسف بن إبراهيم الكاتب.

و قدم دمشق في صحبة أبي الجيش خمارويه بن أحمد.

بلغني عن أبي جعفر أحمد بن إبراهيم بن يوسف قال: كان محمّد بن أبي السّاج قد هادن خمارويه بن أحمد بن طولون و حلف بالمحرجات أنه لا يشاقّه، و لا يجهّز إليه جيشا أبدا و خلف عنده ابنه المعروف بديواداد رهينة، فسكن خمارويه إلى هذا، ثم تواترت الأخبار بتجييشه عليه و ما آثره من المسير إليه، فدعا ابنه و قال: قد نقض أبوك ما بيني و بينه، فقال: يا سيّدي ما أعرف لي أبا غيرك، فرقّ له و أجاره، و أقرّ أنزاله و جراياته ثم توجه إلى ابن أبي السّاج فالتقيا بثنية العقاب من أرض دمشق، فحدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن القاسم بن إبراهيم طباطبا و كان معه قال: لما تراءى الجيشان أمر بإلقاء حصير الصلاة، فألقيت و نزلت معه، فصلّى ركعتين فلمّا استتمها أدخل يده في خفّه، فأخرج منه خط ابن أبي السّاج الذي حلف فيه بوكيد الأيمان أنه لا يحاربه، فقال: اللّهمّ إنّي رضيت بما أعطانيه من الأيمان بك، و وثقت بكفايتك إيّاي غدره بحلفه، و اجترأ على الحنث بما أكده لي اغترارا بحلمك عنه، فأدلني عليه، فرأيت ميمنة خمارويه قد انهزمت و تبعتها ميسرته، فحمل في شرذمة يسيرة على جيش ابن أبي السّاج و هو في غاية من الوفور، فانهزموا بأسرهم، فوقف على نشز و أطفت و من حضره به، فاستأمنت إلينا عدة كبيرة، فقلت له: أيها الأمير إنّ مقامنا مع هذه الجماعة خطر، فأمرني بالمسير بهم إلى مستقر سواء (1) فسرت معهم و أنا على رقبة (2) مطمع فيه، أو كيد له، فبلغوا نهرا احتاجوا إلى عبوره، فرأيتهم قد خلعوا الخفاف، و حطوا الرحال، و سلكوا سلوك المطمئنين، فآنست إليهم.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأنا عمّي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: محمّد بن إسماعيل بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، يكنى أبا عبد اللّه، مديني، كان يسكن الرّسّ (3) قرية نحو المدينة، قدم مصر قديما،

ص: 103


1- بالأصل، و د، و «ز»: «سواده» و المثبت عن المختصر.
2- الرقبة: التحفظ و الفرق.
3- الرس: بفتح أوله و التشديد (راجع معجم البلدان 43/3-44).

روى عن أبيه عن جده حديثا في فضل حضور موائد آل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، حدّثني بالحديث عنه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن شعيب بن أبي عرابة، و كان كريما سخيا، و كانت له بمصر منزلة عند السلطان و العامة، توفي بمصر يوم الأحد لستّ خلون من شعبان سنة خمس عشر و ثلاثمائة (1).

قرأت على أبي محمّد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا (2) قال: أما الرّسّي بالراء و السين المهملة فهو: محمّد بن إسماعيل الرسي العلوي مصري.

[قال ابن عساكر:] (3) كذا قال: و هو مدني سكن مصر.

6104 - محمّد بن إسماعيل بن القاسم بن الحسن

أبو عبد اللّه الحدّاد البانياسي

حدّث عن أبي علي محمّد بن الحسين بن أحمد بن بكر الطّبراني البانياسي.

روى عنه: سهل بن بشر، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن إبراهيم الصّوري الحصري.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد السّوسي، أنبأنا أبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن القاسم بن الحسن الحدّاد - ببانياس، من أصل كتاب أبي (4) أحمد بن بكر - حدّثنا أبو علي محمّد بن الحسين بن أحمد بن بكر الطبراني، حدّثنا عمى (5) أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن بكر بن محمّد الطبراني، حدّثنا محمّد بن إسحاق بن عبّاد التمّار - بالبصرة - حدّثنا أبو خالد عبد العزيز بن معاوية القرشي، حدّثنا أزهر بن سعد السمّان، حدّثنا ابن عون، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لا يزال العبد في الصلاة ما دام ينتظر الصلاة، تقول الملائكة:

اللّهم اغفر له، اللّهمّ ارحمه»[10944].

أخبرناه عاليا (6) أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المصري، و أبو رشيد علي بن

ص: 104


1- الوافي بالوفيات 211/2.
2- الاكمال لابن ماكولا 205/4.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- كتبت «أبي» فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
5- بالأصل: عيسى، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز».
6- «عاليا» مكررة بالأصل، و د، و المثبت عن «ز».

عثمان بن محمّد بن الهيصم الواعظان، و أبو الحسن علي بن أبي طالب أحمد (1) بن محمّد بن عوانة القايني (2)،و أبو صالح ذكوان بن سيّار بن محمّد الدهّان - بهراة - قالوا: أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أبي مسعود الفارسي، أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح الأنصاري، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا عبد العزيز بن معاوية القرشي، حدّثنا أزهر بن سعد، حدّثنا ابن عون، عن (3) محمّد، عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«لا يزال العبد في صلاة ما دام ينتظر الصلاة، تقول الملائكة: اللّهمّ اغفر له، اللّهمّ ارحمه»[10945].

6105 - محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن يحيى بن يزيد بن دينار

أبو حصين (4) التّميمي

والد أبي الدّحداح.

روى عن أبيه، و المسيّب بن واضح، و إسماعيل بن عبد اللّه السكري - قاضي دمشق - و محمّد بن عبد اللّه الخراساني الزاهد، و هشام بن خالد، و صفوان بن صالح، و هشام بن عمّار، و حميد بن زنجويه، و محمود بن خالد، و أبي الفتح مظفّر بن مرجّى، و أحمد بن عاصم الأنطاكي.

روى عنه: ابنه أبو الدّحداح أحمد بن محمّد، و أبو عبد اللّه بن مروان، و أبو علي عبد السّلام بن أحمد القزّاز، و أبو علي بن شعيب، و أبو القاسم الطّبراني.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن الدمشقي، حدّثنا أبو حصين محمّد بن إسماعيل بن محمّد التّميمي، حدّثنا أبي، حدّثنا هشيم، حدّثني يحيى بن سعيد الأنصاري، و عبد العزيز بن صهيب، و حميد الطويل كلّهم يذكره عن أنس بن مالك أنهم سمعوه يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يلبّي بهما جميعا:«لبّيك عمرة و حجّا، لبّيك عمرة و حجّا»[10946].

أخبرناه أبو علي الحدّاد و غيره، قالوا: أنبأنا أبو بكر بن ريذة.

ص: 105


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: «بن أحمد» خطأ، قارن مع مشيخة ابن عساكر 139/أ.
2- بالأصل و د: القاني، و في «ز»: «الفايى» و فوقها ضبة، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر.
3- من قوله: الأنصاري إلى هنا سقط من «ز».
4- حصين: ضبطت بفتح الحاء و كسر الصاد عن الاكمال لابن ماكولا.

ح ثم أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الفرج محمّد بن عبد اللّه بن شهريار.

قالا: أنبأنا سليمان بن أحمد الطّبراني، حدّثنا أبو حصين محمّد بن إسماعيل بن محمّد الدمشقي، حدّثنا أبي، حدّثنا هشيم، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، و عبد العزيز بن صهيب، و حميد الطويل كلهم عن أنس بن مالك أنهم سمعوه يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يلبّي بهما جميعا:«لبّيك بعمرة و حجّة»[10947].

قال سليمان: لم يروه عن يحيى إلاّ هشيم، و أبو يوسف القاضي، تفرّد به إسماعيل بن محمّد، عن هشيم، و تفرّد به بشر بن الوليد عن أبي يوسف.

قال الخطيب: و ليس يثبت عن هشيم عن يحيى بن سعيد، و المحفوظ الصحيح عن هشيم عن يحيى بن أبي إسحاق عن أنس.

أخبرنا أبو محمّد الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ، حدّثنا أبو الدّحداح، حدّثنا أبي محمّد بن إسماعيل بن يحيى، حدّثني أبي إسماعيل بن محمّد، عن أبيه محمّد بن يحيى بن يزيد، حدّثنا الأعمش عن زيد بن وهب، عن عبد اللّه بن مسعود قال: حدّثنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هو الصادق المصدوق:«إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمّه أربعين ليلة»، فذكر الحديث.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر الخطيب (1) قال أبو حصين محمّد ابن إسماعيل بن محمّد الدمشقي حدّث عن أبيه، روى عنه أبو القاسم الطبراني.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا قال (2):

أما حصين بفتح الحاء و كسر الصاد: أبو حصين محمّد بن إسماعيل بن محمّد الدمشقي، حدّث عن أبيه، روى عنه سليمان بن أحمد الطبراني.

ذكر أبو الفضل المقدسي حكاية عن أبي عبد اللّه بن مندة أنه توفي في شهر رمضان في سنة تسعين و مائتين.

ص: 106


1- بالأصل: الخصيب، و المثبت عن د، و «ز».
2- الاكمال لابن ماكولا 480/2 و 481.
6106 - محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن سلاّم أبو بكر الخشني مولاهم

6106 - محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن سلاّم أبو بكر الخشني (1) مولاهم

المعروف بابن البصّال المعدّل

أصلهم (2) من خراسان، و كان خليفة القاضي أبي محمّد بن زبر على قضاء دمشق.

حدّث عن أبيه، و أبي الوليد محمّد بن أحمد بن الوليد بن ذي شجب، و أبي أميّة محمّد ابن إبراهيم بن مسلم الطّرسوسي (3)،و محمّد بن هشام بن ملاّس، و أبي زرعة الدمشقي، و شعيب بن عمرو الضّبعي، و بكّار بن قتيبة، و العبّاس بن (4) الوليد بن مزيد، و يزيد بن محمّد ابن عبد الصّمد، و أبي جعفر محمّد بن سليمان المنقري البصري، و أحمد بن الفرج الحجازي، و صالح بن أحمد بن حنبل، و شعيب بن شعيب بن إسحاق.

كتب عنه أبو الحسين الرازي، و أبو هاشم المؤدّب، و عبد الوهّاب الكلابي، و محمّد و أحمد ابنا موسى بن السمسار، و ابنه أبو الحسين علي بن محمّد، و أبو بكر محمّد بن مسلم ابن السّمط .

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن محمّد بن سليم، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن يوسف بن مردة، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن سلاّم - يعرف بابن البصّال - حدّثنا أبو الوليد محمّد بن أحمد بن الوليد بن ذي شجب، حدّثنا حسين بن داود، حدّثنا أبو معشر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لو عدلت الدنيا عند اللّه جناح بعوضة من خير ما سقى كافرا منها شربة» (5)[10948].

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا تمام بن محمّد - إجازة - أنبأنا أبو عبد اللّه بن مروان قال: و ولي عبد اللّه بن أحمد بن زبر - يعني - قضاء دمشق في جمادى الأولى سنة عشر و ثلاثمائة، و ورد كتابه باستخلاف يحيى بن عمرو بن نوح بن حويّ (6)،و محمّد بن إسماعيل بن سلاّم، ثم قدم في مستهل شعبان - يعني - من السنة.

قرأت بخط أبي الحسن نجاء بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في

ص: 107


1- الخشني أوله خاء معجمة مضمومة بعدها شين معجمة مفتوحة ثم نون (الاكمال، و انظر الأنساب).
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: أصله.
3- تقدمت ترجمته قريبا في كتابنا.
4- من هنا إلى قوله: الحجازي، سقط من «ز».
5- كذا بالأصل و د، و في «ز»: شربة ماء.
6- حوي: ضبطت بحاء مهملة مضمومة و آخره ياء مشددة عن الاكمال 574/2.

تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية: أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن سلام الخشني، و يعرف بابن البصّال، شيخ جليل، معدّل، و كان أبوه أيضا محدّثا، مات في سنة ثلاث و عشرين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد بن أحمد، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة ثلاث و عشرين و ثلاثمائة، و أبو بكر البصّال محمّد بن إسماعيل ابن سلاّم - يعني - مات.

6107 - محمّد بن إسماعيل بن محمّد أبو عبد اللّه البخاري

طوّف و سمع بخراسان و بغداد، و الشام، و سمع من خلق كثير.

و قدم دمشق لزيارة القدس و سماع الحديث، و سمع بها من أبي القاسم النّسيب و غيره، و حدّث بها عن أبي بكر أحمد بن علي بن الحسين الطريثيثي (1)،و أبي عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد بن الفسوي، و أبي القاسم علي بن أحمد بن بيان، و أبي طاهر محمّد بن أحمد ابن محمّد بن قيداس (2) البغداديين و غيرهم.

حدّثنا عنه أبو الحسين القيسي، حدّثني أبو الحسين أحمد بن عبد الباقي - بلفظه - حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن محمّد البخاري، قدم علينا دمشق زائرا في رمضان من سنة سبع و تسعين و أربعمائة، أنبأنا الشيخ الزاهر أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين الصوفي، أنبأنا أبو الحسين (3) محمّد بن الحسين (4) بن محمّد بن الفضل بن يعقوب القطّان قال: قرئ على أبي علي إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الصفّار حدّثكم الحسن بن عرفة، حدّثنا المبارك بن سعيد أخو سفيان عن موسى الجهني عن مصعب بن سعد، عن سعد بن أبي وقّاص قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أ يمنع أحدكم أن يكبّر في دبر كلّ صلاة عشرا، و يسبّح عشرا، و يحمد عشرا، فذلك في خمس صلوات خمسون و مائة باللسان، و ألف و خمسمائة في الميزان، و إذا أوى إلى فراشه كبّر أربعا و ثلاثين، و حمد ثلاثا و ثلاثين، و سبّح ثلاثا و ثلاثين، فتلك مائة باللسان و ألف في الميزان» قال: ثم قال:«و أيّكم يعمل في يوم و ليلة ألفين و خمسمائة سيئة»؟! [10949].

ص: 108


1- في «ز»: الطراثيثي، تصحيف، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 160/19.
2- في «ز»: «فيدس» و في د:«فقداس».
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الحسن، تصحيف راجع الحاشية التالية.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الحسن، تصحيف ترجمته في سير أعلام النبلاء 331/17.

أخبرناه عاليا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان في كتابه، و أخبرنا خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى بن علي القرشي، و أبو سليمان داود بن محمّد الإربلي (1) عنه، و أخبرناه (2)، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن محمّد (3) بن محمّد، أنبأنا إسماعيل الصفّار فذكره.

حدّثني أبو الحسين القيسي، حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن محمّد البخاري، أنبأنا الشيخ أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن قيداس الخبّاز بقراءتي عليه غير مرة، حدّثنا الشيخ الحافظ أبو القاسم هبة اللّه بن الحسن بن منصور الطبري (4) الفقيه المعروف بابن اللاّلكائي، أنبأنا زيد بن رفاعة، أخبرني محمّد بن الحسن بن دريد، عن أبي حاتم قال: بلغ الأصمعي عن رجل ما يكره قال: فأنشد:

و أغضي عن العوراء حتى يقال لي *** باذني وقر عندها حين أطرق

و عندي جواب حاضر لو أردته *** من الصّاب (5) في فيه أمر و أعلق

حياء و إكراما لعرضي أصونه *** و لا خير في عرض يزال يمزق

أ أعطيه عرضا لا يذم مهذبا *** و آخذ مذموما به اللوم ملصق

[قال ابن عساكر:] (6) ذكر لي عن هذا البخاري عجائب ببغداد من الفسوق و الكذب، و أنّه غيّر اسمه و كنيته و تسمّى بمحمّد بن إسماعيل تشبيها بالبخاري، و حكى عنه أبو القاسم بن السّمرقندي أنه كتب عليه محضر بأنه كذّاب، و بلغني أنه قيل له: أ لم يقل النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«من كذب علي [متعمّدا؟»] (7) قال: أنا لا أكذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و إنما أكذب على الشيوخ، و هلك ببغداد في البيمارستان و كان قد حدّ في الشراب.

6108 - محمّد بن إسماعيل بن مهران بن عبد اللّه

أبو بكر النيسابوري المعروف بالإسماعيلي (8)

أحد الثقات الرحّالين.

ص: 109


1- بدون إعجام بالأصل و د، و المثبت عن «ز».
2- كذا بالأصل و «ز»، و فوقها في «ز»: ضبة، و ليست اللفظة في د.
3- كذا بالأصل و «ز»، و في د: أبو الحسن محمد بن الحسن بن محمد بن محمد.
4- كذا بالأصل و «ز»، و في د:«الطبراني» تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 419/17.
5- الصاب: شجر مرّ، الواحدة صابة (القاموس المحيط ).
6- زيادة منا للإيضاح.
7- بياض بالأصل، و استدركت اللفظة عن «ز»، و د.
8- ترجمته في تذكرة الحفاظ 682/2 و الأنساب، و ميزان الاعتدال 485/3 و سير أعلام النبلاء 177/14 و لسان الميزان 81/5 و العبر 103/2 و شذرات الذهب 221/2.

حدّث عن أحمد بن أبي الحواري، و هشام بن خالد، و هشام بن عمّار، و محمّد بن الوزير، و دحيم، و هارون بن محمّد بن بكّار بن بلال، و محمّد بن المصفّى، و مسيّب بن واضح، و عمرو بن عثمان، و سعيد بن عمرو، و كثير بن (1) عبيد، و أبي نعيم الحلبي، و عبد الوهّاب بن الضحّاك، و سليمان بن سلمة الخبائري، و إسحاق بن موسى الأنصاري، و أبي حمّة محمّد بن يوسف، و أحمد بن عبد اللّه بن كردي الهاشمي، و إسحاق بن راهوية، و عبد اللّه بن الجرّاح، و عمرو بن زرارة، و عبد اللّه بن عمرو بن ميمون بن الرّمّاح، و يحيى بن طلحة اليربوعي، و عقبة بن مكرم، و أبي كريب، و عبد اللّه بن جعفر البرمكي، و أبي مصعب، و يعقوب بن حميد، و ابن أبي عمر، و عيسى بن زغبة، و محمّد بن رمح، و حرملة، و أبي الطاهر، و أحمد بن سعيد، و هارون بن سعيد، و أبي عمير بن النحّاس و غيرهم.

روى عنه: إبراهيم بن أبي طالب، و أبو العبّاس السّرّاج، و أبو حامد بن الشّرقي، و أبو بكر أحمد بن علي الرازي، و أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب بن الأخرم، و ابنه أبو الحسن أحمد (2) بن محمّد بن إسماعيل، و دعلج بن أحمد السّجستاني، و أبو عمرو بن نجيد، و أبو جعفر محمّد بن صالح بن هانئ، و علي بن عيسى الحيري، و علي بن حمشاذ، و أحمد بن إسحاق الصّيدلاني، و أبو العبّاس محمّد بن أحمد بن حمدان (3) أخو أبي عمرو.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، و أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العبّاس، قالوا: أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور الزاهد، أنبأنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد السّلمي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن مهران الإسماعيلي، حدّثنا علي ابن ميمون العطّار، حدّثنا خالد بن حيّان، حدّثنا سليمان بن عبد اللّه بن الزّبرقان، عن يعلى ابن أوس (4) الأنصاري قال: سمعت معاوية يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«كلّ مسكر على كلّ مؤمن حرام»[10950].

قال: و حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن مهران الإسماعيلي، حدّثنا سوار بن عبد اللّه بن

ص: 110


1- في «ز»: بن أبي عبيد.
2- كذا بالأصل و د، و سير أعلام النبلاء، و في «ز»: محمد بن محمد.
3- راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 193/16.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: أويس.

سوّار العنبري، حدّثنا المعتمر بن سليمان عن أيوب السّختياني، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إذا (1) ولغ الكلب في الإناء، غسل سبع مرّات، أوّلهن - أو أولاهنّ (2)-بالتراب، و إذا ولغ الهرّ غسل مرة»[10951].

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال (3):محمّد بن إسماعيل بن مهران بن عبد اللّه النيسابوري أبو بكر الإسماعيلي أحد أركان الحديث بنيسابور كثرة و رحلة و اشتهارا، و هو مجوّد عن المصريين (4)،كتب بها مع أبي زكريا الأعرج، و كذلك في الشاميين مجود، جمع حديث الزهري و جوّده، و كذلك حديث مالك و يحيى بن سعيد، و عبد اللّه بن دينار، و موسى بن عقبة، و أكثر المدنيين، و هو ثقة و مأمون (5).

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن صالح يقول: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: لم يخرّج لنا حديث مالك كما خرّج الإسماعيلي (6)،فإنه مجوّد في حديث المصريين.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن إسماعيل ابن مهران الإسماعيلي يقول:

مرض أبي في صفر من سنة تسع و ثمانين، و بقي في مرضه ذلك إلى أن توفي في ذي الحجّة من سنة خمس و تسعين و مائتين (7).

و سمعت عبد اللّه بن سعيد الثقة المأمون يتأسف غير مرة على ما فاته من الإسماعيلي و يقول: أدركناه و قد أخذته اللّقوة (8) و بقي فيها إلى آخر عمره.

ص: 111


1- ولغ الكلب في الإناء و في الشراب: شرب ما فيه بأطراف لسانه، أو أدخل لسانه فيه فحركه (القاموس).
2- بالأصل و د: أولهن، و المثبت عن «ز».
3- سير أعلام النبلاء 118/14 و تذكرة الحفاظ 682/2.
4- في تذكرة الحفاظ البصريين.
5- بالأصل:«و مأمون» و المثبت عن د، و «ز».
6- سير أعلام النبلاء 118/14.
7- سير أعلام النبلاء 118/14.
8- اللقوة: داء يكون في الوجه، يعوج منه الشدق (راجع اللسان).
6109 - محمّد بن إسماعيل بن يوسف أبو إسماعيل السّلمي التّرمذي

6109 - محمّد بن إسماعيل بن يوسف أبو إسماعيل السّلمي التّرمذي (1)

سمع بدمشق سليمان بن عبد الرّحمن، و إسحاق بن سعيد بن الأركون، و حمّاد بن مالك الحرستاني، و بغيرها: محمّد بن عبد اللّه الأنصاري القاضي، و أبا النعمان محمّد بن الفضل، و محمّد بن الصّلت، و مسلم بن إبراهيم الأزدي البصريين، و أبا نعيم (2)،و قبيصة بن عقبة، و إسحاق بن محمّد الفروي، و أيوب بن سليمان بن بلال، و عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي المدنيين، و أبا صالح عبد اللّه بن صالح كاتب الليث، و يحيى بن عبد اللّه بن بكير، و سعيد بن أبي مريم المصريين، و عبد اللّه بن الزّبير الحميدي المكي، و الحسن بن سوار البغوي، و عبد اللّه بن مسلمة القعنبي.

روى عنه: أبو داود، و التّرمذي، و النسائي في سننهم، و أحمد بن كامل القاضي، و أبو بكر الخرائطي، و عبد اللّه بن إسحاق البغوي، و جعفر بن محمّد الفريابي، و أبو بكر بن أبي الدنيا، و موسى بن هارون الحمّال، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبو عبد اللّه المحاملي، و محمّد بن مخلد الدّوري، و أبو عمرو بن السمّاك، و أبو بكر النجّاد، و أبو علي إسماعيل بن محمّد الصفّار، و محمّد بن عمرو الرزّاز، و أبو الحسن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، و أبو سهل القطّان، و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الشافعي، و أبو العبّاس السراج.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، أنبأنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل السلمي، حدّثنا الحسن بن سوّار، حدّثنا هشيم.

ح قال: و أنبأنا الشافعي، حدّثنا أبو قبيصة محمّد بن عبد الرّحمن بن عمارة بن القعقاع، حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه، أنبأنا هشيم، عن الزهري، عن علي بن حسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لا يتوارث أهل ملّتين - زاد محمّد بن إسماعيل: المسلم الكافر و لا الكافر المسلم»[10952].

قال: و أنبأنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا أبو إسماعيل التّرمذي، حدّثنا سعيد بن أبي مريم، حدّثنا يحيى بن أيوب، و ابن لهيعة، قالا: أنبأنا ابن الهاد، عن محمّد بن إبراهيم، عن عامر ابن سعد بن أبي وقّاص، عن العبّاس بن عبد المطّلب أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إذا سجد العبد

ص: 112


1- ترجمته في تهذيب الكمال 120/16 و تهذيب التهذيب 42/5 و تاريخ بغداد 42/2 و الجرح و التعديل 190/7 و تذكرة الحفاظ 604/2 و الوافي بالوفيات 212/2 غاية النهاية 102/2 سير أعلام النبلاء 242/13.
2- هو الفضل بن دكين.

سجد معه سبعة آراب (1):الجبهة، و كفّاه، و ركبتاه، و قدماه»[10953].

آخر الجزء الرابع بعد الستمائة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (2)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنبأنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، أنبأنا محمّد بن عمرو بن البختري الرزّاز، حدّثنا محمّد بن إسماعيل السلمي.

ح قال: و أنبأنا أبو سعد (4) محمّد بن موسى بن الفضل الصيرفي بنيسابور و اللفظ له، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصفّار الأصبهاني، حدّثنا محمّد بن إسماعيل التّرمذي، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، عن هشام بن حسّان، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ اللّه وتر، يحب الوتر، فأوتروا يا أهل القرآن»[10954].

قال الصفّار: قال أبو إسماعيل التّرمذي: ذاكرت به بندار فلم يكن عنده فكتبه عنّي.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن محمّد، أنبأنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (5):

محمّد بن إسماعيل بن يوسف السلمي أبو إسماعيل التّرمذي البغدادي، روى عن أيوب بن سليمان بن بلال، سمعت منه بمكة، و تكلّموا فيه.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي في كتابه، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال (6):أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل بن يوسف التّرمذي سكن بغداد، سمع الحسن بن سوّار (7) البغوي، و إسماعيل بن أبي أويس، كنّاه و نسبه لنا الثقفي (8).

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن المالكي، و أبو منصور بن خيرون قالوا: قال

ص: 113


1- آراب واحده إرب: العضو (القاموس).
2- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 43/2-44.
4- كذا بالأصل و «ز»، و د، و في تاريخ بغداد:«أبو سعيد» راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 350/17 و كناه: أبا سعيد.
5- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 190/7-191.
6- رواه الحاكم أبو أحمد في الأسامي و الكنى 233/1 رقم 121.
7- بالأصل:«سيار» تصحيف، و التصويب عن «ز»، و د، و الأسامي و الكنى.
8- هو أبو العباس محمّد بن إسحاق الثقفي، كما في الأسامي و الكنى.

لنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ (1):محمّد بن إسماعيل بن يوسف، أبو إسماعيل السّلمي التّرمذي، سمع محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، و أبا نعيم الفضل بن دكين، و الحسن بن سوار البغوي، و إسحاق بن محمّد الفروي، و قبيصة بن عقبة، و أيّوب بن سليمان بن بلال، و عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي، و عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، و عارم (2) بن الفضل، و أبا صالح كاتب الليث بن سعد، و يحيى بن عبد اللّه بن بكير المصري، و عبد اللّه بن الزّبير الحميدي في أمثالهم من الشيوخ. و كان فهما، متقنا، مشهورا بمذهب السنّة، و سكن بغداد، و حدّث بها. و روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، و موسى بن هارون، و جعفر الفريابي، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و القاضي أبو عبد اللّه المحاملي، و محمّد بن مخلد الدّوري، و إسماعيل بن محمّد الصفّار، و محمّد بن عمرو الرّزّاز، و أبو عمرو بن السمّاك، و أحمد بن سلمان النجّاد، و أبو سهل بن زياد، و أبو بكر الشافعي، و روى عنه أيضا أبو عيسى التّرمذي، و أبو عبد الرّحمن النسائي في صحيحيهما.

قال الخطيب (3):و أنبأنا أبو بكر البرقاني، أنبأنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا الحسن بن رشيق، حدّثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي عن أبيه.

قال الخطيب: ثم حدّثني محمّد بن علي الصّوري: أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه القاضي - بمصر - قال: ناولني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن و كتب لي بخطّه قال: سمعت أبي يقول: محمّد بن إسماعيل التّرمذي، خراساني، ثقة.

قال الخطيب (4):حدّثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي، أنبأنا أبو بكر الخلاّل قال:

و أبو إسماعيل التّرمذي رجل معروف، ثقة، كثير العلم، متفقه.

قال الخطيب: و أنبأنا علي بن محمّد الدقّاق، أنبأنا الحسين بن هارون، عن أبي العبّاس ابن سعيد قال: سمعت عمرو بن إبراهيم يقول: أبو إسماعيل التّرمذي صدوق، مشهور بالطلب (5).

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل و غيره عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه

ص: 114


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 42/2.
2- هو محمد بن الفضل السدوسي، أبو النعمان البصري، عارم، و هو لقبه، ترجمته في سير أعلام النبلاء 265/10.
3- تاريخ بغداد 44/2.
4- المصدر السابق.
5- تاريخ بغداد 44/2 و تهذيب الكمال 121/16.

الحافظ ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال: أبو إسماعيل التّرمذي محمّد بن إسماعيل بن يوسف السّلمي ثقة، صدوق، تكلّم فيه أبو حاتم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (1)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب قال (2):قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي قال: مات أبو إسماعيل التّرمذي في شهر رمضان سنة ثمانين و مائتين، و دفن عند قبر أحمد بن حنبل.

قال: و أنبأنا محمّد بن عبد الواحد، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال: قرئ على ابن المنادي و أنا أسمع قال: و مات أبو إسماعيل التّرمذي بمدينتنا لأيام بقيت من شهر رمضان سنة ثمانين و مائتين.

6110 - محمّد بن إسماعيل أبو بكر المرثدي القاضي

6110 - محمّد بن إسماعيل أبو بكر المرثدي (3) القاضي

ولي قضاء دمشق نيابة عن عبد اللّه بن محمّد (4) بن الخصيب، و كان مدّة ولايته تسعة أشهر حتى مات الخصيبي، و كان محمودا على ما قيل، ثم ولي قضاء صيدا بعد قضاء دمشق، و توفي بصيدا.

ذكر أبو الحسين الميداني فيما وجدته بخطه أنه جلس للحكم يوم الاثنين لستّ خلون من جمادى الأولى سنة سبع و أربعين و ثلاثمائة، و حضره جماعة من الأشراف و الشيوخ، منهم: أبو الحسن الجعفري، و أبو العبّاس بن السكري، قال: و في يوم الأحد لليلتين خلتا من شهر ربيع الآخر سنة ثمان و أربعين وجّه أبو العباس بن السكري خلف جماعة من أهل الأسواق فأحضرهم مجلس المرثدي القاضي و أشهدهم في كتب محاضر فيها مدح المرثدي و ذمّ القاضي أبي طاهر - يعني الذهلي-.

و قرأت بخط الميداني:

و في هذا الشهر - يعني - رجب من سنة تسع و أربعين و ثلاثمائة وافى الخبر إلى دمشق بموت القاضي أبي بكر محمّد بن إسماعيل المرثدي (5) قاضي صيدا بعد قضاء دمشق،

ص: 115


1- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 44/2.
3- في د: المريدي، تصحيف. و المرثدي: بفتح الميم و سكون الراء و فتح الثاء المثلثة و كسر الدال، و هذه النسبة إلى مرثد، اسم جد (الأنساب).
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: عبد اللّه بن محمد بن محمد بن الخصيب.
5- في د هنا: المرندي.

و استخلف موضعه على قضاء صيدا رجل يعرف بابن عيسى (1) فخرج إلى صيدا من قبل أبي عبد اللّه محمّد بن الوليد قاضي دمشق في يوم الثلاثاء لثلاث و عشرين ليلة مضت من رجب.

6111 - محمّد بن إسماعيل أبو بكر الفرغاني

6111 - محمّد بن إسماعيل أبو بكر الفرغاني (2)

أحد مشايخ الصوفيّة، من أستاذي أبي بكر الدقي (3)،و كان من مجتهدي أهل التصوّف في العبادة، و خلو اليد من العلوم.

حكى عن أبي الحارث الفيض بن الخضر الأولاسي.

حكى عنه أبو بكر محمّد بن داود الدقّي، و أبو بكر الهلالي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، حدّثنا نصر بن إبراهيم، أنبأنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه السلمي، أنبأنا أبو الحسن بن جهضم، حدّثنا أبو بكر محمّد بن داود، حدّثني محمّد بن إسماعيل الفرغاني قال: سمعت أبا الحارث الأولاسي يقول: دخلت مسجد طرسوس فرأيت فتيين جلوسا (4) يتكلمان في علم الألفة، و سوء أدب الخلق، و حسن صنيع اللّه تعالى إليهم، و ندمان نفوسهما فيما يجب للّه تعالى عليهما، فقال أحدهما لصاحبه: يا أخي، قد تحدّثنا في العلم فتعال، حتى نعامل اللّه تعالى به، فيكون لعلمنا فائدة و منفعة، فعزما على أن لا يتناولا شيئا مسّته أيدي بني آدم، و لا ما للخليقة فيه صنع، قال أبو الحارث:

فقلت: و أنا معكما، فقالا: إن شئت، فخرجنا من طرسوس، و جئنا إلى جبل لكام (5) فأقمنا، فيه ما شاء اللّه، قال أبو الحارث: أما أنا فضعفت نفسي، و قام العلم بين عينيّ لئن متّ على ما أنت عليه متّ ميتة جاهلية، فتركت صاحبيّ و رجعت إلى طرسوس، و لزمت ما كنت أعرفه من صلاح نفسي، و أقام صاحباي باللّكام سنة فلما كان بعد مدة دخلت المسجد، فإذا أنا بأحد الفتيين جالسا في المسجد فسلّمت عليه، فقال: يا أبا الحارث خنت اللّه تعالى في عهدك،

ص: 116


1- كذا بالأصل، و في «ز»، و د: أبي عيسى.
2- ترجمته في العبر 310/2 و سير أعلام النبلاء 290/15 و النجوم الزاهرة 279/3 و شذرات الذهب 329/2 و الرسالة القشيرية ص 290. و الفرغاني بفتح الفاء و سكون الراء نسبة إلى فرغانة، و هي ولاية وراء الشاش.
3- هو محمد بن داود الدينوري، أبو بكر، المعروف بالدقي، أقام بالشام و عاش أكثر من مائة سنة، توفي بعد سنة 350 (الرسالة القشيرية ص 412).
4- بالأصل و د، و «ز»: جلوس، و فوقها ضبة في «ز».
5- جبل الكلام: هو الجبل المشرف على أنطاكية و طرسوس و تلك الثغور (معجم البلدان).

و لم تف به، أما إنك لو صبرت معنا أعطيت ثلاثة أحوال: فقد أعطينا، فقلت: و ما الثلاثة ؟ قال: طيّ الأرض، و المشي على الماء، و الحجبة إذا أردنا، و احتجب عنّي عقيب كلامه، فقلت: بالذي أوصلك إلى ما قد رأيت إلاّ ظهرت لي حتى أسألك عن مسألة، فظهر لي و قال: سل يا أبا الحارث و أوجز، فقلت: كيف لي بالرجوع إلى هذه الحالة ؟ ترى إن رجعت قبلت ؟ فقال: هيهات يا أبا الحارث بعد الخيانة لا تقبل الأمانة، فكوى قلبي بكيّة لا تخرج من قلبي حتى ألقى اللّه جلّ و عزّ.

كتب إليّ أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر يذكر أن أبا بكر محمّد بن يحيى بن إبراهيم المزكّي أخبرهم حدّثنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: محمّد بن إسماعيل الفرغاني أبو بكر من مشايخ الدقّي و أقرانه، مات سنة إحدى و ثلاثين و ثلاثمائة.

كتب إليّ أبو علي الحدّاد يخبرني عن أبي بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن صالح، أنبأنا أبو منصور المظفّر بن أحمد بن محمّد (1)،أنبأنا أبو الفرج عبد الواحد بن بكر الورثاني (2)قال (3):سمعت محمّد بن داود الدقّي (4) يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن إسماعيل الفرغاني يقول: كنت كثيرا ما أدخل على الدير الذي بجبل طور سيناء، فدخلت إليه فأتاني مطرانهم بأحداث عليهم أثر التعبّد و الاجتهاد، فقال لي: يا أبا بكر هؤلاء قوم يأكلون في ثلاثة أيام أكلة واحدة، فقلت له: حسن، لو كان هذا عليّ ، ثم أتاني بأقوام كأنهم نشروا من القبور، فقال لي:

يا أبا بكر هؤلاء يأكل أحدهم من السبوع إلى السبوع أكلة، فرأيت في كلامهم شبة الصولة على الإسلام، أي فما في الإسلام من يفعل هذا، فقلت لهم: كم صبر مسيحكم هذا؟ قالوا: ثلاثين يوما و كنت جالسا تحت قنطرة في وسط الدير فلم أزل جالسا أربعين يوما لم آكل و لم أشرب (5)،فخرج إليّ مطرانهم فقال: يا هذا، قم اخرج، فقد أفسدت قلوب كلّ [من] (6) في الدير، فقلت: ما أبرح أو أتم ستين يوما، فألحّوا عليّ فخرجت.

ص: 117


1- بالأصل:«بن علي محمد». تصحيف، و المثبت عن «ز»، و د.
2- إعجامها مضطرب بالأصل و د، و «ز»، و تقرأ: الورياني، تصحيف و المثبت و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى ورثان قرية من قرى شيراز، في ظن السمعاني، ذكره و ترجمه السمعاني.
3- الخبر من طريقه في النجوم الزاهرة 279/3-280 و سير أعلام النبلاء 291/15.
4- في النجوم الزاهرة: الرقي، تصحيف.
5- كذا، و هذا بعيد أن يبقى الإنسان مدة أربعين يوما ممتنعا عن الطعام و الشراب.
6- سقطت من الأصل، و أضيفت عن «ز»، و د.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، حدّثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم من لفظه قال: و قال أبو بكر محمّد بن إسماعيل الفرغاني قدمنا مكة و نزلنا في دير قبل دمشق، و نزل معنا قوم من أهل الدنيا و لهم رواء و منظر، و في الدير قائم فيه راهب قال: فرأيناهم و قد قدموا لأهل الدنيا خبزا أبيض، و سمكا، و جبنا، و زيتونا، و خلا و زيتا (1) أو أشياء ظريفة، و نحن قعود من ناحية، علينا خلقان ما يلتفتون إلينا و لا يعبئون بنا، فلما فرغوا من إكرام أولياء أهل الدنيا قال الراهب: قدموا لأولئك شيئا يأكلون، فأحضروا لنا خبزا أسود و أحسبه قال: و ملحا أو عدسا (2) قال محمّد بن إسماعيل فقلت لأولئك: كلوا و لم آكل أنا، و الراهب ينظر إليّ فقال لي: يا مسلم لم لا تأكل ؟ فقلت له: يا راهب أيّما أجلّ عندكم أهل الدنيا أو (3) الزاهدون فيها؟ قال: لا بل الزاهدون فيها، فقلت له: كذبت، فقال: و كيف ؟ فقلت له: أحضر لأهل الدنيا الخبز الأبيض و الأدم (4) الطّيّب، و أحضر للزهّاد الخبز الأسود و الأدم (5) الدون، فتبينت أنّ أهل الدنيا في نفسك أجلّ من الزاهدين في الدنيا، قال: قلت له: ما تقول في عيسى ؟ فقال: ما تقول أنت فيه ؟ قال: فقلت له: بشر يأكل الطعام و يتغوّط ، و يبوّل، و يمشي في الأسواق، فقال لي: ما هو عندي بشر، قال: فقلت له: و أيش دليل ذلك ؟ قال: كان يأكل في كل أربعين يوما، و بشر لا يقدر على هذا، قال: فقلت له: و أنت في كم تأكل ؟ قال: في كلّ عشرة أيّام. قال: فقلت له: ففي هذا الدير من يصبر مثلك ؟ فقال: لا، قال: فقلت له: هذه لقوة يقينك (6) و ضعف يقين غيرك، كذلك عيسى صبر أربعين يوما، و لم تقدر أنت على ذلك لأنه نبي، و لأنه أقوى يقينا منك، ثم قلت له: إن أقمت أنا عندك أربعين [يوما] (7) لم آكل و لم أشرب تؤمن أن عيسى بشر، و أنّ الذي أنت عليه باطل ؟، فقال لي: إن أقمت أربعين يوما لا تأكل و لا تشرب أسلمت، قال محمّد بن إسماعيل: فأقمت حذاءه أربعين يوما، فلمّا كان يوم واحد و أربعين أشرف عليّ بالغداة و قال لي: يا أبا بكر أنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنّ محمّدا

ص: 118


1- بالأصل:«و زيتونا» و المثبت عن «ز»، و د.
2- بالأصل و د:«و ملح أو عدس» تصحيف، و التصويب عن «ز».
3- بالأصل:«و الزاهدون» و المثبت عن «ز»، و د.
4- كذا بالأصل و د: الأدم. و في «ز»: «الإدام» و الأدم محركة: التمر البرني.
5- راجع الحاشية السابقة.
6- الذي بالأصل:«هذه العوه يغنيك» و المثبت عن «ز»، و د.
7- زيادة عن «ز»، و د. للإيضاح.

عبده و رسوله، و أسلم و جئناه بحبال و أنزلناه من الصومعة، و ذهبنا به إلى دمشق و اشتهر بذلك و ضممته إلى قوم يعلّمونه أمر دينه، و قد رويت هذه الحكاية على وجه آخر.

أخبرنا بها أبو الفتح الفقيه، حدّثنا نصر بن إبراهيم الزاهد - لفظا - قال: و قال أحمد بن علي الرّستمي كان أبو بكر الفرغاني من أجلّ الصوفية و كان من رسمه أنه يسيح، و كان معه كوز ضيّق الرأس فيه قميص لطيف رقيق، فإذا اشتهى دخول مدينة، تنظّف و تتطهر، و أخرج ذلك القميص فلبسه. و كان يسافر بمفتاح منقوش، فإذا دخل المدينة أو القرية، عمد إلى مسجد يصلي، فطرح المفتاح بين يديه، فكلّ من يراه، توهّم أنه تاجر قد نزل (1) بعض الخانات فلا يفطن له إلاّ الخلصان من أولياء اللّه عزّ و جلّ فدخل مصر مرة على هذا الزي فعرف بها و اجتمع إليه الصوفيّة، فكان يوما يتكلم عليهم، إذ عرض له خاطر السفر؛ فقام من مجلسه و خرج معه نحو من سبعين رجلا من الصوفية، فمشى في يومه فراسخ، لا يعرّج إلى أحد، فيقطّع (2) من كان خلفه، و بقي منهم قليل، فالتفت إليهم فقال: كأنّي بكم و قد جعتم و عطشتم، فقالوا: نعم، فعدل بهم إلى دير فيه صومعة لراهب، فلما دخلوا، أشرف الراهب على أصحابه فناداهم فقال: أطعموا رهبان المسلمين، فإنّ بهم قلّة صبر على الجوع، فغضب من ذلك غضبا شديدا، و رفع رأسه إليه و قال: أيها الكافر، هل لك إلى خصلة يتبيّن فيها الصابر من الجازع ؟ قال: و ما ذاك ؟ قال: تنزل من صومعتك فتناول من الطعام ما أحببت، ثم تدخل معي بيتا، و نغلق علينا الباب، و يدلّى إلينا من الماء قدر ما يتطهّر به، فأول من يظهر جزعه، و يستغيث من جوعه، و يستفتح الباب، يدخل في دين صاحبه كائنا من كان، على أنّي لم أذق من ثلاث ذواقا. قال الراهب: لك ذلك، فنزل من صومعته فأكل ما أحبّ و شرب، ثم دخل مع أبي بكر بيتا، و غلق الباب عليهما، و الصوفية و الرهبان يرصدونهما لا يسمعون لهما بحسّ (3) أربعين يوما، فلما كان في اليوم الحادي و الأربعين سمعوا خشخشة الباب و قد تعلّق بحدّه (4) ففتحوا الباب فإذا الراهب قد تلف جوعا و عطشا، و إذا هو يستغيث بهم إشارة، فسقوه، و اتخذوا له حريرة (5)،فصبوها في حلقه، و أبو بكر الفرغاني ينظر إليهم، فلما

ص: 119


1- كذا بالأصل و «ز»، و د، و في المختصر:«ترك».
2- في القاموس المحيط : و قطّع الخيل تقطيعا: سبقها.
3- رسمها بالأصل:«بحسن» و المثبت عن «ز»، و د.
4- رسمها بالأصل، و «ز»، و د:«بجديه» و فوقها في «ز»: «ضبة» و المثبت عن المختصر.
5- الحريرة: الحساء من الدقيق و الدسم، و قيل: دقيق يطبخ بلبن أو دسم (تاج العروس بتحقيقنا: حرر).

رجعت إليه نفسه قال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه، ففرح أبو بكر و جعل يتكلم على من في الدير من النصارى، حتى أسلموا عن آخرهم، و قدم بغداد و معه الراهب و من أسلم من أولئك النصارى.

أنبأنا أبو القاسم النّسيب و غيره، عن أبي علي الأهوازي، حدّثنا عبدان بن عمر المنبجي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن داود الدقّي قال (1):ما رأيت كان أحسن من أبي بكر بن إسماعيل الفرغاني ممن يظهر الغنى في الفقر، كان يلبس قميصين أبيضين، و رداء و سراويل و نعلا نظيفا و عمامة، و في يده مفتاح، و ليس له بيت، ينطرح في المساجد، يطوي الخمس و الست، و كان إذا جنّه الليل ينزع تلك الثياب و يلبس ثوبين كانا معه لم يقصر ينام فيهما.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنبأنا الحسين بن إبراهيم بن الحكّاك، أنبأنا الحسين بن علي الشيرازي، أنبأنا أبو الحسن بن جهضم، حدّثني أبو بكر محمّد بن داود قال: ما رأيت في الفقر أحسن من أبي بكر بن إسماعيل الفرغاني، و كان ممن يظهر الغنى في الفقر يلبس قميصين أبيضين، و رداء، و سراويل، و نعلا نظيفا، و عمامة، و في يده مفتاح كبير حسن، و ليس له بيت يأوي فيه، ينطرح في المساجد، و يطوي الخمس و الست دائما.

آخر الجزء الحادي و العشرين بعد الأربع مائة من الأصل (2).

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه الشافعي، حدّثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الفقيه، أخبرني القاضي أبو الحسن علي بن عبيد اللّه (3) الهمداني في كتابه، حدّثنا أبو القاسم بكير بن محمّد المنذري، حدّثنا أبو بكر الدقّي قال: كان أبو بكر الفرغاني يأكل المنبوذ (4) إلى

ص: 120


1- سير أعلام النبلاء 291/15 و طبقات الأولياء ص 303.
2- كتب بعدها في «ز»: (بياض مقدار سطر) ثم: سماعا بقراءتي و عرضا بالأصل على الفقيه العالم مفتي الشام أبي منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي بإجازته في الملحق و نصفه الأول و سماعه نصفه الثاني من عمه المصنف و الفقهاء العلماء أبو الطاهر إبراهيم بن هبة اللّه بن المسلم الحيري الشافعي و ابنه نجم الدين أبو محمّد عبد الرحيم و أبو موسى عيسى بن سليمان بن عبد اللّه الرعيني الرندي و أبو محمّد عبد العزيز بن عثمان بن أبي الطاهر الإربلي، و أبو حامد الحسين بن علي بن بهاء الدين الحافظ أبي محمّد القاسم بن الحافظ أبي القاسم علي، مؤلف هذا الكتاب و عبد الرّحمن بن يونس بن إبراهيم التونسي، و كتب محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي و ذلك في مجلس واحد يوم الاثنين السابع من شهر رمضان سنة ثمان عشرة و ستمائة بمقصورة الصحابة من جامع دمشق حرسها اللّه تعالى و الحمد للّه وحده و صلاته على محمد نبيه و سلامه.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: عبد اللّه.
4- المنبوذ: المطروح، و الذي لا يؤكل من حزال، شاة كانت أو غيرها، و ذلك لأنه ينبذ، و المنبوذ: الملقى.(راجع تاج العروس: بتحقيقنا: نبذ).

أن ضعفت قوّته قال: فقال لنا (1):كنت جالسا يوما بين الظهر و العصر، و الناس يتنفلون و ليس يمكنني الصلاة قائما، فأبكاني ذلك بكاء شديدا أسفا على الصلاة، ثم حملتني عيني فإذا شخصين دخلا عليّ فقال أحدهما لصاحبه: إنّ أبا بكر يبكي على الصّلاة، فقال الآخر لي: يا أبا بكر لم تبكي ؟ فقلت: أسفا على الصلاة قال: لا تبك، فإنّ هذا الأمر ليس على هذا أسّس، فقلت: يرحمك اللّه، فعلى ما ذا أسّس ؟ فقال: على من أين ؟ و لمن ؟ يعني الورع.

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكّي في كتابه، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن يحيى بن إبراهيم بن الحكّاك، أنبأنا الحسين بن علي بن محمّد الشيرازي، أنبأنا علي بن عبد اللّه بن جهضم، حدّثني أبو بكر محمّد بن داود، حدّثني أبو بكر بن إسماعيل الفرغاني قال: كنت آكل من المنبوذ و أتقوّته حتى ضعفت نفسي، فلمّا كان ذات يوم جمعة كنت جالسا في جامع دمشق داخل المقصورة بين الأولى و العصر، و الناس وقوف يصلّون، أسفت على القيام و ما يفوتني منه، فبينا أنا كذلك إذا بالمحراب قد انشقّ و خرج منه شخصان و جلسا بحذائي فقال أحدهما للآخر: أبو بكر نراه يبكي، فقال الآخر: و لم ؟ فقال: على ما يفوته من القيام، فقال الآخر: هذا الأمر لم يوضع على هذا، فقال له صاحبه: فعلى ما ذا وضع ؟ فأصغيت إليهما فقال: وضع هذا الأمر على لمن ؟ و من أين ؟ ثم غابا عنّي، فعلمت أنهما ظهرا لي بعظة.

قال: و أنبأنا ابن جهضم، حدّثني الشيخ الصالح أبو بكر الهلالي، حدّثني أبو بكر بن إسماعيل الفرغاني قال: كنت أدفع إلى شدة الفاقة أياما كثيرة، و ربّما كنت أسقط مغشيا عليّ ، و كنت حينئذ قليل الدراية، و كنت انظر إلى أظفار أصابعي كمدة (2) من الجوع، فقلت ذات يوم في نفسي: لو علّمتني اسمك الأعظم سألتك به إذا حلت بي فاقة متلفة، فأنا يوما بدمشق على باب البريد جالس، رأيت رجلين وقفا على باب المسجد، فوقع في نفسي أنهما ملكان، فوقفا بحذائي، فقال أحدهما للآخر: تريد أعلّمك اسم اللّه الأعظم ؟ فقال الآخر: نعم، فأصغيت إليهما فقال: هو أن تقول: يا اللّه، يا اللّه، فقلت: قد تعلّمت و رجعت كما كنت، فقال أحدهما: ليس كما تقول أنت و لكن بصدق اللجأ. قال الشيخ أبو بكر: صدق اللجأ يكون مثل الغريق في لجّ البحر لم يبق شيء يتعلق به، و لا له ملجأ إلاّ اللّه عزّ و جلّ .

ص: 121


1- في «ز»: أنا.
2- الكمد: بالتحريك تغير اللون و ذهاب صفائه و بقاء أثره (تاج العروس: كمد).

أنبأنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد السّلمي، أنبأنا أبو علي أحمد بن عبد الرّحمن بن أبي نصر، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن زبر، حدّثنا الدّقّي محمّد بن داود الدّينوري قال: سمعت أبا بكر الفرغاني بدمشق يقول:

جاءني مائتا دينار من العراق ميراث، فجعلت أفرّقها على المستورين، فقالت لي زوجتي: تفرق هذه المائتي دينار و تردّنا إلى الفقر، قال: ما أبيع مذهبي بمائتي دينار، قالت:

فاجعل لابنك الصغير عشرين دينارا، فإن عاش كانت له و إلاّ صارت لمن هي له، قال:

فأعطيتها عشرين دينارا وزنها و عددها واحد، قال: فقدم عليّ نفسان من إخواني فاشتغل قلبي بهم، فدفعت من الدنانير إليهم دينارين على أن أردّ عليها إذا وجدت، أو (1) كنت أخذت سرا (2) منها، قال: فرأيت في النوم كأنّي قد خرجت إلى دير مرّان (3) فإذا بقصر دون الجامع عليه بوابين فقلت: لمن هذا القصر؟ فقالوا: هو لك يا أبا بكر، قال: قلت: ما هو لي، من أين هو لي و أنا رجل فقير؟ قال: هو لك بالدينارين اللذين دفعت إلى فلان و فلان، قال:

فانتبهت، فقلت: إن صح منامي فالدنانير ما نقصت [قال: فحللتها فإذا وزنها عشرون، و عددها عشرون، ما نقصت] (4).

سمعت أبا المظفّر بن القشيري يقول: سمعت أبي الأستاذ أبا القاسم يقول: سمعت محمّد بن أحمد بن محمّد الصّوفي يقول: سمعت عبد اللّه بن علي التميمي يقول: حكي عن محمّد بن إسماعيل الفرغاني أنه قال (5):كنّا نسافر منذ عشرين سنة أنا و أبو بكر الزقاق و الكتّاني (6) لا نختلط بأحد و لا نعاشر أحدا، فإذا قدمنا بلدا فإن كان فيه شيخ سلّمنا عليه و جالسناه إلى الليل، ثم نرجع إلى مسجد فيصلي الكتّاني من أوّل الليل إلى آخره، و يختم القرآن و يجلس الزقاق مستقبل (7) القبلة، و كنت أستلقي متفكّرا، ثم نصبح و نصلي صلاة الفجر على وضوء العتمة، فإذا وقع معنا إنسان ينام كنّا نراه أفضلنا.

أنبأنا أبو جعفر المكّي، أنبأنا الحسين بن يحيى، أنبأنا الحسن بن علي بن محمّد،

ص: 122


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: «و كنت» و هو أشبه.
2- في د: سره.
3- دير مرّان: تقدم التعريف به،(راجع معجم البلدان).
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و د.
5- رواه القشيري في الرسالة القشيرية ص 290 (ط . بيروت).
6- في الرسالة القشيرية: و محمد الكتاني.
7- في الرسالة القشيرية: مستقبلا القبلة.

أنبأنا علي بن عبد اللّه بن جهضم، حدّثني أبو القاسم عبد السّلام بن محمّد بن أبي موسى، حدّثني أحمد بن محمّد الزيادي - و قد جرى ذكر جنيد (1) بن محمّد رحمه اللّه - فقال: لم أر في الصّوفيّة أعقل من جنيد (2) بن محمّد القواريري و لا أفقه من النوري أبي الحسين محمّد بن (3)محمّد النوري، و لا أرقّ و لا أشد اجتماعا من ابن عفّان، و لا أحسن إرادة من ابن إسماعيل الفرغاني أبي بكر، و لا أشد فقرا من ابن الخلنجي أبي يعقوب، لعلّي ما رأيت معه قطعة قط ، و لا رأيت أدق علما من أبي عبد الرّحمن الحمّال، رأيت جنيد بن محمّد و جماعة بين يديه جلوس و هو يتكلّم عليهم.

أنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري، عن عبد العزيز بن علي الأزجي (4).

ح و أنبأنا أبو جعفر المكّي، أنبأنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم، أنبأنا الحسين بن علي ابن محمّد (5).

قالا: أنبأنا علي بن عبد اللّه بن جهضم، حدّثني محمّد بن داود قال: سمعت أبا بكر الفرغاني يقول:

رآني ابن زبان و أبو يعقوب الأذرعي آخذ من الصدقة في مسجد الجامع في شهر رمضان فقالا لي: يا أبا بكر في دنيانا ما يقوم بأمرك فلا تأخذ من خبز الصدقة، فإن هذا مشتبه علينا فقلت: ما لي إلى مالكم حاجة، و لا آخذ هذا الخبز لنفسي إنما في جواري امرأة طلبت من خبز الصدقة فلم تعط ، فكتبت اسمي آخذ الخبز و أمضي به إليها.

قال ابن جهضم: حكيت هذه الحكاية لبعض النسّاك فقال: هذا أشد من الذبح.

ص: 123


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: حميد.
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: حميد، تصحيف، و هو الجنيد بن محمّد بن الجنيد النهاوندي البغدادي القواريري الصوفي. ترجمته في سير أعلام النبلاء 66/14.
3- كذا بالأصل، و «ز»، و د، و الذي في سير أعلام النبلاء 70/14 أحمد بن محمد الخراساني البغوي النوري الزاهد. و انظر حلية الأولياء 249/10.
4- كذا بالأصل و «ز»، و في د: عن عبد العزيز بن علي الأزجي بن عدي الحافظ قال سمعت الحسن بن الحسن البزار.
5- كذا بالأصل، و في «ز»: «حمد» و في د: الحسن بن علي بن محمد.
ذكر من اسم أبيه أشعث [من المحمّدين]
اشارة

ذكر من اسم أبيه أشعث [من المحمّدين] (1)

6112 - محمّد بن الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن

ربيعة بن معاوية بن الحارث بن معاوية أبو القاسم الكندي الكوفي (2)

و أمّه أم فروة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر.

حدّث عن عمر بن الخطّاب، و عثمان بن عفّان، و عائشة (3).

روى عنه الشعبي، و مجاهد، و الزهري، و عمر بن قيس الماصر، و سليمان بن يسار.

و وفد على معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (4)،حدّثنا علي بن عاصم، عن حصين بن عبد الرّحمن، عن عمر بن قيس، عن محمّد بن الأشعث، عن عائشة قالت: بينا أنا عند النبي صلّى اللّه عليه و سلم إذ استأذن رجل من اليهود، فأذن له، فقال: السام عليك، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«و عليك» قالت:

فهممت أن أتكلّم، قالت: ثم دخل الثانية فقال مثل ذلك، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«و عليك»، قالت:

ثم دخل الثالثة فقال: السام عليكم (5)،قالت: فقلت: بل السام عليكم و غضب اللّه، إخوان القردة، و الخنازير، أ تحيّون رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بما لم يحيه به اللّه ؟ قالت: فنظر إليّ فقال:«مه، إنّ اللّه لا يحب الفحش و لا التفحّش، قالوا قولا، فرددناه عليهم فلم يضرّنا شيئا، و لزمهم إلى يوم القيامة، إنّهم لا يحسدونا (6) على شيء كما حسدونا (7) على الجمعة (8) التي هدانا اللّه لها و ضلّوا عنها، و على القبلة التي هدانا اللّه لها و ضلّوا عنها، و على قولنا خلف الإمام آمين»[10955].

ص: 124


1- زيادة منا للإيضاح.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 123/16 و تهذيب التهذيب 43/5 و أسد الغابة 304/4 و الإصابة 509/3.
3- زيد في «ز»: رضي اللّه عنهم.
4- رواه أحمد بن حنبل في مسنده 459/9 رقم 25083.
5- كذا بالأصل، و «ز»، و د، و في المسند: السام عليك.
6- كذا بالأصل، و «ز»، و د، و المسند.
7- كذا بالأصل، و «ز»، و د، و في المسند: يحسدونا.
8- في المسند: على يوم الجمعة.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا عبد الوهّاب الميداني، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن الفرغاني، أنبأنا محمّد بن جرير الطبري (1)،حدّثني أحمد بن زهير، عن علي بن محمّد، عن شهاب بن عبيد اللّه، عن يزيد بن سويد قال: أذن معاوية للأحنف و كان يبدأ بإذنه، ثم دخل محمّد بن الأشعث فجلس بين معاوية و الأحنف، فقال معاوية: إنّا لم نأذن له قبلك ليكون دونك و قد فعال (2)،من قد أحس من نفسه ذلا إنّا كما نملك أموركم، نملك إذنكم (3) فأريدوا منا ما نريد منكم، فإنّه أبقى لكم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي (4)،قالا: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنبأنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنبأنا عمر بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (5):

محمّد بن الأشعث بن قيس، أمّه أم فروة بنت أبي قحافة، قتل سنة سبع و ستين مع مصعب أيّام المختار.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أحمد بن الحسن، أنبأنا يوسف بن رباح، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي، حدّثنا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في أهل الكوفة: محمّد بن الأشعث بن قيس الكندي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسن (6) اللّنباني (7)،أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد بن سعد قال في الطبقة الأولى من أهل الكوفة (8):محمّد بن الأشعث بن قيس الكندي، و يكنى أبا القاسم، و أمّه قريبة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر الصّدّيق (9).

ص: 125


1- الخبر رواه الطبري في تاريخه 332/5-333 في حوادث سنة 60.
2- بالأصل، و «ز»، و د:«فقال» تصحيف، و المثبت عن تاريخ الطبري.
3- بالأصل، و د، و «ز»: «أدبكم»، و المثبت عن الطبري.
4- في «ز»: الكيال.
5- طبقات خليفة بن خيّاط ص 246 رقم 1043.
6- في «ز»: الحسين، تصحيف.
7- في الأصل: اللبناني، و في «ز»، و د:«البناني» تصحيف، و الصواب ما أثبت.
8- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
9- زيد بعدها في «ز»: رضي اللّه عنه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد قال: فولد الأشعث:

محمّد بن الأشعث، و إسحاق، و إسماعيل، و حبابة، و قريبة، و أمّهم أم فروة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر الصّديق، فأمّا محمّد بن الأشعث فولد أكثر من ثلاثين ذكرا.

قال: و حدّثنا محمّد بن سعد قال في الطبقة الأولى من أهل المدينة (1):محمّد بن الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عديّ بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرتع (2) بن [معاوية بن] (3) كندي ابن عفير، و أمّه أم فروة بنت أبي قحافة، عثمان بن [عامر بن] (4) عمرو بن كعب بن سعد بن تيم، و قد روى محمّد بن الأشعث عن عمر، و عثمان أنه سألهما عن عمة له يهودية ماتت.

أخبرنا (5) أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا أبو العلاء محمّد بن أحمد، أنبأنا أبو أميّة الأحوص بن المفضّل القاضي، حدّثنا أبي قال:

محمّد بن الأشعث أبو القاسم (6)-قال القاضي: أبو أميّة - قال لي أبو عبد اللّه بن الأبزاري: حدّثني ابن أبي النصر قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أربعة محمّد أبو القاسم: محمّد بن الحنفية، و محمّد بن طلحة، و محمّد بن حاطب، و محمّد بن الأشعث (7).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي (8)،أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالا: أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد، أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، حدّثنا محمّد بن إسماعيل (9) قال: محمّد بن الأشعث ابن قيس أبو القاسم الكندي، عداده في الكوفيين، سمع عائشة، روى عنه الشعبي، و سليمان ابن يسار، و الزهري، و ذكر البخاري له حديثين في التأمين.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك،

ص: 126


1- طبقات ابن سعد الكبرى 65/5.
2- بالأصل و «ز»، و د:«مربع» و المثبت عن ابن سعد.
3- زيادة عن ابن سعد.
4- زيادة عن ابن سعد.
5- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
6- «أبو القاسم» ليستا في «ز».
7- كتب بعدها بالأصل: إلى.
8- في «ز»: ثم حدّثنا أبو القاضي الفرجي.
9- رواه البخاري في التاريخ الكبير 22/1/1.

قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنبأنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي.

قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (1):محمّد بن أشعث بن قيس أبو القاسم الكندي، روى عن عائشة، روى عنه مجاهد، و الشعبي، و الزهري، و عمر بن قيس الماصر، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:

محمّد بن الأشعث بن قيس ذكر فيمن ولد على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو علي الحدّاد قال: قال لنا أبو نعيم محمّد بن أشعث بن قيس الكندي، ذكر فيمن ولد على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و لا يصح ذلك (2).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا محمّد بن محمّد بن الأزهر الجوزجاني، حدّثنا حميد بن حكيم، حدّثنا الزبير بن بكّار (3)،عن محمّد بن الحسن قال: المحمّدون الذين أسماؤهم محمّد و كناهم أبو القاسم:

محمّد بن طلحة، و محمّد بن علي، و محمّد بن الأشعث، و محمّد بن سعد.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (4)،حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي (5).

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنبأنا أبو يعلى، قالا: أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنبأنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو حدّثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عيّاش: محمّد بن الأشعث يكنى أبا القاسم.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنبأنا نعمة اللّه بن محمّد المرثدي، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، أنبأنا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنبأنا سفيان بن محمّد بن سفيان،

ص: 127


1- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 206/7.
2- أسد الغابة 304/4 و الإصابة 509/3.
3- من طريقه روى الخبر في الإصابة 509/3 و أسد الغابة 304/4.
4- بالأصل و «ز»، و د: المحلى، تصحيف.
5- في «ز»: المهندس، تصحيف.

حدّثني الحسن بن (1) سفيان، حدّثنا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: محمّد بن الأشعث أبو القاسم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو القاسم محمّد بن الأشعث بن قيس سمع عائشة، روى عنه الشعبي، و سليمان بن يسار، و مجاهد، و عمر بن قيس.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي بن الصوّاف، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: محمّد بن الأشعث أبو القاسم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي (2)،أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو القاسم محمّد بن أشعث بن قيس عن عائشة، روى عنه الشعبي.

قرأنا على أبي الفضل أيضا على أبي طاهر بن أبي الصّقر، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي قال (3):أبو القاسم محمّد بن الأشعث ابن قيس.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (4)،أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي، أنبأنا أبو أحمد قال:

أبو القاسم محمّد بن الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتّع (5) بن معاوية بن ثور بن عفير بن عدي ابن الحارث بن مرّة بن أدد الكندي، و كندة هم ولد ثور بن عفير، و أمّه قريبة بنت أبي قحافة، و اسم أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب، و هي أخت أبي بكر الصديق، سمع عائشة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلم، روى عنه أبو عمرو عامر بن شراحيل

ص: 128


1- في «ز»: الحسن بن الحسن بن سفيان.
2- في «ز»: الايلي، تصحيف.
3- الكنى و الأسماء للدولابي 84/2.
4- بالأصل و د: الهمداني، بالدال المهملة، تصحيف، و التصويب عن «ز».
5- بالأصل و «ز»: «مربع»، و بدون إعجام في د.

الشعبي، و أبو أيوب سليمان بن يسار الهلالي، و أبو بكر محمّد بن مسلم الزهري، عداده في الكوفيين.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن فهم، حدّثنا محمّد بن سعد (1)،أنبأنا هشيم بن بشير، أنبأنا مغيرة، عن إبراهيم أن محمّد بن الأشعث كان يكنى أبا القاسم، و كان يدخل على عائشة فيكنونه بأبي القاسم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصّقر (2)،أنبأنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل، حدّثنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد، حدّثني محمّد بن يعقوب الفرجي، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الهروي، حدّثنا هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم قال:

كان محمّد بن الحنفية يكنى أبا القاسم، و كان محمّد بن الأشعث يكنى أبا القاسم، و كان يدخل على عائشة فكانت تكنيه به.

[قال ابن عساكر:] (3) في نسخة إبراهيم بن عبد اللّه و هو الصواب.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أحمد بن عبيد بن بيري، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفراني، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حدّثنا أبي، حدّثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم قال:

كان محمّد بن علي يكنى أبا القاسم، و كان محمّد بن الأشعث يكنى بها، و يدخل (4)على عائشة فلا تنكر ذلك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن جعفر بن خشنام الدّينوري، حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدّثنا أبو حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي، حدّثنا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد، عن سليمان بن يسار.

أن محمّد بن الأشعث أخبره أنّ عمة له يهودية أو نصرانية توفيت، و أن محمّد بن

ص: 129


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 65/5.
2- في «ز»: ابن أبي الصف، تصحيف.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- بالأصل: و دخل، و المثبت عن د، و «ز».

الأشعث ذكر ذلك لعمر بن الخطّاب و قال له عثمان بن عفّان: أ تراني نسيت ما قال لك عمر، ثم قال: يرثها أهل دينها (1).

و قد روي عن سليمان من وجه آخر عن محمّد، و ليس فيه سؤال محمّد.

أخبرناه أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأنا أبو سعد محمّد بن الحسين بن عبد اللّه بن أبي علانة (2)،أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا عبد الأعلى بن حمّاد النّرسي، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد، عن سليمان بن يسار، عن محمّد بن الأشعث بن قيس أنّ عمة الأشعث ماتت و هي نصرانية فلم يورثه عمر منها شيئا.

و روي من وجه آخر أنّ الأشعث هو الذي استفتى عمر.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه أيضا، قالا: أنبأنا محمّد بن الحسين الفقيه قال: قرئ على أبي طاهر الذهبي، أنبأنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا عبد الأعلى بن حمّاد، حدّثنا حمّاد عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن مسروق بن الأجدع.

أن الأشعث بن قيس قدم وافدا على عمر بن الخطّاب و قد ماتت عمته المغزلة بنت الحارث و كانت نصرانية، فقال عمر: أ تريد ميراث المغزلة بنت الحارث ؟ قال: نعم، قال عمر: إنّه لا يتوارث أهل ملّتين شيء (3).

[قال ابن عساكر:] (4) و هذا أشبه بالصواب، فإنّ محمّدا يصغر عن ذلك، و إنّما ولد بعد أبي بكر، أو في خلافته، و أبو الأشعث بقي إلى زمان الحسن بن علي، و هو كان الوارث لأنها عمته أو عمة ابنه فهي أخته، و نسبها يدل على أنّها عمته، فحديث مالك وهم، و اللّه أعلم (5).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن جعفر الأدمي القارئ، حدّثنا أبو العيناء، حدّثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني، حدّثنا أبي، عن مجالد، عن الشعبي، عن محمّد بن الأشعث الكندي قال: إنّ لكل شيء دولة حتى أنّ للحمق على العقل دولة.

ص: 130


1- الإصابة 509/3 و تهذيب التهذيب 44/5.
2- في «ز»: علان.
3- كذا بالأصل، و «ز»، و د.
4- زيادة منا للإيضاح.
5- انظر تهذيب التهذيب 44/5.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزبير بن بكّار قال في تسمية ولد علي بن أبي طالب، قال (1):و ولد علي بن أبي طالب فذكر جماعة ثم قال: و عبيد اللّه و أبا بكر ابني علي لا بقية لهما، كان عبيد اللّه بن علي قدم على المختار بن أبي عبيد الثقفي حين غلب المختار على الكوفة، فلم ير عند المختار ما يحبّ ؛ زعموا أن المختار قال: إنّ صاحب أمرنا هذا منكم رجل لا يحيك فيه السلاح،[فإن شئت، جربت فيك السلاح] (2) فإن كنت صاحبنا لم يضرّك السلاح، و بايعناك، فخرج من عنده، فقدم البصرة فجمع جماعة؛ فبعث إليه مصعب بن الزّبير من فرّق جماعته و أعطاه الأمان، فأتاه عبيد اللّه فأكرمه مصعب فلم يزل عبيد اللّه مقيما عنده حتى خرج مصعب بن الزّبير إلى المختار، فقدّم بين يديه محمّد بن الأشعث، و أم محمّد بن الأشعث أم فروة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر الصّدّيق لأبيه، فضمّ عبيد اللّه إليه، فكان مع محمّد في مقدمة مصعب، فبيّته أصحاب المختار، فقتلوا محمّدا، و قتلوا عبيد اللّه تحت الليل، فلما قتل المختار قال مصعب للأحنف ابن قيس: يا أبا بحر، إنه ليتنغّص عليّ هذا الفتح إن لم يكن عبيد اللّه بن علي و محمّد بن الأشعث حيين فيسرّا به، أما إنه قتل عبيد اللّه شيعة أبيه و هم يعرفونه، و أم عبيد اللّه و أبي بكر ابني علي ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلميّ بن جندل بن نهشل بن دارم و لسلميّ بن جندل يقول الشاعر:

يسود أقوام و ليسوا بسادة *** بل السيّد الميمون سلم (3) بن جندل

و كان قتلهما في سنة سبع و ستين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (4):و فيها - يعني - سنة سبع و ستين قدم محمّد بن الأشعث بن قيس، و شبث بن ربعي البصرة يستنصران على المختار، و بعث المختار أحمد بن سميط و معه أبو عمرة كيسان مولى عرينة إلى البصرة، قال: و حدّثنا خليفة، حدّثنا سليمان حرب، حدّثنا غسّان بن نصر، حدّثني سعيد بن يزيد قال: بعث

ص: 131


1- راجع نسب قريش للمصعب الزبيري ص 40 و 43.
2- الزيادة للإيضاح عن نسب قريش.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: سالم.
4- رواه خليفة بن خيّاط في تاريخه.

المختار بأحمر بن شميط و عدد كثير من أهل الكوفة حتى نزلوا المذار (1) فسار مصعب بأهل البصرة و استعمل عمر بن عبيد اللّه على إحدى المجنبتين و المهلّب على الأخرى، فالتقوا، فحمل المهلّب حين حلقت الشمس على القوم، فألجأهم إلى دجلة فرموا بخيولهم في دجلة، و نادوا في السفن و الملاحين في دجلة، فقتلوهم ثم اتّبعوهم حتى دخلوا الكوفة.

قال: و حدّثنا خليفة قال: و قال أبو اليقظان و أبو الحسن: قتل من أصحاب مصعب عبيد اللّه (2) بن علي بن أبي طالب و محمّد بن الأشعث بن قيس.

قال: و حدّثنا خليفة، حدّثنا سليمان بن حرب، عن غسّان بن مضر، عن سعيد بن يزيد قال: دخل أهل البصرة الكوفة فحصروا المختار، فخرج ليلة في رجاله فأدرك محمّد بن الأشعث بن قيس فقتله، و قتل في تلك الليلة رجالا و كان سبب لحوق محمّد [بن الأشعث] (3)بمصعب إلى البصرة، أنّ المختار لما ظهر على الكوفة فأخذ في قتل كلّ من قاتل الحسين و كان محمّد ممن شهد قتله، و ذلك فيما.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا عبد الوهّاب الميداني، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، أنبأنا الفرغاني، أنبأنا الطبري (4) قال: حدّثت عن هشام بن محمّد قال: قال أبو مخنف: و كان محمّد بن الأشعث بن قيس في قرية الأشعث بن قيس إلى جانب القادسية، فبعث المختار إليه حوشبا سادن الكرسي في مائة فقال: انطلق إليه فإنك تجده لاهيا متصيدا (5)،أو قائما متلبدا، أو خائفا متلددا (6)،أو كامنا متعمدا (7)،فإن قدرت عليه فائتني برأسه، فخرج حتى أتى قصره، فأحاط به و خرج منه محمّد بن الأشعث فلحق بمصعب، و أقاموا على القصر و هم يرون أنه فيه ثم إنهم دخلوا فعلموا أنه قد فاتهم،

ص: 132


1- المذار: في ميسان بين واسط و البصرة، بينها و بين البصرة مقدار أربعة أيام (معجم البلدان).
2- كذا بالأصل، و الذي ذكره خليفة في تاريخه أنه قتل في وقعة المذار عمر بن علي بن أبي طالب ص 264، و ذكر خليفة بن خيّاط في تاريخه أن عبيد اللّه بن علي بن أبي طالب قتل مع أخيه الحسين بن علي في كربلاء ص 61 (تاريخ خليفة ص 234).
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و د، و استدرك عن «ز».
4- رواه الطبري في تاريخه 467/3 (ط . بيروت) حوادث سنة 66.
5- بالأصل و د:«متصديا» و المثبت عن «ز»، و تاريخ الطبري.
6- كذا بالأصل، و د، و تاريخ الطبري، و في «ز»: متبلدا.
7- في تاريخ الطبري: متغمدا.

فانصرفوا إلى المختار، فبعث إلى داره فهدمها، و بنى بلبنها و طينها دار حجر بن عدي الكندي، و كان زياد بن سميّة قد هدمها.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال: و خرج المهلّب مع مصعب ابن الزبير إلى الكوفة، و كانت بينهم وقعة قتل فيها محمّد بن الأشعث - يعني - في سنة سبع و ستين.

قرأت (1) على أبي محمّد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها - يعني - سنة سبع و ستين قتل محمّد بن أشعث بن قيس (2).

6113 - محمّد بن أشعث بن يحيى الخزاعي الخراساني

أحد قوّاد بني هاشم.

ولاّه المنصور دمشق بعد صالح بن علي، و كان ممن حضر حصار دمشق في أول سلطان بني هاشم.

قرأت بخط أبي الحسين (3) الرازي حدّثني بكر (4) بن عبد اللّه بن حبيب قال: قال [لي] (5) علي بن حرب:

و في سنة أربعين و مائة وجّه أبو جعفر المنصور محمّد بن الأشعث إلى الشام، و كتب إليه أن يخرج عمال صالح بن علي فنهاه عنهما، و قال أبو الخطّاب الأزدي: لما انصرف محمّد بن الأشعث إلى أمير المؤمنين المنصور بعد حرب (6) جمهور بالريّ و قدم عليه بالحيرة أكرمه و ألطفه و أخبره بنصحه و رأي أمير المؤمنين فيه، و أمره أن يتجهّز و يسير إلى الشام، ثم عقد له و ضم إليه من قوّاده جماعة، و كتب أمير المؤمنين إلى صالح بن علي أن يسلم دمشق إلى محمّد بن الأشعث، فأتاها فأقام فيها مدة، ثم أتاه كتاب أمير المؤمنين يأمره أن يسير إلى الأردن، و أن يخرج عمّال صالح بن علي من الأردن، و البلقاء، و فلسطين، فسار محمّد بن الأشعث من دمشق حتى نزل موضعا يقال له الشاد من الأردن، فأخرج عمّال صالح بن علي

ص: 133


1- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
2- كتب فوقها بالأصل: إلى.
3- في «ز»: الحسن، و في د: الحسين، كالأصل.
4- في «ز»: بكير، و في د: بكر، كالأصل.
5- الزيادة عن «ز»، و د.
6- كذا بالأصل و د، و في «ز»: وقعة.

منها، و أقام محمّد بن الأشعث بالأردن حتى مرّ بهم أمير المؤمنين المنصور سنة إحدى و أربعين و مائة متوجها إلى العراق.

قال: و أخبرني محمّد بن جعفر بن هشام، حدّثنا الحسن بن محمّد بن بكّار، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا الوليد بن مسلم قال: و في ولاية محمّد بن الأشعث الخزاعي على دمشق ولّى القضاء مسافر الخراساني.

أخبرنا (1) أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، أنبأنا أحمد بن عمران الأشناني، أنبأنا موسى بن زكريا التستري، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (2):

و فيها - يعني - سنة ثلاث و أربعين و مائة وجّه محمّد بن الأشعث - و هو على مصر - أبا الأحوص العبدي في ستة آلاف إلى إفريقية، فنزل برقة، فلقي أبا الخطّاب الإباضي قريبا من برقة فهزم أبو الأحوص و رجع إلى برقة، و مضى أبو الخطّاب إلى طرابلس (3)،فلقيه محمّد بن الأشعث بلبدة (4)،فقتل أبو الخطّاب و دخل ابن الأشعث القيروان.

ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن عمر الواقدي أن محمّد بن الأشعث هذا مات بآمد مجتازا سنة تسع و أربعين و مائة أو بعدها.

و ذكر أبو جعفر الطبري أنه مات سنة تسع و أربعين و مائة (5).

6114 - محمّد بن أصبغ أبو بكر المصري

قاضي دمشق خلافة عن القاضي أبي القاسم عبد اللّه بن محمّد قاضي القضاة الملقّب بالعزيز.

ذكر أبو محمّد بن الأكفاني قال: رأيت بخطّ عبد الوهّاب بن جعفر الميداني قدم القاضي أبو بكر محمّد بن الأصبغ المصري إلى دمشق يوم الجمعة لثلاث بقين من ذي الحجّة سنة ثلاث و سبعين و ثلاثمائة، و جلس في غربي الجامع، و حكم بن اثنين، و قام و نزل في دار

ص: 134


1- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
2- رواه خليفة بن خيّاط في تاريخه ص 420 (ت. العمري) حوادث سنة 143.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في تاريخ خليفة: أطرابلس.
4- لبدة: مدينة بين طرابلس و جبل نفوسة (راجع معجم البلدان).
5- راجع تاريخ الطبري ص 28/8 حوادث سنة 149.

الآمدي، و كان القاضي أبو بكر محمّد بن الأصبغ المصري خليفة أبي القاسم عبد اللّه بن محمّد بن رجاء، و كان عبد اللّه بن محمّد قاضي نزار أبي المنصور، الملقّب بالعزيز.

6115 - محمّد بن أفرين بن خريم المرّي الدمشقي

6115 - محمّد بن أفرين (1) بن خريم المرّي الدمشقي

قال عمرو بن دحيم فيما رواه أبو عمرو بن مندة: أنبأنا أبي، أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن مروان قال: قال عمرو: مات بدمشق ليلة السبت لستّ خلون من شوال سنة ست و سبعين و مائتين.

6116 - محمّد بن أميّة بن عبد الملك أبو عبد الرّحمن القرشي الأسيدي

حدّث عن محمود بن خالد، و محمّد بن مصفّى، و عباس بن الوليد بن صبح الخلاّل، و هشام بن خالد الأزرق.

روى عنه ابنا أبي دجانة، و أبو يعلى عبد اللّه بن محمّد بن حمزة بن أبي كريمة، و أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن الفرج بن البرامي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنبأنا أبو زرعة و أبو بكر محمّد و أحمد ابنا عبد اللّه بن أبي دجانة البصري، حدّثنا محمّد بن أميّة بن عبد الملك القرشي أبو عبد الرّحمن، حدّثنا عباس بن الوليد بن صبح، حدّثنا محمّد بن عيسى، حدّثنا زيد بن داود، حدّثني بسر بن عبيد اللّه، عن أبي إدريس، عن أبي الدّرداء قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من أقام الصلاة، و آتى الزكاة، و مات لا يشرك باللّه شيئا كان حقّا على اللّه أن يغفر له، هاجر أو مات في مولده» (2)[قال:] (3) فقلنا:

يا رسول اللّه أ لا نخبر بها الناس فليستبشروا بها، قال:«إنّ في الجنّة مائة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء و الأرض أعدّها اللّه للمجاهدين في سبيل اللّه، و لو لا أن أشقّ على المؤمنين، و لا أجد ما أحملهم عليه، و لا تطيب أنفسهم أن يتخلّفوا بعدي، ما قعدت خلف سرية، و لوددت أنّي أقتل، ثم أحيا، ثم أقتل».

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا تمام بن محمّد،

ص: 135


1- كذا رسمها بالأصل، و في «ز»: «أقمر» و في د: أرقم.
2- فوقها في «ز»، علامة تحويل إلى الهامش، و كتب على هامشها «بلده،».
3- زيادة عن د، و «ز».

أخبرني أبو زرعة، و أبو بكر، ابنا (1) أبي دجانة قالا: حدّثنا محمّد بن أميّة الدمشقي، حدّثنا محمّد بن مصفّى بحديث ذكره.

ذكر من اسم أبيه إياس [من المحمدين]
اشارة

ذكر من اسم أبيه إياس [من المحمدين] (2)

6117 - محمّد بن إياس بن عمرو بن المؤمّل بن حبيب بن تميم بن عبد اللّه

6117 - محمّد بن إياس بن عمرو (3) بن المؤمّل بن حبيب بن تميم (4) بن عبد اللّه

ابن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي المؤمّلي

سكن دمشق، له ذكر.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأنا أبو جعفر المعدّل، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزّبير بن بكّار، حدّثني عمر بن أبي بكر المؤمّلي، حدّثنا زكريا بن عيسى، عن ابن شهاب قال: كانت أم حبيب بنت قيس بن عمرو بن المؤمّل ذات ميسم و جمال، و كانت أمها أرنب بنت عفيف بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، و أمّها النابغة بنت حرملة بن عنزة، و إنّما سمّيت النابغة أنها (5) نبغت فتزوجها محمّد بن عمرو ابن العاص، و عمرو بن العاص خالها أخو أمّها، النابغة يعني عند عمرو بن أبانة (6) بن عبد العزّى بن حرثان من بني عدي بن كعب، ففارقها فخطبها غير واحد، فقالت: لا أنكح إلاّ المحمّدين، فخطبها محمّد بن أبي حذيفة بن عتبة، فتزوجته، فقتل عنها، فخطبها محمّد بن أبي بكر الصّدّيق فتزوجته فقتل عنها، فنكحت محمّد بن جعفر بن أبي طالب فمات عنها، فقدم عليها ابن عمّها محمّد بن إياس بن عمرو بن المؤمّل، و كان بدمشق، فخطبها، فنكحته فخرج بها إلى دمشق، فماتت عنده.

6118 - محمّد بن إياس بن أبي بكر زكريا الخزاعي الدمشقي

أخو عبد اللّه بن إياس، له ذكر.

6119 - محمّد بن إياس

محدّث كان بدمشق في عصر الوليد بن مسلم، و مروان بن محمّد.

ص: 136


1- كذا بالأصل، و في د، و «ز»: «انبانا».
2- زيادة منا للإيضاح.
3- بالأصل:«عمر» و المثبت عن د، و «ز».
4- في «ز»: نجيم.
5- كذا بالأصل و د، و في «ز»: لأنها.
6- في د:«أمامة» و في «ز»: «أبان».

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - قراءة - أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو طاهر الحسن بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.

قال: و أنبأنا أبو علي أحمد (1) بن عبد اللّه بن محمّد - إجازة-.

قالا (2):أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3)،[قال:] حدّثنا أبي، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري قال: قال لي وكيع: يروون (4) عندكم عنه - يعني - عن إسماعيل بن عياش ؟- فقلت:

أما الوليد و مروان فيروون عنه، و أما الهيثم بن خارجة و محمّد بن إياس فكأنهم، قال: و أي شيء الهيثم و ابن إياس ؟ إنما أصحاب البلد الوليد و مروان.

ذكر من اسم أبيه أيّوب [من المحمدين]
اشارة

ذكر من اسم أبيه أيّوب [من المحمدين] (5)

6120 - محمّد بن أيّوب بن إسحاق بن عيسى بن إبراهيم بن يوسف بن تميم بن

بحير أبو بكر الرّافقي (6)

قدم دمشق حاجّا سنة عشرين و ثلاثمائة، و حدّث بها عن أبي العبّاس محمّد بن علي بن سلام الإمام، و أبي جعفر محمّد بن الخضر الرقّي.

روى عنه: عبد الوهّاب الكلابي، و أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن الفرج بن البرامي، و أبو هاشم المؤدّب.

قرأت في سماع إبراهيم بن الخضر الصائغ، حدّثنا عبد الوهّاب بن الحسن، حدّثنا محمّد بن أيّوب بن إسحاق بن عيسى بن إبراهيم بن يوسف بن تميم بن بحير الرّافقي (7)، و يكنى أبا بكر، قدم علينا حاجّا في شوال سنة عشرين و ثلاثمائة، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن علي بن سلام الإمام، حدّثنا عامر بن سيّار، حدّثنا فرات بن السّائب، عن ميمون بن مهران،

ص: 137


1- كذا بالأصل، و في د:«حماد» و في «ز»: أبو علي بن حمد.
2- إلى هنا، في السند اضطراب، و السند الذي يأخذ فيه المصنف عن أبي محمد بن أبي حاتم في الجرح و التعديل معروف.
3- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 192/2 في ترجمة إسماعيل بن عياش الحمصي.
4- في الجرح و التعديل:«يروى» و بهامشه عن إحدى نسخه:«يروون».
5- زيادة منا للإيضاح.
6- في «ز»: «الرافعي» و في د: الرقي.
7- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الرافعي.

عن ابن (1) عمرو أبان، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من فقه الرجل في دينه تعجيل فطره، و تأخير سحوره، و تسحّروا فإنه (2) الغداء المبارك»[10956].

6121 - محمّد بن أيّوب بن حبيب بن يحيى أبو الحسنين ،

6121 - محمّد بن أيّوب بن حبيب بن يحيى أبو الحسنين (3)،

و يقال: أبو عبد اللّه المعروف بالصّموت الرّقّي

نزيل مصر.

سمع بدمشق: أبا الحسن محمّد بن يزيد بن عبد الصّمد، و أحمد بن محمّد بن يحيى ابن حمزة، و صالح بن علي النوفلي بحلب، و محمّد بن سعيد بن واضح المنبجي، و أبا الحسن عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون الميموني، و هلال بن العلاء الرّقّي.

روى عنه: مسلمة بن قاسم بن إبراهيم بن عبد اللّه بن حاتم الأنصاري الأندلسي الزيّات، و أبو بكر بن أبي الحديد، و أبو الحسين بن جميع، و أبو محمّد الحسن بن إسماعيل ابن محمّد الضرّاب، و أبو عبد اللّه بن مندة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: أنبأنا أبو نصر بن طلاّب، أنبأنا أبو الحسين بن جميع، حدّثنا محمّد بن أيّوب بن حبيب أبو الحسن الصّموت - بمصر - حدّثنا هلال بن العلاء، حدّثنا أبي، حدّثنا عمر بن حفص العبدي، حدّثنا حوشب، و مطر الورّاق عن الحسن، عن عمران بن حصين قال: أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بطرف عمامتي من ورائي فقال:«يا عمران، إنّ اللّه يحبّ الإنفاق و يبغض الإقتار، أنفق و أطعم و لا تصرّ صرّا، فيعسر عليك الطلب، و اعلم أنّ اللّه يحبّ النظر النافذ عند الشبهات، و العقل الكامل عند نزول الشهوات، و يحبّ السماحة و لو على تمرات، و يحبّ الشجاعة و لو على قتل حيّة أو عقرب» أو كما قال (4)[10957].

6122 - محمّد بن أيّوب بن الحسن أبو بكر

من أهل داريا.

روى عن الحسن بن علي بن خلف الصّيدلاني، و عبد الرحيم بن صالح الدّاراني.

ص: 138


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: أبي عمرو.
2- بالأصل:«فإن» و المثبت عن د، و «ز».
3- كذا بالأصل و المختصر، و في د، و «ز»: أبو الحسن.
4- ذكر الذهبي أنه مات سنة 341 (راجع سير أعلام النبلاء 441/15).

روى عنه: أبو علي بن مهنّى الدّاراني، و أبو الفتح المظفّر بن أحمد بن برهان المقرئ.

أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، و أبو طاهر محمّد بن الحسين، قالا:

أنبأنا أبو علي الأهوازي، حدّثنا عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر، حدّثنا أبو الفتح المظفّر بن أحمد بن برهان المقرئ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أيّوب الدّاراني، حدّثنا الحسن بن علي بن خلف الصيدلاني، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثني عثمان بن حصن بن عبيدة بن علاّق قال: سمعت عروة بن رويم اللّخمي يقول: حدّثني أنس بن مالك عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إن الملائكة قالوا: ربّنا خلقتنا، و خلقت بني آدم، فجعلتهم يأكلون الطعام، و يشربون الشراب، و يلبسون الثياب، و يأتون النساء، و يركبون الدوابّ ، و ينامون، و يستريحون، و لم تجعل لنا من ذلك شيئا، فاجعل لهم الدنيا و لنا الآخرة، فقال عزّ و جلّ : لا أجعل من خلقته بيدي و نفخت فيه من روحي كمن قلت له: كن فكان»[10958].

6123 - محمّد بن أيّوب بن مشكان أبو عبد اللّه النيسابوري

حدّث بدمشق و ببيت المقدس عن المستحر بن الصلت القزويني، و محمّد بن عمر بن أبي السمح - أظنه نيسابوريا - و أبي عتبة أحمد بن الفرج، و محمّد بن عمران الهمداني.

روى عنه أبو بكر بن فطيس (1)،و ابن أبي دجانة النّصري (2)،و أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد السّلمي، و أحمد بن عمير بن جوصا، و أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علي اليقطيني، و أبو بكر بن المقرئ، و أبو علي إسماعيل بن محمّد بن قيراط .

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنبأنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، حدّثنا أبو بكر بن فطيس، و أبو بكر أحمد بن عبد اللّه النّصري، و عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي قالوا: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن أيّوب بن مشكان النيسابوري، حدّثنا المستحر بن الصّلت بن المستحر - بقزوين - حدّثنا عبد الكريم بن روح البصري، حدّثنا شعبة، عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي، و محمّد بن راشد الخزاعي، عن مكحول، عن زياد بن جارية، عن حبيب بن مسلمة قال: نفّل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم الثلث بادئا و الربع راجعين، أو قال الربع بادئا و الثلث راجعين[10959].

ص: 139


1- الأصل هنا: بطيس، و المثبت عن «ز»، و د.
2- بالأصل: البصري، و المثبت عن «ز»، و د.

قال تمام: هذا طريق غريب من حديث شعبة عن سعيد لم يحدّث به إلاّ ابن مشكان، و حدّث به ابن جوصا عنه.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا الحسن ابن الحسين بن العبّاس النّعالي، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علي اليقطيني، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن أيّوب بن مشكان النيسابوري بطبرية، حدّثنا المستحر بن الصّلت أبو الضحّاك بقزوين فذكر مثله.

أخبرناه عاليا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود، و أبو الفتح منصور بن الحسين، قالا: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد بن أيّوب بن مشكان أبو عبد اللّه النيسابوري ببيت المقدس، حدّثنا أبو الضحّاك المستحر بن الصّلت بن المستحر القزويني العبدي، حدّثنا عبد الكريم بن روح البصري فذكر بإسناده مثله.

قال ابن المقرئ: هذا غريب من حديث شعبة، و اللّه أعلم، ما كتبناه إلاّ عن هذا الشيخ و كان يوثّق.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه (1) قال: أمّا مشكان بالشين المعجمة [و ضم الميم] (2) محمّد بن أيّوب بن مشكان أبو النيسابوري حدّث عن المستحر (3) بن الصّلت القزويني، حدّث عنه أبو جعفر اليقطيني.

6124 - محمّد بن أيّوب بن ميسرة بن حلبس أبو بكر الجبلاني

6124 - محمّد بن أيّوب بن ميسرة بن حلبس (4) أبو بكر الجبلاني (5)

روى عن أبيه.

[روى] (6) عنه الوليد، و أبو مسهر، و هشام بن عمّار، و الهيثم بن خارجة، و محمّد بن المبارك الصوري.

ص: 140


1- الاكمال لابن ماكولا 196/7.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و «ز»، و د، و استدرك للإيضاح عن الاكمال لابن ماكولا.
3- كذا بالأصل و «ز»، و د، و في الاكمال لابن ماكولا: المنسجر.
4- حلبس بفتح الحاء المهملة و سكون اللام و فتح الباء المعجمة بواحدة، كما في الاكمال 498/2.
5- ترجمته في الأنساب (الجيلاني) و التاريخ الكبير 30/1 و الجرح و التعديل 196/7 و لسان الميزان 86/5 و الجبلاني: بضم الجيم و الباء الساكنة المنقوطة بواحدة و لام ألف، هذه النسبة إلى جبلان، بطن من حمير.
6- سقطت من الأصل و أضيفت عن «ز»، و د.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب (1)،أنبأنا أبو منصور (2) النهاوندي، أنبأنا أبو العبّاس النهاوندي، أنبأنا أبو القاسم بن الأشقر، حدّثنا محمّد بن إسماعيل، حدّثنا هشام ابن عمّار، حدّثنا محمّد بن أيّوب بن ميسرة بن حلبس أبو بكر الجبلاني قال: سمعت أبي قال: سمعت بسر بن أبي أرطأة يقول: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«اللّهمّ أحسن عاقبتنا في الأمور كلّها، و أجرني من خزي الدنيا و عذاب الآخرة»[10960].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، حدّثنا هيثم بن خارجة، حدّثنا محمّد بن أيّوب بن ميسرة بن حلبس قال: سمعت أبي يحدّث عن بسر بن أرطأة القرشي قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلم يدعو:«اللّهمّ أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، و أجرني (4) من خزي الدنيا و عذاب الآخرة».

قال عبد اللّه: و سمعته أنا من هيثم.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالا: أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد، أنبأنا أبو بكر الشيرازي، أنبأنا أبو الحسن المقرئ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل (5) قال: محمّد بن أيّوب بن ميسرة بن حلبس الجبلاني الشامي، روى عنه الوليد بن مسلم الدمشقي، حدّثني هشام بن عمّار، حدّثنا محمّد قال: سمعت أبي قال: سمعت بسر بن أبي أرطأة قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«اللّهمّ أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، و أجرنا من خزي الدنيا و عذاب الآخرة».

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب قالا: أنبأنا أبو القاسم العبدي، أنبأنا حمد - إجازة-. ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي بن محمّد، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (6):محمّد بن أيّوب بن ميسرة بن حلبس الدمشقي أبو بكر الجبلاني، روى عن أبيه، روى عنه الوليد بن مسلم، و أبو مسهر، و الهيثم بن خارجة، و هشام بن عمّار سمعت أبي يقول ذلك، سألت أبي عنه فقال: لا بأس به، هو صالح و ليس بمشهور.

ص: 141


1- في «ز»: علي بن محمّد بن علي الخطيب.
2- في «ز»: أبو نصر، تصحيف.
3- رواه أحمد بن حنبل في المسند 196/6 رقم 17645 ط . دار الفكر.
4- في المسند: و أجرنا.
5- رواه البخاري في التاريخ الكبير 30/1/1.
6- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 197/7.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنبأنا علي بن الحسن الربعي، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنبأنا أحمد بن عمير - قراءة-.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: محمّد بن أيّوب - قال عبد الوهّاب: بن ميسرة و قالا:- الجبلاني، دمشقي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو بكر محمّد بن أيّوب بن ميسرة ابن حلبس عن أبيه، روى عنه الوليد بن مسلم، و محمّد بن المبارك، و الهيثم بن خارجة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو بكر محمّد بن أيّوب بن ميسرة بن حلبس الشامي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد قال (1):

أبو بكر محمّد بن أيّوب بن ميسرة بن حلبس، شامي (2)،روى عنه محمّد بن المبارك.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال (3):أبو بكر محمّد بن أيّوب بن ميسرة بن حلبس الجبلاني (4)،سمع أباه، روى عنه أبو العبّاس الوليد بن مسلم، و مروان الطّاطري.

6125 - محمّد بن أيّوب الجسراني

أظنه من أهل جسرين، قرية بالغوطة (5).

حدّث عن الوليد بن مسلم.

روى عنه: أبو العباس بن المعمر.

ص: 142


1- الكنى و الأسماء للدولابي 122/1.
2- اللفظة «شامي» ليست في الكنى و الأسماء.
3- الأسامي و الكنى للحاكم أبي أحمد النيسابوري 147/2 رقم 531.
4- زيد بعدها في الأسامي و الكنى: الشامي.
5- قارن مع معجم البلدان. و فيه: جسرين بكسر الجيم و الراء و سكون السين و الياء و آخره نون.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو عبد اللّه، أنبأنا أبو الحسن محمّد ابن عوف، أنبأنا أبو علي الحسن بن منير التنوخي، حدّثنا أبو العباس أحمد بن عامر بن المعمر، حدّثنا محمّد بن أيّوب الجسراني، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، عن ابن مسعود أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ آخر من يدخل الجنّة رجل يمشي على الصراط ، فيكبو مرة و يمشي مرة، و تمنعه النار مرة، فإذا جاوزها التفت إليها فقال: الحمد للّه الذي نجّاني منك، لقد أعطاني شيئا ما أعطاه أحدا من الأوّلين و الآخرين، فترفع له شجرة فيقول: يا ربّ أدنني منها أستظلّ بظلّها، فيقول اللّه تبارك و تعالى:

يا ابن آدم لعلّي إن أعطيتك تسألني غيرها». و ذكر الحديث[10961].

كذا فيه لم يزد عليه.

6126 - محمّد بن أيّوب

حدّث ببيروت عن محمّد بن يحيى بن كثير الحرّاني.

روى عنه أبو بكر محمّد بن عمر القاضي، و هو محمّد بن عبد اللّه بن عبد السّلام بن أبي أيّوب المعروف بمكحول البيروتي، غلط في نسبه.

كتب إليّ أبو علي الحدّاد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر - إملاء - حدّثني محمّد بن أيّوب ببيروت، حدّثنا محمّد بن يحيى بن كثير، حدّثنا محمّد ابن موسى بن أعين، حدّثنا إبراهيم بن يزيد بن مردانبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبيد اللّه بن جرير، عن أبيه.

ح قال أبو نعيم: و حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن الحسن، حدّثنا محمّد بن يحيى الحرّاني، حدّثنا محمّد بن موسى بن أعين، حدّثنا إبراهيم بن يزيد القرشي الكوفي، عن رقية بن مصقلة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن المنذر بن جرير، عن أبيه قال:

نظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى القمر ليلة البدر فقال:«إنّكم سترون ربّكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس و قبل غروبها فافعلوا»[10962].

اللفظ لإبراهيم بن محمّد.

ص: 143

حرف الباء في أسماء المحمّدين

6127 - محمّد بن بدر بن عبد العزيز أبو بكر المصري

سكن دمشق و حدّث بها، و بمصر عن علي بن عبد العزيز، ثم رجع إلى مصر و ولي القضاء بها، و مات بها.

كتب عنه أبو الحسين الرازي، و أبو سعيد بن يونس المصري.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين (1) الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق أبو بكر محمّد بن بدر بن عبد العزيز المصري، سكن دمشق مدة ثم خرج إلى مصر، و مات بها.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنبأنا أبو بكر الباطرقاني، حدّثنا أبو عبد اللّه ابن مندة (2)،و حدّثني أبو بكر أيضا، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة - إجازة - عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: محمّد بن بدر الصيرفي قاضي مصر، يكنى أبا بكر، كان أبوه روميا صيرفيا، و تفقّه على مذهب الكوفيين، و جالس أبا جعفر الطحاوي.

و حدّث عن علي بن عبد العزيز بكتاب الغريب لأبي عبيد، و عن جماعة من المكيين، و المصريين، كان ثقة في الحديث، توفي يوم الاثنين لستّ و عشرين ليلة خلت من شعبان سنة ثلاثين و ثلاثمائة، كتبت عنه.

6128 - محمّد بن بركات بن محمّد أبو عبد اللّه المقدسي الدّهّان المفصّص

صحب الفقيه أبا الفتح نصر بن إبراهيم مدة، و سكن دمشق و سمع أبا محمّد عبد اللّه بن الحسن بن عمر بن رذاذ المقرئ التّنّيسي، و أبا الحسن علي بن مكي بن عثمان الأزدي المصري أخا أبي الحسين بن مكي، كتبت عنه.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن بركات بن محمّد المقدسي - بدمشق - أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن بن عمر بن رذاذ التّنّيسي، قدم علينا القدس، قال لنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن الحسين مأمون بمصر، حدّثنا أبو القاسم بكر بن الحسن بن عبيد اللّه الرازي، حدّثنا

ص: 144


1- في «ز»: الحسن.
2- في «ز»: حمزة.

أبو بكرة بكّار بن قتيبة القاضي، حدّثنا الحكم بن مروان الضرير، حدّثنا أبو وكيع الجرّاح بن مليح عن أبي إسحاق، عن التميمي، عن ابن عبّاس قال: استدبرت النبي صلّى اللّه عليه و سلم و هو ساجد فرأيت بياض إبطيه.

ذكر لي أبو عبد اللّه أنه سمع من جماعة ببيت المقدس و لم يقع في سماعاته شيء إلاّ جزء واحد عن ابن الرذاذ، و كان شيخا مستورا، مواظبا على صلاة الجماعة، توفي بعد العشرين و خمسمائة.

6129 - محمّد بن بركة بن الحكم بن إبراهيم بن القرداح

6129 - محمّد بن بركة بن الحكم بن إبراهيم بن القرداح (1)

أبو بكر الحافظ الحميري اليحصبي القنّسريني المعروف ببرداعس (2)(3)

سكن حلب، ثم قدم دمشق و حدّث بها عن أبي جعفر أحمد بن محمّد بن أبي رجاء المصّيصي، و يوسف بن سعيد بن مسلّم، و أبي حميد عبد اللّه بن محمّد بن تميم، و أبي داود سليمان بن سيف، و عبّاس بن الوليد بن مزيد (4)،و أحمد بن هاشم، و محمّد بن غالب (5)الأنطاكي، و علي بن عثمان النّفيلي، و محمّد بن معاذ (6) دران (7)،و أبي الوليد أحمد بن محمّد ابن برد (8)،و عبد اللّه بن الحسن البغدادي، و موسى بن سعيد أبي بكر بن الدّنداني (9)،و أحمد ابن محمّد بن نصر الحدّاد، و هلال بن العلاء، و إسحاق بن خلدون، و أبي أميّة الطّرسوسي، و علي بن بكّار، و عثمان بن خرّزاد، و علي بن أحمد الجرجاني، و أبي زرعة الدمشقي، و عبد الملك بن عبد الحميد الميموني، و أبي الحسين محمّد بن خالد بن علي، و عمران بن بكّار، و أبي بكر أحمد بن عبد الرّحمن الكزبراني الحرّاني، و عباس بن السندي (10)،و أحمد بن شيبان الرملي، و أحمد بن خليد الحلبي، و محمّد بن عوف الحمصي.

ص: 145


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: «الفرداح».
2- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و سير الأعلام: برداعس بالعين المهملة. و في المختصر، و الاكمال و تذكرة الحفاظ : برداغس بالغين المعجمة، و في ميزان الاعتدال: ذاعر.
3- ترجمته في ميزان الاعتدال 489/3 و لسان الميزان 91/5 و تذكرة الحفاظ 827/3 و العبر 208/2 و سير أعلام النبلاء 81/15 و شذرات الذهب 309/2 و معجم البلدان (قنسرين).
4- في «ز»: يزيد، تصحيف.
5- في «ز»: محمد بن أبي غالب.
6- في «ز»: عباد.
7- في «ز»: داران.
8- في «ز»: يزد.
9- في د:«الديدادي» و في «ز»: «الديداني» و فوقها ضبة، و كلاهما تصحيف، راجع الأنساب.
10- كذا بالأصل و د، و في «ز»: السعدي.

روى عنه: عثمان بن خرّزاد - و هو من شيوخه - و عبد اللّه بن عمر بن أيّوب بن الجبّان، و عبد الوهّاب الكلابي، و عبد اللّه بن محمّد بن أيّوب القطّان، و أبو بكر أحمد بن صافي التّنّيسي، و أبو الخير أحمد بن علي الحافظ ، و أبو بكر بن المقرئ، و أبو عبد اللّه حمد (1) بن محمّد بن الحسن، و أحمد بن عتبة، و أبو بكر بن أبي الحديد، و أبو علي بن شعيب، و محمّد ابن سليمان الربعي، و محمّد و أحمد ابنا موسى بن السمسار، و أبو سليمان بن زبر، و أبو أحمد بن عدي، و يوسف بن القاسم الميانجي، و الحاكم أبو أحمد، و علي بن محمّد بن إسحاق الحلبي القاضي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، حدّثنا أبو بكر محمّد بن بركة بن الحكم بن إبراهيم بن القرداح (2) المعروف ببرداغس، حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي رجاء، حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد عن أم الدرداء قالت: دخل علي أبو الدّرداء مغضبا فقلت: ما لك ؟ فقال: ما أعرف مع الناس شيئا فيما كنّا فيه على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلاّ هذه الصلاة في جماعة.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو عبد اللّه، أنبأنا علي بن الحسن بن علي الربعي، أنبأنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد، حدّثنا أبو بكر محمّد بن بركة، حدّثنا أبو داود، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدّثنا الليث، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن عامر بن ربيعة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«العجماء جرحها جبار»[10963].

قال أبو بكر: قال عثمان بن خرزاد: ما أعجب هذا، يعقوب ثبت، و الليث إمام، قال أبو بكر: و كتب عنّي هذا الحديث عثمان، و حدّث به في تصنيفه فقال: حدّثني محمّد بن بركة القنّسريني.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم (3) قال أبو بكر محمّد بن محمّد بن القرداح (4) الحميري

ص: 146


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: أحمد.
2- بدون إعجام بالأصل، أعجمناها كما مرت في أول الترجمة، و في د هنا:«الفرداج» كالمختصر، و في «ز»: الفرداح.
3- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 223/2 رقم 702.
4- في الأسامي و الكنى: الفرداج.

يعرف ببرداعس رأيته حسن الحفظ ، سمع أبا يعقوب يوسف بن سعيد بن مسلّم المصّيصي، و العباس بن الوليد، أصله من قنّسرين، و كان يقدم حلب أحيانا، و بها رأيته.

[قال ابن عساكر:] (1) كذا نسبه و هو ابن بركة لا ابن محمّد (2).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (3):محمّد بن بركة بن القرداح (4) القنسريني يعرف ببرداعس (5)،كان حافظا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف قال: و سألته - يعني - الدارقطني عن محمّد بن بركة بن إبراهيم أبو بكر الحميري القنسريني بمعرة النعمان فقال: ضعيف (6).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال:

سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة توفي محمّد بن بركة برداعس (7).

6130 - محمّد بن بركة بن خلف بن كرما أبو بكر الصلحي

6130 - محمّد (8) بن بركة بن خلف بن كرما أبو بكر الصلحي (9)

سمع ببغداد أبا طالب بن يوسف، و الشريف أبا علي محمّد بن محمّد بن المهدي، و أبا القاسم بن الحصين، و أبا غالب الماوردي، و غيرهم.

و سكن بغداد مرة، و كان له بها رباط ، ثم انتقل عنها و سكن الموصل برهة، ثم قدم دمشق و حدّث بها ببعض مسموعاته و كان مواظبا على السماع مني، و سمع أكثر هذا التاريخ، و كان مولده بفم (10) الصلح و مات ليلة الخميس و دفن يوم الخميس الحادي عشر من المحرم سنة ست و ستين و خمسمائة، و دفن بمقبرة جبل قاسيون (11).

ص: 147


1- الزيادة منا للإيضاح.
2- كذا جاء تعقيب المصنف على قول الحاكم النيسابوري، و الذي في الأسامي و الكنى المطبوع:«محمد بن بركة» جاء نسبه على الصواب فيه، و ليس:«محمد بن محمد» و لعله وقعت نسخة بيد المصنف صحف فيها «بركة» إلى «محمد».
3- الاكمال لابن ماكولا 233/1-234 في مادة: بركة.
4- في الاكمال:«الفرداج».
5- في الاكمال: برداغس، بالغين المعجمة.
6- تذكرة الحفاظ 827/3 و سير أعلام النبلاء 82/15.
7- سير أعلام النبلاء 82/15.
8- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
9- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الصالحي.
10- فوقها ضبة في «ز».
11- كتب بعدها بالأصل و د: إلى.
6131 - محمّد بن بزال أبو عبد اللّه القائد

6131 - محمّد بن بزال أبو عبد اللّه القائد (1)

المعروف بقائد الجيوش، مختار الدولة.

ولي إمرة دمشق بعد أبي المطاع بن حمدان في أيام الملقّب بالحاكم.

قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي: قدم القائد أبو عبد اللّه بن بزّال واليا على دمشق لعشر خلون من جمادى الأولى سنة اثنتين و أربع مائة، و سار الأمير ذو القرنين بن حمدان إلى الساحل ليسير إلى مصر، و سار القائد مختار الدولة أبو عبد اللّه محمّد بن بزال من دمشق معزولا عنها لما بلغه أن ساتكين (2) سهم الدولة قد حصل بالرملة (3) واليا على دمشق في يوم الثلاثاء سلخ المحرم من سنة ست و أربع مائة فكانت ولايته ثلاث سنين و ثمانية أشهر و ثمانية عشر يوما، و استخلف ابن بزال بدرا العطار (4) على ولاية دمشق إلى أن قدمها ساتكين.

حدّثني الفقيه أبو الحسن السّلمي قال: دفع إلي رجل يعرف بمجير (5) الكتامي شيخ من جند المصريين ورقة فيها أسماء الولاة بدمشق، فكان فيها: ولي القائد أبو عبد اللّه بن بزال، السنة اثنتين و أربع مائة.

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني مما نقله من خط أبي الحسين بن الميداني.

و ولي أبو عبد اللّه بن بزال فقدم هذا اليوم - يعني - يوم الجمعة لسبع خلون من جمادى الأولى، سنة اثنتين و أربعمائة، و نزل المزّة، و دخل إلى القصر يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى فكان جميع ما ولي ابن حمدان خمسة أشهر سواء، و عزل - يعني ابن بزال - عن البلد و سار يوم الثلاثاء سلخ المحرم سنة ست و أربع مائة، فكان جميع ما أقام واليا ثلاث سنين و ثمانية أشهر و عشرين يوما.

6132 - محمّد بن بشر بن موسى بن مروان أبو بكر القراطيسي

6132 - محمّد بن بشر بن موسى بن مروان أبو بكر القراطيسي (6)

أصله من أنطاكية.

ص: 148


1- ترجمته في تحفة ذوي الألباب 23/2 و أمراء دمشق ص 95 و ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 69.
2- ترجمته في تحفة ذوي الألباب 24/2 و النجوم الزاهرة 242/4.
3- كذا بالأصل و «ز»: و د، و في تحفة ذوي الألباب: وصل إلى الرملة.
4- راجع ترجمته في تحفة ذوي الألباب 20/2.
5- في «ز»: بحجر الكتامي.
6- ترجمته في تاريخ بغداد 91/2 و الأنساب (القراطيسي). و القراطيسي بفتح القاف و الراء المهملة و كسر الطاء هذه النسبة إلى عمل القراطيس و بيعها.

و سكن دمشق و حدّث بها، و ببغداد عن: الحسن بن عرفة، و محمّد بن شعبة بن جوان، و بحر بن نصر بن سابق الخولاني، و أبي محمّد الربيع بن سليمان المرادي المصريين، و محمّد ابن عبيد بن مروان، و أحمد بن منصور الرّمادي، و الحسن الزعفراني.

روى عنه: أبو الحسن الدارقطني، و محمّد بن جعفر بن العبّاس النجّار، و عبد الوهّاب ابن الحسن الكلابي، و أبو حفص عمر بن علي بن الحسن العتكي الخطيب، و أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي، و أبو الحسن الجراحي، و أبو الفتح القوّاس، و أبو علي محمّد ابن القاسم بن معروف، و سمع منه ببغداد.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (1)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،حدّثني الحسن بن أبي طالب، حدّثنا علي بن الحسن بن مطرف، حدّثنا أبو بكر محمّد بن بشر بن مروان الأنطاكي القراطيسي، حدّثنا الحسن بن عرفة، حدّثنا عبد اللّه بن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر أنه كان ينكر الاشتراط في الحج و يقول: أ ليس حسبكم سنّة نبيّكم صلّى اللّه عليه و سلم ؟.

قال (3):و أخبرني أبو القاسم الأزهري، أنبأنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا محمّد بن بشر بن مروان القراطيسي أبو بكر الدمشقي، قدم علينا في سنة عشرين و ثلاثمائة، حدّثنا بحر ابن نصر بن سابق الخولاني بفسطاط مصر.

[قال ابن عساكر:] (4) لم يزد عليه.

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني، و ذكر أنه وجده بخط أصحاب الحديث في تسمية من سمع منه بدمشق سنة ثلاث عشرة و ثلاثمائة، محمّد بن بشر القراطيسي غريب.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):محمّد بن بشر بن مروان أبو بكر بن القراطيسي، من أهل دمشق، قدم بغداد و حدّث بها عن بحر بن نصر، و الربيع بن سليمان المصريين، روى عنه أبو الحسن الدارقطني، و محمّد بن جعفر بن العبّاس النجّار، و قال الخطيب أيضا قبله (6):

ص: 149


1- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 91/2.
3- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 92/2 في ترجمة محمّد بن بشر القراطيسي الدمشقي.
4- زيادة منا للإيضاح.
5- تاريخ بغداد 91/2 ترجمته رقم 484.
6- تاريخ بغداد 91/2 ترجمة رقم 483.

محمّد بن بشر بن موسى بن مروان، أبو بكر القراطيسي. أصله من أنطاكية، و كان يسكن بدار كعب، و حدّث عن الحسن بن عرفة، و محمّد بن شعبة بن جوان، روى عنه القاضي أبو الحسن علي بن الحسن الجراحي، و يوسف بن عمر القوّاس، و ذكر يوسف أنه سمع منه في سنة عشرين و ثلاثمائة.

[قال ابن عساكر:] (1) كذا فرّق الخطيب بينهما، و وهم في ذلك، هما واحد.

6133 - محمّد بن بشر بن يوسف بن إبراهيم بن حميد بن نافع

أبو الحسن القرشي القزّاز

مولى عثمان بن عفّان، يعرف بابن مامويه من سكان المربعة.

قرأ القرآن بحرف ابن عامر على هشام بن عمّار.

و روى عن هشام بن خالد، و حاجب بن سليمان، و أبي عمير عيسى بن محمّد بن إسحاق، و هارون بن محمّد بن بكّار بن بلال، و هشام بن عمّار، و دحيم، و محمّد بن الخليل الخشني، و حفص بن عمرو الرّبالي (2)،و محمّد بن مصفّى، و هارون بن سعيد، و علي بن عثمان الحرّاني، و الهيثم بن مروان العبسي، و أبي طاهر بن السّرح المصري، و علي بن ميمون الرقّي.

قرأ عليه أبو بكر محمّد بن أحمد الدّاجوني.

و روى عنه: جعفر بن محمّد بن جعفر الكندي، و أبو علي بن شعيب، و أبو زرعة و أبو بكر ابنا أبي دجانة، و الفضل بن جعفر، و أبو عمر بن فضالة، و سليمان بن أحمد الطبراني، و أبو أحمد بن عدي، و أحمد بن عبد اللّه بن الفرج بن البرامي (3)،و ابنه أبو الميمون أحمد بن محمّد بن بشر.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، حدّثنا الخليل بن عبد القهّار الصيداوي، حدّثنا هشام بن خالد. ح قال: و أنبأنا تمام قال: و حدّثنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن جعفر بن هشام الكندي - قراءة عليه - حدّثنا محمّد بن بشر مولى عثمان بن عفّان، حدّثنا هشام بن

ص: 150


1- زيادة منا للإيضاح.
2- في «ز»: «الربابى» و فوقها ضبة.
3- فوقها في «ز»: ضبة.

خالد، حدّثنا بقية، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عبّاس أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«لما خلق اللّه عزّ و جلّ جنّة عدن خلق فيها ما لا عين رأت و لا خطر على قلب بشر ثم قال لها: تكلّمي فقالت: قد أفلح المؤمنون - زاد غير عبد الكريم و قال خيثمة في حديثه: حين خلق زاد جعفر بن محمّد في حديثة ثم قالت: أنا حرام على كلّ بخيل و مرائي» (1)[10964].

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا محمّد بن بن بشر بن يوسف الدمشقي، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثني ثور بن يزيد، عن عمرو بن قيس، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم كان يقرأ في صلاة الصبح من يوم الجمعة الم تَنْزِيلُ السجدة، و هَلْ أَتىٰ عَلَى الْإِنْسٰانِ [10965].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم الإسماعيلي، أنبأنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (2)،حدّثنا محمّد بن بشر بن يوسف القزّاز الدمشقي كان يعرف بابن مامويه - و كان أروى الناس عن هشام بن عمّار قال عنده كتبه كلها وراقة - حدّثنا أبو عمير (3)،حدّثنا أيوب بن سويد، عن الأوزاعي قال: ما رأيت قرشيا أكمل من عمرو بن شعيب.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف قال:

و سألته - يعني - الدارقطني عن محمّد بن بشر بن يوسف أبي الحسن بن مامويه القزّاز بدمشق فقال: صالح.

قرأت على أبي محمّد حمزة، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: و أبو الحسن أحمد (4) بن بشر بن مامويه القزّاز في المحرم بدمشق، يعني مات سنة إحدى و ثلاثمائة.

[قال ابن عساكر] (5) كذا قال: و الصواب محمّد بلا شكّ .

ص: 151


1- كذا بالأصل، و «ز»، و د،«مرائي» بإثبات الياء.
2- راجع الكامل لابن عدي 115/5 ترجمة عمرو بن شعيب.
3- في الكامل لابن عدي: ابن عمير.
4- كذا بالأصل و «ز»، و د، و هو صاحب الترجمة، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب «محمد».
5- زيادة منا للإيضاح.
6134 - محمّد بن بشر التّنيسي

سمع بدمشق الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز.

روى عنه: محمّد بن علي بن زيد الصائغ.

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني - بمرو - أنبأنا أبو بكر بن خلف، أنبأنا القاضي الإمام أبو الهيثم عتبة بن خيثمة، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الدّيبلي، حدّثنا محمّد بن علي الصائغ، حدّثنا محمّد بن بشر، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز - يعني: التنوخي - عن زياد بن أبي سودة قال: كان عبادة بن الصّامت على سور بيت المقدس فبكى فقال له بعضهم: ما يبكيك يا أبا الوليد؟ قال: من هاهنا أخبرنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أنه رأى جهنم.

6135 - محمّد بن بشر الأسدي الحريري الكوفي

6135 - محمّد بن بشر الأسدي (1) الحريري الكوفي (2)

سمع بدمشق الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و سعيد بن بشير، و معروف الخيّاط ، و موسى بن مطير، و عثمان بن عبد الرّحمن السعدي الوقاصي.

روى عنه أبو زرعة الرازي، و يعقوب بن موآب، و الحسين بن عمر بن إبراهيم بن أبي الأحوص الثقفي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر (3)،أنبأنا سهل بن بشر، قالا:

أنبأنا أبو الحسين (4) محمّد بن الحسين بن محمّد بن الطفّال - بمصر - أنبأنا القاضي أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، حدّثنا الحسين بن عمر بن إبراهيم الثقفي، حدّثنا محمّد ابن بشر الحريري سنة سبع و عشرين و مائتين - و فيها مات - حدّثنا زنبور، عن عثمان بن عبد الرّحمن السعدي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت:

مرض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فأمرنا أن نصبّ عليه ماء من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن،

ص: 152


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: السدي.
2- ترجمته في الجرح و التعديل 211/7.
3- بعدها زيد في «ز»: و أبو القاسم فضائل بن الحسن بن فتح، و أبو نصر عبد الرحمن بن أبي الحسن، قالوا: أنا سهل....
4- في «ز»: الحسن.

فوضعناه في مخضب لحفصة ثم شتا عليه الماء، حتى أشار بيده أن كفّوا، قالت: ثم صعد المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:«أما بعد، فسدّوا هذه الشوارع كلها في المسجد إلاّ خوخة أبي بكر، فإنه ليس امرؤ أمنّ علينا في إخائه، و ذات يده من ابن أبي قحافة»[10966].

قد روى الحسن بن عمر عن أخيه (1) يحيى بن بشر مات أيضا، و يحيى بن بشر مات أيضا في سنة سبع و عشرين، فاللّه أعلم، هل اتفقا في الوفاة في سنة واحدة، أو يكون هذا الحديث و تاريخ الوفاة لأخيه يحيى ؟ أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي. إجازة.. ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة (2)،أنبأنا علي بن محمّد،[قالا:

أنبأنا] (3) أبو محمّد بن أبي حاتم قال (4):

محمّد بن بشر الحريري الأسدي الكوفي، روى عن سعيد بن بشير، و معروف الدمشقي، روى عنه أبو زرعة.

6136 - محمّد بن بكّار

وفد على هشام و سمع الزهري بالرصافة.

روت عنه ابنته عاتكة بنت محمّد.

أخبرنا أبو العشائر محمّد بن الخليل بن فارس الكردي، أنبأنا القاضي أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، حدّثني محمّد بن علي بن عبد اللّه الحافظ بالرصافة، حدّثنا عبد اللّه بن القاسم بن علي الهمداني، حدّثنا محمّد بن محمّد بن عمرو، حدّثنا عبد اللّه بن سعيد القاضي الرّقّي قال: كتبت إليّ والدتي مروة بنت مروان إلى الأهواز تقول: حدثتني والدتي عاتكة بنت محمّد ابن بكّار عن أبيها قال: دخلت على هشام بالرصافة و عنده الزهري فحدّثنا الزهري حدّثنا سالم ابن عبد اللّه عن عبد اللّه بن عمر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما ترك عبد اللّه أمرا لا يتركه إلاّ له إلاّ عوّضه اللّه ما هو خير له في دينه و دنياه»[10967] فآثرني يا بني، آثرك اللّه، و كتبت في أسفل كتابها من قبلها:

ص: 153


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: إبراهيم.
2- في «ز»: «مسلم» تصحيف.
3- ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل.
4- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 211/7.

عجوز بأقصى الرقّتين (1) وحيدة *** لنأيك (2) بالأهواز ضاق بها الذّرع

و قد ماتت الأعضاء من كلّ جسمها *** سوى دمع عينيها فلم يمت الدمع

و لم يبق إلاّ الجلد و العظم باليا *** فليس لها في ذاك ضرّ و لا نفع

فها هي ذي كالشنّ بين ترائب *** ينحن عليها لا حسيس و لا سمع

تراعي الثريا ما تلذّ بفيضها (3) *** إلى أن تضيء في الصبح أنجمها السبع

و كم في الدّجى من ذي هموم مقلقل *** و آخر مسرور يدرّ له الضّرع

و من أضحكته الدار و هي أنيسة *** بكاها إذا ما ناب من حادث فزع

عسى اللّه لا تيأس من اللّه أن أرى *** سفاين (4) عبد اللّه تقدمها الشرع

الصواب: عبيد اللّه بزيادة ياء.

6137 - محمّد بن بكّار بن بلال أبو عبد اللّه العاملي

6137 - محمّد بن بكّار بن بلال أبو عبد اللّه العاملي (5)

قاضي دمشق.

روى عن سعيد بن بشير، و سعيد بن عبد العزيز، و موسى بن عليّ بن رباح، و الليث بن سعد، و يحيى بن حمزة، و محمّد بن راشد المكحولي، و أيوب بن سويد.

روى عنه ابناه هارون و الحسن، و ابن ابنه أبو علي الحسن بن أحمد بن محمّد بن بكّار، و أحمد بن أبي الحواري، و إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، و علي بن عثمان النّفيلي، و عبد السّلام بن عتيق، و أبو زرعة الدمشقي، و يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و أبو حاتم الرّازي، و ميمون بن الأصبغ، و محمّد بن عتّاب الأعين، و إبراهيم بن المستمر العروقي، و المنذر بن شاذان، و الهيثم بن مروان، و أحمد بن عبد الواحد بن عبود، و الحسن بن بلال، و محمّد بن عبد الرّحمن بن الأشعث، و النّضر بن سلمة شاذان المروزي، و علي بن الحسين بن إشكاب، و إبراهيم بن نصر بن منصور السّوريني، و أبو صالح الحسين بن الفرج، و محمّد بن يحيى الذّهلي، و أحمد بن محمّد بن نيزك البغدادي، و ابن أخته أحمد بن زيد المكفوف.

ص: 154


1- الرقتان: تثنية الرقة، قال ياقوت: أظنهم ثنوا الرقة و الرافقة.
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: تناديك.
3- في د، و «ز»: بغمضها.
4- في «ز»: سفانين عند اللّه.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 139/16 و تهذيب التهذيب 50/5 و سير أعلام النبلاء 114/11 و التاريخ الكبير 1/ 44 و الجرح و التعديل 211/7 و الوافي بالوفيات 255/2، و الأنساب (العاملي).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أبي الرضا الأنطاكي - بالشاغور - أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمّد بن عبد اللّه الرازي، أنبأنا أبو الطّيّب محمّد بن حميد بن محمّد بن سليمان الحوراني - قراءة عليه - حدّثنا أبو حاتم محمّد بن إدريس التميمي، حدّثنا محمّد بن بكّار بن بلال، حدّثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن خلاس (1) بن عمرو، عن أبي رافع، عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من صلّى الصبح قبل أن تطلع الشمس فليمض في صلاته» (2)[10968].

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ، و حدّثنا أبو مسعود المعدّل عنه، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، حدّثنا سليمان بن أحمد الطّبراني، حدّثنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو الدمشقي، حدّثنا محمّد بن بكّار بن بلال، حدّثنا سعيد بن بشير (3)،عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الملك في قريش، و لهم عليكم حقّ ، و لكم عليهم مثله، ما حكموا فعدلوا، و استرحموا فرحموا، و عاهدوا فوفوا، فمن لم يفعل ذلك منهم، فعليه لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين»[10969].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد و اللفظ له، قالا: أنبأنا أبو أحمد الغندجاني، أنبأنا أحمد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل (4) قال: محمّد بن بكّار بن بلال العاملي قاضي دمشق، سمع سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ لكلّ نبيّ حوضا يتباهون به، أنّهم (5) أكثر واردة، و إنّي أرجو أن أكون أكثرهم واردة»[10970].

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنبأنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (6):محمّد ابن بكّار بن بلال قاضي دمشق، روى عن سعيد بن عبد العزيز، و موسى بن عليّ بن رباح، و سعيد بن بشير، روى عنه محمّد بن أبي عتّاب الأعين، و إبراهيم بن المستمر، و ابنه هارون، و ميمون بن الأصبغ، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 155


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: خداش.
2- بالأصل: فليمضي، و المثبت عن د، و «ز».
3- في «ز»: بشر.
4- رواه البخاري في التاريخ الكبير 44/1.
5- كذا بالأصل، و «ز»، و د، و في التاريخ الكبير: أيّهم.
6- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 211/7-212.

قال أبو محمّد: روى عنه أبو زرعة الدمشقي، و المنذر بن شاذان، كتب عنه أبي بمكّة سنة خمس عشرة و مائتين، و روى عنه، سئل أبي عنه فقال: صدوق.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه محمّد بن بكّار بن بلال دمشقي.

أخبرنا أبو الفضل أيضا قراءة عن أبي طاهر بن أبي الصّقر، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي (1)،قال: أبو عبد اللّه محمّد بن بكّار ابن بلال دمشقي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو القاسم البجلي، أنبأنا أبو عبد اللّه الكندي، أنبأنا أبو زرعة قال في ذكر أهل الفتوى بدمشق: محمّد بن بكّار بن بلال (2).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أبو بكر الحافظ ، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عبد اللّه محمّد بن بكّار بن بلال العاملي قاضي دمشق، سمع سعيد ابن بشير البصري، روى عنه ابنه هارون، و الهيثم بن مروان.

ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الأصبهاني أنه سأل أبو حاتم عن محمّد بن بكّار بن بلال فقال: صدوق، صالح الحديث.

أخبرنا أبو محمّد المزكّي، حدّثنا عبد العزيز بن أبي طاهر، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة قال:

و شهدت جنازة محمّد بن بكّار بن بلال في منصرفه من الحجّ في استقبال سنة ست عشرة و مائتين (3) و وافقه عمرو بن دحيم على السنة إلاّ أنه قال في شعبان.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاّس، حدّثنا الحسن بن محمّد بن

ص: 156


1- الكنى و الأسماء للدولابي 59/2.
2- سير أعلام النبلاء 114/11 و تهذيب الكمال 139/16.
3- سير أعلام النبلاء 115/11 و تهذيب الكمال 140/16.

ملاّس، حدّثنا الحسن بن محمّد بن بكّار قال: و توفي أبي أبو عبد اللّه محمّد بن بكّار بن بلال العاملي في سنة ست عشرة و مائتين، و كان مولده في سنة اثنتين و أربعين و مائة، فكانت وفاته و هو ابن أربع و سبعين سنة (1).

6138 - محمّد بن بكّار بن يزيد بن بكّار بن يزيد بن المرزبان بن مروان بن

6138 - محمّد بن بكّار (2) بن يزيد بن بكّار (3) بن يزيد بن المرزبان بن مروان بن

أوس بن وداعة بن ضمام بن سكسك أبو الحسن السّكسكي (4)

من أهل بيت لهيا (5) و كان قاضيها.

روى عن العباس بن الوليد بن مزيد، و محمّد بن إسماعيل بن عليّة، و شعيب بن شعيب، و محمّد بن الوليد بن أبان، و يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و نوح بن عمرو بن حويّ ، و شرحبيل بن محمّد الدّاراني، و خالد بن روح الثقفي، و أبي عتبة الحجازي، و أبي زرعة الدمشقي، و بكّار بن قتيبة، و أبي أميّة الطّرسوسي، و أخطل بن الحكم، و إسماعيل بن أبان بن حويّ ، و أحمد و عبيد ابني محمّد بن أحمد بن يحيى بن حمزة، و صالح بن أحمد بن حنبل.

روى عنه: أبو الحسين الرازي - و هو نسبه - و أبو علي أحمد بن محمّد بن أحمد بن الزّفتي (6)،و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفّار البعلبكي، و عبد اللّه بن محمّد بن أيّوب القطّان، و أبو الفرج عمران بن الحسن بن يوسف الخفّاف، و أبو الفتح المظفّر بن أحمد المقرئ، و عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد بن فطيس، و أبو علي بن مهنّى الدّاراني، و أبو الحسين الكلابي، و أبو بكر بن المقرئ، و أبو حفص بن شاهين، و أبو بكر بن أبي الحديد، و ابن ابنه أبو علي الحسين بن أحمد بن محمّد بن بكّار السّكسكي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا علي بن محمّد بن طوق، أنبأنا عبد الجبّار بن محمّد بن مهنّى (7)،أنبأنا أبو الحسن محمّد بن بكّار - ببيت لهيا -

ص: 157


1- تهذيب الكمال 140/16 و انظر سير أعلام النبلاء 115/11.
2- بالأصل بتكرار «بن بكار» و المثبت يوافق «ز»، و د.
3- قوله:«بن بكار بن يزيد» ليس في «ز».
4- تاريخ داريا ص 90 و 91، و 94.
5- تقدم التعريف بها.
6- بالأصل الرقي، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و د.
7- رواه عبد الجبار الخولاني في تاريخ داريا ص 94.

حدّثنا العباس بن الوليد، حدّثنا محمّد بن شعيب بن شابور، أخبرني أبو المغيرة عمرو بن شراحيل العنسي قال: أتينا بيروت أنا و عمير بن هانئ العنسي، فإذا نحن برجل يتعايا (1) عليه الناس في المسجد، فإذا عليه قميص كرابيس (2) إلى نصف ساقيه، و قلنسوة صغيرة، و ثياب رثّة، يقال له حيّان (3) بن وبرة المرّي، فقلت لعمير بن هانئ: أ من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: لا، و لكنه صاحب لأبي بكر، قال عمرو بن شراحيل: فسمعته يحدّث عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«لا تزال بدمشق عصابة يقاتلون على الحقّ حتى يأتي أمر اللّه و هم ظاهرون»[10971].

و مما وقع لي عاليا من حديثه ما:

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أبو المظفّر عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب، قالا: أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد بن بكّار أبو الحسن الدمشقي، حدّثنا محمّد بن إسماعيل، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت:

سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن رجل طلّق امرأته فتزوجت زوجا غيره فدخل بها ثم طلّقها قبل أن يواقعها أ تحلّ لزوجها الأوّل ؟ قال:«لا، حتى يذوق عسيلتها و تذوق عسيلته»[10972].

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، و حدّثنا أبو الحسن علي بن مهدي بن المفرّج عنه، أنبأنا أبو الحسين بن أبي نصر، أنبأنا عبد المحسن بن عمر بن يحيى الصفّار، أنبأنا أبو الحسن (4) محمّد بن بكّار الشيخ الصالح السّكسكي، بحديث ذكره.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خطّ أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بقرى دمشق أبو الحسن محمّد بن بكّار، و ساق باقي نسبه كما تقدم، و قال: من أهل بيت لهيا، و كان قاضيها، مات في جمادى الآخرة سنة اثنتين و ثلاثين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو

ص: 158


1- إعجامها مضطرب بالأصل و «ز»، و بدون إعجام في د، و المثبت عن تاريخ داريا. و تعايوا عليه: أعجزوه.
2- كرابيس: قطن.
3- بالأصل و «ز»: «حبان» تصحيف، و المثبت عن د، و تاريخ داريا.
4- بالأصل هنا: الحسين، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و د.

سليمان بن زبر قال: و في جمادى الآخرة - يعني - سنة اثنتين و ثلاثين و ثلاثمائة توفي أبو الحسن محمّد بن بكّار بن يزيد السّكسكي.

6139 - محمّد بن بكران بن أحمد بن عبد اللّه أبو بكر الطرسوسي

نزيل الرّملة.

سمع بدمشق و غيرها عبد الوهّاب الكلابي، و أبا بكر محمّد بن اللّيث المقرئ، و علي ابن أحمد، و أبا سهل محمّد بن هارون الطرزي (1)،و علي بن محمّد بن زكريا أبا القاسم الصيقل، و أحمد بن محمّد بن زكريا النّسوي.

روى عنه: عبد الرّحمن بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن سعيد البخاري، و أبو علي الأهوازي، و القاضي أبو الحسن علي بن عبيد اللّه الكسائي الهمذاني (2)،و أبو الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم بن الحنّائي، و أبو منصور خزرون بن الحسين الرّملي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثنا أبو علي الأهوازي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن بكران بن أحمد الطرسوسي بالرّملة، حدّثنا أبو سهل محمّد بن هارون الطرزي (3)،حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يونس السامي، حدّثنا أزهر بن سعد السمّان، حدّثنا عبد اللّه بن عون، عن الحسن عن أمّه عن أم سلمة قالت:

أنشأ - تعني - النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم الخندق، و هو يعاطيهم اللّبن، و قد اغبرّ شعر صدره و هو يقول:

«اللّهمّ إن الخير خير الآخرة *** فاغفر للأنصار و المهاجرة»

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأنا أبو القاسم علي بن محمّد بن أبي العلاء، أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن بكران بن أحمد الطرسوسي - بالرّملة - حدّثنا أبو سهل محمّد بن هارون الطرزي، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يونس السامي، حدّثنا أزهر بن سعد، حدّثنا ابن عون، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة قال:

ص: 159


1- الأصل و «ز»: الطوري، و المثبت عن د.
2- بالأصل و د، و «ز»: الهمداني، بالدال المهملة، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 652/17.
3- في «ز»: الطوري.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه يحبّ إغاثة اللّهفان»[10973].

قرأت بخط أبي الحسن الحنّائي، و أنبأنيه أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا علي بن محمّد الحنّائي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن بكران بن أحمد الطرسوسي بالرّملة - و كان من عباد اللّه الصالحين.

و قال علي الحنّائي في موضع آخر بهذا الإسناد: أنبأنا أبو بكر الطرسوسي الشيخ النبيل.

آخر الجزء الخامس بعد الستمائة من الفرع.

6140 - محمّد بن بكر بن إلياس بن بيان أبو جعفر الخوارزمي الحافظ ،

6140 - محمّد بن بكر بن إلياس بن بيان (1) أبو جعفر الخوارزمي الحافظ ،

المعروف بمحمّد بن أبي علي (2) ختن أبي الأذان عمر بن إبراهيم

سمع بدمشق يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد.

روى عنه: أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن حمزة، و أبو الشيخ الأصبهانيّان.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (3)،حدّثنا أبو إسحاق بن حمزة، حدّثنا محمّد بن بكر بن إلياس بن بيان (4)الخوارزمي، و هو ابن أبي علي ختن عمر بن إبراهيم، حدّثني يزيد بن عبد الصّمد الدمشقي - بها - حدّثنا عمرو بن هاشم، حدّثنا هقل، حدّثنا الأوزاعي، عن الزّهري، عن أنس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا وضع العشاء، و حضرت الصلاة فابدءوا بالعشاء»[10974].

قال أبو نعيم (5):

محمّد بن بكر بن إلياس أبو جعفر الحافظ الخوارزمي ختن أبي الأذان، يعرف بمحمّد ابن أبي علي ابن أخي كاجوية، قدم أصبهان، صاحب غرائب، كثير الحديث، كتب عنه أبو إسحاق بن حمزة، و أبو محمّد بن حيّان بأصبهان و ببغداد، و قدومه بأصبهان سنة سبع (6)

ص: 160


1- في ذكر أخبار أصبهان: بنان.
2- ترجمته في ذكر أخبار أصبهان 235/2 و الوافي بالوفيات 260/2 و تاريخ بغداد 231/2 و غيّر نسبه و سماه الخطيب: محمّد بن عبيد اللّه أبو جعفر.
3- رواه أبو نعيم في كتاب ذكر أخبار أصبهان 235/2.
4- في ذكر أخبار أصبهان: بنان.
5- ذكر أخبار أصبهان 235/2.
6- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في أخبار أصبهان: تسع.

و تسعين و مائتين، و هو ختن عمر بن إبراهيم أبي الأذان الحافظ ، أصله من عسكر (1) سامرّة.

[قال ابن عساكر:] (2) لم يذكره الخطيب في تاريخ بغداد (3).

6141 - محمّد بن أبي بكر أبو عبد اللّه

هو محمّد بن عتيق، يأتي بعد إن شاء اللّه.

6142 - محمّد بن بكير بن واصل بن مالك بن قيس بن جابر بن ربيعة

أبو الحسين الحضرمي البغدادي (4)

سمع بدمشق و غيرها الوليد بن مسلم، و شعيب بن إسحاق، و سويد بن عبد العزيز، و فرج بن فضالة، و الدّراوردي، و نوح بن قيس الحدّاني، و ضمّام بن إسماعيل الإسكندراني، و بشر بن بكر، و عبد اللّه بن وهب، و إسماعيل بن جعفر، و شريكا القاضي، و خالد الطحّان، و مصعب بن سلاّم الكوفي، و عبد الرّحمن بن عبد اللّه الدّشتكي، و كثير بن هشام الكلابي الرقّي، و عمر بن مسافر البصري، و أبا معشر المدني، و يوسف بن عطية، و أبا الأحوص سلاّم ابن سليم، و يونس بن أبي يعفور العبدي، و محمّد بن الفضل بن عطية، و هشيم بن بشير، و محبوب بن محرز القواريري، و ثابت بن الوليد بن عبد اللّه بن جميع.

روى عنه: أبو بكر الصاغاني، و عبّاس الدوري، و أبو بكر بن أبي خيثمة، و إبراهيم الحربي، و يعقوب بن شيبة بن الصّلت، و عيسى بن عبد اللّه الطيالسي زغاث (5)،و محمّد بن إسماعيل البخاري، و محمّد بن غالب بن حرب، و محمّد (6) بن مطرف، و أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن النعمان، و عبد اللّه بن محمّد بن زكريا، و أبو مسعود الرّازي، و أسيد بن عاصم،

ص: 161


1- عسكر سامرّاء: هذا العسكر ينسب إلى المعتصم (راجع معجم البلدان).
2- زيادة منا للإيضاح.
3- كذا بالأصل، و قال الصفدي في الوافي: و ذكره الخطيب في تاريخه فسماه محمد بن عبيد اللّه و الصحيح ما تقدم (يعني في نسبه محمد بن بكر بن إلياس بن بيان). راجع تاريخ بغداد 331/2.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 95/2 و تهذيب الكمال 149/16 و تهذيب التهذيب 54/4 و ذكر أخبار أصبهان 176/2 و التاريخ الكبير 46/1/1 و الجرح و التعديل 214/7.
5- في «ز»، و د، و تهذيب التهذيب: رغاث، بالراء.
6- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في تهذيب الكمال: يحيى بن مطرف الأصبهاني. و قد ورد في أخبار أصبهان خبر في ترجمته، و فيه: يحيى بن مطرف.

و أبو حاتم الرّازي، و عمير بن مرداس الدّونقي، و أحمد بن العبّاس، و خربان (1) بن عبيد اللّه الأصبهانيّان، و إسماعيل بن يعقوب بن صبيح الحرّاني، و أحمد بن منصور بن سيّار الرّمادي، و موسى بن حازم الأصبهاني، و الفضل بن سهل الأعرج.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي قال: قرئ على علي بن إبراهيم بن عيسى حدّثكم أبو بكر بن مالك، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي، حدّثنا محمّد بن بكير الحضرمي، حدّثنا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، و أبي هريرة (2) قالا:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»[10975].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد الغندجاني، أنبأنا أبو بكر الشيرازي، أنبأنا أبو الحسن المقرئ، أنبأنا البخاري (3) قال:

محمّد بن بكير بن واصل الحضرمي البغدادي سمع عبد اللّه بن وهب، و عبد اللّه بن بكير.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (4)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنبأنا ابن الفضل القطّان، أنبأنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد محمّد بن سليمان بن فارس، حدّثنا محمّد بن إسماعيل البخاري قال: محمّد بن بكير بن واصل الحضرمي بغدادي.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل - إذنا - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا حمد - إجازة-. ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (6):محمّد بن بكير الحضرمي الأصبهاني، و هو ابن بكير بن واصل، روى عن شريك، و خالد الواسطي، و هشيم، و أبي معشر، و عبد اللّه بن وهب، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عنه أبي، سألت أبي عنه ؟ فقال: صدوق عندي يغلط أحيانا.

ص: 162


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: «خرباق» تصحيف، ترجمته في ذكر أخبار أصبهان 311/1.
2- زيد بعدها في «ز»: رضي اللّه عنهما.
3- رواه البخاري في التاريخ الكبير 46/1/1.
4- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 96/2.
6- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 214/7.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس الشّقّاني، أنبأنا أبو بكر بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكّي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو الحسين محمّد بن بكير الحضرمي سمع عبد اللّه بن وهب.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو الحسين محمّد بن بكير الحضرمي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي قال (1) أبو الحسين محمّد ابن بكير بن واصل البغدادي الحضرمي، سمع عبد اللّه بن وهب، كنّاه مسلم.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال (2):محمّد بن بكير بن واصل بن مالك بن قيس بن جابر بن ربيعة الحضرمي أبو الحسين، قدم أصبهان سنة ست عشرة (3) و مائتين، و توفي بعد العشرين، روى عنه أبو مسعود، و أسيد بن عاصم، و هو صاحب غرائب.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغسّاني، و أبو منصور المقرئ، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):محمّد بن بكير بن واصل، أبو الحسين الحضرمي، سمع شريك بن عبد اللّه النخعي، و عمر بن مسافر البصري، و خالد بن عبد اللّه الواسطي، و مصعب بن سلام الكوفي، و أبا معشر المدني، و عبد اللّه بن وهب المصري، روى عنه محمّد بن إسحاق الصّغاني، و عبّاس بن محمّد الدّوري، و أحمد بن أبي خيثمة النسائي، و إبراهيم بن إسحاق الحربي، و عيسى بن عبد اللّه زغاث (5) و غيرهم.

قال الخطيب (6):و أنبأنا علي بن محمّد الدقّاق قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن

ص: 163


1- الكنى و الأسماء للدولابي 150/2.
2- ذكر أخبار أصبهان 176/2.
3- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في ذكر أخبار أصبهان: و عشرين.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 95/2.
5- كذا بالأصل و د، و تاريخ بغداد، و في «ز»: «رغاث» و كتب مصحح تاريخ بغداد بالهامش: كذا بالأصل المصور، و في المخطوط رغاث، بالراء و التاء المثناة.
6- تاريخ بغداد 96/2.

أبي العبّاس بن سعيد قال: سمعت محمّد بن غالب يقول: حدّثنا محمّد بن بكير الحضرمي الثقة.

قال الخطيب (1):حدّثني عبد اللّه (2) بن أبي الفتح، و عبد العزيز بن أبي الحسن، قالا:

حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلاّل، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثنا جدّي قال: محمّد بن بكير الحضرمي شيخ ثقة صدوق.

6143 - محمّد بن بندار بن إبراهيم بن عمرو بن عيسى أبو نعيم الأسترآباذي الفقيه

6143 - محمّد بن بندار بن إبراهيم بن عمرو بن عيسى أبو نعيم الأسترآباذي الفقيه (3)

رفيق أبي أحمد بن عدي الجرجاني في رحلته إلى الشام.

حدّث عن أبي خليفة الجمحي، و عبدان بن أحمد الجواليقي.

روى عنه: عبدوس بن علي الجرجاني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف السهمي (4)،قال: محمّد بن بندار بن إبراهيم بن عمرو بن عيسى أبو نعيم الأسترآباذي الفقيه، جمع بين الفقه و معرفة الحديث، كان رفيق شيخنا أبي أحمد بن عدي إلى الشام و مصر.

روى عنه أبو خليفة، و عبدان و غيرهما، روى عنه عبدوس بن علي الجرجاني - بسمرقند-.

6144 - محمّد بن بوري بن طغتكين أبو المظفّر المعروف بجمال الدّين

6144 - محمّد بن بوري بن طغتكين أبو المظفّر المعروف بجمال الدّين (5)

كان أبوه قد ولاّه بعلبك في حياته، فأقام و اليها سنين إلى أن دبّر على أخيه محمود بن بوري حتى قتل، و وصل دمشق و ولي أمرها في شوال سنة ثلاث و ثلاثين و خمسمائة و كان ضعيف السيرة و لم تطل مدّته، فمات في ثامن شعبان سنة أربع و ثلاثين، و أجلس ابنه أبق بن محمّد، و هو صغير دون البلوغ في موضعه.

ص: 164


1- تاريخ بغداد 96/2.
2- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد: عبيد اللّه.
3- ترجمته في تاريخ جرجان ص 439 رقم 816، و الأنساب (الأسترآباديّ ). و الأسترآباذي نسبة إلى أسترآباذ بالفتح ثم السكون و فتح التاء المثناة من فوق وراء و ألف و ياء موحدة و ألف و ذال معجمة بلدة كبيرة مشهورة من أعمال طبرستان بين سارية و جرجان كما في معجم البلدان، و ضبطت بكسر الألف في الأنساب.
4- الخبر في تاريخ جرجان ص 439 و الأنساب (الأسترآباذي).
5- الوافي بالوفيات 273/2 و أمراء دمشق ص 96 و شذرات الذهب 105/4.
6145 - محمّد بن بيان بن محمّد أبو عبد اللّه الكازروني الفقيه الشافعي

6145 - محمّد بن بيان بن محمّد أبو عبد اللّه الكازروني (1) الفقيه الشافعي (2)

سكن آمد، و تفقّه عليه جماعة بها منهم: الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد.

و قدم دمشق حاجّا، و حدّث عن أبي الحسن بن رزقويه (3)،و أبي الفرج الحسين بن عبد اللّه بن أحمد الصابوني، و أبي الحسين بن بشران، و أبي عبد اللّه أحمد بن الحسن بن سهل ابن خليفة البلدي، و أبي عمر الهاشمي، و أبي الحسين أحمد بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن عقيل الفقيه الشافعي، و أبي الفتح محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس (4)،و أبي نصر أحمد بن عبد اللّه بن محمّد بن الخليل الموصلي.

روى عنه: أبو إسحاق إبراهيم بن فارس الأزدي، و أبو غانم عبد الرزّاق بن عبد اللّه بن أبي حصين المعري (5)،و أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن بن طلحة بن النحّاس التّنّيسي، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن علي بن القاسم الكاملي، و عبد الواحد بن إسماعيل الطبري.

[قال ابن عساكر] (6) و ذكر لي ضبّة بن أحمد أنه لقيه و سمع منه غير أنه لم يكن عنده عنه شيء.

أخبرنا أبو البيان محمّد بن أبي غانم عبد الرزّاق بن أبي حصين، أنبأنا أبي، حدّثنا الفقيه أبو عبد اللّه محمّد بن بيان بن محمّد الكازروني عند اجتيازه للحج بظاهر معرة النعمان سنة سبع و ثلاثين و أربعمائة. حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقويه ببغداد، حدّثنا أبو الحسن علي بن محمّد بن الزبير الكوفي القرشي، حدّثنا إبراهيم بن أبي العنبس، حدّثنا جعفر ابن عون، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه المسعودي، عن سماك بن حرب، عن عبد الرّحمن ابن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن مسعود قال: جمعنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كنت آخر من أتاه، و نحن أربعون رجلا فقال:«إنكم مصيبون و منصورون و مفتوح لكم، فمن أدرك ذلك فليتّق اللّه عزّ و جلّ - و ليأمر بالمعروف، و لينه عن المنكر، و ليصل الرحم، و من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» (7)[10976].

ص: 165


1- الكازروني نسبة إلى كازرون إحدى بلاد فارس (الأنساب) و ضبطها السمعاني نصا بسكون الزاي، و في معجم البلدان ضبطت الزاي بالقلم بفتحة.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 171/18 و طبقات الشافعية للسبكي 122/4.
3- هو أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البغدادي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 17/رقم 155.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 17/رقم 133.
5- تصحفت في طبقات السكبي إلى:«العدي».
6- زيادة منا للإيضاح.
7- نقل الذهبي عن ابن النجار قوله: توفي سنة خمس و خمسين و أربعمائة (سير أعلام النبلاء 172/18).
6147 - محمّد بن بيهس أبو الأسود المقرئ الشّاعر

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أحمد بن الفضل بن محمّد الباطرقاني - إجازة - أنبأنا أحمد بن محمّد بن يوسف بن مردة قال: قال لنا علي بن داود أبو الحسن الداراني: قرأت على أبي الأسود محمّد بن بيهس الشّاعر و كان من أفصح الناس بتلاوة القرآن و رواية الشعر.

حرف التاء في أسماء آباء المحمدين

6148 - محمّد تسنيم

حكي عنه منام رآه لشعبة.

روى عنه: هارون بن هزاري.

أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمّد بن أحمد، و أبو نصر محمود بن الفضل الأصبهانيّان، قالا: أنبأنا أبو علي أحمد بن محمّد بن أحمد البرداني - ببغداد - أنبأنا هنّاد بن إبراهيم النّسفي (1)،حدّثنا القاضي أبو العبّاس أحمد بن الحسين النهاوندي، حدّثنا علي بن الحسن بن محمّد القزويني، حدّثنا أبو معاذ عبيد اللّه بن الحسين البجلي، حدّثنا هارون بن هزاري، قال: سمعت محمّد بن تسنيم الدمشقي يقول: رأيت شعبة و مسعرا في النوم، و كفّ مسعر في كف شعبة، قال: و كنت بشعبة آنس مني بمسعر، فقلت لشعبة: ما فعل اللّه بك ؟ فأنشأ يقول:

حباني إلهي في الجنان بقبّة *** لها ألف باب من لجين و جوهر

و نقلي لثام الحور اللّه خصّني *** بقصر مشيد تربة القصر عنبر

و قال لي الجبار: يا شعبة الذي *** تبحّر في جمع العلوم فأكثر

تنعم بذكري انني عنك راضيا *** و عن عبدي القوّام بالليل مسعر

كفى مسعرا عزّا بأن سيزورني *** فاكشف عن وجهي له ثم ينظر

له كلّ يوم نظرتان و إنني *** سأجلسه للمصطفى فوق منبر

فهذا فعالي بالذين رضيتهم *** و لم يركبوا في سالف الدهر منكر

ص: 166


1- بالأصل:«الشيعي» و المثبت «النسفي» عن «ز»، و د.
6148 - محمّد بن تمّام اللّخمي من أهل دمشق

حدّث عن منبّه بن عثمان (1).

روى عنه: ابن المعلّى، و علي بن محمّد، و محمّد بن هارون بن محمّد بن بكّار بن بلال.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنبأنا عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن بن السمسار، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مروان، حدّثنا أحمد بن المعلّى، حدّثنا محمّد بن الخليل، حدّثنا ابن عيّاش، عن يحيى بن الحارث، حدّثني القاسم أبو عبد الرّحمن عن فضالة ابن عبيد (2)،و تميم الدّاري أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من قرأ عشر آيات في ليلة كتب من المصلّين و لم يكتب من الغافلين، و من قرأ خمسين آية كتب من الحافظين، و من قرأ مائة آية كتب من القانتين، و من قرأ ثلاثمائة آية لم يحاجّه القرآن في تلك الليلة، و يقول ربّك عز و جل: لقد نصب عبدي فيّ ، و من قرأ ألف آية كان له قنطار، القيراط منه خير من الدنيا و ما فيها، فإذا كان يوم القيامة قيل له: اقرأ و ارقه، فكلما قرأ آية صعد درجة حتى ينتهي إلى ما معه، و يقول اللّه عزّ و جلّ له: اقبض بيمينك على الخلد و شمالك على النعيم»[10977].

قال: و حدّثنا أحمد بن المعلّى قال: و حدّثني محمّد بن تمّام اللّخمي، حدّثني منبّه، عن صدقة - و هو ابن عبد اللّه - عن يحيى بن الحارث، عن القاسم، عن فضالة بن عبيد، و تميم الداري عن النبي صلى اللّه عليه و سلم بهذا الحديث.

قال أبو عبد اللّه بن مندة: مات محمّد بن تمّام بعد الستين - يعني - و مائتين.

6149 - محمّد بن تمّام بن صالح أبو بكر البهراني الحمصي ،ثم السّلماني

6149 - محمّد بن تمّام بن صالح أبو بكر البهراني الحمصي (3)،ثم السّلماني (4)

من أهل سلمية.

ص: 167


1- هو منبه بن عثمان الدمشقي اللخمي، المحدث، ترجمته في سير أعلام النبلاء 159/10.
2- هو الصحابي أبو محمد فضالة بن عبيد بن نافذ بن قيس الأنصاري ترجمته في سير أعلام النبلاء 113/2.
3- مكانها بياض في د.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 468/14 و ميزان الاعتدال 494/3 و لسان الميزان 97/5. و السلماني كذا بالأصل، و د، و «ز»، و هذه النسبة إلى سلمية كما قال: إنه من أهل سلمية، و في الأنساب و اللباب النسبة إلى سلمية: السلمي بفتح السين المهملة و فتح اللام. و سلمية قرية بحمص، و قال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ : سلمية بين حماة و رفنية (راجع الأنساب، و معجم البلدان، و اللباب).

حدّث بدمشق عن محمّد بن مصفّى الحمصي، و المسيّب بن واضح، و عمرو بن عثمان، و عبد الوهّاب بن الضحّاك العرضي، و عبد الرّحمن بن محمّد بن سلام، و محمّد بن قدامة، و هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، و مؤمّل بن إهاب، و محمّد بن آدم، و عبد اللّه بن خبيق الأنطاكي، و كثير بن عبيد، و أبي تقي هشام بن عبد الملك، و خداش بن مخلد.

روى عنه: محمّد بن سليمان بن يوسف الربعي، و أبو علي بن أبي الزّمزام، و الفضل ابن جعفر، و أبو الحسين علي بن أحمد بن عبيد بن محمّد بن يحيى بن حمزة البتلهي، و أبو علي الحسن بن منير، و أبو بكر بن المقرئ، و أبو زرعة و أبو بكر ابنا أبي دجانة، و الحسن بن عبد اللّه بن سعيد البعلبكي، و أبو هاشم المؤدّب، و أبو علي الحافظ ، و القاضي أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن يزيد الحلبي، و أبو بكر الأبهري، و أبو زكريا يحيى بن مسعر بن محمّد المقرئ، و أبو أحمد بن عدي الجرجاني، و أحمد بن عبد اللّه بن البرامي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو عبد اللّه بن سلوان، أنبأنا الفضل بن جعفر، حدّثنا محمّد بن تمّام بن صالح أبو بكر الحمصي، حدّثنا المسيّب بن واضح، حدّثنا أبو إسحاق الفزاري، عن زائدة، عن محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«المجاهد في سبيل اللّه كالقانت الصائم الذي لا يفتر، حتى يرجع إلى أهله بما رجع من أجر و غنيمة، أو يتوفاه فيدخله الجنة»[10978].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو بكر محمّد ابن عبد اللّه بن محمّد الأبهري الفقيه، أنبأنا أبو بكر محمّد بن تمّام الحمصي - بدمشق - حدّثنا عمرو بن عثمان، حدّثنا بقيّة، عن ابن المبارك، عن معمر، عن عمرو بن عبد اللّه، عن عكرمة، عن ابن عبّاس و أبي هريرة قالا:

نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن شريطة (1) الشيطان - يعني التي لا تقطع أوداجها[10979].

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأنا جدّي أبو عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر محمّد بن

ص: 168


1- الشريطة: الشاة أثّر في حلقها أثر يسير، كشرط المحاجم من غير إفراء أوداج و لا إنهار دم أي لا يستقصي في ذبحها، و كان يفعل ذلك في الجاهلية، كانوا يقطعون يسيرا من حلقها و يتركونها حتى تموت و يجعلونه ذكاة لها، و هي كالذكية و الذبيحة و النطيحة، و هي التي نهى عن ذلك في الحديث. راجع تاج العروس: شرط ، و الفائق 648/1 و النهاية 460/2.

عوف بن أحمد المزني، أنبأنا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي المؤدّب، أنبأنا محمّد بن تمّام قدم علينا، حدّثنا المسيّب بن واضح بحديث ذكره.

و ذكره أبو عبد اللّه بن مندة فقال: حدث عن محمّد بن آدم المصيصي بمناكير (1)، حدّثنا عنه أبو علي النيسابوري.

قرأت بخط أحمد بن إبراهيم بن تمّام بن حيّان البعلبكي القاضي في كتابه الذي كتبه عن علي بن أحمد بن عبد اللّه بن محمّد بن يحيى بن حمزة الرّازي، عن محمّد بن تمّام توفي أبو بكر محمّد بن تمّام ليلة الجمعة النصف من شهر رجب من سنة ثلاث عشرة و ثلاثمائة (2).

6150 - محمّد بن تميم من أهل دمشق

حدّث عن عطاء الخراساني.

روى عنه: الوليد بن مسلم.

6151 - محمّد بن توبة أبو بكر الطّرسوسي الزّاهد

6151 - محمّد بن توبة أبو بكر الطّرسوسي الزّاهد (3)

سكن دمشق، و حدّث عن فضيل بن عياض، و موسى بن عبد الرّحمن بن مهدي، و سعيد بن عامر، و أحمد بن المهتدي، و إسحاق بن أبي إسرائيل، و روح بن عبادة، و علي بن شقيق المروزي، و خلف بن تميم.

روى عنه: أحمد بن أبي الحواري، و أبو زرعة الدمشقي، و أخوه عبد اللّه بن عمرو النصري.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا ابن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون البجلي، حدّثنا أبو زرعة، حدّثني محمّد بن توبة - و في غير روايتنا: أحد المتعبّدين - حدّثنا موسى بن عبد الرّحمن بن مهدي، عن أبيه، عن حمّاد بن زيد قال: قال لي أيوب: لو جئت حتى تنظر في شيء من الرأي قال: قلت: نعم، فسكت سكتة ثم قال: قيل للحمار ما لك لا تجترّ؟ قال: أكره مضغ الباطل.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم - إذنا - حدّثني عبد العزيز بن أحمد - لفظا - و الحسن ابن علي اللبّاد، أخبرني - قالا: أنبأنا - أبو الحسين الميداني، أنبأنا أحمد بن عبد الوهّاب بن

ص: 169


1- سير أعلام النبلاء 468/14.
2- سير أعلام النبلاء 468/14.
3- ترجمته في الجرح و التعديل 215/7.

محمّد اللّهبي، أنبأنا محمّد بن العبّاس بن الدّرفس، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، حدّثنا أبو بكر محمّد بن توبة، حدّثنا روح، حدّثنا عمر بن سعيد بن أبي حسين بن أبي مليكة قال: أهدى عبد اللّه بن عامر بن كريز إلى عائشة هدية فظنّت أنه عبد اللّه بن عمرو فردتها و قالت: يتتبّع الكتب (1)،و قد قال اللّه عزّ و جلّ : أَ وَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنّٰا أَنْزَلْنٰا عَلَيْكَ الْكِتٰابَ يُتْلىٰ عَلَيْهِمْ (2) فقيل لها: إنه عبد اللّه بن عامر، فقبلتها.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي، أنبأنا أبو علي الأهوازي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، حدّثنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، حدّثنا محمّد ابن توبة أبو بكر الطّرسوسي قال: رئي فضيل بن عياض عشية عرفة واضعا يده تحت خده قد حال البكاء بينه و بين الدعاء، قال: فلما غابت الشمس و أفاض الناس رفع رأسه إلى السماء فقال: وا سوأتاه و إن غفرت.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنبأنا أبو القاسم ابن مندة، أنبأنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (3):محمّد بن توبة الزاهد روى عن فضيل بن عياض، روى عنه أحمد بن أبي الحواري.

6152 - محمّد بن توبة أبو طاهر البخاري

قدم دمشق، و حدّث بها عن أبي العبّاس بن يزداد الرازي.

روى عنه عبد العزيز الكتّاني، و أبو القاسم بن أبي العلاء.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن توبة البخاري، قدم علينا، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن يزداد الرازي، حدّثنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم - الرازي و اسمه: محمّد بن إدريس بن المنذر الحنظلي (4)-حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عمرو الغزي - بغزة - حدّثنا محمّد بن يوسف الفريابي، حدّثنا سفيان، عن عبد الملك بن أبي بشير، عن عبد اللّه بن مساور قال: سمعت ابن عبّاس يقول:

ص: 170


1- تريد كتب اليهود و النصارى.
2- سورة العنكبوت، الآية:51.
3- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 215/7.
4- تقدمت ترجمته قريبا في كتابنا.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ليس المؤمن الذي يشبع و جاره جائع إلى جنبه»[10980].

كذا نسب الكتّاني هذا الشيخ في معجم شيوخه، و قد أسقط من نسبه رجلين لأنه محمّد ابن علي بن محمّد بن توبة، و إنّما صنع ذلك لأجل التاء في آباء المحمّدين، و قد روى عنه في موضع آخر و نسبه على الصواب، و قد ذكرته في موضعه و نقلته من خطه، و قد روى أبو القاسم بن أبي العلاء هذا الحديث عن هذا الشيخ و نسبه على الصواب.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء، و أبو القاسم الحسين بن أحمد بن عبد الصّمد بن تميم - إذنا. قالا: أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن علي ابن محمّد بن توبة، أنبأنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن يزداد الرازي، حدّثنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرازي فذكره.

حرف الثاء في أسماء آباء المحمّدين

6153 - محمّد بن ثابت بن قيس بن شمّاس بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن

الأغرّ بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي (1)

ولد على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم، و حنّكه بريقه.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا، و عن أبيه حديثا، و عن سالم مولى أبي حذيفة.

روى عنه: ابناه إسماعيل و يوسف، و محمّد بن مسلم الزهري، و يعقوب بن عمر بن قتادة، و كانت له بدمشق دار، على ما قيل.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا عبد الرّحمن بن يحيى بن مندة، حدّثنا أبو مسعود، أنبأنا علي بن عبد اللّه، حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنا أبو ثابت من ولد ثابت بن قيس بن شمّاس، حدّثني إسماعيل بن محمّد بن ثابت بن قيس بن شمّاس عن أبيه، أنّ أباه ثابتا فارق أمه جميلة (2) و هي حاملة (3) بمحمّد،

ص: 171


1- ترجمته في تهذيب الكمال 154/16 و تهذيب التهذيب 56/5 و طبقات ابن سعد 81/5 و الوافي بالوفيات 280/2 و الإصابة 473/3 رقم 8295 و أسد الغابة 307/4 و الاستيعاب 1367/4.
2- و هي جميلة بنت عبد اللّه بن أبي بن سلول.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»: حاملة. يقال هي حامل و حاملة على النسب و على الفعل إذا كانت حبلى، و أهل البصرة يقولون: و الصواب أن يقال قولهم حامل و طالق و حائض و أشباه ذلك من الصفات التي لا علامة فيها للتأنيث و إنما هي أوصاف مذكرة وصف بها الإناث (راجع تاج العروس ط دار الفكر: حمل).

فلما وضعت حلفت أن لا تلبنه من لبنها، فجاء به ثابت إلى رسول (1) اللّه صلى اللّه عليه و سلم في خرقة، فأخبره بالقصّة، فقال:«ادنه منّي» قال: فأدنيته منه، فبزق في فيه و سمّاه محمّدا و حنّكه بتمرة عجوة و قال:«اذهب به فإن اللّه عزّ و جل رازقه» (2)[10981].

قال ابن مندة: هذا حديث غريب لا يعرف إلاّ من حديث زيد بن الحباب، و محمّد بن ثابت بن قيس بن شمّاس الأنصاري ولد في زمان النبي صلى اللّه عليه و سلم، و لا تصح له صحبة (3).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن الآبنوسي، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أحمد بن محمّد بن يحيى ابن سعيد القطّان، حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنا أبو ثابت من ولد ثابت بن قيس بن شمّاس، حدّثني إسماعيل بن محمّد بن ثابت بن قيس عن أبيه أنّ أباه ثابتا فارق أمّه جميلة بنت أبيّ (4)و هي حامل (5) بمحمّد، فلما وضعت حلفت أن لا تلبنه من لبنها، فجاء به ثابت إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم في خرقة فأخبره القصّة، فقال:«ادنه منّي» فأدنيته منه، فبزق في فيه و سمّاه محمّدا و حنّكه بتمرة عجوة و قال:«اذهب به، فإنّ اللّه رازقه» و قال:«اختلف به» قال: فاختلفت به اليوم الأول و الثاني و الثالث، قال: فتلقتني امرأة من العرب تسأل عن ثابت بن قيس بن شمّاس فقلت: و ما تريدين منه ؟ أنا ثابت بن قيس بن شمّاس، قالت: رأيته في ليلتي هذه كأنّي أرضع ابنا له يقال له محمّد، قال: فأنا ثابت و هذا ابني محمّد، قال: و أخذته و إن درعها لينعصر من لبنها من ثديها.

رواه غيرهما عن زيد بن الحباب فسمى الرجل.

أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب بن يوسف العدل، حدّثنا يحيى بن أبي طالب، حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنا أبو ثابت زيد بن إسحاق بن إسماعيل بن محمّد بن ثابت بن

ص: 172


1- بالأصل:«النبي صلى اللّه عليه و سلم» ثم شطبت لفظة «النبي» بخط أفقي و استدرك على هامش الأصل:«رسول اللّه».
2- الإصابة 473/3 و أسد الغابة 307/4.
3- و عده ابن عبد البر في الصحابة، راجع الاستيعاب.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: جميلة بنت عبد اللّه بن أبي.
5- رسمها بالأصل:«سر» و في د:«مسق» و فوقها ضبة و المثبت عن «ز».

قيس بن شمّاس الأنصاري، حدّثني إسماعيل بن محمّد بن ثابت عن أبيه محمّد بن ثابت أن أباه ثابت بن قيس بن شمّاس فارق جميلة بنت عبد اللّه بن أبيّ و هي حامل بمحمّد، فلما أن ولدته حلفت أن لا تلبنه من لبنها، فدعى به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فبزق في فيه، و حنّكه بتمرة عجوة و سمّاه محمّدا و قال:«اختلف به، فإن اللّه رازقه» فأتيته اليوم الأول و الثاني و الثالث، فإذا امرأة من العرب تسأل عن ثابت بن قيس فقال لها: ما تريدين منه ؟ أنا ثابت، قالت: رأيت في منامي كأنّي أرضع ابنا له يقال له محمّد، فقال لها ثابت: هذا ابني محمّد، فإذا درعها ينعصر من لبنها.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد، أنبأنا عفّان بن مسلم، أنبأنا حمّاد بن سلمة، أنبأنا يحيى بن إبراهيم بن محمّد بن ثابت بن قيس بن شمّاس أن جميلة بنت أبيّ اختلعت من ثابت بن قيس فانتقلت، فولدت محمّدا فجعلته في ليف (1) و أرسلته إلى ثابت فأتى به ثابت النبي صلى اللّه عليه و سلم فحنّكه و سمّاه محمّدا، فاستعرض له في قوم آخرين.

[قال ابن عساكر:] (2) قال الصوري: كذا في الأصل: فاستعرض، و الصواب:

فاسترضع (3).

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ، أنبأنا أبو العبّاس بن قتيبة، حدّثنا حرملة، أنبأنا ابن وهب، أخبرني داود بن عبد الرّحمن المكي، عن عمر بن الحارث المازني، عن يوسف بن محمّد بن قيس بن شمّاس عن أبيه عن جده عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه دخل عليه فقال:«اكشف البأس رب الناس عن ثابت بن قيس بن شمّاس» ثم أخذ ترابا من بطحان، فجعله في قدح فيه ماء ثم صبّه عليه.

كذا وقع في هذه الرواية، و الصواب: عمرو (4) بن يحيى.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا أبو بكر الخطيب.

ص: 173


1- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في سير أعلام النبلاء 312/1 «لفيف».
2- زيادة منا للإيضاح.
3- و في سير أعلام النبلاء: فاتخذ له مرضعا.
4- كذا بالأصل «عمر»، و في د، و «ز»: «عمرو» و هو ما سيرد بالأصل في الخبر التالي، و هو ما أثبتناه.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، قالوا: أنبأنا أبو الحسن بن الفضل القطّان، أنبأنا (1) عبد اللّه بن جعفر [بن درستويه أنا يعقوب بن سفيان] (2) حدّثني أحمد بن عمرو بن السرح، و يونس بن عبد الأعلى قالا: حدّثنا ابن وهب، حدّثني داود بن عبد الرّحمن المكي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو بكر الرّوذباري، أنبأنا أبو بكر بن داسة، حدّثنا أبو داود، حدّثنا ابن السّرح، فذكر بإسناده نحوه.

أخبرناه عاليا على الصواب أبو سعد بن البغدادي، أنبأنا محمود بن جعفر، و عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، و أبو منصور بن شكرويه.

قالوا: أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان بن البغدادي، حدّثنا عبد اللّه ابن محمّد بن عبد الكريم، حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، حدّثنا ابن وهب، أخبرني داود بن عبد الرّحمن المكي عن عمرو بن يحيى المازني عن يوسف بن محمّد بن ثابت بن قيس بن شمّاس،[عن أبيه عن جده قال: دخل عليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«اكشف الباس رب الناس عن ثابت بن قيس بن الشماس»] (3) ثم أخذ ترابا من بطحان فجعله في قدح فيه ماء، فصبّه عليه.

و هكذا رواه سليمان بن بلال عن عمرو بن يحيى.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا أبو القاسم تمام ابن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو نصر بن الجندي، و أبو بكر القطّان، و أبو القاسم ابن أبي العقب، قالوا: أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا يحيى - يعني - ابن صالح، حدّثنا سليمان بن بلال، عن عمرو بن يحيى الأنصاري، عن يوسف بن محمّد بن ثابت بن قيس بن شمّاس عن أبيه عن جده أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«اكشف البأس رب الناس، عن ثابت بن قيس بن شماس» ثم أخذ ترابا فجعله في قدح ثم غسله به[10982].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الفهم، حدّثنا

ص: 174


1- بالأصل و د:«أنبأنا أبو عبد اللّه» و المثبت عن «ز».
2- الزيادة بين معكوفتين لتقويم السند عن د، و «ز»، و قد أخرت الجملة بالأصل و وضعت في غير مكانها.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و د.

محمّد بن سعد، أنبأنا محمّد بن عمر، حدّثني يونس بن محمّد الظّفري، عن يعقوب بن عمر ابن قتادة، أخبرني محمّد بن ثابت بن قيس بن شمّاس قال: لما انكشف المسلمون يوم اليمامة قال سالم مولى أبي حذيفة: ما هكذا كنا نفعل مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فحفر لنفسه حفرة، و قام فيها، و معه راية المهاجرين يومئذ، فقاتل حتى قتل - رحمه اللّه - يوم اليمامة شهيدا سنة اثنتي عشرة و ذلك في خلافة أبي بكر.

ذكر أبو الحسين الرازي بأسانيده عن شيوخه الدمشقيين أنّ الدار المعروفة بدار البراد الكبيرة كانت دار ثابت بن قيس بن شمّاس الأنصاري الصحابي، ثم كانت لعبد اللّه و محمّد ابني ثابت بن قيس و هي حبس كان عبد اللّه و محمّد ابني ثابت حبساها على أولادهما و من ولدهما في الغوطة في قرية يقال لها عربيل (1)[قال ابن عساكر:] (2) و في هذا نظر، فإنّ ثابت ابن قيس قتل يوم اليمامة في خلافة أبي بكر قبل فتح دمشق بلا خلاف بين أهل السيرة، فكيف تكون له بدمشق دار؟ و لعل الدار كانت لابنيه، و اللّه أعلم.

و قد روي أن محمّد بن ثابت بن قيس بن شمّاس كان غازيا بالشام و أرسله يزيد بن معاوية إلى أهل المدينة قبل الحرّة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور قالا: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني، أنبأنا أبو الحسين الأهوازي، أنبأنا أبو حفص الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (3):

محمّد بن ثابت بن قيس بن شمّاس بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغرّ (4) بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج و أمّه جميلة بنت عبد اللّه بن أبيّ بن سلول، قتل هو و أخوه يحيى و عبد اللّه، بنو ثابت، يوم الحرّة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن فهم، حدّثنا محمّد بن سعد (5) قال في الطبقة

ص: 175


1- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن «ز»، و د. من قرى الغوطة (راجع غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص 83) و قيل فيها: عربين (غوطة دمشق ص 57).
2- زيادة منا للإيضاح.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 414 رقم 2035.
4- إعجامها مضطرب بالأصل، و «ز»، و د، و قد تقرأ:«الأعز» و في طبقات خليفة أيضا: الأعز.
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 81/5.

الأولى من أهل المدينة: محمّد بن ثابت بن قيس بن شمّاس بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن الأغرّ بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، و أمّه جميلة بنت عبد اللّه بن أبيّ بن سلول من بلحبلى، و أخوه لأمّه عبد اللّه بن حنظلة بن أبي عامر الراهب، و حنظلة هو غسيل الملائكة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالا: أنبأنا أبو أحمد الغندجاني، أنبأنا أبو بكر الشيرازي، أنبأنا أبو الحسن المقرئ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل قال (1):محمّد بن ثابت بن قيس بن شمّاس الأنصاري، حدّثني (2) أنّ ثابتا فارق أمّه جميلة و هي نسوء (3) بمحمّد، فولدت، قال ثابت: فأتيت به النبي صلى اللّه عليه و سلم، فبزق في فيه، و سمّاه محمّدا، و حنّكه عجوة.

قاله لنا علي عن زيد بن الحباب عن أبي ثابت، عن إسماعيل بن محمّد بن ثابت عن أبيه يحيى بن صالح، عن داود بن عبد الرّحمن، عن عمرو بن يحيى الأنصاري، عن يوسف ابن محمّد بن ثابت عن أبيه، عن جده عن النبي صلى اللّه عليه و سلم في الرقية.

و قال أبو عاصم عن ابن جريج عن عمرو عن يوسف بن محمّد قال: أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم ثابت (4) في الرقية، و قال لنا موسى بن إسماعيل: عن وهيب، عن عمرو، عن فلان بن محمّد ابن ثابت بن قيس أنّ ثابتا أتى النبيّ صلى اللّه عليه و سلم نحوه.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنبأنا أبو القاسم العبدي، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد، قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5)،قال:

محمّد بن ثابت بن قيس بن شمّاس الأنصاري أتى به أبوه النبي صلى اللّه عليه و سلم، فسمّاه محمّدا، و حنّكه بتمر عجوة.

ص: 176


1- رواه البخاري في التاريخ الكبير 51/1/1-52.
2- كذا بالأصل، و «ز»، و د، و في التاريخ الكبير: مدني.
3- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و التاريخ الكبير، و كتب على هامش «ز»: «لعله: حامل».
4- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في التاريخ الكبير: ثابتا.
5- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 215/7.

فيما رواه زيد بن الحباب عن أبي ثابت عن (1) إسماعيل بن محمّد بن ثابت عن أبيه، و روى عنه ابنه إسماعيل سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد قال: و قال ابن عمر:

قتل محمّد بن ثابت بن قيس بن شمّاس يوم الحرّة سنة ثلاث و ستين، و كانت أمّه جميلة بنت عبد اللّه بن أبيّ ، و لا أعلم روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم غير هذا - يعني - الحديث الأول.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة (2) قال في تسمية من قتل من الأنصار يوم الحرّة: محمّد، و يحيى، و عبد اللّه بنو ثابت بن قيس بن شمّاس.

6154 - محمّد بن ثابت بن مهران أبو ذرّ

6154 - محمّد بن ثابت بن مهران أبو ذرّ (3)

نزل دمشق، و حدّث بها عن عبد اللّه بن بكر السهمي، و عبد الوهّاب بن عطاء.

كتب عنه أبو حاتم الرازي.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا ابن مندة، أنبأنا حمد - إجازة-. ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4):محمّد بن ثابت بن مهران أبو ذرّ نزيل دمشق، روى عن عبد اللّه بن بكر السهمي، و عبد الوهّاب بن عطاء، سمع منه أبي بدمشق في الرحلة الأولى، سئل أبي عنه فقال: صدوق.

6155 - محمّد بن ثعلبة أبو الأصبغ الأزدي

6155 - محمّد بن ثعلبة أبو الأصبغ الأزدي (5)

حدّث عن ضمرة بن ربيعة.

روى عنه أبو حاتم الرّازي.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنبأنا ابن مندة، أنبأنا حمد - إجازة-. ح قال:

و أنبأنا ابن سلمة، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (6):محمّد بن ثعلبة أبو الأصبغ الأزدي، روى عن ضمرة، كتب أبي عنه بدمشق، و روى عنه.

ص: 177


1- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و سقطت «عن» من الجرح و التعديل.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 249 (ت. العمري).
3- ترجمته في الجرح و التعديل 217/7.
4- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 217/7.
5- ترجمته في الجرح و التعديل 218/7.
6- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 218/7.

حرف الجيم في أسماء آبائهم

6156 - محمّد بن جابر بن حمّاد أبو عبد اللّه المروزي الفقيه الحافظ

6156 - محمّد بن جابر بن حمّاد أبو عبد اللّه المروزي الفقيه الحافظ (1)

سمع بدمشق و مصر و غيرهما: هشام بن عمّار، و محمود بن خالد، و دحيما، و أحمد ابن حنبل، و علي بن المديني، و هدبة، و شيبان، و أبا كريب، و عمرو بن عبد اللّه الأودي، و حبّان بن موسى، و علي بن حجر، و إسحاق بن راهوية، و يعقوب بن حميد، و أبا مصعب المديني، و أحمد بن صالح المصري، و محمّد بن المصفّى، و قتيبة بن سعيد، و عبّاس بن الوليد، و عبد الأعلى النرسيين، و عمرو بن عثمان الحمصي، و عبد الرّحمن بن بشر بن الحكم، و جماعة سواهم.

روى عنه البخاري في تاريخه، و أبو بكر بن خزيمة، و أبو حامد بن الشّرقي، و أبو العبّاس الدّغولي (2)،و المحبوبي محمّد بن أحمد بن محبوب (3)،و أبو حامد أحمد بن علي ابن الحسن الحسنوي (4).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي - قراءة عليه - أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو العباس المحبوبي - بمرو - حدّثنا محمّد بن جابر الفقيه، حدّثنا أبو أنس كثير ابن محمّد التميمي، حدّثنا خلف بن خالد البصري أبو محمّد، حدّثنا سليم - و هو ابن مسلم الخشّاب - عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من آتاه اللّه وجها حسنا، و اسما حسنا، و جعله في موضع غير شائن له فهو من صفوة اللّه من خلقه».

قال ابن عبّاس: قال الشاعر:

أنت شرط النبي إذ قال يوما *** اطلبوا الخير من حسان الوجوه

قال البيهقي في هذا الإسناد ضعيف.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

ص: 178


1- ترجمته في تذكرة الحفاظ 644/2 و سير أعلام النبلاء 281/13 و شذرات الذهب 175/2.
2- هو محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللّه السرخسي شيخ خراسان، ترجمته في سير أعلام النبلاء 557/14.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 537/15.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 548/15.

سمعت أبا العبّاس المحبوبي يقول: سمعت محمّد بن جابر الفقيه يقول: سمعت هشام بن عمّار يقول: جلس يحيى بن أكثم هاهنا و أشار إلى موضع في مسجد دمشق، و ذكر حكاية.

قال (1):و سمعت أبا العباس محمّد بن أحمد المحبوبي يقول: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن جابر الفقيه يقول: رأيت أبا عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل، و أبا يعقوب إسحاق ابن إبراهيم بن مخلد، و أبا جعفر أحمد بن صالح المصري، و أبا حمزة (2) محمّد بن عبد اللّه ابن عمر (3)،و أبا [عبد اللّه] (4) محمّد بن يحيى الذّهلي، و أبا زرعة عبيد اللّه بن عبد الكريم، و أبا الحسن أحمد بن سيّار، و أبا عبد اللّه أحمد بن نصر النيسابوري، و قتيبة بن سعيد، و هدبة ابن خالد البصري، و نصر بن علي، و حبّان (5) بن موسى، و أبا إبراهيم إسماعيل بن يحيى، و الربيع بن سليمان، و محمّد بن بشّار، و محمّد بن المثنّى، و عبد الأعلى بن حمّاد، و عبّاس ابن الوليد النرسيين، و محمّد بن المصفّى، و هشام بن عمّار، و عمرو بن عثمان، و محمود بن خالد، و إسحاق بن منصور، و أبا سعيد عبد الرّحمن بن إبراهيم، و من لا يحصى كثرة من الأئمة المقتدى بهم يرفعون أيديهم إذا كبّروا لافتتاح الصلاة حذو مناكبهم، و إذا ركعوا، و إذا رفعوا رءوسهم من الركوع.

قال أبو عبد اللّه محمّد بن جابر: فإن قال قائل: فإنّ مالك بن أنس لم يكن يرفع يديه إلاّ عند الافتتاح و هو أحد أعلامكم الذين تقتدون به قيل له: صدقت، هو من كبار من يقتدى به، و يحتجّ به، و هو أهل لذلك رحمة اللّه عليه، و لكنك لست من العلماء بقوله:

حدّثنا حرملة بن عبد اللّه التجيبي، أنبأنا عبد اللّه بن وهب قال: رأيت مالك بن أنس يرفع يديه إذا افتتح الصلاة، و إذا ركع، و إذا رفع من الركوع، قال أبو عبد اللّه: فذكرت ذلك لمحمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، و هو ناب أصحاب مالك بمصر و العالم بقوله و ما مات مالك عليه؛ فقال: هذا قول مالك و فعله الذي مات عليه، و هو السّنّة، و أنا عليه و كان حرملة على هذا.

ص: 179


1- القائل أبو عبد اللّه الحافظ ، كما يفهم من سند الخبر السابق.
2- بالأصل:«صالح» شطبت بخط أفقي، و كتبت لفظة «حمزة» فوقها.
3- بالأصل:«عمرو» تصحيف، و المثبت عن «ز»، و د.
4- الزيادة عن «ز»، و د.
5- بالأصل، و د هنا: حيان، تصحيف و التصويب عن «ز».

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: محمّد بن جابر بن حمّاد المروزي أبو عبد اللّه الحافظ الفقيه أحد أئمة أهل زمانه، أدركته المنيّة في حدّ الكهولة، سمع بخراسان، و بالعراق، و بالحجاز، و بمصر، و بالشام، و ذكر بعض مشايخه.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه، أخبرني سعيد بن محمّد الصوفي، عن أبي أحمد الحنفي قال:

مات أبو عبد اللّه محمّد بن جابر الفقيه بمرو يوم الأحد عند ارتفاع النهار لسبع بقين من شوّال سنة سبع (1) و سبعين و مائتين (2).

آخر الجزء الثالث و العشرين بعد الأربع مائة من الأصل (3).

6157 - محمّد بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي بن كلاب

أبو سعيد القرشي ثم النّوفلي (4)

من أهل مكة.

روى (5) عن أبيه، و عمر بن الخطّاب قوله، و معاوية، و وفد عليه دمشق، و على عبد الملك بن مروان.

روى عنه الزهري، و عمرو بن دينار، و سعد بن إبراهيم، و ابناه سعيد و جبير، و عبد الرّحمن بن الحويرث، و أميّة بن صفوان الجمحي.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنبأنا أبو

ص: 180


1- كذا بالأصل، و «ز»، و د. و في سير أعلام النبلاء: تسع.
2- سير أعلام النبلاء 282/13 و زاد الذهبي بعد نقله الخبر قال: قلت: قارب سبعين سنة.
3- كتب بعدها في «ز»: (بياض مقدار سطر، و بعده): سماعا بقراءتي و عرضا بالأصل على القاضي العالم أبي نصر محمّد بن هبة اللّه بن محمّد الشيرازي بسماعه من المؤلف و ابناه أبا الفضل محمّد و أبا المفاخر علي، و أبو علي عبد العزيز بن عثمان بن أبي طاهر الإربلي، و كتب محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي برواية الفقيه نصر المقدسي غربي جامع دمشق حرسها اللّه في مجلسين آخرهما يوم الجمعة الثامنة و العشرون من شهر رجب سنة ثمان عشرة و ستمائة و سمع من موضع اسم إلى آخر الجزء أبو بكر بن يوسف بن رويزان الدمشقي و صحح.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 165/16 و تهذيب التهذيب 61/5 التاريخ الكبير 52/1 الجرح و التعديل 218/7 البداية و النهاية 186/9 طبقات ابن سعد 205/5 تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 466 و انظر بهامشه أسماء مصدر أخرى ترجمته.
5- كتبت اللفظة تحت الكلام بين السطرين، بخط مغاير، بالأصل.

عثمان البحيري، أنبأنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنبأنا إبراهيم بن عبد الصّمد، حدّثنا أبو مصعب. ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو المحاسن محمّد بن الحسين بن محمّد ابن الطبري، و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، و أبو الحسن محمّد بن أحمد بن توبة، و علي ابن المبارك بن الحسين الخيّاط ، و أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عبد القادر بن محمّد بن يوسف، و كريمة بنت محمّد بن أحمد بن الخاضبة، قالوا: أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا عيسى بن علي قال: قرئ على أبي القاسم البغوي، حدّثنا كامل بن طلحة الجحدري، قالا:

حدّثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن محمّد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقرأ بالطور في المغرب[10983].

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (1)،أخبرني الحكم بن نافع أنبأ [نا] شعيب بن أبي حمزة عن الزهري، أخبرني محمّد بن جبير بن مطعم و كان في وفد قريش الذين وفدوا على معاوية.

[قال ابن عساكر:] (2) لم يزد عليه.

أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو الحسن الحربي (3)،حدّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار.

ح و أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العبّاس، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان، أنبأنا أبو يعلى الموصلي، قالا: حدّثنا يحيى بن معين، حدّثنا أبو اليمان (4)،عن شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن محمّد بن جبير - زاد أبو يعلى: بن مطعم - يحدّث أنه بلغ معاوية - و هو عنده في نفر من قريش - أن عبد اللّه بن عمرو يحدّث أنه يكون - و في حديث تميم: سيكون ملك من (5) قحطان فغضب معاوية فقام فأثنى على اللّه بما هو أهله ثم قال: أما بعد فإنه بلغني أن رجالا منكم يتحدثون بأحاديث - و قال أبو يعلى:

أحاديث - ليست في كتاب اللّه، و لا تؤثر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أولئك جهالكم فإيّاكم و الأماني

ص: 181


1- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 415/1.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- في «ز»: الحريمي، تصحيف.
4- بالأصل: اليمن، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و د.
5- بالأصل:«بن» و المثبت عن «ز»، و د.

التي تضلّ أهلها، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«هذا الأمر في قريش لا يعازهم - و في حديث ابن عبد الجبار: يعاديهم - أحد إلاّ أكبّه اللّه على وجهه ما أقاموا الدين»[10984].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد ابن زوج الحرّة، أنبأنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنبأنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد بن ثوابة الحمصي - بحمص - حدّثنا أبو الحسين أحمد بن خالد بن خليّ ، حدّثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة عن أبيه.

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو حامد الأزهري، أنبأنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنبأنا أبو حامد بن الشّرقي، حدّثنا محمّد بن يحيى الذهلي، أنبأنا أبو اليمان (1)،أنبأنا شعيب، عن الزهري قال: كان محمّد بن جبير بن مطعم يحدّث.

أنه بلغ معاوية - و هو عنده في وفد من (2) قريش - أنّ عبد اللّه بن عمرو بن العاص حدّث أنه سيكون ملك من قحطان فغضب معاوية، فقام فأثنى على اللّه بما هو أهله ثم قال:

أما بعد، فإنّه بلغني أنّ رجالا منكم يتحدّثون أحاديث - و قال الذهلي: بأحاديث - ليست في كتاب اللّه، و لا تؤثر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أولئك جهّالكم فإياكم و الأماني التي تضل أهلها، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«هذا الأمر - و قال الذهلي في حديثه: إن هذا الأمر في قريش، لا يعاديهم أحد إلاّ أكبّه اللّه على وجهه ما أقاموا الدين»[10985].

أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنبأنا أبو حامد، أنبأنا أبو سعيد، أنبأنا أبو حامد، حدّثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا نعيم بن حمّاد، حدّثنا ابن المبارك، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن محمّد بن جبير قال: بلغ معاوية أن عبد اللّه بن عمرو يحدّث أنه سيكون ملك من قحطان، مثله.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد الطّبراني، حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا أبو اليمان، حدّثنا شعيب. ح قال: و حدّثنا سليمان (3)،حدّثنا عبد الرّحمن بن جابر الطائي، حدّثنا بشر بن شعيب عن أبيه عن الزهري عن محمّد بن جبير بن مطعم قال: بلغ معاوية و أنا عنده في وفد

ص: 182


1- بالأصل: اليمن، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و د.
2- كتبت فوق الكلام في «ز»، بين السطرين.
3- راجع المعجم الكبير للطبراني 338/19 رقم 780 و 781.

من قريش أن عبد اللّه بن عمرو بن العاص يحدّث أنه سيكون ملك من قحطان، فخطب الناس فقال: إنّ رجالا يتحدثون أحاديث ليست في كتاب اللّه، و لا تؤثر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أولئك جهّالكم، و إيّاكم و الأماني التي تضلّ أهلها، فسمعت رسول اللّه محمّد صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إن هذا الأمر في قريش، لا يعاديهم أحد إلاّ أكبّه اللّه على وجهه ما أقاموا الدين»[10986].

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد، حدّثنا معاوية بن (1) عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري قال: محمّد بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل أبو سعيد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنبأنا أبو طاهر الباقلاني - زاد أبو البركات: و أبو الفضل أحمد بن الحسن، قالا:- أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسن الأصبهاني، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا عمرو بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (2):محمّد بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، يكنى أبا سعيد، توفي زمن عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا (3) أبو البركات، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا محمّد بن علي، أنبأنا محمّد بن أحمد، أنبأنا الأحوص بن المفضّل، حدّثنا أبي قال: قال يحيى بن معين: محمّد بن جبير بن مطعم أبو سعيد (4).

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو محمّد بن رباح، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي، حدّثنا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى ابن معين يقول في تسمية تابعي أهل مكة و محدّثيهم: محمّد بن جبير.

أخبرنا أبو الحسين (5) بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزبير بن بكّار قال: فولد جبير بن مطعم محمّدا، روى عنه الحديث، كان محمّد بن جبير يكنى أبا سعيد، توفي في زمن عمر بن عبد العزيز.

ص: 183


1- كذا بالأصل و د:«معاوية بن عمرو» و في «ز»: معاوية عن عمرو و هو معاوية بن عمرو بن المهلب بن عمرو بن شعيب الأزدي، ترجمته في تهذيب الكمال 217/18.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 420 رقم 2064.
3- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
4- كتب فوقها بالأصل: إلى.
5- بالأصل: الحسن، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و د.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد بن سعد قال (1) في الطبقة الثانية من تابعي (2) أهل المدينة: محمّد بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل ابن عبد مناف، و يكنى أبا سعيد، توفي بالمدينة زمن عمر بن عبد العزيز.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن فهم.

ح قال: و قرئ على سليمان بن إسحاق بن الخليل، حدّثنا الحارث بن أبي أسامة قالا:

حدّثنا محمّد بن سعد (3) قال: محمّد بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي، و أمّه قتيلة بنت عمرو بن الأزرق بن قيس بن النعمان بن معدي كرب بن عكبّ بن (4)كنانة بن تيم بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيّب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل، فولد محمّد بن جبير سعيدا، و به كان يكنى، و ذكر غيره.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (5)،حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلاّل، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي قال نافع بن جبير يكنى أبا محمّد، و كان أخوه محمّد بن جبير بن مطعم يكنى أبا سعيد توفي بالمدينة في زمن عمر بن عبد العزيز، و كانا ينزلان دار أبيهما بالمدينة، ذكر ذلك محمّد بن عمر عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد و هما ممن يعدّان في الطبقة الثانية ممن أدرك عثمان و عليا و زيد بن ثابت.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، و حدّثنا أبو الفضل السّلامي، أنبأنا المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن النّرسي - و اللفظ له - قالا: أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد، أنبأنا أبو بكر الشيرازي، أنبأنا أبو الحسن المقرئ، حدّثنا أبو عبد اللّه البخاري (6) قال: محمّد بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف أبو سعيد القرشي، يعدّ في (7) أهل الحجاز، سمع أباه

ص: 184


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
2- في «ز»: «يعني من أهل المدينة» بدلا من:«من تابعي أهل المدينة».
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 205/5.
4- فوقها في «ز»: ضبة.
5- بالأصل: المحلى، و المثبت عن «ز»، و د.
6- رواه البخاري في التاريخ الكبير 52/1/1.
7- كذا بالأصل و «ز»، و د، و في التاريخ الكبير: من.

و معاوية، روى عنه الزهري، و سعد (1) بن إبراهيم، و سعيد ابنه، نسبه لي ابن أبي أويس عن ابن إسحاق، قال: و كان من أعلم قريش بأحاديثها.

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قالا:

أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي.

قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم (2) قال: محمّد بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف أبو سعيد القرشي، روى عن أبيه و معاوية، روى عنه بنوه: عمر، و سعيد، و جبير، و الزهري، و عمرو (3) بن دينار، و سعد بن إبراهيم، توفي بالمدينة زمن عمر بن عبد العزيز، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو سعيد محمّد بن جبير بن مطعم القرشي، سمع أباه، روى عنه ابنه جبير، و الزهري.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: سمعت أبا سعيد محمّد بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي قال: أبو سعيد محمّد بن جبير بن مطعم (4).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو سعيد محمّد بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي المدني، و كان ينزل دار أبيه بالمدينة و مات بها، سمع أباه، و معاوية بن أبي

ص: 185


1- بالأصل و «ز»، و د:«و سعيد» تصحيف، و المثبت عن التاريخ الكبير.
2- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 218/7.
3- بالأصل:«و عمر» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز»، و الجرح و التعديل.
4- الكنى و الأسماء للدولابي 187/1.

سفيان، روى عنه: ابن شهاب، و عمرو بن دينار، و إبراهيم (1) بن سعد.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا محمّد بن طاهر، أنبأنا مسعود بن ناصر، أنبأنا عبد الملك بن الحسن (2)،أنبأنا أبو نصر الكلاباذي قال: محمّد بن جبير بن مطعم بن عدي ابن نوفل بن عبد مناف أبو سعيد القرشي المدني أخو نافع، سمع أباه، و معاوية بن أبي سفيان، روى عنه ابنه عمر، و الزهري، و عمرو بن دينار، و سعد بن إبراهيم في: الصّلاة، و الحج، و الجهاد، و قال ابن سعد: قال الواقدي: توفي بالمدينة في زمن عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي، قالوا: أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أحمد، أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن الحسن، عن محمّد بن طلحة، عن موسى بن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبيه قال: قدم محمّد بن جبير بن مطعم على عبد الملك بن مروان و كان من علماء قريش، فقال له عبد الملك: يا أبا سعيد أ لم يكن - يعني - بني عبد شمس و أنتم - يعني - بني نوفل في حلف الفضول ؟ قال: أنت أعلم يا أمير المؤمنين، قال: لتخبرني بالحق من ذلك، فقال: لا و اللّه يا أمير المؤمنين، لقد خرجنا نحن و أنتم منه، و ما كانت يدنا و يدكم إلاّ جميعا في الجاهلية و الإسلام.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد، حدّثنا عمي يعقوب، حدّثنا أبي عن ابن إسحاق (3)،عن يزيد بن عبد اللّه بن أسامة بن الهاد، عن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي قال:

قدم محمّد بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف - و كان محمّد من أعلم قريش - على عبد الملك بن مروان [حين] (4) قتل ابن الزبير و اجتمع الناس على عبد الملك، فلمّا دخل عليه قال له عبد الملك: يا أبا سعيد أ لم نكن نحن و أنتم - يعني - بني عبد شمس

ص: 186


1- كذا بالأصل و د، و «ز» هنا:«إبراهيم بن سعد» و قد تقدم أنه سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، و انظر أسماء الرواة عنه في تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء و فيهما أيضا: سعد بن إبراهيم.
2- بالأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
3- سيرة ابن هشام 142/1-143.
4- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و د.

و بني نوفل في حلف الفضول (1)؟قال: أمير المؤمنين أعلم، قال: لتخبرني يا أبا سعيد بالحقّ من ذلك، قال: لا و اللّه يا أمير المؤمنين، لقد خرجنا نحن و أنتم (2)،قال: صدقت.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن حسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

و أنبأنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا الحسين بن جعفر.

قالوا: أنبأنا الوليد بن بكر، أنبأنا علي بن أحمد بن زكريا، أنبأنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: محمّد بن جبير مدني تابعي ثقة (3).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا علي بن الحسن، و رشأ ابن نظيف، قالا: أنبأنا محمّد بن إبراهيم، أنبأنا محمّد بن محمّد بن داود، حدّثنا عبد الرّحمن ابن يوسف بن سعيد قال: محمّد بن جبير بن مطعم، مدني، ثقة.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا علي بن أحمد المقبري البغدادي، حدّثنا أبو بكر موسى بن إسحاق الأنصاري، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، حدّثنا يونس بن بكير، حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن ابن عبد اللّه بن قسيط - يعني - يزيد، عن محمّد بن جبير بن مطعم أنه احتسب بعلمه و جعله في بيت، و أغلق عليه بابا و دفع المفتاح إلى مولاة له و قال لها: من جاءك يطلب منك مما في هذا البيت شيئا فادفعي إليه المفتاح و لا تذهبي من الكتب شيئا.

قرأت: على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن فهم.

ص: 187


1- كان حلف الفضول قبل البعث بعشرين سنة، و قيل في سبب تسميته بحلف الفضول: أنهم لما تحالفوا قرروا أن ترد الفضول إلى أهلها، و على ألاّ يغزو ظالم مظلوما. و قيل إن سبب تسميته بحلف الفضول أن جرهما سبقت قريشا إلى مثل هذا الحلف، فتحالف ثلاثة منهم و كلهم يسمى الفضل، و هم: الفضل بن وداعة، و الفضل بن فضالة، و الفضيل بن الحارث و لما تحالفت قريش، و أشبه حلفها حلف الجرهميين قيل له: حلف الفضول.
2- و قد تداعت قريش، فاجتمعوا في دار عبد اللّه بن جدعان لشرفه و سنّه، فكان حلفهم عنده: بنو هاشم، و بنو المطلب، و أسد بن عبد العزى، و زهرة بن كلاب، و تيم بن مرة. (راجع سيرة ابن هشام، و الروض الأنف).
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 401 رقم 1441، و عن العجلي في تهذيب الكمال 166/16.

ح قال: و قرئ على سليمان بن إسحاق، حدّثنا الحارث بن محمّد، قالا: حدّثنا محمّد ابن سعد (1)،أنبأنا محمّد بن عمر، أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي الزناد قال: كان محمّد بن جبير و أخوه نافع بن جبير ينزلان دار أبيهما بالمدينة، و توفي محمّد في خلافة سليمان بن عبد الملك، و كان محمّد ثقة، قليل الحديث.

قال (2):و أنبأنا محمّد بن عمر، حدّثنا ابن أبي سبرة، عن أبي مالك الحميري قال:

رأيت نافع بن جبير، يوم مات أخوه محمّد بن جبير قد ألقى رداءه عن ظهره و هو يمشي.

[قال ابن عساكر:] (3) و هذا يدلّ على أن محمّدا لم يبق إلى خلافة عمر بن عبد العزيز لأنّ نافعا بقي بعده و لم يدركها (4).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (5):

6158 - محمّد بن الجرّاح العبدي

أوفده الجنيد بن عبد الرّحمن من خراسان على هشام بن عبد الملك ببعض الفتوح، له ذكر في التاريخ.

6159 - محمّد بن جرو

قدم على أهل الواقوصة باليرموك مع شداد بن أوس بخبر وفاة أبي بكر الصّدّيق.

ذكر ذلك أبو الحسن علي بن محمّد المدائني.

6160 - محمّد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب أبو جعفر الطّبري

6160 - محمّد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب أبو جعفر الطّبري (6)

الإمام صاحب التصانيف المشهورة.

قرأ القرآن العظيم على العبّاس بن الوليد ببيروت، و سمع منه.

ص: 188


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 205/5.
2- القائل: محمد بن سعد، و الخبر في الطبقات الكبرى 205/5 و عن ابن سعد في تهذيب الكمال 166/16.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- تعقيب ابن عساكر على قول ابن سعد، ورد في تهذيب الكمال، و لم يعزه إلى ابن عساكر.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 325 (ت. العمري).
6- ترجمته في تاريخ بغداد 162/2 و معجم الأدباء 90/18 و إنباه الرواة 89/3 و وفيات الأعيان 191/4 و تذكرة الحفاظ 710/2 و ميزان الاعتدال 498/3 و الوافي بالوفيات 284/2 و سير أعلام النبلاء 267/14 و الطبقات الكبرى للسبكي 120/3 طبقات القراء 106/2 و معرفة القراء الكبار 264/1 رقم 181 و البداية و النهاية 145/11 و لسان الميزان 103/5 و المحمدون من الشعراء 263 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 301-310) ص 279و انظر بهامشه أسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمته.

و حدّث عن عبد الملك بن أبي الشوارب الأموي، و إسحاق بن أبي إسرائيل المروزي، و إسماعيل بن موسى الفزاري، و هنّاد بن السّريّ ، و أبي همّام الوليد بن شجاع السّكوني، و أبي كريب محمّد بن العلاء، و أبي سعيد عبد اللّه بن سعيد الأشجّ ، و أحمد بن منيع البغوي، و يعقوب بن إبراهيم الدّورقي، و عمرو بن علي الفلاّس، و أبي بكر [محمّد] (1) بن بشار، و أبي موسى محمّد بن المثنى، و عبد الأعلى بن واصل، و سليمان بن عبد الجبّار، و يونس بن عبد الأعلى الصّدفي، و الحسن بن قزعة، و بشر بن دحية، و الزبير بن بكّار، و الفضل بن سخيت، و محمّد بن حميد، و أبي زرعة الرازيين و غير هم من العراقيين، و المصريين، و الرازيين.

روى عنه: أبو شعيب عبد اللّه بن الحسن الحرّاني، و هو أكبر منه سنا و أقدم وفاة و أبو عمرو بن حمدان النيسابوري، و أبو الفرج أحمد بن القاسم بن الخشّاب البغدادي، و أبو الحسن علي بن الحسن بن علاّن الحرّاني، و أبو المفضّل محمّد بن عبد اللّه بن همّام الشيباني، و أبو جعفر أحمد بن علي بن محمّد الكاتب، و أبو الطّيّب عبد الغفّار بن عبيد اللّه ابن السّري الحصيني المقرئ الواسطي، و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن أيوب القطّان، و سليمان بن أحمد الطّبراني، و أبو محمّد الفرغاني و غيرهم.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان في السؤالات، حدّثنا محمّد بن جرير بن يزيد الطّبري الفقيه، و محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي، قالا: حدّثنا أحمد بن منيع، حدّثنا الحسين بن محمّد المرورّوذي، حدّثنا إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عبّاس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لضباعة (2):«حجّي، و اشترطي أنّ محلّي (3) حيث حبستني» (4)[10987].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو جعفر أحمد بن علي بن

ص: 189


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن د، و «ز».
2- هي ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، ابنة عم النبي ترجمتها في أسد الغابة 178/6.
3- أي مكان خروجي من الحج، و موضع إحلالي من الإحرام.
4- رواه من طريق آخر في أسد الغابة 178/6 و سنن الترمذي في أبواب الحج رقم 947.

محمّد الكاتب - قراءة عليه و أنا حاضر أسمع، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن جرير الطّبري، حدّثني بشر هو ابن دحية، حدّثنا قزعة بن سويد، حدّثنا عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد اللّه.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من ختم له عند موته بلا إله إلاّ اللّه دخل الجنّة»[10988].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (1)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (2)،أخبرني أبو طالب محمّد بن الحسين بن أحمد بن عبد اللّه بن بكير، أنبأنا مخلد بن جعفر.

ح قال الخطيب: و أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدّثني أبو جعفر أحمد بن أبي طالب الكاتب، قالا: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن جرير بن يزيد الطّبري، حدّثني عبيد اللّه بن عبد الكريم أبو زرعة الرازي، حدّثنا ثابت بن محمّد، حدّثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن طاوس، عن ابن عبّاس قال: مرّ النبي صلى اللّه عليه و سلم على رجل مكشوفة فخذه فقال له:«غطّ فخذك، فإنّ فخذ الرجل من العورة»[10989].

و قال أيضا: حدّثنا أبو زرعة الرازي، حدّثنا ثابت بن محمّد، حدّثنا إسرائيل عن أبي يحيى، عن مجاهد، عن ابن عباس قال:

مرّ النبي صلى اللّه عليه و سلم على رجل مكشوفة فخذه فقال له:«غطّ فخذك، فإنّ فخذ الرجل من العورة».

قال أبو طالب: ذكر أبي أنّ حديث الثوري غريب، حدّث به مخلد، و أبو جعفر بن أبي طالب عن الطّبري هكذا قال: و قد حدّثنا أبو زرعة الرازي - يعني: أحمد بن الحسين - عن ابن نومرد، عن أبي زرعة عن ثابت، عن الثوري، عن حبيب، عن طاوس، عن ابن عبّاس.

أنّ النبي صلى اللّه عليه و سلم صلّى في كسوف الشمس، و إلى جنبه حديث أبي يحيى القتات (3) عن مجاهد عن ابن عبّاس: مرّ النبي صلى اللّه عليه و سلم على رجل مكشوفة فخذه. قال أبي: فشبه أن يكون أبو زرعة الطّبري حدّث به مرة من حفظه إن لم يكن الطّبري أخطأ عليه، فإنّ القول قول ابن

ص: 190


1- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 162/2.
3- بالأصل، و د، و «ز»: «العتاب» و المثبت عن تاريخ بغداد، فالمصنف يأخذه عن الخطيب، و تاريخ بغداد مصدر الخبر.

نومرد، و قد روي عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم مرّ على رجل مكشوفة فخذه، من وجه غير مرضي، فاللّه أعلم.

أنبأنا أبو القاسم بن أبي الجن، عن أبي القاسم بن الفرات، أنبأنا أبو علي أحمد بن محمّد بن الحسن الأصبهاني في كتاب تلخيص قراءات الشاميين، قال: حدّثت عن مكحول البيروتي أن أبا جعفر - يعني - محمّد بن جرير الطّبري أقام ببيروت أياما منها تسع ليال يبيت في المسجد الجامع بها حتى ختم القرآن بهذه الرواية تلاوة على العبّاس بن الوليد (1)،ثم سمع منه الكتاب بعد القراءة، و أخبره أنه قرأ به على عبد الحميد بن بكّار القرآن مرتين و ذكر باقي كلامه.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأنا عمّي أبو القاسم عن أبيه أبي (2) عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: محمّد بن جرير بن يزيد، يكنى أبا جعفر، طبري من أهل آمل (3)،كان فقيها، قدم إلى مصر قديما سنة ثلاث و ستين و مائتين، و كتب بها، و رجع إلى بغداد، و صنّف تصانيف حسنة تدل على سعة علمه (4)،و كانت وفاته ببغداد في العشر الأواخر من شوال سنة عشر و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):محمّد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب أبو جعفر الطّبري، سمع محمّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، و إسحاق بن أبي إسرائيل، و أحمد بن منيع البغوي، و محمّد بن حميد الرازي، و أبا همام (6) الوليد بن شجاع، و أبا كريب محمّد بن العلاء، و يعقوب بن إبراهيم الدورقي، و أبا سعيد الأشج، و عمرو بن علي، و محمّد ابن بشّار، و محمّد بن المثنى، و خلقا كثيرا نحوهم من أهل العراق، و الشام، و مصر، حدّث عنه أحمد بن كامل القاضي، و محمّد بن عبد اللّه الشافعي، و مخلد (7) بن جعفر في آخرين.

ص: 191


1- معرفة القراء الكبار 265/1 و سير أعلام النبلاء 270/14.
2- بالأصل: أبو.
3- في تاريخ الإسلام:«آمل طبرستان». و آمل بضم الميم و اللام أكبر مدينة بطبرستان في السهل، قاله ياقوت في معجم البلدان.
4- سير أعلام النبلاء 269/14.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 162/2.
6- صحفت بالأصل إلى هشام، و التصويب عن «ز»، و د، و تاريخ بغداد.
7- صحفت بالأصل إلى «محمد»، و التصويب عن «ز»، و د، و تاريخ بغداد.

[قال الخطيب] (1) استوطن الطّبري بغداد، و أقام بها إلى حين وفاته، و كان أحد أئمة العلماء، يحكم بقوله، و يرجع إلى رأيه لمعرفته و فضله، و كان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، و كان حافظا لكتاب اللّه، عارفا بالقراءات، بصيرا في المعاني، فقيها في أحكام القرآن، عارفا بالسّنن، و طرقها، و صحيحها و سقيمها، و ناسخها و منسوخها، عارفا [بأقوال الصحابة و التابعين، و من بعدهم من المخالفين في الأحكام، و مسائل الحلال و الحرام، عارفا] (2) بأيام الناس و أخبارهم، و له الكتاب المشهور في:«تاريخ الأمم و الملوك»، و كتاب في «التفسير» لم يصنّف أحد مثله و كتاب سمّاه:«تهذيب الآثار» لم أر سواه في معناه، إلاّ أنه لم يتممه، و له في أصول الفقه و فروعه كتب كثيرة، و اختيار من أقاويل الفقهاء، و تفرّد بمسائل حفظت عنه.

ذكر أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن جعفر الفرغاني أنّ مولد الطّبري بآمل سنة أربع و عشرين و مائتين (3).

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنبأنا أبو علي الجازري، أنبأنا المعافى بن زكريا قال: و حكى لي بعض أصحابنا أنه وجد بخط صاحبنا محمّد بن جعفر بن جمهور: سألت أبا جعفر محمّد بن جرير بن يزيد الطّبري أن يزيدني في نسبه فقال متمثلا بقول رؤبة:

قد رفع العجاج بيننا فادعني *** باسمي إذا الأنساب طالت يكفني

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن الزاهد، قالا: حدّثنا[-و] (4) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر أحمد بن علي (5)،حدّثني أبو الفرح محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد الخرجوشي (6) الشيرازي - لفظا - قال: سمعت أحمد بن منصور بن محمّد الشيرازي يقول:

سمعت محمّد بن أحمد الصحّاف السّجستاني يقول: سمعت أبا العباس البكري من ولد أبي بكر الصّدّيق يقول:

ص: 192


1- زيادة منا، و الخبر في تاريخ بغداد 163/2.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه و بعده كلمة صح، و انظر «ز»، و د، و تاريخ بغداد.
3- تاريخ الإسلام (حوادث سنة 301-310) ص 280.
4- زيادة لازمة لتقويم السند عن «ز»، و د.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 164/2-165 و عنه في سير أعلام النبلاء 270/14-271.
6- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى خرجوش، اسم جد.

جمعت الرحلة بين محمّد بن جرير و محمّد بن إسحاق بن خزيمة، و محمّد بن نصر المروزي، و محمّد بن هارون الرّوياني بمصر، فأرملوا و لم يبق عندهم ما يقوتهم، و أضرّ بهم الجوع، فاجتمعوا ليلة في منزل كانوا يأوون إليه، فاتفق رأيهم على أن يستهموا و يضربوا القرعة، فمن خرجت عليه القرعة سأل لأصحابه الطعام، فخرجت القرعة على محمّد بن إسحاق بن خزيمة فقال لأصحابه: أمهلوني حتى أتوضّأ و أصلّي صلاة الخيرة، قال: فاندفع في الصلاة، فإذا هم بالشموع و خصي من قبل و الي مصر يدق الباب، ففتحوا الباب، فنزل عن دابته فقال: أيكم محمّد بن نصر؟ فقيل: هو هذا، فأخرج صرة فيها خمسون دينارا فدفعها إليه ثم قال: أيّكم محمّد بن جرير؟ فقالوا: هو ذا، فأخرج صرة فيها خمسون دينارا فدفعها إليه، ثم قال: أيكم محمّد بن هارون ؟ فقالوا: هو ذا، فأخرج صرة فيها خمسون دينارا فدفعها إليه، ثم قال: أيكم محمّد بن إسحاق بن خزيمة ؟ فقالوا: هو ذا يصلّي، فلمّا فرغ دفع إليه الصرّة و فيها خمسون دينارا، ثم قال: إنّ الأمير كان قائلا (1) بالأمس فرأى في المنام خيالا قال: إن المحامد طووا كشحهم جياعا، فأنفذ إليكم هذه الصرار، و أقسم عليكم إذا نفذت فابعثوا إليّ أمدّكم.

قرأت بخط عبد العزيز بن أحمد مما نقله من كتاب أبي محمّد الفرغاني (2) صاحب أبي جعفر الطبري و الذي ذيّل تاريخه، حدّثني أبو علي هارون بن عبد العزيز (3) أن أبا جعفر لما دخل بغداد، و كانت معه بضاعة يتقوّت منها، فسرقت فأفضت به الحال إلى بيع ثيابه، و كمّي قميصه، فقال له بعض أصدقائه تنشط لتأديب بعض ولد الوزير أبي الحسن عبيد اللّه بن يحيى ابن خاقان ؟ قال له: نعم، فمضى الرجل، فأحكم له أمره، و عاد إليه، فأوصله إلى الوزير بعد أن أعاره ما يلبسه، فلما رآه عبيد اللّه قرّبه و رفع مجلسه، و أجرى عليه عشرة دنانير في الشهر، فاشترط عليه أوقات طلبه العلم، و الصلوات، و الأكل، و الشرب، و الراحة في حينها، و سأل أسلافه رزق شهر ليصلح به حاله، ففعل ذلك به، و أدخل في حجرة التأديب فأجلس فيها و كان قد فرش له و خرج إليه الصبي و هو أبو يحيى، فلما جلس بين يديه كتبه، فأخذ الخادم اللوح و دخلوا مستبشرين، فلم تبق جارية إلاّ أهدت إليه صينية فيها دراهم و دنانير، فرد

ص: 193


1- أي نائما في القائلة، يعني في نصف النهار.
2- هو عبد اللّه بن أحمد بن جعفر بن خذيان، أبو محمّد التركي الفرغاني، ترجمته في سير أعلام النبلاء 132/16.
3- الخبر في سير أعلام النبلاء 271/14-272.

الجميع و قال: قد شورطت على شيء، و ما هذا لي بحقّ ، و ما آخذ غير ما شورطت عليه، فعرّف الجواري الوزير ذلك، فأدخله إليه و قال له: يا أبا جعفر سررت أمهات الأولاد في ولدهن، فبررنك، فغممتهن بردّك ذلك، فقال له: ما أريد غير ما وافقتني عليه، و هؤلاء عبيد، و العبيد لا يملكون شيئا، فعظم ذلك في نفسه، و كان ربّما أهدى إليه بعض أصدقائه الشيء من المأكول، فيقبله اتّباعا للسنّة و يكافئه لعظم مروءته أضعافا، و ربّما يجحف به فكان أصدقاؤه يجتنبون مهاداته.

قال الفرغاني (1):و كتب إلي المراغي يذكر أن المكتفي قال للعباس بن الحسن: إنّي أريد أن أقف وقفا، يجتمع أقاويل العلماء على صحته و يسلم من الخلاف، فأحضر الطبري و أجلس في دار يسمع فيها المكتفي كلامه، و خوطب في أمر الوقف، فأملى عليهم كتابا لذلك على ما أراده الخليفة، فلما فرغ و عزم على الانصراف أخرجت له جائزة حسنة، فأبى أن يقبلها، فحرص به صافي الحرمي و ابن الحواري لأنهما كانا حاضرين المجلس و بينه و بين المكتفي ستر، و عاتباه على ردّها، فلم يكن فيه حيلة فقيل له من وصل إلى الموضع الذي وصلت إليه لم يحسن أن ينصرف إلاّ بجائزة أو قضاء حاجة. فقال: أما قضاء حاجة فأنا أسأل، فقيل له: قل ما تشاء، فقال: يتقدم أمير المؤمنين إلى أصحاب الشّرط يمنع السّؤّال من دخول المقصورة يوم الجمعة إلى أن تنقضي الخطبة، فتقدّم بذلك و عظم في نفوسهم.

قال الفرغاني: و أرسل إليه العباس بن الحسن قد أحببت أن انظر في الفقه و سأله أن يعمل له مختصرا على مذهبه، فعمل له كتاب «الخفيف» و أنفذه إليه، فوجه إليه بألف دينار، فردّها عليه و لم يقبلها، فقيل له: تصدّق بها، فلم يفعل، و قال: أنتم أولى بأموالكم، و أعرف بمن تصدّقون عليه (2).

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: حدّثنا[-و] (3) أبو منصور المقرئ، أنبأنا أبو بكر الخطيب قال (4):و سمعت علي بن عبيد اللّه بن عبد الغفّار اللغوي

ص: 194


1- سير أعلام النبلاء 272/14 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 301-310) ص 280-281.
2- تاريخ الإسلام ص 281 و سير أعلام النبلاء 270/14.
3- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 163/2 و سير أعلام النبلاء 272/14 و تاريخ الإسلام(301-310) ص 281.

المعروف بالسمسماني يحكي أن محمّد بن جرير مكث أربعين سنة يكتب في كلّ يوم منها أربعين ورقة.

قال الخطيب (1):و بلغني عن أبي حامد أحمد بن أبي طاهر الفقيه الأسفرايني أنه قال:

لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل له كتاب تفسير محمّد بن جرير لم يكن ذلك كثيرا؛ أو كلاما هذا معناه.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال (2):سمعته - يعني - أبا أحمد الحسين بن علي بن محمّد بن يحيى بن عبد الرّحمن بن الفضل الدارمي يقول: أوّل ما سألني أبو بكر محمّد بن إسحاق قال لي: كتبت عن محمّد بن جرير الطّبري ؟ قلت: لا، قال: لم ؟ قلت: لأنه كان لا يظهر، و كانت الحنابلة تمنع عن الدخول عليه، فقال: بئس ما فعلت. ليتك لم تكتب عن كلّ من كتبت عنهم و سمعت من أبي جعفر.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (3) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،سمعت أبا حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي - بنيسابور - يقول: سمعت حسينك و اسمه الحسين بن علي التميمي يقول: لما رجعت من بغداد إلى نيسابور سألني محمّد بن إسحاق بن خزيمة فقال لي: ممّن سمعت ببغداد؟ فذكرت له جماعة ممن سمعت منهم فقال: هل سمعت من محمّد بن جرير شيئا؟ فقلت: لا، إنه ببغداد لا يدخل [عليه] (5) لأجل الحنابلة، و كانت تمنع منه فقال: لو سمعت منه، لكان خيرا لك من جميع من سمعت منه سواه.

قال (6):و حدّثني محمّد بن أحمد بن يعقوب.

ح و قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، قالا: أنبأنا محمّد بن عبد

ص: 195


1- تاريخ بغداد 163/2 و عنه في سير أعلام النبلاء 272/14 و تاريخ الإسلام(301-310 ص 281.
2- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 272/14 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 301-310) ص 281.
3- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 164/2.
5- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و د، و تاريخ بغداد.
6- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 164/2 و رواه الذهبي في سير الأعلام 272/14-273 من طريق الحاكم و معجم الأدباء 43/18.

اللّه النّيسابوري الحافظ قال: سمعت أبا بكر بن بالوية يقول: قال لي أبو بكر: محمّد بن إسحاق - يعني - ابن خزيمة بلغني أنك كتبت التفسير عن محمّد بن جرير؟ قلت: بلى، كتبت التفسير عنه إملاء، قال: كله ؟ قلت: نعم، قال: في أيّ سنة ؟ قلت: من سنة ثلاث و ثمانين إلى سنة تسعين، قال: فاستعاره مني أبو بكر فردّه بعد سنين، ثم قال لي: قد نظرت فيه من أوّله إلى آخره، و ما أعلم على أديم الأرض أعلم من محمّد بن جرير، و لقد ظلمته الحنابلة.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري، عن محمّد بن علي بن محمّد، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: و سألته عن محمّد بن جرير الطّبري ؟ فقال: تكلّموا فيه بأنواع.

قرأت بخط أبي محمّد التميمي مما نقله من كتاب أبي محمّد عبد اللّه بن أحمد الفرغاني و قد لقي من حدثه عنه (1) قال: فتمّ من كتبه كتاب:«تفسير القرآن» و جوّده و بيّن فيه أحكامه و ناسخه و منسوخه، و مشكله و غريبه، و معانيه، و اختلاف أهل التأويل و العلماء في أحكامه، و تأويله، و الصحيح لديه من ذلك، و إعراب حروفه، و الكلام على الملحدين فيه، و القصص و أخبار الأمم، و القيامة و غير ذلك مما حواه من الحكم و العجائب كلمة كلمة، و آية آية من الاستعاذة إلى أبي جاد، فلو ادّعى عالم أن يصنف منه عشرة كتب، كلّ كتاب منها يحتوي على علم مفرد عجيب مستقصى لفعل و تمّ من كتبه أيضا كتاب «القراءات» و «التنزيل» و «العدد»، و تم أيضا كتاب «اختلاف علماء الأمصار» و أيضا «التاريخ» إلى عصره، و تم أيضا تاريخ «الرجال» من الصحابة و التابعين و الخالفين إلى رجاله الذين كتب عنهم، ثم أيضا «لطيف (2) القول في أحكام (3) شرائع الإسلام»، و هو مذهبه الذي اختاره و جوّده و احتجّ له، و هو ثلاثة و ثمانون كتابا، منها كتاب البيان عن أصول الأحكام و هو رسالة اللطيف، ثم أيضا كتاب «الخفيف في أحكام شرائع الإسلام» و هو مختصر لطيف، ثم أيضا كتابه المسمى «التبصير» و هي رسالة إلى أهل آمل طبرستان يشرح فيها ما يتقلده من أصول الدين، و ابتدأ بتصنيف:«تهذيب الآثار» و هو من عجائب كتبه، فابتدأ بما رواه أبو بكر الصّدّيق مما صح عنه بسنده، و تكلم على كلّ حديث منه فابتدأ بعلله و طرقه و ما فيه من الفقه و السنن و اختلاف العلماء و حججهم، و ما فيه من المعاني و الغريب و ما يطعن فيه الملحدون و الردّ عليهم، و بيان

ص: 196


1- رواه مختصرا في سير أعلام النبلاء 273/14 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 301-310) ص 283.
2- استدركت اللفظة على هامش «ز»، و بعدها صح.
3- في تاريخ الإسلام: أذكار.

فساد ما يطعنون به، فخرّج منه مسند العشرة و أهل البيت و الموالي، و من مسند ابن عبّاس قطعة كبيرة، و كان قصده فيه أن يأتي بكلّ ما يصح من حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن آخره، و يتكلم على جميعه حسب ما ابتدأ به، فلا يكون لطاعن في شيء من علم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مطعن، و يأتي بجميع ما يحتاج إليه أهل العلم كما عمل في التفسير فيكون قد أتى على علم الشريعة القرآن و السنن، فمات قبل تمامه، و لم يمكن أحد بعده أن يفسّر منه حديثا واحدا، و يتكلم عليه حسبما فسّر من ذلك، و تكلم عليه.

و ابتدأ بكتابه «البسيط » فخرّج منه كتاب الطهارة في شبيه بألف و خمسمائة ورقة، لأنه ذكر في كلّ باب منه اختلاف الصحابة و التابعين و غيرهم، من طرقها و حجة كلّ من اختار منهم لمذهبه و اختياره هو رحمه اللّه في آخر كلّ باب منه، و احتجاجه لذلك، و خرّج من البسيط أكثر كتاب الصلاة، و خرج منه آداب الأحكام تاما و كتاب المحاضر و السجلات، و كتاب ترتيب العلماء، و ابتدأ بآداب النفوس و هو أيضا من كتبه النفيسة، لأنه عمله على ما ينوب الإنسان من الفرائض في جميع أعضاء جسده فبدأ بما ينوب القلب و اللسان و البصر و السمع على أن يأتي بجميع الأعضاء و ما روي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في ذلك و عن الصحابة و التابعين و من يحتاج و يحتج به، و يذكر فيه كلام المتصوفة و المتعبدين و ما حكي من أفعالهم، و إيضاح الصواب في جميع ذلك، فلم يتم الكتاب.

و كتاب «آداب المناسك» و هو لما يحتاج إليه الحاجّ من يوم خروجه، و ما يختاره له من الإتمام لابتداء سفره و ما يقوله و يدعو به عند ركوبه، و نزوله، و معاينته المنازل، و المشاهد، و إلى انقضاء حجه.

و كتاب «شرح السنّة» و هو لطيف، بيّن فيه مذهبه و ما يدين اللّه به على ما مضى عليه الصحابة، و التابعون (1) و متفقهة الأمصار.

و كتاب «المسند» المخرّج، يأتي على جميع ما رواه الصحابة (2) عن رسول (3) اللّه صلى اللّه عليه و سلم من صحيح و سقيم، و لم يتمه، و لما بلغه أنّ أبا بكر بن أبي داود السّجستاني (4) تكلّم في حديث غدير خمّ عمل كتاب «الفضائل»، فبدأ بفضل أبي بكر، و عمر، و عثمان، و علي رحمة

ص: 197


1- بالأصل: التابعين، و المثبت عن «ز»، و د.
2- بعدها في «ز»: رضي اللّه عنهم.
3- بالأصل:«عن النبي صلى اللّه عليه و سلم» ثم شطبت «النبي» بخط أفقي فوقها، و استدرك على هامشه «رسول اللّه» و بعدها صح.
4- رواه عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء 274/14 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 301-310) ص 283.

اللّه عليهم، و تكلم على تصحيح [حديث] (1) غدير خمّ و احتج لتصحيحه، و أتى من فضائل أمير المؤمنين علي بما انتهى إليه، و لم يتم الكتاب، و كان ممن لا يأخذه في دين اللّه لومة لائم، و لا يعدل في علمه و بيانه حتى يلزمه لربه و للمسلمين إلى باطل لرغبة و لا رهبة (2) مع عظيم ما كان يلحقه من الأذى و الشناعات من جاهل و حاسد و ملحد، فأما أهل الدين و الورع و العلم فغير منكر من علمه و فضله و زهده في الدنيا، و رفضه لها مع إقبالها عليه، و قناعته بما كان يرد عليه من حصة من ضيعة خلفها له أبوه بطبرستان يسيرة (3).

قال الفرغاني: و حدّثني هارون بن عبد العزيز قال: قال أبو جعفر الطّبري: استخرت اللّه و سألته العون على ما نويته من تصنيف التفسير قبل أن أعمله بثلاث سنين فأعانني (4).

قال الفرغاني: و حدّثني شيخ من جيران أبي جعفر عفيف قال: رأيت في النوم كأني في مجلس أبي جعفر الطّبري و التفسير يقرأ عليه، فسمعت هاتفا بين السماء و الأرض يقول: من أراد أن يسمع القرآن كما أنزل و تفسيره فيسمع هذا الكتاب أو كلاما هذا معناه.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنبأنا أبو بكر الخطيب (5)،أخبرني القاضي أبو عبد اللّه محمّد بن سلامة القضاعي المصري - إجازة - حدّثنا علي بن نصر بن الصباح التغلبي (6)،حدّثنا القاضي أبو عمر عبيد اللّه بن أحمد السمسار، و أبو القاسم بن عقيل الورّاق (7) أن أبا جعفر قال لأصحابه: أ تنشطون لتفسير القرآن ؟ قالوا: كم يكون قدره ؟ فقال:

ثلاثون ألف ورقة، فقالوا: هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه، فاختصره في نحو ثلاثة آلاف ورقة ثم قال: هل تنشطون لتاريخ العالم من آدم إلى وقتنا هذا؟ قالوا: كم قدره ؟ فذكر نحوا مما ذكره في التفسير فأجابوه بمثل ذلك، فقال: إنا للّه، ماتت الهمم، فاختصره في نحو ما اختصر التفسير (8).

ص: 198


1- زيادة للإيضاح عن تاريخ الإسلام و سير أعلام النبلاء.
2- في «ز»: لرهبة.
3- من طريق أبي محمد الفرغاني رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 301-310) ص 282، و سير أعلام النبلاء 274/14.
4- سير أعلام النبلاء 274/14.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 163/2.
6- كذا بالأصل و «ز»، و د، و في تاريخ بغداد: علي بن أحمد بن الصناع.
7- «و أبو القاسم بن عقيل الوراق» مكانه بياض في تاريخ بغداد.
8- قوله:«فاختصره في نحو ما اختصر التفسير» ليس في تاريخ بغداد.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا[-و] (1) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب قال: قرأت في كتاب أبي الفتح عبيد اللّه بن أحمد النحوي، سمعت القاضي ابن كامل يقول (2):أربعة كنت أحبّ بقاءهم: أبو جعفر الطّبري، و البربري، و أبو عبد اللّه بن أبي خيثمة، و المعمري، فما رأيت أفهم منهم و لا أحفظ .

أخبرنا أبو العزّ السّلمي مناولة و إذنا و قرأ عليّ إسناده، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا المعافى بن زكريا (3)،حدّثنا محمّد بن جعفر بن أحمد بن يزيد الطّبري، حدّثنا أبو أحمد جعفر بن محمّد الجوهري، حدّثنا عبيد بن إسحاق العطّار، حدّثنا نصر بن كثير قال: دخلت على جعفر بن محمّد أنا و سفيان الثوري منذ ستين سنة - أو سبعين سنة - فقلت له: إنّي أريد البيت الحرام فعلّمني شيئا أدعو به، قال: إذا بلغت البيت الحرام فضع (4) يدك على حائط البيت ثم قل: يا سابق الفوت، و سامع الصوت، و يا كاسي العظام لحما بعد الموت، ثم ادع، بعده بما شئت، فقال له سفيان شيئا لم أفهمه فقال: يا سفيان - أو يا أبا عبد اللّه - إذا جاءك ما تحبّ فأكثر من الحمد للّه، و إذا جاءك ما تكره فأكثر من قول لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه، و إذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار.

قال القاضي (5):

و حكى لي بعض بني الفرات عن رجل منهم أو من غيرهم، أنه كان بحضرة أبي جعفر الطّبري رحمه اللّه قبل موته، و توفي بعد ساعة أو أقل منها، فذكر له هذا الدعاء عن جعفر بن محمّد فاستدعى محبرة و صحيفة فكتبها، فقيل له: أ في هذه الحال ؟ فقال: ينبغي للإنسان أن لا يدع اقتباس العلم حتى يموت.

قرأت بخط أبي محمّد الكتّاني مما نقله من كتاب أبي محمّد الفرغاني (6)،حدّثنا أبو علي هارون بن عبد العزيز قال: قال لي أبو جعفر الطّبري:

ص: 199


1- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
2- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 275/14.
3- رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 222/3.
4- عن الجليس الصالح:«فضع» و مثله في «ز»، و د. و بالأصل «فدع».
5- يعني المعافى بن زكريا الجريري، و الخبر في الجليس الصالح 222/3.
6- من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 301-310) ص 282 و سير أعلام النبلاء 275/14.

أظهرت مذهب الشافعي و أفتيت (1) به في بغداد عشر سنين، و تلقنه مني ابن بشار الأحوال أستاذ ابن سريج فلمّا اتسع علمه أدّاه اجتهاده و بحثه إلى ما اختاره في كلّ صنف من العلوم في كتبه، إذ كان لا يسعه فيما بينه و بين اللّه جلّ و عزّ إلى الدينونة بما أدّاه اجتهاده إليه فيما لم ينصّ عليه من يحبّ التسليم لأمره، فلم يأل نفسه و المسلمين نصحا و بيانا فيما صنفه قال الفرغاني (2):و كتب إليّ المراغي قال: لما تقلّد الخاقاني الوزارة وجّه إلى أبي جعفر الطّبري بمال كثير، فامتنع من قبوله، فعرض عليه القضاء فامتنع، فعرض عليه المظالم فأبى، فعاتبه أصحابه و قالوا: لك في هذا ثواب، و تحيي سنّة قد درست، فطمعوا في قبوله المظالم، فباكروه ليركب معهم في قبول ذلك، فانتهرهم و قال: كنت أظن أنّي لو رغبت في ذلك لنهيتموني عنه و لامهم، قال: فانصرفنا من عنده خجلين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (3)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (4)،حدّثني أبو القاسم الأزهري قال: حكى لنا أبو الحسن بن رزقويه، عن أبي علي الطوماري قال: كنت أحمل القنديل في شهر رمضان بين يدي أبي بكر بن مجاهد إلى المسجد لصلاة التراويح، فخرج ليلة من ليالي العشر الأواخر من داره و اجتاز على مسجده فلم يدخله و أنا معه، و سار حتى انتهى إلى آخر سوق العطش (5)، فوقف بباب مسجد محمّد بن جرير، و محمّد يقرأ سورة الرّحمن، فاستمع قراءته طويلا ثم انصرف، فقلت له: يا أستاذ تركت الناس ينتظرونك، و جئت تسمع قراءة هذا؟ قال: يا أبا علي دع هذا عنك، ما ظننت أنّ اللّه تعالى خلق بشرا يحسن يقرأ هذه القراءة، أو كما قال.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنّا، و ابنه أبو القاسم سعيد، قالا: أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد بن فهد العلاّف، أنبأنا أبو الفتح محمّد بن أحمد الحافظ قال (6):و فيما أخبرنا محمّد بن علي بن محمّد بن سهل المعروف بابن الإمام صاحب محمّد ابن جرير الطّبري قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن جرير الطّبري الفقيه و هو يكلّم المعروف

ص: 200


1- كذا بالأصل، و «ز»، و د، و في تاريخ الإسلام و سير أعلام النبلاء و اقتديت به ببغداد.
2- الخبر في المصدرين السابقين.
3- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 164/2.
5- سوق العطش: محلة ببغداد بالجانب الشرقي، بين الرصافة و نهر المعلى.
6- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 275/14 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 301-310) ص 282.

بابن صالح الأعلم و جرى ذكر علي بن أبي طالب، فجرى خطاب فقال له محمّد بن جرير:

من قال: إن أبا بكر و عمر ليسا بإمامي هدى أيش هو؟ قال: مبتدع، فقال له الطّبري إنكارا عليه: مبتدع، مبتدع، هذا يقتل، من قال: إن أبا بكر و عمر ليسا إمامي هدى، يقتل يقتل.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن بن حمزة بن الحسين (1) بن حمدان بن أبي فجّة البعلبكي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين (2) بن عبد اللّه بن محمّد بن أبي كامل - إجازة - حدّثنا عثمان بن أحمد الدّينوري أبو سعيد قال:

حضرت مجلس محمّد بن جرير الطّبري و حضر الوزير الفضل بن جعفر بن الفرات، و كان قد سبقه رجل للفرات فالتفت إليه محمّد بن جرير فقال له: ما لك لا تقرأ؟ فأشار الرجل إلى الوزير، فقال له: إذا كانت لك النوبة فلا تكترث لدجلة و لا لفرات.

أخبرنا أبو محمّد محمود بن أحمد بن عبد اللّه بن الحسين الحللي (3)،و حدّثنا الشيخ الإمام أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم الكروي - إملاء في الجامع بأصبهان - قال:

أنشدت لمحمّد بن جرير الطّبري:

عليك بأصحاب الحديث فإنهم *** على نهج للدين لا زال معلما

و ما الدين إلاّ في الحديث و أهله *** إذا ما دجى الليل البهيم و أظلما

و أعلى البرايا من إلى السّنن اعتزى *** و أغوى البرايا من إلى البدع انتما

و من ترك الآثار ضلل سعيه *** و هل يترك الآثار من كان مسلما؟

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (4) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر أحمد بن علي (5)،أنشدنا علي بن عبد العزيز الطاهري، و محمّد بن جعفر بن علاّن الشروطي، قالا: أنشدنا مخلد بن جعفر الدقّاق، أنشدنا محمّد بن جرير الطّبري (6):

ص: 201


1- كذا بالأصل، و في «ز»، و د: الحسن.
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الحسن، تصحيف، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 339/17.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: «الجيلي» و المثبت يوافق مشيخة ابن عساكر 235 و قد ضبطت اللفظة عن هامش المشيخة.
4- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
5- الخبر و الأبيات في تاريخ بغداد 165/2.
6- و الأبيات أيضا في سير أعلام النبلاء 276/14 و معجم الأدباء 43/18 و وفيات الأعيان 192/4.

إذا أعسرت لم يعلم رفيقي *** و أستغني فيستغني صديقي

حيائي حافظ لي ماء وجهي *** و رفقي في مطالبتي رفيقي

و لو أنّي سمحت ببذل وجهي *** لكنت إلى الغنى سهل الطريق

قال الخطيب: و أنشدنا الطاهري و الشروطي، قالا: أنشدنا مخلد بن جعفر، أنشدنا محمّد بن جرير (1):

خلقان لا أرضى طريقهما *** بطر الغنى و مذلّة الفقر

فإذا غنيت فلا تكن بطرا *** و إذا افتقرت فته على الدهر

قال الخطيب (2):و أنبأنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي، حدّثنا سهل بن أحمد الديباجي قال: قال لنا أبو جعفر محمّد بن جرير الطّبري: كتب إليّ أحمد بن عيسى العلوي من البلد:

ألا إنّ إخوان الثقات قليل *** و هل لي إلى ذاك القليل سبيل

سل الناس تعرف غثّهم من سمينهم *** فكلّ عليه شاهد و دليل

قال أبو جعفر فأجبته:

يسيء أميري الظّنّ في جهد جاهد *** فهل لي بحسن الظّنّ منه سبيل

تأمل أميري ما ظننت و قلته *** فإنّ جميل الظّنّ منك جميل

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

سمعت الخليل بن أحمد يقول: سمعت أبا عبد اللّه الحسين بن إسماعيل القاضي يقول:

سمعت أبا العباس بن سريج يقول: أبو جعفر محمّد بن جرير الطّبري فقيه العلم.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه، أنشدنا أبو عبد اللّه محمّد بن نصر الطبري في مسجد أبي الوليد، أنشدنا أبو طارق محمّد بن إبراهيم الآملي، قال: أنشدنا محمّد بن جرير الفقيه الطّبري:

مياس أين أنت من هذا الورى *** لا أنت معلوم و لا مجهول

لو كنت مجهولا تركتك معلما *** أو كنت معلوما لنالك عول

ص: 202


1- الأبيات في تاريخ بغداد 165/2-166 و سير أعلام النبلاء 276/14 و معجم الأدباء 43/18.
2- الخبر و الأبيات في تاريخ بغداد 166/2 و معجم الأدباء 43/18-44.

أما الهجاء فدق عرضك دونه *** و المدح عنك كما علمت جليل

فاذهب فأنت طليق عرضك إنه *** عرض عززت به و أنت ذليل

قرأت بخط أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد مما نقله من كتاب أبي محمّد الفرغاني (1)و قد لقي من حدّثه عنه، حدّثني أبو بكر الدّينوري قال:

لما كان وقت صلاة الظهر من يوم الاثنين الذي توفي في آخره، طلب ماء ليجدد طهارة لصلاة الظهر، فقيل له: تؤخر الظهر لتجمع بينها و بين العصر، فأبى و صلّى الظهر مفردة، و العصر في وقتها أتم صلاة و أحسنها. و حضر وقت موته جماعة من أصحابه منهم: أبو بكر بن (2) كامل فقيل له قبل خروج روحه: يا أبا جعفر أنت الحجّة فيما بيننا و بين اللّه عزّ و جل فيما ندين به، فهل من شيء توصينا به من أمر ديننا، و بيّنة لنا نرجو به (3) السلامة في معادنا؟ فقال: الذي أدين اللّه به أوصيكم هو ما بيّنت (4) في كتبي فاعملوا به و عليه، و كلاما (5) هذا معناه و أكثر التشهّد و ذكر اللّه جلّ و عزّ، و مسح يده على وجهه، و غمّض بصره بيده و بسطها، و قد فارقت روحه جسده، و كان عالما زاهدا فاضلا ورعا، و كان مولده بآمل سنة أربع و عشرين و مائتين، و رحل منها لما ترعرع و حفظ القرآن، و كتب الحديث لطلب العلم، و اشتغل به عن سائر أمور الدنيا، و آثر دار البقاء على دار الفناء، و رفض الأهل و الأقرباء، و كتب فأكثر، و سافر فأبعد، و سمح له أبوه في أسفاره، و شكره على أفعاله، و كان أبوه طول حياته يمدّه بالشيء بعد الشيء إلى البلدان التي يقصدها فيقتات به، فسمعته يقول: أبطأت عني نفقة والدي، و اضطررت إلى أن فتقت كمي قميصي فبعتهما و أنفقته إلى أن لحقتني، فاطلع اللّه على نيته و مقصده، فأعانه بتوفيقه، و أرشده إلى ما قصد له بتسديده.

فابتدأ بعد ما أحكم ما أمكنه إحكامه من علم القرآن، و العربية، و النحو، و رواية شعر الجاهلية و الإسلام، و مسند حديث للنبي (6) صلى اللّه عليه و سلم من طرقه، و ما روي عن الصحابة و التابعين من علم الشريعة، و علم اختلاف علماء الأمصار و عللهم، و كتب أصحاب الكلام و حججهم،

ص: 203


1- الخبر من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 276/14.
2- لفظة «بكر» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في سير أعلام النبلاء: بها.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في سير أعلام النبلاء: ثبت.
5- بالأصل، و «ز»، و د: و كلام، و المثبت عن سير أعلام النبلاء.
6- كذا بالأصل:«حديث للنبي» و في «ز»: حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و في د: حديث النبي صلى اللّه عليه و سلم.

و كلام الفلاسفة، و أصحاب الطبائع و غيرهم بتصنيف كتبه و كان قبل تصنيفه كتبه يقرأ و يجوّد بحرف حمزة الزيّات (1).

حدّثنا محمّد بن جرير قال:

قرأت القرآن على سليمان بن عبد الرّحمن الطّلحي و كان قد قرأ على خلاّد المقرئ (2)، و ذكر لي سليمان أن خلادا أخذه عليه و أن خلادا (3) كان يقرأ على سليم (4)،و أنّ سليم كان يقرأ على حمزة الزيّات، و أخذ سليمان بن عبد الرّحمن على هذا الحرف من حروف حمزة.

حدّثنا محمّد بن جرير الطّبري قال:

حدّثني بجميعه يونس بن عبد الأعلى الصّدفي قال: قرأنا على ابن كبشة، و أنبأنا ابن كبشة (5) أنه أخذه عن سليم، و أنّ سليما أخذه عن حمزة و يتفقه بقول الشافعي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (6)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (7)،أنبأنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال: قال لنا عيسى بن حامد بن بشر القاضي: مات محمّد بن جرير الطّبري يوم السبت بالعشيّ و دفن يوم الأحد بالغداة في داره لأربع بقين من شوال سنة عشر و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال:

و في هذه السنة - يعني - سنة عشر و ثلاثمائة، توفي أبو جعفر محمّد بن جرير الطّبري؛ قال غيره: بلغ ستا و ثمانين سنة.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (8) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر أحمد بن علي (9) قال:

ص: 204


1- معرفة القراء الكبار 111/1 و هو حمزة بن حبيب بن عمارة.
2- راجع معرفة القراء الكبار 264/1.
3- هو خلاد بن خالد الصيرفي أبو عيسى الكوفي، ترجمته في معرفة القرء الكبار 210/1 رقم 104.
4- هو سليم بن عيسى بن سليم، أبو عيسى الحنفي الكوفي المقرئ ترجمته في معرفة القراء الكبار 138/1 رقم 51.
5- كذا بالأصل و «ز»، و د، و جاء في ترجمة سليم بن عيسى في معرفة القراء الكبار:«علي بن كيسة المصري»، و جاء في تبصير المنتبه 1184/3 عي بن كيسة (بالكسر و السكون) المقرئ - شيخ ليونس بن عبد الأعلى.
6- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 166/2.
8- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
9- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 166/2.

قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل (1) القاضي قال: توفي أبو جعفر محمّد بن جرير الطّبري في وقت المغرب من عشية الأحد ليومين بقيا من شوال سنة عشر و ثلاثمائة، و دفن و قد أضحى النهار من يوم الاثنين غد ذلك اليوم في داره برحبة يعقوب، و لم يغير شيبه، و كان السواد في شعره و لحيته كثيرا، و أخبرني أنّ مولده في آخر سنة أربع - أو أول سنة خمس - و عشرين و مائتين، و كان أسمر إلى الأدمة، أعين، نحيف الجسم، مديد القامة، فصيح اللسان، و لم يؤذن به أحد، و اجتمع عليه من لا يحصيهم عددا إلاّ اللّه، و صلّى على قبره عدة شهور ليلا و نهارا، و رثاه خلق كثير من أهل الدين و الأدب، فقال ابن الأعرابي في مرثية له طويلة (2):

حدث مفظع و خطب جليل *** دقّ عن مثله اصطبار الصّبور

قام ناعي العلوم أجمع لمّا *** قام ناعي محمّد بن جرير

فهوت أنجم لها زاهرات *** مؤذنات رسومها بالدثور

و تغشّى ضياءها النّيّر الإشراق *** ثوب الدّجنّة الدّيجور

و غدا روضها الأنيق هشيما *** ثم عادت سهولها كالوعور

يا أبا جعفر مضيت حميدا *** غير وان في الجدّ و التشمير

بين أجر على اجتهادك موفور *** و سعي إلى التّقى مشكور

مستحقّا به الخلود لدى جنّة *** عدن في غبطة و سرور

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ علي إسناده - أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا أبو الفرج المعافى بن زكريا، أنشدنا أبو محمّد الحسن بن عثمان البزار (3)، أنشدني محمّد بن الرومي مولى الطاهري في أبي جعفر محمّد بن جرير الطّبري:

كان بحرا من العلوم فلمّا *** فاظ (4) بالنفس غاض بحر معين

من له بعده إذا هو لا هو *** مثله غيره عليه أمين

آخر الجزء السادس بعد الستمائة من الفرع.

ص: 205


1- عن أحمد بن كامل روي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 301-310) ص 285 و سير أعلام النبلاء 282/14.
2- الأبيات في تاريخ بغداد 166/2-167 و الأول و الثاني في تاريخ الإسلام و سير أعلام النبلاء.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: البزاز.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: فاض.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (1)أبو منصور بن عبد الملك، أنبأنا - أحمد بن علي الحافظ (2) قال: قرأت على أبي الحسين هبة اللّه بن الحسن الأديب لأبي بكر محمّد بن الحسن بن دريد يرثي أبا جعفر الطّبري:

لن تستطيع لأمر اللّه تعقيبا *** فاستنجد الصبر أو فاستشعر الحوبا

و افزع إلى كنف التسليم و ارض بما *** قضى المهيمن مكروها و محبوبا

إنّ العزاء إذا عزّته (3) جائحة *** ذلّت عريكته فانقاد مجنوبا

فإن قرنت إليه العزم أيّده *** حتى يعود لديه الحزن مغلوبا

فارم الأسى بالأسى يطفى مواقعها *** جمرا خلال ضلوع الصدر مشوبا

الأسى الحزن، و الأسى جمع أسوة كقوله: لَقَدْ كٰانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّٰهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ (4).

من صاحب الدّهر لم يعدم مجلجلة (5) *** يظلّ منها طوال العيش منكوبا

إنّ الرزية (6) وفر تزعزعه *** أيدي الحوادث تشتيتا و تشذيبا

و لا تفرق ألاّف يفوت بهم *** بين يغادر حبل الوصل مقضوبا

لكنّ فقدان من أضحى بمصرعه *** نور الهدى و بهاء العلم مسلوبا

أودي أبو جعفر و العلم فاصطحبا *** أعظم بذا صاحبا إذ ذاك مصحوبا

إنّ المنية لم تتلف به رجلا *** بل أتلفت علما للدين منصوبا

أهدى الرّدى للثرى إذ نان مهجته *** نجما على من يعادي الحقّ منصوبا (7)

كان الزمان به تصفو مشاربه *** فالآن أصبح بالتكدير مقطوبا

كلا و أيامه الغرّ التي جعلت *** للعلم نورا و للتقوى محاريبا

لا ينسري الدهر عن شبه له أبدا *** ما استوقف الحج بالأنصاب أركوبا

أوفى بعهد و أورى عند مظلمة *** زندا و آكد إبراما و تأديبا

ص: 206


1- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 167/2 و القصيدة أيضا في سير أعلام النبلاء 280/14 و ما بعدها.
3- بالأصل:«أعرته» و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
4- سورة الأحزاب، الآية:21.
5- بالأصل: مجلحة، و المثبت عن «ز»، و د، و تاريخ بغداد.
6- في تاريخ بغداد: البلية.
7- في تاريخ بغداد: مصبوبا.

منه (1) و أرصن حلما عند مزعجة *** تغادر القلّبيّ الذهن منحوبا

إذا انتضى الرأي في إيضاح مشكلة *** أعاد منهجها المطموس ملحوبا

لا يعزب الحلم في عتب و في نزق *** و لا يجرع ذا الزّلاّت تثريبا

لا يولج اللغو و العوراء مسمعه *** و لا يقارف ما يغشيه تأنيبا

إن قال قاد زمام الصدق منطقه *** أو آثر الصمت أولى النفس تهييبا

لقلبه ناظرا يهوي سما بهما *** فأيقظ الفكر ترغيبا و ترهيبا

تجلو مواعظه رين القلوب كما *** يجلو ضياء سنا الصبح الغياهيبا

سيّان ظاهره البادي و باطنه *** فلا تراه على العلات مجدوبا

لا يأمن العجز و التقصير مادحه *** و لا يخاف على الإطناب تكذيبا

ودّت بقاع بلاد اللّه لو جعلت *** قبرا له فحباها جسمه طيبا

كانت حياتك للدنيا و ساكنها *** نورا فأصبح عنها النور محجوبا

لو تعلم الأرض ما وارت لقد خشعت *** أقطارها لك إجلالا و ترحيبا

كنت المقوّم من زيغ و من ظلع *** وفّاك نصحا و تسديدا و تأديبا

و كنت جامع أخلاق مطهّرة *** مهذبا من قراف الجهل تهذيبا

فإن تنلك من الأقدار طالبة *** لم يثنها العجز عما عزّ مطلوبا

فإنّ للموت وردا ممقرا فظعا *** على كراهته لا بدّ مشروبا

إن يندبوك فقد ثلّت عروشهم *** و أصبح العلم مرثيا و مندوبا

و من أعاجيب ما جاء الزمان به *** و قد يبين لنا الدهر الأعاجيبا

أن قد طوتك غموض الأرض في نجد (2) *** و كنت تملأ منها السهل و اللوبا

قرأت بخط أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد مما نقله من كتاب أبي محمّد الفرغاني قال:

حدّثت عن الحسن بن عبد العزيز الهاشمي أبو أبي حفص العباسي صاحب الصّلاة قال:

رأيت في النوم كأنّي في شارع المخرم فإذا بأبي جعفر الطّبري جالس، عليه ثياب يحار في سعتها قلت: أبو جعفر محمّد بن جرير؟ قال: نعم، قلت: أ ليس قد متّ ؟ قال: نعم، قلت: كيف رأيت الموت ؟ قال: ما رأيت إلاّ خيرا، قال: قلت: كيف رأيت هول المطّلع ؟ قال: ما رأيت إلاّ خيرا، قال: قلت: و كيف رأيت منكرا و نكيرا؟ قال: ما رأيت إلاّ خيرا،

ص: 207


1- فوقها في «ز»: ضبة.
2- في تاريخ بغداد و سير أعلام النبلاء: لحف.

فاستحييت مما أسأله و هو يقول: ما رأيت إلاّ خيرا، فقلت: إن ربّك بك حفي، اذكرنا عند ربك! فقال: إنّ ربي بي حفي، ثم أخذ بزندي و استند إلى الحائط ، و ألزق يده على صدره ثم قال: يا أبا علي يقول لي: اذكرنا عند ربك، و نحن نتوسل بكم إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

6161 - محمّد بن جعفر بن أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة بن واقد

6161 - محمّد بن جعفر بن أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة بن (1) واقد

أبو العباس الحضرمي البتلهي (2)

حدّث عن جده أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة.

كتب عنه: أبو الحسين الرازي، و عبد الوهّاب الكلابي.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأنا جدي أبو محمّد، أنبأنا أبو علي الأهوازي - قراءة - قال: قال لنا عبد الوهّاب بن الحسن في تسمية شيوخه.

محمّد بن جعفر بن أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة الحضرمي من أهل بيت الإلهة (3)،مات سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة.

6162 - محمّد بن جعفر بن إبراهيم بن عيسى

أبو جعفر النسوي الرّامراني (4) الفقيه (5)

رحل و سمع بدمشق، و مصر، و خراسان و غيرها: أبا الحسن بن جوصا، و أبا عروبة الحرّاني، و أبا جعفر الطحاوي، و علي بن أحمد بن سليمان، و الحسن بن سفيان، و عبد اللّه ابن محمّد الفرهاذاني (6)،و محمّد بن جرير الطبري، و أبا بكر الباغندي، و أبا سعيد المفضّل ابن محمّد الجندي و غيرهم.

ص: 208


1- من هنا إلى قوله: كتب عنه، سقط من «ز».
2- البتهلي: بفتح الباء و التاء فوقها نقطتان و تسكين اللام ثم بالهاء نسبة إلى بيت لهيا من أعمال دمشق بالغوطة (اللباب).
3- بالأصل و «ز»، و د:«بيت الهيا» و في معجم البلدان:«بيت لهيا». قال ياقوت:«كذا يتلفظ به، و الصحيح بيت الإلهة» و هو ما أثبتناه.
4- هذه النسبة: الرامراني: بفتح الراء و الميم بينهما الألف و بعدها راء أخرى و في آخرها النون، هذه النسبة إلى رمران و هي إحدى قرى نسا على فرسخ منها.
5- ترجمته في الأنساب (الرامراني)، و اللباب (الرامراني).
6- بالأصل و «ز»، و د: الفرهاذاني، و المثبت عن الأنساب. و هذه النسبة إلى فرهاذان، كما في معجم البلدان، و قال ياقوت: أظنها من قرى نسا بخراسان، ذكره ياقوت و ترجمه.

روى عنه: الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ .

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

محمّد بن جعفر بن إبراهيم بن عيسى النسوي أبو جعفر الفقيه من أهل الرّامران و هي قرية على أقلّ من فرسخ من مدينة نسا، و كان أبو جعفر من الفقهاء الثقات المعدلين، قدم نيسابور سنة سبع و ثلاثين و ثلاثمائة فكتبنا عنه بنيسابور، و كتبت عنه بها، سمع بنسا، و العراق، و بالحجاز، و بمصر، و بالشام، و بالجزيرة، و كان حسن الحديث، صحيح الأصول، توفي أبو جعفر الرّامراني في قريته و أنا بها في رجب من سنة ستين و ثلاثمائة (1).

6163 - محمّد بن جعفر بن الحسن بن سليمان بن علي بن صالح

أبو الفرج، يعرف بابن صاحب المصلّى، البغدادي (2)

سمع بدمشق إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان، و عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة البتلهي، و عبد اللّه بن الحسين بن محمّد بن جمعة، و طاهر بن محمّد بن الحكم الإمام، و أبا العبّاس بن الزّفتي (3)،و أحمد بن عمير بن جوصا، و سليمان بن محمّد الخزاعي، و عبد الرّحمن بن علي بن إسماعيل الكوفي، و أبا الجهم بن طلاّب بمشغرى (4)، و أحمد بن يوسف، و صالح بن الأصبغ التنوخي المسحسن (5)،و عبد اللّه بن الحسين بن نصر الواسطي، و محمّد بن موسى بن عيسى الحمصي - بحمص - و عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، و محمّد بن هارون بن حميد بن المجدّر.

و سمع بالجزيرة، و بيروت، و الرّملة.

روى عنه: القاضي أبو القاسم التّنوخي، و أبو سعد أحمد بن محمّد بن أحمد الماليني، و أبو الحسن علي بن أحمد النعيمي (6).

كتب إليّ أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن الآبنوسي.

ص: 209


1- راجع الأنساب (الرامراني).
2- ترجمته في تاريخ بغداد 154/2.
3- تقرأ بالأصل و د: الرقي، تصحيف، و المثبت عن «ز».
4- بالأصل و «ز»، و د:«يشعرا» و لعل الصواب ما أثبتناه، أو «لعله:«المشغرائي».
5- كذا رسمها بالأصل، و في «ز»: «الميحيين».
6- سقطت من «ز».

ثم أخبرني أبو عبد اللّه البلخي عنه، أنبأنا أبو القاسم التنوخي القاضي، أنبأنا أبو الفرج محمّد بن جعفر بن الحسن بن سليمان بن علي بن صالح صاحب المصلّى، حدّثنا إبراهيم بن مروان أبو إسحاق المرواني من ولد مروان بن الحكم بدمشق، حدّثنا عبد السّلام ابن عتيق، حدّثنا منبّه بن عثمان، حدّثنا ثور، عن سليمان بن موسى، عن عطاء بن أبي رباح، عن أم كرز قالت: سألت النبي صلّى اللّه عليه و سلم عن العقيقة فقال:«عن الغلام شاتان مكافئتان (1) و عن الجارية شاة»[10990].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو منصور محمّد ابن عبد الملك قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):محمّد بن جعفر بن الحسن بن سليمان بن علي بن صالح صاحب المصلّى، يكنى أبا الفرج، حدّث عن الهيثم بن خلف الدوري، و عبد اللّه بن إسحاق المدائني، و محمّد بن محمّد الباغندي، و الحسن بن الطيّب الشجاعي، و محمّد بن إبراهيم البرتي، و عبيد اللّه بن جعفر بن أعين، و أبي القاسم البغوي، و عبد اللّه بن أبي داود، و أبي الليث الفرائضي، و الحسين بن محمّد بن عفير، و أبي صخرة الكاتب و نحوهم، و روى عن خلق كثير من الغرباء مثل: أبي عروبة الحرّاني، و أبي الحسن بن جوصا الدمشقي، و مكحول البيروتي، و الحسن بن أحمد بن بسطام الأيلي (3)،و محمّد بن سعيد التّرخمي، و سعيد بن علي بن الخليل النّصيبي و غيرهم، حدّثنا عنه أبو الحسن النعيمي، و القاضي أبو القاسم التنوخي أحاديث تدل على سوء ضبطه، و ضعف حاله.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم التنوخي قال: قال لي أبو الفرج: أول ما كتبت الحديث في سنة سبع و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (4)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (5)،حدّثني علي بن محمّد بن نصر الدّينوري.

ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم الإسماعيلي، قالا: سمعنا حمزة بن يوسف السهمي يقول: أبو الفرج محمّد بن صالح بن جعفر البغدادي من ساكني

ص: 210


1- كذا بالأصل، و رسمت في «ز»، و د:«مكافأتان».
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 154/2.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»«الأيلي» و الذي في تاريخ بغداد:«الأبلي».
4- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 156/2.

البصرة في الجزيرة، ضعيف، لا يحتجّ بحديثه، ما رأيت له أصلا جيّدا، و لا رأيت أحدا يثني عليه خيرا، و سمعت جماعة يحكون أنه غصب كتب أبي مسلم بن مهران البغدادي، و حدّث بها، و لم يكن له فيها سماع - زاد ابن السّمرقندي: روى عن أبي عروبة، و ابن جوصا و هذه الطبقة.

قال الخطيب: كذا قال لنا حمزة: اسمه محمّد بن صالح بن جعفر، و الصواب محمّد ابن جعفر بن صالح. قال لنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسّن التّنوخي، كان محمّد بن جعفر هذا يصحب جدي أبا القاسم التنوخي سنين كثيرة و يلزمه، و سمعته يقول: ولدت ببغداد في يوم الخميس لسبع ليال خلون من صفر سنة ست و تسعين و مائتين، و توفي في سنة أربع و سبعين و ثلاثمائة بالبصرة، و كان انحدر إليها، فأدركه أجله بها.

6164 - محمّد بن جعفر بن الحسين بن محمّد

6164 - محمّد بن جعفر بن الحسين (1) بن محمّد

أبو بكر البغدادي الحافظ المفيد، يلقّب غندر (2)(3)

رحّال، جمّاع.

سمع بدمشق و غيرها: أحمد بن عمير، و مكحولا البيروتي، و أبا الجهم بن طلاّب، و محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، و الحسن بن علي المعمري، و أبا بكر الباغندي، و عبد الرّحمن بن عبيد اللّه الحلبي، و أبا عروبة، و عبد اللّه بن أبي سفيان الموصلي، و أبا جعفر الطحاوي، و عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبا علي محمّد بن سعيد الحرّاني الحافظ نزيل الرقّة، و أسامة بن علي بن سعيد الرّازي، و أبا بكر محمّد بن الحسن بن دريد.

روى عنه: الحاكم أبو عبد اللّه، و أبو الحسين بن جميع، و أبو عبد الرّحمن السّلمي، و أبو نعيم الحافظ ، و عمر بن أبي سعد الهروي الزاهد، و أبو نصر أحمد بن الحسن بن محمّد ابن علي بن الشاه التميمي المروذي، و أبو بكر عبد اللّه بن أحمد القفّال المروزي الفقيه.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنبأنا أبو نصر بن

ص: 211


1- في الوافي بالوفيات: الحسن.
2- بالأصل، و د، و «ز»: غندر.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 152/2 و ذكر أخبار أصبهان 296/2 و الوافي بالوفيات 302/2 و سير أعلام النبلاء 16/ 214 و تذكرة الحفاظ 960/3 و العبر 357/2 و البداية و النهاية 297/11 و شذرات الذهب 73/3.

طلاّب، أنبأنا أبو الحسين بن جميع، حدّثنا محمّد بن جعفر غندر الحافظ ببغداد، حدّثنا الحسن بن شبيب المعمري، حدّثنا هدبة من كتابه، حدّثنا حمّاد، عن عمّار بن أبي عمّار، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أمر بالمضمضة و الاستنشاق[10991].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، حدّثنا محمّد بن جعفر البغدادي، حدّثنا محمّد بن يوسف الهروي بدمشق بحديث ذكره.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: محمّد بن جعفر بن الحسين بن محمّد المفيد أبو بكر البغدادي الملقّب بغندر، و كان يحفظ سؤالات شيوخه، و يعرف رسوم هذا العلم.

أقام بنيسابور، سنين، و كان يفيدنا سنة ست و سبع و ثلاثين إلى أن فرّد لي أفراد الخراسانيين من حديثي سنة ست و ستين، ثم إنه خرج إلى مرو و بقي بها، سمع ببغداد و بالجزيرة و بالشام، ثم دخل البصرة، و الأهواز، و خوزستان [و أصبهان و الجبال، و دخل] (1)خراسان، و ما وراء النهر إلى الترك، و على طريق بلخ إلى سجستان، و كتب من الحديث ما لم يتقدمه فيه أحد كثرة، ثم استدعي إلى الحضرة ببخارى ليحدّث بها من مرو، فتوفي رحمه اللّه في المفازة سنة سبعين و ثلاثمائة (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم الإسماعيلي، أنبأنا حمزة بن يوسف قال: أبو بكر محمّد بن جعفر بن الحسين (3) بن محمّد المعروف بغندر الحافظ البغدادي، قدم جرجان و حدّث بها، ثم خرج إلى نيسابور، روى عن ابن جوصا، و ابن أبي داود، و البغوي و غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن الزاهد، و أبو منصور المقرئ قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):محمّد بن جعفر بن الحسين بن محمّد بن زكريا أبو بكر الورّاق، يلقّب غندرا، كان جوّالا، حدّث ببلاد فارس، و خراسان عن محمّد بن محمّد الباغندي، و يحيى ابن محمّد بن صاعد، و أبي بكر بن دريد النحوي، و أبي عروبة الحرّاني، و عبد اللّه بن أبي

ص: 212


1- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل، و بعدها صح.
2- الوافي بالوفيات 303/2 و سير أعلام النبلاء 214/16.
3- في «ز»، هنا: الحسن، تصحيف.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 152/2.

سفيان الموصلي، و أبي علي محمّد بن سعيد الحافظ نزيل الرقّة، و أبي الحسن بن جوصا الدمشقي، و مكحول البيروتي، و أبي جعفر الطحاوي (1)،و أسامة بن علي بن سعيد الرّازي، حدّثنا عنه عمر بن أبي سعد الزاهد الهروي، و أبو نعيم الأصبهاني، و كان حافظا ثقة، قال لي أبو نعيم (2):توفي غندر بخراسان بعد سنة ستين و ثلاثمائة.

قال الخطيب (3):و حدّثني محمّد بن أحمد بن يعقوب عن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد النيسابوري الحافظ أن غندرا خرج من مرو قاصدا بخارى، فمات في المفازة في سنة سبعين و ثلاثمائة.

6165 - محمّد بن جعفر بن خالد الدّمشقي

صنّف كتابا في فتوح الشام.

حدّث فيه عن الوليد بن مسلم، و شعيب بن إسحاق، و سويد بن عبد العزيز، و أبي يوسف يزيد بن يوسف الصّنعاني، و إسماعيل بن عيّاش، و الهيثم بن عدي الطائي، و أبي الحارث عامر بن صالح الزّبيري، و إبراهيم بن أبي يحيى (4)،و إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير، و عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن حفص بن عامر العمري المدنيين، و رشدين بن سعد المهري، و زياد بن عبد اللّه البكّائي، و أبي معاوية الضرير، و إسماعيل بن مجالد بن سعيد، و عبد الرّحمن بن مالك بن مغول، و سعيد بن عبيد الطائي، و جرير بن عبد الحميد، و القاسم بن الوليد الهمداني الكوفيين، و محمّد بن الحجّاج اللّخمي، و هشيم بن بشير الواسطيّين، و داود بن الزبرقان، و قدامة بن شهاب المازني في جماعة سواهم.

و ما علمت روي عنه شيء.

6166 - محمّد بن جعفر بن عبد الحميد بن بحر بن غياث بن مالك بن بحر

ابن أسد بن جبلة أبو عبد اللّه الأزدي المعروف بالمكّي

حدّث عن من لم يقع إليّ اسمه.

كتب عنه أبو الحسين الرّازي، و هو نسبه.

ص: 213


1- بالأصل:«الطحان» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
2- راجع كتاب ذكر أخبار أصبهان 296/2.
3- تاريخ بغداد 152/2 و الوافي بالوفيات 303/2.
4- في «ز»: منيحي.

قرأت بخط أبي الحسن نجاء بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرّازي في تسمية من كتب عنه بدمشق أبو عبد اللّه محمّد بن جعفر الأزدي و يعرف بالمكّي، مات في جمادى الآخرة سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة الأساكفة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: و في هذه السنة توفي أبو عبد اللّه المكّي يعني سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة.

6167 - محمّد بن جعفر بن عبيد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب

ابن عبد مناف الهاشميّ (1)

كان مع بني العباس الذين خرجوا من الحميمة (2) إلى الكوفة في أول أمر بني العبّاس، له ذكر، و كان المنصور معجبا به، و كان كريما يسأله حوائج الناس فيقضيها له.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو منصور محمّد ابن عبد الملك، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):

محمّد بن جعفر بن عبيد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب، كان فاضلا أديبا، و عاقلا لبيبا، مشهورا بالسخاء، و الجود، و المروءة، و كان له اختصاص بأبي جعفر المنصور، فأخبرني عبيد اللّه بن أبي الفتح، أنبأنا أحمد بن إبراهيم البزاز (4)،حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة، أخبرني أبو العبّاس المنصوري، عن يحيى بن زكريا مولى علي بن عبد اللّه، عن أبيه قال: كان المنصور يعجب بمحمّد بن جعفر بن عبيد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب، يؤانسه، و يفاوضه، و يداعبه، و يلتذّ بمحادثته، و كان أديبا، لبيبا، لسنا، و كان لحسن منزلته من المنصور، و عظيم قدره عنده، يفزع الناس إليه في حوائجهم، فيكلّمه فيها فيقضيها، حتى أكثر عليه من الحوائج و أفرط ، فأمر الربيع أن يحجبه، فلما حجبه قعد في منزله أياما، فظمئ المنصور إلى رؤيته، و قرم إلى محادثته، فقال: يا ربيع إن جميع لذّات مولاك، قد أخلقن

ص: 214


1- ترجمته في تاريخ بغداد 111/2 و الوافي بالوفيات 288/2.
2- الحميمة: بلفظ تصغير الحمة، بلد من أرض الشراة من أعمال عمّان في أطراف الشام. كان منزل بني العباس (معجم البلدان).
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 111/2-112.
4- كذا بالأصل و «ز»، و د، و في تاريخ بغداد: البزار.

عنده، و رثثن في عينه، سوى لذته من محادثة محمّد بن جعفر فإنّها تجدد عنده في كل يوم و ليلة، و قد كدرها عليّ بكثرة ما يحملني عليه من حوائج الناس [فاحتل لمولاك] (1) فيما كدر عليه من لذّته، فقال الربيع: أفعل يا أمير المؤمنين، و خرج من عنده، فأتى محمّد بن جعفر فعاتبه على ما يحمل المنصور عليه من حوائج الناس و سأله إعفاءه من ذلك. فنصح (2) عن نفسه فيما عاتبه عليه، فأجابه إلى أن لا يسأله حاجة لأحد، فأمره بالغدو على المنصور، و رجع إلى المنصور فأعلمه ذلك. و بلغ قوما من قريش قدموا العراق لحوائجهم ما كان من أمر محمّد بن جعفر و من الربيع، و أنه عازم على الغدو على المنصور، فكتبوا حوائجهم في رقاع، و وقفوا بها على طريق محمّد بن جعفر، فلمّا غدا يريد المنصور، عرضوا له بها، و متّوا إليه بقراباتهم، و توسلوا بأرحامهم، و سألوه إيصال رقاعهم، و التماس نجاح ما فيها. فاعتذر إليهم و سألهم أن يعفوه من ذلك، فأبوا أن يقبلوا ذلك منه، و ألحّوا عليه فقال: لست أكلّم المنصور في حاجة لأحد من الناس، فإن أحببتم أن تودعوا رقاعكم كمي فافعلوا، فقذفوا رقاعهم في كمّه و مضى حتى دخل على المنصور و هو في الخضراء مشرف على مدينة السلام و دجلة و الصراة و ما حولها من البساتين و المزارع، فعاتبه فنصح (3) عن نفسه، ثم حادثه ساعة قال له المنصور: أما ترى حسن مستشرفنا هذا؟ قال: أرى يا أمير المؤمنين، فبارك اللّه لك فيما آتاك، و هنّاك بإتمام النعمة عليك ما أعطاك، فما بنت العرب في دولة الإسلام و لا العجم في مدة الكفر مدينة أحصن، و لا أحسن، و لا أجمع للخصال المحمودة منها، و قد سمجها (4)في عيني خصلة، قال: و ما هي ؟ قال: ليس لي فيها ضيعة، فتبسم، ثم قال: فإنّي أحسّنها في عينك بثلاث ضياع أقطعك في أكنافها، فاغد على أمير المؤمنين يسجل (5) لك بها، فقال:

أنت و اللّه يا أمير المؤمنين سهل الموارد، كريم المصادر، فجعل اللّه باقي عمرك أكثر من ماضيه، فقد بررت فأفضلت، و وصلت فأجزلت، و أنعمت فأسبغت، فبدرت الرقاع من كمّيه (6) و هو يتشكر له، فأقبل يردّهن في كمّه و يقول: ارجعن خاسئات، فضحك، و قال:

بحق أمير المؤمنين عليك لما أخبرته خبر هذه الرقاع ؟ فأعلمه، فقال: أبيت يا بن معلم الخير

ص: 215


1- ما بين معكوفتين زيادة عن «ز»، و د، و تاريخ بغداد.
2- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد: فنضح.
3- راجع الحاشية السابقة.
4- في تاريخ بغداد: سمجتها.
5- بالأصل: يستجل، و المثبت عن «ز»، و د، و تاريخ بغداد.
6- كذا بالأصل، و «ز»، و د، و في تاريخ بغداد: كمه.

إلاّ كرما، فف للقوم بضمانك، و القها عن كميك (1) لننظر في حوائجهم، فطرح الرقاع بين يديه فتصفحها ثم دفعها إلى الرّبيع، ثم التفت إليه فتمثل بقول امرئ القيس (2):

لسنا و إن أحسابنا كرمت *** يوما على الأحساب نتّكل

نبني كما كانت أوائلنا *** تبني، و نفعل مثل ما فعلوا

ثم قال: قد قضى أمير المؤمنين حوائجهم، فأمرهم بلقاء الربيع، قال محمّد: فخرجت من عند أمير المؤمنين و قد ربحت و أربحت.

6168 - محمّد بن جعفر بن عبيد اللّه بن صالح

أبو عبد اللّه الحميري الكلاعي الحمصيّ

حدّث بأطرابلس عن أبي سهل محمّد بن هارون الطّرزي، و أبي بكر محمّد بن عمر بن محمّد بن الجعابي، و أبي علي يونس بن أحمد بن عبد الرّحمن بن يونس الرافقي السّرّاج، و أبي الفضل العبّاس بن القاسم بن المهلّب الرّقّي، و الحسن بن هاشم الرّازي، و خيثمة بن سليمان، و أبي القاسم الحسن بن علي بن الحسن بن عمرو، و أبي طالب محمّد بن زكريا بن يحيى بن يعقوب المقدسي.

روى عنه: علي بن محمّد الحنّائي، و أبو عبد اللّه الصوري، و أبو علي الأهوازي، و أبو نصر عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم الوائلي.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأنا جدي أبو محمّد، حدّثنا أبو علي الأهوازي، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن جعفر بن عبيد اللّه بن صالح الكلاعي الحمصيّ المؤدّب - بأطرابلس (3)-حدّثنا أبو سهل محمّد بن هارون الطرزي بطرسوس، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يونس الكديمي، حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا شعبة، عن يزيد بن خمير (4)،عن سليمان بن مرثد، عن أبي الدّرداء قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا و بكيتم كثيرا»[10992].

ص: 216


1- في تاريخ بغداد: كمك.
2- البيتان ليسا في ديوان امرئ القيس (ط بيروت - صادر)، و هما في الوافي بالوفيات بدون نسبة.
3- في «ز»: بطرابلس.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: حجير، تصحيف، و هو يزيد بن خمير بن يزيد الرحبي الهمداني، ترجمته في تهذيب الكمال 303/20.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي، أنبأنا أبو علي الأهوازي، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن جعفر بن عبيد اللّه بن صالح الكلاعي الحمصيّ - بأطرابلس - حدّثنا أبو علي يونس بن أحمد ابن عبد الرّحمن بن يونس بن أبي سلمة - بالرافقة - حدّثنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز المكّي، حدّثنا أحمد بن يونس الكوفي، حدّثنا أبو معشر، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر ابن عبد اللّه الأنصاري قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: الحجر يمين اللّه في الأرض يصافح بها عباده»[10993].

حدّثنا أبو سعد (1) عبد الكريم بن محمّد بن منصور بن السمعاني - لفظا بدمشق - أنبأنا موسى بن علي البغدادي - بها - و أجازه لي موسى.

قال: أنبأنا محمّد بن عبد السّلام الأنصاري، أنبأنا أبو عبد اللّه الصوري الحافظ قال:

قرأت على أبي عبد اللّه محمّد بن جعفر بن عبيد اللّه بن صالح بن إبراهيم بن عبد اللّه الكلاعي - بطرابلس - قلت: حدّثكم أبو بكر محمّد بن عمر بن محمّد بن البراء (2) الجعابي الحافظ بالرقّة سنة ست و أربعين و ثلاثمائة، حدّثنا محمّد بن خلف بن المرزبان، حدّثنا أبو ياسر قال: أنشد رجل ابن عائشة:

وقفنا فلو لا أننا راضنا الهوى *** لهتكنا عند الرقيب نحيب

و في دون ما ألقاه من ألم الهوى *** تشقّ جيوب بل تشقّ قلوب

قال: فقال ابن عائشة: لا يلوم على شقّها إلاّ أحمق.

6169 - محمّد بن جعفر بن علي بن محمّد بن جعفر بن جبارة

6169 - محمّد بن جعفر بن علي بن محمّد بن جعفر بن جبارة (3)

أبو جعفر الجوهري

روى عن أبي القاسم عبد الجبّار بن أحمد بن محمّد السّمرقندي، و أبي الحارث أحمد ابن سعيد، و أحمد بن أبي الحسن علي بن شعيب المدائني، و محمّد بن زبّان (4)،و أحمد بن عبد الوارث.

ص: 217


1- في «ز»: سعيد، تصحيف.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 88/16 و سماه أبا بكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم التميمي البغدادي الجعابي.
3- بالأصل و د:«حباره» بالحاء المهملة، و المثبت عن «ز»، و جبارة ضبطت بكسر الجيم عن الاكمال لابن ماكولا.
4- بدون إعجام بالأصل، و في د:«زيان» و المثبت «زبان» عن «ز»، و هو محمد بن زبان بن حبيب أبو بكر الحضرمي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 519/14.

روى عنه: أبو نصر بن الجندي، و أبو الحسين الميداني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أبو نصر بن طلاّب، أنبأنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن هارون بن الجندي (1)،حدّثنا أبو جعفر محمّد بن جعفر بن جبارة الجوهري - قراءة عليه و أنا أسمع - في سنة ستين و ثلاثمائة، حدّثنا أبو القاسم عبد الجبّار بن أحمد بن محمّد السّمرقندي، حدّثنا أبو علقمة عبد اللّه بن هارون بن موسى القزويني (2)،حدّثنا قدامة بن محمّد، حدّثنا أبي، عن بكير بن عبد اللّه بن الأشج، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من عزّى أخاه المؤمن في مصيبته كساه اللّه حلّة خضراء يحبر بها» قيل:

يا رسول اللّه بما يحبر بها؟ قال:«يغبط بها»[10994].

[قال ابن عساكر:] كذا وقع في الأصل، و صوابه الفروي و هو من أهل المدينة.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنبأنا أبو بكر الخطيب قال: محمّد بن جعفر بن علي بن محمّد بن جعفر بن جبارة بكسر الجيم.

و قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا (3) قال في باب جبارة بكسر الجيم: محمّد بن جعفر بن علي بن محمّد بن جعفر بن جبارة أبو جعفر الجوهري الدمشقي، حدّث عن محمّد بن زبّان، و أحمد بن عبد الوارث - زاد الخطيب: المصريين - و قال: روى عنه - و قال ابن ماكولا: حدّث - عنه القاضي أبو نصر محمّد بن أحمد بن هارون المعروف بابن الجندي.

6170 - محمّد بن جعفر المتوكّل بن المعتصم بن هارون الرّشيد بن محمّد المهدي

ابن عبد اللّه المنصور بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطّلب

أبو أحمد الناصر لدين اللّه المعروف بالموفّق (4)

قدم دمشق مع أبيه جعفر المتوكّل فيما.

ص: 218


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 400/17.
2- كذا بالأصل، و د، و «ز»، «القزويني» و هو تصحيف، و سينبه المصنف في آخر الحديث إلى الصواب: الفروي. ذكره السمعاني و ترجمه و ترجم أباه هارون (الفروي).
3- الاكمال لابن ماكولا 46/2.
4- ترجمته في تاريخ الطبري (الفهارس)، البداية و النهاية (الفهارس) الكامل لابن الأثير (الفهارس)، تاريخ بغداد 127/2 الوافي بالوفيات 294/2 العبر 39/2 سير أعلام النبلاء 169/13.

قرأت بخط عبد اللّه بن محمّد الخطابي الشاعر.

حكى عن المأمون و لم يدركه.

حكى عنه ابنه المعتضد (1).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف - و نقلته من خطّه - أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن محمّد بن سيبخت، حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن العباس الصولي قال: سمعت أبا عبد اللّه بن داود بن الجرّاح يقول:

سمعت عبد اللّه بن سليمان يقول: سمعت أمير المؤمنين المعتضد باللّه يقول: سمعت أبي يعني الموفّق يقول: صدق المأمون حيث يقول: الفلك أدقّ من أن يبقى على حال، فانتهزوا أوقات فرص الزمان من السرور، و اعتقدوا (2) المنن في أعناق الرجال، فتكونوا قد جمعتم الأمرين: أخذ [الحظ ] (3) من السرور قبل فوته، و بقّيتم لأنفسكم الذكر الجميل، و لأعقابكم الصنائع المحمودة، فإنّ السرور في الدنيا لمع، و العوارض بالغموم و المكروه لا تعدم فيها، و ليس تدوم لا على السّرّاء و لا الضّرّاء.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، و أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور المقرئ، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):

محمّد بن جعفر المتوكّل على اللّه بن محمّد المعتصم باللّه يكنى أبا أحمد، و لقبه الموفّق باللّه، كان أخوه المعتمد قد عقد له ولاية العهد بعد ابنه جعفر، فمات الموفّق قبل موت المعتمد بسنة و أشهر، و يقال: إنّ اسمه كان طلحة.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إيّاه و قال اروه عنّي - أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا أبو الفرج القاضي (5)،حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي، حدّثني عبد اللّه الألوسي قال:

ص: 219


1- المعتضد باللّه، اسمه أحمد، ولد سنة 242، ترجمته في تاريخ بغداد 403/4.
2- في «ز»: و اعقدوا.
3- ما بين معكوفتين سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و د.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 127/2.
5- الخبر و الشعر في الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا الجريري 382/2-383.

لما صار جيش الدّعيّ (1) بالبصرة إلى النّعمانية (2) طرحت رقعة في دار الناصر مختومة، فجاءوا بها إلى الموفّق فقال: فيها عقرب لا شك، ففتحوها فإذا فيها:

أرى نارا تأجّج من بعيد *** لها في كلّ ناحية شعاع

و قد نامت بنو العبّاس عنها *** و أضحت و هي غافلة رتاع

كما نامت أميّة ثم هبّت *** لتدفع حين ليس لها دفاع

فأمر الموفّق ساعته بالارتحال إلى البصرة.

قال القاضي: و هذا الشعر مما نحا به (3) قائله قول القائل في بني أميّة:

أرى تحت الرّماد وميض جمر *** و أخلق أن يكون له ضرام

و قد غفلت أميّة عن سناها *** و يوشك أن يكون لها اضطرام

أقول من التعجّب ليت شعري *** أ أيقاظ أميّة أم نيام

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن نبهان، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن محمّد بن المحاملي الفقيه.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، قالوا: أنبأنا أبو علي بن شاذان.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا أبو الفوارس طراد بن محمّد الزينبي، و أبو محمّد التميمي، قالا: أنبأنا أبو بكر بن وصيف الصيّاد، قالا: أنبأنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا أبو بكر عمر بن حفص السّدوسي قال: و دعي لجعفر المفوض إلى اللّه بن المعتمد و لأبي أحمد بن المتوكّل الموفّق باللّه بولاية العهد يوم الجمعة بسرّمن رأى لسبع عشرة خلت من ذي القعدة سنة إحدى و ستين و مائتين، و توفي أبو أحمد الموفّق باللّه يوم الأربعاء فدفن ليلة الخميس لثمان خلون من صفر، و ليلة مضت من حزيران، سنة ثمان و سبعين و مائتين، و خلع أمير

ص: 220


1- يعني صاحب الزنج، علي بن محمد الورزنيني، ظهر في أيام المهتدي باللّه سنة 255 و التف حوله سودان أهل البصرة، قوى أمره و اشتدت شوكته و عجز عن قتاله الخلفاء، ظفر به الموفق و قتله سنة 70 ه . راجع تاريخ الطبري 174/11 و الكامل لابن الأثير 205/7 و ما بعدها. و البداية و النهاية 41/11 و سير أعلام النبلاء 13/ 129.
2- النعمانية: بضم النون، بليدة بين واسط و بغداد، على ضفة دجلة، معدودة من أعمال الزاب الأعلى (راجع معجم البلدان).
3- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في الجليس الصالح: يجابه.

المؤمنين المعتمد باللّه جعفر المفوّض يوم الاثنين لثمان بقين من المحرم سنة سبع و ستين و مائتين، و أشهد عليه القضاة و من حضر، و قرأ القاضي الكتاب في مجلسه و أشهد من حضر من المعدلين على شهادته يوم الأربعاء و دعي لأمير المؤمنين المعتمد على اللّه و لأبي العباس المعتضد باللّه، و خلع جعفر يوم الجمعة على المنبر، لأربع بقين من المحرم سنة تسع و سبعين و مائتين.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا[-و] (1) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر (2)،أنبأني إبراهيم بن مخلد.

ح و أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي، أنبأنا عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى، قالا: أنبأنا إسماعيل بن علي - زاد ابن عثمان قال: باب ذكر أبي أحمد الموفق باللّه ولي العهد و قالا:- و كان المعتمد على اللّه عقد العهد بعده لابنه جعفر، و سمّاه المفوّض إلى اللّه، و عقد العهد بعد ابنه جعفر لأخيه أبي أحمد و سمّاه الموفّق باللّه - زاد ابن مخلد: و اسم الموفّق محمّد بن جعفر المتوكّل على اللّه، و قالا:- و كان هذا العقد يوم الأربعاء لاثنتي - و قال ابن عثمان: لثنتي - عشرة ليلة خلت من شوال سنة إحدى و ستين و مائتين، و كان جعفر يومئذ صغيرا، فشرط في العهد إن حدث به حدث الموت و لم يبلغ جعفر و يكمل للأمر أن يكون الأمر لأبي أحمد أولا، ثم لجعفر من بعده، فلم يزل أمر أبي أحمد يقوى و يزيد حتى صار الجيش كلّه تحت يده و الأمر كله إليه، و كان قتل صاحب الزنج بالبصرة على يديه (3)،فملك الأمر، و أحبّه الناس و أطاعوه، و تسمّى بعد قتل البصري الخارجي بالناصر لدين اللّه مضافا إلى الموفّق باللّه، فكان يخطب له على المنابر بلقبين، يقال: اللّهمّ أصلح الأمير الناصر لدين اللّه أبا أحمد الموفّق باللّه ولي عهد المسلمين أخا أمير المؤمنين - زاد ابن يحيى: و لمّا غلب الموفّق على الأمر حظر على المعتمد و احتاط عليه و على ولده و جمعهم في موضع واحد و وكّل بهم، و أجرى الأمور مجاريها و قالا:- فلم يزل على ذلك إلى أن توفي - زاد ابن عثمان: أبو أحمد الموفّق باللّه محمّد بن المتوكّل على اللّه و قالا:- ليلة الخميس لثمان بقين من صفر سنة ثمان و سبعين و مائتين - زاد ابن عثمان: ببغداد

ص: 221


1- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 127/2.
3- و كان ذلك سنة 270 ه ، كما لاحظنا قريبا. راجع سير أعلام النبلاء 549/12 (ترجمة المعتمد على اللّه).

و قالا:- في القصر المعروف بالحسني على شاطئ دجلة، و دفن في الرصافة ليلا، و له من السن يومئذ تسع و أربعون سنة تنقص شهرا و أياما، لأن مولده فيما ذكر لي في ربيع الأول يوم الأربعاء لليلتين خلتا من سنة تسع و عشرين و مائتين، و أمّه أم ولد - زاد ابن عثمان: يقال لها:

إسحاق و قالا:- أدركت أيامه و توفيت قبله بسنتين.

أخبرنا أبو القاسم، و أبو الحسن قالا: حدّثنا[-و] (1) أبو منصور، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنبأنا عثمان بن أحمد، حدّثنا محمّد بن أحمد ابن البراء قال: و مات الموفّق يوم الجمعة لثمان بقين من صفر سنة ثمان و سبعين و مائتين، و دفن بالرصافة مع أمه - رصافة بغداد-.

قال (3):و أنبأنا الحسن بن أبي بكر، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، أنبأنا عمر بن حفص قال: و توفي أبو أحمد الموفّق باللّه يوم الأربعاء و دفن ليلة الخميس لثمان خلون من صفر أوّل يوم من حزيران سنة ثمان و سبعين.

قال الخطيب: كذا قال عمر بن حفص لثمان خلون من صفر، و القول الأول أشبه بالصواب، و اللّه أعلم.

6171 - محمّد بن جعفر بن محمّد المعتصم بن هارون الرشيد بن محمّد المهدي

ابن عبد اللّه المنصور بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس

أبو عيسى بن المتوكّل الهاشميّ (4)

قدم دمشق مع أبيه فيما وجدت بخط أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد الخطابي الدمشقي الشاعر.

بلغني أنه لمّا عزم المعتمد على الخروج إلى الشام و الموفّق إذ ذاك يحارب الخائن (5)بالبصرة و الدنيا مضطربة أشار عليه أبو عيسى بن المتوكّل أخوه أن لا يفعل و حرص به، فأبى عليه، فقال أبو عيسى و عمل فيه لحنا (6):

ص: 222


1- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 127/2.
3- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 127/2-128.
4- ترجمته في الوافي بالوفيات 295/2.
5- يعني به صاحب الزنج، و قد تقدمت الإشارة إليه.
6- البيتان في الوافي بالوفيات 295/2.

أقول له عند توداعه *** و كل بعبرته مبلس

لئن قعدت عنك أجسامنا *** لقد سافرت معك الأنفس

و قال: و قد أمر بالركوب لينحدر من سرّ من رأى:

سيكون الذي قضي *** سخط العبد أو رضي

ليس هذا بدائم *** كل هذا سينقضي

و ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القوّاس الورّاق أنّ أبا عيسى بن المتوكّل و عبد اللّه، و حمزة ابني المعتز، حملوا من سرّ من رأى فأدخلوا بغداد يوم الجمعة مستهل شعبان سنة تسع و سبعين و مائتين، و كان سبب ذلك ما قرأت في كتاب عبيد اللّه بن أحمد بن أبي طاهر البغدادي: حدّثني عبد اللّه بن عبد الملك المعروف بالهدادي الشاعر قال: كان السبب في قتل أبي عيسى بن المتوكّل أنّ أبا عيسى كاتب أبا الجيش في أمر ضيعته، و كان النهيكي و كيله في ضياعه بدمشق، فتخلّف عن أبي عيسى من مالها ستة عشر ألف دينار، فاستأذن أبا القاسم بن سليمان في مكاتبة أبي الجيش ليستعين به على النهيكي، و استأذن المعتضد و هو إذ ذاك ولي العهد، فأذن لأبي عيسى في مكاتبة أبي الجيش، فاتصلت بهذا السبب بينهما المكاتبة، و أهدى إلى أبي الجيش هدايا لها قيمة، فلمّا علم النهيكي بمكاتبته أبا الجيش، خاف أبا الجيش على نفسه، و كتب إلى السلطان: إن أردتم دولتكم و خلافتكم فاستوثقوا من أبي عيسى بن المتوكّل، فإنه قد كاتب أبا الجيش و قد مال إليه أهل مصر جميعا، فوجّه المعتضد جني الصغير، فأقام بسرّمن رأى شهرين قبل أن يحدث على أبي عيسى ما حدث، فلما أن أفضت الخلافة إلى المعتضد وجّه إلى جني أن يحمل أبا عيسى إليه، فوجّه بإنسان من المستأمنة، يعرف بالشعراني، في حمل أبي عيسى إلى بغداد، و تقدّموا إليه في قتله في الطريق، و أن يحمل رأسه إليهم، قال الهدادي: و كنت قاعدا بين يدي أبي عيسى بعد صلاة الغداة، و دخل الغلمان فقالوا: جني بالباب، فقال لي: الحجزة (1)،فقمت، و أذن له، فدخل إليه فقال: لأي شيء قصدتني ؟ و ما تريد؟ قال: تركب معي إلى دار إسحاق بن إبراهيم، نبايع لأمير المؤمنين المعتضد، فقال له: إنّي قد أمرت بإصلاح حرّاقة (2) و قد فرشت، و قد كتبت

ص: 223


1- الحجزة: بالضم، معقد الإزار، و من السراويل موضع التكة (القاموس المحيط ).
2- الحراقة: الحراقة: سفن بالبصرة، فيها مرامي نيران يرامى بها العدو في البحر،(تاج العروس ط دار الفكر: حرق) و نقل الزبيدي عن الأساس: يقال ركبوا في حراقة: و هي سفينة خفيفة المرّ.

أستأذن في الانحدار إلى أمير المؤمنين، فإن كنت أمرت بشيء فأعلمني، فحلف له أنه ما أمر فيه بشيء، و إنّما يريد منه أن يبايع، فركب و كان آخر العهد به، فلما كان في بعض الطريق قال له: اعدل إلى دار الموفق، فقال له: أ ليس حلفت أنك إنّما قصدت لأن أبايع في دار إسحاق ؟ قال له جني: يا سيدي، اعذرني، فإني عبد مأمور، و مضى به إلى دار سيما صاحب الشرطة بسرّمن رأى، ثم سلّم إلى المستأمن البصري الشعراني، فقتله بالبردان (1)،غرّقه و أخذ رأسه و قبل ذلك دلي في الماء، و قد ثقّل بالحديد ثم أخرج و هم يظنون أنه قد قضى، فوجدوا به رمقا فردّوه، فلمّا قضى أخرجوه، و أخذ رأسه، و رمي ببدنه في الماء، و كان في إصبعه خاتم ياقوت، فأخذه منه الشعراني و كانت بيعة المعتضد في رجب سنة تسع و سبعين و مائتين.

6172 - محمّد بن جعفر بن محمّد بن سهل بن شاكر أبو بكر الخرائطيّ السّامريّ

6172 - محمّد بن جعفر بن محمّد بن سهل بن شاكر أبو بكر الخرائطيّ السّامريّ (2)

من أهل سامرّاء، صاحب المصنّفات.

قدم دمشق و حدّث بها عن علي بن حرب، و عمر بن شبّة، و سعدان بن يزيد، و الحسن ابن عرفة، و سعدان بن نصر، و عبّاد بن الوليد الغبري، و حمّاد بن الحسن بن عنبسة، و يعقوب ابن إسحاق القلوسي، و أحمد بن بديل، و عبد اللّه بن محمّد بن أيوب المخرمي (3)،و إبراهيم ابن عبد اللّه بن الجنيد، و الحسن بن ناصح، و عباس الدوري، و الرمادي (4)،و أبي قلابة الرّقاشي، و أحمد بن عبد الجبّار العطاردي، و علي بن داود القنطري، و أحمد بن يحيى بن مالك السّوسي، و نصر بن داود الصاغاني، و أبي إسماعيل الترمذي، و أحمد بن ملاعب، و يحيى بن أبي طالب، و حميد بن الربيع، و طاهر بن خالد بن نزار، و عبد اللّه بن أبي سعد، و إبراهيم بن هانئ النيسابوري، و شعيب بن أيوب الصّريفيني (5)،و أحمد بن الهيثم البراز (6)، و أحمد بن عبد الخالق الضبعي، و عبد اللّه بن الحسن الهاشمي، و أبي البختري عبد اللّه بن

ص: 224


1- البردان بالتحريك. مواضع كثيرة. راجع معجم البلدان 375/1.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 139/2 و معجم الأدباء 98/18 و الوافي بالوفيات 296/2 و سير أعلام النبلاء 267/15 و العبر 209/2 و البداية و النهاية 190/11 و شذرات الذهب 309/2 و الأنساب (الخرائطي)، و اللباب (الخرائطي). و السامري بفتح السين المشددة و الميم و الراء المشددة هذه النسبة إلى سرّ من رأى، فخفّفها الناس و قالوا: سامرة، بلدة على الدجلة فوق بغداد بثلاثين فرسخا.
3- في «ز»: المحرمي.
4- في «ز»: الزيادي، تصحيف، و هو أحمد بن منصور الرمادي، كما في سير أعلام النبلاء.
5- في «ز»: الصيرفيين.
6- بالأصل: البراز، و في «ز»: البزاز، و المثبت عن د.

محمّد بن شاكر، و علي بن زيد الفرائضي، و أبي الأحوص محمّد بن الهيثم - قاضي عكبرا - و عيسى بن أبي حرب، و بشر بن مطر، و صالح بن أحمد بن حنبل، و أبي غالب محمّد بن أحمد بن النضر الأزدي، و أبي جعفر محمّد بن عبيد اللّه بن أبي داود المنادي، و أبي بكر بن أبي العوّام، و أحمد بن محمّد بن يحيى بن سعيد.

روى عنه: أبو القاسم بن أبي العقب، و أبو بكر الميانجي القاضي، و علي بن الحسن ابن رجاء بن طعّان، و أبو بكر بن أبي الحديد، و أبو الحسين (1) الرّازي، و أحمد بن عبد اللّه ابن سليمان الواعظ ، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن شرام (2) النحوي، و أبو علي عبد الجبّار بن عبد اللّه بن مهنى، و أبو غالب الشبل بن طرخان بن الشبل، و أبو هاشم المؤدب، و أبو سليمان بن زبر، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفّار بن ذكوان، و أبو الخير أحمد بن علي بن عبد اللّه بن سعيد الحمصي، و أبو علي بن أبي الزمزام، و ابن شعيب، و أبو القاسم الفرج بن إبراهيم النّصيبي، و أبو الحسن جعفر بن عبد الرزّاق بن عبد الوهّاب بن عبد الرزّاق، و أبو يعلى (3) عبد اللّه بن محمّد بن حمزة بن أبي كريمة، و عبد اللّه بن محمّد بن أيوب القطّان، و محمّد و أحمد ابنا موسى بن السمسار، و أبو علي الحسن بن محمّد بن القاسم بن درستويه، و شهاب بن محمّد بن شهاب الصوري، و عبد الوهّاب الكلابي، و أبو الحسن علي ابن محمّد بن شيبان.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و أبو المعالي الحسين بن حمزة السّلميّون، قالوا: أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر السّلمي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن جعفر الخرائطيّ ، حدّثنا علي بن حرب، حدّثنا سفيان ابن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن أبي حميد السّاعدي أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم استعمل رجلا يقال له ابن اللّتبية على الصدقة، فلما جاء قال:[هذا لكم، و هذا أهدي إلي، فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على المنبر، فحمد اللّه، ثم قال:«ما بال من يستعمل على بعض العمل من أعمالنا، فيجيء فيقول:] (4) هذا لكم، و هذا أهدي إليّ إلاّ جلس في بيت أمه أو بيت أبيه، فينظر أ يهدى له أم لا، و الذي نفسي بيده لا يؤتى أحد منكم بشيء إلاّ جاء به يوم القيامة على عنقه، إن كان بعيرا

ص: 225


1- في د: الحسن، تصحيف.
2- في «ز»: بشرام.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: أبو يعلى بن عبد اللّه.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز».

له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر»، ثم رفع يديه و قال ثلاثا:«اللّهم هل بلّغت»[10995].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسين بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (1) أبو منصور العطّار، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2) قال: قال لي أبو (3) محمّد عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني الدمشقي: قدم محمّد بن الخرائطيّ دمشق في سنة خمس و عشرين و ثلاثمائة، و مات بعد ذلك بعسقلان.

قالوا: و قال لنا الخطيب (4):محمّد بن جعفر بن محمّد بن سهل بن شاكر، أبو بكر الخرائطيّ من أهل سرّ من رأى، سمع إبراهيم بن عبد اللّه بن الجنيد، و عباد بن الوليد الغبري، و حمّاد بن الحسن بن عنبسة، و الحسن بن عرفة، و عمر بن شبّة، و طاهر بن خالد بن نزار، و عباس بن عبد اللّه التّرقفي، و كان حسن الأخبار، مليح التصنيف (5)،سكن الشام و حدّث بها، فحصل حديثه عند أهلها، و من مصنفاته كتاب:«اعتلال القلوب»، كان علي و عبد الملك ابنا بشران يرويانه عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم الكندي، سمعاه منه بمكة عن الخرائطيّ .

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (6) قال: أما الخرائطيّ أوله خاء معجمة، و بعد الألف ياء معجمة باثنتين من تحتها، فهو: أبو بكر محمّد بن جعفر (7)الخرائطيّ السّامريّ ، صنّف الكثير، و حدّث، و كان من الأعيان الثقات.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط الرّازي، في تسمية من كتب عنه بدمشق من الغرباء أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد بن سهل الخرائطيّ العسكري السّامريّ ، قدم دمشق مرّتين، و أقام بها مدة سنة و أكثر، و خرج إلى يافا، و مات بها، في أوّل سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا[-و] (8) أبو منصور بن

ص: 226


1- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 140/2.
3- كتبت «أبو» فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
4- تاريخ بغداد 139/2-140.
5- كذا بالأصل و «ز»، و د، و في تاريخ بغداد: مليح التصانيف.
6- الاكمال لابن ماكولا 297/3.
7- في الاكمال لابن ماكولا: جعفر بن......... الخرائطي.
8- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.

خيرون قال: أنبأنا - أبو بكر الخطيب (1)،حدّثني عبد العزيز الكتّاني. ح و قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال:

و فيها - يعني - سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة، توفي أبو بكر محمّد بن جعفر الخرائطيّ في شهر ربيع الأوّل.

6173 - محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن قسيم بن ملاّس

6173 - محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن قسيم بن ملاّس (2)

أبو العباس النّميريّ مولاهم

روى عن جدّه محمّد بن هشام، و أبيه جعفر بن محمّد بن هشام، و أبي عامر موسى بن عامر، و شعيب بن شعيب، و إبراهيم بن يعقوب، و حميد بن هشام العنسي (3) الدّاراني، و شعيب بن عمرو، و أبي عبد اللّه أحمد بن إبراهيم بن هشام بن ملاّس، و إسحاق بن إبراهيم ابن محمّد بن عرعرة، و العبّاس بن الوليد بن مزيد، و أبي سليم (4) إسماعيل بن حصن (5)الجبيلي (6)،و سعد بن محمّد البيروتي، و أبي جعفر أحمد بن عمرو الفارسي المقعد، و أبي عتبة الحجازي، و يزيد بن عبد الحميد، و يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و عمر بن نصر، و أبي الحسن أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرزّاق، و محمّد بن عبد الرّحمن بن الأشعث، و عبد السّلام بن إسماعيل الحدّاد، و أبي عبد اللّه صفوان بن يسرة بن صفوان، و أبي بكر أحمد الزنبقي، و أبي جعفر محمّد بن يعقوب بن حبيب الغسّاني، و محمّد بن إسماعيل بن عليّة القاضي، و أبي مالك الحرستاني، و أبي أميّة الطّرسوسي، و أبي عبد الرّحمن الشيباني (7)، و أحمد بن علي بن يوسف الحرار، و عبد الوارث بن الحسن بن عمرو الشيباني، و عبد اللّه بن الحسين المصّيصي، و خالد بن روح بن أبي حجير، و بدر بن الهيثم الهاشمي، و أبي معاوية سفيان بن شعيب بن مسلم، و أبي الوليد هشام بن عبد اللّه، و إسماعيل بن أبان بن حويّ ، و أبي يعقوب إسحاق بن مسبح، و أبي زياد ربيعة بن الحارث الجبلاني، و أبي عبد الرّحمن

ص: 227


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 140/2.
2- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في المختصر:«بن ملاس بن قسيم».
3- في «ز»: العنبسي.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: «مليح» و في معجم البلدان (جبيل)«سليمان».
5- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في معجم البلدان: خضر.
6- بدون إعجام بالأصل و صورتها:«الحلى» و في «ز»: الحنبلي و التصويب عن د، و معجم البلدان.
7- كذا بالأصل، و في د:«النسائي» و في «ز»: النشابي.

محمّد بن عبد اللّه بن أبي مسهر، و أبي بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن الحسن الجعفي، و أبي علي الحسن بن عبد اللّه بن منصور البالسي الأنطاكي، و أحمد بن إبراهيم بن بسر، و أبي جعفر أحمد بن عمر بن أبان (1) الفارسي، و عبد اللّه بن صالح بن جرير، و أبي القاسم جرير ابن غطفان، و الحسن بن محمّد بن بكّار بن بلال، و وريزة (2) بن محمّد، و أبي جعفر محمّد ابن عمرو السّوسي.

روى عنه: أبو بكر بن أبي الحديد، و أحمد بن عبد الوهّاب بن محمّد اللّهبي، و أحمد ابن عبد اللّه بن رزيق (3)،و أبو أحمد الحسين بن محمّد بن الوزير الحافظ ، و الحسن بن منير، و أبو الحسين الرّازي، و أبو سليمان بن زبر، و الحسين بن أحمد بن أسدي الهروي، و أبو القاسم الحسن بن محمّد بن الحسن بن حكيم الحافظ ، و أحمد، و محمّد ابنا موسى بن السمسار، و أبو هاشم المؤدب، و أبو المفضّل محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الشيباني، و عبد اللّه بن محمّد بن أيّوب القطّان، و عمر بن علي العتكي، و سليمان الطبراني، و أبو علي بن مهنّى الدّاراني، و عبد الوهّاب الكلابي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنبأنا أبو القاسم الحنّائي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد، أنبأنا أبو العباس محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن ملاّس النّميري، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عمرو السّوسي، حدّثنا وكيع - هو ابن الجرّاح - عن إسماعيل، عن قيس، عن عبد اللّه قال: كنا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم و نحن شباب، فقلنا: يا رسول اللّه أ لا نستخصي ؟ فنهانا، ثم رخّص لنا أن نتزوج المرأة بالثوب إلى أجل، ثم قرأ عبد اللّه:

لاٰ تُحَرِّمُوا طَيِّبٰاتِ مٰا أَحَلَّ اللّٰهُ لَكُمْ (4) .

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرّازي في تسمية من كتب عنه بدمشق أبو العباس محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن ملاّس (5) بن قسيم النميريّ ، و كانوا أهل بيت علم، كان أبو محدّثا، و جدّه محدّثا، و عمّ أبيه و ابن عمّ أبيه و جماعة من أهل بيته، روي عنهم العلم، و ابن عمّ له، كتبت أنا عنه، يقال له قسيم، مات أبو العبّاس في جمادى الأولى سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة.

ص: 228


1- بالأصل:«اياس» و المثبت عن د، و «ز».
2- بدون إعجام بالأصل، و في د، و «ز»: «وزيرة».
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: و «رزين» تصحيف، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 552/16.
4- سورة المائدة، الآية:87.
5- كذا ورد هنا بالأصل، و د، و «ز»: «ملاس بن قسيم» و قد صدّر في أول الترجمة: بن قسيم بن ملاس.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد الصّوفي، أنبأنا أبو الحسن المؤدّب، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الربعي قال:

و في جمادى الأولى لثمان بقين منه توفي أبو العباس محمّد بن جعفر بن ملاّس - يعني - سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة.

6174 - محمّد بن جعفر بن محمّد بن أبي كريمة

6174 - محمّد بن جعفر بن محمّد بن أبي كريمة (1)

أبو علي - و يقال: أبو بكر - الصيداويّ

سمع بدمشق أبا الحسن بن جوصا، و أبا الدحداح، و عيسى بن إدريس البغدادي، و محمّد بن جعفر بن ملاّس، و عبد اللّه بن محمّد بن عمر الأسدي، و سلم (2) بن معاذ التميمي، و محمّد بن خريم، و زكريا بن أحمد البلخي، و محمّد بن أحمد بن عمارة العطّار، و الحسن بن حبيب، و طاهر بن محمّد بن الحكم الإمام، و سليمان بن محمّد الخزاعي، و أبا الوليد عبد الملك بن محمود بن سميع القاضي.

و حدّث عن محمّد بن يحيى السّمّاقي (3)،و أبي جعفر محمّد بن سيف العطّار، و سعد ابن محمّد البيروتي، و محمّد بن معافى الصّيداويّ ، و محمّد بن يوسف الهروي، و الحسن بن إبراهيم بن إسحاق بن الأصم البجلي، و جعفر بن أحمد بن عاصم.

روى عنه: أبو الحسن عطية اللّه بن عطاء اللّه بن أبي غياث، و كنّاه أبا (4) بكر، و أبو سعد الماليني الصّوفي، و أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن الطيّان الدمشقي، و أبو الحسن الخصيب بن عبد اللّه بن محمّد القاضي، و كنّاه أبا علي، و أبو عمرو، منير بن عبد الرزّاق بن إلياس الطرابلسي، و شهاب بن محمّد بن شهاب الصّوري، و صالح بن أحمد بن القاسم الميانجي، و أبو بكر محمّد بن جميل بن العجمية الصّوري، و أبو الفرج عبد الواحد بن بكر الورثاني.

قرأت على أبي الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه، عن أبيه أبي العبّاس، حدّثنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الغسّاني (5) الدّمشقي، حدّثنا أبو علي محمّد بن جعفر بن

ص: 229


1- «كربه»: تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
2- كذا بالأصل، و في د، و «ز»: سالم.
3- السماقي بضم السين المهملة و تشديد الميم، كما في الأنساب.
4- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
5- كذا بالأصل و د، و في «ز»: النسائي.

محمّد بن أبي كريمة الصّيداويّ - بصيدا - أنبأنا أبو جعفر محمّد بن سيف العطّار - إملاء بصور - حدّثنا محمّد بن علي بن راشد، حدّثنا عمر بن إسحاق العطّار، حدّثنا غياث بن إبراهيم التميمي، عن الوضين بن عطاء، عن محفوظ بن علقمة، عن أبي الدّرداء (1).

عن النبي (2) صلّى اللّه عليه و سلم أنه قال:«إذا قدم أحدكم من سفر فليقدم معه بهدية، و لو يلقى في مخلاته حجرا»[10996].

6175 - محمّد بن جعفر بن عبد الكريم بن بديل

أبو الفضل الخزاعي الجرجاني المقرئ (3)

قرأ القرآن على الحسن بن سعيد الفارسي، و أحمد بن نصر المقدم.

و قدم دمشق و حدّث بها، و ببغداد عن يوسف بن يعقوب النّجيرمي البصري، و أحمد بن عبد (4) اللّه النّهرديري (5)،و محمّد بن أحمد بن إسحاق الأهوازي الشاهد، و أبي أحمد الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكري، و أبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي.

روى عنه: أبو الحسن بن داود الدّاراني، و القاضي أبو القاسم التّنوخي، و القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي، و أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمّد الباطرقاني، و أبو عبد اللّه البكري.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا[-و] (6) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (7)،أنبأنا علي بن أبي علي، حدّثنا أبو الفضل محمّد بن جعفر بن محمّد الخزاعي في سنة أربع و ثمانين و ثلاثمائة قال: قرأت على أبي الحسن أحمد ابن محمّد بن الحسن بن محمّد بن هارون بن جعفر قلت: حدّثك أبوك محمّد بن الحسن عن أبي جعفر عبد اللّه بن فاخر، حدّثنا محمّد بن الحسن الشيباني قال: صلى بنا أبو حنيفة في

ص: 230


1- زيد في «ز»: رضي اللّه عنه.
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.
3- ترجمته في معرفة القراء الكبار 380/1 رقم 311 و غاية النهاية 109/2 و الوافي بالوفيات 305/2 و تاريخ بغداد 157/2 و تاريخ جرجان ص 458.
4- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد و الأنساب: عبيد اللّه.
5- بالأصل:«الهرديري» و في تاريخ بغداد:«النهرتيري» و المثبت عن «ز»، و د، و الأنساب. و هذه النسبة بفتح النون و سكون الهاء و الراء و فتح الدال المهملة و سكون الياء آخر الحروف و في آخرها الراء، نسبة إلى نهر الدير، قرية كبيرة على اثني عشر فرسخا من البصرة.(الأنساب).
6- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 157/2.

شهر رمضان و قرأ حروفا اختارها لنفسه من الحروف التي قرأهن الصحابة و التابعون، قرأ أبو حنيفة ملك يوم الدين (1) على مثال فعل و نصب اليوم جعله مفعولا، و قرأ في سورة الانعام لا تنفع نفس (2)(3) بالتاء و الرفع، قال أبو الفضل: و لست أعرف الرفع مع التاء، و قرأ في سورة يوسف قد شعفها حبا (4) بالعين، و قرأ في سورة يس فأعشيناهم (5) بالعين غير معجمة، و قرأ في سورة الفلق من شر ما خلق (6) بالتنوين و ذكر حروفا كثيرة سوى هذه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمّد الباطرقاني - إجازة - حدّثنا أحمد بن محمّد بن يوسف بن مردة، أنبأنا أبو الحسن علي بن داود المقرئ، أنبأنا أبو الفضل محمّد بن جعفر المقرئ الجرجاني، قدم علينا دمشق قال: قرأت على أبي العبّاس الحسن بن سعيد بفارس، و كتب هو لي بخط يده أنه قرأ على محمّد بن القاسم الإسكندراني بإسناده - يعني - ابن عامر.

قال: و أنبأنا أبو الفضل أيضا أنه قال: قرأت القرآن كله على أبي بكر أحمد بن نصر المقرئ، و أخبرني أنه قرأ على [أبي] (7) العبّاس أحمد بن محمّد بن عبد الصّمد بن يزيد الرّازي بالأهواز.

قال: و أخبرني أنه قرأ على الفضل بن شاذان فقرأ الفضل على أحمد بن يزيد الحلواني، و أنّ الحلواني قرأ على هشام بن عمّار بإسناده.

أخبرنا أبو الخير عبد السّلام بن محمود بن أحمد بن محمّد الحسناباذي - بأصبهان - [قال: سمعت] (8) أبا بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني يقول: سمعت أبا الفضل محمّد بن جعفر بن عبد الكريم الخزاعي المقرئ يقول: سمعت أبا العبّاس الحسن بن سعيد البصري يقول: سمعت محمّد بن زغبة بمصر يقول: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: سمعت الشافعي يقول: كتب حكيم إلى حكيم: يا أخي، قد أوتيت علما فلا تدنس علمك بظلمة

ص: 231


1- سورة الفاتحة، الآية:3.
2- بالأصل:«نفسا» و المثبت كما اقتضاه السياق عن د، و «ز».
3- سورة الأنعام، الآية:158 و في التنزيل العزيز: لا ينفع نفسا.
4- سورة يوسف، الآية:30 و في التنزيل العزيز: قد شغفها حبّا.
5- سورة يس، الآية:9 و في التنزيل: فأغشيناهم.
6- سورة الفلق، الآية:2.
7- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و د.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن د، و «ز».

الذنوب فتبقى في الظلمة يوم يسعى أهل العلم بنور علمهم، ودّعت أبا الفضل أحمد بن الحسين بن أحمد الصّوري فأنشدني هذه الأبيات، قال: ودّعت أبا الفرج بن علي الصّوري فأنشدني هذه الأبيات ثم قال: ودعت الشيخ أبا بكر الحافظ فأنشدني، ثم قال: ودعت أبا العبّاس الفضل بن العبّاس الصّغاني فأنشدني، ثم قال: ودعت أبا بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم المروزي فأنشدني هذه الأبيات، و قال: ودعت أبا الفضل محمّد بن جعفر الخزاعي فأنشدني هذه الأبيات، و قال: ودعت أبا محمّد الحسن بن عبد الرّحمن بن خلاّد الأديب فأنشدني هذه الأبيات، قال: ودعت أبا عمرو الزّنبقي المحدّث فأنشدني هذه الأبيات، و قال:

ودعت عبد اللّه بن شبيب فأنشدني هذه الأبيات ثم قال: ودعني الزّبير بن بكّار فأنشدني هذه الأبيات:

ودّعني لسفره *** بلحظة من نظره

و آسفي حين مضى *** إذا لم أمت في أثره

اسمج مني لا ترى *** مسائلا عن خبره

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور المقرئ، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):محمّد بن جعفر بن محمّد بن عبد الكريم بن بديل، أبو الفضل الخزاعي الجرجاني، قدم بغداد، و حدّث بها عن يوسف بن يعقوب النّجيرمي البصري، و أحمد بن عبيد اللّه النّهرديري (2)،و محمّد بن أحمد بن إسحاق الشاهد الأهوازي، و الحسن ابن عبد اللّه بن سعيد العسكري، و أبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، كتب عنه أحمد بن عمر بن البقّال، و حدّثنا عنه القاضي أبو القاسم التّنوخي.

[قال الخطيب:] (3) كان أبو الفضل الخزاعي شديد العناية بعلم القرآن (4)،و رأيت له مصنفا يشتمل أسانيد القراءات المذكورة فيه على عدة من الأجزاء قد عظمت (5)،و استنكرته حتى ذكر لي بعض من يعتني (6) بعلوم القراءات أنه كان يخلط تخليطا قبيحا، و لم يكن على ما

ص: 232


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 157/2.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد:«النهرتيري» تصحيف.
3- تاريخ بغداد 158/2.
4- كذا بالأصل و د:«القرآن» و في «ز» و تاريخ بغداد: القراءات.
5- كذا بالأصل و د، و «ز»: «قد عظمت» و في تاريخ بغداد: فأعظمت ذلك.
6- بالأصل:«بعثني» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.

يرويه مأمونا، و حكى لي القاضي أبو العلاء (1) الواسطي عنه أنه وضع كتابا في الحروف و نسبه إلى أبي حنيفة، قال أبو العلاء: فأخذت خط الدارقطني و جماعة من أهل العلم كانوا في ذلك الوقت بأن ذلك الكتاب موضوع لا أصل له، فكبر عليه ذلك، و خرج عن بغداد إلى الجبل، ثم بلغني بعد أن حاله اشتهرت عند أهل الجبل و سقطت هناك منزلته: و قال لي أبو العلاء أيضا: كتبت عن أبي الفضل الخزاعي بواسط ، و ذكر هو لي أن اسمه كميل، ثم غيّر اسمه بعد، و تسمّى محمّدا.

أخبرنا (2) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف سماعا أو إجازة (3)-قال: أبو الفضل محمّد بن جعفر بن عبد الكريم الجرجاني المقرئ، يعرف بالخزاعي، رحل إلى العراق، و الشام، و مصر، و فارس، و أصبهان، و خراسان، صنّف كتبا في القراءات، روى عن أبي بكر القطيعي، و الحسن بن سعيد المطوّعي، و أبي علي (4) بن حبش (5)،و أبي بكر الشّذائي (6) و جماعة من القراء، مات بآمد سنة ثمان و أربعمائة، و دفن بها.

6176 - محمّد بن جعفر بن يحيى بن رزين أبو بكر العقيلي العطّار الحمصيّ

سمع بدمشق و حمص: هشام بن عمّار الدمشقي، و إسحاق بن إبراهيم بن العلاء زبريق (7)،و محمّد بن مصفّى الحمصيين.

روى عنه: أبو بكر الأبهري، و ابن المقرئ، و أبو علي الحسن بن عبد اللّه بن سعيد الكندي الحمصيّ ، و أبو زكريا يحيى بن مسعر بن محمّد التنوخي المعري، و القاضي أبو بكر الميانجي، و أبو الحسن أحمد بن أبي حازم، و أبو حفص عمرو (8) بن علي العتكي الخطيب،

ص: 233


1- بالأصل:«علاء» و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
2- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
3- رواه السهمي في تاريخ جرجان ص 458 رقم 911.
4- كذا بالأصل، و د، و «ز»«أبي بكر»، و في تاريخ جرجان:«أبي علي» و مثله في معرفة القراء الكبار، و هو الصواب، و هذا ما أثبتناه، و اسمه الحسين بن محمد بن حبش الدينوري ترجمته في غاية النهاية 250/1 و معرفة القراء الكبار 322/1.
5- في «ز»: «حبيش» تصحيف.
6- هو أحمد بن نصر بن منصور بن عبد المجيد الشذائي، أبو بكر البصري المقرئ، ترجمته في معرفة القراء الكبار 319/1.
7- بدون إعجام بالأصل و صورتها فيه:«زبربى» و في د:«زبربن» و المثبت عن «ز».
8- في «ز»، و د:«عمر».

و أبو طالب علي بن الحسن العقيلي الحلبي، و أبو أحمد بن عدي، و الحسن بن علي بن وثاق النصيبي، و أبو الحسن علي بن الحسن بن إبراهيم الحلبي (1)،و أبو علي الحسين بن علي بن يزيد النيسابوري.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو بكر محمّد ابن عبد اللّه بن محمّد بن صالح الأبهري، حدّثنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن يحيى بن رزين العطّار - بحمص - حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا الربيع بن بدر، حدّثني أبي عن أبيه، عن أبي موسى الأشعري أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«اثنان فما فوقهما جماعة»[10997].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو طاهر الثقفي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن يحيى بن رزين الحمصيّ ، حدّثنا [إسحاق بن] (2) إبراهيم بن العلاء الزبيدي زبريق (3)،حدّثنا إسماعيل بن عيّاش، حدّثنا عمر بن رؤبة، عن أبي كبشة قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«خياركم خياركم لأهله».

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف قال: و سألته - يعني - الدارقطني عن محمّد بن جعفر بن يحيى بن رزين أبو بكر العطّار بحمص، فقال: ليس به بأس.

6177 - محمّد - قيل: ابن جعفر - أبو جعفر المدني، المعروف بابن عائشة

6177 - محمّد - قيل: ابن جعفر - أبو جعفر المدني، المعروف بابن عائشة (4)

ذكر أبو الفرج الأصبهاني أنه لم يكن يعرف له أب، و كان يزعم أن اسم أبيه جعفر، و أمّه عائشة مولاة لكثير بن الصّلت الكندي حليف قريش، و قيل: إنها مولاة لآل المطّلب بن أبي وداعة السهمي (5).

قال (6):و قال له الوليد بن يزيد: يا محمّد أ لغيّة أنت ؟ قال: كانت أمّي يا أمير المؤمنين

ص: 234


1- من قوله - قبل سطر - الحلبي، إلى هنا سقط من «ز».
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و د، و المختصر، و استدرك عن هامش «ز»، و بعده صح. و هو موافق لما جاء في أول الترجمة.
3- بالأصل:«زبرين، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز».
4- أخباره في الأغاني 203/2 و ما بعدها، و في أماكن متفرقة منها راجع الفهارس.
5- الأغاني 203/3.
6- يعني أبا الفرج الأصبهاني، و الخبر في الأغاني 203/2.

ماشطة، و كنت غلاما، فكانت إذا دخلت إلى موضع قالوا: ارفعوا هذا لابن عائشة، فغلبت على نسبي.

و قدم ابن عائشة على الوليد بن يزيد.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان (1)،عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو الحسين الميداني، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد، أنبأنا أبو جعفر الطبري قال (2):

ذكر عن إسحاق الموصلي أنّ الصّبّاح بن خاقان [قال:] (3) حدّثني رجل من أهلي، عن أبيه قال: ذكر الوليد عند المنصور أيام نزوله من بغداد، و فراغه من محمّد و إبراهيم ابني عبد اللّه قال: لعن اللّه الملحد الكافر، قال: و في المجلس أبو بكر الهذلي و ابن عيّاش المنتوف، و الشّرقي بن قطامي، و كلّ هؤلاء من أصحابه، فقال أبو بكر الهذلي (4):حدّثني ابن عمّ الفرزدق، عن الفرزدق قال: حضرت الوليد [بن يزيد] و عنده ندماؤه و قد أصبح (5) فقال لابن عائشة تغنّ بشعر ابن الزّبعري (6):

ليت أشياخي ببدر شهدوا *** جزع الخزرج من وقع الأسل (7)

فقتلنا الصيد من ساداتهم (8) *** و عدلنا ميل (9) بدر فاعتدل

فقال ابن عائشة: لا أغني هذا يا أمير المؤمنين، فقال: غنّه، و إلاّ جرّعت (10) لهواتك الأمرّين، قال: فغنّاه، فقال: أحسنت و اللّه، أنا على دين ابن الزّبعرى يوم قال هذا الشعر، قال: فلعنه المنصور و لعنه جلساؤه و قال: الحمد للّه على نعمته و توحيده.

بلغني أن ابن عائشة لمّا انصرف من عند الوليد بن يزيد نزل بذي خشب (11) فلحقه

ص: 235


1- في «ز»: «عبد اللّه» تصحيف.
2- الخبر في تاريخ الطبري 96/8 حوادث سنة 158.
3- سقطت من الأصل و «ز»، و استدركت عن د، و تاريخ الطبري.
4- بالأصل: الهلالي، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز»، و الطبري.
5- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في تاريخ الطبري: اصطبح.
6- من أبيات لعبد اللّه ابن الزبعرى قالها في يوم أحد، و كان مشركا، راجع سيرة ابن هشام 143/3-144.
7- الأسل: الرماح.
8- في سيرة ابن هشام: فقتلنا الضعف من أشرافهم.
9- بالأصل: مثل، و المثبت عن د، و «ز»، و الطبري و ابن هشام.
10- في تاريخ الطبري: و إلاّ جدعت لهواتك.
11- ذو خشب واد على مسير ليلة من المدينة في طريق الشام و قيل على أربعة فراسخ من المدينة.

طرب، فغنّى على قصر ذي خشب، و مشى على الشرفات، فسقط ، فمات (1)(2).

6178 - محمّد بن جعفر أبو جعفر بن أبي الحسين السّمناني

6178 - محمّد بن جعفر أبو جعفر بن أبي الحسين السّمناني (3)

سمع بدمشق: أبا مسهر عبد الأعلى بن مسهر، و بحمص: علي بن عيّاش، و أبا اليمان (4) الحكم بن نافع، و بالثغور: إسحاق بن إبراهيم الحنيني، و سنيد بن داود، و خلف بن تميم المصّيصي، و بمصر: نعيم بن حمّاد، و بالعراق: أبا نعيم الفضل بن دكين، و المعلّى بن أسد العمّي البصري أخا نعيم بن أسد، و إبراهيم بن المنذر الحزامي، و سليمان بن داود بن محمّد بن شعبة اليمامي، و الحجّاج بن المنهال الأنماطي، و سعيد بن الحكم بن أبي مريم، و أبا صالح عبد اللّه بن صالح كاتب الليث.

روى عنه: أبو عبد اللّه البخاري في صحيحه، و أبو عيسى الترمذي في جامعه، و أبو زرعة الرّازي، و يوسف بن إسحاق بن الحجّاج، و أبو بكر بن خزيمة (5)،و داود بن الوسيم بن أيوب البوشنجي (6).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن بن محمّد الحافظ البزاز، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق بن

ص: 236


1- راجع ما جاء في سبب موته في الأغاني 235/2-236.
2- كتب بعدها في «ز»: ...... بخط القاسم في الهامش: ذكره الطبري منقطعا، و فيه ثلاثة مجهولون و ثلاثة يتشيعون، و إسحاق الموصلي لا تقوم به حجة... الجزء الرابع و العشرين بعد الأربعمائة من الأصل.... سماعا بقراءتي و عرضا بالأصل على سيدنا القاضي العالم الورع أبي البركات الحسن بن محمّد بن الحسن الشافعي أبقاه اللّه بحق إجازته من عمه، و ابنه أبي سعد عبد اللّه، و أبو العباس أحمد بن يوسف بن عبد اللّه التلمساني. و كتب محمّد بن يوسف بن محمّد بن أبي بداس البرزالي الإشبيلي يوم السبت الثامن من شهر رجب الفرد سنة ثمان عشرة و ستمائة بالمسجد الجامع بدمشق حرسها اللّه تعالى.
3- السمناني بكسر السين المهملة و فتح الميم و النون نسبة إلى سمنان بلدة من بلاد قومس بين الدامغان و خوار الري (الأنساب) و ضبطت في تقريب التهذيب: بسكون الميم. و ترجمته في: تهذيب الكمال 177/16 و تهذيب التهذيب 66/5 و فيه:«بن أبي الحسن» و تقريب التهذيب، و الجرح و التعديل 231/7 و الأسامي و الكنى للحاكم 84/3 رقم 1082.
4- بالأصل: اليمن، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
5- في «ز»: خريم، تصحيف، و هو محمد بن إسحاق بن خزيمة، كما في تهذيب الكمال.
6- بالأصل، و د، و «ز»، البوسنجي.

خزيمة، أنبأنا جدي الإمام أبو بكر، حدّثنا أبو جعفر السّمناني، حدّثنا عبد اللّه بن يزيد المقرئ، حدّثنا حيوة، و ابن لهيعة، عن أبي هانئ حميد بن هانئ الخولاني، عن أبي عبد الرّحمن الحبلي، عن عبد اللّه بن عمرو قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«قدر اللّه المقادير قبل أن يخلق السموات و الأرض بخمسين ألف سنة»[10998].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الشافعي، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصابوني.

ح و أخبرناه عاليا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو (1) سعد (2) محمّد بن عبد الرّحمن، قالا (3):أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الفضل، حدّثنا جدي أبو بكر، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن أبي الحسين السّمناني، حدّثنا أبو توبة الربيع بن نافع، حدّثني الهيثم بن حميد.

ح قال: و حدّثنا جدي أبو بكر، حدّثني زكريا بن يحيى بن أبان، حدّثنا عبد اللّه بن يوسف، حدّثنا الهيثم، أخبرني أبو معيد (4)-و هو حفص بن غيلان - عن طاوس، عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه يبعث الأيام يوم القيامة على هيئتها، و يبعث يوم الجمعة زهراء منيرة، أهلها يحفون بها، كالعروس تهدى إلى كريمها تضيء لهم، يمشون في ضوئها، ألوانهم كالثلج بياضا، و ريحهم تسطع كالمسك، يخوضون في جبال الكافور، ينظر إليهم الثّقلان، ما يطرفون تعجّبا حتى يدخلوا الجنّة، لا يخالطهم أحد إلاّ المؤذّنون المحتسبون»[10999].

هذا حديث زكريا بن يحيى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكّي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو جعفر محمّد بن أبي الحسين القومسي سمع زكريا بن عدي.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (5):

ص: 237


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- في د: سعيد، تصحيف.
3- من هنا إلى قوله: الربيع، سقط من «ز».
4- في «ز»: معبد، تصحيف.
5- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 230/7.

محمّد بن أبي (1) الحسين أبو جعفر السّمناني، روى عن إسحاق بن إبراهيم الحنيني، و المعلّى بن أسد، و أبي نعيم، و نعيم بن حمّاد، كان اجتمع مع أبي في الرحلة بالبصرة أيام الأنصاري، روى عنه أبو زرعة، و يوسف بن إسحاق بن الحجّاج.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم (2) قال أبو جعفر محمّد بن أبي (3) الحسين السّمناني القومسي، سمع أبا يحيى زكريا بن عدي، و أبا زكريا يحيى بن عبد اللّه بن بكير، كنّاه لنا محمّد بن سليمان أبو أحمد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل المقدسي، أنبأنا أبو سعيد مسعود بن ناصر، أنبأنا أبو الحسين عبد الملك بن الحسن، أنبأنا أبو نصر البخاري قال: محمّد بن أبي الحسين هو أبو جعفر السّمناني، سمع عمر بن حفص بن غياث (4)،روى عنه البخاري في غزوة خيبر.

6179 - محمّد بن جعفر

حدّث عن أحمد بن أبي الحواري، و عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم.

روى عنه: أبو بكر النقاش المقرئ، و أبو بكر بن المقرئ.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد بن جعفر الدمشقي، حدّثنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم، حدّثنا عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد اللّه بن أبي قتادة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّي لأدخل في الصلاة و أريد أن أطوّل، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في الصلاة»[11000].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الجنيد المحتاجي، و أبو محمّد مسعود بن سعد اللّه ابن أسعد الميهنيان - بميهنة - قالا: أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسن بن محمّد الفارسي سنة ثمان و سبعين - بميهنة - أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن محمّد بن محمّد بن الفراء (5) المقرئ

ص: 238


1- «أبي» سقطت من الجرح و التعديل.
2- رواه الحاكم أبو أحمد في الأسامي و الكنى 84/3 رقم 1082.
3- «أبي» سقطت من الأسامي و الكنى.
4- في «ز»: عياش.
5- تقرأ بالأصل:«العز» و المثبت عن د، و «ز».

البصري بالمسجد الأقصى، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن الحسن بن جهضم بمكة حرسها اللّه، حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسن النقّاش، حدّثنا محمّد بن جعفر بدمشق، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، حدّثنا إسحاق بن خلف قال: أوحى اللّه إلى موسى: يا موسى، أحببني و حبّبني إلى خلقي، قال: يا ربّ ها أنا ذا (1) أحبك، فكيف أحبّبك إلى خلقك ؟ قال:

ذكرهم آلائي فإنهم لا يذكرون مني إلاّ الحسن الجميل.

6180 - محمّد بن جعفر البغداديّ

حدّث بدمشق.

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني و ذكر أنه وجده بخط بعض أصحاب الحديث في تسمية من سمع منه بدمشق سنة ست عشرة و ثلاثمائة: محمّد بن جعفر البغداديّ غريب.

6181 - محمّد بن الجنيد أبو عبد اللّه النيسابوري ثم الأسفرايني الزّاهد

سكن الثّغر مدة، و سمع بدمشق و غيرها من بلاد الشام: أبا مسهر، و أبا اليمان، و آدم ابن أبي إياس، و محمّد بن كثير المصّيصي، و يحيى بن بكير المصري، و عبيد اللّه (2) بن موسى، و علي بن قادم، و عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي (3).

روى عنه: أبو عمرو أحمد بن محمّد الحيري، و أبو حامد بن الشّرقي، و أبو عوانة، و محمّد بن شريك، و عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايينيون (4)،و أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الجرجاني.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه العبدوي والد أبي حازم العبدوي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن شريك بن محمّد الأسفرايني، أنبأنا محمّد بن الجنيد الأسفرايني أن عبد اللّه بن يوسف التنّيسي حدّثهم: حدّثنا الحكم بن هشام، عن يحيى بن سعيد بن أبان (5)،عن أبي فروة (6)عن أبي خلاّد و كان من الصحابة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إذا رأيتم الرّجل المؤمن قد أعطي

ص: 239


1- بالأصل: هذا، و في د: هذا، و فوقها ضبة. و على هامشها:«لعله: ناذا» و المثبت عن «ز».
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: عبد اللّه.
3- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و د.
4- بالأصل و د:«الاسفرانيون». و المثبت عن «ز».
5- زيد بعدها في «ز»: حدثهم.
6- في «ز»: عروة.

زهدا في هذا (1) و قلة منطق، فاقتربوا منه، فإنه يلقّى الحكمة»[11001].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم (2) الأسفرايني، حدّثنا محمّد بن الجنيد، أنبأنا عبد اللّه بن يوسف، أنبأنا مالك، عن أبي الزبير المكّي، عن طاوس اليماني، عن عبد اللّه بن عبّاس أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان يقول: إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل:«اللّهمّ لك الحمد، أنت نور السموات و الأرض، و لك الحمد، أنت قيّام السموات و الأرض، و لك الحمد، أنت ربّ السموات و الأرض و من فيهن، أنت الحقّ ، و وعدك الحقّ ، و لقاؤك الحق، و الجنّة حق، و النار حقّ ، و الساعة حقّ ، اللّهمّ لك أسلمت و بك آمنت، و عليك توكّلت، و إليك أنبت، و بك خاصمت، و إليك حاكمت، فاغفر لي ما قدّمت و ما أخّرت، و ما أسررت و ما أعلنت، إلهي لا إله إلاّ أنت»[11002].

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا أحمد بن أبي الحسن يقول: سمعت أبا عوانة يعقوب بن إسحاق يقول:

سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن الجنيد الأسفرايني العبد الصالح يقول: سمعت أبا مسهر يقول:

هبك عمرت مثل ما عاش نوح *** ثم لاقيت كلّ ذاك يسارا

هل من الموت لا أبا لك بدّ *** أيّ حيّ إلاّ [إلى] (3) الموت صارا

قال: و أنبأنا الحافظ ، و سمعت أبا الحسين (4) محمّد بن محمّد بن يعقوب الحافظ يقول: سمعت أبو عوانة يقول: كان محمّد بن الجنيد من الزهّاد، كتب إلى بعض الأمراء:

أكرمك اللّه و أسعدك، فغضب الأمير و رمى بكتابه و قال: لا يخاطب السلطان بهذا، فكتب إليه: أطال اللّه بقاءك، ثم أطال [اللّه] (5) بقاءك، و لو أكرمك و أسعدك لكان خيرا لك، فإنّ عاقبة ما أنت فيه ليس بمحمودة.

قال: و أنبأنا الحافظ أبو عبد اللّه الحاكم قال: محمّد بن الجنيد الزّاهد أبو عبد اللّه الأسفرايني كان من المجاورين بطرسوس و أكثر سماعه بالشام، سمع بها أبا مسهر ثم ذكر بعض شيوخه.

ص: 240


1- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و الذي في المختصر:«زهدا في الدنيا».
2- في «ز»: «مليح» تصحيف.
3- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و د.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الحسن.
5- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و د.
6182 - محمّد بن الجهم الشّاميّ

6182 - محمّد بن الجهم الشّاميّ (1)

ولي دمشق في أيام المعتصم.

قرأت بخط أبي الحسين الرّازي، حدّثني بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال: قال علي بن حرب:

و في سنة خمس و عشرين و مائتين عزل دينار بن عبد اللّه عن دمشق و ولي مكانه محمّد ابن الجهم الشّاميّ .

6183 - محمّد بن أبي الجهم

هو محمّد بن عبيد، يأتي في حرف العين من أسماء آباء المحمّدين.

حرف الحاء في أسماء آباء المحمّدين

ذكر من اسم أبيه حاتم
6184 - محمّد بن حاتم بن زنجويه أبو بكر البخاريّ الفقيه الفرائضيّ

حدّث بدمشق عن أبي القاسم زكريا بن يحيى بن يعقوب المقدسي، و أبي القاسم عتيق ابن عبد الرّحمن الأسدي الأذني، و محمّد بن حميد صاحب إبراهيم الحربي، و أبي الحجّاج يوسف بن بحر الفرغاني، و أحمد بن محمّد بن بكر البازوري، و أبي الحسن محمّد بن أحمد ابن عبد اللّه بن صفوة (2) المصّيصي، و عبد اللّه (3) بن الحسن بن عبد الرّحمن الأنطاكي القاضي، و أبي القاسم يعقوب بن أحمد بن ثوابة، و عبد اللّه بن أحمد بن إبراهيم.

روى عنه: أبو الحسين الميداني، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و تمّام بن محمّد، و محمّد بن أحمد بن هارون بن (4) الجندي، و عبد الرّحمن بن محمّد بن ياسر.

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن الحسين بن أشليها المصري، أنبأنا أبو القاسم بن

ص: 241


1- ترجمته في تحفة ذوي الألباب 276/1 و أمراء دمشق ص 96 و فيهما السامي. و جاء في تحفة ذوي الألباب: السامي بالسين المهملة لا بالشين المعجمة نسبة إلى سامة بن لؤي.
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: جعفر.
3- كذا بالأصل، و في د، و «ز»: عبيد اللّه.
4- لفظة «بن» سقطت من «ز».

أبي العلاء، أنبأنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر الجوبري (1) في زقاق الرّماني (2)،قال: أبو بكر محمّد بن حاتم بن زنجويه البخاريّ ، أخبرني أبو القاسم عتيق بن عبد الرّحمن الأسدي - بأذنة - حدّثنا أبو بكر أحمد بن حرب الطائي الموصلي، حدّثنا زيد بن الحباب، عن موسى بن عبيدة، حدّثني سعيد بن أبي سعيد مولى آل حزم عن أبي رافع، عن العبّاس بن عبد المطّلب أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال له:«يا عم أ لا أصلك (3)،أ لا أحبوك (4)،أ لا أنفعك ؟» قال: بلى يا رسول اللّه، قال:«فصلّ أربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب و سورة، فإذا انقضت الصلاة فقل: سبحان اللّه، و الحمد للّه، و لا إله إلاّ اللّه، و اللّه أكبر خمس عشرة مرّة قبل أن تركع ثم اركع، فقلها عشرا ثم ارفع فقلها عشرا، ثم اسجد فقلها عشرا، ثم ارفع رأسك فقلها عشرا، فذلك خمس و سبعون في كل ركعة، و هي ثلاثمائة في أربع ركعات، فلو كانت ذنوبك مثل رمل عالج غفرها اللّه لك»، قلت: يا رسول اللّه، من يستطيع أن يقولها في كل يوم ؟ فقال:«قلها في كل جمعة، فإن لم تستطع ففي كلّ شهر» حتى قال:«قلها في سنة»[11003].

[قال ابن عساكر:] (5) كذا قال عن العبّاس، و إنما هو من رواية أبي رافع عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

أخبرتنا به عاليا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا أبو بكر - هو ابن أبي شيبة - حدّثنا زيد بن الحباب العكلي، عن موسى بن عبيدة، أخبرني سعيد بن أبي سعيد مولى أبي بكر بن محمّد بن عمرو ابن حزم، عن أبي رافع أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال للعباس:«يا عمّ أ لا أوصيك، أ لا أجيزك، أ لا أنفعك ؟» قال: بلى يا رسول اللّه، قال:«صلّ أربع ركعات تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب و سورة، فإذا انقضت القراءة فقل: اللّه أكبر، و الحمد للّه، و سبحان اللّه، و لا إله إلاّ اللّه خمس عشرة (6) مرة قبل أن تركع ثم اركع، فقلها عشرا، ثم ارفع رأسك فقلها عشرا، ثم اسجد فقلها عشرا، ثم ارفع رأسك فقلها عشرا، ثم اسجد فقلها عشرا، ثم ارفع فقلها عشرا، ثم قم فتلك

ص: 242


1- في «ز»: الحريري، تصحيف.
2- كذا بالأصل، و في «ز»: «زقاق الأمان» و في د: زقاق الرمان.
3- بالأصل:«صلك» و في «ز»: «أخبرك»، و المثبت عن د.
4- قوله:«أ لا أحبوك» سقط من «ز».
5- زيادة منا للإيضاح.
6- بالأصل، و «ز»، و د: خمسة عشر مرة.

خمس و سبعون في كلّ ركعة و هي ثلاثمائة في أربع ركعات، فإن كانت ذنوبك مثل رمل عالج غفرها اللّه» قال: يا رسول اللّه و من يستطيع أن يصلّيها في يوم ؟ قال:«فإن لم تستطع أن تقلها في يوم فقلها في جمعة» حتى قال:«فقلها في شهر» حتى قال:«فقلها (1) في سنة»[11004].

و كذا رواه يحيى الحمّاني، و موسى بن عبد الرّحمن عن زيد.

قرأنا على جدي أبي (2) المفضّل يحيى بن علي القرشي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا عبد الوهّاب الميداني، أنبأنا أبو بكر محمّد بن حاتم بن زنجويه البخاريّ الفقيه الفرائضيّ - في مسجد الجامع سنة ست و خمسين و ثلاثمائة - أنبأنا أبو القاسم زكريا بن يحيى بن يعقوب ابن بشر بن أعين - ببيت المقدس سنة عشرين و ثلاث (3) مائة - حدّثنا أبو عمر سعيد بن عبد اللّه ابن سعيد بن محمّد بن رديح (4)،حدّثني أبي عبد اللّه بن سعيد، عن جدّه محمّد بن رديح (5)،عن رديح (6) بن عطية، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر ابن عبد اللّه الأنصاري (7) قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ من أخوف ما أخاف على أمّتي طول الأمل، و اتباع الهوى، فإن طول الأمل ينسي الآخرة، و اتّباع الهوى يصدّ عن الحق، و أن الدنيا مدبرة و الآخرة مقبلة، و لكلّ واحدة (8) منهما بنين، فكونوا بني آخرة و لا تكونوا بني الدنيا، اليوم عمل و لا حساب، و غدا حساب و لا عمل، فرحم اللّه من تكلّم بخير أو سكت فسلّم، و بروا القرابة كانت مقبلة أو مدبرة»[11005].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، حدّثني أبو الحسين بن الميداني قال: توفي أبو بكر محمّد بن حاتم بن زنجويه البخاريّ الفقيه بدمشق يوم الثلاثاء بعد العصر، و دفن يوم الأربعاء لثمان خلون من ذي القعدة من سنة تسع و خمسين و ثلاثمائة.

قال عبد العزيز: و كان إماما في السنّة، حدّثنا عنه القاضي أبو نصر محمّد بن أحمد بن هارون بن الجندي.

ص: 243


1- بالأصل و د:«قلها» و المثبت عن «ز».
2- بالأصل:«أبو» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز».
3- بالأصل:«و أربع» ثم شطبت كلمة «أربع» و كتب فوقها «ثلاث».
4- كذا ضبطت بالأصل، ضمة فوق الراء. و في «ز»: رذيح.
5- راجع الحاشية السابقة.
6- راجع الحاشية السابقة.
7- زيد بعدها في «ز»: رضي اللّه عنه.
8- بالأصل:«واحد» و المثبت عن د، و «ز».
6185 - محمّد بن حاتم بن عصمة بن شيبان بن منصور أبو بكر الملائي البلخي

سمع بدمشق: هشام بن عمّار.

روى عنه: أبو إسحاق إبراهيم البلخي المستملي.

6186 - محمّد بن حاتم بن محمّد بن عبد الرّحمن

أبو الحسن الطّائي الطّوسي الفقيه الصّوفي

سمع بدمشق أبا الفرج سهل بن بشر، و أبا نصر أحمد بن محمّد الطّريثيثي، حدّثني عنه أبو بكر المحتاجي - خطيب ميهنة-.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الجنيد الخطيب - بقراءتي عليه بميهنة - أنبأنا أبو الحسن محمّد بن حاتم بن محمّد بن عبد الرّحمن الطّائي الطّوسي الفقيه الصّوفي، أنبأنا سهل ابن بشر (1)،و أبو نصر الطّريثيثي - بدمشق - قالا: أنبأنا أبو الحسن علي بن منير، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن رشيق العسكري، حدّثنا أبو علي الحسن بن حميد بن موسى العكّي، حدّثنا يحيى بن بكير، حدّثني يعقوب بن عبد الرّحمن، عن موسى بن عقبة، عن عبد اللّه بن دينار، عن عبد اللّه بن عمر قال: كان من دعاء النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«اللّهمّ إنّي أعوذ بك من زوال نعمتك، و من تحويل عافيتك، و من فجأة نقمتك، و من جميع سخطك و غضبك»[11006].

أخبرناه أعلى من هذا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنبأنا سهل بن بشر، و أبو نصر الطّريثيثي، قالا: أنبأنا أبو الحسن علي بن منير، فذكر بإسناده مثله (2).

6187 - محمّد بن أبي الحارث الثّقفيّ

وفد على عمر بن عبد العزيز، و حكى عنه.

روى عنه: أبو عمرو (3) شبابة (4) بن سوّار الفزاري.

ذكر أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب البكاء، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثنا شبابة بن سوّار، حدّثنا محمّد بن أبي الحارث الثّقفيّ قال: رأيت عمر بن عبد العزيز رفع رأسه من

ص: 244


1- من قوله: و أبا نصر... إلى هنا سقط من «ز».
2- بالأصل:«مستنه» و المثبت عن د، و «ز».
3- بالأصل و د، و «ز»: «عمر» تصحيف، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 261/8.
4- في «ز»: «بن شبابة» تصحيف.

السجود فقعد بين السجدتين مقدار عشرين آية ثم سجد، فلما رفع رأسه نظرت إلى الدموع سائلة على خدّيه، قال أبو عمرو (1) فقلت لمحمّد: أ في التطوّع كان ذلك ؟ قال: نعم.

[ذكر من اسم أبيه الحارث]
6188 - محمّد بن الحارث بن هانئ بن الحارث بن هانئ بن مدلج بن المقداد بن

زمل بن عمرو أبو الحارث العذريّ

حدّث عن أبيه.

روى عنه: تمام بن محمّد حديثا سقناه في ترجمة الحارث بن هانئ (2).

6189 - محمّد بن الحارث الصّيداويّ

حدّث في سنة ثمانين و مائتين عن عمرو بن المبارك البجلي الأصبهاني.

روى عنه: أبو يعقوب إسحاق بن يونس.

6190 - محمّد بن الحارث الجبيليّ

من أهل جبيل.

حدّث عن صفوان بن صالح، و موسى بن أيّوب النّصيبي.

روى عنه: سليمان بن أحمد الطبراني.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنبأنا أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن شهريار، قالا: أنبأنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطّبراني (3)،حدّثنا محمّد بن الحارث الجبيليّ ، حدّثنا صفوان بن صالح، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن عبد العزيز ابن حصين، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عبّاس في قوله و في حديث أبي نعيم في قول اللّه تعالى: وَ اذْكُرْ رَبَّكَ إِذٰا نَسِيتَ (4) قال: إذا نسيت الاستثناء، فاستثن إذا ذكرت، قال: هي لرسول اللّه خاصة و ليس لأحد منّا أن يستثني إلاّ في صلة من يمينه - و قال أبو نعيم:

ص: 245


1- بالأصل و د، و «ز»: «عمر» تصحيف، و الصواب ما أثبت و هو شبابة بن سوار.
2- راجع ترجمة الحارث بن هانئ في كتابنا هذا تاريخ مدينة دمشق - بتحقيقنا 489/11 رقم 1164 حديث رقم 2879.
3- رواه الطبراني في المعجم الصغير 41/2.
4- سورة الكهف، الآية:24.

بصلة اليمين - قال سليمان: لم يروه عن ابن أبي نجيح إلاّ عبد العزيز بن حصين، تفرّد به الوليد.

أنبأنا أبو علي المقرئ، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا محمّد بن الحارث الجبيليّ ، حدّثنا صفوان بن صالح، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن ثور قال (1):و حدّثنا الحسين بن إسحاق، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا يحيى بن حمزة، حدّثني ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معدي كرب أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ اللّه يوصيكم بأمّهاتكم - ثلاث مرّات - إن اللّه يوصيكم بآبائكم - مرتين - إن اللّه يوصيكم بالأقرب فالأقرب»[11007].

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه (2) قال: أما (3) الجبيليّ بضم الجيم و فتح الباء المعجمة بواحدة و سكون الياء المعجمة باثنتين: محمّد بن الحارث الجبيليّ ، حدّث عن صفوان بن صالح، روى عنه الطّبراني.

[ذكر من اسم أبيه حامد]
6191 - محمّد بن حامد بن السّري

أبو الحسين البغدادي المروزي، يعرف بخال السّنّي (4)

حدّث بدمشق عن نصر بن علي، و أبي مسلم عبد الرّحمن بن واقد الواقدي، و أبي حفص عمرو بن علي الفلاّس، و العبّاس بن يزيد البحراني (5)،و عمر بن شبّة، و حفص بن عمر، و زكريا بن يحيى السّجزي، و محمّد بن الربيع بن محمّد بن مساور، و أبي بكر بن أبي الدنيا.

روى عنه: أبو علي بن آدم، و أبو الحارث بن أبي عطية، و إبراهيم بن أحمد بن عيسون، و أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن الناصح، و أبو علي بن شعيب.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو عبد اللّه، أنبأنا أبو الحسن بن السمسار، حدّثنا أبو علي محمّد بن محمّد بن آدم، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن حامد بن

ص: 246


1- القائل سليمان بن أيوب الطبراني. و من هذا الطريق رواه في المعجم الكبير 270/20 رقم 638.
2- الاكمال لابن ماكولا 258/2 و 259.
3- بالأصل:«أنبأنا» تصحيف، و التصويب عن «ز»، و د، و الاكمال.
4- في د:«السكنى».
5- بدون إعجام بالأصل و د، و «ز». ترجمته في سير أعلام النبلاء 101/12.

السري البغدادي، حدّثنا نصر بن علي، حدّثنا ملازم بن عمرو، حدّثنا عبد اللّه بن بدر، عن عبد الرّحمن بن علي، عن أبيه علي بن شيبان قال: صلينا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم صلاة، و رجل يصلّي فردا خلف الصفّ ، فوقف عليه نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حتى قضى صلاته ثم قال:«استقبل صلاتك، لأنه لا صلاة لمن صلّى خلف الصفّ »[11008].

أخبرناه عاليا، أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي، حدّثنا ملازم بن عمرو، حدّثني عبد اللّه بن بدر، عن عبد الرّحمن بن علي بن شيبان، عن أبيه قال:

صلينا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقضى الصلاة، فرأى رجلا فردا يصلّي خلف الصّفّ ، فوقف عليه حتى قضى صلاته ثم قال:«استقبل صلاتك فلا صلاة لفرد خلف الصّفّ »[11009].

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها - يعني - سنة تسع و سبعين و مائتين مات أبو الحسين محمّد بن حامد بن السري المروزي خال السني.

6192 - محمّد بن حامد بن عبد اللّه، و يقال: بن حامد بن أحمد

أبو عبد اللّه اليحياوي القرشي

من أهل دمشق.

حدّث عن نصر بن علي الجهضمي، و عمرو بن علي، و هشام بن عمّار، و دحيم، و محمّد بن المثنى أبي موسى.

روى عنه: أبو الوليد بكر بن شعيب القرشي، و أبو سليمان بن زبر، و أبو بكر بن المقرئ، و الأبهري الفقيه (1)،و حميد بن الحسن الورّاق، و محمّد بن سليمان البندار، و أبو هاشم المؤدب.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، حدّثنا أبو الوليد بكر بن شعيب بن بكر بن محمّد القرشي في آخرين قالوا: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن حامد اليحياوي، حدّثنا نصر بن علي الجهضمي - بالبصرة - حدّثنا عبد

ص: 247


1- هو أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن صالح التميمي الأبهري المالكي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 16/ 332.

الأعلى بن عبد الأعلى، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس (1) قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«كلمتان قالهما فرعون: مٰا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلٰهٍ غَيْرِي (2) إلى قوله أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلىٰ (3) كان بينهما أربعون (4) عاما، فأخذه اللّه بنكال الآخرة و الأولى»[11010].

و مما وقع لي عاليا من حديثه.

ما أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنبأنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد بن حامد اليحياوي الدمشقي، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا صدقة بن خالد القرشي، حدّثنا عمرو بن شراحيل، عن بلال بن سعد، عن أبيه سعد قال:

قلت: يا رسول اللّه من خيار أمّتك ؟ قال:«أنا و أقراني»، قلنا: ثم ما ذا يا رسول اللّه ؟ قال:«ثم القرن الثاني»، قال: قلنا: ثم ما ذا؟ قال:«القرن الثالث»، قلنا: ثم ما ذا يا رسول اللّه ؟ قال:«ثم يكون قوم يشهدون، و لا يستشهدون، و يحلفون و لا يستحلفون، و يؤتمنون و لا يؤدّون»[11011].

روى عنه أبو بكر الأبهري فقلب اسمه، إن كان حفظ عن الأبهري.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو بكر محمّد ابن عبد اللّه بن محمّد بن صالح الأبهري، حدّثنا أبو عبد اللّه حامد (5) بن محمّد اليحاوي (6)بدمشق، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا الجرّاح بن مليح البهراني، حدّثنا محمّد بن الوليد الزّبيدي عن لقمان (7) بن عامر الأنصاري، عن عبد الملك بن عدي البهراني، عن ثوبان [مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ] (8) عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«عصابتان من أمّتي أجارهما اللّه من النار:

عصابة تغزو الهند، و عصابة تكون مع عيسى بن مريم»[11012].

[قال ابن عساكر:] (9) الصواب: اليحياوي كما تقدم، و الأوصابي (10) قبيل من حمير.

ص: 248


1- زيد بعدها في «ز»: رضي اللّه عنهما.
2- سورة القصص، الآية:38.
3- سورة النازعات، الآية:24.
4- بالأصل، و د، و «ز»: أربعين.
5- كذا بالأصل و د:«حامد بن محمّد» قلب اسمه، و الذي في «ز»: محمّد بن حامد.
6- كذا بالأصل و د، و «ز»: «اليحاوي» و فوقها في «ز»: ضبة، و سينبه المصنف إلى أن الصواب: اليحياوي.
7- كذا بالأصل و د، و في «ز»: نعمان.
8- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل، و بعده صح.
9- زيادة منا للإيضاح.
10- كذا، و لم ترد بالأصل، و د، و «ز».

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال: محمّد بن حامد بن عبد اللّه اليحياوي الدمشقي عن يحيى بن حبيب بن عدي، فيه نظر.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي محمّد السّلمي عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا أبو الحسن المؤدب، أنبأنا أبو سليمان الربعي قال: توفي أبو عبد اللّه محمّد بن حامد بن عبد اللّه القرشي اليحياوي في جمادى الآخرة - يعني - سنة ست عشرة و ثلاثمائة.

6193 - محمّد بن حبّان بن أحمد بن حبّان بن معاذ بن معبد بن سعيد بن شهيد -
اشارة

و يقال: ابن معبد بن هدبة بن مرة - بن سعد بن يزيد بن مرة بن يزيد بن عبد اللّه

ابن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر (1) بن أد

ابن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان

أبو حاتم التّميمي البستي (2)

أحد الأئمة الرحّالين و المصنفين المحسنين.

سمع بدمشق أبا سعيد محمّد بن أحمد بن عبيد بن فيّاض، و جعفر (3) بن أحمد بن عاصم، و أبا الحسن بن جوصا، و أحمد بن محمّد بن الفضل السجستاني، و سالم بن معاذ التّميمي، و حاجب بن أركين الفرغاني.

و روى عنهم و عن عبد اللّه بن محمّد بن سلم (4) المقدسي، و أبي يعلى الموصلي، و الحسن بن سفيان، و أحمد بن الصوفي، و أبي خليفة الجمحي، و أبي بكر بن خزيمة، و أبي العباس السّرّاج، و محمّد بن الحسن بن قتيبة، و محمّد بن عبيد اللّه بن الفضل الحمصي، و عمر بن سعيد بن سنان (5) المنبجي، و مكحول البيروتي، و محمّد بن المعافى الصيداوي، و محمّد بن إدريس الأنصاري الهروي، و خلق كثير سواهم.

ص: 249


1- في «ز»: مرة.
2- ترجمته و أخباره في: الأنساب (البستي)، و اللباب (البستي) و انباه الرواة 122/3 و معجم البلدان (بست)، و تذكرة الحفاظ 920/3 و ميزان الاعتدال 506/3 و الوافي بالوفيات 317/2 و البداية و النهاية 259/11 و لسان الميزان 112/5 و سير أعلام النبلاء 92/16 و العبر 300/2 و شذرات الذهب 16/3.
3- في «ز»: جعد.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: سالم.
5- «بن سنان» ليس في «ز».

روى عنه: الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد الهروي، و أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم بن سلمة الحنبلي (1)،و أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن محمّد بن منصور النوقاني، و أبو معاذ عبد الرّحمن بن محمّد بن علي بن محمّد بن رزق السّجستاني، و أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد الزوزني.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن علي البحّاثي (2)سنة اثنتين و خمسين [أنا] (3) أبو الحسين (4) محمّد بن أحمد بن محمّد بن هارون الزوزني - قراءة عليه - أنبأنا أبو حاتم بن معاذ، أنبأنا محمّد بن عبيد بن فيّاض بدمشق، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا صدقة بن خالد، حدّثنا ابن جابر، حدّثنا أبو عبد رب قال: سمعت معاوية على المنبر يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّما العمل كالوعاء، إذا طاب أعلاه طاب أسفله و إذا خبث أعلاه خبث أسفله»[11013].

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا أبو همّام - و قال ابن المقرئ: حدّثنا الوليد بن شجاع - حدّثنا الوليد بن مسلم، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال: سمعت أبا عبد رب يقول:

سمعت معاوية قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم - و قال ابن المقرئ: بن أبي سفيان - يقول: قال رسول اللّه: صلّى اللّه عليه و سلم:- «إنّما الأعمال بخواتيمها كالوعاء، إذا طاب أعلاه طاب أسفله، و إذا خبث أعلاه خبث أسفله»[11014].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر - شفاها - أنبأنا الحسن بن أحمد الحافظ السّمرقندي بنيسابور - قراءة عليه - أنبأنا عبد اللّه بن محمّد النيسابوري، أنبأنا [أبو سعد] (5) عبد الرّحمن بن محمّد الإدريسي (6) الحافظ في كتاب «سمرقند» قال: محمّد بن معاذ بن أحمد بن حبّان بن معاذ بن معبد

ص: 250


1- كذا بالأصل و د:«بن سلمة الحنبلي» و في «ز»: «بن سلم الختلي».
2- بدون إعجام بالأصل و د، و في «ز»: «اليماني» تصحيف، انظر سير أعلام النبلاء 103/16.
3- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و «ز».
4- بالأصل و د، و «ز»: الحسين، تصحيف مرّ قبل قليل صوابا، و انظر سير أعلام النبلاء 94/16.
5- الزيادة عن «ز»، و في د: تقرأ:«أبو سعيد» و لم تعجم الياء. و قد جاء في كشف الظنون: أبو سعيد.
6- هو أبو سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد اللّه بن إدريس ترجمته في سير أعلام النبلاء 226/17.

بن مرة بن هدبة بن سعد بن يزيد بن مرة بن زيد بن عبد اللّه بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان التّميمي (1) أبو حاتم البستيّ ، حدّثني بنسبه النضر بن محمّد الخياط البستي - ببست - قال الإدريسي: و كان أبو حاتم على قضاء سمرقند مدة طويلة، و كان من فقهاء الدين، و حفّاظ الآثار و المشهورين في الأمصار و الأقطار، عالما بالطبّ ، و النجوم، و فنون العلوم، ألّف [المسند] (2) الصحيح، و التاريخ، و الضعفاء، و الكتب الكثيرة في كلّ فنّ ، و فقّه الناس بسمرقند، و بنى بها الأمير المظفّر (3) بن أحمد بن نصر بن أحمد بن سامان صفة لأهل العلم، خصوصا لأهل الحديث، ثم تحوّل أبو حاتم من سمرقند إلى بست، و مات بها، روى عن الحسن بن سفيان، و أبي خليفة، و هذه الطبقة من الخراسانيين و العراقيين، و الشاميين، و الحجازيين.

آخر السابع بعد الستمائة من الفرع.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: محمّد بن حبّان بن أحمد بن حبّان التّميمي أبو حاتم البستيّ القاضي، كان من أوعية العلم في اللغة و الفقه و الحديث و الوعظ ، و من عقلاء الرجال و كان قدم نيسابور فسمع من عبد اللّه بن شيرويه، ثم إنه دخل العراق فأكثر عن أبي خليفة القاضي و أقرانه، و بالأهواز، و بالموصل، و بالجزيرة، و بالشام، و بمصر، و بالحجاز، و كتب بهراة، و مرو، و بخارى، و رحل إلى عمر بن محمّد بن بجير، و أكثر منه، ثم صنّف فخرج له من التصنيف في الحديث ما لم يسبق إليه، و ولي القضاء بسمرقند و غيرها من المدن (4) بخراسان، ثم ورد نيسابور سنة أربع و ثلاثين و ثلاثمائة، و خرج إلى القضاء إلى نسا أو غيرها، و انصرف إلينا سنة سبع و ثلاثين، فأقام بنيسابور و بنى الخانقاه في باغ الوازنين (5) المنسوب إليه، فبقي بنيسابور، و قرأ عليه جملة من مصنفاته، ثم خرج من نيسابور سنة أربعين، و انصرف إلى وطنه ببست (6)، و كانت الرحلة بخراسان إلى مصنفاته (7).

ص: 251


1- كذا ورد نسبه هنا بالأصل، و د، و «ز» عن الإدريسي، و انظر ما تقدم في نسبه سابقا.
2- استدركت اللفظة عن هامش الأصل، و بعدها صح.
3- بالأصل، و د، و «ز»: «أبو المظفر» و المثبت عن المختصر.
4- في «ز»: المدائن.
5- في «ز»: «باع الوارنيين» و فوقها ضبة.
6- في سير أعلام النبلاء: وطنه سجستان.
7- عن الحاكم روي الخبر في سير أعلام النبلاء 94/16.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمّد، أنبأنا أبو زكريا.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة (1)،أنبأنا أبو الفرج الأسفرايني، أنبأنا رشأ بن نظيف، قالا: حدّثنا عبد الغني بن سعيد قال في باب البستيّ : قال: و منهم أبو حاتم محمّد بن حبّان البستيّ ، عن أبي خليفة و أبي يعلى و غيرهما، مات بعد الستين و الثلاثمائة.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثنا أبو بكر الخطيب قال: محمّد بن حبّان بن أحمد أبو حاتم التّميمي البستيّ نزيل سجستان، ولي القضاء بسمرقند مدة، و كان قد سافر الكثير، و سمع و صنّف كتبا واسعة، و حدّث عن أبي خليفة الفضل بن الحبّاب الجمحي، و الحسن بن سفيان النّسوي، و أبي يعلى الموصلي، و أبي بكر بن خزيمة، و محمّد بن إسحاق السّرّاج النيسابوريين و غيرهم من أهل خراسان، و العراق، و الشام، و مصر، و كان ثقة، ثبتا، فاضلا، فهما.

و ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد البخاري المعروف بغنجار نسبه فقال:

هو محمّد بن حبّان بن أحمد بن حبّان بن معاذ بن معبد (2) بن سعيد بن شهيد التّميمي، و وافقه غيره على ذلك إلى معبد، ثم قال: ابن هدبة بن مرة بن سعيد بن يزيد بن مرّة بن زيد ابن عبد اللّه بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مرّ بن أد بن طابخة ابن إلياس بن مضر بن نزار (3) بن معد بن عدنان.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (4) قال في باب البستيّ بالسين المهملة: أبو حاتم محمّد بن حبّان البستيّ حافظ جليل كثير التصانيف، حدّث عن أبي خليفة، و أبي يعلى و غيرهما، و قال في موضع آخر (5):أما حبّان بكسر الحاء: محمّد بن حبّان ابن أحمد بن حبّان بن معاذ بن معبد بن سعيد بن شهيد أبو حاتم التّميمي البستيّ نزيل سجستان، ولي القضاء بسمرقند، سافر كثيرا، و سمع و صنّف كتبا كثيرة، و حدّث عن أبي

ص: 252


1- في «ز»: سلام.
2- في «ز»: «معد» تصحيف.
3- في «ز»: «سوار» تصحيف.
4- الاكمال لابن ماكولا 431/1 و 432.
5- الاكمال لابن ماكولا 307/2 و 316.

خليفة و الحسن بن سفيان (1)،و أبي يعلى الموصلي، و خلق كثير، و كان من الحفّاظ الأثبات، و هو محمّد بن حبّان بن أحمد بن حبّان بن معاذ بن معبد بن سعيد بن شهيد بن هدبة بن سعيد (2) بن يزيد بن مرّة بن زيد (3) بن عبد اللّه (4) بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، توفي سنة أربع و خمسين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد البحّاثي (5)،أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو حاتم بن حبّان قال: و لعلنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ (6) من أسبيجاب (7) إلى الإسكندرية.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا علي و ذكر كتاب المجروحين لأبي حاتم البستيّ فقال: كان لعمر بن سعيد بن سنان المنجبي ابن رحل في الحديث و أدرك هؤلاء الشيوخ، و هذا تصنيفه، و أساء القول في أبي حاتم، قال الحاكم: أبو حاتم كبير في العلوم، و كان يحسد بفضله و تقدّمه.

قرأت بخط أبي الفضل محمّد بن طاهر المقدسي، و أنبأنا أبو المعمر الأنصاري عنه قال: سمعت الإمام أبا إسماعيل عبد اللّه بن محمّد الأنصاري بهراة يقول (8):سألت يحيى بن عمّار عن أبي حاتم بن حبّان البستيّ ؟ قلت: رأيته ؟ قال: و كيف لم أره و نحن أخرجناه من سجستان، كان له علم كثير، و لم يكن له كبير دين، قدم علينا فأنكر الحد للّه عزّ و جلّ ، فأخرجناه من سجستان.

قال: و سمعت أبا إسماعيل يقول (9):سمعت عبد الصّمد بن محمّد بن محمّد بن صالح يقول: سمعت أبي يقول: أنكروا على أبي حاتم بن حبّان قوله: النبوة العلم و العمل، فحكموا عليه بالزندقة، و هجّر، و كتب فيه إلى الخليفة فكتب بقتله، و سمعت غيره يقول:

لذلك خرج إلى سمرقند.

ص: 253


1- زيد في الاكمال: النسائي.
2- في «ز»: سعد.
3- في «ز»: يزيد.
4- الذي في الاكمال: بن هدية بن مرة بن سعد بن يزيد بن مرة بن زيد بن عبد اللّه.
5- في «ز»: اليماني، تصحيف.
6- إلى هنا روي في سير أعلام النبلاء 94/16.
7- أسبيجاب كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في معجم البلدان: اسفيجاب بلدة كبيرة من بلاد ما وراء النهر في حدود تركستان.
8- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 97/16.
9- سير أعلام النبلاء 96/16 و انظر تعقيب الذهبي على هذه الحكاية.

أنبأنا أبو القاسم النّسيب، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الوليد الحسن بن محمّد الدّربندي، أنبأنا محمّد بن أبي بكر الحافظ ببخارى قال: مات أبو حاتم محمّد بن حبّان البستيّ بسجستان في سنة أربع و خمسين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت الفقيه أحمد بن محمّد بن علي الطّبسي يقول: توفي الشيخ أبو حاتم محمّد بن حبّان ليلة الجمعة لثمان ليال بقين من شوّال سنة أربع و خمسين و ثلاثمائة بمدينة بست.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه فذكره، و زاد:

و دفن بقرب داره التي هي اليوم مدرسة لأصحابه و مسكن الغرباء الذين يقيمون بها من أهل الحديث، و المتفقهة منهم، و له جرايات يستنفقونها [من] (1) داره، و فيها خزانة كتبه في يدي وصي سلمها إليه ليبذلها لمن يريد نسخ شيء منها، من (2) غير أن يخرجها منها، شكر اللّه له عنايته في تصنيفها، و أحسن مثوبته على جميل نيته في أمرها، بفضله و رأفته (3).

6194 - محمّد بن حبيب المعافري

من أهل برقة.

وفد على سليمان بن عبد الملك، و سيأتي ذكر وفوده في ترجمة النعمان بن عبد اللّه الحضرمي.

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد، عن أبي عبد اللّه الحميدي قال (4):

النعمان بن عبد اللّه بن النعمان من آل ذي الرأسين (5)،دخل الأندلس للجهاد، و وفد منها إلى سليمان بن عبد الملك ففتح (6) هنالك، و معه محمّد بن حبيب المعافري فقال لهما سليمان:

ارفعا حوائجكما، فأما المعافري فرفع حوائجه فقضيت، و أما النعمان فقال: حاجتي أن تردّني إلى ثغري، و لا تسألني عن شيء، فأذن له، فرجع و استشهد في أقصى ثغور الأندلس.

ص: 254


1- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز».
2- في «ز»: «من خزانة يخرجها منها» بدلا من:«من غير أن يخرجها منها».
3- في «ز»: «و منّه».
4- رواه الحميدي في جذوة المقتبس ص 358 رقم 846.
5- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و جذوة المقتبس.
6- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في جذوة المقتبس: بخبر فتح هنالك.

ذكره ابن يونس.

6195 - محمّد بن حبيب بن أبي حبيب

6195 - محمّد بن حبيب بن أبي حبيب (1)

من أهل دمشق.

حدّث عن أبيه.

روى عنه: ابنه عبد الرّحمن بن محمّد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد الديباجي، حدّثنا علي بن عبد اللّه بن مبشّر، حدّثنا محمّد بن عبد الملك، حدّثنا حسن بن صباح بن البزار (2)،حدّثنا القاسم بن محمّد المعمري، عن عبد الرّحمن بن محمّد بن حبيب بن أبي حبيب، عن أبيه، عن جدّه قال: شهدت خالد بن عبد اللّه القسري خطب الناس بواسط يوم أضحى فقال: ضحّوا تقبل اللّه منكم، فإنّي مضحّ بالجعد بن درهم، زعم: أن اللّه لم يتخذ إبراهيم خليلا، و لم يكلّم موسى تكليما، ثم نزل فذبحه.

و قد أخرجت هذه الحكاية عالية في ترجمة الجعد بن درهم.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنبأنا المبارك بن عبد الجبّار، و ابن النّرسي - و اللفظ له - قالا: أنبأنا أبو أحمد، أنبأنا أبو بكر، أنبأنا أبو الحسن، أنبأنا البخاري (3)قال: محمّد بن حبيب بن أبي حبيب روى عنه عبد الرّحمن ابنه.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا ابن سلمة، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4):محمّد بن حبيب بن أبي حبيب الدمشقي (5)،روى عنه ابنه عبد الرّحمن بن محمّد، سمعت أبي يقول ذلك، و سألته عنه فقال: لا أعرفه.

ص: 255


1- ترجمته في التاريخ الكبير 64/1/1 و الجرح و التعديل 225/7 و تهذيب الكمال 189/16 و تهذيب التهذيب 5/ 71 و ميزان الاعتدال 508/3.
2- كذا بالأصل، و د، و في «ز»: البزاز.
3- التاريخ الكبير للبخاري 64/1/1.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 225/7.
5- بعدها زيد في الجرح و التعديل المطبوع:«روى عن....» كذا بياض فيه.
6196 - محمّد بن الحجّاج بن أبي قتلة الخولاني الدّاراني

6196 - محمّد بن الحجّاج بن أبي قتلة (1) الخولاني الدّاراني (2)

روى عن عمر بن عبد العزيز، و عبد الرّحمن بن أبي هلال، و الزهري، و أرسل عن ابن عمر.

روى عنه: سويد بن عبد العزيز، و عبد الرّحمن بن ميسرة، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن ابن يزيد بن جابر، و يزيد بن يحيى الصباغ.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا علي بن محمّد بن طوق، أنبأنا عبد الجبّار بن محمّد بن مهنا (3)،حدّثني محمّد بن عبد اللّه، حدّثنا القاسم بن عيسى، حدّثنا السلم بن يحيى، حدّثنا سويد بن عبد العزيز، حدّثني الأوزاعي، و ابن أبي قتلة (4) عن الزهري قال: خرجت أنا و مكحول نريد دابق (5)،فلمّا كنا بحمص قال: فإنّ بها أبا أمامة الباهلي لو أتيناه أحدثنا به عهدا و نظرنا إليه. فأتينا منزله، فاستدعينا عليه، فخرج علينا شيخ قد سقط حاجباه على عينيه، فلمّا (6) تكلم فإذا هو في كلامه أجلد منه في مرآته قال: إن موقفكم هذا من حجة اللّه عليكم يوم القيامة، و ذكر الحديث إلى آخره.

قال (7):و حدّثني محمّد بن عبد اللّه، حدّثنا إبراهيم بن دحيم، حدّثنا ابن عبّود، حدّثنا عبد اللّه بن يوسف، حدّثنا عبد الرّحمن بن ميسرة، حدّثنا محمّد بن أبي قتلة (8) أن رجلا كتب إلى عبد اللّه بن عمر يسأله عن العلم ؟ فكتب إليه ابن عمر: إنّك كتبت [إليّ ] (9) تسألني عن العلم، و العلم أكبر من أن أكتب به إليك، و لكن إن استطعت أن تلقى اللّه و أنت خفيف الظهر من دماء المسلمين، خميص (10) البطن من أموالهم، كافّ اللسان عن أعراضهم، لازما لجماعتهم - يعني - فافعل (11).

ص: 256


1- في تاريخ داريا: ابن أبي قيلة.
2- ترجمته في تاريخ داريا ص 104 و التاريخ الكبير 216/1/1 و الجرح و التعديل 67/8.
3- بالأصل: مثنى، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و د. و هو صاحب تاريخ داريا. و الخبر رواه في تاريخ داريا ص 104.
4- في تاريخ داريا: ابن أبي قيلة.
5- تقدم التعريف بها.
6- كذا بالأصل و د، و «ز»، و تاريخ داريا: فلما، بزيادة الفاء.
7- القائل القاضي عبد الجبّار بن مهنى الخولاني، و الخبر في تاريخ داريا ص 104.
8- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في تاريخ داريا: قيلة.
9- زيادة عن تاريخ داريا.
10- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في تاريخ داريا: خفيف.
11- سقطت من تاريخ داريا، و قد استدركها محقّقه في آخر الخبر، نقلا عن رواية ابن عساكر.

قال ابن مهنا: و محمّد بن الحجّاج بن أبي قتلة (1) من أهل داريا، و ولده بها إلى اليوم.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو عبد اللّه أحمد بن عبد اللّه بن الحسين (2) المحاملي، و أبو الحسن علي بن المظفر بن علي (3) المقرئ قال أحمد: أنبأنا-، و قال علي: حدّثنا - أبو القاسم عمر بن جعفر بن محمّد ابن سلم الختّلي، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، حدّثنا محمّد [بن] (4) سهل، حدّثنا عبد اللّه بن يوسف، حدّثنا عبد الرّحمن بن ميسرة، حدّثنا ابن أبي قتلة أن رجلا كتب إلى ابن عمر يسأله عن العلم، فكتب إليه ابن عمر: إنّك كتبت تسألني عن العلم، فالعلم أكثر من أن أكتب به إليك، و لكن إن استطعت أن تلقى اللّه كافّ اللسان عن أعراض المسلمين، خفيف الظهر من دمائهم، خميص البطن من أموالهم، لازما لجماعتهم، فافعل.

قال الخطيب: و أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد جعفر، أنبأنا عمر بن محمّد بن علي الناقد، حدّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفي، حدّثنا الهيثم بن خارجة، حدّثنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال: سمعت محمّد بن الحجّاج بن أبي قتلة الخولاني يحدّث عن عبد الرّحمن بن أبي هلال المصري يحدّث عن أبي هريرة حديثا أن أبا هريرة قال: ويل للعرب من هرج قد اقترب، الأجنحة (5) و ما الأجنحة، الويل الطويل في الأجنحة، ويل للعرب من بعد الخمس و العشرين و المائة من القتل الذريع، و الموت السريع، و الجوع الفظيع، و يسلط عليهم البلاء بذنوبها، فتكفر صدورها، و تهتك ستورها، و بغير سرورها، فبذنوبها تنزع أوتادها، و تقطع أطنابها، و يتحير (6) قرّاؤها ويل لقريش من زنديقها، يحدث أحداثا، تهتك ستورها، و تنتزع هيبتها، و يهدم عليها جدورها، حتى تقوم النائحات الباكيات، فباكية تبكي على دنياها، و باكية تبكي من ذلّها بعد عزّها، و باكية تبكي من استحلال فروجها، و باكية تبكي شوقا إلى قبورها، و باكية تبكي من جوع أولادها، و باكية تبكي من انقلاب جنودها عليها.

ص: 257


1- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في تاريخ داريا: قيلة.
2- بالأصل: الحسن، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و في د: الحسين بن المحاملي. ترجمته في سير أعلام النبلاء 538/17.
3- قوله: بن علي سقط من «ز».
4- زيادة عن «ز»، و د.
5- كذا بالأصل، و د، و «ز»: «الأجنحة» في كل مواضع الخبر، و في المختصر:«الأجيجة» و لعله الصواب فقد جاء في اللسان: الأجيج: تلهب النار، و قيل: صوتها.
6- في المختصر: و يتحير قرارها.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنبأنا محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك، أنبأنا عبد اللّه بن الحسين بن عبدان، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا أبو الجهم بن طلاّب، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا يزيد بن يحيى، حدّثنا محمّد بن الحجّاج بن أبي قتلة أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى يزيد بن الحصين: و تقول و ابن عثمة الأقطع و ما اتهمته في قتل العبادي و هو أيسر من ذلك، و من يكتب اللّه عليه الشقوة فلا بد، و من قدّر اللّه لمن يفعل شرّا أو يعمله، فإنّه أهل لما جعله اللّه أهله، ليس له من ذلك مذهب.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنبأنا المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالا: أنبأنا أبو أحمد الغندجاني، أنبأنا أبو بكر الحافظ ، أنبأنا أبو الحسن المقرئ، حدّثنا البخاري قال (1):محمّد بن أبي قتلة قال ابن عمر قوله، قاله لنا عبد اللّه بن يوسف، حدّثنا عبد الرّحمن بن ميسرة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد [اللّه] (2) الأديب - إذنا - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-. ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (3):محمّد بن أبي قتلة روى عن عمر بن عبد العزيز قوله، روى عنه عبد الرّحمن بن ميسرة، سمعت أبي يقول ذلك.

[قال ابن عساكر:] (4) كذا قالا، و الصواب: ابن الحجّاج.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأنا الحسن بن أحمد، أنبأنا علي بن الحسن، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنبأنا ابن جوصا - قراءة-.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير بن جوصا - إجازة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة: محمّد بن الحجّاج بن أبي قتلة الخولاني.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال (5):

و أما قتلة بتاء معجمة باثنتين من فوقها: محمّد بن أبي قتلة أن رجلا كتب إلى ابن عمر

ص: 258


1- رواه البخاري في التاريخ الكبير 216/1/1.
2- زيادة عن «ز»، و د، و السند معروف.
3- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 67/8.
4- الزيادة منا للإيضاح.
5- الاكمال لابن ماكولا 102/7.

يسأله عن العلم، روى عنه عبد الرّحمن بن ميسرة، و محمّد بن الحجّاج بن أبي قتلة الخولاني، حدّث عن عبد الرّحمن بن أبي هلال المصري، عن أبي هريرة، روى عنه عبد اللّه ابن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

[قال ابن عساكر:] (1) كذا فرق بينهما و هما واحد.

6197 - محمّد بن الحجّاج بن يوسف بن الحكم أبو كعب الثّقفيّ

سمع أنس بن مالك.

و حكى عن أبيه، و ليلى بنت عبد اللّه الأخيلية.

و حكى عنه عبد الملك بن عمير الكوفي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنبأنا أحمد بن معروف بن بشر، حدّثنا الحسين بن محمّد، حدّثنا محمّد بن سعد، أنبأنا يحيى بن خليف بن عقبة، حدّثنا نافع أبو موسى، عن أبان بن أبي عيّاش قال: لما بنى الحجّاج واسطا و وضع الحرب أوزارها، كتب إلى أنس بن مالك، فشخص، و شخصنا معه، فانتهينا إليه و الناس معه حيث يسمعون الصوت، فنادى الحاجب أنس بن مالك قال: فدنا حتى صار معه على فراشه قال أبان: و قمت حيث أسمع الكلام قال: فدعا بالخيل على أنسابها (2):القرّح (3)،و الثني، و الربع، و الجذع، عليها الغلمان، عليهم ثياب الحرير مختلفة ألوانها ثم قال: أيها الشيخ ارفع رأسك، انظر ما ذا أعطينا بعد نبيّنا صلّى اللّه عليه و سلم، هل رأيت مع محمّد صلّى اللّه عليه و سلم نحو هذه (4) الخيل ؟ قال: قال أنس: و ما (5) هذه الخيل ؟ رأيت مع محمّد صلّى اللّه عليه و سلم خيلا غدوّها و رواحها في سبيل اللّه، إنّما هذه الخيل ثلاثة: فما كان منها في سبيل اللّه ففيها من الأجر كذا و كذا، حتى أرواثها في موازين أهلها، و ما كان للعجلة فهي في سبيل اللّه، و شرّها و أخبثها ما كان للفخر و لكذا و لكذا، قال: قال الحجّاج: لقد عبت (6) فما تركت شيئا، و لو لا خدمتك

ص: 259


1- الزيادة منا للإيضاح.
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: أسنانها، و هو الأشبه.
3- القرح جمع قارح، و هو من الخيل الذي انتهت أسنانه و ذلك في السنة الخامسة. و الثني جمع ثني، و هو الذي يستتم السنة الثالثة، و ذلك عند إلقائه ثناياه. و الربع: جمع رباع، الذي يستتم الرابعة، و ألقى رباعيته. و الجذع: جمع جذع، و هو من الخيل الذي استتم سنتين.
4- في المختصر: ذلك الخيل.
5- في المختصر: و بم هذه الخيل.
6- في المختصر: لقد عبتني.

لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و كتاب أمير المؤمنين فيك كان لي و لك شأن، قال: قال أنس: أيهات أيهات، إنّي لما غلظت أرنبتي، و أنكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم صوتي، علّمني كلمات، لم يضرّني معهن عتوّ جبّار و لا عنوته (1) مع تيسير الحوائج و لقائي المؤمنين بالمحبة، قال: فلما سمع ذلك الحجّاج قال: يا عمّاه، لو علّمتنيهن، قال: لست لذاك بأهل، قال: فلما رأى أنه لا يظفر بالكلمات دسّ إليه ابنيه محمّدا و أبان و معهما مائتا ألف درهم و قال لهما: ألطفا الشيخ، عسى أن تظفرا بالكلمات، و إن أنفذتما فاستمدا، قال: قال أبان: فمات و ماتا قبل أن يظفروا بالكلمات، قال (2):فلمّا كان قبل أن يهلك بثلاث قال: يا أحيّم عبد القيس، خدمتنا، فأحسنت خدمتنا، رأيناك - أو رأيتك - حريصا على طلب العلم، دونك هذه الكلمات، و لا تضع السلعة إلاّ في موضعها، قال: فذكر أبان ما أعطاه اللّه مما أعطى أنسا مع ذهاب ما أذهبه اللّه عني مما كنت أجد، اللّه أكبر، اللّه أكبر، اللّه أكبر، بسم اللّه على نفسي و ديني، بسم اللّه على أهلي و مالي، بسم اللّه على كل شيء أعطاني، بسم اللّه خير الأسماء، بسم اللّه ربّ الأرض و ربّ السماء، بسم اللّه الذي لا يضر مع اسمه داء، بسم اللّه افتتحت، و على اللّه توكّلت، اللّه اللّه ربي لا أشرك به أحدا، أسألك اللّهم بخيرك من خيرك الذي لا يعطيه غيرك، عزّ جارك.

قال: و أخبرني غير واحد من الثقات أن فيها: و جلّ ثناؤك، ثم عاد إلى حديث أبي موسى عن أبان: و لا إله إلاّ أنت، اجعلني في عياذك و جوارك من كل سوء، و من الشيطان الرجيم، اللّهمّ إنّي أستجيرك من جميع كل شيء خلقت، و أحترس بك منهن، و أقدم بين يدي: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ، اَللّٰهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ، وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ من خلفي و عن يميني، و عن شمالي، و من فوقي، و من تحتي، تقرأ في هذه الستّ قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ إلى آخر السورة.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنبأنا أبو بكر البرقاني، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، حدّثنا الحسين بن إدريس، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار الموصلي، حدّثنا عفيف - يعني - ابن سالم عن إسماعيل بن سلمان قال: سمعت أنس بن مالك قال: أتيت الحجاج أتعرّض لمعروفه، فإذا محمّد بن الحجّاج يقع في علي، فأطنب في سبّه فقلت: لا تفعل، ثم ذكر حديثا عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم في

ص: 260


1- العنوة: القهر.
2- يعني أبان بن الحجاج.

فضائل علي، يقول في آخره:«يا أنس إنّ الرجل قد يحبّ قومه، إن الرجل قد يحبّ قومه، إنّ الرجل قد يحب قومه»[11015].

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد (1)،أخبرني علي بن سليمان الأخفش، حدّثنا الحسن بن الحسين السكري قال: قال عمارة بن عقيل: حدّثني أبي عن أبيه أن الحجّاج بن يوسف أوفد ابنه محمّد بن الحجّاج إلى عبد الملك، و أوفد إليه جريرا معه و وصّاه به، و أمره بمسألة عبد الملك في الاستماع منه و معاونته عليه، فلما وردوا (2) استأذن له محمّد على عبد الملك، فلم يأذن له، و كان لا يستمع من شعراء مضر (3) و لا يأذن لهم، لأنهم كانوا زبيرية، فلما استأذن له محمّد على عبد الملك فلم يأذن له أعلمه أن أباه الحجّاج يسأله في أمره و يقول: إنه لم يكن ممّن مالأ (4) ابن الزبير و لا نصره بيده و لا لسانه، و قال له محمّد: يا أمير المؤمنين، إنّ العرب تتحدّث أنّ عبدك و سيفك الحجّاج شفع في شاعر قد لاذ به، و جعله وسيلته ثم رددته، فأذن له، فدخل فاستأذن في الإنشاد فقال له: و ما عساك أن تقول فينا بعد قولك في الحجّاج، أ لست القائل (5):

من سدّ مطلع النفاق عليكم (6) *** أم من يصول كصولة الحجّاج

إنّ اللّه لم ينصر الحجّاج بن أم الحجّاج و إنما نصر دينه و خليفته، أ لست القائل (7):

أ من يغار على النساء حفيظة *** إذ لا يثقن بصولة الأزواج

يا عاضّ كذا و كذا من أمه، و اللّه لهممت أن أطير بك طيرة بطيئا سقوطها، اخرج عني، فأخرج بشرّ، فلمّا كان بعد ثلاث شفع إليه محمّد لجرير و قال له: يا أمير المؤمنين إنّي أدّيت رسالة عبدك (8) الحجّاج و شفاعته في جرير، فلمّا أذنت له خاطبته بما أطار لبّه و مضى منه و أشمت به عدوّه، و لو لم تأذن له لكان خيرا له مما سمع، فإن رأيت أن تهب كلّ ذنب لعبدك الحجّاج و لي فافعل، فأذن له فاستأذنه في الإنشاد فقال: لا تنشدني إلاّ في الحجّاج، فإنّما

ص: 261


1- الخبر في الأغاني 66/8 و ما بعدها.
2- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و الأغاني.
3- بالأصل: مصر، و المثبت عن د، و «ز»، و الأغاني.
4- في الأغاني: و إلى.
5- من أبيات يمدح جرير بها الحجاج بن يوسف، ديوانه ط بيروت ص 69 و الأغاني 66/8.
6- الديوان: عليهم.
7- ديوان جرير ص 70.
8- بالأصل:«عبد» و المثبت عن «ز»، و الأغاني.

أنت للحجّاج خاصة، فسأله أن ينشده في مديحه فيه، فأبى و أقسم ألاّ ينشده إلاّ من قوله في الحجّاج فأنشده، و خرج بغير جائزة، فلمّا أزف الرحيل قال جرير لمحمّد: إن رحلت عن أمير المؤمنين و لم يسمع منّي و لم آخذ له جائزة سقطت آخر الدهر، و لست بارحا بابه أو يأذن لي في إنشاده، فارحل أنت و أقيم أنا، فدخل محمّد إلى عبد الملك فأخبره بقول جرير و استأذنه له، و سأله أن يسمع منه، و قبّل يده و رجله، فأذن له، و دخل فاستأذن في الإنشاد، فأمسك عبد الملك عن الإذن له، فقال له محمّد: أنشد ويحك، فأنشده قصيدته التي يقول فيها (1):

أ لستم خير من ركب المطايا *** و أندى العالمين بطون راح

فتبسم عبد الملك ثم قال: كذلك نحن، و ما زلنا كذلك، ثم اعتمد على ابن الزبير فقال:

دعوت الملحدين أبا خبيب (2) *** جماحا هل شفيت من الجماح

و قد وجدوا الخليفة هبرزيا (3) *** ألّف العيص ليس من النواحي

و ما شجرات عيصك في قريش *** بعشّات الفروع و لا ضواحي

قال: ثم أنشده إيّاها حتى أتى على ذكر زوجته فيها فقال:

تعزّت أم حزرة ثم قالت *** رأيت الموردين ذوي لقاح (4)

تعلل و هي ساغبة بنيها *** بأنفاس من الشّبم (5) القراح

فقال له عبد الملك: فهل يرويها مائة لقحة ؟ فقال: إن لم يروها ذلك فلا أرواها اللّه، فهل إليها - جعلني اللّه فداك يا أمير المؤمنين - من سبيل ؟ فأمر له بمائة ناقة و ثمانية من الرعاء، و كانت بين يديه جامات من ذهب، فقال جرير: يا أمير المؤمنين تأمر لي بواحدة منهن تكون محلبا؟ فضحك و دحس (6) إليه واحدة منهن بالقضيب، و قال: خذها لا نفعتك، فأخذها و قال: بلى و اللّه يا أمير المؤمنين، لينفعني كل ما منحتنيه، و خرج من عنده.

قال: و قد ذكر ذلك جرير في شعره فقال يمدح يزيد بن عبد الملك (7):

ص: 262


1- ديوان جرير ص 73 من قصيدة يمدح عبد الملك بن مروان.
2- أو خبيب كنيته عبد اللّه بن الزبير، و خبيب ابنه.
3- الهبرزي: الصافي، و الخالص.
4- عجزه في الديوان: رأيت الواردين ذوي امتناح. البيت ليس في «ز».
5- في «ز»: «الشيخ». و الشبم: الماء البارد.
6- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في الأغاني:«و ندس».
7- البيت في ديوان جرير ص 289من قصيدة يمدح يزيد بن عبد الملك و يهجو آل المهلب.

أعطوا هنيدة (1) يحدوها ثمانية *** ما في عطائهم منّ و لا سرف

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسن اللنباني (2)،أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أحمد بن عبد الأعلى، حدّثنا عاصم بن علي، عن عبد الملك بن أسماء بن خارجة قال: نعي المحمّدان إلى الحجّاج أخوه و ابنه و كان في عقب علّة فلم يتقار في موضعه فحملته الجارية - و في نسخة: البخارية (3)،و هو الصواب - في كرسي، فخرجت به إلى المسجد، فقال الفرزدق و أنا نائم عند المنبر، و كانت المنابر إذ ذاك خارجة من المقصورة، فلمّا رأيته قمت إليه، فقال: يا فرزدق، قلت: لبيك أيها الأمير، قال: قلت في هذا شيئا؟ قلت: نعم أيها الأمير، و لم أكن قلت، قال: هات، فأنشدته:

سميّا نبيّ اللّه سماهما به *** أب لم يكن عند النوائب أخضعا

جناحا عتيق فارقاه كلاهما *** و لو نزعا من غيره لتضعضعا

قالت: و مرت بي البخارية و لو علّقت برجلي ما قدرت على بيت ثالث.

أخبرنا (4) أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد بن إسحاق، أنبأنا الحسن بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، حدّثني أحمد بن عبد الأعلى الشيباني، حدّثني شيخ من آل ميمون بن مهران أن الحجّاج أصيب بابن له، فاشتدّ جزعه عليه، فدخل فغيّر ثيابه و مسّ شيئا من طيب، و جلس، و أذن للناس، فلم يتكلموا، فرفع رأسه و قال:

حسبي ثواب اللّه من كلّ نكبة *** و حسبي بقاء اللّه من كلّ هالك (5)

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا محمّد بن موسى، حدّثنا محمّد بن الحارث، عن المدائني. ح قال: و حدّثنا أبو العبّاس المبرّد قال (6):أخبرونا عن المدائني عن أبي محمّد بن عمرو الثقفي

ص: 263


1- هنيدة: المائة من الإبل و غيرها.
2- بالأصل و د، و «ز»: اللبناني، بتقديم الباء تصحيف.
3- في د:«البحارمة».
4- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
5- بعدها بالأصل و «ز»: تحدثوا، و كتب فوقها فيهما: إلى.
6- الخير و الشعر في التعازي و المراثي للمبرد ص 200-202.

قال: لما مات محمّد بن الحجّاج جزع عليه (1) جزعا شديدا فقال: إذا غسلتموه فآذنوني به، فأعلموه به، فدخل البيت، فنظر إليه، فقال (2):

الآن لمّا كنت أكمل من مشى *** و افترّ (3) نابك عن شباب القارح

و تكاملت فيك المروءة كلّها *** و أعنت ذلك بالفعال الصالح ؟!

فقيل له: اتّق اللّه و استرجع، فقال: إنا للّه و إنا إليه راجعون، و قرأ: اَلَّذِينَ إِذٰا أَصٰابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ الآية (4).

قال: و أتاه موت محمّد بن يوسف و كان بينهما جمعة فقال:

حسبي حياة اللّه من كلّ ميّت *** و حسبي بقاء اللّه من كلّ هالك

إذا ما لقيت اللّه ربي مسلما *** فإنّ نجاة النفس فيما هنالك

و جلس للمعزّين يعزونه، فوضع بين يديه مرآة و ولّى الناس ظهره و قعد في مجلسه، فكان ينظر ما يصنعون، فدخل الفرزدق، فلمّا نظر إلى فعل الحجّاج تبسّم، فلمّا رأى الحجّاج ذلك منه قال: أ تضحك و قد هلك المحمّدان ؟ فأنشأ الفرزدق يقول (5):

لئن جزع الحجّاج ما من مصيبة *** تكون لمحزون (6) أجلّ و أوجعا

من المصطفى و المصطفى من خيارهم *** جناحيه (7) لمّا فارقاه فودّعا

أخ، كان أغنى أيمن الأرض كلّها *** و أغنى (8) ابنه أمر العراقين أجمعا

جناحا عقاب (9) فارقاه كلاهما *** و لو قطّعا (10) من غيره لتضعضعا

سميّا نبيّ اللّه سماهما به *** أب لم يكن عند النوائب أخضعا

و قال الفرزدق أيضا (11):

ص: 264


1- قوله:«جزع عليه» استدرك على هامش د.
2- البيتان لزياد الأعجم راجع البيان 59/4 و ذيل الأمالي ص 7 و العقد الفريد 288/3.
3- افتر نابك أي بدا و لمع.
4- سورة البقرة، الآية:156.
5- الأبيات في ديوان الفرزدق 397/1 (ط بيروت)، و التعازي و المراثي ص 201 و الكامل للمبرد 633/2 و 3/ 1388.
6- في الديوان: لئن صبر..... تكون لمرزوء.
7- في الديوان: من ثقاته خليليه إذ بانا جميعا فودعا.
8- في الديوان: أجزى.
9- في الديوان: عتيق.
10- في الديوان: كسرا.
11- ديوان الفرزدق 161/1 و التعازي و المرائي ص 203 و الكامل للمبرد 633/2.

إنّ الرزية لا رزية مثلها *** فقدان مثل محمّد و محمّد

ملكان قد خلت المنابر منهما *** أخذ المنون عليهما بالمرصد

و كتب إليه الوليد يعزيه عن محمّد بن يوسف و يحثّه على الصبر، فكتب إليه: كتب إليّ أمير المؤمنين يعزّيني عن محمّد بن يوسف و يذكر رضاه عنه، و يأمرني بالصبر، و كيف لا أصبر و قد أبقى اللّه أمير المؤمنين لي ؟.

6198 - محمّد بن الحجّاج بن يوسف القرشيّ

6198 - محمّد بن الحجّاج بن يوسف القرشيّ (1)

من أهل دمشق.

روى عن عروة بن رويم، و يونس بن ميسرة بن حلبس، و إسماعيل بن عبيد اللّه، و خالد بن دهقان، و أبيه، و خالد بن يزيد، و زرعة بن إبراهيم، و الأوزاعي، و ربيعة بن يزيد القصير، و يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك.

روى عنه: أحمد بن أبي الحواري الزاهد، و سليمان بن عبد الرّحمن، و إسماعيل بن عيّاش، و بقية بن الوليد، و الهيثم بن خارجة، و مروان الفزاري.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنبأنا محمّد بن عمر الطّهراني، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق الحافظ ، أنبأنا أبو عمران موسى بن عبد الرّحمن المقرئ البيروتي، حدّثنا الحسن بن جرير الصوري، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا محمّد بن الحجّاج القرشيّ الدمشقي، حدّثنا يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«ما عمل شيء أفضل من مشي إلى صلاة، و صلاح ذات البين، و خلق جائز بين المسلمين»[11016].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الحسين الصّيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالا: أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد الغندجاني، أنبأنا أحمد ابن عبدان (2) بن محمّد، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا البخاري (3)،حدّثني سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا محمّد بن الحجّاج، حدّثنا يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس

ص: 265


1- ترجمته في التاريخ الكبير 63/1/1 و الجرح و التعديل 235/7.
2- في «ز»: عبد اللّه.
3- رواه البخاري في التاريخ الكبير 63/1/1.

الخولاني، عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«ما عمل ابن آدم شيئا أفضل من الصلاة، و صلاح ذات البين، و خلق حسن»[11017].

قال البخاري (1):و قال زيد بن أبي أنيسة عن جنادة بن أبي خالد، عن مكحول، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدّرداء قوله، و قال لي بشر بن محمّد: أنبأنا عبد اللّه، أنبأنا يونس، عن ابن شهاب، أخبرني أبو إدريس سمع أبا الدّرداء مثله، و قال لي صدقة: أنبأنا أبو معاوية عن الأعمش، عن عمرو، عن سالم، عن أم الدّرداء، عن أبي الدّرداء، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

و قال لي أبو عامر، و هو عبد اللّه بن براد الأشعري:- حدّثنا ابن فضيل، عن الأعمش، عن سالم، عن أبي الدّرداء قوله.

قال (2):و أنبأنا البخاري قال: محمّد بن حجّاج الدمشقي عن عروة بن رويم، روى عنه إسماعيل بن عياش.

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن القاضي، و أبو عبد اللّه الخلال الأديب، قالا:

أنبأنا أبو القاسم العبدي، أنبأنا حمد - إجازة-. ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا أبو الحسن.

قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (3):

محمّد بن الحجّاج، و هو ابن الحجّاج بن يوسف القرشيّ الدمشقي، روى عن عروة بن رويم، و يونس بن ميسرة بن حلبس، و إسماعيل بن عبيد اللّه، و خالد بن دهقان، روى عنه إسماعيل بن عيّاش (4)،و بقية، و سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي، و الهيثم بن خارجة، سمعت أبي يقول ذلك، و سألته عنه فقال: شيخ.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد بن محمّد، أنبأنا تمام ابن محمّد (5)،أنبأنا أبو عبد اللّه الكندي، حدّثنا أبو زرعة النصري (6) قال في تسمية شيوخ دمشق: محمّد بن الحجّاج روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن، و أحمد بن أبي الحواري،

ص: 266


1- المصدر السابق.
2- القائل: محمد بن سهل، و الخبر في التاريخ الكبير 63/1/1.
3- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 235/7.
4- بالأصل و د: عباس، تصحيف، و التصويب عن «ز».
5- قوله:«أنبأنا تمام بن محمد» سقط من «ز».
6- في «ز»: البصري.

يحدّث عن ابن حلبس، ثم ذكر أبو زرعة بعد ثلاثة أسماء: محمّد بن الحجّاج القرشيّ ، و لم يذكر من روى عنه و لا عن من روى، فلا أدري هما اثنان أو أعاد ذكره نسيانا.

6199 - محمّد بن حدقة بن سليمان بن حمّاد بن سمرة بن عبد الرّحمن

6199 - محمّد بن حدقة (1) بن سليمان بن حمّاد بن سمرة بن عبد الرّحمن

أبو عبد اللّه البكري المعروف بابن الجسطار

أصلهم من الكوفة، و كان بعضهم يقول إنهم أسديون (2).

حدّث عن من لم يسمّ لنا روايته عنه.

كتب عنه أبو الحسين الرّازي.

قرأت بخط نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرّازي، في تسمية من كتب عنه بدمشق: أبو عبد اللّه محمّد بن حدقة (3) بن سليمان بن حمّاد بن سمرة بن عبد الرّحمن البكري، و كان يعرف بابن الجسطار، مات سنة عشرين و ثلاثمائة.

6200 - محمّد بن أبي حذيفة - هشيم و يقال: هشام، و يقال: مهشّم - بن عتبة

ابن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب

أبو القاسم القرشيّ العبشمي (4)

ولد بأرض الحبشة في الهجرة، و كان أبوه أبو حذيفة من السابقين الأوّلين، و أمّه سهلة بنت سهيل، فقتل أبو حذيفة يوم اليمامة و كان محمّد في حجر أمير المؤمنين عثمان بن عفّان فربّاه فأحسن تربيته، و محمّد هو الذي ألّب أهل مصر على قتل عثمان، و غلب على إمرتها، فأخذه معاوية في الرهن، و حمله إلى دمشق، و يقال: إلى فلسطين - يسجنه بها، فهرب، فأدرك، و قتل.

روى عنه: عبد الملك بن مليل البلوي المصري.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو (5) عبد اللّه بن

ص: 267


1- القاف لم تعجم بالأصل، أتممنا إعجام اللفظة عن د، و «ز».
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: آمديون.
3- انظر مرّ قريبا.
4- ترجمته في تاريخ الطبري (الفهارس)، جمهرة ابن حزم ص 77، و أسد الغابة 311/4 و الوافي بالوفيات 228/2 و الكامل لابن الأثير - ط دار الفكر-(الفهارس)، المحبر ص 104 و 274 و سير أعلام النبلاء 479/3 و الإصابة 3/ 373.
5- لفظة «أبو» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

مندة، أنبأنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، حدّثنا أحمد بن مهدي، حدّثنا عمرو بن خالد، عن عبد اللّه، عن أبي الأسود. ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي، أنبأنا عيسى بن علي بن عيسى، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أحمد بن سعد الزهري أبو إبراهيم، حدّثنا عمرو بن خالد الحرّاني، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود - يعني - محمّد بن عبد الرّحمن بن نوفل يتيم عروة بن الزبير، عن عروة أن محمّد بن أبي حذيفة ولد بأرض الحبشة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسين، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه العبدي، أنبأنا القاسم بن عبد اللّه الجوهري، حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم عن عمّه موسى بن عقبة: في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة: أبو حذيفة بن عتبة و امرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو، ولدت له ثم محمّد بن أبي حذيفة.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، حدّثنا أبو بكر الخطيب. ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا عمّار بن الحسن، حدّثنا سلمة بن الفضل عن محمّد ابن إسحاق في ذكر من خرج إلى أرض الحبشة منهم: أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف معه امرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو بن عبد شمس، ولدت له بأرض الحبشة، محمّد بن أبي حذيفة.

[قال ابن عساكر:] (1) كذا قال: و عبد شمس في نسب سهلة خطأ فاحش (2).

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا رضوان بن أحمد بن جالينوس - إجازة - أنبأنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، حدّثنا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق (3):في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة، أبو حذيفة بن عتبة

ص: 268


1- زيادة منا للإيضاح.
2- كذا ورد بالأصل، و د، و «ز»، و قد وهم المصنف في تخطئة ابن إسحاق، راجع جمهرة ابن حزم ص 166 و قد ورد فيها: فولد عبد ود عبد شمس.. فولد عبد شمس بن عبد ود: عمرو... فولد عمرو:.... و سهيل بن عمرو سيد بني عامر..... و ولد سهيل بن عمرو:..... و سهلة بنت سهيل تزوجها أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة.
3- سيرة ابن إسحاق ص 205 رقم 302.

ابن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، قتل يوم اليمامة شهيدا، و كان معه امرأته بأرض الحبشة، سهلة ابنة سهيل بن عمرو، أخي بني عامر بن لؤي، ولدت له بأرض الحبشة محمّد ابن أبي حذيفة، لا عقب له.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن، حدّثنا محمّد بن سعد (1)قال في الطبقة الأولى من أهل بدر: أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصيّ ، و اسمه هشيم، و أمّه أم صفوان، و اسمها فاطمة بنت صفوان بن أمية بن محرّث الكناني، و كان لأبي حذيفة من الولد محمّد و أمّه سهلة بنت سهيل بن عمرو من بني عامر بن لؤي، و هو الذي وثب بعثمان بن عفّان و أعان عليه، و حرّض أهل مصر حتى ساروا إليه، و كان أبو حذيفة من مهاجرة الحبشة في الهجرتين جميعا، و معه و امرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو، و ولدت له هناك بأرض الحبشة محمّد بن أبي حذيفة.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنبأنا نعمة اللّه بن محمّد، حدّثنا أبو مسعود أحمد ابن محمّد، حدّثنا محمّد (2) بن أحمد بن سليمان، أنبأنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني عمي الحسن بن سفيان، حدّثنا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: محمّد بن أبي حذيفة أبو القاسم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدّولابي (3)،حدّثني محمّد بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن عمر قال: محمّد بن الحنفية، و محمّد بن جعفر بن أبي طالب و محمّد بن أبي حذيفة، و محمّد بن الأشعث بن قيس، و محمّد بن أبي بكر، و محمّد بن حاطب، يكنّون أبا القاسم.

أنبأنا أبو جعفر الهمداني (4)،أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد قال: أبو القاسم محمّد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشيّ ، و اسم أبي حذيفة مهشّم، و يقال: هشيم، كان عاملا على مصر قد ضبطها

ص: 269


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 84/3.
2- قوله:«حدثنا محمد» سقط من «ز».
3- راجع الكنى و الأسماء للدولابي 84/2.
4- بالأصل، و د، و «ز»: الهمداني، بالدال المهملة تصحيف.

فخدع حتى خرج إلى العريش، و خلّف الحكم بن المطّلب بن مخرمة على مصر فنصب المنجنيق عليه حتى نزل على صلح في ثلاثين من أصحابه، فحبسوا ثم قتلوا (1)،فبعث علي ابن أبي طالب قيس بن سعد بعد ذلك إلى مصر، و ذلك سنة ست و ثلاثين.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنبأنا أبو بكر الباطرقاني، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: محمّد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة كان أول من انتزى (2) بمصر، انتزى على عقبة بن مالك، و كان خليفة عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح على مصر حين خرج وافدا إلى عثمان (3)، فأخرج عقبة عن الفسطاط ، فخلع عثمان بن عفّان، و تأمر على مصر، روى عنه عبد الملك بن مليل البلوي، و كان يسمى ميشوم (4) قريش (5)،قتل بفلسطين سنة ست و ثلاثين، و كان ممن أخرجه معاوية في الرّهن من مصر.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي القاسم يوسف بن الحسن بن محمّد، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا بكر محمّد بن عمر بن سلم الجعابي يقول: أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة اسمه مهشّم، و يقال: هشام، و ابنه محمّد، ولد على عهد النبي صلّى اللّه عليه و سلم، يكنى أبا القاسم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: محمّد بن أبي حذيفة بن عتبة، ولد على عهد النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و أمّه سهلة بنت سهيل بن عمرو، قاله ابن عباس رضي اللّه عنه (6).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة (7) قال في تسمية عمّال علي

ص: 270


1- رواه ابن حجر في الإصابة 374/3 مختصرا.
2- كذا بالأصل و «ز»، و د، و في سير أعلام النبلاء:«انبرى» جاء في تاج العروس: نزو: نزا ينزو نزوا: وثب، و انتزى على أرض كذا فأخذها: أي تسرّع إليها.
3- زيد بعدها في «ز»: رضي اللّه عنه.
4- كذا بالأصل، و في د، و «ز»: «ميسوم» و في سير أعلام النبلاء: مشئوم قريش.
5- سير أعلام النبلاء 480/3 و ولاة مصر للكندي ص 38.
6- في «ز»: عنهما.
7- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 201 (ت. العمري).

على مصر قال: ولّى محمّد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة مصر، ثم عزله و ولّى قيس بن سعد بن عبادة ثم عزله، و ولّى الأشتر مالك بن الحارث النّخعي فمات قبل أن يصل إليها، فولّى محمّد بن أبي بكر فقتل بها و غلب (1) عمرو بن العاص على مصر.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (2)،حدّثنا علي بن إسحاق، أنبأنا عبد اللّه - يعني - ابن المبارك، حدّثنا حرملة بن عمران، حدّثني عبد العزيز بن عبد الملك بن مليل (3) السليمي (4)، و هم إلى قضاعة. ح و أخبرنا أبو القاسم المستملي، أنبأنا أبو بكر البيهقي. ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل القطّان، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان (5)،حدّثنا عبد اللّه بن عثمان، حدّثنا عبد اللّه - يعني - ابن المبارك، حدّثنا حرملة بن عمران، حدّثني عبد العزيز بن عبد الملك بن مليل السّليحي إلى قضاعة، حدّثني أبي قال: كنت مع عقبة بن عامر جالسا قريبا من المنبر يوم الجمعة، فخرج محمّد بن أبي حذيفة فاستوى على المنبر فخطب الناس، ثم قرأ عليهم سورة من القرآن، و كان من أقرأ الناس، فقال عقبة بن عامر: صدق اللّه و رسوله، إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«ليقرأنّ القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية»- زاد ابن عثمان: فسمعها ابن أبي حذيفة فقال: و اللّه لئن كنت صادقا و إنّك ما علمت لكذوب، إنّك منهم.

قال عبد اللّه: حمل هذا الحديث (6) أنهم يجمّعون (7) معهم و يقولون لهم هذه المقالة.

[قال ابن عساكر:] (8) الصواب السّليحي كما قال ابن عثمان، و قال محمّد بن [أبي] (9)

ص: 271


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و د، و تاريخ خليفة.
2- رواه أحمد بن حنبل في المسند 121/6 رقم 17310 طبعة دار الفكر.
3- في د: مليك، تصحيف.
4- كذا بالأصل، و في د:«السلمي» و في «ز»، و مسند أحمد:«السليحي» و سينبه المصنف في آخر الحديث إلى أن الصواب: السليحي.
5- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 508/2.
6- بعدها في «ز» بياض، و كتب على هامشها: خرم بالأصل ورقة، و ليس فيها أي نقص، و الكلام متصل في د.
7- الأصل: يجتمعون، و المثبت عن د، و «ز».
8- زيادة منا للإيضاح.
9- زيادة عن «ز»، و د.

حذيفة فيما حكاه أبو زيد عمر بن شبة بن عبيدة النميري له:

من كان من قتله عثمان معتذرا *** فلست منه طوال الدّهر أعتذر

لا بأس بالقتل عن قتل و مظلمة *** و لا انتصارك منه حين تنتصر

ألقى الإمام كذيب الشاء ينهشها *** لا تسلم الشاء فيها الذئب و النّمر

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنبأنا أبو القاسم البغوي، حدّثني إبراهيم بن هانئ النيسابوري، حدّثنا ابن أبي مريم المصري، حدّثنا ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب قال: كان رجال من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم يحدّثون أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«يقتل في جبل الجليل (1) و القطران من أصحابي أو من أمتي ناس»، فكان أولئك النفر الذين قتلوا مع محمّد بن أبي حذيفة و أصحابه بجبل الجليل و القطران[11018].

رواه عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرّحمن بن شماسة، عن عبد الرّحمن بن عديس، و قد ذكرت باقي طرفه في ترجمة عبد الرّحمن بن عديس (2).

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنبأنا أبو بكر بن ريذة، أنبأنا سليمان بن أحمد الطّبراني، حدّثنا سليمان بن الحسن العطّار، حدّثنا أبو كامل الجحدري، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا ابن عون، عن محمّد بن سيرين أن محمّد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة، و كعبا ركبا سفينة في البحر فقال محمّد: يا كعب، أ ما تجد سفينتنا هذه في التوراة كيف تجري ؟ فقال: لا، و لكن أجد فيها رجلا أشقى الفتية من قريش ينزو (3) في الفتنة كما ينزو الحمار، لا تكون أنت (4) هو، قال ابن سيرين: فزعموا أنه كان هو.

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، و عبد اللّه بن أحمد قالا: حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن سعيد بن فطيس، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن بسر (5) القرشي، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عائذ، حدّثنا الوليد

ص: 272


1- بالأصل:«الخليل» تصحيف، و المثبت عن «ز»، و د، و أسد الغابة، و قال ياقوت: جبل الجليل في ساحل الشام ممتد إلى قرب حمص، كان معاوية يحبس في موضع منه من يظفر به ممن ينبز بقتل عثمان بن عفان رضي اللّه عنه.
2- راجع ترجمة عبد الرحمن بن عديس في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 107/35 رقم 3890.
3- نزا ينزو نزوا: وثب.(تاج العروس: ط دار الفكر: نزو).
4- سير أعلام النبلاء 481/3.
5- في «ز»، و د: بشر.

ابن مسلم، حدّثنا عبد اللّه بن لهيعة الحضرمي (1) عن يزيد بن أبي حبيب قال: انطلق ابن أبي حذيفة مع معاوية حتى دخل بهم الشام، ففرقهم نصفين، فسجن [محمد] ابن أبي حذيفة و من معهم في سجن دمشق، و سجن ابن عديس و النصف الباقي في سجن بعلبك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنبأنا أبو منصور النهاوندي، أنبأنا أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو القاسم بن الأشقر، حدّثنا محمّد بن إسماعيل (2) قال: قتل محمّد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة القرشي بمصر بعد عثمان، و ذكر أبو عمر محمّد بن يوسف المصري: أن قتله كان في ذي الحجّة في ذي الحجّة من سنة ستّ و ثلاثين (3).

6201 - محمّد بن حرب أبو عبد اللّه الخولاني الحمصيّ المعروف بالأبرش

6201 - محمّد بن حرب أبو عبد اللّه الخولاني الحمصيّ المعروف بالأبرش (4)

حدّث عن عمر (5) بن رؤبة، و صفوان بن عمرو، و محمّد بن الوليد الزّبيدي، و شعيب ابن أبي حمزة، و أبي سلمة سليمان بن سليم، و عبد الملك بن راشد التغلبي، و أبي مهدي سعيد بن سنان، و الأوزاعي.

روى عنه: أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، و هشام بن عمّار، و إسماعيل بن عبد اللّه ابن خالد السكّري، و داود بن رشيد، و الربيع بن روح الحمصيّ ، و أحمد بن عبد الملك الحرّاني، و علي بن بحر، و عبد السّلام بن محمّد الحضرمي الحمصيّ ، و حيوة بن شريح، و يزيد بن عبد ربّه، و عمرو بن عثمان، و محمّد بن المصفّى الحمصيّ .

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، و أبو منصور عبد الباقي ابن محمّد بن غالب، قالا: أنبأنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أبو القاسم بن منيع، حدّثنا داود ابن رشيد، حدّثنا محمّد بن حرب الخولاني الحمصيّ عن الزبيدي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن رسول (6) اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«كلّ مصيبة تصيب المسلم يكفّر اللّه عنه بها، حتى الشوكة يشاكها»[11019].

ص: 273


1- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 481/3.
2- رواه البخاري في التاريخ الصغير 81/1.
3- ولاة مصر للكندي ص 43.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 194/16 و تهذيب التهذيب 72/5 و سير أعلام النبلاء 57/9 و التاريخ الكبير للبخاري 96/1/1 و الجرح و التعديل 237/7 و تذكرة الحفاظ 310/1 و العبر 315/1 و النجوم الزاهرة 146/2 و شذرات الذهب 341/1.
5- في تهذيب الكمال: عمران بن رؤبة التغلبي.
6- بالأصل:«النبي» ثم شطبت و أشير على الهامش، و كتب عليه:«رسول اللّه» و بعده صح. و هو ما أثبتاه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون. ح و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنبأنا أبو طاهر، قالا: أنبأنا محمّد بن الحسن ابن أحمد، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا عمر بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا خليفة ابن خليفة قال (1)في الطبقة السادسة من أهل الشامات: محمّد بن حرب خولاني حمصي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن فهم، حدّثنا محمّد بن سعد (2) قال في الطبقة السادسة من أهل الشام: محمّد بن حرب بن الأبرش الخولاني، و يكنى أبا عبد اللّه، و قد ولي قضاء دمشق، حدّثناه عمي، أنبأنا ابن يوسف، أنبأنا الجوهري، فذكره.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنبأنا أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالا: أنبأنا أبو أحمد الغندجاني، أنبأنا أبو بكر الشيرازي، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (3):محمّد بن حرب أبو عبد اللّه الحمصيّ الخولاني الأبرش، سمع محمّد الزّبيدي، و الأوزاعي، قال يزيد بن عبد ربّه: مات سنة أربع و تسعين و مائة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - مشافهة - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم (4) قال: محمّد بن حرب أبو عبد اللّه الحمصيّ الأبرش الخولاني، روى عن محمّد بن الوليد الزّبيدي، و محمّد بن زياد الألهاني، و الأوزاعي، و عمر بن رؤبة، روى عنه حيوة بن شريح الحمصيّ ، و يزيد بن عبد ربّه، و الربيع بن روح، و عمرو بن عثمان، و هشام بن عمّار، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي قال: سمعت مسلما يقول: أبو عبد اللّه محمّد بن حرب الأبرش الحمصيّ ، سمع الزّبيدي و الأوزاعي.

ص: 274


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 581 رقم 3051.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 471/7.
3- رواه البخاري في التاريخ الكبير 69/1/1.
4- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 237/7.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه محمّد بن حرب الحمصيّ .

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو القاسم البجلي، أنبأنا أبو عبد اللّه الكندي، حدّثنا أبو زرعة قال في تسمية أهل حمص عن أصحابهم: محمّد ابن حرب.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم ابن عتّاب، أنبأنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة-. ح و أخبرن أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الربعي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا ابن جوصا - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة السادسة: محمّد بن حرب الخولاني.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر بن أبي الصّقر، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدّولابي (1) قال: أبو عبد اللّه محمّد بن حرب الأبرش، يروي عن الزّبيدي.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عبد اللّه محمّد بن حرب الخولاني الأبرش الحمصيّ كاتب محمّد بن الوليد الزّبيدي، سمع محمّد بن الوليد، و الأوزاعي، روى عنه يزيد ابن عبد ربّه، و عبد الأعلى بن مسهر، و محمّد بن المصفّى.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنبأنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنبأنا مسعود بن ناصر، أنبأنا عبد الملك بن الحسن، أنبأنا أبو نصر البخاري (2) قال: محمّد بن حرب أبو عبد اللّه الأبرش الخولاني الحمصيّ ، سمع محمّد بن الوليد الزبيدي، و الأوزاعي، روى عنه أبو مسهر، و محمّد بن وهب، و حيوة بن شريح، و خالد بن خليّ (3) في العلم، و الطب، و صلاة الخوف. قال يزيد بن عبد ربّه: مات سنة أربع و تسعين و مائة.

ص: 275


1- الكنى و الأسماء للدولابي 59/2.
2- راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 437/2.
3- بالأصل و «ز»: «جلى» و في د:«خالي» تصحيف، و الصواب ما أثبت «خلي» عن تهذيب الكمال. راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 640/10.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: قرأت بخط أبي عمرو المستملي - يعني - أحمد بن المبارك، حدّثني خشنام بن الصّدّيق - إملاء علي في داره - حدّثنا محمّد بن حرب الخولاني - و كان من خيار الناس، قال الحاكم:

كأنه سمعه منه بمكة - يعني - محمّد بن حرب - و ذكر أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحجّاج المروذي، حدّثنا أحمد بن حنبل، و ذكر محمّد بن حرب الأبرش فقال: ليس به بأس، و قدّمه على بقية.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أحمد بن محمّد ابن إبراهيم بن حميد قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي (1) يقول:

قلت ليحيى: فبقية بن الوليد كيف حديثه ؟ فقال: ثقة، قلت: هو أحبّ إليك أو محمّد ابن حرب ؟ فقال: ثقة، و ثقة، قال عثمان هو الخولاني الأبرش الحمصيّ ثقة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الطّيوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو منصور (2) محمّد بن الحسن، قالا: حدّثنا الوليد بن بكر، أنبأنا علي بن أحمد، أنبأنا صالح ابن أحمد، حدّثني أبي قال (3):محمّد بن حرب الأبرش شامي ثقة، و بلغني عن محمّد بن عوف أنه سئل عن محمّد بن حرب الأبرش ما حاله ؟ فقال: ثقة (4).

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (5):سئل أبي عن محمّد بن حرب فقال: صالح الحديث، و بلغني عن يزيد بن عبد ربّه قال: ما كنا نكتب عن محمّد بن حرب إلاّ خفية من أصحابنا.

ص: 276


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 195/16.
2- في «ز»، و د: نصر.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 402 رقم 1445 و عن العجلي في تهذيب الكمال 195/16.
4- تهذيب الكمال 195/16 طبعة دار الفكر. و سير أعلام النبلاء 58/9.
5- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 237/7.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفضل عبيد اللّه بن أحمد بن علي المقرئ.

ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن علي بن عبيد اللّه، أنبأنا أبو الفضل المقرئ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن (1) الجندي، أنبأنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، حدّثنا محمّد بن مصفّى قال: مات محمّد بن حرب سنة أربع و تسعين و مائة.

قرأت (2) على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها - يعني - سنة أربع و تسعين و مائة مات محمّد بن حرب الأبرش (3).

6202 - محمّد بن حرب العسكري

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها - يعني - سنة تسع و سبعين و مائتين مات محمّد بن حرب العسكري بدمشق.

6203 - محمّد بن حرمي بن الحسين بن هارون بن الحسين

أبو علي الرماحي المصري

حدّث بدمشق عن الميانجي.

روى عنه: أبو سعد إسماعيل بن علي السمّان.

ذكر من اسم أبيه حسّان [من المحمدين]
اشارة

ذكر من اسم أبيه حسّان [من المحمدين] (4)

6204 - محمّد بن حسّان أبو مروان الأسدي

والد مروان بن محمّد الطّاطري (5).

ص: 277


1- سقطت من «ز».
2- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
3- كتب فوقها بالأصل: إلى.
4- زيادة منا للإيضاح.
5- هذه النسبة بالطاءين المهملتين المفتوحتين، قال السمعاني: و يقال بمصر و دمشق لمن يبيع الكرابيس و الثياب: طاطري. ذكر السمعاني مروان - ابنه - و ترجمه.

حكى عنه ابنه مروان بن محمّد، و أحمد بن أبي الحواري، و إبراهيم بن أيوب الحوراني.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، حدّثنا عبد العزيز الصوفي، أنبأنا أبو محمّد المعدّل، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (1)،حدّثني محرز بن محمّد، حدّثنا مروان بن محمّد، حدّثني أبي قال:

رأيت في أيام زامل رأس عمير بن هانئ العنسي (2) و قد أدخل به محمولا على رمح، فقلت: ويلك - لحامله - لو تدري رأس من تحمل!؟ قال أبو زرعة: و أيام زامل هي بعد موت يزيد (3) بن الوليد في سنة سبع و عشرين و مائة.

6205 - محمّد بن حسّان

رأى عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

أخبرنا أبو محمّد المزكّي، حدّثنا عبد العزيز بن أبي طاهر، أنبأنا علي بن محمّد بن طوق، أنبأنا عبد الجبّار بن محمّد (4)،أنبأنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب المشغراني، أخبرني أبي، حدّثنا أبو عبد اللّه، حدّثنا محمّد بن حسّان قال: رأيت عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان يحمل ابنا له على عنقه يدور به، و على عنقه سيف حمائله شريط ، قال: و كان يمرّ بالسبع فيبصبص (5) له، قال: و رأيت عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر عند باب الخضراء و تحته مصلّى و مرفقة (6)،و أخوه (7) على بيت المال.

6206 - محمّد بن حسّان أبو عبيد الغسّاني البسري الزاهد

6206 - محمّد بن حسّان أبو عبيد الغسّاني البسري الزاهد (8)

من أهل بسر (9) من حوران، صاحب كرامات.

ص: 278


1- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 697/2.
2- بالأصل و د: العبسي، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و تاريخ أبي زرعة.
3- في «ز»: «الوليد بن يزيد» و فوقهما علامتا تقديم و تأخير.
4- رواه في تاريخ داريا ص 82 ضمن أخبار عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
5- أي يحرك ذنبه (راجع تاج العروس).
6- في «ز»: و مرقعه.
7- كذا بالأصل، و في د:«واحره» و في «ز»، و تاريخ داريا: و أجره.
8- ترجمته في معجم البلدان (بسر)، و اللباب (البسري)، و الأنساب (البسري)، و الرسالة القشيرية ص 403،395، 428،409.
9- بسر بالضم، كما في معجم البلدان. قال السمعاني أما أبو عبيد البسري... فهو منسوب إلى بصرى قرية من قرى الشام فأبدل الصاد بالسين، و قيل البسري على قياس قولهم في السويق الصويق و في السراط الصراط . و عقب ابن الأثير في اللباب على قول السمعاني، قال: فهذا الفصل جميعه خطأ في النقل و النحو، فأما النقل فإنما ينسب إلى قرية بسر... و هي معروفة من بلاد حوران لا إلى بصرى. و ساق كلاما آخر، راجع اللباب 152/1.

روى عن سعيد بن منصور، و عبد الغفّار بن نجيح، و آدم بن أبي إياس، و أبي صفوان القاسم بن يزيد بن عوانة الكلابي، و زكريا بن نافع الأرسوفي، و عمرو بن عبد اللّه بن صفوان والد أبي زرعة، و أبي الطاهر موسى بن محمّد البلقاوي، و محمّد بن أبي السّري، و يحيى بن المبارك، و أبي الجماهر محمّد بن عثمان، و أبي محمّد عبد اللّه بن سليمان الصوفي، و أحمد ابن أبي الحواري، و محمّد بن شريح، و محمّد بن خلف، و عثمان بن سعيد الرقّي.

روى عنه: ابناه (1) عبيد، و نجيب ابنا أبي عبيد، و إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مروان، و محمّد (2) بن عثمان الأذرعي، و أبو (3) بكر أحمد بن عمّار الأسدي، و أبو زرعة عبد الرّحمن بن واصل الحاجب، و أبو بكر القاسم بن عيسى العصّار، و أبو علي سلمة ابن ربيعة السلاماني.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مروان الدمشقي، حدّثنا أبو عبيد التستري محمّد بن حاتم، حدّثنا سعيد بن منصور المكّي، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار قال: رأيت جابر بن عبد اللّه (4) و بيده السيف و المصحف و هو يقول: أمرنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أن نضرب بهذا من خالف ما في هذا.

[قال ابن عساكر:] (5) كذا قال: و صوابه محمّد بن حسّان البسري، كذلك قرأته على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد الدائم بن الحسن، عن عبد الوهّاب الكلابي، حدّثنا إبراهيم بن مروان، حدّثنا أبو عبيد البسري، هو محمّد بن حسّان الزاهد، حدّثني سعيد، فذكر بإسناده مثله.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، أنبأنا أبو بكر المزكي، حدّثنا أبو

ص: 279


1- بالأصل:«ابنه» و المثبت عن د، و «ز».
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: بن عثمان بن محمد الأذرعي.
3- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
4- بعدها في «ز»: الأنصاري - رضي اللّه عنه-.
5- زيادة منا للإيضاح.

عبد الرّحمن السلمي قال: أبو عبيد البسري كان من قدماء المشايخ، لقي أبا تراب و صحبه، سمعت محمّد بن عبد اللّه بن شاذان يقول: سمعت أبا عمر الدمشقي يقول: سمعت أبا عبد اللّه بن الجلاء يقول: لقيت ألف شيخ ما لقيت فيهم من الصادقين إلاّ رجلين أحدهما أبو تراب و الآخر أبو عبيد البسري.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبي الأستاذ أبو القاسم القشيري قال (1):أبو عبيد البسري من قدماء المشايخ، صحب أبا تراب النخشبي، سمعت محمّد بن الحسين يقول:

سمعت عبد اللّه بن علي يقول: سمعت الدّقّي (2) يقول: سمعت ابن الجلاء يقول: لقيت ستمائة شيخ، ما رأيت مثل أربعة: ذي النون المصري، و أبي تراب النخشبي، و أبي عبيد البسري، و أسقط الرابع (3).

و هو فيما أنبأنا أبو الحسن الفارسي، أنبأنا أبو بكر، حدّثنا أبو عبد الرّحمن قال:

سمعت عبد اللّه بن علي يقول: سمعت الدقي يقول: سمعت ابن الجلاء يقول: لقيت ستمائة شيخ ما رأيت فيهم مثل أربعة: ذا (4) النون، و أبا تراب، و أبا عبيد البسري، و أبي.

أخبرتنا أمة العزيز شكر بنت سهل بن بشر قالت: أنبأنا أبي أبو الفرج، و أبو نصر أحمد ابن محمّد بن سعيد، قالا: أنبأنا أبو الحسن علي بن القاسم بن أحمد العدل - بصور - قيل له:

كتب إليك أبو القاسم الحسين بن ذكر بن محمّد العكاوي سنة تسع و أربع (5) مائة، قال:

و سأذكر لك من حال أبي عبيد ما سمعته بدمشق سنة اثنتين و سبعين و ثلاثمائة في صفر، حدّثني الشيخ أبو القاسم علي بن رجاء بن طغان - قراءة عليه و أنا أسمع بدمشق في مسجد على باب كيسان - حدّثني طاهر بن محمّد أملى عليّ قال: قال بعض إخوان أبي عبيد.

أن أبا عبيد البسري رحمه اللّه قال له: سألت اللّه عزّ و جلّ ثلاث حوائج فقضى لي اثنتين و منعني الثالثة، سألته أن يذهب عنّي شهوة الطعام فما أبالي أكلت أم لا، و سألته أن يذهب عنّي شهوة النوم فما أبالي نمت أم لا، و سألته أن يذهب عنّي شهوة النساء فما فعل، قيل: فما

ص: 280


1- الخبر في الرسالة القشيرية ص 395 (ط بيروت).
2- هو أبو بكر محمد بن داود الدينوري الدقي، توفي بعد سنة 350 و عاش أكثر من مائة سنة (الرسالة القشيرية ص 412).
3- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و قد ذكر الأربعة في الرسالة القشيرية، و الرابع فيها «و أبي» يعني «أبا» ابن الجلاء.
4- كذا بالأصل، و د، و «ز»، في هذه الرواية بالنصب.
5- في «ز»: تسع و أربعين.

معنى ذلك ؟ قال: إنّ اللّه تبارك و تعالى قد قضى في مبدأ خلقه أن يكون بشيء (1) قدّره و قضاه فلا رادّ لقضائه.

قال: و أنبأنا الحسين في كتابه، حدّثني ابن طغان، حدّثني أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم ابن هاشم الأذرعي، أخبرني عبد الرّحمن بن واصل أبو زرعة الحاجب، حدّثني أبو عبيد البسري قال: رأيت في منامي: كأن القيامة قد قامت، فقمت من قبري، فأتيت بدابة فركبتها، ثم عرج بي إلى السماء، فإذا فيها جنّة فأردت أنزل، فقيل لي: ليس هذا مكانك، فعرج بي إلى سماء سماء، كلّ سماء فيها جنّة حتى صرت إلى أعلى عليين، فنزلت في أعلى عليين، ثم أردت القعود، فقيل لي: أ تقعد قبل أن ترى ربك تبارك و تعالى ؟ قلت: لا، فقمت، فساروا بي، فإذا أنا باللّه عزّ و جل قدّامه آدم يحاسبه، فلما رآني آدم، خلسني بعينه خلسة مستغيث، قلت: يا رب، قد فلجت الحجّة على الشيخ فعفوك، فسمعت اللّه يقول: قم يا آدم، فقد عفونا عنك، و كان الشيخ أبو أحمد (2) بن بكر - رحمه اللّه - حاضرا و هو يسمعني، فكأنّي استعظمت الحال لأبي عبيد. فقال لي الشيخ و من حضر: القدر و الفضل يرجع إلى آدم، إذ أبو عبيد من ولده.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبي أبو القاسم قال: و كان أبو عبيد البسري إذا كان أوّل شهر رمضان يدخل بيتا و يقول لامرأته طيّني عليّ الباب، و ألقي إليّ كلّ ليلة من الكوة رغيفا، فإذا كان يوم العيد فتح الباب و دخلت امرأته البيت، فإذا بثلاثين رغيفا في زاوية البيت، فلا أكل و لا شرب و لا نام، و ما فاتته ركعة من الصلاة.

أنبأنا أبو الحسن الفارسي، أنبأنا أبو بكر المزكي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال:

سمعت أبا بكر البجلي يقول: سمعت أبا عثمان الآدمي يقول: كان أبو عبيد البسري إذا كان أول يوم من شهر رمضان يدخل البيت، و يقول لامرأته: طيّني باب البيت، و ألقي إليّ كلّ ليلة من الكوة رغيفا، فلما كان يوم العيد رفست الباب، و دخلت فوجدت ثلاثين رغيفا موضوعة في الزاوية لا أكل و لا شرب، و لا تهيأ للصلاة؛ يبقى على طهر واحد إلى آخر الشهر.

أخبرنا أبو القاسم النّسيب و غيره، عن أبي علي الأهوازي، أنبأنا عبدان بن عمر

ص: 281


1- كذا بالأصل، و في «ز»، و د: فشيء.
2- كذا بالأصل، و «ز»، و د، و في المختصر: أبو أحمد بكر.

المنبجي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن داود الدّينوري الدّقّي قال: سمعت أبا بكر بن معمر يقول:

سمعت أبا حسّان يقول:

دخل أبو عبيد إلى عكا هو و ولده، فأقاموا بها شهر رمضان يصلحون (1) له أولاده كلّ يوم إفطاره، و يوجهون به مع غلام أسود، فإذا أتى به إليه قال له الشيخ: اجلس فكله و لا تقل لهم شيئا، و يأكل هو تمرة واحدة، حتى أفطر على ثلاثين تمرة في ثلاثين يوما، فلمّا كان بعد ذلك قال له أولاده: سررتنا في هذا الشهر، قال: كيف يا بني ؟ قالوا: لأنك كنت تأكل ما نوجّه به إليك، فقال لهم: قد كان ما كان، فلمّا سمعوا ذلك منه سألوا الأسود فقال: أنا كنت آكله.

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن كامل بن ديسم - بقراءتي عليه - عن أبي القاسم عبد الرّحمن بن علي بن القاسم الصوري، أنبأنا أبو بكر محمّد بن علي الخطيب الطوسي - بصور - حدّثنا أبو الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي، حدّثنا عبدان بن عمر المنبحي (2)، حدّثنا أبو بكر محمّد بن داود الدّينوري المعروف بالدّقّي قال: و سمعت أبا بكر بن معمر يقول: سمعت أبا حسّان يقول: دخل أبو عبيد إلى عكا هو و ولده فأقاموا بها شهر رمضان يصلحون (3) له أولاده كل يوم إفطاره، و يوجهون به مع غلام أسود، فإذا أتى به إليه يقول له الشيخ: اجلس فكله، و لا تقل لهم شيئا، و يأكل هو تمرة واحدة حتى أفطر على ثلاثين تمرة في ثلاثين يوما، فلمّا كان بعد ذلك قال له أولاده: سررتنا في هذا الشهر، قال: كيف يا بني ؟ قالوا: لأنك كنت تأكل ما نوجّه به إليك، فقال لهم: قد كان ما كان، فلما سمعوا ذلك منه سألوا الأسود فقال: أنا كنت آكله.

و قد رويت هذه الحكاية عن الدقي بغير هذا الإسناد.

أنبأنا بها أبو جعفر أحمد بن محمّد المكّي، أنبأنا الحسين بن يحيى، أنبأنا الحسين بن علي، أنبأنا علي بن عبد اللّه، حدّثني محمّد بن داود قال: سمعت ابن أبي حسّان يقول: قال لي أبي: دخل أبو عبيد البسري إلى عكا هو و ولده، فأقام بها شهر رمضان، و كان أولاده كل يوم يصلحون إفطاره و يوجهونه إليه مع غليم لهم (4) أسود، فإذا أتى به إليه يقول له الشيخ:

اجلس فكله، و لا تقل لهم شيئا، و يأكل هو تمرة واحدة كل ليلة حتى أفطر على ثلاثين تمرة

ص: 282


1- كذا بالأصل و د، و «ز».
2- الأصل، و د، و «ز»: المنيحي.
3- كذا.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: له.

في ثلاثين يوما، فلمّا كان بعد ذلك قال (1) له أولاده: سررتنا يا أبه في هذا الشهر قال: و كيف يا بني ؟ قالوا: لأنك كنت تأكل ما نوجّه إليك، فقال لهم: قد كان ما كان، فلمّا سمعوا منه ذلك سألوا الغلام فقال: أنا كنت آكله، و يفطر هو على تمرة واحدة كل ليلة.

أخبرتنا أمة العزيز بنت أبي الفرج الأسفرايني قالت: أنبأنا أبي و أبو نصر الطّريثيثي، قالا: أنبأنا علي بن القاسم بن أحمد، قال: خبرنا أبو القاسم الحسين بن ذكر بن محمّد العكاوي، حدّثنا علي بن رجاء بن طغان، عن طاهر بن محمّد، حدّثني بعض إخواني عن ابن أبي عبيد البسري قال: رأيت - يعني: أباه - في بعض الليالي قد اضطرب، و بكى بكاء كثيرا، و لم نكن نجترئ عليه إذا أصابه سبب، و هو بين يدي ربّه، أن نكلّمه، فلمّا أصبحنا قلت له:

يا أبه، رأيت الليلة منك شيئا لم أكن أراه فيما مضى، فقال: و ما هو؟ قلت: رأيتك و قد بكيت و أكثرت البكاء، و اضطربت اضطرابا كثيرا، فقال: يا بني لا تلمني، كنت واقفا بين يدي اللّه عزّ و جلّ أصلي، و أنعس، ثم انتبه، فأرجع إلى القراءة، فأنعس، فأصابني ذلك مرارا، فلم أعلم إلاّ بإنسان قد أخذ بعضدي، ثم قال لي: انظر بين يدي من أنت قائم! و استفرغ عليّ من البكاء ما رأيت.

أنبأنا بها أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا عبد العزيز بن أحمد - إذنا - عن أبي الحسين الميداني، حدّثنا علي بن الحسن بن رجاء، حدّثنا أبو العباس الإمام، حدّثني بعض إخواني فذكرها.

أخبرتنا أمة العزيز بنت الأسفرايني قالت: أنبأنا أبي و الطّريثيثي، قالا: أنبأنا أبو الحسن علي بن القاسم قال: خبرنا الحسين بن ذكر، حدّثني ابن طغان، حدّثني أبو يعقوب إسحاق ابن إبراهيم الأذرعي، أخبرني عبد الرّحمن بن واصل أبو زرعة الحاجب، حدّثني أبو عبيد قال:

رأيت في منامي كأن مناديا ينادي: يا أبا عبيد، قم رحمك اللّه إلى الصّلاة، فذهب بي النوم، فناداني مرة أخرى، فذهب بي النوم، فانتبهت و يده على رأسي و هو يقول: قم يا حبيبي، فقد رحمك اللّه.

قال: و سمعت أبا عبيد يقول: رأيت كأن القيامة قد قامت و قد اجتمع الناس، و إذا

ص: 283


1- بالأصل و د: قالوا، و المثبت عن «ز».

المنادي ينادي: يا أيها الناس، من كان من أصحاب الجوع في دار الدنيا فليقم إلى الغداء، فقام ناس من الناس واحد بعد واحد، ثم نوديت: يا أبا عبيد قم، فقمت و قد وضعت الموائد، فقلت لنفسي: ما يسرني أنّي ثمّ .

ثم أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا عبد الوهّاب ابن جعفر الميداني - إجازة - حدّثنا علي بن الحسن بن رجاء، حدّثنا أبو العباس طاهر بن محمّد الإمام - إملاء - قال: حدّثني بعض إخواني قال: قال أبو عبيد البسري.

خرجت من دمشق أريد إلى القرية، و كان تحتي حمار، و أنا حافي (1)،و إذا ببعض هؤلاء الجند فقال لي: انزل، فنزلت فركب الحمار، فاضرّ بي المشي فقلت: تراه ما يراني، ثم مشيت فأضرّ بي المشي، فقلت: تراه ما يراني و كان ذلك الجندي يتكلم بكلام كثير فيما هو فيه، فقال فيما يقول:

أ تحسب أنني عن ذاك سالي *** و إنّك حين تغضب ما أبالي

قال: فأصيح صيحة فوقعت، فمررت في الأرض على وجهي أسبح فالتفت الجندي فقال: عزّ عليّ يا شيخ، ثم نزل، ثم أركبني، ثم قال لي: امض في حفظ اللّه، ثم مرّ و تركني.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه عن سهل بن بشر بن أحمد، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الكريم الجزري - بمكة - حدّثنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن جهضم قال: و فيما أخبرني يونس بن محمّد مذاكرة عن أبي بكر محمّد بن إسماعيل قال: قال لي أبو عبيد البسري: قال لي أبو العبّاس الخضر: يا أبا عبيد، أنا أجيء إلى العارفين باللّه في اليقظة، و أجيء إلى المريدين في المنام أؤدبهم، قال أبو عبيد: فرأيته في المنام، و كان بيني و بينه نهر، و قد كان قبل ذلك يجيئني في اليقظة، فقلت له: أعبر إليّ ، فقال: يا أبا عبيد أنا لا أزور من يدّخر شيئا لغد، قال أبو عبيد: فلمّا استيقظت جعلت انظر و أفتّش، فلم أجد شيئا أعرفه، فجاءت المرأة فرأت عليّ أثر الغمّ ، فأخبرتها، فقالت: نعم، قد كان جاءنا أمس نصف درهم فرفعته، و قلت: يكون لنا غدا.

أخبرتنا شكر (2) بنت سهل بن بشر قالت: أنبأنا أبي و أبو نصر، قالا: أنبأنا علي بن

ص: 284


1- كذا بالأصل، و د، و «ز».
2- بالأصل، و د، و «ز»: سكر، بالسين المهملة، تصحيف.

القاسم قيل له: كتب إليك أبو القاسم بن ذكر قال: سمعت الشيخ أبا بكر الهلالي يقول كلّما بلغه عن بخيت (1) بن أبي عبيد البسري قال:

كان والدي أبو عبيد في المحرس الغربي بعكّا في ليلة النصف من شعبان، في الطاقة الغربية من الرّواق القبلي، و أنا في الرّواق الشامي في طاقة، انظر إلى البحر، فبينا أنا انظر إلى البحر، إذا أنا بشخص يمشي على الماء، ثم بعد الماء مشى على الهواء حتى، جاء إلى والدي أبي عبيد، فدخل من طاقته التي هو فيها ينظر فيها (2) فجلس معه مليّا يتحادثان، ثم قام والدي، فودّعه، و رجع الرجل من حيث جاء، يمشي في الهواء، فقمت إلى والدي، فقلت له: يا أبه، من هذا الذي كان عندك يمشي على الماء، ثم من بعد الماء على الهواء؟ فقال: يا بنيّ ، و هل رأيته ؟ قلت: نعم يا أبه، قال: الحمد للّه ربّ العالمين الذي سرّني بك، و بنظرك له، يا بني هذا أبو العبّاس الخضر عليه السّلام، يا بنيّ نحن في الدنيا سبعة: ستة يجيئون إلى أبيك، و أبوك ما يمضي إلى واحد منهم.

قال ابن ذكر: و حدّثني أبو محمّد المرعشي: رفع إلى أبي زرعة قال: قال أبو زرعة يوما لأبي عبيد محمّد بن حسّان البسري: يا أستاذ، أنا أحبك شديد المحبّة، فقال له أبو عبيد:

مثل أيش تحبّني ؟ فقال: لو أمر بك ربك إلى النار و أمر بي إلى الجنة لافتديتك، بنفسي، فقال له أبو عبيد: أنا أحبك أشدّ من هذا. فقال أبو زرعة: أيش أشد من هذا؟ فقال أبو عبيد: أنا أعرف باللّه منك.

قرأت على أبي الحسين أحمد بن كامل عن أبي القاسم عبد الرّحمن بن علي بن القاسم الصوري، أنبأنا أبو بكر محمّد بن علي الخطيب، حدّثنا علي بن محمّد الحنّائي، حدّثنا عبدان ابن عمر المنبجي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن داود الدّينوري قال: سمعت أبا بكر بن معمر يقول: سمعت ابن أبي عبيد عن أبيه أنه غزا سنة من السنين فخرج في السرية، فمات المهر الذي كان تحته، و هو في السريّة فقال: يا ربّ أعرنا إيّاه، حتى نرجع إلى بسري (3)-يعني -

ص: 285


1- بالأصل: نحيب، و في «ز»، و د: نجيب، و في معجم البلدان (بسر): «نجيب» و المثبت و الضبط : بخيت أوله باء مضمومة و بعدها خاء معجمة مفتوحة و آخره تاء معجمة باثنتين من فوقها عن الاكمال 210/1.
2- كذا بالأصل:«ينظر فيها» و في د، و «ز»: ينظر إلى البحر.
3- كذا بالأصل:«بسري» و في د، و «ز»: «بسر» و كله تصحيف و الصواب:«بسر» كما في معجم البلدان، و قد مرت صوابا في أول الترجمة.

قريته، قال: فإذا المهر قائم قال: فلما غزا و رجع إلى بسري (1) قال: يا بني خذ السرج عن المهر، فقلت: هو عرق (2) و إن أخذنا [السرج] (3) داخله الريح، فقال: يا بنيّ ، هو عارية، فلما أخذت السّرج، وقع المهر ميتا.

[أخبرنا (4) أبو المظفر ابن القشيري، أنا أبي، أنا محمد بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن، أنا أبو سعد علي بن عبد اللّه ابن أبي صادق الحيري، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن باكويه الشيرازي، نا عبد الواحد بن بكر ابن محمد الورثاني قال: سمعت محمد بن داود الدينوري يقول: سمعت أبا بكر بن معمر يقول: سمعت ابن أبي عبيد البسري يحدث عن أبيه:

أنه غزا سنة من السنين فخرج في السرية، فمات المهر الذي كان تحته و هو في السرية، فقال أبي: قلت يا رب، أعرنا حتى نرجع إلى بسرى (5)،يعني قريته، فإذا المهر قائم، فلما غزا و رجع إلى بسرى (6) قال: يا بني. خذ السرج عن المهر، فقلت: إنه عرق، و إن أخذت السرج داخله الريح، فقال لي: يا بني إنه عارية! قال: فلما أخذت السرج وقع المهر ميتا].

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي، أنبأنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم الحكّاك، أنبأنا الحسين بن علي بن محمّد الشيرازي. ح و أنبأنا أبو سعد بن الطّيوري، عن عبد العزيز بن علي الأزجي. ح و حدّثنا أبو البركات الخضر بن شبل الفقيه، أنبأنا أبي أبو طاهر شبل بن الحسين بن علي ابن عبد (7) الحارثي، أنبأنا سهل بن بشر بن أحمد، أنبأنا القاضي أبو الحسن علي بن (8) عبيد اللّه الكسائي قالوا: حدّثنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن جهضم، حدّثنا أبو محمّد عبيد اللّه بن محمّد الرّسعني، حدّثنا (9) محمّد بن المؤمّل العدوي، حدّثني أبو زرعة قال: كان أبو عبيد اللّه البسري جالسا بعرفة و إلى جانبه ابنه (10)،فقال له: يهنك

ص: 286


1- انظر الحاشية السابقة.
2- يعني كثير العرق.
3- سقطت من الأصل، و د، و الزيادة عن «ز».
4- الخبر التالي سقط من الأصل، و استدركت بين معكوفتين عن د، و «ز»، و اللفظ عن «ز».
5- كذا في «ز»، و د.
6- كذا في «ز»، و د.
7- كذا بالأصل:«ابن عبد» و في د: بن عبد الواحد، و في سير أعلام النبلاء 592/20 ترجمة الخضر بن شبل - ابنه - ابن عبد الواحد المعروف بابن عبد.
8- من قوله:«ابن عبد الحارثي» إلى هنا سقط من «ز»، فاختل فيها السند.
9- سقطت من «ز».
10- سقطت «ابنه» من «ز».

الفارس، فقال له: يا أبه، و أي فارس ؟ فقال: ولد لك الساعة غلام، قال: فلمّا صرنا إلى بسر وجدت زوجتي قد ولدت غلاما في يوم عرفة، و اللفظ للكسائي.

أخبرتنا أمة العزيز بنت الأسفرايني قالت: أنبأنا أبي و أبو نصر الطّريثيثي، قالا: أنبأنا أبو الحسن علي بن القاسم بن أحمد قلت له: كتب إليك أبو القاسم الحسين بن ذكر قال:

و سمعت شيخنا أبا بكر الهلالي يقول: كان لأبي عبيد ولد صغير يخرج مع صبيان القرية في الشتاء يتحطّبون من يابس الكروم و التين و غير ذلك، ففي بعض الأيام راح بجزرة (1) الحطب و معه تين أخضر، فقالت له والدته: يا ولدي، من أين لك تين أخضر في هذا الشتاء؟ فقال:

قلت لرفقتي من الصبيان: تحبوا (2) أطعمكم تينا أخضر؟ فقالوا: نعم، فتوضّأت للصّلاة و صلّيت ركعتين، ثم دعوت بالدعاء الذي دعا والدي دعا والدي به البارحة، و سألت اللّه أن يطعمنا من تينة كنا عندها تينا (3) أخضر، فأطعمت لوقتها، فأكلنا منها، و حملنا، و والده يسمع مقالته لأمه، فقال أبو عبيد لوالدته: أعظم اللّه أجرك فيه، فقالت: باللّه إن فعلت، فإذا بالصبي ميت، فأخذوا في جهازه، و واروه في حفرته. فقيل له في ذلك، فقال: خشيت أن يدعو به على القرية فتهلك.

أنبأنا أبو القاسم النّسيب و غيره عن أبي علي الأهوازي، حدّثنا عبدان بن عمر، حدّثنا أبو بكر محمّد بن داود قال: سمعت أبا بكر بن معمر يقول: سمعت أبا زرعة الجنبي (4) قال:

كان أبو عبيد البسري يوما على الجرجر (5) يدرس قمحا، و بينه و بين الحجّ ثلاثة أيام، إذ أتاه رجلان، فقالا له: يا أبا عبيد تنشط إلى الحج ؟ فقال: لا، ثم التفت إليّ ، فقال: يا أبا زرعة شيخك أقدر على هذا منهما.

سمعت أبا المظفّر بن القشيري يقول: سمعت أبي يقول: سمعت الشيخ أبا عبد الرّحمن السّلمي يقول: سمعت أحمد بن محمّد البغوي (6) يقول: سمعت محمّد بن معمر

ص: 287


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و د، و «ز»، و الصواب ما أثبت، و الجزرة، بالضم، الخرمة من القتّ و نحوه. (القاموس المحيط ).
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: «تحبون» و هو أشبه.
3- بالأصل و د: تين، و المثبت عن «ز».
4- كذا رسمها بالأصل بدون إعجام، و مثلها في د، و فوقها ضبة، و في «ز»: «الحنيني» و في معجم البلدان «بسر»: الحسيني. و سيرد في الخبر التالي:«الجنبي» و هو ما أثبتناه.
5- الجرجر بالفتح ما يداس به الكدس، و هو من حديد (تاج العروس: ط دار الفكر: جرر)، ط . دار الفكر.
6- كذا رسمها بالأصل، و إعجامها مضطرب في د، و في «ز»: الثغري.

يقول: سمعت أبا زرعة الجنبي (1) يقول: كان أبو عبيد البسري يوما على جرجر يدرس قمحا له، و بينه و بين الحجّ ثلاثة أيام، إذ أتاه رجلان فقالا: يا أبا عبيد تنشط للحجّ ؟ فقال: لا، ثم التفت إليّ و قال: شيخك على هذا أقدر منهما - يعني: نفسه-.

كتب إليّ أبو الوفاء إسماعيل بن عبد العزيز العكي اليماني من مكة، يذكر أن سعد بن علي الزنجاني أخبرهم بمكة، أنبأنا علي بن محمّد الحنّائي الشيخ الصالح بدمشق، أنبأنا عبدان بن محمّد المنبجي (2)،حدّثنا محمّد بن داود قال: سمعت أبا بكر بن معمر يقول:

سمعت أبا حسّان (3) يقول:

جاء ابن أبي عبيد البسري إليه فقال: إنّي خرجت بجرّة فيها سمن، فوقعت فانكسرت، فذهب رأس مالي، فقال: يا بني اجعل رأس مالك رأس مال أبيك، فو اللّه ما لأبيك رأس مال في الدنيا و الآخرة إلاّ اللّه.

أنبأنا (4) أبو جعفر أحمد بن محمّد المكي، أنبأنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم، حدّثنا الحسين بن علي بن محمّد، أنبأنا علي بن عبد اللّه بن جهضم، حدّثني أبو بكر محمّد بن داود قال: سمعت ابن أبي حسّان يقول: جاء ابن لأبي عبيد البسري إلى أبيه فقال له: يا أبه إنّي خرجت بجرار فيها سمن فوقعت فتكسرت [و ذهب رأس مالي] (5) فقال له أبوه: يا بني اجعل رأس مالك رأس مال أبيك، فو اللّه ما لأبيك رأس مال في الدنيا و الآخرة غير اللّه.

أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمّد الأصبهاني الحافظ ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا الطريثيثي، أنبأنا أبي أبو الحسن، أنبأنا أبو سعد الماليني، قال: سمعت أبا أحمد عبد اللّه بن بكر الطّبراني يقول: سمعت أبا إسحاق الأذرعي يقول: سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن يحيى الجلاء يقول: قدمت على أبي عبيد البسري فأخلى لي بيتا، فكان يأتيني بعد (6) صلاة العشاء الآخرة، فيقف على الباب فيقول: ما أظن أبا عبد اللّه يعدل بالوحدة

ص: 288


1- كذا وردت هنا بالأصل و د، و في «ز»: الحنيني.
2- في «ز»: المنيحي.
3- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و الذي في المختصر: قال ابن أبي حسان.
4- في «ز»: أخبرنا.
5- ما بين معكوفتين مكانه طمس بالأصل، و استدرك عن د، و «ز».
6- في «ز»: من.

شيئا، فأقول إلاّ منك، فيقول: إلاّ مني ؟ فأقول: نعم، فيدخل فيذاكرني إلى أن يؤذّن المؤذّن بصلاة الفجر، فنخرج و نصلّي.

أنبأنا أبو جعفر المكي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن الحكّاك، حدّثنا الحسين بن علي، أنبأنا علي بن عبد اللّه بن جهضم، حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن حفص، حدّثني أحمد بن قيس قال: سمعت أبا عبيد البسري يقول: ليس تدخل العلة إلاّ في الأمن، و لا يؤخذ المريد إلاّ من عدم الحذر، و إنّما حذر أقوام فسلموا و أمن أقوام فعطبوا.

قال: و أنبأنا ابن جهضم، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبيد اللّه، حدّثني أحمد بن قيس قال: سمعت أبا عبيد البسري يقول: النعم طرد، فمن أحب النعم فقد رضي بالطرد، و البلاء قربة، فمن ساءه البلاء، فقد أحب ترك القربة و التقرّب إلى اللّه عزّ و جل.

وجدت بخط أبي الفرج غيث بن علي: قال أبو محمّد عبد اللّه بن بكر بن محمّد الطبراني: حدّثني أحمد بن سعيد الدعلجي، حدّثني جعفر بن محمّد بن نصير، حدّثنا محمّد ابن المؤمل (1) أبو جعفر العدوي، حدّثنا أبو زرعة قال: قال لي بخيت (2) بن أبي عبيد البسري: رأيت ملك الموت في النوم و هو يقول: قل لأبيك يصلّي عليّ حتى أرفق به عند قبض روحه، قال: فحدّثت أبي بما رأيت، فقال: يا بني، لأنا بملك الموت آنس مني بأمّك.

كتب إليّ أبو الوفاء إسماعيل بن عبد العزيز العكي يذكر أن سعد بن علي أخبرهم بمكة أنبأنا علي بن محمّد الحنّائي، أنبأنا عبدان بن محمّد المنبجي، حدّثنا محمّد بن داود قال:

سمعت أبا بكر بن معمر يقول: سمعت أبا حسّان يقول: رأيت أخي أبا عبيد في النوم فقال:

هؤلاء الذين يزورونني و يأخذون من قبري يتبرّكون به لو جاءوا و سألوا اللّه ما شاءوا لأعطاهم.

6207 - محمّد بن حسّان

أظنّه غير أبي عبيد البسري.

حكى عنه إبراهيم بن شيبان القرميسيني، سمعت أبا المظفر بن القشيري يقول: سمعت أبي يقول (3):سمعت الشيخ أبا عبد الرّحمن يقول: سمعت أبا زيد المروزي الفقيه يقول:

ص: 289


1- في «ز»: المتوكل.
2- بالأصل و د، و «ز»: «نجيب» تصحيف، تقدم التعريف به.
3- الخبر في الرسالة القشيرية ص 257 (ط بيروت).

سمعت أبي يقول: سمعت الشيخ أبا عبد الرّحمن يقول: سمعت محمّد بن سنان يقول:

سمعت محمّد بن حسّان يقول: بينا أنا أدور في جبل لبنان، إذ خرج شاب قد أحرقه (1)السموم و الرياح، فلمّا نظر إليّ ولّى هاربا، فتبعته و قلت: تعظني بكلمة، فقال: احذر فإنه غيور، لا يحب أن يرى في قلب عبد (2) سواه.

أخبرنا أبو القاسم المستملي، أنبأنا الإمام أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد الفوراني (3) المروزي قدم علينا، أنبأنا الإمام أبو بكر عبد اللّه بن أحمد القفّال قال: سمعت أبا زيد قال: سمعت إبراهيم بن شيبان قال: سمعت محمّد بن حسّان الشامي قال: بينا أنا أدور في جبل لبنان إذ خرج عليّ رجل شاب، قد أحرقته الشموس و الرياح و عليه طمر رثّ ، و قد سقط شعر رأسه على حاجبيه، فلما نظر إليّ ولّى هاربا مستوحشا، فقلت: يا أخي كلمة موعظة، فلعل اللّه أن ينفعني بها، قال: فالتفت إليّ و هو فار (4) فقال: يا أخي احذره فإنه غيور، لا يحبّ أن يرى في قلب عبده سواه.

ذكر من اسم أبيه الحسن من المحمّدين
6208 - محمّد بن الحسن بن أحمد بن الصباح بن عبد الحميد

أبو بكر المعروف بابن أبي الذّيّال (5) الثقفي الأصبهاني الجواربي (6) الزاهد (7)سكن دمشق في جوار ابن سيد حمدوية، و كان إمام مسجد سوق الصاغة بدمشق، و سكن بيت المقدس.

و حدّث عن إسحاق بن إبراهيم القرشي، و الحسن بن سهل العسكري، و أبي عبد اللّه

ص: 290


1- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في الرسالة القشيرية: أحرقته، و هو أشبه.
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»، و الرسالة القشيرية: عبده.
3- الفوراني بضم الفاء و سكون الواو و فتح الراء، نسبة إلى فوران، اسم جد. ذكره السمعاني و ترجمه.(الأنساب).
4- الفاء في الأصل و «ز»، غير واضحة و بدون إعجام، و المثبت عن د، و المختصر.
5- كذا بالأصل و «ز»، و ذكر أخبار أصبهان، و إعجامها مضطرب في د، و في المختصر:«الذبال».
6- بالأصل هنا:«الجواري» و المثبت عن د، و «ز». و الجواري بفتح الجيم و الواو و كسر الراء نسبة إلى الجوارب و عملها (الأنساب).
7- ترجمته في ذكر أخبار أصبهان 307/2.

محمّد بن إسحاق الشعّار، و الحسن بن جرير الصوري، و عثمان بن خرّزاد الأنطاكي، و إبراهيم بن فهد بن حكيم، و أبي جعفر محمّد بن يعقوب بن الفرجي، و سهل بن عبد اللّه التستري.

سمع منه أبو بكر بن أبي الحديد بدمشق سنة ست و عشرين و ثلاثمائة، و روى عنه، و أبو (1) هاشم المؤدّب، و أبو حفص عمر بن داود بن سلمون الأنطرطوسي، و عبد اللّه بن محمّد بن الحجاج الأصبهاني، و عبد اللّه بن عمر بن أيوب بن الجبّان (2) المرّي، و أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسين، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن يوسف الجندري (3) المقرئ العسقلاني، و عبد السّلام بن محمّد المخزومي البغدادي.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، حدّثنا الحسن بن علي بن إبراهيم، حدّثنا عمر بن داود الأنطرطوسي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن أبي الذّيّال الأصبهاني المعروف بالجواربي، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق الشعار، حدّثنا سلمة ابن شبيب، حدّثنا القاسم بن الحكم، حدّثنا هشام بن الوليد، حدّثنا حمّاد بن سليمان السّدوسي، عن الضّحّاك بن مزاحم، عن عبد اللّه بن عباس أنه سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

«إنّ الجنّة لتنجّد و تزيّن من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان، فإذا كان أول ليلة من شهر رمضان هبّت ريح من تحت العرش، يقال لها المثيرة، تصفق ورق أشجار الجنة و حلق المصاريع، فيسمع لذلك طنين لم يسمع السامعون أحسن منه، فتزين الحور العين، و يقفن بين شرف الجنّة فينادين: هل من خاطب إلى اللّه، فيزوجه ؟، ثم يقلن: يا رضوان، ما هذه الليلة ؟ فيجيبهم (4) بالتلبية فيقول: يا خيرات حسان، هذه أوّل ليلة من شهر رمضان، فتحت أبواب الجنان للصائمين من أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و سلم، قال: و يقول اللّه: يا رضوان افتح أبواب الجنان، يا مالك اغلق أبواب الجحيم عن الصائمين من أمّة أحمد، يا جبريل اهبط إلى الأرض فصفّد مردة الشياطين، و غلّهم بالأغلال، ثم اقذف بهم في لجج البحار (5)،حتى لا يفسدوا (6)

ص: 291


1- بالأصل:«أبو» و المثبت «و أبو» عن د، و «ز».
2- بدون إعجام بالأصل، و في د، و «ز»: الحبان، تصحيف.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الجندي.
4- كذا بالأصل، و د، و «ز»: «فيجيبهم» و حقه أن يقول: فيجيبهن.
5- سقطت «البحار» من د.
6- عن «ز»، و في الأصل بدون إعجام، و في د: تفسدوا.

على أمّة حبيبي صلّى اللّه عليه و سلم صيامهم، قال: و يقول اللّه في كل ليلة من شهر رمضان ثلاث مرات: هل من سائل فأعطيه سؤله ؟ هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ من يقرض المليء غير المعدم الوفيّ غير الظّلوم ؟ قال: و للّه في كلّ ليلة من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار [فإذا كان ليلة الجمعة أعتق في كل ساعة منها ألف ألف عتيق من النار] (1)كلهم قد استوجبوا العذاب، فإذا كان في آخر يوم من شهر رمضان أعتق اللّه في ذلك اليوم بعدد (2) ما أعتق من أول الشهر إلى آخره، فإذا كان ليلة القدر يأمر اللّه جبريل فيهبط في كبكبة من الملائكة إلى الأرض و معه لواء أخضر فيركزه على ظهر الكعبة و له ستمائة جناح، منها جناحان لا ينشرهما إلاّ في ليلة القدر، فينشرهما تلك الليلة، فيجاوزان المشرق و المغرب، و يبث (3) جبريل الملائكة في هذه الأمة، فيسلّمون على كل قائم و قاعد و مصلّ (4) و ذاكر، و يصافحونهم و يؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر نادى جبريل: يا معشر الملائكة: الرحيل الرحيل، فيقولون: يا جبريل ما صنع اللّه في حوائج المؤمنين من أمّة أحمد؟ فيقول: إنّ اللّه نظر إليهم و عفا عنهم، و غفر لهم إلاّ أربعة، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: من هؤلاء الأربعة ؟ فقال: رجل مدمن الخمر، و عاقّ والديه، و قاطع رحم، و مشاحن»، قيل: يا رسول اللّه و ما المشاحن ؟ قال:«هو المصارم (5)،فإذا كان ليلة الفطر سميت تلك الليلة ليلة الجائزة، فإذا كان غداة الفطر، يبعث اللّه الملائكة في كل البلاد، فيهبطون إلى الأرض، و يقومون على أفواه السكك، فينادون بصوت يسمعه جميع من خلق اللّه إلاّ الجنّ و الإنس فيقولون: يا أمّة أحمد، اخرجوا إلى ربّ كريم، يعطي الجزيل، و يغفر العظيم، فإذا برزوا في مصلاهم، يقول اللّه للملائكة: يا ملائكتي ما جزاء الأجير إذا عمل عمله ؟ قال: تقول الملائكة: إلهنا و سيّدنا، جزاءه أن توفيه أجره، قال: فيقول: فإني أشهدكم ملائكتي أنّي جعلت ثوابهم من صيامهم شهر رمضان و قيامهم رضائي و مغفرتي، و يقول: يا عبادي سلوني، فو عزّتي و جلالي، لا تسألوني اليوم شيئا اليوم شيئا في جمعكم لآخرتكم إلاّ أعطيتكم، و لا لدنياكم إلاّ نظرت لكم، و عزّتي لأسترنّ عليكم عثراتكم ما راقبتموني، و عزّتي لا أخزيكم و لا أفضحكم

ص: 292


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز».
2- في «ز»: بعد.
3- رسمها بالأصل:«و يبث» و المثبت عن «ز»، و في المختصر: و يبعث.
4- الحرف الأخير بالأصل غير واضح، و المثبت عن د، و «ز».
5- بالأصل: الصارم، و المثبت عن د، و «ز».

بين أصحاب الحدود، انصرفوا مغفورا لكم، قد أرضيتموني، و رضيت عنكم، قال: فتفرح الملائكة و تستبشر بما يعطي اللّه هذه الأمة إذا أفطروا [لصيامهم] (1) شهر رمضان»[11020].

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، حدّثنا أبو نعيم الحافظ (2)، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن الحجّاج، حدّثنا محمّد بن الحسن أبو بكر الجواربي (3)،حدّثنا الحسن بن سهل العسكري (4)،حدّثنا سعيد بن يحيى (5)،حدّثنا عبد اللّه بن الأشعث الحرّاني، حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة و الأسود عن علي بن أبي طالب قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«العدة دين، ويل لمن وعد ثم أخلف، ويل لمن وعد ثم أخلف» قالها ثلاثا.

قال: و حدّثنا أبو نعيم (6) قال محمّد بن الحسن أبو بكر الجواربي (7) أحد المتعبدين، صحب سهل بن عبد اللّه، و انتقل إلى دمشق، و مات بها.

[قال ابن عساكر:] (8) لا أدري سمع أبو نعيم من عبد اللّه بن محمّد بن الحجاج أو كان في أصله: حدّث عبد اللّه بن محمّد بن الحجّاج، فجعل: حدّثنا، و اللّه أعلم.

أنبأنا أبو محمّد بن طاوس، و حدّثنا أبو القاسم وهب بن سلمان الفقيه، أنبأنا أبو الفرج الأسفرايني. ح و قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن سهل بن بشر قال: أملى عليّ أبو المعالي المشرف بن مرجى المقدسي بصور قال: سمعت مجاهد الكفرلابي - و في حديث ابن طاوس: الكفرطابي - و هي قرية من قرى قيسارية الشام (9)،و قد سألته عن الشيخ أبي بكر الجواربي و عن مسألة الخير التي سألها أبو أحمد القيسراني له، فقلت: قد بلغني أنك كنت مع أبي أحمد فقال لي: أنا كنت مع أبي أحمد أمشي تحت المقام الشرقي و لم يكن بين أبي أحمد و بين الشيخ أبي بكر الجواربي خلطة و لا معرفة قبل ذلك، فقال لي: يا مجاهد، بلغني أنّ هذا

ص: 293


1- زيادة لا بد منها.
2- الخبر رواه أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان 270/2 انظر الحاشية التالية.
3- كذا بالأصل، و د،«ز»، و في أخبار أصبهان: الجوري.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في أخبار أصبهان: السكري.
5- كذا بالأصل، و د، و «ز»: «سعيد بن يحيى» و الذي في أخبار أصبهان: سعيد بن مالك بن عيسى.
6- ذكر أخبار أصبهان 270/2.
7- في ذكر أخبار أصبهان: الجوري.
8- زيادة منا للإيضاح.
9- راجع معجم البلدان «كفرطاب» و الأنساب «الكفرطابي».

الشيخ الجواربي يتكلم على الأسرار، و أنا أريد أن أعتقد في نفسي مسألة و أجيء و أسلّم عليه، فإن أجابني عنها قبل السؤال علمت صحة ذلك، و إلاّ سألته و أخذت الفائدة، فقلت له:

تعرّفني المسألة حتى أعرف إذا أتى بالجواب عرفت كما تعرف أنت، قال لي: أجل، تقول له: أي شيء هذا السر الذي جعله اللّه تعالى في الخبز، ما هو، إن الإنسان ليأكل سائر الطعام فما يغنيه غناء (1) خبز القمح.

قال مجاهد: و جئنا إلى مجلس الشيخ و عنده جماعة من الناس، فسلّمنا و ركعنا فما هو (2) أن فرغنا من الركوع حتى التفت إلى جلسائه فقال: هؤلاء القيسرانيون قد حفيت أضراسهم من أكل خبز السميد، و قد جاءوا يسألونا عن علم الخبز، إنّما يسأل عن علم الخبز من لا يأكل الخبز، فلكزني أبو أحمد و قال: انظر أيّ شيخ كان في هذه الزاوية ما علمنا به، و التفت إلينا بعد ساعة فقال: إنّ اللّه خلق القمح من نوره، و خلق الشعير من بهائه، و خلق جميع الأطعمة بقدرته، فجعل لنوره خاصية ليس كسائر الأشياء، و جعل الشعير بعده، قال:

ثم سكت ساعة و قال: خلقه من نور خلقه، لا من نور الذات.

و توفي أبو بكر الجواربي في طريق مكة و هو راجع من الحجّ .

[قال ابن عساكر:] (3) أبو أحمد هو محمّد بن محمّد بن عبد الرحيم.

آخر الجزء الخامس و العشرين بعد الأربع مائة من الأصل (4).

6209 - محمّد بن الحسن بن أحمد بن الأصم أبو بكر

حدّث عن أبي بكر محمّد بن عيسى المالكي.

روى عنه: أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين بن السمسار.

ص: 294


1- كذا بالأصل و د، و في «ز» فما يغنيه شيئا عن خبز القمح.
2- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
3- زيادة منا للإيضاح.
4- زيد بعدها في «ز»: ... سماعا بقراءتي و عرضا بالأصل على القاضي العالم الورع أبي البركات الحسن بن محمد بن الحسن الشافعي أبقاه اللّه بحق إجازته من عمه المؤلف و كتب محمد بن يوسف الإشبيلي يوم الأحد التاسع من شهر رجب سنة ثمانية عشر و ستمائة بالمسجد الجامع بدمشق حرسها اللّه حامدا و مصليا على نبيه محمد و مسلما في مجلس واحد.
6210 - محمّد بن الحسن بن أحمد بن عمر أبو عبد اللّه الرّحبي القاضي

6210 - محمّد بن الحسن بن أحمد بن عمر أبو عبد اللّه الرّحبي (1) القاضي

سمع بدمشق أبا محمّد بن أبي نصر.

روى عنه: أبو القاسم مكي بن عبد السّلام بن الحسين (2).

أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و نقلته من خطه، حدّثنا أبو القاسم مكي بن عبد السّلام بن الحسين (3) بن القاسم بن محمّد بن الرميلي المقدسي - لفظا - بدمشق، أنبأنا القاضي أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن بن أحمد بن عمر الرّحبي - بالرّحبة، بقراءتي عليه - أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر - بدمشق - حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن أبي ثابت، حدّثنا الربيع (4)،حدّثنا محمّد بن إدريس الشافعي، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن جامع بن أبي راشد، و عبد الملك بن أعين، سمعا أبا وائل يخبر عن عبد اللّه بن مسعود عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من حلف على يمين يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي اللّه و هو عليه غضبان»، قيل: يا رسول اللّه إن كان شيئا يسيرا؟ قال:«و إن كان سواكا من أراك (5)»[11021].

أخبرناه عاليا أبو الحسن الفرضي، حدّثنا عبد العزيز - لفظا - و أبو القاسم بن أبي العلاء، و غنائم بن أحمد، و أبو الحسن بن عبدان، و أبو العباس بن قيس (6)،و أنبأنا أبو الحسن بن البرتي، أنبأنا عمي أبو محمّد، و أناه القاضي أبو المعالي القرشي، و أبو الفتح ناصر ابن عبد الرّحمن، و أبو القاسم بن السّوسي، و الأسدي (7)،و أبو العشائر الكردي، و أبو يعلى ابن الحبوبي (8)،قالوا: أنبأنا [أبو] (9) القاسم بن أبي العلاء، قالوا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، فذكره.

ص: 295


1- هذه النسبة بفتح الراء و سكون الحاء المهملة، نسبة إلى رحبة مالك بن طوق، راجع المشتبه للذهبي و الأنساب.
2- بالأصل و «ز»، و د، هنا: الحسن، تصحيف، انظر الحاشية التالية.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الحسن، تصحيف، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 178/19.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الربيع بن سليمان.
5- الأراك كسحاب: شجر من الحمض يستاك به (القاموس المحيط : أرك).
6- كذا بالأصل، و د، و في «ز»: قبيس.
7- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الأسعري.
8- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الحبذي.
9- سقطت من الأصل و د، و استدركت عن «ز».
6211 - محمّد بن الحسن بن إسماعيل بن عبد الصّمد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس

أبو العباس الهاشمي

روى عن جده.

روى عنه: أبو يعقوب الأذرعي، و أبو موسى عيسى بن خدابندة الزاهد، و أبو الدحداح، و أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أبي يعقوب بن هارون الرّشيدي، و هشام بن أحمد ابن هشام الدمشقي، و علي بن أبي علي المصري.

أخبرنا أبو الحسن السّلمي، حدّثنا أبو محمّد الصوفي، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر.

ح و أخبرنا أبو الحسن أيضا، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن بن عبيد اللّه القطّان.

قالا: أنبأنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي، حدّثنا أبو العبّاس محمّد ابن الحسن الهاشمي - بدمشق - قال: سمعت جدي إسماعيل بن عبد الصّمد يقول: سمعت أبي عبد الصّمد بن علي قال: سمعت أبي علي بن عبد اللّه، عن أبيه عبد اللّه بن عبّاس أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«للمملوك على مولاه ثلاث خصال: لا يعجله عن صلاته، و لا يقيمه عن طعامه و يبيعه إذا استباعه». [11022].

و لم يكن عند هذا الشيخ غير هذا الحديث الواحد.

رواه هشام بن أحمد الدمشقي فخالف في بعض المتن:

أخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و جماعة في كتبهم. قالوا: أنبأنا أبو بكر بن ريذة (1).ح و أخبرنا أبو علي أحمد بن إسماعيل ابن أحمد، و أبو جعفر محمّد بن عبد الواحد بن هبة اللّه، و أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الجرمقاني (2)،و أبو علي حسكا بن أبي مسلم بن أحمد الكورجي (3)،قالوا: أنبأنا أبو عثمان إسماعيل بن محمّد بن أحمد بن ملة المحتسب، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن إبراهيم

ص: 296


1- تقرأ بالأصل: ربده، و في «ز»: «ريده» و في د:«زيده» كله تصحيف.
2- إعجامها مضطرب بالأصل، و د، و «ز»، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 177/ب و فيها الجرباذقاني نسبة إلى جرباذقان بالفتح: بلدة قريبة من همذان بينها و بين الكرج و أصبهان.
3- مشيخة ابن عساكر 55/ب.

التاجر (1)،أنبأنا سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي، حدّثنا هشام بن أحمد بن هشام الدمشقي، حدّثنا محمّد بن الحسن بن إسماعيل بن عبد الصّمد بن علي بن عبد اللّه،[بن العباس] (2) حدّثني جدي إسماعيل بن عبد الصّمد، عن أبيه، عن جده عبد اللّه بن العباس عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«للمملوك على سيّده ثلاث خصال: لا يعجله على صلاته، و لا يقيمه عن طعامه، و يشبعه كل الإشباع»[11023].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل بن سيّار بن محمّد الدهّان - بهراة - أنبأنا أبو سهل نجيب بن ميمون الواسطي، أنبأنا أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد الذهلي الخالدي، قال: سمعت أحمد بن محمّد الرشيدي يقول: سمعت أبا العباس محمّد بن الحسن يقول:

ولدت سنة ثمانين و مائتين، و مات عبد الصّمد بن علي سنة خمس و مائتين.

6212 - محمّد بن الحسن بن الحسين

أبو عبد اللّه الدّمشقيّ الأديب المعروف بالنّظامي (3)

شاعر.

أنشدنا أبو عبد اللّه (4) محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن مسعود (5)،أنشدنا أبو عبد اللّه بن مروان بن علي بن مروان الطنزي الوزير، أنشدنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن الموفق النّظامي من قصيدة له (6):

فإن غرم (7) العذّال يوم لقائنا *** و ما لهم عندي و عندك من ثار

و شنّوا على أسماعنا و تكاثروا *** و قلّ جنودي عند ذاك و أنصاري

لقيناهم من ناظريك و مهجتي *** و أدمعنا بالسيف و السيل و النار (8)

قال: و أنشدنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن الدّمشقيّ لبعضهم:

ص: 297


1- كذا بالأصل، و د، و مشيخة ابن عساكر،(55/ب، و 177/ب) و في «ز»: الفاخر.
2- ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل، و المستدرك عن د، و «ز».
3- ترجمته في الوافي بالوفيات 356/2.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن عبد الرحمن.
5- من قوله: أنشدنا إلى هنا مكرر بالأصل، و المثبت يوافق د، و «ز».
6- الأبيات في الوافي بالوفيات 356/2.
7- إعجامها مضطرب بالأصل و د، و «ز» و تقرأ:«عزم» و في الوافي «عزم» أيضا، و ارتأينا ما جاء في المختصر: غرم.
8- في «ز»: و أدمعنا بالسيل و السيف و النار.

وردنا على أن الهوى مشرب عذب *** و حطّ به من سفر أشواقنا الرّكب

فلما وردنا ماءه ألهب الظمأ *** أيا من رأى ظمآن ألهبه الشرب

أكبّ الهوى يذكي عليّ زيادة *** أيا فادحا أمسك فقد علق الحب

أما لو ذكرت اللّه ذكري هواكم *** لأوسعني عفوا و إن عظم الذّنب

و إني لو أخليت قلبي لغيركم *** من الناس محبوبا لما وسع القلب

متى تسمح الأيام منكم بنظرة *** و تلقي عن الأيدي الرسائل و الكتب

أعاتبكم لا عن ملال و عن قلى *** و لكن إذا صح الهوى حسن العتب

ذكر لي أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الرّحمن أنهما اثنان، و أن الأول غير الثاني، فاللّه أعلم (1).

آخر الجزء الثامن بعد الستمائة من الفرع.

6213 - محمّد بن الحسن بن الحسين بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن علي بن

6213 - محمّد بن الحسن بن الحسين بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن علي بن (2)

عبد اللّه بن العبّاس بن علي (3) أبو الفضل السّلمي المعيّر الموازيني (4)

أخو أبي الحسن الأصغر.

سمع أبا عبد اللّه بن سلوان، و أبا القاسم بن الفرات، و أبا الحسين بن مكي المصري، و أبا بكر الخطيب، و عبد العزيز الكتاني.

و كان يعرف الفرائض، و يجالس الفقيه أبا الحسن، جالسته غير مرة، و لم أسمع منه شيئا، و قد أجاز لي جميع حديثه.

أخبرنا أبو الفضل السلمي - إجازة - و أبو القاسم علي بن إبراهيم - قراءة - قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن يحيى بن سلوان - قراءة عليه - أنبأنا أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي، أنبأنا أبو شيبة داود بن إبراهيم بن روزبه بمصر.

قال: و حدّثنا ابن أبي الشوارب - يعني - محمّد بن عبد الملك، حدّثنا أبو عوانة، حدّثنا عمر بن أبي سلمة، عن أبيه قال: قلت لعائشة: يا أمه، أ كنت تغتسلين مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من إناء واحد؟ قالت: نعم.

ص: 298


1- ذكر في الوافي أن وفاته كانت سنة تسع و ثمانين و مائة.
2- إلى هنا عامود نسبه في د، و المختصر.
3- «بن علي» ليس في «ز».
4- ترجمته في العبر 30/4 و سير أعلام النبلاء 438/19 و شذرات الذهب 41/4.

سئل أبو الفضل الموازيني عن مولده فقال: بدمشق في النصف من ربيع الآخر من سنة ثمان و ثلاثين و أربعمائة.

و ذكر لنا ابن ابن أخيه (1) أبو المعالي محمّد بن حمزة أنّ أبا الفضل توفي يوم الاثنين العشرين من رجب سنة ثلاث عشرة و خمسمائة، و دفن من الغد بباب الصغير.

6214 - محمّد بن الحسن بن الخليل أبو عبد اللّه النّسويّ

سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيما، و بغيرها: عبد اللّه بن معاوية الجمحي، و أبا الجوزاء أحمد بن عثمان، و أبا كريب محمّد بن العلاء، و إبراهيم بن يوسف الصيرفي، و علي بن سعيد المسروقي.

روى عنه: أبو حاتم البستي، و أبو عمرو بن نجيد، و أبو سعد إسماعيل بن أحمد الخلالي، و أبو الحسن علي بن عيسى الماليني.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبوا (2) محمّد: هبة اللّه بن سهل، و إسماعيل ابن أبي القاسم، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد، قالوا: أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور، أنبأنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد السّلمي، أنبأنا محمّد بن الحسن بن الخليل، حدّثنا إبراهيم بن يوسف الصيرفي، حدّثنا أبو مالك الجنبي (3)،عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«لا نكاح إلاّ بوليّ ، و السلطان وليّ من لا وليّ له»[11024].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن أحمد البحّاثي، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن أحمد الزّوزني، حدّثنا أبو حاتم محمّد بن حبّان، أنبأنا محمّد بن الحسن بن خليل، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«لا يزال الناس بخير ما عجّلوا الفطر». [11025].

6215 - محمّد بن الحسن بن داود أبو الحسين

قاضي دمشق خلافة لأبي عمران موسى بن القاسم بن موسى بن الأشيب.

ص: 299


1- كذا بالأصل، و «ز»، و د:«ابن ابن أخيه» و في المختصر: ابن أخيه، خطأ، و حمزة هو ابن علي بن الحسن بن الحسن بن علي.
2- بالأصل و د:«و أبو» خطأ، و التصويب عن «ز»، راجع مشيخة ابن عساكر 28/أ.
3- في «ز»: الحنيني.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا تمام - إجازة - أنبأنا أبو عبد اللّه بن مروان، قال:

ثم ولي - يعني - قضاء دمشق بعد أبي عبد اللّه الحسين بن محمّد بن أبي زرعة أبو الحسن محمّد بن الحسن بن داود من قبل ابن الأشيب إلى أن توفي في سنة ثلاثين و ثلاثمائة، و ولي بعده عاصم الرقاشي، و كانت وفاة ابن أبي زرعة في ذي الحجّة سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة.

6216 - محمّد بن الحسن بن ذكوان أبو المضاء البعلبكي

حدث عن محمّد بن هاشم البعلبكي.

روى عنه: أبو السّري محمّد بن داود بن عبد الرّحمن بن بنوس البعلبكي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن رشأ بن نظيف، أنبأنا أبو الحسين الميداني، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفّار بن أحمد بن إسحاق بن ذكوان، أنبأنا أبو السّري محمّد بن داود بن بنوس، حدّثنا أبو المضاء محمّد بن الحسن بن ذكوان، حدّثنا محمّد ابن هاشم البعلبكّي، حدّثنا سويد بن عبد العزيز السلمي، حدّثنا عاصم بن سليمان، عن أبي عثمان النهدي أن إبراهيم النبي صلّى اللّه عليه و سلم سأل اللّه عزّ و جلّ خيرا، فأصبح و قد ابيضّ ثلثا شعره، قال: و كان أوّل شيب كان، قال: فساءه ذلك، فأوحى اللّه إليه: إنه عبرة في الدنيا، و نور في الآخرة.

6217 - محمّد بن الحسن بن السمط

حكى عن خاله محمّد بن سهل بن عبد الكريم.

روى عنه: أبو الطيّب محمّد بن حميد بن الحوراني.

6218 - محمّد بن الحسن بن صقلاب

سمع بدمشق: أبا العباس محمّد بن جعفر بن ملاّس النّميري.

روى عنه: أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن الحسين بن فنجويه (1) الثقفي الدّينوري.

ص: 300


1- إعجامها ناقص بالأصل، و في «ز»: فتحويه، تصحيف، و التصويب عن د، راجع تبصير المنتبه 1084/3، ترجمته في سير أعلام النبلاء 383/17.

أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخليل الطوسي الفقيه - بنوقان - أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد المديني - بنيسابور - أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن الحسين بن عبد اللّه بن أحمد بن فنجويه (1) الثقفي الدّينوري، حدّثنا محمّد بن الحسن بن صقلاب، حدّثنا محمّد بن جعفر بن ملاّس الدمشقي، حدّثنا إسماعيل بن أبان، حدّثنا أبو مسهر، حدّثنا مالك بن أنس، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ رجلا لم يعمل خيرا قطّ ، فقال لأهله: إذا أنا متّ ، فأحرقوني، فاذروا نصفي في البرّ، و نصفي في البحر، فو اللّه لئن وجدني اللّه عزّ و جلّ ليعذبني عذابا (2) أشدّ عذاب عذّبه أحد قط ، فلمّا مات، فعلوا ذلك، قال: فأمر اللّه البرّ فجمع ما فيه، و أمر البحر فجمع ما فيه ثم، خلقه خلقا سويّا، ثم قال: ما حملك على ما فعلت ؟ قال: خشيتك أي ربّ ، فغفر اللّه له»[11026].

6219 - محمّد بن الحسن بن طريف أبو بكر بن أبي عتّاب الأعين

6219 - محمّد بن الحسن بن طريف أبو بكر بن أبي عتّاب الأعين (3)

سمع بدمشق محمّد بن بكّار بن بلال، و بحمص: أبا المغيرة الخولاني (4)،و بمصر:

عمرو بن أبي سلمة، و أبا صالح كاتب الليث، و سعيد بن أبي مريم، و عبد الغفّار بن داود الحرّاني، و بغيرها: عبد اللّه بن جعفر الرّقّي، و روح بن عبادة، و وهب بن جرير، و أسود بن عامر شاذان، و زيد بن الحبّاب، و مؤمّل بن إسماعيل، و عبد الصّمد بن النعمان.

روى عنه: محمّد بن هارون بن حميد بن المجدّر، و عبّاس بن محمّد الدّوري، و أبو شعيب عبد اللّه بن الحسن الحرّاني، و أحمد بن أبي عوف البزوري، و بنان بن أحمد بن علوية القطّان، و جعفر بن محمّد الفريابي، و أبو أحمد محمّد بن عبدوس بن كامل، و يعقوب بن شيبة، و أبو زرعة، و أبو حاتم الرازيّان.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو القاسم التنوخي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن خلف بن حيّان الخلاّل، حدّثنا بنان بن أحمد بن علوية القطان (5)،حدّثنا أبو بكر الأعين

ص: 301


1- راجع الحاشية السابقة.
2- ليست في المختصر.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 119/12 و الجرح و التعديل 229/7 و تاريخ بغداد 182/2 و تهذيب التهذيب 5/ 215 و تهذيب الكمال 40/17، و الأنساب، و اللباب 76/1، و الوافي بالوفيات 335/2 و شذرات الذهب 2/ 95.
4- هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.
5- من قوله: القطان... إلى هنا سقط من «ز».

محمّد بن أبي عتّاب، حدّثنا سعيد بن أبي مريم، حدّثنا يحيى بن أيوب، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«لا تعلّموا العلم لتباهوا به العلماء، و لا (1) لتماروا به السفهاء، و لا (2) لتخيّروا به المجالس، فمن فعل ذلك، فالنار النار»[11027].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو بكر بن أبي عتّاب محمّد بن الحسن بن طريف الأعين، سمع وهب بن جرير (3)،و روح بن عبادة.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا حمد - إجازة-. ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4):

محمّد بن الحسن بن طريف أبو بكر الأعين البغدادي، روى عن الأسود بن عامر، و زيد بن حباب، و مؤمّل بن إسماعيل، و عبد الصّمد بن النعمان، و أبي إسحاق الطّالقاني، روى عنه أبي و أبو زرعة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي [قال: أبو بكر] (5)..... (6)[أخبرنا أبو القاسم علي] (7) بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس،[قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون: أنا - أبو بكر الخطيب] (8)(9) أنبأنا حمزة بن محمّد بن طاهر، أنبأنا أحمد بن إبراهيم [البزاز، قال: نبأنا عبد اللّه] (10)[بن محمد البغوي] (11)،قال: أبو بكر الأعين محمّد بن طريف قال الخطيب: و هكذا [قال محمد بن عبد اللّه] (12) الحضرمي

ص: 302


1- بالأصل:«أو لا» و المثبت عن د، و «ز».
2- بالأصل:«أو لا» و المثبت عن «ز»، و د.
3- في «ز»: جريج.
4- رواه ابن أبي حاتم 235/7.
5- الزيادة عن د، و مكانها بياض بالأصل و «ز».
6- بياض بالأصل و د، و «ز».
7- ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل، و المستدرك عن د، و «ز».
8- ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل، و بعضه موجود في د، و قسم بياض، و المستدرك عن «ز».
9- رواه أبو بكر الخطيب 182/2.
10- الزيادة عن تاريخ بغداد، و مكانها بالأصل، و د، و «ز»، بياض.
11- الزيادة عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد، و مكانها بالأصل بياض.
12- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن د و «ز»، و تاريخ بغداد.

الكوفي، و محمّد بن إسحاق السّرّاج،[النيسابوري] (1).

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي [بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم] (2) قال (3):أبو بكر محمد بن أبي عتّاب الأعين البغدادي، و اسم أبي عتاب [طريف، و يقال: الحسن] (4) سمع أبا محمد روح بن عبادة [القيسي] و أبا العباس وهب بن جرير بن حبان الأزدي] (5)،روى عنه أبو عبد اللّه [محمد] (6) بن يحيى الذهلي.[كناه لنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي] (7).

أخبرنا أبو القاسم الحسيني و [أبو] (8) الحسن الغساني قالا: حدّثنا [و أبو منصور بن خيرون. أنا - أبو بكر الخطيب] (9)(10) قال: محمد بن أبي عتاب أبو بكر الأعين، و اسم أبي عتاب [الحسن، كذلك أخبرنا] (11) عمر بن أحمد العبدوي قال: سمعت أبا بكر بن أبي الجوزقي [يقول: أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو بكر بن أبي عتاب محمد بن الحسن بن طريف الأعين] (12) ثم قال: و هكذا قال عبد الرحمن بن أبي حاتم، و قيل: إن اسم أبي عتاب طريف [كذلك أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، قال: أنبأنا أحمد ابن إبراهيم البزاز قال: نبأنا عبد اللّه بن محمد البغوي قال: أبو بكر الأعين محمد بن طريف، هو هكذا قال محمد بن عبد اللّه الحضرمي الكوفي، و محمد بن إسحاق السراج النيسابوري.

فحدث] (13) أبو بكر عن روح بن عبادة، و وهب بن جرير، و أسود بن عامر شاذان، و مؤمل

ص: 303


1- بياض بالأصل، و المستدرك عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
2- ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل، و المستدرك عن د، و السند معروف. و في «ز»: بن... أنا أبو عبد الحاكم.
3- رواه الحاكم في الأسامي و الكنى 180/2 رقم 589.
4- بياض بالأصل، و المستدرك عن الأسامي و الكنى، و قوله: و يقال الحسن بن طريف موجود في د، و في «ز»: ابن الحسن بن طريف، و الباقي فيهما بياض.
5- بياض بالأصل، و المستدرك عن الأسامي و الكنى، و من قوله: سمع إلى هنا سقط من «ز»، و بياض في د.
6- بياض بالأصل، و المستدرك عن د، و «ز»، و الأسامي و الكنى. و من قوله:«روى عنه أبو عبد اللّه» سقط في «ز».
7- بياض بالأصل و د، و «ز»، و المستدرك عن الأسامي و الكنى.
8- زيادة عن د، و «ز».
9- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد.
10- بياض بالأصل و د، و المستدرك عن «ز»، و السند معروف.
11- بياض بالأصل و د، و «ز»، و المستدرك عن تاريخ بغداد بين معكوفتين.
12- بياض بالأصل، و د، و «ز»، و المستدرك عن تاريخ بغداد بين معكوفتين.
13- بياض بالأصل و د، و «ز»، و المستدرك بين معكوفتين عن تاريخ بغداد، و قد تقدم الخبر هذا قريبا.

ابن إسماعيل،[و زيد بن] (1) الحباب، و عبد الصمد بن النعمان، روى عنه عباس بن محمد الدوري، و أبو شعيب الحراني،[و أحمد] (2) بن أبي عوف البزوري، و غيرهم، و كان ثقة.

قال الخطيب (3):و أنبأنا علي بن الحسين صاحب العبّاسي، أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر الخلاّل، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفارسي، حدّثنا بكر بن سهل، حدّثنا عبد الخالق بن منصور قال: و سئل يحيى بن معين عن أبي بكر الأعين فقال: ليس هو من أصحاب الحديث.

[قال الخطيب] عنى بذلك، أنه لم يكن من الحفّاظ لعلله، و انتقاد لطرقه، مثل علي بن المديني و نحوه، فأمّا الصدق و الضبط لما سمعه فلم يكن مدفوعا عنه.

حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل - إملاء - أنبأنا أبو طالب الكندلاني، أنبأنا أبي، أنبأنا أحمد بن موسى، حدّثنا أبو بكر (4) محمّد بن محمّد بن الحجّاج قال: سمعت أبا عاصم قال: سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن حنبل ذكر أبا بكر الأعين حين مات فقال: رحمه اللّه، إنّي لأغبطه، مات و لا يعرف إلاّ الحديث، لم يكن صاحب كلام (5)،إنّما كان يكتب الحديث، ثم قال أبو عبد اللّه: ليس عندي قوم خير من أصحاب الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو علي بن المسلمة (6)،و أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد [قالا:] (7)[أنا] (8)[أبو الحسن] (9) بن الحمّامي، أنبأنا أبو القاسم السكوني، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي [قال:] (10)...... (11) محمّد بن طريف

ص: 304


1- بياض بالأصل، و د، و «ز»، و المستدرك بين معكوفتين عن تاريخ بغداد.
2- بياض بالأصل، و د، و «ز»، و المستدرك بين معكوفتين عن تاريخ بغداد.
3- تاريخ بغداد 183/2.
4- الوافي بالوفيات 335/2 و سير أعلام النبلاء 120/12 و تهذيب الكمال 41/17.
5- في «ز»: المسلم.
6- في «ز»: «أبو بكر بن محمد»، و في د: أبو بكر محمد بن محمد بن محمد.
7- بياض بالأصل، و في د: قال، و المثبت عن «ز».
8- بياض بالأصل و «ز»، و سقطت اللفظة من د.
9- بياض بالأصل، و المستدرك عن د، و في «ز»: الحسن الحماني.
10- بياض بالأصل، و المستدرك عن د، و «ز».
11- بياض بالأصل، و د، و «ز».

و طاهر أبي أحمد الزبيري ماتا في جمادى الآخرة [سنة أربعين و مائتين] (1).

قرأت على أبي الفضل السّلامي، عن أبي الفضل المكي...... (2) بن الخصيب، أخبرني أب موسى بن النسائي، أخبرني أبي قال: نا (3) عبد اللّه بن أحمد [عن أبيه أحمد بن حنبل قال: أبو بكر محمد بن أبي عتاب] (4) و هو ابن طريف أبو بكر الأعين بغدادي [مات] (5)يوم الثلاثاء [لثلاث عشرة بقيت من جمادى الآخرة سنة أربعين و مائتين] (6).

أخبرنا أبو القاسم الخطيب، و أبو الحسن (7) الزاهد [قالا: نا - و أبو منصور المقرئ:

أنا - أبو بكر أحمد] (8) بن علي بن ثابت (9)،أنبأنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، أنبأنا محمّد ابن المظفّر قال: قال عبد اللّه بن محمّد البغوي:[مات] (10) أبو بكر الأعين ببغداد سنة أربعين، و كتبت عنه.

قال (11):و أنبأنا ابن الفضل [القطان، قال: أنبأنا جعفر بن محمد الخلدي، قال:] (12)حدثنا محمد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي قال: و قرأت على البرقاني عن إبراهيم [بن محمد بن يحيى المزكي، قال:] (13) أنبأنا أبو العباس [محمد] (14) بن إسحاق الثقفي، قالا:

مات أبو بكر الأعين محمد [بن طريف، قال الحضرمي: سنة أربعين و مائتين] (15) و قال الثقفي: ببغداد يوم الثلاثاء لثلاث عشر بقين من جمادى الأولى سنة أربعين.

ص: 305


1- بياض بالأصل، و د، و المستدرك بين معكوفتين عن «ز».
2- بياض بالأصل و د، و في «ز»: المكي.... نا أبو عبد اللّه الحسن بن الخصيب.
3- بالأصل:«أبو» و المثبت عن د، و «ز».
4- ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل و د، و المستدرك عن «ز».
5- سقطت من الأصل و د، و استدركت عن «ز».
6- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن «ز»، و بعضه عن د.
7- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الحسين. تصحيف.
8- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن «ز»، و بعضه موجود في د.
9- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 183/2.
10- بياض بالأصل، و د، و في «ز»: «توفي» و المستدرك عن تاريخ بغداد.
11- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 183/2.
12- بياض بالأصل، و المستدرك عن تاريخ بغداد، و قسم من الكلام موجود في د، و «ز».
13- بياض بالأصل و د، و «ز»، و المستدرك بين معكوفتين عن تاريخ بغداد.
14- بياض بالأصل، و الكلمة سقطت من د، و «ز»، و المستدرك عن تاريخ بغداد.
15- بياض بالأصل، و د، و «ز»، و المستدرك عن تاريخ بغداد.
6220 - محمّد بن الحسن [بن علي]

6220 - محمّد بن الحسن [بن علي] (1)

...... (2) ابن إسماعيل بن محمّد بن قيراط ، و عبد العزيز بن سليمان بن عبد العزيز الحرملي.

[روى عنه أبو سليمان بن زبر] (3).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أخبرني أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن [بن عثمان، نا أبو سليمان] (4) محمّد بن عبد اللّه بن أحمد، حدّثنا محمّد بن الحسن بن علي التميمي، حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن قيراط ، حدّثنا [هشام] (5) ابن عمّار، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا عبد الغفّار بن إسماعيل بن عبيد اللّه، حدّثنا الوليد بن عبد الرّحمن،[أبو المخارق] (6) حدّثني الحارث بن الحارث الغامدي، قال: قلت لأبي: يا أبه، ما هذه الجماعة ؟ قال: هؤلاء قوم قد اجتمعوا [على صابئ لهم] (7) قال: فتشوقوا فإذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يدعو الناس إلى توحيد اللّه عزّ و جلّ و الإيمان به يردون عليه، و يؤذونه حتى ارتفع النهار، و انصدع عنه الناس، و أقبلت امرأة قد بدا نحرها تبكي تحمل قدحا و منديلا فتناوله منها، فشرب، فتوضأ ثم رفع رأسه إليها فقال:«يا بنية خمّري عليك نحرك، و لا تخافي على أبيك غلبة و لا ذلا»، قلنا: من هذه ؟ قالوا: هذه زينب ابنته[11028].

6221 - محمّد بن الحسن بن علي بن خلف بن عبد الواحد

أبو طاهر بن الصرار الصيدلاني الأموي

مولى عمر بن عبد العزيز.

حدّث هو و أبوه و عمّه.

روى عن أبيه، و جعفر بن محمّد القلانسي، و محمّد بن أحمد بن داود.

[كتب] (8) عنه: أبو الحسين (9) الرازي، و الكلابي، و أبو هاشم المؤدب.

ص: 306


1- مكانها بياض و د، و المستدرك عن «ز».
2- بياض بالأصل، و د، و «ز».
3- بياض بالأصل، و د، و المستدرك عن «ز».
4- بياض بالأصل و د، المستدرك بين معكوفتين عن «ز».
5- بياض بالأصل، و المستدرك عن د، و «ز».
6- بياض بالأصل و د، و المستدرك عن «ز».
7- بياض بالأصل، و المستدرك عن د، و «ز».
8- بياض بالأصل، و المثبت عن «ز»، و د.
9- في د: الحسن، تصحيف.

قرأت بخط نجا بن أحمد، و ذكر أنه قرأه بخط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق [في الدفعة الثانية] (1)،أبو طاهر محمّد بن الحسن بن علي بن خلف بن عبد الواحد القرشي [الصيدلاني، مولى عمر بن] (2)،عبد العزيز و يعرف بأبي طاهر الصرار، و كان أبوه محدّثا، و عمّه محمّد بن علي [بن خلف محدّثا، مات] (3) سنة أربع و عشرين و ثلاثمائة.

6222 - محمّد [بن الحسن بن علي بن محمّد بن عيسى] بن يقطين

6222 - محمّد [بن الحسن بن علي بن محمّد بن عيسى] (4) بن يقطين

أبو جعفر اليقطيني البغدادي البزار (5)

سمع بدمشق: أبا يحيى محمّد بن سعيد بن عمرو الحريمي، و أبا بكر محمّد بن خريم (6) و أبا عبد اللّه أحمد بن عبد الواحد بن يزيد الجوبري، و عبد الرّحمن بن إسماعيل الكوفي، و أحمد بن محمّد بن عنبسة بحمص، و أحمد بن محمّد (7) بن أبي حمدان الأنطاكي، و أبا عبد اللّه محمّد بن أيوب بن مشكان، و أحمد بن صالح الأفطس، و محمّد بن الحسن بن قتيبة، و أبا القاسم البغوي، و محمّد بن محمّد الباغندي، و أبا يعلى الموصلي، و سعيد بن هاشم بن مرثد الطبراني، و الفضل بن محمّد العطّار، و عمر بن سعيد بن سنان، و هقل بن محمّد بن يحيى، و الفضل بن الحباب الجمحي.

روى عنه: أبو نعيم الحافظ ، و علي بن محمّد بن عبد اللّه الحذاء (8)،و علي بن عبد العزيز الطاهري، و أبو الحسن و ساج بن عبد اللّه مولى الزيانية، و أبو محمّد عبد اللّه بن علي ابن محمّد بن بشران، و أبو علي الحسن بن الحسين بن دوما النعالي (9)،و القاضي أبو العلاء محمّد بن علي بن أحمد الواسطي، و الحسين (10) بن محمّد بن الحسين بن فنجويه (11)الدّينوري.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن أحمد، أنبأنا أبو بكر أحمد بن

ص: 307


1- بياض بالأصل «ز»، و المستدرك عن د.
2- بياض بالأصل و «ز»، و المستدرك عن د.
3- بياض بالأصل، و «ز»، و المستدرك عن د.
4- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن د، و «ز».
5- ترجمته في تاريخ بغداد 211/12 و فيه: البزاز.
6- في «ز»: خزيمة.
7- في «ز»: أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي حمدان.
8- في «ز»: الحذاق.
9- في د: النقال.
10- في «ز»: الحسن، تصحيف.
11- في الأصل و «ز»: فتحويه، تصحيف، و التصويب عن د.

علي (1)،أنبأنا أبو الحسن و ساج (2) بن عبد اللّه مولى أبي تمام الزينبي، أنبأنا أبو جعفر محمّد ابن الحسن بن علي اليقطيني، أنبأنا أبو عبد اللّه أحمد بن عبد اللّه بن يزيد العقيلي الجوبري - بدمشق - حدّثنا صفوان بن صالح، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا أبو شيبة شعيب بن رزيق، عن عطاء الخراساني، عن عكرمة أن ابن عباس قال: كان أول ما أنزل اللّه تعالى على محمّد صلّى اللّه عليه و سلم بمكة اِقْرَأْ (3).

[قال ابن عساكر:] كذا قال: و الصواب: أحمد بن عبد الواحد.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أبي الحسين بن بشران، أنبأنا محمّد (4)بن الحسن بن علي اليقطيني، حدّثنا معاذ بن العباس بن طالب - بأنطاكية - حدّثنا لوين، حدّثنا عثمان بن مطر، عن الخليل بن مرة، عن شعبة بن عمرو، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: من قرأ قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ مائة مرة غفر اللّه له خطيئته خمسين عاما ما اجتنب خصالا أربعة: الدماء، و الأموال، و الفروج، و الأشربة»[11029].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن أبي العباس، و أبو منصور بن عبد الملك قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):محمّد بن الحسن بن علي بن محمّد بن عيسى بن يقطين أبو جعفر البزار (6) اليقطيني، سمع أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، و الحسين بن عمر بن أبي الأحوص الكوفي، و أبا يعلى أحمد بن علي الموصلي، و محمّد بن محمّد الباغندي، و أبا القاسم البغوي، و من في طبقتهم، و كان قد سافر، و كتب بالجزيرة و الشام و غيرهما من البلدان فأكثر، و كان صدوقا (7)،فهما، حدّثنا عنه أبو نعيم الأصبهاني، و علي بن محمّد بن عبد اللّه الحذّاء، و عبد اللّه بن أبي الحسين بن بشران، و علي بن عبد العزيز الطاهري، و أبو علي بن دوما النعالي و غيرهم.

ص: 308


1- في «ز»: أحمد بن علي بن ثابت.
2- بالأصل و د: و شاح.
3- سورة العلق، الآية:1.
4- من قوله: أبو جعفر.. في الخبر السابق إلى هنا سقط من «ز»، فتداخل سند الخبر السابق بسند الخبر التالي فيه، فاضطرب المعنى و اختلّ .
5- الخبر في تاريخ بغداد 211/2.
6- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد: البزاز.
7- في «ز»: صدقا.

قال الخطيب: حدثت عن أبي الحسن بن الفرات قال: كان أبو جعفر اليقطيني جميل الأمر في الحديث، ثقة، و انتقى عليه من الحفاظ عمر البصري، و ابن مظفّر، و الدارقطني.

قال الخطيب (1):قال لي أبو بكر البرقاني: كان اليقطيني حسن الحديث، و لم أرزق أن أسمع منه إلاّ شيئا يسيرا، فقلت له: أ كان ثقة ؟ قال: نعم، قلت للبرقاني مرة أخرى و ذكر اليقطيني: أ كان ثقة ؟ فقال: لم أسمع منه إلاّ خيرا، غير أني [رأيت] (2) في جمعه لحديث مسعر أحاديث منكرة، فقلت لأبي بكر: الحمل في تلك الأحاديث على غيره لأنها من وجوه فيها نظر عن الشاميين و غيرهم، فإما أن يكون علي اليقطيني فيها حمل من جهته فلا.

قال الخطيب: و حدّثني أبو طالب عمر بن إبراهيم المفيد (3) قال: توفي اليقطيني يوم الأربعاء و دفن يوم الخميس الرابع عشر من شهر ربيع الآخر سنة سبع و ستين و ثلاثمائة.

6223 - محمّد بن الحسن بن علي أبو طاهر الأنطاكي المقرئ

6223 - محمّد بن الحسن بن علي أبو طاهر الأنطاكي المقرئ (4)

قرأ القرآن العظيم على أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الرزّاق الأنطاكي.

و حدّث عن أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الرزّاق بن الحسن الأنطاكي، و عتيق بن عبد الرّحمن الأذني.

قرأ عليه علي بن محارب بن علي الساكت.

و روى عنه: علي بن داود الدّاراني، و علي بن محمّد الحنّائي، و أبو بكر محمّد بن الحسن المقدسي المعروف بالشيرازي، و أبو الطيب عبد المنعم بن عبيد اللّه بن غلبون، و فارس بن أحمد الحمصي، و عبيد اللّه بن مسلمة (5) بن أخرم المكتب، و أبو الحسن أحمد ابن بشير.

أنبأنا أبو الحسن علي، و أبو بكر محمّد ابنا عبيد اللّه بن نصر الزّاغوني، قالا: أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر الأنباري، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن بشير،

ص: 309


1- رواه في تاريخ بغداد 211/2.
2- زيادة عن «ز»، و د، و تاريخ بغداد.
3- كذا بالأصل، و د،«ز»، و في تاريخ بغداد: الفقيه.
4- ترجمته في غاية النهاية لابن الجزري 118/2 و حسن المحاضرة 489/1 و معرفة القراء الكبار 345/1 رقم 271 و شذرات الذهب 90/3.
5- تقرأ بالأصل و د، و «ز»: سلمة، و المثبت عن معرفة القراء الكبار، و غاية النهاية.

حدّثنا أبو طاهر محمّد بن الحسن بن علي الأنطاكي، حدّثنا عتيق بن عبد الرّحمن - بأذنة - حدّثنا أحمد بن حرب الموصلي، حدّثنا إسماعيل بن عليّة، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«تسحروا فإنّ في السحور بركة»[11030].

قرأت بخط أبي الحسن الحنائي، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسن بن علي المقرئ الأنطاكي سنة سبع و سبعين و ثلاثمائة، و حضر معي أبي، أنبأنا أبو إسحاق (1) إبراهيم بن عبد الرزّاق بن الحسن الأنطاكي المقرئ، حدّثنا عبد الصّمد بن محمّد بن أبي عمران المقدسي، حدّثني أبو حفص عمر (2) بن الصباح قال: روى لي هذه القراءة أبو عمر حفص (3) بن سليمان، و ذكر حفص أنه لم يخالف عاصما في شيء من قراءته إلاّ في حرف في الروم: اَللّٰهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ (4) بضم الضّاد.

و ذكره عن الفضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، عن ابن عمر، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أحمد بن الفضل بن محمّد الباطرقاني - إجازة - أنبأنا أحمد بن محمّد بن يوسف بن مردة، قال: قال لنا أبو الحسن بن داود الدّاراني: أخبرني محمّد بن الحسن بن علي المقرئ الأنطاكي، قدم علينا دمشق، فذكر عنه إسناد قراءات.

ذكر أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الدّاني (5) أن محمّد بن الحسن بن علي الأنطاكي يكنى أبا طاهر، أخذ القراءة عرضا و سماعا عن إبراهيم بن عبد الرزّاق و هو أجلّ أصحابه و أضبطهم، روى عنه القراءة غير واحد من نظرائه، منهم: عبد المنعم بن عبيد اللّه (6)،و علي بن داود، و عرض عليه شيخنا فارس بن أحمد، و سمع منه شيخنا عبيد اللّه بن مسلمة (7) كتاب الثمانية لابن عبد الرزّاق، و حدّثنا عنه بأحاديث، سمعت فارس بن أحمد يقول: خرج أبو طاهر من مصر منصرفا إلى الشام، فتوفي في منصرفه، قال أبو عمرو: أحسبه توفي قبل سنة ثمانين و ثلاثمائة بيسير (8).

ص: 310


1- في «ز»: أنا إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرزّاق.
2- ما بين الرقمين سقط من «ز».
3- ما بين الرقمين سقط من «ز».
4- سورة الروم، الآية:54.
5- في «ز»: «الداراني» تصحيف.
6- في معرفة القراء الكبار: غلبون.
7- بالأصل و د: سلمة، و في «ز»: سالم، و المثبت عن معرفة القراء الكبار و غاية النهاية.
8- الخبر في غاية النهاية 118/2 و معرفة القراء الكبار 345/1.
6224 - محمّد بن الحسن بن علي بن محمّد بن يحيى

أبو عبد اللّه المصري الدقّاق القاضي

سمع بدمشق: إبراهيم بن أبي ثابت، و أحمد بن سليمان بن حذلم، و أبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، و أبا الميمون بن راشد البجلي، و أبا القاسم بن أبي العقب، و إبراهيم بن محمّد ابن صالح بن سنان، و بمصر: عبد العزيز بن أحمد بن الفرج، و أبا الحسين محمّد بن علي بن الحسين بن أبي الحديد، و أحمد بن عبد اللّه الناقد، و أبا أحمد محمّد بن إبراهيم بن حفص بن عمر بن الرضي، و علي بن جعفر بن موسى الكاتب، و أبا العباس أحمد بن إبراهيم بن محمّد بن جامع السكري، و أبا علي الحسن بن دحيم، و أبا جعفر محمّد بن الحسن بن زيد التّنّيسي، و أبا بكر أحمد بن مسعود بن عمرو الزّنبري، و أبا الحسن علي بن أحمد بن إسحاق البغدادي، و محمّد بن أيوب الصموت الرقّي، و بمكة: أبا محمّد عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن محمّد المقرئ، و أبا مروان عبد الملك بن بحر بن شاذان الحلاب المكيين، و أبا سعيد بن الأعرابي، و أبا القاسم بكير بن الحسن بن عبد اللّه بن سلمة الرازي، و أبا الطاهر الذهلي، و حمزة بن محمّد الكتّاني، و أبا الطاهر أحمد بن محمّد بن عمرو المديني، و محمّد بن الربيع بن سليمان الجيزي (1)،و أبا الحسن (2) أحمد ابن بهزاد بن مهران، و أبا بكر محمّد بن بشر العكري (3) و غيرهم.

روى عنه: أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصوّاف، و انتقى عليه أبو الحسن الدارقطني.

قرأت على أبي الحسن الفرضي، و أبي الفضل الحافظ ، قلت لهما: أجاز لكم إبراهيم ابن سعيد الحبال قال: سنة اثنتين و تسعين و ثلاثمائة أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن بن يحيى الدّقّاق في صفر، والد جعفر (4)-يعني - مات.

6225 - محمّد بن الحسن بن علي بن يوسف

أبو عبد اللّه الخولاني الأندلسيّ البلغي (5)

قدم دمشق، و حدّث بها عن أبي القاسم خلف بن إبراهيم بن محمّد الطّليطلي، و أبي

ص: 311


1- بالأصل و د، و «ز»: الحيري، تصحيف.
2- في «ز»: الحسين.
3- في «ز»: العسكري. تصحيف.
4- مكان «والد جعفر» بياض في «ز».
5- هذه النسبة إلى بلغيّ بفتح أوله و ثانيه و غين معجمة و ياء مشددة، بلد بالأندلس من أعمال لاردة ذات حصون عدة (كما في معجم البلدان).

علي الحسين بن بكر الخياط ، و أبي محمّد عبد القهّار بن سعيد بن يحيى - مناولة-.

و سمع بدمشق: أبا الفرج الأسفرايني.

روى عنه: أبو القاسم بن صابر.

و سمع منه أبو جعفر أحمد بن علي بن أحمد الأنصاري الغرناطي، و حدّثنا عنه أبو محمّد بن طاوس.

حدّثني أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد - لفظا - أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن بن علي الخولاني البلغيّ ، قدم علينا دمشق، أنبأنا أبو القاسم خلف بن إبراهيم بن محمّد الطليطلي، أنبأنا أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان المقرئ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عثمان ابن عفّان القشيري، حدّثنا قاسم بن أصبغ، حدّثنا أحمد بن زهير، حدّثنا أبي، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي، حدّثنا جرير بن حازم، عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك عن قراءة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، قال: كان يمدّ صوته مدّا[11031].

أخبرناه أعلى من هذا بثلاث درجات أبو المظفر بن القشيري، أنبأنا أبو سعد الأديب، أنبأنا أبو عمرو الفقيه، أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا موسى بن محمّد بن حيان، حدّثنا عبد الرّحمن ، عن جرير بن حازم، عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك: كيف كانت قراءة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ؟ قال: كان يمد صوته مدّا[11032].

قرأت بخط أبي عبد اللّه البلغي: ولدت سنة اثنتين و أربعين و أربع مائة بمدينة بلغيّ في الأندلس.

6226 - محمّد بن الحسن بن علي بن أحمد بن جعفر بن أحمد

أبو طاهر الحلبي البزّار (1) المعروف بابن الملحي

حدّث عن رشأ بن نظيف، و أبي علي، و أبي الحسين ابني أبي نصر، و أبي علي الأهوازي، و أبوي القاسم: السّميساطي، و الحنّائي، و أبي الحسن بن أبي الحديد، و أبي محمّد الكتاني، و أبي العبّاس بن قبيس.

روى عنه: غيث بن علي.

ص: 312


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»، و المختصر: البزاز.

و سمع منه أبو محمّد بن الأكفاني.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، و نقلته من خطه، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسن بن علي الحلبي البزّار (1) بدمشق، أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنبأنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب. ح و أخبرناه عاليا أبو سهل بن سعدوية، أنبأنا أبو الفضل عبد الرّحمن ابن أحمد، أنبأنا أبو مسلم الكاتب، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، حدّثنا هدبة، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن قتادة، عن حذيفة قال: لقيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه، إنّي جنب (2)،قال:«المؤمن لا ينجس»[11033].

ذكر أبو القاسم النسيب أن مولد أبي طاهر في ربيع الأول سنة عشرين و أربع مائة، فسمعت أبا محمّد بن الأكفاني يحكي أنّ أبا طاهر هذا جيء إليه بجزء فيه سماع محمّد بن الحسن الحلبي على أبي محمّد بن أبي نصر فرواه، و كان سنّه لا يحتمل ذلك و أنه أنكر عليه الرواية عن ابن (3) أبي نصر، فتركها بعد أن حدّث عنه.

قال لي أبو محمّد بن الأكفاني: سنة ثمانين و أربعمائة فيها توفي أبو طاهر محمّد بن الحسن بن علي الحلبي المعروف بابن الملحي في العشرين من شهر ربيع الآخر بدمشق، و هكذا ذكر أبو محمّد بن صابر، و زاد أنه دفن في مقابر باب الفراديس، و أنّه ثقة، خلف ابنا اسمه حسين.

6227 - محمّد بن الحسن بن عون الوحيدي القيسي

روى عن عبد اللّه بن يزيد (4) البكري، و مروان بن معاوية، و عيسى بن يونس، و أبي بكر بن عيّاش.

روى عنه: ابن أخيه أبو الحسن محمد بن عون بن الحسن الوحيدي.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، حدّثني أبو الوليد بكر بن شعيب بن بكر بن محمّد القرشي في آخرين قالوا: حدّثنا أبو الحسن محمّد ابن عون بن الحسن الوحيدي، حدّثنا عمي محمّد بن الحسن، حدّثنا عبد اللّه بن يزيد

ص: 313


1- انظر الحاشية السابقة.
2- يعني أنه تحاشى النبي صلّى اللّه عليه و سلم و لم يصافحه، كما يفهم من تتمة الكلام في صحيح مسلم: فحاد عنه فاغتسل، ثم جاء فقال: كنت جنبا.
3- سقطت من «ز».
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: زيد.

البكري، حدّثنا عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال (1):قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«عشرة من قريش في الجنّة: أبو بكر في الجنّة، و عمر في الجنّة، و عثمان في الجنّة (2)،و علي في الجنّة، و طلحة في الجنّة (3)،و الزّبير في الجنّة، و عبد الرّحمن بن عوف في الجنّة، و سعد ابن أبي وقّاص في الجنّة، و سعيد بن زيد في الجنّة، و أبو عبيدة بن الجرّاح في الجنّة»[11034].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن الحسن بن عون الوحيدي بدمشق الشيخ الصّالح صدوق. ح و أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، و أبو الفتح منصور بن الحسين، قالا: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عون (4) بن الحسن بن عون الوحيدي الدمشقي سنة عشر و ثلاثمائة، و أفادنيه أبو علي الحافظ ، حدّثنا عمي محمّد بن الحسن، حدّثنا مروان بن معاوية الفزاري، حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس - زاد الصيرفي: بن أبي حازم - قال: سمعت علي بن أبي طالب على منبر الكوفة يقول:

و قال الصيرفي: و هو يقول-: ألا لعن اللّه الأفجرين من قريش: بني أمية و بني مغيرة، أما بنو المغيرة، فقد أهلكهم اللّه بالسيف يوم بدر، و أما بني أمية فهيهات - زاد الصيرفي: هيهات - أما و الذي فلق الحبة و برأ النسمة لو كان الملك من وراء الجبال، لنقبوا إليه حتى يصلوا إليه.

6228 - محمّد بن الحسن بن عيسى

من أهل دمشق.

حدّث بمكة.

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني فيما نقله من خط بعض أصحاب الحديث في تسمية من سمع منه بمكة محمّد بن الحسن بن عيسى الدمشقي في طبقة فيها محمّد بن إبراهيم الدّيبلي و غيره.

6229 - محمّد بن الحسن بن الفضل بن العباس أبو يعلى البصري الصوفي

6229 - محمّد بن الحسن بن الفضل بن العباس أبو يعلى البصري الصوفي (5)

من الرحالين.

ص: 314


1- بعدها في «ز»: رضي اللّه عنهما.
2- قوله:«و عثمان في الجنّة» سقط من «ز».
3- قوله:«في الجنة» سقط من «ز».
4- كذا بالأصل «بن عون» و قد سقطت اللفظتان من د، و «ز»، و في «ز»: محمد بن الحسن بن عون الوحيدي، و فوق لفظتي «الحسن» و «عون» علامتا تقديم و تأخير.
5- ترجمته في تاريخ بغداد 220/2.

سمع أبا بكر بن أبي الحديد بدمشق، و أبا الحسين بن جميع بصيدا، و أبا علي زاهر بن أحمد السرخسي بخراسان.

روى عنه: أبو بكر الخطيب.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا-[و] (1)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا أبو يعلى محمّد بن الحسن البصري في دار القاضي أبي القاسم التنوخي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان بن الوليد بن الحكم السّلمي - بدمشق - أنبأنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن سهل الخرائطي، حدّثنا عمر بن شبّة، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن محمّد بن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه، و لا يقولنّ قبّح اللّه وجهك، و وجه من أشبه وجهك، فإن اللّه خلق آدم على صورته»[11035].

قالوا: و قال لنا الخطيب (3):محمّد بن الحسن بن الفضل بن العباس أبو يعلى الصوفي البصري، أذهب عمره في السفر و التغرب، و قدم علينا بغداد، و حدّث بها عن أبي بكر بن أبي الحديد الدمشقي، أبي الحسين بن جميع الغسّاني، كتبت عنه و كان صدوقا، و ذكر لي أنه سمع من زاهر بن أحمد السرخسي و غيره من أهل خراسان.

قال الخطيب (4):سألت أبا يعلى عن مولده، فقال: في سنة ثمان و ستين و ثلاثمائة، و كان قدومه علينا في سنة اثنتين و ثلاثين و أربعمائة، و خرج في ذلك الوقت إلى الشام و غاب عنا خبره، و كان شيخا مليحا ظريفا من أهل الفضل و الأدب، حسن الشعر، و من مليح قوله:

يا أبا القاسم الذي قسم الرحم *** ن من راحتيه رزق الأنام

أنا في الشعر مثل ملاي في الجو *** د حليفا مكارم و نظام

و إذا ما وصلتني فأمير ال *** جود أعطى المنى أمير الكلام

و له أيضا في عجوز أكول:

لي عجوز كأنها الب *** در في ليلة المطر

ناطق عن جميع أع *** ضائها شاهد الكبر

ص: 315


1- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
2- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 220/2-221.
3- تاريخ بغداد 220/2.
4- تاريخ بغداد 221/2.

غير أضراسها ففي *** ها لذي اللب معتبر

أعظم غير انها *** أعظم تطحن الحجر

6230 - محمّد بن الحسن بن القاسم بن درستويه أبو الحسن القرشي

6230 - محمّد بن الحسن بن القاسم بن درستويه أبو الحسن القرشي (1)

روى عن أبي المجاهد عبد الواحد بن محمّد بن عقبة، و أبي المؤمّل عبّاس بن أبي الفضل الأرسوفي، و سمع منه بها (2)،و القاسم بن عيسى العصار، و أبي جعفر محمّد بن فرخان الخطبي، و محمّد (3) بن أيوب بن مشكان النيسابوري، و إبراهيم (4) بن عبد الواحد العبسي، و السّلم (5) بن معاذ التميمي، و محمّد بن عبيد اللّه بن الفضل (6)،و محمّد بن عبد الحميد الفرغاني.

روى عنه: ابنه أبو علي الحسن بن محمّد، و أبو القاسم تمام بن محمّد.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، أنبأنا أبو القاسم الحنّائي.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد.

قالا: أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن الحسن بن القاسم بن درستويه، حدّثنا محمّد بن أيوب بن مشكان النيسابوري، حدّثنا محمّد بن عمر بن أبي السمح، حدّثنا الجارود بن يزيد (7)،حدّثنا سفيان - يعني - الثوري، عن أشعث، عن ابن سيرين، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ثلاثة من كنوز البرّ: إخفاء الصدقة، و كتمان الشكوى، و كتمان المصيبة، يقول اللّه عزّ و جل:[إذا] (8) ابتليت عبدي ببلاء فصبر، لم يشكني (9) إلى عوّاده، أبدلته لحما خيرا (10) من لحمه، و دما خيرا (11) من دمه، و إن أرسلته و لا ذنب له، و إن توفّيته فإلى رحمتي»[11036].

6231 - محمّد بن الحسن بن القاسم بن عبد الرّحمن بن إبراهيم أبو زرعة بن دحيم

من أهل بيت حديث.

ص: 316


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الغازي.
2- يعني في أرسوف بضم الألف و سكون الراء، مدينة على ساحل بحر الشام (الأنساب).
3- في «ز»: و من ابنه أيوب.
4- قوله:«و إبراهيم» ليس في «ز».
5- في «ز»: و السالم.
6- بالأصل: الفضيل، و المثبت عن د، و «ز».
7- كذا بالأصل و د، و في «ز»: زيد.
8- زيادة لتقويم المعنى عن حلية الأولياء 117/7.
9- في «ز»: لم يشك.
10- بالأصل و د: خير، و التصويب عن «ز».
11- بالأصل و د: خير، و التصويب عن «ز».

روى عن عمّه عبد الرّحمن بن القاسم، و عمّ أبيه إبراهيم بن دحيم.

روى عنه: أبو نصر بن الجبّان (1)،و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و مكي بن محمّد ابن الغمر، و شعيب بن عبد الرّحمن بن عمر بن نصر.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأنا أبو القاسم علي بن محمّد الفقيه، أنبأنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو زرعة محمّد بن الحسن بن القاسم بن عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم، حدّثنا عمي عبد الرّحمن، حدّثنا أحمد بن عبد الواحد بن عبّود، حدّثنا مروان بن محمّد، عن مالك بن أنس، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«لا تقوم الساعة حتى يمرّ الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانك»[11037].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو نصر عبد الوهّاب ابن عبد اللّه المرّي قال:

توفي أبو زرعة محمّد بن الحسن بن دحيم في ذي الحجّة من سنة أربع و ستين و ثلاثمائة.

6232 - محمّد بن الحسن بن قتيبة بن زيادة بن الطفيل

أبو العباس اللّخمي العسقلاني (2)

شيخ عسقلان.

قدم دمشق قديما، فسمع بها من هشام بن عمّار، و إبراهيم بن هشام بن يحيى الغسّاني، و قاسم بن عثمان الجوعي، و صفوان بن صالح، و الوليد بن عتبة، و دحيم، و عبد الوهّاب بن عبد الرحيم، و هارون بن محمّد بن بكّار بن بلال، و محمود بن خالد، و هشام بن خالد الأزرق، و عمران بن يزيد بن خالد بن أبي جميل، و روى عنهم و عن أبيه الحسن بن قتيبة، و كثير بن عبيد اللّه المذحجي، و جعفر بن مسافر، و أبي أيوب سليمان بن سلمة

ص: 317


1- بالأصل:«الحبان» و في «ز»: «حبان» و في د:«الحباب» تصحيف.
2- ترجمته في تذكرة الحفاظ 764/2 و سير أعلام النبلاء 292/14 و العبر 147/2 و شذرات الذهب 260/2.

الخبائري، و أبي الطاهر بن السرح، و حرملة بن يحيى، و أبي خالد يزيد (1) بن عبد اللّه بن موهب الرملي، و محمّد بن آدم المصّيصي، و محمّد بن مصفّى، و محمّد بن رمح (2)،و عصام ابن روّاد بن الجرّاح، و سعيد بن زياد بن فائد، و عبد الوهّاب بن الضحّاك، و حامد بن يحيى البلخي، و وارث بن الفضل، و محمّد بن أيوب بن سويد، و المسيّب بن واضح، و عيسى بن حمّاد زغبة، و أحمد بن سلم (3) الحلبي، و عبد اللّه بن هانئ بن عبد الرّحمن بن أبي عبلة، و عمرو بن خليف العسقلاني، و علي بن سعيد المقرئ (4)،و محمّد، و الحسين ابني أبي السري، و عمرو بن عثمان، و محمّد بن يحيى بن فياض الرماني، و نوح بن حبيب القومسي، و محمّد بن عوف، و عبد اللّه بن راشد، و عبد اللّه بن سليمان العبدي، و عيسى بن سلمة (5)، و محمّد بن قدامة المصّيصي، و سليمان بن أيوب البرتي، و أبي عمير عيسى بن محمّد بن النحّاس، و محمّد بن سماعة، و أحمد بن سلم (6) السقا، و أحمد بن زيد الخراز (7)،و أحمد ابن الوليد بن برد الأنطاكي، و إدريس بن أبي الرباب، و محمّد بن عبد اللّه الخلنجي - نزيل بيت المقدس - و مؤمل بن إهاب، و أيوب بن صالح، و عمرو بن سواد (8)،و أحمد بن البختري، و محمّد بن حبيش، و جعفر بن عبد الواحد الهاشمي.

روى عنه: أحمد بن عمير بن جوصا، و أبو الحسن علي بن محمّد بن شيبان، و أبو عمر محمّد بن العبّاس بن الوليد بن كودك، و أبو هاشم المؤدب، و يوسف بن القاسم الميانجي، و أبو إسحاق بن سنان، و أبو بكر بن أبي دجانة، و ابن المقرئ، و أبو علي النيسابوري الحافظ ، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن سهل النابلسي (9)،و أبو يعلى عبد اللّه بن محمّد بن أبي كريمة الصيداوي، و أبو سعيد محمّد بن أحمد بن بشر الهمداني (10)،و أبو أحمد بن عدي، و أبو سعيد أحمد بن محمّد بن رميح النّسوي الحافظ ، و أبو سليمان محمّد بن الحسين بن علي الحرّاني - نزيل بغداد - و أبو هانئ خطي بن أحمد بن محمّد بن القاسم

ص: 318


1- في «ز»: و أبي خالد بن زيد، تصحيف.
2- في «ز»: رميح.
3- في «ز»: سالم.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: المقدسي.
5- كذا بالأصل و د، و في «ز»: مسلمة.
6- كذا بالأصل و د، و في «ز»: سالم.
7- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الخزاز.
8- كذا بالأصل و د، و في «ز»: سوار.
9- كذا بالأصل، و في د، و «ز»: البالسي، تصحيف، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 128/16.
10- في «ز»: الهمذاني.

السلمي الصوري، و أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن أسد الأسدي القنوي (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه حسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن قتيبة، حدّثنا عبد الوهّاب بن عبد الرحيم - من أهل غوطة دمشق - حدّثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن الصّبّاح بن محمّد بن أبي حازم، عن مرة، عن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه - عزّ و جل - قسم بينكم أخلاقكم، كما قسم بينكم أرزاقكم، و إنّ اللّه يعطي الدنيا من يحبّ و من لا يحبّ ، و لا يعطي الدّين إلاّ من يحبّ ، و الذي نفس محمّد بيده، لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه و لسانه، و لا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه» قلنا: يا رسول اللّه، ما بوائقه ؟ قال:«غشمه و ظلمه، و لا يكتسب عبد مالا من حرام فينفق منه، فيبارك له فيه، و لا يتصدق منه فيقبل منه، و لا يتركه خلف ظهره إلاّ كان زاده إلى النار، إنّ اللّه لا يمحو السيئ بالسيئ، و لكن يمحو السيئ بالحسن، إنّ اللّه - عزّ و جل - لا يمحو الخبيث بالخبيث»[11038].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين (2) بن عبد الملك، أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن قتيبة، حدّثنا أبو عمير بن النحاس، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة قال: رئي عبادة بن الصامت على سور بيت المقدس و هو يبكي، فقلت: يا أبا الوليد، ما يبكيك ؟ قال:

من هذا، أرانا (3) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أنه رأى مالكا يقلّب الجمر كالقطف (4).

قال أبو بكر قال ابن جوصا: كتبت هذا الحديث عن ابن قتيبة منذ أربعين سنة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبو نصر بن طلاّب، أنبأنا أبو الحسن عطية اللّه بن عطاء اللّه - بصيدا - حدّثنا أبو يعلى عبد اللّه بن محمّد بن أبي كريمة (5)-إملاء - أنبأنا محمّد بن الحسن بن قتيبة - قراءة عليه بالرملة - حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن هشام بن يحيى (6) بن يحيى الغسّاني - ببيت لهيا - حدّثني أبي، بحديث ذكره.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف

ص: 319


1- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن د، و في «ز»: التستري.
2- في «ز»: الحسن.
3- كذا بالأصل، و د، و «ز».
4- القطف: جمع قطيفة، و هي دثار مخمّل (القاموس المحيط ).
5- في «ز»: كريم.
6- «بن يحيى» لم تكرر في د، و «ز».

قال: سألت أبا الحسن الدارقطني عن أبي العباس محمّد بن الحسن بن قتيبة بن زيادة بن الطّفيل اللّخمي. فقال: ثقة،[قال ابن عساكر:] (1) في الأصل ريان، و الصواب: زيادة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، أنبأنا أبو علي الحسين بن (2) علي بن يزيد الحافظ و أنا سألته، أنبأنا محمّد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني و كان من أماثل الشام، فذكر عنه حديثا.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنبأنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قال: سمعت عبد الرحيم بن محمّد بن المجاشعي الأصبهاني بالرملة يقول: أردت الخروج إلى هلال بن العلاء و عثمان بن خرّزاذ فلم يقضي (3)،فلما رزقت ابن قتيبة هان عليّ هذا، أو كما قال (4).

6233 - محمّد بن الحسن بن محمّد بن زياد بن هارون بن جعفر بن سند

6233 - محمّد بن الحسن بن محمّد بن زياد بن هارون بن جعفر بن سند (5)

أبو بكر المقرئ البغدادي المعروف بالنقّاش (6)

أصله من الموصل، و سكن بغداد.

و قرأ القرآن على أبي بكر محمّد بن عبد اللّه بن فليح، و الحسن بن العبّاس الرّازي بالري، و أبي الحارث محمّد بن أحمد الرّقّي بطرسوس، و أبي عبد الرّحمن محمّد بن شعيب بالبصرة، و حسنون بن الهيثم الدويري، و هارون بن موسى بن شريك الأخفش، و أبي ربيعة محمّد بن إسحاق بن وهب الرّبعي، و أبي علي الحسن بن الحباب بن مخلد الدقّاق، و أبي علي الحسن (7) بن الحسين بن علي الصوّاف.

و قرأ بدمشق على أحمد بن أنس بن مالك، و سمع منه، و من جعفر بن أحمد بن عاصم ابن الروّاس، و عمرو بن حازم القرشي، و أبي سعيد الدمشقي، و إبراهيم بن دحيم، و إسحاق

ص: 320


1- زيادة منا للإيضاح.
2- في «ز»: ابن أبي يزيد.
3- كذا بالأصل، و د، و «ز».
4- ذكر الذهبي في سير الأعلام قال: لعلّه توفي سنة عشر [و ثلاثمائة] أو نحوها.
5- بالأصل و د: سنك، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و تاريخ بغداد.
6- ترجمته في تاريخ بغداد 201/2 و معجم الأدباء 146/18 و وفيات الأعيان 298/4 تذكرة الحفاظ 908/3 و ميزان الاعتدال 520/3 و الوافي بالوفيات 345/2 و غاية النهاية 119/2 و سير أعلام النبلاء 573/14 و معرفة القراء الكبار 209/1 و المنتظم 14/7 و لسان الميزان 132/5.
7- في معرفة القراء الكبار: الحسين، تصحيف.

ابن إبراهيم بن أبي حسّان، و سمع بغيرها من إسحاق بن سنين الختّلي، و أبي مسلم الكجّي، و محمّد بن علي بن زيد الصائغ، و يوسف بن الحسين الرازي، و إبراهيم بن زهير الحلواني، و أبي جعفر مطيّن الحضرمي، و الحسين بن إدريس الهروي، و الحسن بن سفيان.

قرأ عليه أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران، و أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري، و أبو الحسن علي بن محمّد بن يوسف بن يعقوب بن العلاّف، و أبو الحسن الحمّامي، و أبو الفرج عبد الملك بن بكران النّهرواني، و القاضي أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عبدون الشافعي.

و روى عنه أبو بكر بن مجاهد، و جعفر بن محمّد الخلدي، و أبو الحسن الدارقطني، و أبو حفص بن شاهين، و أبو علي أحمد بن محمّد بن أحمد الأصبهاني المقرئ نزيل دمشق، و أبو الحسن علي بن أحمد بن داود الرّزّاز، و أبو علي بن شاذان، و أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم، و أبو الحسن بن رزقويه، و أبو الحسين بن الفضل، و أبو الفتح ابن أبي الفوارس، و أبو الحسن بن الحمامي، و أبو القاسم الحرفي (1).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (2) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان البزاز - بعكبرا - حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن زياد النقّاش - إملاء - حدّثنا محمّد بن عبد الصّمد المقرئ - بالمصيصة - و أحمد بن حمّاد بن سفيان القاضي، و أحمد بن محمّد بن هشام بطبرستان، و الحسين بن إدريس الأنصاري - بهراة - و نصر بن منصور النحوي بحمص، و إسماعيل بن قيراط بدمشق، و محمّد بن الحسن بن قتيبة بالرملة، و أحمد بن أبي موسى، و الفضل بن محمّد الأنطاكيان بأنطاكية، و محمّد بن أيوب القلاّ بطبرية، و يحيى بن إبراهيم القاضي بحمص، قالوا: حدّثنا كثير بن عبيد، حدّثنا بقية، عن إسماعيل بن عياش، عن هشام ابن عروة، عن عائشة قالت: قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: إن يدعون من دونه إلاّ انثى (4) إلاّ نصر بن منصور قال في حديثه: حدثنا كثير، قال: نبأنا بقية و المعافى عن إسماعيل بن عياش.

ص: 321


1- في «ز»: الحرشي. و الحرفي بضم الحاء المهملة و سكون الراء المهملة، و هو بياع البزور المشتبه للذهبي ص 226 و هو عبد الرحمن بن عبيد اللّه الحرفي الحربي البغدادي.
2- زيادة عن د، و «ز»، لتقويم السند.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 202/2.
4- سورة النساء، الآية:116 و القراءة المشهورة: إناثا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن علي بن عبد اللّه الزّجّاجي الطبري، أنبأنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم الفرضي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن محمّد بن زياد النقّاش المقرئ، حدّثنا أبو الجهم عمرو بن حازم القرشي بدمشق، حدّثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن التميمي، حدّثنا الوليد، حدّثنا هشام بن حسّان (1)،عن أنس بن مالك (2) قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«شفاء عرق النساء ألية شاة أعرابية، تذاب ثم تقسم ثلاثة أجزاء، يشربه ثلاثة أيام على الريق، كل يوم جزء»[11039].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم - قراءة عليه - أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي - قراءة عليه - أنبأنا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن محمّد بن النعمان - بالرملة - حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسن النقّاش المقرئ، حدّثنا أبو غالب ابن بنت معاوية بن عمرو، حدّثنا جدي معاوية بن عمرو.

ح و أخبرنا (3) أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، أنبأنا محمّد بن يوسف بن يعقوب الرقّي، حدّثنا محمّد بن الحسن النقّاش المقرئ، حدّثنا أبو غالب ابن بنت معاوية بن عمرو، حدّثنا جدي (4)(5) عن زائدة، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّي سألت اللّه - عزّ و جلّ - أن لا يقبل دعاء حبيب على حبيبه» (6)[11040].

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن (7) الغسّاني، قالا: حدّثنا[-و] (8) أبو منصور المقرئ، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (9)،حدّثني أبو القاسم الأزهري، عن أبي الحسن علي بن عمر الحافظ قال: حدّث أبو بكر النقّاش بحديث أبي غالب على ابن أحمد بن النضر أخي أبي بكر ابن بنت معاوية بن عمرو لأبيه فقال: حدّثنا أبو غالب، حدّثنا جدي معاوية بن عمرو،

ص: 322


1- بعدها في د:«عن أنس بن سيرين بن أنس بن مالك» و في «ز»: عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك.
2- بعدها في «ز»: رضي اللّه عنه.
3- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
4- كتب فوقها بالأصل: إلى.
5- في «ز»: جدي معاوية بن عمرو.
6- سير أعلام النبلاء 575/15 و معرفة القرء الكبار 296/1.
7- بالأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و د.
8- زيادة عن د، و «ز»، لتقويم السند.
9- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 202/2-203.

عن زائدة، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«سألت اللّه أن لا يستجيب دعاء حبيب على حبيبه» فأنكرت عليه هذا الحديث، و قلت له: إنّ أبا غالب ليس هو ابن بنت معاوية، و إنّما هو أخوه لأبيه. ابن بنت معاوية، و معاوية بن عمرو ثقة، و زائدة من الأثبات الأئمة، و هذا الحديث كذب موضوع مركّب، فرجع عنه [و قال:] (1) هو في كتابي و لم أسمعه من أبي غالب، و أراني كتابا له فيه هذا الحديث على ظهره أبو غالب، حدّثنا جدي: قال أبو الحسن: و أحسب أنه نقله من كتاب عنده أنه صحيح، و كان هذا الحديث مركبا في الكتاب على أبي غالب، فتوهم أبو بكر أنه من حديث أبي غالب و استغربه و كتبه، فلما وقفنا عليه رجع عنه.

قال أبو الحسن: و حدّث بحديث عن يحيى بن محمّد بن صاعد فقال فيه: حدّثنا يحيى ابن محمّد المدني (2)،حدّثنا إدريس بن عيسى القطان عن شيخ له ثقة - إما (3) إسحاق الأزرق أو زيد بن الحباب أحد هذين، الشك من أبي الحسن عن سفيان الثوري، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس قصة إبراهيم و الحسن و الحسين، و هذا [حديث] (4) باطل كذب على كلّ من رواه ابن صاعد فمن فوقه، و أحسب أنه وقع إليه كتاب لرجل غير موثوق به قد وضعه في كتابه، أو وضع له على أبي محمّد بن صاعد، فظنّ أنه من صحيح حديثه فرواه، فدخل عليه الوهم و ظنّ أنه من سماعه من ابن صاعد.

قال الخطيب: لا أعرف [وجه] (5) قول أبي الحسن في أبي غالب إنّه ليس بابن بنت معاوية بن عمرو لأنّ أبا غالب كان يذكر أن معاوية جده.

و أمّا حديث النقّاش عنه فقد رواه عنه أيضا أبو علي الكوكبي، أنبأنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، حدّثنا إسماعيل بن سعيد المعدل، حدّثنا أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثنا أبو غالب علي بن أحمد ابن بنت معاوية بن عمرو، حدّثني جدي معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن الليث، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«سألت ربي - عزّ و جل - أن لا يشفع حبيبا يدعو على حبيبه»[11041].

ص: 323


1- مطموسة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
2- في تاريخ بغداد و «ز»، و د: المديني.
3- بالأصل:«أنبأنا» تصحيف، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد و في د: نا.
4- زيادة عن تاريخ بغداد.
5- استدركت عن هامش الأصل، و بعدها صح.

قال الخطيب: و الحديث الثاني إنّما هو عن زيد بن الحباب لا عن إسحاق الأزرق:

و قد أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ، حدّثنا محمّد بن الحسن النقّاش، حدّثنا يحيى بن محمّد بن عبد الملك الخيّاط ، حدّثنا إدريس بن عيسى المخزومي (1)القطّان، حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنا سفيان الثوري عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه، عن ابن عباس قال: كنت عند النبي صلّى اللّه عليه و سلم و على فخذه الأيسر ابنه إبراهيم، و على فخذه الأيمن الحسين بن علي، تارة يقبّل هذا و تارة يقبّل هذا، إذ هبط عليه جبريل بوحي من ربّ العالمين، فلما سري عنه قال:«أتاني جبريل من ربّي فقال لي: يا محمّد إنّ ربك يقرأ عليك السّلام و يقول لك: لست أجمعهما لك، فافد أحدهما بصاحبه فنظر النبي صلّى اللّه عليه و سلم إلى إبراهيم فبكى، و نظر إلى الحسين فبكى ثم قال: إنّ إبراهيم أمه أمة و متى مات لم يحزن عليه غيري، و أم حسين فاطمة و أبوه علي ابن عمي، لحمي و دمي، و متى مات حزنت ابنتي و حزن ابن عمي، و حزنت أنا عليه، و أنا أؤثر حزني على حزنهما، يا جبريل تقبض إبراهيم فديته بإبراهيم»، قال: فقبض بعد ثلاث، فكان النبي صلّى اللّه عليه و سلم إذا رأى الحسين مقبلا قبّله و ضمّه إلى صدره و رشف ثناياه، و قال:«فديت من فديته بابني إبراهيم»[11042].

قال الخطيب: دلس النقاش ابن صاعد، فقال: حدّثنا يحيى بن محمّد بن عبد الملك الخيّاط ، و أقلّ مما شرح في أمر هذين الحديثين تسقط (2) به عدالة المحدّث و يترك الاحتجاج به.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنبأنا محمّد بن الحسن بن زياد المقرئ النقاش، حدّثنا إدريس بن عبد الكريم قال:

قال لي سلمة بن عاصم: أريد أن أسمع كتاب العدد من خلف، فقلت لخلف، فقال:

فليجئ، فلمّا دخل رفعه لأن يجلس في الصدر فأبى، و قال: لا أجلس إلاّ بين يديك، و قال: هذا حق (3) التعليم، فقال له خلف: جاءني أحمد بن حنبل يسمع حديث أبي عوانة فاجتهدت أن أرفعه فأبى و قال: لا أجلس إلاّ بين يديك، أمرنا أن نتواضع لمن نتعلّم منه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو منصور بن

ص: 324


1- سقطت من «ز».
2- بالأصل: سقط ، و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: حسن التعليم.

خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):محمّد بن الحسن بن محمّد (2) بن زياد بن هارون ابن جعفر بن سند أبو بكر المقرئ النقاش نسبه أبو حفص بن شاهين، و هو موصلي الأصل، و يقال: إنه مولى أبي دجانة، سماك بن خرشة الأنصاري، و كان عالما بحروف القرآن، حافظا للتفسير، صنّف فيه كتابا سمّاه: شفاء الصدور، و له تصانيف في القراءات و غيرها من العلوم، و كان سافر الكثير شرقا و غربا، و كتب بالكوفة، و البصرة، و مكة. و مصر، و الشام، و الجزيرة، و الموصل، و الجبال، و ببلاد خراسان، و ما وراء النهر، و حدّث عن إسحاق بن سنين (3) الختّلي، و أبي مسلم الكجّي، و إبراهيم بن زهير الحلواني، و محمّد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي، و محمّد بن علي بن زيد الصائغ المكي، و أحمد بن محمّد بن رشدين المصري، و محمّد بن عبد الرّحمن السامي، و الحسين بن إدريس الهرويين، و الحسن بن سفيان النّسوي، و خلق يطول ذكرهم، روى عنه أبو بكر بن [مجاهد و جعفر بن] (4) محمّد الخلدي، و أبو الحسن الدارقطني، و أبو حفص بن شاهين، و حدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، و محمّد بن الحسن (5) بن الفضل، و محمّد بن أبي الفوارس، و أبو الحسن بن الحمّامي المقرئ، و عبد الرّحمن بن عبيد اللّه الحربي، و جماعة آخرهم أبو علي بن شاذان، و في حديثه (6) مناكير بأسانيد مشهورة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (7):أما سند بفتح السين و النون فهو أبو بكر محمّد بن الحسن بن محمّد بن زياد بن هارون بن جعفر بن سند النقّاش المقرئ المشهور.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (8) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - الخطيب قال (9):ذكر محمّد بن أبي الفوارس أن مولد النقّاش في سنة ست و ستين و مائتين.

ص: 325


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 201/2-202.
2- «بن محمد» ليس في «ز».
3- في تاريخ بغداد، و «ز»: سفيان، تصحيف.
4- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل، و بعده صح.
5- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد: الحسين.
6- في تاريخ بغداد: أحاديثه.
7- الاكمال لابن ماكولا 258/4.
8- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
9- تاريخ بغداد 205/2.

قرأت على أبي القاسم بن السّمرقندي، عن أبي تمام علي بن محمّد، و أبي الغنائم محمّد بن علي بن علي، عن أبي الحسن الدارقطني.

ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا المبارك بن عبد الجبّار بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال:

تصحيف من أبي بكر محمّد بن الحسن النقاش المقرئ، كان يقول في دعائه في مجلس العامة على مر السنين و لم يجب: قد قصدتك و لا رجعت صفراء من عطائك، بفتح الصاد و الهمزة و المدّ، و إنّما هو: و لا رجعت صفرا من عطائك، بكسر الصاد و التنوين (1)، معناه فارغة، و كان يقول أيضا في دعائه: فيدرج إليك قوم أنت وجدتهم فابلجوا - بالجيم - و إنما هو فأفلحوا - بالحاء، و هو صحيح. و يقول بعده: و استعملتهم بطاعتك فربحوا، بالحاء، و هو صحيح.

و قال مرة:- فيما يحكيه عن الفرس - قال كسرى أبو شروان جعلها كنية، و إنما هو كسرى أنوشروان، بالنون (2).

و قال أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان المقرئ: سمعت فارس بن أحمد يقول:

سمعت عبد اللّه بن الحسين يقول: سمعت ابن شنبوذ يقول:

خرجت من دمشق منصرفا إلى بغداد و قد قرأت على الأخفش و إذا بقافلة مقبلة من بغداد و إذا في مقدمتها أبو بكر النقاش و بيده رغيف فقال لي: يا أبا الحسن ما فعل الأخفش ؟ قلت له: توفي، قال: ثم انصرف النقاش - و قال: قرأت على الأخفش (3) قال أبو عمرو الداني: النقاش مقبول الشهادة (4)أخبرنا أبو القاسم الخطيب، و أبو الحسن الزاهد، قالا: حدّثنا[-و] (5) أبو منصور المقرئ، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (6)،حدّثني عبيد اللّه بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمّد بن جعفر أنه ذكر النقّاش فقال: كان يكذب في الحديث، و الغالب عليه القصص.

قال الخطيب: و سألت أبا بكر البرقاني عن النقاش فقال: كلّ حديثه منكر.

ص: 326


1- سير أعلام النبلاء 576/15.
2- سير أعلام النبلاء 576/15.
3- سير أعلام النبلاء 577/15.
4- سير أعلام النبلاء 577/15.
5- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 205/2.

قال الخطيب: و حدّثني من سمع أبا بكر ذكر تفسير النقّاش فقال: ليس فيه حديث صحيح.

قال الخطيب: و حدّثني محمّد بن يحيى الكرماني قال: سمعت هبة اللّه بن الحسن الطبري، ذكر تفسير النقّاش فقال: ذاك أشفى (1) الصدور و ليس بشفاء الصدور.

قال الخطيب: و سمعت أبا الحسين بن الفضل القطّان يقول: حضرت أبا بكر النقّاش و هو يجود بنفسه في يوم الثلاثاء لثلاث خلون من شوال سنة إحدى و خمسين و ثلاثمائة فجعل يحرّك شفتيه بشيء لا أعلم ما هو، ثم نادى بعلو صوته: لِمِثْلِ هٰذٰا فَلْيَعْمَلِ الْعٰامِلُونَ (2)، يرددها ثلاثا، ثم خرجت نفسه.

قال الخطيب: و سمعت أبا الحسن بن رزقويه يقول: توفي محمّد بن الحسن النقّاش في سنة إحدى و خمسين و ثلاثمائة.

قال الخطيب: و أنبأنا الحسن بن أبي بكر قال: توفي أبو بكر النقّاش يوم الثلاثاء ليومين مضيا من شوال سنة إحدى و خمسين و ثلاثمائة، و دفن غداة يوم الأربعاء.

قال الخطيب: و في داره دفن، و كان يسكن دار القطن.

6234 - محمّد بن الحسن بن محمّد بن أحمد بن روح أبو الفتح المقرئ

سمع خيثمة بن سليمان الحيدري، و علي بن محمّد بأطرابلس (3)،و القاضي أبا سعيد الحسن بن إسحاق بن بلبل، و القاضي أبا نصر محمّد بن محمّد النيسابوري، و عمّ أبيه أبا البهاء ميمون بن أحمد بن روح.

سمع منه أبو صالح محمّد بن المهذب بن علي بن المهذب بن أبي حامد المقرئ، سنة أربع و ثمانين و ثلاثمائة، و روى عنه.

6235 - محمّد بن الحسن بن محمّد أبو جعفر الطّبري الفقيه الشافعي

المعروف بالغازي

حدّث بدمشق عن أبي العباس محمّد بن إسحاق النيسابوري السّرّاج، و أبي الحسن محمّد بن شعيب الطّبري - بطبرستان-.

روى عنه: أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه بن أحمد بن عبدان الصفّار.

ص: 327


1- الأصل:«لشفا» و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
2- سورة الصافات، الآية:61.
3- في «ز»: بطرابلس.
6236 - محمّد بن الحسن بن محمّد بن الحسن بن القاسم بن درستويه أبو عبد اللّه

حدّث عن أبيه.

روى عنه: عبد العزيز الكتّاني، و علي بن الخضر، و نجا بن أحمد العطار.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا محمّد بن الحسن بن محمّد بن الحسن بن القاسم بن درستويه - قراءة عليه - حدّثنا أبي أبو علي الحسن، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عمارة، حدّثنا عبدة بن عبد الرحيم المروزي، حدّثنا أبو رجاء قتيبة بن سعيد، حدّثنا راشد (1) بن سعد، عن عبد الرّحمن بن زياد، عن عتبة بن حميد، عن عبادة بن نسي، عن عبد الرّحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إذا توضأ مسح وجهه بطرف ثوبه[11043].

[قال ابن عساكر:] (2) كذا فيه، و الصواب: رشدين بن سعد المصري (3)،فأما راشد بن سعد (4) فهو حمصي، لم يدركه قتيبة.

و قد أخبرناه عاليا على الصواب أبو علي الحداد في كتابه، و حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا جعفر بن محمّد الفريابي، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا رشدين بن سعد، عن عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم، عن عبيد بن حميد، عن عبادة بن نسي، عن عبد الرّحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل قال:

رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إذا توضأ مسح وجهه بطرف ثوبه[11044].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني قال: توفي شيخنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن بن درستويه في المحرّم سنة ثمان و ثلاثين و أربع مائة، حدّث عن والده .

6237 - محمّد بن الحسن بن محمّد أبو الفتح بن أبي علي الأسدآباذي الصّوفي

6237 - محمّد بن الحسن بن محمّد أبو الفتح بن أبي علي الأسدآباذي (5) الصّوفي

سمع بدمشق أبا محمّد بن أبي نصر، و بصور: أبا عبد اللّه الحسين بن محمّد بن أحمد

ص: 328


1- كذا بالأصل و د، و «ز»، و سينبه المصنف إلى الصواب في آخر الحديث.
2- الزيادة منا للإيضاح.
3- هو رشدين بن سعد بن مفلح بن هلال المهري أبو الحجاج المصري، ترجمته في تهذيب الكمال 206/6.
4- هو راشد بن سعد الحبراني الحمصي، ترجمته في تهذيب الكمال 95/6.
5- الأسدآبادي بفتح الألف و السين و الدال المهملتين.. و في آخرها الذال هذه النسبة إلى أسدآباذ بليدة على منزل من همذان إذا خرجت إلى العراق (الأنساب) و بالأصل و د، و «ز»: الأسدآبادي، بالدال المهملة.

ابن المنيقير الحلبي، و أبا نصر بن الجبّان (1)،و أبا إسحاق إبراهيم بن علي بن عبد اللّه الغازي (2)،و أبا محمّد إسماعيل بن عمرو المقرئ الحداد بمصر، و عبد الوهّاب بن الحسين ابن برهان بصور، و أبا نصر السّجستاني الحافظ و غيرهم.

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و أبو الفتيان عمر بن علي بن الحسن الدّهستاني، و أبو القاسم مكي بن عبد السّلام بن الحسين المقدسي، و حدّثنا عنه أبو الفرج الصوري.

أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي - قراءة - أنا أبو الفتح محمّد بن الحسن بن محمّد الأسدآباذي (3)-بقراءتي عليه بصور - أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن أحمد الحلبي البزار المعروف بابن المنيقير بدمشق في جامعها، حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن عطاء الرّوذباري (4)-إملاء بصور - حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز - إملاء سنة إحدى عشرة و ثلاثمائة - حدّثنا أبو الأحوص محمّد بن حيان إملاء سنة أربع و عشرين و مائتين، حدّثنا حميد بن عبد الرّحمن الرواسي، حدّثني أبي عن عبد الكريم بن سليط (5)،عن ابن بريدة، عن أبيه قال:

لما زوج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فاطمة عليها السلام قال [لها] (6) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم (7):«لا بدّ للعرس من وليمة»، ثم أمر بكبش فجمعهم عليه[11045].

أنبأنا أبو الفرج و نقلته من خطه، أنبأنا أبو الفتح محمّد بن الحسن بن محمّد الأسدآبادي (8)،أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم التميمي - بدمشق - أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن أبي ثابت، حدّثنا الحسن بن عرفة، حدّثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم بن أبي النجود، عن زرّ بن حبيش، عن عبد اللّه بن مسعود قال (9):

كنت أرعى غنما لعقبة، فمرّ بي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و أبو بكر، فقال:«يا غلام هل من لبن ؟» قلت: نعم، و لكن مؤتمن، قال:«فهل من شاة لم ينز عليها الفحل ؟» قال: فأتيته، فمسح

ص: 329


1- بالأصل و «ز»: الحبان، تصحيف، و التصويب عن د.
2- الأصل و د، في «ز»: الفارسي.
3- في «ز»: الاسترابادي.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الروزآباذي.
5- في «ز»: سبيط .
6- زيادة عن «ز».
7- من قوله: فاطمة إلى هنا سقط من د.
8- في «ز»: الاسترابادي.
9- تقدم الحديث في ترجمة عبد اللّه بن مسعود 69/33 و ما بعدها من طرق عدة (راجع تاريخ مدينة دمشق ط دار الفكر 51/33 رقم 3573).

ضرعها، فنزل اللبن، فشرب و سقى أبا بكر ثم قال للضرع:«اقلص» فقلص، فأتيته بعد هذا فقلت: يا رسول اللّه علّمني من هذا القول، قال: فمسح يده على رأسي فقال:«يرحمك اللّه، إنّك لغليّم معلّم»[11046].

قرأت بخط أبي الفرج، سألت أبا الفتح عن مولده فقال: في سنة أربعمائة، قال غيث:

سكن صور و كتبنا عنه، و كان ثقة دينا من أهل الستر، و كان عنده من الحديث قطعة جيدة، كتب لي بخطه أكثرها، و كان حسن الطريقة، شديد العزلة، مقبلا على شأنه، رحمه اللّه (1).

سمع منه أبو بكر الحافظ ، و حدّث عنه من غير كتابة عن اسمه أو نسبه، خرج من صور طالبا للقدس، فأقام بالرملة مدة يسيرة، و توفي بها في دويرة الفقراء في سنة سبع و ستين و أربعمائة، كذلك حدّثني ولده حمزة، و حدّثني بعض الصوفية أن وفاته كانت في شهر ربيع الآخر، كتب إليّ مكي بن عبد السّلام يذكر أنها كانت في جمادى، فاللّه أعلم.

6238 - محمّد بن الحسن بن منصور أبو عبد اللّه الموصلي

المعروف بابن الأقفاصي الشاعر النقّاش الضرير

قدم دمشق، و امتدح بها جماعة من المقدمين.

كتبت عنه شيئا من شعره، و كنت قد رأيته ببغداد في رحلتي الأولى، و قدمها ممتدحا لابن صدقة وزير الخليفة المسترشد باللّه.

أنشدنا أبو عبد اللّه بن الأقفاصي بدمشق لنفسه.

أحبابنا لا تهجروا *** فتهاجر الأحباب هجر

و صلوا ففي طيّ الوصال *** للوعي طيّ و نشر

أبديتم ما كنت من *** وجد بكم أبدا أسرّ

و أعدتم بصدودكم *** بيض المدامع و هي حمر

و حياتكم، و كفى بها *** لمتيم قسما يبرّ

ما عاينت عيناي بع *** د فراقكم شيئا يسرّ

و هي طويلة.

و أنشدنا لنفسه:

ص: 330


1- في «ز»: رحمة اللّه عليه.

أمر الصّبابة لي و نهي العاذل *** شغلا معا قلبي بشغل شاغل

فالبحر من قطر انسكاب مدامعي *** و الجمر من شرر التهاب بلابلي

أنا كالكواكب ذو رقاد هاجر *** حتى التناد ذو سهاد واصل

متردد الأنفاس بين تأوّه *** عبل الزفير و بين صبر ناحل

أرق يحدث عن غرام نازل *** بين الضلوع و عن سلوّ راحل

دبّت على كبدي عقارب لوعة *** باشرتها بسهام وجد قاتل

فتردّدت في الخدّ بيض مدامعي *** لفراق بيض كالبدور عقائل

و رأيت لبّة مهجتي قد صمخت *** بدم على أصل الصبابة سائل

و أنشدنا لنفسه:

لئن كنت عن ناظري غائبا *** فإنّك في خاطري حاضر

و إن كنت لي هاجرا ناسيا *** فإنّي لك الواصل الذاكر

و أنشدنا له:

يا نصير الإمام قد عوقب العبد *** بأوفى من ذنبه و احترامه

و رمته يد التعتب عن قوس *** التجني بمصميات سهامه

نثرت (1) لؤلؤ المدامع في خدّيه *** من سلك نثره و نظامه

و أرته العبوس في وجه الأيك *** بعد ابتهاجه و ابتسامه

ضحوة إن تواصلت و استمرت *** فرّقت بين جفنه و منامه

و أنشدنا له:

لو لا مغازلة الغزال الأكحل *** ما بعت عزّ نباهتي حتى بتذلّل

و وصلت حبل صبابة بكآبة *** قطعت رجائي من ديار الموصل

فترحلت روحي و لم أشعر بها *** في إثر ذاك الشادن المترحّل

قمر تكامل حسنه و جماله *** فتجمّلي في حبّه لم يجمل

حلّت مباسمه عقود تجلّدي *** فيه، و عقد وصاله لم يحلل

و ثنت معاطفه قضيب أراكة *** و رنت لواحظه بمقلة مطفل (2)

ص: 331


1- في «ز»: نشرت.
2- المطفل: ذات الطفل من الإنسان و الوحش، معه طفلها.

فللحظه و للفظه في مهجتي *** عضب (1) يفصل مفصلا عن مفصل

ولّى فأولى كلّ قلب ترحة *** و سرى بقلبي في الركاب الأوّل

فتهلّلت وجدا سحائب أدمعي *** كندى شجاع الدولة المتهلّل

و أنشدنا لنفسه في البراغيث:

ما للبراغيث أشباه تقاس بها *** إلاّ أفاعي (2) بقيعان الفلا رقش

و ربّ ليل طويل بتّ ساهره *** حتى الصباح و عقلي طائر دهش

و للبراغيث جيش قد منيت به *** على قتالي في الظلماء منكمش

كأن ظهر فراشي حين يفرش لي *** منهن بالحسك المنثوث منفرش

فلو رأيت انفرادي في الظلام و ما *** فيهن إلاّ ظلوم واثب هرش

حسبتني ملكا للروم أوقعه *** صرف الزمان بأرض (3) أهلها حبش

فأنكروا منه لونا غير لونهم *** فكلما مكنوا من لحمه نهشوا

انظر إلى مقلتي من طول ما سهرت *** منهنّ كيف اعترى أجفانها العمش

6239 - محمّد بن الحسن بن الوليد بن موسى بن سعيد بن راشد بن يزيد بن قندس

ابن عبد اللّه أبو العباس الكلابي

أخو تبوك و عبد الوهّاب.

سمع في الغربة.

و روى عن أبي صالح القاسم بن الليث الرّسعني، و أبي يعقوب إسحاق بن أحمد القطّان، و أبي عبد الرّحمن النسائي.

روى عنه: أبو نصر بن الجبّان (4)،و أبو الحسن بن عوف، و مكي بن محمّد، و أبو الحسين الميداني، و أبو عبد اللّه شعيب بن عبد الرّحمن بن عمر بن نصر.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو نصر بن الجبّان (5)،أنبأنا أبو العباس محمّد بن الحسن بن الوليد الكلابي أخو تبوك، حدّثنا أبو

ص: 332


1- العضب: السيف القاطع.
2- كذا بالأصل، و د، و «ز».
3- بالأصل: باض، و المثبت عن د، و «ز».
4- في «ز»: الحيان، تصحيف.
5- بالأصل:«الحبان» و في «ز»: «الحيان» تصحيف، و المثبت عن د.

صالح القاسم بن الليث الرّسعني - إملاء - حدّثنا أبو حفص عمرو (1) بن علي بن بحر (2)الفلاس، حدّثنا خالد بن الحارث، حدّثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أعتق صفية و جعل ذلك لها صداقا[11047].

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، ثم حدّثنا أبو الحسن علي بن سليمان المرادي عنه، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه، أخبرني نصر بن محمّد القطّان، قال: سمعت أبا جعفر (3) محمّد بن الحسن الكلابي بدمشق يقول:

سمعت عبد اللّه بن محمّد يقول: سمعت عصاما يقول: سمعت المزني يقول: كان الشافعي رحمه اللّه وضع كتاب السبق و الرمي بسببي و أملاه عليّ .

[قال ابن عساكر:] (4) كذا كنّاه.

قرأت بخط أبي الحسين الميداني، أنبأنا أبو العباس محمّد بن الحسن بن الوليد بن موسى الكلابي في سنة خمس و خمسين و ثلاثمائة بحديث ذكره.

6240 - محمّد بن الحسن الخشني

6240 - محمّد بن الحسن الخشني (5)

حدّث عن الوليد بن مسلم.

روى عنه: محمّد بن غالب.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد، قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو الحسن بن عبدان، أنبأنا أحمد بن عبيد، حدّثنا محمّد بن غالب، حدّثنا محمّد بن الحسن الخشني، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا روح بن جناح عن مولى عمر بن عبد العزيز، عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه.

عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم في قوله: يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سٰاقٍ (6) قال:«عن نور عظيم يخرّون له سجّدا»[11048].

ص: 333


1- في «ز»: «عمر» تصحيف.
2- مطموسة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
3- كذا وردت كنيته هنا بالأصل، و د، و «ز». و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى هذا.
4- زيادة منا للإيضاح.
5- أخرت ترجمته في «ز» إلى ما بعد تاليه، و كتب فوقه: مؤخر.
6- سورة القلم، الآية:42.
6241 - محمّد بن الحسن العماني

6241 - محمّد بن الحسن العماني (1)

حدّث بدمشق.

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني، و ذكر أنه نقله من خط بعض أصحاب الحديث في تسمية من سمع منه بدمشق سنة ست عشرة و ثلاثمائة محمّد بن الحسن العماني.

6242 - محمّد بن الحسن أبو الحارث الرملي

سمع بدمشق صفوان بن صالح.

روى عنه: الحسين بن الحسين بن عبد الرّحمن الأنطاكي.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ علي إسناده - أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا المعافى بن زكريا، حدّثنا الحسين بن الحسين بن عبد الرّحمن الأنطاكي (2)،حدّثنا محمّد بن الحسن - يعني - أبا الحارث الرملي، حدّثنا صفوان بن صالح الدمشقي، حدّثنا الوزير بن صبيح الثقفي، حدّثنا يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في قول اللّه عزّ و جل: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (3)«من شأنه يغفر ذنبا و يكشف كربا و يجيب داعيا و يرفع قوما و يضع آخرين»[11049].

6243 - محمّد بن الحسن بن معيّة الحسني

6243 - محمّد بن الحسن بن معيّة الحسني (4)

شاعر، سكن أطرابلس.

روى عنه شيئا من شعره أبو البركات بن عبيد اللّه العلوي.

أنشدنا أبو سعد بن السمعاني المروذي بدمشق، أنشدنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن حمزة الكوفة بها، أنشدنا أبو البركات بن عبيد اللّه العلوي بأطرابلس (5)،أنشدنا محمّد بن الحسن بن معيّة الحسني (6) لنفسه ارتجالا في صديق له ركب البحر إلى الإسكندرية من أطرابلس (7):

ص: 334


1- قدمت ترجمته في «ز» إلى ما قبل الترجمة السابقة، و كتب فوقه: مقدم.
2- من أول الخبر إلى هنا سقط من «ز».
3- سورة الرحمن، الآية:29.
4- في «ز»: الخشني.
5- في «ز»: بطرابلس.
6- في «ز»: الخشني.
7- في «ز»: طرابلس.

قرّبوا للنوى القوارب كيما *** يقتلوني ببينهم و الفراق

شرعوا في دمي (1) بتشديد شرع (2) *** تركوني من شدّها في وثاق

قلعوا حين اقلعوا لغوادي *** ثم لم يلبثوا كقدر الفواق

ليتهم حين و دعوني و ساروا *** رحموا عبرتي و طول اشتياقي

هذه وقعة الفراق فهل *** أحيا ليوم يكون فيه التلاقي ؟

6244 - محمّد بن الحسن أبو بكر الهروي المقرئ الضرير

حدّث بدمشق بكتاب «الغاية في القراءات» لأبي بكر بن مهران الأصبهاني (3) عن أبي محمّد إسماعيل بن إبراهيم بن محمّد المقرئ الهروي عن ابن مهران.

سمع منه أبو الرضا المحسن بن المحسن بن محمّد الأنصاري الفرّاء.

6245 - محمّد بن الحسن أبو الحسن الكفرطابي الأديب

6245 - محمّد بن الحسن أبو الحسن الكفرطابي الأديب (4)

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي:

محمّد بن الحسن أبو الحسن الدمشقي المعروف بابن الكفرطابي من أهل الأدب، مليح الشعر، حسن الحفظ ، ذو مروّة، حدّثني هو، و حدّثني عنه جماعة أنه أنفق في المعاشرة على الأصدقاء، و في الصلات، و الكساء، و المركوب أكثر من خمسة آلاف دينار كان خلّفها له أبوه و كان أحد الشهود في زمن القاضي الزيدي، ثم ترك ذلك فيما بعد، اجتمعت به بدمشق، و ذاكرته بشيء من الشعر و أخبار الناس، فرأيته حسن التأني، جيد الإيراد، و أنشدني بدمشق من شعره شيئا لا بأس به، و رأيت رأيه على ما ظهر لي منه - رأي الفلاسفة، و الميل إليهم.

أنشدني محمّد بن الحسن لنفسه:

أ ظننتي من سلوة أنساك *** أعصي الهوى و أطيع فيك عداك

لا تحسبي قلبي يقلّبه الهوى *** أبدا، و لا يصفى هوىّ لسواك

غادرتني حيران أذرف دمعتي *** و أعالج الزفرات من ذكراك

قد بثّ سلطان الفراق جيوشه *** في مهجتي، و أظنّ فيه هلاكي

ص: 335


1- في «ز»: ذمتي.
2- جمع شراع، شرع، سكنت الراء للوزن.
3- هو أحمد بن الحسين بن مهران أبو بكر الأصبهاني النيسابوري ترجمته في معرفة القراء الكبار 347/1 رقم 274.
4- ترجمته في الوافي بالوفيات 356/2.

إن صحّ عزمك في الفراق فإنّني *** يوم الفراق أعدّ من قتلاك

قال غيث: سألت أبا عبد اللّه بن الخيّاط الشاعر عن الكفرطابي فقال: شعره صالح، و تندر له الأبيات الجيدة، قلت: كان عندنا بصور، و بلغني أنه أنفق جملة دنانير فقال: هو من أولاد الشهود، و خلّف له أبوه عشرة آلاف دينار أنفقها.

قرأت بخط أبي القاسم عبد اللّه بن أحمد بن صابر، أنشدنا الشيخ أبو الحسن محمّد بن الحسن الكفرطابي بباب الصغير لنفسه (1):

قد عبّرت عبرتي عن سرّ أجفاني *** و حاورت حيرتي من قبل إعلاني

لا تسألوا كيف حالي بعد بعدكم *** قد خبّرتكم شئون العين عن شأني

قال: و أنشدنا أبو الحسن لنفسه:

و دوح نزلناه فمدّ ستائرا *** و ناب عن القينات فيه حمام

مددنا شراع اللهو في كل روضة *** و طنّب (2) فيه للسرور خيام

عجبت له أنّى تشيب غصونه *** أوان شباب و الزمان غلام

و أيامنا بالنير (3) بين كأنها *** إذا ما ذكرنا طيبهن منام

و قد سالمتني في الزمان صروفه *** و بيني و بين الحادثات ذمام

و عيش نعمنا فيه صاف من القذى *** و أعين ريب الدهر عنه نيام

قرأت بخطه أيضا: أنشدنا الشيخ أبو الحسن محمد بن الحسن (4) الكفر طابي لنفسه:

دنياك راقت لرقة الدين *** تغري بالغرور ترديني

تحول دون المنى المنون بها *** و كل حين داع إلى حين

من سنة الغفلة انتبه سنه *** عمرك لاه بالعين و العين

تلاف قبل التلاف يومك ذا *** أو خف غدا خفة الموازين

ذكر شيخنا أبو محمد بن الأكفاني أن أبا الحسن الكفر طابي الشاعر كانت وفاته بدمشق سنة ثمان و تسعين و أربعمائة.

ص: 336


1- البيتان في الوافي بالوفيات 356/2.
2- طنّب فيه: أي مدت أطنابه و طنبه و شدت. و الأطناب و الطنب بالضم و بضمتين حبل الخباء و السرادق (راجع اللسان، و تاج العروس).
3- النير بين تثنية نيرب: و النّيرب بالفتح ثم السكون و فتح الراء، قرية مشهورة بدمشق على نصف فرسخ.
4- صحفت بالأصل هنا إلى: الحسين.
6246 - محمد بن الحسن أبو عبد اللّه القرشي الشاعر المعروف بابن السّمين

سكن مصر.

وجدت له قصائد مدح ببعضها أبا الحسن علي بن طاهر بن جعفر السلبي النحوي، و رثى ببعضها تلميذا له اسمه أبو الحسن علي بن جعفر بن مسادة الأديب منها:

قصرت خطى ليلي و أخفق مطلبي *** و بعدت عما رمت بعد تقرّب

بفراق من فارقت عيشي بعده *** و فقدت في طول المسرّة مذهبي

لما نعى الناعي أبا الحسن انثنى *** عنى الرقاد و كان غير مجنب

قد كان يرضيني الزمان بقربه *** فاليوم طال على الزمان تغضّبي

قد كنت أحذر يومه فرأيته *** و القلب في يد طائر ذي مخلب

لما تشكى راع قلبي بالأسى *** فسهرت مرتقبا أفول الكوكب

و أتيته متطلبا لدوائه *** و الداء قد أعيا بداء المتطبب

عرق الجبين فمد كفّا بيننا *** كمودع ودعت يوم تقرب

و قضى فأية حسرة موقوفة *** عندي و أي عبرة لم تسكب

سلبوه فوق سريره أثوابه *** كالفجر جرد من أديم الغيهب

و مضوا به حملا على أعواده *** فكأنه ملك مشى في موكب

و أتوا به جدثا فغيب شخصه *** من بعد أن قد كان غير مغيب

لو كان وحي اللّه ناجاني به *** لظللت بين مصدّق و مكذب

ذكر من اسم أبيه الحسين من المحمّدين
6247 - محمّد بن الحسين بن أحمد بن بكر بن محمّد أبو علي الطبراني ثم البانياسي

حدّث عن عمّه أبي أحمد عبد اللّه بن بكر نزيل الأكواخ.

روى عنه: محمّد بن إسماعيل بن القاسم الحداد البانياسي.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن السّوسي، أنبأنا أبو الفرج الأسفرايني، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن القاسم بن الحسن الحداد - ببانياس - حدّثنا أبو علي محمّد بن الحسين بن أحمد بن بكر الطبراني، حدّثنا عمي أبو أحمد عبد اللّه بن بكر بن محمّد

ص: 337

الطبراني، حدّثني القاسم بن عطاء بن حاتم القاضي بجرجرايا، حدّثنا يعقوب بن إسحاق بن حميد بن عنبسة، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك (1) قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من صلّى أربعين يوما صلاة الفجر و عشاء الآخرة في جماعة، أعطاه اللّه براءتين:[براءة] (2) من النار، و براءة من النفاق»[11050].

6248 - محمّد بن الحسين بن أحمد بن الحسين بن إسحاق

أبو منصور الجعبري (3) الكوفي القاضي الخطيب الأمين

ولد بالكوفة حدود سنة ثمان و أربعمائة، و نشأ بها، و قرأ بها القرآن بروايات، و سمع بها الحديث من خاله أبي طالب بن النجار الكوفي، و دخل بغداد فأقام بها مدة، و قرأ بها الأدب على أبي الفتح بن برهان، ثم قدم دمشق في صحبة والده، و سمع بها أبا علي أحمد، و أبا الحسين محمّد ابني أبي محمّد بن أبي نصر، و أقام بها مدة، و تولّى بها القضاء و الخطابة نيابة عن الشريف أحمد الزيدي، ثم خرج بعد ذلك إلى أطرابلس (4) فأقام بها، و بلغه أن أهله و ابنه أبا القاسم قد توجهوا إلى أطرابلس فخرج لتلقيهم فأدركه أجله بحصن المنيطرة (5)،فمات في آخر سنة ثمان و ستين و أربعمائة.

ذكر لي ذلك ابن أخيه أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن الحسين، و أنشدني قال: كتب عمّي إلى ابن الماشلي الوزير:

أ سيّدنا الوزير نسيت نذري *** و قد شبكت خمسك بعد خمسي

و قولك: إن وليت الأمر يوما *** لأتّخذنّ نفسك مثل نفسي

فلمّا أن وليت جعلت حظي *** من الإنصاف بيعك لي ببخس

ص: 338


1- زيد بعدها في «ز»: رضي اللّه عنه.
2- زيادة للإيضاح عن كنز العمال رقم 19312.
3- في «ز»: الحيري. تصحيف و الجعبري نسبة إلى جعبر بالفتح ثم السكون و باء موحدة مفتوحة قلعة على الفرات بين بالس و الرقة قرب صفين (معجم البلدان).
4- في «ز»: طرابلس.
5- المنيطرة: حصن بالشام قريب من طرابلس (معجم البلدان).
6249 - محمّد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم بن عبد اللّه

أبو الحسن الآبري (1) ثم السجستاني (2)

محدّث مشهور.

سمع بدمشق و غيرها زكريا بن أحمد بن يحيى بن موسى البلخي، و محمّد بن يوسف الهروي، و مكحولا البيروتي، و أبا بكر بن خزيمة، و أبا العباس السّرّاج، و الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي، و أبا نعيم بن عدي، و أحمد بن محمّد بن الأزهر السّجزي، و أبا عبيد اللّه محمّد بن الربيع بن سليمان الجيزي، و محمّد بن سهل القهستاني، و أبا عروبة الحرّاني، و أبا الحسين محمّد بن عبد اللّه الرّازي بحمص.

روى عنه: علي بن بشرى السّجستاني (3)،و أبو بكر يحيى بن عمّار السّجزي.

و صنّف كتابا كبيرا في مناقب الشافعي (4).

أخبرنا أبو الفتوح عبد الخلاّق (5) بن عبد الواسع بن عبد الهادي الأنصاري، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد العميري، حدّثنا يحيى بن عمّار بن يحيى بن عمّار - إملاء - حدّثنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن عاصم الآبري (6)،حدّثنا أبو عروبة الحسين بن أبي معشر الحرّاني، حدّثنا إسحاق بن زيد، حدّثنا محمّد بن المبارك، حدّثنا يحيى بن حمزة، حدّثنا العلاء بن الحارث، عن مكحول، عن جابر قال: لا ألوم أحدا ينتمي (7) عند خصلتين:

عند إجرائه فرسه، و عند قتاله؛ و ذلك أنّي رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أجرى فرسه فسبق، فقال:«إنّه لبحر»، و رأيته يوما ضرب بسيفه في سبيل اللّه فقال:«خذها، و أنا ابن العواتك»، انتمى إلى جدّاته من بني سليم.[11051].

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (8)،أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي، حدّثني أبو سعيد مسعود بن ناصر بن أبي زيد السجزي، أنبأنا علي بن بشرى السّجستاني - بها - حدّثنا أبو

ص: 339


1- الآبري بالمد ثم الضم هذه النسبة إلى آبر، من عمل سجستان (سير أعلام النبلاء، و راجع الأنساب).
2- ترجمته في الأنساب (الآبري)، و تذكرة الحفاظ 954/3 و الوافي بالوفيات 372/2 و سير أعلام النبلاء 299/16، و اللباب، و معجم البلدان (آبر)، و العبر 330/2 و شذرات الذهب 46/3.
3- في سير أعلام النبلاء: الليثي.
4- زيد بعدها في «ز»: رحمه اللّه.
5- كذا بالأصل و د، و في «ز»: «عبد الخالق».
6- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 300/16.
7- بالأصل:«ينتهي» و المثبت عن «ز»، و د، و سير أعلام النبلاء.
8- بالأصل، و «ز»، و د: المحلى، تصحيف.

الحسن محمّد بن الحسين بن إبراهيم الآبري قال: سمعت الإمام محمّد بن إسحاق بن خزيمة يقول ما لا أحصي من مرة: أنا عبد (1) لأخبار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

قال الخطيب:

هو محمّد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم بن عبد اللّه أبو الحسن السّجستاني الآبري - و آبر قرية من قرى سجستان - رحل و طوّف في الحديث إلى خراسان و الجبال، و العراق، و الجزيرة، و الشام، و مصر، و له كتاب كبير مصنّف في مناقب الشافعي و أخباره.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (2) قال: أما الآبري بعد الهمزة المفتوحة ألف و باء معجمة بواحدة مضمومة، فهو أبو الحسن محمّد بن الحسين بن إبراهيم ابن عاصم بن عبد اللّه الآبري - و آبر قرية من قرى سجستان، أحد الحفّاظ ، رجل في طلب الحديث إلى خراسان، و الجبال، و العراق، و الجزيرة، و الشام، و مصر، و روى عن أبي بكر ابن خزيمة، و أبي العباس السرّاج، و محمّد بن يوسف بن النضر الهروي، و أبي عبيد اللّه (3)محمّد بن الربيع بن سليمان الجيزي، و مكحول البيروتي و خلق كثير، روى عنه علي بن بشرى السجستاني.

6250 - محمّد بن الحسين بن الحسن

أبو بكر بن أبي علي النّيسابوري

سمع أبا هبيرة محمّد بن الوليد، و إسحاق بن راهوية، و هنّاد بن السري.

روى عنه: أبو جعفر محمّد بن صالح، و أبو الطّيّب محمّد بن إبراهيم.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ (4)،حدّثنا أبو جعفر محمّد بن صالح، حدّثنا أبو بكر بن أبي علي البردعي، حدّثنا أبو هبيرة محمّد بن الوليد، حدّثنا موسى بن داود، حدّثنا ابن ثوبان، عن مكحول (5)،عن جبير ابن نفير، عن ابن عمر أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ اللّه ليقبل توبة عبده ما لم يغرغر»[11052].

ص: 340


1- فوقها ضبة في «ز».
2- الاكمال لابن ماكولا 122/1 و 123.
3- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في الاكمال:«عبد اللّه» و بهامشه عن إحدى نسخه: عبيد اللّه.
4- هنا سقط في الكلام في «ز»، سنشير إلى نهايته في موضعه.
5- قوله:«عن مكحول» سقط من د.

[قال ابن عساكر:] (1) كذا وقع في النسخة التي نقلت منها، و فيها وهم فاحش، إنّما يرويه ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير.

و قد أخبرناه عاليا على الصّواب أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفضل أحمد بن الحسن، و أبو منصور علي بن علي، قالوا: أنبأنا أبو محمّد الصّريفيني، أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا علي بن الجعد، أنبأنا ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول (2)،عن جبير بن نفير، عن عبد اللّه بن عمر عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ اللّه يقبل توبة العبد ما لم يغرغر»[11053].

[قال ابن عساكر:] (3) و هكذا رواه علي بن عياش، و عاصم بن علي عن ابن ثوبان.

قرأت على أبي القاسم المستملي، عن أحمد بن الحسين البيهقي، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الحاكم قال: محمّد بن الحسين بن الحسن أبو بكر النّيسابوري، و يعرف بأبي بكر بن أبي علي البردعي، سمع بنيسابور إسحاق بن راهوية و أقرانه، و بالعراق هنّاد بن السّري و أقرانه، و بالشام أبا هبيرة الدمشقي و أقرانه، روى عنه أبو جعفر محمّد بن صالح، و أبو الطيّب محمّد ابن إبراهيم.

6251 - محمّد بن الحسين بن أبي الدّرداء

حدّث عن أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الحميد الجرشي.

روى عنه: أحمد بن أنس بن مالك.

قرأت بخط أبي الحسن الحنّائي، أنبأنا أبو الحسن علي بن حمزة بن علي الهاشمي، حدّثنا أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة، حدّثنا أبو الحسن أحمد بن أنس بن مالك، حدّثنا محمّد بن حسين بن أبي الدّرداء قال: سمعت إبراهيم بن عبد الحميد الجرشي يقول: سمعت زياد بن أبي زياد يقول: سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«طلب العلم فريضة على كلّ مسلم»[11054].

6252 - محمّد بن الحسين بن سعيد بن أبان أبو جعفر الهمذاني

6252 - محمّد بن الحسين بن سعيد بن أبان أبو جعفر الهمذاني (4)

سمع بدمشق: أبا عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري، و بمصر: أحمد بن محمّد بن

ص: 341


1- زيادة منا للإيضاح.
2- قوله:«عن مكحول» سقط من د.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 238/2.

الحجّاج بن رشدين، و محمّد بن مشكان الأنطاكي، و عبد اللّه بن أحمد بن أبي مسرّة المكّي، و إبراهيم بن الهيثم البلدي، و يحيى بن أبي طالب (1)،و محمّد بن الجهم السّمّري (2)، و إبراهيم بن الحسين، و إبراهيم بن نصر الهمدانيين.

روى عنه: أبو الحسن الدارقطني، و أبو الحسين بن البوّاب، و علي بن الحسن القاضي.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا (3) البنّا، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، حدّثنا محمّد بن الحسين بن سعيد الهمذاني (4)،حدّثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا عثمان بن قائد، حدّثنا بكر ابن خنيس (5)،عن حصين بن عبد الرّحمن، عن عمارة بن رويبة، عن أبي الدرداء قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«تعلّموا ما شئتم، فإنّ اللّه لن ينفعكم به حتى تعملوا»[11055].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[- و] (6) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (7)،أنبأنا أبو منصور محمّد بن عيسى الهمداني (8)،حدّثنا صالح بن أحمد الحافظ قال: محمّد بن الحسين بن سعيد بن أبان أبو جعفر، و يعرف بالطيّان، روى عن محمّد بن الجهم السّمّري، و إبراهيم بن الهيثم البلدي، و يحيى بن أبي طالب، و عبد اللّه بن أبي مسرّة (9)،و إبراهيم بن نصر، و كان جار أبي عبد اللّه ابن بلبل (10) و مصلاه في مسجده، و يحدث فيه، و لم يسمع منه شيئا، و تركنا الكتابة عنه في هوى عبد الرّحمن بن حمدان، و كان عبد الرّحمن يسيء القول فيه في سماع المسند لإبراهيم ابن نصر، و هو يتكلم في عبد الرّحمن و يفرط ، و كان والدي يندم على تركنا الكتابة عنه و السماع منه.

ص: 342


1- سير أعلام النبلاء 163/13.
2- هو يحيى بن أبي طالب جعفر بن عبد اللّه بن الزبرقان، أبو بكر البغدادي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 12/ 619.
3- في د: أنبأنا، تصحيف.
4- في د، هنا: الهمداني، تصحيف.
5- بالأصل و د: حنيس، تصحيف، ترجمته في تهذيب الكمال 134/3.
6- زيادة عن د، لتقويم السند.
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 239/2.
8- كذا بالأصل و د، و في تاريخ بغداد: الهمذاني.
9- بالأصل و د: ميسرة، و المثبت عن تاريخ بغداد.
10- في د، و تاريخ بغداد: بليل، و هو محمد بن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن زياد، أبو عبد اللّه ابن بلبل الواسطي الهمذاني ترجمته في سير أعلام النبلاء 234/15.

قالوا: و قال لنا أبو بكر الخطيب (1):محمّد بن الحسين بن سعيد بن أبان أبو جعفر الهمذاني قدم بغداد و حدّث بها عن أحمد بن محمّد بن رشدين المصري، و محمّد بن مشكان الأنطاكي، و عبد اللّه بن أحمد بن مسرّة المكي و غيرهم، روى عنه أبو الحسين بن البوّاب، و القاضي أبو الحسن الجراحي، و الدارقطني.

[قال الخطيب:] (2) أنبأنا أبو بكر البرقاني، أنبأنا علي بن عمر الحافظ قال: محمّد بن الحسين بن سعيد الهمذاني ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال: قرئ على حمزة بن يوسف قال: سألت أبا محمّد بن غلام الزهري و أبا بكر بن زحر (3) المنقري عن محمّد بن الحسين الهمذاني ذكر أنه من ولد عمرو بن الحسن (4) الخزاعي، فقالا: ليس هو بالمرضي، و حكيا عنه أنه قال: كان عندنا بهمذان برد شديد، كان على سطحنا مري في آنية فانكسرت الآنية و انصب المري على السطح، فجمد حتى صار مثل الجلد، فقطعت منه خفين و لبستهما، و ركبت إلى دار السلطان، أو كما قال.[قال ابن عساكر] (5) و رأيت له أحاديث منكرة المتن و الإسناد، لا أصل له. رواها الخطيب (6) عن علي بن محمّد بن نصر عن حمزة دون ما في آخرها.

6253 - محمّد بن الحسين بن سيبويه أبو عبد اللّه الأصبهاني

روى بصنعاء دمشق: عن أبي عبد اللّه الفقيه المراغي.

روى عنه: أبو القاسم سعيد بن محمّد الإدريسي المرورّوذي.

أخبرني أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - عن أبي القاسم سعيد بن محمّد بن الحسن الإدريسي أنشدني أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين بن سيبويه الأصبهاني بصنعاء بباب دمشق، أنشدنا أبو عبد اللّه الفقيه المراغي للشافعي:

إذا رأيت شباب الحيّ قد نشئوا *** لا ينقلون قلال الحبر و الورقا

ص: 343


1- تاريخ بغداد 238/2.
2- زيادة منا للإيضاح، و الخبر في تاريخ بغداد 239/2.
3- كذا رسمها بالأصل و د، في المختصر:«زهر» و في تاريخ بغداد: عدي.
4- كذا بالأصل و د، و في تاريخ بغداد: الحمق.
5- الزيادة لازمة منا للإيضاح.
6- راجع تاريخ بغداد 239/2.

و لا تراهم لدى الأشياخ في حلق *** يعون من صالح الأخبار ما اتّسقا

فذرهم عنك و اعلم أنّهم همج *** قد بدّلوا بعلوّ الهمة الحمقا

6254 - محمّد بن الحسين بن عبيد اللّه بن الحسين بن إبراهيم بن علي بن عبيد اللّه

ابن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

أبو عبد اللّه العلوي الحسيني النّصيبي

ولي القضاء، و الصلاة، و الخطابة، و النقابة بدمشق بعد أبي عبد اللّه بن أبي الدبس في أيام المتلقّب بالحاكم خلافة لقاضيه ابن أخت الفارقي مالك بن سعيد (1)،و كان عفيفا، طاهرا، حافظا لكتاب اللّه، أديبا، شاعرا، و كان له ديوان شعر، فمما قاله في الزهد:

في الشيب ما ألهاه عن نومه *** و عن سرور الغد أو يومه

يكفيك ما أبليت من جدّة *** فاعمل لأمر أنت من سومه

عصيت لوّامك عند الصبا *** و الشيب ما يعصيه في لومه ؟

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني: و في يوم الجمعة لثلاث عشرة خلت من شهر رمضان يعني سنة ثمان و تسعين و ثلاثمائة، ورد السجل من مصر من قاضي القضاة بمصر ابن أخت الفارقي إلى الشريف النصيبي القاضي أبي عبد اللّه محمّد بن الحسين بولاية القضاء بدمشق، و قرأ ابنه أبو علي السجل على منبر دمشق بذلك بعد صلاة الجمعة، و جلس و حكم في يوم الجمعة و يوم السبت.

أخبرنا أبو محمّد أيضا، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني قال: توفي القاضي الشريف أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين الحسيني النّصيبي في جمادى الآخرة من سنة ثمان و أربع مائة، و قال أبو بكر الحداد: كان عنده حديث الحلبيين، و دفن في مقبرة الزيدي بباب الصغير.

6255 - محمّد بن الحسين بن علي بن أبي هشام أبو بكر

روى عن الميانجي.

روى عنه: أبو محمّد الكتّاني.

ص: 344


1- في د: سعد.

أخبرنا أبو محمّد المزكّي، حدّثنا أبو محمّد الصّوفي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسين ابن علي بن أبي هشام، حدّثنا أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي، حدّثنا أبو (1) عبد اللّه أحمد بن محمّد بن ساكن الزّنجاني، حدّثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر بن الحارث بن زرارة بن مصعب بن عبد الرّحمن بن عوف المدني، حدّثنا عبد المهيمن بن العبّاس بن سهل ابن سعد الساعدي، عن أبيه، عن جده قال: مسح النبي صلّى اللّه عليه و سلم على الخفّين و أمر بالمسح على الخفّين.

أخبرنا أبو محمّد أيضا، حدّثنا أبو محمّد قال: توفي شيخنا أبو بكر محمّد بن الحسين ابن أبي هشام يوم الاثنين السادس من شهر ربيع الآخر سنة تسع و عشرين، حدّث عن القاضي الميانجي، وجدنا سماعه في كتب ابن أبي نصر.

آخر الجزء التاسع بعد الستمائة من الفرع (2).

6256 - محمّد بن الحسين بن علي بن محمّد بن هارون بن الترجمان

أبو الحسين (3) الغزي (4) الصّوفي (5)

شيخ أهل التصوّف بالشام.

سمع بدمشق عبد الوهّاب الكلابي، و أبا بكر محمّد، و أبا الحسن علي ابني أحمد بن يوسف الحندري (6) العسقلانيين بها، و أبا الحسن علي بن سعيد بن عبد اللّه العريفي الأطرابلسي، و أبا الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر النجار، و أبا القاسم عيسى بن عبيد اللّه ابن عبد العزيز الموصلي المصاحفي - ببيت المقدس - و أبا حفص عمر بن داود بن سلمون - بأطرابلس - و أبا الفتح محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي بن محمّد بن النعمان الأنباري، و أبا

ص: 345


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- من قوله: آخر، إلى هنا ليس في د.
3- في اللباب و الأنساب: أبو الحسن.
4- كذا رسمها بالأصل، و إعجامها غير واضح في د. و في الوافي بالوفيات: الغزي أيضا، و في سير أعلام النبلاء: العزي. و في الأنساب (الترجماني) أيضا: الغزي، و قال في اللباب (الترجماني) الغزي، ولد بغزة و سكن عسقلان. و في المختصر: القري.
5- ترجمته في الأنساب:(الترجماني)، و اللباب (الترجماني)، و الوافي بالوفيات 10/3 و سير أعلام النبلاء 50/18 و العبر 217/3 و شذرات الذهب 278/3.
6- الحندري بضم الحاء و الدال المهملتين، نسبة إلى حندر، قال السمعاني: و ظني أنها من قرى عسقلان بالشام. (راجع الأنساب، و معجم البلدان و سماها ياقوت: حندرة).

القاسم عبد اللّه بن مسعود بن أحمد بن مسعود الرازي، و أبا عبد اللّه بن أبي كامل الأطرابلسي بالرملة، و أبا محمّد الحسن بن محمّد بن إسماعيل بن محمّد الضّرّاب بمصر، و أبا القاسم بكير بن محمّد الطّرسوسي المعروف بالمنذري، و أبا الحسين محمّد بن جعفر بن محمّد بن أبي الزبير - بمنبج - و أبا سعد أحمد بن محمّد بن أحمد الماليني.

روى عنه: أبو عبد اللّه القضاعي، و أبو بكر محمّد بن عمر بن محمّد بن أبي عقيل الكرجي، و أبو العبّاس أحمد بن أسد بن أحمد الكرجي الصّوفي، و أبو القاسم عبد الباقي بن جامع بن الحسن الدمشقي، و أبو جعفر أحمد بن محمّد بن متّويه المرورّوذي، و سهل بن بشر، و أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن الحسين الصّوفي، و حدّثنا عنه أبو الحسن الموازيني بالإجازة له منه بجزء فيه شرح السنّة لأبي إسحاق إبراهيم بن أحمد الخوّاص، رواه ابن الترجمان عن عيسى المصاحفي عن أبي الحسن علي بن جعفر الرازي، عن أبي الحسن علي ابن إبراهيم الفارسي عن الخوّاص.

أخبرنا أبو الحسين بن كامل، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسين (1) بن محمّد بن علي بن الترجمان - قراءة عليه - حدّثنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الكلابي بدمشق، حدّثنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب المشغرائي (2)،حدّثنا أبو الوليد هشام بن عمّار بن نصير السلمي. ح و أخبرناه عاليا أبو محمّد السّيدي، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا أبو أحمد الحاكم، أنبأنا محمّد بن مروان بن عبد الملك البزّاز - يعني - ابن خريم، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا سعيد بن يحيى، حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن عمّه موسى بن يسار، عن أبي هريرة قال: مرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم برجل يسوق بدنة، فقال:«اركبها»، فقال: إنّها بدنة، قال في الثالثة أو الرابعة:«ويحك، اركبها»[11056].

زاد ابن خريم: قال هشام حين حدّثنا بهذا الحديث: ابن الحناط : ما قال: ويحك إلاّ يحيى بن سعيد.

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، و حدّثنا أبو بكر يحيى بن سعدون بن تمام عنه، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن الترجمان الغزّي بمصر، حدّثنا

ص: 346


1- تحرف اسم أبيه في اللباب إلى: الحسن.
2- بالأصل:«الشعرائي» و في د:«المعشراني» تصحيف، و الصواب ما أثبت، تقدم التعريف به.

أبو بكر محمّد بن أحمد بن يوسف المقرئ الحندري (1)،حدّثنا أبو بكر محمّد بن جعفر الخرائطي، حدّثنا علي بن حرب الطائي، حدّثنا أبو معاوية و وكيع قالا: حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء و صلاة الفجر، لو يعلمون ما فيهما لأتوهما و لو حبوا».

قال أبو عبد اللّه: أبو الحسين بن الترجمان شيخ التصوّف بديار مصر و الشام في وقته.

قرأت على أبي الحسن الفرضي، و أبي الفضل بن ناصر قلت لهما: أجاز لكم إبراهيم ابن سعيد الحبّال قال: سنة ثمان و أربعين و أربع مائة مات أبو الحسين بن الترجمان في جمادى الأولى - زاد ابن ناصر: الثامن عشر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني قال: بلغنا وفاة شيخنا أبي الحسين بن الترجمان بمصر في سنة ثمان و أربعين و أربع مائة، ناولني أبو محمّد طاهر بن سهل ورقة بخط أبيه أبي الفرج قال: توفي الشيخ أبو الحسين محمّد بن الحسين (2) بن الترجمان بمصر يوم السبت الثامن عشر من جمادى الأولى سنة ثمان و أربعين و دفن بالقرافة عند قبر ذي النون، كما حدّثني أحمد بن محمّد الطريثيثي، و قال المقرئ: أنا غسلته.

و قال أبو الفرج في موضع آخر: و كان عمره خمسا و تسعين سنة على ما قيل (3).

6257 - محمّد بن الحسين بن علي أبو بكر السّيرجاني

6257 - محمّد بن الحسين بن علي أبو بكر السّيرجاني (4)

حدّث عن أبي ذرّ عبد بن أحمد بن محمّد الهروي.

كتب عنه نجا بن أحمد العطار.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و أنبأنيه أبو الفرج الصّوري عنه، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن علي السيرجاني، أنبأنا أبو ذرّ عبد بن أحمد بن محمّد الهروي - بمكة - بحديث ذكره.

ص: 347


1- بالأصل هنا:«الجندري» و في د:«الحمدوي» كلاهما تصحيف.
2- تحرفت بالأصل و د إلى: الحسن.
3- راجع سير أعلام النبلاء 51/18.
4- السيرجاني: بكسر السين المهملة و سكون الياء و سكون الراء و فتح الجيم، نسبة إلى سيرجان: بلدة من بلاد كرمان مما يلي فارس.
6258 - محمّد بن الحسين بن علي بن الحسين

أبو عبد اللّه المروزي المقرئ

حدّث بدمشق عن أبي الفتح أحمد بن عبيد اللّه بن أحمد بن ودعان الموصلي.

سمع منه أبو (1) الفتيان الدّهستاني، و أبو محمّد بن الأكفاني، و ابن السّمرقندي.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد، أنبأنا محمّد بن الحسين (2) بن علي بن الحسين المروزي أبو عبد اللّه - قراءة عليه في الجامع بدمشق - حدّثنا أبو الفتح أحمد بن عبيد اللّه بن ودعان الموصلي إملاء بالجزيرة، أنبأنا أبو القاسم نصر بن أحمد الفقيه، حدّثنا أبو يعلى، حدّثنا داود بن رشيد، حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من اغتسل يوم الجمعة فأحسن غسله، و لبس من صالح ثيابه، و مسّ من طيب بيته، غفر له ما بينه و بين الجمعة الأخرى، و زيادة ثلاثة أيام من التي بعدها»[11057].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني قال: سنة أربع و ستين و أربع مائة فيها توفي أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين المروزي المقرئ، حدّث (3) عن أبي الفتح بن ودعان الموصلي بجزءين، لم يكن عنده غيرهما.

6259 - محمّد بن الحسين بن علي بن عبد الأعلى بن سيف أبو عبد اللّه البتلهي

6259 - محمّد بن الحسين بن علي بن عبد الأعلى بن سيف (4) أبو عبد اللّه البتلهي

قاضي بيت لهيا.

سمع أبا محمّد عبد اللّه بن عبد الرزّاق بن فضيل، و استجاز منه أبو محمّد بن صابر له و لابنه أبي المعالي و سأله عن مولده فقال: في سنة أربعين و أربعمائة في بيت لهيا، و توفي، كذا (5).

6260 - محمّد بن الحسين بن عمر بن حفص

أبو بكر القرشي مولاهم المعروف بابن مزاريب

من ساكني قنطرة سنان (6).

ص: 348


1- في د: أبا، تصحيف.
2- في د:«محمد بن أحمد بن الحسين» بإقحام «بن أحمد».
3- استدركت على هامش د، و بعدها صح.
4- في د: يوسف.
5- كذا بالأصل و د، و لم تذكر سنة الوفاة.
6- قنطرة سنان: بنواحي باب توما (راجع معجم البلدان).

روى عن أبي علي إسماعيل بن محمّد العذري، و أبي زرعة الدمشقي، و أبي بكر أحمد ابن علي بن سعيد القاضي، و أحمد بن أنس بن مالك، و أبي الجهم عمرو بن حازم القرشي.

روى عنه: تمام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و أبو بكر أحمد بن محمّد ابن عبدوس النّسوي، و عبيد اللّه بن الحسن بن أحمد بن الورّاق، و عبد الواحد بن بكر الورثاني.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن عمر بن حفص القرشي، يعرف بابن مزاريب، حدّثنا أبو علي إسماعيل بن محمّد العذري، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا ابن عياش، حدّثنا برد بن سنان، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إذا ضرب أحدكم خادمه، فذكر اللّه فارفعوا أيديكم»[11058].

قرأت بخط أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن تمام بن حبان السكسكي الفقيه قاضي بعلبك:

توفي أبو بكر بن مزاريب رحمه اللّه لخمس عشرة ليلة مضت من شوال سنة ثلاث و خمسين و ثلاثمائة.

6261 - محمّد بن الحسين بن القاسم البلخي

حدّث عن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي.

روى عنه: أبو الفضل العباس بن الحارث بن الصباح.

6262 - محمّد بن الحسين بن محمّد بن أحمد بن علي أبو بكر الدّيبلي المقرئ

6262 - محمّد بن الحسين بن محمّد بن أحمد بن علي أبو بكر الدّيبلي المقرئ (1)

حدّث بدمشق في سنة إحدى و أربعين و ثلاثمائة عن محمّد بن أحمد بن محمّد السلمي بكتاب قراءة أبي عمرو بن العلاء.

قرأ بدمشق على محمّد بن نصير بن أبي حمزة، و جعفر بن حمدان (2) المعروف بابن أبي داود صاحبي الأخفش.

قرأ عليه القرآن عبد الباقي بن الحسن بن أحمد بن السقا (3)،و أبو الحسن الدارقطني.

ص: 349


1- ترجمته في غاية النهاية 133/2.
2- معرفة القراء الكبار 290/1 رقم 205.
3- ترجمته في معرفة القراء الكبار 357/1 رقم 284 و غاية النهاية 356/1.

و كتب عنه أبو الحسن علي بن داود القطان المقرئ (1)،و عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد ابن فطيس، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن الجبني (2)

6263 - محمّد بن الحسين بن محمّد بن خلف بن أحمد

أبو خازم (3) بن الفرّاء البغدادي (4)

قدم دمشق و حدّث بها عن أبي عمر بن حيوية، و أبي الحسن الدارقطني، و أبي العبّاس أحمد بن الحسين بن جعفر المعدل، و عيسى بن علي الوزير، و أبي القاسم إسماعيل بن سعيد ابن سويد المعدّل، و أبي حفص بن شاهين، و أبي الحسين ابن أخي ميمي، و أبي الحسن السكري الحربي، و محمّد بن أحمد بن رزقويه، و أبي الفتح بن أبي الفوارس، و أبي زرعة روح بن محمّد بن أحمد السني، و أبي (5) عبد اللّه الحسين بن عمر بن برهان الغزال، و أحمد ابن محمّد بن عمر بن المسلمة، و أبي عمر محمّد بن عبد الرّحمن (6) بن اشتافنا البصري، و عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد المقرئ، و إبراهيم بن مخلد بن جعفر، و أحمد بن علي بن عبدوس الأهوازي، و أبي محمّد بن النحاس.

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و عبد العزيز بن أحمد، و علي بن الخضر، و علي بن غنائم بن عمر المالكي، و علي بن مشرف بن الخضر التمّار، و علي بن الحسن بن الحسين الخلعي، و علي بن أحمد بن ثابت العثماني.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثنا[-و] (7) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (8) حدّثنا أبو حازم (9) بن الفراء بلفظه، أنبأنا عمر بن أحمد بن عثمان المرورّوذي، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا رفدة بن قضاعة الغسّاني، حدّثنا الأوزاعي، عن عبد اللّه بن عبيد بن عمير الليثي، عن أبيه، عن جده قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يرفع يديه مع كلّ تكبيرة في الصلاة المكتوبة[11059].

ص: 350


1- تقدمت ترجمته في «تاريخ مدينة دمشق» ط دار الفكر و انظر تذكرة الحفاظ 1062/3.
2- معرفة القراء الكبار 373/1 رقم 303.
3- بالأصل: حازم، تصحيف، و المثبت عن د.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 252/2 و الوافي بالوفيات 7/3.
5- بالأصل: و أبو.
6- بعدها في د: أبي القاسم.
7- زيادة عن د، لتقويم السند.
8- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 252/2-253.
9- في الأصل: حازم، تصحيف.

قال الخطيب: غريب، لم أكتبه إلاّ بهذا الإسناد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو خازم (1) محمّد بن الحسين بن محمّد بن خلف بن أحمد البغدادي قدم علينا، قال: قرئ على أبي عمر محمّد ابن العباس بن محمّد بن زكريا بن حيّوية الخزّاز و أنا أسمع، بانتقاء الدارقطني، حدّثنا محمّد ابن حميد الرّازي، حدّثنا سلمة بن الفضل، حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إذا حضر العشاء و أقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء»[11060].

[قال ابن عساكر:] (2) كذا أورده الكتّاني في معجمه و لو انتقاه الدارقطني كما ذكر لكان جاهلا، فإنه قد أسقط من إسناده شيخ ابن حيّوية.

أخبرناه عاليا على الصواب أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر محمّد بن العبّاس، حدّثنا أبو بكر محمّد بن هارون بن حميد بن المجدّر، حدّثنا محمّد ابن حميد، حدّثنا سلمة بن الفضل، حدّثني محمّد بن إسحاق، عن حميد الطويل، عن أنس ابن مالك.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إذا حضر العشاء و أقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء»[11061].

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو منصور المقرئ، قالا: قال لنا الخطيب (3):محمّد ابن الحسين (4) بن محمّد بن خلف بن أحمد، أبو خازم (5) يعرف بابن الفرّاء، سمع أبا الفضل الزهري، و علي بن عمر السّكري، و أبا عمر بن حيّوية، و أبا الحسن الدارقطني، و أبا حفص ابن شاهين، و علي بن حسّان الرقمي (6)،و موسى بن محمّد بن جعفر بن عرفة، و محمّد بن عبد اللّه ابن أخي ميمي، و من بعدهم، كتبنا عنه و كان لا بأس به - زاد ابن خيرون: رأيت له أصولا سماعه فيها صحيح (7)،و قالا:- ثم بلغنا عنه أنه خلط في التحديث بمصر، و اشترى من الورّاقين صحفا، فروى منها، و كان يذهب إلى الاعتزال.

ص: 351


1- راجع الحاشية السابقة.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- تاريخ بغداد 252/2.
4- في د: الحسن، تصحيف.
5- بالأصل: حازم، تصحيف.
6- بدون إعجام بالأصل و رسمها:«الدمى» و في د:«الدمعي» و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- قوله:«فيها صحيح» سقط من تاريخ بغداد، و هو ضروري.

قرأت على أبي الحسن الشافعي، و أبي الفضل بن ناصر، قلت لهما: أجاز لكم إبراهيم ابن سعيد الحبّال قال: سنة ثلاثين - يعني - و أربع مائة أبو خازم (1) محمّد بن الحسين بن الفرّاء البغدادي أخو شيخ الحنابلة في المحرم يوم الخميس الثاني عشرين - يعني - مات - زاد الشافعي: بتنيس-.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو منصور (2) بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر أحمد بن علي (3):

مات أبو خازم (4) بتنّيس في يوم الخميس السابع عشر من المحرّم سنة ثلاثين و أربعمائة و دفن بدمياط .

6264 - محمّد بن الحسين بن محمّد بن جعفر

أبو الفتح الشيباني البغدادي العطّار المعروف بقطيط (5)

قدم دمشق و حدّث بها، و ببغداد و مصر عن: محمّد بن النّضر (6) بن محمّد بن النّخّاس، و كعب بن عمرو بن ربيعة أبي النضر البلخي، و علي بن محمّد بن إبراهيم بن أبي قتيبة الحريري البصري، و أبي الحسن الحربي، و أبي علي إسماعيل بن سعدان الأهوازي.

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و عبد العزيز الكتّاني، و القاضي القضاعي، و محمّد بن علي السّلمي الحدّاد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو الفتح محمّد بن الحسين بن محمّد بن جعفر العطّار البغدادي، قدم علينا، حدّثنا محمّد بن النضر بن محمّد النخّاس (7)،حدّثنا أحمد بن علي بن المثنّى، حدّثنا محمّد بن عبيد بن حساب (8)،حدّثنا أبو عوانة، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»[11062].

ص: 352


1- بالأصل و د، هنا: حازم.
2- تحرفت بالأصل إلى:«نصر» و السند معروف.
3- تاريخ بغداد 253/2.
4- تحرفت بالأصل إلى: حازم، بحاء مهملة.
5- ترجمته في تاريخ بغداد 253/2.
6- عن تاريخ بغداد:«النضر» و بالأصل و د:«النصر» و سيرد بالأصل في الخبر التالي: النضر.
7- في د:«نا محمد النحاس».
8- في د: نا أحمد بن علي بن المثنى بن عبيد اللّه بن حسان.

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى أحمد بن علي، حدّثنا محمّد بن عبيد بن حساب، فذكر بإسناده مثله.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):محمّد بن الحسين بن محمّد بن جعفر أبو الفتح الشيباني العطّار يعرف بقطيط ، أحد من تغرّب و سافر الكثير إلى البصرة، و مكة، و مصر، و الشام، و الجزيرة، و بلاد الثغور، و بلاد فارس، و حدّث عن أبي الفضل الزهري، و طاهر بن لبوة البصري، و محمّد بن النضر النخّاس، و محمّد بن المظفّر، و علي بن عمر الحربي، و أبي حفص بن شاهين، و يوسف بن عمر القوّاس، و محمّد بن الطيب البلوطي، و غيرهم من أهل البصرة و الأهواز و تستر و أصبهان، سمعت منه في دار أبي القاسم الأزهري جزءا من تخريج أبي الحسن النّعيمي له عن هؤلاء الشيوخ، و كان شيخا ظريفا مليح المحاضرة، يسلك طريق التصوّف، و سمعته يقول: ولدت ببغداد في سنة خمس و خمسين و ثلاثمائة، و ولد أبي ببغداد، و جدّي محمّد من أهل سامراء، و جعفر جد أبي من أهل البادية، و لمّا ولدت سمّيت قطيطا على أسماء أهل البادية، فكان اسمي إلى أن كبرت، ثم إن بعض أهلي سمّاني محمّدا، فاسمي الآن قطيط ، و لقبي محمّد و هو الغالب عليّ .

قال الخطيب (2):توفي أبو الفتح قطيط بالأهواز في سنة أربع و ثلاثين و أربع مائة.

6265 - محمّد بن الحسين بن محمّد بن أحمد

أبو الحسين بن أبي عبد اللّه البزار المعروف بابن المنيقير

كان أبوه من أهل الحديث.

و بلغني أن أبا الحسين هذا توفي و دفن في منزله بعد صلاة الجمعة الخامس من شهر ربيع الأوّل سنة اثنتين و أربعين و أربع مائة.

ص: 353


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 253/2.
2- تاريخ بغداد 253/2.
6266 - محمّد بن الحسين بن محمّد بن خلف بن أحمد

أبو يعلى بن الفرّاء الفقيه الحنبلي (1)

أخو أبي خازم (2).

سمع بدمشق: أبا محمّد بن أبي نصر، و أبا بكر القطّان، و ببغداد: أبا الحسن الحربي، و أبا القاسم موسى بن عيسى السرّاج، و عيسى بن علي بن الجراح، و إسماعيل بن سعيد بن سويد، و أبا الحسين ابن أخي ميمي، و أبا محمّد عبد اللّه بن أحمد بن مالك بن الحارث البيع، و أبا الحسن علي بن معروف بن محمّد البزار (3)،و أبا القاسم بن حبابة، و أبا الطيّب بن المنتاب، و أبا أحمد عبيد اللّه بن محمّد المقرئ، و أبا طاهر المخلص، و أبا القاسم الصيدلاني، و عبيد اللّه بن عثمان بن جنيقا، و أم الفتح بنت أحمد بن كامل.

روى عنه: علي الحنائي، و أبو علي الأهوازي، و سمعا منه بدمشق، و أبو بكر الخطيب و جماعة من أهل بغداد، و حدّثنا عنه ابنه أبو الحسين، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، و أبو بكر الأنصاري، و أبو العزّ بن كادش، و أبو الحسن بن المحلبان و غيرهم.

[قال ابن عساكر:] (4) و بلغني أن البساسيري لما غلب على بغداد ولاّه القضاء تقربا إلى العامة، فدخل على قاضي القضاة أبي (5) عبد اللّه الدّامغاني و هو في اعتقال البساسيري، فاستأذنه في النيابة عنه، فأذن له فقضى حينئذ.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب بن البنّا، قالا: أنبأنا أبو يعلى بن الفرّاء، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي، حدّثنا جعفر بن أحمد بن محمّد بن الصّبّاح الجرجرائي، حدّثنا أحمد بن أبي بكر، أبو مصعب الزهري، حدّثنا مالك، عن أنس، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«مثل المجاهد في سبيل اللّه كمثل الصائم (6) القائم الدائم الذي لا يفتر من صيام و لا صدقة حتى يرجع»[11063].

أخبرناه أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا جدي، حدّثنا أبو علي الأهوازي، حدّثنا أبو

ص: 354


1- ترجمته في تاريخ بغداد 256/2 و سير أعلام النبلاء 89/18 و الأنساب (الفراء)، و اللباب (الفراء) و الوافي بالوفيات 7/3، و شذرات الذهب 306/3 و العبر 243/3.
2- حرفت بالأصل إلى:«حازم» و قد تقدمت ترجمته قريبا.
3- كذا بالأصل و د، و في تاريخ بغداد: البزاز.
4- زيادة منا للإيضاح.
5- بالأصل:«أبا» و المثبت عن د.
6- استدركت على هامش د.

يعلى محمّد بن الحسين بن محمّد بن خلف الفقيه الحنبلي - بدمشق - قال: حدثتنا أمة السلام بنت أحمد بن كامل بحديث ذكره.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):

محمّد بن الحسين بن محمّد بن خلف بن أحمد أبو يعلى المعروف بابن الفرّاء، و هو أخو أبي خازم (2) كان أحد الفقهاء الحنابلة، و له تصانيف على مذهب أحمد بن حنبل، درس و أفتى سنين كثيرة، و شهد عند قاضي القضاة أبي عبد اللّه الدامغاني - زاد ابن خيرون: و أبي عبد اللّه بن ماكولا و قالا:- فقبل (3) شهادته، و ولاّه النظر في الحكم بحريم دار الخلافة، و حدّث عن أبي القاسم بن حبابة، و عبد اللّه بن أحمد بن مالك البيع، و علي بن معروف البزار (4)،و علي بن عمر بن محمّد (5) الحربي، و عيسى بن علي بن عيسى الوزير، و إسماعيل ابن سعيد بن سويد، كتبت عنه، و كان ثقة.

قال الخطيب: سألته عن مولده فقال: ولدت لسبع و عشرين أو ثمان و عشرين ليلة خلت من المحرّم سنة ثمانين و ثلاثمائة، و حدّثني أبو القاسم الأزهري قال: كان أبو الحسن ابن المحاملي يقول: ما يحاضرنا أحد (6) أعقل من أبي يعلى بن الفرّاء.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني قال: ورد الخبر من بغداد (7)في ذي القعدة بوفاة أبي يعلى بن الفرّاء الحنبلي في هذه السنة - يعني - سنة ثمان و خمسين.

حدّثنا أبو الحسين بن الفرّاء أنّ أباه أبا يعلى مات في شهر رمضان سنة ثمان و خمسين و أربعمائة.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (8) قال: و مات أبو يعلى في ليلة الاثنين و دفن يوم الاثنين التاسع عشر من شهر رمضان سنة ثمان و خمسين و أربعمائة في مقبرة باب حرب.

أخبرنا أبو ياسر عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن محمّد البرداني - إجازة-. ح و حدّثنا

ص: 355


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 256/2.
2- تحرفت بالأصل و د، إلى: حازم.
3- كذا بالأصل و د، و في تاريخ بغداد: فقبلا.
4- كذا بالأصل و د، و في تاريخ بغداد: البزاز.
5- «بن محمد» سقطتا من تاريخ بغداد.
6- في تاريخ بغداد: ما تحاضرنا أحد من الحنابلة أعقل...
7- «من بغداد» استدركتا على هامش د.
8- تاريخ بغداد 256/2.

أبو الحجّاج يوسف بن مكي عنه قال: مات القاضي أبو يعلى بن الفرّاء في ليلة الاثنين التاسع عشر من شهر رمضان من سنة ثمان و خمسين و أربع مائة، و صلّى عليه ابنه أبو القاسم عبيد اللّه في (1) الجامع داخل المقصورة و تبعه خلق عظيم و عالم كثير مع (2) حرّ الزمان و حدته و طول النهار، و دفن في مقبرة باب حرب و أفطر ذلك اليوم كثير من الناس مما لحقهم من الجهد و العطش، و كان مولده في سنة ثمانين و ثلاثمائة.

سمعت أبا غالب بن أبي علي بن البنّا الحنبلي بن الحنبلي (3) قال: لما مات القاضي أبو يعلى بن الفرّاء ذهبت مع أبي إلى داره، و كان يسكن بآخرة باب المراتب، فلقينا أبو محمّد التميمي الحنبلي الفقيه فقال له أبي: مات القاضي أبو يعلى فقال التميمي: لا رحمه اللّه، فقد جرى على الحنابلة جرية لا تنغسل إلى يوم القيامة، فهجره أبي إلى أن مات.

آخر الجزء السادس و العشرين بعد الأربع مائة من الأصل (4).

6267 - محمّد بن الحسين بن محمّد أبو يعلى الحسيني الأقساسي

6267 - محمّد بن الحسين بن محمّد أبو يعلى الحسيني الأقساسي (5)

روى عن عمه أبي الحسين حمزة بن محمّد الحسيني شيئا من شعره.

كتب عنه الأمير أبو الحسن بن منقذ.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن المقلّد بن نصر بن منقذ، أنشدني مولاي الشريف الأجلّ القاضي أبو يعلى محمّد بن الحسين بن محمّد الأقساسي بطرابلس في الحادي و العشرين من شوال سنة أربع و ستين لعمّه فخر الدين أبي الحسن حمزة بن محمّد:

و كان عذاري عندها عذر وصلها *** فشاب فصار العذر في صدها عندي

فأعجب بشيء أمس داعية الهوى *** يحول فيضحى اليوم داعية الصّد

6268 - محمّد بن الحسين بن محمّد بن مهدي أبو عبد اللّه الدّاربجردي الصّوفي

6268 - محمّد بن الحسين بن محمّد بن مهدي أبو عبد اللّه الدّاربجردي (6) الصّوفي

قدم دمشق، و حدّث بها في سنة تسع و سبعين و أربع مائة عن أبي الحسن علي بن أحمد

ص: 356


1- حرفت في د، إلى: بن.
2- حرفت في د، إلى: بعد.
3- كذا بالأصل: الحنبلي ابن الحنبلي، و لفظتا «ابن الحنبلي» ليستا في د.
4- ما بين الرقمين ليس في د.
5- الأقساسي بفتح الألف و سكون القاف و الألف بين السينين المهملتين، نسبة إلى الأقساس قرية كبيرة بالكوفة (الأنساب).
6- الداربجردي بفتح الدال و الراء و سكون الباء و كسر الجيم و سكون الراء و كسر الدال المهملتين نسبة إلى دارابجرد، بلدة من بلاد فارس (الأنساب).

ابن يوسف القرشي الهكاري، و سمع منه سنة اثنتين و سبعين و أربع مائة بالهكّارية.

كتب عنه أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن علي بن صابر.

6269 - محمّد بن الحسين بن محمّد بن إبراهيم بن الحسين بن عبد الرّحمن

أبو طاهر بن أبي القاسم الحنائي (1)

من أهل بيت حديث و عدالة و اشتهار بمذهب السنّة، و كان ثقة.

سمع أباه، و أبا علي و أبا الحسن (2) ابني أبي نصر (3)،و رشأ بن نظيف، و أبي علي الأهوازي، و محمّد بن عبد الواحد الدارمي، و جده لأمّه أبا محمّد بن عبدان، و أبوي عبد اللّه: ابن سعدان، و ابن سلوان، و أبا علي الحسن بن علي بن الحسن بن شواس، و أبا الحسن علي بن الحسين بن صدقة بن السراي (4)،و أبا الحسن بن أبي الحديد، و أبا الفضل أحمد بن محمّد بن أحمد بن أبي الفراء، و أبا القاسم بن الفراء، و السّميساطي، و أبا الحسن عبد العزيز ابن عبد الرّحمن بن أحمد القزويني، و أبا الحسن علي بن إبراهيم بن نصروية بن سختام السّمرقندي، و علي بن محمّد بن شجاع بن أبي الهول، و عبد الدائم الهلالي، و عبد العزيز الكتّاني و غيرهم، سمعت منه شيئا يسيرا.

أخبرنا أبو طاهر بن الحنّائي - قراءة عليه في ذي الحجة سنة تسع و خمسمائة - أنبأنا أبو علي أحمد، و أبو الحسين (5) محمّد ابنا (6) عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، قالا: قرئ على القاضي أبي بكر يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي، و نحن نسمع، حدّثنا عبد اللّه بن موسى عبدان الجواليقي، حدّثنا نصر بن علي، و الصّلت بن مسعود، و حميد بن مسعدة، قالوا: حدّثنا الحارث بن وجيه، عن مالك بن دينار، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«تحت كلّ شعرة جنابة، فاغسلوا الشعر و أنقوا البشر»[11064].

ص: 357


1- ترجمته في الأنساب (الحنائي)، و العبر 21/4 و سير أعلام النبلاء 436/19 و شذرات الذهب 29/4.
2- كذا بالأصل و د، و في سير أعلام النبلاء: الحسين.
3- كذا بالأصل و د، و هما ابنا عبد الرحمن بن أبي نصر عثمان بن القاسم بن معروف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 366/17.
4- في د: الشاري.
5- كذا بالأصل و د؛ و مرّ: الحسن.
6- في د: أنبأنا.

قال الميانجي: و حدّثناه أبو خليفة الفضل بن الحباب بن محمّد الجمحي، حدّثنا أبو عمر الحوضي، عن الحارث بن وجيه بإسناده مثله، ذكر أبو طاهر بن الحنّائي أن مولده سنة ست و ثلاثين و أربع مائة، و ذكر أخوه أبو الحسين أن مولده في سنة ثلاث و ثلاثين و أربعمائة.

قرأت بخط أبي محمّد بن صابر: توفي شيخنا أبو طاهر محمّد بن الحسين بن محمّد الحنّائي - رحمه اللّه - الثالث من جمادى الآخرة سنة عشر و خمسمائة، و دفن في مقابر باب الصغير من يومه، ثقة في روايته، خلف بنتين.

6270 - محمّد بن الحسين بن موسى بن إسحاق أبو التّريك السّعديّ

أصله من حمص، و سكن أطرابلس.

و روى عن أحمد بن ميمون بن الحكم بن ميمون السروري الصنعاني، و عبد العزيز بن بكر بن الشرود اليمانيّين (1)،و أبي (2) عتبة أحمد بن الفرج، و أبي جعفر محمّد بن سنان الشيزري، و محمّد بن عوف الحمصي، و أبي الحسن مسعدة بن سعيد العطّار.

و حدّث بمكة و الشام، فروى عنه: أحمد بن إبراهيم بن فراس المكي، و أبو هاشم الدمشقي المؤدب، و أبو الحسين بن جميع، و أبو أحمد بن عدي، و أبو سليمان بن زبر، و الحسن بن علي بن داود المطرّز.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: أنبأنا أبو نصر بن طلاّب، أنبأنا أبو الحسين بن جميع، حدّثنا محمّد بن الحسين، حدّثنا أبو عتبة، حدّثنا بقية، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«من صام يوما في سبيل اللّه عزّ و جل جعل اللّه بينه و بين النار سبع (3) خنادق، كلّ خندق كما بين سبع سماوات و سبع أرضين»[11065].

كتب إليّ أبو محمّد عبد اللّه (4) بن أحمد بن إبراهيم، ثم حدّثنا أبو بكر يحيى بن سعدون بن تمّام عنه، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن الحسين بن عتيق القرشي (5) التّجيبي - بمصر-، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس العطّار بمكة، حدّثنا أبو التّريك محمّد بن الحسن (6) بن موسى السّعديّ ، أصله حمصي، و سكن أطرابلس في المسجد - يعني - الحرام بمكة، حدّثنا

ص: 358


1- في د:«اليمانيون» تصحيف.
2- بالأصل: و أبو.
3- كذا بالأصل و د.
4- بالأصل: أبو محمد عبد اللّه محمد.
5- سقطت من د.
6- كذا بالأصل و د هنا: الحسن.

أحمد بن ميمون بن الحكم بن ميمون بصنعاء، حدّثنا أبي، حدّثني بكر بن عبد اللّه بن الشرود، حدّثنا الثوري، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد اللّه بن شداد، عن عائشة.

عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«أيّما امرأة نكحت بغير إذن وليّها فنكاحها باطل» قالها ثلاث مرّات[11066].

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن المبارك الفراء. ح و أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي، و أبو الحسن الموازيني، قالوا (1):أنبأنا أبو منصور سبكتكين بن عبد اللّه، أنبأنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن جميع، حدّثني أبي محمّد ابن أحمد بن جميع، حدّثنا أبو التّريك محمّد بن الحسن (2) بن موسى بن إسحاق الأطرابلسي في شهر ربيع الأول سنة ثلاث و عشرين و ثلاثمائة بحديث ذكره.

6271 - محمّد بن الحسين أبو علي

6271 - محمّد (3) بن الحسين أبو علي

حكى عن أبيه.

حكى عنه محمّد بن أحمد بن خالد المصري، تقدمت روايته في ترجمة أبيه (4).

6272 - محمّد بن الحسين الطبري المقرئ

قرأ بدمشق على أبي الفضل جعفر بن سليمان بن حمدان بن أبي داود صاحب الأخفش.

روى عنه: علي بن عمر الدارقطني.

6273 - محمّد بن الحسين الفارسي

سمع بدمشق أبا العباس محمّد بن جعفر بن ملاّس.

روى عنه: أبو القاسم اللاّلكائي الحافظ .

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، و أبو القاسم الحسن بن أحمد بن تميم، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء - قراءة - أنبأنا أبو القاسم هبة اللّه بن الحسن بن منصور الطبري - إجازة -

ص: 359


1- كذا بالأصل و د.
2- كذا بالأصل و د: الحسن.
3- سقطت ترجمته بتمامها من د.
4- راجع ترجمته في: تاريخ مدينة دمشق ط دار الفكر 355/14 رقم 1637.

أنبأنا محمّد بن الحسين الفارسي، أنبأنا محمّد بن جعفر بن ملاّس - بدمشق - حدّثنا موسى بن عامر، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا أبو عمرو الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أنس أنه ذكر الدجّال قال: يخرج معه - يعني - سبعون ألفا من يهودية أصبهان عليهم الطيالسة (1).

6274 - محمّد بن حصن بن خالد بن سعيد بن قيس

أبو عبد اللّه الألوسي (2) البغدادي (3)

قدم دمشق، و حدّث: عن محمّد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي، و أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الصوّاف، و أبي عثمان سعيد بن عثمان بن ثواب الحصري، و محمّد بن معمر البحرائي، و نصر بن علي، و المنذر بن الوليد الجارودي، و علي بن الحسين الدّرهمي، و محمّد بن زنبور المكّي، و يحيى بن حكيم المقوّم، و عبد الرّحمن المكتب الدمشقي، و أبي بكر بن أبي الدنيا، و الحسن بن محمّد الزّعفراني، و زياد بن أيوب، و محمّد بن زياد الزيادي، و أبي بكر أحمد بن محمّد بن هاني الأثرم، و عبد القدّوس بن محمّد العطّار، و محمّد بن عبد اللّه بن يزيد بن المقرئ.

روى عنه: أبو القاسم بن أبي العقب، و أبو عبد اللّه بن مروان، و أبو بكر محمّد بن موسى بن حبشون المراغي، و أبو بكر محمّد بن حميد بن معيوف، و عبد الرّحمن بن حسن (4)ابن مثح (5) الفرغاني، و أبو بكر بن المقرئ، و أبو عمرو أحمد بن محمّد بن الجلي الطرسوسي، و محمّد بن علي بن الحسن بن سويد المؤدب، و أبو القاسم (6) علي بن محمّد بن داود بن أبي الفهم التنوخي، و سليمان بن أحمد الطبراني، و أبو بكر محمّد بن عيسى، و أبو الحسن أحمد بن جعفر بن حمدان الطّرسوسيان.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، حدّثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن

ص: 360


1- الطيالسة واحدها طيلسان و طيلس، ضرب من الأكسية، فارسي معرب (تاج العروس - ط دار الفكر: طلس).
2- الألوسي بضم الألف و اللام، هذه النسبة إلى ألوس موضع بالشام في الساحل عند طرسوس.(كما في الأنساب) و في معجم البلدان: بلدة على الفرات. قرب عانات و الحديثة.
3- ترجمته في الأنساب (الألوسي)، و اللباب (الألوسي)، و معجم البلدان: ألوس.
4- كذا رسمها بالأصل، و في د:«نطبح».
5- كذا رسمها بالأصل، في د:«مثيح».
6- في د:«و أبو علي القاسم علي بن محمد».

حصن بن خالد الألوسي البغدادي بدمشق، حدّثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الصوّاف البصري، حدّثنا عمرو بن بشر الحارثي، حدّثنا برد بن سنان، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد اللّه، فذكر حديث مواقيت الصلاة بطوله.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، حدّثنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن بن السمسار، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مروان، حدّثنا أبو عبد الرّحمن زكريا بن يحيى السّجزي، و محمّد بن حصن أبو عبد اللّه الألوسي، قدم علينا سنة تسعين و مائتين.

قالا: حدّثنا نصر بن علي، أنبأنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي ظبيان قال: قال لنا ابن عبّاس: أي القراءتين تقرءون ؟ قال: قلنا: قراءة عبد اللّه، فذكر الحديث، و قد سقط منه شيء، و مما وقع لي من حديثه عاليا ما:

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ، حدّثنا محمّد بن حصن الطّرسوسي، حدّثنا علي بن الحسين الدّرهمي، حدّثنا أنس بن عياض، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:

«إنّ اللّه لا يقبض العلم انتزاعا، ينتزعه من الناس، و لكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتّخذ الناس رءوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلّوا و أضلّوا»[11067].

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى، حدّثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنبأنا أبو زكريا البخاري.

أنبأنا عبد الغني بن سعيد الحافظ قال: و حصن بالحاء و الصاد المهملتين، محمّد بن حصن بن خالد الألوسي.

6275 - محمّد بن حفص بن عمر بن عبد اللّه بن عمر بن رستم بن سنان

أبو صالح الفارسيّ البعلبكّي

حدّث عن محمّد بن عوف، و أبي الجماهر (1) محمّد بن عثمان، و محمّد بن إبراهيم بن كثير الصوري.

ص: 361


1- في د: الجماهير، تصحيف. ترجمته في سير أعلام النبلاء 448/10.

روى عنه: أبو أحمد بن عدي، و محمّد بن جعفر بن يحيى بن رزين الحمصي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، أنبأنا أبو صالح محمّد بن حفص بن عمر بن عبد اللّه بن عمر بن رستم بن سنان الفارسيّ - ببعلبك - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن كثير الصّوري، حدّثنا خالد بن عبد الرّحمن، حدّثنا عيسى بن ميمون، عن القاسم بن محمّد، عن عائشة، و هشام ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«تخيروا لنطفكم فإنّ النساء يلدن أشباه إخوانهنّ و أخواتهن»[11068].

قال: و أنبأنا ابن عدي (1)،حدّثنا محمّد بن حفص الفارسيّ ، حدّثنا محمّد بن عوف، حدّثنا نعيم بن حمّاد قال: سمعت ابن عيينة يذكر عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«أنتم اليوم في زمان من ترك عشر ما أمر به هلك، و سيأتي على الناس زمان من عمل منهم عشر ما أمر به نجا»[11069].

قال نعيم: هذا حديث ينكرونه و إنّما كنت مع ابن عيينة فمرّ بشيء فأنكره، ثم حدّثني بهذا الحديث.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش سبيع المقرئ عنه، أنبأنا أحمد بن محمّد بن يوسف بن دوست، حدّثنا محمّد بن الحسين بن علي الحرّاني، حدّثنا محمّد بن جعفر بن رزين - بحمص - حدّثنا محمّد بن حفص البعلبكّي، حدّثنا أبو الجماهر بحديث ذكره.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنبأنا الإسماعيلي، أنبأنا السهمي، أنبأنا ابن عدي (2)،حدّثنا محمّد بن حفص أبو صالح الفارسيّ - ببعلبك - حدّثنا محمّد بن عوف قال:

سمعت يزيد بن عبد ربه يقول: خرج معاوية بن صالح من حمص سنة خمس و عشرين و مائة، و هو شاب، فصار إلى المغرب، فولي قضاءهم.

قال: و سمعت أبا صالح سنة سبع عشرة، أو سنة عشرين يقول: مرّ بنا معاوية بن صالح

ص: 362


1- رواه من طريق آخر ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 242/5 في ترجمة عيسى بن ميمون الجرشي.
2- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 18/7 في ترجمة نعيم بن حماد المروزي.

حاجّا سنة أربع و خمسين، فكتبوا (1) عنه: الثوري، و أهل مصر، و أهل المدينة.

6276 - محمّد بن حفص أبي مكرم أبو الحسين

روى عن حمّاد بن مالك الأشجعي.

روى عنه: أبو عبد اللّه صالح بن قطن البخاري، و صفوان بن عمرو الحمصي الصغير، و أبو علي الحسن بن عبد اللّه العرقي.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء، و أبو محمّد بن صابر، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو الحسن بن السمسار، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الربعي، حدّثنا الهروي، حدّثنا الحسن بن عبد اللّه أبو علي العرقي، حدّثنا محمّد بن حفص أبو الحسين، حدّثنا حمّاد بن بسطام العبسي عن أبيه، عن واثلة بن الأسقع.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم خرج على عثمان بن مظعون و معه صبي له صغير يلثمه، فقال:

«أ تحبّه يا عثمان»؟ قال: أي و اللّه يا رسول اللّه إنّي لأحبّه، قال:«أ فلا أزيدك له حبا» قال:

بلى، فداك أبي و أمّي، قال:«إنّه من ترضّى له صغيرا من نسله حتى يرضى، ترضّاه اللّه يوم القيامة حتى يرضى»[11070].

رواه أبو عبد اللّه صالح بن قطن البخاري، عن محمّد بن أبي مكرم، و هو ابن حفص هذا.

6277 - محمّد بن الحكم بن أحمد

أبو عبد اللّه البصريّ التسنيمي

حدّث ببعلبك عن أبي شعيب صالح بن شعيب البصريّ .

روى عنه: أبو محمّد بن ذكوان القاضي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن رشأ بن نظيف، أنبأنا عبد الوهّاب الميداني، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه (2) بن محمّد بن عبد الغفّار بن أحمد بن إسحاق بن ذكوان، أنبأنا أبو (3) عبد اللّه محمّد بن الحكم بن أحمد التسنيمي - بمدينة بعلبك - حدّثنا أبو شعيب صالح

ص: 363


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 404/6 في ترجمة معاوية بن صالح الحمصي.
2- كذا بالأصل و د، و في الكامل لابن عدي: فكتب عنه.
3- من قوله أبو محمد إلى هنا سقط من د.

ابن شعيب البصري، حدّثنا عبد اللّه (1) بن عمر الأصبهاني، حدّثنا جرير، عن عبدة بن أبي بردة (2) قال: العيون كلها باكية يوم القيامة إلاّ ثلاثة أعين: عين سهرت في سبيل اللّه، و عين دمعت من خشية اللّه، و عين غضّت عن معاصي اللّه.

[قال ابن عساكر:] (3) كذا قال: و إنما هو ابن أبي برزة سجستاني.

6278 - محمّد بن حكيم بن أبي ريحانة شمعون الأزدي الكاتب

ذكره أبو الحسين الرّازي في كتاب أمراء دمشق، و ذكر أنه أوّل من طوى الطومار و كتب فيه مدرجا مقلوبا، حدّثني بذلك أحمد بن حميد بن أبي العجائز عن عبد اللّه بن عبد الرحيم، و دارهم عند قنطرة سنان، تعرف بدار بني الأكشف.

6279 - محمّد بن حمّاد الطّهراني

6279 - محمّد بن حمّاد الطّهراني (4)

قيل إنّه كان على عهد هشام بن عبد الملك، و إنه اجتاز بالبلقاء.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش سبيع ابن المسلّم عنه، أنبأنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن أحمد بن معاذ بمصر، حدّثنا أحمد بن محمّد بن طاهر أبو الفضل الأنباري، حدّثني أبو علي الحسن بن علي التمّار - ببغداد - سنة خمس و ثلاثمائة - حدّثني علي بن موسى قال: قال محمّد بن حمّاد الطّهراني:

أشخصني هشام بن عبد الملك من أرض الحجاز إلى أرض الشام، فاجتزت بالبلقاء (5)،فوجدت بها جبلا أسود مكتوب عليه ما لم أدر ما هو، فدخلت إلى عمّان (6)فسألت عن من يقرأ ما على القبور و الجبال، فأرشدت إلى شيخ قد كبرت سنّه، فلما خرج إليّ حدثته بما شاهدت، و أردفته معي على راحلتي حتى انتهينا إلى الموضع، فلمّا أن قرأ ما عليه قال: ما أعجب ما عليه، أ معك شيء تنقله إليه، فأخرجت ما كان معي فقال لي: عليك مكتوب بالعبراني: باسمك اللّهمّ ، جاء الحقّ من ربّك بلسان عربي مبين، لا إله إلاّ اللّه محمّد

ص: 364


1- في د: عبيد اللّه.
2- كذا بالأصل و د، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- ضبطت عن الأنساب بكسر الطاء المهملة و سكون الهاء و فتح الراء، نسبة إلى طهران، و هما قريتان (راجع الأنساب، و معجم البلدان).
5- تقدم التعريف بها.
6- تقدم التعريف بها.

رسول اللّه، علي وليّ اللّه، و كتب موسى بن عمران بيده:

[قال ابن عساكر:] (1) هذا حديث منكر، و إسناده مظلم.

6280 - محمّد بن حمدون بن خالد بن يزيد بن زياد

أبو بكر بن أبي حاتم النّيسابوريّ البيلي (2)

من الرحّالين.

سمع العباس بن الوليد بن مزيد، و خالد بن روح بن أبي حجير، و يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و أبا زرعة، و أبا حاتم، و محمّد بن مسلم بن وارة الرازيين، و أبا عتبة الحجازي، و سعيد بن عثمان التنوخي، و محمّد بن عوف، و محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، و أحمد ابن محمّد بن الحجّاج بن رشدين، و الربيع بن سليمان المرادي، و أبا الزّنباع روح بن الفرج، و أبا علي الحسن بن الفضل البصري، و محمّد بن عبد الرّحمن الرقّي، و إبراهيم بن فهد، و سليمان بن سيف، و محمّد بن إبراهيم (3) بن عبد الحميد الحلواني، و عيسى بن أحمد البلخي، و محمّد بن إسماعيل بن سالم، و الحسن بن مكرم (4)،و يحيى بن أبي طالب، و إسحاق بن يسار، و محمّد بن إسحاق الصّغاني، و محمّد بن يحيى الذهلي، و يوسف بن سعيد بن مسلم، و أبا أميّة محمّد بن إبراهيم، و أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي.

روى عنه: الحسن بن أحمد المخلدي، و علي بن حمشاد العدل، و محمّد بن صالح، و أبو علي الحافظ ، و محمّد بن إسماعيل بن مهران، و أبو علي محمّد بن عبد الوهّاب الثقفي، و هما أسنّ منه، و أبو سعيد أحمد بن محمد (5) بن إبراهيم الجوري (6) الفقيه، و أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر البحيري، و أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه العبدوي، و محمّد بن علي بن سهل الماسرجسي، و أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ، و أبو

ص: 365


1- زيادة منا للإيضاح.
2- ترجمته في تذكرة الحفاظ 807/3 و سير أعلام النبلاء 60/15 و الأنساب (البيلي)، و معجم البلدان «بيل» و شذرات الذهب 286/2 و البيلي بكسر الباء و سكون الياء، نسبة إلى البيل، قال السمعاني: و ظني أنها من قرى الري. و نقل ياقوت عن نصر: أنها ناحية بالري.
3- «بن إبراهيم» استدركتا على هامش د.
4- في د: المكر.
5- عن د:«محمد» و بالأصل:«أحمد» ترجمته في سير أعلام النبلاء 430/16.
6- بالأصل و د: الحوري، تصحيف، راجع الحاشية السابقة.

النصر شافع بن محمّد بن يعقوب، و أبو نصر أحمد بن الحسين (1) بن أحمد الضّبي المروزي، و القاضي أبو سعيد الخليل بن أحمد بن محمّد بن الخليل السّجزي.

أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنبأنا أبو حامد الأزهري، أنبأنا أبو محمّد المخلدي، أنبأنا أبو بكر بن حمدون، حدّثنا يزيد بن عبد الصّمد، حدّثنا عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل ابن عبيد اللّه، حدّثنا سليمان بن عتبة، حدّثنا يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس، عن أبي الدرداء أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«خلق اللّه آدم عليه السلام، فضرب كتفه اليمنى، فأخرج ذرّيته بيضا كأنهم اللبن، ثم ضرب كتفه اليسرى فخرج ذرّيته سودا كأنهم الحمم، قال: هؤلاء في الجنّة و لا أبالي، و هؤلاء في النار و لا أبالي»[11071].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو طاهر بن خزيمة، أنبأنا أبو بكر بن حمدون قال: سمعت عبد الجبّار بن كثير يقول: حدّثنا بعض أصحابنا من أهل الحديث أنّ رجلا خرج في طلب الحديث في السحر، فوجد رقعة ملقاة، فأخذها فلما أصبح نظر فيها، فإذا فيها:

عش موسرا إن شئت أو معسرا *** لا بدّ في الدنيا من الغمّ

و كلّما زادك من نعمة *** زاد الذي زادك في الهمّ

إنّي رأيت الناس في دهرنا *** لا يطلبون العلم للعلم

إلاّ مباهاة لأصحابهم *** و عدّة للخصم و الظّلم

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (2)،أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم (3) قال أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد النّيسابوريّ سمع عيسى بن أحمد العسقلاني، و محمّد بن عبد [الرحمن] (4) الرقّي، و العباس بن الوليد بن مزيد.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: محمّد بن حمدون بن خالد بن يزيد بن زياد النّيسابوريّ ، أبو بكر بن أبي حاتم البيلي،

ص: 366


1- في د: الحسن، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 395/16.
2- بالأصل و د: الهمداني، بالدال المهملة.
3- رواه الحاكم أبو أحمد النيسابوري في الأسامي و الكنى 215/2 رقم 676.
4- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و الأسامي و الكنى.

من أعيان المحدّثين، الثقات، الأثبات، الجوّالين في أقطار الأرض، سمع بخراسان، و بالريّ ، و بالعراق، و بالحجاز، و بمصر، و بالشام، و بالجزيرة، و ذكر بعض شيوخه الذين سمع منهم في هذه البلدان، روى عنه علي بن حمشاد، و محمّد بن صالح، و أبو علي الحافظ ، و كافة أهل عصرهم، و قد روى عنه محمّد بن إسماعيل بن مهران، و أبو علي الثقفي (1).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمّد قال: قال الحسن بن أحمد المخلدي:

توفي أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد بن يزيد بن زياد رحمه اللّه ليلة الأربعاء في وقت عشاء الآخرة لستّ عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الآخر سنة عشرين و ثلاثمائة (2)، و دفن يوم الأربعاء و صلّى عليه أبو القاسم المذكّر، و ذكر الحاكم أنه مات و هو ابن سبع و ثمانين سنة (3).

6281 - محمّد بن حمد بن عبد اللّه أبو نصر الأصبهاني الوزان

المعروف بالكبريتي و بالفواكهي

سمع أبا مسلم محمّد بن علي بن محمّد بن مهرابزد النحوي، و أبا بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني الإمام.

كتبت عنه بأصبهان، و ذكر لي أنه قدم دمشق، و كان لا بأس به.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه، أنبأنا أبو مسلم محمّد بن علي بن محمّد - قراءة عليه سنة سبع و خمسين و أربع مائة - أنبأنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن علي بن المقرئ، حدّثنا إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن محمّد بن عبد العزيز بن (4) عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب، حدّثنا أبو يعلى المعلّى بن مهدي، حدّثنا جعفر بن سليمان الضّبعي، عن أبي عامر الخزّاز (5)،عن عمرو بن دينار، عن جابر قال: قلت: يا رسول اللّه

ص: 367


1- بدون إعجام بالأصل و رسمها:«السعى» و إعجامها غير واضح في د، و لعل الصواب ما ارتأيناه، راجع أسماء الرواة عنه في بداية الترجمة.
2- سير أعلام النبلاء 61/15 و تذكرة الحفاظ 807/3.
3- سير أعلام النبلاء 61/15 و تذكرة الحفاظ 807/3.
4- سقطت من د.
5- في د: الحراز.

متى (1) أضرب منه يتيمي ؟ قال:«مما كنت ضاربا منه ولدك، غير واق مالك بماله، و لا متأثّل من ماله مالا»[11072].

و أخبرنا أبو نصر، أنبأنا أبو بكر الباطرقاني - إمام جامع أصبهان إملاء في شهر ربيع الأول سنة ثمان و خمسين و أربعمائة - حدّثنا عمر بن إبراهيم بن محمّد المديني، حدّثنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير، أنشدنا أحمد بن محمّد بن مسروق، أنشدنا محمّد بن الحسين:

للمرء عدّة أيام مقدّرة *** فكلّما نقصت أيامه نقصا

فكيف يهنأ بعيش أو يلذّ به *** من كان يضحي و يمسي الدهر منتقصا

كم طالب لم ينل بالحرص بغيته *** و ناله غيره عفوا و ما حرصا

6282 - محمّد بن حمزة بن الحسن بن المفرّج أبو عبد اللّه بن أبي يعلى

المعروف بابن أبي جيش (2) الأزدي الشاهد الشروطي

سمع أباه، و أبا الحسن علي بن طاهر النحوي، و أبا الوحش المقرئ.

سمع منه بعض كتاب «قوت القلوب» لأبي طالب المكي عن أبيه، مات ليلة الجمعة بعد العشاء الثامن و العشرين من شعبان سنة ستين و خمسمائة، دفن في مقبرة باب الفراديس و ذكر لي ابنه أبو طالب أنه سأله عن سنّه ؟ فقال: قد بلغت إحدى و سبعين سنة.

6283 - محمّد بن حمزة بن الخضر أبو الفتح القرشي

حدّث بدمشق سنة خمس و عشرين و أربع مائة عن عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم، و أبي (3) الحسين بن الميداني.

سمع منه علي بن مسدّد بن علي بن أبي السّجيس الأملوكي، و أبو علي حمزة بن محمّد ابن حمزة الجذامي.

6284 - محمّد بن حمزة بن عبد اللّه بن سليمان بن أبي كريمة

6284 - محمّد بن حمزة بن عبد اللّه بن سليمان بن أبي كريمة (4)

أبو الحسن الصّيداوي

حدّث عن إسماعيل بن محمّد بن وهب بن وهب، و عرباض بن الليث بن عرباض

ص: 368


1- كذا بالأصل، و في د:«مما» و هو أشبه.
2- أعجمت عن د.
3- في الأصل: أبو.
4- في د: كربه.

الخولاني التّنّيسي، و العباس بن الوليد بن مزيد.

روى عنه: ابناه معاذ، و أبو يعلى عبد اللّه ابنا محمّد، و جعفر بن محمّد بن محمّد (1)ابن أبي كريمة، و محمّد بن أحمد بن الغاز.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو عبد اللّه بن مندة، و كتبه لي بخطّه، أنبأنا أبو يعلى عبد اللّه بن محمّد بن حمزة الصّيداوي - قاضي بيت المقدس - حدّثنا أبي قال: وجدت في كتاب جدي عبد اللّه بن سليمان ابن أبي كريمة بخطه، حدّثنا هشام بن الغاز، حدّثنا الزهري، عن سالم، عن أبيه قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار»، فذكر الحديث بطوله[11073].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنبأنا أبو نصر بن طلاّب، أنبأنا أبو الحسين بن جميع، أنشدني محمّد بن عبد اللّه بن عبد الجبّار، أنشدني محمّد بن الغاز، أنشدني محمّد بن حمزة بن أبي كريمة:

نروح و نغدو لحاجاتنا *** و حاجة من عاش ما تنقضي

تموت مع المرء حاجاته *** و تبقى له حاجة ما بقي

6285 - محمّد بن حمزة بن علي بن الحسن بن الحسين بن علي بن عبد اللّه بن

العبّاس بن علي أبو المعالي السّلمي المعدّل المعروف بابن الموازيني

رحل إلى بغداد فسمع بها أبا القاسم بن بيان.

و سمع بدمشق: أبا محمّد بن الأكفاني، و أبا الحسن علي بن المسلّم، و عدة من شيوخ دمشق، عدله الحكّام بدمشق، و كان ينوب عن أبي محمّد بن الأكفاني في عدة أمور، و كان حسن الطريقة، متواضعا.

حدّث بدمشق، و سمع منه جماعة من أهلها و من الغرباء الواردين عليها، و كان متجمّلا حسن الاعتقاد، و تفقّه على الفقيه أبي الحسن، و باع أملاكه و أنفقها على نفسه، و لم يخلف إلاّ شيئا يسيرا، مات أبو المعالي يوم الأربعاء السابع و العشرين من جمادى الآخرة سنة خمس و ستين و خمسمائة، و دفن بباب الصغير.

ص: 369


1- في د: جعفر بن محمد بن محمد بن محمد بن أبي كريمة.
6286 - محمّد بن حمزة بن محمّد المعالي بن محمّد - و يقال ابن المغلس - بن قعنب

أبو عبد اللّه - و يقال: أبو الحسين التميمي الدارمي الحراني القطّان

دمشقي.

سمع المظفّر بن حاجب بن أركين، و أبا القاسم الحسن بن علي بن علي البجلي، و الحسن بن علي بن الحسن بن الطبري المرّي، و أحمد بن خاقان، و جمح بن القاسم، و يوسف بن القاسم الميانجي.

روى عنه: أبو سعد السّمّان، و أبو علي الأهوازي، و أبو عبد الرّحمن محمّد بن يوسف النيسابوري القطّان، و أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، و أبو القاسم بن أبي العلاء.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن حمزة بن محمّد الحرّاني القطّان - قراءة عليه - حدّثنا أبو القاسم المظفّر بن حاجب بن أركين الفرغاني، حدّثنا أبو علي إسماعيل بن محمّد بن قيراط العذري الدمشقي، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا عبد ربّه بن ميمون النحّاس الأشعري، حدّثنا الربيع بن حظيان، عن أبي الزبير، عن جابر أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم مسح على الخفّين و العمامة[11074].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني قال: توفي شيخنا أبو عبد اللّه محمّد بن حمزة الحرّاني القطّان يوم الجمعة الحادي و العشرين من شهر رمضان سنة خمس عشرة و أربع مائة، حدّث عن جمح بن القاسم و غيره، له أصول حسنة، و كان ثقة، و يذهب إلى التشيّع.

6287 - محمّد بن حمزة بن موسى

أبو عبد اللّه الشيباني المعروف بابن الغسّال المعدّل

ولي القضاء بدمشق نيابة عن--- (1).

6288 - محمّد بن أبي حمزة بن محمّد بن منصور بن القاسم بن عبدان

أبو بكر

إمام مسجد باب الجابية.

ص: 370


1- كذا بالأصل و د، و بعدها بياض. و في المختصر: لم يزد بعد كلمة نيابة.

قرأ القرآن بحرف ابن عامر على أبي عمرو عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان.

قرأ عليه أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه السّلمي.

6289 - محمّد بن حميد بن محمّد بن سليمان بن معاوية بن عبيد اللّه، و يقال: ابن

معاوية بن خالد أبو الطيّب بن الحوراني الكلابي (1)

روى عن أبي بدر عباد بن الوليد الغبري (2)،و إسحاق بن إبراهيم بن عرعرة، و أحمد ابن منصور الرّمادي، و أبي إسماعيل الترمذي، و إسحاق بن سيّار النّصيبي، و أبي حاتم الرّازي، و بشر بن موسى الأسدي، و أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن العباس بن نصر التّجيبي (3) الأنطاكي، و أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، و أبي النضر إسماعيل بن عبد اللّه السامري، و يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و محمّد بن علي بن خلف الصرار، و أبي عمير عبد الكبير بن محمّد بن عبد اللّه بن حفص بن هشام بن زيد بن أنس، و أبي القاسم علي ابن إبراهيم بن الهيثم، و العبّاس بن عبد اللّه التّرقفي، و عبد اللّه بن أحمد الدّورقي، و أبي قصي العذري، و أبي الحارث العباس بن السّندي، و الحسن بن جرير الصّوري، و أبي سعيد عمرو بن أبي زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، و وريزة (4) بن محمّد، و أبي بكر بن أبي الدنيا.

روى عنه: عبد الوهّاب الكلابي، و أبو سليمان بن زبر، و أبو الحسين الرازي، و ابنه تمام بن محمّد، و أبو هاشم المؤدّب، و أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن علي البردعي الحافظ ، و أحمد بن القاسم بن يوسف الميانجي، و أبو الفتح المظفّر بن أحمد بن إبراهيم بن برهان المقرئ، و عبد اللّه بن عمر بن أيوب المرّي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن أبي الرضا.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، قالا: أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو الطيب محمّد بن حميد بن الحوراني، حدّثنا أبو بدر عبّاد بن الوليد الغبري (5)،حدّثنا الحسن بن بشر، حدّثنا العباس بن الفضل الأنصاري عن يونس بن عبيد،

ص: 371


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 432/15 و الأنساب، و العبر 257/2 و شذرات الذهب 361/2.
2- في د: العمري، تصحيف.
3- في د: و أبي العباس أحمد بن نصر التجيبي.
4- في د: وزيره.
5- في د: المعبري.

عن محمّد بن سيرين، عن عمران بن حصين أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم رجم امرأة ثم صلّى عليها[11075].

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب قال: محمّد بن حميد بن سليمان أبو الطيّب الحوراني، حدّث عن أبي بدر الغبري، و أحمد بن منصور الرّمادي، و أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة الدمشقي، روى عنه تمام بن محمّد الرّازي.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه (1) قال: أمّا الحوراني بفتح الحاء المهملة، و بالراء: أبو الطيّب محمّد بن حميد بن سليمان الحوراني، حدّث عن أبي بدر الغبري، و أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، و الرّمادي، روى عنه تمّام الرازي.

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني: رأيت في كتاب أتانا - نعي - محمّد بن حميد الحوراني و محمّد بن هميان البغدادي، و أحمد بن عبد اللّه البرامي في شهر ربيع الآخر سنة إحدى و أربعين و ثلاثمائة، و قد كانوا ماتوا قبل أن يبلغنا موتهم بمدة.

قرأت بخط أبي الحسن نجاء بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية أبو الطيب محمّد بن حميد بن محمّد بن سليمان ابن معاوية بن عبيد اللّه الكلابي، و يعرف بابن الحوراني، و كان مولده بسامراء، مات سنة إحدى و أربعين و ثلاثمائة (2).

6290 - محمّد بن حميد بن معيوف بن بكر بن أحمد بن معيوف بن يحيى بن

6290 - محمّد بن حميد (3) بن معيوف بن بكر بن أحمد بن معيوف بن يحيى بن

معيوف (4) أبو بكر الهمداني (5)

من أهل بيت سوا (6).

سمع أبا بكر محمّد بن علي بن أحمد بن داود بن علاّن، و المضاء بن مقاتل بأذنة، و القاسم بن عيسى العصّار، و محمّد بن حصن الألوسي، و سليمان بن محمّد الخزاعي، و محمّد بن المعافى الصّيداوي، و أبا العبّاس أحمد بن الحسن بن علي، و أبا سعيد محمّد بن

ص: 372


1- الاكمال لابن ماكولا 25/3.
2- ذكر الذهبي أيضا وفاته سنة 341 و قال: و كان من أبناء التسعين.
3- ضبطت بالقلم في معجم البلدان «بيت سواء» بفتحة فوق الحاء.
4- «بن يحيى بن معيوف» ليس في د.
5- ترجمته في معجم البلدان «بيت سوا».
6- بيت سوا: بالفتح و القصر (معجم البلدان)، من قرى غوطة دمشق (غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص 150، 165).

أحمد بن عبيد بن فيّاض، و أبا عمرو عثمان بن محمّد بن عفّان الفرائضي، و سليمان بن محمّد الخزاعي، و الحسن بن علي بن عوانة الكفربطناني، و أبا الحسن بن جوصا، و أبا الدحداح.

روى عنه: أبو نصر بن الجبّان (1)،و أبو الحسن بن السمسار، و عبد الوهّاب الميداني، و تمام بن محمّد، و أبو الحسن بن عوف، و أبو علي الحسن بن علي بن محمّد القطبي، و مكي ابن محمّد (2) بن الغمر، و أبو أسامة محمّد بن أحمد بن محمّد الهروي - نزيل مكة-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو نصر المرّي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن حميد بن معيوف الهمداني، حدّثنا أبو بكر محمّد بن علي بن أحمد بن داود بن علاّن - قراءة عليه - حدّثنا محمّد بن سليمان لوين، حدّثنا أبو عوانة، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم كان (3) له في تور (4) من حجارة[11076].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا (5) أبي أبو الحسين، أنبأنا أبو الحسن بن السمسار، أنبأنا أبو بكر محمّد بن حميد بن معيوف بن بكر الهمداني البيت سوائي، حدّثنا المضاء بن مقاتل بأذنة، حدّثنا محمّد بن سليمان لوين، حدّثنا حفص بن غياث، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عن صيام يوم الجمعة إلاّ بيوم قبله أو بيوم بعده[11077].

قرأت بخط أبي الحسين الميداني، حدّثنا أبو بكر محمّد بن حميد بن معيوف بن بكر بن أحمد بن معيوف الهمداني الشيخ الصالح ببيت سوا، حدّثنا القاسم بن عيسى بحديث ذكره.

6291 - محمّد بن حميد

حكى عنه محمّد بن أبي بكر المقدّمي (6).

أنبأنا أبو الحسن الفرضي، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو نصر بن الجندي، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، حدّثنا محمّد بن إدريس بن أبي حمادة، حدّثنا سعيد بن نصير، حدّثنا محمّد بن أبي بكر المقدّمي، عن محمّد بن حميد الدمشقي قال: عوتب رجل في التزويج فقال: مكابدة العفّة أهون من سؤال الرجال ما في أيديهم.

ص: 373


1- في الأصل:«الحبان» و في د:«الحيان».
2- في د: مكي بن محمد بن محمد الغمر.
3- كذا بالأصل:«كان له في» و في د:«كان ينفذ له في».
4- بدون إعجام بالأصل، و أعجمت عن د، و التور: إناء معروف يصنع من الحجارة و غيرها.
5- الذي في د:«أنا أبو بكر الحسن بن السمسار».
6- في د: المقرئ.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنبأنا محمّد بن يحيى بن إبراهيم، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه الرازي يقول: سمعت خير النسّاج (1)يقول: سمعت أبا حمزة يقول: لقي محمّد بن حميد الصوفي حدثا جميلا فقال: يا من خلق الخلق على ما أحب من مشيئته، لا تجعل للشيطان على قلبي سبيلا بنظرتي هذه، يا جميل البلاء.

قال: و أنبأنا السّلمي قال: محمّد بن حميد من أهل دمشق، من قدماء مشايخ الشام و عظمائهم، كان أستاذ أبي حمزة الصوفي.

6292 - محمّد بن حويت بن أحمد بن أبي حكيم

6292 - محمّد بن حويت (2) بن أحمد بن أبي حكيم (3)

أبو عبد الرّحمن بن أبي سليمان القرشي

روى عن أبيه.

روى عنه: تمام بن محمّد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، حدّثنا خالد بن روح، حدّثنا أبو الجماهر محمّد بن عثمان التنوخي.

ح قال تمام: و حدّثنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن حويت بن أحمد بن أبي حكيم من لفظه، حدّثني أبي أبو سليمان حويت بن أحمد، حدّثنا أبو الجماهر محمّد بن عثمان التنوخي، حدّثنا سعيد بن بشر، عن قتادة، عن أنس.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أراد أن يكتب إلى بعض العجم كتابا فقيل له إنه لا يكون كتاب إلاّ بخاتم، فاتخذ خاتما من فضة، فصّه منه، و نقش عليه: محمّد رسول اللّه،[فلبس الخاتم] (4) حياته، فلما توفي لبسه أبو بكر حياته، فلما توفي أبو بكر لبسه عمر، فلمّا توفي عمر لبسه عثمان، فسقط منه في بئر بالمدينة، فطلب فلم يقدر عليه[11078].

ص: 374


1- ترجمته في حلية الأولياء 307/10.
2- ضبطت بضم الحاء المهملة و بالواو و الياء المعجمة باثنتين من تحتها و التاء المعجمة باثنتين من فوقها. راجع الاكمال 433/2 و بهامشه عن استدراك ابن نقطة.
3- في استدراك ابن نقطة: بن حكيم.(هامش الاكمال 433/2).
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د.
6293 - محمّد بن حيّان بن محمّد بن نصر بن محمّد بن قائد

أبو البركات البغدادي الأديب

قدم دمشق، و روى بها كتاب الحماسة لأبي تمام في ذي القعدة سنة ثمان و أربعين و أربع مائة عن أبي الحسن محمّد بن عبد الواحد بن رزمة، عن أبي سعيد السّيرافي، و كان أديبا، له شعر، و سمع الحديث من شيوخ بغداد.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر الحافظ قال (1):

أما قائد - بالقاف - أبو البركات محمّد بن حيّان بن محمّد بن نصر بن محمّد بن قائد، صديق لنا، سمع الحديث، له شعر جيّد، و تعاطى الهندسة و الطب، و كان له ذكاء و نظر لبعض بني حمدان و قتل بنواحي مصر.

6294 - محمّد بن حيدر بن طاهر بن أحمد بن عبد اللّه أبو العباس الطبري الصوفي

أحد المكثرين من كتابة الحديث.

قدم دمشق طالب علم، فسمع بها أبا الحسن بن أبي الحديد، و سمع بنيسابور: أبا سعد الجنزرودي (2)،و أبا بكر محمّد بن عبد اللّه العمري الهروي، و أبا عثمان البحيري.

و حدّث بدمشق عن: أبي طاهر عبيد اللّه بن ميمون بن محمّد بن رجاء الكوفي الأسدي، و أبي أحمد عبد الكريم بن المطلب بن محمّد الهاشمي الكوفي، و أبي الحسن محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن فراس المكي.

كتب عنه أبو (3) الحسن علي بن طاهر النحوي، و عاد إلى نيسابور فاستوطنها إلى أن توفي بها، لقيت بنيسابور من رآه رحمه اللّه، و لم يحدّث بكبير شيء.

6295 - محمّد بن أبي حييّ الأذرعي

6295 - محمّد بن أبي حييّ (4) الأذرعي

حدّث عن أبيه.

روى عنه: محمّد بن خليفة بن إسحاق الأسدي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن علي بن

ص: 375


1- الاكمال لابن ماكولا 71/7.
2- في د: الخترودى.
3- حرفت في د إلى: أبا.
4- غير مقروءة بالأصل و د، و المثبت عن المختصر.

الفضل بن طاهر، أنبأنا رشأ بن نظيف بن ما شاء اللّه، أنبأنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن جعفر بن علي الورّاق، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة العبدي، أنبأنا أبي، أنبأنا الحسن ابن عليل العنزي، حدّثنا جعفر بن هذيل العنزي، و محمّد بن تسنيم الورّاق، قالا: حدّثنا محمّد بن خليفة بن إسحاق الأسدي، حدّثنا محمّد بن بن أبي حييّ ، من أهل أذرعات (1)، عن أبيه قال:

قال عمر بن الخطّاب ذات يوم - أو ذات ليلة - لابن عبّاس: حدّثني بحديث يعجبني، فقال:

حدّثني خريم بن الفاتك الأسدي قال (2):

خرجت في بغاء إبل لي فأصبتها بأبرق العزّاف (3) فعقلتها، و توسّدت ذراع بعير منها، و ذلك حدثان خروج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و قلت: أعوذ بكبير هذا الوادي، أعوذ بعظيم هذا الوادي، قال: و كذلك كانوا يصنعون في الجاهلية، فإذا هاتف يهتف بي:

عذ باللّه ذي الجلال

منزّل الحرام و الحلال

و وحّد اللّه و لا تبال

بما يقول الحي من أهوال (4)

إذ نذكر اللّه على الأميال

و في سهول الأرض و الجبال

فكلّ كيد الجن في سفال (5)

إلاّ التقى و صالح الأعمال

ص: 376


1- أذرعات: بالفتح ثم السكون و كسر الراء: بلد في أطراف الشام، يجاور أرض البلقاء و عمان (معجم البلدان).
2- تقدم الحديث في ترجمة خريم بن فاتك الأسدي 349.15 رقم 1956.
3- بالأصل و د:«العراف» و المثبت و الضبط عن معجم البلدان، و فيه أنه: جبل من جبال الدهناء و قيل رمل لبني سعد و هو من المدينة على اثني عشر ميلا.
4- في الحديث المتقدم: ما كمد ذي الجن من الأهوال. و في رواية: ما هول الجن من الأهوال.
5- في الحديث المتقدم: و سار كمد الجن في سفال.

قال: فقلت:

يا أيها الداعي ما تجيل (1) *** أرشد عندك أم تضليل ؟

قال: فقال:

هذا رسول اللّه ذو الخبرات

جاء بياسين و حاميمات

و سور بعد مفصّلات (2)

محرمات و محللات

يأمر بالصلاة و الزكاة

و يزجر الأقوام عن هنات

قد كنّ في الأيام منكرات

قلت: من أنت رحمك اللّه، قال: أنا ملك بن ملك (3)،بعثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على جنّ أهل نجد، قال: قلت: لو كان لي من يكفيني (4) إبلي هذه لأتيته حتى أؤمن به، قال: أنا أكفيكها حتى أؤديها إلى أهلك سالمة إن شاء اللّه، قال: فاكتفلت بعيرا منها ثم أتيت المدينة، فأوافق الناس يوم الجمعة و هم في الصّلاة، فقلت: يقضون صلاتهم ثم أدخل فإنّي دائب أنيخ راحلتي، إذ خرج إليّ أبو ذرّ فقال لي: يقول لك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: ادخل، قال: فقال لي حين رآني:«[ما فعل]» (5) الشيخ الذي ضمن لك أن يؤدي إبلك إلى أهلك سالمة ؟ أما إنه قد أدّاها إلى أهلك سالمة»، قلت: رحمه اللّه، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«أجل رحمه اللّه»، قال: فقلت: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و حسن إسلامه بعد ذلك[11079].

[قال ابن عساكر:] هذا حديث غريب، و قد وقع لي عاليا من حديث محمّد بن تسنيم، حدّثنا ابن خليفة الأسدي، عن رجل من أهل أذرعات قد سمّاه محمّد بن تسنيم بإسناد أجود

ص: 377


1- كذا بالأصل و د؛ و فيما تقدم: ما تقول.
2- بالأصل: معضلات، و المثبت عن د، و الحديث المتقدم.
3- كذا بالأصل و د، و في الحديث المتقدم:«مالك بن مالك الجني».
4- كذا بالأصل و د، و في الحديث المتقدم: لو كان من يؤدي إبلي هذه إلى أهلي لأتيته حتى أسلم.
5- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.

من هذا عن خريم بن فاتك قال: قال خريم بن فاتك: خرجت في بغاء إبلي، فذكر الحديث نحوه (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا عبد الملك بن بشران، أنبأنا أبو علي بن الصوّاف، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا محمّد بن تسنيم أبو طاهر الورّاق، حدّثنا ابن خليفة الأسدي، فذكره، و قد تقدم في ترجمة خريم بن فاتك (2).

حرف الخاء في أسماء آباء المحمّدين

6296 - محمّد بن خازم بن عبد اللّه بن ماهان أبو عبد اللّه البغوي

حدّث بدمشق و أطرابلس عن إبراهيم بن إسماعيل بن زرارة، و محمّد بن مشكان، و أبي زيد أحمد بن عبد الرحيم الحوطي.

روى عنه: أبو هاشم المؤدّب، و أبو يعلى عبد اللّه بن محمّد بن حمزة بن أبي كريمة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي - شفاها - أنّ أبا الحسن علي بن الحسين بن صصري أجاز لهم، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد، حدّثنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الهمداني المقرئ، و أبو عبد اللّه محمّد بن خازم البغوي، قدم علينا، قالا: حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل بن زرارة النابلسي، حدّثنا عمرو بن عون، حدّثنا الفضل بن عنبسة، عن شعبة، عن علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرّحمن، عن عثمان بن عفّان قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أفضلكم من تعلّم القرآن و علّمه»[11080].

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني، و ذكر أنه نقله من خطّ بعض أصحاب الحديث في تسمية من سمع منه بدمشق في سنة ست عشرة و ثلاثمائة، محمّد بن خازم البغوي غريب.

ص: 378


1- و من هذه الطريق رواه ابن العديم في بغية الطلب 3232/7 في ترجمة خريم بن فاتك. و من طريق آخر في دلائل النبوة لأبي نعيم 111/1.
2- انظر ما تقدم قريبا.
6297 - محمّد بن خالد بن أمة أبو جعفر الهاشميّ

6297 - محمّد بن خالد بن أمة أبو جعفر الهاشميّ (1)

روى عن مالك بن أنس، و الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب بن شابور، و الفضل بن فضالة التّنوخي، و علي بن ثابت، و محمّد بن خمير (2) الحمصي، و قاسم بن رزيق، و أمية بن عمرو بن عوف الساعدي، و إسحاق بن عبيد بن عفّان (3) الذّماري، و أبي الهمام زكريا بن بكر ابن خالد الصّنعاني اليمانيين.

روى عنه: الحسن بن علي بن خلف الصّيدلاني، و عبيد بن منصور الصبّاغ، و إسحاق ابن إبراهيم، و محمّد بن زفر الأصبهاني، و عمر بن مضر العبسي، و مساور بن شهاب العتابي، و أبو نعيم محمّد بن يحيى الطوسي السّراج، و يلقب ابن أمة، و أحمد بن سيّار المروزي، و محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني.

أخبرنا أبو محمّد السلمي، حدّثنا أبو محمّد التميمي، أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمّد الرازي، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن صالح بن سنان، أنبأنا الحسن بن علي بن خلف الصّيدلاني.

ح قال: و حدّثني أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري، حدّثنا عبد اللّه (4) بن منصور الصّبّاغ في سوق أم حكيم، قالا: حدّثنا محمّد بن خالد بن أمة الهاشميّ ، حدّثنا مالك ابن أنس، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«الندم توبة»[11081].

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا - حدّثنا الشيخ أبو عبد اللّه الحسن بن علي البصري العالم سنة تسع و أربعين و أربعمائة، حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن الحسين الحلاوي السّلامي (5) بالبصرة، حدّثنا أبو شجاع فارس بن موسى القاضي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن شيبة (6) البزار الكوفي - ببغداد - حدّثنا أبو نعيم محمّد بن يحيى الطوسي، حدّثنا محمّد بن خالد الهاشميّ الدمشقي، حدّثنا سعيد بن محمّد بن عبد الرّحمن الحميسي، حدّثنا إبراهيم بن يحيى بن عبد اللّه الطفري، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن خارجة الرقّي، قال:

قال جعونة بن نضلة (7):

ص: 379


1- ترجمته في الجرح و التعديل 244/7.
2- بالأصل: حمير، و المثبت بالخاء عن د.
3- في د: عقال.
4- كذا بالأصل و د هنا، و تقدم اسمه في أسماء الرواة عن محمد: عبيد.
5- في د: السالمي.
6- بدون إعجام بالأصل، أعجمت عن د.
7- بالأصل و د:«رحله» و المثبت عن الإصابة 578/1.

كنت في الوفد الذين وجّههم عمر بن الخطّاب ففتحنا مدينة حلوان، و طلبنا المشركين في الشّعب، فلم نقدر عليهم، فحضرت (1) الصلاة، فذكر حديث زريب (2) بن ثرملا (3)بطوله (4).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، و حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن تغلب الآمدي عنه، أنبأنا الشريف أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسن بن عبد الرّحمن الحسني، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن علي بن بزة الثمالي، حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد، حدّثنا عمرو بن موسى الآجري، حدّثنا محمّد بن خالد - يعني القرشي الدمشقي - حدّثني محمّد بن سعيد بن المغيرة الشيباني، عن عبد الملك بن عمير قال: لما دخل معاوية الكوفة صعد المنبر، فحمد اللّه، و أثنى عليه، و صلّى على النبي صلّى اللّه عليه و سلم ثم قال:

أيّها الناس، إنّي و اللّه ما قاتلتكم على الصوم و الصلاة و الزكاة، و إنّي لأعلم أنكم تصومون و تصلّون و تزكّون، و لكن قاتلتكم لأتأمّر عليكم. أما بعد ذلكم، فإنه لم تختلف أمّة بعد نبيها إلاّ غلب باطلها حقّها، إلاّ ما كان من هذه الأمة، فإنّ حقّها غلب باطلها، ألا و إنّ كل دم أصيب في هذه الفتنة تحت قدمي، ألا و إنّ الناس لا يصلحهم إلاّ ثلاث: خروج العطاء عند محلّه، و إقفال الجيوش عند إبّان قفلها (5)،و انتياب العدو في بلادهم، فإنّكم إن لم تنتابوهم في بلادهم ينتابوكم في بلادكم، و المستعان اللّه على أهل كل بلد إن جهد أهله حربوا (6)،و إن حرم أهله فتنوا، قوموا فبايعوا، فبايعه الناس، فمرّ به شيخ، فقال: أبايعك على كتاب اللّه و سنّة نبيّه، فقال: لا شرط لك، فقال: لا بيعة لك، فإنّما خاف معاوية أن يفسد عليه الناس، قال: اجلس، فتركه حتى إذا رأى أنه قد عقل قال: أيّها الشيخ، لا خير في أمر لا يعمل فيه بكتاب اللّه و سنّة نبيّه، فبايع أيّها الشيخ [فبايعه] (7) فقام حتى مرّ بهمدان (8)

ص: 380


1- قوله:«فحضرت الصلاة» ليس في د.
2- ضبطت بالضم و فتح الراء عن تبصير المنتبه 642/2 و في د: زرنب، و انظر الحاشية التالية.
3- بالأصل و د:«برثملا» و المثبت عن الإصابة، و في تبصير المنتبه: ثرملة. و في الإصابة 239/1 في ترجمة جعونة ابن نضلة: زرنب بن ترملي.
4- راجع الإصابة 578/1 ترجمة زريب بن نضلة.
5- قفل القوم يقفلون قفولا و قفلا، و القفول: رجوع الجند بعد الغزو (راجع اللسان: قفل).
6- أي اشتد غضبهم (راجع اللسان: حرب).
7- زيادة لازمة اقتضاها السياق.
8- بالأصل: همذان، تصحيف.

فبايعت فأتاه رجل، فقال: و اللّه إنّي لأبايعك و إنّي لك لكاره، فقال معاوية: بايع، فإنّ اللّه قد جعل في الكره خيرا كثيرا، فبايع، و أقبل يبايع همدان، فمرّ به رجل منهم آخر، فقال: أعوذ باللّه من شرّك يا معاوية، فقال له معاوية: تعوّذ باللّه من شرّ نفسك، فشرّ نفسك أذمّ لك من شرّ نفسي، ثم تقدّم رجل آخر فقال: أبايعك على سيرة أبي بكر، و عمر بن الخطّاب، فكفّ معاوية يده، ثم قال: و أين رجال ابن الخطاب ؟ بايع على دهماء جامعة فبايعه الرجل، و أقبل يبايع حتى فرغ من بقية الناس كلهم.

أخبرنا (1) أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا محمّد بن محمّد بن يعقوب النيسابوري، حدّثنا محمّد بن نصر، حدّثنا أحمد بن سيّار، حدّثنا محمّد بن خالد أبو جعفر الدمشقي، حدّثنا المغيرة بن عمر بن عطية، حدّثني عمرو (2) بن عوف، حدّثني سليمان بن أيّوب من بني سالم بن عوف، حدّثني عطاء بن زيد بن مسعود من بني الحبلي، حدّثني سليمان بن عمرو بن الربيع بن سالم، حدّثني عبد الرّحمن بن العلاء من بني ساعدة عن أبيه العلاء بن سعد، و كان ممن بايع يوم الفتح.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال يوما لجلسائه:«هل تسمعون ما أسمع» قالوا: و ما تسمع يا رسول اللّه ؟ [قال:] (3)«أطّت (4) السماء و حقّ لها أن تئطّ (5) ليس منها موضع قدم إلاّ و عليه ملك قائم أو راكع أو ساجد، ثم قرأ: وَ إِنّٰا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَ إِنّٰا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ » (6)[11082].

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (7):محمّد بن خالد الدمشقي روى عن الوليد بن مسلم، روى عنه محمّد بن يعقوب الدمشقي، و إسحاق بن إبراهيم، سألت أبي عنه قال: كان يكذب، سمعت منه، حديثا (8) عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«الندم توبة»[11083].

ص: 381


1- في د: عمر.
2- سقطت من الأصل، و استدركت عن د.
3- كتب فوقها بالأصل: يقدم.
4- أطّ الرحل و نحوه يئط أطيطا: صوت، و الأطاط : الصياح (القاموس المحيط : أطّط ).
5- بالأصل: تناط ، و في د:«تاط ».
6- سورة الصافات، الآية:165-166.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 244/7.
8- بالأصل و د: حدّثنا، و المثبت عن الجرح و التعديل.

ذكر أبو أحمد الحاكم في الكتاب الذي أخبرنا به أبو جعفر محمّد بن أبي علي في كتابه، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو نعيم محمّد بن يحيى الطوسي الراوي عن محمّد بن خالد و ذكر أنه روى عن محمّد ابن خالد الهاشميّ الدمشقي، و لقبه بزامة.

و ذكر أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن الشيرازي.

أن بزامة لقب أبي نعيم.

[قال ابن عساكر:] (1) و أظنهما صحفا ابن أمة ببزامة، و أخطأ أبو بكر حيث جعل هذا اللقب لأبي نعيم، و اللّه أعلم.

6298 - محمّد بن خالد بن أبي ظبيان الأزديّ الدّمشقيّ ، و يقال: اسمه خالد

أحد حملة القرآن العظيم.

روى عنه: محمّد بن شعيب بن شابور.

ذكره أبو عبد اللّه بن مندة فيما حكاه المقدسي عنه، و قد سقت في ترجمة سليمان بن بزيع (2) حكاية ابن شابور عنه، و اختلاف من رواها عنه، و قول أحدهما خالد بن أبي ظبيان، و قول الآخر: محمّد بن خالد و هو أصحّ .

6299 - محمّد بن خالد بن العبّاس بن زمل أبو عبد اللّه السّكسكيّ البتلهي

6299 - محمّد بن خالد بن العبّاس بن زمل (3) أبو عبد اللّه السّكسكيّ البتلهي (4)

روى عن الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب بن شابور، و بقية بن الوليد.

روى عنه: يزيد بن عبد الصّمد الدمشقي، و يعقوب بن سفيان، و مسلم بن الحجّاج، و أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، و إبراهيم بن علي أبو علي النيسابوري.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، أخبرني والدي أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد المؤذّن القطّان، أنبأنا أحمد بن علي

ص: 382


1- زيادة منا للإيضاح.
2- راجع ترجمة سليمان بن بزيع القارئ في تاريخ مدينة دمشق ط دار الفكر 203/22 رقم 2652 و المعرفة و التاريخ 535/1 و 348/2 و 349/3.
3- بالأصل و د:«رمل» و المثبت عن المختصر و المعرفة و التاريخ.
4- ترجمته في التاريخ الكبير 73/1.

ابن الحسن البزاز، حدّثنا أبو الحسين مسلم بن الحجّاج القشيري، حدّثنا محمّد بن خالد السّكسكيّ ، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا عبد الرّحمن بن سليمان، عن الأعمش، عن أبي العلاء الغنوي، عن سلمان الفارسي قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«عليكم بقيام الليل فإنها دأب الصالحين قبلكم، و توبة إلى اللّه، و مرضاة للربّ ، و مطردة للداء عن الجسد»[11084].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسن، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان (1)،حدّثنا محمّد بن خالد بن العبّاس بن زمل (2) السّكسكيّ ، حدّثني بقية بن الوليد، حدّثنا أبو بكر بن أبي مريم، عن حبيب بن عبيد، عن عرباض بن سارية (3) قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«قال اللّه عزّ و جل: إذا قبضت من عبدي كريمتيه (4) و هو بهما (5) ضنين، لم أرض له ثوابا دون الجنّة إذا حمدني عليهما» (6)[11085].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالا: أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد، أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل (7) قال: محمّد بن خالد الدمشقي، سمع وليد بن مسلم، سمع منه إسحاق بن إبراهيم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنبأنا أبو عبد اللّه الكندي، حدّثنا أبو زرعة قال في ذكر أصحاب الوليد و ابن شعيب و غيرهم، محمّد بن خالد السّكسكيّ .

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنبأنا أبو علي بن شاذان قال:

قرئ على أبي الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي و أنا أسمع، حدّثكم أبو عبد اللّه

ص: 383


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 348/2.
2- بالأصل و د: رمل، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
3- زيد بعدها في المعرفة و التاريخ: السلمي.
4- كذا بالأصل و د، و في المعرفة و التاريخ: كريمته.
5- كذا بالأصل و د، و في المعرفة و التاريخ: بها.
6- كذا بالأصل و د، و في المعرفة و التاريخ: عليها.
7- رواه البخاري في التاريخ الكبير 73/1.

أحمد بن محمّد بن ساكن الزنجاني - بزنجان - حدّثنا يزيد بن عبد الصّمد الدمشقي، حدّثنا محمّد بن خالد السّكسكيّ ، ثقة، حدّثنا الوليد بن مسلم بحديث ذكره.

أنبأني الأكفاني فيما شافهني به عن محمّد بن علي الحدّاد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو هاشم المؤدب، أخبرني أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه مكحول، حدّثنا يزيد بن عبد الصّمد، حدّثنا محمّد بن خالد السّكسكيّ ، ثقة، مأمون، فذكر حديثا.

6300 - محمّد بن خالد بن عبد اللّه بن يزيد بن أسد بن كرز القسريّ

6300 - محمّد بن خالد بن عبد اللّه بن يزيد بن أسد بن كرز القسريّ (1)

غلب على الكوفة، و دعا إلى بني العباس حين ظهروا، ثم أمّر على المدينة للمنصور أيام خروج محمّد بن عبد اللّه بن حسن بن حسن.

حكى عنه محمّد بن معن الغفاري، و شرقي بن قطامي.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنبأنا أبو الحسين ابن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان (2) قال:

و في هذه السنة - يعني - سنة إحدى و أربعين و مائة عزل زياد بن عبيد اللّه عن المدينة و مكة، و استعمل على المدينة محمّد بن خالد بن عبد اللّه القسريّ ، فقدمها في رجب، و ولّى مكة و الطائف لهيثم بن معاوية.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين (3) محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن محارب (4) بن عمرو الأنصاري الأوسي الإصطخري، حدّثنا أبو خليفة، أخبرني الرياشي عن جنادة بن الهيثم قال: سمعت الفضل بن الربيع يقول:

قال المنصور لخالد (5) بن عبد اللّه القسريّ : إنّي أعدّك لأمر كبير، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ اللّه أعدّ لك مني قلبا معقودا بنصيحتك، و يدا مبسوطة بطاعتك، و سيفا مشحوذا على أعدائك، فإذا شئت.

[قال ابن عساكر:] (6) كذا قال: و الصواب لمحمّد بن خالد.

ص: 384


1- ترجمته في تاريخ الطبري (الفهارس)، و المعرفة و التاريخ 124/1 و تاريخ خليفة بن خيّاط (الفهارس).
2- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 124/1.
3- في د: الحسن.
4- في د: عازب.
5- كذا بالأصل و د، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
6- زيادة منا للإيضاح.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا عبد الوهّاب الميداني، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنبأنا أبو جعفر الطبري (1) قال: قال عمر بن شبة: حدّثني محمّد بن يحيى، حدّثني الحارث بن إسحاق قال: استعمل أبو جعفر على المدينة محمّد بن خالد بعد زياد، و أمره بالجدّ في طلب محمّد - يعني - ابن عبد اللّه بن حسن، و بسط يده في النفقة في طلبه، فأغذّ السير حتى قدم المدينة هلال رجب سنة إحدى و أربعين و مائة، و لم يعلم به أهل المدينة حتى جاء رسوله من الشّقرة (2)،- و هي بين الأعوص (3) و الطّرف (4) على ليلتين من المدينة - فوجد في بيت المال سبعين ألف دينار، و ألف ألف درهم، فاستغرق ذلك، و رفع في محاسبته أموالا كثيرة في طلب محمّد، فاستبطأه أبو جعفر و اتّهمه، فكتب إليه أبو جعفر يأمره بكشف المدينة و أعراضها، فأمر محمّد بن خالد أهل الديوان أن يتجاعلوا لمن يخرج فتجاعلوا و خرج إلى الأعراض لكشفها عن محمّد، و أمر القسريّ أهل المدينة، فلزموا بيوتهم سبعة (5)،و طافت رسله و الجند ببيوت الناس يكشفونها لا يحسّون شيئا، و كتب القسريّ لأعوانه صكاكا يتعزّزون بها، لئلا يعرض لهم أحد، فلمّا استبطأه أبو جعفر و رأى ما استغرق من الأموال عزله.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن نبهان، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو طاهر الباقلاني، و أبو الحسن محمّد بن إسحاق، و أبو علي بن نبهان. ح و أخبرنا أبو القاسم ابن السّمرقندي، أنبأنا أبو طاهر، قالوا: أنبأنا أبو علي بن شاذان، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم المقرئ، حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب، حدّثني عمر بن شبة، حدّثني أبو سلمة، أخبرني محمّد بن معن الغفاري، أخبرني محمّد بن خالد القسريّ قال (6):

لما خرج محمّد بن عبد اللّه بالمدينة و أنا في حبس ابن حيّان (7) أطلقني، فلما سمعت دعوته

ص: 385


1- رواه الطبري في تاريخه 531/7 في حوادث سنة 144.
2- بالأصل و د: الشفرة، و المثبت عن تاريخ الطبري و معجم البلدان، و قال ياقوت: مكان، و لم يحدده.
3- الأعوص موضع قرب المدينة، على أميال يسيرة منها (راجع معجم البلدان).
4- الطرف: ماء قريب من المرقى، على ستة و ثلاثين ميلا من المدينة (معجم البلدان).
5- في الطبري: سبعة أيام.
6- راجع الخبر في الكامل لابن الأثير 566/3 (حوادث سنة 145).
7- هو رياح بن عثمان بن حيان المري، و كان على المدينة، و قد ولاه المنصور مكان ابن القسري، و سار إلى المدينة في رمضان سنة 144.

التي دعا إليها على المنبر قلت: هذه دعوة حقّ و اللّه لأبلين اللّه فيها، فقلت: يا أمير المؤمنين إنّك قد خرجت بهذا البلد، و اللّه لو وقف على نقب من أنقابه مات أهله جوعا و عطشا، فانهض معي، فإنّما هي عشر حتى أضربه بمائة ألف سيف، فأبى عليّ ، قال: فإنّي لعنده يوما إذ قال: ما وجدنا من حرّ المتاع شيئا أجود من شيء وجدناه عند ابن أبي فروة ختن أبي (1)الخصيب، و كان انتقبه، قال: قلت: لا أراك قد أبصرت حر المتاع، قال: فكتبت إلى أبي جعفر، فأخبرته بقلّة من معه، قال: فعطف عليّ فحبسني حتى أطلقني عيسى بن موسى بعد قتله محمّد و دخوله المدينة.

[قال ابن عساكر:] (2) أبو سلمة اسمه أيّوب بن عمر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن (3) السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة (4) قال: و أقرّ أبو جعفر على المدينة زياد بن عبيد اللّه الحارثي ثم عزله سنة إحدى و أربعين و مائة، و ولّى محمّد بن خالد ابن عبد اللّه القسريّ ثم عزله سنة ثلاث (5) و أربعين و مائة، و ولي رياح بن عثمان المرّي.

قال: و حدّثنا خليفة (6) قال: و فيها يعني سنة ثلاث و أربعين و مائة عزل محمّد بن خالد عن المدينة و ولّى رياح بن عثمان المرّي، ثم ذكر في سنة أربع و أربعين أنّ فيها ولّى رياح بن عثمان المرّي المدينة (7)،فاللّه أعلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب (8) قال: و فيها يعني سنة أربع و أربعين و مائة عزل محمّد بن خالد بن عبد اللّه القسريّ عن المدينة ولي مكانه رياح بن عثمان المرّي، و أمر بحبس محمّد بن خالد و كاتبه و عمّاله و استخراج ما قبلهم من الأموال.

ص: 386


1- بالأصل:«بن الخصيب» و المثبت عن د، و الكامل لابن الأثير.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- قوله:«أنبأنا أبو الحسن» سقط من د.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 430 تحت عنوان: تسمية عمال أبي جعفر.
5- بالأصل و د:«ست» و المثبت عن تاريخ خليفة.
6- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 420 (ت. العمري).
7- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 421.
8- راجع المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 128/1.
6301 - محمّد بن خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه

ابن عمر بن مخزوم المخزومي القرشي

ذكر أنه خرج معه مسلمة بن عبد الملك من دمشق غازيا إلى القسطنطينة، و أنه جعل أميرا بعد مسلمة إن استشهد.

ذكر ذلك عبد اللّه بن سعيد بن قيس الهمداني، و ذكر أنّ خروجهم كان من دمشق.

أخبرنا بذلك أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - أنبأنا أبو بكر الخطيب - لفظا - و أبو الحسين طاهر بن أحمد - قراءة - قالا: أنبأنا أبو الحسن بن رزقويه، أنبأنا عثمان بن أحمد، حدّثنا الحسن بن سلام، حدّثنا الصّبّاح بن بيان، حدّثنا يزيد بن أوس، عن عامر بن شرحبيل، عن عبد اللّه بن سعيد بن قيس الهمداني قال: قام - يعني - عبد الملك خطيبا، فحمد اللّه، و أثنى عليه ثم قال: قد أمرت عليكم مسلمة بن عبد الملك، فاسمعوا له، و أطيعوا أمره، ترشدوا و توفقوا، فإن استشهد فالأمير من بعده محمّد بن خالد بن الوليد المخزومي، فإن استشهد فالأمير من بعده محمّد بن عبد العزيز، و ذكر الحديث.

6302 - محمّد بن خالد بن يحيى بن محمّد بن يحيى بن حمزة

أبو علي الحضرميّ البتلهيّ

قاضي بيت لهيا.

حدّث عن جده لأمه أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، و نوح بن عمرو بن حويّ (1).

روى عنه القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن ذكوان، و الكلابي، و أبو الحسن علي بن عمرو بن سهل الحريري، و أبو بكر بن المقرئ، و أبو النّضر شافع بن محمّد الأسفرايني، و أبو هاشم المؤدب، و كتب عنه أبو الحسين الرازي.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أبو المطهر عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب، قالا: أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو علي محمّد ابن خالد بن يحيى بن محمّد بن يحيى بن حمزة الدمشقي، حدّثنا جدي أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، حدّثني أبي محمّد بن يحيى عن أبيه قال: سمعت الأوزاعي يحدّث عن الزّهري عن حميد بن عبد الرّحمن، حدّثني أبو هريرة قال: بينما أنا جالس عند رسول اللّه

ص: 387


1- ضبطت عن الاكمال و تبصير المنتبه.

صلّى اللّه عليه و سلم (1)،جاءه رجل فقال: يا رسول اللّه هلكت، قال:«ويحك، و ما شأنك ؟» قال: وقعت على أهلي في رمضان - يعني - قال:«أعتق رقبة»، قال: لا أجد، قال:«فصم شهرين متتابعين»، قال: لا أطيقه، قال: فأطعم ستين مسكينا» و ذكر الحديث، ثم قال في آخره: ما بين ظهري المدينة أحوج إليه مني، قال: فضحك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حتى بدت أنيابه، ثم قال:

«خذه، و استغفر ربّك»[11086].

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه في قرى دمشق. أبو علي محمّد بن خالد بن يحيى بن حمزة الحضرميّ من أهل بيت لهيا، و كان على قضاء بيت لهيا، مات سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان الربعي قال:

و في ذي الحجة - يعني - من سنة أربع و عشرين و ثلاثمائة: توفي أبو علي محمّد بن خالد بن يحيى بن حمزة،[قال ابن عساكر:] (2) و أظن أن هذا أصحّ .

6303 - محمّد بن خالد بن يزيد

حكى عن شعيب بن حرب المدائني.

حكى عنه أحمد بن عبد اللّه.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، و أبو المعالي الفضل بن سهل قالا: أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن محمّد النيسابوري المعروف بابن الطفّال، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن رشيق العسكري، حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسين المصعبي الإمام، حدّثنا أبو رفاعة عمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات، حدّثني أحمد بن عبد اللّه قال: سمعت محمّد بن خالد بن يزيد الدمشقي، يقول: قال شعيب بن حرب: من لم ينظر في حاجته إلاّ حين يحتاج إليها فقد فاتته.

6304 - محمّد بن خالد بن يزيد أبو بكر الشّيباني القلوصيّ الرّازي القاضي

6304 - محمّد بن خالد بن يزيد أبو بكر الشّيباني القلوصيّ الرّازي القاضي (3)

سمع بدمشق و غيرها أحمد بن أبي الحواري، و هشام بن عمّار، و قاسم بن عثمان،

ص: 388


1- أقحم بعدها بالأصل:«جالس» و المثبت يوافق د.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- ترجمته في الجرح و التعديل 244/7-245.

و أحمد بن حنبل، و حميد بن زنجويه، و الفضل بن زياد، و محمّد بن مصفّى و غيرهم.

سكن نيسابور.

روى عنه أبو محمّد بن أبي حاتم، و أبو عمرو الحيري، و الحسن بن يعقوب، و زكريا ابن يحيى البستي، و إسحاق بن أحمد الفارسي.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو بكر ابن مالك، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا صالح بن أبي الأخضر. ح قال: و حدّثنا أبو محمّد بن حيّان، حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد ابن إدريس حدّثنا محمّد بن خالد بن يزيد، حدّثنا يحيى بن أبي الخصيب، حدّثنا هانئ بن عبد الرّحمن بن أبي عبلة، عن الزهري، حدّثني عطاء بن يزيد أنه حدّثه بعض أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال: قيل: يا رسول اللّه، أيّ الناس أفضل ؟ قال:«من جاهد بنفسه و ماله في سبيل اللّه»، قالوا: ثم من يا رسول اللّه ؟ قال:«مؤمن في شعب من الشّعاب يتّقي اللّه، و يدع الناس من شرّه»[11087].

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا علي بن عبد العزيز بن مردك، أنبأنا ابن أبي حاتم، حدّثنا محمّد بن خالد بن يزيد الشّيباني، حدّثني أحمد - يعني - ابن أبي الحواري، حدّثنا محمّد بن قطن عن الشافعي قال: قال فضيل - يعني - بن عياض: كم ممن يطوف بهذا البيت و آخر بعيد منه أعظم أجرا منه.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنبأنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (1):محمّد بن خالد ابن يزيد الشّيباني القلوصيّ ، أبو بكر، روى عن أحمد بن أبي الحواري، و القاسم الجوعي، و هشام بن عمّار، و ذي (2) النون، كتبت عنه بالريّ ، و كان صدوقا.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: محمّد بن خالد أبو بكر القاضي الرازي نزيل نيسابور، سمع أحمد بن أبي الحواري،

ص: 389


1- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 244/7-245.
2- بالأصل و د:«و ذا النون» و التصويب عن الجرح و التعديل.

و محمّد بن المصفّى، و هشام بن عمّار و غيرهم من الشاميين، و حكى عن السّري بن المغلّس، و غيره من العبّاد، روى عنه أبو عمرو الحيري، و الحسن بن يعقوب و غيرهما.

6305 - محمّد بن خالد الدمشقي

حدّث عن أبيه.

روى عنه حاتم بن يونس، تقدم حديثه في ترجمة حاتم (1).

6306 - محمّد بن خالد أحد المجهولين

حدّث عن موسى بن نصير.

روى عنه عبد الرّحمن بن محمّد.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأنا جدي أبو محمّد، أنبأنا أبو الحسن (2)علي بن محمّد بن شجاع - إجازة-. أنبأنا أبو القاسم علي بن بشري بن عبد اللّه الإمام، حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد الخليلي الطبري، حدّثنا المفضّل بن محمّد بن إبراهيم بن المفضّل بن سعيد بن عامر الشعبي في مسجد الحرام، حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد، حدّثنا محمّد بن خالد الدمشقي عن موسى بن نصير، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه في قول اللّه عزّ و جل: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّٰهِ قال: هو رسول اللّه وَ الَّذِينَ مَعَهُ أبو بكر أَشِدّٰاءُ عَلَى الْكُفّٰارِ عمر رُحَمٰاءُ بَيْنَهُمْ عثمان بن عفّان، تَرٰاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً علي بن أبي طالب يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللّٰهِ وَ رِضْوٰاناً طلحة و الزبير سِيمٰاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ عبد الرّحمن ابن عوف و سعد، ذٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرٰاةِ وَ مَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ (3)بعمر فَاسْتَوىٰ بعلي (4)[عَلىٰ سُوقِهِ ] (5) يُعْجِبُ الزُّرّٰاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفّٰارَ أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم لا يغتاظ بذكرهم إلاّ كافر.

6307 - محمّد بن خالد

حدّث عن مروان بن محمّد.

ص: 390


1- راجع ترجمة حاتم بن يونس في تاريخ مدينة دمشق 381/11 رقم 1114 ط دار الفكر و ليس فيها أي ذكر لمحمد بن خالد الدمشقي، و لا لحديثه.
2- في د: الحسين.
3- سورة الفتح، الآية:29.
4- فوقها بالأصل ضبة.
5- سقطت من الأصل و د، و استدركت عن التنزيل العزيز.

روى عنه: أحمد بن يحيى بن حيّان.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا أبو سعد عبد الجليل بن محمّد بن الحسن الساوي، أنبأنا القاضي أبو عبد اللّه محمّد بن سلامة القضاعي، أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر المعدل، حدّثنا أبو الطيّب الحسن بن محمّد العطّار الرياشي، حدّثنا أحمد بن يحيى بن حيّان، حدّثنا محمّد بن خالد الدمشقي، حدّثنا مروان بن محمّد، حدّثنا خالد بن صبيح، حدّثنا يونس بن حلبس عن أم الدّرداء عن أبي الدّرداء قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«فرغ اللّه إلى كل عبد من خمس: من عمله، و أجله، و أثره، و مضجعه، و رزقه لا يتعدّاهنّ عبد»[11088].

6308 - محمّد بن خالد الفزاري الدّمشقي قرابة مطر بن العلاء

حدّث عن مطر بن العلاء.

روى عنه عمر بن عبد اللّه المقرئ، و محمّد بن أحمد بن مطر.

ذكره أبو عبد اللّه بن مندة.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمّد الخطيب، أنبأنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد - إجازة - أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد الواسطي، حدّثنا أبو حفص عمر بن علي العتكي، حدّثني علي بن محمّد بن سليم الحلبي، حدّثنا أبو نصر عمر بن عبد اللّه المقرئ، حدّثنا محمّد بن خالد الدمشقي، حدّثنا مطر بن العلاء، عن حنظلة بن أبي سفيان عن أبيه عن البراء بن عازب، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«كفر باللّه العظيم - جلّ و عزّ - عشرة من هذه الأمة: العمّال (1)،و الساحر، و الديّوث، و ناكح المرأة في دبرها، و شارب الخمر، و مانع الزكاة، و من وجد سعة و مات و لم يحجّ ، و الساعي في الفتن، و بائع السلاح أهل الحرب، و من نكح ذات محرم منه»[11089].

6309 - محمّد بن أبي خالد أبو جعفر القزوينيّ الصّوفيّ

6309 - محمّد بن أبي خالد أبو جعفر القزوينيّ الصّوفيّ (2)

حدّث بدمشق عن عبد الرزّاق، و موسى بن داود الضّبّي القاضي، و محمّد بن جهضم.

روى عنه: محمّد بن صالح بن عبد الرّحمن بن أبي عصمة، أبو العبّاس الدمشقي، و أحمد بن هشام بن عبد اللّه بن كثير القارئ.

ص: 391


1- كذا بالأصل و د، و في كنز العمال رقم 44053:«الغالّ » و هو أشبه بالصواب، و الغال من قوله: غلّ غلو لا خان، أو خاص بالفيء.(القاموس المحيط ).
2- ترجمته في تهذيب الكمال 250/17 و تهذيب التهذيب 96/5.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه الخطيب، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا محمّد بن موسى بن محمّد الفحّام، حدّثنا أبو علي الحسين بن محمّد بن أبي الزمزام (1)،حدّثنا محمّد بن صالح بن عبد الرّحمن ابن أبي عصمة، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن أبي خالد القزوينيّ الصّوفي في دمشق سنة سبع و أربعين و مائتين، حدّثنا عبد الرزّاق، حدّثنا داود بن قيس، حدّثنا سعد بن سعيد، عن عمر ابن ثابت، عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من صام رمضان و أتبعه بستّ (2)من شوال كتب له صيام سنة»، قال داود: لكلّ يوم عشرة[11090].

[قال ابن عساكر:] (3) رواه غيره فقال: سنة تسع.

أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد النّرسي، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي، حدّثنا محمّد بن محمّد الباغندي، حدّثنا إبراهيم بن يوسف الحضرمي، حدّثنا حفص بن غياث، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أخيه عن سعد بن سعيد، عن عمر بن ثابت، عن أبي أيوب قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من صام رمضان و أتبعه بستّ (4) من شوال فقد صام الدهر»[11091].

6310 - محمّد بن خداش الأذرعيّ من أهل أذرعات

حدّث عن مسلمة بن عبد اللّه القيسراني، و محمّد بن وزير الدمشقي.

روى عنه: الفضل بن جعفر المؤذّن.

حدّثني أبو الحسين القيسي - لفظا - أنبأنا محمّد بن علي بن الخضر بن سعيد السلمي، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمّد الرازي الحافظ - بقراءتي عليه - أنبأنا أبو القاسم الفضل بن جعفر، حدّثنا محمّد بن خداش الأذرعيّ ، حدّثنا مسلمة بن عبد اللّه القيسراني، حدّثنا الوليد، عن الأوزاعي، عن عثمان بن أبي العاتكة، عن سليمان بن حبيب، عن الوليد ابن عبادة.

أن عبادة لما حضرته الوفاة قال له عبد الرّحمن بن عبادة: أوصني، قال: اجلسوني، نعم يا بني، اتّق اللّه، و لن تتّق اللّه حتى تؤمن باللّه، و لن تؤمن باللّه حتى تؤمن بالقدر خيره

ص: 392


1- في د: الرمرام.
2- كذا بالأصل و د.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- كذا بالأصل، و في د:«بستة» و هو أظهر.

و شرّه، و تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، و ما أخطأك لم يكن ليصيبك، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«القدر على هذا، من مات على غير هذا دخل النار»[11092].

[قال ابن عساكر:] (1) كذا في هذا الحديث، و الوليد يروي عن عثمان بن أبي العاتكة نفسه كثيرا، فاللّه أعلم، و فيه ابن خداش، و قال غيره: محمّد بن عثمان بن خراش، و سيأتي إن شاء اللّه.

6311-[محمد بن خراشة -و يقال: خراشة-

6311-[محمد (2) بن خراشة (3)-و يقال: خراشة-

من أهل دمشق.

حدث عن عروة بن محمد بن عطية السعدي، و يقال: عن محمد بن عروة السعدي.

روى عنه الأوزاعي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن أنا محمد بن أحمد بن محمد بن علي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، أنا أبو الوليد أحمد بن عبد الرحمن، القرشي الدمشقي، نا الوليد بن مسلم، حدثني ابن جابر أنه سمع الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب الأشعري يحدث عن عبد الرحمن بن غنم أنه سمع يقول:

إن من أشراط الساعة أن يخرب العامر، و يعمر الخراب، و يفتدى الرجل من جهاده، و يتمرس الرجل بأمانته تمرس البعير بالشجرة.

قال: و نا أبو الوليد القرشي، نا الوليد، نا أبو عمرو يعني الأوزاعي عن محمد بن خراشة عن عروة بن محمد السعدي عن أبيه يرويه عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم نحوا منه ما بعد إسحاق بن موسى الأنصاري و سهل بن زنجلة عن الوليد.

و كذا رواه يحيى بن حمزة و رواد بن الجراح. و يحيى بن عبد اللّه البابلتي عن الأوزاعي.

فأما حديث يحيى بن حمزة.

فأخبرناه أبو القاسم السمرقندي، نا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي - أنا عبد

ص: 393


1- زيادة منا للإيضاح.
2- من هنا بياض بالأصل و كتب على هامشة:«نقص من الأصل» و استدرك عن د.
3- ترجمته في ميزان الاعتدال 537/3 و الجرح و التعديل 246/7 و التاريخ الكبير 71/1/1.

اللّه بن محمد، نا منصور بن أبي مزاحم، نا يحيى بن حمزة عن الأوزاعي عن محمد بن خراشة عن عروة عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إن من أشراط الساعة [أن] يعمر الخراب، و يخرب العمران، و أن يكون الغزو فداء، و أن يتمرس الرجل بأمانته كما يتمرس البعير بالشجرة»[11093].

و أما حديث رواد و البابلتي (1).

فأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا منده أبو عبد اللّه بن منده، أنا عبد الرحمن بن يحيى بن منده أبو مسعود أن يحيى بن عبد اللّه بن الضحاك.

ح قال: ابن منده: أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، نا موسى بن عيسى العسقلاني، نا رواد بن الجراح جميعا عن الأوزاعي عن محمد بن خراشة عن عروة بن محمد بن عطية عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

ثلاثة أنا.... (2) فعند ذلك خراب العامر، و عمار الخراب، و أن يكون المعروف مفكرا و أن يكون المنكر معروفا، و أن يتمرمس الرجل بالأمانة تمرس البعير بالشجرة.

و خالفهم أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج فرواه عن الأوزاعي عن محمد بن خراشة عن محمد بن عروة السعدي.

أخبرناه أبوا (3) الحسن الفقيهان قالا: أنا أبو فضل (4)،أنا أبو بكر بن أبي الحديد، أنا أبو علي الحسن بن يحيى الشعراني الطبراني، أنا أبو يعقوب هواد بن محمد الرهاوي، نا عبد القدوس بن الحجاج.

ح و أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، نا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد - أنا محمد بن عبد الملك بن..... (5) نا أبو المغيرة [نا] الأوزاعي، حدثني محمد بن خراشة عن محمد بن عروة السعدي قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«من أشراط الساعة إخراب العامر، و إعمار الخراب، و قال عمران الحرب، و أن يكون الغزو فداء، و أن يتمرس الرجل (6) بأمانته تمرس البعير بالشجرة»[11094].

ص: 394


1- في د: البابلي.
2- كلمة غير مقروءة في د.
3- في د:«أبو».
4- غير واضحة في د.
5- غير واضحة في د.
6- أقحم بعدها في د: تمرس.

قال ابن منيع: اختلف الوليد بن مسلم و أبو المغيرة عن الأوزاعي و إسناد هذا الحديث.

و رواه الوليد عن الأوزاعي عن محمد بن خراشة عن عروة بن محمد السعدي عن أبيه عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم] (1)و الصواب عندي رواية الوليد عن الأوزاعي، هو محمّد بن عروة بن عطية السعدي، و قد رواه عطية السعدي عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و لا أحسب لمحمّد صحبة، و اللّه أعلم.

و رواه شعيب بن إسحاق عن الأوزاعي، فلم يقم إسناده هو أو بعض من روى حديثه:

أخبرناه أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو عبد اللّه، أنبأنا أبو الحسن بن السمسار، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان - إملاء - حدّثنا سليمان بن أيوب ابن حذلم، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا شعيب بن إسحاق، حدّثنا الأوزاعي، حدّثني محمّد بن خراش (2) قال: سمعت عمرو (3) بن محمّد يحدّث عن أبيه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ من إشراط الساعة إخراب العامر، و إعمار الخراب، و أن يكون الغزو فداء، و أن يتمرس (4) الرجل بأمانته تمرّس (5) البعير بالشجرة»[11095].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي، حدّثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حدّثنا عمرو ابن الربيع بن طارق، حدّثنا مسلمة بن علي، عن الأوزاعي، عن محمّد بن خراشة، عن عروة ابن محمّد السعدي عن أبيه أن رجلا من الأنصار أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال: إني أريد أن أتزوج امرأة، فادع لي، فأعرض عنه ثلاث مرات كلّ ذلك يقول. ثم التفت إليه فقال:«لو دعا لك إسرافيل و جبريل و ميكائيل و حملة العرش و أنا فيهم، ما تزوجت إلاّ المرأة التي كتبت لك»[11096].

قال ابن مندة: غريب ما كتبناه إلاّ من هذا الوجه.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنبأنا أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له -

ص: 395


1- إلى هنا ينتهي النقص بالأصل و ما استدرك عن د. و هنا ينتهي أيضا الخرم في «ز»، و نعود إليها من هنا.
2- كذا بالأصل و د هنا:«خراش» و في «ز»: «خراشة» و هو الصواب.
3- كذا بالأصل، و د، و «ز»: «عمرو» و قد تقدم أنه: عروة.
4- في «ز»: يتحرش.
5- في «ز»: تحرش.

قالا: أنبأنا أبو أحمد، حدّثنا أبو بكر، أنبأنا أبو الحسن، أنبأنا البخاري (1) قال: محمّد بن خراشة سمع عروة بن محمد، روى عنه الأوزاعي، مرسل.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (2):محمّد بن خراشة روى عن عروة بن محمّد بن عطية السعدي، روى عنه الأوزاعي، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن ابن الربعي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا أحمد بن عمير قال: سمعت أبا الحسين بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: و محمّد بن خراشة قيّده بالضم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب قال: محمّد بن خراشة بكسر الخاء الشامي، حدّث عن عروة بن محمّد السعدي، روى عنه أبو عمرو الأوزاعي.

قرأت على أبي محمّد أيضا، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه (3) قال: أما خراشة بكسر الخاء فهو محمّد بن خراشة شامي، يروي عن عروة بن محمّد السعدي، عن أبيه عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم، روى عنه الأوزاعي، و اختلف عليه فقال الوليد بن مسلم: ما قدمناه، و قال أبو المغيرة عن محمّد بن عروة السعدي عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و أسقط ذكر أبيه، و قول الوليد أشبه بالصّواب.

6312 - محمّد بن خريم بن محمّد بن عبد الملك بن مروان

أبو بكر العقيليّ (4)

روى عن هشام بن عمّار، و هشام بن خالد، و محمود بن خالد، و دحيم، و أبي عبد

ص: 396


1- رواه البخاري في التاريخ الكبير 71/1/1.
2- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 246/7.
3- الاكمال لابن ماكولا 139/3.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 428/14 و العبر 165/2 و النجوم الزاهرة 222/3 و شذرات الذهب 273/2 و تذكرة الحفاظ 772/2 و الأسامي و الكنى للحاكم 224/2.

الغني الحسن بن علي بن عيسى الأزدي، و محمّد بن داود بن صبيح، و أبي عبيد اللّه المخزومي، و مؤمل بن إهاب، و العبّاس بن الوليد بن مزيد، و أحمد بن أبي الحواري، و أحمد بن حرب الموصلي، و سلم بن يحيى الحجراوي، و محمّد بن يحيى بن فيّاض الزماني، و محمّد بن سليمان البصري.

روى عنه: أبو سليمان بن زبر، و أبو علي بن منير، و أحمد بن عبد الوهّاب بن محمّد، و عبد الوهّاب الكلابي، و أبو الفرج العبّاس بن محمّد بن حبّان، و محمّد بن سليمان بن يوسف الربعي، و أبو الحسن محمّد بن زهير بن محمّد الكلابي الفقيه، و أبو الحسن حميد بن الحسن بن عبد اللّه الورّاق، و أبو علي بن أبي الزّمزام (1)،و أبو أحمد الحاكم، و أبو بكر بن المقرئ، و القاضي أبو الحسن علي بن الحسين الأنطاكي، و أبو هاشم المؤدّب، و أحمد بن عتبة بن مكين، و أبو القاسم بن أبي العقب، و عبد اللّه بن عمر بن أيّوب المرّي، و الزبير بن عبد الواحد الحافظ ، و أبو العباس محمّد بن موسى بن السمسار، و أبو (2) بكر محمّد بن يحيى ابن ياسر الحريري (3)،و محمّد بن عبد اللّه الأبهري الفقيه، و أحمد بن محمّد بن سعيد بن فطيس القرشي الدمشقي، و أبو أحمد بن عدي، و الفضل بن جعفر المؤذّن.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبوا (4) محمّد: هبة اللّه بن أحمد، و عبد الكريم ابن حمزة، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر، قالوا: أنبأنا أبو القاسم الحسين بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي. ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنبأنا أبو الفضل الرّازي. ح و أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنبأنا أبو الحسن علي (5) بن محمود الزّوزني.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنبأنا أبو الحسين بن النّرسي. ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن، أنبأنا أبو القاسم علي بن محمّد السّميساطي، قالوا: أنبأنا - و قال الحنائي: حدّثنا - أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، أنبأنا محمّد بن خريم (6) العقيلي، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا مالك بن أنس، حدّثني نافع، عن عبد اللّه بن عمر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قطع سارقا في مجنّ قيمته ثلاثة دراهم[11097].

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو القاسم التنوخي. ح و أخبرناه أبو الأعز

ص: 397


1- بالأصل:«الرمرام» و المثبت عن د، و «ز».
2- بالأصل: و أبا.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الجريري.
4- بالأصل و د:«و أبو» و المثبت عن «ز».
5- ما بين الرقمين سقط من «ز».
6- بالأصل: حريم.

قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، قالا: أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن صالح الأبهري الفقيه، حدّثنا أبو بكر محمّد بن خريم بن عبد الملك (1) بن مروان بدمشق، حدّثنا هشام بن عمّار، عن مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر (2) أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قطع في مجنّ ثمن (3) ثلاثة دراهم.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم (4) قال أبو بكر محمّد بن خريم بن عبد الملك بن مروان البزار الدمشقي، سمع هشام بن عمّار، و أبا علي محمود بن خالد، و أبا سعيد عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر الخطيب قال: و محمّد بن خريم ابن محمّد بن عبد الملك بن مروان، أبو بكر العقيليّ الدمشقي، حدّث عن هشام بن عمّار، روى عنه عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي و جماعة غيره.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال (5):أما خريم أوّله خاء معجمة مضمومة، ثم راء مفتوحة: محمّد بن خريم بن محمّد بن عبد الملك بن مروان أبو بكر العقيليّ الدمشقي، روى عن هشام بن عمّار، و ابن أبي سكينة الحلبي و غيرهما، آخر من حدّث عنه عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأنا جدي أبو محمّد، أنبأنا أبو علي الأهوازي - إجازة-. أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن قال في تسمية شيوخه محمّد بن خريم بن محمّد بن عبد الملك العقيليّ البزار، أبو بكر مات سنة ست عشرة و ثلاثمائة.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، حدّثنا عبد الوهّاب الكلابي قال: توفي أبو بكر محمّد بن خريم، و أبو عبد اللّه بن هشام بن عمّار يوم الخميس لستّ بقين من جمادى الآخرة سنة ست عشرة و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا

ص: 398


1- في «ز»: خريم بن مروان بن عبد الملك.
2- زيد في «ز»: رضي اللّه عنهما.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: ثمنه.
4- رواه الحاكم النيسابوري في الأسامي و الكنى 224/2 رقم 707.
5- الاكمال لابن ماكولا 132/3 و 133.

أبو سليمان الربعي قال: سنة ستّ عشرة و ثلاثمائة توفي أبو بكر محمّد بن خريم يوم الأربعاء لستّ بقين من جمادى الآخرة (1)،و ذكر غيره أنه مات يوم الخميس.

6313 - محمّد بن خريم أبو قهطم المرّي

من فقهاء أهل دمشق، و أهل الفتوى بها.

سمع أبا الحسن علي بن عبد اللّه بن خالد المعروف بأبي العميطر.

حكى عنه أبو هشام بن البرزوز.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو القاسم البجلي، أنبأنا أبو عبد اللّه الكندي، حدّثنا أبو زرعة قال في كتاب أهل الفتوى بدمشق: أبو قهطم المرّي.

قرأت في كتاب أبي الحسين الرازي، حدّثني محمّد بن أحمد، حدّثنا أحمد بن المعلّى، حدّثنا أبو هشام عبد الصّمد بن عبد اللّه قال: وجّهني أبو قهطم محمّد بن خريم إلى أبي العميطر حين ذكر أنه يريد الخروج، فأتيته و هو في قرية قرحتاء (2)،فقلت له: إن أخاك محمّد بن خريم يقرئك السلام و يقول لك: يا أبا الحسن قد كبرت سنّك، و قد حملنا عنك علما كثيرا، فلا تفسد نفسك، فلم يردّ عليّ جوابا، و كان في مجلسه محمّد بن معيوف الكلبي، فوثب علي و قال: ارجع إلى صاحبك، فقل له: عليّ بن عبد اللّه الخليفة، و قد استوثق أمره و بايعه الناس، فادخل فيما دخلوا فيه، ودع عنك ما لا يعنيك، قال: فرجعت إلى محمّد بن خريم فأخبرته فقال: إنّا للّه و إنا إليه راجعون، ثم دعا غلاما له فقال: ائتني بتلك (3)القمطر (4)،فأتاه بقمطر مليء كتبا فأخرجها ثم أمر بإحراقها و كان كلها مما كتبه عن أبي العميطر.

6314 - محمّد بن خزيمة بن مخلد بن محمّد بن موسى أبو بكر

سمع بدمشق هشام بن عمّار، و حدّث عنه، و عن أبيه خزيمة (5)،و عبد الواحد بن

ص: 399


1- سير أعلام النبلاء 429/14 و زاد الذهبي قال: و هو من أبناء التسعين.
2- إعجامها مضطرب في الأصل، و في د، و «ز»: «فرحما» و المثبت و الضبط عن معجم البلدان، و فيه أنها من قرى دمشق.
3- كذا بالأصل، و د، و «ز»: «بتلك».
4- القمطر: شبه سقط من قصب تصان فيه الكتب.(راجع تاج العروس - قمطر).
5- في «ز»: خريم.

غياث، و محمّد بن أبي السّري العسقلاني (1)،و الحسن بن عبد (2) الرّحمن الاحتياطي، و الحسن بن محمّد بن (3) عبد الرّحمن بن شعيب العبدي.

روى عنه: أبو الحسن علي بن محمّد بن الحسين بن زيد (4)،و أبو العباس محمّد بن أحمد بن عمرو (5) بن عبد الخالق البزار (6).

و أحاديثه تدل على ضعفه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو طاهر أحمد بن محمّد بن إبراهيم. ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن أبي طاهر، أنبأنا أبي أبو طاهر، قالا:

أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه بن الهيثم بن هشام الصرصري، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد بن عمرو بن عبد الخالق بن خلاد بن عبيد اللّه العتكي في المدينة - مدينة أبي جعفر - حدّثنا أبو بكر محمّد بن خزيمة بن مخلد بالفرما، حدّثنا ابن أبي السّري محمّد بن المتوكل، حدّثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أنس بن مالك قال: كنا جلوسا عند النبي صلّى اللّه عليه و سلم إذ أقبل علي بن أبي طالب و معه شيء مغطى دفعه إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فإذا هو لبن، فجرع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، ثم أداره علينا، ثم أقبل على عليّ فقال:«جزاك اللّه خيرا، أما إنّ العبد إذا قال لأخيه المسلم جزاك اللّه خيرا، فقد بالغ في الدعاء»[11098].

6315 - محمّد بن خشنام بن بشر بن العنبر

أبو عبد اللّه بن أبي محمّد النّيسابوريّ

سمع بدمشق و غيرها سليمان بن عبد الرّحمن، و أبا زهر (7) محمّد بن إسحاق المروزي، عمر بن حفص بن غياث.

روى عنه أبو محمّد الحسن بن إبراهيم بن عبد المجيد المقرئ.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو المعالي أحمد بن علي بن محمّد بن يحيى بن الرويح [قالا:] (8).

ص: 400


1- بعدها في «ز»، فقط : و الحسن بن عبد الرحمن بن رستم، و أبي بكر عبد اللّه بن محمد بن علي بن عبد الحميد الهلالي.
2- ما بين الرقمين سقط من د.
3- ما بين الرقمين سقط من د.
4- في د: يزيد.
5- كذا بالأصل و د، و في «ز»: عمر.
6- في د: البزاز.
7- كذا بالأصل، و في د: زهير، و في «ز»: زاهر.
8- زيادة عن د، سقطت من الأصل و «ز».

أخبرنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين بن هارون، حدّثنا أبو محمّد الحسن بن إبراهيم بن عبد المجيد المقرئ، حدّثنا محمّد بن خشنام، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي، حدّثنا سعدان بن يحيى اللخمي عن صدقة بن أبي عمران عن عون بن أبي جحيفة (1) عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من رآني في المنام فقد رآني، فإنّ الشيطان لا يتشبّه بي»[11099].

6316 - محمّد بن الخضر بن الحسن بن القاسم

أبو اليمن التّنوخي المصري، يعرف بابن مهزول الشاعر المعروف بالسابق (2)

قدم دمشق و روى بها شيئا من شعره، و قرئ عليه بعض نظمه و نثره.

سمع منه شيخنا أبو محمّد بن صابر في سنة ثمان و ثمانين و أربعمائة، و استجاز منه.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنشدنا أبو اليمن محمّد بن الخضر بن الحسن التّنوخي لنفسه (3):

حلمت عن السفيه فزاد بغيا *** و عاد فكفّه سفهي عليه

و فعل الخير من شيمي و لكن *** أتيت الشرّ مدفوعا إليه

قال: و أنشدني له أيضا (4):

و لقد عصيت عواذلي و أطعته *** رشأ يقتّل عاشقيه و لا يدي

إن تلق شوك اللوم فيه مسامعي *** فبما جنت من ورد و جنته يدي (5)

قال: و أنشدني له أيضا:

و شادن بت صارفا هممي *** عن المنافية و المنافيه

كالبدر و الشمس أو يفوقهما *** فما يدانيه كاف تشبيه

قابل مرآته فقلت له *** مولاي عوذ ما أنت رائيه

ص: 401


1- في «ز»: حميقه، تصحيف.
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 39/3 و فوات الوفيات 347/3 و شذرات الذهب 117/4 و الأعلام 113/6 و المحمدون من الشعراء ص 310 و وفيات الأعيان 132/5 و الخريدة (قسم شعراء الشام 125/2).
3- البيتان في فوات الوفيات 348/3 و الوافي بالوفيات 40/3.
4- فوات الوفيات 348/3 و الوافي بالوفيات 40/3 و البيتان سقطا من «ز».
5- كذا بالأصل و د، و الوافي، و في الفوات: الندي.

فقلت سرا لصاحبي أ ما *** ترى عيناك الذي أراعيه

إن نظرت عينه محاسنه *** تاه علينا بل زاد في التيه

قال: و أنشدني له أيضا:

سأرحل عن دار أروح و أغتدي *** و سيّان فيها مشهدي و مغيبي

و إن قلّ مني بالجفاء نصيبها *** فقد قلّ منها في الوفاء نصيبي

فإن لم أرعها بالفراق فراعني *** ملام خليلي أو ملال حبيبي

قال لنا أبو عبد اللّه محمّد بن المحسن بن أحمد بن الملحي السابق أبو اليمن بن الخضر المعرّي، شاعر مجيد، يضع القلادة في الجيد، كثير المختار في الهجاء و التمجيد، عالم في اللغة و النحو، وصل إلى بغداد، و عاشر العلماء بها و الشعراء، و أسمعهم شعره كالأبيوردي و طبقته، و عرف كلّ منهم إحسانه و ما خصّ به من هذا الفن زمانه، و استفاد من جميع الأئمة كلما يحتاج إليه الشاعر المفلق، و البليغ المحقق، حتى لحق بطبقتهم و جلس في مرتبتهم، ثم انكفأ إلى الشام بقية عمره، و لما كان بدمشق كان لا يكاد يرى إلاّ مع القاضي الزكي و عند والدي و ولي الدولة ابن البرّي، و لمّا سار إلى حلب، اشتاق السابق إلى بلده و أهله، فسار من دمشق و أقام بالمعرّة أشهرا، ثم انتقل إلى حلب، فأقام بها إلى أن توفي، و كنت (1) عنده قبل موته فقال لي: قد وصف لي صديقنا أبو نصر بن حكيم (2) سمّاقية فتقدم إلى من يطبخها و أنفذها لي، فقلت: نعم، و انصرفت، فتقدمت إلى غلام لي بتعجيل ما اقترحه و عدت إلى منزلي عاجلا، فقدم السابق رقعة بخطه المليح: يا سيّدنا، كانت السماقية ممسكة فصارت ممسكة، و أظنّ سمّاقها ما نبت و السكّين عن ذبح شاتها نبت:

فلا شفى اللّه من يرجو الشفاء بها *** و لا علت كفّ ملق كفّه فيها

فكتبت في ظهر الرقعة و أنفذتها و ما اقترحه:

بل كل فلا حرج منه عليك ودع *** عنك التمثّل بالأشعار تهديها

و لا تعنّ لتشقيق الكلام و لا *** قصد المعاني تنقاها و تبنيها

قال ابن الملحي: و كان فخر المعالي وزير تاج الدولة صرف همّته إلى عمارة الجامع،

ص: 402


1- من هنا روي هذا الجزء من الخبر و الشعر في الوافي بالوفيات 40/3-41 و فوات الوفيات 348/3-349.
2- في الوافي: حليم.

و أعطى عمالته لأبي علي بن أبي سواد، و جعل السابق عليه مشاهرة توقف فيها أبو علي فكتب السابق إلى فخر المعالي:

المسجد الجامع في جلق *** إليك بعد اللّه يستعدى

صار السوادي له عاملا *** و كان لا يصلح للبد

نهاره لا كان مستهترا *** بلعب الشطرنج و النرد

و ليلة يشربها قهوة *** صفراء أو حمراء كالورد

بالكأس و الطاس، و لا يرعوى *** مع البغايا و مع المرد

و هي تلحق أربعين بيتا يصف فيها كلّ أكل مال الجامع و المساجد و يتفنن في الفحش، فصرف أبو علي عن الجامع، و صار أبو علي عند فخر المعالي كما ذكره السابق، و كان السابق سار إلى العراق و مدح شرف الدولة بن قريش، و بني عمه بقصائد ثابتة في ديوانه، و فيها من عيون الشعر و حسنه، ما يلحقه بطبقة من تقدم، فلما رجع من العراق عمل رسالة لقبها بتحفة الندمان أتى فيها بكل معنى غريب، و كل شعر مختار لأديب، و أنفذها إلى أصدقاء له ببغداد، و هي تشتمل على عشر كراريس و هي من ظريف ما ألّف و عجيب ما صنّف و كتب على ظهرها أبياتا نونية في والدي، أوّلها:

إذا ما جزى اللّه الكريم بفعله *** فقابل بالإحسان عنا المحسنا

و صار من بعد انكفائه إلى الشام لا يبرح من دار أبي ليلا و لا نهارا، و آخر ما عمل من شعره قصيدة مدحه بها بائية أولها:

لا تعذليه كفاه و خط مشيبه *** من عذله عوضا و من تأنيبه

أجرى غروب الدمع من أجفانه *** محمرة ما ابيضّ من غربيبه

قال لنا ابن الملحي: و أنشدني السّابق لنفسه (1):

و راح أراحت (2) ظلام الدجى *** فأبدى الفراش إليها فطارا

رآها توقّد في كأسها *** فيمّمها يحسب النور نارا

و ما زلت أشربها قهوة *** تميت الظلام و تحيي النهارا

ص: 403


1- الأبيات في الوافي بالوفيات 40/3 و فوات الوفيات 348/3.
2- في الفوات: أزاحت.
6317 - محمّد بن الخضر بن عمر أبو الحسين الحمصيّ القاضي الفرضيّ

6317 - محمّد بن الخضر بن عمر أبو الحسين (1) الحمصيّ القاضي الفرضيّ

ولي القضاء بدمشق نيابة عن أبي عبد اللّه محمّد بن الحسين بن (2) النصيبي قاضي دمشق.

و كان سمع بدمشق أبا عبد اللّه بن مروان، و أبا طاهر محمّد بن عبد العزيز الفقيه الإسكندراني، و أبا القاسم الحسين (3) بن محمود بن أحمد بن محمود الربعي، و أبا القاسم عبد اللّه بن جعفر المالكي، و يوسف الميانجي، و بغيرها: محمّد بن يوسف بن يعقوب الرقّي، و أبا الفضل أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن عوف بحمص، و أبا عبد اللّه بن خالويه، و أبا زيد المروزي، و أبا بكر محمّد بن عيسى بن عبد الكريم الطّرسوسي بدمشق، و أبا الحسين محمّد بن عبد الكريم قاضي المصيصة.

روى عنه: علي الحنّائي، و أبو نصر بن طلاّب، و عبد العزيز الكتّاني، و علي بن الخضر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا القاضي أبو الحسين محمّد بن الخضر بن عمر الحمصيّ الفارضي (4)-قراءة عليه - حدّثنا أبو طاهر محمّد بن عبد العزيز بن حسنون الإسكندراني، حدّثنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن معاوية العتبي (5)،حدّثنا عمرو بن خالد، حدّثنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن جنادة بن أبي أميّة، عن عبادة بن الصّامت أنه سأل نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: أيّ الأعمال أفضل ؟ قال له:«الإيمان باللّه، و تصديق به، و جهاد في سبيله، و حجّ مبرور، و أهون عليك من ذلك إطعام الطعام، و لين الكلام، و حسن الخلق، و أهون عليك من ذلك ألاّ تتهم اللّه في شيء قضاه عليك»[11100].

أخبرنا أبو الحسن بن المسلّم، حدّثنا القاضي أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن عبد الواحد، حدّثنا أبو نصر بن طلاّب قال: دخلت على القاضي محمّد بن الخضر و قد اشتدّ حاله في المرض فقلت: كيف أصبحت ؟ فأنشدني:

أرى نفسي تضيق به المجاري *** و نبضي غير متّسق النظام

و عيني تنكر العواد حولي *** و أضجر من مناجاة الغلام

ص: 404


1- في «ز»: الحصين.
2- «بن» سقطت من «ز».
3- كذا بالأصل، و في د، و «ز»: الحسن.
4- كذا بالأصل، و د، و «ز» هنا، و تقدم: الفرضي.
5- ليست في «ز».

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني:

توفي أبو الحسين محمّد بن الخضر الفارضي يوم السبت لإحدى عشرة خلت من جمادى الأولى سنة أربع عشرة و أربعمائة، حدّث عن أبي عبد اللّه بن خالويه، و أبي عبد اللّه ابن مروان و غيرهما.

6318 - محمّد بن خفيف بن أسفكشاد أبو عبد اللّه الضّبّي الشّيرازي الصّوفي

6318 - محمّد بن خفيف بن أسفكشاد (1) أبو عبد اللّه الضّبّي الشّيرازي الصّوفي (2)

شيخ بلاد فارس في وقته، و أوحد أهل طريقته في عصره.

قدم دمشق، و حدّث عن حمّاد بن المبارك، و الحسين (3) المحاملي، و أحمد بن محمّد الأصبهاني، و أبي الطيب النعمان بن أحمد الواسطي، و محمّد بن جعفر التمّار، و أحمد بن سمعان، و أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد بن سهل التريكاني القاضي، و أظنه سمع منه بدمشق، و أبي بكر محمّد بن أحمد بن شاهد هرمز.

روى عنه: أبو الحسن بن جهضم، و أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن باكويه الشّيرازي، و أبو الفرج محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الخرجوشي الشّيرازي، و أبو إسحاق إبراهيم بن الخضر السياح (4) الشّيرازي، و أبو علي الحسن بن حفص الأندلسي، و أبو الفتح أحمد بن عبد اللّه الكاتب، و أبو الفضل محمّد بن جعفر بن محمّد بن عبد الكريم الخزاعي المقرئ.

أخبرنا أبو الحسن زيد بن الحسن بن زيد الموسوي الحسيني، أنبأنا أبو شجاع محمّد ابن سعدان بن عبد اللّه المقاريضي الشّيرازي ببلاد فارس، حدّثنا الشيخ أبو الفتح أحمد بن عبد اللّه الكاتب - قراءة عليه - حدّثنا الشيخ أبو عبد اللّه محمّد بن خفيف الزاهد - رحمه اللّه - حدّثنا التريكاني محمّد بن أحمد، حدّثنا أبو زرعة الرازي، حدّثنا عبد العزيز بن عبد اللّه العامري، حدّثنا مالك، عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن عن شيخ من أهل الطائف قال: سمعت

ص: 405


1- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في المختصر:«أسعكشاذ» و في سير أعلام النبلاء و الوافي بالوفيات: اسفكشار.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 342/16 و معجم البلدان (شيراز) و الأنساب (الشيرازي)، و اللباب (الشيرازي)، و حلية الأولياء 385/10 و الرسالة القشيرية ص 420، و الوافي بالوفيات 42/3 و طبقات السبكي 149/3 و العبر 360/2 و تبيين كذب المفتري ص 190 شذرات الذهب 76/3.
3- بالأصل: الحسن، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز»، و سير أعلام النبلاء.
4- كذا رسمها بالأصل، و تقرأ في د و «ز»: «النساخ» و في سير أعلام النبلاء: الشياح.

أبا هريرة يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«قلب الشيخ شاب في حب اثنتين: طول الأمل، و حب المال»[11101] أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو سعد علي بن عبد اللّه بن أبي صادق، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن باكويه، قال: سمعت أبا أحمد الصغير قال:

سمعت أبا عبد اللّه بن خفيف يقول: دخلت دمشق فقصدت الفقراء و سلّمت عليهم، و أحضر طعام فمددت يدي معهم، و كان عليّ صوف مصريّ و عمامة كحلي، كان قد فتح عليّ قبل دخولي إلى دمشق بأيام، فتوهم واحد منهم أن معي معلوما (1) أو لي يسار، فقال لي: أ لا تستحي من اللّه، تأكل خبز الفقراء و أنت غني، قال: فقلت: ما علمت أن للفقراء خبزا، و لو علمت ما أكلت، ثم أمسكت يدي، فسمع الدّقّي فاستخفّ بالرجل استخفافا شديدا، ثم عرّفني إليهم، فجاء الرجل معتذرا، فقلت: يا أخي، إنّ خبز الفقراء لا مالك له، و إنما هو لمن يأكل، لأن الفقير لا يملك.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنبأنا محمّد بن يحيى بن إبراهيم بن محمّد، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال (2):محمّد بن خفيف بن اسفكشاذ الضّبّي، أبو عبد اللّه المقيم بشيراز، كانت أمّه نيسابورية، هو اليوم شيخ المشايخ، و تاريخ الزمان، لم يبق للقوم أقدم منه سنا، و لا أتمّ حالا و وقتا، صحب رويما (3) و الجريري (4)،و أبا العباس بن عطاء (5)، و لقي الحسين بن منصور، و هو أعلم المشايخ بعلوم الظاهر، متمسكا (6) بعلوم الشريعة من الكتاب و السنّة، و هو فقيه على مذهب الشافعي.

قال أبو عبد اللّه بن خفيف: الأكل مع الفقراء قربة إلى اللّه، و قال أبو عبد اللّه: ما سمعت شيئا من سنن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، إلاّ و استعملته حتى الصّلاة على أطراف الأصابع و هي صعبة.

ص: 406


1- بالأصل، و د، و «ز»: «معلوم».
2- انظر طبقات السلمي ص 462 و سير أعلام النبلاء 342/16.
3- بالأصل و د، و «ز»: «رويم» و هو أبو محمد رويم بن أحمد البغدادي توفي سنة 303، راجع أخباره في الرسالة القشيرية ص 390.
4- هو أبو محمد أحمد بن محمد بن الحسين الجريري، من أصحاب الجنيد راجع أخباره في الرسالة القشيرية ص 402.
5- هو أبو عبد اللّه أحمد بن عطاء الروذباري توفي سنة 369 في صور، شيخ الشام. راجع أخباره في الرسالة القشيرية ص 415.
6- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في سير أعلام النبلاء:«متمسك».

و قال أحمد بن يحيى الشّيرازي: ما أرى التصوّف إلاّ و يختم بأبي عبد اللّه بن خفيف.

و قيل لأبي عبد اللّه بن خفيف: إنّ فلانا يتكلم في التصوّف بكلام عالي، فقال: إنه قام عليه التصوف رخيصا فهو يبيعه رخيصا، نعي إلينا سنة إحدى و سبعين و ثلاثمائة.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال (1):

و منهم أبو عبد اللّه بن خفيف، الخفيف (2) الظريف، له الفصول في الأصول (3)،و التحقق و التثبّت في الوصول، لقي الأكابر و الأعلام، صحب رويما، و أبا العبّاس بن عطاء، و طاهر المقدسي، و أبا عمر (4)الدمشقي، كان شيخ الوقت حالا و علما، توفي سنة إحدى و سبعين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري قال: قال لنا أبي الأستاذ أبو القاسم (5) و منهم أبو عبد اللّه [محمد] (6) بن خفيف الشّيرازي، صحب رويما، و الجريري (7)،و ابن عطاء و غيرهم، مات سنة إحدى و سبعين و ثلاثمائة، شيخ الشيوخ، واحد وقته، قال ابن خفيف: الإرادة استدامة الكد، و ترك الراحة.

و قال: ليس شيء أضرّ بالمريد من مسامحة النفس في ركوب الرخص، و قبول التأويلات.

و سئل عن القرب فقال: قربك منه [تعالى] بملازمة الموافقات، و قربك منه بدوام التوفيق.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد البروجردي، أنبأنا أبو سعد الحيري، أنبأنا أبو عبد اللّه ابن باكويه، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن خفيف الشّيرازي قال: أوّل من لقيت من المشايخ أبا العباس أحمد بن يحيى، و على يده تبت، و أوّل ما أمرني به كتابة الحديث و قال لي: اختلف إلى أحمد بن أبان الراوي، و إلى عبد اللّه بن جعفر الأزركاني، و كان من كبار مشايخ شيراز

ص: 407


1- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 385/10.
2- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في حلية الأولياء: الحنيف.
3- في الحلية: الفصول في النصول.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و المختصر، و في الحلية: عمرو.
5- رواه القشيري في الرسالة القشيرية ص 420 رقم 51.
6- زيادة عن الرسالة القشيرية.
7- بالأصل: الحريري، تصحيف، و التصويب عن د، و «ز»، و الرسالة القشيرية.

في الديانة و الرواية، ثم دعاهما بعد ذلك و أوصاهما، فربما كنت أدخل إلى أبي عبد اللّه الأزركاني، فيقول لي: يا أبا عبد اللّه هل لك أن تجعل يومنا للصلاة، فأقول: ما يأمر الشيخ، و كان يقوم في ناحية من البيت، و أقوم في ناحية نصلي (1) العصر، ثم أقرأ عليه شيئا من الحديث، أخرج من عنده فيسألني أحمد بن يحيى معاملته معي، و يقول لي: لا تحب أن يكون لك في ليلك و نهارك وقت ضائع، فقبلت ما قال لي، ثم أخذ بعد ذلك في رياضتي فأول رياضة كانت لي أنه حملني إلى السوق، و جلس على باب المسجد حتى عبر قصّاب، و اشترى قطعة لحم و قال لي: احملها بيدك إلى المنزل، و ارجع إلى عندي، قال: فأخذتها و استحييت من الناس، فدخلت مسجدا و تركته بين يدي و أفكر بين حملها و بين أن أعطيها إلى الحمّال، فاستخرت اللّه و قلت: لا أخالف هذا الشيخ، فحملته (2) بيدي و الناس يقولون: أيش هذا؟ و أنا أخجل و أسكت حتى حملته إلى منزله، و رجعت إليه و أنا عرق مستحي (3)،فقال لي: يا بني كيف كانت نفسك في حمل ذلك اللحم بعد أن كان الناس ينظرون إليك بعين عظيم (4)،و إنك من أولاد السلاطين، فحدّثته، فتبسّم و قال لي: يا بني قد حمدت فعلك و سترى بركته، قال: و خرجت يوما من الأيام إلى الصلاة، و كنت حافي (5)،على سبيل الرياضة، فاستقبلني إبراهيم بن روزبه، و كان من كبار المشايخ في الحديث، ففاتحني في الكلام و قال (6):سقطت ثلجة (7) و جمدت رجلي و لم يعلم أني حافي، فلم يزل يحدّثني إلى أن أذنوا، فلما أردت الانصراف لم يمكنني المشي مما قد أثّر في رجلي التزاقة على الجليد، فعلم الشيخ و اغتمّ و أوهمته أني في عافية، فرجعت إلى البيت و بقيت أربعين يوما لا أقدر على النهوض، و احتجت إلى المعالجات، ثم قصدني بعد ذلك مؤمل (8) الجصاص و عمل لي خفا قصير الساق و جوربا، و أخذ رجلي و ألبسني و قال لي: تعارض فإن هذه عقوبة و كان كما قال:

فإنّي كنت قد اعتقدت أن لا ألبس شيئا سنة، و أمشي حافي، قال: و كنت أذهب في حال إرادتي، و كنت أجمع الخرق من الطرق [و] (9) المزابل و أغسله و أصلح منه ما ألبسه فجمعت مرة من الخرق و أصلحت (10) منها مطبقة و اشتريت شقة بثلاثة دراهم، و قطعت منها قميصا

ص: 408


1- في «ز»: حتى يصلى العصر.
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: فحملتها بيدي.
3- كذا بالأصل، و د، و «ز» بإثبات الياء.
4- الأصل و د، و في «ز»: بعين عظيمة.
5- كذا بالأصل و د، بإثبات الباء، و في «ز»: حاف.
6- كذا بالأصل، و في د و «ز»: «و قد سقطت» و في «ز».
7- ليست في «ز».
8- في «ز»: مؤملا.
9- سقطت من الأصل و د، و أضيفت عن «ز».
10- الأصل و د، و في «ز»: و جمعت.

و لبسته فوق المطبقة أتجمل بها، فدخل فقير، و كان رثّ الحال فنزعت القميص و ألبسته إياه، و رجعت إلى بيتي و جلست عريانا، فبقيت شتوتي على ذاك، و منع الناس عنّي، و لم يفتح عليّ شيء البتة، ثم حمل إلي بعد ذاك قميص، فلبسته و دخلت إلى المشايخ فقالوا لي: أين كنت ؟ قلت: كان من أمري كيت و كيت، فجعلوها مسألة و تكلموا عليها، و قالوا: ما كان سبب الايثار (1) فتكلم كلّ واحد بشيء، فمنهم من جعل عقوبة للإخراج و منهم من صحح الإخراج، و جعلوا السبب (2) اختيار التصفية ثم اتفقوا على أنني كنت أحق به، و إنما نزعت عن مستحق، و دفعت إلى غير مستحق، ففتشت عن ذلك فكان الرجل معه معلوما، و أنا كنت مجردا، قال: و سمعت أبا عبد اللّه يقول: كنت في ابتدائي بقيت أربعين شهرا أفطر كل ليلة بكفّ باقلّى، فمضيت يوما و افتصدت، فخرج من عرقي شبيه ماء اللحم، و غشي عليّ فتحير الفصّاد، و قال: ما رأيت جسدا بلا دم إلاّ هذا (3).

أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنبأنا أبي الأستاذ الإمام أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، قال: سمعت أبا عبد اللّه بن باكويه الشّيرازي يقول: سمعت أبا أحمد الصغير - رحمه اللّه - يقول (4):دخل يوما من الأيام فقير فقال للشيخ أبي عبد اللّه بن خفيف رحمه اللّه: بي وسوسة، فقال الشيخ رحمه اللّه: عهدي بالصوفية يسخرون من الشيطان، الآن الشيطان يسخر بهم.

قال: و سمعت أبي يقول: سمعت محمّد بن عبد اللّه الشّيرازي يقول: سمعت أبا أحمد الصغير يقول: سمعت أبا عبد اللّه بن خفيف يقول (5):كنت في حال حداثتي استقبلني بعض الفقراء، فرأى فيّ أثر الضرّ و الجوع، فأدخلني داره، و قدّم إليّ لحما طبخ بالكشك، و اللحم متغير (6)،فكنت آكل الثريد و أتجنّب اللحم لتغيّره، فلقمني لقمة فأكلتها بجهد، ثم لقمني ثانية فبلعته بمشقة، فرأى ذلك مني و خجل و خجلت لأجله، فخرجت و انزعجت في الحال للسفر، فأرسلت إلى والدتي من يحمل إليّ مرقعتي، فلم تعارضني الوالدة و رضيت

ص: 409


1- رسمها بالأصل و د:«الانسا» و المثبت عن «ز».
2- رسمها بالأصل و د:«الإنسا» و المثبت عن «ز».
3- تبيين كذب المفتري ص 191، و سير أعلام النبلاء 343/16.
4- الرسالة القشيرية ص 421.
5- الخبر في الرسالة القشيرية ص 293-294 تحت عنوان: أحكام السفر.
6- في الرسالة القشيرية: و كان اللحم متغير الطعم.

بخروجي، فارتحلت من القادسية مع جماعة من الفقراء الفقهاء، و نفذ ما كان معنا، و أشرفنا على التلف، فوصلنا إلى حيّ من أحياء العرب، و لم نجد شيئا، و اضطررنا إلى أن اشترينا منهم كلبا بدنانير و شووه و أعطوني قطعة من لحمه، فلمّا أردت أكله فكّرت في حالي، فوقع لي أنه عقوبة خجل ذلك الفقير، فتبت في نفسي، و سكتّ ، و دلّونا على الطريق، فمضيت، و حججت، ثم رجعت معتذرا إلى الفقير.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو سعد علي بن عبد اللّه، أنبأنا أبو عبد اللّه بن باكويه قال: سمعت أبا أحمد الصغير قال: سمعت أبا عبد اللّه بن خفيف يقول:

خرجت في سفرتي الأولى و احتملت في المركب و لي ست عشرة (1) سنة، و رجعت سريعا لأجل والدتي و اشتغلت بالرياضات و المجاهدات، و كنت آوي إلى مسجد سليمان، و إلى كهف بالقرب منه، فدخلت يوما من الأيام إلى المدينة و قد أثرت (2) عليّ الفاقة فاستقبلني فقير من أصحابنا، و حلّفني أن أدخل إلى منزله، فقدّم إليّ لحما قد طبخ بالكشك (3)،و كان اللحم متغير الرائحة، فكنت آكل الثريد و أترك اللحم و لا أظهر له أنّ اللحم متغيّر كي لا يحتشم، فلقمني لقمة لحم، و تحمّلت بلعها، و لقمني ثانية فظهر في وجهي الكراهة، فخجل الفقير، و اغتممت أنا لخجله و انزعجت انزعاجا عظيما، فبعثت إلى والدتي و قلت: إن أردت أن تودّعيني فالحقيني بباب الدرب و احملي معك مرقعتي، فجاءت و معها المرقعة فلبستها و ودّعتها، فما عارضتني، و تعجبت من سكوتها بعد ما عرفت من إشفاقها عليّ ، و مشيت و لم أدخل بغداد من شدة انزعاجي، و دخلت الكوفة و لم أقم بها، و خرجت إلى القادسية، فرأيت جماعة من أهل خراسان فتعلّقوا بي و قالوا: نمشي معك، و أنا متحير، انظر سبب ما أزعجني، فتهنا في الطريق، و ما زلنا تائهين حتى نفذ زاد القوم، و أشرفوا على التلف، فرجعنا إلى حلة من العرب، و قد بلغ الجوع للتلف (4)،فطلبوا الطعام، فلم يقدروا عليه، و بلغ بهم الجهد إلى أن اشتروا كلبا بدنانير و ذبحوه و شووه، و أعطوني من لحمه قطعة، فلمّا أردت أن آكله علمت أنه عقوبة ذلك الفقير، ثم دلّونا على الطريق، فذهبت، و حججت، و رجعت إلى عند والدتي، و اعتذرت إلى الفقير و قصصت عليه القصة، فتعجبوا منه.

ص: 410


1- بالأصل و د، و «ز»: ستة عشر سنة.
2- الأصل و د:«أثر» و المثبت عن «ز».
3- في «ز»: بالكسكس.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: و قد بلغ بنا الجوع إلى حد التلف.

قال (1):و سمعت أبا أحمد الكبير يقول: سمعت أبا عبد اللّه بن خفيف يقول: خرجت من شيراز في السفرة الثالثة فتهت في البادية وحدي، و أصابني من الجوع و العطش ما أسقط من أسناني ثمانية، و انتثر شعري كله، ثم وقعت إلى فيد و أقمت بها حتى (2) تماثلت، و خرجت إلى مكة، و مضيت، إلى بيت المقدس، و أقمت ما اتفق، ثم دخلت الشام فبتّ في مسجد إلى جنب دكان صبّاغ، و بات معي في المسجد رجل به قيام، فكان يخرج و يدخل إلى الصباح، فلمّا أصبحنا صاح الناس و قالوا: نقب في دكان الصباغ و أخذ ما فيه، فدخلوا المسجد و رأونا فسألوا (3) الخبر، فقال الرجل المبطون الذي كان في المسجد: لا (4) أدري إن هذا الرجل طول الليل كان يدخل و يخرج، و ما كنت قد خرجت إلاّ مرة تطهرت، فأخذوني و لا زالوا (5) يجرّوني، و يضربونني و يقولون: تكلم، فاعتقدت التسليم، فكانوا يغتاظون من سكوتي، فحملوني إلى دكّان الصبّاغ، و كان أثر رجل اللص في الرماد، فقالوا: ضع رجلك فيه، فوضعت فكان على قدر رجلي، فزادهم غيظا، و جاء السلطان (6)،و حمل الزيت، و نصبوا القدر و غلى، و حمل السكين و من يقطع اليد، و استجمع الناس، فرجعت إلى نفسي و إذا هي ساكنة، فقلت في نفسي: إذا أرادوا قطع يدي سألتهم أن يقطعوا يساري لأكتب بيميني شيئا، فجاء الأمير و جلس، و جعل يهددني و يكلمني بالصولة، فنظرت إليه فعرفته، و كان مملوكا لوالدي، فكلمني بالعربية، و كلّمته بالفارسية فنظر إليّ و قال: أبو الحسين، و كنت أكنّى في صباي بأبي الحسين، فضحكت، فعرفني من ضحكي، فأخذ يلطم رأسه و وجهه فاشتغل الناس به، و إذا بصيحة وقعت: إن اللصوص قد أخذوا، فمشيت و الناس ورائي و أنا ملطخ بالدماء، جائع، لي أيام لم أتناول (7)،فرأتني عجوز فقيرة فقالت لي: ادخل الدار (8) و اغسل هذا الدم منك، فدخلت دارها و لم يرني (9) القوم، و غلقت الباب و غسلت وجهي و يدي، و إذا الأمير قد أقبل يطلبني، فدخل و معه جماعة، و جرّ من منطقته سكينا،

ص: 411


1- القائل: أبو عبد اللّه بن باكويه، و من طريقه روي الخبر في سير أعلام النبلاء 343/16-344.
2- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
3- في «ز»، و د: فسألونا الخبر.
4- بالأصل و د:«قال: لا أدري» و المثبت عن «ز».
5- بالأصل و د:«زال» و المثبت عن «ز».
6- في «ز»: و جاءوا إلى السلطان.
7- كذا بالأصل، و في د:«لم أتناول شيئا» و في «ز»: لم أتناول طعاما.
8- في الأصل و د:«ادخل لي الدار» و المثبت عن «ز».
9- بالأصل و د:«و لم يروني القوم» و في «ز»: «يراني» و المثبت عن سير الأعلام.

و حلف باللّه لئن مسكني إنسان لأقتلنّ نفسي بهذا السكين، فانقبض الناس عنه، فضرب بيده رأسه، و وجهه مائة صفعة حتى منعته أنا، ثم اعتذر و جهد بي كل الجهد أن أقبل منه شيئا، فأبيت و هربت ليومي من المدينة، فحدثت بعض المشايخ فقال: هذا عقوبة انفرادك، فما دخلت بعدها بلدا فيه فقراء إلاّ قصدتهم.

أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن طاهر بن سعيد بن فضل اللّه، أنبأنا أبو شجاع محمّد ابن سعدان، أنبأنا أبو الحسن علي بن بكران الصوفي، أنبأنا أبو الحسن علي الديلمي قال:

سمعت الشيخ - يعني - ابن خفيف يقول: كنت في البادية فأصابني السموم (1) و لم يكن معي ماء و لا زاد، فطرحت نفسي و نمت كالسكران، قال: فانتبهت و إذا عند رأسي قطعة تمر، و ركوتي ملأى ماء، ففرحت و توهمت أنها آية ظهرت لي، فكنت أستقل بها حتى دخلت المدينة، ففي بعض الأيام كنت جالسا عند القبر، فإذا ببدويين دخلا المسجد، فقصدا القبر فقال أحدهما للآخر: هذا صاحبنا، فجاءا (2) و سلما عليّ ، و قالا: رأينك في موضع كذا و كذا، و قد ضرّ بك السموم، فحركناك فلم تنتبه، فتركنا عندك الماء و التمر، قال: فقلت في نفسي: ما اصطدنا شيئا، و خاب ظننا، فكان يمزح إذا حكى هذه الحكاية، و يقول: هذه كانت من آياتي.

قال الديلمي: و سمعت أحمد بن محمّد و هو ثقة أمين قال: كان بي وجع القولنج، و أعياني علاجه، و أعيا الأطباء معالجته، فما رأيت فيه برءا، فرأيت الشيخ - يعني - ابن خفيف في النوم و ذاك بعد موته فقال لي: ما لك فقلت بي هذه العلة، و قد أعيتني و أعيا الأطباء معالجته (3) فقال لي: لا عليك فغدا تبرأ و لا يوجعك بعد، قال: فلما أصبحت انحلّت طبيعتي من غير دواء، و أقامني مجالس و سكن الوجع.

قال: و سمعت عبد الرحيم يقول: كان الشيخ يذكر الكرامات يوما فقال: ما عرفت لنفسي شيئا منها إلاّ مرة واحدة، و ذلك أنّا كنا شيعنا الحاج، و كنت أنا و صاحب لي، فلما بلغنا دار سار (4) موضعا كان يجتمع فيه الحاج في الصحراء قال: فقعدنا نتذاكر في الكرامات، و طال جلوسنا، و ذهب الحاج، فعبر علينا بعد الحاج فارسان مشيعان للحاج،

ص: 412


1- السموم: الريح الحارة.
2- الأصل:«فجاء» و المثبت عن د، و «ز».
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: معالجتها.
4- كذا رسمها، و في د:«دارنسار» و في «ز»: «دايسار» و لم أجده.

فلما طال جلوسنا و فرغنا من الكلام قلت: قوموا بنا الساعة، فإنا ندرك الحاج بحويم (1) أول منزل من البلد، فقمنا و سرنا قليلا، فالتفتّ فإذا نحن قدام الحاج، و الحاج وراءنا، و رأيت الفارسين وراءنا ببعيد.

قال أبو الفتح - يعني - عبد الرحيم: و إلى يومنا هذا لم أحكه أزيد من سمعه معي، و كان أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد المعروف بأميرويه حاضرا فقال: أنا سمعت من الشيخ هذه الحكاية، و الرجل الذي كان معه كان اليسع أو أخوه الإصطخريين فاتفق سماعي من التقيين جميعا.

آخر الجزء السابع و العشرين بعد الأربع مائة من الأصل

آخر الجزء السابع و العشرين بعد الأربع مائة من الأصل (2)

.

أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنبأنا أبي الأستاذ أبو القاسم القشيري (3)،حدّثنا أبو عبد اللّه بن باكويه قال: قال أبو عبد اللّه بن خفيف: دخلت بغداد قاصدا إلى الحجّ ، و في رأسي نخوة الصوفية، و لم آكل الخبز أربعين يوما، و لم أدخل على الجنيد، ففرحت و لم أشرب إلى زبالة (4) و كنت على طهارتي، فرأيت ظبيا على رأس البئر و هو يشرب، و كنت عطشان، فلما دنوت من البئر ولّى الظبي (5)،و إذا الماء في أسفله، فمشيت فقلت: يا سيدي ما لي محلّ هذا الظبي ؟ فسمعت من خلفي: جربناك فلم (6) تصبر، ارجع و خذ الماء، فرجعت و إذا البئر ملأى ماء، فملأت (7) ركوتي، و كنت أشرب منه و أتطهر

ص: 413


1- كذا رسمها بالأصل، و في د:«بحريم» و في «ز»: «بحريم». و لم أجده.
2- كتب بعدها في «ز»: بلغت سماعا بقراءتي و عرضا على سيدنا القاضي العالم الورع أبي البركات الحسن بن محمد ابن الحسن بن هبة اللّه بإجازته من عمه المؤلف و ابنه أبي سعيد عبد اللّه. و كتب محمد بن يوسف بن محمد البرزالي الإشبيلي و سمع النصف الأخير منه أبو العباس أحمد بن يوسف بن عبد اللّه التلمساني يوم الثلاثاء الحادي عشر من شهر رجب سنة ثمان عشرة و ستمائة بالمسجد الجامع بدمشق حرسها اللّه تعالى في مجلس واحد. و الحمد للّه وحده و صلاته على محمد نبيه و رسوله و سلامه..... (بياض عدة أسطر).
3- الرسالة القشيرية ص 301.
4- بياض بالأصل، و في «ز»: «زيارته» و المثبت عن الرسالة القشيرية. و زبالة: منزل معروف بطريق مكة من الكوفة (انظر معجم البلدان للحموي).
5- الأصل: الظبية، و المثبت عن «ز».
6- بالأصل:«حربنا مما» و في «ز»: «صوتا يقول لما تصبر» و المثبت عن الرسالة القشيرية.
7- بالأصل: ملأت، و المثبت عن «ز».

إلى المدينة، و لم ينفذ، و لما استقيت سمعت هاتفا يقول: إنّ الظبي جاء بلا ركوة و لا حبل، و أنت جئت مع الركوة، فلمّا رجعت من الحجّ دخلت الجامع، فلمّا وقع بصر الجنيد عليّ قال: لو صبرت لنبع الماء من تحت رجلك، لو صبرت صبر ساعة صبر ساعة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين قال: سمعت أبا الحسن (1) علي بن حمزة بن علي العلوي يقول: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الشّيرازي يقول (2):نظر أبو عبد اللّه بن خفيف يوما إلى ابن مكتوم و جماعة من أصحابه يكتبون شيئا فقال: ما هذا؟ فقالوا: نكتب كذا و كذا، فقال: اشتغلوا بتعلّم شيء و لا يغرّنكم كلام الصوفية، فإنّي كنت أخبئ محبرتي في جيب مرقعتي، و الكاغد (3) في حجرة سراويلي، و كنت أذهب خفيا إلى أهل العلم، فإذا علموا بي خاصموني، و قالوا: لا يفلح؛ ثم احتاجوا إليّ بعد ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسين، أنبأنا علي بن عبد اللّه بن أبي صادق، أنبأنا أبو عبد اللّه بن باكويه قال: و نظر - يعني - ابن خفيف يوما إلى ابن مكتوم، فذكر نحوها.

قال: و أنبأنا ابن باكويه قال: و سمعت أبا عبد اللّه يقول: و هو يعظ أصحابه: قال: كنت في بدايتي ربما كنت أقرأ في ركعة واحدة عشرة آلاف مرة قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ و ربما كنت أقرأ في ركعة واحدة القرآن كله (4)،و ربما كنت أصلي من الغداة إلى العصر ألف ركعة.

سمعت أبا المظفّر بن القشيري يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبا عبد اللّه الصّوفي يقول: سمعت أبا عبد اللّه بن خفيف يقول (5):و ربما كنت أقرأ في ابتداء أمري في ركعة واحدة عشرة آلاف مرة قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ ،و ربما كنت أقرأ في ركعة واحدة القرآن كلّه، و ربما كنت أصلّي من الغداة إلى العصر ألف ركعة.

أخبرنا أبو بكر البروجردي، أنبأنا أبو سعد الحيري، أنبأنا أبو عبد اللّه بن باكويه قال:

ص: 414


1- في «ز»: الحسين.
2- الخبر في سير أعلام النبلاء 346/16 و تبيين كذب المفتري ص 191.
3- الكاغد: الورق، معرب، و في سير الأعلام: الورق بدل الكاغد.
4- إلى هنا روي الخبر في سير أعلام النبلاء 346/16 من طريق ابن باكويه.
5- الرسالة القشيرية ص 421.

سمعت أبا عبد اللّه يقول: ما سمعت شيئا من سنن النبي صلّى اللّه عليه و سلم إلاّ استعملته حتى الصلاة على أطراف الأصابع.

قال: و أنبأنا ابن باكويه قال: سمعت أبا العباس الكرجي قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول:

ضعفت عن القيام في صلاة النوافل، و قد جعلت بدل كل ركعة ركعتين لقول النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«صلاة القاعد نصف صلاة القائم»[11102].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبي قال (1):سمعت ابن باكويه يقول: سمعت أبا العباس الكرجي (2) يقول: سمعت أبا عبد اللّه بن خفيف يقول: ضعفت في القيام في النوافل و قد جعلت بدل كل ركعة من أورادي ركعتين قاعدا (3) للخبر: صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم.

أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن طاهر الميهني، أنبأنا أبو شجاع المقاريضي، أنبأنا علي بن بكران، أنبأنا علي الديلمي قال بعض المشايخ: قال: كان بالشيخ قديما وجع الخاصرة، فكان إذا أخذه أقعده عن الحركة، فكان إذا أقيمت الصلاة يحمل على الظهر إلى المسجد ليصلّي، فقيل له في ذلك: لو خفّفت على نفسك لكان لك سعة في العلم، فقال:

إذا سمعتم حيّ على الصّلاة و لا تروني في الصف، فاطلبوني في المقابر (4).

قال: و سمعت عبد الرّحمن يقول: ما رأيت الشيخ قط فاتته تكبيرة الإحرام في جميع صلواته منذ رأيته.

سمعت أبا المظفر بن القشيري (5) يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبا عبد اللّه بن باكويه الصّوفي يقول: سمعت أبا أحمد الصغير يقول: أمرني أبو عبد اللّه بن خفيف أن أقدم إليه كل ليلة عشر (6) حبّات زبيب لإفطاره، فليلة أشفقت عليه، فحملت إليه خمس عشرة حبة، فنظر إليّ و قال: من أمرك بهذا؟ فأكل عشر حبات، و ترك الباقي.

ص: 415


1- الرسالة القشيرية ص 421.
2- كذا بالأصل و «ز»، و في الرسالة القشيرية: الكرخي.
3- بالأصل: قاعد، و المثبت عن «ز» و الرسالة القشيرية.
4- سير أعلام النبلاء 346/16.
5- الرسالة القشيرية ص 143-144.
6- بالأصل:«عشرة» و المثبت عن «ز»، و الرسالة القشيرية.

أخبرنا (1) أبو بكر محمّد بن أحمد، أنبأنا علي بن عبد اللّه، أنبأنا عبد اللّه بن باكويه، حدّثنا أبو أحمد الصغير قال: كان أمرني أن أقدّم إليه كل ليلة عشر حبّات زبيب لإفطاره، قال: فشفقت عليه ليلة فجعلتها خمس عشرة حبة، فنظر إليّ و قال: من أمرك بهذا؟ و أكل منها عشر حبات و ترك الباقي.

قال: و أنبأنا ابن باكويه.

ح قال: و سمعت أبا المظفر يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبا عبد اللّه بن باكويه الصّوفي يقول: سمعت أبا عبد اللّه بن خفيف يقول: ما وجبت علي زكاة الفطر أربعين سنة (2)،و لي قبول عظيم بين الخاص و العام.

أخبرنا أبو بكر البروجردي، أنبأنا أبو سعد الحيري، أنبأنا ابن باكويه قال: سمعت أبا أحمد الكبير قال:

كان أبو عبد اللّه إذا أراد أن يخرج إلى صلاة الجمعة يقول لي: هات ما عندنا، فأحمل إليه كل ما قد فتح من الذهب و الفضة و غيره فيفرّقه كله، ثم يخرج إلى صلاة الجمعة، و كان كل سنة في أوان يخرج جميع ما عنده من الثياب حتى لا يبقي لنفسه ما يخرج به إلى برّا (3).

أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن طاهر بن سعيد، أنبأنا محمّد بن سعدان، أنبأنا علي ابن بكران الصّوفي، أنبأنا أبو الحسن علي الديلمي قال: سمعت أبا بكر المفيد بجرجرايا يقول: كنت في مجلس أبي سعيد ابن الأعرابي بمكة، إذ دخل أبو عبد اللّه محمّد بن خفيف - رحمه اللّه - المجلس، فجلس، فأقبل عليه الشيخ أبو سعيد يسأله عن حاله، فلمّا علم أنه أبو عبد اللّه أخذ بيده ليصدّره بجنبه، فامتنع، فاجتهد به و قال: أريد أن أسمع منك المسألة التي في الرد على أبي بكر بن بردا؟؟؟ (4) أو غيره - قال أحمد: الشك مني - فقال أبو عبد اللّه: إنّ كان و لا بدّ، فجيء نتحول إلى مجلس غير هذا، فتحوّلنا إلى مجلس آخر، فسمعنا منه المسألة بقراءة الشيخ، أو كما قال.

ص: 416


1- الخبر التالي سقط من «ز».
2- تبيين كذب المفتري ص 192 و سير أعلام النبلاء 346/16.
3- كذا بالأصل، و «ز». تقول العرب: جلست برّا و خرجت برّا. قال أبو منصور (الأزهري) و هذا من كلام المولدين، و ما سمعته من فصحاء العرب بالبادية (راجع تهذيب اللغة للأزهري، و لسان العرب).
4- كذا رسمها بالأصل و «ز».

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد، أنبأنا علي بن عبد اللّه، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه قال:

سمعت علي بن أبي بويه قال: قال لي مؤمّل الجصاص: سمعت جعفر الحذّاء و قد نظر إلى أبي عبد اللّه بن خفيف و كان (1) في حدة إرادته فقال: يذهب التصوف من فارس مع هذا الغلام.

قال: و أنبأنا محمّد قال: سمعت [أبا] عبد اللّه بن خفيف يحكي لعيسى بن يزول (2)القزويني قال: كنت يوما في الجامع أتكلم في مقامات الأولياء و كان عهدي بالطعام أسبوعا، فأخذني البول، فما ملكت نفسي حتى قمت، و خرجت، فلما بلغت السوق بلت في سراويلي، فقلت لنفسي: يا خسيس، مثلك يتكلم في مقامات الأولياء، ثم بكى، فلما أفاق من بكائه قال: أظن أن هذه الآية نزلت في الكذّابين من الصوفيّة، و يقول الاشهاد: هؤلاء الذين كذبوا على ربّهم.

أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن طاهر الميهني، أنبأنا أبو شجاع محمّد بن سعدان، أنبأنا أبو الحسن علي بن بكران الصوفي، أنبأنا أبو الحسن علي بن الديلمي، أخبرني (3) أبو أحمد الصغير قال: كنت أخدم الشيخ (4) و ليس معي في داره أحد، و لا يتقدم إليه أحد غيري، أو من أقدّمه، فأصبحت يوما، و صلّيت الصبح في الغلس، و جلست على الباب أقرأ في المصحف، و قد أخرجت رأسي من الباب أستضيء من الغلس، قال: فجاء أبو أحمد الكاغدي البيضاوي و قال: أيّها الشيخ، أريد الخروج، فادع لي، فدعا له، و مضى خطوات، فدعاه الشيخ، فرجع إليه، و ناوله أرغفة حارة، و قال: كل هذا في الطريق، قال أبو أحمد:

فتحيّرت، و علمت أنه لا يدخل إليه إلاّ من أدخلته، فغدوت (5) وراء الكاغدي و قلت: أرني هذا الخبز، فأراني، فإذا هو رقاق حار، فمما أدركني من الوسواس لم أصبر، فلما كان العصر قلت: أيها الشيخ، ذاك الخبز من أين ؟ قال: فقال: لا تكن صبيا أحمق، ذاك جاء به إنسان فهبته أن أستزيده، و سكتّ .

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن، أنبأنا علي بن عبد اللّه، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن عبيد اللّه، حدّثنا أبو نصر الطرسوسي - و كان شيرازيا إلاّ أنه لقّب بهذا لأنه أقام

ص: 417


1- من هنا إلى قوله:«يحكي لعيسى» سقط من «ز».
2- أعجمت عن «ز».
3- في «ز»: أخبرنا.
4- زيد في «ز»: أبا عبد اللّه بن خفيف.
5- في «ز»: فعدوت.

بطرسوس سنين - قال: مات لأبي عبد اللّه بن خفيف ابن يقال له عبد السّلام، فما بقي بشيراز من الخاصّ و العام و الجند و الأمراء [أحد] (1) إلاّ حضروا جنازته، فلم يجسر أحد [أن] (2)يعزيه لما كان في نفوسهم أنّ مثله لا يعزّى.

قال: و أنبأنا محمّد قال: سمعت أبا أحمد الكبير قال: صحبت أبا عبد اللّه ستين سنة عشرون لا أفارقه ليلي و لا نهاري، و أربعون سنة أصلّي معه الصلوات الخمس، فما رأيته غضب إلاّ ثلاث مرّات، قيل له: إنّ أبا ميمون المعدل تكلم في مشايخ الصوفية، فغضب، و مرة سئل عن قول أبي زيد: انسلخت من جلدي كما انسلخت الحيّة من جلدها، فسكت، ثم قال مغضبا: سئل بندار بن الحسين عن هذه المسألة فتكلم في أبي يزيد (3) و لم يتكلم في المسألة، و مرة قتلوا في مسجده كلبا فغضب و دعا عليهم.

قال: و أنبأنا محمّد قال: سمعت أبا العبّاس قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: كنت بالبصرة مع جماعة من أصحابنا، فوقف علينا صاحب مرقّعة أعور، فقال: من منكم ابن خفيف ؟ فأشاروا إليّ ، فقال: تأذن لي أن أسألك مسألة ؟ فقلت: لا، قال: و لم، فقلت: لأن النبي صلّى اللّه عليه و سلم ما خيّر بين أمرين إلاّ اختار أيسره (4)،و أيسره أن لا تسألني، و لا احتاج أجيبك، فقال: لا بدّ، فقلت: هذا غير ذاك، فقل الآن ما شئت.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي، قال: قال أبو عبد اللّه بن خفيف (5):حقيقة القناعة ترك الشرف (6) إلى المفقود و الاستغناء بالموجود، و قال أيضا: القناعة الاكتفاء بالبلغة.

أخبرنا أبو بكر البروجردي، أنبأنا علي بن عبد اللّه، أنبأنا أبو عبد اللّه بن باكويه، أنبأنا أبو أحمد الكبير، قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: لا ينفك العبد عما يحجبه عن اللّه إلاّ بالعلم، و لو أردت وصفت لك كيف انقطع من انقطع عن اللّه، و كيف وصل من وصل إليه، و كيف ذهب من ذهب، و كيف رجع من رجع، و أنا منقطع عن اللّه، و ليس يوفقني للرجوع إليه، و بكى و أبكى الناس.

ص: 418


1- زيادة منا.
2- زيادة عن المختصر.
3- كذا بالأصل و «ز»، و تقدم قريبا: أبي زيد.
4- في «ز»: أيسرهما، و أيسرهما.
5- الرسالة القشيرية ص 160.
6- كذا بالأصل، و «ز»، و المختصر، و في الرسالة القشيرية:«النشوف» و لعل الصواب:«التشرف» و التشرف للشيء: التطلع و النظر إليه و حديث النفس و توقعه (راجع لسان العرب).

أنبأنا أبو القاسم الميهني، أنبأنا أبو شجاع، أنبأنا أبو الحسن الصّوفي، أنبأنا علي الديلمي، قال: و سمعت عبد الرّحيم يقول: سمعت الشيخ يقول: سألت اللّه أن ألقاه، و لا يكون لي شيء، و لا لأحد عليّ شيء، و لا يكون على بدني (1) من اللحم شيء، فمات - رحمه اللّه - و هو كذلك.

قال عبد الرحيم: توفي الشيخ و له سبعة عشر يوما لم يأكل شيئا، و كنا نشم من فمه رائحة المسك، و روائح الطيب شيئا ما شممت مثله قط ، قال: فتأملت حو الينا و قلت: لعل بخورا قد ترك بقربه، فما رأيت شيئا، فقدمت وجهي إلى وجهه و فمه فشممت من فيه تلك الرائحة (2) فقلت لأصحابنا: قدّموا وجوهكم و شمّوا فمه، فشمّوا فمه فوجدوه كما وجدت، و كانت الجماعة الحاضرة: أبو (3) الطيّب محمّد بن الحسن القزويني، و أبو أحمد الكبير، و أبو أحمد الصغير، و الحسن بن إسحاق الصوّاف (4)،و أميرويه، و أبو سعيد، فكل هؤلاء شهدوا أنه كان كما قال أبو الفتح عبد الرحيم، و قال أبو سعيد: و حلف باللّه: أنه كان به صداع شديد فلما شممت تلك الرائحة سكن الوجع من ساعته، و قال عبد الرحيم: لما قرب خروج روحه كان له سنة و أربعة أشهر لم يتحرك، فمدّ رجله و تمدّد هو من تلقاء نفسه، و بعد ساعات مات رحمه اللّه (5).

قال: و سمعت أميرويه يقول: عددت عليه تلك الليلة مرارا كثيرة، كلما اشتغلنا بالحديث، و غفلنا كان يقول: لا إله إلاّ اللّه، فكان يذكر (6) باللّه و هو في النزع، فلما مات حمل على المغتسل و حضر غسله أبو أحمد الكبير، و أبو أحمد الصغير، و أبو الطيّب القزويني، و أبو الفتح، و أبو علي الحسن، و أبو مكتوم، و أميرويه، و غسّل و كفّن، قال: فلما أصبحنا حضر أبو العبّاس أحمد بن منصور فتقدّم و صلّى عليه في حجرته، و صلينا عليه معه، و كان قد أوصى أن يصلي عليه هبة اللّه أبو بكر العلاّف، فإن لم يحضر فأبو علي الحلبي الفقيه الشافعي، فإن لم يحضر فأبو علي إمام الجامع و خطيبه، قال: فلما تعالى النهار حمل على السرير و ضبب السرير بضبات حديد، و جلس على السرير الحسن بن بندوية رئيس القصابين

ص: 419


1- بالأصل و «ز»: «يدي» و المثبت عن طبقات الأولياء.
2- كذا بالأصل و في «ز»: الروائح.
3- بالأصل:«أبا الطيب» و المثبت عن «ز».
4- في «ز»: الصوفي.
5- في «ز»: و بعد ساعات رحمه اللّه خرجت روحه.
6- في «ز»: يذكرنا باللّه.

و الحسن بن إسحاق يحفظونه عن الناس، و كان هذا الحسن - أعني ابن بندوية - رئيس القصّابين، و له صحبة للصوفية، يرجع إلى دين و فضل و كان معروفا بالقوة، فكان يمنع الناس عن التعلق بكفنه أو بمس السرير، فدخل تحت السرير من القصّابين و الخياطين على التقريب خمسين خمسين، و ستين ستين (1)،يدخل تحته قوم و يخرج قوم، كل شاطر قوي يدّعي الفتوة و القوة كلما تعب قوم خرجوا و دخل قوم آخرون، و شدوا (2) أيديهم بعضهم إلى بعض و حو الي هؤلاء فرسان الديلم و الأتراك و الخدم و الحاشية بالعصي و الدبابيس يمنعون الناس عنه و عن السرير، و حدّثني بعض أصحابنا ممن كان يدّعي القوة قال: أردت أن أدخل بين هؤلاء لأحمل معهم السرير، فلما أن حصلت كاد عظامي تتفتت (3) فخرجت و لم أقدر أن أصل إلى السرير، و حمل إلى المصلّى و صلّى عليه أبو بكر العلاّف ثم أبو علي الحلبي، ثم صلّى عليه نقيب نقباء العلوية أبو إسحاق (4) ثم أبو علي الخطيب، ثم صلّى عليه غيرهم حتى صلّى عليه نحو من مائة مرة، و اجتمع في جنازته اليهود و النصارى و المجوس، و صلّى عليه و دفن في التربة في أقل من ساعتين زمانيتين، فتعجب الناس منه و ما شككنا أنه لا يدفن ساعات النهار كلها، و سمعت جماعة الموثوقة بقولهم [يقولون] (5) جميع ما ذكرت من خبر وفاته، و ذكروا كلهم أنه مات ليلة الثلاثاء الثالث و العشرين من شهر رمضان سنة إحدى و سبعين و ثلاثمائة، رحمة اللّه عليه و على روحه الطاهرة الزكية.

و سمعت الشيخ يقول: و قد سأله بعض الناس كم يعد الشيخ من سنّه ؟ فقال: خمس و تسعون، و عاش بعد ما سمعت منه هذا نحو العشر سنين (6)،هذا فيما سمعت منه.

و حدّثني أميرويه قال: سمعت [أبا] (7) القاسم عبد القهّار بن محمّد المعروف بالصفّار لما توفي الشيخ يقول: كان للشيخ مائة و أربع سنين، فقيل له: و من أين لك ؟ قال: دخلت يوما داره و رأيت مكتوبا على عتبة باب بيت في داره بخط الشيخ تاريخ مولده، فحسبت (8)، و إذا هو مائة و أربع سنين (9).

ص: 420


1- في «ز»: خمسين و خمسين، و ستين و ستين.
2- في «ز»: و شددوا.
3- في «ز»: و كان عظامي فتتت.
4- من قوله: العلاف.. إلى هنا سقط من «ز».
5- سقطت من الأصل و د، و استدركت عن «ز».
6- كذا بالأصل و د، و في «ز»: العشرين سنة.
7- في د، و «ز»: فإذا.
8- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و «ز».
9- عقب الذهبي في سير أعلام النبلاء على تاريخ وفاته قال: و الأصح أنه عاش خمسا و تسعين سنة.
6319 - محمّد بن خلف بن طارق الدّاريّ

6319 - محمّد بن خلف بن طارق الدّاريّ (1)

حدّث ببيروت عن الوليد بن الوليد العنسي القلانسي، و زيد بن يحيى بن عبيد، و مروان ابن محمّد الطاطري.

روى عنه أبو الحسن بن جوصا، و مكحول البيروتي، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن الوليد المرّي، و أبو بكر بن أبي داود.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، أنبأنا أبو القاسم السميساطي سنة إحدى و خمسين و أربعمائة، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد السّلام مكحول (2)، حدّثنا محمّد بن خلف، حدّثنا زيد بن يحيى بن عبيد، حدّثنا الهيثم بن حميد، عن أبي معيد (3)،عن مكحول، عن أنس قال: قيل: يا رسول اللّه، متى ندع الائتمار بالمعروف النهي عن المنكر؟ قال:«إذا ظهر فيكم ما ظهر في الأمم قبلكم: الملك في صغاركم، و العلم في رذالكم، و الفاحشة في خياركم - و في نسخة أخرى: في كباركم»[11103].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا علي بن محمّد بن طوق، أنبأنا عبد الجبّار بن محمّد بن مهنى (4)،حدّثنا أحمد بن عمير، حدّثنا محمّد بن خلف ابن طارق الدّاراني، حدّثنا الوليد بن الوليد بحديث ذكره، قال عبد الجبّار: محمّد بن خلف ابن طارق ولده بداريا إلى اليوم.

قرأت في كتاب علي بن الحسن الربعي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، حدّثنا أحمد بن عمير بن جوصا، حدّثنا محمّد بن خلف بن طارق الدّاريّ ببيروت سنة تسع و أربعين، حدّثنا أبو عامر معمر بن يعمر الليثي بحديث ذكره. (5)

6320 - محمّد بن خلف بن كيسان أبو عبد اللّه الدّاريّ

6320 - محمّد بن خلف بن كيسان أبو عبد اللّه الدّاريّ (6)

نزيل بيروت.

ص: 421


1- تاريخ داريا ص 112. و الداري نسبة إلى داريا، تقدم التعريف بها، و يقال في النسب إليها. أيضا: الداراني، راجع تهذيب الكمال.
2- في «ز»: «بن مكحول» تصحيف.
3- ضبطت بالقلم بالأصل، و في «ز»: سعيد.
4- الخبر في تاريخ داريا ص 112-113.
5- راجع الحديث بتمامه في تاريخ داريا، و الحديث روي بألفاظ مختلفة، راجع صحيح مسلم، و مسند أحمد 6/ 373.
6- تهذيب الكمال 251/16 و تهذيب التهذيب 97/5 و الجرح و التعديل 245/7.

روى عن أبي مسهر، و معمر بن يعمر الليثي صاحب معاوية بن سلام.

سمع منه أبو حاتم الرّازي.

و روى عنه: أبو بكر بن أبي داود.

أنبأنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنبأنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن علي الخيّاط المقرئ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عمر بن محمّد بن إسماعيل بن الأخضر، أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان، حدّثنا عثمان بن سليمان بن الأشعث، حدّثنا محمّد بن خلف الدّاريّ من أهل بيروت، حدّثنا أبو عامر معمر بن يعمر، فذكر حديثا.

أنبأنا أبو الحسن القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنبأنا أبو الفتح بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا:

أنبأنا ابن أبي حاتم قال (1):

محمّد بن خلف بن كيسان الدّاريّ أبو عبد اللّه نزيل بيروت، روى عن أبي مسهر، و معمر بن يعمر الليثي، صاحب معاوية بن سلام، سمع منه أبي ببيروت في الرحلة الثانية.

6321 - محمّد بن الخليل بن حمّاد بن سليمان أبو عبد اللّه الخشني البلاطي (2)روى عن شعيب بن إسحاق، و سويد بن عبد العزيز، و الحسن بن يحيى الخشني، و مروان بن معاوية، و إسماعيل بن عيّاش، و محمّد بن مسروق الكندي، و مسلمة بن علي الخشني، و عثمان بن عبد الرّحمن الطرائفي، و عبد الملك بن مهران المغازلي، و أيّوب بن حسّان الجرشي (3).

روى عنه: ابن ابنه محمّد بن أحمد بن محمّد، و أبو عبد الرّحمن النسائي، و أحمد بن أنس بن مالك، و أبو حاتم الرازي، و محمّد بن حمّاد الأنصاري، و أحمد بن المعلّى القاضي،

ص: 422


1- الجرح و التعديل 245/7.
2- تهذيب الكمال 255/16 و تهذيب التهذيب 99/5 و الجرح و التعديل 248/7. و البلاطي نسبة إلى قرية بدمشق تدعى بيت البلاط من قرى غوطة دمشق (راجع اللباب - و المراصد - و تهذيب الكمال - و الأنساب).
3- في «ز»: الجريشني.

و عامر بن محمّد، و إبراهيم بن دحيم، و محمّد بن بشر بن مامويه القزاز (1)،و أحمد بن نصر ابن شاكر، و محمّد بن علي بن طرخان، و جعفر بن أحمد بن عاصم، و أبو المنذر محمّد بن سفيان بن المنذر الرملي، و الحسن بن علي بن شبيب (2) المعمري.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، حدّثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر بن أبي العقب - من لفظه - حدّثنا أبو الحسن أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي، حدّثنا محمّد بن الخليل الخشني، حدّثنا إسماعيل بن عيّاش، حدّثني داود بن عيسى، عن ليث بن أبي سليم، عن أبي الزبير، عن جابر ابن عبد اللّه قال: ما كان نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ينام حتى يقرأ الم، تَنْزِيلُ السجدة، و تَبٰارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ [11104].

قال: و أنبأنا تمام قال: و حدّثناه أبو محمّد الحسن بن أحمد بن عمير، حدّثنا أحمد بن أنس، فذكره.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي، حدّثنا محمّد بن الخليل الخشني، حدّثنا إسماعيل بن عيّاش، حدّثنا سليمان بن سليم عن عمرو بن شعيب، عن أبي، عن جده عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«ليس فيما دون ثلاثين من البقر صدقة، فإذا بلغت ثلاثين ففيها تبيع جذع أو جذعة، و في كلّ أربعين من البقر بقرة مسنّة، و ما زاد فعلى حساب ذلك»[11105].

أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو عبد اللّه، أنبأنا أبو الحسن بن السمسار، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مروان، حدّثنا أحمد بن أبي رجاء نصر بن شاكر، حدّثنا محمّد بن الخليل الخشني البلاطي فذكر عنه حديثا.

أنبأنا أبو الحسين (3) القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم العبدي، أنبأنا حمد (4)-إجازة-. ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم

ص: 423


1- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في تهذيب الكمال: الفراء.
2- كذا بالأصل و تهذيب الكمال، و في د، و «ز»: شعيب.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الحسن، تصحيف، و السند معروف.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: أحمد، تصحيف.

قال (1):محمّد بن الخليل بن حمّاد الدمشقي البلاطي، روى إسماعيل بن عياش، و محمّد بن مسروق الكندي (2)،و الحسن بن يحيى الخشني، و سويد بن عبد العزيز، و مروان بن معاوية، و شعيب بن إسحاق، سمع منه أبي، و روى عنه، سئل عنه فقال: دمشقي، شيخ دفع إليّ أبو الحسن سعد الخير بن محمّد كتابا فيه ذكر محمّد بن أحمد بن شاكر. أنبأنا أبو عيسى عبد الرّحمن بن إسماعيل بن عبد اللّه بن سليمان بن عمرو بن منبه بن كامل بن ربيعة بن معاذ الخولاني قال: أملى علينا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي أسماء شيوخه الذين روى عنهم فقال: محمّد بن خليل، دمشقي، لا بأس به.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال:

محمّد بن الخليل الخشني يروي عن أيوب بن حسّان الجرشي (3) و غيره، روى عنه أبو علي المعمري و غيره.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (4):أما الخشني أوله خاء معجمة بعدها شين معجمة مفتوحة، ثم نون: محمّد بن الخليل الخشني، يروي عن أيّوب بن حسّان (5) الجرشي (6) و غيره، روى عنه أبو علي المعمري و غيره.

6322 - محمّد بن الخليل أبو بكر المقرئ الأخفش الصغير

6322 - محمّد بن الخليل أبو بكر المقرئ الأخفش الصغير (7)

قرأ على أبي الحسن بن الأخرم.

قرأ عليه الحسن بن الحسن (8) الهاشمي الدمشقي.

روى عنه: أبو بكر محمّد بن يونس بن هاشم الاسكاف المقرئ، و أبو علي الحسن بن سعيد بن مهند الشيزري (9)،و قال فارس بن أحمد: كان محمّد بن الخليل جليلا، و هو أكبر أصحاب ابن الأخرم.

ص: 424


1- الجرح و التعديل 248/7.
2- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و تهذيب الكمال، و في الجرح و التعديل: العبدي.
3- في «ز»: الجريشي.
4- الاكمال لابن ماكولا 261/3.
5- في «ز»: جابر، تصحيف.
6- في «ز»: الجريشي.
7- الوافي بالوفيات 50/3 و غاية النهاية 138/2.
8- في غاية النهاية: الحسين.
9- كذا بالأصل، و في «ز»، و د: الشيرازي.

قال: و حدّثني بعض أصحابه أنه كان يحفظ ثلاثين ألف بيت شعر شاهد في كتاب اللّه عزّ و جلّ .

قرأت على أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم (1) النسيب و أبو الوحش المقرئ عنه، أنشدني أبو علي الحسين (2) بن سعيد الشيزري، أنشدني أبو بكر محمّد بن الخليل المقرئ (3):

وجبت علي زكاة ما ملكت يدي *** و زكاة جاهي أن أعين و أشفعا

فإذا ملكت فجد فإن لم تستطع *** فاحرص بجهدك في الورى أن تنفعا

حكى أبو عمرو الداني قال: سمعت حسن بن الحسن الهاشمي الدمشقي أن الأخفش الصغير قديم الموت فيما أحسبه مات بعد سنة ستين (4) و ثلاثمائة، و كان له ابن نبيل عالم باللغة و العربية (5).

6323 - محمّد بن الخليل بن فارس

أبو العشائر القيسي المعروف بالكردي

سمع الفقيه أبا الفتح الزاهد، و أبا القاسم بن أبي العلاء، و أبا عبد اللّه بن أبي الحديد.

و صحب الفقيه أبا الفتح محمّد (6)،ثم تشاغل بأعمال السلطان، ثم خرج عن دمشق و سكن بعلبك، و خدم السلطان ببعلبك، ثم ترك التصرف لما تركه، ثم قدم دمشق (7)، فسمعنا منه شيئا يسيرا.

أخبرنا أبو العشائر محمّد بن الخليل بن فارس، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو الحسن بن السمسار، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا أبو مسهر سنة اثنتي عشرة و مائتين، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز التنوخي، عن مكحول، عن زياد بن جارية، عن حبيب بن مسلمة قال: شهدت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم نفل الثلث.

ص: 425


1- في «ز»: الغنائم، تصحيف.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، هنا، و قد مرّ قريبا: الحسن.
3- في «ز»: المعروف بالأخفش الصغير المقرئ.
4- في الوافي بالوفيات: ست و ثلاثمائة.
5- في «ز»: باللغة العربية.
6- كذا بالأصل، و مكانها في «ز»: «مدة» و في د: و صحب الفقيه أبا الفتح الزاهد، و أبا القاسم مدة.
7- من قوله: و سكن... إلى هنا سقط من د.

قال سعيد: فسره سليمان بن موسى: الربع في البدأة و الثلث في الرجعة.

توفي أبو العشائر ببعلبك و دفن يوم الخميس السادس من ذي الحجّة سنة تسع و أربعين و خمسمائة.

حرف الدّال في أسماء آباء المحمّدين

6324 - محمّد بن داود بن سالم أبو عمرو مولى عثمان بن عفّان

6324 - محمّد بن داود بن سالم أبو عمرو مولى عثمان بن عفّان (1)

حدّث عن: يزيد بن هارون.

روى عنه: القاسم بن عيسى العصار، و إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا تمام بن محمّد، حدّثنا أبو هاشم المؤدّب، حدّثنا القاسم بن عيسى العصّار، حدّثنا أبو عمرو محمّد بن داود ابن سالم مولى عثمان بن عفّان، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال:

قلت: يا رسول اللّه أين تأمرني ؟ فقال:«هاهنا» و نحا بيده نحو الشام، ثم قال:«إنكم محشورون رجالا و ركبانا و تخرّون على وجوهكم»[11106].

أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي، ثم حدّثنا أبو البركات الخضر بن شبل عنه، أنبأنا أبي أبو القاسم، أنبأنا أبو الحسين عبد الوهّاب الكلابي - إجازة - حدّثنا إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان، حدّثنا محمّد بن داود بن سالم أبو عمرو مولى عثمان بن عفّان، خارج باب الجابية، حدّثنا يزيد (2)،حدّثنا (3) محمّد بن عمرو، عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال:

دخلت على أنس بن مالك (4) و كان واقد من أعظم الناس و أطولهم،[فقال لي: من أنت ؟ قال: قلت: أنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، قال: يرحم اللّه سعدا، إنك بسعد لشبيه، فبكى بكاء كثيرا، ثم قال: يرحم اللّه سعدا كان سعد من أعظم الناس و أطولهم] (5)،

ص: 426


1- زيد في «ز»: رضي اللّه عنه.
2- في «ز»: يزيد بن هارون.
3- سقطت من د.
4- زيد في «ز»: رضي اللّه عنه.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن د، و «ز»، و اللفظ عن «ز».

ثم قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم جيشا إلى أكيدر دومة (1)،فبعث إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم جبة من ديباج منسوجة فيها الذهب، فلبسها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فجعل الناس يمسحونها و ينظرون إليها، فقال:

«أ تعجبون من هذه الجبّة ؟» قالوا: يا رسول اللّه، ما رأينا ثوبا قط هو أحسن منه، قال:«فو اللّه لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن منه»[11107].

6325 - محمّد بن داود بن سليمان أبو عبد اللّه المعروف بالساقي

ذكر ابن مندة أنه دمشقي.

حدّث عن مروان الطاطري.

روى عنه: أحمد بن عمير، و إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين، و حدّثنا أبو البركات الفقيه عنه، أنبأنا أبي أبو القاسم، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي - إجازة-.

ح و قرأت على أبي محمّد السلمي، عن عبد الدائم القطّان، أنبأنا عبد الوهّاب - إجازة-.

حدّثنا إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن داود الساقي بدمشق، حدّثنا مروان، حدّثنا ابن عيّاش، عن الحجّاج بن أرطاة عن الزهري، عن أنس (2).

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم استبرأ صفية بحيضة[11108].

6326 - محمّد بن داود بن سليمان أبو العبّاس البغدادي

حدّث بدمشق عن مصعب الزبيري.

روى عنه: أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل الفارسي.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن علي بن عبد اللّه الورّاق، أنبأنا علي بن عمر الحافظ قال: قرأت على أبي عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن إسحاق الفارسي - من أصل كتابه - و هو ينظر في أصله و اعترف به، حدّثني أبو العبّاس محمّد ابن داود بن سليمان البغدادي - بدمشق - حدّثنا مصعب بن عبد اللّه الزبيري، حدّثنا عبد العزيز

ص: 427


1- تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق.
2- في «ز»: أنس بن مالك رضي اللّه عنه.

ابن محمّد الدراوردي عن عبيد اللّه بن عمر، عن يونس بن عبيد، عن ثابت (1)،عن أنس (2)أن رجلا كان يصلي بأصحابه فيقرأ مع كل سورة قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ قال: فشكاه قومه أو أصحابه إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال: فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«ما يحملك على ذلك ؟» قال: إني أحبّها، قال (3):«حبّها الذي أدخلك الجنّة»[11109].

هكذا قال: عن عبيد اللّه بن عمر، عن يونس، عن ثابت.

و رواه أبو القاسم البغوي عن مصعب لم يذكر فيه يونس (4)،و ذلك الصواب.

أخبرناه عاليا من حديث البغوي، أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور [و أبو محمّد، الصيرفي ح و أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن عبد القاهر، أنا أبو الحسين بن النقور] (5) أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا مصعب بن عبد اللّه، حدّثنا عبد العزيز بن محمّد الدراوردي، عن عبيد اللّه بن عمر (6)،عن ثابت البنّاني، عن أنس (7) أن رجلا كان يلزم قراءة قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ في الصلاة مع كل سورة هو و ناس من أصحابه، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ما يلزمك هذه السورة»؟ قال: إنّي أحبّها، قال:

«حبّها أدخلك الجنّة»[11110].

و أخبرناه أبو العزّ بن كادش، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن علي الشروطي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، حدّثناه عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، حدّثنا مصعب بن عبد اللّه، حدّثنا عبد العزيز بن محمّد (8)،عن عبيد اللّه بن عمر، عن ثابت (9)،عن أنس (10)،عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم نحوه.

[قال ابن عساكر:] و لم يذكر فيه يونس بن عبيد، و هو الصواب.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر أحمد (11) بن علي محمّد بن داود بن سليمان أبو العبّاس البغدادي، حدّث بدمشق عن مصعب بن عبد اللّه الزبيري، روى عنه محمّد بن إسماعيل

ص: 428


1- في «ز»: ثابت البناني.
2- في «ز»: أنس بن مالك رضي اللّه عنه.
3- في «ز»: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.
4- في «ز»: يونس بن عبيد.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز».
6- في «ز»: «محمد» و في د:«عمرو» تصحيف.
7- في «ز»: أنس بن مالك رضي اللّه عنه.
8- بعدها في «ز»: الدراوردي.
9- في «ز»: ثابت البناني.
10- في «ز»: أنس بن مالك رضي اللّه عنه.
11- في «ز»: أبو بكر الخطيب.

الفارسي، و ساق له الحديث الأول عن أبي بكر بن بشران (1) عن الدارقطني (2).

6327 - محمّد بن داود بن سليمان

أبو بكر النيسابوري الزاهد الصوفي (3)

سمع بدمشق، و مصر، و العراق، و خراسان، و الحجاز: أبا عبيدة أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان، و إبراهيم [بن عبد الواحد العنسي و الفضل بن عبد اللّه الأندلسي و أبا يعلى الموصلي] (4)،و أبا عبد الرّحمن النسائي، و أبا علي محمّد بن عمرو [قشمرد] (5)الحرشي (6)،و أبا عبد اللّه محمّد بن إبراهيم السندي البوشنجي (7)،و أبا بكر الجارودي، و إبراهيم بن أبي طالب، و يحيى بن أحمد بن زياد القرشي، و الحسين بن إدريس الأنصاري، و محمّد بن عبد الرّحمن السامي، و عمران بن موسى الجرجاني، و الحسن بن سفيان، و حمّاد ابن أحمد القاضي، و محمّد بن أيّوب الرازي، و جعفر الفريابي (8)،و أبا خليفة الجمحي، و عبدان الأهوازي، و محمّد بن جعفر القتّات الكوفي، و المفضل بن محمّد الجندي، و أحمد ابن زيد القزاز، و أبا محمّد بن سلم (9) المقدسي، و محمّد بن المعافى الصيداوي.

روى عنه: محمّد بن مخلد الدوري، و أبو العبّاس بن عقدة، و أبو عبد اللّه الحاكم، و عبد الرّحمن، و أبو زكريا ابنا إبراهيم المزكي، و أبو الحسين بن جميع الصيداوي، و أبو الحسن الدارقطني، و أبو عبد اللّه بن مندة الأصبهاني.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، قال: سمعت أبا عبد اللّه الحافظ يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن داود بن سليمان يقول: سمعت محمّد بن المعافى الصيداوي بصيدا، و عبد اللّه بن محمّد بن سلم (10) في مسجد الأقصى قالا: سمعنا

ص: 429


1- كذا بالأصل، و د، و «ز»: بشران. و ورد في تاريخ بغداد: محمد بن عبد الملك القرشي.
2- تاريخ بغداد 263/5.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 265/5 و سير أعلام النبلاء 420/15 و المنتظم 375/6 و تذكرة الحفاظ 901/3 و الوافي بالوفيات 63/3 و العبر 261/2 و شذرات الذهب 365/2.
4- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن د، و «ز»، و في د: القيسي، بدل: العنسي.
5- بياض بالأصل، و المستدرك سير الأعلام، و في د، و «ز»: قشرد.
6- في د، و «ز»: الجرشي.
7- بالأصل و د، و «ز»: البوسنجي.
8- في د: الفيربابي.
9- في «ز»: سالم.
10- في د: مسلم، و في «ز»: سلم.

هشام بن عمّار يقول: سمعت محمّد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس يقول: سمعت أبي يقول:

سمعت بسر بن أرطأة يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«اللّهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلّها، و أجرنا من خزي الدنيا و من عذاب القبر»[11111].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين - قراءة - أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمّد بن داود بن سليمان شيخ عصره في التصوف، حدّثني علي بن محمّد بن خالد المطرّز، حدّثني علي بن الموفق، حدّثنا داود بن رشيد قال: قام أخ لك في ليلة ظلماء يصلي مع نفسه فضرّ به البرد، و كان رثّ الثياب و شدة (1) البرد ثم سجد فذهب به النوم في سجوده، فهتف به هاتف: أنمناهم و أقمناك و تبكي علينا.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

محمّد بن سليمان الزّاهد، أبو بكر، شيخ التصوّف في عصره بخراسان و العراق، فإنه خرج من نيسابور سنة أربع و سبعين و مائتين، و انصرف إليها سنة سبع و ثلاثين و ثلاثمائة، و كان من المقبولين بالحجاز، و مصر، و الشام، و العراقين، و بلاد خراسان، ثم ذكر بعض شيوخه و قال: و كان كتب عن كلّ شيخ كتب عنه أكثر حديثه، صنّف أكثر الشيوخ و الأبواب و جمع أخبار المتصوفة و الزهّاد، و عقد له الإملاء عند منصرفه إلى نيسابور، و كان لا يتخلف عنه كبير أحد، روى عنه أبو العباس بن عقدة، و مشايخ العراق، و سمع منه أبو بكر بن أبي داود، و أبو محمّد بن صاعد، و المتقدّمون من المشايخ، توفي يوم الجمعة لعشر بقين من شهر ربيع الأول سنة اثنتين و أربعين و ثلاثمائة.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن إبراهيم، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: محمّد بن داود بن سليمان النيسابوري أبو بكر المعروف بابن الفتح، أقام ببغداد مدة طويلة، و كان جليسا لجعفر الخلدي، و المرتعش، و يحيى العلوي و طبقتهم، كتب الحديث الكثير، و دخل الشام، مات بنيسابور سنة اثنتين و أربعين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن المالكي، و أبو منصور المقرئ،

ص: 430


1- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و ثمة سقط من الكلام لم نهتد إليه.

قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):محمّد بن داود بن سليمان بن جعفر أبو بكر الزّاهد النيسابوريّ ، قدم بغداد قبل سنة ثلاثمائة، و أقام بها، و حدّث عن محمّد بن عمرو الحرشي، و محمّد بن إبراهيم البوسنجي، و محمّد بن النّضر (2) الجارودي، و محمّد بن أيوب الرازي، و جعفر بن محمّد الترك، و إبراهيم بن علي الذهلي (3)،و يحيى بن داود الخفّاف، و إبراهيم بن أبي طالب، و محمّد بن عبد الرّحمن النسائي (4)،و الحسين بن إدريس الأنصاري، و الحسن بن سفيان النسوي، و عمران بن موسى السختياني، و أبي خليفة البصري، و عبدان الأهوازي، و جعفر الفريابي، و محمّد بن جعفر القتّات (5)،و المفضّل بن محمّد الجندي، و أبي عبد الرّحمن النسائي، و أحمد بن زيد القزاز (6) المكي، و أبي يعلى الموصلي، و كان ثقة، فهما، صنّف أبوابا و شيوخا، و سمع منه يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبو (7) بكر بن أبي داود السجستاني، و روى عنه محمّد بن مخلد الدوري، و أبو العباس بن عقدة، و أبو الحسن الدارقطني، و يوسف القوّاس، و عبد اللّه (8) بن عثمان بن يحيى، و أبو عبد اللّه بن دوست، و رجع في آخر عمره إلى نيسابور، فتوفي بها.

قال الخطيب (9):أنبأنا أحمد بن علي التوزي، أنبأنا يوسف بن عمر القوّاس، حدّثنا محمّد بن داود النيسابوريّ ، و كان يقال إنه من الأولياء.

قال الخطيب (10):و أنبأنا أحمد بن محمّد بن غالب، قال: سألت أبا الحسن الدارقطني عن أبي بكر محمّد بن داود بن سليمان النيسابوريّ فقال: فاضل، ثقة.

قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم، عن المبارك بن عبد الجبّار، أنبأنا أبو مسلم عمر بن علي بن أحمد بن الليث الهيتي (11)،قال: سمعت أبا الحسن علي بن أبي بكر الجرجاني الحافظ يقول: سمعت مسعود بن علي السجزي يقول: سمعت الحاكم أبا عبد اللّه

ص: 431


1- تاريخ بغداد 265/5.
2- بالأصل و د:«النصر» و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
3- سقطت كلمة «الذهلي» من تاريخ بغداد.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد:«السامي». و قد تقدم في أول الترجمة: السامي.
5- في «ز»: و جعفر بن محمد القتات.
6- إعجامها ناقص بالأصل، و المثبت عن د، و تاريخ بغداد، و قد سقطت اللفظة من «ز».
7- بالأصل: و أبي بكر.
8- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد: عبيد اللّه.
9- تاريخ بغداد 266/5.
10- تاريخ بغداد 266/5.
11- كذا بالأصل، و في د، و «ز»: الليثي.

يقول: محمّد بن داود بن سليمان الزّاهد ثقة (1) مأمون.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي قال: قرئ على أبي عثمان البحيري قال: سمعت أبا الحسن عبد الرّحمن بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى يقول (2):سمعت أبا بكر بن داود الزّاهد يقول:

كنت بالبصرة أيام القحط ، فلم آكل في أربعين يوما إلاّ رغيفا واحدا، فكنت إذا جعت قرأت سورة يس على نية الشبع فكفاني اللّه الجوع.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: حدّثنا أبو [و] (3) أبو منصور ابن [عبد الملك، أنا أبو بكر الخطيب (4) أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب عن محمد ابن] (5) عبد اللّه بن محمّد الحافظ النيسابوري قال:

توفي أبو بكر محمّد بن داود بن سليمان الزاهد يوم الجمعة لعشر بقين من ربيع الأول سنة اثنتين و أربعين و ثلاثمائة، و كان من المقبولين بالحجاز، و مصر، و الشام، و العراقين، و بلاد خراسان.

6328 - محمّد بن داود بن صبيح

6328 - محمّد بن داود بن صبيح (6)

روى عن سويد بن سعيد، و يحيى بن خلف، و محمّد بن عيسى بن الطباع، و سعيد بن المغيرة الصيّاد، و علي بن بكّار.

روى عنه: أبو بكر بن خريم، و وريزة (7) بن محمّد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرزّاق بن عبد اللّه بن فضيل، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عوف قال: قرئ على أبي الحسن بن منير بن محمّد بن منير التنوخي و أنا سامع له واع، حدّثنا أبو بكر محمّد بن خريم، حدّثنا محمّد بن داود بن صبيح، حدّثنا محمّد بن عيسى، حدّثنا أبو بكر بن عيّاش، حدّثنا

ص: 432


1- سقطت من «ز».
2- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 421/15.
3- زيادة لتقويم السند عن «ز»، و د.
4- تاريخ بغداد 266/5.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن د، و «ز».
6- ترجمته في تهذيب الكمال 259/16 و كناه بأبي جعفر المصيصي، و تهذيب التهذيب 101/5.
7- في «ز»: «وزيره» تصحيف.

سليمان الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري (1) قال:

قال عمر: يا رسول اللّه، سمعت فلانا - يثني خيرا و يذكر خيرا - زعم أنك أعطيته دينارين، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«لكن فلان قد أعطيته من عشرة إلى مائة فما يقول ذلك و لا يثني به، و اللّه إن أحدهم ليخرج بمسلّته (2) من عندي متأبطها، فما هي له إلاّ نار» قال عمر: يا رسول اللّه فلم تعطيه إياها و هي له نار؟ قال:«فما أصنع، يأبون إلاّ يسألوني، و أنا أكره، فأعطيهم، و يأبى اللّه لي البخل»[11112].

6329 - محمّد بن داود بن عبد الرّحمن بن زياد بن بنّوس

أبو السري الفارسي البعلبكي (3)

[بنوس] بالتشديد و الباء و النون، كذا قيده الميداني.

حدّث ببعلبك عن حميد بن محمّد بن النضير، و أبي الحسن أحمد بن محمّد بن عبد الحميد بن أبي الحارث القرشي، و أبي حفص عمر بن محمّد النسائي، و أبي المضاء محمّد بن الحسن بن ذكوان، و أبي جعفر أحمد بن منصور القومسي، و أبي مطيع عبد الرّحمن بن محمّد ابن أبي الذيّال، و أبي عريض مروان بن عمر العريضي، و علي بن عبد العزيز البغوي.

روى عنه: عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفّار بن ذكوان البعلبكي، و أبو بكر أحمد بن الجحّاف الأزدي.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، و نقلته أنا من خطه، أنبأنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين بن السمسار، و ابنه أبو علي الحسين بن علي - بقراءتي عليهما - قلت لهما: أخبركما أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الغفّار بن ذكوان في صفر سنة اثنتين و ثمانين و ثلاثمائة، حدّثنا أبو السري محمّد بن داود بن عبد الرّحمن بن بنّوس الفارسي في مسجد الجامع ببعلبك في ذي الحجّة سنة عشرين و ثلاثمائة، حدّثنا حميد بن محمّد بن النضر (4)،حدّثني عمي إبراهيم بن النضر، حدّثنا الهيثم بن حبان، عن يحيى بن واضح

ص: 433


1- زيد في «ز»: رضي اللّه عنه.
2- في «ز»: بمسألته، تصحيف.
3- من قوله: أبو السري إلى هنا جاء بالأصل و د، و «ز»، بعد قوله: بالتشديد إلى الميداني، قدمنا الكنية إلى هنا وفقا للتنظيم الذي انتهجه المصنف.
4- كذا بالأصل، و د، و «ز» هنا، و الصواب: النضير، و سينبه المصنف إليه في آخر الخبر.

الأنصاري، عن نوح بن أبي مريم القرشي، عن مقاتل بن حيّان (1)،عن عكرمة مولى ابن عبّاس، عن ابن عبّاس (2) قال:

بينما هو ذات يوم قاعد إذ أتاه رجل، فوقف عليه فقال له: يا بن عبّاس، سمعت (3)العجب من كعب الحبر، و كان ابن عبّاس (4) متكئا فاحتفز ثم قال: و ما ذاك ؟ قال: زعم أنه يجاء بالشمس و القمر يوم القيامة كأنهما ثوران عقيران، فيقذفان في النار، الحديث بطوله.

[قال ابن عساكر:] (5) كذا كان بخط عبد العزيز، و بخطه في موضع آخر حميد بن النضير بزيادة ياء، و هو الصواب إلاّ أنه ينسب إلى جده، و هو بعلبكي أيضا.

6330 - محمّد بن داود بن يحيى الدمشقي

حدّث عن أبي مسهر.

ذكره أبو عبد اللّه بن مندة.

6331 - محمّد بن داود أبو الخير الرّحبيّ دمشقي

6331 - محمّد بن داود أبو الخير الرّحبيّ (6)(7) دمشقي

روى عن الهيثم بن حميد.

روى عنه: أبو زرعة، و يزيد بن محمّد الدمشقيان.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا علي بن الحسين بن أحمد بن صصري - بقراءتي عليه - أنبأنا تمام (8) بن محمّد بن عبد اللّه الرازي، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب ابن حذلم القاضي، حدّثنا أبو القاسم يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، حدّثنا محمّد بن داود الرّحبيّ أبو الخير، حدّثنا الهيثم بن حميد، حدّثني حفص بن غيلان (9)،عن سالم بن عبد اللّه، عن ابن عمر قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«من فاتته صلاة العصر في جماعة فكأنما وتر أهله و ماله»[11113].

ص: 434


1- في «ز»: حبان، تصحيف. راجع ترجمته في تهذيب الكمال 337/18.
2- بعدها في «ز»: رضي اللّه عنهما.
3- من قوله: بينما.. إلى هنا سقط من «ز».
4- زيد في «ز»: رضي اللّه عنهما.
5- زيادة منا للإيضاح.
6- في «ز»: «الرجعي» تصحيف.
7- ترجمته في الأسامي و الكنى للحاكم 344/4 و تاريخ أبي زرعة الدمشقي 390/1.
8- في «ز»: أسامة.
9- في «ز»: عبدان.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال (1):أبو الخير محمّد بن داود الرّحبيّ ، سمع الهيثم بن حميد، روى عنه: يزيد بن محمّد، حديثه في الشاميين.

قال: و أنبأنا أبو أحمد، أنبأنا ابن صاعد، حدّثنا يزيد، حدّثنا أبو الخير محمّد بن داود.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين (2) محمّد بن أحمد، أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الربعي، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنبأنا أحمد بن عمير - قراءة - حدّثني أبو زرعة قال (3):

سألت أبا الخير محمّد بن داود الرّحبيّ عن اسم أبي أسماء الرّحبيّ فقال: نحن ورثنا أبا أسماء قلت: فما اسمه ؟ قال: عمرو بن أسماء.

6332 - محمّد بن داود أبو بكر الدّينوري الصّوفيّ المعروف بالدّقيّ

6332 - محمّد بن داود أبو بكر الدّينوري الصّوفيّ المعروف بالدّقيّ (4)

سكن الشام.

قرأ القرآن على أبي بكر بن مجاهد.

و روى عن أبي بكر الخرائطي.

و حكى عن أبي بكر محمّد بن الحسن الزقاق (5)،و أبي محمّد الجريري، و أبي عبد اللّه ابن الجلاء، و أبي جعفر المغربي و أبي علي بن أبي موسى و أبي جعفر الأصبهاني و أبي بكر الفرغاني، و أبي بكر المقرئ، و أبي بكر بن معمر، و أبي الحسين بن حزيق، و الحسن (6) بن حبيب، و أبي يعقوب الخراساني، و أبي أحمد الهروي، و أبي عمير عدي بن عبد الباقي الأدي، و سعيد بن عبد العزيز الحلبي، و أبي العبّاس أحمد بن عطاء.

حكى عنه [عبد الوهاب] الميداني، و أبو القاسم بكير بن محمّد المنذري، و عبدان بن

ص: 435


1- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 344/4.
2- في «ز»: أبو الحسن.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 390/1 باختلاف.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 138/16 و تاريخ بغداد 266/5 و الوافي بالوفيات 63/3 الأنساب، الرسالة القشيرية في 279 و 339 و 412. و المنتظم 56/7 و اللباب 505/1. و في تاريخ بغداد: الزقي بدل الدقي.
5- في سير أعلام النبلاء هنا: الدقاق.
6- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الحسين.

عمر المنبجي (1)،و أبو الحسن بن جهضم، و أبو الفضل الدينوري المقرئ، و الحسين (2) بن أحمد بن (3) جعفر.

و كتب عنه عبد العزيز بن محمّد بن عبدويه الشيرازي بدمشق، و أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن يعقوب السوسي، و أبو بكر محمّد بن يعقوب التستري، و أو عمرو محمّد بن أحمد النجار، و عمر (4) بن يحيى الأردبيلي، و صدقة بن المظفر الأنصاري، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل بن النسائي المؤدّب، و عبد الواحد بن بكر الورثاني، و أبو بكر الرازي شيخ السلمي، و أبو الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي، و أبو العباس أحمد ابن منصور الشيرازي، و منصور بن عبد اللّه الأصبهاني، و ذكر أبو عبد الرّحمن السّلمي (5):

أنه عمّر فوق مائة سنة، و قال: كان من أجلّ مشايخ وقته و أحسنهم حالا، و أقدمهم صحبة للمشايخ، صحب أبا عبد اللّه بن الجلاء، و أبا بكر الزقاق الكبير.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا [و] (6)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (7)،حدّثنا عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني قال: سمعت علي بن عبد اللّه الهمداني (8) بمكة يقول: حدّثني محمّد بن داود - يعني الدّقّي (9)-قال: سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن الجلاء يقول: كنت بذي الحليفة و أنا أريد الحجّ و الناس يحرمون، فرأيت شابا قد صبّ عليه الماء يريد الإحرام و أنا انظر إليه، فقال: يا رب أريد أن أقول: لبّيك اللّهمّ لبّيك فأخشى أن تجيبني لا لبّيك و لا سعديك، و بقي يردد هذا القول مرارا كثيرة و أنا أتسمع عليه، فلما أكثر قلت له: ليس لك بدّ من الإحرام، فقال: يا شيخ، أخشى إن قلت: لبّيك أجابني بلا لبّيك و لا سعديك، فقلت له: أحسن ظنك، و قل معي: لبّيك اللّهمّ ، لبّيك، فقال: لبّيك اللّهمّ ، و طوّلها، و خرجت نفسه مع قوله اللّهمّ و سقط ميتا.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن إبراهيم

ص: 436


1- في «ز»: المنيحي.
2- في «ز»: الحسن.
3- من قوله: بن عمر.. إلى هنا سقط د.
4- كذا بالأصل و د، و في «ز»: عمرو.
5- طبقات الصوفية ص 448 و سير أعلام النبلاء 139/16.
6- زيادة لتقويم السند عن د، و «ز».
7- الخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد 267/5.
8- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد: الهمذاني.
9- ورد في تاريخ بغداد:«الزقي» في كل المواضع.

المزكي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلمي قال: محمّد بن داود الدّينوري أبو بكر المعروف بالدّقّي، شيخ الشام (1)،صحب المشايخ الكبار، و كان يعد من أقران الروذباري، و ابن الكاتب، لكنه عمّر و عاش، و كان (2) من أظرف المشايخ و أفتاهم (3)، و أحسنهم حالا و علما، توفي سنة نيّف و خمسين و ثلاثمائة، و قال الزقاق: منذ ثلاثين سنة لم يمش على الأرض مريد إلاّ الدّقّي.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري قال: قال لنا أبي أبو القاسم (4):و منهم أبو بكر محمّد ابن داود الدّينوري المعروف بالدّقّي، أقام بالشام، و عاش أكثر من مائة سنة، مات بعد الخمسين و ثلاثمائة، صحب ابن الجلاء، و الزقاق، و قال أبو بكر الدقي: المعدة موضع يجمع الأطعمة، فإذا طرحت فيها الحلال صدرت الأعضاء بالأعمال الصالحة، و إذا طرحت فيها الشبهة اشتبه عليك الطريق إلى اللّه، فإذا طرحت فيها التبعات كان بينك و بين أمر اللّه حجاب.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور المقرئ، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):محمّد بن داود أبو بكر الصّوفيّ ، يعرف بالدّقي (6)،و هو دينوري الأصل، أقام ببغداد مدة ثم انتقل إلى دمشق فسكنها، و كان من كبار شيوخ الصوفية، له عندهم قدر كبير، و محل خطير، و كان أحد حفّاظ القراءات (7)،قرأ على أبي بكر بن مجاهد، و سمع من محمّد بن جعفر الخرائطي.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمّد بن شجاع، ثم أخبرناه أبو القاسم نصر بن أحمد ابن مقاتل عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد الفراء، أنبأنا علي بن محمّد بن شجاع، أنبأنا علي بن عبد اللّه بن الحسن بن جهضم قال: رأيت الشيخ أبا بكر محمّد بن داود رحمه اللّه و هو شيخ الوقت، أخذ قطنا و حمله في يده، و أخذ أيضا حاجة لولده فوضعها في كمّه فسألته أن يعطيني بعض ما قد حمل فأبى.

أخبرنا أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن أحمد بن حبان، أنبأنا أبو بكر بن خلف (8)،

ص: 437


1- في «ز»: «شيخ الساقة» تصحيف.
2- من قوله: الكبار.... إلى هنا سقط من «ز».
3- كلمة «و أفتاهم» سقطت من «ز».
4- الرسالة القشيرية ص 412.
5- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 266/5.
6- في تاريخ بغداد: الزقي، بالزاي. و ضبطت بضم الدال عن الأصل.
7- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد: القرآن.
8- في «ز»: خلاف.

حدّثنا أبو عبد الرّحمن قال: سمعت عبد الواحد بن بكر الورثاني يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن داود الدّقّي يقول: من ألف الاتصال ثم ظهر له عين الانفصال تنغص عيشه، و انمحق عليه وقته، و صار متلاشيا في محل الوحشة، و أنشأ يقول:

لو أن الليالي عذبت بفراقنا *** محا دمع عين الليل نور الكواكب

و لو جرع الأيام كأس فراقنا *** لأصبحت الأيام شهب الذوائب

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الفرج سهل بن بشر، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الكريم الجزري - بمكة - حدّثنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن جهضم الهمداني قال: و سمعت أبا بكر الدّقّي يقول: كنت إذا فتح لي بشيء لا أبيته لغد (1)،و مهما فتح لي (2) من النهار أخرجه قبل الليل، فدفع إليّ ذات يوم ثلاثة دراهم بالعشي، فقلت:

أخرجه إذا أصبحنا، فجعلته في وسطي و نمت، فرأيت في المنام كأنّي قد حشرت و في وسطي ثلاثة دنانير فاغتممت و جعلت أحلّها و أتعجب من ذلك، فقال لي قائل: هذه الثلاثة دراهم (3)التي ادّخرتها فانتبهت فزعا، فقمت و دفعتها للوقت إلى الفقراء.

قال: و سمعت - يعني - أبا بكر الدّقّي يقول: كنت أخرج كلما فتح لي إلى الفقراء و لا أدّخر منه لنفسي شيئا، ففتح عليّ بالرملة نصف دينار، و كان علي ببيت المقدس نصف دينار دينا، و قدم جماعة فقراء من الحجاز فقصدوني، و سلّموا عليّ ، فجعلت أميز بين أن أحبسه لقضاء ديني، و بين أن أخرجه على ما عودت من خليفتي، فقوي علي شاهد العلم أن إمساكه للدين أولى، فبات الفقراء جياعا على حالهم، و بتّ معهم فضرب عليّ ضرس من أضراسي تلك الليلة، فلم أنم، فأشير علي بقلعه، فجئت إلى حسن الشرقي صاحب لنا، و أخذت منه نصف درهم، و قلعت (4) الضرس، ثم خطر بقلبي إخراج النصف دينار، ثم قلت: الدين أوجب، فحبسته، فضرب عليّ في الليلة الثانية ضرس آخر أسهرني و بات الفقراء جياعا، فلمّا أصبحنا جئت إلى حسن الشرقي و أخذت نصف درهم و قلعت الضرس، ثم ذكرت النصف دينار فقلت لعلي عوقبت بحبسه، ثم قلت: ما هو لي، و إنما (5) حبسته لغيري قضاء دين علي، ثم ضرب عليّ ضرس آخر، فهممت بقلعه فأخرجته قبل الليل قال: فهتف بي هاتف:

ص: 438


1- في «ز»: بعد.
2- في «ز»: عليّ .
3- كذا بالأصل و د، و «ز»: «دراهم» بدون ألف التعريف.
4- في «ز»: و قلعت به الضرس.
5- في «ز»: فإني.

لو لم تخرجه لقلعنا أضراسك ضرسا ضرسا حتى لا يبقى في فيك ضرس واحد.

قال الشيخ أبو بكر رحمه اللّه: فجئت إلى الفقراء و عرفتهم فقالوا: ما أخرجت الكسر.

إلاّ بعد قلع الأضراس.

آخر الجزء الحادي عشر بعد الستمائة من الفرع

آخر الجزء الحادي عشر بعد الستمائة من الفرع (1)

.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبي (2)،أنبأنا أبو حاتم السجستاني، أنبأنا عبد اللّه بن علي السرّاج قال: حكى أبو بكر محمّد بن داود الدّينوري الدّقّي قال: كنت بالبادية، فوافيت قبيلة من قبائل العرب، فأضافني رجل منهم، فرأيت غلاما أسود مقيدا هناك، و رأيت جمالا ماتت بفناء البيت، فقال لي الغلام: أنت الليلة ضيف، و أنت على مولاي كريم، فتشفّع لي فإنه لا يردّك، فقلت لصاحب البيت: لا آكل طعامك حتى تخلي (3) هذا العبد، فقال: هذا الغلام قد أفقرني و أتلف مالي، فقلت: فما فعل ؟ فقال: له صوت طيب، و كنت أعيش من ظهر (4) هذه الجمال، فحمّلها أحمالا ثقيلة، و حدى لها حتى قطعت مسيرة ثلاثة أيام في يوم، فلما حط عنها ماتت كلها، و لكن قد وهبته لك، و حل عنه القيد، فلما أصبحنا أحببت أن أسمع صوته، فسألته ذلك، فأمر الغلام أن يحدو على جمل كان على بئر هناك يستقي عليه، فحدا (5)،فهام الجمل على وجهه، و قطع حباله، و لم أظن أني سمعت صوتا أطيب منه، و وقعت على وجهي، حتى أشار عليه بالسكوت.

حدّثنا أبو المعالي فضل اللّه بن عبد الرّحمن بن طاهر، أنبأنا ابن عمي أبو الفضائل بن أبي البركات الحابرائي، أنبأنا جدي أبو الفتح طاهر بن سعيد بن فضل اللّه، أنبأنا واصل بن حمزة البخاري الصوفي قال: سمعت أحمد بن أبي الحسن الطّريثيثي قال: سمعت أبي يقول:

جاز الشيخ أبو بكر الدّقّي مع جماعة من الصوفية على بيعة للنصارى في الشام، فقال أصحابه، فدخل البيعة و تبصر النصارى، فوقف الشيخ على باب البيعة و دخل أصحابه، فداروا و أبصروهم و خرجوا، فقال لهم الشيخ: أيش الذي استفدتم من هذه البيعة ؟ فقالوا: لا شيء،

ص: 439


1- ما بين الرقمين ليس في د.
2- الخبر في الرسالة القشيرية ص 339 تحت عنوان: السماع. و سير أعلام النبلاء 139/16 من طريق أبي نصر السراج.
3- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و في الرسالة القشيرية:«تحلّ » و في سير الأعلام: تحله.
4- في الرسالة القشيرية: جهد.
5- في «ز»: فحدى.

فدخل الشيخ البيعة و رأى صورة عيسى عليه السلام، فرفع عصا بين يديه و قال: أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنّٰاسِ اتَّخِذُونِي وَ أُمِّي إِلٰهَيْنِ مِنْ دُونِ اللّٰهِ (1)،فرفعت الصورة يده و قال بلسان فصيح: لا، لا، فلمّا سمع النصارى أسلم كلّ من حضر من النصارى في ذلك الوقت، و خرجوا مع الشيخ مسلمين صوفية، فقال الشيخ لأصحابه، إذا دخلتم البيعة فادخلوا هكذا، و إلاّ فلا تدخلوا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا [و] (2)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أحمد بن علي (3)،أنبأنا محمّد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز - بهمذان - حدّثنا علي بن عبد اللّه بن جهضم، حدّثنا أبو بكر محمّد بن داود قال: سأل الزقاق أبا بكر لمن أصحب ؟ فقال: لمن تسقط بينك و بينه مئونة التحفّظ ، ثم سألته مرة أخرى: لمن أصحب ؟ فقال: من يعلم منك ما يعلمه اللّه منك، فتأمنه على ذلك.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري قال: سمعت أبي (4)يقول: سمعت محمّد بن الحسين (5)يقول: سمعت علي بن عبد اللّه الصوفي يقول: سمعت الدّقّي و قد سئل عن سوء أدب الفقراء مع اللّه في أحوالهم، فقال: انحطاطهم من الحقيقة إلى العلم.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: حدّثنا [و] (6)أبو منصور المقرئ، أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت (7)،و أنبأنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي - بنيسابور - قال: سمعت عبد الملك بن محمّد القشيري يقول: سمعت عبد اللّه بن محمّد الدمشقي قال:

سمعت محمّد بن داود الدّقّي قال: كنت مارّا ببغداد، و إذا ببعض الفقراء يمر في الطريق و إذا بمغنّ يغني و هو يقول:

أمد كفي بالخضوع *** إلى الذي جاد بالصنيع (8)

قال: فشهق الفقير شهقة و خرّ ميتا.

سمعت أبا بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي يقول: سمعت أبا سعد علي بن عبد اللّه الدهقان (9)يقول: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصوفي يقول: سمعت علي

ص: 440


1- سورة المائدة، الآية:116.
2- زيادة لتقويم السند عن د، و «ز».
3- الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 267/5.
4- الخبر في الرسالة القشيرية ص 279.
5- كذا بالأصل و د، و في «ز»: الحسن.
6- زيادة عن د، و «ز»، لتقويم السند.
7- الخبر في تاريخ بغداد 266/5.
8- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد: بالمنيع.
9- في «ز»: الدهقاني.

ابن أحمد الفارسي يقول: سمعت أبا بكر الدّقّي و هو محمّد بن داود الدّينوري يقول:

أعرف فقيرا خرج من الجحفة يريد المدينة، و كان يعرف شيئا من علم الحضور لا يجد حقيقته، فقال: يا ربّ أنت أحضرت من أحضرت، و أوجدت من أوجدت بفضلك و كرمك، و أنا أعرف علما لا أجد حقيقته، فأسألك أن تحضرني لك، و تجمعني عليك بفضلك و كرمك، فانكشف لقلبه شيء كاد يبرقه، فجعل يسأل الإقالة و يقول: يا رب أقلني لا أعود، أنا تائب، فمنّ اللّه عليه بفضله و استتر عليه، فسئل بعد ذلك فقال: أنا كنت.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه، أخبرني الحسن بن أحمد الفارسي قال:

سمعت الدّقّي يقول: من كان في سرّه ما يضره متى يفلح.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن الزاهد قالا: حدّثنا [و] (1)أبو منصور المقرئ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (2)،حدّثني محمّد بن أبي الحسن عن أبي العباس أحمد بن محمّد بن زكريا النسوي قال: مات أبو بكر الدّقّي (3)بدمشق سنة تسع و خمسين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني، حدّثني أبو الحسين بن الميداني قال: توفي أبو بكر محمّد بن داود الدّينوري المعروف بالدّقّي لسبع خلون من جمادى الأولى سنة ستين و ثلاثمائة.

قال عبد العزيز: حدّثنا عنه أبو الحسين بن الميداني بحكايات رواها الخطيب عن الكتاني.

6333 - محمّد بن أبي داود الأزديّ

6333 - محمّد بن أبي داود الأزديّ (4)

حدّث عن الوليد بن مسلم، و عبد الرزّاق بن همّام.

روى عنه: أحمد بن أبي الحواري، و أثنى عليه، و سعد بن محمّد البيروتي، و صالح بن بشير بن سلمة الطبراني.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا حمد (5)-إجازة-. ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم

ص: 441


1- زيادة عن د، و «ز»، لتقويم السند.
2- تاريخ بغداد 267/5.
3- في تاريخ بغداد: الزقي.
4- ترجمته في الجرح و التعديل 251/7.
5- في «ز»: «أحمد» تصحيف.

قال (1):محمّد بن أبي داود الأزديّ روى عن الوليد بن مسلم، و عبد الرزّاق بن همام و غيره، روى عنه أحمد بن أبي الحواري، و سعد بن محمّد البيروتي، و سعد الأزديّ ، و صالح بن بشر (2)بن سلمة الطبراني.

قال: و أنبأنا ابن أبي حاتم، حدّثنا أبي قال: قال أحمد بن أبي الحواري: حدّثنا محمّد ابن أبي داود الأزديّ ، و كان من الثقات.

6334 - محمّد بن دحيم بن عمرو بن عمّار بن صالح بن ميمون

ابن الأخضر بن الحارث ابن أخي عمرو بن عنبسة السّلمي

حكى عن أبيه.

حكى عنه ابنه دحيم بن محمّد بن دحيم.

6335 - محمّد بن أبي الدرداء

6335 - محمّد بن أبي الدرداء (3)

حدّث عن عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر.

روى عنه: عثمان بن عبد الرّحمن الطرائفي.

[قال ابن عساكر:] (4)و عندي أن هذا محمّد بن سليمان بن بلال بن أبي الدرداء إلاّ أن البخاري فرّق بينهما في تاريخه (5)،و لم يذكر ابن أبي حاتم إلاّ محمّد بن سليمان وحده.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنبأنا المبارك بن عبد الجبّار، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالا: أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد، أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا البخاري (6)قال: محمّد بن أبي الدرداء، قال النفيلي: حدّثنا عثمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا محمّد بن أبي الدرداء، عن عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد اللّه، عن أبيه قال: كنت أقرأ على أم الدّرداء فتهمز.

ص: 442


1- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 251/7.
2- كذا بالأصل هنا، و الجرح و التعديل، و في د، و «ز»: بشير، و قد مرّ في أول الترجمة: بشير.
3- ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري 76/1/1.
4- زيادة منا للإيضاح.
5- راجع التاريخ الكبير 77/1/1-98/1/1 ترجمة محمد بن سليمان بن بلال بن أبي الدرداء. و الجرح و التعديل 267/7.
6- التاريخ الكبير للبخاري 77/1/1.
2336 - محمّد بن دلويه بن منصور أبو بكر النيسابوري الفقيه الزاهد

رحل، و سمع بالشام علي بن عياش، و أبا اليمان، و محمّد بن مصعب القرقساني، و آدم ابن أبي إياس، و يحيى بن خلف، و بالعراق: روح بن عبادة، و جعفر بن عون، و أبا داود الطيالسي، و علي بن قادم، و بمصر: أصبغ بن الفرج، و يحيى بن حسان، و بمكة: المؤمّل بن إسماعيل، و بخراسان: حفص بن عبد الرّحمن، و مكي بن إبراهيم.

روى عنه: أبو يحيى زكريا بن داود الخفّاف، و أبو علي القباني، و إبراهيم بن أبي طالب، و أبو بكر بن خزيمة، و الحسين بن حفص الأرتياني، و محمّد بن عبد اللّه الشعيري.

و اجتاز بدمشق أو بساحلها في رحلته.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

قرأت بخط أبي عمرو المستملي: سمعت علي بن الحسن الدّاربجردي يقول: أبو بكر بن دلوية بن منصور عندي ثقة، يستأهل السماع منه.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه قال: محمّد بن دلوية بن منصور أبو بكر الفقيه الزاهد، سمع بنيسابور حفص بن عبد الرّحمن، و مكي بن إبراهيم و أقرانهما، و بالعراقين: روح بن عبادة، و أبا داود الطيالسي، و جعفر بن عون، و علي بن قادم، و أكثر حديثه عن الشاميين و المصريين آدم بن أبي إياس، و أصبغ بن الفرج، و المؤمل بن إسماعيل، و يحيى بن حسّان، و محمّد بن مصعب القرقساني، و علي بن عياش، و أبي اليمان الحمصي و أقرانهم، روى عنه أبو بكر زكريا يحيى بن داود الخفّاف، و الحسين بن محمّد بن زياد، و إبراهيم بن أبي طالب، و محمّد ابن إسحاق بن خزيمة و أقرانهم.

قرأت بخط أبي عمرو المستملي: مات محمّد بن دلوية بن منصور الفقيه يوم الثلاثاء بعد الظهر لعشرين ليلة خلت من صفر سنة خمس و ستين و مائتين، و دفن في مقبرة حره (1)و صلى عليه أبو عبد اللّه محمّد بن نصر المروزي.

6337 - محمّد بن دوست أبو عبد اللّه النيسابوريّ الزّاهد

سمع أحمد بن أبي الحواري، و عبد الواحد بن أحمد الدمشقيين.

روى عنه: أبو الحسن محمّد بن محمّد بن الحسن الكازري.

ص: 443


1- كذا رسمها بالأصل، و في «ز»: حره.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر أحمد بن الحسين الحافظ ، أنبأنا أبو عبد اللّه الحاكم قال:

محمّد بن دوست الزّاهد النيسابوريّ أبو عبد اللّه شيخ لنا قديم، له أخبار في الزهد عن أحمد بن أبي الحواري و غيره.

6338 - محمّد بن دينار العرقي

6338 - محمّد بن دينار العرقي (1)

من أهل عرقة (2)من أعمال دمشق.

حدّث عن هشيم.

روى عنه: عبد الملك بن خيار (3)قرابة يحيى بن معين، و يقال: عبد الملك بن خباب (4).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم - قراءة - أنبأنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان التميمي، أنبأنا عبد المحسن بن عمر بن يحيى بن سعيد الصفّار، حدّثني أبو نعيم محمّد بن جعفر البغدادي، حدّثنا محمّد بن نهار بن أبي المحياة، حدّثنا عبد الملك بن خيار ابن عم يحيى بن معين، حدّثنا محمّد بن دينار العرقي عن هشيم بن بشير، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أنس بن مالك (5)قال: بينا أنا عند النبي صلّى اللّه عليه و سلم إذ غشيه الوحي، فلمّا سري عنه قال:«هل تدري ما جاء به جبريل من عند صاحب العرش ؟» قلت: لا، قال:«إنّ ربّي أمرني أن أزوّج فاطمة من علي بن أبي طالب، انطلق فادع لي أبا بكر، و عمر. و عثمان، و طلحة، و الزبير و بعددهم من الأنصار» فانطلقت، فدعوتهم، فلما أخذوا المقاعد قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«الحمد للّه المحمود بنعمه، المعبود (6)بقدرته، المطاع بلسانه (7)،المرهوب من عذابه، المرغوب إليه فيما عنده، النافذ أمره في سمائه و أرضه، الذي خلق الخلق بقدرته، و ميّزهم بأحكامه، و أعزّهم بدينه، و كرّمهم بنبيّه محمّد صلّى اللّه عليه و سلم، ثم إنّ اللّه جعل المصاهرة نسبا لاحقا، و أمرا مفتوحا، وشّج به الأرحام، و ألزمها الأنام، فقال تبارك و تعالى: وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ

ص: 444


1- تهذيب التهذيب 102/5 و ميزان الاعتدال 542/3 و لسان الميزان 163/5 و الاكمال 318/6.
2- عرقة بكسر أوله و سكون ثانية؛ بلدة في شرقي طرابلس بينهما أربعة فرسخ و هي آخر عمل دمشق (معجم البلدان).
3- كذا رسمها بالأصل و في «ز»: خبار.
4- في «ز»: حباب.
5- بعدها في «ز»: رضي اللّه عنه.
6- في «ز»: المطاع بقدرته.
7- في «ز»: سلطانه.

اَلْمٰاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً وَ كٰانَ رَبُّكَ قَدِيراً (1) فأمر اللّه يجري إلى و قضائه، و قضاؤه يجري إلى قدره، و لكلّ قضاء قدر، و لكلّ قدر أجل، و لكل أجل كتاب يَمْحُوا اللّٰهُ مٰا يَشٰاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتٰابِ (2)،ثم إنّ ربّي أمرني أن أزوّج فاطمة من علي بن أبي طالب فأشهدكم أنّي قد زوجته إيّاها على أربع مائة مثقال فضة؛ إن رضي بذلك علي»، و كان النبي صلّى اللّه عليه و سلم قد بعثه في حاجة، ثم إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم دعا بطبق فيه بسر، فوضعه بين أيدينا و قال:

«انتهبوا» فبينا نحن ننتهب إذ أقبل عليّ ، فتبسّم النبي صلّى اللّه عليه و سلم و قال:«يا علي، إنّ اللّه أمرني أن أزوّجك فاطمة، و قد زوّجتكها على أربع مائة مثقال فضة، إن رضيت» فقال علي: رضيت يا رسول اللّه، ثم خرّ للّه ساجدا، فلما رفع رأسه، قال له النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«بارك اللّه فيكما، و بارك عليكما، و أخرج، منكما الكثير الطيّب»[11114].

قال أنس: فو اللّه لقد أخرج منهما الكثير الطيّب.

غريب، لا أعلمه يروى إلاّ بهذا الإسناد.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا الحسن بن أبي بكر، حدّثنا أبو بكر محمّد بن العبّاس بن نجيح البزار (3)-من لفظه - حدّثنا محمّد بن نهار بن عمّار بن أبي المحياة التميمي - إملاء - حدّثنا عبد الملك بن خيار الدمشقي، حدّثنا محمّد بن دينار - بساحل دمشق - فذكر الحديث.

ذكر أبو الفضل محمّد بن طاهر المقدسي في كتاب تكملة الكامل في معرفة الضعفاء - قال: محمّد بن دينار قال الراوي عنه: من أهل الساحل - دمشقي، روى عن هشيم، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أنس بن مالك تزويج علي بفاطمة، و الراوي عن محمّد فيه جهالة.

ص: 445


1- سورة الفرقان، الآية:54.
2- سورة الرعد، الآية:39.
3- في «ز»: البزاز.

الفهرس

6072 - محمّد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران أبو حاتم الرّازي الحافظ 3

6073 - محمّد بن إدريس الصّوري 16

6074 - محمّد بن إدريس أبو بكر الحافظ 16

ذكر من اسم أبيه إسحاق [من المحمدين]

6075 - محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن صالح أبو بكر العقيلي الأصبهاني الفابزاني 17

6076 - محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد بن مهران أبو بكر الضّرير البغدادي الصفّار 18

6077 - محمّد بن إسحاق بن إبراهيم أبو عبد اللّه الأنطاكي المعروف بأخي العريف 19

6078 - محمّد بن إسحاق بن إسماعيل بن مسروق العذري 20

6079 - محمّد بن إسحاق - بن جعفر، و يقال: ابن إسحاق - بن محمّد أبو بكر الصغاني ثم البغدادي الحافظ 20

6080 - محمّد بن إسحاق بن طلحة بن عبيد اللّه القرشي التّيمي الطّلحي 25

6080 م - محمّد بن إسحاق بن عبد اللّه بن سماعة يعرف بابن أبي سليم 26

6081 - محمّد بن إسحاق بن عمرو بن عمر بن عمران أبو الحسن القرشي المؤذّن المعروف بابن الحريص 26

6082 - محمّد بن إسحاق بن محمّد بن أحمد بن إسحاق بن عبد الرّحمن بن يزيد بن موسى أبو جعفر الحلبي 27

6083 - محمّد بن إسحاق بن محمّد بن يحيى بن مندة - و اسمه إبراهيم بن الوليد بن سندة ابن بطّة بن أستندار أبو عبد اللّه العبدي الحافظ 29

6084 - محمّد بن إسحاق بن هاشم بن يعقوب بن رافع أبو عبد اللّه الهاشمي الرّافعي 34

6085 - محمّد بن إسحاق بن يزيد أبو عبد اللّه البغدادي المعروف بالصّيني 35

6086 - محمّد بن إسحاق بن يعقوب بن إبراهيم أبو بكر 38

6087 - محمّد بن إسحاق أبو عبد اللّه الرّملي 39

ص: 446

6088 - محمّد بن إسحاق الدّمشقي 39

6089 - محمّد بن إسحاق نفاع 39

6090 - محمّد بن إسحاق أبو بكر الرّازي 39

6091 - محمّد بن إسحاق أبو جعفر الزوزني القارئ 40

6092 - محمّد بن إسحاق المصري 41

6093 - محمّد بن أبي إسحاق أبو عبد اللّه البسطامي المقرئ الصوفي 41

ذكر من اسم أبيه أسد [من المحمدين] 6093 م - محمّد بن أسد أبو عبد اللّه الأسفرايني الحوشي 41

6094 - محمّد بن أسد بن هلال بن إبراهيم أبو طاهر الرّقّي الأشناني 44

6095 - محمّد بن أسعد بن محمّد بن نصر أبو المظفر البغدادي المعروف بابن الحكيم الفقيه الحنفي الواعظ 45

ذكر من اسم أبيه إسماعيل [من المحمدين]

6096 - محمّد بن إسماعيل بن أحمد بن محمّد بن سعيد أبو بكر الكسي الجوهري 46

6097 - محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي البصري المعروف بابن عليّة 47

6098 - محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم أبو عبد اللّه الجعفي البخاري الإمام 50

6099 - محمّد بن إسماعيل بن إسحاق بن بحر أبو عبد اللّه الفارسي الفقيه الشّافعي 99

6100 - محمّد بن إسماعيل بن زياد أبو عبد اللّه - و يقال: أبو بكر - البغدادي الدّولابي 100

6101 - محمّد بن إسماعيل بن عامر الدّمشقي 101

6102 - محمّد بن إسماعيل بن عبد اللّه بن أبي البختري وهب بن وهب القرشي الأسدي الصيداوي 102

6103 - محمّد بن إسماعيل بن علي أبو عبد اللّه الأيلي 102 6103 م - محمّد بن إسماعيل بن القاسم بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل بن إبراهيم ابن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب أبو عبد اللّه العلوي الحسني المدني الرّسّي 102

6104 - محمّد بن إسماعيل بن القاسم بن الحسن أبو عبد اللّه الحدّاد البانياسي 104

6105 - محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن يحيى بن يزيد بن دينار أبو حصين التّميمي 105

6106 - محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن سلاّم أبو بكر الخشني مولاهم المعروف بابن البصّال المعدّل 107

6107 - محمّد بن إسماعيل بن محمّد أبو عبد اللّه البخاري 108

6108 - محمّد بن إسماعيل بن مهران بن عبد اللّه أبو بكر النيسابوري المعروف بالإسماعيلي 109

6109 - محمّد بن إسماعيل بن يوسف أبو إسماعيل السّلمي التّرمذي 112

6110 - محمّد بن إسماعيل أبو بكر المرثدي القاضي 115

6111 - محمّد بن إسماعيل أبو بكر الفرغاني 116

ص: 447

ذكر من اسم أبيه أشعث [من المحمّدين]

6112 - محمّد بن الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة ابن معاوية بن الحارث بن معاوية أبو القاسم الكندي الكوفي 124

6113 - محمّد بن أشعث بن يحيى الخزاعي الخراساني 133

6114 - محمّد بن أصبغ أبو بكر المصري 134

6115 - محمّد بن أفرين بن خريم المرّي الدمشقي 135

6116 - محمّد بن أميّة بن عبد الملك أبو عبد الرّحمن القرشي الأسيدي 135 ذكر من اسم أبيه إياس [من المحمدين]

6117 - محمّد بن إياس بن عمرو بن المؤمّل بن حبيب بن تميم بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح ابن عدي بن كعب القرشي المؤمّلي 136

6118 - محمّد بن إياس بن أبي بكر زكريا الخزاعي الدمشقي 136

6119 - محمّد بن إياس 136 ذكر من اسم أبيه أيّوب [من المحمدين]

6120 - محمّد بن أيّوب بن إسحاق بن عيسى بن إبراهيم بن يوسف بن تميم بن بحير أبو بكر الرّافقي 137

6121 - محمّد بن أيّوب بن حبيب بن يحيى أبو الحسين، و يقال: أبو عبد اللّه المعروف بالصّموت الرّقّي 138

6122 - محمّد بن أيّوب بن الحسن أبو بكر 138

6123 - محمّد بن أيّوب بن مشكان أبو عبد اللّه النيسابوري 139

6124 - محمّد بن أيّوب بن ميسرة بن حلبس أبو بكر الجبلاني 140

6125 - محمّد بن أيّوب الجسراني 142

6126 - محمّد بن أيّوب 143 حرف الباء في أسماء المحمّدين

6127 - محمّد بن بدر بن عبد العزيز أبو بكر المصري 144

6128 - محمّد بن بركات بن محمّد أبو عبد اللّه المقدسي الدّهّان المفصّص 144

6129 - محمّد بن بركة بن الحكم بن إبراهيم بن القرداح أبو بكر الحافظ الحميري اليحصبي القنّسريني المعروف ببرداعس 145

6130 - محمّد بن بركة بن خلف بن كرما أبو بكر الصلحي 147

6131 - محمّد بن بزال أبو عبد اللّه القائد 148

6132 - محمّد بن بشر بن موسى بن مروان أبو بكر القراطيسي 148

6133 - محمّد بن بشر بن يوسف بن إبراهيم بن حميد بن نافع أبو الحسن القرشي القزّاز 150

ص: 448

6134 - محمّد بن بشر التّنيسي 152

6135 - محمّد بن بشر الأسدي الحريري الكوفي 152

6136 - محمّد بن بكّار 153

6137 - محمّد بن بكّار بن بلال أبو عبد اللّه العاملي 154

6138 - محمّد بن بكّار بن يزيد بن بكّار بن يزيد بن المرزبان بن مروان بن أوس بن وداعة ابن ضمام بن سكسك أبو الحسن السّكسكي 157

6139 - محمّد بن بكران بن أحمد بن عبد اللّه أبو بكر الطرسوسي 159

6140 - محمّد بن بكر بن إلياس بن بيان أبو جعفر الخوارزمي الحافظ ، المعروف بمحمّد ابن أبي علي ختن أبي الأذان عمر بن إبراهيم 160

6141 - محمّد بن أبي بكر أبو عبد اللّه 161

6142 - محمّد بن بكير بن واصل بن مالك بن قيس بن جابر بن ربيعة أبو الحسين الحضرمي البغدادي 161

6143 - محمّد بن بندار بن إبراهيم بن عمرو بن عيسى أبو نعيم الأسترآباذي الفقيه 164

6144 - محمّد بن بوري بن طغتكين أبو المظفّر المعروف بجمال الدّين 164

6145 - محمّد بن بيان بن محمّد أبو عبد اللّه الكازروني الفقيه الشافعي 165

6147 - محمّد بن بيهس أبو الأسود المقرئ الشّاعر 166 حرف التاء في أسماء آبائهم

6148 - محمّد تسنيم 166

6148 - محمّد بن تمّام اللّخمي من أهل دمشق 167

6149 - محمّد بن تمّام بن صالح أبو بكر البهراني الحمصي، ثم السّلماني 167

6150 - محمّد بن تميم من أهل دمشق 169

6151 - محمّد بن توبة أبو بكر الطّرسوسي الزّاهد 169

6152 - محمّد بن توبة أبو طاهر البخاري 170 حرف الثاء في أسماء آباء المحمّدين

6153 - محمّد بن ثابت بن قيس بن شمّاس بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن الأغرّ ابن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي 171

6154 - محمّد بن ثابت بن مهران أبو ذرّ 177

6155 - محمّد بن ثعلبة أبو الأصبغ الأزدي 177 حرف الجيم في أسماء آبائهم

6156 - محمّد بن جابر بن حمّاد أبو عبد اللّه المروزي الفقيه الحافظ 178

6157 - محمّد بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي بن كلاب

ص: 449

أبو سعيد القرشي ثم النّوفلي 180

6158 - محمّد بن الجرّاح العبدي 188

6159 - محمّد بن جرو 188

6160 - محمّد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب أبو جعفر الطّبري 188

6161 - محمّد بن جعفر بن أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة بن واقد أبو العباس الحضرمي البتلهي 208

6162 - محمّد بن جعفر بن إبراهيم بن عيسى أبو جعفر النسوي الرّامراني الفقيه 208

6163 - محمّد بن جعفر بن الحسن بن سليمان بن علي بن صالح أبو الفرج، يعرف بابن صاحب المصلّى، البغدادي 209

6164 - محمّد بن جعفر بن الحسين بن محمّد أبو بكر البغدادي الحافظ المفيد، يلقّب غندر 211

6165 - محمّد بن جعفر بن خالد الدّمشقي 213

6166 - محمّد بن جعفر بن عبد الحميد بن بحر بن غياث بن مالك بن بحر بن أسد بن جبلة أبو عبد اللّه الأزدي المعروف بالمكّي 213

6167 - محمّد بن جعفر بن عبيد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب بن عبد مناف الهاشميّ 214

6168 - محمّد بن جعفر بن عبيد اللّه بن صالح أبو عبد اللّه الحميري الكلاعي الحمصيّ 216

6169 - محمّد بن جعفر بن علي بن محمّد بن جعفر بن جبارة أبو جعفر الجوهري 217

6170 - محمّد بن جعفر المتوكّل بن المعتصم بن هارون الرّشيد بن محمّد المهدي ابن عبد اللّه المنصور بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطّلب أبو أحمد الناصر لدين اللّه المعروف بالموفّق 218

6171 - محمّد بن جعفر بن محمّد المعتصم بن هارون الرشيد بن محمّد المهدي بن عبد اللّه المنصور ابن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس أبو عيسى بن المتوكّل الهاشميّ 222

6172 - محمّد بن جعفر بن محمّد بن سهل بن شاكر أبو بكر الخرائطيّ السّامريّ 224

6173 - محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن قسيم بن ملاّس أبو العباس النّميريّ مولاهم 227

6174 - محمّد بن جعفر بن محمّد بن أبي كريمة أبو علي - و يقال: أبو بكر - الصيداويّ 229

6175 - محمّد بن جعفر بن عبد الكريم بن بديل أبو الفضل الخزاعي الجرجاني المقرئ 230

6176 - محمّد بن جعفر بن يحيى بن رزين أبو بكر العقيلي العطّار الحمصيّ 233

6177 - محمّد - قيل: ابن جعفر - أبو جعفر المدني، المعروف بابن عائشة 234

6178 - محمّد بن جعفر أبو جعفر بن أبي الحسين السّمناني 236

6179 - محمّد بن جعفر 238

6180 - محمّد بن جعفر البغداديّ 239

6181 - محمّد بن الجنيد أبو عبد اللّه النيسابوري ثم الأسفرايني ثم الأسفرايني الزّاهد 239

6182 - محمّد بن الجهم الشّاميّ 241

ص: 450

6183 - محمّد بن أبي الجهم 241 حرف الحاء في أسماء آباء المحمّدين ذكر من اسم أبيه حاتم

6184 - محمّد بن حاتم بن زنجويه أبو بكر البخاريّ الفقيه الفرائضيّ 241

6185 - محمّد بن حاتم بن عصمة بن شيبان بن منصور أبو بكر الملائي البلخي 244

6186 - محمّد بن حاتم بن محمّد بن عبد الرّحمن أبو الحسن الطّائي الطّوسي الفقيه الصّوفي 244

6187 - محمّد بن أبي الحارث الثّقفيّ 244

6188 - محمّد بن الحارث بن هانئ بن الحارث بن هانئ بن مدلج بن المقداد بن زمل ابن عمرو أبو الحارث العذريّ 245

6189 - محمّد بن الحارث الصّيداويّ 245

6190 - محمّد بن الحارث الجبيليّ 245

6191 - محمّد بن حامد بن السّري أبو الحسين البغدادي المروزي، يعرف بخال السّنّي 246

6192 - محمّد بن حامد بن عبد اللّه، و يقال: بن حامد بن أحمد أبو عبد اللّه اليحياوي القرشي 247

6193 - محمّد بن حبّان بن أحمد بن حبّان بن معاذ بن معبد بن سعيد بن شهيد - و يقال:

ابن معبد بن هدبة بن مرة - بن سعد بن يزيد بن مرة بن يزيد بن عبد اللّه بن دارم بن مالك ابن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار ابن معدّ بن عدنان أبو حاتم التّميمي البستي 249

6194 - محمّد بن حبيب المعافري 254

6195 - محمّد بن حبيب بن أبي حبيب 255

6196 - محمّد بن الحجّاج بن أبي قتلة الخولاني الدّاراني 256

6197 - محمّد بن الحجّاج بن يوسف بن الحكم أبو كعب الثّقفيّ 259

6198 - محمّد بن الحجّاج بن يوسف القرشيّ 265

6199 - محمّد بن حدقة بن سليمان بن حمّاد بن سمرة بن عبد الرّحمن أبو عبد اللّه البكري المعروف بابن الجسطار 267

6200 - محمّد بن أبي حذيفة - هشيم و يقال: هشام، و يقال: مهشّم - بن عتبة بن ربيعة ابن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب أبو القاسم القرشيّ العبشمي 267

6201 - محمّد بن حرب أبو عبد اللّه الخولاني الحمصيّ المعروف بالأبرش 273

6202 - محمّد بن حرب العسكري 277

6203 - محمّد بن حرمي بن الحسين بن هارون بن الحسين أبو علي الرماحي المصري 277 ذكر من اسم أبيه حسّان [من المحمدين]

6204 - محمّد بن حسّان أبو مروان الأسديّ 277

ص: 451

6205 - محمّد بن حسّان 278

6206 - محمّد بن حسّان أبو عبيد الغسّاني البسري الزاهد 278

6207 - محمّد بن حسّان 289 ذكر من اسم أبيه الحسن من المحمّدين

6208 - محمّد بن الحسن بن أحمد بن الصباح بن عبد الحميد أبو بكر المعروف بابن أبي الذّيّال الثقفي الأصبهاني الجواربي الزاهد 290

6209 - محمّد بن الحسن بن أحمد بن الأصم أبو بكر 294

6210 - محمّد بن الحسن بن أحمد بن عمر أبو عبد اللّه الرّحبي القاضي 295

6211 - محمّد بن الحسن بن إسماعيل بن عبد الصّمد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس أبو العباس الهاشمي 296

6212 - محمّد بن الحسن بن الحسين أبو عبد اللّه الدّمشقيّ الأديب المعروف بالنّظّامي 297

6213 - محمّد بن الحسن بن الحسين بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن علي بن عبد اللّه ابن العبّاس بن علي أبو الفضل السّلمي المعيّر الموازيني 298

6214 - محمّد بن الحسن بن الخليل أبو عبد اللّه النّسويّ 299

6215 - محمّد بن الحسن بن داود أبو الحسين 299

6216 - محمّد بن الحسن بن ذكوان أبو المضاء البعلبكّي 300

6217 - محمّد بن الحسن بن السمط 300

6218 - محمّد بن الحسن بن صقلاب 300

6219 - محمّد بن الحسن بن طريف أبو بكر بن أبي عتّاب الأعين 301

6220 - محمّد بن الحسن [بن علي]306

6221 - محمّد بن الحسن بن علي بن خلف بن عبد الواحد أبو طاهر بن الصرار الصيدلاني الأموي 306

6222 - محمّد [بن الحسن بن علي بن محمّد بن عيسى] بن يقطين أبو جعفر اليقطيني البغدادي البزار 307

6223 - محمّد بن الحسن بن علي أبو طاهر الأنطاكي المقرئ 309

6224 - محمّد بن الحسن بن علي بن محمّد بن يحيى أبو عبد اللّه المصري الدّقّاق القاضي 311

6225 - محمّد بن الحسن بن علي بن يوسف أبو عبد اللّه الخولاني الأندلسيّ البلغي 311

6226 - محمّد بن الحسن بن علي بن أحمد بن جعفر بن أحمد أبو طاهر الحلبي البزّار المعروف بابن الملحي 312

6227 - محمّد بن الحسن بن عون الوحيدي القيسي 313

6228 - محمّد بن الحسن بن عيسى 314

6229 - محمّد بن الحسن بن الفضل بن العباس أبو يعلى البصري الصوفي 314

6230 - محمّد بن الحسن بن القاسم بن درستويه أبو الحسن القرشي 316

ص: 452

6231 - محمّد بن الحسن بن القاسم بن عبد الرّحمن بن إبراهيم أبو زرعة بن دحيم 316

6232 - محمّد بن الحسن بن قتيبة بن زيادة بن الطفيل أبو العباس اللّخمي العسقلاني 317

6233 - محمّد بن الحسن بن محمّد بن زياد بن هارون بن جعفر بن سند أبو بكر المقرئ البغدادي المعروف بالنقّاش 320

6234 - محمّد بن الحسن بن محمّد بن أحمد بن روح أبو الفتح المقرئ 327

6235 - محمّد بن الحسن بن محمّد أبو جعفر الطّبري الفقيه الشافعي المعروف بالغازي 327

6236 - محمّد بن الحسن بن محمّد بن الحسن بن القاسم بن درستويه أبو عبد اللّه 328

6237 - محمّد بن الحسن بن محمّد أبو الفتح بن أبي علي الأسدآباذي الصّوفي 328

6238 - محمّد بن الحسن بن منصور أبو عبد اللّه الموصلي المعروف بابن الأقفاصي الشاعر النقّاش الضرير 330

6239 - محمّد بن الحسن بن الوليد بن موسى بن سعيد بن راشد بن يزيد بن قندس ابن عبد اللّه أبو العباس الكلابي 332

6240 - محمّد بن الحسن الخشني 333

6241 - محمّد بن الحسن العماني 334

6242 - محمّد بن الحسن أبو الحارث الرملي 334

6243 - محمّد بن الحسن بن معيّة الحسني 334

6244 - محمّد بن الحسن أبو بكر الهروي المقرئ الضرير 335

6245 - محمّد بن الحسن أبو الحسن الكفرطابي الأديب 335

6246 - محمّد بن الحسن أبو عبد اللّه القرشي الشاعر المعروف بابن السّمين 337 ذكر من اسم أبيه الحسين من المحمّدين

6247 - محمّد بن الحسين بن أحمد بن بكر بن محمّد أبو علي الطبراني ثم البانياسي 337

6248 - محمّد بن الحسين بن أحمد بن الحسين بن إسحاق أبو منصور الجعبري الكوفي القاضي الخطيب الأمين 338

6249 - محمّد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم بن عبد اللّه أبو الحسن الآبري ثم السجستاني 339

6250 - محمّد بن الحسين بن الحسن أبو بكر بن أبي علي النّيسابوري 340

6251 - محمّد بن الحسين بن أبي الدّرداء 341

6252 - محمّد بن الحسين بن سعيد بن أبان أبو جعفر الهمذاني 341

6253 - محمّد بن الحسين بن سيبويه أبو عبد اللّه الأصبهاني 343

6254 - محمّد بن الحسين بن عبيد اللّه بن الحسين بن إبراهيم بن علي بن عبيد اللّه بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو عبد اللّه العلوي الحسيني النّصيبي 344

6255 - محمّد بن الحسين بن علي بن أبي هشام أبو بكر 344

6256 - محمّد بن الحسين بن علي بن محمّد بن هارون بن الترجمان أبو الحسين الغزي الصّوفي 345

ص: 453

6257 - محمّد بن الحسين بن علي أبو بكر السّيرجاني 347

6258 - محمّد بن الحسين بن علي بن الحسين أبو عبد اللّه المروزي المقرئ 348

6259 - محمّد بن الحسين بن علي بن عبد الأعلى بن سيف أبو عبد اللّه البتلهي 348

6260 - محمّد بن الحسين بن عمر بن حفص أبو بكر القرشي مولاهم المعروف بابن مزاريب 348

6261 - محمّد بن الحسين بن القاسم البلخي 349

6262 - محمّد بن الحسين بن محمّد بن أحمد بن علي أبو بكر الدّيبلي المقرئ 349

6263 - محمّد بن الحسين بن محمّد بن خلف بن أحمد أبو خازم بن الفرّاء البغدادي 350

6264 - محمّد بن الحسين بن محمّد بن جعفر أبو الفتح الشيباني البغدادي العطّار المعروف بقطيط 352

6265 - محمّد بن الحسين بن محمّد بن أحمد أبو الحسين بن أبي عبد اللّه البزار المعروف بابن المنيقير 353

6266 - محمّد بن الحسين بن محمّد بن خلف بن أحمد أبو يعلى بن الفرّاء الفقيه الحنبلي 354

6267 - محمّد بن الحسين بن محمّد أبو يعلى الحسيني الأقساسي 356

6268 - محمّد بن الحسين بن محمّد بن مهدي أبو عبد اللّه الدّاربجردي الصّوفي 356

6269 - محمّد بن الحسين بن محمّد بن إبراهيم بن الحسين بن عبد الرّحمن أبو طاهر ابن أبي القاسم الحنائي 357

6270 - محمّد بن الحسين بن موسى بن إسحاق أبو التّريك السّعديّ 358

6271 - محمّد بن الحسين أبو علي 359

6272 - محمّد بن الحسين الطبري المقرئ 359

6273 - محمّد بن الحسين الفارسي 359

6274 - محمّد بن حفص بن خالد بن سعيد بن قيس أبو عبد اللّه الألوسي البغدادي 360

6275 - محمّد بن حفص بن عمر بن عبد اللّه بن عمر بن رستم بن سنان أبو صالح الفارسيّ البعلبكّي 361

6276 - محمّد بن حفص أبي مكرم أبو الحسين 363

6277 - محمّد بن الحكم بن أحمد أبو عبد اللّه البصريّ التسنيمي 363

6278 - محمّد بن حكيم بن أبي ريحانة شمعون الأزدي الكاتب 364

6279 - محمّد بن حمّاد الطّهراني 364

6280 - محمّد بن حمدون بن خالد بن يزيد بن زياد أبو بكر بن أبي حاتم النّيسابوريّ البيلي 365

6281 - محمّد بن حمد بن عبد اللّه أبو نصر الأصبهاني الوزان المعروف بالكبريتي و بالفواكهي 367

6282 - محمّد بن حمزة بن الحسن بن المفرّج أبو عبد اللّه بن أبي يعلى المعروف بابن أبي جيش الأزدي الشاهد الشروطي 368

6283 - محمّد بن حمزة بن الخضر أبو الفتح القرشي 368

6284 - محمّد بن حمزة بن عبد اللّه بن سليمان بن أبي كريمة أبو الحسن الصّيداوي 368

ص: 454

6285 - محمّد بن حمزة بن علي بن الحسن بن الحسين بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن علي أبو المعالي السّلمي المعدّل المعروف بابن الموازيني 369

6286 - محمّد بن حمزة بن محمّد المعالي بن محمّد - و يقال ابن المغلس - بن قعنب أبو عبد اللّه - و يقال: أبو الحسين التميمي الدارمي الحراني القطّان 370

6287 - محمّد بن حمزة بن موسى أبو عبد اللّه الشيباني المعروف بابن الغسّال المعدّل 370

6288 - محمّد بن أبي حمزة بن محمّد بن منصور بن القاسم بن عبدان أبو بكر 370

6289 - محمّد بن حميد بن محمّد بن سليمان بن معاوية بن عبيد اللّه، و يقال: ابن معاوية بن خالد أبو الطيّب بن الحوراني الكلابي 371

6290 - محمّد بن حميد بن معيوف بن بكر بن أحمد بن معيوف بن يحيى بن معيوف أبو بكر الهمداني 372

6291 - محمّد بن حميد 373

6292 - محمّد بن حويت بن أحمد بن أبي حكيم أبو عبد الرّحمن بن أبي سليمان القرشي 374

6293 - محمّد بن حيّان بن محمّد بن نصر بن محمّد بن قائد أبو البركات البغدادي الأديب 375

6294 - محمّد بن حيدر بن طاهر بن أحمد بن عبد اللّه أبو العباس الطبري الصوفي 375

6295 - محمّد بن أبي حييّ الأذرعي 375 حرف الخاء في أسماء آباء المحمّدين

6296 - محمّد بن خازم بن عبد اللّه بن ماهان أبو عبد اللّه البغوي 378

6297 - محمّد بن خالد بن أمة أبو جعفر الهاشميّ 379

6298 - محمّد بن خالد بن أبي ظبيان الأزديّ الدّمشقيّ ، و يقال: اسمه خالد 382

6299 - محمّد بن خالد بن العبّاس بن زمل أبو عبد اللّه السّكسكيّ البتلهي 382

6300 - محمّد بن خالد بن عبد اللّه بن يزيد بن أسد بن كرز القسريّ 384

6301 - محمّد بن خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم المخزومي القرشي 387

6302 - محمّد بن خالد بن يحيى بن محمّد بن يحيى بن حمزة أبو علي الحضرميّ البتلهيّ 387

6303 - محمّد بن خالد بن يزيد 388

6304 - محمّد بن خالد بن يزيد أبو بكر الشّيباني القلوصيّ الرّازي القاضي 388

6305 - محمّد بن خالد الدمشقي 390

6306 - محمّد بن خالد أحد المجهولين 390

6307 - محمّد بن خالد 390

6308 - محمّد بن خالد الفزاري الدّمشقي قرابة مطر بن العلاء 391

6309 - محمّد بن أبي خالد أبو جعفر القزوينيّ الصّوفي 391

6310 - محمّد بن خداش الأذرعيّ من أهل أذرعات 392 6311-[محمد بن خراشة - و يقال: خراشة-393

ص: 455

6312 - محمّد بن خريم بن محمّد بن عبد الملك بن مروان أبو بكر العقيليّ 396

6313 - محمّد بن خريم أبو قهطم المرّي 399

6314 - محمّد بن خزيمة بن مخلد بن محمّد بن موسى أبو بكر 399

6315 - محمّد بن خشنام بن بشر بن العنبر أبو عبد اللّه بن أبي محمّد النّيسابوريّ 400

6316 - محمّد بن الخضر بن الحسن بن القاسم أبو اليمن التّنوخي المصري، يعرف بابن مهزول الشاعر المعروف بالسابق 401

6317 - محمّد بن الخضر بن عمر أبو الحسين الحمصيّ القاضي الفرضيّ 404

6318 - محمّد بن خفيف بن أسفكشاد أبو عبد اللّه الضّبّي الشّيرازي الصّوفي 405

6319 - محمّد بن خلف بن طارق الدّاريّ 421

6320 - محمّد بن خلف بن كيسان أبو عبد اللّه الدّاريّ 421

6321 - محمّد بن الخليل بن حمّاد بن سليمان أبو عبد اللّه الخشني البلاطي 422

6322 - محمّد بن الخليل أبو بكر المقرئ الأخفش الصغير 424

6323 - محمّد بن الخليل بن فارس أبو العشائر القيسي المعروف بالكردي 425 حرف الدّال في أسماء آباء المحمّدين

6324 - محمّد بن داود بن سالم أبو عمرو مولى عثمان بن عفّان 426

6325 - محمّد بن داود بن سليمان أبو عبد اللّه المعروف بالساقي 427

6326 - محمّد بن داود بن سليمان أبو العبّاس البغدادي 427

6327 - محمّد بن داود بن سليمان أبو بكر النيسابوري الزاهد الصوفي 429

6328 - محمّد بن داود بن صبيح 432

6329 - محمّد بن داود بن عبد الرّحمن بن زياد بن بنّوس أبو السري الفارسي البعلبكي 433

6330 - محمّد بن داود بن يحيى الدمشقي 434

6331 - محمّد بن داود أبو الخير الرّحبيّ دمشقي 434

6332 - محمّد بن داود أبو بكر الدّينوري الصّوفيّ المعروف بالدّقّي 435

6333 - محمّد بن أبي داود الأزديّ 441

6334 - محمّد بن دحيم بن عمرو بن عمّار بن صالح بن ميمون بن الأخضر بن الحارث ابن أخي عمرو بن عنبسة السّلمي 442

6335 - محمّد بن أبي الدرداء 442

2336 - محمّد بن دلويه بن منصور أبو بكر النيسابوريّ الفقيه الزاهد 443

6337 - محمّد بن دوست أبو عبد اللّه النيسابوريّ الزّاهد 443

6338 - محمّد بن دينار العرقي 444

ص: 456

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.