تاریخ مدینه دمشق المجلد 48

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

دراسة و تحقيق علي شيري

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

ص: 2

الجزء الثامن و الأربعون

[تتمة حرف العين]

[ذكر من اسمه عيسى]

5520 - عيسى بن المساور البغدادي الجوهري

5520 - عيسى بن المساور البغدادي الجوهري (1)

سمع بدمشق الوليد بن مسلم، و سويد بن عبد العزيز، و مروان بن معاوية، و بغيرها:

روّاد بن الجرّاح، و يغنم بن سالم بن قنبر.

روى عنه: ابن أخيه أبو جعفر أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، و أبو عبد الرّحمن النّسائي في سننه، و أبو جعفر أحمد بن علي البغدادي الخزّاز (2)،و أبو أحمد محمّد بن عبدوس بن كامل السّرّاج، و أبو بكر القاسم بن زكريا المقرئ المطرّز، و أبو حامد محمّد بن هارون الحضرمي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات بن الأنماطي، قالا: أنبأنا أبو الحسين ابن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو حامد محمّد بن هارون الحضرمي، حدّثنا عيسى بن المساور، حدّثنا يغنم بن سالم بن قنبر خادم علي بن أبي طالب، قال: قال لي أنس ابن مالك:

قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من قاد أعمى أربعين (3) خطوة لم تمسّ (4) وجهه النار»[10345].

قال: و حدّثنا يغنم بن سالم، حدّثنا أنس بن مالك قال:

ص: 3


1- ترجمته في تاريخ بغداد 161/11 و تهذيب الكمال 573/14 و تهذيب التهذيب 462/4 و كنيته في تهذيب الكمال:«أبو موسى» و في تهذيب التهذيب «أبو محمد».
2- الأصل و ت:«الحرز» و المثبت عن تهذيب الكمال و تهذيب التهذيب. و في تاريخ بغداد: الخراز، ترجمته في سير أعلام النبلاء 418/13.
3- استدركت على هامش ت، و بعدها صح.
4- بالأصل: يمس.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«طوبى لمن رآني [و آمن بي، و من رأى من رآني] (1)،و من رأى من رأى من رآني»[10346].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):عيسى بن المساور الجوهري.

حدّث عن الوليد بن مسلم، و مروان بن معاوية، و سويد بن عبد العزيز، و يغنم بن سالم ابن قنبر، روى عنه ابن أخيه أحمد بن القاسم، و أحمد بن علي الخزاز (3)،و محمّد بن عبدوس السّرّاج، و قاسم بن زكريا المطرّز، و أبو حامد محمّد بن هارون الحضرمي، و كان ثقة.

قال الخطيب (4):قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكّي، حدّثنا محمّد بن إسحاق السّرّاج، قال: سمعت محمّد بن إشكاب يحسن الثناء على عيسى بن المساور.

قال (5):و أنبأنا البرقاني، أنبأنا علي بن عمر الحافظ ، أنبأنا الحسن بن رشيق، حدّثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النّسائي، عن أبيه.

ح ثم حدّثنا الصّوري (6)،أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه قال: ناولني عبد الكريم - و كتبه لي بخطه - قال: سمعت أبي يقول: عيسى بن المساور بغدادي، لا بأس به.

قال: و أنبأنا السّمسار، أنبأنا الصّفّار، أنبأنا ابن قانع.

أن عيسى بن المساور مات في شوال سنة أربع و أربعين و مائتين (7).

قال: و قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي، حدّثنا محمّد بن إسحاق السّرّاج، قال: مات عيسى بن المساور ببغداد في رجب سنة خمس و أربعين و مائتين (8).

ص: 4


1- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل، و كتب بعده صح.
2- تاريخ بغداد 161/11.
3- كذا بالأصل و ت، و في تاريخ بغداد: الخراز، تصحيف.
4- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 162/11.
5- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 162/11.
6- قوله:«ح ثم حدثنا الصوري» ليس في تاريخ بغداد.
7- تاريخ بغداد 162/11 و تهذيب الكمال 574/14.
8- تاريخ بغداد 162/11 و تهذيب الكمال 574/14.

5521 - عيسى بن مسلم العقيلي

أخو إسحاق و بكّار ابني مسلم.

من قواد مروان بن محمّد، كان معه حين غلب على دمشق لما قاتل إبراهيم بعين الجرّ (1)،له ذكر.

5522 - عيسى بن معبد بن الفضل

أبو منصور الموصلي التاجر

قدم دمشق قدمتين للتجارة.

حدّث في الآخرة منهما بكتاب ذكر الموت لابن أبي الدنيا عن أبي عبد اللّه (2) الحسن (3)ابن العباس بن علي الرّستمي الفقيه الأصبهاني، و كان قد سمع بأصبهان من شيخنا أبي القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل و غيره.

و ذكر لي أنه سمع بالموصل من أبي [نصر] (4) محمّد بن علي بن عبيد اللّه بن ودعان «الأربعين» (5) التي صنفها و كان شيخا كثير الحج، و له معروف كثير، و كان ثقة.

أخبرنا أبو منصور عيسى بن معبد بن الفضل، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسن بن العباس الرّستمي.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، قالا: أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد ابن يوة، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (6)،حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا داود بن عمرو بن زهير الضّبّي، حدّثنا محمّد بن الحسن الأسدي، عن حمّاد بن سلمة، عن محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أكثروا ذكر هادم اللّذّات»، قالوا: يا رسول اللّه و ما هادم اللّذّات ؟ قال:«الموت»[10347].

ص: 5


1- عين الجر: موضع معروف بالبقاع بين بعلبك و دمشق (معجم البلدان).
2- كناه في الأنساب (الرستمي): أبا علي.
3- بالأصل و ت: الحسين، تصحيف، و المثبت عن الأنساب (الرستمي) و طبقات السبكي 211/4.
4- سقطت من الأصل و ت، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 164/19.
5- تعرف:«بالأربعين الودعانية» قال السلفي: قرأت عليه الأربعين «الأربعين» جمعه، ثم تبين لي حين تصفحت كتابه تخليط عظيم راجع سير أعلام النبلاء 166/19 و لسان الميزان لابن حجر 306/5.
6- أعجمت اللفظة عن ت، فهي لم تعجم بالأصل.

أخبرناه عاليا أبو بكر محمّد بن الحسن، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أنبأنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور.

قالا: أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا داود بن عمرو، حدّثنا محمّد بن الحسن الأسدي، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن (1) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«اكثروا ذكر هادم اللذات الموت»[10348].

حدّثني أبو القاسم بن مطر الموصلي: أن عيسى مات بالموصل في شهر رمضان سنة ثمان و خمسين و خمسمائة.

5523 - عيسى بن مقسم

5523 - عيسى بن مقسم (2)

مولى الوليد بن يزيد بن عبد الملك و حاجبه، ولي الموسم سنة ست عشرة و مائة في أيام هشام على ما قيل.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (3):و أقام الحج - يعني سنة ست عشرة و مائة - الوليد بن يزيد بن عبد الملك، و يقال عيسى بن مقسم مولى الوليد بأمر الوليد.

قال: و حدّثنا خليفة (4)،حدّثني الوليد بن هشام، و أبو اليقظان.

أن عيسى بن مقسم مولى الوليد بن يزيد أقام الحج سنة ست عشرة بأمر[ (5) الوليد، اعتل الوليد فأمّره.] قال: و حدّثنا خليفة (6):قال في تسمية عمّال الوليد بن يزيد حاجبه: عيسى بن مقسم.

ص: 6


1- بالأصل أكثر من كلمة كتبت ثم شطبت، و كتبت اللفظة «أن» تحت الكلام بين السطرين.
2- له ذكر في تاريخ خليفة بن خيّاط ص 347 و 360 و 368 (ت. العمري).
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 347 (حوادث سنة 116).
4- تاريخ خليفة ص 360 تحت عنوان تسمية عمال هشام بن عبد الملك.
5- ما بين الرقمين ليس في تاريخ خليفة.
6- تاريخ خليفة ص 368 تحت عنوان: تسمية عمال الوليد بن يزيد.

5524 - عيسى بن موسى بن محمّد بن علي بن عبد اللّه

ابن العبّاس بن عبد المطلب

أبو موسى الهاشمي (1)

نشأ بالحميمة (2) من أرض البلقاء من كور دمشق، ثم انتقل مع أهله إلى العراق و جعله السّفّاح ولي عهده بعد المنصور، فلمّا ولي المنصور أخّره، و جعله ولي عهده بعد ابنه المهدي و كان جليلا في أهل بيته.

و ولي إمرة الموسم في خلافة السّفّاح و المنصور، و ولي الكوفة للمنصور.

حكى عنه ابناه (3) موسى، و علي.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد الكتّاني (4)،أنبأنا عبد الوهّاب الميداني، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أحمد ابن جعفر، أنبأنا محمّد بن جرير قال (5):قال عمر بن شبّة، حدّثني عبد اللّه بن كثير بن الحصين (6) العبدي، أخبرني علي بن عيسى (7) بن موسى عن أبيه قال:

بعث مروان بن محمّد رسولا إلى الحميمة (8) يأتيه بإبراهيم بن محمّد، و وصف له صفته، فقدم الرسول فوجد الصفة صفة أبي العبّاس عبد اللّه بن محمّد، فأخذه فلما ظهر إبراهيم بن محمّد و أمن قيل للرسول: إنّما أمرت بإبراهيم و هذا عبد اللّه، فلمّا تظاهر ذلك عنده ترك [أبا] (9) العبّاس و أخذ إبراهيم، فانطلق به، قال: فشخصت معه أنا و أناس من بني العبّاس و مواليهم، و ذكر حديثا.

ص: 7


1- أخباره في تاريخ الطبري (الفهارس العامة)، الكامل لابن الأثير (الفهارس)، البداية و النهاية (الفهارس)، الوزراء و الكتاب للجهشياري (ص 126)، مروج الذهب (الفهارس)، تاريخ خليفة بن خيّاط (ت. العمري) الفهارس العامة. سير أعلام النبلاء 434/7.
2- غير واضحة بالأصل و نميل إلى قراءتها:«بالحمية» و التصويب عن ت.
3- الأصل: أباه، و اللفظة غير واضحة في ت، لسوء التصوير.
4- بالأصل: الكناني، تصحيف، و التصويب عن ت.
5- الخبر رواه الطبري في تاريخه 422/7 (حوادث سنة 132).
6- كذا بالأصل و ت، و في تاريخ الطبري: الحسن.
7- «بن عيسى» سقطت من الطبري.
8- غير واضحة بالأصل و نميل إلى قراءتها:«بالحمية» و التصويب عن ت.
9- سقطت من الأصل و استدركت عن ت و تاريخ الطبري.

قال محمّد بن جرير، قال أبو (1) زيد عمر بن شبّة، و حدّثني إبراهيم بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس قال: سمعت أبي يقول: ولد عيسى في سنة ثلاث و مائة، و شهد حرب محمّد و إبراهيم و هو ابن ثلاث و أربعين سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطّبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، قال (2):

و بويع لأبي جعفر عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس بمكة في المحرم يوم عاشوراء من سنة سبع (3) و ثلاثين و مائة و من بعده لعيسى بن موسى بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس، قال (4):و فيها يعني سنة إحدى و خمسين و مائة: جدّد أبو جعفر البيعة لنفسه و ابنه المهدي، و عيسى بن موسى بعد المهدي، على أهل بيته بمحضر منه في مجلسه، و ذلك في يوم جمعة عمّهم بالإذن.

و ذكر يعقوب قبل هذا قال (5):و بايع الناس المهدي، محمّد بن عبد اللّه ولي عهدهم من بعد أبيه أبي جعفر، بمكة يوم الخميس لثلاث عشرة خلت من شهر ربيع الأول من سنة سبع و أربعين و مائة و استطاب أبو جعفر نفس عيسى بن موسى حينئذ حتى قدم المهدي نفسه في ولاية العهد.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي، أنبأنا أبو القاسم عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى، أنبأنا أبو محمّد إسماعيل بن علي الخطبي، قال:

قصد عيسى بن موسى بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس في ولاية العهد و خلعه ما ذكره علي بن محمّد المدائني و غيره من أهل العلم بالاخبار قالوا:

كان مولد عيسى بن موسى سنة ثلاث أو أربع و مائة، و مولد أبيه موسى بن محمّد بالسراة في سنة إحدى و ثمانين، و توفي ببلاد الروم غازيا في سنة ثمان و مائة، و له سبع

ص: 8


1- كتبت «أبو» تحت الكلام بين السطرين بالأصل.
2- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 117/1.
3- كذا بالأصل و ت، و في أصل المعرفة و التاريخ:«تسع» و أثبت محققه «ست». و جاء في الطبري 470/7 أن أبا العباس مات بالأنبار يوم الأحد لثلاث عشرة خلت من ذي الحجة سنة 136 و أمر أبا العباس الناس بالبيعة لأبي جعفر المنصور، فبايع له الناس في اليوم الذي مات فيه أبو العباس.
4- المعرفة و التاريخ 138/1.
5- المعرفة و التاريخ 133/1.

و عشرون سنة، و نحو ذلك فضمّ إبراهيم الإمام ابنه عيسى بن موسى إليه فكان يتيمه، و أوصى إبراهيم عند قبض مروان عليه و إياسه من نفسه إلى من حضره من خاصته أن الأمر من بعده لعبد اللّه بن محمّد بن الحارثية، أبو العبّاس، ثم من بعده لأبي جعفر عبد اللّه بن محمّد، ثم لعيسى بن موسى بعد أبي جعفر، فعمل أبو العبّاس في خلافته على ذلك و عهد به عند وفاته (1)،فكان الأمر على ذلك إلى أن شرع أبو جعفر المنصور و بعد قتل محمّد و إبراهيم ابني عبد اللّه بن حسن و كان قتلهما جميعا على يدي عيسى بن موسى في تأخير عيسى و تقديم ابنه محمّد المهدي عليه في ولاية العهد، و ذلك في سنة سبع و أربعين و مائة.

و جرت بين المنصور و بين عيسى بن موسى في ذلك خطوب يطول ذكرها و مكاتبات و امتناع من عيسى، ثم أجابه إلى ذلك (2)،فقدم المهدي في ولاية العهد عليه و أقر عيسى بذلك و أشهد على نفسه به، فبايع الناس على ذلك، و خطب المنصور الناس و أعلمهم ما جرى في أمر عيسى من تقديم المهدي عليه و رضاه بذلك، و تكلم عيسى و سلم الأمر للمهدي، فبايع الناس على ذلك بيعة محددة للمهدي، ثم لعيسى من بعده، و قال المنصور يومئذ: وَ لاٰ تَنْقُضُوا الْأَيْمٰانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهٰا وَ قَدْ جَعَلْتُمُ اللّٰهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً (3) فلما افضى الأمر إلى المهدي طالب عيسى بن موسى بخلع نفسه من ولاية العهد البتة و تسليمه لموسى بن المهدي، و ألحّ عليه في ذلك إلحاحا شديدا، و بذل عليه مالا عظيما و خطرا (4) جزيلا (5)، و جرت في ذلك أيضا خطوب إلى أن أقدمه من الكوفة إلى بغداد و تقرر (6) الأمر على أن يخلع نفسه و يسلم الأمر لموسى بن المهدي و يدفع إليه عشرة ألف ألف درهم، و يقال عشرين ألف ألف درهم، و يقطعه مع ذلك قطائع كثيرة، و قد كان عيسى ذكر أن عليه أيمانا في أهله (7)و ماله، فأحضر له المهدي من القضاة و الفقهاء من أفتاه في ذلك و عوّضه المهدي من ذلك، و أرضاه (8) فيما يلزمه من الحنث في ماله و رقيقه و سائر أملاكه، فقبل ذلك و رضي به، و خلع

ص: 9


1- راجع تاريخ الطبري 470/7 حوادث سنة 136.
2- انظر تفاصيل وافية ذكرها الطبري في تاريخه 14/8 و ما بعدها (حوادث سنة 147).
3- سورة النحل، الآية:91.
4- بالأصل:«و خطر» تصحيف، و التصويب عن ت.
5- في المختصر: جسيما.
6- راجع ما ورد في تاريخ الطبري حول هذا الأمر 125/8 (حوادث سنة 160).
7- «في أهله» مكان اللفظتين مطموس بالأصل، و المثبت عن ت.
8- مكانها مطموس بالأصل، و المثبت «و أرضاه» عن ت.

نفسه في عشية يوم الأربعاء لأربع بقين من المحرم سنة ستين و مائة في قصر الرّصافة و بايع للمهدي و لموسى بن المهدي من بعده و أظهر الأمر في ذلك غداة يوم الخميس لثلاث بقين من المحرم و حضر الخواصّ فبايعوا في القصر.

ثم خرج المهدي إلى جامع الرّصافة و اجتمع الناس في المسجد فصعد المهدي المنبر، و صعد بعده ابنه، فكان دونه، ثم صعد عيسى بن موسى فكان على أوّل مرقاة من المنبر، فقام المهدي فحمد اللّه و أثنى عليه، و أخبر بما اجتمع عليه أهل بيته و شيعته في ذلك أن موسى عامل فيهم بكتاب اللّه عز و جل و أحسن السيرة و أعفاها؛ في كلام تكلّم به. و جلس موسى دونه في جانب المنبر لكي لا يستر وجهه، و لا يحول بينه و بين من يصعد إليه ليبايعه و يمسح على يده، و قام عيسى بمكانه على أول مرقاة فقرئ كتاب الخلع، و خروج عيسى مما كان إليه من ولاية العهد و تحليل الناس جميعا مما كان له من البيعة في رقابهم، و ان ذلك كان منه و هو طائع غير مكره، و راض غير ساخط ، و مجيب (1) غير مجبر، فأقرّ عيسى بذلك كلّه و أشهد به على نفسه، و صعد إلى المهدي فبايع و مسح على يده، ثم بايع موسى و مسح على يده، ثم انصرف، و وفّى المهدي لعيسى بن موسى بما ضمن له من الأموال و القطائع و أرضاه، و كتب بذلك كتابا مؤكدا لشروط عيسى (2) و شهد عليه فيه خلق من الأشراف و الوجوه و الكبراء، فبلغ عدة من شهد في الكتاب من جميع الناس أربع مائة و خمسة و عشرون رجلا (3)،و رجع عيسى بعد ذلك إلى الكوفة، فلم يزل مقيما بها في غير ولاية حتى توفي بها في سنة سبع و ستين و مائة، و هو ابن خمس و ستين سنة، و كان مدة عيسى في ولاية العهد من أوّله إلى آخره ثلاثا و عشرين سنة، و أخبرني بعض ولد عيسى من رؤسائهم أن عيسى كان لقّب في ولايته العهد بالمرتضى.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا أبو الفرج المعافى بن زكريا القاضي (4)،حدّثنا أبو عبد اللّه يعني إبراهيم بن محمّد بن عرفة المهلّبي، و قد تمثل هذا البيت - يعني بيت جرير - الذي تمثل الحسن بن

ص: 10


1- الطبري: محبّ غير مجبر.
2- نسخة الشرط الذي كتبه عيسى بن موسى على نفسه في تاريخ الطبري 126/8 و ما بعدها (حوادث سنة 160).
3- في تاريخ الطبري: أربعمائة و ثلاثون من بني هاشم و من الموالي و الصحابة من قريش و الوزراء و الكتاب و القضاة.
4- رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 379/1 و ما بعدها.

قحطبة فقال (1):يا أمير المؤمنين ما تنتظر بالفتى المقتبل المبارك ؟ جدد له البيعة، فما أحد يمتنع ممن (2) وراء هذا الباب و من أبى فهذا سيفي.

و بلغ الخبر عيسى بن موسى فقال: و اللّه لئن ظفرت به لأشرب البارد، و بلغ الحسن بن قحطبة الخبر و المنصور، فدخل الحسن بن قحطبة على المنصور و عنده عيسى بن موسى فتمثل المنصور بقول جرير:

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا *** أبشر بطول سلامة يا مربع (3)

فتمثل الحسن بن قحطبة بقول جرير (4):

إذا اجتمعوا عليّ فخلّ عنهم *** و عن باز يصكّ حباريات

قال: مربع: رجل من بني جعفر بن كلاب، كان يروي شعر جرير، فنذر الفرزدق دمه، فقال جرير (5):

إنّ الفرزدق قد تبيّن لؤمه *** حيث التقى حششاؤه و الأخدع (6)

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا أبو الحسن العتيقي.

فلما خلع المنصور عيسى بن موسى مرّ في موكب، فقال إنسان: من هذا؟ فسمعه مخنّث، فقال: هذا الذي أراد أن يكون غدا فصار بعد غد.

قال القاضي:

و قد روينا في خبر آخر: أن عيسى بن موسى قال لمخنث يتهدده: أ ما تعرفني ؟ فقال:

بلى، أنت الذي كنت غدا فصرت بعد غد.

ص: 11


1- و ذلك حين همّ المنصور بالبيعة للمهدي أبي عبد اللّه، فدخل عليه الحسن بن قحطبة. كما في الجليس الصالح. و الحسن بن قحطبة هذا، من كبار قواد الدولة العباسية.
2- الأصل: من.
3- البيت من قصيدة طويلة يهجو الفرزدق، في ديوانه ط بيروت ص 261 و مربع: راوية شعر جرير، و اسمه وعوعة، و مربع لقب، راجع (اللسان: ربع).
4- من قصيدة في ديوانه بعنوان: إذا طرب الحمام ص 66.
5- ديوانه ص 261.
6- صحفت بالأصل إلى:«خششاؤه و الاجدع» و المثبت عن الديوان و الجليس الصالح. و الأخدع: أحد عرقين في جانبي العنق، و هما أخدعان.

و قول جرير: حيث التقى حششاؤه، الحششاوان: هما العظمان الناشزان وراء الأذنين، و الواحد: حششاء، و هما لغتان إحداهما هذه مثل فعلاء، و الأخرى: حشاء على فعلال مثل قسطاس (1) و فسطاط من الحصيح، و كذلك قوياء و ليس في الأسماء على هذا الوزن غيرهما و أما فعلى منصوبة العين فقد حكى الفراء و يعقوب و غيرهما فيه ثلاثة أحرف.

و حكى غيرهما فيه رابعا و خامسا و سادسا، فأما الأحرف الثلاثة فأدمى (2) اسم مكان، و أربى من أسماء الداهية كما قال الشاعر:

هي الأربى جاءت بأم حبوكرى (3)

و شعبى اسم بلدة، قال جرير:

أ عبدا حلّ في شعبى غريبا *** أ لؤما لا أبا لك و اغترابا (4)

و أما الحروف الأخر فحكاهن فيما روى لنا أبو عمرو الشيباني و ابن الإعرابي حدثنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد [قال: أخبرنا] (5) ثعلب، قال: قد جاءت حروف لم يأت بها يعقوب و لا الفراء، أتى بها أبو عمرو الشيباني و ابن الإعرابي، و هي: جمدى اسم موضع، و جسقى (6) اسم بلد، و جنفي (7) اسم جبل.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا الحسين بن جعفر.

قالا: أنبأنا الوليد بن بكر (8)،أنبأنا علي بن أحمد، أنبأنا أبو مسلم العجلي، حدّثني أبي أحمد، حدّثني أبي عبد اللّه قال (9):

قدم هارون الكوفة، فعزل شريكا عن القضاء، و كان موسى بن عيسى (10) واليا على

ص: 12


1- كذا بالأصل و الجليس الصالح، و قسطاص: مكسور الفاء.
2- راجع معجم البلدان.
3- البيت لعمرو بن أحمر الباهلي، و صدره: فلما عسى ليلى و أيقنت أنها اللسان 234/5.
4- ديوان جرير (ط بيروت) ص 56.
5- بالأصل: أنبأنا، و المثبت «قال: أخبرنا» عن الجليس الصالح.
6- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن الجليس الصالح.
7- الذي في الجليس الصالح: وجبنى .
8- الأصل: بكير، تصحيف.
9- رواه العجلي في تاريخ الثقات ص 219 في ترجمة شريك بن عبد اللّه النخعي.
10- بالأصل:«عيسى بن موسى» تصحيف، و الصواب عن تاريخ الثقات و فيه: موسى بن عيسى الباهلي.

الكوفة فقال موسى لشريك: ما صنع أمير المؤمنين بأحد ما صنع بك، عزلك عن القضاء، فقال شريك: هم أمراء المؤمنين يعزلون القضاة و يخلعون ولاة العهد (1)،و لا يعاب ذلك عليهم، قال موسى: ما ظننت أنه مجنون هكذا لا يبالي ما تكلّم به، و كان أبوه عيسى بن موسى ولي العهد بعد أبي جعفر فخلعه بمال أعطاه إيّاه، و هو ابن عم أبي جعفر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (2):

سنة أربع و ثلاثين أقام الحج عيسى بن موسى بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس.

قال: و حدّثنا خليفة قال (3):سنة ثلاث و أربعين أقام الحج عيسى بن موسى بن محمّد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطّبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال: ثم حج عيسى بن موسى سنة أربع و ثلاثين و مائة (4).

قال: و حدّثنا يعقوب قال (5):سنة ثلاث و أربعين و مائة حج بالناس عيسى (6) بن موسى بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس.

أنبأنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسين، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (7):

و استعمل - يعني السفاح - على الكوفة عيسى بن موسى بن محمّد بن علي بن عبد اللّه ابن عبّاس حتى توفي أبو العبّاس.

قرأنا على أبي غالب و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي تمّام علي بن محمّد بن الحسين، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حدّثنا محمّد

ص: 13


1- في تاريخ الثقات: و يخلعون العهود.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 411 (ت. العمري).
3- تاريخ خليفة ص 420.
4- يبدأ كتاب المعرفة و التاريخ المطبوع بحوادث سنة 135.
5- المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 127/1.
6- الأصل:«موسى بن عيسى» تصحيف، و الصواب ما أثبت عن المعرفة و التاريخ.
7- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 412 (ت. العمري).

ابن يزيد - هو الرفاعي - قال: و سمعت أبا بكر بن عيّاش يقول:

رأيت الخطّابية (1) مروا بنا بالكنّاسة في أزر و أردية، محرمين بالحج و هم يقولون: لبيك جعفر، فخرج إليهم عيسى فانهزموا إلى موضع دار رزق فقتلهم، فقيل: يا أبا الخطاب أ لا ترى السلاح عمل فينا، قال: بدا للّه أن يستشهدكم، و قد كان أبو الخطاب قال لهم: إنّ السلاح لا يعمل فيكم.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ علي إسناده - أنبأنا محمّد بن الحسين بن محمّد الجازري، أنبأنا المعافى بن زكريا (2)،حدّثنا محمّد بن يزيد (3) الخزاعي، حدّثني الزّبير، حدّثني عمّي عن عمر بن الهيام (4) بن سعيد قال:

أتته امرأة يوما - يعني شريكا - من ولد جرير بن عبد اللّه البجلي صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو في مجلس الحكم فقالت: أنا باللّه ثم بالقاضي، امرأة من ولد جرير بن عبد اللّه صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و ردّدت الكلام فقال: إيها عنك، الآن من ظلمك ؟ قالت: الأمير عيسى بن موسى، كان لي بستان على شاطئ الفرات، لي فيه نخل، ورثته عن آبائي، و قاسمت إخوتي، و بنيت بيني و بينهم (5) حائطا، و جعلت فيه رجلا فارسيا (6) في بيت يحفظ لي النخل، و يقوم بشأني (7)فاشترى الأمير عيسى بن موسى من إخوتي جميعا و ساومني و أرغبني فلم أبعه، فلما كان في هذه الليلة بعث بخمسمائة فاعل فاقتلعوا الحائط فأصبحت لا أعرف من نخلي (8) شيئا، و اختلط بنخل إخوتي، قال: يا غلام! طينة، فختم لها خاتما ثم قال: امضي (9) به إلى بابه حتى يحضر معك.

فجاءت المرأة بالطينة فأخذها الحاجب و دخل على عيسى فقيل له: أعدي شريك عليك

ص: 14


1- هم أصحاب أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأسدي، راجع حول هذه الفرقة: الملل و النحل للشهرستاني، و الأنساب و اللباب.
2- رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 39/2 و ما بعدها. و انظر أخبار القضاة لوكيع 170/1.
3- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن الجليس الصالح الكافي.
4- رسمها بالأصل:«المصاج» و المثبت عن الجليس الصالح.
5- الأصل: و بينه، و المثبت عن الجليس الصالح.
6- كذا بالأصل و الجليس الصالح، و في أخبار القضاة: فارسا.
7- كذا، و في الجليس الصالح: ببستاني.
8- في أخبار القضاة: محلتي.
9- بالأصل:«امض» و المثبت عن الجليس الصالح.

قال: ادع لي صاحب الشرط ، فدعا به فقال: امض إلى شريك فقل له: يا سبحان اللّه! ما رأيت أعجب من أمرك، امرأة ادّعت دعوى لم تصح، أعديتها عليّ ، فقال: إن رأى الأمير أن يعفيني فليفعل، فقال: امض ويلك.

فخرج فأمر غلمانه أن يتقدموا إلى الحبس بفراش و غير ذلك من آلة الحبس، فلما جاء وقف بين يدي شريك، فأدّى الرسالة، فقال لصاحبه: خذ بيده فضعه في الحبس قال: قد - و اللّه يا أبا عبد اللّه - عرفت إنك تفعل بي هذا، فقدّمت ما يصلحني إلى الحبس.

قال: و بلغ عيسى بن موسى ذلك فوجه بحاجته إليه، فقال: هذا من ذاك، رسول أيّ شيء عليه ؟ فلمّا أدى الرسالة الحقة بصاحبه فحبس.

فلما صلى الأمير العصر بعث إلى إسحاق بن الصباح الأشعثي و إلى جماعة من وجوه الكوفة من أصدقاء شريك فقال: امضوا إليه فأبلغوه السلام، و أعلموه أنه قد استخفّ بي، و إني لست كالعامّة.

فمضوا و هو جالس في مسجده بعد العصر، فدخلوا إليه فأبلغوه الرسالة، فلما انقضى كلامهم قال لهم: ما لي لا أراكم جئتم في غيره من الناس ؟ من هاهنا من فتيان الحي ؟ فابتدوه فقال: يأخذ كلّ واحد منكم بيد رجل من هؤلاء فيذهب به إلى الحبس، لا ينام (1)-و اللّه - إلاّ فيه، فقالوا: أ جادّ أنت ؟ قال: حقا حتى لا تعودوا تحملون رسالة ظالم، فحبسهم.

و ركب عيسى بن موسى في الليل إلى باب الحبس، ففتح الباب و أخذهم جميعا، فلما كان الغد جلس شريك للقضاء، جاء السّجّان فأخبره، فدعا بالقمطر فختمها و وجّه بها إلى منزله، و قال لغلامه: الحقني بثقلي إلى بغداد، و اللّه ما طلبنا هذا الأمر منهم و لكن أكرهونا عليه، و لقد ضمنوا لنا الإعزاز فيه إذ تقلدنا لهم.

و مضى نحو قنطرة الكوفة يريد بغداد، و بلغ عيسى بن موسى الخبر، فركب في موكبه، فلحقه و جعل يناشده اللّه و يقول: يا عبد اللّه تثبّت، انظر إخوانك (2) تحبسهم ؟ دع أعواني، قال: نعم، لأنهم مشوا لك في أمر لم يجب عليهم فيه، و لست ببارح أو يردّوا جميعا إلى الحبس، و إلاّ مضيت من فوري إلى أمير المؤمنين فاستعفيته ما قلّدني.

ص: 15


1- الأصل:«ينم» و في الجليس الصالح: لا بتّم.
2- الأصل: إخوانهم، تصحيف، و التصويب عن الجليس الصالح و أخبار القضاة 171/3.

فأمر بردّهم جميعا إلى الحبس و هو - و اللّه - واقف مكانه حتى جاءه السّجّان فقال: قد رجعوا إلى الحبس، فقال لأعوانه: خذوا بلجامه فردوه بين يديّ إلى مجلس (1) الحكم، فمرّوا به بين يديه حتى أدخل المسجد، و جلس مجلس القضاء، ثم قال الجويرية (2) المتظلّمة من هذا؟ فجاءت فقال: هذا خصمك قد حضر، فلمّا جلس معها بين يديه، قال: يخرج أولئك من الحبس قبل كلّ شيء، ثم قال: ما تقول فيما تدّعيه هذه ؟ قال: صدقت، قال: يردّ جميع ما أخذ منها إليها و تبني حائطها في أسرع وقت، كما هدم، قال: أفعل، قال: بقي لك شيء؟ قال: تقول المرأة: و بيت الفارسي و متاعه ؟ قال: و بيت الفارسي و متاعه، فقال شريك:

أبقي لك شيء تدّعينه ؟ قالت: لا، و جزاك اللّه خيرا، قال: قومي و زبرها، ثم وثب من مجلسه فأخذ بيد عيسى بن موسى فأجلسه في مجلسه ثم قال: السلام عليك أيها الأمير تأمر بشيء؟ قال: بأي شيء آمر؟ و ضحك.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي المعالي محمّد بن عبد السلام، أنبأنا علي بن محمّد بن خزفة ح.

و عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أحمد بن عبيد بن الفضل.

قالا: أنبأنا محمّد بن الحسين، حدّثنا ابن أبي خيثمة، أنبأنا سليمان بن أبي شيخ، حدّثنا أبو سفيان الحميري، قال: قال عيسى بن موسى لابن أبي ليلى و ابن شبرمة:

أسألكما عن الرجل فتخبراني عنه بخبر، فإذا بلوناه و استعملناه لم نجده كذلك، قالا:

لو سألت عنه أيها الأمير في ذلك الوقت غيرنا لأخبرك بمثل ما أخبرناك، و لكنها الدنيا تعرض لهم فيتغيرون، قال: صدقتما.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزّبير بن بكار قال:

فمن ولد موسى بن محمّد: عيسى بن موسى، و له يقول إبراهيم بن علي بن هرمة:

ص: 16


1- الأصل:«المجلس حكم» و المثبت عن الجليس الصالح.
2- كذا بالأصل، و في الجليس الصالح:«الجريرية» نسبة إلى جرير بن عبد اللّه، و بهامشه عن إحدى نسخه: «الجويرية» كالأصل.

قضيت اللبانة من حاجتي *** و قلت لعبدي: قم فارحل

فقال لي الناس: إن الحيا *** أتاك مع الملك المقبل

أتتك الرواحل و الملجمات *** بعيسى بن موسى فلا تعجل

تأنّيت أرجوك، إنّ الرجاء *** منك على الخبر الأفضل

فأنت كريم بني هاشم *** إذا المجد ولى إلى المفضّل

سبوق إلى قصبات العلا *** عطوف اليدين على العيّل

فدونكها يا بن ساقي الحجيج *** فإنّي بها عنك لم أبخل

و ماء البحر تصطك أعراقه *** بمثل عابر أو يذبل

يحيل السفينة حتى ترى *** كأنّ السفينة في أفكل (1)

بأجود منك إذا العاذلات *** غيظا عضضن على الأنمل

فدونك دلوي فقد دليت *** إلى فلح زاجر المحفل

يعم الثماد و نعش الدنا *** بملتطم موجه أطحل (2)

إذا احتجت عاتبت أمثالكم *** و ليس العتاب على الجندل

متى يهب الخير لا ينتزع *** كما انتزعت كسوة المغزل

أبوك الوصي و أنت ابنه *** وصي نبي الهدى المرسل

توارثتموها و كنتم بها *** أحق و أولى من الجهّل

قال: و حدّثنا الزّبير، حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن المنذر، عن صفية بنت الزّبير بن هشام بن عروة، عن أبيها قال:

كان عيسى بن موسى إذا حج حج ناس من أهل المدينة فتعرضوا معروفه فوصلهم و أقالهم قالت: فمر أبي بأبي الشدائد الفزاري و هو ينشد بالمصلى:

عصابة إن حج عيسى حجّوا *** و إن أقام بالعراق رجوا

قد لعقوا العبقة فلجّوا *** فالقوم قوم حجّهم معوّج

ما هكذا كان يكون الحجّ

ص: 17


1- الأفكل: الرعدة. و الأفكل: الجماعة. و الأفكل: السبق (راجع تاج العروس: فكل).
2- طحل الماء: فسد و أنتن و تغيرت رائحته. و رماد أطحل: إذا لم يكن صافيا، و الطحلة بالضم: لون بين الغبرة و السواد ببياض قليل (تاج العروس: طحل).

قالت: ثم لقي أبو الشدائد أبي بعد ذلك، فسلّم عليه، فلم يردّ عليه، فقال له: ما لك يا أبا عبد اللّه لا تردّ السلام ؟ فقال: لم أسمعك، فمجوا حاج بيت اللّه فقال أبو الشدائد:

أي و ربّ الكعبة المبنية

و اللّه ما هجوت من ذي نيه

و لا امرئ ذي دعة نقيه

لكنني أرعى على البرية

من عصبة أغلّوا على الرعية

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، و عبد اللّه بن أحمد بن عمر، قالا: أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا ابن رزقويه، أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقاق، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق، حدّثنا أبو موسى الهاشمي قال:

ولد لجدي عيسى بن موسى ابنة فاغتمّ عليها، و امتنع عن الطعام، فبلغ ذلك بهلولا (1)، فجاء (2) إلى الحجاب، فسألهم الإذن عليه، فأبوا، فقال بعضهم لبعض: دعوه لعله أن يكلم الأمير بكلام يسلّيه، قال: فأذنوا له، فدخل، فلما رآه الأمير عيسى بن موسى أطرق قال:

فقال له: بلغني أنّك ولد لك ابنة فاغتممت أيّما أخير لك ابنة عاقلة أو ابن مجنون مثلي ؟ قال:

ابنة عاقلة، قال: فسلا، و دعا بالطعام، و وهب له.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ عنه، أنبأنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد الفرضي، حدّثنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم - إملاء - موسى بن يحيى المقرئ، حدّثنا ابن أبي سعد، حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن طهمان قال: قال لي أبي:

دخل حبال و مندل على عيسى بن موسى فقال لهما: دعوتكما لخبر مضرب قريب، و رزق مائتان في الشهر ما بردها على الكبد، قال: فخرجنا، و ما في الحي يقال أهون علينا منه، انه لحن.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن علي بن أحمد، أنبأنا

ص: 18


1- بالأصل و ت:«بهؤلاء» و التصويب عن المختصر.
2- الأصل:«جاءوا» تصحيف، و التصويب عن ت و المختصر.

أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد الأشناني، حدّثنا موسى التّستري، حدّثنا خليفة العصفري قال (1):

و فيها يعني سنة ست و أربعين و مائة عزل عيسى (2) بن موسى عن الكوفة، و وليها محمّد ابن سليمان بن علي.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسن، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر (3)،نا يعقوب (4) قال: سمعت أبا علي الشافعي قال: قال لنا محمّد بن داود بن عيسى في هذه الليلة بلغت سبعين سنة و لم يبلغها أحد من آبائي.

قال يعقوب (5):و فيها - يعني سنة سبع و ستين و مائة - توفي عيسى بن موسى بالكوفة، فأشهد الناس على وفاته روح بن حاتم و هو واليها، و صلى عليه روح، و كان يوم مات ابن خمس و ستين سنة.

قرأت على أبي القاسم خلف بن إسماعيل بن أحمد، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا عبد الوهّاب الميداني، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر قال: قال الطّبري (6):

و فيها يعني سنة سبع و ستين و مائة توفي عيسى بن موسى بالكوفة، و والي الكوفة يومئذ روح بن حاتم، فأشهد روح بن حاتم على وفاته القاضي و جماعة من الوجوه، ثم دفن، و قيل: إنّ عيسى بن موسى توفي لثلاث بقين من ذي الحجة، فحضر روح جنازته.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أبو عبد اللّه النّهاوندي، أنبأنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (7):

و فيها يعني سنة ثمان و ستين مات عيسى بن موسى.

ص: 19


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 423 (ت. العمري).
2- في تاريخ خليفة:«علي بن موسى».
3- غير واضحة بالأصل، و في ت:«عبد اللّه بن يعقوب» و المثبت قياسا إلى سند مماثل.
4- الخبر في المعرفة و التاريخ 155/1.
5- المعرفة و التاريخ 155/1.
6- رواه الطبري في تاريخه 164/8.
7- لم يرد له أي ذكر في تاريخ خليفة في حوادث سنة 168.

5525 - عيسى بن موسى

أبو محمّد،- و يقال: أبو موسى -

أخو سليمان بن موسى القرشي (1)

من أهل دمشق.

روى عن عروة بن رويم اللّخمي، و العلاء بن الحارث، و إسماعيل بن عبيد اللّه، و يونس بن ميسرة بن حلبس، و غيلان بن أنس، و يزيد بن عبيدة، و أبي حازم الأعرج، و ربيعة بن يزيد.

روى عنه: الوليد بن مسلم، و عمرو بن أبي سلمة، و محمّد بن سليمان بن أبي داود البومة.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي سعد (2) محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو أحمد الحافظ ، أنبأنا محمّد بن مروان - و هو ابن خريم - حدّثنا محمود هو ابن خالد، حدّثنا الوليد قال: و أخبرني عيسى بن موسى أبو محمّد و غيره قالوا: أنبأنا إسماعيل بن عبيد اللّه أن قيس بن الحارث المذحجي - حدّثنا به - دخل هو و الصّنابحي على عبادة بن الصّامت في مرضه الذي قبض فيه، فقال عبادة حين نظر إلى الصّنابحي:

من سرّه أن ينظر إلى رجل كأنّما صعد إلى السماء فهو يعمل بما رأى فلينظر إلى هذا، ثم قال: مرحبا بأبي عبد اللّه، و اللّه لئن شفعت لأشفعن لك، و لئن استشهدت لأشهدنّ لك، و لئن قدرت لأنفعنك، ثم قال: أقعدوني، فأقعد، ثم قال: أما إنّي سأحدثكم حديثا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لو علمت أن أقوم من مضجعي هذا لم أحدثكموه - مع أنه قد كان يعمل - إنّي أحدثكم بحديث، فليحدّث الحاضر منكم الغائب، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من مات لا يشرك بي شيئا فقد حرّم اللّه عليه النار» (3)[10349].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب (4)،حدّثني صفوان (5)،حدّثنا الوليد،

ص: 20


1- ترجمته في تهذيب الكمال 580/14 و تهذيب التهذيب 464/4 التاريخ الكبير 394/6.
2- بالأصل: سعيد، تصحيف، و التصويب عن ت.
3- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 359/2 مختصرا.
4- المعرفة و التاريخ 360/2.
5- هو صفوان بن صالح أبو عبد الملك الدمشقي، ترجمته في تهذيب الكمال 114/9.

حدّثني أبو محمّد عيسى بن موسى، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، عن قيس بن الحارث المذحجي أنه سمع عبادة بن الصّامت يقول: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يقول:«إنّي أحدثكم بحديث فليحدّث به الحاضر منكم الغائب»[10350].

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (1):

عيسى بن موسى أبو محمّد القرشي عن إسماعيل بن عبيد اللّه (2)،روى عنه الوليد بن مسلم، و سمع يونس بن ميسرة.

أنبأنا أبو الحسين (3) القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي.

قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4):عيسى بن موسى أبو محمّد القرشي، روى عن إسماعيل بن عبيد اللّه (5) بن أبي المهاجر، روى عنه الوليد بن مسلم، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان، حدّثنا مسلم بن الحجّاج قال:

أبو محمّد عيسى بن موسى القرشي عن إسماعيل بن عبيد اللّه، و يونس بن ميسرة، روى عنه الوليد بن مسلم.

و قال في موضع آخر: أبو موسى عيسى بن موسى، سمع أبا حازم، روى عنه الوليد بن مسلم.

ص: 21


1- التاريخ الكبير للبخاري 394/6.
2- كذا بالأصل و اللفظة غير واضحة في ت لسوء التصوير و في التاريخ الكبير: عبد اللّه.
3- بالأصل: الحسن، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
4- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 286/6.
5- في الجرح و التعديل: عبد اللّه.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو محمّد عيسى بن موسى القرشي.

و قال في موضع آخر: أبو موسى عيسى بن موسى عن إسماعيل بن عبيد اللّه، روى عنه الوليد.

قرأنا على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر بن أبي الصّقر، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، أنبأنا أبو بشر الدولابي، قال (1):

أبو محمّد عيسى بن موسى القرشي يروي عنه الوليد بن مسلم.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة قال في تسمية الاخوة من أهل الشام قال: أخوان:

سليمان بن موسى، و عيسى بن موسى (2).

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا القاسم بن عتاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا أحمد بن عمير قال:

سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة: أبو محمّد عيسى بن موسى (3).

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني، أنبأنا أبو بكر الصّفّار، أنبأنا أحمد بن علي، أنبأنا أبو أحمد قال:

عيسى بن موسى القرشي سمع أبا عبد الحميد إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر المخزومي، و أبا (4) حلبس (5) يونس [بن] (6) ميسرة بن حلبس الجبلاني (7)،روى عنه الوليد بن مسلم، و عمرو بن أبي سلمة.

ص: 22


1- الكنى و الأسماء للدولابي 100/2.
2- تهذيب الكمال 580/14.
3- تهذيب الكمال 580/14.
4- الأصل:«و انبانا».
5- الأصل: جليس، تصحيف، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 230/5 و له كنية أخرى: أبو عبيد.
6- زيادة لازمة.
7- بالأصل: الجيلاني، تصحيف، و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى جبلان، بطن من حمير.

5526 - عيسى بن موسى القرشي

5526 - عيسى بن موسى القرشي (1)

دمشقي غير المذكور آنفا.

حدّث عن عطاء الخراساني.

روى عنه: سليمان بن عبد الرّحمن، و عامر بن سيّار النّحلاني.

أنبأنا أبو علي المقرى، و حدّثني أبو مسعود عنه، أنبأنا أبو نعيم، حدّثنا سليمان بن أحمد [حدثنا] أبو زرعة الدمشقي، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا عيسى بن موسى القرشي، حدّثنا عطاء الخراساني، عن نافع، عن ابن عمر قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه جميل يحب الجمال، و يحبّ أن يرى أثر نعمته على عبده، الكبر من سفه الحقّ و غمص الناس»[10351].

أنبأناه أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم.

ح و أنبأناه أبو الفتح الحداد، أنبأنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد اللّه، قالا: حدّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا عيسى بن موسى الدمشقي عن عطاء الخراساني، فذكر الحديث أتم من الأوّل.

5527 - عيسى بن ميمون

5527 - عيسى بن ميمون (2)

من أهل دمشق.

روى عنه محمّد بن شعيب بن شابور.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنبأنا أبو القاسم ابن منده، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.

قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (3):

عيسى بن ميمون الشامي الدمشقي روى عنه محمّد بن شعيب بن شابور، سألت أبي عنه فقال: هو شيخ بين ذلك.

ص: 23


1- ترجمته في تهذيب الكمال 582/14 و تهذيب التهذيب 464/4.
2- ترجمته في الجرح و التعديل 288/6 و ميزان الاعتدال 327/3.
3- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 288/6.

5528 - عيسى بن هارون بن يوسف

أبو موسى المغربي الأغماتي (1) المالكي الفقيه

تولى التدريس... (2) المالكية بدمشق مرتين، و كان عالما بمذهب مالك و الفرائض.

و سمع الحديث من شيخنا الفقيه نصر اللّه بن محمّد، و لزم الحضور عنده مدة طويلة، و كان في لسانه قصور، و فيه صلابة و تضييق على نفسه في المعيشة، يسكن في بيت في سفل المنارة الشّرقية، مات و دفن يوم الاثنين الثالث من شهر رمضان سنة ثلاث و خمسين و خمسمائة قبلي مسجد فلوس (3).

5529 - عيسى بن يزيد

أبو عبد الرّحمن الأنطرطوسي الأعرج (4)

من أهل أنطرطوس (5)،مدينة من نواحي أطرابلس من ساحل دمشق.

حدّث عن الأوزاعي، و أبي عدي أرطأة بن المنذر.

روى عنه: محمّد بن المصفّى الحمصي، و عبد الوهّاب بن الضّحّاك.

أنبأنا أبو محمّد بن السمرقندي، و ابن الأكفاني، قالا: حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، حدّثنا أبو الحسن علي بن سليمان بن سلمة المرّي، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الوليد المقرئ، حدّثنا ابن المصفّى، حدّثنا عيسى ابن يزيد الأعرج عن الأوزاعي عن حسّان بن عطية عن سلمان الفارسي.

عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«الصلاة كيل و وزن، فمن أوفى وفّي له، و من نقص فقد علمتم ما أنزل في المطفّفين»[10352].

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصّفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال:

ص: 24


1- الأغماتي بفتح الألف و سكون الغين المعجمة، هذه النسبة إلى أغمات بلدة بأقصى بلاد المغرب قريبة من بحر الظلمة و هي عند سوس الأقصى (الأنساب).
2- كلمة غير واضحة بالأصل و ت، و نميل إلى قراءتها: بحلقة.
3- مسجد فلوس: مسجد قبلي الميدان على طريق حوران (الدارس في تاريخ المدارس 277/2).
4- ترجمته في ميزان الاعتدال 328/3 و معجم البلدان (انطرطوس).
5- في معجم البلدان: بلد من سواحل بحر الشام و هي آخر أعمال دمشق من البلاد الساحلية و أول أعمال حمص.

أبو عبد الرّحمن عيسى بن يزيد الأعرج الأنطرطوسي الشامي، عن الأوزاعي، و أرطأة بن المنذر حديثه ليس بالقائم، روى عنه محمّد بن المصفّى، و عبد الواحد بن الضّحّاك، ثم ذكر حديث: الصلاة كيل، ثم قال: هذا حديث منكر، و بين حسّان و سلمان مفاوز ينقطع فيها أعناق الإبل.

5530 - عيسى بن يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد اللّه

أبو عمرو - و يقال: أبو محمّد - السّبيعي (1)

من أهل الكوفة.

سكن الشام، و قدم دمشق.

روى عن الأعمش، و هشام بن عروة، و هشام بن حسّان [و] (2) الأوزاعي، و عبد اللّه ابن مسلم بن هرمز، و زكريا بن أبي زائدة، و هشام الدّستوائي، و عبد اللّه بن عون، و عوف بن أبي جميلة، و هشام بن الغاز، و ثور بن يزيد، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و إسماعيل بن مسلم، و زكريا بن أبي زائدة، و عبد اللّه بن أبي السّفر، و عبيد اللّه بن الوليد الوصّافي (3)، و خالد بن إلياس، و صالح بن أبي الأخضر.

روى عنه: حمّاد بن سلمة، و موسى بن أعين، و عبد اللّه بن وهب، و الوليد بن مسلم، و مروان بن محمّد، و أبو مسهر، و هشام بن عمّار، و جنادة بن محمّد المرّي، و عمران بن يزيد بن أبي جميل، و سليمان بن عبد الرّحمن، و محمّد بن المبارك الصّوري، و محمّد بن سلاّم المنبجي، و مؤمّل بن الفضل الحرّاني، و يحيى بن حسّان، و زهير بن عبّاد الرّؤاسي، و محمّد ابن إبراهيم بن أبي سكينة، و عبد الأعلى بن حمّاد النّرسي، و لوين، و يزيد بن خالد بن موهب (4)،و مخلد بن مالك، و أحمد بن جناب (5) المصّيصي، و هاشم بن القاسم، و سعيد بن أحمد بن سنان المنبجي، و الحسن بن عرفة، و علي بن الحسن النّسائي، و أبو همّام الوليد بن

ص: 25


1- ترجمته في تهذيب الكمال 591/14 و تهذيب التهذيب 465/4 و ميزان الاعتدال 328/3 و تاريخ الطبري 634/7 و تاريخ بغداد 152/11 و تذكرة الحفاظ 279/1 و سير أعلام النبلاء 291/6 و العبر 203/1 و التاريخ الكبير 6/ 406 و الجرح و التعديل 291/6.
2- سقطت من الأصل، و أضيفت عن ت، و تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.
3- الأصل: الرصافي، و اللفظة غير واضحة في ت، لسوء التصوير، و المثبت عن تهذيب الكمال، ترجمته فيه 277/12.
4- الأصل: وهب، تصحيف، و التصويب عن تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.
5- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن تهذيب الكمال و سير الأعلام.

شجاع السّكوني، و أحمد بن حنبل.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم غير مرة، أنبأنا أبو عبد اللّه بن سلوان، أنبأنا الفضل ابن جعفر، أنبأنا عبد الرّحمن بن القاسم الهاشمي، حدّثنا أبو مسهر، حدّثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن يزيد بن وهب، عن جرير بن عبد اللّه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من لا يرحم الناس لا يرحمه اللّه»[10353].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي الجوهري، أنبأنا أبو الحسين بن المظفّر، حدّثنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان بن الحارث، حدّثنا أبو نعيم عبيد بن هشام، حدّثنا عيسى بن يونس.

ح و أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا:

أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو الحسن الحربي، حدّثنا أبو حمزة أحمد بن عبد اللّه بن عمران المروزي، حدّثنا علي بن خشرم، أنبأنا عيسى بن يونس.

عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقبل الهدية و يثيب عليها (1)[10354].

رواه البخاري (2) عن مسدّد عن عيسى.

رواه الترمذي (3) عن علي بن خشرم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو الحسن بن السّقّا (4)،و أبو محمّد بن بالوية، قالا: حدّثنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول:

عيسى بن يونس يسند حديثا عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يقبل الهدية و لا يقبل الصدقة، و الناس يحدّثون به، مرسل (5).

أنبأنا أبو الفضل بن (6) ناصر، و أبو القاسم التميمي، قالا: أنبأنا المبارك بن عبد الجبار، أنبأنا إبراهيم بن عمر، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن خلف، حدّثنا أبو حفص عمر بن

ص: 26


1- تهذيب الكمال 595/14 و سير الأعلام 491/8.
2- أخرجه البخاري في(51) كتاب الهبة و فضلها(7) باب قبول الهدية رقم 2574.
3- سنن الترمذي(28) كتاب البر و الصلة،(34) باب ما جاء في قبول الهدية و المكافأة رقم 1953.
4- بالأصل:«السقار أبو محمد».
5- تهذيب الكمال 594/14.
6- «بن» كتبت تحت الكلام بين السطرين بالأصل.

محمّد، حدّثنا أحمد بن محمّد بن هانئ، عن أحمد بن محمّد بن حنبل، قال: كان عيسى بن يونس يسند حديث الهدية، و الناس يرسلونه (1).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي، أنبأنا الماسرجسي - يعني أبا العبّاس أحمد بن محمّد بن الحسين، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، حدّثنا عيسى بن يونس، حدّثنا الأوزاعي، عن إبراهيم بن ميسرة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«لا تنكح البكر حتى تستأذن، و إذنها الصّموت، و الثّيّب تصيب من أمرها ما لم تدع إلى سخط ، فإن دعت إلى سخطة و كان أولياؤها يدعون إلى الرضا رفع ذلك إلى السلطان»[10355].

قال إسحاق: قلت لعيسى بن يونس: آخر الحديث من حديث النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: هكذا الحديث فلا أدري.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو طلحة زيد بن عبد اللّه بن زيد الشّعراني ابن بنت محمّد بن المصفّى، حدّثنا كثير بن عبيد المذحجي، حدّثنا بقية بن الوليد، عن عيسى بن يونس، عن أخيه، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد اللّه بن مسعود قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«عوذوا المريض، و أجيبوا الداعي، و لا تردوا الهدية، و لا تضربوا المسلمين»[10356].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن بن أحمد، أنبأنا محمّد بن الحسين بن موسى السمسار، حدّثنا أبو بكر بن خزيمة، حدّثنا علي بن حجر السّعدي، حدّثنا عيسى بن يونس في قصر الحجّاج في دار الإمارة في زرع عاتكة، حدّثنا هشام بن عروة، عن أخيه عبد اللّه بن عروة، عن عروة، عن عائشة قالت:

جلس إحدى عشر امرأة تعاهدن و تعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا.

فقالت الأولى: زوجي لحم جمل غثّ (2)،على رأس جبل، لا سهل فيرتقى و لا سمين فينتقل (3).

ص: 27


1- تهذيب الكمال 594/14 و سير أعلام النبلاء 492/8.
2- يعني به: جمل مهزول.
3- في المختصر: فينتقى، و المثبت يوافق رواية صحيح مسلم.

قالت الثانية: زوجي لا أبثّ خبره (1).إنّي أخاف أن لا أذره. إن أذكره أذكر عجره (2)و بجره.

قالت الثالثة:[زوجي العشنق (3)،إن أنطق أطلّق. و إن أسكت أعلّق (4).قالت الرابعة] (5) زوجي كليل تهامة، لا حرّ و لا قرّ، و لا مخافة و لا سآمة.

قالت الخامسة: إن دخل فهد (6)،و إن خرج أسد، و لا يسأل عما عهد.

قالت السادسة: زوجي إن أكل لفّ (7)،و إن شرب اشتفّ (8)،و إن اضطجع التفّ ، و لا يولج الكفّ ، ليعلم البث [قالت السابعة: زوجي غياياء أو عياياء طباقاء. كل داء له داء.

شجك أو فلّك أو جمع كلالك] (9).

قالت الثامنة: زوجي الريح ريح زرنب (10) و المسّ مس ارنب.

قالت التاسعة: زوجي رفيع العماد، طويل النّجاد، عظيم الرماد، قريب البيت من الناد (11).

قالت العاشرة: زوجي مالك، فما مالك ؟ مالك خير من ذلك. له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح، إذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهنّ هوالك.

قالت الحادية عشر: زوجي أبو زرع، فما أبو زرع ؟ أناس من حليّ أذنيّ ، و ملأ من

ص: 28


1- لا أبث خبره أي لا أنشره.
2- عجره و بجره: يعني عيوبه.
3- العشنق: الطويل.
4- يعني إن ذكرت عيوبه طلقني، و إن سكت عنها علقني فتركني لا عزباء و لا متزوجة.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن صحيح مسلم.
6- يقال: أنوم من فهد، شبهته بالفد لكثرة نومه، و الغفلة إذا دخل منزله عن تعهد ما ذهب من متاعه و ما بقي.
7- اللف في الطعام الإكثار منه مع التخليط من صنوفه.
8- و الاشتفاف: أن يستوعب جميع ما في الإناء من الشراب.
9- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن المختصر و صحيح مسلم. و العياياء: العنّين الذي تعييه مباضعة النساء. و الطباقاء: الأحمق. و شجك أي جرحك في الرأس. و فلّك الفلّ : الكسر و الضرب.
10- الزرنب نوع من الطيب، من نبات طيب الرائحة.
11- رفيع العماد: وصفه بالشرف، و قوله طويل النجاد: النجاد حمائل السيف، تريد طول قامته. و عظيم الرماد: تصفه بالجود و كثرة الضيافة.

شحم عضدي، و بجحني فبجحت إليّ نفسي. وجدني في أهل غنيمة بشقّ . فجعلني في أهل صهيل و أطيط و دائس و منقّ . فعنده أقول فلا أقبّح، و أرقد فأتصبّح، و أشرب فأتقمح (1).

أم أبي زرع فما أم أبي زرع ؟ عكومها رداح (2) و بيتها فساح.

ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع ؟ مضجعه كمثل (3) شطبة، و يشبعه ذراع الجفرة.

بنت أبي زرع، فما بنت أبي زرع ؟ طوع أبيها و طوع أمها، و ملء كسائها، و غيظ جارتها.

جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع ؟ لا تبث حديثنا تبثيثا، و لا تنقّث ميرتنا (4) تنقيثا، و لا تملأ بيتنا تعشيشا.

قالت: خرج أبو زرع و الأوطاب تمخض فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين، يلعبان من تحت خصرها برمانتين، فطلقني و نكحها، فنكحت بعده رجلا سريا (5)،ركب شريا، و أخذ خطيا، و أراح عليّ نعما ثريا، و أعطاني من كل رائحة زوجا، و قال: كلي أم زرع و ميري أهلك فلو جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع.

قالت عائشة: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كنت لك كأبي زرع لأمّ زرع»[10357].

أخرجه البخاري (6) و مسلم (7) و الترمذي و النّسائي عن علي بن حجر.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا أبو طاهر، و أبو المفضّل.

ح و أخبرنا أبو العزّ بن منصور، أنبأنا أبو طاهر.

قالا: أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني، أنبأنا أبو الحسين الأهوازي، أنبأنا أبو حفص

ص: 29


1- الأصل و المختصر:«فأتقمح» و في صحيح مسلم: فأتقنّح. و قوله: و بجّحني يعني فرّحني ففرحت. و دائس و منق: الدائس الذي يدوس الزرع في بيدره و منقّ من نقّى الطعام. و قوله أتقمح، بالميم و هو قول أبي عبيد، معناها أروى حتى أدع الشراب من شدة الريّ .
2- عكومها رداح: يعني أنها كبيرة. و العكوم الأعدال و الأوعية.
3- كذا بالأصل: كمثل شطبة، و في المختصر و صحيح مسلم: كمسل شطبة و الشطبة: السعفة.
4- الميرة: الطعام المجلوب، و معناه أنها لا تفسده و لا تذهب به وصفها بالأمانة.
5- السري: السيد الشريف، و الشري: يعني الفرس الذي يستشرى في سيره أي يلح و يمضي بلا فتور و لا انكسار.
6- صحيح البخاري و كتاب النكاح،(باب) حسن المعاشرة مع الأهل 146/5.
7- صحيح مسلم(44) كتاب فضائل الصحابة(14) باب، رقم 2448(1896/4).

الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خياط ، قال (1):عيسى بن يونس بن أبي إسحاق همداني، يكنى أبا عمرو، مات بالحدث (2) سنة إحدى و تسعين و مائة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو محمّد بن رباح، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي، حدّثنا معاوية بن صالح، قال:

سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الثغور: عيسى بن يونس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنبأنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: و عيسى بن يونس يكنى أبا عمرو.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنبأنا أحمد بن محمّد، حدّثنا ابن أبي الدنيا.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم.

قالا: حدّثنا محمّد بن سعد قال (3):

عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السّبيعي من همدان، يكنى أبا عمرو، و هو من أهل الكوفة، تحول إلى الثغر فنزل بالحدث، قال ابن أبي الدنيا في روايته: و مات به في سنة إحدى و تسعين و مائة، و قال ابن الفهم في روايته (4)،و كان ثقة ثبتا، و مات بالحدث في أول سنة إحدى و تسعين و مائة في خلافة هارون.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك، و ابن النّرسي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن الحسن: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (5):

ص: 30


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 582 رقم 3054.
2- الحدث: قلعة حصينة بين ملطية و سميساط و مرعش (راجع معجم البلدان).
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 488/7.
4- و هي رواية طبقات ابن سعد المطبوع.
5- رواه البخاري في التاريخ الكبير 406/6.

عيسى بن يونس بن أبي إسحاق أبو عمرو السّبيعي الهمداني أصله كوفي، سكن ناحية الشام، سمع الأعمش و ابن أبي حازم (1)،قال إبراهيم بن موسى: سمعت الوليد يقول: ما أبالي من خالفني عن الأوزاعي ما خلا عيسى بن يونس فإنّي رأيت أخذه [أخذا محكما] (2).

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي بن محمّد.

قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (3):

عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السّبيعي الهمداني الكوفي، أبو عمرو، سكن ناحية الشام، روى عن هشام بن عروة، و الأعمش، و الأوزاعي، و عوف، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:

أبو عمرو عيسى بن يونس بن إسحاق السّبيعي، سمع أباه، و الأعمش، و إسماعيل بن أبي خالد.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر المكي، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو عمرو، عيسى بن يونس بن أبي إسحاق.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر الخطيب، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي قال:

أبو عمرو عيسى بن يونس بن أبي إسحاق (4).

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنبأنا نصر بن إبراهيم، أنبأنا سليم بن أيوب، أنبأنا طاهر بن محمّد بن سليمان، حدّثنا علي بن إبراهيم بن أحمد، أنبأنا أبو زكريا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدّمي يقول:

ص: 31


1- كذا بالأصل، و في التاريخ الكبير:«ابن أبي خالد» و هو الصواب ذكر المزي في شيوخه: إسماعيل بن أبي خالد.
2- الزيادة للإيضاح عن تهذيب الكمال.
3- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 291/6.
4- الكنى و الأسماء للدولابي 43/2.

عيسى بن يونس بن أبي إسحاق أبو عمرو.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصّفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد قال:

أبو عمرو عيسى بن يونس بن أبي إسحاق الهمداني السّبيعي الكوفي، سكن الشام، رأى جده أبا إسحاق، و سمع الأعمش، و إسماعيل بن أبي خالد، روى عنه أبوه أبو إسرائيل يونس بن أبي إسحاق السّبيعي، و إسماعيل بن عيّاش، و ابن راهوية، و أبو بكر بن أبي شيبة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنبأنا مسعود بن ناصر، أنبأنا عبد الملك بن الحسن، أنبأنا أبو نصر البخاري، قال (1):

عيسى بن يونس بن أبي إسحاق، و اسمه عمرو، أبو عمرو السّبيعي الهمداني الكوفي، سكن ناحية الشام بالحدث، و هي ثغر، و هو أخو إسرائيل، سمع إسماعيل بن أبي خالد، و هشام بن عروة، و هشام بن حسّان، و عبيد اللّه بن عمر، و ثور بن يزيد، و عمر بن سعيد، روى عنه مسدّد، و إبراهيم بن موسى، و إسحاق الحنظلي، و محمّد بن عبيد بن ميمون في الصلاة، و البيوع، و غير موضع، مات سنة سبع و ثمانين و مائة.

قال البخاري: حدّثنا الفضل - و هو ابن يعقوب - حدّثنا عبد اللّه بن جعفر بهذا، و قال أبو عيسى مثله، و قال ابن سعد: مات بالحدث في أوّل سنة إحدى و تسعين و مائة، و ذكر أبو داود أنه مات سنة ثمان و ثمانين و مائة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):

عيسى بن يونس بن أبي إسحاق الهمداني الكوفي، و اسم أبي إسحاق عمرو بن عبد اللّه ابن علي (3) بن أحمد بن أبي يحمد بن السّبيع بن سبع بن صعب بن معاوية بن كثير (4) بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان (5) بن نوف بن همدان، و عيسى يكنى أبو عمرو، و هو

ص: 32


1- راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 392/1.
2- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 152/11.
3- كذا بالأصل، و «بن علي» ليس في تاريخ بغداد.
4- في جمهرة ابن حزم ص 475: كثير بن مالك بن جشم.
5- كذا بالأصل و تاريخ بغداد، و في جمهرة ابن حزم: خيران.

أخو إسرائيل، رأى جده أبا إسحاق إلاّ أنه لم يسمع منه شيئا، و سمع إسماعيل بن أبي خالد، و هشام بن عروة، و عبيد اللّه بن عمر، و سليمان الأعمش، و الأوزاعي، و عوف الأعرابي، و شعبة، و مالك بن أنس، و عمر (1) بن سعيد بن أبي حسين، و ابن جريج، و محمّد بن إسحاق، روى عنه أبوه (2) يونس، و إسماعيل بن عيّاش، و القعنبي (3)،و داود بن عمرو الضّبّي، و أحمد بن جناب، و علي بن بحر بن برّي، و الحكم بن موسى، و يحيى بن معين، و علي بن المديني، و إسحاق بن راهوية، و أبو بكر بن أبي شيبة، و يعقوب الدّورقي، و الحسن بن عرفة في آخرين.

و كان عيسى قد انتقل عن الكوفة إلى بعض ثغور الشام فسكنها، و قدم بغداد و حدّث بها.

أخبرني (4) السكري، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا [ابن] (5) الغلاّبي قال: قال أبو زكريا: و قد رأى عيسى بن يونس [جده] أبا إسحاق.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح المؤذن، أنبأنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: حدّثنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا عبّاس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

قد رأى عيسى بن يونس أبا إسحاق و لم يسمع منه شيئا، فرددته على يحيى و قلت:

رأى عيسى أبا إسحاق ؟ قال: نعم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا - أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنبأنا ابن الفضل، أنبأنا دعلج بن أحمد، حدّثنا أحمد بن علي الأبّار، حدّثنا الحسن - يعني ابن علي الحلواني - حدّثنا محمّد بن داود، قال: سمعت عيسى بن يونس

ص: 33


1- الأصل:«عمرو» و التصويب عن تاريخ بغداد و تهذيب الكمال.
2- بالأصل:«أبو يونس» و التصويب عن تاريخ بغداد.
3- هو عبد اللّه بن مسلمة القعنبي.
4- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 153/11.
5- الزيادة عن تاريخ بغداد.
6- تاريخ بغداد 153/11 و تهذيب الكمال 596/14 و سير أعلام النبلاء 494/8.

يقول: أربعين حديثا حدّثنا بها الأعمش، فيها ضرب الرقاب، لم يشركني فيها غير محمّد بن إسحاق المديني ربما قال الأعمش: حدّثنا (1) محمّد فيقول: لبيك فيقول من معك ؟ فيقول:

عيسى بن يونس، فيقول: ادخلا، و أجيفا الباب، و كان يسأله عن حديث الفتن.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي.

قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم [قال:] (2).

حدّثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا محمود بن غيلان، حدّثنا محمّد بن عبيد قال: رأيت أصحاب الأعمش الذين لا يفارقونه: عيسى بن يونس، و أبو بكر بن عيّاش، و حفص بن غياث، و حسن بن عيّاش.

قالا (3):و أنبأنا ابن أبي حاتم، حدّثنا أبي، حدّثنا إبراهيم بن موسى قال: قال الوليد بن مسلم: ما أبالي من خالفني في الأوزاعي ما خلا عيسى بن يونس فإنّي رأيت أخذه أخذا محكما.

أخبرنا أبو الحسين بن قبيس، حدّثنا - أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا ابن الفضل، أنبأنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا [أبو] أحمد بن فارس، حدّثنا البخاري قال: قال لي إبراهيم بن موسى: سمعت الوليد يقول: ما أبالي من خالفني في الأوزاعي ما خلا عيسى بن يونس، فإنّي رأيت أخذه.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنبأنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو الحارث عبد اللّه بن عبد الملك الطّبراني، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل (5)،حدّثنا يحيى بن معين قال:

سمعت عيسى بن يونس بمكة يقول: سمعت من الجريري فنهاني غلام من أهل البصرة أن أحدّث عنه، فلست أحدّث عنه - يعني يحيى بن سعيد.

ص: 34


1- كذا بالأصل، و في المصادر:«يا محمد» بدل «حدثنا محمد».
2- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 291/6-292.
3- يعني أبا طاهر بن سلمة و علي بن محمد.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 155/11.
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 595/14.

[قال غيره:] لعله سمع منه بعد اختلاطه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا عمر بن عبيد اللّه، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا محمّد بن روّاد، قال: سمعت عيسى بن يونس يقول:

ما كان يفرش لأبي أحد غيري، قال: و كنت أذهب إلى الفرات فأدخل في الماء كثيرا فآخذ لأبي من الماء، ثم أجيء به فأصفّيه و أبرّده قال: فيقول أبي: لا أنتفع بفراش إلاّ أن يفرشه عيسى، و لا أتهنّى بشربة حتى يجيء عيسى قال: و كنت قد غلبت عليه قال: و كان إسرائيل أخي منه اللين و كان أكبر مني، فإذا كانت له الحاجة و لعياله كلّمت أبي، و ربما فرش لأبي فأجيء فيقول لي: يا بني افرش، قال: فأفرش له و أمسحه بيدي، و ألقي اللحاف على أبي.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو الحسن بن السّقّا، أنبأنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول (1):

رأيت عيسى بن يونس عليه قباء (2) محشو، و خفّان أحمران (3).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (4)، أخبرني الأزهري، أنبأنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة، حدّثنا محمّد بن يونس، حدّثنا سليمان بن داود قال: كنا عند ابن عيينة فجاء عيسى بن يونس فقال: مرحبا بالفقيه ابن الفقيه ابن الفقيه.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه، حدّثنا محمّد بن إسحاق قال: سمعت محمّد بن الصّبّاح يقول: حدّثنا الوليد بن مسلم قال:

أفضل من بقي من علماء المغرب أبو إسحاق الفزاري، و مخلد بن الحسين، و عيسى بن يونس (5).

ص: 35


1- سير أعلام النبلاء 494/8.
2- بالأصل: قباء محشوا و خفين أحمرين.
3- زيد في سير أعلام النبلاء: يعني كان بزي الأجناد.
4- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 154/11.
5- تهذيب الكمال 596/14.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا محمّد بن القاسم بن جعفر، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حدّثنا الهروي - يعني إبراهيم بن عبد اللّه بن حاتم - حدّثنا عيسى بن يونس أبو عمرو الكوفي الرجل الصالح.

أنبأنا أبو غالب محمّد بن محمّد بن أسد، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا عبد العزيز بن علي الأزجي، أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة، حدّثنا محمّد بن أحمد ابن يعقوب، حدّثنا جدي، حدّثني أحمد بن داود الحدّاني، قال:

سمعت محمّد بن عبيد الطّنافسي يقول لأصحاب الحديث: أ لا تكونون مثل عيسى بن يونس ؟ كان إذا أقبل إلى الأعمش و معه الشباب و الشيوخ ينظرون إلى هديه و سمته (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسن بن رزقويه.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنبأنا أبو (2)الحسين بن بشران.

قالا: أنبأنا أبو عمرو بن السّمّاك، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال:

قال أبو نعيم: لم يسمع إبراهيم بن يوسف من أبيه شيئا، كان أحدث من ذلك، و فضّل عيسى بن يونس على إبراهيم (3).

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه بن عبد الملك - شفاها - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي إجازة.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي.

قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم (4)،أنبأنا حرب بن إسماعيل فيما كتب إليّ ، قال: سمعت إسحاق بن راهوية قال: قلت لوكيع: إنّي أريد أن أذهب إلى عيسى بن يونس، فقال: تأتي رجلا قد قهر العلم.

ص: 36


1- سير أعلام النبلاء 493/8 و تهذيب الكمال 596/14.
2- لفظة «أبو» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
3- من هذا الطريق في تهذيب الكمال 597/14، و مختصرا في سير أعلام النبلاء 492/8-493.
4- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 292/6 و عن إسحاق بن راهويه في تهذيب الكمال 596/14 و سير أعلام النبلاء 492/8.

أنبأنا أبو غالب محمّد بن محمّد العكبري، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا عبد العزيز بن علي، أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي قال: سمعت إبراهيم بن هاشم يقول (1):سمعت بشر بن الحارث يقول:

كان عيسى بن يونس يعجبه خطي، فكان يأخذ القرطاس فيقرأه عليّ قال: فكتبت من نسخة قوم شيئا ليس من حديثه، قال: كأنهم لما رأوا إكرامه لي أدخلوا عليه في حديثه، قال:

فجعل يقرأ عليّ و يضرب على تلك الأحاديث، فغمّني ذلك، فقال: لا يغمّك، لو كان:

«واوا» ما قدروا على أن يدخلوه علي، أو قال: لو كان:«واوا» لعرفته.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا - أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا الجوهري، أنبأنا محمّد بن العبّاس، أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، حدّثنا أحمد بن سعد، حدّثنا الحراني قال: قال ابن المبارك لرجل: اكتب نفس هذا الشيخ - يعني عيسى بن يونس-.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا أبو بكر الشامي، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، أنبأنا يوسف بن أحمد، أنبأنا أبو جعفر العتيقي، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد قال: سألت أبي عن عيسى بن يونس فقال: عيسى بن يونس يسأل عنه ؟ أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.

قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3).

أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل فيما كتب إليّ قال: سألت أبي: أيّما أصحّ حديثا عيسى بن يونس أو أبوه يونس بن أبي إسحاق ؟ قال: لا، بل عيسى أصحّ حديثا، فقلت له:

عيسى أو أخوه إسرائيل ؟ قال: ما أقربهما، قلت: ما تقول فيه ؟ فقال: عيسى يسأل عنه ؟ أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا - أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر

ص: 37


1- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 492/8 و المزي في تهذيب الكمال 596/14-597.
2- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 154/11.
3- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 292/6 و عن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل في تهذيب الكمال 596/14.

الخطيب (1)،أنبأنا البرقاني، أنبأنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، حدّثنا أبو عوانة يعقوب ابن إسحاق الأسفراييني (2)،حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحجّاج المرورّوذي، قال:

و سئل - يعني أحمد بن حنبل - عن عيسى بن يونس [و] (3) أبي إسحاق الفزاري، و مروان بن معاوية أيّهم أثبت ؟ قال: ما فيهم إلاّ ثبت قيل له: فمن تقدّم ؟ قال: ما فيهم إلاّ ثقة ثبت، إلاّ أنّ أبا إسحاق و مكانه من الإسلام.

أنبأنا أبو محمّد بن حمزة، عن أبي جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو الحسين عبد الرّحمن ابن عمر بن أحمد - إجازة - أنبأنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز (4)،حدّثنا [أبو] (5)علي حنبل بن إسحاق قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: عيسى بن يونس ثقة.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا بكر القفّال الشافعي يقول: حدّثنا عبد اللّه بن إسحاق المدائني، حدّثنا علي بن عثمان بن نفيل قال: قلت لأحمد بن حنبل: إنّ أبا قتادة كان يتكلم في وكيع و عيسى بن يونس، و ابن المبارك فقال: من كذّب أهل الصدق فهو الكذّاب (6).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي، و أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، قالا:

حدّثنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (7)،أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال: سمعت ابن عبدوس قال: سمعت عثمان الدّارمي يقول (8):سألت يحيى بن معين قلت: فعيسى بن يونس أحبّ إليك أو أبو معاوية ؟ فقال: ثقة و ثقة - يعني في الأعمش-.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، حدّثنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (9)، أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنبأنا محمّد بن نعيم الضّبّي، قال: سمعت أبا النّضر الفقيه

ص: 38


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 155/11 و عن أبي بكر المروذي في تهذيب الكمال 596/14.
2- بالأصل: الفرايني، تصحيف، و التصويب عن تاريخ بغداد، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 417/14.
3- زيادة لازمة عن تاريخ بغداد و تهذيب الكمال.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 374/15.
5- زيادة لازمة للإيضاح، راجع ترجمة حنبل بن إسحاق في تاريخ بغداد 286/8.
6- تهذيب الكمال 596/14.
7- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 155/11.
8- من طريقه في تهذيب الكمال 595/14 و سير أعلام النبلاء 492/8.
9- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 154/11.

يقول: سمعت إبراهيم بن إسماعيل العنبري يقول: قيس بن حنش يقول (1):سمعت علي بن المديني يقول: جماعة من الأولاد أثبت عندنا من آبائهم منهم: عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السّبيعي.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا ابن مندة، أنبأنا أحمد - إجازة-.

ح قالا: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي.

قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم [قال:] (2)أنبأنا حرب بن إسماعيل فيما كتب إليّ قال: سئل علي بن (3) المديني عن عيسى بن يونس فقال: بخ بخ، ثقة مأمون.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، حدّثنا - أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا البرقاني، أنبأنا ابن خميرويه المروي، أنبأنا الحسين بن إدريس قال: قال ابن عمّار: عيسى بن يونس، و إسرائيل بن يونس، و يوسف بن يونس هؤلاء إخوة و أثبتهم عيسى، ثم يوسف، و هو أثبت من إسرائيل، ثم إسرائيل.

و قال ابن عمّار في موضع آخر: إسرائيل و عيسى ابني (5) يونس، عيسى هو حجة و هو أثبت من إسرائيل، و إسرائيل و شريك قد تركهما يحيى.

أخبرنا أبو الحسن أيضا، حدّثنا - أبو منصور، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنبأنا حمزة ابن محمّد بن طاهر.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنبأنا الحسين بن جعفر - زاد الطّيّوري: و محمّد بن الحسن ابن محمّد.

ص: 39


1- من طريقه في تهذيب الكمال 595/14.
2- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 292/6 و سير أعلام النبلاء 492/8.
3- في الجرح و التعديل: علي بن عبد اللّه بن المديني.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 154/11-155.
5- الأصل:«بن» و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 155/11.

قالوا: أنبأنا الوليد بن بكر، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد اللّه العجلي، حدّثني أبي قال (1):

عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السّبيعي كوفي ثقة، و كان يسكن الثغر، و كان ثبتا في الحديث.

أنبأنا أبو الحسين (2) القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قالا: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.

قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (3):

سألت أبي عن عيسى بن يونس فقال: ثقة، و سئل أبو زرعة عن عيسى بن يونس فقال:

حافظ .

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا علي بن طلحة المقرئ، أنبأنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم الغازي، أنبأنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال: عيسى بن يونس كوفي ثقة.

أخبرنا (5) أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا أبو علي الواسطي، أنبأنا أبو بكر البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، حدّثنا أبي قال:

و قد كان عيسى بن يونس يرفع حديث الأوزاعي عن قرّة بن عبد الرّحمن بن حيويل (6)عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة:«.... (7) السلام سنة» فقيل له فيه: فأمسك عنه (8).

أنبأنا أبو غالب العكبري، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا عبد العزيز الأزجي،

ص: 40


1- و الخبر رواه العجلي في تاريخ الثقات ص 380 رقم 1338 و عنه في تهذيب الكمال 595/14 و سير الأعلام 8/ 492.
2- بالأصل: الحسن، تصحيف، و السند معروف.
3- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 292/6.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 155/11.
5- كتب فوقها في الأصل: ملحق.
6- تقرأ بالأصل: جبريل، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 267/15.
7- كلمة غير واضحة بالأصل.
8- كتب فوقها في الأصل: إلى.

أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي قال:

و حدّثني أحمد بن داود (1) قال: و سمعت عيسى بن يونس يقول: لم يكن من أسناني - أو من أترابي - أبصر بالنحو مني، فدخلني منه نخوة، فتركته.

قال: و حدّثني أحمد بن داود، قال (2):رأيت فرجا خادم أمير المؤمنين جاء إلى عيسى ابن يونس و هو قاعد بدرب الحدث على باب منزله، فكلّمه، فما رفع به رأسا و لا نظر إليه، فانصرف ذليلا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا - أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3)،قال: حدّثت عن أبي الحسن بن الفرات، أخبرني الحسن بن يوسف الصّيرفي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن هارون الخلاّل، أنبأنا أبو بكر المروذي، قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: الذي كنا [نخبر] (4) أن عيسى بن يونس كان سنة في الغزو، و سنة في الحج، و قد كان قدم إلى بغداد في شيء من أمر الحصون، فأمر له بمال فأبى أن يقبل.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أحمد بن عمر ابن روح النّهرواني.

ح و أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنبأنا محمّد بن الحسين، قالا: أنبأنا المعافى بن زكريا، حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباري، حدّثني أبي، حدّثنا موسى ابن عبد الرّحمن بن مسروق الكندي الكوفي، حدّثنا محمّد بن المنذر الكندي، و كان جارا لعبد اللّه بن إدريس، قال:

حجّ الرشيد و معه الأمين و المأمون، فدخل الكوفة فقال لأبي يوسف: قل للمحدّثين يأتونا يحدّثونا، فلم يتخلّف عنه من شيوخ الكوفة إلاّ اثنان: عبد اللّه بن إدريس، و عيسى بن يونس، فركب الأمين و المأمون إلى عبد اللّه بن إدريس فحدّثهما بمائة حديث، فقال المأمون لعبد اللّه: يا عمّ أ تأذن لي أن أعيدها عليك من حفظي ؟ قال: افعل، فأعادها كما سمعها، و كان ابن إدريس من أهل الحفظ يقول: لو لا أنّي أخشى أن ينفلت مني القرآن ما دوّنت العلم،

ص: 41


1- تهذيب الكمال 597/14 و سير أعلام النبلاء 493/8.
2- من طريقه رواه أيضا المزي في تهذيب الكمال 597/14 و الذهبي في سير أعلام النبلاء 493/8.
3- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 153/11-154.
4- الزيادة للإيضاح عن تاريخ بغداد.

فعجب عبد اللّه بن إدريس من حفظ المأمون و قال المأمون: يا عمّ إلى جانب مسجدك دار، إن أذنت لنا اشتريناها و وسعنا بها المسجد؟ فقال: ما بي إلى هذا حاجة، قد أجزأ من كان قبلي، و هو يجزيني فنظر إلى قرح في ذراع الشيخ فقال: إنّ معنا متطببين و أدوية، أ تأذن - و في حديث الخطيب: أ فتأذن - لي أن يجيئك من يعالجك ؟ قال: لا، قد ظهر بي مثل هذا و برأ، فأمر له بمال جائزة فأبى أن يقبله، و صارا إلى عيسى بن يونس، فحدّثهما، فأمر له المأمون بعشرة آلاف - زاد ابن كادش: درهم، و قالا:- فأبى أن يقبلها، فظنّ أنه استقلها، فأمر له بعشرين ألفا، فقال عيسى: لا و لا أهليجي، و لا شربة ماء على حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لو ملأت لي هذا المسجد ذهبا إلى السقف، فانصرفا من عنده.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا - أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنبأنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقرئ الواسطي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن فارس البزّاز (2)،أنبأنا علي بن الحسين النديم، أنبأنا الحسين بن عمر الثقفي، حدّثنا عبد اللّه بن سعيد الكندي، حدّثنا عمر بن أبي الرّطيل، عن أبي بلال الأشعري، عن جعفر بن يحيى بن خالد قال: ما رأينا في القرّاء مثل عيسى بن يونس، أرسلنا إليه فأتانا بالرّقّة، فاعتلّ قبل أن يرجع، فقلت له: يا أبا عمرو قد أمر لك بعشرة آلاف فقال:

هيه، فقلت: هي خمسون ألفا، قال: لا حاجة لي فيها، فقلت: و لم ؟ أما و اللّه لأهنّينّكها (3)هي و اللّه مائة ألف قال: لا و اللّه لا يتحدث أهل العلم أنّي أكلت للسنّة ثمنا، أ لا كان هذا قبل أن يرسلوا إليّ ، فأما على الحديث فلا، و لا شربة ماء و لا هليلجة (4)!! قال: و أخبرني أبو الفرج الطّناجيري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: و في كتاب جدي عن عبيد اللّه بن عفير عن أبيه قال: و في سنة إحدى و ثمانين توفي عيسى بن يونس (5).

ص: 42


1- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 154/11 و تهذيب الكمال 597/14 و سير أعلام النبلاء 493/8.
2- بالأصل: البزار، و المثبت عن تاريخ بغداد و تهذيب الكمال.
3- كذا بالأصل و سير الأعلام و تهذيب الكمال، و في تاريخ بغداد: لاهنيتكها.
4- كذا بالأصل و تاريخ بغداد و تهذيب الكمال، و في المختصر و سير أعلام النبلاء:«إهليلجة» و هو أظهر (راجع اللسان). و الإهليلج: واحدته إهليلجة، شجر، و ثمر معروف منه أصفر و منه أسود و منه كابلي ينفع من الخوانيق و يحفظ العقل و يزيل الصداع.(راجع القاموس المحيط ).
5- راجع تهذيب الكمال 597/14.

قرأنا على أبي عبد الرّحمن يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدّثنا ابن أبي خيثمة قال: سمعت أحمد بن جناب (1) يقول:

مات عيسى بن يونس سنة سبع و ثمانين و مائة، و غزا خمسا و أربعين غزوة، و حجّ خمسا و أربعين حجة (2).

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه.

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو علي.

قالوا: أنبأنا أبو نعيم، حدّثنا أحمد بن جعفر بن سلم، حدّثنا أحمد بن علي الأبّار، قال: سمعت سليمان بن عمر الرّقّي يقول: مات أبو إسحاق الفزاري في سنة ثمان و ثمانين و مائة، في آخر سنة سبع، و مات عيسى بن يونس قبل موت أبي إسحاق بشهرين (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا ابن رزقويه.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا - أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنبأنا عثمان بن أحمد - و قال أبو بكر: أنبأنا ابن السماك - حدّثنا حنبل بن إسحاق قال: سمعت علي بن بحر قال:- و قال أبو بكر القطان:

يقول:- كنت عند عيسى بن يونس في سنة ست و ثمانين و مائة، و مات سنة سبع و ثمانين [و مائة].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (5):قال الفضل بن يعقوب: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر قال: مات عيسى بن يونس سنة سبع و ثمانين و مائة.

ص: 43


1- إعجامها مضطرب بالأصل.
2- تهذيب الكمال 597/14 و انظر سير أعلام النبلاء 494/8.
3- تهذيب الكمال 598/14.
4- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 155/11-156.
5- رواه البخاري في التاريخ الكبير 406/6.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا - أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (1)، أنبأنا الأزهري، أنبأنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا إبراهيم بن محمّد الكندي، أنبأنا أبو موسى محمّد بن المثنّى، قال: و مات عيسى بن يونس سنة ثمان و ثمانين.

قال (2):و أنبأنا هبة اللّه بن الحسن (3) الطّبري، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عروة، حدّثنا ابن أبي داود قال: سمعت محمّد بن مصفّى قال:

مات عيسى بن يونس في النصف من شعبان سنة ثمان و ثمانين و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أحمد بن علي بن عبيد اللّه بن عمر بن سوّار، أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي الكوفي.

ثم قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن الكوفي، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، حدّثنا عبد اللّه بن أبي داود، حدّثنا ابن مصفّى قال: و عيسى بن يونس توفي سنة ثمان و ثمانين و مائة في النصف من شعبان (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم بن العلاّف، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأنا الحسن بن محمّد بن الحسن، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان قال:

و في سنة ثمان و ثمانين و مائة مات عيسى بن يونس بن أبي إسحاق، و أخبرت أنه مات في نصف من شعبان.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: قال أبو موسى: فيها يعني سنة ثمان و ثمانين و مائة مات عيسى بن يونس بن أبي إسحاق و وافقه المديني على ذلك.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا - أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنبأنا أبو سعيد بن حسنويه، أنبأنا عبد اللّه (6) بن محمّد بن جعفر، حدّثنا عمر بن

ص: 44


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 156/11.
2- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 156/11.
3- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن تاريخ بغداد.
4- تهذيب الكمال 598/14 و سير أعلام النبلاء 494/8.
5- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 156/11.
6- الأصل: أبو عبد اللّه، و المثبت عن تاريخ بغداد.

أحمد الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خياط قال: و عيسى بن يونس بن أبي إسحاق مات بالحدث سنة إحدى و تسعين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن البسري، أنبأنا أبو طاهر المخلص - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا - أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنبأنا عبد العزيز بن علي الأزجي، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلّص، حدّثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، حدّثني أبي، حدّثني أبو عبيد (2) قال:

سنة إحدى و تسعين و مائة فيها مات عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السّبيعي بالثّغر.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، حدّثنا - أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3)، أنبأنا الجوهري، حدّثنا محمّد بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن فهم، حدّثنا محمّد بن سعد قال:

عيسى بن يونس السّبيعي من أهل الكوفة، تحوّل إلى الثغر، فنزل بالحدث، و كان ثقة ثبتا، و مات بالحدث سنة إحدى و تسعين و مائة في خلافة هارون.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن محمّد في كتابه، أنبأنا المبارك بن عبد الجبّار، أنبأنا عبد العزيز الأزجي، أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي قال (4):

عيسى بن يونس هو ابن أبي إسحاق السّبيعي هو همداني، و إنّما نسبوا إلى السّبيع لنزولهم فيه، و هو ثقة، كان يكنى أبا عمرو، و لم يزل ساكنا بالكوفة، ثم تحوّل إلى الثغر، فنزل الحدث و توفي به في أول سنة إحدى و تسعين و مائة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن

ص: 45


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 156/11.
2- في تاريخ بغداد:«أبو عبيدة» تصحيف، راجع تهذيب الكمال 598/14.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 156/11.
4- رواه المزي في تهذيب الكمال 598/14 من طريق يعقوب بن شيبة.

الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي، و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (1):يقال: مات عيسى أول سنة إحدى و تسعين و مائة.

5531 - عيسى بن العكي

5531 - عيسى بن العكي (2)

ولي إمرة دمشق خلافة لجعفر بن يحيى البرمكي (3) أميرها من قبل هارون الرشيد (4).

5532 - عيسى الجلودي

قدم دمشق في صحبة عبد اللّه بن طاهر لمّا مضى إلى مصر و عاد إلى العراق.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن موسى القاضي عن شيوخه قال:

قال المأمون لعبد اللّه بن طاهر منصرفه من مصر: كيف حمدك أصحابك ؟ قال: أما نصر بن حمزة ففارس الكتيبة إذا ركبت، و حاميها إذا ولّت، فأمّا عيسى الجلودي فأسد في التراب إذا... (5) الحراب قال: فأين أنت عن رجل أخرته و قد تقدّم، قال يا أمير المؤمنين ذاك كما قال الشاعر:

فتى هو أحيا من فتاة حييّة *** و أشجع من ليث بخفّان خادر

5533 - عيلان بن زفر بن جبر بن مروان

ابن سيف بن يزيد بن شريح بن شقيق بن عامر

أبو الهيذام المازني الفقيه الشافعي

أخو محمّد بن زفر، كذا وجدته مقيدا بالعين المهملة بخط تمّام بن محمّد.

يحدث عن أبي الحسن أحمد بن محمود بن مقاتل الهروي.

ص: 46


1- رواه البخاري في التاريخ الكبير 406/6 و عن البخاري في تهذيب الكمال 598/14.
2- له ذكر في تاريخ الطبري 263/8 و تحفة ذوي الألباب للصفدي 234/1 و أمراء دمشق ص 62.
3- راجع أخباره في تاريخ بغداد 152/8 و الفخري ص 205 و مروج الذهب في مواضع متفرقة. و تحفة ذوي الألباب 226/2.
4- يفهم من عبارة تحفة ذوي الألباب أنه استخلفه على دمشق سنة 180 ه .
5- بياض بالأصل و ت.

كتب عنه أبو الحسين الرازي و هو نسبه.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنبأنا تمّام بن محمّد - إجازة - حدّثني أبي، أخبرني أبو الهيذام عيلان بن زفر بن جبر المازني، حدّثني أبو الحسن أحمد بن محمود بن مقاتل الهروي، قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي يقول:

رأيت في يوم واحد بأرض اليمن ثلاث أعجوبات: رأيت حجّاما أعمى مقعدا يعبر الرؤيا، و رأيت رجلا مذبوحا من قفاه من أذنه إلى أذنه و قد دووي (1) و برأ، و هو يجيء و يذهب، و رأيت حيّة تحمل على بعير.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خطّ أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق: أبو الهيذام عيلان بن زفر ساق باقي نسبه كما تقدم، قال:

و كان شريح بن شقيق ممن قدم على النبي صلى اللّه عليه و سلم و أبو الهيذام هذا له حلقة في مسجد جامع دمشق، يتفقه بقول الشافعي، مات في ذي القعدة سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة.

5534 - عيينة بن عائشة بن عمرو بن السّري

5534 - عيينة بن عائشة بن عمرو بن السّري (2)

ابن عادية (3) بن الحارث بن امرئ القيس بن زيد مناة

ابن تميم بن مرّ بن أدّ بن إلياس بن مضر بن نزار المرائي (4)

صحابي شهد غزوة مؤتة و غيرها من المغازي.

و حدّث عن خالد بن الوليد.

روى عنه: ابنه كعب بن عيينة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر - إجازة إن لم يكن سماعا - أنبأنا أبو المظفّر موسى بن عمران الصوفي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا علي (5) بن محمّد بن

ص: 47


1- الأصل: دوا.
2- كذا بالأصل و المختصر، و في جمهرة ابن حزم ص 214: سرّى.
3- كذا بالأصل و ت، و في المختصر:«علاثة» و في ابن حزم: غادية.
4- ترجمته في الإصابة 55/2-56 و أسد الغابة 32/4 و في الإصابة: المري. و المثبت:«المرائي» عن أسد الغابة و ت، و بالأصل:«الراى».
5- اللفظة مطموسة بالأصل، و رجحنا قراءتها «علي» انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 48/16.

الحبيبي (1)-بمرو - حدّثنا أبو القاسم خالد بن أحمد الذّهلي، حدّثنا سعيد بن سلم بن قتيبة بن مسلم، حدّثنا موسى بن كعب بن عيينة عن أبيه كعب، عن أبيه عيينة بن عائشة، عن خالد بن الوليد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الحرب خدعة»[10358].

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال (2):

أما عيينة بياءين و نون، فهو عيينة بن عائشة المرائي (3) من الصحابة، شهد يوم مؤتة و ما بعده، ذكره ابن أبي معدان.

ص: 48


1- بدون إعجام بالأصل، راجع الحاشية السابقة.
2- الاكمال لابن ماكولا 124/6.
3- الأصل:«الراى» و في الاكمال:«المري» و المثبت عن ت.

حرف الغين

ذكر من اسمه غازي

5535 - غازي بن الحسن بن أحمد

أبو الفضل الحارثي

حدّث عن تمّام بن محمّد.

روى عنه: علي بن محمّد الحنّائي.

قرأت بخط علي بن محمّد الحنّائي، أنبأنا أبو الفضل غازي بن الحسن بن أحمد الحارثي، حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه (1) بن محمّد الخراساني، حدّثنا علي بن أحمد المقرئ، حدّثنا أخطل بن الحكم، حدّثنا الفريابي، حدّثنا سفيان، عن إسماعيل بن أمية، عن الزهري، عن الربيع بن سبرة، عن أبيه قال:

نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عام حجّة الوداع عن المتعة.

عبد اللّه بن محمّد هو تمّام الرازي، دلّسه الحنّائي، و أخطأ في نسبته إلى خراسان، فإن الري ليست من خراسان، و قد وقع إليّ عاليا من حديث تمّام.

أخبرناه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمّام بن محمّد، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمّد بن يوسف الفريابي، حدّثنا سفيان، عن إسماعيل بن أمية عن الزهري عن الربيع بن سبرة، عن أبيه قال:

نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عنها في حجة الوداع - يعني المتعة-.

ص: 49


1- كذا بالأصل و ت و المختصر، و سينبه المصنف في آخر الحديث إلى أنه تمام بن محمد و ليس «عبد اللّه بن محمد». و أنه رازي و ليس بخراساني.

5536 - الغاز بن ربيعة بن عمرو بن عوف

الجرشي (1) ثم الحميري (2)

حكى عن أبيه، و يزيد بن معاوية، و زحر بن قيس.

روى عنه: ابنه هشام، و عمارة بن راشد، و يزيد بن روح بن زنباع الجذامي.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنبأنا علي بن محمّد بن خزفة الصيدلاني، أنبأنا محمّد بن الحسين بن محمّد الزعفراني.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو طالب العشاري.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي طالب العشاري، أنبأنا أبو حفص بن شاهين، حدّثنا الحسين بن صدقة، قالا: حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة، حدّثنا علي بن بحر بن برّي، حدّثني قتادة بن الفضيل بن عبد اللّه بن قتادة قال: سمعت هشام بن الغاز يحدّث عن أبيه، عن جده قال:

قال يوما لأهل دمشق: يا أهل دمشق، ليكوننّ فيكم الخسف و القذف،[و المسخ.

قالوا: ما يقول ربيعة ؟ قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يكون في أمتي الخسف و المسخ و القذف»] (3) قالوا: فيم يا رسول اللّه ؟ قال:«باتخاذهم القينات و شربهم»[10359].

كذا في هذه الرواية، و القدر المرفوع منه ما.

أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه، أنبأنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى، أنبأنا أبو عبد اللّه عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد بن حمدان، قال: قرئ على أبي القاسم البغوي، حدّثني أحمد بن زهير، حدّثنا علي بن بحر، حدّثنا قتادة بن الفضيل قال: سمعت هشام بن الغاز يحدّث عن أبيه، عن جده ربيعة قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يكون في آخر (4) أمّتي الخسف و القذف و المسخ» قالوا:

ص: 50


1- الأصل و ت: الحرشي، تصحيف، و التصويب: الجرشي، بالجيم. و ضبطت عن الأنساب: و جرش بطن من حمير.
2- له ذكر في الأنساب (الجرشي)، و اللباب (الجرشي).
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن ت.
4- رواه ابن عبد البر في الاستيعاب 510/2 هامش الإصابة.

بم يا رسول اللّه ؟ قال:«باتّخاذهم القينات و شربهم الخمور» (1)[10360].

أنبأنا أبو سعد المطرّز، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد الطّبراني (2)، حدّثنا الحسين بن إسحاق التّستري، حدّثنا علي بن بحر، حدّثنا قتادة بن الفضيل الرهاوي قال: سمعت هشام بن الغاز يحدّث عن أبيه عن جدّه أن أبا مالك (3) قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يكون في أمّتي الخسف و المسخ» (4)،قلنا: فيم يا رسول اللّه ؟ قال:«باتّخاذهم القينات و شربهم الخمور»[10361].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني (5)،أنبأنا أبو القاسم تمّام بن محمّد، أنبأنا أبو عبد اللّه الكندي، حدّثنا أبو زرعة قال في الطبقة الثانية: الغاز بن ربيعة بن عمرو الجرشي.

5537 - غازي بن محمّد

أبو الحسن الوشّاء

حدّث عن سعيد بن عبد العزيز الحلبي (6).

روى عنه: أبو بكر بن الطيان الغسّاني.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، و أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم، أنبأنا علي بن أحمد بن زهير، حدّثنا أحمد بن الحسن بن أحمد بن عثمان بن سعيد الغسّاني أبو بكر، حدّثنا أبو الحسن غازي بن محمّد الوشّاء - بدمشق - إملاء أنا سألته، أنبأنا سعيد بن عبد العزيز بن مروان الحلبي، حدّثنا أبو نعيم عبيد بن هشام، حدّثنا خالد بن عمرو القرشي، عن ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي عبد اللّه الصّنابحي (7)،عن أبي بكر الصدّيق قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يقول اللّه عزّ و جلّ : إن كنتم تحبون رحمتي فارحموا خلقي»[10362].

ص: 51


1- استدركت على هامش ت.
2- رواه الطبراني في المعجم الكبير 279/3 رقم 3410.
3- هو الحارث بن حاطب الجمحي، أبو مالك الأشعري، ترجمته في تهذيب الكمال 27/4.
4- في المعجم الكبير: الخسف و المسح و القذف.
5- الأصل: الكناني، تصحيف و التصويب عن ت.
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 513/14.
7- هو عبد الرّحمن بن عسيلة المرادي، أبو عبد اللّه الصنابحي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 505/3.

ذكر من اسمه غالب

5538 - غالب بن أحمد بن المسلم

أبو نصر الأدمي المصبّح (1)

سمع أبا الفضل بن الفرات (2)،و أبا الحسن بن زهير، و أبا عبد اللّه بن أيمن، و إبراهيم ابن يونس.

كتبت عنه، و كان خيّرا، صحيح الاعتقاد، مواظبا على صلاة الجماعة، سمعه أبوه كثيرا، و لم يكن الحديث من شأنه.

أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد، أنبأنا أبو الفضل بن الفرات، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، أنبأنا إسحاق بن سيّار، حدّثنا أبو عاصم، عن سفيان، عن الأسود بن قيس، عن سعيد بن عمرو عن أبيه قال:

خطب علي فقال: إنّ النبي صلى اللّه عليه و سلم لم يعهد في الإمارة شيئا، و لكنه رأي رأيناه، استخلف أبو بكر فقام و استقام، ثم قام عمر فقام و استقام، حتى ضرب الدين بجرانه، ثم إنّ قوما طلبوا الدنيا يعفو اللّه عن من يشاء، و يعذّب من يشاء.

توفي غالب يوم الجمعة الرابع عشر أو الخامس عشر من شعبان من سنة سبع و أربعين و خمس مائة، و دفن بعد العصر في مقبرة الباب الصغير، و حضرت دفنه و الصلاة عليه.

ص: 52


1- مشيخة ابن عساكر 160/أ.
2- هو أبو الفضل أحمد بن علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات. ترجمته في سير أعلام النبلاء 128/19.

5539 - غالب بن سليمان بن داود بن جناح بن روح بن جناح

أبو الأشعث بن أبي حنيفة القرشي

مولى الوليد بن عبد الملك.

حدّث عن وزيرة بن محمّد.

روى عنه: أبو الحسين الرازي، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن صالح بن سنان (1).

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل يخبرني عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن سعيد بن عبد الرّحمن الستي (2)،حدّثنا أحمد بن محمّد بن يوسف بن عبد اللّه الهيتي (3)،حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الرازي، حدّثنا أبو العبّاس، و أبو بكر الوليد، و عبد الرّحمن، أبناء (4) محمّد بن العبّاس بن عمر بن الدّرفس (5)، و أبو الأشعث غالب بن سليمان الدمشقي، عن وزيرة بن محمّد الغسّاني الحمصي، حدّثنا إسماعيل بن عبد اللّه، حدّثنا الجمل الشاعر قال: سمعت الشافعي يقول:

إذا قال مالك أدركت - المجتمع عليه عندنا: و الذي أدركت - عليه أهل العلم ببلدنا.

فإنّما هو حكم سليمان بن بلال في السوق.

الجمل هذا لقب، و اسمه الحسين بن عبد السلام أبو عبد اللّه، مصري، صحب الشافعي.

قرأت بخط نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية: أبو الأشعث بن أبي حنيفة، و اسمه غالب بن سليمان بن داود جناح بن روح بن جناح مولى الوليد بن عبد الملك بن مروان الخليفة، و روح بن جناح و أخوه مروان بن جناح جميعا قد روي عنهما الحديث، مات سنة خمس و عشرين و ثلاثمائة.

و ذكر أبو الحسين الرازي في موضع آخر: انه مات في سنة اثنتين و عشرين.

ص: 53


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 534/15.
2- كذا رسمها بالأصل، و أميل إلى قراءتها في ت: السمتي.
3- هذه النسبة إلى هيت، بلدة فوق الأنبار، من أعمال بغداد (الأنساب).
4- بالأصل: أنبأنا.
5- ضبطت بكسر الدال عن سير الأعلام، و ضبطت في الأنساب و اللباب بضمّ الدال. و الدرفس من أسماء الأسد (قاله الذهبي).

و هو وهم.

فقد أخبرنا أبو محمّد بن حمزة - بقراءتي عليه - عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: و في هذا اليوم بعينه توفي أبو الأشعث غالب بن سليمان ابن أبي حنيفة - يعني في شعبان من سنة خمس و عشرين و ثلاثمائة-.

5540 - غالب بن شعوذ

5540 - غالب بن شعوذ (1)

- و يقال: ابن عبد اللّه بن شعوذ - الأزدي (2)

يقال: مولى قريش من أهل دمشق.

سمع أبا هريرة بها.

روى عنه: إسماعيل بن عبيد اللّه العكّي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمّام بن محمّد، أنبأنا جمح بن القاسم، حدّثنا إبراهيم بن دحيم.

و أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن صصرى، أنبأنا تمّام بن محمّد، و عبد الوهّاب بن عبد اللّه المرّي، قالا: أنبأنا أبو العبّاس جمح بن القاسم بن عبد الوهّاب المؤذن الخيّاط (3)،حدّثنا إبراهيم بن عبد الرّحمن، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا الوليد، حدّثنا إسماعيل بن عبيد اللّه العكّي، حدّثني غالب بن شعوذ الأزدي، قال:

شيّعنا أبو هريرة من دمشق إلى الكسوة (4) فلما أردنا فراقه قال: إنّ لكلّ جائزة و فائدة، و إنّي أوصيكم بما أوصاني به خليلي أبو القاسم صلى اللّه عليه و سلم: بصيام ثلاثة أيام من كلّ شهر، و سبحة الضحى في الحضر و السفر و أن لا أنام إلاّ على وتر.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد ابن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد -

ص: 54


1- شعوذ ضبطت بفتح المعجمة و سكون العين و فتح الواو بعدها ذال معجمة عن التبصير.
2- ترجمته في ميزان الاعتدال 331/3 قال الذهبي: لا يدرى من هو. و التاريخ الكبير للبخاري 100/7 و صحف فيه إلى: سويد بدل شعوذ. و تبصير المنتبه 682/2 و الاكمال لابن ماكولا 70/5، هامشه عن الاستدراك.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 77/16.
4- الكسوة: قرية هي أول منزل تنزله القوافل إذا خرجت من دمشق إلى مصر (معجم البلدان).

زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا أبو عبد اللّه البخاري قال (1):

غالب بن سويد الأزدي الدمشقي سمع أبا هريرة بدمشق، روى عنه إسماعيل بن عبيد اللّه العكي.

كذا وقع في الأصل، و عليه علامة الشك، و قد ذكره في باب إسماعيل على الصواب (2)،فقال:

إسماعيل بن عبيد اللّه العكي الدمشقي سمع غالب بن شعوذ، روى عنه الوليد بن مسلم، و لم يذكره ابن أبي حاتم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا محمّد بن أحمد بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتاب، أنبأنا أبو الحسن بن جوصا، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة:

غالب بن شعوذ و هو ابن عبد اللّه بن شعوذ، و قال في الطبقة الرابعة: عبد اللّه بن شعوذ، قال عبد الرّحمن: مولى لقريش، دمشقي، أظنه أخو غالب بن شعوذ.

5541 - غالب بن غزوان الثقفي

5541 - غالب بن غزوان الثقفي (3)

من أهل دمشق.

روى عن صدقة بن يزيد الخراساني (4).

روى عنه: هشام بن عمّار.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و علي بن زيد السّلميان، قالا: أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرزّاق، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن عوف، أنبأنا أبو علي بن منير، أنبأنا أبو بكر بن خريم، حدّثنا هشام بن عمّار في مشايخه الدمشقيين قال: حدّثنا غالب بن غزوان الثقفي، حدّثنا صدقة بن يزيد الخراساني عن من حدّثه قال:

لما أتى ذو القرنين العراق استنكر قلبه. فبعث إلى تراب الشام، فأتي به فجلس عليه، فرجع إليه ما كان يعرف من نفسه.

ص: 55


1- رواه البخاري في التاريخ الكبير 100/7.
2- راجع ترجمة إسماعيل بن عبيد اللّه العكي في التاريخ الكبير 366/1/1.
3- ترجمته في ميزان الاعتدال 332/3.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 57/7.

[ذكر من اسمه] غانم

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) غانم

5542 - غانم بن حميد

أبو المضاء الدّمشقي

من الصوفية.

حكى عن أبي حامد أحمد بن كثير الصّوفي.

روى عنه: أبو حمزة محمّد بن إبراهيم الصوفي البغدادي (2).

ص: 56


1- زيادة منا للإيضاح.
2- ترجمته في حلية الأولياء 320/10 و سير أعلام النبلاء 165/13.

[ذكر من اسمه] غرير

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) غرير

5543 - غرير بن علي

أبو القاسم البغدادي

سكن أطرابلس.

و حكى عن جحظة أحمد بن جعفر البرمكي (2).

حكى عنه أبو الفضل السّعدي.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنبأنا أبو الفضل عبد الملك بن عبد السلام بن أحمد بن الأسواني - بتنّيس - و أبو سعيد عبد الرّحمن بن محمّد بن مسلم الأبهري - بصور - قالا: أنبأنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي القاضي، حدّثنا أبو القاسم غرير بن علي البغدادي بطرابلس، قال: قال جحظة:

سلّمت على بعض الرؤساء - و كان مبخّلا - فلما أردت الانصراف قال لي: يا أبا الحسن أيش تقول في قطائف بائتة - و لم يكن له بذلك عادة-، فقلت: ما آبى ذلك، فأحضرني جاما فيه قطائف قد خمّت، فأوجعت فيها و صادفت منّي مسغبة و هو ينظر إليّ شزرا، فقال لي: يا أبا الحسن، إنّ القطائف إذا كانت بجوز أتخمتك، و إذا كانت بلوز أبشمتك، قال: قلت: هذا إذا كانت قطائف، فأمّا إذا كانت مصوصا فلا، فعملت من وقتي أبياتا:

دعاني صديق لي لآكل قطائف *** فأمعنت فيها آمنا غير خائف

ص: 57


1- زيادة منا للإيضاح.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 221/15.

فقال و قد أوجعت بالأكل قلبه *** ترفّق قليلا فهي إحدى المتالف

فقلت له: ما إن سمعت بميت *** يناح عليه: يا قتيل القطائف

5544 - غزوان

5544 - غزوان (1)

اجتاز بدمشق، و حدّث عن رجل مقعد رأى النبيّ صلى اللّه عليه و سلم بتبوك.

روى عنه: ابنه سعيد بن غزوان.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالا: أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو العباس بن قتيبة، حدّثنا حرملة بن يحيى، أنبأنا ابن وهب، حدّثني معاوية، عن سعيد بن غزوان، عن أبيه.

أنه نزل بتبوك و هو حاجّ ، فإذا رجل مقعد، فسأله عن أمره ؟ فقال: سأحدّثك حديثا فلا تحدّث به ما سمعت أنّي حيّ ، إنّ النبي صلى اللّه عليه و سلم نزل بتبوك إلى نخلة فقال:«هذه قبلتنا»، ثم صلّى إليها، فأقبلت و أنا غلام أسعى حتى صرت بينه و بينها فقال:«قطع صلاتنا قطع اللّه أثره» قال:

فما قمت عليها إلى يومي هذا.

[ذكر من اسمه] غزيل

اشارة

[ذكر من اسمه] (2) غزيل

5545 - غزيل

أبو كامل الأموي المغني

مولى الوليد بن يزيد، و يقال مولى يزيد بن عبد الملك، و قيل كان أبوه مولى عبد الملك بن مروان، و كان منقطعا إلى الوليد بن يزيد، و هو أوّل من أخبر بقتله، لم يبلغني له خبر من بعد بني أمية، و لعله مات أو قتل في آخر أيّامهم.

ص: 58


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 333/3.
2- زيادة منا للإيضاح.

ذكر من اسمه غسّان

5546 - غسّان بن عبد الملك بن مسمع

ابن مالك بن مسمع بن سنان (1) بن شهاب

ابن علقمة (2) بن عباد (3) بن عمرو بن ربيعة

ابن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة الرّبعي البصري

و أمه أم سعيد بنت سنان بن مالك بن مسمع.

وفد على هشام بن عبد الملك.

قرأت بخط أحمد بن محمّد الدلوي، و ذكر أنه نقله من خط أبي سعيد الحسن بن الحسين السكري، و أظنه حكاه عن غيره قال:

ولد عبد الملك... (4) غسّان بن عبد الملك، أمه أم سعيد بنت سنان بن مالك بن مسمع، و أمّها كبشة بنت يزيد بن عوف بن عبيد بن مزيد (5) بن عمرو بن ربيعة بن ضبيعة، و شهاب بن عبد الملك، و شيبان بن عبد الملك أمهما طفيلة، فتاه (6) و مسمع كردين (7) بن عبد الملك، و عامر بن عبد الملك، أمهما عيلة، فتاة، و مالك بن عبد الملك أمه رقية، فتاة.

ص: 59


1- في جمهرة ابن حزم ص 320 بن مسمع بن شهاب.
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن ت، و في ابن حزم: قلع.
3- الذي في ابن حزم: ابن عمرو بن عباد بن جحدر بن ضبيعة و حجدر هو ربيعة.
4- لفظتان غير واضحتين بالأصل و ت.
5- «ابن مزيد» استدركت اللفظتان على هامش ت.
6- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن ت.
7- كردين، لقب، كما في جمهرة ابن حزم ص 320.

كان غسّان بن عبد الملك عابدا سيدا فاضلا مطعاما للطعام، كثير العطاء لمن اعتراه و انقطع إليه، و كان عطاؤه ألفين، فلما انقطع في العبادة ترك ديوانه، فأضرّ به ذلك، فوفد إلى هشام بن عبد الملك، فأكرمه و قرّب مجلسه، و سأله أن يفكّ عنه الحلقة و أن يعطيه عطاءه ففعل فسأله بعد ذلك شيئا فقال: حاجة أخرى بعد فكّ الحلقة، و كان ربما أعطى ماله و تصدّق حتى يرجع إلى أهله في سراويل، فلا يحضره الشيء فيدخل منزله فيأخذ الداجن ليعطيها السائل.

5547 - غسّان بن مالك بن مسمع

5547 - غسّان (1) بن مالك بن مسمع

ابن سنان بن شهاب بن علقمة بن عبّاد بن عمرو

ابن ربيعة بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة الرّبعي البصري

وفد على عبد الملك بن مروان.

و وفد على يزيد بن عبد الملك، فدفع إليه غلامين من آل المهلّب فقتلهما بأبيه مالك، و عمّه عبد الملك ابني مسمع، و كان قتلهما معاوية بن يزيد بن المهلّب بواسط حين انتهى إليه قتل أبيه يزيد بالعقر (2) كما ذكر عوانة بن الحكم، و حكاه عبد اللّه بن سعدة القطربلي.

قرأت بخط أحمد بن محمّد الدلوي فيما ذكر أنه نقله من خط الحسن بن الحسين السكري، و أظنه حكاه عن غيره قال: و حدّثني عمي عبيد اللّه بن شيبان قال:

لما حبس الحجاج مسمع بن مالك وفد عليه (3) غسّان بن مالك بن مسمع إلى عبد الملك بن مروان قال: فاستأذنت عليه فأذن لي، فدخلت عليه و هو في مجلس، و في ذلك المجلس باب إلى بيت عليه ستر مرخى، فقال لي: ما أزعجك يا بن مالك و أشخصك إلينا؟ قلت: أصلحك اللّه، أمير المؤمنين، حبس الحجاج مسمع بن مالك في غير ذنب و لا جرم، ففزعت إلى أمير المؤمنين في ذلك، قال غسّان: فسمعت تصفيقا من البيت و كلاما خفيا: و اللّه ما يريد الحجاج أن يدع أحدا من أهل الطاعة و أهل المعصية، أ يحبس مثل مسمع بن مالك ؟ ثم دعا (4) بكاتبه فقال: اكتب إلى الحجاج: و اللّه لئن أقدمت على مسمع بشيء لأقدمنّ

ص: 60


1- قارن نسبه مع نسب غسان بن عبد الملك بن مسمع، و ارجع إلى جمهرة ابن حزم 320 و 321.
2- العقر: بفتح أوله و سكون ثانيه، و هو عدة مواضع. منها: عقر بابل قرب بابل، قتل عنده يزيد بن المهلب بن أبي صفرة سنة 102 و كان قد خلع طاعة بني مروان (معجم البلدان).
3- كذا بالأصل.
4- بالأصل:«دعي» و اللفظة غير واضحة في ت.

عليك، أنسيت بلاء مالك عند أمير المؤمنين مروان، أ ما كان في يد مالك عندنا أن يتجاوز له عن زلّة إن كان مسمع زلها، و بعث كتابه مع البريد.

قال أبو عبيدة: و لما حبس الحجاج مسمعا حبس معه مولى (1) مسلما مولى مالك، و كتب إلى عبد الملك يستأذنه في قتله، فكتب إليه: إيّاك و إيّاه، و اللّه لئن فعلت ليأتيني أكثرك شعرا كأنك تجهل يد مالك عند أمير المؤمنين مروان، إن كان مسمع أساء، فإنّ في إحسان أبيه ما يعفي به عن إساءته، فإذا أتاك كتابي هذا فلا تعرض له، و ولّه سجستان و كرمان و مكران، فلما ورد الكتاب على الحجاج أعطى الرسول عشرة آلاف درهم على أن يكتمه يومه ذلك، ثم أرسل إلى مسلم مولى مالك فضرب عنقه فقيل لمسمع إن الحجاج قد قتل مسلما، فقال: و اللّه ما بدأ بمسلم إلاّ و قد منع مني، ثم أظهر كتاب أمير المؤمنين، و بعث إلى مسمع فخلّى سبيله و ولاّه سجستان و كرمان، و وهب له كلّ من سعي عليه من بكر بن وائل، فمن أجل ذلك كثروا بهما و كان حبس مسمعا مرتين بعد هزيمة ابن الأشعث، و أيام شبيب.

قال: و من ولد مالك بن مسمع: غسّان بن مالك، كان شريفا شجاعا، سيّد فتيان بكر ابن وائل، شهد مع الحجاج جميع أيامه مع ابن الأشعث، كان قاتل مع الحجاج يوم دير الجماجم، و يوم الزاوية بالبصرة، فحسن بلاؤه و عرف مقامه، و وفد إلى عبد الملك بن مروان في أمر مسمع بن مالك حين حبسه الحجاج فأكرمه و قرّبه و قضى حاجته، و ولى مسمعا كرمان و كان عليها ولاية مسمع كلها، و ولاّه الحجاج قبل ذلك بعد هزيمة ابن الأشعث جندي سابور، و قال: كلّ ربعي أتاك ممن كان مع ابن الأشعث فهو آمن.

و فيه يقول أبو النجم:

إلى الأغر بن الأغر غسان

و هي طويلة.

5548 - غسّان بن نباتة التّميمي ثم المجاشعي

5548 - غسّان بن نباتة التّميمي ثم المجاشعي (2)

صاحب شرط علي بن أبي طالب.

وفد على معاوية و هو شيخ كبير، له ذكر.

ص: 61


1- كذا بالأصل: مولى مسلما مولى مالك.
2- الذي في تاريخ خليفة ص 200 (ت العمري): الأصبغ بن نباتة المجاشعي.

[ذكر من اسمه] غضبان

5549 - غضبان بن القبعثرى الشيباني البصري

5549 - غضبان بن القبعثرى الشيباني البصري (1)

حكى عن الحجّاج بن يوسف، و قطري بن الفجاءة الخارجي (2)،و حبيب بن المهلّب ابن أبي صفرة الأزدي.

حكى عنه منجوف بن جبر، و عيّاش الهمداني، والد عبد اللّه بن عيّاش المرهبي (3)الكوفي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا محمّد بن علي الأنصاري البصري، حدّثنا سليمان بن أبي شيخ قال: سمعت صالح بن سليمان يقول: سمعت أبي يقول:

دخل الغضبان ابن القبعثرى على الحجاج بن يوسف - و كان من علماء العرب - فجالسه و حادثه، فنظر إليه الحجّاج متبسما فقال له:

سمّوك غضبانا و سنّك ضاحك *** لقد غلطوا إذ لم يسمّوك ضاحكا

فقال: أصلح اللّه الأمير، كان لي جدّ يسمى الغضبان فسميت باسمه، و ليس كلّ اسم

ص: 62


1- التاريخ الكبير 108/7 و الجرح و التعديل 56/7 و عيون الأخبار (الفهارس)، له ذكر في الأغاني 310/8 و تاريخ خليفة بن خيّاط ص 272 (ت. العمري)، و تاريخ الطبري (الفهارس).
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 151/4.
3- ضبطت «المرهبي» بضم الميم و سكون الراء و كسر الهاء، و هذه النسبة إلى بني مرهبة، بطن من همدان (عن الأنساب).

يشاكل صاحبه، و لو كانت الأسماء تقسم على الأحساب إذا ما نالت الأندال منها شيئا، فهل ترى اسمي تشاكل لحسبي ؟ فقال له الحجاج: أخبرني عن أمهات الأولاد؟ فقال: هنّ بمنزل الأضلاع، إن سوّيته انكسر، و إن تركته انتفعت بهنّ ، و فيهنّ جوهر لا يصلح إلاّ على المداراة، فمن داراهنّ انتفع بهنّ ، و قرّت عينه، و من ماراهنّ كدّرن عيشه و نغّصن عليه حياته.

قال: فأخبرني عن العاقل و الجاهل، قال: العاقل الذي لا يتكلم هذرا (1)،و لا ينظر شزرا، و لا يضمر غدرا، و الجاهل المهذار في كلامه، الضّنين بسلامه، التائه على غلامه، المجتهد في أقسامه، المتكلم في طعامه.

قال: فمن أكرم الناس ؟ قال: أعطاهم للمائين، و أطعمهم للسمين.

قال: فمن ألأم الناس ؟ قال: المعطي على الهوان المعين على الإخوان، البذول للأيمان، المنّان على الإحسان.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي، و هذا لفظه، قالوا: أنبأنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل (2) قال: غضبان بن القبعثرى لم يزد عليه.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

قال: و أنبأنا أبو طاهر [أنا علي، قالا:] (3).

أنبأنا أبو محمّد (4) قال:

غضبان بن القبعثرى الشيباني كان يدخل على عبد الملك بن مروان، روى عنه عيّاش الهمداني والد عبد اللّه بن عيّاش المنتوف، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن

ص: 63


1- الأصل:«هدرا» و اللفظة غير واضحة في ت لسوء التصوير.
2- التاريخ الكبير للبخاري 108/7.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و ت، و استدرك لتقويم السند، قياسا إلى أسانيد مماثلة تقدمت.
4- هو أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم، و الخبر في الجرح و التعديل 56/7.

إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (1):

ثم خرج الحجاج عن الكوفة و استخلف عروة بن المغيرة بن شعبة، فقدم البصرة و استحثّ الناس في قتال الأزارقة، و خرج فنزل رستق آباذ (2)،فخلعوه و بايعوا عبد اللّه بن الجارود، فاقتتلوا فقتل ابن الجارود، و عبد اللّه بن حكيم المجاشعي، و هرب الغضبان بن القبعثرى، و عكرمة بن ربعي الفياض من بني تيم اللات في رجال من أهل العراق فلحقوا بالشام، و لهم حديث.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ علي إسناده - أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي (3)،حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباري، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن عبيد بن ناصح، قال:

حدّثت أن الحجاج بن يوسف بعث الغضبان (4) بن القبعثرى ليأتيه بخبر عبد الرّحمن بن محمّد بن الأشعث و هو بكرمان، و بعث عليه عينا و كان كذلك يفعل، فلما انتهى الغضبان إلى عبد الرّحمن قال له: ما وراءك ؟ قال: شر، تغدّ بالحجاج قبل أن يتعشى بك، فانصرف الغضبان فنزل رملة كرمان و هي أرض شديدة الرمضاء، فبينا هو كذلك إذ ورد عليه أعرابي من بني بكر بن وائل على فرس يقود ناقة، فقال: السلام عليك، قال الغضبان: السلام كثير و هي كلمة مقولة، قال الأعرابي: ما اسمك ؟ قال: آخذ، قال: أ فتعطي ؟ قال: لا أحب أن يكون لي اسمان، قال: فمن أين أقبلت ؟ قال: من الذّلول، قال: و أين تريد؟ قال: أمشي في مناكبها، قال: من عرض اليوم ؟ قال: المتقون، قال: فمن سبق ؟ قال: الفائزون، قال: فمن غلب ؟ قال: حزب اللّه، قال: فمن حزب اللّه ؟ قال: هم الغالبون، قال: فعجب الأعرابي من منطقه، و قال له: أ تقرض ؟ قال: إنّما تقرض الفأرة، قال: أ فتسمع ؟ قال: إنما تسمع القينة، قال: أ فتنشد؟ قال: إنّما تنشد الضالة، قال: أ فتقول ؟ قال: إنّما يقول الأمير، قال: أ فتكلّم ؟ قال: كلّ متكلم ؟ قال: أ فتنطق ؟ قال: إنّما ينطق كتاب اللّه، قال: أ فتسمع ؟ قال: حدّثني أسمع، قال: أ فتسجح ؟ قال: إنما تسجح الحمامة، قال الأعرابي: تاللّه ما رأيت كاليوم قط ،

ص: 64


1- رواه خليفة بن خياط في تاريخه ص 271-272 (ت. العمري).
2- في معجم البلدان: رستقباذ:43/3.
3- الخبر رواه المعافى بن زكريا الجريري النهرواني في الجليس الصالح الكافي 448/1 و ما بعدها.
4- أقحم بعدها بالأصل: إلى.

قال: بلى و لكنك نسيت، قال الأعرابي: فكيف أقول ؟ قال: لا أدري و اللّه، قال الأعرابي:

فكيف ترى فرسي هذا؟ قال الغضبان: هو خير من [آخر] (1) شر منه، و آخر خير منه أفره منه.

قال الأعرابي: إنّي قد علمت ذاك، قال: لو علمت لم تسألني،[قال الأعرابي] (2) إنك لمنكر، قال الغضبان: إنك لمعروف، قال: ليس ذاك أريد، قال: فما تريد؟ قال: أردت إنك لعاقل، قال: أ فتعقل بعيرك هذا؟ قال الأعرابي: أ فتأذن لي فأدخل عليك ؟ قال الغضبان:

وراءك أوسع لك، قال الأعرابي: قد أحرقتني الشمس، قال:[الساعة] (3) يفيء عليك الفيء، قال الأعرابي: إنّ الرمضاء قد آذتني، قال: بل على قدميك، قال: قد أوجعني الحر، قال الغضبان: ما لي عليه سلطان، قال الأعرابي: إنّي لا أريد طعامك و لا شرابك، قال: لا تعرّض بهما فو اللّه لا تذوقهما، قال الأعرابي: سبحان اللّه، قال: من قبل أن تطلع رأسك، قال الأعرابي: أ ما عندك إلاّ ما أرى ؟ قال: بلى، هراوتان أضرب بهما رأسك، قال الأعرابي:

اللّه، قال: ما ظلمك أحد؟ فلمّا رأى ذلك الأعرابي قال: إنّي لأظنك مجنونا. قال الغضبان:

اللّهم اجعلني ممن يرغب إليك، قال: إنّي لأظنك حروريا، قال: اللّهم اجعلني ممّن يتحرى (4) الخير، قال له الغضبان: أ هذا بعيرك يا أعرابي ؟ قال: نعم، فما شأنه ؟ قال: أرى فيه داء، فهل أنت بائعه و مشتر ما هو شرّ منه، فولّى الأعرابي و هو يقول: و اللّه إنّك لبذخ (5)أحمق.

فلما قدم الغضبان على الحجّاج قال: كيف تركت أرض كرمان ؟ قال: أصلح اللّه الأمير أرض ماؤها وشل (6)،و ثمرها دقل (7)،و لصها بطل، و الجيش فيها ضعاف، إن كثروا بها جاعوا، و إن قلّوا بها ضاعوا، فقال له الحجاج: أما إنّك صاحب الكلمة التي بلغتني عنك حين قلت تغدّ بالحجاج قبل أن يتعشى بك ؟ قال الغضبان: أما إنّها - جعلني اللّه فداك - لم تنفع من قيلت له، و لم تضرّ من قيلت فيه، قال الحجاج: اذهبوا به إلى السجن، فلمّا ذهب به مكث فيه حتى إذا بنى الحجّاج خضراء واسط أعجبته ما لم يعجبه بناء قط ، فقال لمن حوله:

كيف ترون قبتي هذه ؟ قالوا: أصلح اللّه الأمير، ما بنى ملك قط مثلها، و لا نعلم للعرب مأثرة أفضل منها، قال الحجّاج: أما إن لها عيبا، و سأبعث إليّ من يخبرني به، فبعث إلى الغضبان،

ص: 65


1- الزيادة بين معكوفتين زيادة عن الجليس الصالح.
2- الزيادة بين معكوفتين عن الجليس الصالح.
3- الزيادة عن الجليس الصالح.
4- في الجليس الصالح: يتخير الخير.
5- في الجليس الصالح: لمرح أحمق.
6- أي قليل.
7- الدقل: أردأ التمر، و قد أدقل النخل.(القاموس).

فأقبل يرسف في قيده، فلمّا دخل عليه سلّم، فقال الحجاج: كيف ترى قبّتي هذه ؟ فقال:

بنيت في غير بلدك، لغير ولدك، لا يسكنها وارثك، و لا يدوم لك بقاؤها كما لم يدم مالك، و لم يبق فان، و أما هي فكأن لم تكن، قال: صدقت، ردّوه إلى السجن، فإنّه صاحب الكلمة التي بلغتني عنه، قال: أصلح اللّه الأمير، ما ضرت من قيلت فيه، و لا نفعت من قيلت له، قال: أتراك تنجو مني، لأقطعن يديك و رجليك، و لأكوينّ عينيك، قال: ما يخاف وعيدك البريء، و لا ينقطع منك رجاء المسيء، قال: لأقتلنك إن شاء اللّه، قال: بغير نفس و العفو أقرب للتقوى، قال له الحجاج: إنّك لسمين قال: لمكان القيد و الرّتعة (1)،و من يكن جار الأمير يسمن، قال الحجاج: ردّوه إلى السجن، قال: أصلح اللّه الأمير، قد أثقلني الحديد فما أطيق المشي، قال: احملوه (2) لعنه اللّه، فلمّا حملته الرجال على عواتقها قال: سُبْحٰانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنٰا هٰذٰا وَ مٰا كُنّٰا لَهُ مُقْرِنِينَ (3)،قال: أنزلوه أخزاه اللّه، قال: اللّهم أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبٰارَكاً وَ أَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (4)،قال: جرّوه أخزاه اللّه، فقال: بِسْمِ اللّٰهِ مَجْرٰاهٰا وَ مُرْسٰاهٰا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (5)،فقال الحجاج: ويحكم اتركوه فقد غلبني بحجته.

قال القاضي أبو الفرج (6):قول الغضبان في وصفه للحجاج كرمان: ماؤها وشل يعني به الماء القليل كماء الأنهار الصغار و الجداول التي ليست كالبحور، و الأودية العظيمة يريد الخبر عن قلته كما قال الشاعر (7):

أقرأ على الوشل السلام و قل له: *** كلّ المشارب مذ فقدت (8) ذميم

و قال جرير (9):

إنّ الذين غدوا بليّك غادروا *** وشلا بعينك، لا يزال معينا

ص: 66


1- الرتعة: الاتساع في الخصب. انظر المستقصى للزمخشري 341/1 و مجمع الأمثال 100/2 انظر فيهما أول من قال:«القيد و الرتعة» و سبب هذا القول.
2- كذا بالأصل، و اللفظة غير واضحة في ت لسوء التصوير. و في الجليس الصالح و المختصر: حملته الرجال.
3- سورة الزخرف، الآية:13.
4- سورة «المؤمنون»، الآية:29.
5- سورة هود، الآية:41.
6- يعني المعافى بن زكريا الجريري النهرواني صاحب كتاب الجليس الصالح.
7- البيت في تاج العروس (وشل) منسوبا لأبي القمقام الأسدي، جاء فيه أن الوشل المراد به جبل عظيم بتهامة. و انظر معجم البلدان (الوشل) و فيه البيت من أبيات، و اللسان و الصحاح.
8- كذا بالأصل و الجليس الصالح، و في تاج العروس: هجرت.
9- ديوان جرير (ط بيروت) من قصيدة يهجو الأخطل. ص 438.

و جمع الوشل أوشال، كما قال امرؤ القيس:

عيناك دمعها أو شال *** كان شأنيهما أو شال (1)]

و فسر قوم أوشال أنه ما قطر من الجبل.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا محمّد بن موسى، حدّثنا محمّد بن الحارث عن المدائني قال:

قال الحجاج للغضبان بن القبعثرى و كان في حبسه فأخرجه فقال له: ما أسمنك، قال: القيد و الرتعة، و من كان في ضيافة الأمين سمن (2).

أخبرنا أبو العزّ السلمي - إذنا و قرأ علي إسناده و قال اروه عني - أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي، حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباري، حدّثنا محمّد بن أحمد المقدّمي، حدّثنا عبد اللّه بن عمرو، حدّثنا أبو عبد اللّه القرشي، حدّثنا محمّد بن الضحاك الحزّامي، عن أبيه قال:

أمر الحجاج بإحضار الغضبان بن القبعثرى، و قال الحجاج: زعموا أنه لم يكن يكذب قط ، و اليوم يكذب، فلما دخل عليه قال: قد سمنت يا غضبان، قال: أصلح اللّه الأمير القيد و الرتعة و الخفض و الدعة، و قلة التعتعة (3)،و من يكن ضيف الأمير يسمن، قال: أ تحبني يا غضبان ؟ قال: أصلح اللّه الأمير أو فرق خير من محبتي قال: لأحملنّك على الأدهم، قال:

مثل الأمير حمل على الأدهم و الكميت و الأشقر، قال: إنه حديد، قال: لأن يكون حديدا خير من أن يكون بليدا.

ص: 67


1- ما بين معكوفتين زيادة لازمة اقتضاها السياق عن الجليس الصالح الكافي.
2- عيون الأخبار 80/1 و 225/3 و فيه:«القيد و الدعة» و «الأمير» بدل «الأمين».
3- قلة التعتعة: التعتعة: الحركة العنيفة (اللسان).

[ذكر من اسمه] غضور

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) غضور

5550 - غضوّر - و يقال: غضور-بن عتيق

5550 - غضوّر - و يقال: غضور (2)-بن عتيق (3)

الكلبي الناجي (4)

روى عن مكحول.

روى عنه: الوليد بن مسلم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدّارقطني، حدّثنا إبراهيم بن هانئ، حدّثنا الفضل بن الصّبّاح أبو العباس، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن الغضوّر بن عتيق عن مكحول أنّ أبا الدّرداء قال:

قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا عويمر يا أبا الدّرداء، كيف بك إذا قيل لك يوم القيامة:

علمت أم جهلت، فإن قلت: علمت، قيل لك: فما ذا عملت فيما تعلّمت، و إن قلت:

جهلت، قيل لك: فما ذا عذرك فيما جهلت ألاّ تعلّمت»[10363].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب (5)،حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن

ص: 68


1- زيادة منا للإيضاح.
2- غضور الأولى ضبطت بالقلم عن تبصير المنتبه 932/3 و الاكمال 113/6 و غضور الثانية ضبطت أيضا بالقلم عن ميزان الاعتدال 336/3.
3- ضبطت بالقلم بالأصل و ت بضمة فوق العين.
4- ترجمته في ميزان الاعتدال 336/3 و تبصير المنتبه 932/3 و الاكمال 113/6. و الناجي نسبة إلى بني ناجية (الأنساب).
5- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 394/2.

الوليد قال: و ذكر ابن جابر - يعني عن مكحول (1)-عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«احضروا موتاكم بخير» (2)[10364].

و قال هشام يعني ابن الغاز عن مكحول أن عمر قال: فقلت: ابن جابر ثقة، و هشام ثقة، فكيف اختلفوا؟[قال:] فحدّثني الغضوّر قال: سمعت مكحولا يحدّث عن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، قال: فعرفت أنهم لم يغلطوا.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، أنبأنا أبو محمّد بن أحمد التيمي، أنبأنا أبو القاسم البجلي، أنبأنا أبو عبد اللّه الكندي، حدّثنا أبو زرعة قال في تسمية أصحاب مكحول، الغضوّر الكلبي من بني ناجية، روى عنه وليد بن مسلم.

قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن، عن عبد الكريم بن أحمد، أنبأنا علي بن أحمد ابن عمر قال: الغضوّر بن عتيق - بالضم-.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):

و أما عتيق - بضم العين - فهو الغضوّر بن عتيق، عن مكحول روى عنه الوليد بن مسلم.

5551 - غضيف بن الحارث بن زنيم

5551 - غضيف (4) بن الحارث بن زنيم (5)

أبو أسماء السّكوني اليماني، و يقال: الثّمالي، و يقال الكندي (6)

مختلف في صحبته.

أدرك زمان النبي صلى اللّه عليه و سلم.

روى عن عمر بن الخطّاب، و أبي عبيدة بن الجرّاح، و بلال مؤذن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أبي ذرّ،

ص: 69


1- «يعني عن مكحول» كذا بالأصل و ت، و الجملة ليست في المعرفة و التاريخ.
2- أقحم بعدها بالأصل و ت: «و قال هشام يعني ابن الغاز عن مكحول عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: احضروا موتاكم بخير». و المثبت يوافق عبارة المعرفة و التاريخ.
3- الاكمال لابن ماكولا 112/6 و 113.
4- غضيف بالضاد المعجمة مصغرا، و يقال بالطاء المهملة (تقريب التهذيب).
5- في الإصابة: رهم.
6- ترجمته في الإصابة 186/3 و أسد الغابة 40/4 و تهذيب الكمال 19/15 و تهذيب التهذيب 473/4 و الاستيعاب 185/3 (هامش الإصابة) و الجرح و التعديل 54/7 و سير أعلام النبلاء 453/3.

و أبي الدّرداء، و أبي حميضة (1) المزني (2)،و عائشة.

روى عنه: ابنه عبد الرّحمن بن غضيف، و عبد الرّحمن بن عائذ الثّمالي (3)،و عيسى ابن أبي رزين الثّمالي، و حبيب بن عبيد، و أزهر بن سعد (4)،و شرحبيل بن مسلم، و يونس بن سيف، و عبادة بن نسيّ ، و سليم بن عامر، و أبو راشد الحبراني (5)،و مكحول، و عبد اللّه بن أبي قيس الهمداني و غيرهم.

و قدم دمشق و بها سمع من أبي الدرداء.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا خيثمة بن سليمان، حدّثنا سليمان بن عبد الحميد قال: سمعت العلاء بن يزيد الثّمالي يقول: حدّثني عيسى بن أبي رزين الثّمالي قال: سمعت غضيف بن الحارث يقول:

كنت صبيا أرمي نخل الأنصار، فأتوا بي النبي صلى اللّه عليه و سلم فمسح برأسي فقال:«كل ما يسقط و لا ترمي (6) نخلهم» (7)[10365].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثني أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين قالا:- أنبأنا أبو بكر، أنبأنا الحسن، أنبأنا البخاري (8) قال:

و قال عبد اللّه بن صالح عن معاوية، عن يونس بن سيف (9)،عن غضيف أو الحارث ابن غضيف السّكوني قال: ما نسيت من الأشياء فإنّي لم أنس أني رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم واضعا يده اليمنى على اليسرى في الصلاة، و قال معن عن معاوية عن يونس بن سيف، عن غضيف بن (10) الحارث الكندي.

ص: 70


1- الأصل و ت: خميصة، و المثبت عن تهذيب الكمال.
2- الأصل:«المري» و اللفظة غير مقروءة في ت لسوء التصوير، و المثبت عن تهذيب الكمال.
3- الأصل: الشمالي، و اللفظة غير مقروءة في ت لسوء التصوير. و المثبت عن تهذيب الكمال.
4- في تهذيب الكمال: سعيد.
5- الأصل: الحراني، و المثبت عن تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.
6- كذا بالأصل بإثبات الياء في:«ترمي».
7- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 454/3 و أسد الغابة 40/4 و الإصابة 187/3.
8- رواه البخاري في التاريخ الكبير 15/7.
9- في التاريخ الكبير: يونس بن يوسف.
10- كتبت «ابن» فوق الكلام بين السطرين في الأصل، و كان في الأصل:«أبو» ثم شطبت.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنبأنا أبو منصور بن شكرويه، أنبأنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد، أنبأنا أبو الحسن علي بن إسحاق المادرائي، حدّثنا محمّد بن عبيد اللّه بن المنادي، حدّثنا يونس بن محمّد، حدّثنا حمّاد (1)، عن برد أبي العلاء، عن عبادة بن نسيّ ، عن غضيف بن الحارث.

أنه مرّ بعمر بن الخطّاب فقال: نعم الفتى غضيف، فلقيت أبا ذرّ بعد ذلك، فقال: أي أخي، استغفر لي، قال:[قلت:] أنت صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأنت أحقّ [أن] (2) تستغفر لي، قال: إنّي سمعت عمر يقول: نعمه الفتى غضيف، و قد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه ضرب الحق على لسان عمر و قلبه»[10366].

قال: و أنبأنا المادرائي، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصاغاني، حدّثنا يعلى بن عبيد، حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن مكحول، عن غضيف بن الحارث قال:

مررت بعمر و معه نفر من أصحابه، فأدركني رجل منهم فقال: يا فتى ادع لي بخير بارك اللّه فيك، قال: قلت: و من أنت يرحمك اللّه ؟ قال: أبو ذرّ، قال: يغفر اللّه لك، أنت أحقّ ، قال: إنّي سمعت عمر يقول: نعم الفتى غضيف، و سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ اللّه وضع الحق على لسان عمر يقول به»[10367].

أخبرناه أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن الفضل القطان، أنبأنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد اللّه الدقاق، حدّثنا محمّد بن عبيد اللّه بن يزيد المنادي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمّد بن إسحاق، عن مكحول (3)،عن غضيف (4) بن الحارث قال:

مررت بعمر بن الخطّاب فقال: نعم الفتى غضيف (5)،فقام إليّ رجل ممن كان عنده فقال: استغفر لي يا فتى، قلت: و من أنت رحمك اللّه ؟ قال: أنا أبو ذرّ صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قلت: رحمك اللّه، أنت أحقّ أن تستغفر لي مني لك، فقال: إنّك مررت بعمر آنفا، فقال: نعم الفتى، و سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ اللّه وضع الحق على لسان عمر يقول به»[10368].

ص: 71


1- هو حماد بن سلمة، و من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 454/3.
2- الزيادة عن سير الأعلام.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 20/15.
4- في تهذيب الكمال و في الموضعين: غطيف.
5- في تهذيب الكمال و في الموضعين: غطيف.

رواه ابن نمير عن ابن إسحاق فاختصره.

أخبرناه أبو السعود بن المجلي، حدّثنا أبو الحسين (1) بن المهتدي، حدّثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين - إملاء - حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، حدّثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، حدّثنا عبد اللّه بن نمير، عن محمّد بن إسحاق، عن مكحول، عن غضيف بن الحارث، عن أبي ذرّ قال:

سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ اللّه وضع الحقّ على لسان عمر»[10369].

و روي عن مكحول عن أبي ذرّ منقطعا من غير ذكر غضيف.

أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو حفص عمر بن محمّد بن علي بن الزيات، حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد أبو العباس البراثي (2)، أخبرني أبو عبد اللّه البراثي، حدّثنا سفيان بن عيينة الهلالي، عن ابن أبي حسين، عن مكحول، عن أبي ذرّ قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه جعل الحقّ على قلب عمر و لسانه، أو على لسانه و قلبه»[10370].

و أخبرناه أبوا (3) الحسن الفقيهان، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو بكر الخرائطي، أنبأنا علي بن حرب، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي حسين، عن مكحول، عن أبي ذرّ أنه قال لرجل: ائت عمر بن الخطّاب يستغفر لك و يدعو لك.

فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ اللّه جعل الحقّ على لسان عمر و قلبه»[10371].

و روي عن مكحول من وجه آخر.

أخبرناه أبو العز بن كادش، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمود الزّوزني الصوفي.

ح و أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنبأنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن الرازي.

ص: 72


1- الأصل و ت: الحسن، تصحيف.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 92/14 و تاريخ بغداد 3/5.
3- بالأصل:«أبو» تصحيف، و التصويب عن ت.

قالا: أنبأنا أبو الحسين الكلابي، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد السلام، أنبأنا محمّد ابن عزيز الأيلي، أخبرني سلامة - و هو ابن روح - عن عقيل، حدّثني مكحول، عن أبي ذرّ أنه قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ اللّه جعل السكينة على لسان عمر و قلبه، يقول بهما»[10372].

و قد رواه غيره عن مكحول فأرسله.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا عبد الرّحمن بن علي بن محمّد، أنبأنا يحيى ابن إسماعيل بن يحيى الحربي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن الشّرقي، حدّثنا عبد اللّه بن هاشم، حدّثنا وكيع، حدّثنا هشام بن الغاز بن ربيعة الجرشي (1)،عن مكحول قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه وضع الحقّ على لسان عمر و قلبه»[10373].

و هو محفوظ عن غضيف من وجه آخر:

أخبرناه أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس النّعالي، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علي اليقطيني، حدّثنا محمّد بن الحسن بن قتيبة، حدّثنا علي بن سعيد المقبري - بعكا - حدّثنا يعلى بن عبيد، حدّثنا مسعر بن كدام عن وبرة بن عبد الرّحمن، عن غضيف بن الحارث قال:

مررت بعمر بن الخطّاب في نفر من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، فأدركني رجل من القوم فقال لي: ادع لي بخير بارك اللّه فيك يا فتى، فقلت: أنت أحقّ يا صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال:

ويحك، إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ اللّه وضع الحقّ على لسان عمر و قلبه»، و إنّي سمعت عمر يقول: نعم الفتى غضيف، فادع لي[10374].

و قد تقدم باقي طرفه في ترجمة عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه.

و خالفهما حبيب بن عبيد عن غضيف فجعله عن بلال.

أخبرناه أبو الوفا عبد الواحد بن حمد، و أم المجتبى بنت ناصر، قالا: أنبأنا أبو طاهر ابن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو العباس بن قتيبة، حدّثنا حرملة بن يحيى،

ص: 73


1- بالأصل: الحرشي تصحيف.

حدّثنا بشر بن بكر (1)،حدّثنا أبو بكر بن أبي مريم، عن حبيب بن عبيد، عن غضيف بن الحارث، عن بلال قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ اللّه جعل الحقّ على قلب عمر و على لسانه»[10375].

و أخبرناه أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو القاسم أحمد بن محمّد بن محمّد ابن أبي منصور [أنا] (2) أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد بن الحسن (3)،حدّثنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشّاشي - ببخارى - حدّثنا عيسى بن أحمد، حدّثنا بشر بن بكر (4)،حدّثنا أبو بكر عبد اللّه بن أبي مريم الغسّاني، عن حبيب بن عبيد، عن غضيف بن الحارث، عن بلال قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ اللّه جعل الحقّ في قلب عمر و على لسانه»[10376].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (5)،حدّثنا يحيى بن صالح، حدّثنا محمّد بن سليمان أبو ضمرة، حدّثني عبد اللّه بن أبي قبيس قال:

خرجت مع غضيف بن الحارث نريد بيت المقدس فلما أتينا دمشق قال غضيف: لو انطلقنا إلى أبي الدّرداء فسلّمنا عليه، قال: فأتيناه فسلّمنا عليه، فقال لغضيف (6):أين تريد؟ قال: بيت المقدس، قال أبو الدّرداء: هذا مسجد (7)،فصلّ فيه، فقال: إنّي قد تجهزت و حملت عيالي، فقال أبو الدرداء: إن كنت لا بد فاعلا فلا تزد على صلاة يوم و ليلة، و الق أبا ذرّ فقل له: إنّ أخاك أبا الدرداء يقول لك: اتّق اللّه و خف الناس، قال: فلما أتينا بيت المقدس ألفينا أبا ذرّ قائما يصلّي، و إذا قيامه قريب من ركوعه و ركوعه قريب من سجوده، قال: فجلسنا، فلما فرغ من صلاته سلّمنا عليه، و قلنا له: إنّ أخاك أبا الدّرداء [يقرئك السلام و] (8) يقول لك: اتّق اللّه و خف الناس، فقال: يرحم اللّه أبا الدرداء، إن (9) كنا قد سمعنا فقد

ص: 74


1- الأصل: بكير، تصحيف، و المثبت عن ت. راجع ترجمته في تهذيب الكمال 59/3 و سير أعلام النبلاء 507/9.
2- زيادة لازمة عن ت. راجع الحاشية التالية.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 199/17.
4- بالأصل: بكير، و المثبت عن ت.
5- لم أجد الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي المطبوع.
6- الأصل: الغضيف.
7- في ت: مسجده.
8- الزيادة بين معكوفتين عن ت.
9- الأصل:«انا» تصحيف، و المثبت عن ت.

سمع، و إن كنا قد جالسنا فقد جالس، و ما علم أنّي بايعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على أنّي لا أخاف في اللّه لومة لائم.

أخبرنا أبو غالب أبو الماوردي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار.

قالا: أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنبأنا العباس بن العباس بن محمّد، أنبأنا صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل، قال: قال أبي: غضيف بن الحارث أبو أسماء.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور، أنبأنا أبو طاهر.

قالا: أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنبأنا عمر ابن أحمد بن إسحاق، حدّثنا خليفة بن خياط قال (1):

غضيف بن الحارث همداني، مات أيام مروان بن الحكم [سنة ست و خمسين، حمصي] (2).

أخبرنا (3) أبو البركات بن المبارك، أنبأنا الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو العلاء الواسطي، أنبأنا أبو بكر البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضّل، حدّثنا أبي قال: قال يحيى:

و غضيف بن الحارث كندي.

و قال في موضع آخر: الذي سمع من عائشة: غضيف بن الحارث، أبو أسماء الأزدي.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنبأنا ثابت، أنبأنا أبو العلاء، أنبأنا أبو بكر، أنبأنا الأحوص، أنبأنا أبي قال: قال يحيى:

و غضيف بن الحارث دمشقي من ثمالة (4).

ص: 75


1- رواه خليفة بن خيّاط في الطبقات ص 563 رقم 2899.
2- الزيادة عن طبقات خليفة بن خيّاط .
3- كتب فوقها في الأصل: ملحق.
4- ثمالة بطن من الأزد (كما في أسد الغابة).

و قال في موضع آخر: و غضيف بن الحارث الذي روى عنه مكحول من أهل أيلة (1).

أخبرنا أبو البركات، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو محمّد يوسف بن رباح، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي، حدّثنا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

غضيف بن الحارث الكندي الثّمالي أدرك عبد الملك، حدّثنا أبو اليمان، عن أبي بكر (2) بن أبي مريم، عن حبيب بن عبيد أن عبد الملك سأله القصص فأبى عليه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (3)،حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد بن سعد قال (4):

غضيف بن الحارث الكندي قال الهيثم: توفي في زمن مروان بن الحكم.

كذا قال: و قد بقي إلى زمن عبد الملك (5).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد (6) قال:

في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام: غضيف بن الحارث الكندي، و كان ثقة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسين، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أبو بكر بن عبدان، أنبأنا أبو الحسن المقرئ، أنبأنا أبو عبد اللّه البخاري (7) قال: غضيف بن الحارث أبو أسماء السّكوني.

قال عيسى بن يونس عن أبي بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد، عن غضيف الثّمالي و قال: بقية الثمالي (8)،و قال إسماعيل بن عيّاش (9) عن شرحبيل بن مسلم سأل عبد الملك:

ص: 76


1- كتب بعدها بالأصل: إلى.
2- الأصل: بكير.
3- الأصل: اللبناني، بتقديم الباء، تصحيف.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
5- راجع تهذيب الكمال 21/15.
6- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 443/7.
7- رواه البخاري في التاريخ الكبير 112/7.
8- تقرأ بالأصل: الثماني، و في التاريخ الكبير: اليماني، و في الإصابة: الثمالي بالثاء المثلثة و اللام، و يقال: اليماني بالتحتانية ثم النون.
9- كذا بالأصل:«إسماعيل بن عياش» في التاريخ الكبير: أشهل بن عباس.

غضيف بن الحارث الثمالي، و قال عبد الوارث: عن برد بن سنان عن عبادة بن نسي عن غضيف بن الحارث سمع عمر و عائشة. و قال الزّبيدي: عن سليم بن عامر سمع غضيف بن الحارث عن أبي عبيدة. قال: الوضوء (1) يكفر الخطايا.

و قال[ (2) شيبان عن الوليد بن عبد الرحمن عن عياض بن عطيف عن أبي عبيدة.] أخبرنا (3) أبو الحسن علي بن محمّد المشكاني (4)،أنبأنا القاضي أبو منصور محمّد بن الحسن النهاوندي، أنبأنا أبو العباس أحمد بن الحسن بن زنبيل، أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن الأشقر، حدّثنا محمّد بن إسماعيل البخاري، حدّثنا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية، عن أزهر بن سعيد قال:

سأل عبد الملك: غضيف بن الحارث الثّمالي، قال محمّد: و هو أبو أسماء السّكوني الشامي، أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قال الثوري في حديثه: غطيف بن الحارث.

و هو وهم.

قال بشار بن أبي سيف عن الوليد بن عبد الرّحمن بن عياض بن غضيف، عن أبي عبيدة في المرض يكفّر، و قال الزبيدي عن سليم بن عامر: سمع غضيف بن الحارث عن أبي عبيدة: المرض يكفّر الخطايا، و قال: بقية اليماني (5).

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - شفاها - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي الأصبهاني - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي.

قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (6):

غضيف بن الحارث أبو أسماء السّكوني الكندي، له صحبة (7)،و اختلف في اسمه فقال

ص: 77


1- كلمة غير واضحة بالأصل و صورتها:«الوصيب». و المثبت عن التاريخ الكبير.
2- ما بين الرقمين كذا بالأصل، و العبارة ليست في التاريخ الكبير.
3- كتب فوقها في الأصل: ملحق.
4- هذه النسبة بضم الميم و سكون الشين و فتح الكاف. نسبة إلى مشكان قرية من أعمال روذراور قربة منها من نواحي همذان (الأنساب).
5- كتب فوقها في الأصل: إلى.
6- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 54/7.
7- «له صحبة» ليست في الجرح و التعديل، و سترد قريبا و نرى أنّها مقحمة هنا.

بعضهم: الحارث بن غضيف، و قال أبي و أبو زرعة: الصحيح: غضيف بن الحارث له صحبة، و روى عن بلال، روى عنه ابنه عبد الرّحمن (1) بن غضيف، و أبو راشد الحبراني، و حبيب بن عبيد الرّحبي، و يونس بن سيف، و مكحول، و عبادة بن نسيّ ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنبأنا أبو حاتم التميمي، قال: سمعت مسلما يقول:

أبو أسماء غضيف بن الحارث الثّمالي و يقال: السّكوني، سمع عمر و أبا ذرّ (2)،روى عنه مكحول و سليم بن عامر.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو أسماء غضيف بن الحارث الثّمالي شامي.

أنبأنا عبد اللّه بن أحمد، عن آخر قال: سمعت محمّد بن إسماعيل يقول: غضيف بن الحارث الثّمالي هو أبو أسماء السّكوني الشامي، أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين الصيرفي، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب (3)، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا أحمد بن عمير - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثانية: غضيف بن الحارث الثّمالي، أبو أسماء، من الأزد، حمصي (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي (5) قال: أبو أسماء غضيف ابن الحارث الشامي.

ص: 78


1- كذا بالأصل، و في الجرح و التعديل: عياض بن غضيف.
2- بالأصل:«سمع عمرو أنبأنا ذر».
3- الأصل: غياث، تصحيف، و السند معروف.
4- سير أعلام النبلاء 455/3.
5- الكنى و الأسماء للدولابي 105/1.

حدّثني (1) عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول: غضيف بن الحارث كنيته أبو أسماء.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنبأنا أبو الفتح سليم بن أيوب، أنبأنا طاهر بن محمّد بن سليمان، حدّثنا علي بن إبراهيم بن أحمد، حدّثنا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدّمي يقول: غضيف بن الحارث أبو أسماء.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد بن علي، أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسّن التّنوخي، أنبأنا محمّد بن المظفر، أنبأنا بكر بن أحمد بن حفص، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى قال:

غضيف بن الحارث الثّمالي أبو أسماء، جالس عمر بن الخطّاب، و لقي أبا الدرداء، و أبا ذرّ.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا المسدّد بن علي، أنبأنا أبي، حدّثنا أبو القاسم عبد الصّمد بن سعيد القاضي، قال في تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

غضيف (2)،و الصحيح: غضيف (3) أبو (4) الحارث، روى عنه ابنه عياض بن غضيف، و مكحول، و أزهر بن سعيد الحمصي.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصّفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال (5):

أبو أسماء - و يقال: أبو عبيدة - غضيف بن الحارث السّكوني، و يقال: الثمالي، [و يقال:] (6) الأزدي، و يقال: الهمداني، و يقال: اليماني [الشامي] (7) أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 79


1- القائل أبو بشر الدولابي،(الكنى و الأسماء 106/1).
2- كذا بالأصل و ت في الموضعين.
3- كذا بالأصل و ت في الموضعين.
4- كذا بالأصل و ت.
5- رواه الحاكم أبو أحمد النيسابوري في الأسامي و الكنى 386/1 رقم 326.
6- زيادة عن الأسامي و الكنى.
7- الزيادة عن الأسامي و الكنى.

أخبرنا (1) أبو العباس محمّد بن إسحاق الثقفي قال: سمعت المفضّل بن غسّان قال:

قال لي يحيى بن معين: غضيف بن الحارث أبو أسماء الأزدي.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: غضيف بن الحارث أبو أسماء مختلف في صحبته.

أنبأنا أبو علي الحداد، قال: قال لنا أبو نعيم.

غضيف بن الحارث الكندي، و قيل: الأزدي، و هو ابن زنيم الثّمالي عداده في الحمصيين، يكنى أبا أسماء، قاله عبد الصمد بن سعيد الحمصي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني (2)،أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (3)،حدّثني الحكم بن نافع، عن صفوان بن عمرو في حديثه أبو أسماء الثّمالي غضيف بن الحارث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الحسين (4) بن الطّيّوري، أنبأنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا الحسين بن جعفر، قالوا:

أنبأنا الوليد بن بكر (5)،أنبأنا علي بن أحمد بن زكريا، أنبأنا صالح بن أحمد العجلي، حدّثني أبي قال: غضيف بن الحارث شامي، تابعي، ثقة (6).

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه بن المبارك (7) الفراء، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد الطرطوسي، أنبأنا محمّد بن محمّد بن داود، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش قال: غضيف بن الحارث شامي لا بأس به.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن عبد اللّه، أنبأنا

ص: 80


1- القائل: أبو أحمد الحاكم النيسابوري،(الأسامي و الكنى 387/1).
2- الأصل: الكناني، تصحيف.
3- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 388/1.
4- الأصل: الحسن، تصحيف.
5- الأصل: بكير، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
6- رواه العجلي في تاريخ الثقات ص 381 رقم 1342 و عن العجلي في تهذيب الكمال 19/15.
7- اسمه: محمد بن علي بن المبارك الفراء، أبو عبد اللّه، راجع ترجمة الخضر بن الحسين بن عبد اللّه، أبو القاسم ابن عبدان في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 434/16 رقم 1966.

أحمد بن محمّد بن أحمد البرقاني، قال: قلت لأبي الحسن الدارقطني: غضيف بن الحارث ؟ قال: ثقة، من أهل الشام.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، حدّثنا أبو محمّد بن أبي طاهر الصوفي، أنبأنا المسدّد بن علي، أنبأنا أبي، حدّثنا أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد القاضي، حدّثني سليمان ابن عبد الحميد البهراني (1)،حدّثني العلاء بن يزيد قال: سمعت عيسى بن أبي رزين يقول:

سمعت غضيف بن الحارث يعني يقول:

لقد كساني أبي ثوبين بأربعة دراهم، فلقد رأيتني لمن أكسى أبناء الصحابة ثوبا.

أخبرنا أبو محمّد المزكّي، أنبأنا أبو محمّد التميمي، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (2)،أخبرني أبو اليمان، عن صفوان بن عمرو.

أنّ غضيف بن الحارث كان يتولاهم صلاة الجمعة بحمص إذا غاب خالد بن يزيد أو مرض، ذكره صفوان بن [عمرو، عن] (3) سليم بن عامر.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد (4) قال:

قال أبو اليمان عن صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر الكلاعي أن خالد بن يزيد كان إذا غاب أو مرض أمر غضيف بن الحارث أبو أسماء الثّمالي أن يصلي للناس (5)،فإذا سمع به الجند حضروا، فهي جمعة ليست بخرساء يسمع أقصى أهل المسجد موعظته، يقول: أيها الناس هل تدرون أيّ رهان رهانكم ؟ ألا إنّها ليست برهان: الذهب و الفضة، و لو كانت ذهبا و فضة لأحببتم أن لا تعلق بلذاتها (6) رقابكم. قال اللّه عز و جل: «كُلُّ نَفْسٍ بِمٰا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ » (7) أنتم أناس سفر من جاءته دوابه ارتحل غير أنّ الإياب (8) في ذلك إلى اللّه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني (9)،أنبأنا أبو محمّد بن أبي

ص: 81


1- إعجامها مضطرب بالأصل، ترجمته في تهذيب الكمال 77/8.
2- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 603/1.
3- زيادة لازمة للإيضاح عن تاريخ أبي زرعة.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 443/7.
5- في ابن سعد: أن يصلي بالناس.
6- رسمها غير واضح بالأصل و صورته:«بلدانها» و المثبت عن ابن سعد.
7- سورة المدثر، الآية:38.
8- الأصل: الآيات، تصحيف، و المثبت عن ابن سعد.
9- الأصل: الكناني، تصحيف.

نصر، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (1)،حدّثني الوليد بن عتبة، حدّثنا الوليد بن مسلم، أخبرني حريز (2) بن عثمان، عن حبيب بن عبيد.

أن عبد الملك سأل غضيف بن الحارث الثّمالي أن يرفع يديه على المنبر، فقال: أما أنا فلا أجيبك إليها.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (3)،حدّثنا سريج بن النعمان، حدّثنا بقية، عن أبي بكر بن عبد اللّه، عن حبيب بن عبيد الرّحبي، عن غضيف بن الحارث الثّمالي قال:

بعث إلي عبد الملك بن مروان فقال: يا أبا أسماء إنّا قد جمعنا (4) الناس على أمرين، قال: و ما هما؟ قال: رفع (5) الأيدي على المنابر يوم الجمعة، و القصص بعد الصبح و العصر، قال: أما إنهما (6) أمثل بدعتكم عندي و لست مجيبك إلى شيء منهما قال: لم ؟ قال: لأن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما أحدث قوم بدعة إلاّ رفع مثلها من السنّة» فتمسك بسنة خير من إحداث بدعة[10377].

قال (7):و حدّثني أبي، حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا صفوان، حدّثني المشيخة أنهم حضروا غضيف بن الحارث الثّمالي حين اشتد سوقه فقال: هل منكم يقرأ يس ؟ قال: فقرأها صالح بن شريح السّكوني، فلما بلغ أربعين منها قبض، قال: فكان المشيخة يقولون: إذا قرئت عند الميت خفّف عنه بها، قال صفوان: و قرأها عيسى بن المعمر (8) عند ابن معبد.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنبأنا علي بن محمّد المصّيصي، أنبأنا أبو علي بن أبي نصر، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، أنبأنا أبي، حدّثنا محمّد بن علي بن زيد، حدّثنا سعيد بن منصور، حدّثنا فرج بن فضالة عن أسد بن وداعة قال: لما حضر غضيف بن الحارث الموت حضر إخوته فقال:

ص: 82


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 603/1-604.
2- بالأصل:«جرير بن عثمان» تصحيف، و التصويب عن تاريخ أبي زرعة.
3- رواه أحمد بن حنبل في مسنده 40/6 رقم 16967 طبعة دار الفكر.
4- في المسند: أجمعنا.
5- الأصل:«نرفع» و المثبت عن المسند.
6- الأصل: انها، و المثبت عن مسند أحمد.
7- القائل عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن حنبل، و الحديث في مسند أحمد 40/6 رقم 16966.
8- كذا بالأصل، و في المسند: عيسى بن المعتمر.

هل فيكم من يقرأ سورة يس ؟ فقال رجل من القوم: نعم، فقال: اقرأ و رتّل و أنصتوا، فقرأ و رتّل و أسمع القوم، فلما بلغ فَسُبْحٰانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْ ءٍ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (1)فخرجت نفسه.

قال أسد بن وداعة: فمن حضره منكم الموت فشدّد عليه الموت فليقرأ عليه «يس»، فإنه يخفف عليه الموت.

ص: 83


1- سورة يس، الآية:83.

[ذكر من اسمه] [غضيفر]

اشارة

[ذكر من اسمه] (1)[غضيفر] (2)

5552 - غضيفر بن فارس بن الحسن بن منصور

5552 - غضيفر (3) بن فارس بن الحسن بن منصور

أبو الوحش بن أبي الهيجاء البلخي النّبهاني

حدّث عن أبي القاسم السّميساطي (4).

و سمع أبا الحسن بن أبي الحديد و أبا (5) عبد اللّه محمّد بن علي بن يحيى بن سلوان (6).

سمع منه أبو محمّد (7) بن صابر.

ذكر أبو محمّد بن الأكفاني أن أبا الوحش الغضيفر بن فارس بن الحسن بن منصور البلخي النّبهاني توفي في يوم السبت الحادي عشر من شهر ربيع الأول بدمشق سنة اثنتين و تسعين و أربعمائة.

و هكذا ذكر أبو محمّد بن صابر و قال: لم يكن الحديث من شأنه، و سماعه صحيح، و قبره خارج باب شرقي عند طاحونة دير البقر، و كان على قبره قبة استهدمت (8) و بقي بعضها.

ص: 84


1- زيادة منا.
2- زيادة عن ت، سقطت من الأصل و في ت: غظيفر.
3- كذا بالأصل و في ت: غظيفر.
4- السّميساطي نسبة إلى سميساط مدينة على شاطئ الفرات من الغرب في طرف بلاد الروم. و هو علي بن محمد بن يحيى بن محمد السلمي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 71/18.
5- بالأصل:«و أنبأنا» تصحيف و التصويب عن ت.
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 647/17.
7- هو عبد الرحمن بن أحمد بن علي، أبو محمد السلمي الدمشقي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 423/19. و بالأصل: أبو بكر، ثم شطبت «بكر» و كتب فوقها «محمد».
8- كذا بالأصل و ت.

[ذكر من اسمه] غمر

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) غمر

5553 - غمر بن العباس السّكسكي

5553 - غمر بن العباس السّكسكي (2)

ولي غزو البحر في زمن أبي جعفر المنصور.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثني عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأنا أحمد بن إبراهيم القرشي، حدّثنا محمّد بن عائذ، حدّثنا الوليد قال:

لما أفضى الأمر إلى المنصور عبد اللّه بن محمّد ولّى صالح بن علي على الشام، فولّى غازية البحر يونس بن الليث العبسي، ثم ولّى المنصور العباس بن سفيان الخثعمي فوليه حينا ثم عزله، و ولّى مكانه عامر بن ربيعة السلمي، ثم ولّى بعده الغمر بن العباس السّكسكي، ثم ولى من بعده عبد اللّه بن الأسود المحاربي.

5554 - غمر بن يزيد بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي (3)

أحد الأجداد الممدحين من بني أمية ولاّه أخوه الوليد بن يزيد غزو الصائفة، و كانت داره بدمشق قبلة زقاق العجم.

ص: 85


1- زيادة منا.
2- ورد في تاريخ الطبري ط بيروت 555/4 و 563 الغمر بن العباس الخثعمي، ولي البحر مرتين في أيام المأمون.
3- ترجمته في نسب قريش للمصعب ص 167 و جمهرة ابن حزم ص 91 و تاريخ الطبري ط بيروت 263،232/4، 567،271 و تاريخ خليفة (ت العمري) ص 362 و 367 و 410 و الاكمال لابن ماكولا 25/7.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال: و أما غمر بالغين فهو الغمر بن يزيد بن عبد الملك.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1) قال:

أما غمر بغين معجمة مفتوحة فهو غمر بن يزيد بن عبد الملك بن مروان أخو الوليد بن يزيد.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (2):

و فيها - يعني سنة خمس و عشرين و مائة - غزا الغمر بن يزيد بن عبد الملك الصائفة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، حدّثنا محمّد بن عائذ قال: قال الوليد: و بويع الوليد بن يزيد - يعني - في شهر ربيع الآخر سنة خمس و عشرين و مائة، و استعمل على الصائفة أخاه الغمر بن يزيد.

قال ابن عائذ: و حدّثنا الوليد (3) قال: فحدّثني غير واحد بحديث قد وهمت فيه.

أن الغمر بن يزيد [شتّى في صائفته هذه، و أنا أشكّ (4) في صائفة أخرى بعدها بسنة و ثلاثين ألفا و قتل الوليد بن يزيد (5)]على ذلك، و لم يكن للناس صائفة بعد ذلك.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو عبد اللّه الطوسي، حدّثنا الزبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن الحكمي قال: قال أبو المهاجر معدان مولى آل أبي الحكم يمدح الغمر بن يزيد بن عبد الملك:

إذا عدّد الناس المكارم بينهم *** فلا يفخرنّ يوما على الغمر فاخر

فتى لا يرى الدنيا عليه عزيزة *** و لم يختصره للعطاء المغافر

ص: 86


1- الاكمال لابن ماكولا 25/7.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 362 (ت. العمري).
3- يعني الوليد بن مسلم.
4- كذا رسمها على هامش الأصل، و اللفظة غير مقروءة في ت، لسوء التصوير.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه، و بعده كتب: صح.

قال: و حدّثنا الزبير قال: و حدّثني عبد الرّحمن بن عبد اللّه الزهري، حدّثنا عبد اللّه بن عمران بن أبي فروة قال:

كنت أسير مع الغمر بن يزيد فاستنشدني، فأنشدته لعمر بن عبد اللّه بن أبي ربيعة:

و دع لبابة (1) قبل أن تترحّلا *** و اسأل فإنّ قليله أن تسألا

الأبيات، فأمر غلامه فحملني على بغلة كانت تحته، فلما أردت الانصراف أراد الغلام أن يأخذ مني البغلة، فقلت: لا أعطيكها (2) هو أشرف من أن يحملني عليها ثم ينزعها مني، فقال لغلامه: دعه يا بني، ذهبت و اللّه لبابة (3) ببغلة مولاك.

أنبأنا أبو الفضل بن ناصر، و أبو منصور بن الجواليقي، و أبو الحسن سعد الخير بن محمّد قالوا[ (4):أنبأنا أبو ياسر أحمد بن بندار بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن عبد الواحد بن علي بن إبراهيم بن رزمة، أنبأنا أبو القاسم عمر بن محمّد] بن سيف، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن العباس اليزيدي، املاء حدّثنا أحمد بن يحيى، حدّثنا الزّبير، حدّثني عبد الرّحمن بن عبد اللّه الزهري، عن عبد اللّه (5) بن عمران بن أبي فروة قال:

سرت مع الغمر بن يزيد بن عبد الملك فأنشدته قول عمر بن عبد اللّه بن أبي ربيعة (6):

و دع لبابة (7) قبل أن تترحّلا *** و اسأل فإنّ قليله (8) أن يسألا

قال ائتمر (9) ما شئت غير مخالف (10) *** فيما هويت فإننا لن نعجلا

لسنا نبالي حين نقضي (11) حاجة *** من بات أو ظلّ المطيّ معقّلا (12)

ص: 87


1- هي لبابة بنت عبد اللّه بن العباس امرأة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، و جاء بالأصل: لبانة، و المثبت عن ديوان ابن أبي ربيعة و الأغاني.
2- الأصل: لأعطيكها.
3- هي لبابة بنت عبد اللّه بن العباس امرأة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، و جاء بالأصل: لبانة، و المثبت عن ديوان ابن أبي ربيعة و الأغاني.
4- ما بين الرقمين مكرر بالأصل.
5- بالأصل: عبيد اللّه، و المثبت عن ت.
6- الأبيات في ديوان عمر بن أبي ربيعة ط بيروت ص 331 و الأغاني 207/1.
7- الأصل:«لبانة» و إعجامها غير واضح في ت، و المثبت عن المصدرين السابقين.
8- كذا بالأصل و ت و الديوان، و في الأغاني: قلاله.
9- غير واضحة بالأصل، و نميل إلى قراءتها:«انتمى» و هي غير واضحة في ت لسوء التصوير، و المثبت عن الديوان و الأغاني.
10- كذا بالأصل و ت و الأغاني، و في الديوان: منازع.
11- كذا بالأصل و الأغاني، و في الديوان: تدرك.
12- عجزه بالأصل:«من مات أوطان المطس الغفلا» و المثبت عن الديوان و الأغاني.

نجزي أيادي (1) كنت تبذلها لنا *** حقّ علينا، واجب أن يفعلا

فامكث لعمرك (2) ليلة و تأنّها *** فعسى الذي بخلت به أن تبذلا

حتى إذا ما الليل جنّ ظلامه *** و نظرت (3) غفلة كاشح أن يغفلا (4)

و استنكح النّوم الذين نخافهم *** و رمى الكرى بوّابهم فاستبدلا

خرجت تأطّر (5) في الثياب كأنها *** أيم (6) يسيب على كثيب أهيلا

رحّبت لمّا أقبلت (7) فتهللت *** لتحيّتي، لمّا رأتني مقبلا

فجلا القناع سحابة مشهورة *** غرّاء تعشي الطرف أن يتأمّلا

فظللت (8) أرقبها بماء لو عاقل *** يرقى به ما اسطاع ألاّ (9) ينزلا

تدنو فاطمع، ثم تمنع بذلها *** نفس أبت للجود أن تتحلّلا

فحملني على بغلة، فلمّا رجعنا من مركبنا أهوى الغلام ليأخذها، فقلت: أ أعطيكها، و قد حملني عليها؟ فقال: دعه يا غلام، فقد أودت لبابة ببغلة مولاك، و طلب الغلام السرج، فقال الغمر: و اللّه لو كان لي غيره لأعطيتكه.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السيرافي.

أحمد بن إسحاق، أنبأنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (10):

قتل عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن عباس الغمر بن يزيد بن عبد الملك بن مروان سنة اثنتين و ثلاثين و مائة، و كان قتله إياه بنهر أبي فطرس.

ص: 88


1- الديوان: نجزي بأيد.
2- الأغاني:«البث بعمرك».
3- الديوان و الأغاني: و رقبت.
4- الديوان و الأغاني: و يمحلا.
5- الأصل: ناظر، و المثبت عن الديوان و الأغاني، و هنا: تتثنى.
6- الأيم: الحية.
7- الديوان: سلمت حين لقيتها فتهللت. و في الأغاني: و حبت حين رأيتها فتبسمت.
8- الديوان و الأغاني: فلبثت.
9- الأصل:«أن» و المثبت عن الأغاني و الديوان.
10- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 410 (ت. العمري).

ذكر من اسمه غنائم

5555 - غنائم بن أحمد بن الخضر

أبو القاسم الطائي

حدّث عن أبي محمّد عبيد بن إبراهيم بن كبيبة (1) النجار.

كتب عنه نجا بن أحمد.

و أنبأنيه أبو محمّد بن الأكفاني شفاها عنه، أنبأنا الشيخ أبو القاسم غنائم بن أحمد بن الخضر الطائي، أنبأنا عبيد بن إبراهيم المهندس، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن محمّد بن أبي كامل بن إبراهيم بن إسحاق الشاهد (2)،قدم علينا دمشق، حدّثنا خال أبي أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة، حدّثنا العباس بن الوليد بن مزيد العذري، أنبأنا أبي، حدّثنا الأوزاعي، أخبرني ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أنّ أبا بكر الصّدّيق دخل عليها و عندها جاريتان في أيام منى تلعبان و تضربان بدفّين و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مسجّى بثوبه، فانتهرها أبو بكر، فكشف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن وجهه فقال:

«دعها يا أبا بكر فإنّها أيّام عيد»[10378].

أخبرناه عاليا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون، أنبأنا أبو

ص: 89


1- بالأصل: كتيبة، تصحيف و الصواب ما أثبت، تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 401/37 باسم عبيد اللّه بن إبراهيم بن أحمد بن محمد: أبو محمد النجار رقم 4422.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 339/17.

القاسم بن حبابة، أنبأنا أبو محمّد بن صاعد، حدّثنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، حدّثنا الأوزاعي، حدّثنا ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم أنّ أبا بكر دخل عليها فذكر مثله إلاّ أنه لم يقل: و يضربان بدفّين.

5556 - غنائم بن أحمد بن عبيد اللّه

أبو القاسم الخياط

المعروف ببنان (1)

روى عن أبي محمّد بن أبي نصر، و أبي نصر بن الجبّان، و أبي علي و أبي الحسين ابني أبي نصر.

و روى عنه: أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم الدّهستاني، و نجا بن أحمد، و غيث بن علي الخطيب.

و حدّثنا عنه أبوا (2) الحسن الفقيهان، و أبو محمّد بن الأكفاني.

أخبرنا أبو الحسن الفقيهان، قالا: أنبأنا أبو القاسم غنائم بن أحمد بن عبيد اللّه الخياط المعروف ببنان و غيره، قالوا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم ابن محمّد بن أحمد بن أبي ثابت، حدّثنا يحيى بن أبي طالب، أنبأنا علي بن عاصم، حدّثنا إسحاق بن سويد، عن معاذة، عن عائشة قالت:

نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن نبيذ الجرّ[1550].

قال علي: و أخبرني إسحاق: حدّثتني هنيدة عن عائشة بمثله.

[قال ابن عساكر] (3) شبك بيدي أبو محمّد بن الأكفاني (4) قال: شبك بيدي أبو القاسم غنائم بن أحمد الخياط ، قال: شبك بيدي أبو محمّد بن أبي نصر قال: شبك بيدي خيثمة بن سليمان القرشي، قال شبك بيدي أبو محمّد عبد العزيز بن الحسن بن بكر بن الشرود قال:

شبك بيدي أبي الحسن بن أبي بكر، قال: شبك بيدي أبي بكر بن الشّرود، قال: شبك بيدي

ص: 90


1- بنان بالضم و نونين، ضبطت عن تبصير المنتبه 104/1 سماه غنائم بن أحمد الخياط الدمشقي، روى عن أبي نصر.
2- بالأصل:«أبو» تصحيف.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- غير مقروءة بالأصل.

إبراهيم بن أبي يحيى، قال: شبك بيدي صفوان بن سليم، قال: شبك بيدي أيوب بن خالد، قال: شبك بيدي أبو هريرة، قال أبو هريرة: شبك بيدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«خلق اللّه آدم يوم الجمعة، و الأرض يوم السبت، و الجبال يوم الأحد، و الشجر يوم الاثنين، و المكروه يوم الثلاثاء، و النور يوم الأربعاء، و البحار يوم الخميس»[10380].

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (1):

و غنائم بن أحمد الخياط شيخ دمشقي يعرف ببنان، حدّث عن ابن أبي نصر [و غيره] (2).

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنبأنا الشيخ أبو القاسم غنائم بن أحمد بن عبيد اللّه الخياط المعروف ببنان الشيخ الصالح.

5557 - غنائم بن أحمد بن المسلّم بن الخضر

أبو السرايا السّلمي

المعروف بابن أبي الوبر

حدّث عن رشأ بن نظيف.

سمع منه شيخنا أبو الحسن السلمي.

أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنبأنا أبو السرايا غنائم بن أحمد بن أبي الوبر، و أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك الفرّاء سنة إحدى و ثمانين و أربع مائة. أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف سنة ثلاث و أربعين و أربعمائة، أنبأنا أحمد بن محمّد بن يوسف يعرف بابن العلاّف - ببغداد - أنبأنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، حدّثنا خلف بن هشام، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يدعو:«اللّهم إنّي أعوذ بك من شرّ فتنة الغنى، و من شرّ فتنة الفقر»[10381].

هذا مختصر من حديث.

ص: 91


1- الاكمال لابن ماكولا 361/1-362 في باب: بنان.
2- زيادة عن الاكمال.

أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (1)،أنبأنا أبو عمرو بن حمدان، أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا أحمد بن الحجاج، حدّثنا حمّاد - هو ابن سلمة - عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يقول:

«اللّهمّ إني أعوذ بك من عذاب النار، و من فتنة النار، و أعوذ بك من عذاب القبر و من فتنة القبر، و أعوذ بك من المسيح الدّجّال و من الكسل، و الهرم، و المأثم، و المغرم، و من شرّ فتنة الغنى و الفقر، اللّهمّ اغسلني من الخطايا بماء الثلج و البرد، اللّهمّ باعد بيني و بين خطاياي كما باعدت بين المشرق و المغرب»[10382].

قرأت بخط أبي القاسم بن صابر، توفي شيخنا أبو السرايا غنائم بن أبي الوبر - رحمه اللّه - يوم الأحد الحادي و العشرين من شهر رمضان من سنة ثلاث و ثمانين و أربعمائة، سمع الحديث كثيرا من الشيخ أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أبي القاسم السّميساطي، و أبي موسى عيسى القابسي و غيرهم، لم يكن الحديث من شأنه، كان شيخا ديّنا، كثير الصلاة بالليل و النهار، ضرير البصر، حدّثنا بجزء واحد من كتاب:«إصلاح المآل» لابن أبي الدنيا، وجدنا عليه سماعه من رشأ، بلغني أن مولده في سنة إحدى و أربعمائة.

ص: 92


1- الأصل: الخزرودي، تصحيف.

[ذكر من اسمه] غوث

5558 - غوث بن أحمد بن حيّان

5558 - غوث بن أحمد بن حيّان (1)

أبو عمرو الطائي العكّاوي (2)

حدّث بصيدا: عن إبراهيم بن معاوية القيسراني.

روى عنه أبو الحسين بن جميع (3).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: أنبأنا أبو نصر بن طلاّب، أنبأنا أبو الحسين بن جميع، حدّثنا غوث بن أحمد - و هو ابن حسّان - أبو عمرو الطائي العكّاوي - بصيدا - أنبأنا إبراهيم بن معاوية العرناني (4)،حدّثنا سفيان، عن أبي هارون قال:

كنا إذا أتينا أبا سعيد الخدري قال: مرحبا بوصية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال لنا:«الناس لكم تبع، و سيأتيكم أقوام من أقطار الأرض يتفقّهون، فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا»[10383].

ص: 93


1- كذا بالأصل و الأنساب (العكاوي)، و في ت و المختصر: حبان.
2- ترجمته في الأنساب (العكاوي). و العكاوي بفتح العين المهملة، و الكاف المشددة نسبة إلى عكا، و هي مدينة كبيرة من بلاد الثغور على ساحل بحر الروم.
3- هو محمد بن أحمد بن جميع الغساني، أبو الحسين، و قد كتب عنه بصيدا كما يفهم من عبارة الأنساب.
4- كذا رسمها بالأصل، و مرّ أول الترجمة:«القيسراني» و في المختصر: حدث عن إبراهيم بن معاوية القيسراني عن سفيان... و ذكر الحديث.

5559 - غوث بن سليمان بن زياد

ابن ربيعة بن نعيم بن ربيعة بن عمرو بن عبيدة

- و يقال: عبيدة - بن جذيمة بن عمرو بن زيد بن مالك

ابن زيد بن الحارث بن عمرو بن حجر

ابن قيس بن كعب بن سهل بن زيد بن حضرموت

أبو يحيى الحضرمي الصّوراني (1) المصري (2)

قاضي مصر.

حدّث عن أبيه.

روى عنه عبد اللّه بن وهب، و الواقدي، و زياد بن يونس، و أبو صالح عبد الغفّار بن داود الحرّاني، و أبو الوليد الطيالسي، و عبد اللّه بن المبارك، و يحيى بن عبد اللّه بن بكير.

و قدم دمشق أو أعمالها مع صالح بن علي غازيا (3).

قرأت على أم البهاء فاطمة بنت محمّد عن أبي طاهر بن محمود، و أبي العباس أحمد بن محمّد بن... (4) قالا: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو العباس بن قتيبة، حدّثنا حرملة بن يحيى، حدّثنا ابن وهب، أخبرني غوث بن سليمان الحضرمي عن أبيه عن عبد اللّه بن الحارث بن الجزء الزّبيدي قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا يبول أحدكم و هو مستقبل القبلة»[10384].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطّبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر (5)،حدّثنا يعقوب بن سفيان (6)،حدّثني أبو الوليد هشام بن

ص: 94


1- بدون إعجام بالأصل، و هذه النسبة إلى صوران، قرية باليمن للحضارمة (الأنساب) ضبطها السمعاني بضم الصاد، و في معجم البلدان بالفتح.
2- ترجمته في الأنساب (الصوراني)، و اللباب (الصوراني) و معجم البلدان (الصوران)، و ولاة مصر للكندي ص 126 و فتوح مصر و أخبارها لابن عبد الحكم (الفهارس)، و المعرفة و التاريخ 156/1 و 496/2 و التاريخ الكبير للبخاري 111/7 و الجرح و التعديل 57/7.
3- ولاة مصر للكندي ص 126.
4- كلمة مكانها مطموس، و لم يظهر منها إلا حرف «م».
5- الكلمة مطموسة بالأصل، و المثبت قياسا إلى سند مماثل.
6- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 496/2 و من طريق عبد اللّه بن الحارث بن جزء في فتوح مصر لابن عبد الحكم ص 299.

عبد الملك، حدّثنا غوث بن سليمان بن زياد، حدّثني سليمان بن زياد قال:

دخلنا على عبد اللّه بن الحارث بن جزء الزّبيدي في يوم جمعة، فدعا بطست فقال لجاريته: استري بيني و بين القوم، فبال فيها و توضأ ثم قال: إنّي لم أجد منتحى إلاّ منتحى إلى القبلة، و سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا يبولنّ أحدكم و هو مستقبل القبلة»[10385].

أنبأنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي القاسم خلف بن أحمد بن الفضل الحرفي، أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس، أنبأنا أبو عمر محمّد بن يوسف، حدّثني يحيى بن أبي معاوية، حدّثني خلف - يعني ابن ربيعة - عن أبيه.

أن صالح بن علي لما خرج إلى الشام أخرج بغوث بن سليمان فصحبه غوث إلى فلسطين، و كان خروجه في شهر رمضان سنة سبع و ثلاثين (1) و مائة، و عاد غوث إلى الفسطاط في النصف من جمادى الأولى سنة ثمان و ثلاثين، و لم يكن استخلف في هذه السفرة على القضاء أحدا، فعاد غوث إلى القضاء، فوليها إلى سنة أربعين و مائة، و إن صالح بن علي ولي الصائفة فأخرج غوثا معه إلى الصائفة، فاستخلف غوث يزيد بن عبد اللّه بن بلال الحضرمي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنبأنا أبو طاهر الباقلاّني - زاد الأنماطي و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا:- أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني، أنبأنا أبو الحسين الأهوازي، أنبأنا أبو حفص الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (2):

في الطبقة الرابعة من تابعي أهل مصر: غوث بن سليمان الحضرمي، مات زمن المهدي.

أخبرنا أبو البركات، أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا يوسف بن رباح، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي، حدّثنا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال في تسمية محدثي أهل مصر: غوث بن سليمان الحضرمي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم.

ص: 95


1- بالأصل: و ثمانين، ثم شطبت بخط أفقي، و وضعت علامة تحويل إلى الهامش، و اللفظة «و ثلاثين» استدركت عن هامش الأصل و بعدها صح.
2- رواه خليفة بن خيّاط في الطبقات ص 544 رقم 2803.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسين اللّنباني، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا.

قالا: حدّثنا محمّد بن سعد (1) قال في الطبقة الخامسة من أهل مصر: غوث بن سليمان الحضرمي مات في زمن المهدي، و قال ابن الفهم: توفي في خلافة المهدي.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (2):

غوث بن سليمان بن زياد الحضرمي البصري قال أبو الوليد هشام: حدّثنا غوث عن أبيه سمع عبد اللّه بن الحارث بن جزء قال: نهى النبي صلى اللّه عليه و سلم أن يبال مستقبل القبلة.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا أبو علي.

قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (3):

غوث بن سليمان الحضرمي قاضي مصر، روى عن أبيه، روى عنه ابن المبارك، و عبد اللّه بن وهب، و يحيى بن عبد اللّه بن بكير، و أبو الوليد الطّيالسي، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن علي بن عبد اللّه، و أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، قالا: أنبأنا أبو الفرج الطّناجيري، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن السّري، حدّثنا عبد الملك بن بدر بن الهيثم، حدّثنا أحمد بن هارون بن روح قال:

في الطبقة الثالثة من الأسماء المنفردة: غوث بن سليمان، روى عنه ابن وهب، مصري، و للمصريين شيخ آخر اسمه غوث بن سليمان الطّحّان، و هو متأخّر، يروي عن عبد اللّه بن صالح أبي صالح كاتب الليث، و هو مولى لبني سهم، و يكنى أبا سهل، ذكره ابن يونس أيضا، و غوث بن جابر بن غيلان بن منبّه اليماني الصّنعاني يروي عن عقيل بن معقل بن

ص: 96


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 517/7.
2- رواه البخاري في التاريخ الكبير 111/7.
3- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 57/7.

منبّه، روى عنه ابن حنبل و ابن المديني.

أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن.

ح و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا: أنبأنا أبو الفضل الباطرقاني، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أبو سعيد بن يونس قال:

غوث بن سليمان بن زياد بن ربيعة بن نعيم بن ربيعة بن عمرو بن عبيدة بن جذيمة الحضرمي ثم الصّوراني، يكنى أبا يحيى قاضي مصر، ولي القضاء بها ثلاث مرات في أيام المنصور، و المهدي.

قرأت على بلاطة قبره: توفي في جمادى الآخرة سنة ثمان و ستين و مائة، قال يحيى بن بكير: ولد غوث بن سليمان سنة أربع و تسعين، روى عنه ابن وهب، و زياد بن يونس، و محمّد بن عمر الواقدي، و عبد الغفّار بن داود الحرّاني، و آخر من حدّث عنه بالعراق أبو الوليد الطيالسي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن زنجويه، أنبأنا أبو أحمد العسكري قال:

و مما يصحف بعوف: غوث بن سليمان بن زياد الحضرمي قاضي مصر، روى عن أبيه، روى عنه ابن المبارك، و ابن وهب، و يحيى بن عبد اللّه بن بكير، و أبو الوليد، الغين المعجمة، و الثاء منقوطة بثلاث.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب قال:

أبو يحيى: غوث بن سليمان بن زياد بن ربيعة بن نعيم بن ربيعة بن عمرو بن عبيدة بن جذيمة الحضرمي قاضي مصر، ولي القضاء بها ثلاث مرات في أيام المنصور و المهدي، و حدّث عن أبيه عن عبد اللّه بن الحارث بن جزء صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه عبد اللّه بن وهب، و محمّد بن عمر الواقدي، و يحيى بن بكير، و عبد الغفّار بن داود الحرّاني، و أبو داود الطيالسي.

و ذكر أبو سعيد بن يونس: أنه ولد في سنة أربع و تسعين، و مات في سنة ثمان و ستين و مائة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (1):

ص: 97


1- الاكمال لابن ماكولا 30/7.

أما غوث بغين معجمة و آخره ثاء معجمة بثلاث فهو غوث بن سليمان بن زياد بن ربيعة ابن نعيم أبو يحيى الحضرمي المصري، ولي القضاء بها ثلاث مرات في أيام المنصور و المهدي، و حدّث عن أبيه، روى عنه ابن وهب، و الواقدي، و عبد الغفّار بن داود الحرّاني، و أبو الوليد الطيالسي.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو الحسن ابن السّقّا، حدّثنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

شيخ مصري يقال له غوث، سمع منه أبو الوليد الطيالسي بمكة، و قد روى عنه أيضا ابن بكير المصري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطّبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان (1)،حدّثني أبو الوليد، حدّثنا غوث ابن سليمان بن زياد مصري، سمع منه بمكة، و لا بأس به.

أنبأنا أبو الحسين (2) القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنبأنا أبو القاسم العبدي، أنبأنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي.

قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (3):

سألته - يعني: أباه - عنه فقال: هو مصري، صحيح الحديث، لا بأس به.

أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن.

ح و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا: أنبأنا أحمد بن الفضل بن محمّد، أنبأنا محمّد بن إسحاق بن محمّد بن يحيى بن مندة، أنبأنا أبو سعيد بن يونس قال:

و ذكر فتيان بن أبي السّمح أنه اتّهم برأي الإباضية، و قال فتيان: حدّثني ربيعة التفوسي قال: أنا حملت كتاب أبي الخطاب الإباضي من إفريقية إلى غوث بن سليمان، و حملت كتاب غوث إلى أبي الخطاب.

ص: 98


1- لم أعثر على الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ المطبوع.
2- بالأصل: الحسن، تصحيف، و السند معروف.
3- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 57/7.

و قال ابن يونس: و ذكر أحمد بن يحيى بن وزير عن سعيد بن عفير.

أن علي بن محمّد بن عبد اللّه بن حسن بن حسن لما قدم إلى مصر هاربا من المنصور طلبه المنصور بمصر، فاتّهم به غوث بن سليمان أن يكون غيّبه عنده، فورد كتاب المنصور على يزيد بن حاتم أمير مصر يأمره فيه بحبس غوث، فحبسه.

أنبأنا أبو محمّد بن حمزة، عن أبي القاسم خلف بن أحمد بن الفضل، أنبأنا أبو (1)محمّد عبد الرّحمن بن عمر، أنبأنا أبو (2) عمر محمّد بن يوسف، حدّثني ابن قديد، عن عبيد اللّه - يعني ابن سعيد بن عفير - عن أبيه، عن عبد الصّمد بن حمزة بن زياد، و كان حمزة بن زياد كاتبا لغوث أن غوثا لما حبس كتب مع حمزة بن زياد إلى صالح بن علي، فكتب فيه صالح إلى أبي جعفر [المنصور] يستوهبه إياه، فوهبه له، و كتب له سجلا منشورا بردّه حيث لقي، فلقي و قد جاوز حلب، فأبى أن يرجع، و مضى حتى قدم العراق، و أبو جعفر حاجّ ، ثم قدم أبو جعفر فاعتذر إليه، فعذره و رده إلى مصر.

قال: و أنبأنا أبو عمر قال: ثم ولي القضاء بها - يعني: بمصر - أبو يحيى غوث بن سليمان بن زياد بن ربيعة بن نعيم بن ربيعة بن عمرو بن عبيدة بن جذيمة بن عمرو بن زيد بن مالك بن زيد بن الحارث بن عمرو بن حجر بن قيس بن كعب بن سهل بن زيد بن حضرموت من قبل الأمير أبي عون يوم الأحد للنصف من شهر رمضان سنة خمس و ثلاثين و مائة، حدّثني بذلك يحيى عن خلف عن أبيه عن جده.

قال: و حدّثني قيس بن حملة الغافقي، حدّثني ياسين، حدّثني فضالة بن المفضّل عن أبيه قال:

لم يكن غوث بن سليمان بالفقيه، لكنه كان أعلم الناس بمعاني القضاء و سياسته، و كان أمره من أحسن شيء، و كان هيوبا.

قال أبو عمر: فوليها غوث إلى خروجه إلى الصائفة خمس سنين، أخبرني بذلك يحيى عن خلف، عن أبيه و كان خروجه في جمادى الآخرة سنة أربعين، ثم ولي القضاء بها يزيد بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن بلال خليفة لغوث على القضاء، ثم عاد غوث بن سليمان إلى

ص: 99


1- لفظة «أبو» كتبت تحت الكلام بين السطرين في الأصل.
2- لفظة «أبو» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

القضاء بعد موت ابن بلال فوليها غوث إلى أن صرف عنها هو و خليفته ابن بلال تسع سنين، و كان صرفه في شهر رمضان سنة أربع و أربعين، قال: ثم ولي القضاء بها غوث بن سليمان ولايته الثالثة عليها من قبل المهدي، و ردّ الكتاب بولايته في جمادى الأولى سنة سبع و ستين و مائة، حدّثني بذلك يحيى بن خلف عن أبيه، و قال: أقام غوث بن سليمان بمصر ثلاثا و عشرين سنة منذ صرف عن القضاء سنة أربع و أربعين و مائة، و وليها غوث إلى أن توفي بها و هو على قضائها في جمادى الآخرة سنة ثمان و ستين و مائة، و وليها سنة واحدة، صلّى عليه الأمير موسى بن مصعب الخثعمي.

قال: و حدّثنا أبو عمر، حدّثني ابن قديد، حدّثنا عبيد اللّه بن سعيد، عن أبيه، حدّثني عمرو بن بحري الشيباني.

أن صالح بن علي لما نزل دابق و حشد الناس للصائفة جعل على كلّ جند قاضيا، فشكوا تطويل القضاة فذكر ذلك للمصريين، فقال له عمرو بن الحارث: اجمعهم على غوث ابن سليمان فإنه يستضلع بهم، ففعل، قال عمرو بن الحارث: فكنا نمرّ به و الناس يترادفون عليه، فيقول: انزلوا نتحدث، فنقول أنّى لنا بالحديث و عليك من نرى، فيقول: انزلوا ناحية فما سسب (1) أن يتفرج (2) الناس عنه و يخلو، فنتحدث.

أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل بن سليم، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا: أنبأنا أحمد بن الفضل، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أبو سعيد بن يونس، حدّثنا علي بن الحسن بن قديد، حدّثنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الحكم (3)،حدّثنا حمّاد بن المسور أبو رجاء قال:

قدمت امرأة من الريف في محفّة (4) و غوث قاضي مصر إذ ذاك، فوافت غوث بن سليمان عند السّرّاجين رائحا إلى المسجد، فشكت إليه أمرها و أخبرته بحاجتها، فنزل عن دابّته في بعض حوانيت السّرّاجين و لم يبلغ المسجد، فكتب لها بحاجتها و ركب إلى المسجد، فانصرفت المرأة و هي تقول: أصابت و اللّه أمك حين سمّتك غوثا، أنت و اللّه غوث عند اسمك.

ص: 100


1- كذا رسمها بالأصل.
2- كذا بالأصل.
3- الخبر في فتوح مصر لابن عبد الحكم ص 244.
4- المحفة: بالكسر، مركب للنساء كالهودج إلاّ أنها لا تقبب (القاموس).

قال: و حدّثنا أبو سعيد، حدّثني عاصم بن مراوح (1)،حدّثنا ياسين بن عبد الأحد قال:

سمعت أبي يقول: سمعت غوث بن سليمان يقول:

بعث إليّ أمير المؤمنين أبو جعفر المنصور فحملت إليه، فقال لي: يا غوث إنّ صاحبتكم الحميرية خاصمتني إليك في شروطها، قلت: أ فيرضى أمير المؤمنين أن يحكمني عليه ؟ قال: نعم، قلت: فالحكم له شروط ، فيحملها أمير المؤمنين ؟ قال: نعم، قلت:

يأمرها أمير المؤمنين فتوكّل وكيلا و تشهد على وكالته خادمين حرّين يعدّلهما أمير المؤمنين على نفسه، ففعل، فوكّلت خادما و بعثت معه بكتاب صداقها، و شهد الخادمان على توكيلها، فقلت له: تمّت الوكالة، فإن رأى أمير المؤمنين أن يساوي الخصم في مجلسه فليفعل، فانحطّ عن فرشه و جلس مع الخصم، و دفع إليّ الوكيل كتاب الصّداق فقرأته عليه فقلت: أ يقرّ أمير المؤمنين بما فيه ؟ قال: نعم، قلت: أرى في الكتاب شروطا مؤكدة بها تمّ النكاح بينكما، أ رأيت يا أمير المؤمنين لو أنك خطبت إليها و لم تشترط لها هذا الشرط كانت تزوجك ؟ قال:

لا، قلت: فبهذا الشرط تمّ النكاح، و أنت أحقّ من وفّى لها بشرطها، قال: قد علمت إذ أجلستني هذا المجلس أنك ستحكم عليّ ، قلت: أعظم جائزتي و أطلق سبيلي يا أمير المؤمنين قال: بل جائزتك على من قضيت له و أمر لي بجائزة و خلعة، و أمرني أن أحكم بين أهل الكوفة، فقلت: يا أمير المؤمنين ليس البلد بلدي و لا معرفة لي بأهله، قال: لا بدّ من ذلك، قلت: يا أمير المؤمنين فأنا أحكم بينهم، فإذا أنا ناديت: من له حاجة بخصومة، و لم يأت أحد فائذن لي بالرجوع إلى بلدي، قال: نعم، قال غوث: فجلست فحكمت بينهم ثم انقطع الخصوم، فناديت بالخصوم فلم يأت أحد، فرحلت من وقتي إلى مصر.

أنبأنا أبو محمّد بن حمزة، عن أبي القاسم الحرفي، أنبأنا أبو محمّد بن النحاس، أنبأنا أبو عمرو الكندي، حدّثني يحيى بن أبي معاوية، حدّثني خلف - يعني ابن ربيعة - حدّثني زياد ابن يونس قال:

سمعت غوث بن سليمان يقول: قال لي أبو جعفر: أقم هاهنا، فقلت: البلد ليس بلدي، و ليس لي معرفة بأهله، فإن رأيت أن تعفيني، فأعفاني.

أخبرني أبو البركات بن المبارك، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن

ص: 101


1- كذا رسمها بالأصل.

بشران، أنبأنا أبو علي بن الصواف، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا هاشم بن محمّد، حدّثنا الهيثم بن عدي قال: و مات غوث بن سليمان الحضرمي زمن المهدي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه، حدّثنا يعقوب قال (1):سمعت يحيى بن بكير المخزومي يقول: توفي غوث بن سليمان بن زياد الحضرمي سنة ثمان و ستين و مائة.

ص: 102


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 156/1.

[ذكر من اسمه] غياث

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) غياث

5560 - غياث بن جميل

أبو الخضر المقبري

حكى عنه علي الحنّائي.

قرأت بخط أبي (2) الحسن علي بن محمّد الحنّائي، أخبرني أبو الخضر غياث بن جميل المقبري قال:

حفرت في مقابر باب توما و أنا صبي - و كان من أبناء ثمانين سنة أو دونها - قال: فلمّا وصلت إلى اللحد رأيت مثل النطع، فكشفت فإذا فخذ عظيمة فهالني ما رأيت، و كنت أحفر بين يدي شيخ مقبريّ مسنّ - و كان أطروشا (3)-، فقلت له: ما هذا؟ و أوقفته على الحال ؟ فقال: يا بني هذا من الصحابة ممن كان مع خالد بن الوليد لأن كان لباسهم الفراء، و كان الحفر من نحو القبلة من المقابر، عند السور في باب توما.

ص: 103


1- زيادة منا للإيضاح.
2- بالأصل:«أبو» و المثبت عن ت.
3- بالأصل و ت: أطروش.

5561 - غياث بن غوث،

و يقال بن غويث بن الصلت بن طارقة بن سيحان

ابن عمرو بن الفدوكس بن عمرو بن مالك بن جشم

ابن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب

و يقال: ابن غوث بن سلمة بن طارقة

أبو مالك التغلبي النّصراني

المعروف بالأخطل الشاعر (1)

قدم دمشق غير مرة على غير واحد من الخلفاء.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا عبد الوهّاب بن علي بن عبد الوهّاب، أنبأنا علي بن عبد العزيز الظاهري قال: قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم، أنبأنا الفضل بن الحباب، حدّثنا محمّد بن سلاّم قال:

الأخطل، و هو غياث بن الصلت بن طارقة بن السّيحان بن عمرو بن فدوكس بن عمرو ابن مالك بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب، خطلة، قول كعب بن جعيل له: إنك لأخطل (2) يا غلام.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع اللفتواني، أنبأنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنبأنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنبأنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد قال: و الأخطل الشاعر اسمه غياث بن غوث (3)،و يكنى أبا مالك.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن ديسم قال: كتب إليّ أبو جعفر محمّد بن أحمد ابن الحسن، أنبأنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى - إجازة - قال:

الأخطل التغلبي: اسمه اياس (4) غياث بن غوث، و يقال: غياث بن غويث بن الصلت

ص: 104


1- انظر أخباره في: الأغاني 280/8 (مصورة دار الكتب) الشعر و الشعراء ص 301 خزانة الأدب 459/1 (ت. هارون)، طبقات الشعراء للجمحي ص 157، سير أعلام النبلاء 589/4 شعراء النصرانية 170/2 ديوانه ط بيروت.
2- راجع الأغاني 280/8-281. و الأخطل: السفيه.
3- في الأصل تقرأ: عوف.
4- كذا بالأصل:«اسمه إياس غياث» و ليس له ترجمة في معجم الشعراء للمرزباني، و في المؤتلف و المختلف للآمدي ص 21: الأخطل التغلبي و اسمه غياث بن غوث.

ابن طارقة بن عمرو بن السّيحان بن الفدوكس بن عمرو بن مالك بن جشم بن بكر بن حبيب ابن عمرو بن غنم بن تغلب.

و قال الجاحظ : الأخطل اسمه غوث بن مغيث، و تفرد الجاحظ بهذا القول، و الأول هو الصحيح.

و سمي الأخطل ببيت قاله، و يقال خطّله قول كعب بن جعيل التغلبي له: إنك لأخطل يا غلام، و قيل: سمي بخطل لسانه، و قيل بطول أذنيه، و يكنى أبا مالك، و يلقب دوبل بن حمار، و يعرف بذي الصليب، و كان نصرانيا.

و كان مقدّما عند خلفاء بني أمية و ولاتهم و عمّالهم لمدحه لهم و انقطاعه إليهم، مدح يزيد بن معاوية في أيام أبيه، و هجا الأنصار بسببه، و عمّر عمرا طويلا.

و كان أبو عمرو بن العلاء و يونس النحوي يقدمانه على جرير و الفرزدق في الشعر، و احتج له يونس في ذلك بجماعة من علماء أهل البصرة، و كان حمّاد الراوية يقدّمه أيضا عليهما.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال:

و أما سيجان بالياء - يعني و الجيم - فقال ابن الكلبي في نسب الأخطل الشاعر النصراني:

هو الأخطل اسمه غياث بن غوث بن الصلت بن طارق بن السّيجان.[سمي ب ] (1) الأخطل لأنه تعرض لكعب بن جعيل الشاعر، فأقبل عليه، فقال أبو الأخطل لكعب بن جعيل: إنه غلام خطل، فسمّي لذلك الأخطل.

كذا قال الأول: بالحاء، و الثاني: بالجيم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن هبة اللّه قال (2):

غياث بن غوث بن الصلت بن طارق بن عمرو بن سيحان بن قدوكس بن عمرو بن مالك بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب الأخطل الشاعر النصراني مشهور، كذلك ذكره ابن سلاّم الجمحي، و ابن الكلبي في الجمهرة، فقالا (3):سيحان، غير

ص: 105


1- زيادة منا للإيضاح.
2- الاكمال لابن ماكولا 132/6 و 133.
3- الأصل:«فقال» و في الاكمال: و قالا.

أن ابن سلاّم قال في الطبقات:[قال:] (1) سيحان بن عمرو بن فدوكس (2) بن عمرو، و اللّه أعلم بالصواب.

كذا ذكره في باب عتّاب و غياث و ما معهما.

و قال في باب سبحان و سيحان (3) و ما معهما و أما سيجان مثل الذي قبله سواء، يعني سيجان بالنون إلاّ أنه بياء معجمة باثنتين من تحتها، فهو سيجان بن فدوكس بن عمرو بن مالك ابن جشم، و اللّه أعلم.

ذكر أبو الحسين [أحمد] بن فارس: أن الدّوبل حمار صغير مجتمع الخلق (4)،و به لقّب الأخطل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو محمّد عبد الوهّاب بن علي بن عبد الوهّاب، أنبأنا علي بن عبد العزيز الظاهري قال: قرئ على أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم، أنبأنا الفضل بن الحباب، حدّثنا محمّد بن سلام (5)،حدّثني محمّد بن عائشة قال: قال إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل:

خرجت مع أبي إلى الشام، فخرجت إلى دمشق انظر إلى بنائها، فإذا كنيسة، و إذا الأخطل ناحيتها، فلما رآني أنكرني فسأل عني، فأخبر، فقال: يا فتى إنّ لك موضعا و شرفا، و إنّ الأسقف قد حبسني و أنا أحبّ أن تأتيه و تكلّمه في إطلاقي، قال: فقلت: نعم، فانتهيت إلى الأسقف فانتسبت له و كلّمته و طلبت إليه في تخليته، فقال: مهلا: أعيذك باللّه أن تكلّم في مثل هذا، فإنّ لك موضعا و شرفا و هذا ظالم يشتم أعراض الناس و يهجوهم، فلم أزل به حتى قام معي فدخل عليه الكنيسة، فجعل يوعده و يرفع عليه العصا، و الأخطل يتضرع إليه و هو يقول له: أ تعود أ تعود، فيقول: لا، قال إسحاق: فقلت له: يا أبا مالك تهابك الملوك و تكرّمك الخلفاء و ذكرك في الناس، و عظّم أمره، فقال: إنه الدّين إنه الدّين.

و حدّثنا ابن سلاّم، حدّثني أبو الغراف قال: أنشد الأخطل قصيدته التي يقول فيها (6):

ص: 106


1- زيادة لازمة عن الاكمال.
2- الأصل: فدوس، و المثبت عن الاكمال.
3- الاكمال لابن ماكولا 381/4 و 382.
4- راجع معجم مقاييس اللغة:«دبل» طبعة دار الفكر.
5- الخبر في طبقات الشعراء لابن سلام الجمحي ص 156.
6- البيت في ديوان الأخطل ط بيروت 257 من قصيدة طويلة يمدح عكرمة الفياض، و الأغاني 310/8 و طبقات الشعراء للجمحي ص 157.

و إذا افتقرت إلى الذّخائر لم تجد *** ذخرا يكون كصالح الأعمال

فقال له هشام بن عبد الملك: هنيئا لك أبا مالك الإسلام (1)،- أو قال: أسلمت، قال:

ما زلت مسلما - يقول في ديني، و قال لعبد الملك:

شمس العداوة حتى يستقاد لهم *** و أعظم الناس أحلاما، إذا قدروا (2)

مثّل الناس بينه، و بين بيت جرير:

أ لستم خير من ركب المطايا *** و أندى العالمين بطون راح (3)

و قال الأخطل فيها (4):

حشد على الحقّ عن قول الخنا (5) خرس *** و إن ألمّت بهم مكروهة صبروا

بني أميّة إنّي ناصح لكم *** فلا يبيتنّ فيكم آمنا زفر

فإنّ مشهده كفر و غائلة (6) *** و ما تغيّب من أخلاقه دعر

إنّ العداوة تلقاها و إن قدمت *** كالعرّ تكمن أحيانا و تنتشر

بني أميّة، قد ناضلت دونكم *** أبناء قوم هم آووا و هم نصروا

أفحمت عنكم بني النجار قد علمت *** عليا معدّ، و كانوا طال ما هدروا

يعني: هجاه عبد الرّحمن بن حسان بن ثابت.

و قيس عيلان حتى أقبلوا رقصا *** فما بغوك (7) جهارا بعد ما كفروا

ضجوا من الحرب إذ عضّت (8) غواربهم *** و قيس عيلان من أخلاقها الضّجر

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنبأنا أبو يعلى بن الفراء، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن

ص: 107


1- الأصل: سلام، و التصويب عن طبقات الشعراء و الأغاني.
2- البيت في ديوانه ط بيروت ص 106 من قصيدة يمدح عبد الملك بن مروان و طبقات الشعراء لابن سلام الجمحي ص 157.
3- البيت في ديوان جرير ط بيروت ص 74 من قصيدة يمدح عبد الملك بن مروان، و طبقات الشعراء لابن سلام ص 157.
4- ديوانه ص 105 و ما بعدها، و طبقات ابن سلام ص 157.
5- الديوان: عيافو الخنى أنف.
6- صدره في الديوان: و اتخذوه عدوّا إن شاهده .
7- في الديوان و ابن سلام: فبايعوك.
8- الأصل: غضت، و التصويب عن الديوان و ابن سلام. و غواربهم مفردها غارب، و هو أعلى الكتف.

سعيد بن إسماعيل، حدّثنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر، حدّثنا محمّد بن عجلان قال: قال ابن الأعرابي: قال الكلابي:

قال عبد الملك بن مروان للأخطل: من أشعر الناس ؟ قال: أنا، ثم المغدف القناع، القبيح السماع، الضيق الذراع - يعني القطامي-.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين، حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصّولي، حدّثنا أبو العيناء، حدّثنا الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال:

قلت لجرير: أخبرني ما عندكم من الشعراء؟ قال: أما أنا فمدينة الشعر، و الفرزدق يروم مني ما لا ينال، و ابن النصرانية أرمانا للفرائض، و أمدحنا للملوك، و أقلّنا اجتزاء بالقليل، و أوصفنا للخمر، و الحمر - قال أبو عمرو: و الحمر النساء البيض، و الحمرة عند العرب البياض، فقلت: ذو الرمة ؟ قال: ليس بشيء أبعار ظباء و نقط عروس.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا عبد الوهّاب بن علي بن عبد الوهّاب، أنبأنا أبو الحسن بن الطاهري قال: قرئ علي أبي بكر الختّلي، أنبأنا أبو خليفة الجمحي (1)، حدّثنا أبو عبد اللّه الجمحي قال: و سمعت سلمة بن عياش قال:

تذاكرنا جريرا و الفرزدق، و الأخطل فقال قائل: من مثل الأخطل إنّ في كلّ بيت له بيتين يقول (2):

و لقد علمت إذا الرياح (3) تروّحت *** هدج الرّئال تكبّهنّ شمالا

أنّا نعجّل بالعبيط لضيفنا *** قبل العيال و نقتل (4) الأبطالا

قال: يقول: لو شاء لقال:

و لقد علمت إذا الرياح *** تروّحت هدج الرّئال

أنّا نعجّل بالعبيط *** لضيفنا قبل العيال

و كان هذا شعرا، و كان على غير ذلك الوزن.

ص: 108


1- من طريقه الخبر و الشعر في الأغاني 284/8.
2- البيتان في ديوانه ط بيروت ص 246.
3- الديوان و الأغاني: العشار.
4- الأغاني: و نضرب.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ علي إسناده - أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا ابن زكريا (1)،حدّثنا عبيد اللّه بن محمّد بن جعفر الأزدي، حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيى، حدّثنا ابن الأعرابي قال: قيل لجرير: أيما أشعر أنت في قولك (2):

حيّ الغداة برامة الأطلالا *** رسما تحمّل أهله فأحالا

أم الأخطل في جوابها (3):

كذبتك عينك أم رأيت بواسط *** غلس الظّلام من الرباب خيالا

قال: هو أشعر مني، إلاّ أنّي قد قلت في قصيدتي بيتا لو أن الأفاعي نهشتهم في أستاههم ما حكّوها حيث أقول (4):

و التغلبي إذا تنحنح للقرى *** حكّ استه و تمثّل الأمثالا

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو محمّد السكري، أنبأنا علي بن عبد العزيز قال: قرئ على أحمد بن جعفر بن محمّد، أنبأنا الفضل بن الحباب (5)،حدّثنا محمّد بن سلاّم، قال: سألت بشّارا العقيلي عن الثلاثة فقال: لم يكن الأخطل مثلهما، و لكن ربيعة تعصبت له و أفرطت فيه.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو حامد بن جبلة، حدّثنا أبو عبد اللّه القاضي، حدّثنا عمر بن شبّة، حدّثنا الأصمعي قال:

اجتمع الشعبي و الأخطل عند عبد الملك، فلما خرجا، قال الأخطل للشعبي: يا شعبي ارفق بي، فإنّك تغرف من آنية شتّى، و أنا أغرف من إناء واحد.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسن بن مخلد، أنبأنا علي بن محمّد بن خزفة.

ح و عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أحمد بن عبيد - قراءة-.

قالا: أنبأنا محمّد بن الحسين بن محمّد، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حدّثنا سليمان بن أبي

ص: 109


1- رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 107/3-108.
2- البيت في ديوان جرير ط بيروت ص 338 من قصيدة يهجو الأخطل و الجليس الصالح 107/3.
3- البيت في ديوان الأخطل ط بيروت ص 245 من قصيدة يهجو جرير و الجليس الصالح 107/3.
4- ديوان جرير ص 339 و الجليس الصالح الكافي 108/3.
5- رواه ابن سلام الجمحي في طبقات الشعراء ص 122.

شيخ، حدّثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن السّري بن إسماعيل، عن الشعبي قال:

كان الأخطل ينشد عبد الملك شعره فأنشده عروضة (1) من أشعار العرب، فغممته و لا أشعر، فجلس لي يوما على باب عبد الملك، فلما مررت قام إليّ فقال: يا هذا إنّي آخذ من وعاء واحد، و إنّك تأخذ من أوعية شتى، قال: فكففت.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أبي نعيم النّسوي، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا عمّي أبو علي محمّد بن القاسم بن معروف قال:

فحدّثني علي بن بكر، حدّثنا محمود بن محمّد، حدّثنا عبيد اللّه، حدّثنا محمّد بن حسان، حدّثنا هشام بن الكلبي، عن أبيه قال:

كتب عبد الملك إلى الحجاج: إنه لم يبق عليّ لذة من لذّات الدنيا إلاّ و قد بلغتها، إلاّ محادثة الرجال، فوجّه إليّ بعامر الشعبي مكرّما، فأمره الحجاج بالتجهّز، ثم خرج، قال:

فقدمت على أمير المؤمنين فوافيت بابه، فلقيت حرسيّا، فقلت: استأذن لي على أمير المؤمنين، قال الحرسيّ : من تكون (2) يرحمك اللّه ؟ قلت: عامر الشعبي، فدخل و ما أبطأ حتى خرج، فقال: ادخل، فدخلت فإذا عبد الملك في صحن الدار على كرسيّ في يده خيزرانة و بين يديه شيخ جالس لا أعرفه، فسلّمت فردّ عليّ و قال: كيف حالك يا شعبي ؟ قلت: بخير يا أمير المؤمنين، ما زلت صالحا، ثم أومى إليّ فجلست بين يديه، ثم أقبل على الشيخ فقال: ويحك، من أشعر الناس ؟ قال: الذي بينك و بين الحائط ، قال الشعبي: فأظلم عليّ ما بين السماء (3) و الأرض فقلت: من هذا يا أمير المؤمنين ؟ أشعر منه شاب كان عندنا قصير الباع يقول (4):

قد يدرك المتأنّي بعض حاجته *** و قد يكون مع المستعجل الزلل

و الناس من يلق خيرا قائلون له *** ما يشتهي، و لأمّ المخطئ الهبل

فقال عبد الملك: أحسن و اللّه من يقوله ؟ قلت: القطامي، قال: للّه أبوه، و إذا الشيخ الأخطل قال: يا شعبي إنّ لك فنونا تفتن فيها، و إنّما لي فن واحد، و هو هذا الشعر، فإن رأيت أن لا تعرض عليّ فيه و لا تكلّفني أن أحمل قومك على كاهل فاجعلهم غرضا للعرب،

ص: 110


1- كذا بالأصل.
2- بالأصل: تكن.
3- «بين السماء» اللفظتان طمستا بالأصل، و غير مقروءتين في ت لسوء التصوير، و المثبت عن المختصر.
4- البيتان للقطامي، و هي في ديوانه ص 25 و الأغاني 47/24.

فافعل، قال الشعبي: فقلت: لا أعود لك في مساءة، ثم أقبل عليه عبد الملك فقال: ويلك، من أشعر الناس ؟ فقال: قد أعلمتك مرة، فو اللّه ما صبرت أن قلت: أشعر منه يا أمير المؤمنين الذي قدّمه عمر؛ خرج عمر يوما على أسد و غطفان فقال: من الذي يقول:

أتيتك عاريا خلقا ثيابي *** على خوف تظنّ بي الظّنون ؟ (1)

قالوا: النابغة قال عمر: هذا أشعر الشعراء، فلمّا كان الغد خرج فقال: من الذي يقول (2):

و لست بمستبق أخا لا تلمّه *** على شعث أيّ الرّجال المهذّب ؟

فقالوا: النابغة، فقال: هاذ و اللّه أشعر الشعراء، فغضب الأخطل، فقال: يا شعبي ما أسرع ما رجعت، فقلت: ما أعود لك في مساءة، ثم أقبل عليه فقال: من أشعر النساء؟ قال:

ليلى الأخيلية، فما صبرت أن قلت: أشعر النساء و اللّه من قدّمها عمر قال: و من هي ؟ قلت:

خنساء، قال عمر: من الذي تقول (3):

و قائلة و النّفس تقدم خطوها *** لتدركه: يا لهف نفسي على عمرو (4)

ألا ثكلت أمّ الذين عدوا به *** إلى القبر ما ذا يحملون إلى القبر

فقالوا: هذه خنساء، فقال عمر: هذه أشعر النساء، فقال عبد الملك: صدق أمير المؤمنين.

قال: و حدّثنا علي بن بكر، عن ابن خليل قال ابن عبيدة (5):

دخل الأخطل على عبد الملك بن مروان فاستنشده (6) فقال: قد يبس حلقي فمن يسقيني ؟ قال: اسقوه ماء، قال: شراب الحمار هو عندنا كثير، قال: فاسقوه لبنا، قال: عن اللبن فطمت، قال: فاسقوه عسلا قال: شراب المريض و أنا صحيح، قال: فتريد ما ذا؟ قال:

خمرا يا أمير المؤمنين، قال: و عهدتني أسقي الخمر، لا أمّ لك ؟ لو لا حرمتك بنا لفعلت بك و فعلت، فخرج فلقي فرّاشا كان لعبد الملك قال: ويلك! إن أمير المؤمنين استنشدني و قد

ص: 111


1- البيت للنابغة الذبياني، ديوانه صنعة ابن السكيت - طبعة دار الفكر ص 264 و في الديوان: فجئتك.
2- البيت للنابغة، ديوانه صنعة ابن السكيت - طبعة دار الفكر ص 78 و في الديوان: فلست.
3- البيتان للخنساء - ديوانها ط بيروت ص 52.
4- في الديوان: على صخر.
5- الخبر في الأغاني 294/8.
6- بالأصل:«فاستنشد»، و المثبت عن الأغاني.

صحل (1) صوتي، فاسقني شربة خمر، فسقاه رطلا، فقال: أعدله بآخر، فسقاه آخر، فقال:

تركتهما يعتركان في بطني، اسقني ثالثا، فسقاه ثالثا، فقال: تركت اثنين (2) على واحد، اعدل بينهما برابع، فسقاه رابعا، فدخل على عبد الملك فأنشده:

خفّ القطين فراحوا منك أو بكروا (3)

فقال عبد الملك: لا، بل منك، و تطير عبد الملك من قوله، فعاد فقال:

.....

فراحوا اليوم أو بكروا

فأنشده حتى بلغ:

شمس العداوة حتى يستقاد لهم *** و أعظم الاس أحلاما إذا قدروا

فقال عبد الملك: خذ بيده يا غلام، فأخرجه ثم ألق عليه من الخلع ما يغمره، ثم ناد (4):إنّ لكل قوم شاعرا، و أنّ شاعر بني أمية الأخطل، فمرّ به جرير فقال: كيف تركت خنازير أمك ؟ قال: كثيرا، و إن أتيتنا قريناك منها، فكيف تركت أعيار أمّك ؟ قال: كثير (5)، و إن أتيتنا حملناك على بعضها.

كتب إليّ أبو القاسم يحيى بن أبي المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم (6)،أنبأنا أبي، أنبأنا أبو العباس أحمد بن عمر بن أحمد البرمكي الحنبلي، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد ابن علي بن الجرادي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن القاسم بن الأنباري، حدّثنا محمّد بن المديني، و هو محمّد بن علي، حدّثنا أبو الفضل الربعي، عن أبي عثمان، عن الأصمعي قال:

دخل الأخطل على عبد الملك بن مروان يوما فحادثه و أنشده من شعره، فأعجب به (7)عبد الملك و قال له: يا أخطل أسلم تسلم، قال: نعم يا أمير المؤمنين، إن أنت أحللت لي الخمرة، و لم تكلفني حجّ البيت، و لم تأخذني بصيام شهر رمضان، قال له عبد الملك: إن

ص: 112


1- صحل صوتي: بح.
2- في الأغاني: تركتني أمشي على واحدة، اعدل ميلي برابع.
3- مطلع قصيدة للأخطل مدح بها عبد الملك بن مروان، ديوانه ص 100 و عجزه في الديوان: و أزعجتهم نوى في صرفها غير.
4- بالأصل: نادى.
5- كذا بالأصل.
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 505/20.
7- كتبت «به» فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

أنت أسلمت و قصّرت في شيء من شرائع الإسلام ضربت الذي فيه عيناك، فقال له: ضع عنّي صوم شهر رمضان، فقال له عبد الملك: ليس إلى ذلك سبيل، فقال الأخطل (1):

و لست بصائم رمضان طوعا *** و لست بآكل لحم الأضاحي

و لست (2) براحل عيسا بكارا *** إلى بطحاء مكة للنجاحي

و لست بقائم أبدا أنادي *** كمثل العير، حيّ على الفلاح

و لكني سأشربها شمولا *** و أسجد عند مبتلج الصّباح

قال أبو بكر: يروى منبلج و مبتلج.

فبلغ ذلك عبد الملك بن مروان فلما دخل عليه قال له: ويحك يا أخطل، صف لي السّكر، قال: أوّله لذة و آخره صداع، و بين ذلك ساعة لا أصف لك مبلغها، فقال له: ما مبلغها؟ فقال: لملكك يا أمير المؤمنين أهون علي من شسع نعلي، فقال له عبد الملك: صف لي، فأنشأ يقول (3):

إذا ما نديمي علّني ثم علّني *** ثلاث زجاجات لهنّ هدير

خرجت (4) أجرّ الذّيل مني كأنّني *** عليك أمير المؤمنين أمير

فقال له عبد الملك: يا أخطل قلّ من شربها - و هذه صفتها - أن تسخو نفسه بترك لذتها إلاّ ما أحب أن يبتغي (5) إلى ذي العرش سبيلا.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف، و نقلته من خطه، أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم، حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، حدّثنا ابن فهم، عن أبيه، حدّثنا محمّد بن داود اليماني قال: قال عوانة:

دخل الأخطل على عبد العزيز بن مروان و هو مريض يعوده فقال (6):

و نعود سيّدنا و سيّد غيرنا *** ليت التّشكّي كان بالعوّاد

ص: 113


1- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 72.
2- هذا البيت ليس في الديوان.
3- ديوانه ص 189.
4- في الديوان: جعلت.
5- تقرأ بالأصل:«يتبعني» و المثبت عن المختصر.
6- البيتان ليسا في ديوان الأخطل ط بيروت، و البيتان لكثير، و هما في ديوانه ط بيروت ص 92. و الخبر من طريق آخر رواه المصنف في ترجمة عبد العزيز بن مروان 355/36-356 و الذي دخل عليه يعوده كثير، و ذكر البيتين و نسبهما لكثير.

لو كان يقبل فدية لفديته *** بالمصطفى من طارفي و تلادي

فقال عبد العزيز: يا غلام عليّ بعشرة آلاف درهم، إنّ هؤلاء و اللّه ما يعطونا صافي ما عندهم إلاّ ليصيبوا خالص ما عندنا، قال: فدفع المال إليه.

و قد روي هذان البيتان لكثير عزّة في طلحة الطلحات (1).

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنبأنا أبو محمّد السكري، أنبأنا أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم، أنبأنا الفضل بن الحباب، حدّثنا محمّد بن سلاّم (2)،حدّثني أبو يحيى الضّبّي قال:

كان عبد الرّحمن بن حسان و يزيد بن معاوية يتقاولان (3)،فاستعلاه ابن حسان فقال يزيد لكعب بن جعيل التغلبي (4):أجبه عني و أهجه، فقال: و اللّه ما تلتقي شفتاي بهجاء الأنصار، و لكن أدلك على الشاعر الفاجر الماهر، فتى منا، يقال له: الغوث (5)،نصرانيّ و كان كعب سمّاه الأخطل، سمعه ينشد هجاء فقال: يا غلام إنّه لأخطل اللسان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع اللفتواني، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (6)،حدّثنا أبو بكر محمّد بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن صالح القرشي، حدّثنا عون بن كهمس، حدّثنا هشام بن حسّان، عن محمّد بن سيرين قال:

دخل أناس من الأنصار فيهم النعمان بن بشير على معاوية، فلما صاروا بين السماطين حسروا عمائمهم عن رءوسهم قال: ثم جعل النعمان يضرب صلعته براحته و يقول: يا أمير المؤمنين هل ترى بها من لؤم ؟ قال: و ما ذلك ؟ قال: هذا النّصراني الذي قال (7):

ذهبت قريش بالسماحة و النّدى *** و اللّؤم تحت عمائم الأنصار

قال: لكم لسانه يعني الأخطل.

ص: 114


1- تقدم الخبر، في ترجمة طلحة الطلحات في تاريخ مدينة دمشق:34/25 رقم 2981 و ذكر ثلاثة أبيات، منسوبة لكثير و الثالث منها: لنعود سيدنا و سيد غيرنا...
2- الخبر في طبقات الشعراء للجمحي ص 148.
3- بالأصل: يتناولان، و في المختصر: يتناقلان، و المثبت عن طبقات ابن سلام.
4- بالأصل: الثعلبي، تصحيف، و الصواب ما أثبت.
5- كذا بالأصل و طبقات ابن سلام ؟!، و اسمه: غياث بن الغوث.
6- بالأصل: اللبناني، بتقديم الباء على النون، تصحيف.
7- البيت ليس في الديوان الموجود بين يدي (ط . بيروت)، و هو مع بيت آخر في الشعر و الشعراء ص 302.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا عبد الوهّاب بن علي، أنبأنا علي بن عبد العزيز قال: قرئ على أبي بكر الحنبلي، أنبأنا الفضل بن الحباب، حدّثنا محمّد بن سلام الجمحي أبو عبد اللّه (1) قال:

قال يحيى: أرسل إليه يزيد فقال: اهجهم، فقال: كيف أصنع بمكانهم، أخاف على نفسي، قال: لك ذمة أمير المؤمنين و ذمّتي، فذاك حين يقول:

ذهبت قريش بالسماحة و الندى *** و اللؤم تحت عمائم الأنصار (2)

فجاء النعمان بن بشير إلى معاوية فقال: بلغ منا أمر ما بلغ منا مثله في جاهلية و لا إسلام، قال: و من بلغ ذلك منكم ؟ قال: غلام نصراني من بني تغلب، قال: ما حاجتك ؟ قال: لسانه، قال: ذلك لك، و كان النعمان ذا منزلة من معاوية، كان معاوية يقول: يا معشر الأنصار تسبطئوني و ما صحبني منكم إلاّ النعمان، و قد رأيتم ما صنعت به [و كان] (3) ولاّه الكوفة و أكرمه، فأخبر (4) الأخطل فطار [إلى يزيد] (5)،فدخل يزيد على أبيه معاوية فقال: يا أمير المؤمنين هجوني و ذكروك، فجعلت له ذمتك على أن يردّ عني. فقال معاوية للنعمان: لا سبيل إلى ذمة أبي خالد، فذاك حين يقول الأخطل (6):

أبا خالد دافعت عنّي عظيمة *** و أدركت لحمي قبل أن يتبدّدا

و أطفأت عني نار نعمان بعد ما *** أغذّ لأمر فاجر (7) و تجرّدا

و لما رأى النّعمان دوي ابن حرّة *** طوى الكشح إذ لم يستطعني و عرّدا

و ما مفعم (8) يعلو جزاير حامز (9) *** يشقّ (10) إليها خيزرانا و غرقدا

ص: 115


1- الخبر و الشعر في طبقات الشعراء لابن سلام الجمحي ص 149-150.
2- عجزه ليس في طبقات الشعراء.
3- زيادة عن طبقات الشعراء للإيضاح.
4- بالأصل: فبلغ، ثم شطبت، و كتب فوقها «فأخبر» و اللفظة توافق ما جاء في طبقات ابن سلام، و فيها: و أخبر.
5- الزيادة عن طبقات الشعراء.
6- ديوانه ط . بيروت ص 73 من قصيدة يمدح يزيد بن معاوية و طبقات الشعراء لابن سلام ص 149.
7- في الديوان: لأمر عاجز.
8- كذا بالأصل و ابن سلام، و في الديوان: مزبد.
9- غير واضحة بالأصل، و في ابن سلام: حامر، و المثبت عن الديوان. و بهامشه: حامز: موقع قريب من حلب.
10- الأصل: يسق، و المثبت عن ابن سلام و الديوان.

تحرز منه أهل عانة (1) بعد ما *** كسا سورها الأدنى (2) غثاء منضّدا (3)

كأنّ بنات الماء في حجراتها *** أباريق أهدتها دياف لصرخدا

بمطّرد الآذيّ جون كأنّما زقا *** بالقراقير (4) النّعام المطرّدا

بأجود سيبا من يزيد إذا غدت *** نجائبه (5) يحملن ملكا و سؤددا

تقلّص بالسيف الطويل نجاده *** خميص إذا السّربال عنه تقدّدا

قال: و حدّثنا ابن سلاّم (6):حدثني عامر بن عبد الملك المسمعي قال: لما بلغ الأخطل تهاجي جرير و الفرزدق قال لابنه مالك: انحدر إلى العراق حتى تسمع منهما، و تأتيني بخبرهما، فلقيهما، فاستمع، ثم أتى أباه فقال: جرير يغرف عن بحر، و الفرزدق ينحت في صخر، فقال الأخطل: فجرير أشعرهما، فقال:

إني [قضيت] (7) قضاء غير ذي جنف *** لما سمعت و لما جاءني الخبر

إن الفرزدق قد شالت نعامته *** و عضه حية من قومه ذكر

ثم قدم الأخطل الكوفة على بشر بن مروان، فبعث إليه محمد بن عمير بن عطارد بدراهم و حملان و كسوة و خمر، و بلغني أن الذي بعث إليه بهذا شبة بن عقال المجاشعي و قال للأخطل، فضّل شاعرنا [عليه] و سبّه فقال الأخطل (8):

اخسأ (9) إليك كليب إنّ مجاشعا *** و أبا الفوارس نهشلا أخوان

قوم إذا خطرت عليك قرومهم (10) *** جعلوك بين كلاكل و جران

و إذا وضعت أباك في ميزانهم *** رجحوا و شال أبوك في الميزان

فقال جرير (11):

يا ذا العباية إنّ بشرا قد قضى *** أن لا تجوز حكومة النشوان

ص: 116


1- الأصل: غابات، و في ابن سلام: غابات، و المثبت عن الديوان و فيه: عانة.
2- كذا بالأصل و ابن سلام، و في الديوان: الأعلى.
3- الأصل: متضددا، و المثبت عن الديوان و ابن سلام.
4- الأصل: القراقر، و المثبت عن الديوان و ابن سلام. و القراقير مفردها قرقور، و هي السفينة الكبيرة.
5- كذا بالأصل و ابن سلام. و في الديوان: به بخته.
6- الخبر و الشعر في طبقات ابن سلام الجمحي ص 147-148.
7- زيادة لتقويم الوزن عن ابن سلام.
8- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 343.
9- الديوان: فاخسأ.
10- كذا بالأصل و ابن سلام، و في الديوان: فحولهم.
11- ديوان جرير ط بيروت ص 434.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيمي و أبو الوحش، المقرئ عن رشأ بن نظيف، أنبأنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمد بن أبي مسلم المقرئ، أنبأنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم، حدّثنا إسماعيل بن يونس، حدثنا عمر (1) بن شبة حدثنا الأصمعي، حدثنا عيسى بن عمر قال:

قال الأخطل ما رأيت أعجب من قصتى و قصة جرير، هجوته بأجود هجاء يكون، و هجاني بأرذل شعر، فنفق فصار علما، قلت فيه (2):

ما زال فينا رباط الخيل معلمة (3) *** و في كليب رباط الذل و العار

النازلون (4) بدار الهون مذ خلقوا *** و الماكثين على رغم و إصغار

قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم *** قالوا لأمهم: بولي على النار

و هجاني جرير، قال (5):

و التغلبي إذا تنحنح للقرى *** حك استه و تمثل الأمثالا

فانظر كم بين الشعرين!.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد السكري، أنبأنا أبو الحسين الطاهري، قال: قرئ على أحمد بن جعفر بن محمّد، أنبأنا أبو خليفة، حدّثنا محمّد بن سلام (6)،حدّثني رجل من بني مروان (7) شامي، قال: اجتمع جرير و الأخطل عند عبد الملك ابن مروان فقال له الأخطل: أين تركت أتن أمك يا جرير؟ قال: ترعى مع خنازير أبيك.

قال: و حدّثنا محمّد (8)،حدّثني أبو الغرّاف قال: تناشدا عند الوليد بن عبد الملك فأنشد الأخطل كلمة عمرو بن كلثوم:

ص: 117


1- الأصل: عمرو، تصحيف.
2- ديوانه ط بيروت ص 166.
3- الأصل: يعلمه، و المثبت عن الديوان.
4- روايته في الديوان: النازلين بدار الذل إن نزلوا و تستبيح كليب حرمة الجار
5- ديوان جرير، ط بيروت ص 339، من قصيدة يهجو الأخطل.
6- رواه ابن سلام الجمحي في طبقات الشعراء ص 152.
7- في طبقات ابن سلام: بني أمية.
8- يعني محمد بن سلام الجمحي، و الخبر و الشعر في طبقات الشعراء ص 152.

ألا هبّي بصحنك فاصبيحنا (1)

قال: فتحرك الوليد فقال: مغّر يا جرير، يريد قصيدة أوس بن مغراء السّعدي ثم المربعي:

ما ذا يهيجك من دار بفيحان *** قفر توهّمت منها (2) اليوم عرفانا

منّا النبي الذي قد عاش مؤتمنا *** و صاحباه و عثمان بن عفّانا

تحالف الناس مما يعلمون لنا *** و لا تحالف إلاّ اللّه مولانا

محمّد خير من يمشي على قدم *** و كان صافية للّه خلصانا

فقال له الأخطل: أ عليّ تعصّب (3) يا أمير المؤمنين ؟ و عليّ تعين ؟ و أنا صاحب عبد الرّحمن بن حسّان، و صاحب قيس، و صاحب كذا، و كان الأخطل مستعليا قيسا في حربهم و قال (4):

إنّ السّيوف غدوّها و رواحها *** تركت هوازن مثل قرن الأعضب

و كان يونس ينشد هذا البيت: غدوّها و رواحها جعله ظرفا.

و قال الأخطل:

لقد خبّرت و الأنباء تنمي *** لقد نجاك يا زفر الفرار

إلى أن قال (5):

ألا أبلغ الجحّاف هل هو ثائر *** بقتلى أصيبت من سليم (6) و عامر

فجمع لهم الجحّاف السّلمي، و هو أحد بني فالج بن ذكوان و ولد بالبصرة، و زفر بن الحارث و كانا عثمانيين، فلما ظهر علي بن أبي طالب على أهل البصرة خرجا إلى الشام فسادا أهلها، و زفر من بني نفيل بن عمرو بن كلاب من ولد يزيد بن الصعق، و هو سيد شريف له

ص: 118


1- مطلع معلقة عمرو بن كلثوم، و عجزه: و لا تبقي خمور الأندرينا مختار الشعر الجاهلي 360/2.
2- كتبت «منها» فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
3- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن طبقات ابن سلام.
4- ديوان الأخطل ط بيروت ص 44.
5- البيت التالي في الشعر و الشعراء ص 303 و ديوان الأخطل ص 130 و معجم البلدان (البشر).
6- الأصل: سليمى، و المثبت عن طبقات الشعراء لابن سلام و الشعر و الشعراء ص 303.

يقول القطامي حين أسره فمنّ عليه (1):

من البيض الوجوه بني نفيل *** أبت أخلاقهم إلاّ ارتفاعا (2)

فجمع لهم الجحّاف جمعا، فأغار على البشر، و هي منازل بني تغلب، فأسرف في القتل فاستخذى [الأخطل] (3) فقال (4):

لقد أوقع الجحّاف بالبشر (5) وقعة *** إلى اللّه فيها المشتكى و المعوّل

فإن لا تغيّرها قريش بملكها *** يكن (6)،عن قريش مستماز و مزحل

فقال له: إلى أين لا أم لك ؟ قال: إلى النار، فوثب عليه جرير عند استخذائه فقال (7):

فإنّك و الجحّاف حين تحضّه *** أردت بذاك المكث و الورد أعجل

سما لكم ليلا كأن نجومه (8) *** قناديل فيهن الذبال المفتّل

فما ذرّ قرن الشمس حين تبيّنوا (9) *** كراديس يهديهنّ ورد محجّل

و ما زالت القتلى تمجّ (10) دماؤها *** مع المدّ حتى ماء دجلة أشكل

فإن لا تعلّق من قريش بذمّة *** فليس على أسياف قيس معوّل

بكى دوبل لا يرقئ اللّه دمعه *** ألا إنّما يبكي من الذلّ دوبل

قال أبو عبد اللّه (11):قال أبو الغرّاف: قال الأخطل: و اللّه ما سمتني أمّي دوبلا إلاّ يوما واحدا، فمن أين سقط إلى الخبيث و قال الجحّاف يجيب الأخطل (12):

ص: 119


1- ديوان القطامي ص 42 من قصيدة يمدح زفر بن الحارث، و قد خلّى سبيله و طبقات الشعراء لابن سلام ص 152 و الأغاني 41/24.
2- الأصل و ابن سلام، و في الديوان و الأغاني: اتساعا.
3- زيادة عن طبقات ابن سلام.
4- ديوان الأخطل ط بيروت ص 230 و البيتان في طبقات الشعراء لابن سلام ص 153 و الشعر و الشعراء ص 303 و معجم البلدان (البشر).
5- البشر: بكسر أوله ثم السكون، جبل يمتد من عرض إلى الفرات من أرض الشام من جهة البادية (معجم البلدان).
6- الأصل:«ما لا يعيرها... تكن» و المثبت عن الديوان و طبقات الشعراء.
7- ديوان جرير ط : بيروت ص 343.
8- صدره في الديوان: سرى نحوكم ليل كأن نجومه.
9- صدره في الديوان: فما انشق ضوء الصبح حتى تعرفوا.
10- الديوان:«تمور دماؤها»، و في طبقات الشعراء: تمج دماءها
11- يعني محمد بن سلام، و الخبر في طبقات الشعراء ص 153.
12- البيت في طبقات الشعراء ص 154 و الشعر و الشعراء ص 303.

أبا مالك هل لمتني مذ حضضتني *** على القتل أم هل لامني لك لائم

و لقي الجحّاف الأخطل، فقال: أبا مالك كيف رأيت ؟ قال: رأيتك شيخا فاجرا.

قال أبو عبد اللّه: و قال لي أبان الأعرج: أدرك الجحّاف الجاهلية، فقلت له: لم تقول ذلك ؟ قال: لقوله:

شهدت مع النبي مسوّمات *** حنينا و هي دامية الكلام

تعرضن للطعان إذا التقينا *** وجوها لا تعرّض للطام

فقلت: إنّما عنى خيل قومه بني سليم.

قال أبو عبد اللّه: و ذكرت ذلك لعبد القاهر بن السّري فقال: جد أبي (1) قيس بن الهيثم أعطى حكيم بن أمية جارية ولدت له الجحّاف في غرفة في دارنا لا أحسبه إلاّ قد قال رأيتها.

و روى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال: رأيت الجحّاف يطوف بالبيت في أنفه خزام و هو يقول: اللّهم اغفر لي و لا أراك تفعل، فقلت: من هذا؟ قالوا: الجحّاف، و كان بعد ذلك يتأله له و يظهر التوبة.

قال: و حدّثنا ابن سلام (2)،حدّثني شيخ من بني ضبيعة قال: خرج جرير إلى الشام، فنزل منزلا لبني تغلب، فخرج متلثما عليه ثياب سفره، فلقيه رجل لا يعرفه فقال: ممن الرجل ؟ قال: من بني تميم، قال: أ ما سمعت ما قلت لغاوي تميم (3)؟و أنشده مما قال لجرير، قال: فقال: أ ما سمعت ما قال لك غاوي تميم، فأنشده، ثم عاد الأخطل و عاد جرير في نقضه حتى كثر ذلك بينهما، فقال له التغلبي: ممن أنت ؟ لا حيّاك اللّه، و اللّه لكأنك جرير؟! قال: فأنا جرير، قال: و أنا الأخطل.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أحمد بن عبد الملك المؤذن، أنبأنا علي بن محمّد بن علي بن الحسين.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، حدّثنا سليمان بن إبراهيم بن محمّد، حدّثنا محمّد ابن إبراهيم بن جعفر، قالا: حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، حدّثنا أبو الفضل العباس قال: قال يحيى بن معين: هذا البيت للأخطل:

ص: 120


1- في طبقات الشعراء: جدي قيس.
2- من طريقه رواه أبو الفرج في الأغاني 317/8.
3- في الأغاني: لغاوي بني تميم.

و إذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد *** ذخرا يكون كصالح الأعمال (1)

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، و أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، قالا: أنبأنا أبو الحسن محمّد بن جعفر التميمي النحوي، أنشدنا أبو عبد اللّه اليزيدي - و اسمه الحسن بن عبد اللّه بن أحمد كوفي - أنشدنا عيسى بن إسماعيل المعروف بقينة للأخطل (2):

ليس القذى بالعود يسقط في الخمر *** و لا بذباب (3) خطبه أيسر الأمر

و لكن ثقيل زارنا في رحالنا *** ترامت (4) به الغيطان من حيث لا ندري

فذاك القذى و ابن القذى و أخو القذى *** فأفّ له من زائر آخر الدهر

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد الزينبي، أنبأنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الصيرفي الأزهري.

ح و أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن محمّد (5) بن أحمد بن المهتدي باللّه، و أبو منصور علي ابن محمّد بن الأنباري الواعظ ، و أبو محمّد بن الآبنوسي، قالوا: أنبأنا أبو محمّد الجوهري.

قالا: أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، حدّثنا أبو مزاحم موسى بن عبيد اللّه بن خاقان (6)، حدّثني ابن فرح قال: و قال بعض أصحابنا عن الأصمعي:

[إن العرب] (7) كان الرجل منهم إذا أراد أن يشرب (8) جلست إليه امرأة تحادثه من غير ريبة بينهما، فبينا الأخطل ذات يوم يشرب و عنده امرأة تحدّثه، إذ طلع عليه رجل غريب، فوقف عليه، فاستجلسه فجلس، فأطال، فثقل ذلك على الأخطل، فرفع عقيرته و أنشأ يقول:

ص: 121


1- البيت في ديوانه ط بيروت ص 257 من قصيدة يمدح عكرمة الفياض.
2- البيتان الأول و الثاني في الأغاني 313/8، و 314. بالأصل: و لا يذاب، و المثبت عن الأغاني، و فيها في رواية:.
3- يسقط في الإنا و لا بذباب. و في أخرى كالأصل: في الخمر. و لا بذباب نزعه.
4- في الأغاني: و لكن شخصا لا نسرّ بقربه رمتنا به. و في رواية: و لكن قذاها زائر لا نحبه.
5- بالأصل:«محمد بن محمد بن محمد بن أحمد» راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 469/19.
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 93/15.
7- «إن العرب» استدركت اللفظتان عن هامش الأصل، و بعدهما صح.
8- بنحوه الخبر في الأغاني 313/8.

ألا فاسقياني و انفيا عنّي القذى *** فليس القذى بالعود يسقط في الخمر

و ليس قذا ها بالذي لا يريبها *** و لا بتعويذ (1) نزعه أيسر الأمر

و لكن قذاها كلّ أسود فاحش *** رمتنا به الغيطان من حيث لا ندري

قال: فقام الرجل.

قال ابن فرح: و الغيطان في كلام العرب بطان الأرض، و هو جمع غائط ، و غيطان مثل حائط و حيطان، و ربما قالوا: أغوط و غوط مثل أحمر و حمر (2).

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنبأنا أبو علي محمّد بن الحسين الجازري، أنبأنا أبو الفرج القاضي (3)،حدّثنا المظفر بن يحيى بن أحمد السوائي (4)، حدّثنا أبو العباس المرثدي (5)،أخبرني طلحة بن عبد اللّه الطلحيّ ، أخبرني إبراهيم بن سعدان، حدّثنا ابن بشير (6) المديني قال:

و فدت إلى بعض ملوك بني أمية فمررت بقرية، فإذا رجل مرنّح من الشراب قائم يبول، فسألته عن الطريق فقال: أمامك، ثم لحقني فقال: انزل، فنزلت، فقال: ادن دونك، و عليك الحانة، فدخلت، فأحضر سفرة، و استلّ سلّة فأخرج منها رغفا و وذرا من لحم فقال: أصب، فأصبت، ثم سقاني خمرا، فإذا أبو مالك، ثم قال لي: كيف علمك بالشعر؟ قلت: قد رويت، فأنشدني قصيدته:

صرمت حبالك زينب و رعوم (7)

فلما انتهى إلى قوله:

ص: 122


1- رسمها بالأصل:«و لا تعويد» و لعل الصواب ما أثبت، و في الأغاني: و لا بذباب.
2- راجع تاج العروس بتحقيقنا: غوط .
3- روى الخبر أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 111/3 و ما بعدها، و في الموشح ص 221-222.
4- كذا رسمها بالأصل، و في الجليس الصالح: الشرابي.
5- الأصل: المريدي، و المثبت عن الجليس الصالح.
6- كذا بالأصل و المختصر و الجليس الصالح هنا و الموشح، و في الجليس الصالح 121/1 ورد:«ابن يسير المديني» و لم تقف عليه.
7- مطلع قصيدة، في ديوانه ط بيروت ص 304، و عجزه: و بدا المجمجم منهما المكتوم .

حتى (1)

إذا أخذ الزجاج أكفنا *** نفخت فأدرك ريحها المزكوم

قال: أ لست تزعم أنك تبصر الشعر؟ قلت: بلى، قال: فكيف لم تشقق بطنك فضلا عن ثوبك عند هذا البيت، قال: قلت: عند البيت الذي سرقت هذا منه، قال: و ما هو؟ قلت: بيت الأعشى:

من خمر عانة قد أتى لختامها *** حول، يفض غمامة المزكوم (2)

قال: أنت تبصر الشعر، فلما صرت إلى سليمان سهرت معه بهذا أول بدأتي.

قال القاضي: للأعشى في هذا المعنى بيت أبلغ من هذا البيت في كلمة له أخرى و هو (3):

من اللائي حملن على الروايا *** كريح المسك يستلّ الزّكاما

و استلال الزكام أبلغ من فضّه لأن استلاله نزعه و إخراجه، و فضّه نشره و تفريقه و كسره كفضّ الخاتم، و في فضّه مع هذا إزالته و تنحيته كما يزول الختام عند فضّه و يفارق ما كان حالا فيه و لازما له.

و في قول الأخطل:

و أدرك ريحها المزكوم

من البلاغة أنه إنّما يفوته إدراك المشموم لحلول الزكام به، و غلبته إياه، فإذا أدرك ريح الخمر التي كان الزكام حائلا بينه و بينها عند نفحتها فإنّما ذلك لزوال الزكام المانع الحائل بينه و بين إدراكها، و قد تدرك الرائحة بعد خفّة الزكام، و زوال بعضه و إن لم يزل بكليته، من هاهنا كان الفضّ و الاستدلال أبلغ و أبين في المعنى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو محمّد السكري، أنبأنا علي بن عبد العزيز، أنبأنا أحمد بن جعفر بن محمّد، أنبأنا أبو خليفة الجمحي، حدّثنا محمّد بن سلاّم، قال (4):و قيل للأخطل عند الموت: أ توصي أبا مالك ؟ فقال:

أوصي الفرزدق عند الممات *** بأمّ جرير و أعيارها

و زار القبور أبو مالك *** برغم العداة و أوتارها

ص: 123


1- رويته في الديوان: و إذا تعاورت الأكف زجاجها نفحت فنال رياحها المزكوم
2- البيت في الجليس الصالح الكافي 112/3 و الأغاني 124/9 و ليس في ديوان الأعشى ط . بيروت.
3- البيت في ديوان الأعشى ط بيروت ص 191 و الجليس الصالح الكافي 112/3 و الموشح ص 223 و الأغاني 123/9.
4- الخبر و الشعر في طبقات الشعراء ص 155 و الأغاني 305/8.

[ذكر من اسمه] غيث

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) غيث

5562 - غيث بن علي بن عبد السّلام بن محمّد بن جعفر

أبو الفرج بن أبي الحسين الصوري

المعروف بابن الأرمنازي الكاتب (2)

خطيب صور.

قدم دمشق قديما في طلب الحديث، فسمع بها أبا الحسن أحمد، و أبا محمّد عبيد اللّه ابني أبي الحديد، و أبا نصر بن طلاّب، و أبا عبد اللّه بن أبي الرضا، و أبا العباس بن قبيس، و أبا إسحاق إبراهيم بن عقيل بن المكبّري، و أبا الحسين الأكفاني، و نجا بن أحمد العطار، و أبا عبد اللّه بن أبي الحديد، و أبا القاسم بن أبي العلاء.

و سمع بصور: أبا بكر الخطيب، و أبا الحسن علي بن عبيد اللّه الهاشمي، و نصر بن إبراهيم المقدسي، و سهل بن بشر الأسفرايني، و جماعة، و رمضان بن علي و غيره بتنّيس، و سمع بمصر و الاسكندرية و غيرها من البلاد، و سمع الكثير.

و كتب الكثير بخط حسن، و جمع تاريخا لصور إلاّ أنه لم يتمه، و كان ثقة ثبتا.

روى عنه شيخه أبو بكر الخطيب بيتين من شعر، و قدم علينا ناصرة (3)،فأقام عندنا إلى أن مات.

ص: 124


1- ما بين معكوفتين زيادة منا.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 389/19 و العبر 18/4 و الأنساب (الأرمنازي)، و شذرات الذهب 24/4. و الأرمنازي نسبة إلى أرمناز، قرية من قرى بلدة صور من بلاد ساحل الشام (الأنساب)، و في معجم البلدان: بلدة قديمة من نواحي حلب.
3- ناصرة: و في معجم البلدان: الناصرة. قرية بينها و بين طبرية ثلاثة عشر ميلا.

سمعت منه نحو خمسة أجزاء.

أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي - قراءة عليه في شعبان سنة سبع و خمسمائة بدمشق، أنبأنا أبو القاسم رمضان بن علي بن عبد الساتر بن أحمد بن رمضان - بقراءتي عليه بتنّيس سنة تسع و ستين - حدّثنا أبو بكر محمّد بن علي بن يحيى بن السّري، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الحسن بن عبد العزيز الجروي، حدّثنا أبو الأشعث، حدّثنا زياد بن عبد اللّه، عن الحجاج، عن عطية بن سعد، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من توضّأ يوم الجمعة فأحسن الوضوء، و أتى المسجد و لم يلغ و لم يجهل كانت كفّارة لما بينها و بين الجمعة الأخرى، و الصلاة تكفّر ما بينها و بين صاحبتها»[10386].

أنشدني أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات الخشوعي، أنشدني الشيخ الخطيب أبو الفرج غيث لنفسه:

عجبت و قد حان توديعنا *** و حادي الركائب في أثرها

و نار توقّد في أضلعي *** و دمع تصعّد من فقرها

فلا النّار تطفئها أدمعي *** و لا الدمع ينشف من حرّها

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي يوم الأربعاء وقت أذان العصر التاسع عشر من شعبان سنة ثلاث و أربعين و أربعمائة ولدت، و كذلك قرأته بخط والدي، و حدّثني به.

و ذكر أبو محمّد بن صابر أنه ثقة حسن الضبط ، مليح الخط .

توفي أبو الفرج غيث بن علي يوم الأحد، و دفن يوم الاثنين الرابع و العشرين من صفر من سنة تسع و خمسمائة، و دفن بباب الصغير.

ص: 125

ذكر من اسمه غيلان

5563 - غيلان بن أنس

أبو يزيد الكلبي مولاهم (1)

من أهل دمشق.

روى عن عمر بن عبد العزيز، و القاسم أبي عبد الرّحمن، و أبي سلمة بن عبد الرّحمن، و الوليد بن عبد الرّحمن، و أبي سلاّم الحبشي.

روى عنه: الأوزاعي، و شعيب بن أبي حمزة، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر (2) على ما قيل، و عيسى بن موسى القرشي، و منصور الخولاني.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو عثمان البحيري - و أنا حاضر - أنبأنا جدي أبو الحسين، أنبأنا محمّد بن حمدون بن خالد، حدّثني أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن سعيد ابن أبي مريم، حدّثنا عمرو - يعني ابن أبي سلمة - حدّثنا ابن زبر قال:

سمعت غيلان بن أنس قال: سمعت القاسم أبا عبد الرّحمن يحدّث عن أبي أمامة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«إنّ اسم اللّه الأعظم لفي سور من القرآن: البقرة، و آل عمران، و طه»[10387].

قال أبو حفص عمرو: فنظرت أنا في السور الثلاثة (3) فرأيت فيها شيئا ليس في القرآن

ص: 126


1- ترجمته في تهذيب الكمال 26/5 و تهذيب التهذيب 476/4 و التاريخ الكبير 104/7 و الجرح و التعديل 54/7.
2- بالأصل: زيد، تصحيف، و التصويب عن تهذيب الكمال.
3- كذا بالأصل و المختصر: الثلاثة.

مثله: آية الكرسي: اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (1)،و في آل عمران: الم، اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2)و في طه: وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ (3).

كذا رواه ابن حمدون، و رواه غيره عن ابن أبي مريم عن عمرو، عن ابن زبر (4)،و رواه ابن زبر (5)عن القاسم من قوله.

و رواه جليس له عن غيلان بن أنس عن القاسم مرفوعا.

أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد، قالا: أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران - ببغداد - أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد المصري، حدّثنا عبد اللّه بن أبي مريم، حدّثنا عمرو بن أبي سلمة، حدّثنا عبد اللّه بن العلاء بن زبر (6)قال: سمعت القاسم أبا عبد الرّحمن يقول:

إنّ اسم اللّه الأعظم لفي سور من القرآن ثلاث: البقرة، و آل عمران، و طه، فقال رجل يقال له: عيسى بن موسى لابن زبر و أنا أسمع: يا أبا زبر (7)،سمعت غيلان بن أنس حدّث قال: سمعت القاسم أبا عبد الرّحمن يحدّث عن أبي أمامة الباهلي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:

«اسم اللّه الأعظم في سور من القرآن ثلاث: البقرة، و آل عمران، و طه»؟ قال أبو حفص عمرو ابن أبي سلمة: فنظرت أنا في هذه السور فرأيت فيها شيئا ليس في شيء من القرآن مثله، آية الكرسي: اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ و في آل عمران: الم، اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ،و في طه: وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ .

رواه يحيى بن معين عن خزيمة بن زرعة الخراساني عن عمرو بن أبي سلمة، عن ابن زبر عن القاسم مرسلا.

أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو الحسن بن السّقّا، حدّثنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا عباس بن محمّد، حدّثنا يحيى، حدّثني خزيمة بن زرعة الخراساني عن أبي حفص التّنّيسي، عن عبد اللّه [بن] (8)العلاء أبي زبر، عن القاسم أبي عبد الرّحمن.

ص: 127


1- سورة البقرة، الآية:255.
2- سورة آل عمران، الآيتان 1 و 2.
3- سورة طه، الآية:111.
4- بالأصل:«ابن زيد» تصحيف.
5- بالأصل:«ابن زيد» تصحيف.
6- بالأصل: زيد، تصحيف.
7- هو أبو زبر الدمشقي الربعي عبد اللّه بن العلاء بن زبر، ترجمته في سير أعلام النبلاء 350/7.
8- زيادة للإيضاح.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«اسم اللّه الأعظم في البقرة، و آل عمران، و طه»، قال: و عنده عيسى بن موسى فقال: حدّثني غيلان بن أنس عن أبي القاسم أبي عبد الرّحمن عن أبي أمامة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«اسم اللّه الأعظم في ثلاث سور: البقرة، و آل عمران، و طه»[10388].

و قد رواه الوليد مرفوعا.

أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن بن السّمسار [أنبأنا] (1)أبو عبد اللّه بن مروان (2)،حدّثنا عثمان بن الحسن بن نصر، حدّثنا عبد الرّحمن بن عبيد اللّه، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه (3)بن العلاء بن زبر قال: سمعت القاسم أبا عبد الرّحمن يخبر عن أبي أمامة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«اسم اللّه الأعظم في سور ثلاث من القرآن: في البقرة، و آل عمران، و طه» قال القاسم أبو عبد الرّحمن: فالتمست في البقرة فإذا هو في آية الكرسي، فإذا هو اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ،و في آل عمران فاتحتها: اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ،و في طه: وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ .

تابعه أبو ياسر عمار بن نصر المستملي، و عمرو بن حفص بن سليلة (4)الدمشقي عن الوليد مطولا، و داود بن رشيد، و هشام بن عمّار عن الوليد.

و أمّا حديث عمار بن نصر:

فأخبرناه أبو منصور عبد الخالق، و أبو سعيد طاهر، ابنا (5)زاهر بن طاهر، قالا: أنبأنا أبو سعد عبيد اللّه بن عبد اللّه بن محمّد بن حسكويه (6)،و أبو عثمان إسماعيل بن عمر الابريسمي، زاد عبد الخالق: و أبو العباس الفضل بن عبد الواحد بن عبد الصّمد التاجر، قالوا: أنبأنا أبو سعيد الصّيرفي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصفار، حدّثنا

ص: 128


1- زيادة منا لتقويم السند. راجع ترجمة أبي الحسن علي بن موسى بن الحسين بن السمسار الدمشقي في سير أعلام النبلاء 506/17.
2- هو محمد بن إبراهيم بن مروان أبو عبد اللّه. راجع الحاشية السابقة.
3- بالأصل هنا: عبيد اللّه، تصحيف.
4- كذا بالأصل، و في ت: شليلة.
5- بالأصل:«انبانا» تصحيف، و التصويب عن ت. راجع ترجمة أبي منصور عبد الخالق بن زاهر بن طاهر في سير أعلام النبلاء 254/20. و ترجمة أخيه طاهر بن زاهر بن طاهر في مشيخة ابن عساكر 84/ب.
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 269/18.

أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني عمّار بن نصر، حدّثنا الوليد بن مسلم، أنبأنا عبد اللّه بن العلاء ابن زبر، حدّثني القاسم بن عبد الرّحمن، عن أبي أمامة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إنّ اسم اللّه الأعظم لفي ثلاث سور من القرآن: في سورة البقرة، و في آل عمران، و في طه».

فالتمستها فوجدت آية الكرسي: «اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ » (1)،و في آل عمران:

الم، اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) ،و في طه: وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ (3).

و أمّا حديث عمرو [بن حفص] فأخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن بن السمسار، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مروان، حدّثنا أبو بكر أحمد بن العلاء، حدّثنا عمرو بن حفص، حدّثنا الوليد، حدّثنا عبد اللّه بن العلاء، حدّثني القاسم أبو عبد الرّحمن، عن أبي أمامة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«اسم اللّه الأعظم في ثلاث سور من القرآن: في سورة البقرة، و آل عمران، و سورة طه».

قال: فالتمستها فوجدت في البقرة آية الكرسي: اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ،و في فاتحة آل عمران: الم، اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ و في طه: وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ [10389].

و أمّا حديث داود [بن رشيد] فأخبرتنا به أم المجتبى بنت ناصر، قالت: أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا داود بن رشيد، حدّثنا الوليد، عن عبد اللّه بن العلاء، عن القاسم، عن أبي أمامة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«اسم اللّه الأعظم في ثلاث سور من القرآن: البقرة، و آل عمران، و طه»[10390].

و أمّا حديث هشام [بن عمار] فأخبرناه أبو علي الحداد في كتابه، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنبأنا أبو نعيم

ص: 129


1- سورة البقرة، الآية:255.
2- سورة آل عمران، الآيتان 1 و 2.
3- سورة طه، الآية:111.

الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد (1)،حدّثنا محمّد بن يزيد بن عبد الصمد الدمشقي، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا عبد اللّه بن العلاء بن زبر، عن القاسم أبي عبد الرّحمن، عن أبي أمامة رفعه قال:«اسم اللّه الأعظم إذا دعي به أجاب في ثلاث سور: في البقرة، و آل عمران، و طه»[10391].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا: أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (2):

غيلان بن أنس الدمشقي نسبه شعيب بن أبي حمزة.

قال محمّد بن المثنى: حدّثنا الوليد سمع الأوزاعي عن غيلان بن أنس أنه رأى عمر بن عبد العزيز يرفع يديه مع كلّ تكبيرة مع الجنازة.

و تابعه ابن المبارك عن الأوزاعي.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي.

قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (3):

غيلان بن أنس الدّمشقي روى عن عمر بن عبد العزيز، روى عنه الأوزاعي، و شعيب ابن أبي حمزة، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني، أنبأنا أبو القاسم البجلي، أنبأنا أبو عبد اللّه الكندي، حدّثنا أبو زرعة قال في الطبقة الثالثة: غيلان بن أنس الكلبي.

قرأت في كتاب أبي طاهر شرف بن علي بن الخضر، و أنبأني أبو الفرج الخطيب عنه،

ص: 130


1- رواه الطبراني في المعجم الكبير 237/8 رقم 7925 بسند: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري و ثنا موسى بن سهل أبو عمران الجوني قالا ثنا هشام بن عمار... و الباقي مثله. و انظر تخريجه فيه.
2- رواه البخاري في التاريخ الكبير 104/7.
3- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 54/7.

أنبأنا يحيى بن الحسن بن جعفر بن أحمد المصّيصي، أنبأنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن الفرج، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن سليمان، حدّثنا أحمد بن سعد (1) بن أبي مريم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: غيلان بن أنس ليس يروي عنه غير الأوزاعي (2).

كذا قال.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد الرحيم بن أحمد بن نصر، أنبأنا عبد الغني بن سعيد قال:

غيلان بن أنس مولى بني كنانة عن أبي سلاّم الحبشي، و هو غيلان بن أنس.

حدّثني أبو همّام الكرخي، قال: قال لنا أبو علي بن سعيد، قال لنا أبو بكر بن صدقة: أبو يزيد غيلان الذي حدّث عنه منصور - يعني: الخولاني - هو غيلان بن أنس و قوله إنه من كنانة. أراد كنانة كلب.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن القطّان، حدّثنا أحمد بن سليمان بن حذلم، حدّثنا يزيد بن محمّد، حدّثنا هشام بن إسماعيل، حدّثنا إسماعيل بن سماعة (3)،عن الأوزاعي، حدّثني غيلان بن أنس قال: ما ازداد عبد فهما إلاّ ازداد قصدا، و ما قلّد (4) اللّه عبدا قلادة خيرا من سكينة.

5564 - غيلان بن خرشة بن عمرو

5564 - غيلان بن خرشة (5) بن عمرو

ابن ضرار الضّبّي البصري

وفد على معاوية، له ذكر.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو الحسن مزاحم بن عبد الوارث بن إسماعيل بن عبّاد البصري العطار.

ص: 131


1- بالأصل: سعيد، تصحيف، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 311/12.
2- الخبر من طريق ابن أبي مريم في تهذيب الكمال 27/15.
3- من طريق إسماعيل بن عبد اللّه بن سماعة رواه المزي في تهذيب الكمال 27/15.
4- في تهذيب الكمال: قلّد عبد قلادة.
5- بالأصل و ت: حرشة، بالحاء المهملة. و الصواب ما أثبت، راجع الأغاني 310/13 و له ذكر في تاريخ الطبري ط بيروت 271/2 و 604 و 605.

-قدم دمشق - حدّثنا محمّد بن زكريا الغلاّبي، حدّثنا العباس بن بكّار، حدّثنا جرير عن مغيرة قال:

كتب معاوية: أن يبعثوا إليه برجل من أهل الكوفة، و إلى أهل البصرة أن يبعثوا إليه برجل من أهل البصرة، فبعث إليه أهل الكوفة المنذر بن حسان بن ضرار، و بعث إليه أهل البصرة بغيلان بن خرشة بن عمرو بن ضرار، و كان طفيل بن حسان، و مالك بن حسان، و جرير بن حسان، و شيبان بن حريث، و الضحاك بن المنذر بن حسان، و شبرمة بن طفيل بن حسان، و عبد اللّه بن شبرمة بن طفيل (1) كلّ هؤلاء من أشراف أهل الكوفة و فرسانهم و أجوادهم و شعرائهم، فكان عبد اللّه بن شبرمة قاضيا لأبي جعفر على سواد الكوفة، و كان فقيها عالما جوادا مطعاما للطعام، و ولي عبد اللّه بن شبرمة قضاء الكوفة ليوسف بن عمر، ثم ولاّه إمارة سجستان، و كان يكنى بأبي شبرمة، و له يقول رؤبة بن العجاج (2):

لما سألت الناس أين المكرمة *** و العز و الجرثومة المقدمة

و أين فاروق الأمور المحكمة (3) *** تتابع الناس على ابن شبرمة

و له يقول يحيى بن نوفل (4)،و بلغه أنه سقط عن دابته فوثيت (5) رجله:

أقول غداة أتاني الخبير *** يدس أخباره هينمه

لك الويل من مخبر ما تقول *** أين لي وعد عن الجمجمه

فقال: خرجت و قاضي القضاة (6) *** منفكة رجله مؤلمه

فقلت: لقد جئت جهد البلاء (7) *** و خفت المجللة المعظمة

فغزوان حرّ و أم الوليد *** إن اللّه عافى أبا شبرمه

ص: 132


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 347/6.
2- الرجز في أخبار القضاة لوكيع 98/3.
3- في أخبار القضاة: الأمور المبهمة.
4- الأبيات في أخبار القضاة لوكيع 99/3 و نسبها لرجل من بني سليط يكنى أبا المثنى، و قال في آخرها و زعم لي ابن أبي سعد عن محمد بن عمران الضبي أن يحيى بن نوفل، قائل هذه الأبيات.
5- الوثي: بالفتح مقصور شبه فسخ في المفصل، و هو في اللحم كالكسر في العظم و الأفصح فيه الوثء بالهمز، و وثيت يده.
6- كذا بالأصل و ت، و في أخبار القضاة: و قاضي العراق.
7- صدره في أخبار القضاة: فقلت و ضاقت عليّ البلاد

جزاء لمعروفه عندنا *** و ما عتق عبد له أو أمه

فقال له ابن شبرمة: جزاك اللّه خيرا يا بن نوفل، و أمر له بجائزة و دراهم كثيرة، فقال بعض جيرانه: فقلت: يا بن نوفل، من غزوان و أم الوليد؟ و أنا جارك جديد الدار، ما أعرف لك جارية و لا غلاما، قال: فدتك نفسي، اكتم علي سنوران عندي في البيت.

«من» (1) في الموضعين مصحفة بخط تمام و هي مزيدة.

و صوابه: برجل أهل الكوفة و رجل أهل البصرة.

5565 - غيلان بن سلمة بن معتّب بن مالك

ابن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قصي

- و هو ثقيف - بن منبّه بن بكر بن هوازن بن منصور

ابن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان الثقفي (2)

له صحبة.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثين.

روى عنه بشر بن عاصم الثقفي، و عروة بن غيلان ابنه.

ذكر أنه كان بدمشق حين توفي عبد الملك بن مروان، فعزّى الوليد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا الوليد أحمد بن عبد الرّحمن القرشي، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا ابن لهيعة، عن يزيد (3)،عن عروة، عن (4) غيلان بن سلمة.

أن نافعا كان عبدا لغيلان بن سلمة ففرّ إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فأسلم، و غيلان مشرك، ثم أسلم غيلان فردّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ولاءه.

ص: 133


1- يريد «من» في الجملة: برجل من أهل الكوفة... برجل من أهل البصرة.
2- ترجمته في الإصابة 189/3 و أسد الغابة 43/4 و الاستيعاب 189/3 (هامش الإصابة) و الأغاني 200/13 (مصورة عن دار الكتب).
3- من طريقه: يزيد بن أبي حبيب، رواه ابن الأثير في أسد الغابة 526/4 في ترجمة نافع أبي السائب، و في الإصابة 548/3 في ترجمة نافع مولى غيلان.
4- كذا بالأصل و في الإصابة:«يزيد بن عروة عن غيلان بن سلمة» و في أسد الغابة: يزيد بن أبي حبيب عن عروة بن غيلان بن سلمة.

أخبرنا (1) أبو الحسن علي بن أحمد، ثم حدّثني أبو مسعود عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد اللّخمي، حدّثنا محمّد بن يزيد بن عبد الصمد الدمشقي، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا صدقة بن خالد، حدّثنا يزيد بن أبي مريم، عن أبي عبيد اللّه مسلم بن مشكم عن غيلان بن سلمة الثقفي قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من آمن بي و صدّقني و علم أنّ ما جئت به الحقّ من عندك فأقلل ماله و ولده، و حبّب إليه لقاءك، و من لم يؤمن بي و لم يصدّقني و لم يعلم إنّما جئت به الحق من عندك فأكثر ماله و ولده، و أطل عمره» (2)[10392].

أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم (3)،أنبأنا الحسن بن عمر بن الحسن (4)،أنبأنا القاسم بن جعفر الهاشمي، أنبأنا أبو (5) العباس الأثرم، حدّثنا حميد بن الربيع، حدّثنا معلّى بن منصور الرازي من كتابه، أخبرني شبيب بن شبّة، حدّثني بشر بن عاصم، عن غيلان بن سلمة الثقفي قال:

خرجنا مع نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرأينا منه عجبا، مررنا بأرض فيها أشاء (6) متفرق، فقال نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا غيلان ائت هاتين الأشاءتين فمرّ إحداهما (7) تنضم إلى صاحبتها حتى أستتر بهما فأتوضأ» قال: فانطلقت، فقمت بينها، فقلت: إنّ نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم يأمر إحداكما أن تنضم إلى صاحبتها، قال: فمادت إحداهما ثم انقلعت تخدّ في الأرض [حتى انضمت إلى صاحبتها، فنزل نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم فتوضأ خلفهما ثم ركب، و عادت تخدّ في الأرض] (8) إلى موضعها، قال:

ثم نزلنا معه منزلا، فأقبلت امرأة بابن لها كأنه الدينار، فقالت: يا نبي اللّه، ما كان في الحي غلام أحبّ إلي بابني هذا، فأصابته الموتة (9) فأنا أتمنى موته، فادع اللّه له يا نبي اللّه، قال:

فأدناه نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم قال:«بسم اللّه، أنا رسول اللّه، اخرج عدوّ اللّه - ثلاثا - قال: اذهبي

ص: 134


1- كتب فوقها في الأصل: ملحق.
2- كتب فوقها بالأصل: إلى.
3- قارن مع مشيخة ابن عساكر 235/أ.
4- أقحم بعدها بالأصل:«بن عمر بن الحسن» راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 337/18.
5- كتبت «أبو» فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
6- أشاء واحدتها أشاءة، و هي صغار النخل (اللسان: أشأ).
7- الأصل: أحدهما.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن المختصر للإيضاح.
9- الموتة: جنس من الجنون و الصرع يعتري الإنسان (اللسان).

بابنك، لن تري بأسا إن شاء اللّه»، قال: ثم مضينا، فنزلنا منزلا، فجاء رجل فقال: يا نبي اللّه إنه كان لي حائط فيه عيشي و عيش عيالي، و لي فيه ناضحان، فاغتلما (1) و منعا لي أنفسهما، و حائطي و ما فيه، و لا يقدر أحد على الدنوّ منهما، قال: فنهض النبي صلى اللّه عليه و سلم بأصحابه حتى أتى الحائط ، فقال لصاحبه:«افتح»، فقال: يا نبي اللّه أمرهما أعظم من ذاك، قال:«فافتح»، فلمّا حرّك الباب بالمفتاح أقبلا لهما جلبة كحفيف الريح، فلمّا أفرج الباب فنظرا إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم بركا ثم سجدا، فأخذ النبي صلى اللّه عليه و سلم رءوسهما ثم دفعهما إلى صاحبهما، فقال:«استعملهما و أحسن علفهما»، فقال القوم: يا نبي اللّه تسجد لك البهائم، فما للّه عندنا بك أحسن من هذا، أجرتنا» من الضّلالة، و استنقذتنا من الهلكة، أ فلا تأذن لنا بالسجود لك ؟ قال:«كيف كنتم صانعين بأخيكم إذا مات ؟ أ تسجدون لقبره ؟» قالوا: يا نبي اللّه نتبع أمرك، فقال نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ السجود ليس إلاّ للحي الذي لا يموت، لو كنت آمرا أحدا بالسجود من هذا الأمة لأمرت المرأة بالسجود لبعلها»، قال: ثم رجعنا، فجاءت المرأة أمّ الغلام فقالت: يا نبي اللّه، و الذي بعثك بالحق ما زال من غلمان الحيّ ، و جاءت بسمن و لبن و جزر، فردّ عليها السمن و الجزر و أمرهم بشرب اللبن.[10393] ذكر عوانة بن الحكم فيما حكاه أبو محمّد عبد اللّه بن سعد القطربلي عنه.

و قرأت بخط أبو محمّد القطربلي، قال: قال الوليد (2) يعني حين مات أبوه: انهضوا على اسم اللّه، فبايعوا، فبايع له أعلام الناس ثم جهّز أباه فبينما هو في دفنه إذ أقبل غيلان بن سلمة الثقفي، و الناس لا يدرون يعزونه قبل أو يهنئونه، فقال: أصبحت يا أمير المؤمنين رزئت خير الآباء، و سمّيت خير الأسماء، و أعطيت أفضل الأشياء، فعزم اللّه لك في الرزية على الصبر، و أصابك في ذلك نوافل الأجر، و أعانك في حسن ثوابه إياك على الشكر، و قضى لعبد الملك خير القضية، و أنزله المنزلة الرضية، و أعانك على أمر الرعية، فقال له الوليد: من أنت ؟ قال: من ثقيف، قال: في كم أنت ؟ قال: في مائة دينار، فأمر به أن يلحق بالشرف، فكان أول من قضى له الوليد حاجة حين استخلف.

كذا قال، و غيلان بن سلمة له صحبة، و لا أراه بقي إلى أيام الوليد بن عبد الملك، فإنه [مات] (3) في خلافة عمر بن الخطّاب، و لعله ابن غيلان بن سلمة، و اللّه أعلم، و غيلان هو

ص: 135


1- أي تمردا.
2- يعني الوليد بن عبد الملك.
3- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بعدها صح.

الذي أسلم و تحته عشر نسوة، فأمره النبي صلى اللّه عليه و سلم أن يختار منهن أربعا و ذلك فيما:

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا علي بن محمّد، أنبأنا عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه، أنبأنا إسماعيل بن محمّد الصفار، حدّثنا محمّد بن عبد الملك بن مروان، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا سعيد بن أبي عروبة، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال:

أسلم غيلان بن سلمة الثقفي و تحته عشر نسوة كنّ تحته في الجاهلية أسلمن معه، فأمره النبي صلى اللّه عليه و سلم أن يختار منهن أربعا (1).

و أخبرناه أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين بن المظفر، حدّثنا محمّد بن محمّد الباغندي، حدّثنا علي بن المديني، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر.

أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم و عنده عشر نسوة، فأمره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يمسك منهن أربعا.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفر بن القشيري، قالا: أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن معمر، عن الزهري، عن سالم عن أبيه.

أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم و تحته عشر نسوة، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اختر منهن أربعا» (2).

فلمّا كان في عهد عمر طلّق نساءه، و قسم ماله بين بنيه فبلغ ذلك عمر، فلقيه فقال: إنّي أظن الشيطان فيما يسترق من السمع، سمع بموتك، فقذفه في نفسك، و لعلك أن لا تمكث إلاّ قليلا، و أيم اللّه لترجعن نساءك، و لترجعن في مالك أو لأورثهن و لآمرن بقبرك فيرجم، كما رجم قبر أبي رغال (3).

ص: 136


1- من هذا الطريق في الاستيعاب 189/3-190 (هامش الإصابة) و أسد الغابة 44/4.
2- الإصابة 190/3.
3- راجع الإصابة 191/3.

أخبرنا (1) أبو بكر وجيه بن طاهر الشّحّامي، أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري، أنبأنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون التاجر، أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن بن الشّرقي، حدّثنا محمّد بن يحيى الذهلي، حدّثنا عبد الرّزّاق، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن سالم بن عبد اللّه، عن ابن عمر قال:

طلّق غيلان بن سلمة الثقفي نساءه، و قسم ماله بين بنيه في خلافة عمر، فبلغ ذلك عمر، فقال له: أ طلّقت نساءك و قسمت مالك بين بنيك ؟ قال: نعم، قال: و اللّه إنّي لأرى الشيطان فيما يسترق السمع سمع بموتك، فألقاه في نفسك، فلعلك لا تمكث إلاّ قليلا، و أيم اللّه لئن لم تراجع نساءك، و ترجع في مالك لأورثهنّ منك إذا متّ ، ثم لآمرن بقبرك فليرجمنّ كما رجم قبر أبي رغال.

قال الزهري: و أبو رغال أبو ثقيف.

قال: فراجع نساءه و رجع في ماله، قال نافع: فما مكث إلاّ سبعا حتى مات.

قال: و حدّثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا أبو صالح، حدّثني الليث، حدّثني عقيل، عن ابن شهاب، أخبرني سالم بن عبد اللّه أن عبد اللّه بن عمر أخبره أن عمر بن الخطّاب أخبره أن غيلان بن سلمة الثقفي طلّق نساءه و هو صحيح، و قسم ماله بين بنيه، و ساق الحديث بنحو من هذه القصة (2).

و لهذا الحديث عندنا طرق كثيرة.

و كذا رواه معمر و عقيل عن الزهري، و المحفوظ عن الزهري حديث يونس بن يزيد.

أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو حامد الأزهري، أنبأنا أبو محمّد المخلدي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، حدّثنا ابن وهب، عن يونس بن يزيد الأيلي، عن ابن شهاب، عن عثمان بن محمّد بن أبي سويد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لغيلان بن سلمة الثقفي حين أسلم و تحته عشر نسوة:«خذ منهن أربعا و فارق سائرهن» (3)[10394].

و قد روي حديث سالم عن ابن عمر من وجه آخر:

ص: 137


1- كتب فوقها في الأصل و ت: ملحق.
2- كتب فوقها بالأصل و ت: إلى.
3- راجع الإصابة 191/3.

أخبرناه أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو علي الحافظ ، و أبو محمّد جعفر بن محمّد بن الحارث، قالا: أنبأنا أبو عبد الرّحمن بن شعيب النّسائي - بمصر - حدّثنا أبو بريد (1) عمرو بن يزيد الجرمي.

ح قال: و أنبأنا أبو نصر بن قتادة، أنبأنا أبو الحسن علي بن الفضل بن محمّد بن عقيل، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن ناجية، حدّثنا أبو بريد (2) عمرو بن يزيد، حدّثنا سيف بن عبد اللّه (3) الجرمي، حدّثنا شرار (4) أبو عبيدة العنزي (5)،عن أيوب، عن نافع، و سالم عن ابن عمر.

أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم و عنده تسع نسوة، فأمره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يختار منهن أربعا.

لفظ حديث ابن ناجية.

و في رواية النّسائي: سرّار بن مجشّر (6)،و قال:

إنّ غيلان بن سلمة كان عنده عشر نسوة فأسلم و أسلمن معه - زاد ابن ناجية في روايته قال: فلمّا كان زمان طلّق نساءه، و قسم ماله، فقال له عمر: لترجعن في مالك و في نسائك أو لأرجمن قبرك كما رجم قبر أبي رغال.

قال أبو علي: تفرّد به سرّار بن مجشّر (7)،و هو بصري ثقة، و قد روي من رواية ابن عبّاس أيضا.

أخبرناه أبو القاسم المستملي، أنبأنا أبو بكر الحافظ ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران -

ص: 138


1- بالأصل: زيد، و في ت:«بريد» و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 370/14.
2- بالأصل هنا: يزيد، و في ت:«بريد» كلاهما تصحيف، تقدم التعريف به.
3- كذا بالأصل و ت، و ذكر المزي في شيوخ عمرو بن يزيد سيف بن عبيد اللّه. و جاء: سيف بن عبيد اللّه الجرمي في تهذيب الكمال في ترجمة سرار بن مجشر، انظر الحاشية التالية.
4- كذا بالأصل هنا شرار، و هو تصحيف و صوابه: سرار، بالسين و سينبه المصنف إلى أنه في رواية النسائي ورد: «سرار» و هو سرّار بن مجشر بن قبيصة أبو عبيدة البصري العنزي راجع ترجمته في تهذيب الكمال 54/7.
5- رسمها بالأصل:«العنوى» و الصواب ما أثبت عن تهذيب الكمال، و فيه: العنزي و يقال: العنبري.
6- الأصل: محشر، تصحيف و الصواب ما أثبت، و ضبطت بفتح الميم و فتح الجيم و تشديد المعجمة المكسورة عن تقريب التهذيب.
7- بالأصل هنا:«شرار بن محشر» تصحيف.

ببغداد - أنبأنا أبو جعفر محمّد بن عمرو الرّزّاز، حدّثنا أحمد بن الخليل، حدّثنا الواقدي، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الزهري، عن عبد اللّه بن أبي سفيان، عن أبيه، عن ابن عبّاس قال:

أسلم غيلان بن سلمة و تحته عشر نسوة، فأمره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يمسك أربعا و يفارق سائرهن.

قال: و أسلم صفوان بن أمية و عنده ثمان نسوة، فأمره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يمسك أربعا و يفارق سائرهن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو محمّد عبد الوهّاب بن علي السكري، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الظاهري، أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم، أنبأنا أبو خليفة، حدّثنا محمّد بن سلاّم قال في ذكر شعراء الطائف الجاهليين: غيلان ابن سلمة بن معتّب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو عبد الوهّاب بن محمّد، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (2)،أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد بن سعد (3) قال:

في تسمية من كان بالطائف من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: غيلان بن سلمة الثقفي، أسلم في الفتح، و مات في آخر خلافة عمر بن الخطّاب.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، و أبو نصر محمّد بن الحسن بن البنّا، قالا: أبو محمّد الجوهري قراءة عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن محمّد، حدّثنا محمّد بن سعد (4) قال:

في تسمية من نزل الطائف من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: غيلان بن سلمة بن معتّب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف، و أمّ سلمة بن (5) معتّب كنّة بنت

ص: 139


1- راجع طبقات الشعراء لابن سلام الجمحي ص 101.
2- الأصل: اللبناني، بتقديم الباء تصحيف، و الصواب ما أثبت.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 505/5-506.
5- الأصل: بنت، تصحيف، و التصويب عن ابن سعد.

كسيرة (1) بن ثمالة من الأزد، و أخوه لأمه أوس بن ربيعة بن معتّب (2)،فهما ابنا كنّة إليها ينسبون، و كان غيلان بن سلمة شاعرا، وفد على كسرى فسأله أن يبني له حصنا بالطائف، فبنى له حصنا بالطائف، ثم جاء الإسلام، فأسلم غيلان و عنده عشر نسوة، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اختر منهن أربعا و فارق بقيتهن» فقال: قد كن و لا يعلمن أيتهن آثر عندي، و سيعلمن ذلك اليوم، فاختار منهن أربعا، و جعل يقول لمن أراد منهن: اقبلي، و من لم يرد يقول لها:

أدبري حتى اختار منهن أربعا و فارق بقيتهن.

و قال الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب، عن عروة بن غيلان بن سلمة عن أبيه.

أن نافعا كان لغيلان بن سلمة ففرّ إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و غيلان مشرك، ثم أسلم غيلان فردّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ولاءه.

و ابنه شرحبيل بن غيلان بن سلمة بن معتّب، و كان في الوفد الذين قدموا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ولاّه (3) و مات شرحبيل سنة ستين.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد قال:

غيلان بن سلمة الثقفي سكن الطائف، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا (4).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن مندة قال:

غيلان بن سلمة الثقفي عداده في أهل الحجاز، روى عنه عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب، و عروة بن غيلان، و بشر بن عاصم، و نافع أبو السائب مولاه، و كان أسلم قبله، فلمّا أسلم غيلان ردّ عليه ولاءه.

أنبأنا أبو علي الحداد قال: قال لنا أبو نعيم:

ص: 140


1- اللفظة غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبت عن ابن سعد.
2- أقحم بعدها بالأصل:«فهما ابنا كنه بنت كسيرة بن ثمالة من الأز، و أخوه لأمه أوس بن ربيعة بن معتب». و المثبت يوافق العبارة في ابن سعد.
3- اللفظة ليست في ابن سعد 506/5.
4- الإصابة 189/3.

غيلان بن سلمة الثقفي حجازي، ذكره في حديث عبد اللّه بن عمر، روى عنه بشر بن عاصم الثقفي و مولاه نافع أبو السائب، و عروة بن غيلان.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا سعيد بن يحيى القرشي، حدّثنا حفص بن غياث عن الأجلح (1)،عن عكرمة في قوله عز و جل: وَ ثِيٰابَكَ فَطَهِّرْ (2) قال: لا يلبسها على غدرة و لا فجوة، ثم تمثّل بشعر غيلان بن سلمة:

إنّي بحمد اللّه لا ثوب فاجر *** لبست و لا من غدرة أتقنّع

في نسخة الكتاب الذي قرأت على أبي القاسم بن السّمرقندي، عن أبي محمّد عبد الوهّاب بن علي، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز، أنبأنا أحمد بن جعفر بن محمّد، أنبأنا أبو خليفة، حدّثنا محمّد بن سلاّم الجمحي، قال (3):

و لغيلان بن سلمة شعر، و هو شريف و كان قسم ماله كلّه بين ولده، و طلّق نساءه، فقال له عمر: إنّ الشيطان قد نفث في روعك أنك ميّت و لا أراه إلاّ كذلك، لترجعنّ في مالك، و لتراجعنّ نساءك، أو لآمرن بقبرك أن يرجم كما رجم قبر أبي رغال، ففعل.

و دخل (4) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على أم سلمة و هم محاصرو الطائف و عندها مخنّث يقال له هيت يقول لأم سلمة: إذا افتتحتم الطائف فقولي لأخيك (5) يأخذ بادية بنت غيلان بن سلمة - و كانت أشهر نساء ثقيف جمالا و هيئة - فإنها تقبل بأربع و تدبر بثمان، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما لك لتفطن لهذا! لا يدخلن عليكم»[10395].

قال ابن سلاّم: و أخبرني أبو جعدة (6) قال: قالت خولة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السّلمية،- و كانت امرأة عثمان بن مظعون و هي الحولاء (7):- يا رسول اللّه إذا فتح اللّه عليك الطائف فأعطني حلي بادية بنت غيلان، قال:«و إن لم يكن أذن لي فيها يا خويلة» فأتت عمر بن الخطّاب مسرعة، فأخبرته، و كان المسلمون يظنون أنهم يفتحونها، قد فتحوا

ص: 141


1- من طريقه رواه ابن حجر في الإصابة 192/3: الخبر و الشعر.
2- سورة المدثر، الآية:4.
3- الخبر في طبقات الشعراء لابن سلاّم ص 104.
4- راجع الأغاني 200/9.
5- في الأغاني لعمر بن أبي سلمة، أو لأخيه سلمة.
6- كذا بالأصل و المختصر.
7- في المختصر: الخولاء، راجع الإصابة 278/4.

مكة و ظفروا بحنين في وجههم ذلك، فجاء عمر بن الخطّاب إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم [فقال:] (1)،شيء أخبرتنيه خويلة ؟ قال:«نعم رأيت كأنّي أريد حلب شاة و هي تعتاص عليّ ، فظننت أنّي لا أنال منهم شيئا في وجهي هذا»، قال: أ فلا تأذن في الناس بالرحيل ؟ قال:«بلى» (2).

ذكر أبو حسان الزيادي.

أن غيلان بن سلمة مات في آخر خلافة عمر سنة ثلاث و عشرين.

5566 - غيلان بن عقبة بن مسعود

ابن حارثة بن عمرو بن ربيعة بن ملكان بن عدي

ابن عبد مناة بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار

و يقال: غيلان بن عقبة بن بهيش (3)-و يقال: نهيس - بن مسعود

ابن حارثة بن عمرو بن ربيعة بن ساعدة

ابن كعب بن عوف بن ثعلبة بن ربيعة بن ملكان

أبو الحارث العدوي

المعروف بذي الرّمّة (4)

الشاعر المشهور.

قيل إنه لقب بذلك لأنه أتى ميّة صاحبته و على كتفه قطعة حبل و هي الرّمّة فاستسقاها فقالت: اشرب يا ذا الرّمّة، فلقّب به.

و قيل إنه لقب بذلك لقوله (5):

ص: 142


1- زيادة للإيضاح.
2- رواه أبو عمر في الاستيعاب 290/4 (هامش الإصابة) و ابن حجر في الإصابة 291/4.
3- غير واضحة بالأصل و رسمها:«سس» و المثبت عن الأغاني و الشعر و الشعراء، و القاموس، و في سير الأعلام: بهيس، بالسين المهملة.
4- ترجمته في الأغاني 1/18-52 (مصورة دار الكتاب)، الشعر و الشعراء ص 333 و سير أعلام النبلاء 267/5 وفيات الأعيان 11/4 و خزانة الأدب 50/1 طبقات الشعراء لابن سلام ص 165 ديوانه ت كارليل هنري هيس مكارتني.
5- من شعر قاله في الوتد، و قبله في الشعر و الشعراء ص 334. و غير مرضوخ القفا موتود و انظر الأغاني 1/18، و الرجز في ديوانه ص 155.

أشعث باقي رمّة التقليد

و قيل: كان يصيبه الفزع في صغره، فكتبت له تميمة فكانت تعلق عليه بحبل، فلقب ذا الرّمّة. و أمه ظبية - بالظاء المعجمة - من بني أسد.

حدّث عن ابن عبّاس.

روى عنه: أبو عمرو بن العلاء.

وفد على الوليد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو القاسم بن السّمرقندي - بقراءتي عليه ببغداد و كتبه لي بخطه - أنبأنا أبو حازم البغدادي - قراءة عليه و أنا أسمع - أنبأنا أبو زرعة روح ابن محمّد بن أحمد بن السني قاضي أصبهان (1)،قدم حاجا، حدّثنا أبو زرعة أحمد بن الحسين (2)،حدّثنا حامد بن حماد البندار - بنصيبين - حدّثنا إسحاق بن سيّار النّصيبي (3)، حدّثنا الأصمعي، حدّثنا أبو (4) عمرو بن العلاء، عن ذي الرّمّة، عن ابن عبّاس عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إن - و في حديث إسماعيل: قال:- من الشعر حكمة».

و بإسناده عن ابن عبّاس في قوله: وَ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (5) قال: الفارغ، خرجت أمة تستقي، فرجعت فقالت: إنّ الحوض مسجور تعني فارغا.

قال إسحاق - يعني ابن سيّار النّصيبي: ليس لذي الرمّة غير هذين الحديثين.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الأصبهاني (6)،أخبرني الحسين بن يحيى، عن حمّاد - يعني: ابن إسحاق - عن أبي عدنان، عن إبراهيم بن نافع.

أن الفرزدق دخل على الوليد بن عبد الملك أو غيره، فقال له: من أشعر الناس ؟ قال:

أنا، قال: أ فتعلم أحدا أشعر منك ؟ قال: لا، إلاّ أنّ غلاما من بني عدي يركب أعجاز الإبل، و ينعت الفلوات؛ ثم أتاه جرير فسأله، فقال له مثل ذلك، ثم أتاه ذو الرّمّة فقال له: ويحك أنت أشعر الناس ؟ قال: لا، و لكن غلام من بني عقيل يقال له مزاحم، يسكن الروضات يقول وحشيا من الشعر لا نقدر على أن نقول مثله.

ص: 143


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 51/17.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 46/17.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 194/13.
4- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
5- سورة الطور، الآية:6.
6- الخبر في الأغاني 25/18.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو محمّد عبد الوهّاب بن علي بن عبد الوهّاب - قراءة أو إجازة - أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز قال: قرئ على أبي بكر أحمد ابن جعفر، أنبأنا الفضل بن الحباب، حدّثنا أبو عبد اللّه الجمحي (1) قال:

في الطبقة الثانية من الشعراء الإسلاميين: ذو الرّمّة، و اسمه غيلان و هو الذي يقول: أنا أبو الحارث و اسمي غيلان بن عقبة بن بهيش (2) بن مسعود بن حارثة بن عمرو بن ربيعة بن ساعدة بن كعب بن عوف بن ثعلبة بن ربيعة بن ملكان بن عدي بن عبد مناة بن أدّ، و هم عدي التيم، تيم عدي، و التيم من الرّباب.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد الكرماني، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب الهمذاني (3)،قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، قال: سمعت أبا بكر محمّد بن عمر بن سلم الحافظ يقول: اسم ذي الرّمّة غيلان.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أبي الحسن الحافظ .

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، قال:

ذو الرّمّة الشاعر غيلان بن عقبة بن بهيش العدوي من بني عدي بن عبد مناة.

كذا ضبطه بهيش بالشين المعجمة (4).

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال (5):

ذو الرّمّة غيلان بن عقبة بن بهيش العدوي، من بني عدي بن عبد مناة.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا علي بن بقاء الورّاق - إجازة - أنبأنا

ص: 144


1- طبقات الشعراء لابن سلام ص 165.
2- بدون إعجام بالأصل.
3- بالأصل: الهمداني بالدال المهملة، و الصواب ما أثبت، قارن مع مشيخة ابن عساكر 246/أ.
4- و مثله في المشتبه 96/1 و الاكمال لابن ماكولا، و الشعر و الشعراء، و الأغاني، و أشرنا إلى أنها: بهيس، بالسين المهملة في سير أعلام النبلاء.
5- الاكمال لابن ماكولا 376/1 في باب:«بهيش».

المبارك بن سالم، أنبأنا الحسن بن رشيق، حدّثنا يموت بن المزرّع، حدّثنا أبو عثمان المازني، حدّثنا الأصمعي، عن عيسى بن عمر قال:

كان ذو الرّمّة الشاعر يملي عليّ شعرا و أنا أكتب الشعر إذ قال لي: يا غلام أصلح هذا الحرف، فقلت له: أصلحك اللّه، و إنك لتكتب ؟ فقال: نعم، قدم علينا حضريّ لكم فعلّمنا الخط على الرمل.

كتب إليّ أبو محمّد بن السّمرقندي، و حدّثنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن بن طاهر عنه، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا الحسن بن محمّد الخلاّل، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمران قال:

سمعت الصولي يقول: قال ذو الرّمّة لعيسى بن عمر:

اكتب شعري فالكتاب أعجب إليّ من الحفظ ، إنّ الأعرابي ينسى الكلمة، قد سهرت في طلبها ليلة فيضع في موضعها كلمة في وزنها ثم ينشد الناس، و الكتاب لا ينسى، و لا يبدّل كلاما بكلام.

أنبأنا أبو الفضل بن ناصر، و حدّثنا أبو الحسن أحمد بن حمزة السلمي عنه، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر، أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الصيرفي، حدّثنا أبو عمر (1) بن حيّوية، حدّثنا محمّد بن عمران الصّيرفي، حدّثنا العمري، حدّثنا أبو عدنان السّلمي و الرياشي عن الأصمعي عن عيسى بن عمر قال:

قدم ذو الرّمّة البصرة فأتيته أعتذر إليه لأنّي لم أهد إليه شيئا، فقال: لا تعتذر أنا و أنت نأخذ و لا نعطي أحدا شيئا.

أخبرنا أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الحسين، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا الحسن بن الحسين (2) بن العباس النّعالي (3)،أنبأنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني (4)، أخبرني أحمد بن عبد العزيز، حدّثني الحسن بن علي، حدّثنا علي بن سعيد الكندي قال:

سمعت أبا بكر بن عياش يقول: حدّثني من رأى ذا الرّمّة طفيليا يأتي العرسات (5).

ص: 145


1- بالأصل: عمرو، تصحيف.
2- الأصل: الحسن، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تاريخ بغداد 300/7.
3- الأصل: النعال، تصحيف. راجع الحاشية السابقة.
4- الخبر في الأغاني 5/18.
5- العرسات جمع عرس، طعام الوليمة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين - قراءة - عن أبي عبد اللّه القضاعي (1)، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو بن شاكر القطان، حدّثنا الحسن بن علي بن الفضل بن عبد المجيب المعافري، حدّثنا محمّد بن علي بن الحسين الفقيه، حدّثنا محمّد ابن عبد الحكم قال: قال لي الشافعي رحمه اللّه.

ح و أخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي بن الخضر بن أبي هشام، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن بن حمزة العطار، أنبأنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن ياسر، أنبأنا أبو موسى هارون بن محمّد الموصلي، حدّثنا أبو يحيى زكريا بن أحمد بن يحيى البلخي، حدّثنا الحسن بن محمّد بن الأشعث المصري، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم قال:

سمعت الشافعي يقول:

ليس يقدّم أهل البادية على ذي الرّمّة أحدا.

قال: و قال لي الشافعي: لقي رجل رجلا من أهل اليمن فقال لليماني: من أشعر الناس ؟ فقال: ذو الرّمّة، فقلت له: فأين امرؤ القيس ؟- يحميه (2) بذلك لأنه يماني - فقال: لو أنّ امرأ القيس كلّف أن ينشد شعر ذي الرّمّة ما أحسنه، و في رواية القضاعي: فقلت: أم امرؤ القيس يحميه (3) بذلك-.

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، و أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد، ثم حدّثنا أبو الحسن علي بن سليمان عنهما، قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ ، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو تراب المذكّر، حدّثنا محمّد بن المنذر بن سعيد، حدّثنا محمّد بن عبد الحكم قال: قال الشافعي: ليس يقدّم أهل البادية على شعر ذي الرّمّة أحدا.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنبأنا الحسن بن الحسين بن العباس، أنبأنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني (4)،حدّثني الحسن (5) بن علي، حدّثنا أبو أيوب المديني، حدّثني الفضل بن إسحاق الهاشمي، عن مولى لجده قال:

ص: 146


1- هو محمد بن سلامة بن جعفر بن علي، أبو عبد اللّه، ترجمته في سير أعلام النبلاء 92/18.
2- تقرأ بالأصل: لا حمية.
3- رسمها بالأصل:«لا حسه» و لعل الصواب ما أثبت.
4- الخبر في الأغاني 8/18.
5- الأصل: الحسين بن علي، و المثبت عن الأغاني.

رأيت ذا الرّمّة بسوق المربد، و قد عارضه رجل يهزأ به، فقال له: يا أعرابي، أتشهد بما لم تر؟ قال: نعم، قال: بما ذا؟ قال: اشهد أن أباك ناك أمّك.

في نسخة ما أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا عبد الوهّاب بن علي، أنبأنا علي ابن عبد العزيز قال: قرئ على أبي بكر الختّلي، أنبأنا الفضل بن الحباب، حدّثنا محمّد بن سلاّم (1) قال:

و كان أبو عمرو بن العلاء يقول لنا:

شعره - يعني ذا الرّمّة - نقط عروس، تضمحلّ عن قليل، و أبعار ظباء لها مشمّ في أول شمّها، ثم تعود إلى أرواح البعر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، حدّثنا أبو يعلى المنقري، حدّثنا الأصمعي، عن يونس بن حبيب قال رؤبة بن العجّاج لبلال (2):

علام يعطي ذا الرّمّة ؟ فو اللّه ما يمدحك إلاّ بمقطّعاتنا هذه، يعمد إليها فيوصلها ثم يمدحك بها، فقال بلال: و اللّه لو لم أعطه إلاّ على تأليفها لأعطيته (3).

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، و أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد البيهقي في كتابيهما.

ح و حدّثنا أبو الحسن المرادي عنهما، قالا: أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو محمّد جعفر بن محمّد بن الحارث.

ح قال: و أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، حدّثنا جعفر المراغي قال: سمعت أبا يحيى زكريا بن محمّد النيسابوري بمصر يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي يقول: شعر ذي الرّمّة بعر غزال و نقط عروس.

أخبرنا أبو القاسم - فيما أرى - أنبأنا أبو محمّد عبد الوهّاب بن علي، أنبأنا علي بن عبد

ص: 147


1- الخبر في طبقات الشعراء لابن سلام الجمحي ص 169 و عن ابن سلام في الأغاني 14/18.
2- يعني بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري.
3- رواه الأصفهاني في الأغاني من طريق الجوهري عن ابن شبرمة عن يحيى بن نجيم، و زاد في آخره: و أمر له بعشرة آلاف درهم.

العزيز قال: قرئ على أبي بكر الختّلي، أنبأنا الفضل بن الحباب، حدّثنا محمّد بن سلاّم قال (1):و حدّثني أبو الغرّاف قال:

دخل ذو الرّمّة على بلال بن أبي بردة - و كان بلال راوية فصيحا أديبا - فأنشد بلال أبيات حاتم طيّى (2):

لحا اللّه صعلوكا مناه و همّه *** من الدهر (3) أن يلقى لبوسا و مطعما

يرى الخمس (4) تعذيبا و إن نال شبعة *** يبت قلبه من قلة (5) الهمّ مبهما

فقال ذو الرّمّة: ترى الخمص تعذيبا، و إنّما الخمس للإبل، و إنّما هو خمص البطون، فحسد بلال - و كان محكا-.

و قال: هكذا أنشدنيهما رواة طيئ فردّ عليه ذو الرّمّة فضحك، و دخل أبو عمرو بن العلاء فقال له بلال: كيف تنشدهما؟ (6) و عرف أبو عمرو الذي به فقال: كلا الوجهين (7)، فقال: أ تأخذون عن ذي الرّمّة ؟ قال: إنّه لفصيح، و إنّا لنأخذ عنه بتمريض، و خرجا من عنده، فقال ذو الرّمّة لأبي عمرو: و اللّه لو لا أنّي أعلمك خطبت في حبله و قلت (8) في هواه لهجوتك هجاء لا يقعد إليك اثنان.

قال: و أنبأنا ابن سلاّم (9)،أخبرني أبو يحيى الضّبّي قال: قال ذو الرّمّة يوما: لقد قلت أبياتا: إنّ لها لعروضا، و إنّ لها لمرادا و معنى بعيدا، قال له الفرزدق: و ما هيه ؟ قال:

قلت (10):

أ حين أعاذت بي تميم نساءها (11) *** و جرّدت تجريد اليماني (12) من الغمد

ص: 148


1- الخبر و الشعر في طبقات الشعراء ص 173 و الأغاني 32/18.
2- البيتان في ديوان حاتم طيئ ط بيروت ص 82.
3- في الديوان و المصادر: العيش.
4- الديوان: الخمص.
5- في الأغاني: من شدة الهم.
6- الأصل: تنشدها، و المثبت عن ابن سلام و الأغاني.
7- كذا بالأصل، و ابن سلام و المختصر، و في الأغاني: كلا الوجهين جائز.
8- الحرف الأول غير واضح بالأصل، و في الأغاني:«و ملت» و المثبت عن ابن سلام و المختصر.
9- الخبر و الشعر في طبقات الشعراء ص 170 و الأغاني 16/18.
10- الأبيات أيضا في ديوان ذي الرملة ص 142.
11- الأصل:«بني تميم نساؤها» و المثبت عن الديوان و ابن سلام.
12- الأصل:«اليمان»، و المثبت عن ابن سلام و الأغاني، و في الديوان: الحسام.

و مدّت بضبعي الرّباب و مالك *** و عمرو و شالت من ورائي بنو سعد

و من آل يربوع زهاء كأنّه *** زها (1) الليل محمود النكاية و الرّفد

فقال له الفرزدق: لا تعودنّ فيها، فأنا أحقّ بها منك، قال: و اللّه لا أعود فيها أبدا، و لا أنشدها أبدا إلاّ لك، فهي قصيدة الفرزدق التي يقول (2) فيها:

و كنّا إذا القيسيّ نبّ (3) عتوده *** ضربناه فوق الأنثيين على الكرد

الأنثيين الأذنين (4)،و الكرد: العنق.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف، و نقلته من خطه، حدّثنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد الفرضي، حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي، حدّثنا القاسم بن إسماعيل، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد النحوي، حدّثنا أبو عمرو الأسدي قال:

اجتمع ذو الرّمّة و رؤبة عند بلال بن أبي بردة و هو أمير البصرة، و كان رؤبة يثبت القدر و كان ذو الرّمّة قدريا، فقال لهما بلال: تناظرا في القدر، فقال رؤبة: أ فبقدرته آكلها، هذا كذب على الذئب، فقال له ذو الرّمّة: الكذب على الذئب أهون من الكذب على ربّ الذئب.

قال رشأ: و حدّثنا أبو أحمد، حدّثنا الصولي، حدّثنا أبو العيناء، حدّثنا الأصمعي، عن العلاء بن أسلم قال: أنشد ذو الرّمّة شعرا (5):

و عينان قال اللّه كونا فكانتا *** فعولان بالألباب ما تفعل الخمر

فقال له العدوي الشاعر: قل: فعولين بالألباب، فقال له ذو الرّمّة: لو سبّحت كان خيرا لك.

قال الصولي: كان العدوي مثبتا، فأراد أنّ اللّه جعل العينين كذا، و فرّ ذو الرّمّة من هذا لينشر مذهبه.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن

ص: 149


1- كذا بالأصل و ابن سلام، و في الديوان: دجى الليل.
2- البيت في ابن سلام ص 170، و في ديوان الفرزدق 178/1.
3- في طبقات ابن سلام: قبّ .
4- كذا بالأصل و المختصر، و في طبقات ابن سلام و الأغاني: الانثيان: الاذنان.
5- البيت في ديوانه ص 213؛ و الأغاني 34/18 برواية: فعولين بالألباب.

حيّوية، عن أبي بكر محمّد بن خلف بن المرزبان، أخبرني أبو بكر العامري، أنبأنا أبو نصر، عن أبي عمرو قال (1):

خرج ذو الرّمّة يسير و أخوه هشام، فنظر إلى ظبية فقال ذو الرّمّة (2):

أيا ظبية الوعساء بين جلاجل *** و بين النّقا آنت (3) أم أمّ سالم ؟

فقال ذو الرّمّة (4):

جعلت لها قرنين فوق جبينها (5) *** و ظلفين مسودّين تحت القوادم

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا سيف بن عبد اللّه، حدّثنا مسلم بن إبراهيم قال:

قيل لذي الرّمّة: ما لك خصصت فلانا بمدحك ؟ فقال: لأنه وطأ مضجعي، و أكرم مجلسي، فحقّ عليّ أن يستولي على شكري.

أنبأنا أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمّد بن الخضر، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصّقر، أنبأنا الشريف أبو يعلى حمزة بن أحمد بن الحسين، حدّثنا الحسن بن رشيق، حدّثنا يموت بن المزرّع، حدّثنا أبو حاتم سهل بن محمّد السّجستاني قال: سمعت الأصمعي يقول: قلت ليونس: ما أراد ذو الرّمّة بقوله (6):

و ليل (7) كجلباب العروس ادّرعته *** بأربعة و الشخص في العين واحد؟

فقال لي يونس: لا أحبّ الجن تقع على (8) ما وقع عليه ذو الرّمّة و فطن له، قوله كجلباب العروس يقول: ليل طويل كقميص (9) العروس في الطول، لأن العروس تجرّ أذيالها ادّرعته: أي لبسته، بأربعة يعني نفسه و ناقته و سيفه و ظله، و الشخص في العين واحد: يقول و الإنسان واحد.

ص: 150


1- الخبر في الأغاني من طريق أبي كريمة النحوي 5/18 و فيها أنه خرج مع أخيه مسعود.
2- البيت في ديوانه ص 622 و الأغاني 24/18.
3- بالأصل:«ها أنت» و المثبت عن الديوان.
4- كذا بالأصل:«فقال ذو الرمة» و في الأغاني:«و قال مسعود» و هو أشبه، و البيت التالي ليس في ديوان ذي الرمة.
5- في الأغاني: قصاصها.
6- البيت في ديوانه ص 129.
7- صدره في الديوان: و ليل كأثناء الرويزيّ جبته. و قال شارحه: و يروى، كما في الأصل.
8- كتبت فوق الكلام بين السطرين في الأصل.
9- الأصل: قميص، و المثبت عن المختصر.

أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن أبي الحديد - فيما أرى - أنبأنا جدي أبو عبد اللّه، أنبأنا أبو الوليد الحسن بن محمّد بن علي بن محمّد البلخي ثم الدّربندي الحافظ ، قدم علينا، أنبأنا أبو علي الحسن أحمد بن إبراهيم، أنبأنا محمّد بن الحسن بن مقسم - إجازة - حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيى قال:- قال من كناسة - قال أبو بكر بن عياش:

كنت إذ أنا شاب إذا أصابتني مصيبة تصبّرت، و كان ذلك يبرئ بدني جميعا، حتى رأيت بالكناسة (1) أعرابيا ينشد و قد اجتمع الناس عليه و يقول (2):

خليليّ عوجا من صدور الرّواحل *** بجمهور حزوى (3) فابكيا في المنازل

لعلّ انحدار الدّمع يعقب راحة *** من الوجد أو يشفي نجيّ البلابل (4)

فسألت عنه فقيل هذا ذو الرّمّة، فأصابني بعد ذلك مصيبات، فكنت أبكي فأجد له راحة.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي، أنبأنا أبو منصور عبد المحسن بن محمّد، أنبأنا يحيى بن محمّد بن سلامة، أنبأنا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب النّجيرمي، أنشدنا أبو القاسم جعفر بن شاذان، عن أبي عمر، عن تغلب، عن ابن الأعرابي، حدّثني أبو بكر بن عياش قال:

كنت إذا فرقت للشيء أمتنع من البكاء حتى سمعت ذا الرّمّة بالكناسة ينشد:

خليليّ عوجا من صدور الرّواحل *** بجمهور حزوي فابكيا في المنازل

لعلّ انحدار الدمع يعقب راحة *** من الوجد أو يشفي نجيّ البلابل

فصرت إذا حزنت بكيت، فأجد لذلك راحة عظيمة كما قال ذو الرّمّة.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و نقلته من خطه، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش المقرئ عنه، أخبرني أبو الفتح إبراهيم بن علي بن الحسين بن سيبخت، حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، حدّثنا محمّد بن يونس الكديمي، حدّثنا علي بن عاصم، حدّثنا أبي قال:

ص: 151


1- الكناسة: محلة بالكوفة (معجم البلدان).
2- البيتان في ديوان ذي الرمة ص 491 و 492 و معجم البلدان (حزوى).
3- حزوى: بضم أوله و تسكين ثانيه، مقصور. من رمال الدهناء (معجم البلدان).
4- النجيّ : ما تحدث به نفسك، و البلابل: الهموم في الصدور (ديوان ذي الرمة).

قال الحريس بن تميم: مررت بذي الرّمّة و هو مضطجع متوسّدا بردا له، و هو يخطط في الرمل، و إذا هو يقول: هاه، هاه، كان كان، فقلت له: يا أبا الحارث ما هاه ؟ و ما كان ؟ فقال:

كلّ ذناها و قد طاب الرقاد لها *** ماء السحاب بماء المزن ممزوج

فقلت: ما هاه ؟ فقال: على ما ذكرت، ثم ضحك و أنشأ يقول:

يا ميّ طاب بك النعيم فلا أرى *** في الناس مثلك يطرق الأحلاما

فقلت: يا أبا الحارث، الناس و أنت في أمر، فقال: صدقت، ذكرت و دودا و أنسيت حسودا، و هتف بمحبوب فهل على محب في غير ريبة بأس، فقلت له: لا إن شاء اللّه.

أخبرنا أبو الحسن بن العلاّف في كتابه، و أخبرني أبو المعمّر الأنصاري عنه.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنبأنا محمّد بن جعفر الخرائطي، حدّثنا عمران بن موسى، عن محمّد بن زياد بن الأعرابي قال: قال عصمة الحاسر (1):قال لي ذو الرّمّة:

عندك ناقة نزدار (2) عليها ميّة ؟ فقلت: عندي الجؤذر ابنة المهرية، فزرناميّة، فإذا الحيّ خلوف، و إذا بخيمة ناحية من الخيام.

قال: حدّثنا عاصم، أنشدها، قال عصمة: و كان ذو الرّمّة إذا أنشد الشعر جش صوته كما يجشّ صوت الغراب البوم فأنشدتها حتى انتهيت إلى هذا البيت (3):

فيا لك من خدّ أسيل و منطق *** رخيم و من خلق تعلّل جادبه

و قد حلفت باللّه ميّة ما الذي *** أقول (4) لها إلاّ الذي أنا كاذبه

إذا فرماني اللّه من حيث لا أرى *** و لا زال في أرضي عدوّ أحاربه

قالت: ميّة: راقب اللّه يا ذو الرّمّة متى كذبتك.

ص: 152


1- كذا بالأصل، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب: الجاسئ.
2- ازداره: زاره.
3- الأبيات في ديوان ذي الرمة ص 42 و 43.
4- الديوان:«أحدثها» بدل «أقول لها».

قوله: تعلّل جادبه: يقول لم نجد فيه مقالا، فهو يتعلّل.... (1) يقوله و ليس بعيب.

كذا قال الحاسر، و الصواب الجاسئ.

و قد أخبرنا بها على الصواب أتم من هذا أبو علي بن نبهان في كتابه، و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو طاهر الباقلاّني، و أبو الحسن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد، و أبو علي بن نبهان.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو طاهر الباقلاني.

قالوا: أنبأنا أبو علي بن شاذان، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم، حدّثنا أبو العباس، حدّثنا عمر بن شبّة، حدّثني إسحاق بن إبراهيم الموصلي، حدّثنا أبو صالح الفزاري قال (2):

ذكر ذو الرّمّة في مجلس فيه عدة من الأعراب فقال عصمة بن مالك - شيخ منهم: من بني جاسئ بن فزارة، كان قد بلغ عشرين و مائة سنة-: إياي فاسألوا عنه، كان من أظرف الناس، كان أدم خفيف العارضين، حسن المضحك، حلو المنطق، و كان إذا أنشد بربر (3)و جشّ صوته، فإذا راجعك (4) لم تسأم حديثه و كلامه، و كان له إخوة يقولون الشعر، منهم:

مسعود، و حرفاش (5)-و هو أوفى - و هشام، كانوا يقولون القصيدة فيرد (6) فيها الأبيات فيغلب عليها، فتذهب له (7) فجمعني و إيّاهم مربع فأتاني يوما فقال لي: يا عصمة، إنّ ميّا منقرية و بنو منقر أخبث حيّ أقوفه لأثر، و أبصره في نظر، و أعلمه بشرّ، فهل عندك من ناقة نزدار عليها ميّا؟ قلت: أي و الإله، إنّ عندي للجؤذر بنت يمانية الجدلي (8) قال: عليّ بها، فركبنا جميعا، و خرجنا حتى نشرف على بيوت الحي، فإذا هم خلوف (9)،و إذا بيت ميّ خلو،

ص: 153


1- رسمها بالأصل:«بالثمى».
2- الخبر في الأغاني 51/18 و ذيل الأمالي للقالي 123-124.
3- بربر في كلامه:«أكثر منه». و قيل: بربر أي علا صوته.
4- الأصل: رجعك، و المثبت عن المختصر.
5- كذا بالأصل و في الأغاني: جرفاس.
6- كذا بالأصل و المختصر، و في الأغاني: فيبني.
7- زيد في الأغاني 3/18 لشهرته و تنسب إليه.
8- رسمها بالأصل: لحدي، و المثبت عن الأغاني.
9- أي غيّب.

فعرف النساء ذا الرّمّة حين طلعنا عليهن، فتقوّض النساء إلى بيت ميّ ، و جئنا حتى أنخنا، ثم دنونا فسلّمنا و قعدنا نتحدث، و إذا ميّ جارية أملود (1)،واردة الشعر، صفراء فيها عسن (2)و إذا عليها سبّ أصفر (3) و طاق (4) أخضر، فتحدّثن مليا ثم قلن له: أنشدنا يا ذا الرّمّة، قال:

أنشدهن يا عصمة، فأنشدتهن قوله (5):

نظرت إلى أظعان (6) ميّ كأنها *** ذرى النخل أو أثل تميل ذوائبه (7)

فأوشلت العينان (8) و الصدر كاتم *** بمغرورق نمّت عليه سواكبه

بكا وامق (9) خاف الفراق و لم تجل *** جوائلها أسراره و معاتبه

فقالت ظريفة ممن حضر: لكن الآن فلتجل، فنظرت إليها ميّ ، ثم مضيت في القصيدة حتى انتهيت إلى قوله:

إذا سرحت من حبّ ميّ سوارح *** عن القلب آبته جميعا عوازبه

فقالت الظريفة منهن: قتلته قتلك اللّه، فقالت ميّ : ما أصحه (10) و هنيئا له، فتنفس ذو الرّمّة تنفيسة كاد حرّها يطيّر شعر وجهه، و مضيت حتى انتهيت إلى قوله:

و قد حلفت باللّه ميّة ما الذي *** أقول لها إلاّ الذي أنا كاذبه

إذا فرماني اللّه من حيث لا أرى *** و لا زال في أرضي عدو أحاربه

ص: 154


1- أي ناعمة.
2- بالأصل: عشر، و المثبت عن المختصر، و كانت في أصله: عشر كالأصل هنا، و قد صوبها محققه. و بهامشه: العسن: الطول مع حسن الشعر و البياض.
3- السبّ : الثوب الرقيق أو الخمار، و الشقة الرقيقة (القاموس المحيط ).
4- الطاق: الكساء (اللسان: طوق) و في ذيل الأمالي: نطاق أخضر.
5- الأبيات في ديوان ذي الرملة ص 39 و الأغاني 51/18 و ذيل أمالي القالي ص 124.
6- الأصل:«أظفار» و المثبت عن الديوان و المصادر.
7- عجزه في الديوان: مولية ميس تميل ذوائبه. و في المصدرين العجز فيهما كروية الأصل.
8- في الديوان: فأبديت من عيني و الصدر كاتم. و في الأغاني: فأسبلت العينان و القلب كاتم. و في ذيل الأمالي: فأسبلت العينان و الصدر كاتم.
9- في الديوان: هوى آلف جاء الفراق فلم تجل. و في الأغاني: بكاء فتى خاف.....
10- رسمها بالأصل:«أصحبه» و المثبت عن الأغاني.

فقال الظريفة: قتلته، قتلك اللّه، فالتفتت إليه ميّ فقالت: خف عواقب اللّه يا غيلان، ثم مضيت فيها حتى انتهيت إلى قوله:

إذا راجعتك (1) القول ميّة أو بدا *** لك الوجه منها أو نضا الدرع سالبه

فيا لك من خدّ أسيل و منطق *** رخيم و من خلق تعلّل جاذبه

فقالت الظريفة: ها هي ذه قد راجعتك القول، و بدا لك وجهها فمن لنا بأن ينضو الدرع سالبه ؟ فالتفتت إليها ميّ فقالت: قاتلك اللّه ما أنكر ما تجيبين به، قال عصمة: فحدّثنا ساعة ثم قالت الظريفة للنساء: إنّ لهذين شأنا فقمن بنا، فقمن و قمت معهن، فجلست في بيت أراهما منه، فسمعتها قالت له: كذبت و اللّه، و و اللّه ما أدري ما قال لها و ما أكذبته فيه، فلبث قليلا ثم جاءني و معه قارورة فيها دهن و قلائد، فقال لي: هذا دهن طيّب أتحفتنا به ميّ ، و هذه قلائد الجؤذر، و لا و اللّه لا أقلّدهنّ بعيرا أبدا، و شدّهن بذؤابة سيفه، ثم انصرفنا، فكان يختلف إليها حتى تقضّى الربيع، و دعا الناس المصيف، فأتاني فقال: يا عصمة قد رحلت ميّ ، و لم يبق إلاّ الآثار، و النظر في الديار، فاذهب بنا ننظر في ديارها، و نقفو آثارها، فخرجنا حتى أتينا منزلها، فوقف ينظر ثم قال (2):

ألا فاسلمي (3) يا دار ميّ على البلى *** و لا زال منهلاّ بجرعائك (4) القطر

قال عصمة: فما ملك عينيه فقلت: مه، فانتبه، و قال: إنّي لجلد، و إن كان مني ما ترى، قال: فما رأيت أحدا كان أشد منه يومئذ صبابة، و لا أحسن عزاء و صبرا، ثم انصرفنا و تفرقنا و كان آخر العهد به.

أخبرنا أبو العزّ كادش - إذنا و مناولة، و قرأ علي إسناده - أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا المعافى بن زكريا (5)،حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة الأزدي، و محمّد بن القاسم الأنباري، قالا: أنبأنا أحمد بن يحيى، عن أبي زيد، حدّثني إسحاق بن إبراهيم، حدّثني أبو صالح الفزاري قال:

ص: 155


1- في الديوان:«نازعتك» و مثله في الأغاني و ذيل الأمالي.
2- البيت في ديوان ذي الرمة ص 206 و ذيل الأمالي ص 125.
3- الديوان و ذيل الأمالي: ألا يا أسلمي.
4- الجرعاء: المنبسط من الرمل.
5- الخبر رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 189/2 و ما بعدها، و في مصارع العشاق ص 272.

ذكر ذو الرّمّة في مجلس فيه عدة من الأعراب فقال عصمة بن مالك - شيخ منهم: قد أتى له مائة سنة - فقال: كان من أظرف الناس، كان آدم خفيف العارضين، حسن المضحك، حلو المنطق، و كان إذا أنشد بربر و جشّ صوته، و إذا واجهك لم تسأم حديثه و كلامه، و كان له إخوة يقولون الشعر منهم: مسعود، و همّام و حرماس (1)،فكانوا يقولون القصيدة فيزيد فيها الأبيات فيغلب (2) عليها فتذهب له، فأتى يوما فقال: يا عصمة إنّ ميّة منقرية و بنو منقر أخبث حيّ ، و أبصره بأثر، و أعلمه بطريق، فهل عندك من ناقة تزدار عليها ميّة ؟ فقلت: نعم عندي الجؤذر، قال: عليّ بها، فركبناها جميعا حتى نشرف على بيوت الحي، فإذا هم خلوف، و إذا بيت ميّة خال، فملنا إليه، فتقوّض (3) النساء نحونا و نحو بيت ميّ ، فطلعت علينا، فإذا هي جارية أملود، واردة الشّعر، و إذا عليها سبّ أصفر و قميص أخضر، فقلن: أنشدن يا ذا الرّمّة، فقال: أنشدهن يا عصمة، فنظرت إليهن و أنشدتهن (4):

وقفت على رسم (5) لميّة ناقتي *** فما زلت أبكي عنده و أخاطبه

و أسقيه حتى كاد مما أبثّه *** تكلّمني أحجاره و ملاعبه

حتى بلغت إلى قوله:

هوى آلف خاف الفراق و لم تجل *** جوائلها أسراره و معاتبه

فقالت ظريفة ممن حضر: فلتجل الآن، فنظرن إليها حتى أتت على القصيدة إلى قوله (6):

إذا سرحت من حبّ ميّ سوارح *** على القلب أتته جميعا عوازبه

فقالت الظريفة منهنّ : قتلته قتلك اللّه، فقالت: ما أصحه و هنيئا له، فتنفس ذو الرّمّة نفسا كاد من حرّه يطير شعر وجهه، و مضيت في الشعر حتى أتيت على قوله:

و قد حلفت باللّه ميّة ما الذي *** أقول لها إلاّ الذي أنا كاذبه

إذا فرماني اللّه من حيث لا أرى *** و لا زال في داري عدو أحاربه

ص: 156


1- كذا بالأصل بدون إعجام، و في الجليس الصالح:«خرواش» و مرّ في الأغاني جرفاس.
2- مطموسة بالأصل، و المثبت عن الجليس الصالح.
3- في الجليس الصالح: فتقوص.
4- من قصيدة في ديوانه ص 38 و ما بعدها. و الجليس الصالح 190/2.
5- الديوان: ربع.
6- أقحم بعدها بالأصل: إذا سرحت.

فقالت الظريفة: قتلته قتلك اللّه، فقالت ميّ : خف عواقب اللّه يا غيلان، ثم أتيت على الشعر حتى انتهيت إلى قوله:

إذا راجعتك القول ميّة أو بدا *** لك الوجه منها أو نضا (1) الدرع سالبه

فيا لك من خدّ (2) أسيل و منطق *** رخيم و من خلق تعلّل جادبه

فقالت تلك الظريفة: ها هذه و هذا القول قد راجعتك و قد واجهتها، فمن لك أن ينضو الدرع سالبه، فالتفتت إليها ميّ و قالت: قاتلك اللّه ما أحسن ما تجيئين به، فتحدّثنا ساعة ثم قالت الظريفة للنساء: إنّ لهذين شأنا، فقمن بنا، فقمن و قمت معهن، فجلست بحيث أراهما، فجعلت ميّة تقول له: كذبت، فلبث طويلا ثم أتاني و معه قارورة فيها دهن، فقال:

هذا دهن طيب أتحفتنا به ميّة، و هذه قلادة للجؤذر، و اللّه لا أخرجتها من يدي أبدا، فكان يختلف إليها حتى إذا انقضى الربيع و دعا الناس الضيف أتاني فقال: يا عصمة قد ترحّلت ميّ فلم يبق إلاّ الرّبع و الآثار، فاذهب بنا ننظر إلى آثارهم، فخرجنا حتى انتهينا فوقف و قال:

ألا فاسلمي يا دار ميّ على البلى *** و لا زال منهلاّ بجرعائك القطر

و إن لم تكوني غيرنا و بقفرة (3) *** تجرّ بها الأذيال صيغية (4) كدر

فقلت له: ما بالك ؟ فقال: يا عصمة إنّي لجلد، و إن كان مني ما ترى (5)،فكان آخر العهد به.

و الخبر على لفظ أبي عبد اللّه قال: و حدّثت عن ابن أبي عدي قال: سمعت ذا الرّمّة يقول: قد بلغت نصف عمر الهرم أربعين سنة.

و قال ذو الرّمّة (6):

على حين راهقت الثلاثين و ارعوت *** لداتي (7) و كاد الحلم بالجهل يرجح

ص: 157


1- نضا: ترع.
2- كذا بالأصل و الديوان، و في الجليس الصالح:«جد».
3- في الديوان: فإن لم تكوني غير شام بقفرة.
4- عن الديوان و الجليس الصالح،«صيفية» و بالأصل:«ضيقة». و الأذيال: ما تجره الريح من آثار. و صيفية: رياح الصيف التي فيها غبرة.
5- كذا في هذه الرواية هنا و في الجليس الصالح، و يبدو أن فيها سقطا، و مرّ في الرواية السابقة: قال عصمة: مما مملك عينيه، فقلت: مه، فانتبه، و قال: إني لجلد، و إن كان مني ما ترى.
6- الأبيات في ديوانه ص 77.
7- لداتي جمع لدة، يقال فلان لدة فلان إذا كان من سنه.

إذا خطرت من ذكر ميّة خطرة *** على القلب (1) كادت في فؤادك تجرح

تصرّف أهواء القلوب و لا أرى *** نصيبك من قلبي لغيرك يمنح

و بعض الهوى بالهجر يمحى فيمحي *** و حبّك عندي يستجدّ و يربح

و لمّا شكوت (2) الحبّ كيما تثيبني *** بوجدي (3) قالت: إنّما أنت تمزح

بعادا و إدلالا عليّ و قد رأت *** ضمير الهوى قد كاد بالجسم يبرح

لئن كانت الدنيا عليّ كما أرى *** تباريح من ذكراك (4) للموت أروح

و يروى: تباريح من ميّ فللموت أروح (5).

قال القاضي: هذه من قصائد ذي الرّمّة الطوال المشهورة المستحسنة و أوّلها:

أ منزلتي ميّ سلام عليكما *** على النأي و النّائي يودّ و ينضح

ذكرتك (6) إن مرّت بنا أمّ شادن *** أمام المطايا تشرئبّ و تسنح

من المولفات الرمل أدماء (7) حرّة *** شعاع الضّحى من متنها يتوضح

رأتنا كأنّا عامدون (8) لصيدها (9) *** ضحى فهي تنبو تارة و تزحزح

هي الشبه أعطافا و جيدا و مقلة *** و ميّة أبهى بعد منها و أملح

و هذه من أحسن الحائيات على هذا الروي، و نظيرها كلمة ابن مقبل التي أوّلها:

هل القلب من دهماء (10) سال فمسمح *** و زاجره عنها الخيال المبرّح

و قول جرير (11):

صحا القلب عن سلمى فقد برحت به *** و ما كان يلقى من تماضر أبرح

و مثله:

ص: 158


1- الديوان: على النفس.
2- الأصل: شكيت، و المثبت عن الجليس الصالح و الديوان، و في الديوان: لميّ شكوت.
3- في الديوان: بودي.
4- و هي رواية الديوان.
5- و هي رواية الديوان.
6- كذا بالأصل و الديوان، و في الجليس الصالح: و منها ذكرتك.
7- الأدماء: البيضاء، و الحرة: الكريمة.
8- الأصل: عامدين، و المثبت عن الجليس الصالح، و في الديوان: قاصدون.
9- كذا بالأصل و الجليس الصالح، و في الديوان: لعهدها به فهي تدنو.
10- في الجليس الصالح: عن أسماء.
11- ديوان جرير ط بيروت ص 81.

لقد كان لي في ضربين عدمنني *** و ما كنت ألقى من رزيته أبرح

و ذكر في خبر ذي الرّمّة بهذا الإسناد إخوة ذي الرّمّة، فقيل فيه: مسعود، و همّام، و خرفاش (1).

فأمّا مسعود فمن مشهوري إخوته، و إياه عنى ذو (2) الرّمّة بقوله (3):

أقول لمسعود بجرعاء مالك *** و قد همّ دمعي أن تسحّ أوائله

و منهم هشام و هو الذي استشهد سيبويه في الأضمار في ليس بقوله، فقال: قال هشام ابن عقبة أخو ذي الرّمّة (4):

هي الشفاء لدائي (5) لو ظفرت بها *** و ليس منها شفاء الداء مبذول

و منهم أوفى، و هو الذي عناه بعض إخوته في شعر رئى فيه ذا الرّمّة أخاهما (6):

تعزيت من أوفى بغيلان بعده *** [عزاء و جفن العين ملآن مترع

و لم تنسني أوفى المصيبات بعده] (7) *** و لكن نكاء القرح بالقرح أوجع

و ذكره ذو الرمة، فقال (8):

أقول لأوفى حين أبصر باللّوى *** صحيفة وجهي قد تغيّر حالها

و قوله: فإذا هم خلوف، يقال لمن تخلف بالحي إذا ظعنوا و انتجعوا: خلوف.

فيا لذّات يوم أزور وحدي *** ديار الموعديّ و هم خلوف

و يروى: فيا لذات يوم، و يوم، أزور، فمن عنى بقوله فيا لذات الإضافة إلى الياء التي [هي] ضمير المتكلم و أسقط ما اكتفي بكسرة التاء التي هي في موضع نصب لإقامة وزن الشعر، فيوم نصوبا لا غير على الظّرف، و من أضاف قوله: فيا لذات إلى اليوم جاز له النصب

ص: 159


1- كذا بالأصل هنا، و في الجليس الصالح:«خرقاش» و انظر ما مرّ فيه.
2- الأصل: ذي، تصحيف.
3- ديوان ذي الرمة ص 466.
4- انظر الكتاب لسيبويه 71/1.
5- الأصل: لذاتي، و المثبت عن المختصر.
6- البيت بالأصل ملفق من بيتين، و هما في الجليس الصالح 194/2 و الأغاني 4/18.
7- الزيادة بين معكوفتين عن المصادر.
8- ديوان ذي الرمة ص 523 و روايته فيه: عرفت لها دارا فأبصر صاحبي صفيحة وجهي قد تغير حالها و على رواية الديوان، لا ذكر ل «أوفى» أخي ذي الرمة.

لإضافته إلى الفعل، و هي التي يسميها كوفيو النحاة إضافة غير محضة (1)،و جاز الجرّ و اختير لإضافته إلى فعل معرب غير مبني.

و قد يقال للحي الظّاعن أيضا: خلوف.

و قال الراوي في هذا الخبر في مواضع ميّ و مية في مواضع أخر، فقد ذكر النحويون أنّ ذا الرّمّة كان يسميها تارة ميّة و تارة ميّ ، و هذا بيّن في كثير من شعره، من ذلك قوله:

ديار ميّة إذ ميّ تساعفنا *** و لا يرى مثلها عجم و لا عرب (2)

و روى قوله (3):

فيا ميّ ما يدريك أين مناخنا *** معرّقة الألحي يمانية سجرا (4)

بالرفع و النصب، فمن رواه بالنصب فوجهه أنه رخّم على قول من قال: يا حار أقبل و هو أقيس وجهي الترخيم، و من رواه بالرفع فعلى أنّ ميّ اسم تامّ غير مرخّم لأنه منادى مفرد (5)،و قد يجوز ترخيمه على قول من قال: يا حار و مما يبين أنه كان يقصد تسميتها بميّ على غير وجه الترخيم، قوله (6):

تداويت من ميّ بتكليم ساعة *** فما زاد إلاّ ضعف دائي كلامها

و قوله: جارية أملود، معناه: ناعمة كما قال الشاعر:

أريت (7) إن جاءت به أملودا *** مرجّلا و يلبس البرودا

و أما قوله: فإذا عليها سبّ أصفر، فإنه يكون الرداء و الخمار كما قال الشاعر (8):

و أشهد من عوف خيولا (9) كثيرة *** يحجّون سبّ الزّبرقان المزعفرا

ص: 160


1- كذا رسمها بالأصل، و في الجليس الصالح: محصنة.
2- ديوانه ص 3 و الجليس الصالح 195/2.
3- ديوان ذي الرمة ص 172 و الجليس الصالح 195/2.
4- الأصل: ثمانية سحرا، و المثبت عن الديوان و الجليس الصالح.
5- بالأصل:«مرخم»، و المثبت عن الجليس الصالح.
6- ديوان ذي الرمة ص 637 و الجليس الصالح الكافي 195/2.
7- بالأصل:«أ رأيت» و المثبت عن الجليس الصالح الكافي.
8- البيت في تاج العروس «سيب» و نسبه للمخبّل السعدي.
9- كذا بالأصل، و في الجليس الصالح و تاج العروس:«حلولا».

و السّبّ : الخيط ، و السّب أيضا: الكفؤ من السباب كما قال الشاعر:

لا تسبّنّني فلست بسبّي *** إنّ سبّي من الرّجال الكريم (1)

و قال الأخطل (2):

بني أسد لستم بسبّي فأقصروا (3) *** و لكنما سبّي سليم و عامر

و قوله أو نضا الدرع سالبه، معنى نضاه: خلعه، يقال: نضا السيف من غمده، و انتضاه و نضا الثوب عنه إذا خلعه، قال امرؤ القيس (4):

فجئت (5) و قد نضّت لنوم ثيابها *** لذي السّتر إلاّ لبسة المتفضّل

و قوله منطق رخيم، الرخيم: الذي فيه يقطع يستحسن و مثله قوله أيضا:

لها بشر مثل الحرير و منطق *** رخيم الحواشي لا هراء و لا نزر (6)

و من هذا قولهم: رخّمت الدجاجة إذا قطعت بيضها، و منه ترخيم الكلام في العربية كقولك: يا حار و يا مال.

و قوله: تعلل جادبه: الجادب: العائب، و منه الخبر: جدب لنا عمر السّمر بعد العشاء» أي عاب السمر و كرهه بعد العشاء.

و قوله ألا يا أسلمى معناه: يا هذه أسلمي، و على هذا المذهب قراءة من قرأ ألا يا اسجدوا و من هذا النحو قول الأخطل (7):

ألا يا أسلمي يا هند هند بني بدر *** و إن كان حيّانا عدى آخر الدّهر

و قول آخر:

يا لعنة اللّه و الأقوام كلّهم *** و الصالحين على سمعان من جار

و هذا باب واسع جدا، و نحن نشبع القول فيه إذا انتهينا إلى البيان عن قول اللّه تعالى

ص: 161


1- البيت في تاج العروس (بتحقيقنا: سبب) قاله عبد الرحمن بن حسان يهجو مسكينا الدارمي.
2- البيت في ديوانه ط بيروت ص 171 من قصيدة يهجو خنجر الأسدي و مطلعها: بنو أسد رجلان: رجل تذبذبت و رجل أضافتها إلينا التراتر
3- في الديوان: فتشتموا.
4- البيت في ديوان امرئ القيس ط بيروت ص 40.
5- كذا بالأصل و الديوان، و في الجليس الصالح: فقمت.
6- البيت لذي الرمة، ديوانه ص 212 و فيه: دقيق الحواشي.
7- البيت في ديوانه ط بيروت ص 110 مطلع قصيدة قالها في مدح عبد الملك بن مروان و هجاء القيسيين.

أَلاّٰ يا يَسْجُدُوا لِلّٰهِ (1)و شرح ما فيه من التأويل و القراءات في موضعه من كتبنا في علل التأويل و التلاوة إن شاء اللّه.

و قول ذي الرمة: على حين راهقت الثلاثين، بنصب حين، هكذا رويناه و هو الوجه المتفق على صحته في الإعراب، و المختار عند كثير من نظّار النحاة [الفتح] (2)من إضافة إلى مبني غير معرب، و ذلك راهقت الذي هو فعل ماض كما قال الشاعر:

على حين عاتبت المشيب على الصبا *** و قلت أ لمّا تصحّ و الشيب وازع (3)

و على هذا الوجه قراءة من قرأ من القرّاء و من خزي يومئذ (4)و من قرأ (5): يَوْمِئِذٍ وَ مِنْ عذاب يَوْمِئِذٍ و هذا كله مشروح مع تسمية من قرأ به و حجج المختلفين فيه في كتبنا المؤلفة في حروف القرآن و تأويله.

أنبأنا أبو سعد الطّيّوري، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي الصوري، أنبأنا أبو محمّد عبد الغني بن سعيد الحافظ ، حدّثني جعفر بن هارون بن رباب، حدّثني عبد اللّه بن أبي سعيد، حدّثنا يزيد بن يزيد بن المهلّب بن المغيرة المهلّبي، حدّثني عبد الصّمد بن المعدل، عن أبيه، عن جده غيلان بن الحكم قال:

وفد علينا ذو الرّمة و نحن بكناسة الكوفة فأنشدنا قصيدته الحائية فلما انتهى إلى قوله (6):

إذا غيّر اليأس (7) المحبّين لم يكد *** رسيس (8) الهوى من حبّ ميّة يبرح (9)

فقال له ابن شبرمة: أراه قد برح، ففكر، ثم قال: لم أجد رسيس الهوى من حبّ مية يبرح. فرجعت بحديثهم إلى أبي الحكم البختري بن المختار فقال أخطأ ابن شبرمة حين ردّ عليه، و أخطأ ذو الرّمّة حيث قبل منه. إنّما هذا كقول اللّه عز و جل إِذٰا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرٰاهٰا (10)أي لم يرها و لم يكد.

ص: 162


1- سورة النمل، الآية:25.
2- الزيادة عن الجليس الصالح الكافي.
3- البيت للنابغة، ديوانه ص 51.
4- سورة هود، الآية:66.
5- الأصل: فزع، و المثبت عن الجليس الصالح الكافي.
6- البيت في ديوانه ص 78 رقم 6 من قصيدته الحائية و مطلعها: أ منزلتي ميّ سلام عليكما على النأي و النائي يود و ينصح و الأغاني 29/18.
7- في الديوان و الأغاني: غيّر النأي.
8- الرسيس: الخفي، و الكلام الخفي.
9- الأصل: فزع، و المثبت عن الجليس الصالح الكافي.
10- سورة النور، الآية:40.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش عنه، حدّثنا أبو أحمد الفرضي، حدّثنا الصولي، حدّثني المغيرة بن محمّد، حدّثني عبد الصّمد بن المعدل بن غيلان، حدّثني أبي المعدل عن أبيه غيلان بن البختري، عن أبيه قال: كنت واقفا بكناسة الكوفة و ذو الرمة ينشد قصيدته الحائية:

إذا غير النأي المحبّين لم يكد *** رسيس الهوى من حبّ ميّة يبرح

فقال له ابن شبرمة القاضي: أراه قد برح يا غيلان فغيّره و قال:

إذا غيّر النأي المحبّين لم أجد *** رسيس الهوى من حبّ ميّة يبرح

قال: و بادرت إلى أبي فقال لي: يا بني أخطأ ابن شبرمة في تغييره عليه، و أخطأ ذو الرمة في قبوله منه، و المعتز لم يبرح و لم يكد، و هو مثل قول اللّه عز و جل إِذٰا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرٰاهٰا المعنى لم يرها و لم يكدّ.

قال: و حدّثنا الصولي، حدّثنا ثعلب، حدّثنا الرياشي قال: سمعت الأصمعي يقول أحسن ما قيل في الثغر قول ذي الرمة (1):

و تجلو بفرع (2) من أراك كأنّه *** من العنبر الهندي و المسك يصبح

ذرا أقحوان واجه (3) الطلّ و ارتقى *** إليه النّدى من رامة (4) المتروح

هجا [ن] الثنايا مغربا (5) لو تبسّمت *** لأخرس عنه كاد بالقول يفصح

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي، أنبأنا الشيخ أبو منصور عبد المحسن بن محمّد بن علي، حدّثنا القاضي أبو القاسم يحيى بن القاضي أبي عبد اللّه محمّد بن سلامة بن جعفر، أنبأنا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن خرّزاد النّجيرمي، أنشدنا أبو القاسم جعفر... (6) أنشدنا أبو عمر محمّد بن عبد الواحد الزاهد، أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب الشيباني لذي الرمة (7):

تجيش إليّ النفس في كلّ منزل *** لميّ و يرتاع الفؤاد المشوّق

أراني إذا هوّمت يا ميّ زرتني *** فيا نعمتا لو أنّ رؤياي تصدق

ص: 163


1- ديوانه ص 83.
2- الفرع: القضيب، يعني السواك.
3- الديوان: راحه الليل و ارتقى.
4- رسمها بالأصل: رأيه، و المثبت عن الديوان.
5- مغربا أي شديد البياض.
6- بياض بالأصل.
7- الأبيات في ديوانه ص 390.

ألا ظعنت ميّ فهاتيك دارها *** بها السّحم (1) تردي و الحمام المطوّق

و لذي الرمة (2):

و في هملان العين من غصّة الهوى *** شفاء و في الصبر الجلادة و الأجر

إذا الهجر أفنى طوله ورق الهوى *** من الإلف لم يقطع هوى ميّة الهجر

لها بشر مثل الحرير و منطق *** رخيم الحواشي لا هراء و لا نزر

الهراء: الكلام الكثير، الذي ليس له معنى.

و لذي الرمة:

و عينان قال اللّه كوني فكانتا *** فعولان بالألباب ما تفعل الخمر

[قال ذو الرمة] (3):

إذا غيّر النأي المحبّين لم أجد *** رسيس الهوى من ذكر ميّة يبرح (4)

فلا الحبّ (5) يبدي من هواها ملالة *** و لا حبّها إن تنزح الدار ينزح

إذا خطرت من ذكر ميّة خطرة *** على القلب (6) كادت في فؤادك تجرح

تصرّف أهواء القلوب و لا أرى *** نصيبك من قلبي لغيرك يمنح

[و قال ذو الرمة] (7).

ألا أيها (8) القلب الذي برّحت به *** منازل ميّ و العران (9) الشّواسع

أ في كلّ أطلال لها منك حنّة *** كما حنّ مقرون الوظيفين (10) نازع

و لا برء من ميّ و قد حيل دونها *** فما أنت فيما بين هاتين صانع

و لذي الرمة (11):

بكيت على ميّ بها إذ عرفتها *** و هجت البكا (12) حتى بكى القوم من أجلي

ص: 164


1- السحم: السود، الواحد: أسحم، يعني الغربان.
2- ديوان ذي الرمة ص 210.
3- زيادة لازمة للإيضاح.
4- الأبيات التالية في ديوانه ص 78.
5- في الديوان: القرب يدني.
6- في الديوان: على النفس.
7- زيادة للإيضاح.
8- الأبيات التالية في ديوانه ص 334.
9- غير مقروءة بالأصل، و نميل إلى قراءتها:«و العرار» و العران أثبتت عن الديوان.
10- الوظيفان عظما اليدين.
11- الأبيات في ديوانه ص 485.
12- في الديوان: و هجت الهوى.

و هل هملان العين راجع ما مضى *** من الدهر (1) أو مدنيك يا ميّ من أهلي

ألا لا أبالي الموت إن كان قبله *** لقاء لميّ و ارتجاع من الوصل

إذا كان المرط حين تلوثه *** على دعصة غرّاء من عجم الرمل

أناة بطيئة القيام، و المرط : الإزار، و غرّاء بيضاء، و عجم الرمل و معظمه، و الدعصة من الرمل كثبان صغار

أسيلة (2) مستن الوشا حين قانئ *** بأطرافها الحناء سبط طفل

مستن الوشاحين حيث يجري الوشاحان، سبط : طويل، يريد الأصابع، طفل: رطب، قاني شديد الحمرة

و حلي الشّوا منها إذا حلّيت به *** على قصبات لا شخات عصل (3)

الشوى: يديها (4) و رجليها، و الشخات (5) الرقاق، و عصل: معوجة.

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد، و أخبرني أبو المعمّر المبارك بن أحمد عنه.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو علي بن المسلمة، و أبو الحسن الخرائطي، حدّثنا إسماعيل بن أبي حاتم، حدّثنا علي بن محمّد، عن ابن أبي شيخ حدّثتني (6)عمة لي قالت:

كان ذو الرمة ينزل عندنا هو و مية في ربع لهم، فقلت له: يا غيلان هاهنا من هو أحسن من ميّ ؟ فما ترى فيها؟ فقال: و اللّه ما أظن اللّه خلق خلقا أحسن من ميّ ، و إنّي و إياها كما قال الأول:

ترى العين من تهوى مليحا و من يكن *** بغيضا إليها لا تملح شمائله

في نسخة ما.

أخبرنا به أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو محمّد عبد الوهّاب بن علي، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز قال: قرئ على أحمد بن جعفر، أنبأنا الفضل بن الحباب، حدّثنا

ص: 165


1- الديوان: من الوجد.
2- أسيلة: طويلة.
3- بالأصل: على قصبات لا سحاب و لا عضل و المثبت عن الديوان.
4- كذا بالأصل: الشوى: يديها و رجليها.
5- الأصل: السحاب، و المثبت قياسا إلى رواية الديوان.
6- بالأصل: حدثني.

أبو عبد اللّه الجمحي، حدّثني أبو البيداء قال (1):

كان ذو الرمة يشبّب بميّ بنت (2) طلبة بنت قيس بن عاصم المنقري و كانت كثيرة (3) أمة مولده لآل قيس بن عاصم و هي أم سهم بن بردة الذي قتله سنان بن مخيّس القشيري أيام محمّد بن سليمان فقالت كثيرة (4)(5):

على وجه ميّ مسحة من ملاحة *** و تحت الثياب الخزي لو كان باديا

أ لم تر أنّ الماء يخبث (6) طعمه *** و لو كان لون الماء في العين (7) صافيا

و نحلتهما ذا الرمة، فامتعض من ذلك، و حلف بجهد أيمانه ما قالهما، و قال: تاللّه كيف أقوله و قد قطعت دهري، و أفنيت شبابي أشبب بها و أمدحها، ثم أقول هذا؟ ثم اطّلع على أن كثيرة (8)،قالتهما، و نحلتهما (9) إياه.

قال: و أنا ابن سلاّم، قال: فأخبرني أبو سوّار (10) الغنوي و كان فصيحا قال (11):

رأيت ميّ و رأيت معها بنين لها فقلت: فصفها لي، قال: مسنونة الوجه، طويلة الخدّين شماء الأنف عليها وسم جمال. فقالت لي: ما تلقّيت بأحد من هؤلاء إلاّ في الإبل، فقلت له: إذ كانت تنشدك ما قال فيها ذو الرمة قال: أي و اللّه تسحّ سحّا ما رأى مثله أحد.

قال: و حدّثنا ابن سلاّم قال: كانت ميّ عند ابن عمّ لها يقال له عاصم ففيه يقول ذو الرّمّة (12):

ألا ليت شعري هل يموتنّ عاصم *** و لم تشتعبني للمنايا شعوبها

ص: 166


1- الخبر و الشعر في الأغاني 25/18-26.
2- في الشعر و الشعراء ص 335 مية بنت فلان بن طلبة و في وفيات الأعيان 11/4 مية ابنة مقاتل بن طلبة.
3- رسمها بالأصل:«ك -- ه» و في المختصر:«كنزه» و المثبت عن الأغاني.
4- في الأصل هنا: كمرة.
5- البيتان في الأغاني 26/18 و الشعر و الشعراء ص 335 و وفيات الأعيان 12/4 و ملحق ديوان ذي الرمة ص 675 فيما نسب إليه من شعر.
6- في ملحق الديوان:«يخلف» و في المصادر كالأصل.
7- كذا بالأصل و الأغاني، و في ملحق الديوان و الشعر و الشعراء: أبيض صافيا.
8- في الأصل هنا: كمرة.
9- تقرأ بالأصل: و انحلهما، و المثبت عن الأغاني.
10- الأصل: أبو شرار، و المثبت عن الشعر و الشعراء.
11- الخبر في الشعر و الشعراء ص 335.
12- البيتان في ديوانه ص 67.

دعا (1) اللّه من حتف المنية عاصما *** بقاصمة (2) يدعى لها فيجيبها

أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج في كتابها قالت: أنبأنا جعفر بن أحمد بن الحسين القارئ، أنبأنا أبو طالب محمّد بن علي البيضاوي بقراءتي عليه من أصل أبي بكر بن شاذان قال: قرئ على أبي عبد اللّه إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال: و قال ذو الرمة (3):

عدتني العوادي عنك يا ميّ برهة *** و قد يلتوى دون الحبيب فيهجر

على أنني في كلّ سير أسيره *** و مي نظري من نحو أرضك (4) أصور

فما تحدث الأيام يا ميّ بيننا *** فلا ناشر سرّا و لا متغيّر

أخبرنا أبو العزّ بن كادش إذنا و مناولة و قرأ علي إسناده، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي (5)،حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا ابن أبي سعد، حدّثني النافع بن بشر السعدي، حدّثنا أبو المهلهل الحداني (6) قال:

ارتحلت إلى الرمال في طلب ميّ صاحبة غيلان ذي الرمة، فما زلت أطلب موضع بيتها حتى أرشدت إلى البيت، فإذا خيمة كبيرة على بابها عجوز هتماء فسلّمت عليها ثم قلت لها:

أين منزل ميّ ، قالت: ميّ ذي الرمة ؟ قلت: نعم، قالت: أنا ميّ ، فعجبت منها ثم قلت لها:

العجب كلّ العجب من ذي الرمة و كثرة ما قال فيك، و لست أرى من المشاهد التي وصفك بها (7) شيئا، فقالت: لا تعجبنّ يا هذا منه، فإنّي سأقوم بعذره عندك قال: ثم قالت: يا فلانة، قال: فخرجت من الخيمة جارية ناهد (8) عليها برقع، فقالت لها: أسفري عنك، فلما أسفرت (9) تحيرت لما رأيت من جمالها و براعتها و فصاحتها، فقالت لي: علق ذو الرمة بي

ص: 167


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن الديوان.
2- في الديوان: بقاضية.
3- الأبيات في ديوانه ص 224-225.
4- الديوان:«دارك» و أصور: مائل، و الصور: الميل.
5- رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 248/2 و ما بعدها، و انظر عيون الأخبار 40/4 ورد فيه الخبر بدون الشعر.
6- كذا ورد السند بالأصل، و الذي في الجليس الصالح الكافي:[قال المعافى:] حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: حدّثنا أبو المهلهل الحداني قال.
7- في الجليس الصالح: و لست أرى من الشاهد و الوصف شيئا.
8- في الجليس الصالح: جارية ناهدة: و كلاهما صحيح.
9- الأصل: سفرت، و المثبت عن الجليس الصالح.

و أنا في سنها، فقلت: عذره اللّه و رحمه، أنشديني مما قال فيك، قال: فجعلت تنشد و أكتب أياما (1) كنت مقيما عندها ثم ارتحلت، فكان مما أنشدتني قوله (2):

خليليّ لا ربع بوهبين يخبر *** و لا ذو حمى (3) يستنطق الدار يعذر (4)

فسيرا فقد طال الوقوف و ملّه *** حراجيج (5) أمثال الحنيّات ضمّر

فيا صاح لو كان الذي بي من الهوى *** به لم أذره (6) أن يعزّى و ينظر

خليلي (7) ألا عجت إذ أنا واقف *** أغيض البكا في دار ميّ و أزفر

القصيدة.

قوله عجوز هتماء الهتم: سقوط الأسنان من فوق و من أسفل، يقال امرأة هتماء، و رجل أهتم، و يقال: ضربه فهتم فاه، قال الفرزدق (8):

إنّ الأراقم لن تنال قديمنا *** كلب عوى متهتّم الأسنان

في نسخة الكتاب الذي.

أخبرنا به أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا عبد الوهّاب بن علي، أنبأنا علي بن عبد العزيز قال: قرئ على أحمد بن جعفر، أنبأنا الفضل بن الحباب، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن سلاّم، قال:

و كان ذو الرمة أيضا يشبب بخرقاء إحدى بني عامر بن ربيعة تحل... (9) و يمر بها الحاج فتقعد لهم فتحادثهم و تهاديهم و تقول: أنا منسك من مناسك الحج، ثم كانت تجلس معها فاطمة بنتها، فحدّثني من رآهما قال: لم يكن مثلها، و كانت تقول: أنا منسك من مناسك الحج لقول ذي الرمة:

ص: 168


1- في الجليس الصالح: و أكتب أنا ما كنت مقيما عندها.
2- الأبيات في ديوانه ص 222.
3- في الديوان و الجليس الصالح: مخبر و لا ذو حجى.
4- الربع: المنزل. و وهبين: أرض بناحية البحرين لبني تميم.
5- كذا بالأصل و الجليس الصالح، و في الديوان: قلائص. و الحراجيج: التي طالت من الهزال.
6- في الديوان: أ صاح.... لم أدعه.
7- في الديوان:«لك الخير هلاّ عجت» مكان «خليلي...».
8- ديوانه ط بيروت 345/2.
9- غير واضحة بالأصل.

تمام الحج أن تقف المطايا *** على خرقاء واضعة اللثام (1)

و فيها يقول (2):

أ إن توسمت (3) من خرقاء منزلة *** ماء الصّبابة من عينيك مسجوم

تثني الخمار على عرنين أرنبة *** شماء مارنها بالمسك مرثوم (4)

قال: و حدّثنا ابن سلاّم، حدّثني ابن عبد اللّه، قال: دخلت على خرقاء فقالت: اخرجي يا فاطمة يعني ابنتها، فخرجت امرأة جميلة ليست كأمها.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو بكر الفارسي و هو محمّد بن إبراهيم بن عمران الجوري، حدّثنا عبد اللّه ابن محمّد العامري، حدّثنا أحمد بن إسماعيل السهمي، حدّثنا الأصمعي قال:

كان سبب تشبيب ذي الرمة بخرقاء أنه مرّ في بعض أسفاره ببعض البوادي، فإذا خرقاء خارجة من خباء فنظر إليها فوقعت في قلبه، فخرق إداوته و دنا منها يستطعم بذلك كلامها، فقال لها إنّي رجل على ظهر سفر و قد تخرّقت إداوتي فأصلحيها لي، فقالت: و اللّه لا أحسن العمل، و إنّي لخرقاء و فيها يقول:

أ إن توسمت من خرقاء منزلة *** ماء الصبابة من عينيك مسجوم (5)

هام الفؤاد بذكراها و خامره *** منها على عدواء الدار تسقيم

تعتادني زفرات من (6) تذكرها *** تكاد تنفضّ منهن الحيازيم (7)

و بلغني عن ثعلب قال: و ذكر محمّد بن الحسن بن دينار الأحول الراوية عن رجاله أنّ ذا الرّمة أنشد خرقاء قصيدته التي يقول فيها (8):

ص: 169


1- ملحق ديوانه ص 673 و الشعر و الشعراء ص 336 و وفيات الأعيان 14/4.
2- ديوانه ص 567.
3- في الديوان: أ عن ترسّمت.
4- المارن: ما لان من الانف، و مرثوم: الرثمة بياض في شفة الفرس العليا، يقول: تمسح أنفها بالمسك فتكون كالرثمة، و يقال: رثم أنفه إذا ضربه.
5- مسجوم أي مصبوب صبّا.
6- الأصل:«مي أذكرها» و المثبت عن الديوان ص 569.
7- الحيازيم: الصدور و ما اشتمل عليه، و الحيزوم: الصدر.
8- القصيدة في ديوانه ص 99.

سواء عليك اليوم إن (1) ضاعت النّوى *** بخرقاء (2) أو أنحى لك السيف ذابح

حتى انتهى إلى قوله (3):

أحبّك حبّا خالطته فصاحة *** و ما كلّ ذي ودّ من الناس ناصح

فقالت خرقاء و متى تكون محبّا غيرنا صح ؟ قال: إذا آثرت ما أهوى من قربك على ما تهوين من بعدك، و اتخذتك بردا، عليّ منه جماله و ستره و حضانته و نعمته، و عليك منه ابتداء إلى أعطافه و سجّى أطرافه، فهناك نظرت لنفسي عليك، فأدّيت حقّ النصيحة إليها لا إليك قال: و أنشد:

و أهوى لك الحسنى و أنت مسيئة *** و نيلك ممنوع و مثواك نازح

فقالت خرقاء: و اللّه ما أدري أي تفسيريك (4) أحسن، السالف من نثرك، أم الرادف من نظمك ؟ فقال ذو الرمة:

لأحسن في هذا و هذاك نظرة *** لعينيك فيها منك آس و جارح

و قالت له: من ذا يغالبك في محاورة ؟ فقال:

يغالبني من مهجتي، في إساره *** يشاكسها طورا و طورا يسامح

و من لم أزل أبغي السّلوّ و لم أزل *** يتيّمني منه مراض صحائح

و أصدف عن سقيا ثناياه آيسا *** فيعطفني منه بروق لوامح

مضاحك غرّ لو تبسمن في الدجى *** تجلى جبين من سنا الفجر واضح

يقرّ بعيني قربها و كذابها *** ألا كلّ ما قرّت به العين صالح

قال: ثم قطع المحاورة و الاقتضاب، و رجع إلى الإنشاد حتى استكمل قصيدته.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق، حدّثنا أبو (5) نصر قال (6):

مرّ رجل (7) في بادية بني عذرة فإذا فتاة كأحسن ما يكون فنظر إليها فقالت له عجوز: ما

ص: 170


1- الديوان: أ نصاعت.
2- في الديوان: بصيداء.
3- البيت التالي، و الأبيات التي تليه ليست في الديوان.
4- الأصل: تفسيرك، و المثبت عن المختصر.
5- كتبت «أبو» فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
6- الخبر باختلاف الرواية في الأغاني 41/18.
7- في الأغاني: رجل من بني النجار.

تنظر إلى هذا الغزال النجديّ و لا حظ لك فيه ؟ قالت الجارية: دعيه يا أمتاه، يكون كما قال ذو الرمة (1):

و إن لم تكن إلاّ تعلّل ساعة *** قليلا (2) فإنّي نافع لي [قليلها] (3)

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد، و أخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه.

أنبأنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن بن العلاّف قالا: أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنبأنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنبأنا محمّد بن جعفر الخرائطي، أنشدني أبو جعفر العبدي لذو الرّمّة (4):

و لمّا تلاقينا جرت من عيوننا *** دموع كففنا ماءها كالأصابع

و في نسخة: كفتنا

و إنّا تساقطنا حديثا كأنّه (5)*** جنى النّحل (6) ممزوجا بماء الوقائع

أنبأنا أبو علي بن المهدي (7)،أنبأنا أبو الحسن العتيقي، أنبأنا أبو بكر بن شاذان، حدّثنا محمّد بن يزيد، حدّثنا الزّبير، عن أبي بكر بن شيبة الحزامي، حدّثنا أبو سلمة الكلابي قال:

سمعت أبي يقول لما فرغ ذو الرمة من قصيدته التي أولها (8):

ما بال عينك منها الماء ينسكب *** [كأنه] (9) من كلى مفرية سرب (10)

تبدّى له إبليس فأخذ حجزته، ثم قال له: لا تظن أنك منها في شيء، ما شركتني فيها بحرف، و أنا قلتها كلها.

أخبرنا بها أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي بن محمّد الجوهري قال: قرئ علي أبي الحسن علي بن عيسى الرّماني قال: قرأت على أبي بكر

ص: 171


1- البيت في الديوان ص 550 و الأغاني 41/18.
2- الأصل: قليل، و المثبت عن الديوان و الأغاني.
3- بياض بالأصل، و الزيادة المثبتة عن الديوان و الأغاني.
4- البيتان في ديوانه ص 358.
5- في الديوان: و نلنا سقاطا من حديث كأنه.
6- جنى النحل: العسل، و الوقائع مفردها الوقيعة، و الوقيعة: مكان صلب يمسك الماء.
7- كذا السند بالأصل، و فيه اضطراب.
8- ديوان ذي الرمة صفحة 1.
9- مكانها بياض بالأصل، و المثبت عن الديوان.
10- بالأصل:«معر - ه سلب» و المثبت عن الديوان. و الكلى جمع كلية، و هي رقعة تكون في أصل عروة المزادة.

محمّد بن الحسن بن دريد هذه القصيدة و هو يحكي عنه أنه قال:

ليس في الدنيا من يروي شعر ذي الرمة عن أبي حاتم عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء عن ذي الرمة غيري قال:

قرئ على أبي حاتم سهل بن محمّد بن حاتم السّجستاني اللغوي قال: قرئ على أبي نصر عبد الملك بن قريب الأصمعي قال: قرئ على أبي عمرو بن العلاء المازني النحوي المقرئ عن ذي الرمة، قال ذو الرمة و اسمه غيلان بن عقبة العدوي (1):

ما بال عينك منها الماء ينسكب *** كأنّه من كلّ مفرية سرب

و فراء غرفية أثأى خوارزها *** مشلشل ضيّعته بينها الكتب (2)

أ ستحدث الركب عن أشياعهم خبرا *** أم راجع القلب من أطرابه طرب

من دمنة نسفت عنها الصّبا سفعا (3) *** كما تنشّر بعد الطيّة الكتب

سيلا من الدّعص أغشته معارفها (4) *** نكباء تسحب أعلاه فينسحب

لا بل هو الشوق من دار تخوّنها *** صرب (5) السحاب و مرّا بارح ترب

تبدو لعينيك منها و هي مزمنة *** نؤي و مستوقد بال و محتطب

إلى لوائح من أطلال أحوية *** كأنّها خلل موشيّة قشب

بجانب الزّرق (6) لم يطمس معالمها *** دوارج المور و الأمطار و الحقب (7)

ديار ميّة إذ ميّ تساعفنا *** و لا يرى مثلها عجم و لا عرب

برّاقة الجيد و اللّبّات واضحة *** كأنها ظبية أفضى بها لبب (8)

بين النهار و بين الليل من عقد *** على جوانبه الأسباط و الهدب (9)

ص: 172


1- القصيدة الأولى في ديوانه.
2- و فراء أي واسعة. غرفية أي دبيفة بالغرف، و هو نبت تدبغ به الجلود. مشلشل هو الذي يكاد يتصل قطره لتتابعه الكتب: الخرز: واحدها كتبة.
3- الأصل:«شفعا كأنما تنشر» و المثبت عن الديوان. و السفع الطرائق من الرمل سود و حمر.
4- الأصل: معاربها، و المثبت عن الديوان، و معارفها أي معالمها.
5- الديوان: مرّا سحاب.
6- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن الديوان، و الزرق: اسم مكان بالدهنا.
7- و الدوارج: عفّى الرياح، و المور: التراب.
8- الجيد: العنق، و اللبات: موضع القلادة. و اللبب: ضرب من الرمل.
9- الأسباط : اسم نبت، و الهدب: ورق الأرطى.

عجزاء ممكورة خمصانة قلق *** عنها الوشاح و تم (1) الجسم و القصب

زين الثّياب و إن أثوابها استلبت *** فوق الحشية يوما زانها السّلب

تريك سنّة وجه غير مقرفة *** ملساء ليس بها خال و لا ندب

إذا أخو لذة الدنيا تبطنها *** و البيت فوقهما بالليل محتجب

سافت (2) بطيّبة العرنين مارنها *** بالمسك و العنبر الهندي مختضب

تزداد للعين إبهاجا إذا سفرت *** و تحرج العين فيها حين تنتقب

لمياء في شفتيها حوة لعس *** و في اللثات و في أنيابها شنب (3)

كحلاء في برج صفراء في نعج *** كأنها فضة قد مسّها ذهب (4)

و القرط في حرة الذفرى معلقة *** تباعد الحبل منها فهو يضطرب

تلك الفتاة التي علقتها عرضا *** إن الكريم و ذا الاسلام يختلب

كأنها جمل وهم و ما بقيت *** إلاّ النحيزة و الألواح و العصب (5)

لا تشتكي سقطة منها و قد رقصت *** بها المفاوز حتى ظهرها حدب

كأن راكبها يهوي بمنخرق *** من الجنوب إذا ما ركبها نصبوا

تخذي بمنخرق السربال منصلت *** مثل الحسام إذا أصحابه شحبوا

ليالي اللهو يطبيني فأتبعه *** كأنني ضارب في غمرة لعب

زار الخيال لميّ هاجعا لعبت *** به التنائف و المهرية النجب (6)

أخا تنائف أعفى عند ساهمة *** بأخلق الدفّ من تصديرها جلب

معرسا في بياض الصبح وقعته *** و سائر السير إلاّ ذاك منجذب

و العيس من عاسج أو واسج خببا *** ينحزن من جانبيها و هي تنسلب (7)

ص: 173


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن الديوان.
2- الأصل: ساقت، و المثبت عن الديوان، و السوف: الشمّ .
3- لمياء، اللمى: السمرة في الشفة تضرب إلى الخضرة. و الحوة: حمرة في الشفة تضرب إلى السواد، و الشنب: برودة عذوبة في الفم ورقة في الأسنان.
4- البرج: سعة في بياض العين.
5- الوهم: الضخم، و النحيزة: الطبيعة، و الألواح: العظام، و كل عظم عريض فهو لوح.
6- التنوفة القفر من الأرض، و المهرية: الإبل المنسوبة إلى بني مهرة، و هم حي من اليمن.
7- العيس: الإبل البيض تعلوها حمرة. و عاسج: مدّ الرقبة في المشي. و العسج و الوسج و الخبب ضروب من السير.

تصغي إذا شدها بالكور جانحة *** حتى إذا ما استوى في غرزها تثب

وثب المسحّج من عانات معلقة *** كأنه مستبان الشك أو جنب (1)

يحدو نحائص أشباها محملجة *** ورق السرابيل في ألوانها خطب (2)

لها عليهن بالخلصاء مرتعه *** فالفوجدات فجنبي و احف صخب

حتى إذا معمعان الصيف هبّ له *** بأجة نشّ عنها الماء و الرطب

و صوّح البقل نئّاج تجيء به *** هيف يمانية في مرّها نكب (3)

و أدرك المتبقّى من ثميلته *** و من ثمائلها و استنشئ الغرب (4)

تنصبت (5) حوله يوما تراقبه *** صحر سماحيج في أحشائها قبب (6)

حتى إذا اصفر قرن الشمس أو كربت *** أمسى و قد جد في حوبائه القرب (7)

فراح منصلتا يحدو حلائله *** أدنى تقاذفه التقريب و الخبب

كأنه معول يشكو بلابله *** إذا تنكب عن أجوازها نكب (8)

يعلو الحزون بها طورا ليتبعها *** شبه الضرار فما يزري بها التعب

كأنه كلما ارفضت حزيقتها *** بالصلب (9) من نهشه أكفالها كلب

كأنها (10) إبل ينجو بها نفر *** من آخرين أغاروا غارة جلب

و الهم (11) عين أثال ما ينازعه *** من نفسه لسواها موردا أرب

فغلّست و عمود الصبح منصدع *** عنها و سائره بالليل محتجب

عينا مطحلبة الأرجاء طامية *** فيها الضفادع و الحيتان تصطخب

يستلّها جدول كالسيف منصلت *** بين الأشاء تسامى حوله العسب (12)

ص: 174


1- المسحج: الحمار المعضض، و عانات جمع عانة و هي من الوحش.
2- النحائص: الاتن التي لم تحمل.
3- نئّاج ريح شديدة. و هيف: ريح حارة.
4- الثميلة: بقية كل شيء، و الغرب: نوع من الشجر، و الغرب بالتسكين: مجرى الدمع.
5- بالأصل: ينصب.
6- الصحر: في لونها بياض في صفرة، و السماحيج: أي طوال الظهور، و قبب: أي ضمر و دقة.
7- كربت: دنت من الغروب.
8- البلابل: الهموم و الأحزان.
9- بالأصل:«بالصلت من نهسة» و المثبت عن الديوان. و الحزيقة: الجماعة.
10- قوله: كأنها، يعني الأتن.
11- تقرأ بالأصل: و الميم، و المثبت عن الديوان.
12- الأشاء: صغار النخل، و العسب واحدها عسيب، و هي جريد النخل.

و بالشمائل من جلاّن مقتنص *** و ذل الثياب خفي الشخص منزرب (1)

معدّ زرق هدت قضبا مصدرة *** ملس البطون حداها الريش و العقب (2)

كانت إذا ودقت أمثالهن له *** فبعضهن عن الألاّف منشعب

حتى إذا الوحش في أهضام موردها *** تغيبت رابها من خيفة ريب

فعرضت طلقا أعناقها فرقا *** ثم اطباها خرير الماء ينسكب

فأقبل الحقب و الأكباد ناشزة *** فوق الشراسيف من أحشائها تجب (3)

حتى إذا زلجت عن كل حنجرة *** إلى الغليل و لم يقصعنه نغب (4)

رمى فأخطأ و الأقدار غالبة *** فانصعن و الويل هجّيراه و الحرب (5)

يقعن بالسفح مما قد رأين به *** وقعا يكاد حصى المعزاء يلتهب

كأنهن خوافي أجدل قرم *** ولّى ليسبقه بالأمعز الخرب (6)

أذاك أم غش بالوشي أكرعه *** مسفّع الخد غاد ناشط شبب (7)

تقيض الرمل حتى هز خلفته *** تروح البرد ما في عيشه رتب (8)

ربلا و أرطى نفت عنه ذوائبه *** كواكب القيظ حتى ماتت الشهب (9)

أمسى بوهبين مرتاعا (10) لمربعه *** من ذي الفوارس يدعو أنفه الريب

كأنه و نعاج الرمل تتبعه *** عشبة ملك بالتاج معتصب (11)

حتى إذا جعلته بين أظهرها *** من عجمة الرمل أثباج لها حبب

ص: 175


1- جلان: قبيلة من عنزة. و قوله: منزرب أي داخل زربة، و هو بيت الصائد.
2- الزرق: النصال. و القضب: عيدان السهام.
3- الشراسيف: أضلاع الصدر التي تشرف على البطن، و قوله: تجب أي تخفق.
4- يقصعنه: يكسرنه.
5- انصعن: أي تفرقت، و الويل و الحرب هجيراه أي عادته و دأبه.
6- الأجدل: الصقر، و الخوافي: ريشتان تحت الجناح، و القرم أي شديد الشهوة إلى اللحم، و الأمعز: ما غلظ من الأرض ذات الحجارة السود.
7- بالأصل: شرب، و المثبت عن الديوان و قوله: مسفع أي أسود الخد.
8- الخلفة: المراد بها نبت في آخر الصيف. و قوله: رتب: أي ما أشرف على الأرض كالدرج و فيه غلظ و شدة.
9- الربل: نبت في آخر الصيف بلا مطر، و الأرطى نبت يشبه الطرفاء.
10- في الديوان: مجتازا.
11- البيت ليس في الديوان.

ضم الظلام على الوحشي شملته *** و رائح من نشاص الدلو منسكب (1)

فبات ضيفا إلى أرطاة مرتكم *** من الكثب بها دفء و محتجب (2)

ميلاء من معدن الصيران قاصية *** أبعارهن على أهدافها كثب (3)

و حائل من سفير الحول جائله *** حول الجراثيم في ألوانه شهب

كأنما نفض الأحمال ذاوية *** على جوانبه الفرصاد و العنب

كأنه بيت عطار يضمّنه *** لطائم المسك يحويها و تنتهب

إذا استهلت علية غبية أرجت *** مرابض العين حتى يأرج الخشب (4)

تجري (5) البوارق عن مجرمز لهق *** كأنه متقبّى يلمق عزب (6)

و الودق يستن عن أعلى طريقته *** جول الجمان جرى في سلكه الثقب (7)

يغشى الكناس بروقيه و يهدمه *** من هائل الرمل منقاض و منكثب

إذا أراد انكراسا فيه عنّ له *** دون الأرومة من أطنابها طنب

فقد توجس ركزا مقفر ندس *** بنبأة الصوت ما في سمعه كذب (8)

فبات يشئزه (9) ثأد و يسهره *** تذوب الريح و الوسواس و الهضب

حتى إذا ما انجلى (10) عن وجهه فلق *** هاديه في أخريات الليل منتصب

أغباش ليل تمام كان طارقه *** تطخطخ الغيم حتى ما له جوب

غدا كأن به جنّا تذاء به *** من كل أقطاره يخشى و يرتقب

حتى إذا مالها في الجدر و اتخذت *** شمس النهار شعاعا بينها طبب (11)

و لاح أزهر مشهور بنقبته *** كأنه حين يعلو عاقرا لهب (12)

ص: 176


1- شملته أي حلته. و النشاص ما ارتفع من السحاب و تراكم اسود.
2- قوله: مرتكم أي متراكم.
3- ميلاء صفة أرطاة، و هي المعوجة، و الصيران جمع الصوار و هو قطيع من البقر الوحشي.
4- غبية: أي مطر غليظ ، و الدفعة من المطر.
5- في الديوان: تجلو.
6- البوارق: سحاب فيه مطر، و مجرمز: متقبض، مجتمع بعضه إلى بعض و اليلمق: القباء المحشو.
7- الودق: المطر الشديد، و الجمان: خرز يتخذ من الفضة.
8- الركز: الصوت الخفي. و الندس: الفطن.
9- يشئزه أي يقلقه.
10- في الديوان: جلا.
11- الطبب: الطرائق من الرمل أو السحاب و الشعاع، و أصل الطبب: السيور التي يخرز بها.
12- بالأصل:«عاقر اللهب» و التصويب عن الديوان.

هاجت له جوع زرق مخضرة *** شوازب لاحها التغريث و الجنب (1)

جرد (2) مهرته (3) الأشداق ضارية *** مثل السراحين في أعناقها العذب

و مطعم الصيد هبّال لبغيته *** ألفى أباه بذاك الكسب يكتسب (4)

مقزع أطلس الأطمار ليس له *** إلاّ الضراء و إلاّ صيدها نشب

فانصاع جانبه الوحشي و انكدرت *** يلحبن لا يأتلي المطلوب و الطلب

حتى إذا دومت في الأرض راجعه *** كبر و لو شاء نجّى نفسه الهرب

خزاية أدركته بعد جولته *** من جانب الحبل مخلوطا بها الغضب

فكف من غربه و الغضف يسمعها *** خلف السبيب من الإجهاد تنتحب

حتى إذا أمكنته و هو منحرف *** أو كاد يمكنها العرقوب و الذنب

بلت به غير طياش و لا رعش *** إذا جلن في معرك يخشى به العطب

فكرّ يمشق طعنا في جواشنها *** كأنه الأجر في الإقبال يحتسب

فتارة يخض الأعناق عن عرض *** وخضا و تنتظم الأسحار و الحجب

ينحي لها حدّ مدري يجوف به *** حالا و يصرد حالا لهذم سلب

حتى إذا كن محجوزا بنافذة *** و زاهقا و كلا روقيه مختضب

ولّى يهز انهزاما وسطها زعلا *** جذلان قد أفرخت عن روعه الكرب

كأنه كوكب في إثر عفرية *** مسوّم في سواد الليل منقضب

و هن من واطئ ثنيي حويته *** و ناشج و عواصي الجوف تنشخب (5)

أذاك أم خاضب بالسّيّ مرقعه *** أبو ثلاثين أمسى و هو منقلب

شخت الجزارة (6) مثل البيت سائره *** من المسوح خدبّ شوقب خشب

كأنّ رجليه مسما كان من عشر *** صقبان لم ينقشر عنهما النّجب (7)

ص: 177


1- التغريث: الجوع. و قوله: الجنب الذي تلصق رئته بجنبه من العطش.
2- في الديوان: غضف.
3- مهرته الأشداق: واسعتها و مشقوقتها.
4- هبال من الاهتبال، و هو الأخذ بسرعة.
5- عواصي القلب و الجوف عروق إذا تقطعت لا ترقأ، أي لا تزال تدفع بالدم.
6- بالأصل: سحت الحرارة، و المثبت عن الديوان.
7- العشر من كبار الشجر و له صمغ حلو. و النجب بالتحريك: شجر.

ألهاه آء و تنوم و عقبته *** من لائح المرء و المرعى له عقب

يظل مختضعا يبدو فتنكره *** حالا و يسطع أحيانا فينتسب

كأنه حبشيّ يبتغي أثرا *** أو من معاشر في آذانها الخرب

هجنّع راح في سوداء مخملة *** من القطائف أعلى ثوبه الهدب (1)

أو مقحم أضعف الأبطان حادجه *** بالأمس فاستأخر العدلان و القتب

أضلّه راعيا كلبيه صدرا *** عن مطلب و طلى الأعناق تضطرب

فأصبح البكر فردا من صواحبه (2) *** يرتاد أحلية أعجازها شذب

عليه زاد و أهدام و أخفية *** قد كان يستلّها (3) عن ظهره الحقب

كلّ من المنظر الأعلى له شبه *** هذا و هذان قد الجسم و النّقب

حتى إذا الهيق أمسى شام أفرخه *** و هنّ لا مؤيس نأيا و لا كثب (4)

يرقد في ظلّ عرّاص و يطرده *** حفيف نافجة عثنونها حصب (5)

تبري له صلعة خرجاء خاضعة *** فالخرق دون بنات البيض منتهب

كأنها دلو بئر جدّ ماتحها *** حتّى إذا ما رآها خانها الكرب

ويل أمها روحة و الريح معصفة *** و الغيث مرتجز و الليل مقترب

لا يذخران من الإيغال باقية *** حتى تكاد تفرّى عنهما الأهب (6)

فكلّ ما هبطا في شأو شوطهما *** من الأماكن مفعول به العجب

لا يأمنان سباع الليل أو بردا *** إن أظلما دون أطفال لها لجب

جاءت من البيض زعرا لا لباس لها *** إلاّ الدّهاس و أمّ برّة و أب (7)

كأنّما فلقت عنها ببلقعة *** جماجم يبّس أو حنظل خرب

مما تقيّض عن عوج معطّفة *** كأنها شامل أبشارها جرب

أشداقها كصدوع النّبع في قلل *** مثل الدحاريج لم ينبت لها الزّغب (8)

ص: 178


1- الهجنع: الظليم الواسع الخطاء.
2- في الديوان: حلائله.
3- الأصل: يجتزها، و المثبت عن الديوان.
4- الهيق: ذكر النعام.
5- عراص: غيم كثيف كثير الرعد و البرد. و النافجة: ريح شديدة تأتي بمطر عظيم.
6- الإيغال: شدة العدو، و تفرى: تنشق.
7- الدهاس: الرمل اللين السهل.
8- القلل جمع قلة، و هي رءوس الجبال، و النبع: شجر.

كأن أعناقها كرّاث سائفة *** طارت لفائفه أو هيشر سلب (1)

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، عن أبي القاسم التنوخي، و أبي محمّد الجوهري.

و أنبأنا أبو البركات الأنماطي، و أبو بكر أحمد بن علي، و أبو الفوارس بن سوار قالوا:

أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا أبو محمّد الجوهري.

قالا: أنبأنا أبو عمر محمّد بن العباس بن حيّوية، أنبأنا أبو بكر محمّد بن خلف بن المرزبان، أنبأنا محمّد بن الفضل، أخبرني أبي، أخبرني القحذمي قال:

دخل ذو الرمة الكوفة فبينما هو يسير في بعض شوارعها على نجيب له إذ رأى جارية سوداء واقفة على باب دار، فاستحسنها و وقعت بقلبه فدنا إليها، فقال: يا جارية اسقني ماء، فأخرجت إليه كوزا فيه ماء، فشرب فأراد أن يمازحها و يستدعي كلامها فقال: يا جارية ما أحرّ ماءك فقالت: لو شئت لأقبلت على عيوب شعرك فتركت حرّ مائي و برده، فقال لها: و أي شعري له عيب، فقالت: أ لست ذو الرمة ؟ قال: بلى، قالت (2):

فأنت الذي شبّهت عنزا بقفرة *** لها ذنب فوق استها أمّ سالم

جعلت لها قرنين فوق جبينها (3) *** و وطبين مسودّين مثل المحاجم

و ساقين إن يستمسكا منك يتركا *** بحاذك يا غيلان مثل المياسم (4)

أيا ظبية الوعساء بين جلاجل *** و بين النّقا أ أنت أم أمّ سالم (5)

فقال: نشدتك باللّه إلاّ أخذت (6) راحلتي هذه و ما عليها و لم تظهري هذا لأحد، و نزل عن راحلته فدفعها إليها و ذهب ليمضي فدفعتها إليه و ضمنت له أنها لا تذكر لأحد ما جرى.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا طراد بن محمّد، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا

ص: 179


1- السائفة: الرملة المستطيلة. و الهيشر: شجر تثمر أغصانه طويل في رءوسها مثل الخرز و قوله: سلب: أي سقط ورقه.
2- الأبيات في الأغاني 23/18 و نسبها إلى خياط .
3- الأغاني: فوق شواتها.
4- روايته في الأغاني: و قرنان إما يلزقا بك يتركا بجنبيك يا غيلان مثل المواسم.
5- هذا البيت لذي الرمة، و هو في ديوانه ص 622.
6- تقرأ بالأصل: إحدى، و المثبت عن المختصر.

أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر الجوري (1)،أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: قال ابن الأعرابي حدّثني سلمة بن الصفر عن سهل بن أسلم مولى بني عدي قال:

كانت وليمة عدي على مائدة عليها إسحاق بن سويد و ذو الرمة فاستسقى ذو الرمة، فسقي نبيذا و استسقى إسحاق بن سويد فسقي ماء فقال ذو الرمة (2):

أما النبيذ فلا يذعرك شاربه *** و احفظ ثيابك ممن يشرب (3) الماء

مشمرين على أنصاف سوقهم *** هم اللصوص و قد يدعون قرّاء

فقال إسحاق بن سويد:

أمّا النبيذ فقد يزري بشاربه *** و لا نرى أحدا يزري به الماء

الماء فيه حياة الناس كلّهم *** و في النبيذ إذا عاقرته الداء

ثم قال لذي الرمة زد حتى نزيد.

قال: و حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا علي بن مسلم، حدّثنا عبد الصّمد بن عبد الوارث، قال: سمعت أبي يحدّث عن إسحاق بن سويد قال: هجا ذو الرمة القرّاء فقال:

أمّا النبيذ فلا يذعرك شاربه *** و احفظ ثيابك ممن يشرب الماء

فأجبت عنهم:

أمّا النبيذ فقد يزري بشاربه *** و لا أرى شاربا أرزى به الماء

الماء فيه حياة الناس كلّهم *** و في النبيذ إذا عاقرته الداء

كم من حسيب أديب (4) قد أضرّ به *** شرب النبيذ و للأعمال أسماء

يقال هذا نبيذي لعاقره *** فيه عن الخير تقصير و إبطاء

فيه و إن قيل مهلا عن مصممه *** على ركوب صميم الأيم أعضاء

عدوّهم كلّ قارئ مؤمن ودع *** و هم لمن كان شريبا أخلاء

إن المنافق لا تصفو خليقته *** فيه مع الهتر ايماض و إعياء

و من يسوي نبيذيّا يعاقره *** بقارئ و خيار الناس قرّاء

ص: 180


1- الأصل: الحوري، تصحيف. ترجمته في سير أعلام النبلاء 397/15.
2- البيتان في ملحقات ديوانه ص 661.
3- الأصل: يحفظ ، و المثبت عن الديوان.
4- كتب فوقها بالأصل: جميل.

لا قوم أعظم أحلاما إذا ذكروا *** منهم و هم لعدوّ اللّه أعداء

و لا يخاف عشائرهم غوائلهم *** و يمنعون و إن لاقوا أشداء

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح المؤذن، أنبأنا أبو الحسن بن السقا، حدّثنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا عباس قال: سمعت يحيى بن معين يقول: حدّثنا عبد الصّمد ابن عبد الوارث قال: سمعت أبي يحدّث قال: أنشدني إسحاق بن سويد:

أما النبيذ.

فذكر الخمسة الأبيات الأول، كما هاهنا و ذكر بعدها:

عابوا عليّ من قرا تشمير أزرهم *** و حظه العائب التشمير حمقاء

إنّ المنافق لا تصفو خليقته *** فيها مع الهمز إيماض و إيماء

عدوّهم كلّ قارئ مؤمن ورع *** و هم لمن كان شريبا أخلاّء

و من يسوّي نبيذيّا يعاقره *** بقارئ و خيار الناس قرّاء

قرأت على أبي الفتح الفقيه، عن أبي الفتح الزاهد، حدّثني أبي الحسن بن السمسار، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن يوسف البغدادي، حدّثنا الحسن بن رشيق، حدّثنا يموت بن المزرّع، حدّثنا رفيع بن سلمة المعروف بدماد، حدّثني أبو عبيدة معمر بن المثنّى قال:

لقي جرير ذا الرمة فقال له: هل لك في المهاجاة ؟ فقال ذو الرمة: لا، فقال جرير:

كأنك هبتني ؟ قال: لا و اللّه، قال: فلم لا تفعل ؟ قال: لأن جرمك قد هتكهن.... (1) و ما ترك الشعر في نسوانك مربعا.

في نسخة الكتاب الذي أخبرنا به أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا عبد الوهّاب بن علي، أنبأنا علي بن عبد العزيز قال: قرئ على أحمد بن جعفر، أنبأنا الفضل بن الحباب، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن سلاّم قال (2):

و يقال إنّ ذا الرمة راوية راعي الإبل و لم يكن له حظ في الهجاء كان مغلّبا.

قال ابن سلاّم و أخبرني أبو البيداء الرياحي قال: قال جرير قاتل اللّه ذا الرمة حين يقول (3):

ص: 181


1- بدون إعجام بالأصل و رسمها:«الا سفله».
2- طبقات الشعراء، لابن سلام الجمحي ص 196.
3- الخبر و الشعر في الأغاني 14/18 و البيت في ديوانه ص 173.

و منتزع من بين نسعيه جرّة *** نشيج الشّجا جاءت إلى ضرسه نزرا (1)

أما و اللّه لو قال:«من بين جنبيه» ما كان عليه من سبيل.

قال ابن سلاّم (2):و أخبرني أبو الغرّاف قال: مرّ ذو (3) الرمة بمنزل لامرئ القيس بن زيد مناة يقال له: مرأة (4)،به نخل، فلم ينزلوه و لم يقروه فقال (5):

نزلنا و قد طال النهار و أوقدت *** عليها (6) حصى المعزاء شمس تنالها

أنخنا و ظلّلنا بأبراد يمنة *** عتاق و أسياف قديم صقالها (7)

فلمّا رآنا أهل مرأة أغلقوا (8) *** مخادع لم ترفع لخير ظلالها

و قد سمّيت باسم امرئ القيس قرية *** كرام صواديها لئام رجالها (9)

فلجّ الهجاء بين ذي الرمة و بين هشام المرائي (10) فمرّ الفرزدق بذي الرمة و هو ينشد (11):

وقفت على ربع لميّة ناقتي *** فما زلت أبكي عنده و أخاطبه

و أسقيه حتى كاد مما أبثّه *** تكلّمني أحجاره و ملاعبه

فقال الفرزدق: ألهاك البكاء (12) في الديار، و العبد يرجز بك في المقبرة (13) يعني هشاما.

ص: 182


1- الشجا: هو عود يعترض في الحلق.
2- الخبر و الشعر في طبقات الشعراء 170-171 و الأغاني 17/18-18.
3- بالأصل: ذا الرمة.
4- بالأصل:«مره» و في طبقات الشعراء:«مرآة» و المثبت عن الأغاني.
5- الأبيات في ديوانه ص 542.
6- صدره في الديوان: نزلنا و قد غار النهار و أوفدت علينا .
7- هذه رواية ابن سلام و الأغاني، و روايته في الديوان: بنينا علينا ظل أبراد يمنة على سمك أسياف قديم صقالها
8- صدره في الديوان: فلما دخلنا جوف مرأة غلقت دساكر
9- الصوادي جمع صادية، و هي النخل التي بلغت عروقها الماء و طالت، فهي لا تحتاج إلى سقي.
10- في طبقات الشعراء:«المزني» و في الأغاني: المرئي.
11- ديوانه ص 38 و الأغاني 18/18.
12- في طبقات الشعراء لابن سلام: التبكاء.
13- في الأغاني: و العبد يرتجز بك في المقابر.

فكان ذو الرمة مستعليا هشاما حتى لقي جرير هشاما، فقال: غلبك العبد - يعني ذا الرمة - قال: فما أصنع يا أبا حزرة و أنا راجز و هو يقصّد، و الرّجز لا يقوم للقصيد في الهجاء؟ فلو رفدتني، فقال جرير - لتهمته ذا الرمة و ميله (1) إلى الفرزدق - قل له (2):

غضبت لرهط (3) من عديّ تشمسوا *** و في أيّ يوم (4) لم تشمّس رجالها

و فيم عديّ عند (5) تيم من العلا *** و أيّامنا اللاّتي يعدّ فعالها

و ضبّة عمي يا بن جلّ (6) فلا ترم *** مساعي قوم ليس منك سجالها

يماشي عديّا لؤمها ما تجنّه *** من الناس ما ماشت عديّا ظلالها

فقل لعديّ تستعن بنسائها *** عليّ فقد أعيت عديّا رجالها

أ ذا الرّمّ قد قلّدت قومك رمّة *** بطيئا بأيدي المطلقين انحلالها

قال أبو عبد اللّه: فحدّثني أبو الغرّاف قال:

لما بلغت الأبيات ذا الرمة قال: و اللّه ما هذا بكلام هشام، و لكنه كلام ابن الأتان (7).

قال ابن سلاّم و حدّثني أبو البيداء قال: لما سمعها قال: هو [و اللّه] شعر حنظلي بحوري (8) و غلب هشام على ذي الرمة.

قال: و حدّثني ابن سلاّم قال: و حدّثني أبو الغرّاف قال: زاد الحكم بن عوانة الكلبي ذا الرمة في بعض قوله فقال فيه (9):

فلو كنت من كلب صحيحا (10) هجوتكم *** جميعا و لكن لا أخا لك من كلب

و لكنما أخبرت (11) أنك ملصق *** كما ألصقت من غيرها ثلمة القعب

ص: 183


1- الأصل: و مثله، و المثبت عن ابن سلام، و في الأغاني: بالميل.
2- الأبيات في ديوان جرير ط بيروت ص 365، و في طبقات الشعراء لابن سلام ص 171-172 و الأغاني 8-55 في ترجمة جرير، و 19/18 ضمن أخبار ذي الرمة.
3- كذا بالأصل و ابن سلام، و في الديوان و الأغاني 56/8 «عجبت لرحل» و في الأغاني 19/18 غضبت لرجل.
4- الأصل:«قوم» و المثبت عن المصادر.
5- الأصل:«عبد تيم» و المثبت عن المصادر.
6- الأصل و ابن سلام:«حل» و في الديوان:«خل» و المثبت عن الأغاني، و هو جل بن عدي بن عبد مناة بن ود.
7- يعني جريرا.
8- كذا رسمها بالأصل، و في ابن سلام:«غدري» و في الأغاني 19/18 «عذري» و بهامشها عن نسخة:«نجودي».
9- الأبيات في ديوان ذي الرمة ص 53.
10- في الديوان: صميما هجوتها.
11- في الديوان: و لكنني خبّرت.

تدهدى فخرّت ثلمة من صحيحه (1) *** فلزّ بأخرى بالغراء و بالشّغب

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن الدّاراني، أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسين بن عمر بن برهان، أنبأنا الحسين بن محمّد بن عبيد العسكري، حدّثنا محمّد بن العباس اليزيدي، حدّثنا العباس بن الفرج الرّياشي، حدّثنا ابن سلاّم (2) عن ابن أبي عدي قال:

قال ذو الرمة أنا ابن نصف [عمر] (3) الهرم، أنا ابن أربعين سنة.

في نسخة الكتاب الذي أخبرنا به أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد السكري، أنبأنا أبو الحسن الظاهري قال: قرئ على أحمد بن جعفر، أنبأنا أبو خليفة الجمحي، حدّثنا محمّد بن سلاّم، قال: و حدّثني محمّد بن أبي عدي الفقيه قال:

قال ذو الرمة بلغت نصف الهرم، أنا ابن أربعين سنة، و لم يبق ذو الرمة بعد ذلك إلاّ قليلا لأنه مات شابا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا أبو الحسين ابن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو عبد اللّه الصّيرفي، حدّثني أبو حفص الأسدي، حدّثني أبو الوجيه ابن بنت ذي الرمة، حدّثني مسعود يعني أخا ذي الرمة قال:

كنا بالبدو فحضرت ذا الرمة الوفاة فقال: احملوني إلى الماء يصل عليه أهل الإسلام، فحملناه على باب، فأغفى إغفاءة ثم انتبه فنقر الباب، فقال مسعود قلت: لبيك، قال: هذا و اللّه الحقّ البين لا حين أقول (4):

عشية ما لي حيلة غير أنّني *** بلقط الحصى و الخطّ في الدار مولع

كأنّ سنانا فارسيا أصابني *** على كبدي بل لوعة الحب (5) أوجع

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع اللفتواني، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوه، أنبأنا أبو الحسن اللنباني، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: قال زبير بن بكار، حدّثني جهيم (6) بن مسعدة قال:

ص: 184


1- في الديوان: من صميمه.
2- الخبر في طبقات الشعراء لابن سلام ص 172.
3- زيادة للإيضاح عن ابن سلام.
4- البيتان في ديوانه ص 342 و 343.
5- في الديوان: لوعة البين أوجع.
6- في الأغاني 44/18 جهم بن مسعدة.

دخل رجل على ذي الرمة و هو يجود بنفسه، فقال: كيف تجدك يا غيلان قال: أجدني و اللّه أجد ما لا أجد أيام أزعم أنّي أجد فأقول (1):

كأنّي غداة البين يا ميّ مدنف *** يجود بنفس قد أتاها حمامها (2)

قرأت بخط أبي الحسن رشا بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أنبأنا أبو القاسم عبد الرزّاق بن أحمد بن عبد الحميد، حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن ورد، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن حميد البصري القاضي، حدّثنا سهل بن محمّد، حدّثني عبد الملك بن قريب، حدّثني عيسى بن يونس قال:

احتضر ذو الرمة بأصبهان بمدينة جي قال: فرفع رأسه إلى الذي كان عند رأسه فقال:

هذا و اللّه يوم لا يوم أقول:

كأنّي غداة الزّرق يا ميّ مدنف *** أعالج نفسا قد أتاها حمامها

اللّهم إنّي لا قويّ فانتصر، و لا بريء فأعتذر، و لكن لا إله إلاّ أنت، ثم مات.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه المديني، حدثنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي - إملاء - أنبأنا أبو بكر محمّد بن داود بن سليمان، حدّثني إبراهيم بن عبد الواحد العبسي قال: سمعت وزيرة بن محمّد يقول: سمعت إسحاق بن أبي الخصيب يقول: سمعت الأصمعي يقول:

مات ذو الرمة عطشانا و أتى بالماء و به رمق فلم ينتفع به فكان آخر ما تكلم به قوله (3):

يا مخرج الرّوح من نفسي (4) إذا احتضرت *** و فارج الكرب زحزحني عن النّار

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنبأنا أبو الحسين علي ابن محمّد بن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني هارون ابن أبي يحيى، عن محمّد بن زياد بن زبّار الكلبي، عن العلاء بن برد بن سنان، قال:

ص: 185


1- البيت في ديوانه ص 637 و الأغاني 43/18 و 44.
2- رواية البيت في الديوان: كأني غداة الزرق بامي مدنف يكيد بنفس قد أجمّ حمامها و قوله: مدنف: شديد المرض.
3- البيت في ملحق ديوان ذي الرمة ص 667 و الأغاني 44/18.
4- في المصدرين: من جسمي.

حدّثني من مرّ بالحفر (1) حفر أبي موسى الأشعري - فصادف ذا الرمّة في الموت فقال:

يا مخرج الرّوح من نفسي إذا احتضرت *** و كاشف الكرب زحزحني عن النار

ثم مات.

و بلغني عن أبي يوسف يعقوب بن السكيت صاحب كتاب:«إصلاح المنطق»: أنّ ذا الرمة بلغ أربعين سنة، و توفي و هو خارج إلى هشام بن عبد الملك، فدفن بحزوى (2) و هي الرملة التي كان يذكرها في شعره (3).

5567 - غيلان بن أبي غيلان

و هو غيلان بن يونس، و يقال: ابن مسلم

أبو مروان القدري (4)(5)

مولى عثمان بن عفّان.

روى عنه: يعقوب بن عتبة.

و كانت داره بدمشق في ربض باب الفراديس، شرقي المقابر في الزقاق.

أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود الخياط ، أنبأنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو أحمد عبيد اللّه بن أبي مسلّم الفرضي، أنبأنا أبو محمّد علي بن عبد اللّه بن المغيرة، أنبأنا أحمد بن سعيد الدمشقي، حدّثني الزّبير بن بكّار، حدّثني علي بن محمّد بن عبد اللّه، عن عوانة، عن الشعبي قال:

دخل غيلان يوما على عمر بن عبد العزيز فرآه أصفر الوجه، فقال له عمر: يا أبا مروان ما لي أراك أصفر الوجه ؟ قال: يا أمير المؤمنين أمراض و أحزان، قال: لتصدقني، قال

ص: 186


1- الحفر: بفتحتين، و هو ركايا أحفرها أبو موسى الأشعري على جادة البصرة إلى مكة بينه و بين البصرة خمس ليال (معجم البلدان).
2- حزوى: بضم أوله و تسكين ثانيه، من رمال الدهناء (معجم البلدان).
3- في وفيات الأعيان 16/14 أن وفاته كانت سنة سبع عشرة و مائة.
4- رسمها مضطرب بالأصل و بدون إعجام فيه و صورتها:«العدوي» و المثبت.
5- ترجمته في ميزان الاعتدال 338/3 و الملل و النحل للشهرستاني 142/1 و عيون الأخبار لابن قتيبة 345/2 و فهرست ابن النديم (الفن الثاني من المقالة الثالثة)، و المعارف لابن قتيبة ص 212 و الحيوان 75/2 و الأعلام للزركلي 124/5، و لسان الميزان 424/4 و الفرق بين الفرق للبغدادي ص 154 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120) ص 441 و الضعفاء الكبير للعقيلي 436/3 و الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 9/6.

غيلان: يا أمير المؤمنين، ذقت حلو الدنيا فوجدته (1) مرّا، فأسهرت لذلك ليلي و أظمأت له نهاري، و كلّ ذلك حقير في جنب ثواب اللّه و عقابه، فقال رجل ممن كان في المجلس: ما سمعت بأبلغ (2) من هذا الكلام، و لا أنفع منه لسامعه، فأنّى (3) أوتيت هذا العلم ؟ قال غيلان:

إنّما قصّر بنا عن علم ما جهلنا تركنا العمل بما علمنا، و لو أننا عملنا بما علمنا (4) لأورثنا سقما لا تقوم له أبداننا.

أخبرنا أبو القاسم بن عبد اللّه الواسطي، أنبأنا أبو بكر الخطيب، و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن هريسة، قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد ابن غالب، أنبأنا حمزة بن محمّد بن علي، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن سعيد.

ح و أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي في كتابه، و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر [و] أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، قالا: أنبأنا محمّد بن إسماعيل (5) قال:

غيلان بن أبي غيلان أبو مروان مولى عثمان بن عفّان[-زاد ابن سهل: القرشي - و قال ابن بشار:- سمّاه ابن سهل: محمّد:- أنبأنا معاذ، عن ابن عون] (6) قال: مررت بغيلان فإذا هو مصلوب على باب الشام - و قال ابن شعيب: بالشام - روى عنه يعقوب بن عتبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، قال (7):سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري: غيلان بن أبي غيلان أبو مروان مولى عثمان، روى عنه يعقوب بن عتبة، قال ابن عون: مررت بغيلان مصلوبا على باب الشام.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:

ص: 187


1- الأصل: فوجدت.
2- الأصل:«بما بلغ» و المثبت عن المختصر.
3- الأصل: فاني.
4- كذا بالأصل، و في المختصر: تكلمنا.
5- التاريخ الكبير للبخاري 102/7-103.
6- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل و بعده صح، و انظر التاريخ الكبير.
7- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 9/6-10 طبعة دار الفكر.

أبو مروان غيلان بن أبي غيلان مولى عثمان صاحب القدر، روى عنه يعقوب بن عتبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو مروان غيلان القدري.

أخبرنا أبو القاسم [اسماعيل] (1) بن أحمد بن عمر، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا أبو القاسم السهمي، أنبأنا أبو أحمد قال (2):

و غيلان هذا هو الذي يعرف بغيلان القدري، و يروي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم في ذمّه، و لا أعلم له من المسند شيئا.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن [أبي] (3) علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو مروان غيلان بن أبي غيلان القرشي مولى عثمان بن عفّان صاحب القدر، صلب بالشام، روى عنه يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس الحجازي (4)،و أبو عاصم سعيد بن إياس الهاشمي.

كذا فيه و إنما هو ابن زياد.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو عبد اللّه محمّد بن العمركي بن نصر، قالوا: أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفر، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنبأنا إبراهيم بن خزيم، حدّثنا عبد بن حميد، حدّثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدّثني الوليد بن مسلم، و عبد المجيد بن أبي رواد، عن مروان بن سالم، عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصّامت قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«يكون في أمّتي رجلان أحدهما: وهب يهب اللّه له الحكمة، و الآخر غيلان فتنته على هذه الأمة أشدّ من فتنة الشيطان»[10396].

قال أبو محمّد: سمعته من عبد المجيد.

ص: 188


1- زيادة منا، ترجمته في سير أعلام النبلاء 28/20.
2- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 10/6 طبعة دار الفكر - بيروت.
3- كتبت تحت الكلام بين السطرين بالأصل.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 440/20 طبعة دار الفكر.

كذا قال: و قد أسقط من إسناده الأحوص بن حكيم.

أخبرناه أبو الفضل محمّد بن أحمد بن زهير بن حرب، حدّثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن مروان بن سالم الجزري، حدّثنا الأحوص بن حكيم، عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يكون في أمّتي رجل يقال له غيلان، هو أضرّ على أمّتي من إبليس»[10397].

و أخبرتنا به عاليا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا ابن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا الهيثم بن خارجة أبو أحمد المروذي (1)،حدّثنا الوليد بن مسلم، عن مروان بن سالم القرقساني (2)،حدّثنا الأحوص بن حكيم، عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«يكون في أمّتي رجل يقال له وهب، يهب اللّه له الحكمة، و رجل يقال له غيلان هو أضرّ على أمّتي من إبليس»[10398].

رواه مسلمة بن علي البلاطي (3) عن أزهر بن حكيم بدلا من أحوص.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنبأنا أبو بكر بن ريذة، أنبأنا سليمان بن أحمد الطّبراني، حدّثنا مسعود بن محمّد الرّملي، حدّثنا عمران بن هارون الصوفي، حدّثنا مسلمة ابن علي الخشني (4) عن أزهر بن حكيم، عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصامت قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«يكون في أمّتي رجلان أحدهما باليمن يقال له وهب، يهب اللّه له حكمة، و الآخر بالشام يقال له غيلان هو أشدّ على أمّتي فتنة من الشيطان»[10399].

و روي من وجه آخر عن خالد بن معدان.

أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن الآبنوسي.

ص: 189


1- ترجمته في تهذيب الكمال 340/19 طبعة دار الفكر.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 35/9 و تهذيب الكمال 16/18 شامي، و قيل أصله من دمشق و سكن قرقيسيا من الجزيرة.
3- البلاطي نسبة إلى البلاط ، قرية من قرى غوطة دمشق الدائرة، و يطلق عليها «بيت البلاط » و هي بجوار قرية المنيحة..
4- الخشني: بضم الخاء و فتح الشين المعجم ثم نون كما في تقريب التهذيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور.

قالا: أنبأنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا محمّد بن بكّار بن الرّيّان (1)،حدّثنا حسان بن إبراهيم، عن يحيى بن ريان، عن عبد اللّه بن راشد، عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«يكون في أمّتي رجلان أحدهما يقال له غيلان هو شر على أمّتي من إبليس»[10400].

رواه ابن المديني عن حسان فزاد في إسناده رجلا غير مسمّى.

أخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن عمر بن عمران، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان، حدّثنا علي بن المديني، حدّثنا حسان بن إبراهيم، حدّثنا يحيى بن ريان، أنبأنا عبد اللّه بن راشد، عن مولى لسعيد بن عبد الملك قال: سمعت خالد بن معدان يحدّث عن عبادة بن الصامت قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«سيكون في أمتي رجلان، أحدهما يقال له وهب يؤتيه اللّه الحكمة، و الآخر يقال له غيلان هو أشدّ على أمّتي من إبليس»[10401].

و روي من وجه آخر مرسلا:

أخبرناه أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنبأنا عبد الوهّاب الخلاد، أنبأنا أبو الجهم أحمد بن الحسين ابن طلاّب، حدّثنا العباس بن الوليد بن صبح الخلاّل، حدّثنا مروان بن محمّد، حدّثنا محمّد ابن عبد اللّه الشّعيثي (2)،قال:

كنت جالسا عند مكحول قال: و معه غيلان قال: إذ أقبل شيخ من أهل البصرة قال:

فجلس (3) إلى مكحول، قال: فسلّم عليه، قال: ثم قال له مكحول: كيف سمعت الحسن (4)يقول في آية (5) كذا و كذا؟ فأخبره بشيء لم أحفظه، قال: ثم أقبل عليه يسأله عن شيء من كلام الحسن ؟ قال، فقال غيلان: يا أبا عبد اللّه أقبل عليّ ودع هذا عنك، قال: فغضب مكحول،-

ص: 190


1- ترجمته في تهذيب الكمال 140/16 طبعة دار الفكر.
2- بالأصل: الشعثي، تصحيف، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 463/16 ط . دار الفكر. و الخبر في المختصر، و فيه: قال الشعبي...
3- بالأصل: يجلس.
4- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن المختصر.
5- في المختصر: أنه.

و كان شديد الغضب - قال: ثم قال: ويلك يا غيلان إنه قد بلغني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«سيكون في أمّتي رجل يقال له غيلان هو أضرّ عليها من إبليس»، فإيّاك أن تكون أنت هو، ثم قام و تركه[10402].

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو عبد اللّه، أنبأنا أبو الحسن محمّد ابن عوف بن أحمد المزني (1)،أنبأنا أبو العباس محمّد بن موسى بن الحسين بن السمسار، أنبأنا محمّد بن خريم، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا معاوية بن يحيى، حدّثنا أرطأة بن المنذر، عن يحيى بن مسلم قال:

أتيت بيت المقدس للصلاة فيه، فلقيت رجلا، فقال: هل لك في إخوان لك ؟ قلت:

نعم، قال: فبت الليلة، فإذا أصبحت لقيتك، فلما أصبح لقيني، فقال: هل رأيت الليلة في منامك شيئا؟ قلت: لا، إلاّ خيرا، قال: فصنع بي ذلك ثلاث ليال ثم قال: انطلق، فانطلقت معه حتى أدخلني سربا فيه غيلان و الحارث الكذاب في أصحاب له، و رجل يقول لغيلان: يا أبا مروان ما فعلت الصحيفة التي كنا نقرؤها بالأمس، قال: عرج بها إلى السماء فأحكمت ثم أهبطت، فقلت: إنّا للّه، ما كنت أرى أنّي أبقى حتى أسمع بهذا في أمّة محمّد صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني (2)،أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (3)،حدّثنا محمّد بن المبارك، حدّثني الوليد بن مسلم، حدّثني المنذر بن نافع قال:

سمعت خالد بن اللّجلاج (4) يقول لغيلان: ويحك يا غيلان، أ لم أجدك في شبيبتك ترامي النساء بالتفاح في شهر رمضان ؟ ثم صرت حارثيا (5) تخدم امرأة تزعم أنها أم المؤمنين ؟ ثم تحوّلت فصرت قدريا زنديقا؟ قال أبو زرعة: و قد رواه أبو مسهر عن المنذر بن نافع نفسه عن خالد بن اللّجلاج نحوا منه.

ص: 191


1- بالأصل: المري، تصحيف، و الصواب ما أثبت. ترجمته في سير أعلام النبلاء 550/17.
2- بالأصل: الكناني، تصحيف، و الصواب ما أثبت: الكتاني.
3- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 371/1.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 115/3 و التاريخ الكبير للبخاري 156/1/2.
5- يعني نسبة إلى حارث بن سعيد المتنبئ، و قد ظهر في أيام عبد الملك بن مروان. مرت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق بتحقيقنا 427/11 رقم 1132.

أخبرنا أبو محمّد بن أبي الحسن، أنبأنا سهل بن بشر، حدّثنا الخليل بن هبة اللّه، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، حدّثنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب، حدّثنا العباس بن الوليد ابن صبح، حدّثنا أبو مسهر، حدّثني المنذر بن نافع قال:

سمعت خالد بن اللّجلاج يقول: ويلك يا غيلان، أ لم تكن زفّانا (1)؟ويلك يا غيلان أ لم تكن قبطيا و أسلمت ؟ ويلك يا غيلان، أ لم أجدك في شبيبتك (2) و أنت ترامي النساء بالتفاح في شهر رمضان ثم صرت حارسا تخدم امرأة حارث الكذاب و تزعم أنها أم المؤمنين ؟ ثم تحوّلت من ذلك فصرت قدريا زنديقا؟ أخبرنا (3) أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنبأنا محمّد بن أحمد البابسيري، حدّثنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، حدّثنا أبي، حدّثني الهيثم بن خارجة، حدّثنا محمّد بن حرب، عن المنذر بن نافع، عن خالد بن اللّجلاج.

أنه قال لغيلان: يا غيلان أ لم أجدك ترامي النساء بالتفاح في شهر رمضان، ثم خرجت مع امرأة الحارث الذي تنبّأ، تحجبها و تزعم أنّها أم المؤمنين، ثم صرت بعد ذلك قدريا زنديقا ما أراك تخرج من هوى إلاّ دخلت في شرّ منه.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن علي بن أحمد السّيرافي، حدّثنا القاضي أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق بن خربان، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن يعقوب المتّوثي، حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، حدّثنا صفوان بن صالح الدمشقي، حدّثنا محمّد بن شعيب قال: سمعت الأوزاعي يقول:

أول من نطق في القدر رجل من أهل العراق يقال له: سوسر كان نصرانيا فأسلم ثم تنصّر، فأخذ عنه معبد الجهني (4)،و أخذ غيلان عن معبد.

رواها غيره، فقال: سوسن (5).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن

ص: 192


1- زفّانا أي رقاصا،(راجع اللسان: زفن).
2- في المختصر: شيبتك.
3- كتب فوقها في الأصل: ملحق.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 238/18.
5- ضبطت عن المختصر.

إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا أبو إسماعيل الترمذي، حدّثنا نعيم، حدّثنا عبد السّلام بن حرب، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة (1) قال:

لقيت غيلان القدري فقلت له: من كان أشد الناس عليك كلاما؟ فقال: كان أشد الناس عليّ كلاما عمر بن عبد العزيز، كأنه يلقن من السماء، و لقد كنت أطلب له مسائل أعنته فيها، فبينا أنا ذات يوم في السوق إذا دراهم بيض يقلبها اليهودي و النصراني و الحائض و الجنب، قلت: إن يكن يوم أظفر به فاليوم، قال: فدخلت عليه، فقلت: يا أمير المؤمنين هذه الدراهم البيض فيها كتاب اللّه يقلّبها اليهودي و النصراني و الحائض و الجنب، فإن رأيت أن تأمر بمحوها، فقال: أردت أن تحتجّ علينا الأمم إن غيّرنا توحيد ربنا و اسم نبيّنا، قال: فبهتّ ، فلم أدر ما أردّ عليه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي، حدّثنا محمّد بن المثنّى، حدّثنا درست بن زياد (2) أبو الحسن، حدّثنا محمّد بن عمرو، عن الزهري قال:

دخلت على عمر بن عبد العزيز و غيلان قاعد بين يديه، فقال: يا غيلان ويلك، ما هذا الذي أحدثت في الإسلام ؟ فقال: يا أمير المؤمنين ما أحدثت في الإسلام شيئا، قال: بلى، قولك في القدر.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنبأنا منصور بن الحسين، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو عروبة، حدّثنا أيوب، حدّثني ضمرة عن علي قال:

صلّيت المغرب ثم ركعت بعد المغرب، فمرّ بي عمرو بن مهاجر صاحب حرس عمر ابن عبد العزيز فقال: ائت المنزل حتى أخبرك بما كان من أمر صديقك - يعني غيلان - فأتيته في منزله، فقال: بعث أمير المؤمنين اليوم إلى غيلان، فدخل عليه، فقال: يا غيلان، أ كان فيما قضى اللّه و قدّر أن يخلق السموات و الأرض ؟ قال: نعم، قال: أ كان فيما قضى و قدّر أن يخلق آدم ؟ قال في أشياء سأل عنها، كلّ ذلك يقول: نعم، و أنا خلف عمر أشير إلى غيلان إلى حلقي أنه الذبح، فلما أراد أن يقوم قال: يا غيلان، و اللّه ما طنّ ذباب بيني و بينك إلاّ بقدر.

ص: 193


1- تقدمت ترجمته، تاريخ مدينة دمشق 243/8 رقم 652.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 63/6 طبعة دار الفكر.

قال: و حدّثنا أبو عروبة، حدّثنا بندار، حدّثنا بشر بن عمر، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطمي قال:

قيل لعمر بن عبد العزيز: إنّ غيلان يقول في القدر، فمرّ به غيلان، فقال: ما تقول في القدر؟ فتعوّذ، فتلى هذه الآية هَلْ أَتىٰ عَلَى الْإِنْسٰانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ إلى قوله: إِمّٰا شٰاكِراً وَ إِمّٰا كَفُوراً (1)فقال عمر: إنّ الكلام فيه عريض طويل، ما تقول في العلم، أ نافذ هو؟ قال:

نعم، قال: أما و اللّه لو لم تقلها لضربت عنقك.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر محمّد بن خريم، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا معاوية بن يحيى، حدّثنا عمرو بن مهاجر قال:

استأذن غيلان على عمر بن عبد العزيز، فأذن له، فقال: ويحك يا غيلان، ما الذي بلغني عنك أنك تقول ؟ قال: إنّما أقول بقول اللّه هَلْ أَتىٰ عَلَى الْإِنْسٰانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً إلى قوله: إِمّٰا شٰاكِراً وَ إِمّٰا كَفُوراً ،قال عمر: تمّ السورة ويحك أ ما تسمع اللّه يقول: وَ مٰا تَشٰاؤُنَ إِلاّٰ أَنْ يَشٰاءَ اللّٰهُ (2)ويحك يا غيلان، أ ما تعلم أن اللّه جٰاعِلٌ فِي الْأَرْضِ (3)إلى اَلْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (4)،فقال غيلان: يا أمير المؤمنين لقد جئتك جاهلا فعلّمتني، و ضالا فهديتني، قال: اخرج و لا يبلغني أنك تكلّم بشيء من هذا.

حدّثني أبو المعمّر الأنصاري، أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد، أنبأنا أبو حفص عمر بن محمّد الزيات، أنبأنا أبو عبد اللّه أحمد بن الحسين بن عبد الجبّار الصوفي، حدّثنا الهيثم بن خارجة، حدّثنا إسماعيل ابن عياش، عن عمرو بن مهاجر قال:

قدم غيلان على عمر بن عبد العزيز فأتيت عمر فقلت: يا أمير المؤمنين قدم غيلان و هو بالباب، قال: أدخله و أغلق الباب، قال: فدخل على عمر، فسلّم و دعا له، ثم قال: اجلس، فجلس، و سأله عن الناس فأخبره صلاحا من الناس فحمد اللّه على ذلك، ثم قال: ويحك يا غيلان، ما هذا الكلام الذي بلغني عنك ؟ قال: يا أمير المؤمنين أتكلّم و تسمع ؟ قال: تكلّم، قال: فقرأ هَلْ أَتىٰ عَلَى الْإِنْسٰانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ حتى بلغ إِمّٰا شٰاكِراً وَ إِمّٰا كَفُوراً ثم

ص: 194


1- بالأصل:«ما أظن» و في المختصر:«ما أظن».
2- سورة الدهر، الآيات 1-3.
3- سورة الدهر، الآية:30.
4- سورة البقرة، الآيات 30 إلى 32.

سكت، فقال له عمر: ويحك يا غيلان، أ من هاهنا تأخذ الأمر و تدع بدء خلق آدم، قال: هات يا أمير المؤمنين، فقال عمر: قال اللّه عزّ و جل: إِنِّي جٰاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً إلى قوله:

مٰا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (1) فقال غيلان: صدقت يا أمير المؤمنين، و اللّه لقد جئتك ضالا فهديتني، و أعمى فبصّرتني، و جاهلا فعلّمتني، و اللّه لا أتكلّم في (2)شيء من هذا الأمر أبدا، قال عمر:

لئن بلغني أنك تكلم في شيء من هذا الأمر أبدا لأجعلنّك نكالا للناس، أو للعالمين، قال عمر: و قد دسست إليه ناسا، فكفّ عن ذلك و لم يتكلّم بشيء حتى مات عمر، فلمّا مات عمر سال فيه سيل الماء أو سيل البحر.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنبأنا أبو الحسين بن حسنون، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، حدّثنا داود بن رشيد، حدّثنا الهيثم بن عمران الدمشقي قال: سمعت عمرو بن مهاجر قال:

بلغ عمر بن عبد العزيز أنّ غيلان و فلانا نطقا في القدر، فأرسل إليهما، فقال:[ما] (3)الأمر الذي تنطقان فيه ؟ قالا: نقول يا أمير المؤمنين ما قال اللّه قال: و ما قال اللّه ؟ قالا (4):

يقول: هَلْ أَتىٰ عَلَى الْإِنْسٰانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (5)إِنّٰا هَدَيْنٰاهُ السَّبِيلَ إِمّٰا شٰاكِراً وَ إِمّٰا كَفُوراً (6)قال: فقال: اقرءا، فقرءا حتى إذا بلغا إِنَّ هٰذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شٰاءَ اتَّخَذَ إِلىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً وَ مٰا تَشٰاؤُنَ إِلاّٰ أَنْ يَشٰاءَ اللّٰهُ إلى آخر السورة (7)،قال: كيف ترى يا بن الأتانة (8)، تأخذ بالفروع و تدع الأصول ؟ قال: ثم بلغه أنهما قد أسرفا، فأرسل إليهما و هو مغضب شديد الغضب، فقام عمر، و كنت (9) خلفه قائما حتى دخلا عليه، و أنا مستقبلهما، فقال لهما: أ لم يكن في سابق علم اللّه حين أمر إبليس بالسجود أنه لا يسجد؟ قال: فأومأت إليهما إيماء برأسي أن قولا: نعم - قال: و اللّه ان لو لا مكاني يومئذ لسطا بهما - قال: فقالا: نعم يا أمير المؤمنين، قال: أ و لم يكن في سابق علم اللّه حين نهى آدم عن أكل الشجرة أن لا يأكلا منها

ص: 195


1- من الآية 33 من سورة البقرة.
2- كتبت تحت الكلام بين السطرين بالأصل.
3- زيادة لازمة للإيضاح.
4- الأصل: قال.
5- سورة الإنسان، الآية:1.
6- سورة الإنسان، الآية:3.
7- من الآية 29 من سورة الإنسان إلى آخر السورة.
8- كذا بالأصل: الأتانة، بالتاء و هي قليلة، و نص الصحاح: و لا تقل أتانة إنما يقال: الأتان. و الأتان: الحمارة. و الأتان: المرأة الرعناء على التشبيه (راجع تاج العروس بتحقيقنا: أتن).
9- يعني راوي الخبر، و هو عمرو بن مهاجر.

أنهما يأكلان منها؟ قال: فأومأت إليهما أيضا برأسي أن قولا: نعم، فقالا: نعم، قال: فأمر بإخراجهما، و أمر بالكتاب إلى الأجناد بخلاف ما يقولون، فلم يلبث (1) إلاّ قليلا حتى مرض عمر، فلم ينفذ ذلك الكتاب.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا عبد العزيز ابن علي الأزجي، أنبأنا عبيد اللّه بن محمّد بن سليمان المخرمي، حدّثنا جعفر بن محمّد الفريابي، حدّثنا عبد اللّه بن عبد الجبّار الحمصي، حدّثنا محمّد بن حمير، عن محمّد بن مهاجر، عن أخيه عمرو بن مهاجر قال:

بلغ عمر بن عبد العزيز أنّ غيلان يقول في القدر قال: فبعث إليه، فحجبه أياما ثم أدخله عليه، فقال: يا غيلان، ما هذا الذي بلغني عنك ؟- قال عمرو بن مهاجر: فأشرت: أ لا يقول شيئا - قال: فقال: نعم يا أمير المؤمنين، إنّ اللّه يقول: هَلْ أَتىٰ عَلَى الْإِنْسٰانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً إِنّٰا خَلَقْنَا الْإِنْسٰانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشٰاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنٰاهُ سَمِيعاً بَصِيراً إِنّٰا هَدَيْنٰاهُ السَّبِيلَ الآية. قال: اقرأ من آخر السورة: وَ مٰا تَشٰاؤُنَ إِلاّٰ أَنْ يَشٰاءَ اللّٰهُ إِنَّ اللّٰهَ كٰانَ عَلِيماً حَكِيماً يُدْخِلُ مَنْ يَشٰاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَ الظّٰالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذٰاباً أَلِيماً ثم قال: ما تقول يا غيلان ؟ قال: أقول قد كنت أعمى فبصّرتني، و أصمّ فأسمعتني، و ضالا فهديتني، فقال: اللّهمّ إن [كان] (2) عبدك غيلان صادقا و إلاّ فاصلبه، فأمسك عن الكلام في القدر، فبعث إليه هشام (3) فقطع يده، فمرّ به رجل و الذباب على يده فقال له: يا غيلان هذا قضاء و قدر، قال: كذبت لعمر (4) اللّه ما هذا قضاء و لا قدر، فبعث إليه هشام فصلبه.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا الحسين بن عمر ابن عمران الضّرّاب، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان، حدّثنا علي بن عبد اللّه بن جعفر المديني، حدّثنا حسان بن إبراهيم الكرماني، عن يحيى بن ريّان، عن عبد اللّه بن راشد الدمشقي عن عمرو بن مهاجر صاحب حرس عمر بن عبد العزيز قال:

ص: 196


1- بالأصل: يثبت، و المثبت عن المختصر.
2- زيادة لازمة للإيضاح عن المختصر.
3- كذا بالأصل، و ثمة سقط في الكلام، و تمام الرواية في المختصر: فأمسك عن الكلام في القدر، فولاه عمر بن عبد العزيز دار الضرب بدمشق، فلما مات عمر بن عبد العزيز و أفضت الخلافة إلى هشام، تكلم في القدر فبعث إليه هشام...
4- بالأصل: لعمرو.

تكلّم غيلان عند عمر بن عبد العزيز بشيء من أمر القدر، فقال له عمر: يا غيلان اقرأ أي القرآن شئت، فقرأ: هَلْ أَتىٰ عَلَى الْإِنْسٰانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ حتى انتهى إلى هذه الآية إِنَّ هٰذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شٰاءَ اتَّخَذَ إِلىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً قال: فردّدها مرارا و كفّ عما بقي، فقال له عمر: أتمّ السورة، فقال: وَ مٰا تَشٰاؤُنَ إِلاّٰ أَنْ يَشٰاءَ اللّٰهُ إِنَّ اللّٰهَ كٰانَ عَلِيماً حَكِيماً إلى آخرها، قال: فقال له عمر: يا غيلان، إنّ اللّه يقول: إِنَّ اللّٰهَ كٰانَ عَلِيماً حَكِيماً قال:

أخبرني: حكيم فيما علم أم حكيم فيما لا يعلم ؟ قال: بل حكيم فيما علم، فقال له: أحييتني أحياك اللّه، و اللّه لكأني لم أعلم هذا من كتاب اللّه، فقال له عمر بن عبد العزيز: اللّهمّ إن كان صادقا فارفعه و وفّقه، و إن كان كاذبا فلا تمته إلاّ مقطوع اليدين و الرجلين مصلوبا، ثم قال:

أمن يا غيلان، ثم قال: أمّن يا عمرو بن مهاجر، قال: فأمّنت أنا و غيلان على دعاء عمر بن عبد العزيز، فلما خرج قال لي عمر: يا عمرو، ويحه إنّه لمفتون، قال عمرو بن مهاجر:

فو اللّه إنّي لفي الرّصافة جالس (1) فقيل لي: قد قطعت يداه و رجلاه، قال: فأتيته، فوقفت عليه و إنّه لملقى فقلت له: يا غيلان هذه دعوة عمر بن عبد العزيز قد أدركتك، قال: ثم أمر به فصلب.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق النّهاوندي، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، حدّثنا عبيد اللّه بن معاذ، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن عمرو الليثي أنّ الزّهري حدّثه قال:

دعا عمر بن عبد العزيز غيلانا فقال: يا غيلان، بلغني أنّك تقول في القدر، فقال: يا أمير المؤمنين إنّهم يكذبون عليّ ، قال: يا غيلان اقرأ علي يس، فقرأ يس، وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (2)حتى بلغ إِنّٰا جَعَلْنٰا فِي أَعْنٰاقِهِمْ أَغْلاٰلاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقٰانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ وَ جَعَلْنٰا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنٰاهُمْ فَهُمْ لاٰ يُبْصِرُونَ وَ سَوٰاءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاٰ يُؤْمِنُونَ (3)فقال غيلان: و اللّه يا أمير المؤمنين لكأنّي لم أقرأها قبل اليوم، أشهدك يا أمير المؤمنين أنّي تائب إلى اللّه عزّ و جل مما كنت أقول في القدر، فقال عمر:«اللّهمّ إن كان صادقا فثبّته، و إن كان كاذبا فاجعله آية للمؤمنين.

ص: 197


1- و ذلك في خلافة هشام بن عبد الملك، و بعد موت عمر بن عبد العزيز.
2- سورة يس من أول السورة إلى الآية 10.
3- سورة يس من أول السورة إلى الآية 10.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا عبد العزيز بن علي الأزجي، أنبأنا عبيد اللّه بن محمّد بن سليمان المخرمي، حدّثنا جعفر بن محمّد الفريابي، حدّثنا عبيد اللّه بن معاذ، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن عمرو اللّيثي أن الزّهري حدّثهم قال:

دعا عمر بن عبد العزيز غيلان فقال: يا غيلان، بلغني أنك تكلّم في القدر؟ فقال: يا أمير المؤمنين إنّهم يكذبون عليّ ، قال: يا غيلان، اقرأ أول يس، فقرأ يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ حتى أتى على إِنّٰا جَعَلْنٰا فِي أَعْنٰاقِهِمْ أَغْلاٰلاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقٰانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ وَ جَعَلْنٰا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنٰاهُمْ فَهُمْ لاٰ يُبْصِرُونَ وَ سَوٰاءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاٰ يُؤْمِنُونَ فقال غيلان: يا أمير المؤمنين، و اللّه لكأنّي لم أقرأها قطّ قبل اليوم، أشهدك (1) يا أمير المؤمنين، إنّي تائب مما (2) كنت أقول في القدر، فقال عمر: اللّهمّ إن كان صادقا فثبّته، و إن كان كاذبا فاجعله آية للمؤمنين.

قال: و حدّثنا معاذ، حدّثنا أبي، عن بعض أصحابه قال: حدّث محمّد بن عمرو بهذا الحديث ابن عون.

قال ابن عون: أنا رأيته مصلوبا على باب دمشق.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنبأنا أبو الفضل الرازي، أنبأنا جعفر بن عبد اللّه، حدّثنا محمّد بن هارون، حدّثنا محمّد بن المثنّى، حدّثنا معاذ بن معاذ، حدّثنا محمّد بن عمرو، حدّثنا الزهري، قال:

قال عمر بن عبد العزيز لغيلان: بلغني أنكم تكلّم في القدر، فقال: يكذبون عليّ يا أمير المؤمنين، قال: اقرأ عليّ سورة يس، قال: فقرأ: يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إلى: فَهُمْ لاٰ يُبْصِرُونَ فقال غيلان: و اللّه يا أمير المؤمنين إنّي تائب إلى اللّه من قولي في القدر، فقال عمر: اللّهمّ إن كان صادقا فثبّته، و إن كان كاذبا فاجعله آية للعالمين.

قال: و حدّثنا محمّد بن المثنّى، حدّثنا درست بن زياد أبو الحسن، عن محمّد بن عمرو ابن علقمة، حدّثني الزهري قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز و غيلان قائم بين يدين،

ص: 198


1- بالأصل: إنك، و المثبت عن المختصر.
2- غير مقروءة بالأصل.

فذكر نحوه، و زاد فيه: و إن كان كاذبا فلا تمته حتى تذيقه حرّ السيف، أو حدّ السيف، قال:

فلمّا مات و استخلف يزيد بن عبد الملك قال: فدخلت عليه و غيلان قاعد بين يديه، فقال: مدّ يدك، فمدّها فضربها بالسيف فقطعها، ثم قال: مدّ رجلك فقطعها بالسيف ثم صلبه، فذكرت دعوة عمر عليه.

كذا قال، و المحفوظ [أن] (1) الذي صلبه هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنبأنا [أبو] (2) منصور محمّد بن الحسين (3)،حدّثنا أحمد بن الحسين بن زنبيل، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، حدّثنا محمّد بن إسماعيل، حدّثنا موسى، حدّثنا سعد بن زياد قال:

حجّ عبد الملك (4) و هو خليفة سنة ست و مائة، ثم كان في سنة سبع و مائة و هو في المحرم بالمدينة و معه غيلان يفتي الناس، و كان محمّد بن كعب يجيء كلّ جمعة من قريته على ميلين من المدينة لا يكلم أحدا حتى يصلّي العصر، فأتاه غيلان فقال: مَنْ يُضْلِلِ اللّٰهُ فَلاٰ هٰادِيَ لَهُ (5).

قال ابن عون: مررت بغيلان [و هو] مصلوب بباب الشام.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه، حدّثنا يعقوب، حدّثنا موسى بن إسماعيل، أنبأنا سعد أبو عاصم قال:

حجّ هشام بن عبد الملك و هو خليفة سنة ست و مائة فصار في سنة سبع و مائة في المحرم و هو بالمدينة، و معه غيلان يفتي الناس و يحدّثهم، و كان محمّد بن كعب يجيء كلّ جمعة من قرية على ميلين من المدينة فلا يكلّم أحدا من الناس حتى يصلي العصر، فإذا صلّى العصر غدا إليه الناس يوم السبت يحدّثهم و يقصّ ثلاث مرات، فإذا فرغ من ثلاث جلس مجلسه، و قام من قام قالوا: يا أبا حمزة جاءنا رجل يشككنا في ديننا فنأتيك به ؟ قال: لا

ص: 199


1- زيادة منا للإيضاح.
2- زيادة للإيضاح.
3- الأصل: الحسن، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 530/18.
4- كذا بالأصل: عبد الملك، و هو خطأ، فالمعروف أن عبد الملك بن مروان مات سنة 86، و الذي حج بالناس سنة 106 هو هشام بن عبد الملك (راجع تاريخ خليفة بن خياط ).
5- سورة الأعراف، الآية:186.

حاجة لي به، قلنا: أصلحك اللّه، نسمع منه و نسمع منك، قال: فائتوني به إن شئتم، و غدا يوم السبت و حضر الناس معه، فقصّ ثلاث مرات، فلما فرغ زحف إليه غيلان فقال: السلام عليك يا أبا حمزة، قال: و عليك يا أبا مروان.

قرأنا على أبي غالب و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنبأنا علي بن محمّد بن خزفة، أنبأنا محمّد بن الحسين، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حدّثنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا سعد أبو عاصم قال:

حجّ هشام بن عبد الملك و هو خليفة سنة ست و مائة، فصار في سنة سبع و مائة في المحرم بالمدينة و معه غيلان يفتي الناس و يحدّثهم، و كان محمّد يجيء كلّ جمعة من قريته على ميلين من المدينة فلا يكلم أحدا من الناس حتى يصلّي العصر، فإذا صلى غدا إليه الناس يوم السبت يحدّثهم و يقصّ ، فإذا فرغ جلس مجلسه و قام من قام قالوا: يا أبا حمزة جاءنا رجل يشككنا في ديننا فنأتيك به ؟ قال: لا حاجة لي به، ثم ذكر حديثا قال: فاتفقا، فقال محمّد بن كعب: لا يكون كلام حتى يكون يشهد، قال: فأيهما أحبّ إليك تبدأ أو أبدأ؟ فقال غيلان: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أنّ محمّدا عبده و رسوله أرسله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كلّه و لو كره المشركون، من يهده اللّه فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي له، قال:

أتشهد بهذا أنه حقّ من قلبك لا يخالف قلبك لسانك منك ؟ قال: نعم، قال: حسبي، قال:

إنّ القرآن ينسخ بعضه بعضا، قال: لا حاجة لي في كلامك، إمّا أن تقوم عني، و إمّا أن أقوم عنك، فقام غيلان، قال: أبيت إلاّ صمتا، فقال محمّد بعد ما قام غيلان: قد كنت أغبط رجالا بالقرآن بلغني أنهم تحوّلوا عن حالهم التي كانوا عليها، فإن أنكرتموني لا تجالسوني لا تضلوا كما ضللت.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، أنبأنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا عبد اللّه بن أبي الدنيا، حدّثنا إسماعيل بن أبي الحارث، حدّثنا كثير بن هشام، حدّثنا عبد اللّه بن زياد قال:

قال غيلان لربيعة بن عبد الرّحمن: أنشدك اللّه، أ ترى اللّه يحبّ أن يعصى ؟ فقال ربيعة:

أنشدك اللّه أ ترى اللّه يعصى قسرا؟ فكأن ربيعة ألقم غيلان حجرا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا محمّد بن علي الواسطي، أنبأنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، أنبأنا أبي.

ص: 200

ح و أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (1)،حدّثنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أبو بكر بن أبي داود، حدّثنا يونس بن حبيب.

قالا: حدّثنا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي قال: قال حسان بن عطية لغيلان القدري:

و اللّه - و في رواية يونس: أما و اللّه - لئن كنت أعطيت لسانا لم نعطه، إنّا لنعرف باطل ما تأتي به.

قال (2):و حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرق، حدّثنا عمرو بن عثمان، حدّثنا عبد الملك بن محمّد الصّنعاني قال: سمعت الأوزاعي يقول:

قدم علينا غيلان القدري في خلافة هشام بن عبد الملك، فتكلم غيلان و كان رجلا مفوّها، فلمّا فرغ من كلامه قال لحسّان: ما تقول فيما سمعت من كلامي ؟ فقال له حسان: يا غيلان إن يكن لساني يكلّ (3) عن جوابك فإن قلبي ينكر ما تقول.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقال، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا هارون بن معروف، حدّثنا ضمرة، عن علي بن أبي حملة قال:

كان غيلان يجالس مكحولا، فقيل له: يا أبا عبد اللّه هذا يجالسك، قال: فما أصنع به ؟ أطرده ؟ لعلّ مكحولا قال هذا قبل أن يدعو غيلان إلى بدعته، فلمّا أظهرها و دعا إليها نهى مكحول عن مجامعته.

كذلك أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا أبو داود (4) سليمان بن الأشعث، حدّثنا عبيد اللّه بن معاذ، حدّثنا أبي، حدّثنا الفرج بن فضالة، حدّثنا مسافر قال:

جاء رجل إلى مكحول من إخوانه (5) فقال: يا أبا عبد اللّه أ لا أعجبك أنّي عدت اليوم

ص: 201


1- الخبر رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 72/6 في ترجمة حسان بن عطية.
2- يعني أبا نعيم الحافظ ، و الخبر في حلية الأولياء 72/6 في ترجمة حسان بن عطية.
3- بالأصل:«ينكل» تصحيف، و في المختصر:«كلّ » و المثبت عن حلية الأولياء.
4- «أبو داود» استدرك عن هامش الأصل.
5- في المختصر: من أصحابه.

رجلا من إخوانك ؟ فقال: من هو؟ فقال: لا عليك، قال: أسألك، قال: هو غيلان، و قال مكحول: إن دعاك غيلان فلا تجبه، و إن مرض فلا تعده، و إن مات فلا تمش في جنازته.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا الخليل بن هبة اللّه، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، حدّثنا أحمد بن الحسين بن طلاّب، حدّثنا العباس بن الوليد بن صبح، حدّثنا مروان بن محمّد، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا إبراهيم بن جدار (1)العذري، حدّثني ثابت بن ثوبان قال:

قلت لمكحول: يا با عبد اللّه إنّ غيلان مرض فأردت أن أعوده، فقلت: لا، حتى أسأل، فما ترى في عيادته ؟ فقال مكحول: إن مرض فلا تعده، و إن مات فلا تشهده، لهو أضرّ على هذه الأمّة من المرقّقين (2).

قال مروان: فقلت للوليد: و ما المرقّقين (3)؟قال: هم ولاة السوء يؤتى أحدهم في الشيء الذي لا يجب عليه فيه حدّا (4)،و الرجل يجب عليه الحد، فيجوزوا بهذا الحدود و أكثر منها (5).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن المظفر، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، أنبأنا يوسف بن أحمد، أنبأنا أبو جعفر العقيلي (6)،حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثنا منصور بن أبي مزاحم، حدّثنا أبو سعيد محمّد بن مسلم بن أبي الوضاح، عن محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي (7) عن مكحول قال:

أتاه رجل فقال: يا أبا عبد اللّه أتيت صديقا لك اليوم أعوده، فدفع في صدري دونه قال: من هو؟ فكأنه كره أن يخبره، فما زال به حتى قال: هو غيلان، قال: غيلان ؟ قال:

ص: 202


1- مهملة بدون إعجام بالأصل، راجع ترجمة ثابت بن ثوبان في تهذيب الكمال 228/3.
2- اللفظة بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن المختصر.
3- كذا بالأصل، و الأظهر: و ما المرققون ؟.
4- كذا بالأصل، و الوجه: حد.
5- جاء في تاج العروس بتحقيقنا: رقق: و ترقيق الكلام: تحسينه؛ و في الحديث:«فتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضا»، أي تشوق بتحسينها و تسويلها. و راجع النهاية في غريب الحديث لابن الأثير: رقق.
6- الخبر رواه أبو جعفر العقيلي في الضعفاء الكبير 437/3.
7- كذا بالأصل، و في الضعفاء الكبير:«الرعيثي» و بهامشه «الثقفي».

نعم، قال: إن دعاك غيلان فلا تجبه، و إن مرض (1) فلا تعده، و إن مات فلا تشيّع جنازته.

قال عبد اللّه بن عمر (2) و ذكر القدر فقال: و قد أظهره (3)؟قلت: نعم، قال: فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«هم نصارى هذه الأمة و مجوسها»[10403].

أخبرنا أبو غالب محمّد (4) بن الحسن، أنبأنا (5) ابن علي بن أحمد، حدّثنا أحمد بن إسحاق النّهاوندي، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا سليمان بن الأشعث، حدّثنا إبراهيم بن مروان - يعني الطّاطري (6)-حدّثنا أبي، حدّثنا ابن عيّاش، حدّثني محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي قال:

سمعت مكحولا يقول: بئس الخليفة كان غيلان لمحمّد صلى اللّه عليه و سلم على أمّته من بعده.

قال: و حدّثنا سليمان بن الأشعث، حدّثنا عبد السلام بن عتيق الدمشقي، حدّثنا صفوان بن صالح، حدّثنا الوليد، حدّثنا سعيد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا عبد العزيز الأزجي، أنبأنا المخرمي، حدّثنا جعفر الفريابي، حدّثنا نصر بن عاصم، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول أنه قال - و في حديث ابن الأشعث: قال: قال مكحول:

حسب غيلان اللّه لقد ترك هذه الأمّة في لجج مثل - و قال ابن الأشعث: في مثل لجج - البحار-.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا الأزجي، أنبأنا المخرمي، حدّثنا جعفر، حدّثنا نصر، حدّثنا الوليد، عن ابن جابر، قال: سمعت مكحولا يقول: ويحك يا غيلان لا تموت إلاّ مقتولا.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا

ص: 203


1- فوقها في الأصل: ضبة.
2- كذا بالأصل و الضعفاء الكبير، و في المختصر:«عبد اللّه بن عمرو» تصحيف.
3- في الضعفاء الكبير: و قد أظهروه ؟.
4- الأصل: و محمد.
5- كذا بالأصل.
6- الطاطري بمهملتين الثانية مفتوحة بعدها راء خفيفة، كما في تقريب التهذيب. راجع ترجمته في تهذيب الكمال 428/1 طبعة دار الفكر.

أحمد بن عمران، حدّثنا محمّد بن أحمد المتّوثي، حدّثنا إبراهيم بن مروان بن محمّد، حدّثنا أبي، حدّثنا ابن عيّاش، حدّثني محمّد بن عبد اللّه، عن أيوب قال: سمعت مكحولا يقول لغيلان: لا تموت إلاّ مفتونا.

كذا قال، و الصواب: مقتولا.

أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد (1)،أنبأنا جدي الحسن بن أحمد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عوف بن أحمد المزني، أنبأنا أبو العباس بن السمسار، أنبأنا محمّد بن خريم، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا معاوية بن يحيى، حدّثنا بعض أشياخنا.

أن عبد اللّه بن أبي زكريا لقي غيلان في بعض سقائف دمشق فعدل عنه، فقالوا: يا أبا يحيى ما حملك على هذا؟ فقال: لا يظلّني و إيّاه سقف إلاّ سقف المسجد، لقد ترك هذا الجند في أمواج كأمواج البحر.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو جعفر أحمد بن عبيد الأسدي - بهمذان (2)-حدّثنا إبراهيم بن الحسين، حدّثنا إسحاق بن محمّد الفروي قال: سمعت مالكا يقول: كان عدّة من أهل الفضل و الصلاح قد ضللهم (3) غيلان بن عبد اللّه.

قال: و سئل مالك عن تزويج القدري فقال: وَ لَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ (4).

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، أنبأنا أبو محمّد بن النحاس، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدّثنا صالح بن علي النّوفلي - بحلب - حدّثنا أبو الأخيل الحمصي، و اسمه خالد بن عمرو السّلفي (5)،حدّثنا إسماعيل بن عيّاش، عن الأوزاعي قال:

أرسل هشام بن عبد الملك إلى غيلان فقال له: يا غيلان، ما هذه المقالة التي تبلغني عنك في القدر؟ فقال: يا أمير المؤمنين هو ما بلغك، و قال: أحضر من أحببت يحاجّني، فإن

ص: 204


1- مشيخة ابن عساكر 107/أ.
2- مهملة بالأصل بدون إعجام.
3- كذا بالأصل، و في المختصر: أضلهم.
4- سورة البقرة، الآية:221.
5- ضبطت بضم السين عن سير أعلام النبلاء 36/11 و في الاكمال 466/4 بضم السين المهملة و فتح اللام. ترجمته في تهذيب التهذيب 110/3 (مصورة عن طبعة الهند).

غلبني فاضرب رقبتي، فأحضر الأوزاعي، فقال له الأوزاعي: يا غيلان إن شئت ألقيت عليك سبعا، و إن شئت خمسا و إن شئت ثلاثا، قال: ألق عليّ ثلاثا، قال: فقال له: قضاء اللّه على ما نهى عنه، قال: ما أدري أيش تقول، قال: و أمر اللّه بأمر حال دونه، فقال: هذه أشدّ عليّ من الأول، قال: فحرّم اللّه حراما ثم أحلّه، قال: ما أدري أيش تقول، قال: فأمر به، فضربت رقبته.

قال: ثم قال هشام للأوزاعي: يا أبا عمرو فسّر لنا ما قلت، قال: قضى اللّه على ما نهى آدم أن يأكل من الشجرة، ثم قضى عليه فأكل منها، و أمر إبليس أن يسجد لآدم، و حال بين إبليس و بين السجود، و قال: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَ الدَّمُ وَ لَحْمُ الْخِنْزِيرِ (1)،و قال: فَمَنِ اضْطُرَّ (2)فأحلّه بعد ما حرّمه.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا نصر بن إبراهيم، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه ابن الوليد الأنصاري الأندلسي (3)-قراءة عليه في منزله-.

ح و أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى، أنبأنا الحافظ أبو عبد اللّه الحميدي - إجازة - أنبأنا الشيخ الصالح أبو الحسن عبد الباقي بن فارس بن أحمد المقرئ - إملاء في مسجد عمرو بن العاص بمصر - قالا: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن إدريس الرازي الشافعي بمصر سنة إحدى و ثمانين و ثلاثمائة حدّثنا أبو الحسين - و في حديث نصر اللّه: أبو الحسن - أحمد بن عبد الرّحمن بن أحمد الأنماطي، حدّثنا أبو إسحاق - زاد نصر اللّه: إبراهيم ابن عبد اللّه بن ثمامة - حدّثنا إبراهيم بن إسحاق - و قال المصّيصي: حدّثنا محمّد بن كثير قال (4):

كان على عهد هشام بن عبد الملك رجل يقال له غيلان القدري، فشكاه الناس إلى هشام بن عبد الملك، فبعث هشام إليه - زاد نصر اللّه: و أحضره - فقال له: قد كثر كلام الناس فيك، قال: نعم يا أمير المؤمنين، ادع من شئت فيحاجّنى - و قال نصر اللّه: فيجادلني - فإن أدرك عليّ سبب - و قال نصر اللّه: فإن أدركت - عليّ شيئا (5)-فقد أمكنتك من علاوتي - يعني رأسه - قال هشام: قد أنصفت، فبعث هشام إلى الأوزاعي، فلمّا حضر الأوزاعي قال له - زاد

ص: 205


1- سورة المائدة، الآية:3.
2- سورة المائدة، الآية:3.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 658/17.
4- المناظرة بين الأوزاعي و غيلان في العقد الفريد بتحقيقنا 205/2 من طريق هشام بن محمد بن السائب الكلبي.
5- كذا بالأصل، و في المختصر: سببا.

نصر اللّه: هشام، و قالا:- يا أبا عمرو، ناظر لنا هذا القدري، فقال له الأوزاعي - و في حديث خالي: فقال الأوزاعي للقدري: اختر إن شئت ثلاث كلمات، و إن شئت أربع كلمات، و إن شئت واحدة، فقال القدري: بل ثلاث كلمات.

فقال الأوزاعي للقدري: أخبرني عن اللّه عزّ و جلّ ، هل تعلم أنه قضى على ما نهى ؟ فقال القدري: ليس عندي في هذا شيء، فقال الأوزاعي: هذه واحدة.

ثم قال الأوزاعي: أخبرني عن اللّه عز و جلّ انه حال دون ما أمر؟ فقال القدري: هذه أشدّ - زاد نصر اللّه: عليّ و قالا:- من الأولى، ما عندي من هذا شيء، فقال الأوزاعي: هذه اثنتان يا أمير المؤمنين.

فقال الأوزاعي للقدري: أخبرني عن اللّه عز و جلّ أنه أعان على ما حرّم، فقال القدري: هذا - و قال نصر اللّه: هذه - أشدّ علي من الأولى و الثانية، ما عندي في هذا شيء، فقال الأوزاعي (1):يا أمير المؤمنين هذه ثلاث - زاد نصر اللّه: كلمات - فأمر به هشام فضربت عنقه.

فقال هشام بن عبد الملك للأوزاعي: فسّر لنا هذه الثلاث كلمات - و قال نصر اللّه:

هذه الثلاثة - ما هي ؟ قال الأوزاعي - و في حديث نصر اللّه: قال: نعم، و قالا:- يا أمير المؤمنين، أ ما تعلم أنّ اللّه قضى على ما نهى ؟ نهى آدم عن أكل الشجرة ثم قضى عليه أكلها - و قال نصر اللّه: بأكلها - فأكلها.

ثم قال الأوزاعي: أ ما تعلم يا أمير المؤمنين أن اللّه حال دون ما أمر؟ أمر إبليس بالسجود لآدم ثم حال بينه و بين السجود.

ثم قال الأوزاعي: أ ما تعلم يا أمير المؤمنين أنّ اللّه تعالى أعان على ما حرّم، حرّم الميتة - زاد نصر اللّه: و الدم و قالا:- و لحم الخنزير، ثم أعان عليه بالاضطرار إليه.

فقال هشام: فأخبرني عن الواحدة ما كنت تقول له ؟ قال: أقول له - زاد نصر اللّه (2)و قالا:- مشيئتك مع مشيئة اللّه، أو مشيئتك دون مشيئته - و قال نصر اللّه: مشيئة اللّه - فأيّهما

ص: 206


1- في العقد الفريد: قال الأوزاعي: هذا مرتاب من أهل الزيغ.
2- كذا بالأصل، و ثمة سقط في الكلام.

أجابني فيه حلّ فيه ضرب عنقه (1)،قال: فأخبرني عن الأربع ما هي ؟ قال: كنت أقول له:

أخبرني عن اللّه عزّ و جلّ ، خلقك (2)كما شاء أو كما شئت ؟ فإنه (3)كان يقول: كما شاء، ثم أقول له: أخبرني عن اللّه عزّ و جل يتوفاك إذا (4)شاء أو إذا شئت ؟ فإنه كان يقول إذا شاء، ثم أقول له: أخبرني عن اللّه يرزقك إذا شاء أو إذا شئت ؟ فإنه كان يقول: إذا شاء، ثم كنت أقول له: أخبرني عن اللّه عزّ و جل إذا توفّاك لى أين (5)تصير؟ حيث شئت أو حيث شاء؟ فإنه كان يقول: حيث شاء.

ثم قال الأوزاعي: يا أمير المؤمنين من لم يمكنه أن يحسّن خلقه، و لا يزيد في رزقه و لا يؤخر في أجله و لا يصيّر نفسه حيث شاء - و قال نصر اللّه: حيث شاء (6)-فأي شيء في يديه - و قال نصر اللّه: في يده - من المشيئة يا أمير المؤمنين ؟ قال: صدقت يا أبا عمرو.

ثم قال الأوزاعي: يا أمير المؤمنين، إنّ القدرية ما رضوا بقول اللّه عزّ و جلّ ، و لا بقول الأنبياء، و لا بقول أهل الجنّة، و لا بقول أهل النار، و لا بقول الملائكة، و لا بقول أخيهم إبليس، فأما قول اللّه عزّ و جلّ : فَاجْتَبٰاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصّٰالِحِينَ (7)و أما قول الملائكة:

لاٰ عِلْمَ لَنٰا إِلاّٰ مٰا عَلَّمْتَنٰا (8) ،و أما قول الأنبياء، فما قال شعيب: وَ مٰا تَوْفِيقِي إِلاّٰ بِاللّٰهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ (9)و قال نصر اللّه: قال إبراهيم: لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضّٰالِّينَ (10)،و قول نوح: وَ لاٰ يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كٰانَ اللّٰهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ (11)،و أما قول أهل الجنّة، فإنهم قالوا: اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي هَدٰانٰا لِهٰذٰا وَ مٰا كُنّٰا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لاٰ أَنْ هَدٰانَا اللّٰهُ (12)،و أمّا قول أهل النار: لَوْ هَدٰانَا اللّٰهُ لَهَدَيْنٰاكُمْ (13)،و أمّا قول أخيهم إبليس: رَبِّ بِمٰا أَغْوَيْتَنِي (14).

ص: 207


1- زيد بعدها في المختصر: زاد في آخر: إن قال مع مشيئة اللّه صير نفسه شريكا للّه، و إن قال دون مشيئة اللّه فقد انفرد بالربوبية، فقال هشام: لا أحياني اللّه بعد العلماء ساعة.
2- في المختصر: خلقك حين خلقك كما شاء.
3- بالأصل: فإن.
4- بالأصل: إذ شاء.
5- بالأصل:«لئن تصير» بدلا من «إلى أين تصير» و المثبت عن المختصر.
6- كذا بالأصل:«حيث شاء» في الروايتين.
7- سورة القلم، الآية:50.
8- سورة البقرة، الآية:32.
9- سورة هود، الآية:88.
10- سورة الأنعام، الآية:77.
11- سورة هود، الآية:34.
12- سورة الأعراف، الآية:43.
13- سورة إبراهيم، الآية:21.
14- سورة الحجر، الآية:39.

أخبرنا أبو الحرم مكي بن الحسن بن معافى (1)،و أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، قالا: أنبأنا أبو محمّد مقاتل بن مطكود بن أبي نصر، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم بن يزيد النّصري بالقدس سنة ثمان و تسعين و ثلاثمائة، حدّثنا أبو عبد اللّه عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد بن حمدان بن بطّة العكبري (2)، و أبو الحسن علي بن محمّد بن ينال الشافعي - شك الشيخ أبو الفتح - أنبأنا أبو بكر القاسم بن إبراهيم الصفار (3)،حدّثنا حجر بن محمّد السّامريّ البصري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عبيد اللّه البصري، حدّثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل المنقري (4)،حدّثنا حماد أبي سلمة (5)،عن أبي جعفر الخطمي (6)قال:

بلغ عمر بن عبد العزيز كلام غيلان القدري في القدر، فأرسل إليه فدعاه، فقال له: ما الذي بلغني عنك ؟ تكلّم في القدر؟ قال: يكذب عليّ يا أمير المؤمنين، و يقال عليّ ما لم أقل، قال: فما تقول في العلم ؟ ويلك أنت مخصوم إن أقررت بالعلم خصمت و إن جحدت بالعلم كفرت، ويلك أقرّ بالعلم تخصم خير من أن تجحد فتلعن، و اللّه لو علمت أنّك تقول الذي بلغني عنك لضربت عنقك، أ تقرأ يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (7)؟قال: نعم، قال: اقرأ، فقرأ: بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ إلى أن بلغ: لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلىٰ أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لاٰ يُؤْمِنُونَ قال له: قف، كيف ترى ؟ قال: كأنّي لم أقرأ هذه الآية قط ، قال: زد: إِنّٰا جَعَلْنٰا فِي أَعْنٰاقِهِمْ أَغْلاٰلاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقٰانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ قف، من جعل الأغلال في أعناقهم ؟ قال: لا أدري، قال: ويلك، اللّه، و اللّه قال، زد: وَ جَعَلْنٰا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا قال: قف، قال:

ويلك، من جعل السّدّ بين أيديهم ؟ قال: لا أدري، قال: ويلك، اللّه، و اللّه، زد ويلك، وَ سَوٰاءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاٰ يُؤْمِنُونَ إِنَّمٰا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَ خَشِيَ الرَّحْمٰنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَ أَجْرٍ كَرِيمٍ (8)،قف، كيف ترى ؟ قال: كأنّي و اللّه لم أقرأ هذه السورة

ص: 208


1- قارن مع مشيخة ابن عساكر 245/ب.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 529/16.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 546/15.
4- بالأصل: النقري، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 360/10.
5- يعني حماد بن سلمة بن دينار البصري، أبو سلمة بن أبي صخر ترجمته في تهذيب الكمال 175/5.
6- هو عمير بن يزيد، الخطمي المدني، ترجمته في تهذيب الكمال 421/14 طبعة دار الفكر.
7- سورة يس، من الآية الأولى إلى آخر الآية 11.
8- سورة يس، من الآية الأولى إلى آخر الآية 11.

قط ، فإنّي أعاهد اللّه أن لا أعود في شيء من كلامي أبدا، فانطلق.

فلمّا ولّى قال عمر بن عبد العزيز: اللّهمّ إن كان أعطاني بلسانه و محنته في قلبه فأذيقه حرّ السيف.

فلم يتكلم في خلافة عمر بن عبد العزيز، و تكلّم في خلافة يزيد بن عبد الملك، فلمّا مات يزيد أرسل إليه هشام فقال: أ لست كنت عاهدت اللّه لعمر بن عبد العزيز أنّك لا [تكلّم] (1) في شيء من كلامك ؟ قال: أقلني يا أمير المؤمنين، قال: لا أقالني اللّه إن أنا أقلتك يا عدوّ اللّه، أ تقرأ فاتحة الكتاب ؟ قال: نعم، فقرأ: بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ ، اَلرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ ، مٰالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ، إِيّٰاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ قال: قف (2) يا عدوّ اللّه، على ما تستعين اللّه، على أمر بيدك أم على أمر بيده ؟ من هاهنا، انطلقوا به فاضربوا عنقه و اصلبوه، قال: يا أمير المؤمنين أبرز لي رجلا من خاصّتك أناظره، فإن أدرك عليّ أمكنته من علاوتي فليضربها، و إن أنا أدركت عليه فاتبعني (3) به قال هشام: من لهذا القدري ؟ قالوا:

الأوزاعي، فأرسل إليه و كان بالساحل، فلمّا قدم عليه، قال له الأوزاعي: أخبرني يا غيلان إن شئت ألقيت عليك ثلاثا، و إن شئت أربعا، و إن شئت واحدة، قال: ألق عليّ ثلاثا.

قال: أخبرني عن اللّه، قضى على ما نهى ؟ قال: لا أدري كيف هذا، قال الأوزاعي:

واحدة يا أمير المؤمنين.

ثم قال: أخبرني عن اللّه، أمر بأمر ثم حال دون ما أمر؟ قال القدري: هذه و اللّه أشدّ من الأولى (4)،قال الأوزاعي: هاتان اثنتان يا أمير المؤمنين.

ثم قال: أخبرني عن اللّه، حرّم حراما ثم أحلّه ؟ قال: هذه و اللّه أشدّ من الأولى (5)و الثانية، قال الأوزاعي: كافر، و ربّ الكعبة يا أمير المؤمنين.

فأمر به هشام فقطعت يديه و رجليه و ضربت عنقه و صلب، فقال حين أمر به: أدركتني دعوة العبد الصالح عمر بن عبد العزيز.

قال هشام: يا أبا عمرو فسّر لنا الثلاث التي ألقيت عليه، قال: قلت له: أخبرني عن اللّه، قضى على ما نهى،[إنّ اللّه نهى آدم عن أكل الشجرة، ثم قضى عليه أن يأكل منها، قلت

ص: 209


1- بياض بالأصل، و اللفظة أثبتت عن المختصر.
2- بالأصل:«أفق» و التصويب عن المختصر.
3- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن المختصر.
4- بالأصل: الأولة.
5- بالأصل: الأولة.

له: أخبرني عن اللّه أمر بأمر ثم حال دون ما أمر،] (1) إنّ اللّه عزّ و جل أمر إبليس بالسجود لآدم فحال بينه و بين أن يسجد له، و قلت له: أخبرني عن اللّه عزّ و جلّ ، حرّم حراما ثم أحلّه، حرّم الميتة و أعان على أكلها للمضطر إليها.

قال له هشام: فأخبرني عن الأربع ما هي ؟ قال: كنت أقول له: أخبرني عن اللّه عزّ و جل خلقك كما شاء أو كما شئت ؟ فإنه يقول: كما شاء.

ثم كنت أقول له: أخبرني عن اللّه أ رازقك إذا شاء أم إذا شئت ؟ فإنه يقول: إذا شاء.

ثم كنت أقول له: أخبرني عن اللّه يتوفاك حيث شاء أم حيث شئت ؟ فإنه يقول: حيث شاء.

ثم كنت أقول له: أخبرني عن اللّه يصيّرك حيث شاء أم حيث شئت ؟ فإنه يقول: حيث شاء، فمن لا يقدر أن يزيد في رزقه، و لا ينقص في عمره، فما إليه من المشيئة شيء.

قال هشام: فأخبرنا عن الواحدة ما هي ؟ قال: كنت أقول له: أخبرني عن مشيئتك مع مشيئة اللّه أو دون مشيئة اللّه ؟ فعلى أيهما أجابني حلّ قتله، إن قال: مع مشيئة اللّه صيّر نفسه شريكا للّه، و إن قال: دون مشيئة اللّه انفرد بالربوبية.

فقال هشام: لا أحياني اللّه بعد العلماء ساعة واحدة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدثنا أحمد بن عمران، حدّثنا أبو عبد اللّه المتّوثي (2)،حدّثنا سليمان بن الأشعث، حدّثنا عبيد اللّه بن معاذ، حدّثنا أبي عن بعض أصحابه قال: حدّث محمّد بن عمرو ابن عون بهذا الحديث، فقال ابن عون: أنا رأيته مصلوبا على باب دمشق.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، و أبو الفضل أحمد بن الحسين بن الكاملي، قالا: حدّثنا نصر بن إبراهيم الزاهد، قال: كتب إليّ أبو عبد اللّه - يعني القضاعي -

ص: 210


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه، و بعده صح.
2- بالأصل: المتوني، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و هو محمد بن أحمد بن يعقوب، روى عن أبي داود كتاب الرد على أهل القدر. راجع ترجمة سليمان بن الأشعث في تهذيب الكمال 8/8.

أنّ أبا العباس أحمد بن سعيد بن نفيس الأنصاري أخبرهم، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسين ابن بندار الأنطاكي (1)،أخبرني أبو عمران موسى بن القاسم، حدّثني أبو مسلم الكاتب (2)، حدّثني عبد اللّه بن مسلم، عن أبيه قال:

كنت في السوق بالبصرة، فرأيت شيخا لا أعرفه يذكر القدر و يظهره، و يدعو إليه، فقلت له: يا هذا، تظهر هذا، فإنّي كنت بالشام فرأيت رجلا أظهر هذا فأخذه أمير المؤمنين هشام فقطع يديه و رجليه و قتله و صلبه، قال: فسكت، فسألت عنه فقيل لي: هذا عمرو بن عبيد (3).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو بكر القاضي، أنبأنا أبو الحسن المجهّز، أنبأنا يوسف بن أحمد، أنبأنا أبو (4) جعفر العقيلي (5)،حدّثنا موسى بن علي الحبلي (6)،حدّثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي (7)،حدّثنا أبو مسهر، حدّثنا عون بن حكيم، حدّثني الوليد بن أبي السائب أنّ رجاء بن حيوة كتب إلى هشام بن عبد الملك:

يا أمير المؤمنين بلغني أنه دخل عليك شيء من قبل غيلان و صالح (8)،و أقسم باللّه يا أمير المؤمنين إنّ قتلهما أفضل من قتل ألفين من الروم و الترك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني (9)،أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة الدمشقي (10)،حدّثنا هشام، حدّثنا الهيثم بن عمران، حدّثنا عمر بن يزيد النّصري كاتب نمير بن أوس قاضي دمشق قال:

بلغ نمير بن أوس أن هشاما وقر في صدره من قتل غيلان شيء، فكتب إليه نمير: لا تفعل يا أمير المؤمنين، فإن قتل غيلان كان من فتوح اللّه العظام على هذه الأمة.

ص: 211


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 464/16.
2- هو محمد بن أحمد بن علي بن الحسين البغدادي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 558/16.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 104/6.
4- لفظة «أبو» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
5- الخبر رواه العقيلي في كتاب الضعفاء الكبير 437/3.
6- كذا رسمها بالأصل، و في الضعفاء الكبير: الختّلي.
7- كذا بالأصل، و في الضعفاء الكبير: الحموي.
8- هو صالح بن سويد، كما في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 371/1.
9- بالأصل: الكناني، تصحيف، و هو عبد العزيز بن أحمد الكتاني و السند معروف.
10- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 373/1.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنبأنا نصر بن إبراهيم، و أبو محمّد بن فضيل.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن زيد، أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم.

قالا: أنبأنا أبو الحسن بن عوف، أنبأنا أبو علي بن منير، أنبأنا أبو بكر بن خريم، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا الهيثم بن عمران، حدّثنا عمر بن يزيد النّصري كاتب نمير بن أوس قاضي دمشق قال:

بلغ نمير أنه وقر في صدر هشام بن عبد الملك من قتله غيلان شيء. فكتب إليه نمير:

لا تفعل يا أمير المؤمنين، فإنّ قتل غيلان من فتوح اللّه عزّ و جل العظام على هذه الأمة (1).

قال: و حدّثنا الهيثم بن عمران قال: بلغني أن عبادة بن نسي كتب إلى هشام بمثل كتاب نمير.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني (2)،أنبأنا أبو محمّد المعدّل، أنبأنا أبو الميمون البجلي، حدّثنا أبو زرعة (3)،حدّثنا أبو مسهر، حدّثنا عبد اللّه بن سالم الأشعري، حدّثني إبراهيم بن أبي عبلة قال:

كنت عند عبادة بن نسيّ فأتاه آت، فقال: إن أمير المؤمنين - يعني هشاما - قد قطع يدي غيلان و رجليه، و صلبه، قال: ما تقول ؟ قال: قد فعل، قال: أصاب و اللّه فيه القضاء و السنّة و لأكتبنّ إلى أمير المؤمنين فلأحسننّ (4) له رأيه.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثنا الهيثم بن خارجة، حدّثنا عبد اللّه بن سالم الحمصي، حدّثنا إبراهيم بن أبي عبلة قال:

كنت عند عبادة بن نسيّ فأتاه رجل، فأخبره أنّ أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك قطع يد غيلان و لسانه و صلبه، فقال: حقا ما تقول ؟ قال: نعم، فقال: أصاب و اللّه فيه السّنّة و القضية، و لأكتبنّ إلى أمير المؤمنين فلأحسننّ له ما صنع.

ص: 212


1- راجع تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120) ص 441 و الضعفاء الكبير للعقيلي 437/3.
2- بالأصل: الكناني، تصحيف، و السند معروف.
3- رواه أبو زرعة في تاريخه 370/1.
4- الأصل:«فلأحسن» و المثبت عن تاريخ أبي زرعة.

5568 - غيلان بن أبي معشر

و يقال: ختن أبي معشر

مولى الوليد بن عبد الملك.

كان صاحب حرس يزيد بن عبد الملك، و كان على حرس الوليد بن يزيد، و قتل مع الوليد بن يزيد في الصف، له ذكر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة (1) قال: في تسمية عمّال يزيد ابن عبد الملك الحرس: غيلان (2) بن أبي معشر مولاه.

و قال حاتم بن مسلم: و على الحرس أبو مالك السّكسكي.

قال: و حدّثنا خليفة قال (3):في تسمية عمّال الوليد بن يزيد الحرس: غيلان ختن أبي معشر (4).

ص: 213


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 335 (ت. العمري).
2- كذا بالأصل، و في تاريخ خليفة بن خيّاط : غيلان ختن أبي معن.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 368 (ت. العمري).
4- في تاريخ خليفة: أبي معن.

حرف الفاء

[ذكر من اسمه] فاتك

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) فاتك

5569 - فاتك بن فضالة بن شريك

ابن سلمان بن خويلد بن سلمة بن عامر بن الحريش (2) بن نمير

ابن والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة

الأسدي الكوفي (3)

وفد على عبد الملك بن مروان، و كان سيّدا جوادا.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الأموي (4)،أخبرني أبو الحسن الأسدي، حدّثنا حماد بن إسحاق عن أبيه، عن أيوب بن عباية قال:

كان فاتك بن فضالة الأسدي كريما على بني أمية، و هو الوافد على عبد الملك بن مروان قبل أن ينهض إلى حرب ابن الزبير، فضمن له عن أهل العراق طاعتهم (5) و تسليم بلادهم إليه، و أن يسلموا مصعبا إذا لقيه، و يتفرقوا عنه، و له يقول الأقيشر في هذه الوفادة:

وفد الوفود فكنت أفضل وافد *** يا فاتك بن فضالة بن شريك

ص: 214


1- زيادة منا للإيضاح.
2- كذا بالأصل: الحريش، بالحاء المهملة، و في تهذيب الكمال:«الجريش» و في تهذيب التهذيب: الحرش.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 31/15 و تهذيب التهذيب 479/4 و ميزان الاعتدال 339/3.
4- الخبر و الشعر في الأغاني 271/11.
5- بالأصل: طاعته، و المثبت عن الأغاني.

5570 - فاتك

أبو شجاع

المعروف بالخازن الإخشيدي (1)

ولي إمرة دمشق، فدخلها يوم الأربعاء لثمان بقين من ذي القعدة سنة خمس و أربعين و ثلاثمائة، و كانت ولايته إياها من قبل أبي القاسم أنوجور (2) و أبي الحسن علي ابني الإخشيد أبي بكر محمّد بن طغج بن جفّ الفرغاني، و كان أبو شجاع هذا شجاعا، و امتدت ولايته.

و بلغني أن فاتكا مات في المحرم سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة لإحدى عشرة ليلة خلت من المحرم بعد أن عزل عن إمرة دمشق بفنك (3) الكافوري، و حمل إلى صيدا، فسأل فيه ابن الشيخ صاحب صيدا فأطلقه فنك فرجع إلى دمشق، فأقام بها أياما ثم مات.

ص: 215


1- ترجمته في أمراء دمشق ص 64 و تحفة ذوي الألباب 367/1 و النجوم الزاهرة 56/4 و الوافي بالوفيات 3/3.
2- ترجمته في أمراء دمشق ص 13 و تحفة ذوي الألباب 349/1.
3- ترجمته في تحفة ذوي الألباب 368/1 و أمراء دمشق ص 84.

ذكر من اسمه فارس

5571 - فارس بن أحمد بن موسى

أبو الفتح الحمصي المقرئ (1)

قرأ على عبد الباقي بن الحسن بن السّقا المقرئ (2).

و حدّث عن أحمد بن محمّد المصري، و عمر بن محمّد الإمام، و عبد اللّه بن الحسين السّامري المقرئ (3)،و محمّد بن الحسن أبي طاهر الأنطاكي (4)،و بشر بن عبد اللّه، و أبي الفرج محمّد بن أحمد بن إبراهيم الشّنبوذي (5)،و أبي القاسم عبد اللّه بن أحمد بن علي بن أبي طالب البرار البغدادي.

روى عنه: أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الدّاني (6).

و اجتاز بدمشق أو بأعمالها عند مضيه إلى مصر.

5572 - فارس بن أحمد

ولي قضاء دمشق نيابة عن قاضيها أبي (7) زرعة محمّد بن عثمان بن زرعة.

ص: 216


1- ترجمته في غاية النهاية 5/2 و معرفة القراء الكبار 379/1 و حسن المحاضرة 492/1.
2- ترجمته في معرفة القراء الكبار 357/1 و غاية النهاية 356/1.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 442/9.
4- ترجمته في غاية النهاية 118/2 و معرفة القراء الكبار 345/1.
5- ترجمته في تاريخ بغداد 271/1.
6- ترجمته في معرفة القراء الكبار 406/1.
7- تقرأ بالأصل: أنبأنا.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنبأنا تمام بن محمّد - إجازة - أنبأنا أبو عبد اللّه بن مروان، حدّثنا ابن فيض قال:

و استخلف أبو زرعة على دمشق أحمد بن المعلّى، و عمر بن أحمد بن علي أبا (1)الحارث، و فارس بن أحمد، فتوفي فارس يعني قبل سنة ست و ثمانين، و بقي أحمد بن المعلّى و أبو الحارث.

5573 - فارس بن الحسن بن منصور

أبو الهيجاء بن البلخي النّبهاني

حدّث بدمشق عن القاضي أبي الحسن عبد العزيز بن محمّد بن داود بن المصحح العسقلاني.

و صنّف كتابا في سيرة أمير الجيوش أبي منصور أنوشتكين..... (2)،و هو والد أبو الوحش..... (3) بن فارس.

روى عنه: عبد العزيز الكتاني (4).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني (5)،أنبأنا الأمير أبو الهيجاء فارس بن الحسن بن منصور النّبهاني بن البلخي، أنبأنا القاضي أبو الحسن عبد العزيز بن محمّد، حدّثنا أبو الحسين علي بن الحسين الفرغاني - بعسقلان - حدّثنا الخرائطي، حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه بن الجنيد، حدّثنا بشر بن أحمد، حدّثنا محمّد بن الزبير الأسدي، عن صالح بن تميم قال: سمعت بريدة الأسلمي يقول:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي:«إنّ اللّه أمرني أن أدنيك و لا أقصيك، و أن أعلّمك، و أن تعي، و إنّ حقا على اللّه أن تعي»، و نزلت: وَ تَعِيَهٰا أُذُنٌ وٰاعِيَةٌ (6) قال: أذن عقلت عن اللّه عزّ و جل.

هذا إسناد لا يعرف، و الحديث شاذ.

ص: 217


1- بالأصل: ابن، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 231/14.
2- بياض بالأصل مقدار كلمتين.
3- اللفظة غير واضحة بالأصل و صورتها:«العنظفر» و لعله: المظفر.
4- الأصل: الكناني، تصحيف.
5- الأصل: الكناني، تصحيف.
6- سورة الحاقة، الآية:12.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو (1) محمّد الكتاني (2) قال:

توفي فارس بن البلخي في المحرم سنة خمس و خمسين و أربعمائة، حدّث عن القاضي أبي الحسن عبد العزيز بن محمّد بن داود بن مصحح العسقلاني، عن علي بن الحسين الفرغاني عن الخرائطي و غيره.

5574 - فارس بن منصور بن عبد اللّه

أبو شجاع البزّاز (3)

روى عن حسين المحاملي.

روى عنه: تمّام بن محمّد.

[أخبرنا أبو محمد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد عن تمام بن محمد] (4) أنبأنا أبو شجاع فارس بن منصور بن عبد اللّه البزار - قراءة عليه - حدّثنا الحسين بن إسماعيل، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم الطفاوي، حدّثنا أبو هارون العبدي قال:

كنا إذا جئنا إلى أبي سعيد الخدري قال: مرحبا بوصية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قلنا: و ما وصية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: قال لأصحابه:«الناس لكم تبع، و سيأتيكم ناس من أقطار الأرض يتفقّهون، فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا، و علّموهم مما علّمكم اللّه»[10404].

قال: و أنبأنا أبو شجاع، حدّثنا الحسين، حدّثنا زياد بن أيوب، حدّثنا محمّد - يعني ابن يزيد - قال مجالد: أخبرنا أبو الودّاك (5) عن أبي سعيد قال:

سألنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن الجنين فقال:«كلوه إن شئتم، ذكاته ذكاة أمّه»[10405].

ص: 218


1- كتبت «أبو» فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- بالأصل: الكناني، تصحيف.
3- كذا بالأصل، و في ت و المختصر: البزار. و سيرد في الخبر التالي: البزار.
4- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن ت لتقويم السند.
5- بالأصل:«أخبرنا عن أبو ذاك».

[ذكر من اسمه] فاضل

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) فاضل

5575 - فاضل بن عبيد اللّه

أبو الكتائب الموصلي

حدّث عن الحسين بن عبد اللّه الرّهاوي.

سمع منه ابن صابر.

قرأت بخط أبي القاسم بن صابر: توفي شيخنا أبو الكتائب فاضل بن عبيد اللّه الموصلي الصائغ رحمه اللّه في ليلة الاثنين الرابع عشر من ذي الحجة سنة سبع و ثمانين و أربع مائة، سمعنا منه كتاب:«منازل المحبة» عن الحسين بن عبد اللّه الرّهاوي عن مصنفه ابن الران و كان عمره فيما قيل: ستة (2) و سبعون سنة.

ص: 219


1- الزيادة منا للإيضاح.
2- كذا بالأصل.

[ذكر من اسمه] فائد

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) فائد

5576 - فائد بن عمارة بن الوليد بن المغيرة

ابن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم القروشي المخزومي (2)

أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و استشهد يوم فحل.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، أنبأنا البنّا، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر بن المخلص، أنبأنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزبير بن بكّار (3) قال:

فولد عمارة بن الوليد بن المغيرة فائدا (4)،و به كان يكنى، و في نسخة أخرى: أمه:

بنت بلعاء بن قيس الكناني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو علي بن المسلمة، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف، حدّثنا الحسن بن علي القطان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطار قال: قال إسحاق ابن بشر:

و كانت وقعة فحل كما زعم بعضهم عن الزهري في سنة ثلاث عشرة في رجب، قال الزهري: و استشهد بها من المسلمين: فائد بن عمارة بن الوليد بن المغيرة، و عبد الرّحمن بن عمارة بن الوليد، و هشام بن عمارة بن الوليد.

ص: 220


1- الزيادة منا للإيضاح.
2- ترجمته في الإصابة 199/3.
3- راجع كتاب نسب قريش للمصعب الزبيري ص 330.
4- الذي في نسب قريش:«عائذا» تصحيف.

[ذكر من اسمه فتح]

5577 - الفتح بن الحسين بن أحمد بن سعدان

أبو نصر الفارقي

سمع السّكن بن محمّد بن جميع.

و حدّث بصيدا عن شيخه أبي الحسن (1) بن زكّار (2) النحوي.

روى عنه: سعيد بن محمّد بن الحسن الإدريسي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنبأنا أبو الفضل يوسف بن الحسن بن إبراهيم المقرئ - بمسجد الفرس بصور - حدّثنا أبو القاسم سعيد بن محمّد بن الحسن بن القاسم الإدريسي المقرئ - بجامع صور - أنبأنا أبو نصر فتح بن الحسين بن أحمد الفارقي، قدم علينا بصيدا، قال: كان عرض لشيخنا أبي الحسن علي بن يحيى بن زكّار الفارقي اللغوي حاجة في بعض قرى ميّافارقين، فأرسل إلى بعض أصدقائه يستعير منه دابّة يركبها، فأنفذ له دابّة بلا سرج، فاستعار سرجا من صديق آخر و مضى لحاجته، فلمّا عاد أرسل بالدابّة إلى صاحبها و معها رقعة فيها هذه الأبيات:

بعثت إليك في أمر مهمّ *** أردت بما أردت به رواجه

فجدت ببعضه و منعت بعضا *** و من حقّ المقصّر أن يواجه

جزاك اللّه عني نصف خير *** فإنك قد مننت بنصف حاجة

ص: 221


1- بالأصل و ت هنا: الحسين، تصحيف، و سيرة في الخبر التالي: أبو الحسن، صوابا.
2- تقرأ بالأصل: ركان، تصحيف.

5578 - الفتح بن خاقان بن عرطوج

5578 - الفتح بن خاقان بن عرطوج (1)

أبو محمّد التركي (2)

قدم دمشق مع المتوكل معادله على جمّازة (3)،ثم نزل بالمزّة (4)،فلما رحل المتوكل عن دمشق ولاها الفتح بن خاقان، فاستخلف بعده كلباتكين (5) التركي و كان أديبا ظريفا، له شعر حسن، و كان من السماحة في الغاية، و كان على خاتم المتوكل، و قتل معه.

حكى عن المتوكل.

روى عنه: أبو زكريا يحيى بن حكيم الأسلمي شيئا من شعره، و أبو العباس محمّد بن يزيد المبرّد، و أحمد بن يزيد المؤدب.

و لم يذكره الخطيب في تاريخه (6).

أخبرنا أبو العزّ السلمي - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا المعافى بن زكريا (7)،حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، أنبأنا محمّد بن القاسم قال:

دخل المعتصم يوما إلى خاقان بن عرطوج (8) يعوده، فرأى الفتح ابنه و هو صبي لم يثغر (9)،فمازحه ثم قال: أيما أحسن، داري أم داركم ؟ فقال الفتح: يا سيدي دارنا إذا كنت فيها أحسن، فقال المعتصم: لا أبرح و اللّه حتى أنثر عليه مائة ألف درهم، ففعل ذلك.

ص: 222


1- كذا بالأصل و ت: عرطوح، بالعين المهملة، و في فوات الوفيات: غرطوج.
2- ترجمته في: مروج الذهب (الفهارس)، و معجم الأدباء 174/16 و فوات الوفيات 177/3 و تاريخ الطبري (الفهارس)، و البداية و النهاية (الفهارس)، و الكامل لابن الأثير (الفهارس) و تاريخ بغداد 389/12 و سير أعلام النبلاء 82/12.
3- الأصل: حماره، تصحيف، و التصويب عن ت. و الجمازة: الناقة السريعة.
4- المزة: من قرى دمشق، بينها و بين دمشق نصف فرسخ (راجع معجم البلدان، و غوطة دمشق لمحمد رد علي).
5- رسمها مضطرب بالأصل، و المثبت عن ت.
6- الذي ورد في تاريخ بغداد 389/12 الفتح بن خاقان وزير المتوكل قتل معه. و كتب مصححه بهامشه:«هذه الترجمة وجدت بهامش الصميصاطية فقط ».
7- الخبر في الجليس الصالح الكافي 269/1.
8- في الجليس الصالح الكافي:«خاقان غرطوج» و بالأصل: عرطوح.
9- لم يثغر أي تنبت أسنانه.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم، حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، حدّثنا أبو العيناء قال: قال الفتح بن خاقان:

غضب عليّ المعتصم ثم رضي عني و قال: ارفع حوائجك لتقضى، فقلت: يا أمير المؤمنين، ليس شيء من عرض الدنيا و إن جلّ يفي برضى أمير المؤمنين و إن قلّ ، فأمر فحشي فمي جوهرا.

أخبرنا أبو الحسين بن كامل، قال: كتب إليّ أبو جعفر بن المسلمة يذكر أن أبا عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني أخبرهم - إجازة - قال:

أبو محمّد الفتح بن خاقان القائد أديب ظريف شاعر، له شعر مليح، و هو الغالب على المتوكل، و المقتول معه، و هو القائل (1):

بني الحب على الجور فلو *** أنصف المعشوق (2) فيه لسمج

ليس يستملح في وصف الهوى *** عاشق يحسن تأليف الحجج

و له (3):

أيها العاشق المعذّب صبرا *** فخطايا أخي الهوى مغفوره

زفرة في الهوى أحطّ لذنب *** من غزاة و حجّة مبرورة

كتب إليّ أبو محمّد بن السّمرقندي، و حدّثنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن عنه، حدّثنا أبو بكر الخطيب، قال: حدّثت عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني، حدّثني أحمد بن محمّد بن الخطيب إمّا هو الجوهري أو المعروف بالمكي عن أبي العباس المبرد قال:

ما رأيت أحرص على العلم من ثلاثة: الجاحظ ، و الفتح بن خاقان، و إسماعيل بن إسحاق القاضي، فأمّا الجاحظ فإنه كان إذا وقع في يده كتاب قرأه من أوّله إلى آخره، أيّ كتاب كان، و أمّا الفتح فكان يحمل الكتاب في حقّه، فإذا قام من بين يدي المتوكل ليبول أو

ص: 223


1- البيتان في معجم الأدباء 184/16 و قال ياقوت الحموي: و هذان البيتان يرويان لعلية بنت المهدي.
2- في معجم الأدباء: المحبوب.
3- البيتان في معجم الأدباء 184/16 و فوات الوفيات 179/3.

ليصلّي أخرج الكتاب فنظر فيه و هو يمشي حتى يبلغ الموضع الذي يريد، ثم يصنع مثل (1)ذلك في رجوعه إلى أن يأخذ مجلسه، و أمّا إسماعيل بن إسحاق فإنّي ما دخلت عليه قطّ إلاّ و في يده كتاب ينظر فيه، أو يقلّب الكتب لطلب كتاب ينظر فيه.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي و غيره عن أبي بكر الخطيب، أنبأنا محمّد بن محمّد بن المظفّر بن السراج، أنبأنا محمّد بن عمران بن موسى المرزباني، أخبرني محمّد بن يحيى، حدّثني يحيى بن البحتري، قال: قال لي أبي:

كان أوّل ما مدحت به الفتح بن خاقان:

هب الدار ردّت رجع ما أنت قائله (2)فأنشدته إياها في سنة ثلاث و ثلاثين بعد أن أقمت شهرا لا أصل إلى إنشاده، و هو مع ذاك يجري عليّ و يصلني، ثم جلس جلوسا عاما و حضرت وحدي، فأنشدته فرأيته يتبسم عند كلّ بيت جيد، فعلمت أنه يعلم الشعر، و كان ذلك أعجب إليّ من جميع ما وصلني به، و كان أول ما اهتز له حين بلغت قولي:

و قد قلت للمعلي إلى المجد طرفه *** دع المجد فالفتح بن خاقان شاغله

أطلّ بنعماه فمن ذا يطاوله *** و عمّ بجدواه فمن ذا يساجله

أمنت به الدّهر الذي كنت اتّقي *** و نلت به القدر الذي كنت آمله

و لمّا حضرنا سدّة الإذن أخّرت *** رجال عن الباب الذي أنا داخله

فأفضيت من قرب إلى ذي مهابة *** أقابل بدر الأفق حين أقابله

فسلّمت و اعتاقت جناني هيبة *** تنازعني القول الذي أنا قائله

فلمّا تأمّلت الطّلاقة و انثنى *** إليّ ببشر آنستني مخايله

دنوت فقبّلت الثّرى (3) من يد امرئ *** جميل محيّاه سباط أنامله (4)

ص: 224


1- بالأصل: بعد، و المثبت عن المختصر.
2- البيت للبحتري، في ديوانه ط بيروت 52/1 مطلع قصيدة يمدح الفتح بن خاقان و يصف دخوله إليه و سلامه عليه، و عجزه: و أبدى الجواب الربع عما تسائله
3- في الديوان: الندى.
4- سباط أنامله أي منبسط الكف، يكنى به أنه كريم و معطاء.

صفت مثل ما يصفو المدام خلاله *** و رقّت كما رقّ النسيم شمائله

قال: فلمّا فرغت سرّه ما سمع، و أمر لي بخمسة آلاف درهم و قال: أمير المؤمنين يخرج إلى المصلّى لصلاة الفطر و يخطب، فاعمل شعرا تنشده إيّاه إذا رجع، فلما جاء الفطر و ركب و رجع أوصلني إليه، فدخلت فأنشدته:

أبرّ على الأنواء نائلك الغمر (1)

فلما بلغت قولي:

و حال عليك الحول بالفطر مقبلا *** فباليمن (2) و الإقبال (3) قابلك الفطر

لعمري لئن زرت (4) المصلّى بجحفل *** يرفرف في أثناء راياته النّصر

عليك ثياب المصطفى و وقاره *** و أنت به أولى إذا حصحص الأمر

و لمّا صعدت المنبر اهتزّ و اكتسى *** ضياء و إشراقا كما سطع الفجر

بهرت قلوب السامعين بخطبة *** هي الزّهر المبثوث و اللؤلؤ النّثر

فما ترك المنصور نصرك عندها *** و لا خانك السّجّاد فيها و لا الحبر

جزيت جزاء المحسنين عن الهدى *** و تمّت لك النّعمى و طال لك العمر

فقال المتوكل للفتح: هذا شاعرك، فجعل يصفني له، ثم حاوره، فعلمت أنه في صلتي إلى أن أمر لي بعشرة آلاف درهم، فأخذتها من وقتي و خصصت بالفتح حتى كنت أشفع للناس إليه، ثم صيّرني بعد في جلساء المتوكل.

قال المرزباني: أما القصيدة الأولى فأنشدنيها أبو عبد اللّه الحكيمي، و عبد اللّه بن جعفر قالا: أنشدنا البحتري.

قال: و أنبأنا المرزباني، أنشدني أبو بكر الصولي، حدّثني الحسين بن علي، حدّثني البحتري قال:

كنت أمدح المتوكل بمثل مدائحي في الفتح بن خاقان مقويا لفظي غير مرسل نفسي،

ص: 225


1- مطلع قصيدة للبحتري في ديوانه ط بيروت 54/2 و 341 قالها يمدح المتوكل على اللّه. و عجزه: و بنت بفخر ما يشاكله فخر
2- بالأصل: فاليمن، و المثبت عن الديوان.
3- في الديوان: و الإيمان.
4- في الديوان 55/2 «لقد ذدت» و فيه 342/2 لقد زرت.

فقال لي الفتح:- و كان و اللّه ما علمت قوي الأدب حسن المعرفة بالشعر - ليس بك حاجة في مدح أمير المؤمنين إلى مثل هذا، ليّن كلامك حتى يفهم عنك، فإنه يلذّ ما يفهم، فعلمت أنه قد نصحني فمدحته بأشعاري التي فيها (1):

لي حبيب قد لجّ في هجري جدّا *** و أعاد الصّدود منه و أبدا

و منها قولي (2):

لم لا ترقّ لذل عبدك *** و خضوعه فتفي بوعدك

و منها قولي (3):

عن أي ثغر تبتسم *** و بأيّ طرف تحتكم (4)

فحظيت عنده و قربت من قلبه، و توفّرت علي صلاته.

قال: و أنبأنا المرزباني، أخبرني محمّد بن يحيى، حدّثني أحمد بن عبد الرّحمن، حدّثني وهب بن وهب، حدّثني البحتري (5) قال: قال لي المتوكل: قل فيّ شعرا، و في الفتح، فإني أحبّ أن يحيا معي و لا أفقده فيذهب عيشي، و لا يفقدني فيذلّ ، فقل في هذا المعنى، فقلت أبياتي (6):

سيّدي أنت كيف أخلفت و عدي *** و تثاقلت عن وفاء بعهدي

فقلت فيها:

لا أرتني الأيام فقدك يا فتح *** و لا عرّفتك ما عشت فقدي

أعظم الرزء أن تقدّم قبلي *** و من الرزء أن تؤخر بعدي

حسدا أن تكون إلفا لغيري *** إذا تفردت بالهوى فيك وحدي

فقتلا معا و كنت حاضرا فربحت هذه الضربة - و أومأ إلى ضربة في ظهره - فقال:

أحسنت و اللّه يا بحتري، و جئت بما في نفسي لما أنشدته من أمر الفتح، و أمر لي بألف دينار.

ص: 226


1- مطلع قصيدة في ديوان البحتري ط بيروت 22/1 يمدح المتوكل على اللّه.
2- مطلع قصيدة في ديوان البحتري ط بيروت ص 14/1 يمدح المتوكل.
3- مطلع قصيدة، ديوانه 15/1 يمدح المتوكل.
4- الأصل: تحتلم، و المثبت عن الديوان.
5- الخبر و الأبيات في معجم الأدباء 178/16-179 و فوات الوفيات 178/3.
6- الأبيات في ديوانه 218/1-219.

و قال غير وهب الراوي للخبر: قال البحتري:

قد كنت عملت هذه الأبيات في غلام لي كنت أكلف به، فلمّا أمرني المتوكل بما أمر تنحيت فقلت الأبيات و أريته أنّي عملتها في وقتي، و ما غيّرت فيها إلاّ لفظة واحدة، فإنّي كنت قلت:

لا أرتني الأيام فقدك ما عشت

فجعلته: يا فتح.

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاّف، و أخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو[ (1) الحسن بن العلاّف.

قالا: أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أحمد بن إبراهيم، أنبأنا محمّد بن جعفر،] حدّثنا العباس بن الفضل الربعي، حدّثنا ابن الجهم (2) قال:

إنّي عند المتوكل يوما و الفتح جالس، إذ قيل له: فلان النّخّاس (3) بالباب، فأذن له، فدخل و معه وصيفة، فقال له أمير المؤمنين: ما صناعة هذه ؟ قال: تقرأ بألحان، فقال الفتح:

اقرئي لنا خمس آيات، فاندفعت تقول:

قد جاء نصر اللّه و الفتح *** و شق عنا الظلمة الصبح

خدين ملك و رجا دولة *** و همه الإشفاق و النصح

الليث إلا أنه ماجد *** و الغيث إلا أنه سمح

و كل باب للندى مغلق *** فإنما مفتاحه الفتح

قال: فو اللّه لقد دخل أمير المؤمنين من السرور ما قام إلى الفتح، فوقع عليه يقبّله، و وثب الفتح يقبّل رجله، فأمر أمير المؤمنين بشرائها، و أمر لها بجائزة و كسوة، و بعث بها إلى الفتح، فكانت أحظى جواريه عنده، فلما قتل الفتح رثته بهذه الأبيات:

ص: 227


1- ما بين الرقمين مكرر بالأصل.
2- الخبر و الشعر في معجم الأدباء 185/16 من طريق أبي بكر محمد بن جعفر الخرائطي بسنده إلى علي بن الجهم.
3- الأصل: النحاس، و المثبت عن معجم الأدباء.

قد قلت للموت حين نازله *** و الموت مقدامة على البهم (1)

لو قد (2) تبيّنت ما فعلت إذا *** قرعت سنّا عليه من ندم

فاذهب بمن شئت إذ ذهب به *** ما بعد الفتح للموت من ألم (3)

و لم تزل تبكي عليه و تنوح حتى ماتت.

و ذكر أبو العباس محمّد بن يزيد المبرّد قال: أنشد الفتح بن خاقان (4):

لست منّي و لست منك فدعني *** و امض عنّي مصاحبا بسلام

و إذا ما شكوت ما بي قالت *** قد رأينا خلاف ذا في المنام

فزاد الفتح في الشعر:

لم تجد علّة تجنّى بها الذنب *** فصارت تعتلّ بالأحلام

قال المبرّد: و سمعت الفتح ينشد قبل أن يقتل بساعات:

و قد يقتل الغتميّ (5) مولاه غيلة *** و قد ينبح الكلب الفتى و هو غافل

5579 - الفتح بن شخرف بن داود بن مزاحم

أبو نصر الكشّي (6) الصوفي (7)

حدّث عن أبي شرحبيل عيسى بن خالد الحمصي ابن أخي أبي اليمان، و محمّد بن خلف أبي نصر العسقلاني، و محمّد بن عبد الملك بن زنجويه (8)،و رجاء بن مرجّى المروزي (9) الحافظ ، و جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، و الجارود بن معاذ الترمذي، و نصر بن

ص: 228


1- البهم مفردها بهمة، و هو الشجاع الذي لا يدرى كيف يؤتى لشدة بأسه.
2- سقطت من معجم الأدباء.
3- كذا عجزه بالأصل، و وزنه مضطرب، و في معجم الأدباء: ما بعد فتح للموت من ألم و هو صحيح الوزن.
4- الخبر و الأبيات في معجم الأدباء 175/16-176.
5- الغنمي: من لا يفصح شيئا، و الغتمة: العجمة في المنطق (راجع اللسان: غتم).
6- الكشي: بفتح الكاف و تشديد الشين المعجمة: هذه النسبة إلى كش، قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان على الجبل كما في الأنساب، و في تاريخ بغداد الكسي بالسين المهملة.(و انظر معجم البلدان: كس و كش).
7- ترجمته في تاريخ بغداد 384/12.
8- ترجمته في سير أعلام النبلاء 346/12.
9- ترجمته في سير أعلام النبلاء 98/12.

الصباح، و إسحاق بن الجرّاح الأذني، و محمّد بن يزيد بن سنان الرّهاوي، و طاهر بن عبد الملك المصّيصي.

روى عنه: أحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني، و شعيب بن محمّد بن الراجيان، و محمّد بن أحمد الحكيمي، و أبو محمّد الجروي (1)،و أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق، و أبو بكر النّجّاد، و عبد اللّه بن علي العمري الموصلي، و أبو طلحة أحمد بن محمّد بن عبد الكريم الفزاري البصري، و أبو عثمان سعيد بن الحكم الدمشقي، و أبو بكر محمّد بن السّري ابن عثمان التمار.

و قدم دمشق.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا - أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أخبرني أبو سعد الماليني - قراءة-.

ح و أخبرنا أبو الأسعد هبة الرّحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم (3)،أخبرتنا جدتي فاطمة بنت الأستاذ أبي علي الحسن بن علي الدقاق قالت: أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن أحمد الماليني.

حدّثنا أبو الحسن حامد بن إدريس بن محمّد بن أحمد (4) بن إدريس الموصلي - بها - حدّثنا عبد اللّه بن علي العمري، و حدّثنا فتح بن شخرف، حدّثنا محمّد بن يزيد بن سنان، حدّثنا محمّد بن أيوب، عن ميمون بن مهران، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قلّ ما يوجد في آخر أمّتي درهم من حلال، أو أخ يوثق به»[10406].

اللفظ للخطيب.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، أنبأنا أبو بكر (5) محمّد بن يحيى بن إبراهيم، أنبأنا أبو عبد الرّحمن (6) السلمي، أنبأنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا محمّد بن السّري بن عثمان التّمّار، حدّثنا أبو نصر الفتح بن شخرف، حدّثنا أبو شرحبيل عيسى بن

ص: 229


1- كذا بالأصل و ت، و في تاريخ بغداد: الجريري.
2- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 385/12.
3- قارن مع مشيخة ابن عساكر 238/أ.
4- «بن أحمد» اللفظتان سقطتا من تاريخ بغداد.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 398/18.
6- بالأصل و ت: أنبأنا أبو بكر عبد الرحمن، خطأ، راجع الحاشية السابقة.

خالد، حدّثنا الفريابي، حدّثنا سفيان الثوري عن أبي بكر بن عيّاش، حدّثنا هشام بن حسان، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تسحّروا فإن في السحور بركة»[10407].

أخبرنا أبو الحسن المالكي، حدّثنا أبو منصور العطار، أنبأنا أبو بكر الخطيب (1)،أنبأنا إبراهيم بن مخلد المعدل، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، حدّثنا الفتح بن شخرف - أبو نصر - قال: سمعت محمّد بن خلف العسقلاني قال: سمعت محمّد بن يوسف الفريابي يقول:

لقد بلغني أنّ الذين كسروا رباعية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لم يولد لهم صبي فنبتت (2) لهم رباعية.

قال (3):و أخبرني الحسن بن محمّد الخلاّل، حدّثنا يوسف بن عمر القواس، حدّثنا أحمد بن علي الجوزجاني، حدّثنا أبو نصر فتح بن شخرف، حدّثنا نصر بن الصباح، حدّثنا خالد بن يزيد القسري (4) عن أبي حمزة الثّمالي عن أبي جعفر قال:

أكل عليّ بن أبي طالب يوما تمر دقل (5) ثم شرب عليه ماء، ثم ضرب بيده بطنه و قال:

من أدخله بطنه النار فأبعده اللّه، ثم تمثّل:

إنّك مهما تعط نفسك سؤلها *** و فرجك نالا منتهى الذّمّ أجمعا (6)

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أبي نصر بن أبي القاسم - يعرف بهاجر - أنبأنا عباس الدّاراني، و أبو زيد، و أبو منصور المصقليان - سماعا و إجازة - قالوا: أنبأنا أبو منصور معمر ابن أحمد بن محمّد بن زياد الأصبهاني العارف، أخبرني أبو بكر أحمد بن منصور المذكّر، قال: و سمعته - يعني أحمد بن محمّد الدقاق - يقول: سمعت محمّد بن محمّد المرجاني يقول: أنبأنا أبو العباس أحمد بن عيسى المعروف بابن الوشّاء، حدّثنا أبو عثمان سعيد بن الحكم الدمشقي صاحب ذي النون قال:

ص: 230


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 385/12.
2- بالأصل:«فينبت» و إعجامها ناقص في ت، و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 384/12-385.
4- بالأصل: القيسري، و المثبت عن ت و تاريخ بغداد.
5- الدقل: أردأ أنواع التمر (راجع تاج العروس: دقل).
6- البيت لحاتم الطائي، في ديوانه ط بيروت ص 68 و فيه: تعط بطنك سؤله.

سمعت الفتح بن شخرف يقول: كنت في جامع دمشق و القاسم الجوعي و أبو تراب النّخشبي، و أحمد بن أبي الحواري جلوس، فحدّث أبو تراب أنه رأى شابا في البادية فقال له: من أين زادك ؟ قال: فأخرج مصحفا، فإذا فيه مكتوب كهيعص فقلت له: ما هذا؟ فقال: كاف من كافي (1)،و هاء من هادي (2)،فيحتاج مع هذا إلى زاد.

أخبرنا أبو الحسن الفارسي في كتابه، أنبأنا أبو بكر المزكّي، حدّثنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال في كتاب تاريخ الصوفية:

فتح بن شخرف بن داود من قدماء المشايخ، خراساني الأصل يقال: إنه من كسّ (3)و كنيته أبو نصر، و أسند الحديث.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):قال:

الفتح بن شخرف بن داود بن مزاحم أبو نصر الكسّي (5)،كان أحد العباد السيّاحين، ثم سكن بغداد و حدّث بها عن رجاء بن مرجّى المروزي كتاب السنن، و عن أبي شرحبيل عيسى ابن خالد ابن أخي أبي اليمان (6) الحمصي، و جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، و محمّد بن خلف العسقلاني، و الجارود بن سنان التّرمذي، و محمّد بن عبد الملك بن زنجويه و غيرهم، روى عنه أحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني، و شعيب بن محمّد بن الراجيان، و أبو محمّد الجريري (7)،و محمّد بن أحمد الحكيمي، و أبو عمرو بن السّمّاك، و أحمد بن سلمان النّجّاد و غيرهم، و كان قليل المسانيد، كثير الحكايات.

قال الخطيب (8):أخبرني محمّد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق، و علي بن أحمد الرّزّاز، قال محمّد: حدّثنا، و قال علي: أنبأنا أحمد بن سلمان النّجّاد، حدّثنا الفتح بن

ص: 231


1- كذا بالأصل و ت، بإثبات الياء فيهما.
2- كذا بالأصل و ت، بإثبات الياء فيهما.
3- بالأصل:«ركس» تصحيف، و المثبت عن ت. كذا وردت فيها بالسين المهملة. راجع ما تقدم بشأنها و راجع معجم البلدان.
4- تاريخ بغداد لأبي بكر الخطيب 384/13.
5- كذا بالأصل و ت و تاريخ بغداد: الكسي، بالسين المهملة.
6- بالأصل و ت: اليمن، و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- بالأصل و ت: الحريري، و المثبت عن تاريخ بغداد.
8- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 384/12.

شخرف العابد، قال: سمعت أبا بكر بن زنجويه يقول: سمعت عبد الرزّاق يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: لوهيب بن الورد - و هو ينظر إلى الكعبة-: و ربّ هذه البنية إنّي لأحب الموت، فقال له وهيب: و لم يا أبا عبد اللّه ؟ قال: فقال سفيان: يا أبا أمية يستقبلك أمور عظام (1).

قال الخطيب (2):و أخبرنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدل، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا الفتح بن شخرف العابد قال: سمعت إسحاق بن الجرّاح يقول: سمعت الهيثم ابن جميل يقول: بلغني عن رجل أنه يكذب، فغدوت إليه لأنكر عليه، قال: فرأيته و قد ضمّ صبيا إلى صدره و قبّله، فرقّ قلبي، و لم أقدر أن أقول له، ثم قال: حدثنا (3) فضيل بن عياض عن سفيان الثوري عن منصور قال: إنّ الرجل ليسقيني شربة من ماء، كأنّ ضلعا من أضلاعي دقه.

قال (4):و حدّثني الأزهري، حدّثني عبيد اللّه (5) بن إبراهيم القزاز، حدّثنا جعفر بن محمّد الخواص، حدّثني أبو محمّد الجريري (6)،قال:

قال لي فتح بن شخرف: من إعجابي بكلّ شيء جيد عندي، قلم كتبت به أربعين سنة، كنت أكتب به بالنهار، و أكتب به بالليل، و كانت دارنا واسعة، فكنت أكتب في القمر حتى يرتفع، و أقعد على سلم في دارنا أرتقي عليه مرقاة مرقاة حتى ينتهي السلم، فإذا تشعّث (7)رأس القلم قططته، و هو عندي، فأخرج إليّ أنبوبة صفراء (8)،و أخرج القلم منها، فأرانيه.

قال (9):و أنبأنا علي بن أبي علي المعدل، حدّثنا أبو الفضل (10) عبيد اللّه بن عبد

ص: 232


1- قوله:«يستقبلك أمور عظام» مكرر في تاريخ بغداد.
2- الخبر في تاريخ بغداد 385/12.
3- بالأصل: حدثت، و اللفظة غير واضحة في ت لسوء التصوير و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 385/12-386.
5- كذا بالأصل و ت، و في تاريخ بغداد: عبد اللّه.
6- بالأصل و ت: الحريري، و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- الأصل:«قشعت» و اللفظة مضطربة في ت، و المثبت عن تاريخ بغداد.
8- كذا بالأصل و ت، و في تاريخ بغداد: أنبوبة صفر.
9- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 385/12.
10- الأصل:«الفضيل» تصحيف، و المثبت عن ت و تاريخ بغداد.

الرّحمن الزهري، حدّثنا أبو طلحة أحمد بن محمّد بن عبد الكريم الفزاري، حدّثنا فتح بن شخرف - أبو نصر الخراساني و كان من العابدين - حدّثني طاهر بن عبد الملك المصّيصي قال:

سمعت أبي يقول: سمعت الفضيل بن عياض يقول: أنا منذ عشرين سنة أطلب رفيقا إذا غضب لم يكذب عليّ .

قال (1):و أنبأنا إسماعيل بن أحمد الحيري، حدّثنا محمّد بن الحسين السلمي.

ح و أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر المزكّي، أنبأ أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين.

قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن علي بن زياد يقول: سمعت محمّد بن المسيّب يقول: قال الإمام أحمد بن حنبل: ما أخرجت خراسان مثل الفتح بن شخرف.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا - أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكي، حدّثنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزهري قال: سمعت أبا الطّيّب المعلم يقول: سمعت ابن (3) البربهاري يقول: سمعت فتح ابن شخرف يقول: رأيت ربّ العزة تعالى في النوم، فقال لي: يا فتح احذر لا آخذك على غرة، قال: فهمت في الجبال سبع سنين.

قال (4):و أنبأنا محمّد بن محمّد بن علي الشروطي، حدّثنا المعافى بن زكريا الجريري، حدّثنا الليث بن محمّد بن الليث المروزي، قال: سمعت فارس بن إبراهيم (5) المشرقي يقول: حدّثني محمّد بن عمر بن فارس قال: سمعت فتح بن شخرف يقول: كنت بأنطاكية و بها جبل يقال له المطل، فنويت أن أصعد إليه و لا أزال حتى أختم القرآن - أو أتعلّم القرآن - فحملتني عيني فنمت، فبينا أنا نائم إذا بشخصين، فقلت للذي يقرب مني: من أنت يا هذا؟ فقال لي: من ولد آدم، قال: قلت: كلنا من ولد آدم، فما الذي وراءك ؟ قال: علي بن أبي طالب قال: قلت له: أنت قريب منه و لا تسأله، قال: أخشى أن يقول الناس: إنّي رافضي،

ص: 233


1- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 387/12.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 387/12.
3- كذا بالأصل و ت، و لفظة:«ابن» سقطت من تاريخ بغداد.
4- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 386/12.
5- بالأصل و ت:«فارس بن محمد إبراهيم» و المثبت عن تاريخ بغداد.

قال: قلت: دعني أقرب منه فيقولوا: إني رافضي، فتنحى من مكانه و قعدت فيه، فقلت: يا أمير المؤمنين كلمة خير شيء؟ فقال لي: نعم، صدقة المؤمن بلا تكلّف و لا ملل، قلت:

زدني يا أمير المؤمنين، قال: تواضع الغني للفقير رجاء ثواب اللّه، قلت: زدني يا أمير المؤمنين، قال: و أحسن من ذلك ترفع الفقير على الغني ثقة باللّه، قلت: زدني يا أمير المؤمنين، فبسط كفه، فإذا فيه مكتوب:

كنت ميتا فصرت حيا *** و عن قليل تعود ميتا

أعيا بدار الفناء بيت *** فابن بدار البقاء بيتا

قال (1):ثم انتبهت.

قال: و حدّثني عبد العزيز الأزجي قال: سمعت أبا بكر المفيد يقول: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه - صاحب بشر بن الحارث - يقول: قال لي الفتح بن شخرف: رأيت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب في النوم، فقلت: يا أمير المؤمنين علّمني شيئا حسنا، قال:

فبسط كفه فإذا فيه مكتوب سطران، فقرأتهما فإذا هما: ما رأيت أحسن من تواضع الغني للفقير يطلب (2) ثواب اللّه عزّ و جل، و أحسن من ذلك تيه الفقير على الغني ثقة باللّه.

قال (3):و حدّثني عبد العزيز بن علي الأزجي، حدّثنا علي بن عبد اللّه بن الحسن الهمذاني (4)،حدّثنا محمّد بن أحمد بن حفص قال: سمعت رويم بن أحمد يقول:

لقيني يوما الفتح بن شخرف فقال لي: يا أبا محمّد، أنت أمين اللّه على نفسك، لا ترى علي شيئا أنت محتاج إليه، و لا عندي شيئا تزحمك الحاجة إليه، فتتخلف عن أخذه.

قال (5):و أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه (6) الحنّائي، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي - إملاء - حدّثنا أبو محمّد الجريري (7) قال: قال أبو نصر العابد - و هو الفتح بن

ص: 234


1- يعني أبا بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 386/12.
2- بالأصل و ت:«طلب»، و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 386/12.
4- الأصل و ت: الهمداني، بالدال المهملة، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- تاريخ بغداد 387/12.
6- الأصل و ت: عبيد اللّه، و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- الأصل و ت: الحريري، و التصويب عن تاريخ بغداد.

شخرف:- قال لي محمّد بن زهير القزاز: رأيت قتيلا في بلاد الروم بعد انصرافنا من المعركة:

صريع رماح تحجل الطير حوله *** قتيل أصابت نفسه ما تمنّت

قال: فقال لي: أنا أعرف رجلا مكتوب على عضو من أعضائه: للّه، و و اللّه ما كتبها كاتب.

قال أبو محمّد الجريري (1):قلت له: هذا حبيس، قال: فضحك.

أخبرنا أبو الحسن الفارسي في كتابه، أنبأنا أبو بكر المزكي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سمعت أبا سعيد السّجزي يقول: سمعت جعفر بن محمّد يقول: غسله أبو محمّد الجريري (2) و كان الشّبلي (3) يصب عليه الماء، فرأى في يديه كتابة: خلقه للّه.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، حدّثنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (4)، أنبأنا عبد العزيز بن علي الأزجي، أنبأنا علي بن عبد اللّه الهمذاني (5)،حدّثنا محمّد بن جعفر قال: سمعت أبا محمّد الجريري (6) يقول: غسّلنا الفتح بن شخرف، فرأينا على فخذه مكتوبا: لا إله إلاّ اللّه فتوهمناه مكتوبا، فإذا عرق داخل الجلد.

قال (7):و أنبأنا محمّد بن عبد اللّه (8) الحنّائي، حدّثنا جعفر الخلدي قال: سمعت أبا (9)محمّد (10) الجريري (11) يقول: غسلت الفتح بعد وفاته فرأيت على باطن فخذه بالبياض: للّه.

قال (12):و أنبأنا أحمد بن علي التوزي، حدّثنا الحسن بن الحسين الفقيه الشافعي قال:

سمعت جعفر الخلدي يقول: سمعت أبا محمّد الجريري (13) يقول: غسلت الفتح بن شخرف فقلبته على يمينه، فإذا على فخذه الأيمن مكتوب: خلقة، للّه، كتابة بيّنه.

ص: 235


1- الأصل و ت: الحريري، و التصويب عن تاريخ بغداد.
2- الأصل و ت: الحريري، و التصويب عن تاريخ بغداد.
3- هو أبو بكر دلف بن جحدر ترجمته في سير أعلام النبلاء 367/15 و الشبلي: بكسر الشين المعجمة، و سكون الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى قرية من قرى أشروسنة - بلدة عظيمة وراء سمرقند - يقال لها: الشبلية.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 387/12.
5- الأصل: الهمداني، بالدال المهملة تصحيف، و التصويب عن ت و تاريخ بغداد.
6- الأصل و ت: الحريري، و التصويب عن تاريخ بغداد.
7- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 387/12-388.
8- بالأصل و ت: عبيد اللّه، و المثبت عن تاريخ بغداد.
9- بالأصل:«أنبأنا» و المثبت عن ت و تاريخ بغداد.
10- لفظة «محمد» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
11- الأصل و ت: الحريري، و التصويب عن تاريخ بغداد.
12- تاريخ بغداد 388/12.
13- الأصل و ت: الحريري، و التصويب عن تاريخ بغداد.

قال جعفر: و رأيت أبا فتح بن شخرف هذا و كان رجلا صالحا زاهدا لم يأكل الخبز ثلاثين سنة، و كان له أخلاق حسنة، و كان يطعم الفقراء و من يزوره من الأصحاب الطعام الطيّب، و كان حسن العبادة و الزهد و الورع.

قال (1):و حدّثنا الجوهري، أنبأنا محمّد بن العباس، حدّثنا أحمد بن جعفر بن محمّد ابن عبيد اللّه المنادي قال:

مات أبو نصر الفتح بن شخرف الكسّي (2) المروزي بالجانب الغربي من بغداد، و دفن في المقبرة التي بين باب حرب و باب قطربل، و كان من المشهورين بالورع و الصلاح إلى آخر عمره.

قال (3):و أنبأنا محمّد بن عبد الواحد، أنبأنا محمّد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي - و أنا أسمع:- و توفي أبو نصر الفتح بن شخرف المروزي في الجانب الغربي من مدينتنا في (4) آخر درب سليمان بن أبي (5) جعفر حيال الجسر الأعلى ليلة الثلاثاء، و دفن يوم الثلاثاء النصف من شوال سنة ثلاث و سبعين - يعني: و مائتين - في المقبرة التي ما بين باب قطربل و باب حرب، صلّى عليه بدر المغازلي (6).

قال (7):و أنبأنا إسماعيل الحيري.

ح و أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر المزكي، قالا:

أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: سمعت محمّد بن شاذان يقول: سمعت محمّد بن السائب يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم بن هانئ يقول: لما مات فتح بن شخرف بن داود ببغداد صلّى عليه ثلاثا (8) و ثلاثين مرة أقل قوم كانوا يصلّون عليه كانوا يعدون خمسة و عشرين (9) ألفا، إلى ثلاثين ألفا.

ص: 236


1- الخبر في تاريخ بغداد 388/12.
2- كذا بالأصل هنا، و تاريخ بغداد:«الكسي» بالسين المهملة، و في ت: الكشي.
3- القائل: أبو بكر الخطيب، تاريخ بغداد 388/12.
4- بالأصل: و آخر، و المثبت:«في آخر» عن ت و تاريخ بغداد.
5- كذا بالأصل و ت، و في تاريخ بغداد: سليمان بن جعفر.
6- هو بدر بن المنذر، أبو بكر البغدادي المغازلي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 490/13.
7- القائل أبو بكر الخطيب، تاريخ بغداد 388/12.
8- بالأصل: ثلاث، و المثبت عن ت و تاريخ بغداد.
9- بالأصل:«خمسة و عشرون» و المثبت عن ت و تاريخ بغداد.

5580 - الفتح بن عبد اللّه

أبو علي التميمي

حدّث عن أبي نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن الجبّان.

روى عنه: علي بن محمّد الحنّائي.

قرأت بخط أبي الحسن الحنّائي، أنبأنا أبو علي فتح بن عبد اللّه التميمي، حدّثنا عبد الوهّاب بن عبد اللّه الوكيل، حدّثنا محمّد بن موسى القرشي، حدّثنا أبو قصي إسماعيل بن محمّد العذري، و أبو علي إسماعيل بن محمّد بن قيراط ، قالا: حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا محمّد بن مسروق، حدّثنا إسحاق بن الفرات، حدّثنا الليث بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم ردّ اليمين على طالب الحق[10408].

أخبرناه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمّام بن محمّد، حدّثنا أحمد بن سليمان بن حذلم من حفظه، حدّثنا أبي سليمان بن أيوب بن حذلم، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا محمّد بن مسروق، حدّثنا إسحاق بن الفرات الكندي، عن الليث بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يردّ اليمين على طالب الحقّ [10409].

5581 - الفتح بن الوليد بن يزيد

ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم (1)

أمه أم ولد، له ذكر.

تقدم ذكره في ترجمة أخيه عثمان بن الوليد (2)،و كان لفتح عقب فيما بلغني.

5582 - الفتح بن يزيد الأفقم

ابن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

له ذكر.

ص: 237


1- راجع نسب قريش للمصعب ص 167.
2- تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 40/40 رقم 4647.

[ذكر من اسمه] [فحل]

اشارة

[ذكر من اسمه] (1)[فحل] (2)

5583 - فحل بن تميم المقرئ

ولي إمرة دمشق في زمن منصور الملقّب بالحاكم بعد هلاك جيش ابن الصّمصامة (3)، و هلك جيش في ربيع الآخر سنة تسعين و ثلاثمائة فلبث فحل أميرا عليها شهورا، ثم هلك في هذه السنة، فولي علي بن جعفر بن فلاح (4) فقدمها يوم السبت ليومين بقيا من شوال سنة تسعين و ثلاثمائة.

ص: 238


1- زيادة منا للإيضاح.
2- زيادة عن ت.
3- هو جيش بن محمد بن الصمصامة، أبو الفتوح. تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 345/11 رقم 1105.
4- ترجمته في تحفة ذوي الألباب 8/2 و أمراء دمشق ص 56.

[ذكر من اسمه] فديك

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) فديك

5584 - فديك بن سلمان

- و يقال: ابن سليمان - بن عيسى

أبو عيسى العقيلي القيسراني (2)

روى عن الأوزاعي، و سمع منه ببيروت، و مسلمة بن عليّ الخشني.

روى عنه: العباس بن الوليد بن صبح، و إبراهيم بن الوليد بن سلمة الطبراني، و محمّد ابن المتوكل العسقلاني، و أبو مسعود أحمد بن الفرات، و عمرو بن ثور القيسراني، و محمّد بن يحيى الرّملي، و عبد اللّه بن راشد الدّمشقي، و إبراهيم بن أبي سفيان القيسراني، و محمّد بن يحيى الرّملي، و عبد اللّه بن راشد الدمشقي، و إبراهيم بن معاوية بن أبي سفيان القيسراني.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا طاهر الفقيه، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسين القطان، حدّثنا أبو الأزهر، حدّثنا فديك بن سليمان، حدّثنا الأوزاعي، عن الزّهري، عن صالح بن بشير بن فديك قال:

جاء فديك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال: يا رسول اللّه إنّهم يزعمون أنّ من لم يهاجر هلك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا فديك، أقم الصلاة، و آت الزكاة، و اهجر السوء، و اسكن من أرض قومك حيث شئت».

ص: 239


1- زيادة منا.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 36/15 و تهذيب التهذيب 479/4 و التاريخ الكبير 136/7 و الجرح و التعديل 89/7 و الأنساب (القيسراني). و القيسراني بفتح القاف و سكون الباء تحتها نقطتان و فتح السين المهملة و الراء و بعد الألف نون، كما في اللباب. و هذه النسبة إلى قيسارية: بلدة على ساحل بحر الروم كما في الأنساب.

قال: و أظن أنه قال:«تكن مهاجرا». [10410] أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أحمد بن الحسن بن محمّد الأزهري، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنبأنا أبو حامد بن الشرقي، حدّثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا فديك بن سلمان العقيلي، حدّثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن صالح بن بشير بن فديك قال:

خرج فديك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال: يا رسول اللّه إنّهم يزعمون: أنه من لم يهاجر هلك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا فديك أقم الصلاة، و آت الزكاة، و اهجر السوء، و اسكن من أرض قومك حيث شئت»[10411].

و أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا عبد الرّحمن بن يحيى، حدّثنا أبو مسعود.

ح قال: و أنبأنا أحمد بن عبد الرحيم - بقيسارية - حدّثنا عمرو بن ثور.

قالا: حدّثنا فديك بن سليمان، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن صالح بن بشير بن فديك قال:

جاء فديك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: إنّهم يقولون: من لم يهاجر هلك، فقال:«يا فديك، أقم الصلاة، و آت الزكاة، و اهجر السوء، و اسكن من أرض قومك حيث شئت»[10412].

قال: و أنبأنا أحمد بن عبد الرحيم القيسراني، حدّثنا عمرو بن ثور - يعني الجذامي (1)- حدّثنا فديك بن سليمان العقيلي أبو عيسى، حدّثني الأوزاعي، حدّثني الزّهري، عن صالح بن بشير بن فديك، عن فديك.

أنه خرج إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالوا: يا رسول اللّه إنّهم يزعمون أنه من لم يهاجر هلك، فذكر الحديث.

قال ابن مندة: رواه إسحاق بن إسماعيل بن مخلد، عن عبد اللّه بن راشد، عن فديك، عن الزّهري، عن صالح بن بشير مرسلا و متصلا من وجه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو القاسم عيسى

ص: 240


1- غير واضحة و بدون إعجام بالأصل و صورتها:«الحدانى» و اللفظة غير واضحة في ت لسوء التصوير، و المثبت عن تهذيب الكمال.

ابن علي، أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا منصور بن أبي مزاحم، حدّثنا يحيى بن حمزة، عن محمّد بن الوليد، عن الزهري، عن صالح بن بشير بن فديك.

أن فديكا أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه إنّهم يزعمون أنّ من لم يهاجر هلك، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا فديك أقم الصلاة، و آت الزكاة، و اهجر السوء، و اسكن من أرض قومك حيث شئت»[10413].

قال أبو القاسم البغوي: و قد روي هذا الحديث من وجه آخر متصلا، و لا أعلم لفديك حديثا غير هذا.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو حامد الأزهري، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا أبو حامد بن الشّرقي، أنبأنا محمّد بن يحيى، حدّثنا عبد اللّه بن عبد الجبّار الخبائري، حدّثنا الحارث بن عبيدة، عن محمّد بن الوليد الزّبيدي، عن الزّهري، عن صالح بن بشير بن فديك قال:

أتى فديك النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه إنّهم يقولون: أنه من لم يهاجر هلك، قال:«يا فديك أقم الصلاة، و آت الزكاة، و اهجر السوء، و انزل حيث شئت من أرض قومك»[10414].

و رواه معمر عن الزهري، فأفسد إسناده.

أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا الأزهري، أنبأنا ابن حمدون، أنبأنا ابن الشّرقي، أنبأنا محمّد بن يحيى، حدّثنا عبد الرزّاق، أنبأنا معمر (1)،عن الزهري.

أن رجلا من بني سلمان جاء النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه بلغني أنه من لم يهاجر فقد هلك، بمثله، و زاد في حديثه: و حجّ البيت و صم (2) شهر رمضان و لم يذكروا: هجر السوء.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد ابن إسماعيل قال (3):

ص: 241


1- بالأصل: محمد، تصحيف، و التصويب عن ت.
2- بالأصل: و صام، تصحيف، و التصويب عن ت و المختصر.
3- رواه البخاري في التاريخ الكبير 136/7.

فديك بن سليمان أبو عيسى الشامي، من ولد فديك صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، سمع الأوزاعي.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنبأنا أبو القاسم ابن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.

قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (1):

فديك بن سلمان (2) أبو عيسى من ولد فديك صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عن الأوزاعي، روى عنه محمّد بن المتوكل العسقلاني، و العباس بن الوليد بن صبح (3) الدمشقي، و إبراهيم ابن الوليد بن سلمة الطّبراني، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو عيسى فديك بن سليمان العقيلي الشامي، سمع الأوزاعي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو عيسى فديك بن سليمان (4) شامي.

قرأنا على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل، حدّثنا محمّد بن أحمد بن حمّاد قال (5):

أبو عيسى فديك بن سلمان (6) القيسراني عن الأوزاعي.

ص: 242


1- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 89/7.
2- كذا بالأصل و ت، و في الجرح و التعديل: فديك بن سليمان.
3- في الجرح و التعديل: الصبح.
4- كذا بالأصل، و في ت: فديك بن سلمان.
5- الكنى و الأسماء لأبي بشر الدولابي 52/2.
6- كذا بالأصل و ت، و في الكنى و الأسماء: سليمان.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو عيسى فديك بن سلمان العقيلي من ولد فديك صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، سمع أبا عمرو عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي، كنّاه محمّد بن إسماعيل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، حدّثنا أحمد بن يوسف بن خالد التغلبي (1)،حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، حدّثنا وكيع بن الجرّاح قال:

كان سفيان يقول: الإيمان قول و عمل، يزيد و ينقص، قال أحمد: سألت الفريابي عنه قلت: سمعته من سفيان ؟ قال: لم أسمعه منه، و هو كان رأيه، و سألت الفريابي عن قول الأوزاعي، قال: سمعته يقول: الإيمان قول و عمل، يزيد و ينقص، و فديك يخبر عنه، فأتينا فديك بن سليمان فقلنا له: حدّثنا، فقال:

قدم علينا رجل من دمشق يزعم أن بدمشق رجلا يقول: إنّ الإيمان قول و عمل يزيد و لا ينقص، فخرجنا من قيسارية نحو من عشرين رجلا على أرجلنا نمشي حتى دخلنا على الأوزاعي ببيروت، فقلنا له: يا أبا عمرو (2)،إنّ بدمشق [رجلا] (3) يزعم أنّ الإيمان قول و عمل، يزيد و لا ينقص، فقال لنا أبو عمرو: من زعم أنّ الإيمان قول و عمل يزيد و لا ينقص فاحذروه فإنه مبتدع، و قال الأوزاعي: الإيمان قول و عمل، يزيد و ينقص.

قرأت في كتاب أبي مخوس محمّد بن أحمد بن محمّد الحريمي الخطيب، أنبأنا أبو عمرو أحمد بن محمّد [بن أحمد] (4) الحيري، حدّثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا فديك بن سليمان العقيلي و كان من العبّاد.

ص: 243


1- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و ت، و تقرأ: الثعلبي، و المثبت عن سير أعلام النبلاء 196/13.
2- بالأصل: عمر، تصحيف، و التصويب عن ت.
3- سقطت من الأصل، و الزيادة عن ت للإيضاح.
4- الزيادة عن ت. و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 492/14.

[ذكر من اسمه] فرات

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) فرات

5585 - فرات بن مسلم

- و يقال ابن سالم - الجزري (2)

مولى بني (3) عقيل.

والد نوفل بن الفرات من أهل الرّقّة.

وفد على عمر بن عبد العزيز، و حكى عنه.

روى عنه: أبو المليح الحسن بن عمر الرّقّي، و رجاء بن أبي سلمة الفلسطيني.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (4)،حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأنا أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان، حدّثنا أبو علي محمّد ابن سعيد بن عبد الرّحمن الرقي الحافظ (5)،حدّثنا هلال بن العلاء، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا أبو المليح (6) عن فرات بن مسلم قال:

اشتهى عمر بن عبد العزيز تفاحا، فطلب له، فلم يوجد، فركب و ركبنا معه و تلقاه غلمان من الديارنة (7) بأطباق فيها تفاح، فوقف على طبق منها فتناول تفّاحة فشمّها ثم أعادها

ص: 244


1- زيادة منا، سقطت من الأصل و ت.
2- له ذكر في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم ص 134 و سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 189 و تاريخ الرقة للقشيري ص 80.
3- زيادة منا، سقطت من الأصل و ت.
4- إعجامها مضطرب بالأصل و ت، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
5- رواه في تاريخ الرقة ص 80 و الحديث في سيرة عمر لابن الجوزي ص 189.
6- الحسن بن عمر الرقي، أبو المليح، ترجمته في سير أعلام النبلاء 194/8.
7- الأصل:«الديارية» و اللفظة سقطت من تاريخ الرقة، و المثبت عن سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي.

في الطبق ثم قال: ادخلوا ديركم، لا أعلم أنكم بعثتم إلى أحد من أصحابي بشيء، قال:

فحرّكت بغلتي فلحقته فقلت: يا أمير المؤمنين اشتهيت التفاح فطلب لك فلم يوجد، ثم أهدي لك فرددته، فقلت: أ لم يكن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر و عمر يقبلون (1) الهدية ؟ قال: إنّها لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبي بكر و عمر هدية، و للعمّال بعدهم رشوة.

و عن فرات بن مسلم قال (2):

كنت أعرض على عمر بن عبد العزيز كتبي في كل جمعة مرة، فعرضتها عليه، فأخذ منها قرطاسا نقيا قدر أربع أصابع أو شبر، فكتب فيه حاجة له، فقلت: غفل أمير المؤمنين فبعث إليّ من الغد: جئني بكتبك، قال: فبعثني في حاجة، فلمّا جئت قال لي: ما آن لنا أن ننظر فيها، فقلت: إنّما نظرت فيها أمس، قال: اذهب حتى أبعث إليك، فلمّا فتحت كتبي وجدت فيها قرطاسا قدر القرطاس الذي أخذ.

قال (3):و حدّثنا هلال بن العلاء، حدّثنا أيوب بن محمّد، حدّثنا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة قال:

دخل الفرات بن سالم (4) على عمر بن عبد العزيز فقال له: ممن أنت ؟ قال: من بني عقيل، قال: من أنفسهم أو من مواليهم ؟ فقال: لا، بل من مواليهم، فقال: لا تقل من بني عقيل، فإنّما بنو الرجل ما ولد، و لكن قل: من عقيل.

أخبرنا عاليا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنبأنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي ابن القاسم بن روّاد، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو عروبة الحرّاني، حدّثنا أيوب بن محمّد الوراق، حدّثنا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة قال:

دخل الفرات بن سالم على عمر بن عبد العزيز فقال له عمر: ممن أنت ؟ قال: من بني عقيل، قال: من أنفسهم أو من مواليهم ؟ قال: لا، بل من مواليهم، قال: فلا تقل: من بني عقيل، فإنّما بنو الرجل ما ولد، و لكن قل: من عقيل.

ص: 245


1- في تاريخ الرقة: لا يردون الهدية.
2- رواه القشيري في تاريخ الرقة ص 81.
3- يعني أبا علي القشيري الحراني الرقي صاحب تاريخ الرقة، و الخبر في تاريخه ص 79 و هو شديد الاضطراب.
4- الذي في تاريخ الرقة: دخل [نوفل بن] الفرات بن مسلم.

أخبرنا (1) أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنبأنا أبو علي الواسطي، أنبأنا أبو بكر البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضّل، حدّثنا أبي عن يحيى بن معين قال:

فرات بن مسلم و هو أبو نوفل بن فرات، كان يرمى فرات و أهل بيته بالمنانية (2) و هم ينسبون (3) إلى ولاء بني عقيل.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح المؤذن، أنبأنا أبو الحسن بن السقا، حدّثنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: فرات ابن مسلم، و هو أبو نوفل بن فرات و هو رقّي، و هو ثقة.

5586 - فرات الجبيلي

حكى عن شيخ من أهل جبيل يكنى أبا زياد.

حكى عنه الوليد بن مسلم.

ص: 246


1- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
2- المنانية نسبة إلى ماني، تقدم التعريف به.
3- بالأصل: ينسبوا.

ذكر من اسمه فراس

5587 - فراس بن حميد الحضرمي المصري

5587 - فراس بن حميد (1) الحضرمي المصري

روى عنه: زيد بن بشر.

و وفد على يزيد بن الوليد في نفر من أهل مصر ببيعتهم.

و وفد على مروان بن محمّد.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن.

ح و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنبأنا أبو بكر الباطرقاني، أنبأنا أبو عبد اللّه ابن مندة قال: قال أبو سعيد بن يونس:

فراس بن حميد الحضرمي كان من النفر الذين خرجوا ببيعة أهل مصر إلى مروان بن محمّد، و استوفده صالح بن علي بن عبد اللّه بن عباس حين دخل إلى مصر، روى عنه زيد ابن بشر، توفي في المحرم سنة ثلاث و ثمانين و مائة.

5588 - فراس بن النّضر بن الحارث بن علقمة

ابن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي

أبو الحارث العبدري القرشي (2)

له صحبة، و هاجر إلى أرض الحبشة في المرة الثانية (3)،و شهد اليرموك.

ص: 247


1- بالأصل:«علي» و المثبت عن ت، و سيرد في الخبر:«ابن حميد».
2- ترجمته في أسد الغابة 54/4 و الإصابة 202/3 و الاستيعاب 211/3 (هامش الإصابة) سيرة ابن هشام 363/2 و سيرة ابن إسحاق رقم 302 ص 206.
3- سيرة ابن إسحاق ص 206 رقم 302.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد قال في الطبقة الثانية (1):فراس بن النّضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، و أمّه زينب بنت النبّاش بن زرارة من بني أسد بن عمرو بن تميم و كان قديم الإسلام بمكة، و هاجر إلى أرض الحبشة في المرة الثانية في روايتهم جميعا إلاّ موسى بن عقبة و أبا معشر كانا يغلطان في أمره فيقولان: النضر بن الحارث بن علقمة، و النضر بن الحارث قتل كافرا يوم بدر صبرا، و الذي أسلم و هاجر إلى أرض الحبشة في رواية محمّد بن إسحاق، و محمّد بن عمر ابنه فراس بن النّضر بن الحارث، قتل يوم اليرموك شهيدا، و ليس له عقب.

و ذكر البلاذري قال: كان قدومه من أرض الحبشة بعد الهجرة و أنه قتل يوم اليرموك شهيدا.

5589 - فراس الشعباني

5589 - فراس الشعباني (2)

أحسبه دمشقيا.

حدّث عن أبي سعد - و يقال: أبو سعيد - الخير (3)،و يزيد بن شجرة الرّهاوي.

روى عنه: الوليد بن سليمان بن أبي السائب.

أنبأنا أبو علي الحداد، و أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنبأنا أبو بكر الخطيب، قالا:

أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا إسماعيل بن عبد اللّه بن مسعود، حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا الوليد بن سليمان بن أبي السائب قال: سمعت فراسا الشعباني يقول: سمعت أبا سعد الخير يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«توضّئوا مما مسّت النار و غلت (4) به المراجل»[10415].

أخبرناه أبو القاسم أيضا، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنا ابن الفضل، أنبأنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن شعيب الغازي، حدّثنا محمّد بن إسماعيل

ص: 248


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 122/4.
2- ترجمته في ميزان الاعتدال 342/3 و التاريخ الكبير 138/7 و الجرح و التعديل 91/7.
3- اسمه عامر بن سعد الأنماري، و قيل: عمرو بن سعد، ترجمته في أسد الغابة 137/4.
4- بالأصل:«غسلت» شطبت بخط أفقي فوقها، و كتبت بين السطرين لفظة «و غلت» و هو ما أثبت، و هو يوافق عبارة ت.

البخاري، حدّثنا دحيم، حدّثنا الوليد بن مسلم مثل حديث أبي نعيم سواء.

أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا محمّد بن يعقوب بن يوسف، حدّثنا يزيد بن عبد الصمد حدثنا (1) محمّد بن عائذ، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا الوليد بن سليمان بن أبي السائب أنه سمع فراس الشعباني يقول: سمعت أبا سعد الخير - و قال مرة: أبو سعيد - يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«توضّئوا مما مسّت النار و غلت به المراجل»[10416].

قال ابن مندة: رواه إبراهيم بن موسى الفراء و غيره عن الوليد بن مسلم، فقالوا في حديثهم عن أبي سعد، و لم يشكّوا.

أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، و أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم بن علي في كتابيهما.

ثم أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن الدّاراني، أنبأنا سهل بن بشر الأسفرايني.

قالوا (2):أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن محمّد النيسابوري (3)،أنبأنا القاضي أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، حدّثنا إسحاق بن خالويه البابسيري - بالبصرة - حدّثنا علي بن بحر، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا الوليد بن سليمان.

أنه سمع فراسا الشعباني أنهم كانوا غزاة بالقسطنطينة (4) في زمان معاوية قال: و علينا يزيد بن شجرة، فبينا نحن عنده إذ مرّ بنا أبو سعد الخير صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال له يزيد:

يا أبا سعد أنت الذي تقول إنه لا بأس أن يقرأ الجنب القرآن ؟ فقال أبو سعد: أنا الذي أقول:

الجنب إذا توضأ و ضوأه للصلاة، لا بأس أن يقرأ الآية و الآيتين، و أيم اللّه إنكم لتصنعون ما هو أشدّ عليكم من ذلك، قال: و ما هو؟ قال: تأكلون ما مسّته النار ثم تصلّون و لا توضّئون و أنا سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«توضئوا مما مسّت النار و غلت به المراجل»[10417].

و رواه عمرو بن بشر بن السّرح عن الوليد بن سليمان، فقال عن أبي سعيد.

ص: 249


1- كتب على هامش الأصل:«عن محمد» و بعدها صح.
2- كذا بالأصل و ت.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 664/17 و كنّاه: أبا الحسن.
4- كذا بالأصل و ت.

أخبرناه أبو غالب بن البنّا - قراءة - عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، حدّثنا علي بن إبراهيم، حدّثنا ابن فارس، حدّثنا البخاري، حدّثنا حميد النّسوي، حدّثنا أبو أيوب الدمشقي، حدّثنا عمرو بن بشر بن سرح القيسي (1)،حدّثنا الوليد بن سليمان ابن أبي السائب، عن فراس، عن أبي سعيد الخير قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«توضئوا مما مسّت النار و غلت به المراجل و القدور»[10418].

كذا قال القيسي، و هو العنسي بالعين و النون.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين قالا:- أنبأنا أبو بكر، أنبأنا أبو الحسن، أنبأنا أبو عبد اللّه البخاري (2)قال: فراس الشعباني عن أبي سعد الخير.

أخبرنا أبو الحسين (3) الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنبأنا أبو القاسم ابن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.

قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (4):

فراس الشعباني روى عن أبي سعد (5) الخير (6)،روى عنه الوليد بن سليمان بن أبي السائب، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين الصيرفي، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا أحمد بن عمير - قراءة - قال:

ص: 250


1- كذا بالأصل و ت، و هو تصحيف، و سينبه المصنف في آخر الحديث إلى أن الصواب: العنسي.
2- التاريخ الكبير للبخاري 138/7.
3- في التاريخ الكبير: أبي سعيد.
4- بالأصل: الحسن، تصحيف، و التصويب عن ت.
5- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 91/7.
6- كذا بالأصل و ت، و في الجرح و التعديل: أبي سعيد الخير.

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: فراس الشعباني.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (1)،أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنبأنا أبو زرعة قال في الطبقة الرابعة: فراس الشعباني عن أبي سعد الخير.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (2) قال:

أما فراس بكسر الفاء و تخفيف الراء فهو فراس الشعباني عن أبي سعد الخير، و من قال فيه بزيادة الياء فقد غلط .

ص: 251


1- بالأصل: الكناني، تصحيف.
2- الاكمال لابن ماكولا 45/7.

ذكر من اسمه فرج

5590 - فرج بن إبراهيم بن عبد اللّه

أبو القاسم النّصيبي الصّوفي الأعمش

- و يعرف بفريج- (1)

روى عن سليمان بن محمّد بن إدريس، و أبي عمر حفص بن موسى بن هارون الفقيه، و أبي بكر عبد اللّه بن عيسى الصّيدلاني، و أبي بكر الخرائطي، و يعقوب بن ثوابة الحمصي، و أحمد بن يوسف بن إسحاق المنبجي الأطروش، و محمّد بن إبراهيم بن زوزان الأنطاكي، و أبي بكر محمّد بن عبد اللّه الزبيري الأنطاكي، و حيّان بن بشر بن حيّان بالمصّيصة، و أبي سعيد بن الأعرابي، و أبي إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه الورّاق.

روى عنه: تمام بن محمّد، و أبو نصر بن الجبّان، و أبو الحسن بن عوف، و عبد الوهّاب الميداني، و عبد اللّه بن بكر (2) الطّبراني، و عبد اللّه بن عمر بن نصر، و مكي بن محمّد بن الغمر، و أبو عبد اللّه بن باكويه (3)،و صدقة بن حديد بن يوسف المقرئ، و صدقة ابن المظفر الأنصاري، و أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن عبيد اللّه القطان، و أبو بكر محمّد ابن عبد اللّه بن الحرمي (4) المقرئ، و أبو الحسن بن جهضم.

ص: 252


1- ضبطت بجيم معجمة مصغرا عن تبصير المنتبه 1077/3 و انظر الاكمال 48/7 و فيهما: فريج بن عبد اللّه النّصيبي.
2- بالأصل: بكير، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 106/17.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 544/17.
4- كذا رسمها بالأصل:«الحرمي» و لعله «الخرقي» راجع معرفة القراء الكبار 338/1 و غاية النهاية 183/2.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمّام بن محمّد، حدّثني فرج بن إبراهيم النّصيبي، حدّثنا سليمان بن محمّد بن إدريس - بحلب - حدّثنا حاجب بن سليمان، حدّثنا يعقوب بن إسحاق، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي العشراء (1)الدّارمي، عن أبيه قال:

قلت: يا رسول اللّه ما تكون الذكاة إلاّ في الحلق و اللّبّة ؟ قال:«و أبيك لو طعنت في فخذها أجزأك» (2)[10419].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر الخطيب، حدّثنا عبد العزيز بن علي الأزجي، قال: سمعت علي بن عبد اللّه بن الحسن بن جهضم الهمذاني (3) بمكة، يقول:

حدّثني فريج بن عبد اللّه النّصيبي قال: سمعت أبا جعفر المصّيصي يقول: سمعت سهل بن عبد اللّه يقول: احفظوا السواد على البياض، فما أحد ترك الظاهر إلاّ خرج إلى الزندقة.

قال الخطيب: فريج بضم الفاء، و بالجيم، هو فريج بن عبد اللّه النّصيبي (4).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الجنيد المحتاجي، قال: سمعت أبا نصر عبد اللّه ابن الحسين بن محمّد بن هارون يقول: سمعت الشيخ أبا عبد اللّه بن باكويه - رحمه اللّه - يقول: سمعت فرج بن إبراهيم النّصيبي يقول: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الأنصاري قال: سمعت أبا محمّد الجريري (5) يقول: سمعت قائلا يقول في المنام: إنّ اللّه لا يعبأ بصاحب رواية و لا حكاية، إنّما يعبأ بصاحب قلب و دراية.

أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد

ص: 253


1- بالأصل: المعشر، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و العشراء: بضم أوله و فتح المعجمة و الراء و المد، كما في تقريب التهذيب. ترجمته في تهذيب الكمال 385/21 اختلفوا في اسمه.
2- راجع تهذيب الكمال 386/21 باختلاف السند و الرواية، و انظر تخريجه فيه.
3- بالأصل: الهمداني، بالدال المهملة، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 275/17.
4- انظر ما تقدم عن تبصير المنتبه و الاكمال لابن ماكولا.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 467/14 اختلفوا في اسمه.

السّلام بن أبي الحزوّر (1)،أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد المزني قال: أنشدنا الفرج بن إبراهيم النّصيبي، أنشدنا عبد اللّه بن عصام، أنشدني بعض أصحابنا (2):

أخوك الذي لا ينقض الدهر عهده *** و لا عند صرف الدّهر يزورّ جانبه

و ليس (3) الذي يلقاك بالودّ و الصّفا *** و إن غبت عنه تتّبعك عقاربه

فخذ من أخيك العفو و اغفر ذنوبه *** و لا تك في كلّ الأمور تجانبه

إذا كنت في كلّ الأمور معاتبا *** صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه

إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى *** ظمئت و أيّ الناس تصفو مشاربه

5591 - فرج بن راشد الدّمشقي

حدّث عن القاسم بن محمّد بن أبي بكر.

روى عنه: بكر بن يونس بن بكير (4).

قال ابن مندة فيما حكاه أبو الفضل المقدسي عنه، و ذكره أبو جعفر (5) العقيلي في كتاب التاريخ له، و أورد له حديثا.

5592 - الفرج بن فضالة بن النعمان بن نعيم

أبو فضالة التّنّوخي الحمصي (6)

و قيل: إنه دمشقي.

حدّث عن لقمان بن عامر، و العلاء بن الحارث، و هشام بن عروة، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و عبد اللّه بن عامر، و علي بن أبي طلحة، و محمّد بن الوليد الزّبيدي، و عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي.

ص: 254


1- رسمها مضطرب بالأصل، و المثبت عن ت.
2- الأبيات لبشار بن برد من قصيدة يمدح عمر بن هبيرة، ديوانه ط بيروت - دار الثقافة ص 43.
3- ليس في الديوان.
4- بالأصل: بكر، تصحيف، و التصويب عن ت. ترجمته في تهذيب الكمال 150/3.
5- بالأصل:«الفضل» ثم شطبت بخط أفقي، و كتبت لفظة «جعفر» تحتها بين السطرين، و هو ما أثبت، و مثله في ت.
6- ترجمته في تهذيب الكمال 42/15 و تهذيب التهذيب 481/4 و ميزان الاعتدال 343/3 و الضعفاء الكبير 462/3 و الجرح و التعديل 85/7 و المجروحين 206/2 و التاريخ الكبير 134/7 الكامل في ضعفاء الرجال 28/6 و تاريخ بغداد 393/12.

روى عنه: شعبة، و بقية، و معاذ بن معاذ العنبري، و علي بن الجعد، و إسحاق بن أبي إسرائيل، و سريج (1) بن يونس، و علي بن حجر، و منصور بن أبي مزاحم، و الربيع بن ثعلب، و سويد بن سعيد، و زيد بن أبي الزرقاء الموصلي، و إبراهيم بن مهدي المصّيصي، و محمّد بن عيسى بن الطباع، و محمّد بن بكّار بن الرّيّان، و إبراهيم بن زياد سبلان، و قتيبة بن سعيد، و آدم بن أبي إياس العسقلاني، و محمّد بن سليمان لوين.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر قالا: أنبأنا أبو عثمان البحيري، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان، أنبأنا الحسن بن سفيان، حدّثنا سريج بن يونس، حدّثنا فرج بن فضالة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كنت أغلّف (2) لحية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالغالية (3) ثم يحرم (4).

أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى الموصلي، حدّثنا إسحاق - يعني ابن أبي إسرائيل - حدّثنا فرج بن فضالة عن العلاء بن الحارث، عن مكحول قال:

مرض معاذ بن جبل فأتاه أصحابه يعودونه فقال: أجلسوني، فأجلسوه، فقال: كلمة سمعتها من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من كان آخر كلامه عند الموت لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له هدمت ما كان قبلها من الذنوب و الخطايا، فلقّنوها موتاكم» فقيل: يا أبا عبد الرّحمن فكيف هي للأحياء؟ قال: هي أهدم و أهدم[10420].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد الفقيه، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه (5)ابن رفاعة بن غدير بن علي بن أبي عمر بن أبي الذّيّال بن ثابت بن نعيم بن حديدة بن حداد بن زنباع بن روح السّعدي المصري - بمصر - أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي المصري، أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد البزّاز، أنبأنا أبو العباس محمّد بن جعفر بن كامل الحضرمي، حدّثنا أبو زكريا يحيى بن عثمان بن صالح، حدّثنا أبو صالح عبد اللّه بن

ص: 255


1- إعجامها مضطرب بالأصل و ت.
2- غلف لحيته بالطيب و الحناء و الغالية: لطخها (تاج العروس: غلف).
3- الغالية: نوع من الطيب.
4- تاج العروس:(غلف).
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 435/20.

صالح (1) الجهني كاتب الليث بن سعد، حدّثنا الفرج بن فضالة الدمشقي، عن لقمان بن عامر قال:

سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في حجّة الوداع، فحمد اللّه و أثنى عليه، و سمعته يقول:«ألا لعلّكم ألاّ تروني بعد عامكم هذا»- ثلاث مرات - فقام رجل طويل، أشعر، كأنه من رجال شنوءة فقال: ما الذي نفعل يا رسول اللّه ؟ قال:«اعبدوا ربّكم، و صلّوا خمسكم، و صوموا شهركم، و حجّوا بيتكم، و أدّوا زكاة أموالكم، طيبة بها أنفسكم تدخلوا جنّة ربّكم»[10421].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري.

ح و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن نصر بن الحسن الرازي البزّاز، أنبأنا أبو القاسم بن البسري.

قالا: أنبأنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، حدّثنا سويد بن سعيد، حدّثنا فرج بن فضالة، عن لقمان بن عامر، عن أبي أمامة قال:

حججت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حجّة الوداع، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:«ألا لعلّكم أن لا تروني بعد عامي هذا»- ثلاث مرات - فقام إليه رجل طوال، أشعث، كأنه من أزد شنوءة فقال: يا رسول اللّه فما الذي نفعل ؟ قال:«اعبدوا ربّكم، و صلّوا خمسكم، و صوموا شهركم، و حجّوا بيت ربكم، و أدّوا زكاتكم، طيّبة بها أنفسكم تدخلوا جنّة ربّكم» (2)[10422].

أخبرنا (3) أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا عبد اللّه بن عدي، حدّثنا سليمان بن الحسن العطار، حدّثنا عبد اللّه (4) بن معاذ، حدّثنا أبي.

ص: 256


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 405/10.
2- كتب بعدها في ت: آخر الجزء السبعين بعد الخمسمائة من الفرع و هو آخر المجلدة السابعة و الخمسين من تجزئة الفرع.
3- قبله كتب في ت: بسم اللّه الرحمن الرحيم و صلى اللّه على محمد و آله و سلم.
4- في الكامل لابن عدي 29/6 عبيد اللّه بن معاذ.

حدّثنا فرج بن فضالة أن مولده في خلافة الوليد بن عبد الملك بن مروان في غزاة مسلمة الطّوانة (1) جاء الخبر بولادته في يوم فتحت الطّوانة فأعلم أبوه مسلمة خبر ولادته فقال له مسلمة: ما سمّيته ؟ قال: سمّيته الفرج لما فرّج عنا في هذا اليوم بالفتح، فقال مسلمة لفضالة: أصبت، و كانت أصاب المسلمين في الإقامة على الطّوانة شدّة شديدة، و ذلك في سنة ثمان و ثمانين (2).

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد ابن المبارك: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني، أنبأنا أبو الحسين الأهوازي، حدّثنا عمر بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا خليفة بن خياط قال (3):

في الطبقة الخامسة من أهل الشامات: فرج بن فضالة يكنى أبا فضالة، حمصي، مات سنة ست و سبعين و مائة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (4)،أنبأنا أبو بكر بن عبيد، حدّثنا محمّد بن سعد قال (5):

في الطبقة الرابعة من أهل الشام: فرج بن فضالة الحمصي، و يكنى أبا فضالة، و كان على بيت مال بغداد، و توفي بها سنة ست و سبعين و مائة، و في غير روايتنا في خلافة هارون، و كان ضعيفا.

أخبرنا (6) أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا أبو العلاء، أنبأنا أبو بكر، أنبأنا أبو أمية بن الغلاّبي، حدّثنا أبي قال: فرج بن فضالة من تنوخ، و مات بالعراق (7).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد

ص: 257


1- طوانة بلد بثغور المصيصة، راجع معجم البلدان.
2- تهذيب الكمال 45/15 من طريق أبي بكر الخطيب.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 579 رقم 3037.
4- بالأصل: اللبناني، بتقديم الباء، تصحيف، و الصواب ما أثبت «اللنباني» عن ت. و السند معروف.
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
6- كتب فوقها بالأصل و ت: ملحق.
7- كتب فوقها بالأصل و ت: إلى.

أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد ابن إسماعيل (1) قال:

فرج بن فضالة الشامي عن يحيى بن سعيد الأنصاري منكر الحديث.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب شفاها قالا: أنبأنا أبو القاسم ابن مندة، أنبأنا أبو علي إجازة.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.

قالا: أنبأنا محمّد بن أبي حاتم قال (2):

فرج بن فضالة، أبو فضالة الشامي القضاعي، حمصي، روى عن لقمان بن عامر، و أسد بن وداعة، و يحيى بن سعيد الأنصاري، روى عنه ابن الطباع، و إبراهيم بن مهدي، و سعيد بن سليمان، و محمّد بن بكّار، و سليمان بن داود العتكي، و سويد بن سعيد، و قتيبة بن سعيد، و سعيد بن محمّد الجرمي (3)،و سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو فضالة فرج بن فضالة الحمصي، عن يحيى بن سعيد، منكر الحديث (4).

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو فضالة الفرج بن فضالة ضعيف (5).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (6)،أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنبأنا أبو عبد اللّه الكندي، حدّثنا أبو زرعة قال:

الفرج بن فضالة، يكنى أبا فضالة.

ص: 258


1- رواه البخاري في التاريخ الكبير 134/7.
2- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 85/7.
3- بالأصل: الحرمي، تصحيف، و التصويب عن ت و الجرح و التعديل و تهذيب الكمال.
4- عن مسلم بن الحجاج في تهذيب الكمال 44/15.
5- عن النسائي في تهذيب الكمال 44/15 و ميزان الاعتدال 344/3.
6- بالأصل: الكناني، تصحيف، و التصويب عن ت، و السند معروف.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر بن أبي الصّقر، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي قال:

أبو فضالة الفرج بن فضالة (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (2)،قال: فرج بن فضالة حمصي، يكنى أبا فضالة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو فضالة الفرج بن فضالة الشامي الحمصي عن أبي سعيد يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو الأنصاري، و أبي الهذيل محمّد بن الوليد بن عامر الزّبيدي (3)،سمع منه أبو بسطام شعبة بن الحجّاج العتكي، و أبو خالد يزيد بن هارون السّلمي، حديثه ليس بالقائم (4).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):

الفرج بن فضالة - زاد ابن خيرون: بن النعمان بن نعيم و قالا:- أبو فضالة الحمصي - زاد ابن خيرون: التّنوخي - من أنفسهم، و قالا: سكن بغداد، و كان على بيت المال بها، و حدّث عن لقمان بن عامر، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و هشام بن عروة، و عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم، و علي بن أبي طلحة، و محمّد بن الوليد الزّبيدي، روى عنه ابنه محمّد بن الفرج، و شعبة بن الحجّاج، و زيد بن أبي الزرقاء، و إبراهيم بن مهدي، و علي بن الجعد، و محمّد بن عيسى بن الطباع، و محمّد بن بكّار بن الرّيّان، و إبراهيم بن زياد سبلان (6)،و الربيع ابن ثعلب، و سريج (7) بن يونس و غيرهم.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ص: 259


1- الكنى و الأسماء للدولابي 80/2.
2- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 28/6.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 281/16.
4- تهذيب الكمال 44/15.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 393/12.
6- الأصل: سيلان، تصحيف، و التصويب عن ت، و تاريخ بغداد.
7- بالأصل:«شريح» و في ت:«سريح» كلاهما تصحيف، و التصويب عن تاريخ بغداد.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.

قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)[قال:] حدّثنا أبي، حدّثنا سليمان بن أحمد الدمشقي، قال: سمعت يزيد بن هارون قال:

رأيت شعبة بن الحجّاج عند الفرج بن فضالة يسأله عن حديث من حديث إسماعيل بن عيّاش.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا - أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا علي بن المحسّن التنوخي، حدّثنا صدقة بن علي الموصلي، حدّثنا محمّد ابن القاسم بن بكّار (3) الأنباري، حدّثنا أبي، حدّثنا أحمد بن عبيد، عن المدائني قال:

مرّ المنصور بفرج بن فضالة فلم يقم له، فقيل له في ذلك فقال: خشيت أن يسألني اللّه لم قمت، و يسأله لم رضيت.

قال الخطيب (4):و أنبأنا أبو منصور محمّد بن عيسى بن عبد العزيز البزّاز - بهمذان - حدّثنا علي بن محمّد بن الحسن القزويني الصّيقلي قال: سمعت بعض أصحابنا قال:

أقبل المنصور يوما راكبا - و الفرج بن فضالة جالس عند باب الذهب - فقام الناس، فدخل من الباب، و لم يقم له الفرج، فاستشاط غضبا، و دعا به فقال: ما منعك من القيام حين رأيتني ؟ قال: خفت أن يسألني اللّه عنه لم فعلت، و يسألك لم رضيت، و قد كرهه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: فبكى المنصور و قرّبه و قضى حوائجه.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (5)،أنبأنا البرقاني قال: قرأت على عمر بن نوح البجلي، حدّثكم أبو القاسم البغوي، نا عمي علي بن عبد العزيز.

ح و أخبرنا أبو الحسن المالكي، حدّثنا أبو منصور العطار، أنبأنا أبو بكر الخطيب (6)، أنبأنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن عثمان البندار، حدّثنا عيسى بن حامد الرّخّجي (7).

ح قال الخطيب: و أنبأنا علي بن أبي علي، حدّثنا عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق

ص: 260


1- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 85/7-86 و عن أبي حاتم في تهذيب الكمال 45/15.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 393/12-394.
3- كذا بالأصل و ت، و في تاريخ بغداد: بشار.
4- تاريخ بغداد 394/12.
5- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 394/12.
6- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 394/12.
7- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن ت و تاريخ بغداد.

البزّاز (1)،قالا: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، حدّثني عمي (2).

حدّثنا سليمان بن أحمد قال: سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول:

ما رأيت شاميا أثبت من فرج بن فضالة، و ما حدثت عنه و أنا أستخير اللّه في الحديث عنه، فقلت له: يا أبا سعيد حدّثني، قال: اكتب: حدّثني فرج بن فضالة.

أخبرنا بها عالية أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة اللّه، و أبو منصور علي بن علي بن عبيد اللّه، قالوا: أنبأنا أبو محمّد الصّريفيني، أنبأنا أبو القاسم ابن حبابة، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا عمّي، فذكر مثلها.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (3).

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن.

قالا: أنبأنا يوسف بن رياح البصري، أنبأنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس - بمصر - حدّثنا أبو بشر الدولابي (4)،حدّثنا معاوية بن صالح، قال: فرج بن فضالة - زاد الأنماطي: أبو فضالة - و قالا: قال أحمد: هو ثقة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنبأنا معاوية بن صالح قال: الفرج بن فضالة، قال لي أحمد: ثقة.

قرأنا على أبي الفضل أيضا، عن محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، حدّثنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، حدّثنا محمّد بن أحمد بن حمّاد قال (5):

سمعت معاوية بن صالح، أبا (6) عبيد اللّه الأشعري يقول: قال لي أحمد بن حنبل: الفرج بن فضالة ثقة.

ص: 261


1- بالأصل: البزار، و المثبت عن ت و تاريخ بغداد.
2- و من طريقه - علي بن عبد العزيز البغوي - رواه المزي في تهذيب الكمال 45/15. و من طريق سليمان بن أحمد رواه الذهبي في ميزان الاعتدال 344/3.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 395/12.
4- راجع الكنى و الأسماء للدولابي 80/2 و 81 و تهذيب الكمال 43/15.
5- الكنى و الأسماء للدولابي 81/2.
6- بالأصل:«سمعت معاوية بن صالح، أنبأنا أبو عبيد اللّه الأشعري» تصحيف و الصواب بحذف:«أنبأنا أبو» و وضع «أبا» مكانها بما وافق عبارة ت، و الكنى و الأسماء للدولابي. راجع ترجمة معاوية بن صالح أبي عبيد اللّه الأشعري في سير أعلام النبلاء 23/13.

قال: و أخبرني أبو بشر محمّد بن أحمد قال (1):و أخبرني أبو داود سليمان بن الأشعث، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: فرج بن فضالة إذا حدّث عن الشاميين فليس به بأس، و لكن حدّث عن يحيى بن سعيد بمناكير.

قرأت (2) على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر، أنبأنا أبو نصر، أنبأنا الخصيب، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، حدّثنا سليمان بن أشعث، أنبأنا أحمد قال: فرج بن فضالة إذا حدّثك عن الشاميين فليس به بأس، و لكنه حدّث عن يحيى بن سعيد مناكير.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، و أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، قالا:

[حدثنا - و] (3) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن محمّد الأشناني، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطّرائفي يقول:

سمعت عثمان بن سعيد الدّارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فالفرج بن فضالة ؟ قال: ليس به بأس.

أخبرنا أبو الحسن، حدّثنا - أبو منصور، أنبأنا - أبو بكر (5)،أخبرني عبد اللّه بن يحيى السّكري، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا ابن الغلاّبي.

ح و أخبرنا (6) أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا أبو أبو العلاء محمّد ابن علي، أنبأنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضّل، حدّثنا أبي (7).

قال: قال أبو زكريا: الفرج بن فضالة صالح (8).

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ص: 262


1- الكنى و الأسماء للدولابي 81/2 و انظر تهذيب الكمال 43/15.
2- الخبر التالي استدرك على هامش ت، و كتب في آخره: صح.
3- الزيادة منا للإيضاح.
4- الخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد 394/12.
5- تاريخ بغداد 395/12.
6- كتب فوقها بالأصل و ت: ملحق.
7- كتب فوقها بالأصل و ت: إلى.
8- تهذيب الكمال 44/15.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.

قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (1):

أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إليّ قال: سئل يحيى بن معين عن فرج بن فضالة فقال: ضعيف الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، حدّثنا ابن مكرم - إجازة و مشافهة - قال: سمعت عمرو بن علي يقول: كنا عند يحيى يوما و معنا معاذ، فقال معاذ: حدّثنا فرج بن فضالة، قال (2):

فرأيت يحيى كلح وجهه.

قال: و سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول: حدّث فرج بن فضالة (3) عن أهل الحجاز بأحاديث مقلوبة منكرة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن المظفر، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، أنبأنا يوسف بن أحمد، أنبأنا أبو جعفر العقيلي (4)،حدّثنا محمّد بن عيسى، حدّثنا عمرو بن علي قال: كان عبد الرّحمن لا (5) يحدّث عن فرج بن فضالة و يقول: حديثه عن يحيى بن سعيد أحاديث (6) مقلوبة منكرة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (7)، أنبأنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطان، أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا سهل بن أبي سهل الواسطي.

ح قال الخطيب (8):و أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن علي السّوذرجاني - بأصبهان - حدّثنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن علي بن بحر، قالا: حدّثنا أبو

ص: 263


1- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 86/7.
2- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 28/6.
3- ما بين الرقمين استدرك على هامش ت. و كتب بعده صح.
4- رواه أبو جعفر العقيلي في الضعفاء الكبير 462/3.
5- «لا» سقطت من الضعفاء الكبير، و هي ضرورية.
6- بالأصل:«بأحاديث» تصحيف، و التصويب عن ت و الضعفاء الكبير.
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 395/12-396.
8- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 395/12-396.

حفص عمرو بن علي قال: و كان عبد الرّحمن - يعني ابن مهدي - لا يحدّث عن فرج بن فضالة و يقول حديثه عن يحيى بن سعيد الأنصاري أحاديث منكرة - زاد السوذرجاني - مقلوبة.

قال (1):و أنبأنا البرقاني، أنبأنا أبو حامد محمّد (2) بن أحمد بن حسنويه، حدّثنا الحسين ابن إدريس الأنصاري، حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، قال: سمعت أحمد بن حنبل سئل عن إسماعيل بن عيّاش أ هو أثبت أو أبو فضالة ؟ قال: أبو فضالة يحدّث عن ثقات أحاديث مناكير.

و قال أبو داود في موضع آخر: قلت لأحمد بن حنبل: فرج بن فضالة ؟ قال: إذا حدّث عن الشاميين فليس به بأس، و لكن حديثه عن يحيى بن سعيد مضطرب.

قال (3):و أنبأنا الصّيمري، أنبأنا علي بن الحسن الرازي، أنبأنا محمّد بن الحسين الزّعفراني، أنبأنا أحمد بن زهير، قال: سئل يحيى بن معين عن الفرج بن فضالة فقال:

ضعيف.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه عن محمّد، عن أبي الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا أبو محمّد الجوهري - قراءة - عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا محمّد بن القاسم، حدّثنا إبراهيم بن الجنيد قال (4):

قال رجل ليحيى بن معين و أنا أسمع: أيّما أعجب إليك إسماعيل بن عيّاش أو فرج بن فضالة ؟ قال: لا، بل إسماعيل، ثم قال: فرج ضعيف الحديث، و أيش عند فرج.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا - أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا موسى بن إبراهيم بن النّضر العطّار، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة قال: و سألته - يعني: علي بن المديني - عن فرج بن فضالة ؟ فقال: هو وسط و ليس بالقوي.

ص: 264


1- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 395/12 و تهذيب الكمال 43/15.
2- كذا بالأصل و ت، و في تاريخ بغداد: أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه.
3- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 395/12.
4- من طريق إبراهيم بن عبد اللّه بن الجنيد، رواه في تهذيب الكمال 43/15-44.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 395/12.

قال (1):و حدّثنا الأزهري، و علي بن محمّد بن الحسن السمسار، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه بن عثمان الصفار، أنبأنا محمّد بن عمران بن موسى الصّيرفي، حدّثنا عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه المديني، قال: سمعت أبي يقول (2):

فرج بن فضالة ضعيف، لا أحدّث عنه.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (3)،أنبأنا ابن الفضل، أنبأنا علي ابن إبراهيم المستملي، حدّثنا محمّد بن سليمان بن فارس قال: قال محمّد بن إسماعيل البخاري: فرج عنده مناكير عن يحيى بن سعيد الأنصاري.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا - أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا ابن الفضل، أنبأنا علي بن إبراهيم، أخبرني محمّد بن إبراهيم بن شعيب الغازي، قال: سمعت محمّد بن إسماعيل يقول.

ح و أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنبأنا أبو بكر الخطيب.

ح و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن هريسة، قالا:

أنبأنا أحمد بن محمّد بن غالب، أنبأنا حمزة بن محمّد بن علي بن هاشم، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن شعيب، حدّثنا محمّد بن إسماعيل قال:

فرج بن فضالة أبو فضالة الشامي الحمصي عن يحيى بن سعيد الأنصاري، منكر الحديث - زاد البلخي و الواسطي: و عند فرج: مناكير، و ليس في رواية الخطيب: الشامي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا محمّد بن المظفّر بن بكران، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، أنبأنا يوسف بن أحمد، أنبأنا أبو جعفر العقيلي (5)،حدّثني آدم قال: سمعت البخاري يقول: فرج بن فضالة منكر الحديث.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا - أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنبأنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي - بنيسابور - قال: سمعت

ص: 265


1- القائل: أبو بكر الخطيب، تاريخ بغداد 395/12.
2- تهذيب الكمال 44/15.
3- تاريخ بغداد 396/12.
4- تاريخ بغداد 396/12.
5- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 462/3.
6- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 396/12.

محمّد بن عبد اللّه الجوزقي يقول: قرئ على مكي بن عبدان - و أنا أسمع - قيل له: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: فرج بن فضالة - أبو فضالة - الحمصي عن يحيى بن سعيد الأنصاري منكر الحديث.

أخبرنا (1) أبو بكر الشّقّاني (2)،أنبأنا أبو بكر القيرواني، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا أبو حاتم مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو فضالة فرج بن فضالة الحمصي عن يحيى بن سعيد منكر الحديث (3).

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: أنبأنا أبو الفرج الأسفرايني، أنبأنا أبو الحسن بن منير، أنبأنا أبو محمّد بن رشيق، حدّثنا أبو عبد الرّحمن النّسائي، قال:

فرج بن فضالة ضعيف.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي.

قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم، قال (4):

سألت أبي عن الفرج بن فضالة فقال: صدوق يكتب حديثه و لا يحتج به، حديثه عن يحيى بن سعيد فيه إنكار، و هو في غيره أحسن حالا، و روايته عن ثابت لا تصح.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (5)، أخبرني البرقاني، حدّثني محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الملك الأدمي، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حدّثنا زكريا بن يحيى السّاجي، قال: الفرج بن فضالة الحمصي أبو فضالة، منكر الحديث، روى عن يحيى بن سعيد أحاديث مناكير، كان يحيى بن سعيد، و عبد الرّحمن ابن مهدي لا يحدّثان عنه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا محمّد بن المظفّر، أنبأنا العتيقي، أنبأنا يوسف بن

ص: 266


1- كتب فوقها بالأصل و ت: ملحق.
2- مضطربة بالأصل و ت، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
3- كتب فوقها بالأصل و ت: إلى.
4- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 86/7 و عن أبي حاتم في تهذيب الكمال 44/15.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 396/12.

أحمد، أنبأنا العقيلي (1) قال في تسمية الضعفاء: فرج بن فضالة الحمصي عن يحيى بن سعيد.

أخبرنا أبو الحسن، حدّثنا - أبو منصور، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد اللّه الطّبري، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال:

فرج بن فضالة ضعيف الحديث، يروي عن يحيى بن سعيد أحاديث لا يتابع عليها.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا - أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3).

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا محمّد بن الحسين بن عبد اللّه.

قالا: أنبأنا أبو بكر البرقاني، قال: سألت الدارقطني عن الفرج بن فضالة قال:

ضعيف، قلت: فحديثه عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن (4) محمّد بن علي عن عليّ عن النبي صلى اللّه عليه و سلم [قال:] «إذا عملت أمّتي خمس عشرة خصلة»[10423]؟، قال: هذا باطل، قلت:

من جهة الفرج ؟ قال: نعم - زاد محمّد بن الحسن - قلت: يخرج هذا الحديث قال: لا، و قالا: قلت: فحديثه عن لقمان بن عامر عن أبي أمامة ؟ فقال: هذا كأنه قريب - زاد محمّد بن الحسين: يخرج.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، قال (5):

و هذه الأحاديث التي أمليتها له عن لقمان بن عامر، عن أبي أمامة غير محفوظة، و حديث يحيى بن سعيد عن عمرة لا يرويها عن يحيى غير فرج، و له عن يحيى غيرها مناكير، و قد ذكرت رواية شعبة عن فرج بن فضالة حديث عوف بن مالك و له غير أملينا من أحاديث صالحة و هو مع ضعفه يكتب حديثه.

ص: 267


1- رواه أبو جعفر العقيلي في الضعفاء الكبير 462/3.
2- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 396/12.
3- تاريخ بغداد 396/12.
4- بالأصل:«قال» تصحيف، و الصواب عن ت و تاريخ بغداد.
5- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 29/6 و عن ابن عدي في تهذيب الكمال 44/15.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا - أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنبأنا الصّيمري، أنبأنا علي بن الحسن الرازي، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حدّثنا أحمد بن زهير قال: و الفرج بن فضالة، يكنى أبا فضالة، مات ببغداد.

قرأت (2) على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن (3) مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن زبر، أنبأنا أبي، أنبأنا الطّيالسي - يعني جعفر بن أبي عثمان (4)-قال: قال يحيى: مات فرج بن فضالة سنة ست و سبعين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن البسري، أنبأنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - حدّثنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني القاسم بن سلاّم قال: سنة و سبعين فيها مات الفرج بن فضالة الحمصي ببغداد.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (5)،أخبرني الأزهري، أخبرني محمّد بن العباس، حدّثنا أحمد بن معروف الخشاب، حدّثنا الحسين بن فهم، حدّثنا محمّد بن سعد قال: الفرج بن فضالة كان من أهل الشام من أهل حمص، فقدم بغداد و ولي بيت المال في أوّل خلافة هارون. و قالوا: و كان يسكن مدينة أبي جعفر، و مات بها سنة ست و سبعين و مائة، و كان ضعيفا في الحديث.

قال (6):و أنبأنا الأزهري، أنبأنا محمّد بن العباس، أنبأنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حدّثنا أبو موسى محمّد بن المثنّى، قال: سنة سبع و سبعين فيها مات فرج بن فضالة.

ص: 268


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 396/12.
2- كتب فوقها في الأصل و ت: ملحق.
3- الأصل:«أبو الحسن بن مكي» و التصويب عن ت.
4- هو أبو الفضل جعفر بن محمد بن أبي عثمان البغدادي الحافظ ، ترجمته في سير أعلام النبلاء 346/13.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 396/12-397 و انظر تهذيب الكمال 45/15 و طبقات ابن سعد 469/7.
6- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 397/12 و عن أبي موسى في تهذيب الكمال 46/15.

5593 - فرج بن يزيد

أبو شيبة الكلاعي (1)

ذكر ابن مندة أنه من أهل دمشق.

الأظهر أنه ممن حدّث عن يزيد بن أبي مالك، و عثمان بن أجيل (2)،و الفضيل بن فضالة الهوزني، و مدرك بن عبد اللّه الكلاعي.

روى عنه: بقية، و عتبة بن سعيد، و يحيى بن صالح.

أخبرنا أبو الغنائم في كتابه، و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد ابن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل (3)قال:

فرج بن يزيد سمع يزيد بن أبي مالك، و عثمان بن أجيل (4).

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.

قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (5):

فرج بن يزيد الكلاعي الشامي، روى عن يزيد بن أبي مالك، و عثمان بن أجيل (6)، روى عنه بقية، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عن الفضيل بن فضالة الهوزني، و مدرك بن عبد اللّه الكلاعي، روى عنه بقية، و عتبة بن السكن الفزاري، و يحيى بن صالح الوحاظي.

ص: 269


1- ترجمته في الجرح و التعديل 86/7 و التاريخ الكبير 134/7.
2- بالأصل:«أخيل» و في ت:«أخيل» ضبط قلم، و كلاهما تصحيف، و الصواب و الضبط عن تبصير المنتبه 11/1 بجيم مفتوحة و إسكان الباء مع ضم أوله.
3- رواه البخاري في التاريخ الكبير 134/7.
4- بالأصل:«أخيل» و في ت:«أخيل» ضبط قلم، و كلاهما تصحيف، و الصواب و الضبط عن تبصير المنتبه 11/1 بجيم مفتوحة و إسكان الباء مع ضم أوله.
5- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 86/7.
6- بالأصل:«أخيل» و في ت:«أخيل» ضبط قلم، و كلاهما تصحيف، و الصواب و الضبط عن تبصير المنتبه 11/1 بجيم مفتوحة و إسكان الباء مع ضم أوله.

ذكر من اسمه فروة

5594 - فروة بن عامر - و يقال: ابن عمرو

ابن النافرة الجذامي (1)

أسلم على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و بعث إليه بإسلامه، و استشهد في أيامه، و كان يكون بالبلقاء بعمّان و معان (2) من نواحي دمشق.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا محمّد بن سعد الأبيوردي - بمصر - حدّثنا محمّد بن نصر الصائغ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن سلمة الربعي، حدّثنا الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، عن ابن عباس قال:

بعث إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فروة بن عامر الجذامي بإسلامه و أهدى له بغلة بيضاء، و كان عاملا لقيصر ملك الروم على من يليه من العرب، و كان منزله عمّان و ما حولها، فلمّا بلغ الروم ذلك من أمره حبسوه، فقال في محبسه:

طرقت سليمى موهنا أصحابي *** و الروم بين الباب و القروان (3)

صدّ الخيال و ساءني (4) ما قد رأى *** فهممت أن أغفي و قد أبكاني

ص: 270


1- ترجمته في الإصابة 213/3 و الاستيعاب 199/3 (على هامش الإصابة) و أسد الغابة 56/4.
2- معان: بالفتح، قال ياقوت و المحدثون يقولونه: بالضم: مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء.
3- الموهن: بعد ساعة من الليل. و القروان - بكسر القاف، و قيل بالفتح - جمع قرو، و هو حوض صغير من خشب ممدود تسقى فيه الدواب.
4- كذا بالأصل و ت، و في المختصر و سيرة ابن هشام: و ساءه.

فذكر الحديث، لم يزد عليه.

أخبرناه بتمامه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو حامد الأزهري، أنبأنا أبو سعيد محمّد ابن عبد اللّه بن حمدون، أنبأنا أبو حامد بن الشّرقي، حدّثنا محمّد بن يحيى الذهلي، حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن جعفر الجعفري، حدّثني عبد اللّه بن سلمة الربعي، عن محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن شهاب، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، عن ابن عبّاس قال (1):

بعث إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فروة بن عامر الجذامي بإسلامه، و أهدى له بغلة بيضاء، و كان فروة عاملا لقيصر ملك الروم على من يليه من العرب، و كان منزله عمّان و ما حولها، فلما بلغ الروم ذلك من أمره حبسوه، فقال في محبسه:

لا تكحلنّ العين بعدي إثمدا *** سلمى و لا تدننّ للايمان (2)

و لقد علمت أبا كبيشة أنّني *** وسط الأعزّة لا يحسّ لساني

فلئن هلكت لتفقدنّ أخاكم *** و لئن أصبت لتعرفنّ مكاني

و لقد عرفت بكلّ ما جمع الفتى *** من رأيه، و بنجدة و بيان

قال: فلما أجمعوا على صلبه على ماء يقال له عفرى (3) من فلسطين، فلمّا رفع على خشبة قال:

ألا هل أتى سلمى بأنّ حليلها *** على ماء عفرى فوق إحدى الرّواحل

على ناقة لم يضرب الفحل أمّها *** مشذّبة أطرافها بالمناجل

فقال:

بلّغ سراة المسلمين بأنّني (4) *** سلم لربي أعظمي و مقامي

رواه غيره فقال: لا يحسن بشاني.

ص: 271


1- الخبر و الشعر في سيرة ابن هشام 237/4-238 و أسد الغابة 57/4 و الإصابة 213/3 مختصرا فيهما.
2- في سيرة ابن هشام: للاتيان.
3- عفري بكسر العين المهملة و سكون الفاء و القصر، ماء بناحية فلسطين (معجم البلدان). و ضبطت في سيرة ابن هشام: عفراء، تبعا لشرح المواهب للزرقاني، و عفراء كما في معجم البلدان حصن قرب البيت المقدس في فلسطين.
4- بالأصل و ت:«أنني» و المثبت «بأنني» عن أسد الغابة و سيرة ابن هشام.

و قال: أعظمي و بناني.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن (1) بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة، حدّثنا محمّد بن سعد (2)،أنبأنا علي بن محمّد - يعني المدائني - عن عثمان (3) بن عبد الرّحمن الزهري، عن زامل بن عمرو الجذامي قال:

كان فروة بن عمرو الجذامي عاملا للروم على عمّان من أرض البلقاء أو على معان، فأسلم و كتب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بإسلامه، و بعث به مع رجل من قومه يقال له مسعود بن سعد، و بعث إليه ببغلة بيضاء و فرس، و حمار، و أثواب لين، و قباء سندس مخوّص بالذهب.

فكتب إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

من محمّد رسول اللّه إلى فروة بن عمرو، أما بعد فقد قدم علينا رسولك، و بلّغ ما أرسلت به، و خبّر عن ما قبلكم و أتانا بإسلامك، و إنّ اللّه هداك بهداه، إن أصلحت و أطعت اللّه و رسوله، و أقمت الصلاة، و آتيت الزكاة.

و أمر بلالا فأعطى رسوله مسعود بن سعد اثنتي عشرة وقية (4) و نشّا قال: و بلغ ملك الروم إسلام فروة، فدعاه، فقال له: ارجع عن دينك نملكك، قال: لا أفارق دين محمّد، و إنّك تعلم أنّ عيسى قد بشّر به، و لكنك تضنّ بملكك، فحبسه ثم أخرجه فقتله و صلبه.

قال: و حدّثنا ابن سعد (5)،أنبأنا هشام بن محمّد، حدّثنا عبد اللّه بن يزيد بن روح بن زنباع، عن ابن لقيس بن ناتل (6) الجذامي قال:

كان رجل من جذام ثم أحد بني نفاثة يقال له فروة بن عمرو بن النافرة بعث إلى رسول

ص: 272


1- بالأصل و ت: الحسين، تصحيف، و السند معروف.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 281/1 تحت عنوان: ذكر بعثة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الرسل بكتبه إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام، و ما كتب به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لناس من العرب و غيرهم.
3- كذا بالأصل و ت، و في طبقات ابن سعد: عمرو بن عبد الرحمن الزهري.
4- النشّ : نصف أوقية، و هو عشرون درهما (راجع اللسان: نشش).
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 355/1 تحت عنوان: وفد جذام.
6- إعجامها ناقص بالأصل، و التصويب عن ت، و ابن سعد.

اللّه صلى اللّه عليه و سلم بإسلامه، و أهدى له بغلة بيضاء، و كان عاملا للروم على ما يليهم من العرب و كان منزله بعمان و ما حولها من أرض الشام، فلمّا بلغ الروم إسلامه طلبوه حتى أخذوه فحبسوه عندهم، ثم أخرجوه ليضربوا عنقه فقال:

أبلغ سراة المسلمين بأنّني *** سلم لربّي أعظمي و مقامي

فضربوا عنقه و صلبوه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا رضوان بن أحمد.

قالا: أنبأنا أحمد بن عبد الجبّار، حدّثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال (1):

و بعث فروة بن عمرو بن النافرة الجذامي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بإسلامه، و أهدى له بغلة بيضاء، و كان عاملا للروم على من يليهم من العرب، و كان منزله معان و ما حولها - و قال الفراوي: حوله - من أرض الشام، فلمّا بلغ الروم ذلك من إسلامه طلبوه حتى أخذوه فحبسوه عندهم، فلما اجتمعت الروم لصلبه على ماء لهم يقال له عفرى بفلسطين (2) فقال:

ألا هل أتى سلمى (3) بأنّ حليلها *** على ماء عفرى فوق إحدى الرواحل

على ناقة لم يضرب الفحل أمّها *** مشذّبة أطرافها بالمناجل

قال: و حدّثنا يونس، عن ابن إسحاق قال:

زعم الزهري أنّهم لمّا قدّموه ليقتلوه قال:

بلّغ سراة المؤمنين (4) بأنّني *** سلم لربّي و أعظمي و مقامي

ثم ضربوا عنقه على ذلك الماء.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:

ص: 273


1- سيرة ابن هشام 237/4-238.
2- بالأصل: بلفسطين، تصحيف، و التصويب عن ت و سيرة ابن هشام.
3- بالأصل: سليمى، تصحيف و التصويب عن ت و سيرة ابن هشام.
4- كذا بالأصل و ت، و في سيرة ابن هشام: المسلمين.

فروة بن عامر الجذامي أهدى إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم بغلة بيضاء، و قيل: فروة بن نعامة، و قيل:

ابن نباتة (1)،أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ :

فروة بن عامر الجذامي، و قيل: ابن نعامة، و قيل: ابن نباتة، و قيل: ابن نفاثة المهدي إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم بغلته البيضاء، سكن عمان الشام (2).

5595 - فروة بن عمرو البصري

أظنه أزديا.

[كان] (3) على النفر الذين وجّههم مسعود بن عمرو الأزدي لتسيير عبيد اللّه بن زياد إلى الشام، له ذكر.

5596 - فروة بن مجاهد اللّخمي الفلسطيني

5596 - فروة بن مجاهد اللّخمي الفلسطيني (4)

مولى للخم.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مرسلا، و عن عقبة بن عامر، و سهل بن معاذ الجهنيّين.

روى عنه: حسّان بن عطية، و المغيرة بن المغيرة الرملي، و أسيد بن عبد الرّحمن.

و اجتاز بدمشق و بساحلها عند توجهه إلى الغزوة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو سعد الأديب، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنبأنا أبو يعلى الموصلي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، قالا: حدّثنا داود بن عمرو - زاد ابن المقرئ: ابن زهير الضّبّي - حدّثنا إسماعيل بن عياش، حدّثني أسيد بن عبد الرّحمن، عن فروة بن مجاهد، عن سهل بن معاذ الجهني قال:

ص: 274


1- في ت: نباتة، و المثبت يوافق عبارة أسد الغابة.
2- راجع أسد الغابة 56/4-57.
3- الزيادة عن ت.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 50/15 و تهذيب التهذيب 484/4 و التاريخ الكبير 127/7 و الجرح و التعديل 82/7.

غزوت مع أبي الصائفة في زمن عبد الملك بن مروان و علينا عبد اللّه بن عبد الملك، فنزلنا على حصن سنان فضيّق الناس المنازل و قطعوا الطريق، فقام أبي في الناس، فقال: أيها الناس إنّي غزوت مع النبي صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث البغوي: نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم - غزوة كذا و كذا، فضيّق الناس المنازل، و قطعوا الطريق فبعث نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم مناديا فنادى - زاد البغوي: في الناس و قالا:

- إنّ من ضيق منزلا أو قطع طريقا فلا جهاد له - و في حديث البغوي: الطرق في الموضعين-.

و سقط من حديث ابن المقرئ من الطريق إلى الطريق.

و كذا (1) رواه بقية عن الأوزاعي، عن أسيد، عن ابن مجاهد.

و رواه أبو المغيرة عن الأوزاعي فأسقط منه فروة.

أخبرناه أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو (2) عبد اللّه إسحاق بن محمّد بن يوسف السّوسي، حدّثنا أبو العباس الأصم، حدّثنا محمّد بن عوف، حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا الأوزاعي، حدّثني أسيد بن عبد الرّحمن، عن رجل من جهينة، عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم بنحوه.

أخبرنا (3) أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا علي بن أحمد بن عبدان، أنبأنا أحمد بن عبيد الصفار، أنبأنا عبيد بن شريك، حدّثنا عبد الوهّاب، حدّثنا إسماعيل بن عيّاش، حدّثنا أسيد (4) بن عبد الرّحمن الخثعمي، عن فروة بن مجاهد اللّخمي، عن عقبة بن عامر الجهني قال:

كنت أمشي ذات يوم مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا عقبة بن عامر، صل من قطعك، و أعط من حرمك، و اعف عمن ظلمك».

ثم قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا عقبة بن عامر، أمسك لسانك، و ابك على خطيئتك، و ليسعك بيتك»[10424].

قال: و كان فروة بن مجاهد يقول: إذا حدّثنا بهذا الحديث ألا ربّ من لا يملك لسانه،

ص: 275


1- كتب فوقها في ت: ملحق.
2- كتبت لفظة «أبو» فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
3- كتب فوقها بالأصل و ت: ملحق.
4- بالأصل و ت هنا أسد، تصحيف، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 257/2.

و لا يبكي على خطيئته، و لا يسعه بيته (1).

قرأت على أبي محمّد عبد اللّه بن أسد بن عمار، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا علي ابن الحسن الربعي الحافظ ، أنبأنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن أحمد ابن عمير (2) بن يوسف بن جوصا، و نقلته أنا من خطه، حدّثنا أبو عامر موسى بن عامر، حدّثنا الوليد بن مسلم قال:

قلت لأبي عمرو فإنه قال له يعني للأسير (3) طاغيتهم اغزوا معي برجان (4) أو قاتلوهم معي، فإن أنا ظهرت خلّيت سبيلكم، قال: إن قاتلوا و نيتهم بنحو ذلك منه، و قتل عدوهم من المشركين حيث كانوا فلا بأس بذلك، قد قاتل على ذلك فروة بن مجاهد في زمن عبد الملك ابن مروان في رجال من المسلمين كانوا معه أسارى على ذلك من الشرط ، فلم ير أهل العلم في ذلك الزمان بما صنعوا بأسا.

قال الوليد: أخبرني مغيرة بن مغيرة الرملي، عن فروة بن مجاهد.

أنه أخبرهم أن طاغية الروم لما دعاه و أصحابه إلى قتال برجان و وعدهم تخلية سبيلهم إن نصرتم عليهم فأجبناه إلى ذلك، قال لي أصحابي: و كيف نقاتلهم بلا دعوة إلى الإسلام ؟ فقال: لا يجيبنا الطاغية، و لكني سأرفق، فقلت للطاغية: إن رأيت أن تأذن لنا فنقيم الصلاة و نجمعها معشر المسلمين بين الصّفّين، ثم قولوا أنتم جاءنا مددنا من العرب، فتكون صلاتنا بين الصّفّين مصدّقا لما قلتم من ذلك، فأجابنا إلى ذلك، و أقمنا الصلاة، فصلّينا و قاتلناهم، فنصرنا اللّه عليهم و خلّى سبيلنا.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد ابن إسماعيل قال (5):

ص: 276


1- كتب فوقها بالأصل و ت: إلى.
2- بالأصل: عمر، تصحيف، و التصويب عن ت.
3- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن ت. و لعل الصواب: للأسرى.
4- برجان: بلد من نواحي الخزر (راجع معجم البلدان).
5- رواه البخاري في التاريخ الكبير 127/7.

فروة [بن مجالد] (1) مولى اللخم، و كان يسكن كفر غنا (2) الشامي، و كانوا لا يشكّون أنه من الأبدال، مستجاب الدعاء، نسبه حجر بن الحارث.

و قال محمّد بن إسماعيل (3):فروة له صحبة، روى معاوية بن صالح عن أبي عمرو، عن بشير، عن فروة، و قال (4):

فروة: روى عنه حسان بن عطية.

- يعني - فروة الذي له صحبة، و فروة بن مجاهد، و عندي أن الثلاثة واحد، و كذا كان يرى ابن أبي حاتم لأنه ذكر أن حسان بن عطية روى عن فروة بن مجالد، و كان [ينبغي] (5) أن يقول: إنّ الثلاثة الأسماء لرجل واحد، و لكن كذا قال.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.

قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (6):

فروة بن مجالد مولى للخم من أهل فلسطين، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مرسلا، روى عنه المغيرة بن المغيرة، و حسان بن عطية، و كانوا لا يشكّون أنه من الأبدال، و مستجاب الدعوة، سمعت أبي يقول ذلك، و كان بعض الناس جعل هذا الاسم اسمين فسمعت أبي يقول: هما واحد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (7)،أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنبأنا أبو عبد اللّه الكندي، حدّثنا أبو زرعة قال: في تسمية أهل الشام من أهل فلسطين: فروة بن مجاهد اللّخمي، روى عنه أسيد بن عبد الرّحمن.

ص: 277


1- الزيادة عن ت و التاريخ الكبير، و كذا ورد فيهما:«مجالد» و مثلهما في تهذيب الكمال عن البخاري.
2- كذا بالأصل، و في ت و تهذيب الكمال نقلا عن البخاري:«كفر عنا» و في التاريخ الكبير:«كفر غما» و كانت اللفظة بأصله غير واضحة، هو ما ارتآه محققه. راجع معجم البلدان.
3- التاريخ الكبير 127/7 في ترجمة مستقلة.
4- التاريخ الكبير 127/7 في ترجمة مستقلة أيضا.
5- استدركت اللفظة عن هامش الأصل.
6- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 82/7.
7- بالأصل: الكناني، تصحيف، و التصويب عن ت.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب، أنبأنا ابن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الربعي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا أحمد بن عمير قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: فروة بن مجاهد اللّخمي فلسطيني.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، حدّثنا أبو محمّد الصوفي، أنبأنا أبو محمّد العدل، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (1)،حدّثنا محمّد بن أبي أسامة، حدّثنا ضمرة، عن عثمان بن عطاء، قال: كان فروة بن مجاهد يلقى أبي فيضمه إليه، و هو يحدثه.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا محمّد بن القاسم بن جعفر، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حدّثنا مروان، حدّثنا ضمرة، عن عثمان بن عطاء قال: لقي فروة بن مجاهد أبي فضمه إليه و عانقه، قال: و هي محدثه (2).

5597 - فروة بن المغيرة

هو المغيرة بن فروة، يأتي في حرف الميم.

ص: 278


1- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 637/1.
2- كذا بالأصل و ت.

[ذكر من اسمه] فريج

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) فريج

5598 - فريج بن أحمد بن محمّد

أبو عبد اللّه القرشي

حدّث عن أبي القاسم بن أبي العقب.

روى عنه علي بن محمّد الحنّائي.

قرأت بخط أبي الحسن الحنّائي، أنبأنا أبو عبد اللّه فريج بن أحمد بن محمّد القرشي، حدّثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، حدّثنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تسافر المرأة سفر ثلاثة أيام فصاعدا إلاّ مع زوجها أو ابنها أو ذي محرم»[10425].

أخبرناه عاليا أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السّبط ، و أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو بكر بن مالك، حدّثنا بشر بن موسى، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تسافر امرأة سفرا ثلاثة أيام فصاعدا إلاّ مع زوجها، أو ابنها، أو أخيها، أو ذي محرم»[10426].

ص: 279


1- زيادة منا للإيضاح.

ذكر من اسمه فضالة

5599 - فضالة بن أحمد بن فضالة بن الصقر بن فضالة بن سالم

ابن جميل بن عمرو بن ثوابة بن الأخنس

ابن مالك بن النعمان بن امرئ القيس

أبو القاسم اللّخمي

حدّث عن أبيه أحمد، و عن عمّه محمّد بن فضالة.

روى عنه: أبو هاشم المؤدب.

تقدمت روايته في ترجمة أبيه (1).

5600 - فضالة بن زريق

كان ممن وافق يزيد بن الوليد على خلع الوليد بن يزيد، ثم نفر عليه، له ذكر.

5601 - فضالة بن زيد العدواني

5601 - فضالة بن زيد العدواني (2)

أحد الشعراء المعمّرين.

وفد على معاوية.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، حدّثنا أحمد بن علي بن ثابت، أنبأنا أبو منصور محمّد ابن علي بن إسحاق الكاتب، أنبأنا أبو بكر أحمد بن بشر بن سعيد الحرمي، حدّثنا أبو روق

ص: 280


1- ترجمته في تاريخ مدينة دمشق:(163/5 رقم 78).
2- ترجمته في الإصابة 214/3.

أحمد بن محمّد بن بكر الهزّاني، حدّثنا أبو حاتم سهل بن محمّد السّجستاني، قال: و زعم العمري عن عطاء بن مصعب، حدّثني عبيد بن أبان النّميري قال:

قدم فضالة بن زيد العدواني على معاوية فقال له معاوية: كيف أنت و النساء يا فضالة ؟ قال: يا أمير المؤمنين:

لا باه لي إلاّ المني و أخو المني *** جدير بأن يلحى ابن حرب و يشتما

و الرواية: لا قمط لي، و القمط : الجماع، و من قال: لا باه لي، فقد أخطأ، لأن الباه ممدود و هي ماء في الأوداج:

و فيم تصابى الشيخ و الدهر دائب *** بميراثه تلحو عروقا و أعظما

رمتني صروف الدهر حتى رأيتني *** أجبّ السنام بعد ما كنت أيهما (1)

فحلت سهول الأرض و عثا و وعثها *** سهولا و قد أحرزت أن أتكلّما

و كان سليطا مقولي متبادرا *** شباه فصرت اليوم مثل العيّ أبكما

كذلك ريب الدهر ينزل سهمه *** و الاداء الذليل المذمما

ألا ذو الأيدي القوة (2)

و حرب يجيد القوم عن لهباتها *** شهدت فكتبت المستشار المقدما

توسطتها بالسيف اذهاب جينها *** الكماة فلم يعثوا من الحرث معظما

فلما رأيت الموت ألقى بعاعه *** علي تعمدت أمرا كان معلما

فيممت سيفي رأسه فتركه *** يهر عليه الذئب أنضح (3) قشعما

نفدت فما لي حيلة غير أنني *** أجود إذا سئل البخيل فهمهما

و أبذل عفوا ما ملكت تكرما *** و أجبر في اليلا و أكلا و معدما

فقال له معاوية: كم أتت لك سنة يا فضالة ؟ قال: عشرون و مائة سنة، قال: فأي الأشياء حلت بك مذ كنت كنت بها أسر و أي شيء كنت بوقوعه أشد اكتئابا؟ قال: يا أمير المؤمنين لم يقطع الظهر قطع الولد شيء، و لا دفع البلايا و المصائب مثل إفادة المال، و اللّه يا أمير المؤمنين إن المال ليقع من المرء موقعا ما يفقه شيء و إن الولد الصالح ليمثل منزلة المال، و لكن للمال فضيلة عليه، و إن كان طالب المال يجمعه لولده فإنه آثر عنده منه لأنه قد

ص: 281


1- الأيهم: الشجاع، و الجبل الصعب. و الحجر الأملس (القاموس المحيط ).
2- كذا.
3- على هامش الأصل: و الأنضح الأبيض و ليس بخالص.

يمنعه المال إذا طلبه منه إن كان يثمره له فهو أحلى متاع الدنيا عند أهل الدنيا، فقال معاوية:

ليس كل أحد على رأيك للمال حال و الولد حبة القلب و وتد النفس، يريد ان الرجل إذا أصيب بأولاده هزّه ذلك و ضعضعه و نفضه العيش لا خير في المال لمن لا ولد له إلاّ أن يكون مال ينفقه الرجل في سبيل اللّه، فقال فضالة: يا أمير المؤمنين:

و ما العيش إلاّ المال فاحفظ فضوله *** و لا تهلكنه في الضلال فتندم

فإني رأيت المال عزا إذا التفت *** عليك ظلال الحرب ترمم بالدم

إذا جل خطب صلت بالمال حيثما *** توجهت من أرضي فصيح و أعجم

و هابك أقوام و إن لم تصبهم *** بنفع و من يستعن يحمد و يكرم

و يعطى الذي يبغي و إن كان باخلا *** بما في يديه من متاع و درهم

و في الفقر ذل للرقاب و طالما *** رأيت فقيرا غير نكس مدمم

يلام و إن كان الصواب بكفه *** و تحمد الا البخيل المدرهم

كذلك هذا الدهر يرفع ذا الغنى *** بلا كرم منه و لا يتحلم

و لكن بما حازت يداه من الغنى *** يصير أمير اللئيم الملطم

فقال معاوية: قاتل اللّه أخا بني أسيد حيث يقول:

بني أم ذي المال الكثير يرونه *** و إن كان عبدا سيدا لامر جحفلا

و هم لمقل المال أو لا علة *** و إن كان محضا في العمومة مخولا

5602 - فضالة بن أبي سعيد المهري المصري

5602 - فضالة بن أبي سعيد المهري (1) المصري (2)

سمع عمر بن عبد العزيز بدمشق.

روى عنه الليث بن سعد، و رشدين بن سعد.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي، أنبأنا أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشّاب، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن شبيب، أنبأنا أبو يعلى عبد المؤمن بن خلف بن طفيل بن زيد التميمي، حدّثنا هاشم بن يونس، حدّثنا يحيى بن بكير، حدّثني الليث ابن سعد، حدّثني فضالة بن أبي سعيد قال:

ص: 282


1- المهري بفتح الميم و سكون الهاء و آخرها راء، و هذه النسبة إلى مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، قبيلة كبيرة (كما في اللباب: المهري) و قال ياقوت: و الصحيح مهرة بالتحريك (معجم البلدان: مهرة).
2- ترجمته في الجرح و التعديل 77/7 و التاريخ الكبير 126/7.

سمعت عمر بن عبد العزيز على منبر دمشق يقول: يا أهل الشام قد بلغني عنكم أحاديث ما أنا بالراجي لخيركم، و لا بالآمن من شرّكم، و لقد مللتموني و مللتكم فأراحني اللّه منكم و أراحكم مني فما علاه حتى مات.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد ابن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل البخاري (1) قال:

فضالة بن أبي سعيد سمع عمر بن عبد العزيز، روى عنه الليث.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن ابن سليم، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنبأنا أبو بكر الباطرقاني، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

فضالة بن أبي سعيد المهري يروي عن عمر بن عبد العزيز، روى عنه الليث بن سعد، و رشدين بن سعد.

5603 - فضالة بن شريك بن سلمان بن خويلد بن سلمة بن عامر

موقد (2) النار بن الحريش بن نمير بن والبة بن الحارث بن ثعلبة

ابن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة الأسدي (3)

كان مخضرما، أدرك الجاهلية و الإسلام، و كان شاعرا فاتكا، صعلوكا.

وفد على يزيد بن معاوية و مدحه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، أنشدنا أحمد بن داود، أنشدني أبو زيد لفضالة بن شريك في نساء بني حرب (4):

ص: 283


1- رواه البخاري في التاريخ الكبير 126/7.
2- بالأصل:«متوقد النار» و المثبت عن ت، و الأغاني.
3- ترجمته في الإصابة 214/3 رقم 7027 و الأغاني 71/12 (مصورة عن طبعة دار الكتب)، معجم الشعراء ص 308 و الأعلام للزركلي 146/5.
4- البيتان في تاج العروس - مادة سمد، و نسبهما إلى عبد اللّه بن الزبير الأسدي.

رمى الحدثان نسوة آل حرب (1) *** بمقدار سمدن له سمودا (2)

فردّ شعورهنّ السود بيضا *** و ردّ وجوههنّ البيض سودا

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن مجاهد، أنبأنا محمّد بن أحمد بن عمر المعدل في كتابه، أنبأنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى - إجازة - أنشدنا علي بن سليمان الأخفش، عن أبي العباس ثعلب لفضالة بن شريك الأسدي يرثي معاوية رضي اللّه عنه (3):

إنّك (4) لو شهدت بكاء هند *** و رملة إذ تصكّان (5) الخدودا

رأيت (6) بكاء معولة ثكول *** أبان الدهر واحدها الفقيدا

رمى الحدثان (7) نسوة آل حرب *** بمقدار سمدن له سمودا

فردّ شعورهن السّود بيضا *** و ردّ وجوههنّ (8) البيض سودا

سمدن لهن: ذهب بقلوبهن إليه.

أنبأنا أبو علي بن نبهان.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و حدّثنا أبو

ص: 284


1- في التاج:«آل سعد» و بهامشه عن تهذيب اللغة: آل حرب.
2- السامد: اللاهي، و السامد: الساهي (تاج العروس).
3- الأبيات في معجم الشعراء للمرزباني ص 308-309 قالها لما مات يزيد بن معاوية، و قال المرزباني بعد روايتها: و قد رويت لغيره. و الأبيات في البداية و النهاية 154/8 منسوبة لأيمن بن خريم يرثي معاوية، و في ذيل الأمالي ص 115 منسوبة للكميت بن معروف الأسدي و فتوح بن الأعثم 6/5 من عشرة أبيات منسوبة لأيمن بن خريم الأسدي.
4- في معجم الشعراء:«و إنك» و في المصدرين الآخرين: فإنك.
5- عن معجم الشعراء و ذيل الأمالي، و بالأصل و ت: يصكان، و تصكان الخدودا: تلطمانها. و في البداية و النهاية:«يصفقن» و عند ابن الأعثم: يلطمن.
6- روايته في معجم الشعراء: رأمت بكل معولة ثكول أباد الدهر واحدها الفقيدا و روايته في ذيل الأمالي: بكيت بكاء معولة حزين أصاب الدهر واحدها الفقيدا و مثله في البداية و النهاية و فيها:«قريح» بدل حزين و في ابن الأعثم: بكيت بكاء موجعة بحزن.
7- في ذيل الأمالي: رمى المقدار.
8- في ذيل الأمالي: خدودهن.

الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن بن أحمد، و محمّد بن إسحاق بن إبراهيم، و أبو علي ابن نبهان.

قالوا: أنبأنا أبو علي بن شاذان، أنبأنا محمّد بن الحسن بن مقسم، حدّثنا ثعلب قال:

و أنشد:

رمى الحدثان نسوة آل صخر *** بمقدار سمدن له سمودا

أي لهون عنه، السامد اللاهي.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه السلمي - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنبأنا محمّد ابن الحسين، أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي (1)،حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباري، حدّثني أبي، حدّثني أحمد بن الحارث، قال: قال أبو الحسن:[قال (2) أبي].

أتى ابن فضالة بن شريك الكاهلي الأسدي - أسد بن خزيمة - عبد اللّه بن الزبير فقال له:

قد نفدت نفقتي و نقبت (3) راحلتي فاحملني، فقال له: أحضر راحلتك، فأحضرها، فقال له:

أقبل بها، أدبر بها، ففعل فقال: ارقعها بسبت (4) و اخصفها بهلب (5) و أنجد بها يبرد خفها، و سر عليها البردين تصحّ ، فقال ابن (6) فضالة: إنّما أتيتك مستحملا و لم آتك مستوصفا، لعن اللّه ناقة حملتني إليك، فقال ابن الزبير: إنّ و راكبها، يريد: نعم و راكبها، فانصرف ابن فضالة و هو يقول:

أقول لغلمتي شدّوا ركابي *** أفارق (7) بطن مكة في سواد

فما لي حين أقطع ذات عرق (8) *** إلى ابن الكاهلية (9) من معاد

ص: 285


1- الخبر رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 397/2 و ما بعدها. و رواه أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني 71/12 و ما بعدها، و عيون الأخبار 140/3 و غرر الخصائص الواضحة ص 291.
2- بالأصل:«أي ابن فضالة» و الزيادة:[قال أبي]: أتى ابن عن الجليس الصالح و فيه: أتى فضالة.
3- يقال نقب البعير إذا حفى و رقت أخفافه.
4- السبت بكسر السين: جلد البقر المدبوغ بالقرظ .
5- الهلب: بضم الهاء: شعر الخنزير الذي تخرز به النعال.
6- و هو عبد اللّه بن فضالة الوافد على ابن الزبير، كما يفهم من عبارة الأغاني، و جاء في أول القصة بالأصل و الجليس الصالح أن الوافد على ابن الزبير هو فضالة نفسه، و قيل إن القصة كانت بين معن بن أوس و ابن الزبير كما يفهم من عبارة الإصابة 214/3.
7- في الأغاني: أجاوز.
8- ذات عرق: موضع، و هو الحد بين نجد و تهامة.
9- يريد ابن الزبير، و عنى بها: الزهرة بنت حنثر امرأة من بني كاهل بن أسد، و هي أم خويلد بن أسد بن عبد العزى قاله في الأغاني 79/12.

سيبعد بيننا نصّ المطايا *** و تعليق الأداوى و المزاد (1)

و كل معبّد قد أعلمته *** منا سمهنّ طلاّع النّجاد (2)

أرى الحاجات عند أبي خبيب (3) *** نكدن و لا أميّة بالبلاد

من الأعياص أو من آل حرب *** أغرّ كغرّة الفرس الجواد

قال القاضي: و الكاهلية إحدى جدّات ابن الزبير، فقال: علم أنها ألأم أمهاتي فسبّني بها (4).

قال القاضي: إنّ في قول [ابن] (5) الزبير: إنّ و راكبها: معناها نعم، و هي لغة مشهورة يمانية، و قد حمل قوم عليها إن في قول اللّه عزّ و جل: إِنْ هٰذٰانِ لَسٰاحِرٰانِ (6) فقالوا:

المعنى نعم، و جاء في بعض فصيح الخطب: إنّ الحمد للّه، برفع الحمد، بمعنى نعم الحمد للّه، و من ذلك قول الشاعر (7):

بكرت عليّ عواذلي *** يلحينني (8) و ألومهنّه

و يقلن شيب قد علا *** ك و قد كبرت فقلت إنّه

يعني بقوله: إنّه، نعم، و الهاء للسكت و الوقف، كقولهم: تعاله، و القول مستقصى على شرحه في إن هذه و فيما أتى من القراءات و التلاوات في قوله إِنْ هٰذٰانِ [و في] مواضعه من تآليفنا و إملائنا.

و قول ابن فضالة في شعره هذا:«نصّ المطايا» ضرب من السير فيه ظهور و ارتفاع، و من هذا اشتق اسم المنصة أعني الارتفاع و الظهور.

و روي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم في قصّة ذكرت (9) أنه كان يسير العنق فإذا وجد فجوة نصّ ، و منه نصصت الحديث إلى صاحبه أي رفعته إليه.

ص: 286


1- نص المطايا: سيرها الشديد، أو هو ضرب من المشي فيه ظهور و ارتفاع و الأداوى جمع إداوة و هي المطهرة.
2- المناسم: أطراف أخفاف الإبل.
3- أبو خبيب، كنية عبد اللّه بن الزبير.
4- بالأصل: فنسبني، تصحيف، و التصويب عن ت، و الجليس الصالح.
5- سقطت من الأصل و ت، و الزيادة عن الجليس الصالح.
6- سورة طه، الآية:63.
7- البيتان لعبيد اللّه بن قيس الرقيات، ديوانه ط بيروت ص 66.
8- كذا بالأصل و ت و الديوان، و في الجليس الصالح:«يلحونني» و لحاه: عاتبه و لامه.
9- و هذه القصة التي ذكرت هي حجة الوداع، و قد وردت هذه العبارة بحرفيتها، راجع سيرة ابن هشام.

و قال امرؤ القيس (1):

و جيد كجيد الرّيم ليس بفاحش *** إذا هي نصّته و لا بمعطّل

و قوله: و كل معبّد، المعبّد المذلل، قال طرفة بن العبد (2):

إلى أن تحامتني العشيرة كلها *** و أفردت إفراد البعير المعبّد (3)

و أبو خبيب عبد اللّه بن الزبير، كان يكنى أبا خبيب، و أبا بكر، و قال الشاعر فيه، و في أخيه مصعب:

قدني من نصر الخبيبين قدي *** ليس اميري بالشحيح الملحد (4)

يروى الخبيبين مثنى، يراد هو و أخوه، و يروى الخبيبين على الجمع من باب الأشاعثة و المسامعة و المهالبة يراد هو و ذووه.

و قوله: و لا أمية في البلاد فنصب بلا النافية، و إنما تعمل في النكرة دون المعرفة لأنه أراد و لا مثل أمية، كما قال الآخر:

لا (5) هيثم الليلة للمطيّ

أي لا مثل هيثم.

و قوله: من الأعياص: نسب بني أمية مقسوم على إضافتين: الأعياص و العنايس، و الأعياص أعلاهما.

[قال القاضي رحمه اللّه] (6) و ابن الزبير حين ذكر الكاهليّة. و ذكره ابن فضالة إياه إليها معنى لطيف، و تعريض بنسبه أبلغ من التصريح إذا علم أنّ الكاهلية ألأم أمهات ابن الزبير فسبّه بها، فالسّبّ راجع عليه، فأعظم من سبّه من هجاه. إذ بنو كاهل رهط ابن فضالة و عصبته.

و قول ابن الزبير: و ارقعها بسبت: السّبت: جلود يؤتى بها من اليمن، يتخذ منها

ص: 287


1- ديوانه ط بيروت ص 44 (من المعلقة).
2- بالأصل:«قال بن معبد» و التصويب عن ت، و فيها: قال طرفة.
3- من معلقة طرفة، و ديوانه ط بيروت ص 31.
4- الشطر الأول في تاج العروس: خبب، و نسبه لحميد الأرقط .
5- الأصل:«ألا» و المثبت عن ت، و الكتاب لسيبويه 296/2 و لم ينسبه.
6- الزيادة عن الجليس الصالح للإيضاح.

النّعال، و هي من جلود البقر، و كانت من ملابس الملوك. و روي أنّ النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لرجل رآه يمشي في المقبرة لابس شيئا منها:«يا صاحب السبتيتين، اخلع سبتيتك» (1).

و قال عنترة يصف رجلا بالنبل و تمام الخلق:

بطل كأن ثيابه في سرحة *** يحذى نعال السّبت ليس بتوأم

و قوله: أخصفها بهلب بمعنى ما أخذ من شعر الذنب.

و قوله: و أنجد بها: يريد آت بها نجدا، يقال: أنجد الرجل إذا أتى نجدا، و أغار إذا أتى الغور، و من كلام العرب:«أنجد من رأى حصنا» أي شارف نجدا أو حصن جبل، قال الأعشى (2):

نبيّ يرى ما لا ترون و ذكره *** أغار لعمري في البلاد و أنجدا

و قوله: و سر عليها البردين، البردان أول النهار و آخره، و روي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:

«من صلّى البردين دخل الجنّة»[10427] قال اللّه عزّ و جل: أَقِمِ الصَّلاٰةَ طَرَفَيِ النَّهٰارِ وَ زُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ (3).

و من الدليل على ما قلناه في معنى البردين قول حميد بن ثور الهلالي:

فلا الظلّ من برد الضّحى تستطيعه *** و لا الفيء من برد العشيّ نذوق

كذا قال: ابن فضالة، و إنما هو فضالة.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين (4)،أخبرني علي بن سليمان الأخفش، حدّثني أبو سعيد السكري عن محمّد بن حبيب قال: (5)

مر فضالة بن شريك بعاصم بن عمر بن الخطّاب و هو متبدّ (6) بناحية المدينة، فنزل به فلم يقره شيئا، و لم يبعث إليه و لا إلى أصحابه بشيء، و قد عرّفوه مكانهم، فارتحلوا عنه، و التفت فضالة إلى مولى لعاصم فقال: قل له: أم و اللّه لأطوّقنّك طوقا لا يبلى، فقال يهجوه:

ألا أيها الباغي القرى لست واجدا *** قراك إذا ما بت في دار عاصم

ص: 288


1- كذا بالأصل و ت، و في الجليس الصالح: يا صاحب السبتين اخلع سبتيك.
2- ديوان عنترة ط بيروت ص 220.
3- ديوانه ط بيروت ص 46 من قصيدة يمدح النبي محمدا صلى اللّه عليه و سلم مطلعها: أ لم تغتمص عيناك ليلة أرمدا و عادك ما عاد السليم المسهّدا
4- سورة هود، الآية:114.
5- رواه أبو الفرج في الأغاني 73/12-74.
6- أي مقيم بالبادية.

إذا جئته تبغي القرى بات نائما *** بطينا و أمسى ضيفه غير طاعم (1)

فدع عاصما أفّ لأفعال عاصم *** إذا حصّل الأقوام أهل المكارم

فتى من قريش لا يجود لسائل (2) *** و يحسب أنّ البخل ضربة لازم

و لو لا يد الفاروق قلّدت عاصما *** مطوّقة يحدى بها في المواسم

فليتك من جرم بن زبّان أو بني *** فقيم أو النّوكى أبان بن دارم

أناس إذا ما الضيف حلّ بيوتهم *** غدا جائعا عيمان ليس بغانم

قال: فلما بلغت أبياته عاصما استعدى عليه عمرو بن سعيد بن العاص و هو يومئذ بالمدينة [أمير] (3)،فهرب فضالة بن شريك و عاذ بيزيد (4) بن معاوية و عرّفه ذنبه و ما تخوّف من عاصم، فأعاذه، و كتب إلى عاصم يخبره أن فضالة أتاه مستجيرا به، و أنه يحبّ أن يهبه له، و لا يذكر لمعاوية شيئا من أمره، و يضمن له ألاّ يعود لهجائه، فقبل ذلك عاصم و شفّع يزيد بن معاوية فقال فضالة يمدح يزيد (5):

إذا ما قريش فاخرت بقديمها *** فخرت بمجد يا يزيد تليد

بمجد أمير المؤمنين و لم يزل *** أبوك أمين اللّه غير بليد

به عصم اللّه الإمام من الردى *** و أدرك تبلا من معاشر صيد (6)

و مجد أبي سفيان ذي الجود (7) و الندى *** و حرب و ما حرب العلا بزهيد

فمن ذا الذي إن عدّد الناس مجدهم *** يجيء بمجد مثل مجد يزيد

و بلغني: أن فضالة مات قبل أن يلي عبد الملك بن مروان الخلافة.

5604 - فضالة بن الصّقر بن فضالة بن سالم

ابن جميل بن عمرو بن ثوابة بن الأخنس بن مالك

ابن النعمان بن امرئ القيس اللخمي الدمشقي

حدّث عن أبيه الصقر.

ص: 289


1- كذا بالأصل و ت، و في الأغاني: غير نائم.
2- كذا بالأصل و ت، و في الأغاني: بنائل.
3- زيادة للإيضاح عن الأغاني.
4- بالأصل:«و عاد يزيد» و المثبت عن ت و الأغاني.
5- الأبيات في الأغاني 74/12.
6- الصيد: جمع أصيد، و هو الذي لا يلتفت من زهوه و كبره يمينا و لا شمالا.
7- في الأغاني: ذي الباع و الندى.

روى عنه ابنه محمّد بن فضالة، و قد تقدم حديثه في ترجمة بشر بن أحمد (1).

5605 - فضالة بن عبيد بن نافد

5605 - فضالة بن عبيد بن نافد (2)

ابن قيس بن صهيب بن الأصرم بن جحجبى بن كلفة

ابن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك

أبو محمّد الأنصاري (3)

من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الذين بايعوه تحت الشجرة، ولاه معاوية على الغزاة، ثم ولاّه قضاء دمشق، و كان خليفة معاوية على دمشق إذا غاب عنها.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و عن عمر بن الخطّاب، و أبي الدرداء.

روى عنه: عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، و حنش بن عبد اللّه الصّنعاني، و عبد اللّه بن محيريز الجمحي، و أبو علي عمرو بن مالك الجنبي، و عبد العزيز بن أبي الصّعبة، و القاسم أبو عبد الرّحمن، و أبو علي ثمامة بن شفيّ الهمداني، و يقال الأصبحي، و ميسرة مولى فضالة، و عليّ بن رباح، و ربيعة بن يورا.

و داره بدمشق بنواحي سوق القمح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو القاسم عيسى ابن علي، أنبأنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا عيسى بن سالم الشاشي، حدّثنا ابن المبارك، عن حيوة بن شريح، أخبرني أبو هانئ أن عمرو بن مالك أخبره أنه سمع فضالة بن عبيد يحدّث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها يوم القيامة».

قال حيوة: رباط حجّ و نحو ذلك[10428].

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن

ص: 290


1- ترجمة بشر بن أحمد في تاريخ مدينة دمشق:(169/10 رقم 878).
2- بالأصل و ت: نافد، و المثبت عن تهذيب الكمال و الإصابة.
3- ترجمته في الإصابة 206/3 و الاستيعاب 197/3 (هامش الإصابة) و تهذيب الكمال 57/15 و تهذيب التهذيب 486/4 و أسد الغابة 63/4 و سير أعلام النبلاء 113/3 حلية الأولياء 17/2 و العبر 58/1 و أخبار القضاة لوكيع 200/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 41-60 ص 285) و انظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمته.

يزداد القارئ، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيّان (1) الأصبهاني، حدّثنا محمّد بن يحيى هو ابن مندة، حدّثنا محمّد - يعني ابن عصام بن يزيد المعروف بجبّر (2)- حدّثنا أبي، حدّثنا سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن نعيم ذي جناب.

كذا رواه لنا ابن [يزداد القارئ أنا أبو محمد عبد اللّه] (3) و هو (4) نعيم بن ذي جناب عن فضالة بن عبيد، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ثلاث هن الفواقر: إمام إن أحسنت لم يشكر، و إن أسأت لم يغفر، و جار إن رأى خيرا دفنه، و إن رأى شرّا أشاعه (5)،و امرأة إن حضرتك آذتك، و إن غبت خانتك»[10429].

قال أبو محمّد: هذا تفرّد به جبّر عن سفيان.

و رواه وكيع عن سفيان عن منصور مثله و لم يرفعه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر، و أبو بكر وجيه ابنا (6) طاهر بن محمّد، قالا: أنبأنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد، أنبأنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي، أنبأنا عبد اللّه (7) بن محمّد بن الحسن الشّرقي، حدّثنا عبد اللّه بن هاشم، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن نعيم بن ذي جناب، عن فضالة بن عبيد الأنصاري قال:

ثلاث من الفواقر: إمام إن أحسنت لم يشكر، و إن أسأت لم يغفر، و جار إن رأى حسنة دفنها و إن رأى سيئة أفشاها، و زوجة إن حضرت آذتك و إن غبت عنها خانتك في مالك و نفسها.

و هكذا رواه هنّاد عن وكيع.

أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا إبراهيم بن عمر

ص: 291


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن ت.
2- جبّر ضبطت بفتح الموحدة و تثقيلها عن تبصير المنتبه 543/2.
3- بياض بالأصل مقدار كلمة، و المستدرك بين معكوفتين عن ت. و يبدو السياق مضطربا.
4- كذا بالأصل و ت.
5- بالأصل:«شر أشاعه» تصحيف، و التصويب عن ت.
6- بالأصل:«أنبأنا» تصحيف، و التصويب عن ت.
7- بالأصل:«أنبأنا أبو عبد اللّه» تصحيف، و التصويب عن ت.

ابن أحمد البرمكي، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن خلف بن بخيت الدقاق (1)،حدّثنا محمّد بن صالح بن ذريح (2) العكبري، حدّثنا هنّاد بن السري، حدّثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن نعيم بن ذي جناب، عن فضالة بن عبيد الأنصاري، فذكر مثله موقوفا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنبأنا أبو طاهر الباقلاّني - زاد الأنماطي: و أحمد بن الحسن بن خيرون - قالا: أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني، أنبأنا أبو الحسين الأهوازي، أنبأنا عمر بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا خليفة بن خياط ، قال (3):

و من كلفة ابن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك: فضالة بن عبيد بن نافذ (4) بن قيس ابن صهيبة بن الأصرم بن جحجبا بن كلفة، يكنى أبا محمّد، أمّه سحيمة ابنة محمّد بن عقبة بن أحيحة من ساكني الشام، مات سنة تسع و خمسين.

أخبرنا (5) أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنبأنا أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنبأنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل بن غسان، حدّثنا أبي، حدّثنا يحيى بن معين قال: فضالة بن عبيد أنصاري له صحبة (6).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنبأنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول:

فضالة بن عبيد بن نافد (7) بن جحجبا بن كلدة (8) بن عوف بن عمرو بن عوف، و أمه كلفة.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، أنبأنا أحمد بن

ص: 292


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 334/16.
2- إعجامها مضطرب بالأصل و ت، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 259/14.
3- رواه خليفة بن خيّاط في الطبقات ص 153 رقم 544.
4- بالأصل و ت: نافد، و المثبت عن طبقات خليفة.
5- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
6- كتب فوقها بالأصل: إلى.
7- بالأصل: نافد.
8- كذا بالأصل هنا: كلدة.

عبيد، حدّثنا محمّد بن الحسين، حدّثنا ابن أبي خيثمة، أنبأنا المدائني، قال: فضالة بن عبيد أبو محمّد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا (1)،حدّثنا محمّد بن سعد قال:

فضالة بن عبيد بن نافد (2) الأنصاري، أحد بني جحجبا بن كلفة من بني عمرو بن عوف من الأوس و كان قد نزل دمشق، و بنى بها دارا، و مات بها في وسط من خلافة معاوية، و له عقب.

أنبأنا أبو نصر محمّد بن الحسن، و أبو طالب عبد القادر بن محمّد، قالا: أنبأنا أبو محمّد الجوهري - قراءة عن أبي (3) عمر- (4) ابن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن فهم، حدّثنا محمّد بن سعد قال (5):

فضالة بن عبيد بن نافد (6) بن قيس بن صهيبة بن الأصرم بن جحجبا، و أمه عفرة بنت محمّد بن عقبة بن أحيحة بن الحلاّج بن الحريش بن جحجبا، فولد فضالة بن عبيد حميدا، و أمه أم صفوان بنت خداش بن عبد اللّه بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، و محمّد و أمه أمامة بنت ثابت من بني أنيف بن بليّ بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، و عبد اللّه، و عبيد اللّه، و أم جميل، و أمّهم مريم بنت عوف بن قيس بن حارثة بن سيّار بن أبي حارثة بن مرة بن نحبة بن غيظ بن مرة بن عوف، و عمرا، و عيشة لأم ولد، و كان عبيد بن نافد شاعرا.

قال محمّد بن عمر: شهد فضالة بن عبيد أحدا و الخندق و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، خرج إلى الشام فلم يزل بها حتى مات هناك، و كان فضالة بن عبيد قاضيا بالشام في زمن معاوية، و نزل دمشق و بنى بها دارا في خلافة معاوية بن أبي سفيان، و له عقب.

ص: 293


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.
2- بالأصل: نافد.
3- بالأصل:«ابن» تصحيف.
4- كذا بياض بالأصل، و نرى أنه لا سقط هنا، لأن أبا عمر بن حيوية، و هو محمد بن العباس الخزاز من مشايخ أبي محمد الجوهري، و هذا السند معروف.
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 401/7 مختصرا عما ورد هنا.
6- بالأصل: نافد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد قال: قال محمّد بن سعد:

فضالة بن عبيد بن نافد بن قيس بن صهيبة بن الأصرم بن جحجبا، و أمه عفرة بنت محمّد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاّح بن الحريش بن جحجبا، شهد فضالة أحدا و الخندق و المشاهد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم خرج إلى الشام فنزل دمشق، و بنى بها دارا، و كان قاضيا بها في خلافة معاوية، و مات بها في خلافة معاوية، و له عقب.

و قال أبو موسى هارون بن عبد اللّه: فضالة بن عبيد بن نافذ أحد بني عمرو بن عوف أنصاري، مات بدمشق في خلافة معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي في كتابه، و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين بن المظفر، أنبأنا أبو علي المدائني، أنبأنا أبو بكر بن البرقي قال:

و من بني كلفة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس: فضالة (1) بن عبيد بن الناقد (2)ابن صهيبة بن الأصرم بن جحجبا بن كلفة بن عوف، أمه بنت محمّد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاّح، توفي سنة ثلاث و خمسين، و يقال: إنه توفي بدمشق في خلافة معاوية، و دفن في باب الصغير.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد ابن إسماعيل قال (3):

فضالة بن عبيد الأنصاري من بني عمرو بن عوف، له صحبة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ص: 294


1- بالأصل: ابن فضالة.
2- كذا بالأصل:«الناقد» هنا، و مثله في أسد الغابة. و مرّ: نافذ.
3- رواه البخاري في التاريخ الكبير 124/7.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.

قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (1):

فضالة بن عبيد، هو عبيد بن نافذ (2) بن جحجبا بن كلفة الأنصاري، من الأوس من بني عمرو بن عوف، نزل الشام، نزل دمشق و بنى بها دارا، و مات بها في وسط إمرة معاوية، و له عقب، و له صحبة، روى عنه أبو علي الجنبي (3) عمرو بن مالك، و حنش الصّنعاني، و ميسرة مولى فضالة، و أبو علي الهمداني ثمامة بن شفي، و عبد اللّه بن محيريز، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عنه عبد العزيز [بن] (4) أبي الصعبة، و عليّ بن رباح، و أبو مرزوق، و ربيعة بن بورا (5).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (6)،أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنبأنا أبو عبد اللّه الكندي، حدّثنا أبو زرعة قال: فضالة بن عبيد، دار فضالة بدمشق، توفي في إمارة معاوية كما حدّثنا أبو مسهر عن سعيد.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنبأنا علي ابن الحسن، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنبأنا أحمد - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول:

فضالة بن عبيد بن نافد الأنصاري كان قاضيا على دمشق في خلافة معاوية، هلك بدمشق في خلافته، و صلّى عليه معاوية و قال لابنه - زاد عبد الوهّاب: عبد اللّه - أعنّي (7) فإنك لا تحمل (8) بعده مثله.

ص: 295


1- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 77/7.
2- بالأصل:«ابن عبيد نافد» و التصويب عن الجرح و التعديل.
3- إعجامها مضطرب بالأصل، و تقرأ: الجبني، تصحيف، و التصويب عن الجرح و التعديل و تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.
4- زيادة لازمة.
5- كذا بالأصل و الجرح و التعديل، و تقدم: يورا.
6- بالأصل: الكناني، تصحيف.
7- بالأصل:«المغني» تصحيف، و التصويب عن الاستيعاب و أسد الغابة، و في سير أعلام النبلاء: أعقبني.
8- بالأصل:«تتحمل» تصحيف، و التصويب عن الاستيعاب و أسد الغابة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد قال:

فضالة بن عبيد بن نافذ (1) الأنصاري، سكن مصر، و مات بها، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.

كتب إليّ أبو (2) محمّد حمزة بن العباس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنبأنا أبو بكر الباطرقاني، أنبأنا أبو عبد اللّه ابن مندة، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

فضالة بن عبيد بن نافذ (3) بن صهيبة (4) بن أصرم بن جحجبا بن كلفة بن عوف بن عمرو ابن عوف بن مالك بن الأوس، يكنى أبا محمّد، صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و شهد فتح مصر (5)،و ولي بها القضاء و البحر لمعاوية بن أبي سفيان و روى عنه أهل مصر، أبو خراش الهذلي و كلاهما صحابي، و روى عنه الهيثم بن شفيّ الرعيني، و عليّ بن رباح اللّخمي، و عبد الرّحمن بن جحدم (6) الخولاني، و حنش بن عبد اللّه الصّنعاني، و ثمامة بن شفي الهمداني، و سلمة بن صالح اللخمي، و عمرو بن مالك الجنبي و غيرهم، يقال: توفي بدمشق سنة ثلاث و خمسين، و يقال: إنّ بها ولده اليوم، و قد كان غزا المغرب مع رويفع بن ثابت (7).

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي الهمذاني (8) في كتابه، أنبأنا أبو بكر الصفار، أنبأنا أبو بكر الحافظ ، أنبأنا محمّد بن محمّد الحاكم قال:

أبو محمّد فضالة بن عبيد بن قيس بن صهيب بن الأصرم بن جحجبا بن كلفة بن عوف ابن عمرو بن عوف بن مالك بن أوس الأنصاري من بني عمرو بن عوف، و أمه سحيمة بنت محمّد بن عقبة بن أحيحة، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، سكن الشام، يقال: قاضي معاوية، مات في عهد معاوية بدمشق، و يقال مات سنة سبع و ستين.

ص: 296


1- بالأصل هنا: نافد.
2- بالأصل: أبي.
3- بالأصل هنا: نافد.
4- كذا، و مرّ:«صهيب» و في طبقات ابن سعد: صهيبة.
5- راجع سير أعلام النبلاء 114/3.
6- بالأصل و ت: جحدب، تصحيف، و التصويب عن تهذيب الكمال، و راجع ترجمته في الجرح و التعديل 221/5.
7- و هو أحد أجداد ابن منظور صاحب كتاب لسان العرب، و صاحب المختصر.
8- بالأصل و ت: الهمداني، بالدال المهملة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:

فضالة بن عبيد بن نافذ (1) بن صهيبة بن أصرم بن جحجبا بن كلفة بن عوف، و كان ممن بايع تحت الشجرة، شهد فتح مصر و الشام، و مات بدمشق سنة ثلاث و خمسين، و يقال: إنّ عقبه بها، و كان ولي القضاء لمعاوية.

أنبأنا أبو [علي] (2) الحسن بن أحمد قال: قال لنا أبو نعيم:

فضالة بن عبيد الأنصاري، و هو ابن نافد (3) بن قيس بن صهيبة بن أصرم بن جحجبا بن كلفة بن عوف، قيل: إنه كان فيمن بايع تحت الشجرة، و قيل: إنه شهد أحدا و الخندق، شهد فتح مصر، و توفي بدمشق سنة ثلاث و خمسين، ولي القضاء بها لمعاوية، و عقبه بالشام، أمّه عفرة بنت محمّد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاّح بن الحريش بن جحجبا، روى عنه حنش بن عبد اللّه الصّنعاني، و عمرو بن مالك أبو علي الجنبي، و عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، و ربيعة ابن بوري (4)،و عبد اللّه بن محيريز، و ثمامة بن علي الهمداني، و ميسرة مولاه.

أنبأنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني - إجازة - أنبأنا عمر بن الحسن بن مالك الشيباني، حدّثنا الحارث ابن محمّد بن أبي أسامة، حدّثني محمّد بن سعد.

أنبأنا الواقدي (5) قال: و فضالة بن عبيد بن نافذ (6) قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة و هو يحتطب نفر بن صرطة و هو يومئذ ابن ست سنين، و مات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو ابن سبع عشرة سنة.

و قد ذكر الواقدي في موضع آخر: أنه شهد أحدا و الخندق و هو الصواب (7).

أخبرنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا في كتابيهما، قالا: أنبأنا أبو محمّد الجوهري - قراءة - عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد، أنبأنا محمّد بن عمر، حدّثنا أفلح بن سعيد المري، عن سهل بن يزيد

ص: 297


1- الأصل: نافد.
2- الزيادة عن ت.
3- الأصل: نافد.
4- كذا بالأصل و ت هنا، و مرّ: يورا.
5- راجع تهذيب الكمال 58/15.
6- بالأصل و ت: نافد.
7- راجع أسد الغابة 63/4 و الاستيعاب 197/3 و سير أعلام النبلاء 114/3 و تهذيب الكمال 58/15.

ابن أبي جندب، عن فضالة بن عبيد بن نافذ (1) قال:

لما كان اليوم الذي قدم فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قباء لقيناه نفر بن ضرطة (2) و نحن غلمان نحتطب، فأرسلنا إلى أهلنا، و قال:«قولوا: قد جاء صاحبكم الذي تنتظرون»، قال: فخرجنا إلى أهلنا فأخبرناهم، و أقبل القوم[10430].

أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخليل (3)،و أبو محمّد أحمد (4) بن محمّد ابن أحمد بن علي بن بشر - بنوقان (5)-قالا: أنبأنا القاضي أبو سعيد محمّد بن سعيد بن محمّد بن فرخ - زاد حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف بن بامويه الأصبهاني - إملاء - أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن يحيى الزهري، حدّثنا علي بن عبد العزيز، حدّثنا عفان بن مسلم، حدّثنا عمر بن علي قال: سمعت الحجّاج بن أرطاة عن مكحول، عن عبد الرّحمن بن جبير قال:

سألت فضالة بن عبيد و كان ممن بايع تحت الشجرة، فذكر حديثا.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنبأنا شجاع المصقلي، أنبأنا محمّد بن إسحاق العبدي، أنبأنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثنا أبي، حدّثنا عمر بن علي المقدّمي قال: قال حجاج بن أرطاة:

كان فضالة بن عبيد ممن بايع تحت الشجرة.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري (6).

قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثني علي بن عثمان بن نفيل الحرّاني.

ح و أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم ابن البسري، قالا: أنبأنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أحمد بن نصر بن بحير، حدّثنا علي بن عثمان بن نفيل.

ص: 298


1- الأصل: نافد.
2- كذا.
3- قارن مع مشيخة ابن عساكر 173/ب.
4- قارن مع مشيخة ابن عساكر 13/ب.
5- نوقان مدينة بطوس، قاله ابن عساكر في المشيخة 13/ب.
6- بالأصل: الطيوري، تصحيف، و التصويب عن ت.

حدّثنا أبو مسهر، حدّثنا سعيد - زاد يعقوب: بن عبد العزيز.

أن فضالة بن عبيد الأنصاري ممن شهد بيعة الرضوان قال سعيد: كان أصغر من شهدها (1).

و قال معاوية حين هلك فضالة بن عبيد و هو يحمل نعشه لابنه عبد اللّه بن معاوية: تعال أعقبني فإنّك لن تحمل مثله أبدا (2).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنبأنا أبو طالب العشاري، حدّثنا محمّد ابن أحمد بن إسماعيل بن سمعون - إملاء - أحمد بن محمّد بن أحمد بن سلم، حدّثنا يحيى بن محمّد بن أعين، حدّثنا أزهر بن سعد السّمّان أبو بكر، حدّثنا سليمان التيمي عن خداش (3)عن أبي الزّبير عن جابر.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«ليدخلنّ الجنة من بايع تحت الشجرة»[10431].

أخبرنا أبو غالب بن الحسن البصري، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة (4) قال:

و قال ابن الكلبي: و فيها - يعني - سنة تسع و أربعين شتّى مالك بن هبيرة بأرض (5)الروم، و يقال: بل شتّى بها فضالة بن عبيد الأنصاري.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، حدّثنا أبو بكر [أحمد] بن [علي] الحافظ .

ح و أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه.

قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال: قال ابن بكير: قال الليث:

ص: 299


1- راجع سير أعلام النبلاء 114/3 و عقب الذهبي على قول سعيد بن عبد العزيز قال: قلت: إن ثبت شهوده أحدا فما كان يوم الشجرة صغيرا.
2- سير أعلام النبلاء 114/3 و أسد الغابة و فيه: أعنّي بدل أعقبني.
3- خداش بكسر أوله و تخفيف المهملة و آخره معجمة (كما في تقريب التهذيب). و هو خداش بن عياش العبدي البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 449/5.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 209 (ت. العمري).
5- بالأصل و ت: أرض الروم، تصحيف، و التصويب عن تاريخ خليفة.

و في سنة خمسين غزوة ابن قحذم، و فضالة بن عبيد، و ابن شجرة، و الحصين بن نمير، خرقات (1) الأولى.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (2)،أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأنا أحمد بن إبراهيم القرشي، حدّثنا محمّد بن عائذ قال: قال الوليد:

قال زيد بن..... (3) و في سنة إحدى و خمسين غزا فضالة بن عبيد الأنصاري الشاتية (4).

أخبرتنا (5) أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنبأنا أحمد بن محمود الثقفي، أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، أنبأنا محمّد بن جعفر المنبجي، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد الزهري قال: قال أبي: و شتى فيها - يعني - سنة إحدى و خمسين فضالة بن عبيد الأنصاري (6)بأرض الروم (7).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و محمّد بن موسى، قالا: حدّثنا أبو العباس - هو الأصم - حدّثنا الربيع بن سليمان، حدّثنا أيوب بن سويد (8)،عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، حدّثني القاسم أبو عبد الرّحمن قال:

غزونا مع فضالة بن عبيد، و لم يغز فضالة في البر غيرها، فبينا نحن نسير - أو نسرع في السير - و هو أمير الجيش - و كانت الولاة إذ ذاك يستمعون (9) ممن استرعاهم اللّه عليه، فقال قائل: أيها الأمير، إنّ الناس قد تقطّعوا، قف حتى يلحقوك (10)،فوقف في مرج عليه قلعة، فيها حصن فمنّا الواقف و منّا النازل، إذا نحن برجل ذي شوارب أحمر بين أظهرنا، فأتينا به

ص: 300


1- كذا رسمها بالأصل، و في ت:«خرفه» و لم أجدها.
2- بالأصل: الكناني، تصحيف، و التصويب عن ت.
3- رسمها غير واضح بالأصل و ت و صورتها:«دعكنة-».
4- سير أعلام النبلاء 114/3 عن الوليد.
5- كتب فوقها بالأصل و ت: ملحق.
6- استدركت اللفظة على هامش ت، و بعدها: صح.
7- كتب فوقها بالأصل و ت: إلى.
8- الخبر رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 115/3 من طريقه.
9- كذا بالأصل و ت، و في سير أعلام النبلاء 115/3: يسمعون.
10- كذا بالأصل و ت، و في سير أعلام النبلاء: يلحقوا بك.

فضالة، فقلنا: إن هذا هبط من الحصن بلا عهد و لا عقد، فسأله فضالة ما شأنه ؟ فقال: إنّي البارحة أكلت الخنزير و شربت الخمر، فبينا أنا نائم أتاني رجلان فغسلا بطني و جاءتني امرأتان لا تفضل إحداهما الأخرى، فقالتا: أسلم، فأنا مسلم، فما كانت كلمته أسرع من أن رمينا بالزّبر (1) فأقبل يهوي حين أصابه فدقّ عنقه، فقال فضالة: اللّه أكبر، عمل قليلا و أجر كثيرا، صلّوا على صاحبكم، فصلّينا عليه، ثم دفناه.

قال القاسم (2):هذا شيء أنا رأيته.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو عبد اللّه، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي، أنبأنا العباس بن محمّد بن حيّان، حدّثنا الهروي محمّد بن يوسف، حدّثنا عثمان بن سعيد - هو الدّارمي - حدّثنا هانئ بن المتوكل الاسكندراني، حدّثني أبو شريح عبد الرّحمن بن شريح (3) أنه سمع واهب بن عبد اللّه المعافري (4).

أن رجلا سأل فضالة بن عبيد الأنصاري أن يكتبه (5) في أصحابه حين ولي، فلم يجبه، فقال له الرجل: أ تمنعني ذلك و قد انقطعت إليك و رغبت في قربك ؟ فقال فضالة: امحوه من عمل اللّه و اكتبوه في عمّال فضالة، فأنكر الرجل ذلك، فقال فضالة: هو على ذلك، تدعون و تحشرون يوم القيامة مع من كنتم تعملون.

قال: و سمعت عثمان يقول: هانئ بن المتوكل أثبت شيخ بالإسكندرية.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (6)،أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (7)،حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا موسى بن علي قال:

سمعت أبي يقول: أمسكت على فضالة بن عبيد القرآن حتى فرغ منه.

أخبرنا أبو الحسين الخطيب، أنبأنا جدي الحسن، أنبأنا علي بن الحسن، أنبأنا العباس

ص: 301


1- كذا بالأصل: و الزبر: الحجارة، و في ت:«بالزير» و في سير أعلام النبلاء: بالزبارة.
2- هو القاسم أبو عبد الرحمن، راجع ترجمته في أسد الغابة 78/4 و الإصابة 276/3.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 182/7.
4- تقرأ في ت: المقابري، تصحيف، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 364/19.
5- بالأصل: يكفيه، تصحيف، و المثبت عن ت.
6- بالأصل: الكناني، تصحيف، و التصويب عن ت.
7- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 629/1.

بن محمّد بن حيّان، حدّثنا محمّد بن [يوسف] (1)،حدّثنا عثمان بن سعيد، حدّثنا عبد اللّه بن صالح المصري، حدّثني أبو شريح المعافري أنه سمع أبا قبيل يقول: حدّثني أبو مكينة (2)قال:

قال فضالة بن عبيد الأنصاري صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: خذ هذا المصحف فأمسك عليّ و لا تردّ عليّ ألفا و لا واوا، إنه سيكون قوم لا يسقطون ألفا و لا واوا، ثم رفع فضالة يديه فقال: اللّهم لا تجعلنا منهم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، حدّثنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري.

قالوا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، حدّثني عبد الرّحمن، حدّثنا الوليد، عن خالد بن يزيد، عن أبيه.

أنّ أبا الدرداء لما حضرته الوفاة و كان يقضي بين أهل دمشق قال له معاوية: من ترى لهذا الأمر؟ قال: فضالة بن عبيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصّقر، أنبأنا أبو الفتح منصور بن علي بن عبد اللّه الطّرسوسي، حدّثنا الحسن بن رشيق، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن سلاّم البغدادي أبو بكر، حدّثنا داود بن رشيد أبو الفضل، حدّثنا الوليد بن مسلم (3)،حدّثنا خالد بن يزيد عن أبيه.

أنّ أبا الدرداء كان يقضي على أهل دمشق و أنه لما احتضر أتاه معاوية عائدا له فقال: من ترى لهذا الأمر بعدك ؟ قال: فضالة بن عبيد، فلما توفي أبو الدّرداء قال معاوية لفضالة: إنّي قد ولّيتك القضاء، قال: فاستعفى منه، قال: فقال له معاوية: و اللّه ما حابيتك بها، و لكني استترت بك من النار، فاستتر منها ما استطعت.

ص: 302


1- بياض بالأصل، و اللفظة استدركت عن ت. و هو محمد بن يوسف بن بشر، أبو عبد اللّه الهروي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 252/15.
2- كذا رسمها بالأصل، و بدون إعجام في ت، و فوقها ضبة، و لم أعثر عليه.
3- سير أعلام النبلاء 115/3 من طريق الوليد بن مسلم، و تهذيب الكمال 58/15 من طريق خالد بن يزيد بن أبي مالك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (1)،أنبأنا محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (2)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن الوليد بن مسلم، عن خالد بن يزيد (3)،عن أبيه.

أنّ أبا الدرداء كان يلي القضاء بدمشق، فلمّا حضرته الوفاة قال له معاوية: من ترى لهذا الأمر؟ قال: فضالة بن عبيد، فلمّا مات أرسل معاوية إلى فضالة، فولاّه القضاء، فقال له: أما إنّي لم أحبك بها (4) و لكني أستتر بك من النار، فاستتر.

[قال أبو زرعة] (5) فحدّثنا أبو مسهر، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز قال: فلمّا خرج معاوية إلى صفّين استخلف فضالة بن عبيد على دمشق (6).

أخبرنا (7) أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو المعالي البقّال، أنبأنا أبو العلاء الواسطي، أنبأنا أبو بكر البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضل بن غسّان، حدّثنا أبي قال: سمعت يحيى ابن معين يحدّث عن خالد بن يزيد بن أبي مالك يحدّث عن أبيه.

أنّ أبا الدرداء كان يقضي على أهل دمشق، و أنه لما احتضر أتاه معاوية بن أبي سفيان عائدا، فقال له: من لهذا الأمر بعدك ؟ قال: فضالة بن عبيد، فلمّا توفي أبو الدرداء قال معاوية لفضالة: إنّي قد ولّيتك القضاء، فاستعفى منه، فقال له معاوية: و اللّه ما حابيتك بها، و لكني أستتر بك من النار، فاستتر منها ما استطعت.

قال يزيد بن أبي مالك: فولي فضالة ثم بعد فضالة أبو إدريس الخولاني، ثم زرعة بن ثوب، قال أبي: و كذلك يقول أهل الشام، و أما هاهنا - يعني: العراق - فيقولون: ثوب المقرائي، ثم عبد الرّحمن بن الحسحاس العذري لعمر بن عبد العزيز، ثم نمير بن أوس الأشعري لهشام، ثم يزيد بن أبي مالك الهمداني لهشام.

ص: 303


1- بالأصل: الكناني، تصحيف، و التصويب عن ت.
2- الخبر من هذا الطريق رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 199/1.
3- هو خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمداني، أبو هاشم الدمشقي، ترجمته في تهذيب التهذيب 3/ 129 (مصورة. الهند).
4- بالأصل و ت: لها، و المثبت عن تاريخ أبي زرعة.
5- الزيادة منا للإيضاح.
6- تاريخ أبي زرعة 199/1 و في سير أعلام النبلاء 115/3 من طريق سعيد بن عبد العزيز.
7- كتب فوقها بالأصل و ت: ملحق.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (1)،أنبأنا تمّام بن محمّد، أنبأنا محمّد بن سليمان الرّبعي، حدّثنا محمّد بن الفيض، حدّثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى (2)، حدّثني أبي عن جدي قال:

وقعت لرجل [مائة] (3) دينار فعرّفها، فقال: من وجدها فله عشرون دينارا، فأقبل الذي وجدها فقال: هذا مالك فأعطني الذي جعلت لي، فقال صاحب المال: كان مالي عشرين و مائة دينار [فاختصما إلى فضالة، فقال فضالة لصاحب المال: أ ليس كان مالك عشرين و مائة دينار] (4) كما تذكر؟ قال: بلى، فقال للرجل الذي وجد المال: أ ليس الذي وجدت مائة ؟ قال: بلى، قال: فاحبس هذا المال و لا تدفعه إليه فليس بماله حتى يجيء صاحبه.

أنبأنا أبو علي الحداد، و جماعة قالوا: أنبأنا أبو بكر بن ريذة، أنبأنا سليمان بن أحمد (5)،حدّثنا ورد بن أحمد بن لبيد البيروتي، حدّثنا صفوان بن صالح، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن مروان بن جناح، عن يونس بن ميسرة بن حلبس.

عن فضالة بن عبيد أنه كان إذا أتاه أصحابه قال: تدارسوا و أسندوا (6) و زيدوا زادكم اللّه خيرا، و أحبّكم و أحبّ من يحبكم، ردوا علينا المسائل، فإنّ أجر آخرها كأجر أوّلها، و اخلطوا حديثكم بالاستغفار.

أنبأنا أبو علي أيضا، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن الحكم، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم الدّورقي، حدّثنا بشير بن زاذان، حدّثني رشدين عن شراحيل بن يزيد.

عن فضالة بن عبيد أنه كان يقول: لأن أعلم أن اللّه يقبل مني مثقال حبة من خردل أحبّ إليّ من الدنيا و ما فيها لأن اللّه يقول: إِنَّمٰا يَتَقَبَّلُ اللّٰهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (7).

ص: 304


1- بالأصل: الكناني، تصحيف، و التصويب عن ت، و السند معروف.
2- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 115/3-116.
3- بياض بالأصل، و اللفظة استدركت عن ت و سير أعلام النبلاء.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن ت و سير أعلام النبلاء.
5- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 299/18 رقم 767.
6- كذا بالأصل و ت و المختصر، و في المعجم الكبير: و أبشروا.
7- سورة المائدة، الآية:27.

أنبأنا أبو علي، أنبأنا أحمد بن جعفر بن محمّد الفقيه، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن عبد الوهّاب، و الحسن بن محمّد بن يوة، و عبد اللّه بن عمر بن جعفر بن محمّد بن هانئ المعلم، قالوا: أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر بن أبان، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، حدّثني حمزة بن العبّاس، أنبأنا عبدان، أنبأنا عبد اللّه، أنبأنا رشدين بن سعد، عن شراحيل بن يزيد، عن عبيد بن عمرو أنه سمع فضالة بن عبيد يقول (1):

لأن أكون أعلم أنّ اللّه يقبل منّي مثقال حبة من خردل، أحبّ إليّ من الدنيا و ما فيها، لأن اللّه عزّ و جلّ يقول: إِنَّمٰا يَتَقَبَّلُ اللّٰهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ .

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأنا أبو عبد اللّه جدي، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي، أنبأنا العباس بن محمّد بن حيّان، حدّثنا محمّد بن يوسف، حدّثنا عثمان بن سعيد.

ح و أخبرنا أبو علي الحدّاد و جماعة في كتبهم، قالوا: أنبأنا أبو بكر بن ريذة، حدّثنا سليمان بن أحمد (2)،حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، قالا: حدّثنا أحمد بن يونس، حدّثنا معاوية بن حفص، عن داود بن المهاجر - و قال ابن أبي الحديد: أو ابن المهاجر بالشك - عن ابن محيريز، قال: سمعت فضالة بن عبيد - و قال الحداد و الجماعة قال: صحبت فضالة ابن عبيد - صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قالوا: فقلت له: أوصني رحمك اللّه، فقال: احفظ عنّي - و قال ابن أبي الحديد: مني - ثلاث خلال - و قال ابن أبي الحديد: خصال - ينفعك اللّه بهن:

إن استطعت أن تعرف و لا تعرف، فافعل، و إن استطعت أن تسمع - و قال ابن أبي الحديد:

تسمع - و لا تكلم فافعل، و إن استطعت أن تجلس و لا يجلس إليك فافعل.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (3)-إجازة إن لم يكن سماعا، و أنبأنا أبو الفضل محمّد ابن عمر بن يوسف الأرموي (4)،قالا: أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأنا أبو الفضل محمّد ابن الحسن بن الفضل بن المأمون، حدّثنا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشّار الأنباري، حدّثنا أحمد بن يحيى النحوي، عن ابن الأعرابي، حدّثني الهيثم بن عدي بإسناد ذكره.

أن معاوية كتب إلى فضالة بن عبيد يخطب ابنته على ابنه يزيد.

ص: 305


1- سير أعلام النبلاء 116/3.
2- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 299/18 رقم 768.
3- بالأصل و ت: المحلى، تصحيف.
4- بالأصل:«لاوي» و في ت:«الاموي» و كلاهما تصحيف، و التصويب عن مشيخة ابن عساكر 204/أ.

فكتب: أما بعد، فقد جاءني كتابك تخطب ابنتي على ابنك، يزيد، و إني قد كتبت إليك ببيتي شعر فاعرفهما و تدبّرهما (1):

فلو أن نفسي طاوعتني لأصبحت *** لها حفد من ماء يعدّ كثير

و لكنها نفس عليّ كريمة *** عيوف لأصهار اللّئام قذور

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (2)،أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (3)،حدّثنا أبو مسهر، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز.

أن فضالة بن عبيد توفي في خلافة معاوية، قال: فحمل معاوية سريره و قال لابنه عبد اللّه: أعقبني أي بني، فإنك لا تحمل بعده مثله.

أخبرنا (4) أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأنا أبو العلاء الواسطي، أنبأنا أبو بكر البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، حدّثنا أبي عن يحيى بن معين، قال:

مات فضالة بن عبيد في خلافة معاوية بدمشق، قبره في باب الصغير، قال معاوية لابنه:

يا بني أعقبني، فإنك لن تحمل مثله (5).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال:

و في آخر خلافة معاوية مات فضالة بن عبيد (6).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أحمد بن عبيد بن الفضل، أنبأنا محمّد بن الحسين بن محمّد بن محمّد، حدّثنا ابن أبي

ص: 306


1- تقدم البيتان التاليان. من ضمن أربعة أبيات ختم بها النعمان بن بشير رسالته إلى مروان بن الحكم يرد على رسالته في طلب أم أبان بنت النعمان يخطبها على ابنه عبد الملك بن مروان و ذلك في ترجمة بشير بن أبان بن بشير بن النعمان في تاريخ مدينة دمشق 281/10 رقم 913 ط الدار.
2- بالأصل: الكناني، تصحيف، و التصويب عن ت.
3- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 223/1.
4- كتب فوقها بالأصل و ت: ملحق.
5- كتب فوقها بالأصل و ت: إلى.
6- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 227 (ت. العمري) و نقل الذهبي في سير أعلام النبلاء عن خليفة قوله: أنه توفي سنة تسع و خمسين.

خيثمة، أنبأنا المدائني قال (1):

فضالة بن عبيد أبو محمّد، توفي سنة ثلاث و خمسين.

و كذا ذكر عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الحكم المصري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا علي بن أحمد بن محمّد بن علي، أنبأنا محمّد ابن عبد الرّحمن - إجازة - حدّثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثنا القاسم بن سلاّم قال: سنة ثلاث و خمسين توفي فيها فضالة بن عبيد أبو محمّد بالشام (2).

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، قال: و فيها - يعني - سنة ثلاث و خمسين توفي فضالة بن عبيد الأنصاري.

5606 - فضالة بن معاذ

أحد دعاة بني العباس.

كان بدمشق، و كان يكاتبه محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العباس يأمره بما يفعل في الدعوة إليه، له ذكر.

5607 - فضائل بن الحسن بن الفتح

أبو القاسم بن أبي محمّد الأنصاري الكتّاني (3)(4)

سمع أبا الفرج الأسفرايني.

سمعت منه جزءا واحدا.

و لم يكن الحديث من شأنه، و كان يخرج إلى القرى و يقايض الكتّان بالغزل.

أخبرنا أبو القاسم فضائل بن الحسن - بجامع دمشق - أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا محمّد ابن الحسين بن الطّفّال، أنبأنا محمّد بن أحمد الذهلي، حدّثنا أبو علي الحسين بن الكميت بن

ص: 307


1- تهذيب الكمال 58/15 و سير أعلام النبلاء 117/3.
2- تهذيب الكمال 58/15.
3- بالأصل: الكناني، تصحيف، و المثبت عن ت و المختصر.
4- مشيخة ابن عساكر 164/ب.

البهلول بن عمر [الموصلي، نا عثمان بن الربيع، نا أبو إسرائيل عن الفضيل عن الحجاج عن ابن عمر] (1) قال:

مسّى (2) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بصلاة العشاء حتى صلى (3) المصلّي و استيقظ المستيقظ و نام النائمون، و هجد المتهجّدون، ثم خرج فقال:«لو لا أن أشقّ على أمّتي أمرتهم أن يصلّوا هذا الوقت، أو هذه الصلاة أو نحوها»[10432].

كذا قال، و الصواب: حتى نام المصلّي.

توفي فضائل [في] (4) العشر الأخير من ذي الحجّة سنة خمس و خمسين و خمسمائة.

5608 - الفضل بن جعفر بن الفضل بن محمّد بن إبراهيم

أبو العباس الجوزجاني المقرئ

حدّث بدمشق عن أبي بكر محمّد بن علي السّلمي الحداد.

سمع منه عمر الدّهستاني، و أبو محمّد بن السّمرقندي، و طاهر بن بركات الخشوعي.

أنبأنا أبو محمّد بن السّمرقندي، أنبأنا الفضل بن جعفر بن الفضل بن محمّد بن أحمد ابن إبراهيم الجوزجاني أبو العباس المقرئ، سكن دمشق أنبأنا محمّد بن علي بن عبد اللّه السلمي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن عثمان السّلمي (5) أن محمّد بن جعفر العسكري، أخبرهم:

حدّثنا أبو بدر عبّاد بن الوليد (6)،حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا إسرائيل عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد اللّه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا معشر المسلمين أطعموا طعامكم الأتقياء، و أولو معروفكم المؤمنين»[10433].

لم يصح سماع محمّد بن علي السلمي من محمّد بن أحمد بن عثمان.

و قد أخبرناه عاليا أبو الحسن الفرضي، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و أبو

ص: 308


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن ت.
2- أي جاء مساء.
3- كذا بالأصل، و في ت:«ملا المصلى» و سينبه المصنف في آخر الحديث إلى أن الصواب: حتى نام المصلي.
4- الزيادة عن ت للإيضاح.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 184/17.
6- ترجمته في تهذيب الكمال 431/9 طبعة دار الفكر.

المعالي بن الشّعيري قالوا: أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمّد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد (1)،أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا محمّد بن جعفر، فذكره (2).

5609 - الفضل بن جعفر بن محمّد

ابن أبي عاصم أحمد بن حمّاد بن صبيح بن زياد

أبو القاسم التميمي المؤذّن الطّرائفي (3)

كان عبدا صالحا.

روى عن ابن الرّوّاس (4)،و إبراهيم بن عبد الرّحمن دحيم، و أبي محمّد عبد الصّمد بن عبد اللّه بن عبد الصّمد (5)،و محمّد بن بشر بن مامويه، و جماهر بن محمّد بن أحمد الزّملكاني، و عبيد اللّه بن أحمد بن الصّنّام، و أبي محمّد عبد الرّحمن بن إسحاق الصّامدي، و محمّد بن تمّام بن صالح، و أبي جعفر محمّد بن العباس بن الوليد القرشي، و محمّد بن عبيد اللّه بن الفضيل، و محمّد بن عبد اللّه الجوهري، و زيد بن عبد اللّه بن زيد، و محمّد بن العباس بن الوليد (6)،و إسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي، و محمّد بن إسماعيل الصائغ، و أبي الحسن عبد اللّه بن محمّد بن الفرج الزّطّني (7)،و أبي جعفر محمّد بن القاسم بن عبد الرزّاق المكي - بها - و أبي يعقوب إسحاق بن أحمد القطان - بتنيس - و أبي شيبة داود بن إبراهيم بن روزبه (8)-بمصر - و محمّد بن عبدوس النيسابوري - بالرملة - و محمّد بن خريم، و عبد اللّه بن أحمد بن أبي الحواري، و سعيد بن هاشم بن مرثد، و أبي سعيد محمّد بن يحيى حامل كفنه، و عبد الرّحمن بن سابحور (9)،و الحسين بن إسماعيل النقار، و سليمان بن أحمد الخزاعي.

ص: 309


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 418/18.
2- كتب بعدها في ت: آخر الجزء الحادي و السبعين بعد الخمسمائة من الفرع.
3- ترجمته في العبر 366/2 و سير أعلام النبلاء 338/16 و شذرات الذهب 81/3.
4- هو عبد الرحمن بن القاسم ابن الرواس، ترجمته في سير أعلام النبلاء 505/13.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 230/14.
6- كذا بالأصل و ت، و لعله الذي مرّ قريبا، فيكون ذكره مكررا.
7- بالأصل:«الرطبي» تصحيف، و التصويب عن ت، و هذه النسبة بفتح الزاي و الطاء المهملة المشددة و في آخرها النون، نسبة إلى زطن،(الأنساب) ذكره السمعاني و ترجمه.
8- ترجمته في سير أعلام النبلاء 244/14.
9- كذا رسمها بالأصل و ت.

روى عنه: تمّام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو الفرج محمّد بن أحمد بن محمّد العين زربي، و أبو نصر بن الجندي، و أبو عبد اللّه بن سلوان، و أبو نصر بن الجبّان، و أبو الحسن بن عوف، و ابن السّمسار، و الميداني، و أبو الليث أسد بن القاسم الحلبي، و مكي بن محمّد بن الغمر، و أبو بكر محمّد بن الحسين الجرمي، و أحمد بن الحسن بن أحمد بن الطّيّان، و أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن عبد اللّه النّصيبي، و أبو علي الحسن بن علي بن شواش، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و أبو مسعود صالح بن أحمد بن القاسم الميانجي، و أبو أسامة محمّد بن أحمد بن محمّد الهروي المقرئ، و أبو القاسم عمر بن طراد الجلاد، و صدقة بن حديد بن يوسف المقرئ، و عبد الغني بن سعيد الحافظ ، و شعيب بن عبد الرّحمن بن عمر بن نصر.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن يحيى بن سلوان المازني، أنبأنا أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي المؤذن - قراءة عليه - أنبأنا أبو شيبة داود بن إبراهيم بن روزبه - بمصر - حدّثنا محمّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، حدّثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:

لعن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الراشي و المرتشي في الحكم[10434].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (1) قال: رأيت على ظهر كتاب الشريف أبي طالب الهاشمي: توفي جدي لأمي أبو القاسم الفضل بن جعفر المؤذن سنة ثلاث و سبعين و ثلاثمائة (2).

قال عبد العزيز الكتاني (3):و كان ثقة نبيلا مأمونا، حدّث عن عبد الرّحمن بن القاسم الهاشمي، عن أبي مسهر و غيره، حدّثنا عنه عدة منهم: تمّام، و عبد الرّحمن بن أبي نصر.

5610 - الفضل بن جعفر بن محمّد بن زنكلة

أبو الفتح الأصبهاني القاضي

سمع أبا طاهر محمّد بن سليمان البعلبكي ببيروت.

روى عنه القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن التّيمي الأصبهاني

ص: 310


1- بالأصل: الكناني، تصحيف، و التصويب عن ت.
2- سير أعلام النبلاء 338/16.
3- بالأصل: الكناني، تصحيف، و التصويب عن ت.

المعروف بابن اللّبّان (1).

و لم يذكره أبو نعيم في تاريخ أصبهان.

5611 - الفضل بن دلهم الواسطي القصّاب

5611 - الفضل بن دلهم (2) الواسطي القصّاب (3)

روى عن الحسن (4)،و [محمد] بن سيرين، و قتادة، و ثابت البناني.

روى عنه: ابن المبارك، و وكيع، و يزيد بن هارون، و هشام بن الوليد المخزومي، و أبو إبراهيم محمّد بن القاسم الأسدي، و محمّد بن خالد الوهبي.

و وفد على هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (5)،حدّثنا وكيع، حدّثنا الفضل بن دلهم، عن ابن سيرين، عن معقل بن يسار.

أن رجلا من الأنصار تزوج امرأة فسقط شعرها، فسئل النبي صلى اللّه عليه و سلم، فلعن الواصلة (6)(7)و الموصولة[10435].

قال (8):و حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا الفضل بن دلهم، عن قبيصة بن حريث، عن سلمة بن المحبّق قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«خذوا عني، خذوا عني، قد جعل اللّه لهنّ سبيلا، البكر بالبكر، جلد مائة و نفي سنة، و الثيّب بالثيّب جلد مائة و الرّجم»[10436].

ص: 311


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 653/17.
2- دلهم بفتح أوله و سكون ثانيه، تقريب التهذيب.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 74/15 و تهذيب التهذيب 492/4 و ميزان الاعتدال 351/3 و التاريخ الكبير 116/7 و الجرح و التعديل 61/7 و الضعفاء الكبير 445/3.
4- بالأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن ت و ميزان الاعتدال، و هو الحسن البصري كما في تهذيب الكمال.
5- رواه أحمد بن حنبل في المسند 285/7 رقم 20319 طبعة دار الفكر.
6- في المسند: فسأل النبي صلى اللّه عليه و سلم عن الوصال، فلعن الواصلة و الموصولة.
7- الواصلة المرأة التي تصل شعرها بشعر غيرها، و المستوصلة الطالبة لذلك. و قيل: الواصلة التي تكون بغيّا في شبيبتها فإذا أسنت وصلتها بالقيادة (راجع تاج العروس: وصل).
8- القائل: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و الحديث في المسند 389/5 رقم 15910 طبعة دار الفكر.

أنبأنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: أنبأنا المبارك ابن عبد الجبّار، أنبأنا إبراهيم بن عمر، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن خلف، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهري، حدّثنا أحمد بن محمّد بن هانئ، قال (1):

سمعت أبا عبد اللّه ذكر حديث الفضل بن دلهم عن الحسن، عن قبيصة بن حريث، عن سلمة بن المحبّق عن النبي صلى اللّه عليه و سلم «خذوا عني، خذوا عني، قد جعل اللّه لهن سبيلا»، فقال:

هذا حديث منكر، يعني أنه خطأ.

قال أبو بكر (2):و قد رواه قتادة و منصور بن زاذان فقالا: عن الحسن عن حطّان، عن عبادة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و هذا هو الصواب.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، حدّثنا محمّد بن العباس، أنبأنا محمّد بن المرزبان، حدّثنا عبد اللّه بن شبيب، حدّثني عثمان بن نمير عن هشام بن الوليد المخزومي، قال:

قال لي فضل بن دلهم: كنا نتعلّم المروءة في عسكر هشام بن عبد الملك كما يتعلم الإنسان القرآن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب (3)،حدّثنا سلمة، عن أحمد بن حنبل قال:

قال يزيد - يعني - ابن هارون: كان الفضل بن دلهم عندنا قصّابا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو بكر بن المظفر، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، أنبأنا يوسف بن أحمد، حدّثنا أبو جعفر العقيلي (4)،حدّثنا عبد اللّه بن أحمد قال: وجدت في كتاب أبي بخطّ يده قال يزيد بن هارون: كان (5) الفضل بن دلهم عندنا قصّابا شاعرا (6)معتزليا، و كنت أصلّي معه في المسجد فلا أعرف (7) ذاك منه، و كنت أعرف ذلك منه (8).

ص: 312


1- رواه المزي في تهذيب الكمال 75/15.
2- يعني أحمد بن محمد بن هانئ، أبو بكر الأثرم.
3- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 254/2.
4- رواه أبو جعفر العقيلي في كتاب الضعفاء الكبير 445/3 و رواه في تهذيب الكمال من طريق عبد اللّه بن أحمد بن حنبل.
5- بالأصل: قال، تصحيف، و التصويب عن ت و الضعفاء الكبير.
6- بالأصل:«قصاب شاعر معتزلي» خطأ، و التصويب عن ت و الضعفاء الكبير.
7- كذا بالأصل، و في ت و الضعفاء الكبير: أسمع.
8- كذا بالأصل و ت، و في الضعفاء الكبير: ذاك فيه.

أنبأنا أبو الفضل، و أبو القاسم قالا: أنبأنا المبارك، أنبأنا البرمكي، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه، حدّثنا عمر بن محمّد، حدّثنا أحمد بن محمّد الأثرم قال:

سألت أبا عبد اللّه عن الفضل بن دلهم فقال: ليس به بأس إلاّ أنّ له أحاديث، و قد روى عنه يزيد بن هارون حديثا أو قال أكثر إلاّ أنه ذكر شيئا يسيرا، قلت لأبي عبد اللّه: فضل بن دلهم واسطي، فقال: نعم هو واسطي، قال: و لا أعلم أحدا أروى عنه من وكيع (1).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد ابن إسماعيل (2) قال:

الفضل بن دلهم البصري، سمع الحسن عن قبيصة عن سلمة بن المحبّق عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«للبكر (3) جلد مائة و تغريب عام»[10437].

و روى عنه وكيع، و قال قتادة و سلام عن الحسن عن حطّان عن عبادة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و هذا أصح.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد، قالا:

أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4):

الفضل بن دلهم البصري القصّاب، روى عن الحسن، و ابن سيرين، و قتادة، روى عنه ابن المبارك، و وكيع، و يزيد بن هارون، سمعت أبي يقول ذلك.

قال: و أنبأنا ابن أبي حاتم (5)،أنبأنا علي بن أبي طاهر فيما كتب إليّ حدّثنا أبو بكر الأثرم قال: سألت أبا عبد اللّه أحمد بن حنبل عن الفضل بن دلهم ؟ فقال: ليس به بأس.

ص: 313


1- تهذيب الكمال 74/15.
2- رواه البخاري في التاريخ الكبير 116/7-117.
3- بالأصل و ت: البكر، و المثبت عن التاريخ الكبير.
4- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 61/7.
5- المصدر السابق 61/7.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو بكر الشامي، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، أنبأنا يوسف بن أحمد، أنبأنا أبو جعفر العقيلي (1)،حدّثنا محمّد بن إسماعيل هو الصائغ، حدّثنا الحسن بن علي - هو الحلواني - قال (2):سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا يحفظ الفضل بن دلهم، قال: و ذكر أشياء أخطأ فيها.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو الحسن ابن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: حدّثنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا عباس بن محمّد قال: سألت يحيى بن معين عن حديث الفضل بن دلهم كيف هو؟ فقال: صالح (3).

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنبأنا محمّد بن القاسم بن جعفر، حدّثنا ابن أبي خيثمة قال (4):سئل يحيى - يعني ابن معين - عن الفضل بن دلهم عن الحسن قال: ضعيف.

قال (5):سمعت يحيى بن معين مرة أخرى يقول: الفضل بن دلهم حديثه صالح.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن علي السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق بن خربان، أنبأنا محمّد بن بكر بن محمّد بن عبد الرزّاق التمار المعروف بابن داسة، قال أبو داود سليمان بن الأشعث: الفضل بن دلهم ليس بالقوي و لا بالحافظ (6).

أنبأنا أبو البركات الأنماطي، عن أبي القاسم عبد الواحد بن فهد العلاّف، عن أبي الفتح بن أبي الفوارس الحافظ ، أنبأنا محمّد بن يوسف بن موسى الصباغ، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الاسي (7)،أنبأنا علي بن الحسين بن الجنيد (8) قال:

الفضل بن دلهم بصري في القلب من أحاديثه شيء (9).

ص: 314


1- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 445/3.
2- و من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 75/15.
3- من طريق عباس الدوري رواه المزي في تهذيب الكمال 75/15.
4- تهذيب الكمال 75/15 و ميزان الاعتدال 351/3.
5- تهذيب الكمال 75/15.
6- ميزان الاعتدال 351/3 و تهذيب الكمال 75/15.
7- كذا بالأصل و ت.
8- ترجمته في سير أعلام النبلاء 16/14.
9- تهذيب الكمال 75/15.

5612 - الفضل بن دينار المروزي

ممن شهد حصار دمشق مع عبد اللّه بن علي. تقدم ذكر ذلك في ترجمة جبريل بن يحيى (1).

5613 - الفضل بن سهل بن بشر بن أحمد بن سعيد

أبو المعالي بن أبي الفرج الأسفرايني

الواعظ المعروف بالأثير (2)(3)

ولد بتنّيس (4)،و نشأ بدمشق، و سمع بها الحديث، و بصور من أبيه، و أبي القاسم بن أبي العلاء.

و رحل عن دمشق إلى حلب، و أقام بها مدة، و عقد بها مجلس الوعظ ، ثم رحل إلى ناحية المشرق، و كان يعرف ببغداد بالأثير الحلبي، و كان له خط حسن، و داخل الشيخ أبا الفتوح الأسفرايني، و زعم أن بينه و بينه قرابة، و بلغني أنه كان يتطفل بالريّ ، أو ببعض بلاد العجم على سكان الخان الذي ينزل فيه حتى لقّب (5)،و كان قد سمع من أبيه كتاب سنن النسائي القدر الذي سمعه أبوه، و استجاز له أبوه من أبي بكر الخطيب، و قرئ عليه بعد خروجي عن بغداد التاريخ أو أكثره بإجازة المصنف.

سمعت منه حديثا واحدا.

أخبرنا أبو المعالي الفضل بن سهل - و عدّهن في يدي - حدّثنا والدي أبو الفرج سهل ابن بشر بن أحمد الأسفرايني - و عدّهن في يدي - أخبرني أبو نصر محمّد بن أحمد بن محمّد ابن شبيب الكاغدي البلخي - و عدّهن في يدي - حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عمر البزّاز

ص: 315


1- سقطت ترجمته من كتابنا تاريخ مدينة دمشق، ضمن القسم الضائع من جابر بن أبي صعصعة إلى ترجمة جعونة بن الحارث.
2- في المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: كان يعرف بالأمير.
3- ترجمته في المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ص 215 و تذكرة الحفاظ 1313/4 و المنتظم لابن الجوزي 93/18 و سير أعلام النبلاء 226/20 و كشف الظنون 1189.
4- في سير أعلام النبلاء: ولد بمصر. و تنيس: جزيرة في بحر مصر، قريبة من البر، ما بين الفرما و دمياط (معجم البلدان).
5- كذا بالأصل، و ثمة سقط فيه، و في ت: حتى لقب، و بياض مقدار كلمة.

البخاري - و عدّهن في يدي - حدّثنا عمر بن محمّد بن بجير بن حازم الهمداني (1) أبو حفص البجيري (2) بسمرقند - و عدّهن في يدي - حدّثنا عبد بن حميد الكشّي - و عدّهن في يدي - حدّثنا يزيد بن هارون الواسطي و عدّهن في يدي، حدّثنا حميد الطويل - و عدّهن في يدي - حدّثنا أنس بن مالك - و عدّهن في يدي - قال: عدّهن في يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«عدهن في يدي جبريل، قال: عدهن في يدي ميكائيل، قال: عدّهن في يدي إسرافيل، قال: عدهن في يدي رب العالمين جل جلاله؛ قال: قل اللّهمّ صلّ على محمّد و على آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم و على آل إبراهيم، إنّك حميد مجيد، اللّهمّ بارك على محمّد و على آل محمّد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، اللّهم ارحم محمدا (3) و آل محمّد كما رحمت إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، اللّهم تحنّن على محمّد و على آل محمّد كما تحنّنت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنّك حميد مجيد».

ذكره أبوه أبو الفرج أنه ولد بتنّيس ليلة الثلاثاء السادس عشر من شعبان سنة إحدى و ستين و أربعمائة، و مات ببغداد (4).

5614 - الفضل بن سهل بن محمّد بن أحمد

أبو العبّاس المروزي الصفار

قدم دمشق و حدّث بها عن أبي عمرو لاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد، و الحاكم أبي نصر منصور بن محمّد بن أحمد بن حرب، و محمّد بن عمرو البصري، و الحاكم أبي الفضل محمّد بن الحسين المروزي، و أبي سعيد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب السّجزي (5)،و أبي العباس إبراهيم بن محمّد بن موسى السّرخسي الفقيه.

روى عن عبد العزيز الكتاني (6)،و أبو القاسم بن أبي العلاء، و أبو الحسن بن أبي الحديد، و ابنه عبد اللّه بن أبي الحديد.

ص: 316


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 402/14.
2- بالأصل: البحيري، تصحيف، و التصويب عن ت.
3- بالأصل:«محمد» تصحيف، و التصويب عن ت.
4- و ذلك في ثاني رجب سنة ثمان و أربعين و خمسمائة فجأة ببغداد كما في المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ص 217 و انظر المنتظم 93/18 و سير أعلام النبلاء 226/20.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 427/16.
6- بالأصل: الكناني، تصحيف.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو العباس الفضل بن سهل بن محمّد الصفّار المروزي، قدم علينا حاجا حدّثنا أبو عمرو لاحق ابن الحسين بن عمران بن أبي الورد الأندلسي - بمرو - قال: حدثتنا فاطمة بنت الحسين بن علي الخراسانية، قدمت مكة حاجة قالت: حدّثني أستاذي أحمد بن محمّد المعروف بابن الدهّان، حدّثنا محمّد بن الحجاج، عن أحمد بن عبد اللّه، عن يحيى بن حميد الطويل، عن أبيه، عن أنس بن مالك قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اطلبوا العلم يوم الاثنين فإنه ييسّر لطالبه»[10438].

5615 - الفضل بن شديد الدمشقي

حدّث عن عدي بن عدي.

روى عنه: يحيى بن حمزة.

قاله ابن مندة فيما حكاه المقدسي عنه.

5616 - الفضل بن صالح بن علي بن عبد اللّه

ابن العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف

أظنه يكنى أبا العباس الهاشمي (1)

ولي إمرة دمشق في خلافة المنصور و الموسم، و ولي مصر للمهدي.

سأل سعيد بن عبد العزيز، و الوضين بن عطاء، و كان مع أبيه بالبلقاء.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ريذة التاجر، أنبأنا سليمان ابن أحمد الطّبراني، حدّثنا عبدان بن أحمد، حدّثنا عبد الوهّاب بن الضحاك، حدّثنا إسماعيل ابن عيّاش، عن الوليد بن عبّاد، عن الفضل بن صالح، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو.

عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«سيكون بعدي فتن يصطلم فيها العرب، اللسان فيها أشدّ من السيف، قتلاهما جميعا في النار»[10439].

ص: 317


1- ترجمته في تحفة ذوي الألباب 201/1 و سير أعلام النبلاء 222/9 و تاريخ خليفة (الفهارس)، و شذرات الذهب 281/1 و أمراء دمشق ص 65.

ذكر أبو جعفر الطبري: أن الفضل بن صالح ولد سنة اثنتين و عشرين و مائة (1).

أنبأنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (2):و أقام الحج الفضل بن صالح بن علي بن عبد اللّه بن عباس - يعني - سنة ثمان و ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال (3):و في سنة ثمان و ثلاثين و مائة حجّ بالناس الفضل بن صالح بن علي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (4)،أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (5)،حدّثني محمّد بن العلاء - شيخ من أهل المسجد - قال: الفضل بن صالح ولينا سنة تسع و أربعين [و مائة] (6) تسع سنين.

ذكر أبو الحسين الرازي، حدّثني أبو الحسن أحمد بن حميد بن سعيد بن أبي العجائز الكندي، حدّثنا أبو علي الحسن بن حلقوم، حدّثنا محمّد بن العلاء قال:

أدركت الفضل بن صالح الهاشمي و هو والي دمشق، و هو الذي عمل الأبواب للمسجد و القبة التي في الصحن، و تعرف بقبّة المال (7)،قال محمّد بن العلاء: و أنا وقفت على القبة و هي تبنى، قال: و محمّد بن العلاء هذا دمشقي يعرف بخال ابن صعصعة، و كان قد جاوز المائة سنة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد التميمي، أنبأنا عبد الرّحمن بن عثمان ابن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون البجلي، حدّثنا أبو زرعة (8)،أنبأنا أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز.

ص: 318


1- راجع تاريخ الطبري 191/7 (ط . المصرية).
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 417 (ت. العمري).
3- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 120/1.
4- بالأصل: الكناني، تصحيف.
5- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 262/1.
6- زيادة لازمة للإيضاح عن تاريخ أبي زرعة.
7- راجع تحفة ذوي الألباب 201/1.
8- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 204/1.

أن الفضل بن صالح أرسل ينظر في دم قتيل، فأبى، و قال: سلمة بن عمرو يأخذ الرزق، و أنا انظر في الدماء؟! فقال الفضل بن صالح: صدق.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (1):

مات أبو جعفر و عليها - يعني: الجزيرة - موسى بن مصعب، فعزله المهدي و ولّى المسيّب بن زهير، ثم عزله و ولّى عبد الصّمد بن علي، ثم الفضل بن صالح (2)،ثم علي بن سليمان (3).

و من شعر الفضل بن صالح بن علي ما ذكره له محمّد بن داود بن الجرّاح:

عاش الهوى و استشهد الصّبر *** و عاث فيّ الحزن و الضّرّ

و سهّل التوديع يوم النوى *** ما كان قد وعّره الهجر

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال: و فيها - يعني - سنة اثنتين و سبعين و مائة توفي الفضل بن صالح و هو ابن خمسين سنة (4).

5617 - الفضل بن العبّاس

ابن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي

أبو عبد اللّه، و يقال: أبو العباس، و يقال: أبو محمّد الهاشمي القرشي (5)

ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و رديفه (6)

له صحبة.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.

ص: 319


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 441 (ت. العمري) تحت عنوان: تسمية عمال المهدي.
2- أقحم بعدها بالأصل:«ثم علي بن صالح».
3- في تاريخ خليفة: علي بن سليمان بن علي.
4- الخبر ليس في المعرفة و التاريخ المطبوع ليعقوب بن سفيان الفسوي.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 80/15 و تهذيب التهذيب 494/4 و الإصابة 208/3 و أسد الغابة 66/4 و الاستيعاب 208/3 (هامش الإصابة) و التاريخ الكبير 114/7 و الجرح و التعديل 63/7.
6- أردفه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وراءه في حجّة الوداع.

روى عنه أخوه عبد اللّه بن عباس، و أبو هريرة، و ربيعة بن الحارث، و عبّاس بن عبيد اللّه بن العبّاس، و أبو (1) معبد (2) نافذ (3) مولى ابن عباس على ما قيل، و الشعبي مرسلا.

و قدم الشام مجاهدا فهلك به، و اختلف في الوقت و الموضع الذي أصيب به، فقيل:

إنه قتل بمرج الصّفّر، و قيل: بأجنادين، و قيل: باليرموك، و الأظهر أنه مات في طاعون عمواس، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الشافعي - إملاء - حدّثنا عمرو بن حفص السّدوسي، حدّثنا عاصم بن علي.

ح قال: و أنبأنا موسى بن هارون البزاز، حدّثنا قتيبة.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أبو القاسم غانم بن خالد قالا: أنبأنا أبو الطيب عبد الرزّاق بن عمر بن موسى، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا علاّن علي بن أحمد بن سليمان، حدّثنا محمّد بن رمح، قالوا: أنبأنا الليث، عن أبي الزبير، عن أبي معبد مولى ابن عباس عن الفضل بن العبّاس - و كان رديف النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قال ابن رمح: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - أنه قال في عشية عرفة و غداة جمع، للناس (4) حين دفعوا.

«عليكم السكينة»، و قال ابن رمح: بالسكينة - و هو كافّ ناقته حتى دخل محسّرا و هو من منى - قال:«عليكم» بحصى الخذف (5) الذي يرمى به الجمرة.

و قال: لم يزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يكبّر حتى رمى الجمرة[10440].

هكذا أخرجه النّسائي في سننه عن قتيبة من غير ذكر عبد اللّه بن عبّاس فيه.

و أخرجه مسلم (6) عن قتيبة، و محمّد بن رمح، و زاد في إسناده ابن عبّاس.

و كذلك رواه يونس بن محمّد المؤدب و حجين بن المثنّى، و كامل بن طلحة، و عيسى ابن حمّاد زغبة، عن الليث.

ص: 320


1- بالأصل كتبت «أبو» فوق الكلام بين السطرين.
2- بالأصل: سعيد، تصحيف، و المثبت عن تهذيب الكمال.
3- بالأصل: ناقذ.
4- كذا بالأصل:«للناس» و مثله في صحيح مسلم، و في المختصر: الناس.
5- بالأصل: الخزف، و المثبت عن صحيح مسلم.
6- صحيح مسلم(15) كتاب الحج،(45) باب، رقم 931/2/1282-932.

و كذلك رواه ابن جريج عن أبي الزبير و جوّده.

فأمّا حديث حجين و يونس:

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،حدّثنا حجين و يونس، قالا: ليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن أبي معبد مولى ابن عبّاس، عن عبد اللّه بن عبّاس، عن الفضل بن عبّاس و كان رديف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أنه قال في عشية عرفة و غداة جمع، للناس حين دفعوا:«عليكم السكينة» و هو كافّ ناقته، حتى إذ دخل محسّرا و هو من منى قال:«عليكم بحصى الخذف يرمى به الجمرة».

و قال: لم يزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يلبّي حتى رمى الجمرة ح[10441].

و أمّا حديث كامل:

فأخبرتناه أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ، حدّثنا أبو يعلى، حدّثنا كامل، حدّثنا الليث، حدّثنا أبو الزبير، عن أبي معبد مولى ابن عبّاس، عن ابن عبّاس، عن الفضل بن عبّاس و كان رديف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال في عشية عرفة و غداة جمع:«أيها الناس - حين دفعوا - عليكم بالسكينة»، و هو كافّ ناقته حتى إذا دخل محسرا (2) و هو من منّى قال:«عليكم بحصى الخذف الذي يرمى به الجمرة»[10442]، قال: و لم يزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يلبّي حتى رمى الجمرة.

و أمّا حديث عيسى بن حمّاد:

فأخبرناه أبو العزّ بن كادش، أنبأنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد اللّه، أنبأنا علي بن عمر بن محمّد الحربي، حدّثنا محمّد بن محمّد الباغندي، حدّثنا عيسى بن زغبة، حدّثنا الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن أبي معبد، عن ابن عبّاس، عن الفضل بن العبّاس أنه كان رديف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عشية عرفة و غداة جمع، فلما دفع الناس من محسّر قال:«ارموا الجمرة بمثل حصى الخذف كما يرمي به الناس»، قال: و لم يزل يلبّي حتى رمى جمرة العقبة[10443].

و أمّا حديث ابن جريج:

ص: 321


1- رواه أحمد بن حنبل في مسنده 451/1 رقم 1796 طبعة دار الفكر.
2- بالأصل: محسر.

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي التميمي، أنبأنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،حدّثنا يحيى، عن ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أخبرني أبو معبد قال: سمعت ابن عبّاس يخبر عن الفضل قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عشية عرفة غداة جمع للناس حين دفعنا:«عليكم السكينة» و هو كافّ ناقته حتى إذا دخل منّى حين هبط محسّرا قال:«عليكم بحصى الخذف الذي ترمى به الجمرة»، و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يشير بيده كما يخذف الإنسان[1614].

و قال روح و البرساني: عشية عرفة و غداة جمع، و حين دفعوا.

قال (2):و حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا ابن جريج و ابن بكر،[قالا:] أنبأنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنه أخبره أبو معبد مولى ابن عبّاس عن عبد اللّه بن عبّاس، عن الفضل بن عبّاس عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال في عشية عرفة و غداة جمع للناس حين دفعوا:

«عليكم السكينة» و هو كافّ ناقته حتى إذا دخل منّى هبط محسّرا قال:«و عليكم بحصى الخذف الذي ترمى به الجمرة» و النبي صلى اللّه عليه و سلم يشير بيده كما يخذف (3) الإنسان[1615].

و حديث ابن جريج و من وافقه أشبه بالصواب لأنّ الظاهر أنّ أبا معبد لم يدرك الفضل، فإنه قديم الوفاة، توفي في خلافة عمر، و قيل: في خلافة أبي بكر الصّدّيق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا علي بن عبد اللّه بن جعفر المديني، حدّثنا معن بن عيسى، حدّثنا الحارث بن عبد الملك بن عبد اللّه بن إياس الليثي عن القاسم بن يزيد بن عبد اللّه بن قسيط (4)،عن أبيه، عن عطاء (5)،عن ابن عبّاس، عن أخيه الفضل بن عبّاس قال (6):

ص: 322


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 450/1 رقم 1794 طبعة دار الفكر.
2- القائل: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و الحديث في المسند 455/1-456 رقم 1821 طبعة دار الفكر.
3- بالأصل: يحذف، بالحاء المهملة، تصحيف.
4- بالأصل: قسيطة، تصحيف، و الصواب ما أثبت راجع ترجمة يزيد بن عبد اللّه بن قسيط في تهذيب الكمال 20/ 338 طبعة دار الفكر.
5- هو عطاء بن يسار، ذكره المزي من مشايخ يزيد، راجع الحاشية السابقة.
6- الإصابة 208/3 مختصرا من هذا الطريق. و بنحوه في دلائل النبوة للبيهقي 179/7-180، و انظر البداية و النهاية 231/5 و المعجم الكبير للطبراني 18/ 280 رقم 718.

جاءني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم موعوكا قد عصب رأسه فقال:«خذ بيدي»، فأخذت بيده، فأقبل حتى جلس على المنبر ثم قال:«ناد في الناس» فصحت في الناس، فاجتمعوا إليه فقال:«أما بعد أيها الناس، فإنّي أحمد اللّه إليكم الذي لا إله إلاّ هو، ألا فإنه قد دنا مني حقوق من بين أظهركم، فمن كنت جلدت له ظهرا [فهذا ظهري فليستقد منه، و من كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد منه، و من كنت أخذت له مالا] (1) فهذا مالي فليأخذ منه، و لا يقول رجل إنّي أخشى الشحناء من قبل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ألا و إنّ الشحناء ليست من طبيعتي (2)،و لا من شأني، ألا و إنّ أحبكم إليّ من أخذ حقّا، إن كان له، أو حلّلني فلقيت اللّه تعالى و أنا طيّب النفس، و قد أرى أن هذا غير مغن عنّي حتى أقوم فيكم مرارا».

قال الفضل: ثم نزل فصلى الظهر، ثم رجع فجلس على المنبر فعاد لمقالته الأولى و غيرها، فقام رجل فقال: يا رسول اللّه إنّ لي عندك ثلاثة دراهم، فقال:«أما إنّا لا نكذّب قائلا، و لا نستحلفه على يمين، فيم كانت لك عندي ؟» فقال: يا رسول اللّه تذكر يوم مرّ بك المسكين، فأمرتني فأعطيته ثلاثة دراهم، فقال:«اعطه يا فضل» فأمر به فجلس.

ثم قال:«أيها الناس من كان عنده شيء فليؤدّه و لا يقول رجل: فضوح الدنيا، فإنّ فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة» فقام رجل فقال: يا رسول اللّه عندي ثلاثة دراهم غللتها في سبيل اللّه، قال:«و لم غللتها؟» قال: كنت إليها محتاجا، قال:«خذها منه يا فضل».

ثم قال:«أيها الناس من خشي من نفسه شيئا فليقم أدع له»، فقام رجل، فقال: و اللّه (3)يا رسول اللّه، إنّي لكذاب و فاحش، و إنّي لنئوم، فقال:«اللّهم ارزقه صدقا و اذهب عنه النوم إذا أراد»، ثم قام آخر، فقال: و اللّه يا رسول اللّه إنّي لكذاب و إنّي لمنافق و ما من شيء من الأشياء إلاّ قد جئته، فقام عمر بن الخطّاب فقال: فضحت نفسك أيها الرجل، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا بن الخطاب فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة، اللّهم ارزقه صدقا و إيمانا و صيّر أمره إلى خير» فقال عمر كلمة، فضحك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم قال:«عمر معي، و أنا مع عمر، و الحق بعدي مع عمر حيث كان»[10446].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين (4)،أنبأنا أبو طالب بن غيلان، حدّثنا أبو بكر الشافعي،

ص: 323


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن المختصر، و مثله في دلائل النبوة للبيهقي.
2- في دلائل النبوة للبيهقي: ليست من شأني و لا من خلقي.
3- بالأصل: و اللّه إني يا رسول اللّه، إني...
4- بالأصل: الحسين، تصحيف.

حدّثنا معاذ بن المثنّى، حدّثنا علي بن المديني، حدّثنا معن بن عيسى، حدّثنا الحارث بن عبد الملك بن عبد اللّه بن إياس الليثي ثم الأشجعي، عن القاسم بن يزيد بن عبد اللّه بن قسيط ، عن أبيه، عن عطاء، عن ابن عبّاس عن أخيه الفضل بن عبّاس قال:

جاءني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فخرجت إليه، فوجدته موعوكا قد عصب رأسه فقال:«خذ بيدي»، فأخذت بيده فانطلق حتى جلس على المنبر ثم قال:«ناد في الناس» فلما اجتمعوا إليه حمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:«أما بعد أيها الناس فإنه قد دنا (1) مني حقوق من بين أظهركم، فمن كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقذ (2) منه، و لا يقولنّ أحد إنّي أخشى الشحناء من جهة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ألا و إنّ الشحناء ليست من طبيعتي و لا من شأني، ألا و إنّ أحبّكم إليّ من أخذ شيئا كان له، أو حلّلني، فلقيت اللّه و أنا طيّب النفس، و إنّي أرى أن هذا غير مغن عنكم حتى أقوم فيكم مرارا».

ثم نزل فصلّى الظهر ثم جلس على المنبر، فعاد لمقالته الأولى من الشحناء و غيرها، فقام رجل فقال: إذا و اللّه لي عندك ثلاثة دراهم، فقال:«أما إنّا لا نكذّب قائلا، و لا نستحلفه على يمين، فيما كانت عندي ؟» فقال: يا رسول اللّه تذكر يوم مرّ بك المسكين فأمرتني فأعطيته ثلاثة دراهم، قال:«اعطه يا فضل» فأمر به فجلس.

ثم قال:«أيها الناس من كان عنده شيء فليؤدّه و لا يقولنّ رجل فضوح الدنيا، فإنّ فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة» فقام رجل فقال: يا رسول اللّه عندي ثلاثة دراهم غللتها في سبيل اللّه، قال:«و لم غللتها؟» قال: كنت إليها محتاجا، قال:«خذها منه يا فضل».

ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أيها الناس، من خشي من نفسه شيئا فليقم فلندع له» فقام رجل فقال: و اللّه يا رسول اللّه إنّي لكذّاب و إنّي لنئوم، فقال:«اللّهم ارزقه صدقا، و أذهب عنه النوم إذا أراد»، ثم قام آخر فقال: و اللّه يا رسول اللّه إنّي لكذّاب و إنّي لمنافق، و ما شيء - أو إن شيء يا رسول اللّه - شك أبو الحسن - من الأشياء إلاّ و قد جئته - قال أبو الحسن: يعني أتيته - قال عمر: فضحت نفسك أيها الرجل، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا بن الخطاب فضوح الدنيا - يعني - أهون من فضوح الآخرة» ثم قال:«اللّهمّ ارزقه صدقا و إيمانا و صيّر أمره إلى خير» قال:

فتكلم عمر بكلام، فضحك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قال:«معي عمر، و أنا مع عمر، و الحق مع عمر حيث كان»[10447].

ص: 324


1- بالأصل:«دني».
2- بالأصل: فليستنقذ.

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا هارون بن معروف، حدّثنا ابن وهب، أخبرني الليث، عن عبد ربّه بن سعيد (1)،عن عمران بن أبي أنس (2)،عن عبد اللّه، عن ربيعة بن الحارث، عن الفضل.

عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«الصلاة مثنى مثنى، و تشهّد مستقبلا في كلّ ركعتين، و تضرّع، و تخشّع و تمسكن ثم تقنع يديك - يقول: ترفعهما - إلى ربك مستقبلا بطونهما وجهك و تقول: يا ربّ يا ربّ يا ربّ ، من لم يفعل ذلك فهي خداج» (3)[10448].

رواه عبد اللّه بن المبارك عن الليث بهذا الإسناد، و تابعه ابن لهيعة عن عبد ربّه.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، حدّثنا أبو بكر الشافعي - إملاء - حدّثنا محمّد بن إدريس التّجيبي - بمصر - حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، حدّثنا عبد اللّه ابن يوسف، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا عبد ربّه بن سعيد عن عمران بن أبي أنس عن عبد اللّه بن نافع بن العمياء، عن ربيعة بن الحارث، عن الفضل بن عبّاس.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«صلاة الليل مثنى مثنى، تشهّد في كلّ ركعتين، ثم تضرّع و تخشّع و تمسكن و تقنع بيديك - ترفعهما إلى ربك - فتقول: يا ربّ يا ربّ ، فمن لم يفعل ذلك فهي خداج».

و رواه شعبة عن عبد ربّه بن سعيد، فخالف الليث و عبد ربّه و أخطأ فيه في ثلاثة (4)مواضع (5).

أخبرنا بحديثه أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السلام، قالا: أنبأنا أبو محمّد الصّريفيني، أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا خلاّد و هو ابن أسلم، حدّثنا النّضر بن شميل، حدّثنا شعبة، أنبأنا عبد ربه بن سعيد، حدّثنا أنس بن أبي أنس، عن عبد اللّه بن نافع بن العمياء، عن عبد اللّه بن الحارث، عن المطّلب عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 325


1- ترجمته في تهذيب الكمال 75/11.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 375/14.
3- الخداج: النقصان (النهاية لابن الأثير: خدج) و صفت الصلاة بالمصدر مبالغة في نقصها.
4- بالأصل: ثلاث.
5- كذا، و سيذكر المصنف رواية شعبة للحديث من ثلاث طرق، دون أية إشارة إلى موقع الخطأ في أي منها. ثم يذكر ما ذكره الترمذي عن الأخطاء التي وقع فيها شعبة في روايته.

قال: و حدّثنا علي بن مسلّم، حدّثنا أبو داود عن شعبة، أنبأنا عبد ربه بن سعيد قال:

سمعت أنس بن أبي أنس عن عبد اللّه بن نافع بن العمياء سمع عبد اللّه بن الحارث يحدث عن المطّلب.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«الصلاة مثنى مثنى، تشهّد في ركعتين و ساس (1) و تمسكن و تقنع (2) يدك و تقول: اللّهم، فمن لم يفعل فهي خداج»[10449].

قال شعبة: فأقول له - أعني: لعبد ربه - صلاته خداج ؟ فيقول: صلاته خداج.

و لفظ الحديث لأبي داود.

قال: و حدّثنا علي بن داود، حدّثنا آدم، حدّثنا شعبة، حدّثنا عبد ربه - أخو يحيى بن سعيد - عن رجل من أهل مصر يقال له: أنس بن أبي أنس عن عبد اللّه بن نافع بإسناده نحوه.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه، أنبأنا أبو عامر محمود بن القاسم بن محمّد، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد التاجر، قالوا: أنبأنا عبد الجبّار بن محمّد بن عبد اللّه، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محبوب، أنبأنا أبو عيسى الترمذي (3)قال:

سمعت محمّد بن إسماعيل يقول: روى شعبة هذا الحديث عن عبد ربه بن سعيد فأخطأ في مواضع، فقال:

عن أنس بن أبي أنس، و هو عمران بن أبي أنس.

و قال: عن عبد اللّه بن الحارث، و إنّما هو عبد اللّه بن نافع بن العمياء، عن ربيعة بن الحارث.

و قال: عن عبد اللّه بن الحارث عن المطّلب، و إنّما هو ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب عن الفضل بن عبّاس.

ص: 326


1- كذا رسمها بالأصل.
2- و تضع يدك، جاء من طريق شعبة أنه قال في آخر الحديث كما في مسند أحمد 167/4 أنه قال: فقلت له: ما الإقناع ؟ فبسط يديه كأنه يدعو.
3- جاء كلام أبي عيسى الترمذي معقبا على الحديث رقم 385 باب ما جاء في التخشع في الصلاة من كتاب أبواب الصلاة، سنن الترمذي 226/2.

قال (1):و حديث الليث بن سعد [هو حديث صحيح، يعني] (2) أصحّ من حديث شعبة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون - قالا: أنبأنا محمّد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن أحمد ابن إسحاق، حدّثنا عمر بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (3):

و الفضل و عبد اللّه ابنا العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم، أمهما أم الفضل، و اسمها لبابة الصغرى بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد اللّه بن هلال (4) بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معدّ (5) بن عدنان، استشهد الفضل بالشام في خلافة أبي بكر الصّدّيق يوم أجنادين، و يقال: يوم مرج الصّفّر سنة ثلاث عشرة، و يقال: يوم اليرموك في خلافة عمر بن الخطّاب [في] سنة خمس عشرة، يكنى أبا عبد اللّه، و يقال: يكنى أبا محمّد.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو عبد اللّه الطوسي، حدّثنا الزبير بن بكار، قال (6):

و ولد العبّاس بن عبد المطّلب: الفضل، به كان يكنى، و كان رديف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى رمى جمرة العقبة، و حفظ عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و شهد غسل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان يكنى أبا محمّد، و مات الفضل بن عبّاس بطاعون عمواس.

قال الزبير: قال أبو الحسن الأثرم و يحيى بن معين: عمواس (7):في حديث ابن عون

ص: 327


1- يعني محمد بن إسماعيل البخاري، كما يفهم من عبارة الترمذي.
2- الزيادة بين معكوفتين عن سنن الترمذي، و الجملة فيها مستدركة أيضا بين معكوفتين.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 29 و 30 رقم 3 و 4.
4- «بن هلال» ليس في طبقات خليفة بن خيّاط .
5- «بن معد» ليس في طبقات خليفة بن خيّاط .
6- رواه المصعب الزبيري في نسب قريش ص 25.
7- عمواس: رواه الزمخشري بكسر أوله و سكون الثاني، و رواه غيره بفتح أوله و ثانيه و آخره سين. و هي كورة من فلسطين بالقرب من بيت المقدس. و قال المهلبي: ضيعة على ستة أميال من الرملة على طريق بيت المقدس. و منها كان الطاعون في أيام عمر بن الخطاب (رضي اللّه عنه) ثم فشا في أرض الشام فمات فيه خلق كثير (معجم البلدان).

و هشام عن ابن سيرين قرية من قرى الشام، و قال لي يحيى بن معين: قال لي الأصمعي: إنّما هي عرب سوس قال: قال لي الأصمعي: أخبرني ذلك عبد الملك بن صالح الهاشمي (1).

قال الزبير: و مات الفضل بن العبّاس زمن عمر سنة ثمان عشرة، و لم يترك ولدا إلاّ أم كلثوم، تزوّجها الحسن بن علي بن أبي طالب، كان أبا (2) عذرها ثم فارقها، فتزوجها بعده أبو موسى عبد اللّه بن قيس الأشعري، فولدت له موسى، ثم خلف عليها عمران بن طلحة بن عبيد اللّه، حين مات عنها أبو موسى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا (3)،حدّثنا محمّد بن سعد قال: في الطبقة السابعة ممن حفظ عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من الصغار: الفضل بن عبّاس بن عبد المطّلب، يكنى أبا محمّد، مات بالشام في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن فهم، حدّثنا محمّد بن سعد (4) قال في الطبقة الثالثة:

الفضل بن العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، و يكنى أبا محمّد، و أمّه أم الفضل، و هي لبابة الكبرى بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم (5) بن رويبة بن عبد اللّه بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر، و كان الفضل أسنّ ولد العبّاس بن عبد المطّلب، و غزا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مكة و حنينا، و ثبت يومئذ مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين ولّى الناس منهزمين فيمن ثبت معه من أهل بيته و أصحابه، و شهد معه حجّة الوداع، و أردفه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [وراءه] فيقال: ردف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قالوا: و كان الفضل بن عبّاس فيمن غسّل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و تولّى دفنه، ثم خرج إلى الشام بعد ذلك مجاهدا (6)،فمات بناحية الأردن في طاعون عمواس سنة ثمان (7) عشرة من الهجرة، و ذلك في خلافة عمر بن الخطّاب.

ص: 328


1- المرجع السابق.
2- بالأصل: أبو.
3- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 26.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 54/4-55.
6- الأصل: الهرم، تصحيف، و التصويب عن ابن سعد.
7- بالأصل: مجاهد، خطأ، و التصويب عن ابن سعد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى، أنبأنا البغوي قال: قال محمّد بن سعد:

الفضل بن العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، يكنى أبا محمّد، و أمه لبابة الكبرى بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم (1) بن رويبة (2) بن عبد اللّه بن هلال ابن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر، و كان الفضل أسنّ ولد العبّاس، و غزا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مكة و حنينا، و ثبت يومئذ مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين ولّى الناس منهزمين مع من ثبت من أهل بيته و أصحابه معه، و شهد معه حجّة الوداع، و أردفه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وراءه، فيقال له ردف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و ولد الفضل أم كلثوم، أمها صفية بنت محمية بن جزء الزّبيدي من سعد العشيرة من مذحج، و لم يلد غير أم كلثوم، و كان الفضل فيمن غسّل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ولي دفنه، ثم خرج بعد ذلك إلى الشام مجاهدا فمات بناحية الأردن (3) في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة من الهجرة، و ذلك في خلافة عمر (4).

أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي في كتابه، ثم أخبرنا أبو الفضل محمّد ابن ناصر الحافظ عنه، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنبأنا أبو الحسين بن المظفر، أنبأنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم بن البرقي، قال:

الفضل بن العبّاس بن عبد المطّلب، و أمّه أم الفضل، و اسمها لبابة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد اللّه بن هلال بن عامر بن صعصعة، و أمّ أمّ الفضل بنت عمرو بن كعب، و أمهما هند بنت عوف بن عمرو من حمير، توفي الفضل في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة و يقال غير ذلك، يقال: استشهد الفضل بأجنادين (5) في خلافة أبي بكر الصّدّيق، و يقال: يوم مرج الصّفّر (6) سنة ثلاث عشرة، و يقال: يوم اليرموك سنة خمس عشرة في خلافة عمر.

ص: 329


1- كذا بالأصل: ثمان عشرة، و في ابن سعد: ثماني، بإثبات الياء.
2- رسمها بالأصل:«رد-- ه» و المثبت عن الرواية السابقة.
3- كذا بالأصل هنا، و انظر ما مرّ حول عمواس.
4- انظر الإصابة عن البغوي مختصرا 208/3.
5- موضع معروف بالشام من نواحي فلسطين (راجع معجم البلدان).
6- مرج الصفر: الصفر بالضم ثم الفتح و التشديد، و الراء، موضع بين دمشق و الجولان، صحراء (راجع معجم البلدان).

جاء عنه من الرواية نحو من ثمانية أحاديث، ترك بنات، لا يعلم له ذكرا فيما ذكر بعض أهل العلم، و كانت أم الفضل أوّل امرأة أسلمت بمكة بعد خديجة فيما ذكره أحمد بن محمّد العدوي (1).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي (2)،ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (3):

الفضل بن العبّاس بن عبد المطّلب الهاشمي صحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، مات في عهد أبي بكر.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - شفاها - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، و أنبأنا علي بن محمّد.

قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4):

الفضل بن العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف أبو محمّد، له صحبة، مات بالشام في طاعون عمواس، روى عنه أخوه عبد اللّه بن عبّاس، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: و روى عنه أبو هريرة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو عبد اللّه - و يقال: أبو محمّد - الفضل بن العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم القرشي الهاشمي ابن عمّ النبي صلى اللّه عليه و سلم، له صحبة منه، و أمّه أمّ الفضل، و اسمها لبابة الصغرى بنت (5)الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد اللّه بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان، استشهد بالشام يوم

ص: 330


1- راجع ترجمتها في الإصابة 483/4.
2- بالأصل: محمد بن غانم، تصحيف، و السند معروف، قارن مع مشيخة ابن عساكر 202/ب.
3- رواه البخاري في التاريخ الكبير 114/7.
4- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 63/7.
5- بالأصل: بن.

أجنادين في خلافة أبي بكر الصّدّيق، و يقال: يوم مرج الصّفّر سنة ثلاث عشرة، و يقال: يوم اليرموك في خلافة عمر سنة خمس عشرة، و يقال: مات بالطاعون، طاعون عمواس، سنة ثمان عشرة (1).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:

الفضل بن العبّاس بن عبد المطّلب الهاشمي، يكنى أبا محمّد، أمّه أم الفضل و نسبها، و أمها أم الفضل بنت عمرو بن كعب، توفي و هو ابن إحدى و عشرين سنة قبل أبيه بأربع سنين في طاعون عمواس، و يقولون: قتل بأجنادين سنة ثماني (2) عشرة، و يقال: قتل باليرموك سنة خمس عشرة، و قيل: يوم مرج الصّفّر سنة ثلاث عشرة، روى عنه عبد اللّه بن عبّاس، و أبو هريرة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل المقدسي، أنبأنا أبو سعيد مسعود بن ناصر، أنبأنا عبد الملك بن الحسن، أنبأنا أبو نصر البخاري قال (3):

الفضل بن العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف أبو محمّد الهاشمي المكي، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه أخوه عبد اللّه بن العبّاس، و قثم في جزء الصيد، مات في عهد أبي بكر أو عمر، و لم يولد له إلاّ أم كلثوم، و قال الواقدي: مات بالشام في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة، قال أبو نصر: و هي خلافة عمر رضي اللّه عنه.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ :

الفضل بن العبّاس بن عبد المطلب أول ولد العبّاس و بكره، و به كان يكنى العبّاس أبا الفضل، أمه لبابة بنت الحارث، و كانت تكنى بأم الفضل، و هي بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد اللّه بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر، و أمّ أمّ الفضل بنت عمرو ابن كعب، شهد الفضل مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الفتح، و حنينا، و ثبت معه حين انهزم الناس يوم

ص: 331


1- و قد ورد في الاستيعاب و أسد الغابة و الإصابة مختلف الأقوال في وقت وفاته، و ذهب ابن حجر إلى أن المعتمد في وفاته أنه مات في خلافة أبي بكر الصديق (رضي اللّه عنه) قال: و بمقتضاه جزم البخاري.
2- كذا.
3- راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 411/2.

حنين، و شهد معه حجّة الوداع و كان رديفه يوم النحر، وراءه، فسمي الرّدف، ولي غسل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و دفنه، ثم خرج إلى الشام، فقتل بها مجاهدا في ناحية الأردن سنة عمواس، سنة ثمان عشرة من الهجرة في خلافة عمر بن الخطّاب، و قيل: استشهد بأجنادين، و قيل:

يوم مرج الصّفّر، و كان اليومان جميعا سنة ثلاث عشرة، و قيل: بل استشهد باليرموك سنة خمس عشرة، و توفي قبل أبيه العبّاس بأربع سنين، و قيل: توفي قبل أبيه بست عشرة سنة.

و قال الهيثم بن عدي: توفي الفضل بن العبّاس سنة ثمان و عشرين قبل أبيه بأربع سنين، حدّث عنه أخوه عبد اللّه بن العبّاس، و أبو هريرة.

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا أبو موسى، حدّثنا أبو أحمد، حدّثنا سفيان، عن عبد اللّه بن الحارث ابن عياش بن أبي ربيعة، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن علي قال: أردف - يعني - النبي صلى اللّه عليه و سلم الفضل - يعني - يوم النحر ثم أتى الجمرة فرماها، ثم أتى المنحر فقال:«هذا المنحر و منى كلها منحر»، و استفتته جارية شابة من خثعم فقالت: إنّ أبي شيخ كبير قد أقعد، و قد أدركته فريضة اللّه عزّ و جل في الحجّ ، فيجزئ أن أحجّ عنه ؟ فقال:

«حجّي عن أبيك» و لوى عنق الفضل، فقال له العبّاس: لم لويت عنق ابن عمك ؟ قال:

«رأيت شابّا و شابّة، فلم آمن الشيطان عليهما» (1)[10450].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي - قراءة عليه و أنا حاضر - قيل له: أخبركم عبد اللّه بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، حدّثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه الكجّي الأنصاري (2)،حدّثنا إسماعيل بن مسلم عن الحكم، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال:

كان الفضل أكبر مني، فكان يردفني و أكون بين يديه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمّد بن عثمان

ص: 332


1- راجع الإصابة باختصار 208/3.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 423/13. و الكجي بفتح الكاف و تشديد الجيم، نسبة إلى الكج و هو الجص كما في الأنساب، و قال الحافظ الأصبهاني: و لا أرى لما ذكره أصلا، و لو كان كذلك لما قيل له إلاّ الكجي، و أظنه منسوبا إلى ناحية بخوزستان يقال لها: «زيركج».

البندار، و أبو منصور بن عبد العزيز قالا: أنبأنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغضاري، أنبأنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير الخوّاص، حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن مسروق، حدّثني أحمد بن يحيى بن داود الكاتب، حدّثنا العمري حفص بن عمر، عن الهيثم، عن ابن عيّاش الهمداني عن أبي علاقة، عن أبيه أو غيره قال:

حضرت الفضل بن العبّاس في سفره إلى الشام، فكان يطعم طعامه و يأمر فيتصدّق بفضلته، و إذا سار تعجل على فرسه حتى يسبق ثقله و رفقاءه، ثم لا يزال يصلّي حتى يلحقوا به، و هو مطوّل لفرسه، و فرسه ترعى و عنانه في يده و كان يجدّد الوضوء لكلّ صلاة مكتوبة، و ينام من أوّل الليل، ثم يقوم فيصلّي إلى وقت الرحيل، و إذا مرّ بركب من المسلمين سلّم عليهم، فأتاه مولى له و قد نال الناس الطاعون فقال: بأبي أنت و أمي لو انتقلت إلى مكان كذا و كذا، فقال: و اللّه ما أخاف أن أسبق أجلي، و لا أحاذر أن يغلط بي، و إنّ ملك الموت لبصير بأهل كلّ بلد.

قال: و حدّثنا أحمد بن داود، حدّثنا أبو حفص الشامي، عن أبي الزبير الدمشقي، حدّثني أبي قال:

نفق فرس لرجل مع الفضل بن العبّاس في رفقته، فأعطاه فرسا كان يجنب له، فعاتبه بعض المتنصحين إليه فقال: أ بتبخيلي تتنصح إلي ؟ انه كفى لؤما أن نمنع الفضل و نترك المواساة (1)،و اللّه ما رأيت اللّه حمد في كتابه إلاّ المؤثرين على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة.

أخبرنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد، حدّثنا عمّي، عن أبيه، عن ابن إسحاق قال:

قتل الفضل بن العبّاس في خلافة أبي بكر مع خالد بن الوليد.

فبلغني عن غير ابن إسحاق: أنّ الفضل قتل و هو ابن ثنتين و عشرين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنبأنا أبو منصور النهاوندي، أنبأنا أبو العباس النهاوندي، أنبأنا أبو القاسم بن الأشقر، حدّثنا محمّد بن إسماعيل قال:

ص: 333


1- في المختصر: أن يمنع الفضل، و يترك المواساة.

و قال علي: مات الفضل بن العبّاس في خلافة أبي بكر أو عمر.

و حكى البخاري قبل هذا شيئا عن أبي علي الليثي المدني، فاللّه أعلم (1).

و قال في موضع آخر: و قال غيره: مات فضل بن عبّاس بن عبد المطّلب بطاعون زمن عمر، و لم يولد للفضل بن عبّاس إلاّ أم كلثوم.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (2):

و قال أبو الحسن - يعني: المدائني: و استشهد يومئذ - يعني: يوم أجنادين - الفضل بن العباس بن عبد المطلب.

و قال ابن الكلبي: و استشهد أيضا الفضل بن عبّاس يومئذ.

قال: و حدّثنا خليفة (3)،حدّثني الوليد بن هشام، عن أبيه، عن جده قال:

استشهد يوم مرج الصّفّر الفضل بن العبّاس.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: قال أبو موسى محمّد بن المثنّى و علي بن محمّد المدائني:

مات الفضل بن عبّاس و هشام بن العاص سنة ثلاث عشرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عمّي عن الزبير قال:

الفضل بن عبّاس كان يكنى أبا العبّاس، مات بطاعون عمواس سنة ثمان عشرة، و لم يترك ولدا ذكرا.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو القاسم بن البسري، أنبأنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - حدّثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، أخبرني أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد بن سلاّم قال:

سنة ثمان عشرة الفضل بن العبّاس بن عبد المطّلب - يعني - مات فيها، و ذكر غيره ثم

ص: 334


1- ورد في التاريخ الكبير أنه مات في عهد أبي بكر، بدون شك. و مثله نقل ابن حجر في الإصابة جزم البخاري أن وفاته كانت في خلافة أبي بكر.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 120 (ت. العمري) حوادث سنة 13.
3- رواه أيضا خليفة بن خيّاط في تاريخه ص 120.

قال: و كلهم أو بعضهم مات في طاعون عمواس.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو بكر بن الطّبري.

[قالا:] (1) أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال: و في سنة ثماني عشرة مات الفضل بن عبّاس.

أنبأنا [أبو علي الحداد، أنا] أبو بكر بن ريذة، أنبأنا سليمان بن أحمد (2)،حدّثنا محمّد ابن علي المديني - فستقة - حدّثنا داود بن رشيد، عن الهيثم بن عدي قال: هلك الفضل بن عبّاس قبل أبيه بأربع سنين، سنة ثمان و عشرين، و قد اختلفوا في موت الفضل بن عبّاس، فقال بعض الناس: استشهد بالشام يوم أجنادين، و يقال: يوم مرج الصّفّر، و كان اليومان معا سنة ثلاث (3) عشرة، و يقال: استشهد يوم اليرموك سنة خمس عشرة، و يقال: مات في طاعون عمواس سنة ثمان (4) عشرة، و هو ابن إحدى و عشرين.

أخبرنا أبو محمّد السلمي، حدّثنا أبو بكر الحافظ .

ح و أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنبأنا أبو بكر بن هبة اللّه.

قالا: أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه، حدّثنا يعقوب قال: مات الفضل بن عبّاس بالمدينة زمن عثمان، هذا وهم .

5618 - الفضل بن العبّاس بن عتبة بن أبي لهب،

- و اسمه عبد العزّى - بن عبد المطلب - اسمه شيبة - بن هاشم

ابن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب

ابن لؤي بن غالب بن فهر الهاشمي اللّهبي المكي (5)

شاعر مشهور.

ص: 335


1- زيادة للإيضاح.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك على هامشه و عليه:«أبو علي الحدا» و «أبو علي الحداد، أنا» عن ت.
3- رواه الطبراني في المعجم الكبير 268/18 رقم 671.
4- ما بين الرقمين كذا بالأصل و ت، و العبارة كلها سقطت من المعجم الكبير فأخلّ سقوطها السياق فيه.
5- ترجمته في الأغاني 175/16 و نسب قريش ص 90 و المؤتلف و المختلف للآمدي ص 35 و رغبة الآمل 237/2 و 183/8 و الأعلام للزركلي 150/5 و معجم الشعراء للمرزباني ص 309.

وفد على معاوية بن أبي سفيان، و على عبد الملك بن مروان.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو القاسم تمام ابن محمّد، أنبأنا الضحاك بن يزيد بن عبد الرّحمن السكسكي، أنبأنا وزيرة بن محمّد، حدّثنا يوسف بن عبد العزيز المدني، حدّثنا الحسن بن زيد، حدّثني أبي و عموتي.

أن معاوية قال يوما و عنده عبد اللّه بن جعفر، و عبد اللّه بن عبّاس، و الفضل بن عبّاس بن أبي لهب: إنّ بابي لكم لمفتوح، و إنّ خيري لكم لممنوح، فلا تقطعوا خيري عنكم، و لا بابي دونكم، فقد نظرت في أمري و أمركم، فرأيت أمرا مختلفا، إنكم ترون أنكم أحقّ بهذا الأمر منّي، و أنا أحقّ به منكم، فإذا أعطيتكم بعض حقوقكم قلتم أعطانا أقلّ من حقّنا، و قصّر بنا دون منزلتنا، فصرت كأني مسلوب، و المسلوب لا حقّ له، فبئس المنزلة نزلت بها منكم، و نعم المنزلة نزلتم بها مني، قال له عبد اللّه بن عبّاس: ما هاهنا مسلوب غيرنا، إذ كان الحقّ حقّنا دون الناس، و و اللّه ما منحتنا شيئا حتى سألناك، و لا فتحت لنا بابا حتى قرعناه، و لئن قطعت خيرك عنا إنّ اللّه لأرحم بنا منك، و لئن غلقت بابك عنا لنكرمنّ أنفسنا (1) عنك، و اللّه ما سألنا قطّ عن خلّة و لا أحفينا في مسألة، و إنّ من ضيعة (2) الدين [و عظيم] (3) الفتنة في المسلمين، قرعنا بابك و طلبنا ما في يدك، فأمّا هذا الفيء فليس لك منه إلاّ ما لرجل من المسلمين، و لنا في كتاب اللّه حقان: حقّ الفيء، و حقّ الخمس، فالفيء ما اجتنى و الخمس ما غلب عليه، فعلى أيّ الوجوه جرى منك أخذناه و حمدنا اللّه عليه، ثم لم يخرجك اللّه من خير جرى على يديك، و لو لا حقّنا في هذا المال لم نأتك، فقال معاوية: كفاك. ثم خرج القوم، فأنشأ الفضل بن العبّاس بن أبي لهب يقول:

ألا أبلغ معاوية بن صخر *** فإنّ المرء يعلم ما يقول

لنا حقّان: حقّ الخمس جار *** و حقّ الفيء جاء به الرسول

فكلّ عطيّة وصلت إلينا *** و إن سحبت لطالبها الذّيول

أتيح له ابن عبّاس مجيبا *** فلم يدر ابن هند ما يقول

فأدركه الحياء فصدّ عنه *** و خطبهما إذا ذكرا جليل

ص: 336


1- بالأصل:«لتكرمن أنفسنا» و المثبت عن ت.
2- كذا بالأصل، و في ت و المختصر:«ضعة الدين» و هو أظهر.
3- الزيادة للإيضاح عن ت.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو عبد اللّه الطوسي، حدّثنا الزبير بن بكّار قال (1):

و من ولد عتبة بن أبي لهب: الفضل بن العبّاس الشاعر، و أمّه آمنة بنت العباس بن عبد المطلب و هي لأمّ ولد سوداء، و لذلك يقول الفضل (2):

كل حيّ صيغة من تبرهم (3) *** و بنو عبد مناف من ذهب

إنّما عبد مناف جوهر *** زيّن الجوهر عبد المطّلب

فأنا الأخضر من يعرفني *** أخضر الجلدة في بيت العرب

من يساجلني يساجل ماجدا *** يملأ الدّلو إلى عقد الكرب

قصدوا قومي و ساروا سيرة *** كلفوا من سارها جهد التعب

أخبرنا أبو العزّ بن كادش السّلمي - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا المعافى القاضي (4)،حدّثنا محمّد بن يزيد (5) الخزاعي، حدّثنا الزبير بن بكّار، حدّثني أبو الحسن الأثرم عن هشام بن محمّد الكلبي عن أبيه قال:

لم يكن أحد من بني هاشم أكثر غشيانا لمعاوية من عبد اللّه بن العبّاس، فوفد إليه مرة و عنده و فود العرب، فأقعده على يمينه، ثم أقبل عليه فقال: نشدتك باللّه يا بن عبّاس أن لو وليتمونا أتيتم إلينا ما أتينا إليكم من الترحيب و التقريب و عطاياكم (6) الجزيل و إكرامكم عن القليل، و صبرتم على ما صبرنا عليه منكم، إنّي لا آتي إليكم معروفا إلاّ صغرتموه: أعطيكم العطية (7) فيها قضاء حقوقكم فتأخذونها متكارهين عليها، تقولون: قد نقص حقنا، و ليس هذا تأميلنا (8) فأيّ أمل بعد ألف ألف أعطيها الرجل منكم ثم أكون أسرّ بإعطائها منه بأخذها؟ و اللّه

ص: 337


1- راجع الخبر و بعض الأبيات في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 90.
2- الأبيات في الأغاني 172/16 و بعضها في نسب قريش ص 90.
3- صدره في الأغاني: كل قوم صيغة من فضة
4- رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح 198/3-199.
5- كذا بالأصل، و اللفظة غير واضحة في ت، و في الجليس الصالح: محمد بن مزيد الخزاعي.
6- كذا بالأصل و ت، و في الجليس الصالح: و عطائكم.
7- بالأصل: العظيمة، تصحيف، و التصويب عن ت و الجليس الصالح.
8- في ت:«تأملينا» و كتب على هامشها: تأميلنا.

لقد انخدعت لكم في مالي، و ذلّلت لكم في عرضي، أرى انخداعي تكرّما، و ذلّي حلما، و لو وليتمونا رضينا منكم بالإنصاف، ثم لا نسألكم [أموالكم] (1) لعلمنا بحالنا و حالكم، و يكون أبغض الأمور إلينا أحبها إليكم، لأنّ أبغضها إلينا أحبها إليكم، قل يا بن عبّاس، فقال ابن عبّاس: و لو ولينا منكم مثل الذي وليتم منا أ (اخترنا المواساة ثم لم يعش الحيّ بشتم الميت، و لم ينبش الميت بعداوة (2) الحيّ ، و لأعطينا كلّ ذي حقّ حقه، فأما إعطاؤكم الرجل منا ألف ألف فلستم بأجود منا أكفا، و لا أسخى منا أنفسا، و لا أصون لأعراض المروءة و أهداف الكرم، و نحن و اللّه أعطى في الحق منكم على الباطل، و أعطى على التقوى منكم على الهوى، فأما رضاكم منا بالكفاف فلو رضيتم به منا لم نرض لأنفسنا بذلك، و الكفاف رضى من لا حقّ له، فلو رضيتم به منا اليوم ما قتلتمونا عليه أمس، فلا تستعجلونا حتى تسألونا، و لا تلفظونا حى تذوقونا، فقال الفضل بن عبّاس بن عتبة بن أبي لهب:

و قال ابن حرب قولة أموية *** يريد بما قد قال تفتيش (3) هاشم

أجب يا بن عبّاس تراكم لو انكم *** ملكتم رقاب الأكرمين (4) الأكارم

أتيتم إلينا ما أتينا إليكم *** من الكفّ عنكم و اجتباء الدراهم

فقال ابن عباس مقالا أمضّه *** و لم يكن عن ردّ الجواب بنائم

نعم لو وليناكم عدلنا عليكم *** و لم تشتكوا منا انتهاك المحارم

و لم يعتمد للحيّ و الميت غمة *** تحدثها الركبان أهل المواسم

و لم نعطكم (5) إلاّ الحقوق التي لكم *** و ليس الذي يعطي الحقوق بظالم

و ما ألف ألف تستميل ابن جعفر *** بها يا بن حرب عند حزّ الحلاقم (6)

فأصبح يرمي من رماكم ببغضه *** عدوّ المعادي سالما للمسالم

فأعظّم بما أعطاك من نصح جيبه *** و من أمر (7) عيب ليس فيه بنادم

ص: 338


1- زيادة للإيضاح عن ت و الجليس الصالح.
2- بالأصل و ت:«بعداواة». و المثبت عن الجليس الصالح.
3- كذا بالأصل و ت و الجليس الصالح، و في المختصر: تفنيش.
4- كذا بالأصل و ت و المختصر، و في الجليس الصالح: الأقربين.
5- بالأصل: يعطكم، و الحرف الأول بدون إعجام في ت، و المثبت عن الجليس الصالح و المختصر.
6- كذا بالأصل و ت و الجليس الصالح، و في المختصر: حزّ الغلاصم.
7- كذا بالأصل و ت و المختصر:«أمر عيب» و في الجليس الصالح: أمن غيب.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد (1)،أخبرني أحمد بن عبد العزيز، حدّثنا عمر بن شبّة، حدّثني أحمد بن معاوية، عن عثمان بن إبراهيم الحاطبي قال:

خرج علي بن عبد اللّه بن العبّاس بالفضل [اللّهبي] (2) إلى عبد الملك بن مروان بالشام، فخرج عبد الملك بن مروان يوما راكبا على (3) نجيب و معه حاد يحدو به، و علي بن عبد اللّه على يساره على نجيب له و معه بغلة تجنب، فحدا حادي عبد الملك به فقال:

يا أيها البكر الذي أراكا

عليك سهل الأرض في ممشاكا

ويحك هل تعلم من علاكا

إنّ ابن مروان على ذراكا

خليفة اللّه الذي امتطاكا

لم يعل بكرا مثل ما علاكا

فعارضه الفضل اللّهبي فحدا بعلي بن عبد اللّه بن عبّاس فقال:

يا أيها السائل عن عليّ

سألت عن بدر لنا بدريّ

أغلب في العلياء غالبي

و ليّن الشيمة هاشميّ

جاء علي بكر له مهريّ

فنظر عبد الملك إلى علي فقال: هذا مجنون آل أبي لهب ؟ قال: نعم، فلما أعطى قريشا مرّ به اسمه فحرمه و قال: يعطيه علي.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى قالوا:

أنبأنا أبو جعفر المعدّل، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزبير بن

ص: 339


1- رواه أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني 183/16.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن ت و على هامش الأصل، و الأغاني.
3- كتبت «على» فوق الكلام بين السطرين بالأصل. و في الأغاني: رائحا على نجيب له.

بكّار قال: و حدّثني عمّي مصعب بن عبد اللّه قال (1):

لقي الأحوص الشاعر الأنصاري الفضل بن العبّاس بن أبي لهب فأنشده الأحوص من شعره فقال له الفضل: إنّك لشاعر و لكنك لا تحسن تؤبد (2) فقال الأحوص: بلى و اللّه إنّي لأحسن أوتد حين أقول، و قال مكانه (3):

ما ذات حبل يراه الناس كلهم *** وسط الجحيم فلا يخفى على أحد

ترى حبال جميع النّاس من شعر *** و حبلها وسط أهل النّار من مسد

فقال الفضل بن العبّاس يجيبه (4):

ما ذا تريد إلى شتمي و منقصتي ؟ *** أ ما تغيّر من حمّالة الحطب ؟

غرّاء سائلة في المجد غرّتها *** كانت سلالة (5) شيخ ثاقب النسب

أ في ثلاثة رهط أنت رابعهم *** عيّرتني واسطا جرثومة العرب

فلا هدى اللّه قوما أنت سيّدهم (6) *** في جلدة بين أصل الثّيل و الذنب

الثيل: ذكر البعير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أنبأنا القاضي أبو القاسم الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر، أنبأنا الحسين بن صفوان، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثني سليمان بن منصور الخزاعي، عن يحيى بن سعيد الأموي قال: أنشدني ابن خربوذ للفضل بن عبّاس بن عتبة بن أبي لهب:

إنّا أناس من سجيتنا *** صدق الحديث و رأينا حتم

لبسوا الحياء فإن نظرت *** حسبتهم سقموا و لم يمسهم سقم

ص: 340


1- الخبر و البيتان في الأغاني 177/16.
2- في الأغاني: و لكنك لا تعرف الغريب، و لا تغرب.
3- البيتان في الأغاني 177/16 و نسب قريش ص 89.
4- الأبيات في نسب قريش ص 90 و الأغاني 177/16 و 184.
5- في الأغاني 184/16 «كانت حليلة» و فيها رواية أخرى للبيت 177/16: أذكرت بنت قروم سادة نجب كانت حليلة شيخ ثاقب النسب و في نسب قريش: ثاقب الحسب.
6- صدره في الأغاني: يا لعن اللّه قوما أنت سيدهم

شرّ الإخاء إخاء مزدرد *** مزج الإخاء إخاؤه وهم

زعم ابن عمي أن حلمي ضرني *** ما ضرّ قبلي أهله الحلم

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو علي بن نبهان، و أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد، و أبو الحسن محمّد بن إسحاق بن الباقرجي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو طاهر.

قالوا: أنبأنا أبو علي بن شاذان، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم المقرئ، أنشدنا أبو العباس ثعلب، أنشدني علي بن عبد اللّه للفضل بن العبّاس اللّهبي:

هلا سألت و أنت غير خليفة *** عن بون غايتنا و بعد مدانا

أهل النبوة و الخلافة و التّقى *** اللّه أكرمنا به و حبانا

حوض النبي و حوضنا من زمزم *** ظمئ امرؤ لم يروه مرضانا

علمت قريش أنّنا أعيانهم *** من قام يمدح قومه استثنانا

و لنا أسام ما تليق بغيرنا *** و مشاهد تهتل حين ترانا

و يسود سيّدنا بغير تكلّف *** هونا و يدرك نيله مولانا

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزبير بن بكار قال: و أنشدني محمّد بن الحسن للفضل بن عبّاس بن عتبة بن أبي لهب في تسمية قريش قريشا:

عبد (1) شمس أبي فإن كنت غضبي *** فاملئي وجهك المليح (2) خموشا

و أبي هاشم، هما ولداني *** قومس (3) والدي و لم يك خيشا (4)

فسلي لا حطيت عنا و عنكم *** بصلاح و لا تملأت عيشا

ص: 341


1- هذا البيت و الذي يليه في اللسان (خمش) و تاج العروس: خمس منسوبين فيهما إلى الفضل بن العباس ابن عتبة بن أبي لهب.
2- في المصدرين: الجميل.
3- القومس: الأمير، بلغة الروم.
4- بدون إعجام بالأصل و ت، و المثبت عن تاج العروس، و الخيش من الرجال: الدنيء.

و لنا عزّها و طيب ثناها *** و بنا يستريش من شاء ريشا

نحن كنا حضارها من قريش *** و بنا سمّيت قريش قريشا

و احتفرنا من جانب البيت بئرا *** و أقمنا أحيفشا و عروشا

فابتنينا بها القصور و كنا *** أهلها نردف الجيوش الجيوشا

بملوك تبتزّ عزّ ملوك *** لم يقارف من المعيشة طيشا

فأفأنا (1) السّبئي من كلّ برّ (2) *** و أقمنا كراكرا و كروشا

و افتتحنا مدائن المال كسرى *** و استبينا النبيط و الأحبوشا

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي (3)،حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد، حدّثني ابن عائشة قال: و أخبرني أبو عبيدة النحوي قال: أخبرني من سمع الفرزدق يقول: أتيت الفضل بن العبّاس اللّهبي و هو يمتح (4) بدلو من زمزم و هو يقول:

و أنا الأخضر من يعرفني *** أخضر الجلدة في بيت العرب

من يساجلني يساجل ماجدا *** يملأ الدلو إلى عقد الكرب

و رسول اللّه جدي جدّه *** و علينا كان تنزيل الكتب

قال: قلت: من يساجلك فرجلي في كذا من أمه، قال: أ تعرفني لا أم لك ؟ قال:

قلت: و كيف لا، و قد فرّغ اللّه في أبويك سورة من كتابه فقال جلّ و عزّ: تَبَّتْ يَدٰا أَبِي لَهَبٍ (5) قال: فضحك و قال: أنت الفرزدق ؟ قلت: نعم، قال: قد علمت أن أحدا لا يحسن هذا غيرك.

قال القاضي: معنى فرّغ أي ليس في السورة غير ذكر أبي لهب، و ذكر امرأته، و قد ألطف الفرزدق فيما خاطب به الفضل لأنه لما لم يمكنه مساجلته، و قد فخر بنسبه (6) من

ص: 342


1- البيت في تاج العروس بتحقيقنا (كرش) بدون نسبة.
2- تاج العروس: كل حي.
3- رواه المعافى بن زكريا الجريري في كتاب الجليس الصالح الكافي 181/4 و انظر الأغاني 178/16.
4- إعجامها ناقص بالأصل و ت، و في المختصر: يميح، و المثبت عن الجليس الصالح.
5- سورة المسد، الآية الأولى.
6- تقرأ بالأصل: بنفسه، و المثبت عن ت و الجليس الصالح.

هاشم و قرباه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، أتى (1) بما [لم] (2) يمضّه (3)،و يفلّ من غربه (4).

5619 - الفضل بن العبّاس

أبو بكر الرازي الصائغ الحافظ

المعروف بفضلك (5)

حدّث عن محمّد بن مهران، و هارون بن خالد الرازيين، و سهل بن عثمان العسكري، و هدبة بن خالد، و قتيبة بن سعد، و أحمد بن عبدة الضّبي، و أبي كامل فضيل بن حسين، و عيسى بن مينا قالون، و عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي، و أمية بن بسطام، و عبد المؤمن بن علي الزّعفراني الرازي، و شيبان بن فرّوخ، و إسحاق بن راهوية، و محمّد بن مهران (6)الرازي، و أبي طاهر بن السّرح (7)،و الهيثم بن يمان أبي بشر، و عصمة بن الفضل النيسابوري، و محمّد بن عمرو الرازي زنيج (8).

روى عنه: حموية بن يونس (9)،و صالح بن أحمد بن أبي مقاتل الحافظ ، و محمّد بن مخلد الدّوري، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن سهل التركاني، و عبد الرّحمن بن الحسن، و أبو نعيم عبد الملك بن عدي الجرجاني، و محمّد بن جعفر الخرائطي، و محمّد بن جعفر الأشعري، و أبو زرعة، و أبو حاتم الرازيان، و أبو قريش محمّد بن جمعة القهستاني (10)، و محمّد بن جعفر بن يزيد المطيري (11)،و أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفرايني، و أبو

ص: 343


1- تقرأ بالأصل و ت و المختصر، و المثبت عن الجليس الصالح.
2- زيادة عن الجليس الصالح.
3- الأصل و ت و المختصر: يخصه، و المثبت عن الجليس الصالح.
4- «يفل من غربه» بدون إعجام بالأصل و ت، و في المختصر:«و يقل من عزته» و المثبت عن الجليس الصالح.
5- ترجمته في تاريخ بغداد 630/12 و تذكرة الحفاظ 600/2 و الجرح و التعديل 66/7 و شذرات الذهب 160/2 و سير أعلام النبلاء 630/12 و ذكر أخبار أصبهان 152/2.
6- كذا بالأصل و ت، و يبدو أنه مكرر، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 143/11.
7- هو أحمد بن عمرو بن عبد اللّه بن عمرو، أبو طاهر الأموي الفقيه المصري، ترجمته في سير أعلام النبلاء 12/ 62.
8- ترجمته في تهذيب الكمال 106/17 طبعة دار الفكر.
9- بياض بالأصل و ت، مقدار كلمة.
10- ترجمته في سير أعلام النبلاء 304/14.
11- تقرأ بالأصل: المطري، و التصويب عن ت و سير أعلام النبلاء.

الحسن علي بن أبي طالب الأسترآباذي المشاط ، و شعيب بن إبراهيم البيهقي، و علي بن رستم.

و قدم دمشق طالبا للحديث، و كان رفيق عبدان و المعمري و غيرهما.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا [و] أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنبأنا أبو عمر بن مهدي، أنبأنا محمّد بن مخلد (2)،حدّثنا الفضل بن العباس، حدّثنا محمّد بن مهران، حدّثنا عبد العزيز بن عيسى - أبو عيسى - الحرّاني، عن عبد الكريم ابن مالك الجزري، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا يدخل الجنّة من أتى ذات محرم»[10451].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال (3):سمعت عبدان يقول: كنت أنا و فضلك الرازي و جعفر بن الجنيد و المعمري فلحقنا الباغندي إلى دمشق و سبقنا إلى مصر بالدخول (4) على البغال.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.

قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (5):

الفضل بن العبّاس المعروف بفضلك الصائغ الرازي، روى عن هدبة بن خالد، و أبي الربيع الزّهراني، و أحمد بن عبدة، و قتيبة بن سعيد، و أبي كامل، و عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي، و عيسى بن مينا قالون، و إسحاق بن راهوية، و شيبان بن فرّوخ.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن البقشلان، أنبأنا القاضي أبو المظفر هنّاد بن إبراهيم النّسفي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد الحافظ البخاري

ص: 344


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 367/12.
2- الأصل:«خالد» تصحيف، و التصويب عن ت و تاريخ بغداد.
3- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 300/6 في ترجمة محمد بن محمد بن سليمان الباغندي.
4- بالأصل و ت: الدخول، تصحيف، و التصويب عن الكامل لابن عدي.
5- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 66/7.

المعروف بغنجار (1)،قال:

ذكر أبي (2) الفضل بن العبّاس المعروف بفضلك الرازي، دخل بخارى، و سمع من إسحاق بن حمزة، و إبراهيم بن محمّد بن الحسين، و روى عن عبد المؤمن بن علي، و إبراهيم ابن موسى، و عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي، و عيسى بن مينا، و قتيبة بن سعيد، و إسحاق بن راهوية، روى عنه أبو حاتم، و أبو زرعة الرازيان، توفي أبو بكر الفضل بن العبّاس الرازي فضلك الحافظ يوم السبت لسبع بقين من صفر سنة سبعين و مائتين.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (3)قال: الفضل بن العبّاس الرازي يعرف بفضلك أبو بكر و قيل أبو العباس قدم أصبهان.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا (4) أبو بكر الخطيب (5):

الفضل بن العبّاس أبو بكر المعروف بفضلك الرازي، سمع هدبة بن خالد، و قتيبة بن سعيد، و أبا الرّبيع الزهراني، و أحمد بن عبدة، و عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي، و عيسى بن مينا قالون، و شيبان بن فرّوخ، و إسحاق بن راهوية، و خلقا كثيرا من نظرائهم، حدّث عنه من البغداديين صالح بن أبي مقاتل الحافظ ، و محمّد بن مخلد، و كان ثقة ثبتا حافظا، و سكن بغداد إلى أن توفي بها.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:

سمعت أبا زكريا يحيى بن محمّد العنبري يقول: سمعت شعيب بن إبراهيم البيهقي يقول:

سمعت فضلك الرازي و هو الفضل بن العبّاس الحافظ إمام عصره في معرفة الحديث، فذكر مكانه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا-[و] أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (6)،أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنبأنا محمّد بن نعيم الضّبّي، قال: سمعت

ص: 345


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 304/17.
2- بالأصل:«أبي بكر الفضل» و التصويب عن ت. و يجوز: ذكر أبي أبا بكر الفضل...
3- رواه أبو نعيم الحافظ في كتابه ذكر أخبار أصبهان 152/2.
4- بالأصل:«قال: أنبأنا» و المثبت عن ت.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 367/12.
6- تاريخ بغداد 367/12-368.

أبا زكريا يحيى بن محمّد العنبري يقول: سمعت شعيب بن إبراهيم البيهقي - والد أبي الحسن الفقيه الثقة المأمون - يقول: فضلك الرازي و هو الفضل بن العبّاس إمام عصره في معرفة الحديث.

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان (1)،أنبأنا هناد بن إبراهيم، أنبأنا محمّد بن أحمد غنجار، حدّثنا خلف بن محمّد، قال: سمعت أبا بكر محمّد بن حريث يقول: سمعت الفضل ابن العبّاس الرازي و سألته فقلت: أيهما أحفظ أبو زرعة أو محمّد بن إسماعيل ؟ فقال لي: لم أكن التقيت مع محمّد بن إسماعيل فاستقبلني ما بين حلوان (2) و بغداد، قال: فرجعت عنه مرحلة قال: و جهدت الجهد على أن أجيء بحديث لا يعرفه فما أمكنني، قال: و أنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن أبي الجنّ العلوي، حدّثنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا الحسن بن علي الجوهري، أنبأنا محمّد بن العباس، حدّثنا أبو بكر النيسابوري قال: سمعت فضلك الرازي يقول: عندي عن ابن حميد خمسون ألف حديث، لا أحدّث عنه بحرف.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا-[و] (3) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا محمّد بن عبد الواحد، حدّثنا محمّد بن العباس الخزّاز، قال: قرئ على أبي الحسين بن المنادي - و أنا أسمع - قال: و توفي أبو بكر الفضل بن العبّاس الرازي المعروف بفضلك يوم السبت لسبع بقين من صفر سنة سبعين في مدينتنا - و بها قبر-، و ذلك ببراثا (5) في الجانب الغربي.

قال الخطيب: ذكر ابن مخلد فيما قرأت بخطه أنه توفي يوم السبت لأربع عشرة بقين من صفر (6).

ص: 346


1- رسمها بالأصل:«العسلانى» و المثبت عن ت.
2- حلوان: بالضم ثم السكون. في عدة مواضع: حلوان العراق و هي آخر حدود السواد مما يلي الجبال من بغداد (معجم البلدان).
3- الزيادة لتقويم السند عن ت.
4- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 368/12.
5- براثا: بالثاء المثلثة، و القصر، محلة كانت في طرف بغداد في قبلة الكرخ و جنوب باب محوّل (معجم البلدان).
6- قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: و كان من أبناء السبعين.

5620 - الفضل بن عبد اللّه بن مخلد بن ربيعة

أبو نعيم الجرجاني المخلدي التميمي القاضي (1)

سمع بدمشق و غيرها: هارون بن محمّد بن بكّار بن بلال، و العباس بن الوليد بن صبح الخلاّل، و هشام بن خالد، و قتيبة بن سعيد، و أحمد بن سعيد الدّارمي، و عيسى بن حمّاد زغبة، و أبا الطاهر أحمد بن عمرو بن السّرح، و محمّد بن مصفّى، و الحسن بن عرفة، و المسيّب بن واضح، و أبا زرعة الرازي، و الحسن بن محمّد بن الصّبّاح الزّعفراني، و محمّد ابن بشّار بندار، و أبا كريب، و عبّاد بن يعقوب الرّواجني، و جعفر بن محمّد بن عمران التّغلبي، و عمرو بن عثمان الحمصي، و أبا سعيد الأشج، و إسماعيل بن موسى الفزاري، و كثير بن عبيد.

روى عنه: ابن عدي، و أبو الحسين الرازي، و الزّبير بن عبد الواحد الأسدآباذي (2)، و أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، و أبو جعفر محمّد بن عمرو بن موسى العقيلي، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن العوّام (3) الجرجاني، و أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم البحري (4)الجرجاني.

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن محمّد بن سهل بن المحب العمري الصوفي (5)- بنيسابور - أنبأنا أبو بكر أحمد (6) بن علي بن عبد اللّه بن عمر بن خلف الشيرازي، أنبأنا القاضي أبو بكر محمّد بن يوسف الجرجاني، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الضرام (7)، حدّثنا أبو نعيم الفضل بن عبد اللّه بن مخلد، حدّثنا محمود بن خداش (8)،حدّثنا محمّد بن محبوب الثقفي الكوفي، حدّثنا جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن أبي طالب قال:

ص: 347


1- ترجمته في تاريخ جرجان ص 329 رقم 600، و سير أعلام النبلاء 573/13.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 570/15 و بالأصل:«الأسترآباديّ » و اللفظة غير واضحة في ت، و المثبت عن سير الأعلام، و هذه النسبة إلى أسدآباذ و هي بليدة على منزل من همذان إذا خرجت من العراق كما في الأنساب.
3- كذا رسمها بالأصل، و تقرأ:«العرام» في ت.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 471/15.
5- قارن مع مشيخة ابن عساكر 92/ب.
6- بالأصل و ت: محمد، تصحيف، و الصواب ما أثبت قارن مع مشيخة ابن عساكر 92/ب راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 478/18.
7- كذا رسمها هنا، و في ت:«الصّرّام» و مرّ قريبا: العوام أو العرام و لم أجده.
8- هو محمود بن خداش أبو محمد الطالقاني البغدادي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 179/12.

صليت العصر مع عثمان بن عفّان أمير المؤمنين، فرأى خياطا في ناحية المسجد فأمر بإخراجه فقيل له: يا أمير المؤمنين إنّه يكنس المسجد و يغلق الباب، و يرشّ أحيانا فقال: إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«جنبوا صنّاعكم مساجدكم»[10452].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: قرئ على أبي عثمان البحيري و أنا حاضر، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد اللّه السّبّاك بجرجان، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم النحوي، حدّثنا أبو نعيم الفضل بن عبد اللّه بن مخلد، حدّثنا أبو مروان الدمشقي، حدّثنا الحسن بن يحيى، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من وقّر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام»[10453].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم الإسماعيلي، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (1)،حدّثنا الفضل بن عبد اللّه بن مخلد، حدّثنا العباس بن الوليد الخلاّل قال: سمعت محمّد بن القاسم بن سميع يقول:

سألت أبا حنيفة في مسجد الحرام عن شرب النبيذ؟ فقال لي: عليك بأشدّه فإنك لن تقوم بشكره.

قال: و أنبأنا حمزة (2) قال: سمعت أبا بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي يقول: حدّثنا الفضل بن عبد اللّه بن مخلد أبو نعيم الجرجاني صدوق جليل.

و أخبرنا أبو القاسم قال حمزة بن يوسف (3)أبو نعيم الفضل بن عبد اللّه بن مخلد بن ربيعة التميمي القاضي الجرجاني كان منزله في السكة التي تعرف بعبد الواسع بن أبي طيبة (4) و كان له ابنان: أبو ذرّ و أبو عمارة، روى عن عيسى بن حمّاد المصري، و عباد بن يعقوب الرّواجني، حدّثنا عنه جماعة أبو بكر الإسماعيلي و ابن عدي و غيرهما، و قبره في مقبرة تعرف اليوم بجولكين (5)،و مات يوم الاثنين لسبع بقين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث و سبعين و مائتين.

ص: 348


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 8/7 في ترجمة أبي حنيفة النعمان بن ثابت.
2- يعني حمزة بن يوسف السهمي، صاحب كتاب تاريخ جرجان، و الخبر فيه ص 329 و عنه في سير أعلام النبلاء 573/13.
3- تاريخ جرجان ص 329 رقم 600.
4- بدون إعجام بالأصل و ت، و المثبت عن تاريخ جرجان.
5- كذا بالأصل و ت، و في تاريخ جرجان: جولكين.

5621 - الفضل بن عبد الكريم القرشي

ممن ذكر فيمن حضر ميز الأنهار بدمشق في خلافة هشام سنة خمس عشرة و مائة.

5622 - الفضل بن عمر بن أحمد، و يقال: فضل اللّه

أبو طاهر النّسوي

نزيل مرو المعروف أبوه بليل (1).

قدم مع أبيه دمشق و سمعا بها أبا القاسم الحنّائي، و أبا الحسن بن أبي الحديد، و بالمعرة: أبا تمام المفضل بن محمّد بن المهذّب بن علي بن المهذّب، و بخراسان: أبا الحسين عبد الغافر بن محمّد الفارسي.

و حدّث بمرو فسمع منه أبو المعالي الحلواني شيخنا، و أبو سعد بن السّمعاني فيما أظن في كتابي عن أبي المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني فيما لم أر عليه علامة السماع، و قد أجاز لي جميع حديثه.

أنبأنا الشيخ أبو طاهر فضل اللّه بن عمر بن أحمد النّسوي الصوفي المعروف بليل (2)- بمرو - أنبأنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد الفارسي، أنبأنا أبو عمرو محمّد بن أحمد بن حمدان الحيري.

ح و أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.

أنبأنا أبو علي أحمد بن علي بن المثنّى الموصلي - بها - حدّثنا أبو زكريا يحيى بن معين، حدّثنا عبّاد بن عبّاد، عن عاصم الأحول، عن معاذة، عن عائشة قالت:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يستأذننا إذا كان يوم المرأة منا بعد ما نزلت تُرْجِي مَنْ تَشٰاءُ مِنْهُنَّ وَ تُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشٰاءُ (3).

قالت معاذة فقلت: كيف كنت تقولين لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا استأذنك ؟ قلت: أقول: إن كان ذلك إليّ لم أؤثر أحدا على نفسي.

لفظ حديث تميم.

ص: 349


1- كذا بالأصل و ت، و في المختصر: بلبل.
2- بالأصل هنا: بلبل، و بدون إعجام في ت.
3- سورة الأحزاب، الآية:51.

5623 - الفضل بن القاسم

مولى بني هاشم، ممن شهد قسم الأنهار في خلافة هشام تقدم ذكره في ذكر الأنهار.

5624 - الفضل بن قدامة بن عبيد

ابن محمّد بن عبيد بن عبد اللّه بن عبدة (1)

ابن الحارث بن إياس (2) بن عوف بن ربيعة

ابن مالك بن ربيعة بن عجل بن لجيم بن صعب

ابن علي بن بكر بن وائل بن قاسط

و يقال: اسمه المفضّل بن قدامة بن عبيد اللّه

و يقال: الفضل بن قدامة بن عبيد بن عبد اللّه بن عبدة

أبو النجم العجلي الرّاجز (3)

وفد على سليمان و هشام ابني عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد عبد الوهّاب بن علي السكري، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز - قراءة - قال: قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد، أنبأنا الفضل بن الحباب بن محمّد، حدّثنا محمّد بن سلاّم الجمحي (4):قال الطبقة التاسعة:

رجّاز منهم الأغلب العجلي و كان مقدّما، يقال: إنّه أول من رجز، و أبو النجم و اسمه الفضل بن قدامة بن عبيد بن محمّد بن عبيد بن عبد اللّه بن عبدة بن الحارث بن إياس بن عوف بن ربيعة بن مالك بن ربيعة بن عجل، و ذكر العجّاج، و رؤبة.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن ديسم قال: كتب إليّ أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني - إجازة - قال (5):

ص: 350


1- ضبطت بالقلم في ت بفتحة فوق العين و سكون فوق الباء و ضبطت في التبصير 908/3 بثلاث فتحات: عبدة نقلا عن أبي عمرو الشيباني.
2- في الأغاني: إلياس.
3- ترجمته في الأغاني 151/10 و الشعر و الشعراء ص 381 و معجم الشعراء للمرزباني ص 310 و تبصير المنتبه 3/ 908 و خزانة الأدب 49/1 و 406 و الأعلام 151/5 و طبقات الشعراء للجمحي ص 200.
4- طبقات الشعراء للجمحي ص 200.
5- معجم الشعراء للمرزباني ص 310.

أبو النّجم العجلي اسمه الفضل بن قدامة بن عبيد بن عبيد اللّه بن عبدة بن الحارث بن إياس بن عوف بن ربيعة بن مالك بن ربيعة بن عجل، مقدّم عند (1) جماعة من أهل العلم على العجّاج، و لم يكن أبو النجم كغيره من الرّجّاز الذين لم يحسنوا أن يقصدوا لأنه يقصد فيجيد.

قال معاوية يوما لجلسائه: أيّ أبيات العرب في الضيافة أحسن ؟ فأكثروا (2) فقال: قاتل اللّه أبا النّجم حيث يقول:

لقد علمت عرسي قلابة أنّني *** طويل سنا ناري بعيد خمودها

إذا حلّ ضيفي بالفلاة فلم أجد *** سوى مثبت (3) الأطناب شبّ وقودها

و بقي إلى أيام هشام بن عبد الملك و له معه أخبار و كان الأصمعي يغمز عليه و هو القائل (4):

و المرء كالحاكم في المنام

يقول إنّي مدرك أمامي

في قابل ما فاتني في العام

و المرء يدنيه من الحمام

من الليالي السّود و الأيام

إنّ الفتى يصبح للأسقام

كالغرض المنصوب للسهام

أخطأ رام و أصاب رام

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصّفّار، أنبأنا أبو بكر الحافظ ، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال:

فيمن لم يعرف اسمه: أبو النجم أراه العجلي، قال: سابق هشام بن عبد الملك الناس و كان مسبقا، روى عنه عامر بن عبد الملك، حدّثني محمّد بن صالح بن هانئ، حدّثنا حاتم

ص: 351


1- مضطربة بالأصل و صورتها:«عسد» و المثبت عن ت و معجم الشعراء.
2- كذا بالأصل و ت، و في معجم الشعراء: أحسن و أكثر؟ قالوا: ليقل أمير المؤمنين، فقال: قاتل اللّه...
3- كذا بالأصل و ت، و في معجم الشعراء: منبت.
4- الأبيات في معجم الشعراء ص 311.

ابن الحسن الشّاشي، حدّثنا أبو داود السّنجي (1)،حدّثنا الأصمعي، حدّثنا عامر بن عبد الملك قال: قال أبو النجم: حدّثنا، قيل: إنه العجلي.

قرأت بخط أبي عبد اللّه الحسين بن الحسن بن علي الربعي، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه ابن عطية بن حبيب، أنبأنا أبو علي محمّد بن القاسم بن معروف، حدّثنا علي بن بكر، حدّثنا أحمد بن بكر، حدّثنا أبو سعيد، حدّثنا ابن بكار قال: قال هشام: للشعراء (2):صفوا لي إبلا فقيّظوهنّ و أوردوهنّ و أصدروهنّ (3) حتى كأنّي انظر إليهنّ . قال أبو النجم: فذهب بي الروي حتى قلت:

و صارت الشمس كعين الأحول

فغضب هشام (4) و قال: اخرجوا هؤلاء لا يدخلنّ هذا علي و كان بالرّصافة رجلان أحدهما يغدّي، و الآخر يعشّي (5)،فكنت أتغدى عند أحدهما و أتعشّى عند الآخر، و أبيت في المسجد. فأمسى هشام ذات ليلة لقس (6) النفس، فقال لحاجبه الربيع: أبغني رجلا غريبا يحدّثني، فخرج فأخرجني من المسجد فأدخلني عليه فقال لأبي النجم: أ لم يكن أمرنا بإخراجك عن هذه القرية ؟ فمن أواك و من أمّ مثواك ؟ فقلت: أما الغداء فمن عند فلان، و العشاء من عند فلان، و المبيت من حيث أخرجت، فقال: ما مالك و ولدك ؟ قلت: أما المال فلا مال، و أما الأهل فابنتان، قال: هل زوّجتهما؟ قلت: إحداهما، قال: فما أوصيتها؟ قال:

ما لا (7) يجديه عليّ أمير المؤمنين قال: هاته، قال:

أوصيت من برّة قلبا حرّا

بالكلب خيرا و الحماة شرّا

لا تسأمي خنقا لها و جرّا

ص: 352


1- هو سليمان بن معبد بن كوسجان المروزي السّنجي. و السنجي نسبة إلى سنج: و سنج من نواحي مرو ترجمته في تهذيب الكمال 102/8.
2- بالأصل: الشعراء، تصحيف، و التصويب عن ت.
3- في الأغاني: فقطروها و أوردوها و أصدروها.
4- و كان هشام أحول، فأمر به فوجأ عنقه و أخرجه من الرصافة (راجع الشعر و الشعراء أيضا ص 383).
5- العبارة في الأغاني 155/10 و لم يكن أحد بالرصافة يضيف إلا سليم بن كيسان الكلبي و عمرو بن بسطام التغلبي، فكنت آتي سليما فأتغدى عنده، و آتي عمرا فأتعشى عنده.
6- لقست نفسه: غثت و خبثت (اللسان).
7- كذا بالأصل و ت.

و الحي عمّيهم بشرّ طرّا

و إن هبوك ذهبا و درّا

حتى يروا حلو الحياة مرّا

فضحك حتى استلقى و قال: يا أبا النجم ما هذه وصية يعقوب بنيه، قلت: يا أمير المؤمنين و لا أنا مثل يعقوب، قال: فما زدتها؟ قلت: بلى يا أمير المؤمنين، قال: هاته، قلت (1):

سبي الحماة و ابهتي عليها (2)

فإن دنت فازدلفي إليها

و اقرعي بالورد مرفقيها

و ظاهري النذر به عليها

لا تخبري (3) الدهر به ابنتيها

قال: فما فعلت أختها؟ قال: درجت بين أبيات الحي و نفعتنا، قال: هل قلت فيها شيئا؟ قال: هاته، قال (4):

قال: ما لا يجديه.

كأن ظلاّمة أخت شيبان

يتيمة والدها (5) حيان

الرأس قمل كلّه و صئبان

و ليس في الرّجلين إلاّ خيطان

فهي التي يذعر (6) منها الشيطان

فقال هشام لخصي علي رأسه: يا بديح، ما فعلت دنانير فلانة ؟ قال: ها هي يا أمير

ص: 353


1- الرجز في الأغاني 156/10-157 و الشعر و الشعراء ص 385.
2- بهته: قذفه بالباطل.
3- بالأصل و ت:«تخبر» و المثبت عن الأغاني.
4- الرجز في الأغاني 157/10 و الشعر و الشعراء ص 385.
5- في المصدرين: و والداها.
6- في الأغاني: تلك التي يفزع منها الشيطان. و في الشعر و الشعراء: تلك التي يضحك منها الشيطان.

المؤمنين، قال: ادفعها إلى أبي النجم يجعلها في رجلي ظلاّمة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي - أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي، أنبأنا علي بن عبد العزيز قال: قرئ على أبي بكر الختّلي (1)،أنبأنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، حدثنا محمد بن سلام قال (2):

و أما أبو النجم فإنه دخل على هشام بن عبد الملك. فقال له: كيف رأيك يا أبا النجم في النساء؟ قال ما لهن عندي خير، ما انظر إليهن إلاّ شزرا، و ينظرن إليّ خزرا (3).قال: فما ظنك يا أمير المؤمنين ؟ قال: ظني بنفسي قال: لا علم لك يا أبا النجم ثم أرسل إلى جوار له، فسألهن عما ظن أبو النجم، فقلن: يا أمير المؤمنين، و ما علم هذا!؟ ثم أقبلن على أبي النجم، فقلن: يا أعرابي، أ تقول هذا لأمير المؤمنين، و ليس منا امرأة تصلي إلاّ بغسل منه ؟ قال هشام: يا أبا النجم دونك هذه الجارية - لواحدة منهن - فأخذ بيدها ثم أمره أن يغدو عليه بخبرها، فغدا عليه و لم يصنع شيئا، فلما رآه قال: ما صنعت يا أبا النجم ؟ قال: ما صنعت شيئا، و لقد قلت في ذلك شعرا، قال: و ما هو؟ قال: قلت:

نظرت فأعجبها الذي في درعها *** من حسنه و نظرت في سرباليا

فرأت لها كفلا ينوء (4) بخصرها *** و عثا روادفه و أجثم ناتيا (5)

ضيقا يعض بكلّ عرد ناله *** كالقصب أو ضرع يرى متجافيا

و رأيت منتشر العجان (6) مقلصا *** رخوا حمائله (7) و جلدا باليا

أدنى له الركب (8) الحليق كأنما *** أدنى إليه عقاربا و أفاعيا

إن الندامة و السدامة فاعلمن (9) *** لو قد صبرتك للمواسي خاليا

ما بال (10) رأسك من ورائي خالفا *** أحسبت أنّ حر الفتاة ورائيا

ص: 354


1- بالأصل: الجيلي، و المثبت عن ت.
2- الخبر و الشعر في طبقات الشعراء لابن سلام 745/2 و الأغاني 158/10 (ط . مصورة دار الكتب).
3- النظر الشزر: النظر بجانب العين في إعراض. و النظر الخزر: بإسكان الزاي، الذي فيه كبر و استخفاف للمنظور إليه.
4- الأغاني: يميل.
5- في الأغاني: و أجثم جاثيا.
6- العجان: القضيب الممدود من الخصية إلى الدبر.
7- في الأغاني: مفاصله.
8- الركب: بالتحريك: الفرج.
9- بالأصل و ت:«فاعلمي» و المثبت عن الأغاني.
10- الأصل:«ما بالك رأسك» و المثبت عن ت و الأغاني.

فاذهب فإنك ميت لا ترتجى *** أبد الأبيد و لو عمرت لياليا

أنت الغرور إذا خبرت و ربما *** كان الغرور لمن رجاه شافيا

فضحك منه هشام و أمر له بجائزة و قال أيضا (1):

الحمد للّه الوهوب المجزل *** أعطى فلم يبخل و لم يبخّل

كوم الذّرى من خوّل المخوّل *** تبقّلت من أوّل التّبقّل

بين رماحي مالك و نهشل *** يدفع عنها الغرّ جهل الجهّل

يعني مالك بن ضبيعة بن قيس، و نهشل بن دارم، و يروى عن أبي النجم أنه قال: بين رماحي مالك و هم حيّ من بني تيم اللّه، و نهشل من بني عجل.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت، حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، حدّثنا أبو العيناء عن الأصمعي، قال: كان أبو عمرو بن العلاء يقول: أشعر أرجوزة قالتها العرب، قول أبي النجم العجلي:

الحمد للّه الوهوب المجزل *** أعطى فلم يبخل و لم يبخّل

قال: و لم أر أسير منها لم أر غريبا (2) إلاّ و هو ينشدها أو بعضها.

أخبرنا أبو العزّ السلمي مناولة و إذنا و قرأ عليّ إسناده، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي (3)،حدّثني عبد اللّه (4) بن محمّد بن جعفر الأزدي، حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي قال: كان رجل من عنزة دعا رؤبة بن العجاج فأطعمه و سقاه و أنشده فخره على عنزة (5)،فساء ذلك العنزي، فقال لغلامه سرّا: اركب فرسي و جئني بأبي النجم، فطلبه فجاء به و عليه جبّة خزّ و بتّ (6) من غير سراويل، فدخل و أكل و شرب، ثم قال العنزي: أنشدنا يا أبا النجم - و رؤبة لا يعرفه - فانتحى في قوله:

ص: 355


1- الرجز في الأغاني 150/10 و 151 و طبقات الشعراء للجمحي ص 201 و الشعر و الشعراء ص 383.
2- كذا رسمها بالأصل و ت:«غريبا» و في المختصر:«عربيا».
3- الخبر في الجليس الصالح الكافي 367/2-368.
4- كذا بالأصل و ت، و في الجليس الصالح: عبيد اللّه.
5- بالأصل و ت:«على ربيعة» و المثبت عن الجليس الصالح.
6- البت: كساء غليظ من صوف أو وبر.

الحمد للّه الوهوب المجزل

حتى بلغ:

تبقلت من أول التبقل

بين رماحي مالك و نهشل

قال القاضي (1):ثنّي أبو النجم في قوله:«بين رماحي» لأن رماح الفريقين و إن كان جمعا جملتان كما قال الشاعر:

أ لم يحزنك إن جبال قيس *** و تغلب قد تباينتا انقطاعا

و قد قال اللّه تعالى: هٰذٰانِ خَصْمٰانِ اخْتَصَمُوا (2)،و قال جلّ ذكره: سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلاٰنِ (3) فثنى و جمع على ما فسرناه، فقال له رؤبة: إن نهشلا بن مالك يرحمك اللّه، فقال له: يا بن أخي إن الناس أشباه، إنه ليس مالك بن حنظلة، إنه مالك بن ضبيعة، قال:

فخزي رؤبة و حيي من غلبة أبي إياه، ثم أنشده أبو النجم فخره على تميم، فاغتم رؤبة، و قال لصاحب البيت: لا يحبك قلبي أبدا.

قال القاضي:

و البت: الكساء، و يجمع بتوتا.

قال الشاعر: و قد ذكر إن رؤبة ذوكر بالأراجيز، فقال:

و قد ذكر أبو النجم قصيدته تلك لعنها اللّه - يعني هذه اللامية - لاستجادته إياها و غضبه منها و حسده عليها.

قال: و أنبأنا المعافى (4)،حدّثنا المظفر بن يحيى بن أحمد، حدّثني أبو العباس أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن بشر المرثدي (5)،أخبرني أبو إسحاق الطّلحي، حدّثنا المازني، حدّثنا الأصمعي، حدّثني أبو سليم العلاء قال: قلت لرؤبة: كيف رجز أبي النجم عندكم ؟ قال:

لاميته تلك عليها لعنة اللّه، قال: فإذا هي قد غاظته و بلغت منه.

ص: 356


1- يعني: المعافى بن زكريا الجريري، راوي الخبر.
2- سورة الحج، الآية:19.
3- سورة الرحمن، الآية:31.
4- رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح 369/2.
5- كذا بالأصل و ت، و في الجليس الصالح: المرشدي.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، حدّثنا عبد الوهّاب بن علي، أنبأنا أبو الحسن الطاهري قال: قرئ على أبي بكر الختّلي، أنبأنا الفضل بن الحباب، حدّثنا محمّد بن سلاّم الجمحي (1) قال:

و كان أبو النجم ربما قصّد فأجاد و لم يكن كغيره من الرّجّاز الذين لم يحسنوا أن يقصّدوا، و كان صاحب فخر و بذخ، و هو الذي يقول:

علق الهوى بحبائل الشّعثاء *** و الموت بعض حبائل الأهواء

للشّمّ عندي بهجة و ملاحة *** و أحبّ بعض ملاحة الذّلفاء

و أرى البياض على النساء جهارة *** و العتق نعرفه على الأدماء

و القلب منه لكلّهن مودّة *** إلاّ لكلّ دميمة زلاّء

فلئن فخرت بوائل لقد ابتنيت *** يوم المكارم فوق كلّ بناء

و لئن خصصت بني لجيم إنّني *** لأخص مكرمة و أهل غناء

قوم إذا نزل القطيع تحمّلوا *** حسن الثّناء و أعظم الأعباء

ليست مجالسنا تقرّ لقائل *** زيغ الحديث و لا نثا الفحشاء

قال: و حدّثنا ابن سلام (2)،حدّثني يونس قال: و حدّثني أبي ببعض هذه الحديث قال:

اجتمع الشعراء عند سليمان بن عبد الملك فأمرهم أن يقول كلّ رجل منهم قصيدة يذكر فيها مآثر قومه، و لا يكذب، ثم جعل لمن برز منهم جارية مولّدة، فأنشدوه، و أنشد أبو النجم حتى أتى على قوله:

عدّوا كمن ربع الجيوش لصلبه (3) *** عشرون و هو يعدّ في الأحياء

قال: أشهد إن كنت صادقا إنّك لصاحب الجارية، فقال أبو النجم: سل الملأ عن ذلك يا أمير المؤمنين، فقال الفرزدق: أما أنا فأعرف منه ستة عشر، و من ولد ولده أربعة كلهم قد ربع، فقال سليمان: ولد ولده هم ولده، ادفع إليه الجارية.

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس، و نقلته من خطه، أنبأنا أبو منصور عبد المحسن بن

ص: 357


1- الخبر و الشعر في طبقات الشعراء ص 201-202.
2- الخبر في طبقات الشعراء ص 202 و الأغاني 153/10-154.
3- كذا صدره بالأصل و ت و طبقات ابن سلام، و في الأغاني: منا الذي ربع الجيوش لظهره .

محمّد بن علي، أنبأنا أبو يعلى شعبة بن أحمد بن محمّد الورّاق الحكيمي، أنبأنا أبو يعقوب يوسف (1) بن يعقوب بن إسماعيل بن خرّزاد النجيرمي، أنشدني أبو الجود العروضي، أنشدني جحظة لأبي النجم (2):

جارية إحدى بنات الزط (3)

كأن تحت درعها المنحط (4)

شطّا رميت فوقه بشط

ضخم القذال حسن المخط

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد، أنبأنا محمّد (5) بن أحمد بن محمّد بن الحسين بن عبد العزيز، أنبأنا أبو القاسم آدم بن محمّد بن آدم الشلحي - بعكبرا - أنبأنا أبو الفرج علي بن الحسين بن محمّد الأصبهاني، أخبرني عمّي، حدّثني هبة اللّه بن إبراهيم بن المهدي، حدّثني يوسف بن إبراهيم قال: ذكرت لي عريب أنّ لعليّة بنت المهدي صنعة في شعر عدة من الشعراء، و صنعت في أرجوزة لأبي النجم و هي:

تضحك عما لو شفت منه شفا

عن برد قد طله برد الندى

اعربحلوا (6) عن عشى العين العشا

كحل بعيني كل كهل و فتى

إن في فؤادي لا تصليه الرقى

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا الأمير أبو محمّد الحسن بن عيسى بن المقتدر

ص: 358


1- راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 259/16 و 441/17.
2- الرجز في الأغاني 154/10-155 باختلاف بعض الألفاظ .
3- الزط : جيل أسود من السند.
4- روايته في الأغاني: كأن تحت ثوبها المنعط
5- في ت:«محمد بن محمد بن أحمد» و هو الصواب، قارن مع ترجمته في سير أعلام النبلاء سير أعلام النبلاء 18/ 392.
6- كذا رسمها بالأصل و ت.

باللّه (1) سنة ثمان و ثلاثين و أربع مائة، قال:

و قال عبد الملك بن بشر بن مروان لأبي النجم العجلي ذات يوم: صف لي فهودي هذه فارتجز بديها (2):

إنا نزلنا خير منزلات

بين الحميرات المباركات

في لحم وحش و حباريات (3)

و إن أردنا الصيد و اللذات (4)

جاء مطيعا لمطاوعات (5)

علمن أو قد كن عالمات

فسكّن الطرف بمطرفات (6)

تريك آثارا مخططات

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنبأنا أبو يعلى بن الفراء، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل، حدّثنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، حدّثنا غسان البصري، أنبأنا العلاء بن سماعة اللحياني عن ابن أبي طرفة قال (7):أجرى هشام بن عبد الملك خيلا في الحلبة فسبق له فرسان فأمر الشعراء أن يقولوا فسألوه أن يؤخرهم، فقال الفرات العجلي: من سألك... (8) فعندي من ينقذك قال: و من هو؟ قال: أبو النجم، فدعا به فقال: قل في هذين الفرسين، قال: قد قلت، فأنشده:

قد مدّ للغراء فينا ذكرها

قوائم عوج أطعن أمرها

ص: 359


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 621/17.
2- الخبر و الرجز في الشعر و الشعراء ص 384 و الأغاني 160/10.
3- الحباريات واحدها حبارى، ضرب من الطيور يضرب به المثل لحمقه و بلاهته.
4- في الأغاني: ذا اللذات.
5- الشعر و الشعراء: جاء مطيع بمطاوعات.
6- الشعر و الشعراء: فسكر الطرق بمطرقات.
7- الخبر و الشعر في الشعر و الشعراء ص 383-384.
8- اللفظة غير مقروءة بالأصل و ت و صورتها:«السة».

هن جعلن الأربعين حضرها

و ما نسينا بالطريق مهرها

حين نقيس ضبره و ضبرها (1)

و الماء يعلو نحره و نحرها

ملبونه شدّ المليك أسرها

أسفلها و بطنها و ظهرها

غراء ما يسبق بحر بحرها

ما يأخذ الحلية إلاّ سؤرها

قد كاد هاديها يكون شطرها

يصف طولها الأربعين غلوها (2)

5625 - الفضل بن محمّد بن عبد اللّه

ابن الحارث بن سليمان

أبو العباس الباهلي الأنطاكي العطار الأحدب (3)

سمع بدمشق دحيما و هشام بن عمّار، و أحمد بن أبي الحواري، و الوليد بن عتبة، و روى عنهم، و عن محمّد بن هشام بن أبي خيرة (4)،و محمّد بن منصور الطوسي، و محمّد ابن عبد الرّحمن بن سهم (5)،و محمّد بن محمّد بن إدريس الشافعي، و حامد بن يحيى البلخي، و إبراهيم بن موسى النّجّاد، و عبد الرّحمن بن عبيد اللّه الحلبي، و محمّد بن الوليد ابن أبان القرشي، و عقبة بن مكرم، و عمرو بن عثمان، و كثير بن عبيد الحذّاء، و المسيّب بن

ص: 360


1- في الشعر و الشعراء: حين نقيس قدره و قدرها و ضبره إذا أوعثا و ضبرها
2- بالأصل و ت: غلوها.
3- ترجمته في ميزان الاعتدال 358/3 و لسان الميزان 448/4 و الكامل لابن عدي 17/6.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 295/17.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 488/16.

واضح و مسلم بن عبد الملك بن محمّد الحضرمي، و عيسى[ (1) بن هلال السليحي، و عيسى ابن سليمان الحجازي]، و الحسين[ (2) بن إسحاق الأنطاكي]، و المؤمّل بن يهاب، و سليمان بن سلمة الخبائري، و عيسى بن محمّد النحاس الرملي.

روى عنه: أبو بكر النقاش المقرئ، و أبو حفص عمر بن علي العتكي الخطيب، و أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، و أبو بكر محمّد بن داود بن سليمان النيسابوري الزاهد، و أبو الحسن علي بن الحسن بن علاّن الحرّاني الحافظ ، و أبو علي الحسن بن الحجّاج الزيات، و أبو جعفر محمّد بن الحسن اليقطيني، و أبو القاسم علي بن محمّد بن داود بن أبي الفهم التّنوخي (3)،و أبو أحمد بن عدي، و أبو سعيد بن الأعرابي، و أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري، و قال: كان ضعيفا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (4)،حدّثنا الفضل بن محمّد، حدّثنا محمّد بن هشام بن أبي خيرة، حدّثنا غندر، حدّثنا شعبة عن عبد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر [قال:] نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن القزع (5)[10454].

قال ابن عدي: هذا حديث عن شعبة باطل، لم نكتبه إلاّ عنه.

قال: و حدّثنا أبو أحمد (6) قال: و حدّثنا الفضل، حدّثنا كثير الحذّاء، حدّثنا بقية، عن إسحاق بن عبد الرّحمن، عن مكحول، عن سمرة قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«لا نكاح إلاّ بوليّ و إذا أنكح (7) المرأة وليّان، فالأول أحق بالنكاح»[10455].

قال ابن عدي: و هذا حدّثناه غيره عن كثير، و ليس فيه و لا نكاح إلاّ بولي، زادنا فيه الأحدب.

ص: 361


1- ما بين الرقمين استدرك على هامش ت.
2- ما بين الرقمين سقط من ت.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 499/15.
4- الخبر رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 17/6-18.
5- القزع: هو أن يحلق رأس الصبي و يترك مواضع منه متفرقة غير محلوقة.
6- الكامل لابن عدي 18/6.
7- كذا بالأصل و ت و المختصر، و في ابن عدي:«و إذا نكح».

[قال ابن عدي:] (1) و للأحدب (2) غير ما ذكرت أحاديث عداد لا يتابعه الثقات عليه.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو عبد اللّه، أنبأنا مسدّد بن علي الأملوكي، أنبأنا أبو حفص عمر بن علي بن الحسن العتكي، حدّثنا أبو العباس الفضل بن محمّد بن عبد اللّه بن العطار الأحدب بأنطاكية سنة ست و ثلاثمائة، و توفي يرحمنا اللّه و إيّاه سنة سبع و ثلاثمائة حدثنا أبو عقيل يحيى بن حبيب بن إسماعيل بن عبد اللّه بن حبيب بن أبي ثابت، حدثنا خلف بن خالد العبدي حدّثنا سليمان بن مسلم المكي عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عبّاس قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«من آتاه اللّه وجها حسنا، و اسما حسنا، و جعله في موضع غير شائن له، فهو من صفوة اللّه عزّ و جلّ » ثم أنشأ ابن عباس يقول:

أنت شرط النبي إذ قال يوما *** اطلبوا الخير من حسان الوجوه

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل، أنبأنا حمزة بن يوسف بن إبراهيم، أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال (3):

الفضل بن محمّد بن عبد اللّه بن الحارث بن سليمان الباهلي أبو العباس الأنطاكي الأحدب، و كان أحد من كتبنا عنه بأنطاكية، حدّثنا بأحاديث لم نكتبها عن غيره، و أوصل أحاديث و سرق أحاديث، و زاد في المتون.

قال: و أنبأنا حمزة بن يوسف، قال:

الفضل بن محمّد الأنطاكي الأحدب، سمعت ابن عدي و الدارقطني و غيرهما يقولون:

إنّه كذّاب، لا يستوي شيئا، أو كلام هذا معناه.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشري، أنبأنا أبو تمام الواسطي، و أبو الغنائم بن الدجاجي في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني من

ص: 362


1- زيادة منا للإيضاح.
2- بالأصل و ت:«و الأحدب» تصحيف، و التصويب عن ابن عدي.
3- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 17/6.

المتروكين: فضل بن محمّد بن العطار الأحدب، حدّثونا عنه كذاب، و قال ابن بطريق:

... (1) و هو خطأ.

5626 - الفضل بن محمّد بن المسيّب

ابن موسى بن زهير بن يزيد بن كيسان بن باذان

أبو محمّد الشّعراني البيهقي (2)

من رستاق نيسابور من قرية تسمّى الرّيوذ (3).

سمع بدمشق أبا بكر عبد اللّه بن يزيد المقرئ، و بمصر: عبد اللّه بن صالح، و بغيرها:

حيوة بن شريح، و سنيد بن داود، و أبا توبة الربيع بن نافع، و سعيد بن الحكم بن أبي مريم، و سعيد بن كثير بن عفير، و نعيم بن حمّاد، و عبد اللّه بن محمّد النّفيلي، و بالمدينة: إسماعيل ابن أبي أويس، و إسحاق بن محمّد الفروي، و عيسى بن مينا قالون، و أبا ثابت محمّد بن عبيد اللّه المديني، و إبراهيم بن المنذر الحزامي، و هارون بن محمّد بن عبد اللّه بن عبيد الأنصاري، و سعيد بن منصور، و بالعراق: أحمد بن عبد اللّه بن يونس،[و] (4) وضّاح بن يحيى النّهشلي، و علي بن حكيم الأودي، و أبا نعيم ضرار بن صرد، و سليمان بن حرب، و سهل بن بكّار، و قيس بن حفص الدارمي، و عمرو بن عون، و غيرهم، و بخراسان: يحيى ابن يحيى، و هارون بن الأشعث البخاري، و إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، و غيرهم.

روى عنه: أبو بكر بن خزيمة، و أبو العباس السّرّاج، و أبو عمرو أحمد بن محمّد الحيري، و أبو حامد (5) أحمد بن محمّد بن الحسن بن الشرقي (6)،و أبو الوفاء المؤمّل بن الحسن الماسرجسي (7)،و ابنه أبو بكر محمّد بن المؤمّل بن الحسن بن عيسى، و أبو الحسن علي بن محمّد بن سختويه، و أبو جعفر محمّد بن صالح بن هانئ، و أبو منصور محمّد بن

ص: 363


1- رسمها بالأصل و ت:«مطر».
2- ترجمته في اللباب 199/2 و تذكرة الحفاظ 626/2 و ميزان الاعتدال 358/3 و سير أعلام النبلاء 317/13 و العبر للذهبي 69/2 و المنتظم لابن الجوزي 351/12 (ط بيروت).
3- الريوذ: من معاملة بيهق كما في سير أعلام النبلاء.
4- زيادة عن ت. و انظر سير أعلام النبلاء 317/13.
5- اللفظة مطموسة في الأصل، و غير واضحة في ت، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 15/ 37.
6- إعجامها مضطرب بالأصل و ت. راجع الحاشية السابقة.
7- ضبطت عن اللباب، و هذه النسبة إلى ما سرجس، اسم جد.

القاسم العتكي، و إبراهيم بن محمّد بن حاتم الزاهد، و أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الحافظ ، و علي بن حمشاذ (1) العدل، و عبد اللّه بن محمّد بن موسى الصّيدلاني، و أحمد بن إسحاق بن إبراهيم الصّيدلاني، و أبو محمّد عبد العزيز بن إسحاق الورّاق، و أبو الطيب محمّد ابن عبد اللّه بن المبارك، و ابن ابنه إسماعيل بن محمّد بن الفضل بن محمّد بن المسيّب.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد البيهقي، قالا: أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن بالوية المزكي (2)،أنبأنا أبو بكر محمّد بن المؤمّل بن الحسن بن عيسى (3)،حدّثنا الفضل (4)بن محمّد بن المسيّب الشّعراني، حدّثنا أبو صالح (5)،حدّثني معاوية بن صالح، عن أبي حلبس يزيد بن ميسرة أنه قال:

سمعت أبا الدرداء يقول: سمعت أبا القاسم صلى اللّه عليه و سلم - ما سمعته يكنيه قبلها و لا بعدها - يقول:«إن اللّه قال: يا عيسى بن مريم إنّي باعث بعدك أمّة إن أصابهم ما يحبّون حمدوا و شكروا، و إن أصابهم ما يكرهون احتسبوا و صبروا، و لا حلم و لا علم، قال: يا ربّ ! و كيف يكون هذا لهم و لا حلم و لا علم ؟ قال: أعطيهم من حلمي و علمي»[10456].

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا بكر محمّد بن المؤمّل يقول: كنا نقول:

ما بقي في الدنيا مدينة لم يدخلها الفضل في طلب الحديث إلاّ أندلس (6).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي (7) علي، أنبأنا أبو بكر الصّفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد (8) قال: أبو محمّد الفضل بن محمّد بن المسيّب بن موسى بن زهير

ص: 364


1- بدون إعجام بالأصل و ت، و المثبت عن سير أعلام النبلاء. و هو علي بن حمشاذ بن سختويه بن نصر، أبو الحسن النيسابوري ترجمته في سير أعلام النبلاء 398/15.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 241/17.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 23/16.
4- أقحم بعدها بالأصل:«يحيى» و في ت: يعني.
5- يعني عبد اللّه بن صالح بن محمد بن مسلم، كاتب الليث، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 405/10.
6- سير أعلام النبلاء 319/13.
7- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
8- بالأصل و ت: أبو محمد، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و هو محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق أبو أحمد الحاكم الكبير النيسابوري، صاحب كتاب الأسامي و الكنى، و الخبر ليس في القسم المطبوع منه، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 370/16.

ابن باذان بن نشيط بن يزيد النيسابوري البيهقي، يروي عن أبي صالح الجهني، و سعيد بن أبي مريم، رماه الحسين بن محمّد بن زياد القبّاني (1)،روى عنه أبو حامد بن الشّرقي، و أبو الوفاء المؤمّل بن الحسن الماسرجسي، كنّاه و نسبه لي علي بن محمّد بن سختويه، و هو حدّثني أن الحسين سئل عنه فرماه بالكذب.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

فضل بن محمّد بن المسيّب بن محمّد بن هارون بن يزيد بن كيسان بن باذان - و هو ملك اليمن الذي أسلم بكتاب النبي صلى اللّه عليه و سلم - الشّعراني النيسابوري، و كان يرسل شعره و هو [من] (2)قرية بيهق، و كان أديبا فقيها عابدا كثير الرحلة في طلب الحديث، فهما عارفا بالرجال، و سمع بالشام أبا توبة الربيع بن نافع الحلبي، و حيوة بن شريح الحمصي، و سنيد بن داود المصّيصي و طبقتهم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (3) قال:

و أما الشعراني أي بالشين المعجمة و الراء: فضل بن محمّد بن المسيّب بن موسى بن زهير بن يزيد بن كيسان بن باذان صاحب اليمن، أبو محمّد الشّعراني، كان يرسل شعره، يقال إنه لم يبق بلد لم يدخله في طلب الحديث إلاّ الأندلس، سمع إسماعيل بن أبي أويس، و قالون، و حيوة بن شريح، و سعيد بن أبي مريم، و النّفيلي، و يحيى بن يحيى، و ابن الأعرابي اللغوي، و قرأ القرآن على خلف، و كان عنده تاريخ أحمد بن حنبل عنه، و تفسير سنيد بن داود، و السنن عن نعيم بن حمّاد، و المغازي عن ابن المنذر، سمع منه ابن خزيمة و أثنى (4)عليه، و السراج، و المؤمّل بن الحسن بن عيسى، و خلق كثير، توفي في سنة اثنتين و ثمانين و مائتين.

قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم، عن المبارك بن عبد الجبّار بن أحمد، أنبأنا أبو مسلم عمر بن علي بن أحمد بن الليث الليثي البخاري قال: سمعت أبا الحسن علي

ص: 365


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 499/13.
2- الزيادة للإيضاح عن ت.
3- الاكمال لابن ماكولا 571/4.
4- كذا بالأصل:«و أثنى عليه»، و في الاكمال:«و انتقى عليه».

بن أبي بكر يقول: سمعت مسعود بن علي السّجزي يقول: سألت الحاكم أبا عبد اللّه الحافظ عن الفضل بن محمّد بن المسيّب الشعراني ؟ فقال: ثقة مأمون لم يطعن في حديثه بحجّة (1).

أنبأنا أبو نصر القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن يعقوب يقول:

قدم علينا الفضل بن محمّد الشّعراني أول قدماته سنة خمس و ستين و كتبنا عنه، ثم قدم سنة اثنتين و سبعين فنزل بجنجروذ (2) فكان أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة يتولى الانتخاب عليه بنفسه (3).

قال: و أنبأنا الحاكم، قال: سمعت إسماعيل بن محمّد بن الفضل يقول: توفي جدي في المحرم سنة اثنتين و ثمانين و مائتين (4).

5627 - الفضل بن محمّد

أبو المعالي الهروي الفقيه

قدم دمشق، و حدّث بها عن أبي الحسن محمّد بن يحيى.

روى عنه: علي الحنّائي، و عبد العزيز الكتاني (5).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (6)،أنبأنا أبو المعالي فضل بن محمّد الهروي الفقيه، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن يحيى، حدّثنا أبو الفضل، حدّثنا محمّد بن علي بن موسى، حدّثنا أبو علي أحمد بن علي الخزرجي، حدّثنا أبو الصلت الهروي قال:

كنت مع علي بن موسى الرضا فدخل نيسابور و هو راكب بغلة شهباء، أو أشهب - قال أبو الصلت: الشك مني - و قد عدوا في طلبه، فتعلقوا بلجامه و فيهم ياسين بن النّضر، قالوا:

يا بن رسول اللّه، بحق آبائك الطاهرين، حدّثنا بحديث سمعته من أبيك، فأخرج رأسه من

ص: 366


1- سير أعلام النبلاء 319/13 و تذكرة الحفاظ 627/2.
2- جنجروذ بفتح الجيمين و ضم الراء و سكون الواو و ذال معجمة من قرى نيسابور، و هي كنجروذ.(معجم البلدان).
3- سير أعلام النبلاء 319/13.
4- سير أعلام النبلاء 319/13 و انظر ميزان الاعتدال 358/3.
5- في الموضع الأول بدون إعجام بالأصل، و في الموضع الثاني: الكناني، تصحيف.
6- في الموضع الأول بدون إعجام بالأصل، و في الموضع الثاني: الكناني، تصحيف.

العمّارية (1) فقال: حدّثني أبي الرجل الصالح موسى بن جعفر، حدّثني أبي الصادق جعفر بن محمّد، حدّثني أبي محمّد بن علي، حدّثني أبي علي [بن] (2) الحسين، حدّثني [أبي] الحسين ابن علي، حدّثني أبي علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«سمعت جبريل يقول: قال اللّه عزّ و جلّ : أنا اللّه الذي لا إله إلاّ أنا، يا عبادي فمن جاء منكم بشهادة أن لا إله إلاّ اللّه بالإخلاص دخل في حصني، و من دخل في حصني أمن عذابي»[10457].

أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، أنبأنا أبو بكر أميرك ابن أبي أحمد محمّد بن أحمد بن علي بن أحمد البزّار الكتبي، أنبأنا الأستاذ أبو بكر الحسن ابن محمّد بن حبيب المفسّر، حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد حفدة العباس بن حمزة، حدّثنا أبو العباس عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائي - بالبصرة - حدّثني أبي، حدّثنا علي بن موسى الرضا، حدّثني أبي (3) موسى بن جعفر، حدّثني أبي جعفر بن محمّد، حدّثني أبي محمّد بن علي، حدّثني أبي علي بن الحسين، حدّثني أبي الحسين بن علي، حدّثني أبي علي بن أبي طالب، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يقول اللّه: لا إله إلاّ اللّه حصني، فمن دخله أمن عذابي»[10458].

5628 - الفضل بن مروان

5628 - الفضل بن مروان (4)

أبو العبّاس البرداني (5) الوزير

ولي الوزارة للمعتصم، و قدم معه دمشق أيضا، و قدم دمشق أيضا مع المتوكل، و كان كاتبا للسيدة أمّ (6) المتوكل.

حدّث عن علي بن عاصم.

و حكى عن المأمون، و عن أم جعفر أمة العزيز بنت جعفر بن أبي جعفر المعروفة بزبيدة

ص: 367


1- العمارية: هودج يجلس فيه (المختصر، حاشية 1).
2- زيادة لازمة للإيضاح.
3- بالأصل:«أبو» تصحيف.
4- أخباره في تاريخ الطبري (الفهارس)، و الكامل في التاريخ (الفهارس) النجوم الزاهرة 332/2 و وفيات الأعيان 4/ 45 و سير أعلام النبلاء 83/12 و شذرات الذهب 83 و مواضع متفرقة من الوزراء و الكتّاب للجهشياري، و الأعلام للزركلي 151/5.
5- البردان: بالتحريك، عدة مواضع (راجع معجم البلدان).
6- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن المختصر.

حكى عنه محمّد بن يزيد المبرد، و الحسين بن يحيى، و سليمان بن وهب الكاتب، و أبو جعفر أحمد بن عمر الأخباري، و القاسم بن سعيد الكاتب، و أبو... (1).

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن علي الصّيمري، حدّثنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني، حدّثني أحمد بن محمّد المكي، حدّثنا أبو جعفر أحمد بن عمر الأخباري الكاتب، حدّثنا الفضل بن مروان قال:

مضيت مع المعتصم إلى علي بن عاصم ليسمع منه، فقال علي بن عاصم: حدّثنا عمرو ابن عبيد - و كان قدريا - فقلت: فلم تروي عنه ؟ فالتفت على المعتصم فقال: أ لا ترى كاتبك هذا يشغب علينا؟ قال: و هذا في إمارة المعتصم قبل أن يلي الخلافة.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي الصّيمري، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني، حدّثني محمّد بن يحيى، حدّثنا الحسين بن يحيى قال: سمعت الفضل بن مروان يقول:

كان المعتصم يختلف إلى علي بن عاصم المحدّث، و كنت أمضي معه إليه، فقال يوما: حدّثنا عمرو بن عبيد - و كان قدريا - فقال له المعتصم: يا أبا الحسن أ ما يروى أنّ القدرية مجوس هذه الأمة ؟ قال: بلى، قال: فلم تروي عنه ؟ قال: لأنه ثقة في الحديث، صدوق، قال: فإن كان المجوسي ثقة فما تقول ؟ أ تروي عنه ؟ فقال له علي: أنت شغّاب يا أبا إسحاق.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنبأنا أبو الفضل العباس بن أحمد بن محمّد بن بكران الهاشمي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن بكران، و أبو منصور بن عبد العزيز العكبري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و أبو بكر محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، و أبو الحسن علي بن المقلّد البوّاب، و أبو منصور عبيد اللّه بن عثمان بن محمّد بن دوست المعروف بابن الشوكي.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان.

قالوا:، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن الحسن بن محمّد بن القاسم الغضائري (2)،أنبأنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، أنبأنا المبرّد، حدّثني محدث عن الفضل بن مروان قال:

ص: 368


1- غير مقروءة بالأصل.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 327/17.

دخل بعض الفقهاء على المأمون بالرقّة و هو مع الرشيد فتمثّل:

و هل ينبت الخطي إلاّ وشيجه *** و تغرس إلاّ في منابتها النخل

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين (1)،حدّثني علي بن سليمان الأخفش، و محمّد بن خلف بن المرزبان، قالا: حدّثنا محمّد بن يزيد النحوي، حدّثنا الفضل بن مروان قال:

لما دخل إبراهيم بن المهدي على المأمون و قد ظفر به، كلّمه إبراهيم بكلام كان سعيد ابن العاص كلّم به معاوية بن أبي سفيان في سخطة سخطها عليه و استعطفه [به] (2) و كان المأمون يحفظ الكلام، فقال له المأمون: هيهات يا إبراهيم! هذا كلام سبقك به فحل بني العاص بن أمية و قارحهم سعيد بن العاص، و خاطب به معاوية، فقال له إبراهيم (3):مه يا أمير المؤمنين، و أنت أيضا، إن غفرت (4) فقد سبقك فحل بني حرب، و قارحهم إلى العفو، فلا تكن حالي في ذلك أبعد من حال سعيد عند معاوية، فإنك أشرف منه، و أنا أشرف من سعيد، أنا أقرب إليك من سعيد إلى معاوية، و إنّ أعظم الهجنة أن تسبق أمية هاشما إلى مكرمة، فقال: صدقت يا عمّ (5)،و قد عفوت عنك.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر الخطيب، حدّثني أبو الحسين محمّد بن علي بن محمّد بن مخلد الورّاق، و أبو محمّد الحسن بن محمّد بن الحسن الخلاّل، قالا: حدّثنا أحمد بن عمران - زاد الخلاّل: الكاتب - ثم اتفقا قال: حدّثنا صالح بن محمّد، حدّثني صدقة بن محمّد - يعني - أخاه، حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن عمرو البجلي، أخبرني عبد اللّه بن علي بن سالم، قال: سمعت الفضل بن مروان يقول: علمان نظرت فيهما و أنعمت النظر فلم أرهما يصحّان (6):النجوم و السحر (7).

ص: 369


1- رواه أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني 124/10 في أخبار إبراهيم بن المهدي.
2- زيادة عن ت و الأغاني.
3- بالأصل و ت و أصل الأغاني:«فقال له إبراهيم: فكان مه يا أمير المؤمنين» و كلمة «فكان» لا مكان لها و لا ضرورة لها في الكلام.
4- كذا بالأصل و ت و المختصر، و في الأغاني: عفوت.
5- تقرأ بالأصل و ت:«عمر» و قد شطبت في ت، و كتب على هامشها: يا عم.
6- بدون إعجام بالأصل و ت، و رسمها بالأصل:«-ص - حان» و التصويب سير أعلام النبلاء.
7- كذا بالأصل و ت، و الخبر في سير أعلام النبلاء 84/12 و فيها: السحر و النحو.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا عبد الوهّاب الميداني، أنبأنا أبو سليمان بن زبر (1)،أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنبأنا أبو جعفر الطبري (2) قال:

ذكر أنّ الفضل بن مروان - و هو رجل من أهل البردان - كان متصلا برجل من العمّال يكتب له، و كان حسن الخطّ ، ثم صار مع كاتب كان للمعتصم يقال له يحيى الجرمقاني، و كان الفضل بن مروان يخطّ بين يديه، فلما مات الجرمقاني صار الفضل في موضعه، و كان يكتب للفضل علي بن حسان الأنباري، فلم يزل كذلك حتى بلغ المعتصم الحال التي بلغها و الفضل كاتبه، ثم خرج معه (3) إلى معسكر المأمون، ثم خرج [معه] (4) إلى مصر، فاحتوى على أموال مصر، ثم قدم الفضل قبل موت المأمون بغداد، ينفذ أمور المعتصم و يكتب على لسانه ما أحبّ ، حتى قدم المعتصم خليفة، فصار الفضل صاحب الخلافة، و صارت الدواوين كلها تحت يديه، و كنز الأموال، و قدم أبو إسحاق حين دخل بغداد يأمره بإعطاء المغني، و الملهي (5)،فلا ينفّذ الفضل ذلك، فثقل على أبي إسحاق.

فحدّثني إبراهيم بن جهرويه (6):أن إبراهيم المعروف بالهفتي - و كان مضحكا - أمر له المعتصم، قال: فتقدّم إلى الفضل بن مروان في إعطائه، فلم يعطه الفضل شيئا مما أمر له به المعتصم، فبينا الهفتي (7) يوما (8) عند المعتصم بعد ما بنيت داره التي ببغداد، و اتّخذ له فيها بستان، قام المعتصم يتمشّى في البستان ينظر إليه، و إلى ما فيه من أنواع الرياحين و الغروس و معه الهفتي و كان الهفتي يصحب المعتصم قبل أن تفضي إليه الخلافة، فيقول له فيما يداعبه:

و اللّه لا نفلح أبدا، و كان الهفتي (9) رجلا مربوعا، و المعتصم رجلا معرّقا (10)،خفيف اللحم، فجعل المعتصم يسبق الهفتي (11) في المشي، فإذا تقدمه و لم ير الهفتي (12) معه التفت إليه فقال:

ص: 370


1- «ابن زبر» غير مقروءة بالأصل و المثبت عن ت.
2- رواه الطبري في تاريخه 18/9 حوادث سنة 220.
3- بالأصل و ت و المختصر: منها، و المثبت عن تاريخ الطبري.
4- زيادة عن ت و تاريخ الطبري.
5- مطموسة بالأصل، و المثبت عن ت و تاريخ بغداد.
6- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و ت، و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- اللفظة مضطربة هنا بالأصل و ت.
8- اللفظة مطموسة بالأصل، و المثبت عن ت و تاريخ الطبري.
9- تقرأ بالأصل:«اللهفتي» و اللفظة تقرأ في ت:«المبفتي».
10- المعرق: الخفيف اللحم.
11- تقرأ بالأصل:«اللهفتي» و اللفظة تقرأ في ت:«المبفتي».
12- تقرأ بالأصل:«اللهفتي» و اللفظة تقرأ في ت:«المبفتي».

ما لك لا تمشي ؟ يستعجله المعتصم ليلحق به، فلمّا كثر ذلك من المعتصم على الهفتي قال له الهفتي مداعبا له: كنت أصلحك اللّه، أراني أماشي خليفة؛ و لم أكن أراني أماشي فيجا (1)، و اللّه لا أفلحت، فضحك منها المعتصم، و قال: ويحك! و هل بقي من الفلاح شيء لم أدركه! أبعد الخلافة تقول لي هذا، فقال له الهفتي: أ تحسب أنك قد أفلحت الآن، إنّما لك من الخلافة الاسم و اللّه ما يجاوز أمرك أذنيك، و إنّما الخليفة الفضل بن مروان، الذي يأمر فينفذ أمره من ساعته، فقال المعتصم: و أيّ أمر لا ينفذ لي، فقال له الهفتي: أمرت لي بكذا و كذا منذ شهرين، فما أعطيت بما أمرت به منذ ذاك حبة.

قال: فاحتجنها على الفضل المعتصم حتى أوقع به.

فلما كانت سنة [تسع عشرة و مائتين - و قيل سنة] (2) عشرين و مائتين، و ذلك عندي خطأ - خرج المعتصم يريد القاطول (3) و يريد البنّاء بسامرّا، فصرفه كثرة زيادة دجلة، فلم يقدر على الحركة، فانصرف إلى بغداد إلى الشّمّاسية (4)،ثم خرج بعد، فلما صار بالقاطول غضب على الفضل بن مروان و أهل بيته في صفر، و أمرهم برفع ما جرى على أيديهم، و أخذ الفضل و هو مغضوب عليه في عمل حسابه، فلمّا فرغ الحساب لم يناظر، و أمر بحبسه و أن يحمل إلى منزله ببغداد، و حبس أصحابه، و صيّر مكانه محمّد بن عبد الملك الزيات، فنفي الفضل إلى قرية في طريق الموصل يقال لها السنّ ، فلم يزل بها مقيما.

فذكر أنّ المعتصم لما استوزر الفضل بن مروان حلّ من قلبه (5) المحلّ الذي لم يكن أحد يطمع في ملاحظته، فضلا عن منازعته و لا في الاعتراض في أمره و نهيه، و إرادته و حكمه، فكانت هذه صفته، حتى حملته الدالّة، و حركته الحرمة على خلافه في بعض ما كان يأمر به، و منعه (6) ما كان يحتاج إليه من الأموال في مهمّ أموره.

فذكر عن ابن أبي دواد قال: كنت أحضر المعتصم و كثيرا ما كنت أسمعه يقول للفضل:

احمل إليّ كذا و كذا، فيقول: ما عندي، فيقول: احتلها من وجه، فيقول: من أين احتالها!

ص: 371


1- الفيج: رسول السلطان على رجله (معرب).
2- ما بين معكوفتين استدرك عن ت و تاريخ الطبري، و مكان هذه الزيادة بالأصل:«ست و».
3- القاطول: اسم نهر كأنه مقطوع من دجلة، و هو نهر كان في موضع سامرا قبل أن تعمر،(معجم البلدان).
4- الشماسية: بفتح أوله و تشديد ثانيه ثم سين مهملة: مجاورة لدار الروم التي في أعلى مدينة بغداد (معجم البلدان).
5- كذا بالأصل و ت و المختصر، و في تاريخ الطبري: من قبله.
6- الأصل:«و يمنعه» و المثبت عن ت و تاريخ بغداد.

و من يعطيني هذا القدر من المال ؟ و عند من أجده ؟ فكان ذلك يسوؤه، و أعرفه في وجهه، فلما كثر هذا من فعله ركبت إليه يوما، فقلت له مستخليا به: يا أبا العباس؛ إن الناس يدخلون بيني و بينك بما أكره و تكره، و على ذلك فما أدع نصيحتك و أداء ما يجب عليّ في الحق لك، و قد أراك كثيرا مما ترد على أمير المؤمنين أجوبة غليظة تمرضه، و تقدح في قلبه، و السلطان لا يحمل هذا لابنه، لا سيما إذا كثر ذلك و غلظ ، قال: و ما ذاك يا أبا عبد اللّه ؟ قلت: أسمعه كثيرا ما يقول لك: نحتاج إلى كذا و كذا من المال فنصرفه في وجه كذا و كذا، فتقول: من يعطيني هذا! و هذا ما لا يحتمله الخلفاء، قال: فما أصنع إذا طلب مني ما ليس عندي ؟ قلت:

تصنع أن تقول: نحتال في ذلك بحيلة، فتدفع عنك إلى أن يتهيّأ و تحمل إليه بعض ما يطلب و تسوّفه بالباقي، قال: نعم، أفعل و أصير إلى ما أشرت به، قال: فو اللّه لكأني كنت أغريه بالمنع، فكان إذا عاود مثل ذلك من القول، عاد إلى ما يكره من الجواب، قال: فلمّا كثر ذلك عليه، دخل يوما عليه و بين يديه حزمة نرجس غضّ ، فأخذها المعتصم فهزّها ثم قال:

حيّاك اللّه يا أبا العباس، فأخذها الفضل بيمينه، و سلّ المعتصم خاتمه من اصبع يساره و قال له بكلام خفي: أعطني خاتمي، فانتزعه من يده و وضعه في يد ابن عبد الملك.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه قال:

سمعت أبا منصور - يعني - محمّد بن عبد اللّه بن حمشاد (1) الأديب يقول: سمعت بعض أهل الأدب يذكر أن الفضل بن مروان خرج يوما فرأى مكتوبا في حائط داره (2):

تفرعنت يا فضل بن مروان فاعتبر *** فبتلك كان الفضل و الفضل و الفضل

ثلاثة أملاك مضوا لسبيلهم *** أبادهم (3) التنكيل و الحبس و القتل

و إنّك قد أصبحت في الناس لعبة *** ستؤدي كما أودى الثلاثة من قبل

ص: 372


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 498/16.
2- الأبيات في وفيات الأعيان 45/4 و قال في مناسبتها أنه كان قد جلس يوما لقضاء أشغال الناس و رفعت إليه قصص العامة، فرأى جملتها رقعة مكتوبا فيها. و شذرات الذهب 122/2 و سير الأعلام 85/12 الأول و الثاني.
3- في وفيات الأعيان: أبادتهم الأقياد و الحبس و القتل و في سير الأعلام: أبادتهم الأقياد و الذل و القتل و نقل ابن خلكان نقلا عن المرزباني و الزمخشري أن هذه الأبيات للهيثم بن فراس السامي.

و إنما عنى الفضل بن يحيى بن خالد (1)،و الفضل بن سهل (2)،و الفضل بن الربيع (3)، فإنهم درجوا قبل الفضل بن مروان.

ذكر ابن عبدوس في كتاب الوزراء أن في الفضل بن مروان يقول محمّد بن عبيد اللّه (4)العروضي و يكنى أبا بكر من حضرموت اليمن:

لا تغبطنّ أخا دنيا بمقدرة *** فيها و إن كان ذا عزّ و سلطان

يكفيك من حادثات الدهر ما صنعت *** حوادث الدهر بالفضل بن مروان

إنّ الليالي لم تحسن إلى أحد *** إلاّ أساءت إليه بعد إحسان

العيش حلو و لكن لا بقاء له *** جميع ما الناس فيه زائل فاني

ذكر أبو الحسين محمّد بن أحمد بن القوّاس الورّاق أن الفضل بن مروان مات ليلة الجمعة لعشر بقين من شوال سنة خمسين و مائتين بسرّمن رأى (5).

5629 - الفضل بن النّجم بن ضبارة

أبو العبّاس اللخمي البصري

و يعرف بأخي (6) بحشل

قدم دمشق و حدّث بها عن أبي عمر عبد الرّحمن بن أبي قرصافة العسقلاني.

روى عنه أبو الطّيّب الحوراني.

قرأت بخط عبد الوهّاب الميداني، حدّثني أبو هاشم، حدّثني أبو الطّيّب محمّد بن حميد بن محمّد بن سليمان الحوراني (7)،حدّثنا أبو العباس الفضل بن النّجم بن ضبارة اللّخمي البصري أخو بحشل - قدم علينا بدمشق - قال: كتب إليّ أبو عمرو عبد الرّحمن بن

ص: 373


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 91/9 رقم 29.
2- هو الفضل بن سهل السرخسي أبو العباس الفارسي ترجمته في سير أعلام النبلاء 99/10 رقم 2.
3- هو الفضل بن الربيع بن يونس الأمير، حاجب الرشيد، ترجمته في سير أعلام النبلاء 109/10 رقم 8.
4- كذا بالأصل و ت:«عبيد اللّه» و في المختصر: عبد اللّه.
5- في مقدار عمره أقوال: بلغ التسعين كما في سير أعلام النبلاء و في وفيات الأعيان: عمره ثمانون سنة، و في كتاب الفهرست لابن النديم ص 127: عاش ثلاثا و تسعين سنة.
6- الأصل:«بأبي بحشل» و المثبت عن ت.
7- ترجمته في سير أعلام النبلاء 432/15.

أبي قرصافة العسقلاني حدّثنا محمّد بن عمر البلخي قال: الشيخ - يعني: ابن حميد - و حدّثنا أبو الحسن نصر بن عبد اللّه بسامرّا مولى بني هاشم، حدّثنا محمّد بن عمر البلخي، حدّثنا محمّد بن حبيب الأصبهاني، حدّثنا ميمون بن مهران القمّي، عن داود الدمشقي، حدّثنا زادان عن سلمان قال:

أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: بأبي و أمي يا رسول اللّه إنّي سائلك، فذكر الحديث، و هو حديث منكر جدا.

ص: 374

[ذكر من اسمه] فضيل

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) فضيل (2)

5630 - فضيل بن عياض بن مسعود بن بشر

أبو علي التميمي ثم اليربوعي الخراساني المروزي الزاهد (3)

روى عن منصور بن المعتمر، و الأعمش، و حصين بن عبد الرّحمن، و عطاء بن السائب، و مسلم بن الأعور، و أبان بن أبي عيّاش، و فطر بن خليفة، و ليث بن أبي سليم، و سفيان الثوري، و هشام بن حسان، و يحيى بن عبيد اللّه بن موهب، و مطّرح بن يزيد، و سليمان بن طرخان التّيمي، و أشعث بن سوّار، و أبي هارون العبدي، و عوف بن أبي جميلة الأعرابي، و مجالد بن سعيد، و بيان بن بشر، و سليمان بن فيروز الشيباني.

روى عنه: سفيان الثوري، و سفيان بن عيينة، و محمّد بن إدريس الشافعي، و عبد اللّه ابن المبارك المروزي، و أبو عبد اللّه الحسين (4) بن علي الجعفي، و أحمد بن عبد اللّه بن يونس، و الحميدي، و محمّد بن يحيى بن أبي عمرو، و أحمد بن عبدة (5)،و يحيى بن سعيد القطّان، و عبد الرّحمن بن مهدي، و مؤمّل بن إسماعيل، و عبد اللّه بن وهب المصري، و أسد

ص: 375


1- زيادة منا للإيضاح.
2- فضيل بالتصغير.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 105/15 و تهذيب التهذيب 503/4 و ميزان الاعتدال 361/3 و حلية الأولياء 84/8 و التاريخ الكبير 123/7 و الجرح و التعديل 73/7 و صفوة الصفوة 134/2 و تذكرة الحفاظ 245/1 و العبر 1/ 298 و وفيات الأعيان 47/4 و سير أعلام النبلاء 421/8 و شذرات الذهب 361/1.
4- بالأصل: الحسن، تصحيف، و التصويب عن ت و تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.
5- أقحم بعدها بالأصل:«و يحيى بن عبد اللّه بن يونس الحميدي، و محمد بن يحيى» و المثبت يوافق العبارة في ت، و انظر أسماء الرواة عنه في تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.

بن موسى السّنّة، و ثابت بن محمّد العابد، و يحيى بن صالح الوحاظي، و مسدّد بن مسرهد، و يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، و يحيى بن يحيى النيسابوري، و قتيبة بن سعيد، و يعقوب بن أبي عبّاد، و يحيى بن طلحة اليربوعي، و عبد الحميد بن صالح البرجمي، و سويد بن سعيد الحدثاني، و إبراهيم بن محمّد الشافعي، و محمّد بن زنبور المكي، و محمّد بن عيسى بن الطّبّاع، و محمّد بن أبي السّري العسقلاني، و إبراهيم بن الأشعث و غيرهم.

و قدم الشام.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي، و أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، و أبو عبد اللّه محمّد بن أبي الفتح بن طاهر الشحاد (1)،و أبو بكر المفضّل (2) بن إسماعيل بن محمّد بن محمّد بن عبد الوهّاب، و أم النجم فاطمة بنت أحمد بن عبد اللّه السّوذرجانية - بأصبهان - قالوا: أنبأنا أبو المظفّر محمود بن جعفر بن محمّد بن أحمد الكوسج، أنبأنا عمّي الحسين بن أحمد بن جعفر الكوسج، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن السندي بن علي بن بهرام، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن زياد بن عبد اللّه الزّيادي، حدّثنا الفضيل بن عياض أبو علي، عن منصور، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من حج البيت فلم يرفث و لم يفسق رجع كيوم ولدته أمّه»[10459].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا داود بن عمرو، حدّثنا فضيل بن عياض، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ثعلبة الحماني قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من كذب عليّ معتمدا فليتبوأ مقعده من النار»[10460].

و أشهد أنه مما كان يسرّ إليّ :«لتخضبنّ هذه من هذه»، و أشار إلى لحيته و رأسه[10461].

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه، أنبأنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الرزّاق بن عبد الكريم، أنبأنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى الموصلي، قال: سمعت عبد الصمد بن يزيد مردويه الصائغ يقول: سمعت فضيلا يقول:

ص: 376


1- قارن مع مشيخة ابن عساكر 205/أ.
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن ت، قارن مع مشيخة ابن عساكر 245/أ.

بينما أنا ذات يوم جالس إذ قال لرجل من أصحابي: أ لا تأتي فلانا، فقد لزم بيته و حفر قبرا، قلت: كيف عقله ؟ قال: قيل: سديد طباع، فأحببت أن آتيه، فأتيته فاستأذنت عليه، فأذن لي، قال: فجلست إليه أتأمله قال: فسبق إلى قلبي أنه كلّما قيل فيه أنه الحق أو أكثر من الخوف - يعني - قال: فلم أزده أن قلت بعد السلام: إنّ الناس قد قالوا خبرك، فانظر أيّ رجل تكون. قال (1):ثم خرجت من عنده فلقيني بعد كم شاء اللّه في بلاد الشام يوم جمعة، فبصرني و لم أره، قال: فقبض عليّ فقال: أبا علي، لقد أتعبتنا، قال فضيل: فرجعت باللائمة على نفسي فقلت: أيها العالم أتيت أخا لك فألقيت إليه كلمة فأتعبته، فأنت كنت أحقّ بالدءوب و التعب أيها العالم.

أخبرنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل - إجازة - أنبأنا أبو بكر المزكّي، أنبأنا [أبو] (2) عبد الرّحمن السلمي، قال: سمعت يحيى بن محمّد العكرمي - بالكوفة - يقول:

سمعت الحسين بن محمّد بن الفرزدق بمصر يقول: سمعت أحمد بن حموك يقول: سمعت نصر بن الحسين البخاري يقول: سألت إبراهيم بن الأشعث عن نسبة الفضيل فقال: الفضيل ابن عياض بن مسعود بن بشر التميمي ثم اليربوعي، خراساني من ناحية مرو.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي، و أبو الفضل بن خيرون - قالا: أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني، أنبأنا أبو الحسين الأهوازي، أنبأنا أبو حفص الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (3):في الطبقة الخامسة من أهل مكة: الفضيل بن عياض يكنى أبا علي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسن بن الحمامي، أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنبأنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: الفضيل بن عياض يكنى أبا علي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (4)،حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد بن سعد قال في الطبقة السادسة من أهل مكة: الفضيل بن عياض و يكنى أبا علي.

ص: 377


1- كتبت كلمة «قال» فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن ت.
3- رواه خليفة بن خيّاط في كتاب الطبقات ص 504 رقم 2598.
4- إعجامها مضطرب بالأصل و ت، و الصواب ما أثبت «اللنباني» بتقديم النون.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: أنبأنا أبو محمّد الجوهري - قراءة - عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد (1).

قال في تسمية أهل مكة: الفضيل بن عياض التميمي، ثم أحد بني يربوع، و يكنى أبا علي، ولد بخراسان بكورة أبيورد (2)،و قدم الكوفة و هو كبير، فسمع الحديث من منصور بن المعتمر و غيره، ثم تعبّد و انتقل إلى مكة، فنزلها إلى أن مات بها في أوّل سنة سبع و ثمانين و مائة في خلافة هارون، و كان ثقة نبيلا فاضلا عابدا ورعا كثير الحديث.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و ابن النّرسي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد:- زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (3):

فضيل بن عياض بن مسعود أبو علي، سمع منصورا، و عطاء بن السائب، مات سنة سبع و ثمانين و مائة بمكة.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي إجازة.

حا قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد.

قالا: أنا ابن أبي حاتم، قال (4):

فضيل بن عياض الزاهد، و هو ابن عياض بن مسعود أبو علي ولد بخراسان بأبيورد سكن مكة، و توفي بها، روى عن منصور، و الأعمش، و الحصين، روى عنه: حسين الجعفي، و أحمد بن عبد اللّه بن يونس، و الحميدي، و ابن أبي عمر العدني، و أحمد بن عبدة، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 378


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 500/5.
2- أبيورد بفتح أوله و كسر ثانيه و ياء ساكنة و فتح الواو و سكون الراء و دال مهملة. مدينة بخراسان بين سرخس و نسا (معجم البلدان).
3- رواه البخاري في التاريخ الكبير 123/7.
4- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 73/7.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو علي الفضيل بن عياض بن مسعود اليربوعي، سمع منصورا و الأعمش.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو علي فضيل بن عياض.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر بن أبي الصّقر، أنبأنا أبو القاسم بن الصّوّاف، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي قال (1):

أبو علي الفضيل بن عياض.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا نصر بن إبراهيم، أنبأنا سليم بن أيوب، أنبأنا طاهر بن محمّد بن سليمان، حدّثنا علي بن إبراهيم بن أحمد، حدّثنا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدّمي يقول: فضيل بن عياض أبو علي.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو علي الفضيل بن عياض بن مسعود التميمي اليربوعي الكوفي، سكن مكة، سمع منصور بن المعتمر أبا عتاب (2) و الأعمش، و روى عنه يحيى بن سعيد القطّان، و أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن الوليد الجعفي.

أنبأنا أبو الحسن الفارسي، أنبأنا أبو بكر المزكي، حدّثنا أبو عبد الرّحمن السلمي، قال: سمعت أبا أحمد الحافظ يقول:

الفضيل بن عياض، هو ابن مسعود، كنيته أبو علي، أصله من مرو، سكن مكة و مات بها، حدّث عنه سفيان الثوري.

قال: و أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال:

فضيل بن عياض بن مسعود اليربوعي، و يقال: التميمي، كنيته أبو علي من مرو،

ص: 379


1- الكنى و الأسماء للدولابي 35/2.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 399/18 طبعة دار الفكر.

و سمعت محمّد بن مالك المروزي يقول: نهر عياض الذي على نصف فرسخ من مرو منسوب إلى أبيه.

قال السّلمي: و كان أحد العلماء و الزهّاد و الفتيان - يعني (1)-في أول أمره، ثم قيل إنه سمع ليلة قارئا يقرأ هذه الآية أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللّٰهِ (2) فقال: بلى قد آن، و دخل في التزهّد و العري (3)،حدّث عنه سفيان الثوري، و يقال: إن أصله من أبيورد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل المقدسي، أنبأنا مسعود بن ناصر، أنبأنا عبد الملك بن الحسن، أنبأنا أبو نصر البخاري قال (4):

فضيل بن عياض بن مسعود أبو علي التميمي، ولد بسمرقند، و نشأ بأبيورد، و كتب الحديث بالكوفة، و تحوّل إلى مكة فأقام بها حتى مات، و هو والد علي، و محمّد، و عمر، سمع منصور بن المعتمر، يروي عنه القعنبي في التوحيد، و بموضعين، مات بمكة في أول المحرم سنة سبع و ثمانين و مائة.

قال البخاري: حدّثني أبو الربيع - أحسب أبا الربيع هذا صقر بن داود البخاري (5)، و كان راوية عن الفضيل بن عياض، و قال ابن نمير: مات سنة سبع و ثمانين و مائة، و يقال: إن هشام بن عمّار قال: مات يوم عاشوراء.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب قال:

أبو علي فضيل بن عياض بن مسعود الزاهد، ولد بخراسان بأبيورد، و سكن مكة إلى أن توفي بها، و حدّث عن منصور، و الأعمش، و حصين بن عبد الرّحمن، روى عنه الحسين بن علي الجعفي، و أحمد بن يونس، و الحميدي، و محمّد بن أبي عمر العدني، و أحمد بن عبدة الضّبّي، و عبد الصمد بن يزيد مردويه و غيرهم.

سمعت أبا المظفر بن القشيري يقول (6):سمعت أبي يقول: و منهم أبو علي الفضيل بن

ص: 380


1- كذا بالأصل، و في ت:«تعى» و في المختصر: تفتي».
2- سورة الحديد، الآية:16.
3- كذا رسمها بالأصل و ت بدون إعجام.
4- راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 414/2.
5- راجع تهذيب الكمال 106/15 فقد ذكر المزي في أسماء الرواة عن فضيل: أبو الربيع صقر بن داود البخاري.
6- الرسالة القشيرية لعبد الكريم القشيري ص 424 رقم 56.

عياض، خراساني (1) من ناحية مرو، و قيل إنه ولد بسمرقند، و نشأ بأبيورد، مات بمكة في المحرم سنة سبع و ثمانين و مائة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو الحسن ابن السّقّا، حدّثنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا أبو الفضل عباس قال:

بلغني أن شريك بن عبد اللّه القاضي و سفيان الثوري، و إسرائيل، و فضيل بن عياض و غيرهم من فقهاء الكوفة ولدوا بخراسان، كان يضرب على آبائهم البعوث فيتسرّى بعضهم و يتزوج بعض، فلما أقفلوا جاء بهم آباؤهم (2) إلى الكوفة.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر المزكي، حدّثنا أبو عبد الرّحمن السلمي، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن رمح يقول: سمعت إبراهيم بن نصر الضّبّي بسمرقند يقول: سمعت محمّد بن علي بن الحسن بن شقيق يقول: سمعت إبراهيم بن شماس يقول: سمعت الفضيل بن عياض يقول: ولدت بسمرقند و نشأت بأبيورد.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، و ابنه أبو علي، و أبو الحسين الميداني، و أبو نصر بن الجبّان - و اللفظ لابني أبي نصر - قالوا: أنبأنا أبو سليمان بن زبر، أنبأنا أبي، حدّثنا الحسين بن إسحاق التّستري، حدّثنا النصر بن سلمة، حدّثنا إبراهيم بن الأشعث قال: سمعت فضيل بن عياض يقول: ولدت بسمرقند، و كان من أهل نسا، و كان بها عشرة آلاف جوزة بدرهم.

أنبأنا أبو الحسن الفارسي، أنبأنا أبو بكر المزكي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال:

سمعت أبا عثمان سعيد بن أبي سعيد يقول: سمعت أبا نصر الملاحمي يقول: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن الحارث يقول:

فضيل بن عياض بخاري الأصل، مات الفضيل سنة سبع و ثمانين و مائة.

قال: و أنبأنا أبو عبد الرّحمن قال: سمعت محمّد بن محمّد بن نصر الأبيوردي يقول:

كان فضيل أصله من مرو، و لكنه كان يقطع الطريق في مفازة بين أبيورد و مرو، فربّما كان ينتمي إلى أبيورد.

ص: 381


1- كلمة «خراساني» ليست في الرسالة القشيرية.
2- بالأصل: آبائهم.

سمعت أبا المظفر بن الأستاذ أبي القاسم القشيري يقول (1):سمعت أبي يقول:

سمعت محمّد بن الحسين يقول: أنبأنا أبو بكر محمّد بن جعفر، حدّثنا الحسن بن عبد العزيز العسكري، حدّثنا ابن أخي أبي زرعة، حدّثنا محمّد بن إسحاق بن راهوية، حدّثنا أبو عمّار (2)،عن الفضل (3) بن موسى قال:

كان الفضيل شاطرا يقطع الطريق بين أبيورد و سرخس، و كان سبب توبته أنه عشق جارية، فبينا هو يرتقي الجدران (4) إليها سمع تاليا يتلو: أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللّٰهِ (5) فقال: يا رب قد آن، فرجع، فأواه الليل إلى خربة، فإذا فيها رفقة، فقال بعضهم: نرتحل، و قال قوم: حتى نصبح، فإنّ فضيلا على الطريق يقطع علينا، فتاب الفضيل و أمّنهم و جاور الحرم حتى مات.

و قال الفضيل بن عياض (6):إذا أحب اللّه عبدا أكثر غمّه، و إذا أبغض عبدا وسّع عليه دنياه.

و قال ابن المبارك: إذا مات الفضيل ارتفع الحزن (7).

و قال الفضيل: لو أن الدنيا بحذافيرها عرضت عليّ لا أحاسب بها لكنت أتقذّرها كما يتقذّر أحدكم الجيفة إذا مرّ بها أن تصيب ثوبه (8).

و قال الفضيل: لو حلفت أني مراء (9) أحبّ إليّ من أن أحلف أني لست بمراء (10).

و قال الفضيل: ترك العمل لأجل الناس هو الرياء، و العمل لأجل الناس هو الشرك (11).

ص: 382


1- الخبر في الرسالة القشيرية ص 424.
2- هو الحسين بن حريث بن الحسن، أبو عمار الخزاعي المروذي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 400/11. و من طريقه روي الخبر في تهذيب الكمال 407/15 و سير أعلام النبلاء 423/8.
3- كذا بالأصل و ت و تهذيب الكمال و سير الأعلام، و في الرسالة القشيرية: الفضيل بن موسى.
4- في الرسالة القشيرية: الجدار.
5- سورة الحديد، الآية:16.
6- الرسالة القشيرية ص 424 و سير أعلام النبلاء 432/8 و حلية الأولياء 88/8.
7- الرسالة القشيرية ص 424 و حلية الأولياء 87/8.
8- الرسالة القشيرية ص 425 و حلية الأولياء 89/8.
9- بالأصل:«رائى» و في ت:«بمرائي» و المثبت عن الرسالة القشيرية ص 425 و حلية الأولياء 94/8.
10- بالأصل:«بميرائي» و في ت:«بمراى» و المثبت عن الرسالة القشيرية و حلية الأولياء 94/8.
11- الرسالة القشيرية ص 425.

و قال أبو علي الرازي: صحبت الفضيل ثلاثين سنة ما رأيته ضاحكا و لا متبسما إلاّ يوم مات ابنه علي، فقلت له في ذلك، فقال: إنّ اللّه أحبّ أمرا فأحببت ذلك (1).

و قال الفضيل: إنّي لأعصي اللّه فأعرف ذلك في خلق حماري و خادمي (2).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أنبأنا محمّد بن جعفر البغدادي أبو بكر الحافظ ، حدّثنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكري، حدّثنا أبو القاسم بن أخي أبي زرعة، حدّثنا أبو محمّد بن إسحاق بن راهوية، حدّثنا أبو عمّار، عن الفضل بن موسى قال (3):

كان الفضيل بن عياض شاطرا يقطع الطريق بين (4) أبيورد و سرخس، و كان سبب توبته أنه عشق جارية، فبينا هو يرتقي الجدران إليها إذ سمع تاليا يتلو: أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللّٰهِ ،فلم سمعها قال: بلى يا رب قد آن، فرجع فأواه الليل إلى خربة، و إذا فيها سابلة، فقال بعضهم: نرتحل، و قال بعضهم: حتى نصبح، فإنّ فضيلا على الطريق يقطع علينا، قال: ففكرت و قلت: أنا أسعى بالليل في المعاصي، و قوم من المسلمين هاهنا يخافوني، و ما أرى اللّه ساقني إليهم إلاّ لأرتدع، اللّهمّ إنّي قد تبت إليك، و جعلت توبتي مجاورة (5) البيت الحرام.

أخبرنا أبو الحسن (6) بن قبيس، حدّثنا-[و] أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (7)،أخبرني الحسن بن علي بن محمّد الواعظ - من أصل كتابه، حدّثنا محمّد بن العباس الخزّاز (8)،أنبأنا أبو عبيد القاضي علي بن الحسين بن حرب (9)،حدّثنا إبراهيم بن الليث النّخشبي في مجلس الزّعفراني، حدّثنا علي بن خشرم، قال:

ص: 383


1- حلية الأولياء 100/8.
2- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 109/8.
3- راجع تهذيب الكمال 107/15 و سير أعلام النبلاء 423/8.
4- الأصل:«من» و المثبت عن ت، و المصدرين.
5- بالأصل:«مجارة» تصحيف، و التصويب عن ت و المصدرين السابقين.
6- بالأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن ت، و السند معروف.
7- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 141/6 في ترجمة إبراهيم بن الليث النخشبي.
8- بالأصل و ت: الحرار، تصحيف، و التصويب عن تاريخ بغداد.
9- ترجمته في تاريخ بغداد 395/11.

أخبرني رجل من جيران الفضيل - يعني: بن عياض - من بيورد (1) قال: كان الفضيل يقطع الطريق وحده، قال: فخرج ذات ليلة ليقطع الطريق فإذا هو بقافلة قد انتهت إليه ليلا، فقال بعضهم لبعض: اعدلوا بنا إلى هذه القرية فإنّ أمامنا رجلا يقطع الطريق، يقال له الفضيل، قال: فسمع الفضيل، فأرعد و قال: يا قوم أنا الفضيل، جوزوا و اللّه لأجتهدن أن لا أعصي اللّه أبدا، فرجع، فترك ما كان عليه.

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي في كتابه، أنبأنا الحسين بن يحيى ابن إبراهيم المكي، أنبأنا الحسين بن علي بن محمّد الشيرازي، أنبأنا علي بن عبد اللّه بن الحسن بن جهضم، حدّثنا أبو القاسم عبد السلام بن محمّد بن أبي موسى، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن عبد السّلام قال: سمعت علي بن سلمة بن قتيبة يقول: قال إبراهيم بن الأشعث:

كان مبتدأ توبة فضيل بن عياض أنه خرج عشية يريد مقطعه - و كان يقطع الطريق - فإذا بقوم حمّارة معهم ملح، فسمع بعضهم يقول: مرّوا مرّوا لا يفجأنا فضيل فيأخذ ما معنا، فسمع ذلك فضيل فاغتمّ و تفكّر و قال: يخافني هذا الخلق الخوف العظيم، فتقدّم إليهم و سلّم عليهم، و قال لهم و هم لا يعرفونه: تكونون الليلة عندي و أنتم آمنون من الفضيل، قال:

فاستبشروا و فرحوا و ذهبوا معه، فأنزلهم و خرج يرتاد لهم علفا، فرجع إليهم فسمع قارئا يقرأ:

أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللّٰهِ وَ مٰا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ (2) فصاح الفضيل و مزق ثيابه على نفسه و قال: بلى و اللّه قد آن، و كان هذا مبتدأ توبته.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو الحسن ابن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: حدّثنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا عباس (3) بن محمّد الدوري، حدّثنا سعيد بن منصور، حدّثنا الشيخ الصالح فضيل بن عياض فذكر حكاية.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين النيسابوري، أنبأنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس، أنبأنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن النّجّاد، حدّثنا أبو روق أحمد بن محمّد بن بكر الهزّاني، حدّثنا محمّد بن النعمان، حدّثنا فضيل بن عياض أبو علي الرجل الصالح، فذكر عنه حكاية.

ص: 384


1- كذا بالأصل و ت هنا:«بيرود» و في تاريخ بغداد: يبرود، بتقديم الياء.
2- سورة الحديد، الآية:16.
3- بالأصل: عياش، تصحيف.

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قالا:

أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي.

قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (1):

ذكره أبو زرعة، قال: سمعت عبد اللّه بن عبد الرّحمن السمرقندي يقول: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلاّم يقول: قال عبد الرّحمن بن مهدي: فضيل بن عياض رجل صالح، و لم يكن بحافظ .

قال: و أنبأنا ابن أبي حاتم [قال:] (2)حدّثنا موسى بن يوسف بن موسى القطّان، حدّثنا إبراهيم بن محمّد الشافعي قال:

سمعت سفيان بن عيينة يقول: فضيل [بن عياض] ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر - زاد ابن (3) الطّيّوري:

و أبو عمر محمّد بن الحسن قالا: أنبأنا الوليد بن زكريا، أنبأنا علي بن أحمد بن زكريا، أنبأنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (4):

فضيل بن عياض: كوفي، ثقة، متعبّد، رجل صالح، يسكن مكة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنبأنا أبو بكر البرقاني، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، حدّثنا الحسين بن إدريس (5)،أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، قال:

ص: 385


1- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 73/7.
2- زيادة للإيضاح، و الخبر في الجرح و التعديل 73/7.
3- كتبت كلمة «ابن» فوق الكلام بين السطرين في الأصل.
4- رواه العجلي في كتاب تاريخ الثقات ص 384 رقم 1357 و عنه في تهذيب الكمال 108/15 و سير أعلام النبلاء 424/8.
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 108/15 و الذهبي في سير أعلام النبلاء 424/8 من طريق محمد بن عبد اللّه بن عمار.

فضيل بن عياض (1)؟! ليت فضيلا (2) كان يحدثك بما يعرف، قلت: ترى حديثه حجّة ؟ قال: سبحان اللّه.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلال، قالا: أنبأنا [أبو] (3) القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي.

قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4):

سألت أبي عن فضيل بن عياض فقال: صدوق.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري، عن محمّد بن علي بن محمّد، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، قال: و سألته - يعني - الدارقطني عن الفضيل بن عياض فقال: ثقة (5).

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا-[و] (6) أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب، أنبأنا الخلاّل، أنبأنا علي بن عمرو الحريري (7) أن علي بن محمّد بن كاس النخعي حدّثهم: حدّثنا محمّد بن علي بن عفّان، حدّثنا أبو كريب قال: سمعت عبد اللّه بن المبارك يقول.

ح قال الخطيب: و أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنبأنا محمّد بن نعيم الضبي.

ح أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو سعيد محمّد بن الفضل المذكّر، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن سعيد المروزي، حدّثنا أبو حمزة يعلى بن حمزة قال: سمعت أبا وهب (8) محمّد بن مزاحم يقول: سمعت عبد اللّه بن المبارك يقول:

رأيت أعبد الناس و رأيت أورع الناس، و رأيت أعلم الناس، و رأيت أفقه الناس، فأمّا

ص: 386


1- كذا بالأصل، و «فضيل بن عياض» ليس في المصدرين السابقين.
2- الأصل:«فضيل» تصحيف، و التصويب عن المصدرين.
3- زيادة لازمة لتقويم السند.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 73/7.
5- عنه في تهذيب الكمال 108/15 و سير أعلام النبلاء 424/8.
6- زيادة منا لتقويم السند.
7- ترجمته في تاريخ بغداد 21/12.
8- بالأصل: وهيب، تصحيف و الصواب ما أثبت عن تهذيب الكمال و سير الأعلام. ترجمته في تهذيب الكمال 17/ 208.

أعبد الناس فعبد العزيز بن أبي روّاد، و أما أورع الناس فالفضيل بن عياض، و أمّا أعلم الناس فسفيان الثوري، و أما أفقه الناس فأبو حنيفة، ثم قال: ما رأيت في الفقه مثله.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو العباس السّرّاج، حدّثنا حاتم بن الليث، حدّثنا إبراهيم بن شمّاس قال: قال ابن المبارك:

ما بقي على ظهر الأرض عندي أفضل من الفضيل بن عياض (1).

قال: و سمعت أبا بكر بن أبي الهيثم المطوعي ببخارى يقول: سمعت الحسن بن الحسين البزار البخاري يقول: سمعت أبا معشر حمدوية بن الخطّاب البخاري يقول: سمعت أبا السّري نصر بن المغيرة البخاري يقول (2):سمعت إبراهيم بن شماس (3) يقول:

رأيت أفقه الناس، و أورع الناس، و أحفظ الناس، فأمّا أحفظ الناس فابن المبارك، و أما أورع الناس فالفضيل بن عياض، و أما أفقه الناس فوكيع بن الجرّاح (4).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيّوية، أنبأنا محمّد بن القاسم بن جعفر، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حدّثنا فضيل بن عبد الوهاب قال: قلت لأخي: فديتك، جئت من عند فضيل ما أراني رأيت مثله، قال: حميت، بأي شيء صار هو أحق بذا منا؟ ما أرانا إلاّ أكثر ذنوبا منه.

قال (5):و سمعت عبيد اللّه بن عمر يقول: أفضل من رأيت من المشايخ: بشر بن منصور السّليمي، و فضيل بن عياض، و عون بن معمر، و حمزة بن نجيح.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن شبّويه الفقيه - بمرو - حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الحافظ الرازي - بمرو - حدّثنا أحمد بن عبّاد التميمي قال:

ص: 387


1- من طريقه روي في في تهذيب الكمال 108/15 و سير أعلام النبلاء 424/8.
2- سير أعلام النبلاء 424/8 و تهذيب الكمال 109/15.
3- من طريقه روي في تهذيب الكمال 109/15 و سير أعلام النبلاء 424/8 و تاريخ بغداد 164/10 في ترجمة عبد اللّه بن المبارك.
4- في تاريخ بغداد: أفقه الناس ابن المبارك، و أحفظ الناس وكيع بن الجراح.
5- القائل: أبو بكر بن أبي خيثمة، و الخبر في تهذيب الكمال 109/15 و سير أعلام النبلاء 425/8.

سمعت النّضر بن شميل يقول (1):سمعت هارون الرشيد يقول: ما رأيت في العلماء أهيب من مالك بن أنس، و لا أورع من الفضيل بن عياض.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو صالح محمّد بن عيسى الفارضي المروزي، حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه بن الخصيب - ببغداد - حدّثنا إبراهيم بن سعيد، قال:

قال لي المأمون: يا إبراهيم، قال لي الرشيد: ما رأت عيناي مثل فضيل بن عياض، قال لي: و قد دخلت عليه: يا أمير المؤمنين، فرّغ قلبك للحزن و الخوف حتى يسكناه، فيقطعاك عن معاصي اللّه و يباعداك من النار.

أنبأنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور (2)،أنا (3) منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا عبد اللّه بن خالد بن رستم، حدّثنا عبد اللّه بن عمرو بن محمّد بن يحيى بن خالد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفّان قال: سمعت محمّد بن يحيى بن أبي عمر (4) يقول: ما رأيت بعد الفضيل أعبد من وكيع.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري فيما أرى، أنبأنا أبو بكر البيهقي.

ح و قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو محمد بن زياد، حدثنا عبد الله بن محمد الاسفرائيني، قال: سمعت عبد الله بن بشر الطالقاني يقول: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول (5):قال الهيثم بن جميل:

[سمعت شريك بن عبد اللّه] (6) يقول: لم يزل لكلّ قوم حجّة في زمانهم، و إنّ فضيل بن عياض حجة لأهل زمانه، قال أحمد: فقام فتى من مجلس الهيثم، فلمّا توارى قال الهيثم: إن عاش هذا الفتى يكون حجة لأهل زمانه، قلت لأحمد بن أبي الحواري: من كان الفتى ؟ قال:

أحمد بن حنبل.

ص: 388


1- من طريقه روي في تهذيب الكمال 109/15 و سير أعلام النبلاء 425/8.
2- قارن مع مشيخة ابن عساكر 72/ب.
3- الأصل:«أبا» تصحيف، و الصواب ما أثبت، و هو الأستاذ أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم بن رواد الكاتب. راجع مشيخة ابن عساكر 72/ب.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 96/12.
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 109/15 و سير أعلام النبلاء 425/8.
6- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل، و بعده صح.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا أحمد ابن العلاء الدمشقي، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت الهيثم بن جميل يقول:

إنّ لكلّ زمان رجلا يكون حجّة على الخلق، و إن فضيل بن عياض حجة على أهل زمانه.

قال الهيثم: و أظن إن عاش هذا الفتى أحمد بن حنبل سيكون حجة على أهل زمانه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنبأنا هنّاد بن إبراهيم بن محمّد، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان البخاري الغنجار، حدّثنا خلف بن محمّد، حدّثنا محمّد بن آدم بن حبيب الكرميني، حدّثنا أبو حرب حامد بن هانئ الكرميني، حدّثنا إبراهيم بن الأشعث قال:

رأيت سفيان بن عيينة يقبّل يد الفضيل بن عياض مرتين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأنا عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم، أنبأنا عثمان بن أحمد بن السماك، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختّلي، حدّثني أبو عبد اللّه مردويه الصائغ (1) قال: قال لي عبد اللّه بن المبارك:

إن الفضيل بن عياض صدق اللّه فأجرى الحكمة على لسانه، فالفضيل ممن نفعه علمه (2).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيّوية، أنبأنا محمّد بن القاسم، أنبأنا ابن أبي خيثمة، حدّثنا عبد الصمد بن يزيد بن عبد العلاء بن عبد الرزّاق الصائغ، قال: قال لي رباح بن خالد: قال لي ابن المبارك: إذا نظرت إلى [فضيل بن] (3) عياض جدّد لي الحزن و مقتّ نفسي، ثم بكى (4).

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأنا جدي أبو محمّد، حدّثنا أبو علي الأهوازي، أنبأنا عمران بن الحسن، حدّثنا عبد اللّه بن ضوء الرقي، حدّثنا إبراهيم بن محمّد الرازي،

ص: 389


1- هو عبد الصّمد بن يزيد مردويه الصائغ، تقدم التعريف به.
2- تهذيب الكمال 109/15 و سير أعلام النبلاء 425/8.
3- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل و بعده صح.
4- سير أعلام النبلاء 438/8.

حدّثني أبو بكر عبد الرّحمن بن عفّان قال (1):سمعت عبد اللّه بن المبارك يقول لأبي مريم القاضي: ما بقي في الحجاز أحد من الأبدال إلاّ فضيل بن عياض و علي ابنه، و علي يتقدم على أبيه في الخوف، و ما بقي أحد في بلاد الشام إلا يوسف بن أسباط ، و أبو معاوية الأسود، و ما بقي أحد بخراسان إلا شيخ حائك يقال له: معدان أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه، أنبأنا أبو طاهر الحسناباذي، أنبأنا أبو الفتح منصور بن الحسن، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى الموصلي، حدّثنا عبد الصمد بن يزيد قال: سمعت إسماعيل الطوسي يقول: حدّثنا ابن المبارك قال: إذا مات الفضيل ارتفع الحزن.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو بكر الصوفي قال:

سمعت وكيعا يوم مات الفضيل بن عياض يقول: ذهب الحزن اليوم من الأرض.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني علي بن عيسى بن إبراهيم، حدّثنا أبو يحيى زكريا بن داود الخفّاف، حدّثني أحمد بن الخليل البغدادي - بنيسابور - حدّثني يحيى بن أيوب قال (2):

دخلت مع زافر بن سليمان على الفضيل بن عياض بالكوفة، فإذا الفضيل و شيخ معه، قال: فدخل زافر (3) و أقعدني على الباب، قال زافر: فجعل الفضيل ينظر إليّ ثم قال: يا أبا سليمان هؤلاء أصحاب الحديث ليس شيء أحبّ إليهم من قرب الإسناد أ لا أخبرك بإسناد لا يشكّ فيه، رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن جبريل عن اللّه نٰاراً وَقُودُهَا النّٰاسُ وَ الْحِجٰارَةُ عَلَيْهٰا مَلاٰئِكَةٌ غِلاٰظٌ شِدٰادٌ لاٰ يَعْصُونَ اللّٰهَ (4) قرأ الآية، فأنا و أنت يا أبا سليمان من الناس، ثم غشي عليه و على الشيخ، و جعل زافر ينظر إليهما، قال: ثم تحرّك الفضيل، فخرج زافر و خرجت معه و الشيخ مغشيّ عليه.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (5)،حدّثنا أبي و محمّد بن جعفر بن

ص: 390


1- تهذيب الكمال 109/15 و سير أعلام النبلاء 425/8.
2- الخبر من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 438/8.
3- الأصل: زافرا.
4- سورة التحريم، الآية:6.
5- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 84/8 و تهذيب الكمال 110/15.

يوسف، قالا: حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا إسماعيل بن يزيد، حدّثنا إبراهيم بن الأشعث قال:

ما رأيت أحدا كان اللّه في صدره أعظم من الفضيل بن عياض، كان إذا ذكر اللّه أو ذكر عنده أو سمع القرآن ظهر به من الخوف و الحزن، و فاضت عيناه، و بكى حتى يرحمه من بحضرته، و كان دائم الحزن، شديد الفكرة، ما رأيت رجلا يريد اللّه بعلمه و عمله (1) و أخذه و عطائه (2)،و منعه و بذله، و بغضه و حبّه، و خصاله كلها غيره - يعني - الفضيل.

قال (3):و حدّثنا أبي و محمّد بن جعفر بن يوسف، قالا: حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا إسماعيل بن يزيد، حدّثنا إبراهيم بن الأشعث قال:

كنا إذا خرجنا مع الفضيل في جنازة لا يزال يعظ و يذكّر و يبكي لكأنه مودّع أصحابه، ذاهب إلى الآخرة حتى يبلغ المقابر، فيجلس، فلكأنه بين الموتى جلس من الحزن و البكاء حتى يقوم، و لكأنه رجع من الآخرة بخبر عنها.

قال (4):و حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، حدّثنا أحمد بن الحسين، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا الفيض بن إسحاق قال:

سمعت فضيلا يقول: و اللّه لأن أكون هذا التراب أو هذا الحائط أحبّ إليّ من أكون في سلخ أفضل أهل الأرض اليوم، و ما يسرني أنّي أعرف الأمر حقّ معرفته إذا لطاش عقلي، و لو أن أهل السماء و أهل الأرض طلبوا أن يكونوا ترابا فشفعوا كانوا قد أعطوا عظيما، و لو أنّ جميع أهل الأرض من جن و انس و الطير الذي في الهواء، و الوحش الذي في البر، و الحيتان التي في البحر، علموا الذي يصيرون إليه ثم حزنوا لذلك و بكوا كان موضع ذلك، فأنت تخاف الموت أو تعرف الموت، لو أخبرتني أنك تخاف الموت ما قبلت منك، لو خفت الموت ما نفعك طعام و لا شراب و لا شيء من الدنيا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا عامر بن محمّد قال: سمعت سهل بن راهوية يقول:

ص: 391


1- كلمة:«و عمله» ليست في حلية الأولياء.
2- في الحلية: و إعطائه.
3- القائل أبو نعيم الحافظ ، و الخبر في حلية الأولياء 84/8 و تهذيب الكمال 110/15 و سير أعلام النبلاء 426/8.
4- حلية الأولياء 85/8.

قلت لسفيان بن عيينة: أما ترى إلى الفضيل بن عياض ما يكاد يجفّ له دمعة، قال سفيان:

كان يقال: إذا قرح القلب نديت العينان (1).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا علي بن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أخبرني محمّد - يعني - بن الحسين البرجلاني (2)،عن [ابن] (3) راهوية قال: قلت لسفيان بن عيينة:

أ لا ترى إلى أبي علي - يعني - فضيلا لا يكاد تجف له دمعة، فقال سفيان: إذا قرح القلب نديت العينان، ثم تنفس سفيان نفسا منكرا.

أخبرنا (4) أبو القاسم الشّحامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، حدّثنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد الرازي قال: سمعت محمّد بن نصر الصائغ، حدّثنا مردويه الصائغ قال: سمعت الفضيل يقول: لم يتزين الناس بشيء أفضل من الصدق و طلب الحلال.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا علي بن محمّد الحسني - بمرو - أخبرني محمّد ابن عبد الوهّاب الجوهري، أخبرني الفيض بن إسحاق قال: سئل الفضيل بن عياض عن قول اللّه تبارك و تعالى: سَلاٰمٌ عَلَيْكُمْ بِمٰا صَبَرْتُمْ (5) قال: بما احتملتم من المكاره و صبرتم عن اللذات في الدنيا (6).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسين بن قريش، أنبأنا أبو الحسن بن الصلت الأهوازي قال: قرئ على أبي عبد اللّه محمّد بن مخلد العطار و أنا أسمع، حدّثنا أبي، حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار، حدّثنا عبد الصّمد (7) قال:

سمعت الفضيل بن عياض يقول: لم يتزين الناس بشيء أفضل من الصدق و طلب الحلال، فقال له علي: يا أبت، إنّ الحلال عزيز، قال الفضيل: يا بني و إن قليله عند اللّه كثير (8).

ص: 392


1- سير أعلام النبلاء 439/8.
2- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 112/11.
3- زيادة للإيضاح.
4- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
5- سورة الرعد، الآية:24.
6- كتب فوقها بالأصل: إلى.
7- يعني عبد الصّمد بن يزيد بن العلاء مردويه، و من طريقه الخبر في تهذيب الكمال 110/15 و سير أعلام النبلاء 8/ 426.
8- بالأصل: كثيرا، خطأ، و التصويب عن المصدرين.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو القاسم بن أبي عبد الرّحمن المستملي، قالا: أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو الحسين البحيري، حدّثنا أحمد بن محمّد الحرشي، حدّثنا الحسن بن ثواب البغدادي، حدّثنا إبراهيم بن بشار قال:

سمعت الفضيل بن عياض يقول: دانق حلال أفضل من عبادة سبعين سنة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد، حدّثنا علي بن عمر بن محمّد بن الحسن - إملاء - أنبأنا يوسف بن عمر، حدّثنا أبو بكر بن الصباح - إملاء من لفظه - حدّثنا أبو بكر الصّيدلاني، حدّثنا أبو بكر المروذي قال: سمعت مردويه الصائغ يقول:

قال الفضيل بن عياض: من عرف ما يدخل جوفه كتب عند اللّه صدّيقا، انظر عند من تفطر يا مسكين.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي، أخبرني أبو الفرج الطّناجيري، حدّثنا أحمد بن منصور النّوشري (1)،حدّثنا محمّد بن مخلد قال: سمعت أبا بكر المقاريضي المذكّر قال (2):سمعت بشر بن الحارث قال:

عشرة من كانوا يأكلون الحلال لا يدخلون بطونهم إلاّ حلالا و لو استفّوا التراب و الرماد، قلت: من هم يا أبا نصر؟ قال: سفيان الثوري، و إبراهيم بن أدهم، و سليمان الخوّاص، و علي بن فضيل، و يوسف بن أسباط ، و أبو معاوية نحيح الخادم، و حذيفة بن قتادة المرعشي، و داود الطائي، و وهيب بن الورد، و فضيل بن عياض.

أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمّد بن سلفه (3) في كتابه، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا (4)،أنبأنا أبي أبو الحسن، أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن أحمد الماليني، أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن بن جعفر بن أبي ركاز، حدّثنا عبد اللّه أحمد بن محمّد بن الحسن بن أبي الوزير الحدثي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم، أنبأنا إسماعيل بن موسى بن المبارك البلخي، أنبأنا أبو بكر بن أبي شيبة، أنبأنا عبد اللّه بن المبارك، أنبأنا الفضيل بن عياض قال:

ص: 393


1- ترجمته في تاريخ بغداد 155/5.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 109/15 و الذهبي في سير أعلام النبلاء 425/8-426.
3- سلفة لقب جده أحمد، و سلفه: الغليظ الشفة و أصله بالفارسية: سلبه و كثيرا ما يمزجون الباء بالفاء. راجع الأنساب (السلفي). ترجمته في سير أعلام النبلاء 5/21.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 160/19.

مكثت في جامع الكوفة ثلاثة أيام لم أطعم طعاما، و لم أشرب شرابا، فلمّا أن كان في اليوم الرابع هزّني (1) الجوع، فبينا أنا جالس إذ دخل عليّ من باب المسجد رجل مجنون و بيده حجر كبير، و في عنقه غلّ ثقيل، و الصبيان من ورائه فجعل يجول في المسجد حتى إذا حاذاني جعل يتفرّس فيّ فخفت فجزعت على نفسي منه، فقلت: إلهي و سيّدي أجعتني و سلّطت علي من يقتلني، فالتفت إليّ و قال:

محلّ بيان الصّبر فيك عزيزة (2) *** فيا ليت شعري هل لصبرك [من] (3) أجر

قال فضيل: فزال عني جوعي و طار عني هلعي، و قلت: يا سيدي لو لا الرجاء لم أصبر، قال: و أين مستقرّ الرجاء منك ؟ قلت: بحيث مستقرّ [همم] (4) العارفين، قال:

أحسنت و اللّه يا فضيل، إنّها لقلوب الهموم عمرانها، و الأحزان أوطانها عرفته، فاستأنست به، و ارتحلت إليه، فعقولهم صحيحة، و قلوبهم ثابتة، و أرواحهم بالملكوت الأعلى معلّقة، ثم ولّى و أنشأ يقول:

فهام وليّ اللّه في الفقر (5) سائحا *** و حطّت على سير القدوم رواحله

فعاد لخير قد جرى في ضميره *** تذوب به أعضاؤه و مفاصله

قال الفضيل: و اللّه لقد بقيت عشرة أيام لم أطعم طعاما، و لم أشرب شرابا و جدا لكلامه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، أنبأنا إبراهيم بن دازيل قال: سمعت عبيد اللّه بن عمر يقول:

دخلت أنا و يحيى بن سليم إلى الفضيل نعوده، فقال الفضيل و جعل يضرب بيده على رأسه: يا فضيل خلقك، و أفرغ عليك نعمه ظاهرة و باطنة، و حرسك بعينه، و صرف وجوه الناس إليك، و أنت تشتغل عنه، من أنت، و ما أنت، ثم شهق شهقة و سقط و غطي بثوبه، و جعل ينتفض و هو لا يعقل، و تركناه.

ص: 394


1- كذا بالأصل، و في المختصر: هرّني.
2- كذا بالأصل، و المختصر: غريزة.
3- زيادة لإقامة الوزن عن المختصر.
4- زيادة عن المختصر.
5- كذا بالأصل، و في المختصر: في القر سائحا.

قال (1):و حدّثنا ابن مروان، حدّثنا يحيى بن المختار قال:

رأيت بشرا (2) الحافي يبكي فقلت: ما يبكيك يا أبا نصر؟ فقال: دخلت على الفضيل ابن عياض ليلا و هو يبكي بمكة و هو يقول: يا ربّ أعريتني و أعريت عيالي، يا ربّ أجعتني و أجعت عيالي، فبأيّ يد لي عندك حتى (3) فعلت بي هذا، ثم بكى حتى رحمته، فقلت له: يا أبا علي، ما هذا البكاء؟ فقال لي: يا أبا نصر بلغني أنّ الصراط مسيرة خمسة عشر ألف عام، خمسة آلاف صعود، و خمسة آلاف نزول، و خمسة آلاف مستوي (4)،أدقّ من الشعر و أحدّ من السيف، على متن جهنم، لا يجوزها إلاّ كلّ ضامر مهزول من خشية اللّه، فبلغني في بعض الروايات أنه إذا دخل أهل الجنّة الجنّة، و أهل النار النار ذكروا (5) أهل الجنّة هل بقي أحد على الصراط بعد خمسة و عشرين ألف عام، فقال: بقي رجل يحبو، فبلغ ذلك الحسن البصري فقال: يا ليتني أنا ذلك الرجل، فأنا يا أبا نصر لا أهدأ من البكاء أبدا.

قال: و أنبأنا ابن مروان، حدّثنا أحمد بن علي، حدّثنا عبد الصمد هو ابن يزيد مردويه، قال:

قال الفضيل بن عياض ليلة [يا ربّ ] (6) أجعتني و أجعت عيالي، و أعريتني و أعريت عيالي، و لي ثلاثة أيام ما أكلت و لا أكل عيالي، و لي ثلاث ليال ما استصبحت، فبم (7) بلغت عندك حتى تفعل بي هذا، و إنّما تفعل هذا يا ربّ بأوليائك أ فتراني أنا منهم ؟ إلهي إن فعلت بي مثل هذا يوما آخر علمت أنّي منك على بال، فلمّا كان يوم الرابع، فإذا داقّ يدقّ الباب فقال:

من هذا؟ فقال: أنا رسول ابن المبارك، و إذا معه صرّة دنانير، و كتاب يذكر فيه أنه لم يحج هذه السنة و قد وجّهت بكذا و كذا، قال: فجعل فضيل يبكي و يقول: قد علمت أنّي أشقى من ذلك أن أكون عند اللّه بمنزلة أوليائه.

قال: و أنبأنا ابن مروان، حدّثنا أحمد بن علي المروزي، حدّثنا عبد الصمد قال:

سمعت الفضيل يقول (8):

ص: 395


1- قوله:«قال: و» كتب فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- بالأصل: بشر الحافي.
3- كلمة «حتى» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
4- كذا بالأصل «مستوي» بإثبات الياء.
5- كذا بالأصل.
6- زيادة منا للإيضاح.
7- بالأصل:«فيما».
8- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 90/8 من طريق آخر و سير أعلام النبلاء 434/8-435.

إنّ اللّه يزوي الدنيا عن وليه و يمرّرها عليه مرة بالعري، و مرّة بالجوع، و مرة بالحاجة، كما تصنع (1) الوالدة الشفيقة بولدها (2)،مرّة صبرا، و مرة حضضا (3) و إنما تريد بذلك ما هو خير له.

أخبرنا أبو القاسم الحسني، أنبأ رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، حدّثنا أحمد بن مروان، حدّثنا يحيى بن المختار قال:

سمعت بشر بن الحارث يقول: كنت بمكة مع الفضيل بن عياض، فجلس معنا إلى نصف الليل ثم قام يطوف إلى الصبح، فقلت: يا أبا علي أ لا تنام ؟ قال: ويحك، و هل أحد سمع بذكر النار تطيب نفسه أن ينام.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (4)،حدّثنا محمّد بن علي، حدّثنا أبو سعيد الجندي، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم قال:

ما رأيت أحدا كان أخوف على نفسه و لا أرجى للناس من الفضيل، كانت قراءته حزينة شهية بطيئة مترسّلة، كأنه يخاطب إنسانا، و كان إذا مرّ بآية فيها ذكر الجنة تردّد فيها و سأل، و كانت صلاته بالليل أكثر ذلك قاعدا، يلقى له حصير في مسجده فيصلّي من أول الليل ساعة ثم تغلبه عينه، فيلقي نفسه على الحصير فينام قليلا، ثم يقوم فإذا غلبه النوم نام ثم يقوم هكذا حتى يصبح، و كان دأبه (5) إذا نعس أن ينام، و يقال: أشد العبادة ما يكون هكذا، و كان صحيح الحديث صدوق اللسان، شديد الهيبة للحديث، إذا حدّث، و كان يثقل عليه الحديث جدا، ربّما قال لي لو أنك طلبت مني الدراهم كان أحبّ إليّ من أن تطلب منّي الأحاديث، و سمعته يقول: لو طلبت مني الدنانير كان أيسر عليّ من أن تطلب مني الحديث، فقلت له:

لو حدثتني بأحاديث فوائد ليست عندي كان أحبّ إليّ من أن تهب لي عددها دنانير، قال:

إنك مفتون، أم و اللّه لو عملت بما سمعت لكان[ (6) لك في ذلك شغل عما لم تسمع ثم قال:

سمعت] سليمان بن مهران يقول: إذا كان بين يديك طعام تأكله فتأخذ اللقمة فترمي بها خلف ظهرك كلّما أخذت اللقمة رميت بها خلف ظهرك متى تشبع.

ص: 396


1- كذا بالأصل و الحلية، و في المختصر: تفعل.
2- في الحلية: بولدها، تسقيه مرة حضضا، و مرة صبرا.
3- الحضض: دواء، أو عصارة شجر معروف مرّ يشبه الصبر، يتداوى به، أو هو الصبر (راجع اللسان).
4- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 86/8.
5- بالأصل:«كأنه» و المثبت عن حلية الأولياء.
6- ما بين الرقمين ليس في حلية الأولياء.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو الحسن بن سعيد، قال ابن زريق: أنبأنا - و قال ابن سعيد: حدّثنا - أبو بكر الخطيب، أنبأنا البرقاني، أنبأنا أبو العباس بن حمدان، أنبأنا محمّد بن أيوب، أنبأنا الحسن بن عيسى قال: كان ابن المبارك يعظم الفضيل، و أبا بكر بن عياش، و لو كانا على غير تفضيل أبي بكر و عمر لم يعظّمهما.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا يحيى بن المختار قال:

سمعت بشر بن الحارث يقول: سمعت الفضيل بن عياض يقول: بلغني أنّ اللّه قد حجر التوبة عن كلّ صاحب بدعة، و شرّ أهل البدع المبغضون لأصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم التفت إليّ فقال لي: اجعل أوثق عملك عند اللّه حبّك أصحاب نبيّه صلى اللّه عليه و سلم، فإنّك لو قدمت الموقف بمثل تراب الأرض ذنوبا غفر لها اللّه لك، و لو جئت الموقف و في قلبك مقياس ذرّة بغضا لهم لما نفعك مع ذلك عمل.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد السّلام بن أبي الحزوّر، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن سعيد المالكي، حدّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصوفي، حدّثنا عبد الصّمد بن يزيد مردويه قال:

سمعت الفضيل بن عياض يقول: إذا علم اللّه من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر اللّه له و إن قلّ عمله (1).

قال: و سمعت الفضيل بن عياض يقول:

إنّ للّه ملائكة يطلبون حلق الذكر، فانظر مع من يكون مجلسك، و لا يكون مع صاحب بدعة، فإنّ اللّه لا ينظر إليه، و علامة النفاق أن يقوم الرجل و يقعد مع صاحب بدعة (2).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو الفضل محمّد بن إبراهيم، حدّثنا سعيد بن عيسى بن زيد، حدّثنا محمّد بن أبي نملة (3)، قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول:

ص: 397


1- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 103/8 عن عبد الصمد بن يزيد.
2- حلية الأولياء 104/8.
3- بالأصل هنا: نميلة، تصحيف، و التصويب عن تهذيب الكمال.

ليس لأحد أن يقعد مع من شاء لأن اللّه يقول: وَ إِذٰا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيٰاتِنٰا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتّٰى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ (1)إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ (2) و ليس له أن ينظر إلى من يشاء لأن اللّه عزّ و جلّ يقول: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصٰارِهِمْ (3) و ليس له أن يقول ما لا يعلم أو يستمع إلى ما شاء، أو يهوى ما شاء، لأن اللّه يقول: وَ لاٰ تَقْفُ مٰا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤٰادَ كُلُّ أُولٰئِكَ كٰانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً (4).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو نصر بن قتادة، أخبرني أبو الحسن بن عبدة السّليطي، حدّثنا محمّد بن إسحاق السراج قال: سمعت إسحاق بن إبراهيم الغازي يقول: سمعت عبد الصّمد مردويه يقول:

قال الفضيل: لا تجلس مع صاحب بدعة فإنّي أخاف أن تنزل عليه اللعنة.

قال: و قال الفضيل بن عياض:

علامة البلاء أن يكون خدن الرجل صاحب بدعة (5).

و قال: طوبى لمن مات على الإسلام و السنّة، ثم بكى على زمان يأتي، تظهر فيه البدعة، فإذا كان ذلك فليكثر من قول: ما شاء اللّه.

قال: و قال الفضيل: من قال ما شاء اللّه، فقد سلّم لأمر اللّه.

قال: و حدّثنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن الرازي قال: سمعت محمّد بن نصر بن منصور الصائغ، حدّثنا مردويه الصائغ قال:

سمعت الفضيل بن عياض يقول: من جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة (6).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن إبراهيم بن محمّد الدامغاني (7)،أنبأنا أبو الفتح... (8)

حمزة بن محمّد الجرجاني، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف بن بامويه الأصبهاني (9)،أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدّثنا أبو العباس الفضل بن يوسف القصباني (10)،حدّثنا يحيى بن

ص: 398


1- سورة الأنعام، الآية:68.
2- سورة النساء، الآية:140.
3- سورة النور، الآية:30.
4- سورة الإسراء، الآية:36.
5- حلية الأولياء 108/8 و فيها: أن يكون الرجل.
6- حلية الأولياء 103/8.
7- قارن مع مشيخة ابن عساكر 177/أ.
8- اللفظة غير واضحة في الأصل.
9- ترجمته في سير أعلام النبلاء 239/17.
10- بدون إعجام بالأصل، و رسمها:«الع - ا - ى» و المثبت عن تهذيب الكمال 128/20 ذكره المزي فيمن روى عن يحيى بن طلحة اليربوعي.

طلحة اليربوعي، حدّثنا بعض... (1) يسمى طلحة مكتوب في كتابي قال:

كنا مع فضيل بن عياض على جبل من جبال منّى... (2) على القرآن و رغبنا و قال:

لو أن وليا من أولياء اللّه أمر هذا الجبل أن يميل لمال، فتحرك الجبل، فقال الفضيل: يرحمك اللّه إنا لم نرد هذا، فسكن الجبل.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (3)،حدّثنا عبد اللّه بن محمّد ابن جعفر، حدّثنا جعفر بن أحمد بن فارس، حدّثنا إبراهيم بن الجنيد، حدّثنا مليح بن وكيع قال: سمعتهم يقولون:

خرجنا من مكة في طلب فضيل بن عياض في رأس الجبل، فقرأنا القرآن، فإذا هو قد خرج علينا من شعب لم نره، فقال لنا: أخرجتموني من منزلي و منعتموني الصلاة و الطواف، أما إنكم لو أطعتم اللّه ثم شئتم أن تزول الجبال معكم زالت، ثم دقّ الجبل بيده فرأينا الجبال - أو الجبل - قد اهتزّت و تحرّكت.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو علي الرّوذباري، أنبأنا الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي، حدّثنا أبو خالد العقيلي بمكة، حدّثنا معاذ بن أسد قال:

سمعت الفضيل بن عياض يقول: أصل الإيمان عندنا و فرعه و داخله و خارجه بعد الشهادة بالتوحيد و بعد الشهادة للنبي صلى اللّه عليه و سلم بالبلاغ، و بعد أداء الفرائض: صدق الحديث، و حفظ الأمانة، و ترك الخيانة، و وفاء بالعهد، و صلة الرحم، و النصيحة لجميع المسلمين.

قال معاذ: قلت: يا أبا علي (4) من رأيك تقوله أو سمعته ؟ قال: لا بل سمعناه و نقلناه من أصحابنا، و لو لم آخذه عن أهل الثقة و الفضل لم أتكلّم به.

قال معاذ: و كانت سبعا فنسيت واحدة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا محمّد بن عبد العزيز، حدّثنا عبد الصمد قال: سمعت الفضيل يقول: أصل الزهد الرضا عن اللّه.

ص: 399


1- كلمة غير واضحة بالأصل.
2- كلمة غير واضحة بالأصل.
3- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 112/8.
4- بالأصل:«قلت: يا أبي من رأيك» صوبنا الجملة عن المختصر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو علي الحسين بن محمّد بن فهد العلاّف، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن حمّاد الموصلي، حدّثنا أحمد بن سلمان، حدّثنا إسماعيل بن بكر السّكوني، حدّثنا محمّد بن مكرم، حدّثني عبد الرّحمن بن عفان، حدّثني بشر بن الحارث قال:

قال لي الفضيل بن عياض: يا بشر الرضا عن اللّه أكبر من الزهد في الدنيا، قلت: يا أبا علي كيف ذاك ؟ قال: يكون العطاء و المنع في قلبك بمنزلة واحدة.

أخبرنا (1) أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا [أبو] (2) الحسين بن بشران، أنبأنا أبو عمرو بن السّمّاك قال: قال أبو بكر بن عبد الرّحمن بن عفّان: أخبرني بشر ابن الحارث قال:

قال فضيل بن عياض: يا بشر، الرضا الأكبر عن اللّه عزّ و جل الزهد في الدنيا، قال:

قلت: كيف هذا يا أبا علي ؟ قال: يكون العطاء في قلبك و المنع بمنزلة واحدة (3).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، أنبأنا أبو عثمان الخياط قال: سمعت السّري يقول:

سمعت رجلا يسأل الفضيل، قال له: يا أبا علي علّمني الرضا، قال له الفضيل: يا بن أخي ارض عن اللّه، فرضاك عن اللّه يهب لك الرضا.

قال: و حدّثنا أبو عثمان الخياط ، قال: سمعت محمّد بن الحسن الهمداني يقول:

توفي للرشيد ابن، فكتب إليه الفضيل بن عياض: أما بعد يا أمير المؤمنين، فإن استطعت أن يكون شكرك له حين أخذه منك أفضل من شكرك له حين وهبه لك، يا أمير المؤمنين، إنه جلّ ثناؤه لما وهبه لك أخذ هبته و لو بقي لم تسلم من فتنته، أ رأيت جزعك عليه، و تلهّفك على فراقه ؟ أرضيت الدنيا لنفسك أ فترضاها لابنك، أمّا هو فقد خلص من الكدر، و بقيت أنت في الخطر.

أخبرنا (4) أبو القاسم الحسيني، أنبأنا رشأ بن نظيف المقرئ، أنبأنا الحسين بن

ص: 400


1- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
2- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
3- كتب فوقها بالأصل: إلى.
4- كتب فوقها في الأصل: ملحق.

إسماعيل المقرئ، حدّثنا أحمد بن مروان الدّينوري، حدّثنا يحيى بن المختار قال: سمعت بشر بن الحارث يقول:

رأى فضيل بن عياض رجلا يسأل في الموقف، فقال له: أ في هذا الموضع تسأل غير اللّه ؟ (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنبأنا أبو عثمان سعيد بن محمّد قال: سمعت أبا عمرو محمّد بن أحمد بن حمدان يقول: سمعت أبا يعلى الموصلي يقول: سمعت عبد الصمد بن زيد يقول:

سمعت فضيلا يقول - و شكا إليه أهل مكة القحط - فقال: مدبّرا غير اللّه تريدون ؟ (2).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن ابن محمّد السّرّاج، و أبو نصر بن قتادة قالا: حدّثنا الإمام أبو سهل محمّد بن سليمان، أنبأنا أبو بكر الأنباري، حدّثنا أبو عيسى الح - لى (3)،حدّثنا أبو يعلى، حدّثنا الأصمعي قال:

نظر الفضيل بن عياض إلى رجل يشكو إلى رجل حاله، فقال: يا هذا تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك ؟ (4).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قال: أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو يعلى.

ح و أخبرنا أبو علي بن السّبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالا: أنبأنا الحسن بن علي الجوهري، أنبأنا أبو حفص عمر بن محمّد بن علي بن الزيات، حدّثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري، حدّثنا زكريا بن يحيى بن خلاّد المنقري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو القاسم المستملي، قالا: أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا السيد أبو الحسن الهمداني، أنبأنا محمّد بن العباس بن المغيرة الجوهري - بالرملة - حدّثنا محمّد بن أحمد بن أبي بكر المقدّمي، حدّثنا أبو يعلى السّاجي، حدّثنا الأصمعي، قال:

ص: 401


1- كتب فوقها بالأصل: إلى.
2- باختلاف الرواية في حلية الأولياء 93/8.
3- كذا بدون إعجام بالأصل.
4- سير أعلام النبلاء 439/8.

نظر الفضيل إلى رجل يشكو - زاد الجوهري: إلى رجل - ما هو فيه من الضيق و الضّرّ - و قال الجوهري: و الفقر - فأقبل عليه و قال: يا هذا - و في حديث عبيد اللّه: فقال له: يا هذا - أ تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك ؟ أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، حدّثنا أبو عثمان الخيّاط قال: سمعت السّري يقول:

سمعت فضيلا يقول عن ابنة له توجّف كفّها فعادها فقال لها: يا بنية كيف كفّك هذه ؟ فقالت له: يا أبت قد بسط لي من ثوابها ما لا أؤدي شكره عليه أبدا، فتعجّب من حسن يقينها، قال الفضيل: فأنا عندها قاعد إذ أتاني ابن لي له ثلاث سنين، فقبّلته و ضممته إلى صدري، فقالت لي: يا أبة سألتك باللّه أ تحبّه ؟ فقلت: أي و اللّه يا بنية إنّي لأحبه، فقالت: يا سوأتاه لك من اللّه يا أبة، إنّي ظننت أنّك لا تحب مع اللّه غير اللّه، فقلت لها: أي بنية أ فلا (1)تحبون الأولاد؟ فقالت: المحبة للخالق و الرحمة للأولاد، قال: فلطم الفضيل رأس نفسه و قال: يا ربّ هذه ابنتي هيّمتني في حبها و حبّ أخيها، و عزتك لا أحببت معك أحدا حتى ألقاك.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أنبأنا أبو جعفر الرازي، حدّثنا عباس بن حمزة، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا عبد اللّه الساحي (2) يقول:

سأل رجل فضيل بن عياض: متى يبلغ الرجل غاية حب اللّه ؟ قال: إذا كان عطاؤه إياك و منعه سواء (3).

قال: و أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: سمعت علي بن بندار يقول: سمعت عبد اللّه بن محمود يقول: سمعت محمّد بن عبدويه يقول (4):

سمعت الفضيل يقول: ترك العمل من أجل الناس رياء، و العمل من أجل الناس شرك، و الإخلاص أن يعافيك اللّه عنهما.

ص: 402


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن المختصر.
2- كذا رسمها بالأصل.
3- الخبر في حلية الأولياء 113/8 ببعض اختلاف، من طريق أبي عبد اللّه الساجي. و ذكر المزي في تهذيب الكمال في الرواة عن فضيل: أبا عبد اللّه الناجي.
4- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 427/8 و المزي في تهذيب الكمال 111/15.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو زكريا العنبري، حدّثنا زكريا بن دلويه العابد، حدّثنا أبو ثميلة محمّد بن أبي - م - له (1) قال:

و سمعت الفضيل بن عياض يقول: خيبة لك إن كنت ترى أنك تعرفه و أنت تعمل لغيره.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (2)،أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو خزيمة، حدّثني يونس بن محمّد المكي قال:

قال فضيل بن عياض لرجل: لأعلّمنّك كلمة هي خير من الدنيا و ما فيها، و اللّه لئن علم اللّه منك إخراج الآدميين من قلبك حتى لا يبقى في قلبك مكان لغيره لم تسأله شيئا إلاّ أعطاك.

حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل (3)-إملاء - أنبأنا محمد بن أحمد السّمسار (4)،أنبأنا أبو سعيد محمّد بن علي بن عمرو النقاش (5)،أنبأنا علي بن محمّد بن سعيد الموصلي، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد الخراساني، حدّثنا إبراهيم بن هانئ قال:

سمعت بشر بن الحارث قال: قال الفضيل بن عياض: ليتني أموت و أنا مخلّط ، أخاف أن أموت و أنا مرائي (6)،يدعى بي يوم القيامة على رءوس الخلائق، يا فضيل خذ أجرك ممن عملت له.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنبأنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه، أنبأنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، حدّثنا محمّد بن عقيل البلخي، حدّثنا عباس الدوري، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الأنباري الزاهد الحذّاء، قال:

سمعت فضيل بن عياض يقول: و اللّه ما أدري ما أنا، كذّاب أنا؟ مرائي (7) أنا؟ ما أدري ما أنا؟

ص: 403


1- كذا رسمها بالأصل، و مرّ في تهذيب الكمال أن محمد بن أبي نملة يروي عن فضيل بن عياض، و في المختصر هنا: محمد بن أبي تميلة. و لم أجده.
2- بالأصل: اللبناني، بتقديم الباء، تصحيف، و الصواب ما أثبت اللنباني، بتقديم النون، و السند معروف.
3- قارن مع مشيخة ابن عساكر 30/ب.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 484/18.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 307/17.
6- كذا بالأصل بإثبات الياء، و هو جائز.
7- كذا بالأصل بإثبات الياء، و هو جائز.

أخبرنا (1) أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني محمّد بن حامد البزّاز، حدّثنا الحسن بن الحسين، حدّثنا محمّد بن عبد الوهّاب، حدّثنا علي بن عثّام (2) عن فضيل بن عياض قال:

ما دخل عليّ أحد إلاّ خفت أن أتصنّع له أو يتصنّع لي.

قال: و أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن محمّد الشيباني قال:

سمعت زنجويه بن الحسن حدّثنا علي بن الحسن الهلالي، حدّثنا إبراهيم بن الأشعث قال:

سمعت الفضيل يقول:

خير العمل أخفاه، أمنعه من الشيطان و أبعده من الرياء (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد السّكوني، حدّثنا أحمد بن يوسف بن خالد التّغلبي (4)،حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، حدّثنا محمّد بن إسحاق قال:

أتينا فضيل بن عياض لنسمع منه، فلمّا رآنا وقف على باب الدار، فلما أتيناه سلّمنا عليه، فقال لنا: لقد تعوذت باللّه من شرّكم حيث رأيتكم، قلنا له: و لم يا أبا علي ؟ قال: أكره أن تزيّنوا إليّ و أتزيّن لكم.

قال: و حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، حدّثنا أبو عبد اللّه الأنطاكي قال (5):

اجتمع فضيل بن عياض و سفيان الثوري فتذاكروا فرقّ أو بكى سفيان قال: فقال سفيان لفضيل: يا أبا علي إنّي لأرجو أن يكون هذا المجلس علينا رحمة و بركة، فقال له الفضيل:

لكني أبا عبد اللّه أخاف أن لا يكون هذا المجلس جلسنا مجلسا قطّ هو أضرّ علينا منه، قال:

و لم يا أبا علي ؟ قال: أ لست تخلّصت إلى أحسن حديثك فحدثتني به، و تخلّصت أنا إلى أحسن حديثي فحدثتك به، فتزيّنت لي و تزيّنت لك ؟ فبكى سفيان بكاء أشدّ من البكاء الأول ثم قال: أحييتني أحياك اللّه.

ص: 404


1- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
2- تقرأ بالأصل: غنام، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ورد في تهذيب الكمال في أسماء الرواة عن فضيل بن عياض. ترجمته في سير أعلام النبلاء 566/10.
3- كتب بعدها بالأصل: إلى.
4- إعجامها مضطرب بالأصل و تقرأ: الثعلبي، تصحيف.
5- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 114/8 من طريق آخر، و باختلاف بعض ألفاظه.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي عبد الرّحمن، أنبأنا أبو بكر الحافظ ، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، و أبو الحسين بن بشران، قالا: أنبأنا أبو عمرو عثمان بن أحمد، حدّثنا محمّد بن أحمد بن البراء، حدّثنا أبو بكر بن عفان الصوفي، حدّثني بشر بن الحارث قال: سمعت فضيل بن عياض يقول: لأن آكل الدنيا بالطبل و المزمار - و في رواية ابن بشران: لأن آكل الدنيا بطبل و مزمار - أحبّ إليّ من [أن] (1) آكلها بدين.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، حدّثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد، أنبأنا أبو الفرج عبيد اللّه بن محمّد النحوي، حدّثنا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن عبد الرحيم القيسراني، حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد الخرائطي، حدّثنا التّرقفي (2)-هو العباس بن عبد اللّه - حدّثنا الفيض بن إسحاق (3) قال: قال الفضيل بن عياض:

تزينت لكم بالصوف فلمّا لم ترهم يرفعون بك رأسا تزينت لهم بالقرآن، فلمّا لم ترهم يرفعون بك رأسا تزيّنت لهم بشيء بعد شيء، كلّ ذلك إنّما هو لحب الدنيا.

قال (4):و قال لي الفضيل: لو قيل لك يا مرائي غضبت و شقّ عليك، و عسى ما قيل حقّ ، تزيّنت للدنيا و تصنّعت لها، قصّرت ثيابك و حسنت سمتك، و كففت أذاك، حتى يقولوا: أبو يزيد (5) عابد، ما أحسن سمته و أحسن جواره، و أكف أذاه، فيكرمونك و يعطرونك (6) و يهدون إليك مثل الدرهم السّتّوق (7) لا يعرفه كلّ أحد، فإذا قشروا قشروا عن نحاس، ويحك ما تدري في أيّ الأصناف تدعى غدا أ في المرائين أم في غير ذلك ؟ ثم قال:

اتّق اللّه، لا تكن مرائيا و أنت لا تشعر.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا-[و] (8) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب، حدّثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني (9)،أنبأنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، أنبأنا

ص: 405


1- زيادة للإيضاح.
2- بدون إعجام بالأصل، و الصواب ما أثبت و ضبط ، ترجمته في سير أعلام النبلاء 12/13.
3- من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 98/8.
4- من طريق الفيض بن إسحاق رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 439/8 و حلية الأولياء 94/8.
5- في سير الأعلام: أبو فلان عابد.
6- كذا بالأصل، و في المختصر:«و يفطرونك» و في سير الأعلام: و ينظرونك.
7- هو الدرهم الرديء الزيف لا خير فيه.(راجع اللسان).
8- زيادة لتقويم السند.
9- بالأصل: الكناني، تصحيف.

أحمد بن عبد الوهّاب اللّهبي، حدّثنا محمّد بن العباس بن الدّرفس، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، حدّثنا إسحاق بن عبّاد أبو يعقوب البغدادي قال: سمعت أحمد بن يونس الكوفي قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: إنّما مهابك هذا الخلق على قدر هيبتك للّه عزّ و جل.

و قال الفضيل: إنّما يطيع اللّه كلّ إنسان على قدر منزلته منه.

أخبرنا (1) أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا عبد الرّحمن بن حمدان الهمداني، حدّثنا أبو حاتم الرازي، حدّثنا موسى بن عمران الطّرسوسي، حدّثنا فيض بن إسحاق الرّقّي قال:

قال الفضيل بن عياض: إن خفت اللّه لم يضرك أحد، و إن خفت غير اللّه لم ينفعك أحد.

قال: و سألت الفضيل بن عياض عن شيء فقال: من خاف اللّه خاف منه كل شيء، و من خاف غير اللّه خاف من كل شيء.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا جعفر بن محمّد، حدّثنا أحمد بن مسروق قال:

سمعت سري بن المغلّس يقول (2):

سمعت الفضيل بن عياض يقول: من خاف اللّه لم يضرّه أحد، و من خاف غير اللّه لم ينفعه أحد.

قال: و أنبأنا عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أنبأنا إبراهيم بن فراس الفقيه، حدّثنا المفضّل بن محمّد (3)،أنبأنا إسحاق بن إبراهيم الطّبري قال:

قيل للفضيل بن عياض: يا أبا علي ما الخلاص مما نحن فيه ؟ فقال له: أخبرني من أطاع اللّه هل تضره معصية أحد؟ قال: لا، فمن عصى اللّه هل تنفعه طاعة أحد؟ قال: لا، قال: هو الخلاص إن أردت (4).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري، أنبأنا

ص: 406


1- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
2- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 426/8 و حلية الأولياء 88/8 و تهذيب الكمال 110/15.
3- من طريقه رواه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء 88/8.
4- كتب فوقها بالأصل: إلى.

الحسن بن محمّد المخلدي، أنبأنا المؤمّل بن الحسن بن عيسى الماسرجسي، حدّثنا الفضل ابن عبد اللّه، حدّثنا الفيض بن إسحاق (1) الرّقّي قال (2):سمعت الفضيل بن عياض و سأله عبد اللّه بن مالك فقال: يا أبا علي ما الخلاص مما نحن فيه ؟ فقال الفضيل: أخبرني من أطاع اللّه هل يضره معصية أحد؟ قال: لا، قال: فمن عصى اللّه هل تضرّه طاعة أحد؟ قال: لا، قال: هذا الخلاص إن أردت الخلاص.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنبأنا المبارك بن عبد الجبّار - ببغداد - أنبأنا أبو الحسن العتيقي، حدّثنا محمّد بن المظفّر بن موسى الحافظ ، أنبأنا أحمد بن الحسن ابن عبد الجبّار الصوفي، حدّثنا عبد الصمد بن يزيد مردويه قال:

سمعت الفضيل بن عياض يقول: من أحسن فيما بقي غفر له ما مضى و ما بقي، و من أساء فيما بقي أخذ بما مضى و ما بقي، ثم بكى الفضيل فقال: أسأل اللّه أن يجعلنا و إيّاكم ممن يحسن فيما بقي (3).

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن الحسين، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو طاهر الفقيه، أنبأنا أبو بكر القطان، حدّثنا محمّد بن يزيد هو السلمي، حدّثنا إبراهيم ابن الأشعث قال (4):

سمعت الفضيل بن عياض يقول: بلغني أن العلماء فيما مضى كانوا إن تعلّموا عملوا، و إذا عملوا شغلوا، و إذا شغلوا فقدوا، و إذا فقدوا طلبوا، إذا طلبوا هربوا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا-[و] (5) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنبأنا علي بن أبي علي المعدل، حدّثنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزهري، حدّثنا أبو طلحة أحمد بن محمّد بن عبد الكريم الفزاري، حدّثنا فتح بن شخرف - أبو نصر الخراساني و كان من العابدين - حدّثني طاهر بن عبد الملك المصّيصي سمعت أبي

ص: 407


1- بالأصل هنا: يزيد، تصحيف، انظر الحاشية التالية.
2- رواه المزني في تهذيب الكمال 110/15 و الذهبي في سير الأعلام 426/8 من طريق الفيض بن إسحاق الرقي. و انظر حلية الأولياء 88/8.
3- حلية الأولياء 113/8 باختلاف.
4- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 439/8-440.
5- زيادة منا لتقويم السند.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 385/12 في ترجمة فتح بن شخرف.

يقول: سمعت الفضيل بن عياض يقول: أنا منذ عشرين سنة أطلب رفيقا إذا غضب لم يكذب عليّ .

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل بن بشر، قالوا: أنبأنا أبو الحسين بن مكي، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن العباس الإخميمي، حدّثنا عبد الجبار بن أحمد السّمرقندي، حدّثنا محمّد بن يعقوب بن الفرجي، حدّثني عبد الصمد بن يزيد مردويه قال:

قال الفضيل بن عياض: طوبى لمن استوحش من الناس و كان اللّه أنسه.

و قال: اطلب العلم لنفسك، و انظر إلى من تسلمه يا مسكين فإن اللّه يسألك عنه و قد قيل لإبراهيم بن أدهم: من أين أقبلت يا أبا إسحاق ؟ قال: من أنس الرّحمن، و قيل له: فإلى أين تريد؟ قال: إلى أنس الرّحمن.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن يعقوب الفقيه، حدّثني أبو الحسين محمّد بن علي بن... (1)،حدّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، حدّثنا عبد الصمد قال (2):

سمعت الفضيل يقول: رحم اللّه عبدا أخمل (3) ذكره، و بكى على خطيئته قبل أن يرتهن بعمله.

قال[ (4):و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ].

ح و أخبرنا (5) أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني (6)-بمرو - أنبأنا أبو بكر بن خلف، أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه، حدّثنا أبو بكر محمّد بن داود بن سليمان، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد السّمناني (7)،حدّثنا محمّد بن داود بن أبي ناجية، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه العنبري قال:

ص: 408


1- بدون إعجام بالأصل و صورتها:«حس».
2- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 112/8.
3- كذا بالأصل، و في الحلية:«أخمد» و في المختصر:«أجمل».
4- كذا ما بين الرقمين بالأصل.
5- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 114/20.
7- ترجمته في سير أعلام النبلاء 194/14.

سمعت الفضيل بن عياض يقول: كامل المروءة من برّ والديه و أصلح ماله، و أنفق من ماله، و حسّن خلقه، و أكرم إخوانه، و لزم بيته.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة الوكيل، و أبو المعالي الحسين بن حمزة الشّعيري قالوا: أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو بكر الخرائطي، حدّثنا العباس بن عبد اللّه التّرقفي (1)،حدّثنا الفيض بن إسحاق قال:

قال الفضيل: أخلاق الدنيا و الآخرة أن تصل من قطعك، و تعطي من حرمك، و تعفو عن من ظلمك.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن مندة (2)،أنبأنا أبي، أنبأنا عمرو بن الحسن بن علي بن مالك، حدّثنا أبو العباس محمّد بن يزيد المبرّد، أخبرني عبد عمرو بن عبد الرّحمن قال:

قال فضيل بن عياض: إذا خالطت فلا تخالط إلاّ حسن الخلق، فإنه لا يدعو إلاّ إلى الخير، و لا تخالط سيئ الخلق فإنه لا يدعو إلاّ إلى الشر.

و أخبرنا أبو القاسم، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أنبأنا أبو نصر القيسي - بهراة - حدّثنا أبو سعيد يحيى بن منصور، قال: سمعت أبا يحيى الكردي يقول:

قال فضيل بن عياض: إذا رأيت الأسد فلا يهولك، و إذا رأيت ابن آدم فخذ ثوبك ثم فرّ، ثم فرّ (3).

أخبرنا أبو منصور سعيد بن محمّد بن منصور الفارسي، و أبو حامد أحمد بن عمر بن أحمد بن علي الفنجكردي (4)،و أبو نصر الحسن بن إسماعيل بن أبي القاسم الشّجاعي (5)، و أبو نصر محمّد بن أسعد بن علي الفراوي (6)،و أبو القاسم محمود بن أبي منصور بن أبي

ص: 409


1- إعجامها مضطرب بالأصل و تقرأ: الترفقي، تصحيف، تقدم التعريف به.
2- ترجمته في سير الأعلام 355/18.
3- كتب بعدها في الأصل: إلى.
4- قارن مع مشيخة ابن عساكر 12/أ.
5- قارن مع مشيخة ابن عساكر 43/أ.
6- قارن مع مشيخة ابن عساكر 177/ب.

القاسم السّيّاري (1)،قالوا: أنبأنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد، حدّثنا أبو سعيد بن بامويه - إملاء-.

ح و أخبرنا (2) أبو طالب بن أبي عقيل، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس (3).

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدّثنا مسلم بن عبد اللّه الخراساني قال:

سمعت الفضيل بن عياض يقول:

من خالط الناس لا ينجو من إحدى اثنتين: إمّا أن يخوض معهم إذا خاضوا في الباطل، أو يسكت إن رأى منكرا أو سمع من جليسه شيئا فيأثم فيه.

أخبرنا (4) أبو القاسم، أنبأنا أبو بكر البيهقي، حدّثنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد النّسائي (5) قال: سمعت زنجويه بن الحسن، حدّثنا علي بن الحسن، حدّثنا إبراهيم بن الأشعث قال:

سمعت الفضيل يقول: طوبى لمن استوحش من الناس و أنس بربه، و بكى على خطيئته.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو علي محمّد بن عمر، حدّثنا محمّد بن يزيد السلمي، حدّثنا إبراهيم بن الأشعث قال (6):

سمعت الفضيل بن عياض و هو يقول: وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّٰى نَعْلَمَ الْمُجٰاهِدِينَ مِنْكُمْ وَ الصّٰابِرِينَ وَ نَبْلُوَا أَخْبٰارَكُمْ (7) قال: فجعل يردد هذه الآية و يقول: إنك إذا بلوت (8) أخبارنا هتكت أستارنا، إنك إن بلوت أخبارنا فضحتنا.

ص: 410


1- مشيخة ابن عساكر 239/أ.
2- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
3- كتب فوقها بالأصل: إلى.
4- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 412/16.
6- من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 111/8 باختلاف و زيادة.
7- سورة محمد، الآية:31.
8- الذي في حلية الأولياء: إنك إذا بلوت أخبارنا فضحتنا و هتكت أستارنا، إنك إذا بلوت أخبارنا أهلكتنا و عذبتنا، و يبكي.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر بن خلف.

ح و أخبرنا أبو القاسم المستملي، أنبأنا أحمد بن الحسين الحافظ .

قالا: أنبأنا أبو طاهر الفقيه، أنبأنا أبو حامد بن بلال، حدّثنا محمّد بن يزيد، حدّثنا إبراهيم بن الأشعث قال:

سمعت الفضيل بن عياض يقول: ما أجد لذة و لا راحة و لا قرّة عين إلاّ حين أخلو في بيتي بربّي، فإذا سمعت النداء قلت: إنّا للّه و إنا إليه راجعون، كراهية أن ألقى الناس فيشغلوني عن ربي تبارك و تعالى.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي، و أبو القاسم المستملي، قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، قال: سمعت [أبو] (1) محمّد عبد اللّه بن يوسف الصوفي يقول: سمعت ابن الأعرابي يقول (2).

ح و أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنبأنا أبو الحسن الخلعي، أنبأنا أبو محمّد بن النحاس، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي [يقول:

حدثنا (3) سلم بن عبد اللّه الخراساني أبو محمّد سنة ستين قال:

سمعت الفضيل بن عياض يقول: كفى باللّه محبا، و بالقرآن مؤنسا، و بالموت واعظا، اتخذ اللّه صاحبا و دع الناس جانبا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا عبد اللّه بن يوسف، أنبأنا أحمد بن محمّد بن زياد، حدّثنا سلم بن عبد اللّه أبو محمّد الخراساني قال:

سمعت الفضيل بن عياض يقول: كفى باللّه محبا، و بالقرآن مؤنسا، و بالموت واعظا، و كفى بخشية اللّه علما، و الاغترار باللّه جهلا (4).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا إبراهيم بن سعيد الحبّال - بمصر.

ح و أخبرنا (5) أبو طالب الصوري، أنبأنا أبو الحسن الخلعي، قالا: أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس قال: سمعت أبا سعيد بن الأعرابي يقول: سمعت سلم بن

ص: 411


1- زيادة لازمة للإيضاح.
2- كذا.
3- كذا بالأصل، و ثمة سقط في السند، و الزيادة منا لتقويمه.
4- سير أعلام النبلاء 440/8.
5- كتب فوقها بالأصل: ملحق.

عبد اللّه أبو محمّد (1) سمعت الفضيل بن عياض يقول: كفى (2) بخشية اللّه علما و بالاغترار باللّه جهلا (3).

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنبأنا جدي أبو المعالي عمر بن محمّد بن الحسين قال: سمعت الشيخ أبا محمّد عبد اللّه بن يوسف الزاهد الصوفي يقول.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الأصبهاني، أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد الواحدي، و أحمد بن علي بن خلف - فرقهما - قالا: أنبأنا عبد اللّه بن يوسف قال:

سمعت أبا سعيد بن الأعرابي يقول.

ح و أخبرنا (4) أبو طالب بن أبي عقيل، أنبأنا علي بن الحسن الفقيه، أنبأنا عبد الرّحمن ابن عمر، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي قال (5):سمعت سالم (6) بن عبد اللّه الخراساني يقول:

سمعت الفضيل بن عياض يقول:

تفكّروا و اعملوا من قبل أن تندموا و لا تغترّوا بالدنيا فإنّ صحيحها يسقم، و جديدها يبلى، و نعيمها يفنى، و شبابها يهرم.

زاد ابن أبي عقيل:

ألا إنّ الناس قد تاهوا بين الدراهم و الدنانير، و ليس لامرئ خير مما نوى و قدّم.

و سقط من رواية ابن خلف: و جديدها يبلى (7).

أخبرنا (8) أبو القاسم المستملي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه

ص: 412


1- بعدها بالأصل:«أبو محمد قال» شطبت بخط أفقي.
2- كتب بعدها بالأصل ما يلي:«باللّه محبا و بالقرآن مؤنسا و بالموت واعظا و كفى بخشية اللّه علما» ثم شطبت العبارة كلها بخط أفقي.
3- كتب على هامش الأصل مقابل هذا الخبر:«عبد الرحمن بن عمر بن النحاس قال سمعت أبا سعيد بن الأعرابي يقول: سمعت سلم بن عبد اللّه محمّد الخراساني سنة ستين يقول» و كتب بعدها كلمة صح. و لم أقف على مكان هذا الاستدراك بالأصل.
4- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
5- كتب فوقها بالأصل: إلى.
6- كذا بالأصل هنا:«سالم» تصحيف، و قد مرّ: سلم، و هو الصواب.
7- كتب فوقها بالأصل: إلى.
8- كتب فوقها بالأصل: ملحق.

الحافظ ، حدّثنا أبو عمرو بن السماك، حدّثنا الحسين بن عمرو السبعين (1) قال: سمعت بشر ابن الحارث يقول:

قال الفضيل بن عياض: إن أردت أن تستريح فلا تبالي من أكل الدنيا (2).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن إسحاق، أنبأنا محمّد بن يونس، حدّثنا إبراهيم بن نصر قال:

سمعت فضيل بن عياض يقول: رهبة العبد من اللّه على قدر علمه باللّه، و زهادته في الدنيا على قدر شوقه إلى الجنّة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو أبو بكر الخطيب، أنبأنا [أبو الحسين] بن بشران، أنبأنا [أبو علي] بن صفوان، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثني القاسم بن هاشم، عن إبراهيم بن الأشعث أنه حدّث عنه قال:

سمعت الفضيل بن عياض يقول: إنّ رهبة العبد من اللّه على قدر علمه باللّه، و إنّ زهادته في الدنيا على قدر رغبته في الآخرة (3).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو علي الحسين بن محمّد الرّوذباري، حدّثنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرني أبو بكر بن المرزبان، قال: سمعت محمّد بن هارون (4)-يعني: أبا نشيط - يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول:

قال الفضيل بن عياض: رهبة العبد من اللّه على قدر علمه باللّه، و زهده في الدنيا على قدر رغبته في الآخرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنبأنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد المقرئ الشيخ الصالح، حدّثنا أبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان الفقيه، حدّثني أبو العباس الفضل بن الفضل الكندي، حدّثنا محمّد بن إبراهيم الرازي الطيالسي قال: سمعت يحيى بن معاذ الرازي يقول: سمعت الفضيل بن عياض يقول:

ص: 413


1- كذا بالأصل:«الحسين بن عمرو السبعين» و لعله صحف عن: الحسن بن عمرو المروزي المعروف بالشيعي، كذا ورد في أسماء الرواة عن بشر الحافي في تهذيب الكمال 62/3.
2- كتب فوقها بالأصل: إلى.
3- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 89/8.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 324/12.

جعل الشرّ كله في بيت، و جعل مفتاحه حبّ الدنيا، و جعل الخير كله في بيت و جعل مفتاحه حب الزهد في الدنيا (1).

قال: و حدّثنا الحسن، حدّثنا أوس بن أحمد بن أوس - بهمذان - حدّثنا عبد اللّه بن محمود المروزي قال: سمعت إبراهيم بن أحمد الخزاعي يقول: سمعت الفضيل بن عياض.

و سمعت أبا بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي (2) يقول: سمعت أبا سعد محمّد بن محمّد بن محمّد يقول: سمعت نوح بن نصر الفرغاني يقول: سمعت أبا الفرج ... (3) بن عبد اللّه يقول: سمعت إبراهيم المروزي يقول: سمعت عبد اللّه بن محمود يقول: سمعت إبراهيم بن أحمد الخزاعي يقول: سمعت الفضيل يقول:

لو أنّ الدنيا كلها بحذافيرها جعلت لي حلالا لكنت أتقذّرها.

أخبرنا أبو القاسم المستملي، قال: قرئ على أبي عثمان البحيري، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون التاجر، أنبأنا محمّد بن أحمد بن دلويه، حدّثنا محمّد بن يزيد السلمي، حدّثنا إبراهيم بن الأشعث خادم الفضيل بن عياض قال: سمعت الفضيل يقول:

لو أنّ الدنيا بحذافيرها عرضت عليّ حلالا لا أحاسب عليها لكنت أقذرها كما يتقذر أحدكم الجيفة إذا مرّ أن تصيب ثوبه (4).

قال: و سمعت الفضيل يقول (5):

من عمل بما علم استغنى عما لا يعلم، و من عمل بما علم وفّقه اللّه لما لا يعلم.

و سمعت الفضيل يقول (6):من ساء خلقه شان دينه و حسبه و مروءته (7).

قال: و سمعت الفضيل يقول: كان يقال: من خاف اللّه كلّ لسانه.

ص: 414


1- الخبر في الرسالة القشيرية ط بيروت ص 119، و القسم الأخير من الخبر، المتعلق بالخير، في حلية الأولياء 8/ 91.
2- قارن مع مشيخة ابن عساكر 169/ب.
3- اللفظة غير مقروءة بالأصل.
4- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 89/8.
5- سير أعلام النبلاء 426/8-427 و تهذيب الكمال 110/15.
6- سير أعلام النبلاء 427/8 و تهذيب الكمال 110/15.
7- بالأصل:«و حسبه مروءته» و المثبت عن سير أعلام النبلاء.

قال: و سمعت الفضيل يقول (1):أكذب الناس العائد (2) في ذنبه، و أجهل الناس المدلّ (3) بحسناته، و أعلم الناس باللّه أخوفهم منه.

قال: و سمعت الفضيل يقول (4):لن يكمل (5) عبد حتى يؤثر دينه على شهوته، و لن يهلك عبد حتى يؤثر شهوته على دينه.

قال: و سمعت الفضيل يقول: خصلتان تقسيان القلب: كثرة الكلام، و كثرة الأكل (6).

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أحمد ابن العباس النميري، حدّثني محمّد بن طفيل قال: قال فضيل بن عياض:

فرحك للدنيا بالدنيا يذهب حلاوة العبادة، و همّك بالدنيا يذهب [بالعبادة] (7) كلها.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سهل المهراني، قالا: أنبأنا أبو العباس - هو الأصم - حدّثنا العباس بن محمّد - هو الدوري - حدّثنا محمّد بن الطفيل (8).

ح و أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنبأنا أبو الحسن الخلعي، أنبأنا أبو محمّد بن النحاس، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدّثنا عباس الدوري (9)،حدّثنا محمّد بن الطفيل قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: حزن الدنيا يذهب بهمّ الآخرة، و فرح الدنيا للدنيا يذهب بحلاوة العبادة.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو محمّد جعفر بن أحمد السّرّاج، أنبأنا أبو علي ابن شاذان، أنبأنا عبد اللّه بن إسماعيل بن إبراهيم الهاشمي، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثني الطّيّب بن إسماعيل قال: قال فضيل بن عياض:

ص: 415


1- سير أعلام النبلاء 427/8 و تهذيب الكمال 111/15.
2- بالأصل:«العائذ... المذل» تصحيف و التصويب عن سير الأعلام.
3- بالأصل:«العائذ... المذل» تصحيف و التصويب عن سير الأعلام.
4- حلية الأولياء 109/8 و سير الأعلام 427/8 و تهذيب الكمال 111/15.
5- في الحلية:«يعمل» و في سير الأعلام:«يكمل» كالأصل و المختصر و تهذيب الكمال.
6- سير أعلام النبلاء 440/8.
7- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل و بعدها صح، و مكانها في الأصل:«بحلاوة العبادة» ثم شطبت اللفظتان بخط أفقي، و وضع علامة تحويل إلى الهامش.
8- بالأصل هنا: الفضيل، تصحيف، و سيرد صوابا في السند التالي، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 383/16.
9- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 110/8.

من الشقاء طول الأمل، و إن من السعادة قصر الأمل.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن جعفر يقول: سمعت زنجويه اللباد يقول:

سمعت علي بن الحسن الهلالي يقول: سمعت إبراهيم بن الأشعث يقول: سمعت فضيل بن عياض يقول:

خمس من علامات الشقاء: القسوة في القلب، و جمود العين، و قلّة الحياء، و الرغبة في الدنيا، و طول الأمل.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جعفر بن محمّد بن العباس البزّار، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير، حدّثنا الفيض بن إسحاق قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول (1):

تكلمت فيما لا يعنيك فشغلك عما يعنيك، و لو شغلك ما يعنيك تركت ما لا يعنيك.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد البيهقي، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنبأنا أبو أحمد بن منصور بن خلف.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل التّفليسي.

قالوا: أنبأنا عبد اللّه بن يوسف، حدّثنا أحمد بن محمّد بن زياد، حدّثنا سلم بن عبد اللّه الخراساني قال: سمعت الفضيل بن عياض (2) يقول:

إنما أمس [مثل] (3) و اليوم عمل، و غدا أمل.

أخبرنا (4) أبو الوقت السّجزي، أنبأنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه الفضيلي، أنبأنا أبو

ص: 416


1- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 100/8.
2- سير أعلام النبلاء 427/8.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدركت عن سير الأعلام.
4- كتب فوقها بالأصل: ملحق.

محمّد بن أبي شريح، أنبأنا محمّد بن عقيل البلخي، حدّثنا أبو الدرداء - يعني عبد العزيز بن منيب المروزي (1)-حدّثنا إبراهيم بن الأشعث قال:

سمعت الفضيل يقول - و ذكر عنده مجالسته العلماء - فقال: إنّ في مجالسة بعضهم لفتنة إذا كان العالم مفتونا بالدنيا راغبا فيها، حريصا عليها، فإن في مجالسته فتنة يزيد الجاهل جهلا، و تفتن العالم، و تزيد الفاجر فجورا، و تفسد (2) قلب المؤمن (3).

و أخبرنا أبو النضر عبد الرّحمن بن عبد الجبار بن عثمان، و أبو الفتح محمّد بن الموفق ابن محمّد الجرجاني، و محمّد بن علي بن نصر الحمّادي (4) الأدرقاني (5) المعدلون، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن أحمد الإشكيذباني الفقيه (6)،و أبو جعفر محمّد بن علي بن محمّد الطبري، و أبو المظفر عبد الفاطر بن عبد الرحيم بن عبد اللّه، و أمة الرّحمن بنت محمّد بن أحمد النباذانية (7)،قالوا: نبأنا أبو سهل نجيب بن ميمون الواسطي، أنبأنا أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد الخالدي، حدّثنا الحسين بن صفوان بن إسحاق البردعي، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الختّلي، حدّثني عبد الصمد بن يزيد قال:

سمعت الفضيل بن عياض يقول: من عامل اللّه بالصدق ورّثه الحكمة.

قال: و سمعت الفضيل بن عياض يقول: إن اللّه يحب العالم المتواضع، و يبغض العالم الجبّار، من تواضع للّه ورّثه الحكمة.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو محمّد [عبد الله] (8) بن يوسف، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق، حدّثنا هارون بن سوّار، قال: سمعت شعيب بن حرب (9) يقول:

ص: 417


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 150/13.
2- بالأصل:«و يفتن... و يزيد... و يفسد».
3- كتب فوقها بالأصل: إلى.
4- الحمادي ذكر أنه من ولد حماد بن زيد، راجع مشيخة ابن عساكر 203/أ.
5- كذا رسمها بالأصل، و في المشيخة:«الاررقاني» و لم ألحظ إعجاما للراءين فيها. و لم أحله.
6- مشيخة ابن عساكر 13/ب قال: و هو من أهل قرية الدار من أعمال بوشنج. و الإسكيذباني بكسر الهمزة نسبة إلى إشكيذبان قرية بين هراة و بوشنج (معجم البلدان).
7- كذا رسمها بالأصل.
8- زيادة منا للإيضاح، تقدم التعريف به.
9- هو شعيب بن حرب المدائني أبو صالح البغدادي، ترجمته في تهذيب الكمال 365/8. و الخبر باختلاف الرواية في حلية الأولياء 90/8.

بينا أنا أطوف إذ لكزني رجل بمرفقه فالتفتّ و إذا بالفضيل بن عياض فقال: يا أبا صالح، فقلت: لبّيك يا أبا علي، فقال: إن كنت تظنّ أنه قد شهد الموسم شرّ مني و منك فبئس ما ظننت.

قال: و أنبأنا أبو علي الرّوذباري، حدّثنا أبو عمر غلام ثعلب (1)،حدّثنا سعيد بن عثمان، حدّثنا محمّد بن المثنّى قال: سمعت بشر بن الحارث يقول:

قال الفضيل لسفيان بن عيينة: إن كنت ترى أنّ أحدا في هذا المسجد دونك فقد بليت ببلاء.

أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، أنبأنا محمّد بن علي الفرّاء، أنبأنا عبد اللّه بن الحسين بن عبدان، أنبأنا طلحة بن أسد بن المختار، أنبأنا أبو بكر الآجري، حدّثنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن عبد الحميد الواسطي، حدّثنا يوسف بن موسى المرورّوذي، حدّثنا عبد اللّه بن خبيق (2) الأنطاكي قال:

قال فضيل بن عياض لسفيان بن عيينة: إن كنت تريد أن يكون الناس كلهم مثلك يا أبا محمد (3) فما أدّيت للّه الكريم نصيحة، كيف و أنت تودّ أنهم دونك ؟!.

أخبرنا أبو القاسم المستملي، أنبأنا أبو بكر الحافظ ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو عمرو بن السماك، حدّثنا الحسن بن عمرو قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: قال الفضيل لسفيان: لئن كنت تحب أن يكون الناس مثلك فما أدّيت النصيحة لربّك كيف و أنت تحب أن يكونوا دونك ؟! أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد النّجّار (4)،حدّثنا نصر بن إبراهيم بن نصر، أنبأنا عبيد اللّه بن محمّد بن يوسف المراغي، حدّثنا عيسى بن عبيد اللّه بن عبد العزيز الموصلي، حدّثنا محمّد بن صلة الحنوي (5)،حدّثنا نصر بن عبد الملك السّنجاري، حدّثني علي بن عبد اللّه، حدّثنا مروان بن محمّد قال: قال الفضيل بن عياض:

ص: 418


1- هو محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم الزاهد البغدادي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 508/15.
2- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل:«يا أبا سفيان» تصحيف، راجع ترجمة سفيان بن عيينة في تهذيب الكمال 368/7.
4- مشيخة ابن عساكر 230/أ.
5- كذا رسمها بالأصل بدون إعجام.

ما وافى الموسم العام عندي أغبط من أبي معاوية - يعني - الأسود، و كلب ميت يجرّ برجله أغبط عندي منه - يعني - أنه يحاسب.

و قال الفضيل (1):ما أغبط ملكا مقرّبا، و لا نبيا مرسلا، يعاين القيامة و أهوالها، و لا أغبط إلاّ من لم يكن شيئا.

و قال الفضيل: و اللّه لأن أكون هذا التراب أو هذا الحائط أحبّ إليّ من أكون في سلخ أفضل أهل الأرض، و ما يسرّني أن أعرف الأمر حقّ معرفته إذا لطاش عقلي (2).

سمعت (3) أبا المظفّر بن القشيري يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبا عبد الرّحمن السّلمي يقول: سمعت عبد اللّه بن محمّد الرازي يقول: سمعت محمّد بن نصر الصائغ يقول: سمعت مردويه الصائغ يقول (4):

سمعت الفضيل بن عياض يقول: قرّاء الرّحمن أصحاب خشوع و تواضع، و قرّاء القضاة أصحاب عجب (5) و تكبر.

و قال الفضيل:

من رأى لنفسه قيمة فليس له في التواضع نصيب (6).

و سئل الفضيل عن التواضع فقال: يخضع للحق و ينقاد له، و يقبله ممّن قاله (7).

و قال الفضيل (8):

أوحى اللّه تعالى إلى الجبال: إنّي مكلّم على واحد منكم نبيا، فتطاولت الجبال و تواضع طور سيناء، فكلّم اللّه موسى عليه السلام لتواضعه (9).

أخبرنا أبو القاسم المستملي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ،

ص: 419


1- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 90/8.
2- مرّ مثله قريبا. و الخبر في حلية الأولياء 85/8 و فيها: في مسلخ بدل في سلخ.
3- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
4- الخبر في الرسالة القشيرية ص 147 (ط بيروت).
5- كذا بالأصل، و في الرسالة القشيرية: إعجاب.
6- الرسالة القشيرية ص 147.
7- في الرسالة القشيرية: ممن كان.
8- الرسالة القشيرية ص 147.
9- كتب فوقها بالأصل: إلى.

أخبرني أبو محمّد عبد الرّحمن بن حمدان الجلاّب - بهمذان - حدّثنا أبو حاتم الرازي، حدّثنا عمران بن موسى الطّرسوسي، حدّثنا أبو يزيد فيض بن إسحاق الرّقّي قال:

قال الفضيل بن عياض: ما يسرني أن أعرف الأمر حقّ معرفته، إذا لطاش عقلي (1).

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو الحسن الخلعي، أنبأنا أبو محمّد بن النحاس، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو محمّد قاسم ابن هاشم البزّار، عن إبراهيم بن الأشعث قال:

سمعت الفضيل بن عياض يقول (2):و قال له رجل: كيف أمسيت يا أبا علي ؟ و كيف حالك ؟ فقال: و عن أي حال تسألني ؟ عن حال الدنيا أو عن حال الآخرة ؟ قال:[فإن] (3)كنت تسألني عن حال الدنيا فإنها قد مالت بنا و ذهبت كل مذهب، و إن كنت تسألني عن حال الآخرة فكيف ترى حال من كثرت ذنوبه ؟ و ضعف عمله ؟ و فني عمره و لم يتزود لمعاده ؟ و لم يتأهب للموت و لم يتيسر (4) له ؟ أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (5)،حدّثنا محمّد بن إبراهيم، حدّثنا المفضّل بن محمّد الجندي، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم قال: سمعت فضيل بن عياض يقول:

و عزته لو أدخلني النار فصرت فيها ما آيسته و وقفت (6).

ح و أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن فراس - بمكة - حدّثنا المفضل بن محمّد، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري قال (7):وقفت مع الفضيل - زاد الشحامي: بن عياض، قالا:- بعرفات فلم أسمع من دعائه شيئا إلاّ أنه وضع يده - زاد أبو علي: اليمنى - على خده واضعا رأسه يبكي بكاء خفيا، فلم يزل كذلك حتى أفاض الإمام فرفع رأسه إلى السماء فقال:

ص: 420


1- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 85/8.
2- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 85/8-86 من طريق آخر.
3- زيادة للإيضاح.
4- كذا بالأصل، و في الحلية: و لم يتشمر للموت.
5- الخبر في حلية الأولياء 88/8 و سير الأعلام 432/8.
6- كذا بالأصل:«آيسته و وقفت» و الخبر ينتهي في سير الأعلام و حلية الأولياء عند كلمة:«أيست» و جاءت فيها كلمة و وقفت بداية لخبر جديد، فأقحمت هنا في آخر الكلام و لا لزوم لها.
7- الخبر من طريقه في حلية الأولياء 86/8 و سير أعلام النبلاء 432/8.

وا سوأتاه و اللّه منك و إن عفوت (1)،ثلاث مرات.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنبأنا أبو طالب العشاري، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسماعيل - إملاء - حدّثنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك، أنبأنا أبي، حدّثنا خالد بن خداش قال (2):

أتيت فضيل بن عياض فقال: ممّن الرجل ؟ فقلت: من المهالبة (3)،فقال لي: أنت الشريف كل الشريف إن كنت رجلا صالحا، و أنت الوضيع كل الوضيع إن كنت رجل سوء.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو المعالي بن الشّعيري، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو بكر الخرائطي، حدّثنا العباس بن عبد اللّه التّرقفي، حدّثنا الفيض بن إسحاق قال:

قال الفضيل بن عياض (4):و اللّه ما يحلّ لك أن تؤذي كلبا و لا خنزيرا بغير حقّ ، فكيف تؤذي مسلما؟ أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو أحمد عبد الرّحمن بن إسحاق العامري الأديب، حدّثنا الأستاذ أبو عمرو أحمد بن أبي الفراتي، أنبأنا أبو موسى عمران بن موسى، أنبأنا مسدد بن قطن، حدّثنا الدّورقي - يعني - يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا الفيض بن إسحاق قال (5):

سمعت الفضيل بن عياض يقول: إذا أراد اللّه أن يتحف العبد سلّط عليه من يظلمه.

أخبرنا (6) أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، حدّثنا والدي، أنبأنا أبو العباس السّرّاج قال: سمعت محمّد بن عمرو بن مكرم يقول: سمعت عبد الرّحمن بن عفان يقول:

ص: 421


1- كذا بالأصل و الحلية، و في المختصر: غفرت.
2- رواه أبو نعيم بسنده إلى خالد بن خداش، في حلية الأولياء 96/8.
3- في الحلية: مهلبي. كذا راجع ترجمته في تهذيب الكمال 339/5 و فيه أنه الأزدي، المهلبي مولاهم. و خداش بكسر المعجمة و تخفيف الدال و آخره معجمة، كما في تقريب التهذيب.
4- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 427/8 و المزي في تهذيب الكمال 111/15.
5- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 104/8.
6- كتب فوقها بالأصل: ملحق.

سمعت فضيل بن عياض يقول: إذا أراد اللّه عزّ و جلّ أن يحب العبد سلّط عليه من يظلمه.

قال: و سمعت الفضيل قال:

لا يكون العبد من المتّقين حتى يأمنه عدوه (1).

أخبرنا (2) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أنبأنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو بكر الصوفي، حدّثنا الحارث بن أبي أسامة، حدّثنا عيسى بن عبد اللّه، عن فضيل بن عياض قال: إذا لم يستحي (3) القلب من اللّه عزّ و جل سقط عن القلب مكارم الأخلاق.

و قال الفضيل: بلغني أن اللّه تعالى يحاسب العبد يوم القيامة بحضرة من يعرفه ليكون أشد لفضيحته.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا أحمد بن محمّد الواسطي، حدّثنا ابن خبيق، حدّثنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن قال:

قال الفضيل بن عياض: من رأى من أخ له منكرا فضحك في وجهه فقد خانه.

قال: و حدّثنا ابن مروان، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق، حدّثنا عبد الصمد.

عن الفضيل بن عياض قال: بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد.

أخبرنا (4) أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو عمرو بن السماك، حدّثنا الحسن بن عمرو الشيعي (5) قال: سمعت بشرا يقول: قال الفضيل: خصلتان تقسيان القلب: كثرة النوم و كثرة الأكل (6).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري قالا: أنبأنا أبو سعيد محمّد بن

ص: 422


1- سير أعلام النبلاء 427/8.
2- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
3- كذا بالأصل: يستحي، بإثبات الياء.
4- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
5- بالأصل: السبيعي، تصحيف، و الصواب ما أثبت، تقدم التعريف به قريبا، و راجع ترجمة بشر بن الحارث الحافي في تهذيب الكمال 62/3 طبعة دار الفكر.
6- كتب فوقها بالأصل: إلى.

علي بن محمّد، أنبأنا أبو بكر الجوزقي، أنبأنا أبو العباس الدّغولي قال: سمعت علي بن الحسن الهلالي يذكر عن إبراهيم بن أشعث عن فضيل قال: من خاف اللّه كلّ لسانه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أنبأنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر، أنبأنا أبو علي بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني الحسن بن الصباح، عن أبي يزيد الرّقي، عن فضيل بن عياض قال (1):

ما حجّ ، و لا رباط ، و لا جهاد أشدّ من حبس اللسان، و لو أصبحت يهمّك لسانك أصبحت في غمّ شديد.

و قال فضيل (2):سجن اللسان سجن المؤمن، و ليس أحد أشدّ غمّا ممن سجن لسانه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، حدّثنا الإمام أبو الطيب سهل ابن محمّد بن سليمان، أنبأنا أبو علي الرّفّاء، قال: سمعت أبا العباس الفضل بن عبد اللّه اليشكري قال: سمعت أبا يزيد فيض بن إسحاق (3) الرّقّي قال:

سمعت الفضيل بن عياض يقول: المؤمن قليل الكلام كثير العمل، و المنافق كثير الكلام قليل العمل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا الحسين بن النقور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا عبيد اللّه السكري، أنبأنا زكريا المنقري، حدّثنا الأصمعي قال:

قال الفضيل بن عياض: إذا قيل لك: أ تخاف اللّه فاسكت، فإنّك إن قلت: لا، فقد جئت بأمر عظيم، و إن قلت: نعم، فالخائف لا يكون على ما أنت عليه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن (4) علي بن أحمد، قالا: حدّثنا - [و] (5) أبو منصور بن زريق، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنبأنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، حدّثنا أبو الحسن علي بن محمّد بن سعيد الرّزّاز، حدّثنا أبو أحمد هارون بن يوسف، حدّثنا

ص: 423


1- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 110/8.
2- حلية الأولياء 110/8.
3- بالأصل: يزيد، تصحيف.
4- بالأصل: الحسين، تصحيف.
5- زيادة منا لتقويم السند.
6- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 184/4 في ترجمة أحمد بن سهل.

أحمد بن سهل التيمي (1)-صاحب أبي عبيد - حدّثنا عبد الصمد بن يزيد قال:

سمعت الفضيل بن عياض يقول: المؤمن يحاسب نفسه و يعلم أنّ له موقفا بين يدي اللّه تعالى، و المنافق يغفل عن نفسه، فرحم اللّه عبدا نظر لنفسه قبل نزول ملك الموت به.

سمعت أبا القاسم الشحامي يقول: سمعت أبا بكر البيهقي يقول: سمعت أبا عبد الرّحمن السلمي يقول: سمعت محمّد بن الحسن بن خالد البغدادي يقول: سمعت أحمد بن صالح يقول: حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر قال:

سئل الفضيل بن عياض عن التواضع قال: تخضع للحقّ ، و تنقاد له، و تقبل الحقّ من كلّ من تسمعه منه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ، أنبأنا مفضّل بن إبراهيم الجندي - بمكة - حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الطّبري قال:

قال الفضيل بن عياض:

يا مسكين تهلك، إنك مسيء (2) و ترى أنك محسن، و أنت جاهل و ترى أنّك عالم، و أنت بخيل و ترى أنك سخيّ ، و أنت أحمق و ترى أنك عاقل، و أجلك قصير و أملك طويل.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو محمّد [عبد الله] (3) بن يوسف الأصبهاني، حدّثنا إبراهيم بن (4) فراس المكي، أنبأنا المفضّل بن محمّد، حدّثنا إسحاق ابن إبراهيم الطّبري قال:

قال الفضيل بن عياض: لم يكمل عبد حتى يؤثر اللّه على شهوته (5).

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنبأنا أبو المعالي عمر بن أبي عمر

ص: 424


1- كذا بالأصل، و في تاريخ بغداد: التميمي.
2- راجع حلية الأولياء 91/8 اللفظتان مطموستان و غير واضحتين بالأصل، و المثبت «إنك مسيء» عن المختصر، و في سير أعلام النبلاء 440/8 أنت مسيء.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- كلمة «بن» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
5- مرّ هذا الخبر قريبا.

محمّد بن الحسن البسطامي (1).

قالا: أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن عاصم المروزي، حدّثنا يوسف بن موسى، حدّثنا عمران بن موسى الطّرسوسي، حدّثنا فيض أبو إسحاق الرّقّي قال (2):قال الفضيل بن عياض:

تريد أن تقف بالموقف مع نوح و إبراهيم و مع محمّد صلى اللّه عليه و عليهم أجمعين، و أن تدخل الجنّة مع النبيين و الصّدّيقين - زاد البسطامي: و الشهداء و الصالحين و قالا:- بأي - زاد البسطامي: عملته (3) للّه، و قالا:- أو بأي شهوة تركتها أو بأي قريب باعدته في اللّه، أو أي عدو - و قال البسطامي: بعيد - قرّبته في اللّه.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب، أنبأنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه الفضيلي، أنبأنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن الأزهر بن عقيل، حدّثنا أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب المروزي، حدّثنا إبراهيم بن الأشعث قال: سمعت الفضيل يقول:

هيه، و تريد أن تسكن الجنة! تريد أن تجاور اللّه في داره مع النبيين و الصّدّيقين و الشهداء و الصالحين، تريد أن تقف المواقف مع الأنبياء، مع نوح و إبراهيم و محمّد صلى اللّه عليهم أجمعين، يا أحمق، بأيّ عمل، بأيّ شهوة تركتها للّه ؟ بأيّ غيظ كظمته للّه ؟ و بأيّ رحم قاطع وصلتها؟ و بأيّ قريب باعدته في اللّه ؟ بأيّ بعيد قرّبته في اللّه ؟ بأيّ حبيب رأيته يعمل بما يكره اللّه فأبغضته في اللّه ؟ بأيّ بغيض رأيته يعمل بما يحب اللّه فأحببته في اللّه ؟ و لكن بعفوه و رحمته نرجوه بإساءتنا لا نقول أحسنّا، و لكن نقول: أسأنا و بئس ما صنعنا.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسين بن قريش البنّا، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن هارون الأهوازي، حدّثنا محمّد بن مخلد العطار، حدّثنا أبي،

ص: 425


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 424/18. و البسطامي بفتح الباء كما في الأنساب نسبة إلى بسطام بلدة بقومس. و البسطامي بكسر الباء فهي نسبة إلى الجد بسطام كما في الأنساب. أما في اللباب: فالصواب بالكسر مطلقا إن بالنسبة إلى البلد أم إلى الجد. و في سير أعلام النبلاء «الحسين» بدل «الحسن».
2- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 90/8-91.
3- كذا بالأصل، و في الحلية: بأي عمل و أي شهوة تركها للّه عز و جلّ .

حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن عبد الجبّار الصوفي، حدّثنا عبد الصّمد بن يزيد بن مردويه الصائغ قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول:

إذا أحبّ اللّه عزّ و جل عبدا أكثر غمّه، و إذا أبغض عبدا أوسع عليه دنياه (1).

قال: و حدّثنا أحمد بن عبد الجبار، حدّثنا عبد الصمد قال: سمعت رجلا يقول للفضيل بن عياض: أوصني، قال: أعزّ أمر اللّه حيث كنت يعزّك اللّه.

و كان يقول: حرّها شديد و قعرها بعيد، شرابها الصديد، و أنكالها الحديد.

قال: و حدّثنا أحمد، حدّثنا عبد الصمد قال: سمعت الفضيل يقول:

صبر قليل و نعيم طويل، و عجلة قليلة، و ندامة طويلة.

سمعت (2) أبا القاسم الشّحّامي يقول: سمعت أبا بكر البيهقي يقول: سمعت أبا سعد الزاهد يقول: سمعت علي بن جهضم يقول: سمعت محمّد بن القاسم يقول: سمعت عيسى ابن تمّام يقول: حدّثنا الحسن بن عمير قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول:

قلّة التوفيق و فساد الرأي و طلب الدنيا بعمل الآخرة من كثرة الذنوب.

قال: و أنبأنا البيهقي، أنبأنا أبو سعد، أنبأنا أبو عبد اللّه الصّفّار، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن القاسم مولى بني هاشم قال: قال الفضيل بن عياض (3):

بقدر ما يصغر الذنب عندك كذلك يعظم عند اللّه، و بقدر ما يعظم عندك كذاك يصغر عند اللّه (4).

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي عثمان الصابوني، أنبأنا أبو عبد اللّه قال:

سمعت أبا علي محمّد بن عمر بن علي الربودي يقول: سمعت علي بن الحسن بن أبي عيسى الهلالي يقول: سمعت إبراهيم بن الأشعث يقول: سمعت الفضيل بن عياض يقول:

دعاك اللّه إلى دار السلام و قد آثرت في دنياك المقام، و حذّرك عدوك الشيطان و أنت تخالفه طول الزمان، و أمرك بخلاف هواك و أنت معانقه صباحك و مساك، فهل الحق إلاّ ما أنت فيه ؟

ص: 426


1- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 88/8 و قد مرّ مثله قريبا.
2- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
3- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 427/8.
4- كتب فوقها بالأصل: إلى.

أخبرنا أبو الحسن [علي] بن المسلّم الفقيه، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء.

ح و أخبرنا أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الشّعيري، أنبأنا نجيب بن عمار بن أحمد.

قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا خيثمة بن سليمان، حدّثنا أبو العباس الشيباني صاحب أبي ثور قال: سمعت محرز بن عون يقول (1):

أتيت فضيل بن عياض بمكة فسلّمت عليه فقال لي: يا محرز و أنت أيضا مع أصحاب الحديث ؟ ما فعل القرآن ؟ و اللّه لو نزل حرف باليمن، لقد كان ينبغي أن يذهب حتى تسمع كلام ربنا، و اللّه لا يكون راعي الحمر و أنت مقيم على ما يحبّ اللّه، خير لك من أن تطوف بالبيت و أنت مقيم على ما يكره اللّه.

أخبرنا أبو القاسم، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا الإمام أبو طاهر، حدّثنا محمّد بن عمر ابن حفص، حدّثنا يزيد بن الهيثم أبو خالد، حدّثنا إبراهيم بن نصر قال: قال الفضيل بن عياض:

من أوتي علما لا يزداد فيه خوفا و حزنا و بكاء خليق أن يكون أوتي علما ينفعه، ثم قرأ:

أَ فَمِنْ هٰذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَ تَضْحَكُونَ وَ لاٰ تَبْكُونَ (2) (3) .

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو الحسين بن الفراء، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو الفرج الحسين بن علي بن عبيد اللّه الطّناجيري، حدّثنا أحمد بن علي بن هشام التيملي بالكوفة، حدّثنا عبد اللّه بن زيدان، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن المحرري قال: قال أيوب بن يحيى: قال فضيل بن عياض:

لا يزال العالم جاهلا بما علم حتى يعمل به، فإذا عمل به كان عالما.

قال الخطيب: و أنبأنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد - بالبصرة - حدّثنا أبو الحسن علي بن إسحاق المادرائي، حدّثنا المفضّل بن محمّد، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري قال:

قال الفضيل: إنّما يراد مع العلم العمل، و العلم دليل العمل.

ص: 427


1- الخبر من طريقه في سير أعلام النبلاء 427/8.
2- سورة النجم، الآيتان 59 و 60.
3- كتب فوقها بالأصل: إلى.

و قال الفضيل: على الناس أن يتعلموا فإذا علموا فعليهم العمل.

أخبرنا (1) أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا بكير بن الحداد الصوفي - بمكة-، حدّثنا أبو عمر محمّد بن الفضل بن سلمة، حدّثنا سعيد (2) بن زنبور قال: سمعت فضيل بن عياض يقول:

إن اللّه تعالى لا يقبل من العمل إلاّ ما كان له خالصا، و لا يقبله إذا كان له خالصا إلاّ على السّنّة (3).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السّيدي، و أبو المظفر القشيري قالوا: أنبأنا سعيد بن محمّد البحيري قال: سمعت أبا عمرو بن حمدان يقول.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان قال:

سمعت أبا يعلى يقول: سمعت عبد الصمد بن يزيد يقول:

قال رجل للفضيل بن عياض: العلماء كثير، فقال الفضيل: الحكماء قليل (4).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو حازم عمر ابن أحمد بن إبراهيم العبدوي الحافظ (5)،قال: سمعت الإمام أبا بكر الإسماعيلي يقول:

سمعت أبا العباس أحمد بن محمّد بن مسروق يقول: حدّثنا هارون بن سوّار المقرئ قال:

و سمعت الفضيل بن عياض و قيل له: أ لا تحدّثنا تؤجر؟ قال: على أيّ [شيء] (6)أؤجر؟ على شيء تتفكهون به في المجالس ؟ أخبرنا أبو (7) محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو الحسين بن الفرّاء، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا علي بن القاسم، حدّثنا علي بن إسحاق قال: قرئ على المفضّل بن محمّد (8)،حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري - بمكة - قال: سمعت الفضيل يقول:

ص: 428


1- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
2- كذا بالأصل هنا، و ورد في تهذيب الكمال 106/15 في أسماء الرواة عن فضيل: سعد بن زنبور الفراء.
3- كتب فوقها بالأصل: إلى.
4- في حلية الأولياء 92/8.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 333/17.
6- الزيادة عن المختصر للإيضاح.
7- كلمة «أبو» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
8- من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 86/8-87.

لو طلبت مني الدنانير كان أيسر عليّ من أن تطلب مني الأحاديث، فقلت له: لو حدثتني بأحاديث فوائد ليست عندي كان أحب إليّ من أن تهب [لي] (1) عددها دنانير، فقال:

إنّك مفتون، أما و اللّه لو عملت بما قد سمعت لكان لك في ذلك شغل عما لم تسمع، ثم قال: سمعت سليمان بن مهران يقول: إذا كان بين يديك طعام تأكله فتأخذ اللقمة فترمي بها خلف ظهرك كلما أخذت اللقمة ترمي بها خلف ظهرك متى تشبع.

أخبرنا (2) أبو طالب بن أبي عقيل، أنبأنا علي بن الحسن الفقيه، أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر، أنبأنا أحمد بن محمّد بن الأعرابي، حدّثنا سلم (3) بن عبد اللّه الخراساني قال: سمعت الفضيل يقول:

من عرف اللّه حقّ المعرفة فهو بعيد من الضلالة، و من عرف الإخلاص فهو بعيد من الرياء، و من أنزل الموت حقّ المنزلة فلا يغفل عن الموت.

قال: و سمعت سلما قال: سمعت فضيلا يقول:

لا إله إلاّ اللّه ما أقرب الأجل و ما أبعد الأمل (4).

أخبرنا (5) أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أحمد بن الحسن الأزهري، أنبأنا الحسن بن أحمد المخلدي، أنبأنا المؤمّل بن الحسن بن عيسى، حدّثنا الفضل بن عبد اللّه بن مسعود قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول:

أفضل الجهاد المواظبة على الصلوات، و أكبر الرباط انتظار الصلاة بعد الصلاة.

قال: و قال بعضهم: أفضل الجهاد مجاهدة النفس، أن تجاهد نفسك عن الحرام عمّا نهى اللّه عزّ و جل و عن هواك.

قال: و سمعته يقول: من خاف اللّه عزّ و جلّ كلّ لسانه (6).

أخبرنا (7) أبو بكر عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن البحيري - بنيسابور - حدّثنا أبو حفص عمر بن سعيد البحيري، أنبأنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي المؤذن (8).

ص: 429


1- الزيادة عن الحلية للإيضاح.
2- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
3- بالأصل هنا: سلم، تصحيف.
4- كتب فوقها بالأصل: إلى.
5- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
6- مرّ هذا القول قريبا.
7- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
8- كتب فوقها بالأصل: إلى.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا عبد الخالق بن علي، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد... (1) قال: سمعت أحمد بن صالح، سمعت زكريا الطويل يقول: سمعت محمّد بن الربيع يقول: سمعت الفضيل بن عياض يقول:

لو أنّي أعلم أن أحدهم يطلب هذا العلم للّه تعالى ذكره لكان الواجب عليّ أن آتيه في منزله حتى أحدّثه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ، حدّثنا أبو يعلى الموصلي، حدّثنا سعيد بن عبد الجبّار أبو عثمان قال:

سمعت الفضيل بن عياض و لقيه جماعة من أصحاب الحديث فقال: ما... (2)

لكم لو أعلم أنه خير لكم لم أحدثكم، و لو أعلم أنه خير لي أن لا أحدثكم ما حدثتكم، و ما شيء أحبّ إليّ من أن لا أراكم و لا تروني.

أخبرنا أبو القاسم المستملي، أنبأنا أحمد بن الحسين قال: سمعت أبا نصر أحمد بن محمّد القيسي يقول: سمعت أبا جعفر المروزي يقول: سمعت عبد الرّحمن بن الحكم المروذي يقول: سمعت أبا روح حاتم بن يوسف يقول:

أتيت باب الفضيل بن عياض فسلّمت عليه فقلت: يا أبا علي معي خمسة أحاديث، إن رأيت أن تأذن لي فأقرأ عليك، فقرأت فإذا هو ستة، فقال لي: أف، قم يا بني تعلّم الصّدق ثم اكتب الحديث.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم، أنبأنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن السّري بن بنّون (3) التفليسي، أنبأنا أبو (4) عبد الرّحمن السلمي قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد الرازي يقول: سمعت أبا جعفر الصائغ يقول: سمعت مردويه الصائغ يقول:

سمعت الفضيل بن عياض يقول: الفتوّة الصفح عن عثرات الاخوان.

ص: 430


1- اللفظة غير واضحة.
2- كلمة مطموسة بالأصل.
3- غير واضحة بالأصل، و إعجامها فيه ناقص، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 11/19 و فيها: محمد بن إسماعيل بن محمد بن السري بن بنون.
4- بالأصل: أبا، تصحيف.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد، أنبأنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر (1)، أنبأنا أبو الحسن بن رزقويه، أنبأنا أحمد بن سليمان قال: سمعت.

ح و أخبرنا أبو محمّد عامر بن دغش (2) بن حصن بن دغش (3) الحوراني السّويدي (4)، و أبو المسك كافور بن عبد اللّه الليثي، و عتيق سعد بن عبد اللّه الرومي قالوا: أنبأنا أبو الحسن المبارك بن عبد الجبّار بن أحمد الصّيرفي، أنبأنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حدّثنا أحمد بن سليمان بن أيوب العبّاداني (5)،حدّثنا هلال بن العلاء الرّقّي - أبو عمر (6)- بالرقة و أبو بكر محمّد بن حبلة الرافقي - بالرافقة - قالا: كلاهما حدّثنا فيض بن إسحاق قال:

كنت عند الفضيل بن عياض فجاء رجل فسأله حاجة فألحّ بالسؤال عليه، فقلت: لا تؤذي الشيخ، فزجرني الفضيل و صاح عليّ و قال لي: يا فيض أ ما علمت أنّ حوائج الناس إليكم نعم من اللّه عليكم، فاحذروا أن تملّوا النعم فتحوّل نقما، أ لا تحمد ربّك أن جعلك موضعا تسأل، و لم يجعلك موضعا تسأل.

و اللفظ لحديث ابن شاذان.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو النّضر الفقيه، حدّثنا الفضل بن عبد اللّه اليشكري، قال: سمعت الفيض بن إسحاق قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول:

أ ما علمتم أنّ حاجة الناس إليكم نعمة من اللّه عليكم، فاحذروا أن تملّوا النعم فتصير نقما.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا-[و] (7) أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (8)،أنبأنا القاضي.

ص: 431


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 46/19 و فيها: نصر بن أحمد بن عبد اللّه بن البطر.
2- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 133/أ.
3- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 133/أ.
4- كذا بالأصل، و هو من أهل السويداء و هي من ضياع حوران بناحية دمشق كما الأنساب، ذكره السمعاني و ترجمه، و النسبة إليها: السويدائي.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 479/15.
6- بالأصل:«بالرقة، أبو عمر» راجع ترجمة هلال بن العلاء بن هلال بن عمر أبي عمر الباهلي عالم الرقّة في سير أعلام النبلاء 306/13.
7- زيادة منا للإيضاح.
8- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 434/12 في ترجمة القاسم بن منبه الحربي.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا البيهقي، أنبأنا القاضي.

أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن منصور (1) الهاشمي، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عمرو ابن البختري، حدّثنا القاسم بن منبّه - زاد الخطيب: الحربي - قال: قال أبو نصر بشر بن الحارث: بعث أبو رجاء الذي كان بمكة إلى فضيل يستقرضه - و قال البيهقي: يستقرض - دراهم أو يسأله دراهم ثم قال أبو نصر: بعث مسكين إلى مسكين قال: و لم يكن عند فضيل إلاّ بعير له يعمل عليه، قال: فأمر ابنه أن يدخله السوق فيبيعه ثم يبعث إلى أبي رجاء بنصف ثمنه، و يأتيه بالنصف الآخر، ثم ذكر أبو نصر كرم أهل الخير و فضلهم.

أخبرنا (2) أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنبأنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه الفضيلي، أنبأنا عبد الرّحمن بن أحمد الشّريحي (3)،أنبأنا محمّد بن عقيل بن الأزهر البلخي، حدّثنا أبو الدرداء هو عبد العزيز بن منيب المروزي، حدّثنا إبراهيم بن الأشعث قال:

سمعت الفضيل يقول: و سأله رجل فقال: يا أبا علي أحبّ أن تصف لي كيف كان (4)في المواخاة، فقال الفضيل: هيهات كالمتعجب لذلك، دعني و أين المؤاخاة ؟ ثم قال الفضيل: إن كان الرجل ليحفظ ولد أخيه من بعد موته يتعاهدهم أربعين خمسين سنة عمره كلّه، يأتي أهله فيقوم على بابه فيقول: هل لكم من حاجة ؟ تريدون شيئا؟ عندكم دقيق ؟ عندكم سويق ؟ عندكم زيت ؟ عندكم حطب ؟ عندكم كذا؟ حتى يسألهم عن الكسوة ؟ فيقولون: نعم، فيقول أروني، فإن كان عندهم و إلاّ اشترى لهم الخادم بخمس مائة درهم، فيقول خذوا هذه تخذكم، و أحدهم اليوم تطلب إليه الحاجة فما يقضيها، و يغضب حتى كأنه أذنب إليه ذنبا، و يعادي و يقاطع، فإذا هو قضاها أفسدها بمنّ أو تطاول. و أنت لو طلب منك عشرة دراهم يشق عليك، نعم و اللّه و درهم لو طلب منك يشقّ عليك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأنا عبيد اللّه بن أبي مسلم الفرضي، أنبأنا ابن السماك (5)،حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن سنين، حدّثني عبد الصمد بن يزيد قال: سمعت الفضيل يقول:

ص: 432


1- كذا بالأصل، و في تاريخ بغداد: إبراهيم.
2- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
3- بدون إعجام بالأصل.
4- بعدها في المختصر بياض مقدار كلمة.
5- بالأصل: ابن أبي السماك.

يزعم الناس أنّ الورع شديد، و ما ورد عليّ أمران إلاّ أخذت بأهداهما، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرني علي بن أحمد... (1)،حدّثنا أبو بكر الشافعي - إملاء من حفظه - حدّثنا محمّد بن يونس الكديمي، حدّثنا عبدة بن عبد الرحيم المروزي، قال (2):

كنت عند فضيل بن عياض و عنده عبد اللّه بن المبارك، فقال: إنّ أهلك و عيالك قد أصبحوا مجهودين محتاجين إلى هذا المال، فاتّق اللّه و خذ من هؤلاء القوم - يعني: الخلفاء - فزجره عبد اللّه بن المبارك ثم أنشأ يقول (3):

خذ من الجاورس (4) و الأ *** رز و الخبز و الشعير

و اجعلن ذاك حلالا *** تنج من حر (5) السعير

و أنا ما استطعت (6) هداك الل *** ه عن دار الأمير

لا تزرها و اجتنبها *** إنها شرّ مزور

توهن الدين و تدني *** ك من الحوب (7) الكبير

و لما تترك من ديد *** نك في تلك الأمور

هو أجدى لك من ما *** ل و سلطان يسير

منه بالدون فأبصر *** و اذكرن يوم المصير

قبل أن تسقط يا مغ *** رور في حفرة بير

و اطلب الرزق إلى ذي ال *** عرش و الرب الغفور

و ارض يا ويحك من دذ *** ياك بالقوت اليسير

إنها دار بلاء *** و زوال و غرور

ص: 433


1- مطموس بالأصل.
2- تقدمت بعض الأبيات في ترجمة عبد اللّه بن المبارك، راجع كتابنا تاريخ مدينة دمشق - بتحقيقنا 464/32 و الخبر و الأبيات في سير أعلام النبلاء 415/8-416.
3- في سير الأعلام:«الجاروش» و فيما تقدم: الجاووش. و الجاورس: حب معروس (القاموس).
4- في سير الأعلام:«الجاروش» و فيما تقدم: الجاووش. و الجاورس: حب معروس (القاموس).
5- فيما تقدم في ترجمة عبد اللّه بن المبارك: نار السعير.
6- بالأصل: استطعت.
7- أي الإثم العظيم (اللسان).

كم ترى قد صرعت قب *** لك أصحاب القصور

و ذوي الهيبة في المج *** لس و الجمع الكثير

أخرجوا كرها و ما كا *** ن لديهم من نكير

كم ببطن الأرض ثاو *** من شريف و وزير

و صغير الشأن عبد *** خامل الذكر حقير

لو تصفحت وجوه ال *** قوم في يوم نضير

لم تميزهم و لم تع *** رف غنيّا من فقير

خمدوا فالقوم صرعى *** تحت أطباق (1) الصخور

فاستووا عند مليك *** بمساويهم خبير

فاحذر الصيحة يا وي *** حك من دهر عثور

أين فرعون و هاما *** ن و نمروذ النسور

أ و ما تخشاه أن ير *** ميك بالموت المبير

أو ما تحذر من يو *** م عبوس قمطرير

اقمطرّ الشرّ فيه *** بعذاب الزمهرير

قال: فغشي على الفضيل و ردّه و لم يأخذه.

قال الخطيب: هكذا في هذا الخبر، و المعروف أن ابن المبارك كان من ذوي الأحوال و التجارات بصنوف الأموال، و إن فضيلا كان من الفقراء، و أحد المعدودين في الزهاد و الأولياء، و كان مع فقره و حاجته يتورع عن قبول مال السلطان و غيره. و أحسب الشافعي لم يضبط الحكاية، و دخل عليه الوهم حين رواها من حفظه و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنبأنا هنّاد بن إبراهيم بن محمّد، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الغنجار، أنبأنا أبو محمّد أحمد بن محمّد بن معروف البخاري، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن الحسن بن حلوان الخليلي المؤدب، حدّثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبدة قال: سمعت أبا حفص أحمد بن الفضل البخاري يقول:

كنت عند الفضيل بن عياض فجاءه هارون أمير المؤمنين يزور فضيل بن عياض و معه أبو

ص: 434


1- في الرواية المتقدمة و سير أعلام النبلاء: أشقاق الصخور.

قتادة، فقال أبو قتادة: رحمك اللّه، الخليفة على الباب، فقال الفضيل: ليس له أن يزورنا، لنا أن نزوره، ثم قال: إنّ أمير المؤمنين على الباب، فقال: يا أبا قتادة ليس له أن يزورنا لنا أن نزوره، فارجع فلا إذن لكم، قال: فرجع هارون أمير المؤمنين.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، حدّثنا أبو عثمان الخياط ، حدّثنا ابن أبي الحواري، حدّثنا أحمد بن عاصم - أبو عبد اللّه - الأنطاكي (1) قال:

قال هارون الرشيد لسفيان أحبّ أن أرى الفضيل، فقال له: أذهب بك إليه، فاستأذن سفيان على فضيل فقال له: من هذا؟ فقال: قولوا له: هذا سفيان، فقال: قولوا له: يدخل، فقال: و من معي ؟ قال: و من معك ؟ قال: فلمّا دخلوا عليه قال له سفيان: يا أبا علي هذا أمير المؤمنين، فقال: و إنّك لهو يا جميل الوجه أنت الذي ليس بين اللّه و بين خلقه أحد غيرك، أنت الذي يسأل يوم القيامة كلّ إنسان عن نفسه و تسأل أنت عن هذه الأمة، قال: فبكى هارون.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء.

ح و أخبرنا أبو المعالي بن الشّعيري، أنبأنا نجيب بن عمّار بن أحمد.

قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنبأنا خيثمة بن سليمان، حدّثنا أبو (2) العباس النّسائي صاحب أبي ثور بسرّمن رأى قال: سمعت (3) محرز بن عون بن أبي عون يقول (4):

كنت عند فضيل بن عياض فأتى (5) هارون و يحيى بن خالد، و جعفر بن يحيى فقال له يحيى بن خالد: يا أبا علي، هذا أمير المؤمنين يسلّم عليك - يعني - قال: أيكم هو؟ قالوا:

هذا، قال: يا حسن الوجه لقد طوّقت أمرا عظيما، يا حسن الوجه لقد طوّقت أمرا عظيما، حدّثني عبيد المكتب عن مجاهد في قوله: وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبٰابُ (6) قال: الأوصال التي كانت بينهم في الدنيا و أومأ بيده إليهم.

ص: 435


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 487/10 و 409/11.
2- بالأصل:«أبي».
3- استدركت الكلمة عن هامش الأصل، و بعدها صح.
4- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 441/8.
5- بالأصل:«و أنبأنا» تصحيف، و التصويب عن سير أعلام النبلاء.
6- سورة البقرة، الآية:166.

أخبرنا (1) أبو الوقت السّجزي، أنبأنا أبو صاعد الفضيلي، أنبأنا أبو محمّد الشّريحي، أنبأنا محمّد بن عقيل البلخي، حدّثنا عباس الدّوري (2)،حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الأنباري قال: سمعت فضيل بن عياض قال:

لما قدم هارون الرشيد إلى مكة قعد في الحجر، هو و ولده و قوم معه من الهاشميين، و بعثوا إلى المشايخ فأحضروهم عنده، و بعثوا إلي فأردت أن لا أذهب، و استشرت جارا لي فقال لي: يا أبا علي لا تفعل، اذهب لعلّه إنّما يريد أن تحدّثه بشيء أو تعظه بشيء، قال:

فذهبت، فجئت فدخلت المسجد، فلمّا صرت إلى الحجر إذا هم قعود، فقلت لأدناهم إليّ رجلا: أيهم أمير المؤمنين ؟ فأشار لي إليه، فأقبلت عليه، فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته، قال: فردّ علي، و قال: اقعد، ثم قال لي: أما إنّا ما دعوناك لشيء تكره، و لكن حدّثنا بشيء، عظنا، قال: فأقبلت عليه، فقلت له: يا حسن الوجه، حساب الخلق كلهم عليك، قال: فجعل يبكي و يشهق، قال: فرددت عليه: يا حسن الوجه، حساب الخلق كلّهم عليك، قال: فجعل يبكي حتى جاء الخادم، فحملوني فأخرجوني من الحجر، و قالوا: اذهب بسلام (3).

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنبأنا سعيد بن محمّد البحيري، أنبأنا أبو بكر محمّد ابن أحمد بن عبدوس، حدّثنا أبو المثنّى معاذ بن المثنّى العنبري - أملى علينا - حدّثنا أبو بكر ابن عفان، حدّثنا علي الطائفي - و كان من خيار الناس - قال:

قدم هارون أمير المؤمنين مكة قال: فبعث إلى سفيان بن عيينة بالليل قال: فأتاه سفيان، فقال له هارون أمير المؤمنين: قم بنا إلى باب فضيل بن عياض، فدق سفيان الباب، فقيل:

من هذا؟ قال: ابن عيينة، قال: أدخل، فقال ابن عيينة: أنا و من معي ؟ فقال: أنت و من معك، قال: فدخل سفيان و هارون أمير المؤمنين على فضيل بن عياض، و قال هارون للخادم: لا تدخلن معنا، فدخل سفيان فإذا فضيل مستقبل بوجهه القبلة، فقال: يا أبا علي، هذا هارون أمير المؤمنين قد دخل عليك، قال: فمكث طويلا لا يلتفت إليه و لا ينظر إليه، ثم رفع فضيل رأسه إلى هارون فقال له: يا حسن الوجه ما أحسن وجهك، لقد قلّدت أمرا

ص: 436


1- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
2- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 441/8.
3- كتب فوقها بالأصل: إلى.

عظيما، حدّثني عبيد المكتب عن مجاهد في قوله: وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبٰابُ قال: الوصل التي كانت بينهم.

قال أبو بكر: و حدّثنا به فضيل قال: فبكى هارون و قام، فخرج من عنده.

قال علي: حدّثت أنه حمل إليه تلك الليلة مائة ألف، فأبى أن يقبلها.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد الرّحمن، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة قالا:

حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا عمر بن أحمد بن عثمان المروروذي (1)،حدّثنا محمّد بن زكريا بن إبراهيم العسكري، حدّثنا العباس بن عبد اللّه التّرقفي، حدّثني الحسن بن يونس الواسطي، حدّثنا محمّد بن علي أبو عمر النحوي (2)، حدّثنا الفضل بن الربيع قال:

حجّ أمير المؤمنين هارون، فبينا أنا ليلة نائم بمكة، إذ سمعت قرع الباب، فقلت: من هذا؟ قال: أجب أمير المؤمنين، فخرجت مسرعا، فقلت: يا أمير المؤمنين لو أرسلت إليّ أتيتك قال: ويحك، انه قد حيك (3) في نفسي شيء، فانظر لي رجلا أسأله، فقلت: هاهنا سفيان بن عيينة، فقال: امض بنا إليه، فأتيناه، فقرعت عليه الباب، فقال: من هذا؟ قلت:

أجب أمير المؤمنين، فخرج مسرعا، فقال: يا أمير المؤمنين لو أرسلت إليّ أتيتك، فقال: خذ لما جئنا له رحمك اللّه فحادثه ساعة ثم قال: أ عليك دين ؟ قال: نعم، فقال: يا عباسي (4)اقض دينه.

ثم انصرفنا فقال: ما أغنى عني صاحبك شيئا فانظرني رجلا أسأله، فقلت: هاهنا عبد الرزّاق بن همّام (5)،فقال: امض بنا إليه، فأتيناه، فقرعت عليه الباب، فقال: من هذا؟ فقلت: أجب أمير المؤمنين، فخرج مسرعا، فقال: يا أمير المؤمنين لو أرسلت إليّ أتيتك،

ص: 437


1- بالأصل بالدال المهملة، و هذه النسبة إلى مروروذ.
2- من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 105/8 في خبر طويل. و من طريق أبي نعيم روي الخبر في تهذيب الكمال 113/15 و سير أعلام النبلاء 428/8.
3- كذا بالأصل، و في الحلية:«حاك» و في تهذيب الكمال و سير الأعلام و المختصر: حك.
4- كذا بالأصل و المختصر، و في الحلية و تهذيب الكمال: يا أبا عباس، راجع ترجمة الفضل بن ربيع بن يونس في سير أعلام النبلاء 109/10، و تاريخ بغداد 343/12 و كناه بأبي العباس.
5- تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 160/36 رقم 4039 ط الدار.

فقال: خذ لما جئناك له رحمك اللّه، فحادثه ساعة ثم قال: عليك دين ؟ قال: نعم، قال: يا عباسي (1) اقض دينه.

ثم انصرفنا فقال: ما أغنى عني صاحبك شيئا انظر لي رجلا، فقلت: هاهنا الفضيل بن عياض، فقال: امض بنا إليه، فأتيناه، فإذا هو قائم يصلّي يتلو آية يردّدها فقال لي: اقرع، فقرعت، فقال: من هذا؟ فقلت: أجب أمير المؤمنين، فقال: ما لي و لأمير المؤمنين، فقلت: سبحان اللّه، أ و ما عليك طاعة، أ و ليس قد روي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«ليس للمؤمن أن يذلّ (2) نفسه»[10462].

قال: فنزل ففتح الباب.

قال عبد الكريم بن حمزة: و ساق الخبر بطوله في موعظة الفضيل لهارون الرشيد، و ذكر ذلك بركات، فقال:

ثم ارتقى إلى الغرفة فأطفأ السّراج ثم التجأ إلى زاوية من زوايا الغرفة قال: فدخلنا فجعلنا نجول عليه بأيدينا فسبقت يد هارون إليه، فبكى و قال: أوّه من كفّ ما ألينها إن نجت غدا من عذاب اللّه، قال: قلت في نفسي: لنكلّمنّه الليلة بكلام تقي من قلب تقي (3)،فقال له: خذ لما جئنا له رحمك اللّه، فقال: إنّ عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة دعا سالم بن عبد اللّه و محمّد بن كعب القرظي و رجاء بن حيوة فقال لهم: إنّي قد ابتليت بهذا البلاء فأشيروا عليّ ، فعدّ الخلافة يا أمير المؤمنين بلاء، و عددتها أنت و أصحابك نعمة، فقال له سالم بن عبد اللّه: إن أردت النجاة غدا من عذاب اللّه عزّ و جلّ فصم عن الدنيا و ليكن إفطارك فيها الموت، و قال له محمّد بن كعب القرظي: إن أردت النجاة من عذاب اللّه فليكن كبير المسلمين (4) عندك أبا، و أوسطهم عندك أخا، و صغيركم (5) عندك ولدا، فوقّر أباك، و أكرم أخاك، و تحنّن على ولدك، و قال له رجاء بن حيوة: إن أردت النجاة غدا من عذاب اللّه فأحبّ

ص: 438


1- كذا بالأصل و المختصر، و في الحلية و تهذيب الكمال: يا أبا عباس، راجع ترجمة الفضل بن ربيع بن يونس في سير أعلام النبلاء 109/10، و تاريخ بغداد 343/12 و كناه بأبي العباس.
2- كذا بالأصل و تهذيب الكمال، و في الحلية: ليس للمؤمن بذل نفسه.
3- كذا بالأصل، و في تهذيب الكمال و سير الأعلام و المختصر:«نقي» و في الحلية: بكلام من تقى قلب تقي.
4- في الحلية: كبير المؤمنين.
5- كذا بالأصل، و في الحلية و تهذيب الكمال و سير الأعلام: و أصغرهم.

للمسلمين ما تحبّ لنفسك، و اكره لهم ما تكره لنفسك ثم مت إذا شئت، ثم إنّي لأقول لك هذا و إنّي أخاف عليك أشدّ الخوف يوم القيامة، يوم تزلّ فيه الأقدام، فهل معك رحمك اللّه مثل هؤلاء من يأمرك بمثل هذا؟ قال: فبكى هارون بكاء شديدا حتى غشي عليه، فقلت: ارفق بأمير (1) المؤمنين، فقال: يا بن (2) أم الربيع تقتله أنت و أصحابك و أرفق به أنا! ثم أفاق فقال: رحمك اللّه زدني، فقال: يا أمير المؤمنين، بلغني أنّ عاملا لعمر بن عبد العزيز شكى إليه قال: فكتب إليه عمر:

يا أخي اذكر طول سهر أهل النار في النار مع خلود الأبد، فإنّ ذلك يطرد بك إلى الربّ نائما و يقظانا (3)،و إيّاك أن ينصرف بك من عند اللّه فيكون آخر العهد و منقطع الرجاء، قال: فلمّا قرأ الكتاب طوى البلاد حتى قدم على عمر بن عبد العزيز فقال له: ما أقدمك ؟ قال: خلعت قلبي بكتابك، لا وليت ولاية حتى ألقى اللّه.

قال: فبكى هارون بكاء شديدا ثم قال: زدني رحمك اللّه، فقال: يا أمير المؤمنين إنّ العباس عم المصطفى صلى اللّه عليه و سلم جاء إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال: يا رسول اللّه أمّرني على إمارة فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا عباس، يا عمّ النبي نفس تحييها (4) خير لك من إمارة لا تحصيها، إنّ الإمارة حسرة و ندامة يوم القيامة، فإن استطعت أن لا تكون أميرا فافعل»[10463].

قال: فبكى هارون بكاء شديدا ثم قال له: زدني رحمك اللّه، فقال: يا حسن الوجه، أنت الذي يسألك اللّه عن هذا الخلق يوم القيامة، فإن استطعت أن تقي هذا الوجه من النار فافعل، و إيّاك أن تصبح و تمسي و في قلبك غشّ لرعيتك، فإن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من أصبح لهم غاشّا لم يرح رائحة الجنّة»[10464].

ثم... (5) فقالا جميعا قال: فبكى هارون بكاء شديدا حتى غشي عليه ثم قال:

عليك دين ؟ قال: نعم، دين لربّي لم يحاسبني عليه، فالويل لي إن ساءلني، و الويل لي إن ناقشني، و الويل لي إن لم ألهم حجّتي، فقال: إنّما أعني من دين العباد؟ قال: فقال: إن ربي لم يأمرني بهذا، أمرني أن أصدّق وعده، و أن أطيع أمره، فقال: وَ مٰا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ

ص: 439


1- بالأصل:«يا أمير» و التصويب عن الحلية و المصدرين.
2- كذا بالأصل و المختصر و تهذيب الكمال و سير الأعلام، و في الحلية: يا بن الربيع.
3- كذا بالأصل منونة.
4- في المختصر: تنجيها.
5- بياض بالأصل بمقدار كلمة.

إِلاّٰ لِيَعْبُدُونِ مٰا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَ مٰا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللّٰهَ هُوَ الرَّزّٰاقُ (1) فقال له:

هذه ألف دينار خذها فأنفقها على عيالك، و تقوّ (2) بها على عبادة ربك، فقال: سبحان اللّه، أنا أدلّك على النجاة و تكافئني بمثل هذا! سلّمك اللّه و وفّقك، ثم صمت، فلم يكلّمنا، فخرجنا من عنده، فلما صرنا على الباب قال لي هارون: يا عباسي (3) إذا دللتني على رجل فدلّني على مثل هذا، هذا أزهد المسلمين اليوم أو كلمة نحوها.

و قال غير أبي عمر في هذا الحديث:

فدخلت عليه امرأة من نسائه فقالت: يا هذا أ ترى سوء ما نحن فيه من ضيق الحال ؟ فلو قبلت هذا المال تفرّجنا به (4)،فقال لها: مثلي و مثلكم كمثل قوم كان لهم بعير يأكلون من كسبه، فلما كبر نحروه فأكلوا لحمه، فلما سمع هارون الكلام قال: ادخل، فعسى أن يقبل المال، قال: فدخلنا، فلما علم به الفضيل، خرج فجلس على تراب في السطح، و جاء هارون فجلس إلى جنبه، فجعل يكلّمه فلم يجبه. فبينما نحن كذلك إذ خرجت جارية سوداء فقالت: يا هذا قد أذيت الشيخ منذ الليلة، فانصرف رحمك اللّه، قال: فانصرفنا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو محمّد أحمد بن عبد اللّه المري، حدّثنا النعمان بن أحمد بن أحمد بن نعيم الواسطي - قاضي تستر - حدّثنا الحسن بن علي الأزدي المعروف بابن السّمسار، حدّثنا محمّد ابن علي النحوي، حدّثنا الفضل بن الربيع قال:

حجّ أمير المؤمنين هارون الرشيد، قال: فبينا أنا ليلة نائم بمكة، إذ سمعت قرع الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: أجب أمير المؤمنين، فخرجت مسرعا، فقلت: يا أمير المؤمنين هلاّ أرسلت إليّ فآتيك، فقال: إنّه حكّ في نفسي شيء، فانظر لي رجلا أسأله عنه، فقلت: هاهنا سفيان بن عيينة قال: فامض بنا إليه، فأتيناه، فقرعت عليه الباب، فقال: من هذا؟ فقلت:

أجب أمير المؤمنين فخرج مسرعا فقال: يا أمير المؤمنين لو أرسلت إليّ أتيتك، فقال: خذ لما جئنا له رحمك اللّه، فحادثه ساعة، فقال له: أ عليك دين ؟ قال: نعم، قال: يا عباسي (5)، اقض (6) دينه، ثم التفت إليّ فقال: يا عباسي (7) ما أغنى عني صاحبك شيئا، فانظر لي رجلا

ص: 440


1- سورة الذاريات، الآيات 56 إلى 58.
2- بالأصل:«و تقوّا».
3- كذا بالأصل، و في تهذيب الكمال: يا أبا عباس.
4- في حلية الأولياء: فتفرجنا به.
5- كذا بالأصل.
6- بالأصل: اقضي، خطأ.
7- كذا بالأصل.

أسأله، فقال: هاهنا عبد الرزّاق بن همّام، فقال: امض بنا إليه، فأتيناه، فقرعت الباب، فقال:

من هذا؟ فقلت: أجب أمير المؤمنين، فخرج مسرعا، فقال: يا أمير المؤمنين لو أرسلت إليّ أتيتك، فقال: خذ لما جئناك له رحمك اللّه، فحادثه ساعة ثم قال له: أ عليك دين ؟ قال:

نعم، قال: يا عباسي (1) اقض دينه، ثم التفت إليّ فقال: ما أغنى عني صاحبك شيئا، فانظر لي رجلا أسأله، فقلت: هاهنا فضيل بن عياض فقال: امض بنا إليه، فأتيناه فإذا هو قائم يصلي يتلو آية من كتاب اللّه و يردّدها، و كان هارون رجلا رقيقا، فبكى بكاء شديدا ثم قال لي: اقرع الباب، فقرعته، فقال: من هذا؟ قلت: أجب أمير المؤمنين، فقال: ما لي و لأمير المؤمنين، فقلت: سبحان اللّه أ و ما عليك طاعة، أ و ليس قد روي عن (2) النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه»[10465].

قال: فنزل، ففتح الباب ثم ارتقى إلى الغرفة، و أطفأ السراج و التجأ إلى زاوية من زوايا الغرفة، فجلس فيها، فجعلنا نجول عليه بأيدينا، فسبقت كفّ هارون كفّي إليه، فقال: أوّه من كفّ ما ألينها إن نجت من عذاب اللّه، قال: فقلت لنفسي: لنكلّمنّه الليلة بكلام تقي من قلب تقي، قال: فقال له: خذ لما جئت له رحمك اللّه، فقال: يا أمير المؤمنين، بلغني أنّ عاملا لعمر بن عبد العزيز شكى إليه، فكتب إليه: يا أخي اذكر طول سهر أهل النار في النار مع خلود الأبد، فإنّ ذلك نظر قربك إلى الربّ نائما و يقظانا (3)،و إيّاك أن ينصرف بك من عند اللّه، فيكون آخر العهد، و منقطع الرجاء، فلما قرأ الكتاب طوى البلاد حتى قدم على عمر، فقال له عمر: ما أقدمك ؟ قال: خلعت قلبي بكتابك، لا وليت لك ولاية حتى ألقى اللّه.

قال: فبكى هارون بكاء شديدا، ثم قال له: زدني رحمك اللّه، فقال: يا أمير المؤمنين بلغني أن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة دعا سالم بن عبد اللّه، و محمّد بن كعب القرظي، و رجاء بن حيوة فقال لهم: إنّي بليت بهذا البلاء فأشيروا عليّ ، فعدّ الخلافة بلاء، و عددتها أنت و أصحابك نعمة، فقال محمّد بن كعب: إن أردت النجاة غدا من عذاب اللّه فصم [عن] (4) الدنيا، و ليكن إفطارك منها الموت.

ص: 441


1- كذا بالأصل.
2- كلمة «عن» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
3- كذا بالأصل:«يقظانا» منونة.
4- سقطت من الأصل هنا، و الزيادة عن الرواية السابقة للخبر.

و قال له رجاء بن حيوة: إن أردت النجاة غدا من عذاب اللّه فحبّ للمسلمين ما تحبّ لنفسك، و اكره لهم ما تكره لنفسك، و إنّي لأقول لك هذا و إني لأخاف عليك أشدّ الخوف يوما (1) تزلّ فيه الأقدام، فهل معك رحمك اللّه من يأمرك بمثل هذا؟ فبكى هارون بكاء شديدا حتى غشي عليه، فقلت: ارفق بأمير المؤمنين، فقال: يا بن أم الربيع تقتله أنت و أصحابك و أرفق به أنا؟! ثم إنه أفاق، فقال: زدني رحمك اللّه، فقال: يا أمير المؤمنين، يا حسن الوجه أنت الذي يسألك اللّه عن هذا الخلق يوم القيامة، فإن استطعت أن تقي هذا الوجه من النار فافعل، فقال له هارون: أ عليك دين ؟ قال: نعم، دين لربّي، لم يحاسبني عليه، فالويل لي إن سألني (2)،و الويل لي إن ناقشني، و الويل لي إن لم ألهم حجّتي، فقال: إنّما أعني دين العباد، فقال: إنّ ربّي لم يأمرني بهذا، أمرني أن أصدّق وعده، و أطيع أمره، فقال عز من قائل: وَ مٰا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّٰ لِيَعْبُدُونِ مٰا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَ مٰا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللّٰهَ هُوَ الرَّزّٰاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (3).

فقال له: هذه ألف دينار فخذها و أنفقها على نفسك و تقوّ بها على عبادة ربّك، فقال:

سبحان اللّه، إنّا ندلّك على النجاة، و أنت تكافئني بمثل هذا؟ سلّمك اللّه و وفقك.

قال: فخرجنا من عنده، فبينا نحن على الباب، إذا بامرأة من نسائه فقالت له (4):يا عبد اللّه قد ترى ضيق ما نحن فيه من الحال ؟ فلو قبلت هذا المال و فرّجتنا به ؟ فقال لها: مثلي و مثلكم مثل قوم كان لهم بعير يستقون عليه، فلمّا كبر نحروه و أكلوا لحمه، فلما سمع هذا الكلام قال: نرجع فعسى أن يقبل هذا المال ؟ فلمّا أحسّ به فضيل خرج إلى تراب في السطح و جلس عليه، و جاء هارون حتى جلس إلى جنبه، فجعل يكلّمه و لا يجيبه بشيء، فبينا نحن كذلك إذا بجارية سوداء قد خرجت علينا فقالت: قد آذيتم الشيخ منذ الليلة، انصرفوا رحمكم اللّه، قال: فخرجنا من عنده، فقال: يا عباسي (5) إذا دللتني على رجل فدلّني على مثل هذا، فهذا سيّد المسلمين.

قال: و قال الفضيل: تقرأ في و ترك: نخلع و نترك من يفجرك، ثم تعدو إلى الفاجر فتعامله.

ص: 442


1- بالأصل:«يوم» و المثبت عن حلية الأولياء.
2- في الحلية: ساءلني.
3- سورة الذاريات، الآيات 56 إلى 58.
4- كلمة «له» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
5- كذا.

قال: و قال الفضيل: لا تنظر إليهم من طريق الغلظة عليهم، و لكن انظر من طريق الرحمة - يعني - السلطان.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه المؤذن، أنبأنا عبد الكريم بن عبد الرّزاق الحسناباذي، أنبأنا منصور بن الحسين الكاتب، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى الموصلي قال (1):سمعت عبد الصمد قال: سمعت فضيلا يقول:

لا تجعل الرجال أوصياءك، كيف تلومهم أن يضيّعوا وصيتك ؟ و أنت قد ضيّعتها في حياتك، و أنت بعدها تصير إلى بيت الدود، و بيت الوحشة، و بيت الظلمة، و يكون زائرك فيه منكر و نكير (2)،فقبرك روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار، ثم بكى و قال: أعاذنا اللّه و إياكم من النار.

قال (3):و سمعت فضيلا يقول:

حسناتك من عدوك أكثر منها من صديقك، قيل: و كيف ذاك يا أبا علي ؟ قال: لأن صديقك إذا ذكرت بين يديه قال: عافاه اللّه، و عدوك إذا ذكرت بين يديه يغتابك الليل و النهار، و إنّما يدفع المسكين حسناته إليك، فلا ترض حتى إذا ذكر بين يديك تقول: اللّهم أهلكه، لا بل ادع اللّه له: اللّهمّ أصلحه، اللّهم راجع به، فيكون اللّه يعطيك أجر ما دعوت له.

قال: و سمعت فضيلا يقول: آفة العلم النسيان، و آفة القراء العجب و الغيبة، و أشدّ الناس عذابا يوم القيامة الساعي و النمّام، و احذروا أبواب الملوك فإنّها تزيد النقم (4) و تذهب بالنعم، قلنا: يا أبا علي هذا الحديث الذي جاء:«إن عليها فتنا (5) كمبارك (6) الإبل ؟» قال:

لا، و لكنه هو الرجل يكون عليه من اللّه نعمة، لا يكون به إلى خلق من خلق اللّه حاجة، فإذا دخل على هؤلاء و رأى ما قد بسط لهم استصغر ما هو فيه، فمن ثمّ تذهب النعمة أو تزول النعمة.

قال: و سمعت فضيلا يقول: ليس الآمر الناهي الذي يدخل عليهم يأمرهم و ينهاهم ثم

ص: 443


1- من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 87/8.
2- كذا بالأصل و المختصر، و في الحلية: منكرا و نكيرا.
3- القائل: عبد الصّمد بن يزيد مردويه، و من طريقه روي الخبر في حلية الأولياء 97/8.
4- كذا بالأصل و في المختصر: تزيل النعم.
5- بالأصل: فتن.
6- بالأصل: كبارك.

يدعونه بعد إلى طعامهم و شرابهم فيجيبهم، إنّما الآمر الناهي الذي اعتزلهم، و لم يدخل عليهم، فهو الآمر الناهي.

قال: و اجتمعوا يوما عند الفضيل فقال بعض من كان معنا: فيكم من يقرأ القرآن ؟ فقرأ بعض القوم ممّن كان معنا، فلما سمع القرآن خرج و عينيه تشخب دموعا و هو يقول: كلام اللّه عز و جل، فلمّا فرغ القارئ من قراءته دعا بدعوات ثم قال لنا: إخواني لو علمت أنكم تريدون هذا العلم للّه لرحلت إليكم إلى منازلكم، فإن كنتم صادقين فعليكم بالقرآن حتى متى تعلمون و لا تعملون، حتى متى ترحلون و لا تنتفعون.

قال: و سمعت الفضيل يقول: لم تتزين العباد بشيء أفضل من الصدق، و اللّه عز و جل سائل الصادقين عن صدقهم فكيف بالكذّابين المساكين.

قال: و سمعت الفضيل يقول: لم ينبل من نبل بالحج (1)،و الجهاد، و لا بالصوم، و لا بالصلاة، إنّما نبل عندنا من كان يعقل أيش يدخل جوفه - يعني - الرغيفين من حله.

قال (2):و سمعت فضيلا.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنبأنا أبو سعيد محمّد بن علي الخشاب، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الجوزقي، أنبأنا أبو العباس محمّد ابن عبد الرّحمن الدّغولي قال: سمعت أبا الحسين المظفّري قال: سمعت عبد الصمد بن يزيد يقول: سمعت الفضيل يقول:

المؤمن ينظر بنور اللّه، الناس منه في راحة، و هو بركة على من جلس إليه لا يغتاب أحدا، كريم الخلق، لين الجانب، و المنافق عيّاب غيّاب - زاد أبو علي: خشن (3) الجانب، خشن (4) الكلام و قالا:- إن رأى خيرا كتمه، و إن رأى زلّة كشفها، غضب اللّه عليه، و مأواه جهنم، لأن اللّه قال: إِنَّ الْمُنٰافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النّٰارِ (5).

زاد المظفّري: قال: و سمعت عبد الصمد بن يزيد يقول: و سمعت الفضيل يقول:

ص: 444


1- بالأصل:«باللجج» و المثبت عن المختصر.
2- القائل: عبد الصّمد بن يزيد، مردويه.
3- كذا بالأصل.
4- بالأصل - في الموضعين-«حسن» تصحيف، و التصويب عن المختصر.
5- سورة النساء، الآية:145.

إنّ الفاحشة تشيع في الذين آمنوا حتى إذا بلغت الصالحين كانوا لها خزّانا.

زاد أبو يعلى: قال: و سمعت عبد الصمد يقول: و سمعت فضيلا يقول:

رحم اللّه عبدا كسب طيبا، و أنفق قصدا، و قدّم فضلا ليوم فقره و فاقته، رحم اللّه من ترحّم على أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فإنما تحسن هذا كلّه بحبك أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم.

قال: و سمعت الفضيل يقول:

من أراد الآخرة أضرّ بالدنيا، و من أراد الدنيا أضرّ بالآخرة، ألا فاضربوا (1) بالدنيا فإنها دار فناء، و اعملوا لدار البقاء.

قال (2):و سمعت الفضيل يقول:

ليكن شغلك في نفسك، و لا يكن (3) شغلك في غيرك، فمن كان شغله في غيره فقد مكر به.

قال: و سمعت الفضيل يقول:

المؤمن في الدنيا مغموم يتزود ليوم معاده، قليل فرحه، ثم بكى (4).

قال: و سمعت فضيلا يقول:

إياكم و العجب فإنّه يمحو العمل، و من رمى محصنا أحبط اللّه عمله، و من قال في رجل ما لا يعلم، كتب عند اللّه كذابا، و من كتب عند اللّه كذابا فقد هلك.

قال: و سمعت الفضيل يقول:

من علم اللّه منه أنّه يحبّ أن يصلح بين الناس أصلح اللّه الذي بينه و بينه، و غفر له ذنبه، و أصلح له أهله، و ولده، و من أحبّ أن يفسد بين الناس أفسد اللّه عليه معيشة.

قال: و سمعت الفضيل يقول:

هل ترك الموت للمؤمن فرحا؟ و إنّما المؤمن يصبح مغموما و يمسي مغموما و إنّما دهره الهرب بدينه إلى اللّه عزّ و جل.

ص: 445


1- كذا بالأصل، و في المختصر: فأضرّوا بالدنيا.
2- القائل: عبد الصّمد بن يزيد مردويه، و من طريقه رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 102/8.
3- في الحلية: و لا يكون.
4- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 110/8.

قال: و سمعت الفضيل يقول:

خلق كثير من يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر، لا يقبل اللّه منهم ذلك، و ذلك لأنهم يريدون به غير اللّه، و قد يكون الرجل الواحد يأمر العباد فيقبلون منه فيحيي اللّه به العباد و البلاد.

قال: و سمعت الفضيل يقول:

طوبى لمن نظر في مطعمه و مشربه و جعله من حله، و بكى على خطيئته.

قال: و سمعت الفضيل يقول:

إنّ اللّه قسم المحبة كما قسم الرزق، و كلّ ذا من (1) اللّه، و إياكم و الحسد فإنّه الداء الذي ليس له دواء.

قال: و سمعت الفضيل يقول:

عليكم بالشكر، فإنّه قلّ قوم كانت عليهم من اللّه نعمة فزالت عنهم إلاّ لم تعد إليهم أبدا.

قال: و سمعت فضيلا يقول: أعوذ باللّه أن أعادي له وليا.

قال: و سمعت الفضيل يقول:

من ازداد علمه فليزدد شكرا، إنّ المنافق كلّما ازداد علما ازداد عمى.

قال: و سمعت الفضيل يقول:

إنّ للّه عبادا لا يرفع لهم إلى اللّه عمل، و هم أصحاب الرياء الذين يكون حبّهم في غير اللّه، إن أعطوا رضوا، و إن منعوا سخطوا، فمن كان كذلك ورّثه اللّه العمى.

قال: و سمعت الفضيل يقول (2):

اجعلوا دينكم (3) بمنزلة صاحب الجوز، إن أحدكم يشتري الجوز فيحرّكه، فما كان من جيد جعله في كمه، و ما كان من رديء ردّه، و كذلك الحكمة، من تكلم بحكمة فاقبل (4) منه، و من تكلم بسوى ذلك فدعه.

ص: 446


1- تقرأ بالأصل:«و كل داء بشر اللّه» كذا، و المثبت عن الحلية.
2- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 99/8.
3- إعجامها مضطرب بالأصل و نميل إلى قراءتها:«ذنبكم» و المثبت عن حلية الأولياء.
4- في الحلية: قبل منه.

قال: و سمعت فضيلا يقول (1):

لو أنّ دعوة مستجابة ما صيرتها إلاّ في الامام، قيل: و كيف ذلك يا أبا علي ؟ قال: متى ما صيّرتها في نفسي لم تجزني (2)،و متى صيّرتها في الإمام فإصلاح (3) الامام إصلاح (4) العباد و البلاد، قيل: و كيف ذلك يا أبا علي ؟ فسّر لنا هذا، قال: أمّا إصلاح (5) البلاد فإذا أمن الناس ظلم الإمام عمّروا الخرابات فتركوا (6) الأرض، و أما العباد فينظروا إلى قوم من أهل الجهل فيقول: قد شغلهم طلب المعيشة عن طلب ما ينفعهم من تعلّم القرآن و غيره، فيجمعهم في دار، خمسين خمسين، أقلّ أو أكثر، يقول لرجل: لك ما يصلحك، و علّم هؤلاء أمر دينهم، و انظر ما أخرج اللّه من فيهم مما يزكي الأرض فردّه عليهم، فقال: كذا صلاح العباد و البلاد.

و قال رباح الكوفي: إن ابن المبارك قبّل جبهته في هذا الحديث فقال: يا معلّم الخير من يحسن هذا غيرك ؟ قال: و سمعت فضيلا يقول (7):

إنّما سمّي الصّديق ليصدقه، و إنّما سمّي الرفيق لترفقه، أي ليس في السفر وحده، [بل] (8) في السفر و الحضر، قلنا: يا أبا علي فسّر لنا هذا، قال: أما الصّديق لتصدقه، فإذا رأيت منه أمرا تكرهه فعظه، و لا تدعه يتهور، و أما الرفيق فإن كنت أعقل منه فارفقه بفعلك (9)،و إن كنت أحلم منه فارفقه بحلمك [و إن كنت أعلم منه فارفقه بعلمك] (10) و إن كنت أغنى منه فارفقه بمالك.

قال: و سمعت فضيلا يقول (11):

ما لكم و الملوك ؟ ما أعظم منّتهم عليكم، أن قد تركوا لكم طريق الآخرة، فاركبوا

ص: 447


1- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 91/8 و مختصر في سير أعلام النبلاء 434/8.
2- بدون إعجام بالأصل، و في الحلية:«تحزني» و التصويب عن المختصر.
3- في الحلية:«صلاح».
4- في الحلية:«صلاح».
5- في الحلية:«صلاح».
6- كذا بالأصل، و في الحلية:«و نزلوا الأرض»، و في المختصر: فتزكو الأرض.
7- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 112/8.
8- زيادة للإيضاح عن حلية الأولياء.
9- في الحلية: فارفقه بعقلك.
10- الزيادة بين معكوفتين عن حلية الأولياء.
11- الخبر رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 102/8.

طريق الآخرة، و لكن لا ترضون بعيوبهم بالدنيا ثم تزحمونهم (1) على الدنيا، ما ينبغي لعالم أن يرضى بهذا لنفسه.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد، أنبأنا عبد الكريم بن عبد الرزّاق، أنبأنا منصور بن الحسين، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، و أنبأنا أبو يعلى الموصلي قال: سمعت عبد الصمد بن يزيد قال: و قال الفضيل:

إنّما ينبغي للدنيا أن تتلاعب بالجاهل لا بالعالم، و قالوا له: لو كلّمت هارون في أمر الرعية إنه يحبك، قال: لست هناك، فكرّر القول عليه، فقال: لو كنت داخلا عليه يوما ما كلّمته إلاّ في علماء السّوء، أقول: يا أمير المؤمنين، إنه لا بدّ للناس من راع، و لا بدّ للراعي من عالم يشاوره، و لا بدّ له من قاض ينظر في أحكام المسلمين، و إذا كان لا بدّ من هذين الرجلين فلا يأتك عالم و لا قاض إلاّ على حمار بإكاف خلفه أغبر، فبالحرى أن يؤدّوا إلى الراعي و الرعية النصيحة، يا أمير المؤمنين متى تطمع العلماء و القضاة أن يؤدّوا إليك النصيحة و مركب أحدهم بكذا و كذا؟ فإذا حملتهم على حمر مركبة بأكف، فبالحرى أن يؤدّوا إليك النصيحة.

قال: و سمعت الفضيل يقول:

لو تعلمون ما أعلم لم يهنكم طعام و لا شراب.

قال عبد الصمد: و سمعت رباحا الكوفي يقول:

مات بعض ولد العلماء بمكة فأتاه القداحي (2) و مسلم بن خالد الزّنجي (3)،و سفيان بن عيينة، و عبد المجيد بن عبد العزيز (4) يعزّونه، فلم يتعزّ فأتاه الفضيل فقال:

يا هذا ما ترى في رجل كان في سجن [هو] (5) و ولده فأخرج ولده من السجن، فأولى به أن يفرح أو يحزن ؟ فقال الرجل: أولى به أن يفرح، قال: كأنك كنت أنت و ابنك في السجن، فأخرج ابنك من السجن، فقال: تعزّيت و اللّه.

ص: 448


1- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن المختصر، و في الحلية: تزاحمونهم.
2- كذا بالأصل، و لعله يريد سعيد بن سالم القداح، أبو عثمان المكي القداح، ترجمته في سير أعلام النبلاء 319/9 و تهذيب الكمال 203/7.
3- هو مسلم بن خالد، أبو خالد المخزومي الزنجي المكي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 176/8.
4- هو عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، أبو عبد المجيد المكي ترجمته في سير أعلام النبلاء 434/9.
5- زيادة للإيضاح.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو سعيد الحسن ابن محمّد بن عبد اللّه بن حسنويه، حدّثنا أحمد بن جعفر بن أحمد بن معبد السمسار (1)، حدّثنا عمر بن أحمد بن السّنّي، حدّثنا محمّد بن سعد السحي (2)،حدّثنا الفضيل بن عياض قال:

أتيت في منامي، فقيل لي: يا فضيل اذكر اللّه، فإنه ما من أحد يوم القيامة إلاّ ودّ أنه زيد في صحيفته مثقال حبّة من خردل من برّ، و لو كان داود عليه السّلام.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيّوية، حدّثنا محمّد بن القاسم بن جعفر، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حدّثنا فضيل بن عبد الوهاب قال:

دخلت على فضيل بن عياض بيته، فإذا بيته من قصب فيه ثلاثة أعواد من خلاف، و بابه من أجذاع، و له باب آخر في البيت، و لا باب له، فلمّا جلسنا أخذ الورى (3) فجعله على الباب الذي ليس له باب، ثم جلس معنا، فجعل يعظ .

قال: و حدّثنا فضيل قال: و سمعت فضيلا بمكة يقول لهم:

لا تؤذوني ما خرجت إليكم حتى ثلاث [و] (4) ستين مرة أو نحوا من ستين مرة، و كذلك قبل الظهر.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنبأنا أبو بكر الخطيب (5)،أنبأنا محمّد بن الحسين بن إبراهيم الخفّاف، حدّثنا أبو الحسن علي بن هلال بن النّجم الصّفّار - إملاء من حفظه - حدّثنا أبو جعفر بن بدينا (6)،أنبأنا محمّد بن زنبور المكي (7) قال:

احتبس على فضيل بن عياض بوله فقال: سيدي أطلقه عني، فما بال، قال: فقال في الثانية: و عزّتك لو قطعتني إربا إربا ما ازددت لك إلاّ حبا، قال: فما بال، قال: فقال في الثالثة: بحبي لك إلاّ ما أطلقته عني، قال: فما برحنا حتى بال.

ص: 449


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 519/15.
2- كذا رسمها بالأصل، بدون إعجام.
3- كذا بالأصل.
4- زيادة لازمة.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 121/12 في ترجمة علي بن هلال بن النجم.
6- في تاريخ بغداد:«أبو جعفر بن بدنيا» تصحيف، و الصواب ما أثبت و هو محمد بن هارون بن بدينا.
7- ترجمته في تهذيب الكمال 279/16.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبي، أنبأنا حمزة بن يوسف السّهمي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن القاسم، حدّثنا تميم بن همام، حدّثنا إبراهيم بن الحارث، حدّثني عبد الرّحمن بن عفان، حدّثني محمّد بن أيوب، حدّثني أبو العباس خادم الفضيل قال (1):

احتبس بول الفضيل فرفع يديه، و قال: اللّهمّ بحبي لك إلاّ أطلقته علي، قال: فما برحنا حتى شفي.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، حدّثنا سليمان بن إبراهيم بن محمّد، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي، أنشدني أبو علي محمّد بن عبد اللّه بن سعيد العسكري، أنشدني بكر بن سعدوية الزاهد، أنشدني أحمد بن عبدة، أنشدني أبو علي الفضيل بن عياض:

يا أيها الذاهب في غيّه *** محصول ما تطلبه الفوت

و الأمر قدّامك مستعظم *** قد جلّ بدوه الموت

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عمرو محمّد بن عبد اللّه الأديب، حدّثنا أبو أحمد بن عدي الحافظ ، حدّثنا بدر بن الهيثم قال: ذكر هارون بن إسحاق، حدّثني رجل من أهل مكة قال: كنا جلوسا مع فضيل بن عياض فقلنا: يا أبا علي كم سنّك ؟ فقال (2):

بلغت الثمانين أو جزتها *** فما ذا أؤمّل أو أنتظر

أتت لي ثمانون من مولدي *** و دون الثمانين ما تعتبر

علتني السنون فأبلينني

ثم نهض فلما ولّى التفت فقال:

فدقّ العظام و كلّ البصر

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي (3)،أنبأنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزّار (4)،أنبأنا

ص: 450


1- الخبر في الرسالة القشيرية ص 327 (ط بيروت).
2- الخبر و البيتان في سير أعلام النبلاء 442/8.
3- إعجامها ناقص بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 284/20.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 415/17.

أبو بكر أحمد (1) بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي، حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن عيسى المقرئ المعروف بالقسطاطي، حدّثنا أبو عبد الرّحمن أحمد بن سهل قال:

قدم علينا سعد بن زنبور فأتيناه، فحدّثنا فقال: كنا على باب الفضيل بن عياض فاستأذنا عليه، فلم يؤذن لنا، قال: فقيل لنا: إنّه لا يخرج إليكم أو يسمع القرآن، قال: و كان معنا رجل مؤدب و كان صيتا قال: فقلنا له: اقرأ، قال: فقرأ: أَلْهٰاكُمُ التَّكٰاثُرُ حَتّٰى زُرْتُمُ الْمَقٰابِرَ (2) و رفع بها صوته، قال: فأشرف علينا الفضيل و قد بكى حتى بلّ لحيته بالدموع، و معه خرقة ينشف بها الدموع من عينيه و أنشأ يقول:

بلغت الثمانين أو جزتها *** فما ذا أؤمّل أو أنتظر

أتى لي ثمانون من مولدي *** فبعد الثمانين ما ينتظر

علتني السنون فأبلينني *** ........

قال: ثم خنقته العبرة قال: و كان معنا علي بن خشرم فأتمّه لنا فقال:

علتني السّنون فأبلينني *** فدقّت عظامي و كلّ البصر

قال: ثم قال القاضي (3):ولدت في سنة ستين و مائة، و أنشدنا:

عقد الثمانين عقد ليس يبلغه *** إلاّ المؤخّر للأخبار و العبر (4)

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد بن عبد القوي، حدّثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي قال: أنشدنا أبو محمّد عبد اللّه بن عمر بن عبد ربه الأندلسي، أنشدني محمّد بن أحمد الأندلسي للفضيل بن عياض:

إنّا لنفرح بالأيّام ندفعها *** و كلّ يوم مضى نقص من الأجل

فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا *** فإنّما الربح و الخسران في العمل

كتب إليّ أبو سعيد محمّد بن محمّد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه.

ص: 451


1- بالأصل:«محمد» تصحيف، و الصواب ما أثبت «أحمد» ترجمته في سير أعلام النبلاء 544/15 و تاريخ بغداد 4/ 358.
2- سورة التكاثر، الآيتان 1 و 2.
3- يعني أحمد بن كامل بن شجرة.
4- كلام القاضي ابن شجرة و الشعر في ترجمته في تاريخ بغداد 358/4.

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني، أنبأنا أبو علي الحداد.

قالوا:، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أحمد بن جعفر بن سلم، حدّثنا أحمد بن علي الأبّار، قال: سمعت مجاهد بن موسى يقول: مات فضيل بن عياض سنة ست و ثمانين و مائة (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، و أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن حميد، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، أنبأنا محمّد بن أحمد البرّاء قال: قال علي بن المديني:

مات بشر بن المفضّل، و محمّد بن سوّار، و فضيل بن عياض، و معتمر بن سليمان سنة سبع و ثمانين (2).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن زبر، أنبأنا أبي، حدّثنا الطيالسي - و هو جعفر بن أبي عثمان (3)-قال: قال يحيى (4):هلك فضيل بن عياض سنة سبع و ثمانين و مائة.

قال ابن زبر: قال الواقدي: و أبو موسى و المدائني فيها - يعني - سنة سبع و ثمانين و مائة مات الفضيل بن عياض بمكة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا جعفر الخلدي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم بن العلاّف، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأنا الحسين بن محمّد بن الحسن، قالا:

حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، حدّثنا ابن نمير قال: مات فضيل بن عياض سنة سبع و ثمانين - يعني - و مائة.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي المقرئ، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه.

و أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد، أنبأنا أبو علي.

قالوا: أنبأنا أبو نعيم، حدّثنا محمّد بن علي بن حبيش، حدّثنا محمّد بن عبدوس بن

ص: 452


1- سير أعلام النبلاء 447/8.
2- سير أعلام النبلاء 447/8.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 346/13.
4- يعني يحيى بن معين.

كامل، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن نمير قال: مات فضيل بن عياض سنة سبع و ثمانين و مائة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا ابن رزقويه، أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال: سمعت علي بن بحر القطان قال:

صلّيت على فضيل آخر سنة سبع و ثمانين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال (1):

سمعت زيد بن المبارك يقول: مات رباح بن زيد، و معتمر بن سليمان، و فضيل بن عياض سنة سبع و ثمانين و مائة.

قال: و حدّثنا يعقوب (2) قال:

و في سنة سبع و ثمانين و مائة مات الفضيل بن عياض أبو علي في المحرم لإحدى عشرة مضت منه كما ذكر لي ابن أبي عمر.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنبأنا رمضان بن عبد الساتر، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر بن نصير، أنبأنا عثمان بن محمّد بن أحمد السمرقندي، قال: قال أبو أمية الطّرسوسي:

مات فضيل بن عياض سنة سبع و ثمانين و مائة.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني إبراهيم بن يعقوب قال: قال بعض المكيين:

رأيت سعيد بن سالم القدّاح في النوم فقلت: من أفضل من في هذه المقبرة، فقال:

صاحب هذا القبر، قلت: بما فضلكم ؟ قال: إنه ابتلي فصبر، قلت: ما فعل فضيل بن عياض ؟ قال: هيهات، كسي حلّة لا تقوم لها الدنيا بحواشيها.

5631 - فقيم بن الحارث

5631 - فقيم (3) بن الحارث

شهد صفين مع معاوية بن أبي سفيان.

ص: 453


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 179/1.
2- المعرفة و التاريخ 179/1.
3- ورد في وقعة صفين و الطبري: نعيم.

أخبرنا أبو عبد الله البلخي، أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد، أنبأنا أبو علي ابن شاذان، أنبأنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب (1)،أنبأنا إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي، حدثنا يحيى بن سليمان، حدثني نصر - يعني بن مزاحم (2)-حدثنا عمرو بن شمر، حدثني عبد السلام بن عبد اللّه بن جابر (3):

أن راية بجيلة كانت في أحمس مع أبي شداد بصفين، و اسمه: قيس بن مكشوح بن هلال بن الحارث بن عمرو بن عامر بن علي بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار، فقالت بجيلة: خذ رايتنا اليوم، فقال لهم: غيري خير لكم مني، فقالوا: ما نريد غيرك، فقال: و اللّه لئن أعطيتمونيها لا أنتهي بكم دون صاحب الترس المذهب-[قال:] و على رأس معاوية رجل قائم معه ترس مذهب [يستره من الشمس - قالوا: اصنع ما شئت، فأخذها] (4) ثم زحف نحوهم و هو يقول (5):

إن عليا ذو أناة صارم

جلد إذا ما تحضر العزائم

لما رأى ما تفعل الأشائم

قام لدى ذروته الأكارم (6)

الأشيبان مالك و هاشم (7)

قال: ثم زحف، فجعل يقاتل حتى انتهى إلى صاحب الترس، و كان في خيل عظيمة [من أصحاب معاوية]، فاقتتل الناس هناك قتالا شديدا، قال: و ذكروا أن صاحب الخيل عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، فشدّ أبو شداد بسيفه نحو صاحب الترس، فعرض له رومي (8)

ص: 454


1- إعجامها مضطرب بالأصل.
2- الخبر في وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 258 و الفتوح لابن الأعثم بتحقيقنا 145/3.
3- ترجمته في لسان الميزان 13/4.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن وقعة صفين للإيضاح.
5- الرجز في وقعة صفين و الفتوح لابن الأعثم.
6- الشطر في وقعة صفين: قام له الذروة و الأكارم. و في ابن الأعثم: قام قيام الذروة الأكارم.
7- في ابن الأعثم: لا تستوي أمية و هاشم.
8- الأصل:«رمى» و التصويب عن وقعة صفين.

لمعاوية فيضرب قدم أبي شداد فقطعها و ضربه أبو شداد فقتله، و أشرعت إليه الأسنة [فقتل]، فأخذ الراية عبد اللّه بن قلع الأحمسي، فجعل يقاتل و يقول (1):

لا يبعد اللّه أبا شداد

حيث أجاب دعوة المنادي

و شدّ بالسيف على الأعادي

نعم الفتى كان في الطراد (2)

و في طعان الخيل و الجلاد

فلم يزل يقاتل حتى قتل، فأخذ الراية أخوه عبد الرحمن بن قلع، فقتل، ثم أخذها عفيف بن إياس الأحمسي، فلم تزل بيده حتى تحاجر الناس. قتل] (3) حازم بن أبي حازم الأحمسي أخو قيس بن أبي حازم، و قتل نعيم بن شهيد (4) بن الثعلبية فأتى ابن عمه فقيم (5) بن الحارث إلى معاوية، و كان مع معاوية فقال: إن هذا القتيل ابن عمي فهبه لي، فقال: لا تدفنهم فإنهم ليسوا لذلك بأهل، فو اللّه ما قدرنا على دفن عثمان إلاّ سرا فقال: و اللّه لتأذنن لي في دفنه أو لألحقنهم و لأدعنك، فقال معاوية: ترى أشياخ العرب لا نواريهم و أنت تسألني دفن ابن عمك! ادفنه إن شئت أو دعه، فأتاه فدفنه.

ص: 455


1- الرجز في وقعة صفّين ص 259 و تاريخ الطبري 3/... (ط بيروت).
2- بالأصل: الطرادي.
3- الزيادة عن وقعة صفّين.
4- في وقعة صفّين و تاريخ الطبري: نعيم بن صهيب بن العلية.
5- في وقعة صفّين و تاريخ الطبري: نعيم بن الحارث بن علية.

[ذكر من اسمه] فليح

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) فليح

5632 - فليح بن العوراء المكّي

5632 - فليح بن العوراء المكّي (2)

مولى بني مخزوم.

له ذكر في مجيدي المغنين.

قدم دمشق في خلافة الرشيد على إبراهيم بن المهدي.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الأصبهاني (3)،أخبرني رضوان ابن أحمد، عن يوسف بن إبراهيم، عن إبراهيم بن المهدي قال:

كتب إليّ جعفر بن يحيى و أنا عامل الرشيد على جند (4) دمشق: قد قدم علينا فليح بن العوراء (5) فأفسد علينا بأهزاجه و خفيفه كلّ غناء سمعناه قبله، و أنا محتال لك في تحصيله عندك لنستمتع به كما استمتعنا، فلم ألبث أن ورد علي فليح بكتاب الرشيد يأمر له بثلاثة آلاف دينار، فورد عليّ منه رجل ذكرني لقاؤه الناس، و أخبرني أنه قد ناهز المائة سنة، فأقام عندي ثلاث سنين، فأخذ عنه جواريّ كل ما (6) كان معه من الغناء، و انتشر بعض أغانيه بدمشق، قال يوسف: ثم قدم علينا شابّ من المغنّين مع علي بن زيد بن الفرج الحرّاني، عند مقدم عنبسة ابن إسحاق فسطاط مصر، يقال له موفق (7)،فغناني من غناء فليح:

ص: 456


1- زيادة منا للإيضاح.
2- ترجمته في الأغاني 359/4 و فيها: فليح بن أبي العوراء.
3- رواه أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني 365/4.
4- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن الأغاني.
5- الأغاني: فليح بن أبي العوراء.
6- الأصل: كلما.
7- كذا بالأصل و المختصر، و في الأغاني: مونق.

يا قرّة العين اقبلي عذري *** ضاق بهجرانكم صدري

لو هلك الهجر استراح الهوى *** ما لقى الوصل من الهجر

و لحنه خفيف رمل، فلم أر بين ما غنّاه و بين ما سمعت في دار أبي إسحاق فرقا فسألته من أين أخذه ؟ فقال: أخذته بدمشق، فعلمت أنه مما أخذه أهل دمشق من فليح بن العوراء.

5633 - فنك بن عبد اللّه الخادم الكافوري

5633 - فنك بن عبد اللّه الخادم الكافوري (1)

مولى كافور (2) الإخشيدي.

خرج من مصر بعد موت كافور في سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة إلى الرّملة، فبعثه الحسن بن عبيد اللّه (3) بن طغج أمير الرملة أميرا (4) على دمشق، فدخلها لأيام خلت من ذي القعدة سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة، و كان أميرها قبله فاتك الإخشيدي (5) فأقام بها مديدة يسيرة، ثم جرى بينه و بين أهل البلد مناوشة و قتال و نهب و إحراق في مستهل ذي الحجة من سنة سبع و خمسين، فلمّا... (6) أخذ القوم حمص يوم عيد الأضحى، و هاله ما رأى من كثرة أهل دمشق يوم العيد... (7) نادى في البلد النفير إلى ثنية العقاب (8) بسبب الروم، فخرج الناس إلى دومة (9) و حرستا (10) فلمّا علم خروجهم انتهز الفرصة في خلوّ البلد، فرحل عن دمشق، و حمل أثقاله نحو عقبة دمّر (11) و خرج بعسكره فتوجه إلى الساحل لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي الحجة فنهبوا بعض أثقاله و قتلوا من بقي من رجاله.

و بلغني من وجه آخر: أن ولاية فنك لدمشق كانت سنة ست و خمسين.

ص: 457


1- ترجمته في تحفة ذوي الألباب 367/1 و أمراء دمشق ص 84.
2- ترجمته في وفيات الأعيان 99/4 و تحفة ذوي الألباب 351/1.
3- بالأصل: عبد اللّه، تصحيف. تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 130/13 رقم 1361.
4- بالأصل: أمير.
5- تقدمت ترجمته قريبا.
6- كلمة غير مقروءة بالأصل.
7- كلمة غير واضحة بالأصل.
8- ثنية العقاب: ثنية مرتفعة مشرفة على غوطة دمشق، يطؤها المسافر من دمشق إلى حمص (راجع معجم البلدان).
9- من قرى غوطة دمشق الشرقية (معجم البلدان).
10- حرستا: من قرى دمشق، على طريق حمص (راجع معجم البلدان).
11- عقبة دمر مشرفة على غوطة دمشق و هي من جهة الشمال على طريق بعلبك (راجع معجم البلدان).

5634 - فوار مولى سليمان بن عبد الملك

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

حكى عنه رجاء بن أبي سلمة.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن الوليد الأنصاري الأندلسي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد - فيما كتب إليّ - أخبرني جدي عبد اللّه بن محمّد بن علي اللّخمي الباجي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن يونس، أنبأنا بقي بن مخلّد، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن عباس، حدّثنا ضمرة، عن رجاء، عن فوار مولى سليمان صاحب... (1) قال: قال لي عمر بن عبد العزيز حين ولي: يا فوار انظر ما كان لسليمان قبل أن يلي فادفعه لابنه داود، و ما كان له بعد أن ولي فاحتبسه.

روى عنه غيره، فقال: قواد، و سيأتي ذكره في حرف القاف.

ص: 458


1- كلمة غير واضحة بالأصل.

ذكر من اسمه فهد

5635 - فهد بن سليمان بن يحيى

أبو محمّد الكوفي النّحّاس

نزيل مصر.

سمع بدمشق: أبا مسهر، و سليمان بن عبد الرّحمن، و سعيد بن المغيرة الصّيّاد، و عتبة ابن السكن، و محمّد بن كثير المصّيصي، و موسى بن داود الضّبّي، و أبا نعيم الفضل (1) بن دكين، و المعلّى بن الوليد القعقاعي، و يزيد بن عبد ربه، و يحيى بن عبد اللّه البابلتّي (2)، و محمّد بن سنان العوفي، و المعلّى بن أسد البصري، و عمر بن حفص بن غياث (3)،و أبا بكر ابن أبي شيبة، و محمّد بن سعيد بن الأصبهاني.

روى عنه: أبو جعفر أحمد بن محمّد الطحاوي، و أبو الحسن بن جوصا، و علي بن سراج المصري الحافظان، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و الحسن بن حبيب، و أبو جعفر محمّد بن الحسن بن زيد التّنّيسي، و أبو بكر أحمد بن مسعود بن عمرو الزّنبري (4)،و أحمد ابن محمّد بن الحجاج بن رشدين، و أبو علي أحمد بن محمّد بن فضالة الحمصي، و عبد العزيز بن أحمد بن الفرج الأحمري.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد

ص: 459


1- بالأصل: الفضيل، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 62/15.
2- بالأصل: البابلي، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 318/10.
3- بالأصل: عناب، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 639/10.
4- تقرأ بالأصل: الزبيري، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 333/15.

ابن محمّد بن جعفر سنة أربعين و أربعمائة أنبأنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العباس الورّاق (1)،حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا فهد بن سليمان المصري، حدّثنا أبو مسهر.

ح قال: و حدّثنا محمّد بن عوف الحمصي، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم أبو النّضر الدمشقي قالا: حدّثنا يحيى بن حمزة، حدّثنا محمّد بن الوليد الزّبيدي، أنّ الزهري حدّثه عن سالم بن عبد اللّه أن سفينة مولى أم سلمة قال: قالت أم سلمة:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس»[10466].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد ابن أبي نصر، أنبأنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك - قراءة عليه، و أنا أسمع فيما انتقاه أبو سليمان بن زبر، حدّثنا فهد بن سليمان، حدّثنا قطبة بن العلاء الغنوي، حدّثنا سفيان الثوري، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ما ذئبان ضاريان في حظيرة وثيقة، يأكلان و يفرسان بأسرع فيها من حبّ الشّرف، و حبّ المال في دين المسلم»[10467].

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

فهد بن سليمان بن يحيى، يكنى أبا محمّد كوفي قدم إلى مصر قديما، و كان يدل في البر، و حدّث بها عن الغرباء و أهل مصر، توفي بمصر في سنة خمس و سبعين و مائتين و كان ثقة ثبتا.

5636 - فهد بن موسى بن أبي رباح

أبو الخير الأزدي الإسكندراني

قاضي الإسكندرية.

قدم دمشق.

روى عن عبد اللّه بن عبد الحكم، و أبي صالح عبد اللّه بن صالح، و يحيى بن عبد اللّه ابن بكير، و الحارث بن مسكين.

ص: 460


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 388/16.

روى عنه: أبو الميمون، و أبو الدّحداح، و أبو الفضل أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن هلال (1)،و أبو الحسين الحسن بن علي بن سوادة المصري، و أبو العباس محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن ملاّس، و أبو الأصبغ عبد الملك بن عبد الكريم الطّبراني.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا:

حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمّام بن محمّد، أنبأنا أبو الميمون بن راشد، حدّثنا أبو الخير فهد بن موسى الإسكندراني - زاد الفقيه: بدمشق - حدّثنا عبد اللّه بن عبد الحكم، حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن برد بن سنان، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لا يضر أحدكم بقليل من ماله يروح أم بكثير إذا شهد»[10468].

و في حديث الفقيه: عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

كتب إليّ أبو بكر محمّد بن علي بن أبي ذرّ الصّالحاني (2) من أصبهان، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عبد الرحيم، أنبأنا أبو حفص عمر بن محمّد [أنبأنا] أبو جعفر المغازلي، أنبأنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل (3)،حدّثنا أبو الخير فهد بن موسى الإسكندراني، حدّثنا عبد اللّه بن عبد الحكم، أنبأنا زين بن شعيب الإسكندراني، عن القاسم ابن عبد اللّه، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من عمل عمل قوم لوط فارجموه و ارجموا من يفعل به»[10469].

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس بن علي، و أبو الفضل (4) أحمد بن محمّد بن الحسن، و حدثني أبو أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: قال لنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى:

فهد بن موسى بن أبي رباح مولى الأزد قاضي الإسكندرية، يكنى أبا الخير، يروي عن أبي صالح كاتب الليث، و يحيى بن بكير، توفي في شعبان سنة سبعين و مائتين.

ص: 461


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 310/15.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 585/19.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 268/15.
4- تقرأ بالأصل: المفضل، قارن مع مشيخة ابن عساكر 15/ب.

5637 - فهد بن مهدي الحضرمي المصري

5637 - فهد بن مهدي الحضرمي المصري (1)

من وجوه مصر.

وفد في وفد منهم على يزيد بن الوليد حين بويع فيما ذكر أبو عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب الكندي.

و ذكر أبو عمر: أن الحوثرة بن سهيل الباهلي (2) أمير مصر لمروان بن محمّد قتل فهد ابن مهدي سنة ثمان و عشرين و مائة (3).

لم يذكره ابن يونس في تاريخ مصر.

5638 - فهر بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم (4)

أمه أم ولد.

له ذكر، تقدم ذكره في ترجمة أخيه عثمان بن الوليد.

ص: 462


1- له ذكر في ولاة مصر للكندي ص 106 و 112 و 113.
2- راجع أخباره في النجوم الزاهرة 305/1 و الخطط للمقريزي 110/1 و ولاة مصر ص 110.
3- ولاة مصر للكندي ص 112.
4- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 167 و جمهرة أنساب العرب ص 92 و قال ابن حزم: لا عقب له.

ذكر من اسمه فيّاض

5639 - فيّاض بن عبد اللّه

روى عن: شعيب بن عمرو.

روى عنه: محمّد بن محمّد البغدادي.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنبأنا منصور بن الحسين و أحمد بن محمود، قالا: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد بن محمّد البغدادي، حدّثنا فيّاض بن عبد اللّه الدمشقي، حدّثنا شعيب (1) بن عمرو، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا هشام بن حسان، عن قيس بن سعد، عن عبد اللّه بن زبير، عن ابن عمر.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم نهى عن بيع [الولاء،] (2) و عن [هبته] (3)[10470].

5640 - فيّاض بن عمرو

كاتب يحيى بن حمزة القاضي.

روى عن الزّهري مرسلا، و صدقة بن عبد اللّه، و الهيثم بن حميد، و يحيى بن حمزة.

روى عنه: محمّد بن يحيى بن حمزة، و أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة عن (4)وجودهما في كتابه.

ص: 463


1- كذا بالأصل و ت و الذي في المختصر: روى عن سعيد بن عمرو بسنده إلى ابن عمر.
2- بياض بالأصل، و اللفظة استدركت عن المختصر، و ت.
3- بياض بالأصل، و اللفظة استدركت عن المختصر، و ت.
4- كذا بالأصل و ت: عن وجودهما.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكناني (1)،أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، حدّثنا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري، حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة الحضرمي، حدّثني أبي عن أبيه يحيى بن حمزة، حدّثنا ابن سمعان، عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من أتى الجمعة فليغتسل»[10471].

قال: و حدّثنا أحمد بن محمّد، حدّثني أبي قال: وجدت في كتاب الفيّاض بن عمرو كاتب جدي بخطه عن الزهري، عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مثله.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة الدمشقي قال: وجدت في كتاب الفيّاض بن عمرو عن صدقة، حدّثني ابن ثوبان عن أيوب السختياني، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إنّ اللّه يقول: إذا عبدي همّ بحسنة فلم يعملها فاكتبوها حسنة»[10472].

5641 - فيّاض بن القاسم بن الحريش بن حرب بن الحريش

أبو علي

حدّث عن شعيب بن عمرو الضّبعي (2)،و أبي عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري، و محمّد بن إسحاق، و محمّد بن أحمد بن مطر الفرارى (3).

روى عنه: أبو سليمان بن زبر، و أبو عبد اللّه أحمد بن القاسم الميانجي، و أبو بكر بن أبي الحديد، و جمح بن القاسم.

و كتب عنه أبو الحسين الرازي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو علي بن أبي نصر، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، حدّثنا فيّاض بن القاسم، حدّثنا شعيب بن عمرو، حدّثنا يزيد، حدّثنا مسعر.

ح قال: و حدّثنا أبو سليمان، حدّثنا أبي، حدّثنا علي بن سهل بن المغيرة، حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، أنبأنا مسعر.

ص: 464


1- بالأصل: الكناني، تصحيف، و التصويب عن ت.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 304/12.
3- كذا رسمها بالأصل و ت.

عن عبد الملك بن ميسرة (1) عن النّزّال (2) قال: قال أبو مسعود:

أغمي على حذيفة أول الليل ثم أفاق فقال: أيّ الليل هذا يا أبا مسعود؟ فقلت: السّحر الأكبر الأعلى، فقال: عائذ باللّه من جهنم - يقول ذلك مرتين أو ثلاثا - ابتاعوا لي ثوبين، و لا تغالوا فيهما فإنّ صاحبكم إن يرض عنه (3) يكس (4) خيرا منهما و إلاّ سلبهما سلبا سريعا.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي بن عمر التميمي المصحح، أنبأنا أبو بكر بن أبي الحديد، حدّثنا أبو علي الفيّاض بن القاسم بن الحريش في جمادى الآخرة سنة ثلاثين و ثلاثمائة، حدّثنا أبو محمّد شعيب بن عمرو، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمّد بن طلحة، عن زبيد، عن مرّة، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«حبسونا عن صلاة الوسطى حتى غابت الشمس، ملأ اللّه بطونهم و قبورهم نارا»[10473].

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق:

أبو علي فيّاض بن القاسم بن الحريش بن حرب بن الحريش، مات في جمادى الآخرة سنا أربع و ثلاثين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال:

سنة أربع و ثلاثين و ثلاثمائة فيها توفي فيّاض بن حريش.

ص: 465


1- هو عبد الملك بن ميسرة الهلالي العامري، أبو زيد، ترجمته في تهذيب الكمال 101/12.
2- هو النزال بن سبرة الهلالي، العامري الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 54/19.
3- بالأصل و ت:«يرضا... يكسا».
4- بالأصل و ت:«يرضا... يكسا».

الفهرس

5520 - عيسى بن المساور البغدادي الجوهري/3

5521 - عيسى بن مسلم العقيلي/5

5522 - عيسى بن معبد بن الفضل أبو منصور الموصلي التاجر/5

5523 - عيسى بن مقسم/6

5524 - عيسى بن موسى بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب أبو موسى الهاشمي/7

5525 - عيسى بن موسى أبو محمّد و يقال: أبو موسى أخو سليمان بن موسى القرشي/20

5526 - عيسى بن موسى القرشي/23

5527 - عيسى بن ميمون/23

5528 - عيسى بن هارون بن يوسف أبو موسى المغربي الأغماتي المالكي الفقيه/24

5529 - عيسى بن يزيد أبو عبد الرّحمن الأنطرطوسي الأعرج/24

5530 - عيسى بن يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد اللّه أبو عمرو و يقال: أبو محمّد السبيعي/25

5531 - عيسى بن العكي/46

5532 - عيسى الجلودي/46

5533 - غيلان بن زفر بن جبر بن مروان بن سيف بن يزيد بن شريح بن شقيق بن عامر أبو الهيذام المازني الفقيه الشافعي/46

5534 - عيينة بن عائشة بن عمرو بن السري بن عادية بن الحارث بن امرئ القيس ابن زيد مناة بن تميم بن مرّ بن أد بن إلياس بن مضر بن نزار المرائي/47

حرف الغين ذكر من اسمه غازي

5535 - غازي بن الحسن بن أحمد أبو الفضل الحارثي/49

ص: 466

5536 - الغاز بن ربيعة بن عمرو بن عوف الجرشي ثم الحميري/50

5537 - غازي بن محمّد أبو الحسن الوشاء/51

ذكر من اسمه غالب

5538 - غالب بن أحمد بن المسلم أبو نصر الأدمي المصبح/52

5539 - غالب بن سليمان بن داود بن جناح بن روح بن جناح أبو الأشعث بن أبي حنيفة القرشي/53

5540 - غالب بن شعوذ و يقال: ابن عبد اللّه بن شعوذ الأزدي/54

5541 - غالب بن غزوان الثقفي/55

ذكر من اسمه غانم

5542 - غانم بن حميد أبو المضاء الدمشقي/56

ذكر من اسمه غرير

5543 - غرير بن علي أبو القاسم البغدادي/57

5544 - غزوان/58

ذكر من اسمه غزيل

5545 - غزيل أبو كامل الأموي المغني/58

ذكر من اسمه غسّان

5546 - غسان بن عبد الملك بن مسمع بن مالك بن مسمع بن سنان بن شهاب بن علقمة ابن عباد بن عمرو بن ربيعة بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة الربعي البصري/59

5547 - غسان بن مالك بن مسمع بن سنان بن شهاب بن علقمة بن عبّاد بن عمرو ابن ربيعة بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة الربعي البصري/60

5548 - غسان بن نباتة التميمي ثم المجاشعي/61

ذكر من اسمه غضبان

5549 - غضبان بن القبعثري الشيباني البصري/62

ذكر من اسمه غضور

5550 - غضّور و يقال: غضور بن عتيق الكلبي الناجي/68

5551 - غضيف بن الحارث بن زنيم أبو أسماء السكوني اليماني و يقال: الثمالي و يقال الكندي/69

ذكر من اسمه غضيفر

5552 - غضيفر بن فارس بن الحسن بن منصور أبو الوحش بن أبي الهيجاء البلخي النبهاني/84

ذكر من اسمه غمر

5553 - غمر بن العباس السكسكي/85

5554 - غمر بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي/85

ص: 467

ذكر من اسمه غنائم

5555 - غنائم بن أحمد بن الخضر أبو القاسم الطائي/89

5556 - غنائم بن أحمد بن عبيد اللّه أبو القاسم الخياط المعروف ببنان/90

5557 - غنائم بن أحمد بن المسلم بن الخضر أبو السرايا السلمي المعروف بابن أبي الوبر/91

ذكر من اسمه غوث

5558 - غوث بن أحمد بن حيان أبو عمرو الطائي العكّاوي/93

5559 - غوث بن سليمان بن زياد بن ربيعة بن نعيم بن ربيعة بن عمرو بن عبيدة و يقال: عبيدة ابن جذيمة بن عمرو بن زيد بن مالك بن زيد بن الحارث بن عمرو بن حجر بن قيس ابن كعب بن سهل بن زيد بن حضرموت أبو يحيى الحضرمي الصّوراني المصري/94

ذكر من اسمه غياث

5560 - غياث بن جميل أبو الخضر المقبري/103

5561 - غياث بن غوث، و يقال بن غويث بن الصلت بن طارقة بن سيحان بن عمرو ابن الفدوكس بن عمرو بن مالك بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب و يقال: ابن غوث بن سلمة بن طارقة أبو مالك التغلبي النصراني المعروف بالأخطل الشاعر/104

ذكر من اسمه غيث

5562 - غيث بن علي بن عبد السّلام بن محمّد بن جعفر أبو الفرج بن أبي الحسين الصوري المعروف بابن الأرمنازي الكاتب/124

ذكر من اسمه غيلان

5563 - غيلان بن أنس أبو يزيد الكلبي مولاهم/126

5564 - غيلان بن خرشة بن عمرو بن ضرار الضبي البصري/131

5565 - غيلان بن سلمة بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قصي - و هو ثقيف - بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان الثقفي/133

5566 - غيلان بن عقبة بن مسعود بن حارثة بن عمرو بن ربيعة بن ملكان بن عدي بن عبد مناة ابن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار و يقال: غيلان بن عقبة بن بهيش و يقال:

نهيس بن مسعود بن حارثة بن عمرو بن ربيعة بن ساعدة بن كعب بن عوف ابن ثعلبة بن ربيعة بن ملكان أبو الحارث العدوي المعروف بذي الرّمّة/142

5567 - غيلان بن أبي غيلان و هو غيلان بن يونس، و يقال: ابن مسلم أبو مروان القدري/186

5568 - غيلان بن أبي معشر و يقال: ختن أبي معشر/213

ذكر من اسمه فاتك

5569 - فاتك بن فضالة بن شريك بن سلمان بن خويلد بن سلمة بن عامر بن الحريش

ص: 468

ابن نمير بن والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي الكوفي/214

5570 - فاتك أبو شجاع المعروف بالخازن الإخشيدي/215

ذكر من اسمه فارس

5571 - فارس بن أحمد بن موسى أبو الفتح الحمصي المقرئ/216

5572 - فارس بن أحمد/216

5573 - فارس بن الحسن بن منصور أبو الهيجاء بن البلخي النبهاني/217

5574 - فارس بن منصور بن عبد اللّه أبو شجاع البزاز/218

ذكر من اسمه فاضل

5575 - فاضل بن عبيد اللّه أبو الكتاب الموصلي/219

ذكر من اسمه فائد

5576 - فائد بن عمارة بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي/220

ذكر من اسمه فتح

5577 - الفتح بن الحسين بن أحمد بن سعدان أبو نصر الفارقي/221

5578 - الفتح بن خاقان بن عرطوج أبو محمّد التركي/222

5579 - الفتح بن شخرف بن داود بن مزاحم أبو نصر الكشّي الصوفي/228

5580 - الفتح بن عبد اللّه أبو علي التميمي/237

5581 - الفتح بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم/237

5582 - الفتح بن يزيد الأفقم بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي/237

ذكر من اسمه فحل

5583 - فحل بن تميم المقرئ/238

ذكر من اسمه فديك

5584 - فديك بن سلمان و يقال: ابن سليمان بن عيسى أبو عيسى العقيلي القيسراني/239

ذكر من اسمه فرات

5585 - فرات بن مسلم و يقال ابن سالم الجزري/244

5586 - فرات الجبيلي/246

ذكر من اسمه فراس

5587 - فراس بن حميد الحضرمي المصري/247

5588 - فراس بن النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي أبو الحارث العبدري القرشي/247

5589 - فراس الشعباني/248

ص: 469

ذكر من اسمه فرج

5590 - فرج بن إبراهيم بن عبد اللّه أبو القاسم النصيبي الصوفي الأعمش و يعرف بفريج/252

5591 - فرج بن راشد الدمشقي/254

5592 - الفرج بن فضالة بن النعمان بن نعيم أبو فضالة التنوخي الحمصي/254

5593 - فرج بن يزيد أبو شيبة الكلاعي/269

ذكر من اسمه فروة

5594 - فروة بن عامر و يقال ابن عمرو بن النافرة الجذامي/270

5595 - فروة بن عمرو البصري/274

5596 - فروة بن مجاهد اللخمي الفلسطيني/274

5597 - فروة بن المغيرة/278

ذكر من اسمه فريج

5598 - فريج بن أحمد بن محمّد أبو عبد اللّه القرشي/279

ذكر من اسمه فضالة

5599 - فضالة بن أحمد بن فضالة بن الصقر بن فضالة بن سالم بن جميل بن عمرو بن ثوابة ابن الأخنس بن مالك بن النعمان بن امرئ القيس أبو القاسم اللخمي/280

5600 - فضالة بن زريق/280

5601 - فضالة بن زيد العدواني/280

5602 - فضالة بن أبي سعيد المهري المصري/282

5603 - فضالة بن شريك بن سلمان بن خويلد بن سلمة بن عامر موقد النار بن الحريش بن نمير ابن والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة الأسدي/283

5604 - فضالة بن الصقر بن فضالة بن سالم بن جميل بن عمرو بن ثوابة بن الأخنس بن مالك ابن النعمان بن امرئ القيس اللخمي الدمشقي/289

5605 - فضالة بن عبيد بن نافد بن قيس بن صهيب بن الأصرم بن جحجبى بن كلفة بن عوف ابن عمرو بن عوف بن مالك أبو محمّد الأنصاري/290

5606 - فضالة بن معاذ/307

5607 - فضائل بن الحسن بن الفتح أبو القاسم بن أبي محمّد الأنصاري الكتاني/307

5608 - الفضل بن جعفر بن الفضل بن محمّد بن إبراهيم أبو العباس الجوزجاني المقرئ/308

5609 - الفضل بن جعفر بن محمّد بن أبي عاصم أحمد بن حماد بن صبيح بن زياد أبو القاسم التميمي المؤذّن الطرائفي/309

ص: 470

5610 - الفضل بن جعفر بن محمّد بن زنكلة أبو الفتح الأصبهاني القاضي/310

5611 - الفضل بن دلهم الواسطي القصّاب/311

5612 - الفضل بن دينار المروزي/315

5613 - الفضل بن سهل بن بشر بن أحمد بن سعيد أبو المعالي بن أبي الفرج الأسفرايني الواعظ المعروف بالأثير/315

5614 - الفضل بن سهل بن محمّد بن أحمد أبو العباس المروزي الصفار/316

5615 - الفضل بن شديد الدمشقي/317

5616 - الفضل بن صالح بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أظنه يكنى أبا العباس الهاشمي/317

5617 - الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي أبو عبد اللّه، و يقال: أبو العباس، و يقال: أبو محمّد الهاشمي القرشي ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و رديفه/319

5618 - الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب، و اسمه عبد العزى بن عبد المطلب اسمه شيبة بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب ابن فهر الهاشمي اللهبي المكي/335

5619 - الفضل بن العباس أبو بكر الرازي الصائغ الحافظ المعروف بفضلك/343

5620 - الفضل بن عبد اللّه بن مخلد بن ربيعة أبو نعيم الجرجاني المخلدي التميمي القاضي/347

5621 - الفضل بن عبد الكريم القرشي/349

5622 - الفضل بن عمر بن أحمد، و يقال: فضل اللّه أبو طاهر النسوي/349

5623 - الفضل بن القاسم/350

5624 - الفضل بن قدامة بن عبيد بن محمّد بن عبيد بن عبد اللّه بن عبدة بن الحارث بن إياس ابن عوف بن ربيعة بن مالك بن ربيعة بن عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ابن قاسط و يقال: اسمه المفضل بن قدامة بن عبيد اللّه و يقال: الفضل بن قدامة بن عبيد ابن عبد اللّه بن عبدة أبو النجم العجلي الراجز/350

5625 - الفضل بن محمّد بن عبد اللّه بن الحارث بن سليمان أبو العباس الباهلي الأنطاكي العطار الأحدب/360

5626 - الفضل بن محمّد بن المسيب بن موسى بن زهير بن يزيد بن كيسان بن باذان أبو محمّد الشعراني البيهقي/363

5627 - الفضل بن محمّد أبو المعالي الهروي الفقيه/366

5628 - الفضل بن مروان أبو العباس البرداني الوزير/367

5629 - الفضل بن النجم بن ضبارة أبو العباس اللخمي البصري و يعرف بأخي بحشل/373

ص: 471

ذكر من اسمه فضيل

5630 - فضيل بن عياض بن مسعود بن بشر أبو علي التميمي ثم اليربوعي الخراساني المروزي الزاهد/375

5631 - فقيم بن الحارث/453

ذكر من اسمه فليح

5632 - فليح بن العوراء المكي/456

5633 - فنك بن عبد اللّه الخادم الكافوري/457

5634 - فوار مولى سليمان بن عبد الملك/458

ذكر من اسمه فهد

5635 - فهد بن سليمان بن يحيى أبو محمّد الكوفي النحّاس/459

5636 - فهد بن موسى بن أبي رباح أبو الخير الأزدي الإسكندراني/460

5637 - فهد بن مهدي الحضرمي المصري/462

5638 - فهر بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم/462

ذكر من اسمه فياض

5639 - فياض بن عبد اللّه/463

5640 - فياض بن عمرو/463

5641 - فياض بن القاسم بن الحريش بن حرب بن الحريش أبو علي/464

الفهرس/466

ص: 472

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.