تاریخ مدینة دمشق المجلد 51

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

ص: 2

الجزء الواحد و الخمسون

حرف الميم

اشارة

نبدأ بذكر من اسمه محمّد، لأن البداية بمن سمي بالنبي صلى اللّه عليه و سلّم أحمد، و نرتّب ذكرهم عند إيرادهم على ترتيب الحروف في أسماء آبائهم و أجدادهم.

ذكر من اسمه محمّد

حرف الألف في أسماء آبائهم

ذكر من اسم [أبيه] أحمد من المحمّدين
اشارة

ذكر من اسم [أبيه] (1) أحمد من المحمّدين

5868 - محمّد بن أحمد بن أبان أبو محمّد بن عبد اللّه

5868 - محمّد بن أحمد بن أبان أبو محمّد بن عبد اللّه (2)

سمع أبا نصر بن زلزال.

ذكر أبو الحسن علي بن الحسن الرّبعي أنه وجد في كتابه: محمّد بن أحمد بن أبان؛ هو محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبان، يأتي بعد.

5869 - محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى أبو عبد اللّه الغساني

روى عن هشام بن خالد، و عن أبيه أبي حارثة.

روى عنه محمّد بن عمارة بن أبي الخطاب، و أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي (3)،و عن من يثق به عنه، و أبو سهل سعيد بن الحسن الأصبهاني، و أبو سعيد أحمد

ص: 3


1- سقطت من الأصل، و استدركت للإيضاح عن م، و ت، و د.
2- بالأصل:«أبو محمّد» و المثبت عن م، و ت، و د.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 5 478/1.

ابن محمّد بن رميح النسوي (1).

تقدمت روايته في باب فضل المغارة و ذكر المقابر.

5870 - محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن بكّار

أبو بكر بن أبي عبد الملك القرشي البسري (2)(3)

حدّث عن يوسف بن بحر قاضي جبلة (4)..... (5)

روى عنه أبو علي محمّد بن هارون [بن شعيب.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد لفظا و أبو علي الحسين بن عقيل بن ريش قراءة قالا: أنا عبد الرحمن بن عثمان، نا محمّد بن هارون] (6)حدّثنا أبو بكر محمّد بن أبي عبد الملك القرشي، حدّثنا يوسف بن بحر، حدّثنا محمّد بن مصعب، حدّثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال:

ركب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فرسا فصرع، فجحش شقه الأيمن، فصلّى لنا جالسا، فصلّينا خلفه جلوسا، فلما انصرف قال:«إنّما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبّر فكبّروا، و إذا ركع فاركعوا، و إذا رفع فارفعوا، و إذا قال: سمع اللّه لمن حمده، فقولوا: ربنا و لك الحمد، و إذا سجد قاعدا فاسجدوا قعودا أجمعون»[10708].

5871 - محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام بن ملاّس بن قسيم النّميري

حدّث عن من تبلغني روايته عنه.

روى عنه عبد الوهاب الكلابي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا جدي أبو محمّد، أنبأنا أبو علي الأهوازي - إجازة - قال: قال لنا عبد الوهاب الكلابي في تسمية شيوخه: محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام ابن ملاّس.

ص: 4


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 6 169/1.
2- راجع نسب أبيه في تهذيب الكمال 100/1 و البسري نسبة إلى بسر بن أبي أرطأة.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 4 305/1 و سير الأعلام 3 122/1.
4- جبلة بالتحريك: قلعة مشهورة بساحل الشام من أعمال حلب قرب اللاذقية (معجم البلدان).
5- بياض بالأصل، و د، و م، و ت، و كتب بداخل البياض في الأخيرتين: كذا.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن م، و ت، و د، للإيضاح.
5872 - محمّد بن أحمد بن إبراهيم أبو الفرج الشّنبوذي المقرئ

5872 - محمّد بن أحمد بن إبراهيم أبو الفرج الشّنبوذي (1) المقرئ (2)

قرأ على أبي الحسن بن الأخرم، و أبي بكر محمّد بن موسى بن محمّد بن سليمان ...... (3)،و على أبي عبد اللّه إبراهيم بن محمّد عرفة نفطويه، و أبي الحسن بن علي بن بشّار الضرير المعروف ابن العلاّف، و أبوي بكر: ابن مجاهد، و النقاش، و أبي الحسن (4) بن شنبوذ، و أبي مزاحم الخاقاني.

قرأ عليه: أبو الفرج الهيثم بن أحمد الصّبّاغ - إمام مسجد سوق اللؤلؤ - و أبو علي الأهوازي، و قدم الشام و دخل حمص. و حكى عنه: فارس بن أحمد.

و قال عبد الرّحمن بن عبد اللّه: كنت أجلس إلى الشّنبوذي ببغداد و أسمع منه تفسير القرآن، و كان من أعلم الناس به.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (5)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (6) قال: سمعت أبا الفضل عبيد اللّه بن أحمد ابن علي الصيرفي يذكر أبا الفرج الشّنبوذي فعظّم أمره، و وصف علمه بالقراءات (7)،و حفظه للتفسير و قال: سمعته يقول: أحفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد للقرآن (8).

قال الخطيب (9):قال لي أبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقرئ: مولد الشّنبوذي في سنة ثلاثمائة.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن المالكي، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (10):

ص: 5


1- بالأصل و ت: السنودي، بالسين المهملة، و المثبت عن م و د.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 271/1 و تذكرة الحفاظ 1020/3 و ميزان الاعتدال 461/3 و العبر 40/3 و غاية النهاية لابن الجزري 50/2 و معرفة القرّاء الكبار 333/1 رقم 252 و المنتظم 204/7 و الوافي بالوفيات 39/2.
3- رسمها بالأصل:«ال ؟؟؟ رسي» و في د:«الريني» و في ت:«المريني» و في م:«ال ؟؟؟ مرسي».
4- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م، و د، و ت. و هو أبو الحسن محمّد بن أحمد بن شنبوذ كما في تاريخ بغداد 271/1.
5- زيادة لتقويم السند عن م، و د، و ت.
6- تاريخ بغداد 271/1-272.
7- بالأصل و م، و د، و ت: بالقرآن، و المثبت عن تاريخ بغداد.
8- كذا بالأصل و م و ت و د، و في تاريخ بغداد: للقراءات.
9- تاريخ بغداد 272/1.
10- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 271/1.

محمّد بن أحمد بن إبراهيم أبو الفرج المقرئ، يعرف بغلام الشّنبوذي (1)،روى عن أبي الحسن محمّد بن أحمد بن شنبوذ (2) و غيره، كتب في القراءات و تكلم الناس في رواياته، فحدّثني أبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقرئ الواسطي قال: كان أبو الفرج الشنبوذي يذكر أنه قرأ على أبي العباس أحمد بن سهل الأشناني، فتكلم الناس فيه، قال: و قرأت عليه القرآن بحرف ابن كثير، و زعم أنه قرأ بذلك الحرف على أبي بكر بن مجاهد، فسألت أبا الحسن الدارقطني عنه، فأساء القول فيه و الثناء عليه.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأنا جدي أبو محمّد، حدّثنا أبو علي الأهوازي، أنشدنا أبو الفرج محمّد بن أحمد الشّنبوذي، أنشدنا أبو عبد اللّه إبراهيم بن محمّد ابن عرفة نفطويه:

الإلف لا يصبر عن إلفه *** أكثر من يوم و يومين

و قد صبرنا عنكم جمعة *** ما هكذا فعل المحبين

قال: و أنشدنا أيضا أبو الفرج الشّنبوذي أنشدنا أبو عبد اللّه نفطويه (3):

و كم ظفرت (4) بمن أهوى فيمنعني *** منه الحياء و خوف اللّه و الحذر

و كم خلوت (5) بمن أهوى فيقنعني *** منه الفكاهة و التحديث و النّظر

أهوى الملاح و أهوى أن أجالسهم *** و ليس لي في فساد (6) منهم وطر

كذلك الحب لا إتيان معصية *** لا خير في لذّة من بعدها سقر

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الحسن، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (7) أبو منصور (8) بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (9)،حدّثني القاضي أبو العلاء محمّد بن علي ابن يعقوب، أنبأنا أبو الفرج الشّنبوذي، مات في سنة سبع و ثمانين و ثلاثمائة، و حدّثني

ص: 6


1- بالأصل: السنبوذي، بالسين المهملة، و المثبت عن م، و د، و ت و تاريخ بغداد.
2- راجع الحاشية السابقة.
3- الأبيات في معجم الأدباء 265/1 و انباه الرواة 212/1.
4- في المصدرين: كم قد خلوت.
5- في المصدر: كم قد خلوت.
6- في إنباه الرواة:«في حرام» و في معجم الأدباء:«و في سواه».
7- زيادة عن م، و د، و ت.
8- بالأصل: نصر، تصحيف، و التصويب عن م، و د، و ت.
9- تاريخ بغداد 272/1.

القاضي أبو القاسم علي بن المحسّن قال: مات أبو الفرج الشّنبوذي يوم الاثنين الثالث عشر من صفر سنة ثمان و ثمانين و ثلاثمائة.

5873 - محمّد بن أحمد بن أزهر

هو محمّد بن أحمد بن المثنى، يأتي بعد.

5874 - محمّد بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد

5874 - محمّد بن أحمد (1) بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد

أبو عمرو النيسابوري النحوي المعروف بأبي عمرو الصغير (2)

رفيق أبي علي النيسابوري في الرحلة.

سمع بدمشق و العراق و غيرها أبا الحسن بن جوصا، و أبا العباس بن قتيبة، و أبا محمّد ابن سلّم المقدسي، و أحمد بن عبيد اللّه الدارمي الأنطاكي، و الحسين بن عبد اللّه بن يزيد القطّان الرّقّي، و أبا عروبة الحرّاني، و أبا القاسم البغوي، و أبا بكر محمّد بن أبي داود، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و عبد الرّحمن بن محمّد بن حمّاد الطّهراني، و محمّد بن هارون الحافظ الرازيين، و أبا بكر بن خزيمة، و عبد اللّه بن محمّد بن شيرويه و جماعة سواهم.

روى عنه: الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ .

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

محمّد بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد النحوي أبو (3) عمرو الصغير، و لقد كان كبيرا في العلوم و العدالة، و إنّما لقّب بالصغير لأنهما كانا أبوي عمرو، لا يزايلان مجلس أبي بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة و هو أصغرهما، فكان أبو بكر يقول: أبو عمرو الصغير فيثني عليه و لقد أخبرني أبو الحسين محمّد بن أحمد بن تميم القنطري ببغداد، حدّثنا محمّد بن العباس الكابلي، قال: قلت لأحمد بن حنبل: كتبت عن إبراهيم بن موسى الصغير؟ فقال: لا تقل الصغير هو الكبير.

سمع بنيسابور عبد اللّه بن شيرويه و أقرانه قبل أبي بكر، ثم كتب عن أبي بكر و أقرانه

ص: 7


1- «بن أحمد» كررت اللفظتان في الأصل، و المثبت يوافق ما جاء في م، و د، و ت.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 277/1 و إنباه الرواة 54/3 و الوافي بالوفيات 31/2 و سير أعلام النبلاء 6 49/1.
3- بالأصل:«أبا عمرو» و المثبت عن م، و ت، و د.

إلى ستة عشر و ثلاثمائة، ثم رحل به أبو علي الحافظ إلى العراق، فسمع و سمع بالجزيرة و بالشام و توفي يوم الثلاثاء الخامس من جمادى الأولى سنة ثنتين و خمسين و ثلاثمائة، و هو ابن ثلاث و ستين سنة.

5875 - محمّد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس بن إسماعيل

5875 - محمّد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس (1) بن إسماعيل

أبو الحسين البغدادي الواعظ الصّوفي المعروف بابن سمعون (2)

سمع بدمشق أحمد بن سليمان بن زبّان الكندي، و محمّد بن محمّد بن أبي حذيفة، و روى عنهما، و عن أبي بكر بن أبي داود، و أبي عبد اللّه بن مخلد العطار، و أبي الحسن علي ابن أحمد بن الهيثم، و أحمد بن عثمان السمسار، و أبي بكر محمّد بن جعفر بن أحمد بن يزيد، و أبي بكر محمّد بن يونس المقرئ، و أبي الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن سلّم المخرمي، و عمر بن الحسن الأشناني، و أبي الحسن علي بن محمّد بن أحمد المصري البزاز، و أبي عمرو بن السماك، و جعفر الخلديّ ، و أبي بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد العبدي، و أبي جعفر محمّد بن عمرو بن البختري الرّزّاز.

روى عنه: أبو طالب العشاري، و أبو عبد الرّحمن السلمي، و أبو الحسين بن الآبنوسي، و أبو الحسن علي بن طلحة بن محمّد المقرئ، و علي بن الحسن بن محمّد الدّقّاق.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنبأنا أبو طالب العشاري، حدّثنا أبو الحسين بن سمعون.

ح و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد ابن محمّد بن الآبنوسي، أنبأنا أبو الحسين بن سمعون أنبأنا أبو بكر أحمد بن سليمان الكندي - بدمشق - حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان عن المقدام بن شريح بن هانئ عن أبيه قال: قالت عائشة: من حدّثك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بال قائما فلا تصدّقه، ما بال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قائما منذ أنزل عليه الفرقان[10709].

ص: 8


1- في الوافي بالوفيات: عبيس بالعين المهملة المضمومة و الباء الموحدة و الياء المثناة من تحت و السين المهملة على وزن فليس.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 274/1 و الاكمال لابن ماكولا 362/4 و المنتظم 198/7 و صفة الصفوة 266/2 وفيات الأعيان 304/4 سير أعلام النبلاء 6 505/1 و الوافي بالوفيات 51/2.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر، أنبأنا أبو بكر محمّد بن يحيى ابن إبراهيم المزكي، أنبأنا أبو (1) عبد الرّحمن السّلمي قال (2):محمّد بن أحمد بن سمعون، كنيته أبو الحسين، من مشايخ البغداديين له لسان عال في هذه العلوم، لا ينتمي إلى أستاذ، و هو في لسان الوقت و المرجوع إليه في آداب المعاملات، يرجع إلى فنون من العلم: القراءات، و علم الظاهر، يذهب إلى أشدّ المذاهب، و هو إمام المتكلمين على هذا اللسان في الوقت، لقيته و شاهدته مات سبع و ثمانين ثلاثمائة.

و ذكر أبو عبد الرّحمن السلمي في تاريخ الصوفية أيضا، فقال: أبو الحسين محمّد بن أحمد بن سمعون الذي هو لسان الوقت، و المعبّر عن الأحوال بألطف بيان مع ما يرجع إليه من صحة الاعتقاد، و صحبة الفقراء.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):محمّد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس بن إسماعيل أبو الحسين الواعظ المعروف بابن سمعون، كان واحد دهره، و فريد (4) عصره في الكلام على علم الخواطر، و الإشارات، و لسان الوعظ ، دوّن الناس حكمه (5)،و جمعوا كلامه، و حدّث عن عبد اللّه بن أبي داود السجستاني، و أحمد بن محمّد بن سلّم المخرمي، و محمّد بن مخلد الدّوري، و محمّد بن جعفر المطيري، و محمّد بن محمّد بن أبي حذيفة، و أحمد بن سليمان بن زبّان (6) الدمشقيين، و عمر بن الحسن الشيباني، حدّثنا عنه: حمزة بن محمّد بن طاهر الدقّاق، و القاضي أبو علي بن أبي موسى الهاشمي، و الحسن بن محمّد الخلاّل، و أبو بكر الطاهري، و عبد العزيز بن علي الأزجي و غيرهم، و كان بعض شيوخنا إذا حدّث عنه قال: حدّثنا الشيخ الجليل المنطق بالحكمة أبو الحسين بن سمعون.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (7):أما سمعون - بسين

ص: 9


1- كتبت «أبو» فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 6 506/1.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 274/1.
4- بالأصل، و د، و م، و ت: و فرد، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- كذا بالأصل و م و ت و د، و في تاريخ بغداد: حكمته.
6- في تاريخ بغداد: زيان، تصحيف.
7- الاكمال لابن ماكولا 362/4.

مهملة - فهو: أبو الحسين محمّد بن أحمد بن العباس (1) بن إسماعيل (2) كسر، فقيل سمعون، سمع أبا بكر بن أبي داود، و أحمد بن سليمان بن زبّان الدمشقي و غيرهما، و كان من الأعيان، لم ير مثله جودة لسان، و سرعة خاطر، و ملاحة إشارة.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: حدّثنا[-و] (3) أبو منصور ابن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،حدّثنا الحسن بن أبي طالب قال: سمعت أبا الحسين ابن سمعون يقول: ولدت في سنة ثلاثمائة.

قال الخطيب: قال عبد العزيز: ذكر لنا أن ابن سمعون أن جدّه إسماعيل كسر اسمه فقيل سمعون، قال الخطيب (5):أخبرني الحسن بن غالب بن المبارك المقرئ قال: سمعت أبا الفضل التميمي يقول: سمعت أبا بكر الأصبهاني - و كان خادم الشّبلي - قال: كنت بين يدي الشّبلي في الجامع يوم جمعة، فدخل أبو الحسين بن سمعون و هو صبي، و على رأسه قلنسوة بشفاشك مطلّس بفوطة، فجاز علينا و ما سلّم، فنظر الشّبلي إلى ظهره و قال: يا أبا بكر تدري أيش للّه في هذا الفتى من الذخائر؟ أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، حدّثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد، حدّثنا عبيد اللّه بن عبد الواحد الزعفراني، حدّثني أبو محمّد السّنّي (6) البغدادي صاحب ابن سمعون، قال (7):

كان ابن سمعون في أول عمره (8) ينسخ بأجرة، و يعود بأجرة نسخة على نفسه و على أمّه، و كان كثير البرّ لها، فجلس يوما ينسخ و هي جالسة بقربه فقال لها: أحب أن أحجّ ، قالت له: يا ولدي كيف يمكنك الحج و ما معك نفقة، و لا لي ما أنفقه، إنما عيشنا من أجرة هذا النسخ ؟ و غلب عليها النوم، فنامت و انتهبت بعد ساعة، و قالت: يا ولدي حجّ ، فقال لها:

ص: 10


1- كذا بالأصول و أصل ابن ماكولا.
2- زيد بعدها بالاكمال، و قد استدرك فيه بين معكوفتين: بن عنبس بن إسماعيل الواعظ المعروف بابن سمعون، و قال الأزجي قال لي ابن سمعون إسماعيل جدي كسر اسمه فقيل سمعون.
3- زيادة عن م، و د، و ت، للإيضاح.
4- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 275/1.
5- تاريخ بغداد 277/1.
6- إعجامها مضطرب بالأصل و م و ت، و المثبت عن سير الأعلام.
7- الخبر في تبيين كذب المفتري ص 202 و سير أعلام النبلاء 6 506/1.
8- سير الأعلام: أول أمره.

منعت قبل النوم و أذنت بعده، قالت: رأيت الساعة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو يقول: دعيه يحجّ فإنّ الخير له في حجّه في الآخرة و الأولى، ففرح، و باع من دفاتره ما له قيمة و دفع إليها من ثمنها نفقة لها، و خرج مع الحجّاج، و أخذ العرب الحجّاج و أخذوه في الجملة.

قال ابن سمعون: فبقيت عريا (1) و وجدت مع رجل عباءة فكانت علي عدل، فقلت له:

هب لي هذه العباءة أستر نفسي بها، فقال: خذها، فجعلت نصفها على كتفي و نصفها على وسطي، و كان عليها مكتوب: يا رب سلّم و بلّغ برحمتك يا أرحم الراحمين، و كنت إذا غلب عليّ الجوع، و وجدت قوما يأكلون، وقفت انظر إليهم، فيدفعون لي الكسرة، فأقتنع بها ذلك اليوم، و وصلت إلى مكة، فغسلت العباءة، و أحرمت بها، و سألت أحد (2) بني شيبة أن يدخلني البيت، و عرّفته فقري، فأدخلني بعد خروج الناس و غلّق الباب، فقلت: اللّهم إنك بعلمك غنيّ عن إعلامي بحالي، اللّهمّ ارزقني معيشة أستغني بها عن سؤال الناس، فسمعت قائلا يقول من ورائي: اللّهم إنه ما يحسن أن يدعوك، اللّهم ارزقه عيشا بلا معيشة، فالتفتّ فلم أر أحدا، فقلت: هذا الخضر أو أحد الملائكة، فأعدت القول، فأعاد الدعاء، فأعدت، فأعاد ثلاث مرات، و عدت إلى بغداد، و كان الخليفة قد حرم جارية من جواريه، و أراد إخراجها من الدار، فكره ذلك إشفاقا عليها، قال أبو محمّد بن السني: فقال الخليفة: اطلبوا رجلا مستورا يصلح أن يزوّج هذه الجارية، فقال من حضر: وصل ابن سمعون من الحجّ و هو يصلح لها، فاستصوب الخليفة قوله و تقدم بإحضاره و حضور الشهود، فأحضروا، و زوّج بالجارية و نقل معها من المال و الثياب و الجواهر ما يحمل الملوك، فكان ابن سمعون يجلس على الكرسي للوعظ فيقول: أيها الناس خرجت حاجّا فكان من حالي كذا و كذا، و يشرح حاله جميعها، و ها أنا اليوم علي من الثياب ما ترون، و طيبي ما تعرفون، و لو وطئت على العتبة تألمت من الدلال و نفسي تلك.

أخبرنا أبو القاسم الحسني، و أبو الحسن الغساني، قالا: حدّثنا[-و] (3) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب البرقاني قال:

ص: 11


1- في المختصر:«عريان» و في سير أعلام النبلاء: عريانا.
2- بالأصل:«إحدى» و المثبت عن م، و ت، و د.
3- زيادة لتقويم السند عن م، و د، و ت.
4- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 275/1 و سير الأعلام 6 507/1.

قلت لأبي الحسين بن سمعون: أيها الشيخ إن تدعو الناس إلى الزهد في الدنيا و الترك لها، و تلبس أحسن الثياب، و تأكل أطيب الطعام فكيف هذا؟ فقال: كل ما يصلحك للّه فافعله، إذا صلح حالك مع اللّه بلبس لين الثياب و أكل طيب الطعام فلا يضرك.

قال (1):و حدّثني الحسن بن محمّد الخلاّل، قال: قال لي أبو الحسين بن سمعون: ما اسمك ؟ فقلت: حسن، فقال: قد أعطاك اللّه الاسم، فسله أن يعطيك المعنى.

قال (2):و حدّثنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن المظفّر الملاح قال: سمعت ابن سمعون يقول: رأيت المعاصي نذالة فتركتها مروءة فاستحالت ديانة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو ذرّ - إجازة - و حدّثني عنه أبو النجيب الأرموي. و قرأت على أبي محمّد بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد، حدّثني أبو النجيب عبد الغفّار بن عبد الواحد الأرموي قال: سألت أبا ذرّ عبد بن أحمد عن ابن سمعون: هل (3) اتهمته بشيء؟ فقال: بلغني أنّه روى جزءا عن أبي بكر (4) بن أبي داود و كان فيه: و أبو الحسين بن سمعون و كان رجل آخر سواه، لأنه كان صبيا ما كانوا يكنونه في ذلك الوقت، فأما سماعه من غير ابن أبي داود فصحيح لا شكّ فيه قال: و كان القاضي أبو بكر الأشعري و أبو حامد يقبّلان يد ابن سمعون إذا جاءاه، و كان القاضي يقول:

ربما خفي علي من كلامه بعض الشيء لدقّته (5).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الحسين بن الفراء، قالا: حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسن علي بن طلحة بن محمّد المقرئ قال: سمعت أبا الحسين محمّد بن أحمد ابن سمعون الواعظ يقول: كل من لم ينظر بالعلم فيما للّه عليه فالعلم حجة عليه و وبال.

أخبرنا (6) أبو القاسم الشحامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو (7) عبد الرّحمن السلمي قال: سمعت محمّد بن أحمد بن سمعون - و كان قد سئل عن الرضا؟ الرضا (8)

ص: 12


1- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 275/1 و سير أعلام النبلاء 6 507/1.
2- تاريخ بغداد 275/1.
3- بالأصل:«قال» و المثبت عن م، و د، و ت.
4- في د: بكير، تصحيف.
5- تبيين كذب المفتري ص 201 و سير الأعلام 6 507/1.
6- كتب فوقها بالأصل و م و ت: ملحق.
7- بالأصل:«أبا» تصحيف، و التصويب عن م، و د، و ت.
8- بالأصل، و د، و ت، و م:«فقال الرضا بالحق» حذفنا «فقال» لا لزوم لها هنا.

بالحق، و الرضا عنه، و الرضا له - فقال: الرضا به مدبّرا مختارا، و الرضا عنه قاسما و معطيا، و الرضا له إلها و ربّا.

قال: و أنبأنا أبو زكريا بن أبي إسحاق قال: حضرت مجلس أبي الحسين (1) بن سمعون فسأله رجل عن التصوّف (2) ما هو؟ قال: إنّ له اسما و حقيقة، فعن أيهما تسأل ؟ فقال: عنهما جميعا، قال: أما اسمه فنسيان الدنيا و نسيان أهلها، و أما حقيقته فالمداراة مع الخلق، و احتمال الأذى منهم من جهة الحق (3).

أخبرنا أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن أحمد بن محمّد بن حيان الصوفي، أنبأنا أبو بكر ابن خلف، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: سمعت أبا الحسين بن سمعون ببغداد و سئل عن هذه الآية وَ وٰاعَدْنٰا مُوسىٰ ثَلاٰثِينَ لَيْلَةً وَ أَتْمَمْنٰاهٰا بِعَشْرٍ (4) فتكلم فيه بفصول، ثم قال في آخر كلامه: مواعيد الأحبة و إن اختلفت فإنها تؤنس، كنا صبيانا ندور على الشط و نقول:

ما طليني و سوّفي *** و عديني و لا تفي

و اتركيني مزملا (5) *** أو تجودي فتعطفي (6)

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الحن، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدثنا (7)-و أبو (8)منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (9)،حدّثنا أبو بكر محمّد بن محمّد الطاهري قال: سمعت أبا الحسين بن سمعون يذكر أنه خرج من مدينة الرسول صلى اللّه عليه و سلّم قاصدا بيت المقدس، و حمل في صحبته تمرا صيحانيا، فلمّا وصل إلى بيت المقدس ترك التمر مع غيره من الطعام في الموضع الذي يأوي إليه، ثم (10) طالبته نفسه بأكل الرطب، فأقبل عليها باللائمة، و قال: من أين لنا في هذا الموضع رطب ؟ فلمّا كان وقت الإفطار عمد إلى التمر

ص: 13


1- الأصل و ت و م و د: الحسن، تصحيف.
2- الخبر في سير أعلام النبلاء 6 510/1.
3- كتب بعدها في ت: إلى.
4- سورة الأعراف: الآية:142.
5- كذا بالأصل و م و ت، و في سير الأعلام: مولها.
6- الخبر و الشعر في سير أعلام النبلاء 6 507/1-508.
7- بالأصل: أنبأنا، و في م: أنا، و في ت و د:«نا» و المثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة.
8- بالأصل:«أبو» و المثبت «و أبو» بزيادة الواو، عن م و د، و ت، لتقويم السند.
9- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 275/1.
10- كلمة «ثم» مطموسة بالأصل، و المثبت عن م، و د، و ت، و تاريخ بغداد.

ليأكل منه فوجده رطبا صيحانيا (1) فلم يأكل منه شيئا، ثم عاد إليه من الغد عشية فوجده تمرا على حالته الأولى، فأكل أو كما قال.

قال الخطيب (2):و سمعت أبا الحسن أحمد بن علي بن الحسن البادا (3) يقول: سمعت أبا الفتح القواس يقول: لحقني إضافة وقتا من الزمان، فنظرت فلم أجد في البيت غير قوس لي و خفين كنت ألبسهما، فأصبحت و قد عزمت على بيعهما، و كان يوم مجلس أبي الحسين ابن سمعون، فقلت في نفسي: أحضر المجلس ثم انصرف فأبيع الخفين و القوس، قال:

و كان القوّاس قلّما يتخلّف عن حضور مجلس ابن سمعون، قال أبو الفتح: فحضرت المجلس فلما أردت الانصراف، ناداني أبو الحسين: يا أبا الفتح، لا تبع الخفين، و لا تبع القوس، فإنّ اللّه سيأتيك برزق من عنده، أو كما قال.

قال الخطيب (4):و حدّثني رئيس الرؤساء شرف الوزراء أبو القاسم علي بن الحسن، حدّثني أبو طاهر محمّد بن علي بن العلاّف، قال: حضرت أبا الحسين بن سمعون يوما في مجلس الوعظ و هو جالس على كرسيه يتكلم، و كان أبو الفتح القواس جالسا إلى جنب الكرسي، فغشيه الناس و نام، فأمسك أبو الحسين عن الكلام ساعة حتى استيقظ أبو الفتح و رفع رأسه، فقال له أبو الحسين: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في نومك ؟ قال: نعم، قال أبو الحسين: لذلك أمسكت عن الكلام خوفا أن تنزعج و تنقطع عما كنت فيه، أو كما قال.

قال (5):و حدّثني رئيس الرؤساء أيضا قال: حكى لي أبو علي بن أبي موسى الهاشمي، قال: حكى لي دجى مولى الطائع للّه قال: أمرني الطائع للّه بأن أوجّه إلى ابن سمعون فأحضره دار الخلافة، و رأيت الطائع على صفة من الغضب، و كان يتّقى في تلك الحال، لأنه كان ذا حدة، فبعثت إلى ابن سمعون و أنا مشغول القلب لأجله، فلمّا حضر أعلمت الطائع حضوره، فجلس (6) مجلسه و أذن له في الدخول، فدخل و سلّم عليه بالخلافة، ثم أخذ في وعظه، فأوّل ما ابتدأ به أن قال: روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، و ذكر خبرا أو أحاديث بعده،

ص: 14


1- التمر الصيحاني، نوع من أنواع التمر بالمدينة، أسود صلب المضغة.
2- تاريخ بغداد 275/1-276 و الخبر التالي سقط من د.
3- في تاريخ بغداد: بن البادا.
4- تاريخ بغداد 276/1.
5- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 276/1.
6- بالأصل: جلس، و المثبت عن م، و ت، و د، و تاريخ بغداد.

ثم قال؛ روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه، و ذكر عنه خبرا، و لم يزل يجري في ميدان الوعظ حتى بكى الطائع، و سمع شهيقه، و ابتل منديل بين يديه بدموعه، فأمسك ابن سمعون حينئذ، و دفع إليّ الطائع درجا فيه طيب و غيره، فدفعته إليه، فانصرف، و عدت إلى حضرة الطائع، فقلت: يا مولاي رأيتك على صفة من شدة الغضب على ابن سمعون، ثم انتقلت عن تلك الصفة عند حضوره فما السبب ؟ فقال: رفع إليّ عنه أنه ينتقص علي بن أبي طالب فأحببت أن أتيقن ذلك لأقابله عليه إن صح ذلك منه، فلمّا حضر بين يدي افتتح كلامه بذكر علي بن أبي طالب و الصلاة عليه، و أعاد و بدأ (1) في ذلك، و قد كان له مندوحة في الرواية عن غيره، و ترك الابتداء به، فعلمت أنه وفّق لما تزول به عنه الظنة، و تبرأ ساحته عندي، و لعله كوشف بذلك، أو كما قال.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا علي بن الحسن بن محمّد الدّقّاق قال: سمعت أبا الحسين بن سمعون و كانوا يقرءون عليه الحديث، فرأى رجلا ينسخ في حال القراءة، فقال: حضرت [لتسمع أو] (2) لتنسخ، و قال: كن كأنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم جالس يحدّثنا و نسمع حديثه إذا فرغ من القراءة يقول للذي يكتب السماع فلان لينسخ أو يسمع.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا[-و] (3) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال: توفي أبو الحسين (5) بن سمعون في ذي القعدة أو ذي الحجّة سنة سبع و ثمانين و ثلاثمائة، الشك من أبي نعيم.

قال (6):و أنبأنا أحمد بن محمّد العتيقي قال: سنة سبع و ثمانين فيها توفي أبو الحسين بن سمعون الواعظ يوم النصف من ذي القعدة، و كان ثقة مأمونا.

قال الخطيب: و ذكر لي غير العتيقي أنه توفي يوم الخميس الرابع عشر من ذي القعدة، و دفن في داره بشارع الغتابيين (7)،فلم يزل هناك حتى نقل في يوم الخميس الحادي عشر من

ص: 15


1- بالأصل و م و ت و د:«و أبدا» و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل و بعدها صح.
3- زيادة لتقويم السند عن م، و د، و ت.
4- تاريخ بغداد 277/1.
5- بالأصل: الحسن، تصحيف.
6- القائل: أبو بكر الخطيب، تاريخ بغداد 277/1.
7- بدون إعجام بالأصل و م، و ت، و في م:«العباسن» و المثبت عن تاريخ بغداد، و كتب مصححه بالهامش:«كذا في الأصل المصور، و في المخطوط بالعين المهملة، و لم نقف عليها».

رجب سنة ست و عشرين و أربعمائة فدفن بباب حرب، و قيل لي: إن أكفانه لم تكن بليت بعد.

5876 - محمّد بن أحمد بن إسماعيل بن علي، و يقال: ابن إسماعيل بن محمّد

أبو عبد اللّه - و يقال: أبو بكر - البرزي المقرئ الصّوفي

روى عن أبي سليمان بن زبر.

روى عنه: أبو سعد إسماعيل بن علي السمّان، و علي بن الخضر، و عبد العزيز الكتاني (1)،و كنّوه: أبا عبد اللّه، و علي الحنّائي، و كنّاه: أبا بكر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إسماعيل بن علي البرزي المقرئ - قراءة عليه - حدّثنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه ابن أحمد بن زبر، حدّثنا أبو عثمان سعيد بن عبد العزيز، حدّثنا عبد اللّه بن هانئ، حدّثنا ضمرة عن ابن شوذب عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لا يزني الزّاني حين يزني هو مؤمن، و لا يسرق [السارق] (2) حين يسرق و هو مؤمن، و لا ينتهب نهبة يرفع الناس إليها أبصارهم و هو مؤمن»[10710].

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني: قال لنا عبد العزيز الكتاني: توفي شيخنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد البرزي المقرئ يوم الأحد النصف من المحرم سنة خمس عشرة، حدّث عن أبي سليمان محمّد بن عبد اللّه بن زبر الحافظ ، و كان ثقة.

5877 - محمّد بن أحمد بن أيوب بن الصّلت

أبو الحسن البغدادي المقرئ، المعروف بابن شنبوذ (3)

أحد القرّاء المشهورين.

سمع بدمشق: الخطاب بن سعد الخير، و قرأ بها على أبي الحسن أحمد بن نصر بن شاكر بحرف عبد اللّه بن عامر، و هارون بن موسى بن شريك الأخفش، و بغيرها: على أبي بكر

ص: 16


1- بالأصل: الكناني تصحيف، و التصويب عن م، و د، و ت.
2- زيادة عن المختصر.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 280/1 و الأنساب، و المنتظم 307/6 معجم الأدباء 7 167/1 معرفة القراء الكبار 1/ 276 الوافي بالوفيات 37/2 غاية النهاية 52/2 سير أعلام النبلاء 5 265/1 و تذكرة الحفاظ 844/3 العبر 2/ 213 شذرات الذهب 311/2.

محمّد بن عمران الحريمي، و أبي إسحاق بن أحمد بن إسحاق الخزاعي، و أبي الحسن إسماعيل ابن عبد اللّه بن عمر التّجيبي، و عمر بن عبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مقلاس بمصر.

و حدّث عن: علي بن بشر بن هلال، و عمرو بن أحمد بن عمرو بن السّرح المصري، و محمّد بن سهل بن حمّاد التّستري، و عبد الرّحمن بن منصور الحارثي، و محمّد بن عبد الملك الأرسوفي، و محمّد بن شعيب بن الحجّاج الزّبيدي، و أبي مسلّم الكجّي، و بشر بن موسى، و إسحاق بن إبراهيم الدّبري (1).

قرأ عليه أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه بن الحسين بن إسماعيل، و أبو الحسن علي بن الحسن (2) بن عثمان بن سعيد الغضائري، و أبو الفرج محمّد بن أحمد بن إبراهيم الشّنبوذي.

و روى عنه: أبو الشيخ عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، و عبد اللّه بن محمّد بن الحجّاج الأصبهانيان، و أبو سعيد أحمد بن محمّد بن إبراهيم الجوري الفقيه النيسابوري، و أبو الحسن أحمد بن الخضر الشافعي، و أبو سعيد محمّد بن الفضل المقرئ، و أبو حفص بن شاهين، و أبو بكر بن شاذان، و محمّد بن إسحاق القطيعي.

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنبأنا عمر بن أحمد بن عمر بن محمّد بن مسرور. ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد (3) محمّد بن عبد الرّحمن قالا: أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن إبراهيم الحوري (4)،حدّثنا أبو الحسن أحمد ابن محمّد عبد الرّحمن بن أيوب بن معروف بابن شنبوذ، حدّثنا خطاب بن سعد الدمشقي - بدمشق - حدّثنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن أيوب بن سعيد الحمصي، حدّثنا العطّاف بن خالد، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لو أنّ اللّه أذن لأهل الجنّة بالتجارة لتبايعوا بينهم العطر و البزّ»[10711].

[قال ابن عساكر:] (5) كذا قال الحوري، و أخطأ في تسمية ابن شنبوذ، فقلب اسمه و اسم أبيه، و الصواب:.

ص: 17


1- بالأصل: الديري، تصحيف، و التصويب عن د.
2- كذا بالأصل و م، و ت، و د، و في معرفة القراء: الحسين.
3- بالأصل: سعيد، تصحيف، و المثبت عن م، و د، و ت.
4- كذا وردت هنا بالأصل، و م، و د، و ت: الحوري، و هو تصحيف و سينبه المصنف إلى ذلك، و الصواب «الجوري» ترجمته في سير أعلام النبلاء 6 430/1.
5- زيادة منا للإيضاح.

ح ما أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، حدّثنا أبو حفص ابن (1) شاهين - إملاء، حدّثنا محمّد بن أحمد بن أيوب المعروف بابن شنبوذ، حدّثني محمّد بن رزيق المديني، حدّثنا الهيثم بن حبيب الخراساني، حدّثنا عكرمة بن إبراهيم، عن عبد الملك بن عمير، عن محمّد بن المستنير، عن حميد بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة.

أن رجلا أتى النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه، أي الصّلاة أفضل بعد المكتوبة ؟ قال:

«الصلاة في جوف الليل»، قال: فأي الصيام أفضل بعد رمضان ؟ قال:«شهر اللّه الذي تدعونه المحرم»[10712].

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

محمّد بن أحمد بن أيوب بن الصّلت المقرئ أبو عبد اللّه بن شنبوذ، و يقال: أبو الحسن البغدادي، سمع ببغداد و الشام الكثير عن الطبقة الثالثة مثل: أبي يحيى العطّار، و محمّد بن عوف الحمصي، و علي بن حرب، و الحسن بن عرفة و أقرانهم، و هو أحد أئمة القرّاء، ورد نيسابور سنة خمس و تسعين و مائتين، فأقام بها مدة، ثم خرج إلى مرو، و كتب عن المراوزة و غيرهم، ثم انصرف إلى نيسابور، و انصرف إلى بغداد و امتحن بها، ثم مات بها، و إليه كان ينتمي شيخنا أبو بكر بن عبدش، و الصحيح أن ابن شنبوذ أبو الحسن.

قال: أنبأنا عمر الزاهد الأنماطي قرأ عليه و قال: قال لنا أبو الحسن بن شنبوذ. أنبأنا أبو علي المقرئ، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ (2):محمّد ابن أحمد بن أيوب بن الصّلت المقرئ، أبو الحسن بن شنبوذ البغدادي، قدم أصبهان سنة ثلاث و ثلاثمائة. و قال أبو العباس بن محمود: حدّثنا سنة إحدى عشرة و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا[-و] (3) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب قال (4):محمّد بن أحمد بن أيوب بن الصّلت أبو الحسن المقرئ المعروف بابن شنبوذ، حدّث عن أبي مسلّم الكجّي، و بشر بن موسى، و عن محمّد ابن الحسين الحنيني (5)،و إسحاق بن إبراهيم الدّبري (6)،و عبد الرّحمن بن جابر الكلاعي الحمصي، و عن خلق كثير من شيوخ الشام و مصر، روى عنه أبو بكر بن شاذان، و محمّد بن

ص: 18


1- بالأصل:«أبو» تصحيف، و المثبت عن م، و ت، و د.
2- رواه أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان 260/2.
3- زيادة عن م، و ت، و د، للإيضاح.
4- تاريخ بغداد 280/1.
5- في تاريخ بغداد: الحبيني، تصحيف.
6- رسمها مضطرب بالأصل و تقرأ: الزبرى، و المثبت عن م، و ت، و د، و تاريخ بغداد.

إسحاق القطيعي، و أبو حفص بن شاهين و غيرهم، و كان قد تخيّر لنفسه حروفا من شواذّ القراءات تخالف الإجماع فقرأ بها، فصنّف أبو بكر بن الأنباري و غيره كتبا في الردّ عليه.

ح قال (1):و أخبرني إبراهيم بن مخلد فيما أذن لي أن أرويه عنه، أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي (2) في كتاب التاريخ قال: و اشتهر ببغداد أمر رجل يعرف بابن شنبوذ يقرئ الناس و يقرأ في المحراب بحروف يخالف فيها المصحف مما يروى عن عبد اللّه بن مسعود، و أبيّ ابن كعب و غيرهما مما كان يقرأ به قبل جمع المصحف الذي جمعه عثمان بن عفّان، يتبع الشواذ فيقرأ بها و يجادل حتى عظم أمره و فحش، و أنكره الناس، فوجّه السلطان فقبض (3)عليه في يوم السبت لستّ خلون من ربيع الأول سنة ثلاث و عشرين و ثلاثمائة، و حمل إلى دار الوزير محمّد بن علي - يعني ابن مقلة - و أحضر القضاة و الفقهاء و القرّاء و ناظره - يعني: الوزير - بحضرتهم، فأقام على ما ذكر عنه و نصره، و استنزله الوزير عن ذلك فأبى أن ينزل عنه، أو يرجع عما يقرأ به من هذه الشواذ المنكرة التي تزيد على المصحف و تخالفه، فأنكر ذلك جميع من حضر المجلس، و أشاروا بعقوبته و معاملته بما يضطره إلى الرجوع، فأمر بتجريده و إقامته بين الهنبازين (4) و ضربه بالدّرة على قفاه، فضرب نحو العشرة ضربا شديدا، فلم يصبر، و استغاث و أذعن بالرجوع و التوبة، فخلّي عنه، و أعيدت عليه ثيابه، و استتيب، و كتب عليه كتاب بتوبته و أخذ فيه خطه بالتوبة.

قال (5):و حدّثني القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي، قال: قال لي أبو الفرج الشّنبوذي و غيره: مات ابن شنبوذ في سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة، قال لي غير أبي العلاء:

إنه توفي يوم الاثنين لثلاث خلون من صفر.

5878 - محمّد بن أحمد بن بشر أبو سعيد الهمذاني

5878 - محمّد بن أحمد بن بشر أبو سعيد الهمذاني (6)

قدم دمشق، و سكن القباب.

ص: 19


1- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 280/1.
2- بالأصل: الخطيبي، تصحيف، و المثبت عن م، و د، و ت، و تاريخ بغداد.
3- بالأصل و م و د و ت: يقبض، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- رسمها بالأصل:؟؟؟ «المعسارئي»؟؟؟ و م، و د، و ت. و المثبت عن تاريخ بغداد، و كتب مصححه بالهامش:«كذا بالأصل، و في القاموس: الهنيزة: الأذية».
5- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 281/1.
6- كذا بالأصل و م و ت، و في د: الهمداني، بالدال المهملة.

و حدّث [بها] (1) عن عبد اللّه بن أحمد بن موسى عبدان الجواليقي، و محمود بن محمّد الواسطي، و عبد اللّه بن محمّد بن وهب بن حمران الدّينوري، و أبي معشر الحسن بن محمّد الدارمي، و محمّد بن الحسن بن قتيبة، و أبي يعلى الموصلي، و أبي جعفر محمّد بن موسى الحلواني، و أبي القاسم البغوي، و جعفر بن محمّد الفريابي، و أبي خليفة الجمحي، و أبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الختّلي، و محمّد بن خالد الراسبي، و زكريا بن يحيى الساجي (2).

روى عنه: أبو الحسين الرازي، و سمع منه بأنطاكية، و ابنه تمّام بن محمّد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو سعيد محمّد بن أحمد بن بشر الهمذاني - قراءة عليه سنة أربعين و ثلاثمائة - حدّثنا عبدان الجواليقي، حدّثنا زاهر بن نوح، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر عن سهيل - يعني ابن أبي صالح - عن أبيه عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أعطوا الأجير أجره قبل أن يجفّ عرقه»[10713].

هذا حديث غريب.

قرأت بخط تمام بن محمّد: خرج الشيخ - يعني - أبا سعيد هذا إلى الرملة، و مات بالرملة.

5879 - محمّد بن أحمد بن بشر أبو العبّاس القرشي

حدّث بصيدا عن أبي خليفة الجمحي.

روى عنه: أبو الحسين بن جميع.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد قالا: أنبأنا أبو نصر بن طلاب، أنبأنا أبو الحسين بن جميع، أنبأنا محمّد (3) بن أحمد - يعني: بن بشر - أبا العبّاس القرشي بصيدا، حدّثنا الفضل بن الحبّاب، حدّثنا المازني قال:

قال رجل لابنه: يا بني اجتنب صحبة ثلاثة، و اصحب من سواهم، اجتنب صحبة الفاسق فإنه يبيعك بأكلة و شربة، و الجبان فإنه يسلمك و يسلّم والديه، و البخيل فإنه يخذلك أحوج ما تكون إليه.

ص: 20


1- زيادة عن م، و ت، و د.
2- الأصل: الشاحبي، و المثبت عن م، و د، و في ت: الشاجي.
3- اللفظة مطموسة بالأصل، و المثبت عن م، و ت، و د.
5880 - محمّد بن أحمد بن بكير بن سعيد أبو بكر التّنوخي الخيّاط

5880 - محمّد بن أحمد بن بكير بن سعيد أبو بكر التّنوخي الخيّاط (1)

إمام مسجد أبي صالح.

حدّث عن: عبد الوهّاب الكلابي، و أبي بكر عبد اللّه بن محمّد الحنّائي.

روى عنه عبد العزيز الكتّاني، و أثنى عليه هو و الحداد، و نجا بن أحمد، و إسماعيل بن علي السمّان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني، أنبأنا أبو بكر محمّد بن بكير (2) بن أحمد التّنوخي الشيخ الصالح - قراءة - أنبأنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن خريم، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا مالك بن أنس، حدّثنا محمّد بن شهاب الزهري عن أنس.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم دخل مكة و على رأسه المغفر[10714].

أخبرناه عاليا أبو محمّد المزكي، و عبد الكريم بن حمزة، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر، قالوا: أنبأنا أبو القاسم الحنّائي، حدّثنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي - لفظا - حدّثنا محمّد بن خريم، فذكره، و له عندنا طرق كثيرة، كذا نسبه الكتّاني و قد قلب نفسه، و الصواب محمّد بن أحمد بن بكير بن سعد، كذلك قرأت نسبه بخط نفسه في كتابه عن عبد الوهّاب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز، حدّثني نجا بن أحمد العطّار قال:

توفي أبو بكر محمّد بن بكير التّنوخي - إمام مسجد أبي صالح - في المحرم سنة ست و ثلاثين و أربعمائة.

قال عبد العزيز: حدّث عن عبد الوهّاب الكلابي بشيء يسير.

5881 - محمّد بن أحمد بن تغلب بن إبراهيم أبو عبد اللّه التّاجر

كان أبوه من أهل آمد، و ولد هو ببغداد، و سمع بها الحديث من أبي القاسم علي بن أحمد بن محمّد بن بيان، و أبي علي بن نبهان.

و قرأ الأدب على أبي منصور بن الجواليقي.

ص: 21


1- كذا ورد اسمه بالأصل و م و ت و د، مقلوبا فيه اسمه و سينبه المصنف إلى هذا الخطأ في آخر الحديث.
2- في م: شهاب، تصحيف، و في د، و ت فكالأصل.

و قدم دمشق غير مرة، و مضى إلى مصر، و كتبت عنه شيئا يسيرا (1).

حدّثنا [أبو] (2) عبد اللّه بن تغلب الآمدي - لفظا بدمشق - أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن محمّد بن بيان. و أنبأنا أبو القاسم بن بيان، حدّثنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن عبد اللّه الحرمي - إملاء - حدّثنا أحمد بن سلمان، حدّثنا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، حدّثنا يحيى بن هاشم، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال: و حدّثنا أحمد بن سلمان قال: و قرئ على عبد الملك بن محمّد الرقاشي و أنا أسمع حدّثنا أشهل (3) بن حاتم، حدّثنا ابن عون، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم (4).

قال:«احتج آدم و موسى فقال موسى: أنت آدم الذي خلقك اللّه بيده، و أسجد لك ملائكته، أشقيت الناس، و أخرجتهم من الجنّة، قال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك اللّه برسالته و كلّمك تكليما أ تلومني على عمل كتبه اللّه عليّ قبل أن يخلق السموات و الأرض ؟» قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«فحجّ آدم موسى عليهما السلام»[10715].

5882 - محمّد بن أحمد بن أبي جحوش أبو جحوش الخريمي المرّي

5882 - محمّد بن أحمد بن أبي جحوش أبو جحوش الخريمي (5) المرّي

خطيب جامع دمشق.

سمع الحديث بدمشق و بنيسابور من أبوي حامد: أحمد بن عبد الرّحمن الجلودي، و أحمد بن محمّد بن الشّرقي، و أبي بكر بن خزيمة، و أبي العباس السّراج، و أحمد بن يحيى ابن عبد اللّه الصوفي، و أبي عمرو أحمد بن محمّد النيسابوري الأزهري، و محمّد بن الحسن ابن قتيبة، و محمّد بن يوسف الهروي، و أحمد بن أنس بن مالك، و محمّد بن يزيد بن عبد الصمد.

روى عنه: تمام بن محمّد، و عبد الوهّاب الميداني.

ص: 22


1- لم أجده في مشيخة ابن عساكر.
2- سقطت من الأصل، و استدركت عن م، و ت، و د، للإيضاح.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 294/2.
4- من قوله: قال: و حدثنا... إلى هنا سقط من م، و هو في باقي النسخ.
5- كذا بالأصل و م الخزيمي، و في د، و ت:«الحريمي»، و في المختصر:«الخريمي» و مثله في الاكمال لابن ماكولا، و هو ما أثبتناه و قد صوبناها في كل المواضع.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو جحوش محمّد بن أحمد بن أبي جحوش الخريمي - قراءة عليه - حدّثنا أبو حامد أحمد بن عبد الرّحمن بن إسماعيل الجلودي - بنيسابور - حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن - شيخ قدم علينا - حدّثنا الأشجعي عن سفيان، عن عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«كان الناس يعودون داود، و يظنّون أن به مرضا، و ما به إلاّ شدّة الخوف من اللّه عزّ و جلّ »[10716].

غريب جدا، و محمّد بن عبد الرّحمن هذا هو ابن غزوان بن أبي قراد (1) الضّبّي ضعيف.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أبي الرضا، أنبأنا تمام بن محمّد، أخبرني أبو جحوش محمّد بن أحمد بن أبي جحوش الخريمي، حدّثنا محمّد بن إسحاق النيسابوري - بنيسابور - حدّثنا محمّد بن أبي صفوان، حدّثنا سلمة بن سعيد، عن صدقة بن أبي عمران، عن علقمة، عن زاذان، عن البرّاء قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«زيّنوا القرآن بأصواتكم»[10717].

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنبأنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، أنبأنا أبو جحوش محمّد بن أحمد الخريمي الخطيب أن أبا عمرو أحمد بن محمّد النيسابوري أخبره، حدّثنا أبو أحمد (2) قال: سمعت أبي يقول: كنا نأتي مالك بن أنس فنجلس في دهليز له، و تجيء هاشم فتجلس على منازلها، و قريش على منازلها، ثم يجيء فيجلس، و تخرج جارية له بمراوح بيدها، فيأخذ الناس يتروحون بالمراوح، فيقول الشيخ بالمصراع هكذا فيفتحه فينظر إلى قريش كأن على رءوسها الطير إذا خرج.

قال أبو أحمد: و فيه قال الأول - يعني مالكا-:

يسل الجواب فما يراجع هيبة *** و السائلون نواكس الأذقان

أدب الوقار و عزّ سلطان التّقى *** فهو المطاع و ليس ذا سلطان

ص: 23


1- بالأصل: فراد، و في ت: فؤاد، و المثبت عن م و د.
2- بالأصل: أبو محمّد، و المثبت عن م، و ت، و د.

ذكر عبد الوهّاب الميداني فيما وجدته بخطه: أنه من أهل العلم و الستر، و أهل البيوتات و الأقدار، و أنه لما خطب كان مقصرا في صلاته، و خطبته غير بليغ فيها لأنه مقام عظيم هائل.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال:

محمّد بن أحمد بن أبي جحوش الخزيمي الدمشقي، كان خطيب الجامع بها، و حدّث عن أحمد بن أنس بن مالك، و محمّد بن يزيد بن عبد الصّمد الدمشقيين، و عن أبي بكر بن خزيمة، و أبي العباس السّرّاج النيسابوري، و أحمد بن محمّد بن الأزهر، و كان سمع منهم بنيسابور، روى عنه تمام بن محمّد الرازي، و عبد الوهّاب بن الميداني.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة على أبي نصر بن ماكولا قال (1):أما الخريمي بضم الخاء و بالراء فهو: محمّد بن أحمد بن أبي جحوش، أبو جحوش الخريمي الدمشقي، و كان خطيب الجامع بها، حدّث عن أحمد بن أنس بن مالك، و محمّد بن يزيد بن عبد الصّمد الدمشقيين، و عن أبي بكر بن خزيمة، و السّرّاج و غيرهما، روى عنه تمام بن محمّد الرازي، و عبد الوهّاب بن الميداني.

5883 - محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن الحسن بن

5883 - محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد (2) بن الحسن بن

مهران بن أبي جميلة أبو العلاء الذهلي الكوفي (3)

نزيل مصر، يعرف بالوكيعي.

سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و إبراهيم بن يعقوب، و حدث عنهما، و عن أبيه أحمد ابن جعفر الوكيعي، و علي بن الجعد، و علي بن المديني، و محمّد بن إبراهيم الأسباطي، و أبي بكر، و عثمان ابني أبي شيبة، و أبي خيثمة زهير بن حرب، و أحمد بن عمران الأخنسي، و أحمد بن جميل المروزي، و محمّد بن الصّبّاح الدولابي، و داود بن عمرو الضّبّي، و عبيد بن جنّاد (4) الحلبي، و عاصم بن علي بن عاصم، و أبي إبراهيم إسماعيل بن هود الواسطي، و محمّد بن خالد بن عبد اللّه الطحّان، و أحمد بن صالح، و هارون بن سعيد، و محمّد بن

ص: 24


1- الاكمال لابن ماكولا 243/3.
2- «بن محمّد» ليس في تهذيب الكمال.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 6 33/1 و تهذيب التهذيب 17/5 و سير أعلام النبلاء 4 138/1 و النجوم الزاهرة 3/ 181.
4- رسمها مضطرب بالأصل، و المثبت عن م، و ت، و د.

رمح، و عيسى بن حمّاد، و أبي طاهر بن السّرح، و الحارث بن مسكين، و عمرو بن سواد، و سلمة بن شبيب.

روى عنه: أبو جعفر الطّحاوي (1)،و أبو عبد الرّحمن النّسائي، و أبو أحمد بن عدي، و أبو سعيد بن يونس المصري، و ابن الأعرابي، و أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن زكريا بن حيّوية، و الحسن بن رشيق، و سليمان بن أحمد الطّبراني، و أبو علي الحسن بن الخضر السيوطي (2)،و أبو عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب الكندي، و أبو إسحاق محمّد بن القاسم ابن شعبان (3) القرطبي الفقيه، و أبو عيسى أحمد بن عبد الرّحمن بن إسحاق الجوهري المصري، و أبو بكر محمّد بن علي بن الحسن النقّاش.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (4)،حدّثنا أبو العلاء محمّد بن أحمد بن جعفر الكوفي، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا سليمان بن موسى الزهري، حدّثنا مظاهر بن أسلّم المخزومي المكّي، حدّثنا القاسم بن محمّد قال: أشهد على عائشة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«للأمة تطليقتان و لها قرء (5) و حيضتان، و لا تحلّ له حتى تنكح زوجا غيره»[10718].

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي (6) عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس.

ح و حدّثنا أبو بكر، أنبأنا أبو عمرو بن مندة - إجازة - عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا ابن يونس:

محمّد بن أحمد بن جعفر بن الحسن بن مهران بن أبي جميلة الذّهلي، يكنى أبا العلاء، ولد بالكوفة سنة أربع و مائتين، قدم إلى مصر قديما تاجرا، و كان ثقة ثبتا، توفي بمصر يوم الخميس لستّ بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاثمائة، و صلّى عليه أبو عبيد علي بن الحسين

ص: 25


1- بالأصل: الطحان، تصحيف، و المثبت عن م، و د، و ت. و اسمه: أحمد بن محمّد بن سلامة الطحاوي، راجع تهذيب الكمال.
2- كذا بالأصل و م و د، و ت، و في تهذيب الكمال و سير الأعلام: الأسيوطي.
3- في تهذيب الكمال: سيار.
4- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 450/6 في أخبار مظاهر بن أسلّم.
5- القرء: الطهر.
6- بالأصل:«أبو» و المثبت عن م، و د، و ت.

القاضي، و كان قد عمي قبل وفاته بيسير، و ما رأيته أنا إلاّ و هو أعمى، و كذا ذكر أبو جعفر الطحاوي إلاّ أنه قال: لخمس بقين (1).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة - قراءة - عن أبي زكريا البخاري.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السّوسي، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمّد، أنبأنا أبو زكريا.

و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن مقاتل السّوسي، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمّد، أنبأنا أبو زكريا.

و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة، أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا رشأ بن نظيف، قالا:

حدّثنا عبد الغني بن سعيد قال في باب الذّهلي قال: و أبو العلاء محمّد بن أحمد بن جعفر الذّهلي الوكيعي، مات بمصر سنة ثلاثمائة، سمع من محمّد بن الصّبّاح الدّولابي، و عاصم بن علي.

5884 - محمّد بن أحمد بن جعفر أبو أحمد الحربي

حدّث ببيروت: عن جعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي.

روى عنه: أبو الحسين محمّد بن أحمد بن أبي المعتمر.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا علي بن محمّد الحنّائي ح و أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن بن حمزة بن أبي فجّة الفارسي - قراءة عليه - أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم بن البابي، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن خلف الرقّي، قدم علينا سنة ثمان و تسعين و ثلاثمائة، حدّثنا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن جعفر الحربي ببيروت - قراءة عليه سنة إحدى و خمسين و ثلاثمائة، حدّثنا جعفر بن أحمد بن عاصم الأنصاري، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا صدقة بن خالد، حدّثنا يحيى بن الحارث الذّماري، قال: سمعت أبا أسماء الرّحبي يحدّث عن ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:

من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنّة، من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها.

[قال ابن عساكر:] (2) كذا رواه موقوفا.

ص: 26


1- تهذيب الكمال 6 34/1.
2- زيادة منا للإيضاح.
5885 - محمّد بن أحمد بن جعفر أبو الحسن اليزدي

سمع بدمشق أبا العباس محمّد بن جعفر بن هشام بن ملاّس النّميري.

روى عنه: أبو منصور محمّد بن جبريل بن ماح (1) الفقيه الهروي.

أخبرنا أبو النضر عبد الرّحمن بن عبد الجبّار بن عثمان الفامي المعدّل (2)،و أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد الطبيب حفيد العميري (3)-بهراة - قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد ابن علي بن محمّد العميري، أنبأنا أبو منصور بن ماج، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن جعفر اليزدي - بنيسابور - أنبأنا محمّد بن جعفر النّميري، حدّثنا يزيد بن عبد الصّمد، حدّثنا سلامة بن بشر بن بديل العدوي، حدّثنا صدقة بن عبد اللّه السّمين عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«قال ربّكم: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، و لا أذن سمعت، و لا خطر على قلب بشر»[10719].

5886 - محمّد بن أحمد بن الحسن أبو حاتم السّجستاني الحافظ

قدم دمشق سنة سبع و أربعين و ثلاثمائة طالب علم، و حدّث بها عن الحسن بن أحمد ابن المبارك الطوسي، و إبراهيم بن أحمد الأصبهاني.

روى عنه: تمام بن محمّد.

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، و عبد اللّه بن أحمد بن عمر، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن صصري، أنبأنا تمام بن محمّد، حدّثنا أبو حاتم محمّد بن أحمد السّجستاني، حدّثنا إبراهيم بن أحمد - بأصبهان - حدّثنا علي بن محمّد الزيادآباذي، حدّثنا ربعي بن عليه، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: قلت: يا رسول اللّه مرني، خر لي، فقال:«هاهنا» - بيديه نحو الشام-«فإنكم محشورون رجالا و ركبانا و تجرّون على وجوهكم»[10720].

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد الرازي الحافظ : أن أبا حاتم محمّد بن أحمد بن محمّد (4) بن الحسن السّجستاني الحافظ حدّثه بدمشق في سنة سبع و أربعين و ثلاثمائة قدم طالب علم، حدّثنا الحسن بن أحمد بن

ص: 27


1- رسمها غير واضح بالأصل، و في: م، و د، و ت:«ماج» و المثبت «ماح» بالمهملة عن تبصير المنتبه 1244/4.
2- مشيخة ابن عساكر 07 1/ب.
3- مشيخة ابن عساكر 02 2/ب.
4- كذا ورد نسبه هنا بالأصل، و م، و ت، و د.

المبارك الطوسي - بتستر - حدّثنا أحمد بن صالح بن أرسلان الفيومي - بمكة - حدّثنا أبو الفيض ذو النون بن إبراهيم المصري، حدّثني يونس - يعني - ابن زيد، حدّثني الزهري عن أنس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ما كرهت أن تواجه به أخاك فهو غيبة»[10721].

5887 - محمّد بن أحمد بن الحسن أبو الحسين الغزي الكرجي

5887 - محمّد بن أحمد بن الحسن أبو الحسين الغزي (1) الكرجي (2)

نزيل بيت المقدس.

سمع بدمشق: إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي، و بأطرابلس: أبا الرضا الحسين ابن عيسى الأنصاري، و خيثمة بن سليمان، و عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن أبي كامل، و بغيرها: عمرو بن محمّد بن عبد ربّه بن صدقة الأرسوفي، و محمّد بن إبراهيم بن إسحاق السّرّاج - نزيل القدس - و أبا سعيد بن الأعرابي، و إبراهيم بن محمّد القومسي، و أبا جعفر أحمد بن إسماعيل بن عاصم، و إسماعيل بن يعقوب الجراب (3)،و أحمد بن بهزاد بن مهران السّيرافي (4)،و أبا الليث محمّد بن عبد الوهّاب بن محمّد بن عبد الوهّاب بن هشام بن الغاز ابن ربيعة الجرشي (5)،و محمّد بن صالح بن يوسف الصّيداوي - بصيدا - و أبا عبد اللّه محمّد ابن هارون بن عبد الخالق الدّيبلي، و أبا عمرو عثمان بن محمّد السّمرقندي، و أبا نصر محمّد ابن حاتم بن الطيب السّمرقندي - بمكة - و أبا الحسين عثمان بن محمّد بن علاّن البغدادي الذهبي، و أبا القاسم جعفر بن محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن عبيد اللّه بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي الطوسي.

روى عنه: أبو الفرج عبيد اللّه بن محمّد بن يوسف المراغي النحوي، و سمع منه بيت المقدس سنة إحدى و سبعين و ثلاثمائة، و انتقى عليه عبد الغني بن سعيد الحافظ .

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الشافعي، حدّثنا نصر بن إبراهيم المقدسي، أخبرني أبو الفرج عبيد اللّه بن محمّد النّحوي - إجازة - أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن الحسن الكرجي - قراءة عليه ببيت المقدس - في شعبان سنة إحدى و سبعين و ثلاثمائة، حدّثنا

ص: 28


1- في م، و د، و ت: المقرى.
2- هذه النسبة بفتح الكاف و الراء نسبة إلى الكرج بلدة من نواحي الجبل بين أصبهان و همذان (الأنساب).
3- الأصل، و م، و د، و ت: الحراب، ترجمته في سير أعلام النبلاء 5 497/1.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 5 518/1.
5- بالأصل و م و ت و د: الحرشي، بالحاء المهملة.

أبو الليث محمّد بن عبد الوهّاب بن محمّد بن عبد الوهّاب بن هشام بن الغاز بن ربيعة الجرشي - بصيدا - أنبأنا الحسين بن السّميدع الأنطاكي، حدّثنا محمّد بن المبارك الصّوري، حدّثنا القاسم بن عبد اللّه العمري، عن عبد الرّحمن بن الحارث، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إذا رأيتم الحريق فكبّروا، فإنّ التكبير يطفئه»[10722].

5888 - محمّد بن أحمد بن حمّاد بن سعيد بن مسلّم

أبو بشر الأنطاكي الورّاق الحافظ المعروف بالدّولابي (1)

من أهل الري.

طاف في طلب الحديث، و قدم دمشق، و سمع بها محمّد بن إسماعيل بن عليّة القاضي، و أبا بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن الحسن الجعفي، و محمّد بن عبد الرّحمن بن أشعث، و بشر بن عبد الوهّاب الزاهد، و يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد. و سمع ببغداد و البصرة و مصر و غيرها.

و حدّث عن محمّد بن عبد اللّه بن يزيد، و عبد الرّحمن بن الحسن السّلمي، و موسى بن عامر المرّي، و معاوية بن صالح، و أحمد بن عبد الواحد بن عبّود، و أبي حارثة أحمد بن إبراهيم بن هشام الغسّاني، و محمّد بن المثنّى، و محمّد بن بشّار، و محمّد بن منصور الجوّاز (2)،و إبراهيم بن سعيد الجوهري، و أحمد بن يحيى الصوفي، و أحمد بن أبي سريج الرازي، و زياد بن أيوب الطوسي، و أحمد و علي ابني حرب الطائيين، و محمّد بن عبد الملك الدّقيقي، و الربيع بن سليمان المرادي، و عبد اللّه بن عبد اللّه بن عبد الحكم، و يزيد بن سنان - نزيل مصر - و سهل بن صالح الأنطاكي، و محمّد بن خلف العسقلاني، و هارون بن سعيد الأيلي، و يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير، و محمّد بن عوف، و أبي عتبة أحمد بن الفرج الحجازي، و أبي عمير عيسى بن محمّد، و إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، و إبراهيم بن مرزوق البصري.

ص: 29


1- ترجمته في الأنساب (الدولابي)، الوافي بالوفيات 36/2 و المنتظم 169/6 وفيات الأعيان 352/4 تذكرة الحفاظ 759/2 ميزان الاعتدال 459/3 سير أعلام النبلاء 4 309/1 لسان الميزان 41/5 شذرات الذهب 260/2. و الدولابي بفتح الدال كما صححها السمعاني، نسبة إلى دولاب قرية من قرى الري (الأنساب).
2- إعجامها ناقص بالأصل، و م، و د، و ت، و الصواب ما أثبت، راجع سير أعلام النبلاء 4 309/1.

روى عنه: أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس، و محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، و أبو أحمد بن عدي، و أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن زكريا بن حيّوية النيسابوري، و سليمان بن أحمد الطّبراني.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو بشر الدّولابي، حدّثنا أحمد بن أبي سريج الرازي، حدّثنا شبابة، حدّثنا ورقاء، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن كريب، عن ابن عبّاس أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم كتب إلى حبر تيماء (1) فسلّم عليه.

قال: و أنبأنا ابن المقرئ، حدّثنا أبو يعلى، و محمّد بن الحسن بن علي بن بحر البرّي، و أبو عروبة الحرّاني، و أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد الدولابي الأنصاري الرازي في مسجد الحرام، قالوا: حدّثنا بندار، حدّثنا يحيى بن سعيد القطّان، حدّثنا سفيان، عن صفوان ابن سليم، عن أبي سلمة، عن ابن عبّاس عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم في قوله أَوْ أَثٰارَةٍ مِنْ عِلْمٍ (2) قال:

«الخط »[10723].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن أبي الصّقر، أنبأنا هبة اللّه ابن إبراهيم بن عمر بن الصّوّاف - بالفسطاط - أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن الفرج، حدّثنا محمّد بن أحمد بن حمّاد بن سعيد بن مسلّم الدّولابي، حدّثني أبو بكر ابن أخت حسين الجعفي - بدمشق - حدّثنا أبو أسامة عن أبي عفار الطائي عن أبي تميمة الهجيمي (3) عن أبي جريّ (4) جابر بن سليم قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إيّاك و إسبال الإزار فإنها مخيلة، و إنّ اللّه لا يحبّ المخيلة»[10724].

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش المقرئ عن رشأ بن نظيف، أنبأنا أبو شعيب المكتب، و أبو محمّد بن عبد الرّحمن، قالا: أنبأنا الحسن بن رشيق، أنبأنا أبو بشر الدّولابي قال: و فيها سنة أربع و عشرين و مائتين ولدت.

ص: 30


1- تيماء بليد في أطراف الشام بين الشام و وادي القرى (معجم البلدان).
2- سورة الأحقاف، الآية:4.
3- رسمها بالأصل مضرب و غير واضحة، و المثبت عن م، و د، و ت، و انظر الحاشية التالية.
4- بالأصل و م و ت و د:«حرى» و الصواب ما أثبت و ضبط راجع ترجمته في أسد الغابة 303/1 و جري بالتصغير، كما في الإصابة 32/4.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف قال: و قال ابن عدي: و ابن حمّاد متّهم فيما يقول - يعني - في نعيم لصلابته في أهل الرأي (1).

قال: و أنبأنا حمزة بن يوسف قال: و سألته - يعني الدارقطني - عن أبي بكر محمّد بن أحمد بن حماد أبي بشر الدّولابي الأنصاري بمصر؟ فقال: تكلموا فيه، ما تبين من أمره إلاّ خير (2).

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأنا عمّي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال اللفتواني: و أنبأنا أبو عمرو - إجازة - عن أبيه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس في تاريخ الغرباء: محمّد بن أحمد بن حمّاد بن سعد الدّولابي مولى الأنصار الورّاق، يكنى أبا بشر، قدم مصر نحو سنة ستين و مائتين، و كان يورّق على شيوخ مصر في ذلك الزمان، و حدّث بمصر عن شيوخ بغداد، و البصرة، و الشام، و مصر، و كان من أهل صنعة الحديث، حسن التصنيف، و له بالحديث معرفة، و كان يضعّف، توفي و هو قاصد إلى الحجّ بين مكة و المدينة بالعرج في ذي القعدة سنة عشر و ثلاثمائة.

و بلغني عن أبي بكر المهندس أن أبا بشر توفي بذي الحليفة، و اللّه أعلم.

5889 - محمّد بن أحمد بن أبي حمّاد أبو بكر الإسكندراني

سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و سليمان بن عبد الرّحمن، و بمصر: أبا صالح عبد اللّه ابن صالح كاتب الليث، و سعيد بن الحكم بن أبي مريم، و هانئ بن المتوكل الإسكندراني.

روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه الأنصاري.

أخبرنا جدي أبو المفضل يحيى بن علي بن عبد العزيز، و خالاي: أبو المعالي محمّد، و أبو المكارم سلطان، ابنا (3) يحيى قالوا: أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن الحسين البزاز الجزري.

ح و أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، حدّثنا نصر بن إبراهيم، أنبأنا هبة اللّه بن سليمان الجزري - بآمد - قالا: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الأنصاري، حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبد السّلام بن الحارث القيرواني، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن أبي حمّاد

ص: 31


1- سير أعلام النبلاء 4 310/1.
2- سير أعلام النبلاء 4 310/1.
3- بالأصل:«أنبأنا» و المثبت عن م، و ت، و د.

الإسكندراني الزاهد، قالا: حدّثنا أبو صالح عبد اللّه بن صالح كاتب الليث، حدّثنا سوار بن مصعب، عن كليب بن وائل، عن عبد اللّه بن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«من صافح أخاه المسلّم ليس في صدر أحدهما على صاحبه إحنة لم تتفرق أيديهما حتى يغفر اللّه لهما ما مضى من ذنوبهما، و من نظر إلى أخيه المسلّم نظرة ليس في قلبه عليه إحنة - و قال ابن أبي العلاء: حنة - لم يرفع طرفه حتى يغفر اللّه له ما مضى من ذنبه»[10725].

قال أبو صالح: قال سوّار: الإحنة: الحقد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - و نقلته من خطه - حدّثنا عبد العزيز الكتاني قال: قرأت على أبي القاسم هبة اللّه بن سليمان بن داود الجزري، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الأنصاري بالجزيرة، حدّثنا محمّد بن أحمد بن أبي حمّاد الإسكندراني، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، و هشام بن عمّار قالا: حدّثنا الوليد بن مسلّم عن إسماعيل بن صالح الهاشمي، عن أبيه، عن صالح، عن جده أن نوحا لما هبط عن السفينة اصطنع خيمة من قصب - يعني - كاخا (1) من بردي فقال له بنوه: إنك قد استقللت (2) من الدنيا، فابن لنا و لك نكون معك، فقال: إنّ من يتوقع من الموت ما يتوقع منه، فالخيمة فيه كثير.

لم يذكره ابن يونس في تاريخ مصر.

5890 - محمّد بن أحمد بن حمدان بن عيسى

أبو الطّيّب المرورّوذي (3) ثم الرّسعني (4) الورّاق (5)

سكن رأس العين، مدينة بالجزيرة.

سمع بدمشق: أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، و محمّد بن أحمد بن مطر بن العلاء الفزاري، و محمّد بن عبد الرّحمن بن الحسن الجعفي، و أبا عمران موسى بن عمران بن

ص: 32


1- الكوخ و الكاخ: بيت مسنّم من قصب بلا كوة (القاموس المحيط ).
2- في م و ت:«استقللته» و في د:«استقللت» كالأصل.
3- المروروذي نسبة إلى مرو الروذ و هي بلدة حسنة مبنية على وادي مرو، بينهما أربعون فرسخا (الأنساب).
4- الرسعني نسبة إلى رأس العين: بلدة من ديار بكر قاله السمعاني. و عقب ابن الأثير في اللباب على قوله قال: و ليست من ديار بكر و إنما هي من أرض الجزيرة، بينها و بين حرّان يومان.(راجع الأنساب و اللباب و معجم البلدان).
5- المغني 550/2 و الكامل لابن عدي 297/6.

موسى الطّرسوسي، و بمصر: الربيع بن سليمان، و أحمد بن عبد الرّحمن بن أخي ابن وهب، و محمّد بن عبد الحكم، و بكر بن سهل، و يحيى بن عثمان بن صالح، و سليمان بن شعيب الكسائي، و عبيد اللّه بن سعيد بن كثير بن عفير، و محمّد بن مسعود الجمحي، و يحيى بن بشر القرقساني، و سعيد بن محمّد بن زريق (1)،و جعفر بن محمّد بن فضيل، و أبا فروة يزيد ابن محمّد بن يزيد بن سنان، و موسى بن سليمان المنبجي، و رزق اللّه بن موسى، و أحمد بن الخطاب، و عمر بن مدرك، و محمّد بن يحيى الأزدي، و أحمد بن إبراهيم بن فيل، و الحارث ابن أبي أسامة، و أبا الليث يزيد بن جهور الطّرسوسي، و سوّار بن عبد اللّه العنبري، و إبراهيم ابن إسماعيل بن زرارة، و أبا قرصافة محمّد بن عبد الوهّاب، و محمّد بن خلف العسقلانيين.

و أبا (2) حميد بن سيّار الحمصي و أبا يحيى بن أبي مسرّة (3)،و أبا عتبة أحمد بن الفرج، و عمران بن بكار، و إسحاق بن شاهين، و أبا هشام الرفاعي و غيرهم.

روى عنه: أبو الحسن علي بن الحسن بن علاّن (4)،و بكير الطرسوسي، و أبو أحمد بن عدي، و الحاكم أبو أحمد الحافظ ، و محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد، و الحسين بن أيوب الهاشمي البغدادي.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو القاسم تمام بن محمّد، و عبد الوهّاب الميداني قالوا: أنبأنا أبو بكر محمّد بن عيسى. ح قال: و أنبأنا تمّام، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علاّن، قالا: أنبأنا أبو الطّيب محمّد بن أحمد بن حمدان بن عيسى الرّسعني الورّاق، حدّثنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن مطر بن العلاء بن أبي الشعثاء الفزاري بدمشق، حدّثنا أيوب بن أبي حجر الأيلي، عن بكر بن صدقة الأيلي عن أبيه، عن نافع مولى ابن عمر قال: سمعت ابن عمر يقول:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يخطبنا فيقول:«إذا جاء أحدكم يوم الجمعة فليغتسل، و ليتنظف»[10726].

ص: 33


1- في م و ت:«رزيق» و في د:«زريق» بتقديم الزاي كالأصل.
2- بالأصل:«و أنبأنا» و المثبت عن م، و ت، و د.
3- بالأصل: ميسرة، و المثبت عن م، و ت، د. و اسمه عبد اللّه بن أحمد المكي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 2 632/1.
4- ترجمته في سير الأعلام 6 20/1.

[قال ابن عساكر:] كذا قال، و هو محمّد بن أحمد بن مطر.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو الطّيّب محمّد بن أحمد بن حمدان الورّاق الرّسعني، كان يسكن رأس العين - مدينة من الجزيرة - عن الحسن بن أبي أمية الأنطاكي، و شعيب بن أيوب الصّريفيني، رأيتهم يكذّبونه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، قال (1):محمّد بن أحمد بن عيسى أبو الطّيّب الورّاق المرورّوذي، مقيم (2) برأس العين، كتبت عنه بها، يضع الحديث و يلزق أحاديث قوم لم يرهم، يتفردون بها على قوم يحدث عنهم ليس عندهم، و سمعت أبا عروبة يقول: لم أر في الكذّابين أسفق (3) وجها منه أو كلاما هذا معناه.

قال ابن عدي (4):و لو ذكرت من أحاديثه ما هو منكر و يتهم به و يسويه (5) لطال به الكتاب، و سمعت مشايخ بلده رأس العين و حرّان يقولون: هو الذي حمل سليمان بن المعافى ابن سليمان و كان قاضي رأس العين (6) على أن روى عن أبيه المعافى، و لم يكن قد سمع من أبيه شيئا، و عندي عن ابن عيسى هذا آلاف حديث، و لو ذكرت مناكيره لطال به الكتاب.

5891 - محمّد بن أحمد بن خالد بن يزيد

أبو عبد اللّه المصري المعروف بالأعدالي

قدم دمشق، و سكن مسجد الزيتونة، و حدّث بها عن أبي عبد الرّحمن بكتاب السنن، و عن محمّد بن جعفر بن الإمام الدمياطي، و أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس المنجنيقي، و أبي الطّيّب أحمد بن عبيد اللّه بن يحيى الدارمي، و بكر بن سهل الدّمياطي، و محمّد بن نصر السّرّاج.

ص: 34


1- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 297/6.
2- كذا بالأصل، و م، و ت، و د، و في الكامل: يقيم.
3- كذا بالأصول و ابن عدي. و سفق وجهه: لطمه. و في ميزان الاعتدال:«و أصفق وجها منه» و هو أوجه.
4- الكامل لابن عدي 299/6.
5- كذا رسمها بالأصل، و م، و ت، و د، و ليست في الكامل لابن عدي.
6- من قوله:«و حران.. إلى هنا سقط من م.

روى عنه: تمام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و أبو أحمد عبيد اللّه بن بكر الطّبراني، و أبو قابوس أحمد بن لبيب ابن عبد المنعم البزاز.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن خالد بن يزيد المصري الأعدالي - قراءة عليه في آخرين - قالوا:«أنبأنا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب النسائي - قراءة عليه - حدّثنا يوسف بن واضح، حدّثنا قدامة بن شهاب الماري عن برد بن سنان، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر ابن عبد اللّه أن جبريل أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فعلّمه مواقيت الصلاة[10727].

و ذكر الحديث، قال تمام: حدث به ابن جوصا عن أبي عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني، حدّثني أبو الحسين عبد الوهّاب بن جعفر الميداني قال: و في يوم الثلاثاء لثمان عشرة ليلة مضت من جمادى الآخرة من تسع و أربعين و ثلاثمائة توفي أبو عبد اللّه محمّد بن خالد بن يزيد الأعدالي المصري بمدينة دمشق.

قال عبد العزيز: حدّث عن أحمد بن شعيب النّسائي بالسنن و غير ذلك، حدّثنا عنه عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، و تمّام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، لم أسمع فيه شيئا، و ذكر الميداني أنه دفن بباب الفراديس، و كان قد نيّف على السبعين سنة.

5892 - محمّد بن أحمد بن خلف.

هو محمّد بن أحمد بن محمّد بن خلف بن أبي المعتمر، يأتي بعد.

5893 - محمّد بن أحمد بن أبي خنيش

هو محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي خنيش، يأتي بعد.

آخر الجزء الثالث و التسعين بعد الخمسمائة من الفرع (1).

ص: 35


1- من قوله: آخر الجزء إلى هنا، ليس في م و د، و هو مثبت في ت.
5894 - محمّد بن أحمد بن داود بن سيّار بن أبي عتاب

5894 - محمّد بن أحمد بن داود بن سيّار بن أبي عتاب (1)

أبو بكر البغدادي المؤدّب (2)

قدم دمشق، و سمع بها هشام بن عمّار، و هشام بن خالد الأرزق، و عبّاس بن الوليد بن صبح الخلاّل، و حدّث بها عن يحيى بن إبراهيم بن أبي عبيدة المسعودي، و أبي المعتمر عمّار ابن زريق، و محمّد بن حسّان الواسطي الأزرق، و يحيى بن المفضّل الخرقي، و أبي كامل فضيل بن حسين، و سلمة بن شبيب، و حاتم بن بكر بن غيلان، و نصر بن علي الجهضمي، و محمّد بن عبد الملك بن أبي الشّوارب، و أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السّرح، و محمّد بن مسكين اليمامي و غيرهم.

روى عنه أبو عبد اللّه بن مروان، و أبو علي بن شعيب، و محمّد بن مخلد الدوري، و سليمان بن أحمد الطّبراني، و محمّد بن معمر الذهلي الأصبهاني، و أبو بكر أحمد بن محمّد ابن السري الكوفي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (3)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا محمّد بن معمر الذّهلي، حدّثنا محمّد بن أحمد بن داود المؤدّب البغدادي، حدّثنا محمّد بن يحيى بن فياض الزّمّاني، حدّثني أبي يحيى بن فيّاض، حدّثنا سفيان، حدّثني جابر عن ابن سابط عن عائشة.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أرسل عائشة (5) إلى امرأة فقالت: ما رأيت طائلا، فقال:«لقد رأيت خالا بخدها اقشعرت [منه] ذوائبك» فقلت: ما دونك سرّ، و من يستطيع أن يكتمك ؟[10728].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنبأنا الحسن بن أحمد السلمي، أنبأنا أبو الحسن ابن السمسار، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مروان، حدّثنا محمّد بن أحمد بن أبي عتاب البغدادي، قدم علينا، حدّثنا يحيى بن إبراهيم بن أبي عبيدة بن معن المسعودي، حدّثنا أبي عن أبيه عن جده عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرّحمن بن يزيد قال: كان عبد اللّه بن مسعود يحك المعوذتين من مصاحفه يقول: إنها ليست من كتاب اللّه.

ص: 36


1- في م: عناب، تصحيف.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 301/1.
3- زيادة عن م و ت و د، للإيضاح.
4- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 301/1.
5- في تاريخ بغداد:«أرسلها» بدل «أرسل» عائشة.

قال سليمان بن مهران الأعمش: و حدّثنا عاصم بن أبي النجود عن زرّ بن حبيش، عن أبيّ بن كعب قال: سألنا عنها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال:«قيل (1) لي، فقلت.» [10729].

أخبرنا أبو الحسن زيد بن حمزة بن يزيد الموسوي (2)،أنبأنا أبو منصور محمّد بن عبد اللّه بن مندويه.

ح و أنبأنا أبو علي الحداد، قالا: أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا محمّد بن معمر، حدّثنا، أبو بكر محمّد بن أحمد بن داود المؤدّب، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا بقية، حدّثنا ابن (3) جريج، عن عطاء، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من كسا وليا للّه ثوبا كساه اللّه من خضر الجنة، و من أطعمه على جوع أطعمه اللّه من ثمار الجنّة، و من سقاه على ظمأ سقاه اللّه من الرحيق المختوم يوم القيامة»[10730].

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، و أبو محمّد بن طاوس المقرئ، و أبو القاسم بن عبدان، قالوا: أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، حدّثنا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري، حدّثنا محمّد بن أحمد بن داود بن سيّار بن أبي عتاب البصري بدمشق قدم علينا، حدّثنا أبو عمرو حاتم بن بكر الضبي، حدّثنا أبو عبّاد محمّد بن عبّاد الهنائي (4)،حدّثنا مجّاعة بن الزبير (5)،عن الحسن [عن] (6) عبد الرّحمن بن سمرة قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يا عبد الرّحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة، فإنّك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها، و إن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها، و إذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فائت الذي هو خير، و كفّر عن يمينك»[10731].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو منصور بن خيرون قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (7):محمّد بن أحمد بن داود بن سيّار بن أبي عتاب أبو بكر المؤدّب، سمع يوسف بن واضح البصري، و نصر بن علي الجهضمي، و محمّد بن يحيى

ص: 37


1- الأصل:«قفل» و في م و ت:«معل» و المثبت عن د.
2- كذا بالأصل و م و ت، و في د: الموسى.
3- في الأصل:«أبو جريج» و المثبت عن م، و ت، و د.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 6 401/1 و بالأصل و ت و د: الهناني، و المثبت عن تهذيب الكمال.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 196/7.
6- سقطت من الأصل و استدركت عن م و د ت و د.
7- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 301/1.

ابن فيّاض الزّماني، و سلمة بن شبيب النيسابوري، روى عنه: محمّد بن مخلد الدوري، و سليمان بن أحمد الطبراني، و محمّد بن معمر أبو مسلّم الأصبهاني - زاد ابن خيرون: و ذكره الدار قطني فقال: لا بأس به.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

سألت الدارقطني عن محمّد بن أحمد بن داود بن سيّار (1) المؤدّب فقال: بغدادي.

5895 - محمّد بن أحمد بن ذرة القرشي

حدّث عن محمّد بن الفيض الغسّاني الدمشقي.

روى عنه: أبو القاسم عبد الرّحمن بن عمر بن نصر الدمشقي.

5896 - محمّد بن أحمد بن راشد بن معدان بن عبد الرحيم

5896 - محمّد بن أحمد بن راشد بن معدان بن عبد الرحيم (2)

أبو بكر الثّقفي مولاهم (3)

أصبهاني، رحل و سمع بدمشق و العراق و مصر.

و حدّث عن أبيه و عمه محمّد بن راشد، و محمّد بن يعقوب بن حبيب الغساني، و يزيد ابن محمّد بن عبد الصّمد، و موسى بن عامر المرّي، و عبد الرّحمن بن عبد الصّمد بن شعيب ابن إسحاق الدمشقيين، و إبراهيم بن سعيد الجوهري، و إبراهيم بن عبد اللّه بن خالد المصّيصي، و عصام بن روّاد بن الجرّاح، و أبي مسعود أحمد بن الفرات، و أحمد بن إبراهيم ابن هشام بن ملاّس، و عبد الرّحمن بن الحسن (4) بن عبد اللّه بن يزيد بن تميم الحوراني، و الوليد بن مزيد البيروتي، و الهيثم بن مروان الدمشقي، و عبد اللّه بن أبي رومان الاسكندراني، و الربيع بن سليمان المرادي، و أبي السائب سلّم بن جنادة، و محمّد بن خالد ابن خداش، و عيسى بن شاذان البصري، و أبي حاتم الرازي، و إبراهيم بن الحسن المقسمي، و غيرهم.

روى عنه: أبو أحمد محمّد بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم العسّال، و أبو الشيخ، و أبو

ص: 38


1- صحفت هنا بالأصل إلى: بشار.
2- كذا بالأصل و ت و د، و في م: عبد الرحمن.
3- ترجمته في ذكر أخبار أصبهان 243/2 و تاريخ بغداد 302/1 و سير أعلام النبلاء 4 404/1 و تذكرة الحفاظ 3/ 814. و الوافي بالوفيات 68/3 و شذرات الذهب 258/2.
4- بالأصل: الحسين، و المثبت عن م، و ت، و د.

بكر محمّد بن جعفر بن يوسف، و أبو (1) بكر محمّد بن أحمد بن عبد الوهّاب، و محمّد بن عبيد اللّه بن المرزبان الواعظ ، و محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد ابن بطة الأصبهانيون، و سليمان بن أحمد الطبراني، و أبو الحسين بن المنادي، و أبو عبد اللّه محمّد بن خفيف الصوفي.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر ابن المقدمي، حدّثنا محمّد بن أحمد بن راشد، حدّثنا يحيى بن حكيم - يعني - المقوم، حدّثنا عبد المجيد بن عبد العزيز، حدّثنا معمر (2) بن راشد، عن الزهري، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«المرء مع من أحبّ »[10732].

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن (3) أبي منصور، أنبأنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم، و أبو طاهر بن محمود، قالا: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن راشد بن معدان، حدّثنا أبو السّائب سلّم (4) بن جنادة، حدّثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«تزوجوا النساء فإنهنّ يأتين بالمال».

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو عبد اللّه الأصبهاني، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن راشد بن معدان الأصبهاني، قال: سمعت الهيثم بن مروان، فذكر حكاية.

أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال (5):

محمّد بن أحمد بن راشد بن معدان بن عبد الرحيم مولى لثقيف أبو بكر، محدّث ابن محدّث، توفي بكرمان سنة تسع و ثلاثمائة (6)،كتب بالعراق، و مصر، كثير الحديث و التصانيف، حدّث عنه ابن الباغندي، و الناس، حدّثنا عنه القاضي، و الجماعة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون

ص: 39


1- في م و ت و د: و أبا بكر.
2- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م و ت و د.
3- في د:«عن».
4- في م: سالم، تصحيف.
5- رواه أبو نعيم الحافظ في كتابه ذكر أخبار أصبهان 243/2.
6- لفظة «و ثلاثمائة» ليست في أخبار أصبهان.

قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):

محمّد بن أحمد بن راشد الأصبهاني، قدم بغداد و حدّث بها عن يونس بن حبيب صاحب أبي داود الطيالسي، روى عنه أبو الحسين بن المنادي. و لم يزد على هذا.

5897 - محمّد بن أحمد بن رزقان أبو بكر المصّيصي

5897 - محمّد بن أحمد بن رزقان (2) أبو بكر المصّيصي

حدّث بدمشق عن علي بن عاصم، و حجّاج بن محمّد الأعور، و أبي غسّان مالك بن إسماعيل النهدي، و عبد اللّه بن علي بن موسى.

روى عنه أبو الميمون بن راشد، و أبو بكر بن أبي دجانة، و أبو علي بن حبيب، و أبو الفضل أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن هلال، و أبو علي محمّد بن محمّد بن أبي حذيفة (3).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد البجلي - قراءة عليه - حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن رزقان المصّيصي بدمشق سنة تسع و ستين و مائتين، حدّثنا علي بن عاصم عن أبي ريحانة بن مطر، عن سفينة مولى النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم يوضّئه المدّ من الماء، و يغسله الصاع من الجنابة[10733].

قرأت على أبي محمّد بن حمزة عن أبي بكر الخطيب قال: محمّد بن أحمد بن رزقان [أبو بكر] (4) المصّيصي - بكسر الراء - حدّث عن علي بن عاصم، و حجّاج بن محمّد، روى عنه الحسن بن حبيب، و أبو الميمون بن راشد الدمشقيان.

قرأت على أبي محمّد أيضا، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال (5):أما رزقان بكسر الراء بعدها زاي ساكنة، فهو محمّد بن أحمد بن رزقان أبو بكر المصّيصي، حدّث عن علي ابن عاصم، و حجّاج بن محمّد، روى عنه الحسن بن حبيب، و أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد البجلي الدمشقيان.

ص: 40


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 302/1.
2- رزقان ضبطت بكسر الراء و سكون الزاي عن الاكمال لابن ماكولا.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 5 331/1.
4- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل، و بعدها صح.
5- الاكمال لابن ماكولا 184/4.
5898 - محمّد بن أحمد بن سعيد أبو عبد اللّه الواسطي المعروف بابن كساء

سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و هشام بن خالد الأزرق، و دحيما، و القاسم بن عثمان الجوعي، و أحمد بن أبي الحواري، و محمّد بن سليمان المصّيصي لوينا، و العلاء بن سالم، و أبا الطاهر أحمد بن عمرو بن السّرح، و عيسى بن مثرود الغافقي المصري، و محمّد بن الوزير الدمشقي، و محمّد بن حرب النّشائي، و حمّاد بن إسماعيل بن عليّة، و محمّد بن معمر البحراني، و عمر بن شبّة، و أبا الطاهر بن السّرح (1)،و عبد الرّحمن بن عبيد اللّه، و عبيد بن هشام الحلبي، و أحمد بن صالح المصري، و محمّد بن صدران (2).

روى عنه: أبو عبد اللّه محمّد بن يحيى بن أحمد بن يحيى الفقيه، و أبو الشيخ عبد اللّه ابن محمّد بن جعفر بن حيّان، و أبو الحسين علي بن عبد اللّه بن الفضل البغدادي، و عبد الباقي بن قانع، و أبو محمّد الحسن بن عبد الرّحمن بن خلاّد الرّامهرمزي (3)،و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عثمان المزني الواسطي المعروف بابن السّقّا (4)،و سليمان بن أحمد الطّبراني، و أبو بكر الإسماعيلي، و أبو علي الحسن بن هشام بن عمرو، و محمّد بن عبد اللّه ابن يوسف العماني - نزيل بخارى - و أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي.

كتب إليّ أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن الذّكواني (5)،حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد ابن جعفر، حدّثني محمّد بن أحمد بن سعيد الواسطي، حدّثنا هشام بن خالد، حدّثنا الوليد ابن مسلّم، حدّثني ربيعة بن ربيعة، عن نافع بن كيسان، عن أبيه كيسان قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق»[10734].

5899 - محمّد بن أحمد بن سعيد البيروتي

حكى عنه إبراهيم بن علاّن.

ص: 41


1- كذا بالأصل و م و ت و د:«و أبا الطاهر بن السرح» و لعله تكرار فقد مرّ: أبا الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح.
2- ضبطت بضم الصاد عن الأصل و د.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 6 73/1.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 6 351/1. و هو من مزينة مضر، و لم يكن سقاء، بل هو لقب له.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 7 608/1.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين - إجازة - قال: سمعت الشريف الفاضل أبا الحسن محمّد بن علي بن الحسين بن الحسن بن القاسم بن محمّد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن الحسن (1) بن علي بن أبي طالب الصّوفي السّنّي (2) رحمه اللّه قال: سمعت إبراهيم بن علاّن يقول: سمعت محمّد ابن أحمد بن سعيد البيروتي - رحمه اللّه - يقول: الحكيم بحر من البحور، و جسر من الجسور، إن غصت أخرجت اللآلئ، و إن عبرت عليه أشرفت على المعالي.

5900 - محمّد بن أحمد بن سعيد بن الفضل أبو بكر البغدادي الكاتب

5900 - محمّد بن أحمد بن سعيد بن الفضل أبو بكر البغدادي الكاتب (3)

صاحب شعر مستحسن، و نثر في الكتابة حسن.

قدم دمشق، و كتب عنه أبو محمّد عبد الرّحمن بن علي بن صابر السّلمي.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، و نقلته من خطه، قال: سمعت الشيخ الرئيس الأجلّ أبا بكر محمّد بن أحمد بن سعيد بن الفضل البغدادي الكاتب يقول في استهداء مداد و أقلام و كاغد:

محل مولاي الرئيس الأجلّ السيّد أطال اللّه بقاءه، و أدام علاه و حرس عزّه و بهاه، و كبت حسدته و أعلاه (4) في نفسي، و مكانه من نفننى (5) و أنسي يوجب الانبساط فيما دقّ و جلّ ، و كثر و قلّ ، و إن كان كرمه مستفيضا و فضله طويلا عريضا، و كان بيني و بين الوالد صداقة متأكدة، و مودّة مستحصدة توجب مثل هذه الحال، و أنا استمد من معونته مدادا كلون الشباب، أو سويداء دائم الاكتئاب، كأنما كرع في ناظري رشا مذعورا و سويداء قلب غير مسرور، فإنّ الدواة قد شابت ذوائبها، و تبسم قاطبها، و ضحكت مستديرة، و أضاءت مستنيرة:

أشكو إليك مشيبا لاح بارقه *** في فرع رهماء تجري بالأساطير

كانت مفارقها مسكا مضمّخة *** فما لها بدّلت منها بكافور

و مقلة عهدت كحلا مرهها *** طول البكاء على بيض الطوامير

ص: 42


1- «بن الحسن» كذا كررت بالأصل، و م، و ت، و د، و سقطت من الأنساب (الوصي). راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 7 77/1.
2- كذا بالأصل و م و ت و د، و لعله:«الحسني» راجع سير أعلام النبلاء و الأنساب.
3- ترجمته في الوافي بالوفيات 110/2.
4- الأصل و م: و اعداه، و في ت: و اغداه، و لعل ما أثبت عن د، هو الوجه.
5- كذا رسمها بالأصل و م و ت و د.

و أقلاما يعلم أظفار الخطوب، و يؤذن بدرك المطلوب،... (1) كالسمهريات (2)، مرقوشة كالحيّات، تهزأ بالسّمر الطوال، و تستكنّ في جريها الأرزاق و الآجال:

بها يدرك المرء آماله *** و يسمو إلى درجات العلى

تروق العيون بإزهارها *** و تخبر عن مضمرات الحشا

و بياضا مصقولا يتكافأ عرضا و طولا، نقيا كعرضه الوافر، و قدحه الظافر الفائز، يرتاح القلب بإشراقه، و يبتهج عند وجوده و لحاقه:

صحائف لو شئنا لقلنا صفا *** ئح فما منها إلاّ أغرّ صقيل

و إذا تطول بالمقترح أضاف السالف إلى تاليه، و عقد إعجازه بهواديه، و استخلص ثنائي و شكري و رأيه في ذلك أعلى إن شاء اللّه.

قال أبو محمّد بن صابر: و أنشدني له أيضا من قصيدة يمدح بها المعروف بالأفضل أبا القاسم بن بدر الأرمني المعروف بأمير الجيوش (3):

أعلى الكثيب عرفت رسم المنزل *** و ملاعب الظّبي الغرير الأكحل

و مجال أفراس و مبرك هجة *** عقيل ولدان و موقع مرجل

يا حبّذا طلل الجميع و حبّذا *** دار لعمرة باللّوى لم يشكل

إنّ الألى رحلوا شموس محاسن *** وخدت بهم خوص الركاب الذلل

فسقى ديارهم سحاب صيّب *** يهتزّ في ريح الصّبا و الشّمال

يا صاحبيّ تبصّرا من وائل *** هل بعد رامة و اللّوى من منزل

فلقد عهدت بجوّة من عامر *** هيفاء تهزأ بالغصون الميّل

نشوانة اللحظات من خمر الصبى *** تفتر عن برد (4) الرّضاب السلسل

حكم الظلام لها على بدر الدّجى *** يا عزّ مصقول و جيد معزل

و لقد نعمت من الزمان بشاشة *** ما بين أقمار الخدور الأفّل

فالآن إذ نسج المشيب شبيبتي *** و ألان عودي للخطوب النّزّل

أعرضن عني بالخدود و طالما *** غادرنني عرضا لمرمى عذّل

ص: 43


1- كلمة رسمها بالأصل:«مغنومة» كذا، و في ت:«منومة» و في م:«متومه» و في د: مموهة.
2- السمهريات: الرماح الصلبة، واحدها: ال .
3- بعض الأبيات في الوافي بالوفيات 111/2.
4- الأصل: بعض، و المثبت عن م، و ت، و د.

و لقد حللت حبي الظلام بفتية *** مثل الأهلّة في ظهور البزّل

ركب كحيطان الأراك هديتهم *** و الليل في غلوائه لم ينجل

لعب الكلال بهم على طول السّرى *** و طلاهم ملوية بالأرجل

متباريات بالنجاد و دونها *** لقم على مجرى الحصا و الجندل

فاتت و قد حدر الصباح لثامه *** مستبشرات بالمليك الأفضل

ملك يجير على الزمان و صرفه *** و يقيم مائل كلّ خطب معضل

و إذا الوفود تزاحموا بفنائه *** برقت أسرّة وجهه المتهلّل

يعطي الجزيل من النوال تبرّعا *** و ينيل مسئولا و إن لم يسأل

قد بخّل الأنواء جود يمينه *** و أعاد حاتم في ملابس جرول

يا سيّد الأمراء جودك قادني *** و إليك من أرض العراق ترحّلي

فارقت أوطاني و جئت مهاجرا *** أسعى لمجد في الأنام مؤثّل

و قد التقت حلق البطان و ليس لي *** عن جود كفّك في الورى من معدل

جرول: الحطيئة الشاعر، و كان بخيلا.

5901 - محمّد بن أحمد بن سلّم

5901 - محمّد بن أحمد بن سلّم (1)

هو محمّد بن أحمد بن محمّد الضّرّاب، يأتي بعد.

5902 - محمّد بن أحمد بن سليمان أبو العبّاس الهروي الفقيه

5902 - محمّد بن أحمد بن سليمان أبو العبّاس الهروي الفقيه (2)

سمع بدمشق: أبا الحكم الهيثم بن مروان بن الهيثم بن عمران، و موسى بن عامر المرّي، و مسلّم بن حاتم الأنصاري، و محمّد بن حفص بن عمر المقرئ، و زيد بن أخزم الطائي، و عمرو بن علي الفلاّس، و محمّد بن مسكين اليمامي، و أبا عمير عيسى بن محمّد بن النحاس.

روى عنه: عبد الرّحمن بن محمّد بن سياه، و محمّد بن إسحاق بن أيوب، و أحمد بن بندار الشّعّار، و أبو الشيخ عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيّان الأصبهانيون، و أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي.

ص: 44


1- كذا بالأصل و ت، و في م و د: سالم.
2- ترجمته في ذكر أخبار أصبهان 219/2.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (1)،حدّثنا محمّد بن إسحاق بن أيوب، حدّثنا محمّد بن أحمد بن سليمان الهروي - إملاء - سنة أربع و ثمانين و مائتين، حدّثنا موسى بن عامر، حدّثنا الوليد بن مسلّم عن ابن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر أن رجلا زوّج ابنته بكرا (2)،فكرهت، فردّ النبي صلى اللّه عليه و سلّم نكاحه[10735].

قال أبو نعيم (3):محمّد بن أحمد بن سليمان أبو العبّاس الهروي، فقيه محدّث، كثير المصنفات، كتب عنه عامة شيوخنا: جعفر بن أحمد بن فارس، و الوليد بن أبان، و إسحاق، و أبو عمرو ابنا ممك، خرج من عندنا سنة ست و ثمانين و مائتين إلى الجبل و مات بها.

كتب إليّ أبو سعد محمّد بن محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه.

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني - بمرو - أنبأنا أبو علي الحداد، قالوا: أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن محمّد بن جعفر قال: سنة اثنتين (4) و تسعين و مائتين فيها مات أبو العبّاس محمّد بن أحمد بن سليمان الهروي في رجب ببروجرد (5).

5903 - محمّد بن أحمد بن سليمان أبو النّضر الشّرمغولي النّسوي

5903 - محمّد بن أحمد بن سليمان أبو النّضر الشّرمغولي (6) النّسوي

سمع بدمشق أبا الدحداح، و أبا محمّد عبد اللّه بن الحسين بن محمّد بن جمعة، و أبا بكر محمّد بن الحسن بن فيل بأنطاكية.

و حدّث عن أبي جعفر محمّد بن أحمد بن عبد الجبّار الرذاني (7) النسوي.

روى عنه: أبو مسعود أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن عبد العزيز الشّرمغولي

ص: 45


1- رواه أبو نعيم الحافظ في ذكر أخبار أصبهان 219/2.
2- بالأصل:«بكر» تصحيف، و التصويب عن م، و ت، و د، و أخبار أصبهان.
3- ذكر أخبار أصبهان 219/2.
4- بالأصل: اثنين، و المثبت عن م، و ت، و د.
5- ضبطت بفتح ثم الضم ثم السكون و كسر الجيم و سكون الراء بلدة بين همذان و بين الكرج، بينها و بين همذان ثمانية عشر فرسخا في (معجم البلدان).
6- ضبطت بفتح الشين المعجمة و سكون الراء و فتح الميم و ضم الغين المعجمة، هذه النسبة إلى شرمغول قرية فيها قلعة حصينة بنسا، على أربعة فراسخ من نسا (الأنساب).
7- هذه النسبة إلى رذان، الذال مخففة، قرية من قرى نسا، ذكره السمعاني و ترجم له (الأنساب: الرذاني).

البجلي (1)،و القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن سلمة، و أبو سعد الخير بن عثمان بن أحمد الشّيرازي.

أخبرنا جدي القاضي أبو المفضل يحيى بن علي، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء قال:

قرئ على القاضي أبي عبد اللّه الحسين بن أحمد بن سلمة بن عبد اللّه المالكي - بميّافارقين - حدّثنا أبو النضر محمّد بن أحمد بن سليمان الشّرمغولي بنسا في جمادى الآخرة من سنة ست و ثمانين و ثلاثمائة، أنبأنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل التميمي - بدمشق، قراءة عليه - حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن هاشم البعلبكي بدمشق، حدّثنا الوليد بن مسلّم، عن ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جبير بن نفير، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل أنه سمعه يقول: سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: أيّ الأعمال أحبّ إلى اللّه ؟ قال:«أن تموت و لسانك رطب من ذكر اللّه»[10736].

سمع أبو مسعود الشّرمغولي منه سنة ثمان و ثمانين و ثلاثمائة. و قال: حدّثنا الشيخ الثقة الصالح.

أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمّد بن أحمد الأصبهاني، و حدّثني أخي أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن الفقيه - رحمه اللّه - عنه، أنشدني أبو القاسم لاحق بن محمّد التميمي في آخرين، قالوا: أنشدنا أبو مسعود أحمد بن محمّد بن عبد اللّه البجلي الحافظ - إملاء - قال:

ودّعت أبا النضر الشّرمغولي فأنشدني:

شيئان لو بكت الدماء عليهما *** عيناي حتى يؤذنا بذهاب

لم يبلغا المعشار من حقّيهما *** فقد الشباب، و فرقة الأحباب

5904 - محمّد بن أحمد بن سهل أبو عبد اللّه البرّكاني القاضي المالكي

5904 - محمّد بن أحمد بن سهل (2) أبو عبد اللّه البرّكاني (3) القاضي المالكي

حدّث عن محمّد بن عبد اللّه بن المستهل، و بندار، و ابن مثنّى، و محمّد بن عبّاد بن

ص: 46


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 8 62/1.
2- بالأصل و المختصر:«سعد» و المثبت عن ت، و م، و د.
3- ضبطت عن المختصر، و كتب محققه بالهامش - نقلا عن نسخة محققة من الأنساب:«البركاني بفتح أوله و ثانيه مشددا، أحسبه منسوبا إلى بيع البركان، و هو ضرب من الأكسية». و لم ترد هذه النسبة في الأنساب و لا في اللباب، راجع التهذيب للأزهري 0 442/1 و في اللسان (بركن) و تاج العروس (بتحقيقنا) بركن: نقلا عن الفراء: يقال للكساء الأسود بركان، كذا ضبطت فيهما بالقلم. و في م:«المركاني» و في د، و ت:؟؟؟ «البركاني»؟؟؟ بدون إعجام الحرف الأول.

آدم، و عبد اللّه بن محمّد الزهري، و إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، و محمّد بن مسكين اليمامي، و محمّد بن عثمان بن أبي صفوان، و حوثرة بن محمّد المنقري، و النّضر بن طاهر، و محمّد بن معمر البحراني، و يحيى بن حبيب بن عربي، و أبي زرعة الرازي، و نصر ابن علي الجهضمي، و عبد اللّه بن شبيب، و أبي داود السّجستاني.

روى عنه زكريا بن أحمد القاضي البلخي، و محمّد بن خفيف الصوفي، و سليمان بن أحمد الطّبراني، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عثمان بن السّقّا الواسطي، و أبو علي بن أبي الزّمزام، و أبو القاسم عبد الوهّاب بن هلال بن عبد الوهّاب البيروتي، و عبد اللّه بن أحمد ابن ربيعة بن زبر القاضي، و محمّد بن سليمان الرّبعي البندار، و يوسف الميانجي، و أبو هاشم المؤدب، و أبو بكر بن أبي دجانة، و إبراهيم بن محمّد بن صالح بن سا... (1)،و أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي، و حمزة بن محمّد الكناني، و أبو بكر محمّد بن عدي بن زحر المنقري البصري.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن أبي الفضل الكفرطابي، حدّثنا أبو علي الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي - إملاء - حدّثنا محمّد بن أحمد البركاني القاضي، قاضي دمشق، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد الزهري، حدّثنا محمّد بن جعفر، عن عوف، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة.

عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لو كان الدين بالثّريا لناله رجال من أبناء فارس»[10737].

أخبرنا جدي أبو المفضل يحيى بن علي، أنبأنا أبو المنجّا حيدرة بن علي بن محمّد بن إبراهيم الأنطاكي العابر - قراءة عليه - أنبأنا أبو [علي] (2) الحسن بن علي بن الحسن بن أبي الفضل الكفرطابي، حدّثنا أبو علي الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي - إملاء - في المسجد الجامع بدمشق، حدّثنا محمّد بن أحمد البرّكاني، حدّثنا بندار محمّد بن بشّار، حدّثنا يحيى ابن سعيد، حدّثنا هشام بن عروة عن أبيه، عن ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم كان يقول:«إذا بدا حاجب الشمس فأخّروا الصلاة حتى تغيب»[10738].

ص: 47


1- كذا ورد بالأصل و م و ت و د:«سا» قسم من اللفظة، ثم بعدها بالأصول بياض. و لعل الصواب:«سنان»، و هو إبراهيم بن محمّد بن صالح بن سنان القرشي الدمشقي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 5 534/1.
2- زيادة عن د، و ت، و م.

[أخبرناه (1) عاليا أبو عبد اللّه الخلال، أنا إبراهيم بن منصور الخباز، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، حدثنا أبو خيثمة، أنا وكيع، نا هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إذا بدا حاجب الشمس فأخروا الصلاة حتى تغيب»] [10739].

و من عالي حديثه ما:

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين السلمي، أنبأنا أبو الحسين بن أبي نصر، أنبأنا القاضي أبو بكر الميانجي (2)،حدّثنا محمّد بن علي التوري - ببغداد - و القاضي البرّكاني بالرقّة و غيرهما، قالوا: حدّثنا رزق اللّه بن موسى، حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إذا دخل في الصلاة رفع يديه نحو صدره، و إذا ركع و إذا رفع رأسه من الركوع، و لا يرفع بعد ذلك[10740].

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، حدّثنا أبو القاسم عمر بن أحمد بن هارون العسكري قال: سمعت البركاني القاضي يقول:

الإيمان شجرة، و الكفر شجرة، و لكلّ واحدة أغصان، و أغصان الإيمان السنّة، و أغصان الكفر البدعة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني، أنبأنا أبو القاسم تمّام بن محمّد - إجازة - أنبأنا أبو عبد اللّه بن مروان، قال: ثم صرف - يعني - عمر بن الجنيد سنة ست و ثلاثمائة و ولي مكانه محمّد بن أحمد البرّكاني فاستخلف أحمد بن عبد اللّه الحماري، فتسلّم من عمر بن الجنيد الديوان لتسع بقين من ذي الحجة سنة ست و ثلاثمائة، و قدم البرّكاني فأقام قاضيا، ثم شخص معزولا للنصف من المحرم سنة عشر و ثلاثمائة، ثم ولي القضاء بعده على دمشق زكريا بن أحمد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة عشر و ثلاثمائة فيها توفي أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد البرّكاني القاضي بالبصرة عشي يوم الأحد سلخ ذي الحجّة.

ص: 48


1- الخبر التالي، سقط من الأصل، و استدرك بين معكوفتين عن م، و ت، و د.
2- بالأصل و م و ت: اليانجي، و المثبت عن د.
5905 - محمّد بن أحمد بن سهل بن عقيل أبو بكر البغدادي الأصباغي

5905 - محمّد بن أحمد بن سهل بن عقيل أبو بكر البغدادي الأصباغي (1)

صاحب المواريث.

سكن دمشق، و حدّث بها عن أبي سليمان محمّد بن يحيى بن المنذر القزّاز (2)، و محمّد بن الحسين بن البستنبان.

روى عنه: أبو الفتح عبد الواحد بن مسرور، و أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد السّلمي المؤدب (3).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنبأنا تمام بن محمّد، حدّثنا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن الأصبهاني الجواربي (4)،و أبو القاسم محمّد بن أحمد بن سهل البغدادي الأصباغي، قالا:

حدّثنا أبو سليمان محمّد بن يحيى بن المنذر القزّاز بالبصرة، حدّثنا خالد بن حمزة العطار، حدّثنا بهز بن حكيم عن أبيه، عن جده قال: قلت: يا رسول اللّه من أبرّ؟ قال:«أمّك»، قلت: ثم من ؟ قال:«ثم أمّك»، قلت: ثم من ؟ قال:«ثم أمّك، ثم أباك، ثم الأقرب فالأقرب».

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن المالكي، و أبو منصور بن خيرون قالوا: قال لنا أبو بكر أحمد بن علي (5):

محمّد بن أحمد بن سهل بن عقيل أبو بكر الأصباغي البغدادي صاحب المواريث، سكن دمشق، و حدّث بها عن محمّد بن الحسين بن البستنبان، روى عنه أبو الفتح بن مسرور، و قال: ما علمت من أمره إلاّ خيرا.

5906 - محمّد بن أحمد بن سهل بن نصر أبو بكر الرّملي المعروف بابن النابلسي

حدّث عن أبي جعفر محمّد بن أحمد بن شيبان الرّملي، و سعيد بن هاشم بن مرثد الطّبراني، و عمر بن محمّد بن سليمان العطّار، و عثمان بن محمّد بن علي بن جعفر الذهبي،

ص: 49


1- ترجمته في تاريخ بغداد 307/1.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 3 418/1.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 6 152/1.
4- تقرأ بالأصل و ت:«الحوارى» و المثبت عن م و د. و الجوابي نسبة إلى الجوارب و عملها.(الأنساب).
5- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 307/1.

و محمّد بن الحسن بن قتيبة، و أحمد بن ريحان، و أبي الفضل العباس بن الوليد القاضي، و أبي عبد اللّه جعفر بن أحمد بن إدريس القزويني، و إسماعيل بن محمّد بن محفوظ ، و أبي سعيد بن الأعرابي، و أبي منصور محمّد بن سعد.

روى عنه: تمام بن محمّد، و سمع منه بالرملة، و عبد الوهّاب الميداني، و أبو الحسن الدارقطني، و أبو مسلّم محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر الأصبهاني، و أبو القاسم علي بن عمر بن جعفر الحلبي، و بشرى بن عبد اللّه مولى فلفل.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة عليه - حدّثنا أبو محمّد الكتاني، حدّثنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن جعفر بن علي بن أحمد بن زياد، أنبأنا الشيخ أبو بكر محمّد بن أحمد بن سهل بن نصر النّابلسي الشيخ الصالح رحمه اللّه، أنبأنا عمر بن محمّد بن سليمان العطّار، حدّثني أبو بكر أحمد بن سليمان بن عمرو الأنماطي بحلب، حدّثنا مخلد بن مالك، حدّثنا مخلد بن يزيد، عن مجاشع بن عمرو، عن محمّد بن الزبرقان، عن مقاتل بن حيان، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«إنّ أهل الجنّة ليحتاجون إلى العلماء في الجنّة، و ذلك أنهم يزورون اللّه - عزّ و جل - في كلّ جمعة، فيقول لهم: تمنّوا عليّ ما شئتم، فيلتفتون إلى العلماء فيقولون: ما ذا نتمنى ؟ فيقولون: تمنّوا عليه كذا و كذا، قال: فهم يحتاجون إليهم في الجنّة، كما يحتاجون إليهم في الدنيا»[10741].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرني عبد الملك بن عمر الرزاز، و محمّد بن عبد الملك القرشي، قالا: أنبأنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثني أبو بكر محمّد بن أحمد بن أحمد بن سهل النابلسي الشهيد بالرّملة، حدّثنا محمّد بن الحسن بن قتيبة، فذكر حديثا.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني، حدّثني أبو النجيب عبد الغفّار ابن عبد الواحد الأرموي، قال: قال لنا أبو ذرّ الهروي: أبو بكر النابلسي سجنه بنو عبيد و صلبوه على السنّة، و سمعت الدارقطني يذكره و يبكي و يقول: كان يقول و هو يسلخ: كٰانَ ذٰلِكَ فِي الْكِتٰابِ مَسْطُوراً (1).

ص: 50


1- سورة الإسراء، الآية:58.

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني: و فيها - يعني - سنة ثلاث و ستين و ثلاثمائة توفي العبد الصالح الزاهد أبو بكر محمّد بن أحمد بن سهل بن نصر الرّملي المعروف بابن النابلسي، و كان يرى قتال المغاربة و بغضهم أنه واجب، و كان قد هرب من الرّملة إلى دمشق فقبض عليه الوالي بها أبو محمود الكتامي صاحب العزيز بن تميم بدمشق، و أخذه و حبسه في شهر رمضان سنة ثلاث و ستين و ثلاثمائة، و جعله في قفص خشب، و حمله إلى مصر، فلمّا حصل بمصر قيل له: أنت الذي قلت: لو أنّ معي عشرة أسهم لرميت تسعة في المغاربة و واحدا في الروم، فاعترف بذلك، و قال: قد قلته، فأمر أبو تميم بسلخه، فسلخ وحشي جلده تبنا و صلب - رحمه اللّه.

سمعت أخي أبا الحسين رحمه اللّه يقول: سمعت أبا طاهر أحمد بن محمّد الأصبهاني يقول: سمعت المبارك بن عبد الجبّار ببغداد يقول: سمعت محمّد بن علي الصّوري الحافظ و كتبه لي بخطه قال: سمعت أبا بكر محمّد بن علي الأنطاكي يقول: سمعت ابن الشعشاع المصري يقول: رأيت أبا بكر بن النابلسي بعد ما قتل في المنام و هو في أحسن هيئة، فقلت له: ما فعل اللّه بك ؟ فقال:

حباني مالكي بدوام عزّ *** و واعدني بقرب الانتصار

و قرّبني و أدناني إليه *** و قال: أنعم بعيش في جوار

و كان الذي تولى القبض على أبي بكر النابلسي ظالم بن مرهوب العقيلي الذي كان أولا في جملة أصحاب القرمطي، ثم خالفه و صار في جملة المصريين.

5907 - محمّد بن أحمد بن أبي سهل أبو عبد اللّه المروذي

قدم دمشق، و حدّث عن أبي الحسن بن الصلت المجبّر (1).

روى عنه: علي بن الخضر بن سليمان السلمي.

5908 - محمّد بن أحمد بن سلامة بن بشر بن بديل العذري

روى عن جده أبي كلثم سلامة بن بشر، و يحيى بن صالح الوحاظي.

روى عنه: ابنه أبو بكر أحمد بن محمّد، و قد تقدم حديثه في ترجمة أبيه.

ص: 51


1- هو أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم، ترجمته في سير أعلام النبلاء 7 186/1.

أخبرنا أبو محمّد السلمي، حدّثنا أبو محمّد الصوفي، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن أبي كلثم، حدّثني أبي، عن جده أبي كلثم بن سلامة بن بشر بن بديل، حدّثنا يزيد بن السّمط عن الأوزاعي، أخبرني مالك، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إنّ الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال: هذه غدرة فلان» (1)[10742].

و هذا مثل حديث قبله.

5909 - محمّد بن أحمد بن سيّد حمدويه أبو بكر التّميمي

5909 - محمّد بن أحمد بن سيّد حمدويه (2) أبو بكر التّميمي

و يقال مولى بني هاشم الزاهد صاحب الكرامات المشهورة.

صحب قاسما الجوعي، و حدّث عنه، و عن شعيب بن عمرو الضّبعي، و مؤمّل بن إهاب، و أبي موسى عمران بن موسى الطّرسوسي، و أبي حبيب محمّد بن علي بن عصان الكوفي، و أبي أحمد القاسم بن منصور، و عباس بن الوليد بن مزيد، و محمّد بن إسماعيل الصائغ.

روى عنه: أبو بكر محمّد بن محمّد بن عمير الجهني، و أبو زرعة، و أبو بكر، ابنا أبي دجانة، و أبو حفص عمر بن سعيد البرّي، و أبو القاسم بن بحرا، و ابن يحيى، و أحمد بن عمّار، و أبو علي بن شعيب، و أبو صالح الذي ينسب إليه مسجد أبي صالح، و أبو القاسم بن أبي العقب، و أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن المفسّر، و أبو هاشم المؤدب.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، حدّثنا عبد العزيز الصوفي، أنبأنا تمام بن محمّد، حدّثني أبو زرعة و أبو بكر، محمّد و أحمد، ابنا عبد اللّه بن أبي دجانة النّصري قالا: حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن سيّد حمدويه، حدّثنا قاسم الجوعي، حدّثنا عبد اللّه بن نافع، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ما بين بيتي و منبري روضة من رياض الجنّة، و إنّ منبري لعلى حوضي»[10743].

و قد مضى عاليا في ترجمة قاسم بن عثمان.

ص: 52


1- من طريق آخر روى في تهذيب الكمال 236/8 في أخبار سلامة بن بشر بن بديل العذري. و انظر تخريجه فيه.
2- صحفت في الوافي بالوفيات إلى: حمدونة.

أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا جدي الحسن بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن بن السمسار، حدّثنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة النّصري، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن سيّد حمدويه، حدّثنا شعيب بن عمرو، حدّثنا سفيان، عن عثمان بن أبي سليمان، و ابن عجلان عن عامر بن عبد اللّه بن الزبير، عن عمرو ابن سليم، عن أبي قتادة يذكره للنبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس»[10744].

أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن ابن محمّد الأسفرايني، حدّثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، حدّثنا يونس و شعيب بن عمرو، قالا: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عثمان بن أبي سليمان، و ابن عجلان عن عامر بن عبد اللّه ابن الزبير، عن عمرو بن سليم الزرقي، عن أبي قتادة عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين من قبل أن يجلس»[10745].

أنبأني أبو محمّد بن صابر - و نقلته من خطه - أخبرني عبد الرّحمن بن الحنّائي - قراءة - أنبأنا أبي - قراءة عليه - حدّثنا أبو محمّد بن عثمان بن القاسم، حدّثني أبو حفص عمر بن سعيد ابن البرّي، عن أبي بكر بن سيّد حمدويه المعلّم (1) أنه كان يصحب البصري في مغاير في جبال قاسيون إلى أن توفي البصري، ثم صحب قاسم الجوعي إلى أن توفي قاسم، ثم عاد إلى المغاير فأقام إحدى عشرة سنة لا يكلّم أحدا، فكان يصلي الجمعة، قال: فلقيه إبليس - لعنه اللّه - يوما فقال له: يا غلام ارجع فقد صلينا، قال: فرفعت رأسي فرأيت الشمس في كبد السماء، فمضيت و لم أكلّمه، ثم لقيني أيضا في غير تلك الصورة، فأعاد قوله، فلم أكلّمه، ثم جئت فلحقت الصلاة.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن محمّد بن سليم، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن يوسف بن مردة، حدّثنا أبو أحمد عبد اللّه بن بكر الطّبراني بالأكواخ (2) قال: سمعت أبا حفص عمر بن سعيد يقول: سمعت المعلّم - يعني - ابن سيّد حمدويه يقول: كنت أمشي في اليوم أربعين ميلا، و أختم ختمة، فلمّا كان في بعض الأيام تعبت تعبا شديدا و غلب عليّ الجوع و ضعفت، فأتيت في البرية على موضع فيه ماء

ص: 53


1- كان محمّد بن أحمد بن سيد حمدويه يلقب بالمعلم، راجع سير أعلام النبلاء 4 112/1.
2- الأكواخ: ناحية من أعمال بانياس ثم من أعمال دمشق (معجم البلدان).

طيّب من عين تنبع، فجلست عنده و استرحت و قلت في نفسي: لو كان مع الماء شيء من طعام فآكله، و نشرب معه شيئا من هذا الماء، فمع هذا الخاطر في نفسي إذا جارية سوداء واقفة على رأسي، فقالت: مولاي، فقلت: ما شأنك ؟ فقالت: إنّ لي مولّى قد أرسلني إليك بهدية، فقال: إن قبله فأنت حرّة لوجه اللّه، يا مولاي فما تعتقني ؟ فقلت: ضعيه مكانه و اذهبي لشأنك، قال: فبصرت فإذا هو فرنيّتان معهما بيض مسلوق قال: فتركته بحاله و مضيت لم أرزا منه شيئا، قال حفص: كأنه جزع من سرعة الإجابة.

قال: و سمعت أبا حفص يقول: سمعت المعلّم يقول: مضت لي أيام لم أشرب فيها ماء، و كنت إذ ذاك في المسجد الجامع في الليل، فاحتجت إلى الطهارة، فأتيت باب المسجد لأخرج، فوجدته مغلقا فرجعت إلى المقصورة، فجلست فيها و أنا عطشان و محتاج إلى الطهارة فبكيت و قلت: يا سيّدي قد علمت حاجتي إلى الطهارة، و ما يشقّ علي من تركها، قال: فظهرت لي كفّ من الحائط فيها كوز فقالت: خذ فاشرب، فقلت: الطهارة أغلب عليّ ، فقالت: خذ فاشرب و توضّأ، قال: فأخذت الكوز و خرجت إلى صحن المسجد فتوضّأت للصلاة، و فضلت في أسفل الكوز فضلة من ماء فشربتها، فأقمت بعد ذلك ثمانين يوما لا أحتاج إلى شرب الماء.

أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن صابر، أخبرني عبد الرّحمن بن الحسين بن الحنّائي، أنبأنا أبو القاسم، حدّثنا أبو محمّد بن أبي نصر، حدّثني عمر بن سعيد بن البرّي.

أن أباه كان صديقا لأبي بكر و انه كان يبيت عنده لا يبيت في دار ابن البرّي، قال: فقال له ليلة: تقوم بنا إلى المسجد، قال: فقلت له: هذا ليل، قال: قم ويحك، قال: فقمنا إلى باب الدّرب، فوجدناه مغلقا، فقال: افتحه فلم أقدر، ففتحه و صرنا إلى درب العقبة فانفتح أو فتحه، و كان هناك كلب، فنبح فأخسأه، فمات الكلب (1)،و صرنا إلى باب المسجد فانفتح له.

قال: و حدّثنا عمر أنّ أبا بكر قال: خرجت حاجّا فصرنا إلى مغار و أصابنا شتاء، فجمعت نارا أصطلي عليها و القوم، فإذا برجل قائم، فقال لي: يا غلام سر، فسرت، وراءه و أخذنا المطر حتى انتهينا إلى رابية أو نحو ذلك، فقال: قد طلع الفجر فصلّ (2)،فصلّيت به

ص: 54


1- الوافي بالوفيات 31/2.
2- بالأصل و م و ت و د:«فصلي» تصحيف.

ثم لاحت برقة على جدار، فقال: هذه المدينة ادخلها و انتظر أصحابك، فدخلت فأقمت أربعة عشر يوما إلى أن قدم أصحابي.

أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمّد الأصبهاني، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا الطّريثيثي - ببغداد - أنبأنا أبي أبو الحسين، أنبأنا أبو سعد الماليني قال: سمعت أبا القاسم عبد الواحد بن أحمد بن إبراهيم الشيرازي يقول: سمعت أبا أحمد عبد اللّه بن محمّد المفسّر يقول:

أقام أبو بكر محمّد بن سيّد حمدويه خمسين سنة ما استند، و لا مدّ رجله بين يدي اللّه هيبة له (1).

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنبأنا أبو الحسين بن الحنّائي، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، حدّثني عمر بن البرّي أن المعلّم بن سيّد حمدويه أضاف به قوم، فقال لرجل من أصحابه: جئني بشواء و رقاق، فقدّمه إليهم، فقالوا: يا أبا بكر ما هذا من طعامنا، فقال: أيش طعامكم ؟ قالوا: البقل، فأمر من يجيئهم ببقل، فأكلوا و أكل هو الشواء و الخبز، و قاموا هم يصلون بالليل و نام المعلّم على ظهره، و صلّى بهم صلاة الغداة و هو على طهارة العتمة، و قال لهم: تخرجون بنا نتفرج ؟ فخرجوا إلى الحد عشرية (2) عند البريكة فأخذ رداءه فألقاه على الماء و صلّى عليه، و دفع إليّ الرداء و لم يصبه ماء (3)،ثم قال: هذا عمل الشواء، فأين عمل البقل ؟! أنبأنا أبو محمّد بن صابر، و أبو الحسين أحمد بن سلامة قالا: أنبأنا ابن الحنّائي، أنبأنا أبي، حدّثنا أبو الفرج بن المعلّم - يعني - محمّد بن عبد اللّه، حدّثنا عمر بن البرّي قال:

مات بعض تلامذة المعلم بن سيّد حمدويه، فخرجنا، فصلّينا عليه و دفناه، و رجعنا، فقرأ رجل في المسجد فزعق بعض أصحاب الشيخ فمات، فأعجب القارئ بذلك، و قال للشيخ: مات الرجل، فقال الشيخ: إنّما مات من القرآن لا منك، فقال له المعلّم: اللّه حسبي اللّه، فمات الرجل، فقال: خذوا في أمرهما واحدة بواحدة (4).

ص: 55


1- سير أعلام النبلاء 4 112/1.
2- عنى بالماء هنا نهر بردى، فنهر بردى يمر في هذا الموضع، حيث يمثل الحد عشرية بداية غوطة دمشق الشرقية.
3- سير أعلام النبلاء 4 112/1.
4- كذا بالأصل:«واحدة بواحدة» و في م، و د، و ت: واحد بواحد.

قال: و أنبأنا ابن الحنائي، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو الفرج، حدّثنا عمر بن البرّي قال:

جاء رجل إلى أستاذنا المعلم ابن سيّد حمدويه الدمشقي فقال له: يا أبا بكر، بلغني عنك أن الخضر - عليه السلام - كثير الزيارة لك، فإن رأيت أن تريني إيّاه، فلعل اللّه ينفعني برؤيته، فقال المعلّم: أفعل ذلك، فلما جاء الخضر إلى عند المعلم، قال له المعلّم ما قال له الرجل، فقال له الخضر: قل له يجلس في جامع دمشق عند خزانة الزيت، فأنا ألقاه إن شاء اللّه، ثم جاء الرجل إلى المعلّم فأخبره بما قال له الخضر، فجاء الرجل، فجلس في الجامع عند خزانة الزيت، فلم ير لذلك أثرا، ثم جاء إلى ابن سيّد حمدويه فقال له: يا معلّم ما جاءني الخضر كما وعدتني، فقال له المعلّم: إنّ الخضر قد جاء إلى عندي و قال لي: إنه رآك جالسا عند خزانة الزيت في الجامع و جلس عندك و سلّم عليك، فقلت له: قم يا هذا إلى موضع غيره، ما وجدت في الجامع موضعا غير هذا تجلس فيه ؟ ما كنت بالذي أسلّم على رجل يتكبّر على الفقراء، فقال الرجل: يا معلّم قد كان هذا الحديث كله و ما أعود إلى مثل هذا، قال المعلّم: ليس إلى هذا سبيل، قيل لعمر بن البرّي: أنت سمعت هذا من المعلّم ؟ فقال: و اللّه ما قلت عن المعلّم إلاّ ما سمعت منه و رأيته في هذه الحكاية، و غيرها.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن سليم، حدّثنا أبو بكر بن مردة، حدّثنا (1) أبو أحمد العسّال، حدّثني أبو العباس بن أبي خيرة قال: سمعت أبا حفص يقول: تركنا المعلم أغنياء لا نفتقر بعده، و تركنا فقراء لا نستغني بعده، فسألت أبا حفص عن علم ذلك ؟ فقال: أغنانا بأخلاقه و آدابه عن غيره، و أفقرنا بعده من وجود مثله.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل قال: قرئ على جدي أبي محمّد - و أنا أسمع - عن أبي علي الأهوازي، أنبأنا طلحة بن أسد بن المختار الرقّي، قال: سألت أبا الفرج - يعني - الموحّد بن إسحاق بن البرّي عن موت المعلّم ابن سيّد حمدويه فقال: توفي سنة ثلاثمائة، و كذا ذكر أبو هشام المؤدّب.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: و أبو بكر بن سيّد حمدويه يوم الأحد قبل الظهر لثماني ليال بقين من

ص: 56


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

صفر سنة إحدى و ثلاثمائة - يعني - مات (1).

5910 - محمّد بن أحمد بن الضّحّاك بن الفرج

أبو بكر بن العردي الجدلي جديلة قيس

إمام جامع دمشق و ابن إمامه.

حدّث عن: هشام بن عمّار، و محمّد بن رمح.

روى عنه: أبو علي بن شعيب، و أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن الناصح.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا علي بن الحسين بن أحمد بن صصري - قراءة عليه - أنبأنا تمّام بن محمّد، أنبأنا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري، حدّثني أبو بكر محمّد بن أحمد بن الضّحّاك بن الفرج - إمام جامع دمشق - حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا حجوة بن مدرك الغسّاني، حدّثنا جرير بن حازم الأزدي، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، عن عبد الرّحمن بن سمرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال:

«يا عبد الرّحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة» الحديث (2)[10746].

أخبرناه عاليا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين بن المظفر، حدّثنا أبو بكر الباغندي، حدّثنا شيبان بن فرّوخ، حدّثنا جرير، حدّثنا الحسن، حدّثنا عبد الرّحمن بن سمرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يا عبد الرّحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة، فإنّك إن أعطيتها عن مسألة أكلت إليها، و إن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها، و إذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها، فكفّر عن يمينك، و ائت الذي هو خير»[10747].

رواه مسلّم عن شيبان (3).

5911 - محمّد بن أحمد بن طالب أبو الحسن البغدادي

5911 - محمّد بن أحمد بن طالب أبو الحسن البغدادي (4)

حدّث بأطرابلس عن أبي بكر بن الأنباري، و أبي بكر بن دريد، و أبي القاسم البغوي،

ص: 57


1- سير أعلام النبلاء 4 112/1 و زاد الذهبي: و كان من أبناء الثمانين.
2- تقدم الحديث قريبا.
3- صحيح مسلّم(211) كتاب الأيمان،(3) باب، رقم 1652 (1273/3).
4- ترجمته في تاريخ بغداد 310/1 و معجم الأدباء 299/6 الوافي بالوفيات 67/2

و أبي بكر بن أبي داود، و حرمي بن أبي العلاء، و إبراهيم بن محمّد نفطويه، و أبي علي الحسين بن القاسم الكوكبي، و أبي بكر أحمد بن عيسى الوشّاء.

روى عنه: أبو القاسم حمزة بن عبد اللّه بن الحسن بن الشام، و أبو الحسن عبيد اللّه ابن القاسم الأطرابلسيان.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (1)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،حدّثني محمّد بن علي الصوري، أنبأنا أبو الحسن عبيد اللّه بن القاسم بن زيد بن إسماعيل الهمداني القاضي بأطرابلس، حدّثنا محمّد بن أحمد بن طالب البغدادي، أنشدني أبو علي الأعرابي لنفسه:

كنت دهرا أعلّل النفس بالموعد *** و أخلوا مستأنسا بالأماني

فمضى الواعدون و اقتطعتنا (3) *** عن فضول المنى صروف الزمان (4)

و قالوا: قال لنا الخطيب (5):

محمّد بن أحمد بن طالب أبو الحسن الأخباري سكن الشام، و حدّث بطرابلس عن عبد اللّه بن محمّد البغوي، و أبي بكر بن [أبي] (6) داود، و حرمي بن أبي العلاء، و محمّد بن الحسن بن دريد، و إبراهيم بن محمّد بن عرفة، و أبي علي الكوكبي، و محمّد بن القاسم بن الأنباري.

روى عنه: عبيد اللّه بن القاسم الأطرابلسي.

بلغني أنّ أبا الحسن بن طالب توفي بعد (7) سنة سبعين و ثلاثمائة.

5912 - محمّد بن أحمد بن الطّيّب أبو بكر النّصيبي المقرئ

حكى عنه: عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن الجبّان.

ص: 58


1- زيادة عن م و ت و د، للإيضاح.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 310/1.
3- الأصل:«و اقطعتنا» و المثبت عن م، و د، و ت.
4- الأصل و م و ت و د:«الأماني» و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- تاريخ بغداد 310/1.
6- سقطت من الأصل، و استدركت عن م، و د، و ت، و تاريخ بغداد.
7- سقطت «بعد» من تاريخ بغداد.

حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي - لفظا - قال: وجدت في كتاب جدي لأمّي عبد الرّحمن بن بكران الدّربندي المقرئ، أنبأنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه ابن عمر المرّي، حدّثني أبو بكر محمّد بن أحمد بن الطّيّب النّصيبي المقرئ أخو الحكّاك الفقيه قال: سمعت الشّبلي و قد سأله الحداد تلميذه فقال له: يا أستاذ قوله عزّ و جل: وَ لَهُمْ مٰا يَدَّعُونَ (1)فقال الشّبلي:[:فاكهة، فقال له الحداد: فقد قال قبل ذا: لَهُمْ فِيهٰا فٰاكِهَةٌ وَ لَهُمْ مٰا يَدَّعُونَ قال الشبلي:] (2) فقد قال قيل ذا: إِنَّ أَصْحٰابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فٰاكِهُونَ (3).

قال: و سمعت محمّد بن أحمد بن الطّيّب المقرئ يقول: و سئل الشبلي فقيل له: أيما أفضل الفكر أو الذكر؟ فقال الشبلي: فكر ثم ذكر.

5913 - محمّد بن أحمد بن الطّيّب أبو الحسين البغدادي

قدم دمشق، و حدّث بها عن أبي سعد الحسن بن علي بن أحمد التستري (4)،و عبد السّلام بن محمّد النقوي (5) الصّنعاني.

روى عنه: أبو الحسن بن طاهر، و أبو طاهر بن الحنّائي.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين بن محمّد بن إبراهيم، و حدّثنا أبو البركات الخضر ابن شبل الفقيه عنه، أنبأنا أبو الحسن علي بن طاهر بن جعفر، قالا: أنبأنا أبو الحسين محمّد ابن أحمد بن الطّيّب البغدادي قدم علينا قراءة عليه و أنا أسمع، حدّثنا أبو سعد الحسن بن علي ابن أحمد بن إبراهيم بن بحر التّستري، و كان ثقيل السمع، فقرأ علي من كتابه بالبصرة سنة إحدى و أربعين و أربع مائة و أنا أسمع، حدّثنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن إدريس بن بحر التّستري - إملاء - في جامع تستر سنة أربع و سبعين و ثلاثمائة، حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عثمان، حدّثنا محمّد بن الربيع الأهوازي، حدّثنا دينار بن عبد اللّه خادم أنس بن مالك عن

ص: 59


1- سورة يس، الآية:57.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م، و ت، و د.
3- سورة يس، الآية:55.
4- بدون إعجام بالأصل و ت و د، و المثبت عن م.
5- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و ت و د، و المثبت عن م و هذه النسبة بفتح النون و القاف بعدها واو، إلى: «نقو» من قرى صنعاء اليمن، في ظن السمعاني (الأنساب).

أنس بن مالك قال: كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في بستان و أهدي له طائر مشوي، فقال:«اللّهم ائتني بأحبّ الخلق إليك»، فجاء علي بن أبي طالب فقلت: رسول اللّه مشغول، فرجع ثم جاء بعد ساعة و دقّ الباب و رددته مثل ذلك، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يا أنس افتح له فطال ما رددته» فقلت: يا رسول اللّه كنت أطمع أن يكون رجلا من الأنصار، فدخل علي بن أبي طالب، فأكل معه من الطير، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: تسليما كثيرا:«المرء يحبّ قومه»[10748].

5914 - محمّد بن أحمد بن عبادة أبو سعيد البيروتي

حدّث بدمشق عن عبد المؤمن بن المتوكل القاضي البيروتي.

كتب عنه بعض أهل دمشق.

حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد القيسي - لفظا و إملاء - أنبأنا أبو محمّد ابن الأكفاني و أجازه لنا أبو محمّد قال: نقلت من كتاب عتيق ما صورته: حدّثني أبو سعيد محمّد بن أحمد بن عبادة البيروتي بمدينة دمشق، حدّثني عبد المؤمن بن المتوكل القاضي بها، حدّثني أبو عبد الرّحمن مكحول، حدّثنا العباس بن الوليد بن مزيد، عن أبيه، عن عروة، عن ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«تثور بنو الأصفر بالعرب فتكون بينهم وقعة في موضع يقال له الرأس و اللفيكة فيسفك فيها دما حتى تخوض الخيل في الدماء إلى أرساغها»، قال ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: يا رسول اللّه، أ فمن قلّة ؟ قال:«لا، و لكن أعمال السوء، و لينزع اللّه تعالى المهابة من صدور أعدائكم»، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«فيكونون في أعينهم كغثاء (1) السيل، و يقتحمون الملعونتين» قال ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: يا رسول اللّه، و ما الملعونتان ؟ قال:«أنطاكية و صيدا»[10749].

5915 - محمّد بن أحمد بن العباس بن الوليد بن مزيد

أبو علي بن أبي العباس بن أبي الفضل العذري البيروتي

سمع أبا بكر محمّد بن المرجّى بيافا.

روى عنه: أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفّار بن ذكوان القاضي.

ص: 60


1- الغثاء: كغراب: الزبد، و الغثاء: البالي من ورق الشجر المخالط زبد السيل.
5916 - محمّد بن أحمد بن عبد اللّه أبو الحسن

قدم دمشق حاجّا، و حدّث عن صالح بن علي النوفلي (1).

روى عنه أبو علي بن أبي الزّمزام الفرائضي.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الدوري، أنبأنا أبو علي الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الفقيه، قدم علينا حاجا، حدّثنا صالح بن علي النوفلي، حدّثنا أبو نعيم الحلبي، حدّثنا ابن أبي فديك عن عمرو بن كثير عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«من جاءه [الموت] (2) و هو يطلب العلم يحيي به الإسلام لم يكن بينه و بين الأنبياء إلاّ درجة»[10750].

و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«رحمة اللّه على خلفائي»، قالوا: و من خلفاؤك يا رسول اللّه ؟ قال:«الذين يحيون سنّتي، و يعلّمونها الناس»[10751].

5917 - محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن الفرج

أبو بكر الأنصاري المعروف بابن عبد اللّه العطّار

شيخ كان في عقله شيء، و هو عمّ أبي جعفر بن عبد اللّه العطّار.

حدّث عن من لم يسمّ لنا.

كتب عنه أبو الحسين الرازي.

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، و أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أنبأنا عبد اللّه بن الحسين البستي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن يوسف الهيتي، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الرازي - بدمشق - حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بدمشق، قال: قال محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم: ولدت في ذي القعدة لأربع عشرة بقيت من سنة ثنتين و ثمانين و مائة، و لو أدركت الشافعي لاستخرجت من بين جنبيه علوما جمّة ما كان أتمه في كل فن، لقد قرأت عليه من أشعار هذيل فما أذكر له قصيدة إلاّ

ص: 61


1- بالأصل:«النوفي» و في م:«النوفا» و المثبت عن د، و ت.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و م، و ت.

أنشدنيها من أولها إلى آخرها؛ على أنه مات و له أربع و خمسون سنة.

[قال ابن عساكر:] (1) صوابه: عبد اللّه بن سعيد بن عبد الرّحمن السّنّي، و لم يزد في نسب أبي بكر، و قد روى الرازي (2) عن هذا، عن أبي بكر محمّد بن أحمد بن الوليد بن أبي هشام، و عن أبي بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو السلمي، و لست أعرف لواحد منهم سماعا من ابن عبد الحكم، فاللّه أعلم أيهم هو؟! قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق، أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه، و ذكر باقي نسبه، و قال:

مات في المحرم سنة تسع و ثلاثين و ثلاثمائة.

5918 - محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصر ابن بجير بن عبد اللّه

5918 - محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصر ابن بجير (3) بن عبد اللّه

ابن صالح بن أسامة أبو طاهر الذّهلي البغدادي القاضي (4)

نزيل مصر.

أحد الثقات المكثرين.

ولي قضاء دمشق، و بغداد، و واسط ، و مصر، و استخلف على قضاء دمشق ابن مروان، و أبا الحسن بن حذلم.

روى عن أبي غالب علي بن أحمد بن النضر، و أبي بكر محمّد بن يحيى بن سليمان المروزي، و إسحاق بن خالويه البابسيري، و الحسين بن الكميت، و محمّد بن عثمان بن أبي سويد الذراع، و أبي مسلّم الكجّي، و أحمد بن يحيى ثعلب، و هو آخر من حدّث عنه، و موسى بن زكريا التّستري، و موسى بن هارون الحمّال، و أبي أحمد محمّد بن عبدوس بن كامل، و أبي خليفة الفضل بن الحباب، و جعفر بن محمّد الفريابي، و إبراهيم بن شريك.

سمع منه أبو الحسن الدارقطني، و قدم دمشق، فروى عنه من أهلها: تمام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و من غيرهم: عبد الغني بن سعيد الحافظ ، و أبو العباس

ص: 62


1- زيادة منا للإيضاح.
2- تقرأ بالأصل و م و ت: الراوي، و المثبت عن د.
3- بدون إعجام بالأصل، و إعجامها ناقص في م و ت و د. و المثبت عن تاريخ بغداد و ضبطت عن الوافي بالوفيات: بالباء الموحدة المضمومة و الجيم المفتوحة و الياء الساكنة.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 313/1 و ترتيب المدارك 286/3 و العبر 344/2 و الوافي بالوفيات 45/2 سير أعلام النبلاء 6 204/1 شذرات الذهب 60/3.

أحمد بن محمّد بن الحاج الإشبيلي، و أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل بن نظيف، و أبو الحسن محمّد بن الحسين المعروف بابن الطفّال، و هو آخر من حدّث عنه، و انتقى عليه أبو الحسن الدارقطني، و عبد الغني بن سعيد الحافظان.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أحمد البغدادي القاضي بدمشق، حدّثنا أبو عثمان محمّد بن عثمان بن أبي سويد الذراع بالبصرة، حدّثنا عثمان بن الهيثم المؤذّن، حدّثنا عبد اللّه بن عون، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة بن قيس عن عبد اللّه بن مسعود عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم في التشهّد:«التحيات للّه، و الصلوات و الطيّبات، السلام عليك أيها النبي و رحمة اللّه و بركاته، السلام علينا و على عباد اللّه الصالحين، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أشهد أن محمّدا عبده و رسوله»[10752].

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، و حدّثنا أبو بكر يحيى بن سعدون بن تمام عنه، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن الحسن بن محمّد النيسابوري - بمصر - أنبأنا القاضي أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذّهلي، حدّثنا أبو مسلّم إبراهيم بن عبد اللّه بن مسلّم الكجّي، حدّثنا أبو عاصم، عن ابن أبي ذئب، عن ابن شهاب، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عبّاس، عن أبي طلحة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب و لا صورة»[10753].

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الحن، و أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):

محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن بجير بن عبد اللّه بن صالح بن أسامة أبو الطاهر الذّهلي، سمع أبا شعيب الحرّاني، و يوسف بن يعقوب القاضي، و محمّد بن عبدوس بن كامل السراج، و أحمد بن يحيى ثعلبا، و موسى بن هارون الحافظ ، و جماعة من طبقتهم، و ولي القضاء بمدينة المنصور و بالشرقية (2)،و حدّث ببغداد شيئا يسيرا، و نزل مصر، و حدّث بها، فأكثر، و كتب عنه عامة أهلها، و سمع منه أبو الحسن الدارقطني، و عبد الغني بن سعيد

ص: 63


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 313/1.
2- كذا بالأصل و د، و ت:«و بالشرقية» و في تاريخ بغداد:«بالشرقية» بحذف الواو.

الحافظان، و كان ثقة، و آخر من حدث عنه أبو الحسن محمّد بن الحسين المعروف بابن الطفّال المصري.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (1):القاضي أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن بجير، سمع بشر بن موسى، و أبا مسلّم الكجّي، و أحمد بن يحيى ثعلبا، و هو آخر من حدّث عنه، و خلقا كثيرا، و كان ثقة، ثبتا، كثير السماع، فاضلا، سمع منه الدارقطني و من بعده، و هذا ثبت (2) جليل في الحديث و القضاء، أخبرني أبو القاسم بن الحسين بن ميمون الصدفي، أنبأنا أبو محمّد عبد الغني بن سعيد قال (3):

قرأت على القاضي أبي الطاهر كتاب:«العلم» ليوسف بن يعقوب لأبي الفضل الوزير و كان من مذهبه - رحمه اللّه - إذا قرئ له الحديث فانتهت القراءة يقرر الحديث، فيقول: كما قرئ عليك، قلت (4) له - لما فرغت من القراءة:- كما قرئ عليك، فقال: نعم، إلاّ اللحنة بعد اللحنة، فقلت: أيها القاضي سمعت معربا، قال: لا، قلت: هذه بهذه، و قمت من ليلتي فجلست عند اليتيم النحوي.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (5) أبو منصور ابن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنبأنا إبراهيم بن مخلد، أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي قال:

صرف الحسين بن عمر بن محمّد القاضي عن قضاء مدينة المنصور؛ و ولي مكانه أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن بجير، و كان أبو طاهر يشهد ببغداد عند قاضي القضاة عمر بن محمّد، و له تقدم عنده و خاصية، ثم ولاّه القضاء بواسط ، فأقام بها مدة طويلة يلي القضاء بين أهلها إلى أن توفي عمر بن محمّد و هو على ذلك، و أقام بعده مدة على ولايته ثم عزله بجكم (7) عند دخوله إلى واسط و نكبه، و صار إلى بغداد، فأقام في منزله ثم ولي

ص: 64


1- الاكمال لابن ماكولا 196/1 في باب: بجير.
2- كذا بالأصل و م و ت و د، و في الاكمال: بيت.
3- سير أعلام النبلاء 6 205/1-206.
4- بالأصل و م و ت و د:«فقال»، و المثبت عن سير الأعلام.
5- زيادة عن م، و ت، و د. لتقويم السند.
6- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 313/1.
7- بدون إعجام، و د، و م، و المثبت عن ت، و تاريخ بغداد.

قضاء المدينة و أعمالها ببغداد و نواحيها، و كان حسن السيرة، جميل الأمر.

قال (1):و أنبأنا علي بن المحسّن القاضي، أنبأنا طلحة بن محمّد بن جعفر قال:

و استقضى المتّقي للّه على مدينة المنصور في جمادى الآخرة سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة، أبا طاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصر، و له أبوّة في القضاء، شديد (2) المذهب، متوسط الفقه على مذهب مالك، و كان له مجلس يجتمع إليه المخالفون و يتناظرون بحضرته، و كان يتوسط بينهم و يكلّمهم كلاما سديدا (3)،و يجري معهم فيما يجرون فيه على مذهب [محمود] (4) و طريقة حسنة، ثم صرف أبو طاهر بعد أربعة أشهر من هذه السنة في شوال، ثم استقضى المستكفي أبا طاهر على الشرقية في صفر سنة أربع و ثلاثين و ثلاثمائة، فكانت ولايته أقلّ من خمسة أشهر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد قال: قال لنا الشيخ أبو العباس إسماعيل بن عبد الرّحمن بن النحاس: مات القاضي أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه السّدوسي البصري يوم الثلاثاء سلخ ذي القعدة سنة سبع و ستين و ثلاثمائة بمصر (5).

قرأت بخط أبي طاهر مشرف بن علي بن الخضر بن التمّار، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن مرزوق المعدل - بمصر - قال: سنة سبع و ستين و ثلاثمائة توفي القاضي أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن بجير بن عبد اللّه بن صالح بن أسامة الذّهلي يوم الثلاثاء سلخ ذي القعدة، و صلى عليه أبو إسماعيل النّرسي، و كان مولده سنة تسع و سبعين و مائتين.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (6) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (7)،حدّثني محمّد بن علي الصوري قال: توفي أبو الطاهر القاضي سنة سبع و ستين و ثلاثمائة، حدّثني بذلك جماعة من شيوخنا المصريين

ص: 65


1- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 313/1-314 و سير أعلام النبلاء 6 206/1.
2- كذا بالأصل و م و ت و د، و تاريخ بغداد، و في المختصر: سديد المذهب.
3- بالأصل و م و ت و د:«شديدا» و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- سقطت اللفظة من الأصل، و استدركت عن د، و م، و ت، و تاريخ بغداد.
5- سير أعلام النبلاء 6 209/1.
6- زيادة من م، و ت و د، لتقويم السند.
7- تاريخ بغداد 314/1.

قال: و مولده في سنة سبع و ستين (1) و مائتين، و كان قاضيا بمصر، ثم استعفى من القضاء قبل موته بيسير، و بمصر مات، و كان فاضلا ذكيا متقنا لما حدّث به.

5919 - محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن محمّد

أبو زيد المروزي الفقيه الشافعي الزاهد (2)

قدم دمشق و حدّث بها و بغيرها بكتاب الصحيح للبخاري عن محمّد بن يوسف الفربري، و عن عمر بن علي بن علّك الجوهري، و أبي عمرو محمّد بن عبد اللّه بن عمرو السعدي، و أبي بكر المنكدري (3)،و إبراهيم بن سنان، و محمّد بن عبد الرّحمن الدّغولي.

روى عنه: أبو الفرج الهيثم بن أحمد الصبّاغ، و عبد الوهّاب الميداني، و أبو الحسن بن السمسار، و أبو القاسم الحسن بن أحمد بن موسى بن السمسار، و أبو محمّد بن مشاش (4)، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و أبو الحسين محمّد بن الخضر بن عمر الفارض، و أبو محمّد عيسى بن محمّد بن السمط الشاهد، و من أهل خراسان: الحاكم أبو عبد اللّه، و أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد القفّال المروزي، و أبو عبد الرّحمن السّلمي، و أبو القاسم أحمد بن محمّد ابن غالب البرقاني، و أبو الحسن الدارقطني، و محمّد بن أحمد بن القاسم المحاملي، و من أهل العرب: أبو الحسن علي بن محمّد بن أبي بكر القابسي الفقيه (5)،و أبو محمّد عبد اللّه ابن إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الأصيلي (6).

أخبرنا جدي أبو المفضل (7) يحيى بن علي القرشي، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد

ص: 66


1- كذا بالأصل، و ت، و د، و م و الذي في تاريخ بغداد:«سنة تسع و سبعين و مائتين». و نقل الذهبي في سير الأعلام عن ابن زولاق ولادته في بغداد في ذي الحجة سنة تسع و سبعين.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 314/1 و الوافي بالوفيات 71/2 و طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 108/2 تبيين كذب المفتري ص 188 و وفيات الأعيان 208/4 و المنتظم 112/7 و سير أعلام النبلاء 6 313/1 و العبر 360/2 و شذرات الذهب 76/3.
3- هو أحمد بن محمد بن عمر المنكدري، ترجمته في سير أعلام النبلاء 4 532/1.
4- كذا رسمها بالأصل، و في م و ت و د:«مشماس» و سيرد قريبا: مشماش.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 7 158/1. و القابسي: نسبة إلى قابس مدينة بإفريقية بين القيروان و الإسكندرية.
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 6 560/1 و الأصيلي نسبة إلى أصيلا، و هي من بلاد العدوة.(كما في سير الأعلام) و في معجم البلدان: أصيل بلد بالأندلس، و في كتاب المسالك و الممالك لأبي عبيد البكري أنها أول مدينة بالعدوة مما يلي الغرب، و هي بغربي طنجة بينهما مرحلة.(نقله عنه ياقوت في معجم البلدان).
7- بالأصل: و م، الفضل و المثبت عن ت و د.

الكتاني - لفظا - أنبأنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، و أبو محمّد عبد الواحد بن أحمد بن مشماش الهمداني، و أبو الحسن علي بن موسى بن السمسار.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أبو الحسين بن أبي الفضل، أنبأنا علي بن موسى بن السمسار. قالوا: أنبأنا أبو زيد محمّد بن أحمد المروزي، أنبأنا محمّد بن يوسف الفربري، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل البخاري (1)سقطت من الأصل و م و ت و د، و استدركت عن صحيح البخاري.(2)،حدّثنا عبيد اللّه بن موسى العبسي الكوفي، أنبأنا حنظلة بن أبي سفيان، عن عكرمة بن خالد، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، و أنّ محمّدا رسول اللّه، و إقام الصلاة، و إيتاء الزكاة،[و الحج] (2) و صوم رمضان»[10754].

ذكر أبو محمّد عبد اللّه بن إبراهيم الأصيلي أنه سأل أبا زيد عن مولده ؟ فقال: ولدت سنة إحدى و ثلاثمائة، فقيل له: في أي سنة لقيت الفربري ؟ قال: سنة ثمان عشرة و ثلاثمائة (3).

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن محمّد الفقيه الزاهد أبو زيد المروزي، و كان أحد أئمة المسلمين، و من أحفظ الناس لمذهب الشافعي، و أحسنهم نظرا، و أزهدهم في الدنيا، قدم نيسابور غير مرة، أولها للتفقه قبل الخروج إلى العراق و بعده لتوجهه إلى غزو الروم، و قدمها الكرة الخامسة متوجها إلى الحجّ في شعبان سنة خمس و خمسين و ثلاثمائة، و أقام بمكة سبع سنين، ثم انصرف أيضا و حدّث بمكة و ببغداد بالجامع الصحيح لمحمّد بن إسماعيل البخاري عن الفربري، و هي أجلّ الروايات لجلالة أبي زيد، سمع بمرو من أصحاب علي بن حجر، و علي بن خشرم، و أكثر عن أبي بكر المنكدري و أقرانهم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن محمّد أبو زيد

ص: 67


1- صحيح البخاري
2- كتاب الأيمان(2) باب - ح رقم 8 (9/1).
3- سير أعلام النبلاء 6 315/1.
4- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 314/1.

المروزي الفقيه الشافعي (1)،سمع محمّد بن عبد اللّه السعدي و جماعة من أصحاب علي بن حجر، و أكثر عن أبي بكر أحمد بن محمّد بن عمر المنكدري، و كان أحد أئمة المسلمين، حافظا لمذهب الشافعي، حسن النظر، مشهورا بالزهد و الورع، ورد بغداد و حدّث بها، فسمع منه و روى عنه: أبو الحسن الدارقطني، و محمّد بن أحمد بن القاسم المحاملي، و خرج أبو زيد إلى مكة فجاور بها، و حدّث هناك بكتاب صحيح البخاري عن محمّد بن يوسف الفربري، و أبو زيد أجلّ من روى ذلك الكتاب.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ .

ح و أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (2) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، عن محمّد بن عبد اللّه بن نعيم النيسابوري قال: سمعت أبا بكر البزّاز (4) يقول: عادلت (5) الفقيه أبا زيد من نيسابور إلى مكة، فما أعلم أنّ الملائكة كتبت عنه خطيئة.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

سمعت أبا الحسن محمّد بن أحمد الفقيه - يعني - ابن عبدوس بن حاتم الحاتمي النّيسابوري يقول: سمعت أبا زيد الفقيه المروزي يقول (6):لما عزمت على الرجوع إلى خراسان من مكة تقسم قلبي بذلك، و كنت أقول: متى يمكنني هذا و المسافة بعيدة، و المشقّة لا أحتملها، فقد طعنت في السن، فرأيت في المنام كأن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قاعد في المسجد الحرام و عن يمينه شاب، فقلت: يا رسول اللّه قد عزمت على الرجوع إلى خراسان و المسافة بعيدة، فالتفت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى الشاب بجنبه فقال: يا روح اللّه تصحبه إلى وطنه، قال أبو زيد: فأريت أنه جبريل عليه السلام، فانصرفت إلى مرو، فلم أحسّ بشيء من مشقة السفر.

هذا أو نحوه فإنّي لم أرجع إلى المكتوب عندي من لفظ أبي الحسن.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: توفي أبو زيد بمرو يوم الخميس الثالث عشر من

ص: 68


1- كلمة «الشافعي» ليست في تاريخ بغداد.
2- زيادة لازمة لتقويم السند عن م و ت و د.
3- تاريخ بغداد 314/1 و الوافي بالوفيات 72/2.
4- كذا بالأصل، و م، و ت، و د:«البزاز» و في تاريخ بغداد: البزار و في الوافي بالوفيات: الخباز.
5- بالأصل: عادلنا، و المثبت عن م، و ت، و د، و تاريخ بغداد و عادل الرجل الرجل إذا ركب معه (راجع تاج العروس بتحقيقنا: عدل) و اللسان (عدل).
6- ورد مختصرا في الوافي بالوفيات 72/2.

رجب سنة إحدى و سبعين و ثلاثمائة (1).

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن، و أبو الحسن المالكي، و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، عن محمّد بن عبد اللّه بن نعيم النيسابوري فذكره (2).

5920 - محمّد بن أحمد بن عبد اللّه أبو الفرج الطرسوسي الخواتيمي الإمام

حدّث عن أبي بكر عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن هلال الحنّائي.

حكى عنه علي بن محمّد الحنّائي، و علي بن الخضر السلمي.

قرأت بخط أبي الحسن الحنّائي، أنبأنا أبو الفرج محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الطرسوسي الخواتيمي قال:

ذكر قوم في مسجد سوق اللؤلؤ كنت أصلي معهم عشاء الآخرة قوما في الجامع يقولون: القرآن مخلوق، فبتّ متفكرا فيهم، فانتبهت و أنا أقرأ: حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ ، كِتٰابٌ فُصِّلَتْ آيٰاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ، بَشِيراً وَ نَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاٰ يَسْمَعُونَ (3).

5921 - محمّد بن أحمد بن عبد الباقي بن منصور

أبو بكر البغدادي الدقّاق المعروف بابن الخاضبة (4)

حدّث عن أبي جعفر بن المسلمة، و أبي بكر الخطيب، و أبوي الحسين: ابن النقور، و ابن المهتدي، و أبي بكر محمّد بن علي بن محمّد المقرئ الخيّاط ، و أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسين بن سكّينة (5)،و أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري، و أبي نصر أحمد ابن علي الدّينوري، و سمع منهما ببيت المقدس (6).

و اجتاز بدمشق و كتب الحديث الكثير بخط حسن صحيح، و كان مفيد بغداد في زمانه،

ص: 69


1- سير أعلام النبلاء 6 315/1 و الوافي بالوفيات 72/2.
2- تاريخ بغداد 314/1.
3- سورة فصلت، الآيات من 1 إلى 4.
4- ترجمته في معجم الأدباء 7 226/1 الوافي بالوفيات 89/2 البداية و النهاية(12 الفهارس)، ميزان الاعتدال 3/ 465 تذكرة الحفاظ 1224/4 المستفادة من ذيل تاريخ بغداد ص 5، و لسان الميزان 7/5 و سير أعلام النبلاء 9 109/1.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 8 346/1.
6- نقله عن ابن عساكر الذهبي في سير الأعلام 9 113/1.

و كان رجلا صالحا، حسن الأخلاق، متواضعا، سمعت أبا الفضل محمّد بن محمّد بن عطاف الفقيه الموصلي ببغداد يحكي عنه أنه كان قد طلع في يد بعض بني الرؤساء ببغداد إصبع زائدة و أنه تألم منها ليلة و اشتدّ تألمه، فدخل عليه أبو بكر بن الخاضبة فشكى إليه ما لقي منها، فمسح عليها، و قال: ما أمر هذه إلاّ يسير، فلما كانت الليلة الثانية نام و انتبه فوجدها قد سقطت، أو كما قال (1)(2).

5922 - محمّد بن أحمد بن عبد الخالق أبو زرعة

حدّث عن أبي الوليد عبد الملك بن محمود بن إبراهيم بن سميع، و أبي إسماعيل الترمذي.

حكى عنه أبو الحسين الرازي.

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، حدّثنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنبأنا تمام بن محمّد - إجازة - حدّثني أبي، حدّثني أبو زرعة محمّد بن أحمد بن عبد الخالق الدمشقي قال: سمعت أبا إسماعيل محمّد بن إسماعيل السّلمي يقول: سمعت البويطي يقول: و حكاه عن الشافعي أنه كان في مجلس مالك بن أنس و هو غلام، فجاء رجل إلى مالك فاستفتاه، فقال: إنّي حلفت بالطلاق الثلاث إنّ هذا البلبل لا يهدأ من الصياح قال:

فقال له مالك: قد حنثت، فمضى الرجل، فالتفت الشافعي إلى بعض أصحاب مالك فقال:

إنّ هذه الفتيا خطأ، فأخبر مالك بذلك، قال: و كان مالك مهيب المجلس، لا يجسر أحد أن يرادّه، و كان ربما جاء صاحب الشرطة، فيقف على رأسه إذا جلس في مجلسه، قال: فقالوا لمالك: إنّ هذا الغلام الشافعي يزعم أن هذه فتيا إغفال أو خطأ، فقال له مالك: من أين قلت: هذا؟ فقال له الشافعي: أ ليس أنت الذي رويت لنا عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم في قصة فاطمة ابنة قيس (3) أنّها قالت للنبي صلى اللّه عليه و سلّم: إنّ أبا جهم و معاوية خطباني، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه» (4)[10755]، و إنّما أراد الأغلب من ذلك، قال: فعرف مالك محل

ص: 70


1- سير أعلام النبلاء 9 113/1 من طريق ابن عساكر.
2- مات ابن الخاضبة في ثاني ربيع الأول سنة 489 و قد ولد سنة نيّف و ثلاثين و أربعمائة كما في سير أعلام النبلاء 9 110/1 و 113.
3- و كانت تحت أبي عمرو بن حفص بن المغيرة المخزومي و قد طلّقها ثلاثا.
4- لا يضع العصا عن عاتقه: فيه تأويلان مشهوران: أحدهما أنه كثير الأسفار، و الثاني أنه كثير الضرب للنساء، و هذا أصح. و العاتق: هو ما بين العنق إلى المنكب.

الشافعي و مقداره، قال الشافعي: فلمّا أردت أن أخرج من المدينة جئت إلى مالك فودّعته فقال لي مالك حين فارقته: يا غلام اتّق اللّه و لا تطفئ هذا النور الذي أعطاكه اللّه بالمعاصي - يعني بالنور: العلم، و هو قول اللّه عزّ و جلّ : وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللّٰهُ لَهُ نُوراً فَمٰا لَهُ مِنْ نُورٍ (1).

ذكر أبو الحسين الرازي، حدّثني أبو زرعة محمّد بن أحمد بن عبد الخالق الدمشقي قال: سمعت أبا الوليد عبد الملك بن محمود بن سميع الدمشقي يقول: كان المزني (2) رحمه اللّه قد شدد على نفسه في حضور الجماعات، و كان يخرج إلى الصّلاة كيف ما أمكنه، و إن أصابته مشقة شديدة، و كان إذا فاتته الصلاة في الجماعة يعيد خمسا و عشرين صلاة.

قال: و عاتب المزني (3) يوما بعض إخوانه فقال له: كنت عليلا فلم تعدني، فقال للمزني: كنت ألقاك في الصّلاة - يعني - في المسجد، فاقتصر على ذلك، و لم أعلم بعلّتك، فقال: يا هذا، متى رأيتني تخلّفت عن الصلاة في الجماعة، فاشهد جنازتي.

5923 - محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن أبو الحسين الملطي المقرئ

5923 - محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن أبو الحسين الملطي المقرئ (4)

سمع بأطرابلس: خيثمة بن سليمان، و أبا عمير عدي بن عبد الباقي الأذني، و بحلب:

أحمد بن مسعود الورّاق (5)،و محمّد بن بركة برداعس (6)،و أبا الطيب علي بن محمّد بن أيوب بن حجر بن أبي سليمان الصوري، و عبيد بن محمّد بن يعقوب الأنصاري بحرّان، و أبا بكر محمّد بن الحسين الخزاعي، و أبا محمّد عبيد اللّه بن الحسين الصابوني القاضي بأنطاكية، و أبا بكر محمّد بن إسحاق بن فرّوخ بربض الرّافقة، و بشر بن سعيد بن قليوبه الرّقّي.

روى عنه: أبو القاسم عمر بن أحمد بن الواسطي، و أبو بكر محمّد بن داود بن مصحح العسقلاني، و أبو محمّد إسماعيل بن رجاء العسقلاني، و عبيد اللّه بن سلمة بن حزم المكتّب (7)،و أبو محمّد عبد اللّه بن عمر بن العبّاس العدني نزيل تنّيس.

ص: 71


1- سورة النور، الآية:40.
2- بالأصل و ت:«المزي» و المثبت عن م و د.
3- الأصل: المزي، و المثبت عن م، و د، و ت.
4- ترجمته في غاية النهاية 67/2 و معرفة القراء الكبار 343/1 رقم 269 و طبقات الشافعية الكبرى 112/2 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 350-380) ص 615.
5- كذا بالأصل، و م، و ت، و د، و في تاريخ الإسلام و معرفة القراء الكبار: الوزان.
6- بالأصل و م و د و ت:«برداعش» و في الاكمال و تذكرة الحفاظ :«برداغس» ترجمته في سير أعلام النبلاء 5 81/1 و فيه برداعس، و برداعس: لقب.
7- في م: الكاتب.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، حدّثنا نصر بن إبراهيم، أنبأنا أبو القاسم عمر بن أحمد بن الواسطي، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد الملطي، أنبأنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة، حدّثنا هلال بن العلاء، حدّثنا أبي، حدّثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، أنبأنا أبو سنان، حدّثنا الضّحّاك بن مزاحم عن النّزّال بن سبرة الهلالي قال:

وافقنا من على ذات يوم طيب نفس و مزاج فقلنا له: يا أمير المؤمنين حدّثنا عن أصحابك، قال: كلّ أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أصحابي، الحديث.

قال: و أنبأنا نصر، أنبأنا أبو القاسم عمر بن أحمد الواسطي، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن الملطي، حدّثني أبو بكر أحمد بن صالح بن محمّد الفارسي، حدّثني أبو حنيفة جعفر بن بهرام، حدّثنا حامد بن محمود الهمداني، حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه البصري، حدّثنا محمّد بن حازم، عن الضّحّاك بن مزاحم، عن أبيّ بن كعب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«إنّ جبريل أتاني ليلة النصف من شعبان قال: قم فصلّ و ارفع رأسك و يديك إلى السماء، قال: فقلت: يا جبريل، ما هذه الليلة ؟ قال: يا محمّد يفتح فيها أبواب السماء، و أبواب الرحمة ثلاثمائة باب، فيغفر لجميع من لا يشرك باللّه شيئا غير مشاحن، أو عاشر (1)، أو مدمن خمر، أو مصرّ على زنى، فإنّ هؤلاء لا يغفر لهم حتى يتوبوا، فأما مدمن خمر، فإنه يترك له باب من أبواب الرحمة مفتوحا حتى يتوب، فإذا تاب غفر اللّه له، و أما المشاحن فيترك له باب من أبواب الرحمة حتى يكلّم صاحبه، فإذا كلمه غفر له» قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«يا جبريل، فإن لم يكلّمه حتى يمضي عنه النصف ؟» قال: لو مكث إلى أن يتغرغر بها في صدره فهو مفتوح، فإن تاب قبل منه، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى بقيع الغرقد فبينا هو ساجد قال: و هو يقول في سجوده:«أعوذ بعفوك من عقابك، و أعوذ برضاك من سخطك، و أعوذ بك منك، جلّ ثناؤك، لا أبلغ الثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك»، فنزل جبريل - عليه السلام - في ربع الليل فقال: يا محمّد ارفع رأسك إلى السماء، فرفع رأسه، فإذا أبواب الرحمة مفتوحة على كلّ باب ملك ينادي: طوبى [لمن تعبّد في هذه الليلة، و على الباب الآخر ملك ينادي:

طوبى] (2) لمن سجد في هذه الليلة، و على الباب الثالث ملك ينادي: طوبى لمن ركع في هذه

ص: 72


1- كذا بالأصل، و م، و ت، و د، و في المختصر: غاش.
2- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل، و بعده صح.

الليلة، و على الباب الرابع ملك ينادي: طوبى لمن دعا ربه هذه الليلة، و على الباب الخامس ملك ينادي: طوبى لمن ناجى ربه في هذه الليلة، و على الباب السادس ملك ينادي: طوبى للمسلمين في هذه الليلة، و على الباب السابع ملك ينادي: طوبى للموحدين، و على الباب الثامن ملك ينادي: هل من تائب يتب عليه ؟ و على الباب التاسع ملك ينادي: هل من مستغفر فيغفر له ؟ و على الباب العاشر ملك ينادي: هل من داعي (1) فيستجاب له ؟ ثم إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«يا جبريل إلى متى أبواب الرحمة مفتوحة ؟» قال: من أوّل الليل إلى صلاة الفجر، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«فيها من العتقاء أكثر من شعور الغنم، فيها ترفع أعمال السنة، و فيها تقسم الأرزاق»[10756].

قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الدّاني: سمعت إسماعيل بن رجاء يقول:

كان أبو الحسين الملطي كثير العلم، كثير التصنيف في الفقه، و كان يتفقّه للشافعي، و كان يقول الشعر و يسرّه و يعجب به (2).

قال: و سمعت إسماعيل يقول: توفي أبو الحسين الملطي بعسقلان سنة سبع و سبعين و ثلاثمائة.

5924 - محمّد بن أحمد بن عبد الواحد بن عبدوس بن جرير و يقال:

ابن جرير بن عبدوس، و يقال: ابن عبد القدوس

أبو عبد الملك الرّبعي التغلبي الصوري المعروف بابن عبدوس

قدم دمشق، و حدّث بها و بصور عن: سليمان بن عبد الرّحمن، و يعقوب بن كعب الأنطاكي، و موسى بن أيوب النّصيبي، و زهير بن عبّاد، و عمر بن الوليد، و خالد بن يزيد الإمام، و صفوان بن صالح، و هشام بن عمّار، و مهدي بن جعفر الرملي، و إبراهيم بن هشام ابن يحيى بن يحيى الغساني، و عمر بن الوليد الصّوري (3).

روى عنه: أبو عبد اللّه بن مروان، و أبو الحارث أحمد بن محمّد بن عمارة، و أبو القاسم علي بن محمّد بن طاهر الصوري، و أبو أحمد بن عدي، و أبو بكر محمّد بن النعمان

ص: 73


1- كذا بالأصل و م و ت و د: داعي، بإثبات الياء.
2- معرفة القراء الكبار 343/1 و تاريخ الإسلام(350-380). ص 615.
3- كذا بالأصل، و م، و ت، و د، و قد مرّ، و لعله تكرار. و لم ينسبه في المرة الأولى.

ابن نصير، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن علي بن سعيد بن سليم، و سليمان بن أحمد الطّبراني، و أبو علي بن حبيب، و ابن شعيب الأنصاري، و أبو عمران موسى بن عبد الرّحمن الصباغ البيروتي الإمام، و أبو إسحاق بن محمّد بن سنان.

أنبأنا أبو علي الحداد و غيره قالوا: أنبأنا أبو بكر بن ريذة، أنبأنا سليمان بن أحمد الطّبراني (1)،حدّثنا محمّد بن عبدوس بن جرير الصوري بمدينة صور، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا مروان بن معاوية الفزاري، حدّثنا طريف أبو سفيان (2) عن عبد اللّه بن الحارث، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يقول اللّه تعالى: أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبّة شعيرة (3) من إيمان، ثم يقول: اخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، ثم يقول: و عزّتي (4) لا أجعل من آمن بي ساعة من ليل أو نهار كمن لم (5)يؤمن بي»[10757].

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا محمّد بن عبدوس بن جرير الصّوري، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا يحيى بن حمزة، حدّثني يزيد بن أبي مريم، عن القاسم أبي عبد الرّحمن، عن عقبة بن عامر (6) قال: جئت و أصحاب (7) لي حتى حللنا برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فقال أصحابي: ترعى إبلنا حتى ننطلق فنقتبس من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، ففعلت ذلك أياما، ثم إنّي ذكرت في نفسي فقلت: لعلّي مغبون، يسمع أصحابي ما لم أسمع، و يعلمون ما لم أتعلم من نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ فحضرت يوما، فسمعت رجلا يقول: قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«من توضأ وضوءا كاملا ثم قام إلى صلاته كان من خطيئته كيوم ولدته أمّه»[10758].

فعجبت لذلك فقال عمر بن الخطّاب: فكيف لو سمعت الكلام الأول كنت أشد عجبا، فقلت: اردد عليّ ، جعلني اللّه فداك، فقال: إنّ نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من مات لا يشرك باللّه شيئا

ص: 74


1- أخرجه الطبراني في المعجم الصغير 41/2.
2- هو طريف بن شهاب أبو سفيان السعدي، ترجمته في تهذيب الكمال 228/9.
3- كذا بالأصل و م و ت و د، و في الطبراني: مثقال شعيرة و في المختصر: مثقال حبة شعير.
4- في المعجم الصغير: و عزتي و جلالي.
5- المعجم الصغير:«لا» بدل «لم».
6- رواه ابن عساكر من طريق آخر بسنده إلى عقبة بن عامر، في أخبار عقبة بن عامر (راجع تاريخ مدينة دمشق بتحقيقنا 495/40) ترجمته رقم 4726 الحديث رقم 8163.
7- فيما تقدم: جئت في اثني عشر راكبا.

فتح اللّه له أبواب الجنة، يدخل من أيّها شاء، و لها ثمانية أبواب»[10759].

فخرج علينا نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فجلست مستقبله، فصرف وجهه عني حتى فعل ذلك ثلاث مرّات، فلمّا كانت الرابعة قلت: بأبي و أمّي، لم تصرف وجهك عني ؟ فأقبل إليّ فقال:

«أ واحد أحبّ إليك أو اثنا (1) عشر»- مرتين أو ثلاثا - فلما رأيت ذلك رجعت إلى أصحابي[10760].

5925 - محمّد بن أحمد بن عبد الواحد بن صالح ابن سعيد بن الحسن بن علي بن

جعفر بن عبد اللّه أبو المغيث الأموي مولاهم الصفّار

حدّث عن عبيد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز العمري القاضي، و بكّار بن قتيبة، و أحمد ابن العلاء بن هلال أخي هلال، و أبي سعيد إسماعيل بن حمدوية البيكندي.

روى عنه أبو الحسين الرازي، و عبد الوهّاب الكلابي.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الربعي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا أبو المغيث محمّد بن أحمد بن عبد الواحد الصفّار، حدّثنا بكّار، حدّثنا روح بن عبادة القيسي، حدّثنا زكريا بن إسحاق، عن أبي الزبير، عن جابر أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه».

قرأت بخطّ نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية: أبو المغيث محمّد بن أحمد، و نسبه كما تقدم: القرشي مولى بني أمية، و كان نحّاسا، مات في شوال سنة تسع عشرة و ثلاثمائة.

[قال ابن عساكر:] (2) كذا فيه، و الصواب: تسع و عشرين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد الصوفي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، قال: سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة مات أبو المغيث النحاس.

5926 - محمّد بن أحمد بن عبيد بن فيّاض أبو سعيد العثماني الزاهد

5926 - محمّد بن أحمد بن عبيد بن فيّاض أبو سعيد العثماني الزاهد (3)

روى عن أبي الطاهر بن السّرح، و هشام بن عمّار، و أبي موسى عيسى بن يونس

ص: 75


1- بالأصل و م: اثني عشر، و المثبت عما سبق في ترجمة عقبة بن عامر، و عن د، و ت.
2- الزيادة منا للإيضاح.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 4 230/1.

الفاخوري، و صفوان بن صالح، و عيسى بن هلال السّليحي (1)،و دحيم، و عبد اللّه بن أحمد ابن ذكوان، و محمّد بن خالد، و الوليد بن عتبة، و عبد الوهّاب بن الضحّاك، و هشام بن خالد، و أبي القاسم نصر بن محمّد بن سليمان بن أبي ضمرة، و قاسم الجوعي، و أحمد بن أبي الحواري، و مسيّب بن واضح، و هشام أبي التّقي، و محمّد بن مصفّى، و نوح بن حبيب، و أبي سليم عبد الرّحمن بن الحسن بن الضحاك، و عيسى بن حمّاد زغبة، و عيسى بن سليمان الشّيزري.

روى عنه: أبو زرعة و أبو بكر ابنا أبي دجانة، و أبو علي بن أبي الزّمزام، و أبو القاسم الحسن بن علي بن الحسن بن سلمة بن الطّبري المري، و أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن الربيع بن يزيد بن معيوف، و أبو أحمد بن عدي الجرجاني، و أبو علي أحمد بن محمّد بن علي الخزاعي ابن الزّفتي، و أبو بكر محمّد بن يوسف الربعي، و أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد، و أبو طلحة محمّد بن إبراهيم بن إسماعيل بن عزرة (2) الضّبّي، و أبو العبّاس أحمد بن عتبة بن مكين، و جمح بن القاسم، و أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن أحمد ابن أبي شعبة، و أبو علي بن منير، و أبو القاسم الحسن بن محمود الربعي، و أبو (3) بكر بن المقرى، و أحمد بن عبد الوهّاب بن الحسين اللّهبي، و أحمد بن محمّد بن إسحاق السّنّي (4)، و محمّد بن حميد بن معيوف الهمداني، و بكر بن شعيب بن بكر، و أحمد بن إسحاق بن يزيد الحلبي، و حمزة بن محمّد الكناني (5).

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن فيّاض الدمشقي بدمشق، حدّثنا هشام بن عمّار بن نصير أبو الوليد، حدّثنا عيسى بن يونس، عن يحيى بن سعيد، عن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن علقمة بن وقاص الليثي قال: سمعت عمر بن الخطّاب يقول: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّما الأعمال بالنيّة، و إنّما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى اللّه و إلى رسوله فهجرته إلى اللّه و إلى رسوله، و من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه».

ص: 76


1- ترجمته في تهذيب الكمال 4 568/1 و السّليحي نسبة إلى سليح، و سليح بطن من قضاعة.
2- في د: عروة.
3- بالأصل و م و د و ت: و أبا.
4- بدون إعجام بالأصل و م و ت، و المثبت عن سير الأعلام راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 6 255/1.
5- بالأصل و م: الكتاني، و المثبت عن د، و ت، و سير أعلام النبلاء. راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 6 179/1.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف قال: و سألته - يعني - الدارقطني عن أبي سعيد محمّد بن أحمد بن عبيد بن فيّاض القرشي ورّاق هشام بن عمّار بدمشق، فقال: ليس به بأس (1).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد الصّوفي، أنبأنا مكي المؤدب، أنبأنا أبو سليمان الرّبعي قال: و فيها - يعني - سنة عشر و ثلاثمائة مات أبو سعيد بن فيّاض.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، و ابن السّمرقندي، قالا: حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، قال: مات أبو سعيد بن فيّاض يوم الخميس، و دفن يوم الجمعة في شهر ربيع الآخر من سنة عشر و ثلاثمائة (2)،و هو ابن نيّف و تسعين سنة.

5927 - محمّد بن أحمد بن عثمان بن الوليد بن الحكم بن سليمان

أبو بكر بن أبي الحديد السّلمي العدل (3)

رحل في الحديث، و سمع بمصر من أبي زيد عبد العزيز بن قيس بن حفص، و أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد بن الفرج بن شاكر الأحمري، و محمّد بن بشر الزّبيري (4) العكري (5)، و أبي جعفر محمّد بن منير بن محمّد بن عنبسة بن منير، و محمّد بن أيوب بن حبيب الصموت، و أبي أحمد حاتم بن عبد اللّه بن حاتم الجهاري، و أبي الحسين محمّد بن علي بن أبي الحديد، و محمّد بن الحسين بن محمّد الخزاعي، و أحمد بن عمرو بن جابر الرملي.

و سمع بدمشق: من أبي الدحداح، و أبوي بكر: الخرائطي، و محمّد بن بركة برداعش (6)،و أبي الطيب أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهّاب بن بشير بن عبادل، و أبي العباس

ص: 77


1- سير أعلام النبلاء 4 231/1.
2- سير أعلام النبلاء 4 231/1.
3- ترجمته في الوافي بالوفيات 60/2 و سير أعلام النبلاء 7 184/1 و العبر 91/3 و الاكمال لابن ماكولا 55/2.
4- بالأصل، و م، و د، و ت: الزنبري، و المثبت عن سير أعلام النبلاء. و في تبصير المنتبه 656/2 الزنبري بنون ساكنة ثم موحدة مفتوحة. كذا ضبطه ابن نقطة فوهم، و إنما هو من موالي آل الزبير و قال ابن يونس الحافظ : ولاؤه لعتيق بن مسلمة الزّبيري، و كذا ضبطه الصوري بالضم. راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 5 314/1.
5- بالأصل و م و ت و د: العسكري، تصحيف، و الصواب و الضبط عن تبصير المنتبه 656/2، راجع الحاشية السابقة.
6- كذا بالأصل، و د، و م، و ت:«برداعش» انظر ما مرّ فيه قريبا.

محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن ملاّس، و أبي عبد اللّه محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، و أبي علي الحسن بن علي [بن يحيى الشعراني الطبراني، و أبي هاشم عبد الغافر بن سلامة الحمصي، و أبوي محمّد: ابن زبر، و عبد اللّه بن الحسين بن محمّد بن جمعة، و أبي عمر محمّد بن عمير الجهني، و أبي علي الحسن بن حبيب] (1) الحصائري، و أبي علي محمّد ابن محمّد بن أبي حذيفة القاسم بن عبد الغني، و زكريا بن أحمد بن يحيى بن موسى القاضي، و محمّد بن بكّار بن يزيد السّكسكي، و أبي علي الفيّاض بن القاسم بن حريش.

روى عنه ابنا ابنه أحمد، و عبيد اللّه (2)،و أبو الحسن علي بن الحسين بن صدقة الشّرابي، و القاضي أبو الحسين عبد الوهّاب بن أحمد بن هارون بن الجندي، و أبو علي الأهوازي، و أبو الحسن بن السمسار، و علي بن الحسن، و تمّام بن محمّد، و أبو القاسم الحنّائي، و أبو محمّد الحسن بن علي النحوي المعروف بابن المصحح، و أبو العباس أحمد ابن محمّد بن يوسف بن مردة الأصبهاني، و علي بن محمّد الحنّائي، و علي بن محمّد بن صافي بن شجاع بن أبي الهول، و أبو نصر بن الجبّان (3)،و أبو الحسن العتيقي، و عبد الوهّاب الميداني.

أخبرنا أبوا (4) الحسن الفقيهان قالا: أنبأنا أبو الحسين (5) بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو الدحداح، حدّثنا عبد الوهّاب بن عبد الرّحيم الأشجعي، حدّثنا سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه يبلغ به النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها»[10761].

قال سفيان عن نافع عن ابن عمر: إنما هو بالليل.

قرأت بخط أبي الحسن الحنّائي،[و أنبأنيه أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا علي الحنّائي] (6)،أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان السلمي الشاهد

ص: 78


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن م، و ت، و د.
2- و هما ابنا عبد الواحد بن محمّد بن أبي بكر.
3- بدون إعجام بالأصل، و ت، و م، و في د:«الحا؟؟؟» و الصواب ما أثبت و ضبط .
4- بالأصل و م و ت و د: أبو.
5- كذا، و في م و ت و د: الحسن.
6- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.

المعروف بابن أبي الحديد الثقة الأمين الرضا، الشيخ النبيل.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال (1):و أبو بكر محمّد ابن أحمد بن عثمان أبي الحديد، حدّث عن أبي الدحداح، و هو آخر من حدّث عنه، و عن الخرائطي، و أبي عبد اللّه الهروي الحافظ و غيرهم، و كان من الأعيان، حدّثنا عنه جماعة من الدمشقيين، و ابنه أبو الفضل، حدّث، و ابنا أبي الفضل أبو الحسن أحمد، سمعت منه الكثير عن جده و عن غيره، و أبو محمّد عبيد اللّه حدّث أيضا عن جده، و لم أسمع منه.

قرأت بخط إبراهيم بن محمّد الحنّائي، قال لي أخي علي: قال لي أبو الفرج بن عمرو - رحمه اللّه-:

رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم في النوم فقال لي: أبو بكر بن أبي الحديد قوّال بالحقّ (2).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد قال: توفي أبو بكر محمّد ابن أحمد بن عثمان المعروف بابن أبي الحديد - رحمه اللّه - في شوال سنة خمس و أربع مائة، و حضرت داره و أنا أعرفه، و لكن لم أسمع منه شيئا، حدّث عن أبي الدحداح و غيره من شيوخ الشاميين، و حدّث عن أبي بكر الخرائطي، و عن ابن منير، و محمّد بن بشر العكري المصريين و غيرهم، و كان ثقة مأمونا، حدّثنا عنه جماعة، و ذكر أن مولده سنة تسع و ثلاث مائة، و ذكر غيره: أن مولده لعشر خلون من شعبان سنة تسع، و ذكر أبو علي الأهوازي أنه مات و له سبع و تسعون سنة.

قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي قال: مات أبو بكر محمّد بن أحمد بن أبي الحديد في يوم الجمعة لثلاث و عشرين ليلة خلت من شوّال من سنة خمس و أربعمائة، و أخرجت جنازته إلى الجامع بعد صلاة العصر، و صلّى عليه و ردّوه إلى داره، و دفن في بيت في داره، و كان له مشهد عظيم، و كان الذي صلّى عليه ابنه أبو الفضل.

آخر الجزء الرابع و التسعين بعد الخمسمائة من الفرع (3).

ص: 79


1- الاكمال لابن ماكولا 54/2-55.
2- سير أعلام النبلاء 7 185/1.
3- من قوله: آخر الجزء إلى هنا ليس في م و د.
5928 - محمّد بن أحمد بن عثمان بن محمّد أبو الفرج الزّملكاني الإمام

5928 - محمّد بن أحمد بن عثمان بن محمّد أبو الفرج الزّملكاني (1) الإمام (2)

من أهل قرية زملكا (3).

حدّث في سنة إحدى و عشرين و أربع مائة عن أبي الحسين عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، و تمّام بن محمّد، و أبي بكر عبد اللّه بن محمّد بن هلال الحنّائي (4) الأديب.

روى عنه: أبو عثمان محمّد بن أحمد بن ورقاء الأصبهاني الصوفي نزيل بيت المقدس، و أبو الحسن علي بن الخضر السلمي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، حدّثنا نصر بن إبراهيم، أنبأنا أبو عثمان محمّد بن ورقاء الأصبهاني، أنبأنا أبو الفرج محمّد بن أحمد بن محمّد الزّملكاني، أنبأنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عمارة العطّار، حدّثنا الحسين بن علي بن الأسود العجلي، حدّثنا محمّد بن فضيل، حدّثنا محمّد بن عبيد اللّه، عن عبيد اللّه (5) بن زحر، عن علي، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«إن اللّه بعثني هدى و رحمة للعالمين، و أمرني أن أمحق المعازف و المزامير، و الخمور و الأوثان التي كانت في الجاهلية، و أقسم ربي بعزّته لا يشرب عبد من عباده الخمر في الدنيا إلاّ سقيته مثلها من جهنم، معذّب بعد أو مغفور له، و أقسم ربّي بعزّته لا يدعها عبد من عبادي حرجا إلاّ سقيته إياها من حظيرة القدس»[10762].

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني قال: توفي أبو بكر محمّد بن أحمد الزّملكاني في جمادى الآخرة من هذه السنة - يعني - سنة إحدى و عشرين و أربعمائة (6)، كتب الكثير، و اشترى حدث بشيء يسير عن عبد الوهّاب بن الحسن أخي تبوك.

ص: 80


1- هذه النسبة إلى زملكا، كما تلفظ اليوم، و في معجم البلدان:«زملكان بفتح أوله و سكون ثانيه و فتح اللام و آخره نون. قال السمعاني أبو سعد: هما قريتان إحداهما ببلخ و الأخرى بدمشق، و أما أهل الشام فإنهم يقولون: زملكا بفتح أوله و ثانيه و ضم لامه و القصر، لا يلحقون به النون قرية بغوطة دمشق».
2- ترجمته في معجم البلدان «زملكان».
3- راجع الحاشية السابقة.
4- في معجم البلدان: الجبائي، تصحيف، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 7 149/1.
5- في ت:«محمّد بن عبيد بن زحر» و «اللّه عن عبيد اللّه» استدرك على هامشها و بعده صح.
6- معجم البلدان «زملكان».

[قال ابن عساكر] (1) كذا قال: أبو بكر، و هو أبو الفرج. كذلك وجدته بخطه.

5929 - محمّد بن أحمد بن عثمان ابن الفرج بن الأزهر بن إبراهيم

أبو طالب الصيرفي الأزهري البغدادي (2)

أخو أبي القاسم الأزهري.

قدم دمشق و حدّث بها، و ببغداد عن أبي الحسن بن لؤلؤ الورّاق، و أبو الحسين بن المظفر، و أحمد بن إبراهيم بن شاذان، و أبي جعفر عمر بن علي بن الزيّات، و أبي عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبيد العسكري، و محمّد بن إسحاق القطيعي.

روى عنه: عبد العزيز الكتاني، و علي بن محمّد بن أبي الهول، و علي بن الخضر بن سليمان [السلمي] (3) و أبو بكر الخطيب.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (4) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنبأنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان، حدّثنا محمّد بن المظفر الحافظ ، حدّثنا محمّد بن الحسين بن حفص، حدّثنا أبو كريب [نا سفيان بن عقبة] (6) حدّثنا سفيان عن أبي الزبير، عن جابر قال: نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أن يأكل الرجل بشماله، و أن يحتبي في ثوب واحد [و أن] يشتمل الصماء[10763].

سفيان بن عقبة هو أخو قبيصة السّوائي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني، أنبأنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان بن الفرج بن الأزهر بن إبراهيم الصيرفي البغدادي أخو أبي القاسم ابن السّوادي، قدم علينا، حدّثنا أبو الحسن علي بن محمّد بن لؤلؤ الورّاق، حدّثنا أبو معشر الحسن بن سليمان بن نافع الدارمي، حدّثنا عباس بن الوليد النّرسي، حدّثنا يحيى بن سعيد القطّان، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا قيس، عن عقبة بن عامر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

ص: 81


1- الزيادة منا للإيضاح.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 319/1.
3- زيادة عن م، و د، و ت.
4- زيادة عن م و ت و د، لتقويم السند.
5- تاريخ بغداد 319/1.
6- الزيادة بين معكوفتين عن م، و ت، و د. و الذي في تاريخ بغداد: حدثنا أبو كريب قال: حدّثنا سفيان بن عيينة قال: حدثنا سفيان عن أبي الزبير. راجع ترجمة سفيان بن عقبة في تهذيب الكمال 367/7 و ترجمة سفيان بن عيينة في تهذيب الكمال 368/7.

«أنزل علي آيات لم ير مثلها: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّٰاسِ إلى آخر السورة، و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ إلى آخر السورة»[10764].

أخبرناه عاليا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنبأنا أبو الحسن بن لؤلؤ، فذكره مثله.

قال لنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو منصور بن خيرون: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):قال لي أبو القاسم الأزهري: ولد أخي أبو طالب في سنة ثلاث و ستين و ثلاثمائة، و أنا أكبر منه بثمان (2) سنين، ولدت في سنة خمس و خمسين.

قال أبو بكر الخطيب: سألت أبا طالب عن مولده فقال: ولدت في ليلة الجمعة لعشر بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث و ستين و ثلاثمائة.

قال الخطيب (3):

محمّد بن أحمد بن عثمان بن الفرج بن الأزهر أبو طالب المعروف بابن السوادي أخو أبي القاسم الأزهري، و كان الأصغر، سمع أبا حفص بن الزيّات، و الحسين بن محمّد بن عبيد العسكري، و علي بن محمّد بن لؤلؤ الورّاق، و محمّد بن إسحاق القطيعي، و محمّد بن المظفّر، و أبا بكر بن شاذان، كتبنا عنه، و كان صدوقا، و توفي بواسط في (4) ذي الحجّة من سنة خمس و أربعين و أربع مائة، و كنت إذ ذاك بمكّة.

5930 - محمّد بن أحمد بن عرفجة بن عثمان بن سعيد

أبو بكر القرشي الكريزي (5) الدمشقي

روى عن يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و أبي زرعة الدمشقي.

روى عنه: تمام بن محمّد، و أبو عبد اللّه بن مندة، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن

ص: 82


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 319/1.
2- بالأصل و ت و م، و د: بثلاث، و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- تاريخ بغداد 319/1.
4- بالأصل:«من» و المثبت عن م، و ت، و د، و تاريخ بغداد.
5- بدون إعجام بالأصل و م و ت و د، و المثبت عن المختصر.

محمّد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عرفجة بن عثمان بن سعيد القرشي - قراءة عليه - حدّثنا يزيد بن محمّد بن عبد الصمد، حدّثنا يحيى بن صالح الوحاظي، حدّثنا عبد الحميد بن سليمان الأسلمي، حدّثنا أبو حازم (1) بن دينار، عن سهل بن سعد الساعدي أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ العبد ليعمل عمل أهل الجنّة - فيما يرى الناس - و أنه لمن أهل النار، و إنه ليعمل عمل أهل النار - فيما يرى الناس - و إنه لمن أهل الجنّة»[10765].

5931 - محمّد بن أحمد بن علي بن محمّد بن إبراهيم بن يزيد بن حاتم

أبو يعقوب البغدادي النحوي (2)

حدّث بتدمر من أعمال دمشق (3) عن أبي مسلّم إبراهيم بن عبد اللّه الكجّي البصري، و مضى إلى مصر، فمات بها.

و اجتاز بدمشق، فسمع منه أبو الفتح عبد الواحد (4) بن محمّد بن مسرور.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):

محمّد بن أحمد بن علي بن محمّد بن إبراهيم بن يزيد بن حاتم، أبو يعقوب النحوي البغدادي، ذكر أبو الفتح بن مسرور أنه حدّثه بتدمر عن أبي مسلّم الكجّي، و يقال (6):توفي بمصر يوم الأربعاء لليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة تسع و أربعين و ثلاثمائة، و كان ثقة.

5932 - محمّد بن أحمد بن علي بن محمّد أبو الحسن البغدادي الواعظ

5932 - محمّد بن أحمد بن علي بن محمّد أبو الحسن البغدادي الواعظ (7)

يعرف بصاحب الجلاء.

حدّث بدمشق سنة ثمان و ستين و ثلاثمائة عن [أبي] (8) القاسم البغوي، و أبي بكر بن أبي داود، و العبّاس بن يوسف الشّكلي، و أحمد بن المعلّى الدمشقي.

ص: 83


1- في م: خازم، تصحيف.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 320/1.
3- كذا، و في معجم البلدان: تدمر: مدينة قديمة مشهورة في برية الشام.
4- بالأصل:«عبد الرحمن» ثم شطبت كلمة «الرحمن» و استدرك على الهامش:«الواحد» و بعدها صح.
5- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 320/1.
6- كذا بالأصل، و م، و ت، و د؛ و في تاريخ بغداد: قال.
7- ترجمته في تاريخ بغداد 383/1.
8- سقطت من الأصل و م و ت و د.

روى عنه: أبو نصر بن الجبّان، و أبو الحسين الميداني، و أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر الجرجاني.

قرأت على جدي أبي المفضّل (1) يحيى بن علي القاضي عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو نصر بن الجبّان، حدّثنا أبو سليمان بن زبر (2)،و أبو الحسن محمّد بن أحمد البغدادي الواعظ ، قالا: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد البغوي - ببغداد - حدّثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي قال:

ركب المأمون إلى الشّمّاسية (3) فنظر إلى الناس، و عظمهم، و عن يمينه يحيى بن أكثم القاضي فالتفت إليه فقال: أما ترى (4) أما ترى ؟، حدّثني يوسف بن عطية الصفار عن ثابت عن أنس أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«الخلق عيال اللّه، فأحبّهم إليه أنفعهم لعياله»[10766].

أخبرنا (5) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة ابن يوسف السهمي، حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر الجرجاني، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد البغدادي - بدمشق - حدّثنا أحمد بن المعلّى الأسدي، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا عبد اللّه بن مروان الجرجاني، عن سفيان الثوري، عن أبيه، عن جده أنه شهد أبا بكر زوّج الأشعث بن قيس الكندي أخته (6).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو منصور محمّد ابن عبد الملك قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (7):محمّد بن أحمد أبو الحسن الواعظ البغدادي، يعرف بصاحب الجلاء، حدّث بدمشق عن أبي بكر بن أبي داود، روى عنه عبد الوهّاب [بن عبد اللّه] (8) المرّي الدمشقي.

ذكره الخطيب فيمن لم يحفظ اسم جدّه.

ص: 84


1- بالأصل: الفضل، تصحيف، و التصويب عن م، و ت، و د.
2- في م: زبير، تصحيف.
3- الشماسية: بفتح أوله و تشديد ثانيه ثم سين مهملة منسوبة إلى بعض شماسي النصارى، و هي مجاورة لدار الروم التي في أعلى مدينة بغداد (معجم البلدان).
4- كذا بالأصل و م و د، و في المختصر: أما ترى ما نرى و في ت:«أما ترى» و استدركت «أما ترى» على هامشها.
5- كتب فوقها بالأصل و م و ت: ملحق.
6- كتب بعدها بالأصل و م و ت: إلى.
7- تاريخ بغداد 383/1.
8- الزيادة عن م، و ت، و د، و تاريخ بغداد.
5933 - محمّد بن أحمد بن علي بن الحسين أبو مسلّم البغدادي الكاتب

5933 - محمّد بن أحمد بن علي بن الحسين أبو مسلّم البغدادي الكاتب (1)

سمع أبا علي الحصائري، و إبراهيم بن أبي ثابت بدمشق، و ببغداد: أبا القاسم البغوي، و أبا بكر بن أبي داود، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبا عثمان سعيد بن محمّد أخا زبير الحافظ ، و أبا بكر بن مجاهد المقرئ، و محمّد بن علي بن محمّد المادرائي، و محمّد بن الحسن بن دريد، و أبا علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن الحرّاني بالرقّة، و أبا بكر أحمد ابن عمرو بن جابر الرّملي، و أبا جعفر محمّد بن أحمد الخلاّل بالرملة، و أبا بكر محمّد بن أحمد بن محمّد ببالس، و أبا القاسم زياد بن يونس بن عصب بالقيروان.

و سكن بمصر، و حدّث بها، و روى عنه من أهلها: أبو محمّد عبد الغني بن سعيد الحافظ ، و القاضي أبو عبد اللّه القضاعي، و أبو سعد عبد الملك بن محمّد بن إبراهيم النيسابوري الواعظ ، و أبو علي الأهوازي، و رشأ بن نظيف، و أبو الحسن (2) بن المكي، و أبو الفضل الرازي، و أبو الفتح أحمد بن بابشاذ (3) بن داود بن سليمان الجوهري الواعظ ، و أبو الحسن علي بن عبد الرّحمن بن محمّد البابي القاضي، و أبو البركات الحسين بن إبراهيم بن الحسن بن محمّد بن القراب، و عبد العزيز بن بندار بن علي.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية، أنبأنا أبو الفضل الرازي.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنبأنا أبو الحسين بن مكي، قالا: أنبأنا أبو مسلّم الكاتب، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا أبو نصر بن التمّار، و علي بن الجعد، و عبد الأعلى بن حمّاد، و كامل بن طلحة، و عبيد اللّه بن محمّد العائشي - و قال ابن مكي:

العيشي (4)-قالوا: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن أبي العشراء عن أبيه قال:

قلت: يا رسول اللّه ما تكون الزكاة إلاّ من اللبة - زاد الرازي: أو الحلق ؟- و قالا: قال:

«لو طعنت في فخذها لأجزأك»[10767].

ص: 85


1- ترجمته في تاريخ بغداد 323/1 و الوافي بالوفيات 52/2 و المنتظم 245/7 و غاية النهاية 73/2 و العبر 71/3 و سير أعلام النبلاء 6 558/1 و شذرات الذهب 156/3.
2- كذا بالأصل و م و د، و ت:«و أبو الحسن بن مكي» و في سير أعلام النبلاء: أبو الحسين محمّد بن مكي الأزدي و سيرد في الخبر التالي:«أبو الحسين».
3- في م: باشاد، تصحيف، و في د، و ت كالأصل.
4- هو عبيد اللّه بن محمّد بن حفص بن عمر، أبو عبد الرحمن القرشي البصري راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 0 564/1.

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنبأنا أبو الفضل الرازي، أنبأنا أبو مسلّم محمّد بن أحمد ابن علي الكاتب - بفسطاط مصر - سنة خمس و تسعين و ثلاثمائة، حدّثنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك - بدمشق - حدّثنا فهد بن سليمان، حدّثنا عثمان بن هارون القرشي، حدّثنا عصام بن قدامة، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«من قال: أستغفر اللّه الذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم، و أتوب إليه ثلاثا، غفر له ذنوبه، و لو كانت عدد رمل عالج و غثاء (1) البحر، و عدد نجوم السماء»[10768].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف المقرئ، أنبأنا أبو مسلّم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب، حدّثنا أبو بكر بن دريد قال: و أنشدني أيضا - يعني - أبا حاتم السّجستاني:

إذا أنت جاريت السفيه كما جرى *** فأنت سفيه مثله غير ذي حلم

إذا أمن الجهّال جهلك مرّة *** فعرضك للجهال غنم من الغنم

فلا تغضبن (2) عرض السفيه و داره *** بحلم فإن أعيا عليك فبالصرم

و عم عليه الحلم و الجهل و ألقه *** بمنزلة بين العداوة و السلّم

فيرجوك تارات و يخشاك تارة *** و يأخذ فيما بين ذلك بالحزم

فإن لم تجد بدا من الجهل فاستعن *** عليه بجهال فذاك من العزم

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (3) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4) قال محمّد بن أحمد بن علي بن الحسين أبو مسلّم كاتب الوزير أبي الفضل بن حنزابة (5) نزل مصر، و حدّث بها عن أبي القاسم البغوي، و عبد اللّه بن أبي داود، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و بدر بن الهيثم - زاد ابن خيرون:

و سعيد بن محمّد أخي زبيرة (6)،و قالوا:- و أبي بكر بن دريد، و أبي بكر بن مجاهد المقرئ، و إبراهيم بن محمّد بن عرفة النحوي، حدّثنا عنه أحمد بن محمّد العتيقي، و القاضي أبو عبد اللّه محمّد بن سلامة القضاعي المصري - بمكة-- زاد ابن خيرون: و غيرهما، و قال: قال

ص: 86


1- غثاء البحر: أي زبده.
2- الأصل و ت و د، و في م: تقضين.
3- زيادة عن م، و د، و ت، لتقويم السند.
4- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 323/1.
5- بالأصل و م و ت و د: خنزابه، و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- كذا بالأصل، و في م و ت و د:«زبير» و في تاريخ بغداد «زبيراء» و كتب مصححه بالهامش:«في المخطوط : زبير الحافظ ، و في الميزان: سعيد بن أبي أخي زبير الحافظ ».

الخطيب: قال لي محمّد بن علي الصوري كان بعض أصول أبي مسلّم عن البغوي و غيره جيادا قلت: فكيف حاله من حال ابن الجندي ؟ فقالوا: قد اطّلع منه على تخليط ، و هو أمثل من ابن الجندي.

قال (1):و حدّثني الصوري، حدّثني أبو الحسين العطّار وكيل أبي مسلّم الكاتب و كان من أهل العلم و المعرفة بالحديث، كتب و جمع و لم يكن بمصر بعد عبد الغني بن سعيد أفهم منه - قال: ما رأيت في أصول أبي مسلّم عن البغوي شيئا صحيحا غير جزء واحد، كان سماعه فيه صحيحا، ما عدا ذلك مفسود.

قال الخطيب (2):و أنبأنا أحمد بن محمّد العتيقي قال: سنة تسع و تسعين و ثلاثمائة فيها توفي أبو مسلّم الكاتب البغدادي بمصر، و كان آخر من بقي (3) من أصحاب ابن منيع.

قرأت على أبي الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبي الفضل بن ناصر الحافظ ، قلت لهما: أجاز لكم إبراهيم بن سعيد بن عبد اللّه الحبّال قال: سنة تسع و تسعين - يعني - و ثلاثمائة أبو مسلّم محمّد بن أحمد الكاتب في ذي القعدة - يعني - مات.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن المالكي قالا: حدّثنا[-و] (4) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب قال (5):قال لي الصوري: مات أبو مسلّم في آخر سنة تسع و تسعين، زادنا النسيب و ابن قبيس عن الخطيب: و قال غيره: مات في ذي القعدة.

5934 - محمّد بن أحمد بن علي أبو عبد اللّه بن أبي سعد القزويني المقرئ

5934 - محمّد بن أحمد بن علي أبو عبد اللّه بن أبي سعد القزويني المقرئ (6)

نزيل مصر.

قرأ على أبي الحسن [علي] بن داود الدّاراني بحرف ابن عامر بدمشق، و سمع بدمشق عبد الوهّاب الكلابي، و بمصر: أبا (7) الميمون بن حمزة الحسيني، و أبا الحسن علي بن محمّد الحلبي، و أبا الطّيّب عبد المنعم بن عبيد اللّه بن غلبون، و أبا بكر محمّد بن أحمد بن جابر التّنّيسي.

ص: 87


1- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 323/1.
2- المصدر السابق.
3- تقرأ بالأصل و ت: يفتي، و المثبت عن د، و تاريخ بغداد.
4- الزيادة عن م، و ت، و د.
5- تاريخ بغداد 323/1.
6- ترجمته في مرآة الجنان 74/3 و غاية النهاية 75/2 و معرفة القراء الكبار 416/1 رقم 354.
7- كذا بالأصل و م و ت و د:«أبا الميمون بن حمزة» و في معرفة القراء الكبار و غاية النهاية: ميمون بن حمزة.

روى عنه: عبد العزيز الكتاني، و أبو عبد اللّه بن الحطّاب (1)،و أبو الحسين يحيى بن علي بن الفرج المقرئ الخشّاب.

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد (2) بن أحمد بن إبراهيم بن الحطّاب (3)،و حدّثنا أبو بكر يحيى بن سعدون عنه، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن علي المقرئ القزويني، و الحسين بن أحمد بن بكّار المقرئ الكندي بمصر، قالا: أنبأنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الكلابي بدمشق، حدّثنا أبو العباس طاهر بن محمّد بن الحكم التميمي، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا البختري بن عبيد - قال هشام: و ذهبنا إليه إلى القلمون (4) في موضع يقال له الأفاعي (5)-حدّثنا أبي، حدّثنا أبو هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«الأذنان من الرأس»[10769].

قال أبو عبد اللّه بن الحطاب: أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن علي القزويني المقرئ كان من المذكورين بالقراءات و رواياتها بمصر، و قد سمع بها، و بالشام، و الحجاز، و غيرها، و أبوه أحمد يكنى أبا سعد عندي عنه مشيخة لهشام بن عمّار الدمشقي، رواها لنا سنة أربعين و أربع مائة عن عبد الوهّاب الكلابي، و عندي عنه الجزء الأول من الفوائد المجددة انتقاء عبد الغني الحافظ من حديث الميمون بن حمزة العلوي، أخبرنا به عن الميمون، و الجزء الثالث عشر من انتقاء خلف الحافظ على القاضي أبي الحسن الحلبي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني قال: سنة اثنتين و خمسين و أربع مائة ورد الخبر من مصر في شهر رمضان بوفاة القزويني و هو أبو عبد اللّه محمّد بن أبي سعد الساكن بمصر، كان يحدّث عن عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، و ابن جابر التّنّيسي و غيرهما، و قرأ على علي بن داود الدّاراني بحرف ابن عامر، سمعت منه بمدينة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعد منصرفنا من الحجّ .

ص: 88


1- بالأصل: الخطاب، تصحيف، و المثبت عن م، و ت، و د، و هو محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد الرازي، أبو عبد اللّه راجع معرفة القراء الكبار، و غاية النهاية. ترجمته في سير أعلام النبلاء 9 583/1.
2- كتبت «محمّد» فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
3- الأصل و م: الخطاب، تصحيف، و المثبت عن د، و ت، راجع الحاشية السابقة.
4- بفتح أوله و ثانيه بوزن قربوس، قرية بدمشق (معجم البلدان).
5- الأفاعي قرية من القلمون التي بدمشق و منها: بحتري بن عبيد اللّه بن سليمان الطانجي كذا نقل ياقوت عن أبي القاسم بن عساكر (معجم البلدان: القلمون).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو الفضل بن ناصر - قراءة - عن إبراهيم بن سعيد الحبّال، قال:

أبو عبد اللّه محمّد بن أبي سعد القزويني المقرئ - زاد ابن ناصر: يوم الأحد الرابع و العشرين قالا: من ربيع الآخر يعني سنة اثنتين و خمسين - يعني - مات (1).

5935 - محمّد بن أحمد بن علي أبي القاسم أبو بكر الطوسي الصوفي المقرئ

إمام صخرة بيت المقدس.

سمع أبا حفص عمر بن أحمد الواسطي ببيت المقدس.

حدّثنا عنه أبو القاسم بن السّمرقندي و استجاز منه، ابنا (2) صابر بدمشق سنة خمس و ثمانين.

حدّثنا أبو القاسم بن السّمرقندي - لفظا - قال: قرأت على أبي بكر محمّد بن أحمد بن أبي القاسم الطوسي المقرئ - إمام الصخرة المقدسة ببيت المقدس - قلت له: أخبركم أبو حفص عمر بن أحمد بن محمّد الخطيب الواسطي قراءة عليه و أنت تسمع ببيت المقدس في محراب يعقوب سنة أربعين و أربعمائة، أنبأنا أبو العباس أحمد بن عمر بن عبد الملك بن مويس - قراءة عليه في المسجد الأقصى - حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن سلّم (3)، حدّثنا حرملة بن يحيى بن حرملة بن عمران بن قراد التّجيبي المصري، حدّثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا عشّانة المعافري حدّثه أنه سمع عقبة بن عامر الجهني يقول:

قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:

«من أثكل ثلاثة من صلبه، فاحتسبهم على اللّه - قال أبو عشّانة مرة: في سبيل اللّه، و لم يقلها مرة أخرى - وجبت له الجنة»[10770].

ذكر أبو محمّد بن الأكفاني.

أنّ أبا بكر محمّد بن أحمد بن علي الطوسي المقرئ الصوفي قتلته الفرنج - خذلهم اللّه - عند دخولهم بيت المقدس في شعبان سنة اثنتين و تسعين و أربع مائة.

ص: 89


1- معرفة القراء الكبار 416/1 و غاية النهاية 75/2 و زيد فيها: عن نيّف و ثمانين سنة.
2- بالأصل:«انبانا» تصحيف، و التصويب عن م، و ت، و د.
3- كذا بالأصل و ت و د، و في م: سالم.
5936 - محمّد بن أحمد بن علي أبو عبد اللّه المجاشعي الهروي الأديب

قدم دمشق، و سمع بها أبا نصر بن طلاّب، و كان مواظبا على سماع الحديث بدمشق، و كان كرّاميا (1).

قرأت بخط أبي الفضل طاهر بن بركات الخشوعي، أنشدني الشيخ أبو عبد اللّه محمّد ابن أحمد بن علي المجاشعي لنفسه:

أحسن بربّك ظنّا أنه أبدا *** يكفي المهم إذا ما عنّ أو نابا

كم قد تكشّر لي عن نابه زمن *** ففلّ بالفضل منه ذلك النابا

لا تيأسنّ لباب سدّ في طلب *** فاللّه يفتح بعد الباب أبوابا

قال: و أنشدني أيضا لنفسه:

لا تبلسن لذا المهمّ فإنه *** يكفيكه المنفرد القيّوم

أو ليس ما قد سرّ لم يك دائما *** فكذاك ما قد ساء ليس يدوم

قال: و له أيضا:

إنّي لأرجو العفو من خالقي *** و توبة أخلص من ذي قبل

إن تكن العقبى لنا جنّة *** فكلّما قاسيت عمري حلل

5937 - محمّد بن أحمد بن عمارة أبو الحسن العطّار

روى عن أبي هشام الرّفاعي، و محمّد بن يزيد الآدمي، و عبدة بن عبد الرحيم لمروزي، و المسيّب بن واضح، و سعيد بن يحيى الأموي، و يوسف بن موسى، و الحسين بن علي بن الأسود، و حميد بن الربيع، و زياد بن أيوب.

روى عنه: أبو القاسم بن أبي العقب، و ابن طغان المحتسب، و أبو العبّاس محمّد، و أبو بكر أحمد ابنا موسى بن الحسين بن السمسار، و عبد الوهّاب الكلابي، و أبو الحسن جعفر بن عبد الرزّاق (2) بن عبد الوهّاب، و أبو علي بن المهنّى، و أبو بكر بن المقرئ، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفّار، و أبو سليمان بن زبر، و أبو الحسين الرازي، و أبو

ص: 90


1- الكرامي بفتح الكاف و تشديد الراء، و هم الكرامية أتباع محمّد بن كرام السجزي أبو عبد اللّه النيسابوري إمام الكرامية و هو القائل بأن معبوده مستقر على العرش و أنه جوهر في مكان مماسّ لعرشه فوقه تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا (راجع ما جاء فيه في تاج العروس بتحقيقنا - كرم).
2- في م: الوراق.

زرعة، و أبو بكر ابنا أبي دجانة، و العبّاس بن محمّد بن حبّان، و أبو علي الحسن بن القاسم بن درستويه، و عبد اللّه بن محمّد بن أيوب القطان، و أبو عمرو عثمان بن عمر بن عبد الرّحمن الشافعي، و أبو الحسن علي بن عمرو بن سهل الحريري.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن عمارة، حدّثنا المسيّب بن واضح، حدّثنا ابن المبارك، عن خالد، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:

حمل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعض أغيلمة بني عبد المطّلب، واحدا خلفه و واحدا بين يديه[10771].

قال: و حدّثنا محمّد بن أحمد بن عمارة العطّار نزيل دمشق الثقة الأمين - كرّم اللّه وجهه، و أسكنه جنته - حدّثنا عبدة بن عبد الرحيم، أنبأنا النّضر بن شميل المازني، أنبأنا ابن جريج، عن يونس بن سيف، عن سليمان بن يسار قال: تفرّق الناس على أبي هريرة فقال له قائل من أهل الشام: أيها الشيخ حدّثنا حديثا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قال: نعم، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«أوّل ما يقضى فيه يوم القيامة ثلاث: رجل استشهد فأتي به فعرّفه نعمه، فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، قاتلت ليقال: هو جريء، فقد قيل (1) ذلك، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، و رجل تعلّم العلم و علّمه و قرأ القرآن - يعني - فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها، قال: ما عملت فيها؟ قال: تعلّمت فيك و علّمته، و قرأت فيك القرآن قال: كذبت، و لكنك تعلّمت ليقال هو عالم، فقد قيل، و قرأت ليقال هو قارئ فقد قيل، ثم أمر فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، و رجل أوسع اللّه عليه، و أعطاه من أنواع المال كلّه فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال:

ما تركت من شيء يجب أن ينفق فيها إلاّ أنفقت فيها لك، قال: كذبت، و لكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ذلك، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار»[10772].

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأنا أبو محمّد مقاتل بن مطكود، أنبأنا أبو علي الأهوازي - إجازة - قال: قال عبد الوهّاب بن الحسن في تسمية شيوخه: محمّد بن أحمد بن عمارة أبو الحسن العطّار سنة اثنتين و عشرين و ثلاثمائة - يعني - مات.

ص: 91


1- الأصل: فعل، و المثبت عن د، و ت.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية: أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عمارة العطّار، مات سنة ثلاث و عشرين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو (1) سليمان بن زبر قال:

و فيها - يعني - سنة سبع و عشرين و مائتين ولد ابن عمارة، أنا سألته عن مولده.

قال: و أنبأنا أبو سليمان قال:

في شهر رمضان - يعني - سنة ثلاث و عشرين و ثلاثمائة توفي أبو الحسن محمّد بن أحمد ابن عمارة العطّار بدمشق، و هو ابن ست و تسعين سنة.

5938 - محمّد بن أحمد بن عمران بن موسى بن هارون بن دينار

أبو بكر الجشمي (2) البغدادي المطرّز (3)

سمع بدمشق: الحسن بن حبيب، و محمّد بن بكّار البتلهي، و هشام بن أحمد القارئ، و أبا الدحداح أحمد بن محمّد، و أبا الطّيّب أحمد بن إبراهيم بن عبادل، و محمّد بن يوسف الهروي، و بالرملة: أبا نعيم محمّد بن جعفر بن محمّد البغدادي، و أبا بكر أحمد بن عمرو بن جابر الحافظ ، و بالرّقّة: أبا علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن الحرّاني، و بحمص: محمّد ابن سعيد التّرخمي (4)،و ببغداد: إسماعيل بن العبّاس الورّاق، و أحمد بن محمّد بن يزيد الزّعفراني، و محمّد بن منصور بن أبي الجهم، و محمّد بن مخلد الدّوري، و بالكوفة: الحسن ابن محمّد بن بشر البجلي، و جعفر بن إدريس القزويني، و النعمان بن محمّد بن النعمان بن ملحان العدني بمكة.

روى عنه أبو القاسم التنوخي، و عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الصيرفي الأزهري (5).

ص: 92


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- كذا بالأصل و م و ت و د: الجشمي، بالجيم. و في تاريخ بغداد: الحشمي، بالحاء المهملة، و ضبطت بالقلم بضم الحاء و فتح الشين. و في الأنساب بفتح الحاء المهملة و الشين المعجمة الساكنة أو المفتوحة.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 328/1.
4- الأصل، و م، و د، و ت: الترحمي. تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 5 14/1.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 7 578/1.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو القاسم التنوخي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عمران الجشمي المطرّز، حدّثنا أحمد بن عمرو بن جابر الرملي أبو بكر، حدّثنا عبد العزيز بن الحسن بن بكر بن الشرود، حدّثني أبي عن جدي عن سفيان الثوري، عن حمّاد بن سلمة، حدّثني أبو العشراء عن أبيه قال: قلت: يا رسول اللّه ليس الذّكاة (1) إلاّ في الحلق و اللّبّة ؟ قال:«بل لو طعنت في فخذها لكان ذكاة»[10773].

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون في كتابه ثم أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، ثم حدّثنا أبي أبو البركات قالا: أنبأنا أبو القاسم التنوخي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عمران الحشمي (2) المطرّز، حدّثنا الحسن بن حبيب بدمشق بحديث ذكره.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال: أنبأنا أبو بكر الخطيب (3) محمّد بن أحمد بن عمران بن موسى بن هارون بن دينار أبو بكر الجشمي (4) المطرّز، سمع محمّد بن منصور بن أبي الجهم الشيعي، و إسماعيل بن العباس الورّاق، و أحمد بن محمّد بن يزيد الزعفراني، و محمّد بن مخلد الدّوري، و أبا الدحداح أحمد بن محمّد الدمشقي، و محمّد بن يوسف بن بشر، و الهروي (5)، و أحمد بن عمرو بن جابر الرملي، حدّثنا عنه أبو القاسم الأزهري، و علي بن المحسّن التنوخي، و قال لي الأزهري: كان هذا الشيخ زمنا (6) ينزل في التّستريين، و سمعت منه مع ابن طلحة النعالي (7)،و كان ثقة، و قال لي أبو القاسم التنوخي: سمعت من الجشمي (8) في دكانه بباب الشعير في سنة أربع و سبعين و ثلاثمائة، أفادني عنه أبو عبد (9) اللّه بن بكير.

ص: 93


1- الذكاة: الذبح.
2- كذا بالأصل هنا الحشمي، و في م و ت و د: الجشمي.
3- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 328/1.
4- الذي في تاريخ بغداد:«الحشمي».
5- بالأصل:«و الهروي» تصحيف و الصواب «الهروي» بحذف «الواو» كما في م و ت و د، و تاريخ بغداد. راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 252/15.
6- الزّمن: من الزمانة، و هي العاهة (تاج العروس: زمن).
7- الأصل و م و د: النعال، و المثبت عن تاريخ بغداد، و ت.
8- كذا بالأصول، و في تاريخ بغداد: الحشمي.
9- كذا بالأصل و م و ت و د: أبو عبد اللّه، و في تاريخ بغداد: عبد اللّه بن بكير.
5939 - محمّد بن أحمد بن عمر بن أحمد بن سليمان

أبو بكر الرّملي الداجوني المقرئ المكفوف (1)

قرأ القرآن على محمّد بن موسى بن عبد الرّحمن المقرئ الدمشقي صاحب ابن ذكوان، و أبي محمّد عبد اللّه بن جبير الهاشمي بحرف ابن كثير، و على عبد اللّه بن أحمد بن سليمان بن سلكويه، و العباس بن الفضل بن شاذان الرازي، و عبد الرزّاق بن الحسن، و على أبي بكر محمّد ا [بن أحمد] (2) بن عثمان بن شبيب الرازي، و هارون بن موسى الأخفش، و أبي نعيم محمّد بن أحمد بن محمّد الشّيباني، و أبي الحسن محمّد بن مامويه القزاز، و إسماعيل الجوريسي (3).

و حدّث عن أبي بكر أحمد (4) بن محمّد بن عثمان بن شبيب الرازي، و محمّد بن يونس بن هارون القزويني، و العبّاس بن الفضل بن شاذان الرازي.

قرأ عليه أبو القاسم زيد بن علي بن أحمد بن أبي بلال العجلي الكوفي، و قدم عليهم الكوفة سنة ست و ثلاثمائة، و أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن فورك بن عطاء القبّاب، و أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن عبيد اللّه العجلي.

روى عنه: أبو محمّد عبيد اللّه بن علي بن محمّد الصّيدلاني، و الحسن بن رشيق العسكري، و أبو بكر بن مجاهد، و لم يصرّح باسمه.

أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو عبد اللّه، أنبأنا أبو علي الأهوازي، حدّثنا أبو العباس أحمد بن عبيد اللّه العجلي المقرئ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عمر الدّاجوني المقرئ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عثمان الرازي، عن أحمد بن أبي شريح، أنبأنا أبو نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، عن عبد الأعلى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من كذب في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار»[10774].

ص: 94


1- ترجمته في غاية النهاية 77/2 و معرفة القراء الكبار 268/1 رقم 184 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 320-330) ص 160 و موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 79/4. و الداجوني: نسبة إلى داجون قرية من قرى الرملة، و تعرف اليوم:«ببيت دجن».
2- الزيادة عن م، و د، و ت، و في غاية النهاية: أحمد بن عثمان بن شبيب.
3- كذا بالأصل و م و ت و د، و في معرفة القراء الكبار:«إسماعيل بن الحويرس البزاز» و في غاية النهاية:«و ابن الحويرس».
4- كذا بالأصول هنا:«أحمد بن محمّد بن عثمان» راجع ما مرّ قريبا.

أخبرناه أتم من هذا و أعلى بثلاث درجات: أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا ليث بن حمّاد الصفّار، حدّثنا أبو عوانة، عن عبد الأعلى و هو (1) أبو عامر الثّعلبي (2)،عن سعيد بن جبير، عن عبد اللّه بن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«اتّقوا الحديث إلاّ ما علمتم، فإنه من كذب عليّ متعمّدا فليتبوأ مقعده من النار، و من كذب في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار»[10775].

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال (3):أما الدّاجوني - بالجيم - فصاحب القراءة، أبو بكر محمّد بن عمرو بن سليمان الدّاجوني.

[قال ابن عساكر:] (4) كذا نسبه، و وهم في نسبه، و كان الدّاجوني مقرئا جليلا حافظا ثقة، حكى أبو عمرو عثمان بن سعيد المقرئ عن فارس بن أحمد قال: قدم الدّاجوني بغداد، و قصد حلقة ابن مجاهد فرفعه ابن مجاهد و قال لأصحابه: هذا الدّاجوني اقرءوا عليه.

5940 - محمّد بن أحمد بن عمرو أبو بكر السلمي

حدّث عن أحمد بن أنس بن مالك، و أبي زرعة الدمشقي.

روى عنه: أبو الحسين الرازي والد تمّام.

5941 - محمّد بن أحمد بن عمرو أبو الفتح الحنظلي السّجستاني

قدم دمشق، و حدّث عن أبي الحسن علي بن عبد اللّه النيسابوري، و أبي يعلى أحمد بن علي الموصلي.

روى عنه: محمّد بن سليمان الربعي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي، أنبأنا محمّد بن سليمان - هو الرّبعي البندار - حدّثنا أبو الفتح محمّد

ص: 95


1- كذا بالأصل و م و ت و د، و في تهذيب الكمال 1 6/1 في ترجمته: عبد الأعلى بن عامر الكوفي الثعلبي والد عبد الأعلى.
2- بالأصل و د: الثعلبي، و المثبت عن م و ت. و نص في تهذيب الكمال على «الثعلبي» بالثاء المثلثة و العين المهملة.
3- الاكمال لابن ماكولا 368/3.
4- زيادة منا للإيضاح.

ابن أحمد بن عمر الحنظلي السّجستاني في مجلس أبي الحسن بن جوصا، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه النيسابوري، حدّثنا بندار محمّد بن بشّار، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي، عن سفيان بن سعيد الثوري، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّ للّه قبة لها يقال لها الفردوس، في وسطها دار يقال لها دار الكرامة، و فيها جبل يقال له: جبل النعيم، و عليه قصر يقال له قصر الفرح، و في القصر اثنا (1) عشر ألف من باب إلى باب خمس مائة عام لا يفتح منها باب إلاّ لصرير قلم عالم أو لصوت طبل غازي (2)،و إنّ صرير القلم أفضل عند اللّه من سبعين ضعفا من طبل غازي» (3)[10776].

[قال ابن عساكر:] (4) هذا حديث منكر، و الحمل فيه على السّجستاني أو النّيسابوري، و كلاهما مجهول.

5942 - محمّد بن أحمد بن عياض أبي غسّان بن عبد الملك أبي طيبة بن نصير

أبو علاثة الجنبي مولاهم المصري (5)

حدّث بدمشق و بمصر عن أبيه أبي غسّان أحمد بن عياض، و أحمد بن سعيد الهمداني، و محمّد بن سلمة (6) المرادي، و مكي بن عبد اللّه الرّعيني، و عبد الملك بن شعيب بن الليث، و حرملة بن يحيى، و محمّد بن رمح، و أبي نعيم عبد الأعلى بن عبد اللّه المصري، و عبيد اللّه ابن يحيى بن معبد المرادي، و عمرو بن يوسف بن يزيد المصري.

روى عنه: أبو عبد اللّه بن مروان، و أبو إسحاق بن سنان، و عون بن الحسن، و أبو جعفر أحمد بن إسماعيل بن عاصم المصري، و أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد الواعظ المعروف بالمصري، و أحمد بن محمّد بن عبد اللّه البيروتي، و سليمان بن أحمد الطّبراني.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا على بن موسى بن الحسين بن السمسار، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان، حدّثنا أبو علاثة محمّد بن أبي غسّان، حدّثنا الهمداني - يعني - أحمد بن سعيد، حدّثنا عبد اللّه بن

ص: 96


1- بالأصل: اثني، و المثبت عن م، و ت، و د.
2- كذا بالأصل، و م، و د، و ت: غازي، بإثبات الياء.
3- راجع الحاشية السابقة.
4- زيادة منا للإيضاح.
5- ترجمته في ميزان الاعتدال 465/3 و سير أعلام النبلاء 3 554/1 و لسان الميزان 57/5.
6- الأصل: مسلمة، تصحيف، و المثبت عن م و ت و د.

وهب، أنبأنا جرير بن حازم أنه سمع قتادة يحدّث عن أنس بن مالك قال:

عقّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عن حسن و حسين بكبشين[10777].

أخبرناه عاليا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد (1)،و أم المجتبي بنت ناصر، قالا: أنبأنا أبو طاهر بن محمود قالت فاطمة: و أنا حاضرة، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو العباس محمّد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني - بمدينة الرملة - حدّثنا حرملة بن يحيى، حدّثنا عبد اللّه ابن وهب، أخبرني جرير بن حازم، عن قتادة، عن أنس قال:

عقّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عن الحسن و الحسين بكبشين[10778].

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال:

أبو طيبة عبد الملك بن نصير مولى جنب من مذحج عداده في المصريين، كان مفرض أهل مصر، و في ولده أيضا علم بالفرائض، و من ولده: أبو علاثة المفرضي محمّد بن أحمد ابن عياض بن أبي طيبة (2).

أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن صابر، أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن يونس المقدسي، أنبأنا إبراهيم بن مكي بن مروان المقدسي، حدّثنا الشريف أبو (3) محمّد عبد اللّه ابن ميمون بن محمّد بن الأذرع الحسني، أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر الشاهد، حدّثنا محمّد بن يوسف بن يعقوب (4)،أخبرني ابن قديد قال: أقبح ما أتى أهل المسجد شهادتهم على العطاس (5) حتى باعوه، و على أبي علاثة حتى قتلوه.

أخبرنا أبو محمّد حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل بن سليم - إجازة-.

ح و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا: أنبأنا أبو بكر الباطرقاني، أنبأنا أبو عبد اللّه ابن مندة قال: قال أبو سعيد بن يونس: محمّد بن أحمد بن عياض بن عبد الملك بن نصير مولى جنب من مراد، يكنى أبا علاثة، يروي عن حرملة بن يحيى، توفي ليلة الخميس لستّ إن بقين من رمضان سنة إحدى و تسعين و مائتين، شهد عليه بزور، فضرب، فمات من ذلك الضرب في الحبس، و كان في لسانه فضل، فتكلم بشيء في بعض عمّال البلد، فاسترعى عليه

ص: 97


1- في م: أحمد، تصحيف.
2- راجع المؤتلف و المختلف للدارقطني.
3- في م:«بن» ثم شطبت، و استدركت «أبو» على هامشها.
4- رواه أبو عمر الكندي في كتاب ولاة مصر ص 267.
5- كذا بالأصل و م و ت، و في د:«الفطاس» و في المختصر:«القطاس» و في ولاة مصر: ابن الغطاس.

شهادة جماعة ممن كان يشنؤه فشهدوا عليه بزور عند السلطان فضرب و سجن، فمات من ذلك الضرب بعد أيّام (1).

5943 - محمّد بن أحمد بن عيسى أبو بكر القمّي

حدّث بصيدا عن أبي العباس بن قتيبة، و أبي عروبة الحسين بن محمّد بن مودود الحرّاني.

روى عنه أبو محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد بن جميع الصّيداوي.

أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني (2)،عن أبي محمّد الحسن بن محمّد بن جميع، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عيسى القمّي بصيدا في ذي القعدة سنة ثلاث و ستين و ثلاثمائة. أنبأنا أبو العباس محمّد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني - قراءة عليه بمدينة الرملة في شهر ربيع الآخر من سنة تسع و ثلاثمائة قال: قرئ على أبي موسى عيسى بن حمّاد يعرف بابن زغبة (3) و أنا حاضر سنة أربعين و مائتين. ح و أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أبو القاسم غانم بن خالد، قالا: أنبأنا أبو الطّيّب بن شمّة، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو العباس بن قتيبة قال: و حدّثني عيسى بن حمّاد، أنبأنا الليث بن سعد، عن محمّد بن عجلان، عن أبي الزّناد، عن أبي هرمز، عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من أطاعني فقد أطاع اللّه، و من عصاني فقد عصى اللّه، و من أطاع الأمير فقد أطاعني، و من عصى الأمير فقد عصاني»[10779].

و في حديث ابن المقرئ أنه قال: و الباقي سواء.

5944 - محمّد بن أحمد بن عيسى بن عبد اللّه بن عبد الوهّاب

أبو الفضل السعدي البغدادي الفقيه الشافعي القاضي (4)

سمع ببغداد: أبا القاسم موسى بن محمّد بن جعفر بن عرفة السمسار، و أبا الحسن أحمد بن محمّد بن الجندي، و محمّد بن عمر بن زنبور، و أبا زرعة عبيد اللّه بن عثمان بن

ص: 98


1- راجع سير أعلام النبلاء 3 554/1.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 9 437/1.
3- كذا بالأصل و م و ت و د: ابن زغبة، و زغبة لقب، قيل إنه لقب أبيه حماد، و قيل: لقب عيسى. راجع ترجمته في تهذيب الكمال 4 537/1 و سير أعلام النبلاء 1 506/1.
4- ترجمته في الوافي بالوفيات 65/2 و طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 103/4 و العبر 197/3 و سير أعلام النبلاء 8 5/1 و شذرات الذهب 267/3.

علي الصّيدلاني، و أبا القاسم إسماعيل بن الحسن بن هشام الصّرصري، و هلال الحفّار، و أبا الحسن بن رزقويه، و أبا عبد اللّه بن بطّة (1)-بعكبرا - و أبا (2) الحسن علي بن محمّد السامري - بسامرّا - و القاضي أبا عبد اللّه الجعفي - بالكوفة - و بمكة أبا (3) الحسن بن جهضم، و بالموصل: حامد بن محمّد بن إدريس أبا طاهر المعدل، و بصيدا أبا الحسين بن جميع، و بأطرابلس: أبا القاسم بن رزيق البغدادي، و بمصر عبد الغني بن سعيد، و أبا مسلّم الكاتب، و منير بن أحمد بن الحسن.

و استوطن مصر إلى أن مات بها.

روى عنه: أبو الفرج الأسفرايني، و أبو نصر الطّريثيثي، و أبو الحسن علي بن مكي بن عبد اللّه الأزدي، و أبو عبد اللّه بن الحطّاب (4).

و كتب عنه عبد العزيز النّخشبي.

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطّاب (5)،و حدّثنا أبو بكر يحيى بن سعدون عنه، أنبأنا القاضي أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي بمصر، أنبأنا أبو القاسم موسى بن محمّد بن عرفة السمسار - ببغداد - حدّثنا عبد اللّه بن إسحاق المدائني، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرّحمن السلمي، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«من همّ بحسنة كتبت له حسنة، و من عملها كتبت له عشرا، أو همّ بسيئة لم تكتب عليه، و من عملها كتبت عليه سيّئة واحدة»[10780].

قال ابن الحطّاب (6) القاضي: أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى بن عبد اللّه بن عبد الوهّاب السعدي البغدادي بيتهم بيت القضاء و التقدمة، و كان من المرضيين، يملي بمصر و يحدّث، و قد كان أبوه مالكي المذهب، فأما هو فمن تلامذة أبي حامد الأسفرايني، شافعي،

ص: 99


1- هو عبيد اللّه بن محمّد بن حمدان العكبري الحنبلي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 16/رقم 389.
2- بالأصل:«و أنبأنا» تصحيف، و التصويب عن م، و ت، و د.
3- راجع الحاشية السابقة.
4- بالأصل: الخطاب، تصحيف، و التصويب عن م، و ت، و د.
5- راجع الحاشية السابقة.
6- راجع الحاشية السابقة.

و قد كتب عنه الحديث شيخه أبو محمّد عبد الغني بن سعيد الحافظ (1) فمن بعده من الحفّاظ ، و كتب عنه عبد العزيز النّخشبي، و سمعت أنا عليه كثيرا، و توفي في شوال (2) سنة إحدى و أربعين و أربع مائة، و ذكر بعض من سمع منه.

قرأت على أبي الحسن علي بن المسلّم، و أبي الفضل بن ناصر قلت لهما: أجاز لكم إبراهيم بن سعيد الحبّال قال: سنة إحدى و أربعين و أربعمائة أبو الفضل محمّد بن أحمد السعدي في شوال - يعني - مات.

5945 - محمّد بن أحمد بن الغاز الصّيداوي

روى عن محمّد بن حمزة بن أبي كريمة.

روى عنه: محمّد بن عبد اللّه بن عبد الجبّار الصّيداوي.

5946 - محمّد بن أحمد بن الفضل أبو المضاء الصّيداوي

حدّث عن محمّد بن المعافى الصيداوي.

روى عنه: عبد الغني بن سعيد.

قرأت بخط عبد الغني بن سعيد و أنبأنيه أبو طاهر محمّد بن الحسين بن الحنّائي، و أخبرنيه أبو التمام كامل بن أحمد المقرئ عنه، أنبأنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي في كتابه إلينا من مصر، أنبأنا عبد الغني بن سعيد، حدّثني أبو المضاء محمّد بن أحمد بن الفضل بصيدا، أنبأنا محمّد بن المعافى، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا عبد الملك ابن محمّد الصّنعاني، حدّثنا زهير بن محمّد، حدّثنا موسى بن عقبة، حدّثني عبد الرّحمن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إنّ للّه تسعة و تسعين اسما،- مائة إلاّ واحدا (3)-من حفظها دخل الجنّة، إنّه وتر يحب الوتر»[10781].

5947 - محمّد بن أحمد بن القاسم بن عبد الوهّاب أبو بكر التنوخي القيني

من أهل قينية (4).

ص: 100


1- هو عبد الغني بن سعيد أبو محمّد الأزدي المصري، صاحب كتاب مشتبه النسبة، توفي سنة 409 راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 17/رقم 164.
2- جاء في سير أعلام النبلاء: مات في شعبان، و قيل: في شوال سنة إحدى و أربعين و أربعمائة، في عشر الثمانين.
3- بالأصل و م و ت و د: واحد.
4- بالأصل و م: قينة، و المثبت عن د، و ت. و قينية بالفتح ثم السكون كسر النون و ياء خفيفة: قرية كانت مقابل الباب الصغير من مدينة دمشق صارت الآن بساتين (معجم البلدان).

حكى عن أبي علي الحسن بن حامد بن الحسين.

روى عنه: أبو الحسين الرازي والد تمام.

5948 - محمّد بن أحمد بن القاسم أبو منصور الأصبهاني المقرئ

المقيم بآمد.

قدم دمشق و حدّث بها و بآمد: عن أبي بكر محمّد بن الحسن بن محمّد بن محمويه البصري، و أبي عتاب أحمد بن الحسن بن علي بن أيوب المعدل البصري، و أبي العباس أحمد بن الحسن الرازي الحافظ ، و أبي الحسن محمّد بن القاسم المعروف بالسباك البصري، و أبي النعمان عبد الأعلى بن أحمد بن عبد اللّه بن مالك، و أبي الحسن علي بن محمّد بن موسى التمّار، و أبي بكر محمّد بن عدي بن زحر المنقري البصريين.

روى عنه أبو القاسم بن أبي العلاء، و أبو الفتح نصر بن إبراهيم، و أبو صالح سعد بن أبي سعد الفرغاني، و عمر بن أحمد بن عمر الآمدي، و أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد الكناني (1) الفلسطيني، و أبو الفتح عبد الجبّار بن عبد اللّه بن إبراهيم بن برزة، و أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف الهكّاري.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و أبو الحرم مكي بن الحسن بن المعافى الجبيلي، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن القاسم المقرئ الأصبهاني - نزيل ثغر آمد حماه اللّه - قدم علينا دمشق قافلا من الحجّ فقرأ علينا من لفظه في المسجد المعروف بمسجد أبي صالح سلخ جمادى الأولى من سنة اثنتين و عشرين و أربعمائة، حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن محمّد بن أحمد بن محمويه بالبصرة، حدّثنا أبو حامد محمّد بن هارون الحضرمي، حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن إسحاق الجوهري، حدّثنا بدل بن المحبّر (2)،حدّثنا شعبة، حدّثني هشام بن عروة قال: سمعت أبي يحدّث عن عبد اللّه بن عمرو قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:

«إنّ اللّه لا يذهب بالعلم انتزاعا ينتزعه من الناس، و لكن يقبض العلماء، فإذا لم يبق

ص: 101


1- كذا بالأصل و د، و ت، و في م: الكتاني.
2- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و تقرأ:«المجتر» و المثبت عن م و ت و د، و هو بدل بن المحبر بن المنبه التميمي، أبو المنير البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 16/3.

عالما - أو إذا لم يبق عالم، شعبة ذكر الشك - اتّخذ الناس رؤساء جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلّوا و أضلّوا»[10782].

5949 - محمّد بن أحمد بن لبيد أبو عبد اللّه السّلاماتي البيروتي الحطاب

5949 - محمّد بن أحمد بن لبيد أبو عبد اللّه السّلاماتي البيروتي الحطاب (1)

إمام جامع بيروت المعروف بورد.

روى عن عمرو بن هشام (2) البيروتي، و عبد الحميد بن بكّار، و عبيد بن حبّان الجبيلي، و صفوان بن صالح، و محمّد بن عقبة بن علقمة، و عباس بن الوليد بن مزيد.

روى عنه: محمّد بن شعيب، و أبو (3) عبد اللّه بن مروان، و سليمان بن أحمد الطّبراني، و إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن علي بن حسنون، و أبو القاسم بن أبي العقب.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - و أبو علي الحسين بن عقيل بن ريش، قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، حدّثنا أبو علي محمّد بن هارون، حدّثنا محمّد بن أحمد بن لبيد السّلاماتي ببيروت، حدّثنا عمرو بن هشام (4) البيروتي قال: سمعت الأوزاعي يحدّث عن حسان بن عطية، عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من حلف على يمين، فاستثنى، ثم أتى ما حلف فلا كفّارة عليه»[10783].

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا ورد بن أحمد بن لبيد البيروتي، حدّثنا صفوان بن صالح.

ح قال: و حدّثنا إبراهيم (5) بن دحيم، حدّثنا أبي قالا: حدّثنا الوليد بن مسلّم، حدّثنا ابن ثوبان عن أبيه، عن مكحول، عن أبي رهم السماعي عن أبي أيوب الأنصاري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«كلّ صلاة تحط ما بين يديها من خطيئة»[10784].

قال أبو عبد اللّه بن مندة: توفي سنة نيّف و ثمانين - يعني - و مائتين. قاله لي أبو عمران البيروتي المقرئ.

ص: 102


1- الأصل: الخطاب، و المثبت عن م، و د، و استدركت اللفظة على هامش ت.
2- في م و ت و د: هاشم.
3- بالأصل:«و أبا».
4- كذا بالأصل، و في م، و ت، و د: هاشم.
5- من هذا الطريق، أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 127/4 رقم 3881.
5950 - محمّد بن أحمد بن اللّيث أبو نصر الرافعي القاضي

حدّث بصيدا سنة سبع عشرة و ثلاثمائة عن عثمان بن سعيد الدارمي، و إبراهيم بن علي الذهلي النيسابوري، و محمّد بن معاذ الدّينوري، و محمّد بن عبد اللّه بن سليمان مطيّن (1)، و إبراهيم بن إسحاق الأنصاري الغسيلي (2)،و محمّد بن إبراهيم الكتاني.

روى عنه: أبو محمّد الحسن بن محمّد الورّاق، و أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن حمدان بن أبي سليعة الصيداوي.

أنبأنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبّار، حدّثنا محمّد بن علي الصوري، أخبرني القاضي أبو الحسين عطية اللّه بن عطاء بن محمّد بن حمزة بن أبي كريمة بصيدا قال: ذكره الرافعي - يعني - محمّد بن أحمد، حدّثنا محمّد بن إبراهيم الكتّاني (3) قال: قال بشر بن الحارث الحافي: رأيت على باب ناووس مكتوبا:

همومك بالعيش مقرونة *** فلا تقطع الدهر إلاّ بهمّ

حلاوة دنياك مسمومة *** فلا تطعم الشهد إلاّ بسمّ

إذا تمّ أمر و دنا نقصه *** برفع قناة إذا قيل ثمّ

إذا كنت في نعمة فارعها *** فإن المعاصي تزيل النّعم

5951 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن مطر بن العلاء بن

أبي الشّعثاء - و يقال: ابن أبي الأشعث - أبو بكر الفزاري الفذائي (4)

يعرف بابن الخرّاط .

روى عن سليمان بن عبد الرّحمن، و أيوب بن أبي حجر الأيلي، و محمّد بن يوسف بن بشر القرشي، و هشام بن عمّار، و محمّد بن خالد الفزاري (5)،و يحيى بن الغمر، و قاسم بن عثمان الجوعي، و إبراهيم بن المنذر الحزامي.

ص: 103


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 4 41/1.
2- بالأصل، و م، و د، و ت: العسيلي، و الصواب ما أثبت ترجمته في سير الأعلام 3 493/1 و يعود بنسبه إلى عبد اللّه بن حنظلة بن الغسيل.
3- بالأصل: الكناني، و المثبت عن م و ت و د.
4- ترجمته في معجم البلدان (فذايا). و الفذائي نسبة إلى فذايا، من قرى دمشق، قاله ياقوت.
5- كذا بالأصل و م و ت و د، و في معجم البلدان: الفذايي.

روى عنه: أبو إسحاق بن سنان، و أبو الطّيّب محمّد بن أحمد بن حمدان الرّسعني، و أحمد بن سليمان بن حذلم (1)،و أبو عبد الرّحمن محمّد (2) بن عبد اللّه مكحول، و أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن علي الأيلي، و أبو علي بن شعيب، و أبو علي بن مكحول، و القاسم بن عيسى العصار (3)،و الحسن بن حبيب الحصائري (4)،و أبو الفضل أحمد بن عبد اللّه السّلمي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا إبراهيم بن محمّد بن صالح، أخبرني أبو بكر محمّد بن أحمد بن مطر بن العلاء الفزاري الفذائي - بقرية فذايا - حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثني جدك مطر بن العلاء، حدثتني عمتي آمنة ابنة أبي الشّعثاء و قطبة مولاتنا أنهما رأتا مدلوكا (5) أبا سفيان قال:

أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم مع مولاي، فأسلمت فمسح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على رأسي، قالت آمنة:

فرأيت أثر ما مسح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أسود، و سائره أبيض (6)[10785].

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي بن البرّي، و أبو الفضل بن الفرات.

ح و أخبرنا أبو الفتح نصر بن القاسم المقدسي، أنبأنا أبو محمّد بن البرّي.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة، و أبو نصر غالب بن أحمد، قالا: أنبأنا أبو الفضل بن الفرات.

قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب، حدّثنا محمّد بن أحمد بن مطر بن أبي الشّعثاء الفزاري، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا شعيب بن إسحاق، عن مسعر بن كدام، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النّزّال بن سبرة عن علي قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم يشرب قائما[10786].

ص: 104


1- كذا بالأصل و م و ت و د، و في معجم البلدان:«جذام» تصحيف، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 5 514/1.
2- كذا بالأصل و م و ت و د، و في معجم البلدان: و أبو عبد الرحمن عمر بن عبد اللّه بن مكحول.
3- كذا بالأصول، و في معجم البلدان: العضاد.
4- كذا بالأصول، و في معجم البلدان: الخطائري. تصحيف.
5- راجع ترجمة مدلوك أبي سفيان الفزاري، في أسد الغابة 357/4.
6- أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة من طريق مطر بن العلاء الفزاري في ترجمة مدلوك 357/4.

قال أبو عبد اللّه بن مندة: مات بعد الثمانين - يعني - و مائتين.

5952 - محمّد بن أحمد بن محمّد أبو بكر الشيباني المقرئ

قرأ القرآن بدمشق بحرف ابن عامر على هشام بن عمّار.

قرأ عليه أبو بكر محمّد بن أحمد بن عمر بن سليمان الدّاجوني.

5953 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن الوليد المرّي المقرئ

قرأ القرآن على عبد اللّه بن ذكوان.

قرأ عليه ابنه أبو الحسين علي بن محمّد بن أحمد.

5954 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبان بن سلّم

أبو العباس السّلمي الرّقّي الضّرّاب

سمع بدمشق الهيثم بن مروان، و بغيرها: محمّد بن سليمان لوينا، و سليمان بن عمر (1)الأقطع، و علي بن جميل الرّقّي، و إبراهيم بن سعيد الجوهري، و أبا يوسف أحمد بن محمّد ابن يوسف الصيدلاني، و عباس بن محمّد الدوري، و أبا حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي (2).

روى عنه أبو بكر بن المقرئ، و أبو الفتح محمّد بن الحسين بن أحمد الأزدي الموصلي الحافظ (3)،و أبو الحسين محمّد بن جعفر بن أبي الزبير المنبجي القاضي، و أبو الحسن علي بن الحسن بن علاّن الحرّاني الحافظ (4)،و أبو الحسن بن المظفر الحافظ ، و أبو بكر أحمد بن يعقوب القرشي الأموي (5)،و أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأذني القاضي (6).

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبان بن سلّم (7) الضّرّاب الرقّي بحرّان، حدّثنا الهيثم بن مروان، أنبأنا محمّد بن عيسى بن سميع، حدّثنا روح بن القاسم، عن

ص: 105


1- كذا بالأصل و د، و ت، و في م: عمرو.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 24/2.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 347/16.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 20/16.
5- من قوله: المنبجي القاضي إلى هنا سقط من م.
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 464/16.
7- في م:«سالم».

معمر، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عبّاس، عن أبي طلحة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب، و لا صورة تماثيل»[10787].

5955 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي خنبش أبو بكر البعلبكي القاضي

حدّث عن أبي عمرو موسى بن عيسى الحمصي، و يحيى بن أيوب بن بادي العلاّف المصري، و أبي الفضل العباس بن الفضل الأسفاطي بمكة، و حميد بن محمّد بن النّضير البعلبكي، و أبي زكريا يحيى بن إبراهيم بن عوسق، و عبد اللّه بن الحسين المصّيصي، و أبي عمرو سعيد بن محمّد الهمداني، و إبراهيم بن محمّد بن عرق الحمصي.

روى عنه: أبو بكر بن مهران، و أبو محمّد بن ذكوان، و أبو العبّاس بن السمسار.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو عثمان الصابوني.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، قالا:

أنبأنا الأستاذ أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي خنبش القاضي - ببعلبك - حدّثنا أبو عمرو عيسى بن موسى - و قال زاهر: موسى ابن عيسى - بن المنذر، حدّثنا أبو اليمان (1) الحكم بن نافع، أنبأنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، حدّثني حميد بن عبد الرّحمن أن أبا هريرة قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل اللّه دعي من أبواب الجنة: يا عبد اللّه هذا خير، و للجنّة ثمانية أبواب، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، و من كان من باب الجهاد دعي من باب الجهاد، و من كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، و من كان من أهل الصيام دعي من باب الرّيّان».

قال أبو بكر الصّديق: ما على أحد - و في حديث زاهر: فقال أبو بكر: ما على الذي - يدعى من تلك الأبواب من ضرورة هل يدعى منها كلها يا رسول اللّه ؟ قال صلى اللّه عليه و سلّم:«نعم، و أرجو أن تكون منهم يا أبا بكر»[10788].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي خنبش القاضي

ص: 106


1- بالأصل: اليمن، تصحيف، و المثبت عن م و ت و د.

ببعلبك، حدّثنا يحيى بن أيوب بن بادي، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، و يعرف بزبريق، حدّثنا بقية، حدّثنا مبشّر بن عبيد قال: سمعت الزهري يحدّث عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«الإحصان إحصانان: إحصان النكاح، و إحصان العفاف، فمن قرأها وَ الْمُحْصَنٰاتُ بكسر الصاد فهن العفائف، و من قرأها وَ الْمُحْصَنٰاتُ فهن المتزوجات»[10789].

أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم الآدمي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن أيمن الدّينوري ثم الدمشقي المؤدب، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عوف ابن أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي عوف المزني (1)-إجازة - حدّثنا أبو العباس محمّد ابن موسى بن الحسين بن علي السمسار، حدّثنا محمّد بن الوليد بن محمّد بن عرق، حدّثنا عمي.

ح قال: و حدّثنا محمّد بن أحمد بن أبي خنبش أبو بكر البعلبكي، حدّثنا إبراهيم بن عرق، حدّثنا أبو أيوب سليمان بن سلمة، حدّثنا محمّد بن إسحاق، حدّثنا إبراهيم بن أبي عبلة قال: سمعت أم الدّرداء تحدّث عن أبي الدّرداء عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا كتب أحدكم إلى أناس فليبدأ بنفسه، و إذا كتب فليترّب كتابه فإنه أنجح»[10790].

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف، أنبأنا عبد الوهّاب الميداني، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفّار بن أحمد بن إسحاق بن ذكوان، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن أبي خنبش القاضي، حدّثنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن (2) عوسق الإمام، حدّثنا أبو موسى عيسى بن سليمان الشّيزري، حدّثنا خلف بن خليفة عن حميد الأعرج، عن عبد اللّه بن الحارث، عن عبد اللّه بن مسعود عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:

«إنّ المتحابين في اللّه لعلى عمود من ياقوتة حمراء في رأس العمود سبعون ألف غرفة إذا أشرفوا على أهل الجنّة أضاء حسنهم الجنّة كما تضيء الشمس لأهل الدنيا، فيقول أهل الجنّة: انطلقوا فلننظر إلى المتحابين في اللّه، عليهم ثياب سندس خضر مكتوب على جباهم: هؤلاء المتحابّون في اللّه تعالى»[10791].

ص: 107


1- بالأصل و م و د: المري، تصحيف، و التصويب عن ت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 550/17.
2- بالأصل:«عن» تصحيف، و المثبت عن م و ت و د.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، حدّثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنبأنا أبو زكريا، حدّثنا عبد الغني بن سعيد قال:

خنبش بالنون و الباء معجمة بواحدة، و الشين معجمة: محمّد بن أحمد بن أبي خنبش البعلبكي، قاضيها، يحدّث عن حميد بن محمّد بن النضير البعلبكي و غيره.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال (1):أما خنبش أوله خاء معجمة مفتوحة بعدها نون ساكنة، و باء مفتوحة معجمة بواحدة، و آخره شين معجمة محمّد بن أحمد بن أبي خنبش البعلبكي قاضيها، حدّث عن حميد بن محمّد بن النضير (2)و غيره.

5956 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن الصّلت أبو الحسن البغدادي الصّفّار

حدّث بدمشق عن أبي عبد اللّه أحمد بن محمّد بن غالب غلام الخليل، و أبي قلابة الرقاشي، و الوزير بن القاسم الجبيلي، و أبي خالد يزيد بن الهيثم، و أبي جعفر محمّد بن علي الطبري، و نفطويه، و محمّد بن يونس الكديمي.

روى عنه: عبد الوهّاب الكلابي، و أبو هاشم المؤدب، و محمّد بن سليمان البندار.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنبأنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن الصّلت، حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن غالب، حدّثنا دينار بن عبد اللّه عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إذا قال العبد: أستغفر اللّه الذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم و أتوب إليه غفر له و إن كان مولّيا من الزحف»[10792].

لم يذكره الخطيب في تاريخه.

5957 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن الوليد بن شعيب بن ثابت بن مدرك بن وردان

أبو السقر السقطي الهاشمي مولاهم

حدّث بحديث واحد.

ص: 108


1- الاكمال لابن ماكولا 341/2.
2- زيد بعدها في الاكمال: البعلبكي.

كتب عنه أبو الحسين الرازي و هو نسبه.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق أبو السقر محمّد بن أحمد بن محمّد مولى بني هاشم، و كان يبيع السّقط (1)،و لم يكن عنده إلاّ حديث واحد، مات سنة اثنتين و عشرين و ثلاثمائة.

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني فيما نقله من خط بعضهم في تسمية من سمع منه بدمشق سنة ست عشرة و ثلاثمائة محمّد بن أحمد البيروتي إمام مسجد ابن بركان حديث واحد،[و لا أدري] (2) هو الذي سمع منه الرازي أو غيره ؟

5958 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن غزوان أبو الحسين

حدّث عن أحمد بن المعلّى، و محمّد بن هارون بن محمّد بن بكّار بن بلال.

كتب عنه أبو الحسين الرازي، و أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن الفرج بن البرامي.

قرأت بخط نجا بن أحمد و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن غزوان و جدّه محمّد بن غزوان، روى عن الأوزاعي حديثا منكرا في ماء البحر، و هم أهل بيت القدر، روى عن جده سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي، و كان أبو الحسين ثقة في الحديث، مات سنة (3) و عشرين و ثلاثمائة.

5959 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن رواحة بن محمّد بن

النعمان - صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و هو النعمان بن بشير بن سعد -

أبو عبد اللّه الأنصاري الصّرفندي (4)

حدّث بدمشق و غيرها عن أبي عمرو موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي.

روى عنه: أبو الحسين محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن الملطي (5)،و كتب عنه أبو الحسين الرازي.

ص: 109


1- السقط هي الأشياء الخسيسة كالخرز و الملاعق و خواتيم الشبه و الحديد و غيرها (الأنساب).
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن م و ت و د.
3- بياض بالأصل و م و د و ت. و كتب في م و د: كذا فيه مبيض.
4- ترجمته في معجم البلدان (صرفندة) نقلا عن ابن عساكر.
5- في معجم البلدان: أبو الحسن بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، حدّثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد، أنبأنا عمر بن أحمد الخطيب الواسطي، أنبأنا أبو الحسين الملطي، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد ابن أحمد بن رواحة الأنصاري الصّرفندي، حدّثنا أبو عمرو بن المنذر - بحمص - حدّثنا أحمد ابن خالد الوهبي، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن شيخ من قريش يقال له عامر بن مسعود، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة، أما الليل فطويل، و أما النهار فقصير».

[قال ابن عساكر:] (1) كذا جاء في هذه الرواية، و قد أسقط من إسناده نمير بن عريب بين أبي إسحاق و بين عامر (2).

أخبرناه على الصواب أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد ابن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن نمير بن عريب، عن عامر بن مسعود الجمحي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة»[10793].

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثنا عبيد اللّه القواريري.

ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا محمّد بن أبي بكر، قالا: حدّثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان.

ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه ابن مندة، أنبأنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، حدّثنا أسيد بن عاصم، حدّثنا الحسين بن حفص، حدّثنا سفيان عن أبي إسحاق، عن نمير بن عريب، عن عاصم بن مسعود - و في حديث فاطمة: ابن سعد - و هو وهم - عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة»[10794].

ص: 110


1- زيادة منا للإيضاح.
2- راجع ترجمة عامر بن مسعود الجمحي في تهذيب الكمال 376/9 و قد أخرج الحديث فيه من طريق آخر، و فيه «نمير بن عريب» بين أبي إسحاق و عامر.
3- أخرجه أحمد بن حنبل في المسند 9/7 رقم 18981.

و هكذا رواه أبو الأحوص سلاّم بن سليم عن أبي إسحاق عن نمير عن رجل من قريش و لم يسمّه.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق من الغرباء أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد، و ساق باقي نسبه، و قال: كان من أهل صرفندة حصن بين صور و صيدا على الساحل (1)،و كان كثيرا ما يقدم دمشق ثم يخرج عنها.

5960 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخليل

ابن حمّاد بن سليمان الخشني البلاطي (2)

حدّث عن جده محمّد بن الخليل.

روى عنه: ابنه أبو الحسين علي بن محمّد.

أنبأنا أبو القاسم النّسيب و غيره عن أبي علي الأهوازي، أنبأنا أبو الحسين عبد الوهّاب ابن جعفر الميداني، حدّثنا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد بن إسماعيل السّلمي، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخليل الخشني البلاطي - ببلاط - حدّثني أبي محمّد بن أحمد بن محمّد عن جده محمّد بن الخليل، حدّثنا إسماعيل بن عيّاش، حدّثني مسلّم بن خالد، عن جعفر بن محمّد، عن محمّد بن كعب القرظي.

أنه جمع القرآن في زمان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خمسة نفر من الأنصار: معاذ بن جبل، و عبادة ابن الصّامت، و أبيّ بن كعب [و أبو الدرداء، و أبو أيوب] (3).

5961 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو بن يزيد

ابن عبد اللّه بن يزيد بن تميم بن حجر أبو بكر السلمي

مولى نصر بن الحجّاج، إمام مسجد سوق الشيخ.

حدّث عن يزيد بن أحمد بن يزيد السّلمي، و إبراهيم بن عبد الواحد العبسي، و إسماعيل ابن محمّد بن قيراط .

ص: 111


1- قارن مع معجم البلدان (صرفندة).
2- البلاطي بكسر الباء و فتحها، في عدة مواضع، منها بيت البلاط من قرى غوطة دمشق.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم المعنى عن م، و ت، و د.

روى عنه أبو سليمان بن زبر، و أبو الحسين الرّازي و هو نسبه، و أبو حفص عمر بن علي العتكي، و أبو هاشم المؤدب.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأنا جدي أبو محمّد، حدّثنا أبو علي الأهوازي، حدّثنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حدّثنا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد السّلمي، حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن قيراط ، حدّثنا أحمد بن صالح المصري، حدّثنا سليمان بن سلمة الخبائري، حدّثنا بقية بن الوليد، حدّثنا محمّد بن سوّار، عن أبي عمرو عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إيّاك يا حميراء و أكل الطين، فإنه يعظم البطن، و يعين على القتل»[10795].

[قال ابن عساكر] (1) هذا حديث منكر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، و ابنه أبو علي، و أبو الحسين الميداني، و أبو نصر بن الجبّان المرّي - و اللفظ لابني أبي نصر - قالوا: أنبأنا سليمان بن زبر، أنبأنا محمّد بن أحمد السّلمي، حدّثنا إبراهيم بن عبد الواحد، حدّثني يزيد بن أحمد السّلمي، حدّثنا عبد اللّه بن يزيد المعروف بحمار الفرا قال:

أصاب رجل سوارين من ذهب فعرّفهما فلم يعرفهما أحد، فعلّقهما بسحاة على باب جيرون، فأقاما من الجمعة إلى الجمعة لم يعرفهما أحدا.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و حدّثنا أبو البركات الخضر بن شبل الفقيه عنه، حدّثني عبد العزيز الكتاني، أنبأنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد ابن محمّد بن عمرو السلمي الدمشقي، حدّثنا يزيد بن أحمد بن يزيد السّلمي، حدّثنا محمّد بن المغيرة، حدّثني أيوب بن العلاء، عن عبد العزيز بن عبد الصّمد، عن مالك قال:

وجدت في بعض الكتب: يؤتى (2) براعي السوء يوم القيامة، فيقال: يا راعي السوء شربت اللبن، و أكلت اللحم، و لبست الصوف، و لم تجبر الكسير، و لم ترعها في مراعيها، اليوم أنتقم لها منك.

قرأت بخط نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من

ص: 112


1- زيادة منا للإيضاح.
2- بالأصل: يؤت، و المثبت عن م و ت و د.

كتب عنه بدمشق أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو بن يزيد بن عبد اللّه بن يزيد بن تميم بن حجر مولى نصر بن الحجّاج السّلمي، و كان إمام مسجد سوق الشيخ، مات و أنا بدمشق سنة ست و عشرين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن المؤدب، أنبأنا أبو محمّد بن زبر الرّبعي قال: و في شهر رمضان سنة ست و عشرين توفي أبو بكر محمّد بن أحمد السلمي - إمام مسجد الفسقار.

5962 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن شيبان

أبو جعفر الخلاّل الرّملي

سمع بدمشق أبا عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري، و الحسن بن جرير الصّوري، و مقدام بن داود بن تليد الرعيني (1)،و محمّد بن حمّاد الطّهراني، و أبا بكر الحسين بن السّميدع الأنطاكي، و أبا عمرو بن خزيمة، و أحمد بن إسماعيل الصفّار، و أبا أمية محمّد بن إبراهيم الطّرسوسي، و إسماعيل بن حمدوية البيكندي، و أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم البرقي، و علي بن محمّد النعال.

روى عنه: أبو علي الحسن بن عبد اللّه بن سعيد الكندي الحمصي (2)،و أبو مسلّم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب، و أبو الطّيّب محمّد بن جعفر بن درّان غندر البغدادي (3)، و أبو حفص بن شاهين.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنبأنا أبو الحسين بن مكي، أنبأنا أبو مسلّم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب البغدادي بمصر، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن أحمد الخلاّل - بالرملة - حدّثنا مقدام بن داود، حدّثنا عبد الملك بن مسلمة، حدّثنا سليمان بن بلال، عن العلاء بن عبد الرّحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:

«إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلاّ من ثلاثة أشياء: من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».

ص: 113


1- هو مقدام بن داود بن عيسى بن تليد، أبو عمرو الرعيني المصري، ترجمته في سير أعلام النبلاء 345/13.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 415/16.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 215/16.
5963 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن يحيى بن مفرّج

أبو عبد اللّه - و قيل: أبو بكر - الأندلسي القرطبي القاضي (1)(2)

مولى عبد الرّحمن بن الحكم الأموي، و يقال: مولى عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام ابن عبد الملك.

سمع بالأندلس من قاسم بن أصبغ البياني، ثم رحل فسمع بمصر أبا الحسن محمّد بن أيوب الصّموت، و أحمد بن بهزاد السّيرافي، و سعيد بن السكن، و بمكة: أبا سعيد بن الأعرابي، و بأطرابلس: خيثمة بن سليمان، و بدمشق: أبا الميمون بن راشد، و أنبأنا الحسن ابن حذلم، و أبا يعقوب الأذرعي، و أبا القاسم بن أبي العقب.

روى عنه أبو سعيد بن يونس المصري و هو من أقرانه، و أبو عمر أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الطّلمنكي، و أبو الوليد عبد اللّه بن محمّد بن يوسف بن الفرضي، و عبد اللّه بن الربيع التميمي، و أبو إسحاق إبراهيم بن شاكر.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، حدّثنا نصر بن إبراهيم، أنبأنا أبو القاسم صادق بن يخلف بن كفيل الأنصاري الأندلسي - قرأت عليه - حدّثنا أبو بكر محمّد بن محمّد ابن العربي الفقيه، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن حسين قال: قرأت على أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد بن مفرّج القاضي، أخبرك أبو أحمد منصور بن أحمد الهروي، حدّثنا أحمد بن جعفر السمسار، حدّثني عيسى بن موسى، عن الوليد بن مسلّم، عن الأوزاعي، حدّثني بعض الحكماء قال: خرجت و أنا أريد الرباط حتى إذا كنت بعريش مصر - أو دون عريش مصر - إذا أنا بمظلة و إذا فيها رجل (3) قد ذهبت يداه و رجلاه و بصره، و إذا هو يقول:

اللّهمّ إنّي أحمدك حمدا يوافي محامد خلقك إذ فضّلتني على كثير ممن خلقت تفضيلا، فقلت: و اللّه لأسألنه أعلمه أم إلهاما؟ قال: فدنوت منه، فسلّمت عليه، فردّ عليّ السلام، فقلت: إنّي سائلك عن شيء أ تخبرني به ؟ قال: إن كان عندي منه علم أخبرتك به، فقلت:

على أيّ نعمة من نعمه تحمده عليها، أم على أي فضيلة من فضائله تشكره عليها؟ قال: أ ليس

ص: 114


1- استدركت الكلمة على هامش د.
2- ترجمته في تاريخ علماء الأندلس 91/2 و جذوة المقتبس ص 40 و بغية الملتمس ص 49 و نفح الطيب 218/2 و سير أعلام النبلاء 390/16 و تذكرة الحفاظ 1007/3 و العبر 13/3 و شذرات الذهب 97/3.
3- الأصل: برجل، و المثبت عن م، و د، و ت.

ترى ما قد صنع بي ؟ قال: قلت: نعم، قال: فو اللّه لو أنّ اللّه صبّ عليّ السماء نارا، فأحرقتني، و أمر الجبال فدمّرتني، و أمر البحار فغرّقتني، و أمر الأرض فخسفت بي ما ازددت له إلاّ حبا، و ما ازددت له إلاّ شكرا، و إنّ لي إليك حاجة، فتى كان لي يتعاهدني لوقت صلاتي، و يطعمني عند إفطاري، و قد فقدته منذ أمس، انظر هل تحسه لي ؟ قال: فقلت: إنّ في قضاء حاجة هذا العبد لقربة إلى اللّه، قال: فخرجت في طلبه حتى إذا كنت بين كثبان من رمال، إذا أنا بسبع قد افترس الغلام، فأكله، قال: فقلت: إنّا للّه و إنا إليه راجعون. كيف آتي هذا العبد الصالح، أتيه من وجه رفق فأخبره الخبر لا يموت، قال: فأتيته، فسلّمت عليه، فردّ عليّ السلام، فقلت له: إنّي سائلك عن شيخ أ تخبرني، قال: إن كان عندي من شيء أخبرتك، قلت: أنت أكرم على اللّه منزلة أم أيوب ؟ قال: بل أيوب أكرم على اللّه مني و أعظم عنده منزلة مني، قلت: أ ليس ابتلاه اللّه فصبر حتى استوحش منه من كان يأنس به، و صار غرضا لمارّ الطريق ؟ قال: بلى، فقلت: إنّ ابنك الذي أخبرتني من قصته ما أخبرتني، إنّي خرجت في طلبه حتى إذا كنت بين كثبان من رمال إذا بسبع قد افترس الغلام، فأكله، فقال:

الحمد للّه الذي لم يجعل في قلبي حسرة من الدنيا، قال: ثم شهق شهقة فمات، قال:

فقلت: إنّا للّه و إنا إليه راجعون، من يعينني على غسله و كفنه و حفر قبره و دفنه ؟ قال: فبينا أنا كذلك إذا أنا بركب قد بعثوا رواحلهم يريدون الرباط ، قال: فأشرت إليهم فأقبلوا إليّ ، فقالوا: ما أنت و هذا؟ فأخبرتهم الذي كان من أمره، قال: فثنوا أرجلهم فغسلناه بماء البحر، و كفّناه بأثواب كانت معهم، و وليت الصلاة عليه من بينهم، و دفنّاه في مظلته، و مضى القوم إلى رباطهم (1)،قال: و بتّ في مظلته تلك الليلة أنسا به. قال: فلما مضى من الليل مثل ما بقي إذا أنا بصاحبي في روضة خضراء، عليه ثياب خضر قائم يتلو الوحي، فقلت: أ لست صاحبي ؟ قال: بلى، قلت: فما الذي صيرك إلى ما أرى ؟ قال: إنّي وردت من (2) الصابرين على درجة لم ينالوها إلاّ بالصبر عند البلاء، و الشكر عند الرخاء.

قال لي الأوزاعي: قال لي الحكيم: يا أبا عمرو ما تنكر من هذا الولي، والاه و ابتلاه فصبر، و أعطاه فشكر، و اللّه لو أن ما خفت عليه أقطار الجبال، و صمت عليه أصداف البحار، و أتى عليه الليل و النهار أعطاه أدنى خلق من خلقه ما نقص ذلك من ملكه شيئا.

ص: 115


1- بالأصل: أرباطهم، و المثبت عن م، و ت، و د.
2- كذا بالأصل، و م، و ت، و د؛ و في المختصر: مع الصابرين.

قال لي الوليد: قال لي الأوزاعي: ما زلت أحبّ أهل البلاء مذ حدّثني الحكيم هذا الحديث.

ذكر أبو الوليد بن الفرضي (1):

أن أبا عبد اللّه سمع بقرطبة و رحل إلى المشرق في سنة سبع و ثلاثين و ثلاثمائة، فسمع بمكة، و بمدينة الرسول، و بجدّة، و بزبيد، و بعدن، و بمصر، و ببيت المقدس، و بغزة، و بعسقلان، و بطبرية، و بدمشق، و بأطرابلس الشام، و ببيروت، و بصيدا، و بصور، و بقيسارية، و بالرملة، و بالفرما (2)،و بالاسكندرية، و بالقلزم (3).و ذكر بعض من سمع منهم في هذه البلدان ثم قال: و عدة (4) الشيوخ الذين لقيهم و روى عنهم في جميع الأمصار مائتا شيخ و ثلاثون شيخا (5)،و قدم الأندلس من رحلته سنة خمس و أربعين، و اتصل بأمير المؤمنين، و كانت له مكانة و خاصّة، و ألّف له عدة دواوين، و استقضاه على أستجة (6) ثم استقضاه على ريّة، و كان حافظا للحديث، عالما به، بصيرا بالرجال، صحيح النقل، جيّد الكتاب على كثرة ما جمع، سمع منه الناس كثيرا و سألته عن مولده فقال لي: ولدت سنة خمس عشرة (7)و ثلاثمائة في أولها، و توفي ليلة الجمعة لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب سنة ثمانين و ثلاثمائة، شهدت جنازته و شهده جماعة من أهل العلم.

و ذكر أبو عمر أحمد بن محمّد بن عفيف أن عبد اللّه كان من أغنى الناس بالعلم، و أحفظهم للحديث، و أبصرهم بالرجال، ما رأيت مثله في هذا الفن، من أوثق المحدثين بالأندلس، و أصحّهم كتبا، و أشدّهم تتبعا لروايته، و أجودهم ضبطا لكتبه، و أكثرهم تصحيحا لها، و لا يدع فيها شبهة مهملة، و لا يجوز عليه فيها خطأ و لا وهم.

قرأت على أبي الحسن سعد (8) الخير بن محمّد بن سهل، عن أبي عبد اللّه محمّد بن

ص: 116


1- تاريخ علماء الأندلس لأبي الوليد الفرضي 91/2.
2- الفرما: مدينة على الساحل من ناحية مصر.(معجم البلدان).
3- القلزم: راجع معجم البلدان 387/4.
4- كذا بالأصل و م و ت و د، و في تاريخ علماء الأندلس: و عده.
5- كذا بالأصل و م و ت و د؛«مائتا شيخ و ثلاثون شيخا» و الذي في تاريخ علماء الأندلس: مائتا شيخ و شيخا.
6- أستجة بالكسر ثم السكون و كسر التاء اسم لكورة بالأندلس متصلة بأعمال رية بين القبلة و المغرب من قرطبة (معجم البلدان).
7- بالأصل:«خمسة عشر» و المثبت عن م، و ت، و د.
8- بالأصل: سعيد، تصحيف، و المثبت عن م، و ت، و د.

أبي نصر الحميدي صاحب:«تاريخ الأندلس» (1) قال:

محمّد بن أحمد بن يحيى بن مفرّج القاضي أبو عبد اللّه - و قيل أبو بكر - محدّث، حافظ ، جليل، سمع بالأندلس من أبي محمّد قاسم بن أصبغ البيّاني و طبقته، و له رحلة سمع فيها من أبي الحسن محمّد بن أيوب بن حبيب الرّقّي الصّموت صاحب أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزّار البصري، و من أحمد بن بهزاد السّيرافي المصري، و أبي سعيد أحمد بن محمّد بن زياد ابن الأعرابي، و خيثمة بن سليمان، و أبي يعقوب بن حمدان صاحب أبي يحيى زكريا بن يحيى السّاجي، و غيرهم، و حدّث بالأندلس و صنّف كتبا في فقه الحديث، و في فقه التابعين، منها:«فقه (2) الحسن البصري في سبع مجلدات،«و فقه الزهري» في أجزاء كثيرة، و جمع مسند حديث قاسم بن أصبغ للحكم المستنصر، فروى عنه بمصر أبو سعيد بن يونس، و بالأندلس أبو الوليد بن الفرضي، و أبو عمرو أحمد بن محمّد بن عبد اللّه المقرئ المعروف بالطّلمنكي و غيرهم.

5964 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو

أبو الحسن البغدادي - و قيل: الواسطي - البزاز (3)

نزيل مدينة جونية و إمامها و خطيبها، و جونية من ناحية أطرابلس من أعمال دمشق (4).

حدّث عن الحسن بن علي القطّان، و أبي بكر السراج.

روى عنه أبو عبد اللّه بن أبي كامل مكاتبة، و أبو محمّد بن أبي نصر سماعا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه، قالا: حدّثنا أبو بكر الخطيب قال (5):

كتب إليّ أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان الدمشقي، و حدّثنيه عبد العزيز بن أحمد الكتاني عنه، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو البغدادي - إمام جونية

ص: 117


1- كذا بالأصل، و م، و ت، و د، و كتاب الحميدي هو جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس. و الخبر في كتابه ص 40.
2- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م، و ت، و د، و جذوة المقتبس.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 340/1 و معجم البلدان «جونية».
4- قارن مع ما كتب عنها في معجم البلدان «جونية».
5- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 340/1.

و خطيبها - في سنة إحدى و أربعين و ثلاثمائة، حدّثنا أبو بكر السراج، حدّثنا جبارة بن مغلس، عن كثير - يعني: بن سليم - عن أنس أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«نعم الإدام الخلّ »[10796].

5965 - محمّد بن أحمد بن محمّد البغدادي العطار

حدّث بأطرابلس عن أبيه أحمد بن محمّد، عن القاضي محمّد بن أحمد المقدّمي.

كتب عنه بعض طلبة العلم، إن لم يكن إمام جونية فهو غيره.

5966 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى بن أبي عطاء - و اسم أبي عطاء عبد

الرّحمن - بن سعد أبو الفتح بن أبي بكر القرشي

مولى عثمان بن عفّان، يعرف بالحقود، و يعرف بابن صريرة، و أبوه أبو بكر محدّث.

حكى عنه تمام بن محمّد.

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، حدّثني أبو الفتح الحقود محمّد بن أحمد بن أبي عطاء من موالي عثمان بن عفّان يعرف بابن صريرة، قال: قرأت في بعض كتب الفتن ليحيى بن حمزة - ببيت لهيا - من الكتب العتيقة بإسناد لا أحفظه، قال: لما هدم عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطّلب سور دمشق وقع منه حجر مكتوب عليه باليونانية، فطلب من يقرأه، فلم يجد أحدا يقرأه حتى دلّ على رجل بالجزيرة، فوجّه خلفه، فقرأه، فإذا فيه: ويك ارم الجبابرة، تعيشين أربعة آلاف سنة رغدا، فالويل لك من الخمسة الأعين: عين بن عين بن عين بن عين بن عين فإذا و هى منك الجناح الشرقي، و وهت الطايات من جيرون بعث اللّه عليك من يحلل منك العقد، و يتداعى عليك العرب، فيصابون في كلّ سهل و جبل لا يعبأ اللّه بهم شيئا، و إذا و هى منك الجناح الغربي أديل لك ممن يعرض بك.

5967 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن يعقوب بن عبد اللّه

أبو بكر المفيد الجرجرائي (1)

سمع بدمشق أحمد بن موسى الهاشمي، و عبد اللّه بن الحسين بن محمّد بن جمعة،

ص: 118


1- ترجمته في تاريخ بغداد 346/1 و ميزان الاعتدال 460/3 و تذكرة الحفاظ 979/3 و لسان الميزان 45/5 و سير أعلام النبلاء 269/16 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 351-380) ض 630 و شذرات الذهب 92/3 و المنتظم 144/7 و الأنساب (الجرجرائي) و الجرجرائي نسبة إلى جرجرايا و هي بلدة قريبة من الدجلة بين بغداد و واسط .

و محمّد بن أحمد بن الهيثم التميمي، و أبا الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب، و حدّث عنهم و عن علي بن محمّد بن أبي الشوارب القاضي، و أبي شعيب الحرّاني، و محمّد بن عمران المروزي صاحب أبي عبيد، و موسى بن هارون الحمّال، و أحمد بن يحيى الحلواني، و أبي يعلى الموصلي، و محمّد بن إبراهيم بن المسلّم بن البطّال اليماني بالمصّيصة.

روى عنه: أبو الفضل محمّد بن أحمد بن محمّد بن الجارود الهروي الجارودي الحافظ ، و أبو سعد أحمد بن محمّد بن أحمد الماليني، و عبد العزيز بن علي الأزجي، و أبو نعيم الحافظ ، و أبو بكر البرقاني، و جماعة سواهم.

و قد تقدم ذكر قدومه في ترجمة أحمد بن موسى الهاشمي (1).

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي، قالا: أنبأنا أبو علي الحسن ابن غالب المباركي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد، أنبأنا أبو عمرو عثمان ابن الخطّاب الأشج قال: سمعت علي بن أبي طالب قال: إنه لعهد النبيّ الأمي صلى اللّه عليه و سلّم إليّ أنه لا يحبك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، قالا:

حدّثنا[-و] (2) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنبأنا أبو سعد الماليني، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب الشيخ الصالح فذكر عنه حديثا قالوا: و قال لنا أبو بكر الخطيب (4):محمّد بن أحمد بن محمّد بن يعقوب بن عبد اللّه أبو بكر المفيد، ذكر لي أبو نعيم الحافظ : إنه بغدادي الأصل، سكن جرجرايا، و وصفه بالحفظ ، و سمعت محمّد بن عبد اللّه بن محمّد يحكي عنه، قال موسى بن هارون: سماني المفيد، و قال لنا محمّد بن أحمد بن شعيب الرّوياني: لم أر أحفظ من أبي بكر المفيد، و حدّثنا عنه أبو سعد الماليني فقال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب الشيخ الصالح، حدّث المفيد عن علي بن محمّد بن أبي الشوارب القاضي، و أبي شعيب الحرّاني، و أحمد بن يحيى الحلواني، و محمّد بن يحيى ابن سليمان المروزي، و موسى بن هارون الحافظ ، و أبي يعلى الموصلي، و عن خلق لا يحصون من أهل الشام و مصر، فإنه كان سافر الكثير، و كتب عن الغرباء، و روى مناكير،

ص: 119


1- راجع المرجع السابق.
2- زيادة عن م، و ت، و د، لتقويم السند.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 346/1.
4- تاريخ بغداد 346/1.

و عن مشايخ مجهولين، منهم: الحسن بن عبيد اللّه العبدي، حدّث عنه عن عفّان، و عبد اللّه ابن رجاء، و محمّد بن كثير، و عمرو بن مرزون، و مسدّد، و منهم: أحمد بن عبد الرّحمن السّقطي، روى عنه جزءا عن يزيد بن هارون، و ذكر أنه سمع منه ببغداد في سنة خمس و تسعين و مائتين، و السّقطي هذا مجهول، فحدّثني عبد العزيز بن علي قال: رأيت في كتاب أبي سعد الماليني بخطه، سمعت أبا سعد عبد الرّحمن بن محمّد بن محمّد بن ممجّة يقول:

سمعت أبا الحسن الدارقطني - و سئل عن أحمد بن عبد الرّحمن السّقطي الذي حدث عنه أبو بكر المفيد - فقال: حدّثنا عنه جماعة عن يزيد بن هارون، و لا أعلم أحدا من البغداديين و لا غيرهم عرف أحمد بن عبد الرّحمن السّقطي هذا، و لا روى عنه سوى المفيد، و في هذه الحكاية نظر من جهة ابن ممجّة، و أكثر أحاديث السّقطي عن يزيد صحاح، و مشاهير إلاّ ما أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد [بن محمّد] (1) المفيد، حدّثنا أحمد ابن عبد الرّحمن السّقطي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا عاصم الأحول، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«الموت كفّارة لكل مسلّم»[10797].

[قال الخطيب] (2):و هذا الحديث إنّما يحفظ من رواية مفرج بن شجاع الموصلي عن يزيد:

أخبرناه عبد الواحد بن محمّد بن أبي عمرو (3) البجلي، حدّثنا جعفر بن محمّد الواسطي، و أخبرناه الحسن بن أبي بكر، أنبأنا أبو علي عيسى بن محمّد الطوماري، قالا:

حدّثنا بشر بن موسى، حدّثنا مفرج بن شجاع، عن يزيد بن هارون، عن عاصم، عن أنس قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«الموت كفّارة لكل مسلّم»[10798].

[قال الخطيب:] و حدّثني أبو بكر أحمد بن محمّد المستملي الغزال، أنبأنا محمّد بن جعفر الورّاق، أنبأنا أبو الفتح الأزدي الحافظ قال: مفرج بن شجاع الموصلي واهي الحديث، قال الخطيب: إنّما عنى الأزدي هذا الحديث خاصة، و مفرج في عداد المجهولين، و الحديث عن يزيد شاذ، مع أنه قد روى عن نصر بن علي الجهضمي أيضا عن يزيد و ليس بثابت عنه، و رواه أصرم بن غياث النيسابوري عن عاصم الأحول، و أصرم لا تقوم به حجة، و اللّه أعلم.

ص: 120


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م، و ت، و د، و تاريخ بغداد.
2- زيادة منا للإيضاح، تاريخ بغداد 347/1.
3- كذا بالأصل، و م، و ت، و د، و في تاريخ بغداد:«عمر».

و رواه إسماعيل بن يحيى بن عبيد اللّه التيمي عن الحسن بن صالح عن عاصم الأحول، و إسماعيل كان كذّابا.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الزاهد، قالا: حدّثنا[-و] (1) أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن زريق، أنبأنا - الخطيب (2)،حدّثني عبد العزيز بن علي الوراق - لفظا - قال: سئل أبو بكر المفيد - و أنا حاضر - عن سماعه من أبي العباس أحمد بن عبد الرّحمن السّقطي - صاحب يزيد بن هارون - فذكر أنه سمع منه سنة خمس و تسعين و مائتين، قال:

و كان سني في ذلك الوقت إحدى عشرة سنة، و مولدي سنة أربع و ثمانين و مائتين، و كان سن السّقطي (3) وقت سماعي منه مائة سنة و خمس سنين.

أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي العلاء و غيره، قالوا: أنبأنا أبو القاسم أحمد بن سليمان بن خلف بن سعيد (4) الباجي (5) قال: قال أبي أبو الوليد (6):أبو بكر المفيد شيخ أنكرت عليه أسانيد ادّعاها (7)،و أبو العباس السّقطي (8) رجل مجهول، و قد أنكر على أبي بكر المفيد إخراجه عنه لأنه لو كان على ما ذكر من سماعه من أبي خالد لكان مشهورا.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا[-] (9) أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنبأنا - أبو بكر الخطيب قال (10):و كان شيخنا أبو بكر البرقاني قد أخرج في مسنده الصحيح عن المفيد حديثا واحدا فكان كلّما قرئ عليه اعتذر من روايته عنه، و ذكر أن ذلك الحديث لم يقع إليه إلاّ من جهته، فأخرجه عنه، و سألته عنه فقال: ليس بحجة.

و قال لنا البرقاني أيضا: رحلت إلى المفيد فكتبت عنه الموطّأ، فلما رجعت إلى بغداد

ص: 121


1- زيادة عن م، و ت، و د، لتقويم السند.
2- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 244/4 في أخبار أحمد بن عبد الرحمن السقطي.
3- في تاريخ بغداد: و كان سن أحمد بن عبد الرحمن السقطي.
4- كذا بالأصل و م و ت و د، و تذكرة الحفاظ ، و في سير أعلام النبلاء:«سعد» و في ترتيب المدارك:«سعدون».
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 545/18.
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 535/18. و الباجي نسبة إلى باجة بليدة بقرب إشبيلية و قد تحول إليها جده، و أصله من بطليوس، قال الذهبي: لا كما قال ابن عساكر أنه من باجة المدينة التي بإفريقية.
7- سير أعلام النبلاء 270/16.
8- يعني أحمد بن عبد الرحمن السقطي.
9- زيادة عن م و ت و د.
10- تاريخ بغداد 348/1.

قال لي أبو بكر بن أبي سعد: أخلف اللّه عليك نفقتك، فدفعته إلى بعض الناس و أخذت بدله بياضا.

قال الخطيب: روى المفيد الموطّأ عن الحسن بن عبيد اللّه (1) العبدي عن القعنبي، فأشار ابن أبي سعد على أن نفقة البرقاني ضاعت في رحلته، و ذلك أن العبدي مجهول لا يعرف.

قال (2):و حدّثني عبد العزيز بن علي قال: ذكر لنا المفيد أن مولده سنة أربع و ثمانين و مائتين، فسألت عبد العزيز عن وفاته فقال: مات قبل سنة ثمانين و ثلاثمائة.

و أنبأنا البرقاني قال: توفي أبو بكر المفيد سنة ثمان و سبعين و ثلاثمائة، و قال لي القاضي أبو علاء الواسطي: مات المفيد في شهر ربيع الآخر من سنة ثمان و سبعين و ثلاثمائة.

قال الخطيب: و كان مولده ببغداد و وفاته بجرجرايا و قبره هناك معروف قد رأيته.

5968 - محمّد بن أحمد بن [محمّد بن] خلف

5968 - محمّد بن أحمد بن [محمّد بن] (3) خلف

أبو الحسين الرّقّي المعروف بابن أبي المعتمر، و يعرف بابن الفحّام (4)

سكن دمشق.

و قرأ القرآن على أبي القاسم زيد بن أبي بلال الكوفي.

و حدّث بدمشق و بأطرابلس عن أبيه، و أبي الفضل محمّد بن عبد اللّه الشّيباني، و الحسن ابن علي بن عمرو بن الدقم الرقّي، و محمّد بن عمر بن الجعابي، و أبي إسحاق [إبراهيم] (5)ابن أحمد القرميسيني، و عثمان بن محمّد السّمرقندي، و أبي جعفر بن دحيم الشيباني الكوفي، و أحمد بن عبيد الحمصي الصفّار، و أبي هاشم محمّد بن أحمد بن سنان الموصلي، و عبد اللّه بن أحمد بن الورد بمصر، و أحمد بن سلمان النجّاد (6)،و أحمد بن سلمة بن الضحاك، و أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن جامع السكري، و علي بن عبد الرّحمن بن ماتي، و جعفر بن محمّد الخلدي، و أبي سهل بن زياد القطّان، و أبي محمّد عبد اللّه بن إسحاق

ص: 122


1- كذا بالأصل و م و ت و د:«عبيد اللّه» و في تاريخ بغداد: عبد اللّه.
2- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 348/1.
3- زيادة لازمة للإيضاح عن م و ت و د.
4- ترجمته في غاية النهاية 83/2.
5- زيادة عن م، و ت، و د.
6- في م: النجار، تصحيف.

البغوي ابن الخراساني، و دعلج بن أحمد، و حمزة بن محمّد بن الفضل العقبي، و عمر بن علي العتكي الخطيب، و محمّد بن عبد اللّه بن زكريا بن حيّوية.

كتب عنه أبو الحسن الميداني.

و روى عنه: علي و إبراهيم الحنّايان (1)،و أبو علي الأهوازي، و أبو الفرج عمر بن عبد اللّه بن جعفر الرّقّي، و أبو طالب حمزة بن محمّد بن عبد اللّه الجعفري الطوسي.

و قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الدّاني: كان خيّرا فاضلا، زاهدا، متقشفا، يقول بالفقر و صحبة الفقراء (2).

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء، و أبو محمّد بن طاوس، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا علي بن محمّد الحنّائي، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن أحمد ابن خلف الرّقّي، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي بن دحيم الشيباني بالكوفة، حدّثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاري (3)،أنبأنا يعلى بن عبيد الطنافسي، عن محمّد بن إسحاق، عن الزهري، عن محمّد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بالخيف (4) من منى فقال:«نضّر اللّه عبدا سمع مقالتي، فوعاها، ثم أدّاها إلى من لم يسمع، فربّ حامل فقه لا فقه له، و ربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغلّ عليهن قلب المؤمن: إخلاص العمل، و النصيحة لأولي الأمر، و لزوم الجماعة، فإنّ دعوتهم تجوز من ورائهم»[10799].

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد ابن المبارك السّلمي الفراء - قراءة عليه سنة ثلاث و ثمانين - حدّثنا أبو الفرج عمر بن عبد اللّه بن جعفر الرقّي - لفظا - قدم علينا (5) دمشق في سنة إحدى و ثلاثين و أربعمائة، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن أبي المعتمر الرقّي، حدّثنا أبو هاشم محمّد بن أحمد بن سنان - بالموصل - حدّثنا جدي، حدّثنا عبد اللّه بن أيوب بن أبي علاج، حدّثنا أيوب بن عتبة، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قيل: يا رسول اللّه، ما منتهى العلم

ص: 123


1- كذا بالأصل و م و ت و د، و في غاية النهاية:«الحياناني» تصحيف.
2- غاية النهاية 84/2.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 239/13.
4- الخيف بفتح أوله و سكون ثانيه و آخره ياء، ما انحدر من غلظ الجبل و ارتفع عن مسيل الماء، و منه سمي مسجد الخيف من منى (معجم البلدان).
5- كلمة «علينا» استدركت على هامش ت.

الذي إذا علمه العبد كان عالما؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من حفظ على أمّتي أربعين حديثا من أمور دينها (1) بعثه اللّه يوم القيامة فقيها عالما»[10800].

أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، و أبو طاهر بن الحنّائي قالا: أنبأنا أبو علي الأهوازي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن خلف المقرئ، حدّثنا أبو حفص عمر بن محمّد الحدّاد، حدّثنا محمّد بن أبي العوّام، حدّثنا عبد الوهّاب بن عطاء، حدّثنا هشام الدّستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي جعفر أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إذا بقي ثلث الليل ينزل اللّه - تبارك و تعالى - إلى السماء الدنيا فيقول: من ذا الذي يدعوني فأستجيب له ؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له ؟ من ذا الذي يستكشف الضرّ فأكشفه عنه (2)؟حتى ينفجر الصبح»[10801].

أنبأنا أبو عبيد صخر بن عبيد بن صخر (3)،حدّثنا القاضي أبو سعيد محمّد بن سعيد ابن محمّد الفرخزادي - لفظا - ثم أخبرنا أبو سعيد محمّد بن إسماعيل بن أبي سعيد محمّد بن سعيد القاضي، أنبأنا محمود بن عمر بن محمود النّوقاني، أنبأنا القاضي أبو سعيد الفرخزادي، أنبأنا السيّد أبو طالب حمزة بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الجعفري، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن (4) المعتمر الرّقّي، أنبأنا أبو المفضل محمّد بن عبد اللّه الشيباني، حدّثنا أبو يعلى محمّد بن زهير القاضي - بالأبلّة (5)-حدّثنا محمّد بن ثواب الهبّاري (6) قال:

لقيت محمّد بن كناسة بكناس (7) الكوفة فقلت: أبا يحيى، أنت القائل:

في انقباض و حشمة فإذا *** لاقيت أهل الوفاء و الكرم

أرسلت نفسي على سجيتها *** و قلت ما قلت غير محتشم

فقال: نعم، أنا القائل لهذا، و أقول الآن لك:

ص: 124


1- في م و د و ت: أمر دينها.
2- في المختصر:«فأكشفه» و كلمة:«عنه» ليست فيه.
3- قارن مع مشيخة ابن عساكر 83/ب.
4- كذا بالأصل و م و ت هنا: ابن المعتمر الرقّي.
5- تقرأ في د:«بالايلة» تصحيف، و في م و ت كالأصل: بالأبلة، و قد تقدم التعريف بها، راجع معجم البلدان.
6- تقرأ بالأصل:«الهفاري» تصحيف، و المثبت عن م، و ت، و د، ضبطت اللفظة بفتح الهاء و الباء المشددة و في آخرها الراء، عن الأنساب، و هذه النسبة إلى هبّار اسم جد عبد العزيز بن علي بن هبار الهباري. ذكره السمعاني و ترجم له.
7- في معجم البلدان: الكناسة بالضم، محلة بالكوفة.

ضعفت عن الإخوان حتى مللتهم *** على غير زهد في اللقاء و لا الودّ

و لكنّ أيامي تخرمن قوتي *** فما أبلغ الحاجات إلاّ على جهد

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني قال: سمعت أبا علي المقرئ يقول:

توفي ابن المعتمر و هو أبو الحسين محمّد بن أحمد بن أبي المعتمر الرقّي المقرئ في سنة تسع و تسعين - يعني - و ثلاثمائة، و كان يرمى بالتشيّع.

زاد غيره عن الأهوازي: في شهر ربيع الأول (1).

5969 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن

ابن يحيى بن جميع أبو الحسين الغسّاني الصّيداوي (2)

رحل و طوّف.

سمع بدمشق: أبا الحارث أحمد بن محمّد بن عمارة، و أبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، و الحسن بن حبيب الحصائري، و يوسف بن القاسم الميانجي، و بمكة: محمّد بن عبد اللّه الخزّار، و أبا سعيد بن الأعرابي، و دعلج بن أحمد السّجستاني، و ببغداد: أبا العبّاس محمّد بن أحمد الأثرم، و محمّد بن أحمد بن محمّد بن عيسى العطّار، و أبا بكر محمّد بن جعفر المطيري، و أبا جعفر محمّد بن عبيد اللّه بن العلاء، و محمّد بن مخلد العطّار، و أبا عبد اللّه المحاملي، و إسماعيل الصفّار، و الحسين بن سعيد بن المطبقي (3)،و الحسين بن يحيى ابن عيّاش، و حمزة بن القاسم الإمام، و بالبصرة: أبا علي اللؤلؤي، و أبا بكر محمّد بن أحمد ابن محمويه العسكري، و أبا بكر بن داسة، و أبا روق أحمد بن محمّد بن بكر، و أبا علي الحسن بن عمر بن عثمان الفسوي، و أبا الحسن علي بن إسحاق المادرائي، و بالكوفة: أبا العبّاس بن عقدة، و أبا الحسن علي بن محمّد بن محمّد بن عقبة الشيباني، و بمصر: أبا الحسن محمّد بن أيوب بن حبيب الصّموت، و أبا طاهر أحمد بن محمّد بن عمرو المديني، و أحمد بن إبراهيم بن محمّد بن جامع، و أحمد بن بهزاد بن مهران، و أحمد بن عبد اللّه بن

ص: 125


1- غاية النهاية 84/2.
2- ترجمته في الأنساب (الصيداني) و (الصيداوي) و معجم البلدان (صيدا) و سير أعلام النبلاء 152/17 و الوافي بالوفيات 60/2 و شذرات الذهب 164/3.
3- بدون إعجام بالأصل، و تقرأ في م: المطيعي، و إعجامها ناقص في د، و ت، و المثبت عن سير أعلام النبلاء.

علي الناقد، و أبا هريرة أحمد بن عبد اللّه، و بالرّملة: أبا بكر محمّد بن الحسين البغدادي، و محمّد بن أحمد بن سنان الخلاّل، و أبا بكر أحمد بن عمرو بن جابر، و بواسط : محمّد بن الحسين الزعفراني، و أبا بكر محمّد بن محمّد بن سعدان الصّيدلاني، و خلقا كثيرا غير هؤلاء.

و سمع بحلب، و أنطاكية، و بالس، و شيراز، و الرّقّة، و حمص، و طرسوس، و بلد (1)، و سيراف (2)،و الأثارب، و الأهواز، و أذنة، و المصّيصة، و الموصل (3)،و رامهرمز (4)،و عين زربة (5)،و الأبلّة، و قرقيسياء، و القلزم.

روى عنه: أبو محمّد عبد الغني بن سعيد - و هو من أقرانه و تمام بن محمّد، و أبو عبد اللّه الصوري، و عبد اللّه بن أبي عقيل، و أبو نصر بن طلاّب، و أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن يوسف بن مردة الأصبهاني، و أبو الفتح محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن المصري الصوّاف، و أبو نصر علي بن الحسن بن أحمد بن أبي سلمة الورّاق الصّيداوي، و أبو الحسين محمّد بن الحسين بن علي بن الترجمان، و أبو علي الأهوازي، و أبو الحسن الحنّائي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: أنبأنا أبو نصر بن طلاّب، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن جميع - بصيدا - حدّثنا يعقوب بن عبد الرّحمن ببغداد، حدّثنا حميد بن الربيع، حدّثنا حفص بن غياث، حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد اللّه قال: قال لي النبي صلى اللّه عليه و سلّم:

«اقرأ عليّ من سورة النساء؟» قال: أقرأ عليك و عليك أنزل ؟ قال:«إنّي أشتهي أن أسمعه من غيري» فقرأته عليه حتى انتهيت إلى قوله: فَكَيْفَ إِذٰا جِئْنٰا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ، وَ جِئْنٰا بِكَ عَلىٰ هٰؤُلاٰءِ شَهِيداً (6) فسالت عيناه، فسكتّ [10802].

بلغني: أن مولد ابن جميع سنة خمس و ثلاثمائة.

ص: 126


1- بلد: مدينة قديمة على دجلة فوق الموصل، بينهما سبعة فراسخ و بينها و بين نصيبين ثلاثة و عشرون فرسخا.
2- مدينة جليلة على ساحل بحر فارس، كانت قديما فرضة الهند.
3- قلعة بين حلب و أنطاكية، بينها و بين حلب نحو ثلاثة فراسخ و تحت جبلها قرية تسمى باسمها.
4- مدينة مشهورة بنواحي خوزستان.
5- عين زربة: بلد من الثغور، من نواحي المصيصة.
6- سورة النساء، الآية:41.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد الرحيم بن أحمد ح و حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، حدّثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، حدّثنا أبو زكريا البخاري، حدّثنا عبد الغني بن سعيد قال في باب جميع بالضم: و شيخ لقيته بصيدا كتبت عنه، يكني أبا الحسين بن جميع.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنبأنا منجى بن سليم بن عيسى الكاتب، قال: قال لي سكن بن محمّد بن جميع (1):صام أبي و له ثماني عشرة (2) سنة إلى أن توفي.

قرأت بخط أبي الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى، و أنبأنيه أبو الفرج غيث بن علي، أنبأنا أبو الفضل عبد الملك بن عبد السّلام بن أحمد بن الأسواني، و أبو سعيد عبد الرّحمن بن محمّد بن مسلّم الأبهري، قالا: أنبأنا أبو الفضل السعدي، أنبأنا الشيخ الثقة أبو الحسين محمّد بن أحمد بن جميع بصيدا بحديث ذكره.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي، سألت الشيخ أبا بكر (3) عن محمّد بن جميع الصّيداوي فقال: ثقة (4).

قرأت على [أبي] (5) القاسم بن السوسي، عن سهل، و أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنبأنا سهل، سمعت القاضي أبا الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي قال: توفي شيخنا أبو الحسين (6) محمّد بن أحمد بن جميع الغسّاني الصّيداوي - بها - في رجب سنة اثنتين و أربعمائة (7).

قرأت على أبي الحسن السّلمي، و أبي الفضل السّلامي قلت لهما: أجاز لكم إبراهيم بن سعيد الحبّال قال: سنة اثنتين و أربعمائة أبو الحسين بن جميع - بصيدا - في رجب - يعني - مات (8).

و كذا ذكر ابنه السكن، و لم يذكر الشهر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني قال: و فيها يعني سنة ثلاث

ص: 127


1- سير أعلام النبلاء 155/17.
2- بالأصل و م و ت و د: ثمانية عشر.
3- يعني أبا بكر الخطيب أحمد بن علي بن ثابت، صاحب كتاب تاريخ بغداد.
4- سير أعلام النبلاء 155/17 و الوافي بالوفيات 60/2.
5- زيادة لازمة عن م و ت و د.
6- بالأصل و م و د و ت هنا: أبو الحسن.
7- سير أعلام النبلاء 156/17.
8- المصدر السابق.

و أربعمائة فيما بلغني توفي أبو الحسين محمّد بن أحمد بن بن جميع بصيدا (1)،و أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس بمكة، و ذكر ابنه السكن أنه عاش سبعا و تسعين سنة.

آخر الجزء الخامس و التسعين بعد الخمس مائة.

5970 - محمّد بن حمد بن محمّد بن علي بن محمّد بن النعمان

أبو الفتح الأنباري المعروف بابن النحوي

نزيل الرملة.

حدّث عن أبيه، و سمع بدمشق إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن أبي ثابت، و صالح بن علي الدمشقي، و خيثمة بن سليمان بأطرابلس، و الحسين بن إسماعيل المحاملي، و عبد الغافر ابن سلامة، و عبد الملك بن عبد الكريم الطبراني، و جعفر بن سعيد بن جعفر البعلبكي ببعلبك، و أبا الحسين علي بن الحسن بن أحمد بن خالد الحرّاني، و علي بن الحسن بن علي الهيتي، و محمّد بن عبد اللّه بن مطرّف، و رشاد بن عبد اللّه الخادم، و يوسف بن يعقوب بن البهلول، و سعيد بن عثمان بن سعيد البزار، و أبا العباس بن عقدة، و الحسين بن محمّد بن سعيد المطبقي.

روى عنه: أبو الحسين بن التّرجمان، و أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن محمّد الهمذاني القاضي، و تمام بن محمّد الرازي، و أبو علي الأهوازي، و أبو الحسن الحنّائي، و أبو سعد الماليني، و عبد اللّه بن جعفر الخبّازي الطبري، و أبو الحسن بن جهضم الهمذاني (2).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم - قراءة - أنبأنا أبو علي الحسن بن علي المقرئ - قراءة - أنبأنا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي بن محمّد بن النعمان - بالرملة - حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل الضّبّي، حدّثنا العباس بن يزيد الحرّاني، حدّثنا بشر بن السّري، حدّثنا مصعب بن ثابت، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:

«أرهقوا القبلة»[10803].

قال المحاملي: معناه ادنوا منها (3).

ص: 128


1- سير أعلام النبلاء 156/17 قال الذهبي: و الصحيح الأول، يعني سنة 402 و وهم الكتاني.
2- بالأصل: الهمداني، بالدال المهملة، تصحيف، و التصويب عن م، و د، و ت. ترجمته في سير أعلام النبلاء 275/17.
3- جاء في تاج العروس بتحقيقنا: رهق: و في الحديث: إذا صلى أحدكم إلى شيء فليرهقه» أي فليغشه. أو رهقه رهقا إذا دنا منه.. و طلبت فلانا حتى رهقته أي حتى دنوت منه.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل، أنبأنا أبي أبو الحسين محمّد بن الحسين بن محمّد ابن التّرجمان، أنبأنا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي بن محمّد بن النعمان الأنباري المعروف بابن النحوي - بالرملة - حدّثنا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدّثنا أحمد بن إسماعيل، حدّثنا مالك، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

ح و أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا محمّد بن أحمد بن علي بن الآبنوسي، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن جعفر بن خشنام، أنبأنا أبو عبد اللّه المحاملي، حدّثنا أبو حذافة أحمد بن إسماعيل السّهمي، حدّثنا مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:

«لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسّه النار إلاّ تحلة القسم، زاد ابن النحوي: وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلاّٰ وٰارِدُهٰا (1)». [10804] أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل بن مطكود، أنبأنا جدي أبو محمّد، حدّثنا أبو علي الأهوازي، أنبأنا أبو الفتح بن النحوي - بالرملة - حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد ابن أحمد بن أبي ثابت بدمشق: بحديث ذكره.

5971 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن هلال بن عبد العزيز

ابن عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن عبد اللّه بن حبيب

أبو بكر السّلمي المعروف بابن الجبني الأطروش المقرئ (2)

قرأ على أبيه أبي الحسن أحمد بن محمّد، و أبي الحسن محمّد بن النضر بن الأخرم، و أبي الفضل جعفر بن سليمان بن حمدان النيسابوري، و أبي الحسين علي بن محمّد المرّي، و أبي علي الحسين بن محمّد بن علي بن عتّاب البزاز، و أبي العباس أحمد بن محمّد بن الفتح النجاد، و أبي القاسم علي بن الحسين بن محمّد بن السفر البزاز (3)،و أبي هاشم عبد الجبّار ابن عبد الصّمد السّلمي، و أبي بكر محمّد بن أبي حمزة بن محمّد - إمام مسجد باب الجابية -

ص: 129


1- سورة مريم، الآية:71.
2- ترجمته في معرفة القراء الكبار 373/1 رقم 303 و غاية النهاية 84/2 و طبقات المفسرين للداودي 70/2 و الوافي بالوفيات 60/2.
3- كذا بالأصل، و د، و ت، و في م: البزار.

و أبي الحسن أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرزّاق بن الحسن - إمام جامع دمشق - و أبي بكر أحمد ابن عثمان غلام السبّاك.

قرأ عليه أبو الحسن علي بن الحسن الربعي، و أبو أحمد عبد الواحد بن محمّد بن جبريل الهروي، و رشأ بن نظيف، و أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن يوسف بن مردة (1)الأصبهاني، و أبو علي الأهوازي، و علي الحنّائي، و روى عنه، و قال: حدّثنا الشيخ الصالح.

أنبأنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو المعالي الفضل بن سهل بن بشر، قالا: أنبأنا سهل ابن بشر، أنبأنا أبو علي الأهوازي قال: مات الشيخ الصالح الفاضل المقرئ السّلمي المعروف بالجبني (2) يوم الأحد و دفن الاثنين بعد الظهر في باب الصغير في شهر ربيع الأوّل من سنة سبع و أربعمائة (3)،و صلّى عليه الشريف القاضي أبو عبد اللّه الحسيني - رحمه اللّه - و تفضّل عليه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد قال: توفي أبو بكر السّلمي المعروف بالجبني الأطروش المقرئ، و هو محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن هلال السّلمي الدمشقي يوم الاثنين لثمان خلون من شهر ربيع الآخر سنة ثمان و أربع مائة، قرأ على أبي الحسن محمّد بن النّضر بن مر بن الحرّا الربعي، يعرف بابن الأخرم (4)،و انتهت إليه الرئاسة في قراءة ابن عامر، و قرأ على جماعة من أصحاب الأخفش، منهم أبوه أبو الحسن أحمد بن محمّد، و أبو العباس أحمد بن محمّد بن النجّاد، و أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد، و أبو الفضل بن أبي داود، و أبو الحسين المرّي، و الحسين بن محمّد بن عتّاب البزار، و أبو القاسم علي بن السّفر البزّار، و قرأ هؤلاء كلهم على أبي عبد اللّه هارون بن موسى الأخفش، و قرأ أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد السّلمي على أبي هاشم عبد الجبّار ابن عبد الصّمد السّلمي، قال: قرأت على أبي عبيدة أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن بشير بن ذكوان.

قال عبد العزيز: و رأيت بخط أبي أحمد عبد الواحد بن محمّد بن جبريل الهروي المعروف بالطيني - رحمه اللّه-:

ص: 130


1- صحف في غاية النهاية هنا 85/2 إلى «يزده» و قد ترجم له في غاية النهاية 129/1 و قيده «مرده» صوابا.
2- قيل له: الجبني، لأن أباه كان إمام سوق الجبن.
3- معرفة القراء الكبار 373/1.
4- ترجمته في معرفة القراء الكبار 290/1 رقم 206.

قرأت بدمشق القرآن من أوله إلى آخره على أبي بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن هلال بن عبد العزيز بن عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن عبد اللّه بن حبيب السّلمي الشيخ الصّالح، قال: قرأت على أبي بكر محمّد بن أبي حمزة بن محمّد بن محمّد بن منصور ابن القاسم بن عبدان التميمي الدمشقي - إمام مسجد باب الجابية - قال: قرأت على أبي عبد اللّه هارون بن موسى بن شريك الأخفش، و علي أبي الحسن أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرزّاق ابن الحسن - إمام جامع دمشق - و على أبي بكر أحمد بن محمّد بن الوليد المرّي، و أخبروني أنهم قرءوا على أبي عمرو عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان (1)،قال أبو بكر السّلمي: و قرأت أيضا على أبي الحسن محمّد بن النّضر بن الأخرم، قال: قرأت على الأخفش، و ذكر بقية الإسناد متصلا إلى عبد اللّه بن عامر - رحمه اللّه-.

5972 - محمّد بن أحمد بن محمّد أبو عبد اللّه التغلبي

5972 - محمّد (2) بن أحمد بن محمّد أبو عبد اللّه التغلبي

سمع بدمشق أبا نصر بن الجبّان.

و حدّث بالرملة سنة خمس و عشرين و أربعمائة.

5973 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن منصور

أبو جعفر البيّع، و يعرف بالعتيقي الرّوياني الطبري (3)

نشأ بطرسوس، و سمع بها الخواتيمي، و أبا العباس أحمد بن أبي أحمد الطبري المعروف بابن القاصّ (4).

سمع منه ابنه أبو الحسن أحمد بن محمّد العتيقي (5)،و قدم أبو جعفر دمشق.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (6):محمّد بن أحمد بن محمّد بن منصور أبو (7) جعفر البيع، و يعرف بالعتيقي، ذكر لي ابنه أبو الحسن أحمد أنه ولد برويان (8) في سنة إحدى و ثلاثين

ص: 131


1- ترجمته في الجرح و التعديل 5/5 و تهذيب التهذيب 140/5.
2- سقطت ترجمته من م.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 353/1.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 371/15.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 602/17.
6- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 353/1.
7- في تاريخ بغداد:«ابن جعفر» تصحيف.
8- رويان بضم أوله و سكون ثانيه و ياء مثناة من تحت و آخره نون: مدينة كبيرة من جبال طبرستان و كورة واسعة. (معجم البلدان).

و ثلاثمائة، قال: و حمل إلى طرسوس و هو ابن سبع سنين، فنشأ بها، و سمع الحديث من شيخ كان بها يعرف بالخواتيمي، و سمع أيضا من أبي العباس بن القاصّ كتاب المفتاح، و كان أبو العبّاس فقيه أهل طرسوس و مفتيهم، و لم يزل بها حتى غلبت الروم على البلد، فانتقل عنه إلى دمشق، ثم ورد بغداد فسكنها حتى مات بها في يوم الجمعة الثاني و العشرين من المحرم سنة ثلاث عشرة و أربع مائة، قال أبو الحسن: و قد حدّث بشيء يسير، و سمعت منه.

5974 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن القاسم أبو أسامة الهروي المقرئ

5974 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن القاسم أبو أسامة الهروي المقرئ (1)

نزيل مكة.

سمع بدمشق: أبا سليمان بن زبر الربعي، و أبا علي بن أبي الزّمزام، و أبا بكر محمّد بن حميد بن معيوف بن بكر المعيوفي، و أبا هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد بن الحسن بن منير التنوخي، و الفضل بن جعفر المؤذن، و أسد بن سليمان بن حبيب الطبراني، و بمصر: القاضي أبا الطاهر محمّد بن أحمد الذهلي، و الحسن بن رشيق، و أبا الحسن محمّد بن عبد اللّه بن حيّوية، و أبا بكر محمّد بن القاسم بن أحمد الصوفي، و عتيق بن موسى بن هارون المصري، و بمكة: أبا بكر أحمد بن عبد اللّه بن عبد المؤمن المكي، و أبا إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد الدّينوري، و أبا الحسين أحمد بن عبد اللّه البغدادي، و أبا العباس أحمد بن إبراهيم الكندي صاحب الخرائطي، و أبا القاسم عبد السّلام بن محمّد بن أبي موسى البغدادي، و أبا يعقوب إسحاق بن زوزان الفقيه، و أبا الحسن محمّد بن عثمان بن سعيد الطبراني، و بتنّيس:

أبا بكر محمّد بن علي بن الحسن النقاش، و بغزّة: أبا بكر محمّد بن العبّاس بن وصيف الغزّي، و أبا الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم الجلاء - ببيت المقدس - و أبا عبد اللّه الحسين ابن موسى بن هارون الصوري، و أبا بكر محمّد بن أحمد بن جابر البزّار التّنّيسي، و منصور بن أحمد بن جعفر.

روى عنه: أبو علي الأهوازي، و أبو الحسن علي بن محمّد بن شجاع بن أبي الهول، و أبو محمّد بن أبي معاذ الهروي، و علي بن الخضر السلمي، و أبو بكر البيهقي، و سعيد بن محمّد بن الحسن الإدريسي، و أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد البرمكي، و أبو الغنائم بن الفرّاء البصري، و أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد المطرّز المقرئ.

ص: 132


1- ترجمته في غاية النهاية 87/2 و سير أعلام النبلاء 364/17 و ميزان الاعتدال 464/3 و لسان الميزان 55/5.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل بن الفضيل، أنبأنا الشيخ أبو محمّد بن أبي معاذ الصيرفي الهروي، حدّثنا الشيخ أبو أسامة محمّد بن أحمد بن محمّد المقرئ الهروي في باب الندوة، أنبأنا أبو علي الحسن بن منير بن محمّد التنوخي - بدمشق - حدّثنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن هارون البغدادي بتنّيس، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، حدّثنا أبو معاوية [نا] (1) الأعمش عن ابن بريدة عن أبيه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ما أخرج رجل شيئا من الصّدقة حتى يفك عنها لحيّ سبعين شيطانا»[10805].

5975 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى بن جعفر بن سليمان بن أحمد بن عبد

الواحد بن جعفر بن جابر بن عبد اللّه الأنصاري أبو الحسين

قدم دمشق، و حدّث بها عن محمّد بن بشار النهاوندي، و أبي القاسم جعفر بن محمّد التّفليسي، و محمّد بن جاوران الهمذاني، و أبي اليسر حرمي بن محمّد الموصلي الفقيه، و إسماعيل بن محمّد النجار بطوس.

روى عنه: عبد العزيز الكتاني - و هو نسبه - و أبو القاسم بن أبي العلاء الفقيه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى الأنصاري، قدم علينا، حدّثنا محمّد بن بشار النهاوندي، حدّثني سهل بن سخيت الفارسي - بنصيبين - حدّثني محمّد بن عون، حدّثنا يحيى بن معين، عن يحيى بن أبي كثير، عن زائدة بن قدامة، عن أبيه، عن معاذ بن جبل أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال لعلي بن أبي طالب:«أ لا أنبئك بأشرّ الناس ؟» قال: بلى يا رسول اللّه، قال:«من أكل وحده، و منع رفده، و سافر وحده، و ضرب عبده»، ثم قال:«يا علي، أ لا أنبئك بأشرّ من هذا؟» قال: بلى يا رسول اللّه، قال:«من يخشى شرّه، و لا يرجى خيره»، ثم قال:«يا علي، أ لا أنبئك بأشرّ من هذا؟» قال: بلى يا رسول اللّه، قال:«من باع آخرته بدنيا غيره»، ثم قال:«يا علي، أ لا أنبئك بأشرّ من هذا؟» قال: بلى يا رسول اللّه، قال:«من أكل الدنيا بالدين»[10806].

[قال ابن عساكر:] كذا في الأصل (2)،و الصواب:«بشرّ» في المواضع كلها، و إسناد هذا الحديث مضطرب، فإن قدامة الثقفي لم يدرك معاذا، و إنّما يروي عن عبد اللّه بن أبي

ص: 133


1- زيادة لازمة لتقويم السند عن م، و د، و ت.
2- يعني قوله:«بأشرّ».

مليكة و طبقته، و يحيى الذي يروي عنه يحيى بن معين، و يروي عن زائدة هو ابن أبي بكير الكرماني (1)،فأما ابن أبي كثير (2) فهو أقدم منه.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن موسى الأنصاري قال:

دخلت على المرشدي في بلد يقال له جرموز (3) فقلت: أنشدني أيها الشيخ من قيلك - و كان عليه ثوب رثّ - فأنشدني:

تعيّرني قومي على الملبس الدّوني *** و ما أنا فيما قد لبست بمجنون

لبست ثياب العزّ من تحت ذلّة *** و قلت لنفسي عند هاربة كوني

إذا كنت مولى للقناعة مالكا *** فإنّ ملوك الأرض كلّهم دوني

و أنشدنا مثله الحسن بن بندار التفليسي لنفسه:

يقلّ عليّ الهمّ يا أمّ مالك *** إذا كان عندي في النهار رغيف

أصون به نفسي فإن بتّ طاويا *** صبرت و صبر المستعفّ ظريف

و قالوا: ظريف، قلت ظرفي قناعتي *** و كلّ قنوع في الزمان ظريف

5976 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي بن جعفر بن سعيد

أبو الفرج العين زربي (4) البزّار

يعرف بابن الفاثوري (5).

روى عن الفضل بن جعفر بن محمّد (6) المؤذن، و أبي (7) بكر أحمد بن علي الحبّال الصوفي، و القاضي الميانجي، و أبي علي الحسين بن إبراهيم بن جابر، و أبي بكر أحمد بن عبد الوهّاب الصابوني.

ص: 134


1- راجع ترجمة يحيى بن أبي بكير الكرماني في تهذيب الكمال 42/20.
2- راجع ترجمة يحيى بن أبي كثير في تهذيب الكمال 196/20.
3- كذا بالأصل، و م، و ت، و د، و المختصر، و لم أعثر عليه.
4- العين زربي نسبة إلى عين زربى بفتح الزاي و سكون الراء و باء موحدة و ألف مقصورة: بلد بالثغر من نواحي المصيصة (معجم البلدان).
5- كذا رسمها بالأصل و د و ت و في م:«القاثوري» و في المختصر: الغاثوري.
6- في م:«الفضل بن جعفر بن سفيذ أبو الفرج محمّد المؤذن».
7- من هنا إلى جابر، سقط من م.

روى عنه: عبد العزيز الكتاني، و أبو نصر بن طلاّب، و أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، و علي الحنّائي، و أبو سعد السمّان، و نجا بن أحمد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني، أنبأنا أبو الفرج محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي بن جعفر العين زربي - قراءة عليه - أنبأنا أبو القاسم الفضل بن جعفر ابن محمّد التميمي، حدّثنا عبيد اللّه بن أحمد بن الصنام الرملي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن ماهان، أخبرني أبي، حدّثنا طلحة، عن الوضين بن عطاء، عن بلال بن سعد، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من ستر عورة فكأنّما أحيا موءودة من قبرها»[10807].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني قال: سنة أربع و ثلاثين و أربع مائة توفي أبو الفرج محمّد بن أحمد بن محمّد العين زربي المعروف بابن الفاثوري، فيها حدّث عن ابن أبي الزّمزام و الميانجي بشيء يسير.

5977 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو بن عزون بن محمّد

أبو بكر - و يقال: أبو عبد اللّه - البجلي يعرف بابن القمّاح

روى عن يوسف بن القاسم الميانجي، و كان يسكن مربعة القزّازين.

روى عنه أبو محمّد الكتاني، و علي بن محمّد الحنّائي، و أبو سعد السمّان، و نجا بن أحمد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عزون، حدّثنا أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي، حدّثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، حدّثنا محمّد بن كثير، حدّثنا سفيان، عن منصور، عن ربعي، عن علي، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:

«لا يؤمن العبد حتى يؤمن بأربع: حتى يشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنّي رسول اللّه بعثني بالحق، و يؤمن بالبعث بعد الموت، و يؤمن بالقدر»[10808].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، حدّثني نجا بن أحمد العطار، قال:

توفي أبو عبد اللّه بن القمّاح في ذي الحجة سنة سبع و ثلاثين و أربع مائة، قال عبد العزيز: حدّث عن الميانجي بشيء يسير، و لم يكن الحديث من شأنه.

ص: 135

5978 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن جعفر

أبو سعيد الأصبهاني الفقيه الواعظ المعروف بابن ملة

قدم دمشق سنة أربع و عشرين و أربعمائة، و سمع بها أبا نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه عن أبي علي الحسين بن علي بن يعقوب الخطابي، و أبي الحسن هبة اللّه بن علي بن الحسين، و أبي محمّد عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى بن زكريا البيّع (1)،و محمّد بن محمّد بن حازم، و أبي الحسن بن رزقويه البغدادي، و أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني، و أبي علي الحسن بن أحمد بن محمّد بن الليث الشيرازي الحافظ (2)،و أبي الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق البرجي، و أبي منصور طاهر بن العبّاس بن منصور العماري المروزي.

سمع منه أبو الحسن (3) بن أبي زروان، و علي و الحسين ابنا محمّد الحنّائي (4)،و علي ابن صصري، و عبد العزيز الكتّاني، و أبو المكارم محمّد بن سلطان بن حيّوس، و محمّد بن علي الحداد و غيرهم.

و روى عنه أبو غانم عبد الرزّاق بن عبد اللّه بن المحسن المعري، و علي بن الخضر بن سليمان، و ابنه أبو عثمان إسماعيل بن محمّد.

حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر بن علي، حدّثنا أبو عثمان إسماعيل بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن ملة الأصبهاني، حدّثنا الشيخ الإمام والدي أبو سعيد - اللّه يرحمه - حدّثنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر بن أيوب المرّي بدمشق، حدّثنا أحمد بن عتبة بن مكين السلامي المطرّز، حدّثنا أحمد بن عمير بن جوصا، حدّثنا سعيد بن رحمة بن نعيم، حدّثنا عبد اللّه بن المبارك، عن عبيد اللّه بن عمر، عن خبيب بن عبد الرّحمن (5)،عن حفص ابن عاصم، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«سبعة يظلّهم اللّه في ظلّه (6) يوم لا ظلّ

ص: 136


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 221/7.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 209/17.
3- بالأصل: الحسين، و المثبت عن م و ت و د.
4- راجع ترجمة علي بن محمّد بن إبراهيم بن حسين، أبي الحسن الحنائي في سير أعلام النبلاء 565/17. و ترجمة الحسين بن محمّد بن إبراهيم بن الحسين، أبي القاسم الحنائي، في سير أعلام النبلاء 130/18.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 445/5.
6- قال القاضي: إضافة الظل إلى اللّه إضافة ملك، و كل ظل فهو للّه، و ملكه و خلقه و سلطانه، و المراد هنا ظل العرش.

إلاّ ظلّه، إمام عادل، و شابّ نشأ في عبادة اللّه تعالى، و رجل ذكر اللّه خاليا ففاضت عيناه من خشية اللّه، و رجل قلبه معلّق بالمسجد (1) من حبّه إياه، و رجلان تحابا في اللّه تعالى،[و رجل دعته امرأة ذات منصب و جمال، فقال: إني أخاف اللّه] (2) و رجل تصدّق بصدقة فأخفاها لا تشعر شماله (3) ما صنعت يمينه»[10809].

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر (4)،أنبأنا أبو الحسن علي بن الخضر بن سليمان - قراءة - أنبأنا الشيخ أبو سعيد محمّد بن أحمد بن محمّد بن جعفر الأصبهاني، حدّثنا الحسين بن علي بن يعقوب الخطابي، حدّثنا محمّد بن القاسم بن زهير، حدّثنا الحسن بن سليمان الأصبهاني، حدّثنا عمر بن محمّد المستملي، حدّثنا إبراهيم بن أحمد الخزاعي، حدّثنا محمّد بن شجاع، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«من حفظ على أمّتي أربعين حديثا لقي اللّه - عزّ و جل - فقيها عالما»[10810].

قرأت فيما سمعه جماعة من الدمشقيين بخط أبي الحسن بن صصري من أبي سعيد بن ملة قال:

حدّثنا الشيخ السيّد المستجاب الدعاء أبو علي الحسين بن علي بن يعقوب الخطّابي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن العباس بن محمّد بن المرزبان، حدّثني عبيد اللّه بن لؤلؤ بن جعفر بن حموية الساجي ببغداد، أخبرني محمّد بن عمرو بن واصل الصحري أنه سمع سهل بن عبد اللّه بنهر الدير (5) سنة ثمانين و مائتين يقول: أخبرني محمّد بن سوار بن الفضل عن سليمان عن عمر الكوفي، عن عبد الرّحمن بن عباس، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

ص: 137


1- في صحيح مسلّم: في المساجد. معناه: شديد الحب له، و الملازمة للجماعة فيه، و ليس معناه دائم القعود في المسجد.
2- الزيادة لازمة، و قد ذكر في أول الحديث «سبعة» و لم يذكر إلاّ ستة، و ما بين معكوفتين استدرك لتقويم المعنى عن صحيح مسلّم-(12) كتاب الزكاة،(30) باب، ح رقم 1031(715/2).
3- في صحيح مسلّم:«لا تعلم يمينه ما تنفق شماله». و الصحيح المعروف ما ورد في أصولنا، و هو وجه الكلام، لأن المعروف في النفقة فعلها باليمين.
4- كذا بالأصل و ت و د، و في م: الفراء.
5- نهر الدير: نهر كبير بين البصرة و مطارا، بينه و بين البصرة نحو عشرين فرسخا سمي بذلك لدير كان على فوهته يقال له دير الدهدار (معجم البلدان).

«أشدّ الناس حسرة يوم القيامة رجل أمكنه طلب العلم في الدنيا فلم يطلبه، و رجل علم علما فانتفع به من سمعه منه دونه»[10811].

روى هذا الشيخ أربعين حديثا بهذا الإسناد، و عن سهل عن خاله محمّد بن سوار بأسانيده عن شيوخه كلّها منكرة، و لا أدري على من الحمل فيها.

قرأت بخط أبي الحسن بن صصري، أنشدني الشيخ الفاضل أبو سعيد محمّد بن أحمد ابن محمّد بن جعفر الأصبهاني لنفسه:

كان لي قلب فضاع *** كان لي سرّ فذاع

أين سري أين قلبي *** هل ينادي هل يباع

كيف حالي يوم روحي *** أذنت لي بوداع

تسلب العينان نورا *** تسلب الأذن السماع

ينقل العبد عن الدار *** إلى قفر وقاع

ما رجا الأصبهاني *** سوى ربّ مطاع

أنبأنا أبو القاسم الكلابي، أنبأنا أبو الحسن علي بن الخضر، أنشدنا أبو سعيد الأصبهاني لنفسه:

القبر منزلنا و اللّحد مأوانا *** إذا المنايا و ريب الدهر نادانا

ما أضيق القبر إلاّ أن يوسّعه *** ربّ كريم بفضل الجود أبدانا

تفاقم الداء و اشتدّ البلاء بنا *** لو لا إله بفضل الجود داوانا (1)

يا عامرا لخراب الدهر بستانا *** هل لا جعلت خراب الدّهر عمرانا؟

بنيت قصرك من حرص و من أمل *** و القبر تملؤه ظلما و عدوانا

من كان مغناه دنياه و شهوته *** فاللّه همّتنا و اللّه مغنانا

قرأت بخط أبي الحسن علي بن الخضر بن سليمان، أنشدني الشيخ أبو سعيد محمّد بن أحمد الأصبهاني لنفسه:

بذكر اللّه قد طابت قلوب *** تجافت عن مضاجعها الجنوب

كأنّ القلب عند الذكر غصن *** تحركه النعامي و الجنوب

و جيب الصدر للأحباب شرط *** و دمع العين منهمل سكوب

ص: 138


1- في م: وارانا.

إذا ما كان نصف الليل نادى *** غياث المستغيث من المنيب

ألا يا معشر العاصين قوموا *** و نادوا ربكم فهو المجيب

ألا يا أهل معرفة و علم *** هلمّوا إنّ مولاكم قريب

فحينئذ يقوم القوم شكرا *** و مقلته بدمعته تذوب

تراه قائما يبكي و يتلو *** و حسرته المآثم و الذنوب

و ربّ العالمين به يباهي *** و قال برحمة عبدي يئوب

فأشهدكم ملائكتي بأنّي *** غفرت له فما هذا النحيب

فهل من سائل أعطيه فضلا *** و هل من تائب طوعا يتوب

و هل عبد جريح القلب يدعو *** فيشفي صدره الشافي الطبيب

و هل من خائف أكسوه أمنا *** عبادي لا أملّ و لا أغيب

هنالك تسكب العبرات شوقا *** و تنشق القلوب فما الجيوب

بكى وجدا و ناح أبو سعيد *** فما ينفك أو يرضى الحبيب

5979 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى بن عمرو بن ليث

أبو عبد اللّه الشّيرازي الصّوفي المعروف بالنّذير (1)

سمع أبا الحسن زيد بن إبراهيم بن عبد اللّه البلّوطي بأكواخ بانياس، و أبا الحسين أحمد ابن فارس اللغوي، و أبا سعيد عبد اللّه بن محمّد الكرجي، و أبا العباس أحمد بن منصور الشّيرازي الحافظ (2)،و أبا عبد اللّه محمّد بن عبيد اللّه الشّيرازي، و علي بن محمّد بن عمر الشّيرازي القصّار، و محمّد بن عمر بن خزر (3) الهمداني (4)،و إسماعيل بن محمّد بن أحمد ابن حاجب الكشاني (5)،و أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي (6).

روى عنه أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد المشكاني (7) الستوي (8)،و أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب.

ص: 139


1- ترجمته في تاريخ بغداد 359/1.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 472/16.
3- إعجامها مضطرب بالأصل و تقرأ: خرز، و المثبت عن م، و د، و ت.
4- في م: الهمذاني، تصحيف.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 481/16.
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 555/16.
7- هذه النسبة إلى مشكان قرية من أعمال روذراور، قريبة منها من نواحي همذان.
8- كذا رسمها بالأصل و م و ت.

أخبرنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد بن محمّد السّلماسي الواعظ بدمشق، أنبأنا أبي أبو طاهر - إجازة - أنبأنا الحسين بن محمّد المشكاني - إجازة - أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد الشّيرازي قال: سمعت أبا الحسين التّوّزي - التّوّز (1) من ناحية فارس - بأكواخ بانياس - يقول: سمعت أبا إسحاق البلّوطي الزاهد يقول: يا أبا الحسين، عليك بالجد، فإنّ أكثر الخلق مع الهزل.

قال النذير: و دخلت على أبي الحسين أحمد بن فارس و قد وصفت له، فقال: هات يا أبا عبد اللّه، فسكتّ ، فقال: هات، فقلت: صفاتك استولت عليّ فأنستني كل شيء، فقال:

أشهد أنك من فارس.

قال الشّيرازي: أراد قول النبي صلى اللّه عليه و سلّم لسلمان:«لو كان العلم بالثريا، لتناوله رجال من أبناء فارس»[10812].

ثم قال ابن فارس في خلال كلامه أبو عبد اللّه من الخيرة لقول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«خيرتان من خلقه: فخيرته من العرب قريش و من العجم فارس»[10813].

قال الشّيرازي: اعتقادي اعتقاد أحمد بن حنبل، و مذهبي مذهب الشافعي، و أنشدنا النذير لنفسه:

حكم التديّن قد عفا *** فعلى المودّات العفا (2)

و لقد تكدر ما صفا *** و القلب صلد كالصّفا (3)

يا من تلا صحف الجفا *** لم تتل حرفا في الوفا

ما هكذا نزل القرآن *** و في معانيه الشفا

ما هكذا سنّ النبيّ *** الهاشميّ المصطفا

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن (4) بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (5) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنشدني أبو عبد اللّه الشّيرازي لبعضهم:

ص: 140


1- ضبطت بالفتح و تشديد ثانيه و فتحه أيضا عن معجم البلدان، و فيه أنها بلدة بفارس، و هي توّج.
2- العفاء: الدروس و الهلاك.
3- الصفا: جمع صفاة، و هي الحجارة العريضة الملساء.
4- بالأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، و ت، و د، و السند معروف.
5- زيادة عن م، و ت، و د، لتقويم السند.
6- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 360/1.

إذا ما أطعت النفس في كلّ لذّة *** نسبت إلى غير الحجى و التكرّم

إذا ما أجبت النفس في كلّ دعوة *** دعتك إلى الأمر القبيح المحرّم

قالوا: و قال لنا الخطيب (1):

محمّد بن أحمد بن موسى أبو عبد اللّه الواعظ الشّيرازي، قدم بغداد، و أقام بها مدة يتكلم على الناس بلسان الوعظ ، و يشير إلى (2) الزهد، و يلبس المرقعة، و يظهر عزوف النفس عن طلب الدنيا، فافتتن الناس به لما رأوا من حسن طريقته، و كان يحضر مجلس وعظه خلق لا يحصون، و عمّر مسجدا خرابا بالشونيزية فسكنه، و سكن فيه جماعة من الفقراء، و كان يعلو سطح المسجد في جوف الليل، و يذكر الناس، ثم إنه قبل ما كان (3) يوصل به بعد امتناع شديد كان يظهره من قبل، و حصل له ببغداد مال كثير، و نزع المرقعة و لبس الثياب الناعمة الفاخرة، و جرت له أقاصيص و صار له تبع و أصحاب، ثم أظهر أنه يريد الغزو، فحشد الناس إليه و صار معه من أتباعه عسكر كبير، و نزل بظاهر البلد من أعلاه. و كان يضرب له بالطبل في أوقات الصلوات، و رحل إلى الموصل ثم رجع جماعة من أتباعه، و بلغني أنه صار إلى نواحي أذربيجان و اجتمع إليه أيضا جمع و ضاهى أمير تلك الناحية، و قد كان حدث ببغداد عن علي ابن عمر بن محمّد القصّار الرازي، و محمّد بن عمر بن خزر الهمداني، و إسماعيل بن محمّد ابن أحمد بن حاجب الكشاني، و أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي و غيرهم، و كتبت (4)عنه أحاديث يسيرة، و ذلك في سنة عشر و أربعمائة، و حدّثني عنه بعض أصحابنا بشيء يدل على ضعفه في الحديث.

قال (5):و حدّثني المعمر بن أحمد الصوفي:

أن أبا بكر الشّيرازي مات بنواحي أذربيجان في سنة تسع و ثلاثين و أربعمائة.

قال لنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي: مات النذير أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد ابن موسى الشّيرازي - رحمه اللّه - بتبريز في شهر ربيع الآخر سنة تسع و ثلاثين و أربع مائة.

آخر الجزء الخامس عشر بعد الأربعمائة من الأصل.

ص: 141


1- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 359/1-360.
2- في تاريخ بغداد: و يشير إلى طريقة الزهد.
3- كتبت اللفظة فوق الكلام بالأصل بين السطرين.
4- بالأصل، و م، و د، و ت:«و كتب» و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 360/1.
5980 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن أبو الفتح المصري الصّوّاف

5980 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن أبو الفتح المصري (1) الصّوّاف (2)

سمع بصيدا - من ساحل دمشق - أبا الحسين محمّد بن أحمد بن جميع، و بمصر:

القاضي أبا الحسن علي بن محمّد بن إسحاق الحلبي، و بدمشق، أبا بكر بن أبي الحديد، و ببغداد: أبا الحسن بن رزقويه.

روى عنه: أبو بكر الخطيب.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب، و أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، قالا:

حدّثنا[-و] (3) أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنبأنا - أبو بكر أحمد بن علي (4)،حدّثني أبو الفتح محمّد بن أحمد المصري، حدّثنا القاضي أبو الحسن علي بن محمّد بن إسحاق بن يزيد الحلبي - بمصر - حدّثنا علي بن عبد الحميد الغضائري، حدّثنا عبد اللّه بن معاوية الجمحي، حدّثنا الحمّادان: حمّاد بن سلمة، و حمّاد بن زيد، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«تسحّروا فإنّ في السحور بركة»[10814].

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا علي بن عبد الحميد الغضائري (5)،حدّثنا عبد اللّه بن معاوية الجمحي، حدّثنا الحمّادان: حمّاد بن سلمة و حمّاد بن زيد، عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«تسحّروا فإنّ في السحور بركة»[10815].

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن المالكي، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (6):محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن أبو الفتح المصري، سمع القاضي أبا الحسن علي بن محمّد بن يزيد الحلبي، و من بعده بمصر، و أبا الحسين بن جميع بصيدا، و قدم بغداد قبل سنة أربع مائة، فأقام بها، و كتب عن عامة شيوخها حديثا كثيرا، و احترقت كتبه دفعات، و روى شيئا يسيرا، فكتبت عنه على سبيل التذكرة، سألت (7) أبا الفتح المصري عن مولده فقال: في سنة أربع و سبعين و ثلاثمائة، و سمعت أبا علي الحسن بن أحمد

ص: 142


1- تقرأ بالأصل: المعري، و المثبت عن م، و ت، و د.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 354/1.
3- زيادة عن م، و ت، و د، لتقويم السند.
4- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 354/1.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 432/14.
6- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 354/1.
7- تاريخ بغداد 355/1.

الباقلاني و غيره من أصحابنا يذكرون أن المصري كان يشتري من الورّاقين الكتب التي لم يكن سمعها و يسمع فيها لنفسه، و حدّثني أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، حدّثني خالي الحسن بن أحمد الباقلاني قال: جاءني المصري بأصل لأبي الحسن بن رزقويه عليه [سماعي] (1) لأشتريه منه، و لم يكن عليه سماعه، و قال لي: لو كان هذا سماعي لم أبعه، فمكث عندي مدة ثم رددته عليه، فلمّا كان بعد سنين كثيرة حمل إليّ ذلك الأصل بعينه، و قد سمع عليه لنفسه، و نسي أنه كان قد حمله إليّ قبل التسميع، فرددته عليه، قال أبو الفضل:

و أنا رأيت الأصل عند خالي و عليه تسميع المصري لنفسه بخطه.

قال الخطيب (2):و مات - يعني - المصري ببغداد يوم الجمعة تاسع المحرم من سنة أربعين و أربعمائة.

5981 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن حسنون

أبو الحسين بن النّرسي البغدادي (3)

سمع بدمشق: أبا الحسين الكلابي، و ببغداد: أبوي الحسن: الدارقطني، و الحربي (4)، و أبا بكر بن إسماعيل، و أبا الحسين ابن أخي ميمي، و أبا حفص الكتّاني، و يوسف بن عمر القوّاس، و أحمد بن منصور النّوشري، و عيسى بن موسى السرّاج و غيرهم.

روى عنه: أبو بكر الخطيب و جماعة من البغداديين، و حدّثنا عنه أبو بكر الأنصاري، و أبو غالب بن البنّا، و أبو العزّ بن كادش.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن حسنون النّرسي - قراءة عليه و أنا أسمع في شوال سنة خمس و خمسين و أربعمائة، أنبأنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الكلابي - قراءة عليه بدمشق في جمادى الآخرة سنة ثلاث و تسعين و ثلاثمائة - حدّثنا أبو عثمان سعيد بن عبد العزيز الحلبي، حدّثنا أبو نعيم عبيد بن هشام، حدّثنا المعتمر، عن أبيه عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من

ص: 143


1- سقطت من الأصل و استدركت للإيضاح عن م، و ت، و د، و تاريخ بغداد.
2- تاريخ بغداد 355/1.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 356/1 و سير أعلام النبلاء 84/18 و العبر 240/3 و شذرات الذهب 201/3. و النرسي نسبة إلى نرس و هو نهر من أنهار الكوفة عليه عدة من القرى (الأنساب، و انظر معجم البلدان).
4- أبو الحسن الحربي هو علي بن عمر بن محمّد البغدادي ترجمته في سير أعلام النبلاء 609/17.

قال لا إله إلاّ اللّه مخلصا دخل الجنّة»، قال: يا نبي اللّه، أ فلا أبشّر الناس ؟ قال:«إنّي أخاف أن يتّكلوا»[10816].

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجنّ ، و أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب الحافظ (1) محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون أبو الحسين المعروف بابن النّرسي، سمع محمّد بن إسماعيل الورّاق - زاد ابن خيرون: و موسى بن عيسى (2) السرّاج و قالوا:- و علي بن عمر الحربي، و أبا حفص الكتاني،[و يوسف القواس (3)،و محمّد بن عبد اللّه بن أخي ميمي، و أحمد بن منصور القرشي و غيرهم - زاد ابن خيرون: من البغداديين، و سمع بدمشق: عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي (4)]، و قالوا:- كتبنا عنه و كان صدوقا [ثقة] (5) من أهل القرآن حسن الاعتقاد، و سألته عن مولده فقال: في سنة سبع و ستين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم السّلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال (6):و أما حسنون بعد الحاء المهملة سين مهملة [و نون]: أبو الحسين محمّد بن أبي نصر أحمد بن محمّد بن أحمد بن حسنون النّرسي، سمع محمّد بن إسماعيل الورّاق و طبقته، و سمع بدمشق من عبد الوهّاب الكلابي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني قال: ورد الخبر من بغداد في شعبان أنّ أبا الحسين محمّد بن أحمد بن حسنون النّرسي توفي في صفر من هذه السنة - يعني - سنة ست و خمسين و أربع مائة.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، حدّثنا[-و] (7) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب قال (8):مات - يعني - أبا الحسين بن النّرسي في يوم الثلاثاء، و دفن يوم الأربعاء الثالث عشر من صفر سنة ست و خمسين و أربعمائة في مقبرة باب حرب.

ص: 144


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 356/1.
2- كذا بالأصل و م و ت و د، و في تاريخ بغداد: و موسى بن جعفر السراج.
3- قوله:«و يوسف القواس» سقط من تاريخ بغداد.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه و بعد كلمة: صح.
5- سقطت اللفظة من الأصل و م و ت و د، و استدركت عن تاريخ بغداد.
6- الاكمال لابن ماكولا 375/2 و 376.
7- زيادة عن م، و ت، و د، لتقويم السند.
8- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 356/1 و قد وضعت العبارة فيه بين معكوفتين.
5982 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن ورقاء أبو عثمان الأصبهاني الصوفي

سمع ببلده أبا عبد اللّه بن مندة، و أبا سعيد محمّد بن علي بن عمرو النقاش، و القاضي أبا الحسن (1) سوار بن أحمد الأصبهانيين، و القاضي أبا عمر القاسم بن جعفر بالبصرة، و بدمشق: أبا القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر الجوبري (2)،و أبو الحسن علي ابن موسى بن السمسار، و علي بن محمّد الحنّائي، و بغيرها: أبا سعد الماليني، و أبا الحسين ابن بشران، و أبا علي الحسن بن علي بن الفضل الكفرطابي.

و سكن بيت المقدس، فروى عنه من أهلها: الفقيه أبو الفتح الزاهد، و يحيى بن تمام الخطيب، و أبو الخير سلامة بن محمّد بن سلامة القطّان، و أبو الحسن علي بن حمزة الجعفري، و مكي بن عبد السّلام بن الحسن بن الرّميلي (3)،و أبو إسحاق إبراهيم بن يونس.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، حدّثنا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنبأنا أبو عثمان محمّد بن ورقاء الأصبهاني - قراءة - أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر - قراءة عليه في منزله بدمشق - حدّثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب - إملاء - حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا هوذة بن خليفة، حدّثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«قمت على باب الجنّة فإذا عامّة من دخلها المساكين، و إذا أصحاب الجدّ محبوسون، إلاّ أصحاب النار، فقد أمر بهم إلى النار، و اطّلعت في النار فإذا عامّة من يدخلها النساء»[10817].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، أنبأنا أبو بكر الشافعي، حدّثني إسحاق بن الحسن الحربي، حدّثنا هوذة فذكر بإسناده معناه.

أنبأنا أبو الحسين يحيى بن تمام بن علي الرملي، أنبأنا أبو عثمان محمّد بن أحمد بن ورقاء الأصبهاني - شيخ الصوفية ببيت المقدس سنة خمس و ستين - قال: قرأت على القاضي أبي عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد بن عبّاس الهاشمي (4) في داره بالمربد فقلت له:

حدثكم أبو العباس محمّد بن أحمد بن الأثرم، حدّثنا يحيى بن مالك السّوسي، حدّثنا عبد

ص: 145


1- الأصل: الحسين، و المثبت عن م، و ت، و د.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 415/17.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 178/19 و سمّى جده: الحسين، بدل «الحسن» و في م، و ت، و د:«الحسن» كالأصل.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 225/17.

الوهّاب بن عطاء، حدّثنا أبو أمية بن يعلى الثقفي، عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«و الذي نفسي بيده إنّ في الجنّة لبابا (1) يسمّى باب الريّان لينادى عليه يوم القيامة: أين الصّائم (2)؟هلمّوا إلى باب الريّان، لا يدخل معهم أحد غيرهم»[10818].

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس المقدسي، أنبأنا أبو عثمان بن ورقاء الأصبهاني، أنشدنا القاضي أبو الحسن سوار بن أحمد - إملاء - أنشدنا أبو طاهر بن أبي عبيدة، أنشدنا أبي لنفسه:

إذا نحن فضّلنا عليّا فإنّنا *** روافض بالتفضيل عند ذوي الجهل

و فضل أبي بكر إذا ما ذكرته *** رميت بنصب عند ذكري ذا الفضل

فلا زلت ذا رفض و نصب كلاهما *** بحبّهما حتى أغيّب في الرّمل

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي قال: ذكر لي الفقيه نصر أن أبا عثمان بن ورقاء ذكر أنّ مولده بأصبهان سنة ثمان و سبعين و ثلاثمائة.

قرأت بخط أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يونس المقدسي: دخل الشيخ أبو عثمان القدس المحروس سنة إحدى عشرة و أربع مائة و بقي في الشام يتردد، توفي مستهل صفر من سنة خمس و ستين و أربع مائة.

و هكذا ذكر ابن الأكفاني، و أظنه نقله من خط ابن يونس.

5983 - محمّد بن أحمد بن محمّد أبو البركات بن قفرجل البغدادي البزار

قدم دمشق و حدّث بها بجزء واحد عن أبي الحسين بن بشران.

سمع منه أبو محمّد بن الأكفاني، و طاهر الخشوعي.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا الشيخ أبو البركات محمّد بن أحمد بن محمّد بن قفرجل البغدادي البزّار - قراءة عليه - في شهر ربيع الأوّل من سنة ستين و أربع مائة، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران في ربيع الأول سنة إحدى و أربعمائة ببغداد قراءة

ص: 146


1- بالأصل و م و ت و د: لباب.
2- كذا بالأصل، و م، و د، و ت، و فوقها فيها: ضبة، و في المختصر: أين الصائمون ؟ و هو الوجه.

عليه و أنا أسمع، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد المصري (1) في شهر ربيع الأول سنة سبع و ثلاثين و ثلاثمائة، حدّثنا سليمان بن شعيب الكسائي، حدّثنا بشر بن بكر، حدّثنا الأوزاعي، حدّثنا ابن شهاب عن سعيد بن المسيّب أنه سمع أبا هريرة يقول:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«قاتل اللّه اليهود اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد»[10819].

ذكر أبو محمّد بن السّمرقندي: أنه سأله عن مولده ؟ فقال: ولدت في سنة خمس و تسعين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني قال: سنة خمس و ستين و أربعمائة توفي أبو البركات محمّد بن أحمد بن قفرجل البغدادي البزّار ببغداد في شهور هذه السنة، و كان قدم دمشق و أقام بها و حدّث عن أبي الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران البغدادي عن أبي الحسن علي بن محمّد المصري بجزء واحد، و كان يذكر أنه سمع من أبي الحسن بن رزقويه و غيره.

قرأت بخط أبي الفضل بن خيرون سنة خمس و ستين و أربعمائة: أبو البركات محمّد بن أحمد بن قفرجل في جمادى الأولى - يعني - مات، حدّث بشيء يسير، ثقة.

5984 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد

أبو طاهر بن أبي الصّقر اللّخمي الأنباري الخطيب (2)

سمع بدمشق أبا محمّد بن أبي نصر، و أبا الحسن مبارك بن سعيد بن إبراهيم الخطيب، و أبا علي الحسن بن علي بن شواش، و أبا القاسم عبد العزيز بن أحمد بن علي بن حمدان اللّخمي، و أبا القاسم بن الطّبيز، و أبا نصر بن الجبّان، و أبوي الحسن: ابن (3) عوف المزني، و رشأ بن نظيف (4)،و ظفر بن مظفّر الناصري، و الحسين بن محمّد بن عامر، و بمصر:

القاضي أبا القاسم الحسن بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم الأنباري، و أبا القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر بن الحسن، و أبا محمّد إسماعيل بن عمرو بن إسماعيل بن راشد

ص: 147


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 381/15.
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 86/2 و البداية و النهاية 125/12 و العبر 285/3 و المنتظم لابن الجوزي 232/16 و فيه:«ابن أبي السقر» و سير أعلام النبلاء 578/18 و النجوم الزاهرة 118/5.
3- هو محمّد بن عوف بن أحمد، أبو الحسن الدمشقي ترجمته في سير أعلام النبلاء 550/17.
4- ترجمته في معرفة القراء الكبار 1/رقم 342 و جاء في أسماء الرواة عنه في سير الأعلام: و أبا عبد اللّه بن نظيف، و لعله يريد محمّد بن الفضل المصري الفراء.

المقرئ (1)،و أبا القاسم عبد الواحد بن محمّد بن عيسى بن موسى الشطوي.

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و أبو الحسن علي بن الخضر السّلمي، و أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن المبارك الفراء، و أبو أحمد حامد بن يوسف بن الحسين، و سمع منه بدمشق بعد عوده من مصر أبو بكر عبد الرزّاق بن الفضيل (2)،و ابنه أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرزّاق، و حدّث عنه.

حدّثنا عنه أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفضل بن ناصر، و أبو الفتح محمّد بن أحمد بن عمر بن أحمد بن الخلاّل الخطيب الأنباري.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الفضل محمّد بن ناصر، قالا: أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصّقر، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين بن يوسف الأصبهاني الصّنعاني - في المسجد الحرام - سنة إحدى و عشرين و أربعمائة أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن عبد اللّه النّقوي (3)،حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد الدّبري، أنبأنا عبد الرزّاق بن همّام، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كان يشير في الصّلاة[10820].

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن عمر بن أحمد بن الخلاّل - خطيب الأنبار، بها - أنبأنا الشيخ الخطيب العدل أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد الأنباري - بها - أنبأنا أبو الحسن محمّد بن المغلّس، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن رشيق، حدّثنا أحمد بن جعفر، أخبرني أحمد بن العبّاس الفارسي قال: أنشدني أبو حمزة الأنصاري:

العلم يجلو العمى عن قلب صاحبه *** كما يجلي سواد الظّلمة القمر

و ليس ذو العلم بالتّقوى كجاهله *** و لا البصير كأعمى ما له بصر

[قال ابن عساكر:] (4) سألت أبا القاسم بن السّمرقندي عن مولد أبي طاهر بن أبي الصّقر؟ فقال: في سنة ست و تسعين (5) و ثلاثمائة.

ص: 148


1- ترجمته في معرفة القراء الكبار 1/رقم 321.
2- كذا بالأصل و م و ت و د، و جاء في سير أعلام النبلاء 579/18 «الفضل».
3- بدون إعجام بالأصل و م و ت و د، و الصواب ما أثبت و ضبط و النقوي بفتح النون و القاف نسبة إلى نقو، قال: و ظني أنها من قرى صنعاء اليمن (راجع الأنساب و اللباب).
4- زيادة منا للإيضاح.
5- في المنتظم 232/16 ولد منتصف ذي الحجة سنة ست و تسعين و ثلاثمائة.

كتب إليّ أبو الفضل محمّد بن ناصر بن علي و حدّثنا أبو الحسين أحمد بن حمزة عنه، أنشدنا أبو طاهر محمّد بن أحمد لنفسه:

حبيب خصّ بالكرم *** إمام الحسن في الأمم

بوجه نور جوهره *** يريك البدر في الظّلم

مهذبة خلائقه *** سما بالأصل و الشيم

حلفت على الوداد له *** بربّ البيت و الحرم

لأنت أعزّ من بصري *** عليّ و كلّ ذي رحم

فقال: لك الوفا أبدا *** و لو لم تأت بالقسم

قال: و أنشدني لنفسه:

فؤادي كاد يحترق *** و دمعي ظلّ يستبق

و بان الصّبر يا أنسي *** و حالف مقلتي الأرق

لفقد أخ رزئت به *** فقلبي هائم قلق

تكاملت الخصال له *** فتمّ الخلق و الخلق

و كلّ مصاحب لأخ *** سيسلاه إذا افترقوا

سألت أبا الفتح محمّد بن أحمد بن عمر بن الخلاّل خطيب الأنبار، و أبا الفوارس خليفة ابن محفوظ بن محمّد بن علي المؤدب عن وفاة أبي طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصّقر؟ فقالا: في سنة ست و ستين (1)-زاد أبو الفتح: في جمادى الآخرة (2)-.

5985 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن منصور

أبو غالب بن أبي الحسن العتيقي البغدادي

حدّث بدمشق، و بصور عن أبيه، و أبي علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، و أبي عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن مهدي (3)،حدّثنا عنه أبو محمّد بن الأكفاني.

ص: 149


1- كذا بالأصل، و م، و د، و ت. و جاء في سير أعلام النبلاء 579/18 و الوافي بالوفيات 86/2 سنة ست و سبعين و ذكره ابن الجوزي في المنتظم 232/16 في وفيات سنة 476 و زاد الذهبي في سير الأعلام: و كان من أبناء الثمانين. و على ما جاء في المنتظم يكون عمره مائة سنة.
2- في المنتظم: توفي في شعبان، و قيل في جمادى الآخرة.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 221/17.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن منصور العتيقي سنة ثمان و خمسين و أربع مائة، أنبأنا أبي، حدّثنا الحسين بن محمّد ابن سليمان الكاتب، حدّثنا محمّد بن أبي الأزهر الأنصاري أبو عبد اللّه - إملاء من لفظه - قال: سمعت أبا هشام الرفاعي يقول: قام وكيع لسفيان فأنكر عليه قيامه إليه، فقال: أ تنكر عليّ قيامي إليك ؟ و أنت حدثتني عن عمرو بن دينار عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«إنّ من إجلال اللّه إجلال ذي الشّيبة المسلّم»، قال: فأخذ سفيان بيده فأقعده إلى جانبه[10821].

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي: ورد - يعني: أبا غالب العتيقي - إلى صور و حدّث بها عن أبي علي بن شاذان بجزء سمعناه منه و جماعة بإفادة أبي بكر الحافظ إيانا له، و حدّثنا أبو بكر الحافظ أنّ أبا غالب توفي في شهور سنة ستين و أربع مائة بصور، و في هذه السنة كان سماعنا منه - رحمه اللّه - و كان قد نيّف على الستين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا غيث بن علي - رحمه اللّه - قال: توفي أبو غالب محمّد بن أحمد بن منصور العتيقي البغدادي بصور في شهور سنة ستين و أربعمائة. قال ابن الأكفاني: و كان قد حدّث بدمشق عن أبي عمر بن مهدي عن المحاملي بجزء، و عن أبيه بجزء سمعتهما منه.

5986 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن يونس بن حبيب بن إسماعيل

أبو عبد اللّه الأنصاري الأندلسي السّرقسطي المقرئ

قدم دمشق و حدّث بها عن أبي حفص عمر بن أبي القاسم بن أبي زيد القفصي (1)،و أبي عمر يوسف بن عبد البرّ، و أبي عمرو عثمان بن سعيد الأموي، و أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي، و القاضي أبي عبد اللّه محمّد بن يحيى بن مورس (2)،و أبي عبد اللّه محمّد بن سماعة السرقسطيين، و أبي الوليد هشام بن الوقّشي (3).

سمع منه الأكفاني.

ص: 150


1- هذه النسبة بفتح القاف و سكون الفاء إلى قفصة، بلدة بالمغرب تقارب قسطيلية (الأنساب).
2- كذا رسمها بالأصل، و م، و ت، و د.
3- هو هشام بن أحمد بن خالد بن سعيد، أبو الوليد الكناني الأندلسي الطليطلي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 19/ 134.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي - أراني الأمين إجازة قد كتبها محسن بن طاهر بن الحسن المالكي لأبي محمّد أحمد بن محمّد الأنصاري الأندلسي في شهر ربيع الآخر سنة سبع و خمسين و أربع مائة، و قد عمد أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد الأنصاري الأندلسي إلى محمّد أصلحه عبد و الحق فوقه اسم اللّه تعالى حتى صار أبا عبد اللّه، و كشط الخاء من خمسين في التاريخ و جعلها سبعين، و قال الأمين: توفي المحسن سنة ستين و أربعمائة، و عجبنا جميعا من فعل أبي عبد اللّه، و أثنى عليه الأمين خيرا في دينه و طريقته، و كيف استجاز ما فعله، نسأل اللّه السلامة.

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني:

سنة تسع و سبعين و أربعمائة فيها توفي أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الأنصاري الأندلسي المالكي في يوم الخميس السابع عشر من جمادى الآخرة - بدمشق - و قال في موضع آخر:

التاسع عشر، و كذلك قال أبو محمّد بن صابر، و قال غيرهما: في رجب.

5987 - محمّد بن أحمد بن محمّد أبو عبد اللّه الطوسي الشّلانجردي المقرئ

5987 - محمّد بن أحمد بن محمّد أبو عبد اللّه الطوسي الشّلانجردي (1) المقرئ (2)

استجاز منه أبو محمّد بن صابر.

و ذكر أنه سأل غيث بن علي عنه فقال: ما علمت من أمره إلاّ خيرا.

5988 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي بن الحسن أبو المكارم الهروي

حدّث عن أبي الحسين بن مكي.

سمع منه أبو محمّد بن صابر.

قرأت بخط أبي محمّد بن صابر: توفي شيخنا أبو المكارم محمّد بن أحمد بن محمّد الهروي ليلة الاثنين، و دفن يوم الثلاثاء الخامس و العشرين من صفر سنة إحدى و خمسمائة، و دفن في مقابر باب الصغير، و سألته عن مولده فقال: في سنة إحدى و خمسين [و أربع مائة] (3) بدمشق، صادق في روايته.

ص: 151


1- إعجامها مضطرب بالأصل و م و ت و د، و المثبت عن الأنساب و ضبطت فيها بضم الشين المعجمة و لام ألف و سكون النون و كسر الجيم و سكون الراء و كسر الدال المهملة. هذه النسبة إلى شلانجرد، من قرى طوس.
2- إن يكن المترجم في الأنساب (الشلانجردي)، و معجم البلدان (شلانجرد) كانت وفاته بديار مصر بعد سنة ستين و أربعمائة. و إلاّ فهو شخص آخر.
3- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.
5989 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن يحيى

أبو عبد اللّه المخزومي القصّاع المعروف: بابن اللّبّاد، و يعرف بابن عروس أيضا (1)

سمع جده (2) أبا محمّد الحسن بن علي بن عبد الصّمد اللّبّاد، و أبا العباس بن قبيس.

كتبت عنه، و كان شيخا مستورا ملازما للجامع.

أخبرنا أبو عبد اللّه المخزومي - بقراءتي عليه - أنبأنا جدي أبو محمّد الحسن بن علي ابن عبد الصّمد اللّبّاد المقرئ، حدّثنا أبو الحسين عبد اللّه بن أحمد بن معاذ العنسي الإمام - إملاء بداريا في جمادى الأولى سنة تسع و أربعمائة - حدّثنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم القاضي، حدّثنا أبو بكرة بكّار بن قتيبة البكراوي (3)،حدّثنا أبو داود الطيالسي، حدّثنا هشام بن أبي عبد اللّه، عن يحيى بن أبي كثير، عن عامر العقيلي، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«عرض عليّ أول ثلاثة يدخلون الجنّة، و أوّل ثلاثة يدخلون النار، فأمّا أول ثلاثة يدخلون الجنّة: فالشهيد، و عبد مملوك أحسن عبادة ربّه و نصح لسيّده، و عفيف متعفّف ذو عيال، و أمّا أوّل ثلاثة يدخلون النار: فأمير مسلّط ، و ذو ثروة من مال لا يعطي حق ماله، و فقير فجور»[10822].

ذكر أبو عبد اللّه أن مولده في سنة اثنتين و خمسين و أربع مائة، و توفي يوم الاثنين الرابع من شعبان سنة ست و عشرين و خمسمائة، و دفن بباب الصغير بعد صلاة العصر، حضرت دفنه و الصلاة عليه.

5990 - محمّد بن أحمد بن المثنّى - و هو ابن أحمد بن إبراهيم - أبو بكر

حدّث عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، و العباس بن الوليد بن مزيد.

روى عنه أبو القاسم الحسن بن سعيد بن الحسن بن الحارث بن حكيم القرشي، و أبو سليمان بن زبر، و أبو هاشم المؤدّب.

قرأت بخط علي بن محمّد الحنّائي، أنبأنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن جعفر الميداني،

ص: 152


1- مشيخة ابن عساكر 172/ب.
2- هو جده لأمه، كما يفهم من العبارة في مشيخة ابن عساكر 172/ب.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 599/12.

حدّثنا أبو القاسم الحسن بن سعيد بن حكيم القرشي الحافظ ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد ابن المثنّى، و أبو العبّاس محمّد بن جعفر بن ملاّس، قالا: حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، حدّثنا عبد اللّه بن عثمان بن جبلة (1)،حدّثنا أبو حمزة (2) قال: سمعت الأعمش يحدّث عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«الإمام ضامن، و المؤذن مؤتمن، اللّهمّ أرشد الأئمة، و اغفر للمؤذنين» فقال رجل: تركتنا نتنافس في الأذان، فقال:«إنّ من بعدكم زمانا سفلتهم مؤذنوهم»[10823].

5991 - محمّد بن أحمد بن محمويه أبو بكر العسكري

سمع بدمشق أبا زرعة، و وريزة (3) بن محمّد الغسّاني بأطرابلس، و أبا بكر أحمد بن علي بن سعيد قاضي حمص، و جعفر بن محمّد القلانسي، و عمران بن موسى بن أيوب النّصيبي، و أبا الحسين محمّد بن خالد بن خليّ (4)،و عيسى بن غيلان الحمصيين، و عيسى بن إبراهيم بن كثير، و أبا عبد اللّه أحمد بن بشر بن حبيب الصوريين، و أبا عمرو محمّد بن عبد اللّه السّوسي، و عبيد اللّه بن رماحس الكلبي الرملي، و هارون بن أبي الهيذام العسقلاني.

روى عنه: أحمد بن عبد العزيز الجوهري البصري (5)،و هو أكبر منه، و أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، و أبو محمّد الحسن بن علي بن أحمد بن بشّار السّابوري (6)البصري، و أبو العلاء علي بن أحمد بن موسى الأهوازي، و الحسين بن محمّد بن عمرو، و أبو الحسين بن جميع الصيداوي، و عبد الواحد بن محمّد بن شاه الشيرازي، و القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن أبي زرعة الرازي الفقيه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الجنيد - بميهنة - حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد ابن إسماعيل الشّجاعي - إملاء - أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان الأهوازي، أنبأنا أبو

ص: 153


1- بالأصل و م و ت و د: حبله، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 270/10 و تهذيب الكمال 322/10.
2- هو محمّد بن ميمون السكري، أبو حمزة السكري المروزي، ترجمته في تهذيب الكمال 284/17.
3- بدون إعجام بالأصل، و ت، أعجمت عن د، و في م: وزيره و ضبطت عن تبصير المنتبه.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 641/10.
5- بالأصل: المصري، و المثبت عن م، و د، و ت.
6- هذه النسبة إلى سابور بلدة من بلاد فارس قريبة من كازرون.

بكر محمّد بن أحمد بن محمويه العسكري، أنبأنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو الدمشقي، حدّثنا محمّد بن عثمان التّنوخي، حدّثنا الهيثم بن حميد، عن محمّد بن يزيد الرّحبي، عن أبي الأشعث الصّنعاني، عن أبي عثمان الصّنعاني قال: كنا مع أبي الدّرداء بمسلحة ببرزة ثم تقدّمنا مع أبي عبيدة، ففتح اللّه لنا ما دون النهر، و حاصرنا عانات (1)،و قدم علينا سلمان الخير في مدد لنا فقال: أ لا أعينكم على رباطكم ؟ سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«رباط يوم و ليلة خير من صيام شهر و قيامه، صائم لا يفطر، و قائم لا يفطر» (2)[10824].

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين، و أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، و أخوه أبو الفضل محمّد بن الحسن، قالوا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي، أنبأنا السابوري، حدّثنا محمّد بن أحمد بن محمويه العسكري قال: سمعت وريزة (3) بن محمّد الغسّاني بأطرابلس فذكر حديثا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو علي الرّوذباري، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمويه العسكري بالبصرة سنة إحدى و أربعين و ثلاثمائة، حدّثنا جعفر بن محمّد القلانسي بحديث ذكره.

5992 - محمّد بن أحمد بن المرزبان المرزباني

قاضي دمشق.

ولي القضاء بها بعد أبي زرعة محمّد بن عثمان بن زرعة (4) من قبل جعفر المقتدر.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا تمام بن محمّد - إجازة - أنبأنا أبو عبد اللّه بن مروان قال: ثم تقلّد القضاء بعد - يعني: أبا زرعة - محمّد بن أحمد بن المرزبان فاستخلف على القضاء بدمشق عبد الصّمد بن عبد اللّه بن أبي يزيد، و إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن أبي ثابت (5)،فأقاما على خلافته إلى أن قدم هو البلد ستة أشهر، ثم توفي

ص: 154


1- معجم البلدان 71/4-72.
2- أخرجه مسلّم في صحيحه(33) كتاب الإمارة،(50) باب رقم 1913 (1520/3). و قوله:«صائم لا يفطر، و قائم لا يفطر» ليس في صحيح مسلّم و كذا بالأصل و م و ت و د:«و قائم لا يفطر» و بهامش المختصر كتب محققه:«و لعل الصواب: و قائم لا يفتر».
3- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن م و ت و د.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 231/14.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 460/15.

في جمادى الأولى من سنة أربع و ثلاثمائة، ثم ولي بعده عمر بن الجنيد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر فقال:

و فيها - يعني - سنة أربع و ثلاثمائة توفي المرزبان القاضي بدمشق في جمادى الآخرة.

5993 - محمّد بن أحمد بن مرشد أبو بكر المعروف بابن الزّرز المقرئ

5993 - محمّد بن أحمد بن مرشد أبو بكر المعروف بابن الزّرز (1) المقرئ (2)

قرأ على هارون بن موسى الأخفش.

قرأ عليه عبد الباقي بن الحسن بن السقّا الخراساني.

حكى أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان فيما قرأته في كتابه في طبقات القرّاء قال:

حدّثنا فارس بن أحمد، أنبأنا عبد الباقي بن الحسن قال:

قرأت على أبي بكر محمّد بن أحمد بن مرشد المقرئ الدمشقي و يعرف بالزّرز ثلاث ختمات متواليات، و كان من خيار المسلمين، صابرا على صيام الدهر و لزوم الجماعة (3)، و أخبرني أنه قرأ على الأخفش بدمشق قبل سنة تسعين و مائتين (4) و كان يقول لنا هذه القراءة لا تجوز الراهب - و هو ربض من أرباض دمشق - قال أبو بكر: و كان ينقلنا إلى غير قراءة ابن عامر، فقرأت عليه ختمات كثيرة بعد قراءتي لابن عامر بقراءة أبي عمرو بن العلاء.

5994 - محمّد بن أحمد بن المعلّى بن زيد أبو شبيب الأسدي

حدّث عن أبيه.

روى عنه: أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن الفرج بن البرامي.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن الفرج بن البرامي، حدّثنا أبو شبيب محمّد بن أحمد بن المعلّى، أنبأنا أبي، حدّثني أحمد بن أبي العبّاس، حدّثنا ضمرة، عن علي بن أبي حملة.

ص: 155


1- بالأصل و م:«الررز» و المثبت عن د، و ت.
2- ترجمته في غاية النهاية 88/2 و معرفة القراء الكبار 304/1 رقم 221.
3- إلى هنا الخبر في معرفة القراء الكبار 305/1.
4- و إلى هنا الخبر في غاية النهاية 88/2.

أنه لما ولي عمر بن عبد العزيز قال نصارى دمشق: يا أمير المؤمنين، قد علمت حال كنيستنا أنها قد صارت إلى ما ترى، فعوضهم كنيسة من كنائس دمشق لم تكن في صلحهم، يقال لها كنيسة توما.

5995 - محمّد بن أحمد بن المنيب

من أهل ساحل دمشق.

حدّث عن العبّاس بن الوليد بن مزيد البيروتي.

روى عنه: أبو يعلى عبد اللّه بن محمّد بن حمزة بن أبي كريمة الصّيداوي.

قرأت على أبي القاسم بن السّمرقندي، عن محمّد بن أحمد بن محمّد الأنباري، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن جميع، أنبأنا أبو يعلى عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا محمّد بن أحمد بن المنيب، حدّثنا العبّاس بن الوليد بن مزيد البيروتي، أخبرني أبي قال: سمعت الأوزاعي يقول: لين المتكأ يجلب النوم.

5996 - محمّد بن أحمد بن [أبي] ميمون

5996 - محمّد بن أحمد بن [أبي] (1) ميمون

من أهل قينية (2).

حكى عنه تمام بن محمّد الرازي.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا محمّد بن أحمد بن أبي الميمون بعض شيوخ أهل دمشق أنه حضر بعض القضاة بدمشق، طلع المئذنة الغربية فرأى حجارة مكتوبة، فطلب من يقرأها حتى دلّ على رجل فقرأ واحدا منها، فإذا عليه مكتوب فيما زعم: هذا الحجر قسيم الحجر الذي انفلق لموسى بن عمران عليه السلام، و قرأ حجرا آخر، فإذا عليه مكتوب: بني هذا الهيكل لعبادة إله الآلهة على جزاز (3) الصوف و جراز الكرم.

5997 - محمّد بن أحمد بن نصر البغدادي

قدم دمشق، و حدّث بها عن أبي بكر المروزي.

روى عنه: أبو هاشم المؤدب.

قرأت بخط أبي علي الأهوازي، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب عن الأهوازي، أنبأنا عبد

ص: 156


1- زيادة عن م، و ت، و د.
2- تقدم التعريف بها قريبا.
3- جزاز الصوف: ما جزّ منه، أو الجزة من صوف نعجة أو كبش إذا جز فلم يخالطه غيره.(تاج العروس بتحقيقنا: جزز).

الوهّاب الميداني، حدّثنا أبو هاشم (1) عبد الجبّار بن عبد الصّمد، أنبأنا محمّد بن أحمد بن نصر البغدادي قدم علينا، حدّثنا أبو بكر المروزي، حدّثنا أبو بلال الأشعري، حدّثنا إسماعيل ابن عيّاش، عن جبرة (2) بنت محمّد بن عبد الرّحمن عن أبيها عن عائشة عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:

«اطلبوا الخير عند حسان الوجوه»[10825].

5998 - محمّد بن أحمد بن نوح أبو الفرج المصيصي

حدّث بدمشق عن: أبي عبد اللّه عبيد اللّه بن محمّد بن حمدان بن بطّة العكبري.

روى عنه: أبو الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم بن الحنّائي.

5999 - محمّد بن أحمد بن الوليد أبو بكر البغدادي الكرابيسي

5999 - محمّد بن أحمد بن الوليد أبو بكر البغدادي الكرابيسي (3)

سمع بدمشق هشام بن خالد الأزرق، و إسحاق بن سعيد بن الأركون الدمشقيين، و أباه أحمد بن الوليد.

روى عنه: أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي، و أبو الحسين أحمد بن عبد الباقي بن قانع الحافظ ، و أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاّد النّصيبي العطّار، و أظنه الذي روى عن محمّد بن أبي السّري، و روى عنه الطّبراني.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (4) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنبأنا أبو بكر محمّد بن عمر بن بكير المقرئ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاّد، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الوليد الكرابيسي البزاز - قراءة عليه - حدّثنا إسحاق بن سعيد بن أركون الدمشقي، حدّثنا سهل بن هاشم، عن إبراهيم بن أدهم، عن شعبة بن الحجّاج قال: أنبأنا أبو إسحاق الهمداني، عن سعيد بن وهب قال: قال عبد اللّه:

لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم عن علمائهم، و كبرائهم، و ذوي أسنانهم، فإذا أتاهم العلم عن صغارهم و سفلتهم فقد هلكوا.

ص: 157


1- رسمها مضطرب بالأصل، و المثبت عن م، و ت، و د.
2- في تبصير المنتبه 236/1 أن محمّد بن عبد الرحمن زوج جبرة، و هي كما يفهم منه: جبرة بنت محمّد بن ثابت بن سباع، و راجع الاكمال لابن ماكولا 29/2.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 368/1.
4- زيادة لتقويم السند عن م و ت و د.
5- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 368/1.

قال الخطيب: هذا حديث غريب عجيب من رواية إبراهيم بن أدهم الزاهد عن شعبة لا أعلم حدّث به غير سهل بن هاشم، و لا عن سهل سوى ابن الأركون و اللّه أعلم.

قالوا: و قال لنا الخطيب (1):

محمّد بن أحمد بن الوليد أبو بكر الكرابيسي، حدّث عن أبيه، و عن إسحاق بن الأركون الدمشقي، روى عنه عبد الباقي بن قانع، و أحمد بن يوسف بن خلاد العطّار.

6000 - محمّد بن أحمد بن الوليد بن هشام

أبو بكر القرشي مولاهم (2) يعرف بابن أبي هشام القنبيطي

روى عن أبيه أحمد، و أحمد بن إبراهيم بن هشام بن ملاّس، و أحمد بن نصر بن شاكر، و محمّد بن سعيد بن راشد، و يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و أبي مسعود هاشم بن خالد، و إبراهيم بن يعقوب، و محمّد بن عتبة بن حمّاد، و الحسن بن عبد اللّه بن منصور، و محمّد بن عبد الرّحمن الجعفي، و جرير بن غطفان بن جرير، و أبي علي أحمد بن محمّد بن موسى النوفلي المكي (3)،و محمّد بن عمرو بن يونس السوسي، و شعيب بن شعيب بن إسحاق، و العبّاس بن الوليد بن مزيد (4)،و أبي حامد أحمد بن محمّد بن مخلد الهروي، و محمّد بن إسماعيل بن عليّة، و أبي الوليد هشام بن عبيد اللّه الكلبي، و شعيب بن عمرو الضّبعي، و أبي عبد الغني الحسن بن علي المعاني، و نصر بن منصور الطّرسوسي و غيرهم.

روى عنه: أبو علي بن مهنا، و أبو الحسين الرازي، و أبو محمّد عبد اللّه بن عمر بن أيوب بن الحبان، و أبو هاشم المؤدب، و عبد الوهّاب الكلابي، و محمّد بن موسى بن السمسار، و أبو بكر محمّد بن مسلّم بن السمط ، و أبو سليمان بن زبر، و سليمان الطّبراني.

و إنّما سمي القنّبيطي لأن جدّه الوليد بن هشام لما خرج مع أبي العميطر استكتبه فلما قتل الوليد جعل رأسه على أصل قنّبيطة.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد و غيره، قالوا: أنبأنا أبو بكر بن ريذة (5)،أنبأنا سليمان ابن أحمد، حدّثنا محمّد بن أحمد بن الوليد بن أبي (6) هاشم، أنبأنا العباس بن الوليد بن

ص: 158


1- المصدر السابق.
2- تاريخ داريا ص 110،109،81،79.
3- من قوله: و جرير.. إلى هنا سقط من م.
4- في م: يزيد، تصحيف.
5- إعجامها مضطرب بالأصل، و د، و المثبت عن م و ت.
6- كذا بالأصل و م و ت و د هنا: ابن أبي هاشم، و سينبه المصنف في آخر الحديث إلى الصواب.

مزيد، حدّثني أبي، حدّثنا الأوزاعي، عن عبد الواحد بن قيس، عن نافع، عن ابن عمر قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«كلّ مسكر خمر، و كل مسكر حرام».

و لم يروه عن الأوزاعي إلاّ الوليد، و الصواب ابن أبي هشام (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا علي بن محمّد، أنبأنا عبد الجبّار بن محمّد بن مهنى (2)،حدّثنا محمّد بن أحمد بن الوليد بن هشام، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن هشام، حدّثنا مروان بن محمّد، حدّثنا كلثوم بن زياد، حدّثني أبو كثير (3) قال:

سمعت أبا هريرة يقول: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«اخرج فناد في الناس أنه من شهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه وجبت له الجنّة» قال: فلقيني عمر بن الخطّاب فأخبرته بما أمرني به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فقال: ارجع فإني أخاف أن يتّكل الناس و لا يعملون، قال: فرجعت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فأخبرته بما قال لي عمر، فقال:«أحسن ابن الخطّاب، أحسن ابن الخطّاب»[10826].

و قال الكلابي: حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن أبي هشام القنّبيطي الشيخ الصالح بحديث ذكره.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد فيما نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من سمع منه بدمشق في الدفعة الثانية:

أبو بكر محمّد بن أحمد بن الوليد بن هشام القرشي مولاهم، و يعرف بابن أبي هشام القنّبيطي شيخ جليل، من أهل دمشق، مات سنة تسع عشرة و ثلاثمائة.

كذا قال، و قال ابن زبر فيما قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: و في هذه السنة - يعني - سنة إحدى و عشرين توفي أبو بكر محمّد بن أحمد بن الوليد بن هشام القنّبيطي.

ص: 159


1- كذا ورد بالأصول:«ابن أبي هشام» و قد مرّ في المتن: ابن أبي هاشم.
2- رواه عبد الجبار بن محمّد بن مهنى في تاريخ داريا ص 79.
3- كذا بالأصل، و م، و ت، و د، و كانت بأصل تاريخ داريا:«أبو كثير» فغيرها محققها إلى «أبو كبير» و كتب بالهامش:«كثير»، تصحيف، و قد وهم في ذلك. و هو أبو كثير السّحيمي الغبري راجع ترجمته في تهذيب الكمال 477/21 و فيها روى عن أبي هريرة... روى عنه:... و كلثوم بن زياد.
6001 - محمّد بن أحمد بن هارون بن موسى بن عبدان

أبو نصر بن الجندي الغسّاني (1)

إمام جامع دمشق، و خليفة القاضي بها.

روى عن خيثمة بن سليمان، و أبي عبد اللّه بن مروان (2)،و أبي القاسم بن أبي العقب، و أبي جعفر محمّد بن جعفر بن جبارة الجوهري، و أبي بكر محمّد بن حاتم بن زنجويه البخاري الفقيه، و أبي عمر بن فضالة، و المظفّر بن حاجب بن أركين، و أبي عمر محمّد بن العباس بن كودك، و أبي علي الحسين بن إبراهيم بن جابر، و عثمان بن الحسين بن نصر الخرقي، و أبي بكر أحمد بن عبد الوهّاب بن محمّد الصابوني، و جمح بن القاسم، و الفضل ابن جعفر، و يوسف الميانجي، و أبي الحسن الدارقطني، و أبي علي الحسن بن منير بن محمّد التنوخي، و أبي علي الحسن بن هارون بن عيسى.

روى عنه عبد العزيز بن أحمد، و أبو المكارم، و أبو الفتيان ابنا حيّوس (3)،و أبو نصر ابن طلاّب، و أبو القاسم بن أبي العلاء، و ابن بنته أبو الحسن بن أبي الحديد، و أبو الحسن علي بن محمّد الحنّائي، و أبو علي الأهوازي، و أبو الحسن علي بن محمّد بن صافي بن شجاع بن أبي الهول، و أبو نصر بن الجبّان، و أبو سعد السمّان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي القاضي أبو نصر محمّد بن أحمد بن هارون بن موسى بن عبدان الغسّاني إمام جامع دمشق و قاضيها، أنبأنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي الأطرابلسي، أنبأنا هاشم بن هشيم أبو العبّاس المعروف بابن القدوري، حدّثنا خالد بن عبد الرّحمن المروزي، حدّثنا شعبة، حدّثنا هشام بن عروة عن امرأته عن أسماء ابنة أبي بكر عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه نهى عن الواصلة (4) و المستوصلة[10827].

ص: 160


1- ترجمته في الأنساب (الجندي)، الوافي بالوفيات 61/2 العبر 126/3 و سير الأعلام 400/17 الاكمال لابن ماكولا 222/2، و شذرات الذهب 209/3.
2- هو محمّد بن إبراهيم بن مروان، أبو عبد اللّه.
3- أبو الفتيان اسمه محمّد بن سلطان بن محمّد الغنوي الدمشقي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 413/18.
4- في تاج العروس بتحقيقنا: وصل: في تفسيره للحديث: الواصلة المرأة تصل شعرها بشعر غيرها، و المستوصلة الطالبة لذلك، و هي التي يفعل بها ذلك. و نقل عن عائشة قولها: ليست بالواصلة بالتي تعنون.. إنما الواصلة التي تكون بغيّا في شبيبتها، فإذا أسنت وصلتها بالقيادة.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنبأنا أبو بكر الخطيب قال: و أبو نصر محمّد بن أحمد بن هارون الغسّاني قاضي دمشق، يعرف بابن الجندي، حدّث عن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، و محمّد بن جعفر بن جبارة الجوهري، حدّثنا عنه أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد و هو ابن بنته، و أبو الفتيان محمّد بن سلطان و غيرهما.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (1):و أما الجندي بضم الجيم و سكون النون، فهو أبو العباس أحمد بن هارون بن الجندي الغسّاني قاضي الغوطة، و ابنه أبو نصر محمّد بن أحمد بن هارون هو جدّ شيخنا أبي الحسن بن أبي الحديد لأمّه، حدّث عنه هو و غيره من الدمشقيين، روى عن خيثمة، و ابن جبارة (2)،روى عنه ابن ابنته أبو الحسن بن أبي الحديد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني، قال:

توفي شيخنا القاضي أبو نصر محمّد بن أحمد بن هارون بن موسى الغسّاني المعروف بابن الجندي إمام جامع دمشق و قاضيها يوم الثلاثاء الثامن و العشرين من صفر سنة سبع عشرة و أربع مائة، حدّث عن خيثمة بن سليمان، و علي بن يعقوب بن أبي العقب، و أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان (3) و غيرهم، و كان ثقة مأمونا، و ذكر أن مولده سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة (4).

6002 - محمّد بن أحمد بن هاشم أبو الحسن البيروتي

حكى عن أبي محمّد الجريري (5) الصوفي.

حكى عنه أبو الحسن بن جهضم.

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي، أنبأنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم بن الحكّاك، أنبأنا الحسين بن علي بن محمّد الشيرازي، أنبأنا علي بن عبد اللّه (6)

ص: 161


1- الاكمال لابن ماكولا 222/2-223.
2- بالأصل، و م، و د، و ت: ابن الجبان، تصحيف، و التصويب عن الاكمال المطبوع، و وقع في بعض نسخه: «حبان» و ابن جبارة هو أبو جعفر محمّد بن جعفر بن جبارة الجوهري.
3- تقرأ في م: ثروان، تصحيف.
4- سير أعلام النبلاء 401/17.
5- بالأصل و د «الحريري»، و المثبت: الجريري. عن م، و ت. راجع ترجمته في حلية الأولياء 347/10.
6- تقرأ في م: عبيد اللّه، تصحيف، و في د، و ت، كالأصل.

الهمذاني (1)،حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن هاشم البيروتي، حدّثنا الجريري أبو محمّد قال:

سمعت جنيدا يقول: كان أبو بكر بن مسلّم رجلا نبيلا يظن أنّ كل متكلم و بائع و مشتري (2) مشغولين بذكر اللّه عزّ و جلّ ، و كان قد تقدّم إلى أصحابه أن لا يأتوه بين الظهر و العصر، فجئته يوما في ذلك الوقت، و دققت عليه الباب، فقال: من هذا؟ قلت: جنيد، فقال لي: ما كان لك شغل يشغلك عنّي حتى جئتني ؟ فقلت له: فإذا كنت أنت شغلي باللّه فانزل، قال: لا، و أذن لي، فدخلت عليه، فلم أزل أذاكره حتى أخذ عليّ وعدا متى أرجع إليه، فخرجت من عنده، فوجدت على باب داره رجلا كان يصحبه من البزازين فسألني عن التوبة ؟ فقلت له: منذ كم تصحب هذا الشيخ ؟ فقال لي: منذ ثلاثين سنة، فقلت له: ما أعجب هذا الأمر، تصحب إمامنا و تسألني أنا عن التوبة ؟ فقال: دع عنك ذا، حكم المسلّم أن يعرف التوبة في كلّ وقت و أن يتوب، فعلمت أنه أفقه منّي.

6003 - محمّد بن أحمد بن الهيثم بن صالح بن عبد اللّه بن الحصين

6003 - محمّد بن أحمد بن الهيثم بن صالح بن عبد اللّه بن الحصين (3)

أبو الحسن التّميمي (4)

حدّث بدمشق عن محمّد بن سليمان بن هارون، و أبي الشريف إبراهيم بن سليمان المصري.

روى عنه: أبو (5) بكر المفيد، و جعفر بن أحمد بن سلّم، و محمّد بن عمر بن سلّم، و محمّد بن المظفر الحافظ .

و ذكره أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن بن أحمد الشّيرازي في كتاب الألقاب، فقال:

فروجة محمّد بن صالح الحافظ .

[قال ابن عساكر:] (6) كذا قال ابن صالح، نسبه إلى جدّ أبيه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (7) أبو

ص: 162


1- بالأصل: الهمداني، تصحيف، و التصويب عن م، و د، و ت. راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 275/17.
2- كذا بالأصل و م و ت و د: و مشتري، بإثبات الياء.
3- كذا رسمها بالأصل، و م، و د، و ت،«الحصير»، و المثبت عن المختصر و تاريخ بغداد.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 370/1.
5- بالأصل و د، و م، و ت:«أبا».
6- الزيادة منا للإيضاح.
7- الزيادة لتقويم السند عن م و ت و د.

منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنبأنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد اللّه ابن حسنويه الأصبهاني، حدّثنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن الهيثم التّميمي - قدم من مصر - من أصل كتابه، حدّثنا إبراهيم بن سليمان أبو الشريف، حدّثنا حبيب بن أبي حبيب، عن شبل بن عباد، عن عمرو بن دينار، عن جابر في قوله تعالى: وَ اذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ (2) قال: في أعين المشركين يوم بدر.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمّد ابن أحمد الماليني، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد، حدّثنا محمّد بن أحمد ابن الهيثم التّميمي بدمشق، حدّثني محمّد بن سليمان بن هارون، حدّثنا محمّد بن عبيد بن ميمون المدني، حدّثنا أبي عن محمّد بن جعفر بن أبي كثير، عن موسى بن عقبة، عن أبان بن تغلب، عن إبراهيم، عن علقمة، عن علي عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لا رضاع بعد فطام، و لا يتم بعد احتلام»[10828].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):

محمّد بن أحمد بن الهيثم بن صالح بن عبد اللّه بن الحصين (4) بن علقمة بن لبيد بن نعيم بن عطارد بن حاجب بن زرارة أبو الحسن التّميمي البصري، يلقب فروجة، قدم بغداد و حدّث بها عن جماعة من المصريين، روى عنه أحمد بن جعفر [بن سلّم] (5) و محمّد بن عمر الجعابي، و محمّد بن المظفّر و غيرهم، و كان ثقة حافظا.

6004 - محمّد بن أحمد بن الهيثم أبو بكر البلخي الرّوذباري المقرئ

6004 - محمّد بن أحمد بن الهيثم أبو بكر البلخي الرّوذباري المقرئ (6)

قرأ القرآن العظيم بدمشق على أبي علي الأهوازي، ثم سكن غزنة (7) من إقليم الهند و أقرأ بها القرآن، و حدّث بها.

ص: 163


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 370/1.
2- سورة الأعراف، الآية:85.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 370/1.
4- بالأصل و م و د، و ت: الحصير، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- الزيادة عن تاريخ بغداد.
6- ترجمته في غاية النهاية 90/2 و معرفة القراء الكبار 446/1 رقم 384.
7- في معرفة القراء الكبار: غزنة من أول حد الهند. و في معجم البلدان: مدينة عظيمة و ولاية واسعة في طرف خراسان و هي الحد بين خراسان و الهند.

حدّثني عنه أبو نصر عبد السّلام بن عبد الرحيم بن عبد الملك الهروي المقرئ، و ذكر لي عنه أنه كان عالما بالقراءات (1).

أخبرني أبو نصر المقرئ - بهراة - و كتبه لي بخطّه، أنبأنا الشيخ الإمام أبو بكر محمّد بن أحمد بن الهيثم الرّوذباري - روذبار بلخ - المقرئ بحضرة غزنة في سنة تسع و ثمانين و أربعمائة، أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد الأهوازي - بدمشق - في سنة خمس و أربعين و أربعمائة، حدّثنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن جهضم الهمذاني (2)،حدّثنا أبو عمران موسى بن عبد الرّحمن بن موسى المقرئ - ببيروت - حدّثنا أبو عامر محمّد بن إبراهيم بن عامر السلمي، حدّثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم التّرجماني، حدّثنا سعد بن سعيد، عن نهشل بن عبد اللّه القرشي، عن الضحّاك، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أشراف أمّتي حملة القرآن و قوّام الليل»[10829].

6005 - محمّد بن أحمد بن يحيى بن أحمد بن يزيد بن الحكم

أبو بكر الحجوري الدمشقي

حكى عن أبيه، و عن أبي بكر محمّد بن سعيد الرازي.

حكى عنه أبو الحسين الرازي، و أبو بكر بن أبي دجانة.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو عبد اللّه، أنبأنا أبو الحسن بن السمسار، حدّثنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة النّصري، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى، حدّثنا أبو بكر محمّد بن سعيد الرازي، حدّثني محمّد بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبيد اللّه بن العبّاس بن علي - في المسجد الحرام - حدّثنا الفضل (3) بن محمّد بن الفضل (4)ابن الحسن بن عبيد اللّه بن العبّاس بن علي، حدّثني أبي، حدّثني محمّد بن جعفر بن محمّد ابن علي عن أبيه، عن جده عن علي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ما شئت (5) أن أرى جبريل متعلقا بأستار الكعبة، و هو يقول: يا واحد، يا ماجد، لا تزل عنّي نعمة أنعمت بها عليّ ، إلاّ رأيته»[10830].

ص: 164


1- عن ابن عساكر في معرفة القراء الكبار 446/1.
2- بالأصل: الهمداني، و المثبت عن م، و ت و د.
3- بالأصل: المفضل، و المثبت عن م و ت و د.
4- بالأصل: المفضل، و المثبت عن م و ت و د.
5- رسمها بالأصل و م و د:«نسيت» و المثبت عن ت، و في المختصر أيضا: شئت.
6006 - محمّد بن أحمد بن يحيى أبو عبد اللّه البغدادي

حدّث بأطرابلس عن أبي الحسن علي بن إبراهيم.

روى عنه: أبو الحسن علي بن الحسن بن محمويه الصوفي النيسابوري.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني علي بن الحسين، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن يحيى البغدادي - بأطرابلس - حدّثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم، حدّثنا يعقوب بن محمّد الزهري، حدّثنا الحكم بن سعيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إذا قال العبد: يا ربّ ، يا ربّ ، قال اللّه: لبّيك عبدي، سل حاجتك»[10831].

6007 - محمّد بن أحمد بن يحيى بن حيي

أبو عبد اللّه العثماني الدّيباجي (1) المقدسي الواعظ الفقيه (2)

سمع أبا الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد، و الحسين بن علي الطبري - بمكة - و أبا الحسن ابن مرزوق الزّعفراني و غيره ببغداد.[و سكن بغداد إلى أن مات بها، و كان يعقد المجلس في جامع الخليفة ببغداد] (3) و بالمدرسة النّظّامية، و يناظر في مسائل الخلاف نظرا (4) حسنا، و يفتي على مذهب الشافعي، و له حرمة عند الخليفة و عند العامة، لتصوّفه و تعففه و لزومه مسجده، و حجّ دفعات، و جاور، و تولّى عمارة الحرم.

سمعت منه بمكة أحاديث يسيرة، و سمعت منه ببغداد و ذكر لي أن مولده ببيروت، و قدم دمشق مع جماعة من المقادسة متظلمين من قاضيهم أبي عبد اللّه التركي البلاساغوني (5).

ص: 165


1- الديباجي نسبة إلى الديباج، و هو محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفان، لقب بالديباج لحسن وجهه (الأنساب).
2- ترجمته في الأنساب (الديباجي)، و المنتظم 33/10 و الوافي بالوفيات 109/2 و طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 88/6 و سير أعلام النبلاء 44/20 و البداية و النهاية 205/12 و تبيين كذب المفتري ص 321.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن م، و د، و ت.
4- بالأصل: نظر، تصحيف، و المثبت عن م، و د، و ت.
5- هذه النسبة إلى بلاد ماغون بلدة من ثغور الترك وراء نهر سيحون قريبة من كاشغر. ذكره السمعاني و ترجمه (الأنساب: البلاساغوني).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد العثماني - بمكة - تجاه الكعبة زادها اللّه شرفا، أنبأنا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن محمّد الطبري - بمكة - أنبأنا أبو الحسين عبد الغافر ابن محمّد الفارسي، أنبأنا أبو أحمد محمّد بن عيسى، حدّثنا إبراهيم بن محمّد، حدّثنا مسلّم ابن الحجّاج، حدّثنا خلف بن هشام، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن ثابت، عن أنس قال:

إنّي لا ألو أن أصلي بكم كما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يصلّي بنا، فكان أنس يصنع شيئا لا أراكم تصنعونه، كان إذا رفع رأسه من الركوع انتصب قائما حتى يقول القائل: قد نسي، و إذا رفع رأسه من السجود مكث حتى يقول القائل: قد نسي.

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الفراوي، حدّثنا عبد الغافر، فذكره، ذكر العثماني أن مولده في غالب ظنّه سنة اثنتين و ستين (1) و أربعمائة ببيروت.

كتب إليّ الشريف أبو المعمر الأنصاري يذكر أنّ المقدسي توفي يوم الأحد السابع عشر من صفر سنة سبع (2) و عشرين و خمسمائة.

قرأت بخطه في موضع آخر أنه توفي في سلخ صفر.

قرأت بخط أبي بكر بن كامل: أنه صلّى عليه في جامع القصر و دفن بالوردية و كان الجمع عظيما، و كان يوما مشهودا، و لم أر في زماني مثله، جمع الزهد، و الورع، و العلم، و العمل بالعلم، و المروءة، و حسن الخلق (3)،و حدّثنا عن نصر المقدسي و غيره.

6008 - محمّد بن أحمد بن يزيد السّكسكي

حدّث عن أبي جعفر محمّد بن الوليد بن أبان القلانسي.

روى عنه: أبو محمّد بن الجبّان (4).

قرأت بخط أبي نصر بن الجبّان (5)،و أنبأنيه أبو محمّد بن الأكفاني، عن أبي علي الحسين بن أحمد بن أبي حريصة، أنبأنا أبو نصر بن الجبّان، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن

ص: 166


1- في الوافي بالوفيات: اثنتين و أربعين.
2- في الوافي بالوفيات: سنة ست و عشرين و خمسمائة و قيل تسع و عشرين.
3- سير أعلام النبلاء 45/20.
4- بدون إعجام بالأصل و م و د، و ت. راجع الحاشية التالية.
5- بدون إعجام بالأصل و م و ت، و المثبت عن د، و هو عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر، أبو نصر المري الدمشقي، ابن الجبّان.

أحمد بن يزيد السّكسكي، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن الوليد بن أبان القرشي، حدّثنا الحسين ابن قيس، حدّثنا عمر بن راشد قال: سمعت الحسن يقول:

حدّث القوم ما حدقوك بأبصارهم، و أصغوا إليك بأسماعهم، فإذا رأيتهم يلتفتون يمينا و شمالا فاعلم أن للقوم حوائج.

6009 - محمّد بن أحمد بن يزيد بن وركشين بن بركراز أبو عبد اللّه البلخي

6009 - محمّد بن أحمد بن يزيد بن وركشين بن بركراز أبو عبد اللّه البلخي (1)

يعرف بالزر (2) مولى بني هاشم، و يعرف بالأزر، و يقال: ابن وركشين بن وزجزا.

و كان يسكن دار الضيافة.

حدّث بدمشق عن علي بن المديني (3)،و عبد الأعلى بن حمّاد، و يحيى بن أكثم، و أبي مسلّم عبد الرّحمن بن واقد الواقدي، و هشام بن عمّار.

روى عنه أبو هاشم المؤدّب، و محمّد بن سليمان بن يوسف الرّبعي، و أبو (4) أحمد بن عدي.

أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه الخطيب، أنبأنا جدي الحسن بن أحمد، أنبأنا أبو المعمر المسدّد بن علي بن عبد اللّه الحمصي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن سليمان بن يوسف الرّبعي، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن يزيد بن وركشين البلخي، حدّثنا يحيى ابن أكثم، حدّثنا الفضل بن موسى السّيناني، حدّثنا محمّد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة ابن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة.

عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«أكثروا ذكر هادم (5) اللّذّات»[10832].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (6)،حدّثنا محمّد بن أحمد بن يزيد العسكري - بدمشق - حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا خالد بن يزيد، حدّثنا أبو روق الهمداني عن الضحّاك عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«للمرأة ستران: القبر و الزوج» قال: فأيهما أفضل ؟ قال:

«القبر»[10833].

ص: 167


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 455/3 و لسان الميزان 34/5 و الكامل في ضعفاء الرجال 295/6.
2- بالأصل و م و د: بالرز، و المثبت عن ت و المختصر، و في الكامل لابن عدي:«رزين».
3- في م: المدني.
4- في م:«و أحمد» تصحيف.
5- هادم، بالدال المهملة و هاذم بالذال المعجمة أي قاطعها.
6- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 15/3 في أخبار خالد بن يزيد بن أسد البجلي.

قال أبو أحمد (1).

محمّد بن أحمد بن يزيد البلخي: كتبت عنه بدمشق، يلقب زر (2)،و كان يقول انه من أهل سامرة، ضعيف، حدّثنا بأشياء منكرة، و سرق الحديث، و لم (3) يكن من أهل الحديث.

6010 - محمّد بن أحمد بن يعقوب بن أحمد بن محمّد بن عبد الملك بن صالح بن

علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب أبو الفضل الهاشمي (4)

من أهل المصّيصة.

سمع بدمشق: عامر بن خريم المرّي.

و حدّث عن علي بن عبد الحميد الغضائري، و محمّد بن سعيد التّرخّمي، و أبي عروبة الحرّاني، و سعيد بن عثمان الحلبي الورّاق، و أحمد بن الحسين بن طلاّب المشغرائي (5)، و أحمد بن عمير بن جوصا الدمشقي.

روى عنه أبو القاسم الأزهري، و عبيد اللّه بن عبد العزيز البردعي، و الحسن بن علي الجوهري، و أبو العبّاس أحمد بن بكرون بن عبد اللّه الدّسكري العطّار.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (6)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (7)،أخبرني عبيد اللّه بن عبد العزيز بن جعفر البردعي - من أصل كتابه - حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب الهاشمي المصّيصي،[حدّثنا] (8)أحمد بن عمير (9) بن يوسف بن جوصا الدمشقي، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا مالك بن أنس، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه عن عائشة: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أفرد الحج[10834].

ص: 168


1- الكامل في ضعفاء الرجال 295/6.
2- بالأصل و م و ت:«رز» و في الكامل لابن عدي:«رزين» و المثبت عن د.
3- بالأصل، و م، و ت، و د:«و من لم يكن» و المثبت عن الكامل لابن عدي.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 375/1.
5- بالأصل، و د، و ت: المشعراني، و في م: الشعراوي، تصحيف و الصواب ما أثبت و ضبط ، و هذه النسبة إلى مشغرى قرية من قرى دمشق (الأنساب)، و هي اليوم من قرى البقاع الغربي في لبنان.
6- زيادة عن م، و د، و ت لتقويم السند.
7- الخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد 375/1-376.
8- مطموسة بالأصل، و استدركت عن هامشه و بعدها صح.
9- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م، و ت، و د.

قال (1):و أخبرني عبيد اللّه، حدّثنا محمّد، حدّثنا أحمد بن عمير، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قطع في مجنّ (2) قيمته ثلاثة دراهم[10835].

قال الخطيب: هكذا روى هذين الحديثين عن ابن جوصا عن هشام، و لا نعلم أن ابن جوصا روى عن هشام شيئا، و لا سمع منه حرفا، فاللّه أعلم.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر أحمد بن علي، أخبرني عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الصيرفي، أنبأنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن يعقوب الهاشمي المصّيصي، حدّثنا أبو القاسم عامر بن خريم الدمشقي - بدمشق - نا أبو حفص عمر بن نصر، حدّثنا محمّد بن خالد الهاشمي، حدّثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«الندم توبة»[10836].

تفرّد به محمّد عن مالك.

قال: و أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدّثنا القاضي أبو الفضل محمّد بن أحمد بن يعقوب بن أحمد بن محمّد بن عبد الملك (3) بن صالح بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب المصّيصي، حدّثني أبو عثمان سعيد بن عثمان بن سعيد الورّاق بحلب، فذكر عنه حديثا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (4) أبو منصور المقرئ، قال: أنبأنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنبأنا أحمد بن بكرون الدسكري، حدّثنا القاضي محمّد بن أحمد الهاشمي المصّيصي بالدسكرة، حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة الحضرمي من أهل بيت لهيا، فذكر حديثا (6).

قال الخطيب: هكذا حدّثناه ابن بكرون و هذا الهاشمي إنّما يروي عن ابن جوصا

ص: 169


1- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 376/1.
2- المجنّ : الترس.
3- بالأصل هنا: عبد اللّه، تصحيف، و التصويب عن م، و ت، و د.
4- زيادة عن م، و ت، و د، لتقويم السند.
5- الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 57/4 في أخبار أحمد بن بكرون الدسكري.
6- و تمامه كما في تاريخ بغداد بسنده إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال: لا تنتفوا الشيب فإنه نور الإسلام، و ما من عبد يشيب شيبة في الإسلام إلاّ كانت له نورا يوم القيامة.

و طبقته، و كان ضعيفا، و روايته عن أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة مستحيلة (1)،فاللّه أعلم.

قالوا: و قال لنا الخطيب (2):محمّد بن أحمد بن يعقوب بن أحمد بن محمّد بن عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب، أبو الفضل الهاشمي، من أهل المصّيصة، ولي القضاء بدسكرة الملك في طريق خراسان، و ورد بغداد، و حدّث بها عن علي بن عبد الحميد الغضائري، و محمّد بن سعيد التّرخّمي الحمصي، و أبي عروبة الحرّاني، و سعيد بن عثمان الورّاق الحلبي، و أحمد بن الحسين بن طلاّب المشغرائي (3)،و أحمد بن عمير بن جوصا الدمشقي، حدّثنا عنه أبو القاسم الأزهري، و عبيد اللّه بن عبد العزيز البردعي، و الحسن بن علي الجوهري، و أحمد بن بكرون العطّار بالدسكرة، و كان سيئ الحال في الحديث.

6011 - محمّد بن أحمد بن يعقوب الجرجاني

6011 - محمّد بن أحمد بن يعقوب (4) الجرجاني

سمع بدمشق: أبا (5) عبد اللّه بن الفرج بن البرامي القرشي..... (6).

روى عنه أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ .

حدّثنا أبو الحسين أحمد بن حمزة السلمي - لفظا - أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن المقرئ في كتابه، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق الأصبهاني، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب الجرجاني، حدّثنا عبد اللّه بن الفرج القرشي، حدّثنا القاسم ابن عثمان الجوعي، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن الأحوص بن حكيم، عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصّامت.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم صلّى في شملة قد عقدها خلفه[10837].

ص: 170


1- كذا بالأصل، و م، و د، و ت، و في تاريخ بغداد: مستمليه.
2- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 375/1.
3- بالأصل: الشعراني، و في م، و ت و د، و تاريخ بغداد: المشعراني، و الصواب ما أثبت، تقدم التعريف بها قريبا.
4- كذا بياض بالأصل و م و ت و د، عدة كلمات، و كتب في البياض في م و ت و د: كذا.
5- بياض بالأصل و م و ت و د.
6- بياض بالأصل و م و ت و د.
6012 - محمّد بن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن بريد

أبو بكر الطّائي الكوفي الخزاز (1)

قدم دمشق، و حدّث بها عن أبي عبد اللّه أحمد بن خليد بن يزيد بن عبد اللّه الكندي الحلبي، و إبراهيم بن أحمد بن عمرو الصّحّاف، و القاسم بن محمّد بن عبّاد الدلاّل، و أحمد ابن حمّاد بن سفيان، و أبي جعفر أحمد بن موسى الحمّار (2)،و أبي علي محمّد بن معاذ درّان البصري (3)،و أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد الواسطي، و محمّد بن عبد اللّه بن سليمان مطيّن، و يوسف بن يعقوب الكوفي السمسار، و عبيد بن غنام (4) الكوفي.

روى عنه: تمام بن محمّد، و عقيل، و الحسين ابنا عبيد اللّه بن عبدان، و عبد الرّحمن ابن عمر بن نصر، و أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العبّاس الورّاق، و أبو الحسن بن رزقويه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسين بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (5) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (6)،حدّثنا محمّد بن أحمد بن رزق - إملاء - في صفر من سنة سبع و أربعمائة، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن بريد (7)، قدم علينا [نا] (8) محمّد بن معاذ بن المستهل درّان البصري، حدّثنا عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، حدّثني أبي، عن أبي إسحاق، عن عبادة بن الصامت - هكذا في كتابي عن ابن رزق - قال: بايعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على السمع و الطاعة في عسرنا و يسرنا، و منشطنا و مكرهنا، و أثرة علينا، و أن نقول بالحقّ حيث ما كنا، لا نخاف في اللّه لومة لائم.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يوسف بن بريد (9) الكوفي - قراءة عليه في سنة خمس و أربعين و ثلاثمائة، و حدّثني أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمّد بن يزيد الحلبي

ص: 171


1- ترجمته في تاريخ بغداد 376/1.
2- بالأصل و م و ت و د: الجمار، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 376/13.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 536/13.
4- هو عبيد بن غنام بن حفص بن غياث أبو محمّد النخعي الكوفي ترجمته في سير أعلام النبلاء 558/13.
5- زيادة عن م، و ت، و د، لتقويم السند.
6- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 376/1-377.
7- بالأصل: يزيد، تصحيف، و التصويب عن م، و د، و ت، و تاريخ بغداد.
8- زيادة عن م، و ت، و د، و في تاريخ بغداد: قال: نبأنا.
9- الأصل: يزيد، تصحيف، و المثبت عن م، و ت، و د.

القاضي في آخرين قالوا: أنبأنا أبو عبد اللّه أحمد بن خليد بن يزيد بن عبد اللّه الكندي بحلب، حدّثنا أبو يعقوب يونس بن موسى الأفطس، حدّثنا سليمان بن بلال، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إذا كان يوم القيامة دعا اللّه بعبد من عبيده فيقعد بين يديه، فيسأله عن جاهه كما يسأله عن ماله»[10838].

و اللفظ لابن بريد.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغسّاني، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):محمّد بن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن بريد (2)،أبو بكر الطّائي الكوفي، سمع إبراهيم بن أحمد بن عمرو الصحّاف، و أحمد بن موسى بن إسحاق الحمّار، و القاسم بن محمّد الدلاّل، و محمّد بن معاذ درّان، و أحمد بن خليد الحلبي، و قدم بغداد، و حدّث بها، روى عنه محمّد بن إسماعيل الورّاق، و أبو الحسن بن رزقويه، و كان ثقة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):

و أما بريد بضم الباء و فتح الراء فذكر جماعة ثم قال: و أبو بكر محمّد بن أحمد بن بريد كوفي، يروي عنه تمّام الرازي.

أخبرنا أبو بكر الخطيب قال (4):

قرأت في كتاب ابن الثلاّج بخطه: توفي أبو بكر بن بريد الكوفي الخزاز (5) بدمشق في شهر رمضان سنة خمس و أربعين و ثلاثمائة.

6013 - محمّد بن أحمد أبو عبد اللّه الواسطي الكاتب

6013 - محمّد بن أحمد أبو عبد اللّه الواسطي الكاتب (6)

ولي إمرة دمشق نيابة عن أبي الجيش خمارويه بن أحمد.

و حدّث بدمشق عن الهيثم بن سهل، و عاصم بن علي.

روى عنه: أبو سليمان عوف بن إسماعيل بن عوف، و محمّد بن حمدون بن خالد البيلي النيسابوري.

ص: 172


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 376/1.
2- بالأصل: يزيد، تصحيف، و التصويب عن م، و ت، و د و تاريخ بغداد.
3- الاكمال لابن ماكولا 227/1 و 231.
4- تاريخ بغداد 377/1.
5- كذا بالأصل، و م، و ت، و د؛ و في تاريخ بغداد: الجزاز.
6- ترجمته في أمراء دمشق ص 75 و تحفة ذوي الألباب 328/1.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان - رحمهم اللّه - حدّثنا محمّد بن حمدون بن خالد، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الواسطي في جامع مصر، حدّثنا عاصم بن علي، حدّثنا حسّان بن إبراهيم، عن الصّلت بن بهرام، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود أنه كان يخط (1) المعوذتين من المصاحف و يقول: إنّما أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أن يتعوذ بهما، و لم يكن عبد اللّه يقرأهما[10839].

بلغني أن محمّد بن أحمد الواسطي هرب من دمشق بعد وقعة الطواحين (2) إلى أنطاكية، فأقام بها مديدة، و مات كمدا حين كان الظفر لأبي الجيش بن طولون، و كانت وقعة الطواحين بظاهر الرّملة سنة إحدى و سبعين و مائتين.

6014 - محمّد بن أحمد بن أبي الميمون أبو بكر

حدّث عن سعيد بن عبد العزيز الحلبي.

روى عنه: تمام.

قرأت بخط أبي القاسم تمام بن محمّد، ثم قرأت على أبي القاسم بن السّمرقندي عن علي بن الحسين بن أحمد بن صصري، أنبأنا تمام بن محمّد، حدّثني أبو بكر محمّد بن أحمد الدمشقي يعرف بابن أبي الميمون، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، حدّثنا أبو نعيم الحلبي، حدّثنا ابن المبارك عن مالك بن أنس، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم صلّى خلف أبي بكر في ثوب واحد[10840].

6015 - محمّد بن أحمد أبو الحسن البغدادي النّاقد

سكن أطرابلس.

و حكى عن الحسن بن علي بن خلف.

ص: 173


1- كذا رسمها بالأصل و م و د،«يحك» و المثبت عن ت، و المختصر.
2- الطواحين موضع قرب الرملة من أرض فلسطين (معجم البلدان) و فيها كانت الوقعة بين المعتضد و أبي الجيش خمارويه، و التقى الجمعان، و هزم كل واحد صاحبه، فرجع المعتضد إلى دمشق، و صار أبو الجيش إلى دمشق فملكها. (راجع تحفة ذوي الألباب 312/1 و الكامل لابن الأثير 414/7).

حكى عنه الحسن بن جهضم إن لم يكن صاحب الجلاّء فهو غيره.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، حدّثنا نصر بن إبراهيم - لفظا - أنبأنا أبو رجاء هبة اللّه بن محمّد الشيرازي - إجازة - أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن الحسن بن جهضم، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد البغدادي - ساكن أطرابلس - حدّثنا الحسن بن علي بن خلف صاحب أبي الحارث الأولاسي (1) عن أبي الحارث الفيض بن الخضر قال: رأيت على رأس جبل رجلا (2) كأنه الشن البالي، شاخص ببصره نحو السماء، ما يفترّ من الذكر، و جرى بيني و بينه كلام، و سألته المقام معه، فقال: إن أطعت ما طوقت فأقم ترى ما تحبّ ، و إلاّ فما أسرع فراقك إياي، فقلت: و ما هو؟ قال: يكون الذهب و الفضّة عندك بمنزلة الحصى و المدر،[و السباع] (3) و الهوام بمنزلة الطير و الأنعام فرقك من ولد جنسك كفرقك من السباع الضارية، و خوفك على تلف دينك بينهم كخوفك عليه من الشيطان حينئذ تنال ما تريد، و تثبت على ما تروم، و متى كان الذهب و الفضّة أكبر في قلبك فإنك يوما ما ستميل إلى الأكبر، و متى كان للسباع في قلبك هيبة يوشك ألاّ تأمن و متى كانت مؤانسة المخلوقين قائمة في قلبك فيوشك ألاّ تخرج إلى حال الانس، و اعلم يا فيض أن ثلاثة أشياء هي ملاك ذا الأمر تمامه: تعلم أنّ لك رزق مقسوم من كلّ شيء معلوم، و لذلك كلّه أجل معلوم بقدر اللّه محتوم فلا تشتغل بطلب و لا بتوقيت و لا بتمييز حتى يردّ عليك في وقته ما كان رزقك إباحة لك، فتناله بشكر و تفتقد على الصبر، و أخرى قصر الأمل لا يكون فيك فضل لهم يعترض على همك حتى تكون بهم واحدا قائما (4) و أخرى تعلم أنّك ميت لا محالة، و لذلك وقت موقّت لا تدري أنت متى هو، فلا تبالي متى وافاك فهنالك لا تبالي أين حللت من البلاد و لا من شاهدت من العباد، فتقدم إن أردت على بصيرة و إلاّ فتأخر على علم بضعف و عجز، قلت:

رحمك اللّه، فصف لي حالا يزيد في صبري، و يشدّ عزمي في احتمال المؤن و يزيل عنّي الجزع، فقال: تعلم أنّ اللّه جلّ ثناؤه ناظر إليك، و أنت بعينه أ و ما بلغك أنّ اللّه يقول: بعيني ما يتحمل المتحمّلون من أجلي، و ما يكابد المكابدون في طلب مرضاتي، قلت له: زدني بما أتقوى به على الصبر؟ قال: إذا علمت أنّ صبرك لمولاك ما يرضى عنك مولاك فاصبر.

ص: 174


1- غير واضحة بالأصل، و فوقها ضبة، و المثبت عن م و ت و د.
2- سقطت اللفظة من م.
3- سقطت من الأصل، و استدركت عن م، و ت، و د.
4- بالأصل و م و ت و د: واحد قائم.
6016 - محمّد بن أحمد أبو الفرج الغسّاني المعروف بالوأواء الشاعر

6016 - محمّد بن أحمد أبو الفرج الغسّاني المعروف بالوأواء الشاعر (1)

له شعر حسن مطبوع.

روى عنه شيئا من شعره أبو الحسين الميداني، و أبو منصور بن بيّة (2)،و أبو محمّد الجوهري.

و ذكره أبو منصور الثعالبي في كتاب يتيمة الدهر فقال (3):و من حسنات الشام، واحد (4)صاغة الكلام، و من عجيب شأنه ما أخبرني أبو بكر الخوارزمي قال: كان الوأواء مناديا في دار البطيخ بدمشق، ينادي على الفواكه، و ما زال يشعر حتى جاد شعره، و سار كلامه، و وقع منه ما يروق، و يشوق، و يفوق حتى يعلو العيّوق (5).

أنشدنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنبأنا أبو منصور يوسف بن هلال بن بيّة صاحب أبي الفضل التميمي، أنشدني أبو الفرج الملقّب بالوأواء الدمشقي لنفسه (6):

زمان الربيع (7) زمان أنيق *** و عيش الخلاعة عيش رقيق

و قد جمع الوقت حاليهما *** فمن ذا يفيق و من يستفيق

و يوم ستارته غيمة *** و قد طرّزت رفرفيه (8) البروق

تظلّ به الشمس محجوبة *** كأن اصطباحك فيه غبوق

عقدنا (9) من النّدّ دخانه *** و من شرر الرّاح فيه حريق

سجدنا لصلبان منثوره (10) *** و قد بصرتنا (11) لديه الرحيق

ص: 175


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 53/2 و فوات الوفيات 240/3 و يتيمة الدهر 334/1.
2- إعجامها مضطرب بالأصل و م و ت و د، و المثبت و الضبط عن الاكمال لابن ماكولا 183/1 و فيه: بيّة أوله باء مفتوحة معجمة بواحدة و بعدها ياء مشددة معجمة باثنتين من تحتها.
3- رواه الثعالبي في يتيمة الدهر 334/1 (ط ، بيروت).
4- ليست اللفظة في يتيمة الدهر، و في المختصر: وجد.
5- العيوق: نجم أحمر مضيء في طرف المجرة الأيمن يتلو الثريا و لا يتقدمها.
6- من أبيات له في يتيمة الدهر 340/1-341.
7- في يتيمة الدهر: زمان الرياض.
8- في يتيمة الدهر: رفرفيها البروق.
9- صدره في يتيمة الدهر: جعلنا البخور دخانا له.
10- في يتيمة الدهر: منثورها.
11- كذا بالأصل، و الحرف الأول بدون إعجام في م و ت و د، و في يتيمة الدهر: نصرتنا عليها الرحيق.

فذا أصفر وجل خائف *** و ذا أحمر، و كذاك العشيق (1)

أدر يا غلام كئوس المدام *** و إلاّ فيكفيك لحظ و ريق

تغنّم بنا غفلة الحادثات *** فوجه الحوادث وجه صفيق

و هي أطول من هذا، أنشدنا منها هذا القدر.

و أنشدنا أبو العزّ، أنشدنا أبو منصور، أنشدنا الوأواء لنفسه:

ترشّفت من شفتيه العقارا *** و قبّلت من خدّه جلنارا

و شاهدت منه كثيبا مهيلا *** و غصنا رطيبا، و بدرا أنارا (2)

و أبصرت من وجهه في الظلام *** بكلّ مكان بليل نهارا

و لم أجدها في ديوانه.

قال: و أنشدنا الوأواء لنفسه:

عقرتهم معقورة لو سالمت *** شرّابها ما سميت بعقار

ذكرت طوائلها القديمة إذ غدت *** صرعى تداس بأرجل العصّار

لانت لهم حتى انتشوا فتمكّنت *** منهم و نادت فيهم بالثار

سجدوا لكاسات العقار كأنهم *** صور الوجوه إلى بيوت النار

و أماتهم طرب الأغاني ميتة *** أخذوا لها الأوتار بالأوتار

و لم أجدها في ديوانه أيضا.

آخر الجزء السادس و التسعين بعد الخمسمائة.
اشارة

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي المؤذن، و أبو الحسن علي بن محمّد بن أبي الحسن الجوهري - بمرو - قالا: أنبأنا أبو العباس الفضل بن عبد الواحد بن الفضل بن عبد الصّمد التاجر - بنيسابور - أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه السّرّاج الكوشكي، أنشدني أبو نصر عبد اللّه بن أبي الحسن السراج، أنشدني أبو الفرج أحمد ابن محمّد الغسّاني بدمشق لنفسه:

ص: 176


1- روايته في يتيمة الدهر: فذا عاشق وجل خائف و ذا خجل و كذاك العشيق
2- في المختصر: بدرا و نارا.

ساروا و ما عاجوا عليك بنظرة *** و اللّه يحفظ من جفاك و يصحب

ليس التعجب من بكاك لفقدهم *** لكن بقاك مع التفرّق أعجب

قال: و أنشدني أبو الفرج أحمد بن محمّد الغسّاني بدمشق (1):

تنفّست الغداة و قد تولوا *** و عيرهم (2) معارضة الطريق

فنادوا (3) بالحريق فظلت أبكي *** فنادوا (4) بالحريق و بالغريق

[قال ابن عساكر:] (5) و هذا وهم، إنما هو محمّد بن أحمد، كذلك وجدت اسمه في نسختين من ديوانه، و كذلك سمّاه لنا أبو العزّ بن كادش عن أبي منصور بن بيّة.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الفرج الوأواء لنفسه و لم أجدها في ديوانه

يا سادتي هذه روحي تودّعكم *** إذ كان لا الصّبر يسليها و لا الجزع

قد كنت أطمع في روح الحياة لها *** فالآن مذ غبتم لم يبق لي طمع

لا عذّب اللّه روحي بالبقاء فما *** أظنّها بعدكم بالعيش تنتفع

أنشدنا أبو العزّ أيضا، أنبأنا أبو منصور يوسف بن هلال بن بيّة صاحب أبي الفضل، أنشدني الوأواء لنفسه، و أنشدناها أبو العزّ مرة أخرى، قال: أنشدنا الجوهري، أنشدنا أبو الفرج و وهم في ذلك (6):

باح بما قد كتما *** لما جرى الدمع دما (7)

رماه ريم فأصاب *** القلب منه إذ رمى

و احنج في قتلته *** بأنه ما علما

يا معشر الناس أ ما *** ينصفني من ظلما؟

عليّ مقام طرفه (8) *** جسمي منه سقما

فسقم جسمي في الهوى *** من طرفه تعلّما

ص: 177


1- البيتان في فوات الوفيات 244/3-245.
2- في فوات الوفيات: و قد تولت ركائبهم.
3- في فوات بالوفيات: تنادت... فنادت.
4- في فوات بالوفيات: تنادت... فنادت.
5- الزيادة منا للإيضاح.
6- الأبيات من مجزوء الرجز، و هي في يتيمة الدهر 342/1.
7- هذا البيت ليس في يتيمة الدهر.
8- صدره في يتيمة الدهر: علّم سقم طرفه.

لو قيل لي ما تشتهي ؟ *** قل أمنا محتكما (1)

لقلت أن ألثمه *** ثغرا و خدّا و فما (2)

قال: و أنشدنا أبو منصور قال: و أنشدنا لنفسه في الشمعة:

و هيفاء من ندماء الملو *** ك صفراء كالعاشق المدنف

تكيد الزمان كما كادها *** فتفنى و تفنيه في موقف

قال: و أنشدنا الوأواء لنفسه:

قد كان مولاي الأجلّ *** فصيّرته الخمر عبدي

ليست بأول منّة مشكو *** رة للخمر عندي

و هي أطول من هذا.

قال: و أنشدنا الوأواء لنفسه (3):

لجنون الهوى وهبت جناني *** فدعاني يا صاحبيّ دعاني

سقّياني ذبيحة الماء في الكأس *** و كفّا عن شرب ما تسقياني

إنّني قد أمنت إذ متّ بالأمس *** بها أن أموت موتا ثاني

قال: و أنشدنا الوأواء لنفسه:

ربّ ليل أمد من نفس العا *** شق طولا قطعته بانتخاب

و نهار ألذّ من نظر المع *** شوق بدّلته ببؤس عتاب

و هي عشرون بيتا.

6017 - محمّد بن أحمد أبو عبد اللّه الرّزّاز

حكى عنه أبو الفرج محمّد بن أحمد بن عثمان الزّملكاني.

قرأت بخط أبي الفرج الزّملكاني، حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الرّزّاز قال:

دخلت على أبي محمّد الشريف الكوفي داره التي عند قناة صالح، و إذا عنده جماعة يتفاوضون في البركات، فبين مصدّق و مكذّب، قال: فقال لي الشريف: ما تقول أنت يا أبا عبد اللّه ؟ قال: قلت: ما أدري ما يقولون، أنا كنت مع أمي في دارنا، و أنا صبي فرأيتها قد

ص: 178


1- عجزه في يتيمة الدهر: مخيّرا محلّما.
2- في يتيمة الدهر: نحرا و وجها و فما.
3- فوات الوفيات 240/3 و الوافي بالوفيات 53/2.

جعلت سمنا في قدر لتسخنه، فجعل السمن يفور، و هي تغرف منه و تجعله في أواني قال:

فجاءت امرأة فدخلت من باب الدار، فلما رأت ذلك السمن يفور شهقت له، فسكن قال:

و سألت أبا عبد اللّه كم يجيء من ربع الرزّ إذا أزرع ؟ قال: كان يجيئنا من ربع أوفر من مائة غرّارة، فأما اليوم فلا.

6018 - محمّد بن أحمد الجلاّب

حكى عن أبي صالح بن جميع الصّيداوي.

حكى عنه أبو بكر محمّد بن إدريس الحافظ .

أخبرني أبو الحسن محمّد بن أميرك الحسيني - بهراة - أنبأنا أبو الفتح محمّد بن أحمد ابن عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل بن سلة الأصبهاني (1) المعروف بمسكويه، أنشدني عبد الصّمد بن صالح - ببخارى - أنشدني الحافظ أبو بكر محمّد بن إدريس، أنشدني محمّد بن أحمد الجلاّب بدمشق، أنشدني أبو صالح بن جميع بصيدا:

طوبى لمن رزق القناعة *** و أفاد معرفة و طاعة

و نفى مضلاّت الهوى *** عنه و صلّى في جماعة

و أحبّ أصحاب النبي *** فحبّهم نعم البضاعة

صدّيقهم فاروقهم *** و حييّهم و فتى الشجاعة

أرجو بحبّ محمّد *** و بحبّ عترته الشفاعة

مقدار من يغتابني *** فيهم كمقدار النخاعة

6019 - محمّد بن أحمد أبو العباس النحوي

أظنه نيسابوريا.

قدم بدمشق حاجّا، و حدّث بها عن أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد بن علي بن زياد العدل.

سمع منها بها أبو الوليد الحسن بن محمّد الدّربندي.

6020 - محمّد بن أحمد أبو بكر الهروي الخفّاف

قدم دمشق، و حدّث بها عن أبي عبد الرّحمن السلمي.

ص: 179


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 16/19.

روى عنه: عبد العزيز الكتّاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد الخفّاف الهروي، قدم علينا، حدّثنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلمي، حدّثنا محمّد ابن إسحاق الضّبعي، حدّثنا الحسن بن علي بن زياد، حدّثنا ابن أبي أويس، حدّثني ابن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب عن عبد اللّه (1) بن بزرج (2) قال: سمعت أبا هريرة يقول:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ما أخاف على أمّتي إلاّ ضعف اليقين»[10841].

[قال ابن عساكر:] هكذا في كتابي، و هو خطأ، أظنه من الكتّاني، و صوابه عبد الرّحمن ابن بزرج (3).

و قد أخبرناه عاليا على الصواب أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر ابن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن قتيبة، حدّثنا حرملة بن يحيى، حدّثنا ابن وهب، أخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن عبد الرّحمن بن بزرج قال:

سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ما أخاف على أمّتي إلاّ ضعف اليقين»[10842].

6021 - محمّد بن أحمد أبو المظفّر التّميمي المرورّوذي الفقيه الشافعي الواعظ

قدم دمشق، و حدّث بها و بغيرها، و عاد إلى بلده، و حدّث به عن أبي محمّد بن أبي نصر، و أبي عبد اللّه محمّد بن محمّد الخازمي، و أبي محمّد الحسن بن أحمد بن إبراهيم (4)بن فراس، و أبي الفضل عبد السّلام بن عبد الصّمد، و أبي طاهر محمّد بن الحارث، و أبي القاسم إبراهيم بن محمّد الساهي، و القاضي أبي عبد اللّه محمّد بن عبد العزيز المعروف بالشريحي.

روى عنه: عبد العزيز الكتّاني، و علي بن الخضر، و أبو المظفّر عبد الجليل بن عبد الجبّار المرورّوذي، و أبو محمّد الحسين بن مسعود بن محمّد البغوي، ثم المرورّوذي الفرّاء.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو المظفّر

ص: 180


1- كذا بالأصل و م و ت و د، و سينبه المصنف في آخر الحديث إلى الصواب.
2- برزج ضبطت بفتح الباء المعجمة بواحدة و بعد زاي مضمومة و راء ساكنة (الاكمال 256/1).
3- ترجمه ابن ماكولا في الاكمال 256/1 عبد الرحمن بن بزرج/الفارسي مولى أم حبيبة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم يروي عن أبي هريرة روى عنه سعيد بن أبي أيوب، قاله ابن يونس.
4- قوله:«بن إبراهيم» استدرك على هامش ت.

محمّد بن أحمد التّميمي المرورّوذي الواعظ ، قدم علينا قراءة عليه، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد ابن محمّد بن خازم الخازمي الحافظ ، حدّثنا أبو علي الحسين بن علي بن الحسين بن الحسن ابن أحمد بن عيسى بن سليمان التّميمي، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن هلال بن عمر القرشي، حدّثنا علي بن الحسن بن شقيق العبدي، حدّثنا الحسين بن واقد، حدّثنا عبد الملك بن عمير قال: سمعت ابن الزبير يخطب يقول: سمعت عمر بن الخطّاب يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يخطب فقال:

«أكرموا أصحابي، ثم الذي يليهم، ثم الذي يليهم، ثم يظهر الكذب حتى يشهد الرجل و لا يستشهد، و يحلف الرجل و لا يستحلف، فمن أحبّ منكم بحبحة الجنّة فليلزم الجماعة، فإنّ الشيطان مع الواحد و هو من الاثنين أبعد، و لا يخلونّ رجل بامرأة فإنّ الشيطان ثالثهما، و من سرّته حسنته و ساءته سيئته فهو مؤمن»[10843].

كان أبو المظفّر هذا حيّا إلى بعد الخمسين و أربعمائة.

6022 - محمّد بن أحمد أبو الحكم الأندلسي الأنصاري الفقيه

قرأت بخط أبي القاسم بن صابر، توفي الشيخ الفقيه أبو الحكم محمّد بن أحمد الأنصاري الأندلسي، قدم علينا دمشق في يوم الخميس التاسع عشر من جمادى الآخرة من سنة تسع و تسعين و أربعمائة في بيت الخطبة، و كان أشعريّا.

ذكر من اسم أبيه أبان من المحمّدين
6023 - محمّد بن أبان بن حويّ أبو عتبة السّكسكي

6023 - محمّد بن أبان بن حويّ (1) أبو عتبة السّكسكي

حدّث عن الربيع بن حظيان، و يزيد بن حاتم.

روى عنه: نوح بن عمرو بن حويّ (2).

6024 - محمّد بن أبان بن عبيد اللّه بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي

له ذكر.

ص: 181


1- ضبطت بحاء مهملة مضمومة و آخره ياء مشددة عن الاكمال 574/2.
2- ترجمه ابن ماكولا في الاكمال 574/2.
ذكر من اسم أبيه إبراهيم من المحمّدين
6025 - محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن إسحاق

أبو طاهر الأصبهاني المحتسب المعروف بالثّغري (1)(2)

سمع بدمشق محمّد بن هارون بن شعيب الأصبهاني، و أبا الصقر زاهر بن محمّد بن الفيض الحميري الشيزري - بشيزر - و أبا بكر بن المنذر صاحب الخلافيات بمكة، و أبا عبد اللّه ابن عيّاش ببغداد، و محمّد بن سعيد بن محمّد الطحّان بواسط ، و محمّد بن القاسم البغدادي الصابوني، و أبا عمرو عثمان بن أحمد بن السماك.

روى عنه: أبو نعيم الحافظ .

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن أحمد، حدّثني أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب الأصبهاني - بدمشق - حدّثنا محمّد بن هارون بن حسّان، حدّثنا أحمد بن يحيى بن الوزير، حدّثنا محمّد بن إدريس الشافعي، عن يحيى بن سليم، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عبد اللّه بن جعفر، عن علي بن أبي طالب.

أنه خطب الناس يوما فقال في خطبته: و أعجب ما في الإنسان قلبه، و له مواد من الحكمة، و أضداد من خلافها، فإن سنح له الرجاء أولهه الطمع، و إن هاج به الطمع أهلكه الحرص، و إن ملكه اليأس قتله الأسف، و إن عرض له الغضب اشتدّ به الغيظ ، و إن أسعد بالرضا نسي التحفّظ ، و إن ناله الخوف شغله الحزن، و إن أصابته مصيبة قصمه الجزع، و إن أفاد مالا أطغاه الغنى، و إن عضّته فاقة شغله البلاء، و إن أجهده الجوع فنّد به الضعف، فكلّ تقصير به مضرّ، و كلّ إفراط له مفسد.

قال: فقام إليه رجل ممن كان شهد معه الجمل، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن القدر؟ فقال: بحر عميق فلا تلجه، قال: يا أمير المؤمنين، أخبرنا عن القدر؟ قال: بيت مظلم فلا تدخله، قال: يا أمير المؤمنين، أخبرنا عن القدر؟ قال: سرّ اللّه فلا تتكلفه، قال: يا أمير المؤمنين، أخبرنا عن القدر؟ قال: أما إذا أبيت فإنه أمر بين أمرين، لا جبر و لا تفويض،

ص: 182


1- في ذكر أخبار أصبهان: النفري.
2- ترجمته في ذكر أخبار أصبهان 298/2.

قال: يا أمير المؤمنين إنّ فلانا يقول بالاستطاعة و هو حاضرك، فقال: عليّ به، فأقاموه، فلما رآه سل من سيفه قدر أربع أصابع فقال: الاستطاعة تملكها مع اللّه أو من دون اللّه، و إيّاك أن تقول احدهما فترتد فأضرب عنقك، قال: فما أقول يا أمير المؤمنين ؟ قال: قل: أملكها باللّه الذي إن شاء ملكنيها.

قال: و أنبأنا أبو نعيم (1)،حدّثنا محمّد بن إبراهيم، حدّثنا محمّد بن هارون الأنصاري، حدّثنا محمّد بن هارون (2)،حدّثنا أحمد بن يحيى بن الوزير قال:

خرج الشافعي يوما من سوق القناديل متوجها إلى حجرته، فتبعناه، فإذا رجل يسفه (3)على رجل من أهل العلم، فالتفت إلينا الشافعي فقال: نزّهوا أسماعكم عن استماع الخنا، كما تنزّهون ألسنتكم عن النطق به، فإنّ المستمع شريك القائل، و إنّ السفيه ينظر إلى أخبث شيء في وعائه فيحرص أن يفرغه في أوعيتكم، و لو ردت كلمة السفيه لسعد رادها كما شقي بها قائلها.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، قال: قال لنا أبو نعيم (4):

محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن إسحاق أبو طاهر الثّغري (5) المحتسب ابن سبط محمّد ابن يوسف بن عمّي، توفي في شوال سنة أربع و ستين - يعني - و ثلاثمائة، سمع من محمّد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري بمكة، و من الحسين بن يحيى بن عيّاش، و كتب بالشام و العراق الكثير.

6026 - محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن يعقوب أبو بكر السّوسي

شيخ الصوفية بدمشق، حدّث بها عن أبي علي محمّد بن هارون بن شعيب، و أبي عبد اللّه أحمد بن عطاء الرّوذباري، و محمّد بن داود الرقّي.

روى عنه أبو نصر بن الجبّان، و أبو الحسين بن الترجمان.

ص: 183


1- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 123/9 في أخبار محمّد بن إدريس الشافعي.
2- في حلية الأولياء: حدثنا محمّد بن إبراهيم الأنصاري ثنا محمّد بن هارون بن حسان ثنا أحمد بن يحيى الوزير.
3- تقرأ بالأصل:«سبقه» و المثبت عن م و ت و د، و حلية الأولياء.
4- رواه أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان 298/2.
5- كذا بالأصل و م و ت و د، و في ذكر أخبار أصبهان: النفري.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الفرج سهل بن بشر، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسن بن علي بن التّرجمان بعسقلان، أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن أحمد السّوسي بدمشق، أنبأنا أبو عبد اللّه أحمد بن عطاء الرّوذباري، أخبرني أبو صالح عبد اللّه بن صالح، حدّثنا مسبح بن حاتم عن عبد الجبّار بن عبد اللّه، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي قال:

رأيت سفيان الثوري في النوم فقلت: ما فعل اللّه بك ؟ فقال: لم يكن إلاّ أن وضعت في اللحد، و وقفت بين يدي اللّه عزّ و جلّ ، فحاسبني حسابا يسيرا ثم أمر بي إلى الجنّة، فبينا أنا بين رياحينها و أشجارها لا أسمع حسا و لا حركة، فإذا بصوت يقول: يا سفيان بن سعيد، هل تعلم أنك آثرت اللّه على نفسك ؟ فقلت: أي و اللّه، فأخذتني صواني النثار من كل جانب.

قرأت على أبي الفتح أيضا، عن نصر بن إبراهيم الزاهد، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبيد اللّه الهمداني - إجازة - قال: سمعت أبا الفرج محمّد بن المظفّر الطّرسوسي - ببيت المقدس - قال:

رأيت علي بن أبي طالب في المنام على عجلة من نور، يسير في الهواء فقال لي: يا أبا الفرج أبو بكر السّوسي صوفي، قالها ثلاثا.

قال: و سمعت أبا بكر السّوسي بدمشق سنة إحدى و ثمانين و ثلاثمائة يقول: ما عقدت لنفسي قط على دينار و لا درهم، و لا اغتسلت من مباشرة حلال و لا حرام قطّ ، فقلت: أ كنت تحتلم في المنام ؟ قال: كان ذلك قبل دخولي في طريق الجدّ، ثم زال عنّي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت الحافظ ، أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمّد الماليني، قال: توفي أبو بكر محمّد بن إبراهيم السّوسي في ذي الحجّة سنة ست و ثمانين و ثلاثمائة.

قال أبو محمّد عبد العزيز: بدمشق كانت وفاته، و كان شيخ الصوفية، و قد حدّث به.

و قرأت بخط عبد المنعم بن علي النحوي أنه توفي في يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي الحجّة.

6027 - محمّد بن إبراهيم بن أحمد أبو بكر الإمام المؤدّب المعروف بالشراك

روى عن أبي سليمان بن زبر.

روى عنه: علي الحنّائي، و علي بن الخضر، و عبد العزيز [بن أحمد].

ص: 184

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم المؤدّب - قراءة عليه - حدّثنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن زبر، حدّثنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك الفقيه، حدّثنا أبو خالد عبد العزيز بن معاوية الأسدي - قاضي الرملة - حدّثنا محمّد بن مخلد الحضرمي، حدّثنا عبّاد بن جويرية عن الأوزاعي عن قتادة عن أنس عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم في قوله: خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ (1) قال:

«صلّوا في نعالكم» و قد تقدم في ترجمة عبد العزيز عاليا (2).

6028 - محمّد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن صالح بن زياد

أبو بكر العقيلي الأصبهاني (3)

حدّث بدمشق عن إبراهيم بن عامر بن إبراهيم، و أسيد بن عاصم، و عبد اللّه بن أحمد ابن أبي مسرّة (4)،و أبي مسعود أحمد بن الفرات، و إبراهيم بن محمّد بن حرة.

روى عنه أبو أحمد بن عدي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، حدّثنا عبد اللّه بن عدي، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن صالح ابن زياد أبو بكر العقيلي الأصبهاني بدمشق، حدّثنا إبراهيم بن عامر بن إبراهيم، حدّثني أبي عن النعمان بن عبد السّلام، عن سفيان الثوري، عن يحيى بن سعيد، عن سليمان بن يسار، عن ابن عبّاس قال: احتجم النبي صلى اللّه عليه و سلّم و هو محرم[10844].

6029 - محمّد بن إبراهيم بن أسد أبو بكر الأسدي الصّوري المعروف بالقنوي

سمع بدمشق: أبا الجهم بن طلاّب، و محمّد بن عثمان الأذرعي، و ببيروت:

مكحولا (5)،و بصور: جعفر بن محمّد بن علي الهمذاني، و عبد الجبّار بن محمّد بن كوثر الصّوري، و محمّد بن المعافى بصيدا، و محمّد بن الحسن بن قتيبة، و أحمد بن صالح بن محمّد التميمي، و أبا القاسم نصر بن محمّد بن يعقوب بن إسماعيل الموصلي، و أحمد بن

ص: 185


1- سورة الأعراف، الآية:31.
2- راجع تاريخ مدينة دمشق بتحقيقنا 362/36 رقم 4147.
3- ترجمته في ذكر أخبار أصبهان 232/2.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 632/12.
5- قوله:«و ببيروت: مكحولا» استدرك على هامش ت، و بعده صح.

بشر بن حبيب، و أحمد بن هاشم البعلبكي، و جعفر بن محمّد بن شاكر، و محمّد بن الحسين المصّيصي، و أبو يحيى زكريا بن يحيى الأذرعي.

روى عنه: أبو الحسين محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن الملطي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، حدّثنا نصر بن إبراهيم، أنبأنا أبو القاسم عمر بن أحمد الواسطي، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد الملطي، حدّثني أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن أسد القنوي، حدّثنا ابن قتيبة، حدّثنا أحمد بن البحتري، حدّثنا ضمرة، عن بكر ابن إسحاق، عن فيروز، عن جابر، عن أبي جعفر محمّد بن علي، قال:

كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم إذا استهلّ هلال شهر رمضان استقبله بوجهه ثم يقول:«اللّهمّ أهلّه علينا بالأمن و الإيمان و السلامة و الإسلام و العافية المجللة و دفاع الأسقام، و العون على الصلاة و الصيام و تلاوة القرآن، اللّهمّ سلّمنا لرمضان و سلّمه لنا، و سلّمه منا حتى يخرج رمضان و قد غفرت لنا، و رحمتنا و عفوت عنّا» ثم يقبل على الناس بوجهه، فيقول:«أيّها الناس إنه إذا أهلّ هلال شهر رمضان غلّت فيه مردة الشياطين، و غلّقت أبواب الجحيم، و فتحت أبواب الرحمة، و نادى مناد من السماء كلّ ليلة: هل من سائل، هل من تائب، هل من مستغفر، اللّهمّ اعط كل منفق خلفا (1)،و كلّ ممسك تلفا حتى إذا كان يوم الفطر نادى مناد من السماء: هذا يوم الجائزة فاغذوا فخذوا جوائزكم»[10845].

قال محمّد بن علي: لا تشبه جوائز الأمراء.

قال (2):و حدّثنا نصر، حدّثنا أبو القاسم عمر بن أحمد بن محمّد الواسطي، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن الملطي، حدّثني أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن أسد القنوي، حدّثنا يزيد بن عياض، عن صفوان بن سليم، عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«ما عبد اللّه بشيء أفضل من الفقه في الدين، و الفقيه أشدّ على الشيطان من ألف عابد، و لكلّ شيء عماد، و عماد هذا الدين الفقه» ثم قال أبو هريرة: لأن أقعد ساعة في الفقه أحبّ إليّ من [أن] (3) أحيي ليلة إلى الصباح.

ص: 186


1- في م: خلقا، تصحيف.
2- القائل: أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن: م، و ت، و د.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، حدّثنا نصر بن إبراهيم المقدسي، أنبأنا عمر بن أحمد، أنبأنا الملطي، حدّثني أبو بكر محمّد بن إبراهيم الزاهد، و كان قد قارب المائة، فذكر حديثا.

6030 - محمّد بن إبراهيم بن إسماعيل بن عزرة أبو طلحة الضّبّي

روى عن محمّد بن أحمد بن عبيد بن فيّاض.

روى عنه: أبو نصر بن الجبّان.

قرأنا على جدّي القاضي أبي المفضّل (1) يحيى بن علي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو نصر المرّي، حدّثنا أبو طلحة محمّد بن إبراهيم بن إسماعيل بن عزرة الضّبّي، حدّثنا أبو سعيد محمّد بن أحمد بن فيّاض، حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم، حدّثنا عبد الرّحمن بن بشير قال: قال محمّد بن إسحاق، و حدّثني يحيى بن عبّاد، عن أبيه، عن جدته أسماء ابنة أبي بكر.

أنها سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يصف سدرة المنتهى فقال:«يسير الراكب في ظل الفنن (2)مائة سنة - أو يستظل في الفنن مائة راكب - فيها فراش من ذهب كأن ثمرها القلال» (3).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، حدّثنا عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن الجبّان، أنبأنا أبو طلحة محمّد بن إبراهيم بن إسماعيل بن عزرة الضّبّي - قراءة عليه من أصل كتابه بالشاغور (4)-في سنة خمس و ستّين و ثلاثمائة، بحديث ذكره.

6031 - محمّد بن إبراهيم بن البطّال

هو ابن مسلّم، يأتي بعد.

6032 - محمّد بن إبراهيم بن جعفر أبو عبد اللّه الكردي النّشّابي المقرئ

6032 - محمّد بن إبراهيم بن جعفر أبو عبد اللّه الكردي النّشّابي (5) المقرئ

سمع أبا القاسم بن أبي العلاء، و سهل بن بشر، و أبا محمّد بن فضيل، و أبا الفضل بن الفرات، و أبا الحسين بن الحنائي.

ص: 187


1- بالأصل: الفضل، تصحيف، و التصويب عن م، و د، و ت.
2- الفنن: الغصن.
3- القلال واحدها قلّة، و هي حبّ يسع مزادة من الماء (النهاية).
4- الشاغور: محلة بالباب الصغير من دمشق مشهورة، و هي في ظاهر المدينة (معجم البلدان).
5- إعجامها مضطرب بالأصل و م و ت و د، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 176/أ.

و قرأ القرآن بروايات على مقاتل بن مطكود السّوسي، و أقرأ مدة.

كتبت عنه و كان خيّرا مستورا.

أخبرنا أبو عبد اللّه النّشّابي، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري، حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن يحيى بن مندة الأصبهاني - بأصبهان - حدّثنا عبد اللّه بن داود الأصبهاني، حدّثنا إبراهيم بن أيوب، حدّثنا النعمان بن عبد السّلام، عن عنبسة - و هو ابن سعيد الرازي - حدّثنا أبو الفضل السامي، عن حديث راشد بن سعد عن عبد اللّه بن بسر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«لا تغالوا بالشاء، فإنّما هي سقيا وليدك، إذا حلبتموها فلا تجهدوها، و دعوا داعية اللبن - أو داعي اللبن-» [10846].

توفي أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم و دفن يوم السبت الرابع عشر من صفر سنة خمس و ثلاثين و خمسمائة، و دفن بباب الصغير عند قبر بلال رضي اللّه عنه، و صلّيت على قبره.

6033 - محمّد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد

بن تيم بن مرّة أبو عبد اللّه القرشي التيمي المدني (1)

حدّث عن ابن عمر، و ابن عبّاس مرسلا، و عن أنس بن مالك، و معاذ بن عبد الرّحمن التيمي، و علقمة بن وقّاص الليثي، و أبي سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف، و عبد الرّحمن بن عثمان التيمي، و عطاء بن يسار، و عروة بن الزبير، و عيسى بن طلحة، و بسر بن سعيد.

روى عنه: ابنه موسى، و محمّد بن مسلّم الزهري، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و عمارة بن غزيّة، و يزيد بن عبد اللّه بن الهاد، و عبد اللّه بن طاوس، و عبيد اللّه بن عمر، و محمّد بن عجلان، و محمّد بن إسحاق بن يسار، و يحيى بن أيوب المصري، و أسامة بن زيد.

و وفد على عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو القاسم التنوخي.

ص: 188


1- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 7/16 و تهذيب التهذيب 7/5 و التاريخ الكبير 22/1 و الجرح و التعديل 7/ 184 و ميزان الاعتدال 445/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120) و انظر بهامشه أسماء مصادر أخرى ترجمته.

ح و أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، قالا: أنبأنا أبو حفص عمر بن محمّد بن علي بن الزيّات، حدّثنا محمّد بن علي الضرير، حدّثنا هارون بن عبد اللّه، حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا زياد بن عبد اللّه بن علاثة، عن أبيه، عن موسى بن محمّد بن إبراهيم التيمي عن جابر و أنس، قالا: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يدعو على الجراد:«اللّهم اقتل كباره، و أهلك صغاره، و أفسد بيضه، و أهلك دابره، و خذ بأفواهه عن معايشنا، و أرزاقنا إنّك سميع الدعاء» فقال رجل: يا رسول اللّه تدعو على جند من أجناد اللّه بقطع دابره ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّما الجراد نثرة (1) حوت في البحر»[10847].

قال زياد: فحدّثني من رأى الحوت ينثره.

أخرجه ابن ماجة عن هارون (2)،و لم يذكر فيه عبد اللّه أبا زياد.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، حدّثنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا عبد اللّه بن روح المدائني، و محمّد بن ريح البزّاز، قالا: حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمّد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقّاص يقول:

سمعت عمر بن الخطّاب على المنبر يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّما الأعمال بالنيّة، و إنّما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى اللّه و إلى رسوله فهجرته إلى اللّه و إلى رسوله، و من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر»[10848].

رواه مسلّم (3) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يزيد بن هارون.

أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الحربي، حدّثنا أحمد بن الحسن ابن عبد الجبّار، حدّثنا يحيى بن معين، حدّثنا عمرو بن الربيع بن طارق، حدّثني يحيى بن أيوب، عن محمّد بن إبراهيم، عن محمّد بن ثابت بن شرحبيل، عن عبد اللّه بن سويد الخطمي، عن أبي أيوب الأنصاري.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فليكرم جاره، و من كان يؤمن

ص: 189


1- نثرة الحوت: عطسته.
2- سنن ابن ماجة(28) كتاب الصيد،(9) باب، رقم 3221(1073/2).
3- تقدم الحديث قريبا، في أخبار محمّد بن أحمد بن عبيد بن فياض. و راجع صحيح مسلّم (كتاب الإمارة) رقم 1907.

باللّه و اليوم الآخر (1) فلا يدخل الحمام إلاّ بمئزر، من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت، من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر من نسائكم فلا يدخلن الحمّام» قال: فنميت ذلك إلى عمر بن عبد العزيز في خلافته فأرسل إلى أبي بكر بن عمرو بن حزم: أن سل محمّد بن ثابت عن حديثه فإنه رضى، فسأله، ثم كتب إلى عمر، فمنع عمر النساء من الحمام.

يحيى بن أيوب قد أدرك محمّد بن إبراهيم غير أني لا أعلم له سماعا منه، و إنّما يروي عن يحيى بن سعيد، و يزيد بن عبد اللّه بن الهاد عنه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنبأنا أبو طاهر أحمد ابن الحسن - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنبأنا محمّد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا عمر بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (2):

في الطبقة الرابعة (3) من أهل المدينة: محمّد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم مرّة بن كعب بن لؤي، أمّه حفصة بنت أبي يحيى، و اسمه عمرو، و يكنى أبا عبد اللّه، توفي سنة إحدى و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (4)،حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد بن سعد (5) قال في الطبقة الثالثة من أهل المدينة: محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، تيم قريش، و يكنى أبا عبد اللّه، توفي سنة عشرين و مائة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاّب، حدّثنا الحارث بن أبي أسامة، حدّثنا محمّد بن سعد قال:

في الطبقة الثالثة من أهل المدينة: محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي تيم قريش، و يكنى أبا عبد اللّه، توفي سنة عشرين و مائة (6).

ص: 190


1- من قوله: فليكرم.. إلى هنا سقط من م.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 445 رقم 2238.
3- جاء ذكره في الطبقة الثالثة من طبقات أهل المدينة في طبقات خليفة.
4- بالأصل و د: اللبناني، بتقديم الباء تصحيف، و التصويب اللنباني، بتقديم النون عن م و ت.
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
6- هذا الخبر ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو سليمان بن إسحاق الجلاّب، حدّثنا الحارث بن أبي أسامة، حدّثنا محمّد بن سعد قال (1):

في الطبقة الثالثة من أهل المدينة: محمّد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة، و أمّه حفصة بنت أبي يحيى، و اسمه عمرو (2)،و كان من قدماء موالي بني تيم، و هم (3) عدد بالمدينة، ثم انتموا إليهم حديثا من الزمان، فولد محمّد بن إبراهيم: موسى بن محمّد و كان فقيها محدّثا، و إبراهيم، و إسحاق، و أمّهم أم عيسى بنت عمران بن أبي يحيى.

قال محمّد بن عمر: و كان محمّد بن إبراهيم يكنى أبا عبد اللّه، و كان جده الحارث بن خالد من المهاجرين الأوّلين، توفي محمّد بن إبراهيم سنة عشرين و مائة بالمدينة في آخر خلافة هشام بن عبد الملك، و كان محمّد بن إبراهيم ثقة كثير الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالا: أنبأنا أبو أحمد الغندجاني، أنبأنا أحمد ابن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا البخاري قال (4):محمّد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد التيمي، مدني (5)،سمع علقمة بن وقّاص، و أبا سلمة، سمع منه يحيى بن سعيد الأنصاري، و محمّد بن إسحاق.

قال أحمد: حدّثنا زيد بن الحباب قال: أخبرني يحيى بن أيوب، عن يزيد بن الهاد، عن محمّد بن إبراهيم بن الحارث، و كان أبوه من المهاجرين الأوّلين.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ص: 191


1- ترجمته سقطت من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد، و هي ضمن القسم الضائع من طبقات أهل المدينة. و من طريق ابن سعد روي الخبر في تهذيب الكمال 8/16-9 و الجزء الأخير منه في سير أعلام النبلاء 295/5.
2- كذا بالأصل و م و ت و د، و في تهذيب الكمال:«عمير» و تقدم عن خليفة بن خيّاط : عمرو.
3- كذا بالأصل و م و ت و د و تهذيب الكمال، و في المختصر: و لهم.
4- التاريخ الكبير 22/1.
5- في التاريخ الكبير: مديني.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (1):

محمّد بن إبراهيم بن الحارث يكنى أبا عبد اللّه، و هو إبراهيم بن الحارث بن خالد التيمي، روى عن ابن عمر مرسلا، و ابن عبّاس مرسلا، و عن أنس بن مالك، و عن الغفاري، و للغفاري صحبة، و عن معاذ بن عبد الرّحمن التيمي، و عن علقمة بن وقّاص، و أبي سلمة بن عبد الرّحمن، و عبد الرّحمن بن عثمان التيمي، و عطاء بن يسار، روى عنه الزهري، و يحيى ابن سعيد الأنصاري، و عمارة بن غزيّة، و يزيد بن الهاد، و عبد اللّه بن طاوس، و عبيد اللّه بن عمر، و محمّد بن عجلان، و محمّد بن إسحاق بن يسار، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي التيمي القرشي المدني، و أمّه حفصة بنت أبي يحيى، و اسم أبي يحيى عمرو، سمع ابن عمر، و أنس بن مالك، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، و محمّد بن إسحاق، و يزيد بن الهاد، و يقال: كان أبوه من المهاجرين الأوّلين، كنّاه خليفة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا الفضل المقدسي، أنبأنا مسعود بن ناصر، أنبأنا عبد الملك بن الحسن، أنبأنا أبو نصر البخاري قال (2):محمّد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي، أبو عبد اللّه التّيمي القرشي المدني، سمع علقمة بن وقّاص، و أبا سلمة، و عروة بن الزبير، و عيسى بن طلحة، و بسر بن سعيد، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، و يحيى بن أبي كثير، و يزيد بن الهاد في:«بدء الوحي» و «تفسير سورة المؤمن».

قال ابن سعد: قال الواقدي: توفي سنة عشرين و مائة، و قال ابن نمير مثله.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا إسحاق بن إبراهيم الجلاّب، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة، حدّثنا محمّد بن سعد (3)، أنبأنا محمّد بن عمر، حدّثنا موسى بن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال:

ص: 192


1- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 184/1.
2- راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 434/2 رقم 1662.
3- لم أعثر على الخبر في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

رأيت سعد بن أبي وقّاص و ابن عمر يأخذان برمّانة المنبر ثم ينصرفان.

أخبرنا (1) أبو الحسن السّلمي، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون البجلي، حدّثنا أبو زرعة، أخبرني هارون بن سعيد - يعني الأيلي في كتابه إلي حدّثنا ابن وهب، حدّثني أسامة بن زيد أن محمّد بن إبراهيم التيمي قال: كنت أرى عبد اللّه بن عمر يخرج إذا زالت الشمس، فيصلي اثنتي عشرة (2) ركعة قبل الظهر قال: فجئت يوما فسألني: من أنت ؟ فانتسبت له، و قال: كان جدّك من مهاجرة أرض الحبش.

قال أبو زرعة: محمّد بن إبراهيم التيمي رأى ابن عمر (3).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالا: أنبأنا أبو أحمد الغندجاني، أنبأنا أبو بكر الشيرازي، أنبأنا أبو الحسن المقرئ، أنبأنا البخاري (4)،حدّثني عمرو بن خالد، حدّثنا ابن وهب، حدّثني أسامة: أنّ محمّد بن إبراهيم التيمي حدّثه قال: لما قرأت القرآن و أنا فتى لزمت المسجد، فكنت أصلّي عند طريق عمر (5) بن الخطّاب في المسجد، و كنت أرى عبد اللّه بن عمر يخرج إذا زالت الشمس فيصلي ثنتي عشرة ركعة ثم يقعد، فجئته يوما فسألني من أنا؟ فانتسبت له، قال: جدك من مهاجرة الحبشة، فأثنى القوم عليّ خيرا فنهاهم (6).

أخبرناه (7) عاليا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنبأنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن علي، أنبأنا محمّد بن الحسن بن قتيبة، حدّثنا حرملة بن يحيى، أنبأنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني أسامة: أنّ محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي حدّثه قال:

لما قرأت القرآن و أنا فتى لزمت المسجد، قال: و كنت أصلّي عند طريق عمر بن الخطّاب إلى المسجد، قال: و كنت أرى عبد اللّه بن عمر يخرج إذا زالت الشمس إلى المسجد فيصلّي ثلاث عشرة ركعة قبل الظهر ثم يقعد، فجئته يوما فسألني من أنا؟ فانتسبت

ص: 193


1- كتب فوقها بالأصل و م و ت: ملحق.
2- بالأصل و م و ت و د: اثني عشر.
3- كتب بعدها بالأصل و م: إلى.
4- رواه البخاري في التاريخ الكبير 22/1-23.
5- كذا بالأصل و م و ت و د، و في التاريخ الكبير: عند طريق آل عمر بن الخطاب إلى المسجد.
6- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م و ت و د.
7- كتب فوقها بالأصل و م و ت: ملحق.

له، قال؛ كان جدك من مهاجرة الحبشة، فأثنى القوم عليّ خيرا، فأشار إليهم بيده أن لا تفعلوا، و نهاهم، و قال لي: ذلك خير لك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، و المبارك بن عبد الجبار، قالا:

أنبأنا الحسين بن جعفر - زاد المبارك و محمّد بن الحسين قالا:- أنبأنا الوليد بن بكر، أنبأنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، أنبأنا صالح بن أحمد بن عبد اللّه العجلي، أنبأنا أبي أبو الحسن قال (1):محمّد بن إبراهيم التيمي، مدني، ثقة.

أخبرنا أبو الحسين - إذنا - و أبو عبد اللّه - مشافهة - قالا: أنبأنا أبو القاسم، أنبأنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (2):ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: محمّد بن إبراهيم بن الحارث ثقة، سألت أبي عن محمّد بن إبراهيم التيمي ؟ فقال: ثقة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني، أنبأنا علي بن الحسن الرّبعي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنبأنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم، أنبأنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال: محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ثقة (3).

و قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي الفرّاء، أنبأنا رشأ ابن نظيف، أنبأنا أبو الفتح، أنبأنا أبو بكر، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف: قال موسى بن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه عن السّلولي، هذا حديث منكر، محمّد بن إبراهيم ثقة، و السّلولي لا أعرفه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن البسري، أنبأنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - حدّثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السّكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد ابن المغيرة، حدّثني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة تسع عشرة و مائة فيها

ص: 194


1- رواه العجلي في تاريخ الثقات ص 400 رقم 1432.
2- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 184/7.
3- تهذيب الكمال 9/16 و سير أعلام النبلاء 295/5.

توفي محمّد بن إبراهيم التيمي أبو عبد اللّه (1).

أخبرنا (2) أبو السعود بن المجلي، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي.

و أخبرنا أبو الحسين بن أبي يعلى، أنبأنا أبي، قالا: أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد الصيدلاني، أنبأنا محمّد بن مخلد (3) قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري حدّثكم الهيثم ابن عدي قال: محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي في سنة عشرين و مائة - يعني - مات.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن علي ابن محمّد، أنبأنا محمّد بن الحسين بن شهريار، حدّثنا أبو حفص الفلاّس قال: و مات محمّد ابن إبراهيم بن الحارث سنة عشرين و مائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو (4) سليمان بن زبر قال: قال الواقدي و عمرو: فيها - يعني - سنة عشرين و مائة، مات أبو بكر بن (5) محمّد، و محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي (6).

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي محمّد الكتاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا علي بن أحمد المقابري، أنبأنا موسى بن إسحاق الأنصاري، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه قال:

مات محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي سنة عشرين و مائة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (7):سنة إحدى و عشرين و مائة فيها مات محمّد بن إبراهيم التيمي.

ص: 195


1- تهذيب الكمال 9/16.
2- كتب فوقها في الأصل و م و ت: ملحق.
3- بالأصل: خالد، و المثبت عن م و ت و د.
4- سقطت «أبو» من م.
5- كتبت اللفظة فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
6- بالأصل: التميمي، تصحيف، و المثبت عن م، و ت، و د.
7- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 352 (ت. العمري) و عن خليفة في تهذيب الكمال 9/16 و سير أعلام النبلاء 295/5.
6034 - محمّد بن إبراهيم بن الحسين بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن

أبو العبّاس الحنّائي (1)

أصله من حلب، و هو والد أبي (2) الحسن (3) و أبي إسحاق، و أبي القاسم (4).

حدّث عن أبي بكر بن أبي الحديد.

روى عنه: ابنه أبو الحسين (5).

قرأت بخط أبي الحسن الحنّائي، و أنبأنيه أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا علي بن محمّد، أنبأنا أبي أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم رضي اللّه عنه، حدّثنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد الجهازي، حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن زبر القاضي، حدّثنا الهيثم بن سهل، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن أبي عمران الجوني، عن عبد اللّه بن الصّامت، عن أبي ذرّ قال:

قلت: يا رسول اللّه، الرجل يعمل العمل الصالح لنفسه و يحمده الناس، قال:«تلك عاجل بشرى المؤمن»[10849].

عبد اللّه بن أحمد: هو أبو بكر محمّد بن أحمد بن أبي الحديد، دلّسه الحنّائي لنزوله.

أخبرناه عاليا أبو الحسن الفقيه الشافعي، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر بن زبر فذكر مثله.

6035 - محمّد بن إبراهيم بن أبي حمزة

حكى عن أبي حفص عمر بن سعيد بن البرّي.

روى عنه: أبو أحمد بن بكر الطّبراني (6).

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن

ص: 196


1- الأنساب (الحنائي)، هذه النسبة بكسر الحاء، نسبة إلى بيع الحناء و هو نبت يخضبون به الأطراف، ترجم لابنه الحسين.
2- بالأصل و م:«والدي الحسن» و المثبت عن د، و ت.
3- أبو الحسن اسمه علي بن محمّد بن إبراهيم بن حسين، ترجمته في سير أعلام النبلاء 565/17.
4- و أبو القاسم اسمه الحسين بن محمّد بن إبراهيم بن الحسين، ترجمته في سير أعلام النبلاء 130/18 و في الأنساب كناه: أبا عبد اللّه.
5- كذا بالأصل و م و ت و د:«أبو الحسين» و لعل الصواب:«أبو الحسن».
6- و اسمه عبد اللّه بن بكر بن محمّد الطبراني، أبو أحمد، ترجمته في تاريخ بغداد 423/9 و فيه: ابن أبي بكر.

محمّد بن سليم، حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن يوسف بن مردة، أنبأنا أبو أحمد عبد اللّه بن بكر - بالأكواخ - حدّثني محمّد بن إبراهيم بن أبي حمزة، و حبان (1) الحرم سا؟؟؟ ى (2)قالا: سمعنا أبا حفص بن البرّي يقول:

سمعت المعلّم - يعني - ابن سيّد حمدويه يقول: مجلسان ما شهدتهما من عمري:

مجلسا من مجالس هؤلاء المخنثين و لا مجلسا من مجالس الصوفيّة.

6036 - محمّد بن إبراهيم بن زياد أبو عبد اللّه الإسكندراني الفقيه المالكي

6036 - محمّد بن إبراهيم بن زياد أبو عبد اللّه الإسكندراني الفقيه المالكي (3)

يعرف بابن الموّاز.

مصنّف على مذهب مالك بن أنس، قدم دمشق.

روى عنه: ابنه أبو القاسم بكر بن محمّد بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أبي مطر (4)الإسكندراني.

قدم دمشق مع أحمد بن طولون سنة تسع و ستين و مائتين لمّا قدمها لخلع الموفّق (5).

و ذكره أبو العباس الوليد بن بكر الأندلسي الحافظ في تسمية الفقهاء من أصحاب مالك، فقال:

محمّد بن إبراهيم بن الموّاز أبو عبد اللّه كان بالاسكندرية، تفقه بابن الماجشون (6)، و ابن عبد الحكم، و اعتمد على أصبغ (7)،و هو أجلّ من محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم (8)،و من محمّد بن سحنون (9) في نمط محمّد بن عبدوس (10) في التفريعات (11)،

ص: 197


1- بدون إعجام بالأصل، و في م:«حيان» و المثبت عن ت و د.
2- كذا رسمها بالأصل و د و ت و فوقها ضبة، و في م:«س ؟؟؟ ان».
3- ترجمته في الوافي بالوفيات 335/1 سير أعلام النبلاء 6/13 و العبر 66/2 و شذرات الذهب 177/2.
4- سير أعلام النبلاء 6/13 و فيه: علي بن عبد اللّه بن أبي مطر.
5- سير أعلام النبلاء 6/13.
6- هو عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد اللّه، أبو مروان تلميذ مالك، ترجمته في سير أعلام النبلاء 359/10.
7- هو أصبغ بن الفرج بن سعيد بن نافع، أبو عبد اللّه المصري، ترجمته في سير أعلام النبلاء 656/10.
8- ترجمته في تهذيب الكمال 430/16.
9- هو محمّد بن عبد السّلام بن سعيد، أبو عبد اللّه التنوخي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 60/13.
10- محمّد بن إبراهيم أبو عبد اللّه فقيه المغرب، ترجمته في سير الأعلام 63/13.
11- كذا العبارة بالأصل و ت، و في م و د: في نمط محمّد بن عبدوس في كثرة الحفظ ، و أعوص من ابن عبدوس في التفريعات.

فالعمل بمصر مستقر على قول ابن الموّاز، و بالقيروان و الأندلس على قول سحنون، و ربما تابع أصبغ بن الفرج في تخطئة ابن القاسم، و صرّح بذلك في كتبه، و هو في جملة أصبغ لأن مداره عليه في كتبه.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنبأنا أبو بكر الباطرقاني، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: محمّد بن إبراهيم بن زياد الإسكندراني مولى قيس، يكنى أبا عبد اللّه، كانت له تصانيف في الفقه على مذهب مالك، كتب إليّ علي بن أبي مطر الإسكندراني، قال: توفي محمّد بن إبراهيم الموّاز بدمشق سنة تسع و ستين و مائتين، قال أبو سعيد: آخر من حدّث عنه ابن أبي مطر.

[أخبرنا (1) أبو القاسم بن السمرقندي قال قال لنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي الفقيه، في كتاب طبقات الفقهاء من أصحاب مالك:

و منهم أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن المواز، كان بالاسكندرية تفقه بابن الماجشون و ابن عبد الحكم و اعتمد على أصبغ، و طلب في المحفة، فخرج من الاسكندرية هاربا إلى الشام، و لزم حصنا من حصونها حتى مات، و ذلك سنة إحدى و ثمانين و مائتين (2)،و المعول بمصر على قوله].

6037 - محمّد بن إبراهيم بن زياد بن عبد اللّه بن ميمون بن مهران

أبو عبد اللّه الرّازي

حدّث بدمشق و حلب سنة تسعين و مائتين عن محمّد بن مهران (3) الحمّال، و أبي مصعب الزهري، و أحمد بن خليد الكرماني، و أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، و أبي كريب، و محمّد بن عبد الأعلى الصّنعاني، و سهل بن عثمان العسكري، و إبراهيم بن عبد الحميد، و علي بن الأزهر الرّازي، و محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه الرّازي، و بدمشق سمع منه (4).

ص: 198


1- الخبر التالي سقط من الأصل، و استدرك عن م و ت و د، و اللفظ عن م.
2- و صحح الذهبي في سير أعلام النبلاء وفاته سنة 269.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 404/1 و ميزان الاعتدال 448/3 و سير أعلام النبلاء 458/14 و المنتظم 258/13 و العبر 157/2 و لسان الميزان 22/5 و شذرات الذهب 268/2.
4- من قوله: أبو عبد اللّه إلى هنا سقط من م.

روى عنه أبو بكر بن الزجّاج، و أبو حذيفة أحمد بن محمّد بن علي الدّينوري ورّاق ابن الأعرابي، و أبو جعفر أحمد بن إسحاق - قاضي حلب - و أبو الحارث عبد اللّه بن أحمد القاضي الطّبراني، و أبو علي بن شعيب، و جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، و أبو يعقوب الأذرعي، و أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن زكريا بن حيّوية النيسابوري، و أبو علي الحسن ابن علي بن زيد النيسابوري.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنبأنا أبو بكر يحيى بن عبد اللّه بن الحارث بن الزّجّاج العبدي، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن زياد بن ميمون الرّازي، حدّثنا محمّد بن مهران الحمّال، حدّثنا الوليد بن مسلّم، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

يَوْمَ يَقُومُ النّٰاسُ لِرَبِّ الْعٰالَمِينَ (1) مقدار نصف يوم يكون ذلك اليوم على المؤمنين كتدلّي الشمس للغروب»[10850].

قال: و أنبأنا أبو بكر يحيى بن عبد اللّه بن الحارث بن الزجاج، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن زياد الرّازي - قال غير عبد الكريم (2):بدمشق سنة تسع و ثمانين و مائتين - حدّثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر، حدّثنا مالك بن أنس، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«السّفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم نومه و طعامه و شرابه (3)،فإذا قضى أحدكم نهمته (4) من سفره فليعجّل إلى أهله» (5)[10851].

قال: عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الرّازي هكذا روى هذا الحديث أبو مصعب عن مالك.

[قال ابن عساكر] (6) قد أخطأ الرّازي على أبي مصعب، فإنه إنّما رواه عن مالك على ما رواه عنه غيره من الثقات عن سمي عن أبي صالح.

ص: 199


1- سورة المطففين، الآية:6.
2- يعني أبا محمّد عبد الكريم بن حمزة السلمي شيخ المصنف.
3- بالأصل:«و شرابكم» و المثبت عن م، و د، و ت، و الموطأ.
4- نهمته: أي حاجته.
5- موطّأ مالك، ما يؤمر به من العمل في السفر، رقم 1792.
6- الزيادة منا للإيضاح.

و قد أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، و أبو القاسم ابن البسري (1)،و أحمد بن علي بن أبي عثمان قالوا: أنبأنا أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصّلت.

ح و أخبرناه أبو محمّد السّيدي، أنبأنا أبو عثمان البحيري، أنبأنا زاهر بن أحمد، قالا:

حدّثنا إبراهيم بن عبد الصمد، أنبأنا أبو مصعب، حدّثنا مالك، عن سهيل، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فذكر نحوه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (2)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر أحمد بن علي (3)،أنبأني أحمد بن علي اليزدي (4)، أنبأنا أبو أحمد محمّد بن محمّد الحافظ ، قال: محمّد بن إبراهيم بن زياد الطّيالسي عمّر الكثير، فكان يروي عن المعافى بن سليمان الرّسعني، و أمية بن بسطام العيشي (5)،و إبراهيم ابن حمزة الزهري (6)،و اللّه أعلم أشرها كان ذلك منه أم صدقا؟ أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي سكن قرميسين (7)،يروي عن يحيى بن معين، و إبراهيم بن موسى الفراء، روى عنه يحيى بن صاعد، و أبو علي الحسن بن محمّد بن شعبة الأنصاري، ثم عمّر و كان يروي عن المعافى بن سليمان، و أمية بن بسطام، و أبي إسحاق إبراهيم بن حمزة، فاللّه أعلم أشرها كان ذلك منه أم صدقا؟ أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو محمّد بن صابر، و أبو يعلى حمزة بن الحسن، قالوا: أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا القاضي أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن محمّد الهمذاني

ص: 200


1- بالأصل و م: السرى، تصحيف، و التصويب عن د، و ت.
2- الزيادة عن م، و ت، و د، لتقويم السند.
3- رواه الخطيب أبو بكر في تاريخ بغداد 406/1.
4- كذا بالأصل و م و ت، و د، و في تاريخ بغداد: اليزيدي.
5- كذا بالأصل و م و ت و د، و في تاريخ بغداد: العبسي.
6- كذا بالأصل و م و ت و د «الر؟؟؟ رى» و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- قرميسين: بلد معروف، بينه و بين همذان ثلاثون فرسخا قرب الدينور (معجم البلدان).

بمصر قال: سمعت أبا نصر عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسين الأنماطي الهمذاني (1) يقول:

محمّد بن إبراهيم بن زياد الرّازي نزيل قرماسين (2)،روى عن إبراهيم بن موسى الفراء، و أبي مصعب الزهري، و علي بن حكيم الأودي، و عبيد اللّه بن عمر (3) القواريري، و محمّد بن حميد، روى عنه ابن أوس، و محمّد بن محمّد الصفّار، و حكي عن محمّد بن محمّد أنه قال:

تكلّموا فيه، و كان فهما بالحديث مسنا، و ذكر أن ابن وهب الدّينوري تكلّم فيه و أفسد حاله، و هو و ابن وهب ضعيفان جدّا.

أخبرنا أبو القاسم الخطيب، و أبو الحسن المالكي، و أبو منصور بن خيرون قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):محمّد بن إبراهيم بن زياد بن عبد اللّه، أبو عبد اللّه الطيالسي الرّازي، كان جوّالا، حدّث ببغداد، و بمصر، و طرسوس، و سكن قرميسين، و عمّر عمرا طويلا، كان يحدّث عن إبراهيم بن موسى الفرّاء، و المعافى بن سليمان الرّسعني، و يحيى بن معين، و عبيد اللّه بن عمر القواريري، و أبي مصعب الزهري، و علي بن حكيم الأودي، و محمّد بن حميد الرّازي، و أبي غسّان زنيج (5)،و هارون بن عبد اللّه البغدادي، و أبي سلمة المخزومي، و عبد الكريم بن أبي عمير الدهقان، و عبد الرّحمن بن يونس الرقّي و غيرهم، روى عنه يحيى بن محمّد بن صاعد، و الحسن بن محمّد بن شعبة، و مكرم بن أحمد القاضي، و جعفر بن محمّد الخلدي، و أبو بكر بن الجعابي في آخرين.

كتب إليّ أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو علي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن زياد بن عبد اللّه بن ميمون إن حلّت الرواية عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الحن، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (6) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (7)،أنبأنا محمّد بن عيسى البزار، حدّثنا صالح بن أحمد الحافظ قال:

ص: 201


1- بالأصل: الهمداني، بالدال المهملة، و المثبت عن م و ت و د.
2- كذا بالأصل و م، و د، و ت هنا: قرماسين. و هي قرميسين تعريب كرمان شاهان، تقدم التعريف بها.
3- بالأصل:«عمرو» تصحيف، و المثبت عن م، و د، و ت.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 404/1.
5- في تاريخ بغداد:«ذبيح» تصحيف.
6- زيادة عن م و ت و د، لتقويم السند.
7- رواه أبو بكر في تاريخ بغداد 406/1.

محمّد بن إبراهيم بن زياد الرّازي نزيل قرميسين، حدّثنا عنه أحمد بن محمّد المقرئ، و محمّد بن أحمد الصفّار، سمعت أبا جعفر - يعني الصفّار - يقول: تكلّموا فيه، و كان فهما بالحديث مسنّا، و قال صالح: سمعت أبي يقول: كتب ابن وهب الدّينوري و أفسد حاله بمرة فذكرت ذلك لأبي جعفر فقال: ابن وهب يتكلم في الناس و له في نفسه من الشغل ما لا يتفرغ لغيره.

و قال صالح: و سمعت أبا جعفر يقول: توهّمت أنّ الناس لا يحملون حديثه لضعفه.

قال الخطيب (1):و سألت أبا حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي الحافظ بنيسابور عن محمّد بن إبراهيم (2) بن زياد فقال: سمعت أبا أحمد الحافظ ذكره فقال: لو أنه اقتصر على سماعه لكان له فيه مقنع، لكنه حدّث عن شيوخ لم يدركهم، أو قال كلاما هذا معناه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، أنبأنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز، أنبأنا أحمد بن محمّد بن غالب - إجازة - قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني من المتروكين.

ح و أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق (3) بن بشرى، أنبأنا القاضيان أبو تمام علي بن محمّد بن الحسن، و أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي في كتابيهما عن [أبي] (4) الحسن الدارقطني قال:

محمّد بن إبراهيم بن زياد الرّازي بقرماسين (5) دجّال - زاد ابن بطرين: يضع الأحاديث - و لم يقل بقرماسين (6).

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: حدّثنا [و] (7) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (8) قال: قرأت في كتاب أبي الحسن الدارقطني بخطه:

محمّد بن إبراهيم بن زياد متروك، و في موضع آخر: ضعيف.

قال الخطيب (9):سألت أبا بكر البرقاني عنه فقال: بئس الرجل. قال الخطيب (10):قد

ص: 202


1- الخبر في تاريخ بغداد 406/1-407.
2- «بن إبراهيم» ليستا في تاريخ بغداد.
3- بالأصل:«بطر» و المثبت عن م، و د، و ت.
4- زيادة عن م، و ت، و د.
5- كذا بالأصول.
6- كذا بالأصول.
7- زيادة عن م و ت و د، لتقويم السند.
8- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 407/1.
9- تاريخ بغداد 307/1.
10- المصدر السابق 306/1.

كان محمّد بن إبراهيم حيّا سنة ثلاث عشرة و ثلاثمائة (1).

6038 - محمّد بن إبراهيم بن سعيد بن عبد الرّحمن بن موسى - و يقال: ابن موسى

ابن عبد الرّحمن أبو عبد اللّه العبدي البوشنجي (2) الماستوي (3)

أحد الأئمة الفقهاء و الحفّاظ العلماء.

سمع بدمشق: أبا بكر عبد اللّه بن يزيد المقرئ، و سليمان بن عبد الرّحمن، و حدّث عنهم، و عن أبي صالح محبوب بن موسى الأنطاكي، و يعقوب بن كعب الحلبي، و ابن مصفّى، و سليمان بن سلمة الخبائري، و أمية بن بسطام، و يحيى بن بكير (4)،و عبد اللّه بن محمّد بن أسماء، و محمّد بن أبي بكر المقدّمي، و أبي يعقوب يوسف بن عدي، و أبي نصر التمّار، و عبيد بن عبيدة التمّار.

روى عنه: محمّد بن إسماعيل البخاري، و محمّد بن إسحاق الصّغاني، و أبو حامد بن الشّرقي، و أبو العبّاس الدّغولي، و دعلج بن أحمد، و علي بن عيسى بن عبدويه، و علي بن محمّد بن نصر، و أبو بكر محمّد بن سليمان بن داود الزاهد، و أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم ابن عبدويه العبدوي، و أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الصّبغي (5)،و أبو عبد اللّه محمّد ابن يعقوب بن يوسف، و أبو الحسن محمّد بن الحسن بن الحسين بن منصور، و أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن سعد، و أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم بن عبدة السّليطي، و علي بن حمشاد العدل، و يحيى بن منصور (6) العنبري، و أبو القاسم علي بن المؤمّل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس، و أبو عبد اللّه محمّد بن رحمويه بن الأحنف البخاري الطواويسي، و أبو عمرو عثمان بن عبد اللّه البصري النيسابوري، و أبو عمرو بن نجيد، و أبو عمرو أحمد بن أحمد (7) الحرشي، و أبو الحسن علي بن محمّد بن سختويه و غيرهم.

ص: 203


1- ذكره ابن الجوزي في المنتظم في وفيات سنة 314 ج 258/13 رقم 2240.
2- بالأصل و ت:«البوسنجي» و في م و د: البرسنجي، و المثبت عن تهذيب الكمال.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 11/16 و تهذيب التهذيب 9/5 و الجرح و التعديل 187/7 و تذكرة الحفاظ 657/2 و الوافي بالوفيات 342/1 و طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 189/2 و سير أعلام النبلاء 581/13.
4- هو يحيى بن عبد اللّه بن بكير.
5- بالأصل: الضبعي، تصحيف، و التصويب عن م، و ت، و د، و تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.
6- كذا م و ت و د: و في تهذيب الكمال: محمّد.
7- كذا بالأصل، و في م و ت و د: محمّد، و في تهذيب الكمال: موسى.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفراوي، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، و إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العبّاس قالوا:

أنبأنا عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور، أنبأنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد السّلمي، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي (1)،حدّثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكير، حدّثني الليث بن سعد، عن حيّوة بن شريح، عن عقبة بن مسلّم، عن عبد اللّه بن الحارث بن جزء الزّبيدي قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«ويل للأعقاب و بطون الأقدام من النار»[10852].

قال: و حدّثنا محمّد بن إبراهيم البوشنجي (2)،حدّثنا يحيى بن عبد اللّه، بن بكير، حدّثني المغيرة بن عبد الرّحمن، عن أبي الزّناد، عن موسى، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لا يحلّ لامرأة [أن] (3) تصوم و زوجها شاهد إلاّ بإذنه، أو تأذن في بيته إلاّ بإذنه، و ما أنفقت من نفقة من غير أمره فإنّها تؤدّي إليه شطره».

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4):

محمّد بن إبراهيم أبو عبد اللّه البوشنجي (5)،و هو [ابن] (6) إبراهيم بن سعيد بن موسى ابن عبد الرّحمن العبدي، روى عن يحيى بن عبد اللّه بن بكير، و أبي صالح محبوب بن موسى الفرّاء، و عبيد بن عبيدة، و يعقوب بن كعب الحلبي، و أمية بن بسطام، كتب إليّ ببعض فوائده.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي في كتابه، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن

ص: 204


1- بالأصل و م و ت و د: البوسنجي، بالسين المهملة.
2- بالأصول: البوسنجي، بالسين المهمة.
3- زيادة عن المختصر، سقطت اللفظة من الأصل و م و ت و د.
4- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 187/7.
5- بالأصل و د، و ت: البوسنجي، و المثبت عن الجرح و التعديل، و في م: البرسنجي.
6- الزيادة عن الجرح و التعديل.

علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن سعيد بن موسى العبدي البوشنجي (1)،سكن نيسابور، و مات بها، سمع مسدّد بن مسرهد، و أبو جعفر النفيلي، روى عنه أبو عمرو الحرشي، و أبو حامد بن الشّرقي (2)،كنّاه لي علي بن محمّد.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنبأنا أبو طالب عبد الرّحمن بن محمّد الشيرازي، أنبأنا أبو ذرّ عبد بن أحمد - إجازة - أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن الحسين بن محمّد ابن مقاتل المزكي، أنبأنا أبو إسحاق أحمد بن محمّد (3) بن يونس البزاز (4) قال: محمّد بن إبراهيم البوشنجي (5) أبو عبد اللّه العبدي كان فقيه البدن، فصيح اللسان، كتب عن أهل الشام و عن أهل مصر، و الكوفة، و البصرة، و كان يحدّث عن يحيى بن بكير و من كان في عصره، و كتب بمصر الحديث مع أبي زرعة الرازي، و بالشام مع أحمد بن سيّار، و توفي بنيسابور سنة إحدى و تسعين (6) و مائتين في المحرم.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

محمّد بن إبراهيم بن سعيد بن عبد الرّحمن بن موسى العبدي أبو عبد اللّه الفقيه الأديب البوشنجي (7)،شيخ أهل الحديث في عصره، سمع بمصر، و الحجاز، و بالكوفة، و بالبصرة، و ببغداد، و بالشام، و ذكر بعض شيوخه ثم قال: روى عنه محمّد بن إسماعيل البخاري، و محمّد بن إسحاق الصّغاني (8).

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال (9):سمعت دعلج بن أحمد السّجزي يقول:

حدّثني بعض الفقهاء من أصحاب داود أنهم حضروا مجلس داود بن علي يوما ببغداد و دخل عليه المجلس رجل جلس آخر الناس ثم إنه كلّم داود بن علي في بعض ما كان يتكلّم به، فتعجّب داود من حسن كلامه فقال: لعلّك أبو عبد اللّه البوشنجي (10)؟قال: نعم، فقام

ص: 205


1- بالأصول: البوسنجي.
2- في م: السرقي.
3- «بن محمّد» استدركتا على هامش ت.
4- بالأصل: البزار، و المثبت عن م، و ت، و د.
5- بالأصول: البوسنجي.
6- بالأصل: و سبعين، و المثبت عن م، و ت، و د.
7- بالأصول: البوسنجي.
8- تهذيب الكمال 12/16.
9- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 12/16 و بعضه في سير أعلام النبلاء 582/13.
10- بالأصول: البوسنجي.

داود بنفسه إليه و أخذ بيده حتى أجلسه إلى جنبه و قال لأصحابه: قد حضركم من يفيد و لا يستفيد.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنبأنا أبو بكر بن خلف، أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه قال: سمعت أبا زكريا العنبري يقول (1):شهدت جنازة الحسين بن محمّد القبّاني سنة تسع و ثمانين و مائتين، فقدّم أبو عبد اللّه للصّلاة عليه، فصلّى عليه، فلمّا أراد أن ينصرف قدّمت دابته، و أخذ أبو عمرو الخفّاف بلجامه، و أبو بكر محمّد بن إسحاق بركابه، و أبو بكر الجارودي و إبراهيم بن أبي طالب يسويان عليه ثيابه، فمضى و لم يكلّم واحدا منهم.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال (2):سمعت أبا عمرو بن أبي جعفر يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن إسحاق يقول: لو لم يكن في أبي عبد اللّه البوشنجي (3) من البخل في العلم ما كان، و كان يعلّمني ما خرجت إلى مصر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، قال: أخبرتنا أم سعد أسماء بنت أحمد بن مهران - قراءة عليها - قالت: أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن منصور بن الحسين الخطيب البوشنجي العالي - إجازة - قال: دخلت على أبي الحسين بن المظفر الحافظ ببغداد فقال لي:

من أين ؟ قلت: من بوشنج (4)،فقال لي: هي التي منها محمّد بن إبراهيم البوشنجي (5)؟ فقلت: نعم، فقال: محمّد بن إبراهيم صاحب حديث، فاره كيّس (6).

قال العالي: و سمعت منصور بن العباس يقول: صح عندي أنّ اليوم الذي توفي أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم البوشنجي بنيسابور سئل محمّد بن إسحاق بن خزيمة عن مسألة، و كان شيّع جنازته فقال: لا أفتي حتى يواريه لحده (7).

ص: 206


1- من طريق العنبري روي الخبر في سير أعلام النبلاء 582/13 و تهذيب الكمال 12/16 و تذكرة الحفاظ 658/2.
2- من طريقه الخبر في تهذيب الكمال 12/16-13 و سير أعلام النبلاء 586/13.
3- بالأصول: البوسنجي.
4- بالأصول: بوسنج، و بوشنج بشين معجمة كما قيدها السمعاني: بلدة على سبعة فراسخ من هراة. (راجع الأنساب - و معجم البلدان) قال الذهبي في سير الأعلام 589/13 «قلت: و بعضهم يقولها بسين مهملة».
5- بالأصول: البوسنجي.
6- تهذيب الكمال 13/16.
7- تهذيب الكمال 13/16.

قال العالي (1):و سمعت حاجب بن إبراهيم بن محصن الهوجاني أبا طاهر يقول:

سمعت أبا أحمد بن أبي أسامة يقول: دخلت يوما على محمّد بن إبراهيم البوشنجي و كان من أفصح الناس، فقال: يا بني إنّ السماع خلس، قلت: و لو أمكنني أن أزقّك زق الدرّاج و أغرك غرّ (2) الحمام لفعلت (3).

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي - إجازة - أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال (4):سمعت أبا العبّاس أحمد بن سعيد الفقيه المروزي ببخارى يقول: سمعت أبا عمرو محمّد بن أحمد الضرير يقول: حضرت أبا عبد اللّه البوشنجي بمرو و قد وصف له حالي و ما انقلب فيه من العلوم فقال: أسألك عن مسألة، فقلت: مثل الشيخ لا يسأل مثلي، فقال: صدقت، أنا روباس الناس من الشاش إلى مصر، ثم قال لي: أ تدري ما الروباس ؟ قلت: لا، قال: هي الآلة التي يميّز بها بين جيد الفضّة و خبيثها.

أخبرنا أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم - إجازة - أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا بكر محمّد بن جعفر يقول: سمعت أبا عبد اللّه البوشنجي يقول للمستملي: الزم لفظي و خلاك ذمّ (5).

قال: و أنبأنا الحافظ قال (6):سمعت أبا بكر محمّد بن المؤمّل بن الحسن بن عيسى يقول: كان عمرو بن الليث بنيسابور و بشرويه قاضيه بها، فالتمس فقيها يكتب له قبالة لصدقة كان تصدّق بها، فقيل له: أبو عبد اللّه البوشنجي (7) ليس بخراسان أفقه منه، فدعاه و دفع إليه تلك النسخ، فأملى أبو عبد اللّه تلك القبالات، ثم إن عمرو بن الليث تقدّم إلى بشرويه القاضي بأن يجمع الشهود، فجمعهم و أخذ بشرويه يقرأ القبالة بنفسه، فلم يهتد لقراءتها لفصاحة البوشنجي و الألفاظ الغريبة التي أملاها، فقال: أيها الأمير ليس هذا بألفاظ الشروطيين، فقال أبو عبد اللّه: يا بشرويه تعلّمنا هذا العلم، و أنت تلتقط الكذا، و تكلم بلفظه.

ص: 207


1- بالأصل و م: العال، و المثبت عن د، و ت.
2- غرّ الفرخ: زقّه،(القاموس المحيط ).
3- تهذيب الكمال 13/16.
4- تهذيب الكمال 14/16.
5- تذكرة الحفاظ 658/2 و سير أعلام النبلاء 584/13 و تهذيب الكمال 14/16.
6- من طريق الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ رواه المزي في تهذيب الكمال 13/16.
7- بالأصول: البوسنجي.

آخر الجزء السادس عشر بعد الأربعمائة من الأصل.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو أحمد عبد الرّحمن بن إسحاق العامري، حدّثنا الأستاذ أبو عمرو أحمد بن أبي..... (1)،قال: سمعت أبا النضر محمّد بن محمّد ابن يوسف الطوسي يقول (2):سمعت أبا عبد اللّه البوشنجي (3) يقول: من أراد العلم و الفقه بغير أدب فقد اقتحم أن يكذب على اللّه و رسوله.

قرأت على أبي القاسم الشحامي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا عمرو إسماعيل بن نجيد السّلمي يقول: سمعت أبا عثمان سعيد بن إسماعيل يقول: تقدّمت يوما لأصافح أبا عبد اللّه البوشنجي تبرّكا به فقبض عني يده ثم قال:

يا أبا عثمان، لست هناك (4).

كتب إليّ أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه قال: سمعت أبا زكريا العنبري يقول: قال لي أبو عبد اللّه البوشنجي في شيء سألني عنه: أحسنت، ثم التفت إلى أبي فقال: يا أبا عبد اللّه قد قلت لابنك أحسنت، و لو قلت هذا لأبي عبيد لفرح به (5).

قال: و أنبأنا محمّد بن عبد اللّه قال: سمعت أبا عمرو بن إسماعيل بن نجيد يقول: كان أبو عبد اللّه البوشنجي من الكرم بحيث لا يوصف، و كان يقدم لسنانيره من كلّ طعام يأكله، فبات ليلة ثم ذكر السنانير، فقال لخادمه: أطعمتم اليوم سنانيرنا من طعامنا؟ فقال: لا، فأمر بالليل حتى طبخ من ذلك الطعام و أطعم السنانير (6).

أخبرنا أبو سعد محمّد بن محمّد المطرّز، و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه في كتبهم، ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد قالوا: أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن إسحاق

ص: 208


1- رسمها بالأصل و م و ت و د:«العرامي».
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 14/16 و فيه:«الطرسوسي» بدل «الطوسي» و الذهبي في سير أعلام النبلاء 586/13.
3- بالأصول: البوسنجي، و المثبت عن المصدرين السابقين.
4- تهذيب الكمال 14/16 و سير أعلام النبلاء 583/13 و طبقات الشافعية للسبكي 191/2.
5- سير أعلام النبلاء 583/13 و تهذيب الكمال 14/16.
6- تهذيب الكمال 14/16.

قال: سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيّان يقول: سمعت أبا جعفر الأرزناني و هو محمّد بن عبد الرّحمن يقول: و فيها - يعني - سنة إحدى و تسعين و مائتين مات محمّد بن إبراهيم البوشنجي بنيسابور.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر الحافظ ، أنبأنا أبو عبد اللّه الحاكم قال: سمعت أبا زكريا يحيى بن محمّد العنبري و أبا بكر محمّد بن جعفر المزكّي يقولان:

توفي أبو عبد اللّه البوشنجي (1) يوم الخميس غرة المحرم سنة إحدى و تسعين و مائتين، و دفن من الغد يوم الجمعة في مقبرة الحيرة، و صلى عليه أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة في ميدان هانئ بعد الصلاة، و دفن في مقبرة الحيرة بجنب الدرب على طريق خراسان (2).

6039 - محمّد بن إبراهيم بن سهل بن حيّة بن يحيى بن صالح أبو بكر البزّاز

6039 - محمّد بن إبراهيم بن سهل بن حيّة بن يحيى بن صالح أبو بكر البزّاز (3)

كان يسكن عقبة الصّوف.

روى عن أبي زرعة الدمشقي، و أبي الحسن مساور بن شهاب بن مسرور المزني (4)، و أبي معاوية عبيد اللّه بن محمّد القري (5)،و الحسين بن محمّد بن جمعة، و أبي نصر إسماعيل بن محمّد العذري، و عبد الرّحمن بن القاسم بن الرواس، و أبي العلاء أحمد بن صالح الأثطّ الصوري، و أحمد بن بشر بن حبيب الصّوري، و أبي بكر أحمد بن محمّد بن الوليد المرّي المقرئ، و أبي علي إسماعيل بن محمّد بن قيراط ، و علي بن غالب السكسكي، و عيسى بن إدريس البغدادي.

روى عنه: تمام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و عبد اللّه بن بكر الطّبراني.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن سهل بن يحيى بن صالح بن حيّة البزاز - قراءة عليه من أصل كتابه - حدّثنا أبو معاوية عبيد اللّه بن محمّد القري (6) المؤدب عند دار ابن أنس،

ص: 209


1- بالأصول: البوسنجي.
2- تهذيب الكمال 14/16-15 و انظر سير أعلام النبلاء 589/13.
3- كذا بالأصل، و م، و د، و ت:«البزار» و في المختصر: البزاز و سيرد فيما يلي:«البزاز» و هو ما أثبتناه.
4- بالأصل: المري، و المثبت عن م، و ت، و د.
5- كذا رسمها بالأصل و م و ت و د، راجع ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 99/38 رقم 4482 و فيها «المقرئ».
6- راجع الحاشية السابقة.

حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم، حدّثنا الوليد بن مسلّم، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«عجّ (1) حجر إلى اللّه - عزّ و جل - فقال: إلهي و سيدي، عبدتك منذ كذا و كذا سنة، ثم جعلتني في أسّ كنيف ؟ فقال: أ ما ترضى (2) أن عدلت بك عن مجالس القضاة»؟ [10853].

قال تمام: هذا حديث منكر من حديث الأوزاعي، و لأبي معاوية فيه إسناد آخر قد ذكرته في ترجمته (3).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر الخطيب قال: محمّد بن إبراهيم ابن سهل بن يحيى بن صالح بن حيّة أبو بكر البزاز الدمشقي، حدّث عن أبي نصر (4) إسماعيل ابن محمّد العذري، روى عنه تمام بن محمّد الرازي.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة عن علي بن هبة اللّه بن جعفر قال (5):و أما حيّة أوله حاء مهملة و بعدها ياء مشددة معجمة باثنتين من تحتها: أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن سهل بن يحيى بن صالح بن حيّة البزاز (6) الدمشقي، روى عن أبي نصر (7) إسماعيل بن محمّد العذري، حدّث عنه تمّام بن محمّد الرازي ساكن دمشق.

6040 - محمّد بن إبراهيم بن أبي عامر أبو عامر الصّوري النحوي

سمع بدمشق سليمان بن عبد الرّحمن، و هشام بن عمار، و عبد اللّه بن أحمد بن بشير ابن ذكوان، و عمرو بن خالد الحرّاني البصري، و عمران بن هارون البصري، و عمران بن هارون الرملي.

روى عنه أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب، و أبو القاسم الطّبراني، و موسى بن عبد الرّحمن المقرئ البيروتي.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد (8)،حدّثنا المقدام بن داود، حدّثنا أسد بن موسى.

ص: 210


1- عج يعج: رفع صوته و صاح.
2- في م: ترض.
3- راجع الحديث رقم 7598 و 7599 في ترجمة أبي معاوية عبيد اللّه بن محمّد بن الحكم 99/38.
4- في م: قصي.
5- الاكمال لابن ماكولا 323/2 و 327.
6- بالأصل و م و ت و د هنا: البزار.
7- في م، و د، و ت هنا: قصي، تصحيف.
8- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 59/18 رقم 108 في أخبار عوف بن مالك.

ح قال: و حدّثنا محمّد بن إبراهيم أبو عامر النحوي الصّوري، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، قالا: حدّثنا إسماعيل بن عيّاش، حدّثني عصمة بن راشد التنوخي (1)،و أبو بكر بن أبي مريم، عن حبيب بن عبيد، عن عوف بن مالك قال: صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على جنازة رجل من الأنصار، فسمعته يقول:«اللّهمّ صلّ عليه و اغفر له، و ارحمه، و عافه و اعف عنه، و أكرم نزله، و منقلبه، و اغسله بماء و ثلج و برد، و نقّه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، و أبدله بداره دارا خيرا من داره، و أهلا خيرا من أهله، و قه فتنة القبر و عذاب النار» قال عوف: فقد رأيتني في مقامي ذلك أتمنى أن أكون أنا الميت مكان ذلك الأنصاري لما رأيت من صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

6041 - محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن يعقوب بن زوزان

6041 - محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن يعقوب بن زوزان (2)

أبو بكر الحارثي الأنطاكي (3)

سمع بدمشق محمّد بن يحيى بن محمّد حامل كفنه، و زكريا بن يحيى السّجزي خيّاط السنّة، و الحسن بن علي بن خلف الصّيدلاني، و بغيرها: محمّد بن عبد الرّحمن بن بحير بن ريسان، و محمّد بن محمّد بن مشكان، و عبد اللّه بن محمّد القرشي، و أبا طالب عبد اللّه بن أحمد بن سوادة البغدادي، و يوسف بن يزيد القراطيسي، و محمّد بن عمرو بن خالد المصريين، و محمّد بن إبراهيم بن كثير الصوري.

روى: عنه أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الدهّان، و أبو بكر أحمد بن علي بن جعفر الواصلي الحلبي، و أبو الحسين محمّد بن أحمد بن جميع، و الفرج بن إبراهيم النّصيبي، و أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفّار بن ذكوان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسين بن سكّينة البغدادي الأنماطي - قراءة عليه - أنبأنا أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن القاسم ابن جامع الدّهّان - قراءة عليه - حدّثنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن يعقوب بن زوزان الحارثي بأنطاكية، حدّثنا الحسن بن علي بن خلف الصّيدلاني الدمشقي، حدّثنا

ص: 211


1- كذا بالأصل و م و ت و د، و في المعجم الكبير: الأملوكي.
2- بالأصل:«روذان» و المثبت عن م، و ت، و د.
3- سير أعلام النبلاء 334/15 و الاكمال لابن ماكولا 192/4.

سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا صندل بن زياد، حدّثنا عبّاد بن منصور، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أ ما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحوّل اللّه رأسه رأس حمار»[10854].

قال: و حدّثنا محمّد بن إبراهيم، حدّثنا أبو بكر عبيد اللّه بن منصور - بدمشق - حدّثنا محمّد بن خالد بن أسد الخراساني، حدّثنا مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«الندم توبة»[10855].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنبأنا أبو نصر (1) بن طلاّب، أنبأنا أبو الحسين بن جميع، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن روزان (2) أبو بكر الحارثي بأنطاكية، حدّثنا الحسين بن إسحاق، حدّثنا أبو الوليد خالد بن يزيد العمري، حدّثنا سفيان الثوري، حدّثنا عبد الملك بن عمير، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود، عن أبيه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«نضّر اللّه امرأ سمع مقالتي هذه فوعاها و حفظها و عقلها، فربّ حامل فقه ليس بفقيه»[10856].

[قال ابن عساكر:] (3) كذا قال: روزان براء (4) و زاي، الصواب زوزان بزاءين.

أخبرني أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنبأنا أبو بكر الخطيب قال:

ذكر أبو محمّد - يعني - عبد الغني بن سعيد فيما روى لنا عنه الصوري خاصة: محمّد بن إبراهيم بن زوزان الأنطاكي و قال: حدّث عن الناس.

قال الخطيب: و هذا الرجل كان سافر الكثير و كتب بالعراق، و الشام، و مصر، و حدّث عن أبي الوليد بن برد، و بشر بن موسى، و محمّد بن إبراهيم بن كثير الصوري، و أبي يزيد القراطيسي، و أبي علاثة محمّد بن عمرو بن خالد المصري، و أحمد بن يحيى بن خالد بن

ص: 212


1- الأصل: منصور، تصحيف، و المثبت عن م، و ت، و د.
2- الأصل هنا: روزان، و سينبه المصنف في آخر الحديث إلى الصواب. و في م و ت و د: زوران.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- كذا بالأصل، و في م و ت و د: كذا قال: زوران، بزاي وراء.

حيّان الرقّي، و الحسن بن إسحاق التّستري، روى عنه فرج بن إبراهيم النّصيبي، و أبو الحسين ابن جميع الصيداوي، ثم ساق له هذا الحديث الذي رويناه عن ابن جميع عنه.

رواه عن الصوري عن ابن جميع.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر الحافظ قال (1):أما زوزان بزاءين الأولى منهما مضمومة فهو: أبو بكر محمّد بن إبراهيم الأنطاكي الحارثي، له رحلة في الحديث و حديثه منتشر، كتب بالعراق، و الشام، و مصر، و حدّث عن أبي الوليد بن برد، و بشر (2) بن موسى، و محمّد بن إبراهيم بن كثير الصوري، و أبي يزيد القراطيسي، و أبي علاثة محمّد بن عمرو بن خالد المصري، و أحمد بن يحيى بن خالد بن حيّان الرقّي، و خلقا (3) كثيرا، روى عنه فرج بن إبراهيم النصيبي، و أبو الحسين بن جميع.

6042 - محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد بن بندار

ابن سهل بن إسحاق بن سعيد بن عبد الواحد

أبو زرعة الأسترآباذي المؤذن المعلّم المعروف باليمني (4)(5)

سمع بدمشق أبا الحسن بن جوصا، و بالجزيرة: أبا عروبة الحسين بن محمّد بن مودود، و بالعراق: أبا القاسم البغوي، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبا بكر بن أبي داود، و بخراسان: محمّد بن إسحاق السرّاج، و بفارس: علي بن الحسين بن معدان.

روى عنه: حمزة بن يوسف السهمي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف (6)- إجازة - حدّثنا أبو زرعة محمّد بن إبراهيم (7) اليمني بأستراباذ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن

ص: 213


1- الاكمال لابن ماكولا 192/4 و 193.
2- بالأصل و م و ت: بسر، و المثبت عن الاكمال، و د.
3- في الاكمال: و خلق كثير.
4- ترجمته في تاريخ جرجان ص 540 و سير أعلام النبلاء 48/17 و تذكرة الحفّاظ 998/3. و الأسترآباديّ بفتح الهمزة و سكون السين و فتح التاء و هذه النسبة إلى أسترآباذ بلدة كبيرة مشهورة، و هي من أعمال طبرستان بين سارية و جرجان (معجم البلدان).
5- لقب باليمني لسكناه مدة باليمن (قاله الذهبي في سير أعلام النبلاء).
6- رواه السهمي في تاريخ جرجان ص 540 ترجمة رقم 1160.
7- في تاريخ جرجان: محمّد بن عبد الرحمن اليمني.

إسحاق السراج، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا الليث - يعني - ابن سعد عن عياش بن عباس، عن بكير بن عبد اللّه بن الأشج، عن بسر بن سعيد أن سعد بن أبي وقّاص قال عند فتنة عثمان ابن عفّان: أشهد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إنّها ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم، و القائم خير من الماشي، و الماشي خير من الساعي»، قال: أ فرأيت إن دخل عليّ بيتي و بسط يده ليقتلني، قال:«كن كابن آدم»[10857].

أخبرناه أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه الكروخي، أنبأنا أبو عامر محمود بن القاسم، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصّمد، قالوا: أنبأنا عبد الجبّار بن محمّد، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محبوب، أنبأنا محمّد بن عيسى الترمذي، حدّثنا قتيبة، حدّثنا الليث فذكر بإسناده مثله.

قال لنا أبو القاسم بن السّمرقندي: قال لنا أبو القاسم الإسماعيلي: قال حمزة (1) فيما أجاز لنا.

محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد بن بندار بن سهل بن إسحاق بن سعيد بن عبد الواحد الأسترآباذي أبو زرعة المؤذن المعلّم، يعرف باليمني لأنه سكن اليمن مدة و تزوج بها، و ولد له بها: إبراهيم ابنه، و يقال له العطاري لأنه حافد محمّد بن بندار العطار، كتب الكثير، و رحل إلى خراسان، و كتب عن محمّد بن إسحاق السرّاج، و بالشام: عن ابن جوصا، و بالجزيرة: عن أبي عروبة، و بمصر و العراقين: عن البغوي، و ابن أبي داود، و ابن صاعد، و عن عبد الكريم التمّار، و بفارس: عن علي بن الحسين بن معدان، مات بأستراباذ (2).

6043 - محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن عمر أبو همّام الطّوسي الحافظ

حدّث بدمشق عن أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق المروزي الحافظ ، و محمّد ابن مخلد الدوري، و أبي علي محمّد بن سعيد الحرّاني، و أبي علي عبد الصّمد بن محمّد بن يزيد الحلبي، و حسين (3) المحاملي، و علي بن جعفر بن مسافر التّنّيسي، و أبي محمّد عبيد اللّه بن الحسن بن عبد الرّحمن القاضي الصابوني، و أبي العبّاس بن عقدة.

ص: 214


1- يعني حمزة بن يوسف السهمي، و الخبر في تاريخ جرجان ص 540 رقم 1160.
2- قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 48/17 أنه بقي إلى حدود نيّف و سبعين و ثلاثمائة.
3- بالأصل: يزيد، ثم شطبت، و كتب فوقها:«و حسين».

روى عنه: عبد الوهّاب الميداني، و أبو الحسن الربعي، و أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن الطيّان، و عبد الغني بن سعيد، و أبو إسحاق بن السمسار، و أبو طاهر الحسين بن محمّد بن عامر المقرئ الأيلي - إمام الجامع بدمشق-.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، و عبد اللّه بن أحمد بن عمر، قالا: حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، حدّثنا أبو الحسن علي بن الحسن الربعي، حدّثنا أبو همّام محمّد بن إبراهيم، حدّثنا أبو علي محمّد بن سعيد، حدّثنا حفص بن عمر بن الصباح، حدّثنا عبد اللّه بن رجاء، أنبأنا أبو حفص بن العلاء - قال: و ما أدري ما اسمه - عن نافع عن ابن عمر. أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم كان يخطب إلى جذع، فلمّا وضع إليه المنبر حنّ إليه الجذع، فأتاه، فمسحه، فسكن[10858].

6044 - محمّد بن إبراهيم بن عبد الحميد أبو بكر الحلواني

6044 - محمّد بن إبراهيم بن عبد الحميد أبو بكر الحلواني (1)

ولي قضاء بلخ.

و سمع بدمشق: سليمان بن عبد الرّحمن، و أبا الطاهر موسى بن محمّد البلقاوي، و بحمص: محمّد بن إسماعيل بن عياش، و عبيد بن جناد الحلبي، و عمرو بن خالد الحرّاني بمصر، و بالجزيرة أبا جعفر النّفيلي، و أحمد بن عبد الملك بن واقد الحرانيين، و علي بن بحر ابن برّي، و سعيد بن أشعث السمّان، و محمّد بن جعفر الفيدي (2)،و الحسن بن إدريس الحلواني، و يحيى بن معين، و أحمد بن المنذر، و هدبة بن خالد، و محمّد بن عبيد بن حساب، و الحسن بن حمّاد سجّادة (3).

روى عنه: أبو أحمد حمزة بن محمّد بن العبّاس الكاتب، و إسماعيل بن محمّد النحوي الصفّار، و أبو جعفر محمّد بن عمرو بن البختري، و أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السمّاك، و أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي، و أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد النّيسابوري.

أخبرنا أبو القاسم بن علي، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (4) أبو منصور المقرئ، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنبأنا هلال بن محمّد الحفّار،، حدثنا أبو جعفر محمّد بن عمرو بن البختري الرّزّاز - إملاء - حدّثنا محمّد بن إبراهيم الحلواني، حدّثنا

ص: 215


1- ترجمته في تاريخ بغداد 398/1.
2- الفيدي نسبة إلى فيد، و هي قلعة بالنجد على منتصف الطريق في ناحية العراق (الأنساب).
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 392/11.
4- زيادة لتقويم السند عن م و ت و د.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 398/1-399.

محمّد بن إسماعيل بن عيّاش، حدّثني أبي، حدّثنا ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن عبد الرّحمن بن عائذ أنّ أبا بردة (1) بن أبي موسى حدّثه عن أبيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:

«رأيت رجالا تقرض جلودهم بمقاريض من نار، قلت: ما شأن هؤلاء؟ فقال: هؤلاء الذين يتزينون إلى ما لا يحلّ لهم، و رأيت جبّا خبيث الريح فيه صياح، قلت: ما هذا؟ قال:

هنّ نساء يتزين إلى ما لا يحلّ لهن، و رأيت قوما اغتسلوا في ماء الحياة، قلت: ما هؤلاء؟ قال: هم قوم خلطوا عملا صالحا و آخر سيئا»[10859].

أخبرنا أبو القاسم زاهر و أبو بكر وجيه ابنا (2) طاهر قالا: أنبأنا أحمد بن الحسن بن محمّد، أنبأنا أبو بكر بن حمدون، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن عبد الحميد الحلواني، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي، حدّثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه، عن عطاء بن أبي رباح، عن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف، عن أبيه، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال:

«يا بن عوف إنّك من الأغنياء و لن تدخل الجنّة إلاّ زحفا، فأقرض اللّه يطلق قدميك»[10860].

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا[-و] (3) أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا محمّد بن الحسين القطّان، أنبأنا عثمان بن أحمد الدقّاق، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن عبد الحميد، حدّثنا محمّد بن جعفر الفيدي (5)،عن جابر بن نوح، عن إسماعيل ابن قيس، عن عبد اللّه بن مسعود قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أنا فرطكم على الحوض، و إنّي مكاثر بكم الأمم، فلا تقتتلوا بعدي»[10861].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الحافظ (6):

ص: 216


1- صحفت في تاريخ بغداد إلى: برزة.
2- بالأصل:«أنبأنا» تصحيف، و التصويب عن م، و ت، و د.
3- زيادة عن م و ت و د لتقويم السند.
4- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 237/7 في أخبار جابر بن نوح الحماني.
5- بدون إعجام بالأصل، و تقرأ في م: العبدي، و في ت: العيدي، و التصويب عن د، و تاريخ بغداد.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 398/1.

محمّد بن إبراهيم بن عبد الحميد أبو بكر الحلواني قاضي بلخ، سكن بغداد و حدّث بها عن أبي جعفر النّفيلي، و أحمد بن عبد الملك بن واقد الحرّاني، و علي بن بحر القطان، و سعيد بن أشعث السّمّان، و محمّد بن إسماعيل بن عياش، و موسى بن محمّد المقدسي (1)، و محمّد بن جعفر الفيدي (2)،روى عنه إسماعيل بن محمّد الصفّار، و محمّد بن عمرو الرّزّاز، و أبو عمرو بن السمّاك، و حمزة بن محمّد الدهقان، و كان ثقة.

6045 - محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مروان

أبو عبد اللّه القرشي (3)

روى عن أبيه، و أبي عبد الملك البسري، و زكريا بن يحيى خياط السنّة، و سليمان بن أيوب بن حذلم، و الحسن بن علي بن خلف، و عبد الرّحمن بن إسحاق بن عبد الحميد بن فضالة، و الحسين بن محمّد بن جمعة، و أبي الجهم عمرو بن حازم القرشي، و مكحول البيروتي، و أبي طالب عبد اللّه بن أحمد بن سوادة، و أبي علي بن قيراط ، و محمّد بن يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و أبي بكر محمّد بن هارون بن محمّد بن بكّار، و عمرو بن دحيم، و أحمد (4) بن أحمد بن عبد الواحد بن جرير الصوري، و محمّد بن أحمد بن أبي عتاب، و محمّد بن حسن الألوسي، و أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، و أحمد بن العبّاس بن الوليد بن مزيد، و أحمد بن المعلّى بن يزيد، و عمر، و عثمان ابني الحسن بن نصير الحلبيين، و أبي علاثة محمّد بن أبي غسّان المصري، و أبي عقيل أنس بن سلّم الخولاني.

روى عنه: تمام بن محمّد، و أبو الحسن بن السمسار، و أبو محمّد عبد اللّه بن إبراهيم ابن عبد اللّه بن سيما المؤدّب، و أبو الحسين محمّد بن الخضر بن عمر الفارض، و عبد الوهّاب الميداني، و أبو بكر محمّد بن رزق اللّه بن عبد اللّه بن أبي الأسود المنيني، و أبو الفتح محمّد بن عمر بن أحمد اليبروذي (5)،و أبو القاسم الحسين بن أحمد بن موسى بن السمسار، و أبو أحمد عبد الواحد بن الحسين بن الحسن بن الورّاق، و أبو شعيب صالح بن

ص: 217


1- كذا بالأصل، و م، و د، و تاريخ بغداد، و في ت: القدسي.
2- بدون إعجام بالأصل و ت، و في م: العبدي، و المثبت عن د، و تاريخ بغداد.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 62/15 و الوافي بالوفيات 942/1 و العبر 311/2 و شذرات الذهب 27/3.
4- كذا و ت، و في م و د: و محمّد بن أحمد..
5- إعجامها مضطرب بالأصل و م و ت و د، البيرودي بتقديم الباء تصحيف و الصواب ما أثبت اليبروذي بتقديم الياء، و هذه النسبة إلى يبرود بلدة بين حمص و بعلبك (معجم البلدان) و قد ذكره ياقوت فيمن نسب إليها نقلا عن ابن عساكر.

محمّد بن صالح، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن يعقوب، و أبو الفرج الهيثم بن أحمد الصبّاغ الفقيه، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو عبد اللّه الحسن بن عثمان بن أحمد اليبرودي (1)،و الخصيب بن عبد اللّه بن محمّد القاضي، و أبو القاسم حويّ ابن علي بن صدقة بن حويّ ، و أبو الحسين عبيد اللّه بن الحسن بن أحمد الورّاق.

و انتقى عليه ابن مندة فوائده و أملى في الجامع.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد ابن صالح السّلمي المقرئ المعروف بالمطرّز - قراءة عليه - أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمّد بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو عبد اللّه، أنبأنا أبو الحسن بن السمسار، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن القرشي، حدّثنا أبو عبد الرّحمن زكريا بن يحيى السّجزي، حدّثنا سعيد بن كثير، حدّثنا إسحاق - يعني - ابن إبراهيم، عن صفوان - يعني - ابن سليم قال: قال عبد اللّه بن دينار: قال أبو صالح: قال أبو هريرة:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«تعس عبد الدينار، و عبد الدرهم، و عبد الحلّة، و عبد الخميصة، تعس و نكس، و إذا شيك (2) فلا انتقش (3)،طوبى لعبد مغبر قدمه في سبيل اللّه، شعث رأسه إذا كانت الساقة كان فيهم، و إذا كان الحرس كان فيهم، إن شفع لم يشفع، و إن استأذن لم يؤذن له، طوبى له ثم طوبى له»[10862].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، حدّثني أبو القاسم تمام بن محمّد، و عبد الوهّاب بن جعفر الميداني و غيرهما، قالوا:

توفي أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان (4) يوم الجمعة عند غروب الشمس لعشر خلون من شوال سنة ثمان و خمسين و ثلاثمائة.

ص: 218


1- إعجامها مضطرب بالأصل و ت و د و الصواب: اليبرودي بتقديم الياء، و هذه النسبة إلى يبرود من قرى البيت المقدس، ذكره ياقوت فيمن ينسب إليها و سمّاه: الحسين (معجم البلدان).
2- بالأصل و م و ت و د: شاك، و المثبت عن النهاية لابن الأثير. و فيها: شيك الرجل فهو مشوك و كذلك إذا دخل في جسمه شوكة.
3- انتقش: نقش الشوكة إذا استخرجها من جسمه، و قد نقشها و انتقشها قال ابن الأثير: إذا شيك فلا انتقش: أي إذا دخلت فيه شوكة لا أخرجها من موضعها.(النهاية نقش).
4- كذا بالأصل و د، و ت، و في م:«موسى» تصحيف.

قال عبد العزيز: حدّث عن أبي عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، و زكريا بن يحيى السّجزي و غيرهما، و كان ثقة مأمونا جوادا انتقى عليه أبو عبد اللّه محمّد بن مندة الأصبهاني الحافظ فوائده ثلاثين جزءا (1).

حدّثنا عنه عبد الرّحمن بن أبي نصر، و تمام بن محمّد، و عدة غيرهما، و قال غيرهم:

توفي يوم السبت الحادي عشر منه.

6046 - محمّد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدوس بن علي بن عبد اللّه بن عبيد اللّه

ابن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود أبو عبد اللّه الهذلي العبدوي النيسابوري

سمع بدمشق أبا الحسن بن جوصا، و بعسقلان: أبا عمر عبد الرّحمن بن أبي قرصافة، و محمّد بن الحسن بن قتيبة، و بمصر: علاّن علي بن أحمد بن سليمان، و بالبصرة: أبا خليفة الجمحي، و بخراسان: أبا عبد اللّه البوشنجي (2)،و الحسين بن إدريس، و أحمد بن نجدة بن العريان الهرويين، و بمكة: المفضّل بن محمّد الجندي، و بالجزيرة: أبا عروبة الحرّاني، و بالأهواز: عبدان (3) العسكري، و بالري: إبراهيم بن يوسف الهسنجاني (4)،و جماعة سواهم.

روى عنه إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن علي ابن زياد، و الحسين بن محمّد الماسرجسي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكّي يقول: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه مستملي محمّد بن إسحاق بن خزيمة يقول: سمعت محمّد بن سختويه البردعي - سكن عسقلان - يقول: سمعت أبا عمير بن النحّاس عيسى بن محمّد بن عيسى و ذكر عنده أحمد بن حنبل، فقال: رحمه اللّه، عن الدنيا ما كان أصبره و بالماضين ما كان أشبهه، و بالصالحين ما كان ألحقه، عرضت له الدنيا فأباها، و البدع فنفاها.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

ص: 219


1- سير أعلام النبلاء 63/15.
2- بالأصل و م و ت و د: البوسنجي.
3- هو عبد اللّه بن أحمد بن موسى بن زياد أبو محمّد الأهوازي الجواليقي ترجمته في سير أعلام النبلاء 168/14.
4- رسمها بالأصل:«السحا؟؟؟ ى» و في م:«السنجابي» و في د، و ت:«السنجابي» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 115/14.

محمّد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدوس بن علي بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن عتبة بن مسعود الهذلي أبو عبد اللّه العبدوي النيسابوري المعروف بكثرة السماع و الرحلة في طلب الحديث و التصنيف، و إفادة الناس في الحضر و السفر، و كان يستملي على أبي بكر بن خزيمة.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن إبراهيم العبدوي و سألته عن وفاة أخيه أبي عبد اللّه ؟ قال: توفي أخي أبو (1) عبد اللّه - رحمه اللّه - شهيدا بالكوفة سنة القرمطي، أصابته جراحة في البادية، فردّ إلى الكوفة فمات بها في عشر ذي الحجة سنة ثلاث و عشرين و ثلاثمائة.

6047 - محمّد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان

أبو بكر المعروف بابن المقرئ الأصبهاني (2)

أحد المكثرين الرّحّالين و المحدّثين المشهورين.

سمع بدمشق أبا بكر بن خريم (3)،و أبا سعيد محمّد بن أحمد بن عبيد بن فيّاض، و أبا العباس محمّد بن صالح بن أبي عصمة، و أبوي الحسن: محمّد بن عون الوحيدي، و محمّد ابن أحمد بن عمارة العطّار، و أبا الجهم بن طلاّب، و محمّد بن بكّار بن يزيد البتلهي، و أحمد ابن هشام بن عمّار، و محمّد بن حامد اليحياوي، و أبا عبد اللّه الهروي و غيرهم، و بمصر: أبا بكر محمّد بن زبّان، و علي بن أحمد الصّيقل علاّن، و أبا عبد اللّه محمّد بن أحمد بن حمّاد ابن مسلّم، و محمّد بن بشر الزنبري، و محمّد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان، و أبا جعفر محمّد ابن جعفر بالرملة، و محمّد بن سلمة بن قربا بعسقلان، و محمّد بن معافى بصيدا، و محمّد بن الربيع الجيزي، و غيره بمكة، و عبد اللّه بن محمّد بن سلّم (4) ببيت المقدس، و أحمد بن عبد الجبّار الصوفي ببغداد، و عبد اللّه بن زيدان بالكوفة، و أحمد بن محمّد الواسطي بواسط ، و جماعة سواهم.

كتب عنه أبو الشيخ عبد اللّه بن محمّد بن جعفر - و هو من أقرانه - و روى عنه أبو نعيم

ص: 220


1- بالأصل: أبي، تصحيف، و التصويب عن م، و ت، و د.
2- ترجمته و أخباره في: سير أعلام النبلاء 398/16 و ذكر أخبار أصبهان 297/2 و تذكرة الحفاظ 973/3 و الوافي بالوفيات 342/1 و غاية النهاية 45/2 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 381-400).
3- بالأصل و م و ت و د: حريم، تصحيف.
4- في م: سالم.

الحافظ ، و أبو سعد الماليني، و عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن، و أبو الحسن علي ابن محمّد بن عبد الصّمد الدّليلي (1)،و أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن النعمان الفضاض (2)، و أبو الفتح منصور بن الحسين الكاتب، و أبو طاهر بن محمود الأديب، و أبو القاسم إبراهيم ابن منصور سبط بحرويه، و أبو الطّيب عبد الرزّاق بن عمر بن شمّة، و أبو مسلّم محمّد بن علي بن محمّد بن مهرابزد، و جماعة غيرهم، و سمع بحلب، و الرقّة، و حرّان، و الموصل، و أصبهان، و همذان، و العسكر، و تستر، و بابسير (3)،و البصرة و غيرها من البلدان، و جمع معجم أسماء شيوخه في أربعة أجزاء، و خرّج الفوائد في أربعة عشر جزءا، و كان مكثرا ثقة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ، أنبأنا محمّد بن نصير بن أبان المدني، حدّثنا إسماعيل بن عمرو، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عائشة.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كان ينام و هو جنب، و لا يمسّ ماء.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنبأنا منصور بن الحسين بن علي بن القاسم، و أحمد بن محمود بن أحمد، قالا: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن خريم ابن محمّد بن مروان بن عبد الملك العقيلي البزار الدمشقي - بها - حدّثنا دحيم، حدّثنا الوليد ابن مسلّم، حدّثنا الأوزاعي، حدّثني يحيى، حدّثني أبو سلمة قال: سألت عائشة: أ كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ينام و هو جنب ؟ قالت: نعم، و يتوضأ وضوءه للصلاة.

أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه الخطيبي - خطيب جامع أصبهان، بها - أنبأنا أبو الطيّب عبد الرزّاق بن عمر بن موسى بن شمّة (4)،أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قال:

سمعت ابن منيع بمكة عند الحجر الأسود يقول: سمعت عمرو بن محمّد الناقد يقول:

سمعت المعتمر بن سليمان يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبا عمرو الشيباني يقول:

سمعت عبد اللّه بن مسعود يقول: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«سباب المسلّم فسوق و قتاله كفر»[10863].

ص: 221


1- كذا بالأصل و م و ت و د، و في سير الأعلام: الصائغ.
2- ضبطت بضم الدال المهملة و فتح اللام و سكون الياء عن الأنساب و هذه النسبة إلى دليل، اسم جد.
3- بابسير: بفتح الباء الثانية و كسر السين المهملة، بلدة من نواحي الأهواز (معجم البلدان).
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 149/18.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد الكبريتي، أنبأنا أبو مسلّم محمّد بن علي بن محمّد، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أحمد بن الحسن الصوفي قال: سمعت هارون بن معروف يقول: رأيت فيما يرى النائم كأن قائلا يقول لي: من شغله الحديث عن القرآن عذّب.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ (1):

محمّد بن إبراهيم بن علي بن عاصم (2) أبو بكر بن المقرئ محدّث كبير، ثقة أمين، صاحب مسانيد و أصول، سمع بالعراق، و الشام، و مصر، ما لا يحصى كثرة، توفي يوم الرابع و العشرين (3) من شوال سنة إحدى و ثمانين، و كان من المعمّرين، توفي عن ست و تسعين سنة.

سمعت أبا أحمد معمر بن عبد الواحد بن رجاء بن الفاخر (4) يقول (5):سمعت عمّي محمّد بن عبد الواحد يقول: سمعت أبا نصر بن أبي الحسن بن أبي عمر يقول: سمعت ابن سلامة يقول:

قيل للصاحب: إنك رجل معتزلي (6)،و أبو بكر بن المقرئ رجل صاحب حديث و تحبه أنت لما ذا؟ فقال: لمسألتين اثنتين: كان أبو بكر بن المقرئ صديق والدي، و قيل:

مودة الآباء قرابة الأبناء، و لمسألة أخرى: أني كنت نائما فرأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في المنام فقال: أنت نائم و وليّ من أولياء اللّه على بابك، فانتبهت و دعوت البوّاب و قلت من بالباب ؟ قال: أبو بكر بن المقرئ بالباب.

حدّثنا أبو نصر الحسن بن محمّد بن إبراهيم الأصبهاني الحافظ ببغداد قال: رأيت بخط أبي القاسم العنبري والد أبي الفوارس كتب الصاحب إسماعيل بن عباد إلى أبي سعيد بن الفرخان بسبب أبي الربيع الأسترآباذي مستملي أبي بكر بن المقرئ - رحمه اللّه - كتابا نسخته

ص: 222


1- رواه أبو نعيم الحافظ في ذكر أخبار أصبهان 297/2.
2- في ذكر أخبار أصبهان: بن عاصم بن زاذان.
3- قوله:«يوم الرابع و العشرين» ليس في ذكر أخبار أصبهان.
4- مشيخة ابن عساكر 224/ب.
5- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 401/16.
6- بالأصل و م: معتزل، و المثبت عن د، و ت، و سير أعلام النبلاء.

هذا: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، لي عندك أدام اللّه عزّك كتب جواب جميعها مرقوب بإذن اللّه، و كان في كتابك اليوم: أنّ جماعة من حملة الآثار حاطهم اللّه، حضروا يشكون المعروف بأبي الربيع في تصييره، حجّابا و حجازا بينهم و بين السماع من أبي بكر بن المقرئ أعزّه اللّه تصرفا مع الطمع و اخلادا إلى الشرة فاستعظمت ما يجري إليه ذلك الغبي إذ من المفروض على أهل البصائر حسن التعاون على نقل السنن، و الرفق بمن هجر الأوطان و امتطى الأقدام، و صبر على لأواء السفر، و شقّ النفس و ضنك العيش، و مفارقة الأهل و الولد، كلّ ذلك حرصا على أن يتحمل صالح ما نقل عن سيّد المرسلين، و خير الأنبياء أجمعين صلى اللّه عليه و على آله الطاهرين، فمن أعنت وافدهم و جفا واردهم، و رد طالبهم، و خيب واعيهم، كان على خسر و ضلال و جهل و خبال، فقد كتبنا في الأثر المسموع و المسند المعروف أنّ الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يصنع، و سبيل هذا المشكو أن يمنع من الاستملاء ليتولاه من هو لين، يحنو على الغريب و يرفق بالضعيف، و يقرب الأمد على السامع، و يلطف للشيخ أعزّه اللّه، فيتحين أوقات نشاطه، و يرفهه عند ضجره و انقباضه و يطلب وجه اللّه بفعله، و يتوخى الأجر بحسن هديه، فأحسن أدام اللّه عزّك الاهتمام بذلك، لتجري أمور هذه العصبة على سداد و استقامة، و استمداد و استفادة، جعلنا اللّه من الذين إذا رأوا خيرا سارعوا إليه، و إذا شاهدوا نكرا لم يغاروا عليه.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا أبو منصور عبد المحسن بن محمّد بن علي، أنبأنا أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، قال:

سنة إحدى و ثمانين و ثلاثمائة فيها توفي أبو بكر بن المقرئ بأصبهان في شوّال، ثقة، مأمون، كتب إليّ بما يصح من حديثه، و له ستّ (1) و تسعون سنة (2).

6048 - محمّد بن إبراهيم بن العلاء أبو عبد اللّه الزّاهد السّائح

6048 - محمّد بن إبراهيم بن العلاء أبو عبد اللّه الزّاهد السّائح (3)

من أهل غوطة دمشق.

حدّث عن شعيب بن إسحاق، و بقية بن الوليد، و عمّار بن سيف الضّبّي، و إسماعيل بن عيّاش، و أبي عبد الرّحمن المقرئ، و أحمد بن محمّد العنبري ابن أخي سوّار القاضي،

ص: 223


1- بالأصل و م و ت و د: ستة.
2- سير أعلام النبلاء 400/16.
3- ترجمته في الجرح و التعديل 186/7 و تهذيب الكمال 21/16 و تهذيب التهذيب 12/5 و الكامل في ضعفاء الرجال 271/6.

و سعيد بن مسلمة الأموي، و عبيد اللّه بن عمرو الرقّي، و أيوب بن سويد الرّملي، و مبشّر بن إسماعيل الحلبي، و عبد اللّه بن يونس الإسكندراني، و سويد بن عبد العزيز، و محمّد بن الحجّاج اللّخمي.

روى عنه: يحيى بن أبي طالب، و أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي، و أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي، و أبو الفضل جعفر بن أحمد بن محمّد بن الصّبّاح الجرجاني، و محمّد بن سعيد بن مهران الأبلّي، و عبد العزيز بن معاوية القرشي العتابيّ ، و الحسين بن حميد بن الربيع الخزّار، و الحسن بن سفيان، و أبو عبد اللّه بن ماجة في سننه، و أبو إسحاق الجرجاني، و عبد القدّوس بن محمّد الحبحابي، و أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد غلام خليل.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السعدي، قالا: أنبأنا أبو عثمان البحيري، أنبأنا أبو عمرو بن حمدون، حدّثنا الحسن بن شقيق، حدّثنا محمّد بن إبراهيم الشامي بعبّادان، حدّثنا سعيد بن مسلمة، عن ابن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه»[10864].

قال: و أنبأنا ابن حمدان قال: و أنبأنا محمّد بن إسحاق الثقفي، حدّثنا محمّد بن الصباح، حدّثنا سعيد بن مسلمة نحوه.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو عبد اللّه الحسين ابن محمّد البارع، و أبو غالب عبد اللّه بن أحمد بن بركة السمسار، قالوا: أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الحربي، حدّثنا جعفر بن أحمد بن محمّد الجرجاني، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن العلاء السامي (1)،حدّثنا محمّد بن الحجّاج اللخمي أبو إبراهيم الواسطي، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن ابن عبّاس قال:

هجت امرأة من بني حطمة (2) النبي صلى اللّه عليه و سلّم هجاء لها قال: فبلغ ذلك النبي صلى اللّه عليه و سلّم فاشتدّ عليه ذلك و قال:«من لي بها؟» فقال رجل من قومها (3):أنا يا رسول اللّه، و كانت تمّارة تبيع

ص: 224


1- كذا بالأصل، و م، و ت، و في د:«الشامي» و قد تقدم في الخبر السابق «الشامي» في كل النسخ.
2- اسمها عصماء بنت مروان من بني أمية بن زيد، و زوجها يزيد بن حصن الحطمي. كما في جمهرة الأمثال للعسكري.
3- سماه العسكري في جمهرة الأمثال: عمير بن عدي.

التمر، قال: فأتاها فقال لها: عندك تمر؟ فقالت: نعم، فأرته تمرا، فقال: أردت أجود من هذا، قال: فدخلت لتريه، قال: فدخل خلفها و نظر يمينا و شمالا فلم ير إلاّ خوانا قال: فعلا به رأسها حتى دمغها به، قال: ثم أتى النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه كفيتكها، قال: فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّه لا ينتطح فيها عنزان» فأرسلها مثلا (1)[10865].

آخر الجزء السابع و التسعين بعد الخمسمائة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، حدّثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علاّن بن عبد اللّه الحرّاني الحافظ (2)،أنبأنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنّى - قراءة عليه - حدّثنا محمّد بن إبراهيم الشامي - من قرية من قرى دمشق - كتبت عنه بعبّادان، حدّثنا أحمد بن محمّد بن أخي سوّار القاضي، عن الأوزاعي، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عبّاس.

و أخبرناه عاليا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنبأنا أبو عثمان البحيري، أنبأنا أبو عمرو ابن حمدان، أنبأنا أبو يعلى الموصلي، حدّثنا محمّد بن إبراهيم السامي (3)،حدّثنا أحمد بن محمّد بن (4) سوّار القاضي، عن الأوزاعي، عن عطاء، عن ابن عباس.

قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«إن الجنّة لتتزين من الحول إلى الحول في شهر رمضان، و إنّ الحور لتتزيّن من الحول إلى الحول في شهر رمضان، فإذا دخل شهر رمضان قالت - زاد ابن حمدان: الجنّة - اللّهم اجعل لنا في هذا الشهر من عبادك سكانا، و يقلن - و قالا: الحور العين: اللّهم اجعل لنا في هذا الشهر من عبادك أزواجا» قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من صان نفسه في شهر رمضان، لم يشرب فيه مسكرا، و لم يقف (5) فيه مؤمنا ببهتان، و لم يعمل فيه خطيئة زوّجه اللّه - تبارك و تعالى - في كلّ ليلة مائة حوراء (6)،و بنى له قصرا في الجنّة من لؤلؤ و ياقوت، و زبرجد، لو أن الدنيا كلّها

ص: 225


1- راجع جمهرة الأمثال 403/2 و مجمع الأمثال للميداني 117/2 و المستقصى للزمخشري 285 و الحيوان للجاحظ 335/1.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 20/16.
3- كذا بالأصول هنا: السامي.
4- كذا بالأصول هنا، و مرّ أنه: ابن أخي سوار القاضي.
5- قفوته قفوا: تبعته، و رميته بأمر قبيح. و القفوة بالكسر: أن تقول للإنسان ما فيه و ما ليس فيه و التقافي: البهتان (القاموس المحيط : قفو).
6- كذا بالأصل و م و ت و د، و في المختصر: حورية.

جعلت في ذلك القصر لكان منها (1) كمربط عنز في الدنيا، و من شرب فيه مسكرا، أو قفا فيه مؤمنا ببهتان، أو عمل فيه خطيئة أحبط اللّه عمله - زاد ابن حمدان: سنة - و قالا: فاتقوا شهر رمضان، فإنه شهر (2) جعل اللّه لكم أحد عشر شهرا تأكلون و تشربون - زاد ابن حمدان:

و تلذذون، و قالا:- و جعل لنفسه شهر رمضان، فاتّقوا شهر رمضان، فإنه شهر اللّه عزّ و جلّ »[10866].

أخبرنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف، و أبو طاهر إبراهيم بن شيبان (3) بن محمّد، قالا: أنبأنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن علي الزينبي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عمر بن علي بن خلف الورّاق، حدّثنا أبو بكر محمّد بن السري بن عثمان التمّار، حدّثنا يحيى بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن العلاء الدمشقي، حدّثنا عثمان (4) بن سيف، بحديث ذكره.

أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الشامي، حدّثنا عثمان بن الهيثم مؤذن مسجد الجامع بالبصرة بحديث ذكره.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي. قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (5):محمّد بن إبراهيم بن العلاء الواسطي، روى عن عبيد اللّه بن عمرو، و سويد بن عبد العزيز، و أيوب بن سويد، سمع منه أبي بمكّة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال (6):محمّد بن إبراهيم الشامي منكر الحديث، و عامة أحاديثه غير محفوظة.

ص: 226


1- كذا بالأصل و م و ت و د، و في المختصر: لكانت منه.
2- في المختصر: فإنه شهر اللّه جعل اللّه.
3- إعجامها مضطرب بالأصل و م و ت و د، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 23/أ.
4- في م: عمار.
5- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 186/7-187.
6- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 271/6.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا أبو منصور محمّد بن الحسين، أنبأنا أبو بكر البرقاني قال: و سألته - يعني - الدارقطني عن محمّد بن إبراهيم بن العلاء الشامي، فقال: كذّاب.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ (1):محمّد بن إبراهيم الشامي عن الوليد بن مسلّم، و شعيب بن إسحاق، و بقية، و سويد بن عبد العزيز موضوعات، حدّث عنه أبو يعلى، و الحسن بن سفيان.

6049 - محمّد بن إبراهيم بن القاسم أبو بكر البغراسي الحصري

6049 - محمّد بن إبراهيم بن القاسم أبو بكر البغراسي (2) الحصري

قدم دمشق، و حدّث بمسجد أبي صالح خارج الباب الشرقي في سنة أربع عشرة و أربعمائة عن أبي علي الحسن بن هبة اللّه الرملي.

سمع منه خلف بن مسعود الأندلسي.

6050 - محمّد بن إبراهيم الإمام بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس

ابن عبد المطّلب بن هاشم الهاشمي (3)

أمير دمشق من قبل المهدي و الرشيد.

روى عن عمّه أبي جعفر المنصور، و جعفر بن محمّد بن علي، و عمّ أبيه عبد الصّمد بن علي.

روى عنه: ابنه موسى بن محمّد، و ابن ابنه عبد الصّمد بن موسى، و خالد بن يزيد بن أبي مالك.

و ولي مكة و إمرة الموسم غير مرّة.

أخبرنا أبو محمّد طلحة بن أبي غالب بن عبد السّلام الرماني، أنبأنا أبو يعلى محمّد بن الحسين بن الفراء، أنبأنا أبو الحسن علي بن معروف بن محمّد البزار، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصّمد بن موسى بن محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب، حدّثني أبي عن جدي محمّد بن إبراهيم، عن جعفر بن محمّد، عن

ص: 227


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 22/16.
2- هذه النسبة إلى بغراس و هي من بلاد الشام، و في ظن السمعاني أنها على الساحل.(الأنساب).
3- ترجمته في تاريخ بغداد 384/1 و سير أعلام النبلاء 88/9 و العبر 292/1 و شذرات الذهب 309/1 و تحفة ذوي الألباب 240/1.

أبيه، عن جابر بن عبد اللّه أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم كان إذا خطب حمد اللّه و أثنى عليه بما هو أهله ثم يقول:«أما بعد فإنّ أصدق الحديث كتاب اللّه، و إنّ أصدق الهدي هدي محمّد، و شرّ الأمور محدثاتها، و كلّ بدعة ضلالة»، ثم يرفع صوته، و تحمرّ وجنتاه، و يشتدّ غضبه إذا ذكر الساعة حتى كأنه منذر جيش، ثم يقول:«صبّحتكم أو مسّتكم»، ثم يقول:«بعثت أنا و الساعة كهاتين» و فرّق بين أصابعه الوسطى و التي تليها، و بين الإبهام «صبّحتكم أو مسّتكم، من ترك مالا فلأهله، و من ترك دينا أو ضياعا (1) فإليّ أو عليّ ، ألا و إنّي وليّ المؤمنين»[10867].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو عبد اللّه مالك بن أحمد بن علي البانياسي.

ح و أخبرنا أبو غالب محمّد بن سعدون بن مرجا، و أبو القاسم صدقة بن محمّد بن المحلبان، و عبيد اللّه بن علي بن عبيد اللّه المخرمي، و أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن بن هبة اللّه، و حمزة بن المظفّر بن حمزة (2)،و أبو محمّد عبد اللّه بن المبارك بن طالب بن الحسن ابن ينال العكبري، و هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و أبا الحسن علي بن عبد الكريم بن أحمد ابن الكعكي، و علي بن عبد العزيز بن الحسن بن السمّاك، و كافور بن عبد اللّه الليثى، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن نبهان الرقّي الصوفي، و أبو الفتح عبد الرّحمن بن محمّد بن مرزوق الزعفراني، و أبو منصور المبارك بن عثمان بن الحسين بن عثمان، و أبو المظفّر محمّد ابن أحمد بن محمّد بن (3) الدبّاس، و أبو البقاء أحمد بن محمّد بن عبد العزيز بن الشطرنجي، و أبو حفص عمر بن ظفر بن أحمد المغازلي، و أبو الرضا حيدر بن محمّد بن أبي زيد، و أبو سعد (4) بندار بن محمّد بن علي القاضي، قالوا: أنبأنا مالك بن أحمد، قالوا: أنبأنا أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم، حدّثنا إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي، حدّثني أبي، حدّثني جدي محمّد بن إبراهيم، عن جعفر بن محمّد، عن خالد بن علقمة، عن عبد خير، عن علي أنه دعا بماء فتوضّأ ثلاثا ثلاثا ثم قال: هكذا كان وضوء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو منصور بن عبد الملك، قالوا: قال لنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب (5):محمّد بن إبراهيم المعروف بالإمام

ص: 228


1- الضياع: العيال.
2- من قوله: المخرمي... إلى هنا مكرر في م.
3- سقطت من م.
4- كذا بالأصل و ت و د، و في م: سعيد.
5- رواه أبو بكر الخطيب 384/1-385.

ابن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب، كان يلي إمارة الحجّ و السير بالناس إلى مكّة، و إقامة المناسك في خلافة المنصور عدة سنين، و توفي ببغداد في خلافة الرشيد سنة خمس و ثمانين و مائة، و كان الرشيد إذ ذاك قد شخص عن بغداد إلى الرقّة، فصلى على محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن هارون الأمين، و هو ولي العهد، و دفن في المقبرة المعروفة بالعباسية باب الميدان.

ذكر ذلك إسماعيل بن علي الخطبي فيما أنبأني إبراهيم بن مخلد أنه سمعه منه، و لمحمّد بن إبراهيم عقب ببغداد، و قد روى العلم عن جعفر بن محمّد بن علي، و عبد الصّمد ابن علي، و ابن أبي ليلى، و عن عمّه أبي جعفر المنصور أيضا.

ذكر أبو جعفر الطبري (1) أن محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن علي ولد سنة اثنتين و عشرين و مائة.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني أحمد بن حمدون، حدّثنا مساور بن أحمد قال:

قال إسحاق بن سليمان الهاشمي: و دخلت سنة تسع و خمسين و مائة، و فيها عزل المهدي إبراهيم بن عبد الوهّاب (2) عن كور دمشق، و استعمل مكانه محمّد بن إبراهيم الإمام ابن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العباس قال: و ولي هارون الرشيد الخلافة سنة سبعين و مائة و الأمير على كور دمشق إبراهيم بن صالح (3) فعزله و ولاها محمّد بن إبراهيم، فلم يزل واليا على كور دمشق و الأردن إلى سنة اثنتين و سبعين و مائة، و في سنة اثنتين و سبعين ولّى هارون إبراهيم بن صالح كور دمشق و الأردن، فلم يزل واليا عليها إلى سنة خمس و سبعين و مائة، و في سنة ستّ هاجت العصبية بالشام بين اليمانية و النزارية (4).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، أنبأنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال: سنة تسع و أربعين و مائة أقام الحجّ محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس (5)،و قال خليفة: سنة

ص: 229


1- رواه الطبري في تاريخه 191/7.
2- ترجمته في الكامل لابن الأثير 276/6 و الوافي بالوفيات 106/6.
3- ترجمته في الوافي بالوفيات 12/2 و سير الأعلام 274/8.
4- انظر تفاصيل حول هذه الفتنة في الكامل لابن الأثير 128/6 و انظر فيه أيضا ص 108 و ص 220.
5- راجع تاريخ خليفة بن خيّاط سنة 149 لم يذكر فيه من أقام الحج.

إحدى و خمسين فيها أقام الحج محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن علي (1)،و أقام الحج - يعني - سنة أربع و خمسين و مائة محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس (2).

قال: و حدّثنا خليفة قال: سنة ستّ و ستين و مائة أقام الحجّ محمّد بن إبراهيم بن محمّد ابن علي (3)،و قال: سنة ثمان و ستين و مائة أقام الحجّ محمّد بن إبراهيم بن محمّد، و يقال:

علي بن المهدي (4)،و قال: سنة ثمان و سبعين و مائة أقام الحج محمّد بن إبراهيم (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال (6):

و في سنة تسع و أربعين، و في سنة إحدى و خمسين، و في سنة أربع و خمسين و مائة، و في سنة ست و ستين و مائة، حجّ بالناس محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن علي بن عبد اللّه.

قال يعقوب (7):و عزل محمّد بن إبراهيم عن مكة و المدينة - يعني - سنة سبع و سبعين و مائة، و ولي المدينة علي بن عيسى بن موسى، و ولي مكة عبيد اللّه بن قثم.

قال يعقوب (8):و فيها - يعني - سنة ثمان و سبعين و مائة عزل علي بن عيسى عن المدينة و عبيد اللّه بن قثم عن مكة و ولي محمّد مكة، فأقام بها و وجه على المدينة العباس ابنه، فأقام للناس - يعني - الحج محمّد بن إبراهيم و هو يومئذ عامل مكة و المدينة و اليمن.

قال: و حدّثنا يعقوب قال (9):عزل عبد الصّمد بن علي عن مكة، و استعمل عليها محمّد بن إبراهيم، فدخلها في شوال سنة تسع و أربعين و مائة.

قال يعقوب (10):و فيها - يعني - سنة اثنتين و خمسين و مائة غزا محمّد بن إبراهيم الصائفة، و لم يدرب.

ص: 230


1- تاريخ خليفة ص 425 (ت. العمري).
2- لم يذكر خليفة في تاريخه من أقام الحج في هذه السنة.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 438 (ت. العمري).
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 439 (ت. العمري).
5- تاريخ خليفة ص 450 (ت. العمري).
6- المعرفة و التاريخ 134/1 و 136 و 140 و 154.
7- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 169/1.
8- المعرفة و التاريخ 169/1 و 170.
9- المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 135/1.
10- المعرفة و التاريخ 139/1.

قال يعقوب (1):و عزل محمّد بن إبراهيم يعني عن مكة سنة تسع و خمسين و استعمل عليها الكثيري (2).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا محمّد بن علي السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (3):ولّى أبو جعفر يعني مكة محمّد ابن إبراهيم بن محمّد [ثم عزله و ولى محمّد بن عبد اللّه الكثيري حتى مات أبو جعفر و ولّى يعني هارون المدينة محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن علي] (4) و ضم إليه مكة و اليمن، ثم ولّى هارون عبد اللّه بن مصعب بن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير بن العوّام (5).

أخبرنا (6) أبو الوقت عبد الأول بن عيسى السّجزي، أنبأنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه ابن الفضل الفضيلي، أنبأنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح الشّريحي، أنبأنا محمّد بن عقيل بن أبي الأزهر البلخي قال: سمعت سليمان بن الربيع يقول: حدّثنا همام بن مسلّم قال:

كنت بمكة مع سفيان و الأوزاعي فمرض سفيان فأتاه محمّد بن إبراهيم بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس أميرهم، فلمّا قيل له: هذا محمّد بن إبراهيم قام فدخل الكنيف، فما زال فيه حتى استحييت من طول ما قعد، ثم خرج فجاء، فقال: السلام عليكم، كيف أنتم ؟ و طرح نفسه و محمّد جالس، فحوّل وجهه إلى الحائط فما كلّمه حتى خرج من عنده، فلمّا كان من الغد بعث إليه يقرئه السلام و يقول: كيف تجدك لو لا أنّي أعلم أنه ليس بمكة أبغض إليك مني لأتيتك (7).

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو عبد اللّه الطوسي، حدّثنا الزبير بن بكّار قال: و لمحمّد بن إبراهيم بن محمّد بن علي يقول العنبري:

إني أتيت بأمر يقشعر له *** أعلى الذؤابة أمرا منقطعا عجبا

ص: 231


1- المعرفة و التاريخ 147/1.
2- هو محمّد بن عبد اللّه الكثيري، كما يفهم من عبارة المعرفة و التاريخ.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 431 (ت. العمري).
4- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.
5- راجع تاريخ خليفة ص 461 تحت عنوان: تسمية عمال أمير المؤمنين هارون.
6- كتب فوقها بالأصل و م و ت: ملحق.
7- كتب بعدها بالأصل و م و ت: إلى.

لما عمدت كتاب اللّه أرهنه *** أيقنت أن زمان الناس قد كلبا

و ما عهدت كتاب اللّه أرهنه *** إلاّ و لم يبق هذا الدهر لي نشبا

..... (1) طه و يا سيئا فإنهما *** و السبع من محكم الفرقا قد نسبا

و قال أيضا العنبري لمحمّد بن إبراهيم:

اقض عني يا بن عمّ المصطفى *** أنا باللّه من الدّين و بك

من غريم فاحش بقدر لي *** أشره الوجه لعرضي منتهك

أنا و الظل و هو ثالثنا *** أين ما زلت من الأرض مسلك

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا[-و] (2) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنبأنا الحسن بن أبي بكر قال: كتب إليّ محمّد بن إبراهيم الجوري من شيراز يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم حدّثنا أحمد بن يونس الضبّي، حدّثني أبو حسّان الزيادي قال: سنة خمس و ثمانين و مائة فيها مات محمّد بن إبراهيم الهاشمي لإحدى عشرة بقيت من شوال.

6051 - محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن رواحة بن محمّد بن النعمان بن بشير

أبو معن الأنصاري الصّرفندي (4)

من أهل حصن (5) صرفندة من أعمال صور (6).

سمع أبا مسهر بدمشق.

روى عنه إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدرداء الصّرفندي، و أبو بكر محمّد بن يوسف الهروي.

أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو عبد اللّه، أنبأنا أبو الحسن (7) علي بن الحسن بن علي بن بكر الربعي، حدّثنا أحمد بن عتبة، حدّثنا الهروي، حدّثنا أبو معن محمّد ابن إبراهيم بن محمّد بن رواحة الأنصاري، حدّثنا أبو مسهر، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول قال: رأيت أنس بن مالك في هذا المسجد - يعني - مسجد دمشق.

ص: 232


1- كلمة غير مقروءة و رسمها:«فاقتك».
2- الزيادة عن م و ت و د، لتقويم السند.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 387/1.
4- ترجمته في معجم البلدان (صرفنده).
5- في المختصر:«حمص» تصحيف.
6- قارن مع معجم البلدان 402/3.
7- بالأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، و ت، و د.

سمع منه إبراهيم بن إسحاق سنة ست و ستين و مائتين، و مات بعد ذلك.

6052 - محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن يزيد

أبو الفتح الجحدري الطّرسوسي الغازي البزّاز المعروف بابن البصري (1)

من أهل طرسوس.

سمع أبا سعيد أحمد بن محمّد بن الأعرابي، و أبا الحسن أحمد بن محمّد بن سلام الطّرسوسي، و أبا بكر محمّد بن محمّد بن داود بن عيسى الكرجي، و أبا عبد اللّه عبيد اللّه بن محمّد بن بطّة، و خيثمة بن سليمان، و الحسن بن عبد الرّحمن (2) بن زريق الحمصي، و أبا عبد اللّه محمّد بن الوليد بن عوف اليحصبي، و أبا القاسم يعقوب بن أحمد بن يعقوب بن ثوابة الحضرمي بحمص، و أبا بكر محمّد بن إبراهيم بن أبي أمية الطّرسوسي (3)،و أبا محمّد عبد اللّه بن السّري الحمصي، و علي بن نوح.

و قدم دمشق و حدّث بها، فسمع منه تمام بن محمّد.

و روى عنه: أبو الحسن أحمد بن محمّد العتيقي، و أبو القاسم الأزهري، و أبو العلاء الواسطي، و رشأ بن نظيف، و أبو القاسم الحنّائي، و علي بن محمّد بن شجاع بن أبي الهول، و أبو الفتح نصر بن مسرور الزهري، و أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد بن عمر القلانسي المقدسي، و أبو الحسين محمّد بن الحسن بن الترجمان، و عبد الرحيم بن أحمد البخاري، و أبو علي الأهوازي، و أبو الحسن الربعي، و أحمد بن الحسن بن أحمد بن الطيّان.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنبأنا أبو القاسم الحنّائي، أنبأنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم بن محمّد البصري الجحدري بالقدس، حدّثنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد المعروف بابن الأعرابي - بمكة - حدّثنا سعدان بن نصر بن منصور البزاز، حدّثنا سفيان بن عيينة عن عبدة بن أبي لبابة، عن زرّ بن حبيش قال: سألت أبيّ بن كعب عن ليلة القدر، فحلف لا يستثني: إنها ليلة سبع و عشرين، قلت: بما تقول أبا المنذر؟ قال: بالآية، أو

ص: 233


1- ترجمته في تاريخ بغداد 415/1 و الأنساب (الطرسوسي).
2- كذا بالأصل و م و ت و د، و في الأنساب (الطرسوسي): الحسن بن عبد الرزّاق بن زريق.
3- في الأنساب:«سمع أبا أمية محمّد بن إبراهيم الطرسوسي» و هو خطأ فاحش، فقد مات أبو أمية سنة 273، فيما توفي صاحب الترجمة سنة 409 أو 410 كما سيأتي.

بالعلامة التي قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنها تصبح من ذلك اليوم تطلع الشمس و ليس لها شعاع»[10868].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا تمام بن محمّد، أخبرني محمّد بن إبراهيم بن محمّد البزّاز (1)،حدّثني أبو محمّد عبد اللّه بن السّري بن الميتمي الحافظ - بحمص - حدّثنا أبو يعلى حمزة بن داود بن سليمان بن الحكم بن سليمان بن الحكم بن الحجّاج بن يوسف، حدّثنا الحسين بن محمّد أبو العباس الأنصاري، حدّثنا أحمد ابن سعيد الطبري، حدّثنا هدبة بن خالد، حدّثنا همّام، عن سعيد بن أبي عروبة قال: كنت إلى جانب منبر الحجّاج فخطبنا فقال: حدّثني سمرة بن جندب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«الآذان (2) من الرأس»[10869].

أخبرناه عاليا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا تمام بن محمّد، حدّثني أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي سويد البصري - بالبصرة - حدّثنا هدبة بن خالد، حدّثنا همّام، عن سعيد بن أبي عروبة قال:

كنت عند منبر الحجّاج بن يوسف فسمعته يقول: حدّثني سمرة بن جندب أن النّبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«الأذنان من الرأس»[10870].

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا علي بن محمّد الحنّائي، أنبأنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم بن محمّد البصري - ببيت المقدس - و كان من المجاهدين في سبيل اللّه.

أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد، و أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، قالا: أنبأنا علي بن أحمد بن زهير التميمي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن الطيّان، أنبأنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن يزيد البصري - قراءة عليه بدمشق - فذكر حديثا.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجنّ ، و أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن يزيد أبو الفتح البزاز الغازي الطّرسوسي، يعرف بابن البصري، سمع محمّد بن إبراهيم بن أبي أمية الطّرسوسي،

ص: 234


1- بالأصل و م و ت و د هنا: البزار.
2- في م و ت و د: الأذنان.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 415/1-416.

و أحمد بن محمّد بن أحمد بن سلام، و خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، و محمّد بن محمّد بن داود بن عيسى الكرجي، و سليمان بن أحمد الملطي، و عبيد اللّه بن الحسين الأنطاكي، و أحمد بن بهزاد السّيرافي، و أبا سعيد أحمد بن محمّد بن زياد الأعرابي، و الحسن بن عبد الرّحمن بن زريق الحمصي، و قدم بغداد، و حدّث بها. فحدّثنا عنه أبو بكر البرقاني، و محمّد ابن الفرج بن علي البزّار، و أبو القاسم الأزهري، و علي بن طلحة المقرئ، و القاضي أبو العلاء الواسطي و غيرهم، قال لي الأزهري: سمعت من أبي الفتح في سنة ست و سبعين و ثلاثمائة، سألت الأزهري عنه ؟ فقال: ثقة.

قال الخطيب (1):و كان أبو الفتح قد استوطن بآخرة بيت المقدس، و بها مات، سمعت أبا الخير سلامة بن إسماعيل الفقيه ببيت المقدس يقول: مات أبو الفتح محمّد بن إبراهيم بن البصري في سنة سبع أو ثمان و أربعمائة (2)-شك في ذلك-.

قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قال: و ممن ذكر أنه مات سنة ثمان و أربعمائة: أبو الفتح محمّد بن إبراهيم بن البصري الطّرسوسي ببيت المقدس، و قيل: سنة تسع و قيل سنة عشر.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا[-و] (3) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الحافظ قال: و قال لي محمّد بن علي الصوري و قد سمع منه: مات أبو الفتح ببيت المقدس في سنة تسع أو عشر و أربعمائة (4)-الشك من الصوري - قال: و كان ثقة.

قال الخطيب: و سمعت الفقيه أبا الفتح نصر بن إبراهيم النابلسي ببيت المقدس يقول:

مات أبو الفتح بن البصري ببيت المقدس نحو سنة عشر و أربع مائة (5).

6053 - محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن سليمان

ابن أيوب بن حذلم أبو الحسن الأسدي

سمع أباه أبا إسحاق، و أبا محمّد بن أبي نصر، و صدقة بن المظفر بن علي الأنصاري،

ص: 235


1- المصدر السابق 416/1.
2- كذا بالأصل و م و ت و د نقلا عن الخطيب، و العبارة في تاريخ بغداد: مات أبو الفتح محمّد بن إبراهيم بن البصري ببيت المقدس نحو سنة عشر و أربعمائة.
3- الزيادة عن م، و ت، و د، لتقويم السند.
4- الخبر بهذه الرواية ليس في تاريخ بغداد.
5- ليس الخبر في تاريخ بغداد.

و أبا بكر محمّد بن عبد الرّحمن القطّان، و أبا نصر بن الجندي، و أبا الحسن أحمد بن محمّد ابن سلامة.

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و عمر بن عبد الكريم الدّهستاني، و نجا بن أحمد، و حدّثنا عنه أبو القاسم النّسيب، و ذكر أنه ثقة، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن سليمان بن أيوب الأسدي، حدّثنا سعد بن محمّد البيروتي، حدّثنا هدبة ابن عبد الوهّاب، حدّثنا النّضر بن شميل، و الفضل بن موسى، قالا: حدّثنا جعفر بن سليمان، عن هشام بن حسّان، عن ابن سيرين، عن أخيه يحيى بن سيرين، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يلبّي:«لبّيك حقا حقا، تعبّدا و رقّا»[10871].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني قال: توفي أبو الحسن محمّد ابن إبراهيم بن حذلم الأسدي يوم الأربعاء الثامن من ذي القعدة سنة اثنتين و ستين و أربعمائة، حدّث عن تمّام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر و غيرهما بشيء يسير، لم يكن الحديث من شأنه، و لكن أبوه سمّعه.

6054 - محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن فارس أبو عبد اللّه الشيرازي الورّاق

سمع بدمشق أبا عبد اللّه الحسين بن محمّد الحلبي، و بمصر: أبا عبد اللّه محمّد بن الفضل بن نظيف الفرّاء.

سمع منه أبو نصر هبة اللّه بن محمّد بن علي بن المجلي (1) أخو شيخنا أبي السعود، و شيخنا أبو البركات سعيد (2) بن الحسن بن حسّان المجهّز البزّاز (3).

6055 - محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم بن علي بن بندار بن

عبّاد بن أيمن أبو عبد اللّه بن أبي إسحاق الدّينوري المؤدّب

سمع أبا عبد اللّه بن سلوان (4)،و رشأ بن نظيف، و أبا المعمّر المسدّد بن علي

ص: 236


1- غير مقروءة بالأصل، و في م و ت و د: المحلى، تصحيف.
2- قارن مع مشيخة ابن عساكر 72/أ و فيها: سعيد بن الحسين بن الحسن بن حسان.
3- كذا بالأصل و م و ت و د، و في المشيخة: البزار.
4- هو محمّد بن علي بن يحيى، أبو عبد اللّه المازني الدمشقي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 647/17.

الأملوكي (1)،و أبا الحسن بن عوف، و أبا الحسن بن السمسار، و أبا الحسين بن أبي نصر، و أبا عثمان الصابوني، و أبا علي الأهوازي المقرئ، و أبا عمرو عثمان بن أبي بكر السّفاقسي، و أبا القاسم السّميساطي، و أبا بكر الخطيب، و علي بن الخضر السلمي.

سمع منه أبو محمّد بن صابر، و ذكر أنه ثقة.

و حدّثنا عنه خالي (2) أبو المعالي القاضي، و أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم.

أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم ابن محمّد بن أيمن الدّينوري المؤدّب سنة ست و ثمانين، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن يحيى بن سلوان (3) المازني.

ح و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو عبد اللّه بن سلوان، أنبأنا الفضل بن جعفر التميمي، أنبأنا أبو بكر عبد الرّحمن بن القاسم بن الفرج بن عبد الواحد الهاشمي، حدّثنا يحيى بن صالح، أنبأنا حمّاد بن شعيب، حدّثنا حكيم بن جبير، عن محمّد بن عبد الرّحمن النّخعي، عن أبيه، عن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من سأل و له ما يغنيه جاء يوم القيامة و في وجهه كدوح (4) و خدوش»، و سئل قيل: يا رسول اللّه، و ما يغنيه ؟ قال:«خمسون درهما، أو شأنها من الذهب»[10872].

ذكر أن مولده يوم الجمعة الرابع عشر من شعبان سنة أربع و عشرين و أربعمائة.

ذكر أبو محمّد بن الأكفاني قال:

و فيها سنة سبع و ثمانين و أربع مائة توفي أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن أيمن الدّينوري المؤدّب في يوم الأربعاء الثالث عشر من شهر رمضان بدمشق.

6056 - محمّد بن إبراهيم بن محمود أبو منصور الإسفينقاني

6056 - محمّد بن إبراهيم بن محمود أبو منصور الإسفينقاني (5)(6)

نزيل جرجان.

ص: 237


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 518/17.
2- الأصل: خال، و المثبت عن م، و ت، و د.
3- بالأصل: سليمان، ثم شطبت، و كتب بعدها:«سلوان» تقدم التعريف به قريبا.
4- كدوح: واحدها: كدح، و هو كلّ أثر من خدش أو عضّ .
5- بكسر الألف و سكون السين المهملة و كسر الفاء و بعدها ياء و سكون النون و فتح القاف هذه النسبة إلى اسفينقان بليدة بناحية نيسابور (الأنساب).
6- ترجمته في تاريخ جرجان ص 426 رقم 760 و جاء فيه: الإسفنيقاني، تصحيف.

سمع بدمشق محمّد بن خريم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف السهمي قال (1):أبو منصور محمّد بن إبراهيم بن محمود الاسفينقاني نزل جرجان.

روى عن محمّد بن خريم الدمشقي و غيره من أهل الشام و العراق.

6057 - محمّد بن إبراهيم بن مخلد الأنصاري الجبيلي

حدّث عن وزير بن القاسم الجبيلي.

روى عنه: أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن أسد القنوي (2) الصوري.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، و أبو الفرج أحمد، و أبو أحمد عبد السّلام ابنا الحسين بن علي بن زرعة الصوريان، قالوا: أنبأنا نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي - إملاء بصور - أنبأنا أبو القاسم عمر بن أحمد بن محمّد الواسطي، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن الملطي، حدّثني أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن أسد القنوي، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن مخلد الأنصاري الجبيلي، أنبأنا وزير بن القاسم، حدّثنا موسى بن محمّد، حدّثنا محمّد بن حبيب، عن عبد المنعم بن إدريس، عن عبد الغفور بن عبد العزيز عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من صام أوّل يوم من رجب فكأنّما صام سنة، و من صام سبعة أيّام غلّقت عنه سبعة أبواب جهنم، و من صام ثمانية أيام فتحت له ثمانية أبواب الجنّة، و من صام عشرة أيام لم يسأل اللّه شيئا إلاّ أعطاه، و من صام ثمانية عشر يوما غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه، و قيل له: استأنف العمل، و بدّل اللّه سيئاته حسنات، و من زاد زاده اللّه - عزّ و جل - و في رجب حمل اللّه تعالى نوحا في السفينة، و صام و أمر من معه فصاموا، فجرت بهم السفينة ستة أشهر، و استوت بهم على الجودي يوم عاشوراء، و ذلك لعشر مضين من المحرّم، فصام نوح و من معه من الطير و الوحش شكرا للّه عزّ و جلّ »[10873].

[قال ابن عساكر:] (3) نقلته من الأصل بخط نصر، و فيه حدّثنا زبر بن القاسم، و الصواب وزير بن القاسم.

ص: 238


1- الخبر في تاريخ جرجان ص 426.
2- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن م، و ت، و د.
3- زيادة منا للإيضاح.
6058 - محمّد بن إبراهيم بن مسلّم أبو أميّة البغدادي المعروف بالطّرسوسي

6058 - محمّد بن إبراهيم بن مسلّم أبو أميّة البغدادي المعروف بالطّرسوسي (1)

سكن طرسوس و قدم دمشق قديما فسمع بها، و بحمص من أبي مسهر الغسّاني، و صفوان بن صالح، و هشام بن عمّار، و سليمان بن عبد الرّحمن، و هشام بن خالد، و يحيى ابن صالح الوحاظي، و عتبة بن سعيد بن الرّخص، ثم قدمها مرة أخرى و حدّث بها و ببغداد و طرسوس عن شبابة بن سوّار، و عبيد اللّه بن موسى، و عثمان بن عمر بن فارس، و عمر بن حبيب القاضي، و عمر بن يونس اليمامي، و يعقوب بن إسحاق الحضرمي، و خلف بن الوليد الجوهري، و عبيد بن إسحاق (2) العطّار عطّار المطلّقات، و أبي نعيم الفضل بن دكين، و المعلّى بن منصور الرازي، و جعفر بن عون العمري، و منصور بن سلمة الخزاعي، و خالد ابن مخلد القطواني، و أحمد بن إسحاق الحضرمي، و قبيصة بن عقبة، و روح بن عبادة، و عبد اللّه بن بكر السهمي، و الحسن بن موسى الأشيب، و بشر بن آدم، و مسلّم بن إبراهيم، و عمرو ابن عثمان الكلابي الرّقّي، و جماعة سواهم.

روى عنه: أبو حاتم الرازي، و أبو الحسن بن جوصا، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبو الحارث أحمد بن سعيد، و أبو علي بن حبيب، و أبو العباس أحمد بن يعقوب بن بشر التّنّيسي، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق الحامض، و ابن ابنه محمّد بن إبراهيم بن أبي أميّة، و أبو بكر محمّد بن منصور الطّرسوسيّان، و أبو محمّد عبيد بن عبد القادر بن عبيد المصّيصي، و إبراهيم بن عبد الرزّاق بن الحسن المقرئ، و أبو محمّد عبد الصّمد بن عبد اللّه ابن عبد الصّمد، و أحمد بن علي بن الحسن، و حذيفة بن الحسن، و أحمد بن محمّد بن زنجويه، و أحمد بن مسعود بن عمرو الزّنبري (3)،و أحمد بن محمّد بن يزيد الزعفراني، و محمّد بن عبيد اللّه بن الفضيل الكلاعي، و أبو الدحداح (4) التميمي، و أبو عمرو عثمان بن محمّد السّمرقندي، و أبو بكر بن زياد النيسابوري، و محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن

ص: 239


1- ترجمته و أخباره في: تهذيب الكمال 23/16 و تهذيب التهذيب 13/5 و سير أعلام النبلاء 91/13 و الجرح و التعديل 187/7 و تاريخ بغداد 394/1 و تذكرة الحفاظ 581/2 و ميزان الاعتدال 447/3 و العبر 51/2 و شذرات الذهب 164/2. سمي بالطرسوسي لأنه سكن طرسوس، من بلاد الثغور، و هو بغدادي.
2- من قوله: و خلف إلى هنا مكرر بالأصل و م و ت و د و زيد فيها: الحضرمي.
3- إعجامها مضطرب بالأصل و م و ت و د، و المثبت عن تهذيب الكمال.
4- هو أحمد بن محمّد بن إسماعيل التميمي.

البصّال، و محمّد بن جعفر بن ملاّس، و أحمد بن إبراهيم بن عبادل، و محمّد بن بكّار بن يزيد السّكسكي، و أبو الميمون أحمد بن محمّد بن بشر القرشي، و أبو عوانة الأسفرايني و غيرهم.

أخبرنا أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد في كتابه، و أخبرنا أبو القاسم أحمد بن منصور السمعاني، و أبو الحسن علي بن محمّد بن إسحاق المروزيان عنه، أنبأنا أبو بكر الحيري، حدّثنا أبو العبّاس الأصم، حدّثنا أبو أميّة محمّد بن إبراهيم الطّرسوسي، حدّثنا يعقوب بن محمّد بن عيسى الزهري، حدّثنا عبد العزيز بن عمران، حدّثنا عبد اللّه بن مصعب بن منظور ابن جميل بن سنان، أخبرني أبي قال: سمعت عقبة بن عامر الجهني يقول: خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في غزوة تبوك، فاسترقد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فلمّا كان منها على ليلة فلم يستيقظ حتى كانت الشمس قيد رمح (1)،قال:«أ لم أقل لك يا بلال أكلأ لنا (2) الفجر» فقال: يا رسول اللّه ذهب بي النوم، فذهب بي الذي ذهب بك، فانتقل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من ذلك المنزل غير بعيد، ثم صلّى، ثم هذّب (3) بقية يومه و ليلته، فأصبح بتبوك، فحمد اللّه و أثنى عليه بما هو أهله ثم قال (4):«أيّها الناس أما بعد، فإنّ أصدق الحديث كتاب (5) اللّه، و أوثق العرى كلمة التقوى، و خير الملل ملة إبراهيم، و خير السّنن سنّة محمّد، و أشرف الموت قتل الشهداء، و أعمى العمى الضلالة بعد الهدى، و خير الأعمال ما نفع، و خير الهدى ما اتّبع، و شرّ العمى عمى القلب، و اليد العليا خير من اليد السفلى، و ما قلّ و كفى خير مما كثر و ألهى، و شرّ المعذرة حين يحضر الموت، و شرّ الندامة ندامة يوم القيامة، و من الناس من لا يأتي الجمعة إلاّ دبرا (6)،و منهم من لا يذكر اللّه إلاّ هجرا، و من أعظم الخطايا اللسان الكذّاب، و خير الغنى غنى النفس، و خير الزاد التقوى، و رأس الحكمة مخافة اللّه، و خير ما وقر في القلب اليقين، و الارتياب من الكفر، و النياحة من عمل الجاهلية، و الغلول من جثى (7) جهنم، و الكبر (8) كيّ

ص: 240


1- أي قدره.
2- أكلأ: كلأه يكلؤه كلأ: حرسه و حفظه، و في الحديث أنه قال لبلال و هم مسافرون: أكلأ لنا وقتنا: هو من الحفظ و الحراسة (تاج العروس: بتحقيقنا: كلأ).
3- أي أسرع.
4- كذا، نسب الكلام بالأصول هنا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و قد تقدمت هذه الكلمة من خطبة لعبد اللّه بن مسعود في ترجمته راجع كتابنا تاريخ مدينة دمشق بتحقيقنا 179/33 و انظر حلية الأولياء 138/1.
5- فيما تقدم: كلام اللّه.
6- الدبر بالفتح و الضم أي آخر الوقت.
7- في فيما تقدم: من جمر جهنم.
8- بالأصل و م و ت و د:«و السكر» و المثبت عما تقدم.

من النار، و الشعر من (1) إبليس، و الخمر جمّاع الإثم، و النساء حبالة الشيطان، و الشباب شعبة من الجنون، و شرّ المكاسب كسب الربا، و شرّ المآكل مال اليتيم، و السعيد من وعظ بغيره، و الشقيّ من شقي في بطن أمّه، و إنّما يصير أحدكم إلى موضع أربع أذرع، و الأمر إلى الآخرة، و ملاك العمل خواتمه (2)،و شر الروايا راوية (3) الكذب، و كل ما هو آت قريب، و سباب المؤمن فسوق، و قتال المؤمن كفر، و أكل لحمه (4) من معصية اللّه، و حرمة ماله كحرمة دمه، و من يتألّ على اللّه يكذبه، و من يغفر يغفر اللّه [له] (5) و من يعف يعف اللّه عنه، و من يكظم الغيظ يأجره اللّه، و من يصبر على الرزية يعوّضه (6) اللّه، و من يبتغ السمعة يسمع اللّه به، و من يصبر يضعف اللّه له، و من يعص اللّه يعذّبه اللّه، اللّهمّ اغفر لي و لأمّتي، اللّهمّ اغفر لي و لأمّتي - قالها ثلاثا - أستغفر اللّه لي و لكم»[10874].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن علي بن أبي ذرّ الصالحاني في كتابه، أنبأنا أبو طاهر محمّد ابن أحمد بن عبد الرحيم (7)،أنبأنا أبو حفص عمر بن محمّد بن جعفر المغازلي، أنبأنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل، حدّثنا أبو أميّة محمّد بن إبراهيم السّجستاني (8)بدمشق، حدّثنا عبد الصّمد بن النعمان، حدّثنا أبو كرز عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبيه أنه قال: مسح النّبي صلى اللّه عليه و سلّم على الخفّين[10875].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (9) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (10)،أخبرني محمّد بن عبد الملك القرشي، و أبو يعلى محمّد بن الحسين بن محمّد بن الفراء، قالا: أنبأنا عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق البزّاز (11)،حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا أبو أميّة محمّد بن إبراهيم بن مسلّم ببغداد قبل أن يخرج، حدّثنا أبو عاصم النبيل.

ص: 241


1- فيما تقدم: و الشعر من مزامير إبليس.
2- فيما تقدم: و أملك العمل به خواتيمه.
3- بالأصل:«الزوايا زاوية الكذب» و المثبت عن م و الروايا جمع روية و هي ما يرويه الإنسان في نفسه من القول و الفعل، أي يزور و يفكّر، و قيل جمع: راوية: الرجل الكثير الرواية (راجع النهاية و اللسان).
4- فيما تقدم: ماله.
5- زيادة لازمة عن ترجمة ابن مسعود.
6- فيما تقدم: يعقبه اللّه.
7- كذا بالأصل، و د، و ت، و في م: عبد الكريم.
8- كذا بالأصل، و م، و د، و ت هنا: السجستاني.
9- الزيادة لازمة لتقويم السند عن م، و ت، و د.
10- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 394/1-395.
11- كذا بالأصل و م و ت و د، و في تاريخ بغداد: البزار.

ح قال: و أنبأنا أبو بكر البرقاني، أنبأنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا القاسم بن إسماعيل، و أبو بكر النيسابوري، قالا: حدّثنا أبو أميّة الطّرسوسي محمّد بن إبراهيم، حدّثنا أبو عاصم عن ابن جريج، عن ابن شهاب، عن سعيد و أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ليس منّا من لم يتغن بالقرآن»[10876].

قال أبو بكر النيسابوري: قول أبي أميّة عن سعيد بن المسيّب وهم منه في هذا الحديث، و قول أبي عاصم فيه: ليس منّا من لم يتغنّ بالقرآن و هم من أبي عاصم لكثرة من رواه عنه هكذا.

قال الخطيب (1):روى هذا الحديث عبد الرزّاق بن همّام، و حجّاج بن محمّد، عن ابن جريج، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة وحده، و كذلك رواه الأوزاعي، و عمرو بن الحارث، و محمّد بن الوليد الزبيدي، و شعيب بن أبي حمزة، و معمر بن راشد، و عقيل بن خالد، و يونس بن يزيد، و عبيد اللّه بن أبي زياد، و إسحاق بن راشد، و معاوية بن يحيى الصّدفي، و الوليد بن محمّد الموقّري عن الزهري. و اتفقوا كلهم - و ابن جريج فيهم - على أن لفظه:«ما أذن اللّه لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت أن يتغنى بالقرآن»، و أما المتن الذي ذكره أبو عاصم فإنّما يروى عن ابن أبي مليكة عن ابن أبي نهيك عن سعد بن أبي وقّاص عن النّبي صلى اللّه عليه و سلّم.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم العبدي، أنبأنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا ابن سلمة، أنبأنا ابن الفأفاء، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (2):محمّد بن إبراهيم أبو أميّة الطّرسوسي روى عن عثمان بن عمر، و عمر بن حبيب، و عمر بن يونس، و يعقوب الحضرمي، و بشر (3) بن آدم، كتب عنه أبي و روى عنه بطرسوس، و كتب إليّ ببعض فوائده، و أدركته و لم أكتب عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (4) أبو منصور

ص: 242


1- تاريخ بغداد 395/1.
2- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 187/7.
3- بالأصل و م و ت و د: بسر، تصحيف، و المثبت عن الجرح و التعديل.
4- الزيادة عن م، و ت، و د، لتقويم السند.

بن عبد الملك، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (1)،حدّثني محمّد بن يوسف النيسابوري، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه القاضي، أنبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي، أخبرني أبي قال:

محمّد بن إبراهيم بن مسلّم بغدادي، سكن طرسوس.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل المكي، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو أميّة محمّد بن إبراهيم بن مسلّم، بغدادي، سكن طرسوس.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو طاهر الخطيب، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر قال (2):أبو أميّة محمّد بن إبراهيم ابن مسلّم الطّرسوسي.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم (3) قال: أبو أميّة محمّد بن إبراهيم بن مسلّم الطّرسوسي، سمع أبا حفص عمر بن يونس اليمامي، و أبا محمّد عبيد اللّه بن موسى العبسي، روى عنه أبو نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي الجرجاني، سمّاه و كنّاه لنا يحيى بن محمّد بن صاعد الهاشمي (4).

أخبرنا أبو القاسم بن إبراهيم و أبو الحسن بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (5) أبو منصور ابن عبد الملك، أنبأنا - أبو بكر أحمد بن علي (6)،حدّثني محمّد بن علي الصوري، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن خالد الأزدي، حدّثنا أبو الفتح عبد الواحد بن محمّد بن مسرور البلخي، حدّثنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى قال: محمّد بن إبراهيم بن مسلّم يكنى أبا أميّة، بغدادي، أقام بطرسوس، يقال: إنه من أهل سجستان، كان من أهل الرحلة (7) فهما بالحديث، و كان حسن الحديث، توفي بطرسوس في جمادى الآخرة سنة ثلاث و سبعين و مائتين.

ص: 243


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 395/1.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 113/1.
3- رواه الحاكم أبو أحمد في الأسامي و الكنى 352/1 رقم 280.
4- لفظة «الهاشمي» ليست في الأسامي و الكنى.
5- الزيادة لتقويم السند عن م، و ت، و د.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 395/1-396.
7- بالأصل: الحلة، تصحيف، و التصويب عن م، و ت، و د، و تاريخ بغداد.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأنا عمي (1) أبو القاسم، عن أبيه أبي (2) عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

محمّد بن إبراهيم بن مسلّم يكنى أبا أميّة بغدادي أقام بطرسوس و منها قدم إلى مصر، يعرف بالطّرسوسي، و يقال: إنه من أهل سجستان، كان من أهل الرحلة، و كان فهما بالحديث، و كان يملي عليهم بمصر، و كان حسن الحديث، و خرج عن مصر و توفي بطرسوس في جمادى الآخرة سنة ثلاث و سبعين و مائتين (3)،و قال (4) أبو سعيد مرة أخرى:

كانت وفاته بطرسوس سنة ثمان و سبعين و مائتين.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي زكريا البخاري، و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمّد، أنبأنا أبو زكريا.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة، أنبأنا أبو الفرج الأسفرايني، أنبأنا رشّأ بن نظيف.

قالا: حدّثنا عبد الغني بن سعيد قال: و أما الثّغري بالثاء المعجمة بثلاث و الغين المعجمة بواحدة: فأبو أميّة محمّد بن إبراهيم البغدادي المعروف بالطّرسوسي، يسمى الثّغري، و عدة سواه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):محمّد بن إبراهيم بن مسلّم بن سالم أبو أميّة، سكن طرسوس (6)،فقيل له الطّرسوسي، و هو بغدادي، سمع عمر بن يونس اليمامي، و عمر بن حبيب القاضي، و يعقوب بن إسحاق الحضرمي، و عثمان بن عمر بن فارس، و أبا عاصم النبيل، و مكي بن إبراهيم، و أبا نعيم الفضل بن دكين، و قبيصة بن عقبة، و حسين بن محمّد المروذي (7)،و عبيد اللّه بن موسى (8) العبسي، و إسحاق بن منصور السلولي، و أسود بن عامر

ص: 244


1- تقرأ بالأصل: عيسى، تصحيف، و التصويب عن م، و ت، و د.
2- بالأصل: أبو عبد اللّه، تصحيف، و التصويب عن م، و ت، و د.
3- عن أبي سعيد بن يونس روي في تهذيب الكمال 25/16 و انظر سير أعلام النبلاء 92/13.
4- من هنا إلى آخر الخبر سقط من م.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 394/1.
6- بالأصل: طرطوس، و المثبت عن م، و ت و د، و تاريخ بغداد.
7- كذا بالأصل و م و ت و د، و في تاريخ بغداد: المروروذي.
8- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م، و ت، و د، و تاريخ بغداد.

شاذان، و أبا نعيم عبد الرّحمن بن هانئ النخعي، و معلّى بن منصور الرازي، روى عنه أبو حاتم الرازي، و محمّد بن خلف وكيع القاضي، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و الحسين و القاسم ابنا إسماعيل المحاملي و غيرهم.

أخبرنا أبو الحسين بن كامل، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن التّرجمان قال: سمعت محمّد بن أحمد بن النعمان يقول: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن النعمان يقول: قلنا لأبي أميّة الطّرسوسي و قد أملا علينا: زدنا رحمك اللّه، فقال لنا: كنا عند الأصمعي و قد أملا علينا مجلسا فقلنا له: زدنا يا أبا سعيد، فقال لنا: لا و اللّه و لا زيادة طرف زغبة في عنفقة جرذ.

أنبأنا أبو محمّد بن السّمرقندي، أنشدني أبو عمرو عثمان بن أبي الفضل النيسابوري، أنشدنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى، أنشدني أبو بكر محمّد بن داود الزاهد، أنشدني عبد اللّه بن جابر الطّرسوسي لأبي أميّة الطّرسوسي:

في كلّ يوم أرى بيضاء قد طلعت *** كأنّما طلعت في ناظر البصر

لئن قطعتك بالمقراض عن بصري *** لما قطعتك عن همّي و عن فكري

أخبرنا أبو القاسم النسيب و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا[-و] (1) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، أنبأنا محمّد بن عدي ابن زحر البصري في كتابه، حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال: سئل أبو داود سليمان بن الأشعث عن أبي أميّة الثّغري فقال: ثقة.

قال الخطيب (3):و حدّثت (4) عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن هارون الخلاّل قال: أبو أميّة محمّد بن إبراهيم رجل رفيع القدر جدا، كان إماما في الحديث مقدّما في زمانه.

قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن قرّة (5)،عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار، أنبأنا أبو مسلّم عمر بن علي بن أحمد بن الليث الليثي البخاري، قال: سمعت أبا

ص: 245


1- زيادة لتقويم السند عن م، و ت، و د.
2- الخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد 395/1.
3- تاريخ بغداد 395/1.
4- بالأصل و م و ت و د:«و حدث»، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- بالأصل و ت: فراه، و المثبت عن د، و م، و قارن مع مشيخة ابن عساكر 130/أ.

الحسن علي بن أبي بكر الجرجاني الحافظ يقول: سمعت مسعود بن علي السّجزي يقول:

سمعت الحاكم أبا عبد اللّه الحافظ يقول: أبو أميّة محمّد بن إبراهيم الطّرسوسي صدوق، كثير الوهم (1).

أخبرنا أبو الحسن بن أبي الجن، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (2) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنبأنا محمّد بن عبد الواحد، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال: قرئ على أبي الحسين (4) بن المنادي و أنا أسمع قال: و جاءنا نعي أبي أميّة محمّد بن إبراهيم من طرسوس في شهر رمضان سنة ثلاث و سبعين، و كان له مذ مات نحو شهرين.

6059 - محمّد بن إبراهيم بن مسلّم بن البطّال أبو عبد اللّه اليماني الصّعدي

6059 - محمّد بن إبراهيم بن مسلّم بن البطّال أبو عبد اللّه اليماني الصّعدي (5)(6)

نزيل المصّيصة.

حدّث عن محمّد بن عقبة بن علقمة، و إسحاق بن وهب العلاّف، و محمّد بن حميد الرازي، و اليمان (7) بن سعيد بن خلف، و محمّد بن قدامة، و أحمد بن يحيى الجلاّب، و محمّد ابن يحيى الأزدي، و إسحاق بن إسماعيل الأيلي، و ميمون بن الأصبغ، و زياد بن يحيى.

و قدم دمشق حاجّا، و حدّث بها.

روى عنه: محمّد بن سليمان الرّبعي، و أبو حفص عمر بن محمّد بن القاسم، و إبراهيم ابن محمّد بن الفتح الجلّي المصّيصي، و أبو العباس أحمد، و أبو طالب عبد اللّه ابنا عمر بن عبد الملك بن مويس المقدسيّان، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد، و محمّد بن علي بن الحسن النقّاش، و حمزة بن محمّد الكناني الحافظ ، و أبو بكر محمّد بن الحارث بن أبيض القرشي.

ص: 246


1- تهذيب الكمال 25/16 و سير أعلام النبلاء 92/13.
2- زيادة لتقويم السند عن م، و ت، و د.
3- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 396/1.
4- كذا بالأصل، و م، و ت، و د، و في تاريخ بغداد: الحسن.
5- الصعدي بفتح الصاد و سكون العين و كسر الدال، المهملات نسبة إلى صعدة و هي من بلاد اليمن (الأنساب، و انظر معجم البلدان».
6- ترجمته في الأنساب (الصعدي)، و معجم البلدان (صعدة) و تاريخ بغداد 407/1.
7- في معجم البلدان: و السماد بن سعيد بن خلف.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، حدّثنا أبو بكر محمّد بن سليمان بن يوسف الرّبعي، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن البطّال الصّعدي، حدّثنا إسحاق بن وهب العلاّف الواسطي، حدّثنا أبو (1) مروان يحيى بن زكريا الغسّاني، حدّثنا الحسن بن عبيد اللّه، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«عمّوا بالسلام و عمّوا بالتّشميت»[10877].

و بإسناده قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يسلّم عن يمينه:«السلام عليكم و رحمة اللّه» و عن يساره:«السلام عليكم و رحمة اللّه»[10878].

[قال ابن عساكر:] (2) كذا وجدته بخط تمام و هو وهم، و صوابه يحيى بن أبي زكريا، روى عنه محمّد بن سليمان حديثا غير هذا فقال: قدم علينا حاجّا و مما وقع لي عاليا من حديثه ما:

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن البقشلان، أنبأنا أبو الحسن بن الآبنوسي، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن الفتح بن عبد اللّه المصّيصي المعروف بابن الجلّي (3)،حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن البطّال، حدّثنا محمّد بن يحيى الأزدي، حدّثنا عبد الصّمد بن عبد الوارث، حدّثني أبي عن محمّد بن جحادة عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«من انظر معسرا كان له بكلّ يوم صدقة»، ثم سمعته يقول:«من انظر معسرا كان له بكلّ يوم مثله صدقة» قال: فقلت: يا رسول اللّه، سمعتك تقول كذا ثم سمعتك تقول كذا، قال:«أقرضته ثم تركته (4) في أجله فله في كلّ يوم صدقة، فإذا حلّ ثم تركه فله بكلّ يوم مثله صدقة»[10879].

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (5)،أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن البطّال الصّعدي اليماني سكن المصّيصة، سمع أحمد بن عبيد اللّه، و محمّد بن حرب.

ص: 247


1- في م: ابن، تصحيف.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 171/6. و جلي بكسر الجيم و تشديد اللام المكسورة، كما في الاكمال لابن ماكولا 111/2.
4- بالأصل، و م، و د، و ت:«أقرضه ثم تركه» و المثبت عن المختصر.
5- بالأصل و د: الهمداني، تصحيف، و المثبت عن م، و ت. و السند معروف.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي زكريا البخاري. ح و أنبأنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو إسحاق الخطيب، أنبأنا أبو زكريا ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة ابن يحيى، أنبأنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنبأنا رشأ بن نظيف، قالا: حدّثنا عبد الغني الحافظ قال: فأما الصّعدي بالصاد و العين المهملتين محمّد بن إبراهيم بن مسلّم الصّعدي، حدّث عنه حمزة بن محمّد و غيره.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (1) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2) قال: محمّد بن إبراهيم بن مسلّم بن البطّال أبو عبد اللّه اليماني نزيل المصّيصة و هو من صعدة اليمن، قدم بغداد و حدّث بها عن علي بن مسلّم الهاشمي، روى عنه حبيب بن الحسن (3) القزاز، و حدّث أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الجلّي (4) و غيره من أهل المصّيصة عن محمّد بن إبراهيم عن سلمة بن شبيب، و محمّد بن آدم المصّيصي، و الحسين بن علي بن الأسود الكوفي، و أحمد بن يحيى الجلاّب البغدادي، و العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي و غيرهم.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر الحافظ قال (5):و أما الصّعدي بفتح الصاد و العين المهملتين فهو محمّد بن إبراهيم بن مسلّم الصّعدي، حدّث عنه حمزة بن محمّد.

كتب إليّ أبو زكريا بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد اللّه، و حدّثني أبو بكر، أنبأني أبو عمرو عن أبيه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: محمّد بن إبراهيم بن البطّال يكنى أبا عبد اللّه من أهل صعدة من اليمن، قدم علينا مصر قدمتين و كتبنا عنه، كان آخر قدمتيه سنة عشر و ثلاثمائة ثم صار إلى الثّغر فتوفي هناك.

6060 - محمّد بن إبراهيم بن المسيّب

حدّث عن: إسحاق بن نجيح الملطي.

روى عنه: الحسن بن سهل الواسطي.

ص: 248


1- زيادة عن م، و ت، و د، لتقويم السند.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 407/1.
3- في تاريخ بغداد: حبيب بن الحسن بن داود القزاز.
4- بالأصل و ت: الحلي، و المثبت عن د، و م، و تاريخ بغداد.
5- الاكمال لابن ماكولا 203/5-204.

أخبرنا أبو محمّد عبد الصّمد بن محمّد بن عبد اللّه البغوي الواعظ ببغشور (1)،أخبرني أبي أبو عبد اللّه الخطيب، حدّثنا القاضي الإمام أبو علي الحسين بن محمّد الفقيه، حدّثنا الشيخ الإمام أبو القاسم إبراهيم بن محمّد بن علي بن الشاه، حدّثنا محمّد بن إبراهيم و هو أبو جعفر المروذي، حدّثنا الحسن بن سهل الواسطي، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن المسيّب الدمشقي، حدّثنا إسحاق بن نجيح، عن عطاء بن ميسرة، عن مكحول، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«من أكل ما يسقط من المائدة عاش في سعة، و عوفي من المحن في ولده، و في جاره و جار جاره و دويرات جاره»[10880].

6061 - محمّد بن إبراهيم الهاشمي القرشي

إمام جامع دمشق.

روى عن أبي صالح، و ابن جريج.

روى عنه: الوليد بن مسلّم، و هشام بن عمّار.

[قال ابن عساكر:] (2) و أظنه: ابن إبراهيم الإمام ابن محمّد.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا الحاكم أبو أحمد، أنبأنا محمّد بن محمّد بن سليمان، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا محمّد بن إبراهيم القرشي، حدّثنا أبو صالح عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: قال علي بن أبي طالب: يا رسول اللّه القرآن يتفلّت من صدري، فقال النّبي صلى اللّه عليه و سلّم:«أ لا أعلّمك كلمات ينفعك اللّه بهنّ ، و ينفع من علّمته، و يثبت ما تعلّمت في صدرك ؟» قال: بلى، قال:«فصلّ ليلة الجمعة أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب، و ياسين، و في الثانية بفاتحة الكتاب و حم الدخان، و في الثالثة بفاتحة الكتاب و تنزيل السجدة، و في الرابعة بفاتحة الكتاب و تنزيل المفصل، فإذا فرغت من التشهّد، فاحمد اللّه و صلّ على النّبي صلى اللّه عليه و سلّم و استغفر للمؤمنين و قل: اللّهمّ ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني، و ارحمني أن أتكلّف ما لا يعنيني، و ارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللّهمّ بديع السموات و الأرض، ذا الجلال و الإكرام، و العزة التي لا ترام، أسألك يا اللّه،

ص: 249


1- بالأصول: ببغ شور، و المثبت عن معجم البلدان قال ياقوت: بليدة بين هراة و مرو الروذ، و يقال لها: بغ أيضا.
2- زيادة منا للإيضاح.

يا رحمن، بجلالك و نور وجهك، أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علّمتني، فارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني، و أسألك أن تنوّر بكتابك بصري، و تطلق به لساني، و تفرّج به عن قلبي، و تشرح به صدري، و تستعمل به بدني، و تقوّني على ذلك، و تعينني عليه، فإنه لا يعين على الخير و لا يوفّق له إلاّ أنت، تفعل ذلك ثلاث جمع - أو خمس، أو سبع - تجب بإذن اللّه و ما أخطأ مؤمن»، فأتى علي النّبي صلى اللّه عليه و سلّم بعد ذلك سبع جمع فأخبره بحفظه للقرآن و الأحاديث، فقال النّبي صلى اللّه عليه و سلّم:«مؤمن و ربّ الكعبة، علّم أبا حسن، علّم، علّم»[10881].

أخبرناه أبو الحسن الفرضي، أنبأنا أبو محمّد بن فضيل، أنبأنا أبو الحسن بن عوف، أنبأنا أبو علي بن منير، أنبأنا أبو بكر بن خريم، حدّثنا هشام بن عمّار في مشيخته الدمشقيين المقلين، حدّثنا محمّد بن إبراهيم الدمشقي فذكر بإسناده نحوه، و لم يذكر في ترجمة محمّد ابن إبراهيم غير هذا الحديث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا محمّد بن المظفّر، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، أنبأنا يوسف بن أحمد، أنبأنا أبو جعفر العقيلي قال: محمّد بن إبراهيم القرشي (1) عن أبي صالح مجهولان جميعا بالنقل و الحديث غير محفوظ ، و روى سليمان بن عبد الرّحمن ابن بنت شرحبيل عن الوليد بن مسلّم، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، و عكرمة عن ابن عبّاس الفقيه و ليس يرجع من هذا الحديث إلى صحة.

أخبرنا بحديث سليمان أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو النضر محمّد بن محمّد بن يوسف الفقيه (2)،و أبو الحسن أحمد بن محمّد العنزي (3)،قالا: حدّثنا عثمان بن سعيد الدارمي.

ح قال: و أنبأنا أبو الحسين بن بشران العدل - ببغداد - أنبأنا دعلج بن أحمد بن دعلج، حدّثنا أبو عبد اللّه البوشنجي (4) محمّد بن إبراهيم.

ح قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو بكر محمّد بن جعفر المزكي، حدّثنا

ص: 250


1- ليس له ترجمة في كتاب الضعفاء الكبير.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 490/15.
3- في الأصل و ت: الغنوي، تصحيف، و المثبت عن م و د. و هو أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس بن سلمة العنزي النيسابوري الطرائفي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 5 519/1.
4- بالأصل و م و ت: البوسنجي.

محمّد بن إبراهيم العبدي قالا: حدّثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي، حدّثنا الوليد بن مسلّم، حدّثنا ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح و عكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس أنه بينا هو جالس عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إذ جاءه علي بن أبي طالب فقال: يا نبي اللّه تفلّت هذا القرآن من صدري، فما أجدني أقدر عليه. فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أبا الحسن أ فلا أعلّمك كلمات ينفعك اللّه بهنّ ، و تنفع بهن من علّمته، و يثبت ما تعلّمته في صدرك»؟ قال:

أجل يا رسول اللّه، فعلّمني، قال:«إذا كانت ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر فإنّها ساعة مشهودة و الدعاء فيها مستجاب، و هي قول أخي يعقوب لبنيه سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي (1) حتى تأتي ليلة الجمعة، فإن لم تستطع فقم في وسطها، فإن لم تستطع فقم في أوّلها، فصلّ أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب و سورة يس، و في الركعة الثانية بفاتحة الكتاب و الم تنزيل السجدة، و في الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب و حم الدخان، و في الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب (2) و تبارك المفصّل، فإذا فرغت من التشهّد فاحمد اللّه، و أحسن الثناء على اللّه، و صلّ عليّ و على سائر النبيين و أحسن، و استغفر لإخوانك الذين سبقوك بالإيمان، ثم استغفر للمؤمنين و المؤمنات ثم قل آخر ذلك: اللّهمّ ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني و ارحمني أن أتكلّف ما لا يعنيني، و ارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللّهمّ بديع السموات و الأرض، ذا الجلال و الإكرام و القوة التي لا ترام، أسألك يا اللّه، يا رحمن، بجلالك و نور وجهك، أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، و ارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني، اللّهمّ بديع السموات و الأرض ذا الجلال و الإكرام و العزة التي لا ترام أسألك يا اللّه، يا رحمن، بجلالك و نور وجهك أن تنوّر بكتابك بصري، و أن تطلق به لساني، و أن تفرّج به عن قلبي، و أن تشرح به صدري، و أن تشغل به بدني، فإنه لا يعينني على الحقّ غيرك، و لا يؤتينيه إلاّ أنت، و لا حول و لا قوة إلاّ باللّه (3) العظيم، أبا الحسن تفعل ذلك ثلاث جمع - أو خمسا، أو سبعا - تجاب بإذن اللّه، فوالذي بعثني بالحقّ ما أخطأ مؤمنا قط ».

قال عبد اللّه بن عباس: فو اللّه ما لبث علي إلاّ خمسا أو سبعا حتى جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في مثل ذلك المجلس فقال: يا رسول اللّه إن كنت فيما خلا لأتعلم أربع آيات أو نحوهن،

ص: 251


1- سورة يوسف، الآية:98.
2- بالأصل: بحم الدخان، و المثبت عن م، و ت، و د.
3- كذا بالأصل و في م و د: باللّه العلي العظيم.

فإذا قرأتهن يتفلتن، فأما اليوم فأتعلم الأربعين آية و نحوها، فإذا قرأتهن على نفسي فكأنّما كتاب اللّه نصب عيني، و لقد كنت أسمع الحديث فإذا أردته تفلّت، و أنا اليوم أسمع الأحاديث فإذا حدّثت بها لم أخرم منها حرفا، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عند ذلك:«مؤمن و رب الكعبة أبو الحسن»[10882].

رواه أبو عيسى الترمذي (1) في جامعه عن أحمد بن الحسن بن جنيدب الترمذي عن سليمان و قال: غريب لا يعرف إلاّ من حديث (2) الوليد.

[قال ابن عساكر:] (3) و قد سقناه من حديث هشام عن محمّد قبل.

أنبأنا أبو الحسين بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنبأنا عبد الرّحمن ابن محمّد، أنبأنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا أبو الحسن. قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4):محمّد بن إبراهيم الهاشمي دمشقي، روى عن ابن جريج، روى عنه الوليد بن مسلّم، و هشام بن عمّار، سمعت أبي يقول ذلك.

6062 - محمّد بن إبراهيم أبو حمزة البغدادي الصّوفي

6062 - محمّد بن إبراهيم أبو حمزة البغدادي الصّوفي (5)

حكى عن طلحة بن علي القتباني، و إسماعيل بن مهدي الإفريقي، و محمّد بن عبد الصّمد، و حاتم الأصم، و مكي بن عمر، و صالح بن المثنى، و تميم بن علوان، و هشام بن الوليد، و أبي السمح (6)،و سماك بن الأحوص، و أيوب بن سليمان الصوفيين.

روى عنه: جعفر بن عبد اللّه البغدادي الخيّاط ، و أبو بكر أحمد بن محمّد الدّينوري.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، حدّثنا نصر بن إبراهيم قال: كتب إليّ أبو الحسن علي بن عبد الغالب الضّرّاب أن محمود بن عمر (7) أخبرهم عن عبد اللّه بن محمّد بن

ص: 252


1- سنن الترمذي،49 كتاب الدعوات،115 باب في دعاء الحفظ رقم 3570 (563/5).
2- في سنن الترمذي: لا نعرفه إلاّ من حديث الوليد بن مسلّم.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 185/7 رقم 1051.
5- ترجمته تاريخ بغداد 390/1 و حلية الأولياء 320/10 الوافي بالوفيات 344/1 و سير أعلام النبلاء 165/13.
6- بالأصل: أبي السمك» و المثبت عن م، و ت، و د.
7- الأصل: عمر بن محمود، و المثبت عن م و ت و د.

شهاب، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد الدّينوري، حدّثني أبو حمزة الصّوفي محمّد بن إبراهيم، حدّثني مذعور الأصم، حدّثنا رجل من الصوفية و نحن في مسجد بيت المقدس قال: كنت أمشي مع أبي الجهم..... (1)-و كان من خيار عباد اللّه - فنظر إلى رجل من أصحاب الحديث، يكلّم غلاما جميلا، و يضحك كلّ واحد منهما إلى صاحبه فقال لي:

اذهب إلى ذلك الرجل فادعه، فدعوته فجاء، فقال: السلام عليك، فردّ عليه السلام، فقال:

يا بني أخوك في الإسلام و وزيرك في الإيمان، و قد رأيتك على أمر لم يسعني أن أسكت فيه عنك، و لست أقبل فيه العذر منك، قال: و ما هو حتى أرجع عنه و أتوب إلى اللّه تعالى منه ؟ قال: رأيتك تضاحك حدثا غرّا جاهلا بأمور اللّه عزّ و جل، و ما يجب من حدود اللّه تعالى و أنت رجل قد رفع اللّه قدرك بما تطلب من العلم، و إنّما أنت رجل من الصّدّيقين لأنك تقول: حدّثنا فلان عن فلان عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عن جبريل عن اللّه فيسمعه الناس منك، و يكتبونه عنك، و يتخذونه دينا يعملون عليه، و حكما ينتهون إليه، و أنا أنهاك أن تعود لمثل ما كنت عليه، فإنّي أخاف غضب من يأخذ العارفين قبل الجاهلين، و يعذب فساق حملة القرآن قبل الكافرين.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن الصابوني، أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن زكريا النّسوي - بمكة - و كان شيخ الحرم في وقته، أنبأنا أبو بكر محمّد بن يحيى، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه، حدّثنا عمر بن محمّد بن الحلبي، حدّثنا أحمد بن محمّد الدّينوري، حدّثنا جعفر بن عبد اللّه قال: سمعت أبا حمزة الصّوفي قال:

كنت مع منصور بن جمهور الصّوفي، فنظر إلى غلام يعرض للبيع فوقف فنظر إليه ثم التفت إليّ و قال: ما أعلم أحدا اشترى هذا إلاّ متعرضا لمحن اللّه - عزّ و جلّ - فإمّا أن يعصمه، و إمّا أن يفتنه، فإن عصمه اتّسع للناس القول فيه بما لا يعلمون، و إن هو فتنه طال في القيامة حسابه، و في النّار عذابه، ثم رفع يديه فقال: اللّهم اعصمنا فيما بقي من أعمارنا، و لا تؤاخذنا بما قد علمت من أفعالنا، وهب لنا عقوبة نظرنا ثم بكى.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (2)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني أحمد بن علي بن الحسين

ص: 253


1- غير واضحة بالأصل و ت و د، و تقرأ في م: العبسي.
2- زيادة عن م، و ت، و د، لتقويم السند.
3- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 391/1.

المحتسب، أنبأنا محمّد بن الحسين (1) بن موسى النيسابوري قال: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت خير النساج (2) يقول: سمعت أبا حمزة يقول: خرجت من بلاد الروم فوقفت على راهب فقلت: هل عندك من خبر من قد مضى ؟ فقال: نعم، فريق في الجنّة و فريق في السعير.

قرأت بخط أبي الفتيان عمر بن أبي الحسن الدّهستاني فيما سمعه من أبي العيش محمّد ابن علي بن أبي العيش، أنبأنا أبو محمّد بن النحاس، حدّثنا أبو يعقوب الرملي الصّوفي، حدّثني أحمد بن محمّد الدّينوري، حدّثنا جعفر بن عبد اللّه الخيّاط البغدادي، حدّثنا محمّد ابن إبراهيم أبو حمزة الصّوفي قال: كنت مع سماك بن الأحوص الصّوفي في مجلس دمشق، فذكر حكاية تقدّمت في ترجمة سماك.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، أنبأنا أبو بكر المزكي، حدّثنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: أبو حمزة البغدادي البزاز و اسمه محمّد بن إبراهيم من أقران سريّ السّقطي (3) أو أقدم منه، كان يتكلم ببغداد في مسجد الرّصافة قبل كلامه في مسجد المدينة، و أبو حمزة كان يذكر أنه من أصحاب حسن (4) المسوحي، و كان يسميه أستاذ، و كان من أستاذي الجنيد، و كان، و كان عالما بالقراءات خصوصا بقراءة أبي عمرو، و كان قد تكلم في شيء من علوم الإرادات في المسجد الجامع، فسقط عن كرسيه و اعتلّ ، و دفن في الجمعة الثانية و كان سافر مع أبي تراب (5) و هو أستاذ جميع البغداديين في هذه العلوم، و لما مات غسله قاسم بن أبي علي المنصوري الصّوفي.

ذكر ابن الأعرابي أنه سأل بعض أولاد عيسى بن أبان فذكر أنّ أبا (6) حمزة من أولاد عيسى بن أبان، و كان أبو حمزة يتكلم في مسجد الرصافة ثم انتقل منها إلى مسجد المدينة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن المالكي، و أبو منصور بن خيرون،

ص: 254


1- الأصل: الحسن، تصحيف، و التصويب عن م، و ت، و د، و تاريخ بغداد.
2- انظر أخباره في حلية الأولياء 307/10.
3- هو السري بن المغلس، أبو الحسن السقطي البغدادي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 185/12.
4- بالأصل، و م، و د، و ت:«حسين» تصحيف، و الصواب ما أثبت، أخباره في حلية الأولياء 322/10.
5- هو أبو تراب عسكر بن الحصين النخشبي، و قيل في اسمه غير ذلك أخباره في حلية الأولياء 219/10.
6- بالأصل: أباه، تصحيف، و التصويب عن م و ت و د.

قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):محمّد بن إبراهيم أبو (2) حمزة الصّوفي من كبار شيوخهم، كان يتكلّم في جامع الرّصافة ثم انتقل إلى جامع المدينة، و كان عالما بالقراءات، و بقراءة أبي عمرو خصوصا، جالس أحمد بن حنبل، و بشر بن الحارث، و أبا نصر التمّار، و سريّا السقطي، و سافر مع أبي تراب النّخشبي، حكى عنه محمّد بن علي الكتاني، و خير النسّاج و غيرهما، و قال لي أبو نعيم الحافظ : أبو حمزة بغدادي، و اسمه محمّد بن إبراهيم، كان مولى عيسى بن أبان القاضي.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، قال: قال لنا أبي أبو القاسم القشيري (3)،و منهم أبو حمزة البغدادي (4) مات قبل الجنيد، و كان من أقرانه، صحب السّري، و الحسن المسوحي، و كان عالما بالقراءات، فقيها، و كان من أولاد عيسى بن أبان، و كان أحمد بن حنبل يقول له في المسائل: ما تقول فيها يا صوفي ؟ قيل كان يتكلم في مجلسه يوم جمعة، فتغير عليه الحال، فسقط من كرسيه، و مات في الجمعة الثانية، و قيل مات سنة تسع و ثمانين في نسخة و مائتين.

قال أبو حمزة (5).

من علم طريق الحقّ سهل عليه سلوكه، و لا دليل على الطريق إلى اللّه إلاّ متابعة الرسول صلى اللّه عليه و سلّم في أحواله و أفعاله و أقواله.

و قال أبو حمزة (6):

من رزق ثلاثة أشياء فقد نجا (7):بطن خال مع قلب قانع، و فقر دائم معه زهد حاضر، و صبر كامل معه ذكر دائم.

أنبأنا أبو الحسن الفارسي، أنبأنا أبو بكر المزكي ح و أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (8) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (9)،أنبأنا أبو عبد الرّحمن إسماعيل بن أحمد الحيري، قالا (10):أنبأنا محمّد بن

ص: 255


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 390/1.
2- بالأصل و م و ت و د:«بن» تصحيف، و التصويب عن تاريخ بغداد.
3- الرسالة القشيرية للقشيري ص 395 (ط . بيروت).
4- زيد في الرسالة القشيرية: البزاز.
5- الرسالة القشيرية ص 395.
6- المصدر السابق.
7- في الرسالة القشيرية: نجا من الآفات.
8- زيادة لتقويم السند عن م، و ت، و د.
9- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 390/1.
10- كذا بالأصل و م و ت و د، و في تاريخ بغداد: قال.

الحسين السلمي قال: سمعت محمّد بن الحسن البغدادي يحكي عن ابن الأعرابي قال: قال أبو حمزة: كان الإمام أحمد يسألني في مجلسه عن مسائل و يقول: ما تقول فيها يا صوفي - زاد المزكي عن السّلمي: و كان أيضا قد جالس بشرا و السّري.

أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن طاهر بن سعيد الميهني، أنبأنا أبو شجاع محمّد بن سعدان المقاريضي، أنبأنا أبو الحسن علي بن بكران الصّوفي، أنبأنا أبو الحسن علي الدّيلمي قال: و سمعت الشيخ - يعني - أبا عبد اللّه بن خفيف (1) يحكي عن بعض شيوخه عن أبي حمزة محمّد بن إبراهيم البغدادي أستاذ الجنيد أنه ولد له مولود في ليلة مطيرة و ما كان في منزله شيء، و اشتدّ المطر و كان داره على الطريق، قال: و أخذ السيل يدخل داره، و كان معه في الدار صبي يخدمه، فقام هو و الصبي فأخذوا جرتين فكانوا ينقلون الماء إلى الطريق حتى أصبحوا قال: فلما أصبحوا احتالت المرأة درهمين، و قالت لأبي حمزة: اشتر لنا بهما شيئا فخرج أبو حمزة و الصبي معه، فإذا بجارية صغيرة تبكي، قال: فقال لها أبو حمزة: ما لك ؟ قالت: لي مولى شرّير، و قد دفع إليّ قارورة و انكسرت، و هلك الزيت، فأخاف أن يضربني قال: فأخذ بيدها و ذهب فاشترى لها قارورة و أخذ فيها زيتا، فقالت الجارية: تجيء معي إلى عند مولاي و تشفع إليه أن لا يضربني بتأخري عنه، قال: فذهب أبو حمزة معها إلى مولاها و تشفع فيها، ثم رجع إلى المسجد و قعد في الشمس، فقال له الغلام: أيش عملت في يوم مثل هذا أو (2) قصة مثل هذه ؟ قال: فقال له: اسكت فقعدوا إلى العصر، ثم قال للصبي: قم بنا نعود إلى المنزل، و كان (3) داره في زقاق لا ينفذ، قال: فجاءوا و الزقاق كلّه من أوله إلى آخره حمّالين قعود معهم كلما يحتاج إليه في الشتاء، و معهم رجل معه رقعة فيها مكتوب:

أخبرنا أيها الشيخ، أنّ البارحة ولد لك مولود فحملنا إليك ما حضر، فتفضل بقبوله، و مع الرجل كيس فيه خمسمائة درهم، فأخذ، ثم التفت أبو حمزة إلى الغلام، و قال: إذا عاملت فعامل من هذه معاملته.

ح و أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (4) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنبأنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن

ص: 256


1- هو محمّد بن خفيف بن اسفكشار الضبي أبو عبد اللّه الفارسي الشيرازي، شيخ الصوفية، ترجمته في سير أعلام النبلاء 342/16.
2- بالأصل و م و ت و د:«و قصة».
3- كذا بالأصل و م و ت و: و كان داره.
4- زيادة لتقويم السند عن م، و ت، و د.
5- الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 391/1.

القشيري النيسابوري ح و أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري الصّوفي، أنبأنا (1) أبي قال:

سمعت أبا عبد الرّحمن السلمي يقول: سمعت محمّد بن عبد اللّه الواعظ يقول: سمعت خير النسّاج يقول: سمعت أبا حمزة يقول: إني لأستحيي من اللّه تعالى أن أدخل البادية و أنا شبعان، و قد اعتقدت التوكل لئلا يكون سعيي على الشبع زادا (2) أتزوده.

قال الخطيب (3):و أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مقسم، حدّثني أبو بدر الخيّاط الصّوفي قال: سمعت أبا حمزة يقول: سافرت سفرة على التوكّل، فبينا أنا أسير ذات ليلة و النوم في عيني، إذ وقعت في بئر فرأيتني قد حصلت فيها، فلم أقدر على الخروج لبعد مرتقاها، فجلست فيها فبينا أنا جالس إذ وقف على رأسها رجلان فقال أحدهما لصاحبه:

نجوز و نترك هذه في طريق السابلة و المارّة، فقال الآخر: فما نصنع ؟ قال: نطمها. قال:

فبدرت نفسي أن تقول: أنا فيها، فنوديت تتوكل علينا، و تشكو بلاءنا إلى سوانا؟ فسكتّ فمضيا ثم رجعا و معهما شيء جعلاه على رأسها غطوها به، فقالت لي نفسي: أمنت طمها و لكنت جعلت (4) مسجونا فيها، فمكثت يومي و ليلتي فلمّا كان الغد ناداني شيء - يهتف بي و لا أراه - تمسك بي شديدا، فمددت يدي فوضعته على شيء خشن فتمسكت به، فعلاها و طرحني، فتأمّلت فوق الأرض فإذا هو سبع، فلمّا رأيته لحق نفسي من ذلك ما يلحق من مثله، فهتف بي هاتف: يا أبا حمزة استنقذناك من البلاء بالبلاء، و كفيناك ما تخاف ما تخاف.

قال الخطيب (5):ذكر أبو نعيم أنّ الواقع في البئر أبو حمزة البغدادي، و كذلك يحكى عن أبي بكر الشّبلي.

[قال:] (6) و أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أنبأنا محمّد بن الحسين السلمي: أنّ الذي وقع في البئر بالبادية هو أبو حمزة الخراساني (7) من أقران الجنيد، و ليس أبي حمزة البغدادي، فاللّه أعلم بذلك.

ص: 257


1- الخبر في الرسالة القشيرية ص 167 تحت عنوان: التوكل.
2- بالأصل و م:«زاد» و المثبت عن ت، و تاريخ بغداد، و الرسالة القشيرية.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 391/1.
4- في م و ت و د و الأصل: جعلت، و في تاريخ بغداد: حصلت.
5- تاريخ بغداد 392/1.
6- زيادة للإيضاح، و القائل أبو بكر الخطيب، تاريخ بغداد 392/1.
7- انظر أخباره في الرسالة القشيرية ص 409 (ط بيروت).

قال الخطيب (1):و أخبرني أبو علي عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن فضالة النّيسابوري بالريّ قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن أحمد بن الحسن الأزدي الخطيب بسمنان (2) يقول: قال جعفر بن محمّد الخلدي خرج طائفة من مشايخ الصوفية يستقبلون أبا حمزة الصّوفي في قدومه من مكة، فإذا به قد شحب لونه. فقال الجريري: يا سيدي هل تتغير الأسرار إذا تغيرت الصفات ؟ قال: معاذ اللّه، لو تغيّرت الأسرار لتغيّر (3) الصفات لهلك العالم، و لكنه ساكن الأسرار فحماها (4) و أعرض عن الصفات فلاشاها، ثم تركنا و ولّى و هو يقول:

كما ترى صيرني *** قطع قفار الدّمن (5)

شردني عن وطني *** كأنني لم أكن

إذا تغيبت بدا *** و إن بدا غية بني

يقول لا تشهد ما *** يشهد أو تشهدني

أخبرنا الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي في كتابه، أنبأنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن إبراهيم المزكي قال: أنبأنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السلمي قال: سمعت الحسن بن أحمد قال: سمعت الرّقّي يقول: كان أبو حمزة يقول: اللّهم ارحمني بكذبي.

سمعت (6) أبا المظفر بن القشيري يقول: سمعت أبي يقول (7):سمعت أبا عبد الرّحمن السلمي يقول:[سمعت عبد اللّه بن محمّد يقول: سمعت جعفر بن محمّد بن نصير يقول:

سمعت أبا علي الورّاق يقول: سمعت] (8) أبا (9) حمزة البغدادي يقول: علامة الصّوفي الصادق أن يفتقر بعد الغنى، و يذلّ بعد العزّ، و يخفى بعد الشهرة، و علامة الصّوفي الكاذب

ص: 258


1- الخبر في تاريخ بغداد 392/1.
2- سمنان: بلدة بين الري و دامغان، و هي بكسر السين عند أهل الحديث (راجع معجم البلدان).
3- بالأصل: لتغيرت، و المثبت عن م، و ت، و د، و تاريخ بغداد.
4- بالأصل و م و ت و د: فحملها، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- الدمن واحدتها دمنة، و هي آثار الناس.
6- كتب فوقها بالأصل و م و ت: ملحق.
7- الخبر رواه القشيري في الرسالة القشيرية ص 280 (ط بيروت).
8- ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل.
9- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

أن يستغني بعد الفقر، و يعزّ بعد الذل، و يشتهر بعد الخفا (1).

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (2)،أخبرني جعفر بن محمّد بن نصير في كتابه، حدّثني أبو بكر الكتاني، قال: قال لي أبو الأزهر و جماعة من اخواننا: اجتمع نفر على باب يفتحونه فلم ينفتح، فقال أبو حمزة: تنحّوا، فأخذ الغلق بيده فحركه، فقال:

بكذبي (3) إلاّ فتحته فانفتح.

أخبرنا أبو القاسم الخطيب، و أبو الحسن الفقيه المالكي، قالا: حدّثنا[-و] (4) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (5)،حدّثنا أبو سعد الحسين بن عثمان الشيرازي - لفظا - قال: سمعت غالب بن علي الرازي يقول: سمعت أبا عثمان المغربي يقول: كان أبو حمزة و جماعة أصحابنا يمشون إلى موضع من المواضع، فبلغوا ذلك الموضع فإذا الباب مغلق، فقال أبو حمزة لأصحابه: لنتقدم كلّ واحد منكم إلى هذا الباب و يظهر صدقه و إخلاصه فينفتح عليه الباب من غير معالجة أحد، فتقدّم كلّ واحد من القوم فلم ينفتح على أحد، فتقدم أبو حمزة إلى الباب و قال: بكذبي إلاّ فتحت، ففتح عليه الباب، فدخلوا ذلك الموضع.

قال الخطيب (6):و حدّثني عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني، قال: سمعت أبا الحسن علي بن عبد اللّه الهمذاني بمكة يقول: أنبأنا الخلدي قال: كان لأبي حمزة مهر قد ربّاه، و كان يحب الغزو، و كان يركب المهر و يخرج عليه، و هو يدّعي التوكل، فقيل له: يا أبا حمزة أنت قد علمنا كيف تعمل، فالدابة أيش كنت تعمل في أمرها؟ قال: كان إذا رحل العسكر تبقى تلك الفضالات من الدوابّ و من الناس، تدور فتأكل.

أنبأنا أبو الحسن الفارسي، أنبأنا أبو بكر المزكي، أنبأنا أبو عبد اللّه السلمي سمعت منصور بن عبد اللّه الهروي يقول: سمعت جعفرا يقول: سمعت الجنيد يقول: كان أبو حمزة حبب إليه الغزو فقال لي: كنت آتي بلاد الروم و الناس في السلاح و عليّ جبة صوف فكان حجر المنجنيق يمرّ بوجهي فلا أستتر منه بشيء.

ص: 259


1- كتب بعدها في م و ت: إلى.
2- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 321/10.
3- كذا بالأصل و م و ت و د:«بكذبي» و في حلية الأولياء: بكذا.(؟).
4- زيادة عن م، و ت، و د، للإيضاح.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 393/1.
6- تاريخ بغداد 390/1.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال (1):و حكي لي عن (2) عبد الواحد بن بكر، حدّثني محمّد بن عبد العزيز قال: سمعت أبا عبد اللّه الرملي يقول: تكلم أبو حمزة في جامع طرسوس فقبلوا، فبينا هو ذات يوم يتكلم إذ صاح غراب على سطح الجامع فزعق أبو حمزة و قال: لبّيك لبيك فنسبوه إلى الزندقة، و قالوا: حلولي زنديق، فشهدوا، و أخرج و بيع فرسه بالمناداة على باب الجامع: هذا فرس الزنديق، فذكر أبو عمر (3) البصري قال: اتّبعته و الناس وراءه يخرجونه من باب الشام، فرفع رأسه إلى السماء و قال:

لك من قلبي المكان المصون *** كلّ عتب عليّ فيك يهون

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي قال: سمعت أبا عبد الرّحمن السّلمي يقول: سمعت يوسف بن عمر الزاهد يقول: سمعت محمّد بن الحسين الآجري يقول: سمعت عبد اللّه بن محمّد العطشي يقول: سمعت أبا حمزة يقول: من ذاق حلاوة عمل صبر على تجرّع مرارة صرفه، و من صفت فكرته استلذّ ذوقه، و استوحش ممن يشغله.

أخبرنا أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن أحمد بن محمّد بن حيّان، أنبأنا أبو بكر بن خلف، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سئل أبو حمزة البغدادي هل يتفرغ المحبّ إلى شيء سوى محبوبه ؟ فقال: لا، لأنه بلاء دائم، و سرور منقطع، و أوجاع متصلة لا يعرفها إلاّ من باشرها، و أنشد:

يقاسي المقاسي شجوه دون غيره *** و كلّ بلاء عند لاقيه أوجع

قال: و سمع أبو حمزة رجلا من أصحابه و هو يلوم بعض إخوانه على إظهاره و جده و غلبة الحال عليه، و إظهار سرّه في مجلس فيه بعض الأضداد، فقال أبو حمزة: أقصر يا أخي، فالوجد الغالب يسقط التمييز، و يجعل الأماكن كلّها مكانا واحدا، و الأعيان عينا واحدة لا لوم على من غلب عليه وجده فاضطره إلى ذلك، و ما أحسن ما قال ابن الرومي:

فدع المحبّ من الملامة إنّها *** بئس الدواء الموجع مقلاق

لا تطفئن جوى بلوم إنه *** كالريح يفري النار بالإحراق

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب قال: قرأت في كتاب أبي بكر

ص: 260


1- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 321/10.
2- في حلية الأولياء: و حكى لي عبد الواحد.
3- كذا بالأصل و م و ت و د، و في الحلية: أبو عمرو.

محمّد بن عبد الملك التاريخي (1) بخطه: سمعه أبا حمزة الصّوفي ينشد:

خفف على أصحابك المو؟؟؟ ا (2) أولا *** فلست إذا لهم سكنا

لا تغترر بدنو ذي لطف يدنو *** إليك و إن دنوت دنا

و اعلم جزاك اللّه صالحة *** أن ابن آدم لم يزل أذنا

متصرفا (3) شرس الطباع له *** عين تريه قبيحه حسنا

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: حدّثنا[-و] (4) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (5)،أخبرني أحمد بن علي المحتسب، أنبأنا محمّد بن الحسين بن موسى النيسابوري، قال: سمعت نصر بن أبي نصر يقول: سمعت محمّد بن عبد اللّه المتأفف البغدادي قال: سمعت الجنيد يقول: وافى أبو حمزة من مكة و عليه و عثاء السفر، فسلّمت عليه و شهيته. قال سكباج و عصيدة تخليني بهما، فأخذت مكوك دقيق، و عشرة أرطال لحم، و باذنجان و خلا، و أخذت عشرة أرطال دبس، و عملنا له عصيدة و سكباجة و وضعناها في حيريّ (6) لنا، و أدخلته الدار و أسبلت الستر، فدخل و أكله (7) كله، فلمّا فرغ من أكله قال لي: يا أبا القاسم لا تعجب، فهذا من مكة الأكلة الثالثة.

قال الخطيب (8):و أخبرني أبو علي الحسن بن أبي الفضل الشّرمقاني (9)،حدّثنا إبراهيم ابن أحمد بن محمّد الطبري، حدّثنا معروف بن محمّد بن معروف الواعظ ، حدّثنا أبو سعيد الزيادي قال: كان أبو حمزة أستاذ البغداديين، و هو أول من تكلّم ببغداد في هذه المذاهب، من صفاء الذكر، و جمع الهمّة (10)،و المحبة، و الشوق، و القرب، و الأنس، لم يسبقه إلى الكلام بهذا على رءوس الناس ببغداد أحد، و ما زال مقبولا حسن المنزلة عند الناس إلى أن توفي، و توفي سنة تسع و ستين و مائتين، و دفن بباب (11) الكوفة.

ص: 261


1- ترجمته في تاريخ بغداد 348/2.
2- كذا رسمها بالأصل و م، و في ت:«الموثا».
3- تقرأ بالأصل:«مشرفا» و المثبت عن م، و ت.
4- الزيادة عن م و ت لتقويم السند.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 393/1.
6- رسمها بالأصل و م:«ح ؟؟؟ ر» و في ت:«حير» و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- بالأصل و م و ت: واكل، و المثبت عن تاريخ بغداد.
8- تاريخ بغداد 393/1.
9- الأصل: الشرمغاني، و المثبت عن م و ت و تاريخ بغداد.
10- بالأصل و م و ت: الهم، و المثبت عن تاريخ بغداد.
11- بالأصل و م و ت: باب، و المثبت عن تاريخ بغداد.

أنبأنا أبو الحسن الفارسي، أنبأنا أبو بكر المزكي، حدّثنا أبو عبد الرّحمن قال: توفي أبو حمزة سنة تسع و ثمانين و مائتين.

أخبرنا أبو القاسم الخطيب، و أبو الحسن المالكي قالا: حدّثنا[-و] (1) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا إسماعيل الحيري، أنبأنا محمّد بن الحسين السلمي، قال: أبو حمزة البزّاز محمّد بن إبراهيم من أقران سريّ السّقطي توفي سنة تسع و ثمانين و مائتين.

6063 - محمّد بن إبراهيم

حدّث عن يونس بن عطاء.

روى عنه حذيفة بن الحسن المصّيصي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (3)،حدّثنا حذيفة بن الحسن، حدّثنا محمّد بن إبراهيم الدمشقي، حدّثنا يونس بن عطاء، عن معروف مولى واثلة قال: سمعت واثلة يقول: رأيت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عمامة سوداء.

قال ابن عدي: حدّثناه عبد الصّمد بن عبد اللّه الدمشقي، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا معروف قال: رأيت على واثلة عمامة سوداء قد أرخى لها عذبة من خلفها.

قال ابن عدي: حدّثناه عبد الصّمد بن عبد اللّه الدمشقي، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا معروف قال: رأيت على واثلة عمامة سوداء قد أرخى لها عذبة من خلفها.

قال ابن عدي: منكر جدا، و معروف هو مولى واثلة.

[قال ابن عساكر:] (4) حذيفة يروي عن أبي أمية محمّد بن إبراهيم بن مسلّم الطّرسوسي فأخشى أن يكون محمّد بن إبراهيم هذا هو أبو أمية، و نسبه إلى دمشق لكونه كان بها، و اللّه أعلم، و يونس بن عطاء غير معروف.

6064 - محمّد بن إبراهيم أبو بكر الصّوري

حدّث بدمشق عن أبي نعيم الحلبي، و عبد الرّحمن بن عبيد اللّه أخي الإمام، و نوح بن

ص: 262


1- زيادة عن م و ت، لتقويم السند.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 393/1-394.
3- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 327/6 في أخبار معروف بن عبد اللّه الخياط .
4- زيادة منا للإيضاح.

حبيب، و أحمد بن صالح المصري، و محمّد بن المصفّى، و سعيد بن نصر بن عتاب الورّاق، و أبي إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم التّرجمان، و محمّد بن سلام البغدادي.

روى عنه: أبو الحسن بن حذلم.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن عمر، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد ابن صصري، أنبأنا تمّام بن محمّد، أنبأنا أبو الحسن بن حذلم، حدّثنا أبو بكر الصّوري بدمشق و اسمه محمّد بن إبراهيم، حدّثنا أبو نعيم الحلبي، حدّثنا عبد اللّه بن المبارك، حدّثنا مالك بن أنس، عن محمّد بن المنكدر، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من استمع إلى قينة صبّ في أذنيه الآنك (1) يوم القيامة»[10883].

أخبرناه عاليا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، و عبد الكريم بن حمزة، قالا: أنبأنا أبو القاسم الحنّائي، حدّثنا أبو الحسين الكلابي، أنبأنا سعيد بن عبد العزيز، حدّثنا أبو نعيم عبيد بن هشام، حدّثنا ابن المبارك عن مالك بن أنس، عن محمّد بن المنكدر، عن أنس بن مالك.

أنّ رسول اللّه (2) صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من قعد إلى قينة يستمع منها صبّ اللّه في أذنيه الآنك يوم القيامة»[10884].

6065 - محمّد بن إبراهيم البغدادي

سمع بدمشق أبا محمّد عبد الرحيم بن محمّد بن شعيب بن صالح بن حنظلة الأنصاري.

روى عنه: أبو الحسين أحمد بن محمّد بن يعقوب البغدادي.

6066 - محمّد بن إبراهيم أبو الفضل الدّينوري المقرئ

سكن صيدا، و أقرأ بها القرآن.

حكى عنه أبو نصر بن طلاّب.

أنبأنا أبو الحسن الفرضي، و أبو محمّد الأكفاني، و أبو الفرج غيث بن علي، قالوا:

ص: 263


1- الآنك: الرصاص، قيل الرصاص الأبيض، و قيل الأسود، و قيل: الخالص منه.
2- قوله:«أن رسول اللّه» استدرك عن هامش الأصل، و بعده صح.

أنبأنا أبو نصر الحسين بن محمّد بن أحمد بن طلاّب، حدّثنا الشيخ أبو الفضل محمّد بن إبراهيم الدّينوري المقرئ بصيدا في سنة خمس و تسعين و ثلاثمائة قال: روي عن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال (1):قرنت الهيبة بالخيبة، و الحرمان بالحياء، و الفرص (2) تمرّ مرّ السحاب (3).

[و روي عن علي عليه السلام قال:] (4) اجتنب (5) فاجتنب من الرجال أربعة: من إذا حدّثك كذب، و إذا حدثته كذبك، و إن ائتمنته خانك، و إن ائتمنك اتّهمك، و إن أنعمت عليه كفرك، و إن أنعم عليك امتنّ عليك.

6067 - محمّد بن إبراهيم أبو بكر الشّيرازي

حدّث بدمشق سنة سبع و تسعين و ثلاثمائة عن أبي الحسن علي بن الحسن الحوري الفقيه.

روى عنه أحمد بن الحسين بن سعد بن أبان الطرسوسي الشاهد.

6068 - محمّد بن إبراهيم أبو عبد اللّه الحصري البانياسي

6068 - محمّد بن إبراهيم أبو عبد اللّه الحصري (6) البانياسي (7)

سكن صور.

حدّث عن أبي أحمد عبد اللّه بن بكر الطّبراني، و محمّد بن عبد الملك بن سعيد الأزدي.

و حدّث بصور سنة عشرين و أربعمائة، فسمع منه بصور أبو منصور نصر بن أبي نصر الطوسي و غيره.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي توفي أبو عبد اللّه الحصري في شهر رمضان سنة ثلاث و ثلاثين و أربعمائة، و دفن بظاهر البلد، و كان قد نيّف على الستين، حدّثني بذلك ابنه عبد الرّحمن.

ص: 264


1- نهج البلاغة، قصار الحكم رقم 21.
2- في نهج البلاغة: و الفرصة.
3- زيد في نهج البلاغة: فانتهزوا فرص الخير.
4- زيادة منا للإيضاح.
5- بالأصل و م و ت: فاجتنب.
6- الحصري، النسبة إلى الحصر و هي جمع الحصير و عمله، فهي بضم الحاء و سكون الصاد المهملتين كما في الأنساب.
7- و البانياسي نسبة إلى بلدة من بلاد فلسطين يقال لها بانياس (الأنساب).
ذكر من اسم أبيه إدريس من المحمّدين
6069 - محمّد بن إدريس بن إبراهيم أبو الحسن الأصبهاني

قدم دمشق، و حدّث بها عن أحمد بن محمّد الرازي البزّاز،[و] (1) و صيف خادم المعتضد.

روى عنه محمّد بن سليمان الربعي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم - قراءة - أنبأنا القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن علي بن أبي العجائز، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن سليمان بن يوسف الربعي، حدّثني أبو الحسن محمّد بن إدريس بن إبراهيم الأصبهاني، أخبرني أحمد بن محمّد البزاز الرازي بأصبهان، أخبرني أبو زرعة الرازي، أخبرني فلان بإسناد ذكره أن الحسين ابن علي بن أبي طالب دفع ذات يوم إلى سائل عشرة آلاف درهم فقالت له جارية له يقال لها فضة: و اللّه لقد أسرفت يا بن بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فقال لها: يا فضة! و أنشأ يقول:

إذا جمعت مالا يداي و لم أنل *** فلا انبسطت كفي و لا نهضت رجلي

أريني بخيلا نال خلدا ببخله *** و هاتي أريني باذلا مات من هزل

على اللّه إخلاف الذي أتلفت يدي *** فلا مهلكي بذلي، و لا مخلدي بخلي

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو محمّد بن أبي العجائز، أنبأنا أبي أبو علي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن سليمان الربعي قال: أنشدني هذا الشيخ لبعضهم:

إذا أنت عبت الناس عابوا و أكثروا *** عليك و أبدوا منك ما كان يستر

و قد قال في بعض الأقاويل قائل *** له منطق فيه لسان محبّر

إذا ما ذكرت الناس فاترك عيوبهم *** فلا عيب إلاّ دون ما فيك يذكر

فإن عبت قوما بالذي ليس فيهم (2) *** فذلك عند اللّه و الناس أكبر

و إن عبت قوما بالذي فيك مثله *** فكيف يعيب العور من هو أعور

6070 - محمّد بن إدريس بن الحجّاج بن أبي حمادة أبو بكر الأنطاكي

قدم دمشق سنة إحدى و ثمانين و مائتين، و حدّث بها عن أبي يوسف يعقوب بن كعب

ص: 265


1- زيادة للإيضاح عن م و ت.
2- في م:«بالذي فيك مثله» ثم شطبت «فيك مثله» و كتب على هامشها: ليس فيهم.

الأنطاكي (1)،و محمّد بن إبراهيم الأسباطي، و زهير بن عبّاد، و محمّد بن عبد الرّحمن بن سهم (2)،و يحيى بن عثمان بن كثير الحمصي، و محمّد بن هشام بن أبي خيرة السّدوسي (3)، و محمّد بن عيسى النقاش، و محمّد بن حمّاد ابن أخي أبي غسان النهدي، و موسى بن أيوب العجلي النّصيبي (4)،و المسيّب بن واضح، و سعيد بن نصير، و أبي تقي هشام بن عبد الملك اليزني (5)،و دحيم، و هشام بن عمّار، و صفوان بن صالح، و أبي إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم ابن بسّام التّرجمان، و نوح بن حبيب القومسي (6)،و محمّد بن الوليد بن أبان البغدادي القرشي، و أحمد بن الوليد بن برد، و أحمد بن هارون، و محمّد بن مصفّى، و مؤمّل بن إهاب، و محمّد بن سليمان لوين.

روى عنه أبو القاسم بن أبي العقب، و أبو عبد اللّه محمّد بن جعفر بن عديس (7)،و أبو الميمون بن راشد، و محمّد بن يوسف بن بشر الهروي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، حدّثنا أبو بكر محمّد بن إدريس بن الحجّاج بن أبي حمادة الأنطاكي، حدّثنا أبو تقيّ هشام، حدّثنا ابن حمير، حدّثني إبراهيم بن أبي عبلة، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن ابن عمر قال: بعثنا النّبي صلى اللّه عليه و سلّم في سرية، فلقينا العدو فحاص الناس حيصة، فانهزمنا، فقلنا: نهرب في الأرض، و لا نأتي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حياء مما صنعنا، قال: فلقينا النّبي صلى اللّه عليه و سلّم فقلنا: يا رسول اللّه نحن الفرارون، قال:«لا، بل أنتم الكرّارون، و أنا فئتكم»[10885].

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، حدّثنا أبو بكر محمّد بن إدريس بن الحجّاج بن أبي حمادة الأنطاكي قدم علينا سنة إحدى و ثمانين و مائتين، حدّثنا يعقوب بن كعب، حدّثنا عيسى بن يونس عن

ص: 266


1- ترجمته في تهذيب الكمال 445/20 ط . دار الفكر.
2- هو محمّد بن عبد الرحمن بن حكيم بن سهم الأنطاكي ترجمته في تهذيب الكمال 488/16.
3- هو أبو عبد اللّه محمّد بن هشام بن شبيب بن أبي خيرة البصري ترجمته في تهذيب الكمال 295/17.
4- هو موسى بن أيوب بن عيسى النصيبي أبو عمران الأنطاكي، ترجمته في تهذيب الكمال 446/18.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 261/19 ط . دار الفكر.
6- رسمها غير واضح بالأصل و م و ت، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 168/19.
7- كذا رسمها بالأصل، و في م و ت: عدبس.

الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عن ثمن الكلب و السنّور[10886].

6071 - محمّد بن إدريس بن العبّاس بن عثمان بن شافع

ابن السّائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطّلب بن عبد مناف

ابن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر

أبو عبد اللّه القرشي المطّلبي الشّافعي المكّي (1)

إمام عصره، و فريد دهره.

سمع مالك بن أنس، و إبراهيم بن سعد، و عبد العزيز بن محمّد الدّراوردي، و أبا ضمرة أنس بن عياض، و إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى، و حاتم بن إسماعيل، و عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، و إسماعيل بن جعفر، و محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك، و عطّاف بن خالد المخزومي، و عبد اللّه بن نافع الصائغ المدنيين، و سفيان بن عيينة، و داود بن عبد الرّحمن العطّار، و مسلّم بن خالد الزّنجي (2)،و عبد الرّحمن بن أبي بكر المليكي التيمي، و عمّه محمّد بن علي بن شافع، و عبد اللّه بن المؤمّل المخزومي، و إبراهيم بن عبد العزيز بن أبي محذورة القرشي، و عبد اللّه بن الحارث المخزومي، و محمّد بن عثمان بن صفوان الجمحي، و سعيد بن سالم القدّاح، و عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد المكيين، و مطرّف بن مازن، و هشام بن يوسف، و محمّد بن خالد الجندي اليمنيين، و عبد الوهّاب بن عبد المجيد الثقفي، و إسماعيل بن عليّة، و يوسف خالد السّمتي البصريين، و محمّد بن الحسن الشيباني الفقيه، و يحيى بن حسّان، و عمرو بن أبي سلمة التّنّيسيين، و أيوب بن سويد الرّملي و غيرهم.

روى عنه سليمان بن داود الهاشمي، و أحمد بن حنبل، و أبو ثور إبراهيم بن خالد،

ص: 267


1- ترجمته و أخباره في: تهذيب الكمال 39/16 و تهذيب التهذيب 20/5 و التاريخ الكبير 48/1 و حلية الأولياء 63/9 و تاريخ بغداد 2/ 56 و ترتيب المدارك 382/2 و الأنساب، صفة الصفوة 95/2 و معجم الأدباء 281/17 و وفيات الأعيان 163/4 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201-210 ص 304) و تذكرة الحفاظ 361/1 و الوافي بالوفيات 171/2 طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (الجزء الأول) و غاية النهاية 95/2، و البداية و النهاية 251/10، و سير أعلام النبلاء 0 5/1. ديوان الشافعي نسختان (ط . بيروت). و انظر بهامش تاريخ الإسلام و سير أعلام النبلاء أسماء مصادر أخرى ترجمته.
2- قيل له الزنجي لمحبته التمر، و قال عنه ابن سعد: كان أبيض مشربا بحمرة.

و الحسن بن محمّد بن الصّبّاح الزّعفراني، و أبو عبيد القاسم بن سلاّم، و سعيد بن تليد الرّعيني، و عمرو بن سواد السّرخسي (1)،و أحمد بن يحيى بن وزير، و الحسين بن علي الكرابيسي، و أبو يحيى محمّد بن سعيد العطّار البغداديون، و أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني، و محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، و حرملة بن يحيى، و الربيع بن سليمان المرادي، و الربيع بن سليمان الجيزي، و أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي، و يونس بن عبد الأعلى، و بحر بن نصر المصريون، و أبو بكر عبد اللّه بن الزّبير الحميدي، و إبراهيم بن المنذر الحزامي و غيرهم.

و اجتاز بدمشق أو بساحلها حين ذهب إلى مصر.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن علي البيهقي، أنبأنا أبو علي محمّد بن إسماعيل العراقي الطوسي - بها-. ح و أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن علي بن عبد اللّه الورّاق ح و أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن (2)،و أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، و عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد بن البخاري، و فتاه أبو الدرّ ياقوت بن عبد اللّه الرومي، قالوا:

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الصّريفيني، قالوا: أنبأنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن المخلّص - إملاء - ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أحمد بن محمّد بن النقور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص - قراءة عليه حدّثنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد النّيسابوري - إملاء - و لم يقلها ابن النقور. ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو القاسم عمر ابن الحسين بن إبراهيم الخفّاف، أنبأنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد. ح و أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشري الطّرسوسي، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا: أنبأنا أبو الحسين محمّد بن مكي بن عثمان، أنبأنا أبو القاسم المؤمّل بن أحمد بن محمّد الشيباني البغدادي - بمصر - حدّثنا أبو محمّد بن صاعد. ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو القاسم بن السّمرقندي،

ص: 268


1- غير واضحة بالأصل و م و ت، و تقرأ:«السرحبي» تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 14/ 241.
2- الأصل و ت، و في م:«الحسين» تصحيف، و هو يحيى بن الحسن بن أحمد أبو عبد اللّه البغدادي ابن البنا، ترجمته في سير أعلام النبلاء 6/20.

قالا: أنبأنا أبو نصر الحسين بن محمّد بن أحمد بن طلاّب - بدمشق - أنبأنا أبو الحسين محمّد ابن أحمد بن جميع، حدّثنا أحمد بن بهزاد. ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد، قالا: أنبأنا أحمد بن الحسين البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو بكر بن الحسن، و أبو زكريا بن أبي إسحاق - زاد ابن الفضل: و أبو صادق محمّد بن أحمد العطار، و زاد عبد الجبّار: و أبو سعيد يعني محمّد بن موسى بن الفضل الصّيرفي. ح و أخبرتنا فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن فضلويه قالت: أنبأنا أبو بكر أحمد ابن علي بن ثابت الخطيب، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، قالوا: حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب قالوا: حدّثنا الربيع بن سليمان - زاد ابن بهزاد: المرادي - أنبأنا - و في حديث ابن بهزاد: حدّثنا - الشّافعي، سمّاه (1) ابن صاعد محمّد بن إدريس، حدّثنا - و في حديث النيسابوري: و أبي العباس - أنبأنا مالك، عن أبي الزّناد عن الأعرج، عن أبي هريرة أن - و في حديث المؤمل: عن - النّبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:- و في حديث ابن بهزاد - قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«صلاة الجماعة أفضل من صلاة أحدكم - و قال أبو بكر النيسابوري، و ابن بهزاد: من صلاة - الفذّ (2) وحده بخمسة و عشرين جزءا»[10887].

و سقط من حديث ابن بهزاد، و حديث أبي بكر الخطيب قوله: وحده زاد ابن النقور عن النيسابوري قال أبو بكر: لا أعلم أحدا رواه غير الشّافعي، إن لم يكن الشّافعي وهم فيه، لأن هذا الحديث في الموطّأ (3) عن مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة.

و قال لنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد: قال لنا أبو بكر البيهقي: تفرّد به الربيع عن الشّافعي، و رواه المزني و الزّعفراني، و حرملة بن يحيى، عن الشّافعي عن مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة فقيل: إنه وهم من الربيع، و قيل: بل هو محفوظ عن مالك، فقد روي من حديث روح بن عبادة عن مالك.

أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد، قالا: أنبأنا أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو الحسن علي بن عيسى بن إبراهيم الثقة - زاد ابن الفضل: المأمون - حدّثنا إبراهيم بن أبي طالب، و عبد اللّه بن محمّد بن عبد

ص: 269


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د، و ت.
2- الفذ: الفرد.
3- موطأ مالك، فضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ رقم 286 ص 93.

الرّحمن، قالا: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا مالك، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«فضل صلاة الرّجل في الجماعة على صلاته وحده بخمسة و عشرين جزءا»[10888].

لم أكتب حديث روح إلاّ من هذا الوجه.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد الشّيروي. ح و أخبرنا أبو بكر العامري عنه ح و أخبرتنا فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن فضلويه قالت: أنبأنا أبو بكر الخطيب، قالا: أنبأنا أبو بكر الحيري، حدّثنا أبو العبّاس الأصم، أنبأنا الربيع بن سليمان، أنبأنا الشّافعي، أنبأنا محمّد بن عثمان بن صفوان الجمحي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لا تخالط الصّدقة مالا إلاّ أهلكته»[10889].

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، و حدّثنا أبو الحسن علي بن سليمان عنهما، قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلمي، أخبرني أبو الحسن علي بن محمّد بن عمر الفقيه - بالريّ - أنبأنا عبد الرّحمن ابن أبي حاتم، حدّثنا علي بن الحسن قال: سمعت أخي أو غيره يحكي عن الشّافعي قال:

كنت مع محمّد بن الحسن بالرقّة، فمرضت مرضة فعادني العوّاد، فلمّا نقهت من مرضي مددت يدي إلى كتب عند رأسي، فوقع في يدي:«كتاب الصلاة» لمالك، فنظرت في باب الكسوف، ثم خرجت إلى المسجد فإذا محمّد بن الحسن جالس، فقلت له: جئت أناظرك في الكسوف، فقال: قد عرفت قولنا فيه ؟ فقلت: جئت أناظرك على النظر و الخبر، فقال: هات، قلت: أشترط أن لا تحتدّ عليّ ، و لا تقلق، و كان محمّد رجلا قلقا حديدا، فقال: أما أن لا أحتدّ فلا اشترط ذلك، و لكن لا يضرك ذاك عندي، فناظرته فلما ضاغطته فكأنه وجد من ذاك، فقلت: هذا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، و زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، عن ابن عبّاس، و اجتمع عليّ و عليه الناس فقال: و هل زدتني على أن جئتني بصبيّ و امرأة ؟ فقلت: لو غيري جالسك و قمت عنه بالغضب، فرفع الخبر إلى هارون أمير المؤمنين، فقال:

قد علم أنّ اللّه لا يدع هذه الأمة حتى يبعث عليهم قرشيا قلّبا (1) يرد عليهم (2) ما هم فيه من الضلالة، ثم رجعت إلى بيتي فقلت لغلامي: اشدد عليّ رواحلك، و اجعل الليل حملا، قال: فقدمت مصر.

ص: 270


1- القلّب: الرجل يقلّب الأمور، و يعرف تصريفها.
2- كذا بالأصل و م و ت و د.

و هذه الحكاية تدلّ على أن الشّافعي دخل مصر مرتين: إحدى المرتين على طريق الشام فإنّ فيها أنه دخلها أيام هارون الرشيد، و توفي هارون سنة ثلاث و تسعين و مائة.

و دخلته الثانية مصر سنة تسع و تسعين و مائة على ما ذكر حرملة بن يحيى، فأقام بها إلى أن مات، و أظنه في هذه الثانية ذهب إليها من مكّة فإنّ الحميدي (1) صحبه.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، عن الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي، حدّثني أحمد ابن مروان، حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد الحنفي قال: سمعت أبي يقول: خرجنا من بغداد مع الشّافعي يريد مصر، فدخلنا حرّان و كان قد طال شعره، فدعا حجّاما، فأخذ من شعره فوهب له خمسين دينارا، و هذا يدل على أنه سلك طريق الشام.

آخر (2) الجزء الثامن و التسعين بعد الخمسمائة (3).

قرئ على أبي الحسن علي بن الحسن الموازيني (4)-و أنا أسمع - عن أبي عبد اللّه محمّد بن سلامة بن جعفر القضاعي (5)،أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو ابن شاكر القطّان، حدّثني إسماعيل بن عمر بن الحسن بن يحيى بن كامل الخولاني البزّاز، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن الخصيب القاضي، حدّثنا هارون بن عبد العزيز الأوارجي، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن وهب، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد الفريابي قال: سمعت محمّد بن إدريس الشّافعي ببيت المقدس يقول: سلوني عم شئتم أخبركم عن كتاب اللّه و سنّة رسوله، فقلت: إنّ هذا لجرئ، ما تقول أصلحك اللّه، في المحرم يقتل الزنبور؟ فقال: نعم، بسم اللّه الرّحمن الرحيم، قال اللّه عزّ و جل: وَ مٰا آتٰاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مٰا نَهٰاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (6).

و حدّثنا سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي عن حذيفة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«اقتدوا باللّذين من بعدي: أبي بكر و عمر» و حدّثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن قيس بن مسلّم عن طارق بن شهاب أن عمر بن الخطّاب أمر المحرم بقتل الزنبور.

و هذه الحكاية تدل على دخوله الشام، و قد روي من وجه آخر أنه سئل عنها بمكّة و ذلك فيما.

ص: 271


1- هو أبو بكر عبد اللّه بن الزبير الحميدي.
2- من قوله: آخر إلى هنا ليس في د، و م.
3- من قوله: آخر إلى هنا ليس في د، و م.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 437/19.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 92/18.
6- سورة الحشر، الآية:7.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، حدّثنا أبو سعد أحمد بن محمّد الماليني، أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي، حدّثنا عبد اللّه بن وهب - يعني الدّينوري - حدّثنا عبد اللّه (1)بن محمّد (2)بن هارون الفريابي قال:

سمعت الشّافعي محمّد بن إدريس بمكة يقول: سلوني ما شئتم أجبكم من كتاب اللّه و من سنّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قال: فقلت له: أصلحك اللّه، ما تقول في المحرم يقتل زنبورا؟ قال: نعم، بسم اللّه الرّحمن الرحيم، قال اللّه تعالى: مٰا آتٰاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مٰا نَهٰاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي، عن حذيفة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«اقتدوا باللّذين من بعدي: أبي بكر و عمر»، و حدّثنا سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن قيس ابن مسلّم، عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطّاب أنه أمر المحرم بقتل الزنبور.

فلعله سئل عنها و أجاب مرتين في الموضعين، و اللّه أعلم (3).

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن مردك، أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرازي قال:

قال الربيع بن سليمان: أنبأنا محمّد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطّلب بن عبد مناف.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، قالا: حدّثنا [-و] (4) أبو منصور بن خيرون، و فاطمة بنت الحسين بن الحسن، قالا: أنبأنا - أبو بكر أحمد ابن علي بن ثابت (5)،أنبأنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي بنيسابور، حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، أنبأنا الربيع بن سليمان بن كامل المرادي المؤذّن المصري صاحب الشّافعي، قال: الشّافعي. ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد الفقيه، و أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، قالا: أنبأنا أبو بكر البيهقي (6)،أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو زكريا بن أبي إسحاق، و أبو بكر بن الحسن - زاد عبد الجبّار: و أبو عبد الرّحمن السلمي،

ص: 272


1- بالأصل، و د، و ت هنا عبيد اللّه. و مرّ في الخبر السابق «عبد اللّه» و مثله في الأنساب (الفريابي).
2- «بن محمّد» استدركتا على هامش ت.
3- من طريق آخر روي في سير أعلام النبلاء 5/10 و راجع حلية الأولياء 109/9 و مناقب البيهقي 362/1.
4- زيادة عن م و ت و د، لتقويم السند.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 57/2 و عن الخطيب روي الخبر في تهذيب الكمال 41/16.
6- مناقب البيهقي 76/1.

قالوا:- حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، أنبأنا الربيع بن سليمان، أنبأنا الشّافعي.

محمّد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السّائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطّلب بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ابن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان - زاد البيهقي: بن الهميسع، و قالوا:- ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، أنبأنا أبو البركات أحمد بن عبد اللّه بن علي بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الأزهري، قال قرأت على أبي علي الحسن بن الحسين بن حمكان الفقيه حدثني الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي قال:

أخذت نسبة الشافعي من اللوح الذي قبره عند رجله إلى عبد مناف: محمّد بن إدريس ابن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف، و عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان بن أدد بن الهميسع بن النبت بن إسماعيل بن إبراهيم.

زاد البيهقي: قال أبو عبد اللّه الحافظ فحدّثني أبو الفضل بن أبي نصر أنه قرأ هذا النسب بعينه في مصر في مقابر بني عبد الحكم في الحجر منقور مكتوب على قبر الشّافعي - و زاد فيه: ابن عدنان بن أدّ بن أدد بن الهميسع بن نبت بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الرّحمن، كنيته أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني - قراءة - حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، حدّثنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر، حدّثنا أبو علي الحسن بن درستويه - قراءة عليه - حدّثنا أبو يحيى زكريا بن أحمد البلخي القاضي، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الأصبهاني، حدّثنا أحمد بن روح البغدادي، حدّثنا الزّعفراني قال: محمّد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السّائب بن عبيد بن عبيد يزيد بن هاشم بن المطّلب بن عبد مناف، قدم علينا سنة ثمان و تسعين، فأقام عندنا شهرا (1) ثم خرج و كان يخضب بالحنّاء، و كان خفيف العارضين.

ص: 273


1- كذا بالأصل و م و ت و د:«شهرا» و في رواية عن الزعفراني في تهذيب الكمال 51/16 و سير أعلام النبلاء 50/10 «أشهرا».

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (1) أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنبأنا أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن أيوب العكبري فيما أجاز لنا، أنبأنا علي بن أحمد بن أبي غسّان البصري - بها - حدّثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى السّاجي. ح قال الخطيب: و أنبأنا محمّد بن عبد الملك القرشي - قراءة - أنبأنا عياش بن الحسن البندار، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، أخبرني زكريا بن يحيى السّاجي قال: سمعت الجهمي أحمد بن محمّد بن حميد النسابة يقول: محمّد بن إدريس بن العبّاس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطّلب بن عبد مناف، و قد ولده هاشم بن عبد مناف ثلاث مرار، أم السائب الشفا بنت الأرقم بن هاشم بن عبد مناف، أسر السائب يوم بدر كافرا و كان يشبّه بالنّبي صلى اللّه عليه و سلّم، و أم الشفا بنت الأرقم خلدة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، و أم عبيد بن عبد يزيد العجلة بنت عجلان بن البياع (3) بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة (4) بن سعد بن ليث بكر بن عبد مناة بن كنانة، و أم عبد يزيد الشفا بنت هاشم بن عبد مناف بن قصي، كان يقال لعبد يزيد: محض لا قذى فيه، و أم هاشم بن المطّلب خديجة بنت سعيد بن سعد بن سهم، و أم هاشم و المطّلب و عبد شمس بني عبد مناف عاتكة بنت مرّة السلمية، و أم شافع أم ولد.

قال الخطيب (5):و سمعت القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد اللّه الطبري يقول: شافع بن السائب الذي ينسب الشّافعي إليه، قد لقي النّبي صلى اللّه عليه و سلّم و هو مترعرع، و أسلّم أبوه السائب يوم بدر، فإنه كان صاحب راية بني هاشم، فأسر و فدا نفسه ثم أسلّم فقيل له: لم لم تسلّم قبل أن تفتدي فداك (6)؟فقال: ما كنت أحرم المؤمنين طمعا لهم فيّ .

[قال الخطيب:] (7) قال القاضي: و قال بعض أهل العلم بالنسب و قد وصف الشّافعي أنه شقيق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في نسبه، و شريكه في حسبه، لم تنل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم طهارة في مولده، و فضيلة في آبائه، إلاّ و هو قسيمه فيها، إلى أن افترقا من عبد مناف، فزوج المطلب

ص: 274


1- زيادة لتقويم السند عن م، و ت، و د.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 57/2 و من هذا الطريق روي في تهذيب الكمال 42/16.
3- رسمها بالأصل:«ال ؟؟؟ ا؟؟؟ ع» و المثبت عن م و ت و د، و المصدرين السابقين.
4- تقرأ بالأصل و م، و د، و ت:«عمره» و المثبت عن تاريخ بغداد و تهذيب الكمال.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 58/2 و تهذيب الكمال 42/16.
6- ليست في تاريخ بغداد.
7- تاريخ بغداد 58/2 و تهذيب الكمال 42/16.

ابنه هاشما الشفا بنت هاشم بن عبد مناف، فولدت له عبد يزيد جدّ الشّافعي و كان يقال لعبد يزيد المحض لا قذى فيه، فقد ولد الشّافعي الهاشميان: هاشم بن المطّلب، و هاشم بن عبد مناف، و الشّافعي ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و ابن عمته، لأن المطّلب عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و الشفا بنت هاشم بن عبد مناف أخت عبد المطّلب عمة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم. و أما أمّ الشافعي فهي أزدية، و قد قال النّبي صلى اللّه عليه و سلّم:«الأزد جرثومة العرب»[10890].

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو عبد الرّحمن السلمي، قالا: سمعنا أبا نصر أحمد بن الحسين بن أبي مروان قال: سمعت محمّد بن إسحاق بن خزيمة يقول: كان يونس بن عبد الأعلى (1) يقول: لا أعلم هاشميا ولدته هاشمية إلاّ علي بن أبي طالب، ثم الشّافعي، فأمّ علي بن أبي طالب فاطمة بنت أسد بن هاشم، و جدّة الشّافعي الشفا بنت أسد بن هاشم، و أمّ الشافعي فاطمة بنت عبيد اللّه ابن الحسن بن الحسن (2) بن علي بن أبي طالب،[-زاد:] (3) أبو عبد اللّه في روايته: و هي التي حملت الشّافعي إلى اليمن، و أدبته.

[قال ابن عساكر:] (4) كذا روي عن يونس بن عبد الأعلى و لا أحفظه إلاّ من جهة أبي نصر، كذا حكي عن يونس، و أغفل: الحسن و الحسين، و عقيلا و جعفرا، فإنّ أماهم هاشميتان فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و فاطمة بنت أسد.

أخبرنا أبو المعالي أيضا، أنبأنا البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأني القاضي أبو القاسم الأسدي شفاها أن زكريا بن يحيى حدّثهم قال: سمعت أحمد بن محمّد ابن بنت الشّافعي يقول: كانت أم الشّافعي أسدية.

[قال ابن عساكر:] (5) كذا قال شيخنا، و قال غيره: أزدية من الأزد، و أسد و أزد لغتان يرجعان إلى معنى واحد (6).

ص: 275


1- الخبر في «المناقب» للبيهقي 85/1.
2- كذا بالأصل و م و ت و د،«الحسن» و في المختصر: الحسين.
3- زيادة لازمة للإيضاح عن م و ت و د.
4- زيادة للإيضاح.
5- زيادة منا للإيضاح.
6- جاء في تاج العروس بتحقيقنا: أزد: أزد.. و هو أسد، بالسين أفصح، و بالزاي أكثر. و هو أزد بن الغوث بن نبت ابن مالك بن كهلان بن سبأ.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد البيهقي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم الفارسي في كتاب التاريخ للبخاري، أنبأنا أبو إسحاق الأصبهاني، حدّثنا أبو أحمد محمّد بن سليمان بن فارس قال: قال محمّد بن إسماعيل.

ح و أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالا: أنبأنا أبو أحمد الغندجاني، أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا البخاري قال (1):محمّد بن إدريس أبو عبد اللّه الشّافعي القرشي، سكن مصر، مات سنة أربع و مائتين سمع مالك بن أنس، حجازي.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة (2)،أنبأنا علي بن محمّد، قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (3):

محمّد بن إدريس الشّافعي،- و هو إدريس - بن العبّاس بن عثمان بن شافع بن السائب ابن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطّلب بن عبد مناف مكي الأصل، مصري الدار بها مات، روى عن مالك بن أنس، و إبراهيم بن سعد، و سفيان بن عيينة، و مسلّم بن خالد، و عمّه محمّد بن علي بن شافع، و عبد اللّه (4) بن المؤمّل، روى عنه أحمد بن حنبل، و الحميدي، و حرملة بن يحيى، و أحمد بن عمرو بن السّرح أبو الطاهر، و يوسف بن يحيى البويطي، و عمرو بن سواد السّرحي، و الربيع بن سليمان المصري، و يونس بن عبد الأعلى المصري، و إسماعيل بن يحيى المزني، و أبو الوليد الجارودي، و أبو ثور، و الحسن بن محمّد ابن الصّبّاح، و أحمد بن سنان الواسطي، و بحر بن نصر الخولاني، و محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، و أبو عبد (5) اللّه ابن أخي بن وهب، و أحمد بن أبي شريح الرّازي، و هارون بن سعيد الأيلي، و محمّد بن يحيى بن حسان التّنّيسي و أحمد بن خالد الخلاّل، و ابنه محمّد أبو عثمان سمعت أبي يقول بعض ذلك، و بعضه من قبلي.

ص: 276


1- رواه البخاري في التاريخ الكبير 42/1.
2- بالأصل: مسلمة، تصحيف، و المثبت عن م، و ت، و د، و السند معروف.
3- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 201/7-202.
4- بالأصل:«و عمه عبد اللّه بن المؤمل» و المثبت عن م، و ت، و د، و الجرح و التعديل.
5- بالأصل، و د، و ت: عبيد اللّه، و المثبت عن الجرح و التعديل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف (1)،أنبأنا أبو سعيد ابن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو عبد اللّه محمّد بن إدريس الشّافعي سمع مالكا، و ابن عيينة، و الدّراوردي، روى عنه أحمد بن حنبل، و حرملة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه محمّد بن إدريس الشّافعي.

قرأنا على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر بن أبي الصّقر، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي قال: أبو عبد اللّه محمّد بن إدريس الشّافعي الفقيه (2).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عبد اللّه محمّد بن إدريس بن علي بن شافع - و يقال: ابن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع - بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم ابن المطّلب بن عبد مناف الشّافعي القرشي الحجازي، سكن مصر، سمع مالك بن أنس، و سفيان بن عيينة، روى عنه أحمد بن حنبل، و يوسف بن يحيى البويطي، كنّاه لنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة عن أبي علي الزّعفراني.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأنا عمي (3) أبو القاسم، عن أبيه أبي (4) عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: محمّد بن إدريس بن العبّاس بن عثمان بن شافع بن السّائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطّلب ابن عبد مناف بن قصي، يكنى أبا عبد اللّه الفقيه الشافعي مكي، قدم مصر مع عبد اللّه بن العبّاس بن موسى الهاشمي سنة تسع و تسعين و مائة، و أقام بمصر، و حدّث بها بمكتبة الفقهية، و كان كريما إلى أن توفي بها ليلة الخميس آخر ليلة من رجب سنة أربع و مائتين.

[قال ابن يونس] حدّثني بوفاته أيضا علي بن قديد قال: قدم الشّافعي إلى مصر سنة تسع و تسعين و مائة، و توفي في سنة أربع و مائتين.

ص: 277


1- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م، و ت، و د، و السند معروف.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 59/2.
3- بالأصل: عيسى، تصحيف، و المثبت عن م، و ت، و د. و السند معروف.
4- بالأصل: أبو.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن، و أبو الحسن بن قبيس (1)،و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر (2):

محمّد بن إدريس بن العبّاس، أبو عبد اللّه الشّافعي، الإمام، زين الفقهاء، و تاج العلماء، ولد بغزّة من بلاد الشام، و قيل باليمن (3)،و نشأ بمكة، و كتب العلم بها و بمدينة الرسول صلى اللّه عليه و سلّم، و قدم بغداد مرتين، و حدّث بها و خرج إلى مصر، فنزلها إلى حين وفاته، و كان سمع من مالك بن أنس، و إبراهيم بن سعد، و سفيان بن عيينة، و داود بن عبد الرّحمن، و عبد العزيز بن محمّد الدّراوردي، و مسلّم بن خالد الزّنجي، و إبراهيم بن أبي يحيى، و عبد الرّحمن بن أبي بكر المليكي، و عبد اللّه بن المؤمّل المخزومي، و إبراهيم بن عبد العزيز بن أبي محذورة، و عمه محمّد بن علي بن شافع، و عبد اللّه بن الحارث المخزومي، و محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك، و عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد، و محمّد بن عثمان بن صفوان الجمحي، و سعيد بن سالم القدّاح، و يحيى بن سليم الطائفي، و حاتم بن إسماعيل، و عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، و إسماعيل بن جعفر، و مطرّف بن مازن، و هشام بن يوسف، و يحيى بن (4) حسّان التّنّيسي، و محمّد (5) بن الحسن الشيباني، و عبد الوهّاب بن عبد المجيد الثقفي، و إسماعيل بن عليّة، و غير هؤلاء، حدّث عنه سليمان بن داود الهاشمي، و أحمد بن حنبل، و أبو ثور إبراهيم بن خالد، و الحسين بن علي الكرابيسي، و الحسن بن محمّد بن الصّبّاح الزّعفراني، و أبو يحيى محمّد بن سعيد العطار، و غيرهم، و كتاب الشّافعي الذي يسمى القديم هو الذي عند البغداديين خاصة عنه.

قال الخطيب (6):و أنبأنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي، أنبأنا محمّد بن جعفر التميمي بالكوفة، أنبأنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن حامد بن إدريس البلخي قال: سمعت نصر بن المكي يقول: سمعت ابن عبد الحكم يقول: لمّا أن حملت أم الشّافعي به رأت كأن المشتري خرّ من فرجها حتى انقضّ بمصر، ثم وقع في كلّ بلد منه شظية، فتأوّل

ص: 278


1- في م: بن أبي قبيس.
2- الخبر رواه أبو بكر الخطيب 56/2.
3- كذا بالأصول و تاريخ بغداد، و قوله: باليمن، يعني القبيلة، فإن أمه أزدية (راجع سير أعلام النبلاء 10/10).
4- في تاريخ بغداد:«يحيى بن أبي حسان» و في تهذيب الكمال: محمّد بن يحيى بن حسان.
5- الأصل:«يحيى»، و المثبت عن م، و ت، و د، و تاريخ بغداد.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 58/2-59 و عنه في تهذيب الكمال 43/16 و سير أعلام النبلاء 10/10 و عقب الذهبي بقوله: هذه رواية منقطعة.

أصحاب الرؤيا أنه يخرج عالم يخص علمه أهل مصر، ثم يتفرق في سائر البلدان.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن علي، حدّثنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان، أنبأنا الحسن بن الحسين بن حمكان، حدّثنا محمّد بن الحسن النقّاش (1)،حدّثنا الحسن بن عامر الشيباني - بنسا - قال:

سألت الربيع عن مولد الشّافعي و عن سنّه و موته ؟ فقال: ولد في سنة خمسين و مائة، و عمّر أربعا و خمسين سنة، و توفي ليلة الجمعة، و دفناه يوم الجمعة آخر يوم من رجب سنة أربع و مائتين.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنبأنا علي بن عبد العزيز بن مردك، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم المصري قال: ولد الشّافعي في سنة خمسين و مائة، و مات في آخر يوم من رجب سنة أربع و مائتين، عاش أربعا و خمسين سنة.

أخبرنا أبو القاسم الخطيب، و أبو الحسن المالكي، و أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: أنبأنا أبو بكر الحافظ (2)،أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق، حدّثنا أبو علي الحسن بن محمّد بن محمّد بن شيظم الفامي (3)،قدم بلخ، أنبأنا نصر ابن مكي - ببلخ - حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم قال: قال لي محمّد بن إدريس الشّافعي: ولدت بغزّة سنة خمسين - يعني - و مائة، و حملت إلى مكة و أنا ابن سنتين.

قال: و أخبرني غيره عن الشّافعي قال: لم يكن لي مال، فكنت أطلب العلم في الحداثة، أذهب إلى الديوان أستوهب الظهور و أكتب فيها.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين فيما قرئ عليه، و أنا أسمع عن أبي عبد اللّه محمّد بن سلامة بن جعفر القضاعي قال: قرأت على أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو بن شاكر، حدّثنا الحسن بن رشيق، حدّثنا عبيد اللّه بن إبراهيم بن مهدي

ص: 279


1- كذا المسند بالأصل و م و ت، و اضطرب في د، و نصه فيها: أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو البركات بن طاوس، أنا أبو القاسم الأزهري، أنا أبو علي بن حمكان حدّثني إبراهيم بن محمّد بن الحسن بن النقاش.
2- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 59/2 و عنه في تهذيب الكمال 43/16.
3- غير واضحة قراءتها بالأصل و م و د و ت، و المثبت عن تاريخ بغداد، و في تهذيب الكمال:«القاضي».

العمري، حدّثنا الحسن بن محمّد الزّعفراني (1) قال: قدم علينا الشّافعي بغداد سنة خمس و تسعين و مائة، و أقام عندنا سنتين، ثم خرج إلى مكة، ثم قدم علينا سنة ثمان و تسعين و أقام عندنا أشهرا ثم خرج (2)،و كان يخضب بالحنّاء، و كان خفيف شعر العارضين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (3)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أحمد بن بندار بن إسحاق، حدّثنا أبو الطيّب أحمد بن روح البغدادي، حدّثنا الحسن بن محمّد الزّعفراني، قال:

قدم علينا الشّافعي بغداد سنة خمس و تسعين و مائة، فأقام عندنا سنتين، ثم خرج إلى مكة، ثم قدم علينا سنة ثمان و تسعين فأقام عندنا أشهرا، ثم خرج، و كان يخضب بالحنّاء، و كان خفيف العارضين.

قال الخطيب (5):و قرأت على الحسن (6) بن عثمان الواعظ ، عن أبي بكر محمّد بن الحسن بن زياد النقّاش، حدّثنا أبو نعيم الأسترابادي قال: سئل الزعفراني، و قيل له: أي سنة قدم الشّافعي بغداد؟ قال: قدم سنة خمس و تسعين و مائة، قال: و سألته: كان مخضوبا؟ قال:

نعم.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثني إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي، حدّثنا ابن خزيمة - بنيسابور - قال: سمعت أبا إبراهيم المزني (7) يقول (8):ما رأيت وجها أحسن من وجه الشّافعي، و لا رأيت لحية أحسن من لحيته، و كان ربما قبض عليها فلا تفضل عن قبضته، و لقد سمعته يوما ينشد:

ص: 280


1- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 50/10 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201-210) ص 317 و انظر القسم الأخير من الخبر فيه ص 310.
2- يعني إلى مصر، أفاده الذهبي في سير الأعلام.
3- زيادة عن م و ت و د، لتقويم السند.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 68/2 و عنه في تهذيب الكمال 51/16.
5- تاريخ بغداد 68/2.
6- بالأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م، و ت، و د، و تاريخ بغداد.
7- بالأصل: المديني، و المثبت عن م و ت و د.
8- من طريق المزني رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 11/10 و تاريخ الإسلام(201-210) ص 310.

قوم يرون النّبل تطويل اللّحا *** لا علم دين عندهم و لا تقى

ربوا صغارا ثم خلوهم سدا *** بغرة الجهل و آداب النسا

فلو ترى شيخهم إذا احتبى *** ثم ابتدى في رخص سعر و غلا

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا بكر محمّد بن جعفر المزكي يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن إسحاق يقول: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم يقول: سمعت الشّافعي يقول: ولدت بغزّة، و حملتني أمي إلى عسقلان.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: حدّثنا[-و] (1) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن بن بندار الأسترآباذي ببيت المقدس، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد الطيني بأستراباد، حدّثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد، حدّثنا الربيع قال: سمعت الشّافعي يقول: كنت ألزم الرمي حتى كان الطبيب يقول لي: أخاف أن يصيبك السلّ من كثرة وقوفك في الحر، قال: و قال الشّافعي:

كنت أصيب من عشرة تسعة، أو نحوا مما قال.

أخبرنا أبو الأعزّ الأزجي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (3)،حدّثنا أبي قال: سمعت عمرو بن سوّاد (4) قال: قال لي الشّافعي: ولدت بعسقلان، فلما أتى عليّ سنتان حملتني أمّي إلى مكّة، و كانت نهمتي في شيئين: الرمي و طلب العلم، فنلت من الرمي حتى كنت أصيب من عشرة عشرة، و سكت عن العلم، فقلت له: أنت و اللّه في العلم أكبر (5) منك في الرمي.

قال: و أنبأنا ابن أبي حاتم (6)،أنبأنا أبو عبيد اللّه أحمد بن عبد الرّحمن بن وهب الوهبي (7) ابن أخي عبد اللّه بن وهب قال: سمعت محمّد بن إدريس الشّافعي يقول: ولدت

ص: 281


1- زيادة لتقويم السند عن م، و ت، و د.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 60/2.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 43/16.
4- و من طريقه في سير أعلام النبلاء 11/10 و تاريخ الإسلام(201-210 ص 307).
5- كذا بالأصل و م و ت و د، و سير أعلام النبلاء، و في تهذيب الكمال:«أكثر».
6- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 43/16 و سير أعلام النبلاء 10/10 و انظر المناقب للبيهقي 73/1 و تاريخ الإسلام(201-210) ص 307.
7- بالأصل: الوهيبي، و المثبت عن م و ت و د، و تهذيب الكمال.

باليمن (1)،فخافت أمّي علي الضيعة و قالت: الحق بأهلك فتكون مثلهم، فإنّي أخاف أن تغلب على نسبك، فجهّزتني إلى مكة، فقدمتها و أنا يومئذ ابن عشر أو شبيها بذاك، فصرت إلى نسيب لي، و جعلت أطلب العلم، فيقول لي: لا تشتغل بهذا و أقبل على ما ينفعك، فجعلت لذتي في هذا العلم و طلبه حتى رزقني اللّه منه ما رزق.

قال: و أنبأنا ابن أبي حاتم، حدّثنا محمّد بن روح قال: سمعت الزبير بن سليمان القرشي يذكر عن الشّافعي قال: طلبت هذا الأمر عن خفة ذات يد، كنت أجالس الناس و أتحفظ ، ثم اشتهيت أن أدوّن، و كان منزلنا بمكة بقرب شعب الخيف (2)،فكنت آخذ العظام و الأكتاف فأكتب فيها حتى امتلأ في دارنا من ذلك جبان.

قال: و أنبأنا ابن أبي حاتم، حدّثني أبو بشر بن أحمد بن حمّاد الدولابي في طريق مكّة، حدّثني أبو بكر بن إدريس ورّاق الحميدي قال: أخبرني عن الشّافعي قال: كنت يتيما في حجر أمي، و لم يكن معها ما تعطي المعلم، و كان المعلم قد رضي مني أن أخلفه إذا قام، فلمّا ختمت القرآن دخلت المسجد، و كنت أجالس العلماء و أحفظ الحديث - أو المسألة - و كانت لنا جرة قديمة فإذا امتلأ العظم طرحته في الجرّة (3).

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن علي، أنبأنا عبيد اللّه ابن أحمد بن عثمان، حدّثنا الحسن بن الحسين بن حمكان، حدّثني الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي، حدّثنا الحسن بن سفيان، حدّثنا محمّد بن إدريس أبو حاتم الرازي - إملاء علي من حفظه - قال: سمعت عبد اللّه بن الزّبير بن عيسى الحميدي قال: سمعت محمّد بن إدريس يقول: كنت يتيما في رقبة أمي، و لم يكن عندها ما تعطي المعلم، و كان المعلم قد رضي مني أن أقوم على الصبيان إذا كان غائبا، و أخفف عنه إذا حضر، فلمّا ختمت القرآن قلت: يا نفس قد حصل لك القطب الأعظم فدخلت المسجد، فكنت أجالس العلماء و الفقهاء فكنت إذا سمعت منهم الحديث أو المسألة حفظتها، و كان منزلنا في شعب الخيف، فكنت انظر إلى العظم يلوح فآخذه و أكتب فيه الحديث - أو المسألة - و أطرحه في جرة كانت عندنا قديمة، فقدم علينا والي اليمن، فكلّمه بعض القرشيين في أن أصحبه و لم يكن عند أمي ما

ص: 282


1- كذا بالأصول و تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء و زاد الذهبي بعدها:«يعني القبيلة، فإن أمه أزدية» و تقدم عن الشافعي قوله أنه ولد بغزة.
2- الخيف: راجع معجم البلدان 412/2.
3- سير أعلام النبلاء 11/10 و تاريخ الإسلام(201-210) ص 310 و حلية الأولياء 73/9.

تعطيني أتحمل به، فرهنت دارها على ستة عشر دينارا، و دفعتها إليّ ، فتحمّلت بها مع والي اليمن، فلمّا وصلنا سالمين استعملني على عمل، فحمدت فيه، فزادني عملا آخر، فحمدت فيه، و دخل العمال مكة فأحسنوا عليّ الثناء، و أكثروا من المدح، فلمّا قدمت مكة لقيت ابن أبي يحيى، فسلّمت عليه فقال لي: تصنعون كذا، و تفعلون كذا؟! فتركته و لقيت سفيان بن عيينة فسلّمت عليه، فسلّم عليّ ، و قال لي: قد بلغنا خبر ولايتك و حسن ما انتشر عنك، فاحمد اللّه و تمسك بالعلم يرفعك اللّه به، و ينفعك، فكان كلام سفيان أبلغ فيّ مما كلمني به ابن أبي يحيى.

قال (1):ثم وليت نجران، و كان بها قوم من بني الحارث، و موالي ثقيف، فرفع إليّ الناس مظالم كثيرة، فجمعتهم، و قلت لهم: اختاروا لي سبعة منكم، من عدّلوه كان عدلا مرضيا، و من جرّحوه كان مجروحا قصيا، فاختاروا لي منهم سبعة، فجلست و أجلست السبعة بالقرب منّي، فكلمّا شهد عندي شاهد بعثت إلى السبعة، فإن عدّلوه كان عدلا، و إن جرّحوه كان مجروحا، فلم أزل أفعل ذلك حتى أتيت على جميع من تظلّم إليّ ، فكنت أكتب و أسجّل قال: فنظروا إلى حكم جار، فقالوا: أي شيء يعمل ؟ إن هذه الأمور التي تحكم علينا فيها ليست لنا، إنما هي في أيدينا لمنصور بن المهدي، فكتبت في أسفل الكتاب: و أقرّ فلان بن فلان الذي وقع عليه الحكم في هذا الكتاب أنّ الذي حكمت به عليه ليس له إنّما هو لمنصور ابن مهدي في يديه، و منصور بن المهدي على حجته ما قام، فلمّا نظروا إلى ذلك خرجوا إلى مكة، و رفعوا، و لم يزالوا يرفعون عليّ حتى حملت إلى العراق، فقيل لي: الزم الباب، فقلت: إلى من أجلس ؟ إلى من أختلف ؟ و كان محمّد بن الحسن جيّد المنزلة عند هارون، فجالسته حتى عرفت قوله، و وقعت منه موقعا، فلما عرفت ذلك كان إذا قام هو ناظرت أصحابه، و احتججت عليهم.

فقال (2) لي ذات يوم: بلغني يا محمّد أنك تخالفنا في الغصب فقلت: إنّما هو من طريق المناظرة، فقال لي: لقد بلغني غير هذا، أ فتناظرني ؟ قلت: إنّي أجلّك عن المناظرة، قال: لا، فافعل، فلمّا رأيت ذلك قلت له: هات، قال: ما تقول في رجل اغتصب من رجل (3) ساجة فبنى عليها بنيانا، فأنفق عليه ألف دينار، فجاء صاحب السّاجة فأتى بشاهدين

ص: 283


1- الخبر في حلية الأولياء 76/9.
2- راجع حلية الأولياء 75/9.
3- في حلية الأولياء: غصب من رجل عمودا فبنى عليه قصرا.

عدلين أنها ساحته، و أن هذا الرجل غصبه عليها، قلت: أقول لصاحب السّاجة: ترضى بأن تأخذ القيمة ؟ فإن رضي دفعت إليه قيمتها، و إن أبى قلعت البنيان من السّاجة و دفعتها إليه، قال: أ فليس قد قال النّبي صلى اللّه عليه و سلّم:«لا ضرر و لا إضرار»[10891] قلت له: من أدخل عليه الضرار؟ إنّما هو أدخل الضّرر على نفسه، قال: فما تقول في رجل اغتصب من رجل خيط إبريسم (1)فخاط به بطنه (2) فجاء صاحب الخيط فأقام البيّنة بشاهدين عدلين أن هذا الخيط خيطه، و أنه اغتصبه عليه ؟ أ كنت تنزع الخيط من بطن هذا فتدفعه إليه ؟ فقلت: لا، قال: اللّه أكبر، تركت قولك، ثم قال لي أصحابه: قد تركت قولك، فقلت لهم: لا تعجلوا، قال: فما تقول في رجل اغتصب من رجل لوحا فأدخله في سفينة ثم لجّج (3) البحر، فأقام صاحب اللوح البيّنة بشاهدين عدلين أن هذا اللوح لوحه، و أنه غصبه إياه، أ كنت تنزع اللوح من السفينة و تدفعه إلى الرجل المحق ؟ قلت: لا، قال: اللّه أكبر، تركت قولك، و قال أصحابه: تركت قولك، فقلت لهم: مهلا، لا تعجلوا، ثم قلت له: ما تقول أنت لو كانت السّاجة ساجته لم يغصب عليها أحدا، فأراد أن يهدم البنيان الذي قد نفق عليه ألف دينار كان ذلك له مباحا؟ قال: نعم، قلت: أ رأيت لو كان الخيط خيط نفسه ثم أراد أن ينزعه أ كان له نزع ذلك ؟ قال: لا، قلت له:

رحمك اللّه، فلم تقيس على مباح محرما قال: فكيف تصنع بصاحب اللوح ؟ قلت: آمره أن يقرب إلى أقرب المراسي إليه مرسى لا يكون عليه و على أصحابه فيه هلكة، ثم أنزع اللوح فأدفعه إلى صاحبه و أقول لصاحب السفينة أصلح سفينتك (4)،ثم قلت له: و لكن ما تقول أنت في رجل اغتصب رجلا من الزّنج جارية، فأولدها أولادا كلّهم قد قرأ القرآن، و خطب على الناس، و قضى بين المسلمين، ثم جاء صاحب الجارية، فأقام البيّنة بشاهدين عدلين أن هذه الجارية جاريته، و أنه غصبه عليها و أولدها هؤلاء الأولاد كلهم، بم كنت تحكم في ذلك كلّه ؟ قال: كنت أجعلهم رقيقا له، و أردّ الجارية عليه، قلت له: أنشدك اللّه أيّما أعظم ضررا أن تجعل أولاده هؤلاء رقيقا أم تنزع البنيان من السّاجة ؟ قال: فبقي، و لم يردّ عليّ جوابا، ثم إنه بعد ذلك عرف حقي و موضعي، و قال بفضلي.

أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، عن أبي عبد اللّه محمّد بن سلامة، أنبأنا

ص: 284


1- الإبريسم: الحرير.
2- في حلية الأولياء: فخاط به خرجه.
3- لجج البحر: أي ركب اللّجة، و اللّجة معظم الماء حيث لا يدرك قعر البحر.
4- العبارة في حلية الأولياء: فيخير بين القيمة و بين الخشبة، فإن أخذ قيمتها و إلاّ نقض السفينة و رد الخشبة إلى صاحبها.

محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو، حدّثنا الحسن بن إسماعيل بن محمّد المالكي، حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الرقّي (1)-يعرف بابن المولّد - حدّثنا أبو المجاهد عبد الواحد بن محمّد الملطي، حدّثنا أبو زكريا يحيى بن زكريا النيسابوري، حدّثنا الربيع قال: و حدّثنا زكريا ابن يحيى السّاجي، حدّثنا الربيع و بعضهم يزيد على بعض في الحكاية قال: سمعت الشّافعي يقول: كنت أنا في الكتّاب أسمع المعلّم (2) يلقن الصبي الآية فأحفظها أنا، و لقد كنت (3)[- و] (4) يكتبون الصبيان أئمتهم فإلى أن يفرغ المعلم من الإملاء عليهم - قد حفظت جميع ما أملى، فقال لي ذات يوم: ما يحلّ لي أن آخذ منك شيئا، قال: ثم لمّا خرجت من الكتّاب كنت ألتقط الخزف (5) و الدّفوف (6)،و كرب (7) النخل، و أكتاف الجمال، و أكتب فيها الأحاديث، و أجيء إلى الدواوين فاستوهب منها الظهور (8) و أكتب فيها حتى كان لأمي حباب (9) فملأتها أكتافا و خزفا، ثم إنّي خرجت من مكة فلزمت هذيلا في البادية أتعلم كلامها و آخذ طبعها، و كانت أفصح العرب، فبقيت فيهم سبع عشرة سنة أرتحل برحلتهم (10) و أنزل بنزولهم، فلمّا أن رجعت إلى مكة جعلت أنشد الأشعار، و أذكر الآداب و الأخبار و أيام العرب، فمرّ بي رجل من بني عثمان (11) من الزبيريين فقال: يا أبا عبد اللّه عزّ عليّ أن لا يكون مع هذه اللغة و هذه الفصاحة و الذكاء فقه، فتكون قد سدت أهل زمانك، قال: فقلت:

و من بقي يقصد إليه ؟ فقال لي: هذا مالك بن أنس سيّد المسلمين يومئذ، قال: فوقع في قلبي، فعمدت إلى الموطّأ فاستعرته من رجل بمكة، فحفظته في تسع ليال ظاهرا، ثم دخلت إلى والي مكة، فأخذت كتابه إلى والي المدينة، و إلى مالك بن أنس، قال: فقدمت المدينة و أبلغت الكتاب إلى الوالي، فلمّا أن قرأه قال: و اللّه يا فتى إنّ مشي من جوف المدينة إلى

ص: 285


1- من طريقه رواه ياقوت الحموي في معجم البلدان 284/17 و ما بعدها.
2- تقرأ بالأصل: العلم، و المثبت عن م و ت و د، و معجم الأدباء.
3- بالأصل، و م و د، و ت: كان، و المثبت عن معجم الأدباء.
4- زيادة لازمة للإيضاح عن معجم الأدباء.
5- الخزف: الآجر، و كل ما عمل من طين و شوي حتى يكون فخارا.
6- الدفوف واحدها دف، و هي الجلود التي يعمل منها الطبل و الضمامات.
7- كرب النخل: الواحدة كربة، و هي أصول السعف الغلاظ العراض التي تقطع معها.
8- الظهور: الأوراق.
9- حباب: جمع حب، و هي الجرار.
10- في معجم الأدباء: أرحل برحيلهم.
11- كذا بالأصل و م و ت و د، و في معجم الأدباء: رجل من الزبيريين من بني عمي.

جوف مكة حافيا راجلا أهون عليّ من المشي إلى باب مالك بن أنس، فإنّي لست أرى الذلّ حتى أقف على بابه، فقلت: أصلح اللّه الأمير، إن رأى الأمير أن يوجّه إليه ليحضر، فقال:

هيهات، ليتني إذا ركبت أنا معك و من معي و أصابنا من تراب العقيق نلنا حاجتنا قال: فواعدته العصر و ركبنا جميعا، فو اللّه لقد كان كما قال، لقد أصابنا من تراب العقيق، قال: فتقدم رجل، فقرع الباب فخرجت إلينا جارية سوداء، فقال لها الأمير: قولي لمولاك إنّي بالباب، فدخلت فأبطأت ثم خرجت فقالت: إنّ مولاي يقرئك السلام، و يقول: إن كانت مسألة فارفعها في رقعة يخرج إليك الجواب، و إن كان للحديث فقد عرفت يوم المجلس، فانصرف، فقال لها: قولي له معي كتاب والي مكة إليه في حاجة مهمّة، قال: فدخلت ثم خرجت و في يدها كرسي فوضعت، ثم إذا أنا بمالك قد خرج و عليه المهابة و الوقار، و هو شيخ طوال مسنون (1) اللحية، فجلس و هو متطلّس (2)،فدفع الوالي الكتاب من يده، ثم قال:

يا سبحان اللّه و صار علم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يؤخذ بالرسائل ؟ قال: فرأيت الوالي و قد تهيبه أن يكلّمه، فتقدّمت إليه، فقلت له: أصلحك اللّه، إنّي رجل مطّلبي، و من حالي و من قصتي، فلمّا أن سمع كلامي نظر إليّ ساعة، كان لمالك فراسة (3) فقال لي: ما اسمك ؟ فقلت:

محمّد، فقال لي: يا محمّد اتّق اللّه، و اجتنب المعاصي، فإنه سيكون لك شأن من الشأن، ثم قال: نعم و كرامة، إذا كان غدا تجيء و يجيء من يقرأ لك الموطّأ، قال: فقلت: فإنّي أقوم بالقراءة، قال: فغدوت عليه و ابتدأت أن أقرأه ظاهرا و الكتاب في يدي، فكلّما تهيّبت مالكا و أريد أن أقطع القراءة أعجبه حسن قراءتي و إعرابي، يقول لي: باللّه يا فتى زد حتى قرأته في أيام يسيرة، ثم أقمت بالمدينة إلى أن توفي مالك بن أنس، ثم خرجت إلى اليمن، و أقمت بها، و ارتفع لي بها الشأن، و كان بها وال من قبل هارون الرشيد، و كان ظلوما غشوما، فكنت ربّما آخذ على يده و أمنعه من الظلم، قال: و كان باليمن سبعة (4) من العلوية قد تحركوا، فكتب والي هارون إلى هارون: إنّ هاهنا سبعة (5) من العلوية قد تحرّكوا، فإنّي أخاف أن يخرجوا، و هاهنا رجل من ولد شافع بن المطّلب لا أمر لي معه و لا نهي، فكتب إليه هارون:

ص: 286


1- مسنون اللحية: طويلها.
2- متطلس: أي لابس الطيلسان، و هو كساء مدور أخضر لا أسفل له.
3- فراسة بالكسر الاسم من التفرس، و الفراسة بالفتح: الحذق بركوب الخيل.
4- كذا بالأصل و م و ت و د، و في معجم الأدباء: تسعة.
5- انظر الحاشية السابقة.

أن احمل هؤلاء و احمل الشّافعي معهم، قال: فاقترنت معهم، فلمّا أن قدمنا على هارون.

قال أبو المجاهد: قال الشّافعي: فحدّثني بعض أصحابنا من أهل العلم عن محمّد بن زياد المدني و كان يديم مجلس هارون فقال: كنت جالسا عند هارون حين أدخل عليه الطالبيون و الشّافعي و عنده محمّد بن الحسن، فدعا هارون بالنّطع (1) و السيف يضرب رقاب العلوية، قال: ثم التفت محمّد بن الحسن فقال: يا أمير المؤمنين هذا المطّلبي لا يغلبك بفصاحته و لسانه فإنه رجل لسن، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين فإنّك الداعي و أنا المجيب الدعاء، إنّك القادر على ما تريد مني، و لست القادر على ما أريد منك، يا أمير المؤمنين ما تقول في رجلين أحدهما يراني أخاه، و الآخر يراني عبده أيّما أحب إليّ ؟ قال: الذي يراك أخاه، قال: قلت كذاك أنت يا أمير المؤمنين، فقال لي: كيف ذلك ؟ قال: قلت: يا أمير المؤمنين إنّكم ولد العباس و نحن بنو المطّلب ترونا إخوانكم، و ولد علي هم يرونا عبيدهم قال: فسرّي ما كان به و استوى جالسا، و قال: يا بن إدريس كيف علمك بالقرآن ؟ فقلت: يا أمير المؤمنين عن أيّ علومه تسألني ؟ عن حفظه فقد حفظته و وعيته في جنبي و عرفت وقفه و ابتداءه، و عدده مكّية و مدنيّة، و كوفيّه و بصريه، و قد عرفت ناسخه و منسوخه، و ليليه و نهاريه، و وحشيّه و إنسيه، و سهليه و جبليّه، و ما خوطب من العام يريد به الخاص، و ما خوطب من العام يراد به العام.

فقال لي: و اللّه يا بن إدريس لقد ادّعيت [علما] (2) فكيف علمك بالنجوم ؟ فقلت: إنّي لأعرف منها البرّي و البحري، و السهلي و الجبلي، و الفيلوج (3) و المصبح (4)،و ما يجب معرفته، قال: فكيف علمك بأنساب العرب ؟ فقلت: إنّي لأعرف أنساب اللئام و أنساب الكرام، و نسبي و نسب أمير المؤمنين، فقال: و اللّه لقد ادّعيت علما فهل من موعظة تعظ بها، قال: فذكرت موعظة لطاوس اليماني فوعظته بها، فبكى، ثم أمر لي بخمسين ألفا و حملت على فرس و ركبت بين يديه و خرجت، فما وصلت الباب حتى فرقت الخمسين ألفا على حجبة أمير المؤمنين و بوابيه، قال: فلحقني هرثمة و كان صاحب هارون بعشرين ألفا فقال:

خذ هذه و اقبلها مني، فقلت له: إنّي لا آخذ العطية ممن هو دوني، و إنّما آخذها ممن هو

ص: 287


1- النطع: بساط من الأديم.
2- الزيادة للإيضاح عن معجم الأدباء.
3- كذا بالأصل و م و ت و د، و في معجم الأدباء: و الفيلق، و كتب بهامشه:«بهامش الأصل: كلمة يونانية».
4- في م: و المصباح.

فوقي، قال: فوجد في نفسه، و خرجت كما أنا حتى جئت إلى منزلي، و وجهت إلى كاتب محمّد بن الحسن بمائة دينار، و قلت له: اجمع لي الورّاقين الليلة على كتب محمّد بن الحسن و انسخها لي، و وجّه بها إليّ ، فكتبت لي في ليلة و وجّه بها إليّ .

قال: ثم إنّا دخلنا في مجلس أنا و محمّد بن الحسن على هارون و كان موضع على باب هارون يجلس فيه القضاة و الأشراف و وجوه الناس إلى أن يؤذن لهم. فاجتمعنا في ذلك المكان، و فيه جماعة من بني هاشم و قريش و الأنصار، قال: و الخلق يعظمون محمّد بن الحسن لقربه من أمير المؤمنين، و تمكّنه منه، فاندفع يعرّض بي و يذمّ أهل المدينة، فقال: من أهل المدينة ؟ و أيش يحسنون (1) أهل المدينة ؟ و اللّه لقد وضعت كتابا على أهل المدينة كلها لا يخالفني فيه أحد، و لو علمت أنّ أحدا يخالفني في كتابي هذا تبلغني إليه الرواحل لضربت إليه حتى أردّ عليه، قال الشّافعي: فقلت في نفسي: إن أنا سكتّ نكّست رءوس من هاهنا من بني هاشم و قريش، و إن أنا رددت عليه أسخطت عليّ السلطان، ثم إنّي استخرت اللّه تعالى في الردّ عليه فتقدّمت إليه فقلت له: أصلحك اللّه، طعنك على أهل المدينة و ذمّك أهل المدينة إن كنت أردت رجلا واحدا و هو مالك بن أنس فألاّ ذكرت ذلك الرجل بعينه و لم تطعن و تذمّ أهل حرم اللّه و حرم رسوله و كلّهم على خلاف ما ادّعيته، و أمّا كتابك الذي ذكرت أنك وضعته على أهل المدينة فكتابك من بعد:«بسم اللّه الرّحمن الرحيم». خطأ إلى آخره، قلت في مسألة كذا و كذا، و هو خطأ، و قلت في مسألة الحامل كذا و كذا و هو خطأ، و قلت في شهادة القابلة كذا و كذا و هو خطأ. قال فاصفرّ محمّد بن الحسن و لم يحر جوابا. و كتب أصحاب الأخبار إلى هارون بما كان، فضحك، و قال: ما ذا ينكر لرجل من ولد المطلب أن يقطع مثل محمّد بن الحسن ؟ قال فعارضني رجل في المجلس من أصحابه، فقال لي: ما تقول في رجل دخل إلى منزل رجل فرأى بطة فرماها ففقأ عينها، ما ذا يجب عليه ؟ قال: قلت: ينظر إلى قيمتها و هي صحيحة و قيمتها و قد ذهبت عينها فيعزم (2) ما بين القيمتين، و لكن ما تقول أنت و صاحبك في محرم نظر إلى فرج امرأة فأنزل ؟ قال: و لم يكن لمحمّد حذاقة بالمناسك فصاح به محمّد و قال: أ لم أقل لك: لا تسأله ؟ قال: ثم إنّا دخلنا على هارون، فلما استوينا بين يديه قال لي: يا أبا عبد اللّه، تسأل أو

ص: 288


1- كذا بالأصل و م و ت و د.
2- كذا بالأصل و م و ت و د، و في معجم الأدباء و المختصر: فيقوّم.

أسألك ؟ قال: قلت: ذاك إليك، فقال خبّرني عن صلاة الخوف أ واجبة هي ؟ فقلت: نعم، فقال: و لم ؟ فقلت بقول اللّه: وَ إِذٰا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاٰةَ .. (1) الآية، قال: ما تنكر من قائل قال لك: إنما أمر اللّه بنيه صلى اللّه عليه و سلّم و هو فيهم، فلما زال عنهم النبي صلى اللّه عليه و سلّم زالت عنهم تلك الصلاة ؟ فقلت: و كذلك اللّه تعالى لنبيه صلى اللّه عليه و سلّم خُذْ مِنْ أَمْوٰالِهِمْ صَدَقَةً (2) الآية، فلما أن زال عنهم النبي صلى اللّه عليه و سلّم زالت عنهم الصدقة ؟ قال: لا، قلت: و ما الفرق بينهما و النبي صلى اللّه عليه و سلّم المأمور فيهما جميعا، قال: فسكت.

فقال: يا أهل المدينة ما أجرأ لم على كتاب اللّه عز و جل، فقلت: أجرؤنا على كتاب اللّه من يخالفه، فقال لي اللّه يقول: وَ أَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ (3) فقلتم أنتم: نقضي باليمين مع الشاهد، فقلت لكنا نقول بما قال اللّه، و نقضي بما قضى به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و لكنك أنت خالفت قضاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - قال: فأين ؟ قلت: في قصة حويصة و محيصة و عبد الرحمن حين قال لهم النبي صلى اللّه عليه و سلّم في قصة القتيل:«أ تحلفون و تستحقون دم صاحبكم ؟» قالوا لم نشهد و لم نعاني، قال:«فتحلف لكم يهود» فلما أن نكلوا عن اليمين رد اليمين على اليهود، قال:

فقال: إنما كان ذلك استفهام من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، استفهم من اليهود.

فقال هارون: ثكلتك أمك يا بن الحسن، رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يستفهم من اليهود؟ نطع و سيف، قال: فلما رأيت الجد من هارون، قلت: يا أمير المؤمنين إن الخصمين إذا اجتمعا تكلم كل واحد منهما بما لا يعتقده ليقطع به صاحبه (4)،و ما أرى محمّدا أراد بهذا نقصا لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فسريت عنه، ثم ركبنا و خرجنا من الدار، فقال لي: يا أبا عبد اللّه فعلتها؟ قال: قلت: فكيف رأيتها بعد ذلك ؟ أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنبأنا أبو البركات أحمد بن عبد اللّه، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثنا محمّد بن الحسن النقاش، حدّثنا الحسين بن إدريس - بهراة - حدّثني داود بن علي الأصبهاني قال: سمعت الشّافعي يقول (5):

كنت امرأ أكتب الشعر، فآتي البوادي فأسمع منهم قال: فقدمت مكة ثم خرجت و أنا أتمثّل بشعر لبيد، و أضرب وحشي قدمي بالسوط ، فجذبني (6) رجل من ورائي من الحجبة قال

ص: 289


1- سورة النساء، الآية:102.
2- سورة التوبة، الآية:103.
3- سورة الطلاق، الآية:2.
4- يقطع به صاحبه: أي ليسكته بالحجة.
5- الخبر من طريق آخر في حلية الأولياء 70/9 و جزء منه في سير أعلام النبلاء 85/10.
6- في حلية الأولياء: فضربني.

لي: رجل من قريش، ثم من بني المطّلب رضي من دنياه و دينه أن يكون معلّما، ما الشعر يا هذا؟ إذا استحكمت فيه و بلغت منه كنت إلاّ معلما تفقّه رحمك اللّه، يعلّيك (1) اللّه و يرفعك و ينفعك، قال: فنفعني اللّه بكلام ذلك الحجبي، فرجعت إلى مكة فكتبت من ابن عيينة ما شاء اللّه أن أكتب، ثم إنّي كنت أجالس مسلّم بن خالد الزّنجي ثم قدمت (2) على أبي عبد اللّه مالك بن أنس فكتبت موطّأه ثم قلت: يا أبا عبد اللّه أقرأ عليك ؟ فقال لي: يا بن أخي تأتي برجل يقرأه عليّ و تسمع، فقلت له: أنا أقرأه عليك فتسمع إلى قراءتي، فقال لي: اقرأ، فلمّا سمع قراءتي و أصغى إلى كلامي بقراءة الكتب أعجبه ذلك، فلم يزل يقول لي اقرأ فقرأت عليه كتبه حتى بلغت كتاب السّير، فقال: الصّلاة يا بن أخي، فانتهيت ثم قال لي: يا بن أخي تفقّه تعل (3)،تفقّه يرفعك اللّه بالعلم في الدنيا و الآخرة، و اعلم يا بن أخي أن العلم لا يحتمل الدنس، وفقك اللّه، أرشدك اللّه، سدّدك اللّه، قال: فمضيت إلى أبي (4) مصعب بن عبد اللّه فكلّمته و سألته أن يكلّم لي بعض أهلنا رجلا من قريش أسميته له أن يدفع إلي شيئا من دنياه، فإنه كان بي من الفقر و الفاقة ما اللّه به عليم، فقال لي أبو مصعب: أتيت الرجل و كلّمته في بابك فقال: أ تكلّمني في رجل كان منّا فخالفنا فلم أدعه حتى أعطاني مائة دينار و ها هي هذه، قال: فدفعها أبو مصعب إليّ ثم قال أبو مصعب: إنّ أمير المؤمنين هارون الرشيد - أصلحه اللّه - قد كتب إليّ أن أصير إلى اليمن قاضيا عليها فتخرج معي، فلعل اللّه أن يعوّضك ما أملت من هذا الرجل و أكثر، قال: فخرج أبو مصعب قاضيا على اليمن و خرجت معه، فلمّا صرنا باليمن و جالسنا الناس كتب مطرف بن (5) مازن إلى أمير المؤمنين: إن أردت يا أمير المؤمنين - أصلحك اللّه - اليمن، و أردت أن لا تخرج عن يدك فأخرج عنها محمّد بن إدريس، و ذكر معي أقواما من الطالبيين قال: فكتب أمير المؤمنين هارون: إلى حمّاد البربري: أن أقبض على محمّد بن إدريس و أوثقه بالحديد، و أنفذه إليّ إن شاء اللّه، قال: فأخذني حمّاد، و ثقّلني بالحديد، و لم يكن لأبي مصعب حيلة في أمري، فلم أزل مثقلا بالحديد من اليمن إلى أن قدمت على أمير المؤمنين و هو إذ ذاك بالرقّة، فأدخلت عليه و أخرجت من عنده، و كان قد

ص: 290


1- كذا بالأصل و م و ت و د، و في سير الأعلام:«يعلك» و في الحلية: يعلمك.
2- كذا بالأصل، و م، و ت، و د، و في الحلية: قرأت.
3- بالأصل و م و ت و د:«تعلوا» و التصويب عن حلية الأولياء.
4- كذا بالأصل و م و ت و د، و في الحلية و سير الأعلام: مصعب بن عبد اللّه.
5- بالأصل:«من» تصحيف، و التصويب تصحيف عن م، و ت، و د، و الحلية.

تبقّى معي من تلك الدنانير نحو من خمسين دينارا، و كان محمّد بن الحسن يومئذ بالرقّة، فأنفقت تلك الدنانير على كتبهم، قال: فوجدت مثلهم و مثل كتبهم كمثل رجل كان عندنا يقال له فرّوخ، و كان يحمل دهنا يبيعه في زقّ له، فكان إذا قيل له عندك برسيان (1)؟قال: نعم، عندك زنبق ؟ قال نعم، عندك خيري (2)؟قال: نعم، فإذا قيل له أرنا منه - و كان للزق رءوس كثيرة - فيخرج لهم من تلك الرءوس، و إنما هو دهن واحد، و كذلك وجدت كتبهم، إنّما يقولون كتاب اللّه و سنّة نبيه صلى اللّه عليه و سلّم، و هم يخالفون اللّه، و يخالفون الرسول، قال: و سمعت محمّد بن الحسن - و أنا من أشد الناس غما - و هو يقول لأصحابه: إن تابعكم محمّد بن إدريس الشّافعي فما عليكم من حجازي كلفة بعده ؟ قال: فجئت يوما، فجلست إلى محمّد بن الحسن و أنا من أشد الناس همّا و غما و قلقا و أرقا من سخط أمير المؤمنين علي، و أخرى أن زادي قد فني، و الدراهم التي أنفقتها على كتبهم، فلمّا أن جلست إليه و بصرني، أقبل يطعن على دار الهجرة، قال: فقلت له: على من تطعن ؟ أعلى البلد أم على أهله ؟ فو اللّه لئن طعنت على أهله فإنّما تطعن على مثل أبي بكر، و عمر، و المهاجرين، و الأنصار رضي اللّه عنهم أجمعين، و إن طعنت على البلد فإنّما تطعن على بلدته التي دعا لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أن يبارك لهم في صاعهم و مدّهم، و حرّمها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كما حرّم إبراهيم مكة، لا يقتل صيدها، فعلى أيهما تطعن ؟ فقال لي: معاذ اللّه أن أطعن على أحد منهم، أو على بلدته، و إنّما أطعن على حكم من أحكامهم، فقلت له: ما هو؟ فقال لي: اليمين مع الشاهد، قال: فقلت له: و لم طعنت عليه ؟ قال: لأنه مخالف لكتاب اللّه عزّ و جل، قال: فقلت له: أ فكلّ خبر يأتيك مخالفا لكتاب اللّه تسقطه، قال: فقال لي: كذا يجب، قال: فقلت له: فما تقول في الوصية للوالدين و الأقربين ؟ قال: ففكّر ساعة، فقلت له: أجب، فقال: لا يجب، قال: فقلت له: فهذا مخالف لكتاب اللّه، ثم قلت له: لم لا تجب ؟ قال: لأن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لا وصية لوارث» (3)[10892] قال: فقلت له: أخبرني عن الشاهدين: حتم من اللّه تعالى ؟ قال لي: ما ذا تريد من هذا؟ قال: قلت: لأنك زعمت أنّ الشاهدين حتم من اللّه تعالى لا غير، كان ينبغي لك أن تقول: إذا زنى زان (4) فشهد عليه

ص: 291


1- كذا بالأصل و م و ت و د، و في حلية الأولياء: فرشنان.
2- كذا رسمها بالأصل و م و ت و د، و في الحلية: حبر.
3- في الحلية: لا وصية للوالدين.
4- بالأصل و م و ت و د: زاني بإثبات الياء، و المثبت عن الحلية.

شاهدان إن كان محصنا رجمته، و إن كان غير محصن جلدته، قال لي: فإن قلت لك ليس هما حتما (1) من اللّه ؟ قال: قلت له: فإذا لم يكونا حتما (2) من اللّه فيترك (3) في كلّ حكم منزلة، في الزنا أربع و في غيره شاهدان، و في غيره رجل و امرأتان (4)،و إنما أعني في القتل لا يجوز إلاّ شاهدان، فلما رأيت قتلا و قتلا أعني شهادة الزنا و شهادة القتل، فكان هذا قتلا و هذا (5) قتلا غير أن أحكامهما مختلفة، فكذلك كلّ حكم أنزل، حيث أنزل اللّه منها بأربع و منها بشاهدين، و منها بشاهد و امرأتين، و منها بشاهد و يمين، و أنت قد تحكم بدون هذا، قال: فقال لي: و ما أحكم بدون هذا؟ قال: قلت له: ما تقول في الرجل و المرأة إذا اختلفا في متاع البيت ؟ فقال لي أصحابي يقولون فيه: ما كان للرجال فهو للرجال، و ما كان للنساء فهو للمرأة، قال (6):فقلت له: أ في كتاب اللّه تعالى قلت هذا أم بسنّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ ثم قلت له:

ما تقول في الرجلين إذا اختلفا في الحائط؟ قال: فقال لي: من قول أصحابنا أنه إذا لم تكن لهما بيّنة ينظر إلى العقد من [أين] (7) هو البنّاء؟ فأحكم لصاحبه به، فقلت له: أ فبكتاب اللّه قلت هذا أم بسنّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ ثم قلت له: ما تقول في رجلين يكون بينهما خص فيختلفان فيه لمن تحكم به إذا لم تكن لهما بينة ؟ قال لي انظر إلى معاقده من أي وجه هي ؟ فأحكم له، فقلت له: أ فبكتاب اللّه قلت هذا أم بسنّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ ثم قلت له: ما تقول في ولادة المرأة إذا لم يحضرها إلاّ امرأة واحدة هي القابلة و لم يكن ثمّ غيرها؟ فقال لي: الشهادة جائزة، شهادة القابلة وحدها نقبلها، قلت له: أ فبكتاب اللّه قلت هذا أم بسنّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ ثم قلت له: من كانت هذه أحكامه فليس من سبيله أن يفكر على غيره، قال: فبقي متعجبا فقلت له:

أتعجب من حكم حكم به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و حكم به أبو بكر و عمر، و حكم به علي بن أبي طالب بالعراق، و قضى به شريح، قال: و رجل من ورائي يكتب ألفاظي و أنا لا أعلم به، ثم إنه أدخل ما كتب من ألفاظي و كلامي على أمير المؤمنين هارون الرشيد، فقرأه عليه، فقال لي هرثمة بن أعين - و كان متكئا فاستوى جالسا ثم قال-: أقرأه عليّ ثانية، فقرأه عليه، فأنشأ أمير المؤمنين يقول: صدق اللّه و رسوله، صدق اللّه و رسوله حتى قالها ثلاث مرات، ثم قال: قال

ص: 292


1- بالأصل و م و ت و د: حتم.
2- راجع الحاشية السابقة.
3- كذا بالأصل و م و ت و د، و في الحلية: فتنزل الأحكام منازلها.
4- في الحلية:«في الزنا أربعا و في غيره شاهدين، و في غير رجلا و امرأتين» و في م و ت و د الجملة بالرفع كالأصل.
5- بالأصل و م و ت و د:«فكان هذا قتل و هذا قتل» و المثبت عن الحلية.
6- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
7- الزيادة عن م و ت و د.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«تعلّموا من قريش و لا تعلّموها، قدّموا قريشا و لا تؤخّروها»[10893] ما أنكر أن يكون محمّد بن إدريس الشّافعي أعلم من محمّد بن الحسن ثم إنه رضي عني، و أمر لي بألف دينار قال: فخرج هرثمة فقال لي بالسوط هكذا فاتّبعته، فحدّثني بالقصّة كلها و قال لي:

قد أمر لك أمير المؤمنين أطال اللّه بقاءه بألف دينار (1)،و قد أضفت إليها مثلها غير خمسين دينارا، فإن أمير المؤمنين لا يساوى في جائزته، قال: فو اللّه ما ملكت قبلها مثل هذا المال قط ، و كان أوّل مال كثير ملكته، و كنت رجلا أستتبع فوقاني (2) اللّه على يدي أبي مصعب.

فلما كان بعد ذلك جلست إلى محمّد بن الحسن و وقفت تجاهه و معي جزء انظر فيه، فقال لي: أرني في أي شيء تنظر، فلم أره، فتناول القلم و القرطاس و كتب إليّ (3):

قل لمن لم تر عينا *** من رآه مثله

و من كان قد رآه *** قد رأى من قبله

العلم ينهى أهله *** أن يمنعوه أهله

لعلّه ببذله *** لأهله لعله

قال: فلما قرأت هذه الأبيات دفعت الجزء إليه.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا علي بن عبد العزيز بن مردك، أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم، أخبرني محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم (4)-قراءة - أنبأنا الشّافعي، حدّثنا إسماعيل بن عبد اللّه بن قسطنطين (5) يعني قارئ مكة قال: قرأت على شبل - يعني - بن عبّاد، و أخبر شبل أنه قرأ على عبد اللّه بن كثير، و أخبر عبد اللّه بن كثير أنه قرأ على مجاهد، و أخبر مجاهد أنه قرأ على ابن عبّاس، و أخبر ابن عبّاس أنه قرأ على أبيّ بن كعب، و قرأ أبيّ بن كعب على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال الشّافعي: و قرأت على إسماعيل بن قسطنطين و كان يقول: القرآن اسم و ليس بمهموز، و لم يؤخذ من:«قرأت»

ص: 293


1- في حلية الأولياء: بخمسمائة دينار.
2- كذا بالأصل و م و ت و د، و في الحلية: فأغناني.
3- الأبيات في ديوان الشافعي ص(320) ط دار الفكر تحقيق محمّد عبد الرحيم.
4- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 13/10 و المزي في تهذيب الكمال 46/16.
5- إسماعيل بن عبد اللّه بن قسطنطين أبو إسحاق المكي مولى بني مخزوم مقرئ مكة، غاية النهاية 166/1 و الجرح و التعديل 180/2.

يعني و لو أخذت من «قرأت» كان كلّما قرئ قرآنا، و لكنه اسم القرآن فكان يهمز قرأت و لا يهمز القرآن، كان يقول و إذا قرأت القرآن.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد الشّيروي، و أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه العامري، و أبو منصور برغش بن عبد اللّه عنه.

ح و أخبرنا أبو القاسم النّسيب، و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا[-و] (1) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،قالا: أنبأنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصيرفي - بنيسابور - حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم المصري، أنبأنا الشّافعي محمّد بن إدريس، حدّثنا إسماعيل بن قسطنطين، قال: قرأت على شبل، و أخبر شبل أنه قرأ على عبد اللّه بن كثير، و أخبر عبد اللّه بن كثير أنه قرأ على مجاهد، و أخبر مجاهد أنه قرأ على ابن عبّاس، و أخبر ابن عبّاس أنه قرأ على أبيّ ، و قال ابن عباس: و قرأ أبيّ على النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال الشّافعي: و قرأت على إسماعيل بن قسطنطين و كان يقول: القرآن اسم و ليس بمهموز، و لم يؤخذ من:«قرأت» و لو أخذ من «قرأت» كان كلما قرئ قرآنا، و لكنه اسم للقرآن مثل التوراة و الإنجيل يهمز «قرأت» و لا يهمز القرآن، و إذا قرأت القرآن يهمز:«قرأت» و لا يهمز القرآن.

أخبرنا أبو القاسم و أبو الحسن أيضا، قالا: حدّثنا[-و] (3) أبو منصور، أنبأنا أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد اللّه الطبري، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن الخضر المعدّل، حدّثنا علي بن محمّد بن سعيد، حدّثنا أحمد بن إبراهيم الطائي الأقطع، حدّثنا إسماعيل بن يحيى قال: سمعت الشّافعي يقول: حفظت القرآن و أنا ابن سبع سنين، و حفظت الموطّأ و أنا ابن عشر سنين.

أخبرنا (5) أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقويه قال: سمعت أبا بكر أحمد بن علي بن محمّد الفامي النيسابوري يقول:

ص: 294


1- زيادة للإيضاح عن م و ت و د، و السند معروف.
2- الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 62/2 و انظر تهذيب الكمال 46/16 و سير أعلام النبلاء 13/10.
3- زيادة لازمة لتقويم السند عن م و ت و د.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 62/2-63 و تهذيب الكمال 46/16 و سير أعلام النبلاء 13/10.
5- كتب فوقها بالأصل و م و ت: ملحق.

سمعت غسان بن أحمد يقول: سمعت الربيع يقول: سمعت الشّافعي يقول: أردت مالك بن أنس و قد حفظت الموطّأ، فقدمت عليه، فقال لي: اطلب من يقرأ لك، فقلت له: إن أعجبك قراءتي، فقرأت عليه الموطّأ كله حفظا (1).

أخبرنا أبو الأعزّ الأزجي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،حدّثنا الربيع بن سليمان قال: سمعت الشّافعي يقول:

قدمت على مالك و قد حفظت الموطّأ ظاهرا فقلت: إنّي أريد أن أسمع الموطّأ منك، فقال: اطلب من يقرأ لك، قلت: لا عليك أن تسمع قراءتي، فإن سهل عليك قرأت لنفسي قال: اطلب من يقرأ لك و كررت عليه، فقال: اقرأ، فلمّا سمع قراءتي قال: اقرأ، فقرأت عليه حتى فرغت منه.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد، و أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، قالا: أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه - و قال عبد الجبّار: سمعت أبا عبد اللّه، و قالا-: الحافظ قال: سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول: قال الشّافعي:

جئت مالكا و قد حفظت الموطّأ ظاهرا فقال لي: اطلب من يقرأ لك، فقلت: لا عليك أن تسمع قراءتي فإن خفّت عليك قرأت لنفسي قال: فلمّا سمع قراءتي قرأت لنفسي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: قرئ على أبي عثمان البحيري، أنبأنا أبو الحسين الخفّاف، حدّثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد، حدّثني علي بن عبد الرّحمن علاّن (3).

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو عثمان البحيري قال: سمعت أحمد بن محمّد بن أحمد بن عمر يقول: سمعت أبا نعيم عبد الملك بن محمّد يقول: سمعت علي بن عبد الرّحمن بن المغيرة علاّن المصري يقول: سمعت حرملة يقول: سمعت الشّافعي يقول (4):

ص: 295


1- كتب بعدها بالأصل و ت: إلى.
2- من طريقه روي في سير أعلام النبلاء 14/10 و تاريخ الإسلام(201-210) ص 311 و من طريق آخر في حلية الأولياء 69/9 و انظر المناقب للبيهقي 101/1.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 141/13.
4- سير أعلام النبلاء 12/10 و تاريخ الإسلام(201-210) ص 308 و انظر حلية الأولياء 69/9.

أتيت مالك بن أنس و أنا ابن ثلاث عشرة سنة، و كان ابن عمّ لي والي المدينة فكلّم لي مالكا، فأتيته لأقرأ عليه فقال: اطلب من يقرأ لك، فقلت: أنا أقرأ، فقال: اطلب من يقرأ لك، فقلت: أنا أقرأ، قال: فقرأت عليه، و كان ربما قال لي لشيء قد مرّ: أعد حديث كذا، فأعيده حفظا فكأنه أعجبه، ثم سألته عن مسألة فأجابني، ثم أخرى - زاد ابن القشيري: ثم أخرى - و قالا: فقال: أنت تحبّ أن تكون قاضيا.

أخبرنا أبو الأعزّ التركي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا علي بن عبد العزيز، أنبأنا ابن أبي حاتم، أخبرني عبد اللّه بن أحمد بن حنبل فيما كتب إليّ قال: قال أبي: قال الشّافعي: أنا قرأت على مالك، و كان يعجبه قراءتي، قال أبي: لأنه كان فصيحا.

قال: و أنبأنا ابن أبي حاتم، حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن بن الجنيد رفيق أبي في الرحلة، قال: سمعت عمرو بن سواد السّرخسي (1) يقول: سمعت الشّافعي يقول: تمنّيت من الدنيا شيئين: العلم و الرمي، فأمّا الرمي فإنّي أصيب من عشرة عشرة، و العلم مما ترون (2).

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش - إذنا و مناولة - و قرأ علي إسناده، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا المعافي بن زكريا (3)،حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصوّاف، حدّثني أحمد بن الصّلت الحمّاني قال: سمعت أبا عبيد يقول: رأيت الشّافعي عند محمّد بن الحسن و قد دفع إليه خمسين دينارا، و قد كان دفع إليه قبل هذا خمسين درهما و قال: إن اشتهيت العلم فالزم، ثم دفع إليه هذه الدنانير و لزمه الشّافعي قال أبو عبيد: فسمعت الشّافعي يقول: كتبت عن محمّد بن الحسن وقر بعير، و سمعته يقول لمحمّد بن الحسن - و قد [دفع] (4) إليه الدنانير بعد الخمسين درهما و قال له: لا تحتشم (5) فقال:- ما أنت عندي في موضع أحتشمك و جرى ذكر الشراب، فقال الشّافعي: الحمد للّه لو علمت أنّ الماء البارد

ص: 296


1- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و م، و د، و ت، و تقرأ:«السرحي» تصحيف و الصواب ما أثبت، تقدم التعريف به.
2- تقدم الخبر فيما مضى، بأوسع من هذه الرواية.
3- رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 131/3.
4- الزيادة للإيضاح عن م، و ت، و د، و الجليس الصالح.
5- أي لا تخجل.

يضرّ مروءتي في ديني لما شربت إلاّ الماء الحار، حتى ألقى اللّه، و لو كنت عندي ممن أحتشمك ما قبلت برّك.

أخبرنا أبو الأعزّ الأزجي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،حدّثنا الربيع بن سليمان قال: سمعت الشافعي يقول: حملت عن محمّد بن الحسن حمل بختي ليس عليه إلاّ سماعي.

قال: و أنبأنا ابن أبي حاتم (2)،حدّثنا أبي، حدّثنا أحمد بن أبي شريح (3) قال: سمعت الشّافعي يقول: أنفقت على كتب محمّد بن الحسن ستين دينارا ثم تدبّرتها فوضعت إلى جنب كل مسألة حديثا - يعني - ردّا عليه (4).

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسن بن عبدان، أنبأنا علي بن الحسن بن عبد السّلام ابن أبي الحزوّر، أنبأنا أبو الحسن بن السمسار، أنبأنا أبو علي الحسن بن محمّد بن درستويه، أنبأنا أبو يحيى زكريا بن أحمد البلخي القاضي، حدّثنا أحمد بن محمّد ابن بنت الشّافعي، حدّثني أبي و عمي - أو أحدهما - أن محمّد بن إدريس الشّافعي أقام في بطون العرب عشرين سنة يأخذ لغاتها و أخبارها و أشعارها.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: حدّثنا[-و] (5) أبو منصور بن عبد الملك، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنبأنا أبو (7) محمّد عبد اللّه بن علي بن عياض بن أبي عقيل القاضي بصور، أنبأنا محمّد بن أحمد بن [جميع الغساني بصيدا، قال: سمعت أبا بكر محمّد بن أحمد بن] (8) عبد اللّه بن محمّد بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب الضرير بمكة يقول: قال أبي: سمعت عمّي يقول: سمعت الشّافعي يقول:

أقمت في بطون العرب عشرين سنة آخذ أشعارها، و لغاتها، و حفظت القرآن فما علمت

ص: 297


1- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 14/10 و حلية الأولياء 78/9.
2- سير أعلام النبلاء 15/10.
3- كذا بالأصل و م و ت و د، و في سير الأعلام و تهذيب الكمال: أحمد بن أبي سريج، و ورد في سير الأعلام في أسماء الذين حدثوا عن الشافعي: ابن أبي شريح الرازي.
4- في سير أعلام النبلاء: ردّ عليه.
5- زيادة لتقويم السند عن م، و ت، و د.
6- الخبر في تاريخ بغداد 63/2 و سير أعلام النبلاء 12/10-13 و تهذيب الكمال 46/16.
7- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن م، و ت، و د، و تاريخ بغداد.

أنه مرّ بي حرف إلاّ و قد علمت المعنى فيه، و المراد ما خلا حرفين، قال أبي: حفظت أحدهما و نسيت الآخر، أحدهما دَسّٰاهٰا (1).

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين (2)،أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن منجويه الدّينوري - بالدامغان - حدّثنا الفضل بن الفضل الكندي، حدّثنا زكريا بن يحيى السّاجي، حدّثنا ابن بنت الشّافعي قال: سمعت أبي يقول:

أقام الشّافعي على العربية و أيام الناس عشرين سنة، فقلنا له في ذلك فقال: ما أردت بهذا إلاّ الاستعانة على الفقه.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو الوليد حسّان بن محمّد الفقيه، حدّثنا إبراهيم ابن محمود، حدّثني أبو سليمان - يعني داود الأصبهاني - حدّثني مصعب بن عبد اللّه الزّبيري قال:

قرأ عليّ الشّافعي أشعار هذيل حفظا ثم قال لي: لا تخبر بهذا أهل الحديث فإنهم لا يحتملون هذا.

قال مصعب: و كان الشّافعي يسمر مع أبي من أول الليل حتى الصّباح و لا ينامان، قال:

و كان الشّافعي في ابتداء أمره يطلب الشعر و أيّام الناس و الأدب ثم أخذ في الفقه بعد، قال:

و كان سبب أخذه في الفقه أنه كان يوما يسير على دابّة له و خلفه كاتب لأبي، فتمثّل الشّافعي ببيت شعر، فقرعه كاتب أبي بسوطه ثم قال له: مثلك [يذهب] (3) بمروءته في مثل هذا؟ أين أنت عن الفقه ؟ فهزه ذلك، فقصد لمجالسة الزّنجي بن خالد مفتي مكة، ثم قدم علينا فلزم مالك بن أنس.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن الخبّازي (4) المقرئ قال: سمعت الشيخ أبا علي السّيوري (5)-و هو الحسين بن علي بن محمّد السراج - يقول:

سمعت محمّد بن يعقوب يقول: حدّثنا الربيع بن سليمان عن الشّافعي قال:

ص: 298


1- من سورة الشمس من الآية 10 و تمامها وَ قَدْ خٰابَ مَنْ دَسّٰاهٰا .
2- كتاب المناقب للبيهقي 96/1.
3- زيادة لازمة للإيضاح عن المختصر.
4- الخبازي بفتح الخاء و تشديد الباء المفتوحة و بعد الألف زاي، هذه النسبة إلى الخبز، عمله أو بيعه (اللباب).
5- هذه النسبة إلى عمل السيور، و ذكر السمعاني: أبو علي الحسين محمّد بن علي بن إبراهيم السيوري من أهل نيسابور.

كنت في مجلس ببغداد فرأيت في المنام كأن عليا - رضي اللّه عنه - دخل عليّ ، فنزع خاتمه من يده و جعله في يدي، فلما كان من غد دعوت بجعد المعبّر فعبّرها و قال: إن صدقت رؤياك لم يبق من المشرق و المغرب موضع إلاّ ذكرت فيه و عمل بقولك فيه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (1)أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن شاذي الهمذاني (3)،حدّثنا أبو نصر منصور بن عبد اللّه الهروي الصوفي - بهمذان - قال: سمعت أبا الحسن المغازلي يقول: سمعت المزني يقول: سمعت الشّافعي يقول: رأيت عليّ بن أبي طالب في النوم فسلّم عليّ و صافحني، و خلع خاتمه فجعله في إصبعي و كان لي عمّ ففسرها لي، فقال لي: أمّا مصافحتك لعليّ أمان من العذاب، و أما خلع خاتمه فجعله في إصبعك فسيبلغ اسمك ما بلغ اسم علي في الشرق و الغرب، قال الخطيب (4):و حدّثني أبو القاسم الأزهري.

ح و أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم الأزهري.

أنبأنا الحسن بن الحسين أبو علي الفقيه الهمداني (5)،حدّثني أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود الرّقّي قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: و اللّه لقد فشا ذكر الشّافعي في الناس [بالعلم] (6) كما فشا ذكر علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا علي بن عبد العزيز، أنبأنا ابن أبي حاتم، حدّثنا أحمد بن عثمان النحوي الفسوي قال: سمعت أبا محمّد قريب الشّافعي قال: سمعت إبراهيم بن محمّد الشّافعي يقول: حبس الشّافعي مع قوم من الشيعة بسبب التشيّع، فوجه إليّ يوما فقال: ادع لي فلانا المعبّر، فدعوته فقال: رأيت البارحة كأنّي مصلوب على قناة مع علي بن أبي طالب، فقال له: إن صدقت رؤياك شهرت،

ص: 299


1- زيادة لازمة لتقويم السند عن م و ت و د.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 60/2 و تهذيب الكمال 44/16.
3- كذا بالأصل و م و ت و د، و تهذيب الكمال، و في تاريخ بغداد: الهمداني.
4- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 60/2 و عنه المزي في تهذيب الكمال 44/16.
5- كذا بالأصل و ت و تاريخ بغداد، و في م و د، و تهذيب الكمال: الهمذاني بالذال المعجمة.
6- سقطت من الأصل و د، و استدركت عن م و ت، و تاريخ بغداد و تهذيب الكمال.

و ذكرت، و انتشر أمرك، قال: ثم إلى الرشيد معهم، فكلّمه ببعض ما خلبه به فخلاّ عنه.

أخبرنا (1) أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا محمّد بن الحسن بن موسى الصوفي قال: سمعت يعقوب بن أحمد بن يوسف الأبهري يقول: سمعت أبا عبد اللّه الزّبيري يقول: جاءني رجل من أهل البصرة، يقال له: أبو محمّد القرشي من أهل الستر و الصلاح، فقال لي: يا أبا عبد اللّه أخبرك رؤيا تسرّ به ؟ فقلت (2):هات، فقال لي: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم في النوم و عنده أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي - رضي اللّه عنهم - إذ جاءه أربعة نفر فقرّبهم فتعجّبت من تقريبه لهم، فسألت من بحضرته عن النفر فقال لي: هذا مالك، و أحمد، و إسحاق، و الشافعي، فرأيت كأنّ النبي صلى اللّه عليه و سلّم أخذ (3) بيد مالك و أجلسه بجنب أبي بكر الصّديق، و أخذ بيد أحمد فأجلسه بجنب عمر، و أخذ بيد إسحاق فأجلسه بجنب عثمان، و أخذ بيد الشّافعي فأجلسه بجنب علي، قال أبو عبد اللّه الزّبيري: فسألت بعض العلماء بالتعبير عن ذلك فقال لي: أجلس مالك بجنب أبي بكر، كأن منزلة مالك في العلماء كمنزلة أبي بكر في الصحابة، و منزلة أحمد من الفقهاء كمنزلة عمر في صلابته، لأنه لم يتكلم في القرآن إلاّ بحقّ ، و منزلة إسحاق في العلماء كمنزلة عثمان في الصحابة، لقي عثمان الفتن و المحن، كذلك لقي إسحاق في بلده من أهل الإرجاء بما فارق به بلده، و منزلة الشّافعي في العلماء كمنزلة علي في الصحابة، فإنّه كان أعلمهم و أفضلهم و أقضاهم، و قد قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:

«أقضاكم علي»[10894]، كذلك الشّافعي كان أعلم العلماء بالفقه و القضاء.

أخبرنا أبو الأعزّ الأزجي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا علي بن عبد العزيز بن مردك، أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حدّثني هارون بن سعيد الأيلي (4) قال: قال لنا الشّافعي: أخذت اللّبان (5) سنة للحفظ ، فأعقبني صبّ الدم سنة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرني علي بن أحمد الرزاز، حدّثنا علي بن محمّد بن سعيد الموصلي، حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد (6) بن إبراهيم

ص: 300


1- كتب فوقها بالأصل و م و ت: ملحق.
2- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م و ت و د.
3- بالأصل: آخذا.
4- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 15/10.
5- اللبان: نبات، يسمى الكندر، و هو من الفصيلة البخورية يفرز صمغا.
6- غير مقروءة بالأصل و المثبت عن م، و ت، و د.

الطائي، حدّثنا عبيد اللّه بن عمر القواريري، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي قال: سمعت مالكا يقول: ما يأتيني قرشي أفهم من هذا الفتى - يعني - الشّافعي.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (1) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر ابن حيّان، حدّثنا عبدان بن أحمد، حدّثنا عمرو بن العباس (2) يقول: قيل لعبد الرّحمن بن مهدي: إن الشّافعي لا يورث المرتدّ، قال: فقال عبد الرّحمن: إنّ الشّافعي شاب معهم، لأن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لا يتوارث أهل ملّتين»[10895].

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثني الزبير بن عبد الواحد قال: سمعت جعفر بن علي بن مليح الهمداني بصور يقول: سمعت هلال بن العلاء يقول: الشّافعي أصحاب الحديث عيال عليه، فتح لهم الأقفال.

أخبرنا أبو بكر عبد الجبّار بن محمّد بن أبي صالح (3)،و أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن أحمد بن محمّد بن حيّان (4)،قالا: أنبأنا أبو الفضل محمّد بن عبيد اللّه بن (5) محمّد الصرّام، أنبأنا القاضي أبو عمر محمّد بن الحسين البسطامي، أنبأنا أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود ابن هارون الرقّي، أنبأنا علي بن عبد العزيز بن يحيى قال: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلاّم يقول: ما رأيت قطّ رجلا أعقل، و لا أورع، و لا أفصح من الشّافعي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (6) أبو منصور محمّد بن عبد الملك قال: أنبأنا - أحمد بن علي (7)،أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا

ص: 301


1- زيادة لتقويم السند عن م، و ت، و د.
2- الخبر الذي في تاريخ بغداد 65/2 بهذا السند، و تمامه من هنا: قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي - و ذكر الشافعي فقال - كان شابا مفهما. و بهذه الرواية روي عن أبي بكر الخطيب في تهذيب الكمال 48/16. و لم أجد الحديث بهذا السند، و بهذه الرواية في تاريخ بغداد، و فيه من طرق أخرى 290/5 و 407/8 و 30/9.
3- قارن مع مشيخة ابن عساكر 101/ب.
4- قارن مع مشيخة ابن عساكر 90/أ.
5- من قوله: و أبو سعد... إلى هنا سقط من م.
6- زيادة لازمة عن م و ت و د.
7- تاريخ بغداد 67/2 و تهذيب الكمال 50/16 و سير الأعلام 15/10.

أحمد بن بندار بن إسحاق (1) الفقيه، حدّثنا أحمد بن روح البغدادي، عن أحمد بن العبّاس قال: سمعت علي بن عثمان، و جعفر الورّاق يقولان: سمعنا أبا عبيد يقول: ما رأيت رجلا أعقل من الشّافعي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد، و أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أخبرني الحسن بن رشيق - إجازة - قال: ذكر زكريا بن يحيى عن علي بن عثمان قال: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلاّم يقول: ما رأيت رجلا - زاد أبو المعالي: قط ، و قالا:- أعقل من الشّافعي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين - قراءة - عن أبي عبد اللّه القضاعي قال:

قرأت على أبي عبد اللّه بن شاكر، حدّثنا الحسن بن رشيق، حدّثنا محمّد بن سفيان بن سعيد قال: قال لنا يونس بن عبد الأعلى: ما رأيت أحدا أعقل من الشّافعي لو جمعت أمة فجعلت في عقل الشّافعي لوسعهم عقله (2).

قال: و قال لنا يونس: ناظرت الشّافعي يوما في مسألة، ثم افترقنا و لقيني فأخذ بيدي ثم قال لي: يا أبا موسى لا يستقيم أن نكون إخوانا و إن لم نتفق في مسألة ؟! أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، أنبأنا علي بن الحسن بن عبد السّلام بن أبي الحزوّر، أنبأنا أبو الحسن بن السمسار، أنبأنا أبو علي الحسن بن محمّد بن القاسم بن درستويه.

ح و أخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي بن أبي هشام، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن بن أبي فجّة، أنبأنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن ياسر، أنبأنا أبو موسى هارون ابن محمّد الموصلي، قالا: حدّثنا أبو (3) يحيى زكريا بن أحمد، حدّثنا أبو جعفر الترمذي، حدّثني أبو الفضل الواشجردي (4) قال: سمعت أبا عبد اللّه الصغاني (5) قال: سألت يحيى بن أكثم عن أبي عبيد القاسم بن سلاّم و الشّافعي أيهما أعلم عندك ؟ فقال: أبو عبيد كان يأتينا هاهنا كثيرا و كان رجلا إذا ساعدته الكتب كان حسن التصنيف من الكتب، و يرتبها بحسن

ص: 302


1- بالأصل: بندار، و المثبت عن م و ت و د، و تاريخ بغداد.
2- سير أعلام النبلاء 15/10 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201-210) ص 313 و البداية و النهاية 253/10.
3- لفظة «أبو» استدركت على هامش م.
4- إعجامها مضطرب بالأصل و م و ت و د، و الصواب ما أثبت و هذه النسبة بفتح الواو و سكون الشين المعجمة و كسر الجيم و سكون الراء هذه النسبة إلى واشجرد، و هي وراء نهر جيحون (الأنساب).
5- كذا بالأصل، و في م و ت و د: الصاغاني.

ألفاظه لاقتداره على العربية، و أما الشّافعي فقد كنا عند محمّد بن الحسن كثيرا في المناظرة فكان رجلا قرشي العقل و الفهم و الذهن، صافي العقل و الفهم و الدماغ، سريع الإصابة - أو كلمة نحوها - و لو كان أكثر سماعا للحديث لاستغنى أمة محمّد صلى اللّه عليه و سلّم به عن غيره من الفقهاء (1).

أخبرنا أبو بكر عبد الجبّار بن محمّد، و أبو سعد عبد اللّه بن أسعد قالا: أنبأنا محمّد ابن عبيد اللّه (2) الصّرّام، أنبأنا محمّد بن الحسين البسطامي، أنبأنا أحمد بن عبد الرّحمن قال:

سمعت الربيع يقول: لو وزن عقل الشّافعي بنصف عقل أهل الأرض لرجح بهم، و لو كان في بني إسرائيل احتاجوا إليه.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي (3)،حدّثنا محمّد بن مخلد بن حفص العطّار، حدّثنا محمّد بن الحسن بن محمّد بن ميمون، حدّثنا وزيرة بن محمّد - بمصر - حدّثنا معمر بن شبيب قال: سمعت المأمون يقول: قد امتحنت محمّد بن إدريس (4) في كل شيء فوجدته به كاملا (5)،و قد بقيت خصلة و هو أن أسقيه من النبيذ ما يغلب على الرجل الجيّد الشراب، قال: فحدّثني ثابت الخادم و قد دعا به فأعطاه رطلا فقال: اشرب يا محمّد، فقال: يا أمير المؤمنين ما شربته قط ، قال: عزمت [عليك] (6) لتشربنّ ، فشربه (7) ثم والى عليه بالأرطال حتى سقاه عشرين رطلا، فما تغيّر و لا زال عن حجة.

قال القاضي (8):و هذا ممن لم يعتد شربه، و لم يأنس به مزاجه و طباعه أبلغ في الأعجوبة و أدلّ على اعتدال التركيب و قوة الطبيعة (9) و وثاقة البنية، و اللّه أعلم بصحة هذه الحكاية و ثبوتها من جهة الرواية.

ص: 303


1- سير أعلام النبلاء 17/10.
2- بالأصل: عبد اللّه، تصحيف، و التصويب عن م، و ت، و د.
3- الخبر رواه المعافى بن زكريا الجريري في كتابه الجليس الصالح 131/3.
4- صحف اسمه في الجليس الصالح إلى: محمّد بن العباس.
5- إلى هنا فقط في سير أعلام النبلاء 17/10.
6- زيادة عن الجليس الصالح.
7- بالأصل: فشربته، و المثبت عن م، و ت، و د، و الجليس الصالح.
8- يعني المعافى بن زكريا الجريري، راوي الخبر.
9- كذا بالأصل و م و ت و د، و في الجليس الصالح: الطبع.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو البركات المقرئ، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثني أبو أحمد عبد اللّه (1) بن أحمد بن إسماعيل العطّار الجرباذقاني - بها (2)-حدّثنا إبراهيم بن متّويه الإمام الأصبهاني قال: سمعت المزني أبا إبراهيم يقول: قال لي الشّافعي: حضرت مالك بن أنس و أنا أسمع منه الحديث و لي دون الأربع عشرة سنة (3)،فجاءه رجل، فوقف عليه ثم قال له: إنّي رجل أبيع القماري فبعت قمريا (4) على هذه، فرده إليّ فقال: ما له صوت، فحلفت بالطلاق أنه لا يسكت، فقال:

أ و سكت ؟ قلت: نعم، قال: أنت حانث، قال الشّافعي: فتبعته، فقلت له: يا رجل كيف حلفت ؟ قال: حلفت بما سمعت، قال: فقلت له: صياحه أكثر أم سكوته ؟ فقال: صياحه، فقلت: مرّ، فإن امرأتك لك حلال، قال: فما ذا أصنع و قد أفتاني مالك بما أفتى، فقال: عد إليه فقل له: إن في مجلسك من أفتاني بأن امرأتي هي لي حلال و أومئ إليّ ودعني و إيّاه، فرجع و رجعت و جلست فيما بين الناس، فقال له: إنّي رأيت أن تنظر في يميني، قال: أ ليس قد أفتيناك بأنك حانث ؟ فقال: في مجلسك من أفتاني بأنّ امرأتي هي لي حلال، قال: أ في مجلسي ؟ قال: نعم، قال: و من هو؟ فأومأ إليّ ، فقال لي مالك: أنت أفتيته بذلك ؟ قلت:

نعم، قال: و لما ذا أفتيته بذلك ؟ فقلت له: سمعتك تروي عن نافع عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال لفاطمة بنت قيس (5):«إذا حللت فآذنيني»، فلمّا حلّت قالت له: قد خطبني معاوية و أبو جهم، فقال:«أما معاوية فصعلوك لا مال له، و أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه» و علم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أنّ أبا جهم يضع عصاه عن عاتقه و يتصرف في أموره، فإنّما نسب إلى ضرب النساء، فذكر أنه لا يضع عصاه عن عاتقه، و حمله على الأغلب من أمره، و إنّي سألته و قلت: سكوته أكثر أم صياحه ؟ فقال: صياحه، فأفتيته بذلك، قال: فتبسم مالك و قال:

القول قولك، ثم ناظرني عبد الملك فضرب بيده بين منكبيه فقال: افت فقد آن لك أن تفتي.

ص: 304


1- في معجم البلدان (جرباذقان) و الأنساب (الجرباذقاني): عبيد اللّه.
2- يعني بجرباذقان: بالفتح، بلدة قريبة من همذان، بينها و بين الكرج و أصبهان.
3- بالأصل و م و ت و د: الأربعة عشر سنة.
4- القمري، واحد القماري، و هو طائر يشبه الحمام.
5- و كانت فاطمة بنت قيس قد طلّقها زوجها أبو عمرو بن حفص البتة و هو غائب - طلقها ثلاثا - فجاءت تعرض أمرها على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم. راجع الحديث في صحيح مسلّم(18) كتاب الطلاق رقم 1480.

أخبرنا أبو بكر عبد الجبّار بن محمّد، و أبو سعد عبد اللّه بن أسعد قالا: أنبأنا أبو الفضل الصّرّام، أنبأنا أبو عمر البسطامي (1)،أنبأنا أحمد بن عبد الرّحمن الرقّي قال: سمعت يونس يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول للشافعي (2):يا أبا عبد اللّه ما معنى قول النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«اقرّوا الطير في مكانها» (3)[10896] قال: فقال له: يا أبا محمّد، كان الرجل من العرب إذا أراد سفرا أخذ معه طيرا، فإن أخذ الطير ذات اليمين مضى في سفره، و إن أخذ ذات الشمال رجع. و كان ابن عيينة قبل أن سمع من الشّافعي إذا سئل أجاب على صيد الليل، قال: فرجع سفيان إلى تأويل الشافعي.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)،حدّثنا محمّد بن روح، عن إبراهيم بن محمّد الشّافعي قال:

كنا في مجلس ابن عيينة و الشافعي حاضر، فحدّث ابن عيينة عن الزهري عن علي بن الحسين أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم مرّ به رجل في بعض الليل و هو مع امرأته صفية فقال:«تعال فهذه امرأتي صفية» فقال: سبحان اللّه يا رسول اللّه، قال:«إنّ الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم» فقال ابن عيينة للشافعي: ما فقه هذا الحديث يا أبا عبد اللّه ؟ قال: إن كان القوم اتهموا النبي صلى اللّه عليه و سلّم كانوا بتهمتهم إياه كفارا، لكن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أدّب (5) من بعده، فقال: إذا كنتم هكذا، فافعلوا هكذا، حتى لا يظنّ بكم ظنّ السوء، لا أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم يتّهم، و هو أمين اللّه في أرضه، فقال ابن عيينة: جزاك اللّه خيرا يا أبا عبد اللّه، ما يجيئنا منك إلاّ كل ما نحبّه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو نعيم الحافظ - بأصبهان - حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيّان، حدّثنا عمرو بن عثمان المكي، حدّثني أحمد بن محمّد بن بنت الشّافعي قال (6):سمعت أبي و عمّي يقولان: كان سفيان بن

ص: 305


1- هو محمّد بن الحسين بن محمّد بن الهيثم، أبو عمر، ترجمته في سير أعلام النبلاء 320/17.
2- الحديث في حلية الأولياء 94/9 و 95.
3- في الحلية 94/9 في رواية: و كناتها. و في الحلية 95/9 في رواية أخرى: مكناتها.
4- الحديث في حلية الأولياء 92/9 من طريقه.
5- صحفت في الحلية إلى: أذن.
6- من طريقه روى الخبر في سير أعلام النبلاء 17/10 و المناقب للبيهقي 240/2.

عيينة إذا جاءه شيء من التفسير و الفتيا يسأل عنها، التفت إلى الشّافعي فيقول: سلوا هذا.

أخبرنا (1) أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين، حدّثنا عياش بن الحسن، حدّثنا محمّد بن الحسين بن سعيد الزعفراني، حدّثنا زكريا بن يحيى السّاجي، حدّثني ابن بنت الشّافعي قال: سمعت أبي و عمّي يقولان: كنا عند ابن عيينة و كان إذا جاءه شيء من التفسير و الفتيا سئل عنها التفت إلى الشّافعي فقال: سلوا هذا.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد الفقيه، و أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، قالا:

أنبأنا أبو بكر البيهقي، حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني.

ح و أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو الحسن الخلعي، أنبأنا أبو محمّد ابن النحاس، قالا: أنبأنا أبو سعيد بن زياد، حدّثنا تميم بن عبد اللّه أبو محمّد قال (2):

سمعت سويد بن سعيد يقول: كنا عند سفيان بن عيينة بمكة، فجاء الشّافعي فسلّم و جلس، فروى ابن عيينة حديثا رقيقا (3) فغشي على الشّافعي فقيل: يا محمّد مات محمّد بن إدريس، فقال ابن عيينة: إن كان مات محمّد بن إدريس فقد مات أفضل أهل زمانه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد الخطيب، أنبأنا أبو الفرج محمّد بن أحمد العنبري المعروف بابن الفاثوري، حدّثنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد القاضي القزويني بمصر، و يوسف بن عبد الأحد جميعا قالا: حدّثنا الربيع بن سليمان قال (4):سمعت الحميدي يقول: سمعت (5) مسلّم بن خالد الزّنجي يقول للشافعي محمّد بن إدريس رحمه اللّه: أفت أبا عبد اللّه، فقد آن لك أن تفتي، و هو ابن ست عشرة سنة (6).

ص: 306


1- الخبر التالي سقط من م، و هو في د، و ت.
2- من طريقه روي الخبر في سير أعلام النبلاء 17/10-18 و حلية الأولياء 95/9.
3- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن م و ت و د. و المصدرين السابقين.
4- سير أعلام النبلاء 15/10 و حلية الأولياء 39/9.
5- عقب الذهبي في سير أعلام النبلاء على سماع الحميدي من الزنجي بقوله:«فإن الحميدي يصغر عن السماع من مسلّم» و الأشبه عن الحميدي قال قال الزنجي، قاله الذهبي.
6- كذا بالأصل و م و ت و د.

أخبرنا (1) أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد، أنبأنا أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو حميد أحمد بن إبراهيم الحنظلي - بالطبران - حدّثنا أبو عبد اللّه الشّافعي، حدّثنا الربيع بن سليمان، حدّثنا أبو بكر الحميدي قال: سمعت مسلّم بن خالد يقول للشافعي: أفت يا أبا عبد اللّه، فقد آن لك أن تفتي، قال: و كان ابن خمس (2) عشرة سنة (3).

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى يقول: سمعت أبا نعيم الفقيه يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الحميدي يقول: سمعت مسلّم بن خالد يقول للشافعي: قد و اللّه آن لك أن تفتي، و هو ابن خمس عشرة سنة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا علي بن عبد العزيز، أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حدّثنا الربيع بن سليمان المرادي قال: سمعت الحميدي يقول: سمعت الزّنجي بن خالد - يعني - مسلّم بن خالد الزّنجي يقول للشافعي:

أفت يا أبا عبد اللّه، فقد - و اللّه - آن لك أن تفتي، و هو ابن خمس عشرة سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: حدّثنا[-و] (4) أبو منصور العطّار، أنبأنا - أحمد بن علي بن ثابت الخطيب (5)،حدّثني الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا محمّد بن محمّد الباغندي، حدّثني الربيع بن سليمان، حدّثنا الحميدي عبد اللّه بن الزبير قال: سمعت مسلّم بن خالد الزّنجي - و مرّ على الشّافعي و هو يفتي و هو ابن خمس عشرة سنة - فقال: يا أبا عبد اللّه أفت، فقد آن لك أن تفتي.

قال الخطيب: هكذا ذكر في هذه الحكاية أنه سمع مسلّم بن خالد و مرّ على الشّافعي و هو ابن خمس عشرة سنة يفتي - فقال له: أفت و ليس ذلك بمستقيم لأن الحميدي كان يصغر عن إدراك الشّافعي و له تلك السن.

[قال الخطيب] (6) و الصواب ما أخبرنا علي بن المحسّن، حدّثنا محمّد بن إسحاق

ص: 307


1- كتب فوقها بالأصل و م و ت: ملحق.
2- هذه رواية سير الأعلام و الحلية.
3- كتب بعدها بالأصل و م و ت: إلى.
4- زيادة لتقويم السند عن م و ت و د.
5- الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 64/2 و عنه في تهذيب الكمال 47/16.
6- زيادة منا للإيضاح.

الصفّار، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر القزويني قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول:

سمعت عبد اللّه بن الزّبير الحميدي يقول: قال مسلّم بن خالد الزّنجي للشافعي: يا أبا عبد اللّه أفت الناس، آن لك - و اللّه - أن تفتي، و هو ابن دون عشرين سنة.

[قال ابن عساكر:] (1) لم يضبط القزويني مبلغ سنّه.

حدّثنا أبو الحسن السّلمي - إملاء - أنبأنا أبو نصر (2) بن طلاّب، أنبأنا أبو بكر بن أبي الحديد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن بشر الزّنبري قال: سمعت الربيع - يعني - ابن سليمان يقول:

أخبرني الحميدي قال: قال الزّنجي بن خالد للشافعي: يا أبا عبد اللّه أفت فقد آن لك و اللّه أن تفتي، و هو ابن خمس عشرة سنة (3).

و قد رويت هذه الحكاية عن غير الحميدي عن مسلّم.

أخبرناها أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو البركات المقرئ، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا الحسن بن الحسن بن حمكان، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عمرو بن يعقوب الأصبهاني القاضي بهمذان، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، حدّثنا داود بن عمرو الضبّي قال: سمعت مسلّم بن خالد الزّنجي يقول للشافعي و هو من أبناء ثمان (4) عشرة سنة: يا أبا عبد اللّه أفت، فقد آن لك أن تفتي.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد، أخبرني أبو محمّد بن ابنة الشّافعي فيما كتب إلي قال:

سمعت أبا الوليد - يعني - الجارود أو عمّي أو أبي كلّهم عن مسلّم بن خالد أنه قال لمحمّد بن إدريس الشّافعي و هو ابن ثمان عشرة: أفت يا أبا عبد اللّه، فقد آن لك أن تفتي.

أخبرنا أبو بكر عبد الجبّار بن محمّد بن أبي صالح، و أبو سعد عبد اللّه بن أسعد الصوفي، قالا: أنبأنا محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو عمر محمّد بن الحسين البسطامي، أنبأنا أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود قال: سمعت الربيع يقول: كان الشّافعي يفتي و هو ابن خمس عشرة سنة، و كان يحيي الليل إلى أن مات (5).

ص: 308


1- زيادة منا للإيضاح.
2- بالأصل: منصور، تصحيف، و التصويب عن م، و د، و ت و السند معروف.
3- سير أعلام النبلاء 16/10.
4- بالأصل: ثمانية عشر. و في م، و د، و ت: ثمانية عشرة.
5- تهذيب الكمال 47/16.

رواها الخطيب (1) عن القاضي أبي الطيّب (2)[عن] (3) علي بن إبراهيم البيضاوي عن ابن الجارود.

أخبرنا أبو علي المقرئ في كتابه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (4) قال: سمعت سليمان بن أحمد يقول: سمعت أحمد بن محمّد الشّافعي يقول: كان الحلقة في الفتيا بمكة في المسجد الحرام لابن عباس، و بعد ابن عبّاس لعطاء بن أبي رباح، و بعد عطاء لعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، و بعد ابن جريج لمسلّم بن خالد الزّنجي، و بعد مسلّم لسعيد بن سالم القدّاح، و بعد سعيد لمحمّد بن إدريس الشّافعي و هو شاب.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو عثمان سعيد بن محمّد بن محمّد بن عبدان قال: سمعت أبا العبّاس الأصم يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشّافعي يقول: لأن يلقى اللّه العبد بكلّ ذنب ما خلا الشرك خير من أن يلقاه بشيء من الهوى.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنبأنا أبو نصر الحسين بن محمّد بن أحمد بن الحسين بن طلاّب، أنبأنا أبو بكر بن أبي الحديد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن بشر الزبيري (5)المعروف بالعكري بمصر قال: سمعت الربيع يقول: سمعت الشّافعي يقول: لأن يلقى اللّه عزّ و جلّ العبد بكلّ ذنب خلا الشرك خير له من أن يلقاه بشيء من الأهواء (6).

رواها ابن أبي حاتم عن الربيع عن من سمع الشّافعي.

أخبرنا بها أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز، أنبأنا ابن أبي حاتم، حدّثنا الربيع بن سليمان قال: أخبرني من سمع الشّافعي يقول: لأن يلقى اللّه المرء بكلّ ذنب ما خلا الشرك باللّه خير له من أن يلقاه بشيء من الأهواء.

ص: 309


1- تاريخ بغداد 64/2.
2- يعني طاهر بن عبد اللّه الطبري، كما في تاريخ بغداد.
3- سقطت من الأصل و استدركت لتقويم السند عن م و ت و د.
4- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 93/9.
5- كذا بالأصل و م و ت و د:«الزبيري» هنا، و قد مرّ «الزنبري» و بعضهم قال فيه: الزبيري. و تقدم التعريف به.
6- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 16/10 من طريق جماعة عن الربيع.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو البركات المقرئ، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي الفقيه، حدّثنا الزّبير بن عبد الواحد الأسدآباذي (1)،حدّثنا محمّد بن علي المدائني بمصر، حدّثنا الربيع بن سليمان قال: سمعت محمّد بن إدريس الشّافعي. ح و أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا عبد اللّه ابن محمّد بن حيّان القاضي، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن زياد، حدّثنا أبو يحيى السّاجي - أو فيما أجاز لي مشافهة - حدّثنا الربيع سمعت الشّافعي يقول: لأن يلقى اللّه العبد بكلّ ذنب ما خلا الشرك - زاد الساجي: باللّه - خير من أن يلقاه بشيء من هذه الأهواء، و ذلك أنه رأى قوما يتجادلون في القدر بين يديه. فقال الشّافعي: في كتاب اللّه المشيئة له دون خلقه، و المشيئة إرادة اللّه يقول اللّه - و قال المدائني: قال اللّه تعالى:- وَ مٰا تَشٰاؤُنَ إِلاّٰ أَنْ يَشٰاءَ اللّٰهُ (2)فأعلم عزّ و جلّ - زاد الساجي خلقه و قالا:- إن المشيئة له، و كان يثبت القدر.

قال: و حدّثني الزبير (3)،حدّثني محمّد بن يحيى بن آدم الحرشي بمصر، حدّثنا محمّد ابن عبد اللّه بن عبد الحكم قال: سمعت الشّافعي يقول:

لو علم الناس ما في الكلام في الأهواء لفروا منه كما يفرّ (4)من الأسد.

قال: و حدّثني الزبير (5)،أخبرني علي بن محمّد بمصر، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم قال:

كان الشّافعي بعد أن ناظر حفص الفرد يكره الكلام و كان يقول: لأن يفتي العالم فيقال أخطأ العالم خير له من أن يتكلم، فيقال: زنديق، و ما شيء أبغض إليّ من الكلام و أهله.

قال: و حدّثني الزبير، أخبرني محمّد بن عبد اللّه (6)بن عبيد العطّار - ببغداد - أخبرني أحمد بن يوسف بن تميم، حدّثنا الربيع بن سليمان، أنشدنا الشّافعي (7):

ص: 310


1- كذا بالأصل و م و ت و د، و في سير الأعلام هنا: الأسترآباديّ تصحيف، راجع ترجمته في سير الأعلام 570/15.
2- سورة الإنسان، الآية:30.
3- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 16/10 و حلية الأولياء 111/9.
4- في سير أعلام النبلاء و حلية الأولياء: يفرون.
5- سير أعلام النبلاء 18/10-19.
6- بالأصل: عبيد اللّه، و المثبت عن م، و د، و ت.
7- البيتان في ديوانه ص 77 (و في نسخة: ص 87) و البداية و النهاية 254/10.

قد؟؟؟ ر (1)

الناس حتى أحدثوا بدعا *** في الدين بالرأي لم تبعث بها الرسل

حتى استخفّ بحقّ اللّه أكثرهم *** و في الذي حملوا من حقّه شغل

قال: و حدّثنا محمّد بن الحسن النقّاش، حدّثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد، حدّثنا الربيع بن سليمان قال: ناظر رجل الشّافعي في مسألة فدقق، و الشافعي ثابت، يجيب و يصيب، فعدل الرجل إلى الكلام في مناظرته، فقال له الشّافعي: هذا غير ما نحن فيه، هذا كلام لست أقول بالكلام واحدة و أخرى ليست المسألة متعلقة به، ثم أنشأ الشافعي يقول:

متى ما تقد بالباطل الحقّ بابه *** و إن قدت بالحق الرواسي ينقد

إذا ما أتيت الأمر من غير بابه *** ضللت و إن تقصد إلى الباب تهتد

فدنا منه الرجل فقبّل يده.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، حدّثني الزبير بن عبد الواحد الحافظ - بأسدآباد - حدّثني يوسف بن عبد الأحد، حدّثنا الربيع ابن سليمان قال:

سمعت الشّافعي يقول: الإيمان قول و عمل، يزيد و ينقص.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنبأنا علي بن عبد العزيز بن مردك، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، حدّثنا أبي قال (2):سمعت حرملة بن يحيى قال: اجتمع حفص الفرد و مصلان الإباضي عند الشّافعي في دار الجروي - يعني - بمصر في الإيمان فاحتج مصلان في الزيادة و النقصان، و احتج حفص الفرد في الإيمان قول فعلا حفص الفرد على مصلان و قوي عليه و ضعف مصلان، قحمي الشافعي و تقلد المسألة على أن الإيمان قول و عمل، يزيد و ينقص، فطحن حفص الفرد و قطعه.

قال: و حدّثني أبي، حدّثنا عبد الملك بن عبد الحميد الميموني، حدّثني أبو عثمان محمّد بن محمّد الشّافعي قال: سمعت أبي يعني - محمّد بن إدريس الشّافعي يقول (3):ليلة للحميدي ما يحتج عليهم - يعني أهل الإرجاء - بآية أحجّ من قوله وَ مٰا أُمِرُوا إِلاّٰ لِيَعْبُدُوا اللّٰهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفٰاءَ وَ يُقِيمُوا الصَّلاٰةَ وَ يُؤْتُوا الزَّكٰاةَ وَ ذٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (4).

ص: 311


1- كذا بالأصل و م و ت و د، و في الديوان: لم يفتأ.
2- من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 115/9.
3- الخبر في حلية الأولياء 115/9.
4- سورة البينة، الآية:4.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو البركات أحمد بن عبد اللّه، أنبأنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد، أنبأنا الحسن بن الحسين، حدّثني الزبير بن عبد الواحد، حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن محمّد أبو بكر العطّار الدّينوري - بأسدآباذ - حدّثني أبو عيسى محمّد بن عياض بن أبي شيخ الضّبعي العطّار الدّينوري، حدّثنا محمّد بن راشد أبو بكر الأصبهاني قال:

سمعت إسماعيل بن يحيى المزني يقول: أنشدني الشّافعي من قيله (1):

شهدت بأنّ اللّه لا شيء (2)غيره *** و أشهد أنّ البعث حقّ و أخلص

و أنّ عرى الإيمان قول مبيّن *** و فعل زكيّ قد يزيد و ينقص

و أنّ أبا بكر خليفة ربّه *** و كان أبو حفص (3)على الخير يحرص

و أشهد ربّي أنّ عثمان فاضل *** و أنّ عليا فضله تخصّص (4)

أئمة قوم يقتدى بهداهم *** لحا اللّه من إيّاهم يتنقّص

فما لغواة يشهدون سفاهة *** و ما لسفيه لا يحس (5)و يحرص (6)

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالوا: أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال:

سمعت عبد الرّحمن بن محمّد بن علي بن زياد يقول: سمعت محمّد بن إسحاق بن خزيمة يقول (7):سمعت الربيع يقول: لمّا كلم الشّافعي حفص الفرد فقال حفص: القرآن مخلوق، فقال له الشّافعي: كفرت باللّه العظيم.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا علي بن عبد العزيز، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، حدّثنا الربيع بن سليمان، حدّثني من أثق به و كنت حاضرا في المجلس فقال حفص الفرد: القرآن مخلوق، فقال الشّافعي: كفرت باللّه العظيم.

قال: و حدّثني الربيع بن سليمان المرادي المصري في أول لقية لقيته في المسجد الجامع فسألته عن هذه الحكاية و ذلك أنّي كنت كتبتها عن أبي بكر بن القاسم عنه قبل خروجي إلى

ص: 312


1- الأبيات في ديوان الشافعي ص 62.
2- الديوان: ربّ .
3- يريد: عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه.
4- الأصل و م و ت و د: يتخصص، و المثبت عن الديوان.
5- كذا رسمها بالأصل و م و ت و د.
6- البيت ليس في ديوانه (في النسختين اللتين بين يدي).
7- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 30/10.

مصر فحدّثني الربيع قال (1):سمعت الشّافعي يقول: من حلف باسم من أسماء اللّه فحنث، عليه الكفارة، لأن اسم اللّه غير مخلوق (2)،و من حلف بالكعبة (3)و بالصفا و المروة فليس عليه الكفّارة، لأنه (4)مخلوق، و ذلك غير مخلوق.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو الحسن البيهقي، و أبو القاسم الشّحّامي، و أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد البيهقي، قالوا: أنبأنا أحمد بن الحسين البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو الفضل بن أبي نصر، حدّثني حمك بن عمرو (5)العدل، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن فورش، عن علي بن سهل الرملي أنه قال: سألت الشّافعي عن القرآن فقال لي:

كلام اللّه غير مخلوق.

انتهت رواية عبد الخالق و زادوا: قلت: فمن قال بالمخلوق فما هو عندك ؟ قال لي:

كافر.

قال: و قال الشّافعي: ما لقيت أحدا منهم - يعني: من أستاذيه - إلاّ قال: من قال القرآن مخلوق فهو كافر، و في رواية الشّحّامي: قال كافر، فقلت للشافعي: من لقيت من أستاذيك قالوا: ما قلت ؟ قال: ما لقيت أحدا منهم إلاّ قال: من قال في القرآن مخلوق فهو كافر عندهم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين - قراءة - عن أبي عبد اللّه القضاعي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن شاكر، حدّثنا الحسن بن رشيق، حدّثنا علي بن يعقوب الورّاق، حدّثنا الربيع بن سليمان قال:

سمعت الشّافعي يقول في قول اللّه تعالى: كَلاّٰ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (6)علمنا بذلك أنّ قوما غير محجوبين، ينظرون إليه، لا يضامون في رؤيته كما جاء عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«ترون ربكم يوم القيامة كما ترون الشمس، لا تضامون في رؤيتها»[10897].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

ص: 313


1- من طريقه روي الخبر في حلية الأولياء 113/9.
2- في الحلية: لأن أسماء اللّه غير مخلوقة.
3- كذا بالأصل و م و ت و د، و في الحلية: أو بالصفا.
4- من قوله: لأن اسم... إلى هنا سقط من م.
5- كذا بالأصل و ت و د، و في م: عمر.
6- سورة المطففين، الآية:15.

سمعت أبا محمّد جعفر بن محمّد بن الحارث يقول: سمعت أبا عبد اللّه الحسن بن محمّد بن الضحاك المعروف بابن بحر يقول: سمعت إسماعيل بن يحيى المزني يقول: سمعت ابن هرم (1)القرشي يقول: سمعت الشّافعي يقول في قول اللّه: كَلاّٰ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ فلمّا حجبهم في السخط ، كان في هذا دليل على أنهم يرونه في الرضا، فقال له أبو النجم القزويني: يا أبا إبراهيم (2) به تقول ؟ قال: نعم و به أدين إليه، قال: فقام إليه عصام فقبّل رأسه فقال: يا سيّد الشافعيين اليوم بيّضت وجوهنا.

قال: و أنبأنا زكريا بن أبي إسحاق، حدّثنا الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، حدّثنا الفريابي محمّد بن عقيل، حدّثنا المزني (3)،حدّثنا ابن هرم قال: سمعت الشّافعي يقول في قوله: كَلاّٰ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ قال: هذا دليل على أن أولياءه يرونه يوم القيامة (4).

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن فنجوية الدّينوري نزيل الدّامغان - بها - حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن شنبة، حدّثنا محمّد بن إسحاق السني، قال: سمعت أحمد بن سلمان الخطابي يقول: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن عاصم يقول: سمعت إبراهيم بن محمّد ابن هرم و كان من علية أصحاب الشّافعي يقول: سمعت الشّافعي يقول في قول اللّه عزّ و جل:

كَلاّٰ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ دليل على أن أولياءه يرونه على ما وصف نفسه، قال المزني: فلا أنكر ما قال الشّافعي و شبه أن قول موسى: رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ (5) أنه لم يسأل محالا.

قال: و أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أنبأنا علي بن عمر الحافظ قال: ذكر إسحاق الطحان المصري، حدّثنا سعيد بن أسد قال: قلت للشافعي: ما تقول في حديث الرؤية ؟ فقال لي: يا بن أسد اقض علي حييت أو مت أن كلّ حديث يصحّ عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فإني أقول به، و إن لم يبلغني.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني الزبير بن عبد الواحد الحافظ ، حدّثنا أبو أحمد

ص: 314


1- كذا بالأصل و م و ت و د، و في الحلية: أبو هرم.
2- كنية إسماعيل بن يحيى المزني. راجع ترجمته في سير الأعلام 492/12.
3- من طريقه روي الحديث في حلية الأولياء 117/9.
4- في حلية الأولياء: يرونه على صفته.
5- سورة الأعراف، الآية:143.

حامد بن عبد اللّه المروزي، حدّثنا عمران بن فضالة، حدّثنا الربيع بن سليمان قال: سئل الشّافعي عن القدر فأنشأ يقول. ح قال: و أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سمعت أحمد ابن محمّد بن مقسم يقول: أخبرني بعض أصحابنا يقول: أخبرني المزني قال: دخلت على الشّافعي في مرضه الذي مات فيه فأنشدني لنفسه. ح و أخبرنا (1) أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد البيهقي، قالا: أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ .

ح و أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، حدّثنا أبو بكر بن خلف، أنبأنا الشيخ أبو زكريا المزكي.

حدّثنا الزبير بن عبد الواحد - زاد الشّحّامي: الحافظ - حدّثني حمزة بن علي العطّار - زاد الشّحّامي: بمصر - حدّثنا الربيع قال: سئل الشّافعي عن القدر فقال: و في رواية الزبير فأنشأ يقول. ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة اللّه المقرئ قالا: أنبأنا أبو الخطاب عبد الملك بن أحمد بن عبد اللّه الشوكي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن جعفر الرافقي المعروف بالخالع، أنبأنا النقاش، أخبرني ابن خزيمة، أنشدني المزني أنشدنا الشافعي لنفسه (2):

ما (3) شئت كان، و إن لم أشأ *** و ما شئت إن لم تشأ لم يكن

خلقت العباد على (4) ما علمت *** ففي العلم يجري الفتى و المسنّ

فمنهم شقيّ ، و منهم سعيد *** و منهم قبيح، و منهم حسن

على ذا مننت، و هذا خذلت *** و هذا أعنت، و ذا لم تعن

آخر الجزء التاسع و التسعين بعد الخمسمائة من الفرع (5).

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين - قراءة - عن محمّد بن سلامة بن جعفر

ص: 315


1- كتب فوقها بالأصل و م و ت: ملحق.
2- الأبيات في ديوان الشافعي ص 92 و البداية و النهاية 254/10 و الوافي بالوفيات 179/2.
3- بهذه الرواية، البيت مخروم، و في الديوان: فما.
4- الديوان:«لما قد علمت» و في م، و ت، و د، كالأصل.
5- من قوله: آخر الجزء إلى هنا سقط من م، و د.

قال: قرأت على محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو، حدّثنا أحمد بن غالب بن ما شاء اللّه، حدّثنا عمر بن الحسن الحرّاني، حدّثنا محمّد بن أحمد بن الليث الهروي (1)،حدّثنا زكريا بن يحيى السّاجي، حدّثنا عيسى بن إبراهيم، حدّثنا محمّد بن نصر الترمذي قال: سمعت الربيع يقول: سمعت الشّافعي يقول: أفضل الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أنبأنا إدريس بن علي المؤدب قال: سمعت أبا بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشّافعي يقول في الخلافة و التفضيل: نبدأ بأبي بكر، و عمر، و عثمان، و علي.

أخبرنا أبو الأعزّ الأزجي، أنبأنا الحسن بن علي بن محمّد، أنبأنا علي بن عبد العزيز، أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرازي قال: قال أبي: حدّثنا حرملة بن يحيى قال: سمعت الشّافعي يقول: الخلفاء خمسة: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و عمر بن عبد العزيز (3).

أخبرنا (4) أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد، أنبأنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أنبأنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلمي قال: سمعت أبا الوليد حسّان بن محمّد الفقيه يقول:

سمعت إبراهيم بن محمود بن حمزة يقول: حدّثنا أبو سليمان - يعني - داود بن علي الأصبهاني، حدّثني الحارث بن سريج النّقّال (5)،قال: سمعت إبراهيم بن عبد اللّه الحجبي يقول للشافعي: ما رأيت هاشميا يفضل أبا بكر على علي، فقال له الشّافعي: علي بن أبي طالب ابن عمّي و ابن خالي، و أنا رجل من بني عبد مناف و أنت رجل من بني عبد الدار، و لو كانت هذه مكرمة لكنت أولى بها منك، و لكن ليس الأمر على ما تمنيت.

قال أحمد: كذا قال ابن خالي، و الصواب ابن خالتي يعني ابن خالة جده من قبل أمه.

ص: 316


1- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م، و ت، و د.
2- كتاب «المناقب» للبيهقي 432/1.
3- سير أعلام النبلاء 20/10 و كتاب المناقب للبيهقي 448/1.
4- كتب فوقها بالأصل و ت: ملحق.
5- إعجامها مضطرب بالأصل و م و ت و د، و تقرأ:«البقال» و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب، و ذكره السمعاني و ترجمه. و قال السمعاني: و ظني أنه اشتهر بالنقال لنقله رسالة الشافعي إلى عبد الرحمن بن مهدي.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه، أنبأنا أبو القاسم الصيرفي، أنبأنا الحسن بن الحسين الفقيه، حدّثني الزّبير بن عبد الواحد، حدّثني الحسن بن علي بن يعقوب أبو علي الأصبهاني، حدّثنا أبو زكريا يحيى بن زكريا بن حيّوية النيسابوري (1) قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه يقول: سمعت الشّافعي يقول: ما أرى الناس ابتلوا بشتم أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم إلاّ ليزيدهم اللّه بذلك ثوابا عند انقطاع عملهم.

قال: و أنبأنا الحسن بن الحسين، حدّثني أبو العبّاس بن الدرعي الوكيل - بهمذان - حدّثنا أبو بكر محمّد بن زكريا الآدمي السري قال: سمعت الحسن بن محمّد بن الصباح الزّعفراني يقول: قال الشّافعي: إذا حضر الرافضيّ الوقعة و غنموا لم يعط من الفيء شيئا (2) لأن اللّه ذكر آية الفيء ثم قال فيها: وَ الَّذِينَ جٰاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ : رَبَّنَا اغْفِرْ لَنٰا وَ لِإِخْوٰانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونٰا بِالْإِيمٰانِ ، وَ لاٰ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنٰا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا، رَبَّنٰا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (3)،فمن لم يقل بهذا لم يستحق.

أخبرنا أبو الحسن الموازيني - قراءة عليه - عن أبي عبد اللّه القضاعي قال: قرأت على أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد، حدّثنا الحسين بن علي بن محمّد بن إسحاق الحلبي، حدّثني جد أبي محمّد و أحمد ابنا إسحاق بن محمّد، قالا: سمعنا جعفر بن أحمد ابن الروّاس بدمشق يقول: سمعت الربيع يقول: خرجنا مع الشّافعي من مكة نريد منى، فلم ينزل واديا و لم ينزل شعبا إلاّ و هو يقول (4):

يا راكبا قف بالمحصّب (5) من منّى *** و اهتف بقاعد خيفها (6) و النّاهض

سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى *** فيضا كملتطم الفرات الفائض

إن كان رفضا حبّ آل محمّد *** فليشهد الثقلان أني رافضي

و أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثنا الزبير، حدّثني محمّد بن محمّد بن الأشعث

ص: 317


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 243/14.
2- الأصل و م و ت و د: شيء.
3- سورة الحشر، الآية:10.
4- الأبيات في ديوان الشافعي ص 63 و معجم الأدباء 310/17 و سير أعلام النبلاء 58/10 و الوافي بالوفيات 2/ 178.
5- المحصب: موضع بين مكة و منى، و هو إلى منى أقرب (معجم البلدان).
6- هو خيف بني كنانة في المحصب (راجع معجم البلدان).

الكوفي - بمصر - حدّثنا الربيع قال: سمعت الشّافعي يقول: فذكر الأبيات.

قال: و حدّثني الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي، أخبرني أبو عمران موسى بن عمران القلزمي بقلزم، حدّثنا الربيع بن سليمان المصري أبو محمّد قال: سمعت الحميدي يقول:

لما أخذ حمّاد البربري للشافعي أحضره و أحضر جماعة معه، فكان يقوم الرجل عريانا في سراويل فيقول أمير المؤمنين للفضل بن مروان قل له: يتكلم، فيقول له الفضل: تكلم، فإذا تكلم يقول: اضرب فيضرب عنقه، حتى قام الشافعي عريانا في سراويل - قال الحميدي:

و قد كان استطلق بطن الشافعي من الليل، و كان إذا انطلق بطنه عذب لسانه-، فقال أمير المؤمنين للفضل: قل له يتكلم، فتكلم الشّافعي بكلام لم يسمع مثله، فعجب أمير المؤمنين من حسن كلامه، فقال للفضل بن مروان: ويحك سمعت مثل هذا قط؟ قل له يعيد ما قال، فأعاد عليه و زاد قال: فكان فيما قال له: أصلح اللّه أمير المؤمنين، لأن أكون مع قوم يرون أنّي من أنفسهم أحبّ إليّ من أن أكون مع قوم يرون أنّي عبد لهم، قال: ألبسوه ثيابه و أجازه بعشرة آلاف دينار في منديل، فحملها فضرب خيمة و بقي يطعم الناس، و لم يقلع الخيمة حتى لم يبق منها شيء، قال: و رأيته في الحمّام و هو يجعل النخالة ليس فيها شيء إلاّ الحسور.

قال: و حدّثنا أبو أحمد عبيد اللّه بن أحمد بن إسماعيل العطّار الجرباذقاني - بها - حدّثنا إبراهيم بن معاوية الأصبهاني الإمام، حدّثنا المزني قال: سمعت الشّافعي يقول (1):بعث إليّ هارون الرشيد في الليل بالربيع فقحم عليّ من غير إذن، فقال لي: أجب، فقلت له: في مثل هذا الوقت و بغير إذن، قال: بذاك أمرت، فخرجت معه، فلما صرت بباب الدار قال لي:

اجلس، فلعله قد نام، أو قد سكن سورة غضبه، فدخل فوجد الرشيد منتصبا فقال: ما فعل محمّد بن إدريس ؟ قلت: قد أحضرته، قال: فجئني به، قال: فخرجت فأدخلته إليه، فلمّا مثلت بين يديه تأملني ثم قال: يا محمّد أرعبناك، فانصرف راشدا، يا ربيع (2) و احمل معه بدرة دراهم، قال: فقلت: لا حاجة لي فيها، قال: أقسمت عليك إلاّ أخذته قال: فحمل بين يدي فلمّا خرجت قال لي الربيع: بالذي سخّر لك هذا الرجل ما الذي قلت ؟ فإنني أحضرتك و أنا أرى موضع السيف من قفاك، فتبسّم، فقلت: نعم، سمعت مالك بن أنس يقول: سمعت نافعا يقول: سمعت عبد اللّه بن عمر يقول:

ص: 318


1- راجع حلية الأولياء 79/9-80.
2- هو الربيع بن يونس، أبو الفضل الأموي الوزير، ترجمته في سير أعلام النبلاء 335/7.

دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوم الأحزاب بهذا الدعاء فكفي و هو:

«اللّهمّ إنّي أعوذ بنور قدسك و بركة طهارتك، و عظم جلالك من كلّ طارق يطرق إلاّ طارقا (1) يطرق بخير، اللّهمّ أنت غيّاثي فيك أغوث (2)،و أنت عياذي فبك أعوذ، و أنت ملاذي فبك ألوذ، يا من ذلّت له رقاب الجبابرة، و خضعت له مقاليد (3) الفراعنة، أجرني من خزيك و عقوبتك، فإنّني في حرزك في ليلي و نهاري، و نومي و قراري، لا إله إلاّ أنت تعظيما لوجهك، و تكريما لسبحانك، فاصرف عني شرّ عقابك، و اجعلني في حفظ عنايتك و سرادقات حفظك، و عد عليّ بخير منك يا أرحم الراحمين»[10898].

آخر الجزء الثامن عشر بعد الأربع مائة من الأصل.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلّم الأسفرايني، حدّثنا زياد بن عبيد اللّه البكراوي [القزويني] (4) بقزوين، حدّثنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن إبراهيم بن جامع السكري، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد البلوي، حدّثني خالي عمارة بن زيد المدني قال:

كنت صديقا لمحمّد بن الحسن فدخلت معه على الرشيد فسأله عن احواله فقال: في خير يا أمير المؤمنين، ثم تسارّا، فسمعت محمّد بن الحسن يقول: إنّ محمّد بن إدريس الشّافعي يزعم أنه للخلافة أهل، قال: فغضب الرشيد، و قال: عليّ به، فأتي به حتى وقف بين يدي الرشيد، فكره الرشيد أن يعجل عليه من غير امتحان، فقال له: هيه ؟ قال: و ما هيه يا أمير المؤمنين، أنت الداعي و أنا المدعو (5)،و أنت السائل و أنا المجيب، قال: فكيف علمك بكتاب اللّه ؟ فإنه أول أن يبتدأ به ؟ قال: جمعه اللّه في صدري، و جعل جنبيّ دفّتيه، قال:

فكيف علمك به ؟ قال: أيّ علم تريد يا أمير المؤمنين، أعلم تأويله أم علم تنزيله ؟ أم مكّيه ؟ أم مدنيّة ؟ أم ليليّة ؟ أم نهاريّه ؟ أم سفريّه ؟ أم حضريّه ؟ أم هجرية ؟ أم عربيه ؟ أم إنسية ؟ أم وحشيه ؟

ص: 319


1- بالأصل و م و ت و د: طارق، و المثبت عن الحلية.
2- في الحلية: أنت غياثي بك أستغيث.
3- كذا بالأصل و م و ت و د، و في الحلية: أعناق الفراعنة.
4- بياض بالأصل، و استدركت اللفظة عن د، و م.
5- بالأصل و د، و م: المدعي.

أم.... (1) وضعه أم تسوية سوره (2)؟ فقال له الرشيد: لقد ادّعيت من علوم القرآن أمرا عظيما، فكيف علمك في الأحكام ؟ قال: أ في الفتاوى أم في الطلاق أم في القضايا أم في الأشربة أم في المحاربات أم في الديات ؟ قال: فكيف علمك بالطب ؟ قال: أعرف منه ما قالت الروم و بابل و بقراط و ساهمرد و أرسطاطالس و جالينوس، فقال: فكيف علمك بالنجوم ؟ قال: أعرف القطب الدائر و المائي و النهاري و المذكر و المؤنث و ما أهتدي به في بري و بحري، قال: فكيف علمك بالشعر؟ قال: أعرف الشاذّ منه و ما نبّه للمكارم قال: فكيف علمك بأنساب العرب ؟ قال: أعرف نسب الكرام، و فيها نسب أمير المؤمنين و نسبي.

فقال له الرشيد: لقد ادّعيت من العلوم أمرا عظيما يطول به المحنة، فعظ أمير المؤمنين موعظة يعين له فيها كلّما قلت، قال: نعم يا أمير المؤمنين على رفع الحشمة، و ترك الهيبة، و قبول النصح، و إلقاء رداء الكبر عن منكبيك (3)؟قال: لك ذلك، قال: فجثا الشافعي على ركبتيه ثم نادى: يا ذا الرجل، إنه من أطال عنان الأمن في العزة طوى عذر الحذر في المهلة، و من لم يعدل على طرق النجاة كان بجانب قلة الاكتراث بالمرجع إلى اللّه مقيما، و من أحسن الظن كان في أمنة المحذور في مثل نسج العنكبوت لا يأمن عليها نفسها أو يحجرها عن شفقتها ألا و لو جرّعها سمّ مخالفتها لبادرت مطايا خوف المراجعة بالنزول إلى دار المقام، لو فعلت ذلك يا رجل ما امتدت إليك يد الندامة و لا ابتدرتك الحسرات غدا في القيامة لكنه أوتيت من خلد لا يؤدي إليك فهمك، و من أذن تمجّ الكلام من سمعك فمن ثمّ أعقبك التواني، و الاغترار بنفسك، ألا و لو كان له أمير من عقلك يفتقد لك ما سقط من عيبك لشغلك ذلك عن النظر في عيب غيرك، لكن ضرب الهوى عليك رواق الحيرة فتركك، و إذا أخرجت يد موعظة لم تكد تراها، و من لم يجعل اللّه له نورا ما له من نور.

قال: فبكى الرشيد بكاء شديدا حتى بلّ منديلا كان بين يديه، فقال له خاصة من يقوم على رأسه: اسكت، فقد أبكيت عينيّ أمير المؤمنين، فالتفت إليهم فقال: يا عبيد الرجعة، و الذين باعوا أنفسهم من محبوب الدنيا، أ ما رأيتم ما استدرج به من قبلكم من الأمم

ص: 320


1- كلمة غير واضحة و رسمها بالأصل:«؟؟؟ س» و في م:«؟؟؟ سير» و في د: سيق.
2- من قوله: أم أنساه إلى هنا سقط من المختصر.
3- الأصل: منكبك، و المثبت عن د، و ز.

بالأمارة (1)،أ ما ترون (2) كيف فضح مستورهم ؟ و أمطر بواكر الهوان عليهم بتبديل سرورهم ؟ فأصبحوا بعد (3) خفض عيشهم و لين رفاهيتهم في روح بين مصايد النعم و مدارج المثلات ؟ فقال له الرشيد: قدك، قد سللت علينا لسانك، و هو أمضى سيفيك، قال: هو لك إن قبلت و لا عليك ؟ قال: فهل من حاجة خاصة بعد العامة ؟ قال: بعد بذل مكنون النصيحة و تجريد الموعظة ؟ أ فتأمرني أن أسود وجه موعظتي بالمسألة، قال: ثم ما ذا؟ قال: النظر في أمور الرعية و القسمة بينهم بالسوية، قال: و من يطيق ذلك ؟ قال: من تسمّى باسمك و نسب إلى موضعك، قال: ثم ما ذا؟ قال: الإحسان إلى حرم اللّه و جيران قبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، أما و اللّه لو أردت عمارة قبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم للزمك في ذلك مئونة، فاعمر قبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بأولاده و أولاد أصحابه.

قال: فأمر الرشيد بمال للمهاجرين و الأنصار و العلوية، ثم التفت إلى محمّد بن الحسن، فقال: ناظره بين يديّ حتى أكون فاصلا بينكما، فإذا اختلفتما في فرع رجعتما إلى أصل، قال: فالتفت محمّد بن الحسن فقال: يا شافعي ما تقول في رجل تزوج بامرأة و دخل بها، و تزوج بالثانية و لم يدخل بها، و تزوج بالثالثة و دخل بها، و تزوج بالرابعة و لم يدخل بها، أصاب الثانية أم الأولى، و أصاب الثالثة عمّة الرابعة، فقال الشّافعي: ينزل عن [الثانية و] (4)الرابعة من غير أن يلزمه شيء، و يتمسك بالأولى و الثالثة قال: ما حجتك ؟ قال الشّافعي: أما الثانية فإن اللّه عز و جل يقول: فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ ، فَلاٰ جُنٰاحَ عَلَيْكُمْ (5) و أما الرابعة فإن النّبي صلى اللّه عليه و سلّم نهى أن يتزوج الرجل المرأة على عمتها أو خالتها، ما تقول أنت يا محمّد بن الحسن ؟ كيف استقبل النّبي صلى اللّه عليه و سلّم القبلة يوم النحر و كبّر؟ قال: فتتعتع محمّد بن الحسن.

فقال عبد اللّه بن محمّد البلوي: و لو سأله كيف فعل أبو حنيفة لأجابه، فقال الشّافعي:

يسألني عن الأحكام فأجيبه، و أسأله عن سنّة من سنن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يحتاج إليها الصادر و الوارد فلا يجيبني، أ فمن الإنصاف هذا؟ قال: فتبسم الرشيد، و أمر للشافعي بعشرة آلاف دينار، فخرج الشّافعي ففرّقه على باب داره، و انصرف مكرما.

ص: 321


1- تقرأ بالأصل:«بالأمان» و اللفظة غير واضحة في د، و م.
2- الأصل:«تروا» و في د: أ لم تروا.
3- بالأصل:«ب ؟؟؟ ض» تصحيف، و المثبت عن د.
4- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل، و بعده صح.
5- سورة النساء، الآية:23.

[قال ابن عساكر:] (1) لما سمعنا هذه الحكاية من شيخنا أبي بكر وجيه الشّحّامي أنا و الشيخ أبو سعد بن السمعاني رحمه اللّه في بيت ابنه يوسف بن وجيه ليلا كأنّا استبعدنا صحتها و أنكرناها لحال البلوى في إسنادها و نمنا فلما استيقظنا ذكر لنا الشيخ وجيه أنّه رأى في نومه النّبي صلى اللّه عليه و سلّم أو الشّافعي - أنا أشك - و هو يقول: أ فمن هذا الحديث تعجبون و تضحكون و لا تبكون ؟ أو كما قال.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثنا محمّد بن الحسن النقاش، حدّثنا أبو الحسن مهران بن هارون بالري، حدّثنا أبو موسى هارون بن يزيد، حدّثنا أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي، قال:

استحضرني ذات يوم أمير المؤمنين الرشيد، فلمّا دخلت عليه دفعني و أدناني منه، و إذا المجلس فيه جمع عظيم و محمّد بن الحسن الفقيه جالس، فلمّا سكن روعي، قال لي: أ تدري لم أحضرتك يا أبا الحسن ؟ فقلت: لا يا أمير المؤمنين، جعلني اللّه فداك، قال: إنّي أحضرتك لأمر سرّني، فأحببت أن أسرّك به أيضا، فقلت: سرّك اللّه في جميع الأمور، و وقاني فيك كلّ محذور، فقال: إنّي رأيت البارحة فيما يرى النائم سيدي و ابن عمي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كأنه قد دخل عليّ في البيت الذي كنت فيه و قائل يقول لي: يا هارون هذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قد دخل عليك، فلما بصرت به وقعت عليّ الرعدة، و أخذني الزّمع (2) و اعتراني البكاء، و سقطت على وجهي، فجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حتى وقف عليّ و قال لي: ارفع رأسك يا هارون و أبشر، فإنّ اللّه قد شكر لك خوفك منه، و لجاك إليه، فغفر لك و رحمك فلا خوف عليك، و إن اللّه قد جعل الخلافة في ذرية ولدك محمّد إلى أن تقوم الساعة، فرفعت رأسي و أقبلت أحمد اللّه، و أثني عليه، و إذا بمحمّد بن إدريس الشّافعي يده في يد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فكأنّي قد غبطته بمكانه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: يا هارون أ تعرف هذا؟ فقلت: نعم يا رسول اللّه بأبي أنت و أمي، هذا الشّافعي فقال: نعم، هذا المطّلبي، هذا سيد المسلمين، الفقيه الورع، أ فهمت يا هارون ؟ فقلت: نعم يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فقال لي: استوص به خيرا، فإنّه على الحقّ مع سنّتي، و إن اللّه سينفع به بشرا كثيرا، ثم أقبل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على الشافعي

ص: 322


1- زيادة منا للإيضاح.
2- الزمع: شبه الرعدة تأخذ الإنسان إذا همّ بأمر. أو من خوف و نشاط (تاج العروس: زمع).

فقال: ادع اللّه لهارون هذا، بالصلاح، و الإصلاح، و المراقبة، فدعا لي؛ ثم انتبهت و إنّني لمسرور بذلك، فما تقول أنت في الشّافعي ؟ فقلت: يا أمير المؤمنين أنا رجل كوفي، و إني أدين اللّه بحب محمّد بن إدريس الشّافعي، و آخذ في كثير من أقوالي بقوله، فقال: سررتني (1)يعلم اللّه، تأخذ الناس في الدعاء له، فقال: قد عزمت على أن أكتب إليه بهذا، يعني الشّافعي، و أمر له بمال جزيل إن شاء اللّه.

قال الكسائي: فلمّا ركبت لحق بي محمّد بن الحسن فقال لي: يا أبا الحسن، حملت على أهل بلدك اليوم، فقلت له: ما قلت إلاّ ما يعلمه اللّه مني في الشّافعي، فامتقع لونه ثم افترقنا.

قال: و أنبأنا بن حمكان، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن برزة الرّوذراوري، حدّثنا الكديمي محمّد بن يونس، حدّثنا الأصمعي قال: رأيت أمير المؤمنين المأمون سنة أربع عشرة و مائتين يقول: لقد خصّ اللّه تعالى محمّد بن إدريس الشّافعي بالورع، و العلم، و الفصاحة، و الأدب، و الصلاح، و الديانة، لقد سمعت أبي هارون يتوسل إلى اللّه به و الشافعي حيّ يرزق.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد البيهقي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ ، أنبأنا أبو الحسين (2) بن بشران، أنبأنا دعلج بن أحمد بن دعلج (3).

ح و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد [و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد] (4) المزكي، قالوا: حدّثنا[-و] (5) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق، حدّثنا دعلج بن أحمد قال:

سمعت جعفر بن أحمد الشاماتي يقول: سمعت جعفر بن أخي أبي ثور يقول: سمعت عمي يقول: كتب عبد الرّحمن بن مهدي إلى الشّافعي و هو شاب أن يضع له كتابا فيه معاني

ص: 323


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م، و د.
2- بالأصل و م و د: الحسن، تصحيف، و اسمه علي بن محمّد بن عبد اللّه، ترجمته في سير أعلام النبلاء 311/17.
3- هو دعلج بن أحمد بن دعلج بن عبد الرحمن، أبو محمّد السجستاني البغدادي ترجمته في سير أعلام النبلاء 16/ 30.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن م، و د.
5- زيادة لتقويم السند عن م، و د.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 64/2-65 و الذهبي في سير أعلام النبلاء 44/10 و المزي في تهذيب الكمال 48/16.

القرآن، و يجمع فنون (1) الأخبار فيه، و حجة الإجماع، و بيان الناسخ و المنسوخ من القرآن و السنة، فوضع له «كتاب الرسالة»، قال عبد الرّحمن بن مهدي: ما أصلي صلاة إلاّ و أنا أدعو للشافعي فيها.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو البركات أحمد بن عبد اللّه، أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان، أنبأنا الحسن بن الحسين، حدّثنا محمّد بن الحسن النقاش، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد الكرجي بطرسوس، حدّثنا رستة (2) الأصبهاني قال: سمعت عبد الرّحمن ابن مهدي يقول: لما نظرت في «كتاب الرسالة» لمحمّد بن إدريس أذهلتني لأنني رأيت كلام رجل عاقل، فقيه، ناصح، و إنّي لأكثر الدعاء له.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنبأنا منصور بن الحسين بن علي بن القاسم، و أحمد بن محمود، قال: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قال: سمعت محمّد بن الحسن النّجيرمي يقول: حدّثنا عمر بن الحسن بن مالك، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: سمعت أبا بكر بن خلاّد يقول: سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول: أنا أدعو اللّه دبر صلاتي للشافعي.

أخبرنا (3) أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنبأنا دعلج بن أحمد، أنبأنا الحسن بن سفيان، حدّثنا الحارث بن سريج الثقفي قال:

سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول: ما أصلي صلاة إلاّ و أدعو اللّه تعالى فيها للشافعي رحمه اللّه (4).

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد البيهقي، و أبو المعالي محمّد بن إسماعيل قالا: أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت الزبير بن عبد الواحد [قال: سمعت الحسن بن سفيان يقول: سمعت الحارث بن سريج النّقّال يقول: سمعت يحيى ابن سعيد يقول: أنا أدعو اللّه للشافعي، أخصه به.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال سمعت الزبير بن عبد الواحد] (5) الحافظ بأسدآباذ يقول: سمعت عبدان الأهوازي يقول:

ص: 324


1- كذا بالأصل و م و د:«قبول»، و في تاريخ بغداد:«فنون» و في سير أعلام النبلاء و تهذيب الكمال: قبول.
2- هو عبد الرحمن بن عمر بن يزيد بن كثير، أبو الفرج الزهري المديني الأصبهاني، ترجمته في سير أعلام النبلاء 2 242/1.
3- كتب فوقها في الأصل: ملحق.
4- كتب فوقها بالأصل و م: إلى.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن م، و د.

حدّثني محمّد بن الفضل، حدّثنا هارون قال: ذكر يحيى بن سعيد القطان الشافعي فقال: ما رأيت أعقل أو أفقه (1) منه، قال: و عرض عليه كتاب الرسالة له.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد الخطيب، أنبأنا أبو الفرج محمّد بن أحمد العين زربي حدّثنا يوسف بن القاسم الميانجي، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد القاضي، حدّثنا الحسن بن الصباح قال: حدّثت عن يحيى بن سعيد القطّان أنه قال: أنا أدعو اللّه عز و جل للشافعي في صلاتي منذ أربع سنين (2).

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، حدّثنا الحسن بن محمّد بن الصباح قال: أخبرت عن يحيى بن سعيد القطان أنه قال:

إني لأدعو اللّه تعالى للشافعي في كلّ صلاة أو في كل يوم - يعني - لما فتح اللّه عليه من العلم و وفقه للسداد فيه.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثنا الزبير بن عبد الواحد، حدّثنا الحسن بن سفيان، حدّثنا الحارث بن سريج النّقّال قال: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول:

ربما دعوت للشافعي أخصّه، قال الحارث: و أنا حملت «كتاب رسالة الشافعي» إلى عبد الرّحمن بن مهدي فأعجب بها و جعل يقول: لو كان أقل ليفهم، فهذا محله عند هذين الإمامين: فقد أظهر يحيى بن سعيد مع جلالته فضل الشافعي بالدعاء له، و عبد الرّحمن بن مهدي مع قدمته و محله من العلم و الورع يظهر فضله و كفى بهذه الفضيلة الجليلة التي أظهرها اللّه تعالى له، و نطق لسان أئمة المسلمين بالقول بفضله، و علمه، و ورعه.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن علي ابن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، حدّثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن عبد الرّحمن السّاجي، حدّثنا ابن أبي الشوارب (3)-يعني - محمّد بن عبد الملك، حدّثنا جعفر بن سليمان الضّبعي، عن النّضر بن حميد، عن الجارود، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه يرفع الحديث، قال:«لا

ص: 325


1- كذا بالأصل و م، و في د: ما رأيت أفقه أو أعقل منه.
2- كتب فوقها بالأصل و م: إلى.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 103/11.

تسبوا قريشا، فإنّ عالمها يملأ الأرض علما»، هذا مختصر من حديث[10899].

أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (1) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر (2)،أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، حدّثنا يونس بن حبيب، حدّثنا أبو داود، حدّثنا جعفر بن سليمان، عن النضر بن حميد (3) الكندي - أو العبدي - عن الجارود، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«لا تسبّوا قريشا، فإنّ عالمها يملأ الأرض علما، اللّهمّ إنك أذقت أوّلها عذابا أو وبالا، فأذق آخرها نوالا».

قال الخطيب (4):و أنبأنا أبو سعد إسماعيل بن علي الأسترآباذي، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ - بنيسابور - حدّثنا محمّد بن إبراهيم المؤذن، حدّثنا عبد الملك بن محمّد - هو أبو نعيم - حدّثنا محمّد بن عوف، حدّثنا الحكم بن نافع، حدّثنا ابن عياش، عن عبد العزيز بن عبيد اللّه، عن وهب بن كيسان، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال:

«اللّهم اهد قريشا، فإنّ عالمها يملأ طباق (5) الأرض علما، اللّهمّ كما أذقتهم عذابا فأذقهم نوالا» دعا بها ثلاث مرات[10900].

قال عبد الملك بن محمّد في قوله صلى اللّه عليه و سلّم:«فإنّ عالمها يملأ الأرض علما و يملأ طباق الأرض» علامة بيّنة للمميز أن المراد بذلك رجل من علماء هذه الأمة من قريش قد ظهر علمه، و انتشر في البلاد و كتبوا تآليفه كما تكتب المصاحف، و استظهروا أقواله، و هذه صفة لا نعلمها قد أحاطت إلاّ بالشّافعي إذ كان كلّ واحد من قريش من علماء الصحابة و التابعين و من بعدهم و إن كان علمه قد ظهر، و انتشر فإنه لم يبلغ مبلغا يقع تأويل هذه الرواية عليه، إذ كان لكلّ واحد منهم نتف و قطع من العلم و مسألات، و ليس في كلّ بلد من بلاد المسلمين

ص: 326


1- زيادة عن م، و د، لتقويم السند.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 60/2 و حلية الأولياء 65/9 و سير أعلام النبلاء 82/10.
3- تقرأ بالأصل و م و د هنا:«معبد» و في تاريخ بغداد:«سعيد» و في حلية الأولياء: معبد. راجع ترجمة جعفر بن سليمان الضبعي في تهذيب الكمال 401/3 و ذكر من شيوخه: النضر بن حميد الكندي. راجع ترجمته في ميزان الاعتدال 256/4.
4- تاريخ بغداد 60/2-61 و حلية الأولياء 65/9 و سير أعلام النبلاء 82/10.
5- في حلية الأولياء: فإن علم العالم منهم يسع طباق الأرض.

مدرس، و مفتي و مصنف يصنّف على مذهب قرشي إلاّ على مذهبه، فعلم أنه بعينه لا غيره؛ و هو الذي شرح الأصول و الفروع و ازدادت على مرّ الأيام حسنا و بيانا.

أخبرنا أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن أحمد، و أبو بكر عبد الجبّار بن محمّد بن أبي صالح قالا: أنبأنا أبو الفضل محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو عمر محمّد بن الحسين ابن محمّد، أنبأنا أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول:

ناظر الشّافعي محمّد بن الحسن فقطعه (1)،فبلغ ذلك هارون الرشيد فقال: أ ما علم محمّد بن الحسن أنه إذا ناظر رجلا من قريش أن يقطعه سائلا و مجيبا، و النّبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول:

«قدّموا قريشا و لا تتقدموها، و اسمعوا منهم، فإنّ علم العالم منهم يسع طباق الأرض»[10901].

رواها الخطيب (2) عن القاضي أبي الطّيّب الطبري عن البيضاوي عن ابن الجارود (3).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا عبد الدائم بن الحسن بن عبيد اللّه، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي - إجازة - حدّثنا محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، حدّثنا محمّد بن يعقوب بن الفرجي (4) قال: سمعت أبا حسان الحسن بن عثمان (5) الزيادي يقول: كنت في دهليز محمّد ابن الحسن يوما، و قد ركب محمّد، فجاء الشّافعي قال: فلما نظر محمّد إلى الشّافعي ثنى رجله، فنزل، ثم قال لغلامه: اذهب فاعتذر، قال: فقال له الشّافعي: لنا وقت غير ذا، قال:

فأخذ بيده، فدخلا الدار، قال أبو حسان: فاختار مجالسته للشافعي على مرتبته في الدار.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن علي، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد بن أبي رجاء قال:

سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشّافعي يقول:

كان محمّد بن الحسن يقرأ عليّ جزءا، فإذا جاء أصحابه قرأ عليهم أوراقا، فقالوا له:

إذا جاء هذا الحجازي قرأت عليه جزءا، و إذا جئنا قرأت علينا أوراقا، فقال: اسكتوا، إن تابعكم هذا لم يثبت لكم أحد (6).

ص: 327


1- يعني أن الشافعي أثبته بحجته، و غلب عليه.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 61/2.
3- أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي.
4- بدون إعجام بالأصل و م، و المثبت عن د.
5- مطموسة و غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م، و د.
6- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 93/9.

أخبرنا أبو محمّد أيضا، حدّثنا أبو بكر، أنبأنا أبو نعيم، حدّثنا.

ح و أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنبأنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنبأنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن علي قال: سمعت خضر بن داود يقول:

سمعت الحسن بن محمّد الزعفراني يقول: قال محمّد بن الحسن: إن تكلم أصحاب الحديث يوما فبلسان الشّافعي - يعني - لما وضع كتبه.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الشّافعي، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثني أبو العباس الكندي - يعني: الفضل بن الفضل - حدّثنا السّاجي زكريا بن يحيى، حدّثنا داود بن علي الأصبهاني قال: سمعت إسحاق ابن راهويه يقول: لقيني أحمد بن حنبل بمكة، فقال: تعال حتى أريك رجلا لم تر عيناك مثله، فأراني الشّافعي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد، و أبو المظفّر بن القشيري، و أبو المعالي محمّد ابن إسماعيل قالوا: أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو سعد الماليني.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، قالا: أنبأنا أبو أحمد بن عدي الحافظ ، حدّثنا زكريا السّاجي، حدّثني داود الأصبهاني قال: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: لقيني أحمد بن حنبل بمكة، فقال: تعال حتى أريك رجلا لم تر عيناك مثله، قال: فجاء فأقامني على الشّافعي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (1)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الرقي، حدّثني الربيع بن سليمان قال:

سمعت بعض من يقول: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: أخذ أحمد بن حنبل بيدي و قال:

تعال حتى أذهب بك إلى من لم تر عيناك مثله، فذهب بي إلى الشّافعي.

[قال ابن عساكر:] (3) الرجل الذي لم يسم، هو حميد بن زنجويه.

ص: 328


1- زيادة لازمة لتقويم السند عن م، و د.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 65/2-66.
3- زيادة منا.

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنبأنا عمر بن أحمد بن عمر قال: سمعت أبا الحسن البحيري يقول: سمعت أبا نعيم الأسترابادي يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو عثمان الصابوني، أنبأنا أبو الحسين الخفّاف، أنبأنا أبو نعيم الفقيه، حدّثنا الربيع بن سليمان مرارا، قال: سمعت حميد بن زنجويه يقول: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: أخذ أحمد بن حنبل بيدي، فقال: تعال حتى أذهب بك إلى رجل لم تر عيناك مثله، فذهب بي إلى الشّافعي (1).

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن علي ابن عبد العزيز، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال: سمعت من أبي إسماعيل الترمذي بمكة أحاديث عن أيوب بن سليمان بن بلال سنة ستين و مائتين، و قال أبو إسماعيل الترمذي:

سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كنا بمكة و الشافعي بها و أحمد بن حنبل بها، فقال لي أحمد ابن حنبل: يا أبا يعقوب، جالس هذا الرجل - يعني الشّافعي - قلت: و ما أصنع به ؟ سنه قريبا من سننا أترك بن عيينة و المعري، فقال: ويحك، إن ذاك لا يفوت، و ذا يفوت فجالسته.

أخبرنا (2) أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو الوليد الفقيه، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي العمري، حدّثنا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل، حدّثنا إبراهيم بن محمّد الكوفي، و كان من الإسلام بمكان، قال:

رأيت الشّافعي بمكة يفتي الناس، و رأيت إسحاق بن إبراهيم و أحمد بن حنبل حاضرين، فقال أحمد لإسحاق: يا أبا يعقوب، تعال حتى أريك رجلا لم تر عيناك مثله، فقال إسحاق: لم تر عيناي مثله ؟ قال: نعم، فجاء به، فأوقفه على الشّافعي، و ذكر فهمه لمناظرته إياه في رباع مكة.

أخبرنا (3) أبو الحسن الموازيني، أنبأنا محمّد بن سلامة القضاعي في كتابه، قال:

قرأت على أبي عبد اللّه القطان، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد القاضي فيما أجازه لي، حدّثني أبو

ص: 329


1- حلية الأولياء 170/9.
2- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
3- كتب فوقها بالأصل: ملحق.

علي السمرقندي، وراق داود بن علي قال: سمعت أبا سليمان داود بن علي (1) يقول: قال لي إسحاق بن إبراهيم بن راهويه: ذهبت أنا و أحمد بن حنبل إلى الشّافعي بمكة، فسألته عن أشياء، فرأيته رجلا فصيحا، حسن الأدب، فلمّا فارقناه أعلمني جماعة من أهل الفهم بالقرآن، أنه كان أعلم الناس في زمانه بمعاني القرآن و أنه قد كان أوتي فهما في القرآن (2) و لو كنت عرفت ذلك منه، قال أبو سليمان: فرأيته يتأسف على ما فاته من الشّافعي، قال أبو سليمان: عبد العزيز المكي أحد من له فهم بمعاني القرآن، كان أحد أصحاب الشّافعي و ممن أخذ عنه (3).

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنبأنا أبو البركات المقرئ، أنبأنا أبو القاسم الصّيرفي، أنبأنا الحسن بن الحسين، حدّثني إبراهيم بن محمّد بن جعفر الطبري الجلابي الرّوياني بهمذان، قدم حاجا، قال: سمعت أبا العباس أحمد بن محمّد العتابي يقول: سمعت أبا بكر أحمد بن الفضل النجار يقول:

سمعت إسحاق بن راهويه يقول: و قد اجتمع مع أحمد بن حنبل ببغداد، و الشافعي نازل بباب الطاق: يا أحمد بلغني أن رجلا من قريش جاء إلى بغداد إلى عندكم، و هو نازل بباب الطاق، فكيف ترى أن نلقاه ؟ قال أحمد: إنه رجل إمام من أئمة المسلمين، و قد رأيته مرّات و عدت إليه عودة بعد عودة، و لكن قم بنا إليه، قال إسحاق: فقمنا إليه، فوجدناه يقرأ القرآن، فسلّمنا عليه و أجلسنا، فجلسنا بجنبه، فلمّا أن فرغ من درسه التفت إلى أحمد فقال:

يا أبا عبد اللّه من الرجل ؟ فقال: أخونا إسحاق بن راهويه، قال إسحاق: فأدناني منه و أدناني و عانقني و قال: الحمد للّه الذي جمع بيني و بينكما قال إسحاق: فتناظرنا في الحديث، فلم أر أعلم منه، ثم تناظرنا في الفقه فلم أر أفقه منه، ثم تناظرنا في القرآن فلم أر أقرأ منه، ثم تناظرنا في اللغة و وجدته بيت اللغة، و ما رأت عيناي مثله قط ، حتى تمنّيت أن أكون سريا لثيابه في سرجه، قال: فخرجنا من عنده، فالتفت إليّ أحمد فقال لي: يا أبا يعقوب، كيف رأيت الرجل ؟ قال: فقلت: راجحا وافرا، زاد اللّه مثله في المسلمين.

أخبرنا (4) أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ

ص: 330


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 97/13 و تاريخ بغداد 369/8.
2- كذا بالأصل و م و د، و في المختصر: القراءات.
3- كتب بعدها بالأصل و م: إلى.
4- كتب فوقها بالأصل: ملحق.

قال:، أنبأني أبو عمرو بن السماك - شفاها - أن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل حدّثهم قال: قال لي أبي:

إني كنت أجالس محمّد بن إدريس الشّافعي بمكة، فكنت أذاكره بأسماء الرجال، فقال:

روينا عن عمر بن الخطاب عن أهل المدينة عن فلان بن فلان و فلان بن فلان، فلا يزال يسمي رجلا رجلا و أسمي له جماعة، و يذكر هو عددا من أهل مكة، و أذكر أنا جماعة منهم.

[قال:] (1) فقال لنا عبد اللّه و كان أبي يصف الشّافعي فيطنب في وصفه، و قد كتب أبي عنه حديثا صالحا، و كتب من كتبه بخطه بعد موته أحاديث عدة مما سمعه من الشّافعي رحمة اللّه عليهما (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري - قال محمّد: إملاء سنة سبع و أربعين و أربعمائة - أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، أنبأنا أبو عثمان الخوارزمي فيما كتب إلي (3) قال: و سمعت محمّد ابن الفضل البزاز (4) قال: سمعت أبي يقول: حججت مع أحمد بن حنبل و نزلت في مكان واحد معه - أو في دار، يعني بمكة - و خرج أبو عبد اللّه - يعني أحمد بن حنبل - باكرا و خرجت أنا بعده، فلمّا صليت الصبح درت المسجد فجئت إلى مجلس سفيان بن عيينة، فكنت أدور مجلسا مجلسا طلبا لأبي عبد اللّه - يعني أحمد بن حنبل - حتى وجدت أحمد بن حنبل عند شابّ أعرابيّ و عليه ثياب مصبوغة (5)،و على رأسه جمّة فزاحمت (6) حتى قعدت عند أحمد ابن حنبل، فقلت: يا أبا عبد اللّه، تركت ابن عيينة [و] عنده الزهري و عمرو بن دينار، و زياد ابن علاقة، و التابعين، ما اللّه به عليم ؟ فقال لي: اسكت، فإن فاتك حديث بعلو تجده بنزول لا يضرك في دينك، و لا في عقلك، أو في فهمك، و إن فاتك عقل هذا الفتى أخاف أن لا تجده إلى يوم القيامة، ما رأيت أحدا أفقه في كتاب اللّه من هذا الفتى القرشي، قلت: من هذا؟ قال: محمّد بن إدريس الشّافعي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو البركات أحمد بن عبد اللّه، أنبأنا عبيد

ص: 331


1- زيادة منا للإيضاح.
2- كتب بعدها في م: إلى.
3- من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 98/9.
4- كذا بالأصل و م و د، و في حلية الأولياء: البزار.
5- بالأصل و م و د: مصبوغ، و المثبت عن حلية الأولياء.
6- كذا بالأصل و م و د، و اضطربت اللفظة في الحلية و رسمها:«فراجمية».

اللّه بن أحمد بن عثمان، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثنا الزّبير، حدّثني يوسف بن عبد الأحد قال: سمعت الربيع يقول: سمعت الحميدي يقول: قال لي أحمد بن حنبل: تعال حتى أذهب بك إلى رجل لم تر عيناك مثله، قال: فذهب بي إلى الشّافعي.

أخبرنا أبو الطّيّب نوشتكين بن عبد اللّه عتيق بن التميمي (1)،أنبأنا أبو الحسن محمّد ابن أحمد بن محمّد البرداني (2)،أنبأنا أبو الحسن أحمد بن علي بن البادا (3)،أنبأنا أبو بكر محمّد بن خلف بن حيان، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن أبي حامد، حدّثنا العابدي المخزومي بمكة، عن ابن أبي عمر يعني العدني، عن الحميدي قال: قلت لأحمد بن حنبل:

الليلة يقعد سفيان بن عيينة فقال: الليلة يقعد الشّافعي، قال: قلت: سفيان بن عيينة يفوت و الشافعي لا يفوت، قال: الشّافعي يفوت، و ابن عيينة لا يفوت، قال: فحضرنا مجلس الشّافعي، قال: فلما قمنا قال: كيف رأيت ؟ قلت: أخطأ في ستة أحاديث، قال: يا سبحان اللّه رجل من قريش يقعد فيروي في مجلس واحد شبيها بمائتي حديث تنكر أن يخطئ في ستة أحاديث، أيش هي ؟ قلت: حديث كذا و كذا، قال: هذا رواه فلان قلت: حديث كذا، قال: هذا رواه فلان، قال: فإذا الستة كلها صحاح و أنا لم أدر.

أخبرنا (4) أبو الحسن علي بن الحسن السّلمي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن سلامة في كتابه إلينا قال: قرأت على محمّد بن أحمد بن محمّد، حدّثنا الحسن بن بشر بن إسماعيل بن عذق الأزدي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن محمّد بن العباس بن عثمان بن شافع الشّافعي قال: سمعت أبي يقول: سمعت الزبير بن أبي بكر يقول:

أملى عليّ عمي مصعب بن عبد اللّه - يعني الزّبيري - أشعار هذيل و وقائعها، و أيامها، ثم قال: أملاه يا بني عليّ شاب من قريش، ما رأيت بعيني مثله، محمّد بن إدريس الشّافعي من أوله إلى آخره حفظا (5)،فقلت له: يا أبا عبد اللّه أين أنت بهذا الزمن عن الفقه، فقال:

إياه أردت.

ص: 332


1- قارن مع مشيخة ابن عساكر 233/أ.
2- البرداني - ضبطت بفتح الباء الموحدة و الراء و الدال عن الأنساب، و هذه النسبة إلى بردان قرية من قرى بغداد. ذكره السمعاني و ترجمه.
3- الأصل و م: الباد، و في د: الباذ، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 233/أ.
4- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
5- سير أعلام النبلاء 49/10 و كتاب المناقب للبيهقي 45/2.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق، حدّثنا أحمد بن كامل القاضي، حدّثني أبو الحسين بن القواس، حدّثني ابن بنت الشّافعي قال: سمعت زبير بن بكار يقول: قال لي عمّي مصعب: كتبت عن فتى من بني شافع من أشعار هذيل و وقائعها و قرا لم تر عيناي مثله، قال: قلت: يا عمّ أنت تقول: لم تر عيناي مثله ؟ قال: نعم يا بني، لم تر عيناي مثله.

قال الخطيب: و قد رأى مصعب مالك بن أنس و من عاصره من العلماء بالمدينة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، حدّثنا يحيى بن زكريا بن حيّوية، و إبراهيم بن إسحاق بن عمر، قالا: حدّثنا الربيع قال: سمعت أيوب بن سويد يقول: ما ظننت أنّي أعيش حتى أرى مثل الشّافعي (1)،و قد رأى الأوزاعي.

أخبرنا أبو الأعزّ (2) الأزجي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا علي بن عبد العزيز، أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال في كتابي عن الربيع بن سليمان قال: سمعت أيوب بن [سويد الرملي] (3) لما رأى الشّافعي قال: ما ظننت أنّي أعيش حتى أرى مثل هذا الرجل، ما رأيت مثل هذا الرجل قط .

أخبرنا أبو الفتح المصّيصي، أنبأنا أبو البركات البغدادي، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي الهمذاني (4)،حدّثنا أبو الحسين محمّد بن هارون الزّنجاني - بزنجان - حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:

سمعت أبي يقول: ما رأيت مثل محمّد بن إدريس الشّافعي، و لا ترى، إنّي لأدعو (5)اللّه له في سجودي أكثر مما أدعو اللّه لأبوي.

قال: و أنبأنا الهمذاني (6)،حدّثنا محمّد بن أبي زكريا، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد

ص: 333


1- حلية الأولياء 94/9 و سير أعلام النبلاء 46/10.
2- بالأصل:«العز» و المثبت عن م، و د.
3- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن م، و د.
4- الأصل: الهمذاني، و المثبت عن م، و د.
5- بالأصل:«لادع» و اللفظة غير واضحة في م لسوء التصوير، و المثبت عن د.
6- بالأصل: الهمداني، بالدال المهملة، و المثبت عن د.

قال: سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن حنبل يقول: كان الفقهاء أطباء، و المحدّثون صيادلة، فجاء محمّد بن إدريس الشّافعي طبيبا صيدلانيا ما مقلت العيون مثله [أبدا] (1).

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان يقول: سمعت جدي يقول:

سمعت أبا ثور يقول: ما رأينا مثل الشّافعي و لا رأى الشّافعي مثله نفسه (2).

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو البركات البغدادي، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثنا الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي، حدّثنا الحسن ابن سفيان النّسائي، حدّثنا أبو ثور قال:

ما رأيت و لا رأى الراءون مثل الشّافعي رضي اللّه عنه، و غفر له، سأله رجل عن الرياء ما هو؟ فقال له مسرعا: الرياء فتنة عقدها الهوى، حيال أبصار قلوب العلماء، فنظروا إليها بسوء اختبار النفوس فأحبطت الأعمال.

قال: و أنبأنا الأزهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم الخطيب، و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا[-و] (3) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني الأزهري، أنبأنا الحسن بن الحسين الهمذاني (5)،حدّثني الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي، حدّثنا الحسن بن سفيان، حدّثنا أبو ثور قال: من زعم أنه رأى مثل محمّد بن إدريس في علمه، و فصاحته، و معرفته، و ثباته - و قال نصر اللّه: و بيانه - و تمكّنه فقد كذب، كان محمّد بن إدريس الشّافعي منقطع القرين في حياته، فلما مضى لسبيله لم يعتض منه.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد، و أبو المعالي الفارسي، قالا: أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو الوليد الفقيه، حدّثنا إبراهيم بن محمود قال:

سمعت الزّعفراني يقول: ما رأيت مثل الشّافعي أفضل، و لا أكرم، و لا أسخى، و لا أنقى، و لا أعلم منه.

ص: 334


1- زيادة عن د.
2- سير أعلام النبلاء 46/10.
3- زيادة عن م و د، لتقويم السند.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 67/2.
5- كذا بالأصل، و م، و د، و في تاريخ بغداد: الهمداني.

قرئ على أبي الحسن علي بن الحسن الموازيني، و أنا أسمع، عن القاضي أبي عبد اللّه محمّد بن سلامة بن جعفر القضاعي (1)،أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو بن شاكر [القطان] (2)،حدّثنا عبد اللّه بن جعفر بن ورد البغدادي (3)،حدّثنا العباس بن محمّد بن العباس البصري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الحكم قال: سمعت أبي و يوسف بن عمرو بن يزيد يقولان: ما رأينا مثل الشّافعي.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (4)،حدّثنا محمّد بن المظفر، حدّثنا أبو الحديد (5) عبد الوهّاب بن سعد بن عثمان بن الحكم، حدّثنا جعفر بن أبي (6) خلف، حدّثنا سعد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، قال: سمعت أبي يقول: ما رأت عيناي مثل الشّافعي.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم يقول:

ما أحد ممن خالفنا - يعني خالف مالكا - أحب إليّ من الشّافعي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا محمّد بن علي بن أحمد المقرئ، أنبأنا محمّد بن جعفر التميمي - بالكوفة - أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد بن حاتم بن إدريس البلخي، حدّثنا نصر بن المكي، حدّثنا ابن عبد الحكم قال:

ما رأينا مثل الشّافعي كان أصحاب الحديث و نقّاده يجيئون إليه، فيعرضون عليه، فربما أعلّ نقد النقاد منهم و يوقفهم على غوامض من علل الحديث لم يقفوا عليها، فيقومون و هم يتعجبون منه، و يأتيه أصحاب الفقه المخالفون و الموافقون، فلا يقومون إلاّ و هم مذعنون له بالحذق و الدراية، و يجيء (7) أصحاب الأدب فيقرءون عليه الشعر، فيفسّره، و لقد كان يحفظ عشرة آلاف بيت شعر من أشعار هذيل بإعرابها، و غريبها، و معانيها، و كان من أضبط الناس

ص: 335


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 92/18.
2- بياض بالأصل، و استدركت اللفظة عن م، و د.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 39/16 و سماه: عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن ورد، أبو محمّد البغدادي المصري.
4- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 96/9.
5- كذا بالأصل و م و د، و في حلية الأولياء: أبو الجرير.
6- لفظة «أبي» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
7- الأصل و م: و د، و يجيئون.

للتاريخ (1)،و كان يعينه على ذلك شيئان: وفور عقل و صحّة دين، و كان ملاك أمره (2)إخلاص العمل للّه.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، حدّثنا سليمان بن إبراهيم بن محمّد، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي، حدّثني محمّد بن محمّد الجرجاني، أنبأنا أبو علي قتيبة بن عبد العزيز اليماني قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد البلوي - بمكة - يقول:

جلسنا ذات يوم نتذاكر الزهّاد و العبّاد و العلماء، و ما بلغ من فصاحتهم و زهدهم و علمهم. فبينا نحن كذلك إذ دخل علينا عمر بن بنانة فقال: فيم تتحاورون ؟ فقلنا: نتذاكر الزهّاد، و العبّاد و فصاحتهم، فقال عمر: و اللّه ما رأيت رجلا قط أورع، و لا أخشع، و لا أفصح، و لا أصبح، و لا أسمح، و لا أعلم، و لا أكرم، و لا أجمل، و لا أنبل، و لا أفضل من محمّد بن إدريس الشّافعي - رحمة اللّه عليه - خرجت أنا و هو، و الحارث بن لبيد إلى الصفا، و كان الحارث بن لبيد قد صحب صالحا المرّي، و كان من الخاشعين المتقين الزاهدين، و كان حسن الصوت بالقرآن، فقرأ بسم اللّه الرّحمن الرحيم، هٰذٰا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنٰاكُمْ وَ الْأَوَّلِينَ .

فَإِنْ كٰانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ . وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (3) قال: فرأيت الشّافعي قد اضطرب و تغيّر لونه، و بكا بكاء شديدا حتى لصق بالأرض، قال: فأبكاني و اللّه قلقه و شدة خوفه للّه عز و جل، ثم لم يتمالك أن قال: إلهي أعوذ بك من مقام الكذابين، و أعلام الغافلين، إلهي خشعت لك قلوب العارفين، و ولهت بك همم المشتاقين، فهب لي جودك، و جلّلني سترك، و اعف عني بكرم وجهك، يا كريم، قال: ثم قمنا و تفرّقنا.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثنا محمّد بن الحسن النقاش، حدّثنا محمّد بن هارون - بطبرستان - حدّثنا أبو حاتم، عن الأصمعي قال: ما هبت عالما قط ما هبت مالكا حتى لحن، فذهبت هيبته من قلبي، و ذلك أنّني سمعته يقول: مطرنا مطرا، و أي مطرا، فقلت له في ذلك، فقال: كيف لو قد رأيت ربيعة بن أبي عبد الرّحمن كنا إذا قلنا له كيف أصبحت يقول: بخيرا بخيرا، و إذا مالك قد جعل لنفسه قدوة يقتدي به في اللحن، ثم رأيت محمّد بن

ص: 336


1- بالأصل و م و د: لتاريخ.
2- ملاك أمره: الملاك بالكسر و الفتح: قوام الشيء، و ما يعتمد عليه فيه.
3- سورة المرسلات، الآيات 38 إلى 40.

إدريس في وقت مالك و بعد مالك، فرأيت رجلا فقيها عالما، حسن المعرفة، بيّن البيان، عذب اللسان، يحتج و يعرب، لا يصح إلاّ لصدر سرير أو ذروة منبر، و ما علمت أنّي أفدته حرفا فضلا عن غيره، و لقد استفدت منه ما لو حفظ رجل يسيره لكان عالما، رحمه اللّه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا الحسن بن سعيد (1) بن جعفر البصري، حدّثنا زكريا بن يحيى السّاجي، حدّثنا الزعفراني قال:

حج بشر المريسي سنة إلى مكة، ثم قدم فقال: لقد رأيت بالحجاز رجلا ما رأيت مثله سائلا و لا مجيبا، يعني الشّافعي.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (2) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب أحمد بن علي بن ثابت (3)،أنبأنا إسماعيل بن علي، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ] (4).

ح و أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، حدّثنا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنبأنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن بن بندار بن المثنّى قيل له: أخبركم محمّد بن عبد اللّه الحافظ .

أنبأنا حسان بن محمّد قال: سمعت ابن سريج يقول عن أبي بكر بن الجنيد قال: حجّ بشر المريسي فرجع، فقال لأصحابه: رأيت شابا من قريش بمكة، ما أخاف على مذهبنا إلاّ منه، يعني الشّافعي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثني الزّبير، حدّثنا يوسف، حدّثنا داود قال: سمعت محمّد بن عتاب كان من جلّة أصحاب المريسي يقول: سمعت المريسي يقول: قد كلمت بمكة رجلا ما رأيت مثله، إن وافقكم لم تبالوا من خالفكم، يعني الشّافعي.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسين الغساني، قالا: حدّثنا[-و] (5) أبو منصور بن

ص: 337


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م، و د.
2- زيادة عن م، و د، لتقويم السند.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 65/2.
4- من أول الخبر إلى هنا، سقط من الأصل و استدرك عن هامشه، و بعده: صح.
5- زيادة عن د، و م، لتقويم السند.

خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنبأنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أنبأنا عياش بن الحسن، حدّثنا محمّد بن الحسين (2) الزّعفراني، أخبرني زكريا بن يحيى، حدّثني الحسن بن محمّد الزعفراني قال:

حج بشر المريسي سنة إلى مكة، ثم قدم فقال: لقد رأيت بالحجاز رجلا ما رأيت مثله سائلا و لا مجيبا - يعني الشّافعي - قال: فقدم الشّافعي علينا بعد ذلك بغداد، فاجتمع إليه الناس و خفّوا عن بشر، فجئت إلى بشر يوما، فقلت: هذا الشّافعي الذي كنت تزعم قد قدم، فقال:

إنّه قد تغيّر عما كان عليه، قال الزعفراني: فما كان مثله إلاّ مثل (3) اليهود في أمر عبد اللّه بن سلام حيث قالوا: سيدنا و ابن سيدنا، فقال لهم: فإن أسلّم ؟ قالوا: شرّنا و ابن شرّنا.

قال (4):و أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، حدّثنا إسماعيل بن عبد اللّه بن مسعود العبدي، حدّثنا عثمان بن صالح، حدّثنا ابن وهب، أخبرني سعيد بن أبي أيوب، حدّثنا شراحيل بن يزيد، عن أبي علقمة، عن أبي هريرة قال: لا أعلمه إلاّ عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إن اللّه يبعث إلى هذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها».

قال (5):و أنبأنا أحمد بن محمّد العتيقي، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر الدّمشقي، حدّثنا أبو محمّد بن الورد، حدّثنا أبو سعيد الفريابي قال: قال أحمد بن حنبل:

إن اللّه يقيض للناس في كل رأس مائة من يعلّمهم السنن، و ينفي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم الكذب، فنظرنا فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز، و في رأس المائتين الشّافعي.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو الفضل بن أبي نصر العدل، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن أيوب بن يحيى بن حبيب - بمصر - قال: سمعت أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار يقول: سمعت عبد الملك الميموني يقول:

ص: 338


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 65/2 و الذهبي في سير أعلام النبلاء 44/10 و المزي في تهذيب الكمال 6 48/1-49.
2- بالأصل و م و د: الحسن، تصحيف، و المثبت عن تاريخ بغداد و تهذيب الكمال.
3- في تاريخ بغداد: كمثل.
4- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 61/2-62.
5- الخبر في تاريخ بغداد 62/2 و سير أعلام النبلاء 46/10 و حلية الأولياء 97/9.

كنت عند أحمد بن حنبل و جرى ذكر الشّافعي فرأيت أحمد يرفعه و قال: يروي عن النّبي صلى اللّه عليه و سلّم:«أن اللّه يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يقرر لها دينها»، فكان عمر بن عبد العزيز على رأس المائة، و أرجو أن يكون الشّافعي على رأس المائة الأخرى[10902].

قال: و أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن العباس العصمي، حدّثنا أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن ياسين الهروي، قال: سمعت إبراهيم بن إسحاق الأنصاري يقول: سمعت المرورّوذي صاحب أحمد بن حنبل يقول: قال أحمد: إذا سئلت عن مسألة لا أعرف فيها خبرا قلت فيها: يقول الشّافعي، لأنه إمام عالم من قريش و روي عن النّبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«عالم قريش يملأ الأرض علما» و ذكر في الخبر: أنّ اللّه يقيض في رأس كل مائة سنة رجلا يعلّم الناس دينهم.

و روى أحمد بن حنبل ذلك عن النّبي صلى اللّه عليه و سلّم.

قال أحمد بن حنبل: فكان في المائة الأولى عمر بن عبد العزيز، و في المائة الثانية الشّافعي.

قال أبو عبد اللّه: و إنّي لأدعو للشافعي منذ أربعين (1) سنة في صلاتي.

أخبرنا أبو الفتح المصّيصي، أنبأنا أبو البركات البغدادي، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان قال: سمعت محمّد بن الحسن النقاش يقول: روي عن حميد بن زنجويه أنه ذكر عن أحمد بن حنبل فقال: روي في الحديث أنه يأتي على رأس كل مائة سنة من يذبّ عن السنن، فنظرنا فإذا على رأس المائة الأولى عمر بن عبد العزيز، ثم نظرنا في رأس المائة الثانية، فإذا هو الشّافعي.

قال: و أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثني أبو عبد اللّه الزّبير بن عبد الواحد بن علي الأسدآباذي، حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه الشّافعي، حدّثنا أحمد بن حمدويه الدّينوري قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: و روي فيه حديث عن النّبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«إنّ اللّه يقيّض في رأس كلّ مائة سنة رجلا (2) من أهل بيتي يعلّم أمتي الدين»[10903] قال أبي: فنظرنا في المائة الأولى فإذا هو عمر بن عبد العزيز، و نظرنا في المائة الثانية، فإذا هو الشّافعي محمّد بن إدريس.

ص: 339


1- حلية الأولياء 98/9 و فيها: ثلاثين سنة.
2- بالأصل و م و د: رجل.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد، و أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، قالا: أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو سعد الماليني.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا أبو القاسم السهمي، قالا: أنبأنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الحافظ قال: قال محمّد بن علي بن الحسين: سمعت أصحابنا يقولون: كان في المائة الأولى عمر بن عبد العزيز و في المائة الثانية محمّد بن إدريس الشّافعي.

أخبرنا أبو محمّد البيهقي، و أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، قالا: أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا الوليد حسان بن محمّد الفقيه غير مرة يقول: سمعت شيخنا من أهل العلم يقول لأبي العباس بن سريج (1):

أبشر أيها القاضي فإن اللّه - تعالى ذكره - بعث عمر بن عبد العزيز على رأس المائة، و منّ على المسلمين به، فأظهر كلّ سنّة و أمات كلّ بدعة، و منّ اللّه على المسلمين على رأس المائتين بالشافعي حتى أظهر السنّة، و أخفى البدعة، و منّ اللّه علينا على رأس الثلاثمائة بك حتى قويت كلّ سنة و ضعفت كل بدعة و قد قيل في ذلك:

اثنان قد مضيا فبورك فيهما *** عمر الخليفة ثم حلف السّؤدد

الشافعي الألمعي المرتضى *** خير البرية و ابن عمّ محمّد

قال: و ربما قال: حبل البرية و ابن عم محمّد:

أرجو أبا العباس أنّك ثالث *** من بعدهم سقيا لتربة أحمد

قال: فبكى أبو العباس بن سريج (2) حتى علا بكاؤه ثم قال: إنّ هذا الرجل نعى إليّ نفسي، قال: فمات في تلك السنة.

قال عبد الجبّار عن البيهقي و قرأته بخط شيخنا أبي عبد اللّه رحمه اللّه في موضع آخر:

الشافعي الألمعي محمّد *** إرث النبوة و ابن عمّ محمّد

و قال في البيت الثالث: أبشر بدل أرجو.

ص: 340


1- بالأصل و م: شريح، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و هو أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج البغدادي الفقيه القاضي ترجمته في تاريخ بغداد 287/4.
2- راجع الحاشية السابقة.

أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنبأنا أبو بكر البيهقي قال: هكذا أخبرنا به في كتاب المناقب و قرأته بخطه بعد وفاته في أجزاء كتبها للمذاكرة و الحفظ ، سمعت الشيخ أبا الوليد (1)يقول (2):كنا في مجلس القاضي أبي العباس بن سريج سنة ثلاث و ثلاثمائة فقام إليه شيخ من أهل العلم فقال: أبشر أيها القاضي، فإنّ اللّه يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدّد لها (3) أمر دينها، و إنّه تعالى بعث على رأس المائة عمر بن عبد العزيز و توفي سنة ثلاث و مائة، و بعث على رأس المائتين أبا عبد اللّه محمّد بن إدريس الشّافعي، و توفي سنة أربع و مائتين، و بعثك على رأس الثلاثمائة ثم أنشأ يقول:

اثنان قد مضيا فبورك فيهما *** عمر الخليفة ثم حلف السّؤدد

الشافعي الألمعي (4) محمّد *** إرث النّبوّة و ابن عمّ محمّد

أبشر أبا العباس إنّك ثالث *** من بعدهم سقيا لتربة أحمد

قال: فصاح أبو العباس و بكى، و قال: قد نعى إليّ نفسي، قال الشيخ أبو الوليد:

فمات القاضي أبو العباس في تلك السنة، قال الحاكم أبو عبد اللّه (5):فلما رويت أنا هذه الحكاية كتبوها و كان ممن كتبها شيخ أديب فقيه، فلمّا كان المجلس الثاني قال لي بعض الحاضرين: إنّ هذا الشيخ قد زاد في تلك الأبيات ذكر الشيخ أبي الطيب سهل بن محمّد (6)و جعله على رأس الأربع مائة، فسألت ذلك الفقيه عنه فأنشدني قوله في قصيدة مدحه بها:

و الرابع المشهور سهل بن محمّد *** أضحى إماما عند كلّ موحّد

يأوي إليه المسلمون بأسرهم *** في العلم إن جاءوا بخطب موبد

لا زال فيما بيننا شيخ الورى *** للمذهب المختار خير مجدّد

قال الحاكم: فسكتّ و لم أنطق، و غمّني ذلك إلى أن قدّر اللّه وفاته رحمه اللّه في تلك السنة.

ص: 341


1- هو حسان بن محمّد بن أحمد بن هارون، أبو الوليد الفقيه النيسابوري شيخ خراسان، ترجمته في سير أعلام النبلاء 5 492/1.
2- من هذا الطريق الخبر و الشعر في سير أعلام النبلاء 202/14-203 في ترجمة أبي العباس ابن سريج، و المستدرك للحاكم 522/4 و تاريخ بغداد 289/4 و تذكرة الحفاظ 812/3.
3- يعني للامة، كما في سير الأعلام.
4- في المستدرك: الأبطحي.
5- راجع المستدرك للحاكم 522/4-523.
6- هو شيخ الشافعية بخراسان، أبو الطيب سهل بن محمّد بن سليمان بن محمّد العجلي الصعلوكي النيسابوري، ترجمته في سير أعلام النبلاء 207/17.

أخبرنا (1) أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن خيرون، أنبأنا[-و] (2) أبو الحسن علي ابن الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر أحمد بن علي الحافظ (3)،أنبأنا محمّد بن عبد الملك القرشي، أنبأنا عياش بن الحسن البندار، حدّثنا (4) محمّد بن الحسين الزعفراني، أخبرني زكريا بن يحيى الساجي قال: سمعت الحسن بن محمّد الزعفراني قال:

قدم علينا الشّافعي و اجتمعنا إليه، فقال: التمسوا من يقرأ لكم، فلم يجترئ أحد يقرأ عليه غيري، و كنت أحدث القوم سنا، ما كان في وجهي شعرة، و إنّي لأتعجب اليوم من انطلاق لساني بين يدي الشّافعي، و أتعجب من جسارتي يومئذ، فقرأت عليه الكتب كلّها إلاّ كتابين، فإنه قرأهما علينا «كتاب المناسك» و «كتاب الصلاة»، و لقد كتبنا كتب الشّافعي يوم كتبناها، و قرأناها عليه، و إنا لنحسب أنّا في اللعب و ما يحصل في أيدينا شيء، و أنه ضرب (5)من اللعب، و لا نصدق أنه يكون آخر أمره إلى هذا و ذلك أنه قد كان غلب علينا قول الكوفيين (6).

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، أخبرني أبو عثمان الخوارزمي نزيل مكة، فيما كتب إليّ قال: قال أبو ثور:

كنت أنا و إسحاق بن راهويه و حسين الكرابيسي (7)،و ذكر جماعة من العراقيين ما تركنا بدعتنا حتى رأينا الشّافعي.

قال أبو عثمان: و حدّثنا أبو عبد اللّه الفسوي عن أبي ثور قال:

لما ورد الشّافعي جاءني حسين الكرابيسي و كان يختلف معي إلى أصحاب الرأي، فقال: قد ورد رجل من أصحاب الحديث يتفقه، فقم بنا نسخر به، فقمت و ذهبنا حتى دخلنا

ص: 342


1- كتب فوقها بالأصل و م: ملحق.
2- زيادة عن م، و د، لتقويم السند.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 408/7 في أخبار الحسن بن محمّد بن الصباح الزعفراني.
4- من قوله: حدثنا أبو بكر... إلى هنا سقط من م.
5- «و أنه ضرب» مطموستان بالأصل، و المثبت عن م، و د، و تاريخ بغداد.
6- كتب بعدها بالأصل و م: إلى.
7- هو الحسين بن علي بن يزيد، أبو علي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 79/12. و الكرابيسي نسبة إلى الكرابيس و هي الثياب غليظة، واحدها كرباس بكسر السين، فارسي معرب، و كان حسين بن علي بن يزيد يبيعها فنسب إليها راجع وفيات الأعيان 133/2.

عليه، فسأله الحسين عن مسألة فلم يزل الشّافعي يقول: قال اللّه، و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حتى أظلم علينا البيت، و تركنا بدعتنا و اتّبعناه.

قال: و أخبرني أبو عثمان فيما كتب إليّ حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الدّينوري، قال:

سمعت أحمد بن حنبل، قال: كانت.... (1) أصحاب الحديث في أيدي - يعني - أصحاب الرأي، ما..... (2) حتى رأينا الشّافعي و كان أفقه الناس في كتاب اللّه، و في سنة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، ما كان يكفيه قال قليل الطلب في الحديث.

قال: و أخبرني أبو عثمان فيما كتب إلي قال: و سمعت دبيس قال: كنت مع أحمد بن حنبل في المسجد الجامع فمر حسين - يعني - الكرابيسي، فقال: هذا - يعني - الشّافعي رحمة من اللّه لأمة محمّد صلى اللّه عليه و سلّم، من (3) ثم جئت إلى حسين فقلت: ما تقول في الشّافعي ؟ قال: ما أقول في رجل ابتدأ في أفواه الناس الكتاب و السنّة و الإجماع.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (4)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمّد المجهّز، قال: سمعت عبد العزيز الحنبلي - صاحب الزجاج - يقول: سمعت أبا الفضل الزّجّاج يقول:

لما قدم الشّافعي إلى بغداد، و كان في الجامع إمّا نيّف و أربعون (6) حلقة، أو خمسون (7) حلقة، فلما دخل بغداد ما زال يقعد في حلقة حلقة و يقول لهم: قال اللّه، و قال الرسول. و هم يقولون: قال أصحابنا. حتى ما بقي في المسجد حلقة غيره.

أخبرنا أبو الحسن الموازيني فيما قرئ عليه و أنا أسمع عن أبي عبد اللّه القضاعي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن شاكر، حدّثنا علي بن محمّد بن إسحاق بن محمّد الحلبي، حدّثنا أبو طالب الخولاني، حدّثنا حرملة، قال: سمعت الشّافعي يقول: سميت ببغداد ناصر الحديث.

[قال ابن عساكر:] (8) كذا قال: و إنما هو أبو طالب، قال: حدّثنا الخولاني أخبرنا بها

ص: 343


1- كلمة غير مقروءة بالأصل و م و د.
2- كلمة غير واضحة بالأصل و م و د.
3- بياض بالأصل مقدار كلمة، و في م و د: من حسين(؟).
4- زيادة عن م، و د، لتقويم السند.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 68/2.
6- الأصل و م و د: و أربعين، و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- الأصل و م و د: و خمسين، و المثبت عن تاريخ بغداد.
8- زيادة منا للإيضاح.

أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا - و أبو (1) منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أبي زيد الأنماطي (3)،حدّثنا إبراهيم بن غياث (4) الطرائفي، حدّثنا أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ (5)،حدّثنا علي بن عبد اللّه الخولاني، عن حرملة بن يحيى، عن الشافعي قال: سمّيت بالعراق ناصر الحديث.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن الغساني، قالا: حدّثنا[-و] (6) أبو منصور بن عبد الملك، أنبأنا - أبو بكر أحمد بن علي (7)،أنبأنا عبد اللّه بن علي بن عياض القاضي بصور، أنبأنا محمّد بن أحمد بن جميع قال: قرأت على أبي طالب عمر بن الربيع بن سليمان، حدّثكم أحمد بن عبد اللّه قال: سمعت حرملة يقول: سمعت الشّافعي يقول:

سمّيت ببغداد ناصر الحديث.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو البركات أحمد بن عبد اللّه، أخبرني أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن غياث الطّرائفي ببغداد في مجلس ابن مالك، حدّثنا أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ ، حدّثنا علي بن عبد اللّه الخولاني قال: سمعت حرملة يقول: سمعت الشّافعي يقول: سميت بالعراق ناصر الحديث.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، حدّثنا أبو بكر بن إدريس وراق الحميدي قال: قال الحميدي: كنا نريد أن نردّ على أصحاب الرأي فلم نحسن كيف نردّ عليهم حتى جاءنا الشّافعي ففتح لنا (8).

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (9)،حدّثنا أبو محمّد بن حيّان (10)،حدّثنا عبد الرّحمن بن داود، حدّثنا أبو زكريا النّيسابوري، حدّثنا علي بن حسان، حدّثنا ابن إدريس، أخبرني رجل من إخواننا من أهل بغداد قال:

ص: 344


1- بالأصل:«حدثنا بها أبو منصور» صوبنا السند عن م، و د.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 140/6 في أخبار إبراهيم بن غياث النعالي الطرائفي.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 476/5.
4- إعجامها مضطرب بالأصل و م و تقرأ فيهما:«عتاب»، و بدون إعجام في د، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- ترجمته في تاريخ بغداد 182/5.
6- زيادة لتقويم السند عن م و د.
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 68/2.
8- حلية الأولياء 96/9.
9- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 101/9 و معجم الأدباء 301/17.
10- الأصل و م و د: حبان، و المثبت عن حلية الأولياء.

قال أحمد بن حنبل قدم علينا نعيم بن حمّاد، و حثنا على طلب المسند، فلما قدم علينا الشّافعي وضعنا على المحجة (1) البيضاء.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن الخبّازي، أنبأنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن إبراهيم قال: سمعت الزبير بن عبد الواحد أخبرني أبو عبد اللّه محمّد ابن مخلد العطار ح و أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني الزّبير بن عبد اللّه الحافظ بأسدآباذ، أخبرني محمّد بن مخلد، حدّثنا أبو بكر أحمد بن عثمان بن سعيد الأحول، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما كان أصحاب الحديث يعرفون معاني حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حتى قدم الشّافعي، فبيّنها لهم.

أخبرنا أبو المعالي أيضا، أنبأنا البيهقي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن شاذان يقول: سمعت أبا القاسم بن منيع يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كان الفقه قفلا على أهله حتى فتحه اللّه بالشافعي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر بن شاذان، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول: لو لا الشّافعي ما عرفنا فقه الحديث.

أخبرنا أبو محمّد أيضا، أنبأنا عبد الدائم بن الحسن بن عبيد اللّه، أنبأنا عبد الوهاب الكلابي - إجازة - حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، قال: رأيت في كتاب مسموع من أبي إسماعيل التّرمذي قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول:- و ذكر الشّافعي فقال:

- لقد كان يذبّ عن الآثار، رحمه اللّه.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان قال: سمعت الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي يقول:

سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن مخلد يقول: حدّثنا أبو إسماعيل التّرمذي قال: سمعت أحمد ابن حنبل - و ذكر الشافعي فقال:- رحمه اللّه لقد كان يذبّ عن الآثار.

قال: و حدّثنا الزبير، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه مكحول، حدّثنا يحيى بن زكريا بن حيّوية، أخبرني جعفر بن محمّد القلانسي، قال: سمعت ابن سافري يقول: سمعت أبا عثمان

ص: 345


1- في حلية الأولياء: و م و د: الحجة البيضاء.

ابن الشافعي (1) يقول: قال لي أحمد بن حنبل: إنّي لأدعو اللّه للشافعي رحمه اللّه.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم (2)،حدّثنا أبو محمّد بن حيّان (3)،حدّثنا إسحاق ابن أحمد، حدّثنا محمّد بن خالد بن يزيد الشّيباني قال: سمعت أحمد بن حنبل ثم ثبتني فيه الفضل بن زياد قال (4):هذا الذي ترون أو عامته من الشافعي و ما بتّ منذ ثلاثين سنة إلاّ و أنا أدعو للشافعي.

أخبرنا أبو القاسم (5) الحسيني، و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا[-و] (6) أبو منصور ابن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (7)،أنبأنا أحمد بن علي بن أيوب القاضي - إجازة - أنبأنا علي بن أحمد بن أبي غسان البصري (8)،حدّثنا زكريا بن يحيى السّاجي. ح قال الخطيب:

و أنا محمّد بن عبد الملك القرشي قراءة، أنبأنا عياش بن الحسن، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفراني، أخبرني زكريا السّاجي، حدّثني محمّد بن خلاّد (9)،و في حديث ابن أيوب:

محمّد بن خالد - البغدادي، حدّثني الفضل بن زياد، عن أحمد بن حنبل قال: هذا الذي ترون كلّه أو عامته من الشّافعي، و ما بتّ منذ ثلاثين سنة إلاّ و أنا أدعو اللّه للشافعي و أستغفر له.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، حدّثنا أبو الفتح الفقيه الزاهد، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أحمد الأنماطي، أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن أخي العلاء، أنبأنا الحسن بن سعيد العبّاداني، حدّثنا أبو يحيى السّاجي، حدّثنا بدر بن مجاهد قال: سمعت محمّد بن الليث يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما صليت صلاة منذ أربعين سنة إلاّ و أنا أدعو للشافعي.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال: سمعت محمّد بن الفضل بن سليمان الهروي يقول:

ص: 346


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م، و د.
2- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 98/9.
3- بالأصل: حبان، تصحيف، و التصويب عن م، و د، و حلية الأولياء.
4- كذا وردت العبارة بالأصل و م و د، و في الحلية: ثنا محمّد بن خالد بن يزيد الشيباني قال: سمعت الفضيل بن زياد ينبّئ عن أحمد بن حنبل فقال.
5- في د:«أخبرنا أبو الحسين القاسم.» تصحيف.
6- زيادة لتقويم السند عن م، و د.
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 62/2 و تهذيب الكمال 45/160.
8- في م: النصري، تصحيف.
9- بالأصل:«حداد» و في م، و د:«خذاد» و المثبت عن تاريخ بغداد و تهذيب الكمال.

سمعت موسى بن هارون يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أنا أدعو اللّه لخمسة كلّ يوم أو كلّ صلاة: أسميهم بأسمائهم، و أسماء آبائهم، أحدهم الشّافعي.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي بن الخضر بن أبي هشام، أنبأنا عبد اللّه بن الحسن ابن حمزة، أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر، أنبأنا أبو موسى هارون بن محمّد الموصلي، حدّثنا أبو يحيى زكريا بن أحمد البلخي، حدّثنا أبو جعفر الترمذي، حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن برزة النيسابوري، حدّثني أبو الحسن بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران قال:

سمعت محمّد بن محمّد بن إدريس الشّافعي أبا عثمان القاضي قال: قال لي أحمد بن حنبل: أبوك خامس من أدعو له في السحر.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن و أبو عمرو عبد الوهّاب ابنا محمّد بن إسحاق، و محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه، قالوا: أنبأنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري، قال: سمعت الميموني يقول: قال لي محمّد بن محمّد بن إدريس الشّافعي: قال لي أحمد بن حنبل: أبوك أحد الخمسة الذين أدعو لهم سحرا.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (1) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أخبرني عبد الغفّار بن محمّد بن جعفر المؤدب، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن زياد قال: سمعت الميموني بالرقة يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ستة أدعو لهم سحرا، أحدهم الشّافعي.

أخبرنا (3) أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (4) أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن زريق (5)،أنبأنا - أبو بكر الخطيب (6)،حدّثني الحسن بن محمّد

ص: 347


1- زيادة عن م و د، لتقويم السند.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 66/2 و عن الخطيب رواه المزي في تهذيب الكمال 49/16 و سير أعلام النبلاء 45/10.
3- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
4- زيادة عن م و د، لتقويم السند.
5- قارن مع مشيخة ابن عساكر 110/أ.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 198/3 في ترجمة محمّد بن محمّد بن إدريس الشافعي.

الخلاّل، حدّثنا علي بن الحسن الجرّاحي، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن زياد، حدّثنا الميموني، قال: قال لي محمّد بن محمّد بن إدريس الشافعي القاضي: قال لي أحمد بن حنبل: أبوك أحد الستة الذين أدعو لهم في السحر.

و قال أبو بكر (1):و أنبأنا علي بن طلحة المقرئ: حدّثنا محمّد بن العباس، حدّثني جعفر بن محمّد الصندلي (2)،حدّثنا خطاب بن بشر قال: جعلت أسأل أبا عبد اللّه أحمد بن حنبل فيجيبني، و يلتفت إلى ابن الشّافعي فيقول: هذا مما علمنا أبو عبد اللّه - يعني - الشّافعي. قال خطاب (3):و سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن حنبل يذاكر (4) أبا عثمان أمر أبيه، فقال أحمد: يرحم اللّه أبا عبد اللّه، ما أصلي صلاة إلاّ دعوت فيها لخمسة، هو أحدهم، و ما يتقدمه منهم أحد (5).

أخبرنا أبو القاسم و أبو الحسن قالا: حدّثنا[-و] (6) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (7)،أخبرني أبو القاسم الأزهري.

ح و أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا الحسن بن الحسين الهمذاني (8) الفقيه، حدّثنا محمّد بن هارون الزّنجاني - بزنجان - حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: قلت لأبي: يا أبة أي رجل (9) كان الشّافعي، فإنّي سمعتك تكثر الدعاء له، فقال لي: يا بني، كان الشّافعي كالشمس للدنيا، و كالعافية للناس، فانظر هل لهذين من خلف، أو منهما عوض ؟ و في رواية نصر اللّه: حدّثنا أبو الحسين محمّد ابن هارون الزّنجاني، حدّثنا. و الباقي مثله.

حدّثني أبو أحمد معمر بن عبد الواحد بن رجاء، أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العباس العلوي بقراءتي عليه، و أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العباس، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن محمّد

ص: 348


1- يعني أبا بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 198/3.
2- الأصل: الصيدلي، و المثبت عن م، و د، و تاريخ بغداد.
3- الأصل:«خطابا» تصحيف، و التصويب عن م، و د، و تاريخ بغداد.
4- بالأصل: يذكر، تصحيف، و المثبت عن م، و د، و تاريخ بغداد.
5- كتب بعدها في م: إلى.
6- زيادة عن م، و د، لتقويم السند.
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 66/2 و سير أعلام النبلاء 45/10 و تهذيب الكمال 49/16.
8- كذا بالأصل و م و د، و تهذيب الكمال، و في تاريخ بغداد: الهمداني.
9- في تاريخ بغداد: شيء.

ابن صخر الأزدي في كتابه أخبرني أبو الحسن علي بن عبد اللّه المجاور بمكة، قال: سمعت أبا علي الصوّاف ببغداد يقول: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول:

قلت لأبي أحمد بن حنبل: يا أبت، أي رجل كان الشّافعي ؟ فإني أسمعك كثيرا تذكره و تدعو له، فقال: يا بني، كان الشّافعي كالعافية للناس، و كالشمس للدنيا، فانظر هل لهذين من عوض أو منهما خلف ؟ أخبرنا أبو الفتح الشّافعي، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثنا الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي، أخبرني أحمد بن منصور ابن محمّد أبو العباس قال: سمعت محمّد بن أحمد بن سمويه يقول: سمعت أبا جعفر الأصبهاني الفقيه يقول: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن الأشقر قال: سمعت الفضل بن زياد يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما أحد يمس بيده محبرة إلاّ و للشافعي في عنقه منّة (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو بكر عبد الرّحمن بن إسماعيل بن عبد الرّحمن الصابوني النيسابوري، قدم علينا، أنبأنا الأستاذ أبو عبد اللّه محمّد بن علي الخبّازي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحاكم، حدّثني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن السّري المقرئ بأبيورد، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عبد الرّحمن، حدّثنا أبو القاسم عبيد اللّه (2) بن محمّد الأشقر البغدادي، قال: سمعت الفضل بن زياد العطار يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما أحد مسّ محبرة و قلما إلاّ و للشافعي في عنقه منّة.

[قال ابن عساكر:] (3) الصواب عبد اللّه بن محمّد بن الأشقر كما تقدم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الخطيب، حدّثني أبو رجاء هبة اللّه بن محمّد بن علي الشيرازي، و أبي الحسين بن بشران، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر التميمي، أنبأنا القاسم بن راشد الدّينوري، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن القاضي، حدّثنا الفضل بن زياد قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما أحد مسّ بيده محبرة، و لا قلما إلاّ و للشافعي في رقبته منّة.

أخبرنا أبو الحسن الموازيني، أنبأنا أبو عبد اللّه القضاعي في كتابه إلينا قال: قرأت

ص: 349


1- سير أعلام النبلاء 47/10.
2- كذا بالأصل، و م، و د، هنا، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
3- زيادة منا للإيضاح.

على محمّد بن أحمد القطان، حدّثنا أحمد بن غالب بن ما شاء اللّه الشافعي، حدّثنا عمر بن الحسن الحرّاني، حدّثنا محمّد بن أحمد الهروي، حدّثنا زكريا بن يحيى السّاجي، حدّثنا جعفر بن أحمد قال: قال أحمد بن حنبل: كلام الشّافعي في اللغة حجّة.

أخبرنا أبو المظفر القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو قالا: حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: كان الشّافعي من أفصح الناس (1)،قلت له: إيش أ له سن ؟ قال: لم يكن بالكبير، قلت: إنّ مصعب الزّبيري قال: هو أسن مني بأربع أو خمس سنين، قال: كذا كان، قال أبي: قال الشّافعي أنا قرأت على مالك فكان يعجبه قراءتي، قال أبي: لأنه كان فصيحا.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد، و أبو المعالي الفارسي، قالا: أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ (2)،أخبرني الزبير بن عبد الواحد، حدّثني أبو المؤمّل العباس بن الفضل - و قال عبد الجبّار: عباس بن أبي الفضل - بأرسوف (3) قال: سمعت محمّد ابن عوف يقول:

سمعت أحمد بن حنبل يقول: الشّافعي فيلسوف في أربعة أشياء: في اللغة، و اختلاف الناس، و المعاني، و الفقه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن السّلمي - قراءة عليه و أنا أسمع - عن أبي عبد اللّه القضاعي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن شاكر، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن ورد البغدادي، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن الحكم، حدّثنا حميد بن مخلد بن زنجويه قال:

سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما أحد يعلم في الفقه كان أحرى أن يصيب السّنّة لا يخطئ إلاّ الشّافعي.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا علي بن عبد العزيز، أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد، حدّثني أبو عثمان الخوارزمي نزيل مكة، فيما

ص: 350


1- سير أعلام النبلاء 47/10.
2- من طريقه روي الخبر في سير أعلام النبلاء 81/10 و البيهقي في المناقب 41/2.
3- ضبطت بالفتح عن معجم البلدان، و هي مدينة على ساحل بحر الشام بين قيسارية و يافا. و ضبطت في الأنساب بضم الهمزة (راجع معجم البلدان و الأنساب).

كتب إليّ ، حدّثنا أبو تراب حميد بن أحمد البصري قال: كنت عند أحمد بن حنبل نتذاكر في مسألة، فقال رجل لأحمد: يا أبا عبد اللّه لا يصح فيه حديث، فقال: إن لم يصح فيه حديث ففيه قول الشّافعي، و حجّته أثبت شيء فيه، ثم قال: قلت للشافعي: ما تقول في مسألة كذا و كذا، فأجاب فيها، فقلت: من أين قلت هل فيه حديث أو كتاب ؟ قال: بلى، فنزع (1) في ذلك حديثا للنبي صلى اللّه عليه و سلّم و هو حديث نص.

أخبرنا أبو سعد عبد اللّه بن أسعد، و أبو بكر عبد الجبّار بن محمّد بن أبي صالح، قالا: أنبأنا محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد الصّرّام، أنبأنا محمّد بن الحسين البسطامي، أنبأنا أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود، أنبأنا محمّد بن عوف قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول:

الشّافعي أتبع للسنة و الأثر من مالك بن أنس.

أخبرنا (2) أبو المظفّر بن أبي القاسم، أنبأنا أبو بكر الحافظ ، أنبأني أبو عبد الرّحمن السّلمي، حدّثنا أبو بكر بن زكريا، أنبأنا مكي (3) بن عبدان قال: سمعت مسلّم بن الحجاج يقول:

قال أحمد بن حنبل: سمعت ابن إدريس - يعني الشّافعي - ربّما تكلم في الفقه يقول: أنا و اللّه سمعت مالكا قال: و ذكر أحمد ابن إدريس فقال: كان نسيج وحده (4).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العباس الخزّار. ح و أخبرنا أبو الثناء حامد بن عبد اللّه بن أحمد بن المفرّج القضاعي الماكسيني (5) بالرّحبة، حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن سعدون من لفظه، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن طاهر بن يونس بن جعفر بن الصباح، أنبأنا أبو عمرو عثمان بن محمّد بن القاسم الآدمي قال: حدّثنا عبد اللّه بن إسحاق المدائني قال:

سمعت العباس بن محمّد يقول: سألت أحمد بن حنبل عن الشّافعي فقال: قد سألناه و اختلفنا إليه، فما رأينا إلاّ خيرا.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، حدّثنا أبو بكر الحافظ ، أنبأنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد

ص: 351


1- بدون إعجام بالأصل، و في م:«منوع» و المثبت عن د.
2- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
3- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م، و د.
4- كتب بعدها بالأصل و م: إلى.
5- قارن مع مشيخة ابن عساكر 41/أ.

الجبّار السكري، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم، حدّثنا إبراهيم الحربي، قال: سألت أحمد بن حنبل، حدّثنا الشّافعي فقال: حديث صحيح، و رأي صحيح (1).

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (2) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني محمّد بن أبي علي الأصبهاني، أنبأنا أبو علي الحسين بن محمّد الشافعي بالأهواز، أنبأنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال:

سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث يقول: ما رأيت أحمد بن حنبل يميل إلى أحد ميله إلى الشّافعي.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثنا الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي، حدّثنا عبد اللّه بن شيرويه بمرو قال: سمعت إسحاق بن راهويه يقول:

كان أحمد بن حنبل مشغوفا بالشافعي و بعلمه، و فقهه، و و اللّه ما وضع أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل شيئا إلاّ في موضعه.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغساني، قالا: حدّثنا[-و] (4) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنبأنا أبو طالب عمر بن إبراهيم، حدّثنا محمّد بن خلف بن جيّان (6) الخلاّل، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن دبيس الحداد، حدّثنا محمّد بن الحسن بن الجنيد قال: سمعت الحسن بن محمّد يقول:

كنا نختلف إلى الشّافعي عند ما قدم إلى بغداد ستة أنفس: أحمد بن حنبل، و أبو ثور، و حارث النّقّال، و أبو عبد الرّحمن الشافعي، و أنا، و رجل آخر سماه؛ و ما عرضنا على الشّافعي كتبه إلاّ و أحمد بن حنبل حاضر لذلك.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، حدّثنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو تراب المذكّر، قال: سمعت محمّد بن المنذر الهروي يقول:

ص: 352


1- سير أعلام النبلاء 47/10 و أعاده في صفحة 81.
2- زيادة عن م و د، لتقويم السند.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 66/2.
4- زيادة عن م و د، لتقويم السند.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 68/2.
6- بدون إعجام بالأصل، و في م و د: حيان، و المثبت: جيان، بالجيم، عن تاريخ بغداد راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 359/16 سماه: محمّد بن خلف بن محمّد بن جيّان الخلال و تاريخ بغداد 239/5.

لما قدم عليهم [الشافعي] (1) العراق سمع الكتب منه حسين الكرابيسي و أبو ثور، و الزّعفراني و غيرهم، و حدّثهم بأحاديث كثيرة فسمع منه أحمد بن حنبل، و إسحاق بن راهويه، و غيرهما، فسمعت الزعفراني يقول: ما دخلت على الشّافعي قط إلاّ و أحمد كان قد سبقني إليه.

أخبرني (2) أبو المظفر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أنبأنا الوليد الفقيه يقول: سمعت أبا نعيم الحافظ يقول:

قلت للحسن بن محمّد الزعفراني: هذه الكتب من قرأها على الشّافعي قال: أنا قرأتها عليه، و ما قرأت عليه حرفا إلاّ و أحمد بن حنبل حاضر (3).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو عثمان الصابوني، أنبأنا أبو الحسين الخفّاف، أنبأنا أبو نعيم الفقيه، قال: و سمعت أبا علي الحسن بن محمّد الزعفراني و قلنا له:

هذه الكتب من قرأها على الشّافعي فقال: أنا قرأتها عليه، ما قرأها عليه أحد غيري، و ما قرأت عليه حرفا إلاّ و أحمد بن حنبل حاضر.

أخبرنا أبو القاسم (4) زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن.

و أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنبأنا عمر بن أحمد بن عمر (5) قالا: أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر البحيري، أنبأنا أبو نعيم الجرجاني قال: سمعت الحسن بن محمّد الزعفراني يقول: قرأت على الشّافعي جميع هذه الكتب، و ما قرأت عليه حرفا إلاّ و أحمد بن حنبل حاضر.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو سعد الماليني ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، قالا: أنبأنا أبو أحمد بن عدي، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر القزويني، حدّثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول:

سمعت الموطّأ من محمّد بن إدريس الشّافعي لأنّي رأيته فيه ثبتا، و قد سمعته من جماعة قبله.

ص: 353


1- سقطت من الأصل و استدركت عن م و د.
2- كتب فوقها بالأصل و م: ملحق.
3- كتب بعدها في م: إلى.
4- بالأصل:«الفتح» تصحيف، و المثبت عن م، و د.
5- «بن عمر» ليستا في م.

أخبرنا أبو الأعزّ التركي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، حدّثنا إبراهيم بن يوسف قال: سمعت الحسن بن محمّد بن الصباح يقول: قال لي أحمد بن حنبل: إذا رأيت أبا عبد اللّه الشّافعي قد خلا، فأعلمني، قال: و كان يجيئه ارتفاع النهار فيبقى معه.

قال: و أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، أخبرني أبي، حدّثنا حرملة بن يحيى، قال:

سمعت الشّافعي يقول: وعدني أحمد بن حنبل أن يقدم عليّ مصر.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، و أبو الحسن بن قبيس، قالا:[-و] (1) حدّثنا أبو منصور العطار، أنبأنا أحمد بن علي (2)،حدّثنا الحسن بن أبي طالب، حدّثني علي بن عمر التمار، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الشّافعي، قال: حدثوني عن إبراهيم الحربي أنه قال: قال أستاذ الأستاذين قالوا: من هو؟ قال الشّافعي: أ ليس هو أستاذ أحمد بن حنبل ؟ أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه (3)الحافظ ، أخبرني أبو الفضل بن أبي نصر العدل، عن (4) أبي القاسم بن منيع قال لي صالح ابن (5) أحمد بن حنبل ركب الشّافعي حماره فجعل أبي يسايره، يمشي و الشافعي راكب و هو يذاكره فبلغ ذلك يحيى بن معين، فبعث إلى أبي، فبعث إليه: إنك لو كنت في الجانب الآخر من الحمار كان خيرا لك، هذا أو معناه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (6)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (7)،أنبأنا أبو طالب عمر بن إبراهيم، حدّثنا محمّد بن خلف بن جيّان (8) الخلاّل، حدّثني عمر بن الحسن، عن أبي القاسم بن منيع، حدّثني صالح بن أحمد بن حنبل قال: مشى أبي مع بغلة الشّافعي، فبعث إليه يحيى بن معين، فقال: يا أبا عبد اللّه أ ما رضيت إلاّ أن تمشي مع بغلته، فقال: يا أبا زكريا، لو مشيت من الجانب الآخر كان أنفع لك.

ص: 354


1- زيادة عن م و د، لتقويم السند.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 66/2.
3- «عبد اللّه» ليست في د.
4- في د:«و حدث عن..».
5- في د: صالح بن أبي صالح أحمد بن حنبل.
6- زيادة عن م و د، لتقويم السند.
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 66/2 و معجم الأدباء 301/17.
8- بدون إعجام بالأصل. و في د: حبان، و في م: حيان، حيان، تصحيف، و التصويب عن تاريخ بغداد، تقدم التعريف به.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد قال: سمعت موسى بن القاسم بن الحسن بن موسى الأشيب يذكر عن بعض مشايخه قال: لما قدم الشّافعي بغداد لزمه أحمد بن حنبل يمشي مع بغلة له، ما خلا الحلقة التي يقعد فيها أحمد، و يحيى و أبو خيثمة و غيرهم، فوجّه يحيى بن معين: إنك تمشي مع بغلة هذا الرجل - يعني - الشّافعي فوجه أحمد: لو كنت من الجانب الآخر كان أنفع لك.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (1)،حدّثنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن روح، حدّثنا محمّد بن ماجة القزويني قال: جاء يحيى بن معين يوما إلى أحمد بن حنبل، فبينا هو عنده إذ مرّ الشّافعي على بغلته، فوثب أحمد فسلّم عليه و تبعه، فأبطأ و يحيى جالس، فلما جاء قال يحيى: يا أبا عبد اللّه كم هذا، فقال أحمد: دع هذا عنك إن أردت الفقه، فالزم ذنب البغلة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، حدّثنا علي بن الحسن الهسنجاني قال: سمعت أبا إسماعيل الترمذي قال: سمعت إسحاق بن راهوية يقول:

ما تكلم أحد بالرأي - و ذكر الثوري، و الأوزاعي، و مالكا، و أبا حنيفة - إلاّ و الشافعي أكثر اتّباعا، و أقل خطأ منه (2).

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثني علي بن أحمد بن قرقور التمار، و محمّد ابن الحسن النقاش، قالا: حدّثنا محمّد بن علي الصائغ بمكة، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: محمّد بن إدريس الشّافعي في الناس بمنزلة العافية للخلق، و الشمس للدنيا، جزاه اللّه عن الإسلام و عن نبيه صلى اللّه عليه و سلّم خيرا.

أخبرنا أبو الأعزّ الأزجي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا علي بن عبد العزيز، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، حدّثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم قال: سمعت أبا إسحاق الشافعي - يعني إبراهيم بن محمّد (3)-و ذكر محمّد بن إدريس فقال: هو ابن عمّي، فعظّمه و ذكر من قدره و جلالته يعني في العلم.

ص: 355


1- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 99/9 و سير أعلام النبلاء 86/10-87 و انظر المناقب للبيهقي 252/2.
2- حلية الأولياء 102/9.
3- راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 165/11.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنبأنا أبو البركات المقرئ، أنبأنا أبو القاسم الصيرفي، أنبأنا حمكان، حدّثنا الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي، حدّثنا الحسن بن سفيان بنسا، حدّثنا [أبو ثور] (1) قال: سمعت الشّافعي و كان من معادن الفقه و جهابذة الألفاظ و نقّاد المعاني يقول: حكم المعاني خلاف حكم الألفاظ ، لأنّ المعاني مبسوطة إلى غير غاية و ممدودة إلى غير نهاية، و أسماء المعاني مقصورة معدودة، و محصّلة محدودة و جميع أصناف الدلالات على المعاني، لفظ و غير لفظ ، خمسة أشياء لا تزيد و لا تنقص أولها اللفظ ، ثم الإشارة، ثم العقد، ثم الخط ، ثم الذي يسمى النصبة، و النصبة في الحال الدالة التي تقوم مقام تلك الأصناف، و لا تقصر عن تلك الدلالات، و لكلّ واحد من هذه الخمسة صورة مواتية من صورة صاحبتها، و حلية مخالفة لحلية أختها، و هي التي تكشف لك من أعيان المعاني في الجملة، و عن معانيها في التفسير، و عن أجناسها و أفرادها، و عن خاصّها و عامّها، و عن طباعها في السارّ و الضّارّ، و عما يكون لهوا بهرجا، و ساقطا مدحرجا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الخطيب قال: قرأت على محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا محمّد بن نعيم النيسابوري قال: سمعت أبا زكريا يحيى بن محمّد العنبري يقول: سمعت أبا حفص محمّد بن علي بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي بكر بن سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب يقول: سمعت الحسن بن محمّد الزعفراني يقول: كان أصحاب الحديث رقودا حتى جاء الشّافعي فأيقظهم فتيقظوا.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن بن أبي العباس، قالا: حدّثنا[-و] (2) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني أبو منصور محمّد بن أحمد بن شعيب الرّوياني، حدّثنا عياش بن الحسن بن عياش قال: سمعت أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار قال: سمعت عبيد بن محمّد بن خلف البزّاز (4) يقول: سئل أبو ثور فقيل [له] (5):أيما أفقه الشافعي أو محمّد بن الحسن ؟ فقال أبو ثور: الشافعي أفقه من محمّد، و أبي يوسف، و أبي حنيفة، و حماد، و إبراهيم، و علقمة، و الأسود.

ص: 356


1- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن د، و م.
2- زيادة لتقويم السند عن م و د.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 69/2.
4- بالأصل:«البزار» و اللفظة غير مقروءة في م لسوء التصوير، و المثبت عن د، و تاريخ بغداد.
5- سقطت من الأصل و د، و استدركت للإيضاح عن تاريخ بغداد. و اللفظة لم تتضح في م لسوء التصوير.

أخبرنا أبو سعد عبد اللّه بن أسعد الصوفي، أنبأنا أبو الفضل الصّرّام، أنبأنا أبو عمر البسطامي، حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود قال: سمعت الربيع يقول: كان أصحاب الحديث لا يعرفون مذاهب الحديث و تفسيره حتى جاء الشّافعي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثني الزّبير قال: سمعت جعفر بن علي بن مليح الهمذاني - بصور - يقول: سمعت هلال بن العلاء يقول: الشّافعي أصحاب الحديث عيال عليه، فتح لهم الأقفال.

قال: و أنبأنا ابن حمكان قال: سمعت عبد الرّحمن بن أحمد الجلاّب بهمذان يقول:

سمعت هلال بن العلاء الرقي يقول: منّ اللّه تعالى على الناس بأربعة في زمانهم بالشّافعي و أحمد بن حنبل، و أبي عبيد، و يحيى بن معين، فأما الشّافعي فتفقه بحديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و أما أبو عبيد ففسّر لهم غريب الحديث، و لو لا ذلك لاقتحم الناس في الخطأ، و أما يحيى بن معين فنفى الكذب عن النّبي صلى اللّه عليه و سلّم و بيّن الصادق من الكاذب، و أما أحمد بن حنبل فجعله اللّه للناس إماما في القرآن و لو لا ذلك لكفر الناس.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، أنبأنا أبو المعمر المسدّد بن علي بن عبد اللّه بن بي السّجيس (1)،حدّثنا القاضي أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن عمرو (2) الرّحبي، حدّثنا أبو العباس أحمد بن منصور بن محمّد الشيرازي قال: سمعت أبا تراب محمّد بن الحسين بطوس يقول: سمعت محمّد بن المنذر بن سعيد النيسابوري يقول: حضرت عند داود بن علي فذكر مسألة فقيل (3) له: يا أبا سليمان هذا قول من هو؟ قال: هذا قول مطلبينا الذي علاهم بنكته، و قهرهم بأدلته، و باينهم بشهامته، التقيّ في دينه، النقيّ جيبه، الفاضل في نفسه، المتمسك بكتاب اللّه، المقتدي قدوة رسوله صلى اللّه عليه و سلّم، الماحي آثار - يعني - المبتدعين، الذاهب بخبرهم الطامس لسيرهم، فأصبحوا كما قال اللّه هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيٰاحُ (4).

أخبرنا (5) أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن

ص: 357


1- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن د.
2- بالأصل: عمر، و المثبت عن م و د.
3- بالأصل:«فقال»، و المثبت عن م، و د.
4- سورة الكهف، الآية:45.
5- كتب فوقها بالأصل و م: ملحق.

فنجويه (1) الدينوري، حدّثنا العباس بن الفضل الكندي، حدّثنا زكريا بن يحيى السّاجي قال:

قلت لأبي داود السجستاني من أصحاب الشّافعي قال: أولهم عبد اللّه بن الزّبير الحميدي، و أحمد بن حنبل، و يوسف بن يحيى أبو يعقوب، و الربيع بن سليمان، و أبو ثور إبراهيم بن خالد، و أبو الوليد بن أبي الجارود المكي، و الحسن بن محمّد الزعفراني، و الحسين بن علي الكرابيسي، و إسماعيل بن يحيى المدني، و حرملة بن يحيى، و قال و رجل ليس بالمحمود أبو عبد الرّحمن أحمد بن يحيى الذي يقال له الشافعي و ذلك أنه بدل، و قال بالاعتزال هؤلاء ممن تكلم في العلم و عرفوا به من أصحابه (2).

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سمعت عبد الرّحمن بن عبد اللّه الذبياني يقول: سمعت أبا المنير سهل بن عبد الصّمد الرقي يقول: سمعت داود بن علي هو الأصبهاني يقول: اجتمع للشافعي رحمه اللّه من الفضائل ما لم يجتمع لغيره، فأوّل ذلك: شرف نسبه، و منصبه، و أنه من رهط النّبي صلى اللّه عليه و سلّم، و منها: صحة الدين، و سلامة الاعتقاد من الأهواء و البدع، و منها سخاوة النفس، و منها:

معرفته بصحة الحديث و سقمه، و منها: معرفته بناسخ الحديث و منسوخه، و منها: حفظه لكتاب اللّه، و حفظه لأخبار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و معرفته بسير النّبي صلى اللّه عليه و سلّم و بسير خلفائه، و منها:

كشف لتمويه مخالفيه، و منها تأليفه الكتب القديمة و الجديد، و منها: ما اتفق له من الأصحاب و التلامذة مثل أبي عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل في زهده و علمه و ورعه و إقامته على السّنّة، و مثل سليمان بن داود الهاشمي، و عبد اللّه بن إدريس الحميدي، و الحسين الفلاّس، و أبي ثور إبراهيم بن خالد الكلبي، و الحسن بن محمّد بن الصّبّاح الزّعفراني، و أبي يعقوب يوسف بن يحيى البويطي، و حرملة بن يحيى التّجيبي، و الربيع بن سليمان المرادي، و أبي الوليد موسى بن الجارود، و الحارث بن سريج (3) النّقّال و أحمد بن خالد الخلاّل، و القائم بمذهبه أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني، و لم يتفق لأحد من العلماء و الفقهاء من الأصحاب ما اتفق له رحمة اللّه عليه و عليهم أجمعين قال البيهقي: إنّما عدد داود بن علي من أصحاب الشّافعي جماعة يسيرة، و قد عدّ أبو الحسن الدارقطني من روى عنه أحاديثه و أخباره و كلامه زيادة على مائة، مع قصور سنّه عن سنّ أمثاله من الأئمة، و إنّما تكثر الرواة عن العالم

ص: 358


1- بدون إعجام بالأصل، و في م و د:«فتحويه» تصحيف.
2- كتب بعدها بالأصل و م: إلى.
3- بالأصل و م و د: شريح، تصحيف.

إذا جاوز سنّه الستين أو السبعين، و الشافعي لم يبلغ في السن أكثر من أربع و خمسين، و اللّه أعلم.

تم الجزء بحمد اللّه و عونه و حسن توفيقه، و صلى اللّه على سيدنا محمّد و على آله و صحبه و سلّم تسليما كثيرا، دائما أبدا إلى يوم القيامة، آمين (1).

[أخبرنا (2) أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد و أبو المعالي محمّد بن إسماعيل قالا:

أخبرنا أبو بكر البيهقي، أنا أحمد بن محمّد بن الخليل الماليني.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن أحمد (3)... أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف قالا:

أنا أبو أحمد بن عبد اللّه بن عدي الحافظ قال: سمعت منصور بن إسماعيل الفقيه و يحيى بن زكريا يقولان: سمعت أبا عبد الرحمن النسائي يقول:

سمعت عبد اللّه بن فضالة النسائي، الثقة المأمون يقول: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: الشافعي إمام.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه اليوسفي.

و أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الله الحافظ . أخبرني القاسم بن غانم بن حمويه قال: سمعت أبا عبد اللّه البوشنجي (4) يقول: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: الشافعي إمام (5).

راوها الخطيب عن إسماعيل بن علي عن الحاكم.

أخبرنا أبو القاسم العلوي و أبو الحسن الغساني قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،نا إسماعيل بن علي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد الطيني، نا عبد

ص: 359


1- كتب في آخر المجلد المخطوط ، رقم 26 من النسخة المغربية: تم الجزء بحمد اللّه و عونه. قال في أصله: و هو آخر المجلدة الستين من النسخة المباركة و اللّه سبحانه و تعالى أعلم بالصواب. و إليه المرجع و المآب و صلى اللّه على سيدنا محمّد و آله و سلّم تسليما.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن د و هي الأصل الوحيد المعتمد.
3- كلمة غير واضحة في د.
4- في د: البوسنجي.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 67/2.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 67/2-68 و عنه في تهذيب الكمال 51/16.

الملك بن محمّد بن عدي، نا محمّد بن يزداد قال: سمعت أحمد بن علي الجرجاني يقول:

كان الحميدي إذا جرى عنده ذكر الشافعي يقول: حدثنا سيد الفقهاء الشافعي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، نا أبو نعيم الحافظ ، نا أحمد بن بندار بن إسحاق الفقيه، نا أحمد بن روح، نا الزعفراني قال: كنت مع يحيى بن معين في جنازة، فقال (1)... يا أبا زكريا ما تقول في الشافعي ؟ دع هذا عنك، لو كان الكذب مطلقا لكانت مروته تقيه من أن يكذب.

أخبرنا أبو المعالي الفارسي، نا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا محمّد بن طلحة المروذي، نا أحمد بن علي الأصبهاني، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي، نا أحمد بن روح البغدادي: قال: سمعت الزعفراني يقول: كنت مع يحيى بن معين في جنازة، فقلت له: يا أبا زكريا، ما تقول في الشافعي ؟ فقال: دعنا لو كان الكذب له مطلقا لكانت مروءته تمنعه أن يكذب.

قال البيهقي:

أخبرنا به مرة أخرى، فلم يذكر في إسناده زكريا بن يحيى.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله - أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني الأزهري، حدثنا علي ابن عمر الدارقطني، حدثنا محمد بن مخلد العطار، نا الزبير بن عبد الواحد، حدثني محمّد ابن بشر و عبد الملك بن محمّد بن صالح الحراني. قالا: حدثنا هاشم بن مرشد.

ح و أخبرنا و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو سعد الماليني.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة [أنبأنا حمزة بن يوسف السهمي] (2) أنبأنا أبو أحمد بن عدي، قال: سمعت يحيى بن.....] (3).

ابن (4) حيوية يقول: سمعت هاشم بن مرثد الطّبراني يقول: سمعت يحيى بن معين

ص: 360


1- كلمة غير واضحة في د، و هي الأصل الوحيد المعتمد.
2- ما بين معكوفتين سقط من د و هو الأصل الوحيد المعتمد بين يدينا و استدرك على هامشها:«أنبأنا حمزة.. قالا» و هذا السند معروف.
3- كلمتان غير مقروءتين في د.
4- من هنا يبدأ المجلد الخامس عشر المخطوط من الأصل الذي نعتمده، و هو من النسخة الظاهرية نسخة سليمان باشا المرموز لها ب «س».- و كتب على هامشها: «بين هذا الجزء و الذي قبله انخرام غير معلوم مقداره، و الظاهر أن الخرم قليل... و ما قبله في ترجمة الإمام الشافعي رضي اللّه عنه». و قد تم استدراك النقص عن نسخة مصورة عن أحمد الثالث و المرموز لها ب د.

يقول: الشّافعي صدوق لا بأس به، و في حديث... (1) ليس به بأس (2).

أخبرنا (3) أبو محمّد المزكي (4)،حدّثنا أحمد بن علي الحافظ ، أنبأنا رضوان بن محمّد ابن الحسن الدّينوري قال: سمعت أبا عبد اللّه الحسن بن جعفر المعروف بالرّقّي يقول:

سمعت الزبير بن عبد الواحد يقول: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن جعفر القروي يقول:

سمعت أبا زرعة الرازي يقول: ما عند الشّافعي حديث غلط فيه (5).

أخبرنا (6) أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن ابن مردك، أنبأنا ابن أبي حاتم قال: سمعت أبي يقول: محمّد بن إدريس الشّافعي فقيه البدن، صدوق (7).

أخبرنا بها عالية أبو محمّد عبد الجبّار، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا الزبير بن عبد الواحد الحافظ قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن جعفر القزويني يقول فذكر نحوها (8).

و أخبرنا أبو محمّد، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه، حدّثنا أبو الوليد الفقيه، قال: سمعت أبا بكر بن أبي داود السّجستاني يقول: سمعت أبي يقول (9):ما من العلماء أحدّ إلاّ و قد أخطأ في حديثه غير ابن (10) علية، و بشر بن المفضّل، و ما أعلم للشّافعي حديثا خطأ (11).

ص: 361


1- رسمها بالأصل و د:«قدوة»؟!.
2- حلية الأولياء 97/9 و سير أعلام النبلاء 47/10.
3- هنا بدأ الجزء 27 من المخطوطة المغربية المرموز لها بحرف «م» و كتب قبلها: بسم اللّه الرحمن الرحيم، و صلّى اللّه على سيدنا محمّد و على آله و صحبه و سلّم.
4- كذا بالأصل و د، و في م: الركبي.
5- سير أعلام النبلاء 47/10.
6- في د، و م: و أخبرنا.
7- سير أعلام النبلاء 48/10.
8- كذا بالأصل، و في م و د:«فذكرها» بدل «فذكر نحوها».
9- سير أعلام النبلاء 48/10.
10- بالأصل:«أبي علية» تصحيف، و التصويب عن م و د.
11- سير أعلام النبلاء 48/10.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو الوليد الفقيه، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبيدة (1)،قال: كنا نسمع من يونس بن عبد الأعلى تفسير زيد بن أسلّم فقال لنا يونس: كنت أولا أجالس أصحاب التفسير و أناظر عليه، فكان الشّافعي إذا أخذ في التفسير فكأنه شهد التنزيل (2).

قرئ على أبي الحسن علي بن الحسن (3) بن الحسين و أنا أسمع عن القاضي أبي عبد اللّه بن شاكر، حدّثنا عبيد اللّه بن محمّد البزاز، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد القاضي - فيما أجازه لي - حدّثنا محمّد بن يعقوب البرجي، قال: سمعت أبا حسّان الزيادي يقول: لمّا رأيت إكرام الشّافعي و إصغاءه إلى ما نقول، و انتزاعه من القرآن المعاني، و العبارة عن المعاني أنست به، فكنت أسأله عن معاني القرآن، فما رأيت أحدا أقدر على معاني القرآن و العبارة عن المعاني، و الاستشهاد على ذلك من قول الشعر أو اللغة منه.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو البركات المقرئ، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان. ح و أخبرنا بها عالية أبو (4) المعالي الفارسي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قالا: أنبأنا الزّبير بن عبد الواحد الحافظ الأسدآباذي (5)قال: سمعت أبا سعيد محمّد بن عقيل الفاريابي (6) يقول: قال المزني أو الربيع (7):

كنا عند الشّافعي بين الظهر و العصر عند الصحن في الصفة و الشّافعي قد استند (8) إلى أسطوانة - و أ ما قال إلى غيرها - إذ جاء شيخ عليه جبّة صوف، و عمامة صوف [و إزار صوف] (9)،و في يده عكّازة، قال: فقام الشافعي و سوّى عليه ثيابه، و استوى جالسا (10) إليّ ،

ص: 362


1- كذا بالأصل، و في م:«عبيد» و في د: أحمد بن محمّد بن محمّد بن عبيد.
2- سير أعلام النبلاء 81/10 و كتاب المناقب للبيهقي 284/1.
3- اللفظتان «بن الحسن» ليستا في م و د.
4- في د:«ابن».
5- قسم من اللفظة:«الأس» مكانه بياض في م.
6- بدون إعجام بالأصل، و في م و د:«الفارياني» و الصواب ما أثبت و هذه النسبة إلى فارياب، و قد ينسب إليها: الفيريابي و الفريابي.(الأنساب). و الفارياب: مدينة مشهورة بخراسان من أعمال جوزجان قرب بلخ غربي جيحون (انظر معجم البلدان).
7- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 83/10-84 من طريق الزبير بن عبد الواحد.
8- بياض في م مقدار كلمة، و الكلام متصل فيها.
9- الزيادة بين معكوفتين عن د، و في م بعد: و عمامة صوف: بياض مقدار كلمة ثم:«أو صوف..».
10- بعدها بياض في م، و الكلام متصل فيها.

و سلّم الشيخ و جلس، و أخذ الشّافعي ينظر إلى الشيخ هيبة له، إذ قال الشيخ: أسأل ؟ فقال:

سل (1)،قال: أيش الحجّة في دين اللّه ؟ فقال الشّافعي: كتاب اللّه، قال: و ما ذا؟ قال: و سنّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قال: و ما ذا؟ قال: اتفاق الأمّة، قال: من أين قلت: اتفاق الأمة من كتاب اللّه ؟- زاد نصر اللّه: أ من سنة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟- قال: فقال: من كتاب اللّه! قال: فتدبّر الشّافعي ساعة فقال الشّافعي:- و قال نصر اللّه: فقال:- يا شيخ قد أجّلتك ثلاثة أيام و لياليها، فإذا جئت بالحجة من كتاب اللّه - و قال الفارسي: من كتاب - في الاتفاق و إلاّ تبّ إلى اللّه عزّ و جل، قال: فتغير لون الشّافعي، ثم إنه ذهب، فلم يخرج ثلاثة أيام و لياليهن، قال: فخرج إلينا اليوم - و قال نصر اللّه: في اليوم الثالث في ذلك الوقت - يعني - بين الظهر و العصر، و قد انتفخ وجهه و يداه و رجلان و هو مسقام، فجلس، فلم يكن بأسرع أن جاء الشيخ، فسلّم و جلس، فقال: حاجتي، فقال الشّافعي: أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم، بسم اللّه الرّحمن الرحيم، قال اللّه عزّ و جل: وَ مَنْ يُشٰاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مٰا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدىٰ وَ يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مٰا تَوَلّٰى وَ نُصْلِهِ جَهَنَّمَ (2) لا يصليه على على خلاف المؤمنين إلاّ و هو مرضي قال: فقال: صدقت، و قال: فذهب.

[قال] (3) الفريابي: قال المزني أو الربيع: قال الشّافعي: فلما ذهب الرجل قرأت القرآن في كلّ يوم و ليلة ثلاث مرّات حتى وقفت [عليه] (4).

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو البركات البغدادي، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان قال: سمعت الزبير بن عبد الواحد يقول: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن جعفر يقول: سمعت الربيع يقول: سمعت الشّافعي يقول: لما أردت إملاء:

«تصنيف أحكام القرآن» قرأت القرآن مائة مرة.

قال: و حدّثنا الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر - قاضي الرّملة - حدّثنا أبو حاتم الرازي، حدّثني يحيى بن عبد الرزّاق، قال: سمعت المزني يقول: ما رأيت رجلا أعقل من الشافعي.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن

ص: 363


1- مكان «فقال: سل» بياض في م.
2- سورة النساء، الآية:115.
3- زيادة للإيضاح عن م، و د.
4- مكانها بياض بالأصل، و المثبت عن م، و د.

السّلمي، أنبأنا محمّد بن علي بن طلحة، حدّثنا أحمد بن علي الأصبهاني، حدّثنا زكريا الساجي قال: سمعت هارون بن سعيد الأيلي يقول: ما رأيت مثل الشّافعي، قدم علينا مصر فقالوا: قدم رجل من قريش فجئناه و هو يصلّي، فما رأيت أحسن صلاة، و لا وجها منه، فلمّا قضى صلاته تكلّم، فما رأينا أحسن كلاما منه، فافتتنا به.

أخبرنا أبو الأعزّ بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، حدّثنا يحيى بن نصر الخولاني المصري قال: قدم الشّافعي من الحجاز، فبقي بمصر أربع سنين و وضع هذه الكتب في أربع سنين، ثم مات، و كان أقدم معه من الحجاز كتب ابن عيينة، و خرج إلى يحيى [بن حسان] (1) فكتب عنه، و أخذ كتبا من أشهب بن عبد العزيز (2) فيه آثار و كلام من كلام أشهب، فكانت الكتب بين يديه، و يصنّف الكتب، إذا ارتفع له كتاب جاءه صديق له يقال له ابن [هرم] (3) فيكتب، و يقرأ عليه البويطي (4) و يجمع من يحضر، يسمع في كتاب ابن هرم ثم ينسخون، فكان الربيع على حوائج الشّافعي، فربما غاب في حاجة، فيعلّم له فإذا رجع قرأ [الربيع] (5) عليه ما فاته.

أخبرنا أبو الفتح نصر بن محمّد، أنبأنا أبو البركات أحمد بن [عبد اللّه] (6)،أنبأنا (7)أبو القاسم الصيرفي، أنبأنا أبو علي [بن حمكان] (8) قال: سمعت محمّد بن إبراهيم القاضي يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن هارون (9) يقول: سمعت المزني يقول: سمعت البويطي يقول: قلت للشافعي: إنك تتغنى (10) في تأليف الكتب و تصنيفها و الناس لا يلتفتون

ص: 364


1- بياض بالأصل و م، و المستدرك بين معكوفتين عن «د» و هو أبو زكريا يحيى بن حسان البصري ثم التنيسي، نزيل تنيس ترجمته في سير أعلام النبلاء 127/10.
2- أشهب بن عبد العزيز بن داود، أبو عمرو العامري المصري، يقال اسمه مسكين، و أشهب لقب له. ترجمته في سير أعلام النبلاء 500/9.
3- بياض بالأصل، و م و المستدرك عن «د».
4- هو يوسف بن يحيى أبو يعقوب المصري البويطي، صاحب الإمام الشافعي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 12/ 58.
5- بياض بالأصل و م، و المثبت عن د.
6- بياض بالأصل، و في م:«عبد» و بعدها بياض، و المثبت عن د.
7- من هنا نبدأ الأخذ عن نسخة مصورة عن النسخة الأزهرية المرموز لها بحرف «ز».
8- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن م، و د، و ز.
9- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م، و د، و ز.
10- كذا بالأصل و م، و د، و ز، و في المختصر: تتعبنا.

عليك (1)،و لا إلى تصنيفك (2)،فقال لي: إن هذا هو الحقّ ، و الحق لا يضيع.

و قرئ على أبي الحسن علي بن الحسن بن الحسين و أنا أسمع، حدّثنا القاضي أبو عبد اللّه محمّد بن سلامة، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو بن شاكر، حدّثنا علي بن محمّد بن إسحاق البزّار (3)،حدّثنا عثمان بن محمّد بن شاذان القاضي، حدّثنا أبو الحسن أحمد بن عثمان، حدّثنا محمّد بن الحسن الهمداني، حدّثنا يحيى بن عبد الباقي، حدّثنا محمّد بن عامر، عن البويطي قال: سمعت الشّافعي يقول: قد ألّفت (4) هذه الكتب و لم آل منها، و لا بد أن يوجد فيها الخطأ، لأن اللّه تعالى يقول: وَ لَوْ كٰانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللّٰهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاٰفاً كَثِيراً (5) فما وجدتم في كتبي هذه مما يخالف الكتاب أو السنّة فقد رجعت عنه.

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين، و أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (6)،قالا: حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، حدّثنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلي، حدّثنا الفضل بن الفضل الكندي أبو العباس الهمذاني، حدّثنا عبد اللّه بن جامع قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشّافعي يقول: وددت أن الناس تعلّموا هذه الكتب، و لا ينسب إليّ منها شيء.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، حدّثنا الربيع بن سليمان قال: سمعت الشّافعي و دخلت عليه و هو مريض فذكر ما وضع من كتبه، فقال: لوددت أن الخلق تعلمه و لم ينسب إليّ منه شيء أبدا (7).

قال: و أنبأنا أبو محمّد، حدّثنا أبي، حدّثنا حرملة بن يحيى قال: سمعت الشّافعي يقول: وددت أنّ كل علم أعلمه يعلمه الناس أؤجر عليه و لا يحمدوني (8).

قال: و أنبأنا أبو محمّد، حدّثنا محمّد بن مسلّم بن وارة الرّازي قال (9):سألت أحمد بن

ص: 365


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «إلى كتبك» و في د: على كتبك.
2- في د: و لا إلى كتبك.
3- الأصل: البرار، و المثبت عن «ز»، و د.
4- بالأصل و د:«التقفت» و المثبت عن «ز».
5- سورة النساء، الآية:82.
6- الأصل و د، و في «ز»: «المزرقي» و بدون إعجام في م.
7- حلية الأولياء 118/9.
8- حلية الأولياء 119/9 و البداية و النهاية 253/10 و سير أعلام النبلاء 55/10.
9- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 97/9 و الذهبي في سير أعلام النبلاء 55/10.

حنبل، قلت: ما ترى لي من الكتب أن انظر فيه لتفتح لي الآثار: رأي مالك، أو الثوري، أو الأوزاعي ؟ فقال لي قولا أجلّهم أن أذكر ذاك، و قال: عليك بالشافعي فإنّه أكثرهم صوابا، أو أتبعهم للآثار - الشك منّي - قلت لأحمد: فما ترى في كتب الشّافعي التي عند العراقيين أحبّ إليك أو التي عندهم [بمصر] (1) قال: عليك بالكتب التي وضعها بمصر، فإنه وضع هذه الكتب بالعراق و لم يكملها (2)،ثم رجع إلى مصر فأحكم ذاك، ثم فلما سمعت ذلك من أحمد بن حنبل - و كنت إلى ذلك قد عزمت على الرجوع إلى البلد، و تحدّث بذلك الناس - ثم تركت ذاك و عزمت على الرجوع (3) إلى مصر.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن الرازي الصوفي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن ناجية قال: سمعت محمّد بن مسلّم بن وارة قال: لما قدمت من مصر أتيت أبا عبد اللّه أحمد بن حنبل أسلّم عليه، فقال لي: كتبت (4)[كتب الشافعي ؟ فقلت: لا، فقال لي: فرطت، ما عرفنا العموم من الخصوص، و ناسخ] (5)حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من المنسوخ حتى جالسنا الشّافعي، قال ابن وارة: فحملني ذلك على أن رجعت إلى مصر فكتبتها (6).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو عثمان الصابوني، أنبأنا أبو الحسين (7)،[الخفاف] (8) أنبأنا أبو نعيم الفقيه، قال: و سمعت الميموني عبد الملك (9) بن عبد الحميد بن ميمون [بن مهران الرقي، بالرقة] (10) و كان صاحب (11) أحمد بن حنبل

ص: 366


1- بياض بالأصل و م، و استدركت اللفظة عن «ز»، و د، و المصدرين.
2- كذا بالأصل، و في «ز»: يكتبها، و في سير أعلام النبلاء و حلية الأولياء:«و لم يحكمها». و مكانها بياض في م.
3- من قوله: الرجوع إلى هنا سقط من «ز».
4- بالأصل: كتبته، و المثبت عن «ز»، و د، و م.
5- ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل، و المستدرك عن م، و «ز»، و د.
6- معجم الأدباء 312/17 و سير أعلام النبلاء 55/10 و حلية الأولياء 97/9.
7- في د: الحسن.
8- بياض بالأصل، و المثبت عن م، و د، و في «ز»: الحباك.
9- كذا بالأصل، و في م، و د، و «ز»: «عبد اللّه» تصحيف. راجع ترجمته في تهذيب الكمال 52/12 (ط . دار الفكر).
10- بياض بالأصل و م - و فيه كلمة: بالرقة، و المثبت بين معكوفتين عن د، و في «ز»: «بن صفوان الرملي بالرقة».
11- في «ز»: «حاجب» و المثبت يوافق م، و د، و تهذيب الكمال 52/12.

[و رفيقه، قلت؛ إن أبا حاتم الرازي حكى لي عنك أنك سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن حنبل] (1) يقول: عليك بكتب الشّافعي فما أعلم أحدا وضع كتابا حتى ظهر أتبع للأثر منه (2)، ففكّر فيه الميموني ساعة و أقرّ به، ثم قال لي الميموني بعد ذلك: قال أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل يوما: يا أبا الحسن، لم لا تنظر في كتب الشّافعي ؟ فقلت: يا أبا عبد اللّه فيها قصص طوال و نحن قد اشتغلنا بالحديث و طلبه، فقال: انظر في كتاب الرسالة فإنّه من أحسن كتبه، فقلت: قد نظرت، ثم حدّثني الميموني، أخبرني محمّد بن محمّد الشّافعي قال: قال أحمد ابن حنبل: إنّي لأدعو اللّه في اللّيل أو في السّحر لإخواني و لأصحابي، أبوك خامسهم.

أخبرنا أبو الأعزّ الأزجي، أنبأنا الحسن بن علي الجوهري، أنبأنا علي بن عبد العزيز، أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إدريس و ذكر عبد اللّه بن أبي عمرو البكري قال: سمعت عبد الملك الميموني قال: قال لي أحمد بن حنبل: لم انظر في كتاب أحد ممن وضع كتب الفقه غير الشّافعي، إنه قال لي: لم لا تنظر فيها، و ذكر لي كتاب الرسالة فقدّمه من كتبه، فقلت: يا أبا عبد اللّه تم ذلك الكتاب بالاحتجاج و نحن مشاغيل بالحديث،.

قال: و أنبأنا عبد الرّحمن، حدّثنا أحمد بن عثمان النحوي قال: سمعت أبا قديد النسائي يقول: سمعت إسحاق بن راهوية يقول: كتبت إلى أحمد بن حنبل، و سألته أن يوجّه إلي من كتب الشّافعي ما يدخل حاجتي، فوجّه إلي بكتاب الرسالة.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنبأنا دعلج بن أحمد قال: سمعت جعفر الساماني يقول:

سمعت المزني يقول: كتبت كتاب الرسالة منذ زيادة على أربعين سنة، و أنا أقرأه و انظر فيه، و يقرأ علي، ما من مرّة قرأت أو قرئ عليّ إلاّ و استفدت منه شيئا لم أكن أحسنه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل الحافظ ، أنبأنا عبد الواحد بن إسماعيل [الروياني] (3) كتابة، أنبأنا أبو محمّد الخبازي - يعني - عبد اللّه بن جعفر قال:

سمعت أبا سعيد.... (4) بن محمّد بن خيران - بهمذان - يقول: سمعت أبا عبد اللّه محمّد

ص: 367


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و م، و د.
2- حلية الأولياء 100/9.
3- بياض بالأصل، و استدركت اللفظة عن م، و «ز»، و د، و بعدها في م بياض، و الكلام متصل، بحيث لا يوجد نقص.
4- بياض بالأصل، و في د:«عبد الرحمن» و في «ز»: «علي» و الكلمة غير مقروءة في م، قسم منها موجود و رسمه: «عبد» و الباقي غير ظاهر من سوء التصوير.

ابن حمدان الطرائفي يقول: سمعت أبا الحسن الشّافعي ببغداد يقول: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فيما يرى النائم فقلت: يا رسول اللّه بما جزي محمّد بن إدريس الشّافعي حين يقول في ذكر الصلاة عليك في:«كتاب الرسالة»: و صلى اللّه على محمّد كلما ذكره ذاكر، و غفل عن ذكره غافل، قال: جزي أنه لا يوقف للحساب يوم القيامة.

أخبرنا أبو القاسم الخضر (1) بن الحسين بن عبدان [أنا] (2) أبو الحسن علي بن الحسن ابن عبد السّلام بن أبي الحزوّر (3)،أنبأنا أبو [الحسن] (4) ابن السمسار، حدّثنا أبو أحمد (5)عبد اللّه بن بكر، حدّثني البردعي أحمد بن محمّد قال: سمعت بكّار بن محمّد السلمي يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول غير مرة: رأيت الشّافعي في المنام، فقلت له: ما فعل اللّه بك ؟ قال: أنا في الفردوس الأعلى، فقلت: بما ذا؟ قال: بكتاب صنّفته و سميته بكتاب الرسالة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، حدّثنا عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران قال: قال لي أحمد بن حنبل: ما لك لا تنظر في كتب الشّافعي، فما من أحد وضع الكتب حتى ظهرت أتبع للسنّة من الشّافعي.

[قال: و أنا أبو محمّد، نا أبو زرعة قال: نظر أحمد بن حنبل في كتب الشافعي] (6).

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثنا محمّد بن الحسن النقّاش، حدّثنا أبو نعيم إسحاق بن أبي عمران قال: سمعت الصومعي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: صاحب حديث لا يستغني عن كتب الشّافعي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - أنبأنا عبد الدّائم بن الحسن، أنبأنا عبد الوهّاب

ص: 368


1- مكانها بياض في م.
2- سقطت من الأصل، و استدركت لتقويم السند عن م، و «ز»، و د.
3- ضبطت بتشديد الواو المكسورة، في «ز»، ضبط قلم.
4- بياض بالأصل، و استدركت اللفظة عن م، و «ز»، و د.
5- بالأصل: حمد، و المثبت عن م، و «ز»، و د.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن م، و «ز»، و د.

ابن الحسن الكلابي - إجازة - أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف الهروي، حدّثنا محمّد بن يعقوب بن الفرجي (1) قال: سمعت علي بن المديني يقول لعلي بن المبارك و قد ذكر مسألة فقال له علي بن المديني: عليكم بكتب الشّافعي (2).

قال: و حدّثني محمّد بن يعقوب قال: سمعت محمّد بن علي بن المديني يقول: قال لي أبي: لا تترك للشافعي حرفا واحدا إلاّ كتبته، فإن فيه معرفة (3).

أخبرنا أبو الأعزّ التركي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا علي بن عبد العزيز، أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إدريس، حدّثنا أبو زرعة قال: بلغني أن إسحاق بن راهوية كتب له كتب الشّافعي، فتبين له في كلامه أشياء قد أخذه عن الشّافعي و قد جعله لنفسه.

قال: و أنبأنا عبد الرّحمن، حدّثنا أحمد بن سلمة بن عبد اللّه النيسابوري قال:

تزوّج إسحاق بن راهوية بمرو بامرأة رجل كان عنده كتب الشّافعي و توفي و لم يتزوج بها إلاّ لحال كتب الشّافعي، فوضع جامع الكبير [على] (4) كتاب الشّافعي، و وضع جامع الصغير على جامع الثوري الصغير، و قدم أبو إسماعيل الترمذي نيسابور و كان عنده كتب الشّافعي عن البويطي فقال له إسحاق بن راهوية: لي إليك حاجة أن لا تحدّث بكتب الشّافعي ما دمت بنيسابور، فأجابه إلى ذلك، فلم يحدّث به حتى خرج.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني - قراءة-، أنبأنا عبد الدائم بن الحسن، عن عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا محمّد بن يوسف الهروي قال: و سمعت الربيع بن سليمان يقول: و كنا [في جنازة شهدها] (5) و نحن معه، فجلس في مسجد المقابر (6) ينتظر [دفن] (7) الميت و ما يتبع الجنازة، و جلس أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الحكم بالقرب منه، و كان بينهما المحراب، فقال لنا أبو محمّد الربيع بن سليمان: هاتوا ما معكم، فقلنا: كتابنا [اختلاف] (8) فجعل القارئ

ص: 369


1- بدون إعجام بالأصل و م، و «ز»، و د.
2- سير أعلام النبلاء 56/10 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201-210) ص 332.
3- كتاب المناقب للبيهقي 248/2.
4- بياض بالأصل و م، و استدركت اللفظة عن «ز»، و د.
5- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن م، و «ز»، و د.
6- سقطت اللفظة من د، و م، و تقرأ في «ز»: الغابة.
7- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م، و د، و «ز».
8- بياض بالأصل و م، و المثبت عن د، و «ز».

يقرأ عليه منه و هو يتهلل وجهه، و محمّد بن عبد الحكم يسمع و يذكر أبو عبد اللّه الشّافعي و فهمه (1) و معرفته، و يستحسن تلك المسائل إلى أن فرغوا من دفن الميت أو قبله أو بعده حتى قمنا.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز، أنبأنا أبو محمّد الحنظلي قال: سمعت أبا زرعة يقول: سمعت كتب الشّافعي من الربيع أيام يحيى بن عبد اللّه بن بكير سنة ثمان و عشرين و مائتين، و عند ما عزمت على سماع كتب الشّافعي بعت ثوبين رقيقين كنت حملتهما (2) لأقطعهما لنفسي فبعتهما و أعطيت الورّاق.

قال: و أنبأنا أبو محمّد قال: و سمعت أبي يقول: قال لي أحمد بن صالح: تريد أن تكتب كتب الشّافعي ؟ قلت: نعم، لا بد من أن أكتبها.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، حدّثني محمّد بن القاسم بن سريح، قال: سمعت محمّد ابن عبد اللّه المعمري يقول: سمعت الجاحظ يقول: نظرت في كتب هؤلاء النّبغة (3) الذين نبغوا، فلم أر أحسن تأليفا من المطّلبي، كأن فاه نظم (4) درّا إلى درّ.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا الحسين محمّد بن محمّد بن يعقوب الحجاجي يقول: سمعت يحيى ابن منصور القاضي يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة و قلت له: هل تعرف سنّة لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في الحلال و الحرام لم يودعها الشّافعي كتابه ؟ قال: لا.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: قال أبو الوليد الفقيه: حدّثنا أبو بكر بن أبي داود السّجستاني قال: سمعت هارون بن سعيد الأيلي يقول: سمعت الشّافعي يقول: لو لا أن نطول (5) على الناس لوضعت في كل مسألة جزء حجج و بيان.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الشّافعي، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم الصيرفي، أنبأنا أبو علي الهمذاني، حدّثنا [الزبير] (6) بن عبد الواحد الأسدآباذي،

ص: 370


1- بالأصل: و مجيئه، و المثبت عن د، و «ز».
2- في «ز»: جعلتهما.
3- في «ز»: النابغة.
4- بالأصل، و م، و د، و «ز»: درّ.
5- في م، و «ز»، و د: يطول.
6- بياض بالأصل و م، و اللفظة استدركت عن «ز»، و د.

حدّثنا الحسن بن سفيان، حدّثنا الربيع بن سليمان قال: سمعت الشّافعي يقول: لو أردت أن أضع على كل مخالف كتابا كبير لفعلت ذلك، و لكن ليس الكلام من شأني، و لا أحبّ أن ينسب إليّ منه شيء.

أخبرنا القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا [و] (1) أبو منصور ابن خيرون، أنبأنا - أبو بكر [الخطيب] (2)،أنبأنا (3) أحمد بن علي بن أيوب - إجازة - أنبأنا علي بن أحمد بن أبي غسّان، حدّثنا زكريا بن يحيى الساجي.

ح قال الخطيب: و أنبأنا محمّد بن عبد الملك - قراءة أنبأنا عيّاش بن الحسن، حدّثنا محمّد بن الحسين (4) الزعفراني، أخبرني زكريا بن يحيى، حدّثنا ابن بنت الشّافعي قال:

سمعت أبا الوليد بن أبي الجارود يقول: ما رأيت أحدا إلاّ و كتبه أكبر من مشاهدته [إلاّ] (5)الشّافعي، إلاّ أن لسانه كان أكبر (6) من كتابه.

أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

سمعت أبا محمّد بن علي بن زياد يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن إسحاق يقول: سمعت الربيع بن سليمان و ذكر الشّافعي، فقال: لو رأيتموه لقلتم إن هذه ليست كتبه، كان و اللّه لسانه أكبر من كتبه (7).

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي بن الخضر بن أبي هاشم، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه ابن الحسن بن حمزة، أنبأنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن ياسر، أنبأنا أبو موسى هارون بن محمّد، حدّثنا أبو يحيى زكريا بن أحمد، حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحجّاج بن رشدين بن سعد، حدّثنا أحمد بن صالح قال: و ما كتب الشّافعي من كلامه كان له لسان يضعه فيما شاء.

قال: و حدّثنا أبو يحيى، حدّثنا أبو جعفر الترمذي قال: و قال يونس بن عبد الأعلى: ما

ص: 371


1- زيادة عن م، و «ز»، و د، لتقويم السند.
2- بياض بالأصل، و استدركت اللفظة عن «ز»، و صحفت في د و في م إلى: الخطابي.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 67/2.
4- بالأصل و د، و م: الحسن، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
5- بياض بالأصل و المثبت عن «ز»، و د.
6- في تاريخ بغداد: أكثر.
7- سير أعلام النبلاء 48/10 و كتاب المناقب للبيهقي 49/2.

كان الشّافعي إلاّ ساحر، ما كنا ندري ما يقول إذا قعدنا حوله (1).

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمّد الماليني. ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، قالا: أنبأنا أبو أحمد بن عدي الحافظ ، حدّثنا يحيى بن زكريا بن حيّوية قال: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: كانت ألفاظ الشّافعي كأنها سكّر (2).

قال: و حدّثنا يحيى بن زكريا قال: سمعت أبا سعيد الفريابي يقول: سمعت محمودا (3)النحوي يقول: سمعت ابن هشام النحوي يقول: طالت مجالستنا محمّد بن إدريس الشّافعي، فما سمعت منه لحنا قطّ (4) و لا كلمة غيرها أحسن منها.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن (5)ابن مردك، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال: قال أبي: قال أحمد بن أبي سريح: ما رأيت أحدا أفوه، و لا أنطق من الشّافعي (6).

قال: و أنبأنا أبو محمّد قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: كان الشّافعي عربي النفس، عربي اللسان.

قال: و أنبأنا أبو محمّد، أخبرني عبد اللّه بن أحمد بن حنبل فيما كتب إليّ قال: قال أبي: كان الشّافعي من أفصح الناس (7)،و كان مالك يعجبه قراءته لأنه كان فصيحا.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد البيهقي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن (8)، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو العباس الأموي، قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول. ح و أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو قالا: حدّثنا أبو العباس الأصمّ ، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد

ص: 372


1- سير أعلام النبلاء 48/10.
2- كتاب المناقب للبيهقي 50/2 و سير أعلام النبلاء 48/10.
3- كذا بالأصل، و د، و م، و في «ز»: محمود.
4- سير أعلام النبلاء 49/10.
5- بالأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م، و «ز»، و د.
6- سير أعلام النبلاء 49/10.
7- سير أعلام النبلاء 47/10.
8- بالأصل، و م، و «ز»، و د: الحسن، تصحيف، و الصواب ما أثبت.

ابن حنبل قال: سمعت أبي يقول: قال الشّافعي: أنا قرأت على مالك كان يعجبه قراءتي، قال أبي: لأنه كان فصيحا.

أخبرنا أبو المعالي أيضا، أنبأنا أبو بكر، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: كان الشّافعي من أفصح الناس.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا الحسن بن الحسين بن حمكان قال: سمعت الغطريف بن محمّد الهذلي بالبصرة يقول:

سمعت السّاحبي زكريا بن يحيى بالبصرة يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول: كلّما ذكرت ما أكل التراب من لسان الشّافعي هانت علي الدنيا.

أخبرنا أبو الأعزّ الأزجي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال: قال الربيع بن سليمان:

سمعت عبد الملك بن هشام النحوي صاحب المغازي و كان بصيرا بالنحو و العربية يقول الشّافعي: ممن يؤخذ عنه اللغة (1).

قال: و أنبأنا ابن أبي حاتم قال: حدثت عن أبي عبيد القاسم بن سلام قال: كان الشّافعي ممن يؤخذ عنه اللغة أو من أهل اللغة - الشك منّي-.

أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، أنبأنا علي بن الحسن بن عبد السّلام، أنبأنا أبو الحسن ابن السمسار، أنبأنا أبو علي محمّد بن الحسن بن درستويه، أنبأنا أبو يحيى البلخي، حدّثنا الحسن بن علي بن الأشعث قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم و قيل له: يا أبا عبد اللّه كان الشّافعي حجّة في اللغة، فقال: إن كان أحد من أهل العلم حجّة في شيء، فالشافعي حجة في كلّ شيء.

أخبرنا (2) أبو المعالي الفارسي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: سمعت الحسين بن أحمد بن موسى البيهقي يقول: سمعت محمّد بن يحيى الصولي يقول: قال المبرّد (3):رحم اللّه الشّافعي كان من أشعر الناس، و آدب الناس، و أفصح الناس، و أعرفهم بالقراءات.

ص: 373


1- سير أعلام النبلاء 49/10 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201-210) ص 316.
2- الخبر التالي سقط من «ز».
3- معجم الأدباء 312/17.

أخبرنا أبو سعد (1) عبد اللّه بن أسعد النّسوي، و أبو بكر عبد الجبّار بن محمّد النّيسابوري الصوفيّان، قالا: أنبأنا محمّد بن عبيد اللّه الصّرّام، أنبأنا القاضي أبو عمر محمّد ابن الحسين البسطامي، أنبأنا أحمد بن عبد الرحمن (2) بن الجارود الرقّي، قال: سمعت يونس يقول: سمعت الشّافعي يقول: تعلّموا العربية فإنها تثبت الفضل و تزيد في المروءة - زاد أبو سعد قال: و سمعته يقول: إعراب القرآن أحبّ إليّ من بعض حروفه.

أخبرنا أبو سعد، و أبو بكر قالا: أنبأنا الصّرّام، أنبأنا [أبو عمر] (3)،أنبأنا أحمد قال:

سمعت المزني يقول:

قرأ رجل على الشّافعي فلحن، فقال الشّافعي: أضرستني.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه [بن فنجويه] (4) الدينوري، حدّثنا الفضل بن الفضل الكندي، حدّثنا زكريا بن يحيى الساجي قال:

سمعت جعفر بن محمّد [الخوارزمي] (5) يحدّث عن أبي عثمان المازني قال: سمعت الأصمعي يقول: قرأت شعر [الشنفرى] (6) على الشّافعي بمكة قال زكريا: فذكرت ذلك للرياشي (7) فقال: ما أنكرت (8) قرأتها على الأصمعي فقال: أنشدنيها رجل من قريش بمكة.

قال: و أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أنبأنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا عمر بن الحسين بن علي القراطيسي، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا عبد الرّحمن بن أخي الأصمعي قال: قلت لعمّي: يا عمّاه على من قرأت شعر هذيل ؟ قال: على رجل من آل المطّلب يقال له: محمّد بن إدريس (9).

أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنبأنا أبو علي البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن فنجوية

ص: 374


1- في م: سعيد.
2- بالأصل: عبد، و فوقها ضبة، و المثبت عن م، و د و في «ز»: عبد اللّه، تصحيف، راجع مشيخة ابن عساكر 90/ أ.
3- بياض بالأصل، و اللفظة استدركت عن م، و «ز»، و د. و هو أبو عمر محمّد بن الحسين البسطامي، تقدم التعريف به، و السند معروف.
4- بياض بالأصل، و المستدرك عن م، و د، و «ز».
5- بياض بالأصل و م، و الزيادة عن د، و «ز».
6- بياض بالأصل و م، و المستدرك عن «ز»، و د.
7- قوله:«ذلك للرياشي» مكانه بياض في م.
8- في م، و د، و «ز»: أنكره.
9- المناقب للبيهقي 44/2 و سير أعلام النبلاء 49/10.

الدّينوري، حدّثنا الفضل بن الفضل البيكندي، حدّثنا زكريا بن يحيى الساجي، حدّثنا ابن بنت الشّافعي قال: سمعت الزبير بن بكّار قال: أخذت شعر هذيل و وقائعها عن عمي مصعب، فسألته عن من أخذتها؟ فقال: أخذتها من محمّد بن إدريس الشّافعي حفظا (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، حدّثنا الحسين بن إسماعيل النقار، حدّثنا موسى بن سهل، حدّثني أحمد بن صالح قال: قال لي الشّافعي: يا أبا جعفر تعبّد من قبل أن ترأس، فإنك إن ترأست لم تقدر أن تتعبّد (2).

قال (3):و كان الشّافعي إذا تكلم كأنّ صوته صنج (4) أو جرس من حسن صوته.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا[-و] (5)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنبأنا إسماعيل بن علي الأسترآباذي.

و أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، حدّثنا نصر بن إبراهيم، أنبأنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أخبرني الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي و قالا: قال سمعت عباس بن الحسين قال: سمعت بحر بن نصر يقول: كنا إذا أردنا أن نبكي قلنا بعضنا - و في رواية نصر: بعض - لبعض: قوموا بنا إلى هذا الفتى المطلبي نقرأ القرآن، فإذا أتيناه استفتح القرآن حتى تتساقط الناس بين يديه، و يكثر عجيجهم (7)بالبكاء، فإذا رأى ذلك أمسك عن القرآن من حسن صوته.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد ابن محمّد المؤذّن، حدّثنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكّي - إملاء - قال: سمعت أبا عبد اللّه الزبير بن عبد الواحد يقول: سمعت أبا العبّاس أحمد بن يحيى بن

ص: 375


1- سير أعلام النبلاء 49/10 و مناقب البيهقي 45/2.
2- سير أعلام النبلاء 49/10.
3- يعني أحمد بن صالح، راوي الخبر عن الشافعي.
4- الصنج: صفحة مدورة من النحاس الأصفر تضرب على أخرى مثلها للطرب.
5- زيادة عن م، و د، و «ز»، لتقويم السند.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 64/2.
7- بالأصل، و م، و «ز»، و د:«عجبهم» و المثبت عن تاريخ بغداد.

زكير يقول: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم يقول: كنت إذا رأيت من يناظر الشّافعي رحمته (1).

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، عن أبي عبد اللّه القضاعي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن شاكر، حدّثنا الحسن بن رشيق، حدّثنا محمّد بن يحيى قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم يقول: لو رأيت الشّافعي يناظرك لظننت أنه سبع يأكلك (2).

قال: و حدّثنا الحسن بن رشيق، حدّثنا محمّد بن يحيى الفارسي قال: سمعت محمّد ابن عبد اللّه بن عبد الحكم يقول: الشّافعي علّم الناس الحجج (3)،[أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين] (4)،أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أنبأنا محمّد بن علي بن طلحة [نا أحمد بن علي الأصبهاني، نا زكريا الساجي، نا أبو بكر] (5).

ح أخبرني أبو القاسم علي بن إبراهيم [و أبو الحسن بن قبيس] (6) قالا: حدّثنا [و-] (7)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (8)،أنبأنا أحمد بن علي [بن أيوب إجازة، قال: أنبأنا علي بن أحمد بن أبي غسان] (9)،حدّثنا زكريا بن يحيى الساجي قال الخطيب:

و أنبأنا محمّد بن عبد الملك (10)[قراءة، قال: أنبأنا عياش بن الحسن] (11)،حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني قال: و قال زكريا بن يحيى: حدّثنا أبو بكر بن سعدان قال: سمعت هارون ابن سعيد الأيلي يقول:

لو أن الشّافعي ناظر على هذا العمود [التي من حجارة أنها من خشب] (12) لغلب لاقتداره على المناظرة.

ص: 376


1- سير أعلام النبلاء 49/10.
2- سير أعلام النبلاء 50/10.
3- سير أعلام النبلاء 50/10.
4- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن م، و «ز»، و د.
5- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن م، و «ز»، و في د:«نا زكريا» و سقط منها «الساجي، نا أبو بكر».
6- بياض بالأصل و م، و في «ز»: «و أبو الخير بن» بعدها بياض، و المثبت عن د، و السند معروف.
7- الزيادة لازمة عن «ز»، سقطت من الأصل و م و د.
8- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 67/2 و سير أعلام النبلاء 50/10.
9- بياض بالأصل و م، و المستدرك بين معكوفتين عن «ز»، و د، و تاريخ بغداد.
10- بالأصل:«عبدان» تصحيف، و المثبت عن م، و «ز»، و د، و تاريخ بغداد.
11- بياض بالأصل، و المستدرك عن م، و «ز»، و د، و تاريخ بغداد.
12- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن م، و «ز»، و د، و تاريخ بغداد.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، حدّثنا يونس بن عبد الأعلى قال: قال الشّافعي:

ناظرت بعض أهل العراق فلما فرغت قال: زلفت يا قرشي، قال بعض أهل العربية:

يعني قربت من أفهامهم بفصاحته.

قرئ على أبي الحسن الموازيني و أنا أسمع عن أبي عبد اللّه القضاعي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن شاكر، حدّثني عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن بن يوسف الصّدفي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن بشر العكري، حدّثنا الربيع بن سليمان (1) قال: سئل الشّافعي عن مسألة فأعجب بنفسه فأنشأ يقول:

إذا المشكلات تصدّينني *** كشفت حقائقها بالنّظر

و لست بإمّعة (2) في الرّجال *** أسائل هذا و ذا ما الخبر

و لكنني مدره (3) الأصغرين *** فتّاح خير و فرّاج شر

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثنا أبو أحمد عبيد اللّه بن أحمد، حدّثنا إبراهيم بن متّويه الإمام الأصبهاني قال: سمعت المزني يقول: حضرت الشّافعي و قد سأله سائل عن رجل في فيه تمرة، فحلف بالطلاق أنه لا يبلعها و لا يرمي بها، فقال له الشّافعي: يبلع نصفها و يرمي بنصفها حتى لا يكون بالعا لها كلّها، و لا يلفظ بها كلها (4)،ثم أنشأ يقول (5):

إذا المشكلات تصدّين لي *** كشفت حقائقها بالنّظر

إن برقت في عيون الأمور *** عمياء لا يجتليها الفكر (6)

ص: 377


1- الخبر و الأبيات في سير أعلام النبلاء 50/1 و الأبيات في طبقات الشافعية للسبكي 300/1 و معجم الأدباء 17/ 309 و ديوان الشافعي ص 54، و نسبت أيضا لعلي بن أبي طالب، انظر ما سيلي قريبا.
2- الإمعة الذي لا رأي له، يتابع كل أحد على رأيه.
3- المدرة: خطيب القوم، و المتكلّم عنهم، و إليه يرجع القوم في أمورهم و شئونهم.
4- حلية الأولياء 143/9 و سير أعلام النبلاء 53/10.
5- الأبيات التالية في ديوان الشافعي ص(243-244) ط دار الفكر. و انظر ما تقدم قريبا.
6- كذا بالأصل، و م، و د، و «ز»، و في ديواني الشعر المذكورين: البصر.

مبرقعة في عيون الأمور *** وضعت عليها حسام النظر (1)

لسان كشقشقة الأرحبي *** أو كاليماني (2) الحسام الذكر

و لست بامّعة في الرجال *** أسائل (3) و هذا و ذا ما الخبر

و لكنني مدره الأصغرين *** أقيس (4) بما قد مضى ما غبر

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا ابن أبي حاتم، حدّثنا محمّد بن روح قال: سمعت الزبير بن سليمان القرشي [يذكر عن الشافعي] (5) قال: كنت أجلس إلى محمّد بن الحسن للفقه، فأصبح ذات يوم فجعل [يذكر المدينة و يذم أهلها، و يذكر] (6) أصحابه و يرفع من أقدارهم، و يذكر أنه وضع على أهل المدينة كتابا لو علم أحدا ينقص منه حرفا يبلغه أكباد الإبل لصرت (7) إليه، فقلت:

يا أبا عبد اللّه أراك قد أصبحت تهجو أهل المدينة و تذم أهلها [فإن كنت أردتها، فإنها حرم] (8)رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أمّته سماها اللّه طابة و منها خلق النبي صلى اللّه عليه و سلّم] (9) و لئن أردت أهلها فهم أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم [و أنصاره و أنصار] (10) الدين مهدوا الإيمان و حفظوا الوحي و جمعوا السنن [و لئن أردت من بعدهم ف ] (11) أبناؤهم و تابعيهم بإحسان و أخيار هذه الأمة، و لئن أردت رجلا واحدا و هو مالك بن أنس فما عليك لو ذكرته و تركت المدينة، فقال: ما أردت إلاّ مالك بن أنس، فقلت: لقد نظرت في كتابك الذي وضعته على أهل المدينة فوجدت فيه خطأ قلت في رجلين تداعيا جدارا و لا بيّنة بينهما، أن الجدار لمن يليه القمط و معاقد اللبن (12)،و قلت في الرفاف يدعيها الساكن و رب الحانوت إن كانت ملزقة فهي للساكن، و إن كانت مبنية فهي لربّ

ص: 378


1- روايته في ديوان الإمام علي، و ديوان الشافعي: مقنعة بغيوب الأمور وضعت عليها صحيح الفكر
2- في الديوانين: أو كالحسام اليماني الذكر.
3- بالأصل: اسائل ذا و هذا و ذا ما الخبر.
4- في ديوان الشافعي: أبين.
5- بياض بالأصل، و المستدرك عن م، و «ز»، و د.
6- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن م، و «ز»، و د.
7- في الأصل: لصرف، و في «ز»: «لضرب» و المثبت عن د، و م.
8- بياض بالأصل، و المستدرك عن «ز»، و م، و د.
9- بياض بالأصل، و المستدرك عن «ز»، و م، و د.
10- بياض بالأصل، و المستدرك عن «ز»، و في د: و أصهاره و أنصاره الذين.
11- بياض بالأصل، و المستدرك عن م، و «ز»، و د.
12- رسمها بالأصل:«السن» و المثبت عن م، و «ز»، و د.

الحانوت، و قلت في امرأة جاءت بولد فأنكر الزوج و قال استعرتيه و لم تلديه أنك تقبل فيها شهادة القابلة وحدها، و رددت علينا الشاهد و اليمين، و كلّ سنّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و الخلفاء و قول الحكّام عندنا بالمدينة، و أنت تقول هذا برأيك و عددت عليه الأحكام التي خالفها، و كان على الدار هرثمة فكتب الخبر، و دخل على الخليفة فقرأ عليه الخبر فقال الخليفة: أ كان يأمن محمّد ابن الحسن أن يقطعه (1) رجل من بني عبد مناف، فاخرج إلى الشّافعي و أقره سلامي و قل له:

إنّ أمير المؤمنين قد أمر لك بخمسة آلاف دينار فعجلها لك من بيت مال الحضرة، قال:

فخرج هرثمة و أقرأني سلامه، و قال: إنّ أمير المؤمنين قد أمر لك بخمسة آلاف دينار، و قال هرثمة: لو لا أن أمير المؤمنين لا يساوى لأمرت لك بمثلها، و لكن الق غلامي فاقبض منه أربعة آلاف دينار، فقال - يعني - الشّافعي: جزاك اللّه خيرا، لو لا أني لا أقبل جائزة [إلاّ من قومي] (2) لقبلت جائزتك، و لكن عجّل لي ما أمر به أمير المؤمنين، ثم جاءني هرثمة فقال:

تأهّب للدخول على أمير المؤمنين مع محمّد بن الحسن، فدخلنا عليه، فأخذنا مجالسنا، فقلت لمحمّد بن الحسن: ما تقول في القسامة ؟ قال: استفهام ؟ قلت: تزعم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يحتاج أن يستفهم، و جرى بيننا كلام و خرجنا من عنده (3).

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن مردك (4)[أنا أبو محمّد بن أبي حاتم] (5)،أخبرني أبو الحسن السجستاني نزيل مكة فيما كتب إلي عن إبراهيم [بن خالد أبي ثور، قال قال الشافعي:

قال لي الفضل بن الربيع: أحب أن أسمع مناظرتك للحسن بن زياد اللؤلؤي. فقال الشافعي: قلت: ليس اللؤلؤي في هذا الحد، و لكن أحضر بعض أصحابي حتى يكلمه

ص: 379


1- أي يغلب عليه بالحجة.
2- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن م، و «ز»، و د.
3- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء التاسع عشر بعد الأربعمائة من الأصل. بلغت سماعا بقراءتي على الشيخ العالم أبي البركات الحسن بن محمّد بن الحسن بن هبة اللّه بإجازته من عمّه المصنف و كتب محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي، و عارض بالأصل يوم الأربعاء الثامن و العشرون من شهر جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة و ستمائة بالمسجد الجامع بدمشق حرسها اللّه تعالى، و الحمد للّه وحده و صلاته على محمّد نبيّه و سلامه.
4- بالأصل: داود، تصحيف، و التصويب عن م، و «ز»، و د.
5- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن م، و د، و «ز».

بحضرتك. فقال لي: ذاك لك. قال أبو ثور: فحضر الشافعي، و أحضر معه رجلا من أصحابنا - كوفيا - كان سجل قول أبي حنيفة، فصار من أصحابنا، فلما دخل اللؤلؤي، أقبل الكوفي عليه و الشافعي حاضر، فحضر الفضل بن الربيع] (1).

فقال: إن أهل المدينة ينكرون على أصحابنا بعض قولهم [و أريد أن أسأل مسألة من ذلك، فقال اللؤلؤي: سل] (2) فقال له: ما تقول في رجل قذف محصنة و هو في الصلاة، فقال: صلاته فاسدة، فقال له: فما حال طهارته ؟ قال: طهارته بحالها و لا ينقض قذفه طهارته، فقال له: فما تقول إن ضحك في صلاته، قال: يعيد الطهارة و الصلاة، فقلت له:

تقذف المحصنة أيسر من الضحك فيها، فقال له: وقفنا في هذا، ثم وثب فمضى، فاستضحك الفضل بن الربيع، فقال له الشّافعي: أ لم أقل لك إنه ليس في هذا الحد.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الشّافعي، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه المقرئ، أنبأنا أبو القاسم الصيرفي، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن معذور بن الفضل الفرغاني قدم حاجا بهمذان قال: سمعت أستاذي سعيد بن حاجب يقول: بينما بشر المريسي (3) و الشافعي يتناظران إذ قال الشّافعي: هذا كلام تحته معنيان، و كرر هذه اللفظة، فقال بشر للشافعي: إلى متى تقول هذا كلام تحته معنيان، جعلك اللّه جوذابة تحتى خصي فرعون و هامان، قال: فغضب الشّافعي و قال: و اللّه ما يمنعني عن جوابك إلاّ ضنّا بعرضي لمثلك يا زنديق، أ ما علمت أن للاستعجال في الكلام فلتات تعترى بعض الأعتام.

أخبرنا أبو الأعزّ الأزجي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا ابن أبي حاتم، أخبرني أبو محمّد البستي السّجستاني نزيل مكة فيما كتب إليّ عن أبي ثور قال:

سمعت الشّافعي يقول (4):ناظرت بشر المريسي في القرعة، فقال: القرعة قمار، فذكرت ما دار بيني و بينه لأبي البختري (5) و كان قاضيا فقال: ائتني بآخر يشهد معك حتى أضرب عنقه.

قال: و أنبأنا أبو محمّد البستي عن أبي ثور قال: و سمعت الشّافعي يقول (6):قلت لبشر

ص: 380


1- بياض بالأصل، و الفقرة التي استدركت بين معكوفتين عن م، و د، و «ز».
2- بياض بالأصل، و الزيادة عن م، و د، و «ز».
3- هو أبو عبد الرحمن بشر بن غياث بن أبي كريمة العدوي المريسي ترجمته في تاريخ بغداد 56/7.
4- الخبر في سير أعلام النبلاء 200/10 و تاريخ بغداد 60/7 في ترجمة بشر المريسي.
5- هو وهب بن وهب بن كثير بن عبد اللّه القرشي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 374/9.
6- الخبر في تاريخ بغداد 60/7 في أخبار بشر المريسي.

المريسي: ما تقول في رجل قتل و له أولياء صغار و كبار؟ هل للكبار أن يقتلوا دون الأصاغر؟ فقال: لا، فقلت: فقد قتل الحسن بن علي ابن ملجم و لعلي أولاد صغار، فقال: أخطأ الحسن بن علي، فقلت له: أ ما كان جواب أحسن من هذا اللفظ؟ قال: و هجرته منذ يومئذ.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثني أبو أحمد عبيد اللّه بن أحمد بن إسماعيل العطّار [الجرباذقاني - بجرباذقان - حدثني علي بن محمّد بن أبان الطبري القاضي (1)،نا أبو يحيى الساجي (2)،نا المزني قال:

لما وافى الشافعي مصر قلت في نفسي: إن كان أحد يخرج ما في ضميري و تعلق به خاطري من أمر التوحيد فهو، فصرت إليه و هو جالس في مسجد مصر فلما جثوت بين يديه، قلت له: إنه قد كان في ضميري مسألة في التوحيد، فقلت إن أحدا لا يعلم علمك، فما الذي عندك ؟ فغضب ثم قال لي: أ تدري أين أنت جالس ؟ قلت: نعم، أنا جالس بفسطاط مصر] (3)في مسجدها بين يدي أبي عبد اللّه محمّد بن إدريس الشّافعي قال: هيهات، إنّك بتاران (4) و جنبلان (5) يضربك تيّاره و أنت لا تعلم [و هذا ه ] (6) و الموضع الذي غرق فيه فرعون أبلغك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أمر بالسؤال عن ذلك ؟ فقلت: لا، فقال: هل تكلم فيه الصحابة ؟ قلت: لا، فقال لي: تدري كم نجم في السماء؟ قلت: لا، قال: فكوكب من هذه الكواكب الذي تراه تعرف جنسيته (7)،طلوعه، أفوله، مم خلق ؟ قلت: لا، قال: فشيء تراه بعينك، خلق ضعيف من خلق اللّه لست تعرفه، تتكلم في علم خالقه، ثم سألني عن مسألة في الوضوء، فأخطأت فيها ففرّعها على أربعة أوجه، فلم أصب في شيء منه، ثم قال لي:

شيء تحتاج إليه في اليوم مرارا خمسة (8)،تدع تعلمه، و تتكلف علم الخالق إذا هجس في

ص: 381


1- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 31/10.
2- رسمها في «ز»: «العناخى» و المثبت عن د، و م، و سير الأعلام.
3- ما بين معكوفتين - مكانه بياض بالأصل،، و استدرك عن م، و د، و «ر»، و انظر سير أعلام النبلاء 31/10 و المناقب للبيهقي 458/1.
4- بالأصل: بثارات، و في «ز»:؟؟؟ اراق» و في م و د:«بتارات» و المثبت عن سير الأعلام، و فيها أن تاران: موضع في بحر القلزم.
5- بياض بالأصل، الزيادة عن م، و د، و «ز».
6- بياض بالأصل، الزيادة عن م، و د، و «ز».
7- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن م، و «ز»، و د، و في سير الأعلام: جنسه.
8- كذا بالأصل و م و «ز» و د.

ضميرك ذلك، فارجع إلى اللّه و إلى قوله عزّ و جلّ : وَ إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وٰاحِدٌ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الرَّحْمٰنُ الرَّحِيمُ ، إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ الآية (1)،فاستدل بالمخلوق على الخالق، و لا تتكلف علم ما لا يبلغه عقلك، فقلت: فقد تبت إن عدت في ذلك.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، حدّثنا محمّد بن إسحاق بن راهوية قال: سمعت أبي يقول: اجتمعت مع الشّافعي بمكة، فسمعته يقول عن كري بيوت مكة، فقلت له: أسألك هذه المسألة لا أجاوز بك إلى غيره، قال: ذاك أقدر لك.

قال: و أنبأنا أبو محمّد قال: سمعت أبا إسماعيل الترمذي بمكة سنة ستين و مائتين فحدّثنا بأحاديث عن أيوب بن سليمان بن بلال و قال أبو إسماعيل الترمذي: سمعت إسحاق ابن راهوية يقول: جالست الشّافعي بمكة فاذّكرنا في بيوت مكة و كان يرخص فيه، و كنت لا (2) رخّص فيه، فذكر الشّافعي حديثا و سكت و أخذت، أنا في الباب أسرد، فلما فرغت منه قلت لصاحب لي من أهل مرو بالفارسية: مردك مالاي هشت قرية بمرو، و يعلم أنّي واطأت صاحبي بشيء هجنته فيه، فقال لي: أ تناظر؟ قلت: و للمناظرة جئت، قال: قال اللّه عزّ و جل: اَلَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيٰارِهِمْ (3) أ نسبت الديار إلى مالكيها أو غير مالكيها؟ و قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم يوم فتح مكة:«من أغلق بابه فهو آمن و من دخل دار أبي سفيان فهو آمن»، و هل [ترك] (4)عقيل لنا من رباع، نسبت الديار إلى أربابها أو غير أربابها؟ و قال لي: اشترى عمر بن الخطّاب [دار السجن من مالك أو غير مالك، فلما علمت أن الحجة قد لزمتني قمت.

قال: و أنا أبو محمّد قال: في كتابي عن الربيع بن سليمان قال (5):حضرت الشافعي أو حدثني أبو شعيب (6) إلاّ أن أعلم (7) أنه حضر عبد اللّه بن عبد الحكم و يوسف بن عمرو بن يزيد، و حفص الفرد - و كان الشافعي يسميه: المنفرد - فسأل حفص عبد اللّه بن عبد الحكم، فقال ما تقول في القرآن ؟ فأبى أن يجيبه. فسأل يوسف بن عمرو بن يزيد؟ فلم يجبه، فكلاهما

ص: 382


1- سورة البقرة، الآيتان 163-164.
2- بالأصل: إذا، و المثبت عن م، و د، و «ز».
3- سورة الحج، الآية:40، و سورة الحشر، الآية:8.
4- بياض بالأصل، و اللفظة استدركت عن م، و د، و «ز».
5- مكانها بياض في م، و بعدها: بحضرة.
6- في «ز»: أبو نجيب، و المثبت عن م، و د.
7- مكان:«إلا أن أعلم» في م بياض.

أحال إلى الشافعي. فقال الشافعي: و احتج عليه الشافعي فطالت فيه المناظرة، فقام الشافعي بالحجة عليه بأن القرآن كلام اللّه غير مخلوق، و كفّر حفص الفرد.

قال الربيع: فلقيت حفصا في المسجد بعد، فقال: أراد الشافعي قتلي] (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ، أنبأنا الشيخ الصالح أبو بكر محمّد بن علي بن يزيد المقرئ الخيّاط ، أنبأنا أبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن مقسم يقول: سمعت أبا بكر عبد اللّه بن واصل الخلاّل يقول:

سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشّافعي يقول: ما أوردت الحقّ و الحجة على أحد فقبلها منّي إلاّ هبته، و اعتقدت مودته، و لا كابرني على الحقّ أحد و دافع الحجة إلاّ سقط من عيني (2).

أخبرنا أبو القاسم بن أبي هشام (3)،أنبأنا أبو محمّد بن أبي فجة، أنبأنا أبو محمّد بن ياسر، أنبأنا أبو موسى هارون بن محمّد الموصلي، حدّثنا أبو يحيى زكريا بن أحمد بن يحيى البلخي، حدّثنا الترمذي - يعني - أبا جعفر محمّد بن أحمد بن نصر (4)-فيما قرأت عليه - حدّثني عبد اللّه بن سوّار قال: بلغني أن الشّافعي قال: ما ناظرت أحدا فأحببت أن يخطئ.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثنا الزبير بن عبد الواحد قال: سمعت أبا بكر عبد اللّه بن محمّد النيسابوري قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم يقول: سمعت الشّافعي يقول: ما ناظرت أحدا فأحببت أن يخطئ.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا الحسن (5) بن علي، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، أخبرني أبو محمّد قريب الشّافعي فيما كتب إليّ قال:

سمعت الزعفراني - يعني - الحسن بن محمّد بن الصّبّاح (6) و أبا الوليد بن أبي الجارود قال أحدهما:

ص: 383


1- بياض بالأصل، و الفقرة استدركت عن م، و د، و «ز». و الخبر في حلية الأولياء 112/9.
2- سير أعلام النبلاء 33/10.
3- بالأصل: هاشم، و المثبت عن م، و د، و «ز».
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 545/13.
5- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م، و د، و «ز»، و السند معروف.
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 262/12.

سمعت محمّد بن إدريس الشّافعي و هو يحلف و يقول: ما ناظرت أحدا إلاّ على النصيحة (1)،و قال الآخر: سمعت محمّد بن إدريس الشّافعي يقول: و اللّه ما ناظرت أحدا فأحببت أن يخطئ.

قال: و أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال: قال الحسن بن عبد العزيز الجروي (2)المصري: قال الشّافعي: ما ناظرت أحدا فأحببت أن يخطئ [و ما في قلبي من علم إلاّ وددت أنه عند كل أحد، و لا ينسب إليّ ] (3).

أخبرنا أبو الفتح الأصولي (4)،أنبأنا أبو البركات الأصبهاني (5)،أنبأنا أبو القاسم التيمي (6)،أنبأنا ابن حمكان، حدّثني الزبير، حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه الشّافعي، أنبأنا محمّد بن إسحاق الخفّاف قال: سمعت أبا العبّاس البغدادي يقول: أخبرنا الحسن بن عبد العزيز الجروي قال: سمعت الشّافعي يقول: ما ناظرت أحدا فأحببت أن يخطئ إلاّ صاحب بدعة، فإني أحب أن ينكشف أمره للناس.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني الزبير بن عبد الواحد الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمّد بن مخلد الدوري، أنبأنا أحمد بن أبي عثمان قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول:

كان أحسن أمر الشافعي عندي أنه كان إذا سمع الخبر لم يكن عنده قال به و ترك قوله.

أخبرنا أبو الأعزّ التركي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو الحسن البردعي، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، أخبرني عبد اللّه بن أحمد - فيما كتب إليّ - قال: سمعت أبي يقول:

كان الشّافعي إذا ثبت عنده الخبر قلّده، و خير خصلة كانت فيه لم يكن يشتهي الكلام و إنّما همّته الفقه (7).

ص: 384


1- حلية الأولياء 118/9.
2- بدون إعجام بالأصل و م، و د، و «ز»، و الصواب ما أثبت و ضبط ، ترجمته في سير أعلام النبلاء 333/12.
3- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن م، و د، و «ز». و راجع حلية الأولياء 118/9.
4- كذا بالأصل، و م، و د، و في «ز»: الصوفي.
5- كذا بالأصل، و في «ز»: «البغدادي» و في م و د: الهمداني.
6- كذا بالأصل، و في م، و د، و «ز»: الصيرفي.
7- سير أعلام النبلاء 26/10.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد اللّخمي، قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: قال محمّد بن إدريس الشّافعي: أنتم أعلم بالأخبار الصّحاح منا، فإذا كان خبر صحيح فأعلمني حتى أذهب إليه كوفيا كان، أو بصريا، أو شاميا (1).

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني نصر بن محمّد بن أحمد العدل، أنبأنا عمر بن الربيع بن سليمان بمصر، حدّثنا الحضرمي، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي قال: قال لنا الشّافعي: أنتم أعلم بالحديث و الرجال منّي، فإذا كان الحديث الصحيح فأعلموني إن شاء يكون كوفيا، أو بصريا، أو شاميا حتى أذهب إليه إذا كان صحيحا.

أخبرنا أبو الأعزّ التركي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، أخبرني عبد اللّه بن أحمد بن حنبل - فيما كتب إليّ - قال: قال أبي:

قال لنا الشّافعي: أنتم أعلم بالحديث و الرجال منّي، فإذا (2) كان الحديث صحيحا فأعلموني كوفيا كان أو بصريا أو شاميا حتى أذهب إليه إذا كان صحيحا.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن حيّان، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن زياد قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: قال أبي:

قال لنا الشّافعي: إذا صح عندكم الحديث فقولوا لنا حتى نذهب إليه.

قال أبو بكر: و إنّما أراد حديث أهل العراق، و اللّه أعلم، ليأخذ بما صحّ عندهم من أحاديث أهل العراق كما أخذ بما صح عنده من أحاديث أهل الحجاز.

أخبرني أبو المظفر أيضا، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني نصر بن محمّد بن أحمد العدل، أنبأنا عمر بن الربيع بن سليمان بمصر، حدّثنا الحضرمي، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي قال: قال لنا الشّافعي:

أنتم أعلم بالحديث و الرجال منّي، فإذا كان الحديث الصحيح فأعلموني، فإن شاء يكون كوفيا

ص: 385


1- سير أعلام النبلاء 33/10 و حلية الأولياء 170/9.
2- بالأصل:«إذا»، و المثبت عن م، و د، و «ز».

أو مصريا أو شاميا حتى أذهب إليه إذا كان صحيحا، قال الشيخ أحمد: و هذا لأن المتقدمين من أهل الحجاز كانوا لا يفكّرون عن رواية أهل العراق، و لا يأخذون بها لما بلغهم من مساهلة بعضهم في الرواية، فلمّا قام تعلّم حديثهم و معرفة رواية حفاظهم و ميّزوا صحيح الحديث من سقيمه أخذ الشّافعي رحمه اللّه بما صح من ذلك، و كان أحمد بن حنبل - رحمه اللّه - من أهل العراق، و كان قد عرف من أحوال رواتهم لحديثهم ما عساه يخفى على علماء الحجاز، فرجع الشّافعي إليه في معرفة رواة الحديث من أهل العراق، ثم كان الشّافعي أعرف منه بأحوال رواة الحديث من أهل الحجاز، و ذلك بيّنّ في مذاكرتهما.

أخبرنا أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن أحمد، أنبأنا محمّد بن عبيد اللّه الصّرّام، أنبأنا القاضي أبو عمر البسطامي، أنبأنا أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود قال: سمعت المزني يقول: سمعت الشّافعي يقول: إذا وجدتم سنّة فاتّبعوها و لا تلتفتوا إلى قول أحد.

أخبرنا أبو الأعزّ الأزجي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حدّثنا أبي قال: سمعت حرملة بن يحيى يقول:

قال الشّافعي: كلّما قلت فكان عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم خلاف قولي مما يصح، فحديث النبي صلى اللّه عليه و سلّم أولى، فلا تقلّدوني (1).

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد الفقيه، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ . ح و أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب قال. ح و أخبرنا أبو المعالي أيضا، أنبأنا أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول (2):

سمعت الشّافعي يقول: إذا وجدتم في كتابي خلاف سنّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقولوا بسنّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ودعوا ما قلت، و قال السلمي: ودعوا ما قلته.

أخبرنا أبو المعالي أيضا، أنبأنا أحمد، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي

ص: 386


1- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 106/9-107 و الذهبي في سير أعلام النبلاء 33/10 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201-210) ص 321.
2- سير أعلام النبلاء 34/10 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201-210ص 321).

عمرو (1) ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قالا: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب قال: و سمعت الربيع (2) يقول:

روى الشّافعي حديثا - و قال عبد الجبّار الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشّافعي و روى حديثا - فقال له رجل: تأخذ بهذا يا أبا عبد اللّه ؟ فقال: متى رويت عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حديثا صحيحا فلم آخذ به فأشهدكم و الجماعة أن عقلي قد ذهب، و أشار بيده على رءوسهم (3).

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا علي بن عبد العزيز، أنبأنا أبو محمّد الحنظلي، حدّثنا الربيع بن سليمان قال:

سمعت الشّافعي و ذكر حديثا عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال له رجل: نأخذ به يا أبا عبد اللّه ؟ [فقال:] (4) سبحان اللّه أروي عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم شيئا لا آخذ به متى عرفت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حديثا و لم آخذ به فأنا أشهدكم أن عقلي قد ذهب.

قال: و أنبأنا أبو محمّد قال: و حدّثني أبي عن الربيع بزيادة لم أسمعها من الربيع، قال:

سمعت الشّافعي يقول: متى سمعتني حدّثت بحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم صحيح فلم آخذ به فأنا أشهدكم أنّ عقلي قد ذهب.

أخبرنا (5) أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ في كتابه، و حدّثني أبو مسعود عبد الرّحيم بن علي بن حمد عنه، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ (6)،حدّثنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا محمّد بن أحمد بن سليمان الهروي، حدّثني إبراهيم بن أحمد الخطّابي قال:

سمعت الحميدي يقول:

ذكر الشّافعي حديثا فقال له رجل: تأخذ به يا أبا عبد اللّه ؟ فقال: أ في الكنيسة أنا؟ أو ترى على وسطي زنارا؟ نعم أقول به، و كلما بلغني عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قلت به.

ص: 387


1- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
2- كذا بالأصل و م و د، و في «ز»: الربيع بن سليمان.
3- سير أعلام النبلاء 34/10 و حلية الأولياء 106/9 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201-210) ص 321 و صفة الصفوة 256/2.
4- زيادة للإيضاح عن «ز»، و م، و د.
5- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
6- رواه أبو نعيم الحافظ من طريق آخر بسنده إلى الحميدي و سير أعلام النبلاء 34/10 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201-210) ص 321.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنبأنا أبو البركات المقرئ، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثنا محمّد بن عمرو بن يعقوب القاضي قال: سمعت محمّد بن بندار الدرعي يقول: حدّثنا ابن حمدوية الزّجاج أبو محمّد قال: سمعت أبا بكر عبد اللّه بن الزبير الحميدي قال:

روى الشّافعي يوما حديثا فقلنا له: يا أبا عبد اللّه أ تأخذ بهذا؟ قال: رأيتني خرجت من كنيسة عليّ زنار حتى إذا سمعت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حديثا لا أقول به و أقوّيه ؟ (1)أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، أنبأنا علي بن الحسن بن أبي الحزوّر، أنبأنا أبو الحسن ابن السمسار، أنبأنا أبو علي الحسن بن محمّد بن درستويه. ح و أخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي بن الخضر، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن، أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى، أنبأنا هارون بن محمّد الموصلي، قالا: أنبأنا أبو يحيى البلخي، حدّثنا أبو جعفر الترمذي، حدّثني سلمة بن شبيب، عن الحميدي قال:

كنت بمصر فحدّث محمّد بن إدريس بحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال له رجل: يا أبا عبد اللّه تأخذ بهذا؟ قال: رأيتني خرجت من كنيسة ترى عليّ زنّارا حتى لا أقول بهذا؟ إذا ثبت الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قلته (2) و قولته إياه و لم أزل (3) عنه و إن (4) هو لم يثبت عندي لم أقوله أنا (5).

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم الصيرفي، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثنا المزكي، حدّثنا ابن خزيمة، حدّثنا الربيع بن سليمان قال:

سمعت الشّافعي و سأله رجل عن مسألة فقال له: روي عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم في هذه المسألة كذا و كذا، فقال له السائل: يا أبا عبد اللّه تقول به، فرأيت الشّافعي أرعد و انتفض و قال: يا هذا، أيّ أرض تقلّني ؟ أو أيّ سماء تظلني ؟ إذا رويت عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حديثا فلم أقل به، نعم علي السمع و البصر (6).

ص: 388


1- كتب فوقها بالأصل: إلى.
2- كذا بالأصل، و في م، و د، و «ز»: قلت به.
3- الأصل:«أمل» و المثبت عن م، و د، و «ز».
4- بالأصل:«لو أن» و المثبت عن م، و د، و «ز».
5- في م، و «ز»: إباه.
6- حلية الأولياء 106/9 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201-210 ص 321) و صفة الصفوة 256/2 و سير أعلام النبلاء 35/10.

أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ . أنبأني أبو عمرو بن السمّاك - مشافهة - أنّ أبا سعيد الجصّاص (1) حدّثهم قال:

سمعت الربيع بن سليمان يقول:

سمعت الشّافعي و سأله رجل عن مسألة فقال: يروى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال كذا و كذا، فقال له السائل: يا أبا عبد اللّه أ تقول بهذا؟ فارتعد الشّافعي و اصفرّ و حال لونه و قال: ويحك، أيّ أرض تقلّني، و أي سماء تظلّني إذا رويت عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم شيئا لم أقل به، نعم على الرأس و العينين، على الرأس و العينين.

قال: و سمعت الشّافعي يقول: ما من أحد إلاّ و تذهب عليه سنّة لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و تعزب عنه فمهما (2) قلت من قول أو أصلت من أصل فيه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خلاف ما قلت، فالقول ما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو قولي، قال: و جعل يردد هذا الكلام.

أخبرنا أبو الأعزّ التركي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن البردعي، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، أخبرني أبو محمّد البستي السّجستاني - فيما كتب إليّ - عن أبي ثور (3) قال: سمعت الشّافعي يقول: كلّ حديث عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم فهو قولي، و إن لم تسمعوه منّي.

قال: و أخبرني أبو محمّد البستي السّجستاني نزيل مكة فيما كتبه إليّ قال: قال الحسين:

قال لنا الشّافعي: إن أصبتم الحجّة في الطريق مطروحة فاحكوها عنّي فإني قائل بها.

أخبرنا (4) أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق البزاز، أنبأنا دعلج بن أحمد قال: سمعت أبا محمّد الجارودي يقول: سمعت الربيع يقول (5):

سمعت الشّافعي يقول: إذا وجدتم سنّة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خلاف قولي فخذوا بالسنّة، و دعوا قولي، فإنّي أقول بها (6).

ص: 389


1- هو الحسن بن علي الجصاص، كما في حلية الأولياء.
2- في «ز»: «فما».
3- سير أعلام النبلاء 35/10 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201-210) ص 322 و البداية و النهاية 253/10.
4- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
5- سير أعلام النبلاء 78/10.
6- كتب بعدها في الأصل: إلى.

أخبرنا أبو الفتح اللاّذقي، أنبأنا أبو البركات البغدادي، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكّي، حدّثنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، حدّثنا الربيع بن سليمان قال:

وقف بعض الصالحين على باب محمّد بن إدريس الشّافعي فقال: يا ربّ الدار تصدّق علينا بما لا يتعب ضرسا، و لا يؤلم نفسا، فأمر محمّد فأخرج إليه طعاما ثم قال: حاجتي إلى كلامك (1) أشدّ من حاجتي إلى طعامك، إنّي طالب هدى لا طالب ندى (2)،فأمر محمّدا بإدخاله (3)،فسأله عن مسألة من المسائل فأجابه و أفاده، فخرج و هو يقول علم [أوضح نفسا خير من مال أغنى نفسا] (4) فقال لنا الشّافعي: ما رأيت أعقل من هذا الرجل، بارك اللّه فيه (5).

قرئ على [أبي] (6) الحسن علي بن الحسن بن الحسين و أنا أسمع على أبي عبد اللّه محمّد بن سلامة بن جعفر، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو بن شاكر، حدّثنا الحسن ابن بشر بن إسماعيل بن عدي الأزدي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن محمّد ابن العبّاس بن عثمان بن شافع الشّافعي، حدّثنا أبي قال: سمعت أبي يقول:

جلس محمّد بن إدريس الشّافعي يوما في خيمة (7)،فجاءه عالم حدث، فسأله عن مسألة فأجابه فيها، ثم سأله عن أخرى فقال له: أخطأت يا أبا عبد اللّه، فأطرق طويلا، ثم رفع رأسه ثم قال له: أخطأت يا بن أخي ما في كتابك، فأمّا الحق فلا.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثني الزبير، حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن جعفر - قاضي الرملة - حدّثنا أبو حاتم الرازي، حدّثنا محمّد بن يحيى قال: سمعت المزني يقول:

قال الشّافعي: الرجل من أحرز دينه و ضنّ به.

قال إسماعيل (8):و رأيت الشّافعي يضن بدينه.

ص: 390


1- الأصل: طعامك، و المثبت عن م، و د، و «ز».
2- كذا بالأصل و م و د، و في «ز»: بدن.
3- في م، و د:«بإدخاله إليه» و في «ز»: «بإدخاله الدار».
4- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن «ز»، و د.
5- في «ز»: بان (بياض) اللّه (بياض).
6- زيادة عن م، و د، و «ز».
7- كذا بالأصل، و في م، و د، و «ز»: حلقة.
8- يعني إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل، أبو إبراهيم المزني، تلميذ الشافعي، تقدم التعريف به.

أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، أنبأنا علي بن الحسن بن أبي الحزوّر، أنبأنا أبو الحسن ابن السمسار، أنبأنا أبو علي بن درستويه، أنبأنا أبو يحيى القاضي، حدّثنا ابن بنت الشّافعي، حدّثنا عمي أو غيره أن محمّد بن إدريس كانت له ذؤابة و هو شاب، فكان يربطها بالليل و يصلي، فإذا نعس جذبته.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، و أبو المعالي محمّد بن إسماعيل قالا: أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو بكر محمّد بن محمّد البغدادي، حدّثنا أبو الحسن علي بن قرين قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: كان الشّافعي قد جزأ الليل ثلاثة أثلاث: الأول: يكتب، و الثلث الثاني يصلّي، و الثلث الثالث ينام (1).

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أنبأنا الحسين بن أحمد الصفّار الهروي، حدّثنا محمّد بن بشر العكري (2)،حدّثنا الربيع بن سليمان قال: كان الشّافعي جزأ الليل ثلاثة أجزاء: الأول: يكتب، و الثاني: يصلي، و الثالث: ينام.

قال: و أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أنبأنا الحسن بن رشيق - إجازة - قال: ذكر زكريا الساجي (3) عن محمّد بن إسماعيل، حدّثنا حسين الكرابيسي قال:

بتّ مع الشّافعي فكان يصلّي نحو ثلث الليل، و ما رأيته يزيد على خمسين آية، فإذا أكثر، فمائة (4)،و كان لا يمرّ بآية رحمة إلاّ سأل اللّه لنفسه و للمؤمنين أجمعين، و لا يمر بآية عذاب إلاّ تعوّذ بالعذاب منه و سأل النجاة لنفسه و لجميع المؤمنين، فكأنما جمع له الرجاء و الرهبة معا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (5) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنبأنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد

ص: 391


1- حلية الأولياء 135/9 و صفة الصفوة 255/2.
2- من طريقه روي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201-210 ص 322) و سير الأعلام 35/10. و في «ز»: السكري بدل العكري، تصحيف.
3- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 35/10.
4- بالأصل:«بمائة» و المثبت عن م، و د، و «ز»، و سير الأعلام.
5- الزيادة لتقويم السند عن م، و د، و «ز».
6- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 63/2.

الفقيه، أنبأنا عياش بن الحسن بن عياش، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، أخبرني زكريا ابن يحيى بن عبد الرّحمن، حدّثنا محمّد بن إسماعيل، حدّثني حسين بن علي - يعني:

الكرابيسي - قال:

بتّ مع الشّافعي غير ليلة، فكان يصلّي نحو ثلث الليل، فما رأيته يزيد على خمسين آية، فإذا أكثر فمائة، و كان لا يمر بآية رحمة إلاّ سأل اللّه لنفسه و للمؤمنين أجمعين، و لا يمر بآية عذاب إلاّ تعوّذ منها و سأل النجاة لنفسه و لجميع المسلمين، قال: فكأنما جمع له الرجاء و الرهبة جميعا.

قال الخطيب (1):قد كان الشّافعي بآخرة (2) يديم التلاوة، و يدرج القراءة، فأخبرنا علي ابن المحسّن القاضي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الصفّار، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر القزويني - بمصر - قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول:

كان الشّافعي يختم في كل ليلة ختمة، فإذا كان في شهر رمضان ختم في كل ليلة منها ختمة و في كل يوم ختمة فكان يختم في شهر رمضان ستّين ختمة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنبأنا أبو نصر الحسين بن محمّد بن طلاّب، أنبأنا أبو بكر بن أبي الحديد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن بشر الزّنبري - المعروف بالعكري بمصر - قال: سمعت الربيع يقول: كان الشّافعي يختم القرآن في رمضان ستين ختمة (3).

أخبرنا أبو الأعزّ التركي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو الحسن البردعي، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، حدّثنا الربيع بن سليمان المرادي المصري قال: كان الشّافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستّين مرة كلّ ذلك في صلاة.

أخبرنا (4) أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصابوني، أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن، أنبأنا موسى بن العبّاس الجريني قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول (5):كان الشّافعي يختم القرآن في رمضان ستّين ختمة كلها في الصلاة (6).

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنبأنا نصر بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن

ص: 392


1- تاريخ بغداد 63/2.
2- رسمها بالأصل:«؟؟؟ ادره» و المثبت عن م، و د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
3- سير أعلام النبلاء 36/10.
4- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
5- حلية الأولياء 134/9.
6- كتب فوقها بالأصل: إلى.

محمّد بن عوف بن أحمد المزني، أنبأنا يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد القاضي، حدّثنا الربيع بن سليمان قال:

كان الشّافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستّين ختمة، كلّ ذلك في صلاة، و كان البويطي يختم القرآن في كل يوم مرة.

أخبرنا أبو القاسم الخطيب، و أبو الحسن الزاهد، قالا: حدّثنا[-و] (1) أبو منصور العطّار، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا أبو نعيم الحافظ (3)،حدّثنا أبي، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن الحسن، حدّثنا الربيع قال:

كان الشّافعي يختم القرآن ستين مرة، قلت: في صلاة رمضان ؟ قال: نعم.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو عبد اللّه بن فنجوية الدّينوري، حدّثنا محمّد بن خلف بن حيّان، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري، و أحمد بن عبد اللّه بن سيف، قالا: سمعنا الربيع بن سليمان يقول:

كان للشافعي في كلّ شهر ثلاثون ختمة، و في شهر رمضان ستّون ختمة سوى ما يقرأ في الصلاة.

أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: سمعت علي بن عمر الحافظ يقول: سمعت أبا بكر النيسابوري يقول: سمعت الربيع بن سليمان قال:

كان الشّافعي يختم في كلّ شهر ثلاثين ختمة، و في رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في الصّلاة.

قال: و كان يحدّث و طست تحته، فقال يوما: اللّهمّ إن كان لك فيه رضى فزد، قال:

فبعث إليه إدريس بن يحيى المعافري: لست من رجال البلاء فسل اللّه العافية.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنبأنا أبو البركات المقرئ، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن يحيى المزكي، حدّثنا محمّد بن إسحاق

ص: 393


1- زيادة عن م، و د، و «ز» لتقويم السند.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 63/2.
3- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 134/9.

ابن خزيمة، حدّثنا الربيع قال: كان الشافعي لا يصلي (1) مع الناس التراويح، و لكنه كان يصلّي في بيته، و يختم في رمضان ستّين ختمة ليس منها سورة إلاّ في صلاة، و كان يختم في سائر السنة ثلاثين ختمة في كل شهر.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد الفقيه، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الأصبهاني، حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد البغدادي قال: سمعت الربيع يقول:

سمعت الشّافعي يقول: ما شبعت منذ عشرين سنة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو عثمان البحيري، أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن، أنبأنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفرايني الحافظ قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول:

سمعت الشّافعي يقول: ما شبعت منذ ست عشرة (2) سنة إلاّ شبعة، ثم أدخلت يدي فتقيأته (3).

أخبرنا أبو الأعزّ الأزجي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا علي بن عبد العزيز، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، حدّثنا الربيع بن سليمان قال (4):قال الشّافعي:

ما شبعت منذ ست عشرة سنة إلاّ شبعة أطرحتها - يعني: فطرحتها-، لأن الشبع يثقل البدن، و يقسّي القلب (5)،و يزيل الفطنة، و يجلب النوم، و يضعف صاحبه عن العبادة.

أخبرنا (6) أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا الزبير بن عبد الواحد - بأسدآباذ - أخبرني أبو بكر محمّد بن القاسم بن مطر قال: سمعت الربيع ابن سليمان قال:

قال لي الشّافعي: يا ربيع، عليك بالزهد، فإن الزهد على الزاهد أحسن من الحلي على المرأة الناهد (7).

ص: 394


1- بالأصل: يصل.
2- بالأصل:«ستة عشر» و في د، و م، و «ز»: «ستة عشرة».
3- حلية الأولياء 127/9 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201-210 ص 322) و سير أعلام النبلاء 36/10.
4- المصادر السابقة.
5- قوله «و يقسي القلب» ليس في تاريخ الإسلام.
6- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
7- حلية الأولياء 130/9 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201-210 ص 322) و سير أعلام النبلاء 36/10.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن المقرئ الخبّازي، قال: سمعت الشيخ أبا الحسن عبد الرّحمن بن إبراهيم يقول: سمعت الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي يقول: سمعت إبراهيم بن الحسن الصوفي يقول: سمعت حرملة بن يحيى يقول:

سمعت الشّافعي يقول: ما حلفت باللّه صادقا و لا كاذبا (1).

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، أخبرني أبو محمّد البستي السّجستاني - نزيل مكة فيما كتب إليّ - حدّثني الحارث بن سريج (2) قال:

دخلت مع الشّافعي على خادم الرشيد و هو في بيت قد فرش بالديباج، فلمّا وضع الشّافعي رجله على العتبة أبصره فرجع و لم يدخل، فقال له الخادم: ادخل، فقال: لا يحل افتراش هذا، فقام الخادم متبسما حتى دخل بيتا قد فرش بالأرمني (3)،فدخل الشّافعي ثم أقبل عليه فقال: هذا حلال و ذاك حرام، و هذا أحسن من ذاك و أكثر ثمنا منه، فتبسّم الخادم و سكت.

قال: و أخبرني السّجستاني فيما كتب إليّ قال: و حدّثني أبو ثور (4) قال:

أراد الشّافعي الخروج إلى مكة و معه مال، فقلت له: و قلّ ما كان يمسك الشيء من سماحته - ينبغي أن تشتري بهذا المال ضيعة تكون لك و لولدك من بعدك، فخرج ثم قدم علينا، فسألته عن ذلك المال ما فعل به ؟ فقال: ما وجدت بمكة ضيعة يمكنني أن أشتريها لمعرفتي بأصلها (5)،أكثرها (6) قد وقفت [عليه] (7)،و لكن قد بنيت بمنى مضربا يكون لأصحابنا إذا حجّوا ينزلون فيه.

أخبرنا أبو الحسن [علي] (8) بن أحمد بن الحسن [الموحد] (9) المعروف بابن

ص: 395


1- سير أعلام النبلاء 36/10 و تاريخ الإسلام (ص 323) و حلية الأولياء 135/9 برواية: لا صادقا و لا آثما.
2- حلية الأولياء 126/9 و سير أعلام النبلاء 76/10.
3- كذا بالأصول و سير الأعلام، و في الحلية:«بالأرميني» و لعلها كانت فرشا تصنع بأرمينية.
4- الخبر في حلية الأولياء 127/9.
5- في الحلية: بأهلها.
6- في الحلية: أكثرها قد رفعت عليّ .
7- بياض بالأصل، و اللفظة استدركت عن م، و د، و «ز».
8- سقطت من الأصل و استدركت عن م، و د، و «ز».
9- بياض بالأصل، و اللفظة استدركت عن م، و د، و «ز».

البقشلان، أنبأنا القاضي أبو المظفر [هنّاد بن إبراهيم النسفي] (1)،أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد الحافظ البخاري المعروف بعنجار - حدّثنا خلف بن محمّد، حدّثنا إبراهيم بن محمود بن حمزة، حدّثني داود بن علي بن خلف، حدّثني إبراهيم بن خالد [الكلبي] (2) قال:

أراد الشّافعي الخروج إلى مكة و معه مال، فقلت له - و كان قلّ ما يملك شيئا من سماحته-: ينبغي أن تشتري بهذا المال ضيعة تكون لك و لولدك بعدك، قال: فخرج ثم قدم علينا، فسألته عن ذلك المال ما فعل به، قال: ما وجدت بمكة ضيعة يمكنني أن اشتريها لمعرفتي بأصلها، أكثرها قد وقفت، و لكن قد بنيت بمنى مضربا يكون لأصحابنا إذا حجّوا ينزلون فيه، قال: فكأني اهتممت، فأنشد - يعني - الشافعي رحمه اللّه قول ابن حازم (3):

إذا أصبحت عندي قوت يومي *** فخلّ الهمّ عني يا سعيد

و لم تخطر هموم غد ببالي *** لأن غدا له رزق جديد

أسلّم إن أراد اللّه أمرا *** و أترك ما أريد لما يريد

و ما لإرادتي وجه إذا ما *** أراد اللّه لي ما لا أريد (4)

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الشّافعي، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد، أنبأنا أبو علي الحسن بن الحسين الفقيه، أنبأنا محمّد بن الحسن، أنبأنا الحسين بن إدريس - بهراة - حدّثنا الربيع بن سليمان قال:

قال لنا الشّافعي: دهمني في هذه الأيام أمر أمضّني و آلمني، و لم يطلع عليه غير اللّه، فلما كان البارحة أتاني آت في منامي، فقال: يا محمّد بن إدريس قل: اللّهمّ إنّي لا أملك لنفسي ضرّا و لا نفعا (5)،و لا موتا و لا حياة، و لا نشورا و لا أستطيع أن آخذ إلاّ ما أعطيتني، و لا اتّقي إلاّ ما وقيتني، اللّهمّ فوفقني لما تحبّ و ترضى من القول و العمل في عافية، فلمّا أن أصبحت أعدت ذلك، فلمّا أن ترجّل (6) النهار أعطاني اللّه طلبتي، و سهّل لي الخلاص مما

ص: 396


1- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين استدرك عن د، و م، و فيهما: شاه و «ز»، و فيها:«هناه» و سيرد قريبا أنه: هناد ابن إبراهيم النسفي.
2- بياض بالأصل، و اللفظة استدركت عن م، و د، و «ز».
3- الأبيات في ديوان الشافعي ص(183) ط دار الفكر.
4- ليس البيت في «ز».
5- بالأصل:«نفعا و لا ضرا» و فوق اللفظتين علامتا تقديم و تأخير.
6- ترجل النهار: ارتفع (تاج العروس: رجل).

كنت فيه، فعليكم بهذه الدعوات، فلا تغفلوا عنها.

قال: و أنبأنا أبو علي، حدّثني الزبير، حدّثني يوسف بن عبد الأحد - بمصر - قال:

سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول:

قال لي الشّافعي: يا أبا موسى، قد أنست بالفقر حتى صرت لا أستوحش منه.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن البردعي، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، حدّثنا أبي قال: سمعت عمرو بن سوّاد (1)السّرخسي (2) قال (3):

كان الشّافعي أسخى الناس على الدينار و الدرهم و الطعام، فقال لي الشّافعي: أفلست من دهري ثلاث إفلاسات: فكنت أبيع قليلي و كثيري حتى حليّ ابنتي و زوجتي و لم أرهن قط .

قال: و حدّثنا أبي، أخبرني يونس بن عبد الأعلى قال: قال الشّافعي: أفلست من دهري ثلاث مرّات: و ربما أكلت التمر بالسمك (4).

كتب إليّ أبو القاسم إسماعيل بن إبراهيم بن أبي القاسم البستي، و أخبرني أبو سعد أحمد بن الحاجي (5) بن عمّار الواعظ الخوئي (6)،حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الجويني (7)-إملاء - أنبأنا محمّد بن الحسين قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن شاذان يقول:

سمعت ابن (8) أحمد بن عمرو بن مجاشع يقول: سمعت محمّد بن أحمد بن وردان يقول:

سمعت الربيع بن سليمان يقول: قال عبد اللّه بن عبد الحكم للشافعي: إن عزمت أن تسكن البلد - يعني - مصر فليكن لك قوت سنة [و مجلس من السلطان تتعزز به، فقال له الشافعي: يا أبا محمّد من لم تعزّه التقوى فلا عزّ له، و لقد ولدت بغزة و ربيت بالحجاز. و ما عندنا قوت

ص: 397


1- سواد بتشديد الواو، كما في تقريب التهذيب.
2- تقرأ بالأصل و م و «ز» و د: السرحي، تصحيف، تقدم التعريف به.
3- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 37/10 و حلية الأولياء 77/9 و فيها هنا: سوادة، و فيها 132/9 عمرو بن سواد السرحي.
4- حلية الأولياء 133/9.
5- تقرأ بالأصل و م و د و «ز»: «الحدى» و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 3/ب.
6- تقرأ بالأصول: النحوي، و المثبت عن المشيخة. و هذه النسبة إلى خوي مدينة من مدن أذربيجان.
7- تقرأ بالأصل و م و د، و «ز»: الجوحي. و المثبت عن المشيخة.
8- كذا بالأصل، و في «ز»: «سمعت شعيب بن أحمد» و في د:«سمعت مغيث بن أحمد» و مكان اللفظة بياض في م.

ليلة، و ما بتنا جياعا قط ] (1).

أخبرنا (2) أبو سعد عبد اللّه بن أسعد الصوفي، و أبو بكر عبد الجبّار بن محمّد بن أبي صالح، قالا: أنبأنا محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو عمر محمّد بن الحسين البسطامي، أنبأنا أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود قال: سمعت المزني يقول: سمعت الشّافعي يقول: السخاء و الكرم يغطيان عيوب الدنيا و الآخرة بعد أن لا يلحقهما بدعة.

أخبرنا أبو الحسن الموحّد، أنبأنا هنّاد بن إبراهيم، أنبأنا محمّد بن أحمد غنجار، حدّثنا خلف بن محمّد قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمود بن حمزة يقول: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم يقول: كان الشّافعي من أسخى الناس، قال: و كنت آكل مع الشافعي تمرا ملوزا من هذه الجواب، فجاء رجل فقعد و أكل، و كان يجلس إليه، و كان الشّافعي سخيا، فلما فرغ من الأكل قال الرجل للشافعي: ما تقول في أكل الفجأة فلوى عنقه و قال: هلاّ كان السؤال قبل أن تأكل.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني - قراءة عليه و أنا أسمع - عن أبي عبد اللّه القضاعي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن شاكر، حدّثنا الحسن بن رشيق، حدّثنا سعيد بن أحمد اللّخمي (3) قال: سمعت المزني يقول: كنت مع الشّافعي يوما، فخرجنا الأكوام (4)، فمرّ بهدف، و إذا رجل (5) يرمي بقوس عربية فوقف عليه الشّافعي ينظر، و كان حسن الرمي، فأصاب بأسهم فقال له الشّافعي: أحسنت و برّك عليه، ثم قال لي: أ معك شيء؟ فقلت: معي ثلاثة دنانير، قال: أعطه إيّاها و اعذرني عنده إذ لم يحضرني غيرها.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو بكر محمّد بن أحمد بن بالوية الجلاّب، حدّثنا أبو نعيم، أنبأنا الربيع قال:

أخذ رجل بركاب الشّافعي فقال لي: يا ربيع أعطه أربعة (6) دنانير، و اعذرني عنده (7).

ص: 398


1- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن م، و د، و «ز».
2- بالأصل: أبو سعد و عبد اللّه، تصحيف.
3- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 37/10.
4- الأكوام: جبال لغطفان ثم لفزارة (راجع معجم البلدان).
5- في «ز»: برجل.
6- بالأصل:«أربع» و المثبت عن «ز»، و د، و م.
7- سير أعلام النبلاء 37/10 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201-210 ص 323) و حلية الأولياء 130/9.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنبأنا أبو البركات المقرئ، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثنا محمّد بن الحسن النقّاش، حدّثنا الحسين بن حزم - بهراة - حدّثني الربيع بن سليمان قال:

مسك رجل للشافعي الركاب فقال: يا ربيع أعطه خمسة دنانير، و اعتذر لنا عنده.

قال الربيع: فأعطيته و لو دفع إليه خمسة دراهم لكان كثيرا، و لكن نفس الشّافعي واسعة.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا نصر بن محمّد، حدّثنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك - بدمشق - قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول:

كان الشّافعي راكبا حمارا (1)،فمرّ على سوق الحذّائين فسقط سوطه من يده، فوثب غلام من الحذائين فأخذ السوط و مسحه بكمّه، و ناوله إيّاه، فقال الشّافعي لغلامه: ادفع تلك الدنانير التي معك إلى هذا الفتى.

قال الربيع: قلت: أرى كانت تسعة دنانير أو سبعة (2).

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنبأنا أبو نصر بن طلاّب، أنبأنا أبو بكر بن أبي الحديد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن بشر العكري (3) قال: و سمعت الربيع يقول: مرّ الشّافعي بالحذّائين فسقطت من يده فقام رجل من الحذّائين فأخذه و مسحه بكسائه و ناوله إيّاه، فقال الشّافعي لغلام معه: أي شيء معك ؟ قال: معي سبعة دنانير، قال: ادفعها له.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، حدّثنا الربيع بن سليمان قال:

تزوجت فسألني الشّافعي: كم أصدقتها؟ فقلت: ثلاثين دينارا، فقال: كم أعطيتها؟ قلت: ستة دنانير، فصعد داره و أرسل إليّ بصرّة فيها أربعة و عشرون دينارا (4).

ص: 399


1- بالأصل و «ز»: «راكب حمار» و في د، و م:«راكب حمارا».
2- تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201-210) ص 323 و سير أعلام النبلاء 37/10.
3- بالأصل: السكري، تصحيف، و المثبت عن م، و د، و «ز».
4- حلية الأولياء 132/9 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201-210 ص 324)، سير أعلام النبلاء 37/10.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي بن الخضر، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن، أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى، أنبأنا أبو موسى هارون بن محمّد، حدّثنا أبو يحيى زكريا بن أحمد البلخي، حدّثنا أبو جعفر الترمذي (1) قال: سمعت الربيع يقول: كان الشّافعي به هذه البواسير (2) قال: و كانت له لبدة محشوة محلبة فكان يقعد عليها، فإذا ركب أخذت تلك اللبدة و مشيت خلف حماره، فبينا هو يمرّ إلى منزله ناوله إنسان رقعة فيها: إنّني رجل بقّال، أبيع البقل، و رأس مالي درهم، و قد تزوجت امرأة و أريد أن أدخل بها و ليس لي إلاّ ذلك الدرهم تعينني بشيء؟ فقال لي: يا ربيع أعطه (3) ثلاثين دينارا و أعذرني عنده، قال:

قلت: أصلحك اللّه، إنّ هذا تكفيه عشرة دراهم، قال: ويحك يا ربيع، و ما نصنع بثلاثين دينارا، أ في كذا، أم في كذا - يعد ما يصنع في جهازه - أعطه ثلاثين دينارا، و أعذرني عنده.

أخبرنا أبو الفتح المصّيصي، أنبأنا أبو البركات البغدادي، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثنا محمّد بن الحسن النقّاش، حدّثنا الحسين بن إدريس بهراة، حدّثنا الربيع بن سليمان قال: ولدت لنا شاة في زمان ليس فيه لبأ فأمرت بلبئها فعمل، ثم تركته حتى برد و استحكم، و صفّيته، و جعلته في جام، و لففته في منديل ديبقي، و ختمته، و أنفذته إلى الشّافعي لأتحفه به، فأعجبه، فقبله، و ردّ عليّ الجام، و فيه مائة دينارا عينا.

قرئ على أبي الحسن الموازيني عن أبي عبد اللّه القضاعي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد، حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن عبد الخالق الخولاني، حدّثنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي - إملاء من حفظه - حدّثنا محمّد ابن بنت الشّافعي قال: سمعت عمي إبراهيم ابن محمّد يقول:

باع الشّافعي ضيعة له بعشرة آلاف درهم، فصبّه على نطع بمنى، فكلّ من أتاه حثى له - من الأشراف و أهل العلم، و أهل الأدب بكفّه - حتى بقي شيء يسير على النطع، فأتاه أعرابي من بني سدوس فقال له: يا فتى لي عندك يد، فكافئني عليها قال له: و ما تلك اليد يا عمّ ؟ قال: حضرت هذا الموسم و أنت مع عمومتك و هم يشترون الأضحية فضربت يدك [إلى

ص: 400


1- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 38/10.
2- الباسور: علة معروفة، الجمع: البواسير،(القاموس المحيط )، و هذه العلة تحدث في المقعدة.
3- بالأصل: أعطيه، خطأ، و المثبت عن م، و د، و «ز».

درة (1) شاة، و قلت: يا عم، اشتر (2) لي هذه، فقال للرجل أحسن إلى الفتى، فأحسن إليك (3)بقولي، قال الشافعي: إن هذه ليد جليلة، خذ النطع و ما عليهما (4)] (5).

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا [أبو] (6) محمّد بن أبي حاتم (7)،حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم، حدّثنا محمّد بن روح، حدّثنا الزبير بن سليمان القرشي، عن الشّافعي قال:

خرج هرثمة فأقرأني سلام أمير المؤمنين هارون و قال: قد أمر لك بخمسة آلاف دينار [قال: فحمل إليه المال] (8) فدعا بحجّام فأخذ من شعره و أعطاه خمسين دينارا، ثم أخذ رقاعا، فصرّ من تلك الدنانير صررا ففرّقها في القرشيين الذين هم بالحضرة، و من هم بمكة حتى ما رجع إلى بيته إلاّ بأقلّ من مائة دينار.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنبأنا أبو نصر الخطيب، أنبأنا أبو بكر بن أبي الحديد، أنبأنا محمّد بن بشر العكري، قال: و سمعت الربيع يقول: أخبرني الحميدي قال:

قدم علينا الشّافعي صنعاء، فضربت له الخيمة و معه عشرة آلاف دينار، فجاء قوم و سألوه فما قلعت الخيمة و معه منها شيء (9).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد المقرئ، حدّثنا أبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان، حدّثنا محمّد بن أبي زكريا قال: سمعت الربيع ابن سليمان يقول: قال الحميدي:

قدم الشّافعي من اليمن و معه عشرون ألف دينار، فضرب خيمته خارجا من مكة، فما قام حتى فرّقها كلها.

ص: 401


1- في «ز»: «قرن» و في د:«مزن» و في م:«دون» و المثبت عن المختصر.
2- في «ز»: اشترى.
3- من قوله: فقال للرجل إلى هنا بياض مكانه في م.
4- في «ز»: عليه.
5- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين استدرك عن م، و د، و «ز».
6- سقطت من الأصل، و استدركت عن م، و د، و «ز».
7- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 38/10 و حلية الأولياء 131/9 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201 - 210) ص 324.
8- بياض بالأصل و م، و المستدرك بين معكوفتين عن «ز»، و د، و المصادر.
9- تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201-210) ص 324، و سير أعلام النبلاء 38/10.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي، أنبأنا أبو محمّد العطّار (1)،أنبأنا أبو الحسن بن ياسر، أنبأنا أبو موسى هارون بن محمّد، أنبأنا أبو يحيى زكريا بن أحمد، حدّثنا أبو جعفر الترمذي قال: قال الربيع عن الحميدي قال:

قدم الشّافعي بثلاثة آلاف دينار فدخل عليه بنو عمه و غيرهم، فجعل يعطيهم حتى قام و ليس معه شيء.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا العباس محمّد بن يعقوب يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا قال: قرئ على أبي (2) عثمان سعيد بن محمّد البحيري (3)،أنبأنا أبو الحسين الخفّاف، حدّثنا أبو نعيم عبد الملك بن عدي قال.

ح و أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم، أنبأنا عمر بن أحمد بن عمر قال:

سمعت أبا طاهر محمّد بن الفضل يقول: سمعت أبا نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول:

سمعت الحميدي يقول: قدم الشّافعي من صنعاء إلى مكة بعشرة آلاف دينار في منديل فضرب خباءه في موضع خارجا من مكة، و كان الناس يأتونه فيه، فما برحت حتى ذهبت كلها.

و في رواية البحيري فكان أناس يأتونه - و زاد البيهقي: و قال غيره عن الربيع في هذه الحكاية: و فرّق المال كله في قريش ثم دخل مكة.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (4)،حدّثنا أبي، حدّثنا خالي أحمد بن محمّد بن يوسف، أنبأنا أبو نصر المصري قال: سمعت محمّد بن العباس يقول: سمعت إبراهيم بن برانة (5) يقول:- و كان جليسا للشافعي قال: دخلت مع الشافعي حماما فخرجت قبله - و كان الشّافعي طوالا جسيما نبيلا، و كان إبراهيم طوالا جسيما، فلبس إبراهيم ثياب الشافعي و لبس الشّافعي ثياب إبراهيم، و الشّافعي لا يعلم أنها

ص: 402


1- كذا بالأصل و م، و د، و في «ز»: القطان.
2- بالأصل: أبو.
3- الأصل: البحيرمي.
4- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 133/9.
5- كذا بالأصل، و م، و د، و «ز»، و في حلية الأولياء:«؟؟؟ ر؟؟؟ ه».

ثياب إبراهيم، و إبراهيم لا يعلم أنها ثياب الشّافعي، و انصرف الشّافعي إلى منزله فنظر فإذا هي لإبراهيم، فأمر بها فطويت و بخرت و جعلت في منديل و نظر إبراهيم فطواها و بخّرها و جعلها في منديل، ثم راحا جميعا، فجعل الشّافعي ينظر إلى إبراهيم و يتبسم إليه، و جعل إبراهيم ينظر إلى الشّافعي و يتبسّم إليه، فلما صلّيت العصر قال إبراهيم: أصلحك اللّه، هذه ثيابك، فقال الشّافعي: و هذه ثيابك، و اللّه لا يعود إليّ منها شيء و لا يلبسها غيرك، فأخذهما إبراهيم جميعا.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم المصري قال:

كان الشّافعي أسخى الناس بما يجد، و كان يمرّ بنا فإن وجدني و إلاّ قال: قولوا لمحمّد إذا جاء يأتي المنزل فإنّي لست أتغدى حتى يجيء (1)،فربما جئته فإذا قعدت معه على الغداء قال: يا جارية اضربي لنا فالوذج (2)،فلا تزال المائدة بين يديه حتى تفرغ منه فنتغدى (3).

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنبأنا أبو المظفر النّسفي، أنبأنا محمّد بن أحمد الحافظ ، حدّثنا خلف بن محمّد بن إسماعيل، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمود بن حمزة النيسابوري المالكي - ببخارى - أنبأنا أبو سليمان داود بن علي بن خلف الأصبهاني (4)،حدّثنا أبو ثور إبراهيم بن خالد قال:

كان الشّافعي من أجود الناس و أسمحهم كفّا، كان يشتري الجارية الصناع التي تطبخ و تعمل الحلواء، و يشترط عليها هو أنه لا يقربها لأنه كان عليلا لا يمكنه أن يقرب النساء في وقته لباسور كان به، و يقول لنا: تشهّوا ما أحببتم، فقد اشتريت جارية تحسن أن تعمل ما تريدون، قال: فيقول لها بعض أصحابنا: اعملي لنا اليوم كذا و كذا، فكنا نحن الذي نأمرها بما نريد و هو مسرور بذلك.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن بن علي الحدادي - بتبريز - أنبأنا أبو

ص: 403


1- إلى هنا الخبر في سير أعلام النبلاء 39/10.
2- الفالوذج: حلواء تعمل من الدقيق و العسل و الماء.
3- حلية الأولياء 132/9.
4- من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 133/9 و سير أعلام النبلاء 39/10 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201-210) ص 325.

الفتح أحمد بن عبد اللّه بن أحمد السّوذرجاني - بأصبهان - أنشدنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن جعفر اليزدي، حدّثنا أبو جعفر أحمد بن الحسن المعدل قال: أنشدت للشافعي (1):

يا لهف نفسي على مال أفرّقه *** على المقلّين من أهل المروءات

إنّ اعتذاري إلى من جاء يسألني *** ما لست أملكه إحدى المصيبات

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنبأنا أبو البركات البغدادي، أنبأنا أبو القاسم بن أحمد الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثني أبو سعيد أوس بن أحمد بن أوس الخطيب - بهمذان - حدّثنا عبد اللّه بن محمود المروزي - بمرو - حدّثنا الربيع بن سليمان قال:

لما قدم الشافعي مصر و اجتمع الناس عليه نظر إليّ فقال لي: يخف عليك يا بني أن تبلغ إلى أبي زكير (2) فتأخذ لنا منه الدنانير، و كان قد باع فرسا له بستين دينارا، فقلت له: أي و اللّه على رأسي و عيني، قال: اذهب صانك اللّه، و علّمك خيرا، فذهبت، فأخذت الستين دينارا ثم رجعت فقلت [له:] (3) هذه الدنانير، فقال لي: أمسكها معك، فتركتها معي، فلمّا طال مجلسه، انصرفت إلى منزلي ثم عدت إليه فقال لي: نفقتنا (4) معك، فذهبت و تركتنا فلمّا قام إلى منزله اتّبعته حتى دخل المنزل و قعدت على الباب، فكتب إلي رقعة: إن رأيت - أعزّك اللّه - أن تشتري لنا كذا أو كذا بكذا و كذا،- و لم أكن أعرف من هذا قبل ذلك شيئا-، فكان مبتدأ أمري معه، و وافق نزول الشّافعي يوما و إنّي أكتب حسابه فلحظني ثم قال لي: لا تفسد قرطاسك، و اللّه لا نظرت لك في حساب أبدا (5).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا أبو الحسين أحمد ابن محمّد بن جعفر البحيري قال: سمعت محمّد بن إسحاق بن خزيمة يقول: سمعت الربيع ابن سليمان يقول: و اللّه ما اجترأت أن أشرب الماء و الشافعي ينظر إليّ هيبة له.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنبأنا أبو البركات المقرئ، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا

ص: 404


1- البيتان في ديوانه ط بيروت ص 39 (و في نسخة ص 35) و انظر تخريجهما في النسختين، و يشير ابن عبد البر إلى أن الشعر ليس للشافعي إنما تمثّل بهما، و اللّه أعلم.
2- كذا بالأصل و م، و د، و في «ز»: «زكريا» و في حلية الأولياء:«ابن دكين».
3- سقطت من الأصل، و استدركت عن م، و د، و «ز».
4- كذا بالأصل، و م، و د، و «ز»، و في حلية الأولياء:«تعقبنا» تصحيف و شكك مصحّحها بصحتها.
5- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 130/9.

أبو علي بن حمكان (1)،حدّثني إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكّي النيسابوري، حدّثنا محمّد ابن إسحاق بن خزيمة - بنيسابور - حدّثنا الربيع بن سليمان (2) قال:

أصحاب مالك كانوا يفخرون فيقولون إنه يحضر مجلس مالك نحو من ستين معمّما، و اللّه لقد عددت في مجلس الشّافعي ثلاثمائة معمّما (3) سوى من شذّ عنّي.

أخبرنا أبو الأعزّ التركي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا علي بن عبد العزيز، أنبأنا ابن أبي حاتم، حدّثنا أحمد بن سلمة بن عبد اللّه النيسابوري قال: قال أبو بكر محمّد بن إدريس ورّاق الحميدي (4):سمعت الحميدي يقول: قال محمّد بن إدريس الشّافعي:

خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفراسة حتى كتبتها و جمعتها، فلما حان انصرافي مررت على رجل في طريقي و هو محتبي بفناء داره، أزرق العين، ناتئ الجبهة، سناط ، فقلت له: هل من منزل ؟ فقال: نعم، قال الشّافعي: و هذا النعت أخبث ما يكون في الفراشة، فأنزلني فرأيت أكرم رجل بعث إليّ بعشاء طيّب، و علف لدابتي، و فراش و لحاف، فجعلت أتقلّب الليل أجمع ما أصنع بهذه الكتب، إذ رأيت النعت في هذا الرجل، فرأيت أكرم رجل فقلت: أرمي بهذه الكتب، فلمّا أصبحت قلت للغلام: أسرج، فأسرج، و ركبت و مررت عليه و قلت له: إذا قدمت مكة فمررت بذي طوى، فسل عن منزل محمّد بن إدريس الشّافعي فقال لي الرجل: أ مولى لأبيك أنا؟ قلت: لا، قال: فهل كانت لك عندي نعمة ؟ فقلت: لا، فقال: أين ما تكلّفت لك البارحة ؟ قلت: و ما هو؟ قال: اشتريت لك طعاما بدرهمين و إداما بكذا، و عطرا بثلاثة دراهم، و علفا لدابتك بدرهمين و كراء الفراش و اللحاف درهمين، قال:

قلت: يا غلام أعطه، فهل بقي من شيء؟ قال: كري المنزل، فإنّي وسعت عليك و ضيّقت على نفسي.

قال الشّافعي: فغبطت نفسي بتلك الكتب فقلت له بعد ذلك: هل بقي من شيء؟ قال:

امض أخزاك اللّه، فما رأيت قطّ أشرّ منك.

ص: 405


1- هو أبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان الحمداني الفقيه الشافعي نزيل بغداد، العبر 89/3 (وفيات سنة 405).
2- سير أعلام النبلاء 39/10 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201-210) ص 325.
3- كذا بالأصل، و م، و د، و «ز»، و في المصدرين السابقين و المختصر: ثلاثمائة معمم.
4- من طريقه في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201-210) ص 326 و سير أعلام النبلاء 40/10 و حلية الأولياء 9/ 78 مختصرا.

آخر الجزء الحادي بعد الستمائة من التجزئة الثانية (1).

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا الحسن بن علي الجوهري، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز، أنبأنا ابن أبي حاتم قال: قال الربيع بن سليمان:

اشتريت للشافعي طيبا (2) بدينار فقال لي: ممن اشتريت ؟ فقلت: من ذلك الأشقر الأزرق، فقال: أشقر أزرق، ردّه ردّه (3).

قال: و أنبأنا ابن أبي حاتم، أخبرني أبي عن الربيع بن سليمان في هذه الحكاية بزيادة قال: سمعت الشّافعي يقول: ما جاءني خيّر قطّ من أشقر (4).

قال: و أنبأنا ابن أبي حاتم، أخبرني أبي، حدّثنا حرملة بن يحيى قال:

حضرت الشّافعي و اشتري له طيب (5) فأتي به إليه [فوقع فيه كلام بين يديه] (6) فقال:

ممّن اشتريت هذا الطيب ؟ (7) ما صفته ؟ قالوا: أشقر، قال: ردّوه، فما جاءني خير قطّ من أشقر (8).

قال: و أنبأنا ابن أبي حاتم، أخبرني أبي (9)،حدّثنا حرملة بن يحيى قال: سمعت الشّافعي يقول: احذر الأعور، و الأحوال، و الأعرج، و الأحدب، و الأشقر، و الكوسج (10)و كلّ من به عاهة في بدنه، و كلّ ناقص الخلق، فاحذره فإنه صاحب التواء و معاملته عسرة.

و قال الشّافعي مرة أخرى: فإنّهم أصحاب خبّ (11).

قال أبو محمّد بن أبي حاتم: إنّما يعني إذا كان ولادهم بهذه الحالة، فأما من حدث فيه شيء من هذه العلل و كان في الأصل صحيح التركيب لم تضر مخالطته (12).

ص: 406


1- من قوله: آخر الجزء، إلى هنا ليس في د.
2- بالأصل:«ظبيا» و المثبت عن م، و د، و «ز».
3- سير أعلام النبلاء 39/10 و حلية الأولياء 139/9.
4- حلية الأولياء 140/9 و سير أعلام النبلاء 39/10.
5- الأصل: ظبي، و المثبت عن م، و د، و «ز».
6- بياض بالأصل، و الجملة استدركت عن م، و د، و «ز».
7- الأصل:«الظبي» و المثبت عن د، و م، و «ز».
8- حلية الأولياء 140/9.
9- من طريقه روي الخبر في خلية الأولياء 144/9 و سير أعلام النبلاء 40/10.
10- الكوسج: الناقص الأسنان (القاموس المحيط ).
11- الخب: الخداع و الإفساد، و الخبر في حلية الأولياء 144/9 و فيها: خبث بدل خب.
12- حلية الأولياء 144/9.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنبأنا أبو نصر الخطيب، أنبأنا أبو بكر بن أبي الحديد، أنبأنا محمّد بن بشر الزنبري (1) قال (2):و سمعت الربيع يقول:

كنت عند الشّافعي أنا و المزني، و أبو يعقوب البويطي فنظر إلينا فقال لي: أنت تموت في الحديث، و قال للمزني: هذا لو ناظره الشيطان قطعه و جدله، و قال للبويطي: أنت تموت في الحديد.

قال الربيع: فدخلت على البويطي أيام المحنة فرأيته مقيدا إلى أنصاف ساقيه مغلولة - يعني - يديه إلى عنقه قال (3):و سمعت الربيع يقول: كنت في الحلقة إذ جاءه - يعني - الشّافعي رجل فسأله عن مسألة فقال له الشّافعي: أنت نسّاج ؟ قال: عندي أجراء.

أخبرنا أبو الفتح الشّافعي، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثني محمّد بن أبي زكريا الفقيه، حدّثنا مسبّح بن حاتم بالبصرة، حدّثنا الربيع بن سليمان قال:

جاز أخي في صحن المسجد فقال لي الشّافعي: يا ربيع أ تريد أخاك و لم يكن رآه قطّ؟ قلت: نعم، أيّدك اللّه، قال: هو ذاك، قال: فكان أخي (4).

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي بن الخضر، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى، أنبأنا أبو موسى هارون بن محمّد، حدّثنا أبو يحيى زكريا بن أحمد بن يحيى، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن نصر الترمذي قال:

و قال ابن أخي ابن وهب: ما رأيت محدّثا و لا فقيها - أو قال: ما قدم علينا بلدنا فقيه و لا محدّث - أكثر حفظا للحكايات و الأسمار من الشّافعي.

أخبرنا أبو بكر عبد الجبّار بن محمّد بن أبي صالح، و أبو سعد (5) عبد اللّه بن أسعد بن أحمد، قالا: أنبأنا أبو الفضل الصّرّام، أنبأنا القاضي أبو عمر محمّد بن الحسين، أنبأنا أحمد ابن عبد الرّحمن بن الجارود، أنبأنا المزني قال: سمعت الشّافعي يقول:

ص: 407


1- كذا بالأصل و د، و إعجامها ناقص في م، و في «ز»: الزنبوري.
2- روي الخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201-210) ص 325، و سير أعلام النبلاء 40/10 و حلية الأولياء 139/9.
3- سير أعلام النبلاء 40/10 و حلية الأولياء 139/9.
4- سير أعلام النبلاء 40/10.
5- في «ز»: سعيد، تصحيف.

من لا يحب العلم فلا خير فيه، و لا يكون بينك و بينه معرفة و لا صداقة.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (1)،أنبأنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد المقرئ، حدّثنا الحسن بن الحسين بن حمكان، حدّثنا أبو إسحاق المزكّي قال: سمعت ابن خزيمة يقول: حدّثني المزني قال: سمعت الشّافعي يقول:

تعلّموا ممّن هو أعلم منكم، و علّموا من أنتم أعلم منه، فإذا فعلتم ذلك علمتم ما جهلتم، و حفظتم ما علمتم.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان (2)،حدّثنا أبو علي أحمد بن محمّد بن هارون العدل (3)- بهمذان - حدّثنا أبو مسلّم إبراهيم بن عبد اللّه الكجّي، حدّثنا الأصمعي قال:

سمعت الشّافعي يقول: أصل العلم التثبت و ثمرته السلامة، و أصل الورع القناعة، و ثمرته الراحة، و أصل الصبر الحزم، و ثمرته الظفر، و أصل العمل (4) التوفيق و ثمرته النجح، و غاية كلّ أمر الصّدق.

قال: أنبأنا ابن حمكان، حدّثنا محمّد بن الحسن النقّاش، حدّثنا محمّد بن يونس البصري أبو العباس، حدّثنا الأصمعي قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن إدريس الشّافعي يقول:

الطبع أرض و العلم بذر، و لا يكون العلم إلاّ بالطلب فإذا كان الطبع قابلا أزكى و زرع (5) العلم و تفرّعت معانيه.

قال: و أنبأنا ابن حمكان، حدّثنا أبو جعفر بن برزة الرّوذراوري (6)،حدّثنا محمّد بن يونس الكديمي (7)،حدّثنا الأصمعي قال:

سمعت الشّافعي محمّد بن إدريس يقول: العاقل يسأل عما يعلم و عمّا لا يعلم فيثبّت

ص: 408


1- في «ز»: المرزقي، تصحيف.
2- كذا بالأصل و م و د، و في «ز»: المعدل.
3- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 40/10-41.
4- بالأصل و م و د، و «ز»: «العلم»، تصحيف، و التصويب عن سير أعلام النبلاء و المختصر.
5- كذا بالأصل، و في م و د:«رتع» و في «ز»: زرع.
6- هذه النسبة - ضبطت عن الأنساب - إلى روذراور، بلدة بنواحي همذان.
7- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 41/10 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201-210) ص 326.

فيما يعلم، و يتعلّم ما لا يعلم، و الجاهل يغضب من التعليم و يأنف من التعلّم (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد المقرئ، حدّثنا أبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان، حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسن النقّاش المقرئ، حدّثنا الحسين بن حزم (2)-بهراة - حدّثنا الربع بن سليمان قال: سمعت الشّافعي يقول (3):

من قرأ القرآن عظمت قيمته، و من تفقّه نبل آمره، و من كتب الحديث قويت حجّته، و من تعلّم اللغة رقّ طبعه، و من تعلّم الحساب جزل رأيه، و من لم يصن نفسه لم ينفعه علمه.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم الصيرفي، أنبأنا الحسن بن الحسين (4) بن حمكان، حدّثني الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي، حدّثنا الحسن بن سفيان النّسوي، حدّثنا داود بن علي قال: قال الشّافعي:

حياة الأرض بالديم، و حياة النفوس بالهمم، و حياة القلوب بالحكم.

قال: و أنبأنا ابن حمكان، أنبأنا محمّد بن الحسن النقّاش، حدّثنا الحسين بن إدريس - بهراة - حدّثنا الربيع بن سليمان قال: قال الشّافعي:

العلم كثير و الحكماء قليل، و إنّما يراد من العلم الحكمة، وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً (5).

قال: و أنبأنا ابن حمكان، حدّثنا إبراهيم المزكّي، حدّثنا ابن خزيمة، حدّثنا الربيع بن سليمان قال:

قلت للشافعي: من الوغد من الرجال ؟ فقال لي: الذي يرى الفضل نقصا، و العلم جهلا.

قال: أنبأنا ابن حمكان، حدّثنا محمّد بن الحسن النقّاش، حدّثنا ابن جهور الفقيه، حدّثنا الربيع قال:

ص: 409


1- كذا بالأصول، و في سير الأعلام:«يغضب من التعلم و يأنف من التعليم» و في تاريخ الإسلام: يأنف من التعليم و يأنف من التعلّم.
2- في «ز»: حوسم.
3- باختلاف الرواية، و فيها زيادة، في حلية الأولياء 123/9.
4- بالأصل و م و د، و «ز»: الحسن، تصحيف.
5- سورة البقرة، الآية:269.

خرج علينا الشّافعي ذات يوم و نحن مجتمعون فقال لنا: اعلموا رحمكم اللّه أنّ هذا العلم يندّ كما (1) تندّ الإبل، فاجعلوا الكتب له حماة و الأقلام عليه رعاة.

أخبرنا أبو الأعزّ الأزجي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا علي بن عبد العزيز، أنبأنا ابن أبي حاتم، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن يحيى بن حسّان قال: سمعت الشّافعي يقول (2):

إن العلم علمان: علم الدين و علم الدنيا، فالعلم الذي للدّين فهو الفقه، و العلم الذي للدنيا فهو الطبّ ، و ما سوى (3) ذلك من الشعر و نحوه [فهو سفه أو عبث] (4).

قال: و أنبأنا ابن أبي حاتم، حدّثني محمّد بن هارون بن منصور، حدّثني [بعض الناس] (5) عن الشّافعي قال: لا تسكنن بلدا لا يكونن فيه عالم [ينبئك عن دينك، و لا طبيب ينبئك عن أمر بدنك] (6).

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنبأنا أحمد بن عبد [اللّه، المقرئ] (7)،أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان، أنبأنا أبو علي الفقيه، حدّثنا محمّد بن الحسن، حدّثنا ابن إدريس - بهراة - حدّثنا الربيع قال:

قلت للشافعي: من أقدر الفقهاء على المناظرة ؟ فقال: من عوّد لسانه الركض في ميدان الألفاظ ، و لم يتلعثم إذا رمقته العيون بالالحاظ (8).

قال: و أنبأنا أبو علي، حدّثنا النقّاش، حدّثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد، حدّثنا الربيع بن سليمان قال:

قال الشّافعي: أحسن الاحتجاج ما أشرقت معانيه، و أحكمت مبانيه، و ابتهجت له قلوب سامعيه.

ص: 410


1- ندّ البعير: شرد.
2- سير أعلام النبلاء 41/10 و انظر حلية الأولياء 142/9.
3- بالأصل:«و من ذلك» و المثبت عن م، و «ز»، و د.
4- بياض بالأصل، و المستدرك عن «ز»، و في د:«فهو عبث» و في م: فهو (بياض) و عبث.
5- بياض بالأصل و م، و المستدرك عن «ز»، و في د:«حدثني بعض».
6- بياض بالأصل، و الجملة استدركت عن م، و د، و «ز».
7- بياض بالأصل، و المستدرك عن م، و د، و «ز».
8- سير أعلام النبلاء 41/10.

أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن أبي سعيد يحيى بن محمّد بن جعفر البوشنجي (1)الألمعي، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسحاق القرّاب الهروي، أنبأنا الحسن ابن محمّد بن الحسن، حدّثنا أبو حسّان عيسى بن عبد اللّه، حدّثنا الربيع بن سليمان قال:

سمعت الشّافعي يقول: بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنبأنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد، حدّثنا أبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان الفقيه الشّافعي، حدّثنا أبو بكر النقّاش، حدّثنا أبو نعيم الأسترآباذي، حدّثنا الربيع بن سليمان قال: سمعت الشّافعي يقول:

أشد الأعمال ثلاثة: الجود من قلّة، و الورع في خلوة، و كلمة الحق عند من يرجى و يخاف.

قال: و حدّثنا النقّاش المقرئ، حدّثنا الحسين بن حزم - بهراة - حدّثنا الربيع بن سليمان قال: سمعت الشّافعي يقول:

اعلموا أن ذا العلم و الحصافة لا تبطره المنزلة الرفيعة و لا تعجبه نفسه بالعزّ الكامل، كالجبل لا يتزعزع و إن اشتدّت به الرياح العواصف، و الخفيف السخيف من الناس تبطره أدنى منزلة يصير إليها، و أيسر ولاية ينالها فهو مثل الحشيشة تحركه أضعف الرياح.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثني أبو علي أحمد بن محمّد بن هارون المعدّل - بهمذان - حدّثنا أبو مسلّم إبراهيم بن عبد اللّه الكجّي، حدّثنا أبو سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن إدريس الشّافعي يقول:

إنّ لكلّ رأي ثمرة و لكلّ تدبير عافية، و لكل مشورة اختيار، و على قدر درجات الصواب تكون العافية و السلامة، و على قدر طبقات الخطأ يكون الفوت و الندامة.

أخبرنا أبو سعد عبد اللّه بن أسعد، و أبو بكر عبد الجبّار بن محمّد بن أبي صالح (3)، قالا: أنبأنا أبو الفضل محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو عمر محمّد بن الحسين، أنبأنا

ص: 411


1- بالأصل، و م، و د، و «ز»، البوسنجي، بالسين المهملة.
2- سير أعلام النبلاء0 41/1 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201-210) ص 326.
3- قارن مع مشيخة ابن عساكر01 1/ب.

أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود قال: سمعت يونس يقول: سمعت الشّافعي يقول. ح و أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، حدّثنا أبي، أخبرني يونس بن عبد الأعلى.

قال لنا الشّافعي (1):ليس إلى السلامة من الناس سبيل، فانظر ما فيه - و في رواية أبي حاتم: الذي فيه - صلاحك فالزمه.

أخبرنا أبو الفتح الشّافعي، أنبأنا أبو البركات البغدادي، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثنا أبو العباس الكندي، حدّثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث السّجستاني، حدّثنا المسيّب بن واضح قال:

سمعت الشّافعي يوصي شابا من أصحابه يقول له: الزم الصمت إلى أن يلزمك التكلّم، فإنّما أكثر من يندم إنّما يندم إذا هو نطق، و قلّ من يندم إذا سكت، و اعلم بأن الرجوع عن الصمت إلى الكلام أحسن من الرجوع عن الكلام إلى الصمت، العطية بعد المنع أحسن من المنع بعد العطية.

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي النقيب، أنبأنا أبو علي الحسن ابن عبد الرّحمن بن الحسن الشّافعي - بمكة - أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس المكّي، حدّثنا أبو علي الحسن بن الفتح بن نصر بن محمّد بن عبد اللّه النّيسابوري قال: سمعت محمّد بن حمدان بن سفيان يقول:

سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشّافعي يقول: إذا أخطأتك الصنيعة إلى من يتقي اللّه فاصنعها إلى من يتقي العار.

قال: و سمعت الشّافعي يقول: ما رفعت من أحد فوق منزلته إلاّ وضع مني بمقدار ما رفعت منه.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو البركات المقرئ، أنبأنا أبو القاسم الصيرفي، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثنا النقّاش، حدّثنا الحسن بن عامر - بنسا - حدّثنا أبو ثور إبراهيم بن خالد قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن إدريس الشّافعي يقول (2):

ص: 412


1- تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201-210) ص 326 و سير أعلام النبلاء 41/10-42 و حلية الأولياء 122/9.
2- سير أعلام النبلاء 42/10 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201-210) ص 326.

ضياع الجاهل قلة عقله، و ضياع العالم أن يكون بلا إخوان، و أضيع من هؤلاء أن يؤاخي الإنسان من لا عقل له.

قال: و أنبأنا ابن حمكان، حدّثنا المزكّي، حدّثنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، حدّثنا الربيع بن سليمان قال: سمعت الشّافعي يقول (1):

إذا أنت خفت على عملك العجب، فاذكر رضا من تطلب، و في أيّ نعيم ترغب، و من أي عقاب ترهب، و أي عافية تشكر، و أي بلاء تذكر، فإنّك إن ذكرت في واحدة من هذه الخصال صغر في عينيك ما قد عملت.

أخبرنا أبو سعد عبد اللّه بن أسعد، و أبو بكر عبد الجبّار بن محمّد بن أبي صالح، قالا: أنبأنا أبو الفضل محمّد بن عبيد اللّه، أنبأنا القاضي أبو عمر محمّد بن الحسين، حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود قال: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: سمعت الشّافعي يقول (2):

آلات الرئاسة خمس: صدق اللّهجة، و كتمان السرّ، و الوفاء بالعهد، و ابتداء النصيحة، و أداء الأمانة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا محمّد بن الحسين السّلمي قال: سمعت محمّد بن محمّد بن يعقوب الحجاجي يقول: سمعت محمّد بن موسى ابن النعمان بمصر يقول: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: سمعت الشّافعي يقول:

التواضع من أخلاق الكرام، و التكبّر من شيم اللئام.

قال: و سمعت الشّافعي يقول: أرفع الناس قدرا من لا يرى قدره، و أكثر الناس فضلا من لا يرى فضله.

أخبرنا (3) أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو بكر بن أبي إسحاق قال: سمعت الزبير بن عبد الواحد يقول: سمعت محمّد (4) بن [فهد، بمصر] (5) يقول:

ص: 413


1- سير أعلام النبلاء 42/10 و تاريخ الإسلام ص 326.
2- تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201-210) ص 326-327 و سير أعلام النبلاء 42/10.
3- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
4- في حلية الأولياء:«عمر بن فهد».
5- بياض بالأصل، و المستدرك عن د، و «ز».

سمعت الربيع يقول: سمعت الشّافعي يقول (1):

من استغضب فلم يغضب فهو حمار، و من استرضي فلم يرض فهو شيطان (2).

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثنا النقّاش، حدّثنا الحسين بن حزم - بهراة - حدّثنا الربيع بن سليمان قال: كتب الشّافعي إلى رجل من أهل الحلقة يهنّئه بولد رزقه ذكر:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم، أما بعد، فبارك اللّه لك في الفارس المستفاد، و جعله طيّبا من الأولاد، و حسّن وجهه، و جمّل صورته، و أسعد جدّه، و بلّغك أملك به، فقرّ عينا يا أخي، و اشدد به عضدا، و اردد به ولدا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، حدّثنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم المؤذن قال: سمعت محمّد بن عيسى الزاهد يقول فيما بلغنا.

أن عبد الرّحمن بن مهدي مات له ابن فجزع عليه جزعا شديدا حتى امتنع من الطعام و الشراب، فبلغ ذلك محمّد بن إدريس الشّافعي فكتب إليه:

أما بعد، فعزّ نفسك بما تعزّي به غيرك، و استقبح من فعلك ما تستقبحه من فعل غيرك، و اعلم أن أمضّ المصائب فقد سرور مع حرمان أجر، فكيف إذا اجتمعا على اكتساب وزر، فأقول (3):

إنّي معزّيك على أنّي على طمع *** من الخلود، و لكن سنّة الدّين

فما المعزّى بباق بعد صاحبه *** و لا المعزّي، و لو عاشا إلى حين

قال: فكانوا يتهادونه بينهم بالبصرة.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنبأنا أبو البركات المقرئ، أنبأنا أبو القاسم الصيرفي، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثنا الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي، حدّثنا الحسن بن سفيان - بنسا - حدّثنا إبراهيم بن خالد قال: كتب محمّد بن إدريس الشّافعي إلى رجل من إخوانه من قريش يعزّيه بابن أصيب به:

ص: 414


1- الخبر في حلية الأولياء 143/9 و سير أعلام النبلاء 42/10 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201-210) ص 327.
2- كتب بعدها بالأصل: إلى.
3- المناقب للبيهقي 90/2 و معجم الأدباء 308/17 و ديوان الشافعي ص 106.

اعلم يا أخي أنّ كلّ مصيبة لا يجبر صاحبها ثوابها فهي المصيبة العظمى، فكيف يا أخي رضيت بابنك فتنة و لم ترض به نعمة، و كيف رضيت به مفارقا و لم ترض به خالدا، و كيف رضيته على التغرير من الفساد و لم ترض به على اليقين من الصلاح، بل كيف لك بمقت منعم لم تعرف له نعمته يريك ما تحبّ و يرى منك ما يكره، ارجع إلى اللّه عزّ و جل، و تعزّ برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و تمسّك بدينك، و السّلام.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا [أبو] (1) عبد اللّه الحسين بن محمّد بن فنجوية (2) الدّينوري - بالدّامغان - حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن سنبة، حدّثنا محمّد بن إبراهيم الفابجاني (3) الأصبهاني، حدّثنا عمر بن عبد اللّه الخبّاري، أخبرني محمّد بن سهل، حدّثني الربيع بن سليمان قال: سمعت الشّافعي ينشد:

إذا ما خلوت الدّهر يوما فلا تقل: *** خلوت، و لكن قل: عليّ رقيب

و لا تحسبنّ اللّه يغفل ساعة *** و لا أن ما تخفي عليه يغيب

غفلنا لعمرو اللّه حتى تداركت (4) *** علينا ذنوب بعدهنّ ذنوب

فيا ليت أنّ اللّه يغفر ما مضى *** و يأذن في توباتنا فنتوب

أخبرنا أبو سعيد شيبان بن عبد اللّه بن شيبان المؤدّب بأصبهان، أنبأنا أحمد بن محمّد ابن صاعد النيسابوري، أنبأنا محمّد بن محمّد البغدادي، أنشدنا عبد اللّه بن محمّد بن زياد، أنشدنا المزني، أنشدنا الشّافعي لنفسه (5):

لا تأس في الدنيا على فائت *** و عندك الإسلام و العافيه

إن فات شيء كنت تدعى له *** فقيها من فائت كافية

أخبرنا أبو الفتح الشّافعي، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد الصيرفي، أنبأنا الحسن بن الحسين، حدّثني عبد اللّه بن أحمد الجرباذقاني، حدّثني إبراهيم ابن متّويه الأصبهاني، قال: سمعت المزني يقول: أنشدنا الشّافعي:

قدر اللّه وارد *** حيث يرجى وروده

ص: 415


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن «ز»، و د.
2- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و كتب فوقها في:«ز»، صح.
3- بفتح الفاء و الباء الموحدة المكسورة و الجيم المفتوحة، هذه النسبة إلى قرية من قرى أصبهان (الأنساب).
4- كذا بالأصل و «ز»، و في د: تراكمت.
5- كذا بالأصل و «ز»، و د.

صاحب الحرص حر *** صه ليس مما يزيده

فارض فيما يريده *** إن لم يكن ما تريده

قال: و أنشدنا الشّافعي أيضا:

الليل شيب و النهار كلاهما *** رأسي لكثرة ما يدور رحاهما

يتناهبان لحومنا و دماءنا *** نهبا علانية و نحن نراهما

قال: و أنبأنا الحسن بن الحسين قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد الشّافعي يذكر بإسناده عن الشّافعي أنه قال:

لا ينفع مطبوع إذا لم يكن مسموع (1)،و لا ينفع مسموع إذا لم يكن مطبوع (2)،كما لا تنفع الشمس و ضوء العين ممنوع.

قال: و أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثني أبو إسحاق إبراهيم ابن محمّد الطبري قدم حاجا بهمذان - قال: سمعت أبا نعيم عبد الملك بن محمّد بن يحيى الأسدآباذي يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشّافعي يقول:

إذا القوت تأتى ل *** ك و الصحة و الأمن

فأصبحت أخا حزن *** فلا فارقك الحزن

قال: و أخبرنا أبو علي، أنشدني أبو عبد اللّه الزّبير بن عبد الواحد الأسدآباذي، أنشدنا ابن جوصا (3) بدمشق للشافعي (4):

أمتّ مطامعي فأرحت نفسي *** فإنّ النفس ما طمعت تهون

و أحييت القنوع و كان ميتا *** ففي إحيائه عرض مصون

إذا طمع يحل بقلب عبد *** علته مهانة و علاه هون (5)

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ -

ص: 416


1- كذا بالأصل و «ز»، و د.
2- كذا بالأصل و «ز»، و د.
3- تقرأ بالأصل و د، و «ز»: «جوط » و المثبت عن المختصر. راجع ترجمة الزبير بن عبد الواحد في سير الأعلام 15/ 570 فقد ذكر الذهبي من شيوخه: ابن جوصا.
4- الأبيات في ديوانه ص(362-363).
5- الهون: الخزي و الذل، قال تعالى: فَأَخَذَتْهُمْ صٰاعِقَةُ الْعَذٰابِ الْهُونِ أي ذي الخزي.

إملاء - أنشدنا علي بن عبد اللّه الجبلي، أنشدنا أبو علي الحسن بن أحمد الفارسي للشافعي (1):

أحبّ من الإخوان كلّ مواتي *** و كل غضيض (2) الطّرف عن عثراتي

يساعدني (3) في كلّ أمر أحبّه *** و يحفظني حيّا و بعد وفاتي

فمن لي بهذا؟ ليت أنّي وجدته (4) *** فقاسمته ما لي من الحسنات

أخبرني أبو عبد اللّه عبد الرّحمن بن عبد الرحيم بن أبي أحمد الدارمي الخطيب - بهراة - حدّثنا أبو إسماعيل عبد اللّه بن محمّد بن علي الأنصاري - إملاء بهراة - حدّثنا الشيخ أبو زكريا يحيى بن عمّار - إملاء - حدّثني أبو الحسن محمّد بن إبراهيم بن عاصم، حدّثني أبو عبد اللّه جعفر بن أحمد الشيرازي، حدّثنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأصبهاني عن المزني، قال: أخذ الشّافعي بيدي ثم أنشدني:

أحب من الإخوان كل مواتي *** و كل عفيف الطرف عن عثراتي

يوافقني في كلّ خير أريده *** و يحفظني حيّا و بعد مماتي

و من لي بهذا؟ ليتني قد أصبته *** فقاسمته ما لي من الحسنات

فأقسم بالرّحمن أن لو وجدته *** لقاسمته مالي من الخيرات (5)

تصفّحت (6) إخواني فكان جميعهم (7) *** على كثرة الإخوان غير (8) ثقات

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

سمعت أبا محمّد الحسن بن أحمد بن يعقوب المأموني يقول: سمعت أبا عمر الزاهد ينشد للشافعي (9):

و إذا سمعت بأن مجدودا حوى *** عودا، فأثمر في يديه فصدّق

ص: 417


1- ديوان الشافعي ص 36 (و في نسخة أخرى ص 40) و أدب الدنيا و الدين ص 179.
2- غض طرفه و بصره فهو مغضوض و غضيض: كفّه و خفضه و كسره.
3- في الديوان:«يوافقني» و سيأتي بهذه الرواية.
4- في الديوان: أصبته.
5- البيت ليس في ديوانه (بنسختيه).
6- أي تأملتهم.
7- في الديوان: فكان أقلّهم.
8- الديوان: أهل ثقاتي.
9- من أبيات في ديوان الشافعي ص 299-300 و انظر تخريجها فيه.

و إذا سمعت بأن مجدودا (1) أتى *** ماء ليشربه فغاض فحقّق

و من الدليل على القضاء و كونه (2) *** بؤس اللبيب و طيب عيش الأحمق

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي، أنبأنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن عبد العزيز العكبري، حدّثنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى بن داود الفحّام المقرئ السامرّي عن معتصم بن محمّد، عن ابن خالويه النحوي قال: حدّثونا عن العباس بن الأزرق قال: دخلت على أبي عبد اللّه محمّد بن إدريس فذكر قصة.

و قال: فقال الشّافعي:

إنّ الذي رزق اليسار (3) فلم يصب *** حمدا و لا أجرا لغير موفّق

فالجدّ يدني كلّ شيء (4) شاسع *** و الجدّ يفتح كلّ باب مغلق

و إذا سمعت بأن مجدودا حوى *** عودا فأثمر في يديه فصدّق

و إذا سمعت بأن محروما (5) أتى *** ماء ليشربه فغاض فحقّق

و أحقّ خلق اللّه بالهمّ امرؤ *** ذو همّة يبلى بعيش (6) ضيّق

و من الدليل على القضاء و كونه *** بؤس اللبيب و طيب عيش الأحمق

أخبرنا أبو عبد اللّه عبد الصمد بن ناصر بن خلف الصوفي الهروي (7) المعروف (8)[بالصّرّاف - بهراة - قال: نا أبو إسماعيل عبد اللّه بن محمّد بن علي الأنصاري - إملاء عليّ - قال: نا أبو زكريا يحيى بن عمار - املاء - نا أبو الحسن الأموي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن الربيع بن سليمان الجيزي المصري - بمصر، من كتابه - من ذكر الربيع بن سليمان المرادي قال: و قلت للشافعي: يا أبا عبد اللّه، مات فلان. فقال الشافعي: وهب اللّه إليه الحسنات، و محا عنه السيئات..... (9) على مكرمة و حططت عنا الاعتذار،.

ص: 418


1- كتب على هامش الأصل:«محروما» و بعدها صح.
2- في الديوان: و حكمه.
3- في إحدى نسخ ديوانه ص 81: إن امرأ وجد اليسار فلم يصب أجرا
4- في الديوان: أمر شاسع.
5- كذا بالأصل هنا، و في «ز»، و د: مجدودا.
6- الديوان: برزق ضيق.
7- مشيخة ابن عساكر 119/ب.
8- بعد سقط في الكلام بالأصل، و بياض في «ز»، و المستدرك من هنا بين معكوفتين عن د، و سنشير إلى نهايته.
9- كلمة غير واضحة في م.

و انهضوا بنا إلى فلان حتى نعزيه، فقيل له: إن الموضع بعيد، فأنشأ يقول:

لأن بعدت دار المعزى و نابه *** عن الدهر يوم و الخطوب تنوب

لمشي إلى حد على علة الوجى *** أدب و من بعض الحقوق و بوب

و هل أحد يصفو له عذر كاذب *** أ فلا قال لم تأت المقال قلوب

كتب إلي أبو بكر عبد الغفار بن محمّد الشيروي، و أخبرني أبو محمّد عبد الواحد ابن.... (1) القشيري، أنشدنا الأستاذ الإمام أبو منصور البغدادي التميمي رحمه اللّه. أنشدنا عبد اللّه بن عمر المالكي، أنشدني أبي قال: أنشدنا يونس بن عبد الأعلى للشافعي (2).

ماحك جلدك مثل ظفرك *** فتولّ أنت جميع أمرك

و إذا قصدت لحاجة *** فاقصد لمعترف بقدرك

أخبرنا أبو الفتوح عبد الرزاق بن الشافعي بن أبي القاسم السياري بنيسابور - أنا أبو العطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد بن أحمد المليحي بهراة، أنا القاضي أبو عمر محمّد بن الحسين بن محمّد البسطامي، نا أحمد بن محمود بن خرزاذ الكازوري، أنا أبو إسماعيل إبراهيم بن محمّد الأصبهاني، نا أبو العباس الأبيوردي قال:

خرج الشافعي محمّد بن إدريس إلى اليمن إلى ابن عمّ له، خرج الشافعي محمّد بن إدريس إلى اليمن إلى ابن عمّ له، فبرّه ببرّ غير طائل، فكتب إليه الشافعي:

أتاني برّ منك في غير كنهه *** كأنك عن بري يداك تحيد

لسانك هش بالنوال و لا أرى *** يمينك إذ جاد اللسان تجود

أتانا ذوو القربى لديك بعيد *** لو نال الندى من كان منك بعيد

تفرق عنك الأقربون لشأنهم *** و أشفقت أن تبقى و أنت وحيد

و أصبحت بين الحمد و الذم وافقا *** فيا ليت شعري أي ذاك تريد

قال: فكتب إليه ابن عمه: أن خذ هذه خمسمائة دينار، و خمسمائة درهم فاصرفها في نفقتك، و خمسة أثواب من عصب اليمن فاجعلها في عينيك، و هذا نجيب فاركبه.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنشدنا أبو

ص: 419


1- غير مقروءة في د.
2- البيتان في ديوان الشافعي ص(242) ط دار الفكر و انظر تخريجهما ثمّ .

الحسين علي بن أحمد بن أسد الأديب، أنشدني أبو عبد اللّه بن واقد الكوفي، أنشدني علي ابن محمّد العلوي الجماني للشافعي رحمه اللّه:

ودى صديقنا بنى حيث لا يرى *** مكاني و يثنى جمالا حين أسمع

توبق إذ اغتابه من ورائه *** و ما هو إذ يغتابني ما ورع

أخبرنا أبو الفتح المصيصي، أنا أبو البركات البغدادي - أنا أبو القاسم الصيرفي - أنا أبو علي الفقيه، نا الزبير، نا الحسن بن سفيان، نا إبراهيم بن خالد قال:

رأيت في منامي ليلة الجمعة قائلا يقول: يكون في يوم الاثنين فزع عظيم، و فتنة صماء، غير أن اللّه تعالى عن محمّد بن إدريس [الشافعي] (1) راض (2)،و له محبّ ، فأعدت ذلك على الشافعي، فقال لي: رؤيا نسأل اللّه خيرها، و نعوذ به من شرها و ضرها. قال: فلما كان يوم الاثنين رأينا من الفزع و الفتن أكثر مما قال لنا القائل في المنام.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن عن أبي عبد اللّه محمّد بن سلامة قال: قرأت على محمّد بن أحمد بن محمّد القطان قال: أنا أحمد بن غالب ابن ما شاء اللّه الشافعي، نا عمر بن الحسن الحراني، نا محمّد بن أحمد الهروي، نا زكريا بن يحيى السبائي [نا] أحمد بن عمرو بن أبي عاصم قال سمعت رجلا من بني هاشم من آل نوفل بن أم هرمز يقول:

رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في منامي و هو يقول: قال الشافعي، قال المطلبي قال، و كان خصي إلي جنب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فأقبل الخصي على النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال: قد ترك شيئا من حديثك، فجعل النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول: قال الشافعي، قال المطلبي، و لم يلتفت إلى كلام الخصي.

قال النوفلي: و ما علمت أن الشافعي من بني المطلب، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول في منامي.

قال: و قرأت على محمّد بن أحمد القطان قال: نا محمّد بن الحسن بن عبد الخالق الخولاني، نا أبو إسحاق إبراهيم بن القاسم المقدسي في بيت المقدس، نا المكي، نا الجوار، قال: حدثني إلى أنه دخل على الربيع بن سليمان في مرضه يعود، فقال له: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم قائما بازاء الكعبة عند المقام [فقلت يا رسول اللّه، اختلف الناس بعدك، فرفع طرفه

ص: 420


1- استدركت على هامش د، و بعدها صح.
2- في د، راضي.

نحو السماء] (1) فقلت يا رسول اللّه، ما تقول في محمّد بن إدريس الشافعي ؟ فقال لي: ابن عمي - اتبع سنتي، اتبعه ترشد.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل - و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا (2):أنا أبو سعد الجنزروذي، نا أبو حامد أحمد بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن سهل السامري ببغداد، نا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم البالي قال: سمعت أبا بكر الديلي بالرملة - أمام مسجد الرملة - قال:

كنت بمدينة النبي صلى اللّه عليه و سلّم قائما بالروضة، فإذا أنا بالنبي صلى اللّه عليه و سلّم و صاحبه، فقلت؛ يا رسول اللّه، في نفسي حاجة أسألها، قال: قل، فقلت: يا رسول اللّه أحب أن أنتحل أحد المذاهب، فقال لي: مذهب الشافعي - مرتين - فقالوا له في ذلك، فقال: ما اخترته، بل الرسول صلى اللّه عليه و سلّم، اختاره.

أخبرنا أبو القاسم نصر اللّه بن محمّد، أنا أحمد بن عبد اللّه، أخبرنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد، أنا أحمد بن الحسين، أنا الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي قال: سمعت الحسين بن محمّد بن داود، أبا علي الدينوري - بأسدآباذ - يقول:

رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم و معه فارسان فسألت عنهما؟ فقيل: هذا أبو بكر و هذا عمر، فتقدمت إليه فقلت: يا رسول اللّه إني أذهب مذهب الشافعي، فقال لي بيده استمسك به فإنه العروة الوثقى.

قال: و نا الحسن بن الحسين، نا عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيان الحافظ بأصبهان، نا أحمد بن محمّد بن مصقلة الراذاري قال سمعت أبا جعفر الترمذي يقول:

رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم فيما يرى النائم - و أنا بمدينة الرسول صلى اللّه عليه و سلّم في مسجده - فقلت: يا رسول اللّه ما تقول في رأي مالك ؟ قال: اكتب منه ما وافق حديثي و سنتي، قلت: فما تقول في رأي الشافعي فطأطأ رأسه شبه.... (3) و قال: أما إنه ليس برأي، و لكنه اتباع سنتي، أو ردّ على من خالف سنتي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس قالا نا - و أبو منصور

ص: 421


1- ما بين معكوفتين استدرك على هامش د، و بعده صح.
2- في د: قال.
3- كلمة غير مقروءة في د.

المقرى، نا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيان، نا أبو جعفر محمّد بن عبد الرحمن، قال: سمعت محمّد بن نصر الترمذي يقول:

كتبت الحديث تسعا و عشرين سنة، و سمعت مسائل مالك و قوله، و لم يكن لي حسن رأي في الشافعي، فبينما أنا قاعد في مسجد النبي صلى اللّه عليه و سلّم بالمدينة إذ غفوت غفوة فرأيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم في المنام، فقلت: يا رسول اللّه أكتب رأي أبي حنيفة ؟ قال: لا، قلت: أكتب رأي مالك ؟ قال: ما وافق حديثي، قلت له: اكتب رأي الشافعي، فطأطأ رأسه شبه الغضبان لقولي، و قال: هذا ليس بالرأي، هذا رد على من خالف سنتي، فخرجت على أثر هذه الرؤيا إلى مصر، فكتبت كتب الشافعي.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي بن الخضر، أنا أبو محمّد العطار، أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمّد بن علي - أنا أبو موسى هارون بن محمّد، أنا أبو يحيى زكريا بن أحمد البلخي (2) قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن أحمد بن نصر الترمذي يقول: رأيت - يعني - في المنام النبي صلى اللّه عليه و سلّم في مسجده في المدينة كأني جئت فسلمت عليه، فقلت: يا رسول اللّه، أكتب رأي مالك ؟ قال: لا تكتب من رأي مالك إلاّ ما وافق حديثي، فقلت: يا رسول اللّه أكتب رأي الشافعي ؟ فقال بيده هكذا، كأنه انتهرني، و قال: تقول رأي الشافعي!؟ إنه ليس برأي، و لكنه رد على من خالف سنتي.

قال أبو جعفر: و كنت مغتما لاحتباس.... (3) من خراسان، فقال صلى اللّه عليه و سلّم و أدنا برأسه إليّ ، فذهبت خلفه، فدخل بيتنا خلقا و فيه قميش خلق.... (4) إلي فقال: هذا بيت زنيب، هذا نا (5) هاهنا فوقع في قلبي على المكان أنه يريد أن يعيرني بما كنت فيه من الفسق، و انتبهت.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الحسن علي بن أحمد قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون أنا (6)-أبو بكر الخطيب (7)-أخبرني الأزهري.

ص: 422


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 365/1-366 في ترجمة محمّد بن أحمد بن نصر الترمذي.
2- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 43/10 و أبو نعيم في حلية الأولياء 100/9.
3- كلمة غير مقروءة في د.
4- كلمة غير واضحة في د.
5- كذا في د.
6- في د هنا «نا» أيضا، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 69/2.

ح و أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا أبو البركات بن طاوس - أنا الأزهري.

أنا الحسن بن الحسين الهمذاني (1)[قال] نا الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي نا أبو عمران موسى بن عمران القلزمي (2) بها، نا أبو عبد اللّه السكري في مجلس الربيع بن سليمان، نا أحمد بن حسن الترمذي قال:

كنت في الروضة - فأغفيت، فإذا النبي صلى اللّه عليه و سلّم قد أقبل، فقمت إليه، فقلت: يا رسول اللّه قد كثر الاختلاف في الدين، فما تقول في رأي أبي حنيفة ؟ فقال: أف و نفض يده، فقلت: في رأي مالك ؟ فرفع يده و طأطأ، و قال: أصاب و أخطأ. قلت: فما تقول في رأي الشافعي ؟ قال: بأبي ابن عمي، أحيا سنتي.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن مردك، نا أبو محمّد بن أبي حاتم (3) حدثني أبو عثمان الخوارزمي نزيل مكة فيما كتب إلي نا محمّد بن رشيق، نا محمّد بن الحسن البلخي قال رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في النوم، قلت: يا رسول اللّه ما تقول في قول مالك و أهل العراق، قال: ليس قولي إلاّ قولي، قلت: ما تقول في قول أبي حنيفة و أصحابه ؟ قال: ليس قولي إلا قولي، قلت ما تقول في قول الشافعي ؟ قال: ليس قولي إلاّ قولي و لكن قوله ضد قول أهل البدع.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الحسن علي بن أحمد قالا: نا - و أبو منصور بن رزيق (4) قالا: أنا - أبو بكر الخطيب (5) حدثني الحسن بن أبي طالب قال: سمعت عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ يقول: سمعت أحمد بن عبد اللّه بن علي الرازي يقول: سمعت الحسين بن أحمد بن الفضل الباهلي قال: سمعت أحمد بن الحسن الترمذي قال:

رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في المنام، فقلت: يا رسول اللّه أما ترى ما في الناس من الاختلاف ؟ قال: قال لي: في أي شيء؟ قال: قلت: أبو حنيفة، و مالك، و الشافعي، فقال:

ص: 423


1- كذا في د، و في تاريخ بغداد الهمداني.
2- تقرأ في د:«العكري» و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- من طريقه روي في سير أعلام النبلاء 43/10 و حلية الأولياء 100/9-101.
4- كذا في د هنا، و هو أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون، ترجمته في سير أعلام النبلاء 20/ 94.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 230/4-231 في ترجمة أحمد بن عبد اللّه بن علي الرازي.

أما أبو حنيفة فما أدري من هو؟ و أما مالك فقد كتب العلم، و أما الشافعي فمني و إليّ .

أخبرنا أبو القاسم و أبو الحسن أيضا قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون - أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا أبو العباس الفضل بن عبد الرحمن الأبهري، قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد ابن أحمد بن عبد الأعلى الأندلسي بأصبهان قال: سمعت أبا بكر [أحمد] بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي، قال: سمعت المزني يقول:

رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم في المنام فسألته عن الشافعي فقال [لي:] من أراد محبتي و سنتي فعليه بمحمّد بن إدريس الشافعي المطلبي فإنه مني و أنا منه.

أخبرنا بها عالية أبو سعد علي بن عبد اللّه بن أسعد بن أحمد، أنا أبو الفضل محمّد بن عبيد اللّه الصرام، أنا أبو عمر محمّد بن الحسين، أنا أبو أحمد بن عبد الرحمن [بن] الجارود الرقي قال: سمعت المزني يقول: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في المنام فسألته عن الشافعي فقال:

من أراد محبتي و سنتي فعليه بمحمّد بن إدريس الشافعي فإنه مني و أنا منه.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا أبو البركات بن طاوس، أنا أبو القاسم الأزهري، أنا أبو علي، نا أبو إسحاق المزكي، نا محمّد بن إسحاق بن خزيمة قال: كنا نسمع أن من مارس البز، و تفقه بمذهب الشافعي، و قرأ لعاصم فقد كمل ظرفه.

أخبرنا أبو الحسن الموازيني قراءة، أنا أبو عبد اللّه القضاعي إجازة، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو بن شاكر القطان المصري، أنشدنا أبو الحسن علي بن محمّد بن إسحاق الشافعي البزار، أملاها علينا املاء، أنشدني محمّد بن أحمد بن عبد العزيز المكي لنفسه (2) يمدح أبا عبد اللّه الشافعي رضي اللّه عنه:

ما أن ترى قط فيمن ظل مجتهدا *** كالشافعي و لا في حسن مذهبه

ذاك امرؤ لا ترى في رأيه أودا *** فتق تقر بقويم الرأي مثقبه

موفق للذي (3) نيط الصواب به *** حسب امرئ طالب تزيين مطلبه

ما انفكّ يتبع المفروض طاعته *** فزاده رفعة في فضل منصبه

لم يتبع قط إلاّ ما له ثبتت *** عن النبي دلالات تقوم به

ص: 424


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 69/2.
2- إلى هنا انتهى السقط من الأصل و «ز»، و الاستدراك عن د. و تعود من هنا «ز».
3- في «ز»، و د:«موفق الرأي» و في «ز»: قد نيط .

لم يرض إلاّ كتاب اللّه قدوته *** و سنة المصطفى المتبوع فارض به

لا تجعلن كمن لم يلف منتحبا *** عن الأمور فنكث ما تجيء به

هل مثله أحد ساواه نعلمه *** في علمه النافع القاصي و منصبه

مقالة حسن عدل بلا حتف *** مهذب ليس واعيه بمكذبه

أنّى يوازي متين القول لجلجه *** كلا يكون سنا صبح كفيهبه

كم ضمنت كتبه من حكمة عظمت *** مزينا ببليغ القول معجبه

هل كالرسالة في الأول التي سطروا *** أنّى لهم ببديع النطق مذهبه

قد خصّه اللّه بالتوفيق فهو به *** مقارن (1) لسديد الأمر أصوبه

قد قلب الأمر ظهرا منه يقلبه *** للبطن من حول ناهيك قلبه

من نصح طالب علم ما قد بث من حكم *** يصبح (2) له الرشد مقرونا بمطلبه

أو يفد مقتبسا من علمه غنمت *** يداه ما كشفت من خير مكسبه

اللّه أشهد أني ما غششت بذا *** و النصح ما خلت فالزم ذاك تنج به

لم يأل نصحا لمن قد ظل يرشده *** فجوزي الخير من ناء و مقربه

و اجعله يا رب ممن قد شكرت له *** أفعاله و سعيدا في تقلّبه

مثواه جنة عدن إذ يقال له *** سلام ربك وافى بعد مرحبه

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد قالا: حدّثنا[-و] (3)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4) قال سمعت القاضي أبا الطيّب طاهر بن عبد اللّه الطبري يقول: لقد جمع أبو بكر بن دريد قوافيها في صدقها، و وضع أوصافه في حقها فيما رثى به أفصح الفقهاء لسانا، و أبرعهم بيانا، و أجزلهم ألفاظا، و أسعهم خاطرا، و أغزرهم علما، و أثبتهم نحيزة (5) و أكثرهم بصيرة:

و إذا قرأت كلامه قدرته *** سحبان أو يوفى على سحبان

لو كان شاهده معدّ خاطبا *** أو ذو الفصاحة (6) من بني قحطان

ص: 425


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: مفارق.
2- في «ز»: نصح.
3- زيادة عن «ز»، و د، لتقويم السند.
4- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 72/2-73.
5- بدون إعجام بالأصل، و في «ز»: «بحيره» و في د:«بختره» و المثبت عن تاريخ بغداد، و بهامشه: النحيزة: الطبيعة.
6- كذا بالأصل و «ز»، و د، و في تاريخ بغداد: و ذوو الفصاحة.

لأقرّ كلّ طائعين بأنه *** أولاهم بفصاحة و بيان

هادي الأنام من الضلالة و العمى *** و مجيرها من جاحم (1) النيران

ربّ العلوم إذ الرجال (2) قداحه *** لم يختلف في فوزهن اثنان

ذو فطنة في المشكلات و خاطر *** أمضى و أنفذ من شباه سنان

و إذا تفكّر عالم في كتبه *** يلقى التّقى و شرائط الإيمان

متبيّنا للدين (3) غير مقلّد *** يسمو بهمّته إلى الرضوان

أضحت وجوه الحقّ في صفحاتها *** تومي إليه بواضح البرهان

من حجّة ضمن الوفاء بنصرها *** نصّ الرسول و محكم القرآن

و دلالة تجلو مطالع سبرها (4) *** غرّ القرائح من ذوي الأذهان

حتى يرى متبصّرا في دينه *** مفلول غرب الشكّ بالإيقان

اللّه وفّقه اتّباع رسوله *** و كتابه الأصلين في التبيان

و أمدّه من عنده بمعونة *** حتى أناف بها على الأعيان

و أراه بطلان المذاهب قبله *** ممن قضى بالرأي و الحسبان

أنشدني أبو أحمد معمر بن عبد الواحد بن رجاء بن الفاخر، أنشدني عمي أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الواحد الحافظ ، أنشدني (5) أبو عبد اللّه محمّد بن طاهر الحاجي، أنشدني أبو عبد اللّه محمّد بن المرزبان البغوي لنفسه في الإمام المطّلبي رحمه اللّه:

لقد زان (6) البلاد و من عليها *** إمام المسلمين الشافعي

فلا بالمشرقين له نظير *** و لا بالمغربين له كفي

[إمام (7) في إمامته همام *** تقيّ هبرزي (8) ألمعي

ص: 426


1- الجاجم النيران: الشديد الحر.
2- الأصل و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد: إذا أجال قداحه.
3- الأصل:«هذين» و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
4- الأصل: سترها، و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
5- من هنا إلى: الحاجي، ليس في «ز».
6- في «ز»: راق.
7- البيتان التاليان مكانهما بياض بالأصل و «ز»، و قد استدركا عن د.
8- الهبرزي: الجميل الوسيم من كل شيء، و الأسد،(القاموس المحيط ).

أما عرف إمامته هلال *** يلوح و غيره فيها جعي (1)]

إمام قبل أن ولدوه قدما *** به قد كان بشّرنا النبي

عقيدته و مذهبه صراط *** إلى الفردوس في العقبى سوي

سعيد من يواليه سعيد *** شقيّ من يعاديه شقي

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد البيهقي، أنبأنا أبو بكر الحافظ ، أنشدنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن عبدان، أنشدنا أبو الفتح علي بن محمّد الكاتب البستي لنفسه:

الشافعي أجلّ الناس منزلة *** و أعلم الناس في دين الهدى أثرا

العدل سيرته و الصدق شيمته *** و السحر منظومه و الدرّ إن نثرا

فقل لمن عابه و ابتاع حاسده *** أراك بعت بخوص النخلة الكثرا

أنشدنا أبو المظفّر بن القشيري، أنشدنا والدي أبو القاسم الأستاذ لنفسه:

الفقه فقه الشّافعي و إنّما *** من بحره كلّ بقدر يغرف

لو لا ضياء علومه و نجومه *** ما كان للتحقيق وجه يعرف

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، أنشدنا الزبير الأسدآباذي، أنشدنا ابن جوصا (2) بدمشق للشافعي:

أرى أبدا نفسي تحن إلى مصر *** و كم دون مصر من فياف و من قفر

فو اللّه ما أدري أ للمال و الغنى *** تطالب نفسي أم تحنّ إلى قبر

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا [-و] (3) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن علي قال: سمعت إبراهيم بن علي بن عبد الرحيم بالموصل يحكي عن الربيع قال: سمعت الشّافعي يقول في قصة ذكرها (5):

لقد أصبحت نفسي تتوق إلى مصر *** و من دونها أرض المهامة (6) و القفر (7)

ص: 427


1- كذا رسمها في د.
2- بالأصل و «ز»، و د:«جاصا» و الصواب ما أثبت.
3- زيادة عن د، و «ز»، لتقويم السند.
4- الخبر و البيتان في تاريخ بغداد 69/2-70.
5- البيتان في ديوان الشافعي ص 91 ط دار الفكر و معجم الأدباء 319/17 و سير أعلام النبلاء 77/10.
6- المهمة: المفازة و البرية و القفر، جمعها مهامه. و قال الليث: المهمة: الفلاة عينها لا ماء بها و لا أنيس.
7- القفر: الخلاء من الأرض. و قيل: القفر: مفازة لا نبات بها و لا ماء.

فو اللّه ما أدري أ للفوز و الغنى *** أساق إليها أم أساق إلى قبر

قال: فو اللّه ما كان إلاّ بعد قليل حتى سيق إليهما جميعا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن سهل الجرجاني أبو إسحاق، حدّثنا أحمد بن عبد اللّه أبو الحسن الجرجاني، حدّثنا ابن أبي الدنيا قال: سمعت أبا سعيد أحمد بن عبد اللّه بن قبيل (1) قال:

سمعت الشّافعي يقول: قلت بيتين من الشعر:

أرى دائبا (2)

نفسي تتوق إلى مصر *** و من دونها أرض المفاوز و القفر

فو اللّه ما أدري إلي الخفض و الغنى *** أساق إليها أم أساق إلى قبر

قال أبو سعيد: فسيق و اللّه إليهما جميعا.

قال: و أنبأنا حمزة بن يوسف قال: سمعت أبا أحمد بن عدي الجرجاني يقول: سمعت الحسن بن سفيان يقول: سمعت حرملة يقول: كان الشّافعي كثيرا مما يتمثل بهذين البيتين. ح و أخبرنا أبو الفتح المصّيصي، أنبأنا أبو البركات المقرئ، أنبأنا أبو القاسم الصّيرفي، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثني الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي (3)،حدّثنا الحسن بن سفيان النّسوي قال: سمعت حرملة يقول: سمعت الشّافعي يقول (4):

تمنّى رجال أن أموت فإن أمت *** فتلك سبيل لست فيها بأوحد

فقل للذي يبقى (5) خلاف الذي مضى *** تهيّأ لأخرى مثلها فكأن قد

قال: و أخبرنا أبو علي، حدّثني القاضي أبو منصور عبد اللّه بن إبراهيم بن صالح البغدادي - بتنيس - حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن زياد، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم قال: بلغ الشّافعي (6) أن أشهب بن عبد العزيز يقول في سجوده: اللّهمّ أمت الشّافعي، فإنك إن أبقيته اندرس مذهب مالك، قال: فتعجب من ذلك و أنشد:

ص: 428


1- من طريقه الخبر و الشعر رواه ابن عبد ربه في العقد الفريد 22/3.
2- الأصل و د، و في «ز»: دائما.
3- من طريقه الخبر و البيتان في حلية الأولياء 149/9-150.
4- البيتان في ديوان الشافعي ص 59 ط دار الفكر بيروت.
5- كذا بالأصل و د، و «ز» و حلية الأولياء، و في الديوان «يبغي» و في أصل سير الأعلام: يبقى.
6- الخبر و البيتان في سير أعلام النبلاء 72/10.

تمنّى رجال أن أموت و إن أمت *** فتلك سبيل لست فيها بأوحد

فقل للذي يبقى خلاف الذي مضى *** تجهّز لأخرى مثلها: فكأن قد (1)

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، حدّثنا أبي، حدّثنا يونس بن عبد الأعلى قال (2):

ما رأيت أحدا لقي من السقم ما لقي الشّافعي، فدخلت عليه، فقال لي: أبا موسى اقرأ عليّ ما بعد العشرين و المائة من «آل عمران، و أخفّ القراءة، و لا تثقل، فقرأت عليه، فلما أردت القيام قال: لا تغفل عنّي فإني مكروب، قال يونس: عنى الشّافعي بقراءتي ما بعد العشرين و المائة ما لقي النبي صلى اللّه عليه و سلّم و أصحابه أو نحوه.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه، أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان، أنبأنا الحسن بن الحسين، حدّثني الزبير، أخبرني علي بن محمّد بن أبي العشراء - بمصر - حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم قال:

أوصى الشّافعي إلى أبي فرأيت في آخر وصيته: و محمّد بن إدريس يسأل اللّه القادر على ما يشاء أن يصلي على محمّد عبده و رسوله، و أن يرحمه، فإنه فقير إلى رحمته، و أن يجيره من الناس فإنّ اللّه غنيّ عن عذابه، و أن يخلفه في جميع ما خلّفه بأفضل ما خلف به أحدا من المؤمنين، و أن يكفيهم فقده، و يجبر مصيبتهم، و الحاجة إلى أحد من خلقه بقدرته، و كتب في شعبان سنة ثلاث و مائتين.

أخبرنا أبو محمّد السيدي (3)،و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنبأنا سعيد بن محمّد ابن أحمد البحيري قال: سمعت. ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو عثمان العيّار قال: سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الصيرفي يقول: سمعت محمّد بن إسحاق

ص: 429


1- و قيل إن البيتين ليسا للشافعي، إنما تمثّل بهما، و هما من قصيدة لعبيد بن الأبرص، و هذه القصيدة تعد من مجمهرات العرب و مطلعها: لمن دمنة أقوت بحرة ضرغد تلوح كعنوان الكتاب المجدد ديوان عبيد بن الأبرص ص 65 و ما بعدها (ط . صادر، بيروت).
2- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 75/10.
3- في «ز»: السندي.

بن خزيمة (1) يقول: سمعت إسماعيل بن يحيى المزني قال:

دخلت على محمّد بن إدريس الشّافعي في مرضه الذي مات فيه فقلت: يا أبا عبد اللّه كيف أصبحت ؟ قال: فرفع رأسه، فقال: أصبحت من الدنيا راحلا، و لإخواني مفارقا، و لسوء فعلي - و قال الخلاّل: عملي - ملاقيا، و على اللّه واردا، ما أدري روحي تصير إلى الجنّة فأهنئها أو - و قال الخلال: أم - إلى النار فأعزّيها، ثم بكى و أنشأ يقول (2):

فلما قسا قلبي و ضاقت مذاهبي *** جعلت الرّجا من نحو عفوك سلّما

و قال الخلال: رجائي نحو:

تعاظمني ذنبي فلما (3) قرنته *** بعفوك ربّي كان عفوك أعظما

فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل *** تجود و تعفو منّة و تكرّما

زاد البحيري هذه الثلاثة أبيات:

فإن تنتقم مني فلست بآيس *** و لو دخلت نفسي بجرمي جهنما

فلولاك لم يغوى (4) بإبليس عابد *** فكيف و قد أغوى صفيّك آدما

و إنّي لآتي الذنب أعرف قدره *** و أعلم أنّ اللّه يعفو و يرحما

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن حمزة بن إبراهيم القرائي، أنبأنا والدي الشيخ العالم أبو يعلى حمزة بن إبراهيم، حدّثنا الشيخ إسماعيل بن موسى البقلي، حدّثنا الشيخ أبو بكر محمّد ابن نصر، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد الخطيب قال: سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن محمّد ابن شاكر قال: سمعت المزني قال:

دخلت على الشّافعي عند وفاته فقلت له: كيف أصبحت يا أستاذ؟ فقال: أصبحت من الدنيا راحلا، و لإخواني مفارقا، و بكأس المنية شاربا، و على اللّه واردا، و لسوء أعمالي ملاقيا، فلا أدري نفسي إلى الجنّة تصير فأهنئها، أم إلى النار فأعزّيها، فقلت: عظني، فقال لي: اتّق اللّه، و مثل الآخرة في قلبك، و اجعل الموت نصب عينيك، و لا تنس موقفك بين

ص: 430


1- الخبر و الأبيات في سير أعلام النبلاء 75/10-76 و معجم الأدباء 303/17 و الوافي بالوفيات 179/2 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 201-210) ص 340-341.
2- الأبيات في ديوان الشافعي ص 179 ط دار الفكر.
3- بالأصل:«فلو» و المثبت عن د، و «ز».
4- في الديوان بنسختيه - يصمد.

يدي اللّه، و خف (1) من اللّه عزّ و جلّ و اجتنب محارمه، و أدّ فرائضه، و كن مع اللّه حيث كنت، و لا تستصغرنّ نعم اللّه عليك، و إن قلّت و قابلها بالشكر، و ليكن صمتك تفكّرا، و كلامك ذكرا و نظرك عبرة، اعف عن من ظلمك، و صل من قطعك، و أحسن إلى من أساء إليك، و اصبر على النائبات، و استعذ باللّه من النار بالتقوى، فقلت: زدني، فقال: ليكن الصدق لسانك، و الوفاء عمادك، و الرحمة ثمرتك، و الشكر طهارتك، و الحق تجارتك، و التودد زينتك، و الكياسة فطنتك، و الطاعة معيشتك، و الرضا أمانتك، و الفهم بصيرتك، و الرجاء اصطبارك، و الخوف جلبابك، و الصدقة حرزك، و الزكاة حصنك، و الحياء أميرك، و الحلم و زيرك، و التوكّل درعك، و الدنيا سجنك، و الفقر ضجيعك، و الحقّ قائدك، و الحجّ و الجهاد بغيتك، و القرآن محدّثك (2) بحجتك، و اللّه مؤنسك، فمن كانت هذه صفته كانت الجنّة منزلته، ثم رمى بطرفه نحو السماء ثم استعبر و أنشأ يقول:

إليك إله الخلق (3) أرفع رغبتي *** و إن كنت يا ذا المنّ و الجود مجرما

فلما قسا قلبي و ضاقت مذاهبي *** جعلت الرجاء مني لعفوك (4) سلّما

تعاظمني ذنبي فلمّا قرنته *** بعفوك ربّي كان عفوك أعظما

و ما زلت ذا عفو عن (5) الذنب لم تزل *** تجود و تعفو منّة و تكرّما

فلولاك لم يغو (6) بإبليس عابد *** فكيف و قد أغوى صفيّك آدما

فإن تعف عني تعف عن متمرّد *** ظلوم غشوم ما يزايل (7) مأثما

و إن تنتقم مني فلست بآيس *** و لو أدخلت (8) نفسي بجرمي جهنما

فجرمي عظيم من قديم و حادث *** و عفوك يا ذا العفو (9) أعلى و أجسما

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد، و أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، قالا: أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا العباس محمّد بن يعقوب

ص: 431


1- بالأصل و د:«و كن» و المثبت عن «ز».
2- كذا بالأصل، و في «ز»: «و القرآن محجتك»، و في د:«و القرآن محدثك».
3- في «ز»، و د: الحق.
4- في د، و «ز»: بعفوك.
5- بالأصل و «ز»، و د:«على» و المثبت عن الديوان.
6- بالأصل:«ما يقوى» و المثبت عن «ز»، و د.
7- الأصل و «ز»، و في د: يفارق.
8- الأصل و «ز»، و في د: دخلت.
9- كذا بالأصل و «ز»، و د، و في الديوان (في نسخة): «يأتي العبد» بدل:«بإذا العفو».

يقول (1):سمعت الربيع بن سليمان المرادي يقول:

دخلت على الشّافعي و هو مريض فسألني عن أصحابنا فقلت: إنّهم يتكلمون، فقال لي الشّافعي: ما ناظرت أحدا قطّ على الغلبة، و بودّي أن جميع الخلق تعلّموا هذا الكتاب - يعني - كتبه على أن لا ينسب إليّ منه شيء، قال هذا الكلام يوم الأحد، و مات هو يوم الخميس، و انصرفنا من جنازته ليلة الجمعة، و رأينا هلال شعبان سنة أربع و مائتين.

قال: و سئل الربيع عن سن الشّافعي فقال: نيّف و خمسين سنة، و قال البيهقي: و قيل:

توفي يوم الجمعة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن البردعي، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،حدّثنا الربيع بن سليمان المصري، حدّثني أبو الليث الخفاف و كان معدلا عند القضاة، حدّثني العزيزي و كان متعبدا قال: رأيت ليلة مات الشّافعي في المنام كأنه يقال: مات النبي صلى اللّه عليه و سلّم في هذه الليلة، كأني رأيت يغسل في مجلس عبد الرّحمن الزهري في مسجد الجامع و كان يقال لي: نخرج به العصر فأصبحت فقيل لي مات الشّافعي، و قيل لي نخرج به بعد الجمعة، فقلت الذي رأيته في المنام قيل لي: يخرج بعد العصر، و كأنّي رأيت في النوم حين أخرج به كأنه معه سرير امرأة رثّة السرير، فأرسل أمير مصر أن لا يخرج به إلاّ بعد العصر، فحبس إلى بعد العصر قال العزيزي: فشهدت جنازته فلمّا صرت إلى الموضع الواسع رأيت سريرا مثل سرير تلك المرأة رثّة السرير مع سريره.

قال الربيع بن سليمان: توفي الشّافعي ليلة الجمعة بعد العشاء الآخرة بعد ما صلّى المغرب آخر يوم من رجب، و دفناه يوم الجمعة و انصرفنا، فرأينا هلال شعبان سنة أربع و مائتين.

سمعت (3) أبا القاسم بن السّمرقندي يقول: سمعت أبا القاسم بن مسعدة يقول:

سمعت حمزة بن يوسف يقول: سمعت أحمد بن عدي الجرجاني يقول: سمعت [أبا] (4)أحمد بن عدي (5) المدائني حدّثنا يحيى بن عثمان قال: سمعت حرملة يقول: قدم علينا الشّافعي سنة تسع و تسعين و مائة، و مات سنة أربع و مائتين عندنا بمصر (6).

ص: 432


1- من طريقه روي الخبر في سير أعلام النبلاء 76/10.
2- من طريقه روي في حلية الأولياء 101/9.
3- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
4- سقطت من الأصل و ز، و د.
5- بالأصل و ز: علي، تصحيف و التصويب عن د. و السند معروف.
6- كتب فوقها بالأصل: إلى.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد الفقيه، و أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، قالا:

أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا بكر محمّد بن جعفر المزكّي قال: سمعت أبا بكر محمّد بن إسحاق يقول: سمعت الربيع يقول: مات الشّافعي سنة أربع و مائتين، و هو ابن أربع و خمسين سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال: سمعت علي بن محمّد بن سليم يقول: سألت الربيع عن موت الشّافعي ؟ فقال: مات سنة أربع و مائتين في آخر يوم من رجب يوم الجمعة و هو ابن نيّف و خمسين سنة.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنبأنا أبو نصر الخطيب، أنبأنا أبو بكر بن أبي الحديد، أنبأنا أبو بكر العكري. ح و أخبرتنا فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن فضلويه قالت: أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو بكر الحيري، حدّثنا أبو العبّاس الأصم قال كل واحد منهما سمعت الربيع يقول:

مات الشّافعي سنة أربع و مائتين في آخر رجب، و في رواية الأصم: في آخر يوم من رجب و زاد عن الربيع: و سئل عن سنّه فقال: نيّف و خمسين سنة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العبّاس الخطيب، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا القاضي أبو بكر الحيري، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم قال: سئل بحر بن نصر الخولاني و أنا أسمع عن موت الشّافعي ؟ فقال: مات الشّافعي سنة أربع و مائتين.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: حدّثنا[-و] (1) أبو منصور ابن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا أبو سعد الماليني. ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، قالا: أنبأنا عبد اللّه بن عدي الحافظ قال: قرأت على قبر محمّد بن إدريس الشّافعي بمصر، على لوحين حجارة أحدهما عند رأسه و الآخر عند رجليه نسبته إلى إبراهيم الخليل: هذا قبر محمّد بن إدريس الشّافعي، و هو يشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أنّ محمّدا عبده و رسوله، و أنّ

ص: 433


1- زيادة عن د، و ز، لتقويم السند.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 70/2 و عن الخطيب رواه المزي في تهذيب الكمال 52/16.

الجنّة حقّ و أنّ النار حقّ ، و أن الساعة آتية لا ريب فيها، و أنّ اللّه يبعث من في القبور، و أنّ صلاته و نسكه و محياه و مماته للّه رب العالمين، لا شريك له، و بذلك أمر و هو من المسلمين، عليه يحيا (1) و عليه مات، و عليه يبعث حيّا إن شاء اللّه، و توفي أبو عبد اللّه ليوم بقي من رجب سنة أربع و مائتين.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، حدّثنا يونس بن عبد الأعلى قال: مات الشّافعي في أربع - أو خمس - و مائتين، و هو ابن نيّف و خمسين سنة.

[قال ابن عساكر:] (2) و الصحيح سنة أربع.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - أنبأنا عبد الدائم بن الحسن، عن عبد الوهّاب بن الحسن العدل، أنبأنا أبو عبد اللّه الهروي الحافظ قال:

رأيت قبر أبي عبد اللّه محمّد بن إدريس الشّافعي و وقفت عليه و هو بالقرب من قبور آل عبد اللّه بن عبد الحكم و ترحّمت عليه و أحسبه [قال] (3) رأيته قبرا لاطئا بالأرض و دفوف حوله صغارا.

أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد، حدّثنا نصر بن إبراهيم، أنشدني أبو القاسم هبة اللّه بن الحسن المقرئ، أنشدنا أبو الغنائم الحسن بن علي بن حمّاد لبعض الأعراب و قد عبر بقبر الشّافعي رحمه اللّه حين راح الناس من دفنه فقال:

راحت وفود الأرض عن قبره *** فارغة الأيدي ملأى القلوب

قد علمت ما رزئت إنّما *** يعرف فقد الشمس بعد الغروب

أظلمت الآفاق من بعده *** و عريت من كل حسن و طيب

أخبرنا أبو الفتح (4) نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو البركات المقرئ، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثنا محمّد بن الحسن النقّاش، حدّثنا الحسين بن إدريس - بهراة - حدّثنا الربيع قال:

ص: 434


1- كذا بالأصل و د، و ز، و في تاريخ بغداد: حيى.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- زيادة عن ز، سقطت اللفظة من الأصل و د.
4- بالأصل: القاسم، تصحيف، و التصويب عن د، و ز.

كنا جلوسا في حلقة للشافعي بعد موته بيسير، فوقف علينا أعرابي فسلّم ثم قال: أين قمر هذه الحلقة و شمسها؟ فقلنا: توفي رضي اللّه عنه، فبكى بكاء شديدا و قال: رحمه اللّه و غفر له، فلقد كان يفتح ببيانه منغلق (1) الحجة، و يسد على خصمه واضح المحجة، و يغسل من العار وجوها مسودة، و يوسع بالرأي أبوابا منسدة، ثم انصرف.

قال: و أنبأنا ابن حمكان، حدّثنا محمّد بن هارون الزّنجاني - بزنجان - حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثنا أبي قال: رأيت الشّافعي أبا عبد اللّه محمّد بن إدريس في المنام، فقلت له: يا أخي ما فعل اللّه بك ؟ قال: غفر لي، و توّجني، و زوّجني، و قال لي هذه بما لم تره بما أرضيتك، و لم تتكبر فيما أعطيتك.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا[-و] (2) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر أحمد بن علي (3)،أنبأنا إسماعيل بن علي الأسترآباذي قال: سمعت طاهر بن محمّد البكري يقول: حدّثنا الحسن بن حبيب الدمشقي، حدّثني الربيع ابن سليمان قال: رأيت الشّافعي بعد وفاته في المنام، فقلت: يا أبا عبد اللّه ما صنع اللّه بك ؟ قال: أجلسني على كرسي من ذهب، و نثر عليّ اللؤلؤ الرطب.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنبأنا علي بن الحسن بن عبد السّلام، أنبأنا أبو الحسن بن السمسار، أنبأنا أبو علي الحسن بن محمّد بن درستويه، أنبأنا أبو يحيى البلخي، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الأصبهاني، حدّثنا أحمد بن جعفر الأصبهاني، حدّثنا محمّد بن يحيى الذهلي قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن الفضل الهاشمي قال: و كان ما علمته صدوق اللسان يقول: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم في النوم فقال: الشّافعي المطلبي في الجنّة، أو من أهل الجنّة.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنبأنا أبو البركات بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثنا الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي، حدّثنا الحسن بن سفيان[-بنسا - نا سفيان بن وكيع] (4) قال:

رأيت فيما يرى النائم [بعد موت أبي و أخي] كأن القيامة قد قامت، و الناس في أمر

ص: 435


1- في ز: مغلق.
2- زيادة عن د، و ز، لتقويم السند.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 70/2 و عن الخطيب رواه المزي في تهذيب الكمال 53/16.
4- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن ز، و د. و في ز: شقيق بن رفيع، و في د: سفيان بن ربيع.

عظيم إذ بدر إليّ أخي، فقلت له: يا أخي ما حالكم ؟ قال: عرضنا على ربّنا تعالى، قلت له:

فما حال أبي وكيع ؟ قال: غفر له و أمر به إلى الجنّة، قلت: محمّد بن إدريس ؟ قال: حشر إلى الرّحمن وفدا، و ألبس حلل الكرامة، و توّج بتاج البهاء.

قال: و أنبأ أبو علي قال: سمعت عبد الرّحمن بن حمدان يقول: سمعت عثمان بن خرّزاد الأنطاكي يقول:

رأيت في المنام كأن القيامة قد قامت، و كأن الخلائق قد حشروا، و كأن اللّه قد برز لفصل القضاء، و كأن مناديا ينادي من بطنان العرش: ألا أدخلوا الجنّة أبا عبد اللّه، و أبا عبد اللّه، و أبا عبد اللّه، فقلت لملك إلى جنبي: من هؤلاء: أبا عبد اللّه، فقال: أما أوّلهم فسفيان الثوري، و أمّا ثانيهم فمالك بن أنس، و أما ثالثهم فمحمّد بن إدريس الشّافعي، و أما رابعهم فأحمد بن حنبل، أئمة أمة محمّد صلى اللّه عليه و سلّم قد سيق بهم إلى الجنّة.

أخبرني (1) أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبا عبد الرّحمن السلمي قال: سمعت عبد اللّه بن الحسن الورّاق يقول: سمعت معبد بن جمعة يقول. ح قال: و أنبأنا البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم المؤذن، حدّثني محمّد بن أحمد بن زكريا، عن معبد بن جمعة قال: سمعت أبا زرعة المكّي يقول: سمعت عثمان بن خرّزاذ الأنطاكي يقول: رأيت فيما يرى النائم كأن القيامة قد قامت، و كأن اللّه جلّ ثناؤه قد برز لفصل القضاء، و كأن الخلائق قد حشروا، و كأن مناديا ينادي من بطنان العرش: ألا أدخلوا أبا عبد اللّه، و أبا عبد اللّه، و أبا عبد اللّه، و أبا عبد اللّه الجنّة، فقلت لملك إلى جنبي: من هؤلاء؟ قال: أوّلهم مالك بن أنس، و ثانيهم سفيان الثوري، و ثالثهم محمّد بن إدريس، و رابهم أحمد بن حنبل - و زاد أبو عبد اللّه في روايته: هؤلاء أئمة، و محمّد بن إدريس قد سيق إلى الجنّة.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنبأنا أبو البركات المقرئ، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أبو علي بن حمكان، حدّثنا أبو بكر بن لال الفقيه، حدّثنا عمر بن علي الصيرفي، حدّثنا عثمان بن أحمد أبو سعيد الدّينوري، حدّثنا محمّد بن حمدان الطرائفي أبو عبد اللّه قال:

سمعت أبا الحسن الشّافعي يقول: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم في المنام، فقلت: يا رسول اللّه، بما جزي الشّافعي عنك حيث يقول في كتابه الرسالة: صلى اللّه على محمّد كلما ذكره الذاكرون و غفل

ص: 436


1- كتب فوقها بالأصل: ملحق.

عن ذكره الغافلون، قال: جزي عنه أنه لا يوقف للحساب (1).

أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، أنبأنا علي بن الحسن بن عبد السّلام، أنبأنا أبو الحسن ابن السمسار، أنبأنا أبو علي بن درستويه، أنبأنا أبو يحيى البلخي، حدّثنا عثمان بن سعيد - هو الأنماطي - قال: سمعت أبا القاسم القزويني يقول: كنا في سفر في طلب الحديث، و معنا رجل كان يطعن على الشّافعي و على كتبه، فأصبحنا يوما فإذا هو يقول: أنا خارج إلى مصر، فقلنا له: فيما ذا؟ قال: في كتابة كتب الشّافعي، قلنا: كيف و أنت تقول فيه ما تقول ؟ قال:

رأيت في النوم (2) طيرا أخضر (3)،و إذا الناس يأخذون منها ما شاءوا، فذهبت آخذ معهم فمنعت فقلت: ما لي أمنع من بين الناس ؟ فقيل لي: إنّك تطعن على الشّافعي، فقلت: لا أعود أبدا فتركت حتى أخذت من تلك الطير.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن المالكي، قالا: حدّثنا[-و] (4) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الحافظ (5) قال: قرأت على أبي بكر محمّد موسى الخوارزمي عن أبي عبد اللّه محمّد بن المعلّى الأزدي قال: قال أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد الأزدي يرثي أبا عبد اللّه الشّافعي:

بملتفتيه للمشيب طوالع *** زوائد عن ورد التصابي روادع

تصرفه طوع العنان و ربما *** دعاه الصبي فاقتاده و هو طائع

و من لم يزعه لبه و حياؤه *** فليس له من شيب فوديه وازع

هل النافر المذعور للحظ راجع *** أم النصح مقبول أم الوعظ نافع ؟

أم الهمك المهموم بالجمع عالم *** بأن الذي يرعى من المال ضائع

و أن قصاراه (6) على فرط ضنه *** فراق الذي أضحى له و هو جامع

و يخمل ذكر المرء ذي المال بعده *** و لكن جمع العلم للمرء رافع

أ لم تر آثار ابن ادريس بعده *** دلائلها في المشكلات لوامع

معالم يغنى الدهر و هي خوالد *** و تخفض الأعلام و هي فوارع

ص: 437


1- مرّ الخبر قريبا في أثناء الترجمة.
2- بالأصل:«طير» تصحيف و التصويب عن ز، و د.
3- كلمة «أخضر» سقطت من د.
4- زيادة عن ز، و د، لتقويم السند.
5- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 70/2-71-72 و عن أبي بكر الخطيب في تهذيب الكمال 53/16-54.
6- الأصل: قصاره، و المثبت عن د، و ز، و المصدرين.

مناهج فيها للهدى متصرف *** موارد فيها للرشاد شرائع

ظواهرها حكم و مستنبطاتها *** لما حكم التفريق فيه جوامع

لرأي ابن ادريس ابن عم محمّد *** ضياء إذا ما أظلم الخطب ساطع

إذا المعضلات (1) المشكلات تشابهت *** سما منه نور في دجاهن لامع

أبى اللّه إلاّ رفعه و علوه *** و ليس لما يعليه ذو العرش واضع

توخى الهدى و استنقذته يد التقى *** من الزيغ إن الزيغ للمرء صارع

و لاذ بآثار الرسول فحكمه *** لحكم رسول اللّه في الناس تابع

و عول في أحكامه و قضائه *** على ما قضى في الوحي و الحق ناصع

بطيء عن الرأي المخوف التباسه *** إليه إذا لم يخشى لبسا مسارع

جرت لبحور العلم أمداد فكره *** لها مدد في العالمين يتابع

و أنشا له منشيه من خير معدن *** خلائق هن الباهرات البوارع

تسربل بالتقوى وليدا و ناشئا *** و خص بلب الكهل مذ هو يافع

و هذب حتى لم تشر بفضيلة *** إذا التمست إلاّ إليه الأصابع

فمن بك علم الشافعي أمامه *** فمرتعه في باحة العلم واسع

سلام على قبر تضمن جسمه *** و جادت عليه المدجنات الهوامع

لقد غيبت أثراؤه جسم ماجد *** جليل إذا التفت عليه المجامع

لئن فجعتنا الحادثات بشخصه *** لهنّ لما حكمن فيه فواجع

فأحكامه فينا بدور زواهر *** و آثاره فينا نجوم طوالع

[قال ابن عساكر:] (2) قد جمع الناس في فضائل الشّافعي رحمه اللّه فأكثروا [و فضله] (3)رحمه اللّه أكثر مما جمعوا و سطروا، و لأبي الحسين (4) الرازي والد تمام في أخباره عشر ... (5)،و لأبي بكر البيهقي في فضله [مجلد ضخم] (6) و لأبي الحسن [الآبري] (7) مجلد ضخم، و لا يحتمل هذا الكتاب أكثر مما ذكرنا، فلذلك اقتصدنا و اقتصرنا، و اللّه يتغمده برضوانه و يجمع بيننا و بينه في مستقر جنانه.

ص: 438


1- الأصل و ز، و د، المفظعات.
2- الزيادة منا للإيضاح.
3- بياض بالأصل، و استدركت اللفظة عن د، و ز.
4- بالأصل: الحسن، تصحيف، و المثبت عن ز، و د.
5- بياض بالأصل، و في د:«مسرسات» و في ز:«مشزات».
6- بياض بالأصل، و المستدرك عن د، و ز.
7- بياض بالأصل، و المثبت عن د، و ز.

الفهرس

ذكر من اسمه محمّد حرف الألف في أسماء آبائهم ذكر من اسم [أبيه] أحمد من المحمّدين

5868 - محمّد بن أحمد بن أبان أبو محمّد عبد اللّه 3

5869 - محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى أبو عبد اللّه الغساني 3

5870 - محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن بكّار أبو بكر بن أبي عبد الملك القرشي البسري 4

5871 - محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام بن ملاّس بن قسيم النّميري 4

5872 - محمّد بن أحمد بن إبراهيم أبو الفرج الشّنبوذي المقرئ 5

5873 - محمّد بن أحمد بن أزهر 7

5874 - محمّد بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد أبو عمرو النيسابوري النحوي المعروف بأبي عمرو الصغير 7

5875 - محمّد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس بن إسماعيل أبو الحسين البغدادي الواعظ الصّوفي المعروف بابن سمعون 8

5876 - محمّد بن أحمد بن إسماعيل بن علي، و يقال: ابن إسماعيل بن محمّد أبو عبد اللّه - و يقال: أبو بكر - البرزي المقرئ الصّوفي 16

5877 - محمّد بن أحمد بن أيوب بن الصّلت أبو الحسن البغدادي المقرئ، المعروف بابن شنبوذ 16

5878 - محمّد بن أحمد بن بشر أبو سعيد الهمذاني 19

5879 - محمّد بن أحمد بن بشر أبو العبّاس القرشي 20

5880 - محمّد بن أحمد بن بكير بن سعيد أبو بكر التّنوخي الخيّاط 21

5881 - محمّد بن أحمد بن تغلب بن إبراهيم أبو عبد اللّه التّاجر 21

ص: 439

5882 - محمّد بن أحمد بن أبي جحوش أبو جحوش الخريمي المرّي 22

5883 - محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن الحسن بن مهران بن أبي جميلة أبو العلاء الذهلي الكوفي 24

5884 - محمّد بن أحمد بن جعفر أبو أحمد الحربي 26

5885 - محمّد بن أحمد بن جعفر أبو الحسن اليزدي 27

5886 - محمّد بن أحمد بن الحسن أبو حاتم السّجستاني الحافظ 27

5887 - محمّد بن أحمد بن الحسن أبو الحسين الغزي الكرجي 28

5888 - محمّد بن أحمد بن حمّاد بن سعيد بن مسلّم أبو بشر الأنطاكي الورّاق الحافظ المعروف بالدّولابي 29

5889 - محمّد بن أحمد بن أبي حمّاد أبو بكر الإسكندراني 31

5890 - محمّد بن أحمد بن حمدان بن عيسى أبو الطّيّب المرورّوذي ثم الرّسعني الورّاق 32

5891 - محمّد بن أحمد بن خالد بن يزيد أبو عبد اللّه المصري المعروف بالأعدالي 34

5892 - محمّد بن أحمد بن خلف 35

5893 - محمّد بن أحمد بن أبي خنيش 35

5894 - محمّد بن أحمد بن داود بن سيّار بن أبي عتاب أبو بكر البغدادي المؤدّب 36

5895 - محمّد بن أحمد بن ذرة القرشي 38

5896 - محمّد بن أحمد بن راشد بن معدان بن عبد الرحيم أبو بكر الثّقفي مولاهم 38

5897 - محمّد بن أحمد بن رزقان أبو بكر المصّيصي 40

5898 - محمّد بن أحمد بن سعيد أبو عبد اللّه الواسطي المعروف بابن كساء 41

5899 - محمّد بن أحمد بن سعيد البيروتي 41

5900 - محمّد بن أحمد بن سعيد بن الفضل أبو بكر البغدادي الكاتب 42

5901 - محمّد بن أحمد بن سلّم 44

5902 - محمّد بن أحمد بن سليمان أبو العبّاس الهروي الفقيه 44

5903 - محمّد بن أحمد بن سليمان أبو النّضر الشّرمغولي النّسوي 45

5904 - محمّد بن أحمد بن سهل أبو عبد اللّه البرّكاني القاضي المالكي 46

5905 - محمّد بن أحمد بن سهل بن عقيل أبو بكر البغدادي الأصباغي 49

5906 - محمّد بن أحمد بن سهل بن نصر أبو بكر الرّملي المعروف بابن النابلسي 49

5907 - محمّد بن أحمد بن أبي سهل أبو عبد اللّه المروذي 51

5908 - محمّد بن أحمد بن سلامة بن بشر بن بديل العذري 51

5909 - محمّد بن أحمد بن سيّد حمدويه أبو بكر التّميمي 52

5910 - محمّد بن أحمد بن الضّحّاك بن الفرج أبو بكر بن العردي الجدلي جديلة قيس 57

5911 - محمّد بن أحمد بن طالب أبو الحسن البغدادي 57

ص: 440

5912 - محمّد بن أحمد بن الطّيّب أبو بكر النّصيبي المقرئ 58

5913 - محمّد بن أحمد بن الطّيّب أبو الحسين البغدادي 59

5914 - محمّد بن أحمد بن عبادة أبو سعيد البيروتي 60

5915 - محمّد بن أحمد بن العباس بن الوليد بن مزيد أبو علي بن أبي العباس بن أبي الفضل العذري البيروتي 60

5916 - محمّد بن أحمد بن عبد اللّه أبو الحسن 61

5917 - محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن الفرج أبو بكر الأنصاري المعروف بابن عبد اللّه العطّار 61

5918 - محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصر ابن بجير بن عبد اللّه بن صالح بن أسامة أبو طاهر الذّهلي البغدادي القاضي 62

5919 - محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن محمّد أبو زيد المروزي الفقيه الشافعي الزاهد 66

5920 - محمّد بن أحمد بن عبد اللّه أبو الفرج الطرسوسي الخواتيمي الإمام 69

5921 - محمّد بن أحمد بن عبد الباقي بن منصور أبو بكر البغدادي الدقّاق المعروف بابن الخاضبة 69

5922 - محمّد بن أحمد بن عبد الخالق أبو زرعة 70

5923 - محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن أبو الحسين الملطي المقرئ 71

5924 - محمّد بن أحمد بن عبد الواحد بن عبدوس بن جرير و يقال: ابن جرير بن عبدوس، و يقال: ابن عبد القدوس أبو عبد الملك الرّبعي التغلبي الصوري المعروف بابن عبدوس 73

5925 - محمّد بن أحمد بن عبد الواحد بن صالح ابن سعيد بن الحسن بن علي بن جعفر بن عبد اللّه أبو المغيث الأموي مولاهم الصفّار 75

5926 - محمّد بن أحمد بن عبيد بن فيّاض أبو سعيد العثماني الزاهد 75

5927 - محمّد بن أحمد بن عثمان بن الوليد بن الحكم بن سليمان أبو بكر ابن أبي الحديد السّلمي العدل 77

5928 - محمّد بن أحمد بن عثمان بن محمّد أبو الفرج الزّملكاني الإمام 80

5929 - محمّد بن أحمد بن عثمان ابن الفرج بن الأزهر بن إبراهيم أبو طالب الصيرفي الأزهري البغدادي 81

5930 - محمّد بن أحمد بن عرفجة بن عثمان بن سعيد أبو بكر القرشي الكريزي الدمشقي 82

5931 - محمّد بن أحمد بن علي بن محمّد بن إبراهيم بن يزيد بن حاتم أبو يعقوب البغدادي النحوي 83

5932 - محمّد بن أحمد بن علي بن محمّد أبو الحسن البغدادي الواعظ 83

5933 - محمّد بن أحمد بن علي بن الحسين أبو مسلّم البغدادي الكاتب 85

5934 - محمّد بن أحمد بن علي أبو عبد اللّه بن أبي سعد القزويني المقرئ 87

5935 - محمّد بن أحمد بن علي أبي القاسم أبو بكر الطوسي الصوفي المقرئ 89

ص: 441

5936 - محمّد بن أحمد بن علي أبو عبد اللّه المجاشعي الهروي الأديب 90

5937 - محمّد بن أحمد بن عمارة أبو الحسن العطّار 90

5938 - محمّد بن أحمد بن عمران بن موسى بن هارون بن دينار أبو بكر الجشمي البغدادي المطرّز 92

5939 - محمّد بن أحمد بن عمر بن أحمد بن سليمان أبو بكر الرّملي الداجوني المقرئ المكفوف 94

5940 - محمّد بن أحمد بن عمرو أبو بكر السلمي 95

5941 - محمّد بن أحمد بن عمرو أبو الفتح الحنظلي السّجستاني 95

5942 - محمّد بن أحمد بن عياض أبي غسّان بن عبد الملك أبي طيبة بن نصير أبو علاثة الجنبي مولاهم المصري 96

5943 - محمّد بن أحمد بن عيسى أبو بكر القمّي 98

5944 - محمّد بن أحمد بن عيسى بن عبد اللّه بن عبد الوهّاب أبو الفضل السعدي البغدادي الفقيه الشافعي القاضي 98

5945 - محمّد بن أحمد بن الغاز الصّيداوي 100

5946 - محمّد بن أحمد بن الفضل أبو المضاء الصّيداوي 100

5947 - محمّد بن أحمد بن القاسم بن عبد الوهّاب أبو بكر التنوخي القيني 100

5948 - محمّد بن أحمد بن القاسم أبو منصور الأصبهاني المقرئ 101

5949 - محمّد بن أحمد بن لبيد أبو عبد اللّه السّلاماتي البيروتي الحطاب 102

5950 - محمّد بن أحمد بن اللّيث أبو نصر الرافعي القاضي 103

5951 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن مطر بن العلاء بن أبي الشّعثاء - و يقال: ابن أبي الأشعث - أبو بكر الفزاري الفذائي 103

5952 - محمّد بن أحمد بن محمّد أبو بكر الشيباني المقرئ 105

5953 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن الوليد المرّي المقرئ 105

5954 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبان بن سلّم أبو العباس السّلمي الرّقّي الضّرّاب 105

5955 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي خنبش أبو بكر البعلبكي القاضي 106

5956 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن الصّلت أبو الحسن البغدادي الصّفّار 108

5957 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن الوليد بن شعيب بن ثابت بن مدرك بن وردان أبو السقر السقطي الهاشمي مولاهم 108

5958 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن غزوان أبو الحسين 109

5959 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن رواحة بن محمّد بن النعمان - صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و هو النعمان بن بشير بن سعد - أبو عبد اللّه الأنصاري الصّرفندي 109

5960 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخليل ابن حمّاد بن سليمان الخشني البلاطي 111

5961 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو بن يزيد بن عبد اللّه بن يزيد بن تميم ابن حجر أبو بكر السلمي 111

ص: 442

5962 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن شيبان أبو جعفر الخلاّل الرّملي 113

5963 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن يحيى بن مفرّج أبو عبد اللّه - و قيل: أبو بكر - الأندلسي القرطبي القاضي 114

5964 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو أبو الحسن البغدادي - و قيل: الواسطي - البزاز 117

5965 - محمّد بن أحمد بن محمّد البغدادي العطار 118

5966 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى بن أبي عطاء - و اسم أبي عطاء عبد الرّحمن - بن سعد أبو الفتح بن أبي بكر القرشي 118

5967 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن يعقوب بن عبد اللّه أبو بكر المفيد الجرجرائي 118

5968 - محمّد بن أحمد بن [محمّد بن] خلف أبو الحسين الرّقّي المعروف بابن أبي المعتمر، و يعرف بابن الفحّام 122

5969 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن بن يحيى بن جميع أبو الحسين الغسّاني الصّيداوي 125

5970 - محمّد بن حمد بن محمّد بن علي بن محمّد بن النعمان أبو الفتح الأنباري المعروف بابن النحوي 128

5971 - محمّد بن أحمد بن محمّد ابن عبد اللّه بن هلال بن عبد العزيز بن عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن عبد اللّه بن حبيب أبو بكر السّلمي المعروف بابن الجبني الأطروش المقرئ 129

5972 - محمّد بن أحمد بن محمّد أبو عبد اللّه التغلبي 131

5973 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن منصور أبو جعفر البيّع، و يعرف بالعتيقي الرّوياني الطبري 131

5974 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن القاسم أبو أسامة الهروي المقرئ 132

5975 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى بن جعفر بن سليمان بن أحمد بن عبد الواحد بن جعفر ابن جابر بن عبد اللّه الأنصاري أبو الحسين 133

5976 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي بن جعفر بن سعيد أبو الفرج العين زربي البزّار 134

5977 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو بن عزون بن محمّد أبو بكر - و يقال: أبو عبد اللّه - البجلي يعرف بابن القمّاح 135

5978 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن جعفر أبو سعيد الأصبهاني الفقيه الواعظ المعروف بابن ملة 136

5979 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى بن عمرو بن ليث أبو عبد اللّه الشّيرازي الصّوفي المعروف بالنّذير 139

5980 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن أبو الفتح المصري الصّوّاف 142

5981 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن حسنون أبو الحسين بن النّرسي البغدادي 143

5982 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن ورقاء أبو عثمان الأصبهاني الصوفي 145

5983 - محمّد بن أحمد بن محمّد أبو البركات بن قفرجل البغدادي البزار 146

5984 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد أبو طاهر بن أبي الصّقر اللّخمي الأنباري الخطيب 147

ص: 443

5985 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن منصور أبو غالب بن أبي الحسن العتيقي البغدادي 149

5986 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن يونس بن حبيب بن إسماعيل أبو عبد اللّه الأنصاري الأندلسي السّرقسطي المقرئ 150

5987 - محمّد بن أحمد بن محمّد أبو عبد اللّه الطوسي الشّلانجردي المقرئ 151

5988 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي بن الحسن أبو المكارم الهروي 151

5989 - محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن يحيى أبو عبد اللّه المخزومي القصّاع المعروف:

بابن اللّبّاد، و يعرف بابن عروس أيضا 152

5990 - محمّد بن أحمد بن المثنّى - و هو ابن أحمد بن إبراهيم - أبو بكر 152

5991 - محمّد بن أحمد بن محمويه أبو بكر العسكري 153

5992 - محمّد بن أحمد بن المرزبان المرزباني 154

5993 - محمّد بن أحمد بن مرشد أبو بكر المعروف بابن الزّرز المقرئ 155

5994 - محمّد بن أحمد بن المعلّى بن زيد أبو شبيب الأسدي 155

5995 - محمّد بن أحمد بن بن المنيب 156

5996 - محمّد بن أحمد بن [أبي] ميمون 156

5997 - محمّد بن أحمد بن نصر البغدادي 156

5998 - محمّد بن أحمد بن نوح أبو الفرج المصيصي 157

5999 - محمّد بن أحمد بن الوليد أبو بكر البغدادي الكرابيسي 157

6000 - محمّد بن أحمد بن الوليد بن هشام أبو بكر القرشي مولاهم يعرف بابن أبي هشام القنبيطي 158

6001 - محمّد بن أحمد بن هارون بن موسى بن عبدان أبو نصر بن الجندي الغسّاني 160

6002 - محمّد بن أحمد بن هاشم أبو الحسن البيروتي 161

6003 - محمّد بن أحمد بن الهيثم بن صالح بن عبد اللّه بن الحصين أبو الحسن التّميمي 162

6004 - محمّد بن أحمد بن الهيثم أبو بكر البلخي الرّوذباري المقرئ 163

6005 - محمّد بن أحمد بن يحيى بن أحمد بن يزيد بن الحكم أبو بكر الحجوري الدمشقي 164

6006 - محمّد بن أحمد بن يحيى أبو عبد اللّه البغدادي 165

6007 - محمّد بن أحمد بن يحيى بن حيي أبو عبد اللّه العثماني الدّيباجي المقدسي الواعظ الفقيه 165

6008 - محمّد بن أحمد بن يزيد السّكسكي 166

6009 - محمّد بن أحمد بن يزيد بن وركشين بن بركراز أبو عبد اللّه البلخي 167

6010 - محمّد بن أحمد بن يعقوب بن أحمد بن محمّد بن عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب أبو الفضل الهاشمي 168

6011 - محمّد بن أحمد بن يعقوب الجرجاني 170

6012 - محمّد بن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن بريد أبو بكر الطّائي الكوفي الخزاز 171

ص: 444

6013 - محمّد بن أحمد أبو عبد اللّه الواسطي الكاتب 172

6014 - محمّد بن أحمد بن أبي الميمون أبو بكر 173

6015 - محمّد بن أحمد أبو الحسن البغدادي النّاقد 173

6016 - محمّد بن أحمد أبو الفرج الغسّاني المعروف بالوأواء الشاعر 175

6017 - محمّد بن أحمد أبو عبد اللّه الرّزّاز 178

6018 - محمّد بن أحمد الجلاّب 179

6019 - محمّد بن أحمد أبو العباس النحوي 179

6020 - محمّد بن أحمد أبو بكر الهروي الخفّاف 179

6021 - محمّد بن أحمد أبو المظفّر التّميمي المرورّوذي الفقيه الشافعي الواعظ 180

6022 - محمّد بن أحمد أبو الحكم الأندلسي الأنصاري الفقيه 181 ذكر من اسم أبيه أبان من المحمّدين

6023 - محمّد بن أبان بن حويّ أبو عتبة السّكسكي 181

6024 - محمّد بن أبان بن عبيد اللّه بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي 181 ذكر من اسم أبيه إبراهيم من المحمّدين

6025 - محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن إسحاق أبو طاهر الأصبهاني المحتسب المعروف بالثّغري 182

6026 - محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن يعقوب أبو بكر السّوسي 183

6027 - محمّد بن إبراهيم بن أحمد أبو بكر الإمام المؤدّب المعروف بالشراك 184

6028 - محمّد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن صالح بن زياد أبو بكر العقيلي الأصبهاني 185

6029 - محمّد بن إبراهيم بن أسد أبو بكر الأسدي الصّوري المعروف بالقنوي 185

6030 - محمّد بن إبراهيم بن إسماعيل بن عزرة أبو طلحة الضّبّي 187

6031 - محمّد بن إبراهيم بن البطّال 187

6032 - محمّد بن إبراهيم بن جعفر أبو عبد اللّه الكردي النّشّابي المقرئ 187

6033 - محمّد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة أبو عبد اللّه القرشي التيمي المدني 188

6034 - محمّد بن إبراهيم بن الحسين بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن أبو العبّاس الحنّائي 196

6035 - محمّد بن إبراهيم بن أبي حمزة 196

6036 - محمّد بن إبراهيم بن زياد أبو عبد اللّه الإسكندراني الفقيه المالكي 197

6037 - محمّد بن إبراهيم بن زياد بن عبد اللّه بن ميمون بن مهران أبو عبد اللّه الرّازي 198

6038 - محمّد بن إبراهيم بن سعيد بن عبد الرّحمن بن موسى - و يقال: ابن موسى ابن عبد الرّحمن أبو عبد اللّه العبدي البوشنجي الماستوي 203

ص: 445

6039 - محمّد بن إبراهيم بن سهل بن حيّة بن يحيى بن صالح أبو بكر البزّاز 209

6040 - محمّد بن إبراهيم بن أبي عامر أبو عامر الصّوري النحوي 210

6041 - محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن يعقوب بن زوزان أبو بكر الحارثي الأنطاكي 211

6042 - محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد بن بندار بن سهل بن إسحاق بن سعيد بن عبد الواحد أبو زرعة الأسترآباذي المؤذن المعلّم المعروف باليمني 213

6043 - محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن عمر أبو همّام الطّوسي الحافظ 214

6044 - محمّد بن إبراهيم بن عبد الحميد أبو بكر الحلواني 215

6045 - محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مروان أبو عبد اللّه القرشي 217

6046 - محمّد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدوس بن علي بن عبد اللّه بن عبيد اللّه ابن عبد اللّه ابن عتبة بن مسعود أبو عبد اللّه الهذلي العبدوي النيسابوري 219

6047 - محمّد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان أبو بكر المعروف بابن المقرئ الأصبهاني 220

6048 - محمّد بن إبراهيم بن العلاء أبو عبد اللّه الزّاهد السّائح 223

6049 - محمّد بن إبراهيم بن القاسم أبو بكر البغراسي الحصري 227

6050 - محمّد بن إبراهيم الإمام بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس بن عبد المطّلب ابن هاشم الهاشمي 227

6051 - محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن رواحة بن محمّد بن النعمان بن بشير أبو معن الأنصاري الصّرفندي 232

6052 - محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن يزيد أبو الفتح الجحدري الطّرسوسي الغازي البزّاز المعروف بابن البصري 233

6053 - محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم أبو الحسن الأسدي 235

6054 - محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن فارس أبو عبد اللّه الشيرازي الورّاق 236

6055 - محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم بن علي بن بندار بن عبّاد بن أيمن أبو عبد اللّه بن أبي إسحاق الدّينوري المؤدّب 236

6056 - محمّد بن إبراهيم بن محمود أبو منصور الإسفينقاني 237

6057 - محمّد بن إبراهيم بن مخلد الأنصاري الجبيلي 238

6058 - محمّد بن إبراهيم بن مسلّم أبو أميّة البغدادي المعروف بالطّرسوسي 239

6059 - محمّد بن إبراهيم بن مسلّم بن البطّال أبو عبد اللّه اليماني الصّعدي 246

6060 - محمّد بن إبراهيم بن المسيّب 248

6061 - محمّد بن إبراهيم الهاشمي القرشي 249

6062 - محمّد بن إبراهيم أبو حمزة البغدادي الصّوفي 252

6063 - محمّد بن إبراهيم 262

ص: 446

6064 - محمّد بن إبراهيم أبو بكر الصّوري 262

6065 - محمّد بن إبراهيم البغدادي 263

6066 - محمّد بن إبراهيم أبو الفضل الدّينوري المقرئ 263

6067 - محمّد بن إبراهيم أبو بكر الشّيرازي 264

6068 - محمّد بن إبراهيم أبو عبد اللّه الحصري البانياسي 264 ذكر من اسم أبيه إدريس من المحمّدين

6069 - محمّد بن إدريس بن إبراهيم أبو الحسن الأصبهاني 265

6070 - محمّد بن إدريس بن الحجّاج بن أبي حمادة أبو بكر الأنطاكي 265

6071 - محمّد بن إدريس بن العبّاس بن عثمان بن شافع بن السّائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم ابن المطّلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر أبو عبد اللّه القرشي المطّلبي الشّافعي المكّي 267

ص: 447

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.