تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها
تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر
499 ه-571 ه
تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -
دراسة و تحقيق علي شيري
عدد المجلدات: 80
لسان: العربية
ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش
دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع
تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015
تصنيف ديوي: 956/9144
موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال
ص: 1
تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها
تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر
499 ه-571 ه
دراسة و تحقيق علي شيري
ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش
دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع
ص: 2
الجزء التاسع و الاربعون
[ذكر من اسمه] (1) فيروز
أبو عبد الرّحمن، و يقال: أبو عبد اللّه
و يقال: أبو الضحاك الدّيلمي (2)
وفد على النبي صلى اللّه عليه و سلم، و روى عنه.
روى عنه: ابناه عبد اللّه و الضحاك ابنا فيروز، و مرّ المؤذن (3).
و فيروز هو الذي قتل أسود الكذاب.
و وفد على معاوية بن أبي سفيان.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا محمّد بن هارون الحربي، حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا إسماعيل ابن عياش، حدّثني يحيى بن أبي عمرو الشّيباني (4)،عن عبد اللّه بن الدّيلمي، عن أبيه فيروز قال:
قدمت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه إنّا أصحاب كروم و أعناب، و قد نزل تحريم الخمر، فما ذا نصنع بها؟ فقال:«تتخذونها زبيبا»، قال: فنصنع بالزبيب ما ذا يا رسول
ص: 3
اللّه ؟ قال:«تنقعونه على غدائكم و تشربونه على عشائكم، و تنقعونه على عشائكم فتشربونه» [على غدائكم] (1) قال: قلت: يا رسول اللّه، أ فلا نتركه حتى يشتد؟ قال:«فلا تجعلوه في الدنان، و اجعلوه في الشّنان و إنه إن تأخّر عن عصره صار خلا»، قال: قلت: يا رسول اللّه، نحن ممن قد علمت و نحن بين ظهراني من قد علمت، فمن وليّنا؟ قال:«اللّه و رسوله»، قال:
قلت: حسبنا يا رسول اللّه (2)[10474].
أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا أحمد بن مسعود الدمشقي (3)،حدّثنا محمّد بن كثير المصّيصي (4)،حدّثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي عمرو السّيباني (5)،عن عبد اللّه بن فيروز الدّيلمي، عن أبيه.
أن قوما سألوا النبي صلى اللّه عليه و سلم فقالوا: يا رسول اللّه، إنّا كنّا أصحاب أعناب و كرم و خمر، و إنّ اللّه قد حرّم الخمر، فما نصنع ؟ قال:«زبّبوه»، قال: فما نصنع بالزبيب ؟ قال:«انفقعوه في الشّنان، انقعوه على غدائكم و اشربوه على عشائكم»، قال: أ فلا نؤخره حتى يشتدّ؟ قال:«فلا تجعلوه في القلال، و لا في الدّبّاء، و اجعلوه في الشّنان، فإذا أتى عليه العصران عاد خلا قبل أن يعود خمرا»[10475].
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن أحمد، أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق.
ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، قالا: أنبأنا محمّد ابن إسحاق بن مندة، أنبأنا سعيد بن يزيد الحمصي، حدّثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج، حدّثنا ضمرة بن ربيعة، حدّثنا يحيى بن أبي عمرو السّيباني (6)،عن عبد اللّه بن الدّيلمي، عن أبيه قال:
قدمنا على النبي صلى اللّه عليه و سلم برأس الأسود العنسي الكذّاب، فقلنا: يا رسول اللّه قد علمت من
ص: 4
نحن، فإلى من نحن ؟ قال:«إلى اللّه و رسوله»، قال: قلنا: يا رسول اللّه، إنّ لنا أعنابا، فما نصنع بها؟ قال:«زبّبوها»، قالوا: يا رسول اللّه فما نصنع بالزبيب ؟ قال:«انبذوه على غدائكم و اشربوه على عشائكم، و انبذوه على عشائكم و اشربوه على غدائكم، و لا تنبذوا في القلل و انبذوا في الشّنان، فإنه إن تأخر عن عصره صار خلا»[10476].
قرأت بخط عبد الوهّاب بن عيسى بن عبد الرّحمن بن عيسى بن ماهان، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن رشيق المعدّل، حدّثني أبو القاسم الحسن بن آدم بن عبد اللّه العسقلاني، حدّثني أبو محمّد عبيد بن إبراهيم الكشوري (1)،حدّثنا محمّد بن عمر السمسار، حدّثنا عبد الملك الذّماري (2)،أنبأنا ابن رمانة (3)،حدّثنا كثير بن أبي الزفاف قال:
مرّ فيروز بن الدّيلمي يريد الشام إلى معاوية فلم يدخل على عائشة، فلمّا أقبل من الشام دخل عليها فقالت: يا بن الدّيلمي، ما منعك أن تمرّ بي، أ رهبة معاوية ؟ لو لا أنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا يدخل الكذّاب و قاتله مدخلا واحدا» ما أذنت لك[10477].
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنبأنا أبو طاهر أحمد ابن الحسن - زاد الأنماطي، و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنبأنا محمّد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا عمر بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا خليفة بن خياط قال (4):
و الدّيلمي أبو فيروز الدّيلمي، روى: أسلمت و تحتي أختان.
كذا قال.
و قال في موضع آخر في تسمية موالي بني هاشم (5):فيروز (6) الدّيلمي من الأبناء (7)، أتى اليمن و مات بها، يكنى أبا عبد اللّه.
ص: 5
أخبرني (1) أبو المظفر الصوفي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: أنبأنا أبو العباس محمّد بن يعقوب قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد ابن حنبل يقول.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو طاهر الأنباري، أنبأنا أبو القاسم بن الصواف، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي قال (2):سمعت عبد اللّه بن أحمد يقول عن أبيه قال:
فيروز الدّيلمي أبو عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون.
ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار.
قالا: أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان، أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنبأنا العباس بن العباس، أنبأنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (3):
فيروز بن الدّيلمي، كنيته أبو عبد الرّحمن، حدّثناه محمّد بن الحسن بن أتش الأبناوي، حدّثنا سليمان بن وهب الأبناوي من مشيختنا، حدّثنا النّعمان بن بزرج في حديث طويل ذكره.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن منده، أنبأنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر، حدّثنا ابن أبي الدنيا (4)،حدّثنا محمّد بن سعد قال:
و كان باليمن من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيروز الدّيلمي و هو من الأبناء.
قال عبد المنعم بن إدريس فانتسبوا إلى بني ضبّة، و قالوا: أصابنا سبيّ في الجاهلية، و هو الذي قتل الأسود بن كعب العنسي، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا في «القدر»، و كان يكنى أبا عبد اللّه، و مات في زمن عثمان بن عفّان.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية،
ص: 6
أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن فهم، حدّثنا محمّد بن سعد (1)قال في الطبقة الرابعة: فيروز بن الدّيلمي، و يكنى أبا عبد اللّه، و هو من أبناء أهل فارس الذين بعثهم كسرى إلى اليمن فنفوا الحبشة عنها و غلبوا عليها.
قال: و قال عبد المنعم بن إدريس: ثم انتسبوا إلى بني ضبّة، و قالوا: أصابنا سباء في الجاهلية، و فيروز هو الذي قتل الأسود بن كعب العنسي الذي كان تنبّأ باليمن، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قتله الرجل الصّالح فيروز بن الدّيلمي»، و قد وفد على النبي صلى اللّه عليه و سلم، و روى عنه أحاديث منها حديث في القدر، و بعضهم يروي عنه فيقول: حدّثني الديلمي الحميري، و يقول بعضهم: عن الدّيلمي، و هذا كلّه واحد، إنّما هو فيروز بن الدّيلمي، و الذي يبين ذلك الحديث الذي رواه و اختلفوا في اسمه على ما ذكرنا، و الحديث واحد.
قال (2):و إنما قيل له الحميري لنزوله في حمير و مخالفته إياهم، و اللّه أعلم (3).
و مات فيروز بن الدّيلمي في خلافة عثمان بن عفّان.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد ابن إسماعيل قال (4):
فيروز بن الدّيلمي قاتل الأسود العنسي، قال أبو عاصم: عن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد اللّه، عن ابن الدّيلمي أنه سأل النبي صلى اللّه عليه و سلم: إنّا منك بعيد، و نشرب (5) شرابا من قمح فقال:«أ يسكر؟» قلت: نعم، قال:«لا تشربوا مسكرا» فأعاد ثلاثا، قال:«كلّ مسكر حرام»[10478].
و قال علي: حدّثنا محمّد بن الحسن الصّنعاني، أخبرني النعمان بن الزبير، عن أبي صالح الأحمسي، عن مرّ المؤذن قال: خرجت مع فيروز بن الدّيلمي في ألفين (6)،فأتيت عمر، ثم أتاه عمر فقال: هذا فيروز قاتل الكذّاب.
ص: 7
أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي.
قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (1):
فيروز بن (2) الدّيلمي اليماني قاتل الأسود العنسي، له صحبة، يكنى بعبد اللّه، مات زمن عثمان، يقال: إنه من الأبناء، و انتسبوا إلى بني ضبّة، و هو الذي قتل الأسود بن كعب، روى عنه مرثد بن عبد اللّه اليزني، سمعت أبي يقول ذلك.
قال أبو محمّد: روى عنه ابناه الضحاك و عبد اللّه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عبد الرّحمن فيروز الدّيلمي سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم.
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، حدّثنا أبو الفضل جعفر بن يحيى المكي - قراءة - أنبأنا أبو نصر عبيد اللّه بن سعيد، أنبأنا أبو الحسن الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد الرّحمن فيروز اليماني.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكناني (3)،أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنبأنا أبو عبد اللّه الكندي، حدّثنا أبو زرعة قال في تسمية من نزل بالشام من الصحابة: فيروز الدّيلمي.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد قال:
فيروز الدّيلمي سكن الشام، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي قال (4):فيروز الدّيلمي أبو الضحاك.
ص: 8
ثم قال في موضع آخر:
أبو عبد الرّحمن فيروز الدّيلمي و هذه كنيته المشهورة، و قد كان له ابن اسمه الضحاك فلعلّه كني به.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي، أنبأنا أحمد بن عمير قال:
سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الأولى في تسمية أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
فيروز الدّيلمي بفلسطين.
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو طاهر بن سوّار، و المبارك بن عبد الجبار، قالا:
أنبأنا أبو الفرج الطّناجيري، أنبأنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم الدّارمي، حدّثنا عبد الملك بن بدر ابن الهيثم، حدّثنا أحمد بن هارون البردعي قال في الطبقة الأولى من الأسماء المنفردة: فيروز و هو ابن الدّيلمي، روى عنه ابنه عبد اللّه بالشام.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصّفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو عبد اللّه - و يقال: أبو عبد الرّحمن - فيروز بن الدّيلمي من الأبناء من فرس صنعاء، قاتل الأسود العنسي، له سماع من النبي صلى اللّه عليه و سلم، حديثه في أهل اليمن.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه (1) بن مندة قال:
فيروز الدّيلمي له صحبة، و يقال له ابن أخت النجاشي، يكنى أبا عبد الرّحمن [قاتل الأسود] (2) العنسي، روى عنه ابناه الضحاك و عبد اللّه، و كثير بن مرة، و عروة بن رويم، سمعت الحسن بن أحمد بن عمير قال: سمعت أبي يقول: ولد فيروز ثلاثة: عبد الأعلى، و العريف، و عبد اللّه.
ص: 9
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد، قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ :
ديلم بن فيروز الحميري، و قيل: هو فيروز و ديلم لقب، و هو فيروز بن يسع بن سعد بن ذي حباب بن مسعود بن عز بن سحر بن هوشع بن موهب بن سعد بن حبل بن عون بن الحارث ابن حيران، و حيران هو جيشان بن وائل من رعين الرّعيني، وفد مع معاذ بن جبل على النبي صلى اللّه عليه و سلم، و شهد فتح مصر فيما ذكره أبو سعيد بن عبد الأعلى، حديثه عند ابنيه عبد اللّه، و الضحاك، و مرثد بن عبد اللّه اليزني، قتل الأسود العنسي المتنبئ صاحب صنعاء، فقدم برأسه على النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قيل على أبي بكر.
قال: و قال لنا أبو نعيم في حرف الفاء:
فيروز الدّيلمي ابن أخت النجاشي، قاتل الأسود العنسي المتنبي، خدم النبي صلى اللّه عليه و سلم و سأله عن الأشربة، يكنى أبا عبد الرّحمن، روى عنه ابناه: الضحاك، و عبد اللّه، و كثير بن مرة، و عروة بن رويم، سكن الشام، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم غير حديث.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة (1)،حدّثنا علي بن محمّد، عن يعقوب بن داود الثقفي قال: سألت (2) أشياخنا بصنعاء عن مقتل العنسي فقالوا: كنا نسمع آباءنا يذكرون أن داذويه و قيسا و فيروز دخلوا عليه [بيته] (3) فحطم فيروز عنقه فقتله، و يقال:
قتله قيس بن مكشوح.
و قال علي بن محمّد، عن عثمان بن عبد الرّحمن، عن الزهري قال: دخل عليه فيروز و داذويه و قيس.
أخبرنا أبو محمّد السّلمي، حدّثنا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب (4)،حدّثنا زيد بن المبارك الصّنعاني، و عيسى بن محمّد المروزي كان جاور بمكة حتى مات، و بعضهم يزيد على الآخر.
ص: 10
قالا: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أتش الأبناوي الصّنعاني (1)،حدّثنا سليمان بن وهب، عن النعمان بن برزج (2) قال:
خرج أسود الكذاب و كان رجلا من بني شقيق، ثم من بني صعب (3)،و كان معه شيطانان يقال لأحدهما سحيق و الآخر شقيق (4)،و كانا يخبرانه كل شيء يحدث من أمر الناس، فسار الأسود حتى أخذ ذمار، و كان باذان إذ ذاك مريضا بصنعاء، فجاءه الرسول فقال له بالفارسية: خدايكان، قال: وثن قال: باريان و ماركرس فقال باذان و هو في السوق: اسف نن و أسر مالان مدريك. فكان ذلك آخر كلام تكلّمه حتى مات، فجاء الأسود شيطانه في عصار من الريح و هو على قصر ذمار، فأخبره بموت باذان، فنادى الأسود في قومه، فقال:
يا ليحابر - و يحامر: فخذ من مراد - إنّ سحيقا قد أجار ذمار، و أباح لكم صنعاء، فاركبوا و اعجلوا، فسار الأسود و من معه من عنس و بني عامر و مراد و حمير حتى نزلوا بهم المقرانة (5)فخرج عليهم الأساور عليهم داذويه و كان قد استخلفه باذان، و كان دادويه ابن أخت باذان يكره إمارة دادويه الذين كانوا مع و هرز و مع المرزبان؛ فلما سمع ذلك منهم داذويه صرف فرسه فرجع إلى صنعاء قبل أن يلقاهم، و انصرف جميع قومه و اتّبعهم الأسود و من معه، و القرية يومئذ بأبوابها فأوثقوا بينهم و بينه الأبواب.
و نزل الأسود و من معه على باب قصر النوبة فقال الأسود: إنّ الأرض أرضي، و أرض آبائي فاخرجوا منها و الحقوا بأرضكم و أنتم آمنون شهرا على أن تعطوني السلاح، فصالحوه على ذلك، فخرج منهم إلى المضمار (6) من خرج، و ارتحل منهم من ارتحل، كلّ أهل رستاق وحدهم و بقيّتهم يتجهزون، و دخل الأسود و من معه إلى القرية فاستنكح المرزبانة امرأة باذان، فأرسلت إلى داذويه و فيروز و خرزاد بن برزج و اسمه عبد الحميد، و إلى جرجست (7)
ص: 11
بن الدّيلمي فقالت: فرشتموني هذا الشيطان، فائتمروا به و أنا أكفيكموه، و كان قيس بن عبد يغوث قال للأسود: قد عرفت الذي بيني و بين أهل هذه القربة، و أنا أتخوّفهم، فاستأذنه أن ينزل خارجا من القرية، فأذن له، فنزل هو و قومه تحت نقم (1) و كان يتخوّف قتل الأسود و داذويه و أصحابه، و كان لا يستطيع رجل منهم أن يكلّم صاحبه لأن سحيقا كان يبلّغ ذاك الأسود، فيخبرهم الأسود بذلك، و كان الأسود يخرج كلّ يوم إلى الجبّانة فيجلس فيها و يخطّ عليها خطّا فيأتيه رجل فيقول: السلام عليك يا رسول اللّه، و كان الأسود يقول لقيس إنّ سحيقا يقول: لتنزعنّ قبّة قيس العليا، أو ليفعلنّ بك أمرا يرى، فيقول قيس: أيها الملك ما كنت لأفعل. فجاء قيس إلى داذويه و أصحابه ثلاث مرات يقول لهم: أ لا تقتلون هذا الشيطان! فلا يردون عليه شيئا تخوفا أن يبلغ ذلك الأسود، و كانوا يظنونه غدرا من قيس، و كان الأسود إذا غضب على رجل حرقه بالنار.
فجاء قيس إلى فيروز - و هو أصغر القوم - فذكر ذلك له، فقال له فيروز: إن كنت صادقا فأتنا الليلة، فجاءهم من الليل، فاجتمع داذويه و فيروز و جرجست (2) و معهم قيس، و كان على باب الأسود ألف رجل يحرسونه و هو في بيوت باذان، و كان بيوت باذان في مؤخر المسجد اليوم، و كان موضع المسجد حائطا لباذان، فأرسلت إليهم المرزبانة: أني أكفيكموه. فجعلت تسقيه خمر صلع (3)،فكلما قال: شوبوه صبت عليه من خمر ثات (4) حتى سكر، فدخل في فراش باذان - و كان من ريش - فانقلب عليه الفراش، و جعل داذويه و أصحابه ينضخون الجدر بالخل و يحفرونه من نحو بيوت أهل برزج و يحفرونه بحديدة حتى فتحوا الجدر قريبا منه.
فلما فتحوا قالوا لقيس: أنت خامسنا و نحن نتخوف غدرك، فو اللّه لا ترثنا الحياة إن قدر علينا و لكنه يدخل منا رجلان و رجلان عندك.
فدخل داذويه و جرجست و وقف فيروز و خرزاذ مع قيس، فجعلت المرأة تشير إليه أنه في الفراش فلم يرزقا قلته فخرجا إلى أصحابهما، فقال لهما فيروز: ما فعلتما؟ قالا: لم يوافقنا الأمر. قال: امكثا عند قيس. و دخل فيروز الديلمي و ابن برزج، فأشارت إليهما المرأة
ص: 12
أنه في الفراش، فتناول فيروز برأسه و لحيته فقصر عنقه فدقّها، و طعنه ابن برزج بالخنجر فشقه من ترقوته إلى عانته، ثم احتز رأسه و خرجوه، و أخرجوا المرأة معهم و ما أحبوا من متاع البيت» إلى غمدان (1).
[قال النعمان: و حملت أمي على عنقي حتى أدخلتها معهم، و ما أحبوا قصر غمدان] (2)و استحرزوا فأصبحوا قد سدوه عليهم.
فتناول قيس رأس الأسود فرمى به من رأس القصر إلى الحرس الذين كانوا على بابه؛ و صرخ القوم: المضمار [المضمار] (3) فظنوا أن الرأس جاء من المضمار، فلما رمى قيس بالرأس أخذ فيروز برجله ليرمي به من رأس القصر، فاحتضنه داذويه من ورائه فمنعه و قال:
خون خون، و أغار صحابة الأسود إلى المضمار، فقاتلهم الذي كانوا بالمضمار بالحجارة حتى أدخلوهم القرية، فلم أدخلوهم القرية عقدوا اللواء، و كان الذي عقده سعيد بن بالويه، و قتل هو و أصحابه صحابة الأسود حتى خاضت الخيل إلى ثنيتها، و خرج (4) فيروز و أصحابه فلقى منهم أربعين رجلا من رءوسهم فأدخلوا القلمّس (5)،فاستوثقوا منهم و قالوا: لا تبرحوا أبدا حتى يرد كل شيء أخذ من صنعاء من صغير أو كبير أو متاع، و إلا ضربنا أعناقكم.
فجعلوا لهم أن يفعلوا. و جزوا نواصيهم. قال: فارتهنوها كل ناصية رجل بما كان في قومه.
و كانوا يردون القدر يجدونها بعد السنة.
و لم يكن الأسود مكث بصنعاء إلا خمس ليال، فقتل في الليلة الخامسة، فلما فرغ من الاسود و أصحابه، و تفرق من كان معه قال قيس لداذويه و فيروز و هو يريد أن يغدر بهما، اذهبا بنا نتحرف بثات حتى يأتينا بيان أمر هذا الرجل - يعني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و كان لقيس امرأة بثات، و هي بنت حمزة بن كاربن (6)،فخرجا معه حتى دخلوا ثات، فنزل داذويه و فيروز في بيت باذان الذي بثات، و هو في مسجد أهل ثات اليوم، و كان قيس يرسل إليهما بالطعام و الشراب و هو ينظر كيف يغدر بهما، و كان فيروز في حجر داذويه، و كان قيس قد حذق بكلام
ص: 13
الفارسية، فأشرف قيس إلى داذويه و فيروز من بيته، و لم يكن بين منزلهما و بيت قيس إلا المسكة، فقال لداذويه بالفارسية: يا أبا سعيد، هل لك في غداء حميري ؟ فقال داذويه: و ما هو؟ قال: نان كرمه و سنبدام كندره و ماهيه تازه. قال: نعم. قال: فإن كان ذلك من حاجتك فارتفع إليّ . فلما قام إليه داذويه منعه فيروز، فقال داذويه: إنك صبي أحمق، و ما يهمني منهم، و كان داذويه إذا أخذ سيفه لم يبال لو لقي ألف رجل، و كان قيس قد خبأ له في مؤخر البيت اثني عشر رجلا، و قال لهم: لا تخرجوا إليه أبدا حتى تعلموا أنه قد وضع سيفه، فجاء داذويه و أبي فيروز أن يأتيه، فجعل يحمل عليه الخمر حتى صرعه الخمر، فقال: يا أبا سعيد، ضع هذا السيف لا يعيثك (1)،وضع رأسك حتى تفيق، مغلق سيفه فوق رأسه و اضطجع، فخرج عليه القوم الذي خبأ قيس بأسيافهم، فكلما أراد أن يأخذ سيفه صرع حتى قتلوه، و أشرف على فيروز فقال: أ ترهبني يا بن الديلمي ؟ فقال: أما و هذا السيف معي فلا، و خرج بفرسه يقوده، و أرسل بسرجه مع وليدته تلقاه به إلى الماء في مشغلها (2).فقال: أين تريد بفرسك ؟ قال: أريد أن أسقيه، فأسرج فرسه ثم جعل يخب إلى جنبه، قال: و أرسل إلى قيس إلى بني صعب: أن عندي قاتل أخيكم إن أردتموه، فجاء منهم ستون فارسا و قد خرج فيروز يخب خبب فرسه.
و أخبر ذو رعين بن عبد كلال أن فيروز محصور بثات، فأرسل مائة فارس لينصروه و أخذ فيروز نحو جنان (3) يريد إلى أخته، فأبصر خيل ذي رعين مقبلة من نحو مقيل ماور (4)، و العنسيون خلفه، فلما أبصر هؤلاء هؤلاء و قد كانتا (5) رجلاه تقطعتا، فلما أبصرهم ركب فرسه فرمى به إلى الذين بين يديه و هو يظن أنهم يقاتلونه، فقالوا: إنما أرسلنا ذو رعين لننصرك، فوقف معهم، فلما أبصرهم العنسيون رجعوا، و سار فيروز حتى تزل عند أخته.
فلما توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعث أبو بكر (6) أبان بن سعيد القرشي إلى اليمن فكلمه فيروز في دم داذويه، فقال: إن قيسا قتل عمي غدرا على غدائه، و قد كان دخل في الإسلام و شارك في قتل الكذاب فأرسل أبان إلى قيس يعلى بن أمية إلى ثات - و كان يعلى بن صحابة أبان -
ص: 14
فقال أبان ليعلى: اذهب إلى قيس فقل: أجب أبان بن سعيد، فإن تردد عليك فاضربه بسيفك، فقدم عليه يعلى على بغلة، و البغال لا ترى باليمن يومئذ، و عند قيس الدنيا مما أخذ من الأموال التي للناس، فقال له يعلى: أجب الأمير أبان بن سعيد، و انظر إلى هذا السيف، فقال: و من أتت ؟ قال: أنا يعلى بن أمية، ثم من بني حنظلة من بني تميم، فقال له قيس: أنت ابن عمي، فأخبرني لم أرسل لي ؟ و أرغبه، فقال: إن ابن الديلمي كلم فيك أنك قتلت عمه رجلا مسلما غدرا على غدائك. فقال قيس: ما كان مسلما لا هو و لا أنا، و كنت طالب ذحل قد قتل أمي و قتل عمي عبيدة، و قتل أخي الأسود، و لكن أدخلني على حين غفلة من أهل صنعاء و اجعلني على بغلتك فأتنقّب عليها، و اركب أنت على راحلتي و اكشف عن وجهك حتى تدخلني على الأمير فتمكّنّي منه أربع كلمات و قد خلاك ذم. فدخل به حين اشتد حر النهار و غفل الناس، و الناس يومئذ قليل، فدخل على أبان فقال: أ جئت بالرجل ؟ فقال يعلى:
نعم، جئتك بسيّد أهل اليمن، فقال أبان لقيس: أ قتلت رجلا قد دخل في الإسلام و شارك في دم الكذاب ؟ فقال: قد قدرت أيها الأمير فاسمع مني: أما الإسلام فلم يسلم لا هو و لا أنا.
و كنت رجلا طالب ذحل، و أما فرس باذان الأعصم و سيف ابن الصباح الوجيه فأهديه لك، و أما الإسلام فتقبل مني أبايعك عليه، و أما أختي كبشة فأزوجك معشوقة من المعشوقات؛ و أما يميني هذه فهي لك بكل حدث بحدته إنسان من مذحج. قال: قد قبلنا منك، فأمر أبان المؤذن أن يؤذن بالصلاة و ذلك قبل نصف النهار، ففزع الناس و قالوا: إن هذا لحدث فبلغ فيروز أنه قد نادى فعجب فقال: ما بال هذا؟ فقالوا: إنه قد أتى بقيس، فخرج فيروز فلبس سلاحه و توشح بسيفه، فخرج أبان يقاود قيسا، فقال قيس لفيروز: كيف أنت يا أبا عبد الرحمن، أ لك حاجة إلى الأمير؟ فقال فيروز: نعمم، حاجتي أن أضرب عنقك، فصلى أبان بالناس صلاة خفيفة، ثم خطب فقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد وضع كل دم كان في الجاهلية، فمن أحدث في الإسلام حدثا أخذناه به، ثم جلس، فقال: يا بن الديلمي، تعال، خاصم صاحبك، فاختصما، فقال أبان: هذا دم قد وضعه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلا تتكلم فيه، فقال أبان لقيس: الحق بأمير المؤمنين - يعني عمر بن الخطاب - و أنا أكتب لك أني قد قضيت بينكما، فإني أرى قوما ليسوا بتاركيك، فكتب إلى عمر أن فيروزا (1) و قيسا اختصما عندي في دم داذويه. فأقام قيس البينة، أنه كان في الجاهلية، فقضيت بينهما.
ص: 15
و خرج قيس فاتبعه فيروز حتى خاصمه عند عمر في دم داذويه فأخرج قيس كتاب أبان إلى عمر، فقال عمر: قد تولى أبان برّ هذا و إثمه، و اللّه أعلم بما قضى، و لو يردّ مثل هذا يا ابن الديلمي لم يجز بين الناس قضاء. فقال فيروز: فإني قد بعت نفسي و هاجرت، فقال عمر: أعزم عليك إلا رجعت إلى المين، فإنها لا تصلح إلاّ بك، فإنك في هجرة. قال فسمع عمر قيسا يحدث رجلا من قريش أنه هو الذي قتل الكذاب، فدخل فيروز و قيس يكلم القرشي، فقال: بلى قتله هذا الليث، ثم قال عمر لفيروز: كيف قتلت الكذاب ؟ قال: اللّه قتله يا أمير المؤمنين. قال: نعم، و لكن أخبرني.
فقص عليه القصة، و رجع فيروز إلى اليمن.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن أحمد، أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنبأنا أبي.
ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه ابن مندة، أنبأنا محمّد بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا عبيد بن محمّد (1) الكشوري، حدّثنا محمّد بن عمر الصّنعاني (2)،حدّثنا عبد الملك الذّماري، عن إبراهيم بن محمّد، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة.
أنّ النبي صلى اللّه عليه و سلم ذكر الأسود العنسي فقال:«قتله الرجل الصالح فيروز بن الدّيلمي، رجل من فارس»[10479].
أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود المعدل عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد (3)،حدّثنا محمّد بن عبيد - يعني - بن آدم العسقلاني (4)،حدّثنا أبو عمير بن النحاس، حدّثنا ضمرة، عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني (5)،عن عبد اللّه بن الدّيلمي، عن أبيه قال: أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم برأس الأسود العنسي (6).
ص: 16
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أحمد بن الحسن بن محمّد، أنبأنا أبو محمّد المخلدي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن حمدون، حدّثنا يزيد بن عبد الصمد، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني (1)، حدّثنا عبد اللّه بن الدّيلمي، عن أبيه قال:
كنت في وفد إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من اليمن، فقلنا: إنّا قد أسلمنا، فمن ولّينا؟ قال:«اللّه و رسوله» (2)[10480].
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا [أبو] عمرو بن حمدان.
ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ.
قالا: أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا الحاكم بن موسى، حدّثنا هقل، حدّثنا الأوزاعي، حدّثني يحيى بن أبي عمرو السيباني (3)،حدّثني ابن الدّيلمي، حدّثني أبي فيروز أنه أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه إنا من قد علمت، و جئنا من بين ظهراني من قد علمت - زاد ابن المقرئ:
و نحن [حيث] (4) قد علمت فمن ولّينا؟ قال:«اللّه و رسوله» (5)[10481].
قال: و قال ابن المقرئ: قالوا: حسبنا، و ليس في حديث ابن حمدان، قوله: أبي؛ قال: حدّثني: فيروز.
أنبأنا (6) أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر
ص: 17
المخلّص، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، حدّثنا السّري بن يحيى (1)،حدّثنا شعيب بن إبراهيم، حدّثنا سيف بن عمر، عن المستنير بن يزيد، عن عروة بن غزيّة الدّثيني قال:
لما ولي أبو بكر أمر فيروز، و هم قبل ذلك متساندين (2)،هو و داذويه و حشيش (3)و قيس، و كتب إلى وجوه من وجوه أهل اليمن، و لما سمع بذلك قيس أرسل إلى ذي الكلاع و أصحابه: إنّ الأبناء نزّاع (4) في بلادكم و نقلاء (5) فيكم، و إن تتركوهم لن يزالوا عليكم، و قد أرى أمرا من الرأي أن أقتل رءوسهم، و أخرجهم من بلادنا، فتبرءوا فلم يمالئوه و لم ينصروا الأبناء و اعتزلوا، و قالوا: لسنا مما هاهنا في شيء، أنت صاحبهم و هم أصحابك.
فربض (6) لهم قيس، و استعدّ لقتل رؤسائهم و تسيير عامتهم، فكاتب (7) قيس تلك الفالّة السيارة اللحجية و هم يصعّدون في البلاد و يصوّبون، محاربين لجميع من خالفهم، فكاتبهم
ص: 18
قيس في السر، و أمرهم أن يتعجلوا إليه، و ليكون أمره و أمرهم، واحدا (1)،و ليجتمعوا على نفي الأبناء من بلاد اليمن، فكتبوا إليه بالاستجابة له، و أخبروه بأنهم إليه سراع، فلم يفجأ أهل صنعاء إلاّ الخبر بدنوهم منها، فأتى قيس فيروز في ذلك كالفرق من هذا الخبر و أتى داذويه، فاستشارهما ليلبس عليهما، و لئلا يتهماه، فنظروا في ذلك و اطمأنوا إليه.
ثم إن قيسا دعاهم من الغد إلى طعام، فبدأ بداذويه، و ثنّى بفيروز و ثلث بجشيش، فخرج داذويه حتى دخل عليه، فلما دخل عليه عاجله فقتله، و خرج فيروز يسير حتى إذا دنا سمع امرأتين على سطحين تتحدثان، فقالت إحداهما: هذا مقتول كما قتل داذويه، فلقيهما، فعاج حتى يرى أويّ القوم الذي أربئوا (2) فأخبر برجوع فيروز، فخرجوا يركضون، و ركض فيروز، و تلقّاه جشيش، فخرج معه متوجها نحو جبل خولان - و هم أخوال فيروز - فسبقا الخيول إلى الجبل، ثم نزلا، فتوقّلا و عليهما خفاف ساذجة، فما وصلا حتى تقطعت أقدامها - و انتهيا إلى خولان و امتنع فيروز بأخواله، و آلى ألاّ ينتعل ساذجا، و رجعت الخيول إلى قيس، فثار بصنعاء فأخذها، وجبى ما حولها، مقدما رجلا و مؤخرا أخرى، و أتته خيول الأسود، و لما أوى فيروز إلى أخواله خولان و منعوه و تأشب إليه الناس، و كتب إلى أبي بكر بالخبر.
فقال قيس: و ما خولان! و ما فيروز! و ما قرار أووا إليه! و طابق على قيس عوامّ قبائل من كتب أبو بكر إلى رؤسائهم، و بقي الرؤساء معتزلين قد اشتد عليهم، و عمد قيس إلى الأبناء ففرقهم ثلاث فرق: أقرّ من أقام، و أقرّ عياله، و فرق عيال الذين هربوا إلى فيروز فرقتين، فوجّه إحداهما إلى عدن، ليحملوا في البحر، و حمل الأخرى في البر، و قال لهم جميعا:
الحقوا بأرضكم، و بعض معهم من يسيرهم، فكان عيال الديلمي ممن سير في البر، و عيال داذويه ممن سير في البحر، فلما رأى فيروز أن قد اجتمع عوام أهل اليمن على قيس، و أن العيال قد سيروا و عرّضوا للنهب، و لم يجدوا إلى فراق عسكره في تنقذهم سبيلا، و بلغه ما قال قيس في استصغاره للأخوال و الأبناء، فقال فيروز منتميا و مفاخرا و ذكر الظعن (3):
أ لا ناديا ظعنا إلى الرمل ذي النخل *** و قولا لها أن لا يقال و لا عذلي
و ما ضرهم قوال العداة لو أنّه (4) *** أتى قومه عن غير فحش و لا بخل
ص: 19
فدع عنك طعنا بالطريق التي هوت بها *** لطيتها صمد الرمال إلى الرمال
و إنا و إن كانت بصنعاء دارنا *** لنا نسل قوم من عرانينهم نسلي
و للديلم الرزام من بعد باسل *** أبى الخفض و اختار الحرور على الظل
و كانت منابيت العراق جسامها *** لرهطي إذا كسرى مراجله تغلي
و باسل (1) أصلي إن نميت و منصبي *** كما كل عود منتهاه إلى الأصل
هم تركوا مجراي سهلا و حصنوا *** فجاجي بحسن القول الحسب الجزل
فما عزنا في الجهل من ذي عداوة *** أبى اللّه إلاّ أن يعزّ على الجهل
و لا عاقنا في السلم عن آل أحمد *** و لا خس في الإسلام إذ أسلموا قبلي
و إن كان سجل من قبيلي أرشني *** فإني لراج أن يغرّقهم سجلي
و قام فيروز في حربه، و تجرد لها، و أرسل إلى بني عقيل بني ربيعة بن عامر بن صعصعة رسولا بأنه متحفز بهم، يستمدهم و يستنصرهم في ثقله على الذين يزعجون أثقال الأبناء، و أرسل إلى عك رسولا يستمدهم و يستنصرهم على الذين يزعجون أثقال الأبناء، و قال في ذلك لبني عقيل:
ألا أبلغ لديك بني عقيل *** بأن من نصرى ائتياب
أياديكم و كان خطا سكوتي *** أظعني قد تمزقها الكلاب
فإن أمنا حربا ضروسا *** تعض الشيخ إن شرب الشراب
فركبت عقيل و عليهم رجل من الحلفاء، يقال له معاوية، فاعترضوا خيل قيس، فتنقذوا أولئك العيال، و قتلوا أولئك الذين يسيرونهم فأووهم و قصروا عليهم القرى، إلى أن رجع فيروز إلى صنعاء، فقال فيروز في الذين صنعوا:
جزى اللّه عن قومي عقيلا و زادها *** على البر خيرا حين تعشى النوائب
فالحقها إذ فرت الحرب نابها *** و لكن بفيض كان من لا يعاتب
فكانوا كمن أبقى أخاه بنفسه *** و لم يتناس (2) حق من هو غائب
و قال في مثل ذلك:
لا أبلغا عك بن عدنا مالكا *** بأن معدّا جارها قد تمرّعا
ص: 20
أ يقسم جيراني اليهود و أنتم *** ثمانون ألفا حاسرون و درّعا
فوثبت عك، عليهم مسروق، فساروا حتى تنقذوا عيالات الأبناء و قصروا عليهم القرى، إلى أن رجع فيروز إلى صنعاء. و قال فيروز في ذلك:
أ لم تر عكا دافعت عن حريمها *** ذوي يمن لما استحلوا حريمها
و كانت لها عدنان تعرف فضلها *** قديما و كانت قد ترقب قديمها
و أمدت عقيل وعك فيروزا (1) بالرجال، فلما أتته أمدادهم - فيمن كان اجتمع إليه - خرج فيمن كان تأشب إليه و من أمده، من عك و عقيل، فناهد قيسا فالتقوا دون صنعاء، فاقتتلوا فهزم اللّه قيسا في قومه و من أنهضوا، فخرج هاربا في جنده حتى عاد معهم، و عادوا إلى المكان الذي كانوا به مبادرين حين هربوا بعد مقتل العنسي و عليهم قيس و قال فيروز في ذلك:
صدمت ذوي يمن صدمة *** بقومي و قومي ملوك غرر
سموت لهم قائظا بالخيول *** فازعن تنمى إليه مضر
وعك ابن عدنان أهل العلا *** و كان لها الدهور الكبر
و قال فيروز منتهيا عند علية:
هاجتك دمنة منزل *** بين المراض فمعلم
و كأنما نسج التراب *** سفا الرياح بمرجم
و يروح أحيانا يحن (2) *** حنين بحر يكرم (3)
ترك الطلول كأنها *** صحف تبين بمرقم
أو كالبرود العصب *** بين مسلسل و منمنم
يا أيها ذا السائلي *** و لطالما لم يسلم
عن معشر عنهم *** ستنبأ اليوم إن لم تعلم
فقرومنا منسوبة *** أهل و اللواء الأقدم
أبناء ضبة إن سالت *** بحدثنا المستحكم
فالحي منهم باسل *** قومي و ذروه محرم
ص: 21
بالمجد فازوا بالغلا *** صم و السنام الأعظم
فأولاكم قومي متى *** ترهم لدي بهوّم
و أمن عمال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم باليمن فظهروا و عملوا على أعمالهم وضعت اليمن و كتبوا إلى أبي بكر بالفتح و قال في ذلك فيروز:
ملكت ذوي يمن عنوة *** و صاروا إلينا هناك البشر
إذا خندف أجمعت أمرها *** و قيس بن عيلان حل الظفر
و عكّ بن عدنان أهل العلا *** أعاليها الكتب فيها السور
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، عن سعيد بن محمّد بن الحسن الإدريسي، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن أحمد بن فراس، أنبأنا أبو محمّد جعفر بن أحمد بن إبراهيم الحذاء، حدّثنا أبو جعفر بن خالد بن يزيد البردعي [عن] (1) الخصيب، حدّثنا عمر بن سهل بالمصّيصة، حدّثنا الحرمازي قال:
كتب عمر بن الخطّاب إلى فيروز الدّيلمي: أما بعد، فقد بلغني أنه قد شغلك أكل الألباب (2) بالعسل، فإذا أتاك كتابي هذا فاقدم على بركة اللّه، فاغز في سبيل اللّه.
فقدم فيروز فاستأذن (3) على عمر، فأذن له، فزاحمه قوم من قريش، فرفع فيروز يده فلطم أنف (4) القرشي، فدخل القرشي على عمر مستدمى، فقال له عمر: من (5) بك ؟ قال:
فيروز و هو على الباب، فأذن لفيروز بالدخول، فدخل، فقال: ما هذا يا فيروز؟ قال: يا أمير المؤمنين إنّا كنا حديث عهد بملك، و إنّك كتبت إليّ و لم تكتب إليه، و أذنت لي بالدخول و لم تأذن له، فأراد أن يدخل في إذني قبلي فكان مني ما قد أخبرك، قال عمر: القصاص، قال فيروز: لا بدّ؟ قال: لا بدّ، قال: فجثا فيروز على ركبتيه و قام الفتى ليقصّ منه، فقال له عمر: على رسلك أيها الفتى حتى أخبرك بشيء سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذات غداة يقول:«قتل الظّيلمة الأسود العنسي الكذّاب، قتله العبد الصالح فيروز الدّيلمي»
ص: 22
أ فتراك مقتصا منه بعد إذ سمعت هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟[10482] قال الفتى: قد عفوت عنه بعد إذ أخبرتني عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بهذا، فقال فيروز لعمر:
فترى هذا مخرجي مما صنعت ؟ إقراري له و عفوه غير مستكره ؟ قال: نعم، قال فيروز:
فأشهدك أنّ سيفي و فرسي و ثلاثين ألف من مالي هبة له، قال: عفوت مأجورا يا أخا قريش، و أخذت مالا.
قرأت بخط عبد الوهّاب بن عيسى بن عبد الرّحمن، أنبأنا الحسن بن رشيق، حدّثني الحسن بن آدم العسقلاني، حدّثني عبيد بن محمّد الكشوري، حدّثني عبد الرّحمن بن هشام، عن أبيه، عن أبي ثور بن دينار قال:
بعث معاوية على اليمن عتبة بن أبي سفيان فمكث ثلاث سنين، ثم ارتفع إلى معاوية و استخلف فيروز الدّيلمي، فمكث فيروز على صنعاء و مخاليفها ثمان سنين ثم مات سنة ثلاث و خمسين (1).
ص: 23
- و يقال: الفيض بن محمّد -
أبو الحارث التميمي الطّرسوسي الأولاسي (1)
أحد الزهاد المشهورين.
حكى عن عبد اللّه بن خبيق (2).
حكى عنه محمّد بن المنذر بن سعيد (3)،و علي السائح، و الحسن بن خلف، و أبو بكر محمّد بن إسماعيل الفرغاني الصوفي (4)،و محمّد بن أحمد السّنجاري، و أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفرايني.
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر محمّد بن يحيى المزكي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال:
الفيض بن الخضر بن أحمد أبو الحارث الأولاسي،- و يقال: الفيض بن محمّد - من قدماء المشايخ و جلتهم، صحب إبراهيم بن سعد العلوي، و هو تميمي.
قال و أنبأنا السّلمي قال: سمعت الشيخ أبا الوليد يقول: سمعت محمّد بن المنذر
ص: 24
الهروي يقول: حدّثني أبو الحارث الأولاسي الفيض بن الخضر بن أحمد التميمي.
قال: و أنبأنا السّلمي، سمعت [عبد اللّه] (1) بن علي يقول: سمعت الدقي يقول: سمعت أبا بكر الفرغاني يقول: أبو الحارث الأولاسي اسمه الفيض بن الخضر.
قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن سهل بن بشر، أنبأنا [أبو] (2) عبد اللّه الحسين (3) بن عبد الكريم الجزري - بمكة - حدّثنا علي بن عبد اللّه بن جهضم الهمذاني (4).
قال: و حدّثني علي بن أحمد الورّاق، حدّثني الحسن بن خلف - و هو الحسن بن علي ابن خلف - عن أبي الحارث الأولاسي قال:
كنت في بعض مساجد دمشق جالسا، فدخل رجل فقير عليه خلقان رثة، فركع و جلس، فدنوت منه و سلّمت عليه، و كان معي قطيعة (5) فذهبت فاشتريت بها عنبا و طرحته في زاوية المسجد، فقلت له عند المغرب: تأكل من هذا العنب، فقال: دعه الساعة، فما زال يركع إلى عشاء الآخرة، فلمّا صلى عشاء الآخرة قلت له: تأكل من هذا العنب، فقال:
و تحبّ (6) ذلك ؟ قلت: نعم، فأكل حبّات ثم قال: أين تريد؟ قلت: الرملة، فقال: و تحب أن نكون جميعا؟ قلت: نعم، قال: فما زال عامة الليل يركع ثم التفت إليّ و قال: قم إن شئت، فقمت معه، و خرجنا من دمشق [و سرنا ساعة، و إذا بسرج و بيوت، و نحن] (7) نسير بين أحمال تبن، فقلت لبعض من يسير معنا: أيش هذه السرج و البيوت ؟ فقال: أيش حالك، هذه الرملة، فالتفتّ أطلب صاحبي فلم أره.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن أبي علي الأهوازي قال: قرأت على مكي بن محمّد بن الغمر، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن الفرح الحبّال، حدّثني الحسن بن علي، حدّثني أستاذي الزّعفراني قال:
ص: 25
قلت لأبي الحارث الأولاسي: أنا أعرفك أمير الحرب بنصيبين فأيش الذي أخرجك إلى اللّه ؟ فقال: غدوت (1) في آخر الليل إلى الحمام و كان على باب داري، فإذا أنا بأنين في القامين (2) فعدلت فإذا برجل عليل مطروح في الزبل (3) عريان، فقلت له: لك حاجة ؟ فقال لي: أريد يزال ما عليّ من وسخ، و ثوب (4) نظيف، و رائحة طيّبة، و طعام (5) طيب، فقلت:
هات يدك، فأدخلته معي الحمام فنظّفته و تقلدت أنا خدمته، و أخرجته إلى ثوب من ثيابي، و أحضرت طعاما طيّبا و طيبته، و قلت: لك من حاجة ؟ فقال لي: جبرك اللّه، و مات، فكفّنته و دفنته، فلمّا كان العصر خرجت إلى اللّه في عباءة.
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي، أنبأنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم بن الحكاك، أنبأنا الحسين (6) بن علي بن محمّد الشيرازي، أنبأنا علي بن عبد اللّه بن الحسن الهمذاني (7)،حدّثنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير (8) بن القاسم، أخبرني محمّد ابن أيوب، عن أبي الحارث الأولاسي قال:
رأيت في منامي كأني واقف بين يدي اللّه عز و جلّ ، فقال لي: يا عبدي، سل حاجتك، فقلت: يا ربّ تعلم حاجتي، فقال: أنا أعلم، و كيف لا أعلم و أنا كوّنتها و كنيتها (9) في صدرك ؟ و لكن أحبّ أن أسأل و المسارعة في اتّباع محبتي منك أولى بك من التعلّق بمحبتك، أسرع و أسبق منك إليّ أن بدأت بتركيبها في قلبك من قبل أن تعقلها (10)،و أطلقت لسانك بمسألتها عندي، اجمع بين مرادي من الأمور كلها و بين مرادك مني، فإن يكن مخالفا لمرادي فإنك لن تزال في دهرك منقطعا (11) عني، فابتغ عندي محابيّ من الأمور، و إن حالف منك
ص: 26
المحبة، اجهد بدنك، و احذر الخلاف في اتباع الهوى بحبّ دار أبغضتها و حذّرتكها، و أخرج قلبك منها، و كن فيها حذرا، فإنّ متاعها قليل، و العيش فيها قصير، و تقرّب إليّ ببغضها و بغض أهلها، و كن متحرزا منها و من أهلها، وقف بين يديّ مقام من أسقط نفسه و حيلته و تعلّق بمالكه.
أخبرنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في كتابه، أنبأنا أبو بكر المزكي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سمعت أبا بكر محمّد بن عبد اللّه يقول: سمعت أبا الحارث الأولاسي يقول:
رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في النوم كأنه معرض عني، فقلت: ما أعرضك عني ؟ بأبي و أمي، فقد فهمت عنك ما أمرتني و لكن أخاف أن أكون قد حرمت التوفيق، فقال: لا، و لكن ليس ثم داعية تحركك لطلب، و لا رهبة تقلقك لهرب، فأنت بين الآمال الكاذبة متردد حيران قد أطلت الأمل و سوّفت العمل. قلت: فمن الآن فأوصني فقال: عليك بالقلّة و وار (1)شخصك، و كن حلسا من أحلاس بيتك، فقد أمسى و أصبح كثير من الناس في أمر مريج (2)و إنك إن تتبع أهواءهم و تلتمس رضاهم يضلّك عن سبيل ربك، و هو الخسران المبين.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين (3) بن عبد الكريم الجزري - بمكة (4)-أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن جهضم، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد الورّاق، حدّثنا الحسن بن علي بن خلف، عن أبي الحارث الأولاسي (5) قال:
رأيت في المنام كأني في صحراء بين جبال و كأن مناديا ينادي: الباب، الباب، الباب - من وراء تلك الجبال - أيها الناس هلمّوا و أسرعوا، فإنّا نريد غلق الباب، و الناس فيما هم فيه من الشغل و الضّجّة ما يشعرون (6) بالنداء إلاّ نفر يسير، خيل و رجّالة، فجعلوا يسعون و يركضون نحو النداء، و قيّض اللّه تعالى لي فرسا عربيا فركبته، و جعل يجري بي أشد جري،
ص: 27
و أنا أتخوف أن أسقط منه، حتى أتى بي على و حلة، فخفت أن يقف بي في تلك الوحلة، فجعل لا يزداد إلاّ شدة الجري في ذلك الوحل حتى خرج منه، ثم إنه أتى بي إلى عقبة صعبة، فخفت أن يقوم فرسي، فما أزداد إلاّ سرعة حتى علا بي رأس العقبة، و أشرفت على المنادي و كأنه جالس على رأس العقبة، عليه ثياب بياض، منكس الرأس و هو يقرأ اِقْتَرَبَ لِلنّٰاسِ حِسٰابُهُمْ وَ هُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1)و جعل ينكث الأرض كأنه حزين، فقلت له: يا هذا ما لي أراك حزينا؟ فقال: أما ترى ما في الأرض ؟ فاطّلعت، فرأيت سوادا متراكبا و ضجّة شديدة، فقلت: ما هذا السواد؟ و ما هذه الضجة ؟ فقال: أما السواد فهي الفتن، و أمّا الضّجة فالهرج الهرج (2)،قلت: رحمك اللّه فالمخرج من ذلك ؟ قال: أربعة: لسانك، و بدنك، و بطنك، و فرجك، فأمّا لسانك فتمسكه عن الكلام إلاّ من ثلاثة: ذكر دائم، و رد سلام، أو حاجة لا بدّ منها، فأما يديك فتمسكهما عما ليس لك فيه حق، و تحذر المعاونة بهما، و أمّا بطنك فلا تدخله إلاّ حلال، و كذلك فرجك، فإن لم تجد فالقلّة القلّة، كل الدون و البس الدون، و أربع الأخذ بهن: الحزم في زمانك، لا تقل لأحد اذهب، و لا قم، و لا كل، و لا لا تأكل، و لا اعمل، و لا لا تعمل، و لا هذا حلال، و لا هذا حرام، قلت: أما الصمت فإني أجهد نفسي فيه، و أمّا الناس فأعاهد اللّه على أن لا أقول شيئا من ذلك إلاّ أن أكون ناسيا، و أمّا القلة فمن المطعم و اللباس فإنه يصعب علي، و أرجو [أن] (3)يعين اللّه تعالى عليه فجعل يقول: يصعب علي أ فلا يصعب عليك طول القيام بين يدي اللّه و عسر الحساب ؟ أم و اللّه لو اتقيت لصدقت، و لو صدقت لاتقيت، و لو اتقيت لخفت، و لو خفت لحذرت، و لو حذرت لجانبت القلّة القلّة، الخفّة الخفّة، الصمت الصمت، الهرب الهرب، النجاء النجاء، الوحاء الوحاء، الباب الباب، لجوا فيه قبل أن يغلق دونكم، فتحل بكم الندامة.
كتب إليّ أبو الحسن الفارسي، أنبأنا أبو بكر المزكي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: سمعت علي بن سعيد يقول: سمعت أحمد بن عطاء يقول: سمعت أبا صالح يقول:
سمعت أبا الحارث يقول: سمع سري من لساني (4)ثلاثين سنة، و سمع لساني من سرّي ثلاثين سنة.
ص: 28
قال: و أنبأنا السّلمي قال: سمعت منصور بن عبد اللّه يقول: سمعت سعيد بن حاتم يقول: قال أبو الحارث الأولاسي: من اشتغل بما لم يكن فكان، فاته من لم يزل و لا يزال.
أخبرنا أبو المعالي أحمد بن أبي الحسن (1)بن أحمد بن أبي منصور الشاه البامنجي بيامين (2)،أنبأنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد الوارث بن علي بن أحمد الشيرازي الحافظ ، أنبأنا أبو محمّد هيّاج بن عبيد بن الحسن (3)الشيخ الصالح الفقيه، أنبأنا أبو أحمد محمّد بن أحمد ابن سهل، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد الجلاء، حدّثنا أبو بكر بن داود (4)،حدّثنا أبو الحارث الأولاسي قال:
كتب إلي بعض إخواني: أيش تشتهي من هذه الدنيا؟ فقلت: أشتهي وجها مصفرّا، و خدّا معفّرا، و دمعا مقطّرا، و طمرا مشمّرا، و عيشا مكدّرا، و قلبا منورا كالقنديل يزهر، و قوتا مقتّرا، قال: فكتب إلي: يا أخي ما أحسن ما اشتهيت من هذه الدنيا، و لكن ما أحسن الليل على الساجد، و الاتصال بالماجد، و الزهد على الزاهد أحسن من الحلي على الناهد، ثم قال: يا أخي احفظ اللّه في خفيّ كلّ نظرة، و فتّش كلّ لقمة، وزن كل خطوة، و انتخب (5)الأحوال، و أحبّ كلّ أخ صحيح المودة، ثم قال: يا أخي من عرف اللّه عاش، و من أحبّ الدنيا طاش، و الأحمق يغدو أو يروح في لاش، و العاقل لذنوبه فتّاش.
قرأت على أبي يعلى حمزة بن أحمد بن فارس، عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم، أنبأنا أبو نصر أحمد بن علي بن عبيد اللّه السلمي، أنبأنا أبو الحسن بن جهضم، حدّثنا أبو بكر محمّد بن داود، حدّثني محمّد بن إسماعيل الفرغاني قال: سمعت أبا الحارث الأولاسي يقول:
دخلت مسجد طرسوس فرأيت فتيّين (6)يتكلمان في علم الأنفة (7)و سوء أدب الخلق، و حسن صنيع اللّه تعالى إليهم، و يذمّان نفوسهما في ما يجب للّه تعالى عليهما، فقال أحدهما لصاحبه: يا أخي قد تحدّثنا في العلم فتعال: حتى نعامل اللّه به، فيكون لعلمنا فائدة و منفعة.
ص: 29
فعزما على أن لا يتناولا (1)شيئا مسّته أيدي بني آدم و لا ما للخليقة فيه صنع.
قال أبو الحارث الأولاسي: فقلت: و أنا معكما؟ فقالا: إن شئت، فخرجنا من طرسوس و جئنا إلى جبل لكام (2)،فأقمنا فيه ما شاء اللّه تعالى، قال أبو الحارث: أما أنا فضعفت نفسي، و قام العلم بين عيني لئن متّ على ما أنا عليه متّ ميتة جاهلية، فتركت صاحبي و رجعت إلى طرسوس و لزمت ما كنت أعرفه من صلاح نفسي، و أقام [صاحباي] (3)باللكام سنة، فلما كان بعد مدة دخلت المسجد فإذا أنا بأحد الفتيين جالسا في المسجد، فسلّمت عليه، فقال: يا أبا الحارث خنت اللّه تعالى عهدك، و لم تف به، أما إنك لو صبرت معنا أعطيت ثلاثة أحوال، و قد أعطينا، فقلت: و ما الثلاثة ؟ قال: طيّ الأرض، و المشي على الماء، و الحجبة إذا أردنا، و احتجب عني عقيب كلامه، فقلت: بالذي أوصلك إلى ما قد رأيت إلاّ ظهرت لي حتى أسألك عن مسألة فظهر لي، و قال: سل يا أبا الحارث و أوجز، فقلت له: كيف لي بالرجوع إلى هذه الحالة ؟ ترى إن رجعت قبلت ؟ فقال: هيهات يا أبا الحارث، بعد الخيانة لا تقبل الأمانة فكوى قلبي بكيّة، لا تخرج من قلبي حتى ألقى اللّه عزّ و جل.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبي الأستاذ أبي القاسم (4)قال: سمعت الشيخ أبا عبد الرّحمن السلمي يقول: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن شاذان يقول: سمعت أبا بكر النهاوندي يقول: سمعت عليا السائح يقول: سمعت أبا الحارث الأولاسي يقول:
رأيت إبليس في المنام على بعض سطوح أولاس، و أنا على سطح و على يمينه جماعة، و على يساره جماعة و عليهم ثياب لطاف (5)،فقال لطائفة منهم: قولوا، فقالوا و غنوا فاستفرغني طيبه، حتى هممت أن أطرح نفسي من السطح، ثم قال: ارقصوا فرقصوا أطيب ما يكون، ثم قال لي: يا أبا الحارث ما أصبت شيئا أدخل به عليكم إلاّ هذا.
قال القشيري: و قال أبو الحارث الأولاسي مكثت ثلاثين سنة ما يسمع لساني إلاّ من سري، ثم تغيّرت الحال فمكثت ثلاثين سنة لا يسمع سري إلاّ من ربّي.
ص: 30
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز في كتابه، أنبأنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم بن الحكاك - بمكة - أنبأنا الحسن (1)بن علي بن محمّد الشيرازي، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن جهضم، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن الناقد، حدّثنا الحسن بن خلف قال: قال لي أبو الحارث الأولاسي فيض بن الحارث:
رأيت إبليس له جمّة شعر، و على حلقه شعر مثل شعر الكلب، فأقبلت عليه أتملّقه و أقول له: ويحك من أنا في هذا الخلق ؟ خلّني و ربي، لا تعترض فيما بيني و بين ربي، فقال: هيهات، هيهات كيف أخلّيك، و فيك و في أبيك هلكت، لا أو تهلكوا معي، قال: فأخذت برأسه فجعلته على حجر، و أخذت بحلقه أخنقه، ثم قلت: كيف أقدر على قتله و قد أخره اللّه إلى يوم القيامة، و لكن أرفق بك، فجعلت أتملقه و هو يأبى فقلت له: دلّني على ما ينفعني، فقال: أدلك على السكر الطّبرزد بالرانج (2)،و تمر برني (3)و الأزاز بالزبد، و أدلك على الجبن الرطب، و المعقود و البط ، و الحملان، و الجوذابات (4)و أدلك على الدراهم و الدنانير تكثر منها. فقلت له: يا ملعون، أنا أسألك تدلني على شيء ينفعني في أمر آخرتي، تدلني على الدنيا، و ما أصنع أنا بهذا و ما حاجتي إليه ؟ فقال: من هاهنا صار رأسي و حلقي في يدك تقلّبه كيف شئت، و تلعب به.
قلت: قد أفدتني علما لا جرم إنّي لأرجو أن لا أنال منها شيئا إلاّ ما غناء بي عنه، فقال: إن تركتك فاصعد العقبة قلت: فأين اللّه عز و جل ؟ قال: في السماء، هو الذي سلطني عليك، فيه قويت عليك و على غيرك، و أمّا أنت فأستعين اللّه عليك بولد جنسك الذي زيّنت في أعينهم ما قبح في عينيك، فأجابوني إليه، فبهم أستعين عليك فيأتونك من مأمنك.
أنبأنا (5)أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل (6)،أنبأنا أبو بكر المزكي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أخبرني أبو زرعة الطبري - إجازة - قال:
مات أبو الحارث الأولاسي و اسمه الفيض بن الخضر بطرسوس سنة سبع و تسعين و مائتين.
ص: 31
قتل مع من قتل من أهل بيته يوم نهر أبي فطرس.
له ذكر.
له ذكر.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا أبو حامد بن الشّرقي، حدّثنا محمّد بن يحيى الذهلي، حدّثنا أبو صالح عن الليث، عن يونس، عن ابن شهاب.
في رجل حلّفه السلطان، بالطلاق (1)فسأله على أمر يخاف فيه على نفسه القتل، فيحلف ما فعل، و قد فعل ذلك الأمر؟ قال: يجوز عليه الطلاق، قد قضى عمر بن عبد العزيز في الفيض بن محمّد الثقفي في امرأته ابنة النعمان بن بشير فرّق بينهما عمر حين حلف الفيض لابن المهلّب و هو يعذبه ليؤدّينّ إليه المال إلى أجل قد سمّاه، فلم يؤده إليه. قال عمر: ما أنا براجعها إليك بعد أن طلّقتها، ثم أتى يزيد بن عبد الملك في ذلك، فحكم فيه بحكم عمر بن عبد العزيز.
حكى عن يحيى بن حمزة، و منبه بن عثمان.
حكى عنه ابنه محمّد بن الفيض بن محمّد.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا تمام بن محمّد، حدّثنا محمّد بن سليمان، حدّثنا محمّد بن الفيض قال: سمعت أبي يقول:
رأيت يحيى بن حمزة الحضرمي و هو جالس في مجلس القضاء عند الدرج - درج المسجد - و هو يكتب محضرا و منادي (2)على الدرج ينادي على متاع: عشرين و دانق، عشرين و دانق، فاشتغل، قلت؛ يحيى، فكتب عشرين و دانق، عشرين و دانق، في سطرين، ثم
ص: 32
استفاق فقام إليه، فأخذ بأذنيه، فجعل يعرك أذنيه (1)و يقول له: عشرين و دانق عشرين و دانق، و ذاك يضج ثم خلاّه.
قال أبو الحسن: فما ينبغي لأحد أن يحدّث إنسانا و هو يكتب، فيدهشه عن كتابه فيغلط .
ص: 33
[ذكر من اسمه] (1)قابيل
5647 - قابيل، و يقال: قابن (2)
و يقال: قاين، أيضا (3)و هو قابيل بن آدم أبي البشر الذي قتل أخاه (4).
كان يسكن قينية (5)باب خارج باب الجابية، و إنه قتل أخاه في جبل قاسيون عند مغارة الدم (6).
أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد، أنبأنا أبو بكر الخطيب قال:
قاين بياء منقوطة باثنتين من تحتها هو: قاين بن آدم أبي البشر المعروف بقابيل قاتل أخيه هابيل، و قد ذكر اللّه قصتهما في كتابه فقال: وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ الآيات (7) كلها إلى آخر القصّة.
ص: 34
أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه الكبريتي، أنبأنا أبو مسلم محمّد بن علي بن محمّد بن مهرابزد، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو عروبة، حدّثنا سليمان بن سيف، عن سعيد بن بزيع، عن محمّد بن إسحاق قال:
كان أكبر ولد آدم قابيل و تؤمه.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن الفرج، حدّثنا إبراهيم بن مروان قال: سمعت أحمد بن إبراهيم بن ملاس يقول: سمعت عبد الرّحمن بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر قال:
كان قابيل في قينية و كان صاحب زرع.
الصواب عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنبأنا المطهّر بن محمّد الصّحّاف - إملاء - حدّثنا أبو سعيد محمّد بن علي بن عمرو، حدّثنا أحمد بن الحسين (1) بن أيوب، حدّثنا عمران بن عبد الرحيم، حدّثنا عبد السلام بن مطهّر، حدّثنا هرمز (2)،عن أنس بن مالك، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:
«أوحى اللّه إلى آدم: أن يا آدم حجّ هذا البيت قبل أن يحدث بك حدث الموت، قال:
و ما يحدث عليّ يا ربّ ؟ قال: ما [لا] (3) يدرى، و هو الموت، قال: و ما الموت ؟ قال: سوف تذوق، قال: من أستخلف في أهل الأرض ؟ قال: أعرض ذلك على السموات و الأرض و الجبال، فعرض على السموات، فأبت، و عرض على الأرض فأبت، و عرض على الجبال فأبت، و قبله ابنه، قاتل أخيه، فخرج آدم من أرض الهند حاجّا فما ترك منزلا أكل فيه و شرب إلاّ صار عمرانا بعده. و جرى حتى قدم مكة، فاستقبلته الملائكة بالبطحاء، فقالوا: السلام عليك يا آدم، برّ حجك، أمّا إنا قد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام» قال أنس: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«و البيت يومئذ ياقوتة حمراء جوفاء لها بابان، من يطوف يرى من في جوف البيت، و من في جوف البيت يرى من يطوف، فقضى آدم نسكه، فأوحى اللّه تعالى إليه: يا آدم قضيت نسكك، قال: نعم يا ربّ ، قال: فسل حاجتك تعط ، قال: حاجتي أن تغفر لي ذنبي و ذنب
ص: 35
ولدي، قال: أما ذنبك، يا آدم، فقد غفرناه حين وقعت بذنبك، و أما ذنب ولدك فمن عرفني، و آمن بي، و صدّق رسلي و كتابي غفرنا له ذنبه»[10483].
أنبأنا أبو الحسن علي بن بركات بن إبراهيم الخشوعي، حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي ابن ثابت، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد، أنبأنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، و أحمد بن سندي (1) بن الحسن، قالا: حدّثنا الحسن بن علي القطّان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى، أنبأنا إسحاق بن بشر قال: و أخبرني مقاتل و محمّد بن إسحاق عن الزهري عن سعيد ابن المسيّب.
أن اللّه أمر آدم أن يفرّق في النكاح من كل بطن هذا لتلك، و تلك لهذا، حتى كان أمر هابيل و قابيل.
قال: و أخبرني مقاتل و ابن سمعان عن عطاء، عن ابن عباس.
قال: و أخبرني أبي أيضا عن غير ابن عباس يبلغان به عبد اللّه بن سلام.
قال: و حدّثني سعيد بن أبي عروبة يبلغ به كعبا قال: كلّ ذكروا حديث هابيل و قابين و زاد بعضهم على بعض قالوا:
ولدت حواء مع قابين جارية يقال لها لوذا (2)،أجمل بنات آدم، و ولد مع هابيل جارية يقال لها إقليميا، فخطبا إلى أبيهما، فقال: أنكحتك يا هابيل لوذا، و قال لقابين.- و يقال قابيل: و اللّه أعلم - زوّجتك إقليميا، فقال قابين: ما أرضى بهذه، أختي أجمل (3)،فقال آدم:
إنّ اللّه أمرني أن أفرّق بينكما في النكاح، فإن كنت لا ترضى فقرّبا قربانا، فقربانكما سيقضي بينكما، قال: و كيف يقضي بيننا؟ قال: من يقبل قربانه فهي له.
قال إسحاق: و أما ما زاد فيه (4) مقاتل: قال آدم لجبريل: يا جبريل أ ليس تاب اللّه عليّ ؟ قال: بلى، قال: فما لي لا أسمع خفق أجنحة الملائكة كما كنت أسمعها في الجنّة ؟ قال:
فانطلق جبريل إلى اللّه و ذلك بغيته (5) فقالت الملائكة: يا ربّ ما فعل عبدك الذي خلقته بيدك
ص: 36
و أمرتنا له بالسجود و أسكنته الجنة ؟ قال: إنّه عصاني فأخرجته من الجنّة، فاشتاقت الملائكة إلى آدم، فقال جبريل: يا ربّ ، إن آدم اشتاق إلى الملائكة، فقال اللّه: يا جبريل، إنّ الملائكة قد اشتاقت إلى آدم كما اشتاق آدم إليهم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كذلك الأرواح تتعارف»، قال اللّه: يا جبريل انطلق بالبيت المعمور فاهبط به إلى الأرض، وضعه في حرمي، و قل لآدم يحجّه، و يوافي ملائكتي هناك، فجاء جبريل و هما يختصمان - قابين و هابيل - فأخبر آدم فقال لهما آدم: قرّبا القربان، قال: و كان قابين صاحب زراعة و هابيل صاحب غنم، فقرّب هابيل كبشا و كان قائد غنمه، يقال له رزين (1)،و هو الكبش الذي فدى اللّه به إسحاق، و قرّب قابين من زوان (2) حرثه. قال: فقرّبا ذلك.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا محمّد بن يوسف بن بشر قال: قرئ علي محمّد بن حمّاد، أنبأنا عبد الرزّاق، أنبأنا معمر، عن قتادة في قوله: وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ (3)قال: هما هابيل و قابيل قال:
كان أحدهما صاحب زرع و الآخر صاحب ماشية، فجاء أحدهما بخير ماله، و جاء الآخر بشرّ ماله، فجاءت النار فأكلت قربان أحدهما و هو هابيل، و تركت قربان الآخر، فحسده فقال:
لَأَقْتُلَنَّكَ (4) .
و أما قوله: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَ إِثْمِكَ فيقول: تبوء بإثم قتلي، و إثمك، و أما قوله تعالى: فَبَعَثَ اللّٰهُ غُرٰاباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ فإنه قتل غراب غرابا، فجعل يحثو عليه، فقال ابن آدم الذي قتل أخاه حين رآه يٰا وَيْلَتىٰ أَ عَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرٰابِ فَأُوٰارِيَ سَوْأَةَ أَخِي، فَأَصْبَحَ مِنَ النّٰادِمِينَ (5).
أخبرنا أبو الحسن علي بن بركات بن إبراهيم في كتابه، حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي، أنبأنا أبو الحسن بن رزقويه، أنبأنا أبو عمرو الدقاق، و أبو بكر الحداد، قالا: أنبأنا الحسين (6)
ص: 37
بن علي القطان، حدّثنا إسماعيل العطار، أنبأنا إسحاق بن بشر قال: و حدّثني غير مقاتل من هؤلاء المسمّين.
أنّ هابيل قرّب مع الكبش زبدا و لبنا، فكانت النار تجيء من السماء نارا بيضاء، فإذا أراد اللّه أن يقبل قربان عبد جاءت النار حتى أحاطت بالقربان و صاحبه، فتشمّ صاحب القربان، ثم تعدل إلى القربان فتأكله، و إذا لم يتقبل اللّه قربان العبد جاءت النار حتى أحاطت بالقربان فشمّته، ثم عدلت عنه فلم تأكله، قال: فجاءت النار، فأحاطت بهابيل و قربانه فشمّت هابيل ثم عمدت فأكلت قربانه، ثم جاءت حتى أحاطت بقربان قابين فشمته ثم عدلت عنه فلم تأكله، قال قابين: قبل قربانك و لم يتقبّل قرباني لأقتلنك أو تعتزل أختي و تدعها، قال: لا أفعل، إِنَّمٰا يَتَقَبَّلُ اللّٰهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ -يعني - الذين يتّقون سفك الدماء الحرام.
قال: فجاءا (1)إلى أبيهما فأخبراه (2)فقال لهما: إنّ اللّه قد فصل بينكما، فلا تشغلاني، و دعاني حتى انطلق فأقضي نسكي، فإنّ ربي أمرني أن أوافي الملائكة هناك، و قد زوّجتكما.
فمضى آدم، فقال قابين: لا أمشي في الناس، و يقول إخوتي: إنّ هابيل خير منك، فأراد قتله فخاطبه أخوه يوما إلى أن ذهب أكثر ذلك اليوم، فقال: اتّق اللّه يا أخي لا تقتلني، فقد علمت ما نزل بآدم حين عصا ربّه، إنّك إن قتلتني ألقى اللّه عليك الوحشة و الذلّة (3)،و صرت طريدا لا ترى شيئا إلاّ راعك، و لا تسمع صوتا إلاّ خفت، فأبى إلاّ قتله، فقال له أخوه: لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مٰا أَنَا بِبٰاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخٰافُ اللّٰهَ رَبَّ الْعٰالَمِينَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَ إِثْمِكَ -يعني - تستوجب بإثمي - يعني - بإثم قتلي، فإثمك الذي عملت فَتَكُونَ مِنْ أَصْحٰابِ النّٰارِ، وَ ذٰلِكَ جَزٰاءُ الظّٰالِمِينَ يقول اللّه عزّ و جلّ : فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخٰاسِرِينَ (4).
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، حدّثنا داود العطار، عن ابن خثيم (5)،عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
ص: 38
الصخرة التي بمنى بأصل ثبير هي الصخرة التي ذبح عليها إبراهيم فداء إسحاق ابنه، هبط عليه من ثبير كبش أعين أقرن له ثغاء، فذبحه قال: و هو الكبش الذي قرّبه ابن آدم فتقبّل منه، كان مخزونا حتى فدى به إسحاق، و كان ابن آدم الآخر قرّب حرثا فلم يتقبّل منه.
أنبأنا أبو الحسن الخشوعي، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسن بن رزقويه (1)، أنبأنا عثمان بن أحمد، و أحمد بن سندي، قالا: أنبأنا الحسن بن علي، حدّثنا إسماعيل بن عيسى، حدّثنا إسحاق بن بشر، عن عثمان بن السّاج، أخبرني عبد اللّه بن عثمان بن خثيم (2)،عن أبيه، عن سعيد بن جبير قال ابن خثيم (3):خرجت معه - يعني - سعيد بن جبير من منزله بأسفل منى، و سعيد متكئ على يده عامدا إلى الجمرة حتى إذا حاذى منزل بني مضرس من منى قال لي: يا عثمان - و وقف - إنّ هذا الصفا بأصل ثبير حذاء أبيات بني مضرس فإن ابن عباس أخبرني أن عليه تل إبراهيم إسحاق للجبين، و أنه أنزلت ذبيحته من رأس ثبير يشتدّ حوله حتى قام عند إبراهيم فذبحه، و هو كبش أفزع أعين، و هو قربان ابن آدم تقبّل منه، و كان عند اللّه مخزونا حتى فدى به إسحاق، و كان شأن ابن آدم أنهم كانوا رجلين و امرأتين و كانوا توأمين رجل و امرأة في بطن، و رجل و امرأة في بطن، و كان أحد الرجلين حراثا و الآخر راعي غنم، و كانت أخت الحراث امرأة حسناء، و كانت أخت الراعي امرأة قبيحة، فقال راعي الغنم: أنكحني أختك و أنكحك أختي، فقال: لا، إنّما تريد أن تستأثر بأختي لحسنها، قال:
لو كان ذاك أبعد فيما بيننا كان هو أحسن، فهلم نقرّب قربانا، أينا تقبّل قربانه اتّبع الآخر أمره، فقرّبا قربانهما فصيّر الحراث كومة من طعامه و ربط الراعي كبشا من غنمه، فأصبحا فغدوا على قربانهما فوجدا (4) الكبش قد تقبّل و هو ذبيحة إسحاق عليه السّلام الذي فدى به.
أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري، أنبأنا أبي الأستاذ الإمام أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن، أنبأنا أبو الحسن الأهوازي، أنبأنا أحمد بن عبيد البصري، حدّثنا إسماعيل بن الفضل، حدّثنا يحيى بن مخلد، حدّثنا معافى بن عمران، عن الحارث بن شهاب، عن معبد، عن أبي قلابة، عن ابن مسعود قال: إن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:
ص: 39
«ثلاث هنّ أصل كلّ خطيئة فاتقوهن و احذروهن: إياكم و الكبر فإن إبليس حمله الكبر على أن لا يسجد لآدم عليه السّلام، و إيّاكم و الحرص، فإنّ آدم حمله الحرص على أن أكل من الشجرة، و إيّاكم و الحسد فإنّ ابني آدم إنّما قتل أحدهما صاحبه حسدا»[10484].
الصواب: الحارث بن نبهان، و النّضر بن معبد أبو قحذم.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل الحافظ ، أنبأنا محمّد بن عبد الواحد الصّحّاف، أنبأنا محمّد بن محمّد بن سليمان في كتابه، أنبأنا أبو الشيخ و هو عبد اللّه بن محمّد بن جعفر (1)،حدّثنا أبو العباس (2) الهروي، حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، حدّثنا ابن وهب، حدّثني الحارث بن نبهان، عن ابن معبد، عن أبي قلابة، عن ابن مسعود أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:
«ثلاث هنّ أصل كلّ خطيئة فاتقوهن و احذروهنّ ، و ثلاث إذا ذكرن فأمسكوا، إياكم و الكبر، فإنّ إبليس إنّما منعه الكبر أن يسجد لآدم عليه السّلام، و إيّاكم و الحرص فإنّ آدم إنّما حمله الحرص على أن أكل من الشجرة، و إيّاكم و الحسد فإنّ ابني آدم إنّما قتل أحدهما صاحبه حسدا فهو أول كلّ خطيئة فاتقوهنّ ، و احذروهنّ ، و الثلاث [الأخرى] (3) إذا ذكر القدر فأمسكوا، و إذا ذكر النجوم فأمسكوا، و إذا ذكر أصحابي فأمسكوا»[10485].
أخبرنا أبو الحسن علي بن بركات بن إبراهيم الخشوعي في كتابه، حدّثنا الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنبأنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، و أبو بكر أحمد بن سندي الحداد، قالا: أنبأنا الحسن بن علي القطان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطار، أنبأنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي قال: قال هؤلاء بإسنادهم.
إنه لم يدر (4) كيف يقتله، فأتاه إبليس فقال له: كيف أقتله ؟ قال: دعه ينام، فإذا نام دفع (5) إليه حجرا (6) فقال: اشدخ (7) بهذا رأسه، قال: ففعل، فشدخ رأسه و ابتلعت الأرض
ص: 40
دمه،[قال: و ندم، فاحتمله، قال: و لعن اللّه تلك البقعة التي ابتلعت دمه] (1) و أوحى اللّه عزّ و جل إليها: إنّك ابتلعت دم نبيّ ، أنت ملعونة قال: فمن ثمّ لا تنشف الأرض اليوم (2) دما، قال: و تحوّلت تلك البقعة سباخا و ما يليها من عروقها في جميع الأرضين، و قال بعضهم:
حمله ثلاثة أيام، و قال بعضهم ثمانين يوما، و اللّه أعلم أي ذلك كان (3).
قال: ثم رماه مخافة أن يتغير قال: فبعث اللّه عزّ و جل غرابين فوقع أحدهما على جيفة ليأكل منها، و جاء الآخر يحول بينه و بين أكله، فأقبلا يقتتلان فقتل المانع الآكل، فلما قتله بحث الأرض برجليه، ثم جرّه بمنقاره فألقاه في الحفرة و حثا (4) عليه التراب، فقال عند ذلك قابين: يٰا وَيْلَتىٰ أَ عَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرٰابِ فَأُوٰارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النّٰادِمِينَ (5)فحثا (6) عليه التراب و دفنه فكان أول قتيل استشهد في الدنيا، و أول دم أهريق ظلما على وجه الأرض.
قال: فأتاه نداء من السماء: يا قابين ما فعل أخوك ؟ قال: لا أدري أ رقيبا كنت عليه قال: قتلته لعنك اللّه، قال: فهرب من الصوت، فاختلط بالوحش، و كانت الوحش إذ ذاك مستأنسة بابن آدم، فألقى اللّه عز و جل عليه الجوع فكان يأخذ الظبية و الوعلة فيشدخ رأسها و يأكلها، فمن ثمّ حرّمت الموقوذة، فنفرت الوحوش يومئذ و استوحشت من ابن آدم.
قال: فبعث اللّه عزّ و جل ملكا فأخذه فضمّ رجله اليمنى إلى اليته اليسرى و رجله اليسرى إلى اليته اليمنى ثم علّقه في عين الشمس، و أحاط عليه سبع حظائر من حظائر النار، فإذا كان أيام الصيف كان من أشدّ الناس حرّا، و إذا كان أيام الشتاء كان من أشد الناس زمهريرا، فعذّبه اللّه بذلك ثمانين سنة ثم ألقاه اللّه عزّ و جلّ إلى الأرض و عليه تلك الحظائر و أوحى اللّه إلى الأرض أن انخسفي به، قال: فأخذته الأرض إلى كعبيه، فقال: يا ربّ ، قل للأرض أن لا تعجل، فقال: لا تعجلي، فقال: يا ربّ ، ارحمني، قال: إنّما أرحم كل رحيم، خذيه، قال:
فأخذته إلى ركبتيه، قال: يا ربّ قل للأرض لا تعجلي، فقال: يا ربّ تنزع اسما من
ص: 41
أسمائك، و قال بعضهم: تمحو اسما من أسمائك بخطيئتي، سميت نفسك الرّحمن فارحمني، قال: ويحك إنّما أضع رحمتي على كل رحيم، فقال للأرض خذيه، فأخذته إلى وسطه، فقال: يا ربّ قل للأرض لا تعجلي: قال اللّه عزّ و جلّ لها: لا تعجلي، قال: يا ربّ إن كنت عصيتك فقد عصاك من هو خير مني أبي آدم، خلقته بيدك، و نفخت فيه من روحك، و أسجدت له ملائكتك، و أسكنته جنتك، قال: أ و ما علمت ما صنعت به، أخرجته من ملكوت السماء إلى هوان الأرض، و فرضت عليه الشقوة في العيشة و على ولده، ثم قال للأرض: خذيه فأخذته إلى صدره، فقال: يا ربّ قل للأرض أن لا تعجلي، قال اللّه عزّ و جل: لا تعجلي، قال: يا ربّ إن أبي آدم أخبرني أنّك خلقت مائة رحمة فرحمة منها قسمتها بين خلقك بها تعطف البهائم على أولادها، و بها ترزق الخلائق، و بها تتراحم الطير في جو السماء و السباع على أولادها، و بها تتراحم فيما بينهم و ادّخرت تسعة و تسعين في خزائن عرشك، فإذا كان يوم القيامة ضممت (1) هذه الواحدة إليها فأكملتها مائة حتى إنّ إبليس الأبالسة ليتطاول لها رجاء أن يناله منها شيء فلا تخيبني منها، و قال بعضهم: فما لي فيها نصيب، قال اللّه: ويحك كيف أرحمك و لم ترحم أخاك ؟ و قال للأرض: خذيه، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب - إذنا - حدّثنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد بن محمّد التميمي - لفظا - أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمّد بن عبد اللّه الرازي، أنبأنا أبو الميمون - إجازة - حدّثنا أبو زرعة الدمشقي، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا عبد الرّحمن بن بشير، عن محمّد بن إسحاق، عن موسى بن محمّد بن علي بن حسين، عن أبيه أنه سئل عن ابن آدم القاتل، فقال: جعل مع عين الشمس.
أنبأنا أبو الحسن علي بن بركات بن إبراهيم، حدّثنا أحمد بن علي بن ثابت الخطيب - لفظا - أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنبأنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، و أحمد بن سندي بن الحسن، قالا: حدّثنا الحسن بن علي القطان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطار، أنبأنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال: و أخبرني حكيم بن زيد، عن بهر بن حكيم أو غيره - الشك من أبي حذيفة - إسحاق بن بشر أنه قال:
ص: 42
إن قابين عاش حتى ولد له الأولاد ثم أهلكه اللّه (1) بعد ذلك، و إن آدم نفى ولده عن ولده، و أمر ولده بمفارقتهم، و ترك خلطتهم (2)،فاللّه أعلم.
أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه، أنبأنا أبو مسلم محمّد بن علي بن محمّد ابن مهرابزد النحوي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو عرفجة، حدّثنا ابن بشار، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي، حدّثنا سفيان.
ح قال: و حدّثنا أبو عروبة، حدّثنا ابن وكيع، عن أبيه، عن سفيان.
ح قال: و حدّثنا أبو عروبة، حدّثنا ابن وكيع، حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن عبد اللّه ابن مرة، عن مسروق، عن عبد اللّه قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:
«لا تقتل نفس ظلما إلاّ كان على ابن آدم كفل (3) من دمها. لأنه أوّل من سنّ القتل»[10486].
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد الشيباني، أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي القاضي، حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن زنجي الكاتب، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الواسطي، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، و محمّد بن عبد اللّه بن نمير، و إبراهيم بن عبد اللّه الهروي، و علي بن المديني، قالوا: حدّثنا أبو معاوية.
ح و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو القاسم التّنوخي، قال: حدّثناه إسماعيل ابن محمّد، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن مرة، عن مسروق، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
«ما من نفس تقتل ظلما إلاّ كان على ابن آدم الأول»- زاد في حديث أبي معاوية:
و الشيطان: و قالا:- كفل من دمها و ذلك بأنه أوّل من سنّ القتل» (4).
فصل حديث أبي معاوية عن الآخر.
و أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.
ص: 43
و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن طلحة، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالا: أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن مرة الهمداني (1)،عن مسروق، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
«ما من نفس تقتل ظلما إلاّ كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه سنّ القتل»[10487].
أخبرنا (2) أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر بن مالك، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي (3)،حدّثني أبو معاوية، حدّثنا الأعمش (4).
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو بكر المغربي، أنبأنا أبو بكر الجوزقي، أنبأنا مكي بن عبدان، حدّثنا عبد اللّه بن هاشم، حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش.
عن عبد اللّه بن مرة، عن مسروق، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
«لا تقتل نفس ظلما إلاّ كان على ابن آدم الأول كفل من دمها، لأنه كان أول من سنّ القتل»[10488].
قال الجوزقي: أنبأنا أبو جعفر محمّد بن الحسن بن إسحاق، و محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الأصبهانيان، قالا: حدّثنا أبو العباس أحمد بن يونس بن المسيّب، حدّثنا أبو بدر (5)شجاع بن الوليد، حدّثنا سليمان بن مهران الأعمش، عن عبد اللّه بن مرة.
ح قال: و أنبأنا الجوزقي، أنبأنا مكي بن عبدان، حدّثنا عبد اللّه بن هاشم، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن مرة، عن مسروق، عن عبد اللّه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه (6).
أخبرنا (7) أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنبأنا (8) عبد الرّحمن بن أحمد (9) بن الحسن،
ص: 44
حدّثنا جعفر بن عبد اللّه بن فناكي (1)،حدّثنا محمّد بن هارون الروياني، حدّثنا ابن إسحاق - يعني - الصّغاني، حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن روح بن جناح، عن الوليد بن فلاس (2) الجوزجاني، عن البراء بن عازب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
«ما من نفس تقتل ظلما إلاّ كان على ابن آدم كفلان من الوزر، لأنه أوّل من سنّ القتل» (3)[10489].
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا الحاكم أبو أحمد الحافظ ، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الرفاء - بجرجان - حدّثنا محمّد - يعني - ابن حميد، حدّثنا سلمة بن الفضل - قاضي الري - عن ابن إسحاق، عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، عن عبد اللّه بن عمرو قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أشقى الناس رجلان: عاقر الناقة - ناقة ثمود - و ابن آدم الذي قتل أخاه، ما يسفك على الأرض دم إلاّ لحقه منه شيء لأنه أوّل من سنّ القتل»[10490].
أخبرنا (4) أبو القاسم النسيب (5)،حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرني عبد الملك بن عمر الرّزّاز (6)،و محمّد بن عبد الملك القرشي، قالا: أنبأنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا أبو بكر الشافعي محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبدة (7) النيسابوري، حدّثنا أبو نصر أحمد بن علي بن صالح المصري - يعرف بنفطويه (8)-حدّثنا عمي (9) عبيد اللّه بن صالح، حدّثنا أبو صالح عبد اللّه بن صالح كاتب الليث، حدّثنا محمّد بن يحيى النيسابوري، حدّثنا عفّان، حدّثنا همام (10)،عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو قال: ابن آدم الذي قتل أخاه يقاسم أهل النار قسمة صحاحا.
و قد وقع لي أعلى من هذا (11).
ص: 45
أخبرناه أبو القاسم الشحامي (1)،أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو جعفر الرّزّاز، حدّثنا جعفر بن محمّد بن شاكر، حدّثنا عفان، حدّثنا همّام، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو.
أن ابن آدم الذي قتل أخاه يقاسم أهل النار نصف عذاب جهنم قسمة صحاحا.
موقوف (2).
أنبأنا أبو الحسن علي بن بركات الخشوعي، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنبأنا عثمان بن أحمد، و أحمد بن سندي، قالا: حدّثنا الحسن بن علي القطان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى، أنبأنا إسحاق بن بشر، عن مقاتل بن سليمان، و جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس.
أنّ فيهما نزلت: مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ (3)-يعني - من أجل قابيل و هابيل كَتَبْنٰا عَلىٰ بَنِي إِسْرٰائِيلَ في التوراة أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً محرمة بِغَيْرِ نَفْسٍ لم يستوجب قتلا من قود و لا ارتداد و لا زنا بعد إحصان فَكَأَنَّمٰا قَتَلَ النّٰاسَ جَمِيعاً هو لا عقاب له إلاّ النار بمنزلة من قتل الناس جميعا وَ مَنْ أَحْيٰاهٰا فعفا عن القاتل أو فداه فَكَأَنَّمٰا أَحْيَا النّٰاسَ جَمِيعاً (4)ليس له ثواب إلاّ الجنّة.
قال إسحاق: و قال هؤلاء بإسنادهم.
أن هذه الآية نزلت فيه و في إبليس قالوا: رَبَّنٰا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاّٰنٰا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ نَجْعَلْهُمٰا تَحْتَ أَقْدٰامِنٰا لِيَكُونٰا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (5)فقابيل و إبليس هما مقرونان في أسفل جهنم فنصف عذاب أهل الدنيا على قابيل و مثل عذاب الدنيا على إبليس، لأن إبليس أوّل من سنّ الكفر، و قابيل أوّل من سن القتل، فليس يقتل أحد ظلما من المشركين أو من المعاهدين أو من المسلمين إلاّ كان مثل وزره على قابيل، و ليس أحد يكفر إلاّ كان مثل وزره على إبليس، قال: فلما انصرف آدم سأل [عن] (6)ولده، ثم سأل عن هابيل و قابيل فقالوا: قتل قابيل (7)هابيل، قال: لعنه اللّه، قال: فأوحى اللّه إليه: إنّي قد لعنته.
ص: 46
أخبرنا (1)أبو بكر محمّد بن علي (2)بن عمر الكابلي، و أبو القاسم عبد الصمد بن محمّد بن عبد اللّه بن مندويه، و أبو المطهّر شاكر بن نصر بن طاهر الأنصاري، و أبو غالب الحسن بن محمّد بن علي بن عالي (3)بن علوكة، قالوا: أنبأنا أبو سهل حمد بن أحمد بن عمر بن محمّد بن إبراهيم الصيرفي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن أحمد الخشّاب، أنبأنا أبو علي الحسن بن محمّد بن دكة العدل، حدّثنا أبو حفص عمرو (4)بن علي، حدّثنا يحيى ابن سعيد، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن مالك بن حصين بن عقبة الفزاري عن أبيه، عن علي في قوله: رَبَّنٰا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاّٰنٰا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ قال: إبليس و ابن آدم الذي قتل أخاه.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن الشّرابي، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا محمّد بن يوسف ابن بشر، أنبأنا محمّد بن حمّاد، أنبأنا عبد الرزّاق، أنبأنا الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن مالك بن حصين، عن (5) عقبة المرادي عن أبيه.
أن علي بن أبي طالب سئل عن الكلاب فقال: أمة من الأمم لعنت فجعلت كلابا، و سئل عن قوله: رَبَّنٰا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاّٰنٰا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ قال: هو ابن آدم الذي قتل أخاه، و إبليس.
قال: و أنبأنا عبد الرزّاق، أنبأنا معمر، عن قتادة في قوله: أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاّٰنٰا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ قال: هو الشيطان، و ابن آدم الذي قتل أخاه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو الحسين بن المظفّر، حدّثنا محمّد بن محمّد الباغندي، حدّثنا عمرو (6) بن هاشم البعلبكي، حدّثنا سويد
ص: 47
ابن عبد العزيز، عن داود بن عيسى، عن أبان بن تغلب (1)،عن أبي المقدام، عن حبّة العرني، عن علي بن أبي طالب في قول اللّه: رَبَّنٰا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاّٰنٰا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ نَجْعَلْهُمٰا تَحْتَ أَقْدٰامِنٰا قال: هو ابن آدم الأول، و إبليس الأبالسة.
كذا قال، و المحفوظ محمّد بن هاشم.
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنبأنا أبي أبو سعد، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، أنبأنا محمّد بن إبراهيم الدّيبلي، حدّثنا أبو عبد اللّه (2) المخزومي، حدّثنا سفيان، عن مسلم الأعور، عن حبّة العرني قال: سئل علي ما قوله تعالى: رَبَّنٰا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاّٰنٰا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ قال: هو ابن آدم القاتل، و إبليس الأبالسة.
أخبرنا (3) خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى (4) القاضي، أنبأنا أبو الحسن الخلعي، أنبأنا أبو محمّد إسماعيل بن رجاء بن سعيد بن عبيد اللّه العسقلاني، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد الجندري (5)،حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن أبان بن شداد - قراءة عليه - حدّثنا أبو الدرداء هاشم بن محمّد الأنصاري، حدّثنا عمرو بن بكر السكسكي عن الربذي (6) موسى بن عبيدة، عن محمّد بن كعب القرظي عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من هجر أخاه سنة لقي اللّه بخطيئة قابيل بن آدم لا يفكه شيء دون ولوج النار» (7)[10491].
أخبرنا أبو محمّد بن صابر - إذنا - أنبأنا أبو الحسين بن الحنّائي، أنبأنا محمّد بن علي الحداد، أنبأنا عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن الجبّان (8)،و علي بن موسى بن السمسار، قالا:
أنبأنا أبو سليمان بن زبر، أنبأنا أبي، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الترمذي، حدّثنا أيوب بن سليمان بن بلال، عن عبد الملك بن قدامة، عن عبد اللّه بن دينار، حدّثنا أبو أيوب اليماني.
أن رجلا من قومه يقال له عبد اللّه ركب في البحر في نفر من قومه، فأظلم عليهم البحر ثلاثا ثم انجلت (9) تلك الظلمة و هم فيها، فإذا قرية على البحر، فخرج يستقي الماء، فإذا
ص: 48
القرية و إذا أبواب مغلّقة، فجعل يهتف، فلم يجبه أحد، حتى طلع عليه فارسان، تحت كل فارس منهما قطيفة بيضاء فقالا له: يا عبد اللّه ما لك ؟ و ما أنت ؟ و ما أمرك ؟ فأخبرهما خبره و ما أصابهم من الظلمة في البحر، و أنّي خرجت أطلب الماء، فناديت في هذه القرية، فلم يجبني أحد و رأيت أبوابا مغلقة قالا له: يا عبد اللّه انطلق في هذه، فإنها تنتهي إلى بركة فاستق منها و لا يهولنك منها ما ترى، فمضيت في السكة حتى انتهيت إلى بركة فيها ماء، فإذا رجل معلّق بين السماء و الأرض و لا أرى ما عليه، و هو يتناول الماء فلا يناله، فلما رآني هتف بي و قال: يا عبد اللّه اسقني، قال: فغرفت بالقدح ماء فذهبت أناوله، قال: فقبضت يدي قال:
قلت: يا عبد اللّه غرفت بالقدح لأسقيك فقبضت يدي، فأخبرني من أنت ؟ قال: أنا قابيل بن آدم، و أنا أوّل من سفك ماء في الأرض.
قال: و قد كنت سألت الفارسين عن البيوت التي تتجلجل (1) فيها الريح و هي مغلّقة الأبواب، قالا: فيها أرواح المؤمنين.
و روي عن عبد الملك بن قدامة من وجه آخر:
أخبرناه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنبأنا أبو علي الحسين بن صفوان، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، حدّثني أبو يعقوب التميمي يوسف بن يعقوب، حدّثنا ابن أخي عبد اللّه (2) بن وهب، و ابن أبي ناجية جميعا قالا: حدّثنا زياد بن يونس الحضرمي عن عبد الملك ابن قدامة (3)،عن (4) عبد اللّه بن دينار، عن أبي (5) أيوب اليماني.
عن رجل من قومه يقال له عبد اللّه أنه و نفر من قومه ركبوا البحر، و أنّ البحر أظلم عليهم أياما، ثم انجلت عنهم (6) تلك الظلمة، و هم قرب قرية. قال عبد اللّه: فخرجت التمس الماء، فإذا أبواب مغلّقة تجأجأ فيها الريح فهتفت فيها فلم يجبني أحد، فبينما أنا على ذلك إذ طلع عليّ فارسان تحت كلّ واحد منهما قطيفة بيضاء، فسألاني عن أمري، فأخبرتهما
ص: 49
الذي أصابنا في البحر، و أنّي خرجت أطلب الماء، فقالا لي: يا عبد اللّه اسلك في هذه السكة، فإنك ستنتهي إلى بركة فيها ماء، فاستق (1) منها و لا يهولك ما ترى فيها، قال:
فسألتهما عن تلك البيوت المغلّقة التي يجأجأ فيها الريح فقالا: هذه بيوت فيها أرواح الموتى، قال: فخرجت حتى انتهيت إلى البركة، فإذا فيها رجل معلّق مصوب (2) على رأسه يريد أن يتناول الماء بيده و هو لا يناله، فلمّا رآني هتف بي و قال: يا عبد اللّه اسقني، قال: فغرفت بالقدح لأناوله إياه فقبضت يدي فقال لي: بلّ العمامة (3) ثم ارم بها إليّ ، فبللت العمامة (4)لأرمي بها إليه فقبضت يدي فقلت: يا عبد اللّه قد رأيت ما صنعت، غرفت بالقدح لأناولك فقبضت يدي، و بللت (5) العمامة لأرمي بها إليك فقبضت يدي، فأخبرني ما أنت ؟ فقال: أنا ابن آدم، أنا أول من سفك دما في الأرض.
كتب (6) إليّ أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر.
ثم حدّثني أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري (7)،أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري (8)،أنبأنا أبو الحسن بن القزويني، و أبو إسحاق البرمكي (9).
قالا: أنبأنا محمّد بن العباس الخزّاز، أنبأنا عبيد (10) اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أنبأنا عبد اللّه بن مسلم الدّينوري.
في حديث كعب أن عمر قال لأيّ ابني آدم كان النسل (11)؟قال: ليس (12) لواحد منهما نسل، أما المقتول فدرج (13)،و أما القاتل فهلك نسله في الطوفان، و الناس من بني نوح، و نوح من بني شيث بن آدم.
حدّثنيه (14) سهل بن محمّد عن الأصمعي، عن مسلمة بن علقمة المازني (15).
ص: 50
حكى عن أماجور (1) أمير دمشق.
حكى عنه أبو الحارث إسماعيل بن إبراهيم المرّي الدمشقي.
أبو محمّد
سمع: أبا بكر محمّد بن تمام الحمصي بدمشق، و أبا صالح القاسم بن الليث بن مسرور الرسعني (2).
روى عنه: أبو زيد ذكوان بن الحسن التّنّيسي، و أبو بكر محمّد بن علي بن عيسى الخبّاز الفقيه.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنبأنا أبو الطاهر المشرف بن علي بن الخضر بن عبد اللّه بن التّمّار - إجازة - أنبأنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر بن الصوّاف، أنبأنا أبو زيد ذكوان بن الحسن بن محمّد بن عبيد التّنّيسي، حدّثنا أبو محمّد القاسم بن إسماعيل بن عرباض، حدّثنا أبو بكر محمّد بن تمّام الحمصي - بدمشق - حدّثنا يزداد بن جميل أبو ثوبان، حدّثنا عبد الملك بن إبراهيم، حدّثنا شعبة بن الحجّاج، عن منصور و المغيرة، و الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
ص: 51
«خيركم قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يكون قوم تسبق شهادتهم أيمانهم، و أيمانهم شهادتهم»[10492].
أخبرناه أعلى من هذا بأربع درجات أبو القاسم الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
«خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يأتي بعد ذلك قوم تسبق شهادتهم» (2) أيمانهم، و أيمانهم شهادتهم» (3)[10493].
قرأت على أبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، عن سهل بن بشر بن أحمد، أنبأنا القاضي أبو الحسن علي بن عبيد اللّه الكسائي الهمداني (4)-بمصر - حدّثنا أبو بكر محمّد بن علي بن عيسى الخباز الفقيه، حدّثنا أبو محمّد القاسم بن إسماعيل بن عرباض، حدّثنا أبو صالح القاسم بن الليث بن مسرور الرّسعني، حدّثنا أبو محمّد المعافى بن سليمان الحرّاني، حدّثنا أبو يحيى فليح بن سليمان المديني، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة.
أنهم خرجوا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في بعض مغازيه فأرملوا (5)،فجاءه أناس يسألونه في نحر إبلهم، فأذن لهم، فجاءه عمر بن الخطّاب فقال: يا رسول اللّه، إبلهم تحملهم و تبلغهم عدوّهم و ترجعهم، بل ادع يا رسول اللّه بعيرات (6) الزاد، فادع فيها بالبركة، قال:«أجل»، فدعا بعيرات (7) الزاد، فجاء الناس بما بقي معهم فخلطه بيده فدعا فيه بالبركة، ثم دعاهم بأوعيتهم فملئوا كلّ وعاء، ففضل فضل كثير فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عند ذلك:«أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنّي عبده و رسوله، من لقي اللّه بهما غير شاكّ دخل الجنّة»[10494].
أخبرناه (8) عاليا أبو العزّ بن كادش، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو حفص بن الزيات، أنبأنا جعفر الفريابي قال: قرأت على أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري قلت:
ص: 52
حدّثكم عبد العزيز بن أبي حازم، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نزل في غزوة غزاها فأصاب أصحابه جوع، و فنيت أزوادهم، فجاءوا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يشكون ما أصابهم، و يستأذنونه في أن ينحروا بعض رواحلهم، فأذن لهم، فخرجوا فمرّوا بعمر بن الخطّاب فقال: من أين جئتم ؟ فأخبروه أنّهم استأذنوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في أن ينحروا بعض إبلهم، قال: فأذن لكم ؟ قالوا: نعم، قال: فإنّي أسألكم أو أقسم عليكم إلاّ رجعتم معي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فرجعوا معه، فذهب عمر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه أ تأذن لهم أن ينحروا بعض رواحلهم ؟ فما ذا يركبون ؟ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فما ذا أصنع بهم، ليس معي ما أعطيهم» قال عمر: بلى يا رسول اللّه، تأمر من كان معه فضلّ من زاده أن يأتي به إليك فتجمعه على شيء ثم تدعو فيه ثم تقسمه بينهم، قال: ففعل، فدعا بفضل أزوادهم فمنهم الآتي بالقليل و الكثير، فجعله في شيء ثم دعا فيه ما شاء اللّه أن يدعو ثم قسمه بينهم، فما بقي من القوم أحد إلاّ ملأ ما كان معه من وعاء و فضل فضل، فقال عند ذلك:«أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أشهد أنّ محمّد عبده و رسوله، من جاء بها يوم القيامة غير شاك أدخله اللّه الجنّة»[10495].
[5650 - القاسم بن حبيب الدمشقي] حدّث عن سعيد بن عمارة.
روى عنه: عبيد اللّه بن عمر.
ذكره المقدمي، و ذكره أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي في تاريخه (1) و أورد له رواية و قال فيها: القاسم بن حبيب قاضي دمشق.
و أظنه قاصّا لا قاضيا، و اللّه أعلم.
و حدّث عن الحارث بن أسد المحاسبي، و يزيد بن هارون، و عبد اللّه بن بكر السّهمي، و أبي سلمة موسى بن إسماعيل، و محمّد بن بكّار (1) بن الرّيّان، و روح بن عبادة القيسي، و الحسين بن موسى الأشيب (2).
روى عنه: أبو الحسن (3) موسى (4) بن الفيض بن محمّد الغسّاني، و أبو محمّد عبد اللّه ابن أحمد بن زبر، و محمّد بن هارون بن محمّد المعاملي، و أبو العباس بن مسروق، و أحمد ابن علي الأبّار، و أبو محمّد بن صاعد، و أبو بكر بن مجاهد، و محمّد بن جعفر الخرائطي، و محمّد بن مخلد الدّوري، و إبراهيم بن علي بن عبد اللّه البصري (5)،و أبو سعيد الهيثم بن كليب (6) الشّاشي، و محمّد بن الفتح القلانسي، و أبو الحسين بن المنادي، و علي بن إسحاق المادرائي.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو محمّد بن زبر، حدّثنا القاسم بن الحسن الصائغ، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا ابن جريج، أخبرني هشام بن عروة عن أبيه قال: سمعت عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:
«إن اللّه لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال - أو قال: من الناس - و لكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يترك عالما اتّخذ الناس رؤساء جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا و أضلّوا»[10496].
كتب إليّ أبو علي الحسن بن أحمد يخبرني عن أبي بكر محمّد بن عبد اللّه بن صالح، أنبأنا أبو منصور المظفر بن أحمد بن محمّد، حدّثنا عبد الواحد بن بكر الورثاني، حدّثنا يحيى ابن عبد اللّه العبدري، حدّثنا محمّد بن هارون بن محمّد بن بكار، حدّثنا القاسم بن الحسن، حدّثنا الحارث (7) بن أسد، حدّثنا صدقة، حدّثنا القاسم، حدّثنا صاحب لنا يكنى أبا سعيد من
ص: 54
حملة القرآن قال: نمت ذات ليلة عن وردي فأريت في منامي كأن قائلا يقول لي:
عجبت من جسم و من صحة *** و من فتى نام إلى الفجر
و الموت لا تؤمن خطفاته *** في ظلم الليل إذا يسري (1)
من بين منقول إلى حفرة *** يفترش الأعمال في القبر
و بين مأخوذ على غرّة *** بات طويل الكبر و الفخر
عاجله الموت على غفلة *** فمات محسورا إلى الحشر
قال: فكأنها حجر لقمتها و قالت رابعة:
صلاتك نور و العباد رقود *** و نومك ضد للصلاة عنيد
و عمرك غنم - إن غفلت (2)-و مهلة *** يسير و يفنى دائما و يبيد
أخبرنا أبو الحسن (3) بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):
القاسم بن الحسن بن يزيد أبو محمّد (5) الصائغ سمع يزيد بن هارون، و عبد اللّه بن بكر السّهمي، و أبا سلمة التبوذكي، و قبيصة بن عقبة، و محمّد بن بكّار (6) بن الريان، روى عنه أحمد بن محمّد بن مسروق الطوسي، و أحمد بن علي الأبّار، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبو بكر بن مجاهد المقرئ، و محمّد بن الفتح العسقلاني (7)،و أبو الحسين بن المنادي، و علي بن إسحاق المادرائي، و كان ثقة.
أخبرنا أبو الحسن أيضا، حدّثنا-[و] (8) أبو منصور، أنبأنا - أبو بكر الخطيب، أنبأنا محمّد بن عبد الواحد، أنبأنا محمّد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي و أنا أسمع أن القاسم بن الحسن بن يزيد الصائغ مات في سنة اثنتين و سبعين و مائتين في الجانب الشرقي في شارع باب خراسان حذاء منزل بني أشكاب.
ذكر محمّد بن مخلد أنه مات في شهر ربيع الآخر، و قال ابن قانع: مات بمصر.
ص: 55
متكلّم يذهب مذهب الهشامية أصحاب هشام بن (1) عمرو الفوطي و هما ممن يقول بإمامة الفاضل، و يصحح إمامة الصحابة (2).
ذكره أحمد بن الحسين المسمعي في معرفة ما يحتاج الملوك إلى معرفته في أصول الدين، و أقاويل فرق الأمة.
عم ذيال بن محمّد بن ذيال الجوبري.
حكى عن تبوك بن أحمد السّلمي.
حكى عنه أبو بكر أحمد بن المعلّى بن يزيد الأسدي قاضي دمشق.
الذي ينسب إليه الذّراع القاسمي.
كان عاملا لعمر بن عبد العزيز على غوطة دمشق، و بقي إلى أيام هشام بن عبد الملك، و هو الذي ماز أنهار دمشق في خلافة هشام.
حكى عن عمر بن عبد العزيز.
حكى عنه يحيى بن حمزة قاضي دمشق.
حكى أبو الحسين الرازي أن الدار التي بحضرة دار أمّ البنين غرب كنيسة يحنّا و الحمام المعروف بحمّام قاسم، و الدار التي فيها لبني شعيب و غيرهم كانت دار القاسم بن زياد صاحب المساحة يعني في القضية خارج باب الفراديس، و بلغني أن القاسم كان حيّا سنة خمس عشرة و مائة.
ابن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي
له ذكر.
ص: 56
يعرف بالتّجوبي التّجيبي مولاهم المصري.
كان أحد الخطباء البلغاء من أهل مصر، و له فيهم ذكر.
و وفد على مروان بن محمّد.
روى عنه إسحاق بن الفرات.
كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس بن علي، و [أبو] (1) الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنبأنا أبو بكر الباطرقاني، أنبأنا أبو عبد اللّه ابن مندة قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:
القاسم بن سعيد بن شريح بن عذرة مولى تجيب هو أخو معاوية بن سعيد، روى عنه إسحاق بن الفرات، و له وفادة على مروان بن محمّد، فأعجبه، و كان خطيبا (2) بليغا، فجعله يجيب (3) الخطباء في الآفاق، و لولده بقية بأفوا (4) قرية عند الحواب (5) من صعيد مصر.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (6):
أما التّجوبي أوّله تاء معجمة بائنتين من فوقها و بعدها جيم و بعد الواو باء معجمة بواحدة ثم ياء فهو: معاوية بن سعيد بن شريح بن عذرة مولى بني فهم بن تجيب، مصري، كان هو و أخوه القاسم يكتبان في ديوان الجند بمصر، و أخوه قاسم بن سعيد روى عنه إسحاق بن الفرات، و له وفادة على مروان بن محمّد، و كان خطيبا بليغا.
أبو عبيد البغدادي (1)
الفقيه الأديب المشهور، صاحب التصانيف المشهورة و العلوم المذكورة.
قدم دمشق طالب علم، فسمع بها هشام بن عمّار، و سليمان بن عبد الرّحمن، و حدّث عنهم، و عن جرير (2)،و هشيم (3)،و حفص بن غياث، و أبي معاوية [الضرير] (4) و إسماعيل ابن جعفر، و مروان بن معاوية، و عبّاد بن عبّاد المهلّبي، و سفيان بن عيينة، و عبد الرّحمن بن مهدي، و يحيى بن سعيد القطّان، و ابن عليّة (5)،و صفوان بن عيسى، و زيد بن الحباب، و محمّد بن يونس اليمامي، و هاشم بن القاسم، و إسماعيل بن عيّاش، و وكيع بن الجرّاح، و أبي بكر بن عيّاش، و محمّد بن يزيد الواسطي، و محمّد بن أبي عدي، و سعيد بن عبد الرّحمن الجمحي، و أزهر بن سعد، و إسحاق بن سليمان الرازي، و أبي أحمد الزّبيري، و يزيد بن هارون، و حجّاج الأعور، و غندر (6)،و الأشجعي (7)،و قبيصة (8)،و عبد الوهّاب بن عطاء الخفّاف، و معاذ بن معاذ، و يحيى بن سليمان الطائفي، و عباد بن العوّام، و كثير بن هشام، و محمّد بن كثير المصّيصي، و عبد اللّه بن صالح، و سعيد بن أبي مريم، و علي بن معبد، و أبي الأسود النّضر بن عبد الجبّار المصريين.
روى عنه: سعيد بن الحكم بن أبي مريم - و هو من شيوخه - و محمّد بن إسحاق الصّغاني، و أبو بكر بن أبي الدنيا، و الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، و الحسن بن مكرم البزّاز، و أحمد بن يوسف التغلبي (9)،و علي بن عبد العزيز البغوي، و عبد اللّه بن عبد
ص: 58
الرّحمن بن الفضل الدّارمي، و أبو منصور نصر بن داود بن طوق، و عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن بحر العسكري، و عبد المجيد بن إبراهيم البوشنجي، و أبو بكر محمّد بن يحيى بن سليمان المروزي و غيرهم.
أخبرنا (1) أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبيد العسكري الدّقاق، حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن سليمان المروزي، أنبأنا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الكريم أبي أمية، عن حسان بن بلال، عن عمّار بن ياسر.
أنه توضأ فخلّل لحيته فقيل له: تفعل هذا؟ فقال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يفعله.
قال: و أنبأنا أبو عبيد، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي ريحانة، عن سفينة صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يغتسل بالصاع و يطهّره المدّ - قال إسماعيل: أو قال: يتطهر بالمدّ.. [10497].
قال: و أنبأنا أبو عبيد، حدّثنا هشام بن عمّار، عن يحيى بن حمزة، عن أبي وهب، عن مكحول أنه سئل عن القلوط أ يتوضأ به ؟ فقال:[ما] (2) لم يتغير.
قال: و قال القاسم بن مخيمرة: يتوضأ به ما جرى.
قال أبو عبيد: القلوط نهر قذر إلاّ أنه جاري، و قد رأيته.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا - بقراءتي عليه - عن أبي محمّد الحسن (3) بن علي الجوهري (4).
ح و أخبرنا أبو الحسن (5) علي بن أحمد بن قبيس، حدّثنا-[و] (6) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (7)،أخبرني الأزهري.
ص: 59
قالا: حدّثنا محمّد بن العباس، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد قال (1):
القاسم بن سلاّم يكنى أبا عبيد - زاد ابن البنّا: و هو من أبناء خراسان، و كان مؤدبا صاحب نحو و عربية، و طلب الحديث و الفقه، و قالا:- ولي قضاء طرسوس أيام ثابت بن نصر ابن مالك، و لم يزل معه و مع ولده، و قدم بغداد ففسر بها غريب الحديث، و صنّف كتبا، و سمع الناس منه، و حجّ فتوفي بمكة سنة أربع و عشرين و مائتين.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا البخاري (2) قال (3):
القاسم بن سلاّم أبو عبيد البغدادي، سمع شريكا (4)،و يحيى القطان، مات سنة أربع و عشرين و مائتين.
أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه (5) الأديب - إذنا - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
[ح] (6) قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي.
قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (7):
القاسم بن سلاّم أبو عبيد البغدادي، روى عن شريك، و هشيم، و يحيى القطان، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:
ص: 60
أبو عبيد القاسم بن سلاّم، سمع ابن المبارك و هشيما.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:
أبو عبيد القاسم بن سلاّم.
قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيّوية، أنبأنا محمّد بن القاسم بن جعفر، حدّثنا ابن أبي خيثمة قال:
أبو عبيد القاسم بن سلاّم توفي بمكة.
كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأنا عمّي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:
القاسم بن سلاّم يكنى أبا عبيد، صاحب المصنّفات، مروزي، سكن بغداد، قدم مصر مع يحيى بن معين سنة ثلاث عشرة و مائتين، و كتب بمصر، و حكى عنه، و كانت وفاته بمكة سنة أربع و عشرين و مائتين.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو عبيد القاسم بن سلاّم البغدادي، سمع أبا عبد الرّحمن عبد اللّه بن المبارك، و أبا معاوية هشيم بن بشير الواسطي، سمع منه علي بن عبد اللّه السّعدي، و أحمد بن حنبل، و زهير بن حرب.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب قال:
أبو عبيد القاسم بن سلاّم التركي مولى الأزد، صاحب الكتب المصنّفة، منها غريب الحديث، و غريب المصنّف، و كتاب الأموال، و كتاب القراءات، و كتاب الأمثال، و الناسخ و المنسوخ و غير ذلك، و كان أحد الأئمة في الدين، و علما من أعلام المسلمين، سمع إسماعيل بن جعفر، و إسماعيل بن عيّاش، و سفيان الثوري، و هشيم بن بشير، و إسماعيل بن عليّة و من بعدهم، روى عنه أحمد بن يونس التّغلبي، و محمّد بن إسحاق الصّغاني، و الحارث ابن أبي أسامة، و جعفر بن محمّد بن اليمان، و علي بن عبد العزيز البغوي، و محمّد بن يحيى المروزي و غيرهم.
ص: 61
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو منصور محمّد بن عبد الملك، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):
القاسم بن سلاّم أبو عبيد كان أبوه عبدا روميا لرجل من أهل هراة، و يحكى أنّ سلاّما خرج يوما و أبو عبيد مع ابن مولاه في الكتاب فقال للمعلّم: علمي القاسم فإنها كيسة، طلب أبو عبيد العلم و سمع الحديث، و درس الأدب، و نظر في الفقه، و سمع إسماعيل بن جعفر، و شريكا، و إسماعيل بن عيّاش، و هشيم بن بشير، و سفيان بن عيينة، و إسماعيل بن عليّة، و يزيد بن هارون، و يحيى بن سعيد القطّان، و حجّاج بن محمّد، و أبا معاوية الضرير، و صفوان بن عيسى، و عبد الرّحمن بن مهدي، و حمّاد بن مسعدة، و مروان بن معاوية، و أبا بكر بن عيّاش، و عمر بن يونس، و إسحاق الأزرق و غيرهم، روى عنه نصر بن داود بن طوق، و محمّد بن إسحاق الصّغاني (2)،و الحسن بن مكرم، و أحمد بن يوسف التّغلبي، و أبو بكر بن أبي الدنيا، و الحارث بن أبي أسامة، و محمّد بن يحيى المروزي، و علي بن عبد العزيز البغوي في آخرين، و كان قد أقام ببغداد مدة، ثم ولي القضاء بطرسوس، ثم خرج بعد ذلك إلى مكّة، فسكنها حتى مات بها.
قال الخطيب (3):قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات - بخطه - أنبأنا محمّد بن العباس بن أحمد الذهلي، حدّثنا أحمد بن محمّد [بن ياسين] (4) الهروي قال: سمعت علي ابن عبد العزيز يقول: ولد أبو عبيد بهراة، و كان أبوه سلاّم عبدا لبعض أهل هراة، و كان يتولى الأزد.
قال الخطيب (5):و أخبرني ابن يعقوب، أنبأنا ابن نعيم، أنبأنا أبو العباس السّيّاري، حدّثنا عيسى بن محمّد بن عيسى [نا العباس بن مصعب حدثني الثقة من أصحابنا، قال و هو عبد المجيد القاضي، عن أبي علي محمّد بن عيسى] (6) قال السياري: و هو عم عيسى - قال:
ص: 62
سمعت عبد اللّه بن طاهر يقول: كان للناس (1) أربعة: ابن عباس في زمانه، و الشعبي في زمانه، و القاسم بن معن في زمانه، و أبو عبيد القاسم بن سلاّم في زمانه.
قال (2):و قرأت على البرقاني، عن أبي إسحاق المزكي، أنبأنا محمّد بن إسحاق [الثقفي] (3)،حدّثني محمّد بن أبي العباس، عن محمّد بن عيسى الكاتب قال: رثى عبد اللّه ابن طاهر أبا عبيد فقال:
يا طالب العلم قد أودى ابن سلام *** قد كان فارس علم غير محجام
أودي الذي كان فينا ربع أربعة *** لم يلف مثلهم إسناد أحكام
خير البرية عبد اللّه عالمها *** و عامر و لنعم، التلو يا عامي (4)
هما أنافا (5) بعلم في زمانهما *** و القاسمان ابن معن و ابن سلاّم
قال (6):و أنبأنا أبو نعيم الحافظ .
ح و أنبأنا أبو علي (7) الحداد في كتابه، أنبأنا أبو نعيم (8)،حدّثنا سليمان بن أحمد الطّبراني، حدّثنا عبدان بن محمّد المروزي، حدّثنا أبو سعيد الضرير قال: كنت عند عبد اللّه ابن طاهر فورد عليه نعي أبي عبيد فقال لي: يا أبا سعيد مات أبو عبيد، ثم أنشأ يقول:
يا طالب العلم قد مات ابن سلام *** و كان فارس علم غير محجام
مات الذي كان فيكم ربع أربعة *** لم يلف مثلهم إسناد أحكام
خير البرية عبد اللّه، أولهم *** و عامر و لنعم التلو يا عام
هما اللذان أنافا فوق غيرهما *** و القاسمان ابن معن و ابن سلاّم
قال: و كان عبد اللّه بن طاهر يقول: علماء الناس أربعة: عبد اللّه بن عباس في زمانه، و الشعبي في زمانه، و القاسم بن معن في زمانه، و أبو عبيد القاسم بن سلاّم في زمانه.
ص: 63
أنبأنا بها عالية أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، و أبو القاسم غانم بن محمّد، و أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو علي، قالوا: أنبأنا أبو نعيم، حدّثنا سليمان بن أحمد، فذكر نحوها (1).
أخبرني (2) أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم الصوفي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا الحسين أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول: سمعت أبا الحسن علي بن عبد اللّه الهروي يقول: سمعت هلال بن العلاء الرّقّي يقول:
منّ اللّه عزّ و جلّ على هذه الأمة بأربعة أنفس (3):بالشافعي فقه أخبار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عرفها الناس، و يحيى بن معين نفى الكذب عن أخبار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أحمد بن حنبل ثبت في المحنة لو لا هؤلاء الأربعة (4) لهلك الناس.
و سقط من هذه الرواية ذكر أبي عبيد، و في غيرها: و بأبي عبيد فسّر غرائب أحاديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و ذكره قبل يحيى بن معين.
و الصواب علي بن محمّد الهروي (5)،و هو ابن عيسى الحكّائي (6).
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنبأنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس بن سلمة (7)،حدّثنا أبو الحسن علي بن محمّد الهروي قال: سمعت هلال ابن العلاء الرّقّي يقول:
منّ اللّه تعالى ذكره على هذه الأمة بأربعة: بالشافعي فقه (8) أحاديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و بأبي عبيد فسّر غرائب أحاديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و بيحيى بن معين نفى الكذب عن أحاديث
ص: 64
رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و بأحمد بن حنبل ثبت في المحنة بأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، لولاهم لذهب الإسلام.
أخبرني (1) أبو المظفّر الصوفي، أنبأنا أبو بكر الحافظ ، أنبأنا أبو سعد (2) أحمد بن محمّد الماليني.
ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، قالا: أنبأنا أبو أحمد بن عدي (3)،أنبأنا - و في رواية الماليني: حدّثنا - عبد اللّه بن العباس الطيالسي قال: سمعت هلال بن العلاء يقول:
منّ اللّه على هذه الأمة بأربعة لولاهم لهلك الناس، منّ اللّه عليهم بالشافعي حتى بيّن المجمل من المفسّر و الخاص من العام، و الناسخ من المنسوخ، و لولاه هلك الناس، و منّ اللّه عليهم بأحمد بن حنبل حتى صبر في المحنة و الضرب فنظر غيره إليه فصبر، و لم يقولوا بخلق القرآن و لولاه لهلك الناس،[و من اللّه عليهم بيحيى بن معين حتى بين الضعفاء من الثقات، و لولاه لهلك الناس] (4) و منّ اللّه عليهم بأبي عبيد حتى فسّر غريب حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لولاه لهلك الناس.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا-[و] (5) أبو منصور (6) بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (7)،أنبأنا أبو الحسن أحمد بن علي البادا، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر بن بيان الزبيبي (8)،حدّثنا عبد اللّه بن العباس الطيالسي قال: سمعت الهلال بن العلاء الرقي يقول:
منّ اللّه عزّ و جلّ على هذه الأمة بأربعة في زمانهم: بالشافعي تفقه بحديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و بأحمد بن حنبل ثبت في المحنة و لو لا ذلك كفر الناس، و بيحيى بن معين نفى الكذب
ص: 65
عن [حديث] (1) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و بأبي عبيد القاسم بن سلاّم فسّر الغريب من حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لو لا ذلك لاقتحم الناس في الخطأ.
أخبرنا (2) أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت يحيى بن محمّد (3) يقول (4).
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد بن المتولي النيسابوري - ببغداد - حدّثنا أحمد بن علي بن عبد اللّه بن خلف - إملاء - قال: سمعت الحاكم الإمام أبا عبد اللّه الحافظ يقول: سمعت أبا زكريا يحيى بن محمّد العنبري يقول: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول:
سألت أبا قدامة عن الشافعي و أحمد بن حنبل، و إسحاق، و أبي عبيد فقال: أما أفقههم فالشافعي، إلاّ أنه قليل الحديث، و أمّا أورعهم فأحمد بن حنبل، و أمّا أحفظهم فإسحاق، و أمّا [أعلمهم] (5)..... (6) و قال ابن المتولي: فأما الأعلم بلغات العرب فأبو عبيد.
رواها الخطيب عن محمّد بن يعقوب عن الحاكم.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا-[و] (7) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (8)،أخبرني ابن يعقوب، حدّثنا محمّد بن نعيم قال: سمعت أبا الوليد الفقيه يقول:
سمعت الحسن بن سفيان يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول:
أبو عبيد أوسعنا علما، و أكثرنا أدبا، و أجمعنا جمعا، إنا نحتاج إلى أبي عبيد، و أبو عبيد لا يحتاج إلينا.
كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:
سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن العباس يقول: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: سمعت محمّد بن عبد الرّحمن يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: أبو عبيد أوسعنا علما، فذكر مثل الأول.
ص: 66
أخبرنا أبو الحسن المالكي، حدّثنا[-و] (1) أبو منصور العطار، أنبأنا أبو بكر الخطيب (2)،أخبرني أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن جعفر اليزيدي (3)-بأصبهان - أنبأنا أبو جعفر أحمد بن عبد اللّه بن شجاع الأديب قال: سمعت أحمد بن خشنام بن معدان يقول:
سمعت أحمد بن سلمة النيسابوري قال: سمعت إسحاق بن راهوية يقول: الحقّ يحبه اللّه (4)عزّ و جل، أبو عبيد (5) القاسم بن سلاّم أفقه منيّ و أعلم منّي.
أنبأنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (6)،حدّثني منصور بن ناصر السّجستاني، أنبأنا علي بن سري السّجستاني، حدّثنا محمّد بن الحسين الآجري (7)،قال:
سمعت أبا بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة يقول: سمعت أحمد بن نصر المقرئ يقول: قال إسحاق بن إبراهيم: إنّ اللّه لا يستحي من الحق، أبو عبيد أعلم مني، و من ابن حنبل، و الشافعي.
أنبأنا أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن العباس يقول: سمعت أحمد ابن محمّد بن سعيد يقول: سمعت أبا زيد عبد اللّه بن محمّد بن قدامة يقول: سمعت محمّد ابن نصر (8) النيسابوري يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول:
يحب اللّه الحق، أبو عبيد أعلم منّي و من الشافعي، و من أحمد، قال أبو زيد: و كان محمّد بن نصر يمتنع و لا يحدّث به لأنه أنكره عليه أبو يحيى الكردي و قال: ليس كما قال إسحاق، أحمد أعلم هؤلاء.
أخبرنا أبو الحسن (9) بن قبيس، و أبو محمّد طاهر بن سهل، قالا: حدّثنا-[و] (10) أبو
ص: 67
منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (1)،أنبأنا أبو بكر عبد اللّه بن علي بن حموية الهمذاني (2)-بها - حدّثني أحمد بن عبد الرّحمن الشيرازي، قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم ابن أحمد المستملي يقول: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن طرخان يقول: سمعت محمّد بن عقيل [يقول: سمعت حمدان بن سهل] (3) يقول: سألت يحيى بن معين عن الكتبة (4) عن أبي عبيد، و السماع منه فقال: مثلي يسأل عن أبي عبيد؟ أبو عبيد يسأل عن الناس.
انتهى حديث طاهر، و زادا: لقد كنت عند الأصمعي يوما إذ أقبل أبو عبيد فشق إليه بصره حتى اقترب منه، ثم قال: أ ترون هذا المقبل ؟ قالوا: نعم، قال: لن تضيع الدنيا - أو لن يضيع الناس - ما حيي هذا المقبل.
أخبرنا أبو الحسن المالكي، حدّثنا-[و] (5) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (6)،أنبأنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر الخلاّل، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفارسي، حدّثنا بكر بن سهل، حدّثنا عبد الخالق بن منصور، و سئل يحيى بن معين عن أبي عبيد؟ فقال: ثقة.
قال (7):و أنبأنا أبو عبيد اللّه بن عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن مخلد قال: سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أبو عبيد القاسم بن سلاّم ممن يزداد عندنا كلّ يوم خيرا.
أخبرنا (8) أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا زكريا يحيى بن محمّد العنبري يقول: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول:
سمعت أبا قدامة عبيد اللّه بن سعيد يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أبو عبيد أستاذ (9).
ص: 68
أخبرنا أبو الحسن الفقيه، حدّثنا-[و] (1) أبو منصور المقرئ، أنبأنا - أبو بكر الحافظ (2)(3).
قال: و أخبرني محمّد بن [أبي] (4) علي الأصبهاني، أنبأنا أبو علي الحسين بن محمّد الشافعي - بالأهواز - أنبأنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال: سئل أبو داود سليمان بن الأشعث عن القاسم بن سلاّم فقال: ثقة مأمون.
أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري، عن أبي سعيد محمّد بن علي بن محمّد، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سألت أبا الحسن الدارقطني عن أبي عبيد القاسم بن سلاّم ؟ فقال: إمام ثقة، جبل، و سلاّم والده رومي (5).
قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن قرّة، عن جعفر بن أحمد بن الحسين القارئ، أنبأنا أبو نصر عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم الحافظ قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه الحافظ يقول: كان أبو محمّد - يعني: ابن قتيبة - يتعاطى التقدم في علوم كثيرة، و لم يرضه أهل علم منها و إنّما الإمام المقبول عند الكل أبو عبيد القاسم بن سلاّم (6).
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، حدّثنا-[و] (7) أبو منصور محمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو بكر الخطيب (8)،أنبأنا أبو عقيل أحمد بن عيسى القزاز حدّثنا عبد العزيز بن الحارث التميمي، حدّثنا إبراهيم بن محمّد الكبشي (9) النساخ قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول:
أدركت ثلاثة لن يرى مثلهم أبدا، تعجز النساء أن يلدن مثلهم، رأيت أبا عبيد القاسم بن سلاّم ما مثلته إلاّ بجبل ينفخ فيه روح، و رأيت بشر بن الحارث فما شبهته إلاّ برجل عجن من (10)قرنه إلى قدمه (11) عقلا، و رأيت أحمد بن محمّد بن حنبل فرأيت كأنّ اللّه جمع له علم الأولين من كلّ صنف، يقول ما شاء، و يمسك ما شاء.
ص: 69
قال الخطيب (1):و حدّثني العلاء بن أبي المغيرة الأندلسي، أنبأنا علي بن بقاء الورّاق - بمصر - أنبأنا عبد الغني بن سعيد الحافظ قال: في كتاب الطهارة: لأبي عبيد القاسم بن سلاّم حديثان ما حدّث بهما غير أبي عبيد، و لا عن أبي عبيد غير محمّد بن يحيى المروزي أحدهما حديث شعبة عن عمرو بن أبي وهب، و الآخر حديث عبيد اللّه بن عمر عن سعيد المقبري، حدّث به عن يحيى القطّان عن عبيد اللّه، و حدّث به الناس عن يحيى القطّان عن ابن عجلان.
أخبرنا بحديث شعبة أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي الجوهري - بقراءة أبي بكر الخطيب عليه - أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبيد العسكري، أنبأنا محمّد بن يحيى بن سليمان المروزي، أنبأنا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، حدّثنا حجّاج عن شعبة، عن عمرو بن أبي وهب الخزاعي، عن موسى بن ثروان البجلي، عن طلحة بن عبيد اللّه بن كريز الخزاعي.
عن عائشة قالت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا توضأ خلّل لحيته (2)[10498].
أخبرنا بحديث عبيد اللّه أبو بكر (3) الحاسب أيضا، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه العسكري، أنبأنا محمّد بن يحيى المروزي، أنبأنا أبو عبيد، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد اللّه بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن قال: رأت عائشة عبد الرّحمن يتوضأ فقالت: يا عبد الرّحمن أسبغ الوضوء فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ويل للأعقاب من النار» (4)[10499].
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا-[و] (5) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (6) قال: قرأت على ابن التّوّزي، عن محمّد بن المرزبان، حدّثني مكرم بن أحمد قال: قال إبراهيم الحربي:
كان أبو عبيد كأنه جبل نفخ فيه الروح، يحسن كلّ شيء إلاّ الحديث صناعة أحمد
ص: 70
و يحيى، و كان أبو عبيد يؤدب غلاما في شارع بشر و بشير، ثم اتصل بثابت بن نصر بن مالك الخزاعي (1) مؤدب ولده، ثم ولي ثابت طرسوس ثماني عشرة سنة (2) فولى أبو عبيد القضاء بطرسوس ثماني عشرة سنة، فاشتغل عن كتابة الحديث (3)،كتب في حداثته عن هشيم (4)و غيره، فلما صنّف احتاج إلى أن يكتب عن يحيى بن صالح، و هشام بن عمّار، و أضعف كتبه: كتاب الأموال يجيء إلى باب فيه ثلاثون حديثا و خمسون أصلا عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، فيجيء يحدث (5) حديثين يجمعهما من حديث الشام، و يتكلم في ألفاظهما، و ليس له كتاب مثل غريب المصنّف، و انصرف أبو عبيد يوما من الصلاة فمرّ بدار إسحاق الموصلي، فقالوا له: يا أبا عبيد صاحب هذه الدار يقول: إنّ في كتاب غريب المصنف ألف حديث خطأ، فقال أبو عبيد: كتاب فيه أكثر من مائة ألف يقع فيه ألف ليس بكثير، و لعل إسحاق عنده رواية و عندنا رواية، فلم يعلم فخطأنا، و الروايتان صواب، و لعله أخطأ في حروف و أخطأنا في حروف فيبقى الخطأ شيء يسير، و كتاب غريب الحديث فيه أقل من مائتي حرف، سمعت، و الباقي قال الأصمعي، و قال أبو عمرو فيه خمسة و أربعون حديثا لا أصل لها أتى فيها أبو عبيد من أبي عبيدة معمر بن المثنى، كان أبو عبيد كأنه جبل نفخ فيه الروح يتكلم في كل صنف من العلم.
قال الخطيب (6):حدّثت عن أبي عمر محمّد بن عبد الواحد اللغوي قال: سمعت أبا العباس ثعلبا يقول: لو كان أبو عبيد في بني إسرائيل لكان عجبا.
كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:
سمعت أبا منصور - يعني - محمّد بن عبد اللّه بن حمشاد يقول: سمعت أبا عمر الزاهد يقول:
سمعت أبا العباس ثعلب يقول: لو كان أبو عبيد في بني إسرائيل لكان عجبا (7).
أخبرنا أبو الحسن المالكي، حدّثنا-[و] (8) أبو منصور بن عبد الملك، أنبأنا أبو بكر
ص: 71
الخطيب (1) قال: قرأت على أحمد بن علي بن التوزي، عن أبي عبيد اللّه المرزباني، حدّثنا أحمد بن كامل القاضي قال: كان أبو عبيد القاسم بن سلاّم فاضلا في دينه و في علمه، ربانيا، متفننا (2) في أصناف من علوم الإسلام، من القرآن، و الفقه، و العربية، و الأخبار، حسن الرواية، صحيح النقل، لا أعلم أحدا من الناس طعن عليه في شيء من أمره و دينه.
قال الخطيب (3):و قرأت على أحمد بن علي بن الحسين المحتسب عن محمّد بن عمران بن موسى المرزبان قال: قال عبد اللّه بن جعفر - يعني - ابن درستويه الفارسي النحوي - من علماء بغداد المحدّثين النحويين على مذهب الكوفيين و رواة اللغة و الغريب عن البصريين و الكوفيين، و العلماء و القراءات، و من جمع صنوفا من العلم، و صنّف الكتب، في كل فنّ من العلوم و الآداب (4) فأكثر و شهر، أبو عبيد القاسم بن سلاّم، و كان مؤدبا لآل هرثمة، و صار في ناحية عبد اللّه بن طاهر، و كان ذا فضل و دين، و ستر، و مذهب حسن، روى عن أبي زيد الأنصاري، و أبي عبيدة، و الأصمعي، و اليزيدي، و غيرهم من البصريين، و روى عن ابن الأعرابي، و أبي زياد الكلابي، و عن الأموي، و أبي عمرو الشيباني، و الكسائي، و الأحمر، و الفراء، و روى الناس من كتبه المصنفة بضعة و عشرين كتابا في القرآن و الفقه و غريب الحديث، و الغريب المصنف، و الأمثال، و معاني الشعر، و غير ذلك، و له كتب لم يروها، قد رأيتها في ميراث بعض الطاهريين تباع كثيرة في أصناف الفقه كله، و بلغنا أنه كان إن ألّف كتابا أهداه إلى عبد اللّه بن طاهر، فيحمل إليه مالا خطيرا، استحسانا لذلك، و كتبه مستحسنة مطلوبة في كلّ بلد، و الرواة عنه مشهورون ثقات ذوو ذكر و نبل، قال: و قد سيق إلىّ جميع مصنفاته، فمن ذلك الغريب المصنف - و هو من أجلّ كتبه في اللغة - فإنه احتذى فيه كتاب النّضر بن شميل (5) المازني الذي يسميه:«كتاب الصفات»، و بدأ فيه بخلق الإنسان، ثم بخلق الفرس (6) ثم بالإبل، فذكر صنفا بعد صنف، حتى أتى على جميع ذلك، و هو أكبر من كتاب
ص: 72
أبي عبيد و أجود، و منها كتابه الأمثال (1)،و قد سبقه إلى ذلك جميع البصريين و الكوفيين:
الأصمعي، و أبو زيد، و أبو عبيدة، و النّضر بن شميل، و المفضّل الضّبيّ ، و ابن الأعرابي، إلاّ أنه جمع روايتهم (2) في كتابه فبوّبه أبوابا و أحسن تأليفه، و كتاب غريب الحديث أوّل من عمله أبو عبيدة معمر بن المثنّى و قطرب، و الأخفش، و النّضر بن شميل، و لم يأتوا بالأسانيد، و عمل أبو عدنان النحوي البصري كتابا في غريب الحديث، و ذكر فيه الأسانيد، و صنّفه على أبواب السنن و الفقه، إلاّ أنه ليس بالكثير، فجمع أبو عبيد عامة ما في كتبهم و فسّره و ذكر الأسانيد و صنّف المسند على حدته، و أحاديث كلّ رجل من الصحابة و التابعين على حدته، و أجاد تصنيفه، فرغب فيه أهل الحديث، و الفقه، و اللغة لاجتماع ما يحتاجون إليه فيه، و كذلك كتابه في معاني القرآن، و ذلك أنّ أول من صنّف في ذلك من أهل اللغة أبو عبيدة معمر بن المثنّى، ثم قطرب بن المستنير، ثم الأخفش، و صنّف من الكوفيين الكسائي، ثم الفرّاء، فجمع أبو عبيد من كتبهم، و جاء فيه بالآثار و أسانيدها، و تفاسير الصحابة، و التابعين، و الفقهاء، و روى النصف عنه، و مات قبل أن يسمع منه باقيه و أكثره غير مروي عنه.
و أما كتبه في الفقه فإنه عمد إلى مذهب مالك و الشافعي، فتقلد أكثر ذلك، و أتى بشواهده و جمعه من حديثه و رواياته، و احتج فيها باللغة و النحو، فحسنها بذلك، و له في القراءات كتاب جيد ليس لأحد من الكوفيين قبله مثله، و كتاب في الأموال من أحسن ما صنّف في الفقه و أجوده.
قال (3):و أنبأنا القاضي أبو العلاء الواسطي (4) قال: قال أبو الحسن محمّد بن جعفر بن هارون التميمي النحوي: كان طاهر بن الحسين - حين مضى إلى خراسان - نزل بمرو و طلب رجلا يحدثه ليلة، فقيل: ما هاهنا إلاّ رجل مؤدب، فأدخل عليه أبو عبيد القاسم بن سلاّم فوجده أعلم الناس بأيام الناس، و النحو، و اللغة، و الفقه، فقال له: من المظالم تركك أنت بهذا البلد، فدفع إليه ألف دينار، و قال له: أنا متوجه إلى خراسان إلى حرب، و ليس أحب استصحابك شفقا عليك، فأنفق هذا إلى أن أعود إليك، فألف أبو عبيد غريب المصنف إلى
ص: 73
أن عاد طاهر بن الحسين من خراسان، فحمله معه إلى سرّ من رأى، و كان أبو عبيد ديّنا ورعا، جوادا.
قال (1):و حدّثنا أبو العلاء القاضي، أنبأنا محمّد بن جعفر التميمي، حدّثنا أبو علي النحوي، حدّثنا الفسطاطي قال:
كان أبو عبيد مع ابن طاهر فوجّه إليه أبو دلف يستهديه أبا عبيد مدة شهرين، فأنفذ أبا عبيد إليه، فأقام شهرين، فلما أراد الانصراف وصله أبو دلف بثلاثين ألف درهم، فلم يقبلها و قال: أنا في جنبة رجل ما يحوجني إلى صلة غيره، و لا (2) أخذ ما فيه على نقص، فلمّا عاد إلى طاهر وصله بثلاثين ألف دينار بدل ما وصله أبو دلف، فقال له: أيها الأمير قد قبلتها.
و لكن قد أغنيتني بمعروفك و برّك و كفايتك عنها، و قد رأيت أن اشتري بها سلاحا و خيلا، و أوجّه (3) بها إلى الثغر ليكون الثواب متوفرا على الأمير، ففعل.
قال: و حدّثني أبو القاسم الأزهري، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري قال: قال أحمد بن يوسف - أ ما سمعت منه أو حدّثت به عنه - قال: لما عمل أبو عبيد كتاب غريب الحديث عرض على عبد اللّه بن طاهر فاستحسنه و قال: إنّ عقلا بعث صاحبه على عمل مثل هذا الكتاب لحقيق أن لا يحوج إلى طلب المعاش، فأجرى له عشرة آلاف درهم في كل شهر.
قال الخطيب: كذا قال الأزهري لي: عشرة آلاف درهم في كل شهر.
و أخبرنا (4) القاضي أبو محمّد الحسن بن الحسين بن رامين الأسترآباذي، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن هارون التميمي المرورّوذي، حدّثني أبي قال: سمعت الحسن بن محمّد بن موسى الهروي قال: سمعت حارث بن أبي أسامة يقول: حمل غريب حديث أبي عبيد إلى عبد اللّه بن طاهر فلما نظر فيه قال: هذا رجل عاقل دقيق النظر، فكتب إلى إسحاق ابن إبراهيم بأن يجري عليه في كل شهر خمسمائة درهم، فلما مات عبد اللّه أجرى عليه إسحاق بن إبراهيم من ماله، فلما مات أبو عبيد أجرى إسحاق بن إبراهيم على ولده حتى مات.
ص: 74
قال الخطيب: و ذكر وفاة عبد اللّه بن طاهر في هذا الخبر وهم لأنّ أبا عبيد مات قبل ابن طاهر بعدّة سنين.
قال (1):و أخبرني ابن زامين (2)،حدّثنا محمّد، حدّثني أبي قال: سمعت الحسن يقول:
سمعت المسعري محمّد بن وهب يقول:
قال أبو عبيد: كنت في تصنيف هذا الكتاب أربعين سنة، و ربما كنت أستفيد الفائدة من أفواه الرجال، فأضعها في موضعها من الكتاب، فأبيت ساهرا، فرحا مني بتلك الفائدة، و أحدكم يجيئني فيقيم عندي أربعة أشهر [أو] (3) خمسة أشهر، فيقول: قد أقمت الكثير، قال أبو علي: أوّل من سمع هذا الكتاب من أبي عبيد يحيى بن معين.
أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه، ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد الحلواني، أنبأنا أبو علي.
ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا-[و] (4) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر أحمد بن علي (5).
قالوا: أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت سليمان بن أحمد الطّبراني يقول: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: عرض - و قال الخطيب: عرضت - كتاب غريب الحديث لأبي عبيد على أبي فاستحسنه، و قال: جزاه اللّه خيرا.
أخبرنا أبو الحسن، حدّثنا-[و] (6) أبو منصور، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (7)،حدّثنا هلال بن المحسن الكاتب، أنبأنا أحمد بن محمّد بن الجراح الخزّاز (8)،حدّثنا أبو بكر بن الأنباري، حدّثني موسى بن محمّد قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: كتب أبي كتاب غريب الحديث الذي ألّفه أبو عبيد أولا.
ص: 75
أخبرنا أبو الحسن الفقيه المالكي، و أبو محمّد بن حمزة السّلمي قالا: حدّثنا-[و] (1)أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا أبو بكر البرقاني، أنبأنا أحمد بن إبراهيم أبو بكر الإسماعيلي، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن سيّار، قال: سمعت ابن عرعرة يقول: كان طاهر بن عبد اللّه ببغداد، فطمع في أن يسمع من أبي عبيد، و طمع أن يأتيه في منزله، فلم يفعل أبو عبيد، حتى كان هذا يأتيه، فقدم علي بن المديني، و عباس العنبري فأرادا أن يسمعا غريب الحديث، فكان يحمل كل يوم كتابه و يأتيهما في منزلهما فيحدّثهما فيه.
أخبرنا أبو الحسن، حدّثنا-[و] (3) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)، أنبأنا علي بن المحسّن التنوخي، حدّثنا العباس بن أحمد بن المفضل الهاشمي.
ح قال: و أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمّد بن علي الدّربندي، حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن أحمد التّوّزي - بالبصرة - قالا: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي (5)الهجيمي، حدّثني جعفر بن محمّد بن علي بن المديني قال: سمعت أبي يقول: خرج أبي إلى أحمد بن حنبل يعوده - و أنا معه - قال: فدخل إليه و عنده يحيى بن معين و ذكر جماعة من المحدّثين، قال: فدخل أبو (6) عبيد القاسم بن سلاّم فقال له يحيى بن معين: اقرأ علينا كتابك الذي عملته للمأمون في غريب الحديث فقال: هاتوه، قال: فجاءوا بالكتاب، فأخذه أبو عبيد فجعل يقرأ الأسانيد و يدع تفسير الغريب، فقال له أبي: يا أبا عبيد دعنا من الأسانيد نحن أحذق بها منك، فقال يحيى بن معين لعلي بن المديني: دعه يقرأ على الوجه فإن ابنك محمّدا معك، و نحن نحتاج أن نسمعه على الوجه، فقال أبو عبيد: ما قرأته إلاّ على المأمون، فإن أحببتم أن تقرءوه فاقرءوه، قال: فقال له علي بن المديني: إن قرأته علينا و إلاّ فلا حاجة لنا فيه، و لم يعرف أبو عبيد علي بن المديني فقال ليحيى بن معين: من هذا؟ قال: هذا علي بن المديني، فالتزمه و قرأه علينا، فمن حضر ذلك المجلس جاز أن يقول: حدّثنا، و غير ذلك فلا يقول.
ص: 76
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن الحسين، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين قال: سمعت أبا عبد اللّه الحافظ يقول: سمعت يحيى بن محمّد العنبري يقول:
سمعت أحمد بن محمّد السّجزي يقول: سمعت عبد اللّه بن أبي زياد القطواني يقول: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلاّم يقول:
لأهل العربية لغة، و لأهل الحديث لغة، و لغة أهل العربية أقيس، و لا نجد بدّا من اتّباع لغة أهل الحديث من أجل السماع.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا-[و] (1) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب قال (2):
قرأت على أحمد بن علي بن التّوّزي عن أبي عبيد اللّه المرزباني، أخبرني محمّد بن عبد الواحد، أخبرني أبو عمرو بن الطوسي قال: قال لي أبي: غدوت إلى أبي عبيد ذات يوم، فاستقبلني يعقوب بن السّكّيت فقال: إلى أين ؟ فقلت: إلى أبي عبيد، فقالت: أنت أعلم منه، قال: فمضيت إلى أبي عبيد فحدّثته بالقصة، فقال لي: الرجل غضبان، فقال: قلت: من أي شيء؟ قال: جاءني منذ أيام فقال: اقرأ عليّ غريب الحديث، فقلت: لا، و لكن تجيء مع العامة، فغضب.
قال (3):و حدّثنا هلال بن المحسّن، أنبأنا أحمد بن محمّد بن الجراح الخزاز (4)،حدّثنا أبو بكر بن الأنباري، قال:
كان أبو عبيد يقسم الليل أثلاثا: فيصلي ثلثه، و ينام ثلثه، و يضع الكتب ثلثه.
قال (5):و أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل السّقّاء الحربي، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي، حدّثنا محمّد بن عمرو الباهلي - بمصر - قال: سمعت أبا عبد اللّه بن أبي مقاتل البلخي بمصر يقول: قال أبو عبيد القاسم بن سلاّم:
دخلت البصرة لأسمع (6) من حمّاد بن زيد (7) فقدمت فإذا هو قد مات، فشكوت ذلك
ص: 77
إلى عبد الرّحمن بن مهدي فقال: مهما سبقت به فلا تسبقنّ بتقوى اللّه عزّ و جلّ .
قال (1):و أنبأنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقرئ، أنبأنا محمّد بن بكران بن الرازي، حدّثنا محمّد بن مخلد، حدّثنا محمّد بن حفص بن (2) عمر الدوري، قال: سمعت أبا عبيد يقول: سمعني عبد اللّه بن إدريس أتلهّف على بعض الشيوخ فقال لي: يا أبا عبيد مهما فاتك من العلم فلا يفوتنك العمل.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني محمّد بن عبد اللّه المطوّعي أنه بلغه بإسناد له عن أبي عبيد القاسم بن سلاّم أنه قال: ما دققت على محدّث بابه قط لقول اللّه عز و جل: وَ لَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتّٰى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكٰانَ خَيْراً لَهُمْ (3).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا أحمد بن داود، حدّثنا أحمد بن سعيد اللحياني قال:
سمعت أبا عبيد القاسم بن سلاّم يقول:
ما أتيت عالما قط فاستأذنت عليه، و لكن صبرت حتى يخرج إليّ تأوّلت قول اللّه وَ لَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتّٰى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكٰانَ خَيْراً لَهُمْ .
أخبرنا (4) أبو المعالي الفارسي، أنبأنا أبو بكر البيهقي قال: سمعت أبا عبد اللّه الحافظ يقول: سمعت أبا العباس محمّد بن يعقوب يقول: سمعت العباس بن محمّد الدّوري يقول:
سمعت أبا عبيد القاسم بن سلاّم يقول:
إنّ من شكر العلم أن تقصد مع كل قوم يتذكرون شيئا لا تحسنه، فتتعلم منهم ثم تقعد بعد ذلك في موضع آخر، فيذكرون ذلك الشيء الذي تعلمته فتقول: و اللّه ما كان عندي شيء حتى سمعت فلانا يقول: كذا و كذا فتعلّمته، فإذا فعلت ذلك، فقد شكرت العلم.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا-[و] (5) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر
ص: 78
الخطيب (1)،أخبرني أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الصّيرفي، و أبو الطّيّب عبد العزيز بن علي بن محمّد القرشي - قال عبيد اللّه: حدّثنا، و قال الآخر: أنبأنا - محمّد بن العباس الخزاز (2)،حدّثنا أبو بكر محمّد بن هارون بن حميد بن المجدّر - إملاء - نا أبو الحسن ابن الفأفأ، حدّثني أبو حامد الصّاغاني، قال: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلاّم يقول:
فعلت بالبصرة فعلتين أرجو بهما الجنة، أتيت يحيى القطان - و هو يقول: أبو بكر و عمر، فقلت: معي شاهدان من أهل بدر يشهدان أن عثمان أفضل من علي، قال: من ؟ قلت: أنت حدثتنا عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن النّزّال بن سبرة قال: خطبنا عبد اللّه ابن مسعود فقال: أميرنا خير من بقي و لم نأل. قال و من الآخر؟ قال: قلت الزّهري عن حميد ابن عبد الرّحمن، عن المسور بن مخرمة قال: سمعت عبد الرّحمن بن عوف يقول: شاورت المهاجرين الأولين و أمراء الأجناد، و أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلم أر أحدا يعدل بعثمان، قال:
فترك قوله (3)،و قال أبو بكر و عمر و عثمان، قال: و أتيت عبد اللّه بن داود الخريبي (4) فإذا بيته بيت خمار فقلت: ما هذا؟ فقال: ما اختلف فيه أولنا و لا آخرنا، قلت: اختلف فيه أولكم و آخركم، قال: و من أولنا؟ قلت: أيوب السختياني عن محمّد بن سيرين، عن عبيدة السّلماني قال: اختلف علي في الأشربة، فما لي شراب منذ عشرين سنة إلاّ عسل، أو لبن، أو ماء قال: و من آخرنا؟ قال: قلت: عبد اللّه بن إدريس قال: فأخرج كلّ ما في منزله فأهراقه، قال: أرجو بهاتين الفعلتين الجنّة.
قال (5):و أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنبأنا محمّد بن نعيم الضّبّي قال: سمعت أبا الحسن الكازري (6) يقول: سمعت علي بن عبد العزيز يقول: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلاّم يقول: المتبع للسنّة كالقابض على الجمر، و هو اليوم عندي أفضل من ضرب السيف في سبيل اللّه.
ص: 79
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان.
[ح] (1) و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر (2)،أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن السّقّا، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قالا:
حدثنا عباس بن محمد، قال: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول:
عاشرت الناس و كلّمت أهل الكلام فما رأيت قوما أوسخ و سخا - زاد الأصم: و لا أقذر و قالا:- و لا أضعف حجّة، و لا أحمق من الرافضة، و لقد وليت قضاء الثغر فنفيت ثلاثة رجال منهم جهميين، و رافضي،- أو رافضيين و جهميا - و قلت: مثلكم لا يساكن أهل الثغر، و أخرجتهم. و قال الأصم: الثغور في الموضعين.
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن - بتبريز - أنبأنا أبو الفتح أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن علي السّوذرجاني - بأصبهان - حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن أحمد أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو عمرو عثمان بن محمّد العثماني، حدّثني محمّد بن إسحاق، حدّثنا زكريا الضرير، حدّثنا موسى بن نجيح السّلمي قال:
جاء رجل إلى أبي عبيد القاسم بن سلام فسأله عن الرّبابة (3) فقال: هو الذي يتدلى دوين السحاب و أنشده بيتا لعبد الرّحمن بن حسان:
كأنّ الرّباب دوين السحاب *** نعام تعلّق بالأرجل (4)
فقال: لم أرد هذا، قال: فالرّباب اسم امرأة، و أنشد:
إنّ الذي قسم الملاحة بيننا *** و كسا وجوه الغانيات جمالا
وهب الملاحة للرّباب و زادها *** في الوجه من بعد الملاحة خالا
فقال: لم أرد هذا، فقال: عساك أردت قول الشاعر (5):
ص: 80
ربابة ربة البيت *** تصب الخل و الزيت (1)
لها سبع دجاجات *** و ديك حسن الصوت (2)
فقال: هذا أردت، فقال له: من أين أنت ؟ فقال: من البصرة، فقال: على أي شيء جئت ؟ على الظهر أم على الماء؟ قال: في الماء، قال: كم أعطيت ؟ قال: أربعة دراهم، قال: فاسترجع منه ما أعطيته، و قال له لم يحمل شيئا.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا-[و] (3) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني محمّد بن الحسين القطان، أنبأنا محمّد بن الحسن بن زياد النقاش: أن محمّد بن مروان أخبرهم [قال:] أنبأنا أبو حاتم قال: قال أبو عبيد القاسم بن سلاّم.
مثل الألفاظ الشريفة و المعاني الظريفة مثل القلائد اللائحة في الترائب الواضحة.
أخبرنا أبو حامد أحمد بن نصر بن علي بن أحمد الحاكم (5)-بطوس - حدّثنا أبي، أنبأنا أبو بكر الحيري.
ح و أخبرنا أبو الحسن المالكي، حدّثنا-[و] (6) أبو منصور العطار، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (7)،أنبأنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد الحرشي، و أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصيرفي - جميعا بنيسابور - قالا: حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم قال: سمعت أبا (8) الفضل العباس بن محمّد [الدوري] (9) يقول: سمعت أبا عبيد يقول: إنّي لأتبيّن في عقل الرجل أن يدع الشمس و يمشي في الظلّ .
أخبرنا أبو الحسن أيضا، حدّثنا-[و] (10) أبو منصور، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (11)،
ص: 81
أخبرني ابن الفضل القطان قال: قال أبو بكر محمّد بن الحسن بن زياد النقاش:
أبو عبيد القاسم بن سلاّم من أبناء أهل خرسان، كان صاحب نحو و عربية، طلب الحديث و الفقه، و ولي قضاء طرسوس أيام ثابت بن نصر بن مالك، و لم يزل معه و مع ولده، و قدم بغداد، و سمع الناس منه غريب الحديث، و صنّف كتبا، و خرجت إلى الناس، و استفيد منه علم كثير، و حجّ ، و توفي بمكة سنة اثنتين - أو ثلاث - و عشرين و مائتين في خلافة المعتصم.
قال (1):و أخبرني أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن الخليل بن عمر العنبري - بالبصرة - حدّثنا حسن بن علي قال: خرج أبو عبيد - يعني: القاسم بن سلاّم - إلى مكة سنة تسع عشرة و مائتين، و مات بمكة سنة ثلاث و عشرين و مائتين، و قد قيل إنه إنّما خرج إلى مكة سنة أربع و عشرين.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و علي بن الحسن بن سعيد، قالا: حدّثنا-[و] (2) أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشّيحي، أنبأنا - أبو بكر أحمد بن علي الحافظ (3)،أنبأنا أبو بكر عبد اللّه بن علي بن حموية بن أبزك الهمذاني - بها - أنبأنا أحمد بن عبد الرّحمن الشيرازي، قال:
سمعت أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار الأموي يقول: سمعت ابن منيع يقول: رأيت أبا عبيد القاسم بن سلاّم إلاّ أنّي لم أسمع منه شيئا، و شهدت جنازته، توفي سنة أربع و عشرين و مائتين.
أخبرنا أبو الحسن، حدّثنا-[و] (4) أبو منصور، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنبأنا الجوهري، أنبأنا محمّد بن العباس، أنبأنا أبو الحسين بن المنادي قال: و أبو عبيد القاسم بن سلاّم كان ينزل بدرب الريحان، ثم خرج إلى مكة سنة أربع و عشرين و مائتين.
قال (6):و أنبأنا ابن الفضل، أنبأنا علي بن إبراهيم المستملي قال: قال محمّد بن سليمان بن فارس: قال البخاري: القاسم بن سلام أبو عبيد البغدادي مات سنة أربع و عشرين و مائتين.
ص: 82
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة أربع و عشرين و مائتين فيها مات أبو عبيد القاسم بن سلاّم بمكة.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا (1) أحمد بن محمّد ابن غالب الفقيه.
ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا[-و] (2) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنبأنا (4) البرقاني قال: قرأت على أبي حامد الحسنوي (5) حدثكم أبو جعفر السامي (6) قال: و مات أبو عبيد في سنة أربع و عشرين.
أخبرنا أبو القاسم العلوي، حدّثنا أبو بكر الخطيب،[أنا عبيد اللّه بن أبي الفتح.
ح و أخبرنا أبو الحسن المالكي نا - و أبو منصور بن خيرو أنا - أبو بكر الخطيب] (7)حدّثنا الأزهري، حدّثنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا - و قال العلوي: أخبرنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا الحارث بن محمّد - زاد ابن قبيس و ابن خيرون: ابن أسامة - قال سنة أربع و عشرين و مائتين فيها مات أبو عبيد القاسم بن سلاّم صاحب الغريب بمكة (8).
قال لنا أبو منصور بن خيرون قال لنا أبو بكر الخطيب: و بلغني أنه بلغ سبعا و ستين سنة (9)(10).
ص: 83
ص: 84
5659 - القاسم (1) بن شمر
أبو سفيان
خرج من دمشق سائحا، و سكن الجبال مدة فرارا بدينه.
و حدّث عن مقاتل بن سليمان.
حكى عنه أبو بكر عثمان بن سعيد بن بشير بن أبي كريمة.
قرأت على أبي القاسم إسماعيل بن أحمد، عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنبأنا سكن بن جميع، أنبأنا أبو يعلى بن أبي كريمة، أنبأنا محمّد بن المعافى بن أحمد بن بشر (2) بن أبي كريمة، حدّثنا أبو بكر عثمان بن سعيد بن [بشير بن] (3) أبي كريمة، أنبأنا أبو سفيان القاسم بن شمر رجل من أهل دمشق ممن كان يسكن خارج باب الصغير، فانقطع إلى السواحل
ص: 85
و الثغور، فرابط فيها نحوا (1) من خمسة (2) و أربعين سنة، فحدّثنا بهذا الحديث في شعبان سنة سبع و تسعين و مائة، قال:
لما عظمت الفتنة بساحل دمشق، و كثر البلاء تنحّيت عن موضعي الذي كنت فيه، و خرجت بأعنز لي حتى صرت إلى ذروة لبنان مما أقبل على الساحل في موضع يقال له هرميسا (3) لأهل قرية يقال لها أمليخ (4) من كورة صيدا، قال أبو سفيان: و قد كان بلغني في الحديث عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«منّ فرّ بدينه شبرا فقد وجبت له الجنّة، و من قرية إلى قرية، و من مدينة إلى مدينة، كان معي و مع عيسى في الجنة هكذا - و بسط رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كفه - فإذا كان يوم القيامة نادى منادي (5):أين الفرّارون بدينهم ؟ اتّبعوا عيسى بن مريم، فإنه كان يفرّ بدينه من قرية إلى قرية، و من مدينة إلى مدينة»[10500].
قال أبو سفيان: و حدّثني مقاتل بن سليمان عن امرأة من الأنصار عن أبيها، عن جدها و هو سعد بن خيثمة و الضّحّاك بن مزاحم، عن عبد اللّه بن عباس عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حين ذكر الشيخ الأعرج فقام أبو بكر فقال:
بأبي أنت و أمي أ رأيت إذا وقع الشيخ الأعرج و أنا فيه فما المخرج ؟ قال:«إن كانت لك أرض، فالحق بأرضك، و إن كانت لك إبل فالحق بإبلك، و إن كانت لك غنم فالحق بغنمك»، قال: بأبي أنت و أمي إن لم يكن لي أرض و لا إبل و لا غنم فكيف أصنع ؟ قال:
«تكسر سيفك و تجلس في ظل بيتك، و تبكي على خطيئتك، و تكفّ لسانك و يدك»[10501].
قال أبو سفيان: فخرجت لذلك و اللّه أعلم بما في القلوب، إلى الموضع الذي ذكرته من لبنان بأعنز لي أرعاها، فمكثت (6) في لبنان أياما ما شاء اللّه من ذلك، فبينا أنا في بعض تلك الشعاري و ذلك في أكثر من النصف من شعبان إذ خرجت عند صلاة الضحى و معي غلام أجير في المعزى فتركته مع المعزى، و دخلت في بعض تلك الشعاري مهتما أمشي لبعض ما أردت، إذا أنا برجل قائم يصلّي الضحى، أبيض الوجه، أعين، أشيب، في لحيته نضح من سواد، عليه ثياب بيض، فلمّا نظرت إليه قلت: هذا رجل قد خرج لمثل الذي قد خرجت له، فأحببت التعرف به، و أن أسأله من أين هو؟ و من هو؟ فلم أزل واقفا أرمقه حتى سلّم عن يمينه
ص: 86
و عن يساره، و بادرته فبدأته بالسلام، فردّ عليّ ، و قال لي: ادنه، فدنوت حتى جلست إلى جانبه، فلم يزل يحدّثني حتى استأنست إليه ثم قال لي: يا شيخ ائت عيني الفتنة، قلت: و من هما يرحمك اللّه ؟ قال: صيدا و الصارفية (1) التي فاضتا في البلاد، و أفسدتا العباد، فقل لهم:
يتقوا اللّه و يصلحوا ذات بينهم، و يتّقوا اللّه إن كانوا مؤمنين من قبل أن يحلّ بهم ما حلّ ببني إسرائيل، و ذكر الصلح بين أهل صيدا و الصارفية إلى آخره، و توبتهم و إنابتهم.
كذا في الأصل.
- و يقال: ابن صفوان بن عوانة -
أبو بكر - و يقال: أبو سعيد-[البرذعي] (2)
حدث بدمشق عن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي، و عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و عثمان بن خرزاذ] (3).
روى عنه: أبو أحمد بن عدي، و أبو يعقوب إسحاق بن يعقوب الكفرسوسي (4).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو القاسم الجرجاني، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا عبد اللّه بن عدي، حدّثنا القاسم بن صفوان بن إسحاق أبو بكر البرذعي بدمشق، حدّثنا محمّد بن إدريس الرازي، حدّثنا قطبة بن العلاء الغنوي (5)،حدّثنا سفيان الثوري عن زبيد الأيامي عن مرّة، عن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه يعطي الدنيا من يحبّ و من لا يحبّ ، و لا يعطي الدين إلاّ لمن يحبّ ».
قال: و أنبأنا حمزة قال: سألته - يعني - الدار قطني عن القاسم بن صفوان بن إسحاق أبو بكر البردعي بدمشق فقال... (6).
ص: 87
ابن سلمة بن الهذيل بن عبد الرّحمن
ابن موسى بن عمران بن عبد الرّحمن
أبو العبّاس الكلاعي
حدّث عن علي بن معبد بن نوح البغدادي، و يونس بن عبد الأعلى، و إبراهيم بن مرزوق البصري، و أبي بشر عبد الرّحمن بن الجارود البغدادي، و الحسن بن عبد اللّه بن منصور البالسي، و الربيع بن سليمان، و أبي حفص عمر بن عثمان، و أبي محمّد القاسم بن عبد اللّه السائح، و أبي علي الحسين بن نصر بن المعارك (1).
روى عنه: أبو الحسين الرازي و هو نسبه و كنّاه، و عبد الوهاب (2) الكلابي، و أحمد بن عبد اللّه بن الفرج بن البرامي (3)(4).
أخبرنا أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد اللّه بن الحسن العطار - بقراءتي عليه - أنبأنا جدي القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن (5)-قراءة عليه - سنة ست و ثمانين و أربع مائة أخبرنا أبو الحسن (6) علي بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي سنة خمس و عشرين و أربعمائة، أنبأنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن، أنبأنا القاسم بن عبد اللّه الكلاعي، حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، حدّثنا ابن وهب، حدّثنا زيد بن الحباب عن مالك بن مغول، عن عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه قال:
دخلت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المسجد فسمع رجلا يقول: اللّهمّ إنّي أسألك بأنك أنت اللّه الذي لا إله إلاّ أنت، الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد و لم يولد، و لم يكن له كفوا أحد، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لقد سأل اللّه باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، و إذا سئل به أعطى»[10502].
أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين (7) الحنّائي، أنبأنا أبو علي الأهوازي، أنبأنا عبد
ص: 88
الوهّاب الكلابي - قراءة أنبأنا أبو [العباس] (1) القاسم بن عبد اللّه بن إبراهيم الكلاعي، حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، حدّثنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني سعيد بن عبد الرّحمن، و أسامة بن زيد: أنّ أبا حازم حدّثهم عن سهل بن سعد الساعدي.
عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«و الذي نفسي بيده لروحة في سبيل اللّه خير من الدنيا و ما فيها»[10503].
قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية: أبو العبّاس قاسم بن عبد اللّه، و ساق نسبه، مات سنة إحدى و عشرين و ثلاثمائة.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا مكي بن محمّد المؤدب، أنبأنا أبو سليمان الرّبعي قال:
و أبو العبّاس الكلاعي [مات] (2) في ربيع الآخر - يعني - سنة إحدى و عشرين و ثلاثمائة.
ابن أبي طالب بن هاشم بن عبد مناف
بن قصي بن كلاب الهاشمي الجعفري
كان مع الحسين بن علي حين قتل، و كان صغيرا فلم يقتل، و حمل إلى دمشق مع من حمل من أهل بيته.
و قد تقدم ذكر ذلك في ترجمة الحسين بن علي (3).
- و يقال: عمرو - بن عتبة بن أبي سفيان
صخر بن حرب بن أمية الأموي
له ذكر.
ذكره أحمد بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق و أعمالها من بني أمية.
ص: 89
و ذكر أنه كان يسكن بقرية السطح (1) من إقليم بيت لهيا، و ذكر غير ابن أبي العجائز أنه القاسم بن عبد اللّه بن أبي سفيان بن عمرو بن عتبة، فاللّه أعلم.
مولى عثمان بن عفّان.
حكى عن أبيه دحيم.
حكى عنه ابنه أبو علي الحسن (2) بن القاسم.
أبو عبد الرّحمن الهذلي الكوفي القاضي (3)
حدّث عن أبيه، و عن [عبد اللّه] (4) بن عمر، و جابر بن سمرة و أرسل عن جده عبد اللّه ابن مسعود.
روى عنه الأعمش، و مسعر بن كدام، و عبد الرّحمن بن عبد اللّه المسعودي، و أبو العميس عتبة بن عبد اللّه، و أشعث بن سوّار، و أبو إسحاق سليمان بن فيروز الشيباني، و الحارث بن حصيرة.
و قدم دمشق مجتازا إلى بيت المقدس.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (5)،حدّثنا محمّد بن الصباح - قال عبد اللّه: و سمعته أنا من محمّد بن الصباح - حدّثنا إسماعيل بن زكريا، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيم (6)،عن القاسم بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
ص: 90
«إنّه سيلي أمركم من بعدي [رجال] (1) يطفئون السّنّة، و يحدثون بدعة، و يؤخرون الصلاة عن مواقيتها» قال ابن مسعود: يا رسول اللّه كيف لي إن (2) أدركتهم ؟ قال:«ليس - يا ابن أم عبد - طاعة لمن عصا اللّه»[10504] قالها ثلاث مرات.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه، أنبأنا عبيد اللّه بن محمّد بن سليمان، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثنا علي بن الجعد، أنبأنا المسعودي، عن القاسم قال: قال عبد اللّه:
أربع قد فرغ منهم: الخلق، و الخلق، و الرزق، و الأجل.
و قد قيل: إنّ أباه لم يسمع من ابن مسعود شيئا.
أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن حمد بن الحسن (3)،و أخبرني أبو الحسن سعد الخير ابن محمّد عنه، أنبأنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن محمّد، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسحاق بن السّنّي (4) قال: قال أبو عبد الرّحمن: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه شيئا و لا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود، و لا عبد الجبّار بن وائل بن حجر.
أنبأنا أبو القاسم تمام بن عبد اللّه بن المظفّر الظّنّي (5)،أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن بن حمزة بن أبي فجّة العطار، أنبأنا أبو نصر بن الجبّان (6)-إجازة - أنبأنا أبو سليمان بن زبر، أنبأنا أبي، حدّثنا حفص بن عمر بن يزيد السّيّاري، حدّثنا الأصمعي، عن سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن محارب بن دثار قال:
صحبنا القاسم بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود إلى بيت المقدس ففضلنا بثلاث:
بكثرة الصلاة، و طول الصمت، و سخاء النفس.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني، أنبأنا أبو
ص: 91
الحسين الأهوازي، أنبأنا عمر بن أحمد بن إسحاق، أنبأنا خليفة بن خيّاط قال (1):
القاسم بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود هذلي، هؤلاء جميعا ماتوا في ولاية خالد القسري، و ذكر غيره.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا أبو طاهر الباقلاّني، أنبأنا أبو محمّد بن رباح، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي، حدّثنا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى ابن معين يقول في تسمية أهل الكوفة: القاسم بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو الحسن (2) بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: حدّثنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول:
القاسم بن عبد الرّحمن من ولد عبد اللّه بن مسعود.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (3)،أنبأنا أبو بكر بن عبيد، حدّثنا محمّد بن سعد قال (4):في الطبقة الثالثة من الكوفيين: القاسم بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود توفي في ولاية خالد بن عبد اللّه.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا ابن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد (5)قال: في الطبقة الثانية من أهل الكوفة: القاسم بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود الهذلي ولي قضاء الكوفة، و توفي القاسم بن عبد الرّحمن بالكوفة في ولاية خالد بن عبد اللّه القسري، زاد غير ابن حيّوية: قال ابن سعد: و كان ثقة كثير الحديث.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد
ص: 92
أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد ابن إسماعيل (1) قال:
القاسم بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود الهذلي الكوفي عن جابر بن سمرة، و أبيه، روى عنه الأعمش و المسعودي (2) و مسعر، قال إبراهيم الرمادي: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن محارب بن دثار قال: صحبنا القاسم بن عبد الرّحمن فغلبنا بثلاث:
بطول الصمت، و حسن الخلق، و سخاء النفس.
و قال وكيع عن عمر بن ذرّ قال: كان القاسم بن عبد الرّحمن قاضيا علينا في زمن عمر ابن عبد العزيز.
أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - مشافهة - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.
قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (3):
القاسم بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود روى عن جابر [بن سمرة] (4) و ابن عمر، و أبيه روى عنه الأعمش، و مسعر، و أبو العميس، و أشعث بن سوار، و عبد الرّحمن بن عبد اللّه المسعودي، سمعت أبي يقول ذلك.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن [أبي] (5) علي، أنبأنا أبو بكر الصّفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو عبد الرّحمن القاسم بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود الهذلي الكوفي عن جابر ابن سمرة، و أبيه عبد الرّحمن، روى عنه الأعمش، و مسعر بن كدام، حدّثنا البغوي، حدّثنا محمّد بن هارون، حدّثنا نعيم بن حمّاد، حدّثنا سفيان، عن عاصم قال: سمعت القاسم أبا عبد الرّحمن.
ص: 93
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا أبو الحسين (1) بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، حدّثنا محمّد بن أحمد بن البراء، قال (2):قال علي بن المديني:
لم يلق القاسم بن عبد الرّحمن من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غير جابر بن سمرة، قيل له:
فلقي ابن عمر؟ قال: كان يحدّث عن ابن عمر بحديثين، و لم يسمع من ابن عمر شيئا، كان يحدّث عن ابن عمر:«ما بين المغرب و المشرق قبلة»، و حديث آخر.
أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي.
قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (3):
ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: القاسم بن عبد الرّحمن ثقة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: أنبأنا الوليد بن بكر، أنبأنا علي بن أحمد، أنبأنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (4):
القاسم بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود كان على قضاء الكوفة، و كان لا يأخذ على القضاء أجرا، ثقة، رجل صالح.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز بن الكتّاني (5)،أنبأنا علي بن الحسن ابن علي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنبأنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنبأنا محمّد بن محمّد بن داود، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش قال: القاسم بن عبد اللّه ابن مسعود عن أبيه، القاسم ثقة.
ص: 94
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السّلام، قالا:
أنبأنا أبو محمّد الصّريفيني، أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا ابن زنجويه، حدّثنا الحميدي، حدّثنا سفيان قال: قلت لمسعر:
من رأيت أشد اتّقاء للحديث ؟ قال: القاسم بن عبد الرّحمن، و عمرو بن دينار.
رواها أحمد بن حنبل عن ابن عيينة، فقال: أشدّ ثبتا في الحديث (1).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنبأنا عبد الواحد بن محمّد بن عثمان، أنبأنا الحسن بن محمّد بن الحسن، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق ابن إسماعيل بن حمّاد قال: سمعت علي بن المديني يقول: حدّثنا سفيان قال: قلت لمسعر:
من أشد توقيا في الحديث ؟ فقال: ما رأيت أحدا أشد توقيا في الحديث من القاسم بن عبد الرّحمن، و عمرو بن دينار (2).
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب (3)،حدّثنا أبو بكر الحميدي، حدّثنا سفيان قال: قلت لمسعر:
أشدّ من رأيت اتّقاء للحديث ؟ فقال: القاسم بن عبد الرّحمن، و عمرو بن دينار.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.
قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم (4)،[قال:] حدّثنا أبو هارون الخزّار (5)،حدّثنا علي بن سليمان البلخي قال: قال ابن عيينة: قلت لمسعر: من أثبت من أدركت ؟ قال: ما رأيت أثبت من عمرو بن دينار، و القاسم بن عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنبأنا أبو منصور النهاوندي، أنبأنا أبو
ص: 95
العباس النهاوندي، أنبأنا أبو القاسم بن الأشقر، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال: و قال وكيع عن عمر بن ذرّ كان القاسم بن عبد الرّحمن، و هو ابن عبد الرّحمن بن مسعود ولي الكوفة قاضيا علينا زمن عمر بن عبد العزيز، سمع منه مسعر.
قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي (1)،أنبأنا أحمد بن عبيد بن الفضل - قراءة - و عن أبي نعيم محمّد بن عبد الواحد، أنبأنا علي بن محمّد ابن خزفة، أنبأنا محمّد بن حسين الزعفراني، حدّثنا ابن أبي خيثمة قال: قال سليمان بن أبي شيخ:
ثم ولّى مسلمة بن عبد الملك القاسم بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود، و كانت ولاية مسلمة بن عبد الملك العراق من قبل أخيه يزيد بن عبد الملك.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (2):
في تسمية القضاة بالكوفة في أيام يزيد بن عبد الملك: أقرّ عليها القاسم بن عبد الرّحمن ابن عبد اللّه بن مسعود، ثم عزله ابن هبيرة (3) سنة ثلاث - يعني - و مائة، و استقضى الحسين بن الحسن الكندي.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عمر بن بكير المقرئ النجار، أنبأنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان الرّزّاز المجاشي، حدّثنا أبو محمّد الهيثم بن خلف بن محمّد الدوري، حدّثنا محمود بن غيلان قال: سمعت وكيعا قال:
كان القاسم بن عبد الرّحمن و غيلان بن جامع، و عبد اللّه بن عقبة، و محارب (4) بن دثار من قضاة الكوفة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف، أنبأنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا أبي قال:
سمعت أبا نعيم يقول:
ص: 96
أوّل من ولي القضاء بالكوفة عروة بن الجعد البارقي، و سلمان بن ربيعة الباهلي، و شريح بن الحارث الكندي، و أبو بردة بن أبي موسى الأشعري، و الشعبي عامر بن شراحيل الهمداني، و القاسم بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود، و محارب بن دثار السّدوسي، و سعيد بن أشوع الهمداني، و عيسى بن المسيّب البجلي، و الحسين بن الحسن الكندي، و غيلان بن جامع المحاربي، و الحجاج بن عاصم المحاربي، ثم ابن أبي ليلى محمّد بن عبد الرّحمن الأنصاري، ثم عبيد بن عبد اللّه بن عيسى ابن بنت أبي ليلى، ثم شريك بن عبد اللّه النّخعي،[ثم القاسم بن معن (1) بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود ثم نوح بن دراج النخعي، ثم حفص بن غياث النخعي] (2) ثم الحسن بن زياد اللؤلؤي، ثم إسماعيل بن حمّاد ابن النعمان بن ثابت، و النعمان هو أبو حنيفة التيمي، ثم بكر بن عبيد، و عبيد هو عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عيسى بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى الأنصاري (3).
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد (4)،أنبأنا عبد اللّه بن نمير عن الأعمش قال: كنت أجلس إلى القاسم بن عبد الرّحمن و هو على القضاء.
قال: و أنبأنا ابن سعد (5)،أنبأنا حجّاج بن محمّد، عن المسعودي، عن القاسم أنه كان يكره الأخذ على أربع: على قراءة القرآن، و الأذان، و القضاء، و المقاسم.
أخبرنا (6) أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا أبو علاء الواسطي، أنبأنا أبو بكر البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، حدّثنا أبي، حدّثنا زهير - يعني - ابن حرب، حدّثنا حميد بن عبد الرّحمن الرّوّاسي، حدّثنا الأعمش قال:
قال لي القاسم بن عبد الرّحمن: لو جئت فجلست - يعني - في مجلس القضاء (7).
قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنبأنا علي بن محمّد بن خزفة.
ص: 97
ح و عن أبي علي الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو بكر بن بيري.
قالا: أنبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حدّثنا أبي، حدّثنا حميد بن عبد الرّحمن قال: سمعت الأشعث قال:
قال لي القاسم بن عبد الرّحمن: لو جئت فجلست إليّ ، قال: فجاء فجلس إليه، فأخذ عليه الأعمش في قضائه قال: لئن قلت ذاك لقد قال عبد اللّه: إذا علم أحدكم فليقضّ بما يعلم و إلاّ فليفرّ و لا يستحي.
قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، و أبي الفضل محمّد بن ناصر، عن محمّد بن عبد السلام بن محمّد، أنبأنا علي بن محمّد بن خزفة، حدّثنا محمّد بن الحسين، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حدّثنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش قال: كان القاسم بن عبد الرّحمن على القضاء، و كان لا يأخذ عليه أجرا (1).
أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (2)،حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا ابن أبي عمر، حدّثنا سفيان، عن مسعر، عن مزاحم بن زفر أنه أخبره (3) قال:
قدمت على عمر بن عبد العزيز فسألني: من على قضائكم ؟ قلت: القاسم بن عبد الرّحمن، قال: كيف علمه ؟ قلت: عالم فيما فهم، قال: فمن أعلم أهل الكوفة ؟ قلت:
أتقاهم.
أخبرنا (4) أبو البركات، أنبأنا ثابت، أنبأنا أبو العلاء، أنبأنا أبو بكر البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضّل، حدّثنا أبي، حدّثنا سليمان بن داود، حدّثنا المسعودي، أنبأنا مزاحم ابن زفر قال:
دخلت على عمر بن عبد العزيز فسألني عن القاسم بن عبد الرّحمن، و عن عبد اللّه بن ذكوان، و كان على ديوان الخراج، و كان القاسم على القضاء، فأثنيت على القاسم خيرا، فقال
ص: 98
عمر: ينبغي للقاضي أن يكون فيه خصال (1):أن يكون عالما بما مضت به السنّة، حليما (2)، ذا أناة (3)،عفيفا (4) مشاورا، فإذا اجتمعن (5) فيه فهو قاضي (6)،و إن انتقص من ذلك شيء فهو وهم فيه (7).
أخبرنا (8) أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي (9).
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن هبة اللّه.
قالا: أنبأنا محمّد بن الحسين، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب (10)،حدّثنا أبو بكر الحميدي، حدّثنا سفيان، عن مسعر، عن محارب قال: صحبنا القاسم بن عبد الرّحمن فغلبنا بثلاث: كثرة الصلاة، و طول الصمت، و سخاء النفس.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (11)،أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (12)،حدّثنا سعيد بن منصور، حدّثنا سفيان.
ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن أبي عبد الرّحمن، أنبأنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا محمّد بن أحمد القنطري - ببغداد - حدّثنا محمّد بن العباس الكابلي، حدّثنا سعيد بن منصور، حدّثنا سفيان بن عيينة.
عن مسعر، عن محارب بن دثار قال: صحبنا القاسم بن عبد الرّحمن في سفر فغلبنا بثلاث: بسخاء النفس، و طول الصمت، و كثرة الصلاة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن محمّد، أنبأنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن الأصبهاني.
[ح] (13) و أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنبأنا أحمد بن أبي عثمان، أنبأنا الحسن
ص: 99
ابن الحسن بن علي بن المنذر، أنبأنا أبو علي (1) بن صفوان قالا: حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن قدامة - زاد الأصبهاني: الجوهري - حدّثنا سفيان، عن مسعر، عن محارب قال: صحبنا القاسم بن عبد الرّحمن فغلبنا بثلاث: بطول الصمت، و سخاء النفس، و كثرة الصلاة.
أخبرناه عاليا أبو محمّد (2) إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنبأنا عمر بن أحمد ابن عمر بن محمّد بن مسرور، حدّثنا أبو (3) الحسين أحمد بن جعفر البحيري، أنبأنا أحمد بن إسحاق الثقفي، حدّثنا أبو قدامة، حدّثنا سفيان قال: قال مسعر، عن محارب بن دثار قال:
صحبنا القاسم بن عبد الرّحمن فغلبنا بثلاث: بطول الصمت، و سخاء النفس، و كثرة الصلاة.
في الأصل صحبنا القاسم بن محمّد، و هو وهم، و الصواب: ابن (4) عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدّثنا سفيان، عن مسعر، عن محارب قال:
صحبنا القاسم فغلبنا بثلاث: طول الصّمت، و طول الصّلاة، و غنى النفس.
أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنبأنا أبو الحسن الخلعي، أنبأنا أبو محمّد بن النحاس، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدّثنا جعفر بن شاكر، حدّثنا هارون بن معروف، حدّثنا سفيان، حدّثنا مسعر، عن محارب بن دثار قال:
صحبنا القاسم بن محمّد (5) ففضلنا بثلاث: طول الصمت، و طول الصّلاة، و سخاء النفس (6).
أخبرنا (7) أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر،[أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنبأ علي بن منير بن أحمد، أنا القاضي أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه] (8) حدّثنا الفريابي،
ص: 100
حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عمار، حدّثنا المعافى بن عمران، عن مسعر بن كدام قال:
سمعت محارب بن دثار يقول:
صحبنا القاسم بن عبد الرّحمن فغلبنا على ثلاث: على قيام الليل، و الانبساط في التفقّه، و الكفّ عن الناس.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا هاشم بن محمّد، حدّثنا الهيثم بن عدي قال:
و مات القاسم بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود [في ولاية خالد بن عبد اللّه.
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، ناموسى، نا خليفة قال (1):و في آخر ولاية خالد مات القاسم بن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن مسعود.] (2)و ذكر خليفة أن عزل خالد كان في سنة عشرين و مائة.
أبو عبد الرّحمن مولى عبد الرّحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية (3)
و هو القاسم بن أبي القاسم من فقهاء أهل دمشق.
حدّث عن أبي أمامة الباهلي، و أبي هريرة، و سلمان الفارسي، و فضالة بن عبيد، و أرسل عن علي، و ابن مسعود، و عائشة، و عقبة بن عامر، و تميم الداري، و أبي أيوب (4).
روى عنه يحيى بن الحارث، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و العلاء بن الحارث، و كثير بن الحارث، و سليمان بن عبد الرّحمن الكبير، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و حفص بن
ص: 101
غيلان، و يزيد بن يزيد بن جابر، و الوليد بن جميل، و أبو معاذ الألهاني، و عتبة بن عبد الرّحمن، و صدقة بن عبد اللّه، و عروة بن رويم اللّخمي، و يزيد بن أبي مريم، و الوليد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك، و عتبة بن أبي حكيم الهمداني، و عمر بن موسى الوجيهي، و ثابت بن ثوبان، و ابنه عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان،[و ثور] (1) بن يزيد الحمصي، و عبد العزيز بن عبيد اللّه، و معاوية بن صالح.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو عمرو ابن حمدان.
[ح] (2) و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا أبو همّام - زاد ابن المقرئ: الوليد بن شجاع، حدّثنا محمّد بن شعيب بن شابور، أخبرني أبو عمرو يحيى بن الحارث الذّماري أنه سمع القاسم أبا عبد الرّحمن مولى عبد الرّحمن بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان يرفع الحديث إلى عقبة بن عامر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:- و قال ابن المقرئ: انه قال:«من صام يوما في سبيل اللّه باعد اللّه منه جهنم مسيرة مائة عام»[10505].
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود المعدل عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا بكر بن سهل، حدّثنا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية بن صالح أن القاسم أبا عبد الرّحمن حدّثه عن أبي أمامة الباهلي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:
«تدنو الشمس يوم القيامة على قيد ميل، و يزاد في حرّها كذا و كذا، يغلي منه الهوامّ كما يغلي منه القدر على الأثافي (3)،يعرقون منها على قدر خطاياهم، منهم من تبلغ إلى كعبيه، و منهم من تبلغ إلى ساقيه، و منهم من تبلغ إلى وسطه، و منهم من يلجمه العرق»[10506].
و من عالي حديثه ما:
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، حدّثنا أبو بكر الشافعي،
ص: 102
حدّثنا محمّد بن مسلمة، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا الوليد بن جميل، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:
«إنّ من المؤمنين من يدخل بشفاعته الجنة مثل ربيعة و مضر»[10507].
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنبأنا أبو طاهر الباقلاّني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون - قالا:- أنبأنا أبو الحسين محمّد (1) بن الحسن، أنبأنا أحمد ابن إسحاق، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (2):
القاسم بن عبد الرّحمن يكنى أبا عبد الرّحمن، مولى جويرية بنت أبي سفيان بن حرب ابن أمية، مات سنة اثنتي عشرة و مائة، دمشقي.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا أبو طاهر الباقلاّني، أنبأنا أبو محمّد يوسف بن رباح، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي، حدّثنا معاوية بن صالح قال:
القاسم بن عبد الرّحمن مولى بني يزيد.
قال أبو (3) مسهر: قال عبد الرّحمن بن يزيد: ما رأيت خيرا منه، و ذكر عنه أشياء في غزوة مسلمة.
أخبرنا (4) أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو العلاء الواسطي، أنبأنا أبو بكر البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي (5)،حدّثنا أبي، عن يحيى بن معين قال:
القاسم بن عبد الرّحمن و هو أبو عبد الرّحمن مولى يزيد بن معاوية (6).
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو الحسن ابن السّقّا، حدّثنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا عباس بن محمّد قال (7):سمعت يحيى بن معين يقول:
ص: 103
القاسم بن عبد الرّحمن الشامي مولى معاوية، و يقال: مولى يزيد بن معاوية، ليس في الدنيا القاسم بن عبد الرّحمن شامي غير هذا.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا (1).
ح قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم.
قالا: حدّثنا محمّد بن سعد (2) قال:
في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام: القاسم بن عبد الرّحمن، و يكنى أبا عبد الرّحمن، مولى جويرية بنت أبي سفيان بن حرب، مات سنة اثنتي عشرة و مائة.
انتهت رواية ابن أبي الدنيا زاد ابن الفهم: في خلافة هشام بن عبد الملك، و قيل: مولى معاوية، و له حديث كثير في بعض حديث الشاميين أنه، أدرك أربعين بدريا.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي و له اللفظ ، قالوا: أنبأنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (3):
القاسم أبو عبد الرّحمن، و يقال ابن عبد الرّحمن الشامي، مولى عبد الرّحمن بن خالد ابن يزيد بن معاوية القرشي الأموي، سمع أبا أمامة، روى عنه العلاء بن الحارث، و كثير بن الحارث.
أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنبأنا أبو منصور محمّد بن الحسن، أنبأنا أحمد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، حدّثنا محمّد بن إسماعيل قال:
قصة القاسم بن عبد الرّحمن، و هو ابن عبد الرّحمن الشامي، مولى عبد الرّحمن بن يزيد بن معاوية القرشي الأموي، سمع عليا، و ابن مسعود، و أبا أمامة، روى عنه العلاء بن
ص: 104
الحارث، و ابن جابر، و كثير بن الحارث، و سليمان بن عبد الرّحمن، و يحيى بن الحارث أحاديث مقاربة (1)،و أمّا من يتكلم فيه مثل جعفر بن الزبير، و علي بن يزيد، و بشر بن نمير و نحوهم في حديثهم مناكير و اضطراب (2).
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب قالا: أنبأنا القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.
قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (3):
القاسم بن عبد الرّحمن، أبو عبد الرّحمن الشامي، مولى عبد الرّحمن بن خالد بن يزيد ابن معاوية، روى عن علي مرسلا (4)،و ابن مسعود مرسلا (5)،و عائشة مرسلا (6)،روى عن أبي أمامة، روى عنه يحيى بن الحارث الذّماري، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و العلاء بن الحارث، و كثير بن الحارث، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:
أبو عبد الرّحمن القاسم مولى بني معاوية عن عقبة بن عامر، و أبي أمامة، روى عنه ابن جابر، و علي بن يزيد، و بشر بن نمير.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:
أبو عبد الرّحمن القاسم بن عبد الرّحمن، مولى يزيد بن معاوية.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني (7)،أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنبأنا أبو عبد اللّه الكندي، حدّثنا أبو زرعة قال:
ص: 105
في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام: أبو عبد الرّحمن القاسم مولى جويرية بنت أبي سفيان.
قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر بن أبي الصّقر، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي (1) قال:
أبو عبد الرّحمن القاسم بن عبد الرّحمن مولى عبد الرّحمن بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الشافعي، أنبأنا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنبأنا سليم بن أيوب، أنبأنا طاهر بن محمّد بن سليمان، حدّثنا علي بن إبراهيم بن أحمد، حدّثنا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدّمي يقول:
القاسم بن عبد الرّحمن الشامي صاحب أبي (2) أمامة أبو (3) عبد الرّحمن هو مولى خالد ابن يزيد بن معاوية.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصّفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو عبد الرّحمن القاسم بن عبد الرّحمن الأموي الفارسي، مولى عبد الرّحمن بن خالد ابن يزيد بن معاوية، و يقال: مولى جويرية بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس الشامي، و كان من فقهاء دمشق، يروي عن صديّ بن (4) عجلان، و عقبة بن عامر الجهني، و يقال: أدرك أربعين بدريا، روى عنه أبو زبر عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن أبي عبد الرّحمن، أنبأنا أبو صالح المؤذن، أنبأنا أبو الحسن ابن السّقّا، حدّثنا أبو العباس المعقلي، حدّثنا أبو الفضل الدّوري قال: و سمعت يحيى يقول:
القاسم عبد الرّحمن الذي يروي عن أبي أمامة، ثقة (5).
ص: 106
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا أبو عمر بن مهدي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثنا جدي يعقوب، حدّثني عبد اللّه بن شعيب قال: قرأ عليّ يحيى بن معين.
ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا أبو علي الواسطي، أنبأنا أبو بكر البابسيري، حدّثنا الأحوص بن المفضل بن غسان، حدّثنا أبي قال: قال يحيى بن معين (1):
القاسم أبو عبد الرّحمن صاحب أبي أمامة، و في رواية ابن شعيب: الذي يروي عن أبي أمامة، ثقة (2).
قرأت (3) على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد عن أبي الحسين بن الطّيوري، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا محمّد بن القاسم، حدّثنا إبراهيم بن الجنيد قال: سمعت يحيى يقول: القاسم أبو عبد الرّحمن ثقة إذا روى عنه الثقات أرسلوا ما رفع هؤلاء (4).
قال: و أنبأنا ابن حيّوية - إجازة - أنبأنا محمّد ثنا (5) إبراهيم قال: سمعت يحيى يقول:
القاسم أبو عبد الرّحمن ثقة، الثقات يروون عنه - يعني: القاسم - هذه الأحاديث و لا يرفعونها (6)،ثم قال يجيء من المشايخ الضعفاء، ما يدل حديثهم على ضعفهم.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا الحسين بن جعفر.
قالوا: أنبأنا الوليد بن بكر (7)،أنبأنا علي بن أحمد بن زكريا، أنبأنا صالح بن أحمد،
ص: 107
حدّثني أبي قال (1):
القاسم أبو عبد الرّحمن: شامي، تابعي، ثقة، يكتب حديثه و ليس بالقوي.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني (2)،أنبأنا عبد الوهاب بن جعفر، أنبأنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد، أنبأنا القاسم بن عيسى، أنبأنا إبراهيم بن يعقوب السعدي قال:
كان القاسم خيارا فاضلا، أدرك أربعين رجلا من المهاجرين و الأنصار (3).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال (4):
و القاسم أبو عبد الرّحمن مولى آل معاوية، ثقة.
ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الأصبهاني أنه سأل أبو حاتم عن القاسم أبي عبد الرّحمن عن أبي أمامة شامي فقال: حديث الثقات عنه مستقيم لا بأس به، و إنّما ينكر عنه الضعفاء (5).
أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم، أنبأنا أبو عامر الأزدي، و أبو نصر الترياقي (6)،و أبو بكر الغورجي، قالوا: أنبأنا أبو محمّد الجرّاحي عبد الجبّار بن محمّد، أنبأنا أبو العباس محمّد بن أحمد بن محبوب المروزي المحبوبي، أنبأنا أبو عيسى محمّد بن عيسى ابن سورة الترمذي، قال:
و القاسم هو ابن عبد الرّحمن، يكنى أبا عبد الرّحمن، و هو مولى عبد الرّحمن بن خالد ابن يزيد بن معاوية، و هو شامي، ثقة، و هو صاحب أبي أمامة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (7)،أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (8)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن محمّد بن
ص: 108
شعيب، عن يحيى بن الحارث الذّماري (1) قال: سمعت القاسم بن عبد الرّحمن يقول: لقيت مائة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
أنبأنا أبو علي الحداد و غيره، قالوا: أنبأنا أبو بكر بن ريذة (2)،أنبأنا سليمان بن أحمد، حدّثنا إبراهيم بن دحيم الدمشقي، حدّثنا أبي، حدّثنا سويد بن عبد العزيز، عن يحيى ابن الحارث، عن القاسم أبي عبد الرّحمن قال: لقيت مائة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم.
أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي في كتابه، و حدّثنا أبو الفضل (3)،أنبأنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين قالا:- أنبأنا أبو بكر الشيرازي، أنبأنا أبو الحسن المقرئ (4).
ح و أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنبأنا أبو منصور النهاوندي، أنبأنا أبو العباس النهاوندي، أنبأنا أبو القاسم بن الأشقر.
قالا: حدّثنا محمّد بن إسماعيل (5)،حدّثنا يحيى بن سليمان، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن سليمان بن عبد الرّحمن، عن القاسم مولى عبد الرّحمن بن يزيد بن معاوية، و كان قد أدرك أربعين من المهاجرين.
أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا الحاكم أبو أحمد، أنبأنا محمّد بن مروان - و هو ابن خريم (6)-حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا معن بن عيسى، حدّثنا معاوية - و هو ابن صالح - عن كثير بن الحارث - أو العلاء ابن الحارث - عن القاسم أبي عبد الرّحمن، و كان قد أدرك أربعين بدريا، قال: كان أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا يرون بالديباج في الحرب بأسا - يعني: لبسه - أخبرنا أبو محمّد الشاهد، أنبأنا أبو محمّد الصوفي، أنبأنا أبو محمّد العدل، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (7)،حدّثنا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية بن صالح، عن كثير ابن الحارث أن القاسم أبا عبد الرّحمن لقي أربعين بدريا.
ص: 109
أخبرنا أبو الحسن (1) علي بن المسلّم الفرضي، و أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه ابن أبي الحديد، و أبو الحسن علي بن معضاد (2) قالوا: أنبأنا عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا علي بن موسى بن السّمسار.
ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو بكر القطان، و أبو نصر بن الجندي، و أبو القاسم بن أبي العقب، قالوا: أنبأنا علي بن يعقوب بن أبي العقب، حدّثنا أبو زرعة قال (3):و ذكرت لأبي عبد اللّه - يعني - أحمد بن حنبل حديثا حدّثنا بن ابن المبارك أملاه علينا في سنة ثلاث عشرة و مائتين، حدّثنا يحيى بن حمزة عن عروة بن رويم عن القاسم أبي عبد الرّحمن قال:
قدم علينا سلمان الفارسي دمشق، فأنكره أحمد، و قال لي: كيف يكون له هذا اللقاء و هو مولى لخالد بن يزيد بن معاوية ؟ فذكرت لأحمد حديثا حدّثنا به عبد اللّه بن صالح أنّ معاوية ابن صالح حدّثهم عن سليمان أبي الربيع عن القاسم أبي عبد الرّحمن قال: رأيت الناس مجتمعين على شيخ، فقلت: من هذا؟ قالوا: سهل بن الحنظلية، فسكت أحمد و لم يرده كما ردّ لقي القاسم سلمان، فأخبرت عبد الرّحمن بن إبراهيم بقول أبي عبد اللّه: أن القاسم مولى لخالد بن يزيد، و أن من كان عنده مولى لخالد - يعني - لا يصح له هذا اللقاء، فقال لي عبد الرّحمن بن إبراهيم: فإنّ القاسم مولى لجويرية بنت أبي سفيان، فورثت - و قال الكتّاني (4):
فورث - بنو يزيد بن معاوية ولاءه فلذلك يقال: مولى بني يزيد (5).
قال أبو زرعة: و ذلك أحب القولين إليّ .
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك، و الكوفي و لفظه هذا قالوا: أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل.
و أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنبأنا أبو منصور النهاوندي، أنبأنا أبو العباس، أنبأنا ابن
ص: 110
الأشقر، قالا: أنبأنا محمّد بن إسماعيل، حدّثنا موسى بن إسماعيل عن محمّد - و قال ابن الأشقر: حدّثنا محمّد - بن راشد، عن إبراهيم أبي الحصين - و قال ابن الأشقر: إبراهيم بن الحصين - قال: كان القاسم من فقهاء دمشق.
أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه (1) الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي.
قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم [قال:] (2).
حدّثنا أبي، عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل، عن محمّد بن راشد، عن إبراهيم أبي (3) الحسين قال: كان القاسم أبو (4) عبد الرّحمن من فقهاء أهل دمشق.
أخبرنا أبو الغنائم في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنبأنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم، قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أبو بكر الشيرازي، أنبأنا أبو الحسن المقرئ.
ح و أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنبأنا أبو منصور النهاوندي، أنبأنا أبو العباس النهاوندي، أنبأنا أبو القاسم بن الأشقر.
قالا: أنبأنا البخاري قال (5):
و قال أبو مسهر: حدّثني صدقة بن خالد، حدّثنا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال: ما رأيت أحدا أفضل من القاسم أبي عبد الرّحمن، كنا بالقسطنطينة (6) فكان الناس يرزقون رغيفين رغيفين في كلّ يوم فكان يتصدّق برغيف، و يصوم و يفطر على رغيف.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو بكر الشامي، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، أنبأنا يوسف بن أحمد، أنبأنا أبو جعفر العقيلي (7)،حدّثنا عبد اللّه بن أحمد قال:
ص: 111
سمعت أبي، و ذكر القاسم أبا عبد الرّحمن، فقال: قال بعض الناس هذه الأحاديث المناكير التي يرويها عنه جعفر بن الزبير، و بشر بن نمير، و مطّرح فقال أبي: علي [بن] (1) يزيد من أهل دمشق حدّث عنه مطّرح و لكن يقولون: هذه من قبل القاسم في حديث القاسم مناكير مما يرويها الثقات، يقولون: من قبل القاسم.
قالوا، و أنبأنا العقيلي (2)،حدّثني الخضر بن داود، حدّثنا أحمد بن محمّد (3)-و هو الأثرم - قال: سمعت أبا عبد اللّه - يعني - أحمد بن حنبل - و ذكر له حديث عن القاسم الشامي، عن أبي أمامة: أنّ الدّباغ طهور، فأنكره، و حمل على القاسم و قال: يروي علي بن يزيد هذا عنه أعاجيب، و تكلم فيه، و قال: ما أرى هذا إلاّ من قبل القاسم [قال أبو عبد اللّه:
إنما ذهبت رواية جعفر بن الزبير لأنه إنما كانت روايته عن القاسم] (4).
قال أبو عبد اللّه: لما حدث بشر بن نمير عن القاسم قال شعبة: ألحقوه به.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - عن عبد العزيز بن أحمد، عن تمام بن محمّد، حدّثني أبي، حدّثني مكحول - ببيروت - حدّثنا جعفر بن محمّد بن أبان الحرّاني (5) قال:
سمعت أحمد بن حنبل و مرّ حديث فيه ذكر القاسم أبي عبد الرّحمن مولى يزيد بن معاوية، فإذا هو منكر لأحاديثه متعجب منها قال: و ما أرى البلاء إلاّ من القاسم.
أخبرنا (6) أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا أبو العلاء الواسطي، أنبأنا أبو بكر البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضّل، حدّثنا أبي قال:
كان أبو عبد الرّحمن القاسم بن عبد الرّحمن مولى جويرية بنت يزيد بن معاوية منكر الحديث، و هو الذي يحدث عن أبي أمامة (7).
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا أبو عمر بن مهدي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي يعقوب قال:
ص: 112
القاسم أبو عبد الرّحمن كان من أصحاب أبي أمامة، و قد اختلف الناس فيه، فمنهم من يضعّف روايته، و منهم من يوثقه (1).
قال: و حدّثنا جدي، حدّثني إبراهيم بن موسى الفرّاء الرازي، قال:
رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في المنام - أو حدّثني عن من رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم في المنام - قال: فعرضت عليه أحاديث من أحاديث القاسم عن أبي أمامة فأنكرها و جعل يقول: القاسم عن أبي أمامة، القاسم عن أبي أمامة.
قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنبأنا عبد الباقي بن عبد الكريم، أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد، حدّثنا محمّد ابن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي يعقوب قال:
القاسم بن عبد الرّحمن ثقة، مولى جويرية بنت أبي سفيان بن الحارث بن أمية، و يكنى أبا عبد الرّحمن، توفي سنة ثنتي عشرة و مائة.
و كذا ذكر أبو حسان الزّيادي في وفاته (2).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا علي بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - حدّثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال:
سنة اثنتي عشرة و مائة فيها توفي القاسم أبو عبد الرّحمن مولى جويرية بنت أبي سفيان (3).
و يقال: مات القاسم سنة ثمان عشرة (4).
حكى عنه عبدة بن رباح الغسّاني.
قرأت بخط أبي محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن صابر فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين (1) محمّد بن عبد اللّه الرازي، أخبرني محمود بن محمّد الرافقي (2)،أنبأنا القاسم بن عمرون الرافقي (3)،أنبأنا العباس بن هشام بن محمّد بن السائب الكلبي، أخبرني أبي، عن جبلة بن مالك الغسّاني، عن عبدة بن رباح الغساني، عن القاسم بن عبد الرّحمن بن عضاة (4)الأشعري قال:
احتفر قبر بالجابية فإذا سرير عليه رجل عظيم عليه ثياب ديباج منسوجة بالذهب، و عليه رخامة مكتوب فيها: أنا الحارث بن مارية الملك، ملكت ما بين الغمير إلى بيت ارم، و ما بين الحيرة إلى تيماء و الأودية: جنودي غسان و عاملة و لخم و جذام، أمري مطاع، و همي وضاع، و قولي سماع، بورك ميت، و بورك قبر.
أبو حذيفة الهاشمي
روى عن عتبة (5) بن حمّاد الحكمي (6).
روى عنه أبو الدحداح، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن الوليد المرّي (7).
أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو عبد اللّه، أنبأنا أبو طاهر الحسين ابن محمّد بن الحسين بن عامر المقرئ - إمام جامع دمشق - حدّثنا القاضي أبو محمّد عبد اللّه ابن محمّد بن عبد الغفّار المعروف بابن ذكوان - قراءة عليه في الجامع بدمشق - عن أحمد بن محمّد بن إسماعيل التميمي، حدّثنا القاسم بن عبد الغني، حدّثنا عتبة بن حمّاد، حدّثنا خالد ابن يزيد، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أم الدّرداء، عن أبي الدّرداء قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
ص: 114
«قد فرغ اللّه إلى كلّ عبد من خلقه من خمس خصال من قبل أن يخلقه: أثره، و عمله، و أجله، و رزقه، و مضجعه»[10508].
أخبرنا عاليا أبو بكر محمّد بن علي بن أبي ذرّ الصالحاني في كتابه، ثم حدّثني أبو الفضل ماقبة (1) بن فناخسرو بن ماقبة (2) عنه، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عبد الرحيم، أنبأنا أبو حفص عمر بن محمّد بن جعفر المغازلي المعدل، أنبأنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد ابن إسماعيل الدمشقي، حدّثنا أبو حذيفة القاسم بن عبد الغني، حدّثنا أبو خليد (3) عتبة بن حمّاد، حدّثنا خالد بن يزيد المرّي، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أم الدّرداء، عن أبي الدّرداء قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
«قد فرغ اللّه إلى كلّ عبد من خلقه من خمس خصال قبل أن يخلقه: أثره، و عمله، و أجله، و رزقه، و مضجعه»[10509].
قال أبو خليد: وجدت تصديق هذا الحديث في كتاب اللّه المنزل في الأثر: إِنّٰا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتىٰ وَ نَكْتُبُ مٰا قَدَّمُوا وَ آثٰارَهُمْ وَ كُلَّ شَيْ ءٍ أَحْصَيْنٰاهُ فِي إِمٰامٍ مُبِينٍ (4)،و في العمل:
وَ كُلَّ إِنسٰانٍ أَلْزَمْنٰاهُ طٰائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَ نُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ كِتٰاباً يَلْقٰاهُ مَنْشُوراً (5) ،و في الأجل: فَإِذٰا جٰاءَ أَجَلُهُمْ لاٰ يَسْتَأْخِرُونَ سٰاعَةً وَ لاٰ يَسْتَقْدِمُونَ (6) و في الرزق: نَحْنُ قَسَمْنٰا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَ رَفَعْنٰا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجٰاتٍ (7) و في المضجع: لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلىٰ مَضٰاجِعِهِمْ (8).
أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا[-و] (1) أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب، أنبأنا البرقاني، أنبأنا بشر بن أحمد الأسفرايني، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن سيار الفرهياني، قال: سمعت القاسم بن عبد الملك أبا (2) عثمان يقول: سمعت أبا مسهر يقول:
كانت الأمة تلعن أبا فلان على هذا المنبر، و أشار إلى منبر دمشق.
أظنه القاسم بن عثمان، أبا (3) عبد الملك الجوعي انقلب نسبه و كنيته على بعض الرواة، و اللّه أعلم.
5670 - القاسم بن عبيد اللّه بن الحبحاب السّلولي مولاهم (4)
كان مع أبيه بدمشق، و خرج إلى مصر و ولي إمرتها خلافة عن أبيه في خلافة هشام، ثم أقره هشام عليها حين خرج أبوه إلى إفريقية أميرا عليها.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال: قال ابن بكير: قال الليث: و في سنة ست عشرة و مائة نزع عبيدة بن بن عبد الرّحمن من إفريقية و أمّر عبيد اللّه بن الحبحاب جاءته إمارة إفريقية و هو بمصر، فخرج و استخلف ابنه القاسم عليها، ثم أمر أمير المؤمنين بإقراره عليها.
قال: و فيها - يعني - سنة أربع و عشرين نزع القاسم بن عبيد اللّه من مصر و جمع لحفص عربها و عجمها.
و مروان الطّاطري، و أبي معاوية الأسود، و مسلم بن زياد الزاهد، و عبد الجبّار بن واقد الزاهد، و جعفر بن عون العمري (1)،و المضاء بن عيسى، و عبد اللّه بن نافع المدني، و سفيان ابن عيينة، و إبراهيم بن أيوب، و الوليد بن مسلم، و أحمد بن معاوية بن وديع (2)،و الفريابي، و عبيد بن عباس، و زهير بن عبّاد، و مسرور بن صدقة، و حبيب بن روح.
روى عنه: أبو بكر بن سيد حمدوية، و أبو حاتم الرازي، و عبد اللّه بن هلال الدومي، و محمّد بن خالد العلوي، و إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان، و سعيد بن عبد العزيز الحلبي، و سليمان بن محمّد الخزاعي، و محمّد بن الحسن بن قتيبة، و أبو محمّد عبد اللّه بن الفرج بن عبد اللّه البرامي، و محمّد بن أحمد بن عبيد بن فياض، و إبراهيم بن دحيم، و أبو بكر محمّد ابن خالد بن يزيد الرازي، و محمّد بن يحيى السماقي، و جعفر بن أحمد بن عاصم، و علي بن الحسين بن الجنيد الرازي، و محمّد بن أحمد بن مطر الفداي (3)،و أحمد بن أبي رجاء، و أحمد بن أنس بن مالك، و أحمد بن محمّد بن عثمان بن المعافى الصّيداوي، و محمّد بن إسحاق بن عمرو بن الحارث، و الحسن بن علي بن روح الكلابي، و أبو بكر بن أبي داود، و يزيد بن محمّد بن عبد الصمد، و ابنه محمّد بن يزيد، و أحمد بن المعلّى، و سليمان بن أيوب ابن حذلم، و أبو حارثة أحمد بن إبراهيم، و محمّد بن هارون بن محمّد المعاملي (4)،و محمّد ابن سعيد الحريمي (5).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو محمّد بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر السراج، قالوا: أنبأنا أبو القاسم الحسين بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي (6).
ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد.
قالا: أنبأنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن (7) بن الوليد، أنبأنا سعيد بن عبد
ص: 117
العزيز (1)،حدّثنا قاسم بن عثمان الجوعي، حدّثنا عبد اللّه بن نافع المدني، حدّثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:
«ما بين قبري و منبري روضة من رياض الجنّة»[10510].
غريب من حديث مالك عن نافع.
أخبرناه (2) أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد - أبو العباس - بن قتيبة، و سعيد بن عبد العزيز بن مروان الدمشقي، قالا: حدّثنا قاسم بن عثمان الجوعي، حدّثنا عبد اللّه بن نافع، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:
«ما بين قبري و منبري روضة من رياض الجنّة، و إنّ منبري لعلى حوضي» (3)[10511].
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو بكر السّلمي، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، أنبأنا يوسف بن أحمد، أنبأنا أبو جعفر العقيلي، قال: هذا الحديث لا يتابع عليه - يعني - القاسم بن عثمان الجوعي.
أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنبأنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي.
قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4):
القاسم بن عثمان الجوعي الدمشقي أبو عبد الملك، روى عن أبي معاوية الأسود، و عبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السائب، و مسلم بن زياد الزاهد، و أبي سليمان الدّاراني، و عبد الجبّار بن واقد الزاهد، و مروان بن محمّد، روى عنه: أبي، و عبد اللّه بن هلال الدّومي (5) و محمّد بن خالد الشّيباني (6) القلوصي (7)،سئل أبي عنه فقال: صدوق.
ص: 118
أنبأنا أبو الحسين (1) عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر، أنبأنا أبو بكر المزكي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال:
قاسم بن عثمان الجوعي من أقران السّري، و الحارث، كان أبو (2) تراب النّخشبي (3)يصحبه و هو من جلة المشايخ، و صحب أبا سليمان الدّاراني، و حكى عنه.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا سعيد ابن أوس الدمشقي (4)،حدّثنا القاسم بن عثمان الجوعي كان صوفيا نسب [إلى] (5) الجوع.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن الطوسي، و أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن الزّاغوني (6)،و أبو حفص عمر بن ظفر المغازلي في كتبهم، قالوا: أنبأنا المبارك بن عبد الجبّار، أنبأنا الحسن بن علي بن محمّد الشاموخي (7)،أنبأنا عمر بن محمّد بن سيف قال:
قال أبو بكر بن أبي داود (8):
رأيت أحمد بن أبي الحواري يقرأ عنده القرآن فيصيح و يصعق، و كان القاسم بن عثمان الجوعي رجلا فاضلا من محدّثي دمشق، كان يقدّم في الفضل على ابن أبي الحواري، فكان ينكر ذلك على ابن أبي الحواري.
كتب (9) إليّ أبو الحسن (10) الفارسي، أنبأنا أبو بكر المزكي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سمعت أبا العباس البغدادي يقول: سمعت محمّد بن عبد اللّه الفرغاني يقول:
حدّثني أبو جعفر الحداد قال:
دخلت دمشق فوقفت على قاسم الجوعي و هو يتكلم، و هو شيخ الدمشقيين، فسمعته يتكلم في الإيثار، فدخل عليه رجل من خارج الحلقة حتى جاء إلى القاسم و في رأسه عمامة،
ص: 119
فأخذها، و جعل يلفّها على رأسه، و قاسم يدير له رأسه حتى أخذها، و لم يكلمه القاسم، و لا أحد من أصحابه، و لم يقطع كلامه.
أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا الحسن بن حبيب قال: سمعت أبا الرضا الصياد - و كان من المتعبدين يقول: قال قاسم بن عثمان و كان عابد الشام فذكر حكاية (1).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد المقرئ، أنبأنا أبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان الفقيه، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد ابن إبراهيم بن يونس ختن الليث الرازي - بالريّ - قال: سمعت عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرازي يقول:
دخلت دمشق على كتبة الحديث، فمررت بحلقة قاسم الجوعي فرأيت نفرا جلوسا حوله و هو يتكلم عليهم، فهالني منظرهم فتقدمت إليهم، فسمعته يقول: اغتنموا من أهل زمانكم خمسا منها: إن حضرتم لم تعرفوا، و إن غبتم لم تفقدوا (2)،و إن شهدتم لم تشاوروا، و إن قلتم شيئا لم يقبل قولكم، و إن عملتم شيئا لم تعطوا به، و أوصيكم بخمس أيضا: إن ظلمتم لم تظلموا، و إن مدحتم لم تفرحوا، أو إن ذممتم لم تجزعوا، و إن كذّبتم فلا تغضبوا، و إن خانوكم فلا تخونوا، قال: فحصلت فائدتي من دمشق.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، و ابن السّمرقندي، قالا: حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه، حدّثنا محمّد بن سليمان الربعي، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن الفيض قال (3):
و قدم يحيى بن أكثم مع المأمون إلى دمشق سنة ست عشرة و مائتين، فبعث إلى أحمد ابن أبي الحواري، فسمع منه و جالسه و استعذبه، و خلع عليه ثيابا سريّة، و قلنسوة و شيئا من قلانسه طويلة (4)،و دفع إليه خمسة آلاف درهم، و قال: يا أبا الحسن فرّق هذه حيث ترى، فدخل بها المسجد، و صلّى صلوات بالقلنسوة و أقامت عليه أياما، فقال بعض جلساء قاسم
ص: 120
لقاسم: يا معلّم هذا أحمد بن أبي الحواري، أخذ دراهم و لبس قلنسوته فالتفت قاسم فنظر إليه فقال: أخذ دراهم اللصوص و لبس قلانس اللصوص.
و كان قاسم إذا راح إلى المسجد في وقت الزوال يدخل من باب الفراديس، و يأخذ في الاسطوان الغربي حتى يصير إلى المصعد، ثم يأخذ قبلة حتى يدخل من أقصى الأبواب إلى مجلسه، فلما كان من الغد، من يوم نظره إلى أحمد، دخل من باب الفراديس حتى قام (1)باب القبة، ثم مرّ حتى مرّ بأحمد و هو جالس يشهد في ركوعه، و القلنسوة على رأسه فلما حاذى به رفع يده فلطم القلنسوة، فالتفت أحمد بن أبي الحواري، فنظر إليه، فسلّم ثم التفت إلى ابنه إبراهيم فقال: يا إبراهيم خذ القلنسوة، و امض بها إلى البيت، فقال له من رآه: يا أبا الحسن، ما رأيت ما فعل بك هذا الرجل ؟ فقال: رحمه اللّه.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا علي بن محمّد الحنائي، أنبأنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز الحلبي قال:
سمعت قاسم الجوعي و قال له رجل: ادع لي، فإنّ السلطان يطلبني و أنا مظلوم، قال:
ما أخدعك، أنا ما أدعو لنفسي، أنا أعرف أيش تحت ثيابي.
أخبرنا أبو محمّد بن صابر، و أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى - إذنا - قالا: أنبأنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن الحسين بن محمّد بن إبراهيم - قراءة - أنبأنا أبي، حدّثنا أبو الفرج محمّد بن عبد اللّه بن المعلم قال: سمعت عمرو بن المري (2) يقول: سمعت أستاذي المعلم - يعني - ابن سيد حمدوية يقول:
كان أستاذي قاسم الجوعي عند باب الساعات في الجامع قال: يا من يحضر عندنا: من يمضي بكتابي إلى بعض إخواني إلى صور؟ فقلت: أنا يا أستاذ، فأخذت الكتاب، و دعا لي ثم سرت إلى صور، فدفعت الكتاب إلى الشيخ ثم قدّم لي شيئا فأكلت، و كانت ليلة مقمرة، و كنت أشرف على البحر، فإذا برجل (3) قد دخل على الشيخ فسلّم عليه و قال له: هذا كتاب قاسم الجوعي يقرأ عليك فيه السلام، فلمّا صلّيت الغداة ناولني الشيخ الكتاب، فقلت له: يا
ص: 121
سيدي، من كان ذلك الرجل الذي دخل عليك البارحة، و سلّم عليك، و سلّمت أنت عليه، فقال: الخضر عليه السلام، فأخذ الكتاب فزاد فيه شيئا.
ثم قدمت على أستاذي قاسم الجوعي، فقال لي: أيش الذي منعك أن تمضي بكتابي، فقلت له: قد مضيت و هذا جواب الكتاب، فقرأه، ثم قال لي: أبشر، فإن الشيخ قد كتب إليّ يوصيني بك، و يقول: إنّ هذا الغلام قد رأى أخانا الخضر عليه السلام، فقلت: هذا ببركتك.
و دعا لي.
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس، حدّثنا علي بن عمر بن محمّد بن الحسن بن القزويني الزاهد - إملاء - حدّثنا علي بن عمرو بن سهل الحريري، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز الحلبي - بدمشق - قال:
سمعت القاسم بن عثمان الجوعي يقول: التوبة ردّ المظالم، و ترك المعاصي، و طلب الحلال، و أداء الفرائض.
كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد، و أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد ابن حبيب، و أبو محمّد عبد الواحد بن عبد الماجد بن عبد الواحد القشيري عنه، أنبأنا شيخ الشيوخ أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن باكويه الشيرازي، أنبأنا أحمد بن علي بن حسان قال: سمعت القاسم بن عثمان يقول (1):
رأس الأعمال كلها الرّضا عن اللّه، و الورع عماد الدين، و الجوع مخّ العبادة، و الحصن الحصين ضبط اللسان (2)،و من شكر اللّه حشر من ميدان الزيادة (3)،و من تمّ عمله عرف المصائب، و قال القشيري: عدّ (4) المصائب - نعما و شكر اللّه على ما زوى عنه من الدنيا (5).
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن حسنون، أنبأنا عبد الوهّاب.
ح و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني، و عبد
ص: 122
الكريم بن حمزة، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر (1) قالوا: أنبأنا أبو القاسم حسين بن محمّد الحنّائي، حدّثنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي.
أنبأنا سعيد بن عبد العزيز قال: سمعت قاسما الجوعي يقول:
أصل الدين الورع، و أفضل - و قال الأكفاني و عبد الكريم: و أصل - العبادة مكابدة الليل، و أقصر طرق الجنة سلامة الصدر.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين قال: سمعت أبا عبد الرّحمن السّلمي يقول: سمعت عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق يقول: سمعت أحمد بن محمّد ابن عيسى الرازي يقول: سمعت يوسف بن الحسين يقول:
سمعت قاسما الجوعي و عنده طاهر المقدسي يقول: السلامة كلها في اعتزال الناس، و الفرح كله في الخلوة باللّه عزّ و جل.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنبأنا المعلّى العرفجي - بمكة حرسها اللّه - أنبأنا عبد العزيز بن بندار، حدّثنا أبو الحسن بن جهضم، حدّثنا أبو القاسم عبد السلام بن محمّد، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز قال:
سمعت قاسم بن عثمان الجوعي يقول: من أصلح فيما بقي من عمره، غفر له ما مضى و ما بقي، و من أفسد فيما بقي من عمره أخذ بما مضى، و ما بقي.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ، عن أبي بكر محمّد بن عبد اللّه بن صالح العطار، أنبأنا أبو منصور المظفّر بن أحمد بن محمّد، حدّثنا أبو الفرج عبد الواحد بن بكر بن محمّد الورثاني، حدّثني محمّد بن أحمد الورّاق، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن أبي الحواري قال: قاسم الجوعي يقول:
إنّ للّه عبادا قصدوا اللّه بهممهم (2)،و أفردوه بطاعتهم، و اكتفوا به في توكّلهم، و رضوا به عوضا من كلّ ما خطر على قلوبهم من أمر الدنيا، فليس لهم حبيب غيره، و لا قرّة عين إلاّ فيما قرّب إليه.
كتب إليّ أبو سعد أحمد بن عبد الجبار بن الطّيّوري يخبرني عن عبد العزيز بن علي
ص: 123
الأزجي، حدّثنا أبو الحسن بن جهضم، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد المفيد، حدّثنا عبد اللّه بن الفرج قال: سمعت قاسم بن عثمان يقول:
إنّ للّه عبادا قصدوا اللّه بهممهم، و أفردوه بطاعتهم، و اكتفوا به في توكّلهم، و رضوا به عوضا من كلّ ما خطر على قلوبهم من أمر الدنيا، فليس لهم حبيب غيره، و لا قرّة عين إلاّ فيما قرّب إليه.
قال: و حدّثنا ابن جهضم، حدّثنا عبد السّلام بن محمّد، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز قال: سمعت القاسم بن عثمان يقول:
علامة الرجل القلب من اللّه أداء الأمانة و الذكر له، و الصدق في العمل.
و قال قاسم: الاعتبار بالنطق و الذكر باللسان، و الفكر بالقلوب، و المراقبة أصل الحذر، و الحياء جامع لكلّ خير.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن الخليل الماليني (1)،أنبأنا أبو القاسم بكير بن محمّد بن بكير، حدّثنا علي بن يعقوب بن محمّد - قال: و قال مرة: ابن إبراهيم، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن سيد حمدوية التميمي قال: سمعت قاسم بن عثمان الجوعي يقول:
رأيت في الطّواف حول البيت رجلا فتقرّبت منه، فإذا هو لا يزيد على قوله: اللّهمّ قضيت حاجة المحتاجين و حاجتي لم تقض، فقلت: ما لك لا تزيد على هذا الكلام، فقال:
أحدّثك: كنا سبعة رفقاء في بلدان شتى، غزونا أرض العدو فاستؤسرنا كلنا، فاعتزل بنا لتضرب أعناقنا، فنظرت إلى السماء، فإذا سبعة أبواب مفتّحة عليها سبع جوار من الحور العين، على كلّ باب جارية، فقدّم رجل منا فضربت عنقه، فرأيت جارية في يدها منديل قد هبطت إلى الأرض حتى ضرب أعناق ستة و بقيت أنا و بقي باب و جارية، فلما قدّمت لتضرب عنقي استوهبني بعض رجاله فوهبني له، فسمعتها تقول: أي شيء فاتك يا محروم ؟ و أغلقت الباب، و أنا يا أخي متحسر على ما فاتني.
قال قاسم بن عثمان: أراه أفضلهم، لأنه رأى ما لم يروا، و ترك يعمل على الشوق.
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنبأنا محمّد بن يحيى بن إبراهيم، أنبأنا
ص: 124
محمّد بن الحسين قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب يقول: سمعت العباس بن سمرة يقول: سمعت قاسم الجوعي يقول:
كنت في مسجد دمشق و أنا مستند إلى سارية، فأخذني النوم، فرأيت كأنّي أقول شيئا و أدق صدري، فصعد النبي صلى اللّه عليه و سلم من باب الدّرج مع أبي بكر و عمر، فلما رأى كذلك قال:
الخطأ في هذا أكثر من الصواب.
وجدت بخط بعضهم لقاسم الجوعي:
اصبر على كسرة و ملح *** فالصّبر مفتاح كلّ زين
و اقنع، فإنّ القنوع عزّ *** لا خير في شهوة بدين
أخبرنا أبو القاسم العلوي - إذنا - أنبأنا طرفة بن أحمد بن محمّد، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي (1)،أنبأنا أحمد بن الحسين المشغرائي، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان يقول لابن (2) ليحيى بن حمزة و عليه (3) جبة صوف و عباءة: الق هذه الجبة عنك، و عليك بثوبين أبيضين يخلطانك بالناس، و اتخذ مؤدبا غير قاسم - يعني: الجوعي - أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، و ابن السّمرقندي، قالا: حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه، حدّثنا محمّد بن سليمان الرّبعي، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن الفيض قال:
قام أبو بكر بن عتاب بن القطة في مجلس قاسم بن عثمان الجوعي و كان غلاما جميلا حسن الوجه، و كان صفوان بن صالح جالسا، و سليمان بن عبد الرّحمن جالس عند باب المئذنة و غيرهم، فقال: يا قوم هذا قاسم، يا أبا عبد الملك، و يا أبا أيوب، دخلت إليه البيت، فجذبني (4)[و قبلني] (5) و أراد أن يفعل بي كذا و كذا حتى انفلت منه.
قال أبو الحسن بن الفيض: و كنت حينئذ صغيرا في المجلس، فوثب إليه رجال فضربوه و عنّفوه في ذلك، و ضربه أبوه و عنّفه في ذلك، و جاء إلى قاسم مرة أخرى أيضا غلام حسن
ص: 125
الوجه يقال له ابن عبد الغفّار بن نجيح مولى الثقفي فقال: هذا الشيخ السوء أراد أن يفعل بي كذا و كذا بالفحش، فلم يصدق، و ضرب و عنّف في ذلك.
قال أبو الحسن بن الفيض: و أعوذ باللّه و الدار الآخرة أن يكون قاسم قال لهما قط شيئا من ذلك، كان أورع من ذلك، و إنّما أراد أن يوقعا (1) بذلك عليه أمرا.
ذكر أبو الفضل المقدسي فيما أخبره به أبو عمرو بن مندة عن أبيه، أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن مروان قال: قال عمرو بن دحيم: توفي قاسم يوم الخميس لثمان ليال بقين من شهر رمضان سنة ثمان و أربعين و مائتين.
5672 - القاسم بن علي بن أبان بن (2) يزيد
ابن الصباح بن عبد الرّحمن
روى عن عبد السلام بن عبد الحميد الحرّاني (3).
روى عنه: أبو الميمون.
أخبرنا أبو محمّد (4) عبد الكريم (5) بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام ابن محمّد، أنبأنا أبو الميمون بن راشد، حدّثنا القاسم بن علي بن أبان بن يزيد بن الصباح بن عبد الرّحمن العلاّف، حدّثنا عبد السّلام بن عبد الحميد (6)-إمام مسجد حرّان - قال: قال وكيع بن الجرّاح: لو لا الصلاة على النبي صلى اللّه عليه و سلم ما حدّثت.
حكى عن أحمد بن السّري الأنطاكي.
حكى عنه محمّد بن أحمد بن رفدوية.
[أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي، أنبأنا سعد علي بن عبد اللّه ابن أبي صادق الحيري، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن باكويه، نا عمر بن يحيى
ص: 126
الأردبيلي، نا محمّد بن أحمد بن رفدوية] (1) حدّثنا قاسم بن علي الدمشقي، حدّثنا أحمد بن السّري أخو عبيد اللّه بن السّري قال:
كان بالبصرة شاب متعبد، و كانت عمة له تقوم بأمره، فأبطأت عليه مرة، فمكث ثلاثة أيام يصوم و لا يفطر على شيء، فلمّا كان بعد ثلاث قال: يا ربّ ، رفعت رزقي، فألقي إليه من زاوية المسجد مزود مليء (2) سويقا (3)،فقيل له: هاك يا قليل الصبر.
حدّث عن عقبة بن علقمة.
روى عنه أحمد بن أبي الحواري، و أحمد بن المعلّى بن يزيد.
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو بكر محمد بن أبي عمرو المقرئ - بمنين (4)-أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان القرشي، حدّثنا أحمد بن المعلّى بن يزيد الأسدي، حدّثنا القاسم بن عمر الرّبعي، حدّثنا عقبة، حدّثنا الأوزاعي، أخبرني ابن شهاب عن أبي إدريس عائذ اللّه عن أبي ذرّ.
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رأى على رجل خاتما من ذهب، فقرع يده بالعصا، فأخذ الرجل الخاتم فألقاه، ثم أقبل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«أين خاتمك ؟» فقال: ألقيته يا رسول اللّه، قال:«أظننا قد أوجعناك و أغرمناك»[10512].
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثني عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا عبد الوهّاب الميداني، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الوهّاب بن محمّد بن الحسن اللّهبي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن العباس بن الدّرفس، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، حدّثنا قاسم بن عمر ابن معاوية الرّبعي، حدّثنا عقبة، عن الأوزاعي قال:
من عمل بما يعلم كان حقا على اللّه أن يعلّمه ما لا يعلم، و يوفّقه فيما يعمل حتى يستوجب بذلك الجنّة، و من لم يعمل بما يعلم تاه فيما لا يعلم حتى يستوجب بذلك النار.
ص: 127
روى عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، و أبي عامر موسى بن عامر، و عبد السّلام بن عتيق، و السّلم بن يحيى الحجزاي (3)،و أبي أمية الطّرسوسي، و العباس بن الوليد بن مزيد، و الحسن بن عبد اللّه بن منصور، و أبي عبيد محمّد بن حسان البسري (4)،و عبد الرّحمن بن الحسن (5) بن عبد اللّه بن يزيد بن تميم، و هاشم بن خالد بن أبي جميل، و محمّد بن الوزير، و محمّد بن أحمد بن مطر بن العلاء، و أحمد بن عبد الرّحمن (6) بن عبود (7)،و مؤمّل بن إهاب، و زكريا بن يحيى السّجزي، و محمّد بن هاشم البعلبكي، و أبي بكر محمّد بن عبد الرّحمن الجعفي، و أبي عمرو محمّد بن داود بن سالم مولى عثمان بن عفّان، و عبد اللّه (8) بن صالح بن كريز (9).
روى عنه: بكر بن شعيب القرشي، و أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد المؤدب، و أبو زرعة، و أبو بكر ابنا أبي دجانة، و أبو بكر محمّد بن حميد بن معيوف بن بكر الهمداني، و أبو بكر بن المقرئ، و الحاكم أبو أحمد النّيسابوري، و محمّد بن سليمان الرّبعي، و أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الدمشقي، و محمّد بن مظفّر الحافظ ، و أبو القاسم بن أبي العقب، و أبو علي بن شعيب، و أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأذني (10)،و أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الرّحمن بن مخلد الغزّال الأصبهاني.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا الحاكم أبو أحمد، أخبرني أبو بكر القاسم بن عيسى العصّار بدمشق، حدّثنا محمّد - يعني - ابن هاشم البعلبكي، حدّثنا محمّد - يعني - ابن شعيب بن شابور، عن النعمان - يعني - ابن المنذر
ص: 128
الغسّاني، عن سليمان بن موسى، أخبرني عطاء أنه سأل عائشة: هل رخّص للنساء أن يصلّين على الدوابّ ؟ قالت: لم يرخّص لهن في ذلك في شدّة و لا رخاء.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال: سمعت أبا بكر القاسم بن عيسى العصّار بدمشق و كان فهما، فذكر حكاية.
قال: و أنبأنا أبو أحمد قال (1):
أبو بكر القاسم بن عيسى بن إبراهيم بن عيسى العصّار الدّمشقي سمع محمد (2) بن هاشم، و السّلم بن يحيى (3).
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا إبراهيم بن يونس الخطيب، أنبأنا أبو زكريا البخاري.
ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى، أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا رشأ بن نظيف.
قالا: حدّثنا عبد الغني بن سعيد قال: فالعصّار بالعين: القاسم بن عيسى العصّار الدمشقي عن عبد الرّحمن بن الحسين بن عبد اللّه بن يزيد بن تميم و طبقته.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (4) قال:
أما العصّار بالعين المهملة فهو: القاسم بن عيسى العصّار، دمشقي، عن عبد الرّحمن ابن الحسن بن عبد اللّه بن يزيد بن تميم و نظرائه (5).
ص: 129
ابن معقل بن سيّار (1) بن شمخ (2) بن سيّار بن عبد العزّى
ابن دلف بن جشم بن قيس بن سعد بن عجل بن لجيم
ابن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب
أبو دلف العجلي (3)
ولي دمشق في أيام المعتصم، و كان من الأجواد الممدوحين.
و حدّث عن هشيم بن بشير.
روى عنه: محمّد بن المغيرة بن زياد.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال:
القاسم بن عيسى أبو دلف الشاعر، يروي عن هشيم بن بشير، توفي سنة خمس و عشرين و مائتين، روى عنه محمّد بن المغيرة بن زياد، تولى محاربة الخرّميّة (4) فأفناهم.
ذكره ابن مندة.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):
القاسم بن عيسى بن إدريس بن معقل بن عمرو بن شيخ (6) بن معاوية بن خزاعي بن عبد العزّى أبو دلف العجلي أمير الكرج، و عبد العزّى هو ابن دلف بن جشم بن قيس بن سعد
ص: 130
بن عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي ابن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان، كان أبو دلف شاعرا أديبا، و سمحا جوادا، و بطلا شجاعا، و ورد بغداد عدة دفعات، و بها مات.
قرأت بخط أبي الحسين الرازي قال: ذكر محمّد بن داود بن الجرّاح البغدادي.
أنّ المعتصم باللّه كان قد غضب على أبي دلف و اعتزم على قبض ماله، فاحتال له عبد اللّه بن طاهر حتى ولي دمشق و نحّاه عن الجبل حتى سكن أمره، فهجا أبو السّري أحمد بن يزيد الشاعر ابنه عجل بن أبي دلف فقال:
يا عجل أنت غراب البين و الصّرد *** في الشؤم منك لحاك الواحد الصّمد
أنت البسوس التي أفنت بناقتها *** بكرا و تغلب حتى أقفر البلد
قد كان شؤمك نحّى قاسما فمضى *** إلى دمشق و دمع العين يطّرد
لو لا المهذب عبد اللّه ما رفعت *** يوما إلى قاسم كأس المدام يد
يريد عبد اللّه بن طاهر.
أنبأنا أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمّد بن الخضر، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصّقر، أنبأنا الشريف حمزة بن أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن رشيق العسكري، حدّثنا أبو بكر يموت بن المزرّع، حدّثنا محمّد بن حميد اليشكري، و جعفر بن محمّد الأبزاري، قالا: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الموصلي عن أبيه قال:
كنت في مجلس الرشيد إذ دخل عليه غلام أمرد له ذؤابة، فسلّم بالخلافة، فقال الرشيد: لا سلم [اللّه] (1) على الآخر، أفسدت علينا الجبل، يا غلام، قال: فأنا أصلحه يا أمير المؤمنين، قال: و كيف تصلحه ؟ قال: أفسدته يا أمير المؤمنين و أنت عليّ ، و أعجز عن إصلاحه و أنت معي ؟ فأمر الرشيد، فخلع عليه، و قعد له على الجبل، فلمّا خرج الغلام قلت:
من هذا؟ فقيل لي: هذا أبو دلف العجلي.
قال إبراهيم: فسمعت الرشيد و قد ولّى الغلام خارجا من عنده يقول: إنّي أرى غلاما يرمي من وراء همة بعيدة.
ص: 131
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا[-و] (1) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا أحمد بن عمر بن روح، حدّثنا المعافى بن زكريا، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثنا أبو الفضل الربعي، عن أبيه قال: قال المأمون يوما و هو مقطّب لأبي دلف: أنت الذي يقول فيك الشاعر (3):
إنّما الدنيا أبو دلف *** عند مغزاه (4) و محتضره
فإذا ولّى أبو دلف *** ولّت الدّنيا على أثره
فقال: يا أمير المؤمنين شهادة زور، و قول غرور، و ملق معتف، و طالب عرف و أصدق منه ابن أخت لي حيث يقول:
دعيني (5) أجوب الأرض التمس الغنا *** فلا الكرج الدّنيا و لا الناس قاسم
فضحك المأمون و سكن غضبه.
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت، حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، حدّثنا ثعلب، حدّثنا ابن الأعرابي، عن الأصمعي قال: كنت واقفا بين يدي المأمون، إذ دخل عليه أبو دلف القاسم بن عيسى العجلي، فنظر إليه المأمون شزرا و قال: أنت الذي يقول فيك علي بن جبلة الشاعر:
له راحة لو أنّ معشار عشرها *** على البرّ كان البرّ أندى من البحر
له همم لا منتهى لكبارها *** و همّته الصغرى أجلّ من الدهر
و لو أن خلق اللّه في مسك فارس *** و بارزه كان الحلي من العمر
أبا دلف بوركت في كل وجهة *** كما بوركت في شهرها ليلة القدر
فقال: يا أمير المؤمنين مكذوب عليّ ، لا و الذي في السماء بيته ما أعرف من هذا حرفا، فقال: قد قال فيك ابن جبلة علي:
ما قال: لا، من جود أبو دلف *** إلا التشهد لكن قوله نعم
ص: 132
و الذي يقول فيك أيضا:
ما خطّ لا كاتباه في صحيفته *** كما تخطط لا في سائر الصّحف
أعطي أبو دلف و الريح جارية *** حتى إذا وقفت أعطى و لم يقف
قال: لا أعرف هذا يا أمير المؤمنين، لكني أعرف قول ابن دابق (1) حيث يقول:
أبا دلف ما الفقر عندي بعينه *** سواك و من يرجو غناك و يأمله
و أصلح شيء فيك تسليم أمره *** عليك على ظهر و ما أنت قائله
و له أيضا:
ذريني أجوب الأرض في طلب الغنى *** فلا الكرج الدّنيا و لا الناس قاسم
قال: فضحك المأمون و تهلّل وجهه، و انبسط إليه بعد انقباض و استعمله، و قال له:
ارفع حوائجك.
و أبو دلف القائل:
طلب المعاش مفرّق *** بين الأحبة و الوطن
و مصيّر جلد الرجال *** إلى الضراعة و الوهن
أخبرنا أبو الحسن (2) بن قبيس، حدّثنا-[و] (3) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،حدّثنا أحمد بن عمر بن روح (5) النهرواني، حدّثنا المعافى بن زكريا الجريري، حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي، حدّثنا أبو العيناء محمّد بن القاسم بن خلاّد، حدّثنا إبراهيم ابن الحسن بن سهل قال:
كنا في موكب المأمون فترجّل له أبو دلف فقال له المأمون: ما أخّرك عنا؟ فقال: علة عرضت لي، فقال: شفاك اللّه و عافاك، اركب، فوثب من الأرض على الفرس، فقال له المأمون: ما هذه وثبة عليل ؟ فقال: بدعاء أمير المؤمنين شفيت.
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأنا
ص: 133
الشريف أبو الفضل محمّد بن الحسن بن محمّد بن الفضل بن المأمون، حدّثنا أبو بكر محمّد ابن القاسم بن بشار الأنباري، حدّثنا أبي، حدّثنا أبو بكر أحمد بن الحسن الكاتب، حدّثنا عيسى بن عبد العزيز بن سهل الحارثي (1) من بني الحارث بن كعب قال:
خرجت رفقة إلى مكة فيها القاسم بن عيسى، فلمّا تجاوزت الكوفة حضرت الأعراب و كثرت تريد اغتيال الرفقة، فتسرّع قوم إليهم فزجرهم أبو دلف و قال: ما لكم و لهذا، ثم انفصل بأصحابه فعبأ عسكره ميمنة و ميسرة و قلبا، فلما سمع الأعراب [أن] (2) أبا دلف حاضر انهزموا من غير حرب، ثم مضى بالناس حتى حجّ فلمّا رجعوا أخبرت القافلة بأنّ الأعراب قد احتشدوا احتشادا عظيما و هم قاصدو (3) القافلة.
و كان في القافلة رجل أديب شاعر في ناحية طاهر بن الحسين و آله، فكتب إلى أبي دلف بهذا الشعر (4):
جرت بدموعها العين الذّروف *** و ظلّ من البكاء له حليف
بلاد تنوفة (5) و محل قفر *** و بعد أحبة و نوى قذوف
نبادر أوّل القطرات نرجو *** بذلك أن تخطانا الحتوف
أبا دلف و أنت عميد بكر *** و حيث العزّ و الشرف المنيف
تلاق عصابة هلكت فما أن *** بها - إلا تداركها - خفوف
كفعلك في البديّ (6) و قد تداعت *** من الأعراب مقبلة زحوف
فلمّا أن رأوك لهم حليفا *** و خيلك حولهم عصبا عكوف
ثنوا عنقا و قد سخنت (7) عيون *** لما لاقوا و قد رغمت أنوف
قال: فلمّا قرأ أبو دلف الأبيات أجاب عنها بغير إطالة ذكر و لا تروية فقال:
رجال لا تهولهم المنايا *** و لا يشجيهم الأمر المخوف
ص: 134
و طعن بالقنا الخطي حتى *** تحلّ بمن أخافكم الحتوف
و نصر اللّه عصمتنا جميعا *** و بالرحمن ينتصر اللّهيف (1)
رواها الخطيب في التاريخ عن حمزة بن محمّد بن طاهر عن محمّد بن الحسن الهاشمي.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا[-و] (2) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنبأنا الجوهري.
ح قرأت على أبي منصور بن خيرون، عن أبي محمّد الجوهري.
أنبأنا محمّد بن عمران بن موسى، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى المكي، أنشدنا محمّد بن القاسم بن خلاد لابن النّطّاح في أبي دلف:
و إذ بدا لك قاسم يوم الوغى *** يختال خلت أمامه قنديلا
و إذا تلذذ بالعمود وليته *** خلت العمود بكفّه منديلا
و إذا تناول صخرة ليرضها *** عادت كثيبا في يديه مهيلا
قالوا: و ينظم فارسين بطعنة *** يوم اللقاء و لا يرام (4) جليلا
لا تعجبوا لو كان مدّ قناته *** ميلا إذا نظم الفوارس ميلا
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا المعافى بن زكريا، حدّثنا عبد اللّه بن منصور الحارثي، حدّثنا محمّد بن يزيد النحوي، أنشدني ابن أبي دلف قول ابن أبي فنن في أبيه أبي دلف:
ما لي و ما لك قد كلفتني شططا *** حمل السلاح و قول الدارعين قفي
أ من رجال الحنايا خلتني رجلا *** أمسي و أصبح مشتاقا إلى التلف
تسعى المنايا إلى غيري فيكرهها *** فكيف أسعى إليها عاري الكتف
يا هل حسبت سواد الليل غيّرني *** و أنّ روحي في جنبي أبي دلف
قال: فبعث إليه أبو دلف بخمسمائة دينار.
ص: 135
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن قبيس الفقيه، حدّثنا[-و] (1) أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن خيرون، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت (2)،أنبأنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أنبأنا محمّد بن جعفر التميمي الكوفي، أنبأنا أبو نكر الصّولي قال:
تذاكرنا يوما عند المبرّد الحظوظ و أرزاق الناس من حيث لا يحتسبون قال: هذا يقع كثيرا، فمنه قول ابن أبي فنن (3) في أبيات عملها لمعنى أراده:
ما لي و ما لك قد كلفتني شططا *** حمل السلاح و قول الدارعين قف
أ من رجال المناظر خلتني رجلا *** أمسي و أصبح مشتاقا إلى التّلف
تمشي المنون إلى غيري فأكرهها *** فكيف أسعى إليها بارز الكتف
أم هل حسبت سواد الليل شجعني *** أو أنّ قلبي في جنبي أبي دلف
فبلغ هذا الشعر أبا دلف، فوجّه إليه بأربعة آلاف درهم (4) جاءته على غفلة.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر أحمد بن مروان، حدّثنا أبو الحسن الرّبعي قال: قال العتّابي:
كنا على باب أبي دلف خلق كثير من الشعراء يعدنا بأمواله (5) من الكرج و أعمالها، فلمّا اتته الأموال أمر بنصبها على الأنطاع، و أجلسنا حوله ثم تقلد سيفه و خرج علينا، فسلّم علينا فقمنا إليه فأقسم علينا بالجلوس، فجلسنا ثم اتّكأ على قائم سيفه ثم أنشأ يقول:
ألا أيّها الزّوّار لا يد عندكم (6) *** أياديكم عندي أجلّ و أكبر
و إن كنتم أفردتموني للرجاء *** فشكري لكم من شكركم لي أكثر
و إنّي للمعروف أهل و موضع *** ينال الرضا عندي و عرضي موفر
فما حكم الزّوّار فيه تحكموا *** و كلّهم عندي أمير موقّر
ص: 136
كفاني من مالي دلاص (1) و سابح (2) *** و أبيض من صافي (3) الحديد و مغفر
ثم أمر بنهب تلك الأموال، و أخذ كلّ واحد منا على قدر طاقته.
كذا قال، و رواها غيره عن المالكي فقال: عن الرّبعي عن أبيه.
أخبرنا بها أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا[-و] (4) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (5)،أنبأنا الحسن بن محمّد الخلاّل، حدّثنا أحمد بن إبراهيم البزار، أنبأنا أحمد بن مروان المالكي بمصر، حدّثنا الحسن بن علي الربعي، حدّثنا أبي قال: سمعت العتابي يقول:
اجتمعنا على باب أبي دلف جماعة من الشعراء فكان يعدنا بأمواله من الكرج و غيرها، فأتته الأموال، فبسطها على الأنطاع و أجلسنا حولها، و دخل إلينا فقمنا إليه، فأومأ إلينا أن لا نقوم إليه، ثم اتّكأ على قائم سيفه ثم أنشأ يقول:
ألا أيّها الزّوّار لا يد عندكم (6) *** أياديكم عندي أجلّ و أكبر
فإن كنتم أفردتموني للرجاء *** فشكري لكم من شكركم لي أكثر
كفاني من مالي دلاص و سابح *** و أبيض من صافي الحديد و مغفر
ثم أمر بنهب تلك الأموال، فأخذ كلّ أحد على قدر قوته.
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأنا جدي أبو محمّد، حدّثنا أبو علي الأهوازي، حدّثنا أبو القاسم علي بن بشرى (7) العطار، حدّثنا أبو علي الأنصاري.
ح و قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو القاسم علي (8) بن بشرى بن عبد اللّه العطار، حدّثنا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري، حدّثني محمّد بن سعيد (9) الطائي، حدّثني أحمد بن محمّد البغدادي كاتب ميمون بن و صيف، حدّثني أبي قال:
زرنا أبا دلف العجلي أربعمائة رجل بين كاتب و شاعر و عامل و سائل و متوصل، فأقمنا
ص: 137
بابه شهرا لا نصل إليه، ثم أذن لنا بالدخول عليه، فدخلنا فإذا بكراسي قد حفت من داخل القصر، فإذا بكرسي أكبر منها على باب، فما جلسنا إلاّ قليلا إذا بأبي دلف قد خرج إلينا فأومأنا (1) بالقيام إليه، فأومأ بيده أن لا يقوم أحد، ثم جلس [على] (2) كرسيه و أطرق مليا و رفع رأسه و أنشأ يقول:
ألا أيّها الزّوار لا يد عندكم *** أياديكم عندي أجلّ و أكبر
فإن كنتم أفردتموني للغنى *** فشكري لكم من شكركم لي أكثر
لأنّي للمعروف أهل و موضع *** ينال الفتى مني و عرضي موفر
كفاني من مالي جواد و ثروة *** و أبيض من ضافي الحديد و مغفر
قال: ثم أمر بالأنطاع فبسطت، و بالأموال فصبّت، و قال: أيها الزوار إنّي أجلّ أقداركم، و أعظم أخطاركم عن القسمة بينكم، فيأخذ كلّ رجل منكم حسب ما أطاق و قدر ما أحب، قال: فحملنا في الحجور و الأكمام و القلانس و الخفاف، و خرجنا نملأ السماء دعاء و الأرض ثناء.
أخبرنا أبوا (3) الحسن الفقيهان، و أبو المعالي بن الشّعيري، قالوا: أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو بكر الخرائطي، حدّثنا يموت بن المزرّع، حدّثنا محمّد بن حميد اليشكري قال:
كنت ذات يوم واقفا بباب أبي دلف العجلي (4) في الكرج [في ناس] (5) من الشعراء و المسترفدين قد اتّخذنا ظهور دوابّنا مساطب، نطالب بالإذن لنا عليه، إذ خرج خادم له، فسلّم علينا ثم قال: الأمير يقرأ عليكم السلام و يقول: إنّه لا شيء لكم عندنا فانصرفوا (6)، فورد علينا جواب لا نجيز معه جوابا فإنّا كذلك إذ خرج غلام آخر فقال: ادخلوا، فدخلنا فألفيناه جالسا (7) على كرسي ينكث (8) بخيزرانة بيده الأرض فسلّمنا فردّ و أشار إلينا فجلسنا
ص: 138
فقال: و اللّه ما أجبتكم الجواب على لسان الخادم إلاّ من وراء ضيقة قد علمها اللّه و بعد أن خرج الخادم بالجواب إليكم ذكرت بيتا و هو قول الشاعر:
و قد نبّئت أنّ عليك دينا *** فزد في رقم دينك و اقض ديني
و اللّه لأزيدن في رقم ديني، و لأقضينّ ديونكم، و قال: يا غلام أحضرني تجار الكرج، فحضروا فعاملهم على مال أرضانا به عن آخرنا.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا[-و] (1) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد، حدّثنا إسماعيل بن سعيد المعدل، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثني أبو الفضل جعفر بن محمّد الأصبهاني، حدّثني محمّد ابن إدريس بن معقل، عن أبيه قال:
اجتمع على باب أبي دلف جماعة من الشعراء، فمدحوه و تعذّر عليهم الوصول إليه و حجبهم حياء لضيقة نزلت به. فأرسل إليهم خادما له يعتذر إليهم و يقول: انصرفوا في هذه السنة و عودوا في القابلة، فإني أضعف لكم العطية و أبلغكم الأمنية فكتبوا إليه:
أي هذا العزيز قد مسنا الده *** ر بضرّ و أهلنا أشتات
و أبونا شيخ كبير فقير *** و لدينا بضاعة مزجات (3)
قلّ طلابها فبارت علينا *** و بضاعاتنا بها التّرّهات
فاغتنم شكرنا و أوف لنا الكي *** ل و صدّق (4) فإننا أموات
فلمّا وصل إليه الشعر ضحك و قال: علي بهم، فلمّا دخلوا قال: أبيتم إلاّ [أن] (5)تضربوا وجهي بسورة يوسف (6)،و اللّه إنّي لمضيق و لكني أقول كما قال الشاعر:
لقد خبّرت أنّ عليك دينا *** فزد في رقم دينك و اقض ديني
يا غلام اقترض لي عشرين ألفا بأربعين ألفا، و فرّقها فيهم.
ص: 139
قال الخطيب (1):و حدّثني الأزهري قال في كتابي عن سهل الديباجي حدّثنا أحمد بن محمّد بن الفضل الأهوازي، قال: أنشد بكر بن النّطّاح أبا دلف:
مثال أبي دلف أمة *** و خلق أبي دلف عسكر
و إنّ المنايا إلى الدار *** عين بعين أبا دلف تنظر
فأمر له بعشرة آلاف درهم فاشترى بها بستانا بنهر الأبلّة (2) ثم عاد من قابل فأنشده:
بك ابتعت في نهر الأبلّة جنّة *** عليها قصير بالرّخام مشيّد
إلى لزقها أخت لها يعرضونها *** و عندك مال للهبات عتيد
فقال له أبو دلف - بكم الأخرى ؟ قال: بعشرة آلاف، قال: ادفعوها إليه، ثم قال له: لا تجئني قابل فتقول بلزقها (3) أخرى، فإنّك تعلم أن لزق كلّ أخرى أخرى متصلة إلى ما لا نهاية له.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف، أنبأنا أبو الفتح بن علي بن سيبخت، حدّثنا أبو بكر بن الأنباري، حدّثني أبي، حدّثنا بعض أصحابنا قال: دخل بعض الشعراء على أبي دلف القاسم بن عيسى فأنشده:
أبا دلف إنّ المكارم لم تزل *** مغلغلة تشكو إلى اللّه غلّها
فبشرها منه بميلاد قاسم *** فأرسل جبريلا إليها فحلّها
فأمر له بمال، فقال الخازن: ما هذا في بيت المال، فأمر له بضعفه، فقال الخازن: ما يحضر، فأمر له بضعفيه، فلمّا حمل المال مع الشاعر أنشأ أبو دلف يقول:
أتعجب إن رأيت عليّ دينا *** و أن ذهب الطريف مع التّلاد
ملأت يدي من الدّنيا مرارا *** فما طمع العواذل في اقتصادي
و ما وجبت عليّ زكاة مال *** و هل تجب الزكاة على جوّاد؟
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنبأنا أبو منصور بن شكرويه، و محمّد ابن أحمد بن علي السمسار، قالا: أنبأنا إبراهيم بن عبد اللّه بن [محمد، نا أبو عبد اللّه
ص: 140
المحاملي، نا عبد اللّه بن أبي سعد، حدثني أحمد بن القاسم العجلي، حدثني عبد اللّه بن] (1)نوح العجلي، قال:
قدم أبو دلف إلى بغداد في أيام المأمون، فجاءني بعض فتياننا (2) فقال: ارتحل إليه، فإنّي ضعيف الحال، و لعله أن يرتاح لي بما يعينني (3) و قد عملت فيه أبياتا، فأتاه فطلب الوصول إليه، فلما دخل خبّره بنسبه فرحّب به، ثم استأذنه في إنشاده فأذن له فقال:
إنّي أتيتك واثقا إذ قيل لي *** هو نعم [مأوى] (4) البائس المحروب
يعطي فيعفى من حياة بسيبه *** بش إلى السؤال غير قطوب
فرجوت أن أحظى بجودك بالغنى *** و أحل في عطن لديك رحيب
فلئن رجعت ببعض ما أملته *** فلقد أزاح (5) اللّه كلّ كروبي
أولا فصبر (6) للزمان و ريبه *** صبر المحبّ على أذى المحبوب
فقال لي: كم الذي يغنيك ؟ فقلت: إنّي معيل معسر، و الى فضلك لفقير، فسأل عني بعض من عنده من أهلي فعرفني فأمر لي بخمسين ألف درهم (7)،و قال ابن شكرويه: بخمسة آلاف درهم، و كتب إلى وكيله أن يشتري لي دارا قال: فانصرف بأكثر من أمنيته.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا أبو محمّد المصري، أنبأنا أبو بكر المالكي، حدّثنا علي بن الحسن الرّبعي قال: قال العتابي:
قدمت على أبي دلف فأقمت عنده ثلاثا، ثم كتبت إليه رقعة أتنجز حاجتي فأمر لي بألف دينار و كسوة و كتب إليّ :
أعجلتنا فأتاك عاجل برّنا *** فلا و لو أمهلتنا لم يقلل
فخذ القليل و كن كأنك لم تسل *** و نكون نحن كأننا لم نفعل
أخبرنا أبو الحسن المالكي، حدّثنا[-و] (8) أبو منصور العطار، أنبأنا أبو بكر
ص: 141
الخطيب (1)،أنبأنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، و الحسن بن علي الجوهري - قال عمر:
أخبرنا، و قال الحسن: حدّثنا - محمّد بن العباس الخزّاز، حدّثنا محمّد بن المرزبان، حدّثني الحسين بن الصّلت العجلي، حدّثني سماعة بن سعيد قال:
أتى جعيفران (2) أبا دلف يستأذن عليه و عنده أحمد بن يوسف، فقال الحاجب:
جعيفران الموسوس بالباب، فقال أبو دلف: ما لنا و للمجانين فقال له أحمد بن يوسف:
أدخله، فلما دخل قال:
يا ابن أعز الناس مفقودا *** و أكرم الأمة موجودا
لما سألت الناس عن واحد *** أصبح في الأمة محمودا
قالوا جميعا: إنّه قاسم *** أشبه آباء له صيدا
قال: أحسنت و اللّه، يا غلام، اكسه و ادفع إليه مائة درهم، فقال: مره أعزك اللّه أن يدفع إليّ منها خمسة و تحفظ الباقي لي، قال: و لم ؟ قال: لأن لا تسرق مني و يشتغل قلبي بحفظها، قال: يا غلام ادفع إليه كلما جاء خمسة دراهم إلى أن يفرق بيننا الموت، قال:
فبكى جعيفران فقال له أحمد بن يوسف: ما يبكيك فقال:
يموت هذا الذي تراه *** و كلّ شيء له نفاد
لو كان شيء له خلود *** عمّر هذا (3) المفضل الجواد
أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره عن أبي عثمان الصابوني، أنبأنا أبو القاسم بن حبيب (4)،أنبأنا (5) محمّد بن عبد اللّه بن شبيب، حدّثنا أحمد بن لقمان، حدّثنا هشام (6) بن محمّد بن عبد اللّه بن هارون، حدّثنا أحمد بن يوسف قال:
كنت عند أبي دلف القاسم بن عيسى إذ جاء آذنه فقال: جعيفران الموسوس بالباب،
ص: 142
فقال: ما لنا و للمجانين، أو قد فرغنا من الأصحاء؟ قلت: إنّ له لسانا، قال: فليدخل إذا، فدخل و وقفت بين يديه فقال:
أيا أعزّ الناس مفقودا *** و أكرم الأمة موجودا (1)
لمّا سألت الناس عن واحد *** أصبح في الأمة محمودا
قالوا جميعا: إنه قاسم *** أشبه آباء له صيدا
فقال أبو دلف: أنت و اللّه يا جعيفران شاعر، يا قهرمان، أعطه مائة درهم، و اخلع عليه خلعة واحدة، فقال جعيفران: أيها الأمير أما الخلعة فآخذها و أما المائة درهم فليعطني القهرمان منها خمسة كلما جئته (2)،فقال: أعطه خمسة [دراهم] (3) كلما جاء حتى يحول بيننا و بينه الموت، فأطرق جعيفران ثم رفع رأسه فقال له أحمد بن يوسف مالك ؟ فقال:
يموت هذا الفتى تراه (4) *** و كلّ شيء له نفاد
لو كان شيء له خلود *** عمّر ذا المفضل الجواد (5)
فقال أبو دلف لأحمد: أنت أبصر بصاحبك.
قال: و أنبأنا ابن حبيب (6)،أنبأنا أبو محمّد أحمد بن محمّد بن إسحاق - بمرو - حدّثنا ابن الأنباري، حدّثنا عبد اللّه بن خلف الدّلاّل قال: استأذن جعيفران على أبي دلف، و ذكر الحكاية.
أخبرنا أبو القاسم الحسين (7) بن محمّد، أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبيد اللّه الهمداني - إجازة - أنشدنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل، أنشدنا هشام بن محمّد الرّعيني، حدّثنا أحمد بن محمّد الأزدي لابن جبلة في أبي دلف:
ضربت عليه المكرمات بناها (8) *** فعلا العمود و طالت الأطناب
ص: 143
فإذا وزنت قديم ذي حسب به (1) *** خضعت لفضل قديمه الأحساب
عقم النساء بمثله و تعطّلت *** من أن تضمن بمثله الأصلاب
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا[-و] (2) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني الأزهري، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدّثنا أحمد بن مروان المالكي، حدّثنا المبرّد، حدّثنا أبو عبد الرّحمن التّوّزي قال:
استهدى المعتصم من أبي دلف كلبا أبيض كان عنده، فجعل في عنقه قلادة كيمخت أخضر و كتب عليها:
أوصيك خيرا به فإنّ له *** خلائقا لا أزال أحمدها
يدلّ ضيفي عليّ في ظلم الليل *** إذا النار نام موقدها
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا الأمير أبو محمّد الحسن (4) بن عيسى بن المقتدر باللّه - قراءة عليه - قال: كان أبو دلف يشتو بالعراق و يصيف بالجبال فقال في ذلك:
إنّي امرؤ كسروي (5) الفعال *** أصيف الجبال و أشتو العراقا
و ألبس للحرب أثوابها *** و أعتنق الدارعين اعتناقا
فاختار بفضل رأيه و حزمه و صحة قريحته، أن يصيف في الجبال ليسلم من هوامّ العراق، و ذبابه، و غلظ هوائه، و سخونة مائه، و يشتو بالعراق ليسلّم من زمهرير الجبال، و أنديتها، و ثلوجها، و رياحها و لأن العراق (6) في فصل الخريف و الشتاء أفضل منه في الربيع و الصيف و قال أيضا:
أ لم ترني حين حال الزمان *** أصيف العراق و أشتو الجبالا
سموم المصيف و برد الشتاء *** حنانيك حالا ادالتك حالا
فصبرا على حدث النائبات *** أبين الحوادث إلاّ انتقالا
ص: 144
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا[-و] (1) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد، أنبأنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنبأنا أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري - قراءة عليه - حدّثني عبد اللّه بن عمرو بن عبد الرّحمن بن أبي سعد، حدّثني أحمد بن يحيى الرازي قال: سمعت البجلي أحمد بن الحسن قال:
سمعت أبا تمّام الطائي يقول: دخلنا على أبي دلف أنا و دعبل بن علي و بعض الشعراء - أظنه عمارة - و هو يلاعب جارية له بالشطرنج، فلما رآنا قال: قولوا:
رب يوم قطعت لا بمدام *** بل بشطرنجنا نجيل الرخاخا
ثم قال: أجيزوا، فبقينا ينظر بعضنا إلى بعض، فقال: لم لا تقولون:
وسط بستان قاسم في جنان *** قد علونا مفارشا و نخاخا
و حوينا من الظّباء غزالا *** طريا لحمه يفوق المخاخا
فنصبنا له الشباك زمانا *** و نصبنا مع الشباك فخاخا
فأصبناه (3) بعد خمسة شهر *** وسط نهر يشخّ (4) ماه سخاخا
قال: فنهضنا عنه، فقال: إلى أين ؟ مكانكم حتى نكتب لكم بجوائزكم، فقلنا: لا حاجة لنا في جائزتك، حسبنا ما نزل بنا منك اليوم، فأمر بأن يضعّف لنا.
قال (5):و أنبأنا علي بن أيوب القمي، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني، حدّثني أبو عبد اللّه الحكيمي، حدّثني يموت بن المزرّع، حدّثني أبو هفّان قال:
كان لأبي دلف العجلي جارية تسمى جنان و كان يتعشقها و كان لفرط فتونه و ظرفه يسميها صديقتي (6) فمن قوله فيها (7):
ص: 145
أحبك يا جنان و أنت (1) منّي *** مكان الرّوح من جسد (2) الجنان
و لو أنّي أقول مكان روحي *** خشيت عليك بادرة (3) الزمان
لإقدامي إذا ما الخيل كرّت *** وهاب كماتها (4) حرّ الطّعان
قال أبو هفّان: ثم ماتت، فرثاها بمراث حسان.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (5)،أنبأنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز فيما أذن لي في روايته، قال: و لأبي دلف:
نحن قوم تليننا الأعين النجل *** على أننا نلين الحديدا
نملك الأسد ثم تملكنا البيض *** المصونات أعينا و خدودا
فترانا يوم الكريمة أحرارا *** و في السّلم للغواني عبيدا
كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه، أنشدني أبو محمّد المري (6)-و هو محمّد بن محمّد بن عبد اللّه بن بشر (7) الهروي - أنشدني أبو محمّد الدّيناري لأبي الدلف:
عاقني عن وداعك الاشغال *** و هموم أتت عليّ طوال
حيث لا مدفع عن الضيم بالسي *** ف و ما للحروب فيه مجال
و مقام العزيز في بلد الذلّ *** إذا أمكن الرحيل محال
فعليك السلام يا ظبية الكر *** خ أقمتم و حان مني ارتحال
أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاّف، و أخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه.
و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنبأنا أحمد بن إبراهيم، أنبأنا محمّد بن جعفر الخرائطي قال: و قال أبو دلف العجلي:
ص: 146
يا سوأتا لفتى له أدب *** يضحي هواه قاهرا أدبه
يأتي الدنية (1) و هو يعرفها *** فيشين عرضا صائنا أدبه
فإذا ارعوى عادت بصيرته *** تبكي (2) على الحزم الذي سلبه
قال: و أنبأنا الخرائطي، أنشدني محمّد بن علي بن الحسين لأبي دلف:
خلق الحبيب على الرقيب بلية (3) *** و من البلاء مثقل و مخفّف
لو شاء من سمك السماء بقدره *** لم يبق للرقباء عينا تطرف
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطّبراني، أنشدني محمّد بن أبي خليفة لأبي دلف العجلي:
تقتنص الآساد في غيلها *** و أعين البيض لنا صائده
ينبو الحسام العضب عنا *** و قد تقدح (4) فينا النظرة القاصده
تهابنا الأسد و نخشى الظبى *** آبدة ما مثلها آبدة
قال (5):و أنشدني محمّد بن أبي خليفة لأبي دلف العجلي أيضا:
نحن قوم تليننا الحدق النّجل *** على أنّنا نلين الحديدا
نملك الأسد ثمّ تملكنا البيض *** المصونات أعينا و خدودا
و ترانا يوم الكريهة أحرارا *** و في السّلم للغواني عبيدا
قال: و أنشدني محمّد بن أبي خليفة و مات قبل أبيه لأبي دلف العجلي:
بين الصّبابة و الهجران مطروح *** قلب بحدّ سنان الحبّ مجروح
تخاله مات إلاّ أنه شيخ *** أضحى تقلبه بالمهجة الروح
لو هبّت الريح من تلقاء داركم *** يوما بوصل له طارت به الريح
قال: و أنشدني محمّد بن أبي خليفة لأبي دلف العجلي:
نبارز (6) أبطال الوغى فنبيدهم *** و يقتلنا في السّلم لحظ الكواعب
ص: 147
و ليست سهام الحرب تفني نفوسنا *** و لكن سهام فوقت من حواجب
قال: و أنشدني محمّد بن أبي خليفة لأبي دلف:
ضرّ الهوى في جسد العاشق *** أحسن من [حلي] (1) على عاتق
ليس الذي ليس له شاهد *** من الضنى في الجسم بالعاشق
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه قال: أنشدنا أبو زكريا يحيى (2) بن محمّد العنبري، أنشدنا علي بن القاسم النحوي لأبي دلف في اللحية الطويلة:
لا تفخرنّ بلحية *** كثرت منابتها طويلة
تهوي بها عصف الريا *** ح كأنها ذنب الفتيلة
قد يدرك المجد الفتى *** يوما و لحيته قليلة
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا[-و] (3) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني الحسين بن علي الصّيمري، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني، أخبرني محمّد بن يحيى الصولي، حدّثني أحمد بن إسماعيل بن الخصيب قال: سمعت سعيد بن حميد يقول:
كان ابن أبي دؤاد قد اصطنع أبا دلف و اختلسه (5) بحيلة، و اختلسه (6) من يد الافشين، و قد دعا بالسيف ليقتله، فكان أبو دلف يصير إليه في كل يوم ليشكره، و كان ابن أبي دؤاد (7)يقول به و يصفه، فقال له المعتصم: إنّ أبا دلف حسن الغناء، جيد الضرب بالعود، فقال: يا أمير المؤمنين، القاسم في شجاعته و بيته في العرب يفعل هذا؟ قال: نعم، و ما هو هذا؟ هو أدب زائد فيه. فكأن ابن أبي دؤاد عجب من ذلك. فأحب المعتصم أن يسمعه ابن أبي دؤاد، فقال له: يا قاسم غنني، فقال: و اللّه ما أستطيع ذلك، و أنا انظر إلى أمير المؤمنين هيبة له و إجلالا، فقال: لا بد من ذلك، و اجلس من وراء ستارة، فكان ذلك أسهل عليه، فضربت
ص: 148
ستارة و جلس أبو دلف خلفها يغني، و وجه المعتصم إلى ابن أبي داود فحضر و استدناه و جعل أبو دلف يغني و أحمد يسمع و لا يدري من يغني، فقال له المعتصم: كيف تسمع هذا الغناء يا أبا عبد اللّه ؟ قال: أمير المؤمنين أعلم به مني، و لكن أسمع حسنا، فغمز المعتصم غلاما فهتك الستارة، و إذا أبو دلف، فلما رأى المعتصم و ابن أبي دؤاد وثب قائما، و أقبل على ابن أبي دؤاد و قال: إنّي أجبرت على هذا، فقال: لو لا دربتك في هذا من أين كنت تأتي بمثل هذا! هبك أجبرت على أن تغني من أجبرك على أن تحسن ؟ قال الصولي: و مات أبو دلف سنة خمس و عشرين و مائتين.
[قال (1):و أنا الحسن بن محمد الخلال، نا أحمد بن محمد بن عمران، نا محمد بن يحيى قال: قال: و في سنة خمس و عشرين و مائتين] (2) مات أبو دلف القاسم بن عيسى العجلي، و كان جوادا، شريفا، شاعرا، شجاعا.
قال (3):و أنبأنا الحسن بن أبي بكر، قال: كتب إليّ محمّد بن إبراهيم الجوري (4) يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر حدّثهم [قال:] حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّي، حدّثنا أبو حسّان الزيادي قال:
مات القاسم بن عيسى أبو دلف العجلي ببغداد في سنة خمس و عشرين و مائتين.
و ذكر أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي، و فيها - يعني - سنة خمس و عشرين و مائتين مات أبو دلف القاسم بن عيسى العجلي، و كان شجاعا، سخيا، فصيحا، شاعرا، و له شعر كثير.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا أحمد محمّد بن الحسين الزاهد يقول: حكي عن دلف بن أبي دلف العجلي أنه رأى أبا دلف في المنام كأنه مضطجع في بيت يرتفع منه الدخان، فقال له: يا بني أخبر أهلنا بما أنا فيه، ثم أنشأ يقول (5):
ص: 149
فلو أنّا إذا متنا تركنا *** لكان الموت راحة كلّ حيّ
و لكنا إذا متنا بعثنا *** و نسأل بعده عن كلّ شيء
قوله: محمّد بن الحسين وهم، فقد ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور فقال: سمعت أبا حامد الحسنوي، يقول: و هو محمّد (1) بن أحمد بن حسنويه.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا[-و] (2) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (3)،حدّثني الحسن بن أبي طالب، حدّثنا يوسف بن عمر القوّاس، حدّثنا الحسين بن إسماعيل - إملاء - حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد، حدّثني محمّد بن سلمة البلخي، حدّثني محمّد ابن علي القوهستاني، حدّثني دلف بن أبي دلف قال:
رأيت كأن آتيا أتاني (4) بعد موت أبي، فقال: أجب الأمير، فقمت معه فأدخلني دارا وحشة، و عرة سوداء الحيطان، مقلعة السقوف و الأبواب، ثم اصعد في درجاتها ثم أدخلني غرفة، فإذا في حيطانها أثر النيران، و إذا في أرضها أثر الرماد، و إذا أبي عريان واضعا رأسه بين ركبتيه، فقال لي كالمستفهم: دلف ؟ قلت: نعم، أصلح اللّه الأمير، فأنشأ يقول (5):
أبلغن أهلنا و لا تخف عنهم *** ما لقينا في البرزخ الخنّاق
قد سئلنا عن كلّ ما قد فعلنا *** فارحموا وحشتي و ما قد ألاقي
أ فهمت ؟ قلت: نعم، ثم أنشأ يقول (6):
فلو أنّا (7) إذا متنا تركنا *** لكان الموت راحة كلّ حيّ
و لكنا إذا متنا بعثنا *** فنسأل بعده عن كلّ شيء
انصرف، قال: فانتبهت.
هو القاسم بن عبد الرّحمن، تقدم ذكره.
ص: 150
ابن مالك بن عبيد اللّه - و يقال: ابن عبيد -
أبو صالح العتابي الرّسعني (1)(2)
من أهل رأس العين من أرض الجزيرة.
سكن تنّيس (3) و حدّث بها، و كان قد سمع هشام بن عمّار، و عباس بن الوليد الخلاّل بدمشق، و أبا محمّد المعافى بن سليمان، و زياد بن يحيى الحسّاني، و عمرو بن علي الفلاّس، و محمّد بن المصفّى الحمصي، و بشر بن هلال الصّوّاف، و بشر بن معاذ العقدي، و نصر بن علي الجهضمي، و موسى بن هارون الرقي، و بشر بن حجر بن النعمان السامي البصري، و عبد اللّه بن معاوية الجمحي، و إسحاق بن زريق الرّسعني، و أحمد بن عبدة الضّبي، و محمّد ابن عبد الملك بن أبي الشوارب، و محمّد بن عمر بن علي المقدّمي، و أبا هشام الرفاعي، و جحدر بن الحارث.
روى عنه أبو عبد الرّحمن النّسائي، و سليمان بن أحمد الطّبراني، و أبو حفص عمر بن رزيق (4) الفرمي (5)،و أبو العباس محمّد بن الحسن الكلاعي، أخو تبوك، و أبو الحسن محمّد ابن عبد اللّه بن زكريا النيسابوري، و أبو علي (6) بن شعيب الأنصاري، و أبو بكر محمّد بن علي بن الحسن بن أحمد النقاش، و محمّد بن الحارث بن الأبيض القرشي، و أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن محمّد الموصلي، و أبو أحمد بن عدي، و أبو بكر محمّد بن زفر بن جبر ابن مروان المازني، و أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد الواعظ المعروف بالمصري، و أبو الحسن علي بن محمّد بن عمر الحرّاني الداربرزي (7) نزيل مصر (8).
ص: 151
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو نصر بن الجبّان (1)،أنبأنا محمّد بن الحسن بن الوليد الكلابي، حدّثنا أبو صالح القاسم بن اللّيث بن مسرور بن اللّيث الرسعني نا (2) المعافى بن سليمان، حدّثنا [فليح بن] (3) سليمان، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:
«كل أمّتي يدخل الجنّة إلاّ من أبى»، قالوا: و من يأبى يا رسول اللّه ؟ قال:«من أطاعني دخل الجنّة و من عصاني فقد أبى»[10513].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (4)،حدّثنا القاسم بن اللّيث أبو صالح الراسبي بتنّيس أنا سألته أملاه علينا حفظا، حدّثنا محمّد بن أبي صفوان الثقفي - إملاء - حدّثنا وهب بن جرير بن حازم، حدّثنا أبي عن محمّد بن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن جعفر قال:
لما توفي أبو طالب خرج النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى الطائف ماشيا على قدميه، قال: فدعاهم (5) إلى الإسلام، قال: فلم يجيبوه، قال: فانصرف فأتى ظلّ شجرة فصلى ركعتين ثم قال:
«اللّهمّ إليك أشكو ضعف قوتي، و قلّة حيلتي، و هواني على الناس،[يا] (6) أرحم الراحمين، أنت أرحم بي إلى من تكلني ؟ إلى عدوّ يجبهني (7) أم إلى قريب ملّكته أمري، إن لم تكن غضبانا عليّ فلا أبالي غير أن عافيتك هي أوسع [لي] (8) أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظّلمات، و صلح عليه أمر الدنيا و الآخرة أن تنزل بي غضبك، أو تحلّ عليّ سخطك لك العتبى (9) حتى ترضى، و لا حول و لا قوة إلاّ بك»[10514].
قال ابن عدي: و هذا حديث أبي صالح الرّاسبي لم نسمع أن أحدا حدّث بهذا الحديث غيره، و لم نكتبه إلاّ عنه.
ص: 152
أنبأنا أبو علي الحداد و غيره، قالوا: أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن ريذة، أنبأنا سليمان بن أحمد الطّبراني، حدّثنا القاسم بن اللّيث أبو صالح الرّاسبي، بمدينة تنّيس، حدّثنا المعافى بن سليمان، حدّثنا فليح بن سليمان، عن سعيد بن عبد الرّحمن بن وائل عن عبد اللّه بن عبد اللّه ابن عمر عن أبيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:
«لعن اللّه الخمر، و ساقيها، و شاربها، و عاصرها (1)،و معتصرها، و حاملها، و المحمولة إليه، و بائعها، و مبتاعها، و آكل ثمنها»[10515].
قال الطبراني: لم يروه عن عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر إلاّ سعيد المدني تفرد به فليح.
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف قال: سألت أبا الحسن الدارقطني عن القاسم بن مسروق بن اللّيث أبو صالح الرّسعني بتنّيس فقال: ثقة مأمون (2).
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب في كتابه، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأنا عمي أبو القاسم عن أبيه.
ح و حدّثني أبو بكر بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة - إجازة - عن أبيه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:
القاسم بن اللّيث بن مسرور بن اللّيث، يكنى أبا صالح من أهل رأس العين، قدم مصر قديما، و سكن بتنّيس، و توفي بها سنة أربع و ثلاثمائة، و حدّث عن المعافى بن سليمان و غيره، و كان ثقة (3)(4).
ص: 153
ص: 154
5679 - القاسم (1) بن محمّد بن أبي سفيان الثّقفي (2)
من أهل دمشق.
روى عن معاوية بن أبي سفيان، و أسماء بنت أبي بكر.
روى عنه: عثمان بن المنذر الدمشقي، و قيس بن الأحنف الثقفي.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن بن السّمسار، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مروان، حدّثنا عبد الرّحمن بن إسحاق الصامدي (3)،حدّثنا محمود بن خالد، حدّثنا الوليد بن مسلم قال: و قال عثمان بن المنذر:
سمعت القاسم بن محمّد بن الثّقفي يحدّث عن معاوية أنه أراهم وضوء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فلمّا بلغ مسح رأسه [وضع كفيه على مقدم رأسه] (4) فمرّ بهما حتى بلغ القفا، ثم رجعهما حتى بلغ المكان الذي منه بدأ.
ص: 155
أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي في كتابه، و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسين بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم و اللفظ له قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (1):
القاسم بن محمّد الثّقفي عن معاوية، روى الوليد بن مسلم عن عثمان بن المنذر - يعني - عنه (2)،و قال يحيى بن حمّاد: سمع أسماء بنت أبي بكر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«يخرج من ثقيف كذاب و مبير» (3)[10516].
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي.
قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4):
القاسم بن محمّد الثّقفي، روى عن معاوية، و أسماء بنت أبي بكر، روى عنه قيس بن الأحنف، و عثمان بن المنذر، سمعت أبي يقول ذلك.
كذا قالا، و عندي أن الذي روى عن معاوية غير الذي روى عن أسماء، و اللّه أعلم.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (5)،أنبأنا أبو القاسم البجلي، أنبأنا أبو عبد اللّه الكندي، حدّثنا أبو زرعة قال في الطبقة الثالثة: القاسم بن محمّد الثّقفي، و خالد بن محمّد الثّقفي.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا (6)،أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة-.
ح و أنبأنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي (7) الحديد، أنبأنا أبو
ص: 156
الحسن الربعي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا أبو الحسن بن عمير - قراءة.
قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة:
القاسم بن محمّد قال أبو سعيد: أظنه محمّد بن أبي سفيان الثّقفي، استعمله يوسف بن عمر على البصرة سنة عشرين فأقام عليها إلى أن قتل الوليد بن يزيد.
قال ابن جوصا: حدّثني بذلك معاوية عن عمّه هارون بن أبي عبيد اللّه، و قال ابن سميع قيل: هذا محمّد بن أبي سفيان يكنى أبو بكر، دمشقي، روى عن أم حبيبة.
- عبد اللّه - بن عثمان (1) أبي قحافة بن عامر
ابن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة
أبو محمّد، و يقال: أبو عبد الرّحمن القرشي التّيمي المدني (2)
حدّث عن عبد اللّه بن عباس، و عبد اللّه بن عمر، و معاوية بن أبي سفيان، و عبد اللّه بن الزبير، و عائشة أم المؤمنين.
روى عنه: ابنه عبد الرّحمن بن القاسم، و سالم بن عبد اللّه، و الزّهري، و نافع مولى ابن عمر، و الشعبي، و أنس بن سيرين، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و أفلح بن حميد، و محمّد بن المنكدر، و أبو بكر محمّد بن عمرو بن حزم، و ربيعة الرأي (3)،و أسامة بن زيد الليثي، و خالد بن أبي عمران، و عبّاد بن منصور، و أبو عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك، و عبيد اللّه بن عمر بن حفص، و عبد اللّه بن عبيد اللّه بن أبي مليكة، و عمر بن عبد اللّه بن عروة، و أبو الأسود يتيم عروة، و عبيد اللّه بن أبي زياد، و طلحة بن عبد الملك الأيلي (4)، و عثمان بن مرة، و صالح بن أبي مريم، و صالح بن كيسان، و سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن ابن عوف، و عبد اللّه بن عون، و حنظلة بن أبي سفيان الجمحي، و أيمن بن نابل، و مالك بن
ص: 157
دينار، و أيوب السختياني، و سعد بن سعيد، و عبيد اللّه بن مقسم، و ثابت بن عبيد، و إسماعيل بن أبي حكيم، و عمارة بن غزيّة، و أبو الزّناد عبد اللّه بن ذكوان، و محمّد بن عبد اللّه (1) بن لبيبة (2)،و شيبة بن نصاح المقرئ، و حميد الطويل، و سليمان بن موسى الدمشقي.
و وفد على سليمان بن عبد الملك، و على عمر بن عبد العزيز.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، أنبأنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا معافى بن المثنّى، حدّثنا عبد اللّه بن المسلمة القعنبي أبو عبد الرّحمن، حدّثنا أفلح بن حميد، عن القاسم بن محمّد، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم قالت:
طيّبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لحرمه حين أحرم، و لحلّه حين أحلّ قبل أن يطوف بالبيت.
أخرجه مسلم (3) عن القعنبي.
و رواه حمّاد بن زيد عن أفلح بن حميد.
و رواه عبد الرّحمن بن القاسم، و ابن أبي مليكة، و محمّد بن المنكدر، و عبّاد بن منصور، و يحيى بن سعيد، و أبو بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، و أبو عبيد حاجب سليمان عن القاسم بمعناه.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو طالب، أنبأنا الشافعي، حدّثنا عبد اللّه بن روح المدائني، حدّثنا عثمان بن عمر، أنبأنا أفلح بن حميد، عن القاسم، عن عائشة قالت:
كانوا يتخوفون أن تحيض صفية فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ حابستنا هي» فقيل: إنّها قد أفاضت يوم النحر، قال:«فلا إذا»[10517].
[قال:] (4) و أنبأنا الشافعي قال: و حدّثنا معاذ بن المثنّى، حدّثنا القعنبي، حدّثنا أفلح ابن حميد، عن القاسم، عن عائشة قالت:
كنا نتخوف أن تحيض صفية قالت: فجاءنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«أ حابستنا صفية»، قلنا: قد أفاضت، قال:«فلا إذا» (5)[10518].
ص: 158
رواه مسلم (1) عن القعنبي.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، و أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو غالب أحمد بن الحسن قالوا: أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو بكر بن مالك، حدّثنا محمّد بن يونس، حدّثنا أبو عاصم النبيل، عن حنظلة بن أبي سفيان، عن القاسم، عن عائشة.
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يغتسل من جنابة، فيأخذ جفنة لشق رأسه الأيمن، ثم يأخذ جفنة لشق رأسه الأيسر[10519].
أخرجاه عن ابن مثنى عن أبي عاصم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، حدّثني سعيد بن أسد، حدّثنا ضمرة، عن رجاء بن جميل الأيلي قال:
توفي القاسم بن محمّد في ولاية يزيد بن عبد الملك بعد عمر بن عبد العزيز سنة إحدى - أو اثنتين - و مائة.
و كان عمر بن عبد العزيز قال لسليمان بن عبد الملك: اكتب إلى القاسم بن محمّد يقدم عليك، ففعل، فلما قدم عليه عرّض بأبيه و شتمه و بلغ به، فخرج مغضبا، فركب رواحله و رجع، فلمّا استخلف عمر بن عبد العزيز بعث إليه، فبلغه المائتين، و أجازه و أحسن إليه، فهلك في ولاية يزيد بن عبد الملك (2).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنبأنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنبأنا أبو محمّد بن الحسن الأصبهاني، أنبأنا أبو الحسين الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خياط قال (3):
القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصّدّيق بن أبي قحافة، و اسمه (4) عثمان بن عامر بن كعب بن سعد بن [تيم بن] (5) مرّة (6)،أمه أم ولد، يكنى أبا عبد الرّحمن، توفي سنة ستّ آخرها - أو أول سنة سبع و مائة.
ص: 159
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزبير بن بكّار، قال (1):
و من ولد محمّد بن أبي بكر الصّدّيق: القاسم بن محمّد، حمل عنه العلم، روى عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، و كان من خيار التابعين.
قال الزبير: و أم القاسم و عبد اللّه ابنتي محمّد أم ولد.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون.
ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار.
قالا: أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان، أخبرنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب (2)،أنبأنا العباس بن العباس، أنبأنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: القاسم بن محمّد أبو عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو البركات أيضا، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنبأنا يوسف بن رباح، أنبأنا أبو بكر المهندس، أنبأنا أبو بشر الدّولابي، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم القاسم بن محمّد، مات سنة ثمان و مائة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (3)،حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد بن سعد قال (4):
القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصّدّيق أحد بني تيم بن مرّة، و يكنى أبا محمّد، توفي سنة اثنتي عشرة، و هو ابن سبعين - أو اثنتين - و سبعين سنة.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن فهم.
ح قال: و قرئ على سليمان بن إسحاق بن الخليل الجلاّب، حدّثنا الحارث بن أبي أسامة.
ص: 160
قالا: حدّثنا محمّد بن سعد (1) قال: في الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة: القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصّدّيق، و اسم أبي بكر عبد اللّه بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة، و أمّه أم ولد يقال لها سودة.
قال محمّد بن عمر: روى القاسم عن عائشة، و أبي هريرة، و ابن عباس، و أسلم مولى عمر، و عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر، و صالح بن خوّات بن (2) جبير الأنصاري.
[قال محمد بن عمر:] (3) مات القاسم سنة ثمان و مائة، و كان ذهب بصره، و هو ابن سبعين - أو اثنتين - و سبعين سنة، و كان ثقة، و كان رفيعا، عالما (4)،فقيها، إماما، كثير الحديث، ورعا، و كان يكنى أبا محمّد.
و قال الحارث: عاليا بدل عالم.
أنبأنا أبو الغنائم الحافظ ، و حدّثنا أبو الفضل السّلامي، أنبأنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم، و اللفظ له قالوا: أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسين قالا:- أنبأنا أبو بكر الشّيرازي، أنبأنا أبو الحسن المقرئ، أنبأنا البخاري قال (5):
القاسم بن محمّد بن أبي بكر بن أبي قحافة، أبو محمّد القرشي التيمي المدني، سمع عمّته عائشة، و معاوية، روى عنه الزهري، و نافع، و ابنه عبد الرّحمن، و قال علي عن ابن عيينة: كان من أفضل أهل زمانه، و قال عبد اللّه بن العلاء بن زبر: كنيته أبو عبد الرّحمن.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي.
قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (6):
القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصّدّيق أبو محمّد القرشي، روى عن ابن عباس، و ابن
ص: 161
عمر، و عائشة، و معاوية، روى عنه الزهري، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و ابنه عبد الرحمن، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:
أبو عبد الرّحمن - و يقال: أبو محمّد - القاسم بن محمّد بن أبي بكر، سمع عائشة، روى عنه الزهري، و يحيى الأنصاري.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:
أبو محمّد القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصّدّيق - و يقال: أبو عبد الرّحمن - قرأنا على أبي الفضل محمّد بن ناصر، عن أبي طاهر بن أبي الصّقر، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي قال:
أبو محمّد القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصّديق.
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنبأنا أبو الفتح سليم بن أيوب، أنبأنا طاهر بن محمّد بن سليمان، حدّثنا علي بن إبراهيم بن أحمد، حدّثنا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدّمي يقول: القاسم بن محمّد بن أبي بكر أبو محمّد.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصّفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو محمّد - و يقال: أبو عبد الرّحمن - القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصّدّيق القرشي التيمي المدني، و أمّه أم ولد، سمع عمته عائشة (1) زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم (2)،و ابن عمر، و ابن عبّاس، و معاوية بن أبي سفيان القرشي، روى عنه نافع مولى ابن عمر، و أبو بكر عبد اللّه بن عبيد اللّه بن أبي مليكة الأحول التيمي، و أبو بكر محمّد بن مسلم الزهري، و ابنه عبد الرّحمن ابن القاسم، و يحيى بن سعيد الأنصاري.
ص: 162
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا أبو الفضل المقدسي، أنبأنا مسعود بن ناصر، أنبأنا أبو الحسين عبد الملك بن الحسن، أنبأنا أحمد بن محمّد بن الحسين قال:
القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصّدّيق أبو محمّد - و يقال: أبو عبد الرّحمن - القرشي التيمي المدني الضرير، سمع عائشة عمّته، و ابن عمر، و عبد الرّحمن و مجمّع (1) ابني (2) يزيد ابن جارية (3)،و عبد اللّه بن خبّاب، روى عنه الزّهري، و نافع، و ابن أبي مليكة، و يحيى بن سعيد، و ربيعة، و عبد اللّه بن عون، و أيمن بن نابل (4)،و حنظلة، و أفلح، و ابنه عبد الرّحمن بن القاسم في الغسل.
قال البخاري: حدّثنا الحسن بن واقع (5)،حدّثنا ضمرة بن ربيعة، عن جابر بن جميل الأيلي:
مات القاسم بن محمّد بعد عمر بن عبد العزيز بسنة، سنة إحدى - أو اثنتين - و مائة في ولاية يزيد بن عبد الملك، و قال بعضهم: مات القاسم و سالم أحدهما في سنة خمس و الآخر في سنة ست و مائة (6).
و قال الذهلي: حدّثنا نعيم بن حمّاد، حدّثنا ضمرة قال:
القاسم بن محمّد - يعني - مات في ولاية يزيد بن عبد الملك - يعني - بعد عمر بن عبد العزيز سنة إحدى أو اثنتين و مائة.
قال الذهلي: و قال يحيى بن بكير (7):مات سنة سبع - أو ثمان - و مائة بقديد (8).
ص: 163
قال الذهلي و في معنى قول يحيى: في ولاية هشام بعد يزيد.
و قال عمرو بن علي (1) بن مات سنة ثمان و مائة، و قال أبو عيسى (2) مثل عمرو (3)، و قال الواقدي مثله.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد، حدّثنا عمي، حدّثنا أبي عن أبيه سعد بن إبراهيم قال:
رأيت القاسم بن محمّد بن أبي بكر فقلت: يا أبا محمّد.
أخبرنا (4) أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا عاصم بن الحسن، أنبأنا أبو عمر بن مهدي، حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق الجوهري، حدّثنا الربيع بن سليمان، حدّثنا ابن وهب، أخبرني ابن أبي الزّناد (5)،عن الثقة، عن القاسم بن محمّد أن رجلا قال له: يا أبا محمّد.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنبأنا (6) أبو منصور النهاوندي، أنبأنا أبو العباس النهاوندي، أنبأنا أبو القاسم بن الأشقر، حدّثنا محمّد بن إسماعيل قال:
و القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصّدّيق أبو محمّد القرشي التيمي المدني، قتل أبوه قريبا (7) من سنة ست و ثلاثين بعد عثمان، و بقي القاسم يتيما في حجر عائشة (8).
و قال عبد اللّه بن العلاء بن زبر: كنيته أبو عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدّثنا الزبير بن بكّار، حدّثني يعقوب بن محمّد بن عيسى، حدّثني عبد اللّه بن مصعب بن ثابت، عن موسى بن عقبة (9)،عن محمّد ابن خالد بن الزّبير قال:
ص: 164
كنت عند عبد اللّه بن الزبير فاستأذن القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصّدّيق، فقال عبد اللّه بن الزبير: أ و ليس عهده بي قريبا؟ قال: فقال القاسم: إني أردت أن أكلّمه بحاجة لي، فقال ائذن له، فلمّا دخل عليه قال له ابن الزبير: مهيم (1)؟قال: مات فلان، و كنا نقول أنه مولى عائشة، فقال: لا، ليس مولى لكم، هو مولى بني جندع، فولّى القاسم فلمّا ولّى نظر إليه عبد اللّه بن الزبير و قال: ما رأيت أبا بكر ولد ولدا أشبه به من هذا الفتى.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن، حدّثنا محمّد بن سعد [قال:] (2).
أنبأنا محمّد بن عمر، حدّثنا عبد اللّه بن عمر بن حفص العمريّ ، عن عبد الرّحمن بن القاسم عن أبيه قال:
كانت عائشة قد استقلّت بالفتوى في خلافة أبي بكر و عمر، و عثمان - هلم جرّا - إلى أن ماتت - يرحمها اللّه - و كنت ملازما لها مع برّها بي (3)،و كنت أجالس البحر ابن عباس، و قد جلست مع أبي هريرة، و ابن عمر فأكثرت، فكان هناك - يعني: ابن عمر - ورع، و علم جمّ ، و وقوف عما لا علم له به.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (4)،أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة قال (5):و قال ابن أبي عمر: إنّ سفيان حدّثهم عن عمرو بن دينار عن محمّد بن علي قال: قال لي سعيد بن المسيّب: إذا أردت أن تنكح، فأخبرني، فإنّي عالم بأنساب قريش، قال: فنكحت بنت القاسم بن محمّد و لم أخبره فبلغه ذلك، فقال حاد ما (6) وضع الحسيني (7) نفسه.
ص: 165
قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني أبي علي عن أبي الحسن بن مخلد، أنبأنا أبو الحسن بن خزفة، أنبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حدّثنا الزبير بن بكّار، حدّثني بعض أصحابنا قال: و قال ابن أبي عتيق للقاسم يوما: يا بن قاتل عثمان، فقال له سعيد بن المسيّب: أ تقول هذا؟ فو اللّه إنّ القاسم لخيركم، و إن أباه محمّدا (1) لخيركم، فهو خيركم و ابن خيركم.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد، و أبو سهل محمّد بن أحمد بن عبيد اللّه، قالا: أنبأنا أبو الهيثم محمّد بن المكي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد بن نعيم، أنبأنا محمّد بن عمر بن يوسف قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه الفربري، أنبأنا البخاري، حدثنا علي ابن عبد اللّه، حدّثنا سفيان، عن عبد الرّحمن بن القاسم، و كان أفضل أهل زمانه أنه سمع أباه و كان أفضل أهل زمانه، فذكر عنه حديثا.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنبأنا أبو منصور محمّد بن الحسن، أنبأنا أحمد بن الحسين بن زنبيل (2)،أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل، حدّثنا محمّد بن إسماعيل، حدّثنا علي بن عبد اللّه، حدّثنا سفيان و ذكره بالعلم، حدّثنا عبد الرّحمن بن القاسم و كان أفضل أهل زمانه، قال: سمعت أبي و كان أفضل أهل زمانه، قال: سمعت عائشة أم المؤمنين.
أخبرنا (3) جدي أبو المفضل يحيى بن علي، و خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى - قاضي دمشق (4)-قالا: أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الحسن بن حذلم، حدّثنا خالد بن روح، حدّثنا إبراهيم بن محمّد - يعني - ابن يوسف الفريابي - نزيل بيت المقدس - حدّثنا ضمرة، حدّثنا ابن شوذب.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد ابن الحسين، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، حدّثني سعيد بن أسد، حدّثنا ضمرة، عن ابن شوذب، عن يحيى بن سعيد قال:
ص: 166
ما أدركنا بالمدينة أحدا نفضله على القاسم (1).
أخبرنا أبو محمّد المزكّي، حدّثنا أبو محمّد التميمي، أنبأنا أبو محمّد، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (2)،حدّثني عبد الرّحمن - يعني - دحيما عن ضمرة، قال: سمعت ابن شوذب يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول:
ما أدركنا بالمدينة أحدا نفضّله على القاسم.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي بن الصّواف، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا عبد اللّه بن برّاد، حدّثنا ابن إدريس عن ابن أبي الزّناد عن أبيه قال:
ما رأيت فقيها أعلم من القاسم بن محمّد.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه، حدّثنا يعقوب، حدّثنا سليمان بن حرب، حدّثنا وهيب قال: سمعت أيوب و ذكر القاسم بن محمّد قال: رأيت عليه قلنسوة خزّ و ما رأيت رجلا أفضل منه، و لقد ترك مائة ألف و هي له حلال (3).
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، عن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنبأنا علي ابن محمّد بن خزفة.
ح و قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، أنبأنا أحمد بن عبيد بن الفضل.
قالا: حدّثنا محمّد بن الحسين (4) بن محمّد، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حدّثنا يحيى بن معين قال: سمعت الغلاّبي يقول: سمعت سعيد بن عامر يقول: و ذكر عنده علي بن حسين فقال: ما كان علي بن الحسين القاسم بن محمّد أفضل منه.
قال يحيى: و بئس ما قال.
ص: 167
أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (1)،حدّثنا أبو حامد بن جبلة، حدّثنا محمّد بن إسحاق، حدّثنا إسماعيل بن أبي الحارث، حدّثنا (2) محمّد بن الصباح، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن أبيه قال:
ما رأيت أحدا أعلم بالسنّة من القاسم بن محمّد، و ما كان الرجل يعد رجلا حتى يعرف السنّة.
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك (3)،قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنبأنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.
قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم،[قال:] (4).
حدّثني أبي، حدّثنا هارون بن سعيد الأيلي، أخبرني خالد بن نزار، عن سفيان - يعني - ابن عيينة، قال: كان أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة: القاسم بن محمّد، و عروة بن الزبير، و عمرة بنت عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو نصر بن القشيري في كتابه، أنبأنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الحاكم، أخبرني أبو بكر محمّد بن [عبد اللّه] (5) الجراحي بمرو، حدثنا يحيى بن ساسّويه، حدثنا عبد الكريم السكري، حدثنا وهب بن زمعة (6)،أنبأنا سفيان بن عبد الملك قال: قال عبد اللّه بن المبارك: سمعت سفيان يقول: لم يكن أحد أعلم بحديث عائشة من عروة و عمرة و القاسم بن محمد.
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنبأنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا بكر أحمد بن سلمان الفقيه يقول: سمعت جعفر بن أبي عثمان الطيالسي يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: عبيد اللّه بن عمر عن القاسم عن عائشة ترجمة مشبّكة بالذهب (7).
ص: 168
كتب إليّ أبو سعد محمّد بن محمّد [بن محمد، و] (1) أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه.
و أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد، أنبأنا أبو علي.
قالوا: أنبأنا أبو نعيم الحافظ .
ح و كتب إليّ أبو سعد المطرّز و غيره، قالوا: أنبأنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود.
ح و كتب إليّ أبو علي المقرئ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن علي بن أحمد الجوزداني (2)، قالوا: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا عثمان بن إسماعيل بن بكر السكري قال: سمعت جعفر (3) بن أبي عثمان يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: القاسم بن محمّد عن عائشة مشبك بالذهب، و عبيد اللّه (4) بن عمر عن القاسم مشبك بالذهب.
أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن [أبي] (5) الحسن، أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن محمّد بن الطّفّال، أنبأنا أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الحسن، حدّثنا إسحاق بن راهوية، أنبأنا عبد اللّه بن إدريس، عن عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن أبيه.
أن سبعة نفر من أهل المدينة مشيخة نظراء إذا اختلفوا أخذ بقول أكبرهم و أفضلهم:
سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزبير، و أبو بكر بن عبد الرّحمن، و القاسم بن محمّد، و عبيد اللّه بن عبد اللّه، و خارجة بن زيد، و سليمان بن يسار (6).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا أبو (7) علي بن الفهم.
ص: 169
ح (1) و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسن بن اللّنباني (2)،حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا.
قالا: حدّثنا محمّد بن سعد (3).
أنبأنا محمّد بن عمر نا (4) هشام بن سعد عن الزهري قال: كنت أجالس عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير (5) العذري [أتعلم منه نسب قومي، فأتاه رجل جاهل يسأله عن المطلّقة واحدة ثنتين ثم تزوجها رجل و دخل بها ثم طلقها، على كم ترجع إلى زوجها الأول ؟ قال: لا أدري، اذهب إلى ذلك الرجل، و أشار إلى سعيد بن المسيّب، قال: فقلت في نفسي: هذا أقدم من سعيد بدهر أخبرني أنه عقل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مجّ على وجهه، فقمت فاتبعت السائل حتى سأل سعيد بن المسيب] (6) فلزمت سعيدا و كان هو الغالب على علم المدينة و المستفتى هو، و أبو بكر بن عبد الرّحمن، و سليمان بن يسار، و كان من العلماء، و عروة بن الزبير بحر (7) من البحور، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة فمثل (8) ذلك، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و خارجة بن زيد بن ثابت، و القاسم، و سالم، فصارت الفتوى إلى هؤلاء، و صارت من هؤلاء إلى سعيد بن المسيّب، و أبي بكر بن عبد الرّحمن، و سليمان بن يسار، و القاسم بن محمّد على كف (9) منه عن الفتوى إلاّ أن لا يجد بدّا.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو عمرو بن السماك، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا علي بن المديني قال: سمعت يحيى بن سعيد القطّان يقول.
ح قال (10):و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا الحسن بن محمّد بن إسحاق الأسفرايني،
ص: 170
حدّثنا محمّد بن أحمد بن البراء، حدّثنا علي بن المديني، حدّثنا يحيى بن سعيد قال:
فقهاء أهل المدينة عشرة. قلت ليحيى عدّدهم ؟ قال: سعيد بن المسيّب، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و القاسم بن محمّد، و سالم بن عبد اللّه، و عروة بن الزبير، و سليمان بن يسار، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و قبيصة بن ذؤيب، و خارجة بن زيد بن ثابت، و أبان بن عثمان بن عفان.
قال البيهقي: سقط من رواية حنبل: خارجة بن زيد، و هو في رواية ابن البراء.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو يعلى حمزة بن علي بن الحبوبي (1)، قالا: أنبأنا أبو الفرج الأسفرايني، أنبأنا أبو الحسن علي بن منير الخلاّل، أنبأنا أبو محمّد الحسن (2) بن رشيق، أنبأنا أبو عبد الرّحمن النسائي (3) قال في تسمية فقهاء التابعين من أهل المدينة في طبقة سعيد بن المسيّب: القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصّدّيق.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثنا أحمد بن منصور، حدّثنا عبد اللّه بن عبد الحكم، حدّثنا أبي، عن مالك بن أنس قال: ذكر فضل القاسم بن محمّد و ابنه و هو قاعد، فقال رجل: كيف لا يكون كذلك و هو ابن أبي بكر الصّدّيق ؟ فقال القاسم: فضل اللّه يؤتيه من يشاء.
كذا سماه: عبد اللّه بن عبد الحكم، و إنما هو أحد بنيه عنه.
أخبرنا أبو الحسن (4) بن قبيس، أنبأنا أبي أبو العباس، أنبأنا أبو نصر بن الجبّان (5)، أنبأنا القاضي يوسف بن القاسم، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد ابن بنت منيع البغوي، حدّثنا أحمد ابن منصور، حدّثنا ابن عبد الحكم [نا] (6) أبي [عن] (7) مالك قال: ذكر فضل القاسم بن محمّد و ابنه فقال رجل:
كيف لا يكون كذلك و هو ابن محمّد بن أبي بكر الصّدّيق ؟ فقال مالك: ليس هو كما
ص: 171
تقولون، و لكنه فضل اللّه يؤتيه من يشاء.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه، حدّثنا يعقوب (1)،حدّثني محمّد بن أبي زكير قال: قال ابن وهب: ذكر مالك فضل القاسم فقال: كان القاسم من فقهاء هذه الأمة.
قال: و حدّثني مالك: أن ابن سيرين كان قد ثقل و تخلّف عن الحجّ فكان يأمر من يحجّ أن ينظر إلى هدي القاسم بن محمّد و لبوسه (2) و ناحيته فيبلغونه ذلك فيقتدي بالقاسم.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا عاصم بن الحسن، أنبأنا أبو عمر بن مهدي، حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق الجوهري المصري، حدّثنا إبراهيم بن مرزوق، حدّثنا سليمان بن حرب، حدّثنا حوشب بن عقيل قال:
خرج رجل من الحي إلى المدينة قال: فقلت له: من أفقه أهل المدينة ؟ قال: القاسم و سالم، قلت: فأيهما أفقه ؟ قال: القاسم، قال: قلت: فسله عن التشهّد، فذكر حديثا.
أخبرنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (3)،حدّثنا أحمد (4) بن محمّد بن سنان، حدّثنا أبو العباس السراج، حدّثنا حاتم بن الليث، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا يونس بن بكير، حدّثنا محمّد بن إسحاق قال:
جاء أعرابي إلى القاسم بن محمّد فقال: أنت أعلم أم سالم ؟ قال: ذاك منزل سالم فلم يزده عليها حتى قام الأعرابي. قال محمّد بن إسحاق: كره أن يقول سالم أعلم مني فيكذب، أو يقول: أنا أعلم منه فيزكي نفسه.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا محمّد بن العلاء، حدّثنا يونس بن بكير (5)،عن محمّد بن إسحاق قال:
رأيت القاسم بن محمّد يصلي، فجاء أعرابي فقال: أيّما أعلم، أنت أم سالم بن عبد
ص: 172
اللّه ؟ فقال: سبحان اللّه كلّ سيخبرك ما علم، فقال الأعرابي: أيكما أعلم ؟ فقال: سبحان اللّه كلّ سيخبرك ما علم، فقال: أيكما أعلم ؟ قال: ذاك سالم انطلق فسله، فقام عنه. قال محمّد ابن إسحاق: كره القاسم بن محمّد أن يقول: أنا أعلم من سالم فتكون تزكيه، و كره أن يقول:
سالم أعلم مني فيكذب، و كان القاسم أعلمهما.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا قالا: أنبأنا أبو الحسن (1) بن مخلد - إجازة - أنبأنا علي بن محمّد بن خزفة، حدّثنا محمّد بن الحسين، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حدّثنا خالد ابن خداش، حدّثنا مالك بن أنس قال:
كان القاسم رجلا عاقلا، و كان ابنه يحدّث عنه: أن الذنوب لا حقة بأهلها.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (2)،حدّثنا أبو بكر بن مالك، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثنا أبو عامر الأشعري، حدّثنا ابن إدريس، حدّثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه قال: ما رأيت فقيها أعقل (3) من القاسم بن محمّد.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا [أبو] (4) محمّد بن زبر، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق، حدّثنا نصر بن علي قال: خبرنا الأصمعي، حدّثنا ابن أبي الزّناد، عن أبيه (5) قال:
ما رأيت أحدا أحدّ ذهنا من القاسم بن محمّد، ان كان ليضحك من أصحاب الشبه كما يضحك الفتى (6).
قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي المعالي محمّد بن عبد السلام، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن خزفة، أنبأنا محمّد بن الحسين بن محمّد، حدّثنا ابن أبي خيثمة، أنبأنا مصعب (7) بن عبد اللّه قال:
القاسم بن محمّد بن أبي بكر من خيار التابعين، و أخوه عبد اللّه بن محمّد بن أبي بكر
ص: 173
رويا عن عائشة أم المؤمنين، و أمهما أم ولد، و قتل عبد اللّه بن محمّد بالحرّة.
قال: و حدّثنا ابن أبي خيثمة، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي المعالي أنه رأى القاسم بن محمّد يجيء إلى المسجد فيقعد للناس يسألونه.
قال ابن أبي خيثمة: و القاسم بن محمّد أحد فقهاء المدينة المعدودين.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر، قالا: حدّثنا الوليد بن بكر، أنبأنا علي بن أحمد بن زكريا، أنبأنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال:
القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصّدّيق كان من خيار التابعين و فقهائهم (1).
أخبرنا أبو البركات [الأنماطي] (2) أنبأنا ابن الطّيّوري، أنبأنا الحسين بن جعفر، و محمّد ابن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا الحسين بن جعفر، قالوا:
أنبأنا الوليد، أنبأنا علي بن أحمد، أنبأنا صالح، حدّثني أبي قال:
القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصّدّيق، مدني، تابعي، ثقة، نزه، رجل صالح (3).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه، حدّثنا يعقوب (4)،حدّثني علي بن الحسن العسقلاني، حدّثنا ابن المبارك، عن عبيد اللّه بن موهب قال:
سمعت القاسم بن محمّد سأله رجل عن مسائل، فلمّا قام الرجل قال له القاسم بن محمّد: لا تذهبنّ فتقول: إن القاسم قال: هذا هو الحق، إني (5) لا أقول لك إن هذا هو الحق (6)،و لكن إذا اضطررت إليه عملت به.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن قالا: أنبأنا أبو
ص: 174
محمّد الصّريفيني، أنبأنا عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتّاني (1)،حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب قال:
سمعت القاسم بن محمّد يقول: إنكم تسألونا عمّا لا نعلم، و اللّه لو علمنا ما كتمناه و لا استحللنا كتمانه.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن هبة اللّه.
قالا: أنبأنا محمّد بن الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب (2)، حدّثني أبو صالح، حدّثني الليث، عن يحيى.
عن القاسم بن محمّد أنه قال: يا أهل العراق إنّا و اللّه ما نعلم كثيرا مما تسألونا عنه، و لئن (3) يعيش الرجل جاهلا إلاّ أنه يعلم ما فرض اللّه عليه خير له من أن يقول على اللّه و رسوله ما لا يعلم.
أنبأنا أبو علي المقرئ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (4)،حدّثنا أبو حامد بن جبلة، حدّثنا محمّد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن سعيد الدارمي، حدّثنا حيّان بن هلال، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن أيوب قال:
سمعت القاسم يسأل بمنى فيقول: لا أدري، لا أعلم، فلمّا أكثروا عليه قال: و اللّه لا نعلم كلّ ما تسألونا عنه، و لو علمنا ما كتمناكم و لا حلّ لنا أن نكتمكم.
قال: و سمعت يحيى بن سعيد يقول: سمعت القاسم يقول:
ما نعلم كلما نسأل عنه، و لئن (5) يعيش الرجل جاهلا بعد أن يعرف حقّ اللّه عليه خير له من أن يقول ما لا يعلم.
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد
ص: 175
ابن يحيى بن الحسن، و أبو الوقت عبد الأول (1) بن عيسى قالوا: أنبأنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد، أنبأنا عبد الرّحمن بن أحمد بن حموية، أنبأنا عيسى بن عمر بن العباس، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه، حدّثنا معاذ بن معاذ، عن ابن عون قال:
قال القاسم: إنكم لتسألونا عن أشياء ما كنا نسأل عنها و تنفرون عن أشياء ما كنا ننفر عنها، و تسألون عن أشياء لا أدري ما هي (2) و لو علمناها ما حلّ لنا أن نكتمكموها.
قال: و أنبأنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، أنبأنا سليمان بن حرب، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم قال:
لأن (3) يعيش الرجل جاهلا بعد أن يعلم حقّ اللّه عليه خير له من أن يقول ما لا يعلم (4).
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنبأنا أبو عثمان البحيري (5)،أنبأنا زاهر ابن أحمد، أنبأنا إبراهيم بن عبد الصمد، حدّثنا أبو مصعب، حدّثنا مالك أنه بلغه أن القاسم ابن محمّد قال:
ما نعلم كثيرا مما تسألونا عنه، و لأن (6) يعيش المرء جاهلا إلاّ أن يعلم ما افترض اللّه عليه خير أن يقول على اللّه ما لا يعلم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، قالا: أنبأنا أبو محمّد الصّريفيني، أنبأنا أبو حفص عمر بن إبراهيم، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا الفضل بن دكين، عن سفيان، عن يحيى بن سعيد قال:
سمعت القاسم بن محمّد قال: لأن (7) يعيش الرجل جاهلا خير له من أن يفتي بما لا يعلم.
أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى،
ص: 176
و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى قالوا: أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد الداودي، أنبأنا عبد اللّه ابن أحمد السّرخسي، أنبأنا عيسى بن عمر، أنبأنا أبو محمّد الدارمي، أنبأنا محمّد بن كثير، عن سفيان بن عيينة، عن يحيى قال:
قلت للقاسم: ما أشدّ عليّ أن تسأل عن الشيء لا يكون عندك و قد كان أبوك إماما قال:
إنّ أشدّ من ذاك عند اللّه، و عند من عقل عن اللّه أن أفتي بغير علم، أو أروي عن غير ثقة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر، قالوا: أنبأنا أبو القاسم الحنّائي (1).
ح و أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنبأنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن.
ح و أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنبأنا أبو الحسين بن حسنون النّرسي، و أبو الحسن علي بن محمود (2) الزّوزني.
ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، أنبأنا أبو القاسم السّميساطي قالوا:
أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن خريم، حدّثنا هشام بن عمّار (3)،حدّثنا مالك قال:
أتى القاسم أميرا (4) من أمراء المدينة فسأله عن شيء فقال القاسم: إنّ من إكرام المرء نفسه ألاّ يقول إلاّ ما أحاط به علمه.
و قد رويت هذه الألفاظ عن يحيى بن سعيد للقاسم بن عبيد اللّه (5) بن عبد اللّه بن عمر ابن الخطاب. و ذلك فيما: أخبرنا أبو عبد اللّه (6) يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا محمّد بن القاسم بن جعفر، أنبأنا ابن أبي خيثمة، حدّثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل، حدّثنا أبو عقيل مولى لآل عمر بن الخطّاب قال: قال
ص: 177
يحيى بن سعيد للقاسم بن عبيد اللّه: و اللّه إنّي لأرى قبيحا (1) على مثلك عظيما أن تسأل عن شيء من أمر هذا الدين لا يوجد عندك منه فرج، قال: و عم ذاك ؟ قال: إنك (2) ابن إمامي هدى: ابن أبي بكر - يعني - الصّدّيق، و عمر - يعني - بن الخطاب، فقال له القاسم: أقبح و اللّه من ذلك عند اللّه، و عند من عقل عن اللّه أن أقول بغير علم أو أحدّث عن غير ثقة.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الحسن (3) بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، حدّثنا سليمان بن إسحاق، حدّثنا الحارث بن أبي أسامة، حدّثنا محمّد بن سعد (4)، أنبأنا محمّد بن عمر، عن ابن أبي الزّناد، عن أبيه قال: ما كان القاسم يجيب إلاّ في الشيء الظاهر.
أخبرنا (5) أبو البركات الأنماطي، أنبأنا [أبو] (6) الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو العلاء الواسطي، أنبأنا أبو بكر البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضّل الغلاّبي، حدّثنا أبي، أخبرني الواقدي قال: قال عمر بن عبد العزيز لو كان الأمر إليّ لولّيت الأعمش - يعني - القاسم بن محمّد، أو صاحب الأعوص، و هو إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب (7)،حدّثنا (8) محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي قال: سمعت مالك بن أنس قال: ما حدّث القاسم بن محمّد مائة حديث.
قال: و حدّثنا يعقوب (9)،حدّثنا (10) محمّد بن أبي زكير قال: قال ابن وهب: و حدّثني مالك أن عمر بن عبد العزيز قال: لو كان لي من الأمر شيء لولّيت القاسم الخلافة. قال:
و كان القاسم قليل الحديث، قليل الفتيا.
ص: 178
قال: و حدّثنا يعقوب (1)،حدّثنا محمّد بن أبي زكير، أنبأنا ابن وهب، عن مالك قال:
سمعته يحدث أن عمر بن عبد العزيز قال: لو كان إليّ من هذا الأمر شيء ما عصّبته إلاّ بالقاسم بن محمّد، قال مالك: و كان يزيد بن عبد الملك قد ولي العهد قبل ذلك.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و الحسين أبو طاهر، أنبأنا علي.
قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (2):
قرئ على العباس (3) قال: سمعت يحيى بن معين يقول: القاسم و سالم حديثهما قريب من السواء.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه بن البنّا، قالا: أنبأنا أبو محمّد الصّريفيني، أنبأنا أبو حفص الكتّاني (4)،أنبأنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، حدّثنا ابن عون قال (5):
كان القاسم بن محمّد، و ابن سيرين، و رجاء بن حيوة يحدثون بالحديث على حروفه، و كان الحسن (6)،و إبراهيم، و الشعبي يحدّثون بالمعاني.
أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، حدّثنا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن اللاّلكائي.
قالا: أنبأنا محمّد بن الحسين القطان، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا أبو سعيد الأصمعي قال: سمعت ابن عون يقول: أدركت ستة:
ثلاثة منهم يشدّدون في الحروف، و ثلاثة يرخّصون في المعاني، و كان أصحاب الحروف:
القاسم بن محمّد، و رجاء بن حيوة، و محمّد بن سيرين، و كان أصحاب المعاني: الشعبي، و الحسن، و النخعي.
ص: 179
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنبأنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أحمد بن نصر بن بجير، حدّثنا إسحاق بن سيّار (1) بن محمّد النّصيبي، حدّثنا الأصمعي، عن ابن عون قال:
أدركت ثلاثة يترخصون و ثلاثة يتشددون - يعني - في المعاني، أما أصحاب المعاني:
فالشعبي، و النّخعي، و الحسن، و أما أصحاب التشديد: فالقاسم بن محمّد، و رجاء بن حيوة، و ابن سيرين.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا [أبو] (2) أحمد بن عدي (3)،حدّثنا الحسين بن عبد اللّه بن يزيد، حدّثنا موسى بن مروان، حدّثنا معاذ بن معاذ، عن ابن عون قال:
كان ممن ينبغي أن يحدث بالحديث كما سمع (4) محمّد بن سيرين، و القاسم بن محمّد بن أبي بكر، و رجاء بن حيوة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (5)،حدّثني أحمد بن شبّويه، حدّثنا النّضر بن شميل، عن ابن عون قال:
لقيت ثلاثة كأنهم اجتمعوا، فتواصوا: ابن سيرين بالبصرة، و رجاء بالشام، و القاسم بن محمّد بالمدينة.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا عمير بن مرداس، حدّثنا مصعب بن عبد اللّه، عن أبيه، عن جده قال:
قال القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصّدّيق و سمع رجلا يقول: ما أجرأ فلانا على اللّه، فقال القاسم: ابن آدم أهون و أضعف ممن يكون جريئا على اللّه، و لكن قل (6):ما أقل معرفته باللّه.
ص: 180
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا المفضل (1) بن محمّد الجندي، حدّثنا صامت بن معاذ، حدّثنا عبد المجيد - يعني - ابن عبد العزيز بن أبي روّاد، عن أبيه قال:
نظر القاسم بن محمّد إلى رجل يسأل يوم عرفة بعرفة قال: فقال له القاسم بن محمّد:
ويحك يا سائل! أ تسأل في هذا اليوم غير (2) اللّه عزّ و جلّ ؟ أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن [أبي] (3) الحسن (4) بن إبراهيم، أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا علي بن منير بن أحمد، أنبأنا محمّد بن أحمد الذهلي، حدّثنا موسى بن هارون، حدّثنا يزيد بن عبد اللّه بن يزيد، حدّثنا عكرمة بن عمّار قال:
سمعت القاسم بن محمّد، و سأله رجل ما يقطع الصلاة: قال: اللّه دون كلّ شيء.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا عمير بن مرداس، حدّثنا مصعب بن عبد اللّه، عن أبيه، عن جده قال: قال القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصّدّيق: إنّ من أعظم الذنب أنّ يستخف المرء بذنبه.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي، أنبأنا محمّد بن علي بن أحمد السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا أبو داود السّجستاني، حدّثنا محمّد بن عبيد، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن ابن عون قال:
كنا عند القاسم بن محمّد جلوسا فقيل له: كان بين قتادة و بين أبي بكر (5) كلام في الولدان، قال: فتكلم ربيعة (6)-و كان رجلا له منطق - فلمّا فرغ ربيعة قال القاسم: إذا انتهى اللّه إلى شيء فانتهوا عنده.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن
ص: 181
الحسين، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب (1)،حدّثني محمّد بن أبي زكير، حدّثنا ابن وهب، حدّثنا مالك، عن يحيى بن سعيد قال:
كان القاسم لا يكاد يردّ على أحد شيئا في مجلسه و لا يعتب (2) عليه، قال: فتكلم ربيعة يوما في مجلس القاسم فأكثر، فلمّا انصرف القاسم و هو متكئ عليّ فالتفت إليّ فقال: لا أبا لغيرك أ ترى الناس كانوا غافلين عما يقول صاحبنا (3)[هذا] (4).
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الحسن بن علي الجوهري، أنبأنا أبو عمر ابن حيّوية، أنبأنا سليمان بن إسحاق، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة، حدّثنا محمّد بن سعد (5)، أنبأنا علي بن عبد اللّه بن جعفر قال: سمعت سفيان و ذكر القاسم بن محمّد بن أبي بكر فذكر فضله، قال: و كان ابنه عبد الرّحمن بن القاسم له فضل.
قال سفيان: فسمعهم عبد الرّحمن و هم يكلمون أباه في شيء من صدقة كان وليها فقال: و اللّه إنّكم لتكلّمون رجلا ما نال منها ثمرة (6) قط ، قال: يقول القاسم: أي بنيّ ، فيما تعلم.
أخبرنا (7) أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد، أنبأنا الأحوص بن المفضّل، حدّثنا أبي، قال: و حدّثني أبي عن معاذ بن معاذ قال:
ولي القاسم بن محمّد صدقة لقرابته فناله منهم أذى فقال ابنه عبد الرّحمن: أ تقولون هذا للقاسم، فو اللّه ما أكل منها ثمرة (8) قط ، فقال القاسم: يا بني، قل: حيث أعلم (9).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أحمد بن أبي عثمان، أنبأنا الحسن (10) بن
ص: 182
الحسن بن علي بن المنذر، و أنبأنا (1) أبو علي بن صفوان، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني الحميدي عن سفيان قال:
اجتمعوا إلى القاسم بن محمّد في صدقة قسمها قال و هو يصلّي، فجعلوا يتكلّمون، فقال ابنه: إنّكم اجتمعتم إلى رجل و اللّه ما نال منها درهما و لا دانقا، قال: فأوجز القاسم ثم قال: قل (2) يا بني، فيما علمت.
قال سفيان: صدق ابنه، و لكنه أراد تأديبه في المنطق و حفظه.
أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا:
أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثنا أحمد بن منصور، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا حمّاد بن سلمة، عن حميد الطويل، عن سليمان بن قتة (3) قال:
أرسلني عمر بن عبيد اللّه بن معمر القرشي إلى القاسم بن محمّد بخمسمائة دينار فأبى أن يقبلها.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب (4)،حدّثني ابن أبي زكير، أنبأنا ابن وهب، حدّثنا مالك (5) قال:
حين (6) التقى القاسم و عمر بن عبد العزيز، و كان عمر يومئذ على المدينة، فقال للقاسم: إنّ معنا فضولا (7) من طعام و متاع فخذ ذلك، فقال القاسم: إنّي لا أرزأ أحدا شيئا، فقلت لمالك: أ كان عمر يومئذ أميرا؟ قال: نعم.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو
ص: 183
طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزبير بن بكّار، أخبرني محمّد بن الضحاك ابن عثمان الحزامي، عن مالك بن أنس قال:
لقي عمر بن عبد العزيز القاسم بن محمّد و عمر قادم من مكة قد اعتمر، و القاسم خارج من المدينة قريبا منها يريد العمرة، فقال له عمر: إنّ معنا فضلا من طهور و أزواد فلو صرفنا ذلك إليك، فقال: إنّي لا آخذ من أحد شيئا.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسين.
ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل.
أنبأنا عبد اللّه، حدّثنا يعقوب (1)،حدّثني محمّد بن أبي زكير (2)،[أنا] (3) ابن وهب، حدّثني مالك.
أن القاسم بن محمّد كان يكون بينه و بين الرجل المداراة في الشيء فيقول له القاسم:
هذا الذي تريد أن تخاصمني فيه هو لك، فإن كان حقا هو لك، فخذه و لا تحمدني (4) فيه، و إن كان لي فأنت منه في حلّ و هو لك.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (5)،حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب الصائغ، حدّثنا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا حاتم الجوهري، أنبأنا عارم، حدّثنا حمّاد بن زيد (6) عن (7) أيوب قال:
رأيت على القاسم بن محمّد قلنسوة من خزّ أخضر، و رداء سابريا (8) له علم ملون مصبوغ بشيء من زعفران، و يدع مائة ألف يتلجلج في نفسه منها شيء.
ص: 184
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن فهم.
ح قال: و قرئ على سليمان بن إسحاق، حدّثنا الحارث بن أبي أسامة قالا: حدّثنا محمّد بن سعد (1)،أنبأنا شبابة بن سوّار، و زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي عن أبي زبر (2) عبد اللّه بن العلاء بن زبر قال:
دخلت على القاسم بن محمّد و هو في قبّة معصفرة، و تحته فراش معصفر، و مرافق حمر، فقال: يا أبا عبد الرّحمن هذا مما أردت أن أسألك عنه، فقال: لا بأس بما امتهن منه.
قال شبابة في حديثه: و إنّما يكره ثوب الصون.
أخبرنا (3) أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، و أبو نصر بن موسى فرقهما (4)، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا الحسين بن صفوان، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا عبد اللّه بن عمر، و أبو خيثمة قالا: حدّثنا يحيى (5) بن سليمان، عن عبيد اللّه (6) قال: سأل إنسان القاسم بن محمّد عن الغناء فقال: أنهاك (7) عنه و أكرهه قال: حرام (8) هو؟ قال: انظر يا بن أخي، إذا ميز اللّه الحق من الباطل في أيّهما تجعل الغناء (9).
أخبرنا أبو سعيد محمّد بن إبراهيم بن أحمد القرّى (10)،أنبأنا محمّد بن إسماعيل بن السّري (11) التفليسي (12)،أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أنبأنا علي بن أحمد بن إبراهيم،
ص: 185
حدّثنا محمّد بن مخلد، حدّثنا عبد اللّه بن شبيب، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه البكري، حدّثنا أبي قال: قال القاسم بن محمّد قد جعل اللّه في الصديق البار عوضا من الرحم المدبرة.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا [نا] الحسن بن عيسى بن المقتدر، حدّثنا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري، حدّثنا الصولي، حدّثنا أحمد بن يحيى، حدّثني عبيد اللّه، حدّثني محمّد بن عبد اللّه البكري، عن أبيه قال:
قال القاسم بن محمّد: قد جعل اللّه في الصديق البار المقبل عوضا من ذي الرحم العاق المدبر.
قرأت (1) على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الحسن علي بن محمّد، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا سليمان بن إسحاق، حدّثنا الحارث بن أبي أسامة، حدّثنا محمّد بن سعد (2)، حدّثنا عبد اللّه بن مسلمة بن قعنب قال: سمعت مالك بن أنس يقول: قال عمر بن عبد العزيز لو أن القاسم لها، يعني: الخلافة.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، و أخوه أبو عبد اللّه قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن الضحاك الحزامي عن أبيه قال:
قال عمر بن عبد العزيز: لو كان إليّ أن أعهد ما عدوت أحد رجلين: صاحب الأعوص (3) أو أعمش بني تيم، يريد بصاحب الأعوص (4) إسماعيل بن أمية، و كان جبارا، و أعيمش بني تيم القاسم بن محمّد.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن عبد الملك بن عمر بن خلف.
ثم أخبرني أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا أبو الفتح الرزاز، أنبأنا أبو حفص بن شاهين، حدّثنا محمّد بن مخلد.
ح قال: و أنبأنا العتيقي، أنبأنا عثمان بن محمّد بن أحمد، حدّثنا إسماعيل الصفار.
ص: 186
قالا: حدّثنا عباس بن محمّد الدوري، حدّثنا أبو بكر بن أبي الأسود، حدّثنا عبد الرّحمن - و هو ابن مهدي - عن مالك بن أنس قال:
قال عمر بن عبد العزيز: لو كان لي من الأمر شيء ما عدلتها عن الأعمش، قال:- يعني - القاسم بن محمّد.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا سليمان بن إسحاق، حدّثنا الحارث بن أبي أسامة، حدّثنا محمّد بن سعد (1)،أنبأنا علي ابن محمّد، عن أبي عمرو الباهلي قال: جاء بنو مروان إلى عمر فقالوا: إنّك قصرت بنا عما كان يصنعه بنا من قبلك، و عاتبوه فقال: لئن عدتم إلى هذا المجلس لأشدّنّ ركابي ثم لأقدمن المدينة و لأجعلنها أو لأصيرنها شورى، أما إنّي أعرف صاحبها الأعمش (2)-يعني - القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصّدّيق.
قال (3):و أنبأنا ابن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف - إجازة - حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد (4)،أنبأنا محمّد بن عمر، حدّثني أفلح بن حميد قال: سمعت القاسم ابن محمّد يقول:
اليوم ينطق كلّ من كان لا ينطق، و إنّا لنرجو لسليمان بتوليته عمر بن عبد العزيز. قال:
فقال (5) عمر بن عبد العزيز عند الموت: لو كان لي من الأمر شيء ما عدوت بها القاسم بن محمّد قال: فبلغ القاسم بن محمّد، فرحّم عليه، و قال: إنّ القاسم ليضعف عن أهيله فكيف يقوم بأمر أمة محمّد صلى اللّه عليه و سلم (6).
قرأت (7) على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنبأنا أبو بكر البرقاني، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، حدّثنا الحسين بن إدريس، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن عمار، حدّثنا عمر بن أيوب، عن أفلح، عن سليمان بن عبد الرّحمن.
أنه كان مع القاسم في شكواه حين أقام بقديد فقال: ائتني بقرطاس و دواة اكتب
ص: 187
وصيتي، قال: فجئت به، فأخذت أكتب، فقال لي: أيّ شيء تكتب و لم أمل عليك بشيء؟ قلت: التشهد، قال: لقد شقينا إن لم يكن تشهّدنا إلاّ اليوم بعده، اكتب أسفل من هذا: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، هذا ما أوصى به القاسم بن محمّد إن حدث به حدث في شكواه هذه، أن كذا في كذا؛ حتى فرغ من حاجته.
قال ابن عمار: ما أعجب هذا الحديث.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (1)،حدّثنا أبو بكر بن مالك، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثنا الوليد بن شجاع، حدّثنا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة قال:
مات القاسم بن محمّد بين مكة و المدينة حاجّا أو معتمرا فقال لابنه: سنّ (2) عليّ التراب سنّا، و سوّ عليّ قبري، و الحق بأهلك، و إيّاك أن تقول كان و كان.
أخبرنا (3) أبو محمّد بن طاوس، و أبو (4) المجد معالي بن هبة اللّه بن الحسن الثعلبي (5)،أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا علي بن منير الخلاّل، أنبأنا الحسن (6) بن رشيق، أنبأنا أحمد بن حمّاد بن مسلم، حدّثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم (7)،حدّثنا يحيى بن أيوب، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرّحمن بن القاسم عن أبيه القاسم بن محمّد.
أنه نهى عند موته أن يتبع بنار، و لا يقولنّ (8) خيرا و لا (9) شرّا، ثم قال: اتل هذه الآية:
أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ ، بَلِ اللّٰهُ يُزَكِّي مَنْ يَشٰاءُ وَ لاٰ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً اُنْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّٰهِ الْكَذِبَ وَ كَفىٰ بِهِ إِثْماً مُبِيناً (10) (11) .
قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن (12)،عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر ابن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم.
ح قال: و قرئ على سليمان بن إسحاق، حدّثنا الحارث بن أبي أسامة.
ص: 188
قالا: حدّثنا محمّد بن سعد (1)،أنبأنا يزيد بن هارون، عن عبد العزيز بن عبد اللّه بن أبي سلمة، عن عمر بن حسين أحسب - و قال ابن فهم: قال: أحسب - هكذا قال يزيد: قال:
شهدت موت القاسم و مات بقديد فدفن بالمشلّل، و بين ذلك نحو ثلاثة أميال، و وضع ابنه السرير على كاهله و مشى حتى بلغ المشلّل.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت البغدادي قالت: أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد، حدّثنا أحمد بن حنبل، حدّثنا يحيى بن سعيد قال: مات القاسم و سالم بعد المائة.
قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي المعالي، أنبأنا ابن خزفة، أنبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حدّثنا ابن أبي خيثمة قال:
و توفي القاسم بن محمّد بقديد، حدّثنا بذاك أبي، حدّثنا معن عن خالد بن أبي بكر، و توفي سنة إحدى أو اثنتين و مائة، حدّثنا بذلك هارون بن معروف عن ضمرة عن رجاء بن جميل الأيلي (2).
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنبأنا أبو منصور النهاوندي، أنبأنا أبو العباس النهاوندي، أنبأنا أبو القاسم بن الأشقر، حدّثنا محمّد بن إسماعيل، حدّثني الحسن بن واقع (3)،حدّثنا ضمرة بن ربيعة، عن رجاء بن جميل الأيلي قال: توفي القاسم بن محمّد في ولاية يزيد بن عبد الملك بعد عمر بن عبد العزيز سنة إحدى أو اثنتين و مائة (4).
أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا: أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل (5) قال:
و قال الحسن - يعني: ابن واقع - عن ضمرة: مات - يعني: القاسم - بعد عمر بن عبد
ص: 189
العزيز [بسنة] (1) سنة إحدى أو اثنتين و مائة، و قال بعضهم: مات القاسم و سالم أحدهما في سنة ستّ ، و الآخر في سنة خمس.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (2)،أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (3) قال: و حدّثني محمّد بن أبي أسامة، حدّثنا ضمرة، عن رجاء بن جميل قال:
توفي القاسم بن محمّد في ولاية يزيد بن عبد الملك سنة إحدى أو ثنتين و مائة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم بن العلاّف، قالا: حدّثنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأنا الحسن بن محمّد بن الحسن، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، حدّثنا محمّد بن عبد الملك بن زنجويه، حدّثنا نعيم بن حمّاد، حدّثنا ضمرة قال:
مات القاسم في ولاية يزيد بن عبد الملك بعد عمر بن عبد العزيز.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه، حدّثنا يعقوب قال: قال أحمد: حدّثنا حمّاد الخيّاط (4) قال: زعم عبيد (5) اللّه - يعني - العمري: أن القاسم و سالما مات أحدهما في سنة ست، و الآخر في سنة خمس و مائة.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو (6) عبد اللّه، حدّثنا حمّاد الخيّاط قال:
زعم عبد اللّه العمري أن القاسم و سالما مات أحدهما في سنة ستّ ، و الآخر في سنة خمس و مائة، قال: و أرى: سالم في سنة خمس و مائة.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، حدّثنا أبي، حدّثنا أحمد بن خالد، حدّثنا ابن بكير (7)،حدّثني الليث عن عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عمر بن حسين قال:
ص: 190
مات القاسم بن محمّد بقديد (1) سنة سبع و مائة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا [أبو] (2) الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي بن الصّواف، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا هاشم بن محمّد، حدّثنا (3) الهيثم بن عدي.
ح و أخبرنا أبو السعود بن المجلي، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي.
ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنبأنا أبي أبو يعلى.
قالا: أنبأنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنبأنا محمّد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو حدثكم الهيثم بن عدي قال:
القاسم بن محمّد بن أبي بكر التيمي سنة سبع و مائة - يعني - مات (4).
أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، و أبو القاسم غانم بن محمّد.
ح و أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو علي.
قالوا: أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا هاشم بن محمّد، حدّثنا الهيثم بن عدي قال:
و مات القاسم بن محمّد سنة سبع و مائة (5).
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة (6) قال:
مات القاسم بن محمّد بن أبي بكر في آخر السنة - يعني - سنة سبع و مائة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا ابن الفضل، أنبأنا أبو محمد عبد اللّه (7)،حدّثنا يعقوب قال: قال ابن بكير: مات القاسم بن محمّد سنة سبع و مائة بقديد (8).
ص: 191
أخبرنا (1) أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أحمد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن علي، أنبأنا محمّد بن أحمد، أنبأنا الأحوص بن المفضّل، حدّثنا أبي قال: قال الواقدي: مات القاسم بن محمّد سنة ثمان و مائة.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني (2)،أنبأنا محمّد بن عبيد اللّه (3)،أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن مروان، أنبأنا أحمد بن إبراهيم القرشي، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا علي بن عبد اللّه التميمي قال:
القاسم بن محمّد بن أبي بكر مات سنة ثمان و مائة.
قال أحمد بن إبراهيم: و بلغنا أن القاسم توفي سنة سبع و مائة.
قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن محمّد بن [محمد بن] (4) مخلد، أنبأنا أبو الحسن بن خزفة، أنبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حدّثنا ابن أبي خيثمة قال:
سمعت يحيى بن معين يقول: القاسم بن محمّد مات سنة ثمان و مائة (5).
و قال علي بن محمّد المدائني:
توفي القاسم بن محمّد سنة ثمان و مائة كما قال يحيى بن معين (6).
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسين، حدّثنا أبو حفص الفلاّس قال:
و مات القاسم بن محمّد سنة ثمان و مائة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال:
سنة ثمان و مائة فيها توفي القاسم بن محمّد بن أبي بكر بالمدينة (7) أو في طريقها، و يقال في القاسم أنه توفي سنة اثنتي عشرة.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا
ص: 192
[أبو] (1) سليمان بن زبر قال: و قالوا: مات القاسم بن محمّد بن أبي بكر بالمدينة سنة ثمان.
حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنبأنا نعمة اللّه بن محمّد، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، حدّثنا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنبأنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، حدّثنا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: توفي القاسم بن محمّد سنة تسع و مائة (2).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا أبو الحسين (3) بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، أنبأنا محمّد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني:
مات القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصّدّيق سنة ثنتي عشرة و مائة (4).
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو الفضل (5) بن البقّال، أنبأنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنبأنا إبراهيم بن أبي أمة قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: و مات القاسم بن محمّد سنة حجّ هشام بن عبد الملك و أظنه سنة سبع عشرة و مائة (6).
ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي
كان مع مروان بن محمّد يوم انهزم بالزاب (7)،فقتل يومئذ.
قرأت بخط أبي محمّد عبد اللّه بن سعد القطربلي قال:
و حدّث بعض أهل العلم أنه وقف واقف على تلّ يوم هزيمة مروان فجعل يقول لمنهزمة أصحاب مروان: كروا على هؤلاء العبيد و يتمثل:
ذلّ الحياة و هول الممات *** و كلّ أراه و خيما وبيلا
فإن كان لا بدّ إحداهما *** فسيري [إلى] (8) الموت سيرا جميلا
ص: 193
و أحاط به أصحاب عبد اللّه (1) حتى قتلوه و حملوا إليه رأسه و خبّروه بقصته، فسأل بعض الأسرى عنه فذكر أنه القاسم بن محمّد بن عبد الملك بن مروان.
أبو محمّد الثقفي
حدّث عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الثقفي.
روى عنه: أبو الحسين (2) الرازي.
قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني أبو محمّد القاسم بن محمّد بن عتبة الثقفي، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الثقفي، حدّثنا عثمان بن إسماعيل الهذلي، حدّثنا الوليد بن مسلم قال: و أخبرني شيخ عن الزهري في صلة حديثه قال:
و دمشق معقل (3) المسلمين من الروم إذا وقعت الملاحم، و علامة ملاحم الروم إذا بنيت (4) مدينة من دمشق على أربعة أميال قبل المغرب تكون على ساق و تعجل الرحلة إلى دمشق، فإنها فسطاط المسلمين يومئذ و لا ينالها مكروه إلاّ الغساني الذي يخرج من الشطرجانة و المعقل منه [مكة] (5) و قد بقي لها على ذلك شيء من ولد العباس، و المعقل (6) من جبل الخليل و لبنان.
5683 - القاسم (7) بن محمّد بن أبي عقيل الثقفي
حدّث عن أسماء بنت أبي بكر.
روى عنه: قيس بن الأحنف الثقفي.
و كان في الجيش الذي وجهه عبد الملك بن مروان مع الحجاج لقتال ابن الزبير.
و ولي البصرة في أيام هشام بن عبد الملك، و الوليد بن يزيد.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي
ص: 194
الوزير، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثنا داود بن عمرو الضّبّي، حدّثنا إسماعيل بن زكريا، عن يزيد بن أبي زياد، عن قيس بن الأحنف الثقفي، عن القاسم بن محمّد الثقفي قال:
جاءت أسماء بنت أبي بكر مع جوار (1) لها و قد ذهب بصرها فقالت: أين الحجاج ؟ قلنا: ليست هاهنا، قالت: فمروه فليأمر لنا بهذه العظام، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ينهى عن المثلة[10520].
قلنا: إذا جاء قلنا له، قالت: فإذا جاء فأخبروه أنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ في ثقيف كذابا و مبيرا» (2)[10521].
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى بن زكريا، حدّثنا خليفة بن خياط (3) قال:
كان القاسم بن محمّد عليها - يعني - البصرة حتى مات هشام فأقره الوليد بن يزيد حتى قتل.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أحمد بن علي الحافظ (4)،أنبأنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدل، أنبأنا عثمان (5) بن أحمد الدقاق، حدّثنا أبو العباس بن مطر صاحب أحمد ابن حنبل، حدّثني نصر بن منصور قال: سمعت بشر بن الحارث يقول:
دخل مالك بن دينار على القاسم بن محمّد - و كان ابن عم الحجاج بن يوسف - فغلظ له في الكلام فقال له القاسم: تعلم لم أمسكت عنك ؟ قال: و لم ؟ قال: لأنك لم ترزأ ناشئا فذاك جزاؤك علي. قال: فأفادني علما كثيرا.
ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي
له ذكر فيمن سمّى أحمد بن حميد بن أبي العجائز ممن كان بدمشق و غوطتها من بني
ص: 195
أمية، و ذكر أنه كان يسكن ميدعا (1) من إقليم حرلان (2)،و ذكر امرأته رقية ابنة عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية، و ولديه خليدة بنت القاسم رضيعة، و عبد اللّه بن القاسم رضيع.
5685 - القاسم بن مخيمرة (3)
أبو عروة الهمداني الكوفي (4)
كان معلما بالكوفة، ثم سكن دمشق.
روى عن عبد اللّه بن عكيم (5)،و شريح بن هانئ، و أبي مريم [الأزدي] و أبي بردة بن أبي موسى.
روى عنه: أبو إسحاق السّبيعي، و الحكم بن عتيبة، و الأوزاعي، و الحسن بن الحرّ (6)، و سعيد بن عبد العزيز، و إسماعيل بن أبي حكيم، و زيد بن واقد، و يزيد بن أبي مريم، و محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي، و يزيد، و عبد الرّحمن ابنا يزيد بن جابر، و إسماعيل بن سالم الأسدي الكوفي.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، حدّثنا إبراهيم بن شريك، حدّثنا أحمد بن يونس، حدّثنا زهير بن معاوية، حدّثنا أبو إسحاق السّبيعي، عن القاسم بن مخيمرة، عن شريح بن هانئ قال: أتيت عائشة فسألتها عن المسح على (7) الخفين فقالت: ائت علي بن أبي طالب - أو: ائت عليا - فإنه أعلمهم بوضوء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إنه كان يسافر معه، قال: فأتيته فقال: يوما و ليلة للمقيم، و ثلاثة أيام للمسافر.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي
ص: 196
بكر، قالا: أنبأنا عبد الغافر بن محمّد الفارسي، أنبأنا أبو سهل بشر بن أحمد بن بشر بن محمود، أنبأنا أبو سليمان داود بن الحسين بن عقيل البيهقي، حدّثنا أبو زكريا يحيى بن يحيى بن عبد الرّحمن النّيسابوري، أنبأنا أبو خيثمة عن الحسن بن الحرّ (1)،عن القاسم بن مخيمرة قال:
أخذ علقمة بيدي و حدّثني أن عبد اللّه بن مسعود أخذ بيده و أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أخذ بيد [عبد اللّه] (2) بن مسعود فعلّمه التشهد في الصلاة، و قال:«قل التحيّات للّه، و الصلوات و الطيّبات، السلام عليك أيّها النبي و رحمة اللّه و بركاته، السلام علينا و على عباد اللّه الصالحين».
قال يحيى (3):قال أبو خيثمة: فزادني في هذا الحديث بعض أصحابنا عن الحسن:
«أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله».
قال أبو خيثمة (4):بلغت حفظي عن الحسن في بقية هذا الحديث:«إذا فعلت هذا أو قضيت هذا و قد قضيت صلاتك إن شئت أن تقوم فقم، و إن شئت أن تقعد فاقعد»[10522].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه محمّد بن طلحة بن علي الرازي، قالا: أنبأنا أبو محمّد الصّريفيني، أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا علي بن الجعد، أنبأنا زهير، عن الحسن بن الحرّ (5)،عن القاسم بن مخيمرة، عن علقمة بن قيس، عن عبد اللّه بن مسعود.
عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه أخذ بيده فعلّمه التشهد في الصلاة كما يعلم الرجل السورة من القرآن قال:«قل التحيات للّه، و الصلوات و الطيبات، السلام عليك أيها النبي و رحمة اللّه و بركاته، السلام علينا و على عباد اللّه الصالحين، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله، إذا فعلت هذا أو قضيت هذا، فقد قضيت صلاتك، و إن شئت أن تقوم فقم، و إن شئت أن تقعد فاقعد»[10523].
ص: 197
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب (1)،حدّثنا الحميدي، حدّثنا سفيان، حدّثنا يزيد بن أبي زياد، عن القاسم بن مخيمرة كوفي تحول إلى الشام (2).
أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن (3)،أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، حدّثنا أبو الجهم أحمد بن الحسين ابن طلاّب، حدّثنا العباس بن الوليد بن صبح، حدّثنا مروان بن محمّد، حدّثنا الهيثم بن حميد، حدّثني عبد الوهّاب بن محمّد قال:
استسقى القاسم بن مخيمرة من بعض السقّائين الذين يسقون في مسجد دمشق، قال:
فلمّا شرب قال للذي سقّاه: جزاك اللّه خيرا، قال القاسم: الذي أعطيناه خير من الذي أخذنا منه.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني (4)،أنبأنا تمام بن محمّد، حدّثنا محمّد بن سليمان، حدّثنا محمّد بن الفيض، حدّثنا دحيم، حدّثنا محمّد بن شعيب، أخبرني يزيد بن أبي مريم.
أنّ أبا عروة القاسم بن مخيمرة كان يتوضّأ من النهر الذي يخرج من باب الصغير.
أخبرنا (5) أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو العلاء الواسطي، أنبأنا أبو بكر البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضّل الغلاّبي، أنبأنا أبي قال: قال يحيى بن معين:
القاسم بن مخيمرة همداني، أصله كوفي ثم صار إلى الشام (6).
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو الحسن (7) بن السّقّا، حدّثنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول:
ص: 198
القاسم بن مخيمرة كوفي، ذهب إلى الشام و لم نسمع (1) أنه سمع من أحد من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، قلت ليحيى: رأى الأوزاعي القاسم بن مخيمرة ؟ قال: نعم.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو محمّد بن رباح، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي، حدّثنا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الكوفة: القاسم بن مخيمرة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العزّ الكيلي قالا: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسين الأهوازي، أنبأنا أبو حفص، حدّثنا خليفة قال (2):
القاسم بن مخيمرة مات في خلافة عمر بن عبد العزيز سنة مائة، همداني، كوفي، نزل دمشق، و كذا قال علي بن المديني.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا [أبو] (3) عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (4)،أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا ابن سعد (5) قال:
في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة: القاسم بن مخيمرة توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري (6)،أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد قال (7):
في الطبقة الثانية من أهل الكوفة: القاسم بن مخيمرة الهمداني. قالوا: و توفي القاسم ابن مخيمرة في خلافة عمر بن عبد العزيز، و كان ثقة، و له أحاديث.
أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن
ص: 199
الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (1):
القاسم بن مخيمرة عن عبد اللّه بن عكيم قال: حدّثنا مشيخة لنا من جهينة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كتب إليهم أن لا ينتفعوا من الميتة بشيء.
قاله هشام بن عمّار عن صدقة بن خالد، عن يزيد بن أبي مريم، و عن أبي مريم و شريح ابن هانئ، روى عنه الحكم بن عتيبة، و قال أحمد بن ثابت، حدّثنا محمّد بن كثير عن الأوزاعي قال: جلست إلى القاسم بن مخيمرة و أنا غلام حين احتلمت.
أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمد.
قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2) قال:
القاسم بن مخيمرة الهمداني، كوفي الأصل، كان معلما بالكوفة، ثم سكن الشام، روى عن عبد اللّه بن عكيم (3)،و شريح بن هانئ، و أبي مريم، روى عنه الحكيم بن عتيبة (4)،و الحسن (5) بن الحرّ، و إسماعيل بن أبي حكيم (6)،و الأوزاعي، و يزيد (7) بن جابر، و سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:
ص: 200
أبو عروة القاسم بن مخيمرة. سمع علقمة، روى عنه الحكم بن عتيبة (1)،و الحسن بن الحرّ (2).
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عروة القاسم بن مخيمرة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (3)،أنبأنا (4) تمام بن محمّد بن عبد اللّه، أنبأنا أبو عبد اللّه الكندي، حدّثنا أبو زرعة قال:
في ذكر نفر قدموا الشام في إمارة عبد الملك و ذويه: أبو عروة القاسم بن مخيمرة.
قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر بن أبي الصّقر، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي قال: أبو عروة القاسم بن مخيمرة.
أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي - إجازة - أنبأنا أبو بكر الصّفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو عروة القاسم بن مخيمرة الهمداني الكوفي، نزل دمشق، سمع أبا معبد عبد اللّه بن عكيم (5) الجهني، عن أبي مريم عمرو بن مرة، و سمع أبا شبل علقمة بن قيس، و شريح بن هانئ الحارثي، روى عنه أبو إسحاق السّبيعي، و الحكم بن عتيبة (6)،و أبو حصين (7)،و يزيد ابن أبي زياد، و عبدة بن أبي لبابة (8)،و الحسن (9) بن الحرّ.
أخبرنا (10) أبو البركات الأنماطي، أنبأ محمّد بن طاهر، أنبأنا مسعود بن ناصر، أنبأنا
ص: 201
عبد الملك بن الحسن (1)،أنبأنا أبو نصر البخاري قال (2):
القاسم بن مخيمرة أبو عروة الهمداني الكوفي، سكن الشام، حدّث عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر (3) في الجنائز.
قال عمرو بن علي: مات سنة مائة و قال كاتب الواقدي: توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز.
أخبرنا أبو القاسم الواسطي، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حميد قال: سمعت أبا الحسن بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول:
قلت ليحيى بن معين: فالقاسم بن مخيمرة ؟ فقال: ثقة، أراه قال: كان من أهل الكوفة أو غيرها، لا أدري كيف قال، فنزل الشام.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد ابن إسحاق، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.
قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4):
ذكره أبي عن إسحاق [بن منصور] (5) عن يحيى بن معين أنه قال: القاسم بن مخيمرة ثقة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر - زاد الطّيّوري: و محمّد ابن الحسين، قالا:- أنبأنا الوليد بن بكر، أنبأنا علي بن أحمد بن زكريا، أنبأنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (6):
ص: 202
القاسم بن مخيمرة كوفي، ثقة، سكن الشام.
قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك، أنبأنا رشأ ابن نظيف، أنبأنا محمّد بن محمّد بن داود، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد قال:
القاسم بن مخيمرة كوفي، ثقة، انتقل إلى دمشق، لم يسمع من أبي سعيد شيئا (1).
أخبرنا أبو الحسين (2) هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - شفاها - قالا: أنبأنا أبو القاسم العبدي، أنبأنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو سلمة، أنبأنا الفأفاء.
قالا (3):أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4):
سئل أبي عن القاسم بن مخيمرة، فقال: ثقة، صدوق، و قد أدركه الأوزاعي.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري (5)،أنبأنا أبو عمر (6) بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد (7)[قال] أنبأنا شهاب بن عبّاد، حدّثنا إبراهيم بن حميد الرواسي عن القاسم بن مخيمرة أنه كان مؤذّنا (8)،أو قال مؤدّبا.
أخبرنا (9) أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا[-و] (10) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب، أخبرني أحمد بن علي المحتسب، حدّثنا عمر بن القاسم بن محمّد أبو الحسن
ص: 203
المقرئ (1)،حدّثنا محمّد بن مخلد العطار (2)،حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن العباس الكابلي (3) قال: سألت أبا عبد اللّه - يعني - أحمد بن حنبل - يعني - عن أبي إبراهيم المعقب السّرّاج قال: كان ينزل هاهنا قبل أن يتحول إليكم إلى ذاك الجانب، ثقة، و جعل يثني عليه، و ذكر حديث عبّاد عن إسماعيل فقال لي الكابلي (4):فجئت إلى أبي إبراهيم فسألته، فحدّثني أبو إبراهيم [قال:] حدّثنا عبّاد بن العوّام، عن إسماعيل بن أبي خالد كنا (5) في كتّاب القاسم ابن مخيمرة فكان يعلمنا و لا يأخذ منا (6).
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، أنبأنا أبو الحسين (7) بن أبي الحديد، أنبأنا جدي، أنبأنا أبو الدحداح، حدّثنا أحمد بن عبد الواحد، حدّثنا محمّد بن كثير (8)،عن الأوزاعي قال:
كان القاسم بن مخيمرة يقدم علينا هاهنا متطوعا، فإذا أراد أن يرجع استأذن الوالي، فقيل له: أ رأيت أن لم يأذن لك ؟! قال: إذن أقيم، ثم قرأ: وَ إِذٰا كٰانُوا مَعَهُ عَلىٰ أَمْرٍ جٰامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتّٰى يَسْتَأْذِنُوهُ (9).
أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه الدقاق، أنبأنا محمّد بن أحمد بن النضر، حدّثنا معاوية بن عمرو (10)،عن أبي إسحاق الفزاري، عن الأوزاعي قال:
كان القاسم بن مخيمرة يقدم علينا متطوعا هاهنا فإذا أراد أن يرجع لم ير أنه يسعه أن ينصرف حتى يستأذن الإمام قال: فقيل له: أ رأيت إن أبى أن يأذن لك ؟! قال: إذا أجلس، ثم يتلو وَ إِذٰا كٰانُوا مَعَهُ عَلىٰ أَمْرٍ جٰامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتّٰى يَسْتَأْذِنُوهُ .
قال: و كان القاسم يقول: من عصى من بعثه، لم تقبل له صلاة حتى يرجع (11).
ص: 204
و عن أبي إسحاق عن أبي بكر بن عبد اللّه عن منصور بن نافع قال:
كان القاسم بن مخيمرة يأمرنا بجهازه للغزو ثم يقول: لا تماكسوا في جهازنا فإنّ النفقة في سبيل اللّه مضاعفة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (1)،أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (2)،حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن الوليد (3)، عن ابن (4) جابر أن عمر بن عبد العزيز أمر للقاسم بمنزل و خادم.
قال: و حدّثنا أبو زرعة (5)،حدّثنا أبو مسهر، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز عن القاسم بن مخيمرة قال:
دخلت على عمر بن عبد العزيز فقضى عني سبعين دينارا و حملني على بغلة، و فرض لي في خمسين.
قال: قلت: أغنيتني عن التجارة، قال: فسألني عن حديث. فقلت: هنني (6) يا أمير المؤمنين.
قال سعيد: كأنه كره أن يحدّثه على هذا الوجه.
أخبرنا أبو علي الحداد - إذنا - و أبو الأعرج الصيرفي - مشافهة - قالا: أنبأنا منصور (7)ابن الحسين، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو عروبة، حدّثنا أيوب (8) بن محمّد، حدّثنا ضمرة، عن علي بن أبي حملة قال (9):
ذكر الوليد بن هشام القاسم بن مخيمرة لعمر بن عبد العزيز فأرسل إليه، فدخل عليه فقال: سل حاجتك، قال: يا أمير المؤمنين قد علمت ما يقال في المسألة قال: ليس أنا ذاك،
ص: 205
إنّما أنا قاسم، سل حاجتك (1)،قال: تلحقني في العطاء، فقال: قد ألحقناك في خمسين، فسل (2) حاجتك، قال: تقضي عني ديني، قال: قد قضينا عنك دينك، فسل حاجتك، قال:
تحملني على دابة، قال: قد حملناك على دابة، فسل حاجتك، قال: تلحق بناتي في العيال، قال: قد ألحقنا بناتك في العيال، فسل حاجتك قال: قد ألحقتني في العطاء، و قضيت الدين عني، و حملت على الدابة، و ألحقت البنات في العيال فأي شيء بقي ؟ قال: قد أمرنا لك بخادم فخذها من عند أخيك الوليد بن هشام.
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد الزهري، حدّثنا الهيثم بن خارجة، حدّثنا المعافى بن عمران (3) عن الأوزاعي عن القاسم بن مخيمرة.
أنه دخل على عمر بن عبد العزيز ففرض له - قال: و أظنه أمر له بغلام - فقال: الحمد للّه الذي أغناني عن التجارة، قال: و كان إذا شارك رجلا فربح أخذ حصته من الربح و جلس فيأكلها حتى تفنى.
قال: و سمعت القاسم بن مخيمرة يقول: إنّي لأغلق بابي و ما يجاوزه (4) همي.
أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود، أنبأنا محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز، حدّثنا أبو سهل محمود بن عمر، حدّثنا أبو طالب بن شهاب، حدّثنا يزيد بن الهيثم الباذا، صبح، حدّثنا المعافى عن الأوزاعي قال:
أتى القاسم بن مخيمرة عمر بن عبد العزيز ففرض له و أمر له بغلام، فقال: الحمد للّه الذي أغناني عن التجارة، قال: و كان له شريك، كان إذا ربح قاسم شريكه ثم يقعد في بيته لا يخرج حتى يأكله، و كان يقول: إذا أغلقت بابي فما لي همّ خلف بابي.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان (5)،حدّثني العباس بن الوليد بن
ص: 206
مزيد (1)،أخبرني أبي قال: سمعت الأوزاعي قال:
كان أبو عروة القاسم بن مخيمرة يقول: إذا أغلقت بابي لم يجاوزه همّي.
قال: و سمعته و أنا غلام لم أبلغ و إذا جنازة قد تبعها نساء فقال: ما أحب أن لي أجورهن بقبال نعلي.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (2)،أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (3)،حدّثنا أبو مسهر، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز قال: قال القاسم بن مخيمرة: ما اجتمع على مائدتي لونان من طعام واحد، و لا أغلقت بابي و لي خلفه من همّ .
أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا الخليل بن هبة اللّه، أنبأنا أبو الحسين الكلابي، حدّثنا أبو الجهم أحمد بن الحسين، حدّثنا العباس بن الوليد بن صبح، حدّثنا أبو مسهر [نا] (4) سعيد بن عبد العزيز قال (5):قال القاسم بن مخيمرة: لم يجتمع على مائدتي لونان من طعام قط ، و ما أغلقت بابي قط و لي خلفه همّ .
أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي (6)،أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا طرفة بن أحمد.
[ح] (7) و أخبرنا أبو محمّد الدّاراني، أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا الخليل بن هبة اللّه.
قالا: أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، حدّثنا أبو الجهم، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، حدّثنا الوليد، عن ابن جابر قال: قال القاسم: لقد بورك لي في الخبز و الزيتون أكتفي بهما، و إنّي لأغلق بابي فما يجاوزه همّي.
قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسن بن مخلد، أنبأنا علي بن محمّد [بن خزفة] (8).
ح و عن أبي الحسين الآبنوسي، أنبأنا أحمد بن عبيد - قراءة.
ص: 207
قالا: أنبأنا محمّد بن الحسين، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حدّثنا يحيى بن معين، حدّثنا ابن أبي زائدة (1)،حدّثنا عمر بن أبي زائدة و هو عمّه قال:
كان القاسم بن مخيمرة إذا وقعت عنده الزّيوف كسرها و لم يبعها.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا محمّد بن أحمد الأزدي، حدّثنا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق، عن الأوزاعي (2)،عن موسى بن سليمان، عن القاسم بن مخيمرة قال:
من أصاب مالا من مأثم فوصل به رحما أو تصدق به أو أنفقه في سبيل اللّه جمع ذلك كله في نار جهنم.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو علي بن أبي نصر، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، حدّثنا أحمد بن محمّد بن زياد، حدّثنا إسحاق بن خلدون البالسي (3)،حدّثنا حجّاج بن محمّد، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي (4) عن القاسم بن مخيمرة.
أنه كان يدعو بالموت، فلما حضره الموت قال لأم ولده: كنت أدعو بالموت، فلما نزل بي كرهته.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا هاشم بن محمّد، حدّثنا الهيثم بن عدي قال:
و مات القاسم بن مخيمرة الهمداني في زمن عمر بن عبد العزيز.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة (5) قال:
ص: 208
و في خلافة عمر بن عبد العزيز مات القاسم بن مخيمرة همداني.
و ذكر خليفة أن عمر استخلف سنة تسع و تسعين، و مات سنة إحدى و مائة.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسين، حدّثنا أبو حفص الفلاّس قال:
و مات القاسم بن مخيمرة سنة مائة (1).
أخبرنا (2) أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا محمّد بن علي الواسطي، أنبأنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضّل (3)،حدّثنا أبي قال:
و في سنة مائة مات القاسم بن مخيمرة.
قرأنا (4) على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنبأنا علي ابن محمّد بن خزفة.
ح عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أحمد بن عبيد - قراءة.
قالا: أنبأنا محمّد بن الحسين، حدّثنا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول:[مات القاسم بن مخيمرة الهمداني سنة مائة أو إحدى و مائة. و قال المدائني:] (5) مات القاسم بن مخيمرة في ولاية عمر بن عبد العزيز.
قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: قال الهيثم: توفي سنة إحدى عشرة، مات القاسم بن مخيمرة و كان تاجرا بدمشق، و أصله كوفي، و ذكر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن الهيثم بذلك.
[قال ابن عساكر:] و لا أرى هذا إلاّ و هما، و اللّه أعلم.
5686 - القاسم بن المساور البغدادي الجوهري (6)
سمع بدمشق: سويد بن عبد العزيز، و شعيب بن إسحاق، و مروان بن معاوية الفزاري، و بغيرها: روّاد بن الجرّاح.
ص: 209
روى عنه: ابنه أبو جعفر أحمد بن القاسم.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنبأنا أبو نعيم.
ح و أنبأنا أبو الفتح أحمد بن محمّد الحداد، أنبأنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد ابن عبيد اللّه.
قالا: حدّثنا سليمان بن أحمد الطّبراني، حدّثنا أحمد بن القاسم بن مساور، حدّثني أبي، حدّثنا شعيب بن إسحاق، حدّثنا الحسن بن دينار، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: تزوجها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حراما و بنى بها حلالا ثم ماتت بسرف و ذلك قبرها تحت السقيفة (1).
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الحسن بن دينار إلاّ شعيب بن إسحاق.
قالا: و حدّثنا الطبراني (2).
ح و أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (3)،أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا الطبراني.
حدّثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، حدّثنا أبي و عمي و عيسى ابنا المساور، قالا: أنبأنا سويد بن سعيد (4)،عن سفيان بن حسين، عن الحسن، عن عبد الرّحمن بن سمرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا عبد الرّحمن لا تسأل الإمارة» الحديث[10524].
قال لنا أبو منصور بن خيرون: قال لنا أبو بكر الخطيب (5).
القاسم بن المساور الجوهري حدّث عن سويد بن عبد العزيز، روى عنه ابنه أحمد.
أبو محمّد البغدادي (6)
قدم دمشق في سنة ثمانين و مائتين.
ص: 210
و حدّث عن محمّد بن الوليد البسري، و أبي بدر الغبري، و حوثرة بن محمّد المنقري، و رجاء بن مرجّى (1) المروزي، و زياد بن أيوب، و محمّد بن حرب النّشائي (2)،و إسحاق بن شاهين، و أحمد بن سنان، و زيد بن أخزم، و عبدة الصفار، و علي بن الحسين الدرهمي، و سلم بن جنادة، و يحيى بن حكيم المقوّم، و عبد القدوس بن محمّد الجيحاني (3) و أبي هشام الرفاعي، و محمّد بن إسماعيل الحساني، و أبي الفضل بسطام بن الفضل أخي عارم (4)، و إسحاق بن إبراهيم الشهيدي، و يعقوب الدّورقي، و مهنّى بن يحيى الشامي، و أبي زرعة، و أبي حاتم الرازيين، و بشر بن مطر، و ابن مثنى، و الحسين بن منصور الدباغ، و أبي سعيد الأشج، و الصاغاني، و علي بن مسلم، و الحسن بن يحيى الأزدي، و حفص الرّبالي، و عباس الدوري، و إسحاق بن بهلول، و محمّد بن وزير الواسطي، و الزبير بن بكار، و أحمد بن محمّد ابن يحيى القطان، و أحمد بن عبد الواحد بن عبود، و مجزأة بن سفيان البصري، و السري بن عاصم، و العباس بن يزيد البحراني، و أبي (5) نشيط محمّد بن هارون.
روى عنه: القاسم بن أبي العقب، و أبو الميمون بن راشد، و هشام بن محمّد بن جعفر ابن بنت عديس، و أبو بكر محمّد بن معاذ بن فهد، و أبو الفضل العباس بن الفضل الدّينوري، و أبو القاسم الحسن بن محمّد بن أحمد بن هشام، و أبو بكر بن ماهان، و عبد العزيز بن محمّد ابن الفاخر الأصبهانيان.
أخبرنا أبو القاسم بن علي بن إبراهيم، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة قالا: حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو الميمون بن راشد، حدّثنا القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشيب، حدّثنا مجزأة بن سفيان البنّاني البصري (6) بحضرة عبدة ابن عبد اللّه الصفار، و كان يحدّث بهذا الحديث عنه، حدّثنا سليمان بن داود، حدّثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
«بشّر المشّائين في ظلم الليل إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة»[10525].
ص: 211
زاد عبد الكريم:؛ قال تمام: سليمان بن داود هذا مؤذن مسجد ثابت البناني.
كتب إليّ أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود المعدل عنه قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ (1):
القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشيب البغدادي قدم أصبهان مع الموفّق، حدّث عن البغداديين، و أحمد الدّورقي، و أحمد بن منيع، و عمرو (2) بن عثمان الحمصي.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو (3) منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):
القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشيب البغدادي، ذكره لي أبو نعيم الحافظ في تاريخه، و قال لي: قدم أصبهان و حدّث عن أحمد الدورقي.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون، قال: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):
القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى والد القاضي أبي عمران موسى بن القاسم بن الأشيب، حدّث عن الحسن بن عرفة، و إسماعيل بن زياد الأيلي (6)،روى عنه ابنه أبو عمران، و أبو الميمون بن راشد الدمشقي.
[قال ابن عساكر:] (7) هذا وهم، و هما واحد.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال:
سنة اثنتين و ثلاثمائة فيها مات القاسم بن الحسن بن موسى الأشيب.
ذكر أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن جعفر الفرغاني في تاريخه في سنة اثنتين و ثلاثمائة فقال:
ص: 212
و فيها مات أبو محمّد القاسم بن الحسن بن الأشيب لليلتين بقيتا من جمادى الأولى، و حضر جنازته أبو عمرو بن البهلول، و العدول، و الفقهاء، و رؤساء الكتّاب، و كان من أهل العلم، قد كتب عنه بالشام، و الجبل، و ديار ربيعة، و مضر، و لم يحدّث ببغداد إلاّ لابنه المكنى بأبي عمران، و لقوم خصّهم من إخوانهم، و توفي و له تسعون سنة.
ابن سعد بن عبد اللّه بن سيف بن حبيب
أبو محمّد البغدادي السّمسار (1)
له رحلة إلى الشام، سمع فيها بدمشق: حمّاد بن مالك، و أبا مسهر، و صفوان بن صالح، و بالرملة: الصّبّاح بن عبد اللّه، و بحمص: الخطّاب بن عثمان الفوزي (2)،و عتبة بن السكن، و علي بن عياش، و أبا اليمان، و يحيى بن صالح، و عنبسة بن سعيد بن الرخس (3)، و حنيس (4) بن بكير بن حنيس (5)،و منصور بن صقير، و يوسف بن يحيى البويطي صاحب الشافعي، و عبد الرّحمن بن قيس الضّبّي، و عمر بن عمرو الحنفي العسقلاني، و السكن بن نافع، و أبا بكرة عبد العظيم بن حبيب بن رغبان الحمصي، و آدم بن أبي إياس العسقلاني، و أباه هاشم بن سعيد بن سعد.
روى عنه: ابنه محمّد، و أبو بكر بن أبي الدنيا، و محمّد بن خلف وكيع (6) القاضي، و أبو عبيد بن المؤمّل الصيرفي، و أبو عبد اللّه بن مخلد، و القاضي المحاملي، و يحيى بن صاعد.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو عبيد محمّد بن أحمد بن المؤمّل بن أبان بن تمّام الصّيرفي، حدّثنا القاسم بن هشام، حدّثنا عمر بن عمرو الحنفي العسقلاني، حدّثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن شهر بن حوشب، عن أم الدّرداء، عن أبي الدّرداء قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
ص: 213
«من صام يوما في سبيل اللّه كان بينه و بين النار كما بين السماء و الأرض»[10526].
أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المضري، أنبأنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى بن أبي الفضل الفضيلي، أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي شريح، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا القاسم بن هاشم السمسار، حدّثنا علي بن عياش الحمصي، حدّثنا علي بن فضيل الحنفي، و كان قاضيا لأهل ملطية (1)،حدّثني سليمان التيمي عن أنس بن مالك قال: وضّأت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبل موته بشهر، فمسح على الخفين.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):
القاسم بن هاشم بن سعيد بن [سعد بن] (3) عبد اللّه بن سيف بن حبيب السمسار حدّث عن أبيه، و عن الصّبّاح بن عبد اللّه الرملي، و الخطاب بن عثمان الفوزي، و عتبة بن السكن، و علي بن عياش الحمصيين، و خنيس (4) بن بكر بن خنيس، و منصور بن صقير، روى عنه ابنه محمّد، و أبو بكر بن أبي الدنيا، و وكيع القاضي، و يحيى بن صاعد، و أبو عبيد بن المؤمّل الناقد، و القاضي المحاملي، و محمّد بن مخلد و كان صدوقا.
أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري، عن محمّد بن علي بن محمّد، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: و سألته - يعني - الدارقطني عن أبي بكر محمّد بن القاسم بن هاشم السمسار و عن أبيه فقال: لا بأس بهما.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا[-و] (5) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (6)،أخبرني الطناجيري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا محمّد بن مخلد قال:
و مات القاسم بن هاشم (7) السمسار سنة تسع و خمسين.
ص: 214
قال الخطيب: و ذكر ابن مخلد فيما قرأت بخطه: أن وفاته كانت ليومين مضيا من شهر رمضان.
5689 - القاسم بن هزّان الخولاني الدّاراني (1)
روى عن الزهري، و عمرو بن مهاجر، و إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة، و أرسل عن الحجّاج بن علاط .
روى عنه: الوليد بن مسلم، و الحسن بن يحيى الخشني، و حصين بن جعفر الفزاري، و محمّد بن عبد الرّحمن القشيري.
أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو عبد اللّه، أنبأنا أبو الحسن بن السمسار، أنبأنا أبو (2) عبد اللّه بن مروان، حدّثنا الحسن بن علي بن خلف، حدّثنا هشام بن عمار، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا القاسم بن هزّان، حدّثني الزهري أن ابن عمر قرأ في المسجد: لِلّٰهِ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ وَ إِنْ تُبْدُوا مٰا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحٰاسِبْكُمْ بِهِ اللّٰهُ (3) قالوا: و إنا لنؤاخذ (4) بما نوسوس به أنفسنا؟ و نشج عند ذلك حتى أسمعها ابن عباس و هو في ناحية المسجد.
قال الزهري فحدّثني سعيد بن مرجانة أنه حضر ابن عمر فعل ذلك فقام إليه ابن عبّاس فسأله عما حضر من ذلك فقال: يغفر اللّه لابن عمر لقد وجد المسلمون من هذه (5) الآيتين ما وجد، فشكوه إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كذلك قال ربكم» قالوا: آمنا و سمعنا و أطعنا غفرانك ربنا و إليك المصير فقالوها أياما فأنزل اللّه عز و جل: آمَنَ الرَّسُولُ بِمٰا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ (6) الآية، ثم قال تعالى: لاٰ يُكَلِّفُ اللّٰهُ نَفْساً إِلاّٰ وُسْعَهٰا لَهٰا مٰا كَسَبَتْ (7) من العمل وَ عَلَيْهٰا مَا اكْتَسَبَتْ (8) من العمل.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الحسين بن الفرّاء، قالا: حدّثنا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن اللاّلكائي، قالا: أنبأنا أبو
ص: 215
الحسين محمّد بن الحسين، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان (1)،حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم، حدّثنا الوليد، حدّثنا القاسم بن هزّان قال: سمعت الزهري يقول: لا يوثق للناس (2) عمل عامل لا يعلم، و لا يرضى بقول عالم لا يعمل.
أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفرّاء، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزقويه.
و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال.
ح و أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين قالوا: أنبأنا أبو الحسين بن بشران، قالا: أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا سليمان بن أحمد الواسطي، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثني القاسم بن هزّان سمع الزهري يقول: لا يرضى للناس (3) قول عالم لا يعمل، و لا قول عالم (4) لا يعلم.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن البزاز، أنبأنا محمّد بن عمر بن محمّد، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل قال: قرأت على أبي بكر محمّد بن أحمد بن هارون قلت له: أخبرك إبراهيم بن الجنيد الختّلي (5) حدّثنا نصر بن عاصم الأنطاكي، حدّثني الوليد بن مسلم، أخبرني القاسم بن هزّان الخولاني عن الزهري أنه قال:
لا يوثق (6) الناس عاملا لا يعلم، و لا يرضى بعلم عالم لا يعمل، فإن أعطاك ذلك فاجتهد رأيك، و ناصح للّه في أمره مؤثرا له على هواك.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب (7)،قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.
ص: 216
قالا: أنبأنا بن أبي حاتم قال (1):
القاسم بن هزّان روى عن حجّاج بن علاط السّلمي، روى عنه الحسن بن يحيى الخشني، سألت أبي عنه فقال: شيخ، محله الصدق.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد (2) الكتّاني (3)،أنبأنا أبو القاسم تمام ابن محمّد، أنبأنا أبو عبد اللّه الكندي، حدّثنا أبو زرعة قال في ذكر نفر يروون عن الزهري و غيره: القاسم بن هزّان.
أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا أحمد بن عمير - قراءة-.
[ح] (4) و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم ابن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة.
قال: سمعت الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: القاسم بن هزّان الخولاني.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني (5)،أنبأنا علي بن محمّد بن طوق، أنبأنا عبد الجبّار بن محمّد بن مهنى، قال (6):
و القاسم بن هزّان هو الذي بنى المسجد لخولان (7)،يعني بداريا، و ما أعلمه أعقب بها عقبا.
قال أبو علي (8):قال أبو زرعة: و القاسم بن هزّان من أصحاب الزهري، و عداده فيهم.
ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي
من ساكني دمشق.
ص: 217
ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائر فيمن كان بدمشق من بني أمية. و ذكر أن امرأته حمادة بنت عبد اللّه بن أبي سفيان بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية. و ذكر له بنين (1):
محمّد بن القاسم مراهق، و يزيد بن القاسم، رجل شاب، و داود بن القاسم ابن ثمان سنين، و سليمان بن القاسم رجل شاب، و ذكر له بنات: عاتكة بنت القاسم بنت سبع سنين، و أم الوليد بنت القاسم عاتق، و أم يزيد بنت القاسم بنت ثلاث سنين.
- و يقال: ابن أبي عوانة -
أبو صفوان الكلابي العامري البصري
سكن دمشق.
و حدّث عن حسان بن سياه الأزرق، و يحيى بن كثير أبي النّضر البصريين، و خرابة بن ماهان التميمي، و عبد الرّحمن بن الشّمّاخ البصري، و أبي (2) عمر حفص بن عمر الخياط .
روى عنه: آدم بن أبي إياس، و هو أقدم وفاة منه، و عبد السلام بن عتيق، و أبو حارثة أحمد بن إبراهيم بن هشام، و محمّد بن إسماعيل الترمذي، و محمّد بن النعمان بن بشير نزيل بيت المقدس، و عبد اللّه بن حمّاد الآملي، و الخضر بن سلام، و أحمد بن أبي الحواري (3)، و الحسن بن جرير الصّوري، و عباس بن الوليد الخلاّل.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الطائي الحمصي - بها - حدّثنا محمّد بن النعمان بن بشير، حدّثنا القاسم بن يزيد بن عوانة الكلبي (4) البصري، حدّثنا يحيى بن كثير (5)،عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت:
ما رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سحابة قط إلاّ امتقع لونه حتى تقشع، أو جاء المطر.
كذا وقع في هذه الرواية، و صوابه الكلابي كما تقدم.
ص: 218
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني.
ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو عثمان البحيري (1)،أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن الفضل الكرابيسي - بمرو - قالا: حدّثنا محمّد بن سهل بن حمدوية المروزي أبو نصر.
ح و أخبرنا أبو البركات عبد اللّه بن محمّد بن الفضل الفراوي، و أبو يعلى حمزة بن الحسين بن أبي الحسن (2) المقرئ، و أبو الفتوح عرفة بن علي السمدي، و أبو سهل محمّد ابن عبد الرشيد بن نصر الخازن، و أبو الدّرّ جوهر بن عبد اللّه الحبشي - بنيسابور - و أبو سعد إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل، و أبو الحسن (3) علي بن محمّد بن الحسن البوشنجيان (4)،و أبو القاسم عبد الجبّار بن محمّد بن أبي القاسم القايني (5) بهراة، قالوا: أنبأنا موسى بن عمران بن محمّد، أنبأنا محمّد بن الحسين بن داود، أنبأنا أبو نصر محمّد بن حمدوية بن (6) سهل المروزي، حدّثنا عبد اللّه بن حمّاد - زاد ابن البنّا: الآملي - حدّثنا القاسم ابن يزيد بن عوانة أبو صفوان الدمشقي - قال ابن البنّا: الكلابي، و قال الكرابيسي: الأزدي - حدّثنا حسان بن سياه مولى عثمان بن عفّان، حدّثنا الحسن بن ذكوان، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
«من سئل عن علم فكتمه جيء به - و قال ابن البنّا: جاء - يوم القيامة قد ألجم بلجام من نار»[10527].
قال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث الحسن بن ذكوان عن نافع عن ابن عمر، تفرّد به حسان بن سياه عنه.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصّفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال:
ص: 219
أبو صفوان القاسم بن يزيد بن عوانة الكلابي البصري، سكن دمشق، سمع أبا النّضر (1)يحيى بن كثير البصري، روى عنه أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل الترمذي، و محمّد بن النعمان بن بشير السّقطي، و بلغني عن أبي إسماعيل محمّد بن إسماعيل الترمذي أنه قال:
القاسم بن يزيد بن عوانة أبو صفوان الكلابي و كان أصله بصريا سكن دمشق، لا بأس به، رأيته يفهم الحديث.
قرأت على أبي محمّد السّلمي (2)،عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا تمّام بن محمّد، أنبأنا أبي أبو الحسين الرازي، حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاس، حدّثنا الحسن بن محمّد ابن بكّار بن بلال قال: توفي أبو صفوان القاسم بن يزيد بن عوانة الكلابي في سنة سبع و عشرين و مائتين (3).
5692 - القاسم بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي (4)
روى عن بعضهم في قصة صفّين.
روى عنه عبد اللّه بن يزيد بن جابر.
أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.
قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (5):
القاسم بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، روى عن (6) قصة صفّين، روى عنه عبد اللّه (7) بن يزيد بن جابر، سمعت أبي يقول لا أعرفه.
كذا فيه مبيض في نسختين.
ص: 220
حدّث عن شيخ له.
روى عنه: هشام بن عمّار.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، أنبأنا نصر بن إبراهيم المقدسي، و أبو محمّد بن فضيل، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن عوف، أنبأنا أبو علي بن منير، أنبأنا أبو بكر بن خريم، حدّثنا هشام بن عمّار في مشايخه الدمشقيين، حدّثنا القاسم بن يزيد العامري، حدّثني شيخ عن وهب بن منبّه قال:
لا يكمل عقل امرئ حتى يكمل فيه عشر خصال: يكون الكبر مأمون، و الرشد منه مأمول، و نصيبه من الدنيا القوت، و فضل (1) ماله مبذول، لا يسأم طوال الدهر من طلب الفقه، و لا يتبرّم من طلب الحوائج قبله، يستكثر قليل المعروف من غيره، و يستقل كثير المعروف من نفسه، التواضع أحبّ إليه من الرفعة، و الذلّ أحبّ إليه من العزّ، و العاشرة ما العاشرة! هي التي شاد بها مجده، و ارتفع بها ذكره،[و] (2) رقي بها في معالي الدرجات من الدارين جميعا، يرى أن جميع الناس خير منه و أنه شرهم (3)،و إنما الناس فريقان و رجلان:
ففريق هو خير منه و أفضل، و فرقة هي أشرّ منه و أدنى، فهو يتواضع للفريقين جميعا. إن هو رأى من هو خير منه كسر (4) ذلك في درعه و تمنى أن يلحق به و إن هو رأى من هو أشرّ منه و أدنى قال: فلعل هذا ينجو و أهلك أنا، و لعل بر (5) هذا باطل لا يظهر و هو خير له، و يرى ظاهر و هو شر لي، و ذلك حين كمل العاقل و ساد أهل زمانه.
حكى عنه أحمد بن أبي الحواري.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو سعد علي بن عبد اللّه بن أبي صادق الحيري، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن باكويه الشيرازي، حدّثنا إبراهيم بن محمّد المالكي، حدّثنا يوسف بن أحمد البغدادي، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري قال:
سمعت قاسم الجوعي الكبير يقول:
شبع الأولياء بالمحبة عن الجوع، ففقدوا لذاذة الطعام و الشراب و الشهوات، و لذاذات الدنيا، لأنهم تلذذوا بلذّة ليس فوقها لذة قطعهم عن كلّ اللذات، و إنّما سمّيت قاسم الجوعي لأنّ اللّه قوّاني على الجوع، فكنت أبقى شهرا لا آكل و لا أشرب، و لو تركوني لزدت، و كنت أقول: اللّهمّ أنت فعلت ذلك فأتمّه بمنّك.
قال: و حدّثنا ابن باكويه، حدّثنا أبو الحسن علي بن صالح الطّرسوسي - بتستر - قال:
سمعت الدّقّي يقول: حدّثنا سعيد بن عبد العزيز الحلبي، حدّثنا أحمد بن الحواري قال: قال قاسم الجوعي:
قليل العمل مع المعرفة خير من كثير العمل بلا معرفة.
ثم قال لي: اعرف وضع رأسك و نم، فما عبد اللّه الخلق بشيء أفضل من المعرفة.
أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي، أنبأنا أبو علي الأهوازي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي حدّثنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان يقول لابن ليحيى بن حمزة - عليه جبة صوف و عباءة:- الق هذه الجبة عنك، و عليك بثوبين أبيضين يخلطانك بالناس، و اتخذ مؤدبا غير قاسم - يعني الجوعي.
و قد تقدمت هذه الحكاية في ترجمة قاسم الصغير، و هي بهذا أشبه، فإنه من أقران أبي سليمان، فأمّا الصغير فإنه من أقران أحمد بن أبي الحواري.
ص: 222
[ذكر من اسمه] (1) قباث
5696 - قبات (2) بن أشيم الليثي (3)
له صحبة.
شهد اليرموك، و كان أميرا على كردوس، و سكن حمص.
و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا.
روى عنه: عبد الرّحمن بن زياد [و] (4) أبو الحويرث.
أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني عنه أبو مسعود عبد الرحيم بن علي، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد (5)،حدّثنا أبو زرعة الدمشقي، حدّثنا منبه بن عثمان، حدّثنا ثور بن يزيد، عن يونس بن سيف، عن عبد الرّحمن بن زياد، عن قباث بن أشيم الليثي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:
«صلاة الرجلين (6) يؤم أحدهما صاحبه أزكى عند اللّه من صلاة أربعة، و صلاة أربعة
ص: 223
يؤمهم أحدهم أزكى عند اللّه من صلاة ثمانية، و صلاة ثمانية يؤمهم أحدهم أزكى عند اللّه من صلاة مائة تترى»[10528].
تابعه عيسى بن يونس، و الوليد بن مسلم عن ثور فروياه مثله.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني أحمد بن منصور، حدّثنا أبو صالح، حدّثني معاوية (1) بن صالح (2)،عن يونس بن سيف، عن عبد الرّحمن بن زياد، عن قباث بن أشيم التميمي (3) عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«صلاة الرجلين» و ذكر الحديث.
و قال ابن رستم (4):و هو خطأ، و الصواب: الليثي (5).
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي.
قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (6):
سمعت محمّد بن عوف الحمصي يقول: كلّ من روى عن يونس بن سيف فإنه يقول عن عبد الرّحمن بن زياد، عن قباث إلاّ محمّد بن الوليد الزّبيدي فإنه يقول: عن عامر بن زياد، عن قباث.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو بكر بن سيف، أنبأنا السّري بن يحيى، أنبأنا شعيب بن إبراهيم، أنبأنا سيف بن عمر قال: و قباث على كردوس - يعني - يوم اليرموك (7).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنبأنا أبو طاهر الباقلاّني - زاد
ص: 224
الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون - قالا:- أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني، أنبأنا أبو الحسين الأهوازي، أنبأنا أبو حفص، حدّثنا خليفة قال (1):
و من بني كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، ثم من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة: قباث بن أشيم بن عامر بن الملوّح بن يعمر بن عوف بن كعب بن عامر ابن ليث، أمّه البرصاء (2) بنت ربيعة بن ذي البردين (3) من بني هلال.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن فهم، حدّثنا محمّد بن سعد (4) قال:
في الطبقة الثالثة: قباث بن أشيم بن عامر بن الملوّح بن يعمر، و هو الشّدّاخ بن عوف ابن كعب بن عامر بن ليث، شهد بدرا مع المشركين، و كان له فيها ذكر، ثم أسلم بعد ذلك و شهد مع النبي صلى اللّه عليه و سلم بعض المشاهد، و كان على مجنّبة (5) أبي عبيدة يوم اليرموك (6).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد قال: قال محمّد بن سعد: قباث بن أشيم بن عامر بن الملوّح بن يعمر و هو الشّدّاخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث شهد بدرا مع المشركين، و كان له بها ذكر، ثم أسلم بعد ذلك و شهد مع النبي صلى اللّه عليه و سلم بعض مشاهده و كان على مجنبة (7) أبي عبيدة يوم اليرموك.
أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين بن المظفر، أنبأنا أبو علي المدائني، أنبأنا أبو بكر بن البرقي قال:
و من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة: قباث بن أشيم بن عامر بن الملوّح بن يعمر ابن عوف بن كعب بن عامر بن ليث.
ص: 225
أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسين، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (1):
قباث بن أشيم الليثي له صحبة، و قال بعضهم: قباث بن رستم و هو وهم.
أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنبأنا أبو القاسم العبدي، أنبأنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي.
قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (2):
قباث بن أشيم الكناني ثم الليثي له صحبة، روى عنه أبو الحويرث عبد الرّحمن بن معاوية بن الحويرث، و روى يونس بن سيف عن عبد الكريم بن زياد الليثي عنه، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (3)،أنبأنا أبو القاسم بن أبي الحسين، أنبأنا أبو عبد اللّه الكندي، حدّثنا أبو زرعة في تسمية من نزل بالشام، قال: قباث ابن أشيم الليثي.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم ابن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي (4)،أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا أحمد بن عمير (5)قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: و قباث بن أشيم الليثي بحمص، قال عبد الرّحمن: مات بالشام، أدرك عبد الملك بن مروان، و سأله عن سنّه فقال: أنا أسنّ من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
ص: 226
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد قال:
قباث بن أشيم الليثي،- و يقال: ابن رستم - سكن المدينة، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم (1).
أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد بن علي (2)،أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي، أنبأنا محمّد بن المظفر، أنبأنا بكر بن أحمد بن حفص، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى قال في تسمية من نزل حمص من مضر:
قباث بن أشيم الليثي، كناني، عاش إلى خلافة عبد الملك بن مروان فقال له عبد الملك: يا قباث أنت أكبر أم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أكبر مني، و أنا أسنّ منه، ولد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عام الفيل، و وقفت بي [أمي] (3) على روث الفيل محيلا أعقله، و روى عنه من أهل حمص عامر بن زياد و غيره (4).
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا مسدّد بن علي بن عبد اللّه الحمصي، أنبأنا أبي، حدّثنا عبد الصمد بن سعيد القاضي قال في تسمية من نزل حمص من الصحابة:
قباث بن أشيم الليثي، منزله معروف بحمص، كذلك قال محمّد بن عوف، و قال ابن عوف: و زيد بن نصر بن سيار من عشيرة قباث بن أشيم، و هو كناني، عاش إلى خلافة عبد الملك بن مروان، فدخل عليه فسأله عبد الملك و قال: يا قباث أنت أكبر أم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال له قباث: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أكبر مني، و أنا ولدت قبله، ولد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عام الفيل، و وقفت بي أمي على روث الفيل، روى عنه من أهل حمص عامر بن زياد و غيره (5).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنبأنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنبأنا أبو أحمد العسكري قال في تسمية الصحابة:
قباث بن أشيم الليثي، القاف مفتوحة (6)،و تحت الباء نقطة، و ثاء منقوطة بثلاث، روى عنه أبو الحويرث، و له خبر مع عبد الملك بن مروان.
ص: 227
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال:
قباث بن أشيم الليثي يروي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، ثم حكى عن البخاري ما حكيناه.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:
قباث بن أشيم الليثي له صحبة، و هو الذي قال: أنا أسن من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و هو أكبر مني، ولد عام الفيل، روى عنه عبد الرّحمن بن زياد، و عبد الملك بن مروان، و قيس بن مخرمة، و يزيد بن (1) سيف.
قال محمّد بن إسماعيل: قال بعضهم: قباث بن رستم و لا يصح (2).
أنبأنا أبو علي الحداد قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ :
قباث بن أشيم بن عامر بن الملوّح بن يعمر بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس شهد بدرا مع المشركين على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم أسلم فحسن إسلامه، و كان قديما، أدرك أمية بن عبد شمس، و عقل (3) الفيل، و قال: أذكر خذق الفيل محيلا أخضر، بعد الفيل بعام، عاش إلى أيام مروان، و قيل إلى أيام عبد الملك، فسأله: أنت أكبر أم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أكبر مني، و أنا أسنّ منه.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال (4):
أما قباث بقاف مضمومة و باء معجمة بواحدة مخففة و آخره ثاء معجمة بثلاث فهو:
قباث بن أشيم بن عامر الملوّح بن يعمر بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الليثي، له صحبة و رواية، و قال بعضهم: قباث بن رستم (5) و هو وهم.
و هو في خط الصوري: قباث بفتح القاف.
ص: 228
أنبأنا أبو القاسم بن بيان، ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون قالا: أنبأنا أبو القاسم بن بشران.
ح و أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم.
قالا: حدّثنا أبو علي بن الصواف (1)،حدّثنا محمّد بن عثمان (2) بن أبي شيبة، حدّثنا زكريا بن يحيى الكسائي، حدّثنا محمّد بن فضيل، عن عبد اللّه بن سعيد بن أبي سعيد عن جده قال:
دخل قباث بن أشيم أخو بني المليح على مروان بن الحكم، و قباث يومئذ أكبر العرب، فقال له مروان: أنت أكبر أو رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أكبر مني، و أنا أقدم منه بعشرين سنة، قال: ما أبعد ذكرك، قال: أذكر خثاء الفيل (3).
ص: 229
ص: 230
أخبرنا (1) أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو بكر بن سيف، أنبأنا السّري بن يحيى، أنبأنا شعيب بن إبراهيم، حدّثنا سيف بن عمر، عن أبي سعيد المقبري قال:
قال مروان بن الحكم لقباث: أنت أكبر أو رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أكبر مني، و أنا أقدم منه، قال: فما أبعد ذكرك ؟ قال: خثاء الفيل، فقال: ما أعجب ما رأيت، فقال رجل من قضاعة: إنّي لما أدركت و آنست من نفسي سألت عن رجل أكون معه و أصيب منه، فدللت عليه.
و اقتص هذا الحديث - يعني - الذي يأتي بعد (2).
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو الحسين، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عبد الكريم بن الهيثم، و محمّد بن إسحاق قالا: حدّثنا إبراهيم بن المنذر (3).
ح و أخبرنا (4) أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، و أبو القاسم الخضر بن الحسين قالوا: أنبأنا علي بن محمّد بن أبي العلاء، أنبأنا عبد الرّحمن بن عثمان، حدّثنا محمّد بن هارون بن شعيب، حدّثنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز العمري، حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي.
حدّثنا عبد العزيز بن أبي ثابت، حدّثنا الزبير بن موسى (5)،عن أبي الحويرث قال:
سمعت عبد الملك بن مروان يقول لقباث بن أشيم الكناني الليثي: يا قباث، أنت أكبر أم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال (6):رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أكبر و أنا أسنّ منه، ولد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عام الفيل،
ص: 231
و وقفت بي أمي على روث الفيل محيلا أعقله، و نبّئ (1) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على (2) رأس أربعين من الفيل.
و في حديث العمري: فقال: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أكبر مني. و فيه: و تنبأ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [و] (3) أبو الحويرث مديني اسمه عبد الرّحمن بن معاوية.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا محمّد بن الحسين بن الحسن، حدّثنا سهل بن عمّار، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن رزين، حدّثنا سفيان بن حسين، عن خالد بن دريك، عن قباث بن أشيم قال:
انهزمت يوم بدر، فقلت في نفسي: لم أر مثل هذا اليوم قط ، فلمّا أومن الناس أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم لأستأمنه فقال قباث ؟ قلت: لم أر مثل أمر اللّه قط ، فرّ منه إلاّ النساء فقلت: أشهد أنك رسول اللّه ما ترمرمت به شفتاي، و ما كان إلا شيئا عرض لي في نفسي.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ .
و أنبأنا أبو الفتح الحداد، أنبأنا (4) عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد اللّه.
قالا: حدّثنا سليمان بن أحمد الطّبراني، حدّثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، حدّثنا أصبغ بن عبد العزيز، حدّثنا أبي عن جده أبان عن أبيه سليمان.
ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع، أنبأنا ابن مندة، أنبأنا محمّد ابن عمرو بن إسحاق بن زبريق الحمصي، حدّثني أبي عن أصبغ بن عبد العزيز، حدّثني أبي عن جدي عن أبيه سليمان بن أبي سليمان.
قال (5):كان إسلام قباث بن أشيم الليثي أن رجالا (6) من قومه و غيرهم من العرب أتوه فقالوا: إن محمّد بن عبد المطلب قد خرج يدعو إلى دين غير ديننا، فقام قباث حتى أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فلمّا دخل عليه قال له:«اجلس يا قباث» فأوجم قباث، فقال (7) له رسول اللّه
ص: 232
صلى اللّه عليه و سلم:«أنت القائل: لو خرجت نساء قريش بأكمتها ردت محمّدا و أصحابه» فقال قباث: و الذي بعثك بالحق ما تحرّك به لساني، و لا ترمرمت به شفتاي، و لا سمعه مني أحد (1)،و ما هو إلاّ شيء هجس في نفسي، أشهد أن لا إله إلا اللّه، وحده لا شريك له، و أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه، و أن ما جئت به حق.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا عبد الوهّاب بن أبي حيّة، أنبأنا محمّد بن شجاع، أنبأنا محمّد بن عمر الواقدي (2) قال: و قالوا (3):
و كان قباث بن أشيم الكناني يقول: شهدت مع المشركين بدرا، و إنّي لأنظر إلى قلة أصحاب محمّد في عيني، و كثرة من (4) معنا من الخيل و الرجال، فانهزمت فيمن انهزم، فلقد رأيتني و إنّي لأنظر إلى المشركين في كلّ وجه، و إنّي لأقول في نفسي: ما رأيت مثل هذا الأمر فرّ منه إلاّ النساء. و صاحبني رجل،[فبينا] (5) هو يسير معي إذ لحقنا من خلفنا، فقلت لصاحبي: أ بك (6) نهوض ؟ قال: لا و اللّه ما هو بي قال: و عقر (7) فترفعت (8) فلقد صبّحت غيقة (9)(10) قبل الشمس، كنت هاديا بالطريق و لم أسلك المحاجّ ، و خفت من الطلب، فتنكّبت عنها، فلقيني رجل من قومي بغيقة فقال: ما وراءك ؟ قلت: لا شيء، قتلنا و أسرنا و انهزمنا فهل عندك من حملان ؟ قال: فحملني على بعير، و زوّدني زادا حتى لقيت الطريق بالجحفة، ثم مضيت حتى دخلت مكة، و إنّي لأنظر إلى الحيسمان بن حابس الخزاعي بالغميم (11) فعرفت أنه يقدم ينعى بمكة قريشا، فلو أردت أن أسبقه لسبقته، فنكّبت عنه حتى
ص: 233
سبقني ببعض النهار، فقدمت و قد انتهى إلى مكة خبر قتلاهم، و هم يلعنون الخزاعي، و يقولون: ما جاءنا بخير، فمكثت بمكة، فما كان بعد الخندق قلت: لو قدمت المدينة فنظرت ما يقول محمّد! و قد وقع في قلبي الإسلام، فقدمت المدينة فسألت عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالوا: هو ذاك في ظلّ المسجد مع ملإ من أصحابه، فأتيته، و أنا لا أعرفه من بينهم، فسلّمت فقال:«يا قباث بن أشيم أنت القائل يوم بدر: ما رأيت مثل هذا الأمر فرّ منه إلاّ النساء؟» [10529] فقلت: أشهد أنك رسول اللّه و أنّ هذا الأمر ما خرج منّي إلى أحد قط ، و ما ترمرمت به ألاّ شيئا حدّثت به نفسي، فلولا أنك نبي ما أطلعك اللّه عليه، هلمّ حتى أبايعك، فعرض عليّ الإسلام، فأسلمت.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس، أنبأنا أبو بكر بن سيف، أنبأنا السّري بن يحيى (1)،أنبأنا شعيب بن إبراهيم، حدّثنا سيف بن عمر، عن عبد اللّه بن سعيد عن أبي سعيد قال: قال قباث: كنت بالوفد بفتح اليرموك، و قد أصبنا خيرا و نفلا كثيرا، فمرّ بنا الدليل على ماء رجل قد كنت اتبعته (2) في الجاهلية حتى أدركت و آنست من نفسي لأصيب منه، و كنت دللت عليه فأتيته فأخبرته، فقال: قد أصبت، و إذا رئبال من رآبلة (3) العرب فكان يأكل في اليوم عجز جزور بأدمها أو مقدار ذلك من غير العجز ما يفضل عنه إلاّ ما يقوتني، و كان يغير على الحي و يدعني قريبا و يقول: إذا مرّ بك راجز يرجز بكذا (4) فأنا ذاك، فشلّ (5) معي، فكنت (6) بذلك حتى أقطعني قطيعا من مال، فأتيت أهلي و هو أوّل مال أصبته، ثم إنّي رأست قومي، و بلغت مبلغ الرجال العرب، فلما مرّ بنا الدليل على ذلك الماء عرفته، فسألته عن بنيه (7) فلم يعرفوهم و قالوا: أ هو حي ؟ فأتيت ببنين استفادهم بعدي، فأخبرتهم خبري فقالوا: اغد إلينا غدا، فإنه أقرب ما يكون إلى ما تحب بالغداة، فغاديتهم فأدخلت عليه، فأخرج من خدره، فأجلس لي،
ص: 234
فلم أزل أذكّره حتى ذكر، و تسمع و حتى جعل يطرب للحديث و يستطعمنيه، و طال علينا مجلسي و ثقلنا على صبيانهم، ففرقوه ببعض ما كان يفرق به ليدخل خدره، فوافق ذلك عقله، فأقبل علي فقال: قد كنت و ما أفزّع فقلت: أجل، فأعطيته و لم أدع أحدا من أهله إلاّ أصبته بمعروف ثم ارتحلت.
و قد قدمنا في رواية أبي الحويرث أنه بقي إلى أيام عبد الملك بن مروان.
ص: 235
ذكر من اسمه قبيصة (1)
ابن عميرة (2) بن حذار بن مرّة بن الحارث
ابن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة
أبو العلاء الأسدي الكوفي (3)
سمع عمر بن الخطّاب، و طلحة بن عبيد اللّه، و عبد الرّحمن بن عوف، و عبد اللّه بن مسعود، و معاوية بن أبي سفيان، و عمرو بن العاص، و المغيرة بن شعبة، و زياد بن سميّة.
روى عنه: الشعبي (4)،و عبد الملك بن عمير، و محمّد بن عبد اللّه بن قارب، و العريان ابن الهيثم.
و شهد خطبة عمر بن الخطّاب بالجابية، ثم وفد على معاوية بن أبي سفيان بعد ذلك، و كان أخو معاوية من الرضاعة، أرضعت أمه معاوية (5).
أخبرنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد الأنصاري، أنبأنا أحمد بن محمّد بن أحمد، أنبأنا محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم العسّال، حدّثنا عبد
ص: 236
اللّه بن محمّد، حدّثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي، حدّثنا أبو المحياة و هو يحيى بن يعلى (1)، عن عبد الملك بن عمير عن قبيصة بن جابر قال: خطبنا عمر بالجابية فقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من سرّته حسنته و ساءته سيئته فذلك المؤمن»[10530].
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا أبو عمر بن مهدي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثنا جدي، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا يحيى بن يعلى - يعني: أبا المحياة - عن عبد الملك بن عمير (2) عن قبيصة بن جابر قال:
خطبنا عمر بباب الجابية فقال: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قام فينا كقيامي فيكم فقال:
«أيها الناس اتّقوا اللّه في أصحابي ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب حتى يحلف الرجل من غير أن يستحلف، و يشهد من (3) غير أن (4) يستشهد، من سرّه يحلل بحبوبة الجنة فليلزم الجماعة فإنّ الشيطان مع الواحد و هو من الاثنين أبعد، من سرّته حسنته و ساءته سيئته فذلك المؤمن»[10531].
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (5)،أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (6)،حدّثني أحمد بن شبّويه، حدّثنا سليمان بن صالح، حدّثني عبد اللّه بن المبارك، عن جرير بن حازم، عن عبد الملك بن عمير عن قبيصة ابن جابر قال:
قدمت على معاوية فرفعت إليه حوائجي، فقضاها، فقلت: لم تترك لي حاجة إلاّ قضيتها، إلاّ واحدة فأصدرها مصدرها، قال: و ما هي ؟ قال:[قلت:] (7) من ترى لهذا الأمر من بعدك ؟ قال: و فيما أنت من ذاك ؟ قال:[قلت] (8) و لم يا أمير المؤمنين، و اللّه إنّي لقريب القرابة، و ادّ الصدر، عظيم الشرف. قال: فوالى بين أربعة من بني عبد مناف ثم قال: أما
ص: 237
كريمة (1) قريش: فسعيد بن العاص، و أما فتاها حياء و حلما و سخاء فابن عامر، و أما الحسن (2) بن علي فسيّد كريم، و أما القارئ لكتاب اللّه، الفقيه في دين اللّه، الشديد في حدود اللّه مروان بن الحكم، و أما عبد اللّه بن عمر فرجل نفسه، و أما الذي يرد ورد الجدي (3)،ثم يروغ رواغ (4) الثعلب فعبد اللّه بن الزبير.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنبأنا أبو طاهر الباقلاّني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنبأنا عمر بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا خليفة بن خياط قال (5):
في الطبقة الأولى من التابعين من أهل الكوفة: قبيصة بن جابر [يكنى أبا العلاء، مات سنة تسع و ستين.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الكوفة: قبيصة بن جابر] (6) الأسدي، أدرك إمرة عبد الملك، و روى عن عمر.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (7)،حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي.
ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنبأنا أبي أبو يعلى.
قالا: أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنبأنا محمّد بن خالد قال: قرأت على علي بن عمرو حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عياش:
قبيصة بن جابر الأسدي يكنى أبا العلاء، كان كاتب سعيد بن العاص بالكوفة.
ص: 238
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسين، حدّثنا أبو حفص الفلاّس قال: قبيصة بن جابر الأسدي يكنى أبا العلاء.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري (1)،قالا: أنبأنا أبو طاهر المخلّص قال: سمعت أحمد بن نصر بن بجير يقول:
سمعت حاجب بن سليمان يقول: قبيصة بن جابر من أصحاب علي، أسدي.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد بن سعد قال (2):
في الطبقة الأولى من أهل الكوفة: قبيصة بن جابر بن وهب بن مالك بن عميرة بن حذار بن مرة بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان.
أخبرني محمّد بن قيس بن الربيع عن أبيه قال: مات قبل الجماجم.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد قال (3):
قبيصة بن جابر بن وهب بن مالك بن عميرة بن حذار بن مرّة بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، روى عن عمر بن الخطّاب، و عبد الرّحمن بن عوف، و كان ثقة و له أحاديث.
أنبأنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبّار بن الطيوري، عن أبي الفضل عبيد اللّه بن أحمد ابن علي، أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر بن حمّة (4)،أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي قال:
قبيصة بن جابر بن وهب فذكر نسبه كما قال ابن سعد، ثم قال: و هو أخو معاوية بن
ص: 239
أبي سفيان من الرضاعة، كانت أم قبيصة ظاءرت أبا سفيان و أرضعت معاوية، و روى قبيصة عن عمر، و عن عبد الرّحمن بن عوف، و عن ابن مسعود، و هو يعدّ في الطبقة الأولى من فقهاء أهل الكوفة بعد الصحابة، روى محمّد بن قيس بن الربيع الأسدي عن أبيه قال: مات قبيصة بن جابر قبل الجماجم (1).
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن، قالا: أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (2):
قبيصة بن جابر الأسدي، أسد خزيمة [أبو العلاء] (3) روى عنه الشعبي،[و عبد الملك] (4) و محمّد بن عبد اللّه بن قارب، هو الكوفي.
أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه (5) الأديب - إذنا - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.
قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (6):
قبيصة بن جابر الأسدي أسد خزيمة، كوفي، روى عن عمر، و طلحة بن عبيد اللّه، و المغيرة بن شعبة، و عمرو بن العاص، و معاوية، و زياد ابن سميّة، روى عنه الشعبي، و محمّد بن عبد اللّه بن قارب، و عبد الملك بن عمير، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:
أبو العلاء قبيصة بن جابر الأسدي عن عمر و طلحة، روى عنه الشعبي و عبد الملك بن عمير.
ص: 240
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:
أبو العلاء قبيصة بن جابر، روى عنه عبد الملك بن عمير.
قرأنا على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر بن أبي الصّقر، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي قال:
أبو العلاء قبيصة بن جابر.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم.
[قال:] أبو العلاء قبيصة بن جابر الأسدي، أسد خزيمة، الكوفي عن عمر بن الخطّاب، و طلحة بن عبيد اللّه، و عمرو بن العاص، روى عنه عامر بن شراحيل الشعبي، و عبد الملك بن عمير القرشي، و محمّد بن عبد اللّه بن قارب الثقفي.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال:
و أما حذار: فهو حذار بن مرة بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان من ولده (1):
قبيصة بن جابر بن وهب بن مالك بن عميرة بن حذار بن مرة الأسدي، روى عن عمر بن الخطّاب، و عبد الرّحمن بن عوف، و طلحة بن عبيد اللّه، و معاوية بن أبي سفيان، روى عنه عبد الملك بن عمير غيره.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (2):و أما حذار (3) أوّله حاء مهملة و بعدها ذال معجمة مفتوحة، فهو حذار بن مرّة بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان من ولده (4):قبيصة بن جابر بن وهب بن مالك بن عميرة بن حذار الأسدي، روى عن عمر ابن الخطّاب، و عبد الرّحمن بن عوف، و طلحة بن عبيد اللّه، روى عنه عبد الملك بن عمير، و غيره.
ص: 241
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد بن جعفر - هو ابن إسحاق - أبو الطيب المنبجي، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد الزهري، حدّثنا عمي، حدّثنا أبي عن محمّد بن إسحاق، عن موسى بن عبد الملك بن عمير، عن أبيه عبد الملك عن قبيصة بن جابر قال:
خرجت أنا و صاحبي حتى إذا كنا بالرّبذة أحرمنا، فبينا أنا و صاحبي نمشي إذا سنح لنا طير، فرماه صاحبي، فأصاب حشاه فركب ردعه (1)،فأتينا عمر بن الخطّاب، فسألته عن ذلك و إلى (2) جنبه رجل كأن وجهه قلب (3) فضة، فناجاه ساعة ثم أقبل علينا فقال للرجل: خذ شاة من الغنم فأهرق دمها و أطعم لحمها، و تصدّق بإهابها، فوضع (4) للرجل فأقبل علي صاحبه فقال: و اللّه ما أحسن عمر يحكم، فأقبل على قبيصة بن جابر فضربه فقال: يا أمير المؤمنين إنّي لا أحل لك حراما حرمه اللّه عز و جل، و قيل إنّما قاله صاحبي الذي أصاب الصّيد، فأقبل على عمر فخفقه بالدّرّة، فقال: تأكل الحرام و تعد (5) الفتيا، فقال: ويحك أراك قبيح الصوت فصيح اللسان، حسن الوجه، إن الرجل يكون له عشرة أخلاق [تسعة] (6) صالحة و خلق منها سيئ فيفسد ذلك تلك الأخلاق، فإياك و عثرات الشباب.
قال: و حدّثنا عبيد اللّه، حدّثنا عمي، حدّثنا أبي، أنبأنا ابن إسحاق عن مسعر، عن عبد الملك بن عمير، عن قبيصة بن جابر قال:
خرجت و صاحبي حتى إذا كنا بالرّبذة أحرمنا، فبينا أنا و صاحبي نمشي إذ سنح لنا ظبيّ فرمى صاحبي فأصاب حشاه (7)،فركب ردعه فأتينا عمر بن الخطاب فسألته عن ذلك و إلى جنبه رجل، فذكر نحوه.
أخبرناه أعلى من هذا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري، أنبأنا أبو محمّد بن أبي شريح.
ح أخبرناه أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الجبّار الأسدي، أنبأنا أحمد ابن محمّد بن أحمد.
ص: 242
ح و أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنبأنا أبو محمد (1) عبد اللّه بن محمّد ابن عبد اللّه.
ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، و أبو محمّد الصّريفيني قالا: أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن عبدان الصيرفي قالا: حدّثنا يحيى ابن محمّد بن صاعد، حدّثنا أبو الأشعث و هو أحمد بن المقدام (2)،حدّثنا إسماعيل بن عليّة عن داود الطائي عن عبد الملك بن عمير، عن قبيصة بن جابر قال:
خرجنا وفدا من بني عامر حجّاجا حتى إذا خرجنا - و قال الصّريفيني: أحرمنا - نزلنا، فبينا أنا أمشي مع صاحب لي إذ سنح لنا ظبي - قال: و السنوح هكذا، و أشار بيمينه و البروح هكذا و أشار بيده - يعني - اليسرى - فرماه صاحبي بسهم، فأصاب حشاه فقتله، فدخلنا على عمر، فقال له: إنّي قتلت ظبيا، قال: ويحك أ عمدا أم خطأ قال: ما قتلته عمدا و لا خطأ، قال: ويحك، و هل يكون إلاّ عمدا أو خطأ؟ قال: رميته و ما أريد قتله، فالتفت إلى عبد الرّحمن بن عوف و هو جالس إلى جانبه، فقال: أ ترى شاة ؟ قال: نعم، قال: فاذهب فاذبح شاة فتصدّق بلحمها، فلمّا خرجنا قلت لصاحبي: يا عبد اللّه اتّق اللّه، و عظّم شعائر اللّه، انحر ناقتك (3)،فو اللّه ما درى ابن الخطاب ما يقول لك ؟ حتى سأل الرجل إلى جنبه، قال: و نسيت الآية في كتاب اللّه عزّ و جلّ : يَحْكُمُ بِهِ ذَوٰا عَدْلٍ مِنْكُمْ (4) قال: فنحر ناقته (5)،فذهب ذو العينين (6) إلى عمر فأخبره، فأتينا - و قال ابن أبي شريح: فأتانا (7)-فانطلق بنا إليه، فأخذ تلبيب - و قال عبد الوهّاب: بتلبيب - صاحبي و علاه بالدّرّة، قال: تتعدى (8) الفتيا و تقتل الصيد، ثم أقبل علي فقلت: يا أمير المؤمنين إنّي لا أحل لك ما حرم اللّه عليك - زاد ابن أبي شريح: مني - فقال: يا قبيصة إنّي أراك شابا فصيح اللسان فسيح الصدر، و إنّ الرجل قد يكون
ص: 243
فيه عشر خصال: تسع (1) منها حسنة و واحدة سيئة، فتفسد الواحدة التسع، فإياك و عثرات اللسان، يا قبيصة.
قال أبو الأشعث: و حشاه: أصل الأذن.
و في رواية ابن أبي شريح: و السنوح هكذا و أشار بيساره (2)،و البروح هكذا و أشار بيده اليمنى.
و رواه سفيان الثوري، و سفيان بن عيينة (3)،و معمر بن راشد، عن عبد الملك بن عمير.
و أمّا حديث سفيان الثوري (4):
فأخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري (5)،قالا: أنبأنا أبو سعيد محمّد ابن علي الخشّاب (6)،أنبأنا أبو بكر الجوزقي، أنبأنا أبو العباس الدّغولي، حدّثنا (7) محمّد بن مشكان، حدّثنا يزيد - يعني - بن أبي حكيم، حدّثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن قبيصة بن جابر الأسدي قال:
رميت ظبيا فأصبته فما أخطأ حشاه، فقدمت (8) على عمر، قال: كيف أصبته ؟ فقلت:
ما أصبته عمدا و لا خطأ، أردته و ما تعمّدت قتله، قال عمر: خلطت (9) العمد و الخطأ، قال:
و رأيت عنده رجلا كأن وجهه قلب فضة،..... (10) قال له عمر: احكم، فحكم بشاة، فقال لي عمر: اذبح شاة فاهرق دمها و أطعم لحمها، و أعط إهابها رجلا يتخذ منه سقاء. قال:
فخرجت أنا و صاحبي فقلت له: ما درى عمر حتى سأل صاحبه، فقال لي صاحبي: عظّم شعائر اللّه: انحر (11) بدنة، قال: فبلغ عمر فأرسل إلينا فعلاني بالدّرّة ثم قال لي: أ تقتل الصيد
ص: 244
متعمدا (1) قتله فقلت (2) له: أما إنّي لا أحل لك شيئا حرّم اللّه عليك، فقال: إنّي أراك شابا فصيح اللسان، فسيح الصدر، و إنه ليكون في الرجل تسعة أخلاق حسنة و يكون فيه خلق سيئ فيفسد الواحد تلك التسعة، إيّاك عثرات اللسان (3)،و في نسختين الشباب.
قال سفيان: و الرجل: عبد الرّحمن بن عوف.
قال لنا محمّد بن مشكان: قال يزيد: حدّثني مسلم بن خالد، عن ابن جريج قال:
بلغني أن تلك الخلة (4) أن يكون حديدا (5)(6).
و أمّا حديث سفيان بن عيينة (7):
فأخبرناه أبو القاسم بن أبي عبد الرّحمن المستملي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو عمرو محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الأديب البسطامي - قراءة عليه - أنبأنا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن الغطريف، أخبرني هارون بن يوسف، حدّثنا (8) ابن أبي عمر، حدّثنا سفيان، حدّثنا عبد الملك هو ابن عمير، سمع قبيصة بن جابر الأسدي قال:
خرجنا حجاجا فكثر..... (9) و نحن محرمون أيهما (10) أسرع شدّا الظبي أم الفرس، فبينما نحن كذلك إذ سنح لنا ظبي و السنوح هكذا، يقول:..... (11) عن الشمال قاله هارون بالتشديد، فرماه رجل منا بحجر فما أخطأ حشيشاءه فركب ردعه فقتله، فأسقط في أيدينا، فلما قدمنا مكة انطلقنا إلى عمر بمنى، فدخلت أنا و صاحب الظبي على عمر بن الخطّاب، فذكر له أمر الظبي الذي قتل - و ربما قال: فتقدمت إليه أنا و صاحب الظبي فقصّ عليه القصة - قال عمر: عمدا أصبته أم خطأ؟- و ربما قال: فسأله عمر كيف قتلته عمدا أم
ص: 245
خطأ؟- فقال: لقد تعمّدت رميه، و ما أردت قتله، زاد رجل فقال عمر: لقد شرك العمد الخطأ، ثم اجتنح إلى رجل، و اللّه لكأن في وجهه قلب (1)-يعني - فضة، و ربما قال: ثم التفت إلى رجل إلى جنبه فكلّمه ساعة ثم أقبل على صاحبي فقال له: خذ شاة من الغنم فأهرق دمها، و أطعم لحمها، و ربما قال: فتصدّق بلحمها و اسق اهابها شقّا، فلمّا خرجنا من عنده أقبلت على الرجل فقلت له: أيها المستفتي عمر بن الخطّاب إنّ فتيا ابن الخطاب لم تغن عنك من اللّه شيئا، و اللّه ما علم عمر حتى سأل الذي إلى جنبه، فانحر راحلتك فتصدّق بها و عظّم شعائر اللّه، قال: فنماها ذو العوسن (2) إليه و ربما قال: فانطلق ذو العسن (3) إلى عمر فنماها إليه، و ربما قال: فما علمت بشيء (4) و اللّه ما شعرت إلاّ به يضرب بالدرة - علي - و قال مرة: على صاحبي - صفوفا صفوفا ثم قال: قاتلك اللّه، تعدي الفتيا، و تقتل الحرام، و تقول:
و اللّه ما علم عمر حتى سأل الذي إلى جنبه، أ ما تقرأ كتاب اللّه، فإنّ اللّه يقول: يَحْكُمُ بِهِ ذَوٰا عَدْلٍ مِنْكُمْ (5) ثم أقبل عليّ فأخذ بمجامع ردائي - و ربما قال: ثوبي - فقلت: يا أمير المؤمنين إنّي لا أحل لك مني أمرا حرمه اللّه عليك، فأرسلني ثم أقبل علي فقال: إنّي أراك شابا فصيح اللسان، فسيح الصدر، و قد يكون في الرجل عشرة أخلاق: تسع حسنة - و ربما قال: صالحة - و واحدة سيئة، فيفسد الخلق السيئ التسع الصالحة، فاتّق عثرات الشباب.
قال ابن [أبي] (6) عمر قال سفيان: و كان عبد الملك إذا حدّث بهذا الحديث قال: ما تركت منه ألفا و لا واوا.
و أمّا حديث معمر:
فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو عبد اللّه محمّد بن علي الصّنعاني - بمكة - حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الدّبري (7)، أنبأنا عبد الرزّاق، أنبأنا معمر عن عبد الملك بن عمير عن قبيصة بن جابر الأسدي قال:
كنت محرما فرأيت ظبيا فرميت فأصبت حشاه - يعني - أصل قرنه، فمات، فوقع في
ص: 246
نفسي من ذلك، فأتيت عمر بن الخطّاب أسأله، فوجدت إلى جنبه رجلا أبيض رقيق (1)الوجه، و إذا هو عبد الرّحمن بن عوف، فسألت عمر، فالتفت إلى عبد الرّحمن فقال: ترى شاة تكفيه ؟ قال: نعم، فأمرني أن أذبح شاة، فلمّا قمنا من عنده قال صاحب لي: إنّ أمير المؤمنين لم يحسن أن يفتيك حتى سأل الرجل، فسمع عمر بعض كلامه، فعلاه بالدرّة ضربا ثم أقبل عليّ ليضربني فقلت: يا أمير المؤمنين إنّي لم أقل شيئا إنّما هو قاله، قال: فتركني ثم قال: أردت أن تقتل الحرام و تتعدى الفتيا، ثم قال أمير (2) المؤمنين: إنّ في الإنسان عشرة أخلاق: تسعة (3) حسنة و واحدة سيئة، و يفسدها ذلك السيئ ثم قال: و إياك و عثرة الشباب.
أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي، و اللفظ له، قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (4):
قال محمّد بن عبّاد عن ابن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن قبيصة قال: أ لا أخبركم عن من صحبت ؟ صحبت عمر بن الخطّاب فما رأيت أحدا أفقه في كتاب (5) اللّه، و لا أحسن مدارسة منه، و صحبت طلحة بن عبيد اللّه، فما رأيت أحدا أعطى لجزيل مال (6) عن غير مسألة منه،[و صحبت (7) عمرو بن العاص فما رأيت أحدا أنصع ظرفا أو أبين (8) ظرفا منه، و صحبت معاوية فما رأيت أحدا أكثر حلما منه (9) و لا أبعد أناة منه] و صحبت زيادا، فما رأيت أحدا أكرم جليسا منه و لا أخصب رفيقا منه، و صحبت المغيرة بن شعبة، فلو أنّ مدينة لها أبواب لا يخرج من كلّ باب منها إلاّ بالمكر لخرج من أبوابها (10) كلها.
ص: 247
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمّد بن عثمان بن إبراهيم بن سنبك، أنبأنا أبو علي الحسن بن محمّد بن موسى بن إسحاق الأنصاري، حدّثنا أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق القاضي قال: قال علي ابن المديني: سمعت سفيان ذكر قبيصة بن جابر فقال: اختاره أهل الكوفة وافدا إلى عثمان (1).
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي.
ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال في تسمية أمراء الجمل من أصحاب علي قال: و على خيول بني أسد قبيصة بن جابر (2).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسن اللنباني (3)،أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا علي بن الجعد، أنبأنا قيس بن الربيع، أنبأنا أبو حصين، عن قبيصة بن جابر قال:
أتى علي بزنادقة فقتلهم ثم حفر لهم حفرتين فأحرقهم فيها، فقال قبيصة شعرا:
لترم بي الحوادث حيث شاءت *** إذا لم ترم بي في الحفرتين
إذا ما حشنا حطبا و نارا *** فذاك الغي نقدا غير دين
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا داود بن عمرو، حدّثنا صالح ابن موسى، حدّثنا عاصم، عن يحيى بن يعمر العامري قال:
و كان من فصحاء أهل الكوفة إذ ذاك موسى بن طلحة بن عبيد اللّه، و قبيصة بن جابر الأسدي، و يحيى بن يعمر العامري.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا أبو الحسن (4)العتيقي.
ص: 248
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا الحسين (1) بن جعفر قالا:
أنبأنا الوليد بن بكر، أنبأنا علي بن أحمد، أنبأنا صالح العجلي، حدّثني أبي قال (2):
قبيصة بن جابر الأسدي من أصحاب عمر، و عبد اللّه، رضي اللّه عنهما، و كان يعدّ من الفصحاء، حدّثني أبي عبد اللّه قال: كان عبد الملك بن عمير إذا ذكر الفصحاء قال: فصحاء الناس ثلاثة: الحسن البصري، و موسى بن طلحة القرشي، و قبيصة بن جابر الأسدي.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني (3)،أنبأنا علي بن الحسن الرّبعي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنبأنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنبأنا محمّد بن محمّد بن داود بن عيسى، حدّثنا أبو محمّد بن خراش قال:
قبيصة بن جابر جليل، من نبلاء التابعين، كوفي، أحاديث قبيصة عن عبد اللّه بن مسعود صحاح.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي.
ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أنبأنا أبي أبو يعلى.
قالا: أنبأنا أبو القاسم عبيد اللّه (4) بن أحمد بن علي، أنبأنا محمّد بن مخلد بن حفص قال:
قرأت على علي بن عمرو، حدثكم الهيثم بن عدي قال: قبيصة بن جابر الأسدي في زمن مصعب بن الزبير - يعني - مات (5).
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (6):و مات قبيصة بن جابر الأسدي - يعني - [في] (7) ولاية مصعب بن الزبير العراق.
ص: 249
5698 - قبيصة بن ذؤيب (1) بن حلحلة (2)
أبو سعيد - و يقال: أبو إسحاق - الخزاعي الفقيه (3)
أصله من المدينة، و كان على الخاتم و البريد لعبد الملك بن مروان.
روى عن أبي بكر الصّدّيق، و عمر بن الخطّاب، و عبد الرّحمن بن عوف، و عبادة بن الصامت، و عمرو بن العاص، و جابر بن عبد اللّه، و تميم الدّاري، و بلال بن رباح، و زيد بن ثابت الأنصاري، و أبي الدّرداء عويمر بن زيد، و عبد اللّه بن عباس، و أبي هريرة، و عائشة، و أم سلمة.
روى عنه: ابنه إسحاق بن قبيصة، و الزّهري، و مكحول، و رجاء بن حيوة، و إسماعيل ابن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، و محمّد بن أبي سفيان الثقفي، و عبد اللّه بن يزيد المعافري (4)، و عبد اللّه بن أبي مريم، و عبد اللّه بن هبيرة السبائي (5)،و عثمان بن إسحاق بن خرشة، و هارون بن رئاب (6)،و محمّد بن يوسف الدمشقي، و أبو الشعثاء جابر بن زيد، و بكر بن سوادة، و عبد اللّه بن موهب، و أبو قلابة الجرمي.
و سكن دمشق، و كانت داره بباب البريد، موضع دار الحكم.
أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو العباس بن قتيبة، حدّثنا حرملة، أنبأنا ابن وهب.
ح و أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، و إبراهيم ابن محمّد الطّيّان، قالا: أنبأنا إبراهيم بن خرّشيذ قوله، أنبأنا أبو بكر بن زياد، حدّثنا عيسى ابن إبراهيم الغافقي، حدّثنا ابن وهب.
ص: 250
أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أخبرني قبيصة بن ذؤيب الكعبي (1) أنه سمع أبا هريرة يقول:
نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يجمع بين المرأة و عمّتها، و بين المرأة و خالتها[10532].
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون.
ح و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنبأنا أبو طاهر، قالا: أنبأنا محمّد بن الحسن (2)،أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق حدّثنا خليفة بن خياط (3).
في الطبقة الثانية من أهل الشامات قال: قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب ابن أصرم بن عبد اللّه بن تميم بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة، و هو لحي بن حارية بن عمرو بن عامر، يكنى أبا إسحاق من خزاعة، مات سنة ست و ثمانين.
كذا نسبه خليفة، إلاّ أنه قال: تميم بدل قمير، و الصواب بالراء.
و قال خليفة في موضع آخر (4):و ذؤيب أبو قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب بن أصرم بن عبد اللّه بن تميم بن حبشية بن سلول بن كعب، روى أن النبي صلى اللّه عليه و سلم بعث معه ببدنتين (5).
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو الحسن ابن السقا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: حدّثنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول:
قبيصة بن ذؤيب مدني وقع إلى الشام و أبوه روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا،[قال:] (6)حدّثني قبيصة بن ذؤيب، فذؤيب هذا أبوه، أو نحو هذا من الكلام، قاله يحيى.
ص: 251
حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن نعمة اللّه بن محمّد المرندي، حدّثنا أبو مسعود أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، حدّثنا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنبأنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني عمي الحسن بن سفيان، حدّثنا محمّد بن علي ابن عمّ روّاد عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول:
قبيصة بن ذؤيب أبو إسحاق.
ثم قال في موضع آخر في تسمية العور: قبيصة بن ذؤيب.
و قال في موضع آخر: توفي قبيصة بن ذؤيب سنة ثمان و ثمانين.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو محمّد بن رباح، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل، حدّثنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حماد، حدّثنا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: قبيصة بن ذؤيب، ثم قال: و من أهل الشام: قبيصة بن ذؤيب الخزاعي، قال أبو عبد اللّه: مات في زمن (1) عبد الملك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (2)،أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا (3)،حدّثنا محمّد بن سعد قال:
في الطبقة الثانية من التابعين من أهل الشام: قبيصة بن ذؤيب بن طلحة الخزاعي من بني قمير (4)،و يكنى أبا إسحاق، قال محمّد بن عمر: توفي سنة ست أو سبع و ثمانين، تحول إلى الشام، و توفي بها، و داره بالمدينة في التمارين في زقاق النقاشين.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن فهم، حدّثنا محمّد بن سعد قال: ذؤيب بن حلحلة ابن عمرو بن كليب بن أصرم بن عبد اللّه بن عمر بن حبشية بن سلول بن كعب، و هو أبو قبيصة بن ذؤيب الذي كان على خاتم عبد الملك بن مروان، و شهد ذؤيب الفتح مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مسلما، و كان يسكن قديدا.
ص: 252
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر الخزار، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين، حدّثنا ابن سعد قال (1):
في الطبقة الأولى من أهل المدينة: قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب بن أصرم بن عبد اللّه بن قمير بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن خزاعة، و يكنى أبا إسحاق، و سمع من عثمان بن عفّان، و له دار بالمدينة في التمّارين في زقاق النّقّاشين، و كان تحول إلى الشام فكان آثر الناس عند عبد الملك بن مروان، و كان على خاتم عبد الملك، و كان البريد إليه، فكان يقرأ الكتب إذا وردت ثم يدخلها على عبد الملك فيخبره بما فيها، و مات قبيصة سنة ست أو سبع و ثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان، و كانت لأبيه صحبة، و كان قبيصة ثقة مأمونا كثير الحديث.
أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين بن المظفر، أنبأنا أبو علي المدائني، أنبأنا أبو بكر بن البرقي قال:
و من خزاعة و هو عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس ابن مازن بن ثعلبة بن الأزد بن الغوث ابن نبت (2) بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان: ذؤيب بن حلحلة، يقول من ينسبه: ذؤيب بن حلحلة بن عمرو ابن كليب بن أصرم بن عبد اللّه بن قمير (3) بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو، و هو أبو قبيصة بن ذؤيب، له حديث.
أخبرنا أبو الحسن (4) علي بن محمّد، أنبأنا أبو منصور النهاوندي، أنبأنا أبو العباس النهاوندي، أنبأنا أبو القاسم بن الأشقر، حدّثنا محمّد بن إسماعيل قال:
و كنية قبيصة بن ذؤيب أبو سعيد الخزاعي الكعبي، سمع أبا الدّرداء، و زيد بن ثابت، كنّاه المقرئ، و يقال أبو إسحاق و له ابن يقال له إسحاق.
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل السّلامي، أنبأنا أحمد بن الحسن،
ص: 253
و المبارك، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (1):
قبيصة بن ذؤيب أبو سعيد الخزاعي الكلبي، سمع أبا الدّرداء، روى عاصم بن رجاء عن أبيه، و يقال (2):كنيته أبو إسحاق، فأما المقرئ فقال: أبو سعيد، سكن الشام، و قال أحمد بن يونس: حدّثنا أبو شهاب عن الأعمش، عن ابن ذكوان قال: كان عبد الملك بن مروان رابع أربعة في الفقه أو النسك (3)،فذكر سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزبير، و قبيصة ابن ذؤيب، و عبد الملك بن مروان.
أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا أبو الحسن، قالا:
أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (4):
قبيصة بن ذؤيب و هو ابن ذؤيب بن حلحلة أبو سعيد الخزاعي الكعبي أبو إسحاق مديني الأصل، تحول إلى الشام، و مات بها، روى عن أبي الدّرداء، روى عنه الزهري، مكحول، و رجاء بن حيوة، و إسماعيل بن عبيد اللّه، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني (5)،أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنبأنا أبو عبد اللّه الكندي، حدّثنا أبو زرعة قال:
في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام: قبيصة بن ذؤيب الخزاعي، صاحب الخاتم في إمرة عبد الملك، و في نسخة أخرى: داره بدمشق.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم ابن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة-.
ص: 254
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي (1)،أنبأنا الحسن بن أحمد القاضي، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن، أنبأنا أبو الحسين الكلابي، أنبأنا أحمد - قراءة.
قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الأولى: قبيصة بن ذؤيب الخزاعي قال أبو سعيد: داره على باب البريد كان على خاتم عبد الملك بن مروان.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: قبيصة بن ذؤيب الخزاعي أبو إسحاق.
أخبرنا أبو البركات أيضا، أنبأنا محمّد بن طاهر، أنبأنا مسعود بن ناصر، أنبأنا عبد الملك بن الحسن، أنبأنا أبو نصر البخاري قال (2):
قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة بن عمرو أبو سعيد، و يقال: أبو إسحاق الخزاعي الكعبي المديني، سكن الشام، سمع أبا هريرة، روى عنه الزهري في النكاح، قال الذهلي: قال يحيى بن بكير: مات سنة ست و ثمانين، و قال عمرو بن علي مثله، و قال: كان معلّم كتّاب، و قال ابن سعد كاتب الواقدي: قال الواقدي: توفي سنة ست أو سبع و ثمانين.
هكذا قال في الطبقات، و قال في التاريخ: مات سنة ست و ثمانين، و لم يشك فيه، و قال ابن نمير: مات سنة ست و ثمانين.
أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفرّاء، أنبأنا أبي أبو يعلى.
ح و أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي.
قالا: أنبأنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنبأنا محمّد بن مخلد قال:
قرأت على علي بن عمرو، حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عياش: قبيصة بن ذؤيب الخزاعي يكنى أبا إسحاق.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد ابن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو إسحاق قبيصة ابن ذؤيب الخزاعي، و يقال: إنه أبو سعيد، سمع أبا هريرة، و أبا الدرداء، روى عنه الزهري، و رجاء بن حيّوة.
ص: 255
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:
أبو إسحاق قبيصة بن ذؤيب، و قيل: أبو (1) سعيد.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم، حدّثنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، حدّثنا أبو بشر الدولابي (2)قال: أبو إسحاق قبيصة بن ذؤيب، و يقال أبو سعيد. حدّثني عبد اللّه بن أحمد، عن أبيه قال:
كنية قبيصة بن ذؤيب أبو سعيد.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال (3):
أبو إسحاق - و يقال أبو سعيد - قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب بن أصرم ابن عبد اللّه بن عمر بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة، و هو لحي بن حارثة بن عمرو بن عامر الخزاعي المدني، سكن الشام، و خزاعة هم ولد حارثة بن عمرو، ولد في عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم، و سمع أبا الدّرداء، و زيد بن ثابت، و أبا هريرة، روى عنه رجاء بن حيوة، و ابن شهاب الزهري، و مكحول المدني، مات بالشام، و ولد بالمدينة، و يقال: كان من علماء هذه الأمة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان (4)[نا] (5) أبو عبد الرّحمن (6)،عن سعيد بن أبي أيوب، حدّثني جعفر بن ربيعة [عن ربيعة] (7) بن يزيد، عن إسماعيل بن عبيد اللّه قال: دخلت على أم الدّرداء و عندها قبيصة بن ذؤيب، فقلت له: يا أبا سعيد.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو بكر، و أبو سعد محمّد بن علي بن محمّد بن جعفر،
ص: 256
قالا: أنبأنا محمّد (1) بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه، حدّثنا يعقوب (2)،حدّثني حرملة بن يحيى ابن عبد اللّه بن حرملة التّجيبي، أنبأنا ابن وهب عن ابن لهيعة، أخبرني يزيد بن أبي حبيب.
أن قبيصة بن ذؤيب ولد عام الفيل، قال ابن لهيعة: و ان ابن شهاب كان إذا ذكر قبيصة ابن ذؤيب قال: كان من علماء هذه الأمة.
لا أرى مولده محفوظا، و المحفوظ : أنه ولد عام فتح مكة.
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا الحاكم، أنبأنا أبو بكر الأسفرايني، حدّثنا محمّد - يعني - ابن يحيى، حدّثنا محمّد - يعني - ابن أسد قال: أملى عليّ الوليد حفظا، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز قال: أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بقبيصة بن ذؤيب ليدعو له و هو غلام، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هذا رجل» قال سعيد: يريد أنه ذهب أهله فلم يبق إلاّ هو[10533].
أخبرنا (3) أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنبأنا أبو العلاء الواسطي، أنبأنا أبو بكر البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضّل، حدّثنا أبي، حدّثنا يحيى بن معين قال:
أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بقبيصة بن ذؤيب الخزاعي ليدعو له بالبركة بعد وفاة أبيه، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«هذا رجل نسى» (4) قال الوليد:- يعني انه لم يبق لأهل بيته ذكر غيره (5)(6).
قرأت على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن خزفة، أنبأنا محمّد بن الحسين بن محمّد، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حدّثنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا محمّد بن راشد، حدّثنا حفص بن نبيه الخزاعي، عن أبيه: أن قبيصة بن ذؤيب كان معلّم كتّاب (7).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن
ص: 257
بشران، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا أبي، حدّثنا إسحاق بن منصور، عن محمّد بن راشد، عن جعفر بن عون قال: كان قبيصة بن ذؤيب معلّم كتّاب.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو الحسن ابن السقا، حدّثنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا عباس بن محمّد قال (1):سمعت يحيى بن معين يقول: عبد اللّه بن الحارث كان معلما، و قبيصة بن ذؤيب كان معلّما، و عمرو بن الحارث كان معلّم ولد صالح بن علي - يعني - الهاشمي.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (2)،أنبأنا أبو الحسن الربعي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد الطرسوسي، حدّثنا محمّد بن محمّد ابن داود الكرجي، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف قال:
قبيصة بن ذؤيب كان معلّما، و الزهري كان معلّما.
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن المبارك بن عبد الجبّار، أنبأنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم، أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر الخلاّل، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي يعقوب بن شيبة، حدّثنا علي بن أبي هاشم، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا ابن عون قال:
قال محمّد بن سيرين: تدري كيف كان شأن قبيصة بن ذؤيب ؟ قلت: لا، قال: كان من شأنه كذا و من شأنه كذا، ثم قال: فهات حديثه، قال إسماعيل: فبلغني أنه كان على خاتم عبد الملك بن مروان.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (3)،أنبأنا أبو الحسين بن المقتدي.
ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أنبأنا أبي أبو يعلى.
قالا: أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنبأنا محمّد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو: حدثكم الهيثم بن عدي قال:
ص: 258
كنا جلوسا عند المجالد بن سعيد فقال (1):كان قبيصة بن ذؤيب كاتب عبد الملك بن مروان على ديوان الخاتم.
قال الهيثم (2):قال ابن عياش في تسمية العور من الأشراف: قبيصة بن ذؤيب ذهبت عينه يوم الحرة.
قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا محمّد بن القاسم بن جعفر.
ح و قرأت (3) على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن بن مخلد، أنبأنا علي بن محمّد بن خزفة، أنبأنا محمّد بن الحسين (4)،قالا: أنبأنا ابن أبي خيثمة قال: سمعت أبي يقول:
قبيصة بن ذؤيب أبو إسحاق كان أعور، ذهبت عينه يوم الحرة.
و قال محمّد بن الحسين: أبو إسحاق.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو (5) الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي بن الصواف، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا أبي، حدّثنا جرير، عن مغيرة، عن الشعبي قال: قبيصة بن ذؤيب أعلم الناس بقضاء زيد بن ثابت (6).
قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد فيما أرى عن أبي الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر، أنبأنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد الخلاّل، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة (7)،حدّثنا جدي، حدّثنا محمّد ابن عبد اللّه بن نمير، حدّثنا زكريا بن عدي، عن ابن المبارك، عن ابن راشد عن مكحول قال: ما رأيت أحدا أعلم من قبيصة بن ذؤيب (8).
ص: 259
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أخبرني علي بن أحمد الرّزّاز، أنبأنا علي بن محمّد بن سعيد الموصلي، حدّثنا أبو موسى عيسى بن فيروز الأنباري، حدّثنا أحمد بن حنبل، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش (1)،عن عبد اللّه بن ذكوان أبي الزناد قال:
كان فقهاء أهل المدينة أربعة: سعيد بن المسيّب، و قبيصة بن ذؤيب، و عروة بن الزبير، و عبد الملك بن مروان.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (2)،أنبأنا أبو محمّد المعدل، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (3)،حدّثنا يحيى بن معين، حدّثنا حفص و أبو معاوية، عن الأعمش، عن ابن ذكوان - و [هو] (4) أبو الزناد - قال: كان فقهاء المدينة أربعة: سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزبير، و قبيصة بن ذؤيب، و عبد الملك بن مروان.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنبأنا محمّد بن العلاء، حدّثنا ابن إدريس قال؛ سمعت الأعمش يقول:
فقهاء أهل المدينة أربعة: سعيد بن المسيب، و عروة، و قبيصة، و عبد الملك.
قال: و أخبرني أبي، حدّثنا يعقوب بن سفيان (5)،حدّثنا ابن نمير، حدّثنا حفص، حدّثنا الأعمش، حدّثنا أبو الزناد مثله.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري (6)،أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا حفص، حدّثنا الأعمش.
ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن بشران.
ص: 260
ح أخبرنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم ابن محمّد بن عبد اللّه - إجازة.
ثم أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنبأنا الحسن بن أحمد قالوا: أنبأنا أبو نعيم، قالا: حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، حدّثنا حفص بن غياث (1)،عن الأعمش، حدّثنا أبو الزناد قال:
كان يعدّ فقهاء المدينة أربعة: سعيد بن المسيّب، و عبد الملك بن مروان، و عروة بن الزبير، و قبيصة بن ذؤيب (2).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا الحسين بن جعفر [و محمد بن الحسن و أحمد بن محمد العتيقي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار أخبرنا الحسين بن جعفر] (3) قالوا:
أنبأنا الوليد بن بكر، أنبأنا علي بن أحمد، حدّثنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: قبيصة بن ذؤيب مدني تابعي (4).
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أنبأنا أبي أبو يعلى.
ح و أخبرنا أبو السعود بن المجلي (5)،حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي.
قالا: أنبأنا أبو القاسم الصيدلاني، أنبأنا أبو عبد اللّه العطار قال: قرأت على علي بن عمرو حدثكم الهيثم بن عدي.
ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن بشران.
ح و أخبرنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، و أبو القاسم غانم بن محمّد.
ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد البزّاز (6)،أنبأنا أبو علي الحداد،
ص: 261
قالوا: أنبأنا أبو نعيم، قالا: حدّثنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا هاشم (1) بن محمّد، حدّثنا الهيثم بن عدي قال (2):و مات قبيصة ابن ذؤيب الخزاعي سنة ست و ثمانين.
أخبرنا (3) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد بن السماك، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا علي - هو ابن المديني - قال: سمعت يحيى يقول:
فقهاء أهل المدينة عشرة: قلت ليحيى: عدّهم، قال: سعيد بن المسيّب، و أبو سلمة ابن عبد الرّحمن، و القاسم، و سالم، و عروة، و سليمان بن يسار، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و قبيصة بن ذؤيب، و أبان بن عثمان أخل بالعاشر و هو خارجة بن زيد بن ثابت (4).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمّد، أنبأنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، أنبأنا محمّد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي بن المديني: مات قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة، و يكنى أبا إسحاق سنة ست و ثمانين (5).
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (6):
و فيها - يعني - سنة ست و ثمانين مات قبيصة بن ذؤيب الخزاعي.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: قال عمرو:
و فيها - يعني - سنة ست و ثمانين مات قبيصة بن ذؤيب، يكنى أبا إسحاق، و ذكر أن مصعب بن إسماعيل أخبره عن محمّد بن أحمد بن ماهان عن عمرو بذلك.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنبأنا محمّد بن الحسين بن شهريار، حدّثنا أبو حفص الفلاس قال:
ص: 262
و مات قبيصة بن ذؤيب سنة ست و ثمانين، و كان معلّم كتاب، و يكنى أبا إسحاق، و هو من خزاعة.
و قال في موضع آخر بهذا الإسناد: و كان أبوه من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد (1)،أنبأنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - حدّثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال:
سنة ست و ثمانين فيها توفي قبيصة بن ذؤيب الخزاعي أبو إسحاق.
أخبرنا (2) أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا أبو العلاء، أنبأنا أبو بكر البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، حدّثنا أبي قال: و قبيصة - يعني - سنة [ست] (3) و ثمانين - يعني - مات.
ح و أنبأنا ابن الأكفاني، حدّثنا الكتّاني (4)،أنبأنا محمّد بن عبيد اللّه، أنبأنا محمّد بن إبراهيم، أنبأنا أحمد بن إبراهيم قال:
و بلغنا أن قبيصة بن ذؤيب الخزاعي توفي سنة ست و ثمانين.
قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن (5) بن مخلد، أنبأنا علي بن محمّد بن خزفة (6)،، أنبأنا محمّد بن الحسين، حدّثنا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قبيصة بن ذؤيب مات سنة سبع و ثمانين (7).
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (8)،أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن أبي عمرو، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان، أنبأنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن بكار القرشي، حدّثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا علي بن عبد اللّه التميمي قال: قبيصة بن ذؤيب أبو إسحاق الخزاعي، مات سنة ست و ثمانين.
ص: 263
قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا محمّد بن القاسم، أنبأنا ابن أبي خيثمة، أنبأنا المدائني (1) قال: مات قبيصة بن ذؤيب سنة تسع و ثمانين (2)،و سمعت يحيى يقول: سنة سبع.
أرسله أبو موسى الأشعري من أذرح من ناحية دومة الجندل إلى علي بن أبي طالب يدل برسل أبي موسى إلى علي.
له ذكر في ترجمة الحارث بن مالك (3).
5700 - قبيصة بن ضبيعة بن حرملة العبسي الكوفي (4)
من وجوه الشيعة.
قدم به دمشق مع حجر بن عدي، و قتل معه بعذراء (5).
و حدّث عن حذيفة بن اليمان.
روى عنه: سالم بن أبي الجعد.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسين، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي، و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا البخاري قال (6):
قال عمر بن عبد الوهّاب (7):حدّثنا معتمر بن سليمان عن أبيه، عن منصور، عن
ص: 264
سالم، عن قبيصة [بن ضيعة] (1)،عن حذيفة بن اليمان قال: لو لم تذنبوا أو تخطئوا لجاء اللّه بقوم يذنبون و يخطئون يغفر لهم يوم القيامة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسين، أنبأنا يوسف بن رباح، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي، حدّثنا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الكوفة: قبيصة بن ضبيعة العبسي.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم (2).
ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا.
قالا: حدّثنا محمّد بن سعد قال (3):
في الطبقة الأولى من أهل الكوفة: قبيصة بن ضبيعة العبسي - زاد ابن الفهم: روى عن علي بن أبي طالب، و كان قليل الحديث.
أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي (4) الحافظ ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسين، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنبأنا أبو بكر الشيرازي، أنبأنا أبو الحسن المقرئ، أنبأنا أبو عبد اللّه البخاري قال (5):قبيصة بن ضبيعة.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه (6) الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي.
قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (7):
ص: 265
قبيصة بن ضبيعة العبسي، روى عن حذيفة، و روى معتمر عن أبيه عن منصور، عنه:
سالم، عنه: لو لم تذنبوا.
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن أبي محمّد الكتّاني (1)،أنبأنا أبو الحسين الميداني، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، حدّثنا محمّد بن جرير قال (2):قال هشام بن محمّد: قال أبو مخنف: حدّثني المجالد بن سعيد، عن الشعبي، و زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق قال:
و جدّ (3) زياد في طلب أصحاب حجر فأخذوا يهربون منه، و يأخذ من قدر عليه منهم، فبعث إلى قبيصة بن ضبيعة بن حرملة العبسي صاحب الشرطة - و هو شداد بن الهيثم - فدعا قبيصة قومه، و أخذ سيفه، فأتاه ربعي بن خراش بن جحش العبسي و رجال (4) من قومه ليسوا بالكثير، فأراد أن يقاتل، فقال له صاحب الشرطة: أنت آمن على دمك و مالك، فلم تقتل نفسك ؟ فقال له أصحابه: قد أومنت، فعلام تقتل نفسك و تقتلنا معك ؟ قال: ويحكم! هذا الدعي بن العاهرة، و اللّه لئن وقعت في يده لا أفلت منه أبدا أو يقتلني قالوا: كلاّ فوضع يده في أيديهم، فأقبلوا به إلى زياد، فلما دخلوا عليه قال زياد: و حيّ عبس تعزّوني على الدين، أما اللّه لأجعلن لك شاغلا عن تلقيح الفتن، و التوثّب على الأمراء قال: إنّي لم آتك إلاّ على الأمان، قال: انطلقوا به إلى السجن.
قال أبو مخنف (5):و جاء وائل بن حجر، و كثير بن شهاب فأخرجا القوم عشية - يعني - حجرا و أصحابه و سار معهم صاحب الشرطة حتى أخرجهم من الكوفة، فلما انتهوا إلى جبانة عرزم (6) نظر ابن ضبيعة العبسي إلى داره و هي في جبانة عرزم (7) فإذا بناتة مشرفات، فقال لوائل بن حجر و كثير: ائذنوا (8) إليّ فأوصي أهلي، فأذنا له، فلما دنا منهن و هنّ يبكين، سكت عنهن ساعة ثم قال: اسكتن فسكتن، فقال: اتّقين اللّه، و اصبرن، فإنّي أرجو من ربي في وجهي هذا
ص: 266
إحدى الحسنيين، إمّا الشهادة فهي السعادة، و إما الانصراف إليكن في عافية. إن الذي كان يرزقكنّ و يكفيني مئونتكن هو اللّه - و هو حيّ لا يموت - أرجو أن لا يضيعكنّ و أن يحفظني فيكنّ ، ثم انصرف فمرّ بقومه و جعل قومه يدعون اللّه له بالعافية، فقال: إنه لمما يعدل عندي خطر ما أنا في هلاك قومي، يقول: حيث لا ينصرونني، و كان رجاء أن يتخلّصوه.
أنبأنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السيرافي، أنبأنا ابن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (1):
سنة إحدى و خمسين فيها قتل معاوية حجر بن عدي و من معه محرز بن شهاب، و قبيصة بن حرملة العبسي (2)،و ذكر سواهم.
و ذكر غير خليفة أنّ قتلهم كان سنة ثلاث و خمسين.
أحد بني رواحة.
رسول معاوية إلى علي بن أبي طالب إلى المدينة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا (3) أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس، أنبأنا أبو بكر بن سيف (4)،أنبأنا السّري بن يحيى، أنبأنا شعيب بن إبراهيم، حدّثنا سيف بن عمر التميمي، عن محمّد و طلحة قالا:
حتى إذا كان في الثالث من الأشهر من مقتل عثمان في صفر دعا معاوية برجل من بني عبس ثم أحد بني رواحة يدعى قبيصة، فدفع إليه طومارا مختوما عنوانه من معاوية إلى علي، فقال له: إذا دخلت المدينة فاقبض على أسفل الطومار ثم أوصاه بما يقول و سرّح رسول علي معه، فخرجا، فقدما المدينة في ربيع الأول لغرّته؛ فلمّا دخلا المدينة رفع العبسي الطومار كما أمره، و خرج الناس ينظرون إليه فتفرقوا إلى منازلهم، و قد علموا أنّ معاوية معترض.
و مضى الرسول حتى يدخل على علي، فدفع إليه الطومار ففضّ خاتمه، فلم يجد في جوفه
ص: 267
كتابا فقال للرسول: ما وراءك ؟ قال: آمن أنا؟ قال: نعم، إنّ الرسل آمنة لا تقتل، قال: ورائي أنّي تركت قوما لا يرضون إلاّ بالقود قال: ممن ؟ قال: من خيط نفسك، و تركت ستين ألف شيخ يبكي تحت قميص عثمان، و هو منصوب لهم، قد ألبسوه منبر دمشق، فقال: أمني يطلبون دم عثمان ؟ أ لست موتورا كترة عثمان ؟ اللّهم إنّي أبرأ إليك من دم عثمان، نجا و اللّه قتلة عثمان إلاّ أن يشاء اللّه، فإنه إذا أراد أمرا أصابه. أخرج قال: و أنا آمن، قال: و أنت آمن.
فخرج العبسي و صاحب السبائية، و قالوا: هذا الكلب وافد الكلاب، اقتلوه، فنادى: يا آل مضر، يا آل قيس، بالخيل و النبل، إنّي أحلف باللّه ليردّنّها عليكم أربعة آلاف حصي، فانظروا كم الفحولة و الركاب، و تغاووا (1) عليه، و منعته مضر، و جعلوا يقولون له: اسكت، و يقول: و اللّه لا يفلح هؤلاء أبدا، و لقد أتاهم ما يوعدون. فيقال له: اسكت، فيقول: لقد حلّ بهم ما يحذرون. انتهت و اللّه أعمالهم، و ذهبت ريحهم.
فو اللّه ما أمسوا من يومهم ذلك حتى عرف الذلّ فيهم.
ص: 268
و يقال قطبة بن قتادة، يأتي بعد.
- و اسمه كعب (1)-بن الخزرج بن عمرو - و هو النبيت - بن مالك بن الأوس
أبو عبد اللّه - و يقال: أبو عمرو، و يقال: أبو عثمان،
و يقال: أبو عمر - الأنصاري الظّفري (2)
شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.
روى عنه أخوه لأمه أبو سعيد الخدري، و محمود بن لبيد، و ابنه عمر، و عبيد بن حنين، و عياض بن عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح.
و قدم البلقاء من أعمال دمشق غازيا مع أسامة بن زيد حين وجهه النبي صلى اللّه عليه و سلم قبل موته ليغير على أهل ابنى (3).
ص: 269
و قد ذكرت ذلك في ترجمة سلمة بن أسلم بن حريش (1).
و خرج مع عمر بن الخطّاب إلى الشام في خرجته التي رجع فيها من سرغ (2) و كان على مقدمته.
أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد، أنبأنا أبو الطّيّب عبد الرزّاق بن عمر ابن موسى بن شمة، أنبأنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ - إجازة - أنبأنا محمّد بن الحسن (3) بن قتيبة، حدّثنا عيسى بن حمّاد، أنبأنا الليث، عن يحيى، عن القاسم بن محمّد، عن ابن خبّاب.
أنّ أبا سعيد الخدري قدم من سفر، فقدّم إليه أهله لحما من لحوم الأضحى (4) فقال: ما أنا بآكله حتى أسأل، فانطلق إلى أخيه لأمّه - و كان بدريا - قتادة بن النعمان فسأله عن ذلك فقال: إنه قد حدث بعدك أمر نقضا لما كانوا نهوا عنه، من أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاثة أيام.
أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن، قالا: أنبأنا أبو سعد محمّد ابن الحسين بن أحمد الفقيه، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس المخلّص، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا أبو مسلم الحسن بن أحمد الحرّاني، حدّثنا محمّد ابن سلمة الحرّاني، حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه، عن جده قتادة بن النعمان قال (5):
كان أهل بيت منا يقال لهم بنو أبيرق؛ بشير (6) و بشير و مبشّر، و كان بشير رجلا منافقا، و كان يقول الشعر يهجو أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و ينحله (7) بعض العرب، ثم يقول: قال فلان كذا، و قال فلان كذا، فإذا سمع أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذاك الشعر قالوا: و اللّه ما يقول هذا الشعر إلاّ الخبيث، و قال:
ص: 270
أ و كلما قال الرجال قصيدة *** أضمّوا، و قالوا: ابن الأبيرق قالها (1)
قال: و كانوا أهل بيت فاقة و حاجة في الجاهلية و الإسلام، و كان الناس إنّما طعامهم بالمدينة التمر و الشعير، و كان الرجل إذا كان له يسار فقدمت ضافطة (2) ابتاع الرجل منها فخصّ به نفسه، فأمّا العيال فإنّما طعامهم التمر و الشعير، فقدمت ضافطة من الشام فابتاع عمي رفاعة حملا من الدّرمك (3) فجعله في مشربة له، و في المشربة سلاح له: درعان، و سيفاه، و ما يصلحهما فعدي عليه من تحت الليل، فنقبت المشربة، و أخذ الطعام و السلاح، فلما أصبح أتى عمي رفاعة فقال: ابن أخ، تعلم أنه قد عدي علينا في ليلتنا هذه، فنقبت مشربتنا، فذهب طعامنا و سلاحنا، قال: فتحسبنا (4) في الدار و سألنا، فقيل لنا: قد رأينا بني الأبيرق استوقدوا في هذه الليلة و لا نرى فيما نراه إلاّ بعض طعامكم، قال: و قد كان بنو الأبيرق قالوا: و نحن نسأل في الدار، و اللّه ما نرى صاحبكم إلاّ لبيد بن سهل، رجل منا له صلاح و إسلام، فلما سمع ذلك لبيد اخترط سيفه و قال: أنا أسرق ؟ و اللّه ليخالطنكم هذا السيف أو لتبيّننّ هذه السرقة، قالوا: إليك عنا أيها الرجل، فو اللّه ما أنت بصاحبها! فسألنا في الدار حتى لم نشك أنهم أصحابها، فقال لي عمّي: يا بن أخ، لو أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فذكرت ذلك له، فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه إنّ أهل بيت منا أهل جفاء عمدوا إلى عمّي رفاعة ابن زيد، فنقبوا مشربة له، و أخذوا سلاحه و طعامه، فليردوا سلاحنا، و أمّا الطعام فلا حاجة لنا به، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«سأنظر في ذلك»، فلما سمع ذلك بنو أبيرق أتوا (5) رجلا منهم يقال له أسير بن عروة، فكلموه في ذلك، و اجتمع إليه ناس من أهل الدار، فأتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالوا: يا رسول اللّه إنّ قتادة بن النعمان و عمّه عمدوا إلى أهل بيت منا أهل إسلام و صلاح يرمونهم بالسرقة من غير بيّنة و لا ثبت. قال قتادة: فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فكلمته، فقال:«عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم إسلام و صلاح ترميهم بالسرقة، على غير ثبت و لا بيّنة» قال: فرجعت، و لوددت أني خرجت من بعض مالي، و لم أكلم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في
ص: 271
ذلك، فأتاني عمي رفاعة، فقال: يا بن أخي، ما صنعت ؟ فأخبرته، ما قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: اللّه المستعان، فلم يلبث أن نزل القرآن إِنّٰا أَنْزَلْنٰا إِلَيْكَ الْكِتٰابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النّٰاسِ بِمٰا أَرٰاكَ اللّٰهُ وَ لاٰ تَكُنْ لِلْخٰائِنِينَ خَصِيماً بني أبيرق وَ اسْتَغْفِرِ اللّٰهَ أي مما قلت لقتادة إِنَّ اللّٰهَ كٰانَ غَفُوراً رَحِيماً وَ لاٰ تُجٰادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتٰانُونَ أَنْفُسَهُمْ أي بني أبيرق إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يُحِبُّ مَنْ كٰانَ خَوّٰاناً أَثِيماً يَسْتَخْفُونَ مِنَ النّٰاسِ وَ لاٰ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّٰهِ وَ هُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مٰا لاٰ يَرْضىٰ مِنَ الْقَوْلِ وَ كٰانَ اللّٰهُ بِمٰا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً هٰا أَنْتُمْ هٰؤُلاٰءِ جٰادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا فَمَنْ يُجٰادِلُ اللّٰهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً وَ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّٰهَ يَجِدِ اللّٰهَ غَفُوراً رَحِيماً أي لو أنهم استغفروا اللّه غفر لهم وَ مَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمٰا يَكْسِبُهُ عَلىٰ نَفْسِهِ وَ كٰانَ اللّٰهُ عَلِيماً حَكِيماً وَ مَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتٰاناً وَ إِثْماً مُبِيناً قولهم للبيد: وَ لَوْ لاٰ فَضْلُ اللّٰهِ عَلَيْكَ وَ رَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طٰائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ يعني أسيرا و أصحابه وَ مٰا يُضِلُّونَ إِلاّٰ أَنْفُسَهُمْ وَ مٰا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْ ءٍ، وَ أَنْزَلَ اللّٰهُ عَلَيْكَ الْكِتٰابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ عَلَّمَكَ مٰا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ، وَ كٰانَ فَضْلُ اللّٰهِ عَلَيْكَ عَظِيماً لاٰ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوٰاهُمْ إِلاّٰ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاٰحٍ بَيْنَ النّٰاسِ ، وَ مَنْ يَفْعَلْ ذٰلِكَ ابْتِغٰاءَ مَرْضٰاتِ اللّٰهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (1).
فلما نزل القرآن أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالسلاح، فرده إلى رفاعة، قال قتادة: فلما أتيت عمي بالسلاح قال: يا بن أخي، هو في سبيل اللّه. قال: فعرفت أن إسلامه كان صحيحا.
فلما نزل القرآن لحق بشير بالمشركين فنزل على سلافة بنت سعد بن شهيد (2) فأنزل اللّه - عز و جل - فيه وَ مَنْ يُشٰاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مٰا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدىٰ وَ يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مٰا تَوَلّٰى وَ نُصْلِهِ جَهَنَّمَ ، وَ سٰاءَتْ مَصِيراً إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ مٰا دُونَ ذٰلِكَ لِمَنْ يَشٰاءُ وَ مَنْ يُشْرِكْ بِاللّٰهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاٰلاً بَعِيداً (3) فلما نزل على سلافة رماها حسان بن ثابت بأبيات من شعر، فأخذت رحله فوضعته على رأسها، ثم خرجت به فرمته في الأبطح، ثم قالت: أهديت إليّ شعر حسان، ما كنت تأتيني بخير.
رواه الترمذي عن أبي مسلم.
ص: 272
أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز الكيلي، قالا: أنبأنا أبو طاهر الباقلاّني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون - قالا: أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني، أنبأنا أبو الحسين الأهوازي، أنبأنا أبو حفص الأهوازي، حدّثنا خليفة قال (1):
و من كعب و هو ظفر بن الخزرج بن النبيت بن مالك بن أوس: قتادة بن النعمان بن زيد ابن عامر بن سواد بن ظفر بن الخزرج، أمه أنيسة بنت أبي (2) حارثة، و يقال: أنيسة بنت قيس ابن مالك من بني النجار، و هو أخو أبو سعيد الخدري لأمّه، و مات سنة ثلاث و عشرين، و صلّى عليه عمر بن الخطّاب، و هو عقبي، شهد بدرا، روى:«كلوا لحوم الأضاحي و ادخروه».
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد بن سعد (3) قال:
في الطبقة الأولى ممن شهد بدرا: قتادة بن النعمان بن زيد، أحد بني ظفر، و يكنى أبا عمر، و الأنصار يكنونه أبا عبد اللّه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن محمّد، حدّثنا محمّد بن سعد قال (4):
في الطبقة الأولى من بني ظفر: و اسمه كعب بن الخزرج بن عمرو، و هو النبيت بن مالك بن أوس (5):قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر، و أمه أنيسة بنت قيس ابن عمرو بن عبيد بن مالك بن عمرو بن عامر بن غنم بن عدي بن النّجّار من الخزرج، قال محمّد بن عمر: و كان قتادة يكنى أبا عمرو (6)،و قال عبد اللّه بن محمّد بن عمارة الأنصاري:
يكنى أبا عبد اللّه، قال محمّد بن عمر: و قد شهد قتادة بن النعمان العقبة مع السبعين من الأنصار في روايته و رواية موسى بن عقبة، و أبي معشر، و لم يذكره محمّد بن إسحاق في كتابه
ص: 273
فيمن شهد العقبة، و كان قتادة من الرماة المذكورين من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و شهد بدرا و أحدا، و شهد أيضا الخندق، و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كانت معه راية بني ظفر في غزوة الفتح، و قد روى عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.
أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين بن المظفر، أنبأنا أبو علي المدائني، أنبأنا أبو بكر بن البرقي قال في تسمية أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من الأنصار ممن شهد بدرا: قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب - قال ابن إسحاق: و كعب ظفر - بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس، شهد العقبة و بدرا، و توفي سنة ثلاث و عشرين صلى عليه [عمر] (1) فيما ذكر بعض أهل الحديث، و هو أخو أبو سعيد الخدري لأمّه، جاء عنه أربعة أحاديث.
أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن - أنبأنا أبو بكر الحافظ ، أنبأنا أبو الحسن المقرئ، أنبأنا البخاري قال (2):
قتادة بن النعمان الظّفري الأنصاري المديني له صحبة، قال إسحاق بن محمّد: حدّثنا إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير، عن عمارة بن غزيّة، عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود ابن لبيد عن قتادة بن النعمان عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إذا أحب اللّه عبدا حماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء»[10534].
أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنبأنا حمد (3)-إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي.
قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4):
ص: 274
قتادة بن النعمان الظّفري أخو أبو سعيد الخدري لأمه، يكنى أبا عمر (1)،و الأنصار يكنونه أبا عبد اللّه، مات و هو ابن خمس و ستين، صلى عليه عمر و نزل في قبره، روى عنه محمود بن لبيد، و ابنه عمر، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، حدّثنا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر الطبري.
قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال (2):
قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب بن الخزرج الظفري، و ظفر هو كعب بن الخزرج، حدّثناه عمرو، عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بذلك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد قال:
قتادة بن النعمان أخو أبي سعيد الخدري لأمّه سكن المدينة، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.
أخبرتنا (3) أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنبأنا أحمد بن محمود الثقفي، أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، أنبأنا محمّد بن جعفر المنبجي، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد، حدّثنا عمّي يعقوب عن أبيه عن أبي (4) إسحاق، حدّثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد الرّحمن بن جابر، عن أبيه قال: قلت لقتادة (5) يا أبا عمرو (6).
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصّفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو عمر - و يقال: أبو عبد اللّه، و يقال: أبو عمرو قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر بن الخزرج الظّفري (7) الأنصاري، و أمّه أنيسة بنت أبي حارثة (8)،و يقال: أنيسة
ص: 275
بنت قيس من بني النجار، أخو أبي سعيد الخدري لأمه عقبيّ شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، حديثه في أهل الحجاز، مات سنة ثلاث و عشرين، و صلى عليه عمر بن الخطّاب.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:
قتادة بن النعمان الظّفري الأنصاري بدري، يكنى أبا عثمان، و يقال: أبو عمر، روى عنه أخوه أبو (1) سعيد الخدري، و محمود بن لبيد، و عمر ابنه، و عبيد بن حنين، و عياض بن عبد اللّه.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل المقدسي، أنبأنا مسعود بن ناصر، أنبأنا عبد الملك بن الحسن، أنبأنا أبو نصر البخاري قال (2):
قتادة بن النعمان بن زيد أبو عمرو (3)،و يقال: أبو عبد اللّه الظّفري الأنصاري المدني، و هو أخو أبو سعيد الخدري لأمّه، شهد بدرا، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه أبو سعيد الخدري في باب شهود الملائكة بدرا.
قال محمّد بن يحيى الذهلي: قال يحيى بن بكير: مات سنة ثلاث و عشرين، و صلى عليه عمر، سنّة خمس و ستون، و نزل في قبره أبو سعيد الخدري و محمّد بن مسلمة، و الحارث بن خزمة (4)،و قال أبو عيسى مثل قوله إلى و صلّى عليه عمر، و لم يذكره غيره، و قال الواقدي نحو ابن بكير إلى آخره.
أنبأنا أبو علي الحداد قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ :
قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب، و كعب هو الذي يسمى ظفر بن الخزرج أخو أبي سعيد الخدري لأمّه، يكنى أبا عثمان، و قيل: أبو عمر، شهد بدرا و أحدا و المشاهد، سقطت حدقتاه و أصيبت عيناه، فردّهما النبي صلى اللّه عليه و سلم و بصق فيهما فعادتا تبرقان، صلى مع النبي صلى اللّه عليه و سلم في ليلة ظلماء فأضاءت له عصاه، فمشى في ضوئها (5) حتى بلغ منزله،
ص: 276
روى عنه أخوه أبو سعيد، و ابنه عمر بن قتادة، و محمود بن لبيد، و عبيد بن حنين، و عياض ابن عبد اللّه بن أبي سرح، توفي سنة ثلاث و عشرين، و صلّى عليه عمر بن الخطّاب.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون.
ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار.
قالا: أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان، أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنبأنا العباس بن العباس، أنبأنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: سمعت ابن عيينة يقول: قتادة بن النعمان أخو أبي سعيد الخدري لأمّه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني صالح بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول: سمعت ابن عيينة يقول: قتادة بن النعمان بدري، أخي أبي سعيد لأمّه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، حدّثنا عمرو بن خالد، و حسان بن عبد اللّه، و عثمان بن صالح، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود عن عروة في تسمية أصحاب العقبة في المرة الثانية من بني ظفر - و اسم ظفر كعب بن الخزرج:- قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر ابن سواد بن كعب بن الخزرج، و قد شهد بدرا.
حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه - لفظا - و أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان - قراءة - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمّد (1) بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، حدّثنا محمّد بن عائذ، أخبرني الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود عن عروة في تسمية من شهد بدرا من بني ظفر من بني سواد بن كعب - و اسم كعب ظفر: قتادة بن النعمان بن زيد.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، حدّثنا علي بن أحمد بن إسحاق البغدادي بمصر، حدّثنا جعفر بن سليمان، حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدّثنا محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن الزهري في تسمية من شهد بدرا من الأنصار من بني ظفر: قتادة بن النعمان.
ص: 277
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسين، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن عتاب، أنبأنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة قال في تسمية من شهد العقبة الثانية من بني ظفر: قتادة بن النعمان يشك فيه. و في تسمية من شهد بدرا من بني ظفر: قتادة بن النعمان.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر الزّرّاد، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد الزهري، حدّثنا عمّي عن أبيه، عن ابن إسحاق قال:
في تسمية من شهد بدرا من بني ظفر ثم من بني سواد بن كعب: قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر.
أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنبأنا شجاع المصقلي، أنبأنا ابن مندة، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر البغدادي، حدّثنا عبد الرحيم بن أحمد البرقي في كتاب المغازي، حدّثنا عبد الملك بن هشام (1)،حدّثنا زياد بن عبد اللّه، عن محمّد بن إسحاق.
في تسمية من شهد بدرا من الأنصار من بني سواد (2) بن كعب، و اسم كعب ظفر: قتادة بن النعمان.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا عيسى (3) بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني ابن الأموي، حدّثني أبي، حدّثنا ابن إسحاق فيمن شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر من بني سوادة (4) بن ظفر.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو القاسم عبد الوهّاب بن أبي حيّة، أنبأنا محمّد بن شجاع، أنبأنا محمّد بن عمر قال (5):
في تسمية من شهد بدرا من بني ظفر من بني سواد بن كعب: قتادة بن النعمان بن زيد.
ص: 278
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو سعيد الخليل بن أحمد بن محمّد القاضي البستي، حدّثنا أبو العباس أحمد بن المظفر البكري، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حدّثنا مالك بن إسماعيل، حدّثنا ابن الغسيل، حدّثني عاصم بن عمر ابن قتادة بن النعمان عن جده قتادة أنه أصيبت عينه يوم بدر، فسالت حدقتيه على وجنته، فأراد القوم أن يقطعوها، فقال: نأتي نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم نستشيره في ذلك، فجئناه فأخبرناه الخبر، فأدناه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منه، فرفع حدقته حتى وضعها موضعها ثم غمرها (1) براحته و قال:
«اللّهم اكسه جمالا»، فمات و ما يدري من لقيه (2) أيّ عينيه أصيبت[10535].
قال (3):و أنبأنا البيهقي، أنبأنا علي بن أحمد بن عبدان، أنبأنا أحمد بن عبيد الصفار، حدّثنا محمّد بن غالب، حدّثنا يحيى بن عبد الحميد، حدّثنا عبد الرّحمن بن سليمان بن الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه، عن قتادة بن النعمان.
أنه أصيبت عينه يوم [بدر] (4) فسالت حدقته على وجنته، فأرادوا أن يقطعوها، فسألوا النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«لا»، فدعي (5) به، فغمز حدقته براحته فكان لا يدرى أيّ عينيه أصيبت.
و في الروايتين جميعا عن ابن الغسيل: أن ذلك كان يوم بدر، فاللّه أعلم[10536].
أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.
ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ.
قالا: أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا يحيى بن عبد الحميد - زاد ابن حمدان: الحمّاني (6)- حدّثنا عبد الرّحمن بن سليمان بن الغسيل عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه، عن جدة قتادة بن النعمان و في حديث ابن حمدان: عن أبيه - يعني - عن قتادة بن النعمان.
ص: 279
أنه أصيبت عينه يوم بدر فسالت حدقته على و جنته فأرادوا أن يقطعوها فسألوا - و قال ابن حمدان: فسأل - النبي صلى اللّه عليه و سلم، قال: فدعا به - و في حديث ابن حمدان: فقال:«لا»، فدعا به فغمز حدقته براحته فكان لا يدرى أي عينيه أصيبت[10537].
رواه البغوي عن الحمّاني فلم يذكر عمر بن قتادة في إسناده.
أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أبو الحسين بن النّقور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا يحيى الحمّاني، حدّثنا عبد الرّحمن (1) بن الغسيل، حدّثني عاصم ابن عمر بن قتادة، عن قتادة بن النعمان.
أنه أصيبت عينه يوم بدر فسالت حدقته على وجنته فأرادوا أن يقطعوها، فقالوا: لا، حتى نستأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فاستأمروه فقال:«لا» ثم دعي (2) به، فوضع راحته على حدقته ثم غمزها فكان لا يدرى (3) أي عينيه ذهبت.
قال: و أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا أحمد بن منصور، حدّثنا يعقوب بن محمّد الزهري (4)،حدّثنا إبراهيم بن جعفر، عن أبيه، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن جده قتادة ابن النعمان.
أنه سالت عينه على خده يوم بدر، فردّها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فكانت أصح عينيه، قال عاصم فحدثت به عمر بن عبد العزيز فقال:
تلك المكارم لا قعبان من لبن *** شيبا بماء فعادا بعد أبوالا (5)
و روي من وجوه أخر أنّ ذلك كان يوم أحد.
أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة قالوا: أنبأنا أبو بكر بن ريذة (6)،أنبأنا سليمان بن أحمد الطّبراني (7)،حدّثنا الوليد بن حمّاد الرملي، حدّثنا عبد اللّه بن الفضل بن عاصم بن عمر بن
ص: 280
قتادة بن النعمان بن زيد الأنصاري، حدّثني أبي [عن أبيه عاصم] (1) عن أبيه عمر، عن أبيه قتادة بن النعمان قال:
أهدي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قوس فدفعها (2) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إليّ يوم أحد فرميت بها بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى [اندقت] (3) من سيتها، و لم أزل عن مقامي نصب وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ألقي السهام بوجهي كلما مال (4) سهم منها إلى وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ميلت رأسي لأقي (5)وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بلا رمي أرميه، فكان آخرها سهما ندرت (6) منه حدقتي على خدي، و افترق الجمع، فأخذت حدقتي [بكفي] (7) فسعيت بها في كفي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فلما رآها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في كفي دمعت عيناه:«فقال: اللّهمّ إنّ قتادة فدى (8) وجه نبيك بوجهه فاجعلها أحسن عينيه و أحدّهما نظرا»، فكانت (9) أحسن عينيه و أحدّهما نظرا[10538].
أخبرنا أبو الحسن (10) بختيار بن عبد اللّه مولى القاضي أبي منصور اليعقوبي، أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن علي بن خلف بن محمّد بن شعبة الحافظ - بالبصرة - حدّثنا القاضي أبو عمر (11) القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، حدّثنا أبو العباس محمّد بن أحمد بن حمّاد الأثرم المقرئ، حدّثنا أبو الحسن علي بن حرب الطائي، حدّثنا عبد الرّحمن بن يحيى المدني، حدّثنا مالك بن أنس عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد عن قتادة بن النعمان.
أنه أصيبت عينه يوم أحد، فوقعت على وجنته فردّها النبي صلى اللّه عليه و سلم بيده، فكانت أصح عينيه و أحدّهما.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين (12)،أنبأنا علي
ص: 281
ابن أحمد بن عبدان، أنبأنا أحمد بن عبيد، حدّثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا محمّد بن شعيب بن شابور قال: سمعت إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة يحدّث عن عياض بن عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح عن أبي سعيد الخدري عن قتادة بن النعمان و كان أخاه لأمه أن عينه ذهبت يوم أحد فجاء بها إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فردّها، فاستقامت.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقور، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا أبو الحسين رضوان بن أحمد.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي (1)،أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب.
قالا: حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار، حدّثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن عاصم ابن عمر بن قتادة.
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رمى يوم أحد عن قوسه حتى اندقت سيتها (2)،فأخذها قتادة بن النعمان فكانت عنده، و أصيب يومئذ عين قتادة بن النعمان حتى وقعت على و جنته، فردّها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فكانت أحسن عينيه و أحدّهما.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد (3)،أنبأنا عبد اللّه بن إدريس، حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة.
أن حدقة قتادة بن النعمان سقطت - أو عينيه (4)-على وجنتيه (5) يوم أحد فردّها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيده، فكانت أحسن عينيه و أحدّهما.
قال (6):و أنبأنا أبو عمر (7)،أنبأنا عبد الوهّاب بن أبي حيّة، حدّثنا محمّد بن شجاع، حدّثنا محمّد بن عمر الواقدي قال (8):و أصيبت يومئذ - يعني: يوم أحد - عين قتادة بن النعمان حتى وقعت على وجنتيه (9) قال قتادة بن النعمان: فجئت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: أي رسول اللّه، إن تحتي امرأة شابة جميلة أحبّها و تحبّني، و أنا أخشى أن تقذر مكان عيني، فأخذها
ص: 282
رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فردّها فأبصرت و عادت كما كانت، و لم تضرب عليه ساعة من ليل و لا نهار، فكان يقول بعد أن أسنّ : هي أقوى عينيّ ، و كانت أحسنهما.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أحمد بن الحسين الحافظ (1)،حدّثنا أبو عبد اللّه الحافظ - إملاء - حدّثنا أبو عبد اللّه الأصفهاني،[نا محمد بن رستة (2) الأصبهاني] (3) حدّثنا سليمان بن داود الشاذكوني، حدّثنا محمّد بن عمر الواقدي قال:
قتادة بن النعمان كان من الرماة المذكورين، شهد بدرا و أحدا و رميت عينه يوم أحد فسالت حدقته على و جنته فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه إن عندي امرأة أحبّها، فإن هي رأت عيني خشيت أن تقذرني، فردّها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فاستوت و رجعت و كانت أقوى عينيه و أصحّهما بعد أن كبر.
أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، حدّثنا أبو بكر بن خلف - إملاء - أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي المؤمّلي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن المؤمل بن الحسن، حدّثنا الفضل بن محمّد الشعراني، حدّثنا سعيد بن أبي مريم، أخبرني يحيى بن أيوب، حدّثنا ابن غزيّة عن يحيى بن سعيد قال:
صلّى قتادة بن النعمان مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كان بعينه رمص فلما انصرف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رآه فقال:«صلّيت معنا و بيتك هاهنا»، قال: نعم، و كان بيته على طريق من نصف ميل، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«خذ هذا القضيب فإنه سيضيء لك طريقك حتى تدخل بيتك» فأخذ قتادة بوسط القضيب، فلما خرج من المسجد أضاء له طرفاه حتى دخل بيته.
قال: و رمى قتادة يوم بدر - أو يوم حنين - بشيء (4)،فأصيبت إحدى (5) عينيه فسقطت على خده، فبسق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيها ثم ردّها فكانت أحسن عينيه نظرا.
أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة، قالوا: أنبأنا أبو بكر بن ريذة (6)،أنبأنا سليمان بن أحمد (7)،حدّثنا أحمد بن محمّد الخزاعي الأصبهاني، حدّثنا محمّد بن بكير الحضرمي،
ص: 283
حدّثنا سويد بن عبد العزيز، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة عن عياض بن عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح عن قتادة بن النعمان قال:
خرجت ليلة من الليالي مظلمة فقلت: لو أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و شهدت معه الصلاة و آسيته (1) بنفسي، ففعلت، فلمّا دخلت المسجد برقت السماء، فرآني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:
«يا قتادة ما هاج عليك»؟ فقلت: أردت بأبي و أمي أنت، أن أونسك، قال:«خذ هذا العرجون (2) فتحصّن (3) به فإنك إذا خرجت أضاء لك عشرا أمامك و عشرا خلفك» ثم قال:
«إذا دخلت بيتك فاضرب به مثل الحجر الأخشن [في أستار البيت، فإن ذلك الشيطان قال:
فخرجت، فأضاء لي، ثم ضربت مثل الحجر الأخشن] (4) حتى خرج من بيتي و جاء في رواية أخرى: أنه وجد الشيطان في بيته في صورة قنفذ[10539].
أخبرنا (5) أبو سعد بن البغدادي، أنبأنا أبو منصور بن شكرويه (6)،أنبأنا إبراهيم بن عبد اللّه، حدّثنا (7) الحسين بن إسماعيل، حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى بن سعيد، حدّثنا زيد ابن الحباب، حدّثني فليح بن سليمان، حدّثني سعيد بن الحارث عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن قال:
جئت أبا سعيد فوجدته يعالج عراجين (8) فقلت: ما هذا؟ قال (9):قد جعل اللّه فيه بركة، تمسينا ليلة و هاجت السماء و برقت برقة، فرأى (10) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قتادة أخي لأمي فقال: ما جاء بك ؟ قال: يا رسول اللّه علمت أن [هذه] (11) الصلاة الليلة قليل (12)،فإذا
ص: 284
صليت فأثبت (1) قال: فمرّ بي (2) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأعطاني عرجونا (3)،فقال:«خذه فسيضيء لك أمامك عشرا و من خلفك عشرا حتى تدخل بيتك فترى سوادا فلا تتكلم حتى تضربه فإنه شيطان» لم يزد على هذا (4)[10540].
أخبرناه أتم من هذا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي التميمي، أنبأنا أبو بكر القطيعي، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثنا أبي (5)،حدّثنا يونس و شريح (6) قالا: حدّثنا فليح عن سعيد بن الحارث عن أبي سلمة قال:
كان أبو هريرة يحدّثنا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«إنّ في يوم (7) الجمعة ساعة لا يوافقها مسلم و هو في صلاة، يسأل اللّه خيرا إلاّ أتاه» قال: و يقللها أبو هريرة بيده قال: فلما توفي أبو هريرة قلت: و اللّه لو جئت أبا سعيد فسألته عن هذه الساعة إن يكن عنده منها علم، فأتيته فأجده يقوّم عراجين، فقلت: يا أبا سعيد ما هذه العراجين التي أراك تقوّم ؟ قال: هذه عراجين جعل اللّه لنا فيها بركة، كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يحبها و يتخصّر بها فكنا نقوّمها و نأتيه بها، فرأى بصاقا في قبلة المسجد و في يده عرجون من تلك العراجين فحكّه، و قال:«إذا كان أحدكم في صلاته فلا يبصق أمامه، فإنّ ربه أمامه و ليبصق عن يساره أو تحت قدمه، فإن لم - قال شريح (8):فإن لم يجد - مبصقا ففي ثوبه أو نعله» قال: ثم هاجت السماء من تلك الليلة، فلمّا خرج النبي صلى اللّه عليه و سلم لصلاة العشاء الآخرة برقت برقة، فرأى قتادة بن النعمان فقال:«ما السرى يا قتادة ؟» قال: علمت يا رسول اللّه أن شاهد الصلاة قليل، فأحببت أن أشهدها، قال:«فإذا صليت فاثبت حتى أمرّ بك» فلما انصرف أعطاه العرجون و قال:«خذ هذا فسيضيء لك أمامك عشرا و خلفك عشرا فإذا دخلت البيت و تراءيت (9) سوادا في زاوية البيت فاضربه قبل أن تتكلم (10)،فإنه الشيطان»، قال: ففعل، و نحن نحبّ هذه العراجين لذلك، قال: قلت: يا أبا سعيد إنّ أبا هريرة حدّثنا عن الساعة التي في الجمعة، فهل عندك منها علم ؟ فقال: سألنا النبي
ص: 285
صلى اللّه عليه و سلم عنها فقال:«إني كنت قد علمتها ثم أنسيتها، كما أنسيت ليلة القدر» قال: ثم خرجت من عنده فدخلت على عبد اللّه بن سلام[10541].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا عبد الوهّاب بن أبي حيّة، حدّثنا محمّد بن شجاع، أنبأنا محمّد بن عمر الواقدي قال (1):
قالوا: و عبّى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أصحابه و صفّهم صفوفا - يعني - يوم حنين، و وضع الرايات و الألوية في أهلها، فذكر من حملها، قال: و في ظفر راية يحملها قتادة بن النعمان.
أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد المروزي، حدّثنا أبو بكر بن خلف - إملاء - أنبأنا الحسن بن علي المؤمّلي، أنبأنا محمّد بن المؤمّل الشّعراني، حدّثنا سعيد بن أبي مريم، أخبرني يحيى بن أيوب، حدّثني ابن غزيّة عن عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان عن أبيه قال:
لما احمرّ الرطب انطلق قتادة فصنع لحائطه مفتاحا فجاء به إلى أخيه المهاجري فقال له: إنّ الرطب قد احمرّ، و هذا المفتاح لك و معي مفتاح، قال: كان قتادة إذا خرج اتّبعته بنيه له، فإذا فتح الباب لاذت منه حتى يدخل فيجمع فإذا رآها تجمع نهاها نهيا (2) كأنه ليست منه بسبيل ثم انطلق إلى المهاجري فقال له: إنّ بنية لي ربما دخلت فجمعت أتحلل لنا ذلك ؟ قال المهاجري: نعم.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (3):
و حج أبو بكر سنة اثنتي عشرة، و استخلف على المدينة قتادة بن النعمان الظّفري من الأنصار، و يقال: استخلف ابن أم مكتوم.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي.
ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنبأنا أبي أبو يعلى.
قالا: أنبأنا أبو عبيد اللّه بن أحمد، أنبأنا محمّد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على
ص: 286
علي بن عمرو: حدّثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عيّاش في تسمية العميان من الأشراف:
قتادة بن النعمان.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو القاسم عيسى (1) بن علي، أنبأنا أبو القاسم البغوي قال: و قال محمّد بن عمر:
توفي قتادة بن النعمان الظّفري بالمدينة و يكنى أبا عمر، حدّثني بذلك محمّد عن عاصم ابن عمر بن قتادة قال: صلى عليه عمر، و نزل في حفرته أبو سعيد الخدري و هو أخوه لأمه، و محمّد بن مسلمة، و الحارث، و مات قتادة و هو ابن خمس و ستين سنة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا علي بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو طاهر الذهبي - إجازة - حدّثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة اثنتين و عشرين فيها توفي قتادة بن النعمان الأنصاري.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم.
ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (2)،حدّثنا ابن أبي الدنيا.
قالا: حدّثنا محمّد بن سعد (3)،أنبأنا محمّد بن عمر، حدّثني - و قال ابن شجاع:
أخبرني - محمّد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال:
مات قتادة - زاد ابن عبد الباقي: بن النعمان، و قالا:- سنة ثلاث و عشرين، و هو يومئذ ابن خمس و ستين سنة، و صلّى عليه عمر بن الخطّاب - زاد ابن عبد الباقي: بالمدينة و قالا:- و نزل في قبره أخوه لأمه أبو سعيد الخدري، و محمّد بن مسلمة، و الحارث بن خزمة (4).
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أحمد بن عبيد - إجازة - أنبأنا محمّد بن الحسين، حدّثنا ابن أبي خيثمة قال:
ص: 287
قتادة بن النعمان أخو أبي سعيد الخدري، مات بالمدينة أخبرنا بذلك المدائني قال:
و صلى عليه عمر بن الخطّاب.
قال: و حدّثنا ابن أبي خيثمة، أنبأنا المدائني قال:
قتادة بن النعمان أبو عمرو، مات سنة ثلاث و عشرين، و هو ابن خمس و ستين سنة، صلى عليه عمر بن الخطّاب.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن نافع، حدّثنا روح بن الفرج، حدّثنا يحيى بن بكير.
[ح] (1) و أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد (2)،حدّثنا أبو الزّنباع، حدّثنا يحيى بن بكير (3) قال (4):توفي قتادة بن النعمان و يكنى أبا عثمان سنة ثلاث و عشرين، و صلى عليه عمر - زاد ابن مندة: بن الخطاب - و سنه خمس و ستون سنة، نزل في قبره - زاد أبو نعيم: أبو سعيد الخدري و قالا:- و محمّد بن مسلمة، و الحارث بن خزيمة (5)،و قال أبو نعيم: و الحارث بن خزيمة، و يقال: بن خزمة.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (6)،أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن أبي عمرو، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مروان، أنبأنا أبو عبد الملك (7) البسري (8)، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا علي بن عبد اللّه التميمي قال:
قتادة بن النعمان يكنى أبا عمرو، و مات سنة ثلاث و عشرين، صلى عليه عمر بن الخطّاب بالمدينة و هو يومئذ ابن خمس و سبعين سنة، و تولى في حفرته أخوه أبو سعيد الخدري، و محمّد بن مسلمة، و الحارث الخزرجي.
ص: 288
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (1):
و فيها - يعني - سنة ثلاث و عشرين مات قتادة بن النعمان الأنصاري و صلّى عليه عمر.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين (2) البزار، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد قال: و قال هارون بن عبد اللّه:
قتادة بن النعمان بن زيد الأنصاري، يكنى بأبي عمرو، مات بالمدينة في خلافة عمر سنة ثلاث و عشرين، و هو ابن خمس و ستين.
حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم الواعظ ، أنبأنا نعمة اللّه بن محمّد، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنبأنا سفيان بن محمّد (3)،حدّثني الحسن بن سفيان، حدّثنا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: توفي قتادة بن النعمان سنة ثلاث و عشرين، و صلّى عليه عمر بن الخطاب.
سمع أبا ذرّ، و سلمان الفارسي، و عبادة بن الصامت، و أبا الدّرداء، و معاوية، و عمرو ابن العاص، و أم حرام بنت ملحان.
روى عنه يحيى بن أبي عمرو السّيباني (4).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب (5)،حدّثنا محمّد بن أبي أسامة الحلبي، حدّثنا ضمرة عن يحيى بن أبي عمرو السّيباني (6)،عن قتير حاجب معاوية قال:
كان أبو ذرّ يغلظ لمعاوية، قال: فأرسل إلى عبادة بن الصامت و إلى أبي الدّرداء، و إلى (7) عمرو بن العاص، و إلى أم حرام فأجلسهم، و قال: كلّموه، فأرسل إليه، فجاء،
ص: 289
فكلّموه، فقال لعبادة بن الصامت: أما أنت يا أبا الوليد [فلك] (1) عليّ الفضل و العافية (2) و قد كنت أرغب بك عن هذا الموطن، و أما أنت يا أبا الدّرداء فلقد كاد (3) وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن تسبق (4) إسلامك، ثم أسلمت، فكنت من صالحي المؤمنين، و أما أنت يا عمرو بن العاص فلقد أسلمنا و جاهدنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [و أنت] (5) أضلّ من جمل أهلك، و أما أنت يا أم حرام فإنّما أنت امرأة عقلك (6) عقل امرأة و رأيك رأي امرأة فما (7) أنت و هذا؟ قال: فقال عبادة: لا جرم، لا جلست مثل هذا المجلس.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد قال (8):قرأت على أبي هذا الحديث فأقرّ به (9)،حدّثني مهدي بن جعفر الرملي، حدّثنا ضمرة (10) عن أبي زرعة السّيباني (11) عن قتير (12) حاجب معاوية قال:
كان أبو ذرّ يعاند (13) لمعاوية، قال: فشكاه إلى عبادة بن الصامت و إلى أبي الدّرداء، و إلى عمرو بن العاص، و إلى أم حرام، فقال: إنّكم قد صحبتم كما صحب، و رأيتم كما رأى، فإن رأيتم أن تكلّموه ثم أرسل إلى أبي ذرّ، فجاء، فكلّموه، فقال: أما أنت يا أبا ذرّ فقد أسلمت قبلي و لك السنّ و الفضل عليّ ، و قد كنت أرغب بك عن مثل هذا المجلس، و أما أنت يا أبا الدّرداء فإن كادت وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن تفوتك، ثم أسلمت فكنت من صالحي المسلمين، و أما أنت يا عمرو بن العاص فقد جاهدتك (14) مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أما أنت يا أم حرام فإنما أنت امرأة و عقلك عقل امرأة، و ما أنت و ذاك ؟ قال: فقال عبادة: لا جرم، لا جلست مثل هذا المجلس أبدا.
ص: 290
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة-.
[ح] (1) و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأنا الحسن بن أحمد، أنبأنا علي بن الحسن، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنبأنا ابن عمير - قراءة.
قال: سمعت أبا الحسن (2) بن سميع يقول في الطبقة الثالثة قتير (3) مولى معاوية.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدار قطني قال: و أما قتير، و هو قتير حاجب معاوية ذكره ابن سميع في تاريخه.
قرأت على أبي محمّد السّلمي عن علي بن هبة اللّه بن جعفر قال (4):
و أما قتير بضم القاف و فتح التاء المعجمة باثنتين من فوقها ثم ياء معجمة باثنتين من تحتها و آخره راء، فهو قتير مولى معاوية.
[كذا] (5) ذكره الدار قطني، و ابن ماكولا و لم يذكره البخاري في تاريخه و ذكره (6) ابن أبي حاتم في كتابه إلاّ أنه سماه قنبرا (7)،بالباء و النون، و ذكره بعد قنبر حاجب علي، و لم يذكر في الباب غيرهما. فقال ما أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا و أبو عبد اللّه الأديب - مشافهة - قالا: أنبأنا أبو القاسم ابن منده، أنا أبو علي إجازة.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي.
قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (8):
قنبر حاجب معاوية، روى عن أبي ذر، و سلمان، و عبادة بن الصامت، و معاوية، و أم حرام.
ص: 291
روى عنه: يحيى بن أبي عمرو السيباني (1).
و اللّه أعلم.
أظنه مولى لعمرو بن العاص، شهد معه دومة الجندل حين حكّم هو و أبو موسى.
له ذكر.
أنبأنا أبو البركات الأنماطي، و أبو نصر محمود بن الفضل بن محمود الأصبهاني، و أبو عبد اللّه الحسين بن ظفر بن (2) الحسين المناطقي (3)،قالوا: أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا عبد الكريم بن عمر الشيرازي، أنبأنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد الخلاّل، أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثنا جدي، حدّثني خلف بن سالم، حدّثنا وهب ابن جرير، عن أبيه قال:
ثم خرجوا - يعني - الخوارج مع ابن الكوّا، و كان رجلا من بني يشكر، حتى نزلوا حروراء مفارقين لعلي، فبعث إليهم علي عبد اللّه بن عباس، و صعصعة بن صوحان، فقال لهم صعصعة: إنما تكون القضية في قابل، فكونوا على ما أنتم عليه حتى تنظروا كيف يكون القضاء. قالوا: إنا نخاف أن يحدث أبو موسى شيئا يكون كفرا. قال: فلا تكفروا أنتم العام مخافة كفر عام قابل، فلما قام صعصعة قال - يعني ابن الكوّا - أي قوم، أ لستم تعلمون أني دعوتكم إلى هذا الأمر؟ قالوا: بلى، قال: فإن هذا شفيق ناصح، فأطيعوه، فتابعه ناس كثير، و رجع إلى علي، فأخبره، و أتى ناس كثير، ثم دخلوا الكوفة فجعلوا يشترون السلاح و الخيل، فأخبر علي بذلك، فقال: دعوهم، ثم خرجوا حتى أتوا النهروان، فكان من شأنهم الذي قال عمر بن عبد العزيز حين خاصم شوذبا و شغل عليا قتالهم و شأنهم عن الخروج إلى دومة الجندل، فخرج أهل الشام و معاوية و قد كان عمرو و أبو موسى قدما المدينة فجاءوا بابن عمر، و عبد الرحمن بن الأسود، و المسور بن مخرمة، و صلحاء أهل المدينة، فلما اجتمعا بدومة الجندل قال عمرو لأبي موسى: هلمّ فلننظر في هذا الأمر.
فأمر بفسطاط ، فضرب، فدخل هو و أبو موسى، فقال لأبي موسى: إني أحب أن لا
ص: 292
تقول شيئا، و لا يستقيم رأينا على شيء إلا كتبناه، مخافة أن يوهم، أو يقول رجل شيئا ثم يقول: لم أقل هذا. قال: نعم، فدعا عمرو غلاما له كاتبا، و قد أوصاه: إذا كتبت فابدأ بي قبل أبي موسى، ففعل الغلام، فنظر عمرو في الصحيفة، فقال: أ لا أراك تبدأ بي قبل أبي موسى، هو أفضل مني و أحق بذلك مني، ابدأ به، ففعل، فقال: يا أبا موسى، إن صلاح هذه الأمة، و حقن دمائها خير مما وقع فيه علي و معاوية من الدماء، و انتهاك المحارم فإن في هذه الأمة صلاحا و خيرا، فإن رأيت أن نخرجهما من هذا الأمر و نستخلف على هذه الأمة رجلا فعلنا (1)؟قال: ما أرى بذلك بأسا، قال: فتراه ؟ قال: نعم، قال: اكتب يا غلام، ثم قال: يا أبا موسى، إن أمرنا هذا ينبغي أن لا تتكلم فيه، و لا ننظر فيه إلا على بساط و حمام، فإن شئت طوينا الكتاب، فوضعنا خاتمك و خاتمي عليه، ثم أصبحنا فجلسنا.
ففعلا، و وضعا الكتاب موضعا، و قد فرغ عمرو في نفسه ظفر قراره بقتل عثمان مظلوما و إخراجه عليا.
فلما كان الغد جلسا (2)،فقال عمرو: سم يا أبا موسى من شئت حتى انظر معك. قال:
الحسن بن علي. قال: يغفر اللّه لك، أ ترى الحسن (3) بلغ من قلة رأيه أن يخرج أباه من هذا الأمر و يجلس مكانه ؟ ما كان ليفعل، سمّ غيره.
قال: فإني أسمي عبد اللّه بن عمر، قال: نعم الرجل، و لكنه لا يطيق الخلافة، و لا يقوى عليها، و هو أورع من ذاك و أضيق. قال: فإني أسمي عبد الرحمن بن الأسود بن يغوث. قال: إنا للّه، و اللّه ما كان ذاك ليقوى على قربه. قال: و اللّه ما أدري، قد سميت من أعلم، فسم أنت، حتى انظر، قال: أفعل، قال: أسمي لك أقوى هذه الأمة عليها - أسداه رأيا، و أعلمه بالسياسة معاوية بن أبي سفيان. قال: لا و اللّه، ما هو لذاك بأهل قال: فأتيك بآخر، ليس بدون معاوية، قال: و من هو؟ قال: أبو عبد اللّه عمرو (4) بن العاص. قال: فلما قالها عرف أبو موسى أنه يلعب به، قال: أ فعلتها؟ فعل اللّه بك، إنما مثلك كمثل الكلب، أن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث. قال: بل أنت يفعل اللّه بك، إنما مثلك مثل الحمار يحمل أسفارا، فقاما فخرجا، و انطلق أبو موسى فلحق بمكة و انصرف أهل المدينة و الناس، غير أهل الشام، قال عمرو: و هذا الكتاب بيني و بينه عليه خاتمه و خاتمي، قد أقر بأن عثمان قتل
ص: 293
مظلوما و أخرج عليا من هذا الأمر، و عرض عليّ رجالا لم أرهم أهلا لهذا الأمر، و هذا الأمر إليّ أستخلف عليه من شئت. قد أعطيتموني عهودكم و مواثيقكم على ذلك يا أهل الشام، قالوا: صدقت، قال: فانطلق إلى منزله، فأرسل إليه معاوية يدعوه. فقال: إنما أجيئك إذ كانت لي إليك حاجة، فأما إذا كانت لك الحاجة إلينا، فأنت أحقّ أن تأتينا. فأمر معاوية بطعام كثير فصنع ثم دعا خاصته من مواليه و أهله فقال: إني سأغدو على هذا، فإذا دعوت بالطعام فدعوا مواليه و أهله فليجلسوا قبلكم، فإذا شبع رجل فقام فليجلس رجل منكم مكانه، فإذا خرجوا فلم يبق في البيت منهم أحد، فأغلقوا البيت (1) فغدا عليه معاوية و عمرو جالس على فرشه، فلم يقم له عنها و لم يدعه إليها، فجاء فجلس على الأرض فاتكأ على ناحية الفراش فحدّثه (2) ساعة و ضاحكه فقال: يا أبا عبد اللّه هل من غداء؟ قال: أما و اللّه شيء يشبع من ترى فلا؟ قال: يا غلام هلمّ غداءك، فجاءوا بالطعام فوضعه و قال: ادع مواليك و أهلك يا أبا عبد اللّه، فدعاهم، قال: ادع أنت (3) أصحابك، قال: نعم، يأكل أصحابك، ثم يجلس هؤلاء بعد فجعلوا كلما قام رجل جلس رجل مكانه، حتى خرج أصحاب عمرو، و جلس أصحاب معاوية في البيت، فأمر الذي و كله بذاك فأغلق الباب، قال عمرو: فعلتها (4)؟قال:
بيني و بينك أمران اختر أيهما شئت: البيعة لي أو أقتلك، قال: ليس و اللّه غيرهما لك، قال:
تأذن لقتير حتى أستشيره و انظر ما رأيه ؟ قال: لا ترى و اللّه قتيرا و لا يراك إلاّ قتيلا أو على ما قلت لك، قال: فاجعل لي مصر قال: هي لك ما عشت، فاستوثق كلّ واحد منهما من صاحبه، ثم خرج عمرو إلى أهل الشام فقال لهم: إني قد رأيت أن أبايع معاوية، لم أر أحدا أقوى على هذا الأمر منه، فبايعه أهل الشام، فانصرف خليفة، و رجع عليّ إلى الكوفة حتى قتل أهل النهروان (5) و أمره منتشر.
ص: 294
[ذكر من اسمه] (1) قحذم
5706 - قحذم بن أبي قحذم النّضر (2) بن معبد
أو ابن أبي قحذم سليمان بن ذكوان
الأزدي الجرمي البصري (3)
حدّث عن أبيه و سالم بن عبد اللّه بن عمر، و مكحول (4)(5).
روى (6) عنه: ابنه المجبر، و قتيبة بن سعيد، و إبراهيم بن مهدي المصّيصي.
و وفد على هشام بن عبد الملك رسولا من يوسف بن عمر (7) أمير العراق، فيما ذكره أبو محمّد عبد اللّه بن سعد القطربلي و قرأته بخطه.
أخبرنا (8) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، حدّثنا حمزة بن يوسف السهمي، أنبأنا عبد اللّه بن عدي (9)،حدّثنا أحمد بن علي المديني، حدّثنا
ص: 295
محمّد بن بحر بن مطر، حدّثنا داود بن مجبر (1) بن قحذم، أخبرني أبي محبر (2) بن قحذم عن أبيه قحذم بن سليمان، عن معاوية بن قرة المزني عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
«لتملأنّ الأرض جورا و ظلما، فإذا ملئت جورا و ظلما يبعث اللّه رجلا مني اسمه اسمي، أو اسمه (3) اسم أبي، يملأها عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما، فلا تمنع السماء شيئا من قطرها، و لا الأرض شيئا من نباتها، يمكث فيكم سبعا، أو ثمانيا فأكثر فتسعا، يعني [التسع] (4) سنين».
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد ابن إسماعيل قال (5):
قحذم بن أبي قحذم الجرمي الأزدي البصري.
قال قتيبة: قحذم بن النّضر بن معبد، سمع سالم بن عبد اللّه، و أباه، و مكحولا.
أخبرنا أبو الحسين (6) الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب شفاها قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.
قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (7):
قحذم بن أبي قحذم الجرمي البصري، و هو قحذم بن النّضر بن معبد، روى عن أبيه، و سالم بن عبد اللّه، و مكحول، روى عنه قتيبة بن سعيد، سمعت أبي يقول ذلك.
قال أبو محمّد: روى عنه إبراهيم بن مهدي المصّيصي.
ص: 296
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن (1) المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدار قطني قال:
أما قحذم فهو قحذم بن أبي قحذم، و اسم أبي قحذم النّضر بن معبد، روى عن سالم ابن عبد اللّه، و عن أبيه أبي قحذم النّضر بن معبد، و مكحول.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (2):
أما قحذم بالذال المعجمة فهو قحذم بن أبي قحذم، و هو النّضر بن معبد، روى عن سالم بن عبد اللّه، و عن أبيه النضر بن معبد، و مكحول.
ابن قيس بن أكلب (3) بن سعد بن عمرو بن غنم بن مالك
ابن سعد بن نبهان بن ثعل بن عمرو بن غوث بن طيّئ،
و اسم قحطبة زياد، و قحطبة لقب له
أبو عبد الحميد الطائي المروزي (4)
أحد دعاة بني العباس و قوّادهم.
وفد على محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس إلى الحميمة (5)،و قحطبة من أهل قرية شير نخشير (6) من قرى مرو.
حدّث عن أبيه.
روى عنه الحسين بن مصعب بن زريق المروزي من رواية أبي بشر أحمد بن محمّد بن
ص: 297
عمرو عن أبيه و عمه عن أبيهما عن جدهما عن الحسين بن مصعب، و أبو بشر ليس بثقة.
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنبأنا القاضي أبو محمّد الحسن بن الحسين بن محمّد بن رامين الأسترآباذي، أنبأنا علي بن أحمد بن عبد العزيز الجرجاني، أنبأنا أبو بشر أحمد بن محمّد بن عمرو المروزي، حدّثنا أبي و عمي، قالا: حدّثنا أبي عن جدي، حدّثنا الحسين بن مصعب بن زريق قال:
سمعت قحطبة بن شبيب بن خالد بن معدان بن سنبس (1) الطائي من قرية شير نخشير يحدث عن أبيه، عن خالد بن معدان، عن أم الدّرداء، عن أبي الدّرداء قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما شيء في الميزان أثقل من خلق حسن»[10542].
أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أحمد بن الفضل بن محمّد، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أبو العباس القاسم بن القاسم بن عبد اللّه بن مهدي السّيّاري قال: قال جدي أحمد بن سيّار.
في أسماء النقباء الاثني عشر و كلّهم من مرو: سبعة من العرب، و خمسة من الموالي، فأما السبعة من العرب منهم: أبو عبد الحميد قحطبة بن شبيب بن خالد بن معدان بن سمير (2)ابن قبيس بن كلب (3) بن سعد بن عمرو - و هو الصامت - بن تميم بن مالك بن سيف بن سودان الطائي من ربع خرفار (4) من قطان شير نخشير.
قال غيره في نسبه: سنبس بدل شمس و هو الصواب.
أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (5)،حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثني هارون بن سفيان، حدّثني أبو نعيم، حدّثني رجل من طيّئ عن أبيه قال:
إني لواقف مع قحطبة و أخيه و هم يقاتلون ابن هبيرة قال: فمرّ بهم رجل فقال له بعضهم: ممن الرجل ؟ قال: من طيّئ و الحمد للّه، قال: يقول قحطبة ما يسر هذا أن يكون قرشيا.
ص: 298
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة (1)،حدّثني محمّد بن معاوية، عن بيهس بن حبيب قال:
أصابت قحطبة طعنة في وجهه فوقع في الفرات فهلك، و لا نعلم به و لا يعلمون - يعني - في المحرم سنة اثنتين و ثلاثين و مائة.
قال خليفة: قحطبة زياد بن شبيب، قحطبة لقب له.
آخر الجزء الرابع بعد الأربع مائة من الأصل (2)(3).
ص: 299
ص: 300
5708 - قدامة (1) بن حماطة الضّبّي الكوفي
حدّث أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، و عمر بن عبد العزيز، و وفد عليه، و خالد بن منجاب، و زياد بن حدير (2).
روى عنه: سفيان الثوري، و جرير بن عبد الحميد، و عقبة بن مكرم الضّبّي، و سوار الشقري.
أنبأنا أبو علي الحسن (3) بن أحمد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ريذة (4)،أنبأنا سليمان بن أحمد الطّبراني، حدّثنا الحسين بن إسحاق التّستري، حدّثنا يحيى ابن عبد الحميد الحمّاني، حدّثنا أبي عن أبي هريرة الخياط (5) عن سواد (6) الشقري عن قدامة ابن حماطة قال:
كنت قاعدا عند عمر بن عبد العزيز فدخل علينا أبو بردة بن أبي موسى، فحدّث عمر بن عبد العزيز أنه سمع أباه يحدّث عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إذا كان يوم القيامة جيء باليهودي و النصراني فقيل: يا مسلم هذا فداؤك من النار»، فقال عمر بن عبد العزيز لأبي: بردة: اللّه
ص: 301
الذي لا إله إلاّ هو، لأنت سمعت أباك يحدّث هذا الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال: اللّه الذي لا إله إلاّ هو، لحدّثنيه أبي انه سمعه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فرأيت عمر بن عبد العزيز خرّ للّه شكرا ثلاث سجدات.
كذا في الأصل و الصواب [سوار، بالراء] (1) و لم يسم أبوه (2).
أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد ابن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي، و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسن الأصبهاني قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (3):
قدامة بن حماطة الضّبّي سمع عمر بن عبد العزيز، روى عنه الثوري، و جرير بن عبد الحميد، و عقبة بن مكرم.
أخبرنا أبو الحسين (4) القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي.
قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (5):
قدامة بن حماطة الضّبّي كوفي، روى عن خالد بن منجاب، و زياد بن حدير (6)،و عمر ابن عبد العزيز، روى عنه الثوري، و جرير، و سوار الشّقري، سمعت أبي يقول ذلك.
من ساكني جرود من إقليم معلولا (7) من أعمال دمشق.
له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز.
و أظنه الذي يأتي بعد.
ص: 302
حكى عن مكحول.
روى عنه: الوليد بن مسلم.
قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الربعي، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنبأنا أحمد بن عمير بن يوسف، حدّثنا أبو عامر موسى بن عامر، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا قذّة مولى لبني يزيد أنه رأى مكحولا دخل على كلثوم أمير دمشق يودعه، و خرج إلى غزو الصائفة.
قال قذة: فرأيت عليه عمامة و سيفا و سكينا (1) معلقة.
كذا وجدته مقيدا بخط ابن جوصا و الربعي.
شاعر.
وفد على بعض خلفاء بني أمية.
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أنبأنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد، أنبأنا أبو حاتم، أنبأنا أبو عبيدة قال:
كان الذي هاج بين كعب بن جعيل و هو من بني عوف بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب، و بين القرتع، أحد بني أوس بن تغلب، أن بعض خلفاء بني أمية سأل القرتع عن شرف تغلب و بيتهم (2) فيمن هما؟ فقال: في بني الأوس بن تغلب. فقال له الخليفة: تقول هذا و كعب حاضر؟ فقال: نعم، فجاء كعب فسأله عن قوله، فقال: بنو الأوس!؟ فقال كعب: من بنو (3) الأوس ؟ و ما فيهم ؟ فتشارا فقال كعب بن جعيل:
لعمرك ما السّفّاح منك (4) ابن خالد *** و ما أنت من أبناء عمرو بن جيجل
ص: 303
و ما لك في عمرو و عمران مسكة *** و لا في الكناني الأغرّ المحجّل
و ما لك في آل الهذيل دعاوة *** و لا في بني حوط الحظائر (1) فارحل
و ما الأوس إلاّ جعر خار يفرفر *** من الأرض يحيى جعره غير معجّل
السفاح (2) من بني خالد بن بكر، ثم من بني أسامة بن مالك بن بكر، و هو عمرو بن جيجل من بني مالك بن بكر.
و قوله مالك في عمرو: و عمرو، و عمران أبناء غنم بن تغلب فيهما الشرف و العدد، و أوس بن معدي كرب بن كعب بن كنانة بن تميم بن أسامة بن مالك بن بكر، و الهذيل بن هبيرة من بني ثعلبة بن بكر، و حوط الحظائر بن النمر بن قاسط فأجابه القرتع فقال:
فخرت بقوم لم يكن لك فخرهم *** و إنّك من أفعالهم لبمعزل
و إنك كالباني لتأتيك (3) غيره *** و كالمحتوي حوضا على غير منهل
ص: 304
ابن حرام بن الحارث بن حبيش بن سفيان بن عبد اللّه
ابن ناشب بن هذم بن عوذ بن غالب
ابن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان
ابن أعصر (1) بن سعد بن قيس بن عيلان القيسي القنّسريني (2)
من أمراء بني أمية.
ولاّه الوليد بن عبد الملك مصر، و كان سيئ السيرة.
حكى عن سعيد بن المسيّب.
روى عنه: الحكيم بن عبد اللّه بن قيس بن مخرمة.
كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن (3)الحسن بن سليم.
و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنبأنا أبو بكر الباطرقاني، أنبأنا أبو عبد اللّه بن
ص: 305
مندة، أنبأنا أبو سعيد بن يونس، حدّثني أحمد بن يونس بن عبد الأعلى، و كهمس بن معمر، و عيسى بن أحمد الصّدفي و غيرهم، قالوا: أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، حدّثنا إسحاق بن بكر بن مضر عن أبيه، عن جعفر بن ربيعة عن الحكيم (1) بن عبد اللّه بن قيس، عن قرّة بن شريك.
أنه سأل ابن المسيّب عن الرجل ينكح عبده وليدته ثم يريد أن يفرّق بينهما؟ قال: ليس له أن يفرّق بينهما.
قال أبو سعيد بن يونس: ليس لقرة بن شريك (2) غير هذا الحرف (3) الواحد.
قال ابن يونس: قرّة بن شريك بن مرثد بن حرام العبسي و ساق نسبه كما قدمناه، ثم قال: أمير مصر للوليد بن عبد الملك، و كان خليعا.
روى عنه سعيد بن المسيّب حرفا واحدا، رواه عنه حكيم بن عبد اللّه بن قيس، توفي قرّة بمصر و هو وال عليها في شهر ربيع الأول سنة ست و تسعين، و كان الوليد بن عبد الملك ولّى قرّة بن شريك و عزل عنها أخاه عبد اللّه بن عبد الملك فقال رجل من أهل مصر شعرا كتب به إلى الوليد بن عبد الملك:
عجبا ما عجبت (4) حين أتانا *** أن قد أمّرت قرّة بن شريك
و عزلت الفتى المبارك عنا *** ثم فيّلت (5) فيه رأي أبيك
كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد اللّه.
ح قال: و أنبأنا أبو عمرو بن مندة، عن أبيه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:
قرّة بن شريك بن مرثد بن الحارث بن حبيش بن سفيان بن عبد اللّه بن ناشب العبسي أمير مصر من قبل الوليد بن عبد الملك من أهل قنّسرين، قدم مصر في شهر ربيع الأول من سنة تسعين، فأقام واليا عليها سبع سنين، و توفي سنة ست و تسعين، أمره الوليد ببناء جامع
ص: 306
الفسطاط و الزيادة فيه، و ابتدأ ببنائه سنة اثنتين و تسعين و جعل على بنائه يحيى بن حنظلة مولى قريش، فأقام في بنائه سنتين، و قيل إن الناس كانوا يجمعون (1) الجمعة في قيسارية العسل حتى فرغ من بنائه، و قيل إنّ قرّة بن شريك كان إذا انصرف الصّنّاع من بناء المسجد دخل المسجد و دعا بالخمر و الطبل و المزمار، فشرب، و يقول: لنا الليل و لهم النهار، و كان قرّة بن شريك من أظلم خلق اللّه، و همّت الاباضية بقتله و الفتك به، و تبايعوا على ذلك، فبلغه ذلك فقتلهم (2).
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر الحافظ قال (3):
و أما هدم بكسر الفاء و سكون الدال: قرّة بن شريك بن مرثد بن الحارث بن حبيش بن سفيان بن عبد اللّه بن ناشب بن هدم، له شرف بالشام.
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد - إذنا - و أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء - شفاها - قالا:
أنبأنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو عروبة الحرّاني، حدّثنا أيوب، حدّثنا ضمرة، عن ابن شوذب قال:
كتب عمر بن عبد العزيز إلى عمر بن الوليد: إن أظلم منّي و أجور من ولّى قرّة بن شريك مصر أعرابي جلف جاف (4) أظهر فيها المعازف.
قال: و حدّثنا أيوب، حدّثنا ضمرة، عن ابن شوذب (5) قال: قال عمر بن عبد العزيز:
الوليد بالشام، و الحجاج بالعراق، و عثمان بن حيّان بالحجاز، و قرّة بن شريك بمصر امتلأت الأرض (6) و اللّه جورا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عيسى، حدّثنا أحمد بن يوسف بن
ص: 307
خالد التغلبي، حدّثنا أحمد بن أبي (1) الحواري، حدّثنا ضمرة عن علي بن أبي حملة، و عبد اللّه بن شوذب قال: قال عمر بن عبد العزيز:
الوليد بن عبد الملك بالشام، و الحجّاج بن يوسف بالعراق، و محمّد بن يوسف باليمن، و عثمان بن حيّان (2) المرّي بالحجاز، و قرّة بن شريك بمصر، امتلأت و اللّه الأرض جورا.
رواها سعيد بن أسد عن ضمرة عن ابن شوذب وحده (3).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطّبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال:
و في سنة تسعين نزع عبد اللّه بن عبد الملك في مصر و أمّر قرّة بن شريك يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول (4).
كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب، و حدّثني أبو بكر المؤدب عنه، أنبأنا عمي أبو القاسم عن أبيه.
ح قال المؤدب: و أنبأنا أبو عمرو بن مندة، عن أبيه قال: أنبأنا أبو سعيد بن يونس، حدّثني الحسين بن يزيد بن أسد بن سعيد بن كثير بن عفير، عن عبيد اللّه بن سعيد بن كثير بن عفير، حدّثني أبي، أخبرني القاسم بن الحسن بن راشد الهاشمي، أخبرتني والدتي عن أبيها أن رجلا من قريش كتب إلى الوليد بن عبد الملك:
عجبا ما عجبت حين أتانا *** أن قد أمرت قرّة بن شريك
و عزلت الفتى المبارك عنا *** ثم فيّلت (5) فيه رأي أبيك
أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، أنبأنا أبو إسحاق البرمكي.
ثم حدّثنا أبو المعمر الأنصاري، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا أبو الحسن الحربي، و أبو إسحاق البرمكي.
قالا: أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، حدّثنا أبو محمّد بن قتيبة قال:
ص: 308
روى الأصمعي عن جويرية (1) بن أسماء قال: خرج الوليد و هو مشعان الرأس يقول:
هلك الحجّاج، و قرّة بن شريك، يتفجع عليهما.
قال ابن قتيبة: يريد أنه منتفش (2) الشعر، يقال: رجل مشعان الرأس، و شعر مشعان إذا كان منتفشا (3).
قرأت بخط عبد الوهّاب بن عيسى بن عبد الرّحمن بن ماهان، أخبرني الحسن بن رشيق، حدّثنا محمّد بن أحمد بن حماد الأنصاري، حدّثني أحمد بن محمّد بن القاسم الوجيهي، حدّثني أبي، حدّثني صالح بن الوجيه قال:
و في سنة خمس و تسعين مات قرّة بن شريك عامل مصر، يعني، و الحجاج بن يوسف بورد خبر وفاتهما في يوم واحد على الوليد بن عبد الملك، فصعد المنبر و هو كاسف الحال (4) حاسرا فنعاهما إلى الناس و قال: و اللّه لأشفعنّ لهما شفاعة تنفعهما.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال: قال ابن (5) بكير: قال الليث بن سعد:
و في سنة تسع (6) و تسعين توفي قرّة بن شريك ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول.
كذا فيه، و أظنه سنة سبع أو ست.
و ذكر أبو عمر الكندي (7):أنه مات سنة ست و تسعين و أن ولايته كانت ست سنين إلاّ أياما (8).
و كذا ذكر أبو جعفر الطبري، و ذكر أنه مات في صفر، و قال بعضهم: كان هلاك ابن قرة في حياة الوليد في سنة خمس و تسعين.
ص: 309
ورد مع عبيد اللّه بن زياد دمشق لما هرب من البصرة بعد موت يزيد بن معاوية.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة (1).
حدّثنا وهب - يعني - ابن جرير عن أبيه عن الزبير بن الخرّيت (2)،عن أبي لبيد أن مسعود - يعني - بن عمرو المعني (3) بعث مع ابن زياد مائة رجل راكب من الأزد عليهم قرّة بن عمرو بن قيس ابن أخي الحارث بن قيس الجهضمي حتى قدموا الشام.
و يقال: قرّة مولى بني يزيد
حدّث عن مكحول و الأوزاعي.
روى عنه: الوليد بن مسلم.
و الصواب قذّة كما تقدم (4).
ص: 310
5715 - قريش بن الحسين بن روشك (1)
أبو صالح الجوني
حدّث عن تمام بن محمّد بن عبد اللّه الرازي.
روى عنه علي بن محمّد الحنائي (2).
قرأت بخط أبي الحسن الحنّائي (3)،أنبأنا أبو صالح قريش بن الحسين بن روشك الجوني، حدّثنا عبد اللّه (4) بن محمّد بن عبد اللّه الرازي، حدّثنا الحسن بن حبيب الحصائري، حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي الخناجر، حدّثنا مالك (5) بن عمرو، حدّثنا شعبة، عن السّدّي، عن أنس بن مالك قال:
أقامني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على يمينه - يعني - في الصلاة.
عبد اللّه بن محمّد هو تمام بن محمّد؛ دلسه الحنّائي (6).
و قد أخبرناه عاليا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا الحسن بن حبيب، حدّثنا أبو علي أحمد بن محمّد بن أبي الخناجر، فذكره، و لم يقل: ابن مالك.
ص: 311
أبو فراس الربعي البلقاوي
من أهل البلقاء من أعمال دمشق.
حدّث بمصر عن حريز (1) بن عثمان الرّحبي، و ضمرة بن ربيعة.
روى عنه: سعيد بن كثير بن عفير.
كتب إليّ أبو زكريا بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأنا عمي أبو القاسم عن أبيه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:
قريش بن المستنير بن المستهل يكنى أبا فراس شامي من أهل البلقاء، قدم مصر و حدث بها، يروي عن حريز (2) بن عثمان الرحبي و عن ضمرة بن ربيعة، روى عنه سعيد بن كثير بن عفير أحاديث صحاحا.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر بن المخلّص، أنبأنا أبو عبد اللّه الطوسي، حدّثنا الزبير بن بكّار قال في تسمية ولد هشام بن عبد الملك قال: و قريش لأم ولد (3).
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و غيره قالا: حدّثنا عبد العزيز [بن أحمد] (4)،أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا محمّد ابن عائذ عن الوليد، أخبرني (5) شيخ من آل معاوية بن هشام قال:
توفي في سنة تسع عشرة و مائة، و غزا الصائفة بعده (6) مسلمة (7) بن هشام، و قريش بن هشام قال: ثم ولّى هشام: سليمان بن هشام الصوائف حتى توفي، و قتل معه في بعضها البطّال، و مالك بن شبيب.
ص: 312
و يقال: ابن الأسود
أبو الغادية (3)
مولى زياد بن أبي سفيان، و يقال: مولى عبد الملك بن مروان و يقال: بل هو من بني الحريش من أهل العراق حدّث عن أبي سعيد الخدري، و أبي هريرة، و ابن عمر، و عبد اللّه بن عمرو.
روى عنه: مجاهد، و عبد الملك بن عمير (4)،و عاصم بن سليمان الأحول، و قتادة بن دعامة، و عمارة بن عمير، و يحيى بن إسماعيل بن جرير، و عمرو بن دينار، و سهم بن منجاب.
و قدم دمشق فحدّث عنه من أهلها: مكحول، و عطية بن قيس، و ربيعة بن يزيد، و يزيد ابن أبي مريم، و عروة بن رويم اللخمي، و زيد بن واقد، و عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، و روى عن عبد العزيز عن يحيى عنه.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، و أبو القاسم زاهر بن طاهر قالوا: أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن.
ص: 313
[ح و] أخبرنا أبو محمّد بن إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنبأنا أبو حفص بن مسرور، قالا: أنبأنا أبو سعيد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب الرازي، أنبأنا محمّد بن أيوب البجلي، أنبأنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا هشام، حدّثنا قتادة، عن قزعة، عن أبي سعيد، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:
«لا تشدّ الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، و مسجد المدينة، و بيت المقدس»[10543].
و قال:«لا تسافر المرأة فوق ثلاث إلاّ مع ذي محرم»[10544].
و نهى عن صوم يومين، و عن صلاتين: و عن صوم يوم النحر و يوم الفطر، و عن صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس، و عن صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس (1)[10545].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني - قراءة عليه و أنا حاضر - حدّثنا أبو بكر بن مالك - إملاء - حدّثنا الفضل بن الحباب الجمحي - بالبصرة - حدّثنا ابن كثير، و أبو الوليد، عن شعبة، عن عبد الملك بن عمير (2)، عن قزعة مولى زياد، عن أبي سعيد الخدري قال: ثلاث قالهن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - أو سمعتهن منه آنقنني (3) و أعجبنني-:
لا تسافر امرأة مسيرة يومين أو ليلتين إلاّ و معها ذو محرم أو زوجها، و لا صوم يومين:
يوم النحر، و يوم الفطر، و لا صلاة بعد العصر حتى تطلع الشمس و بعد العصر حتى تغرب الشمس (4)،و لا تشدّ الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، و المسجد الأقصى، و مسجدي هذا.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ، حدّثنا أبو العباس بن قتيبة، حدّثنا يزيد بن خالد أبو خالد الرملي، حدّثنا يحيى ابن حمزة، عن عبد العزيز بن عمر، عن قزعة، حدّثنا ابن عمر قال:
ص: 314
و دعه النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«استودع اللّه دينك و أمانتك و خواتيم عملك»[10546].
تابعه محمّد بن المبارك الصوري، و هشام بن عمار (1) عن يحيى بن حمزة (2).
و هكذا رواه وكيع بن الجرّاح عن عبد العزيز.
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (3)،حدّثنا وكيع، حدّثنا عبد العزيز بن عمر، عن قزعة قال: قال ابن عمر: أودّعك كما ودّعني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«استودع (4) اللّه دينك و أمانتك و خواتيم عملك»[10547].
و رواه أبو حمزة، و عبدة بن سليمان، و أبو نعيم، و يحيى بن نصر بن حاجب المروزي، و مروان بن معاوية الفزاري، و عبد اللّه بن داود الخريبي، و عيسى بن يونس، فأدخلوا بين (5)عبد العزيز و قزعة رجلا سماه أبو ضمرة و عبدة بن سليمان، و أبو نعيم، و يحيى بن نصر:
و يحيى بن إسماعيل بن جرير، و سماه (6) مروان: و الحسن بن إسماعيل بن جرير، و سماه عيسى: إسماعيل بن محمّد بن سعد.
رواه عبد اللّه بن عمر بن حفص العمري عن عبد العزيز، عن مجاهد بدلا من قزعة عن ابن عمر.
فأمّا حديث أبي ضمرة:
فأخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسن (7) الحنّائي (8)،أنبأنا أبو علي الحسن (9) بن عمر بن الحسن (10) بن يونس.
ح و أخبرناه أبو القاسم إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم الدواني (11)،أنبأنا أبو منصور بن شكرويه، قالا: أنبأنا أبو الحسن علي بن القاسم النجاد بالبصرة.
ص: 315
ح و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقور، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمران، قالا: أنبأنا أبو روق أحمد بن محمّد بن بكر الهزّاني، حدّثنا أبو عياض، حدّثنا أبي أنس بن عياض، عن عبد العزيز بن عمر، عن يحيى بن إسماعيل، عن قزعة قال:
كنت عند عبد اللّه بن عمر فأردت الانصراف فقال: مكانك حتى أودّعك كما ودّعني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأخذ بيدي فصافحني ثم قال:«استودع اللّه دينك و أمانتك و خواتيم عملك»[10548].
و أمّا حديث عبدة:
فأخبرناه أبو [المجد] (1) المعالي (2) بن هبة اللّه بن الحسن التغلبي، أنبأنا سهل بن بشر ابن أحمد الأسفرايني، أنبأنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن زكريا، أنبأنا أبو عبد الرّحمن النسائي، أنبأنا الحسن بن إسماعيل بن سليمان، أنبأنا عبدة، عن عبد العزيز بن عمر، عن يحيى بن إسماعيل، عن قزعة، عن ابن عمر قال: ودّع النبي صلى اللّه عليه و سلم رجلا فقال:«استودع اللّه دينك و أمانتك و خواتيم عملك»[10549].
و أمّا حديث أبي نعيم الملائي:
فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (3)،حدّثنا أبو نعيم.
ح و أخبرناه أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين الزهري، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد، و أبو المحاسن أسعد بن علي، قالوا: أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفر الداودي، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية الحموي، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن خزيم، حدّثنا عبد بن حميد، حدّثنا أبو نعيم.
ح و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو بكر القطّان، و أبو نصر بن الجندي، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسين بن أبي العقب.
ص: 316
و أخبرناه أبو الحسن (1) بن قبيس، أنبأنا أبي أبو العباس، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، قالوا: أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا أبو نعيم.
ح و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و عمر بن عبيد اللّه، و محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، و عبد الرّحمن بن أحمد بن علي الزجاجي.
و أخبرناه أبو المكارم أحمد بن عبيد اللّه بن عبد الملك بن الشهرزوري، و أبو الفرج محمّد بن محمّد بن أحمد بن الطير (2)،و أبو محمّد سفيان بن إبراهيم بن عبد الوهّاب، و أبو الحسن (3) مرجان بن عبد اللّه الحسني، و أبو الحسن (4) سعد الخير بن محمّد بن سهل، و أبو حفص عمر بن عبد اللّه بن أبي طاهر الحربي، و أبو القاسم بن السمرقندي، قالوا: أنبأنا أبو الخطّاب نصر بن أحمد بن البطر (5).
و أخبرناه أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، قالوا: أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى، أنبأنا أبو عبد اللّه المحاملي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى القاضي، حدّثنا أبو نعيم.
ح و أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو القاسم (6) زاهر بن طاهر، قالا: أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو محمّد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن علي بن دحيم، حدّثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة، أنبأنا أبو نعيم.
حدّثنا عبد العزيز بن عمر، عن يحيى بن إسماعيل بن جرير، عن قزعة قال:
أرسلني ابن عمر إلى - و قال ابن حصين: في - حاجة فأخذ بيدي و قال:- و في حديث ابن الحصين: فقال: تعال (7) حتى أودّعك كما ودّعني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و قال ابن الحصين:
النبي (8) صلى اللّه عليه و سلم - و أرسلني إلى - و قال ابن الحصين: في - حاجة، و في حديث أحمد بن حازم و أبي زرعة: حاجة - له فقال:«استودع اللّه دينك و أمانتك و خواتيم عملك»[10550].
ص: 317
قال أبو زرعة بالإسناد الذي قدمناه عنه: أبو نعيم أعلم بهذا الحديث من يحيى بن حمزة.
و أمّا حديث يحيى بن نصر بن حاجب:
فأخبرناه أبو سعد (1) بن البغدادي، أنبأنا أبو المظفر محمود بن جعفر بن محمّد بن أحمد، و أبو الطيب محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان، قالا: أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان بن البغدادي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن علي بن الحسين بن يزيد الهمداني (2)،حدّثنا محمّد بن عمران بن حبيب، حدّثنا يحيى بن نصر بن حاجب القرشي، حدّثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن يحيى بن إسماعيل بن جرير البجلي، عن قزعة - و كان قزعة قد خدم عبد اللّه بن عمر - قال: قال عبد اللّه بن عمر: و أرسلني في حاجة - يعني - قف حتى أودّعك كما ودّعني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أرسلني في حاجة له و أخذ بيدي فقال:«استودع اللّه دينك و أمانتك و خواتيم عملك»[10551].
و أمّا حديث مروان:
فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثنا أبي (3)،حدّثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن جرير، عن قزعة قال: قال عبد اللّه بن عمر، و أرسلني في حاجة له،[فقال: تعال، حتى أودعك كما ودعني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أرسلني في حاجة له،] (4) فأخذ بيدي فقال:«استودع اللّه دينك و أمانتك و خواتيم عملك»[10552].
و أمّا حديث الخريبي (5):
أخبرناه أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن داود، و أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي، قالا: أنبأنا أبو [علي] (6) علي بن أحمد بن علي، أنبأنا القاسم بن جعفر بن محمّد،
ص: 318
أنبأنا أبو علي محمّد بن أحمد بن عمر، حدّثنا أبو داود السّجستاني، حدّثنا مسدّد، حدّثنا عبد اللّه بن داود، عن عبد العزيز بن عمر، عن إسماعيل بن جرير، عن قزعة قال:
قال لي ابن عمر: هلمّ أودّعك كما ودّعني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أستودع اللّه دينك و أمانتك و خواتيم عملك»[10553].
و أمّا حديث عيسى:
فأخبرناه أبو المجد معالي بن هبة اللّه بن الحبوبي (1)،أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا علي ابن منير بن أحمد، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن زكريا، أنبأنا أبو عبد الرّحمن النسائي، أنبأنا الحسين بن حريث أبو عمار، أنبأنا عيسى، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، أخبرني إسماعيل بن محمّد بن سعد عن قزعة قال:
أتيت ابن عمر أودّعه فقال: أودّعك كما ودّعني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أخذ بيدي فحرّكها و قال:«استودع اللّه دينك و أمانتك و خواتيم عملك»[10554].
و أمّا حديث العمري:
فأخبرتنا به أم البهاء فاطمة بنت محمّد،[قالت] (2) أنبأنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد العيّار، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن عمر، حدّثنا أبو حامد بن الشرقي (3)،حدّثنا العباس بن محمّد، حدّثنا خالد (4) بن مخلد، حدّثنا عبد اللّه العمري، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن مجاهد، عن ابن عمر قال:
كان النبي صلى اللّه عليه و سلم إذا أراد أن يودّع رجلا قال:«أستودع اللّه دينك و أمانتك و خواتيم عملك»[10555].
رواه النسائي عن عباس الدوري، و قد صحّ سماع قزعة من ابن عمر.
أنبأنا أبو علي محمّد بن محمّد بن المهدي، حدّثنا علي بن عمر بن محمّد بن
ص: 319
القزويني، أنبأنا عمر بن أحمد بن هارون، حدّثنا أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثني عبد الرّحمن بن موسى الأيلي، حدّثنا عبد اللّه بن واقد، عن عبد اللّه ابن مسلم بن هرمز، عن قزعة.
أنه أهدى إلى ابن عمر ثيابا هروية، فلمّا خرج مشى معه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسن (1) بن الحمامي (2)،أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنبأنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح ابن حبيب يقول: قزعة الحرشي لقي ابن عمر.
أخبرنا (3) أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنبأنا أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى، أنبأنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، حدّثنا أبي، حدّثنا أبو داود، حدّثنا هشام بن أبي عبد اللّه، عن قتادة، عن قزعة العقيلي و غيره يقول: قزعة مولى زياد.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد ابن إسماعيل قال (4):
قزعة بن يحيى مولى زياد قاله الوليد عن شعبة عن عبد الملك، و قال ابن جريج مولى عبد الملك و قال علي بن عبد اللّه: قزعة بن الأسود، و أهله يقولون: نحن حرشيون (5).
أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنبأنا أبو القاسم ابن مندة، أنبأنا - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي.
قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (6):
ص: 320
قزعة بن يحيى مولى زياد، و يقال: مولى عبد الملك، و يقال: هو جرشي (1)،روى عن أبي سعيد الخدري، و ابن عمر، و عبد اللّه بن عمرو (2)،و أبي هريرة، روى عنه مجاهد، و عمارة بن عمير، و عاصم الأحول، و قتادة، و عبد الملك بن عمير، و يحيى بن إسماعيل بن جرير، و سهم بن منجاب، و عمرو بن دينار، و روى عنه عمرو بن دينار عن طلق عنه حديث «الطور» و لا ندري سمع منه قتادة أم لا، فإنه يحدّث عن عبد الرّحمن بن برثن عن قزعة، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه، و أبو غالب الماوردي، قالا: أنبأنا أبو علي التستري (3)،أنبأنا أبو عمر الهاشمي، أنبأنا أبو علي اللؤلؤي، حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: قزعة مولى زياد.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو الغادية قزعة بن يحيى، و يقال: ابن الأسود الحرشي و يقال: مولى زياد، و يقال:
مولى عبد الملك، سمع أبا سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري، و أبا عبد الرّحمن عبد اللّه ابن عمر العدوي، روى عنه أبو الخطاب قتادة (4) بن دعامة السّدوسي، و أبو عمر عبد الملك ابن عمير القرشي، و سهم بن منجاب السعدي، و يزيد بن أبي مريم أبو عبد اللّه الأنصاري، و عمارة بن عمير التميمي، و أبو يحيى سلمة بن كهيل الحضرمي.
أخبرنا أبو العباس الثقفي، حدّثنا الحسين (5) بن أبي زيد، حدّثنا عبيدة بن حميد، حدّثنا عبد الملك بن عمير عن رجل يكنى أبا الغادية هو قزعة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا محمّد بن طاهر، أنبأنا مسعود بن ناصر، أنبأنا عبد الملك بن الحسن، أنبأنا أبو نصر البخاري قال (6):
قزعة بن يحيى مولى زياد، و يقال: قزعة بن الأسود و أهله يقولون: نحن حرشيون،
ص: 321
حدّث عن أبي سعيد الخدري، روى عنه عبد الملك بن عمير في فضل الصلاة بمكة، و الصوم، و جزاء الصيد.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد بن أحمد.
[ح] و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا الحسين بن جعفر.
قالوا: أنبأنا الوليد بن بكر، أنبأنا علي بن أحمد، حدّثنا صالح بن أحمد العجلي، حدّثني أبي (1) قال: قزعة بن يحيى مولى زياد، بصري، تابعي، ثقة.
قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا محمّد بن إبراهيم الطّرسوسي، أنبأنا محمّد بن محمّد بن داود، أنبأنا أبو محمّد ابن خراش قال: قزعة العقيلي مولى زياد بن أبيه، قزعة صدوق، كان بالبصرة و بالشام.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا أبي، حدّثنا إسماعيل بن أبان، حدّثنا محمّد بن زياد الهلالي، حدّثنا عبد الملك بن عمير، حدّثنا قزعة و كان رجلا يسبق الحاجّ في سلطان معاوية (2).
ص: 322
[ذكر من اسمه] (1) قسام
أبو بكر الهمذاني (2)
حدّث عن عبد العزيز الكتّاني.
روى عنه: طاهر بن بركات الخشوعي.
و سمع منه أبو الفتيان الدّهستاني، و أبو محمّد بن الأكفاني.
أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن (3) أحمد المزكي، أنبأنا أبو بكر قسام بن إبراهيم بن محمّد ابن القاسم الهمذاني، ساكن دمشق، أنبأنا عبد العزيز بن أحمد الدمشقي، حدّثنا قسام بن محمّد بن عبد اللّه الرازي، حدّثنا محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن إسحاق بن الحريص، حدّثنا محمّد بن حسان بن يزيد الجزري (4)،حدّثنا وكيع، عن سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أكل اللحم يحسّن الوجه، و يحسّن الخلق»[10556].
ص: 323
5720 - قسام الحارثي (1)
من بني الحارث بن كعب من اليمن
كان من أهل قرية من قرى جبل سنير (2) يقال لها تلفيتا (3) و كان ينقل التراب على الدواب، ثم اتصل برجل يعرف بأحمد بن الجسطار (4) من أحداث دمشق.
فكان من حزبه، ثم غلب على دمشق مدة، فلم يكن للولاة معه أمر (5)،إلى أن قدم بلتكين التركي من مصر و غلب قساما و دخل دمشق يوم الخميس لثلاث عشرة بقين من المحرم سنة ست و سبعين و ثلاثمائة، فبقي أياما مستترا ثم استأمن قسام إليه فقيده و حمله إلى مصر، فعفي عنه، و أطلق، و كان قد مدحه عبد المحسّن الصوري بقصيدة ميمية.
ص: 324
[ذكر من اسمه] (1) قسطنطين
أبو الحسن الرومي (2)
مولى المعتمد على اللّه.
سمع بدمشق هشام بن عمّار، و بغيرها: أبا بكر و عثمان ابني أبي شيبة، و الحسن بن عرفة، و إسحاق بن الضيف، و أحمد بن منصور الرّمادي.
روى عنه: أبو أحمد بن عدي.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا[-و] (3) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا أبو سعد الماليني - قراءة - أنبأنا عبد اللّه بن عدي الحافظ .
أن قسطنطين بن عبد اللّه الرومي مولى المعتمد على اللّه أمير المؤمنين.
قال ابن عدي في غير هذا الحديث بسرّمن رأى: حدّثنا إسحاق بن الضّيف، حدّثنا الوليد بن سلمة الأردني (5)،حدّثنا عمر بن قيس، عن الزهري، عن ابن المسيّب عن أبي بكر الصّدّيق قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ليس لنا مثل السوء، العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه»[10557].
ص: 325
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (1)،حدّثنا قسطنطين بن عبد اللّه الرومي مولى المعتمد على اللّه أمير المؤمنين، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا خالد بن مخلد، حدّثنا سليمان بن بلال، حدّثني عمارة بن غزية الأنصاري قال: سمعت عبد اللّه بن علي بن الحسين يحدّث عن أبيه عن جده قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ البخيل من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ »[10558] صلى اللّه عليه و سلم.
أخبرنا أبو الحسن المالكي، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):
قسطنطين بن عبد اللّه أبو الحسن مولى المعتمد على اللّه، كان بسرّمن رأى، و حدّث عن أبي بكر، و عثمان ابني أبي شيبة، و إسحاق بن الضّيف، و الحسن بن عرفة، روى عنه ابن عدي الجرجاني.
ص: 326
ذكر من اسمه قسيم (1)
5722 - قسيم بن عمر (2) بن يعلى
ابن قسيم بن نجيح القرشي
من أهل قرية العبّادية (3).
له ذكر فيما ذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز.
5723 - قسيم (4) بن هشام بن محمّد
ابن هشام بن ملاّس بن قسيم
أبو القاسم النميري
حدّث عن جده أبي جعفر محمّد بن هشام.
كتب عنه أبو الحسين (5) الرازي.
و روى عنه: عبد الوهاب الكلابي، و أبو بكر محمّد بن سليمان الربعي.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و حدّثني أخي أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن الفقيه - رحمه اللّه - عنه (6)،أنبأنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد الكتّاني (7)،أنبأنا أبو نصر بن
ص: 327
الجبّان، أنبأنا محمّد بن إسحاق، حدّثنا أبو القاسم قسيم بن هشام بن محمّد بن ملاّس، حدّثني جدي محمّد بن هشام بن ملاّس قال: سمعت علي بن بشر الكوفي يقول:
توفي كدام أبو مسعر (1) بن كدام فغسّل و كفّن و أدخل في لحده، فاختلج فقالوا: حي، فحلّ من أكفانه بعد خروجه من القبر، فولد له بعد ذلك مسعر بن كدام.
أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي (2)،أنبأنا جدي أبو محمّد، أنبأنا أبو علي الأهوازي - إجازة-.
ح قال: قال عبد الوهاب في تسمية شيوخه: قسيم بن هشام بن محمّد بن هشام بن ملاّس.
قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد فيما ذكر أنه نقله من خط أبي (3) الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق: أبو القاسم قسيم بن هشام بن محمّد بن هشام بن ملاّس بن قسيم النميري، مات في سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمائة.
حكى بعض مقتل الوليد بن يزيد.
حكى عنه عمر بن مروان الكلبي.
و يقال: مولى عمر بن عبيد اللّه (4) القرشي
روى عنه: سعيد بن عبد العزيز.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف - قراءة عليه - أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد بن سعيد بن النحاس - بمصر - قال: قرئ على أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن فراس - بمكة - أنبأنا علي بن عبد العزيز، حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، حدّثنا أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز، عن قسيم مولى عمر بن فلان قال:
كان ملك هذه المدينة - يعني: دمشق - له ابنة فتزوجها ابن أخيه، فطلّقها، فأفتاه يحيى
ص: 328
بن زكريا أنها لا تحلّ لك حتى تنكح زوجا غيره، فقالت لها أمّها: إذا كنت بين يدي الملك فقال: حاجتك ؟ فقولي: رأس يحيى، فقالت له ذلك: فأعظمه، فقال جلساؤه: امض لها ما جعلت لها، فأتى يحيى بن زكريا و هو قائم يصلي في جيرون، فقطع رأسه، ثم ذهبت البنت تحمله في طبق، حتى إذا بلغت إلى موضع الفسيقة (1) خسف بها، فخرجت أمها فقيل لها:
أدركي بنتك، فجاءت و لم يبق إلاّ رأسها، فقالت: اقطعوا رأسها، فقطعوا رأسها، و أخزى اللّه ذلك الملك.
رواه مروان بن محمّد الطّاطري عن سعيد، عن قسيم مولى يزيد بن معاوية أتم من هذا، و سيأتي في ترجمة يحيى.
و أنبأناه أبو القاسم أيضا، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، حدّثنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد، حدّثنا يزيد بن محمّد بن عبد الصمد [قال:] قال أبو مسهر: حدّثنا سعيد عن قسيم مولى عمر بن عبيد اللّه (2) قال:
كان ملك هذه المدينة - دمشق - زوّج ابنه ابنة أخيه، أو ابن أخيه فطلّقها، فأفتى يحيى ابن زكريا أنها لا تحلّ له حتى تنكح زوجا غيره، فقالت لها أمها: إذا أنت رقيت بين يدي الملك فقال لك: ما حاجتك ؟ فقولي: رأس يحيى بن زكريا، قال: فوقفت بين يدي الملك زفنا تعجب منه قال سعيد: أرى إبليس الذي زفن، قال: و كانت بنت أحدهم إذا زفّنت (3) بين يدي الملك فلها ما سألت، فقال لها: ما حاجتك ؟ قالت: رأس يحيى بن زكريا، قال:
فأعظم ذلك، فقال له جلساؤه: امض لها ما جعلت لها، فأتى يحيى بن زكريا و هو في جيرون قائم يصلّي فضرب رأسه، ثم ذهبت به تجعله في طبق حتى إذا انتهت إلى موضع الفسيقة (4)خسف بها، فأتيت أمها فقيل لها: أدركي ابنتك، قال: فجاءت و لم يبق إلاّ رأسها، فقالت:
اقطعوا لي رأسها، قال: فقطعوا رأسها.
قال سعيد: و أخزى اللّه الملك، و كان اسم الجارية و اسم أمها هروسة (5).
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن
ص: 329
محمّد، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن الفرج، حدّثنا أحمد بن أنس، حدّثنا محمود بن خالد، حدّثنا مروان بن محمّد، حدّثني سعيد بن عبد العزيز عن قسيم مولى بني يزيد قال:
كان ملك دمشق قد طلّق امرأته ثلاثا، فاستفتى يحيى بن زكريا فقال له يحيى: لا تحلّ لك حتى تنكح زوجا غيرك، قال: فحقدت عليه قال: و كانت لها ابنة تزفن بين يدي أبيها، قال: و كانت إذا زفنت سألت حاجة فقضاها، فقالت لها أمها: اذهبي فازفني بين يديه قال:
فجاءت فزفنت زفنا لم تزفن قط مثله، فلمّا فرغت قال: حاجتك، قالت: حاجتي رأس يحيى ابن زكريا، فقال: ويحك ما رابك إلى رأس نبيّ من أنبياء اللّه عزّ و جلّ ، سلي ما شئت غيره، قالت: ما لي حاجة غيره، قال: فلمّا رأى ذلك قال: اذهبوا (1) فاقطعوا لها رأسه، قال: فأتي و هو قائم يصلي عند جيرون - قال محمود: و هو المسجد الذي عند باب جيرون - قال: فقطع له رأسه و أتى به على طبق قال: فجعل الرأس يقول و هو على الطبق: لا تحلّ لك حتى تنكح زوجا غيره، قال: فلمّا كانت عند الفسيقة (2) عند المكانسيين خسف بها، قال: فأتيت أمها فقيل لها: إنه قد خسف بابنتك، قال: فجاءت تصيح يديها على رأسها، قال: فقالت: اقطعوا لي رأسها، قال: فلمّا قطع رأسها قال: فلفظت (3) الأرض جثتها.
5726 - قصير، و يقال: قيصر (4)
من تابعي أهل دمشق، و يقال: من أهل مصر.
روى عن ابن عمر.
روى عنه: مكحول، و يزيد بن أبي حبيب، و جعفر بن ربيعة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو زرعة، و أبو بكر ابنا (5) أبي دجانة، قالا: حدّثنا إبراهيم بن دحيم، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا يحيى بن حمزة، حدّثني النعمان، عن مكحول.
أن قيصر حدّث عن ابن عمر أنه كان يصلّي على راحلته حيث توجهت به، فسئل أسنّة
ص: 330
هي ؟ قال: سنّة، قالوا: سمعتها من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فتبسم، و قال: سمعتها[10559].
أخبرناه أبو علي الحداد في كتابه، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد الطّبراني، حدّثنا محمّد بن أبي زرعة الدمشقي، حدّثنا هشام ابن عمّار، حدّثنا يحيى بن حمزة، حدّثنا النعمان بن المنذر، عن مكحول.
أن قيصر (1) حدّثه عن ابن عمر أنه كان يصلي على راحلته حيث توجهت، فسئل أسنّة هي ؟ قال: سنّة، قيل: سمعتها من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فتبسم، و قال: سمعتها.
أخبرناه أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن نصر، أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا عمران بن بكار الكلاعي، حدّثنا محمّد بن المبارك الصوري، حدّثنا يحيى بن حمزة، حدّثني النعمان - يعني - بن المنذر عمّ مكحول.
أن قيصر (2) حدّثه أن ابن عمر كان يصلّي على راحلته حيث توجهت به، فسئل عن ذلك: أسنّة هي ؟ قال: سنّة، قالوا: سمعتها من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فتبسّم، ثم قال: و سمعتها.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن عمر، أنبأنا أبو محمّد بن أبي شريح، حدّثنا محمّد بن أحمد بن عبد الجبّار الرّداني (3)،حدّثنا حميد بن زنجويه، حدّثنا عبد اللّه بن يوسف، حدّثنا الهيثم بن حميد، أخبرني النعمان، عن مكحول قال:
مرض كعب فأكب عليه رجل يدعى قصير قال: كيف تجدك (4)،قال: بخير جسد حبس بذنبه فان، تتبعه نفس فأمره إلى اللّه، إن شاء عذّبها، و إن شاء رحمها، و إن يقم من مرضه يقوم و لا ذنب له.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ص: 331
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.
قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (1):
قيصر من أهل مصر، روى عن ابن عمر، روى عنه مكحول، و يزيد بن أبي حبيب، و جعفر بن ربيعة، سمعت أبي يقول ذلك، و سألته عنه فقال: ليس به بأس.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (2)،أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنبأنا أبو عبد اللّه الكندي، حدّثنا أبو زرعة قال في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من تابعي أهل الشام: قصير الكلابي.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي (3)،أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا أحمد بن عمير قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثانية: قصير الكلابي دمشقي، و في رواية ابن عتّاب: قيصر.
و ذكره سليمان بن أيوب بن حذلم عن هشام بن عمّار، و قال قيصر أيضا.
أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أبو سعيد بن يونس قال:
قيصر بن أبي غزيّة مولى تجيب، و ينسب إلى ولاء معاوية بن حديج (4)،يروي عن ابن عمر، أو ابن عمرو، و الصواب ابن عمر، روى عنه يزيد بن أبي حبيب، و قد روي مكحول عن قيصر عن ابن عمر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الصلاة على الراحلة.
ص: 332
و هو قيصر بن أبي بحرية هذا أراه سمع منه مكحول حين كان بمصر عند الهذيل، و اللّه أعلم.
[قال ابن عساكر:] (1) كذا قال ابن يونس، و قد ذكره أبو زرعة و ابن سميع في الدمشقيين.
[ذكر من اسمه] (1) قضاعي
5828 - قضاعي بن عامر - و يقال: بن عمرو - العذري (2)
ممن أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و استعمله على بني أسد، و شهد فتح دمشق، و كان أحد الشهود في كتاب صلحها، له ذكر.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة، حدّثنا محمّد بن (3) سعد (4)،أنبأنا محمّد بن عمر الأسلمي، حدّثني معمر بن راشد، و محمّد بن عبد اللّه، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، عن ابن عباس.
ح قال: و حدّثنا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن المسور بن رفاعة.
قال: و حدّثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه، قال: و حدّثنا عمر بن سليمان بن أبي خيثمة عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن جدته الشّفاء.
ح قال: و حدّثنا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن محمّد بن يوسف، عن السائب ابن يزيد، عن العلاء بن الحضرمي دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا (5):و كتب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
ص: 334
بسم اللّه الرّحمن الرحيم، من محمّد النبي إلى بني أسد، سلام عليكم، فإنّي أحمد إليكم اللّه الذي لا إله إلاّ هو، أمّا بعد، فلا تقربن مياه طيّئ، و أرضهم، فإنه لا تحل (1) لكم مياههم و لا يلجنّ أرضهم إلاّ من أولجوا (2) و ذمة محمّد صلى اللّه عليه و سلم بريئة ممن عصاه، و ليقم قضاعي بن عمرو، و كتب خالد بن سعيد.
قال: و قضاعي بن عمرو من بني عذرة، و كان عاملا عليهم.
أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم، ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن قالا: أنبأنا أبو علي بن شاذان، أنبأنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم البغوي.
ح قال: و أنبأنا طرّاد بن محمّد، أنبأنا أحمد بن علي بن [البادا، أنا حامد بن محمد بن عبد اللّه الهروي قالا: أنا علي بن] (3) عبد العزيز، حدّثنا أبو عبيد، حدّثنا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي، عن ابن سراقة.
أن خالد بن الوليد كتب لأهل دمشق:
هذا كتاب من خالد بن الوليد لأهل دمشق، إنّي أمّنتهم على دمائهم و أموالهم و كنائسهم.
قال أبو عبيد: و ذكر فيه كلاما لا أحفظه، و في آخره.
شهد أبو عبيدة بن الجرّاح، و شرحبيل بن حسنة، و قضاعي بن عامر، و كتب سنة ثلاث عشرة (4).
ص: 335
[ذكر من اسمه] (1) قطبة
و يقال: قتادة بن قطبة العذري (2)
له صحبة، شهد غزوة مؤتة، و كان على ميمنة عسكر المسلمين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين (3) بن النقور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو الحسين رضوان بن أحمد.
ح و أخبرنا (4) أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي (5)،أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو العباس محمّد بن يعقوب.
قالا: حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار، حدّثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال:
فمضى الناس فتعبّى (6) لهم المسلمون، فجعلوا على ميمنتهم رجلا من بني عذرة يقال له قطبة بن قتادة، و على ميسرتهم رجلا من الأنصار يقال له عباية بن مالك، فالتقى الناس.
انتهت رواية الفراوي، و زاد ابن السّمرقندي قال: و حدّثنا يونس عن ابن إسحاق قال (7):
و قد كان قطبة بن قتادة العذري الذي كان على ميمنة المسلمين، قد حمل على مالك بن
ص: 336
رافلة (1) قائد المستعربة فقتله، فقال قطبة بن قتادة في قتله:
طعنت ابن زافلة (2) الإراشي (3) *** برمح مضى فيه ثم انحطم
ضربت على خده (4) ضربة *** فمال كما مال غصن السّلم
و سقنا نساء بني عمّه *** غداة رقوقين (5) سوق النّعم
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو القاسم بن أبي حيّة، أنبأنا محمّد بن شجاع، أنبأنا محمّد بن عمر (6)،حدّثني ابن أبي سبرة، عن إسحاق بن عبد اللّه، عن ابن كعب بن مالك، حدّثني نفر من قومي حضروا يومئذ قالوا:
لما أخذ خالد بن الوليد الراية انكشف الناس فكانت الهزيمة، و قتل المسلمون، و اتّبعهم المشركون، فجعل قطبة بن عامر (7) يصيح: يا قوم، يقتل الرجل مقبلا أحسن من أن يقتل مدبرا، يصيح بأصحابه، فما يثوب إليه أحد، هي الهزيمة، و يتبعون صاحب الراية منهزما.
روى هشام بن محمّد بن السائب الكلبي عن عوانة بن الحكم بعض هذه الحكاية فقال:
قتادة بن قطبة، و قال مالك بن باهلة (8) من قضاعة، ثم من بليّ ، ثم من بني إراشة و قال فيه فأنشأ قتادة يقول:
طعنت الإراشي رأس الجموع *** برمح مضى فيه ثم انحطم
ضربت على خدّه ضربة *** فمال (9) كما مال فرخ السلم
و سقت حلائله بالضحى *** غداة العويقن (10) سوق الغنم
ص: 337
ولاّه الوليد بن يزيد على من خرج من أهل حمص في بعث الصائفة سنة خمس و عشرين و مائة.
يأتي ذكره في ترجمة يزيد بن معاوية بن هشام.
مولى الوليد بن يزيد و آذنه، و له ذكر.
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي (1)،حدّثنا محمّد بن علي بن محمّد.
ح و أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد، أنبأنا أبي محمّد بن الحسين.
قالا: أنبأنا عبيد اللّه (2) بن أحمد بن علي، أنبأنا محمّد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو حدثكم الهيثم بن عدي، عن ابن عياش (3) قال: و كان الوليد بن يزيد يأذن عليه مولاه قطري.
و قال في موضع آخر: قطن، فاللّه أعلم.
ص: 338
[ذكر من اسمه] (1) قطن
5731 - قطن بن سلم (2) بن قتيبة
ذكر أنه كان مضموما إلى عبيد اللّه بن مروان بن الحكم بن أبي العاص، فلم يزل معه في العسكر حتى قتل مروان بن محمّد، له ذكر.
5732 - قطن بن صالح (3)
من أهل دمشق.
روى عن: إبراهيم بن أدهم، و ابن جريج، و الأوزاعي، و شعبة.
روى عنه: الحسن بن سهل بن أبان البصري (4) نزيل بلخ، و عبد الرّحمن بن الجارود ابن هارون الرقي.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن إبراهيم بن محمّد الجرجاني بفيد، و أبو نصر الحسين بن رجاء بن محمّد بن الحسن (5) بن محمّد بن سليم - ببغداد، و أبو محمّد نوشتكين بن عبد اللّه الشهرياري - بأصبهان - قالوا: أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبي، أنبأنا أحمد بن محمّد بن ياسين الهروي - إجازة - حدّثنا الحسن بن سهل بن أبان البصري ببلخ، حدّثنا قطن بن صالح الدمشقي، حدّثنا ابن جريج، و إبراهيم بن أدهم، و الأوزاعي و غيرهم، عن يحيى بن سعيد،
ص: 339
عن محمّد بن إبراهيم، عن علقمة بن وقّاص، عن عمر بن الخطّاب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
«إنّما الأعمال بالنيّة (1)،و إنّما لكلّ امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى اللّه و رسوله فهجرته إلى اللّه و رسوله، و من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه»[10560].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال: كتب إليّ أحمد بن محمّد بن ياسين الهروي بخطه، حدّثنا الحسين (2) بن إدريس البصري، حدّثنا قطن بن صالح الدمشقي، حدّثنا إبراهيم بن أدهم، عن يحيى بن سعيد، عن محمّد بن سليمان، عن علقمة بن وقّاص، عن عمر بن الخطّاب عن النبي صلى اللّه عليه و سلم «إنّما الأعمال بالنيّات» الحديث (3)[10561].
[قال ابن عساكر:] (4) كذا قال ابن عدي و هو خطأ، و صوابه: الحسن بن سهل كما تقدم، و قد وقع لي عنه حديث غير هذا.
أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثنا أبو بكر الخطيب، حدّثني أبو محمّد الحسن بن محمّد بن الحسن الخلاّل - بلفظه - حدّثنا عمر بن أحمد (5) بن عثمان، حدّثنا علي ابن الفضل بن طاهر البلخي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن رميح، حدّثني أحمد بن محمّد بن ياسين، حدّثنا الحسن بن سهل البصري.
و أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا محمّد بن المظفر، و الحسن بن علاّن قالا: حدّثنا أحمد بن محمّد بن ياسين، حدّثنا الحسين (6) بن أبان، حدّثنا قطن بن صالح الدمشقي، عن إبراهيم بن أدهم، عن عبد اللّه بن شوذب، عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:
«إنّ اللّه يعذّب الموحدين على قدر - و في حديث أبي نعيم: بقدر - نقصان إيمانهم، و يردّهم - و قال أبو نعيم: ثم يردّهم - إلى الجنة خلودا دائمين - و قال أبو نعيم: دائما»[10562].
ص: 340
أخبرنا أبو سعد (1) عبد اللّه بن أسعد بن أحمد بن محمّد بن حيّان النّسوي (2)،أنبأنا أبو الفضل محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد الصرام (3)،أنبأنا القاضي أبو عمر محمّد بن الحسين بن محمّد البسطامي، أنبأنا أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود بن هارون، أنبأنا أبي عبد الرّحمن ابن الجارود، حدّثنا قطن بن صالح، حدّثنا إبراهيم بن أدهم، حدّثنا عبد اللّه بن شوذب، عن ثابت، عن أنس قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه يعذّب الموحدين في جهنم بقدر نقصان إيمانهم، ثم يردّهم إلى الجنة خلودا دائما بإيمانهم»[10563].
حدّثنا أبو النضر عبد الرّحمن بن عبد الجبّار بن عثمان الفامي (4) المعدل القطّان، و أبو المظفر عبد الجامع بن لامع بن أحمد بن محمّد الفارسي الواعظ (5)،و أبو محمّد جاولى (6)ابن عبد اللّه الرومي - بقراءتي عليهما بهراة - قالوا: أنبأنا أبو سهل نجيب بن ميمون بن سهل ابن علي، أنبأنا أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد الذهلي، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن يعقوب البخاري (7)،حدّثنا الحسن بن سهل بن أبان، حدّثنا قطن بن صالح الدمشقي، حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة»[10564].
أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره عن أبي بكر البيهقي، قال: قال لنا أبو عبد اللّه الحافظ :[أرى جماعة من المتروكين] (8)..... (9) في هذه المناكير و الموضوعات إلى الحسن بن سهل البصري عن قطن بن صالح الدمشقي، و لم يخرج لنا حديثهما عن الثقات، فكنا نقف على حالهما، ثم ذكر شيخنا أبو عبد اللّه من منكرات حديثهما ما يستدل به على حالهما في الجرح.
ص: 341
و ذكر أبو الفضل المقدسي الحافظ في كتاب تكملة الكامل في معرفة الضعفاء قال:
قطن بن صالح الدمشقي، روى عن شعبة بن الحجاج أحاديث مناكير.
5733 - قطن (1)
روي أنهم كانوا عند معاوية بن أبي سفيان فأفطروا في يوم غيم، ثم بدت لهم الشمس على الجبال، فقال معاوية: لا نبالي، نقضي يوما آخر.
روى عنه: ابنه سعيد بن قطن من رواية حمّاد بن سلمة عن سعيد.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد ابن إسماعيل قال (2):
قطن، سمع معاوية، روى عنه ابنه سعيد.
أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنبأنا أبو القاسم ابن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي.
قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (3):
قطن روى عن معاوية، روى عنه ابنه سعيد بن قطن؛ سمعت أبي يقول ذلك.
5734 - قطن مولى آل الوليد بن عبد الملك (4)
كان مع يزيد بن الوليد حين دعا إلى بيعته، و كان من ذوي الرأي من موالي بني أمية.
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا عبد الوهّاب الميداني، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنبأنا محمّد بن جرير (5)،حدّثني أحمد بن زهير، حدّثنا علي بن محمّد قال:
ص: 342
أتى يزيد أخاه العباس، فأخبره و شاوره، و عاب الوليد، فقال له العباس: مهلا يا (1)يزيد، فإنّ في نقض عهد [اللّه] (2) فساد الدين و الدنيا، فرجع يزيد إلى منزله، و دبّ في الناس فبايعوه سرا، و دسّ الأحنف الكلبي و يزيد بن عنبسة السكسكي [و قوما من ثقاته من وجوه الناس] (3) و أشرافهم، فدعوا الناس سرا، ثم عاود أخاه العباس و معه قطن مولاهم، فشاوره و أخبره أن قوما يأتونه يريدونه على البيعة، فزبره العباس و قال: لئن عدت لمثل هذا لأشدّنّك وثاقا، و لأحملنّك (4) إلى أمير المؤمنين، فخرج يزيد و قطن، فأرسل العباس إلى قطن فقال:
ويحك يا قطن أ ترى يزيد جادا؟ قال: جعلت فداك، ما أظن ذاك، و لكن قد دخله مما صنع الوليد ببني هشام و بني الوليد و ما يسمع من الناس من الاستخفاف بالدين و تهاونه ما قد ضاق به ذرعا، قال: أما و اللّه إنّي لأظنه أشأم سخلة (5) في بني مروان، و لو لا ما أخاف من عجلة الوليد مع تحامله علينا لشددت يزيد وثاقا و حملته إليه، فازجره عن أمره، فإنه يسمع منك، فقال يزيد لقطن: ما قال لك العباس حين رآك ؟ فأخبره، فقال: و اللّه لا أكف.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (6):
في تسمية عمال يزيد بن الوليد: خاتم الخلافة: عبد الرّحمن بن جميل (7) الكلبي، و يقال قطن مولاه.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (8)،حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي.
ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنبأنا أبي (9) أبو يعلى.
قالا: أنبأنا أبو القاسم الصيدلاني، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن مخلد قال: قرأت على
ص: 343
علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي عن [ابن] (1) عياش (2) قال: و كان يزيد بن الوليد يأذن عليه قطن مولاه.
5735 - قعدان بن عمرو (3)
شاعر، كان بدمشق حين قدمها أحمد بن طولون سنة تسع و ستين و مائتين لخلع أبي أحمد الموفق، و قال قعدان في ذلك (4):
طال الهدى يا بن طولون الأمير كما *** يزهو به الدين عن دين و إسلام
قاد الجيوش من الفسطاط يقدمها *** منه على الهول ماض غير محجام
في جحفل للمنايا في مقانبه (5) *** مكامن بين رايات و أعلام
تسمو به من بني سام غطارفة (6) *** بيض و سود أسود من بني حام
لو أنّ روح بني كنداج معلقة *** بالمشتري لم يفته أو ببهرام (7)
حاط الخلافة و الدنيا خليفتنا *** بصارم من سيوف اللّه صمصام (8)
يا أيها الناس هبّوا ناصرين له *** مع الإمام بدهم الخيل في اللاّم (9)
ليست صلاة مصلّيكم بجائزة *** و لا الصيام بمقبول لصيّام
حتى ترى السيد الميمون ذبّكم *** عن الإمام بأطراف القنا الدامي
و قال أيضا (10):
من مبلغ مضر الشآم و ما حوت *** مصر و من هو متهم أو منجد
ما بالكم هضتم جناح سنانكم *** بتواكل من فعلكم لا يحمد
أنّى فكيف يطيب لا أدري لكم *** خفض المعيشة، و الإمام مقيّد
ص: 344
في السجن ينشج باكيا يدعوكم *** للنصر منه مذلّة متلدد
حزنان (1) أفرد من بنيه و أهله *** بأبي و أمّي المستضام المفرد
ذكر ذلك أبو عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب الكندي في تسمية أمراء مصر، و يعني قعدان بابن كنداج: إسحاق بن كنداجير (2) الأمير الذي ندبه أبو أحمد الموفق لحرب أحمد بن طولون بعد قبضه على أخيه المعتمد على اللّه، و منعه من الخروج إلى ابن طولون بعد ما توجه إليه.
ص: 345
5736 - قعقاع بن أبرهة الكلاعي (1)
شهد صفّين مع معاوية، و كان أحد الأمراء يومئذ، و قتل ذلك اليوم.
أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن أحمد الباقلاني، أنبأنا أبو علي بن شاذان، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب (2) الطيبي، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي، حدّثنا أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي، حدّثني نصر بن مزاحم (3)،حدّثنا عمرو بن شمر، عن جابر - يعني: الجعفي - عن أبي جعفر محمّد بن علي، و زيد بن الحسن بن علي، و رجل قد سمّاه بعضهم يزيد (4) الكلمة، و ذكر الحديث إلى أن قال: و إن معاوية استعمل - يعني - يوم صفّين على جميع القواصي (5) القعقاع ابن أبرهة الكلاعي، أصيب في أوّل مبارزة في أوّل ما (6) تراءت فيه الفئتان.
ص: 346
ابن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة
ابن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض (1)
ابن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان العبسي
شاعر، فارس من وجوه رجالات دولة بني أمية كانت له بدمشق قطيعة.
و ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق، و ذكر أنه كان كاتبا للوليد بن عبد الملك.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو عبد اللّه الطوسي، حدّثنا الزبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن الضّحّاك الحزامي، عن أبيه قال: كتب مسلمة بن عبد الملك و هو بالقسطنطينة غازيا إلى الوليد بن عبد الملك (2):
أرقت و صحراء الطّوانة (3) بيننا *** لبرق تلألأ نحو عمرة (4) يلمح
أزاول أمرا لم يكن ليطيقه *** من القوم إلاّ اللّوذعيّ الصمحمح
فقال القعقاع بن خليد (5) العبسي:
أبلغ أمين اللّه أبا نصره (6) *** سوى ما يقول اللوذعي الصمحمح
أكلنا لحوم الخيل رطبا و يابسا *** فأكبادنا من أكلنا الخيل تقرح
و نحسبها حول الطوانة طلّعا *** و ليس لها حول الطوانة مسرح
فليت الفزاري الذي غش نفسه *** و غش أمير المؤمنين يبرح
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا المعافي بن زكريا القاضي (7)،حدّثنا محمّد بن الحسن بن دريد، أنبأنا أبو حاتم، عن العتبي قال:
ص: 347
كتب مسلمة بن عبد الملك و هو بالقسطنطينة (1) إلى أبيه:
أبلغ أمير المؤمنين بأننا *** سوى ما يقول القلبي الصمحمح
أكلنا لحوم الخيل رطبا و يابسا *** فأكبادنا من أكلنا الخيل تقرح
و نحسبها حول الطوانة طلّعا *** و ليس لها حول الطوانة مسرح
فليت الفزاري الذي غش نفسه *** و غش (2) أمير المؤمنين يسرّح
أرقت و صحراء الطوانة فنزلي *** لبرق تلألأ نحو عمرة يلمح
أزاول أمرا لم يكن ليطيقه *** من القوم إلا الفتى الصمحمح
فكتب القعقاع بن خليد العبسي إلى عبد الملك:
و كان أصابتهم مجاعة حتى أكلوا الخيل، فكتم ذلك مسلمة بن عبد الملك، و كتب مع رجل من بني فزارة، فذلك معنى قوله:
فليت الفزاري الذي غشّ نفسه.
قال القاضي (3):القلّبي: الذي يعرف تقلّب الأمور و يتدبرها، و يتصفحها فيعلم مجاريها، يقال:: رجل: قلّبي حوّلي:؛ لمحاولته و تقليبه، و اعتباره و تدبّره، و يقال أيضا:
حوّل قلّب، كما قال الشاعر:
حوّل قلّب معنّ مغن *** كلّ داء له لديه دواء
و قوله الصمحمح: أراد به وصفه بالشدّة و القوة، و بيّن أهل العلم بكلام العرب اختلاف في معنى الصمحمح من جهة اللغة و في وزنه من الفعل على الطريقة القياسية، فأما اللغويون فاختلفوا في معناه، فذهب سيبويه و من قال بقوله: إنه الشديد الغليظ القصير و هو صفة، و يقال أيضا للغليظ الشديد: دمكمك. و قال أبو عمرو الشيباني: الصمحمح: المحلوق الرأس و أنشد:
صمحمح قد لاحه الهواجر
و قد قال أبو العباس أحمد بن يحيى: الصمحمح: الأصلع، و اختلف النحويون في
ص: 348
وزن صمحمح من الفعل، فقال سيبويه و من يسلك سبيله من البصريين:[هو] فعلعل (1)، و قال الفراء و أتباعه من الكوفيين هو فعلّل مثل سفرجل، و كذلك دمكمك، و لكل فريق منهم اعتلال لقوله، و طعن في مذهب خصمه.
فأما الفراء فإنه احتج بأن قال: لو جاز أن يكون صمحمح على فعلعل لتكرير لقط العين و اللام لجاز أن يكون صرصر على فعفع و سجسج لتكرير لفظ العين و اللام لجاز أن يكون صرصر على فعفع و سجسج لتكرير لفظ الفاء فيه، فلما بطل أن يكون صرصر على فعفع بطل أن يكون صمحمح على فعلعل.
و الذي قاله سيبويه هو الصحيح الذي يشهد القياس بتصويبه و ذاك أن موافقة الحرف المتكرر الحرف المتقدم في صورته يوجب موافقته في الحكم على وزنه إذا استوفى (2) في وزن الكلمة الأصول التي هي (3) فاء الفعل و عينه و لامه، ما لم يلجئ إلى خلاف هذا حجة كالقصور عن استكمال هذه الحروف، و الحاجة إلى اتمام الكلمة باختصار (4) حروف الفعل، فلهذا (5) قضي على صرصر بأنه فعلل، و لم يجز حمله على فعفع لأنه لو حمل على هذا بطل التمام لعدم اللام، فإذا جعلت عين الفعل في صمحمح مكررة لم يفسد الكلام، و تم مع إقامة القياس و استقام، و قد قال بعض من احتج بهذا من أصحاب سيبويه أ لا ترى أنا نجعل إحدى الراءين في احمرّ زائدة، و لا نجعل إحدى الراءين في مرّ و كرّ زائدة، لأنا لو جعلنا إحداهما زائدة بطل عين الفعل أو لامه.
و قالوا:[مما] يبطل قول الفراء قولهم: خلعلع و هو الجعل لو سلكنا به مذهب سفرجل لم يكن له نظير في كلام العرب لأنه ليس في كلامهم مثل سفرجل، قالوا: و في خروجه عن أبنية كلام العرب دليل على زيادة الحرف فيه.
و زعم الفراء (6) أن اخلولق افعوعل فكرر (7) العين و لم يجعله فعولل (8) أو افعلل،[فقال
ص: 349
بعض من احتج لسيبويه بهذا، و أنكر قول الفراء إن قال قائل: ليس في الأفعال افعلّل، قيل له: يلزم الفراء أن يجعلها افعلل] (1) و لا يجعله افعوعل و لا يكرر العين، إذا كان قد أنكر تكرير العين في ما ذكرنا. و في استقصاء القول في هذه الكلمة و نظائرها و ذكر اختلاف النحويين في أصل الباب الذي يشتمل عليها طول يضيق عنه قدر مجلس بأسره من مجالس هذا الكتاب، و له موضع هو به يؤتى به فيه إن شاء اللّه.
آخر الجزء الحادي و الثمانين بعد الخمسمائة من الفرع (2).
5738 - القعقاع بن شور (3) السّدوسي الذهلي (4)
وفد على معاوية.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنبأنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنبأنا أبو أحمد العسكري، أخبرني أبو محمّد بن مروان، حدّثنا عسل بن ذكوان، حدّثنا عيسى بن إسماعيل عن القحذمي قال:
دخل القعقاع بن شور إلى معاوية و المجلس غاصّ ، فقام رجل عن مجلسه و أجلسه فيه، و أمر معاوية للقعقاع بمائة ألف، فقال للذي قام عن مجلسه: ضمّها إليك، ففعل، فلمّا خرجا قال للقعقاع: مالك (5) اقبضه، فقال القعقاع: هو لك بقيامك عن مجلسك، فقال الرجل:
و كنت جليس قعقاع بن شور *** و لا يشقى بقعقاع جليس
ضحوك السنّ إن نطقوا بخير *** و عند الشرّ مطراق عبوس
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو علي بن شاذان، أنشدنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب الأصبهاني،[قال:] أنشدني محمّد بن الحسن الأعرج، أنشدنا أبو عروة المديني:
ص: 350
و كنت جليس قعقاع بن شور *** و لا يشقى بقعقاع جليس
ضحوك السنّ إن نطقوا بخير *** و عند الشرّ مطراق عبوس (1)
أخبرنا (2) أبو البركات الأنماطي، أنبأنا العزّ الكيلي، قالا: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الكرخي - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنبأنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق،[انا عمر بن أحمد بن إسحاق] (3) حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (4):
في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة: القعقاع بن شور بن نعمان بن عقال (5) بن حارثة بن عبّاد بن امرئ القيس بن عمرو بن شيبان بن ذهل - يعني - بن ثعلبة بن عكابة (6).
أنبأنا أبو الحسين (7) القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي الأصبهاني - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي.
قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (8):
قعقاع بن شور - فيمن يسمى القعقاع (9)-روى..... (10) سألت أبي عنه و قلت له:
إنّ البخاري أدخل (11) قعقاع بن شور فيمن يسمى قعقاع فقال: لا نعلم للقعقاع بن شور رواية، و الذي يحدّث يقال له عبد الملك ابن أخي القعقاع بن شور.
[قال ابن عساكر] (12) و لم أجد ذكر القعقاع في تاريخ البخاري، فلعله في غير روايتنا.
ص: 351
قرأت على أبي غالب بن البنّا، حدّثنا أبي الفتح بن المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال:
و أما شور فهو القعقاع بن شور من التابعين و هو سدوسي، و فيه يقول الشاعر:
و كنت جليس قعقاع بن شور *** و لا يشقى بقعقاع جليس
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنبأنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنبأنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكري قال: و أما شور الشين معجمة مفتوحة فمنهم القعقاع بن شور السّدوسي من سادات ربيعة و هو الذي ضرب المثل بكرم مجالسته فقيل فيه:
و كنت جليس قعقاع بن شور *** و لا يشقى بقعقاع جليس
و ليس يروى عن القعقاع بن شور شيء.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر.
ح حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي القاضي، حدّثنا نصر بن إبراهيم، أنبأنا أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد، أنبأنا عبد الغني بن سعيد قال:
شور بشين معجمة مفتوحة، القعقاع بن شور عمّ عبد الملك بن نافع صاحب حديث النبيذ.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (1):
و أما شور بفتح الشين المعجمة: القعقاع بن شور السّدوسي، تابعي.
5739 - قعقاع بن عمرو التميمي (2)
يقال: إنّ له صحبة، و كان أحد فرسان العرب الموصوفين و شعرائهم.
شهد اليرموك و فتح دمشق، و شهد أكثر وقائع أهل العراق مع الفرس، و كانت له في ذلك مواقف مشكورة و وقائع مشهورة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو طاهر
ص: 352
المخلّص، أنبأنا أبو بكر بن سيف، أنبأنا السري بن يحيى، أنبأنا شعيب بن إبراهيم، حدّثنا سيف بن عمر التميمي في حديث ذكره عن محمّد و طلحة قال: كان القعقاع من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم.
قال (1):و حدّثنا سيف، عن عمرو بن محمّد بإسناده، قال (2):
و لمّا بلغ غسان خروج خالد على سوى (3) و انتسافها، و غارته على مصيّخ (4) بهراء و انتصافها اجتمعوا بمرج راهط ، و بلغ ذلك خالدا، و قد خلّف ثغور الروم و جنودها مما يلي العراق، فصار بينهم و بين اليرموك، صمد لهم، فخرج من سوى بعد ما رجع إليها بسبي بهراء فنزل الرّمّانتين - علمين على الطريق - ثم نزل الكثب (5)،ثم نزل عرة القرير (6) و هي أدنى الأرض، أرض العجم، ثم نزل العسه (7) ثم نزل القرير (8)،ثم مرضح (9) الفضا ثم السيلا (10)ثم ذنبه (11)،ثم دمشق ثم مرج الصّفّر، فلقي عليه غسان و عليهم الحارث بن الأيهم، و أفلت جبلة، و انتسف عسكرهم و عيالاتهم، و نزل بالمرج أياما، و بعث إلى أبي بكر بالأخماس مع بلال بن الحارث المزني، ثم خرج من المرج حتى ينزل قناة بصرى، فكانت أول مدينة افتتحت بالشام على يدي خالد فيمن معه من جنود العراق، و خرج منها فوافى المسلمين بالواقوصة (12)،فنازلهم بها في تسعة آلاف.
و قال القعقاع بن عمرو في مسير خالد من سوى إلى الواقوصة (13):
ص: 353
قطعنا أما ليس (1) البلاد بخيلنا *** نريد سوى من آبدات قراقر
فإنّا صبحنا بالمصيّخ أهله *** فطار إباري (2) كالطيور النوافر
أفاقت (3) به بهراء ثم تجاسرت *** بنا العيس نحو الأعجمي القراقر
فقلنا لبصرى أبصري فتعامهت *** و دونهم بالمرج مرج الأصافر
جموع عليها الأيهمان و حارث *** بغسان أشباه السباع العراور
بدأنا بمرج الصّفّرين فلم ندع *** لغسان أنفا فوق تلك المناحر
صبيحة طار (4) الحارثان و من به *** سوى نفر يحتزهم (5) بالبواتر
و جئنا إلى بصرى و بصرى مقيمة *** فألقت إلينا بالحشا و المعاذر
فضضنا بها أبوابها ثم قاتلت *** بنا العيس في اليرموك جمع العشائر
قال: و حدّثنا سيف قال: و كان القعقاع بن عمرو على كردوس من كراديس أهل العراق - يعني - يوم اليرموك (6).
و قال القعقاع بن عمرو في يوم اليرموك (7):
أ لم ترنا على اليرموك فزنا *** كما فزنا بأيام العراق
فتحنا قبلها بصرى و كانت *** محرّمة الجناب (8) لدى البعاق (9)
و عذراء المدائن قد فتحنا *** و مرج الصّفّرين على العتاق
قتلنا من أقام لنا و قيسا *** نهابهم بأسياف رفاق
قتلنا الروم حتى ما تساوي *** على اليرموك ثفروق الوراق
فضضنا جمعهم لما استحالوا *** على الواقوص (10) بالبتر الرقاق
غداة تهافتوا فيها فصاروا *** إلى أمر يعضّل بالذّواق
ص: 354
و قال القعقاع بن عمرو في يوم دمشق:
أقمنا على داري سليمان أشهرا *** نجالد روما قد حوا بالصوارم
فضضنا بها الباب العراقي عنوة *** فدان لنا مستسلما كلّ قائم
أقول و قد دارت رحانا بدارهم *** أقيموا لهم حزّ الذرى بالغلاصم
فلمّا رأوا بابي دمشق بحوزهم *** و تدمر عضوا منهم بالأباهم
و قال القعقاع بن عمرو في حمص الآخرة:
يدعون قعقاعا لكلّ كريهة *** فيجيب قعقاع دعاء الهاتف (1)
سرنا إلى حمص نريد عدوّها *** سير المحامي من وراء اللاهف
حتى إذا قلنا: دنونا منهم *** ضرب الإله وجوههم بصوارف
ما زلت أزلّهم و أطرد فيهم *** و أسير بين صحاصح و نفانف
حتى أخذنا جوهر حمص عنوة *** بعد الطّعان و بعد طول تسايف
قال: و حدّثنا سيف عن مجالد، عن الشعبي قال:
بلغ عمر أمر الفيل و ضربه سائسة للربيل الأسدي، فبينا هو بمكة إذ رآه، فرأى رجلا بوجهه خط فقال: و اللّه إني لأظن هذا صاحب الفيل، فدعاه، فقال عمر: من أنت ؟ فانتسب له فقال: من أصحاب الفيل ؟ قال: نعم، قال: فحاجتك ؟ قال: ما لي حاجة إلاّ يسيرة، قد كتبت إلى سعد أن يقتل كلّ محتلم في إساره، فاكتب إليه: يعطيني علجا يقوم على قوسي، ففعل، و أعطي علجا من الخمس و عرض عليه الجائزة فأبى.
قالوا: و قد كان سعد أسر و سبى بعد وقعة القادسية، و قبلها و معها و قبل الصلح بضعة و خمسين ألفا، دخلوا في قسمتهم بالقيامة سوى من نفل منهم.
قالوا: و كتب عمر إلى سعد ائتني أي فارس أيام القادسية كان أفرس ؟ و أي رجل كان أرجل ؟ و أي راكب كان أثبت ؟ فكتب إليه: إنّي لم أر [فارسا مثل القعقاع بن عمرو، حمل في يوم ثلاثين حملة يقتل في كل حملة كميا (2)] (3) راجلا مثل يعفور بن حسّان الذهلي أنه جاءني في يوم بخمسة فوارس يحتل (4) الرجل منهم حتى يردفه ثم يغلبه على عنانه حتى يأتي به
ص: 355
سالما، و لم أر راكبا مثل الحارث بن قموم البهري أنه حلل بعيره و برقعه ثم ركب الكراديس ففرّق بينهما، فإذا أبصر بالفارس انحطّ عليه فعانقه ثم قتله، ثم وثب على بعيره من قيام.
قال: و حدّثنا سيف، عن عبد اللّه بن سعيد بن ثابت بن الجذع، عن عمرة بنت عبد الرّحمن بن أسعد بن زرارة عن عائشة أم المؤمنين قالت: كان القعقاع هو الذي فتح على الناس رمى مشافر الفيول يوم القادسية، فلما خرقوها بالنبال ارتدعت، و لما تقطعت مشافر فيلتهم،.... (1) أحجما ثم انصرف الأعور منها نحو المدائن، و اتّبعته الفيول عليها ركبانها لا يملكون منها شيئا و بقي الأعمى منها متلددا بين (2) الصفين.
من عشيرة قتيبة بن مسلم أمير خراسان، كان القعقاع بخراسان فهرب من أبي مسلم فصار إلى بني أمية بالشام، و خرج مع عبد اللّه و عبيد اللّه ابني مروان إلى أرض المغرب (3)بعد قتل مروان، فقتل ببلاد السودان مع عبيد اللّه بن مروان، له ذكر.
ص: 356
[ذكر من اسمه] (1) قعنب
- و هو قعنب بن أم صاحب - الفزاري
شاعر قدم على الوليد بن عبد الملك.
ذكره المدائني فيمن ينسب إلى أمه من الشعراء.
قرأت بخط الخطابي الشاعر لقعنب بن ضمرة و هو ابن أم صاحب (2):
أتيت الوليد فألفيته *** كما قد علمت عييّا بخيلا
عيي القضاء بطيء العطاء *** لا يرسل الخير إلاّ قليلا
قعدت الوليد و ابقا له *** كثيل القعود أبى أن يبولا
فليت لنا خالدا بالوليد *** و عبد العزيز بيحيى بديلا
أ نحن قعدنا بأبنائنا *** أم القوم (3) أكرم منك (4) فحولا
فإن تمنعوا ما بأيديكم فلن *** تمنعوني إذا أن أقولا
ص: 357
5742 - قنان (1) بن دارم
ابن أفلت بن ناشب بن هدم (2) بن عوذ بن غالب
ابن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان
ابن سعد (3) بن قيس عيلان بن مضر بن نزار العبسي (4)
له صحبة.
وفد على النبي صلى اللّه عليه و سلم، و شهد فتح دمشق.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة، حدّثنا محمّد بن سعد (5)،أنبأنا هشام بن محمّد بن السائب الكلبي، حدّثني أبو الشّغب (6)عكرشة بن أربد العبسي، و عدّة من بني عبس، قالوا:
وفد على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تسعة رهط من بني عبس فكانوا من المهاجرين الأولين منهم:
ميسرة بن مسروق، و الحارث بن الربيع، و هو الكامل، و قنان بن دارم، و بشر بن الحارث بن
ص: 358
عبادة، و هدم بن مسعدة، و سباع بن زيد، و أبو الحصن بن لقمان، و عبد اللّه بن مالك، و فروة ابن الحصين بن فضالة، فأسلموا، فدعا لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بخير، فقال:«ابغوني رجلا يعشركم أعقد لكم لواء»[10565] فدخل طلحة بن عبيد اللّه فعقد لهم لواء، و جعل شعارهم يا عشرة.
قال (1):و أنبأنا ابن سعد (2)،أنبأنا محمّد بن عمر، حدّثني عمّار بن عبد اللّه بن عيسى (3) الديلي عن عروة بن أذينة الليثي قال:
بلغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنّ عيرا لقريش أقبلت من الشام فبعث بني عبس في سرية و عقد لهم لواء فقالوا: يا رسول اللّه كيف نقسم غنيمة إن أصبناها و نحن تسعة ؟ قال:«أنا عاشركم»، و جعلت الولاة اللواء الأعظم لواء الجماعة، و الإمام لبني عبس، ليست لهم راية[10566].
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف بن بشر، حدّثنا الحسين بن فهم، حدّثنا محمّد بن [سعد] (4) قال:
في الطبقة الرابعة:
قنان بن دارم بن أفلت بن ناشب بن هدم بن عوذ بن غالب بن قطيعة بن عبس، و هو أحد السبعة (5) الذين وفدوا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان مع خالد بن الوليد في وقائعه بالشام فأبلى فيها.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، قالا: حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن علي بن محمّد الدولابي (6)،أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفار، أنبأنا إسحاق بن عمار (7) بن حنش بن محمّد بن حنش، أنبأنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن مهدي المصّيصي، حدّثنا عبد اللّه بن ربيعة القدّامي، حدّثني فروة بن لقيط عن أدهم بن محرز الباهلي، عن أبيه محرز بن أسيد قال:
ثم إنّ أبا عبيدة أمر خالد بن الوليد، فسار حتى مرّ ببعلبك و أرض البقاع، فغلب على
ص: 359
البقاع، و أقبل قبل بعلبك حتى نزل عليها، فخرج إليه منهم رجال، فأرسل إليهم فرسانا من المسلمين نحوا من خمسين، أرسل: ملحان بن زياد الطائي، و قنان بن دارم العبسي، فحملوا عليهم حتى أقحموهم الحصن، فلما رأوا ذلك بعثوا في طلب الصلح، فأعطاهم ذلك أبو عبيدة، و كتب لهم كتابا (1).
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال:
قنان بن دارم بن أفلت العبسي أحد التسعة العبسيين الذين وفدوا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأسلموا (2).
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (3):
و أما قنان بنون مكررة فهو قنان بن دارم بن أفلت العبسي أحد التسعة العبسيين الذين وفدوا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
ذكره أبو محنف لوذ بن يحيى فيمن استشهد يوم أجنادين من المسلمين.
أخو طلحة بن أبي قنان.
له ذكر، و لا أعلم له رواية.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة قال في ذكر الاخوة من أهل الشام قال: أخوان:
طلحة بن أبي قنان، و قنان بن أبي قنان.
حكى عن عمر بن عبد العزيز.
روى عنه أبو هارون المغيرة بن المغيرة الرملي، و رجاء بن أبي سلمة.
ص: 360
و كان قوّاد على اصطبل سليمان.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (1)،أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، حدّثنا محمّد ابن عائد قال: و حدّثني أبو هارون (2) المغيرة بن المغيرة عن قوّاد مولى سليمان قال:
إنّ أوّل ما استنكرنا من عمر بن عبد العزيز أنه انفتل من جنازة سليمان بن عبد الملك، و قد عمدت إلى دابّة من دواب سليمان، قال الشيخ أبو القاسم: نسي فيه بعض أصحابنا أفرهها و أبعثها، فوضعت عليها سرجا من سروجه، فقدمتها إليه فقال: ما هذه يا قوّاد؟ قال:
دابّة من دواب سليمان، قال: نحّها يا قوّاد، ادن دابتي، ثم أتى المنزل، فإذا البسط قد بسطت، و إذا الفرش قد نجدت، فأمر بذلك كله فكشط ، ثم دعا بطنفسته فجلس عليها، ثم دعا بماء فتوضأ، فقال: من أين هذا الماء؟ فقالوا: ما استقاه الأنباط في السّحر، فقال: ما لي و لاستقاء (3) الأنباط ، ثم قال: يا قوّاد انظر كلّ دابة استقادها سليمان فادفعها إلى كعب بن حامد يبيعها و يجعل ثمنها في بيت المال، و كلّ دابة كانت له قبل ذلك فادفعها إلى ابنه يقسمها (4) على ورثة أبيه.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم ابن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة-.
أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي (5)،أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا علي بن الحسن، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنبأنا أحمد بن عمير - قراءة.
قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة: قوّاد مولى سليمان بن عبد الملك، فلسطيني.
كذا ذكره بالواو و التشديد، و روى عنه غير أبي هارون، فقال: قوار، بالقاف و الراء (6).
ص: 361
ابن أحمد بن زيد بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه
ابن أبي نافع (1) بن أحمد بن رافع بن عبد الرّحمن بن طلحة
ابن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصّدّيق عبد اللّه بن عثمان
ابن عامر بن سعد بن تيم بن مرة.
[أبو الفرج المري الفقيه الشافعي] (2)
هكذا وجدت نسبه بخط أبي محمّد بن صابر، و وجدت بخط ابنه حمزة: قوّام بن زيد ابن عيسى بن محمّد بن عثمان بن عبد اللّه بن عمرو بن عبد اللّه بن محمّد بن طلحة بن عبد الرّحمن بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب.
و لا أحسب واحدا منهما محفوظا، و هو أبو الفرج المرّي الفقيه الشافعي.
سمع بدمشق أبا بكر الخطيب، و ببغداد: أبا الحسين بن النقور، و أبا محمّد الصريفيني، و أبا القاسم بن البسري، و أبا القاسم يوسف بن الحسن بن محمّد النهرواني (3)،و أبا نصر محمّد بن محمّد الزينبي، و أبا تمّام محمّد بن علي بن محمّد بن أبي موسى الهاشمي.
حدّث عنه الفقيه أبو الفتح نصر (4) اللّه بن محمّد، و سمعت منه بإفادة أخي الأكبر رحمه اللّه.
و كان شيخا ثقة.
أخبرنا أبو الفرج قوّام بن زيد بن عيسى - قراءة عليه، في صفر سنة خمس و خمسمائة بجامع دمشق، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الحربي (5)،حدّثنا أبو العباس حامد بن محمّد بن شعيب، حدّثنا سريج (6) بن يونس أبو
ص: 362
الحارث، حدّثنا هشيم، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه قال:
لعن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم آكل الربا و موكله و كاتبه و شاهديه، و قال:«هم سواء»[10567].
سئل أبو الفرج عن مولده فقال: في النصف من شعبان سنة اثنتين و ثلاثين و أربعمائة، و توفي أبو الفرج في يوم الثلاثاء السابع من شهر رمضان سنة تسع (1) و خمس و مائة، و دفن عند مسجد شعبان و حضرت دفنه و الصلاة عليه مع أبي رحمه اللّه.
ص: 363
[ذكر من اسمه] (1) قيانة
و يقال: ابن أسام الكناني
شهد اليرموك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو علي بن المسلمة، أنبأنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأنا أبو علي بن الصوّاف، حدّثنا الحسن بن علي القطان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطار، حدّثنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال: و شد قيانة بن أسامة فقاتل قتالا شديدا - يعني - يوم اليرموك، و جعل يرتجز و يقول:
إن تفقدوني تفقدوا خير فارس *** لدى الغمرات و الرئيس المحاميا
و ذا فخر لا يملأ الهون قلبه *** ضروبا بنصل السيف أروع ماضيا
قال: فكسر في القوم ثلاث رماح يومئذ، و قطع سيفين، و أخذ يقول كلما قطع سيفا أو كسر رمحا: من يعير سيفا، أو رمحا في سبيل اللّه رجلا قد حبس نفسه مع أولياء اللّه، قد عاهد اللّه أن لا يفرّ، و لا يبرح يقاتل المشركين حتى يظهر المسلمون أو يموت، فكان من أحسن الناس بلاء في ذلك اليوم.
كذا في هذه الرواية، و لا أراه محفوظا و لعله قباث بن أشيم الذي تقدم ذكره فيمن شهد اليرموك، و اللّه أعلم.
ص: 364
5748 - قيس بن بسر (1) بن السّندي بن عبد اللّه
ابن سعيد (2) بن بسر (3) بن عبد الواحد بن عبد اللّه
أبو نصر النّصري (4)،و يقال الرّعيني
حدّث بجبيل عن أبي علي الأحول، و أبي بكر محمّد بن ياسر الحذاء، و أبي زرعة الدمشقي.
روى عنه:[أبو] (5) القاسم بن طعان، و أبو بكر بن شاذان، و عبد الوهّاب الكلابي، و أبو الحسين محمّد بن علي بن شاه المروزي.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا عبد الوهّاب بن جعفر بن علي، حدّثنا أبو القاسم علي بن الحسن بن رجاء، حدّثنا أبو نصر قيس بن بسر (6)ابن السّندي النّصري (7) بجبيل، حدّثنا أبو علي العجمي الأحول، حدّثنا الدّبري (8)،حدّثنا عبد الرزّاق بن همّام، أنبأنا معمر بن راشد، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
ص: 365
«من نظر إلى وجه عالم نظرة، ففرح به، خلق اللّه - تبارك و تعالى - من تلك النظرة و الفرح ملكا يستغفر اللّه لصاحبه إلى يوم القيامة»[10568].
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر الخطيب، قال: قرأت على القاضي أبي القاسم التّنوخي، عن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حدّثنا أبو نصر قيس بن بسر (1)ابن السّندي بن عبد اللّه بن سعيد بن بسر (2) بن عبد الواحد بن عبد اللّه النّصري صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم بجبيل ساحل البحر، حدّثنا أبو بكر محمّد بن ياسر الحذّاء بحديث ذكره.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي بكر بن ماكولا قال (3):
في باب بسر بضم الباء و السين المهملة: و قيس بن بسر بن السّندي بن عبد اللّه بن سعيد بن بسر بن عبد الواحد بن عبد اللّه النّصري صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، حدّث عن أبي بكر محمّد بن ياسر الحذاء عن هشام بن عمّار، حدّث عنه أبو بكر بن شاذان، و ذكر أنه سمع منه بجبيل.
أبو بكر الكندي السّكوني (4)(5)
من تابعي أهل حمص.
أدرك عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم، و سمع أبا بكر الصّدّيق، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص.
روى عنه: سويد بن قيس التّجيبي المصري.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، حدّثنا التجيبي محمّد بن رمح، حدّثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب أن سويد بن قيس التّجيبي (6) أخبره عن قيس بن مازن أنه قال (7):
هاجرنا على عهد أبي بكر الصّدّيق، فلمّا قدمنا المدينة نزلنا بالحرّة، فخرج إلينا أبو بكر يتلقّانا و هو مخضوب الرأس و اللحية بحناء أو كتم، أو بهما جميعا.
ص: 366
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن (1) بن علي، أنبأنا محمّد بن عمر بن محمّد، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل قال: قرأت على أبي بكر محمّد بن أحمد بن هارون قلت له: أخبرني إبراهيم بن الجنيد، حدّثني هشام بن عمّار، حدّثنا محمّد بن حمير، حدّثنا عمرو بن قيس الكندي قال:
خرجت مع والدي إلى حوّارين (2) لنبايع يزيد بن معاوية إذ أقبل شيخ، فابتدره الناس فكنت فيمن ابتدره فسمعته يقول: إنّ من أشراط الساعة أن يسود كلّ قوم منافقوهم، و إنّ من أشراط الساعة أن يخزن الفعل، و ينشر القول، و إنّ من أشراط الساعة أن [تقرأ المثناة] (3) على رءوس الملأ لا يكون فيهم من يغيرها، فقال رجل: و ما [المثناة] (4) قال: كلّ كتاب على غير كتاب اللّه، قال الرجل: أ رأيت ما حدّثنا به عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [فمن] (5) يأمنون على نفسه من أهل الصدق [قال:] (6) فارووه (7) و احفظوه، و لا تكتبوا إلاّ القرآن، فإنه عنه تسألون و به تجازون، و كفى به علما لمن كان يعقل عن (8) اللّه، فقلت: من هذا الشيخ ؟ فقالوا (9):عبد اللّه بن عمرو بن العاص.
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد ابن يحيى، و أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى، قالوا: أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفر، أنبأنا عبد الرّحمن بن أحمد الحموي، أنبأنا عيسى بن عمر السمرقندي، أنبأنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي (10)،أنبأنا الوليد بن هشام، حدّثنا الحارث بن يزيد الحمصي، عن عمرو بن قيس قال:
وفدت مع أبي إلى يزيد بن معاوية بحوّارين حين توفي معاوية نعزّيه و نهنئه بالخلافة،
ص: 367
فإذا رجل في مسجدها يقول: ألا إن من أشراط الساعة أن يرفع الأشرار و توضع الأخيار، ألا إنّ من أشراط الساعة أن يظهر القول و يخلف (1) العمل، ألا إن من أشراط الساعة أن تتلى المثناة فلا يوجد من يغيرها، قيل له: و ما المثناة ؟ قال: ما استكتب من كتاب غير القرآن، فعليكم بالقرآن، فيه هديتم، و به تجزون، و عنه تسألون، فلم أدر من الرجل، فحدثت بذا الحديث بعد ذلك بحمص فقال لي رجل من القوم: أ و ما تعرفه ؟ قلت: لا، قال: ذاك عبد اللّه بن عمرو.
أخبرنا أبو القاسم بن طاهر النيسابوري، أنبأنا علي بن محمّد البحاثي، أنبأنا علي بن أحمد بن محمّد الزوزني، أنبأنا أبو حاتم قال: حوّارين قرية من قرى دمشق،[قال ابن عساكر] (2) كذا قال، و لا أعلمها إلاّ من قرى حمص (3)(4).
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسن (5) الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (6):
قيس بن ثور رأى أبا (7) بكر، قاله يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس.
أخبرنا أبو الحسين (8) القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي.
قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (9):
ص: 368
قيس بن ثور السّكوني شامي، روى عنه ابنه عمرو، و قد أدرك قيس عبد اللّه بن عمرو، و ربيعة بن بدر، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي قال: سمعت مسلما يقول:
أبو بكر قيس بن ثور، قاله يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس.
قرأت (1) على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى المكي، أنبأنا عبيد (2) اللّه بن سعيد الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه القاضي، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النّسائي قال: أخبرني أبي قال: أبو بكر قيس بن ثور.
كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنبأنا أبو بكر الباطرقاني، أنبأنا أبو عبد اللّه ابن مندة قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:
قيس بن ثور بن مازن بن خيثمة السّكوني، شهد فتح مصر، روى عن أبي بكر الصّدّيق، روى عنه من أهل مصر: سويد بن قيس التّجيبي، ثم انتقل إلى حمص فسكنها، و هو والد عمرو بن قيس (3).
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصّفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال (4):
أبو بكر قيس بن ثور حديثه في المصريين، قاله يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس، كنّاه محمّد بن إسماعيل.
شهد صلاة معاوية و عمر بن عبد العزيز.
و روى عن سلمان، و أبي سعيد الخدري، و أبي عبد اللّه عبد الرّحمن بن عسيلة الصّنابحي، و أبي سعد (1) الخير.
روى عنه إسماعيل بن عبيد اللّه، و عبادة بن نسيّ ، و عبد اللّه بن عامر، و أبو عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك، و عراك بن مالك، و يحيى بن يحيى الغسّاني، و عبد اللّه بن عامر (2)،و عمر بن عبد العزيز، و ولي القضاء في خلافته.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (3)،أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مروان، حدّثنا أحمد بن المعلّى، حدّثنا دحيم، حدّثنا الوليد عن سعيد ابن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، عن قيس بن الحارث، عن الصّنابحي، عن أبي الدّرداء قال:
ما رأيت أحدا أشبه صلاة بصلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أميركم هذا - يعني - معاوية، قال:
فقيل لقيس: فأين كانت صلاته من صلاة عمر بن عبد العزيز؟ قال: لا أخالها إلاّ مثلها.
تابعه مروان بن محمّد عن سعيد.
أخبرناه أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو عبد اللّه، أنبأنا أبو الحسن علي ابن الحسن بن علي الربعي، أنبأنا أبو علي الحسن بن عبد اللّه بن سعيد الكندي - ببعلبك - حدّثنا الحسين بن محمّد بن إبراهيم السّكوني (4)-بحمص - حدّثنا يحيى بن عثمان، حدّثنا مروان بن محمّد، حدّثنا سعيد، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، حدّثنا قيس بن حارثة (5)،حدّثني الصّنابحي عن أبي الدّرداء قال:
ما رأيت أحدا أشبه بصلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أميركم هذا - يعني - معاوية، قيل: أين صلاته من صلاة عمر؟ قال: لا إخالها إلاّ مثلها.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي،
ص: 370
أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصغاني، حدّثنا ابن أبي مريم، حدّثنا سعيد بن عبد الرّحمن، أخبرني صالح بن محمّد، عن عمر بن عبد العزيز، عن قيس بن الحارث أنه أخبره أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«رحم اللّه حارس (1) الحرس»[10569].
رواه غيره عن صالح فقال: عن عمر بن عبد العزيز عن عقبة بن عامر.
أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك الورّاق، قالا: أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين (2) بن المظفر، حدّثنا أبو بكر الباغندي، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا عبد العزيز بن محمّد الدّراوردي، عن صالح بن محمّد بن زائدة، عن عمر بن عبد العزيز، عن عقبة بن عامر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«رحم اللّه حارس الحرس»[10570].
تابعه أسد بن موسى عن عبد العزيز بن محمد (3).
أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو عبد اللّه الخطيب جدي، أنبأنا أبو الحسن بن السمسار، أنبأنا أبو عبد اللّه [بن مروان] (4)،حدّثنا أحمد بن المعلّى، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا عبد الرزّاق بن عمر، حدّثنا إسماعيل بن عبيد اللّه، عن قيس بن الحارث الكندي، عن أبي عبد اللّه الصّنابحي، عن عبادة بن الصامت قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:
«من مات لا يشرك باللّه شيئا فإنّ النار محرّمة عليه»[10571].
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أحمد بن محمّد بن أحمد، أنبأنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني ابن زنجويه، حدّثنا أبو توبة الربيع ابن نافع، حدّثنا معاوية بن سلام، عن أخيه زيد - يعني - بن سلام أنه سمع أبا سلام حدّثني عبد اللّه بن عامر أن قيسا الكندي حدّث الوليد أنّ أبا سعد (5) الخير الأنصاري حدّثه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:
«إنّ ربي - عزّ و جل - وعدني أن يدخل الجنة من أمّتي سبعين ألفا بغير حساب، و يشفع في كلّ ألف بسبعين ألفا»، ثم يحثي ثلاث حثيات بكفه.
ص: 371
قال قيس: فأخذت بتلابيب أبي سعد (1) فجذبته جذبة، فقلت: أنت سمعت هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: نعم بأذني، و وعاه قلبي، قال: ثم جذبته الثانية فقال مثل ذلك، ثم جذبته الثالثة، فقال مثل ذلك قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن ذلك (2) مستوعب مهاجري أمتي و يوفيني اللّه بشيء من إعرابها».
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر بن علي (3)، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا البخاري قال (4):
قيس بن الحارث الغامدي - و قال الوليد بن مسلم: المذحجي - يعدّ في الشاميين، سمع سلمان، و أبا سعيد، و أبا عبد اللّه الصّنابحي، روى عنه عراك، و عبد اللّه بن عامر، و أبو عبيد مولى سليمان، و هو الحمصي.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب قالا: أنبأنا أبو القاسم العبدي، أنبأنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي.
قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (5):
قيس بن الحارث المذحجي الغامدي، حمصي، روى عن أبي سعيد الخدري، و الصّنابحي، روى عنه عراك بن مالك، و عبادة بن نسيّ ، و إسماعيل بن عبيد اللّه، و عبد اللّه ابن عامر، و أبو عبيد مولى سليمان، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (6)،أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنبأنا أبو عبد اللّه الكندي، حدّثنا أبو زرعة قال: في الطبقة الثانية من التابعين: قيس ابن الحارث المذحجي.
ص: 372
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأنا الحسن بن أحمد، أنبأنا علي بن الحسن، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنبأنا أحمد - قراءة.
قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثانية من التابعين: قيس بن الحارث المذحجي، قاضي عمر بن عبد العزيز بالأردن.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أبو الحسن بن الطّيّوري، أنبأنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا الحسين بن جعفر قالوا:
أنبأنا الوليد بن بكر، أنبأنا علي، أنبأنا صالح العجلي، حدّثني أبي (1) قال:
قيس بن الحارث المذحجي، شامي (2)،ثقة.
5751 - قيس بن الحجّاج بن خولي (3)
الحميري - و يقال: الكلاعي - السّلفي المصري (4)
قيل: إنّه صنعاني من صنعاء دمشق، و الصحيح: أنه مصري.
حدّث عن حنش بن عبد اللّه الصّنعاني، و أبي إبراهيم الحبلي (5).
روى عنه: عمرو بن الحارث، و عبد الرّحمن بن شريح، و الليث بن سعد، و خالد بن حميد، و عبد اللّه بن عيّاش، و نافع بن يزيد، و عبد الأعلى بن الحجّاج، و ضمام (6) بن إسماعيل، و عبد الرّحمن بن ميسرة، و عبد اللّه بن كليب المرادي.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنبأنا أبو
ص: 373
بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو العباس بن قتيبة، حدّثنا حرملة بن يحيى، حدّثنا ابن وهب، حدّثنا أبو شريح عن قيس بن الحجّاج عن حنش بن عبد اللّه السّبائي (1)،عن ابن عبّاس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال و هو ردفه-:
«يا غلام إنّي محدّثك كلمات، احفظ اللّه يحفظك، احفظ اللّه تجده أمامك (2)،و إذا سألت فاسأل (3) اللّه، و إذا استعنت فاستعن باللّه، جفّت الأقلام، و رفعت الصحف، و الذي نفسي بيده، لو أرادت الأمة أن تنفعك ما نفعتك إلاّ بشيء قد كتب اللّه لك، و لو أرادوا أن يضرّوك ما ضرّتك إلاّ بشيء قد كتبه اللّه لك».
أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، و أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد، قالا: أنبأنا أبو الطّيّب عبد الرزّاق بن عمر بن موسى، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا محمّد بن زبّان (4)، حدّثنا محمّد بن رمح، أنبأنا الليث بن سعد، عن قيس بن الحجّاج، عن حنش بن عبد اللّه، عن ابن عبّاس، قال:
أردفني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوما، فأخلف يده وراء ظهره فقال:«يا غلام أ لا أعلّمك كلمات:
احفظ اللّه يحفظك، احفظ اللّه تجده أمامك، و إذا استعنت فاستعن باللّه، و إذا سألت فاسأل اللّه، رفعت الأقلام، و جفّت الصحف، و الذي نفس محمّد بيده لو جهدت الأمة على أن يضرّوك لم تضرّك (5) إلاّ بشيء كتب اللّه عليك»[10572].
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثني عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا عبد الوهّاب الميداني، أنبأنا أحمد بن عبد الوهّاب بن محمّد بن الحسين اللّهبي (6)،حدّثنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن العباس بن الدّرفس، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، حدّثنا عبد اللّه بن ذكوان، حدّثنا مروان - و هو ابن محمّد - حدّثنا ابن لهيعة، حدّثني قيس بن الحجّاج الصّنعاني، عن حنش بن عبد اللّه الصّنعاني، عن ابن عبّاس قال:
ص: 374
كنت ردف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال:«يا غلام إنّي محدّثك كلمات»، فذكر الحديث[10573].
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا البخاري قال (1):
قيس بن الحجّاج الحميري، المصري، نسبه الليث عن حنش و ابن ثمى (2).
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنبأنا القاسم بن مندة، أنبأنا حمد (3)-إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي.
قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4):
قيس بن الحجّاج الحميري، روى عن أبي عبد الرّحمن الحبلي (5)،و حنش بن عبد اللّه السّبائي (6)،روى عنه ليث، و ابن لهيعة، و ضمام بن إسماعيل، و عبد الرّحمن بن ميسرة، سمعت أبي يقول ذلك.
قال أبو محمّد: و روى عمرو بن سواد السرخسي عن عبد اللّه بن كليب المرادي عنه سئل أبي عن قيس بن الحجّاج ؟ فقال: صالح.
كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا: أنبأنا أبو بكر الباطرقاني، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:
قال لنا أبو سعيد بن يونس:
قيس بن الحجّاج بن خلي (7) الكلاعي ثم السّلفي، يروي عن أبي عبد الرّحمن
ص: 375
الحبلي (1)،و حنش بن عبد اللّه السّبائي (2)،روى عنه عبد الرّحمن بن شريح، و عمرو بن الحارث، و خالد بن حميد، و الليث بن سعد، و عبد اللّه بن لهيعة، و عبد اللّه بن عيّاش، و نافع بن يزيد، و عبد الأعلى بن الحجّاج، يقال: توفي سنة تسع و عشرين و مائة، و كان رجلا صالحا.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي قال: قرئ على أبي محمّد الجوهري، أنبأنا عمر ابن محمّد بن علي بن الزيّات، حدّثنا أبو الطيّب أحمد بن الممتنع، حدّثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السّرّاج (3)،حدّثنا عبد الرّحمن بن القاسم، حدّثنا سعيد بن عبيد اللّه (4)المعافري، عن عبد الأعلى بن الحجّاج، عن أخيه قيس بن الحجّاج في قول اللّه تعالى:
فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً (5) قال: يكون صاحب المصيبة في القوم لا يدرى من هو.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا عاصم بن الحسن، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني يحيى بن إسحاق البجلي، و حاتم بن أبي حوثرة - و في نسخة: جويرية - عن ابن لهيعة عن قيس بن الحجّاج قال:
قال شيطاني: دخلت فيك و أنا مثل الجزور، و أنا فيك اليوم مثل العصفور، قال:
قلت: و لم ذاك ؟ قال: تذيبني (6) بكتاب اللّه.
أبو محمّد البصري (7)
نزيل مصر.
كان حاجبا لبكّار بن قتيبة.
حدّث بمصر، و قدم دمشق مع بكّار بن قتيبة لما استصحبه أحمد بن طولون إليها لخلع
ص: 376
أبي أحمد الموفق فيما ذكره أبو عمر محمّد بن يوسف الكندي (1).
كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب، و حدّثني أبو بكر محمّد بن شجاع عنه، أنبأنا عمّي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:
قيس بن حفص صاحب بكّار بن قتيبة القاضي، يكنى أبا محمّد، بصري، قدم مصر، و قد كتب عنه، توفي في ذي الحجة سنة إحدى و ثمانين و مائتين.
و للبصريين شيخ آخر اسمه: قيس بن حفص غير صاحب الترجمة، أقدم منه (2)،روى عنه البخاري في صحيحه، و ذكره في تاريخه فقال:
ما أخبرناه أبو الغنائم بن النّرسي في كتابه، و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد ابن الحسن، و المبارك، و ابن النرسي - و هذا لفظه - قالوا: أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد [ابن] (3) الحسن: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنبأنا أبو بكر الشيرازي، أنبأنا أبو الحسن المقرئ، أنبأنا البخاري (4) قال:
قيس بن حفص الدّارمي مولاهم، البصري، سمع عبد الواحد بن زياد، و أبا عوانة، مات سنة سبع و عشرين (5) أو نحوها.
و ذكره ابن أبي حاتم، فقال:
ما أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه شفاها، قالا: أنبأنا ابن مندة، أنبأنا حمد (6)-إجازة-.
قال: و أنبأنا ابن سلمة، أنبأنا أبو الحسن الفأفاء (7).
قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (8):
ص: 377
قيس بن حفص بن القعقاع الدّارمي بصري، أبو محمّد، مولى، روى عن أبي عوانة، و عبد الواحد بن زياد، و سلمة بن علقمة، و بشر بن المفضّل، و معتمر بن سليمان، و خالد بن الحارث، و دلهم بن دهثم العجلي، روى عنه أبي و أبو زرعة؛ سئل أبي عنه فقال: شيخ.
[قال ابن عساكر] (1) و هذا مما لا يكاد يعرف الفرق بينهما لتعاصرهما، و كونهما من بلد واحد، إلاّ أن تاريخ وفاتيهما يدل على الفرق بينهما.
ابن مالك بن منبّه بن سلمة بن مالك بن عدي
ابن سعد بن دافع بن مالك بن جشم بن حاشد
ابن خيران (2) بن نوف بن همدان الهمداني
لأبيه حمزة بن مالك وفادة على النبي صلى اللّه عليه و سلم.
و ولّى معاوية قيسا هذا شرطته، و كان من وجوه أهل الشام ثم عزله، له ذكر.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (3):
في تسمية عمّال معاوية بن أبي سفيان على الشامات الأردن: قيس بن حمزة الهمداني (4).
قال: و حدّثنا خليفة قال (5):و كان على شرطته - يعني: معاوية - يزيد بن الحر، مات يزيد فولّى قيس بن حمزة الهمداني (6)،ثم عزله، و ولّى زمل (7) بن عمرو العذري.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي، حدّثنا أبو الحسين (8) بن المهتدي.
ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنبأنا أبي [أبو يعلى] (9).
ص: 378
قالا: أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنبأنا محمّد بن مخلد قال:
قرأت على علي بن عمرو، حدثكم الهيثم بن عدي قال: أنبأنا ابن عيّاش قال:
كان صاحب شرطة معاوية بن أبي سفيان يزيد بن الحرّ العبسي، فلما مات يزيد بن الحرّ استعمل قيس بن حمزة الهمداني ثم عزله.
5754 - قيس بن ذريح (1) بن سنّة
ابن حذافة بن طريف بن عتوارة بن عامر بن ليث
ابن بكر بن عبد مناة - و هو علي - بن كنانة
و يقال: قيس بن ذريح بن الحباب بن سنّة
أبو يزيد الليثي (2)
شاعر معروف، قيل إنه كان أخا الحسين (3) بن علي بن الرّضاع، و كان يسكن بادية الحجاز، و هو الذي كان يشبب بأم معمر لبنى بنت الحباب الكعبية، ثم إنه تزوجها و أقامت معه مدة، ثم أمره أبوه بطلاقها، فطلّقها كارها، و تزوّجت بعده، ثم زاد تهيامه بها حتى كاد عقله أن يذهب، و كثر ذكره لها في شعره، و تتبعه لها حتى شكاه أبوها: إلى معاوية، فأهدر دمه، ثم ارتحل إلى معاوية، فدخل إلى يزيد، و شكا ما به إليه، و امتدحه فرقّ له، و قال: سل ما شئت، إن شئت أن أكتب إلى زوجها فأحتم عليه أن يطلّقها، فعلت، فقال: لا أريد ذلك، و لكن أحبّ أن أقيم بحيث تقيم من البلاد أعرف أخبارها، و أقنع بذلك من غير أن يهدر دمي، فقال: لو سألت هذا من غير أن ترحل إلينا فيه لما وجب أن تمنعه، فأقم حيث شئت، و أخذ كتاب أبيه بأن يقيم حيث أحبّ لا يعترض عليه أحد، و أزال ما كان كتب به في إهدار دمه، فقدم إلى بلده.
قرأت جميع ذلك في كتاب علي بن الحسين بن محمّد الأصبهاني (4).
حكى عنه ليث بن عمرو، و جمال بنت مسافر (5).
ص: 379
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا قال (1):
أما ذريح بفتح الذال المعجمة و كسر الراء قيس بن ذريح الكناني أخو بني ليث بن بكر ابن كنانة، شاعر مشهور بالعشق.
أنبأنا أبو [علي] (2) محمّد بن سعيد بن إبراهيم، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن بن أحمد، و أبو الحسن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم، و أبو علي بن نبهان.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، قالوا: أنبأنا أبو علي بن شاذان، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم المقرئ، حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي، حدّثنا عبد اللّه بن شبيب، حدّثني موسى بن عيسى الجعفري أخبرني عيسى بن أبي جهمة الليثي و أدركته أسنّ أهل البلد قال:
كان قيس بن ذريح رجلا منا، و كان ظريفا شاعرا، و كان يكون بمكة، و دويّها (3) من قديد (4) و سرف (5) و حول مكة في بواديها كلها.
قال: و قال موسى بن عيسى و من حديث قيس ما حدّثنيه داود بن علقة و زيد بن إبراهيم و أنشدوني من شعره، و على حديث ابن أبي جهمة اعتمد قال:
و كان خطب لبنى و هي امرأة من خزاعة ثم من بني كعب بن عمرو، و كان مسكنها قريبا من مسكنه، فتزوجها و أعجب بها، و بلغت عنده الغاية القصوى من الكرامة، ثم وقع الشرّ بين أم قيس و بين لبنى و أبغضتها أمّه لما ترى من كلفه بها فناشدته في طلاقها فأبى، فكلّمت أباه أن يكلّمه في طلاقها ففعل، فأبى على أبيه فقالت أمّه لأبيه: لا جمعني و إياك سقف أبدا أو يطلق قيس لبنى، فحلف ذريح - و كان قيس به برّا - ألاّ (6) يكلمه أبدا و لا يشهد له محيا و لا مماتا، أو يطلق، فخرج في يوم حار، فقال: لا أستظل أو تطلّق لبنى، فطلّقها، فقال: أما إنه آخر عهدك بي. و لمّا طلّقها اشتد عليه، و جهد، و ضمن (7)،فلمّا طلقها أتاهما رجالها فتحملونها
ص: 380
فسأل: متى هم خارجون ؟ قالوا: غدا، فقال (1):
و إنّي لمفن (2) دمع عيني بالبكا *** حذار الذي لمّا يكن و هو كائن (3)
و قالوا غدا أو بعد ذاك بليلة *** فراق حبيب لم يبن و هو بائن
فما كنت أخشى أن تكون منيتي *** بكفي (4) إلاّ أنّ ما حان حائن
و ندم على طلاقها ندما شديدا و جعل يأتي منزلها و يبكي فيه، فلامه أبوه و أهل بيته فقال:
أمسّ تراب أرضك يا لبيني *** و لو لا أنت لم أمسس ترابا
و قال في ذلك أيضا في إتيان منزلها:
كيف السّلوا و لا أزال أرى لها *** ربعا كحاشية اليماني المخلق
ربعا لواضحة الجبين عزيزة (5) *** كالشمس إذ طلعت رخيم (6) المنطق
قد كنت أعهدها به في عزة (7) *** و العيش صاف، و العدى لم تنطق
حتى إذا نطقوا و آذن فيهم *** داعي الشّتات برحلة و تفرّق
خلت الديار، فزرتها، فكأنني *** ذو جنّة من شمّها (8) لم يعرق
قال: و أنشدني هذا ابن أبي جهمة، و أنشدني زيد بن إبراهيم و عرفها ابن أبي جهمة و داود (9):
عفا (10) سارف من أهله فسراوع (11) *** فوادي قديد و التّلاع الدّوافع
ص: 381
فغيقة (1) فالأخياف (2) أخياف ظبية *** بها من لبينى مخرف و مرابع
لعل لبينى اليوم [أن] (3) حم لقاؤها *** ببعض البلاد [إنّ ] (4) ما حمّ واقع
بجزع من الوادي قليل أنيسه (5) *** خلاء تخاطبه العيون الخوادع
تبكي على لبنى و أنت تركتها *** فكنت كآت (6) غيّه و هو طائع
فيا قلب صبرا و اعتزاما (7) لما ترى *** و يا حبّها قع بالذي أنت واقع
لعمري لمن أمسى و أنت ضجيعه *** من الناس ما اختيرت عليه المضاجع
أتصبر للبين المشتّ عن الهوى *** أم أنت امرؤ ناسي الحياء فجازع
و للحب آيات تبيّن فما لفتى *** شحوبا و تعرى من يديه الأشاجع
و صاح غراب البين و انشقت العصى *** ببين كما شقّ الأديم الصوانع
فلما بدا منها الفراق كما بدا *** بظهر الصّفا الصّلد الشّقوق الصوادع
كأنك بدع لم تر الناس قبلها *** و لم يطّلعك الدهر فيمن يطالع
ألا يا غراب البين قد طرت بالذي *** أحاذر من (8) لبنى فهل أنت واقع
فما من حبيب دائم (9) لحبيبه *** و لا صاحب إلاّ به الدهر فاجع
فقد كنت أبكي و النّوى مطمئنة *** بنا و بكم من علم ما البين صانع
و أهجركم هجر البغيض و حبكم *** على كبدي منه شئون (10) صوادع
و أعجل بالإشفاق حتى يشفّني *** مخافة شعب الدار و الشمل جامع (11)
قال: و حدّثنا أبو العباس، حدّثنا عبد اللّه بن شبيب، حدّثني زبير (12)،حدّثنا عبد
ص: 382
الجبّار بن سعيد، عن محمّد بن معن الغفاري، عن أبيه، عن عجوز لهم يقال لها جمال (1)بنت أبي مسافر، قالت:
جاورت آل ذريح بقطيع لي فيه الرائمة (2) البوّ (3) و الحائل (4) و المتبع (5) قالت: فكان قيس ينظر إلى شرف (6) من ذلك القطيع، و ينظر إلى ما يلقين فيتعجب، فقل ما لبث حتى عزم عليه أبوه بطلاق ابنة عمه لبنى فكاد يموت، ثم آلى أبوه لئن أقامت لا يساكن قيسا، فظعنت، فاندفع قيس يقول:
أيا كبدي طارت صدوعا نوافذا (7) *** و يا حسرتي ما ذا يغلغل للقلب (8)
فأقسم ما عمش العيون شوارف *** روائم بوّ حانيات (9) على سقب (10)
تشمّمنه (11) لو يستطعن ارتشفنه *** إذا سفنه يزددن نكبا على نكب
رئمن (12) فما ينحاش منهن شارف *** و حالفن حبسا في المحول و في الجدب
بأوجد مني يوم ولّت حمولها *** و قد طلعت أولى (13) الركاب من النّقب
و كلّ ملمات الدهور (14) وجدتها *** سوى فرقة الأحباب هيّنة الخطب
إذا افتلتت (15) منك النوى ذا مودة *** حبيبا بتصداع من البين ذي شعب
أذاقتك مرّ العيش أو مت حسرة *** كما مات مسقى الضّياح على اللب (16)
ص: 383
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي و نقلته من خطه، أنبأنا الخطيب أبو بكر الحافظ ، و أبو منصور عبد المحسّن بن محمّد البغدادي - بصور - قالا: أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ ، حدّثنا أبو بكر النيسابوري، حدّثنا يوسف بن سعيد، حدّثنا حجاج عن ابن جريج، حدّثني عمرو بن أبي سفيان، عن ليث (1) بن عمرو قال:
سمعت قيس بن ذريح يخبر يزيد بن سلمى قال: هجرني أبواي في لبنى عشر سنوات كي أفارقها، استأذن عليهما فيردّاني حتى طلقتها (2).
ص: 384
ص: 385
أخبرنا (1) أبو محمّد سفيان بن إبراهيم بن عبد الوهّاب بن مندة في كتابه، أنبأنا أبو صالح محمّد بن المؤمل بن البستي قدم علينا، حدّثنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي - إملاء - قال: سمعت أبا بشر العطار يقول:
كنت بطرسوس فوقع النفير، فلما قربنا من الحوراب (2) سمعت أصوات حراسها فوق السطح يكبّرون بأنواع التكبير و التحميد ما سمعت بمثلها في حسن الصوت و الهيبة و التعظيم لذكر اللّه عزّ و جلّ ، فسمعت في ذلك منشدا ينشد هذه الأبيات فوقع علي البكاء، و لم أدر من منشدها، فلمّا أصبحنا قلت لبعض أهل طرسوس: سمعت البارحة كذا و كذا، فقال: قم معي، فجاء بي إلى شيخ ذكر أنه من فرسان العرب و صعاليك الغزاة، فقال: هذا الذي كان سمعته البارحة ينشد الأبيات، فقال: أنا من رهط قيس بن ذريح، حدّثني أبي عن آبائه
ص: 386
و أجداده أن قيس بن ذريح لما فارق لبنى أنشد هذه الأبيات و اشتهر بذكرها و هي:
و لو أنني أستطيع صبرا و سلوة *** تناسيت لبنى غير ما مضوا حقدا (1)
و لكنّ قلبي قد تقسّمه الهوى *** شتاتا فما ألقى (2) صبورا و لا جلدا
سل الليل عنّي كيف أرعى نجومه *** و كيف أقاسي الهمّ مستخليا فردا
كأنّ هبوب الريح من نحو أرضكم *** تثير (3) فتات المسك و العنبر الندا
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنبأنا الحسن (4) بن أبي بكر، أنبأنا أبو الفضل عيسى بن موسى بن أبي محمّد بن المتوكل على اللّه، أخبرني محمّد بن خلف بن المرزبان، حدّثني صالح بن محمّد بن درّاج، أنبأنا أبو عمرو الشيباني قال:
خرج قيس بن ذريح إلى معاوية فأقام ببابه ثلاثا، ثم وصل إليه فأنشده مديحا له، فأدناه، و حباه، و كساه، و أمر له بخمسة آلاف درهم و مائتي دينار، و قال له: أقم فإنّي بالغ كلما تحب، ففعل، فقال له معاوية يوما: كيف وجدك بلبنى ؟ قال: يا أمير المؤمنين أشدّ وجد، قال: حدّثني حديثك و حديثها، قال: إنه طويل، قال: و إن، فقصّ عليه القصة، فأعجب معاوية بحديثه و قال: فإنّي مزوجك منها، قال: يا أمير المؤمنين إنّ لها زوجا، قال:
نرضيه منها، قال: ما لي في ذلك من حاجة، قال: فما حاجتك ؟ قال: تأذن لي في الإلمام بها، و تكتب إلى عاملك كتابا، فقد خشيت أن يفرّق الموت بيني و بين ذلك، فقال له معاوية:
و إنك اليوم على الوجد منها مقيم ؟ قال: نعم، قال: لقد قلت في ذلك قبل دخولي على أمير المؤمنين بيتين، قال: هاتهما، فأنشده (5):
لقد خفت أن لا تقنع النّفس بعدها *** بشيء من الدنيا و إن كان مقنعا
و أزجر عنها النفس إذ حيل دونها *** فتأبى إليها النفس إلاّ تطلّعا
قال: فالتفت معاوية إلى رجل من كلب كان يجالسه فقال: هذا و اللّه الحبّ ، ثم قال:
أنشدني، فأنشده:
ص: 387
أ ضوء سنا برق بدا لك لمعه *** بذي الأثل من أجراع بيشة (1) يرقب
نعم إنني صب هناك موكل *** بمن ليس يدنيني و لا يتقرب
و من اشتكى من الجفاء و حبه *** طرائف كانت دون من يتجنب
عفا اللّه عن أمّ الوليد أما ترى *** مشائط حبّي كيف بي تتلعب
فتأوي لمن كادت تغيظ حياته *** غداة سمعت نجوى سواتر تتعب
و من سقمي من نية (2) الحبّ كلما *** أتى راكب من نحو أرضك يضرب
مرضت فجاءوا بالمعالج و الرّقا *** و قالوا بصير بالدواء متطبّب (3)
و لم يغن عني ما يعقد طائلا *** و لا ما يمنّيني الطبيب المجرّب
و لا بشراب بات يعسلني بها *** إذا ما بدا لي الكواكب المتصوب
و بانوا و قد زالت بلبناك حسرة *** سبوح (4) و موار العلاطين أصهب
يظن من الظنّ المكذّب أنه *** و راكبه (5) دارا بمكة تطلب
فلا و الذي مسحت أركان بيته *** أطوف به فيمن يطوف و يحصب
مسبتك (6) و ما أرثي (7) يثير مكانه *** و ما دام جار للحجون المحصب
و ما سمعت ورقاء تهتف بالضحى *** تصعّد في أفنائها و تصوّب
و ما أمطرت يوما بنجد سحابة *** و ما اخضرّ بالأجراع طلح و تنضب
و قال أناس و الظنون (8) كثيرة *** و اعلم شيء بالهوى من تجرب
ألا إن في الياس المغرق راحة *** سيسليك عن من نفعه عنك يغرب
فكل الذي قالوا بلوت فلم أجد *** لذي الشجوى شفى من هوى حين يعزب
عليها سلام اللّه ما هبت الصبا *** و ما لاح و هنا في دجى الليل كوكب
فلست بمناع وصالا بوصلها *** و لست بمفش سرّها حين أغضب
فقال معاوية: هذا و أبيك المحب، فأذن له في زيارتها و الإلمام، و كتب إلى عامله
ص: 388
بذلك، فخرج قيس و عليه حلّة كساه معاوية، و تحته ناقة حمله عليها، فسار حتى قدم المدينة، فنزل على امرأة بالمدينة يقال لها بريكة كانت بينها و بين لبنى مودّة، و أهدى لها و للبنى هدايا (1) و ألطافا، و أخبرها بكتاب معاوية فقالت له لبنى: يا بن عمّ ما تريد إلى الشهوة، أقم فإني أرفدك ما أقمت، فأقام أياما و بلغ زوج لبنى قدومه، فمنع لبنى زيارة بريكة، فآيس من لقائها فأقبل [متلددا] (2) يفكر في دفع كتاب معاوية تارة و تارة يندفع (3) فبينا هو كذلك إذ رأى ابن أبي عتيق، و قد كان سمع بذكره فعرفه، فقال: يا أعرابي ما لي أراك متحيرا كأنك لا تؤدي إلى رشد مالك بها أحد، قال: دعني بارك اللّه فيك لما بي، قال: أخبرني بشأنك فإنّي على ما تريد قادر فأبى عليه، فقال: لست بمفارقك أو تخبرني، فقصّ عليه قصته، فقال: لا أراني إلاّ في طلب مثلك، انطلق إلى المنزل، فانطلق معه فأقام ليلته عنده يحدّثه بأمره، و عشقه، و ينشده، فلما أصبح ابن أبي عتيق ركب فأتى عبد اللّه بن جعفر فقال: جعلني اللّه فداك، اركب معي في حاجة لي، فركب و استنهض معه ثلاثة أو أربعة من قريش، فمضى بهم و لا يدرون ما يريد، حتى أتى باب زوج لبنى، فاستأذن عليه فخرج فإذا وجوه قريش، فقال:
جعلني اللّه فداكم ما جاء بكم ؟ قالوا: حاجة لابن أبي عتيق استعان بنا عليك فيها، فقال:
اشهدوا أن حكمه جائز، فقال لابن أبي عتيق: أخبره بحاجتك، فقال: اشهدوا أن امرأته لبنى طالق ثلاثا، فأخذ عبد اللّه بن جعفر برأسه ثم قال: لقد جئت بنا قبّحك اللّه، و قبّح رأيك، فقال: جعلت فداكم يطلّق هذا امرأته و يتزوج أخرى، خير من أن يموت رجل مسلم، فقال عبد اللّه بن جعفر: أما إذا فعل ما فعل فاشهدوا أن له عندي عشرة آلاف درهم، فقال ابن أبي عتيق: و اللّه لا أبرح حتى ينقل متاعها، ففعلت و أقامت في أهلها حتى انقضت عدتها، فأتى قيس أباها، فسأله أن ينكحه إياها فأبى عليه، فمشى إليه قوم من أهلها و سألوه و قالوا: قد علمت ما لكلّ واحد منهما في قلب صاحبه، فزوّجه إياها، فمكثا عمرا من دهرهما بأنعم عيش.
و في غير رواية أبي عمرو الشيباني أن عبد اللّه بن جعفر أمر لقيس بن ذريح بعشرة آلاف درهم و قال له: استعن بها على صلاح أمرك، و عد إلى من أحببت.
أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنبأنا أبو محمّد الجوهري - قراءة-.
ص: 389
ح و قرأت على أبي منصور بن خيرون، عن أبي محمّد الجوهري.
أنبأنا أبو (1) عمر بن حيوية، أنبأنا أبو بكر محمّد بن خلف، حدّثني عبد الجبار بن عبد الأعلى قال: قال خندق (2) بن سليم - و قال ابن خيرون: خندق بن سليمان (3)-حدّثني أحمد ابن هود.
أن لبنى أمرت غلاما لها فاشترى لها أربع غربان، فلما رأتهن بكت و صرخت و كتفتهنّ ، و جعلت تضربهنّ بالسوط حتى متن جميعا، و جعلت تقول بأعلى صوتها:
لقد نادى الغراب ببين لبنى *** فطار القلب من حذر الغراب
فقال: غدا تباعد دار لبنى *** و ينأى بعد ودّ و اقتراب
فقلت: نعيت، ويحك من غراب *** أ كلّ الدهر سعيك في تباب
لقد أولعت - لا لقيت خيرا- *** بتفريق المحب عن الحباب
قال ابن كادش: و ذكر الحكاية - و زاد أبو منصور: فدخل زوجها فرآها على تلك الحال، فقال: ما دعاك إلى ما أرى ؟ قالت: دعاني ابن عمّي و حبيبي قيس، أمرهن بالوقوع فلم يقعن، حيث يقول:
ألا يا غراب البين قد طرت بالذي *** أحاذر من لبنى فهل أنت واقع
فآليت ألاّ أظفر بغراب إلاّ قتلته، قال: فغضب و قال: لقد هممت بتخلية سبيلك فقالت: لوددت أنك فعلت و إنّي عمياء (4).فو اللّه ما تزوجتك رغبة فيك، و لقد كنت آليت أن لا أتزوج بعد قيس أبدا، و لكن غلبني أبي على أمري.
أنبأنا أبو بكر [محمد] (5) بن عبد الباقي و غيره عن أبي محمّد الجوهري.
و أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني (6)،أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد الصيرفي - إجازة.
ص: 390
قالا: أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا محمّد بن خلف بن المرزبان، أنبأنا أبو بكر العامري، حدّثنا سليمان بن أبي شيخ، حدّثنا أيوب بن عباية قال:
خرج قيس بن ذريح إلى المدينة يبيع ناقة له فاشتراها زوج لبنى و هو لا يعرفه فقال له:
انطلق معي أعطك الثمن، فمضى معه فلما فتح الباب فإذا لبنى قد استقبلت (1) قيسا، فلمّا رآها ولّى هاربا، و خرج الرجل في أثره بالثمن ليدفعه إليه، فقال له قيس: لا تركب لي و اللّه مطيتي أبدا، قال: و أنت قيس بن ذريح ؟ قال: نعم، قال: هذه لبنى قد رأيتها تقف حتى أخيّرها فإن اختارتك طلّقتها، و ظنّ القرشي أن له في قلبها موضعا و أنها لا تفعل، فقال له قيس: افعل، فدخل القرشي عليها، فخيّرها فاختارت قيسا فطلّقها، و أقام قيس ينتظر انقضاء العدة - و قال الجوهري: عدتها - ليتزوجها، و ماتت في العدة.
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد [نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا الشريف أبو الفضل محمد بن الحسين بن محمد] (2) بن الفضل بن المأمون، أنشدنا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشّار، أنشدني أبي و محمّد بن المرزبان، و أبي إسحاق الشيباني لقيس بن ذريح و الألفاظ في الروايات مختلطة و بعضها يزيد و ينقص (3):
كادت (4) بلاد اللّه يا أم معمر *** بما رحبت يوما عليّ تضيق
تكذّبني بالودّ لبنى وليتها *** تحمّل (5) مني مثله و تذوق
و لو تعلمين الغيب (6) أيقنت أنّني *** و ربّ الهدايا المشعرات صديق
و إن كنت لا لا تعلمي العلم *** فاسألي و هبي الرجال للنساء و موق
سلي هل قلاني من عشير صحبته *** و هل ذم رحلي في الرحال رفيق (7)
و هل يجتوي القوم الكرام صحابتي *** إذا اغبرّ مخشيّ (8) الفجاج عميق
ص: 391
أردّ (1) سوام الطرف (2) عنك و ما له *** على أحد إلاّ إليك (3) طريق
تتوق إليك النفس ثم أردّها *** حياء و مثلي بالحياء حقيق
و لم أر أياما كأيامنا التي *** مررن علينا و الزمان أنيق
و إنّي و إن حاولت صرمي و هجرتي *** عليك من أحداث الرّدى لشفيق
و وعدك إيانا، و إن قلت عاجل *** بعيد كما قد تعلمين سحيق (4)
و حدثتني يا قلب أنّك صابر *** على الصدّ (5) من لبنى فسوف تذوق
فمت كمدا أو عش سقيما فإنّما *** تكلّفني ما لا أراك تطيق
فما الموت إلاّ أن أموت و لا أرى *** بأرضك إلاّ أن تجوز طريق (6)
أريد سلوّا عنكم فيردني *** عليه من النفس الشعاع فريق
و قد شهدت (7) نفسي بأنك غادة *** رداح (8) و أنّ الوجه منك عتيق
و أنّك لا تجزينني (9) بصبابتي (10) *** و لا أنا للهجران منك مطيق
و أنّك قسمت الفؤاد بنصفه *** رهين و نصف في الحبال وثيق
و أكتم أسرار الهوى و أميتها *** إذا باح مزاج لهن بروق
صبوحي إذا ما ذرّت الشمس ذكركم *** و لي ذكركم عند المساء غبوق
أطعت و شاة لم يكن لي فيهم *** خليل و لا حان (11) عليّ شفيق
فإن (12) تسألاني عن لبنى فإنني *** بها مغرم صبّ الفؤاد مشوق
ص: 392
تهيج (1) نكس الداء مني و لم تزل *** حشاشة نفسي للجروح تتوق
و أدعي بلبنى حين ألقى بغشية (2) *** و لو كنت بين النادبات أفيق
إذا ذكرت لبنى تجلتك غشية *** و يثني لك الداعي بها فتفيق
سعى الدهر و الواشون بيني و بينها *** فقطّع حبل الوصل و هو وثيق
قال: و أنشدني أبي لقيس بن ذريح:
لو أن امرا أخفى الهوى من ضميره *** لمتّ و لم يعلم بذاك ضمير
و لكن سألقى اللّه و النفس لم تبح *** بسرّك و المستخبرون كثير
كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد بن الجلابي الواسطي يخبرني عن أبي غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحوي الواسطي، أنبأنا أبو القاسم علي بن طلحة بن كردان النحوي، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الفضل بن الجرّاح، حدّثنا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشار الأنباري، أنشدني إبراهيم بن أحمد بن أحمد الشيباني لقيس بن ذريح:
وددت من الشوق الذي بي أنّني *** أعار جناحي طائر فأطير
فما في (3) نعيم بعد فقدك لذة *** و لا في سرور لست فيه سرور
و إنّ امرأ في بلدة نصف نفسه *** و نصف بأخرى، إنّه لصبور
تعرفت (4):جسماني أسيرا ببلدة *** و قلبي بأخرى غير تلك أسير
ألا (5) يا غراب البين ويحك نبّني *** بعلمك في لبنى و أنت خبير
فإن أنت لم تخبر بشيء (6) علمته *** فلا طرت إلاّ و الجناح كسير
و درت بأعداء حبيبك فيهم *** كما قد تراني بالحبيب أدور
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنبأنا أبو محمّد (7) الحسن بن علي الجوهري، أنبأنا أبو عمر (8) بن حيّوية، حدّثنا محمّد بن خلف بن المرزبان، حدّثني أبو عبد اللّه
ص: 393
التميمي، حدّثني سعد بن المضا عن رجل من عبد القيس، حدّثني أبي عن نوفل بن مساحق أنه قال:
وليت صدقات كعب بن ربيعة، فقلت لرجل من بني عامر: أحب أن أرى قيس بن معاذ و أسمع منه، فقال لي: إذا أردت أن تستخرج ما عنده فعرض له بشعر رقيق من أشعار العشاق، قال: فطلبته يوما في (1) ظل أراكة يحدث نفسه، قال: فقربت منه و كأنّي لا أريده و أنشدت قول قيس بن ذريح:
ألا يا غراب البين ويحك نبّني *** بعلمك في لبنى و أنت خبير
فإن أنت لم تخبر بشيء علمته *** فلا طرت إلاّ و الجناح كسير
و درت بأعداء حبيبك فيهم *** كما قد يراني بالحبيب أدور
قال: فتهيّج، و قال: أنا و اللّه أشعر منه، أن الذي أقول:
ألا يا غراب البين لونك شاحب *** و أنت بلوعات الفراق جدير
فنبئن لنا ما قلت إذ أنت واقع *** و بيّن لنا ما قلت حين تطير
فإن يك حقّا ما تقول فأصبحت *** همومك شتّى و الجناح كسير
و لا زلت مطرودا عديما لناصر *** كما ليس لي من ظالمي نصير
قال: قلت: قاتل اللّه قيسا حيث يقول (2):
فما أنا إن بانت لبينى بهاجع *** إذا ما اطمأنّت بالرجال المضاجع
و كيف ينام المرء مستشعر الجوى *** تعاوره منه بكأس روادع
فقال: أنا أشعر منه، أنا الذي أقول:
و ما بتّ (3) إلاّ خاصم البين حبّها *** مكينان من قلب مطيع و سامع
تبارك ربي كم لليلى إذا انتحت *** بها النفس عندي من خصيم و شافع
قال: قلت: قاتل اللّه قيسا حين يقول (4):
ألا ليت أياما مضين تعود *** فإن عدن (5) لبنى (6) إنّني لسعيد
ص: 394
فلا اليأس (1) يسليني و لا القرب نافع (2) *** و لبنى منوع ما تكاد تجود
فقال: أنا أشعر منه، أنا الذي أقول:
إذا ذكرت ليلى هششت لذكرها *** كما هشّ للثدي الدّرور وليد
و يرجع لي روح الحياة و إنّني *** بنفسي لو عانيتها لأجود
قال: قلت: قاتل اللّه قيسا حيث يقول:
أريد سلوّا عن لبينى و ذكرها *** فيأبى فؤادي المستهام المتيّم
صحا كلّ ذي ودّ علمت مكانه *** سواي فإنّي ذاهب العقل مغرم
إذا قلت أسلوها تعرّض ذكرها *** و عاودني من ذاك ما اللّه أعلم
قال: أنا أشعر منه، أنا الذي أقول:
فإن تك ليلى العامرية أصبحت *** على النأي [مني] (3) ذنب غير تنقم
فما ذاك من ذنب أكون اجترمته *** إليها فتجزيني (4) به حيث أعلم
و لكن إنسانا إذا ملّ صاحبا *** و حاول صرما (5) لم يزل يتجرم
قال: قلت: قاتل اللّه قيسا حيث يقول:
و إنّي لأهوى النوم في غير حينه *** لعل لقاء في المنام يكون
تحدّثني الأحلام أنّي أراكم *** فيا ليت أحلام المنام يقين (6)
شهدت بأنّي لم أخنك مودتي *** و أنّي بكم لو تعلمين ضنين
و أنّ فؤادي لا يميل (7) إلى هوى *** سواك و إن قالوا له سيلين
قال: أنا أشعر منه، أنا الذي أقول:
مضى زمن و الناس لا يأمنوني *** و إنّي على ليلى الغداة أمين
يسمّونني المجنون حيث يرونني *** نعم بي من ليلى الغداة جنون
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاف في كتابه، و أخبرني أبو المعمر المبارك ابن أحمد الأنصاري عنه.
ص: 395
[ح] و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن بن العلاف، قالا: أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنبأنا أحمد بن إبراهيم، أنبأنا محمّد بن جعفر، حدّثنا أبو يوسف يعقوب بن عيسى الزهري، حدّثنا الزبير بن بكار قال:
أنشد أبو السائب المخزومي قول قيس بن ذريح (1):
تعلّق روحي روحها قبل خلقنا *** و من بعد ما كنا نطافا و في المهد
فزاد كما زدنا فأصبح ناميا *** فليس و إن متنا بمنقصم (2) العهد
و لكنه باق على كلّ حادث *** و زائرنا في ظلمة القبر و اللحد
يكاد نضيض الماء يخدش جلدها *** إذا اغتسلت بالماء من رقّة الجلد
فحلف أبو السائب باللّه لا يزال يقوم و يقعد حتى يحفظ الأبيات.
روى عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.
روى عنه: أبو عمّار عريب بن حميد الهمداني، و عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و عمرو ابن شرحبيل، و عامر الشعبي، و محمّد بن شرحبيل، و أبو نجيح يسار، و ميمون بن أبي شبيب، و الوليد بن عبدة السهمي، و عبد اللّه بن مالك الجيشاني، و بكر بن سوادة المصريون، و ثعلبة بن أبي مالك، و يريم أبو العلاء.
و قدم على معاوية دمشق.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن (1) علي بن هبة اللّه بن عبد السّلام، قالا: أنبأنا أبو محمّد الصّريفيني، أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، أنبأنا أبو القاسم البغوي.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد.
حدّثنا علي بن الجعد، أنبأنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى قال:
كان سهل بن حنيف، و قيس بن سعد قاعدين بالقادسية فمرت بهما جنازة فقاما، فقيل:
إنّما هو من أهل الأرض، فقالا: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مرّت به جنازة فقام، فقيل: إنما هي جنازة يهودي، فقال:«أ ليست نفسا» (2)[10574].
و لفظهما قريب.
أخرجه البخاري (3) عن آدم بن أبي أياس، عن شعبة، و أخرجه مسلم (4) عن ابن مثنى، و ابن بشار، و أبي بكر بن أبي شيبة عن غندر.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي التميمي، أنبأنا أبو بكر بن مالك، حدّثنا
ص: 397
عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن القاسم بن مخيمرة عن أبي عمّار، عن قيس بن سعد قال:
أمرنا النبي صلى اللّه عليه و سلم أن نصوم عاشوراء قبل أن ينزل رمضان، فلمّا نزل رمضان لم يأمرنا و لم ينهنا، و نحن نفعله[10575].
أخبرناه أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد البيهقي، أنبأنا محمّد بن الحسن (2)ابن علي الخبّازي (3)،أنبأنا الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي، أنبأنا محمّد بن إسحاق الثقفي، حدّثنا يوسف بن موسى، حدّثنا يعلى و أبو داود الحفري عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن القاسم بن مخيمرة عن أبي عمّار الهمداني قال: سألت قيس بن سعد عن صوم عاشوراء قال:
أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبل أن ينزل رمضان، فلمّا نزل رمضان لم يأمرنا و لم ينهنا، و نحن نفعله[10576].
خالفه شعبة بن الحجّاج عن الحكم عن القاسم.
أخبرناه أبو الحسن البيهقي أيضا، أنبأنا محمّد بن الحسن، أنبأنا الحسن بن أحمد العدل، أنبأنا أبو العباس السّرّاج، حدّثنا يوسف بن موسى، حدّثنا عبد الوهّاب، عن عطاء، عن شعبة، عن الحكم، عن القاسم بن مخيمرة، عن عمرو بن شرحبيل، عن قيس بن سعد بمثله.
أخبرنا أبو المظفر القشيري، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالا:
أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنبأنا أبو يعلى الموصلي، حدّثنا أبو بكر، حدّثنا وكيع عن ابن أبي ليلى، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أسعد بن زرارة، عن محمّد بن شرحبيل، عن قيس بن سعد قال:
أتانا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فوضعنا له ماء فاغتسل، ثم أتيناه بملحفة ورسية (4) فالتحف بها،
ص: 398
فكأنّي انظر إلى أثر الورس على عكنه (1).
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري.
قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب (2)،حدّثني أبو بشر بكر بن خلف، حدّثنا عبد الرزّاق، حدّثنا ابن عيينة قال:
قدم قيس بن سعد على معاوية ليبايعه كما بايع أصحابه، فقال معاوية: و أنت يا قيس تلجم علي مع من ألجم ؟ و اللّه لقد كنت أحبّ أن لا يأتي هذا اليوم إلاّ و قد أصابك ظفر من أظفاري موجع، فقال قيس: و أنا و اللّه قد كنت كارها أن أقوم في هذا المقام فأحييك بهذه التحية قال: فقال له معاوية: و لم ؟ و هل أنت إلاّ حبر من أحبار يهود، فقال له قيس: و أنت يا معاوية كنت صنما من أصنام الجاهلية، دخلت في الإسلام كارها، و خرجت منه طائعا، قال:
فقال معاوية: اللّهم غفرا، مدّ يدك، قال: فقال له قيس: إن شئت زدت و زدت.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أحمد بن الحسن بن خيرون، قالا:- أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنبأنا عمر بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (3):
قيس بن سعد بن عبادة بن دليم (4) أمه فكيهة بنت عبيد بن دليم بن حارثة، يكنى أبا عبد اللّه، أتى مصر و الشام، و الكوفة، و مات بالمدينة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني حنبل قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: قيس بن سعد [له صحبة لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
قال أبو موسى هارون بن عبد اللّه (5).
ص: 399
أبو عبد اللّه قيس بن سعد بن عبادة] (1) بن دليم الأنصاري توفي بالمدينة في آخر خلافة معاوية.
و قال محمّد بن سعد: قيس بن سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة (2) بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة، و أمّه فكيهة بنت عبيد بن دليم بن حارثة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا [أبو] (3) عمرو بن مندة، أنبأنا أبو الحسين اللّنباني (4)،حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد بن سعد قال (5):
في الطبقة الثالثة من الأنصار: قيس بن سعد بن عبادة بن دليم، أحد بني ساعدة بن كعب من الخزرج، و يكنى أبا عبد الملك، قال الهيثم بن عدي: توفي بالمدينة في آخر خلافة معاوية.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد قال (6):
في الطبقة الثالثة من بني ساعدة بن كعب بن الخزرج و أمه فكيهة بنت عبيد بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة (7) بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة.
قال محمّد بن عمر: كان قيس يكنى أبا عبد الملك، و لم يزل مع علي حتى قتل علي، فرجع قيس إلى المدينة، فلم يزل بها حتى توفي في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، حدّثنا أبي قال: قيس بن سعد أبو عبد اللّه.
أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي في كتابه، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن المظفر، أنبأنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال:
ص: 400
و من بني ساعدة بن كعب بن الخزرج: قيس بن سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة، و أمّه بنت عبيد بن دليم بن حارثة، يكنى أبا عبد اللّه، كان بمصر واليا عليها لعلي بن أبي طالب، و كان صاحب لواء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في بعض غزواته (1).
ذكر أصبغ عن ابن وهب عن يونس، عن ابن شهاب قال:
كان قيس بن سعد بن عبادة مع علي بصفّين و مات قيس بن سعد بالمدينة، و كان قيس قد أتى الشام و الكوفة.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي و اللفظ له، قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا: أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (2):
قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي.
أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - شفاها - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا حمد (3)-إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.
قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال:
قيس بن سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة أحد بني ساعدة بن كعب بن الخزرج، يكنى أبا عبد الملك، له صحبة، سكن الكوفة، قدمها مع علي بن أبي طالب، ثم تحوّل (4) إلى المدينة، توفي في آخر إمرة معاوية بالمدينة، روى عنه أبو هبيرة يريم بن أسعد، و عمرو بن شرحبيل، و أبو نجيح، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا (5) أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد قال:
ص: 401
قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري سكن المدينة، و خدم النبي صلى اللّه عليه و سلم، و خرج مع علي إلى العراق، ثم رجع إلى المدينة فمات بها، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.
كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل بن سليم، ثم حدّثني أبو بكر المؤدب عنهما، قالا: أنبأنا أبو بكر الباطرقاني، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس.
[قيس] (1) بن سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة (2) بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري، شهد فتح مصر، و اختط بها، و ولي على مصر لعلي بن أبي طالب في سنة ست و ثلاثين، و عزله سنة سبع و ثلاثين (3)،روى عنه عبد اللّه بن مالك الجيشاني، و عمرو بن الوليد بن عبدة السّهمي.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو عبد اللّه - و يقال: أبو عبد الملك - قيس بن سعد بن عبادة بن عبد اللّه بن دلام بن أسد بن الحارث، و يقال: ابن عبادة بن دليم بن حارثة بن حزيمة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي المديني (4)،و أمّه فكيهة بنت عبد بن دليم بن حارثة (5)،له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و كان من دهاة أصحابه و كرامهم و أسخيائهم، و له أخ يسمى سعيد بن سعد عداده في الصحابة، و كان واليا لعلي بن أبي طالب على اليمن.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:
قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري له صحبة، و كان من دهاة الناس، روى عنه أنس بن مالك، و ثعلبة بن أبي مالك.
كذا قال، و أنس لم يرو عنه (6)،و إنّما روى أنه كان من النبي صلى اللّه عليه و سلم بمنزلة صاحب
ص: 402
الشرطة من الأمير (1).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل المقدسي، أنبأنا مسعود بن ناصر، أنبأنا عبد الملك بن الحسن، أنبأنا أبو نصر البخاري (2) قال:
قيس بن سعد بن عبادة بن دليم أبو عبد الملك الساعدي الأنصاري الخزرجي المدني، أخو سعيد بن سعد، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه عبد الرّحمن بن أبي ليلى.
قال الهيثم بن عدي: توفي بالمدينة في آخر خلافة معاوية في رجب سنة ستين.
أنبأنا أبو علي الحداد قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ :
قيس بن سعد بن عبادة بن دليم الأنصاري الخزرجي خادم النبي صلى اللّه عليه و سلم و حاجبه و صاحب لوائه، كان من دهاة العرب المعروفين بالدهاء، روى عنه أنس بن مالك، و الشعبي، و ميمون ابن أبي شبيب، و عمرو بن شرحبيل، ولاّه علي بن أبي طالب بمصر فاختط بها دارا.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، و أبو منصور محمّد بن عبد الملك، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):
قيس بن سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة - بالحاء المهملة المفتوحة - و قيل: دليم بن حارثة بن خزيمة (4) بن أبي حزيمة (5)،- و يقال: بالخاء (6) المعجمة المرفوعة - ابن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأكبر بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، يكنى أبا عبد اللّه، و يقال: أبا عبد الملك، و أمّه فكيهة بنت عبيد بن دليم، و كان شجاعا بطلا كريما، سخيا، و حمل لواء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في بعض مغازيه، و ولاّه علي بن أبي طالب إمارة مصر، و حضر معه حرب الخوارج بالنّهروان، و وقعة صفّين، و كان مع الحسن (7) بن علي مقدمته بالمدائن،
ص: 403
ثم لمّا صالح الحسن (1) معاوية و بايعه دخل قيس في الصلح، و تابع الجماعة و رجع إلى المدينة فتوفي بها.
أخبرنا أبو الحسن أيضا،[-نا] (2) و أبو منصور، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسين بن بشران.
قالا: أنبأنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا الحميدي.
ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه، حدّثنا يعقوب (4)،حدّثنا أبو بكر الحميدي.
حدّثنا سفيان، عن عمرو قال:
كان قيس بن سعد رجلا ضخما، جسيما صغير الرأس، له لحية - و أشار سفيان إلى ذقنه (5)-قال: و كان إذا ركب الحمار خطت رجلاه في الأرض، و قال ابن رزق: إلى الأرض، زاد ابن السّمرقندي في رواية حنبل: فقدم مكة، فقام رجل فقال: من يشتري لحم الجزور يعرّض بقيس أنه لا يأكل لحم الجزور (6).
ثم قال: ألا من مبلغ صحيفتنا هذه أهل يثرب، فقال قيس: يا عبد اللّه أ لنا يقال مثل هذا.
آخر الجزء الثاني و الثمانين بعد الخمسمائة من الفرع (7).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي بن الصوّاف، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا أبي و عمّي أبو بكر قالا: حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق قال:
ص: 404
حدّثت أن قيس بن سعد بن عبادة خدم النبي صلى اللّه عليه و سلم سنتين.
[قال ابن عساكر:] كذا قال (1)،و الذي حدّث أبو إسحاق هو يريم أبو العلاء.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، و أبو القاسم بن البسري (2)،و أبو نصر الزينبي.
و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو القاسم بن البسري.
قالوا: أنبأنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا عمرو بن علي، حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا يونس بن أبي إسحاق، حدّثني أبي عن يريم أبي العلاء قال:
قال قيس - يعني: ابن سعد بن عبادة:- صحبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عشر سنين (3).
قال ابن صاعد: و قول قيس هذا غريب.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي [أنبا] (4) أبو الحسين بن النقور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عمي، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا يونس عن أبي إسحاق عن يريم بن أسعد قال: كنت مع قيس بن سعد و قد خدم النبي صلى اللّه عليه و سلم عشر سنين.
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنبأنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن زياد، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الصائغ، حدّثنا الحسن بن علي الحلواني، حدّثنا يحيى بن آدم عن إسرائيل، عن أبي إسحاق قال:
حدّثت أن قيس بن سعد خدم النبي صلى اللّه عليه و سلم.
و رواه عيسى بن يونس عن أبيه عن يريم بن أسعد الخارفي (5) قال:
رأيت قيس بن سعد و كان خدم النبي صلى اللّه عليه و سلم، و لم يذكر أبا إسحاق.
ص: 405
أخبرناه أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه، و حدّثناه أبو الفضل بن ناصر الحافظ ، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و هذا لفظه - قالوا: أنبأنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل (1) قال:
[قال:] مسدد عن عيسى بن يونس عن أبيه عن يريم بن أسعد الخارفي (2) قال: رأيت قيس بن سعد - و كان خدم النبي صلى اللّه عليه و سلم عشر سنين - مسح على خفّيه.
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا علي بن محمّد أحمد بن نصير بن عرفة، أنبأنا جعفر بن محمّد بن عتيب بن حنطيطل (3) السكري، حدّثنا محمّد بن محمّد بن مرزوق، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، حدّثنا أبي عن ثمامة ابن عبد اللّه بن أنس، عن أنس بن مالك قال:
كان قيس بن سعد من النبي صلى اللّه عليه و سلم منزلة صاحب الشرطة من الأمير (4).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين، حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن العباس بن جبريل السمعي، حدّثنا أبو حمزة - يعني - أنس بن خالد [الأنصاري قال: حفظت عن الأنصاري.
ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين و عبد الباقي بن محمد قالا: أنا أبو طاهر المخلص، نا إسماعيل بن العباس الوراق، نا أنس بن خالد] (5) أبو حمزة (6) الأنصاري، حدّثنا الأنصاري، عن أبيه عن ثمامة عن أنس قال:
كان قيس بن سعد من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير.
أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنبأنا أبو القاسم الحسين بن محمّد الحنّائي (7)،أنبأنا
ص: 406
أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد، حدّثنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد بن الفرج بن شاكر الأحمري (1)،حدّثنا أبو عمرو محمّد بن خزيمة بن راشد البصري يوم الخميس في أوّل رجب من سنة إحدى و سبعين و مائتين.
ح و أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنبأنا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس (2)،أنبأنا أبو محمّد التميمي.
ح و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أبي بكر السّنجي، و أبو محمّد بختيار بن عبد اللّه الهندي - بمرو - قالا: أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد الأسدي قالوا: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنبأنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن نصر المصري الشاعر - إملاء من حفظه-.
ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، حدّثنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن يحيى الزهري القاضي - بمكة - قالا:
أنبأنا أبو عمرو محمّد بن خزيمة بن راشد البصري - زاد السّنجي: بمصر، سنة ست (3)و سبعين و مائتين، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، حدّثني - و في حديث الخطيب: حدّثنا - أبي - و قال الزهري: عن أبيه - عن ثمامة - زاد الزهري: بن عبد اللّه - عن أنس - زاد الزهري:
ابن مالك - قال:
كان قيس بن سعد من - و قال الخطيب: عند - النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قال الزهري: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - بمنزلة صاحب الشرطة - و قال الزهري: الشرط (4)-من الأمير - زاد الشاعر و الزهري (5):
يعني ينظر في أموره (6)-.
أخبرنا (7) أبو سعد (8) بن البغدادي، و محمّد بن الهيثم بن محمّد الأديب، قالا: أنبأنا أبو منصور بن شكرويه - زاد ابن البغدادي: و محمّد بن أحمد بن علي السمسار.
ص: 407
ح و أخبرنا أبو الوفاء عمر بن الفضل بن المميز (1)،و أبو عبد اللّه محمّد بن سعيد (2)ابن أحمد كورّجة (3) الحرقي، قالا: أنبأنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم الطيّان، قالوا: أنبأنا إبراهيم بن عبد اللّه الورّاق، حدّثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدّثنا الفضل بن سهل، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه، حدّثني أبي عن ثمامة، عن أنس قال:
كان قيس بن سعد يكون بين يدي النبي صلى اللّه عليه و سلم بمنزلة صاحب الشرط من الأمير (4)(5).
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا محمّد بن المثنى أبو موسى، حدّثنا (6) الأنصاري، حدّثني [أبي] (7) عن ثمامة - قال الأنصاري: لا أعلمه إلاّ عن أنس - قال: لما قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة كان قيس بن سعد على مقدمته بمنزلة صاحب الشرط ، فكلم سعد النبي صلى اللّه عليه و سلم في قيس فصرفه عن الموضع الذي وضعه مخافة أن يقدم على شيء، قال: فصرفه.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أبو حاتم محمّد بن عيسى، حدّثنا أبو حاتم محمّد بن إدريس الرازي، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، حدّثنا أبي، عن ثمامة، عن أنس قال:
لما قدم النبي صلى اللّه عليه و سلم مكة كانت منزلة قيس من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منزلة صاحب الشرطة من الأمير، فكلّم النبي صلى اللّه عليه و سلم في قيس أن يصرفه مخافة أن يقدم على شيء، فصرفه.
أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد، أنبأنا عبد الرزّاق بن عمر بن موسى، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا محمّد بن الحسن بن قتيبة، حدّثنا عيسى بن حمّاد، أنبأنا الليث، عن عقيل، عن محمّد بن مسلم أنه قال: إن ثعلبة بن أبي مالك القرطي (8)(9) أخبره.
ص: 408
أن قيس بن سعد الأنصاري و كان صاحب لواء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أراد الحج، فرجّل أحد (1)شقي رأسه، فقام غلام فقلّد (2) هديه، فنظر قيس و قد رجّل أحد (3) شقي رأسه فإذا هديه قد قلّد، فأهلّ بالحج و لم يرجّل شقه الآخر (4).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر (5) بن حيوية، أنبأنا أبو الحسن الخشاب، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد، أنبأنا محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن هشام بن سعد، عن العباس بن عبد اللّه، عن عاصم ابن عمر (6) بن قتادة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم استعمل قيس بن سعد بن عبادة على الصدقة (7).
أخبرنا (8) أبو الوفاء (9) الصّبّاغ، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو العباس بن قتيبة، حدّثنا حرملة بن يحيى، أنبأنا عبد اللّه بن وهب.
ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن الخبّازي الطبري الحافظ ، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق بن خزيمة، أنبأنا جدي الإمام محمّد بن إسحاق بن خزيمة، أنبأنا أحمد بن عبد الرّحمن بن وهب، حدّثنا عمي، حدّثنا - و قال حرملة: أخبرني - عمرو بن الحارث أن عمرو بن دينار حدّثه أنه سمع جابر بن عبد اللّه يقول:
خرجنا في بعث و نحن ثلاثمائة رجل و علينا أبو عبيدة بن الجرّاح، فأصابنا جوع، فكنا نأكل الخبط ثلاثة أشهر، فخرجت دابّة من البحر يقال له - و قال أحمد: لها - العنبر، فمكثنا نصف شهر نأكل منها، و نحر رجل من الأنصار ثلاث جزائر، ثم نحر من الغد كذلك - زاد حرملة: أيضا - و قالا: ثم نهاه أبو عبيدة، فانتهى.
قال عمرو بن دينار: سمعت ذكوان أبا صالح يذكر أنه قيس بن سعد.
ص: 409
قال عمرو بن الحارث و حدّثنا بكر بن سوادة - زاد أحمد: الجذامي (1) عن أبي حمزة عن جابر بن سمرة نحو ذلك إلاّ أنه قال: جهدوا - و في حديث حرملة بنحو ذلك، و قال:
و أجهدوا، و كان عليهم قيس بن سعد و نحر لهم تسع ركائب، فقال: بعثهم في بعث من وراء البحر، و إن البحر ألقى دابة فمكثوا عليها ثلاثة أيام يأكلون منها، و يقددون و يغترفون شحمه، فلمّا قدموا على النبي صلى اللّه عليه و سلم - و قال أحمد: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - ذكروا له ذلك من أمر قيس - زاد حرملة: بن سعد - فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ الجود من شيمة أهل ذلك البيت» (2).
و قال في الحوت:«لو نعلم أنا نبلغه قبل أن يروح أحببنا لو - و قال أحمد: أن لو - كان عندنا منه» و لم يذكر الخبط (3) و لا شيئا سوى ذلك[10577].
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس (4)،و أبو المجد معالي بن هبة اللّه بن الحسن، و أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل قالوا: أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا أبو الحسن علي بن منير الخلال، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن رشيق، حدّثنا أبو جعفر أحمد بن حماد بن مسلم بن عبد اللّه التّجيبي، حدّثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم، أنبأنا يحيى بن أيوب، حدّثني جعفر بن ربيعة، و عمرو بن الحارث أن بكر بن سوادة حدّثهما أن أبا حمزة حدّثه أنه سمع جابر بن عبد اللّه يحدّث.
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعثهم في بعث عليهم قيس بن سعد بن عبادة فجهدوا، فنحر لهم تسع (5) ركائب، و مروا بالبحر، فوجدوه قد ألقى دابة حوتا عظيما، فمكثوا عليه ثلاثة أيام يأكلون منه و يغترفون شحمه في قربهم، فلمّا قدموا، ذكروا الحوت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو نعلم أنا ندركه لم يروح (6) لأحببنا (7) لو كان عندنا منه»[10578].
قال عمرو بن الحارث في حديثه: لما قدموا ذكروا شأن قيس فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ الجود من شيمة أهل ذلك البيت»[10579].
ص: 410
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد الشيباني، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، حدّثنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق، حدّثنا محمّد بن سهل، حدّثنا ابن أبي مريم، أنبأنا يحيى بن أيوب، حدّثني جعفر بن ربيعة، و عمرو بن الحارث أن بكر بن سوادة حدثهما أن أبا حمزة الحميري حدّثه: سمع جابر بن عبد اللّه.
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعثهم بعثا عليهم قيس بن سعد بن عبادة، فجهدوا، فنحر لهم قيس تسع ركائب، قال عمرو في حديثه: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ الجود لمن شيمة أهل ذلك البيت»[10580].
قال إبراهيم: لم يكن قيس بن سعد أمير هذا الجيش إنّما كان أبو عبيدة، و قيس معه كذلك.
أخبرني محمّد بن صالح عن محمّد بن عمر قال: و حدّثني داود بن قيس، و إبراهيم ابن محمّد الأنصاري، و خارجة بن الحارث، قالوا:
بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبا عبيدة في سرية فيها المهاجرون و الأنصار، ثلاثمائة رجل إلى ساحل البحر إلى حيّ من جهينة، فأصابهم جوع شديد، فقال قيس بن سعد: من يشتري مني تمرا بجزر، يوفيني الجزر هاهنا و أو فيه التمر بالمدينة، فجعل عمر (1) يقول: و اعجباه لهذا الغلام، لا مال له يدين فيما لغيره، فوجد رجلا من جهينة فقال قيس: بعني جزرا أوفيك سقة (2) من تمر بالمدينة، قال الجهني: و اللّه ما أعرفك، فمن أنت ؟ قال: أنا ابن سعد بن عبادة بن دليم قال الجهني: ما أعرفني بنسبك، و ذكر كلاما، فابتاع منه خمس جزائر كلّ جزور بوسق من تمر، فشرط عليه البدوي تمر دخرة (3) مصلّبة (4) من تمر آل دليم، يقول قيس: نعم، قال: فأشهد لي، فأشهد له نفرا من الأنصار، و معهم نفر من المهاجرين، قال قيس: أشهد من تحبّ ، فكان فيمن أشهد عمر بن الخطّاب، قال عمر: ما أشهد، هذا يدين و لا مال له إنّما المال لأبيه، قال الجهني: و اللّه ما كان سعد ليخني (5) بابنه في وسقة من تمر، و أرى وجها حسنا، و فعالا شريفا، و كان بين عمر و قيس كلام حتى أغلط لقيس، و أخذ الجزر
ص: 411
فنحرها لهم في مواطن ثلاثة، كلّ يوم جزورا، فلمّا كان اليوم الرابع نهاه أميره، و قال: تريد أن تخفر ذمّتك و لا مال لك.
قال محمّد: فحدّثني محمّد بن يحيى بن سهل عن أبيه، عن رافع بن خديج قال: أقبل أبو عبيدة و معه عمر، فقال: عزمت عليك أن لا تنحر أ تريد أن تخفر ذمتك ؟ قال قيس: يا أبا عبيدة، أ ترى أبا ثابت (1) يقضي (2) ديون الناس و يحمل (3) الكلّ ، و يطعم في المجاعة لا يقضى عنه وسقة من تمر لقوم مجاهدين في سبيل اللّه، فكاد أبو عبيدة أن يلين له، و جعل عمر يقول: أعزم، فعزم عليه و أبى أن ينحر، و بقيت جزوران، فقدم بهما قيس المدينة ظهرا يتعاقبون عليهما، و بلغ سعدا ما أصاب القوم من المجاعة فقال: إن يك قيس كما أعرف فسينحر للقوم، فلمّا قدم قيس لقيه سعد فقال: ما صنعت في مجاعة القوم ؟ قال: نحرت، قال: أصبت، قال: ثم ما ذا؟ قال: نحرت، قال: أصبت، قال: ثم ما ذا؟ قال: نحرت، قال:
أصبت، قال: ثم ما ذا؟ قال: نهيت، قال: من نهاك ؟ قال: أبو عبيدة أميري، قال: و لم ؟ قال: زعم أنه لا مال لي، و أن المال لأبيك، فقلت: أبي يقضي عن الأباعد، و يحمل الكلّ ، و يطعم في المجاعة و لا يصنع هذا بي، قال: فلك (4) أربع حوائط أدناها حائط منه تجذّ (5)خمسين وسقا، قال: و قدم البدوي مع قيس فأوفاه سقته (6) و حمله و كساه فبلغ ذلك النبي صلى اللّه عليه و سلم فعل قيس فقال:«إنّه في قلب (7) بيت جود»[10581].
قال محمّد: فحدّثني عبد اللّه بن الحجازي عن عمر بن عثمان بن شجاع قال:
لما قدم الأعرابي قال: و اللّه ما مثل أبيك ضيعت (8) و لا تركت بغير مال فأبوك سيد من سادات قومك، نهاني الأمير أن أبيعه، فقلت: لم ؟ قال: لا مال له، فلما انتسبت عرفته] و تقدمت لما أعرف أنك تسمو إلى معالي الأخلاق و جسيمها، و أنك غير مدبر، و لا معرفة لديك، فأعطى ابنه (9) يومئذ أموالا عظاما.
ص: 412
قال إبراهيم عبد اللّه بن خليفة شيخ كوفي روى عنه أبو إسحاق حرفا عن عمر و عبد اللّه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا محمّد بن العبّاس، أنبأنا عبد الوهّاب بن أبي حية، حدّثنا محمّد بن شجاع، حدّثنا محمّد بن عمر الواقدي (1)،نا داود بن قيس، و مالك بن أنس، و إبراهيم بن محمّد الأنصاري من ولد ثابت بن قيس بن شماس، و خارجة بن الحارث، و بعضهم قد زاد في الحديث قالوا:
بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبا عبيدة بن الجرّاح في سرية فيها المهاجرون و الأنصار، و هم ثلاثمائة رجل، إلى ساحل البحر (2) إلى حيّ من جهينة، فأصابهم جوع شديد، فأمر أبو عبيدة بالزاد، فجمع حتى إن كانوا ليقتسموا (3) التمرة، فقيل لجابر: فما تغني ثلث ثمرة ؟ قال: لقد (4)وجدوا فقدها قال: و لم تك حمولة (5)،إنما كانوا على أقدامهم، و أباعر يحملون عليها زادهم، فأكلوا الخبط و هم يومئذ ذو مشرة (6)،- يعني أنه رخص لين الأطراف قبل أن يغلظ - حتى إنّ شدق أحدهم بمنزلة مشفر البعير العضة، فمكثنا على ذلك حتى قال قائلهم: لو لقينا عدوّا ما كان بنا من حركة إليه، لما نالنا (7) من الجهد، فقال قيس بن سعد: من يشتري مني تمرا بجزر يوفيني الجزر هاهنا و أوفيه التمر بالمدينة ؟ فجعل عمر يقول: و اعجباه لهذا الغلام، لا مال له يدّان في مال غيره، فوجد رجلا من جهينة، فقال قيس بن سعد: بعني جزرا و أوفيك سقة من تمر بالمدينة. قال الجهني: و اللّه ما أعرفك ؟ و من أنت ؟ قال قيس: أنا قيس ابن سعد بن عبادة بن دليم، قال الجهني: ما أعرفني بنسبك، أما إن بيني و بين سعد خلة، سيّد أهل يثرب، فابتاع منه خمس جزائر، كلّ جزور بوسقين من تمر، يشترط عليه البدوي تمر دخرة (8) مصلّبة من تمر آل دليم، قال: يقول قيس: نعم، قال الجهني: فأشهد لي، فأشهد له نفرا من الأنصار، و معهم نفر من المهاجرين، قال قيس: أشهد من تحب، فكان فيمن استشهد عمر بن الخطّاب، فقال
ص: 413
عمر: لا أشهد، هذا يدّان و لا مال له، إنّما المال لأبيه، قال الجهني: و اللّه ما كان قيس ليخني بابنه في سقة من تمر، و أرى وجها حسنا، و فعالا شريفا، فكان بين عمر و قيس كلام حتى أغلظ له قيس الكلام، و أخذ قيس الجزر فنحرها لهم في مواطن ثلاثة، كلّ يوم جزورا، فلمّا كان اليوم الرابع نهاه أميره قال: تريد أن تخرب ذمتك، و لا مال لك ؟ قال الواقدي (1):حدّثني محمّد بن يحيى بن سهل، عن أبيه، عن رافع بن خديج قال:
أقبل أبو عبيدة بن الجرّاح و معه عمر بن الخطّاب فقال: عزمت عليك ألاّ تنحر، أ تريد أن تخرب (2) ذمتك و لا مال لك ؟ فقال قيس: أبا عبيدة، أ ترى أبا ثابت و هو يقضي دين الناس، و يحمل الكلّ (3)،و يطعم في المجاعة، لا يقضي عني سقة من تمر لقوم مجاهدين في سبيل اللّه، فكاد أبو عبيدة أن يلين له و يتركه حتى جعل عمر يقول: اعزم عليه، فعزم عليه فأبى عليه أن ينحر، فبقيت جزوران معه حتى وجد القوم الحوت و رمى بها البحر إليهم، فقدم بهما قيس المدينة ظهرا (4) يتعاقبون عليها، و بلغ سعدا ما كان أصاب القوم من المجاعة، فقال: إن يك قيس كما أعرف فسوف ينحر للقوم، فلمّا قدم قيس لقيه سعد فقال: ما صنعت في مجاعة القوم حيث أصابتهم ؟ قال: نحرت، قال: أصبت، انحر، قال: ثم ما ذا؟ قال: ثم نحرت، قال: أصبت، انحر، قال: ثم ما ذا؟ قال: ثم نحرت، قال أصبت: انحر، قال: ثم ما ذا، قال: نهيت، قال: و من نهاك ؟ قال: أبو عبيدة بن الجرّاح أميري، قال: و لم ؟ قال:
زعم أنه لا مالي لي، و إنّما المال لأبيك، فقلت: أبي يقضي عن الأباعد، و يحمل الكل (5)، و يطعم في المجاعة و لا يصنع هذا بي، قال: فلك أربع حوائط (6)،قال: و كتب له بذلك كتابا، قال: و أتى بالكتاب إلى أبي عبيدة، فشهد فيه، و أتى عمر فأبى أن يشهد، و أدنى حائط منها يجذّ (7) خمسين وسقا، و قدم البدوي مع قيس فأوفاه سقته و حمله و كساه، فبلغ النبي صلى اللّه عليه و سلم فعل قيس، فقال:«إنّه في بيت جود»[1751].
ص: 414
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، و أبو الحسن سعد الخير بن محمّد، قالا: أنبأنا طراد بن محمّد، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن صالح القرشي، أخبرني محمّد بن عمر الأسلمي، حدّثني محمّد بن يحيى بن سهل عن أبيه، عن رافع بن خديج قال:
أقبل أبو عبيدة و معه عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنهما فقال لقيس بن سعد رضي اللّه عنهما: عزمت عليك ألاّ تنحر، فلمّا نحر و بلغ النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّه في بيت جود»- يعني - إنه في غزوة الخبط [10583].
قال: و حدّثنا ابن أبي الدنيا، أخبرني أبو زيد، حدّثنا أبو عاصم، حدّثنا جويرية بن أسماء قال:
كان قيس بن سعد يستدين و يطعمهم، فقال أبو بكر و عمر: إن تركنا هذا الفتى أهلك مال أبيه، فمشيا في الناس، فصلّى النبي صلى اللّه عليه و سلم يوما بأصحابه فقام سعد بن عبادة خلفه فقال: من يعذرني من ابن أبي قحافة و ابن الخطاب يبخّلان على ابني (1).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن، حدّثنا إبراهيم بن المنذر، عن ابن فليح، عن موسى بن عقبة قال:
خرج قيس بن سعد في جيش فيهم عمر بن الخطّاب، فجعل قيس ينفق على الجيش حتى قفلوا (2) فقال بعضهم لسعد: إنّ ابنك قيس لم يزل ينفق على الجيش حتى قفلوا (3)، فقال سعد: أ تبخلوني في ابني، و اللّه إنّي لأحمده على السخاء، و أذمّه على البخل.
وقفت على قيس بن سعد عجوز فقالت: أشكو إليك قلة الجرذان، فقال قيس: ما أحسن هذه الكناية، املئوا بيتها خبزا و لحما و سمنا و تمرا (4).
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي الفقيه، قالوا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، حدّثنا محمّد بن
ص: 415
مخلد، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، حدّثنا الحسن بن عبد العزيز، عن الحارث بن مسكين، عن ابن وهب، أخبرني ليث بن سعد، عن يحيى بن عبد العزيز قال:
كان سعد بن عبادة يغزو سنة و يغزو ابنه قيس سنة، فغزا سعد فنزل برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مسلمون كثير ضعفاء (1) فبلغ ذلك سعدا و هو في الجيش فقال: إن يك ابني فسيقول يا نسيطاس (2) هات المفاتيح، أخرج لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حاجته، فيقول نسطاس: هات من أبيك كتابا، فيدق أنفه و يأخذ المفاتيح و يخرج لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حاجته (3)،فأتى قيس إلى تسطاس (4)فقال ذلك، فقال نسطاس (5):هات من أبيك كتابا، فدقّ أنفه و أخذ المفتاح و أخرج لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مائة وسق، ثم غزا قيس عاما و تخلف سعد، فكان قيس يتسلف و يدّان و يطعم الناس، فقال عمر: أيها الناس، إنّكم لستم بحقيقين أن تقبلوا من هذا الفتى، و لا تدرون ما يوافق أباه، فبلغ ذلك سعدا، فصبح بعمر و قال: تريد أن تحجر علينا في أموالنا، ما لنا و لعمر.
أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا أبو الجهم بن طلاّب، حدّثنا العباس بن الوليد بن صبح الخلاّل، حدّثنا يحيى بن صالح الوحاظي، حدّثنا مالك، حدّثني يحيى بن سعيد قال:
كان قيس بن سعد يطعم الناس في أسفاره مع النبي صلى اللّه عليه و سلم، و كانت لقيس بن سعد صحفة يدار بها حيث دار، قال: و كان إذا انفذ ما معه يدين، قال: و كان ينادي في كلّ يوم: هلمّوا إلى اللحم، و الثريد (6).
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، و أبو الحسن سعد الخير بن محمّد، قالا: أنبأنا طراد بن محمّد، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو الحسين الجوزي، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن صالح، حدّثني عبد اللّه بن محمّد الظفري، حدّثني عبد الملك بن عبد العزيز بن سعيد بن سعد بن عبادة.
ص: 416
أن دليما كان يهدي إلى مناة - يعني: صنما - كل عام عشر بدنات، ثم كان عبادة يهديها، ثم كان سعد بن عبادة، فلما كان قيس بن سعد في الإسلام قال: لأهدينها إلى الكعبة، فكان يهديها.
قال: و حدّثنا ابن أبي الدنيا، محمّد بن صالح القرشي، أخبرني محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن نافع، عن أبيه قال:
مرّ بي ابن عمر على هذا الأطم (1) غير أن سعدا قال: يا نافع هذا أطم دليم جده (2)، و كان مناديه ينادي يوما في كلّ حول: من أراد الشحم و اللحم فليأت دار دليم، فمات دليم، فنادى منادي عبادة بمثل ذلك، ثم مات عبادة فنادى منادي سعد بمثل ذلك، ثم قد رأيت قيس ابن سعد بن عبادة كان من أجود الناس.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، حدّثنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا إبراهيم بن (3) الحربي، حدّثنا أبو بكر، حدّثنا أبو أسامة، حدّثنا هشام، عن محمّد قال:
أدرك سعد بن عبادة و هو ينادي على أطمه: من أحبّ شحما و لحما فليأت سعد بن عبادة، ثم أدركت ابنه مثل ذلك (4)،و ارتحل قيس بن سعد نحو المدينة و معه أصحابه، فجعل ينحر كل يوم جزورا حتى بلغ صرارا (5).
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الحن (6) الحسيني، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد بن سلاّم قال:
كان قيس بن سعد بن عبادة يقول: اللّهمّ هب لي حمدا، و مجدا، لا مجدا إلا بفعال، و لا فعال إلاّ بمال، اللّهم لا يصلحني القليل و لا أصلح عليه.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي [ثنا و] (7) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الحافظ (8).
ص: 417
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا حمزة بن علي بن محمّد، و محمّد بن محمّد بن أحمد، قالوا:
أنبأنا أحمد بن عمر بن عثمان القصاري (1)،أنبأنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، حدّثنا أحمد بن محمّد (2) بن مسروق، حدّثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، حدّثنا أحمد بن بشير، حدّثنا هشام بن عروة، عن عروة قال:
باع قيس بن سعد مالا من معاوية بتسعين ألفا، فأمر مناديا فنادى في أهل المدينة: من أراد القرض فليأت منزل سعد، فأقرض أربعين أو خمسين و أجاز بالباقي، و كتب على من أقرضه صكّا، فمرض مرضا قلّ عوّاده. فقال لزوجته قريبة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر: يا قريبة لم ترين قلّ عوادي ؟ قالت: للذي لك عليهم من الدين، فأرسل إلى كلّ رجل بصكّه.
انتهى حديث ابن السّمرقندي، و زاد (3):قال عروة: قال قيس بن سعد: اللّهم ارزقني مالا و فعالا، فإنه لا يصلح الفعال إلاّ بالمال.
أخبرنا جدي أبو المفضل يحيى بن علي القاضي، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء.
[ح] (4) و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد - إملاء - أنبأنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن مخلد، حدّثنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير بن القاسم (5) الخلدي، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عثمان العبسي، حدّثنا المنجاب بن الحارث، حدّثنا أبو عامر الأسدي قال (6):سمعت سفيان يقول:
أقرض قيس بن سعد رجلا ثلاثين ألفا، فجاء يقضيه فقال له قيس: إنّا قوم إذا أعطينا شيئا لم نرجع فيه.
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، و أبو الحسن سعد الخير بن محمّد، قالا: أنبأنا طراد بن محمّد، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أحمد بن محمّد بن جعفر، حدّثنا أبو بكر بن أبي
ص: 418
الدنيا، أخبرني أبو زيد النّميري (1)،حدّثنا أبو عاصم (2)،حدّثني أبي قال: قال قيس بن سعد:
تمنّيت أن أكون في حال رجل رأيته، أقبلنا من الشام، فإذا نحن بخباء، فقلنا: لو نزلنا هاهنا فإذا امرأة في الخباء، فلم (3) نلبث أن جاء رجل يذود له، فقال لامرأته: من هؤلاء؟ فقالت: قوم نزلوا بك، فجاء بناقة فضرب عرقوبيها ثم قال: دونكم، و قال: يا هؤلاء انحروها، قال: فنحرناها [فأصبنا من أطايبها، فلما كان من الغد جاءنا بأخرى، فضرب عرقوبيها، و قال: يا هؤلاء، انحروها، قال: فنحرناها] (4)،فقلنا: اللحم عندنا كما هو قال:
إنّا لا نطعم أضيافنا الغابّ (5) قال: فقلت لأصحابي: إنّ هذا الرجل إن أقمنا عنده لم يبق عنده بعير، فارتحلوا بنا، و قلت لقيّمي: اجمع ما عندك، قال: ليس إلاّ أربع مائة درهم، قلت:
هاتها، و هات كسوتي، فجمعناها، فقلت: بادروه، فدفعناه إلى امرأته، ثم سرنا، فلم نلبث أن رأينا شخصا، فقلت: ما هذا؟ قالوا: لا ندري، فدنا، فإذا رجل على فرس يجرّ رمحه، فإذا صاحبنا، فقلت: وا سوأتاه! استقل و اللّه ما أعطيناه، قال: فدنا، فقال: دونكم متاعكم، فخذوه فقلت: و اللّه ما كان إلاّ ما رأيت، و لقد جمعنا ما كان عندنا، قال: إنّي و اللّه لم أذهب حيث تذهبون، فخذوه، قلنا: فلا نأخذه، قال: و اللّه لأميّلنّ عليكم برمحي ما بقي منكم رجل أو تأخذونه، قال: فأخذناه، فولّى و قال: إنّا لا نبيع القرى.
قرأت بخط رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أنبأنا إبراهيم بن علي بن سيبخت، حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن حمدون، حدّثنا أبي قال: قال الهيثم بن عدي.
[امترى] (6) ثلاثة في الأجواد، فقال رجل: أسخى الناس عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، و قال آخر: أسخى الناس في عصرنا هذا قيس بن سعد بن عبادة، و قال الثالث:
أسخى الناس عرابة الأوسي، فتلاحوا و أفرطوا و كثر ضجيجهم في ذلك بفناء الكعبة، فقال
ص: 419
لهم رجل: قد أكثرتم، فلا عليكم يمضي كلّ واحد منكم إلى صاحبه، يسأله حتى ينظر ما يعطيه، و نحكم على العيان، فقام صاحب عبد اللّه بن جعفر، فصادفه و قد وضع رجله في غرز راحلته، يريد ضيعة له، فقال له: يا بن عمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: قل ما تشاء، قال: ابن سبيل و منقطع به، قال: فأخرج رجله من الغرز و قال: ضع رجلك، و استو على الناقة، و خذ ما في الحقيبة، و لا تحد عن السيف فإنه من سيوف علي بن أبي طالب، و امض لشأنك، قال: فجاء بالناقة و الحقيبة فيها مطارف خزّ، و فيها أربعة آلاف دينار، و أعظمها و أجلّها خطرا (1) السيف.
و مضى صاحب قيس بن سعد بن عبادة فلم يصادفه و عاد، فقالت له الجارية: هو نائم، فما حاجتك إليه ؟ قال: ابن سبيل و منقطع به، قالت: فحاجتك أيسر من إيقاظه، هذا كيس فيه سبع مائة دينار، ما في دار قيس مال في هذا اليوم غيره، و امض إلى معاطن (2) الإبل، إلى مولانا بغلامينا (3)،فخذ راحلة مرحلة، و ما يصلحها، و عبدا، و امض لشأنك، فقيل: إنّ قيسا انتبه من رقدته، فخبرته المولاة بما صنعت، فأعتقها، و قال لها: أ لا أنبهتني فكنت أزيده من عروض (4) ما في منزلنا، فلعل ما أعطيته لم يقع بحيث ما أراد.
و مضى صاحب عرابة الأوسي إليه، فألفاه و قد خرج من منزله يريد الصلاة، و هو متوكّئ على عبدين، و قد كفّ بصره، فقال: يا عرابة، قال: قل ما تشاء، قال: ابن سبيل و منقطع به، قال: فخلّى عن العبدين، ثم صفّق بيده اليمنى على اليسرى ثم قال: أوه أوه، و اللّه ما أصبحت، و لا أمسي و قد تركت الحقوق لعرابة من مال، و لكن خذهما - يعني:
العبدين - قال: ما كنت بالذي أفعل، أقص جناحيك، قال: إن لم تأخذهما فهما حرّان، و إن شئت فأعتق، و إن شئت فخذ، و أقبل يلتمس الحائط بيده، قال: فأخذهما و جاء بهما.
قال: فحكم الناس على ابن جعفر قد جاد بمال عظيم، و إنّ ذلك ليس بمستنكر له إلاّ أن السيف أجلّها، و أن قيسا أحد الأجواد حكّم مملوكة في ماله بغير علمه، و استحسانه ما فعله و عتقه لها، و ما تكلم به و أجمعوا على أن أسخى الثلاثة عرابة الأوسي لأنه جهد من مقلّ .
ص: 420
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي، أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا محمّد بن زبر، حدّثنا إبراهيم بن مهدي الأيلي، حدّثنا أبو حاتم (1)السّجستاني، حدّثنا الأصمعي، عن جويرية قالت:
جاءت عجوز قيس بن سعد بن عبادة قد كان يعرفها، فقال لها: كيف أنت ؟ فقالت:
أحمد اللّه إليك ما في بيتي فأرة تدبّ ، فقال: لقد سألت فأحسنت، لأملأن عليك بيتك فأرا، فأمر لها بدقيق كثير، و زيت و ما يحتاج إليه، فحمل معها و انصرفت (2).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو عمرو عبد الوهّاب بن محمّد بن إسحاق، أنبأنا والدي أبو عبد اللّه، حدّثنا محمّد بن القاسم بن كوفي، حدّثنا يحيى ابن واقد، حدّثنا سفيان، عن عمرو (3)،عن أبي صالح قال (4):
قسم سعد بن عبادة ماله بين ولده، و خرج إلى الشام، فمات، و ولد له ولد بعده، فجاء أبو بكر و عمر إلى قيس بن سعد فقالا: إنّ سعدا مات، و لم يعلم ما هو كائن، و إنّا نرى أن تردّ (5) على هذا الغلام، قال قيس: ما أنا بمغيّر شيئا فعله أبي، و لكن نصيبي له.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، أنبأنا أبو العباس محمّد بن أحمد بن محمّد السليطي، أنبأنا أبو نصر محمّد بن حمدوية بن سهل، حدّثنا محمود بن آدم، حدّثنا سفيان، عن عمرو، عن أبي صالح.
أن سعد بن عبادة قسّم ماله بين ولده و خرج إلى الشام، فمات، و ولد له ولد بعده، فجاء أبو بكر و عمر إلى ابنه قيس بن سعد فقالا: إنّ سعدا - رحمه اللّه - توفي و لم يعلم ما هو كائن، و إنّا نرى أن تردوا على هذا الغلام، فقال: ما أنا بمغيّر شيئا صنعه سعد، و لكن نصيبي له.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا أبو الحسن بن رزقويه، أنبأنا محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، حدّثنا علي بن حرب، حدّثنا سفيان، عن عمرو، عن أبي صالح.
ص: 421
أن سعد بن عبادة (1) قسم ماله بين ولده و أتى الشام، فمات، فولد له ولد بعد وفاته، فجاء أبو بكر و عمر إلى ابنه قيس فقالا: إنّ سعدا (2) توفي و لم يدر ما هو كائن، و إنّا نرى أن تردوا على هذا الغلام نصيبه، فقال قيس: لست بمغيّر شيئا صنعه سعد، و لكن نصيبي له.
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد و غيره - إذنا - قالوا: أنبأنا أبو بكر بن ريذة (3)،أنبأنا سليمان بن أحمد الطّبراني (4)،حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الدّبري عن عبد الرزّاق، عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين.
أن سعد بن عبادة قسّم ماله بين بنيه في حياته، فولد له ولد بعد ما مات، فلقي عمر أبا بكر فقال: ما نمت الليلة من أجل ابن سعد، هذا المولود، و لم يترك له شيئا، فقال أبو بكر:
و أنا و اللّه ما نمت الليلة، أو كما قال، من أجله، فانطلق بنا إلى قيس بن سعد نكلمه في أخيه، فأتياه فكلّماه فقال قيس: أمّا شيء أمضاه سعد فلا أردّه أبدا، و لكن أشهدكما أنّ نصيبي له.
قال (5):و حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرّزّاق، عن ابن جريج، أخبرني عطاء.
أن سعد بن عبادة قسم ماله بين بنيه ثم توفي و امرأته حبلى لم يعلم بحبلها، فولدت غلاما، فأرسل عمر و أبو بكر في ذلك إلى قيس بن سعد بن عبادة فقال: أمّا أمر قسمه سعد و أمضاه فلن أعود فيه، و لكن نصيبه له، قلت: أعلى كتاب اللّه قسم ؟ قال (6):لا نجدهم يقسمون إلاّ على كتاب اللّه.
قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أحمد ابن عبيد بن الفضل - قراءة.
ح و عن أبي نعيم محمّد بن عبد الواحد الواسطي، أنبأنا علي بن محمّد بن خزفة.
قالا: أنبأنا محمّد بن الحسين بن محمّد، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا مسعر (7)،عن معبد بن خالد قال:
ص: 422
كان قيس بن سعد لا يزال هكذا رافعا إصبعه المسبّحة - يعني: يدعو.
قال مسعر: أراه قال: أنا رأيته.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد السندي (1)،قالا: أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا الحاكم أبو أحمد (2) الحافظ ، أنبأنا محمّد بن محمّد بن سليمان، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا الجرّاح بن مليح (3)،حدّثنا أبو رافع عن قيس بن سعد قال:
لو لا أنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«المكر و الخديعة في النار» لكنت من أمكر هذه الأمة[10584].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا الحميدي، حدّثنا سفيان (4)، حدّثني عمرو قال: قال قيس بن سعد: لو لا الإسلام لمكرت مكرا لا تطيقه العرب.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني إبراهيم بن هانئ، حدّثنا أصبغ، حدّثني ابن وهب عن حفص بن عمر، عن يونس، عن ابن شهاب قال (5):
كان حامل راية الأنصار مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قيس بن سعد بن عبادة، و كان من ذوي الرأي من الناس، قال ابن شهاب: و كان يعدّون دهاة العرب حين ثارت الفتنة خمسة رهط ، يقال لهم ذوو رأي العرب في مكيدتهم: معاوية بن أبي سفيان، و عمرو بن العاص، و قيس بن سعد، و المغيرة بن شعبة، و من المهاجرين: عبد اللّه بن بديل الخزاعي، و كان قيس و ابن بديل مع علي عليه السلام، و كان المغيرة معتزلا بالطائف و أرضها حتى حكّم الحكمان و اجتمعوا بأذرح.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن خسرو، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن
ص: 423
أيوب، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيجاب الطيبي، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي، حدّثنا يحيى بن سليمان الجعفي، أخبرني ابن وهب، أخبرني حفص بن عمر عن يونس، عن ابن شهاب قال (1):
كان يعدّون دهاة الناس حين ثارت الفتنة خمسة رهط يقال إنّهم ذوو رأي العرب و مكيدتهم، منهم: معاوية بن أبي سفيان، و عمرو بن العاص، و قيس بن سعد بن عبادة، و المغيرة بن شعبة الثقفي، و من المهاجرين: عبد اللّه بن بديل بن ورقاء (2) الخزاعي، و كان قيس بن سعد و ابن بديل مع علي، و كان عمرو بن العاص مع معاوية، و كان المغيرة بن شعبة معتزلا بالطائف حتى حكم الحكمان.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسين بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد (3)،أنبأنا روح بن عبادة، حدّثنا عوف (4)،عن محمّد قال: كان محمّد بن أبي بكر، و محمّد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة من (5) أشدّ قريش على عثمان، و أن عليا كان أمرّ قيس بن سعد بن عبادة - يعني:
على مصر، و كان قيس رجلا حازما، فنبّئت أنه كان يقول: لو لا أنّ المكر فجور، لمكرت مكرا يضطرب منه أهل الشام بينهم، و إنّ معاوية و عمرو بن العاص كتبا (6) إلى قيس بن سعد كتابا يدعوانه إلى متابعتهما (7)،و كتبا (8) إليه بكتاب فيه لين فكتب إليهما كتابا فيه غلظ ، فكتبا إليه بكتاب فيه غلظ (9)،فكتب إليهما بكتاب فيه لين، فلما قرءاه كتابه عرفا أنهما لا يدان لهما بمكره، فقال كلّ واحد منهما لصاحبه: تعال حتى نمكر الآن بعليّ في شأنه، فأذاعا بالشام أنهما قد كتبا إلى قيس بن سعد و أن قد تابعنا و تابعنا على أمرنا، فبلغ ذلك عليا، فقال له أصحابه: بادر إلى مصر، فإنّ قيسا قد تابع معاوية و عمرو، فبعث عليّ محمّد بن أبي بكر،
ص: 424
و محمّد بن أبي حذيفة إلى مصر، و أمّر محمّد بن أبي بكر، فلما قدما على قيس بن سعد بنزعه عرف قيس أنّ معاوية و عمرو بن العاص قد خدعا عليا و مكرا به، فقال قيس بن سعد لمحمّد ابن أبي بكر و محمّد بن أبي حذيفة: يا بني (1) أخي لا تصافا معاوية و عمرو بن العاص غدا بأهل مصر، فإنهم سيسلمونكما فتقتلان، فكان كما قال قيس.
قال: و حدّثنا محمّد بن سعد، أنبأنا محمّد بن عمر، حدّثنا مفضّل بن فضالة المعافري، عن يزيد بن أبي حبيب قال (2):
استعمل علي بن أبي طالب قيس بن سعد على مصر، و كان من ذوي [الرأي] (3) فكان قد ضبط مصر، و قام فيها قياما مجزيا، و وادع أهل خربتا (4) و أدرّ عليهم أرزاقهم، و كفّ عنهم، و أحسن جوارهم، و كان عمرو بن العاص و معاوية بن أبي سفيان قد شقّ عليهما و على أهل الشام ما يصنع قيس بن سعد من مناصحة علي، و ما ضيّق على الشام فلا يحمل إليهم طعاما (5)،فكان عمرو بن العاص و معاوية جاهدين أن يخرجا قيسا من مصر و يغلبا عليها، و كان قيس قد امتنع منهما بالمكيدة و الدهاء، فمكرا بعلي في أمره، فكتب معاوية كتابا في قيس إليه يذكر فيه ما أتى إلى عثمان من الأمر العظيم و أنه على السمع و الطاعة، ثم نادى معاوية: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس في السلاح، فحمد اللّه و أثنى عليه و قال: يا أهل الشام إنّ اللّه ينصر خليفته المظلوم، و يخذل عدوه، أبشروا، هذا قيس بن سعد، ناب العرب، قد أبصر الأمر، و عرفه على نفسه، و رجع إلى ما عليه من السمع و الطاعة، و الطلب بدم خليفتكم، و كتب إليّ بذلك كتابا، و أمر بالكتاب فقرئ، و قد أمر بحمل الطعام إليكم، فادعوا اللّه لقيس بن سعد، و ارفعوا أيديكم، و ابتهلوا له في الدعاء بالبقاء و الصلاح، فعجّوا و عجّ معاوية و عمرو، و رفعوا أيديهم ساعة ثم افترقوا، فأخذ معاوية بيد عمرو بن العاص فقال: تحيّن خروج العيون اليوم إلى علي بسير الخبر إليه سبعا أو ثمانيا فيكون أول من يعزل قيس بن سعد، فكلّ من ولي أهون علينا من قيس، فتحيّنوا خبر علي، فلما ورد عليه الخبر
ص: 425
كان أول من حمله إليه محمّد بن أبي بكر، فأخبره بما صنع قيس، و رفده الأشتر، و نالا من قيس و قالا: أ لا استعملت رجلا له حق فعجل عليّ لا يقبل هذا القول على قيس بن سعد و يقول: إنّ قيسا في سرّ (1) و شرف في جاهلية و إسلام، و قيس رجل العرب، و يأبى محمّد بن أبي بكر أن يقصر عنه، فعزله علي (2).
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (3):
في تسمية عمّال علي: ولّى محمّد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة مصر ثم عزله، و ولّى قيس بن سعد بن عبادة ثم عزله، و ولّى الأشتر (4) فمات قبل أن يصل إليها، فولّى محمّد ابن أبي بكر فقتل بها، و غلب عمرو بن العاص على مصر.
أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أبو سعيد بن يونس، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سلامة، حدّثنا عبيد اللّه بن سعيد بن عفير، حدّثنا أبي قال:
و اختط قيس بن سعد بن عبادة قبلة الجامع، و هي اليوم دار الفلفل - يعني - باب الحديد، فلمّا ولي مصر بناها، فلما حضرته الوفاة قال: إنّي كنت بنيت داري بمصر، و أنا وال (5)،و استعنت فيها بمعاوية فهي للمسلمين، فنزلها الولاة.
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه - قراءة - عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم عن أبي خازم (6) محمّد بن الحسين بن محمّد، أنبأنا أبو العباس منير بن أحمد بن الحسن، أنبأنا علي بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا أبو مسهر أحمد بن مروان الرملي، حدّثنا الوليد بن طلحة قال: سمعت ضمرة بن ربيعة يقول (7):
ص: 426
كان على ولاية مصر قيس بن سعد فجعل معاوية يقول: ادعوا لصاحبكم فإنه على رأيكم، فبعث إليه علي فعزله، و اتهمه و ذلك أنه أراد معاوية عزله، و ولاّها محمّد بن أبي بكر، فتقدم إليه أن لا يعرض لابن حديج (1) و أصحابه، و كانوا أربعة آلاف قد نزلوا النّخيلة (2)و تنحّوا عن علي و معاوية بعد صفين، فعبث بهم قال: و رحل قيس بن سعد حتى أتى المدينة، فولعت (3) به بنو أمية، فخرج حتى أتى عليا فكان معه، فكتب معاوية إلى مروان: ما ذا صنعتم، لأن تكونوا أمددتم عليا بثلاثين ألفا أحبّ إليّ مما صنعتم من إخراجكم قيسا إليه، قال: و كتب ابن حديج و أصحابه إلى معاوية: ابعث إلينا رجلا، فبعث إليهم عمرو بن العاص، فلجأ محمّد بن أبي بكر إلى عجوز كانت صديقة لعائشة، ثم خرج من عندها فطلبوه فلم تقر لهم العجوز، فأخذوا ابنا لها فأقرّ، فطلبوه فأدركوه، فقتلوه و أدخلوه (4) في جيفة حمار، فأحرقوه بالنار، فقالت عائشة: لا أكلت شواء أبدا.
و أما محمّد بن أبي حذيفة فهرب من السجن حتى نزل ديرا قريبا من دير بني عبد الجبار الخثعمي، فخرج أعوانهم إلى بعض المغار، فوجدوه فيها فأطبقوا عليه فقتلوه.
قال: و قدم عمرو بن العاص على معاوية بعد فتحه مصر، فعمل معاوية طعاما فبدأ بعمرو و أهل مصر فغدّاهم، ثم خرج أهل مصر و احتبس عمرو عنده ثم أدخل أهل الشام فتغدوا، فلمّا فرغوا من الغداء قالوا: يا أبا عبد اللّه بايع، قال: نعم، على أن لي عشرا - يعني - مصر، فبايعه على أن له ولاية مصر ما كان حيا، فبلغ ذلك عليا، فقال ما قال.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين (5) بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد (6)،أنبأنا محمّد بن عمر، حدّثنا يحيى بن عبد العزيز بن سعيد بن سعد بن عبادة قال:
قدم قيس بن سعد المدينة، فأرسلت إليه أم سلمة تلومه و تقول: فارقت صاحبك ؟!
ص: 427
قال: أنا لم أفارقه طائعا، هو عزلني، فأرسلت إليه: إنّي سأكتب إلى علي في أمرك، و راح قيس إليها فأخبرها الخبر، فكتبت إلى علي تخبره بنصيحة قيس و أبيه في القديم و الحديث، و تلومه على ما صنع، فكتب علي إلى قيس يعزم عليه إلاّ لحق به، فقال: و اللّه ما أخرج إليه إلاّ استحياء، و إنّي لأعلم أنه مقتول، معه جند سوء لا نية لهم، فقدم على علي، فأكرمه، و حباه.
قال (1):و أنبأنا محمّد بن عمر، حدّثني سعيد بن راشد، عن عبد العزيز بن سعيد بن سعد بن عبادة، قال: و حدّثني معمر عن الزهري (2)،قالا:
لما قدم قيس بن سعد المدينة تؤامر فيه الأسود بن أبي البختري، و مروان بن الحكم أن يبيّتاه فيمن معهما، و بلغ ذلك قيسا فقال: و اللّه إنّ هذا لقبيح (3) أن أفارق عليا و إن عزلني، و اللّه لألحقنّ به، فلحق بعلي بالعراق، فكان معه و أخبره قيس بخبره و ما كان يعمل بمصر، فعرف عليّ أن قيسا كان يداري أمرا عظيما من المكيدة التي قصر عنها رأي غيره، و أطاع علي قيسا في الأمر كله، و جعله مقدمة أهل العراق على شرطة الخميس الذين كانوا يبايعون للموت، فكتب معاوية بن أبي سفيان إلى مروان بن الحكم و الأسود بن أبي البختري يتغيظ عليهما و أنّبهما أشدّ التأنيب، و قال: أ مددتما عليا بقيس بن سعد و برأيه و مكيدته ؟ و اللّه لو أمددتماه بمائة ألف مقاتل، ما كان أغيظ لي من إخراجكما قيس بن سعد.
أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن (4)،أنبأنا أبو علي بن شاذان، أنبأنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب، حدّثنا إبراهيم بن الحسين بن علي، حدّثنا يحيى ابن سليمان الجعفي، حدّثني عبد الرّحمن بن زياد، حدّثنا أبو عبد اللّه اليماني - رجل من تجار اليمن - عن معمر، عن الزهري.
أن عليا كان بعث مالك بن الحارث النخعي على مصر عاملا عليها، فلمّا كان بالعيلق أربعين شمس شرب شربة من عسل، فقتلته، فبعث علي بعد الأشتر محمّد بن أبي بكر على مصر مكان الأشتر و عليها قيس بن سعد بن عبادة، و كان عاملا لعلي على مصر قبل الأشتر، فلمّا قدم محمّد على قيس بن سعد أخبره أنه قد حول - يعني - عزل، و أنه بعث مكانه، فقال له
ص: 428
قيس: إنّ لي في أمركم بصيرة، و إنّه لا يحملني و إن حوّلتموني إلاّ أن أؤدي إليكم النصيحة، إن أرادوا منك - يعني - أهل مصر كذا فاصنع كذا، فإنّك إن فعلت فلعلك أن تنجو، و إن عملت بغير ذلك هلكت، فاستغشه محمّد بن أبي بكر فلم يدع شيئا مما أمره قيس إلاّ خالفه، فلم يلبث عمرو و معاوية أن أخذا مصر و غلبوا عليها، فأخذوا محمّد بن أبي بكر فقتلوه، ثم جعلوه في جيفة حمار فأحرقوه بالنار، ثم خرج قيس [حين قدم عليه محمّد بن أبي بكر إلى المدينة فأتاه فأخافه مروان، و الأسود بن أبي البختري، فخرج قيس] (1) من المدينة حتى أتى عليا بالكوفة، فكتب معاوية إلى مروان و الأسود يتغيظ عليهما، و يقول: و اللّه لو أمددتما عليا بمائة ألف، ما كان أغيظ إليّ مما صنعتما، فلمّا قدم قيس على علي باثه الخبر، و أخبره بما كان من كتب معاوية إليه، فعلم أن معاوية قد مكر به، فجعله على شرطة الجيش على أربعين ألفا كانوا قد بايعوا عليا على الموت.
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، أنبأنا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين ابن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال:
في أسامي أمراء علي بن أبي طالب في يوم صفّين: قيس بن سعد.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد، أنبأنا أبو أسامة حمّاد ابن أسامة، حدّثنا هشام بن عروة (2)،عن أبيه قال:
كان قيس بن سعد بن عبادة مع علي بن أبي طالب في مقدمته، و معه خمسة آلاف قد حلقوا رءوسهم بعد ما مات علي، فلمّا دخل الحسن (3) في بيعة معاوية أبى قيس بن سعد أن يدخل، و قال لأصحابه: ما شئتم، إن شئتم جالدت بكم أبدا حتى يموت الأعجل، و إن شئتم أخذت لكم أمانا، فقالوا: خذ لنا، فأخذ لهم أنّ لهم كذا و كذا، و لا يعاقبون بشيء، و أنا رجل منهم، و أبى أن يأخذ لنفسه خاصة شيئا، فلمّا ارتحل نحو المدينة و معه أصحابه جعل ينحر كلّ يوم جزورا حتى بلغ صرارا (4).
ص: 429
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، حدّثنا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري.
قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، حدّثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا سفيان عن أبي هارون المديني (1) قال:
قال معاوية لقيس بن سعد: إنّما أنت حبر من أحبار يهود إن ظهرنا عليك قتلناك، و إن ظهرت علينا نزعناك، فقال له قيس: إنّما أنت و أبوك صنمان من أصنام الجاهلية، دخلتما في الإسلام كرها و خرجتما منه طوعا.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (2)،حدّثنا ابن أبي الدنيا، أخبرني محمّد بن صالح، عن علي بن محمّد (3)،عن أبي عبد الرّحمن العجلاني، عن سعيد بن عبد الرّحمن بن حسان قال:
دخل قيس بن سعد بن عبادة مع رهط من الأنصار على معاوية فقال لهم معاوية: يا معشر الأنصار بما تطلبون ما قبلي، فو اللّه لقد كنتم قليلا معي كثيرا عليّ ، و لفللتم حدّي يوم صفّين حتى رأيت المنايا (4) تلظى في أسنّتكم، و لهجوتموني (5) بأشدّ من وخز الأشافي (6)، حتى إذا أقام اللّه ما حاولتم ميله، قلتم: ارع فينا وصية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، هيهات يأبى الحقين العذرة (7) فقال قيس بن سعد: نطلب ما قبلك بالإسلام الكافي به اللّه فقد ما سواه. لا بما تمت به إليك الأحزاب. و أما عداوتنا لك، فلو شئت كففتها عنك، و أما هجاؤنا إياك فقول يزول باطله، و يثبت حقّه، و أما استقامة الأمر عليك فعلى كره كان منّا، و أما فلّنا حدّك يوم صفّين، فإنا كنا مع رجل نرى طاعته للّه طاعة، و أما وصية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بنا فمن آمن (8) به
ص: 430
رعاها بعده، و أما قولك:«يأبى الحقين العذرة» فليس دون اللّه يد تحجرك (1)،فشأنك يا معاوية، فقال معاوية: سوأة، ارفعوا حوائجكم.
أخبرنا (2) أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (3)،حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا أبو يوسف العبدي، حدّثنا أبو تميلة (4)،أخبرني (5) رجل من ولد الحارث بن الصمة - يعني - أبا عثمان.
أن ملك الروم أرسل إلى معاوية أن ابعث إليّ بسراويل أطول رجل من العرب، فقال لقيس بن سعد: ما نظننا إلاّ قد احتجنا إلى سراويلك، قال: فقام فتنحّى فجاء بها، فألقاها إلى معاوية، فقال: يرحمك اللّه، و ما أردت إلى هذا؟ أ لا ذهبت إلى بيتك فبعثت بها؟ فأنشأ فقال:
أردت بها كي يعلم الناس أنّها *** سراويل قيس و الوفود شهود
و أن لا يقولوا غاب قيس و هذه *** سراويل عاديّ نمته ثمود
و إنّي من الحيّ اليماني لسيّد *** و ما الناس إلاّ سيد و مسود
فكدهم بمثلي إنّ مثلي عليهم *** شديد و خلقي في الرجال شديد
قال: فأمر معاوية بأطول رجل في الجيش فوضعها على أنفه قال: فوقعت بالأرض، قال: فدعا له بسراويل، فلما جاء بها قال له قيس: نحّ عنك تبانك (6) هذا، فقال معاوية:
أما قريش فأقوام مسرولة *** و اليثربيون أصحاب التّبابين
فقال قيس (7):
تلك اليهود التي يعني ببلدتنا *** كما قريش هم أهل السياخين (8)
ص: 431
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا المعافي بن زكريا (1)،حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي العلاء الأضاحي، حدّثنا أبو سعيد عبد اللّه بن شبيب، حدّثني يعقوب بن إبراهيم الدّورقي، حدّثني أبو تميلة يحيى بن واضح، أخبرني رجل من ولد الحارث بن الصمة يكنى أبا عثمان قال:
بعث قيصر إلى معاوية بن أبي سفيان: أن ابعث إليّ سراويل أطول رجل من العرب، فقال لقيس بن سعد: ما أظننا إلاّ قد احتجنا إلى سراويلك، قال: فقام فتنحّى فجاء بها فألقاها إلى معاوية، فقال معاوية: رحمك اللّه، ما أردت إلى هذا؟ أ لا ذهبت إلى منزلك ثم بعثت بها إلينا؟ فقال قيس:
أردت بها كي (2) يعلم الناس أنّها *** سراويل قيس و الوفود شهود
و أن لا يقولوا غاب قيس و هذه *** سراويل عاديّ نمته ثمود
و إني من الحيّ اليماني لسيّد *** و ما الناس إلاّ سيّد و مسود
فكدهم بمثلي إنّ مثلي عليهم *** شديد و خلقي في الرجال مديد
قال: فأمر معاوية أطول رجل في الجيش فوضعها على أنفه، فوقعت بالأرض، قال:
فدعا معاوية بسراويل، فلما جيء بها، قال له قيس: نحّ عنك ثيابك هذا، فقال معاوية:
أما قريش فأقوام مسرولة *** و اليثربيون أصحاب التّبابين (3)
فقال قيس:
تلك اليهود التي يعني ببلدتنا *** كما قريش هم أهل السّخاخين
[قال المعافى:] (4) و قد روي لنا هذا الخبر من وجوه، و هذا الذي حضرنا منها، و جاء من طريق آخر و فيه زيادة و خلاف في سياقته و بعض معانيه و ألفاظه، فمن تامّ ما روي فيها.
أن قيصر كتب إلى معاوية: إنّي قد وجّهت إليك رجلين: أحدهما أقوى رجل ببلادي، و الآخر أطول رجل في أرضي، و قد كانت الملوك تتجارى في مثل هذا و تتحاجى به، فأخرج إليهما ممن في سلطانك من يقاوم كلّ واحد منهما، فإن غلب صاحباك حملت إليك من المال و أسارى المسلمين كذا و كذا، و إن غلب صاحباي هادنتني ثلاث سنين.
ص: 432
فلما ورد كتاب قيصر على معاوية أهمّه و شاور فيه أصحابه فقيل له: أما الأيّد فادع لمناهضته إما محمّد بن الحنفية و إما عبد اللّه بن الزبير، فقال: إذا كان الأمر هكذا فالمنافي (1)أحبّ إلينا، فأحضر محمّد بن علي و الأيّد الرومي حاضر، فأخبره بما دعاه له، فقال محمّد للرومي: ما تشاء؟ فقال: يجلس كلّ واحد منا و يدفع يده إلى صاحبه، فمن قلع صاحبه من موضعه أو رفعه عن مكانه فقد فلح عليه، و من عجز عن ذلك و قهره صاحبه قضي بالغلبة له، فقال محمّد: هذا لك، فاختر أينا يبدأ بالجلوس، فقال له: اجلس أنت، فجلس و أعطاه يديه، فجعل يمارسه و يجتهد في إزالته عن موضعه فلم يتحرك محمّد، و ظهر (2) عجز الرومي لمن حضر، فقال له محمّد: اجلس الآن، فجلس و أخذ بيده فما لبث أن اقتلعه و رفعه في الهواء ثم ألقاه على الأرض.
فسرّ معاوية و حاضروه من المسلمين. و قال معاوية لقيس بن سعد و الرومي الطوال:
تطاولا، فقال قيس: أنا أخلع سراويلي و يلبسها هذا العلج فإنّ ما بيننا ببين بذلك، ثم خلع سراويله و ألقاها إلى الرومي فلبسها، فبلغت ثدييه و انسحب بعضها في الأرض، فاستبشر الناس بذلك، و جاءت الأنصار إلى قيس فقالت له: تبذّلت بين يدي معاوية و لو كنت مضيت إلى منزلك و بعثت بالسراويل إليه، فقال:
أردت لكيما يعلم الناس أنها *** سراويل قيس و الوفود شهود
و أن لا يقولوا غاب قيس و هذه *** سراويل عاديّ نمته ثمود
و إنّي من القوم الثمانين (3) سيّد *** و ما الناس إلاّ سيّد و مسود
و فضّلني في الناس أصلي و والدي *** و باع به أعلو الرجال مديد
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد قال: و قال محمّد بن عمر:
لم يزل قيس بن سعد مع علي بن أبي طالب حتى قتل علي، فرجع قيس إلى المدينة، فلم يزل بها حتى توفي في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان، و كان يكنى أبا عبد الملك.
ص: 433
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا[-و] (1) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أخبرنا ابن بشران، أنبأنا الحسين بن صفوان، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد ابن سعد قال: قيس بن سعد بن عبادة - قال الهيثم بن عدي:- توفي بالمدينة في آخر خلافة معاوية.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن (3) السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (4):
و مات في آخر خلافة معاوية قيس بن سعد بن عبادة.
5757 - قيس بن عباد (5)
أبو عبد اللّه الضّبعي (6) القيسي البصري (7)
سمع عمر، و عليا، و أبي بن كعب.
روى عنه الحسن، و إياس بن قتادة البكري، و أبو مجلز لاحق بن حميد، و النّضر بن (8)عبد اللّه والد عبيد (9) اللّه بن النضر.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، أنبأنا أبو إسحاق المزكي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة، حدّثنا محمّد بن عمر بن علي بن عطاء بن مقدم - بخبر غريب - حدّثنا يوسف بن يعقوب بن أبي القاسم السدوسي، حدّثنا التيمي، عن أبي مجلز (10)،عن قيس بن عباد قال:
بينما أنا بالمدينة في المسجد في الصف المقدّم قائم أصلّي، فجذبني رجل من خلفي،
ص: 434
فنحّاني و قام مقامي، فو اللّه ما عقلت (1) صلاتي، فلمّا انصرف فإذا أبيّ بن كعب، فقال: يا فتى لا يسرّك اللّه أنّ هذا عهد من النبي صلى اللّه عليه و سلم إلينا أن نليه، ثم استقبل القبلة فقال: هلك أهل العقدة و رب الكعبة، و ربّ الكعبة، ثلاثا، ثم قال: و اللّه ما عليهم آسى، و لكني آسى على من أضلّوا قلت: من تعني بهذا؟ قال: الأمراء.
قال الدارقطني: حديث غريب من حديث سليمان التّيمي لم يروه إلاّ يوسف بن يعقوب الضّبعي.
رواه أبو جمرة (2) نصر بن عمران الضّبعي عن إياس بن قتادة البكري.
أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السّلام، قالا: أنبأنا أبو محمّد الصّريفيني، أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا أبو داود، حدّثنا شعبة - يعني - قال: أخبرني أبو جمرة قال: سمعت إياس بن قتادة يحدّث عن قيس بن عباد قال:
قدمت المدينة للقى أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم و ما كان فيهم رجل ألقاه أحبّ إليّ من أبيّ بن كعب، فأقيمت الصلاة، فخرج عمر و معه أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقمت في الصف الأول، فجاء رجل فنظر في وجوه القوم فعرفهم غيري فنحّاني، و قام في مكاني، فما عقلت صلاتي، فلما صلى قال: يا فتى لا يسوؤك اللّه إنّي لم آت الذي أتيت بجهالة، و لكن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لنا:
«كونوا (3) في الصف الذي يليني»[10585] و إنّي نظرت في وجوه القوم فعرفتهم غيرك، ثم حدّث فما رأيت الرجال متحت أعناقها إلى شيء متوجها إليه، فسمعته يقول: هلك أهل العقد و ربّ الكعبة، ألا لا عليهم آسى و لكن آسى على من يهلكون من المسلمين، و إذا هو أبي.
سقط من كتاب الصريفيني، ذكر أبي (4) جمرة و هو في رواية ابن شاذان عن البغوي قالا: و أنبأنا الصريفيني، أنبأنا أبو القاسم حبابة، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا سهل بن عباد فذكر نحوه.
قال: و حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا وهب بن جرير، حدّثنا شعبة، عن أبي
ص: 435
جمرة (1)،حدّثنا أياس بن قتادة، عن قيس بن عباد فذكر نحو حديث أبي داود غير أنه قال في حديثه:
فأقيمت الصلاة، فخرج عمر و معه رجال، فنظر رجل منهم في وجوه القوم.
و قال في حديثه: هلك أهل العقد و رب الكعبة - ثلاث مرار.
و قال في حديثه: قال شعبة: قلت لأبي جمرة (2):من أهل العقد؟ قال: الأمراء.
قال شعبة: و حدّثني أبو التّيّاح (3) في ذلك المجلس عن الحسن قال: الأمراء.
قال: و حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا شبابة، حدّثنا شعبة، عن أبي جمرة (4) قال:
و حدّثنا إياس بن قتادة البكري و كان قاضيا بالري، عن قيس بن عباد قال: كنت آتي المدينة على عهد عمر، فذكر نحو حديثهم.
قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيّوية، أنبأنا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم الكوكبي، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حدّثنا أحمد بن شبّويه (5)،حدّثنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن الرديني عن (6) أبي مجلز، عن قيس بن عباد قال: سمعت عمر يقول: من سمع حديثا فأدّاه كما سمع فقد سلم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطّبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا أبو عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب (7)،حدّثنا العباس بن محمّد الدّوري، حدّثنا يحيى بن أبي بكير، حدّثنا شعبة، عن عمارة بن أبي حفصة، عن أبي مجلز، عن قيس ابن عباد قال:
قدمت المدينة ألتمس العلم و الشرف، فرأيت رجلا عليه ثوبان أخضران، و هو واضع يده على منكب رجل، و له غدائر قال: قلت: من هذا؟ قالوا: هذا علي، و عمر واضع (8) يده على منكب علي.
ص: 436
أخبرنا أبو غالب محمّد بن محمّد بن أسد العكبري، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي، أنبأنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثني جدي يعقوب، حدّثني قرّة بن حبيب الغنوي (1)،حدّثنا الحكم بن عطية عن النّضر بن عبد اللّه.
أن قيس بن عباد وفد إلى معاوية فكساه ريطة من رياط مصر، فرأيتها عليه قد شقّ علمها.
قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيّوية، أنبأنا محمّد بن القاسم، حدّثنا ابن أبي خيثمة، قال: و أنبأنا المدائني قال: قيس بن عباد عجلي.
[قال ابن عساكر:] (2) كذا قال، و ليس بعجلي.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنبأنا أبو طاهر الباقلاني - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني، أنبأنا أبو الحسين (3) الأهوازي، أنبأنا أبو حفص الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (4):
في الطبقة الأولى من طبقات أهل البصرة قال: و من بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة، ثم من بني ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل: قيس بن عباد.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (5)،حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد بن سعد قال (6):
في الطبقة الأولى من الفقهاء و المحدثين بعد أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم من أهل البصرة: قيس ابن عباد القيسي.
أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا:
ص: 437
أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن فهم، حدّثنا محمّد بن سعد (1) قال:
في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة: قيس بن عباد القيسي، و كان ثقة، قليل الحديث.
أخبرنا أبو الغنائم الحافظ في كتابه.
ح و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن، قالا:
أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل (2) قال:
قيس بن عباد البصري.
أخبرنا أبو الحسين (3) القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي.
قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4):
قيس بن عباد البصري (5) القيسي أبو عبد اللّه، قدم المدينة في خلافة عمر، و أدرك أبي ابن كعب، و علي بن أبي طالب، و سمع منه، روى عنه الحسن، و إياس بن قتادة، و أبي مجلز، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر (6) محمّد بن العباس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد ابن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:
أبو عبد اللّه قيس بن عباد، سمع عمر، و عليا، روى عنه أبو إسحاق.
ص: 438
قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه قيس بن عباد بصري ثقة.
قرأنا على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي قال: أبو عبد اللّه قيس بن عباد.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو عبد اللّه قيس بن عباد البصري الضّبعي، من بني ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة ابن صعب بن علي بن بكر بن وائل، سمع عمر بن الخطّاب، و علي بن أبي طالب، روى عنه الحسن البصري، و لاحق بن حميد.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال:
و أما عباد - بضم العين - فهو: قيس بن عباد، يروي عن علي بن أبي طالب، و أبيّ بن كعب، و عبد اللّه بن سلام، روى عنه الحسن البصري.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل المقدسي، أنبأ مسعود بن ناصر، أنبأنا عبد الملك بن الحسن، أنبأنا أبو نصر البخاري قال (1):
قيس بن عباد أبو عبد اللّه البصري، سمع أبا ذرّ، و علي بن أبي طالب، و عبد اللّه بن سلام، و سعد بن أبي وقّاص، و ابن عمر، روى عنه ابن سيرين، و أبو مجلز في «التعبير»، و «تفسير سورة الحج»، و «عدّة أصحاب بدر».
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي زكريا البخاري، و حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنبأنا أبو زكريا، حدّثنا عبد الغني (2) بن سعيد قال:
عباد - بضم العين - واحد و هو قيس بن عباد، تابعي، كبير، روى عن عمر، و علي، و أبيّ بن كعب، و عن أبي ذرّ الغفاري.
ص: 439
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا قال (1):
و أما عباد بضم العين و تخفيف الباء، إسحاق بن عباد عن عمر، و علي، و أبيّ بن كعب، و أبي ذرّ، و عبد اللّه بن سلام [روى] (2) عنه الحسن (3) البصري.
أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (4)،أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا محمّد بن محمّد الحاكم، حدّثني علي بن محمّد، حدّثنا الحسين - يعني: القباني - حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا عفان (5) بن مسلم، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت البناني أن قيس بن عباد قال له مطرف: يا أبا عبد اللّه.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد (6) بن أحمد العتيقي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا الحسين بن جعفر.
قالوا: أنبأنا الوليد بن بكر، أنبأنا علي بن أحمد، أنبأنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي.
قال (7):قيس بن عباد، بصري، تابعي (8)،من كبار التابعين (9).
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (10)،أنبأنا علي بن الحسن بن علي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنبأنا محمّد بن محمّد بن داود، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد قال: قيس بن عباد ثقة (11).
أنبأنا أبو غالب محمّد بن محمّد بن أسد، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا عبد الباقي بن عبد الكريم، أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد [أنا محمد بن أحمد] (12) بن
ص: 440
يعقوب، حدّثني جدي يعقوب (1)،حدّثنا يونس بن محمّد، حدّثنا عبيد اللّه بن النّضر عن أبيه، عن قيس بن عباد قال:
كان يركب الخيل و يرتبطها، و كانت له فرس عربية فكلما نتجت مهرا فأدرك حمل عليه في سبيل اللّه.
قال: و حدّثنا يعقوب (2)،حدّثنا يونس بن محمّد، حدّثنا عبيد اللّه بن النّضر، عن أبيه، عن قيس بن عباد.
أنه كان إمامهم، فإذا صلّى الغداة لم يزل يذكر اللّه حتى يرى (3) السقائين قد مرّوا بالماء مخافة أن يصير أجاجا أو يصير غورا، و حتى يرى (4) الشمس قد طلعت من مطلعها مخافة أن تطلع من مغربها.
قال: و حدّثنا يعقوب (5)،حدّثنا يونس بن محمّد المؤدب، حدّثنا عبيد اللّه بن النضر، حدّثني أبي عن قيس بن عباد.
أنه كان إذا كان بين الرجلين من الحي كلام فرأى أن أحدهما ظالم لم يمنعه شرفه و لا حسبه أن يأتيه فيكلّمه و يوبخه و يأمره أن يرجع إلى الحقّ و يقلع عن الظلم.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا [أبي] (6) علي بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن الآبنوسي، أنبأنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب الإمام، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن المروزي، أنبأنا ابن المبارك، أنبأنا الحكم بن عطية، حدّثنا النّضر بن عبد اللّه، عن قيس بن عباد قال: إنّ الصدقة لتطفئ الخطايا و الذنوب كما يطفئ الماء النار (7).
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن (8) المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، حدّثنا أبو عبيد اللّه بن المهتدي، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الختّلي، حدّثنا أحمد
ص: 441
ابن عمران الأخنسي قال: سألت محمّد بن الفضيل (1) بن غزوان فحدّثني، قال لي:
أخذ رجل بلجام قيس بن عباد فجعل يذكره و يسبّه، فلما بلغ إلى منزله قال: خلّ عن لجام الدابة يغفر اللّه لي و لك (2).
أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو عمرو العبدي، أنبأنا أبو محمّد المدائني (3)،أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (4)،حدّثنا أبو بكر القرشي، حدّثنا إسحاق - هو ابن إسماعيل - أنبأنا وكيع، حدّثنا إياس بن دغفل (5)،عن عبد اللّه بن قيس بن عباد عن أبيه أنه أوصى قال:
إذا أنا متّ فكفّنوني في بردتي عصب، و جلّلوا سريري بكسائي الأبيض الذي كنت أصلي فيه، فإذا وضعتموني (6) في حفرتي فجوموا (7) ما يلي جسدي حتى تفضوا بي إلى الأرض.
أخبرني أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - أن عبد العزيز بن أحمد أنبأهم، أنبأنا عبد الوهّاب بن جعفر، أنبأنا أبو إسحاق بن زبر، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد الفرغاني، حدّثنا محمّد ابن جرير الطبري (8) فيما حكى عن أبي مخنف عن شيوخه قال:
فعاش قيس بن عباد حتى قاتل مع ابن الأشعث في مواطنه، و قال حوشب - يعني بن زيد بن الحارث بن يزيد بن رويم الشيباني - للحجاج بن يوسف: إنّ منا امرأ صاحب فتق (9)و وثوب على السلطان، لم تكن فتنة بالعراق قط إلاّ وثب فيها، و هو ترابي، يلعن عثمان، و قد خرج مع ابن الأشعث فشهد معه مواطنه كلها (10) يحرض الناس حتى إذا أهلكهم اللّه - عزّ و جل - جلس في بيته، فبعث إليه الحجاج فضرب عنقه (11).
ص: 442
أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر (1) بن البنّا، قالا (2):قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد (3)،حدّثنا وكيع بن الجرّاح، و عبد الصّمد بن عبد الوارث بن سعيد عن إياس ابن دغفل عن عبد اللّه بن قيس بن عباد عن أبيه أنه أوصى قال:
كفنوني في بردي عصب، و جللوا سريري بكسائي الأبيض الذي كنت أصلي فيه، فإذا أضجعتموني في حفرتي فجوبوا ما يلي جسدي من الكفن حتى تفضوا بي إلى الأرض، قال وكيع: يعني يشق عنه من الكفن ما يلي الأرض.
5758 - قيس بن عبّاد (4)
حدّث عن محمّد بن عبيد بن أوس الغسّاني.
روى عنه: سعيد بن عبد العزيز.
له رواية تقدمت في ترجمة عبيد بن أوس.
ابن عبيد بن الحارث بن عبيد الخولاني (5)
من (6) خولان قضاعة سكن الشام بداريا.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم ابن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة-.
و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي (7)،أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الربعي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا أحمد بن عمير - قراءة.
ص: 443
قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الأولى من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم: قيس بن عباد (1).
[قال ابن عساكر:] (2) كذا قال.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا علي بن محمّد بن طوق، أنبأنا عبد الجبّار بن محمّد بن مهنا قال (3):
ذكر قيس بن عباية بن عبيد بن الحارث بن عبيد من (4) خولان قضاعة حليف بني حارثة ابن الحارث من الأوس، شهد بدرا و هو حدث السن، و شهد فتوح الشام مع أبي عبيدة بن الجرّاح و هو كهل يستشيره أبو عبيدة في أموره.
قال عبد الرّحمن بن إبراهيم:
هو قيس بن عباية أبو محمّد البدري، توفي في إمارة معاوية بن أبي سفيان.
قال: و أنبأنا ابن مهنى قال:
و من ولد قيس بن عباية جماعة بداريا إلى يومنا هذا.
ثم ساق له حديثا عن الجريري عن قيس بن عباية بن عبيد عن ابن لعبد اللّه بن مغفّل (5)قال:
سمعني أبي و أنا أقرأ: بسم اللّه الرّحمن الرحيم.
[قال ابن عساكر] (6) و أخطأ في ذلك خطأ فاحشا بأن قيسا راوي هذا الحديث غير أبي محمّد البدري، هو رجل من تابعي أهل البصرة، و سيأتي ذكر أبي محمّد البدري في باب الكنى إن شاء اللّه عزّ و جل (7).
ص: 444
- و يقال: عوف بن عبد الحارث -
أبو عبد اللّه البجلي الأحمسي (1)
من أهل الكوفة.
أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يره، و قيل: إنه رآه، و لأبيه صحبة.
روى عن أبي بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و الزبير، و سعد بن أبي وقّاص، و ابن مسعود، و معاذ بن جبل، و خبّاب بن الارتّ ، و حذيفة بن اليمان، و أبي هريرة، و خالد بن الوليد، و جرير بن عبد اللّه، و عقبة بن عامر، و عدي بن عميرة، و أسماء بنت أبي بكر.
روى عنه أبو إسحاق الهمداني، و إسماعيل بن أبي خالد، و طارق بن عبد الرّحمن، و بيان بن بشر، و الحارث بن كعب، و إبراهيم بن مهاجر، و الحكم بن عتيبة، و أبو حريز عبد اللّه بن حسين قاضي سجستان، و عيسى بن المسيّب، و يعقوب بن النعمان بن أبي خالد، و مجالد بن سعيد.
و كان مع خالد بن الوليد حين توجه من العراق، و شهد فتح بصرى، و اليرموك، و قدم دمشق و شهد وفاة معاوية.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، أنبأنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا محمّد بن شدّاد أبو يعلى المسمعي، حدّثنا يحيى بن سعيد القطان، حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم عن جرير قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا يرحم اللّه من لا يرحم الناس»[10586].
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الوليد الدّربندي، أنبأنا محمّد بن أبي بكر الورّاق - ببخارى - أنبأنا خلف بن محمّد بن إسماعيل، حدّثنا سهل بن شاذويه (2)،حدّثنا أبو سعد همّام بن إدريس بن عبد العزيز الورداني
ص: 445
قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا مقاتل حفص بن سالم السّمرقندي يقول: سمعت إسماعيل بن أبي خالد يقول: قال قيس بن أبي حازم:
كنت صبيا فأخذ أبي بيدي، فذهب بي إلى المسجد، فخرج رجل، فصعد المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه و نزل، فقلت لوالدي: من هذا؟ قال: هذا نبي اللّه، و أنا إذ ذاك ابن سبع سنين، أو تسع.
قال الخطيب: لا تثبت رؤية قيس للنبي.
و أبو سعد الورداني من قرية وردانة (1).
و قد روي من وجه آخر:
أخبرناه عاليا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي (2).
أنبأنا أبو (3) عبد اللّه بن مندة، أنبأنا إسماعيل (4) بن السّري البخاري، حدّثنا أبو مروان سهل بن شاذويه، و عبد اللّه بن عبيد اللّه، قالا: حدّثنا إبراهيم بن مسعدة السّمرقندي، حدّثنا أبو مقاتل حفص بن سلم، حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال:
دخلت المسجد مع أبي، فإذا برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يخطب، فلمّا أن خرجت قال لي أبي: يا قيس، هذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كنت ابن سبع سنين، أو ثمان سنين (5).
هذا حديث غريب جدا، تفرّد به أهل خراسان، و لم أكتبه إلاّ من هذا الوجه.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن عبد الجبار الهاشمي بالكوفة، حدّثنا أبو كريب - يعني - محمّد بن العلاء، حدّثنا إسحاق - يعني - ابن منصور، عن جعفر الأحمر، عن السّري بن إسماعيل (6)،عن قيس بن أبي حازم قال:
ص: 446
أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لأبايعه فجئت و قد قبض، و أبو بكر قائم في مقامه، فأطال (1) الثناء و أكثر البكاء.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد، أنبأنا هشام أبو الوليد الطّيالسي، حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن قيس بن أبي حازم قال:
أمنا خالد بن الوليد باليرموك في ثوب واحد (2)،قد خالف بين طرفيه، و خلفه أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا أبو كريب الهمداني (3)،حدّثنا محمّد بن الصّلت، عن النّضر بن إسماعيل، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال:
دخلنا على معاوية في مرضه الذي مات فيه، و كأنّ ذراعيه سعفتان (4) محترقتان فقال:
إنكم تعلمون (5) فتى حوّلا قلّبا (6)،و أي فتى أهل بيت إن نجا غدا من النار.
قال: و حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا هارون بن معروف، حدّثنا سفيان بن عيينة قال:
سمعت إسماعيل يحدّث قال: سمعت قيسا قال:
أخرج معاوية ذراعيه كأنهما عسيبا نخل ثم قال: ما الدنيا إلاّ ما ذقنا و جرّبنا، و اللّه لوددت أنّي لا أعيش فيكم ثلاثا حتى ألحق باللّه، قالوا: يا أمير المؤمنين، إلى رحمة اللّه و إلى رضوانه، قال: إلى ما شاء اللّه، فقد علم اللّه أني لم آل، و ما أراد اللّه أن يغير غيّر.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي قالا: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن -
ص: 447
زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنبأنا عمر بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا خليفة بن خياط قال (1):
قيس بن أبي حازم اسم أبي حازم عوف بن عبد الحارث بن عوف بن حشيش بن هلال ابن الحارث بن رزاح بن كلف بن عمرو بن لؤي بن رهم بن معاوية بن أسلم بن الأحمس بن الغوث بن أنمار بن إراش (2) عمر، مات سنة ثمان و تسعين، و قد جاز المائة، و قال في موضع آخر (3):في نسب أبيه حشيس بضم الحاء، و قال: دهر بدل: رهم (4).
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا[-و] (5) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنبأنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد اللّه بن حسنويه الكاتب الأصبهاني (7)، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيان، حدّثنا عمر بن أحمد (8) بن إسحاق الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خياط قال: و عوف أبو (9) حازم بن عبد الحارث بن عوف بن حشيش بن هلال بن الحارث بن رزاح بن كلفة بن عمرو بن لؤي بن دهر بن معاوية بن أسلم بن أحمس ابن الغوث بن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث، هو أبو قيس بن أبي حازم، و قال غيره في نسبه: ابن هلال بن عوف بن جشم بن النفر (10) بن عمرو.
أخبرتنا (11) أم البهاء فاطمة بنت محمّد، أنبأنا أحمد بن محمود الثقفي، أنبأنا محمّد ابن إبراهيم المقرئ، أنبأنا محمّد بن جعفر الزّرّاد المنبجي، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد الزهري قال: قال أحمد - هو ابن حنبل - قيس بن أبي حازم، أبو حازم، اسمه عبد عوف بن الحارث (12).
ص: 448
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا [أبو] (1) عبد اللّه ابن مندة، أنبأنا أحمد بن محمّد بن زياد، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الصائغ، حدّثنا الحسن بن علي الحلواني، عن علي [بن] (2) المديني قال: اسم أبي حازم والد قيس (3):عوف بن عبد الحارث.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأنا إبراهيم بن أحمد، أنبأنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب قال:
سمعت علي بن المديني يقول:
اسم أبي حازم الأحمسي: عوف بن عبد الحارث [و هو أبو قيس بن أبي حازم و لم يرو عنه غير قيس.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأ عيسى بن علي، أنبأ عبد اللّه ابن محمد، حدّثني عمي عن أبي عبيد قال:
قيس بن أبي حازم، و أبو حازم عوف بن عبد الحارث] (4) من ولد معاوية بن أسلم بن أحمس البجلي، و في رواية ابن بطة عن البغوي: عبد عوف بن الحارث، كذلك قال أحمد بن حنبل.[أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة نا أبي و عمي قالا: و اسم أبي قيس بن أبي حازم عوف بن الحارث.
قال: و نا محمد، نا هاشم بن محمد، عن الهيثم بن عدي عن ابن عياش قال: اسم أبي حازم عوف] (5).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو علاء الواسطي، أنبأنا أبو بكر البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، حدّثنا أبي، عن أبي زكريا يحيى بن معين قال:
ص: 449
اسم أبي حازم أبي قيس بن أبي حازم: عوف بن عبد الحارث، و قيس (1) بن أبي حازم (2) أبو عبد اللّه.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو الحسن ابن السقا، و أبو محمّد بن بالوية قالا: حدّثنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا عباس بن محمّد قال:
سمعت يحيى بن معين يقول:
قيس بن أبي حازم كنيته أبو عبد اللّه، اسم أبي حازم عوف بن الحارث، و قال: أبو حازم أبو قيس بن أبي حازم و اسمه حصين بن عوف، و يقال: عبد عوف بن الحارث.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسن اللنباني (3)،حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد بن سعد (4) قال:
في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة: قيس بن أبي حازم الأحمسي من بجيلة، و اسم أبي حازم عوف بن عبد الحارث، توفي في آخر خلافة سليمان بن عبد الملك، حكى ابن سعد ذلك عن الواقدي.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد قال (5):
و من بجيلة و هم بنو أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ، و أمّهم بجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة، بها يعرفون: أبو حازم و اسمه عوف بن عبد الحارث بن عوف بن حشيش بن هلال بن الحارث بن رزاح بن كلب بن عمرو ابن لؤي بن رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار، و هو أبو قيس بن أبي حازم، و حازم بن أبي حازم قتل يوم صفّين، وفد إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و أسلم، و رآه النبي صلى اللّه عليه و سلم في الشمس فقال له:«تحول إلى الظل فإنه مبارك»[10587].
أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأنا أبو محمد
ص: 450
الجوهري، أنبأنا أبو الحسين بن المظفر، أنبأنا أبو علي المدائني، أنبأنا أبو بكر بن البرقي قال:
و من بجيلة بن أنمار بن إراش بن لحيان بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد ابن كهلان بن سبأ: أبو حازم الأحمسي، و اسمه عوف بن عبد الحارث بن عوف بن هلال بن الحارث بن رزاح بن كلب بن عمرو بن لؤي بن رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس بن الغوث ابن أنمار.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال:
اسم أبي قيس بن أبي حازم: عوف بن عبد الحارث.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (1):
و في اليمن أحمس بن الغوث بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث بن زيد بن كهلان، منهم: أبو حازم و هو عوف بن عبد الحارث بن عوف بن حشيش بن هلال بن الحارث بن رزاح، كان شريفا، و ابنه قيس بن أبي حازم.
قال ابن ماكولا (2):و أما حشيش بحاء مهملة في بجيلة: حشيش بن هلال بن الحارث ابن رزاح و من ولده: أبو حازم البجلي، و اسمه عبد عوف، و يقال: عوف بن الحارث بن عوف بن حشيش، له صحبة و رواية، و ابنه قيس بن أبي حازم [روى] (3) عن جماعة من الصحابة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني (4)،أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة قال (5):و قال أحمد بن حنبل: قيس بن أبي حازم، أبو حازم، اسمه عبد عوف بن الحارث.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا[-و] (6) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر
ص: 451
الخطيب (1)،أنبأنا علي بن أحمد الرّزاز، أنبأنا أحمد بن سلمان النّجّاد، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي قال: قيس بن أبي حازم، و اسم أبي حازم عبد عوف بن الحارث.
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو بكر بن المؤمّل (2)،حدّثنا الفضل (3) بن محمّد، حدّثنا أحمد بن حنبل.
قال: و أنبأنا أبو بكر البيهقي.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه.
ح و أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون.
ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا ثابت بن بندار قالا: أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنبأنا العباس بن العباس بن محمّد بن عبد اللّه ابن المغيرة، أنبأنا صالح بن أحمد قال: قال أبي:
قيس بن أبي حازم أبو حازم اسمه عبد عوف بن الحارث.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني صالح بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: قيس بن أبي حازم، اسم أبي حازم عبد عوف بن الحارث.
آخر الجزء الثالث و الثمانين بعد الخمسمائة من الفرع (4).
أخبرنا (5) أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا[-و] (6) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (7).
ص: 452
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه.
قالا: أنبأنا محمّد بن الحسين القطان، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال:- زاد ابن السّمرقندي: قيس بن أبي حازم و قالا:- أبو حازم، اسمه عبد عوف بن الحارث.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال: سمعت أبا عبد اللّه بقول: سمعت وكيعا يقول: قيس بن أبي حازم بجلي.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنبأنا يوسف بن رباح، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي، حدّثنا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول: في أهل الكوفة: قيس بن أبي حازم الأحمسي، روى عن أبي بكر.
أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (1):
قيس بن أبي حازم البجلي الكوفي، سمع أبا بكر الصّدّيق، و عمر، و عليا، و عبد اللّه بن مسعود، روى عنه إسماعيل بن أبي خالد، و أبو (2) إسحاق، و طارق بن عبد الرّحمن.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي بن محمّد.
قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (3):
قيس بن أبي حازم الأحمسي البجلي (4)،أدرك الجاهلية، و اسم أبي حازم عبد عوف بن الحارث، و يقال: اسمه عوف بن الحارث، روى عن أبي بكر الصّدّيق، و عمر بن الخطّاب،
ص: 453
و علي بن أبي طالب، و سعد بن أبي وقّاص، و عبد اللّه بن مسعود، و جرير البجلي، و أبي (1)هريرة، روى عنه أبو إسحاق الهمداني (2)،و إسماعيل بن أبي خالد، و طارق بن عبد الرّحمن، و بيان، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:
قيس بن أبي حازم، أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و لا تصح له رؤية، روى عن أبي بكر، و العشرة من الصحابة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل المقدسي، أنبأنا مسعود بن ناصر، أنبأنا عبد الملك بن الحسن، أنبأنا أبو نصر البخاري قال (3):
قيس بن أبي حازم و اسمه عوف بن عبد الحارث، هكذا قال الواقدي، أبو عبد اللّه - و يقال أبو عبيد اللّه - الأحمسي البجلي الكوفي، و قال ابن نمير: اسمه عبد عوف بن الحارث، سمع خالد بن الوليد، و عمرو بن العاص، و ابن مسعود، و أبا مسعود، و المغيرة بن شعبة، و جريرا (4)،و أبا هريرة، روى عنه إسماعيل بن أبي خالد، و بيان بن بشر في:«الأيمان»، قال عمرو بن علي: مات سنة أربع و ثمانين، و قال ابن سعد: توفي في آخر سلطان سليمان بن عبد الملك.
أنبأنا أبو علي الحداد قال: قال لنا أبو نعيم:
قيس بن أبي حازم أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و لا تصح له رؤية، رأى أبا بكر الصّدّيق، و العشرة، و روى عنهم.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون،[قالا:] (5) أنبأنا أبو بكر الخطيب قال (6):
قيس بن أبي حازم أبو عبد اللّه الأحمسي، أدرك الجاهلية، و جاء إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم ليبايعه فوجده قد توفي، و روى عن أبي بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزبير، و سعد بن
ص: 454
مالك، و سعيد بن زيد، و عبد اللّه بن مسعود، و بلال بن رباح، و عمّار بن ياسر، و جرير بن عبد اللّه، و خبّاب بن الأرتّ ، و حذيفة بن اليمان، و أبي مسعود عقبة بن عمرو، و أبي هريرة، و المغيرة بن شعبة، و عمرو بن العاص، و أبي سفيان بن حرب، و ابنه معاوية، و خالد بن الوليد، و مرداس الأسلمي، و عقبة بن عامر، و المستورد بن شداد، و دكين بن سعيد، و أبي شهم (1)،و الصّنابح بن الأعسر، و قيس بن قهد (2).
روى عنه أبو إسحاق السّبيعي، و إسماعيل بن أبي خالد، و بيان بن بشر، و الأعمش، و طارق بن عبد الرّحمن، و مجالد بن سعيد، و الحكم بن عتيبة، و أبو حريز (3) السّجستاني، و إبراهيم بن مهاجر، و عيسى بن المسيّب البجلي، و المسيب بن رافع بن حزن، و عمر (4) بن أبي زائدة، و المغيرة بن شبيل (5)،و سيّار أبو حمزة و غيرهم، و كان قد نزل الكوفة و حضر حرب الخوارج بالنهروان مع علي بن أبي طالب.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا يحيى بن معين قال: قيس بن أبي حازم و كنيته أبو عبد اللّه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي قال: سمعت مسلما يقول:
أبو عبد اللّه قيس بن أبي حازم البجلي، سمع أبا بكر، و عمر، و عليا، روى عنه الحكم، و أبو إسحاق، و إسماعيل بن أبي خالد (6).
ص: 455
ص: 456
قرأت (1) على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب (2) بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن،
ص: 457
أخبرني أبي قال: قيس بن أبي حازم أبو عبد اللّه (1).
قرأنا على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر بن أبي الصّقر، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي قال:
أبو عبد اللّه قيس بن أبي حازم يحدّث عن أبي بكر و عمر.
أخبرنا أبو جعفر محمّد (2) بن أبي علي في كتابه، أنبأنا أبو بكر الصّفار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو عبد اللّه قيس بن أبي حازم البجلي الكوفي، و اسم أبي حازم عوف بن الحارث بن عوف بن حشيش بن هلال بن الحارث بن رزاح بن كلفة بن عمرو بن لؤي بن رهم بن معاوية ابن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار بن إراش، أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم ليبايعه فجاء و قد قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و سمع أبا بكر الصّدّيق، و عمر الفاروق، و عثمان ذا (3) النورين، و عليا أبا السبطين، روى عنه عمرو بن عبد اللّه أبو إسحاق الهمداني، و إسماعيل بن أبي خالد أبو عبد اللّه البجلي، و بيان بن بشر أبو بشر الأحمسي (4).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، أنبأنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا عفان، حدّثنا حمّاد ابن زيد، حدّثنا مجالد عن قيس بن أبي حازم قال (5):
دخلت مع أبي على أبي بكر في مرضه و أسماء ابنة عميس تروّحه، فكأني انظر إلى وشم في ذراعها، قال: يا أبا حازم قد أجزت لك فرسيك (6).
قال: و كان وعدني و وعد أبي فرسا.
كتب إليّ أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم البزّاز، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، قالا: أنبأنا محمّد بن الحسين بن محمّد بن الطّفّال.
ص: 458
ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن الدّاراني، أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا علي بن منير بن أحمد، قالا: أنبأنا محمّد بن أحمد الذهلي، حدّثنا أبو أحمد بن عبدوس، حدّثنا بكر بن خلف، حدّثنا عثمان بن اليمان (1)،عن أبي الحصين، عن إسماعيل، عن قيس قال:
دخلت على أبي بكر الصّدّيق مع أبي فقال: من هذا؟ فقال: ابني، فقال: أما إنه لا يجني عليك و لا تجني عليه.
قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أحمد ابن عبيد بن الفضل.
ح و عن أبي نعيم محمّد بن عبد الواحد، و أبي المعالي محمّد بن عبد السلام بن محمّد.
ح و قرأنا على أبي (2) الفضل بن ناصر، عن أبي المعالي.
قالا: أنبأنا علي بن محمّد بن خزفة (3)،قالا: أنبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حدّثنا نصر بن المغيرة أبو الفتح قال: قال (4) سفيان بن عيينة:
شهد قيس بن أبي حازم القادسية.
قال: و دخل قيس على أبي بكر في مرضه الذي مات فيه، قال: دخلت أنا و أبي فحملنا على فرسين، قال: و رأيت أبا بكر أبيض خفيف، و رأيت أسماء عنده بيضاء تذب عنه.
لا أعلمه إلاّ قال إسماعيل عن قيس، قال: دخلت على أبي بكر.
أخبرنا أبو الحسن (5) بن قبيس، حدّثنا[-و] (6) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (7)،أنبأنا الحسن بن علي الجوهري، أنبأنا محمّد بن المظفر، أنبأنا محمّد بن محمّد ابن سليمان الباغندي قال: قال علي بن المديني: قيس بن أبي حازم سمع من أبي بكر،
ص: 459
و عمر، و عثمان، و علي، و سعد بن أبي وقّاص، و الزبير، و طلحة، و أبي شهم، و جرير (1)، و أبي مسعود البدري (2)،و خبّاب، و المغيرة بن شعبة، و مرداس الأسلمي، و المستورد بن شداد الفهري، و دكين بن سعيد (3) المزني (4)،و معاوية بن أبي سفيان، و عمرو بن العاص، و أبي سفيان بن حرب، و خالد بن الوليد، و حذيفة بن اليمان، و عبد اللّه بن مسعود، و سعيد ابن زيد، و أبي جحيفة قال: هؤلاء الذين سمع منهم قيس بن أبي حازم، قلت: شهد الجمل ؟ قال: لا، كان عثمانيا (5)،و روى أيضا عن أبي هريرة، و عن قيس بن قهد (6)،و روى عن بلال و لم يلقه.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه.
قالا: أنبأنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدل، حدّثنا عثمان بن أحمد الدقاق، قال:
قرئ على محمّد بن أحمد بن البراء، و أنا حاضر، قال: قال علي بن المديني:
قيس بن أبي حازم سمع من أبي بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و سعد بن أبي وقّاص، و الزبير، و طلحة بن عبيد اللّه، و أبي شهم، و جرير بن عبد اللّه البجلي، و أبي مسعود البدري، و خبّاب بن الأرت، و المغيرة بن شعبة، و مرداس بن مالك الأسلمي، و المستورد بن شداد الفهري، و دكين بن سعيد المزني، و معاوية بن أبي سفيان، و عمرو بن العاص، و أبي سفيان ابن حرب، و خالد بن الوليد، و حذيفة بن اليمان، و عبد اللّه بن مسعود، و سعيد بن زيد، و أبي جحيفة. قيل لعلي: هؤلاء كلهم سمع منهم قيس بن أبي حازم سماعا؟ قال: نعم، سمع منهم سماعا، و لو لا ذلك لم نعده له سماعا، قيل له: شهد الجمل ؟ قال: لا، و كان عثمانيا، و روى أيضا عن أبي هريرة، و عن قيس بن قهد (7)،و روى عن بلال، و لم يلقه، و عن الصّنابح بن الأعسر الأحمسي، و روى عن عقيل بن عامر، و لا أدري سمع منه أم لا، و عن قيس بن
ص: 460
قهد (1) سماعا، قال: و رأيت أسماء ابنة أبي بكر، و أبوه أبو حازم، و اسم أبي حازم: عوف بن عبد الحارث، و روى عن عمار، و اختلفوا عن ابن أبي خالد فيه، فقال بعضهم: عن ابن أبي خالد عن يحيى بن عابس (2) قال عمّار: ادفنوني في ثيابي، و قال بعضهم: إسماعيل عن قيس عن عمار: ادفنوني - زاد ابن خيرون: في ثيابي - و انتهى حديثه، و زاد ابن السّمرقندي: و لم يسمع قيس بن أبي حازم من أبي الدّرداء، و لا سلمان.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا[-و] (3) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصيرفي، حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم قال: سمعت محمّد بن علي الوراق قال: سمعت إسحاق بن إسماعيل يقول: قال ابن عيينة: ما كان بالكوفة أروى عن أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من قيس بن أبي حازم.
قال (5):و أنبأنا محمّد بن أبي علي الأصبهاني، أنبأنا أبو علي الحسين بن محمّد الشافعي بالأهواز.
ح و أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا العتيقي، حدّثنا محمّد ابن عدي البصري في كتابه.
قالا: حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث - و في حديث الأصبهاني قال: سمعت - يعني - أبا داود سليمان بن الأشعث - يقول: أجود التابعين إسنادا قيس بن أبي حازم، روى عن تسعة من العشرة، و لم - و قال الأصبهاني لم - يرو عن عبد الرّحمن بن عوف.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا[-و] (6) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (7)،أنبأنا علي بن طلحة [بن محمد] (8) المقرئ، أنبأنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم [بن يزيد] (9) الغازي، أنبأنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي (10)،حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال:
ص: 461
قيس بن أبي حازم كوفي جليل، و ليس في التابعين أحد روى عن العشرة إلاّ قيس بن أبي حازم.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد، عن أبي الحسن محمّد بن عمر بن محمّد بن حميد بن بهتة (1) البزّار، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: قال جدي يعقوب: قال (2):
و قيس من قدماء التابعين، يكنى أبا عبد اللّه، و قد روى عن أبي بكر الصّدّيق فمن دونه، و أدركه و هو رجل كامل، و يقال: إنه ليس أحد من التابعين جمع أن روى عن العشرة مثله إلاّ عبد الرّحمن بن عوف فإنا لا نعلمه روى عنه شيئا. ثم قد روى بعد العشرة عن جماعة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم و كبرائهم و هو متقن الرواية، و قد تكلم أصحابنا فيه فمنهم من رفع قدره و عظّمه و جعل الحديث عنه من أصح الإسناد، و منهم من حمل عليه. و قال: له أحاديث مناكير، و الذين أطروه يحملون هذه الأحاديث عنه على أنها عندهم غير مناكير، و قالوا: هي غرائب، و منهم من لم يحمل عليه في شيء من الحديث، و حمل عليه في مذهبه و قالوا: كان يحمل على علي رحمه اللّه و على جميع الصحابة و المشهور عنه أنه كان يقدّم عثمان، و لذلك تجنّب كثير من قدماء الكوفيين الرواية عنه، و منهم من قال عنه: إنه مع شهرته لم يرو عنه كبير أحد، و ليس الأمر عندنا كما قال هؤلاء، و قد روى عنه جماعة منهم:
إسماعيل بن أبي خالد، و هو أرواهم عنه، و كان إسماعيل ثقة ثبتا، و بيان بن بشر و كان ثقة ثبتا، و طارق بن عبد الرّحمن الأحمسي، و إبراهيم بن المهاجر، و إبراهيم بن جرير من ولد جرير بن عبد اللّه البجلي و الحكم بن عتيبة و أبو إسحاق السّبيعي (3)،و المسيّب بن رافع، و الأعمش، و مجالد بن سعيد، و عمر بن أبي زائدة، و المغيرة بن شبيل، و سيّار أبو حمزة، و أبو حريز (4) عبد اللّه بن حسين قاضي سجستان، كلّ هؤلاء قد روى عنه؛ و أبوه أبو حازم قد أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا
ص: 462
الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنبأنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال: قيس بن أبي حازم أوثق من الزهري.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (1)،أنبأنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن مهدي - إجازة - أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس - بمصر - حدّثنا أبو بشر الدولابي، حدّثنا أبو عبيد اللّه معاوية بن صالح قال: قال يحيى: قيس ابن أبي حازم أوثق من الزهري، و من السائب بن يزيد.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا[-و] (2) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (3) أنبأنا هبة اللّه بن الحسن الطبري، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثنا أبو سعيد الأشج، قال: سمعت أبا خالد الأحمر يقول لعبد اللّه بن نمير: يا أبا هشام أ ما تذكر إسماعيل بن أبي خالد و هو يقول: حدّثنا قيس بن أبي حازم هذه الاسطوانة يعني أنه في الثقة مثل الاسطوانة.
أخبرناها عالية أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو جعفر محمّد بن علي بن محمّد بن أحمد بن السّمناني، قالا: أنبأنا أبو محمّد الصّريفيني، أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا أبو سعيد - و هو (4) الأشج - قال: سمعت أبا خالد يقول لابن نمير: يا أبا هشام ما تذكر ابن أبي خالد و هو يقول: حدّثنا قيس بن أبي حازم هذه الاسطوانة.
قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، و أبي الفضل بن ناصر، عن أبي المعالي محمّد بن عبد السلام، أنبأنا علي بن محمّد بن خزفة.
ح و قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمّام علي بن محمّد (5)،أنبأنا أحمد بن عبيد بن الفضل.
قالا: أنبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول:
ص: 463
قيس بن أبي حازم ثقة، و في حديث ابن (1) الفضل: سألت يحيى بن معين عن قيس بن أبي حازم فقال: كوفي ثقة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا أبو الحسن العتيقي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا الحسين بن جعفر.
قالا: أنبأنا الوليد بن بكر، أنبأنا علي بن أحمد بن زكريا، أنبأنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (2):
قيس بن أبي حازم الأحمسي - فخذ من بجيلة - من أصحاب عبد اللّه، سمع من أبي بكر الصّدّيق.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة قال: أجاز لنا أبو جعفر بن المسلمة، عن أبي الحسن محمّد بن عمر بن بهتة (3)،أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثنا جدي، حدّثني عبد الرّحمن بن محمّد قال: سمعت علي بن عبد اللّه يقول (4):قال لي يحيى بن سعيد:
قيس بن أبي حازم منكر الحديث، ثم ذكر له يحيى أحاديث مناكير، منها حديث:
«كلاب الحوأب» (5).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا أبو بكر الحميدي، حدّثنا سفيان، حدّثنا إسماعيل قال:
أمّنا قيس بن أبي حازم كذا و كذا، فما رأيته متطوعا في مسجدنا الذي كان يؤمنا فيه قطّ .
ص: 464
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح المؤذن، أنبأنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: حدّثنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: حدّثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد قال: كان قيس بن أبي حازم عثمانيا.
أخبرنا أبو الحسن (1) بن قبيس، حدّثنا[-و] (2) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنبأنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدل، حدّثنا محمّد بن عمرو بن البختري الرّزّاز، حدّثنا محمّد بن الهيثم بن حمّاد، حدّثنا يحيى بن سليمان الجعفي، حدّثني يحيى بن أبي غنية (4)،حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: كبر قيس بن أبي حازم حتى جاوز (5) المائة بسنين كثيرة حتى خرف و ذهب عقله، قال: فاشتروا له جارية سوداء أعجمية، قال: و جعل في عنقها قلائد من عهن (6)،و ودع، و أجراس من نحاس قال: فجعلت معه في منزله، و أغلق عليه بابه، قال: فكنا نطلع إليه من وراء الباب و هو معها، قال: فيأخذ تلك القلائد فيحركها بيده و يعجب منها، و يضحك في وجهها.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي محمّد التميمي (7)،أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: قال عمرو: مات قيس بن أبي حازم سنة أربع - يعني - و ثمانين. و ذكر أن مصعب بن إسماعيل أخبره عن محمّد بن أحمد بن ماهان عن عمرو.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن علي ابن محمّد بن أحمد، أنبأنا محمّد بن الحسين بن شهريار، حدّثنا أبو حفص الفلاّس (8) قال:
و مات قيس بن أبي حازم سنة أربع و ثمانين (9).
- قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو بكر ابن بيري - قراءة - أنبأنا محمّد بن الحسين، حدّثنا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين
ص: 465
يقول: قيس بن أبي حازم مات سنة ثمان و تسعين، أو سبع و تسعين (1).
أخبرنا أبو السعود بن المجلي، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي.
ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أنبأنا أبي أبو يعلى.
قالا: أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنبأنا محمّد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو، و حدثكم الهيثم بن عدي قال:
قيس بن أبي حازم البجلي في آخر ولاية سليمان بن عبد الملك - يعني - مات (2).
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا[-و] (3) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (4)،حدّثنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد، أنبأنا محمّد بن معاذ الهروي، حدّثنا أبو داود سليمان بن معبد السّنجي، حدّثنا الهيثم بن عدي قال: و قيس بن أبي حازم توفي [في] آخر خلافة سليمان بن عبد الملك.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد الكتّاني (5)،أنبأنا أبو الحسن المؤدب، أنبأنا أبو سليمان الربعي قال: و قال الهيثم فيها - يعني - سنة ثمان و تسعين مات قيس بن أبي حازم، و ذكر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن الهيثم بذلك.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن (6) السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (7):و في سنة ثمان و تسعين مات قيس بن أبي حازم.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا[-و] (8) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (9)،حدّثنا عبد العزيز بن علي الأزجي - لفظا - أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلص.
ص: 466
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن البسري، أنبأنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - حدّثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري قال: دفع إلي عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة كتابا نسخته و قرأته عليه، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة ثمان و تسعين فيها توفي قيس بن أبي حازم.
أبي صعصعة بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم
ابن مازن بن النجّار - تيم اللّه - بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج
و يقال: بن مبذول بن مازن بن صعصعة بن هوازن (1)
حليف لبني النجّار.
له صحبة، شهد بدرا و العقبة مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم شهد اليرموك أميرا على كردوس (2).
و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا.
روى عنه: واسع بن حبّان بن منقذ الأنصاري المدني.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم مولى بني هاشم، حدّثنا أبو حاتم محمّد بن إدريس الرازي، حدّثنا سعيد بن أبي مريم، حدّثنا عبد اللّه بن لهيعة، حدّثني حبّان بن واسع بن حبّان عن أبيه، عن قيس بن أبي صعصعة أنه قال:
يا رسول اللّه في كم أقرأ القرآن ؟ قال:«في خمسة عشر» قال: فإنّي أجدني أقوى من ذلك، قال:«ففي كل جمعة» قال: فإني أجدني أقوى من ذلك، قال: فسكت لذلك و هو مغضب عليه، ثم رجع فقال:«تقرأ في خمس عشرة ليلة» ثم قال: يا ليتني قبلت فريضة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[10588].
أخبرنا أبو علي الحداد و جماعة في كندة قالوا: أنبأنا أبو بكر بن ريذة (3)،أنبأنا سليمان
ص: 467
ابن أحمد (1)،حدّثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حدّثنا سعيد بن أبي مريم.
ح قال: و حدّثنا سليمان، حدّثنا أبو الزّنباع روح بن الفرج، و عمرو بن أبي الطاهر بن السرح المصريان، قالا: حدّثنا يحيى بن بكير.
قالا: أنبأنا ابن لهيعة عن حبّان بن واسع الأنصاري.
ح و أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، حدّثنا أحمد بن علي بن ثابت.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطّبري، قالا: أنبأنا محمّد بن الحسن، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب (2)،حدّثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكير.
حدّثني عبد اللّه بن لهيعة، حدّثني حبّان بن واسع الأنصاري عن أبيه عن قيس بن أبي صعصعة أنه قال:
يا رسول اللّه في كم أقرأ القرآن ؟ قال:«في خمس عشرة» قال: إنّي أجدني أقوى من ذلك، قال:«في جمعة»، قال: إنّي أجدني أقوى من ذلك، قال: فمكث كذلك يقرأ (3) زمانا حتى كبر، و كان (4) يعصّب على عينيه، فكان (5) يقرأه في كل خمس عشرة قال: يا ليتني قبلت فريضة (6)-و في حديث سليمان: رخصة - رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الأولى.
لفظ يعقوب أتمّ (7).
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو بكر بن سيف، أنبأنا السري بن يحيى، أنا أبو شعيب بن إبراهيم، حدّثنا سيف بن عمر قال (8):و كان قيس بن عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن مازن بن صعصعة بن هوازن حليف لبني النجّار على كردوس - يعني - باليرموك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف بن بشر، حدّثنا أبو علي بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد (9) قال:
ص: 468
في الطبقة الأولى ممن شهد بدرا من بني مازن بن النجّار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج: قيس بن أبي صعصعة، و اسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو (1) بن غنم بن مازن بن النجّار، و كان لقيس من الولد: الفاكه، و أمّ الحارث، و أمّهما أمامة بنت معاذ بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن غنم بن كعب بن سلمة بن الخزرج، و ليس لقيس اليوم عقب، و شهد قيس بن أبي صعصعة العقبة مع السبعين من الأنصار، في رواية موسى بن عقبة و محمّد بن إسحاق و أبي معشر، و محمّد بن عمر، و شهد قيس أيضا بدرا و أحدا.
أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين بن المظفر، أنبأنا أبو علي المدائني، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه قال:
و من بني مازن بن النجّار قيس بن أبي صعصعة، و اسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجّار، شهد بدرا و العقبة، و جعله النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم بدر على الساقة (2) أخبرنا بنسبه ابن هشام عن زياد، عن ابن إسحاق جاء عنه حديث.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه، حدّثنا يعقوب قال:
في تسمية من شهد بدرا من بني مازن بن النجّار من بني عمرو بن عوف بن مبذول بن غنم بن عمرو بن مازن: قيس بن أبي صعصعة، و اسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول.
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، حدّثنا أحمد بن علي.
ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو بكر.
قالا: أنبأنا محمّد، أنبأنا عبد اللّه، حدّثنا يعقوب قال (3):
قيس بن أبي صعصعة و اسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول من بني
ص: 469
مازن بن النجّار، من بني عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن، عقبي، بدري، حدّثنا بذلك عمرو عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أحمد بن محمّد، أنبأنا عيسى، أنبأنا البغوي قال:
قيس بن أبي صعصعة، و اسم أبي صعصعة عمرو بن زيد [بن عمرو] (1) بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجّار.
كذا قال البغوي.
أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنبأنا شجاع الصوفي، أنبأنا ابن مندة قال:
قيس بن أبي صعصعة الأنصاري ثم الخزرجي، عقبي، بدري، روى عنه واسع بن حبّان، و قال محمّد بن إسحاق في تسمية من شهد بدرا من الأنصار ثم من بني الخزرج، ثم من بني مازن بن النجّار: قيس بن أبي صعصعة.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ :
قيس بن أبي صعصعة الأنصاري، عقبي، بدري، خزرجي، حديثه عند واسع بن حبّان، و قيل: إنّ اسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن، قاله عروة و ابن شهاب، و ابن إسحاق.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطّبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب (2)،حدّثنا عمرو بن خالد، و حسان بن عبد اللّه، و عثمان بن صالح، عن ابن لهيعة عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية أصحاب العقبة في المرة الثانية من بني مازن بن النجّار، و قيس بن أبي صعصعة، و قد شهد بدرا.
حدّثنا أبو الحسن الفقيه الشافعي - لفظا - و أبو القاسم بن عبدان - قراءة - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأنا أبو عبد الملك، حدّثنا محمّد بن عائذ قال: و أخبرني الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال:
في تسمية أصحاب العقبة الذين بايعوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: قيس بن أبي صعصعة، و قد شهد بدرا.
ص: 470
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد ابن إسحاق، أنبأنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم الورّاق، حدّثنا أحمد بن مهدي، حدّثنا عمرو ابن خالد.
ح قال: و حدّثنا محمّد بن محمّد بن عبد اللّه بن حمزة البغدادي، حدّثنا محمّد بن عمرو بن خالد، حدّثنا أبي.
حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير قال:
في تسمية من شهد العقبة من الأنصار ثم من بني مازن: قيس بن أبي صعصعة، و كان قد شهد بدرا، و اسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول.
قال: و أنبأنا ابن مندة قال: قال ابن إسحاق (1).
في تسمية من شهد بدرا من بني مازن بن النجّار قيس بن أبي صعصعة، و هو عمرو بن زيد.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا رضوان بن أحمد بن جالينوس، أنبأنا أحمد بن عبد الجبّار، حدّثنا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق (2) قال:
في تسمية من شهد العقبة الثانية: قيس بن أبي صعصعة، و هو عمرو بن زيد بن عوف ابن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجّار، شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جعله على الساقة يومئذ.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد (3)،أنبأنا محمّد بن عمر، حدّثني يعقوب بن محمّد بن أبي صعصعة [عن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة] (4) أن النبي صلى اللّه عليه و سلم استعمل قيس بن أبي صعصعة يوم بدر على المشاة - يعني - على الساقة.
ص: 471
قال (1):و أنبأنا ابن حيّوية، أنبأنا عبد الوهّاب بن أبي حية، أنبأنا محمّد بن شجاع، أنبأنا محمّد بن عمر قال (2):
و استعمل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على المشاة - يعني - يوم بدر قيس بن أبي صعصعة، و اسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن مبذول، و أمّره النبي صلى اللّه عليه و سلم حين فصل من بيوت السقيا أن يعدّ المسلمين، فوقف لهم ببئر أبي عتبة فعدّهم ثم أخبر النبي صلى اللّه عليه و سلم.
حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم - لفظا - و أبو القاسم بن عبدان - قراءة - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأنا أبو عبد الملك، حدّثنا محمّد بن عائذ، أخبرني الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من شهد بدرا من الأنصار، من بني مازن بن النجّار، ثم من بني عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن: قيس بن أبي صعصعة، و اسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنبأنا أبو الحسين (3) محمّد بن الحسن (4)،أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنبأنا القاسم بن عبد اللّه ابن المغيرة، حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم عن عمه موسى بن عقبة قال:
في تسمية من شهد العقبة و في تسمية من شهد بدرا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من بني مازن بن النجّار: قيس بن أبي صعصعة، و اسم أبي صعصعة عمرو بن زيد.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو الطيب محمّد بن جعفر الزّرّاد، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد، حدّثنا عمي عن أبيه عن ابن إسحاق قال:
في تسمية من شهد بدرا من الأنصار من بني مازن بن النجّار، ثم من بني عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن [قيس بن أبي صعصعة، و اسم أبي صعصعة عمرو بن زيد ابن عوف بن مبذول] (5).
ص: 472
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو القاسم بن أبي حيّة، أنبأنا محمّد بن شجاع، أنبأنا محمّد بن عمر الواقدي قال (1):
في تسمية من شهد بدرا من بني مازن بن النجّار، ثم من بني عوف بن عمرو بن [عوف بن] (2) مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن [قيس بن أبي صعصعة، و اسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، حدّثنا أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد المقرئ، حدّثنا زيد بن إسماعيل الصائغ، حدّثنا محمّد بن كثير الكوفي، حدّثنا الحارث بن حصيرة (3) عن جابر الجعفي عن تميم بن..... (4) عن رجل من أرحب يقال له عقبة بن حميري قال:
أشهد أنّي سمعت أبا بكر الصّدّيق يقول: أشهد أنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«بشّر من شهد بدرا بالجنّة»[10589].
قال الدارقطني: غريب من حديث أبي بكر، لم يروه عنه غير عقبة الأرحبي، و لم يروه عنه غير تميم، تفرد به جابر الجعفي عنه، و لم يروه عنه غير الحارث حصيرة، و لم نكتبه إلاّ عن شيخنا.
ابن مالك بن حزن بن الحارث بن خديج بن معاوية
ابن خديج بن الحماس بن ربيعة بن كعب بن الحارث
ابن كعب بن عمرو بن علّة بن جلد بن مالك بن أدد
الحارثي المعروف بالنّجاشي (5)
شاعر مشهور.
وفد على معاوية.
ص: 473
قرأت بخط بعض أهل العلم: حدّثني أبو عبد اللّه اليزيدي (1)،حدّثني أحمد بن الحارث الخرّاز، قال: قال أبو الحسن المدائني.
ضرب علي بن أبي طالب النجاشي في شرب الخمر، فأتى معاوية ليستأمنه، فشاور معاوية مروان فقال: لا تفعل، قال: إذن يقول فيّ شعرا فتكون أنت أول من يرويه، يا غلام ناد بأمانه قال: فأذن له و كان أعور قصيرا، فلما رآه معاوية استصغره فقال: يا أمير المؤمنين إنّ الرجال ليست بجزر فتستسمن، و إنّما المرء بأصغريه: قلبه و لسانه، ثم خرج يقول:
أ لم يأت أهل المشرقين نصيحتي *** و أنّي نصيح لا يبيت على عتب
هلكتم و كان الشرّ آخر عهدكم *** لئن لم تدارككم حلوم بني حرب
أخبرنا (2) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو بكر بن سيف، أنبأنا السري بن يحيى، حدّثنا شعيب بن إبراهيم، حدّثنا سيف بن عمر، عن محمّد بن عبد اللّه، و محمّد بن إسحاق قالا: و قد كان ثمامة (3) حين أسلم قال: إنّ بني قشير قتلوا أباك ابن حجر، و أنا أحبّ أن تأذن لي فيهم و أغزوهم، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«اغزهم فإذا أشرفت عليهم فأذّن، ثم قاتلهم إن لم تسمع أذانا»[10590] فكانت تلك الداعية (4)،فخرج إلى اليمامة، ثم غزا ثمامة و المحكم متساندين فيمن تبعهما، و أغارا على بني قشير فغنما، فأتى ثمامة بالخمس و بعث بذلك إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و أنى المحكم مرنع (5).
و قال في ذلك النجاشي الحارثي (6):
لعمر أبي أتاك حين أمسى *** لقد دارت به أفناء بكر
خبيبة من كتائب عاديات *** يعدوهم أبو شبل هزبر
كتائب يخطرون بكل عضب *** و سمر ثقيف ليس بسر
هم ساروا بأرعن مكفهر *** أمام الناس ذي لجب سطر
و ذادوا عن ذراريهم بضرب *** كأفواه الأوارك غير هذر
ص: 474
و أتوا بالنساء فأنزلوها *** على رغم العداة قصور حجر (1)
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا محمّد بن أحمد الأزدي، أنشدنا ابن الأعرابي عن مؤرج عن سعيد عن سماك قال (2):
هجا النجاشي و هو قيس بن عمرو بن مالك الحارثي الشاعر بني العجلان فاستعدوا عليه عمر بن الخطّاب، فقال: ما قال فيكم ؟ فأنشدوه:
إذا اللّه عادى (3) أهل لؤم ورقة *** فعادى بني العجلان رهط ابن مقبل
فقال عمر بن الخطّاب: إن كان مظلوما استجيب له، و إن كان ظالما لم يستجب له، قالوا: و قد قال أيضا:
قبيلة لا يغدرون بذمّة *** و لا يظلمون الناس حبّة خردل
فقال عمر بن الخطّاب: ليت آل الخطّاب هكذا، قالوا (4):و قد قال:
و لا يردون الماء إلاّ عشية *** إذا صدر الوراد عن كلّ منهل
فقال عمر: ذاك أقلّ للزحام (5)،قالوا: و قد قال:
تعاف الكلاب الضاريات لحومهم *** و تأكل من كعب و عمرو (6) و نهشل
فقال عمر: أحرز (7) القوم موتاهم و لم يضيّعوهم.
أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم، و أنبأنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن (8)،و محمّد بن إسحاق بن مخلد، و محمّد بن سعيد.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أحمد بن الحسن.
ص: 475
قالوا: أنبأنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم، أنبأنا محمّد بن الحسن بن مقسم، حدّثنا أحمد بن يحيى ثعلب قال (1):
و قال بعض أصحابنا: استعدى تميم بن مقبل عمر بن الخطّاب على النجاشي فقال: يا أمير المؤمنين هجاني فأعدني عليه، قال: يا نجاشي، ما قلت ؟ قال: يا أمير المؤمنين قلت ما لا أرى أن عليّ فيه إثما، قلت:
قبيلة لا يغدرون بذمّة *** و لا يظلمون (2) الناس حبّة خردل
فقال عمر: ليتني من هؤلاء، قال:
و لا يردون الماء إلاّ عشية *** إذا صدر الورّاد عن كلّ منهل
قال عمر: و ما على هؤلاء متى وردوا؟ قال: هل غير هذا؟ قال:
و ما سمّي العجلان إلاّ لقوله (3):خذ *** العقب فاحلب أيها العبد فاعجل
قال عمر: خير القوم أنفعهم لأهله، قال تميم: سله عن قوله:
إذا اللّه عادى أهل لؤم و ذلّة *** فعادى بني العجلان رهط ابن مقبل
أولئك أولاد الهجين (4) و أسرة *** اللئيم و رهط العاجز المتذلّل
تعاف الكلاب الضاريات لحومهم *** و تأكل من كعب بن عوف و نهشل
فقال عمر: أما هذا فلا أعذرك عليه، فحبسه و ضربه.
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد (5)،أنبأنا أبو بكر الخطيب قال: كتب إليّ محمّد بن أحمد بن سهل الواسطي، و حدّثني محمّد بن فتوح عنه.
ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا - فيما قرأت عليه - عن محمّد بن أحمد بن سهل، أنبأنا علي بن محمّد بن دينار (6)،أنبأنا الحسن بن بشر الآمدي (7) قال:
خديج بن عمرو بن مالك بن حزن بن الحارث بن خديج بن معاوية بن خديج بن الحماس بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو بن علّة بن خالد بن مالك بن أدد،
ص: 476
شاعر، و هو أخو النجاشي، و هو قيس بن عمرو، و كان محسنا، و هو القائل يرثي أخاه النجاشي:
من (1) كان يبكي هالكا فعلى فتى *** ثوى بلوى لحج (2) و آبت رواحله
فتى لا يطيع الزاجرين عن الندى *** و ترجع (3) بالعصيان عند عواذله
و هي قصيدة حسنة.
روى عن معاوية.
روى عنه: عثمان بن المنذر كما ذكر بعض الرواة، و الصحيح أنه القاسم بن محمّد الثّقفي، و قد تقدم ذكره في موضعه على الصواب.
من أصحاب علي ممن شهد عام أذرح الحكومة مع أبي موسى.
تقدم ذكره في ترجمة الحارث بن مالك (4).
و يقال: ابن المجشر - اليعمري (5)
أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و شهد غزوة مؤتة، و قال في ذلك شعرا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا رضوان بن أحمد، حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار، حدّثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال (6):
ص: 477
و قد قال فيما كان من أمر الناس - يعني: يوم مؤتة - و أمر خالد بن الوليد و انصرافه بهم، قيس بن مشجر (1) اليعمري يعتذر مما صنع يومئذ:
أقسمت (2) لا تنفك نفسي تلومني *** على مشهدي (3) و الخيل تابعة (4) قبل
وقفت به لا مستمرا قدامه *** و لا تابعا (5) من كان حمّ له القتل
على أنني آسيت نفسي لخالد *** ألا خالد في القوم ليس له مثل
و جاشت إليّ النفس من نحو جعفر *** بمؤتة إذ لا ينفع القاتل (6) النبل
و ماصعهم قوم كرام أعزة (7) *** مهاجرة لا مشركون و لا عزل
أبو عبد الرّحمن الأعمى
من فقهاء أهل دمشق و أهل الفتوى بها.
حكى عن نمير ابن أوس، و أيوب بن موسى.
حكى عنه محمّد بن شعيب بن شابور، و معان بن رفاعة (8).
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - قراءة - عن أبي الفضل بن الحكاك المكي، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب (9) بن عبد اللّه، أخبرني أبو (10) موسى بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أخبرني عمران بن بكّار، حدّثنا عصام بن خالد، حدّثني معان.
ح و قرأنا على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر بن أبي الصّقر، أنبأنا هبة اللّه بن
ص: 478
إبراهيم بن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي (1)،حدّثنا عمران بن بكّار (2)،حدّثنا عصام بن خالد، حدّثنا معان (3) بن رفاعة.
عن أبي عبد الرّحمن قيس الأعمى قال:
دعاني الوليد بن مروان و هو أمير (4) على دمشق، فقال: يا أبا عبد الرّحمن ما يفرّق بين - و قال الدولابي: ما الفرق بين - اختاري و أمرك بيدك ؟ فقلت: إنّ الرجل إذا قال أمرك بيدك فقد ملكها الأمر، و إذا قال اختاري فهي في ملكه بعد، قال: لقد قلت قولا.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (5)،حدّثنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (6)،حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن أبي مسهر.
ح قال: و حدّثنا محمود بن خالد، عن مروان بن محمّد، عن أبي مسهر.
قال: لما مات مكحول جلس يزيد بن يزيد بن جابر (7) فكان نزر الكلام فجالسوا سليمان بن موسى، قال محمود: قال مروان: فجاءهم بما يريدون، و ما لا يريدون - يعني - من سعة العلم.
قال دحيم: قال أبو مسهر: فلما مات سليمان بن موسى (8) جلسوا (9) إلى العلاء بن الحارث، فلما مات قال ابن سراقة: من فقيه الجند؟ قالوا: قيس بن موسى الأعمى، قال:
ذلك حين هلكوا، فأرسل ابن سراقة إلى الأوزاعي، فأقدمه - يعني للفتوى-.
- و يقال: العنسي-
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا
ص: 479
عبد الوهّاب الميداني، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنبأنا محمّد بن جرير (1)،حدّثني أحمد بن زهير، حدّثنا علي بن محمّد قال: ثم دعا - يعني - يزيد بن الوليد بعد قتل الوليد الناس إلى تجديد البيعة له، فكان أول من بايعه الأفقم يزيد بن هشام، و بايعه قيس بن هانئ العبسي، و قال: يا أمير المؤمنين اتّق اللّه، و دم على ما أنت عليه، فما قام مقامك أحد من أهل بيتك؛ و إن قالوا: عمر بن عبد العزيز، فأنت أخذتها بحبل صالح، و إنّ عمر أخذها بحبل سوء.
فبلغ مروان بن محمّد قوله، فقال: ما له، قاتله اللّه!؟ ذمّنا جميعا، و ذمّ عمر، فلما ولي مروان بعث رجلا و قال له: إذا دخلت مسجد دمشق فانظر قيس بن هانئ، فإنّه طال ما صلّى فيه، فاقتله، فانطلق الرجل، فدخل مسجد دمشق، فرأى قيسا يصلّي فقتله.
ابن عبد يغوث بن الغزيل (2) بن سلمة بن بدا (3)
ابن عامر بن عوثبان بن زاهر بن مراد
أحد شجعان العرب، أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يره، و هو ممن أعان على قتل الأسود الكذّاب (6)،و شهد اليرموك، و أصيبت عينه به.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن محمّد، حدّثنا محمّد بن سعد، أنبأنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن عمرو بن زهير، عن محمّد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال (7):
كان عمرو بن معدي كرب قال لقيس بن مكشوح المرادي و من انتهى إليهم أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: يا قيس، أنت سيّد قومك اليوم، و قد ذكر لنا أنّ رجلا من قريش يقال له محمّد قد
ص: 480
خرج بالحجاز، يقول: إنه نبي، فانطلق بنا إليه حتى نعلم علمه، فإن كان نبيا كما يقول، فإنه لن يخفى علينا إذا لقيناه اتّبعناه، و إن كان غير ذلك علمنا علمه، فإنه إن يسبق إليه رجل من قومك سادنا و ترأس علينا و كنّا له أذنابا، فأبى قيس و سفّه رأيه، فركب عمرو بن معدي كرب في عشرة من قومه حتى قدم المدينة (1)،فأسلم ثم انصرف إلى بلاده، فلما بلغ قيس بن مكشوح خروج عمرو أوعد عمرا، و تحطّم (2) عليه، و قال: خالفني و ترك رأيي، فقال عمرو في ذلك شعرا (3):
أمرتك يوم ذي (4) صنعا *** ء أمرا باديا رشده
أمرتك باتقاء الله *** و المعروف تأتفده (5)
خرجت من المنى مثل *** الحميّر عاره (6) وتده
و جعل عمرو يقول: لقد خبرتك يا قيس أنك تكون ذنابي تابعا لفروة بن مسيك و جعل فروة يطلب قيس بن مكشوح كلّ الطلب حتى هرب من بلاده، و أسلم بعد ذلك.
قال: و حدّثنا محمّد بن سعد قال (7):
في الطبقة الرابعة من مراد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، و اسم مراد يحابر و إنّما سمي مرادا لأنه أوّل من تمرّد باليمن: قيس بن المكشوح، و اسم المكشوح هبيرة بن عبد يغوث بن الغزيل بن سلمة بن بدا بن عامر بن عوثبان (8) بن زاهر بن مراد، و إنّما سمي أبوه المكشوح لأنه كشح بالنار أي كوي على كشحه (9)،و كان سيّد مراد، و ابنه قيس كان فارس مذحج، و هو الذي قتل الأسود العنسي الذي تنبأ، فسمته مضر قيس غدر، فقال: لست غدر و لكني حتف مضر.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (10)،حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي.
ص: 481
ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنبأنا أبي أبو يعلى.
قالا: أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنبأنا محمّد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو، حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عيّاش (1):قيس بن هبيرة بن مكشوح يكنى أبا حسّان.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، حدّثنا أبو الحسن الدارقطني قال: و أمّا الغزيل فقال الطبري: قيس بن المكشوح، و هو هبيرة بن عبد يغوث بن الغزيّل بن سلمة بن بدا بن عامر بن عوثبان بن زاهر بن مراد، و عداده في جمل.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (2):
أما الغزيل فعن الطبري فذكر نحو قول الدارقطني، و خفف الغزيل في الموضعين.
أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن ديسم قال: كتب إليّ أبو جعفر بن المسلمة يذكر أنّ أبا عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني (3) أخبرهم إجازة، قال:
قيس بن المكشوح بن عبد يغوث المرادي، و المكشوح اسمه هبيرة، و كان قيس سيد قومه، و هو ابن أخت عمرو بن معدي كرب، و لمّا ظهر أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال عمرو بن معدي لقيس (4):أنت سيّد قومك، و قد ذكر لنا أن رجلا من قريش يقال له محمّد ظهر بالحجاز يقول: إنه نبي، فانطلق بنا إليه حتى نلقاه، و بادر فروة بن مسيك لا يغلبك على الأمر، فأبى قيس ذلك، و سفّه رأيه و عصاه، فلما قدم فروة على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعثه على صدقات من أسلم من قومه، و قيس هو القائل لعمرو بن معدي كرب و كانا متباغضين (5):
كلا أبوي من عمّ و خال *** كما أبنيته للمجد نام
و لو لا لاقيتني قرنا *** و ودّعت الحبائب بالسّلام
لعلّك موعدي ببني زبيد *** و ما جمعت من نوكى لئام (6)
ص: 482
و هذه الأبيات من قصيدة منها:
جلبت الخيل بالأبطال تردي *** بكلّ مذحج كالليث حام
إلى وادي القرى قد ثار كلب *** إلى اليرموك بالبلد الشام
و حين القادسية بعد شهر *** مسوّمة دوائرها دوامي
يناهضنا هنالك جمع كسرى *** و أبناء المرازبة الكرام
فلمّا أن رأيت الخيل جالت *** فصدت لموقف الملك الهمام
فأضرب رأسه فهوى صريعا *** بسيف لا أفل و لا كهام
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أحمد بن عبد اللّه، حدّثنا (1) السري بن يحيى، حدّثنا شعيب بن إبراهيم، حدّثنا سيف بن عمر (2)،حدّثنا المستنير (3) بن يزيد النّخعي عن عروة بن غزيّة الدّثيني (4)،عن الضحاك بن فيروز الدّيلمي، عن أبيه.
أن أول ردّة كانت في الإسلام ردّة كانت باليمن على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على يدي ذي الخمار عبهلة بن كعب - و هو الأسود - في عامة مذحج، خرج بعد حجة الوداع، و كان الأسود كاهنا شعباذا (5) و كان يريهم الأعاجيب، و يسبي قلوب من سمع منطقه، و كان أول ما خرج أن خرج من كهف خبّان، و هي كانت داره، و بها ولد و نشأ، فكاتبته مذحج، و واعدوه نجران، فوثبوا بها و أخرجوا عمرو بن حزم، و خالد بن سعيد بن العاص، و أنزلوه منزلهما، و وثب قيس بن عبد يغوث على فروة بن مسيك و هو على مراد فأجلاه و نزل منزله، فلم يلبث عبهلة بنجران أن سار إلى صنعاء فأخذها، و كتب إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم بذلك من فعله و نزوله صنعاء، و كان أوّل خبر رفع (6) به عنه من قبل فروة بن مسيك، و لحق بفروة من تم على إسلامه من مذحج فكانوا بالأحسية، و لم يكاتب الأسود النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يرسل إليه، لأنه لم يكن معه أحد (7)يشاغله، و صفا له ملك اليمن.
ص: 483
قال: و حدّثنا سيف (1)،عن سهل بن يوسف، عن أبيه عن عبيد بن مصخر قال: بينما نحن بالجند (2) قد أقمناهم على ما ينبغي، و كتبنا بيننا و بينهم الكتب، إذ جاءنا كتاب من الأسود: أيها المتوردون علينا، أمسكوا علينا ما أخذتم من أرضنا، و وفروا ما جمعتم، فنحن أولى به، و أنتم على ما أنتم عليه، فقلنا للرسول: من أين جئت ؟ قال: من كهف خبّان، ثم كان وجهه إلى نجران، حتى أخذها في عشر لمخرجه، و طابقه عوامّ مذحج، فبينما نحن ننظر في أمرنا، و نجمع جمعنا، إذ أتينا فقيل: هذا الأسود بشعوب (3)،و قد خرج إليه شهر بن باذام، و ذلك لعشرين ليلة من منجمه، فبينا نحن ننظر الخير على من تكون الدبرة، إذ أتانا أنه قتل شهرا، و هزم الأبناء، و غلب على صنعاء لخمس و عشرين ليلة من منجمه. و خرج معاذ هاربا، حتى مرّ بأبي موسى و هو بمأرب، فاقتحما حضرموت، فأما معاذ فإنه نزل في السكون، و أما أبو موسى فإنه نزل في السكاسك مما يلي المفوّر و المفازة بينهم و بين مأرب، و انحار سائر أمراء اليمن إلى الطاهر إلاّ عمرا و خالدا، فإنهما رجعا إلى المدينة، و الطاهر يومئذ في وسط بلاد عكّ بحيال (4) صنعاء. و غلب الأسود على ما بين صهيد - مفازة حضرموت - إلى عمل الطائف إلى البحرين قبل عدن - و طابقت عليه اليمن - و عكّ بتهامة معترضون عليه، و جعل يستطير استطارة الحريق، و كان معه سبعمائة فارس يوم لقي شهرا سوى الركبان - و كان (5) قواده قيس بن عبد يغوث المرادي و معاوية بن فلان (6) الجنبي و يزيد بن مخرم (7) و يزيد بن حصين الحارثي و يزيد بن الأفكل الأزدي، و ابنا مليكة (8) و استغلظ أمره، و دانت له سواحل من السواحل، حاز عثر (9) و الشّرجة (10) و الحردة (11) و غلافقة (12)
ص: 484
عدن، و الجند، ثم صنعاء إلى عمل الطائف، إلى الأحسية و عليب، و عامله المسلمون بالبقية، و عامله أهل الردة بالكفر و الرجوع عن الإسلام، و كان خليفته في مذحج عمرو بن معدي كرب، و أسند أمور (1) الناس إلى نفر، فأما أمر جنده فإلى قيس بن عبد يغوث - و أسند أمور الأبناء إلى فيروز و داذويه.
فلما أثخن في الأرض استخف بقيس و بفيروز و داذويه، فتزوج امرأة شهر، و هي ابنة عم فيروز، فبينا نحن كذلك بحضرموت، و لا نأمن أن يسير إلينا الأسود أو يبعث إلينا جيشا، أو يخرج بحضرموت خارج يدّعي بمثل ما ادّعى به الأسود، فنحن على ظهر، تزوج معاذ إلى بني نكر (2) حي من السكون، امرأة أخوالها بنو (3) زنكبيل، يقال لها رملة فحدبوا علينا لصهره، و كان معاذ بها معجبا، فإن كان ليقول فيما يدعو اللّه به اللهم ابعثني يوم القيامة مع السكون، و يقول أحيانا اللهم اغفر للسكون إذ جاءتنا كتب النبي صلى اللّه عليه و سلم يأمرنا فيها أن نبعث الرجال لمجاولته (4) و مصاولته (5)،و أن نبلغ كل من رجا عنده شيئا من ذلك عن النبي صلى اللّه عليه و سلم فقام معاذ في ذلك بالذي أمر به، فعرفنا القوة، و وثقنا بالنصر (6).
قال: و نا سيف (7)،نا المستنير (8) بن يزيد، عن عروة بن غزية الدّثيني، عن الضحاك ابن فيروز، عن جشيش (9) بن الديلمي قال:
قدم علينا وبر بن يحنّس بكتاب النبي صلى اللّه عليه و سلم يأمرنا فيه بالقيام على ديننا، النهوض في الحرب، و العمل في الأسود: إما غيلة و إما مصادمة، و أن نبلغ عنه من رأينا عنده نجدة أو دينا، فعلمنا في ذلك، فرأينا أمرا كثيفا، و رأيناه قد تغيّر لقيس بن عبد يغوث - و كان على جنده - فقلنا: نخاف على دمه، فهو لأول دعوة، فدعوناه و أثبتناه الشأن، و أبلغناه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، فكأنما وقعنا عليه من السماء، و كان في غمّ و ضيق بأمره، فأجابنا إلى ما أحببنا من ذلك،
ص: 485
و جاءنا و بر بن يحنّس، و كاتبنا الناس و دعوناه و أخبره الشيطان بشيء فأرسل إلى قيس فقال: يا قيس، ما يقول هذا؟ قال: و ما يقول ؟ قال: يقول: عمدت إلى قيس فأكرمته، حتى إذا دخل منك كل مدخل، و صار في العز مثلك، مال ميل عدوك، و حاول ملكك و أضمر على الغدر! إنه يقول: يا أسود يا أسود، و يا سوأة و يا سوأة، أقطف قنته، و خذ من قيس أعلاه، و إلا سلبك أو قطف قنتك، فقال قيس: و حلف به - كذب و ذي الخمار، لأنت أعظم في نفسي و أرجى عندي من أن أحدث بك نفسي، فقال: ما أجفاك، أ تكذب الملك، فقد صدق الملك، و عرفت الآن أنك تائب مما اطلع عليه منك.
ثم خرج فأتانا، فقال: يا جشيش (1) و يا فيروز و يا داوذيه إنه قد قال و قلت، فما الرأي ؟ فقلنا: كن على حذر، فإنا في ذلك، و أرسل إلينا: أ لم أشرفكم على قومكم ؟ أ لم يبلغني عنكم ؟ فقلنا: أقلنا مرتنا هذه، فقال: فلا يبلغني عنكم فأقلتكم (2)،فنجونا و لم نكد، و هو في ارتياب (3) من أمرنا و أمر قيس، و نحن في ارتياب (4) و على خطر عظيم؛ إذ جاءنا اعتراض عامر بن شهر و ذي زود، و ذي مران، و ذي كلاع، و ذي ظليم عليه. و كاتبونا و بذلوا لنا النصر، و كاتبناهم و أمرناهم أن لا يحركوا شيئا حتى نبرم الأمر، و إنما هاجوا لذلك حين جاء كتاب النبي صلى اللّه عليه و سلم إليهم، و كتب النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى أهل نجران إلى عربهم و ساكني الأرض من غير العرب، فثبتوا فتنحوا و انضموا إلى مكان [واحد]، و بلغه ذلك، و أحسّ بالهلاك، و فرق لنا الرأي، فدخلت على آذاذ، و هي امرأته، فقلت: يا ابنة عم، قد عرفت بلاء هذا الرجل عند قومك، قتل زوجك، و طأطأ في قومك القتل، و سفك بمن بقي منهم، و فضح النساء، فهل عندك ممالأة عليه!؟ فقالت: على أيّ أمره ؟ فقلت: على إخراجه، فقالت: أو قتله ؟ فقلت:
أو قتله، قالت: نعم، و اللّه ما خلق اللّه شخصا أبغض إليّ منه، ما يقوم للّه على حق، و لا ينتهي له عن حرمة، فإذا عزمتم فأعلموني أخبركم بمأتى هذا الأمر، فأخرج فإذا فيروز و داذويه ينتظراني، و جاء قيس و نحن نريد أن نناهضه فقال له رجل [قبل] (5) أن يجلس إلينا:
الملك يدعوك، فدخل في عشرة من مذحج و همدان، فلم يقدر على قتله معهم، قال السري في حديثه: فقال: يا عبهلة بن كعب بن غوث، أمني تحصّن بالرجال، أ لم أخبرك الحق
ص: 486
و تخبرني الكذابة!؟ إنه يقول يا سوأة يا سوأة، إلا تقطع من قيس يداه يقطع قنتك العليا، حتى ظن أنه قاتله، فقال: إنه ليس من الحق أن أقتلك و أنت رسول اللّه. فمر بي (1) بما أحببت، فأما الخوف و الفزع فإنا فيهما فاقتلني، فموتة واحدة أهون عليّ من موتات أموتها كل يوم، فرق له و أخرجه فخرج علينا فأخبرنا و واطأنا (2)،و قال: اعملوا عملكم، و خرج علينا الأسود في جمع، فقمنا مثولا به، و بالباب مائة من بين بقرة و بعير، فقام و خط خطّا فأقيمت من ورائه، و قام من دونه، فنحرها غير محبسة و لا معلقة، ثم خلاها ما يقتحم الخط منها شيء، و خلاها فجالت إلى أن زهقت، فما رأيت أمرا كان أفظع منه، و لا يوما أوحش منه، ثم قال:
أحق ما بلغني عنك يا فيروز؟ و بوّأ له الحربة، لقد هممت أن أنحرك و أتبعك هذه البهيمة، فقال: اخترتنا لصهرم و فضلتنا على الأبناء، فلو لم تكن نبيّا ما بعنا نصيبنا منك بشيء، فكيف و قد اجتمع لنا بك أمر آخرة و دنيا، لا تقبلن علينا أمثال ما يبلغك، فإنا بحيث تحب. فقال:
اقسم هذه، فأنت أعلم بمن هاهنا، و قد اجتمع أهل صنعاء، فجعلت آمر للرهط بالجزور و لأهل البيت بالبقرة، و لأهل الحلة بعدة، حتى أخذ أهل كل ناهية بقسطهم. فلحق به قبل أن يصل إلى داره - و هو واقف عليّ - رجل يسعى إليه بفيروز، فاستمع له، و استمع له فيروز و هو يقول: أنا قاتله غدا و أصحابه، فاغد عليّ ، ثم التفت فإذا هو بفيروز، فقال: مه، فأخبره بالذي صنع، قال: أحسنت، ضرب دابته داخلا. فرجع إلينا فأخبرنا الخبر فأرسلنا إلى قيس فجاءنا، فأجمع ملؤهم أن أعود إلى المرأة فأخبرها بعزيمتنا لتخبرنا بمأتى أمره (3)،فأتيت المرأة فقلت: ما عندك ؟ قال: هو متحرز متحرس، و ليس من القصر شيء ألاّ و الحرس محيطون به غير هذا البيت، فإن ظهره إلى مكان كذا و كذا من الطريق، فإذا أمسيتم فانقبوا عليه، فإنكم من دون الحرس، و ليس دون قتله شيء، و قالت: إنكم تجدون في البيت سراجا و سلاحا، فخرجت فتلقاني الأسود خارجا من بعض منازله، فقال: ما أدخلك عليّ ؟ و وجأ رأسي حتى سقطت - و كان شديدا - و صاحت المرأة فأدهشته عني، و لو لا ذلك لقتلني و قالت:
ابن عمي جاءني زائرا، فقصرت بي! فقال: اسكتي لا أبا لك، فقد وهبته لك! فتزايلت عني، فأتيت أصحابي فقلت: النجاء! الهرب! و أخبرتهم الخبر، فإنا على ذلك حيارى إذ جاءني
ص: 487
رسولها: لا تدعن ما فارقتك عليه، فإني لم أزل به حتى اطمأن، فقلنا لفيروز: ائتها فتثبّت، فأما أنا فلا سبيل إلى الدخول بعد النهي، ففعل، و إذا هو كان أفطن مني، فلما أخبرته، فقال:
و كيف ننقب على بيوت مبطنة، ينبغي لنا أن نقلع بطانة البيت، فدخلا فاقتلعا البطانة ثم أغلقاه، و جلس عندها كالزائر، فدخل عليها فاستخفته الغيرة، فأخبرته برضاع و قرابة مثلها عنده محرم، فصاح به و أخرجه، و جاءنا بالخبر، فلما أمسينا عملنا في أمرنا و قد واطأنا أشياعنا، و عجلنا عن مراسلة الهمدانيين و الحميريين، فنقبنا البيت من خارج، ثم دخلناه فإذا فيه سراج تحت جفنة، فاتقينا بفيروز، و كان أنجدنا و أشدنا، فقلنا: انظر ما ترى، فخرج و نحن بينه و بين الحرس معه في مقصورة، فلما دنا من باب البيت سمع غطيطا شديدا، و إذا المرأة جالسة، فلما قام على الباب أجلسه الشيطان فكلمه على لسانه، و إنه ليغط جالسا، فقال: و أيضا: ما لي و لك يا فيروز، فخشي إن رجع أن يهلك و تهلك المرأة، فعاجله فخالطه و هو مثل الجمل، فأخذ برأسه فقتله، فدقّ عنقه، و وضع ركبته في ظهره فدقه ثم قام ليخرج فأخذ بثوبه و هي ترى أنه لم يقتله، فقالت: أين تدعني قال: أخبر أصحابي بمقتله، فأتانا فقمنا معه، فأردنا حز رأسه، فحركه الشيطان و اضطرب فيه فلم نضبطه، فقلت اجلسوا على صدره، فجلس اثنان على صدره، و أخذت المرأة بشعره، و سمعنا بربرة، فألجمته بمئلاة (1)، و أمرّ الشفرة على حلقه فخار كأشد خوار ثور سمعته قط ، فابتدر الحرس الباب و هم حول المقصورة،[فقالوا:] ما هذا ما هذا. فقالت المرأة: النبي يوحى إليه، فإليكم، و خمد، ثم سمرنا ليلتنا و نحن نأتمر كيف نخبر أشياعنا، ليس غيرنا ثلاثتنا: فيروز، و داذويه و قيس.
فاجتمعنا على النداء بشعارنا الذي بيننا و بين أشياعنا، ثم ينادي بالأذان، فلما طلع الفجر نادى داذويه بالشعار، ففزع المسلمون و الكافرون، و تجمع الحرس فأحاطوا بنا ثم ناديت بالأذان، و توافت خيولهم إلى الحرس، فناديتهم: أشهد أن محمدا رسول اللّه، و أن عبهلة كذاب، و ألقينا إليهم رأسه، فأقام وبر الصلاة، و شنها القوم غارة، و نادينا: يا أهل صنعاء، من دخل عليه داخل فتعلقوا به، و من كان عنده منهم أحد لم يخرج فتعلقوا به، و نادينا بمن في الطريق: تعلقوا بمن استطعتم فاختطفوا صبيانا كثيرين (2)،و انتهبوا ما انتهبوا، ثم مضوا خارجين، فلما برزوا فقدوا منهم سبعين فارسا ركبانا، و إذا أهل الدور و الطرق قد وافونا بهم،
ص: 488
و فقدنا سبعمائة عيّل و راسلونا و راسلناهم أن يتركوا لنا من في أيديهم، فنترك لهم من في أيدينا، ففعلنا فخرجوا لم يظفروا منا بشيء، و ترددوا فيما بين صنعاء و نجران و خلصت صنعاء و الجند، و أعز اللّه الإسلام و أهله، و تقاسمنا الإمارة، و تراجع أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى أعمالهم، فاصطلحنا على معاذ [بن جبل] فكان يصلي بنا، و كتبنا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالخبر، و ذلك في حياة النبي صلى اللّه عليه و سلم، فأتاه الخبر من ليلته، و قدمت رسلنا، و قد قبض النبي صلى اللّه عليه و سلم صبيحة تلك الليلة. فأجابنا أبو بكر.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو الحسين (1)،أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا رضوان بن أحمد ابن جالينوس، حدّثنا أحمد بن عبد الجبار، حدّثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال:
و كان الأسود بن كعب العنسي قد ظهر باليمن، و تنبّأ بصنعاء، و تكلّم بالكذب، فكان سبب قتل الأسود بن كعب أنه كان عنده امرأة من بني غطيف سباها، و هي عمرة ابنة عبد يغوث المكشوح و امرأة من الأبناء ممن استبى يقال لها: بهرانة ابنة الديلم أخت فيروز بن الديلم، و كان فيروز يدخل عليه إذا شاء لمكان أخته، و كان قيس يدخل عليه إذا شاء لمكان أخته، و كانا نديمين له فلمّا قدم قيس على الأسود لقي فيروز، فأخبره الخبر، و أطمعه في قتله، و ذلك أن قيسا سمع المهاجر يخبرهم أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال للمسلمين:«إنكم ستقتلون الأسود»[1760]، فطمع قيس في قتله، و قد قتل أخاه عمر بن عبد يغوث، فائتمروا فيما بينهما و دخل معهما رجل من الأبناء في ذلك يقال له: داذويه، فاجتمعوا على ذلك من قتله، و أفضى قيس بذلك إلى أخته، فقال لها: قد عرفت عداوته لقومك و ما قد ركبهم به، و الرجل مقتول لا شك فيه، فإن استطعت أن يكون بنا فافعلي، ندرك ثأرنا، و يكون مأثرة لنا، فتحيّني لنا غرّته إذا سكر، فطاوعته على ذلك و قال فيروز لصاحبته مثل [ذلك] (2) فقال: قد علمت ما ركب هذا الرجل من قومك، و ما يريد بهم، و قد كان يريد أن يجليهم من اليمن، فتحيّني لنا غرته إذا سكر عندك، فإنه مقتول، فليكن ذلك بنا، فندرك ثأرنا، و يكون مأثرة لنا، فطاوعته على ذلك، و كان مقتله في بيت الفارسية، و ذلك أنها أمرت، فجعل في شراب له البنج، فلمّا غلب عليه عقله بعثت إلى أخيها أن شأنك و ما تريد، فإنّ الرجل مغلوب، و أقبلوا ثلاثتهم:
قيس، و فيروز، و داذويه، حتى انتهوا إلى الباب، فقالوا: أيّنا يكفي الباب لا يدخل علينا أحد؟ فقال داذويه: أنا أكفيكم الباب، فكان أشدّ ثغورهم، فلمّا دخلا على الرجل قال فيروز
ص: 489
لقيس: إن شئت أن تجثّم على صدره، و أضربه و إن شئت أن أجثم على صدره و تضربه، قال قيس: اجثم أنت على صدره، و أضبطه أكفك قتله، فجثم فيروز على صدره، و ضبطه، و ضربه قيس بسيفه، فقتله، و احتزّ رأسه، فبعث به إلى المهاجر بن أبي أمية، فلمّا أتاه مقتل الأسود أقبل حتى دخل صنعاء فقال قيس بن عبد يغوث المرادي حين قتل الأسود العنسي:
ضربته بالسيف ضرب الأسفان *** ضرب امرئ لم يخش عقبى العدوان
من زبر شيطان و لا سلطان *** فمات لا يبكيه منّا إنسان
نشوان لا يعقل و هو يقظان *** ضل نبي مات و هو سكران
و الناس (1) تلقاهم كلهم كالذبّان *** فالنور و النار لديهم سيّان
ثم تنازع هؤلاء النفر الثلاثة في قتله، فقال قيس: أنا قتلت الرجل و احترزت رأسه، و قال فيروز: أنا ضبطته لك و لو لا ذلك لم تصل إلى قتله، و قال داذويه: أنا كفيتكم ألا يدخل عليكم أحد، و كان أشدّ ثغوركم، و لو لا ذلك لم تقدروا على قتله.
و التمس قيس أن يغتالهما، فصنع لهما طعاما ثم دعاهما واحدا واحدا، فقتل داذويه، و نذر (2) فيروز فخرج و كان في ذلك بينهما أمر تفاقم فيه الشرّ حتى أصلح بينهما المهاجر بحمالة له، فقال قيس في ذلك:
زعم ابن حمراء القصاص بأنه *** قتل ابن كعب نائما نشوانا
كلا و ذي البيت الذي حجت له *** شعث المفارق تمسح الأركانا
لأنا الذي نهبته فقتلته *** و لقد تكبّد قائما يقظانا
فعلوته بالسيف لا متهيّبا *** مما يكون غدا، و لا ما كانا
فانصاع شيطان لكعب هاربا *** عنه، و أدبر ممعنا شيطانا
أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني - إجازة - أنبأنا عمر بن الحسن بن مالك الشيباني، حدّثنا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، حدّثنا محمّد بن سعد، أنبأنا محمّد بن عمر، حدّثنا قيس، عن مجالد، عن الشعبي قال:
بعث أبو بكر قيس بن مكشوح إلى اليمن فقتل العنسي هو و فيروز بن الديلمي، ثم بعث
ص: 490
بعده عوف بن مالك الأشجعي، قال محمّد بن عمر: و هذا ليس يعرف منه بالمدينة و لا باليمن حرف واحد، فأمّا من قتل العنسي ففيروز بن الديلمي قتله، و قيس بن مكشوح حزّ رأسه، و قيس يومئذ باليمن لم يلق أبا بكر، و لم يقدم عليه، و قيس بن مكشوح قتل داذوي (1) بن الأبناوي فكتب أبو بكر إلى واليه يبعث إليه بقيس بن مكشوح في وثاق، فبعث به إليه في وثاق، و كان رأي عمر قتله بداذوي (2) فأحلفه أبو (3) بكر خمسين يمينا باللّه على منبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قسامة أنه بريء من قتله، و تركه.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن البزّار، أنبأنا أبو طاهر الذّهبي، أنبأنا أبو بكر بن سيف، حدّثنا السري بن يحيى، حدّثنا شعيب بن إبراهيم، حدّثنا سيف بن عمر، عن جابر بن يزيد، عن عروة بن غزيّة، عن الضحاك بن فيروز قال:
كان ما بين خروجه بكنف خبّان إلى مقتله نحو من أربعة أشهر، و قد كان قبل ذلك مستسرا بأمره حتى بادا بعد و قال فيروز في ذلك:
لما قتلنا بالدبادى العرجلة
أبرمت أمري و قتلت عبهلة
تمت حملنا إليه العبهلة
ننتظر الرسول و القبيل أو سله
قال السري: أو سلة رهط من همدان.
و قال قيس بن عبد يغوث بن المكشوح:
لم تر عيني مثل يوم رأيته *** أحاطت بعنس و الكلاب عجائبه
نعينا لها الكذاب فارمد جمعها *** و قد حويت أفراسه و ركائبه
فمن مبلغ عني الرسول بأنني *** رأيت نهارا طالعتني كواكبه
و كان الأسود قد وجه إلى عامر بن شهر خيلا و استعمل عليها الجعيد الحكمي فقتل الجعيد و جنده، و جاء عامر فيمن معه حتى ينزل بشعوب و قد قتل الأسود فقال في ذلك غزل الهمداني:
ص: 491
و نحن حبسنا بالجعيد ركابه *** فقطرة منا أحوذي الرّغائب
فإن يعجب العنسي منا و منهم *** فسوف نريه باقيات العجائب
و قال غزال حين انتهى إليهم قتله و هو بشعوب:
يا لهف نفسي و التهلف حسرة *** ألا أكون وليته برجال
للّه در عصابة جاريتهم *** أخنوا عليك بخنجر و مال (1)
قال: و كتبوا جميعا إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم كلّ رجل بما ولي.
قال: و حدّثنا سيف (2)،عن سهل، عن القاسم، و موسى بن الغصن، عن ابن محيريز قالا:
فخرج عكرمة من مهرة سائرا نحو اليمن، حتى ورد أبين و معه بشر كثير من مهرة، و سعد بن زيد، و الأزد، و ناجية، و عبد القيس، و حدبان من بني مالك بن كنانة، و عمرو بن جندب من العنبر، فجمع النّخع بعد من أصاب من مدبريهم فقال لهم: كيف كنتم من هذا الأمر؟ فقالوا له: كنا في الجاهلية أهل دين لا نتعاطى ما يتعاطى العرب بعضها من بعض، فكيف بنا إذ صرنا إلى دين عرفنا فضله و دخلنا حبّه، قال: فسأل عنهم فإذا الأمر كما قالوا، ثبت على الإسلام عوّامهم و هرب من كان فارق من خاصّتهم، و استبرأ النّخع و حمير، و أقام لاجتماعهم و أرز قيس بن عبد يغوث لهبوط عكرمة إلى اليمن إلى عمرو بن معدي كرب فلما ضامه (3)،وقع تباغي (4) فتعايرا فقال عمرو بن معدي كرب يعيّر قيسا غدره بالأبناء، و قتله داذويه، و يذكر فراره من فيروز:
غدرت و لم تحسن (5) وفاء و لم يكن *** ليحتمل الأسباب إلاّ المعوّد
فكيف لقيس أن ينوط بنفسه *** إذا ما جرى و المضرحي المسوّد
و قال قيس:
وفيت لقومي و احتشدت لمعشر *** أصابوا على الأحياء عمرا و مرثدا
و كنت لدى الأبناء لما التقيتهم (6) *** كأصيد يسمو بالغرارة (7) أصيدا
ص: 492
و قال عمرو بن معدي كرب:
ما أن داذويّ لكم بفخر *** و لكن داذويّ فضح الذمارا
و فيروز غداة أصاب فيكم *** و أصوب في جموعكم اشتجارا
قال: و حدّثنا سيف (1) قال:
و ارتد ثانية قيس بن عبد يغوث بن المكشوح، و كان من حديث قيس في ردته الثانية.
أنه حين وقع إليهم الخبر بموت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم انتكث، و عمل في قتل فيروز و داذويه و جشيش، و كتب أبو بكر إلى عمير ذي مرّان، و إلى سعيد ذي زود (2)،و إلى أسميفع (3) ذي الكلاع، و إلى حوشب ذي ظليم، و إلى شهر ذي يناف يأمرهم بالتمسك بالذي هم عليه، و القيام بأمر اللّه و الناس، و يعدهم بجنود.
من أبي بكر خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى عمير بن أفلح ذي مرّان، و سعيد بن العاقب ذي زود، و أسميفع بن باكور (4) ذي الكلاع، و حوشب بن طحمة ذي ظليم، و شهر ذي يناف، أما بعد، فأعينوا الأنباء على من ناوأهم و حوطوهم، و اسمعوا من فيروز، و خذوا (5) منه، فإنّي قد ولّيته.
أنبأنا أبو نصر بن البنّا، و أبو طالب بن يوسف، قالا: أنبأنا أبو محمّد الجوهري - قراءة عليه - عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن فهم، حدّثنا ابن سعد قال:
كتب أبو بكر إلى المهاجر بن أبي أمية أن يبعث إليه بقيس بن مكشوح في وثاق، فقال:
قتلت الرجل الصالح داذويه و همّ بقتله، فكلمه قيس و حلف أنه لم يفعل، و قال: يا خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، استبقني لحربك، فإنّ عندي بصرا بالحرب (6)،و مكيدة للعدو، فاستبقاه أبو بكر و بعثه إلى العراق، و أمر أن لا يولّى شيئا، و أن يستشار في الحرب.
ص: 493
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو بكر بن سيف (1)،أنبأنا السري بن يحيى، أنبأنا شعيب بن إبراهيم، حدّثنا سيف بن عمر، عن المستنير بن يزيد، عن عروة بن غزية، و موسى، عن أبي زرعة الشيباني (2) قالا:
و فارق عمرو بن معدي كرب قيسا فأقبل مستخفيا (3) حتى دخل على المهاجر - يعني ابن أبي أمية على غير أمان، فأوثقه المهاجر و أوثق عمرا (4) و كتب بحالهما إلى أبي بكر و بعث بهما إليه، و قال:
رأيت أبا ثور و عمرا كلاهما *** يعالج ذلا ضارعا و حجولا
فقدم بهما على أبي بكر فقال: يا قيس أ عدوت على عباد اللّه فقتلتهم، و تتخذ المرتدين المشركين وليجة من دون المؤمنين، و هم بقتله لو وجد أمرا جليا، و انتقى قيس من أن يكون قارفا من أمر داذويه شيئا، و كان ذلك عملا عمل في سرّ لم يكن به بيّنة، فتجافى له عن دمه، و قال لعمرو بن معدي كرب: أ ما تخزى أنك كل يوم مهزوم أو مأسور، لو نصرت هذا الدين لرفعك اللّه جلّ و عزّ، ثم خلّى سبيله و ردهما إلى عشائرهما و قال عمرو: لا جرم، لأقبلنّ ثم لا أعود.
و قد كان عمرو بن معدي كرب دعا قيسا قبل جلاء الأبناء إلى أبي بكر فأبى، فقال له و هما في الأسار (5):
أمرتك يوم ذي صنعا *** ء أمرا باديا رشده
أمرتك باتقاء الله *** و المعروف تتعده (6)
تمناني على فرس *** عليه جالسا أسده
عليّ مفاضة كالنهى *** أخلص ماءه جدده (7)
ص: 494
يرد الرمح مثني *** السنان عوائرا قصده (1)
فلو لاقيتني لاقيت *** ليثا فوقه لبده (2)
تلاقي شنبثا (3) شثن *** البراثن ناشزا كتده
تسامي القرن إن قرن (4) *** تيمّمة فيعتضده
فيأخذه فيرفعه *** فيخفضه فيقتصده (5)
فيدفعه فيحطمه *** فيخضمه فيزدرده
ظلوم الشرك فيما *** أحرزت أنيابه و يده
متى ما يغد أو يغدى *** به فقبوله برده
و يخطر مثل خطر الفحل *** فوق جرانه زبدة
فقد أمسى بمعتبة *** البعوض ممنع بلده (6)(7)
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد قال:
و كان عمر يقول: لو لا ما كان من عفو أبي بكر عنك - يعني - عن قتله داذويّ لقتلتك بداذوي، فيقول قيس: يا أمير المؤمنين قد و اللّه أشعرتني (8) ما سمع هذا منك أحد إلاّ اجترأ علي، و أنا بريء من قتله، فكان عمر بعد يكف عن ذكره، و يأمر إذا بعثه في الجيوش أن يشاور و لا يجعل إليه عقد أمر، و يقول: إنّ له علما بالحرب، و هو غير مأمون، فهذا حديثه.
أخبرنا (9) أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو علي محمّد بن محمّد، أنبأنا علي ابن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن الحسن بن الصوّاف، أنبأنا
ص: 495
الحسن بن علي القطان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطار، أنبأنا إسحاق بن بشر قال: قالوا هؤلاء بإسنادهم.
إن أبا بكر أوصى أبا عبيدة بقيس بن هبيرة بن مكشوح المرادي و قال: إنه قد صحبك رجل عظيم الشرف، فارس من فرسان العرب، لا أظن له حسنة، و لا عظيم نية في الجهاد، و ليس بالمسلمين غناء عن رأيه و مشورته و بأسه في الحرب، فادنه و ألطفه و أره أنك عنه غير مستغن، فإنك مستخرج بذلك نصيحته و جهده، و جدّه على عدوك و دعا أبو بكر قيس بن هبيرة بعد ما مضى أبو عبيدة فقال له: إنّي قد بعثتك مع أبي عبيدة الأمين الذي إذا ظلم لم يظلم، و إذا أسيء إليه غفر، و إذا قطع وصل، رحيم بالمؤمنين شديد على الكافرين، فلا تعصه، فإنه لن يأمرك إلاّ بخير، و قد أمرته أن يسمع منك فلا تأمره إلاّ بتقوى اللّه، و قد كنا نسمع أنك سائس حرب، و ذلك في زمان الشرك (1) و الجاهلية الجهلاء، ليس فيها إلاّ الإثم و الكفر، فاجعل بأسك اليوم في الإسلام على من كفر باللّه و عبد غيره، فقد جعل اللّه لك فيه الأجر العظيم، و العزّ للمؤمنين، قال: فقال له قيس: إن بقيت و بقيت لك فسيبلغك من حيطتي على المسلم، و جهادي المشرك ما يسرّك و يرضيك، فقال أبو بكر: مثلك فعل هذا، قال: فلما بلغه مبارزة البطريقين بالجابية و قتله إياهما قال: صدق قيس و وفى (2)(3).
أخبرنا (4) أبو القاسم إسماعيل بن أبي بكر، أنبأنا أبو علي بن أبي جعفر، أنبأنا أبو الحسن (5) الحمامي، أنبأنا أبو علي بن الصّواف، حدّثنا أبو محمّد الحسن بن علي القطان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطار، حدّثنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال:
و أمدّهم - يعني أبا عبيدة بن الجرّاح لأهل القادسية بتسعة عشر رجلا ممن شهد اليرموك، منهم: عمرو بن معدي كرب الزبيدي، و طليحة بن خويلد الأسدي، و هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص الزهري، و الأشعث بن قيس الكندي، و قيس بن مكشوح المرادي.
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي.
ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنبأنا أبي أبو يعلى.
ص: 496
قالا: أنبأنا أبو عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنبأنا محمّد (1) بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو: حدثكم الهيثم بن عدي قال في تسمية العور من الأشراف: قيس بن هبيرة بن مكشوح، ذهبت عينه يوم اليرموك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو بكر بن سيف، أنبأنا السري (2) بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم (3)،حدّثنا سيف بن عمر، عن أبي كمران الحسن (4) بن عقبة.
أن قيس بن المكشوح قال مقدمه من الشام مع هاشم، و قام فيمن يليه فقال: يا معشر العرب، إنّ اللّه تعالى قد منّ عليكم بالإسلام، و أكرمكم بمحمّد صلى اللّه عليه و سلم، فأصبحتم بنعمة اللّه إخوانا، دعوتكم واحدة، و أمركم واحد بعد إذ أنتم يعدو بعضكم على بعض عدو الأسد، و يخطف بعضكم بعضا اختطاف الذئاب، فانصروا اللّه ينصركم، و تنجّزوا من اللّه فتح فارس، فإنّ إخوانكم من أهل الشام قد أنجز اللّه لهم فتح الشام و انتثال (5) القصور الحمر و الحصون الحمر.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن (6)،أنبأنا محمّد بن علي بن إبراهيم، أنبأنا أحمد ابن إسحاق بن خربان، حدّثنا أحمد بن عمران بن موسى، حدّثنا موسى التّستري، حدّثنا خليفة العصفري قال:
في تسمية من قتل مع علي بصفّين: قيس بن مكشوح المرادي، و كانت صفين سنة سبع و ثلاثين (7).
أبو عمرو
خال همّام، والد عبد الرزّاق الصّنعاني.
ص: 497
قدم على هشام.
و حكى عن عمر بن عبد العزيز.
حكى عنه ابن أخته همّام بن نافع الصّنعاني.
5769 - قيس الكلابي (1)
والد عطية بن قيس.
روى عن عمر بن الخطّاب قوله.
روى عنه ابنه عطية.
سمع عمر بن الخطّاب، له ذكر [تقدم ذكره] (2) في ترجمة عبد اللّه بن تميم السلمي (3).
أبو طليق الحنفي من أنفسهم
و هو والد طليق بن قيس، و أبي صالح عبد الرّحمن بن قيس.
قدم على أبي الدّرداء و روى عنه.
روى عنه: ابنه أبو صالح الحنفي.
أنبأنا أبو غالب محمّد بن محمّد بن أسد العكبري، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيوري، أنبأنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي، أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلاّل، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثني جدي يعقوب، حدّثنا الحسن بن موسى الأشيب، حدّثنا زهير أبو خيثمة حدّثنا أبو سنان الأكبر (4)، عن أبي صالح الحنفي.
ص: 498
أنّ أباه أبا طليق كان يصوم الحرم و ثلاثة أيام من كلّ شهر، و أنه سافر إلى الشام فلقي أبا الدّرداء فقال: يا أبا طليق كيف تصوم ؟ قال: أصوم الحرم و ثلاثة أيام من كلّ شهر، قال: أ فلا أدلك على أهون من ذلك و خير؟ قال: وددت، قال: تصوم ثلاثة أيام من كلّ شهر، و كان إذا صام صعد غرفة له، فلم ينزل منها حتى يفطر.
قال [أبو] (1) سنان: أراه كان يأتي الصلاة.
له شعر في حرب أبي الهيذام.
قرأت بخط أبي الحسين الرازي مما أفاده بعض أهل دمشق عن أبيه عن جده و أهل بيته من المريين قال: و قال قيس الهلالي في يوم داريّا:
كأنّا يوم داريّا أسود *** تدافع عن مساكنها أسودا
تركنا أهل داريا رميما *** حطاما في منازلهم همودا
قتلنا فيهم حتى رثينا *** لهم و رأيت جمعهم شريدا
إذا غضب الإله على أناس *** دعا قيسا، فصيّرهم خمودا
و ذلك أنّ قيسا غير شكّ *** من الصّوّان بل خلقت حديدا
فأجابه عثمان بن مرة الخولاني فقال:
كذبت لقد تنيت لكلّ أمر *** يسوؤك فاستمع مني الوعيدا
سأجلب نحوكم خيلا جيادا *** و فتيانا تخالهم الأسودا
فننسيكم فخاركم وشيكا *** و ألحق قتلكم جمعا ثمودا (2)
متى طمعت بنو غيلان فينا *** فنطمع أو نرجي أن نسودا
و لكن دولة دارت علينا *** و دهر السوء قد رفع العبيدا
ألسنا المنجبين ذوي المعالي *** و أهلا أن نسوس و أن نقودا
لبسنا التاج قد علمت معد *** زمان تحوك شارتها البرودا
ص: 499
تقدم ذكره فيما تقدّم.
ابن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو (1)
- و هو النبيت - بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي
أدرك عصر النبي صلى اللّه عليه و سلم، و استشهد يوم أجنادين، ذكره ابن القداح.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و غيره عن أبي بكر الخطيب، أنبأنا الحسين بن محمّد الرافقي - إجازة - أنبأنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي، أنبأنا أحمد بن سعيد بن شاهين، أنبأنا مصعب بن عبد اللّه الزّبيري، عن عبد اللّه بن محمّد بن عمارة بن القدّاح قال:
و ولد حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو - و هو النبيت - بن مالك بن الأوس:
جشما و مجدعة، و جويرية (2) و ولد مجدعة بن حارثة: جشما و عديا، و ولد عدي بن مجدعة ابن حارثة: خالدا و حريبا، و عامرا، و ثعلبة، و موهبة، و عمرا، و قذاذا، و لوذانا، و ولد ثعلبة ابن عدي بن مجدعة [بن حارثة] (3) لوذان، فولد لوذان: قيسا، و نفيعا، فمن ولد قيس:
قيظي، و سليم، و قيس،- و هو أبو أحمد - بنو (4) قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة، استشهد قيظي بأجنادين، و كان سليم و أبو أحمد من العشرة الذين بعثهم عمر بن الخطّاب مع عمّار بن ياسر إلى الكوفة و لسليم عقب، و لا عقب لقيظي، و لا لأبي أحمد، و من ولد قيظي بن قيس: عقبة، قتل يوم الجسر (5) شهيدا، و عبد الرّحمن قتل يوم اليمامة شهيدا، و عبّاد قتل يوم الجسر (6) شهيدا، و عبد اللّه قتل يوم الجسر (7).
ص: 500
ذكر من اسمه فيروز
5642 - فيروز أبو عبد الرّحمن و يقال: أبو عبد اللّه و يقال: أبو الضحاك الديلمي 3 ذكر من اسمه فيض
5643 - الفيض بن الخضر بن أحمد و يقال: الفيض بن محمّد أبو الحارث التميمي الطرسوسي الأولاسي 24
5644 - فيض بن عنبسة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 32
5645 - فيض بن محمّد الثقفي 32
5646 - فيض بن محمّد بن الفياض الغسّاني 32
حرف القاف ذكر من اسمه قابيل
5647 - قابيل و يقال: قابن و يقال: قابن، أيضا 34 ذكر من اسمه قاسم
5648 - قاسم بن أحمد بن كراز 51
5649 - قاسم بن إسماعيل بن عرباض أبو محمّد 51
5650 - القاسم بن حبيب الدمشقي 53
5651 - القاسم بن الحسن بن محمّد بن يزيد أبو محمّد الهمذاني الصائغ 53
5652 - القاسم بن الخليل الدمشقي 56
ص: 501
5653 - القاسم بن ذيال بن عامر السلمي 56
5654 - القاسم بن زياد بن بكر 56
5655 - القاسم بن زياد أبي محمّد السفياني بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان الأموي 56
5656 - القاسم بن سعيد بن شريح بن عذرة 57
5657 - القاسم بن سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية 57
5658 - القاسم بن سلام أبو عبيد البغدادي 58
5659 - القاسم بن شمر أبو سفيان 85
5660 - القاسم بن صفوان بن إسحاق و يقال: ابن صفوان بن عوانة أبو بكر و يقال: أبو سعيد البرذعي 87
5661 - القاسم بن عبد اللّه بن إبراهيم بن سلمة بن الهذيل بن عبد الرّحمن بن موسى ابن عمران بن عبد الرّحمن أبو العباس الكلاعي 88
5662 - القاسم بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ابن كلاب الهاشمي الجعفري 89
5663 - القاسم بن عبد اللّه بن أبي سفيان بن عمر و يقال: عمرو بن عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية الأموي 89
5664 - القاسم بن عبد الرّحمن بن إبراهيم بن ميمون القرشي 90
5665 - القاسم بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود أبو عبد الرّحمن الهذلي الكوفي القاضي 90
5666 - القاسم بن عبد الرّحمن أبو عبد الرّحمن مولى عبد الرّحمن بن خالد ابن يزيد بن معاوية 101
5667 - القاسم بن عبد الرّحمن بن عضاه الأشعري 113
5668 - القاسم بن عبد الغني بن جمعة أبو حذيفة الهاشمي 114
5669 - القاسم بن عبد الملك أبو عثمان 115
5670 - القاسم بن عبيد اللّه بن الحبحاب السلولي مولاهم 116
5671 - قاسم بن عثمان أبو عبد الملك العبدي الجوعي الزاهد 116
ص: 502
5672 - القاسم بن علي بن أبان بن يزيد بن الصباح بن عبد الرّحمن 126
5673 - القاسم بن علي 126
5674 - القاسم بن عمر بن معاوية الربعي 127
5675 - القاسم بن عيسى بن إبراهيم بن عيسى بن يحيى أبو بكر العصّار 128
5676 - القاسم بن عيسى بن إدريس بن معقل بن سيار بن شمخ بن سيار بن عبد العزّى أبو دلف العجلي 130
5677 - القاسم بن أبي القاسم بن أبي القاسم 150
5678 - القاسم بن الليث بن مسرور بن الليث بن مالك بن عبيد اللّه و يقال: ابن عبيد أبو صالح العتابي الرسعني 151
5679 - القاسم بن محمّد بن أبي سفيان الثقفي 155
5680 - القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصدّيق عبد اللّه بن عثمان أبي قحافة بن عامر ابن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة أبو محمّد، و يقال:
أبو عبد الرّحمن القرشي التيمي المدني 157
5681 - القاسم بن محمّد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي 193
5682 - القاسم بن محمّد بن عتبة بن عنبسة أبو محمّد الثقفي 194
5683 - القاسم بن محمّد بن أبي عقيل الثقفي 194
5684 - القاسم بن أبي محمّد بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي 195
5685 - القاسم بن مخيمرة أبو عروة الهمداني الكوفي 196
5686 - القاسم بن المساور البغدادي الجوهري 209
5687 - القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشيب أبو محمّد البغدادي 201
5688 - القاسم بن هاشم بن سعيد بن سعد بن عبد اللّه بن سيف بن حبيب أبو محمّد البغدادي السّمسار 213
5689 - القاسم بن هزّان الخولاني الداراني 215
5690 - القاسم بن يزيد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية الأموي 217
5691 - القاسم بن يزيد بن عوانة و يقال: ابن أبي عوانة أبو صفوان الكلابي
ص: 503
العامري البصري 218
5692 - القاسم بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي 220
5693 - القاسم بن يزيد العامري 221
5694 - القاسم 221
5695 - القاسم الجوعي الكبير 222 ذكر من اسمه قباث
5696 - قبات بن أشيم الليثي 223 ذكر من اسمه قبيصة
5697 - قبيصة بن جابر بن وهب بن مالك بن عميرة بن حذار بن مرة بن الحارث بن ثعلبة ابن دودان بن أسد بن خزيمة أبو العلاء الأسدي الكوفي 236
5698 - قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة أبو سعيد و يقال: أبو إسحاق الخزاعي الفقيه 250
5699 - قبيصة بن زيد 264
5700 - قبيصة بن ضبيعة بن حرملة العبسي الكوفي 264
5701 - قبيصة العبسي 267 ذكر من اسمه ذكر من اسمه قتادة
5702 - قتادة بن قطبة العبسي 269
5703 - قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر و اسمه كعب بن الخزرج بن عمرو و هو النبيت بن مالك بن الأوس أبو عبد اللّه و يقال: أبو عمرو و يقال: أبو عثمان، و يقال: أبو عمر الأنصاري الظفري 269
5704 - قتير حاجب معاوية 289
5705 - قتير 292 ذكر من اسمه قحذم
5706 - قحذم بن أبي قحذم النضر بن معبد أو ابن أبي قحذم سليمان بن ذكوان الأزدي الجرمي البصري 295
ص: 504
5707 - قحطبة بن شبيب بن خالد بن معدان بن شمس بن قيس بن أكلب بن سعد بن عمرو ابن غنم بن مالك بن سعد بن نبهان بن ثعل بن عمرو بن غوث بن طيّئ، و اسم قحطبة زياد، و قحطبة لقب له أبو عبد الحميد الطائي المروزي 297
5708 - قدامة بن حماطة الضبي الكوفي 301
5709 - قذة بن سعيد القرشي 302
5710 - قذة مولى بني يزيد بن معاوية 303
5711 - قرتع التغلبي 303 ذكر من اسمه قرة
5712 - قرة بن شريك بن مرثد بن حرام بن الحارث بن حبيش بن سفيان بن عبد اللّه ابن ناشب بن هدم بن عوذ بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث ابن غطفان بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان القيسي القنسريني 305
5713 - قرة بن عمرو بن قيس الأزدي الجهضمي البصري 310
5714 - قرة بن يزيد و يقال: قرة مولى بني يزيد 310 ذكر من اسمه قريش
5715 - قريش بن الحسين بن روشك أبو صالح الجوني 311
5716 - قريش بن المستنير بن المستهل أبو فراس الربعي البلقاوي 312
5717 - قريش بن هشام بن عبد الملك بن مروان 312 ذكر من اسمه قزعة
5718 - قزعة بن يحيى و يقال: ابن الأسود أبو الغادية 313 ذكر من اسمه قسام
5719 - قسام بن إبراهيم بن محمّد بن القاسم أبو بكر الهمذاني 323
5720 - قسام الحارثي من بني الحارث بن كعب من اليمن 324 ذكر من اسمه قسطنطين
5721 - قسطنطين بن عبد اللّه أبو الحسن الرومي 325
ص: 505
ذكر من اسمه قسيم
5722 - قسيم بن عمر بن يعلى بن قسيم بن نجيح القرشي 327
5723 - قسيم بن هشام بن محمّد بن هشام بن ملاس بن قسيم أبو القاسم النميري 327
5724 - قسيم بن يعقوب 328
5725 - قسيم مولى معاوية و يقال: مولى عمر بن عبيد اللّه القرشي 328
5726 - قصير، و يقال: قيصر 330
5727 - قصي بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم 333
ذكر من اسمه قضاعي
5728 - قضاعي بن عامر و يقال: بن عمرو العذري 334 ذكر من اسمه قطبة
5729 - قطبة بن عامر و يقال: ابن قتادة. و يقال: قتادة بن قطبة العذري 336
ذكر من اسمه قطري 5729م - قطري بن علاب الكلابي الحمصي 338
5730 - قطري 338 ذكر من اسمه قطن
5731 - قطن بن سلم بن قتيبة 339
5732 - قطن بن صالح 339
5733 - قطن 342
5734 - قطن مولى آل الوليد بن عبد الملك 342
5735 - قعدان بن عمرو 344 ذكر من اسمه قعقاع
5736 - قعقاع بن أبرهة الكلاعي 346
5737 - قعقاع بن خليد بن جزء بن الحارث بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة
ص: 506
ابن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد ابن قيس بن عيلان العبسي 347
5738 - القعقاع بن شور السدوسي الذهلي 350
5739 - قعقاع بن عمرو التميمي 352
5740 - قعقاع بن فضالة الباهلي 356
ذكر من اسمه قعنب
5741 - قعنب بن ضمرة و هو قعنب بن أم صاحب الفزاري 357
ذكر من اسمه قنان
5742 - قنان بن دارم بن أفلت بن ناشب بن هدم بن عوذ بن غالب بن قطيعة بن عبس ابن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار العبسي 358
5743 - قنان بن سفيان 360
5744 - قنان بن أبي قنان 360
5745 - قواد مولى سليمان بن عبد الملك 360
5746 - قوام بن زيد بن عيسى بن محمّد بن عبد الرّحمن بن أحمد بن زيد بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي نافع بن أحمد بن رافع بن عبد الرّحمن بن طلحة ابن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصّدّيق عبد اللّه بن عثمان بن عامر بن سعد بن تيم ابن مرة أبو الفرج المري الفقيه الشافعي 362
ذكر من اسمه قيانة
5747 - قبابة بن أسامة و يقال: ابن أسام الكناني 364
ذكر من اسمه قيس
5748 - قيس بن بسر بن السندي بن عبد اللّه بن سعيد بن بسر بن عبد الواحد بن عبد اللّه أبو نصر النصري، و يقال الرعيني 365
5749 - قيس بن ثور بن مازن بن خيثمة أبو بكر الكندي السكوني 366
5750 - قيس بن الحارث و يقال: ابن حارثة الكندي و يقال: الغامدي 369
ص: 507
5751 - قيس بن الحجاج بن خولي الحميري و يقال: الكلاعي السلفي المصري 373
5752 - قيس بن حفص أبو محمّد البصري 376
5753 - قيس بن حمزة بن مالك بن سعد بن حمزة بن مالك بن منبه بن سلمة بن مالك ابن عدي بن سعد بن دافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن خيران بن نوف ابن همدان الهمداني 378
5754 - قيس بن ذريح بن سنة بن حذافة بن طريف بن عتوارة بن عامر بن ليث بن بكر ابن عبد مناة و هو علي بن كنانة و يقال: قيس بن ذريح بن الحباب بن سنة أبو يزيد الليثي 379
5755 - قيس بن زرارة بن عمر بن حظيان الهمداني 396
5756 - قيس بن سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج أبو عبد اللّه و يقال: أبو عبد الملك الأنصاري الخزرجي الساعدي 396
5757 - قيس بن عباد أبو عبد اللّه الضبعي القيسي البصري 434
5758 - قيس بن عباد 443
5758 - قيس بن عباية بن عبيد بن الحارث بن عبيد الخولاني 443
5759 - قيس بن أبي حازم عبد عوف بن الحارث و يقال: عوف بن عبد الحارث أبو عبد اللّه البجلي الأحمسي 445
5760 - قيس بن عمرو أبي صعصعة بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن ابن النجار تيم اللّه بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج و يقال: بن مبذول بن مازن ابن صعصعة بن هوازن 467
5761 - قيس بن عمرو بن مالك بن حزن بن الحارث بن خديج بن معاوية بن خديج ابن الحماس بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك ابن أدد الحارثي المعروف بالنجاشي 473
5762 - قيس بن محمّد الثقفي 477
5763 - قيس بن مالك الكوفي 477
5764 - قيس بن مشجر و يقال: ابن المشجر اليعمري 477
5765 - قيس بن موسى أبو عبد الرّحمن الأعمى 478
ص: 508
5766 - قيس بن هانئ العبسي و يقال: العنسي 479
5767 - قيس بن هبيرة المكشوح بن عبد يغوث بن الغزيل بن سلمة بن بدا بن عامر ابن عوثبان بن زاهر بن مراد أبو حسان المرادي 480
5768 - قيس بن يزيد أبو عمرو 497
5769 - قيس الكلابي 498
5770 - قيس مولى بني أسد 498
5771 - قيس أبو طليق الحنفي من أنفسهم 498
5772 - قيس الهلالي 499
5773 - قيصر، و قيل قصير 500
5774 - قيظي بن قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث ابن الخزرج بن عمرو و هو النبيت بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي 500 الفهرس 501
ص: 509