تاریخ مدینه دمشق المجلد 47

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

دراسة و تحقيق علي شيري

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

ص: 2

الجزء السابع و الأربعون

[تتمة حرف العين]

ذكر من اسمه عنبسة

5437 - عنبسة بن سعيد بن العاص بن سعيد

5437 - عنبسة بن سعيد بن العاص بن (1) سعيد

ابن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف

أبو خالد، و يقال أبو أيوب الأموي (2)

أخو عمرو بن سعيد الأشدق (3) الذي غلب على دمشق في أيام عبد الملك، و هو من أهل المدينة.

كان مع أخيه بدمشق حين غلب عليها.

وفد على عمر بن عبد العزيز.

روى عن أبي هريرة، و عمر بن عبد العزيز قوله (4)،و صلى خلف مروان بن الحكم.

روى عنه: الزّهري، و أسماء بن عبيد، و ضمرة غير منسوب (5).

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا أبو بكر أحمد بن علي بن أحمد التّستري، قالا: أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، نا أبو علي محمّد بن أحمد ابن عمرو اللؤلؤي.

ص: 3


1- الأصل و م: أنا، تصحيف، و التصويب عن مصادر ترجمته.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 431/14 و تهذيب التهذيب 415/4 و جمهرة ابن حزم ص 81 و ميزان الاعتدال 3/ 301 و الجرح و التعديل 398/6 و التاريخ الكبير 35/7.
3- تقدمت ترجمته في كتابنا.
4- الأصل و م: و قوله، و المثبت عن تهذيب الكمال.
5- كذا بالأصل و م، و في تهذيب الكمال: ضمرة بن حبيب.

ح و أخبرنا أبو الفتح الفقيه، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن أحمد بن بشار السّابوري (1)-بالبصرة - أنا أبو بكر محمّد بن بكر بن محمّد بن عبد الرزّاق التمار، قالا: نا أبو داود سليمان بن الأشعث، نا حامد (2) بن يحيى - زاد اللؤلؤي: البلخي، ثم اتفقا - نا سفيان، نا الزهري، و سأله إسماعيل بن أمية فحدّثناه الزهري أنه سمع عنبسة بن سعيد القرشي يحدّث عن أبي هريرة قال:

قدمت المدينة و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين افتتحها (3) فسألته أن يسهم لي، فتكلم بعض ولد سعيد بن العاص فقال: لا تسهم له يا رسول اللّه، قال: فقلت: هذا قاتل ابن قوقل، فقال سعيد بن العاص: يا عجبا لو بر (4) قد تدلّى علينا من قدوم ضأن (5) يعيّرني بقتل امرئ مسلم أكرمه اللّه على يديّ ، و لم يهنّي على يديه.

قال الخطيب: كذا روى أبو الدرداء هذا (6) الحديث عن حامد بن يحيى، و قال فيه، فقال سعيد بن العاص: و إنّما هو سعيد (7) بن العاص، و اسمه أبان، و هو الذي قال: لا تسهم له يا رسول اللّه.

و أخبرنا أبو الفتح (8)،نا أبو بكر، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب الفقيه الخوارزمي المعروف بابن البرقاني قال: قرأنا على محمّد بن علي الحسّاني، حدّثكم عبد اللّه بن أبي العاصي، نا سعيد بن منصور، نا إسماعيل بن عيّاش، عن محمّد بن الوليد، عن الزهري.

أن عنبسة بن سعيد أخبره أنه سمع أبا هريرة يحدّث سعيد بن العاص أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

ص: 4


1- هذه النسبة إلى سابور: بلدة من بلاد فارس قريبة من كازرون (الأنساب).
2- تقرأ في الأصل:«مجاهد»، و في م:«جاهد» كلاهما تصحيف، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمة أبي داود سليمان بن الأشعث في تهذيب الكمال 5/8.
3- يعني خيبر.
4- الوبر: دويبة على قدر السنور غبراء أو بيضاء حسنة العينين، شبه به تحقيرا له (راجع النهاية لابن الأثير).
5- قدوم ضأن: ثنية أو جبل السراة من أرض دوس (معجم البلدان).
6- الأصل: بهذا، و المثبت عن م.
7- كذا بالأصل و م، و هو خطأ و لعل الصواب:«و إنما هو ابن سعيد بن العاص، و اسمه أبان» و هو ما ورد في مغازي الواقدي 683/2.
8- أقحم بعدها بالأصل و م: أبو بكر.

بعث أبان بن سعيد على سرية من المدينة قبل نجد فقدم أبان بن سعيد و أصحابه على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بخيبر بعد أن فتحها، و أن حزم خيلهم لليف، فقال أبان: أقسم لنا يا رسول اللّه، قال أبو هريرة: فقلت: لا تقسم لهم يا رسول اللّه، فقال أبان: ائت بها يا وبر تحدّر من رأس ضأن، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اجلس يا أبان»، و لم يقسم لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[10124].

قال الخطيب: ذكر في الحديث الأول: أن أبا هريرة كان السائل لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يسهم له، و أن ابن سعيد بن العاص قال للنبي صلى اللّه عليه و سلم لا تسهم له، و في الحديث الثاني: أن أبان ابن سعيد كان السائل لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يقسم له، و أن أبا هريرة القائل: لا تقسم، و الحديث الأول هو الصحيح، و كذلك ذكره الواقدي في كتاب المغازي (1).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن (2) الحسن، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا سعيد ابن منصور، نا إسماعيل بن عياش، عن محمّد بن (3) الوليد الزّبيدي، عن الزهري.

أن عنبسة بن سعيد أخبره أنه سمع أبا هريرة يحدّث سعيد (4) بن العاص أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعث أبان بن سعيد بن العاص على سرية من المدينة قبل نجد، فقدم أبان و أصحابه على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بخيبر بعد أن فتحها، و أن حزم خيلهم الليف، فقال أبان: أقسم لنا يا رسول اللّه، قال أبو هريرة: فقلت: لا تقسم لهم يا رسول اللّه، فقال أبان: أنت بها يا وبر تحدر من رأس ضأن، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«اجلس يا أبان»، و لم يقسم لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[10125].

رواه أبو داود عن سعيد بن منصور.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني عنه أبو مسعود عبد الرحيم بن علي، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا بكر بن سهل، نا عبد اللّه بن يوسف.

ح قال: و نا الطّبراني، نا أحمد بن المعلّى، نا هشام بن عمّار، قالا: نا إسماعيل بن عياش عن (5) محمّد بن الوليد الزّبيدي عن الزهري.

أن عنبسة بن سعيد أخبره أنه سمع أبا هريرة يحدّث سعيد بن العاص، قال أبو هريرة:

ص: 5


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 464/17.
2- الخبر في مغازي الواقدي 683/2.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- الأصل و م: سعد.
5- الأصل و م:«بن» تصحيف.

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبان بن سعيد بن العاص على سرية من المدينة قبل نجد، قال أبو هريرة:

فقدم أبان بن سعيد و أصحابه على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بخيبر بعد فتحها و أن حزم خيلهم لليف، قال أبو هريرة: فقال أبان: اقسم لنا يا رسول اللّه، قال أبو هريرة: فقلت: لا تقسم لهم يا رسول اللّه، قال أبان: ائت بها يا وبر تحدر من رأس ضأن، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اجلس يا أبان» و لم يقسم لهم[10126].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد الحافظ ، نا محمّد بن يحيى، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا الوليد بن مسلم، نا عبد الرّحمن بن نمر أنه سمع الزهري يقول: أخبرني عنبسة أنه رأى مروان يصلّي في جبّة و معجزة (1) معتجرا (2) بها و ليس عليه رداء.

أخبرنا أبو بكر أيضا، أنا أبو صالح (3) أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس (4) بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عنبسة الذي يروي عنه الزّهري هو عنبسة بن سعيد بن العاص.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5) قال: فولد سعيد بن العاص بن سعيد [عنبسة بن سعيد] (6) لأم ولد.

قال: و أنا ابن حيوية - إجازة - أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد قال (7) في الثانية من أهل المدينة: عنبسة بن سعيد

ص: 6


1- كذا بالأصل و م، و في تاج العروس، و اللسان: عجر: معجر - كمنبر - و هو ثوب أصغر من الرداء تعتجر به المرأة، و هو ثوب تلفه المرأة على استدارة رأسها.
2- الاعتجار: لي الثوب على الرأس من إدارة تحت الحنك (تاج العروس).
3- بالأصل و م:«أبو صالح أحمد بن صالح أحمد بن عبد الملك» صوبنا السند قياسا إلى أسانيد مماثلة.
4- الأصل: عياش بن محمد، تصحيف و الصواب ما أثبت، و هو عباس بن محمد الدوري، ترجمته في تهذيب الكمال 476/9.
5- طبقات ابن سعد 30/5.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لإقامة المعنى عن ابن سعد.
7- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 239/5.

ابن العاص بن [سعيد بن العاص بن] (1) أمية بن عبد شمس، و أمّه أم ولد، و قد روى عنبسة عن أبي هريرة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك محمّد - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (2):

عنبسة بن سعيد بن العاص القرشي الأموي أبو خالد كنّاه أسماء بن عبيد، سمع أبا هريرة، روى عنه الزهري.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد بن حاتم قال (3):

عنبسة بن سعيد بن العاص القرشي الأموي كان بالشام، يكنى أبا خالد، سمع أبا هريرة، سمع منه الزهري، و أسماء بن عبيد (4).

[أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد] (5) بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة-.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتاب (6)،أنا أحمد بن عمير - إجازة-، قال:

سمعت أبا الحسن (7) بن سميع يقول في الطبقة الثالثة: عنبسة بن سعيد بن العاص.

ص: 7


1- زيادة للإيضاح عن ابن سعد.
2- التاريخ الكبير للبخاري 35/7.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 398/6.
4- كذا بالأصل و م، و بعدها في الجرح و التعديل: و ضمرة بن حبيب، سمعت أبي يقول ذلك، و سألته عنه فقال: لا بأس به.
5- سقط بالأصل و م، امتد من آخر الخبر السابق، أخذنا قسما منه عن الجرح و التعديل - راجع الحاشية السابقة، و ما بين معكوفتين استدركناه لتقويم السند قياسا إلى أسانيد مماثلة، و هذا السند معروف.
6- الأصل: غياث، و بدون إعجام في م، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
7- الأصل و م: الحسين، تصحيف.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا أبو سعيد السّجزي، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر أحمد بن محمّد قال (1):

عنبسة بن سعيد بن العاص أبو خالد القرشي الأموي، أخو يحيى، و عمرو، سمع أبا هريرة، روى عنه الزهري في غزوة حنين و الجهاد (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون (3) قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:

أبو خالد عنبسة بن سعيد بن العاص القرشي، سمع أبا هريرة، روى عنه الزهري.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن حفص بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو خالد عنبسة بن سعيد بن العاص كان بالشام، روى عنه الزهري.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن [أبي] (4) علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال (5):

أبو خالد عنبسة بن سعيد بن العاص القرشي الأموي، سمع أبا هريرة عبد الرّحمن بن صخر الدّوسي، روى عنه [أبو بكر محمد بن مسلم] (6) ابن شهاب [الزهري] (7).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: و عنبسة أخو يحيى بن سعيد ثقة.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

قلت للدارقطني: فعنبسة بن سعيد بن العاص ؟ قال: ثقة.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن عبد اللّه، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب، قال: قلت للدارقطني: عنبسة بن سعيد بن العاص عن أبي

ص: 8


1- راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 401/1.
2- في الجمع بين رجال الصحيحين: في غزوة خيبر... و في الحدود.
3- أقحم بعدها بالأصل و م: القرشي سمع أبا هريرة روى عنه الزهري.
4- سقطت من الأصل و م.
5- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 243/4.
6- الزيادة بين معكوفتين عن الأسامي و الكنى.
7- الزيادة بين معكوفتين عن الأسامي و الكنى.

هريرة ؟ قال: هذا جليس الحجّاج، و هو عم أبي إسماعيل بن أمية (1).

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر بن المخلّص، أنا أبو عبد اللّه الطوسي، نا الزبير بن بكّار، حدّثني عمّي مصعب بن عبد اللّه قال (2):

ذكر عن عنبسة بن سعيد أنه قال: لما اجتمعت أهلي قلت: لأرسلنّ إلى سيد قومي [مروان] (3) فلأدعونّه، فأصلحت داري، و تجمّلت بالفرشة و الستور (4) و الخدم (5) و البزة الظّاهرة، و تكلّفت في ذلك، و صنعت طعاما، و ذلك بعد ما ملك (6)،ثم دعوت مروان، فأتاني هو و ابناه: عبد الملك و عبد العزيز، فجعل ينظر إلى ما هيّأت، و أتيت بالطعام، فوضعته، فأدخل يده في الثريد هو و ابنه، ثم أقبل عليّ و يده في الصحفة ليهيئ لقمته، فقال: يا عنبسة هل عليك من دين ؟ قلت: نعم إنّ عليّ لدينا، قال: و كم ؟ قلت: سبعون ألف درهم، فنفض (7)يده و رفعها من طعامي، و قال لابنيه: ارفعا أيديكما، حرم علينا طعامك. أ ما كنت تقدر أن تجعل بعد هذه الفضول التي أرى في بعض دينك ؟ فهو كان أولى بك، ثم قام و لم يأكل من طعامي شيئا، فلو كان قضاها عنّي، ما كان بأنفع لي من عظته، قلت في نفسي: هذا شيخي و سيّد قومي، صنع ما أرى استخفافا بي و عظة لي، فعمدت إلى تلك الفضول ففرقتها (8)و صمدت صمد ديني أقضيه، فما برح ذلك حتى قضى اللّه عنّي الدين و تأثلت المال.

و كان انقطاع عنبسة إلى الحجّاج بن يوسف.

قال الزبير: و عنبسة بن سعيد لأم ولد من سبي سلمان (9) بن ربيعة الباهلي من بلنجر (10).

ص: 9


1- تهذيب الكمال 431/14.
2- الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 180-181.
3- زيادة عن نسب قريش.
4- الأصل:«البننون»، و في م:«النننون» و المثبت عن نسب قريش.
5- الأصل و م: و الحرم، و المثبت عن نسب قريش.
6- بالأصل و م:«و ذلك بعد ما هلك أبي، ثم دعوت» و المثبت عن نسب قريش.
7- كذا بالأصل و م، و في نسب قريش و المختصر: فقبض.
8- تقرأ بالأصل و م:«فعرفها» و المثبت عن نسب قريش.
9- الأصل و م: سليمان، تصحيف، و التصويب عن نسب قريش، ترجمته في تهذيب الكمال 411/7.
10- بلنجر: مدينة ببلاد الخزر (راجع معجم البلدان).

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس، أنا محمّد بن علي الحربي، و علي بن أحمد الملطي، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن دوست - زاد الحربي: و محمّد بن عبد اللّه الدقاق قالا:

- أنا الحسين بن صفوان بن أبي الدنيا، حدّثني القاسم بن هاشم (1)،نا المسيّب بن واضح، عن محمّد بن الوليد قال:

قال عنبسة بن سعيد ما شاحنت رجلا، و لا جلس إليّ رجل إلاّ عرفت فضله حتى يقوم.

أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود الخياط - ببغداد - أنا أبو منصور محمّد ابن [محمد بن] (2) أحمد بن الحسين العكبري - ببغداد - أنا القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن علي ابن أيوب - قراءة عليه، بعكبرا - و أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمّامي المقرئ - قراءة عليه ببغداد - قالا: أنا أبو بكر أحمد بن سلمان النّجّاد، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن عبيد القرشي، نا خالد بن خداش، نا حمّاد بن زيد، عن محمّد بن عمرو، قال عنبسة بن سعيد:

دخلت على عمر بن عبد العزيز أودّعه فلما ودّعته و انصرفت ناداني: يا عنبسة، يا عنبسة، فأقبلت عليه، قال: فقال: أكثر من ذكر الموت، فإنك لا تكون في واسع من الأمن إلاّ ضيّقه عليك، و لا تكون في ضيّق من الأمر إلاّ وسّعه عليك.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا محمود بن عمر بن جعفر، أنا علي بن الفرج بن أبي روح.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا أبو بكر النّجّاد، قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا خالد بن خداش، نا حمّاد بن زيد، عن محمّد ابن عمرو قال: قال عنبسة بن سعيد:

دخلت على عمر بن عبد العزيز أودّعه، فلما ودعته و انصرفت ناداني: يا عنبسة، يا عنبسة، فأقبلت عليه، فقال: أكثر من ذكر الموت، فإنّك لا تك في ضيق من الأمر إلاّ وسّعه عليك - زاد ابن طاوس: و لا تكن في واسع من الأمر إلاّ ضيّقه عليك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن أحمد بن

ص: 10


1- «بن هاشم» ليستا في م.
2- زيادة عن م، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 392/18.

محمّد، أنا أبو الحسن اللّنباني (1)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا خالد بن خداش، نا حمّاد بن زيد، عن محمّد بن عمرو.

أن عنبسة بن سعيد دخل على عمر بن عبد العزيز، فلمّا أراد أن يخرج قال: يا أبا خالد أكثر ذكر الموت، فإنك لا تذكره عند واسع من الأمر إلاّ ضيّقه عليك، و لا تذكره عند ضيّق من الأمر إلاّ وسّعه عليك.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أحمد ابن الحسن، قالا: نا أبو العبّاس - هو الأصم - نا إبراهيم بن مرزوق.

ح و أخبرنا أبو الوقت عبد الأول ابن عيسى، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن الأزهر الفقيه، نا محمّد بن فضيل قالا: نا سعيد بن عامر، عن أسماء بن عبيد قال (2):

دخل عنبسة - زاد ابن فضيل: بن سعيد - على عمر بن عبد العزيز فقال: يا أمير المؤمنين إنه قد كان من كان قبلك يعطونا عطايا منعتناها، و إنّ لي عيالا وضيعة، و قد أحببت أن أتعاهد ضيعتي، و ما يصلح عيالي، فقال عمر بن عبد العزيز: أحبكم (3) إلينا من فعل ذلك، فلمّا ولّى قال: أبا خالد، أبا خالد، أكثر - و قال ابن فضيل: فأقبل فقال: أكثر - من ذكر الموت فإنّك لا تذكره و أنت في سعة من العيش إلاّ ضيّقه عليك، و لا تذكره و أنت في ضيق من العيش إلاّ وسّعه عليك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،نا سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة قال: قال عنبسة بن سعيد بن العاص [لعمر] (5) بن عبد العزيز حين قطع الرزق عن الصحابة - صحابة بني أمية-: يا أمير المؤمنين، إنّي أرى أمرا لا يصلحه إلاّ النظر في الضيعة، قال: على الرشاد يا أبا خالد، و لكن أكثر ذكر الموت، فإنّك لن تجعله في كثير إلاّ قلّ ، و لا في قليل إلاّ كثر، على الرشاد يا أبا خالد.

ص: 11


1- الأصل: اللبناني، بتقديم الباء، تصحيف، و التصويب عن م، و السند معروف.
2- الخبر في سيرة عمر لابن الجوزي ص 139 و المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 614/1.
3- سيرة عمر لابن الجوزي: أحبكم إلينا من كفانا مئونته.
4- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 613/1.
5- الزيادة عن م و المعرفة و التاريخ.

5438 - عنبسة بن سعيد بن غنيم

أبو غنيم الكلاعي (1)

حدّث عن أنس بن مالك، و مكحول، و أبان بن أبي عياش، و عطارد التميمي، و نصيح العنسي، و أبي حفص المرادي، و أبي وزيرة العنسي، و أبي غسّان الضّبّي.

روى عنه الأوزاعي، و الوليد (2) بن مسلم، و محمّد بن شعيب بن شابور، و عمرو بن بشر بن السّرح، و معمر بن عريب، و إسماعيل بن عياش.

أخبرنا أبو الحسن سعد الخير بن [محمد بن] سهل، أنا محمّد بن أحمد بن مردويه، نا محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن، أنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الغسّال، نا بكر بن سهل، نا عمرو بن هاشم، نا هقل بن زياد، عن الأوزاعي، عن عنبسة بن سعيد الكلاعي، عن أنس بن مالك قال:

تمنّى رجل عند أبي هريرة الموت، قال: لا تتمنّ الموت حتى تثق بعمل.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم الأشناني، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه السّرّاج، قالا: نا أبو العباس محمّد[ (3) بن يعقوب بن الأصم، نا - و في حديث السراج: أنا - العباس] بن الوليد، أخبرني محمّد بن شعيب، أخبرني عنبسة بن سعيد بن غنيم، عن ابن أبي عيّاش - و قال السّرّاج عن أبان بن أبي عياش - عن عكرمة عن ابن عباس.

في قوله تعالى: لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (4) قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يفسّرها قال:«الخصاف، و الماء، و فلق الكسر»[10127]، قال العبّاس: الخصاف: خصف النّعلين.

قال الخطيب: ذكر أبو الحسن - يعني الدارقطني: عنبسة بن غنيم الكلاعي روى عنه الوليد بن مسلم، و لا أظنه إلاّ هذا، و اللّه أعلم.

هو هو بغير ظنّ بل يقين، إن شاء اللّه.

ص: 12


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 416/4 و ميزان الاعتدال 300/3 و لسان الميزان 383/4 و الجرح و التعديل 400/6 و التاريخ الكبير 35/7.
2- في الأصل و م: أبو الوليد، تصحيف.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- سورة التكاثر، الآية:8.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفي، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، نا محمّد بن إسحاق الصّغاني، نا أحمد بن أبي الطّيّب، نا بقية، نا معمر بن غريب، حدّثني عنبسة بن سعيد الكلاعي قال:

ما ابتدع رجل بدعة إلاّ غلّ صدره عن المسلمين، و اختلجت منه الأمانة.

نا بقية، نا معمر، فسمعه من الأوزاعي فقال: أنت سمعت من عنبسة ؟ قال: نعم، فقال: صدق، رحمه اللّه، كنا نتحدث أنه ما ابتدع رجل بدعة إلاّ سلب ورعه.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد:

و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (1):

عنبسة بن سعيد بن غنيم سمع عطارد، روى عنه عمر (2) بن بشر.

كذا وقع في هذه الرواية، و الصواب عمرو بن بشر بن السّرح، و لم يذكر في باب عمر في حرف الباء من أسماء آبائهم: عمر بن بشر (3).

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل - إجازة - قالا: أنا أبو [القاسم بن منده، أنا أبو علي إجازة.

ح. قال: و أنا أبو] (4) طاهر بن سلمة، نا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5) قال:

عنبسة بن سعيد بن غنيم الكلاعي، روى عن مكحول، روى عنه إسماعيل بن عيّاش، و الوليد بن مسلم، و عمرو بن بشر (6) بن السّرح، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 13


1- التاريخ الكبير للبخاري 35/7.
2- كذا بالأصل و م و التاريخ الكبير، و هو تصحيف، و تصحيف، و سينبه المصنف إلى الصواب.
3- ترجمه البخاري في التاريخ الكبير في باب عمرو: عمرو بن بشر بن السرح أبو بشر، سمع الوليد بن سليمان و أبا بكر الغساني سمع منه سليمان بن عبد الرحمن الشامي.(التاريخ الكبير 317/6).
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م فاختل السند، و ما أضفناه لتقويم السند، قياسا إلى أسانيد مماثلة، و السند معروف.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 400/6.
6- الأصل و م: بشير، تصحيف.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن أبي بكر، أنا الحسن بن عبد اللّه العسكري، قال:

و عنبسة بن سعيد بن غنيم الكلاعي، روى عن مكحول، روى عنه إسماعيل بن عيّاش، و الوليد بن مسلم، و قد روى إسماعيل بن عياش، عن سعيد بن غنيم الكلاعي أيضا.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال:

عنبسة بن غنيم الكلاعي، روى عن أبي غسّان الضّبّي، روى عنه الوليد بن مسلم، له حديث كتبناه في كتاب الصحيحين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):

و أما غنيم بغين معجمة مضمومة و نون مفتوحة: سعيد بن غنيم الكلاعي، و ابنه عنبسة ابن سعيد بن غنيم، حدّث عن أبان بن أبي عياش، روى عنه محمّد بن شعيب بن شابور، و عنبسة بن غنيم الكلاعي روى عن أبي (2) غسان الضّبّي، روى عنه الوليد بن مسلم، أخشى أن يكون هو الذي قبله نسبه إلى جده.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر عن (3) أبي الفضل التّميمي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو غنيم عنبسة بن سعيد.

قرأنا على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه ابن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (4) قال:

أبو غنيم عنبسة بن غنيم الكلاعي، يروي عنه الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

ص: 14


1- الاكمال لابن ماكولا 140/6 و 141.
2- الأصل و م هنا:«ابن» تصحيف، و التصويب عن الاكمال.
3- الأصل و م:«بن» تصحيف.
4- الكنى و الأسماء للدولابي 79/2.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1) قال:

و سألت عنه (2) فقال: ليس بالقوي، و سئل أبو زرعة عن عنبسة بن سعيد بن غنيم الكلاعي فقال: أحاديثه منكرة، و لم يسمع من عكرمة شيئا.

فرّق أبو بكر الخطيب بين الذي روى عن نصيح و روى عنه معمر بن عربث (3) و بين الذي روى عنه الجماعة و عندي أنهما واحد.

5439 - عنبسة بن أبي سفيان صخر بن حرب

ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف

أبو عامر، و يقال: أبو عثمان، و يقال: أبو الوليد (4)

أخو أم حبيبة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم.

روى عن أخته أم حبيبة.

روى عنه مكحول، و عمرو بن أوس الثقفي الطائفي، و شهر بن حوشب، و القاسم أبو عبد الرّحمن، و عبد اللّه بن مهاجر الشّعيثي، و المسيّب بن رافع الكاهلي.

و قدم دمشق، و ذكر الواقدي: أن معاوية استعمله على الصائفة سنة اثنتين و أربعين، فبلغ مرج الشّحم (5)،و ولاّه الموسم بمكة.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، نا عبدان الجواليقي، نا محمود بن خالد، نا مروان، نا سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن عنبسة، عن أم حبيبة قال مروان: و كان سعيد إذا قرئ عليه سكت عن النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم ينكره، و إذا حدثه هو لم يذكر فيه النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: من ركع أربع ركعات قبل الظهر حرّمه اللّه على النار.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن

ص: 15


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 400/6.
2- يعني سأل أباه أبا حاتم، كما يفهم من عبارة الجرح و التعديل.
3- كذا رسمها بالأصل، و مرّ:«عريب» و في م بدون إعجام، و لم أعرفه.
4- ترجمته في جمهرة ابن حزم: ص 111 و الإصابة 82/3 و تهذيب الكمال 434/14 و تهذيب التهذيب 418/4 و الجرح و التعديل 400/6 و التاريخ الكبير للبخاري 36/7 و أسد الغابة 4/4.
5- لم أعثر عليه، و يفهم من العبارة في تاريخ خليفة أنه قريب من طوانة أو من نواحيها.

يحيى بن عبد الجبار السكري، أنا أبو علي إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل بن صالح الصّفّار، نا عباس بن عبد اللّه التّرقفي، نا مروان بن محمّد الطّاطري أبو بكر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من صلى أربعا قبل الظهر و أربعا بعدها و جبت له الجنة»[10128].

ليس فيه ذكر النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو رجاء محمود بن يحيى بن أحمد الثقفي، و أبو الفضل ظفر بن محمّد بن أحمد بن الحسين المقرئ (1)،و أبو عبد اللّه عبد العزيز (2) بن الحسن بن علي بن عيسى بن بيان الجوهري قالوا: أنا القاسم بن الفضل بن أحمد، نا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل، نا محمّد بن يعقوب بن يوسف، نا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، نا أبو معاوية، عن إسماعيل، عن المسيّب (3) بن رافع، عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم.

عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة بنى اللّه له بيتا في الجنّة»[10129].

أخبرنا أبو البركات [الأنماطي، أنا] (4) ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد ابن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: سألت يحيى بن معين عن حديث أبي إسحاق عن المسيّب بن رافع عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من صلى ثنتي عشرة ركعة في يوم بنى له بيتا في الجنة»[10130]، هل سمعه المسيّب من عنبسة، فزعم أنه سمعه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهّاب، أنا الحسن بن غالب بن علي.

قالا: أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، نا

ص: 16


1- مشيخة ابن عساكر 88/أ.
2- بالأصل: أبو عبد اللّه بن عبد العزيز، تصحيف، و التصويب عن م. قارن مع مشيخة ابن عساكر 119/ب.
3- قسم من اللفظة مطموس، و فيها:«المسى» و المثبت عن م.
4- بالأصل و م:«أخبرنا أبو البركات بن ثابت بن بندار» تصحيف، قومنا السند، و الزيادة المثبتة، قياسا إلى أسانيد مماثلة.

الحسن بن محمّد بن شعبة الأنصاري، نا الحسن بن سعيد البزار، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عليّة، حدّثني داود بن أبي هند، أخبرني النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس قال: قال لي عنبسة بن أبي سفيان:

أ لا أحدثك حديثا حدثتنا أم حبيبة ؟ قال: قلت: بلى، قال: حدثتنا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من صلى في يوم ثنتي عشرة سجدة تطوّعا بنى اللّه له بيتا في الجنّة»[10131].

قالت أم حبيبة: ما تركتهن منذ سمعتهن من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قال عنبسة: ما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة، قال عمرو: ما تركتهن منذ سمعتهن من عنبسة، و قال النعمان: ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو، قال داود: إنّا لنفعل و نترك، و قال أبو بشر (1)-يعني ابن عليّة - أو نحو ما قال داود.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت؛ أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أحمد بن عبد اللّه بن سهل النسائي السّرّاج، نا بحر بن نصر، نا عبد الرّحمن بن زياد الرّصاصي، نا شعبة، عن النعمان بن سالم قال: سمعت عمرو بن أوس الثقفي يحدّث عن عنبسة بن أبي سفيان عن أخته أم حبيبة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم أنها سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«ما من عبد مسلم يصلّي في يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلاّ بنى اللّه له بيتا في الجنّة»[10132].

قال عنبسة: فما برحت أصلّيهن، قال عمرو بن أوس مثل ذلك، و قال النعمان مثل ذلك، و قالت أم حبيبة مثل ذلك.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، و أبو القاسم بن الشّحامي، قالا: أنا أبو سعد محمّد ابن عبد الرّحمن، أنا أبو سعيد محمّد بن بشر بن العبّاس التميمي، أنا أبو لبيد محمّد بن إدريس السامي، نا سويد بن سعيد، نا علي بن مسهر، عن داود بن أبي هند، عن النعمان بن سالم، عن عمرو بن أوس الثقفي قال:

دخلت على عنبسة بن أبي سفيان و هو في الموت، قال: فحدّثني، قال: حدثتني أم حبيبة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم أنها سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من صلّى من النهار ثنتي عشرة ركعة تطوعا بني له بهن بيت في الجنّة»[10133].

ص: 17


1- هو إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي البصري، ترجمته في سير الأعلام 107/9 و تهذيب الكمال 127/2.

قالت: فو اللّه ما تركتهن منذ سمعتهن من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قال عنبسة: ما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة، و قال عمرو مثل ذلك، و قال النعمان مثل ذلك.

أخبرناه أعلى من هذا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا أبو بكر الباغندي، نا شيبان، نا جرير، نا عبد الملك بن عمير، عن عمرو بن أوس قال:

دخلت على عنبسة بن أبي سفيان و هو ينزع فقال: ما أنت و ذاك، إنّي محدّثك حديثا حدّثتنيه أم حبيبة بنت أبي سفيان، حدّثتني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من صلّى ثنتي عشرة ركعة مع صلاة النهار بنى اللّه له بيتا في الجنّة»[10134].

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا هشام بن عمّار، نا محمّد بن شعيب، نا صدقة بن يزيد، عن شهر بن حوشب، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من بنى للّه مسجدا بنى اللّه له بيتا في الجنّة»[10135].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي (1)،قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل الباقلاني قالا:- أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد، نا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط قال (2):

عنبسة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس، أمّه عاتكة بنت أبي أزيهر (3)، من (4) أزد السّراة، يكنى أبا عثمان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال:

فولد أبو سفيان بن حرب: محمّدا، و عنبسة، و أمّهما عاتكة بنت أبي أزيهر (5) بن أنيس ابن الحسن بن كعب بن الحارث بن عبد اللّه بن الحارث بن الغطريف من الأزد، و ذكر غيرهما.

ص: 18


1- الأصل و م: الشامي، تصحيف.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 406 رقم 1985.
3- الأصل: أزهر، و المثبت عن م و طبقات خليفة.
4- الأصل:«بن» تصحيف، و المثبت عن م و طبقات خليفة.
5- بالأصل: أزهر، و المثبت عن م، و فيها: بنت أزيهر.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك، و محمّد، و اللفظ له - قالوا: أنا أحمد (1) بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد ابن إسماعيل (2) قال:

عنبسة بن أبي سفيان أبو عثمان أخو أم حبيبة القرشي الأموي، يعدّ في أهل الحجاز.

أخبرنا أبو الحسين الأصبهاني - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

عنبسة بن أبي سفيان أخو أم حبيبة أبو عامر، روى عن أم حبيبة، روى عنه مكحول، و عمرو بن أوس الثقفي، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني (4)،أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هي العليا: عنبسة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية، يكنى أبا عثمان.

حدّثني هشام عن محمّد بن شعيب يعني بذلك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسن بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثانية: و عنبسة بن أبي سفيان لا عقب له، دمشقي روى عن أم حبيبة (5).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:

ص: 19


1- الأصل و م: أبو أحمد.
2- التاريخ الكبير للبخاري 36/7.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 400/6-401.
4- في م: الكناني، تصحيف.
5- تهذيب الكمال 435/14.

عنبسة بن أبي سفيان أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و لا يصحّ له صحبة، و لا رؤية، روى عنه أبو أمامة الباهلي، و النعمان بن سالم (1).

أنبأنا أبو علي الحداد، قال: قال أنا أبو نعيم الحافظ (2):

عنبسة بن أبي سفيان أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و لا يصح له رؤية، روى عنه أبو أمامة الباهلي، و النعمان بن سالم، ما ذكره بعض المتأخرين و لم يزد عليه، و اتفق متقدمو أئمتنا أنه من التابعين.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، و أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن الحسن بن قيس المالكي، أنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العباس الورّاق، قالا:

أنا أبو عبد اللّه محمّد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عياش: عنبسة بن أبي سفيان يكنى أبا عثمان.

أخبرنا أبو [بكر] (3) محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:

أبو عثمان عنبسة بن أبي سفيان، سمع أخته أم حبيبة، روى عنه مكحول.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: عنبسة بن أبي سفيان أخو أم حبيبة (4).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: عنبسة بن أبي سفيان أبو عثمان.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن محمّد بن أحمد، أنا أبو القاسم بن الصّوّاف، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (5) قال: أبو عثمان عنبسة بن أبي سفيان.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن عليّ ، أنا محمّد ابن محمّد قال:

ص: 20


1- أسد الغابة 4/4 و الإصابة 82/3.
2- تهذيب الكمال 435/14 و انظر الإصابة 83/3.
3- زيادة عن م، و السند معروف.
4- بالأصل و م: أم أبي حيبة.
5- الكنى و الأسماء للدولابي 27/2.

أبو عثمان - و يقال: أبو الوليد - عنبسة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي، يعد في أهل الحجاز، و أمّه عاتكة بنت أبي أزيهر (1) من أزد السّراة، سمع أخته أم حبيبة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه عمرو (2) بن أوس الثقفي، و المسيّب بن رافع أبو العلاء الكاهلي (3)،و شهر بن حوشب، و مكحول أبو عبد اللّه، كنّاه لنا محمّد، نا محمّد قال: كنّاه العقدي عن محمّد بن سعيد الطائفي، أنا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا محمّد بن زكريا الغلاّبي، نا العتبي، نا ابن أبي خالد، عن أبي عطاء مولى عتبة قال: قدم ابن عباس على معاوية و عنده عنبسة بن أبي سفيان فقال ابن عباس لعنبسة: يا أبا الوليد.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال: قال ابن بكير: قال الليث بن سعد:

حج عامئذ بالناس - يعني سنة ست و أربعين - عنبسة بن أبي سفيان، قال: و حج عامئذ يعني سنة سبع و أربعين بالناس عنبسة بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن (4) السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال:

و أقام الحجّ يعني سنة ست و أربعين عنبسة (5) بن أبي سفيان بن حرب، و أقام الحج يعني سنة سبع و أربعين عنبسة بن أبي سفيان (6)،و ولاها (7) يعني مكة عنبسة بن أبي سفيان، و كان إذا شخص إلى الطائف استخلف طارق بن مرقع (8).

حدّثنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد الشّرقي (9)،نا محمّد بن يحيى، نا أصبغ، أخبرني عبد اللّه بن وهب، أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب أن سالم بن عبد اللّه أخبره.

ص: 21


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م.
2- في م: معمرو.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 110/18.
4- بالأصل و م: الحسين، تصحيف، و السند معروف.
5- في تاريخ خليفة ص 208 (ت. العمري) عتبة بن أبي سفيان بن حرب حج بالناس سنة ست و أربعين.
6- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 208.
7- يعني معاوية.
8- لم أجد الخبر في تاريخ خليفة.
9- الأصل و م: الشرفي، تصحيف.

أن ابن عمر وقف مع عنبسة بن أبي سفيان بمكة (1)،عنبسة صبيحة جمع، فأصبح عنبسة حتى خشي عبد اللّه أن تطلع الشمس، فقال عبد اللّه: أ لا أجد لهذا، ثم دفع عبد اللّه لمّا رآه لا يدفع فدفع الناس مع عبد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا عبد الملك بن الحسن بن يوسف العدل، نا أحمد بن أبي عوف [نا] (2) إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة، نا محمّد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن أبي عبد الملك عن القاسم، عن أبي أمامة قال:

مرض عنبسة بن أبي سفيان فدخل عليه أناس يعودونه و هو يبكي، قال: فقلنا: ما يبكيك يا أبا عثمان، فقال كانت لك سابقة و قد سلف لك خير، قال: و ما لي لا أبكي من هول المطّلع، و ما لي عمل أثق به.

أخبرنا أبو المظفّر بن الأستاذ أبي القاسم القشيري، أنا أبي أبو الحسن الخفّاف، أنا أبو العباس السّرّاج، نا محمّد بن سهل بن عسكر، نا يحيى بن حسّان، نا الهيثم بن حميد، عن العلاء بن الحارث، عن القاسم بن عبد الرّحمن، عن عنبسة بن أبي سفيان أنه لما حضرته الوفاة جزع.

قال الهيثم: و كان لعنبسة نجواء (3) فقيل له: ما يجزعك ؟ أ لم تكن على سمت من الإسلام حسن ؟ قال: ما لي لا أجزع، و لست أدري على ما أقدم عليه ؟ مع أنّ أرجى عملي في نفسي أنّي سمعت أختي أم حبيبة تقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر و بعدها أربعا حرّمه اللّه على النار»، فاللّه ما تركتهن منذ سمعتهن إلى يومي هذا[10136].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري، أنا أبو

ص: 22


1- في م: يعني بمكة.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن م. راجع ترجمة إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة في تهذيب الكمال 202/2.
3- الأصل و م: نحوا، و لعل الصواب ما أثبت: نجواء، يقال: أصبته نجواء: حديث النفس (تاج العروس: بتحقيقنا).

محمّد بن أبي شريح، أنا أبو (1) جعفر محمّد بن أحمد بن عبد الجبار الرذاني (2)،نا حميد بن زنجويه، نا أبو مسهر الدّمشقي، نا الهيثم بن حميد، نا العلاء بن الحارث، عن القاسم بن عبد الرّحمن، عن عنبسة بن أبي سفيان و كان عنبسة له نجو (3) فلما حضرته الوفاة جزع، فقيل له: ما يجزعك ؟ أ لم تكن على سمت من الإسلام حسن ؟ قال: و ما لي لا أجزع و لست أدري ما أقدم عليه ؟ ما إن أرجى عملي عندي حديث حدثتني به أم حبيبة أنها سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر، و أربعا بعدها حرّمه اللّه على النار»، فو اللّه ما تركتهن منذ سمعتهن إلى يومي هذا[10137].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا الحسين بن عقيل بن محمد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا خيثمة بن سليمان، نا هلال بن العلاء، نا أبي، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، حدّثني أيوب - رجل من أهل الشام - عن القاسم الدمشقي عن عنبسة بن أبي سفيان قال القاسم:

لما احتضر عنبسة جزع جزعا شديدا، فقال له من حوله: لم تفعل هذا؟ أ لم تكن على سمت حسن من الإسلام ؟ فقال: ما لي لا أجزع ؟ و لست أدري على ما أشرف، مع أن أرجى عملي في نفسي أن أختي أم حبيبة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم أخبرتني أن حبيبها أبا القاسم صلى اللّه عليه و سلم أخبرها قال:«ما من عبد يصلّي أربع ركعات بعد الظهر فتمسّ وجهه النار إن شاء اللّه»[10138].

5440 - عنبسة بن عبد اللّه بن محمّد بن عنبسة

أبو المجد الكفرطابي (4)

سمع بمصر أبا[ (5) الحسين يحيى بن علي بن مفرّج الخشّاب [و] ] بدمشق: أبا

ص: 23


1- كتبت «أبو» فوق الكلام بين السطرين في م.
2- رسمها بالأصل:«الوادي» و في م:«الوادي» و كلاهما تصحيف، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمة حميد بن مخلد بن قتيبة بن زنجويه في تهذيب الكمال 256/5 و فيها: روى عنه:.... و أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبّار الرياني، و يقال: الرذاني أيضا.
3- كذا بالأصل هنا:«نجو»، و في م:«نجو» و قد مرّ قريبا و أثبتنا:«نجواء». و النجو: ما يخرج من البطن من ريح أو غائط (تاج العروس).
4- بفتح الكاف و الفاء و سكون الراء و فتح الطاء المهملة، نسبة إلى كفر طاب بلدة من بلاد الشام عند معرة النعمان بين حلب و حماة (الأنساب).
5- ما بين الرقمين سقط من م.

عبد اللّه بن أبي (1) الحديد، و أبا القاسم بن أبي العلاء.

أجاز لأبي القاسم بن صابر أن يروي عنه كتاب:«الغوامض» لعبد الغني بروايته عن الخشاب عن علي بن بقاء الورّاق عن عبد الغني في سنة ثمانين و أربعمائة.

5441 - عنبسة بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي (2)

أمّه أم ولد.

له ذكر، تقدم ذكره في ترجمة أخيه الحجّاج بن عبد الملك (3).

كانت له ضيعة من عمل عرقة (4)،و كان له ابن اسمه العيص.

قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن، عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق الجلاب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (5)قال:

فولد عبد الملك: مسلمة (6) و المنذر، و عنبسة، و محمّدا، و سعيد الخير، و الحجّاج لأمّهات أولاد.

5442 - عنبسة الأصغر بن عتبة بن عثمان بن أبي سفيان الأموي

كانت عنده رملة بنت عبد اللّه بن خالد أخت أبي العميطر.

له ذكر.

ذكره أبو المظفّر محمّد بن أحمد الأبيوردي.

ص: 24


1- زيادة للإيضاح.
2- جمهرة ابن حزم ص 89 و طبقات ابن سعد 224/5.
3- راجع ترجمة الحجاج بن عبد الملك في كتابنا: تاريخ مدينة دمشق 99/12 رقم 1211.
4- بالأصل: عرنه، و في م:«عرمه» و نرى «عرنه» بعيد، و المثبت عرقة عن المختصر، و هي بلدة في شرقي طرابلس بينهما أربعة فراسخ و هي آخر عمل دمشق (معجم البلدان).
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 224/5.
6- تقرأ بالأصل و م: سلمة، و المثبت عن ابن سعد.

5443 - عنبسة بن عمر بن حرب

ابن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

له ذكر.

ذكر أبو الحسن بن أبي العجائز أنه كان يسكن الصّفوانية (1) من إقليم حرلان (2).

و ذكر ابنه يزيد بن عنبسة ابن خمس سنين، و ابنه الحارث بن عنبسة ابن ثلاث سنين، و ابنته فاختة بنت عنبسة رضيع.

5444 - عنبسة بن الفيض بن عنبسة

ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

كان يسكن قرية زملكان (3) من إقليم بيت لهيا.

ذكره أبو الحسن بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق و غوطتها من بني أمية.

و ذكر له ثلاثة (4) بنين: مروان بن عنبسة شاب، و محمّد بن عنبسة شاب، و الفيض بن عنبسة مراهق، و بنتا له اسمها أم هشام ابنة عنبسة عاتق.

5445 - عنبسة بن أبي محمّد

ابن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان

كان سكن ميدعا (5) قرية من قرى دمشق، و كانت لجده معاوية بن أبي سفيان.

ص: 25


1- الصفوانية: من نواحي دمشق خارج باب توما من إقليم خولان (معجم البلدان).
2- حرلان: ناحية بدمشق بالغوطة فيها عدة قرى، بها قوم من أشراف بني أمية (معجم البلدان)، و انظر الحاشية السابقة، و خولان: قرية كانت بقرب دمشق خربت.
3- من قرى دمشق، و أهل الشام فإنهم يقولون زملكا بفتح أوله و ثانيه و ضم اللام و القصر (معجم البلدان).
4- الأصل: ثلاث، و التصويب عن م.
5- من إقليم خولان كما في معجم البلدان.

[ذكر من اسمه] عنبر

5446 - عنبر الأسود

[ذكر من اسمه] عنبر

5446 - عنبر الأسود (1)

خادم عمر بن عبد العزيز.

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

حكى عنه هشام أبو سعيد.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن أحمد (2) المؤذن، أنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي (3)-إملاء - أخبرني أبو بكر محمّد بن داود بن سليمان (4) الزاهد: أنّ محمّد بن الحسين بن حميد بن الربيع أخبرهم نا أبو جعفر محمّد بن هشام مستملي ابن عرفة، حدّثني أبو سعيد هشام - و كان من أهل الأدب - قال:

لما كنا بالرقة زمان هارون الرشيد جاءوا بعنبر الأسود خادم عمر بن عبد العزيز و قد جاز المائة و كذا و كذا، و قد سقطت أسنانه، فقالوا: يا عنبر، أخبرنا عن عمر بن عبد العزيز، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرك بشيء رأيته أو بشيء بلغني عنه ؟ قال: لا، بل بشيء رأيته، قال: سخّنت له ليلة ماء، فقال: يا عنبر من أين لنا هذا الماء الحار، و ليس لنا حطب ؟ قال:

استقرضت لك من حطب الحرس.

قال هارون: و كان له حرس ؟ قال: نعم بالليل و بالنهار يمنعون أهل الذمة - إذا جاءوا - لا يكفرون عنده.

ص: 26


1- كذا وردت هذه الترجمة هنا، بعد تراجم من اسمه «عنبسة» و حقها أن تتقدم على «عنبسة».
2- «ابن أحمد» ليس في م.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 295/17.
4- ترجمته في سير الأعلام 420/15.

[ذكر من اسمه]عنبة

5447 - عنبة-و يقال: عقبة، و هو وهم - بن سهيل بن عمرو

5447 - عنبة (1)-و يقال: عقبة، و هو وهم - بن سهيل بن عمرو

ابن عبد شمس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك

ابن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي العامري (2)

أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم.

و خرج مع أبيه إلى الشام، و مات في طاعون عمواس، و عنبة هو والد فاختة التي قدم بها من (3) الشام على عمر بعد وفاة أهلها، فقال عمر: زوّجوا الشريد الشريدة، فزوّجها عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، و كان قدم به من الشام أيضا (4).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، و أخوه أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص الذهبي أخبرنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال في تسمية ولد سهيل (5) قال: و عنبة (6) بن سهيل و أمّه فاختة بنت عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصيّ .

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن جعفر بن محمّد، نا أحمد بن

ص: 27


1- ضبطت بكسر أوله و فتح النون بعدها موحدة، عن الإصابة.
2- أسد الغابة 4/4 قال: عنبة بالنون و الباء الموحدة، قاله ابن ماكولا و لم يزد على ذلك. و الإصابة 39/3 و نسب قريش للمصعب ص 420 و جاء فيه: عتبة، و جمهرة ابن حزم ص 166 و جاء فيها أيضا: «عتبة».
3- الأصل و م: إلى، تصحيف، و الصواب ما أثبت عن المختصر.
4- الإصابة 40/3.
5- راجع نسب قريش للمصعب الزبيري ص 419-420.
6- ورد في نسب قريش: عتبة.

محمّد بن زنجويه، أنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد قال:

و أما عنبة بالعين مكسورة غير معجمة و بعدها نون مفتوحة و باء تحتها نقطة منهم:

عنبة بن سهيل بن عمرو.

قرأت على أبي محمد السلمي (1) عن أبي نصر الحافظ قال (2):

و أما عنبة بكسر العين و فتح النون و الباء المعجمة بواحدة: عنبة بن سهيل بن عمرو من بني عامر بن لؤي.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، نا محمّد بن هبة اللّه.

قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا ابن بكير (3)، حدّثني الليث بن سعد قال:

ثم كانت الوفاة، و طاعون عمواس، و غزوة عنبة بن سهيل من بني عامر بن لؤي سنة ثمان عشرة.

قال: و نا يعقوب قال: في سنة ثمان عشرة و هي سنة طاعون عمواس توفي سهيل بن عمرو، و عنبة بن سهيل و أشراف الناس.

أنبأنا أبو غالب محمّد بن محمّد بن أسد، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد الباقي بن عبد الكريم.

و أنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري، عن عبد العزيز الأزجي، قالا: أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة (4) الخلاّل، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا أحمد بن محمّد بن أيوب، نا إبراهيم بن سعد، عن محمّد بن إسحاق قال:

ثم دخلت سنة ثمان عشرة و فيها كان عام الرّمادة و طاعون عمواس، فتفانى الناس، فيها

ص: 28


1- بالأصل:«قرأت على محمد البنا» و في م:«قرأت على محمد النسائي» تصحيف.
2- الاكمال لابن ماكولا 117/6.
3- الأصل و م: ابن بكر، تصحيف.
4- الأصل:«خيثمة» و في م:«حثمة» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 82/17.

توفي: أبو عبيدة بن الجراح، و هو أمير الناس، و معاذ بن جبل، و يزيد بن أبي سفيان، و الحارث بن هشام بن المغيرة، و سهل بن عمرو، و عنبة بن سهيل، و أشراف الناس، و هو عام الشرطة.

ص: 29

ذكر من اسمه عوّام

5448 - عوّام بن سميع الزاهد القلانسي

جار سعيد بن عبد العزيز.

حكى عن سعيد، و سأل أبا سليمان الدّاراني.

حكى عنه أيوب بن أبي عائشة، و أحمد بن أبي الحواري.

أنبأنا أبو القاسم النّسيب، و أبو الوحش المقرئ و غيرهما عن رشأ بن نظيف، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أحمد بن عبد الوهّاب بن محمّد بن الحسين اللّهبي، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن العباس بن الدّرفس (1)،نا أحمد بن أبي الحواري، نا أيوب بن أبي عائشة، حدّثني عوّام القلانسي قال:

كنت جار سعيد بن عبد العزيز ما بيني و بينه إلاّ حائط ، قال: فسمعته يردد: أَلْهٰاكُمُ التَّكٰاثُرُ (2) إلى الصباح ما قرأ غيرها.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، نا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا أبو عثمان الخياط ، نا أحمد بن أبي الحواري، قال:

سمعت عوّام بن سميع قال:

كان سليمان الخواص يمرّ باللحام يأخذ منه لقطة له، فمرّ به فإذا هو يكلم امرأة، قال:

ص: 30


1- ضبطت في الأنساب و تبعه ابن الأثير في اللباب بضم الدال المهملة، و المثبت هنا كما ضبطت بكسر الدال في ترجمته في سير أعلام النبلاء 245/14. و الدرفس بمهملة: من أسماء الأسد (سير الأعلام).
2- سورة التكاثر، الآية الأولى.

تقول له نفسه: يا سليمان من أجل قطة (1) تمسك عن الكلام ؟ فجاء إلى منزله، فأخرج القطة (2)،فطردها، ثم صار من الغد إلى اللّحّام فوعظه.

5449 - عوّام - و يقال عرّام -بن المنذر

5449 - عوّام - و يقال عرّام (3)-بن المنذر

ابن زبيد بن قيس بن حارثة بن لام

الطائي الشاعر (4)

من المعمّرين.

بقي إلى أيام عمر بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أحمد بن علي بن ثابت، أنا أبو منصور محمّد بن علي بن إسحاق الكاتب، أنا أبو بكر أحمد بن بشر بن سعيد الجرمي، نا أبو روق أحمد بن محمّد بن بكر الهزّاني (5)،أنا أبو حاتم سهل بن محمّد بن عثمان السجستاني قال (6):قالوا:

و عاش عوّام - أو عرّام (7)-بن المنذر بن زبيد بن قيس بن حارثة ابن لأم و أدخل على عمر بن عبد العزيز ليزمّن أي يكتب في الزمنى.

قالوا: و كان عمّر في الجاهلية دهرا طويلا، فقال عمر: ما زمانتك هذه ؟ فقال:- فيما زعم ابن الكلبي، قال - أخبرني رجل من بني قيس بن حارثة أنه قال لعمر بن عبد العزيز (8):

و و اللّه ما أدري أ أدركت أمة *** على عهد ذي القرنين أم كنت أقدما

متى تنزعا عن القميص تبيّنا *** جآجئ لم يكسين لحما و لا دما

ص: 31


1- بالأصل و م: قط ، و المثبت يوافق السياق التالي.
2- بالأصل و م: القط ، و المثبت يوافق السياق، و انظر المختصر.
3- بالأصل و م: عوام، بالواو، و المثبت: عرام، بالراء عن المختصر و ضبطه العسكري في التصحيف بالعين و الراء المهملتين كما في الإصابة.
4- الإصابة 104/3 في باب عرام، بالراء، و أعاده في من اسمه عوام.
5- في م: الهمداني، تصحيف.
6- الخبر في الإصابة 104/3.
7- الأصل و م: عوام.
8- البيتان في الإصابة 104/3.

5450 - عوّام بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم

5450 - عوّام بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم (1)

أمّه أم ولد، لا بقية له.

له ذكر تقدم ذكره في ترجمة أخيه سليمان بن يزيد (2).

ص: 32


1- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 167.
2- تقدمت ترجمته في: تاريخ مدينة دمشق 401/22 رقم 2706 طبعة الدار.

[ذكر من اسمه]عوانة

5451 - عوانة بن الطفيل القرشي

من أهل دمشق.

له ذكر، ذكره أبو (1) الحسن بن أبي العجائز.

ص: 33


1- بالأصل و م: ابن.

[ذكر من اسمه]

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) عوبثان

5452 - عوبثان بن ثوبان المرّيّ

5452 - عوبثان بن ثوبان المرّيّ (2)

من بادية دمشق.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن كامل المقدسي قال: كتب إليّ أبو جعفر بن المسلمة يذكر: أن أبا عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني أخبرهم إجازة قال (3):[أم] (4)العوبثان و أبرد و بريض: سلمى بنت كعب بن زهير بن أبي سلمى، و كان العوثبان من سادة بني مرّة و شعرائهم.

و علق العوثبان أم عمرو، مولاة من أهل جنفاء (5) لها زوج يقال له أبو نعيم فقال العوثبان:

أجدّك لا تلاقي أمّ عمرو *** على جنفاء ما اختلف الليالي

يقول الناس: كهل ربّ بيت *** و حبّك شيء (6) إحدى الموالي

فليت أبا نعيم قد تولّى *** و صار العوبثان أبا العيال

فمات أبو نعيم فتزوجها العوبثان و أولدها.

ص: 34


1- زيادة منا.
2- جمهرة أنساب العرب ص 254.
3- راجع معجم الشعراء للمرزباني ص 319.
4- الز عن معجم الشعراء، و جاء فيه: و أم فريص و العوثبان و أبرد.
5- بالأصل:«حنفاء» و في م: حتفاء، و المثبت عن المختصر، و حنفاء: بالتحريك: موضع في بلاد فزارة. و الجنفاء أيضا: موضع بين خيبر و فيد (معجم البلدان).
6- كذا بالأصل و م.

ذكر من اسمه عوف

5453 - عوف بن إسماعيل بن عوف بن أبي عوف

أبو سليمان

روى عن محمّد بن أحمد الواسطي الكاتب.

روى عنه: تمام بن محمّد.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، و عبد الكريم بن حمزة، قالا: نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أخبرني أبو سليمان عوف بن إسماعيل بن عوف بن أبي عوف - بقراءتي عليه - نا محمّد بن أحمد الواسطي الكاتب - زاد المزكي:

بدمشق - نا الهيثم بن سهل البسري، نا عبد اللّه بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إذا همّ العبد بالحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها فهي عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف، و إن - و قال عبد الكريم: و إذا - همّ بالسيئة و لم يعملها لم أكتبها (1)،فإن عملها فهي سيئة واحدة»- [10139].

زاد المزكي: قال تمام: لم يكتب عنه أحد غير هذا الحديث.

5454 - عوف بن حطان بن شجرة التّجيبي

سمع عمر بن الخطّاب، و بلال بن رباح، مؤذن النبي صلى اللّه عليه و سلم يؤذن بالجابية.

ص: 35


1- كذا بالأصل و م، و النبي صلى اللّه عليه و سلم يروي الحديث عن ربّه عزّ و جل، و اللّه تعالى يقول: لم أكتبها.

روى عنه: يزيد بن أبي حبيب.

أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن.

و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أخبرنا أحمد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد بن يونس، قال:

عوف بن حطّان بن شجرة التّجيبي شهد الفتح بمصر، رأى بلالا يؤذن بالشام، قديم، و روى عن عمر بن الخطاب، روى عنه يزيد بن أبي حبيب.

5455 - عوف بن عبد الرّحمن

أبو عدي الغسّاني

حدّث عن شعيب بن إسحاق، و محمّد بن مروان الطّاطري.

روى عنه: أبو عثمان سعيد بن هاشم بن يزيد الطّبراني.

5456 - عوف بن مالك

أبو عبد الرّحمن، و يقال: أبو محمّد

و يقال: أبو حمّاد، و يقال: أبو عبد اللّه

الأشجعي الغطفاني (1)

شهد الفتح، و يقال: كانت معه راية أشجع، و كانت داره بدمشق عند السوق الغزل العتيق.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

روى عنه: أبو هريرة، و أبو مسلم الخولاني، و أبو إدريس الخولاني، و راشد بن سعد، و جبير بن نفير، و يزيد بن الأصم، و سليم بن عامر، و سالم أبو النّضر مولى عمر بن عبيد اللّه، و شدّاد أبو عمّار، و عبد الحميد بن عبد الرّحمن بن زيد بن الخطاب،[و] (2) أبو بردة بن أبي موسى، و عمرو بن عبد اللّه الحضرمي، و عبادة بن أوفى، و معدي كرب بن

ص: 36


1- ترجمته في تهذيب الكمال 451/14 و تهذيب التهذيب 424/4 و الإصابة 43/3 و أسد الغابة 12/4 رقم 4124 و الاستيعاب 131/3 (هامش الإصابة)، و الجرح و التعديل 13/7، و سير أعلام النبلاء 487/2 و التاريخ الكبير 56/7.
2- زيادة لازمة.

عبد كلال، و حبيب بن عبيد، و شريح بن عبيد (1)،و مسلم بن قرظة، و كثير بن مرّة، و الشعبي، و مسلم بن مشكم، و ضمرة بن حبيب.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل بن أحمد، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد المعدل.

ح و حدّثنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - لفظا - و أبو القاسم بن السّمرقندي، و المبارك بن أحمد بن القصار الوكيل (2) قالوا: أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن النّقّور، قالا: أنا محمّد بن عبد اللّه الدقاق.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، و علي بن أحمد بن البسري، و محمّد بن محمّد بن علي الزينبي.

ح و أخبرنا أبو الحسن محمّد بن طراد بن محمّد بن علي الزينبي النقيب، قالا: أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل الحافظ ، و أبو الحسن بختيار بن عبد اللّه الهندي، و أبو محمّد المبارك بن أحمد بن بركة بن الكندي (3)،و سعدى (4) بنت أبي علي السرحاني، قالوا: أنا أبو نصر محمّد بن محمّد، قالوا: أنا أبو طاهر محمّد بن عبد اللّه المخلّص، قالا: نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا زهير بن حرب (5)-زاد الدّقّاق:- بن شدّاد النّسائي - نا الوليد بن مسلم، نا صفوان بن عمرو (6)،عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك الأشجعي، قال:

خرجت مع من خرج مع زيد بن ثابت - زاد أبو طاهر: من المسلمين - و لم يذكر النقيب هذه الزيادة، و قالا:- في غزوة مؤتة، فرافقني مددي من أهل اليمن ليس معه غير سيفه، فنحر رجل من المسلمين جزورا، فسأله المددي طائفة من جلده، فأعطاه إياه، فأتخذه - و قال الدّقاق و النقيب: فاتّخذ - كهيئة الدّرق، زاد أبو طاهر و أبو عثمان: و مضينا، فلقينا

ص: 37


1- في م: عبد، تصحيف.
2- قارن مع مشيخة ابن عساكر 220/ب.
3- قارن مع مشيخة ابن عساكر 220/أ.
4- في م: و سعد.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 335/6.
6- الأصل: عمر، و المثبت عن م، ترجمته في تهذيب الكمال 120/9.

جموع الروم: و قال ابن طراد جموع المشركين - و فيهم رجل على فرس له أشقر، عليه سرج مذهب، و سلاح مذهب، فجعل الرّوميّ يغري - و قال الدقاق: يفري - بالمسلمين - و قعد له المددي خلف صخرة، فضرب الرومي، فخرّ من فرسه - و قال الدقاق و محمّد بن طراد: فمرّ به الرومي فعرقب فرسه فخرّ - و علاه فقتله، فحاز فرسه و سلاحه، فلمّا فتح اللّه للمسلمين - و قال الدقاق و النقيب: على المسلمين - بعث - زاد المخلص: إليه، و قالا:- خالد بن الوليد فأخذ من (1) السلب.

قال عوف: فأتيته، فقلت: يا خالد، أ ما علمت أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قضى بالسّلب للقاتل ؟ قال: بلى، و لكني استكثرته، قال عوف: قلت: أرد به أو لأعرفنكها عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأبى أن يردّ - و قال الدقاق و ابن طراد: يردّه عليه-.

قال عوف: فاجتمعنا - زاد أبو طاهر: عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قالا:- فقصصت عليه قصة المددي و ما فعل خالد، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا خالد ما حملك على ما صنعت»؟ قال: يا رسول اللّه استكثرته، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ردّ عليه ما أخذت منه».

فقلت: دونك يا خالد أم أقل لك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«و ما ذا-[و قال الدقاق و ابن طراد:«ما ذاك ؟» فأخبرته، فغضب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم] (2) و قال: يا خالد لا تردّ عليه، هل أنتم تاركو إلى أمرائي لكم صفوة أمرهم - و قال الدقاق و النقيب: أمركم و عليهم كدره».

أخبرنا أبو علي (3) الحسن بن أحمد في كتابه، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن عبدة المصّيصي، نا أبو توبة، نا معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، حدّثني عدي بن أرطأة.

أن عوف بن مالك خرج من دمشق إلى بعض قرنائه بني فزارة، إلى صديق له كان فيهم، فاجتمع إليه نفر، فجعلوا يتحدثون، فقال رجل منهم: من تذكرون من أصحاب الدّجّال من هذه الأمة ؟ قال عوف بن مالك: قوم يستحلّون الخمر، و الحرير، و المعازف، حتى يقاتلوا معكم فينصرون كما تنصرون، و يرزقون كما ترزقون حتى يوشك قائلهم أن يقول: فعل اللّه بأولنا كذا و كذا، لو كان حراما ما نصرنا و لا رزقنا، حتى إذا خرج الدجّال

ص: 38


1- في م:«فأخذه من السلب» و في المختصر: فأخذ منه السلب.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م، و انظر المختصر.
3- لفظة «علي» سقطت من م.

لحقوا به و لا يتمالكون عنه، تخرجه إليهم أعمالهم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا [أبو] (1) منصور عبد المحسن بن محمّد بن علي، أنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي، أنا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمّد بن الوضّاح السّمسار (2)،نا محمّد بن يحيى بن سليمان المروزي أبو بكر، نا عاصم بن علي، نا المسعودي عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن عوف بن مالك الأشجعي قال:

رأيت كأنّ سيفا من السماء تدلّى، و ذلك في إمارة أبي بكر، و أنّ الناس تطاولوا و أنّ عمر فضلهم بثلاثة أذرع، قلت: و ما ذاك ؟ قال: لأنه خليفة من خلفاء اللّه تعالى في الأرض، و أنه لا يخاف في اللّه لومة لائم، و إنه يقتل شهيدا، قال: فغدوت إلى أبي بكر، فقصصتها عليه، فقال: يا غلام انطلق إلى أبي حفص فادعه، فلمّا جاء قال: يا عوف أقصصها كما رأيتها، فلمّا أثبت أنه خليفة من خلفاء اللّه عز و جل قال عمر: أ كلّ هذا يرى النائم ؟ قال:

ليقصّها عليه كما رأيت، قال: فقصصتها عليه، فلما ولي عمر رآني بالجابية، و إنه ليخطب، فدعاني عمر فأجلسني، فلما فرغ من الخطبة قال: قصّ عليّ رؤياك، فقلت له: أ لست قد جبهتني عنها، قال: خدعتك أيها الرجل، فلما قصصتها عليه قال: أما الخلافة فقد أوتيت، ما ترى ؟ و أما أن لا أخاف في اللّه لومة لائمة فإنّي أرجو أن يكون اللّه عز و جل قد علم ذلك مني، و أمّا أن أقتل فأنّى لي الشهادة و أنا في جزيرة العرب، و لقد رأيت مع ذلك كأنّ ديكا ينقر سرّتي و ما أمتنع منه بشيء.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن محمّد بن الحسن، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو الليث نصر بن القاسم الفرائضي، نا محمّد بن إسماعيل الخشوعي، نا إسماعيل بن عليّة، عن خالد الحذّاء، عن ابن أشوع عن الشعبي عن عوف بن مالك الأشجعي، قال: و ربما قال: حدّثنا عوف بن مالك قال:

بينا أسير في الشام على بعير، و رجل من أهل الذمة يسوق بامرأة معه على حمار، فلما خلا دحش الحمار، فصرعت المرأة فتحللها، فألحقت بعيري فضربت رأسه بالسّوط فإذا

ص: 39


1- زيادة لازمة للإيضاح، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 152/19.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 369/16.

الدماء، فاستعدى عليّ عمر و استجرت بمعاذ بن جبل، فبعث عمر إليّ فأتيته، فقال: ما حملك على ما صنعت ؟ فحدثته حديثي، فأقبل عليه عمر فقال: أنتم قوم لكم عهد بقي لكم ما وفيتم لنا، فإذا بدلتم فلا عهد لكم علينا، ثم أمر به، فصلب.

الشعبي لم يسمعه من عوف، إنما رواه عن سويد بن غفلة، عن عوف كذلك.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، و أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، و أبو سعيد بن أبي عمرو.

ح و أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر أحمد الكشميهني (1)،أنا محمد بن أحمد بن الفضل العارف.

ح و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي، أنا نصر اللّه بن أحمد بن عثمان الخشنامي، قالا: أنا أبو بكر الحيري.

قالوا: أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا محرز بن نصر، نا ابن وهب، حدّثني جرير بن حازم الأزدي عن مجالد، عن عامر الشعبي - و قال الورّاق: عن الشعبي - عن سويد بن غفلة قال (2):

كنا مع عمر بن الخطّاب و هو أمير المؤمنين بالشام، فأتاه نبطيّ مضروب مشجّج (3)يستعدي فغضب غضبا شديدا فقال لصهيب: من صاحب هذا؟ فانطلق صهيب، فإذا هو عوف بن مالك الأشجعي، فقال له: إن أمير المؤمنين قد غضب غضبا شديدا، فلو أتيت معاذ بن جبل، فمشى معك إلى أمير المؤمنين، فإنّي أخاف عليك بادرته، فجاء معه معاذ.

فلما انصرف عمر من الصلاة قال: أين صهيب ؟ قال: أنا هذا يا أمير المؤمنين، قال:

أ جئت بالرجل الذي ضربه ؟ قال: نعم، فقام إليه معاذ بن جبل، فقال له: يا أمير المؤمنين إنه عوف بن مالك، فاسمع منه و لا تعجل عليه، فقال له عمر: ما لك و لهذا؟ قال: يا أمير المؤمنين رأيته يسوق امرأة مسلمة فنخس الحمار. ليصرعها، فلم تصرع [ثم] (4)،دفعها فخرّت عن الحمار، فغشيها، ففعلت ما ترى، قال: ائتني بالمرأة لتصدّقك، فأتى عوف

ص: 40


1- قارن مع مشيخة ابن عساكر 193/أ.
2- الخبر في الإصابة 43/3.
3- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م و المختصر، و في الإصابة: مشجوج.
4- الزيادة عن م.

المرأة، فذكر الذي قاله عمر، قال أبوها و زوجها: ما أردت بصاحبتنا (1)؟فقالت المرأة: و الله لأذهبنّ معه إلى أمير المؤمنين، فلمّا اجتمعت على ذلك قال أبوها و زوجها: نحن نبلّغ عنك أمير المؤمنين، فأتيا فصدّقا (2) عوف بن مالك بما قال:

قال عمر لليهودي: و اللّه ما على هذا عاهدناكم، فأمر به فصلب، ثم قال: يا أيها الناس فوا بذمّة محمّد صلى اللّه عليه و سلم، فمن فعل منهم هذا فلا ذمة له.

قال سويد بن غفلة: فإنه لأول مصلوب رأيته.

قال البيهقي: تابعه ابن أشوع عن الشّعبي عن عوف بن مالك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر و أبو الفضل الباقلانيان.

ح و أخبرنا أبو العزّ الكيلي، أنا أبو طاهر.

قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا أبو حفص عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط قال (3):

و من غطفان ثم من بني أشجع بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان: عوف (4)ابن مالك، يكنى أبا عبد الرّحمن، و يقال: أبو عمرو، من ساكني الشام، مات سنة ثلاث و سبعين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (5) قال:

عوف بن مالك الأشجعي، و يكنى أبا عمرو، توفي في خلافة معاوية، قال الواقدي: توفي سنة ثلاث و سبعين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا [أبو] (6) عمر (7) بن

ص: 41


1- بالأصل: بصاحبتها، و المثبت عن م، و في الإصابة: ما أردت إلى هذا؟ فضحتنا.
2- بالأصل و م:«فصدقنا» و المثبت عن الإصابة و المختصر.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 95 رقم 305.
4- الأصل و م:«بن عوف» و المثبت يوافق عبارة طبقات خليفة بن خيّاط .
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
6- زيادة لازمة.
7- الأصل: عمرو، تصحيف، و التصويب عن م، و جاء فيها: أنا عمر بن حيوية.

حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1) قال في الطبقة الثالثة: عوف بن مالك الأشجعي، قال محمّد بن عمر: شهد عوف بن مالك خيبر مسلما، و كانت راية أشجع مع عوف بن مالك يوم فتح مكة، و تحول عوف بن مالك إلى الشام في خلافة أبي بكر، فنزل حمص، و بقي إلى أوّل خلافة عبد الملك بن مروان، مات سنة ثلاث و سبعين، و كان يكنى أبا عمرو.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، نا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال:

و من غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر، ثم من بني أشجع بن ريث بن غطفان: عوف بن مالك الأشجعي بقي إلى خلافة يزيد بن معاوية، له بضعة عشر حديثا.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد:

و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (2):

عوف بن مالك أبو عبد الرّحمن الأشجعي، نزل الشام، له صحبة.

قال ابن عفير: عن عطّاف، عن إسماعيل بن رافع: غزا عوف مع يزيد بن معاوية قسطنطينية (3) كنّاه عبد الرّحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، و قال يحيى بن واضح:

كنيته أبو حمّاد.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

[ح] (4) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5)،قال:

ص: 42


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 280/4-281.
2- التاريخ الكبير للبخاري 56/7.
3- الأصل:«بقسطنطينة» و المثبت عن م و التاريخ الكبير.
4- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و أضيف عن م.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 13/7-14.

عوف بن مالك الأشجعي،[أبو عبد الرحمن] (1) له صحبة، نزل الشام، روى عنه أبو هريرة، و يزيد بن الأصم، و سالم أبو النّضر مولى عمر بن عبيد اللّه، و شدّاد أبو عمّار، و عبد الحميد بن عبد الرّحمن بن زيد بن الخطاب، و جبير بن نفير، و أبو إدريس الخولاني، و أبو بردة بن أبي موسى الأشعري، و سليم بن عامر، و عمرو بن عبد اللّه الحضرمي، و راشد بن سعد، و عبادة بن أوفى، و معدي كرب بن عبد كلال، و أبو عبلة والد إبراهيم، و حبيب بن عبيد، و شريح بن عبيد، و كثير بن مرة، و مسلم بن قرظة، و عامر الشعبي، سمعت بعض ذلك من أبي، و بعضه من قبلي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا [أبو] (2) محمّد الكتاني (3)،أنا أبو القاسم تمّام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: عوف بن مالك الأشجعي، يكنى أبا محمّد، منزله بحمص.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، نا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: عوف بن مالك الأشجعي.

قال أبو سعيد: كانت داره بحمص، مات بالشام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي قال:

عوف بن مالك الأشجعي، سكن مصر، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و يكنى أبا عبد اللّه.

أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمّد الزينبي في كتابه، أنا أبو القاسم التّنوخي، أنا محمّد بن المظفر، أنا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى بحمص، قال:

ص: 43


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن الجرح و التعديل.
2- زيادة عن م.
3- في م: الكناني، تصحيف.

و ممن نزلها من مضر: عوف بن مالك الأشجعي، يكنى أبا محمّد، بلغني أنه مات سنة خمس و ثلاثين.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الصوفي، أنا أبو المعمر المسدّد بن علي بن عبد اللّه، أنا أبي، نا عبد الصمد بن سعيد القاضي قال في تسمية من نزل حمص من الصحابة: عوف بن مالك الأشجعي.

قال أبو زرعة: يكنى أبو محمّد، و له ولد بحمص، توفي سنة خمس و ثلاثين.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال:

عوف بن مالك الأشجعي، يكنى أبا عبد الرّحمن، توفي سنة ثلاث و سبعين، روى عنه جابر بن عبد اللّه، و أبو هريرة، و المقدام بن معدي كرب، و هو ممن قدم مصر، روى عنه عبد الملك بن زهدم، و روى عنه من كبار التابعين: أبو مسلم الخولاني، و أبو إدريس الخولاني، و جبير بن نفير، و شريح بن عبيد و غيرهم (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال (2):

عوف بن مالك، أبو عبد الرّحمن - قال البخاري: و قال يحيى بن واضح: أبو حمّاد، و قال الواقدي: أبو عمرو - الأشجعي الشامي، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه أبو إدريس الخولاني في الجزية، قال الواقدي: مات بالشام سنة ثلاث و سبعين، و قال محمّد بن سعد:

توفي في خلافة معاوية بالشام.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ :

عمرو بن مالك الأشجعي، يكنى أبا عبد الرّحمن، سكن الشام، فقدم مصر، و قيل:

أبا عبد اللّه، توفي سنة ثلاث و سبعين، حدّث عنه من الصحابة: أبو أيوب الأنصاري، و أبو هريرة، و المقدام بن معدي كرب، و من كبار التابعين: أبو مسلم، و أبو إدريس الخولانيان، و جبير بن نفير، و شريح بن عبيد، و كثير بن مرة، و شدّاد أبو عمّار، و مسلم بن قرظة

ص: 44


1- انظر أسد الغابة 12/4.
2- راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 397/1.

الأشعري، و حبيب بن عبيد، و مسلم بن مشكم، و ضمرة بن حبيب، و غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر (1)،نا هبة بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدّولابي، قال (2):

أبو عبد الرّحمن عوف بن مالك الأشجعي، سمعت عبد اللّه بن أحمد يقول عن أبيه:

عوف بن مالك أبو عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

[أبو] (3) عبد الرّحمن عوف بن مالك الأشجعي نزل الشام.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر بن الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو عبد الرّحمن: و يقال أبو عمرو، و يقال: أبو حمّاد عوف بن مالك الأشجعي، من بني الأشجع، بن (4) ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، نزل الشام.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، نا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون الرّوياني، نا أبو بكر بن رزق اللّه، نا عبد الأعلى بن مسهر، أبو مسهر الدّمشقي، نا سعيد بن عبد العزيز التّنوخي، عن ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي مسلم الخولاني، حدّثني الحبيب الأمين - فأما هو إليّ فحبيب، و أما هو فأمين - عوف بن مالك الأشجعي قال:

كنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سبعة أو ثمانية أو تسعة، قال:«أ لا تبايعون رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟» يرددها ثلاث مرات، فقدمنا أيدينا، فقلنا: يا رسول اللّه قد بايعناك، فعلى ما نبايعك ؟ فقال:

«على أن تعبدوا اللّه لا تشركوا به شيئا، و الصلوات الخمس»، و أسرّ كلمة خفيفة، فقال:«و لا تسألوا الناس شيئا»، قال: فلقد رأيت ذلك النفر يسقط سوطه، فلا يسأل أحدا يناوله إياه[10140].

ص: 45


1- الأصل و م: الصفرا.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 80/1.
3- سقطت من الأصل و م.
4- الأصل:«من» تصحيف، و المثبت عن م.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أحمد بن عبد اللّه بن أحمد، نا سليمان بن أحمد بن أيوب (1)،نا أبو زرعة، و أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة قالا: نا أبو مسهر.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أحمد بن الحسين بن علي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل بن نظيف المصري - بمكة - نا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن عطية البغدادي - إملاء - أنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد يحيى بن حمزة، و أبو بكر عبد الرّحمن بن القاسم الرّوّاس، قالا: نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني.

ح و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو الحسن نجا بن أحمد بن عمرو.

ح و أخبرنا أبو العشائر محمّد بن الخليل بن فارس، أنا علي بن محمّد بن أبي العلاء، قالا: أنا علي بن موسى بن الحسين.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا أبي أبو العبّاس، أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر.

ح و أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى، أنا علي بن الحسن بن الحسين، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن الحاج بن يحيى.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، نا عبد العزيز بن أحمد بن محمّد، أنا تمّام بن محمّد بن عبد اللّه، و عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، و محمّد بن أحمد بن هارون بن موسى، و محمّد بن عبد الرّحمن بن يحيى، و عبد الرّحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن يعقوب، قالوا: أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا أبو زرعة، نا أبو مسهر.

نا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي مسلم الخولاني، حدّثني الحبيب الأمين - أما هو إليّ فحبيب، و أمّا هو عندي فأمين - عوف بن مالك الأشجعي، قال:

ص: 46


1- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 39/18 رقم 67.

كنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سبعة أو ثمانية أو تسعة - و في حديث ابن عطية عن ابن حمزة:

سبعة أو ثمانية - فقال:«أ لا تبايعون رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟» فرددها ثلاث مرات، فقدمنا أيدينا فبايعنا (1)،فقلنا: يا رسول اللّه قد بايعناك، فعلام نبايعك ؟ قال:«على أن تعبدوا اللّه، و لا تشركوا به شيئا، و الصلوات الخمس»، و أسرّ كلمة خفية «لا تسألوا الناس شيئا».

انتهى حديث سليمان بن أحمد، و ليس فيه: فقدمنا أيدينا فبايعنا، و زادوا قال: فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوطه فلا يسأل أحدا يناوله - زاد ابن هارون و عبد الرّحمن بن الحسين و ابن الحاج: إياه-.

ح و أخبرناه أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (2)،أنا تمّام بن محمّد، أنا محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان، أنا زكريا بن يحيى، و محمّد بن المعلّى، و اللفظ له، قالا: نا عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا الوليد، نا سعيد، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي مسلم الخولاني، حدّثني الحبيب الأمين،- أما هو إليّ فحبيب، و أمّا هو عندي فأمين - عوف بن مالك الأشجعي قال:

كنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سبعة أو ثمانية أو تسعة، قال:«أ لا تبايعون رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟» و كنا حديثي عهد ببيعته، فقلنا: قد بايعناك يا رسول اللّه، فقال:«أ لا تبايعون رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟» فقلنا: قد بايعناك يا رسول اللّه، فعلام نبايعك ؟ فبسطنا أيدينا، فقال:«على أن تعبدوا اللّه لا تشركوا به شيئا، و الصلوات الخمس، و على أن تسمعوا و تطيعوا و لا تسألوا الناس شيئا»[10141].

قال: فلقد رأيت بعض أولئك - أو روى بعضهم: يسقط سوطه و هو على بعيره، فلا يسأل أحدا أن يناوله إيّاه حتى ينزل فيأخذه، و قال زكريا في حديثه: حتى ينخّ فيأخذه.

أخبرنا أبوا (3) الحسن الفقيهان، قالا: أنا الحسين بن محمّد بن طلاّب، أنا محمّد بن أحمد بن عثمان السّلمي، أنا الحسن بن علي بن يحيى الشّعراني، نا محمّد بن خلف العسقلاني، نا عمرو بن أبي سلمة، نا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، عن أبي مسلم الخولاني، حدّثني الحبيب الأمين - أما هو إليّ فحبيب، و أمّا هو عندي فأمين:- عوف بن مالك الأشجعي، قال:

ص: 47


1- قوله:«فقدمنا أيدينا فبايعنا» ليس في المعجم الكبير، و سينبه المصنف في آخر الحديث إلى ذلك.
2- في م: الكناني، تصحيف.
3- بالأصل و م:«أبو».

كنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سبعة أو ثمانية، أو تسعة، قال: فقلنا: قد بايعناك يا رسول اللّه، ثم قال:«أ لا تبايعون رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟» فبسطنا أيدينا، قال: فقلنا: قد بايعناك يا رسول اللّه، ثم قال:«أ لا تبايعون رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟» فبسطنا أيدينا فبايعناه، و كنا حديث عهد ببيعته، قال: فقلنا: قد بايعناك يا رسول اللّه فعلام نبايعك ؟ قال:«على أن تعبدوا اللّه عزّ و جلّ ، و لا تشركوا به شيئا، و الصلوات الخمس، و تسمعوا، و تطيعوا»، و أسرّ كلمة خفية «و لا تسألوا الناس شيئا»، قال: فلقد كان بعض أولئك يسقط سوط أحدهم، فلا يسأل أحدا يناوله إيّاه[10142].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني عمر بن شبّة، نا محمّد بن منصور، نا جعفر بن سليمان، نا ثابت قال جعفر: أحسبه عن أنس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم آخى بين عوف بن مالك و الصعب بن جثامة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو (1)بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا شيبان بن فرّوخ، نا عمارة بن زاذان، نا ثابت، عن أنس قال:

آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين أصحابه: بين سلمان و أبي الدرداء، و آخى بين عوف بن مالك و صعب بن جثامة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهّاب بن أبي حية، أنا محمّد بن شجاع، أنا الواقدي قال (2):و كانت راية أشجع - يعني يوم فتح مكة - مع عوف بن مالك.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبي مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا سليمان بن أحمد (3) عن (4) إبراهيم بن دحيم، نا أبي، نا الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن العلاء بن زبر، عن بسر بن عبيد اللّه، عن أبي إدريس الخولاني، حدّثني عوف بن مالك قال:

ص: 48


1- الأصل و م: عمر، تصحيف.
2- مغازي الواقدي 801/2 و راجع طبقات ابن سعد 281/4 و سير أعلام النبلاء 489/2.
3- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 40/18-41 رقم 70.
4- الأصل و م:«بن».

أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو في خيمة من أدم، فتوضّأ وضوءا مكيثا، فقلت: يا رسول اللّه أ أدخل ؟ قال:«نعم»، قلت: كلّي ؟ قال:«كلك يا عوف، ستّا (1) بين يدي الساعة»، قلت: و ما هي يا رسول اللّه ؟ قال:«موتي»، قال: فوجمت لها، فقال:«قل إحدى»، قلت: إحدى «و الثانية فتح بيت المقدس، و الثالثة موتان فيكم مثل قعاص (2) الغنم، و الرابعة إفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل يسخطها، و فتنة لا يبقى بيت من العرب إلاّ دخلته، و هدنة بينكم و بين بني الأصفر ثم يغدرون فيأتونكم في ثمانين غاية، تحت كل غاية (3) اثنا عشر ألفا»[10143].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، نا أبو بكر البيهقي (4)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن أحمد المحبوبي، نا عبد العزيز بن حاتم، نا أبو وهب محمّد بن مزاحم، نا سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة (5)،عن عبد اللّه قال:

أتى رجل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أراه عوف بن مالك فقال: يا رسول اللّه إنّ بني فلان أغاروا عليّ فذهبوا بابني و إبلي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ آل محمّد لكذا و كذا أهل بيت» و أظنه قال: تسعة أبيات «ما فيهم صاع من الطعام،[و لا مدّ من طعام،] (6) فسل اللّه عز و جل»، فرجع إلى امرأته فقالت له: ما ردّ عليك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فأخبرها، قال: فلم يلبث الرجل أن ردّ عليه ابنه و إبله أوقر ما كان، فأتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخبره، فقام على المنبر، فحمد اللّه تعالى و أثنى عليه، و أمرهم بمسألة اللّه و الرغبة إليه، و قرأ عليهم وَ مَنْ يَتَّقِ اللّٰهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً، وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاٰ يَحْتَسِبُ (7)[10144].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو إبراهيم التّرجماني، نا إسماعيل بن عيّاش (8)،عن

ص: 49


1- غير مقروءة بالأصل و م و نميل إلى قراءتها:«شيئا»، و المثبت عن المعجم الكبير.
2- قعاص كغراب: داء في الغنم لا يلبثها أن تموت (القاموس).
3- الغاية: الراية (القاموس).
4- رواه البيهقي في دلائل النبوة 106/6 (ط . بيروت).
5- تقرأ بالأصل و م:«عيينة»، و المثبت عن دلائل النبوة.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن دلائل النبوة.
7- سورة الطلاق، من الآيتين 2 و 3.
8- الأصل و م: عباس، تصحيف.

صفوان بن عمرو، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا جاءه الفيء قسمه من يومه، فأعطى الأهل حظين، و أعطى العزب حظّا، فدعينا، و كنت أدعى و عمّار بن يسار، فدعيت فأعطاني حظين، و كان لي أهل، ثم دعا بعدي عمّار بن يسار، فأعطاه (1) حظا واحدا، فسخط حتى عرف ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في وجهه و من حضره، و بقيت قطعة سلسلة من ذهب، فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يرفعها بطرف عصاه فتسقط (2)،ثم يرفعها فتسقط يقول:«كيف أنتم يوم يكثر لكم من هذا؟» قال: فلم يجبه أحد، فقال عمّار: وددنا و اللّه، لو قد (3) أكثر فينا فصبر من صبر و فتن من فتن، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الحديث[10145].

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ في كتابه، و حدّثني أبي مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد (4)،نا أحمد بن عبد الوهّاب، نا أبو مغيرة، نا صفوان، عن عبد الرّحمن بن جبير، عن أبيه، عن عوف بن مالك قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا جاءه فيء قسمه من يومه، فأعطاه الأهل حظين، و أعطى العزب (5) حظا، فدعينا، فكنت أدعى قبل عمّار بن ياسر، فأعطي حظا واحدا، فسخط حتى عرف ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في وجهه و من حضره، فبقيت فضلة من ذهب، فجعل النبي صلى اللّه عليه و سلم يرفعها بطرف عصاه فتسقط ، ثم يرفعها فتسقط ، و هو يقول:«فكيف أنتم يوم يكثر (6) لكم من هذا؟» فلم يجبه أحد، فقال عمّار: وددنا لو قد أكثر (7) لنا فصبر من صبر، و فتن من فتن، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لعلك تكون فيه شر مقتول (8)»[10146].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو المعالي أحمد بن علي بن محمّد بن يحيى بن الروع، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين، نا

ص: 50


1- الأصل و م: فأعطاني، و التصويب عن المختصر.
2- أقحم بعدها بالأصل: يقول.
3- بالأصل:«لقد» و المثبت:«لو قد كثر» عن م، و في المختصر: لو كثر.
4- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 46/18 رقم 81.
5- في المعجم الكبير: و أعطى الأعزب حظا واحدا.
6- المعجم الكبير: يكنز.
7- المعجم الكبير: أكنز.
8- المعجم الكبير: مفتون.

عبيد اللّه بن محمّد، نا عبد الأعلى بن حمّاد، نا يزيد بن زريع، نا سعيد، عن قتادة، عن أبي المليح، عن عوف، قال:

عرّس بنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فتوسد كل إنسان منّا ذراع راحلته، فانتبهت بعض الليل، فإذا أنا لا أرى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عند راحلته، فأفزعني ذلك، فانطلقت التمس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فإذا أنا بمعاذ بن جبل، و أبي موسى الأشعري و إذا هما قد أفزعهما ما أفزعني، فبينا نحن كذلك إذ سمعنا هزيزا بأعلى الوادي كهزيز الرحاء، فأخبرناه بما كان من أمرنا فقال نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أتاني الليلة آت من ربّي عزّ و جلّ فخيّرني بين الشفاعة و بين أن يدخل نصف أمّتي الجنّة، فاخترت الشفاعة»، فقلت: أنشدك اللّه يا نبي اللّه الصحبة لما جعلتنا من أهل شفاعتك، قال[ (1):

«فإنكم من أهل شفاعتي»].

قال: فانطلقنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى انتهينا إلى الناس فإذا هم قد فزعوا حين فقدوا نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أتاني آت من ربّي عزّ و جلّ فخيّرني بين الشفاعة و بين أن يدخل نصف أمّتي الجنّة، فاخترت الشفاعة»، فقالوا (2):ننشدك اللّه و الصحبة لما جعلنا من أهل شفاعتك، فلمّا انضموا عليه، قال نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فإنّي أشهد من حضر أنّ شفاعتي لمن مات من أمّتي (3) لا يشرك باللّه عز و جل شيئا» (4)[10147].

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العبّاس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن أبي حمزة بن (5) سليمان الحضرمي، عن إبراهيم بن جبير بن نفير، عن جبير بن نفير، عن عوف بن مالك الأشجعي قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صلّى على جنازة يقول:«اللّهمّ اغفر له، و ارحمه، و اعف عنه، و عافه، و أكرم نزله، و وسّع مدخله، و أغسله بماء و ثلج و برد، و نقّه من الخطايا كما ينقّى

ص: 51


1- ما بين الرقمين ليس في م.
2- الأصل و م: فقال.
3- «من أمتي» سقطتا من المختصر.
4- راجع أسد الغابة 13/4 مختصرا، و سير أعلام النبلاء 490/2 و انظر تخريجه فيهما.
5- كذا بالأصل و م: أبي حمزة بن سليمان الحضرمي. و في مراجعتنا لترجمة عمرو بن الحارث في تهذيب الكمال 190/14 ورد في أسماء شيوخه: سليمان بن زياد الحضرمي، و أبي حمزة بن سليم. و في مراجعتنا ترجمة سليمان بن زياد الحضرمي في تهذيب الكمال 52/8 لم يذكر كنيته.

الثوب الأبيض من الدّنس، و أبدله بداره دارا خيرا من داره، و أهلا خيرا من أهله، و زوجا خيرا من زوجه، و قه فتنة القبر و عذاب النار»[10148].

قال عوف بن مالك: فتمنيت أن أكون أنا الميت لدعاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لذلك الميت.

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح، و أبو الحسن علي بن أحمد الملطي، قالا: أنا أحمد بن دوست - زاد أبو طالب: و محمّد بن عبد اللّه الدّقّاق - نا الحسين بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا داود بن رشيد، نا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس، قال:

كان رجل يتبع عوف بن مالك يشتمه، فجلس و عليه برنس، فجعل يشتمه، فأدخل رأسه في البرنس، فقام، فلما رأى أنه يشتم رجلا نائما انصرف عنه، و ذلك يعني رجل من المسلمين، فلمّا انصرف أتاه فحرّكه، فقال: يغفر اللّه لك، يتبعك يشتمك و جلست و هو يشتمك فقال: ما مرّ شيء مما رأيت إلاّ و الشيطان يأتيني فأجلي عنه جلاء البكر.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، قال: و حدّثني علي بن محمّد بن إبراهيم، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية بن صالح أن أسد بن وداعة حدّثه.

أن رجلا لقي عوف بن مالك و معه ابن جثامة، فشتم الرجل عوفا، فلما أكثر عليه جلس، ثم شتمه فلما رأى ذلك اضطجع و سجّى عليه ثوبه و نام، فلما رآه الرجل قد نام انصرف، و جلس ابن جثامة عند رأسه فأقبل معاذ بن جبل، فقال: يا ابن جثامة ما شأن هذا؟ أصيب ؟ قال: لا، و لكنه عوف بن مالك، و أخبره بالأمر، فقال معاذ بن جبل: ما لي عهد برجل قمص شيطانه حتى صرعه قبل عوف بن مالك.

أخبرنا أبو محمّد بن عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل (1) بن بشر، قالا: أنا أبو الحسين بن مكي، أنا أبو الميمون بن حمزة، نا أحمد بن عبد الوارث بن جرير، نا عيسى بن حمّاد، أنا الليث، عن يزيد، عن أبي شماسة.

أن عوف بن مالك الأشجعي كان يقول: لأن يمتلئ ما بين عانتي إلى رهاي قيحا يتخضخض، و دما مثل.... (2) أحبّ إليّ من أن يمتلئ شعرا.

ص: 52


1- الأصل و م: سهيل تصحيف، و التصويب عن مشيخة ابن عساكر 85/أ.
2- غير واضحة بالأصل و م: و رسمها:«السبعى».

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (1)،نا أبو الحسين محمّد بن علي بن المهتدي، أنا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن القاسم بن جامع، نا أبو علي محمّد (2) بن سعيد بن عبد الرّحمن الحراني، نا موسى بن عيسى بن بحر، نا عمرو بن قسيط ، نا عبد اللّه يعني ابن عمرو، عن جعفر يعني بن برقان، عن ثابت بن الحجاج قال:

غزونا مع عوف بن مالك في خلافة يزيد بن معاوية، فحضر شهر رمضان فقال عوف:

سمعت عمر بن الخطّاب يقول: صيام يوم من غير شهر رمضان، و إطعام مسكين كصيام يوم من رمضان، و جمع بين إصبعيه.

قال: و نا أبو علي، نا هلال بن العلاء، نا حسين بن عباس، نا جعفر بن برقان، نا ثابت بن الحجاج الكلابي قال:

سرنا في حصن (3) دون القسطنطينة (4) و علينا عوف بن مالك الأشجعي، فأدركنا و نحن في الحصن رمضان، فقال عوف بن مالك: قال عمر بن الخطّاب: صيام يوم ليس من رمضان و إطعام مسكين يعدل يوما (5) من رمضان، قال ثابت: ثم جمع بين إصبعيه اللتين تليان الإبهام و جمع لنا جعفر بينهما، ثم[ (6) سمعت جعفرا يقول: قال ثابت: هو تطوع من شاء صامه و من شاء تركه]- يعني بالترك الإطعام-.

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، نا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين الكاذي، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك قال:

ما من ذنب إلاّ و أنا أعرف توبته، قيل له: يا أبا عبد الرّحمن و ما توبته ؟ قال: أن تتركه ثم لا تعود إليه.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال الواقدي:

ص: 53


1- الأصل:«المزرقي» و في م:«المررقي» كلاهما تصحيف.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 335/15.
3- كذا، و في م: حفص.
4- في م: القسطنطينية، و كلاهما يقال.
5- الأصل: يوم، و في م:«يوم» و تقرأ «يوما» و الصواب ما أثبت.
6- ما بين الرقمين سقط من م.

فيها يعني سنة ثلاث و سبعين مات عوف بن مالك الأشجعي بالشام، و يكنى أبا عمرو، و ذكر أن أباه أخبره عن إبراهيم بن عبد اللّه، عن محمّد بن سعد، عن الواقدي بذلك.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن (1) السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (2):

و في سنة ثلاث و سبعين مات عوف بن مالك الأشجعي من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال:

سنة ثلاث و سبعين فيها توفي عوف بن مالك الأشجعي بالشام، يكنى أبا عمرو.

ص: 54


1- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 269 (ت. العمري).

ذكر من اسمه عون

5457 - عون بن إبراهيم بن الصّلت الشّامي

سمع بدمشق و غيرها: هشام [بن عمار] (1) و أحمد بن أبي الحواري، و عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي (2)،و أبا نعيم عبيد بن هشام الحلبي، و محمّد بن روح بن عمران الكندي المصري، و محمّد بن مصفّى الحمصي.

روى عنه: أبو بكر بن أبي الدنيا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو (3) عمرو عبد (4) الوهّاب بن محمّد بن إسحاق، أنا الحسن بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر بن أبان، نا عبيد اللّه بن محمّد بن عبيد، حدّثني عون بن إبراهيم بن الصّلت، حدّثني عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار - مولى بني أمية - حدّثني أبي، نا عبد اللّه بن عبد العزيز، عن ابن شهاب الزهري، عن عروة، عن عائشة - و عن ابن المسيّب عن عائشة (5)-عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أنه كان قاعدا و حوله نفر من المهاجرين و الأنصار، و هم كثير، إلى أن قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

ص: 55


1- زيادة عن م.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 288/14 و سير أعلام النبلاء 305/12 و لم يذكره المزي شيخا لعون بن إبراهيم بن الصلت.
3- «أبو» كتبت فوق الكلام بين السطرين في م.
4- بالأصل و م:«أبو عمرو، و عبد الوهاب» تصحيف، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 440/18 و هو عبد الوهّاب بن محمد بن إسحاق أبو عمرو بن منده العبدة الأصبهاني.
5- من طريقها أخرجه السيوطي في جامع الأحاديث قسم المسانيد: مسند عائشة رقم 11618 ج 95/18.

«إنما مثل أحدكم، و مثل ماله و مثل أهله كمثل رجل له اخوة ثلاثة، فقال لأخيه الذي هو ماله حين حضرته الوفاة، و نزل به الموت (1):ما الذي عندك ؟ فقد نزل بي ما ترى ؟ فقال أخوه: الذي هو ماله مالك عندي غناء، و ما لك عندي نفع، إلاّ ما دمت حيا، فخذ مني الآن ما أردت، فإنّي إذا فارقتك سيذهب بي إلى مذهب غير مذهبك، و سيأخذني (2) غيرك» فالتفت النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«هذا أخوه الذي هو ماله فأيّ أخ ترونه ؟» قالوا: ما نسمع طائلا يا رسول اللّه.

«ثم قال لأخيه الذي هو أهله - و قد نزل به الموت:- قد حضرني ما ترى، فما عندك ؟ [قال: لك عندي] (3) أن أمرضك و أقوم عليك، و أعينك فإذا مت غسّلتك و حنّطتك و كفّنتك، و حملتك في الحاملين ثم أرجع عنك، فأثني عليك بخير عند من سألني عنك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم للذي هو أهله: أيّ أخ ترونه ؟» قالوا: ما نسمع طائلا يا رسول اللّه.

«[ثم] (4) قال لأخيه الذي هو عمله ما ذا عندك ؟ ما ذا لديك ؟ قال: أشيّعك إلى قبرك، و أونس وحشتك، و أذهب بهمّك، و أقعد في كفنك و أنشول بخطاياك، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أيّ أخ ترون هذا الذي هو عمله ؟» قالوا: خير أخ يا رسول اللّه. قال: (5)«الأمر هكذا،».

قالت عائشة: فقام عبد اللّه بن كرز على رأس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه أ تأذن أن أقول على هذا شعرا؟ قال:«نعم».

قالت عائشة: فما بات إلاّ ليلة تلك حتى غدا عبد اللّه بن كرز و اجتمع المسلمون لما سمعوا من تمثيل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الموت و ما فيه.

قالت عائشة: فجاء ابن كرز على رأس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أيه يا ابن كرز» فقال (6):

إنّي و مالي و الذي قدّمت يدي *** كداع إليه صحبه ثم قائل

لأصحابه (7) إذ هم ثلاثة إخوة *** أعينوا (8) على أمري الذي هو نازل

ص: 56


1- الأصل و م:«الوفاة» و المثبت عن المختصر.
2- مضطربة بالأصل و م و رسمها:«و سيأتي خذ» و المثبت عن المختصر.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن المختصر، و جامع الأحاديث.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن المختصر، و جامع الأحاديث.
5- الأصل: قالوا، و المثبت عن م.
6- الأبيات في جامع الأحاديث 96/18-97 (مسند عائشة).
7- في جامع الأحاديث: لإخوته.
8- جامع الأحاديث:«أعينوا على أمر بي اليوم نازل»، و بهذه الرواية ينتفي الإقواء في البيت.

فراق طويل غير ذي مثنويّة (1) *** فما ذا لديكم في الذي هو غائل

فقال امرؤ منهم: أنا الصاحب الذي *** أطعتك فيما شئت قبل التزايل

فأمّا إذا جدّ الفراق فإنّني *** لما بيننا من خلّة غير واصل

فخذ ما أردت الآن مني فإنّني *** سيسلك بي في مهيل من مهايل

و إن تبقني لا أبقى (2) ما سبيته *** فعجّل صاحي قبل حتف معاجل

و قال امرؤ قد كنت جدّا أحبّه *** و أوثره من بينهم في التفاضل

غنائي إنّي جاهد لك ناصح *** إذا جدّ جدّ الكرب غير مقاتل

و لكنني باك عليك و معول *** و مثن بخير عند من هو سائل

و أتبع الماشين أمشي مشيّعا *** أعين برفق عقبة كلّ حامل

إلى بيت مثواك الذي أنت مدخل *** و أرجع للأمر الذي هو شاغل

كأن لم يكن بيني و بينك خلّة *** و لا حسن ودّ مرة في التبادل

و ذلك أهل المرء ذاك غناؤهم *** و ليسوا أولو كانوا حراصا بطائل

و قال امرؤ منهم: أنا الأخ الذي (3) *** إخالك مثلي عهد جهد الزلازل

لدى القبر تلقاني هنالك قاعدا *** أجادل عنك في رجاع التّجادل

و أقعد يوم الوزن في الكفّة التي (4) *** تكون عليها جاهدا في التثاقل

فلا تنسني و اعلم مكاني فإنّني *** عليك شفيق ناصح غير خاذل

و ذلك ما قدّمت من كلّ صالح *** تلاقيه إن أحسنت يوم التفاضل

قالت عائشة: فما بقيت عند النبي صلى اللّه عليه و سلم عينا تطرف إلاّ دمعت، قالت: ثم كان ابن كرز يمرّ على مجالس أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم فيستنشدونه فينشدهم فلا يبقى أحد من المهاجرين و الأنصار إلاّ بكى.

5458 - عون بن الحسن بن عون

أبو جعفر

حدّث بدمشق عن أبي علاثة أحمد بن أبي غسّان، و بكر بن سهل الدّمياطي،

ص: 57


1- جامع الأحاديث: غير متّثق به.
2- كذا بالأصل و م:«لا أبقى ما سبيته» و في المختصر:«لا أبق فاستنقذتني» و في جامع الأحاديث: لا تبق فستنقذنني.
3- في جامع الأحاديث: لا ترى أخالك مثلي عند كرب الزلازل.
4- الأصل: الذي، و المثبت عن م.

و عبيد اللّه بن محمّد العمري - قاضي الرملة-.

روى عنه: أبو العباس محمّد بن موسى بن السّمسار، و أبو علي عبد الجبّار بن عبد اللّه بن مهنى (1) الخولاني، و أبو الفتح المظفّر بن أحمد بن برهان المقرئ.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، حدّثني أبو العباس محمّد بن موسى بن السمسار، نا أبو جعفر أحمد بن إسماعيل بن عاصم - بمصر - و عون بن الحسن.

ح و أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن أيمن الدّينوري - قراءة عليه - أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين (2)-إجازة - نا أخي أبو العباس محمّد بن موسى بن السمسار (3)،نا أحمد بن إسماعيل بن عاصم - بمصر - و أبو جعفر عون بن الحسن بن عون بدمشق، قالا: نا أبو علاثة أحمد بن أبي غسان، نا أبو الحارث محمّد بن سلمة المرادي، نا أيوب بن تميم، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن سلمة، عن أبي هريرة قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«من ألبسه اللّه نعمة فليكثر من الحمد للّه، و من كثرت همومه فليستغفر اللّه، و من أبطأ عليه رزقه فليكثر من قول: لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه، و من نزل مع قوم فلا يصوم إلاّ بإذنهم، و من دخل دار قوم فيجلس حيث أمر، فإنّ القوم أعلم بعورة دارهم، و إنّ من الذنب المسخوط به على صاحبه الجهد في الحسد، و الكسل في العبادة، و الضنك في المعيشة»[10149].

5459 - عون بن حكيم

مولى الزبير بن العوّام، من أصحاب الأوزاعي.

كتب عن الأوزاعي، و حجّ معه، و حكى عنه، و عن مالك بن أنس، و الوليد بن سليمان بن أبي السائب، و الهيثم بن حميد، و مسلمة بن علي (4).

ص: 58


1- تقرأ بالأصل و م: مهير، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و هو صاحب كتاب تاريخ داريا.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 506/17.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 325/16.
4- هو مسلمة بن علي بن خلف الخشني، أبو سعيد الدمشقي، ترجمته في تهذيب الكمال 102/18.

روى عنه: أبو العباس الوليد بن روح، و عباس بن نجيح، و أبو مسهر، و عمرو بن أبي سلمة.

و ذكر أبو الحسن بن جوصا أنه قرأ في كتابه عن الأوزاعي، و كانت له دار بدمشق مما يلي الجابية.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي، أنا أبو علي الأهوازي.

ح و أخبرنا أبو القاسم [نصر] (1) بن أحمد بن مقاتل، أنا سهل بن بشر، أنا طرفة بن أحمد.

قالا: أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أبو الجهم بن طلاّب، نا أحمد بن أبي الحواري، نا الوليد بن روح أبو العباس عن عون بن حكيم قال:

خرجت مع الأوزاعي إلى عين فاختة إلى عبد الوهّاب قال: فصلّى بنا الظهر، قال:

فأدخل إصبعه بين منطقته و قبائه يذهب بها و يجيء بها قال: فلمّا سلّم قلت للأوزاعي: يا أبا عمرو ما رأيت أكثر عبثه بيده بمنطقته في الصلاة ؟ قال: الذي رآه شرّ منه.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، حدّثني أبو محمّد التميمي، عن أبي مسهر، حدّثني عون بن حكيم، حدّثني الوليد بن سليمان بن أبي السائب، عن رجاء بن حيوة.

أنه كتب إلى هشام بن عبد الملك: يا أمير المؤمنين، بلغني أنه دخلك شيء من قبل غيلان و صالح، فأقسم باللّه لقتلهما أفضل من قتل ألفين من التّرك و الدّيلم.

5460 - عون بن شمعلة المرّي

له ذكر في عصبية أبي الهيذام المرّي.

قرأت بخط أبي الحسين (2) الرازي مما أفاده بعض أهل دمشق عن أبيه عن جده و أهل بيته المرّيين مما قيل من الأزاجير في هذه العصبة:

أقسمت ما ليت حماه حان *** تضرم من مقلته النيران

ص: 59


1- الزيادة عن م.
2- الأصل و م: الحسن.

تعدلني عن تخيّل الفرسان *** و عين تحمي الضّرب و الطعان

بذاك ما تعز في دينان

5461 - عون بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود

ابن غافل (1) بن حبيب بن شمخ (2) بن فار بن مخزوم

ابن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل (3)

أبو عبد اللّه الهذلي

أخو عبيد اللّه بن عبد اللّه الفقيه.

روى عن أبي هريرة، و ابن عمر، و ابن عبّاس، و يوسف بن عبد اللّه بن سلاّم، و ابن (4) مسعود مرسلا.

و روى عن أبيه و أخيه عبيد اللّه، و أم الدّرداء، و أبي بردة بن أبي موسى.

روى عنه: أبو إسحاق سليمان بن فيروز الشّيباني، و قتادة بن دعامة، و أبو الزبير، و محمّد بن مسلم الزهري، و مسعر، و المسعودي (5)،و قرّة بن خالد، و معن بن عبد الرّحمن المسعودي، و زيد العمّي، و إسماعيل بن أبي خالد، و أبو سهيل نافع بن مالك، و عبد اللّه بن الوليد، و محمّد بن عجلان، و موسى الجهني، و نوفل بن فرات، و عاصم بن سليمان الأحول، و عبد الرّحمن بن عبد اللّه القارئ، والد يعقوب، و يحيى بن عبد اللّه بن بحير بن ريسان (6) الكلاعي، و أبو حازم سلمة بن دينار، و سعيد بن أبي سعيد المقبري (7)، و جعفر بن أبي ربيعة، و شيبة بن المساور بن سوقة، و شريك بن عبد اللّه بن أبي نمر، و مالك بن مغول، و أبو حنيفة النعمان بن ثابت، و عبد العزيز بن عبيد اللّه، و مطرّف بن

ص: 60


1- مهملة بالأصل، و في م: عاقل، و المثبت عن المختصر. و في طبقات خليفة ص 47 في ترجمة عبد اللّه بن مسعود: غافل.
2- الأصل و م بدون إعجام، و المثبت عن طبقات خليفة:(عبد اللّه بن مسعود) و فيها: ابن فار بن شمخ.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 456/14 و تهذيب التهذيب 426/4 و التاريخ الكبير 13/7 و الجرح و التعديل 384/6 و حلية الأولياء 240/4 و سير أعلام النبلاء 103/5 و شذرات الذهب 140/1.
4- الأصل و م:«و أبو» تصحيف و التصويب عن تهذيب الكمال، و فيه: و عم أبيه عبد اللّه بن مسعود مرسلا.
5- يعني: أبا العميس عتبة بن عبد اللّه المسعودي (تهذيب الكمال).
6- الأصل و م:«يحيى بن عبد اللّه بن عمر بن رسان الكلاعي» صوبنا الاسم عن تهذيب الكمال.
7- غير واضحة بالأصل و م، و نميل إلى قراءتها: المقرى.

معقل الشّقري (1)،و مجالد بن سعيد الهمداني.

و وفد على عمر بن عبد العزيز في خلافته.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، نا أبو علي بن المذهب - لفظا - أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا إسماعيل بن إبراهيم، ح و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا:، أنا أبو القاسم القشيري، أنا أبو الحسين الخفّاف، أنا أبو العباس السّرّاج، نا محمّد بن شجاع المروروذي - زاد عبد المنعم: و مخلد بن الحسن قالا:- حدّثنا ابن عليّة.

نا الحجّاج بن أبي عثمان، نا [أبو] (3) الزبير - و في حديث ابن (4) الحصين: عن أبي الزبير - عن عون بن عبد اللّه بن عتبة، عن ابن عمر قال:

بينما - و في حديث [ابن] (5) الحصين: بينا - نحن نصلّي مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذ قال رجل من القوم: اللّه أكبر كبيرا، و الحمد للّه كثيرا، و سبحان اللّه بكرة و أصيلا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من القائل كذا و كذا؟» فقال:- و قال ابن الحصين: قال (6)-رجل من القوم: أنا يا رسول اللّه، قال:«عجب (7) لها - و قال أبو سعد: لما - فتحت لها أبواب السماء»[10150].

[قال] (8) ابن عمر ما تركتهن منذ - و قال ابن الحصين: فما تركتهن منذ سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول ذلك.

و قال ابن الحصين: ذلك (9).

رواه النّسائي عن محمّد بن شجاع.

ص: 61


1- الأصل:«السفري» و في م، بدون إعجام، و المثبت عن تهذيب الكمال.
2- رواه أحمد بن حنبل في مسنده 228/2 رقم 4627 طبعة دار الفكر.
3- سقطت من الأصل و م.
4- الأصل و م: أبي، تصحيف.
5- سقطت «ابن» من الأصل و م.
6- كذا بالأصل و م، و الذي في مسند أحمد: فقال.
7- كذا بالأصل و م، و في المسند و المختصر: عجبت.
8- الزيادة عن م.
9- كذا بالأصل و م و المسند، و لعل اللفظة الأولى:«ذاك».

أخبرناه عاليا أبو بكر أحمد بن المظفر بن الحسن التّمّار في كتابه، و أخبرني أبو طاهر محمّد بن محمّد بن[ (1) عبد اللّه السّنجي عنه، أنا أبو علي بن شاذان، نا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد] القارئ الآدمي، نا أبو عمران موسى بن سهل بن كثير الوشّاء (2)،نا إسماعيل بن عليّة، نا الحجاج بن أبي عثمان، عن أبي الزبير، عن عون بن عبد اللّه بن عتبة، عن ابن عمر قال:

بينا نحن نصلي مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فذكر الحديث.

و من غرائب حديثه ما.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن أحمد، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن ابن (3) أبي هلال أن يحيى بن عبد اللّه حدّثه عن عون بن عبد اللّه، عن يوسف بن عبد اللّه بن سلاّم، عن أبيه قال:

بينما نحن نسير مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذ سمع القوم و هم يقولون: أيّ الأعمال أفضل يا رسول اللّه ؟ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إيمان باللّه و رسوله، و جهاد في سبيل اللّه، و حجّ مبرور»، ثم سمع نداء في الوادي يقول: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أن محمّدا رسول اللّه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«و أنا أشهد، و لا يشهد بها أحد إلاّ برئ من الشرك»: [1322].

أخبرنا أبو القاسم بن أبي عبد الرّحمن المستملي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد المقرئ، أنا الحسن بن (4) محمّد بن إسحاق، نا يوسف بن يعقوب، نا محمّد بن أبي بكر، نا حميد بن الأسود، نا محمّد بن أبي حميد، نا عون بن عبد اللّه بن عتبة و دخلنا عليه، فلما رأى محمّد بن المنكدر وجعه ترقرقت عيناه للدموع حتى دمعتا، فكشف عون عن وجهه فقال: ما شأنك يا أبا عبد اللّه ؟ فقال: رأيت شكواك، قال: حسبي ربّي عزّ و جل، و هو عدّتي لكلّ كربة، و صاحبي عند كلّ شدّة، و وليّي في كلّ نعمة، أ لا أحدّثك يا أبا عبد اللّه ما سمعت أبي سمعه عن ابن مسعود و هو يقول: كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فتبسّم فذكر هذا الحديث.

ص: 62


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 149/13.
3- لفظة «ابن» سقطت من م.
4- لفظة «بن» كتبت فوق الكلام بين السطرين في م.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: نا أبو محمّد الصّريفيني، أنا عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو خيثمة زهير بن حرب، نا إسحاق بن سليمان الرازي قال: سمعت حنظلة يحدّث عن عون قال:

قلت لعمر بن عبد العزيز يقول: إن استطعت أن تكون عالما فكن عالما، فإن لم تستطع فكن متعلّما، فأحبهم فإن لم تحبهم فلا تبغضهم، فقال عمر: سبحان اللّه، لقد جعل اللّه له مخرجا.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر الباقلاني، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا [أبو] (1) بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في أهل الكوفة: عون بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (2) قال في الطبقة الرابعة من الكوفيين:

عون بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود الهذلي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3) قال في الطبقة الثالثة:

عون بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود الهذلي،[قال:] لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة دخل إليه عون و أبو الصّبّاح موسى (4) بن أبي كثير، و عمر بن (5) ذرّ و كلّموه في الإرجاء و ناظروه، فزعموا أنه وافقهم و لم يخالفهم في شيء منه، و كان ثقة كثير الإرسال.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (6):

ص: 63


1- سقطت من الأصل و م.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 313/6 و تهذيب الكمال 457/14 و سير أعلام النبلاء 104/5.
4- بالأصل و م:«أبو الصباح و موسى» تصحيف و التصويب عن ابن سعد و المصدرين.
5- كذا بالأصل و م و تهذيب الكمال و سير الأعلام، و في ابن سعد: عمر بن حمزة.
6- التاريخ الكبير للبخاري 13/7-14.

عون بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود الهذلي الكوفي، سمع أبا هريرة، روى عنه المسعودي، و مسعر.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

عون بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود الهذلي سمع أبا هريرة، و ابن عمر، سمع منه مسعر، و المسعودي، و الشيباني، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا نصر بن إبراهيم الزاهد[ (2)،أنا سليمان بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم] بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدّمي يقول: عون بن عبد اللّه بن عتبة أبو عبد اللّه.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمّي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد (3) بن يونس:

عون بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود كوفي قدم مصر على عبد العزيز بن مروان، روى عنه جعفر بن ربيعة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن [أبي] (4) علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا [أبو] (5) أحمد الحاكم قال:

أبو عبد اللّه عون بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود الهذلي الكوفي، سمع أبا هريرة، و ابن عمر، روى عنه ابن شهاب، و أبو الزبير محمّد بن مسلم (6).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور ابن العطار (7).

ص: 64


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 384/6.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- الأصل و م:«سعد» تصحيف.
4- سقطت من الأصل و م.
5- سقطت من الأصل و م.
6- هو محمد بن مسلم بن تدرس القرشي، أبو الزبير المكي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 380/5.
7- أبو منصور ابن العطار اسمه: عبد الباقي بن محمد بن غالب البغدادي الأزجي ترجمته في تاريخ بغداد 91/11 و سير أعلام النبلاء 400/18. و قد أقحم بالأصل و م بعد: منصور:«الأصمعي، نا أبو نوفل الهذلي، عن أبيه قال: ولد عتبة بن مسعود و كان» و قد أخرنا العبارة إلى موضعها، و قد وضعناها بين معكوفتين.

قالا أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا [الأصمعي، نا أبو نوفل الهذلي، عن أبيه قال: (1) ولد عتبة بن مسعود: عبد اللّه، و كان] واليا لعمر بن الخطّاب، فولد عبد اللّه: عبيد اللّه، و عونا، و عبد الرّحمن، فأمّا عبيد اللّه فكان من فقهاء أهل المدينة و خيارهم، و كان أعمى، فمرّ عليه عبد اللّه بن عمرو بن عثمان، و عمر بن عبد العزيز و لم يسلّما عليه، فأخبر بذلك، فأنشأ يقول (2):

لا تعجبا أن تؤتيا فتلكما *** فما خشي الأقوام (3) شرّا من الكبر

مسّا تراب الأرض منه خلقتما *** و فيها المعاد و المصير إلى الحشر

و أما عون بن عبد اللّه فكان من آدب أهل المدينة، و أفقههم و كان مرجئا، ثم رجع عن ذلك، فأنشأ يقول (4):

لأوّل ما تفارق غير شك *** ففارق (5) ما يقول المرجئونا

و قالوا: مؤمن من أهل جور *** و ليس المؤمنون بجائرينا

و قالوا: مؤمن دمه حلال *** و قد حرمت دماء المؤمنينا

ثم خرج مع ابن الأشعث، فهرب حيث هربوا فأتى محمّد بن مروان بنصيبين (6)،فآمنه و ألزمه ابنه، فقال له محمّد: كيف رأيت ابن أخيك ؟ قال: ألزمتني (7) رجلا إن قعدت عنه عتب، و إن أتيته حجب، و إن عاتبته (8) صخب، و إن صاحبته غضب، فتركه و لزم عمر بن عبد العزيز و هو خليفة، و كانت له منه منزلة، و خرج جرير فأقام بباب عمر بن عبد العزيز فطال مقامه، فكتب إلى عون بن عبد اللّه (9):

ص: 65


1- الخبر من هذا الطريق في تهذيب الكمال 457/14.
2- البيتان في الأغاني 145/9.
3- الأصل: الأقرام، و المثبت عن م و المختصر، و في الأغاني: الانسان.
4- الأبيات في تهذيب الكمال 458/14 و الأغاني 139/9 ضمن ترجمة عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة.
5- الأغاني: لأول ما أفارق غير شك أفارق.
6- نصيبين من مدن الجزيرة، بينها و بين سنجار تسعة فراسخ (راجع معجم البلدان).
7- تقرأ بالأصل و م:«ألزمني» و المثبت عن تهذيب الكمال و المختصر.
8- الأصل و م:«عاينته» و المثبت عن تهذيب الكمال و الأغاني.
9- البيتان في ديوان جرير ص 446 (ط بيروت)، و الأغاني 140/9 و تهذيب الكمال 458/14.

يا أيها القارئ (1) المرخي عمامته *** هذا زمانك إنّي قد مضى زمني

بلّغ خليفتنا إن كنت لاقيه: *** إنّي لدى الباب كالمشدود (2) في قرن

و أما عبد الرّحمن (3) بن عبد اللّه و هو الذي يقول:

تأثّل حبّ عثمة (4) في فؤادي *** فباديه مع الخافي يسير

صدعت القلب ثم رددت (5) فيه *** هواك فليط فالتأم الفطور (6)

تغلغل حيث لم يدخل شراب *** و لا حزن و لم يدخل سرور

و قال:

أبادر بالمال سهمانه *** و قول المعوّق و الرائث

و أمنح نفسي الذي تشتهي *** و أوثر نفسي على الوارث

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران (7) أنا عثمان بن أحمد بن السّمّاك، أنا محمّد بن أحمد بن البرّاء، قال علي بن المديني: قال عون بن عبد اللّه: صلّيت خلف أبي هريرة (8).

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه الكروخي، أنا أبو عامر محمود بن القاسم، و أبو نصر عبد العزيز بن[ (9) محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي، قالوا: أنا عبد الجبّار بن محمّد بن عبد اللّه]، أنا محمّد بن أحمد بن محبوب، أنا أبو عيسى التّرمذي قال: عون بن عبد اللّه بن عتبة لم يكن ابن مسعود.

أنبأنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي جعفر بن المسلمة، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة، أنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي، نا حنبل بن إسحاق قال: قال: أبو عبد اللّه عون بن عبد اللّه ثقة.

ص: 66


1- الديوان: يا أيها الرجل.
2- الديوان: أبلغ خليفتنا... كالمصفود في قرن.
3- الأبيات في تهذيب الكمال 458/14 منسوبة له، و هي في الأبيات 151/9 منسوبة إلى عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة.
4- عثمة، هي زوجة عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، كما في الأغاني.
5- كذا بالأصل و م، و في المختصر و تهذيب الكمال و الأغاني: ذررت.
6- ليط : لزق بقلبي، و الفطور: الشقوق (اللسان).
7- الأصل و م: بشر، تصحيف.
8- سير أعلام النبلاء 104/5.
9- ما بين الرقمين سقط من م.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين، نا أبو بكر البرقاني قال: قال أبو الحسن الدارقطني: عون بن عبد اللّه عن عبد اللّه بن مسعود مرسل (1).

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (2):

ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: عون بن عبد اللّه بن عتبة ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر - زاد الطّيّوري: و أبو نصر محمّد بن الحسن قالا:- أنا أبو العباس الوليد بن بكر بن مخلد، أنا علي بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي (3) قال:

عون بن عبد اللّه بن عتبة مدني،[ثقة] (4).

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، و أبو البركات الأنماطي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت قالا: أنا أبو عبد اللّه و أبو نصر قالا: نا الوليد، أنا علي (5)،أنا صالح، حدّثني أبي قال: عون بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران (6)،أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو معمر، نا جرير، عن مغيرة قال:

بلغ عبد اللّه (7) بن عبد اللّه أن أخاه عون بن عبد اللّه يحدّث أو حدّث فقال: قد قامت القيامة.

ص: 67


1- تهذيب الكمال 457/14.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 384/6.
3- كتاب تاريخ الثقات للعجلي ص 377 رقم 1323.
4- زيادة عن تاريخ الثقات.
5- لفظة «علي» كتبت تحت الكلام بين السطرين في م.
6- الأصل و م: بشر، تصحيف.
7- كذا بالأصل و م، و لعل الصواب: عبيد اللّه، إلاّ إن كان له أخ اسمه: عبد اللّه، أيضا. و سيرد في الرواية التالية: عبيد اللّه.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسن بن مخلد - إجازة-.

ح و قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، و أبي الفضل محمّد بن ناصر، عن محمّد بن عبد السلام بن محمّد، قالا:

أنا علي بن محمّد بن خزفة (1)،نا الحسين بن محمّد الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا أبو معمر، نا جرير، عن مغيرة قال:

قيل لعبيد اللّه بن عبد اللّه: إنّ أخاك عونا يحدّث، قال: قد قامت القيامة، و في رواية ابن مخلد: أخاه عونا.

أنبأنا أبو المضاء محمّد بن علي بن الحسن بن أبي المضاء البعلبكي، نا أبو بكر الخطيب - بدمشق - نا أبو الحسن بن رزقويه (2)،أنا أبو بكر النّجّاد، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني داود بن المحبر، حدّثني عيسى بن عمر النحوي قال:

كان عون بن عبد اللّه يقوم من الليل فيقرأ سبعا في ركعة ثم يقول: اللّهم زكّه، اللّهم أتمّه، و كان إذا صلى بالنهار قرأ سبعا ثم قال: اللّهم أتمّه، اللّهم زكّه.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن الدّاراني، أنا سهل بن بشر، أنا عبد الوهّاب بن الحسين بن عمر بن برهان، أنا الحسين بن محمّد بن عبيد الدّقّاق، نا محمّد بن العباس اليزيدي، نا العباس بن الفرج الرّياشي، نا أبو يعقوب - شيخ كان لنا - عن أبي اليقظان قال:

قال عون بن عبد اللّه - و كان قال بالإرجاء ثم تركه:-

فأولى ما يفارق غير شكّ *** يفارق ما يقول المرجئونا

و قالوا مؤمن من أهل جور *** و ليس المؤمنون بجائرينا

و قالوا مؤمن دمه حلال *** و قد حرمت دماء المؤمنينا

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،نا أبو بكر بن مالك، نا

ص: 68


1- الأصل و م: حرفه، تصحيف.
2- في م:«زرقويه» كذا، و فتحة فوق الزاي و سكون على الراء و هو تصحيف.
3- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 242/4 و تهذيب الكمال 458/14.

عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني إسماعيل بن بهرام قال: سمعت أبا أسامة يقول:

وصل إلى عون بن عبد اللّه أكثر من عشرين ألف درهم [فتصدق بها] (1)،فقال له أصحابه: لو اعتقدت عقدة (2) لولدك، فقال: اعتقدتها (3) لنفسي، و اعتقدت (4) اللّه لولدي.

قال أبو أسامة: فلم يكن في المسعوديين أحد أحسن حالا من ولد عون بن عبد اللّه.

قال (5):و نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني سفيان بن وكيع، قال:

سمعت أبي يقول:

بلغني أنّ عون بن عبد اللّه لما حضرته الوفاة أوصى بضيعة له أن تباع و أن يتصدّق بها عنه، فقيل له: تصدّق بضيعتك و تدع عيالك ؟ قال: أقدّم هذه لنفسي، و أدع اللّه لعيالي.

أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمّد، أنا نصر بن أحمد، أنا الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا الحسن بن محمّد بن القاسم، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا إبراهيم بن يعقوب، حدّثني حيوة بن شريح، نا بقية، نا المسعودي قال:

كان يضع يده تحت لحيته ثم يميلها إلى وجهه ثم ينظر إليها ثم يبكي و يقول: اللّهمّ ارحم شيبتي.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (6)،أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبو معمر، نا سفيان، عن أبي هريرة موسى (7) قال: كان عون يحدّثنا و لحيته ترتش بالدموع.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني هارون بن عبد اللّه، نا أحمد بن الحجاج بن محمّد قال: سمعت أبي، نا المسعودي قال:

ص: 69


1- الزيادة عن حلية الأولياء.
2- بالأصل و م:«لو اعتقده لولدك ؟» و المثبت عن حلية الأولياء.
3- الأصل:«اعقدها»، و في م:«اعتقدها»، و المثبت عن الحلية.
4- الأصل:«اعقد»، و في م:«اعتقد»، و المثبت عن الحلية.
5- القائل: أبو نعيم، و الخبر في حلية الأولياء 242/4 و تهذيب الكمال 458/14-459.
6- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 249/4 و تهذيب الكمال 459/14.
7- هو أبو هارون موسى بن أبي عيسى.

كان عون بن عبد اللّه يقول في بكائه: ويحي كيف أنسى من الموت ما قد وكل بي، ويحي كيف أنسى و لا ينساني، ويحي إنه يقص أثري فإن فررت لقيني، و إن أقمت أدركني، ويحي كيف أغفل و لا يغفل عني، ويحي كيف تهنيني الحياة و لا أدري ما أجلي، أم كيف يطول أملي و الموت في أثري.

ح أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو عبد اللّه الصّفّار.

[ح] و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا جعفر بن أحمد السّرّاج، أنا [أبو] (1) علي بن شاذان، أنا أبو جعفر عبد اللّه بن إسماعيل بن إبراهيم الهاشمي، قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد - يعني ابن الحسين - حدّثني خالد بن يزيد بن الطبيب - و في رواية الشّحّامي: نا محمّد أظنه ابن الحسين، نا خالد بن يزيد الطبيب - نا مسلمة بن جعفر قال:

قال عون بن عبد اللّه بن عتبة: ويحي كيف أغفل عن نفسي و ملك الموت ليس يغفل عني ؟ ويحي كيف أتكل على طول الأمل و الأجل يطلبني.

أنبأنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم الحافظ (2)،نا أبو بكر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا هاشم بن القاسم، نا الأشجعي، نا موسى الجهني.

عن عون بن عبد اللّه أنه كان يقول: يا ويح نفسي كيف أغفل و لا يغفل عني ؟ أم كيف تهنئني معيشتي و اليوم الثقيل ورائي ؟ أم كيف يشتد عجبي بدار في غيرها قراري و خلدها (3).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني خالد بن يزيد الطبيب (4)،نا مسلمة بن جعفر قال:

قال عون بن عبد اللّه بن عتبة: ويحي كيف أغفل عن نفسي و ملك الموت ليس يغفل عنّي ؟ ويحي كيف أزعم أن معي عقلي و أنا مضيّع من الآخرة حظي ؟ ويحي ويحي، بل (5)، و يلي، و يلي، و الويل حلّ بي إن متّ مقيما على معصية ربّي، قال: ثم يبكي حتى تبلّ لحيته بالدموع.

ص: 70


1- سقطت من الأصل و م.
2- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 254/4.
3- كذا بالأصل و م، و في الحلية: قراري و خلدي.
4- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 459/14.
5- غير واضحة بالأصل و م، و المثبت عن تهذيب الكمال.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا علي بن محمّد بن محمّد بن الأخضر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا أبو عبد الرّحمن القرشي، عن عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي، عن موسى الجهني قال:

قال عون بن عبد اللّه: ويحي كيف لا أقل نفسي من قبل أن يعقل بي رهني.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو منصور سمعان، نا عبد اللّه بن محمّد بن مسلم، نا أحمد بن إسحاق - بمكة - نا يزيد بن موهب قال:

كتب عمر بن عبد العزيز إلى عون بن عبد اللّه يعزّيه على ابنه: أما بعد، فإنّا من أهل الآخرة، سكنّا الدنيا أموات أبناء أموات، و العجب من ميت كتب من ميت يعزّيه عن ميت، و السلام.

قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، أنا أبو عثمان الخياط قال: سمعت السّري يقول:

هلك ابن لعون بن عبد اللّه، فكتب إليه عمر بن عبد العزيز: أما بعد، فإنّا أناس من أهل الآخرة، أسكنّا الدنيا أموات، فعجب لميت يكتب إلى ميت يعزّيه عن ميت، و السلام.

أخبرنا أبو سعد البغدادي، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن يوة (1)،أنا أبو الحسن اللّنباني (2)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن عمر المكي، نا داود بن سلام قال:

كتب عمر بن عبد العزيز إلى عون بن عبد اللّه يعزّيه - قال عمر بن أبي عمر بابن له:- أما بعد، فإنّ الناس أهل آخرة، أسكنوا الدنيا أموات أخوان أموات (3)،فكيف يعزّي ميت ميتا [عن ميت ؟] (4) بأخيه، بأبيه، بابنه، و السلام.

قال: فكتب إليه عون: أما بعد، فما أنزل الموت كنه منزلته من عدّ غدا من أجله، و كم

ص: 71


1- غير واضحة في م و رسمها:«سعره».
2- الأصل:«الكتاني» و في م:«اللبانى» و الصواب ما أثبت و ضبط و السند معروف.
3- كذا بالأصل، و في م و المختصر: أموات أبناء أموات، أخوات أموات.
4- الزيادة عن م و المختصر.

من مستقبل يوما لا يستكمله، و كم من مؤمّل لغد لا يدركه، إنكم لو رأيتم الأجل و مسيره، لأبغضتم الأمل و غروره.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن علي بن منصور الغازي (1)-بمرو - أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد السمرقندي - بنيسابور - أنا أبو الفضل منصور بن نصر بن عبد الرحيم الكاغدي، نا أبو جعفر البغدادي - و هو محمّد بن محمّد بن عبد اللّه - نا أبو غالب بن أمية، عن معاوية، نا عاصم بن علي، نا المسعودي، نا عون بن عبد اللّه قال:

كم من مستقبل يوما لم يستكمله، و طالب غد لا يدركه، لو تنظرون إلى الأجل و مسيره إذا لأبغضتم الأمل و غروره.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر إسماعيل، و أبو عمر بن حيّوية، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، حدّثني مسعر، عن معن (2)،عن عون بن عبد اللّه أنه كان يقول:

كم من مستقبل يوما لا يستكمله، و منتظر غدا لا يبلغه، لو ينظرون إلى الأجل و مسيره لأبغضتم الأمل و غروره.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد أحمد بن علي بن أبي عثمان، قالوا: أنا أحمد بن محمّد بن موسى بن الصلت المجبّر (3)،نا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، أنا مسعر بن كدام، عن معن.

عن عون: إنه كان يقول: كم من مستقبل يوما لا يستكمله، و منتظر غد لا يبلغه و لو تنظرون إلى الأجل و مسيره، لأبغضتم الأمل و غروره.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه (4) بن كادش، نا أبو محمّد الجوهري - إملاء - أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبيد (5) العسكري.

ص: 72


1- مشيخة ابن عساكر 203/أ.
2- هو معن بن عبد الرحمن المسعودي.
3- بدون إعجام بالأصل و م، و الصواب ما أثبت و ضبط ، تقدم التعريف به.
4- الأصل و م: عبد اللّه، تصحيف، و السند معروف.
5- الأصل و م: عبد، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 317/16.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ.

قالا: أنا حمزة بن محمّد الكاتب، نا نعيم بن حمّاد، نا - يعني ابن المبارك - عن مسعر، عن عون بن عبد اللّه قال: كم من مستقبل يوما لا يتمّه (1)،و منتظر لغد لا يبلغه، لو تنظرون إلى الأجل و مسيره لأبغضتم الأمل و غروره.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن بن أبي المعروف، أنا بشر بن أحمد المهرجاني (2)،نا حمزة بن محمّد، نا نعيم قال: حدّثنا عن مسعر فذكره، لم يسمّ ابن المبارك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا إسحاق بن إسماعيل، نا سفيان، نا مسعر أو غيره، قال: قال عون بن عبد اللّه:

ما نزل الموت كنه منزلته من عدّ غدا من أجله، فكم من مستقبل يوما لا يستكمله، و كم من مؤمّل لغد لا يدركه، لو رأيتم الأجل و مسيره، لكره لكم الأمل و غروره.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد الحرار، نا الحسن بن علي، نا وكيع بن الجرّاح قال: سمعت [ابن] (3) عيينة يقول: سمعت مسعر بن كدام يقول: قال عون بن عبد اللّه يوما:

قد ورد الأول و الآخر تعب منتظر، فأصلحوا ما تقدموا عليه بما تظعنون (4) عنه، فإنّ الخلق للخالق و الشكر للمنعم، و إنّ الحياة بعد الموت، و البقاء بعد الفناء (5).

أخبرنا أبو محمّد همّام بن يوسف بن أحمد بن مالك العاقولي، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب، أنا أبو علي الحسن بن إبراهيم بن شاذان، أنا أحمد بن

ص: 73


1- في م: لا يتمه، و منتظر غدا، و قال ابن كادش: و المنتظر لغد.
2- بالأصل:«المهر» و المثبت عن م.
3- زيادة لازمة راجع ترجمة مسعر بن كدام في تهذيب الكمال 51/18.
4- الأصل:«يصعنون» و المثبت عن م.
5- الخبر في حلية الأولياء 246/4 و فيها: و البقاء بعد القيامة.

إسحاق بن الخطاب، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن أبي العوّام، نا يزيد بن هارون (1)،أنا المسعودي قال: قال عون بن عبد اللّه:

إنّ من كان قبلنا كانوا يجعلون لدنياهم ما فضل عن آخرتهم، و إنكم [اليوم] (2) لتجعلون لآخرتكم ما فضل عن دنياكم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا سليمان بن إبراهيم بن محمّد، و أبو الحسن سهل بن عبد اللّه بن علي، و أبو الخير محمّد بن أحمد الإمام، و أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد الذكواني (3)،و أبو بكر محمّد بن الحسن بن محمّد بن سليم، و أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن شهير، و أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد بن مهران، أنا سهل بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، نا سليمان بن أحمد، قالوا: نا محمّد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي، نا أبو علي الحسين بن علي بن الحسين الورّاق، نا محمّد بن زكريا الغلاّبي (4)،نا العباس بن بكّار، نا عبد اللّه بن سليمان، عن ابن عجلان، عن عون بن عبد اللّه أنه كان يقول:

[اليوم] (5) المضمار (6) و غدا السباق، و السبقة الجنة، و الغاية النار، فبالعفو تنجون، و بالرحمة تدخلون الجنة، و بالأعمال تقتسمون (7) المنازل.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، نا جعفر بن أحمد السّرّاج، قالا: أنا الحسن بن أبي بكر، أنا أبو جعفر عبد اللّه بن إسماعيل بن إبراهيم بن يزيد الهاشمي، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسن، حدّثني محمّد بن عبد الحميد الأسدي، حدّثني عيينة (8)-و قال ابن طاوس: عقبة (9)-بن إسحاق، عن عتبة بن عبد اللّه قال:

ص: 74


1- من طريقه الخبر في تهذيب الكمال 459/14.
2- زيادة عن تهذيب الكمال و المختصر.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 103/19.
4- تهذيب الكمال 459/14 و حلية الأولياء 246/4.
5- زيادة لازمة عن المصدرين السابقين.
6- المضمار: وقت الأيام التي تضمر فيها الخيل للسباق (تاج العروس).
7- الأصل: يقسمون، و المثبت عن م و تهذيب الكمال و الحلية.
8- كذا بالأصل و م.
9- كذا بالأصل و م.

قالوا لعون بن عبد اللّه: ما أنفع أيام المؤمن له ؟ قال: يوم يلقى ربه فيعلمه أنه عليه راض، قالوا: إنّما أردنا من أيام الدنيا؟[قال:] إن من أنفع أيامه له في الدنيا ما ظنّ أنه لا يدرك آخره.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الفضل بن الجرّاح، نا أبو جعفر أحمد بن عبد اللّه بن النيري البزّار، نا أبو سعيد - يعني الأشج - نا أبو خالد (1)،عن ابن عجلان [عن عون] (2) بن عبد اللّه قال:

ذاكر اللّه في الغافلين كالمقاتل عن الفارّين، و الغافل في الذاكرين كالفار عن المقاتلين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، حدّثنا يوسف بن عبد اللّه بن ماهان، نا عبيد اللّه بن موسى العبسي قال:

سمعت بعض أصحابنا يذكر عن عون بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود قال: الخير الذي لا شرّ فيه، الشكر مع العافية، و الصبر عند المصيبة، فكم من منعم عليه غير شاكر، و مبتلى غير صابر (3).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء.

قالا: أنا أبو القاسم الحرفي، أنا أحمد بن سلمان، نا عبيد اللّه بن أبي الدنيا، نا علي بن الجعد، و إبراهيم بن سعيد قالا: نا سفيان بن عيينة عن محمّد بن سوقة قال:

مررت مع عون بن عبد اللّه بالكوفة على قصر الحجاج، فقلت لو رأيت ما نزل بنا هاهنا زمن - و قال ابن طاوس: زمن (4)-الحجاج، فقال: مررت كأنك لم تدع إلى ضرّ مسّك.

ارجع فاحمد اللّه و اشكره، أ لم تسمع إلى قوله مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنٰا إِلىٰ ضُرٍّ مَسَّهُ (5).

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن جعفر الفقيه، أنا عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن عبد الوهّاب، و الحسن بن محمّد بن يوة،

ص: 75


1- تهذيب الكمال 459/14 و حلية الأولياء 241/4.
2- الزيادة عن تهذيب الكمال.
3- حلية الأولياء 254/4.
4- كذا بالأصل و م:«زمن» في الروايتين. و لعل في إحدى الروايتين: أيام الحجاج.
5- سورة يونس، الآية:12.

و عبيد اللّه بن عمر بن جعفر الحبار (1) المديني قالوا: أنا أحمد بن محمّد بن عمر بن أبان، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد القرشي، حدّثني محمّد بن الحسين، نا عباس (2) بن عاصم الكلبي، حدّثني سعيد بن صدقة الكيساني - و كان يقال إنه من الأبدال - قال (3):قال عون بن عبد اللّه:

فواتح التقوى حسن النية، و خواتمها التوفيق، و العبد فيما بين ذلك بين هلكات و شبهات و نفس تحطب على شلوها، و عدو يكيد غير غافل و لا عاجز، ثم قرأ إِنَّ الشَّيْطٰانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا (4).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا محمود بن عمر بن جعفر، أنا علي بن الفرج بن علي بن أبي روح، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا الحميدي، عن سفيان قال:

ذكر لنا عن عون بن عبد اللّه أنه كان يقول: إنّ من أعظم الخير أن ترى ما أوتيت من الإسلام عظيما عند ما زوي عنك من الدنيا.

قال: و حدّثني محمّد بن الحسين، نا حسين بن محمّد، نا المسعودي، عن عون بن عبد اللّه قال (5):

قرأ رجل عنده هذه الآية وَ مَنْ يَتَّقِ اللّٰهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً، وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاٰ يَحْتَسِبُ (6) فقال عون: و اللّه إنه ليرزقنا من حيث لا نحتسب، و و اللّه ليجعل لنا المخرج، و ما بلغنا كلّ التقوى (7)،و أنا أرجو إن شاء اللّه أن يفعل بنا في الثالثة كما فعل بنا في اثنتين، وَ مَنْ يَتَّقِ اللّٰهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئٰاتِهِ ، وَ يُعْظِمْ لَهُ أَجْراً (8).

قال: و حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني الفيض بن الفضل البجلي، نا المسعودي، عن عون بن عبد اللّه قال:

ص: 76


1- كذا رسمها بالأصل، بدون إعجام، و في م:«الحبار».
2- كذا بالأصل و م، و في الحلية: عياش بن عاصم الكلبي.
3- الخبر من هذا الطريق في حلية الأولياء 250/4.
4- سورة فاطر، الآية:6.
5- الخبر باختلاف الرواية و زيادة في حلية الأولياء 248/4.
6- سورة الطلاق، من الآيتين 2 و 3.
7- في الحلية: و ما بلغنا من التقوى ما هو أهله، و إنه ليرزقنا و ما اتقيناه كما ينبغي، و إنه ليجعل لنا من أمرنا يسرا و ما اتقيناه.
8- سورة الطلاق، الآية:5.

الدنيا ممرّ و الآخرة مرجع، و القبر برزخ بينهما، فمن طلب الآخرة لم يفته رزقه، و من طلب الدنيا لم يعجز الملك عند انقضاء أيامه.

و كان يتقي و يقول: كلنا قد أيقن بالموت و هو مقصر عن نفسه، كأنه لا يخاف عليها الفوت.

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد بن عبد الواحد، و أبو [محمد] (1)عبد الكريم بن حمزة، قالا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعيد الصيرفي، نا أبو عبد اللّه محمّد (2) بن عبد اللّه الأصبهاني الصّفّار، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني شهاب بن عبّاد، نا سويد بن عمرو الكلبي، عن مسلمة بن جعفر، حدّثني أبو المحجل (3) الأسدي قال (4):قال عون بن عبد اللّه:

داووا الذنوب بالتوبة، و لربّ تائب دعته توبته إلى الجنة (5) حتى أوفدته عليها.

قال: و قال عون (6):

قلب المرء التائب بمنزلة الزجاجة يؤثر فيها جميع ما أصابها، فالموعظة إلى قلوبهم سريعة و هم إلى الرقة أقرب.

قال: و قال عون بن عبد اللّه:

جالسوا التوّابين، فإنّ رحمة اللّه إلى النادم أقرب (7).

قال (8):و حدّثني محمّد بن الحسين، نا بكر بن محمّد البصري، نا سالم بن نوح العطار، عن عمرو (9) بن موسى القرشي، عن عون بن عبد اللّه قال:

جرائم التوابين منصوبة بالندامة نصب أعينهم، لا يقرّ للتائب بالدنيا عين كلما ذكر ما اجترح على نفسه.

و كان يقول: التائب أسرع دمعة و أرق قلبا.

ص: 77


1- الزيادة عن م.
2- في م: ابن محمد.
3- في حلية الأولياء 250/4 أبو العجل الأسدي.
4- الخبر في حلية الأولياء 250/4.
5- بالأصل: إلى الحسنة، و المثبت عن م و الحلية.
6- حلية الأولياء 250/4.
7- حلية الأولياء 251/4 و فيها: إلى التوابين أقرب.
8- حلية الأولياء 251/4.
9- في الحلية: عمر بن موسى القرشي.

قال (1):و حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني عباس (2) بن عاصم الكلبي، نا مسلم (3)الأعور، عن عون بن عبد اللّه بن عتبة قال:

اهتمام العبد بذنبه داع إلى تركه، و ندمه عليه مفتاح لتوبته، و لا يزال العبد يغتم (4)بالذنب يصيبه، حتى يكون أنفع له من بعض حسناته.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا محمّد بن علي بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو محمّد، عن عبد القدّوس بن بكير بن خنيس، عن مسعر قال:

قال جليس لعون بن عبد اللّه: يا أبا عبد اللّه، لقد عجبت من رجلين فاشتد عجبي منهما، رجل ليله قائم و نهاره صائم، و يجتنب المحارم، و لا نلقاه أبدا إلاّ باكيا مغتمّا محزونا، و لرجل ليله نائم و نهاره لاعب، و يرتكب المحارم، و لا تلقاه أبدا إلاّ شرا بطرا مضحاكا، قال: لقد عجب من عجب يبكي هذا و يحزن لشدة عقله و حسن عمله، و يأنس هذا و ينظر و يضحك لقلّة عقله و ضعف عمله.

أنبأنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم الأصبهاني (5)،نا عمر (6) بن أحمد بن عثمان الواعظ ، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا محمّد بن حسان التيمي (7)،نا أبو المحيّاة عن معن قال:

كان عون بن عبد اللّه أحيانا يلبس الخز و أحيانا يلبس الصوف، و البت (8) و نحوه قال:

فقيل له في ذلك، قال: ألبس الخز لئلا يستحي ذو الهيئة أن يجلس إليّ ، و ألبس الصوف لئلا يهابني ضعفاء الناس أن يجلسوا إليّ .

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، نا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن حمّاد بن سفيان القرشي - بالكوفة - نا أحمد بن علي بن محمّد

ص: 78


1- الخبر في حلية الأولياء 251/4.
2- في الحلية: عياش بن عاصم الكلبي.
3- الحلية: سلمة الأعور.
4- كذا بالأصل و م و المختصر:«يغتم» و في الحلية: يهتم.
5- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 246/4.
6- كذا بالأصل و م، و في الحلية: عمرو.
7- كذا بالأصل، و اللفظة غير واضحة في م، و في الحلية: السمتي.
8- البت: كساء غليظ مربع (اللسان).

النحوي، نا حبيب بن نصر بن زياد، نا علي بن عمرو الأنصاري عن الأصمعي قال:

كان عون بن عبد اللّه بن عتبة يقول: إيّاك و مجالسة عدوك ما وجدت من ذلك بدا، فإنه يتحفظ عليك غيرتك و تماريك في صوابك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا حجّاج بن محمّد، نا المسعودي، عن عون بن عبد اللّه أنه كان يقول (1):

يا بنيّ كن ممن نأيه عمن نأى عنه يقين و نزاهة، و دنوه مما دنا منه لين و رحمة، ليس نأيه بكبر و لا عظمة، و لا دنوه بخدع (2) و لا خلابة، يقتدي بمن قبله، و هو إمام لمن بعده، و لا يعجل فيما رابه، و يعفو إذا تبين له، يغمض في الذي له، و يزيد في الحق الذي عليه، لا يقرب (3) حمله و لا يحضر جهله، الخير منه مأمول و الشر منه مأمون (4)،إن زكى خاف (5) ما يقولون، و استغفر لما لا يعلمون، لا يغره ثناء من جهله، و لا ينسى إحصاء ما قد علمه (6)، يقول: ربي أعلم [بي] (7) من نفسي و أنا أعلم بي من غيري، فهو يستبطئ نفسه في العمل، و يأتي ما أتى من الأعمال الصالحة على وجل، إن عصته نفسه فيما كرهت لم يطعها فيما أحبت، يبيت و هو يذكر و يصبح و همّته أن يشكر، يبيت حذرا و يصبح فرحا، حذر الماء حذر من الغفلة، و فرحا لما أصاب من الفضل و الرحمة، لا يحدث أمانته إلاّ صدقا و لا تكتم شهادته إلاّ عدا و لا يعمل شيئا من الخير رياء، و لا يدع شيئا من حياء، إن كان في الذاكرين لم يكتب من الغافلين، و إن كان في الغافلين كتب من الذاكرين، لأنه يذكر حين لا يذكرون و لا يغفل حين يذكرون، زهادته فيما ينفد، و رغبته فيما يخلد، و يصمت ليسلم، و يخلو ليغنم، و ينطق ليفهم، و يخالط ليسلم، لا ينصت للخير [حين ينصت] (8) و هو يسهو، و لا يستمع له و هو يلغو، مجالس الذكر مع الفقر أحب إليه من مجالس اللغو (9) مع الأغنياء.

ص: 79


1- الخبر ورد مطولا في حلية الأولياء 260/4 و ما بعدها.
2- الأصل و م:«يخدع» و المثبت عن الحلية.
3- كذا بالأصل و م: و في الحلية: و لا يعزب علمه.
4- الأصل و م: مأمول، و المثبت عن الحلية.
5- الأصل و م: خاب، و المثبت عن الحلية.
6- الأصل و م:«من عمله» و المثبت:«ما قد علمه» عن الحلية.
7- الزيادة عن م و الحلية.
8- الزيادة عن الحلية.
9- كذا بالأصل و م، و في الحلية: اللهو.

و لا تكن يا بني ممن يعجب باليقين من نفسه فيما ذهب، و ينسى اليقين فيما رجا و طلب، يقول فيما ذهب: لو قدر شيء كان، و يقول فيما بقي اتبع (1) أيها الإنسان، شاخصا غير مطمئن، لا يثق من الرزق بما قد يضمن، لا (2) تغلبه نفسه على ما يظن و لا يغلبها على ما يستيقن، يتمنى المغفرة و يعمل في المعصية، كأن في أوّل عمره في غفلة، و غرة، ثم أبقى و أقيل العثرة فإذا هو في آخره كسل و فترة، طال عليه الأمل فافتتن (3)،و طال عليه الأبد، فاغترّ، و اعتذر إليه فما عمر، و ليس فيما عمر بمعذر، عمر فيما يتذكر فيه من تذكر، فهو من الذنب و النعمة موقر، إن أعطي لم يشكر، و إن منع قال لم يقدر، أساء العبد و استكبر (4)،اللّه أحق أن يشكر، و هو أحق أن لا يعذر، يتكلف ما لم يؤمر، و يضع (5) ما هو أكبر، يسأل الكثير، و ينفق اليسير، أعطي ما يكفي، و منع ما يلهي، فليس يرى شيئا يغني إلاّ غناء يطغي، يعجز [عن شكر] (6) ما أعطي و يبتغي الزيادة فيما بقي، يستبطئ نفسه في شكر ما أوتي، و ينسى ما عليه من الشكر، فيما وفى، ينهى و لا ينتهي، و يأمر و لا يأتي، يهلك في بعضه، و لا يقصد في حبه، يغره من نفسه [حبه ما ليس عنده، و بغضه على ما] (7) عنده مثله يحب الصالحين و لا يعمل عملهم، و يبغض المسيئين و هو أحدهم، يرجو الأجر (8) في البغض على ظنه، و لا يخشى المقت في اليقين من نفسه، لا يقدر من الدنيا على ما يهوى، و لا يخيل من الآخرة على ما يبقى، إن عوفي حسب أنه قد تاب، و إن ابتلى عاد، إن عرضت له شهوة قال:

يكفيك العمل فواقع، و إن عرض له عمل كسل (9) و قال: يكفيك الورع، لا تذهب مخافته الكسل، و لا تبعثه رغبته على العمل: مرض و لا يخشى أن بمرض، ثم يؤجر، و هو يخشى أن يغرض ثم لا يسعى فيما زعم، أن ما تكفل له من الرزق يشغل مما فرغ له من العمل، يخشى الخلق في ربه، و لا يخشى الرب في خلقه، يعوذ باللّه من هو فوقه، و لا يريد أن يعيذ اللّه ممن تحته، يخشى الموت و لا يرجو الفوت، ثم يأمن ما يخشى و قد أيقن به و لا يأيس مما يرجوه، و قد أيس منه، يرجو أنفع علم لا يعمل به و يأمن ضر جهل قد أيقن به. يسخر بمن تحته من الخلق، و ينسى ما عليه فيه من الحق من أن يكون مثلهم، كأن النقص لم يصبه معهم

ص: 80


1- كذا بالأصل و م، و في الحلية: ابتغ.
2- الأصل و م:«له» و المثبت عن الحلية.
3- تقرأ بالأصل و م:«فقير» و المثبت عن الحلية.
4- كذا بالأصل و م، و في الحلية: و استأثر.
5- في الحلية: و يضيع ما هو أكثر.
6- الزيادة عن الحلية.
7- زيادة لإيضاح المعنى عن الحلية، و م.
8- كذا بالأصل و م، و في الحلية: الآخرة.
9- أقحم بعدها بالأصل و م:«فقير» و المثبت يوافق عبارة الحلية.

يخاف على غيره بأدنى من ذنبه، و يرجو لنفسه بأيسر من عمله، يبصر العورة من غيره، و يغفلها من نفسه، يلين ليحسب عنده أمانة فهو يرصدها الخيانة، يستعجل بالسيئة و هو في الحسنة [بطيء] (1)،خفف عليه الشعر، و ثقل عليه الذكر، فاللغو مع الأغنياء أحب إليه من الذكر مع الفقراء، تعجل النوم و يؤخر الصوم، فلا يبيت قائما و لا يصبح صائما، يصبح و همه التصبح من النوم و لم يسهر، و يمشي و همه العشاء و هو مفطر، إن صلى اعترض، و إن ركع ربض، و إن سجد نقر، و إن جلس شغر، و إن سأل ألحف، و إن سئل سوّف، و إن حدّث حلف، و إن حلف حنث، و إن وعظ كلح، و إن مدح فرح، طلبه شرّ، و تركه وزر، ليس له في نفسه عن عيب الناس شغل، و ليس لها في الإحسان فضل - يميل لها و يحب لها، منهم العدل، يرى له في العدل سعة، و يرى عليه فيه منغصة، أهل الخيانة له بطانة، و أهل الأمانة له عداوة، ثم يعجب من أن يفشو سره، و لا يشعر من أين حاضرة، إن سلم لم يسمع، و إن أسمع لم يرجع، ينظر نظر الحسود، و يعرض إعراض الحقود، يسخر بالمقتر، و يأكل المدبر، و يرضى الشاهد و يسخط الغائب بما لا يعلم فيه، من اشتهى زكّي و من كره... (2)

جريء على الخيانة و بريء من الأمانة، من أحب كذب (3)،و من أبغض خلب، يضحك من غير عجب، و يمشي إلى غير أرب. لا يرجو (4) منه من جانب، و لا يسلم منه من صاحب، إن حدثته ملك، و إن حدثته غمك، و إن سؤته (5) سرك، و إن سررته ضرك، و إن فارقك أكلك، و إن باطنته فجعك، و إن باعدته (6) بهتك، و إن وافقته حسدك، و إن خالفته مقتك، يحسد أن يفضل، و يزهد أن يفضل، يحسد من فضله، و يزهد أن يعمل عمله، و يعجز عن مكافأة من يحسن إليه، و يفرط فيمن بغى عليه، له الفضل في السر، و عليه الفضل في الأجر، فيصبح صاحبه في أجر و يصبح منه في وزر، إن فيض في الخير كرم يعني سكت و ضعف و استسلم و قال: الصمت حكم، و هذا ما ليس له به علم، و إن أفيض في الشر قال: يحسب بك غي، فتكلم، يجمع بين الأروى و النعام، و بين الخال و العم و الأم. ما لا يتلاءم له، لا ينصت فيسلم، و لا يتكلم بما يعلم، يخاف زعم أن يتهم و بهته إن أتكلم، يغلب لسانه قلبه، و لا بضبط قلبه قوله، يتعلم للمراء و يتفقه الرياء، و يكن الكبرياء فيظهر منه ما أخفى، و لا يخفى

ص: 81


1- زيادة عن حلية الأولياء.
2- كلمة غير واضحة بالأصل و م.
3- الأصل و م: كرب، و المثبت عن حلية الأولياء.
4- كذا بالأصل و م، و في الحلية: ينجو.
5- الأصل و م: شربه، و المثبت عن الحلية.
6- في الحلية: تابعته.

منه ما أبدى، يبادر ما يفنى، و يؤاكل ما يبقى، يبادر الدنيا، و يؤاكل التقوى.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه (1)،نا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن الحسين، نا أحمد بن إبراهيم الدّورقي، حدّثني يحيى بن معين، نا الحجّاج بن محمّد، أنا عبد الرّحمن المسعودي، عن عون بن عبد اللّه أنه كان يقول في بكائه و ذكر خطيئته:

ويحي بأي شيء لم أعص ربي، ويحي إنّما عصيته بنعمته عندي، ويحي من خطيئة ذهبت شهوتها و بقيت تبعتها عند ربي (2) في كتاب كتبه كتّاب لم يغيبوا عني، وا سوأتاه لم أستحيهم و لم أرقب (3) ربي، ويحي نسيت ما لم ينسوا مني، ويحي غفلت و لم يغفلوا عني، وا سوأتاه لم أستحيهم و لم أرقب (4)،ويحي حفظوا ما ضيعت مني، طاوعت نفسي و هي لا تطاوعني، ويحي طاوعتها فيما يضرها و يضرني، ويحها لا تطاوعني فيما ينفعها و ينفعني، أريد صلاحها و تريد أن تفسدني، ويحها إنّي لأنصفها و ما تنصفني، أدعوها لأرشدها و تدعوني لتغويني، ويحها إنّها لعدو لو أنزلتها تلك المنزلة مني، ويحها تريد اليوم [أن] (5) ترديني و غدا تخاصمني.

ربّ لا تسلطها على ذلك مني، ربّ إنّ نفسي لم ترحمني فارحمني، ربّ إنّي لأعذرها فلا عذرتني، إنه إن يك (6) خيرا أخذلها و تخذلني، و إن يك شرا أحبها و تحبّني، ربّ فعافني و عافها مني، حتى لا أظلمها و لا تظلمني، و أصلحني و أصلحها لي، فلا أهلكها و لا تهلكني، و لا تكلني إليها و لا تكلها إليّ .

ويحي كيف أفرّ من الموت و قد وكل بي، ويحي كيف أنساه (7) و لا ينساني، ويحي إنّه يقصّ أثري، فإن فررت لقيني، و إن أقمت أدركني، ويحي هل عسى أن يكون قد أظلني فمساني ؟ أو صبّحني أو طرقني فبغتني.

ويحي أزعم أن خطيئتي قد أقرحت قلبي، كيف و لا يجافي جنبي، و لا تدمع عيني و لا يسهر ليلي. ويحي كيف أنام على مثلها ليلي، ويحي هل ينام على مثلها مثلي، ويحي لقد

ص: 82


1- الخبر رواه مطولا أبو نعيم في حلية الأولياء 255/4 و ما بعدها.
2- في الحلية: عندي.
3- كذا بالأصل و م، و في الحلية: أراقب.
4- كذا بالأصل و م، و في الحلية: أراقب.
5- زيادة عن الحلية.
6- الأصل و م: يكون، و المثبت عن الحلية.
7- الأصل:«إنسان» تصحيف، و المثبت عن م و الحلية.

خشيت أن لا يكون هذا الصدق مني ؟ بل ويلي إن لم يرحمني ربي، ويحي كيف توهن (1)قوتي و لا تعطش هامتي ؟ بل ويلي إن لم ترحمني ربّي، كيف لا أنشط (2) فيما يطفئها عني ؟ بل ويحي إن لم ترحمني ربّي.

ويحي كيف لا تذهب خطيئتي كسلي، و لا يبعثها لما يذهبها عني، بل ويلي إن لم يرحمني ربي، ويحي كيف لا تنكأ قرحتي ما تكسب يدي ويح نفسي بل ويلي، إن لم يرحمني ربّي، ويلي لا تنهاني الأولى من خطيئتي عن الآخرة، و لا تذكرني الآخرة من خطيئتي شر (3) ما ركبت من الأولى، فويلي ثم ويلي، إن لم يتم عفو ربي، ويحي لقد كان لي فيما استوعبت من لساني و سمعي [و قلبي] (4) و بصري اشتغال، فويل لي إن لم يرحمني ربي، ويحي إن حجبت (5) يوم القيامة عن ربي، فلم يزكني و لم ينظر إليّ ، و لم يكلمني، و أعوذ بنور وجه ربي من خطيئتي، و أعوذ به أن أعطى كتابي بشمالي، أو وراء ظهري، فيسودّ به وجهي، و تزرق (6) به مع العمى عيني، بل ويل لي إن لم يرحمني ربي، ويحي بأي شيء استقبل ربي بلساني ؟ أم بيدي ؟ أم بسمعي ؟ أم بقلبي ؟ أم ببصري ؟ ففي كلّ هذا له الحجة و الطلبة عندي، فويل لي إن لم يرحمني ربي، كيف لا يشغلني ذكر خطيئتي عما لا يعنيني ؟ ويحك يا نفس ما لك لا تنسين ما لا ينسى ؟ و قد أتيت ما لا يؤتى، و كل ذلك عند ربك محصى في كتاب لا يبيد و لا يبلى، ويحك لا تخافين أن تجزي فيمن يجزى يوم تجزى كلّ نفس بما تسعى، و قد آثرت ما يفنى على ما يبقى.

و يا نفس ويحك أ لا تستفيقين مما أنت فيه ؟ إن شفيت (7) تندمين، و إن صححت تأثمين، ما لك إن افتقرت تحزنين، و إن استغنيت تفتنين، ما لك إن نشطت تزهدين و إن رغبت (8) تكسلين؛ أراك ترغبين (9) قبل أن تنصبي، فلم لا تنصبين فيما ترغبين ؟ يا نفس ويحك لم تخالفين ؟ تقولين في الدنيا قول الزاهدين و تعملين عمل الراغبين.

ويحك لم تكرهين الموت ؟ ثم لا تذعنين و تحبين الحياة، لم لا تصنعين.

يا نفس ويحك أ ترضين (10) أن يرضى و لا تراضين، و تجانبين و تعصبين ما لك إن سألت

ص: 83


1- في الحلية: كيف لا توهن قوتي.
2- كذا بالأصل و م:«أشط » و المثبت عن حلية الأولياء.
3- كذا بالأصل و م، و في الحلية: بسوء.
4- الزيادة عن الحلية.
5- الأصل:«حجبته» و المثبت عن م و الحلية.
6- تقرأ بالأصل و م: و يرزق، و التصويب عن الحلية.
7- كذا بالأصل و م:«شفيت» و في الحلية:«سقمت».
8- في الحلية:«دعيت» و هو أشبه.
9- الأصل و م:«تركتي» و المثبت عن الحلية.
10- الحلية: أ ترجين.

تكثرين و إن أنفقت تقترين، أ تريدين الحياة ؟ فلم تحذرين بتغير الزيادة، و لم تشكرين، تعظمين في الرغبة (1) حتى تسألين، و تقصرين في الرغبة حتى تعملين، تريدين الأجر (2) بغير عمل، و تؤخرين التوبة لطول الأمل.

لا تكوني كمن يقال هو في القول مذل، و يستصعب عليه الفعل، بعض بني آدم إن سقم ندم، و إن صح أمن، و إن افتقر حزن، و إن استغنى فتن، و إن نشط زهد، و إن رغب كسل، يرغب قبل أن ينصب، و لا ينصب فيما يرغب، يقول قول الزاهد، و لا يعمل عمل الراغب، يكره الموت لما لا يدع، و يحب الحياة لما لا يصنع. إن يسأل أكثر، و إن أنفق قتر، يرجو الحياة و لم يحذر، و يبغي الزيادة و لم يشكر، يبلغ في الرغبة حين يسأل، و يقصر في الرغبة حين يعمل، يرجو الأجر بغير عمل.

ويح لنا ما أغرّنا، ويح لنا ما أغفلنا، ويح لنا ما أجهلنا، ويح لنا لأي شيء خلقنا؟ للجنة أم للنار؟ ويح لنا أي خطر خطرنا، ويح لنا من أعمال قد أخطرتنا، ويح لنا ما يراد بنا، ويح لنا كأنما نعي غيرنا، ويح لنا إن ختم على أفواهنا، و تكلمت أيدينا، و شهدت أرجلنا، ويح لنا حين تفتش سرائرنا، ويح لنا حين تشهد أجسادنا، ويح لنا مما قصّرنا، لا براءة لنا، و لا عذر عندنا، ويح لنا ما أطول أملنا، ويح لنا حيث نمضي إلى خالقنا، ويح لنا و لنا الويل الطويل إن لم يرحمنا ربنا، فارحمنا ربنا.

رب ما أحلمك (3)،و أمجدك، و أجودك، و أرأفك، و أرحمك، و أعلاك، و أقربك، و أقدرك، و أقهرك، و أوسعك، و أفضلك (4)،و أبينك، و أنورك، و ألطفك، و أخبرك، و أعلمك، و أشكرك، و أحلمك، و أحكمك، و أعطفك و أكرمك.

رب ما أرفع حجتك، و أكبر (5) مدحتك، رب ما أبين كتابك، و أشد عقابك، رب ما أكرم مآبك، و أحسن ثوابك، رب ما أجزل عطاؤك (6) و أجل ثناؤك، رب ما أحسن بلاؤك و أسبغ نعماؤك (7)،رب ما أعلى مكانك و أعزّ سلطانك، رب ما أمتن كيدك و أغلب مكرك،

ص: 84


1- كذا بالأصل و م، و في حلية الأولياء: الرهبة.
2- كذا بالأصل و م، و في الحلية: الآخرة.
3- كذا بالأصل و م، و في الحلية: ما أحكمك.
4- كذا بالأصل و م، و في الحلية: و أقضاك.
5- كذا بالأصل و م، و في الحلية: ما أكثر مدحتك.
6- الأصل:«عطاك» و في م:«عطايك» و المثبت عن الحلية.
7- الأصل و م و الحلية:«ثناءك... بلاءك... نعماءك».

ربّ ما أعز ملكك و أتمّ أمرك، ربّ ما أعظم عرشك، و أشد بطشك، رب ما أوسع كرسيك، و أهدى مهديك، رب ما أوسع رحمتك، و أعرض جنتك، رب ما أعزّ نصرك و أقرب فتحك، رب ما أعمر بلادك و أكثر عبادك، ربّ ما أوسع رزقك و أزيد شكرك، ربّ ما أسرع فرجك، و أحكم صنعك، ربّ ما ألطف خيرك و أقوى أمرك، رب ما أنور عفوك، و أجلّ ذكرك، ربّ ما أعدل حكمك، و أصدق قولك، ربّ ما أوفى (1) عهدك و أنجز وعدك، ربّ ما أحضر نفعك و أتقن صنعك.

ويحي! كيف أغفل و لا يغفل عني، أم كيف تهنئني معيشتي و اليوم الثقيل ورائي ؟ أم كيف لا يطول حزني و لا أدري ما يفعل بي ربّي ؟ أم كيف تهنئني الحياة و لا أدري ما أجلي ؟ أم كيف يشتد حبي لدار ليست بداري ؟ أم كيف أجمع لها و في غيرها قراري ؟ أم كيف تعظم فيها رغبتي، و القليل فيها ما يكفيني، أم كيف آمن و لا يدوم فيها حال ؟ أم كيف يشتد عليها حرصي و لا ينفعني ما تركت فيها بعدي ؟ أم كيف أؤثرها و قد أضرّت بمن آثرها قبلي ؟ أم كيف لا أبادر بعملي قبل أن يغلق باب توبتي ؟ أم كيف يشتد إعجابي بما يزايلني و ينقطع عني ؟ أم كيف أغفل عن أمر حسابي و أظلني و اقترب مني ؟ أم كيف أجعل شغلي فيما قد تكفل به لي ؟ أم كيف أعاود ذنوبي و أنا معروض على عملي ؟ أم كيف لا أعمل بطاعة ربي و فيها النجاة مما أحذر على نفسي ؟ أم كيف لا يكثر بكائي و لا أدري ما يراد بي ؟ أم كيف تقرّ عيني مع ذكر ما سلف مني ؟ أم كيف أعرض (2) نفسي لما لا تقوى (3) له قواي ؟ أم كيف لا يشتد هولي مما يشتد منه جزعي، أم كيف تطيب نفسي مع ذكر ما هو أمامي ؟ أم كيف يطول أملي و الموت في أثري ؟ أم كيف لا أراقب ربي و قد أحسن طلبي ؟ ويحي فهل ضرّت غفلتي أحدا سواي، أم هل يعمل لي غيري إن ضيعت حظي ؟ أم هل يكون عملي إلاّ لنفسي ؟ فلم أدّخر عن نفسي ما يكون نفعه لي ؟ ويحي كأنه قد تصرّم أجلي ثم أعاد ربي خلقي كما بدأني، ثم واقفني (4) و سألني فسأل عني و هو أعلم بي، ثم أشهدت الأمر الذي أذهلني عن أحبائي و أهلي، و شغلت بنفسي عن غيري، و بدلت السموات و الأرض و كانتا تطيعان و كنت أعصى، و سارت الجبال و ليس لها

ص: 85


1- الأصل: و في، و المثبت عن م و الحلية.
2- الأصل: اعترض، و المثبت عن م و الحلية.
3- كذا الأصل و م:«لا تقوى له قواي» و في الحلية:«لا يقوى له هوائي».
4- كذا بالأصل و م، و في حلية الأولياء: أوقفني.

مثل خطيئتي، و جمع الشمس و القمر و ليس عليهما مثل حسابي، و انكدرت النجوم و ليست تطلب بما عندي، و حشرت الوحوش (1) و لم تعمل بمثل عملي، و شاب الوليد و هو أقلّ ذنبا منّي.

ويحي ما أشد حالي، و أعظم خطري، فاغفر لي، و اجعل طاعتك همتي، و قوّ عليها جسدي و شحّ نفسي عن الدنيا و أشغلني في ما ينفعني، و بارك لي في قواها حتى تنقضي مني حالي، و امنن عليّ ، و ارحمني حين تعيد بعد الفناء (2) خلقي، و من سوء الحساب فعافني يوم تبعثني فتحاسبني و لا تعرض (3) عني يوم تعرضني بما أسلف من ظلمي و جرمي، و آمني يوم الفزع الأكبر، يوم لا تهمني إلاّ نفسي، رب و ارزقني نفع عملي يوم لا ينفعني عمل غيري.

إلهي أنت الذي خلقتني و في الرحم صوّرتني، و من أصلاب المشركين نقلتني، قرنا فقرنا حتى أخرجتني في الأمة المرحومة، إلهي فارحمني، إلهي فكما مننت عليّ بالإسلام فامنن عليّ بطاعتك، و بترك معاصيك أبدا ما أبقيتني، و لا تفضحني بسرائري، و لا تخذلني بكثرة فضائحي.

سبحانك خالقي أنا الذي لم أزل عاصيا، فمن أجل خطيئتي لا تقرّ عيني، و هلكت إن لم تعف عني، سبحانك خالقي بأي وجه ألقاك ؟ و بأي قدم أقف بين يديك ؟ و بأيّ لسان أناطقك ؟ و بأي عين انظر إليك ؟ و أنت قد علمت سرائري (4)،أم كيف أعتذر إليك إذا ختمت على لساني ؟ و نطقت جوارحي بكلّ الذي قد كان مني.

سبحانك خالقي و أنا تائب إليك متبصبص، فاقبل توبتي و استجب دعائي، و ارحم شبابي (5)،و أقلني عثرتي، و ارحم طول عبرتي و لا تفضحني بالذي قد كان مني.

سبحانك خالقي، أنت غياث المستغيثين، و قرة أعين العابدين، و حبيب قلوب الزاهدين، فإليك مستغاثي، و منقطعي، فارحم شبابي، و اقبل توبتي و استجب دعائي، و لا تخذلني بالمعاصي التي كانت مني إليك؛ علمتني كتابك الذي أنزلته على محمّد صلى اللّه عليه و سلم ثم وقعت على معاصيك و أنت تراني، فمن أشقى مني إذ عصيتك و أنت تراني ؟ و في كتابك

ص: 86


1- الأصل و م: النجوم، و المثبت عن حلية الأولياء.
2- في حلية الأولياء: بعد اللقاء خلقي.
3- بالأصل:«و لا لحمني تغمص عني» و التصويب عن م و الحلية.
4- كذا بالأصل و م، و في الحلية: سرائر أمري.
5- الأصل:«سيأتي» و بدون إعجام في م، و المثبت عن الحلية.

المنزل و قد نهيتني، إلهي أنا إذا ذكرت ذنوبي و معاصيّ لم تقرّ عيني للذي كان مني، فأنا تائب إليك، فاقبل ذلك مني، و لا تجعلني لنار جهنم وقودا بعد توحيدي، و إيماني بك.

و اغفر لي و لوالدي و لجميع المسلمين برحمتك آمين يا رب العالمين.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك (1)،أنا بقية بن الوليد، أنا أبو سلمة الحمصي، حدّثني يحيى بن جابر قال:

قدم علينا عون بن عبد اللّه فقعد إلينا في المسجد فوعظنا بموعظة لم يسمع بمثلها ثم قال: أين مسجدكم الذي كان يصلي فيه أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فذهبنا به إليه، فتوضأ و صلى فيه ركعتين، ثم قال: هل من الجند أحد مريض نعوده ؟ فقلنا: نعم، فأتينا يزيد بن ميسرة، فلما قعدنا و عظنا موعظة أنسانا التي قبلها، فاستوى يزيد بن ميسرة و هو مريض، فقال: بخ بخ، لقد استعرضت بحرا عريضا، و استخرجت منه نهرا عريضا،- أو قال عظيما - و نصبت عليه شجرا كبيرا (2)،فإن كان شجرك شجرا مثمرا أكلت و أطعمت، و إن كان شجرك غير مثمر فإن في أصل كلّ شجرة فأسا - قال: يقول ابن ميسرة لعون: ثم ما ذا؟- قال عون: ثم يقطع، قال ابن ميسرة: ثم ما ذا؟ قال عون: ثم توقد بالنار، فسكت ابن ميسرة.

قال بقية: فسمعت عتبة بن أبي (3) حكيم يقول: قال عون: و لقيته بواسط ما وقعت من قلبي موعظة قط كموعظة يزيد بن ميسرة.

قال (4):و أنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثناه محمّد بن عمرو بن حيّان الكلبي الحمصي، نا بقية بن الوليد، نا أبو سلمة سليمان بن سليم، حدّثني يحيى بن جابر الطائي، قال:

قدم علينا عون بن عبد اللّه، فدخل المسجد فوعظنا بموعظة لم نسمع بمثلها، فقال:

هل فيكم أحد مريض نعوده ؟ قال: قلنا: يزيد بن ميسرة، قال: فقمنا معه إلى مسجد أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم الذي كان يصلون فيه، فدخله، فركع ركعتين، ثم مضينا حتى دخلنا معه على

ص: 87


1- رواه ابن المبارك في كتاب الزهد و الرقائق ص 505-506 رقم 1443 و حلية الأولياء 252/4.
2- كذا بالأصل و م، و في الزهد: شجرا كثيرا.
3- في الزهد: عتبة بن حكيم.
4- القائل: أبو عمر بن حيوية، و الخبر رواه ابن المبارك في كتاب الزهد لابن المبارك ص 506 رقم 1444.

يزيد بن ميسرة و هو مضطجع على فراشه، فوعظنا [عون موعظة] (1) أنسانا التي كانت في المسجد، فاستوى يزيد بن ميسرة و هو مضطجع على فراشه، فوعظنا أنسانا التي كانت في المسجد، فاستوى يزيد بن ميسرة جالسا فقال: بخ بخ، استعرضت بحرا عظيما.

فاستخرجت منه نهرا عظيما، و نصبت عليه شجرا كبيرا (2)،فإن يك شجرك شجرا مثمرا أكلت و أطعمت، و إن يك شجرك غير مثمر فإنّ من وراء أصل كلّ شجرة فأسا، ثم قال يزيد لعون:

ثم ما ذا؟ قال عون: ثم يقطع، قال: ثم ما ذا؟ ثم توضع في النار، قال: هو ذاك (3).

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (4)،أنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو القاسم الصيدلاني، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا ابن الجوزجاني، نا يزيد بن هارون، عن المسعودي، عن عون بن عبد اللّه قال:

ما أحسب أحدا يفرغ لعيب الناس إلاّ من غفلة غفلها عن نفسه (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أنا الحسن بن الحسن بن المنذر، نا الحسين بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا فضل بن إسحاق، نا أبو قتيبة، عن المسعودي (6)،عن عون بن عبد اللّه قال:

لا أحسب الرجل ينظر في عيوب الناس إلاّ من غفلة قد غفلها عن نفسه.

أخبرنا أبو القاسم الشّحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا أبو عثمان الخيّاط ، نا يعقوب بن شيبة، نا يزيد بن هارون، أنا المسعودي، عن عون بن عبد اللّه قال:

إذا رأى أحدكم على نفسه فلا يقولن: ما فيّ خير فإنّ فيه التوحيد، و لكن ليقل: قد خشيت أن يهلكني ما فيّ الشر، و ما أحسب أحدا يفرغ لعيب الناس إلاّ من غفلة غفلها عن نفسه، و لو اهتمّ بعيب نفسه ما تفرّغ لعيب أحد و لا لذمّه.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (7)،نا عبد اللّه بن جعفر - فيما قرئ عليه - نا

ص: 88


1- الزيادة عن كتاب الزهد و الرقائق.
2- كذا بالأصل و م، و في الزهد: كثيرا.
3- راجع حلية الأولياء لأبي نعيم 234/5.
4- الأصل و م: المزرقي، تصحيف، و الصواب بالفاء.
5- حلية الأولياء 249/4 من طريق أبي بكر بن مالك عن عبد اللّه بن أحمد.
6- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 459/14.
7- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 264/4 و تهذيب الكمال 459/14 و سير أعلام النبلاء 105/5.

أسيد بن عاصم، نا زيد بن عون، نا سعيد بن زربى، عن ثابت البناني قال:

كان لعون بن عبد اللّه جارية يقال لها بشرة، و كانت تقرأ القرآن بألحان. فقال يوما: يا بشرة اقرئي على إخواني، فكانت تقرأ بصوت رجيع حزين، فرأيتهم يلقون العمائم عن رءوسهم و يبكون، فقال لها يومئذ: يا بشرة قد أعطيك بك ألف دينار لحسن صوتك، اذهبي فلا يملكك عليّ أحد فأنت حرّة لوجه اللّه، قال ثابت: فهي عجوز بالكوفة، لو لا أن أشقّ عليها لبعثت إليها حتى تقدم علينا فتكون عندنا حتى تموت.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، حدّثني حنبل بن إسحاق، نا هارون بن معروف، نا جرير، عن مغيرة قال (1):

كان عون بن عبد اللّه يقصّ ، فإذا فرغ أمر جارية له تقص (2) و تطرّب، قال مغيرة:

فأرسلت إليها، أو أردت أن أرسل إليه: إنّك من أهل بيت صدق، و إنّ اللّه لم يبعث نبيّه صلى اللّه عليه و سلم بالحمق، و إنّ صنيعك (3) هذا صنيع أحمق.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنا يوسف بن الحسن بن محمّد قال:

أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ ، نا أبو علي الحسن بن محمّد بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: سمعت إبراهيم بن محمّد بن ميمون يقول: سمعت مطلب بن زياد يقول: سمعت ليث بن أبي سليم يقول لما مات عون بن عبد اللّه: تركت مجالسة الناس زمانا حزنا عليه.

5462 - عويج الطائي

5462 - عويج (4) الطائي

شاعر، شهد مرج راهط مع مروان بن الحكم، و قال في ذلك شعرا.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين الغسّاني، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، أنا أبو سليمان بن

ص: 89


1- الخبر في سير أعلام النبلاء 104/5-105 و تهذيب الكمال 460/14.
2- في سير أعلام النبلاء: تعظ و تطرّب. و في تهذيب الكمال كالأصل و م و التطريب في الصوت: مدّه و تحسينه.
3- في سير أعلام النبلاء: و صنيعك هذا حمق.
4- الأصل و م بياض: و المثبت عن تاريخ الطبري.

زبر الرّبعي، أنا عبد اللّه بن أحمد الفرغاني، أنا أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري قال (1):

قال (2) أبو مخنف: و قال عويج الطائي يمدح كلبا و حميد بن بحدل:

و قد علم الأقوام وقع ابن بحدل *** و أخرى عليهم إن بقى (3) سيعيدها

يقودون أولاد الوجيه و لا حق *** من الرّيف شهرا ما يني من يقودها

فهذا بهذا ثم إنّي لنافض *** على الناس أقوالا (4) كبيرا حدودها

فلولا أمير المؤمنين لأصبحت *** قضاعة أربابا و قيسا عبيدها

5463 - عويف القوافي بن معاوية بن عقبة بن حصين

5463 - عويف القوافي بن معاوية بن عقبة (5) بن حصين

ابن حذيفة بن بدر بن عمر (6) بن حيوية (7) بن لوذان بن ثعلبة

ابن عدي بن فزارة بن ذيبان بن بغيض بن ريث

ابن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان الفزاري الكوفي (8)

شاعر مقلّ .

ذكر محمّد بن حبيب: أنه إنّما قيل لعويف عويف القوافي لعدله، و قد كان بعض الشعراء عيّره بأنه لا يجيد الشعر فقال أبياتا منها (9):

سأكذب من قد كان يزعم أنّني *** إذا قلت شعرا لا أجيد القوافيا

أخبرنا أبو محمّد هبة (10) اللّه بن أحمد المزكي - شفاها-.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن علي بن عبد الصمد الكلاعي اللّبّاد، أنا تمّام بن محمّد، أخبرني أبي أبو الحسين، أخبرني أبو الميمون أحمد بن محمّد بن بشر القرشي بدمشق،

ص: 90


1- الخبر و الأبيات في تاريخ الطبري 544/5 حوادث سنة 64.
2- الأصل: تلك، و المثبت عن م.
3- الأصل و م:«أن يفى سعيدها» و المثبت عن الطبري.
4- في تاريخ الطبري: أقواما كثيرا حدودها.
5- كذا بالأصل و م، و في معجم الشعراء: عتيبة.
6- في معجم الشعراء و ابن حزم: عمرو.
7- في جمهرة ابن حزم ص 256 و معجم الشعراء: جويّة.
8- انظر أخباره في جمهرة ابن حزم ص 256 و معجم الشعراء ص 277 و خزانة الأدب للبغدادي 384/6 و الاعلام للزركلي 97/5 و الأغاني 184/19.
9- البيت في الأغاني 188/19 و خزانة الأدب 384/6.
10- بالأصل و م:«بن» قارن مع مشيخة ابن عساكر 235/أ.

أخبرني أبي، نا أبو الحكم - يعني الهيثم بن مروان العنسي - حدّثني محمّد بن إدريس الشافعي قال:

بلغني أن عمر بن عبد العزيز حين بويع خطب فقال في خطبة: و لست ضاربا بعضكم ببعض، هاب الناس كلامه، فدخل عليه عويف القوافي فأنشده (1):

راح سحاب فرأينا برقه *** ثم تدانى فسمعنا صعقه

و راحت الريح تزجّي ورقه (2) *** و أدمه ثم يسوي بلقه

و عترته تلجه و ودقه *** و بردا مفترشا مدقه

ذاك سقى قبرا تولّى (3) عذقه *** فبر امرئ أوجب ربّي عتقه

و فكّ من نار الجحيم رقه *** قبر سليمان (4) الذي من عقه

أو كفر النعمى الذي قد نقه *** في المسلمين جلّه و دقّه

لما ابتلى اللّه بجهد صدقه *** و كادت النفس تدابي حنّقه

ألقى على خير قريش و سقه *** حتى بني آدم فاستحقه

يا عمر الخير الملقّى و فقه *** يحرك عذب الماء ما أعقه

و ربك المحروم من لم يسقه *** فاغتبق الملك و لا توقه

و انزل مناخ ملككم دمشقه *** سمّيت بالفاروق فافرق فرقه

و ارزق عيال المسلمين رزقه *** شهرا بشهر و أفقر برفقه

فقال عمر بن عبد العزيز: أما أنزل دمشق فلا، و أما أرزاق عيال المسلمين شهرا بشهر فنعم.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن مجاهد، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن عمر المعدل في كتابه، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني (5)-إجازة - نا أبو بكر بن دريد، أنا محمّد بن الحسين المؤدب، أخبرني عبد اللّه بن محمّد التوزي، قال:

ص: 91


1- الأبيات في الأغاني 209/19-210.
2- في الأغاني: بلقه و دهمه... و ورقه.
3- الأغاني: .... فروى ودقه قبر امرئ عظّم ربي حقه
4- عنى سليمان بن عبد الملك.
5- ليست الأبيات التالية في ترجمة عويف في معجم الشعراء المطبوع.

و أنشدني أبو عثمان بكر بن محمّد المازني لعويف القوافي من ولد حذيفة بن بدر يرثي سليمان بن عبد الملك:

لاح سحاب فرأينا برقه *** ثم تدانى فسمعنا صعقه

و راحت الريح تزجّي ورقه *** و دهمه ثم تسوي بلقه

و عترته تلجه و ودقه *** و بردا مفترشا مدقه

ذاك سقى قبرا فروّى عذقه *** قبر امرئ أوجب ربي عتقه

و فكّ من نار الجحيم رقّه *** قبر سليمان الذي من عقه

و كفر (1) الخير الذي قد بقّه *** في المسلمين جلّه و دقّه

و مدح فيها عمر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال:

و أما عويف بالواو و العين فهو: عويف القوافي الشاعر، هو عويف بن عقبة بن معاوية بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، سمي عويف القوافي بقوله:

سأكذب من قد كان يزعم أنّني *** إذا قلت قولا لا أجيد القوافيا

و قيل: هو عويف بن معاوية بن عقبة بن حصن بن حذيفة بن يزيد (2) بن عمر بن حيوية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (3):

و أما عويف بضم العين و بعدها واو مفتوحة فهو: عويف بن عقبة بن معاوية بن حصن، و قيل: عويف بن معاوية بن عتبة بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن جؤية (4) بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة، و هو عويف القوافي.

ص: 92


1- الأغاني: و جحد الخير.
2- كذا بهذه الرواية بالأصل و م:«يزيد بن عمر بن حيوية» و في الأغاني و معجم الشعراء: بدر بن عمرو بن جؤيّة.
3- الاكمال لابن ماكولا 174/6.
4- الأصل و م:«يزيد بن عمر بن حيوية» و المثبت عن الاكمال.

5464 - عويمر بن زيد بن قيس، و يقال: ابن عبد اللّه

5464 - عويمر (1) بن زيد (2) بن قيس، و يقال: ابن عبد اللّه

و يقال: عويمر بن ثعلبة بن عامر بن زيد بن قيس بن أمية

ابن مالك بن عامر بن عدي بن كعب بن الحارث بن الخزرج

أبو الدّرداء الخزرجي الأنصاري (3)

من أفاضل الصحابة.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.

روى عنه: أنس بن مالك، و فضالة بن عبيد، و أبو أمامة، و عبد اللّه بن عمرو، و عبد اللّه بن عباس، و أبو إدريس الخولاني، و جبير بن نفير الحضرمي، و ابنه بلال، و امرأته أم الدّرداء، و عطاء بن يسار، و علقمة بن قيس، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و زيد بن وهب، و سعيد بن المسيّب، و خالد بن معدان، و معدان بن أبي طلحة، و أسد بن وداعة، و سليم بن عامر، و طاوس، و عبد الرّحمن بن جبير، و عمرو بن الأسود، و يوسف بن عبد اللّه بن سلام، و عبد الرّحمن بن غنم، و شريح بن عبيد، و أبو الزاهرية حدير بن كريب، و أبو زياد (4) عبيد اللّه بن زيادة، و بشر الثعلبي (5)،و أبو عثمان يزيد بن مرثد الهمداني الصّنعاني، و ثميل (6) بن عبد اللّه الأشعري، و حبيب بن عبيد، و أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن حبيب السّلمي، و قبيصة بن ذؤيب الخزاعي.

و شهد اليرموك و كان قاصّ (7) أهله، و حضر حصار دمشق، ثم سكن حمص، ثم انتقله

ص: 93


1- اختلفوا في اسمه، فقيل عامر، و عويمر لقب،(الإصابة).
2- اختلفوا في اسم أبيه، على أقوال، راجع مصادر ترجمته.
3- ترجمته في أسد الغابة 18/4 و الاستيعاب 15/3 (هامش الإصابة) و الإصابة 45/3 و تهذيب الكمال 465/14 و تهذيب التهذيب 428/4 و تذكرة الحفاظ 24/1 الجرح و التعديل 26/7 و التاريخ الكبير 76/7 سير أعلام النبلاء 335/2 معرفة القراء الكبار 40/1 رقم 7 حلية الأولياء 208/1 و تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين ص 398) و انظر بهامشه أسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمت له.
4- الأصل و م، و في تهذيب الكمال: زيادة.
5- كذا رسمها بالأصل، و بدون إعجام في م، و في تهذيب الكمال: بشر التغلبي.
6- الأصل: ثميل، و في م: تميل، و المثبت بالنون عن تهذيب الكمال.
7- كذا رسمها بالأصل و م، و في المختصر: قاضي أهله.

عمر بن الخطّاب إلى دمشق و ولي بها القضاء، و كانت داره بدمشق بباب البريد، و هو الذي يعرف اليوم بدار العزّي (1).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو أحمد [محمد] (2) بن محمّد بن أحمد بن إسحاق الحافظ ، أنا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود الحرّاني (3)،أنا أبو محمّد مخلد بن مالك السّلمسيني، نا حفص بن ميسرة على زيد بن أسلم.

أن عبد الملك بن مروان بعث إلى أم الدّرداء فكانت عنده، فلمّا كانت ذات ليلة قام عبد الملك من الليل فدعا خادمه، و كأنّه أبطأ عنه فلعنه، فلما أصبح قالت له أم الدّرداء: قد سمعتك الليلة لعنت خادما، قال: إنّه قد أبطأ عني، قالت: سمعت أبا الدّرداء يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا يكون اللعّانون شفعاء، و لا شهداء يوم القيامة»[10152].

رواه مسلم (4) عن سويد بن سعيد بن حفص.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي (5)،نا هيثم - هو ابن خارجة - قال عبد اللّه:

و سمعته أنا من (6) هيثم، أنا أبو الربيع يعني سليمان بن عتبة الغسّاني، عن يونس - هو ابن ميسرة - عن أبي إدريس، عن أبي الدّرداء، قال:

قالوا: يا رسول اللّه أ رأيت ما تعمل أمر قد فرغ منه أم شيء نستأنفه ؟ فقال:«بل أمر قد فرغ منه»، قالوا: فكيف بالعمل يا رسول اللّه ؟ قال:«كلّ امرئ مهيّأ لما خلق له»[10153].

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن الدّينوري، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن كيسان، أنا القاضي أبو محمّد يوسف بن يعقوب، نا سليمان بن حرب، نا شعبة عن الحكم، عن أبي عمر قال:

ص: 94


1- رسمها بالأصل و م هنا: العزي، و في تاريخ الإسلام ص 399 (الخلفاء الراشدون): «الغزي» و مثله في سير الأعلام 336/2. راجع ما جاء بشأنها في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 363/2.
2- الزيادة عن م.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 510/14.
4- صحيح مسلم(45) كتاب البر و الصلة(24) باب، رقم 2598(2006/4).
5- رواه أحمد بن حنبل في المسند 417/10 رقم 27557 طبعة دار الفكر.
6- بالأصل و م:«بن» تصحيف، و التصويب عن المسند.

كان أبو الدّرداء إذا نزل به ضيف قال: أ مقيم فتسرح أم ظاعن فنعلف ؟ فإذا قال ظاعن قال: ما أجد لك شيئا خيرا مما قال لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قلنا: يا رسول اللّه ذهب الأغنياء بالصّدقة و الجهاد و نحو ذلك، قال:«أ لا أدلكم على ما إن أخذتم به جئتم بأفضل مما يجيء به أحد منهم، يسبّح ثلاثا و ثلاثين، و يحمد ثلاثا و ثلاثين، و يكبّر أربعا و ثلاثين في دبر كلّ صلاة»[10154].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن بن عبد السلام، قالا: أنا أبو محمّد، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن الحكم، عن أبي عمر الصيني، عن أبي الدّرداء.

أنه كان إذا نزل به الضيف قال: أ مقيم فنسرح أم ظاعن فنعلف ؟ فإن قال ظاعن قال: لا أجد لك شيئا (1) خيرا من شيء أمر به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، جاء ناس من الفقراء إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالوا: يا رسول اللّه ذهب الأغنياء بالأجر، يجاهدون و لا نجاهد، و يحجّون و يفعلون و لا نفعل، فقال:«أ لا أدلّكم على ما إذا أخذتم به أدركتم أو جئتم بأفضل مما يأتون (2) به ؟ تكبّرون اللّه أربعا و ثلاثين، و تسبّحون اللّه ثلاثا و ثلاثين، و تحمدون اللّه ثلاثا و ثلاثين في دبر كل صلاة»[10155].

رواه النّسائي عن بندار عن غندر عن شعبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عباس بن محمّد - يعني الدّوري - نا أبو بكر بن أبي الأسود، نا الحسن بن عثمان - و هو أبو حسان الزّيادي - أخبرني أبو سليمان محمّد بن سليمان بن بلال بن أبي الدّرداء قال: اسم أبي الدّرداء: عويمر بن زيد بن قيس.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني عبد الحميد بن بكّار البيروتي السّلمي، نا شعيب، نا سعيد بن عبد العزيز، عن مغيث بن سمي.

أن أبا الدّرداء عويمر بن زيد الأنصاري، و هو من بلحارث بن الخزرج مات بعد موت

ص: 95


1- الأصل و م: خير.
2- الأصل و م: يأتوا.

ابن مسعود في آخر خلافة عثمان، قبل أن يقتل بقليل.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمّي، عن أبيه، عن ابن (1) إسحاق قال:

أبو الدّرداء عويمر بن عامر.

و قال في موضع آخر: عن ابن إسحاق قال: اسم أبي الدّرداء: عويمر بن ثعلبة أخو الحارث بن الخزرج، مات قبل عثمان بثلاث سنين (2).

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العباس، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا أبو عبد اللّه البخاري، نا أحمد، نا عمرو قال:

سألت رجلا من ولد أبي الدّرداء فقال: اسمه عامر بن مالك، و عويمر لقبه، الأنصاري، نزل الشام (3).

و قال غيره: عويمر بن زيد بن بلحارث بن الخزرج، نسبه إبراهيم بن المنذر.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس قال:

و مات أبو الدّرداء بالشام سنة اثنتين (4) و ثلاثين، و اسمه عويمر تصغير عامر، و هو من بلحارث بن الخزرج.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: أنا محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن الهيثم قال: قال أبو نعيم:

أبو الدّرداء عويمر بن عامر، و قال في موضع آخر: أبو الدّرداء عويمر بن ثعلبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عمّي، حدّثنا سليمان بن أحمد قال: سمعت أبا مسهر يقول:

اسم أبي الدّرداء عويمر بن ثعلبة من بلحرث بن الخزرج (5).

ص: 96


1- الأصل:«أبي» و المثبت عن م.
2- سير أعلام النبلاء 337/2.
3- سير أعلام النبلاء 337/2.
4- الأصل و م: اثنين.
5- سير أعلام النبلاء 337/2.

قال: و أنا عبد اللّه قال: قال ابن عمر:

أبو الدّرداء اسمه عويمر بن زيد بن قيس من بني الحارث بن الخزرج.

قال عبد اللّه: و بلغني أن اسم أبي الدّرداء: عويمر بن عامر، و يقال: عمر بن عامر، و يقال: عامر، و عويمر لقب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي و أبو الفضل بن خيرون - قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط (1) قال:

أبو الدّرداء و اسمه عويمر بن عامر بن زيد بن قيس بن عائشة بن أمية بن مالك بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن حارثة أمه محبة بنت واقد بن عمرو (2) بن الأطنابة (3)من ساكني الشام، مات سنة إحدى أو اثنتين و ثلاثين.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، نا أبو الحسن (4)ابن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: اسم أبي الدّرداء عويمر بن مالك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار.

و أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

قالا: أنا أبو القاسم الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العباس بن محمّد الجوهري، أنا صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل قال: قال أبي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال.

ح و أخبرني أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه قال: أبو الدّرداء عويمر بن عامر.

ص: 97


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 165 رقم 597 و عنه في تهذيب الكمال 465/14.
2- الأصل و م: عمر، و المثبت عن طبقات خليفة و تهذيب الكمال.
3- في م:«الأطباء» تصحيف.
4- بالأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم، أنا ابن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان (1) بن أبي شيبة قال: سمعت عمّي أبا بكر.

و أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا عبيد بن عامر قال: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول: اسم أبي الدّرداء عويمر بن عامر.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا أبو بكر جدي، أنا أبو محمّد بن زبر، نا محمّد بن يونس بن موسى [نا] (2) الأصمعي، قال: اسم أبي الدّرداء عامر بن مالك، و كانوا يقولون له عويمر (3).

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمّد المرندي، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي بن عمّ روّاد بن الجرّاح، عن محمّد بن إسحاق، قال:

سمعت أبا عمر الضرير يقول:

أبو الدّرداء عويمر بن عامر - و يقال: ابن ثعلبة - أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول:

اسم أبي الدّرداء عويمر بن زيد بن قيس، و قد قيل ابن يزيد.

قال: و سمعت نوحا يقول في تسمية من روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم من الأنصار: أبو الدّرداء عويمر بن عامر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (4) قال:

أبو الدّرداء و اسمه عويمر بن عامر، أحد بني عامر بن الحارث بن الخزرج.

ص: 98


1- الأصل و م:«عن» تصحيف.
2- زيادة عن م.
3- تهذيب الكمال 465/14.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1) قال: في الطبقة الثانية.

أبو الدّرداء و اسمه عويمر بن زيد بن قيس بن عائشة بن أمية بن مالك بن عامر (2) بن عدي بن كعب بن الخزرج، و أمه محبة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة بن عامر بن زيد (3)مناة بن مالك بن ثعلبة بن كعب.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال:

و من بني الحارث بن الخزرج - يعني - ابن حارثة بن ثعلبة فيما حدّثنا ابن هشام.

قال ابن البرقي: يقال ثعلبة بن قيس بن حباسة بن أمية بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، توفي سنة اثنتين و ثلاثين، و يقال: سنة ثلاث أو أربع.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر بن سوار، قالا: أنا الحسين بن علي الطناجيري، قالا: أنا محمّد بن زيد الأنصاري، أنا محمّد بن محمّد (4) بن عقبة، نا هارون بن حاتم قال: أبو الدّرداء عويمر بن ثعلبة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (5):

عويمر بن زيد بن قيس بن أمية بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج بن بلحرث بن الخزرج، نسبه إبراهيم بن المنذر، و هو أبو الدّرداء، قال عمرو بن علي: سألت رجلا من ولده فقال: عامر بن مالك و عويمر لقب، الأنصاري، نزل الشام.

ص: 99


1- رواه من هذا الطريق ابن سعد في الطبقات الكبرى 391/7.
2- الأصل و م: عامرة، و المثبت عن ابن سعد.
3- بالأصل و م:«بن زيد بن مناة» و المثبت عن ابن سعد.
4- لفظتا:«بن محمد» ليستا في م.
5- التاريخ الكبير للبخاري 76/7.

أنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا:، أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1) قال:

عويمر أبو الدّرداء له صحبة، و هو عويمر بن قيس بن زيد بن قيس بن أمية بن عامر بن عدي بن كعب بن خزرج بن الحارث بن خزرج بن بلحارث بن الخزرج، و يقال:

اسمه عامر بن مالك، و عويمر لقبه (2)،نزل الشام، روى عنه أم الدّرداء امرأته، و أبو إدريس الخولاني، و عطاء بن يسار، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عنه فضالة بن عبيد، و أنس بن مالك، و أبو أمامة، و عبد اللّه بن عمرو (3)،و علقمة بن قيس، و زيد بن وهب، و سعيد بن المسيّب، و ابنه بلال، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و خالد بن معدان، و معدان بن أبي طلحة، و أسد بن وداعة، و سليم بن عامر، و طاوس، و عبد الرّحمن بن جبير، و عمرو (4) بن الأسود، و شريح بن عبيد، و أبو الزاهرية، و جبير بن نفير، و يزيد بن خمير (5)،و حبيب بن عبيد، و عبد الرّحمن بن غنم، و يوسف بن عبد اللّه بن سلاّم، و أبو عبد الرّحمن السّلمي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري (6)،أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال: أبو الدّرداء عويمر بن عامر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:

أبو الدّرداء عويمر بن عامر، صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و يقال: عويمر بن زيد.

ص: 100


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 26/7-27.
2- بالأصل و م:«عويمر بن أمية» و المثبت:«و عويمر لقبه» عن الجرح و التعديل.
3- الأصل و م:«عمر» و المثبت «عمرو» عن الجرح و التعديل.
4- الأصل و م: عمر، و التصويب عن الجرح و التعديل.
5- الأصل و م: حمير، و المثبت عن الجرح و التعديل، و قد صحف فيه اسم يزيد إلى «يريد».
6- الأصل و م: الطبراني، تصحيف.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني (1)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال: اسم أبي الدّرداء عويمر بن عامر.

قال: و نا أبو محمّد الكتاني (2)،نا أبو القاسم تمّام بن محمّد، أنا أبو عبد الله الكندي، نا أبو زرعة قال:

أبو الدّرداء عويمر بن زيد توفي بدمشق، حدّثني أبو مسهر عن سعيد: أنه توفي في آخر خلافة عثمان.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد - قراءة-.

قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: أبو الدّرداء عويمر بن عامر - زاد الكلابي: بن زيد - توفي بدمشق، قاله أبو سعيد.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو الدّرداء عويمر بن عامر الأنصاري.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو الفتح سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدّمي يقول: أبو الدّرداء الأنصاري عويمر بن عامر، و يقال: ابن مالك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الأنباري، أنا أبو القاسم، أنا أبو بكر، نا أبو بشر (3)،نا أحمد بن شعيب قال: اسم أبي الدّرداء الأنصاري عويمر بن عامر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال:

ص: 101


1- في م: الكناني، تصحيف.
2- في م: الكناني، تصحيف.
3- الكنى و الأسماء للدولابي 69/1.

أبو الدّرداء عويمر بن ثعلبة، و يقال: عويمر بن زيد، سكن الشام، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

نا (1) صالحا قال محمّد بن سعد: أبو الدرداء الأنصاري و اسمه عويمر بن زيد بن قيس بن أمية بن مالك بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، و أمه محبّة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة بن عامر بن زيد مناة (2) بن مالك بن ثعلبة بن كعب، فولد أبو الدّرداء بلالا، و أمّه أم محمّد بنت أبي حدرد من أسلم، و يزيدا، لا عقب له.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنا أبو القاسم بن الصواف، نا أبو بكر بن المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال (3):

أبو الدّرداء عويمر بن عامر الأنصاري، و يقال: عويمر بن ثعلبة بن قيس.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا مسدّد بن علي بن عبد اللّه الحمصي، أنا أبي، نا أبو القاسم عبد الصمد بن سعد القاضي قال في تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أبو الدّرداء عويمر، نزل حمص، و كان منزله على باب درب بريح بالقرب من مسجد الجامع، أمّره عمر بن الخطّاب بعد ذلك على قضاء دمشق، و الدليل على ذلك أن الربيع بن محمّد الكندي حدّثني قال: حدّثني يوسف بن شعيب، حدّثني سلمة بن كلثوم أن أبا الدّرداء ابتنى قسطر (4) فبلغ ذلك عمر بن الخطّاب و هو بالمدينة، فكتب إليه: يا عويمر ابن أم عويمر، أ ما كان لك في بنيان فارس و الروم ما يكفيك حتى تبني الساات (5) و إنما أنتم أصحاب محمّد قدوة، فكتب إليه عمر، فاخرج من حمص إلى دمشق أشخاصا فصحبه ثلاثة (6) نفر من يحصب و كان مجلسه في مجلس يحصب، أخبرني أحمد بن عمير، نا سميع عن دحيم أنه توفي بدمشق.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن [أبي] علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

ص: 102


1- كذا ورد السند بالأصل و م، و هو مضطرب و ثمة سقط فيه لم أهتد إلى إتمامه.
2- بالأصل و م: بن زيد بن مناة.
3- الكنى و الأسماء للدولابي 27/1.
4- كذا رسمها بالأصل، و بدون إعجام في م.
5- كذا رسمها بالأصل و م.
6- بالأصل و م: ثلاث.

أبو الدّرداء عويمر بن مالك، و يقال: ابن ثعلبة بن مالك، و يقال: عويمر بن عامر بن زيد بن قيس، و يقال: عويمر بن عبد اللّه بن زيد بن قيس بن عائشة بن أمية بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج، و يقال: عويمر بن زيد بن قيس بن أمية بن عامر بن عامر بن كعب بن الخزرج من بلحرث، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، نزل الشام.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:

عويمر بن عامر، و قيل. ابن قيس بن أمية بن عامر بن عدي بن الكعب بن الخزرج أبو الدّرداء الأنصاري، نسبه إبراهيم بن المنذر، و قال ابن أبي خيثمة عن أبيه و أحمد بن حنبل: هو عويمر بن عامر، و قال ابن أبي شيبة: هو عويمر بن قيس. قال إبراهيم بن المنذر: و لم يشهد بدرا و نزل الشام، و مات في خلافة عثمان.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

عويمر بن زيد بن قيس بن أمية بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج أبو الدّرداء الأنصاري من بلحارث بن الخزرج المديني، نزل الشام، نسبه إبراهيم بن المنذر، و قال عمرو بن علي: اسمه عويمر، ثم قال لعقبة: سألت رجلا من ولده فقال: اسمه عامر بن مالك، و عويمر تصغير عامر، و هو والد بلال بن أبي الدّرداء.

و قال الواقدي: اسمه عويمر بن عامر، و قال ابن نمير مثله، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه أبو إدريس الخولاني، و علقمة بن قيس، و أم الدّرداء في الصلاة، و تفسير الأعراف و الليل، مات قبل عثمان بن عفّان بدمشق بسنة كأنها سنة أربع و ثلاثين (1)،هكذا ذكره البخاري في الصغير.

و قال الذهلي: قال يحيى بن بكير: مات سنة ثنتين و ثلاثين، و قال الواقدي مثل عمرو، و قال ابن سعد: أنا الهيثم بن عدي، أخبرني ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان قال: توفي أبو الدّرداء بالشام سنة إحدى و ثلاثين، و قال ابن نمير: مات بالشام سنة ثنتين و ثلاثين.

ص: 103


1- راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 404/1-405.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ :

عويمر بن عامر أبو الدّرداء، و قيل عويمر بن ثعلبة بن عامر بن زيد بن قيس بن أمية بن مالك بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، و أمّه محبة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة بن عامر بن زيد مناة بن مالك بن ثعلبة بن كعب، و اختلف في اسم أبي الدّرداء فقيل: عويمر، و عميرة، و عمرو، و عامر، و قيل: عويمر لقب، و هو تصغير عامر، لقّب به نفسه كان أقنى أشهل (1)،يخضب بالصفرة، كان تاجرا قبل أن بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم زاول العبادة و التجارة، و آثر العبادة و ترك التجارة، كان فقيها، عالما عابدا، قارئا، أحد الأربعة الذين أوصى معاذ بن جبل أصحابه أن يأخذوا العلم عنهم، فاته بدر (2) ثم اجتهد في العبادة، و قال: إنّ أصحابي سبقوني، آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بينه و بين سلمان، توفي قبل عثمان سنة ثلاث - و قيل سنة اثنتين - و ثلاثين بدمشق، و له عقب، فاتت أم الدّرداء أم بلال بن أبي الدّرداء، و اسمها خيرة بنت أبي حدرد بن أسلم، حدّث عنه من الصحابة فضالة بن عبيد، و أنس بن مالك، و يوسف بن عبد اللّه بن سلاّم، و معاذ بن أنس الجهني، و أم الدّرداء. و من التابعين: ابنه بلال، و أبو إدريس الخولاني، و جبير بن نفير، و كثير بن قيس، و كثير بن مرّة الحضرمي، و معدان بن أبي طلحة، و عبد الرّحمن بن غنم، و أبو بحرية (3)،و أبو (4) مشجعة، و خالد بن معدان، و ضمرة، و من الكوفيين: علقمة، و سويد بن غفلة، و زيد بن وهب، و قيس بن أبي حازم، و عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و أبو عبد الرّحمن السّلمي، و من البصريين: خليد العصري، و حطّان الرقاشي، و مورّق العجلي، و من المدينيين: سعيد بن المسيّب، و أبو سلمة، و سلمان الأغرّ، و عطاء بن يسار، و من أهل مكة: عطاء بن أبي رباح، و عبيد بن عمير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا

ص: 104


1- أقنى الأنف: القنا في الأنف طوله ورقة أرنبته مع حدب في وسطه، و قيل: ارتفاع في أعلاه من غير قبح. و أشهل العين: الشهلة حمرة في سواد العين.
2- كذا رسمها بالأصل و م:«مانه بدر» و المثبت «فاته بدر» عن المختصر. قيل إن إسلامه تأخر، فقد أسلم يوم بدر، نقله الذهبي عن سعيد بن عبد العزيز (تاريخ الإسلام و سير أعلام النبلاء).
3- تقرأ بالأصل:«مخرمه» و اللفظة غير واضحة في م، و الصواب ما أثبت و هو أبو بحرية عبد اللّه بن قيس التراغمي كما في تهذيب الكمال.
4- الأصل و م: ابن، تصحيف و التصويب عن تهذيب الكمال.

عبد اللّه بن محمّد [نا] (1) أبو إبراهيم التّرجماني (2)،نا إسحاق أبو الحارث (3) قال: رأيت أبا الدّرداء أقنى، أشهل، يخضب بالصفرة.

أخبرنا محمّد بن الأكفاني، أنا محمّد بن الكتاني (4)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية أن أبا الدّرداء كان من آخر الأنصار إسلاما.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو صالح، حدّثني معاوية بن صالح، عن عبد الرّحمن بن جبير، قال:

كان أبو الدّرداء من آخر الأنصار إسلاما.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا محمّد بن عبد اللّه بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا بكر بن سهل، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية حدير بن كريب، عن جبير بن نفير، عن أبي الدّرداء قال: لا مدينة بعد عثمان و لا رجاء بعد معاوية، و قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه وعدني [إسلام] (6) أبي الدّرداء، فأسلم» (7)[10156].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي قال: ذكر أبو [بكر] (8)القفال الشاشي عن أبي بكر بن أبي داود، نا أحمد بن صالح، نا عبد اللّه بن وهب، أخبرني

ص: 105


1- زيادة عن م.
2- سير أعلام النبلاء 337/2 و المستدرك 337/3 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص 399) و أسد الغابة 20/4.
3- بالأصل و م:«نا أبو إسحاق، نا أبو الحارث» و التصويب عن سير أعلام النبلاء، و في المستدرك: أبو إسحاق الأجرب بدل: إسحاق أبو الحارث.
4- في م: الكناني، تصحيف.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 220/1 رقم 204 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص 400) من طريق أبي الزاهرية. و مثله في سير الأعلام 340/2.
6- الزيادة عن م.
7- سير أعلام النبلاء 341/2 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص 401).
8- سقطت من الأصل و م، و هو محمد بن علي بن إسماعيل، أبو بكر القفال الشاشي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 283/16.

معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن جبير بن نفير قال (1):

كان أبو الدّرداء يعبد صنما في الجاهلية، و أن عبد اللّه بن رواحة و محمّد بن مسلمة وصلا بيته فكسرا صنمه، فرجع أبو الدّرداء فجعل يجمع صنمه ذلك و يقول: ويحك هلاّ امتنعت أ لا دفعت عن نفسك، فقالت أم الدّرداء: لو كان ينفع أحدا، أو يدفع عن أحد دفع عن نفسه و نفعها.

فقال أبو الدّرداء: أعدّي لي في المغتسل ماء، فجعلت له ماء، فاغتسل، و أخذ حلّته فلبسها، ثم ذهب إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فنظر إليه ابن رواحة مقبلا، فقال: يا رسول اللّه هذا أبو الدّرداء، و ما أراه جاء إلاّ في طلبنا، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إنّما جاء ليسلم، فإنّ ربّي أوعدني (2)بأبي الدّرداء أن يسلم»[10157].

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (3):

قالوا: و كان أبو الدّرداء أهل آخر داره إسلاما، متعلقا بصنم له قد وضع عليه منديلا، فكان عبد اللّه بن رواحة يدعوه إلى الإسلام فيأبى ممسكا بذلك الصنم، فتحيّنه عبد اللّه بن رواحة و كان له أخا في الجاهلية و الإسلام، فلما رآه قد خرج من بيته خالف فدخل بيته، و أعجل امرأته و أنها لتمشط رأسها، فقال: أين أبو الدّرداء؟ قالت: خرج أخوك آنفا، فدخل إلى بيته الذي كان فيه ذلك الصنم و معه القدّوم قال: فانتزله و جعل يقلده قلدا قلدا و هو يرتجز و يقول:

تبرّأت من أسماء الشياطين كلها *** ألا كلما يدعى مع اللّه باطل

قال: ثم خرج و سمعت المرأة ضرب القدوم و هو يضرب ذلك الصنم، فقالت:

أهلكتني يا ابن رواحة، قال: فخرج على ذلك، فلم يكن شيء حتى أقبل أبو الدّرداء إلى منزله، فدخل فوجد المرأة قاعدة تبكي شفقا منه، فقال: ما شأنك ؟ فقالت: أخوك عبد اللّه بن رواحة دخل إليّ فصنع ما ترى، فغضب غضبا شديدا ثم فكّر في نفسه فقال: لو كان عنده خير لدفع عن نفسه، فانطلق حتى أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و معه ابن رواحة، فأسلم.

ص: 106


1- سير أعلام النبلاء 340/2 من طريق أبي الزاهرية.
2- كذا الأصل و م، و في سير الأعلام: وعدني.
3- سير أعلام النبلاء 341/2 و تهذيب الكمال 466/14.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، أخبرني أبو محمّد صاحب لي من بني تميم ثقة، قال: قال أبو مسهر (1):حدّثني سعيد بن عبد العزيز.

أن أبا الدّرداء أسلم يوم بدر، و شهد أحدا، فأبلى يومئذ، و فرض له عمر في أربعمائة (2)،ألحقه بالبدريين.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي (3)،أنا أبو حامد أحمد (4)ابن سهل بن إبراهيم بن سهل البغدادي، نا أبو قريش محمد بن جمعة قال: قال أبو الدّرداء:

كنت تاجرا في الجاهلية، قال: فلما جاء الإسلام جمعت التجارة و العبادة فلم يجتمعا، فتركت التجارة و لزمت العبادة.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا، أبو موسى.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني جدي قالا: نا أبو معاوية، نا الأعمش (5)،عن خيثمة، عن أبي الدّرداء قال:

كنت تاجرا قبل أن يبعث النبي صلى اللّه عليه و سلم، فلما بعث زاولت التجارة و العبادة فلم يجتمعا، فأخذت العبادة و تركت التجارة (6).

و اللفظ لحديث البغوي.

ص: 107


1- سير أعلام النبلاء 341/2 و تهذيب الكمال 466/14.
2- يعني في الشهر، كما في سير أعلام النبلاء.
3- في م: الخيزرودي، تصحيف.
4- لفظة «أحمد» سقطت من م.
5- من هذا الطريق رواه المزي في تهذيب الكمال 466/14 و سير أعلام النبلاء 337/2-338 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص 399).
6- عقب الذهبي في سير أعلام النبلاء على قول أبي الدرداء و اختياره قال: قلت: الأفضل جمع الأمرين مع الجهاد، و هذا الذي قاله، هو طريق جماعة من السلف و الصوفية، و لا ريب أن أمزجة الناس تختلف في ذلك فبعضهم يقوى على الجمع كالصديق و ابن عوف و بعضهم يعجز، و يقتصر على العبادة، و بعضهم يقوى في بدايته ثم يعجز، و بالعكس، و كلّ سائغ، و لكن لا بد من النهضة بحقوق الزوجة و العيال.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد، ثم حدّثني أبو المحاسن عبد الرزّاق بن محمّد بن أبي نصر عنه، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس بن الأصم، نا أحمد بن عبد الجبّار، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن خيثمة قال: قال أبو الدّرداء:

كنت تاجرا قبل أن يبعث محمّد صلى اللّه عليه و سلم، فزاولت التجارة و العبادة، فلم يجتمعا، فاخترت العبادة و تركت التجارة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سألت يحيى عن حديث خيثمة، عن أبي الدّرداء قال: كنت تاجرا قبل أن يبعث النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال: هذا مرسل.

و قد روي من وجه آخر منقطع.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أبو سعيد الأشج، نا المحاربي، عن العلاء بن المسيّب، عن عمرو بن مرّة، قال: قال أبو الدّرداء:

بعث النبي صلى اللّه عليه و سلم و أنا تاجر، فأردت أن يجتمع مع العبادة فلم يجتمعا، فرفضت التجارة و أقبلت على العبادة، و الذي نفسي أبي الدّرداء في يده ما أحبّ أنّ لي اليوم حانوتا على باب المسجد لا تخطئني فيه صلاة، أربح فيه كل يوم أربعين دينارا أتصدّق في سبيل اللّه، قيل له:

لم يا أبا الدّرداء؟ و ما تكره من ذاك ؟ قال: شدة الحساب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن نصر بن يحيى، نا علي بن عثمان بن نفيل، نا أبو مسهر، نا سعيد - يعني ابن عبد العزيز (1)-.

أنّ أبا الدّرداء أسلم بعد بدر، و شهد أحدا، و أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أمره أن يردّ من على الجبل، فردهم وحده.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن

ص: 108


1- سير أعلام النبلاء 338/2 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص 399) و تهذيب الكمال 466/14.

أحمد، نا أبو سعيد الحرّاني، نا يحيى بن عبد اللّه البابلتّي، نا صفوان بن عمرو، نا شريح بن عبيد قال (1):لما هزم أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم أحد، كان أبو الدّرداء فيمن فاء إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الناس، فلمّا أظلهم المشركون من فوقهم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهم ليس لهم أن يغلبونا» (2) فتاب إليه يومئذ ناس، و انتدبوا، و فيهم عويمر أبو الدّرداء، حتى إذا حصرهم (3) عن مكانهم الذي كانوا فيه، و كان أبو الدّرداء يومئذ حسن البلاء، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«نعم الفارس عويمر»[10158].

و قال:«حكيم أمتي عويمر»[10159].

قال: و نا سليمان، نا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم، نا أبي، نا عمرو بن الحارث، نا عبد اللّه بن سالم، عن الزّبيدي، نا فضيل بن فضالة أن ابن عائذ حدّثهم.

أن أبا الدرداء كان يرمي نبله يوم الشّعب حتى أنفذها ثم جعل يد هذه عليهم الصحر و الحجارة، فحانت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إليه نظرة، فقال:«من هذا؟» فقالوا: أبو الدّرداء، فقال:«نعم الفارس عويمر»، ثم حانت منه نظرة أخرى، فقال:«من هذا؟» فقالوا: أبو الدّرداء، فقال:«نعم الرجل أبو الدّرداء»[10160].

هذان مرسلان.

أنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا [أبو] (4) عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهّاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي قال (5):

و نظر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى أبي الدّرداء و الناس منهزمون كلّ وجه فقال:«نعم الفارس عويمر»[10161].

غير أنه يقال (6) إنه لم يشهد أحدا.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا [أبو] (7) عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (8) قال:

ص: 109


1- سير أعلام النبلاء 338/2-339.
2- كذا بالأصل، و في م:«يغلبوا» و في سير الأعلام:«يعلونا» و مثلها في تهذيب الكمال.
3- في سير أعلام النبلاء و تهذيب الكمال: أدحضوهم.
4- زيادة لازمة.
5- مغازي الواقدي 253/1.
6- الأصل و م:«غير أيه و يقال» و التصويب عن مغازي الواقدي.
7- زيادة لازمة.
8- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 392/7.

نظر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى أبي الدّرداء و الناس منهزمون كلّ وجه يوم أحد، فقال:«نعم الفارس عويمر» غير أفّة (1)،يعني غير ثقيل[10162].

قال محمّد بن عمر (2):و قد سمعت من يذكر أنّ أبا الدّرداء لم يشهد أحدا، و قد كان من علية أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أهل النية منهم، و قد حدّث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أحاديث كثيرة، و شهد معه مشاهد كثيرة.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا محمّد بن علي بن محمّد، و أبو سهل محمّد بن أحمد بن عبد اللّه، قالا: أنا أبو محمّد بن المثنى (3).

و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن عمر بن يوسف، قالا: أنا محمّد بن يوسف بن مطر، أنا محمّد بن إسماعيل، أنا معلّى بن أسد، نا عبد اللّه بن المثنى، نا ثابت البناني، و ثمامة، عن أنس قال:

مات النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدّرداء، و معاذ بن جبل، و زيد بن ثابت، و أبو زيد (4)(5).

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد، نا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (6)،نا عبيد اللّه (7)بن موسى، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال:

جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ستّة نفر من الأنصار: أبيّ بن كعب، و زيد بن

ص: 110


1- الأصل و م:«انه» تصحيف، و التصويب عن ابن سعد.
2- الأصل و م:«عمرو» تصحيف، و التصويب عن ابن سعد.
3- الأصل:«أبو محمد المكنى» و في م:«انا محمد بن المكنى».
4- سير أعلام النبلاء 339/2 و انظر تخريجه فيه، و في تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص 400) من البخاري من حديث أنس.
5- أبو زيد هو أحد عمومة أنس، اختلفوا في اسمه راجع فتح الباري لابن حجر 47/9 و 48 (فضائل القرآن، باب القراء من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم).
6- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 487/1.
7- الأصل و م: عبد اللّه، تصحيف، و التصويب عن المعرفة و التاريخ.

ثابت، و معاذ بن جبل، و أبو الدّرداء، و سعد بن عبيد، و أبو زيد، و مجمّع بن حارثة (1) قد أخذه إلاّ سورتين أو ثلاثة، قال: و لم يجمعه أحد من الخلفاء من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غير عمر (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا [أبو] (3) عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا محمّد بن يزيد الواسطي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال:

جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ستّة نفر: أبيّ بن كعب، و معاذ بن جبل، و أبو الدّرداء، و زيد بن ثابت، و سعد، و أبو زيد، و كان مجمّع ابن جارية (5) قد جمع القرآن إلاّ سورتين أو ثلاثا، و كان ابن مسعود قد أخذ بضعا و سبعين (6) سورة، و تعلّم بقيّة القرآن من مجمّع.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو الفتوح محمّد بن أبي سعد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن إسحاق بن علي بن جابر الجابري الموصلي - بالبصرة - نا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن المثنى، نا جعفر بن عون، نا زكريا بن أبي زائدة، عن عامر قال:

جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ستة و هم من الأنصار: معاذ بن جبل، و زيد بن ثابت، و أبو الدّرداء، و سعد بن عبيد، و أبو زيد، و أبيّ ، و كان بقي على المجمّع بن حارثة سورة أو سورتين حين توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (7).

أنبأنا أبو علي أيضا، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا علي بن جعفر الملحمي الأصبهاني، نا محمّد بن الوليد العباسي، نا

ص: 111


1- ورد في أول الخبر:«ستة نفر» ثم ذكر سبعة رجال، و لعله لم يعتبر «مجمعا» بينهم لأن جمعه كان ناقصا حيث بقي له سورة أو سورتان حين توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
2- كذا بالأصل و م، و في المعرفة و التاريخ: عثمان.
3- زيادة لازمة.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 355/2 تحت عنوان: ذكر من جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص 400) و سير أعلام النبلاء 339/2-340.
5- الأصل:«يجمع بن حارثة» و بدون إعجام في م، و المثبت:«مجمع بن جارية» عن ابن سعد، و قد مرّ في رواية يعقوب بن سفيان.
6- كذا بالأصل و م و سير الأعلام و تاريخ الإسلام، و في طبقات ابن سعد: بضعا و تسعين.
7- سير أعلام النبلاء 339/2.

عثمان بن زفر، نا مندل بن علي، عن ابن جريج، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أرحم أمّتي بأمّتي أبو بكر (1)،و أرفق أمّتي لأمتي عمر، و أصدق أمتي حياء عثمان، و أقضى أمّتي علي بن أبي طالب، و أعلمها بالحلال و الحرام معاذ بن جبل، يجيء يوم القيامة أمام العلماء بربوة (2)،و أقرأ أمّتي أبيّ بن كعب، و أفرضها زيد بن ثابت، و قد أوتي عمير (3)عبادة»- يعني أبا الدّرداء-.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن المظفّر بن الحسن بن سوسن في كتابه، و أخبرني أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه عنه، أنا أبو علي بن شاذان، نا محمّد بن جعفر بن محمّد الآدمي القارئ، نا الحارث بن محمّد، نا عبد الرحيم بن واقد، نا بشر (4) بن زاذان القرشي، نا عمر بن صبح، عن بعض أصحابه - قال عبد الرحيم: من أهل العلم: سمعته من بشر بن زاذان عن برد، عن مكحول، عن شدّاد بن أوس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أبو بكر الصّدّيق أرقّ أمّتي و أرحمها، و عمر بن الخطّاب خير أمّتي و أعدلها، و عثمان بن عفّان أحيا أمّتي و أكرمها، و علي بن أبي طالب ألبّ أمّتي و أشجعها، و عبد اللّه بن مسعود أبرّ أمّتي و آمنها، و أبو ذرّ الغفاري أزهد أمّتي و أصدقها، و أبو الدّرداء أعبد أمّتي و أتقاها»[10163].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر (5) العقيلي، نا بشر بن موسى، نا عبد الرحيم بن واقد الواقدي، نا بشر (6) بن زاذان، عن عمر (7) بن صبح، عن ركن (8)،عن شدّاد بن أوس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

ص: 112


1- أقحم بعدها بالأصل:«و أرفق أمتي بأمتي أبو بكر» و المثبت يوافق عبارة م و المختصر.
2- كذا بالأصل، و بدون إعجام في م، و في حلية الأولياء 229/1 «برتوة» و هو أظهر، و الرتوة: الخطوة.
3- كذا سماه هنا بهذه الرواية في الأصل و م و المختصر.
4- كذا بالأصل و م: بشر، و في ميزان الاعتدال 328/1 «بشير».
5- رواه أبو جعفر العقيلي في كتاب الضعفاء الكبير 145/1 في ترجمة بشير بن زاذان.
6- كذا ورد هنا أيضا بالأصل و م: بشر، و الذي في الضعفاء الكبير: بشير.
7- كذا بالأصل و م هنا: عمرو، تصحيف، و الصواب ما أثبت:«عمر» راجع ترجمته في تهذيب الكمال 95/14 و فيها روى عنه: بشير بن زاذان (و ليس: بشر).
8- كذا بالأصل و م، و في الضعفاء الكبير: ذكن.

«أبو بكر أوزن أمّتي [و أوجهها، و عمر بن الخطاب خير أمتي و أكملها، و عثمان بن عفان أحيا أمتي] (1) و أعدلها، و علي بن أبي طالب وليّ أمّتي و أوسمها، و عبد اللّه بن مسعود أبين أمّتي و أوصلها، و أبو ذرّ أزهد أمّتي و أرقّها، و أبو الدّرداء أعدل أمّتي و أرحمها، و معاوية بن أبي سفيان أحلم أمتي و أجودها»[10164].

قال أبو جعفر: و لا يتابع (2) على هذا الحديث و لا نعرفه إلاّ به.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد اللّه الجمال (3)،أنا أبو علي الحسين بن محمّد بن علي الأنماطي المعروف، نا ابن حننه (4)،نا أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن المفسّر، نا أبو بكر عبد الرّحمن بن القاسم الرّوّاس من كتابه سنة اثنتين و سبعين و مائتين، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز (5)،عن مكحول قال:

كانت الصحابة يقولون فيما بينهم: أرحمنا بنا أبو بكر، و أنطقنا بالحقّ عمر، و أميننا أبو عبيدة بن الجرّاح، و أعلمنا بالحلال و الحرام معاذ بن جبل، و أقرأنا أبيّ بن كعب، و رجل عنده علم ابن مسعود، و تبعهم عويمر بالعقل.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، أنا محمّد بن يحيى السعدي، نا أبو أسامة، نا الأحول بن حكيم، عن أبي الزاهرية، عن جبير بن نفير قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ لكل أمة حكيما، و حكيم هذه الأمة أبو الدرداء»[10165].

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم حدّثني أبو مسعود الشّروطي، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو شعيب الحرّاني، نا يحيى بن عبد اللّه البابلتّي، نا صفوان بن عمرو، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير قال:

أرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رجلا فقال:«اجمع لي بني هاشم في دار»، فذكر الحديث و قال فيه: فرفع يديه و رفعوا أيديهم قال: فلما قضى رغبته (6)،جعل يسأل من يليه بما دعوت ؟ ثم

ص: 113


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم المعنى عن الضعفاء الكبير.
2- يعني بشير بن زاذان، كما يفهم من عبارة الضعفاء الكبير.
3- في م: الحمال.
4- كذا رسمها بالأصل و م بدون إعجام.
5- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 341/2 و مختصرا في تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص 401).
6- جاء في تاج العروس: رغب: رغب إليه رغبا... و رغبة ابتهل، أو هو الضراعة و المسألة.

الذي يليه، ثم الذي يليه، و قد حضر (1) ذلك أبو الدّرداء، فرآه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رافعا يديه، و أقبل حتى حضر معهم الرغبة، فسأله:«بما دعوت به يا عويمر؟» قال: قلت: اللّهم إنّي أسألك جنّات الفردوس نزلا، و في جنات عدن نفلا في معافاة منك و رحمة، و خير و عافية، و علم الأنبياء، فأرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يده مرة أو مرتين يقول:«ذهبت بها يا عويمر»[10166].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك، و محمّد - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد،[-زاد أحمد:] (2) و أبو الحسين، قالا:- أنا أبو بكر، أنا أبو الحسن، أنا البخاري (3) قال:

و قال عمر (4) بن خالد: نا محمّد بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق قال (5):كان أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول: أتبعنا للعلم و العمل أبو الدّرداء، و أعلمنا بالحلال و الحرام معاذ - و في نسخة يقولون: أتبعنا للعلم بالعمل.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو سعد (6) الجنزرودي (7)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا زهير، نا جعفر بن عون، نا أبو عميس عن عون بن (8) أبي جحيفة، عن أبيه (9).

أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم آخى بين سلمان و بين أبي الدّرداء، قال: فجاء سلمان يزور أبا الدّرداء فرأى أم الدّرداء متبذّلة قال: ما شأنك ؟ قالت: إنّ أخاك ليس له حاجة في الدنيا، قال: فلما جاء أبو الدّرداء رحّب به - و قال ابن المقرئ: سلمان و قالا:- و قرّب إليه طعاما،

ص: 114


1- بالأصل و م: أحضر.
2- الزيادة عن م، و السند معروف.
3- التاريخ الكبير للبخاري 77/7 و الجزء الأول من الخبر في سير أعلام النبلاء 341/2 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص 401) عن ابن إسحاق.
4- كذا بالأصل و م، و في التاريخ الكبير: عمرو بن خالد.
5- في التاريخ الكبير: عن محمد بن إسحاق عن مكحول قال.
6- الأصل و م: سعيد، تصحيف.
7- بدون إعجام في م.
8- الأصل و م:«عن»، تصحيف.
9- الخبر من هذا الطريق في سير أعلام النبلاء 341/2-342 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص 401).

فقال له سلمان: أطعم، فقال: إنّي صائم، قال: أقسمت عليك إلاّ ما طعمت ما أنا بآكل حتى تأكل، قال: فأكل معه و بات عنده، فلمّا كان من الليل قام أبو الدّرداء فأجلسه - و قال ابن المقرى: فحبسه سلمان ثم قال: يا أبا الدّرداء، إنّ لربّك عليك حقا، و لأهلك عليك حقا، و لجسدك عليك حقا، أعط كلّ ذي حقّ حقّه، صم و أفطر، و قم و نم، و ائت أهلك.

فلما كان عند الصبح قال: قم الآن، فقاما فصلّيا، ثم خرجا إلى الصلاة، فلمّا صلّى النبي صلى اللّه عليه و سلم قام إليه أبو الدّرداء فأخبره بما قال سلمان. فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مثل ما قال سلمان، زاد ابن حمدان (1):له.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنا أبو عثمان سعيد بن أبي عمرو البحيري (2)،أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، و أبو الحسين أحمد بن محمّد.

ح و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا سعيد بن أحمد (3) بن محمّد، نا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن عمر الخفّاف (4)،قالا: أنا أبو حامد أحمد بن محمّد، نا إبراهيم بن عبد اللّه، و أبو أحمد الفرّاء، محمّد بن عبد الوهّاب (5)،قالا: جعفر بن عون أنا أبو عميس، عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم آخى بين سلمان و أبي الدّرداء، فجاء سلمان يزور أبا الدّرداء، فرأى أم الدّرداء متبذّلة، فقال: ما شأنك ؟ قالت: إنّ أخاك ليس له حاجة في شيء من الدنيا، فلما جاء أبو الدّرداء رحّب بسلمان، و قرّب إليه طعاما، فقال له سلمان: أطعم، فقال: إنّي صائم، قال: أقسمت عليك إلاّ ما طعمت، فقال: إنّي لست بآكل حتى تطعم - و قال أبو أحمد: ما أنا بآكل حتى تأكل - قال: فأكل معه، و بات سلمان عند أبي الدّرداء، فلما كان الليل قام أبو الدّرداء فحبسه سلمان ثم قال: يا أبا الدّرداء إنّ لربك عليك حقا، و لأهلك عليك حقا، و لجسدك عليك حقا، فصم و أفطر، و قم و نم، و ائت أهلك، فأعط كلّ ذي حقّ حقّه، فلمّا

ص: 115


1- تقرأ بالأصل: متبثلة، و المثبت عن م و سير الأعلام و تاريخ الإسلام.
2- الأصل و م:«احمران».
3- هو سعيد بن محمد بن أحمد بن محمد، أبو عثمان البحيري، ترجمته في سير أعلام النبلاء 103/18.
4- هو أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر، أبو الحسين النيسابوري الخفاف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 16/ 481.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 606/12.

كان في وجه الصبح - و قال أبو أحمد: فلما كان عند الصبح - قال: قم الآن، فقاما فصلّيا ثم خرجا، و قالت فاطمة: جاء إلى الصلاة فلما صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قام إليه أبو الدّرداء فذكر له ما قال سلمان فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم مثل ما قال سلمان.

أخبرناه أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو بكر أحمد بن الحسين القاضي قال أبو عبد اللّه: أخبرني، و قال القاضي نا.

و أخبرناه أبو سعد ناصر بن سهل بن أحمد النوقاني (1)-بها - أنا الفقيه الزكي عمّي أبو نصر أحمد بن أحمد البغدادي، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن (2) بن أحمد الحرشي (3) الحيري، أنا أبو جعفر محمّد بن علي بن دحيم الشيباني - زاد ناصر: بالكوفة - نا أحمد بن حازم، أنا جعفر بن عون، أنا أبو عميس، عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم آخى بين سلمان و بين أبي الدّرداء، قال: فجاءه سلمان يزوره، فإذا أم الدّرداء متبذّلة، فقال: ما شأنك يا أم الدّرداء؟ قالت: إنّ أخاك أبا الدّرداء يقوم الليل و يصوم النهار، و ليس له في شيء من الدنيا حاجة، فجاء أبو الدّرداء، فرحّب به و قرّب إليه طعاما، فقال له سلمان: أطعم، فقال: إنّي صائم، قال: أقسمت عليك لتفطر به، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل، فأكل معه، ثم بات عنده، فلمّا كان من الليل أراد أبو الدّرداء أن يقوم فمنعه سلمان و قال له: يا أبا الدّرداء إنّ لجسدك عليك حقا، و لربّك عليك حقا، و لأهلك عليك حقا، صم و أفطر، و صلّ و ائت أهلك، و أعط كلّ ذي حقّ حقّه، فلمّا كان في وجه الصبح قال: قم الآن إن شئت، قال: فقاما فتوضّئا ثم ركعا، ثم خرجا إلى الصلاة، فدنا أبو الدّرداء ليخبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالذي أمره سلمان فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا أبا الدّرداء، إنّ لجسدك عليك حقّا، مثل ما قال سلمان»[10167].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد، أنا أبو عروبة الحسين، عن أبي معمر محمّد بن مودود الحرّاني، نا المؤمّل بن هشام، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن يونس، عن الحسن، عن أبي الدرداء قال:

ص: 116


1- الأصل: البرقاني، تصحيف، و في م:«النومايى» بدون إعجام و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى نوقان، إحدى مدينتي طوس. راجع مشيخة ابن عساكر 229/ب، و معجم البلدان.
2- في م: الحسين، تصحيف.
3- بالأصل و م:«الحرسى» تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 356/17.

تضيّفهم ضيف، فأبطأ أبو الدّرداء حتى نام الضيف طاويا، و نام الصبية جياعا، فجاء و المرأة غضبى تلظّى فقالت: لقد شققت علينا منذ الليلة، قال: أنا؟ قالت: نعم، أبطأت علينا حتى بات ضيفنا طاويا، و بات صبياننا جياعا، قال: فغضب فقال: لا جرم و اللّه لا أطعمه الليلة - و الطعام موضوع بين يديه-، فقال: أنا و اللّه لا أطعمه حتى تطعمه، قال: فاستيقظ الضيف و قال: ما بالكما؟ فقال: أ لا ترى إليها تجني عليّ الذنوب ؟ إنّي احتبست في كذا و كذا، فقال الضيف: أنا و اللّه لا أطعمه حتى تطعماه، قال: فلما رأيت الطعام موضوعا، و رأيت الضيف جائعا، و الصبية جياعا، قدّمت و اللّه يا رسول اللّه يدي فأكلت، و قدموا أيديهم فأكلوا فبرّوا، و اللّه يا رسول اللّه و فجرت، قال:«بل أنت كنت خيرهم و أبرّهم»[10168].

أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، و أبو طاهر محمّد بن الحسين، و أخبرنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن عنهما، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد السلام بن سعدان، أنا أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة، حدّثني عبد الصمد بن عبد اللّه، نا هشام بن عمّار، نا يحيى بن حمزة، نا يزيد بن أبي مريم، أنا[ (1) أبا عبد اللّه حدّثه أنّ أبا الدّرداء قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم]:

«أنا فرطكم على الحوض فلألفينّ ما تورّعت في أحدكم (2) فأقول هذا مني، فيقال: لا تدري ما أحدث بعدك» فقلت: يا رسول اللّه، ادع اللّه أن لا يجعلني منهم، قال:«إنّك لست منهم»[10169].

أنبأنا أبو علي المقرئ، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن خليد الحلبي، نا أبو توبة، نا محمّد بن مهاجر، عن يزيد بن أبي مريم، عن أبي عبيد اللّه مسلم بن مشكم (3)،عن أبي الدّرداء قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لألفينّ ما نوزعت أحدا منكم على الحوض، فأقول: هم من أصحابي، فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك»، قال أبو الدّرداء: يا نبي اللّه ادع اللّه أن لا يجعلني منهم، قال:«لست منهم» (4)[10170].

ص: 117


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- كذا بالأصل و م:«ما تورعت في أحدكم» و في المختصر: ما نوزعت في أحد منكم.
3- الأصل و م: مسلم بن مسلم، تصحيف، ترجمته في تهذيب الكمال 90/18.
4- راجع المعرفة و التاريخ 329/2.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم، نا الوليد، نا سعيد بن عبد العزيز، و عبد الغفّار بن إسماعيل، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، عن أبي عبد اللّه الأشعري أنه قال:

سمعت أبا الدّرداء يقول: أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه بلغني أنك قلت:

«ليكفرنّ قوم بعد إيمانهم»، قال:«نعم، و لست منهم»[10171].

أخبرنا أبو عبد اللّه بن محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري.

قالوا: نا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا صفوان، نا الوليد، نا عبد الغفّار بن إسماعيل بن عبد اللّه، عن أبيه أنه حدّثه عن شيخ من السّلف قال:

سمعت أبا الدّرداء يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّي فرطكم على الحوض، أنتظر من يرد عليّ منكم، فلألفينّ أنازع أحدكم فأقول: إنّه من أمتي فيقال: هل تدري ما أحدثوا بعدكم» قال أبو الدّرداء: فتخوّفت أن أكون منهم، فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فذكرت ذلك له، فقال:

«إنّك لست منهم»[10172].

فتوفي أبو الدّرداء قبل أن يقتل عثمان، و قبل أن تقع الفتن.

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن إسحاق الصّغاني، نا عمر بن سعيد الدمشقي، نا سعيد بن عبد العزيز التّنوخي، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، عن أبي عبد اللّه الأشعري، عن أبي الدّرداء قال:

قلت: يا رسول اللّه بلغني أنك تقول:«ليرتدنّ قوم بعد إيمانهم» قال:«أجل، و لست منهم»[10173].

قال: فتوفي أبو الدّرداء قبل أن يقتل عثمان.

ص: 118

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا محمّد بن علي، نا الحسن (2) بن محمّد بن حمّاد، نا عبد الوهّاب الحوطي، نا إسماعيل بن عيّاش (3)،نا ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد (4).

أن رجلا قال: يا أبا الدّرداء، يا معشر القرّاء، ما بالكم أجبن منا، و أبخل إذا سئلتم و أعظم لقما إذا أكلتم، فأعرض عنه أبو الدّرداء و لم يرد عليه شيئا، فأخبر (5) بذلك عمر بن الخطّاب فسأل أبا الدّرداء عن ذلك؛ فقال أبو الدّرداء: اللّهم غفرا و كل ما سمعنا منهم نأخذهم به، فانطلق عمر إلى الرجل الذي قال لأبي الدّرداء ما قال، فأخذ (6) بثوبه و خنقه، و قاده إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال الرجل: إنّما كنا نخوض و نلعب (7).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمّد بن الوضّاح، نا أبو شعيب عبد اللّه بن الحسن الحرّاني، نا يحيى بن عبد اللّه البابلتّي، نا الأوزاعي، نا حسّان بن عطية، قال: قال أبو الدّرداء (8):

لو أنسيت آية لم أجد أحدا يذكرنيها إلاّ رجلا ينزل الغماد (9) رحلت إليه.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن (10) عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أبو كريب، نا يحيى بن آدم عن أبي بكر عن الأعمش، عن سالم، عن أبي الدّرداء قال (11):

ص: 119


1- الخبر رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 210/1-211.
2- كذا بالأصل، و في م و الحلية: الحسين بن محمد بن حماد.
3- الأصل و م: عباس، تصحيف، و المثبت عن الحلية.
4- الأصل:«عبد»، و بدون إعجام في م، و المثبت عن الحلية.
5- الأصل و م: فأخبرهم، تصحيف، و المثبت عن الحلية.
6- الأصل و م:«فقال» و التصويب عن الحلية.
7- زيد في الحلية و المختصر: فأوحى اللّه تعالى إلى نبيه: وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمٰا كُنّٰا نَخُوضُ وَ نَلْعَبُ سورة التوبة الآية 65.
8- سير أعلام النبلاء 342/2.
9- برك الغماد: موضع في أقاصي هجر و قيل: موضع بناحية اليمن (راجع معجم البلدان).
10- الأصل: عن، تصحيف، و المثبت عن م.
11- سير أعلام النبلاء 342/2 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص 401).

سلوني فو الذي نفسي بيده لئن فقدتموني ليفقدن رجلا (1) عظيما من أمّة محمّد صلى اللّه عليه و سلم.

كذا قال رجلا.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد، أنا أبو سليمان الخطابي قال في حديث أبي الدّرداء أنه قال: سلوني، فو الذي نفسي بيده لئن فقدتموني لتفقدن زملا عظيما من أمة محمّد صلى اللّه عليه و سلم.

قوله: زملا: فإن الزّمل في كلام العرب بمعنى الحمل، و منه قولهم: ازدمل فلان الحمل: أي احتمله، يريد أنه في كثرة ما جمعه من العلم و ادّخره منه كالحمل العظيم من المتاع المحزوم.

و رواه بعض أصحابنا عن أبي العباس السراج عن أبي كريب، و قال: زملا عظيما، و هذا لا وجه له إنّما الزّمل الضعيف، و كيف يكون صغيرا عظيما ضعيفا قويا، هذا لا معنى له، و إنّما يكون بمعنى العظيم الأزمول و هو الشيخ الكبير.

و يقال للهرم من الوعول: أزمول، و قال ابن مقبل.

عودا أحم القرا أزمولة و قلا *** [على تراث أبيه يتبع القذفا] (2)

قال ابن عيينة: قال ابن أبي حسين: كان أبو الدّرداء من العلماء الحكماء الذين يشفون الداء.

و قال مكحول: كان أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقولون: أتبعنا للعلم بالعمل أبو الدّرداء (3).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (4)،نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية بن صالح نا ابن وهب عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد (5)،عن أبي إدريس الخولاني، عن يزيد بن عميرة الزّبيدي قال:

ص: 120


1- كذا بالأصل و م و المصدرين، و في المختصر:«زملا». و سيرد في الرواية التالية.
2- البيت في ديوانه ص 183 و تاج العروس بتحقيقنا (زمل) و اللسان و التهذيب و التكملة و الصحاح و منتهى الطلب ص 62.
3- تقدم الخبر قريبا.
4- انظر تاريخ أبي زرعة ص 649 باختلاف.
5- ترجمته في تهذيب التهذيب 264/3 (مصورة عن الطبعة الهندية).

لما حضرت معاذا الوفاة فقالوا: يا أبا عبد الرّحمن أوصنا، قال: أجلسوني، فقال: إن العلم و الإيمان مكانهما، من ابتغاهما وجدهما - ثلاثا قالها - فالتمسوا العلم عند أربعة رهط :

عند عويمر أبي الدّرداء، و عند سلمان الفارسي، و عند عبد اللّه بن مسعود، و عند عبد اللّه بن سلام الذي كان يهوديا فأسلم، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«عاشر عشرة في الجنة»[10174].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،حدّثني أبو الخطاب يحيى بن عمرو بن عمارة الليثي قال: سمعت ابن ثوبان يقول: حدّثني - يعني حسان بن عطية - حدّثني شيخ بمكة، قال أبو زرعة - يعني ابن سابط (2)- قال: سمعت عمرو بن ميمون (3) قال: قال معاذ بن جبل:

التمسوا العلم عند عبد اللّه بن مسعود، و عبد اللّه بن سلام، فإنه عاشر عشرة في الجنة، و سلمان الخير، و عويمر أبي الدّرداء، قال: فلحقت بعبد اللّه بن مسعود.

سقط من سماعنا حسّان بن عطية، و لا بدّ منه، و قد سمعناه في علل أبي زرعة على الصواب.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن زنبيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل، نا محمّد بن إسماعيل، نا داود بن شبيب، نا همّام، أنا قتادة، عن شهر عن (4) عبد الرحمن (5) بن غنم قال:

وقع الطاعون بالشام، فخطب الناس عمرو بن العاص فقال: فروا فإنه رجس، فبلغ معاذ بن جبل، فقال: اللّهمّ ادخل على آل معاذ، فطعن ابنه عبد الرّحمن، و طعن (6) معاذ فبكى يزيد بن عمير (7)-أو عمير بن يزيد - فقال: إذا متّ فاطلب العلم إلى عبد اللّه بن مسعود،[و] ابن سلام، و عويمر.

ص: 121


1- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 648/1.
2- هو عبد الرحمن بن سابط الجمحي، مكي، ترجمته في تهذيب التهذيب 180/6.
3- هو عمرو بن ميمون الأودي المذحجي، تقدمت ترجمته في كتابنا.
4- الأصل و م: بن.
5- الأصل و م: عبد الرحيم، تصحيف.
6- الأصل: فطعن، و المثبت عن م.
7- كذا بالأصل و م هنا في هذه الرواية:«يزيد بن عمير» و مرّ في الرواية السابقة: يزيد بن عميرة الزبيدي، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 361/20.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أبو كريب، نا يحيى بن آدم، عن أبي بكر، عن الأعمش، عن أبي إسحاق قال:

قال عبد اللّه: علماء الأرض ثلاثة: فرجل بالشام، و رجل بالمدينة، و رجل بالكوفة، فأما هذان فيسألان الذي بالمدينة، و الذي بالمدينة لا يسألهم عن شيء.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو إسحاق المزكي، نا محمّد بن المسيّب، أنا الحسن بن محمّد بن إبراهيم الجرجاني، نا إبراهيم - يعني ابن الحكم - نا أبي عن السدي، عن مرة بن (1) شراحيل قال:

كان عبد اللّه بن مسعود (2) يقول: علماء الناس ثلاثة: واحد بالعراق، و آخر بالشام - يعني أبا الدّرداء - يحتاج إلى الذي بالعراق - يعني نفسه - و الذي بالشام و العراق يحتاجان إلى الذي بالمدينة - يعني علي بن أبي طالب - و لا يحتاج إلى واحد منهما.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم [قال:] (3)أنا يونس بن عبد الأعلى - قراءة - أنا ابن وهب، أخبرني يحيى بن عبد اللّه، عن عبد الرّحمن الحجري قال قال أبو ذرّ لأبي الدّرداء: ما حملت ورقاء و لا أظلّت خضراء أعلم منك يا أبا الدّرداء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (4).

ص: 122


1- الأصل: عن، تصحيف، و التصويب عن م.
2- سير أعلام النبلاء 343/2.
3- الجرح و التعديل 27/7.
4- الخبر رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 445/1.

قالا: نا قبيصة، نا سفيان، عن منصور، و عن مالك بن الحارث أو بعض أصحابه عن مسروق، قال:

وجدت (1) علم أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم انتهى إلى ستة: عمر، و علي، و أبيّ ، و زيد، و أبي الدّرداء، و عبد اللّه بن مسعود، ثم انتهى علم هؤلاء الستة إلى علي و عبد اللّه.

أنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، حدّثني أحمد بن زهير، نا أبو الفتح، نا سفيان، عن [ابن] أبي حسين قال:

سمعت ابن أبي مليكة يقول: سمعت يزيد بن معاوية يقول:

كان أبو الدّرداء من الفقهاء العلماء الذين يشفون من الداء.

قال سفيان: و كان أبو الدّرداء يجتهد فقيل له في ذلك فقال: إنّ أصحابي سبقوني - و لم يكن شهد بدرا - فضربها بعضهم و غيّر لفظها.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين [قالا - أنا أبو بكر، أنا أبو الحسن] (2) أنا البخاري (3) قال: و قال عبد اللّه بن محمّد، عن ابن عيينة عن ابن أبي حسين كان أبو الدّرداء من العلماء الحكماء.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (4)،نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا محمّد بن الصّبّاح، نا سفيان، عن مسعر قال: سمعت القاسم بن محمّد يقول:

كان أبو الدّرداء من الذين أوتوا العلم.

كذا قال، و إنما هو القاسم بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة - أنا محمّد بن الحسين، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا يحيى بن معين، نا وكيع، عن مسعر عن القاسم بن عبد الرّحمن، قال:

كان أبو الدّرداء من الذين أوتوا العلم.

ص: 123


1- كذا بالأصل و م و المختصر، و في المعرفة و التاريخ: صرف.
2- ما بين معكوفتين زيادة م، لتقويم السند.
3- التاريخ الكبير للبخاري 77/7.
4- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 210/1.

رواها أحمد بن حنبل، عن سفيان، عن مسعر، فأسقط منه القاسم.

أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا علي بن محمّد، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا سفيان قال: قال مسعر: كان أبو الدّرداء من الذين أوتوا العلم.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال:

كان العلماء بعد معاذ بن جبل: عبد اللّه بن مسعود، و أبو الدّرداء، و سلمان، و عبد اللّه (2) بن سلام، ثم كان العلماء بعد هؤلاء: زيد، ثم كان بعد زيد بن ثابت ابن عمر، و ابن عباس، قال: ثم كان بعد هذين: سعيد بن المسيّب.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه الفرضي، و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، قال: قال لنا أبو عبد الرّحمن النّسائي: و من فقهاء الشام: معاذ بن جبل، و عويمر أبو الدّرداء.

أخبرنا أبو بكر، و أبو المعالي بن الشّعيري، قالا: أنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا العباس بن عبد اللّه الترقفي، نا عثمان بن سعيد الحمصي، نا حريز (3) بن عثمان، عن أبي حبيب القاضي.

أن أبا الدّرداء كان يقول: تعلّموا الصّمت كما تتعلم الكلام، فإنّ الصمت حكم عظيم، و كن إلى أن تسمع أحرص منك إلى أن تتكلم، و لا تتكلم في شيء لا يعنيك، و لا تكن مضحاكا من غير عجب، و لا مشاء إلى غير أرب، يعني إلى غير حاجة.

أبو حبيب الحارث بن محمّد، حمصي.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا محمود بن عمر بن (4)جعفر، أنا علي بن الفرج بن علي بن أبي روح، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني إسحاق بن إسماعيل، نا جرير، عن منصور، عن سالم بن (5) أبي الجعد قال: قال أبو الدّرداء:

ص: 124


1- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 403/1.
2- الأصل و م: عبيد اللّه، تصحيف، و الصواب عن تاريخ أبي زرعة.
3- الأصل و م: جرير، تصحيف.
4- كتبت «بن» فوق الكلام في الأصل.
5- الأصل:«عن» تصحيف.

ما لي أراكم تجتهدون فيما قد توكل لكم به، و تبطئون عما أمرتم به.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا أبو الحسن علي بن غنائم بن عمر بن إبراهيم المالكي البصري - بدمشق - أنا أبو حازم محمّد بن الحسين البغدادي، أنا أبو عمر محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد المعدل - بالبصرة - نا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي، نا محمّد بن أبي العوّام، نا يزيد بن هارون، نا حريز (1) بن عثمان، نا كثير بن شنظير (2) أو غيره قال: قال أبو الدّرداء:

من كثر كلامه كثر كذبه، و من كثر كذبه كثر إثمه، و من كثر خصومته لم يسلم دينه.

أخبرنا بها عالية أبو محمّد همّام بن يوسف بن أحمد بن مالك العاقولي، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن أبي العوّام الرّياحي، نا يزيد بن هارون، أنا حريز (3) بن عثمان، نا كثير بن شنظير أو غيره قال: قال أبو الدّرداء:

من كثر كلامه كثر كذبه، و من كر حلفه كثر إثمه، و من كثرت خصومته لم يسلم دينه.

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر، أنا سهل بن بشر، قالوا: أنا أبو الحسن بن الطّفّال، أنا أبو طاهر الذهلي، نا أبو سعيد عبد اللّه بن الحسن بن أحمد الحرّاني، نا عبيد اللّه بن عمر بن ميسرة، نا حمّاد بن زيد، نا أيوب عن أبي قلابة أن أبا الدّرداء قال:

ادع اللّه يوم سرّائك لعله يستجيب لك يوم ضرّائك (4).

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أحمد بن عبد اللّه، و أبو بكر النحاس وكيل أبي صخرة - ببغداد - أنا شعيب بن أيوب، نا الحسين بن عامر، عن فضيل - هو ابن عياض - عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى قال:

ص: 125


1- الأصل و م: جرير، تصحيف.
2- هو كثير بن شنظير المازني الأزدي، أبو قرة البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 361/15.
3- الأصل و م: جرير، تصحيف.
4- رواه أبو نعيم الحافظ في الحلية 225/1.

كتب أبو الدّرداء إلى مسلمة (1) بن مخلّد: أما بعد، فإنّ العبد إذا عمل بطاعة اللّه أحبّه اللّه، و إذا أحبّه اللّه حبّبه إلى عباده.

أخبرنا أبو الوقت السّجزي، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه الفضيلي.

و أخبرنا أبو محمّد بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيل بن أبي منصور.

قالا: نا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل، نا عبد اللّه بن عمر المروزي، حدّثني النّضر، أنا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت ابن أبي ليلى:

أن أبا الدّرداء كتب إلى مسلمة بن مخلّد: إنّ العبد إذا عمل بطاعة اللّه أحبّه اللّه، و إذا أحبّه اللّه حبّبه إلى خلقه، و إذا عمل (2) بمعصية اللّه أبغضه اللّه، و إذا أبغضه اللّه بغّضه إلى خلقه (3).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و علي بن زيد السّلميان، قالا: أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم - زاد الفرضي: و أبو محمّد بن فضيل - قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا عمرو بن واقد، نا يونس بن حلبس، عن أم الدّرداء، عن أبي الدّرداء.

ح و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن الآبنوسي (4)،أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن ميمون الواعظ ، نا أحمد بن سليمان بن زبّان (5)،نا إبراهيم بن أيوب الحوراني، نا الوليد، نا ثور (6) عن عيسى بن المعمر (7)،عن أبي الدّرداء أنه كان يقول:

كفى بك ظالما أن لا تزال مخاصما، و كفى بك آثما أن لا تزال مخالفا، و كفى بك كاذبا أن لا تزال محدّثا في غير ذات اللّه عز و جل.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعيد

ص: 126


1- الأصل: سلمة، تصحيف، و التصويب عن سير أعلام النبلاء.
2- الجزء الأخير من الخبر رواه الذهبي في سير الأعلام 345/2 من طريق معمر عن الأعمش عن عمرو بن مرة.
3- في سير الأعلام: عباده.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 85/18.
5- الأصل: رباب، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 378/15.
6- هو ثور بن زيد الديلي، راجع الحاشية التالية.
7- ترجمته في تهذيب الكمال 576/14.

محمّد بن علي بن محمّد، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو العباس الدّغولي، قال: سمعت محمّد بن المهلّب يقول: حدثنا يعلى بن عبيد، نا سفيان - يعني الثوري - قال: قال أبو الدّرداء:

كفى بك آثما أن لا تزال عاربا (1)،و كفى بك ظالما أن لا تزال مخاصما، و كفى كاذبا أن لا تزال محدثا في غير ذات اللّه.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الجوهري (2)،أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك (3)،أنا أيضا - يعني سعيد بن عبد العزيز - عن إسماعيل بن عبيد الله أن أبا الدّرداء قال:

إنا نقوم فيكم بكلمات اللّه و روحه، ثم نرجع إلى بيوتنا فرجع إلى ضرائبنا (4) و ما كتب اللّه علينا، إن الرجل ليقوم فيكم بمائة كلمة كلّها حكم، ثم يقول الكلمة لعله يخطئ بها، أو يلقيها الشيطان على لسانه، يظل الرجل منكم متعلقا بها، فذاك المخسوس (5).

قال (6):و أنا ابن المبارك (7)،أنا أبو معشر المدني، عن محمّد بن قيس قال:

جاء رجل إلى أبي الدّرداء و هو في الموت فقال: يا أبا الدّرداء عظني (8) بشيء لعل اللّه أن ينفعني به، و أذكرك به، قال: إنّك في أمة مرحومة، أقم الصلاة المكتوبة، و آت الزكاة المفروضة، و صم رمضان، و اجتنب الكبائر - أو قال المعاصي - و أبشر، فكأنّ الرجل لم يرض بما قال حتى رجع الكلمات عليه مرات (9)،فغضب السائل ثم قال: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مٰا أَنْزَلْنٰا مِنَ الْبَيِّنٰاتِ وَ الْهُدىٰ مِنْ بَعْدِ مٰا بَيَّنّٰاهُ لِلنّٰاسِ فِي الْكِتٰابِ أُولٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللّٰهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللاّٰعِنُونَ (10) ثم خرج.

ص: 127


1- كذا رسمها بالأصل.
2- الأصل: الجوري، تصحيف.
3- رواه ابن المبارك في كتاب الزهد و الرقائق ص 491 رقم 1398.
4- ضرائبنا جمع ضريبة، و هي ما يؤدي العبد إلى سيده من الخراج المقرر عليه.
5- الأصل: المحسوس، بالحاء المهملة، و المثبت عن الزهد و الرقائق. و المخسوس من الأشياء التافه المرذول.
6- القائل: الحسين بن الحسن.
7- رواه ابن المبارك في كتاب الزهد و الرقائق ص 554 رقم 1590.
8- بالأصل: أعظني، و المثبت عن الزهد لابن المبارك.
9- في كتاب الزهد: ثلاث مرات.
10- سورة البقرة، الآية:159.

فقال أبو الدّرداء: أجلسوني، فأجلسوه، فقال: ردّوا عليّ الرجل، فقال: ويحك، كيف بك لو حفر لك أربع [أذرع] (1) من الأرض، ثم غرقت في ذلك الخرق (2) الذي رأيته، ثم جاء ملكان أسودان أزرقان، منكر و نكير يعتبانك و يسألانك عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فإن ثبتّ فنعم ما أنت فيه، و إن كان غير ذلك فقد هلكت، ثم قمت على الأرض ليس لك إلاّ موضع قدميك و ليس ثمّ ظل إلاّ العرش، فإن ظلّلت فنعم ما أنت [فيه] و إن أضحيت (3) فقد هلكت، ثم عرضت جهنم و الذي نفسي بيده إنّها لتملأ ما بين الخافقين و إنّ الجسر لعليها، و إن الجنة من ورائها، فإن نجوت منها فنعم ما أنت فيه، و إن وقعت فيها فقد هلكت، ثم حلف له باللّه الذي لا إله إلاّ هو إن هذا لهو الحق المبين.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا العباس بن الوليد القرشي، نا يزيد بن زريع، عن سعيد (4)،عن قتادة قال:

ذكر لنا أن أبا الدرداء كان يقول: ربّ شاكر نعمة غيره و منعم عليه لا يدري، و يا ربّ حامل فقه غير فقيه.

أخبرنا أبو ثابت بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية (5)،نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا إسماعيل بن إبراهيم، نا أيوب، عن أبي قلابة قال:

قال أبو الدّرداء: من فقه الرجل ممشاه، و مدخله، و مجلسه.

ثم قال أبو الدّرداء: قاتل اللّه الشاعر حين قال:

عن المرء لا تسأل و أبصر قرينه

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو الخير محمّد بن أحمد بن محمّد، و أبو مسعود سليمان بن أيوب الحافظ ، قالا: أنا عثمان بن أحمد البرجي، أنا محمّد بن عمر بن

ص: 128


1- الزيادة عن الزهد لابن المبارك.
2- في كتاب الزهد: الجرف.
3- الأصل:«أصحبت» و المثبت عن الزهد لابن المبارك. و قوله: أضحيت أي برزت للشمس.
4- هو سعيد بن أبي عروبة، و من طريقه الخبر في تهذيب الكمال 467/14.
5- من طريقه الخبر في كتاب الزهد و الرقائق لابن المبارك ص 351 رقم 988.

حفص، نا إسحاق بن الفيض، نا أحمد بن موسى، عن حمّاد بن زيد، و ابن عليّة عن أيوب، عن أبي قلابة أن أبا الدّرداء كان يقول:

من فقه الرجل ممشاه، و مجلسه، و مدخله (1)،قال ابن عليّة في حديثه قال أبو قلابة:

قاتل اللّه الشاعر حيث يقول:

عن المرء لا تسأل و أبصر قرينه *** فإن القرين بالمقارن مقتدي (2)

قال: و نا أحمد بن موسى، نا إسماعيل بن عيّاش، عن حريز (3) بن عثمان الرّحبي، عن أبي حبيب الحارث بن محمد، عن أبي الدّرداء أنه قال:

من فقه الرجل رفقه في معيشته (4)،و من فقه المرء أن يعلم أ مزداد هو أم منتقص، و من فقه الرجل أن يتعاهد إيمانه و ما تغير منه، و من فقه المرء أن يعلم نزعات الشيطان أن تأتيه، و من فقه المرء أن تسرّه حسنته و تسوءه سيئته.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطّيّب عثمان بن عمرو بن المنتاب، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، أنا المعتمر بن إبراهيم قال: سمعت منصور بن المعتمر يحدّث عن سالم بن أبي الجعد، قال:

صعد رجل إلى أبي الدّرداء و هو أمام غرفة له و هو يلتقط حبات حنطة، فلما رآه الرجل استحيا أن يصعد إليه، فقال له: اصعد إنّ من فقهك رفقك في المعيشة.

أخبرنا أبو الحسن بن أبي الفضل الفرضي، أنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا حمّاد بن الحسن بن عنبسة، نا أبو داود، نا قيس بن الربيع - يعني عن رجل - عن سالم بن أبي الجعد.

أنّ رجلا أبصر أبا الدّرداء يلتقط حبا من الأرض و يقول: إنّ من فقهك رفقك في معيشتك.

ص: 129


1- أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء من طريق شريك بن نهيك عن أبي الدرداء، إلى هنا(211/1).
2- البيت لطرفة بن العبد، و هو في ديوانه، و ينسب لعدي بن زيد أيضا و هو في ديوانه أيضا.
3- في الأصل: جرير، تصحيف.
4- أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء من طريق لقمان بن عامر عن أبي الدرداء إلى هنا 211/1.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد محمّد بن موسى، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا هارون بن سليمان الأصبهاني، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن سفيان، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد.

أن رجلا رقي إلى أبي الدّرداء و هو يلتقط حبا، فكأنه استحيا فقال: ارق - أو اصعد - فإنّ من فقهك رفقك في معيشتك.

و قد روي عن أبي الدّرداء مرفوعا.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد الماليني.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف قالا: أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا يحيى بن محمّد بن أبي الصّقر، أنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، أنا أبو اليمان، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب، عن أبي الدّرداء قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من فقهك رفقك في معيشتك»[10175].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي.

قالا: أنا أبو الحسين بن سمعون، نا أحمد بن سليمان بن زبّان (2)،نا هشام بن عمّار، نا صدقة، نا ابن جابر قال:

كان أبو الدّرداء يقول: أ تبنون شديدا، و تأملون بعيدا، و تموتون قريبا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن علي الورّاق، نا موسى بن داود، نا نافع بن عمر الجمحي، عن ابن أبي مليكة قال: قال يزيد بن معاوية.

قال أبو الدّرداء - و كان من العلماء-: تأملون و تجمعون، فلا ما تأملون تدركون، و لا ما تجمعون تأكلون.

ص: 130


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 39/2 في ترجمة أبي بكر بن أبي مريم، و اسمه بكير بن عبد اللّه بن أبي مريم.
2- الأصل: زيان، تصحيف، و الصواب ما أثبت زبان بالباء الموحدة المشددة، تقدم التعريف به.

أخبرنا أبو القاسم النّسيب، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أخبرني الحسين بن علي الصّيمري (2)،نا محمّد بن عمران المرزباني، نا عبد الواحد بن محمّد الخصيبي (3)،نا أبو مجالد أحمد بن الحسين، نا موسى بن داود، نا نافع بن عمر الجمحي قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول: قال يزيد بن معاوية.

قال أبو الدّرداء - و كان من العلماء الحكماء الذين يشفون الداء-: يا أهل دمشق، اسمعوا قول أخ لكم ناصح: ما لي أراكم تجمعون فلا تأكلون، و تبنون فلا تسكنون، و تأملون فلا تدركون، إنّ من كان من قبلكم جمعوا كثيرا، و بنوا شديدا، و أملوا بعيدا، فأصبح ما (4)جمعوا بورا، و ما أملوا غرورا، و أصبحت مساكنهم قبورا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين (5)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم، أنا عثمان بن أحمد بن السماك، نا إسحاق بن إبراهيم بن سنين، نا عامر بن المبارك أبو إسماعيل المباركي، نا محمّد بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن رجل من ولد عبد اللّه بن مسعود قال:

أشرف أبو الدّرداء على أهل حمص [فقال:] أ لا تستحيون، تبنون ما لا تسكنون، و تجمعون ما لا تأكلون و تأملون ما لا تدركون، إنّ من كان قبلكم بنى شديدا، و جمع كثيرا، و أمّل بعيدا، فأصبحت بيوتهم قبورا، و جمعهم بورا، و أملهم غرورا (6).

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسين، أنا محمّد بن أحمد بن علي البغدادي، نا أبو عثمان سعيد بن محمّد، نا أبو هشام، نا ابن فضيل، نا أبو نصر، عن سالم، عن أبي الدّرداء قال في أهل حمص، قال:

ما لي أراكم تبنون شديدا، و تجمعون كثيرا، و تأملون بعيدا، إنّ من كان قبلكم بنى

ص: 131


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 95/4-96 في ترجمة أبي مجالد أحمد بن الحسين مولى المعتصم.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 78/8.
3- الأصل:«الحصبني» و المثبت عن ترجمته في تاريخ بغداد 77/11 و قد ورد هنا في تاريخ بغداد: الحصيني.
4- الأصل:«فاصبحوا» و المثبت «فأصبح ما» عن تاريخ بغداد.
5- الأصل: الحسن، تصحيف، و السند معروف.
6- راجع حلية الأولياء 217/1 باختلاف الرواية من طريق سعيد بن أبي هلال أن أبا الدرداء كان يقول: يا معشر أهل دمشق...

شديدا، و أمّل بعيدا، و جمع كثيرا، فأصبح جمعهم بورا، و بناؤهم قبورا، و أملهم غرورا.

أخبرنا أبو سعد البغدادي، و أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي، قالا: أنا محمود بن جعفر بن محمّد الكوسج، أنا عمّ أبي أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن جعفر المعدل المعروف بالكوسج، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن السيدي بن علي بن بهرام، نا أبو عبد اللّه محمّد بن زياد بن عبيد اللّه الزيادي، نا الفضيل بن عياض، عن منصور، عن سالم قال: قال أبو الدّرداء:

ما لي أرى علماءكم يذهبون، و أرى جهالكم لا يتعلّمون، تعلّموا فإنّ العالم و المتعلّم في الأجر سواء (1)،و لا خير في سائر الناس، ما لي أراكم تحرصون على ما كفل لكم به، و تباطئون عما أمرتم به.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو العباس المحبوبي، نا سعيد بن مسعود، نا النّضر بن شميل، أنا شعبة، عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد، قال: قال أبو الدّرداء:

ما لي أرى علماءكم يذهبون، و أرى جهّالكم لا يتعلّمون، ما لي أراكم تحرصون على الدنيا، قد تكفّل لكم و تدعون ما أمرتم به، تعلّموا قبل أن يرفع العلم، و رفع العلم ذهاب العلماء، فأنا أعلم بشراركم من البيطار بالفرس، هم الذين لا يأتون الصلاة إلاّ دبرا و لا يقرءون القرآن إلاّ هجرا، و لا يعتق محررهم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك (2)،أنا أيضا يعني عبد اللّه بن الوليد بن عبد اللّه بن معقل بن مقرن (3)،قال: سمعت عونا يقول:

قام أبو الدّرداء على درج مسجد دمشق، فقال: يا أهل دمشق، أ لا تسمعون من أخ لكم ناصح، إنّ من كان قبلكم كانوا يجمعون كثيرا و يبنون شديدا، و يأملون بعيدا، فأصبح جمعهم بورا و بنيانهم قبورا، و أملهم غرورا (4).

ص: 132


1- إلى هنا رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 347/2.
2- رواه ابن المبارك في كتاب الزهد و الرقائق ص 291 رقم 847.
3- لفظتا «بن مقرن» ليستا في الزهد.
4- في الزهد: و عملهم غرورا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر، أنا أبو العباس إسماعيل بن عبد الرّحمن بن عمر بن سعيد بن النحّاس - بقراءتي عليه - أنا أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن زكريا بن يحيى، نا عمّي، نا محمّد بن يحيى، نا إبراهيم بن حمزة الزّبيري، نا عبد العزيز بن محمّد، عن موسى بن عبيدة، عن ابن شهاب، عن عبد اللّه الأسدي قال:

بينا أبو الدّرداء ليلة في رمضان إذ سلّم في بعض القيام و كان أمّ الناس في القيام، فالتفت إلى الناس فقال: يا أهل دمشق أ لا تستحيون مما تصنعون، و اللّه إنكم لا خواني في الدين و جيراني في الدار، و أعواني على العدو، فلا تستحيون مما تصنعون، تجمعون ما لا تأكلون و تبنون ما لا تسكنون، و تأملون ما لا تدركون، كالذين من قبلكم بنوا شديدا و جمعوا كثيرا، و أملوا بعيدا، فأصبحت بيوتهم قبورا، و جمعهم بورا، و أصبح أملهم غرورا (1).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، ثنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الصّفّار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا عبد الرّحمن بن يونس، نا حاتم بن إسماعيل، عن محمّد بن عجلان، عن أوس بن يزيد اللّخمي.

أن أبا الدّرداء خرج من دمشق فنظر إلى الغوطة و قد شقّت أنهارها، و غرست شجرا و بنيت قصورا، فرجع إليهم فقال: يا أهل دمشق - فلما أقبلوا عليه قال:- أ لا تستحيون ثلاث مرات، تجمعون ما لا تأكلون، و تأملون ما لا تدركون، و تبنون ما لا تسكنون، ألا أنه قد كان قبلكم قرون يجمعون فيوعون، و يأملون فيطيلون، و يبنون فيوسعون، فأصبح جمعهم بورا، و أصبح أملهم غرورا، و أصبحت منازلهم قصورا، ألا إنّ عادا ملأت ما بين عدن و عمان [نعما] (2) و أموالا فمن يشتري مني مال عاد بدرهمين ؟ أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا:

نا علي بن غنائم بن عمر المصري النطاح.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

ص: 133


1- أخرجه أبو نعيم في الحلية 213/1 من طريق جويبر عن الضحاك، في خبر طويل، باختلاف الرواية فيها.
2- الزيادة عن م.

و أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي، أنا أبو الحسن علي بن الحسين (1).

و أخبرنا أبو المعالي الحسن بن محمّد بن الحسن الوركاني، و أبو سعيد محمّد بن حامد بن أحمد بن عبد العزيز قالا: أنا أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن محمود الثقفي، قالوا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل بن نظيف الفرّاء (2)،أنا أبو الفضل العباس بن محمّد الرافعي، نا هلال بن العلاء بن هلال، نا أبي، نا عبيد اللّه - يعني ابن عمرو (3)-عن عبد الملك بن عمير، عن رجاء بن حيوة، عن أبي الدّرداء قال:

إنّما العلم بالتعلّم، و الحلم بالتحلّم، و من تبحّر الخير يعطه، و من يتوقّ الشرّ يوقه، و ثلاثة لا ينالون الدرجات العلى: من تكهّن أو استقسم أو رجع من سفر من طيرة، و قال أبو الدّرداء: يا أهل دمشق اسمعوا قول أخ لكم ناصح، ما لي أراكم تجمعون ما لا تأكلون و تبنون ما لا تسكنون، و تأملون ما لا تدركون،[فإن من] (4) كان من قبلكم جمعوا كثيرا، و بنوا شديدا، و أملوا طويلا فأصبح جمعهم بورا، و مساكنهم قبورا، و أملهم غرورا - و في حديث زاهر: و أملهم (5)-.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (6)،أنا قبيصة بن عقبة، نا سفيان، عن ثور، عن خالد بن معدان قال:

كان عبد اللّه بن عمرو (7) يقول: حدّثونا عن العاقلين، فيقال له: من العاقلان ؟ فيقول: معاذ بن جبل و أبو الدرداء.

ص: 134


1- كذا بالأصل، و في م: أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 476/17.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 467/14.
4- الزيادة عن تهذيب الكمال.
5- كذا بالأصل و م في الموضعين،«أملهم» و الصواب: و آمالهم، في أحد الموضعين، و قد وردت في تهذيب الكمال: و آمالهم غرورا.
6- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 350/2 و سير أعلام النبلاء 343/2 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص 403).
7- كذا بالأصل و م، و ابن سعد، و في سير الأعلام و تاريخ الإسلام و المختصر: ابن عمر.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، نا الحسن بن علي بن المقتدر، نا أحمد بن منصور اليشكري - إملاء - نا ابن دريد، نا.... (1) نا سعيد بن عامر، نا جويرية قال بعضه عن نافع و بعضه عن رجل من ولد أبي الدّرداء، قال (2):

دخل أبو الدّرداء مالا له و معه ناس من أصحابه، فطافوا فيه، فلما خرجوا قالوا: ما رأينا كاليوم مالا أحسن، قال: فإنّي أشهدكم أن ما خلفت خلف ظهري في سبيل اللّه، و أنّ ذلك إلى أمير المؤمنين يضعه حيث رأى، ثم أتى عمر فاستأذن في أن يأتي الشام فقال: لا آذن لك إلاّ أن تعمل، قال: فإنّي لا أعمل قال: فإنّي لا آذن لك، قال: فأنطلق فأعلّم الناس سنّة نبيهم صلى اللّه عليه و سلم، و أصلّي بهم، فأذن له، فكان الناس في الصيف يتفرّقون في المغازي، فإذا كان الشتاء اجتمعوا في المشتا، فصلى بهم أبو الدّرداء.

فخرج عمر إلى الشام و قد اجتمعوا إلى المشتا فلما كان قريبا منهم أقام حتى أمسى، فلما جنّه الليل قال: يا يرفأ، انطلق إلى يزيد بن أبي سفيان، فأبصر، عنده سمّار و مصباح، مفترشا ديباجا و حريرا من فيء المسلمين، فتسلم عليه، فيرد عليك، و تستأذن فلا يؤذن لك حتى يعلم من أنت - فذكر جويرية كراهيته، و لم يحفظ أبو محمّد لفظه - قال: فانطلقا حتى انتهيا إلى بابه، فقال: السلام عليكم، فقال: و عليكم السلام، قال: أدخل ؟ قال: و من أنت ؟ قال: يرفأ هذا من يسوؤك، هذا أمير المؤمنين، ففتح الباب، فإذا سمّار و مصباح، و إذا هو مفترش ديباجا و حريرا، قال: يا يرفأ الباب الباب، ثم وضع الدرية بين أذنيه ضربا (3)،و كور المتاع فوضعه في وسط البيت، ثم قال للقوم: لا يبرح (4) أحد منكم حتى أرجع إليكم.

فخرجنا (5) من عنده، فقال: يا يرفأ، انطلق بنا إلى [عمرو (6) بن العاص، أبصر عنده سمارا و مصباحا و ديباجا مفترشا من فيء المسلمين فتسلم عليه، فيرد عليك (7)،و تستأذن عليه

ص: 135


1- كلمة غير معجمة و غير واضحة بالأصل و م: و صورتها:«الاساندانى».
2- الأصل: يقولون، و التصويب عن م و المصادر.
3- في م:«اذنا».
4- الأصل:«لا تبرحن حتى أعود إليكم» و المثبت عن م و المختصر.
5- في م: ثم خرجنا.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن م و المختصر.
7- في م: لكن.

فلا يأذن لك حتى يعلم من أنت - فذكر جويرية مشقة ذلك على عمر (1)،و ذكر حلفه و اعتذاره - قال: فانتهينا إلى بابه، فقال عمر: السلام عليكم، قال: و عليكم السلام، قال: أدخل ؟ قال: و من أنت ؟ قال يرفأ، هذا من يسوؤك، هذا أمير المؤمنين، قال: ففتح الباب، فإذا سمار و مصباح، و إذا هو مفترش (2) ديباجا و حريرا، قال: يا يرفأ، الباب الباب، ثم وضع الدرة بين أذنيه ضربا، فجعل عمرو يحلف، ثم كور المتاع فوضعه في وسط البيت، ثم قال للقوم: لا تبرحوا حتى أعود إليكم.

فخرجنا من عنده، فقال: يا يرفأ انطلق بنا إلى] أبي موسى، أبصره، عنده سمار و مصباح، مفترشا صوفا من مال المسلمين تستأذن عليه فلا يأذن لك حتى يعلم من أنت.

قال: فانطلقنا إليه و عنده سمار و مصباح، مفترشا من مال [المسلمين]، فوضع الدرة بين أذنيه ضربا، و قال: أنت أيضا يا أبا موسى، قال: يا أمير المؤمنين، هذا و قد رأيت ما صنع أصحابي، أما و اللّه لقد أصبت مثل ما أصابوا، قال: فما هذا؟ قال: زعم أهل البلد أنه لا يصلح إلا هذا، فكوّر المتاع فوضعه في وسط البيت و قال للقوم: لا يبرحن منكم أحد حتى أعود إليكم.

فلما خرجنا من عنده قال: يا يرفأ، انطلق بنا إلى أخي لتبصر به ليس عنده سمّار و لا مصباح، و ليس لبابه غلق، مفترشا بطحاء، متوسدا برذعة، عليه كساء رقيق، و قد أذلقه (3)البرد، فتسلم عليه، فيرد عليك السلام، و تستأذن فيأذن لك من قبل أن يعلم من أنت. فانطلقنا حتى إذا قمنا على بابه، قال: السلام عليكم، قال: و عليك السلام. قال: أ أدخل، فدفع الباب فإذا ليس له غلق، فدخلنا إلى بيت مظلم، فجعل عمر يلمسه حتى حتى وقع عليه، فجسّ وساده فإذا هو برذعة، و جس فراشه فإذا بطحاء، و جس دثاره فإذا كساء رقيق، فقال أبو الدرداء: من هذا؟ أمير المؤمنين ؟ قال: نعم، قال: أما و اللّه لقد استبطأتك منذ العام. قال عمر: رحمك اللّه أ و لم أوسع ؟ أ لم أفعل بك ؟ فقال له أبو الدرداء: أتذكر حديثا حدثناه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يا عمر؟ قال: أي حديث ؟ قال: ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب.

قال: نعم، قال: فما ذا فعلنا بعده يا عمر؟ قال: فما زالا يتجاوبان بالبكاء حتى أصبحا.

ص: 136


1- كذا في م و المختصر، و لعل الصواب:«عمرو».
2- في م: مفترش.
3- في م: أدلقه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي أويس، حدّثني سليمان بن بلال، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن محمّد بن كعب القرظي، قال:

جمع القرآن في زمان النبي صلى اللّه عليه و سلم خمسة من الأنصار:[معاذ] (2) بن جبل، و عبادة بن الصّامت، و أبيّ بن كعب، و أبو أيوب، و أبو الدّرداء، فلما كان زمان عمر بن الخطّاب كتب إليه يزيد بن أبي سفيان: إنّ أهل الشام قد كثروا، و ربلوا (3)،و ملئوا المدائن و احتاجوا إلى من يعلّمهم القرآن و يفقّههم، فأعنّي يا أمير المؤمنين برجال يعلّمونهم، فدعا عمر أولئك الخمسة، فقال لهم: إنّ إخوانكم من أهل الشام قد استعانوني بمن يعلّمهم القرآن، و يفقّههم في الدين، فأعينوني رحمكم اللّه بثلاثة منكم إن أجبتم فاستهموا (4) و إن انتدب منكم ثلاثة فليخرجوا، فقالوا: ما كنا لنتساهم (5)،هذا شيخ كبير لأبي أيوب، و أما هذا فسقيم لأبيّ بن كعب، فخرج معاذ، و عبادة، و أبو الدّرداء، فقال عمر: ابدءوا بحمص، فإنكم ستجدون الناس على وجوه مختلفة منهم من يلقن فإذا رأيتم ذلك فوجّهوا إليه طائفة من الناس، فإذا رضيتم منهم فليقم بها واحد و ليخرج واحد إلى دمشق، و الآخر إلى فلسطين، فقدموا حمص، فكانوا بها حتى إذا رضوا من الناس أقام بها عبادة، و خرج أبو الدّرداء إلى دمشق، و معاذ إلى فلسطين، فأما معاذ فمات عام طاعون عمواس، و أما عبادة فصار بعد إلى فلسطين فمات بها، و أما أبو الدّرداء فلم يزل بدمشق حتى مات.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه اليشكري، أنا زكريا المنقري، نا الأصمعي قال:

بلغني أن أبا الدّرداء توفي سنة إحدى عشرة بالشام.

ص: 137


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 356/2-357 تحت عنوان: ذكر من جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
2- زيادة عن ابن سعد.
3- ربلوا: كثروا و نموا، أو كثر أموالهم و أولادهم (تاج العروس: ربل).
4- الأصل و م: فاسهموا، و المثبت عن ابن سعد.
5- الأصل و م: لنساهم، و المثبت عن ابن سعد.

قال الأصمعي: قال سفيان: و أبو الدّرداء قدم الشام مع أبي (1) عبيدة في ولاية أبي بكر الصّدّيق - رحمة اللّه و رضوانه عليه - و بالشام مات، و قد دخل أبو الدّرداء مصر.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو محمّد بن أبي حامد المقرئ، قالا: أنا أبو العباس، أنا يعقوب، نا الخضر بن أبان، نا سيّار، حدّثنا جعفر قال: سمعت ثابتا البناني قال: بنى أبو الدّرداء مسكنا قدر بسطة، فمرّ عليه أبو ذرّ، فقال: ما هذا؟ تعمر دارا أمرك اللّه بخرابها، لأن أكون رأيتك متمرغا في عذرة أحبّ إليّ من أكون رأيتك في ما رأيتك فيه، فلما فرغ أبو الدّرداء من بنائه قال: إنّي قائل على بنائي هذا أشياء:

بنيت دارا و لست عامرها *** و لقد علمت إذ بنيت أين داري

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين، أنا أبو طاهر، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السّري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر قال: و كان القاضي - يعني يوم اليرموك - أبو الدّرداء.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الصفّار، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: قال الحسن بن الصباح: نا سفيان، عن الأحوص بن حكيم (2)،عن راشد بن سعد قال:

بلغ عمر أنّ أبا الدّرداء ابتنى كنيفا بحمص، فكتب إليه: أما بعد يا عويمر، أ ما كانت لك كفاية فيما بنت الروم عن تزيين الدنيا، و قد أذن اللّه بخرابها، فإذا أتاك كتابي هذا فانتقل من حمص إلى دمشق.

قال سفيان: عاقبه بهذا (3)(4).

أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا والدي، و أبو عبد اللّه، أنا محمّد بن الحسين القطان، نا إسحاق بن عبد اللّه بن رزين، نا حفص بن عبد الرّحمن (5)،نا المغيرة بن مسلم، عن أبان، عن الأحوص بن حكيم.

أن أبا الدرداء بنى حشا و هو بحمص، فبلغ عمر أنّ أبا الدّرداء بنى بناء، قال: فكتب

ص: 138


1- الأصل و م: أبو عبيدة.
2- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 345/2.
3- الأصل:«عاقبة هذا» و في م: عاقبه هذا.
4- قوله: قال سفيان: عاقبه بهذا، ليس في سير الأعلام.
5- في م:«حفص بن المغيرة» و كتب فيها فوق الكلام: ابن عبد الرحمن.

إليه: أن يا عويمر لك في بناء الروم و فارس ما يشغلك أن تبني و تجدد الدنيا، عزمت عليك بحقي عليك لما خرجت من حمص، و خرجت إلى دمشق، فسيّره.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني (1)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، أنا أبو زرعة (2)،حدّثني خالد بن يزيد المرّي عن هشام بن الغاز، عن مكحول: أن عمر انتقل أبا الدّرداء من حمص إلى دمشق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السّري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر، عن أبي حارثة، و أبي عثمان، قالا (3):

مات عثمان و الشام على معاوية، و عامل معاوية على حمص عبد الرّحمن بن خالد، و على قنّسرين حبيب بن مسلمة، و على الأردن أبو الأعور بن سفيان (4)،و على القضاء أبو الدّرداء.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، نا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، نا أبي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن أبي النّضر مسلم بن عبد اللّه قال: سمعت جبلة بن عبد الرّحمن قال: كان أبو الدّرداء خليفة معاوية بالشام.

أخبرنا أبو محمّد المزكّي، نا أبو محمّد الصّوفي، أنا أبو محمّد العدل، أنا أبو الميمون البجلي، نا عبد الرّحمن بن عمرو (5)،نا عبد الأعلى بن مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال: عمر أمّر أبا الدّرداء على القضاء يعني بدمشق، و كان القاضي يكون خليفة الأمير إذا غاب.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (6)،أنا عفّان بن مسلم، نا حمّاد بن زيد، عن يحيى بن سعيد قال:

ص: 139


1- في م: الكناني، تصحيف.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 220/1.
3- الخبر في تاريخ الطبري 693/2 (ط بيروت) حوادث سنة 35.
4- زيد في تاريخ الطبري: و على فلسطين علقمة بن حكيم الكناني، و على البحر عبد اللّه بن قيس الفزاري.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 198/1 و الاستيعاب 18/3 (هامش الإصابة).
6- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 392/7.

استعمل أبو الدّرداء على القضاء فأصبح يهنئونه فقال: أ تهنّئوني بالقضاء و قد جعلت على رأس مهواة منزلتها أبعد من عدن أبيّن و لو علم الناس ما في القضاء لأخذوه بالدّول رغبة عنه و كراهية له، و لو يعلم الناس ما في الأذان لأخذوه بالدّول رغبة فيه و حرصا عليه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو محمّد بن حامد المقرئ، قالا: أنا أبو العباس - هو الأصم - نا الخضر بن أبان، نا سيّار، نا جعفر قال: سمعت مالك بن دينار يقول:

كنت اليوم عند ثابت البناني، فقرأ علينا رسالة سلمان إلى أبي الدّرداء و كان فيها هذا الكلام:

و إنه بلغني أنك جعلت طبيبا فإن كنت تبرئ فنعم مالك، و بلغني أنك اتّخذت خادما، و إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ العبد لا يزال من اللّه و اللّه منه ما لم يخدم، فإذا خدم وجب عليه الحساب» (1)[10176].

قال البيهقي: كذا قال سلمان إلى أبي الدّرداء.

أخبرنا أبو القاسم أحمد بن محمّد بن المسلّم الهاشمي، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن يحيى السّميساطي، أنا عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، أنا أحمد بن عمير بن يوسف، نا يونس بن عبد الأعلى، أنا عبد اللّه بن وهب أن (2) مالك بن أنس أخبره.

ح قال: و حدّثنا عيسى، أنا عبد الرّحمن بن القاسم، حدّثني مالك، عن يحيى بن سعيد.

أن أبا الدّرداء كتب إلى سلمان الفارسي:

أن هلمّ إلى الأرض المقدسة.

فكتب إليه سلمان: إنّ الأرض لا تقدّس أحدا و إنّما يقدّس الإنسان علمه (3)،و قد بلغني أنك جعلت طبيبا تداوي، فإن كنت تبرئ فنعم مالك، و إن كنت متطبّبا فاحذر أن تقتل إنسانا فتدخل النار.

ص: 140


1- راجع حلية الأولياء لأبي نعيم 214/1-215 و فيها رسالة طويلة باختلاف.
2- بالأصل:«بن» تصحيف، و المثبت عن م.
3- كذا بالأصل، و في م و المختصر: عمله.

و كان أبو الدّرداء إذا قضى بين اثنين ثم أدبرا عنه، نظر إليهما فقال: ارجعا عليّ أعيدا (1)علي قضيتكما (2)،و قال ابن ميرود (3):قضاءكما، متطبّبا و اللّه.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو الفضل بن خميرويه (4)،أنا أحمد بن نجدة، نا سعيد بن منصور، نا يعقوب بن عبد الرّحمن، حدّثني موسى بن عبيدة قال:

كتب أبو الدّرداء إلى بعض إخوانه: أما بعد، فإنّي أوصيك بتقوى اللّه، و الزّهد في الدنيا، و الرغبة فيما عند اللّه فإنّك إذا فعلت ذلك أحبّك اللّه لرغبتك فيما عنده، و أحبّك الناس لتركك لهم دنياهم، و السلام.

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، نا محمّد بن منصور، نا عبد الرزّاق عن (5) معمر، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، قال:

كتب أبو الدّرداء إلى مسلمة بن مخلد: سلام عليك، أمّا بعد، فإنّ العبد إذا عمل بطاعة اللّه أحبّه اللّه، فإذا أحبّه اللّه حبّبه إلى عباده، و إن (6) العبد إذا عمل بمعصية اللّه أبغضه اللّه، فإذا أبغضه اللّه بغّضه إلى عباده.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعيد بن أبي عمرو، نا أبو العباس الأصم، نا الحسين بن علي بن عفّان، نا أبو أسامة، عن زائدة، عن منصور، عن شقيق، عن أم الدّرداء (7) قالت:

إنّي لآمركم بالأمر و ما أفعله، و لكن لعل اللّه أن يأجرني فيه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني (8)،نا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا

ص: 141


1- الأصل: عيدا، و المثبت عن م.
2- سير أعلام النبلاء 345/2 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 403.
3- كذا بالأصل و م.
4- كذا بالأصل و م.
5- تقرأ بالأصل و م:«عمر».
6- من هنا الخبر في سير الأعلام 345/2.
7- كذا بالأصل و م، ورد الخبر:«عن أم الدرداء» و الخبر في سير أعلام النبلاء 345/2 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص 403)«عن أبي الدرداء». و في المختصر كالمصدرين: عن أبي الدرداء.
8- في م: الكناني، تصحيف.

أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده قال:

قال عمر لأبي ذرّ و لابن مسعود و لأبي الدّرداء: ما هذا الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو القاسم بن غيلان بن محمّد بن إبراهيم بن غيلان السّمسار، نا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا الحسين بن عبد اللّه بن يزيد القطان - بالرقة - نا إسحاق بن موسى الأنصاري، نا معن بن عيسى، عن مالك بن أنس، عن عبد اللّه بن إدريس، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه.

أن عمر بعث إلى أبي الدّرداء، و ابن مسعود، و أبي مسعود، فقال: ما هذا الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فحبسهم بالمدينة حتى مات.

قال الخطيب: تفرد بروايته معن بن عيسى، عن مالك و لم يروه فيما يعلم غير إسحاق بن موسى عن معن.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن الأزهري، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن مسلم، نا أحمد بن منصور الرمادي، نا يحيى بن أبي بكر، نا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه.

أن عمر قال لعبد اللّه بن مسعود و أبي الدّرداء و أبي ذرّ، ما هذا الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ و أحسبه حبسهم بالمدينة حتى أصيب (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو القاسم عمر بن الحسين الخفّاف، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزهري، حدّثني أبي، حدّثني عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا إبراهيم بن سعد (3)،حدّثني أبي عن أبيه قال:

قال عمر لأبي ذرّ، و لعبد اللّه، و لأبي الدّرداء - رضي اللّه عنهم-: ما هذا الحديث الذي تحدّثون عن محمّد صلى اللّه عليه و سلم ؟ و أحسبه قال: حبسهم عنده.

[قال المصنف] و هذا من عمر لم يكن على وجه الاتّهام لهم، و إنّما أراد إقلالهم الرواية لئلا يشتغل [الناس] (4) بما يسمعونه منهم عن تعلّم القرآن.

ص: 142


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 545/1.
2- سير أعلام النبلاء 345/2.
3- الأصل و م: سعيد.
4- الزيادة عن المختصر، سقطت اللفظة من الأصل و م.

و قد روي عن أبي الدّرداء في تحرزه في الرواية ما.

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، حدّثني محمّد بن قدامة، نا معن بن عيسى، نا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي الدّرداء أنه كان إذا حدّث بالحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: اللّهم إن لا هكذا، فكشكله (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه بن البنّا، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني (2).

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي قالا: أنا أبو القاسم البغوي، نا أبو خيثمة (3)،نا معن بن عيسى، نا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد.

عن أبي الدّرداء قال: كان إذا حدّث بالحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: اللّهم إلاّ هكذا، فكشكله.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد أحمد بن أبي عثمان، و أبو طاهر أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصّاري.

[ح] (4) و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن أبي عثمان، و أبو طاهر أحمد بن محمّد، أنا أبي أبو طاهر.

قالوا: أنا إسماعيل بن الحسن.

[ح] و أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، قالا: أنا أبو عمر بن مهدي، قالا: نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا علي بن شعيب، نا معن، نا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد.

ص: 143


1- سير أعلام النبلاء 347/2.
2- الأصل:«الكناني»، و في م:«الكافي» ترجمته في سير أعلام النبلاء 482/16.
3- أخرجه أبو خيثمة زهير بن حرب في كتاب العلم رقم 105 (ص 134).
4- «ح» حرف التحويل أضيف عن م.

عن أبي الدّرداء أنه كان إذا حدّث الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرغ منه قال: اللّهم إن لا هكذا، فكشكله.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني (1)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا الميمون، نا أبو زرعة (2)،نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد قال:

كان أبو الدّرداء إذا تحدّث قال: اللّهم إلاّ هكذا، فكشكله.

قال: و أنا أبو زرعة (3)،نا محمّد بن زرعة الرّعيني، نا الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن العلاء بن زبر، عن بسر (4) بن عبيد اللّه (5)،عن أبي إدريس قال:

سمعت أبا الدرداء إذا فرغ من الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: هذا، أو نحو هذا أو شكله.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن أحمد بن بشّار السّابوري - بالبصرة - نا محمّد بن أحمد بن محمويه القشيري، نا أحمد بن عثمان بن أبي منصور السّكوني، نا محمّد بن الوزير، و عمرو بن عثمان، قالا: نا الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن العلاء، عن بسر (6) بن عبيد اللّه، عن أبي إدريس أن أبا الدرداء كان يحدّث الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فإذا فرغ منه قال: هذا أو نحو هكذا أو شكله.

[أخبرنا] (7) أبو سهل محمد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه نا محمد بن هارون. نا نصر بن علي، نا عبد اللّه بن داود، عن عاصم، عن رجاء بن حيوة، عن مكحول و ربيعة بن يزيد و نوفل بن أبي مالك، أن أبا الدرداء كان إذا حدث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: هكذا أو شكله]. [قال ابن عساكر]: الصواب[ (8) يزيد، و نوفل تصحيف].

ص: 144


1- في م: الكناني، تصحيف.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 544/1 رقم 1474.
3- المصدر السابق 544/1 رقم 1475.
4- الأصل و م: بشر، تصحيف، و التصويب عن أبي زرعة.
5- الأصل و م: عبد اللّه، تصحيف، و التصويب عن أبي زرعة.
6- الأصل و م: بشر، تصحيف، و التصويب عن أبي زرعة.
7- الخبر بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
8- ما بين الرقمين جاء بالأصل بعد الخبر السابق، أخرناه إلى هنا موضعه الصحيح بعد استدراكنا للخبر الناقص عن م، و قد جاء فيه: نوفل بن أبي مالك.

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أحمد بن إسحاق الباهلي، نا ابن داود، نا عاصم، عن رجاء بن حيوة، عن يزيد بن أبي مالك و ربيعة بن يزيد، و مكحول أن أبا الدّرداء كان إذا حدّث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: هذا أو شكله.

كذا قال، و الصواب: و عن يزيد بزيادة واو (1)،لأن عاصما، رواه عن يزيد.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح، نا أحمد بن عبد الواحد، نا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبيد اللّه قال:

كان أبو الدّرداء إذا حدّث بحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: هذا أو نحوه، و شبهه، و شكله.

أنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: أنا محمّد بن صاعد، أنا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك (2)، أنا ثور (3) بن يزيد، عن خالد بن معدان قال: قال أبو الدّرداء: الدّنيا ملعونة، معلون ما فيها إلاّ ذكر اللّه، و ما أدّى (4) إليه، و العالم و المتعلّم في الخير شريكان، و سائر الناس همج لا خير فيهم.

أخبرنا أبو غالب أيضا، أنا أبو محمّد، أنا أبو عمر، أنا ابن صاعد، أنا الحسين، أنا عبد اللّه (5)،أنا أيضا - يعني سعيد بن عبد العزيز - قال: قال أبو الدّرداء: لا خير في الحياة إلاّ لأحد رجلين: صموت ورع، أو ناطق عالم.

كذا قال، و الصواب: واع.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا سهل بن بشر، أنا طرفة بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أبو الجهم، أنا أحمد بن أبي الحواري، نا مروان، عن سعيد بن عبد العزيز قال:

ص: 145


1- يعني: و عن يزيد بن أبي مالك.
2- رواه ابن المبارك في الزهد و الرقائق ص 191-192 رقم 543.
3- الأصل و م: أنا أبو ثور، تصحيف، و التصويب عن الزهد.
4- كذا بالأصل و م و الزهد، و في المختصر:«أوى».
5- رواه ابن المبارك في الزهد و الرقائق ص 491 رقم 1397.

قال أبو الدرداء: لا خير في الحياة إلاّ لأحد رجلين: منصت واع، أو متكلّم عالم.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو المظفّر محمود بن جعفر بن محمّد الكوسج، أنا عمّ أبي أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن جعفر الكوسج، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن السندي بن علي بن بهرام، نا أبو عبد اللّه محمّد بن زياد بن عبيد اللّه (1) الزّيادي، أنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن سالم قال:

قال أبو الدّرداء: ما لي أرى علماءكم يذهبون، و أرى جهّالكم لا يتعلّمون، تعلّموا فإنّ العالم و المتعلّم في الأجر سواء، و لا خير في سائر الناس، ما لي أراكم تحرصون على ما تكفّل لكم به و تباطئون عمّا أمرتم به (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو الخير محمّد بن أحمد بن محمّد، و سليمان بن إبراهيم الحافظ .

ح و أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم المقرئ، أنا أبو الخير محمّد بن أحمد بن محمّد بن ررا، قالا: أنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق، نا محمّد بن عمر بن حفص، نا إسحاق بن الفيض، نا عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده.

عن أبي الدّرداء قال: لا يكون عالما حتى يكون متعلّما، و لا يكون بالعلم عالما حتى يكون به عاملا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، و أخوه أبو بكر وجيه، قالا: أنا أبو نصر بن موسى، أنا أبو زكريا الحري.

ح و أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن الحسين بن أحمد الصفّار (3)،أنا أبو بكر محمّد بن القاسم الصفّار، أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن داود العلوي (4).

ص: 146


1- الأصل: عبد اللّه، تصحيف، و التصويب عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 154/11.
2- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء باختلاف السند و الرواية راجع 213/1. و سير أعلام النبلاء 347/2 من طريق منصور عن سالم بن أبي الجعد.
3- مشيخة ابن عساكر 122/ب.
4- رسمها بالأصل و م:«العلواسي» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 98/17.

[ح] و أنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا السيد أبو الحسن العلوي.

قالا: أنا عبد اللّه بن الشّرقي (1)،نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا جعفر بن برقان عن فرات بن سلمان، عن أبي الدّرداء قال:

إنك لن تكون عالما حتى تكون متعلما، و لن تكون متعلّما حتى تكون بما علمت عاملا (2).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الحسين بن الفرّاء، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه الدّقّاق، نا حسين بن أبي معشر، أنا وكيع، عن جعفر بن برقان، عن فرات بن سلمان، عن أبي الدّرداء قال:

إنك لن تكون عالما حتى تكون متعلّما، و لن تكون متعلّما حتى تكون بما تعلّمت عاملا.

قال: و أنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفي، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، نا يحيى بن أبي طالب، أنا عبد الوهّاب بن عطاء، أنا هشام الدّستوائي، عن برد، عن سلمان قاضي عمر بن عبد العزيز قال:

قال أبو الدّرداء: لا تكون عالما حتى تكون متعلّما، و لا تكون بالعلم عالما حتى تكون به عاملا.

أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس، فذكر بإسناده نحوه إلاّ أنه قال: قاصّ عمر بن عبد العزيز.

و الصواب: قاضي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا أبو محمّد الجوهري - إملاء-.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد - قراءة-.

أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل قالا: أنا أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد.

ص: 147


1- الأصل و م:«السرفي» تصحيف، و الصواب ما أثبت، و هو عبد اللّه بن محمد، أخو أبي حامد بن الشرقي، راجع الحاشية السابقة.
2- سير أعلام النبلاء 347/2.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد أحمد بن علي بن أبي عثمان قالوا: أنا أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصّلت، نا إبراهيم بن عبد الصمد.

قالا: نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، أنا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، قال: قال أبو الدّرداء: إنّ أخوف ما أخاف إذا وقفت على الحساب أن يقال لي: قد علمت فما ذا علمت (1).

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا أحمد بن إبراهيم الموصلي، نا أبو فضالة، عن نعمان، عن أبي الدّرداء قال:

إنّما أخشى أن يدعوني يوم القيامة فيقول: يا عويمر ما عملت فيما علمت.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل الصّفّار، أنا أحمد بن منصور، نا عبد الرزّاق، أنا معمر قال: قال أبو الدّرداء:

إن أخوف ما أخاف أن يقال لي يوم القيامة: قد علمت فما عملت فيما عملت.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الحسين محمّد بن محمّد، قالا: نا أحمد بن علي بن ثابت، أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا حسين بن أبي معشر، أنا وكيع، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران قال: قال أبو الدّرداء (2):

ويل للذي لا يعلم مرّة، و ويل للذي يعلم و لا يعمل سبع مرّات.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالوا: أنا أحمد بن منصور، أنا محمّد بن الفضل، نا جدي، نا علي بن حجر، نا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن أبي الدّرداء قال (3):

ص: 148


1- رواه ابن المبارك في كتاب الزهد و الرقائق ص 93 رقم 326 باختلاف سنده و ألفاظه. و سير أعلام النبلاء 347/2 و رواه أبو نعيم في الحلية 213/1 من طريق سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال.
2- سير أعلام النبلاء 347/2 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص 403).
3- تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص 403) و سير الأعلام 345/2 و رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 213/1 من طريق أبي وائل.

إني لآمرك بالأمر و ما أفعله، و لكن أرجو من اللّه أن أؤجر عليه، و إنّ أبغض الناس إليّ أن أظلمه الذي لا يستعين عليّ إلاّ باللّه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك (1)،عن محمّد بن عجلان، عن عون بن عبد اللّه قال:

قلت لأم الدّرداء: أي عبادة أبي الدّرداء كان أكثر؟ قالت: التفكّر و الاعتبار.

أخبرنا أبو القاسم زاهر، و أبو بكر وجيه ابنا (2) أبي عبد الرّحمن، قالا: أنا أبو نصر المزكّي، نا أبو زكريا الحري، أنا عبد اللّه (3) بن الشرقي، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا مالك بن مغول، و المسعودي، عن عون بن عبد اللّه بن عتبة قال: سألت أم الدّرداء ما كان أفضل عبادة أبي الدّرداء؟ قالت: التفكّر و الاعتبار (4).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا الجوهري، أنا أبو عمر، نا يحيى، نا الحسين، أنا عبد اللّه (5)،أنا عبد الرّحمن المسعودي، نا عون بن عبد اللّه، عن أم الدّرداء أنه قيل لها:

ما كان أكثر عمل أبي الدّرداء؟ قالت: التفكّر، قالت (6):نظر يوما إلى ثورين يخدّان في الأرض، مستقلين بعملهما إذ عنت أحدهما فقام الآخر، فقال أبو الدّرداء: في هذا تفكّر، استقلاّ بعملهما و اجتمعا، فلما عنت أحدهما قام الآخر، كذلك المتعاونان على ذكر اللّه عزّ و جلّ .

قال: و أنا عبد اللّه (7)-فيما قرأه علي محمّد بن شعيب عن النعمان، عن مكحول.

أن أبا الدّرداء كان يقول: من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، و لهم بذلك أجر، و من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير و عليهم بذلك إصر، و تفكر ساعة خير من قيام ليلة.

ص: 149


1- رواه ابن المبارك في الزهد ص 97 رقم 286.
2- في م:«أنا» تصحيف.
3- الأصل و م: عبيد اللّه، تصحيف.
4- رواه أبو نعيم في الحلية 208/1 من طريقين، من طريق مالك بن مغول عن عون بن عبد اللّه بن عتبة. و من طريق عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد. و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص 403)، و سير الأعلام 2/ 348 من طريق ابن عجلان عن عون بن عبد اللّه.
5- رواه ابن المبارك في الزهد ص 302 رقم 872.
6- الأصل و م: قال، و المثبت عن الزهد.
7- رواه ابن المبارك في الزهد ص 332 رقم 949.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، نا الحاكم أبو أحمد محمّد بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عفير الأنصاري، نا أحمد بن معاوية الأصبهاني، نا الحسين بن حفص، نا أبو مسلم قائد الأعمش، عن مالك بن مغول، عن عون بن عبد اللّه بن عتبة، عن أم الدّرداء، عن أبي الدّرداء قال: تفكّر ساعة خير من قيام ليلة (1).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا [أبو] (2) عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا عمر بن سعيد الدمشقي، نا عمرو (3) بن واقد، عن ابن حلبس (4) قال (5):قيل لأبي الدّرداء - و كان لا يفتر من الذكر - [كم] (6) تسبّح يا أبا الدّرداء في كل يوم ؟ قال: مائة ألف إلاّ أن تخطئ الأصابع.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف بن بشر، أنا محمّد بن حمّاد، أنا عبد الرزّاق، أنا عمر بن راشد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، قال:

جلس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذات يوم فأخذ عودا يابسا فحطّ ورقه ثم قال: إن قول لا إله إلاّ اللّه، و اللّه أكبر، و الحمد للّه، و سبحان اللّه تحطّ الخطايا كما يحطّ ورق هذه الشجرة، خذهنّ يا أبا الدّرداء قبل أن يحال بينك و بينهن، فإنهن الباقيات الصالحات، و هنّ من كنوز الجنّة، فقال أبو سلمة: فكان أبو الدّرداء إذا ذكر هذا الحديث. قال: لأهللنّ اللّه، و لأكبّرن اللّه، و لأسبّحنّ اللّه حتى إذا رآني جاهل حسب أنّي مجنون.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و علي بن زيد السّلميان، قالا: أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم - زاد الفقيه: و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرزّاق بن عبد اللّه قالا:- أنا محمّد بن عوف بن أحمد المزني (7)،أنا الحسن بن منير التنوخي، أنا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا يزيد بن عبد اللّه السّرّاج، نا مكحول قال:

نزل سلمان بأبي الدّرداء فلما كان في ليلة الجمعة تعشى أبو الدّرداء و صلّى و نام بثيابه،

ص: 150


1- سير أعلام النبلاء 348/2 و ابن سعد 392/7.
2- سقطت من الأصل و م.
3- الأصل و م: عمر، تصحيف.
4- الأصل و م: حلس، و المثبت عن سير الأعلام.
5- سير أعلام النبلاء 348/2 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص 403).
6- الزيادة عن م، و المصدرين.
7- ترجمته في سير أعلام النبلاء 550/17.

فقال سلمان لأم الدّرداء: أنبهيه، قالت: إنه ليس ينزع ثيابه ليلة الجمعة، فأنبهه سلمان فقال:

أ لا تنزع ثيابك ؟ قال: إنّي أريد أن أقوم أصلّي ليلتي قال: إنّ لعينك عليك حقا، و لجسدك عليك حقا، فقام أبو الدّرداء فقال: أحييتني أحياك اللّه، أحييتني أحياك اللّه - ثلاث مرّات-.

أخبرنا أبو سعد ناصر بن سهل بن أحمد النوقاني (1)،أنا القاضي أبو سعيد بن محمّد بن فرح-.

زاد و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، قالا: أنا محمّد بن يوسف.

ح و أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، أنا أبو محمّد بن النحّاس، قالا: أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمّد بن سليمان بن بنت مطر، نا [أبو] (2) معاوية، عن ح - و قال النوقاني: نا - موسى بن مسلم - زاد النّوقاني:- و هو الصغير - عن هلال بن يساف عن أم الدّرداء قالت:

قلت لأبي الدّرداء: أ لا تبتغي لأضيافك ؟ قال: ما تبتغي الرجال لأضيافهم ؟ فقال: إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ أمامكم عقبة كئودا (3) لا يجوزها المثقلون» فأحبّ أن أتخفّف، لتلك العقبة[10177].

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و غيره، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، نا محمّد بن جعفر بن سفيان الرافعي، نا موسى بن مروان الرّقّي، نا المعافى بن عمران، نا ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن عبيد بن عبد الرّحمن.

أنّ حدير (4) الأسلمي (5) دخل على أبي الدّرداء و تحته فراش جلد و سبنيّة (6) صوف، و هو وجع و قد عرق، فقال له حدير: ما يمنعك أن تكتسب فراشا بورق و كساء (7) خزّ و قطيفة

ص: 151


1- الأصل:«البرقاني» و رسمها في م:«النوفانى» قارن مع مشيخة ابن عساكر 229/ب.
2- سقطت من الأصل و أضيفت عن م، راجع ترجمة موسى بن مسلم الشيباني في تهذيب الكمال 511/18.
3- الأصل و م: كئود، و التصويب عن حلية الأولياء 226/1.
4- الأصل و م: جرير، تصحيف، و التصويب عن المختصر.
5- الخبر في حلية الأولياء 222/1 من طريق بكر بن سوادة عن خالد بن حدير الأسلمي.
6- في الحلية:«سبتية» و السبنية: ضرب من الثياب تتخذ من مشاقة الكتان أغلط ما يكون (اللسان).
7- في الحلية: كساء مرعزى.

خزّ مما يعطيك معاوية، قال أبو الدّرداء: إنّ لنا دارا لها نعمل، و إليها نظعن، و إنّ المخفّف (1) فيها أفضل من المثقل.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشّاب.

قالا: أنا عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أحمد بن منصور الرّمادي، نا عبد الرزّاق، أنا معمر عن صاحب له قال:

كتب أبو الدّرداء إلى سلمان (2):يا أخي بلغني أنك اشتريت خادما، و إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا يزال العبد من اللّه عز و جل و هو منه ما لم يخدم فإذا خدم وجب عليه الحساب»، و إن أم الدّرداء سألتني خادما - و أنا يومئذ موسر - فكرهت ذلك لما سمعت من الحساب، و يا أخي من لي و لك بأن نوافي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم القيامة و لا نخاف حسابا، و يا أخي لا تغترّ بصحبة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فإنّا قد عشنا بعده دهرا طويلا، و اللّه تعالى أعلم بالذي أصبنا[10178].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أبو قلابة، نا داود بن عمرو، نا إسماعيل بن عيّاش (3)،عن مطعم بن المقدام الصّنعاني، عن محمّد بن واسع الأسدي قال:

كتب أبو الدّرداء إلى سلمان: من أبي الدّرداء إلى سلمان، أما بعد يا أخي إنّي أنبئت أنّك اشتريت خادما، و إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«العبد من اللّه و هو منه ما لم يخدم، فإذا خدم وقع عليه الحساب»، و إنّ أم الدّرداء سألتني أن أشتري لها خادما و كنت لذلك موسرا، و إنّي خفت الحساب، يا أخي من (4) لي و لك أن نلقى اللّه و لا حساب علينا، فإنّا عشنا بعد نبينا دهرا طويلا، و اللّه أعلم بما أحدثنا، و اللّه المستعان (5).

أخبرنا أبو زكريا يحيى بن بختيار بن عبد اللّه الشيرازي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم

ص: 152


1- كذا بالأصل و م، و في المختصر: المخف.
2- جزء من رسالة، ذكرها أبو نعيم في الحلية 214/1-215.
3- الأصل: عباس، تصحيف، و المثبت عن م.
4- الأصل و م: أنا.
5- راجع حلية الأولياء 215/1.

المقدسي - لفظا - أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن أحمد السمحاني، أنا أبو الفرج عمر بن عبد اللّه بن جعفر الصوفي الرقّي، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن يوسف التمار، نا أبو الحسن علي بن إبراهيم، نا حامد بن شعيب، نا الربيع بن ثعلب، نا إسماعيل بن عيّاش، عن مطعم بن المقدام الصّنعاني، عن محمّد بن واسع، قال:

كتب أبو الدّرداء إلى سلمان (1):أما بعد يا أخي اغتنم صحتك و فراغك من قبل أن ينزل بك ما لا يستطيع أحد من الناس ردّه، يا أخي اغتنم دعوة المؤمن المسلم، يا أخي و ليكن بيتك المسجد، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«المسجد بيت كل تقيّ »[10179]، و قد ضمن اللّه لمن كانت المساجد بيوتهم الروح و الراحة و الجواز على الصراط إلى رضوان اللّه عزّ و جل.

يا أخي ادن اليتيم منك، و ألطفه و امسح برأسه، و أطعمه من طعامك، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول و أتاه رجل يشكو إليه قساوة قلبه فقال له:«ادن اليتيم منك، و الطفه، و امسح برأسه، و أطعمه من طعامك، فإن ذلك يليّن قلبك و تدرك (2) حاجتك»[10180].

و يا أخي إياك أن تجمع من الدنيا ما لا يؤدي شكره، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يجاء بصاحب الدنيا الذي أطاع اللّه عز و جل فيها و ماله بين يديه، كلّما تكفأ به الصراط قال له ماله: امض قد أدّيت حق اللّه عز و جل فيّ ، ثم يجاء بصاحب الدنيا الذي لم يطع اللّه فيها و ماله بين يديه، كلما تكفأ به الصراط قال ما له: ويلك أ لا أدّيت حقّ اللّه عز و جل مني، فلا يزال كذلك حتى يدعو بالويل و الثبور»[10181].

و يا أخي إنّي أنبئت أنك اشتريت خادما، و إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«العبد من اللّه و اللّه منه ما لم يخدم، فإذا خدم وقع عليه الحساب»، و إنّ أم الدّرداء سألتني أن اشتري لها خادما و كنت لذلك موسرا، و إنّي خفت الحساب، و يا أخي أنّى لي و لك أن نلقى اللّه و لا حساب علينا، فإنا عشنا بعد نبيّنا صلى اللّه عليه و سلم دهرا طويلا، و اللّه أعلم بما أحدثنا، و السلام[10182].

أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة، أنا أبو الفضل بن خميرويه، أنا أحمد بن نجدة، نا سعيد بن

ص: 153


1- من طريق آخر في الحلية 214/1 و باختلاف بعض الألفاظ .
2- الحلية: و تقدر على حاجتك.

منصور، نا إسماعيل بن عيّاش، حدّثني مطعم بن المقدام الصّنعاني، عن محمّد بن واسع قال:

كتب أبو الدّرداء إلى سلمان: من أبي الدّرداء إلى سلمان، أما بعد يا أخي اغتنم صحتك و فراغك (1) من قبل أن ينزل بك من البلاء ما لا يستطيع أحد من الناس ردّه، يا أخي اغتنم دعوة المؤمن المبتلى، و يا أخي ليكن المسجد بيتك، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«المسجد بيت كل تقيّ »، و قد ضمن اللّه لمن كانت المساجد بيوتهم بالروح و الروحة (2)و الراحة و الجواز على الصراط إلى رضوان الرب[10183].

و يا أخي ادن اليتيم منك، و امسح برأسه، و الطف به، و أطعمه من طعامك، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول و جاءه رجل يشكو إليه قسوة قلبه قال:«ادن اليتيم و الطف به، و امسح برأسه و أطعمه من طعامك، فإنّ ذلك يلين قلبك و تدرك حاجتك»[10184].

و يا أخي إيّاك أن تجمع من الدنيا ما لا تؤدي شكره، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يؤتى بصاحب المال الذي أطاع اللّه فيه و ماله بين يديه، كلما انكفأ به الصراط قال له ماله:[امض فقد أديت الحق الذي عليك، قال و يجاء بالذي لم يطع اللّه فيه، و ماله بين كتفيه فيعثر ماله، و يقول له] (3) ويلك أ لا أدّيت حق اللّه فيّ فما يزال كذلك حتى يدعو بالويل و الثبور»[10185].

و يا أخي إنّي أنبئت أنك ابتعت خادما، و إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«العبد من اللّه و هو منه ما لم يخدم، فإذا خدم وقع عليه الحساب»، و إنّ أم الدّرداء سألتني أن أشتري لها خادما و كنت بذلك موسرا، و إنّي خفت الحساب، و يا أخي أنّى لي و لك أن نلقى اللّه غدا و لا حساب علينا و إنّا عشنا بعد نبيّنا صلى اللّه عليه و سلم دهرا طويلا، و اللّه أعلم بما أحدثنا و السلام[10186].

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي طالب محمّد بن علي بن الفتح، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أخي ميمي، أنا الحسين بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا هارون بن عبد اللّه، نا أبو أسامة، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري قال (4):

ص: 154


1- بالأصل هنا: فراقك، و المثبت عن م.
2- «و الروحة» ليست في م و المختصر.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لإيضاح المعنى عن حلية الأولياء 214/1.
4- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 348/2 من طريق الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري، و حلية الأولياء 224/1.

بينا أبو الدّرداء يوقد تحت قدر له إذا سمع في القدر صوتا، ثم ارتفع الصوت بتسبيح كهيئة صوت الصبي، ثم انكفأت القدر ثم رجعت مكانها و لم ينصبّ منها شيء، فجعل أبو الدّرداء ينادي: يا سلمان انظر إلى ما لم ينظر إلى مثله أنت و لا أبوك، قال: فقال له سلمان:

أما إنّك لو سكتّ لسمعت من آيات اللّه الكبرى.

قال الأعمش: كان النبي صلى اللّه عليه و سلم قد آخى بين سلمان و أبي الدّرداء.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أبو كريب، نا يحيى، عن أبي بكر، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن خيثمة قال (1):

كان أبو الدّرداء يصلح قدرا له، فوقعت على وجهها، فجعلت تسبّح، فقال: يا سلمان تعال إلى ما لم يسمع أبوك مثله، قال: فجاء سلمان و سكن الصوت، فأخبره، فقال سلمان:

لو لم تسبّح (2) لرأيت أو لسمعت من آيات اللّه الكبرى.

قال: و نا أبو كريب، نا أبو أسامة، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري نحوه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، نا عبد اللّه بن جعفر، أنا أبو المليح، عن ميمون قال:

مرض أبو الدّرداء ففزع إلى نفقة كانت عنده فوجدها خمسة عشر درهما فقالت ما كانت هذه مبقية مني شيئا، إن كان لمحرقة ما بين عانتي إلى ذقني.

أخبرنا أبوا (3) الحسن الفقيهان، و أبو المعالي بن الشعيري، قالوا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر السّلمي، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر الخرائطي، نا إبراهيم بن الجنيد، نا يحيى بن بكير، حدّثني عبد الرّحمن بن القاسم قال: سمعت مالك بن أنس.

يذكر أن أبا الدّرداء قال: إنّي لبخيل إن كان لي ثلاثة أثواب، لا أقرض اللّه أحدها.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية،

ص: 155


1- تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص 403).
2- في تاريخ الإسلام: تصح.
3- بالأصل و م:«أبو» تصحيف.

و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: أنا أبو محمّد بن صاعد، أنا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك (1)،نا الأوزاعي (2)،عن بلال بن سعد أن أبا الدّرداء قال (3):

أعوذ باللّه من تفرقة القلب، قيل: و ما تفرقة القلب ؟ قال: أن يوضع (4) لي في كلّ واد مال.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أحمد بن الحسن قالا: نا أبو العباس - هو الأصم - نا أحمد بن عيسى، نا عمرو بن أبي سلمة، نا الأوزاعي قال: سمعت بلال بن سعد يقول:

كان أبو الدّرداء يقول في دعائه: اللّهمّ إنّي أعوذ بك من تفرقة القلب، قال: قيل له:

و ما تفرقة القلب ؟ قال: أن توضع في كلّ واد مال.

أخبرنا أبوا (5) الحسن الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان السّلمي، أنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا عبد الوهّاب بن عبد الرحيم، نا الوليد بن مسلم، نا أبو عمرو الأوزاعي، حدّثني بلال بن سعد.

أن أبا الدّرداء رضي اللّه عنه كان يقول: اللّهمّ إنّي أعوذ بك من تفرقة القلب، و ذلك أن يجعل لي في كلّ واد مال (6).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران (7)،أنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا أبي، نا عبد الملك بن عمرو، و عبد الصمد، قالا: نا عبد الجليل، عن شهر، عن أم الدّرداء قالت:

يا أبو الدّرداء ليلة يصلي، فجعل يبكي و يقول: اللّهمّ أحسنت خلقي فحسّن خلقي حتى أصبح، فقلت له: يا أبا الدّرداء ما كان دعاؤك منذ الليل إلاّ في حسن الخلق، فقال: يا أم الدّرداء يأتي العبد المسلم بحسن خلقه حتى يدخله حسن خلقه الجنة و بسيّئ خلقه يدخله خلقه النار، و إنّ العبد المسلم ليغفر له و هو نائم، قالت: قلت: كيف ذاك يا أبا الدّرداء؟ قال:

ص: 156


1- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 348/2.
2- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 348/2.
3- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 348/2.
4- سير أعلام النبلاء: يجعل.
5- الأصل و م:«أبو» تصحيف.
6- الأصل و م:«ما لا» تصحيف.
7- الأصل و م: مروان، تصحيف، و السند معروف.

يقوم أخوه من الليل فيتهجد فيدعو اللّه عزّ و جل، فيستجيب له، و يدعو لأخيه فيستجيب له فيه.

أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن (1) بن عبد اللّه بن الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو علي الأهوازي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل بن يوسف الشّيباني، نا أبو بكر محمّد (2) بن سليمان الربعي، أنا أبو الحسن محمّد بن الفيض (3)،نا إبراهيم بن هشام، حدّثني أبي، عن جدي قال:

خرج أبو الدّرداء إلى السوق يشتري قميصا، فلقي أبا ذرّ، فقال: أين تريد يا أبا الدّرداء؟ قال: أريد أن أشتري قميصا، قال: و بكم ؟ قال: بعشرة دراهم، قال: فوضع يده على رأسه ثم قال: ألا إن أبا الدّرداء من المسرفين، ألا إنّ أبا الدّرداء من المسرفين، قال:

فالتمست مكانا أتوارى فيه، فلم أقدر، فقلت: يا أبا ذرّ لا تفعل، مرّ معي فاكسني أنت، قال:

و تفعل ؟ قلت: نعم، فأتى السوق فاشترى قميصا بأربعة دراهم، قال: فانصرفت حتى إذا كنت بين منزلي و السوق لقيت رجلا لا يكاد يواري سوأته، فقلت له: اتّق اللّه و وار (4) سوأتك فقال: و اللّه ما أجد ما أواري به سوأتي فألقيت إليه الثوب ثم انصرفت إلى السوق، فاشتريت قميصا بأربعة دراهم، ثم انصرفت إلى منزلي، فإذا خادمة على الطريق تبكي قد اندقّ إناؤها، فقلت: ما يبكيك ؟ فقالت: اندقّ إنائي و أبطأت على أهلي، فذهبت معها إلى السوق، فاشتريت لها سمنا بدرهم، فقالت: يا شيخ أما إذا فعلت ما فعلت فامش (5) معي إلى أهلي، فإنّي قد أبطأت و أخاف أن يضربوني، قال: فمشيت معها إلى مواليها، فدعوت، فخرج مولاها إليّ ، فقال: ما عناك يا أبا الدرداء، فقال: خادمكم أبطأت عنكم و أشفقت أن تضربوها، فسألتني أن آتيكم لتكفّوا عنها، قال: فأنا أشهدك أنها حرة لوجه اللّه عزّ و جل لممشاك معها، قال: فقلت: أبو (6) ذر أرشد مني حين كساني قميصا و كسا مسكينا قميصا، و أعتق رقبة بعشرة دراهم.

ص: 157


1- في م: أبو الحسن بن عبد الرحمن.
2- سقطت لفظة «محمد» من م.
3- في م: أنا الحسن بن محمد بن الفيض، تصحيف، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 14/ 427.
4- الأصل و م:«و واري».
5- في م: فامشي، تصحيف.
6- الأصل:«أبا» و المثبت عن م.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا الحسن بن سوار (1)،نا ليث بن سعد، نا معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير الحضرمي، نا عوف بن مالك الأشجعي قال:

رأيت في المنام كأنّي أتيت مرجا أخضر، فيه قبة من أدم حولها غنم ربض، تجتر و تبعر العجوة، فقلت: لمن هذه ؟ فقيل لي: لعبد الرّحمن بن عوف، فانتظرته حتى خرج من القبّة، قال: يا عوف بن مالك، هذا ما أعطى اللّه سبحانه بالقرآن، فلو أشرفت على هذه الثنية (2)لرأيت ما لا ترى عينك، و لسمعت ما لم تسمع أذنك، و لا يخطر على قلبك، أعدّه اللّه عزّ و جل لأبي الدّرداء، لأنه كان يدفع الدنيا بالراحتين و النحر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا عمر بن الحسين المروزي، نا حجّاج بن محمّد، نا الليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن جبير بن نفير، عن عوف بن مالك.

أنه رأى في المنام قبّة من أدم في مرج أخضر، و حول القبّة غنم ربوض تبعر العجوة، فقلت: لمن هذه ؟ فقيل: هذه لعبد الرّحمن بن عوف، فانتظرناه حتى خرج فقال: يا عوف هذا الذي أعطانا اللّه بالقرآن، و لو أشرفت على هذه الثنية (3) لرأيت ما لا ترى عينك، و لم تسمع أذنك، و لم يخطر على قلبك بمثله أعدّه اللّه لأبي الدّرداء، إنّه كان يدفع الدنيا بالراحتين و النّحر.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا محمّد بن علي بن محمّد، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد الدّغولي، نا أبو الحسن أحمد بن سيّار، نا محمّد بن سوار الأزدي، عن حمّاد بن أسامة (4)،عن خالد بن دينار، عن معاوية بن قرّة [قال:].

قال أبو الدّرداء: ليس الخير أن يكثر مالك و ولدك، و لكن الخير أن يكثر عملك (5)،

ص: 158


1- من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 210/1.
2- في الأصل:«البنية» و بدون إعجام في م، و المثبت عن الحلية.
3- في الأصل:«البنية» و بدون إعجام في م، و المثبت عن الحلية.
4- من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 212/1.
5- كذا بالأصل و م، و في المختصر و الحلية: علمك.

و يعظم حلمك [و أن]، تباري الناس في طاعة اللّه عزّ و جل، فإذا أحسنت حمدت اللّه، و إذا أسأت استغفرته.

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب، أنا عبد الكريم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي (1)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا عبد الرّحمن بن صالح، نا أبو أسامة عن خالد بن دينار قال: سمعت معاوية بن قرّة قال:

قال أبو الدّرداء: ليس الخير أن يكثر مالك و ولدك، و لكن الخير أن يكثر عملك (2)، و يعظم حلمك، و أن تباري الناس في عبادة اللّه، و إذا أحسنت حمدت اللّه، و إذا أسأت استغفرت اللّه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك (3)،أنا يحيى بن أيوب.

ح و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضيل بن يحيى، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا عمر بن نوح، نا عمر بن هارون، نا يحيى بن أيوب.

عن عبيد اللّه بن زحر (4)،عن سعد بن مسعود أن أبا الدّرداء قال:

لو لا ثلاث ما أحببت أن أعيش يوما واحدا: الظمأ للّه عزّ و جلّ بالهواجر و السجود - زاد ابن هارون: للّه - و قالا: في جوف الليل، و مجالسة أقوام - و قال ابن المبارك: قوم - ينتقون خيار الكلام، كما ينتقى أطائب الثمر.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي المؤذن، أنا أبو الحسن علي بن الحسين.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، نا سليمان بن إبراهيم بن محمّد، نا محمّد بن

ص: 159


1- الأصل و م:«الحرزي» تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 397/15.
2- كذا بالأصل و م أيضا في هذه الرواية. و أشرنا إلى رواية الحلية: يكثر علمك.
3- رواه ابن المبارك في الزهد و الرقائق ص 94 رقم 277.
4- بدون إعجام بالأصل و م، و فوقها في م: ضبة.

إبراهيم بن جعفر، قالا: نا أبو العباس الأصم، نا العباس بن محمّد، نا يحيى بن معين، نا غندر، نا شعبة قال: سمعت حميدا الأوزاعي قال: قال رجل من رهط أبي الدّرداء - شاعر-:

لو لا ثلاث هنّ من حاجة الفتى *** أجدك لم أجعل متى قاما رامسي

فقال أبو الدّرداء: لكني لا أقول كما قال:

لو لا ثلاث ما باليت متى متّ لو لا أن أسير غازيا في سبيل اللّه، أو أعفّر وجهي في التراب، و لو لا أن أقاعد قوما يلتقطون طيب الكلام - قال سعيد: أو قال حسن الكلام - كما يتلقط طيّب الثّمر، ما باليت متى متّ .

أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن الحاج الشاهد، نا أبو الفضل محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الحارث الرملي، نا أبو المنذر محمّد بن سفيان، نا إبراهيم بن خلف، عن عبد اللّه بن يزيد المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب (1)،حدّثني عبد اللّه بن الوليد، عن أبي خليد الحجري (2)،عن أبي الدّرداء أنه قال:

لو لا ثلاث خلال ما أحببت أن أبقى في الدنيا، قلت: و ما هنّ ؟ قال: وضعي وجهي ساجدا لخالقي جلّ و علا في اختلاف الليل و النهار يكون مقدمة لحياتي، و ظمأ الهواجر، و مقاعدة أقوام ينتقون في الكلام كما تنتقى الفواكه، و تمام التقوى أن يتقي اللّه العبد حتى (3)في مثقال ذرّة، و يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراما، و يكون حاجزا بينه و بين الحرام إن اللّه [تعالى] قد بيّن للعباد الذين هم إليه صائرون، قال اللّه عزّ و جلّ : فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ، وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (4) و لا تحقرنّ شيئا من الشرّ أن تتقيه، و لا شيئا من الخير أن تفعله.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذي، نا عبد اللّه بن أحمد بن

ص: 160


1- رواه أبو نعيم في الحلية 212/1 من طريق عباس بن جليد الحجري عن أبي الدرداء. و سير أعلام النبلاء 349/2.
2- الحجري: بفتح المهملة و سكون الجيم، تقريب التهذيب. و في حلية الأولياء:«عباس بن جليد الحجري» و راجع ترجمته في تهذيب الكمال 452/9، لم يذكر كنيته.
3- في الحلية: حتى يتقيه في مثل مثقال ذرة.
4- سورة الزلزلة، الآيتان 7 و 8.

حنبل، حدّثني أبي، نا عبد اللّه بن يزيد، نا سعيد بن أبي أيوب، حدّثني عبد اللّه بن الوليد، عن خالد (1) الحجري، عن أبي الدّرداء أنه قال:

لو لا ثلاث خلال لأحببت أن لا أبقى في الدنيا، فقلت: و ما هنّ ؟ فقال: لو لا وضوع وجهي للسجود لخالقي في اختلاف الليل و النهار لحياتي، و ظمأ الهواجر، و مقاعدة (2) قوم ينتقون الكلام كما تنتقى الفاكهة، و تمام التقوى أن يتقي اللّه العبد حتى يتقيه في مثقال ذرّة، حتى يترك بعض ما يرى أنه حلال، خشية أن يكون حراما حاجزا بينه و بين الحرام، إنّ اللّه تبارك اسمه قد بيّن للعباد الذي هو مصيرهم إليه، قال اللّه عزّ و جل: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ، وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ فلا تحقّرنّ شيئا من الشرّ أن تتّقيه، و لا شيئا من الخير أن تفعله.

قال: و أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و محمّد بن موسى، قالا: نا أبو العباس - هو الأصم - أنا العباس بن الوليد، و أخبرني أبي قال: سمعت ابن جابر حدّثني بعض أشياخنا قال: قال أبو الدّرداء:

لن تزالوا بخير ما أحببتم خياركم، و ما قيل فيكم بالحق فعرفتموه، فإنّ عارف الحق كعامله.

قال: و أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا أبي، نا عبد اللّه بن يزيد، نا كهمس، عن عون بن عبد اللّه عن رجل (3) قال: قال أبو الدّرداء:

ثلاث من ملاك أمرك يا ابن آدم، لا تشك (4) مصيبتك (5)،و أن لا تحدّث بوجعك، و أن لا تزكّي نفسك بلسانك.

ص: 161


1- كذا بالأصل و م هنا:«خالد الحجري» و مرّ في الرواية السابقة:«عن أبي خليد الحجري» و في الحلية:«عباس بن جليد الحجري» و قد ورد في أسماء الرواة عنه في تهذيب الكمال 452/9 عبد اللّه بن الوليد بن قيس التجيبي. و راجع ترجمة عبد اللّه بن الوليد في تهذيب الكمال 615/10.
2- الأصل و م: و مقاعد.
3- رواه أبو نعيم في الحلية 224/1 من طريق كهمس عن عوف عن رجل عن أبي الدرداء.
4- الأصل و م:«تشكوا» خطأ، و التصويب عن الحلية.
5- غير واضحة بالأصل، و نميل إلى قراءة:«مضيقك» و المثبت عن م و الحلية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو الحسن محمّد بن محمّد، أنا أبو الحسن اللّنباني، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني عمر بن الحارث، نا يحيى بن صالح، نا حريز (1) بن عثمان، حدّثني راشد بن سعد.

أن أبا الدّرداء كان يقول: ما أهدي إلى أخ هدية أحبّ إليّ من السلام، و لا بلغني خير أعجب إليّ من موته.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، نا إسحاق بن إسماعيل، نا أبو أسامة، عن الأعمش، عن غيلان بن بشر الأسدي، عن يعلى بن الوليد قال:

إنّي لأمشي مع أبي الدّرداء فقلت له: يا أبا الدّرداء ما تحبّ لمن يحبّ ؟ قال: الموت، قال: فإن لم يمت، قال: يقلّ ماله و ولده.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن محمّد الحسن، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن العباس، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد الرّحمن بن مهدي، نا سفيان، عن الأعمش، عن غيلان، عن يعلى بن الوليد قال:

لقيت أبا الدّرداء فقلت: ما تحبّ لمن تحب ؟ قال: الموت، قلت: فإن لم يمت ؟ قال:

يقلّ ماله و ولده (2).

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضيل بن يحيى الفضيلي، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا علي بن خشرم، أنا عيسى، عن أبي بكر، عن حبيب بن عبيد الرّحبي قال:

قيل لأبي الدّرداء: ما تحبّ لصديقك ؟ قال: يقلّ اللّه ماله و ولده، و يعجل موته، قال:

ما تحبّ لعدوك ؟ قال: يكثر اللّه ماله و ولده، و يطيل بقاءه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي بن الحسين بن البدن، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن معاوية بن قرّة قال (3):

ص: 162


1- الأصل:«جرير» و في م:«حرير» كلاهما تصحيف.
2- سير أعلام النبلاء 349/2.
3- تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص 404) و حلية الأولياء 217/1.

قال أبو الدّرداء: ثلاث (1) أحبّهن و يكرههن الناس: الفقر، و المرض، و الموت.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، أنا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك (2)،أنا يحيى بن أيوب، عن عبيد اللّه بن زحر، عن حبّان بن أبي جبلة أن أبا الدّرداء قال:

تولدون للموت، و تعمّرون للخراب، و تحرصون على ما يفنى، و تذرون على ما يبقى، ألا حبّذا المكروهات الثلاث: الموت، و المرض، و الفقر (3).

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر قالا: أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا والدي، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الرّحمن الغزال، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد الزينبي، نا محمّد بن عبد الأعلى، نا خالد، نا شعبة.

ح و أنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه.

و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر البلخي، أنا عبد اللّه بن عمر المروزي، نا النّضر - هو ابن شميل - أنا شعبة، عن عمرو بن مرة قال (4):

سمعت شيخا يحدّث عن أبي الدّرداء قال: أحب الفقر تواضعا لربّي، و أحبّ الموت اشتياقا (5) إلى ربي، و أحب المرض تكفيرا (6) لخطيئتي - و في حديث خالد: و أحب المرض لخطيئتي-.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الحسين عاصم بن الحسن - إجازة-.

ص: 163


1- بالأصل و م:«ثلاثا» و في تاريخ الإسلام: ثلاثة و المثبت عن الحلية.
2- رواه ابن المبارك في الزهد و الرقائق ص 88 رقم 262.
3- رواه أبو نعيم في الحلية 163/1 و نسب القول إلى أبي ذر، و فيها: المكروهان، لم يذكر المرض.
4- من طريق شعبة عن عمرو بن مرة عن شيخ، رواه أبو نعيم في الحلية 217/1 و سير أعلام النبلاء 349/2.
5- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م و الحلية.
6- الأصل:«تكفرا» و المثبت عن م و الحلية.

قالا: أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، حدّثني محمّد بن أبي معشر، حدّثني أبي عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة قال:

إن نفرا من الجنّ تكونوا في صورة الإنس فأتوا رجلا فقالوا: أيّ شيء أحبّ إليك أن يكون لك ؟ قال: الإبل، قالوا: أحببت الشقاء و العناء و طول البلاء تلحقك بالغربة و تبعدك من الأحبة، فارتحلوا من عنده، فنزلوا بآخر، فقالوا: أيّ شيء أحبّ إليك أن يكون لك ؟ قال:

العبيد، قالوا: عزّ مستباد (1) و غيظ كالأوتاد، و مال و بعاد، فارتحلوا، فنزلوا على آخر، قالوا:

أيّ شيء أحبّ إليك أن يكون لك ؟ قال: أحبّ الغنم، قالوا: أكلة (2) آكل و رفدة سائل، لا تحملك في الحرب، و لا تلحقك في النهب، و لا تنجيك من الكرب، و ارتحلوا من عنده، فنزلوا على آخر، فقالوا: أيّ شيء أحبّ إليك أن يكون لك ؟ قال: أحب الأصل قالوا:

ثلاثمائة و ستون نخلة غنى الدهر، و مال الضّحّ و الرّيح، فارتحلوا من عنده، فنزلوا على آخر:

فقالوا: أيّ شيء أحبّ إليك أن يكون لك ؟ قال: أحبّ الحرث، قالوا: نصف العيش، حين تحرث تجد و حين لا تحرث لا تجد، قال: فارتحلوا من عنده، فنزلوا على آخر، فقالوا: أيّ شيء أحبّ إليك أن يكون لك ؟ قال: كما أنتم حتى نضيّفكم، قال: فجاءهم بخبز فقالوا:

قمح صالح،- و قال ابن طاوس تصلح - ثم جاءهم - زاد ابن طاوس: بلحم - فقالوا: روح تأكل روحا (3) ما قل منه خير مما كثر، قال: فجاءهم بتمر، و قالا - بتمر النخلات، و لبن البكرات، كلوا باسم اللّه، قال: فأكلوا، قالوا: أخبرنا ما أحدّ شيء و ما أحسن شيء، و ما أطيب شيء رائحة ؟ قال: أمّا (4) أحدّ شيء فضرس جائع يقذف في معى ضائع، و أمّا (5) أحسن شيء فغادية في إثر سارية، في أرض رابية، و أما (6) أطيب شيء رائحة فريح زهر في أثر مطر.

قالوا: فأخبرنا أيّ شيء أحبّ إليك أن يكون لك ؟ قال: أحبّ الموت، قالوا: لقد تمنّيت شيئا ما تمنّاه أحد قبلك، قال: و لم ؟ قال: إن كنت محسنا ضمن لي إحساني، و إن كنت مسيئا كفاني إساءتي و إن كنت غنيا فعيل فقري، و إن كنت فقيرا ضمن لي فقري قالوا:

أوصنا و زوّدنا، فأخرج إليهم قربة من لبن فقال: هذا زادكم قالوا: أوصنا: قالوا: قولوا لا إله

ص: 164


1- كذا بالأصل و م، و في المختصر: مستفاد.
2- في م:«أذلة».
3- الأصل:«روح» تصحيف، و كلمتا:«تأكل روحا» ليستا في م.
4- بالأصل و م: و ما.
5- بالأصل و م: و ما.
6- بالأصل و م: و ما.

إلاّ اللّه، تكفيكم ما بين أيديكم و ما خلفكم، فخرجوا من عنده و هم يحزمون (1) على الجنّ و الإنس.

قال: و نا محمّد بن أبي معشر، قال فحدّثني أبو النّضر هاشم بن القاسم - زاد ابن طاوس: قال:- بلغني و قالا:- إن الرجل الذي نزلوا عليه بأخرة عويمر، أبو الدّرداء.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية (2)،و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن،[قال: أخبرنا ابن المبارك، قال] (3) نا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، حدّثني أبو عبيد اللّه (4) عن أبي الدّرداء قال:

لا تزال نفس أحدكم شابة في حبّ الشيء و لو التقت ترقوتاه من الكبر إلاّ الذين امتحن اللّه قلوبهم للآخرة، و قليل ما هم.

أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد السلام بن أبي الحزوّر، أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين، أنا أبو القاسم بن طعان، أنا الحسن بن حبيب قال: سمعت عبد اللّه بن عبد الحميد يقول: حدّثنا يوسف بن مسلم، نا محمّد بن كثير قال: سمعت الأوزاعي يقول: قال لي يحيى بن أبي كثير:

ما كان أبي مثل الآباء، إنما كان يدخل مغموما، و يخرج مغموما.

قال: و سمعته يقول (5):أوجعت أبا الدّرداء عينه حتى ذهبت، فقيل له: لو دعوت اللّه أن يهب لها العافية، فقال: ما تفرّغت بعد من دعائه في ذنوبي أن يغفر لي، فكيف أدعوه لعيني ؟! أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطّيّب عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب، أنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا

ص: 165


1- كذا بالأصل و م:«يحزمون» و في المختصر: يحزمونه.
2- من طريقه رواه ابن المبارك في الزهد و الرقائق ص 87 رقم 257 و رواه أبو نعيم في الحلية 223/1.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن الزهد.
4- الأصل و م: عبد اللّه، و التصويب عن الزهد، و هو مسلم بن مشكم كاتب أبي الدرداء. و وقع في حلية الأولياء: أبو عبد اللّه أيضا، و هو تصحيف.
5- سير أعلام النبلاء 349/2.

الحسين بن الحسن بن حرب المروزي، أنا ابن المبارك، أخبرنا جعفر بن حيّان، عن الحسن قال (1):

قال أبو الدّرداء: من منع نفسه كلّ ما يرى في الناس يطل حزنه و لا يشف غيظه.

و قال أبو الدّرداء: من لم يكن غنيا عن الدنيا فلا دنيا له.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا أبو بكر النّجّاد.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني - و في حديث النّجّاد: نا - يعقوب بن عبيد - زاد ابن النجاد: و محمّد بن عبّاد قالا:- أنا - و في حديث ابن عمر: نا - يزيد بن هارون، أنا حريز بن عثمان (2)-زاد النّجاد (3)-الرحبي - نا راشد بن سعد قال (4):

جاء رجل إلى أبي الدّرداء فقال: أوصني، قال: اذكر اللّه في السراء يذكرك في الضرّاء، و إذا ذكرت الموتى فاجعل نفسك كأحدهم، و إذا أشرفت نفسك على شيء من الدنيا - و قال النّجّاد: من أمر الدنيا - فانظر إلى ما تصير.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو القاسم الحربي، نا أحمد بن سلمان، نا الحارث بن محمّد، نا إسحاق بن عيسى، نا القاسم بن معن، عن الأعمش.

و أخبرنا أبو منصور الحسين بن طلحة بن الحسين الصّالحاني، و فاطمة بنت محمّد بن عبد اللّه القيسية، قالا: أخبرتنا عائشة بنت الحسن قالت: حدّثنا أبو الحسين بن عبد الواحد بن محمّد بن شاه، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد البغدادي (5)،نا أبو بكر

ص: 166


1- حلية الأولياء 211/1.
2- الأصل و م:«جرير بن عمان» تصحيف، و الصواب ما أثبت، تقدمت ترجمته في كتابنا: تاريخ مدينة دمشق 12/ 336 رقم 1254.
3- الأصل و م:«البخاري» تصحيف، و لعل الصواب ما أثبت، و هو ما يناسب السياق.
4- سير أعلام النبلاء 349/2-350 و رواه أبو نعيم في الحلية 209/1 من طريق حبيب بن عبد اللّه.
5- الأصل: البغوي، و المثبت عن م.

البغوي، نا أبو بكر بن عبد الخالق، نا قاسم بن يزيد الوزّان، نا وكيع، عن الأعمش.

عن عبد اللّه بن مرة (1) قال: قال أبو الدّرداء:

اعبدوا اللّه كأنكم ترونه، و عدّوا أنفسكم في الموتى، و اعلموا أنّ البر لا يبلى، و أنّ الإثم لا ينسى - زاد زاهر: و اعلموا أن قليلا يكفيكم خير من كثير يلهيكم.

أخبرناها عاليا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا وكيع.

و أخبرناها أبو القاسم زاهر بن طاهر، و أخوه أبو بكر وجيه قالا: أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن الحسين بن موسى، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى بن زكريا بن حرب، أنا أبو محمّد عبد (2) اللّه بن محمّد بن الحسن الشّرقي (3)،نا عبد اللّه بن هاشم بن حبان الطوسي، نا وكيع بن الجرّاح.

نا الأعمش، عن عبد اللّه بن مرة قال: قال أبو الدّرداء:

اعبدوا اللّه كأنكم ترونه، و أعدّوا أنفسكم من الموتى، و اعلموا أن قليلا يغنيكم - و قال ابن البنّا: يكفيكم - خير من كثير يلهيكم، و اعلموا أن البرّ لا يبلى، و أن الإثم لا ينسى.

أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الأصبهاني، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر الشافعي، أنا معاذ بن المثنّى، أنا مسدّد، نا فضيل بن عياض، عن منصور، عن عبد اللّه بن مرة، عن أبي الدّرداء قال:

اعبد اللّه كأنك تراه، و عدّ نفسك في الموتى، و إيّاك و دعوة المظلوم، و اعلم أن قليلا يغنيك خير من كثير يلهيك، و أن البرّ لا يبلى، و أن الإثم لا ينسى (4).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقفي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو بكر الباغندي، نا سليمان، نا عبد العزيز بن مسلم، نا منصور بن المعتمر، عن عبد اللّه بن مرة قال:

ص: 167


1- رواه أبو نعيم الحافظ في الحلية 211/1-212.
2- في م: عبيد اللّه، تصحيف.
3- الأصل و م: السرفي، تصحيف، و الصواب: الشرقي، و هو أخو أبي حامد بن الشرقي.
4- سير أعلام النبلاء 350/2.

قال رجل لأبي الدّرداء: أوصني يا أبا الدّرداء، قال: اعبد اللّه كأنك تراه، و اعدد نفسك من الموتى، و إياك و دعوة المظلوم، و اعلم أن قليلا يكفيك خير من كثير يلهيك، و اعلم أن الإثم لا ينسى، و أن البرّ لا يبلى.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا عباس النرسي، نا يزيد، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن.

أن أبا الدّرداء كان يقول: اعمل كأنك تراه عزّ و جلّ ، و اعدد نفسك من الموتى، و إيّاك و دعوة المظلوم، و كنا نتحدّث أن دعوة المظلوم تصعد إلى السماء.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا [ابن] المبارك (1)،أنا يزيد بن هارون، عن الحسن قال: قال أبو الدّرداء: ابن آدم اعمل للّه كأنك تراه، و اعدد نفسك في الموتى، و إيّاك و دعوة المظلوم.

قال: و قال أبو الدّرداء (2):من لم يعرف نعمة اللّه عليه إلاّ في مطعمه و مشربه فقد قلّ علمه، و حضر عذابه.

أخبرنا أبو القاسم المستملي، أنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و محمّد بن موسى، قالا: نا أبو العباس - هو الأصم - نا أبو العباس - هو الدوري - نا عبيد اللّه (3) بن موسى، نا شيبان بن عبد الرّحمن (4)،عن عاصم، عن [أبي] وائل، عن أبي الدّرداء قال:

اعمل للّه كأنك تراه، و اعدد نفسك مع الموتى، و إيّاك و دعوة المظلوم، فإنهنّ يصعدن إلى اللّه عزّ و جل كأنهن شرارات من نار.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم التّنوخي، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن فهد الموصلي خليفة أبي علي بالقضاء بالجزيرة، نا أحمد بن علي بن المثنّى، نا

ص: 168


1- رواه ابن المبارك في الزهد و الرقائق ص 542 رقم 1551.
2- الزهد لابن المبارك ص 542 رقم 1551 و رواه أبو نعيم في الحلية 210/1 من طريق يونس بن عبيد عن الحسن.
3- الأصل و م:«عبد اللّه» تصحيف.
4- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 350/2.

خالد بن مرداس، نا فرج يعني ابن فضالة، عن لقمان - و هو ابن عامر - عن أبي الدّرداء قال:

ما تصدق مؤمن بصدقة أحبّ إلى اللّه من موعظة يعظ بها قوما لقوم، بعضهم و قد نفعه اللّه بها (1).

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا نصر بن إبراهيم [و عبد اللّه بن عبد الرزاق ح و أخبرنا أبو الحسن زيد، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم] (2) قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا محمّد بن سليمان - و هو (3)بلال بن أبي الدّرداء - عن من حدّثه قال:

كتب أبو الدّرداء إلى رجل من إخوانه خاف عليه حبّ ولده: أما بعد يا أخي، فإنّك لست في شيء من الدنيا إلاّ و قد كان له أهل قبلك، و سيكون له أهل بعدك، و إنّما تجمع لمن لا يحمدك، و يصير إلى من لا يعذرك، و إنّما تجمع لأحد رجلين: إمّا محسن فيسعد بما شقيت له، و إما مفسد فيشقى بما جمعت له، و ليس واحد منهما بأهل أن تؤثره على نفسك، و لا تبرد (4) له على ظهرك، فثق لمن مضى منهم برحمة اللّه، و لمن بقي منهم برزق اللّه، و السلام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو نصر المبارك (5) بن أحمد بن علي البيع، و أبو القاسم المبارك بن محمّد بن علي (6) قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي قال: قرئ على القاضي أبي (7) عمر محمّد بن يوسف، و أنا أسمع، قيل له: حدّثكم أحمد بن منصور، نا عبد اللّه بن صالح بن مسلم، نا المحاربي عبد الرّحمن قال:

كتب أبو الدّرداء إلى أخ له: أما بعد، فلست في شيء من أمر الدنيا إلاّ قد كان له أهل قبلك، و هو صائر له أهل بعدك، ليس لك منه إلاّ ما قدّمت لنفسك، فآثرها على المصلح من ولدك، فإنّك تجمع لمن لا يحمدك، و تقدم على من لا يعذرك، و إنّما تجمع لواحد من

ص: 169


1- سقطت من الأصل و م، و أضيفت عن سير الأعلام.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن هامش الأصل، و م.
3- كذا بالأصل، و في م:«و هو ابن بلال» و لم أطمئن إليهما.
4- كذا بالأصل و م و المختصر.
5- الأصل و م:«ابن المبارك» قارن مع المشيخة 220/ب.
6- مشيخة ابن عساكر 232/ب.
7- الأصل و م:«ابن».

اثنين: إمّا عامل بطاعة اللّه فيسعد بما شقيت، و إمّا عامل فيه بمعصية اللّه فتشقى بما جمعت له، و ليس و اللّه لواحدة منهما بأهل، فلا تؤثر على نفسك، ارج لمن مضى منهم رحمة اللّه، و ارض لمن بقي منهم برزق اللّه تعالى، و السلام (1).

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل قالا: أنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك (2)،نا غير واحد عن معاوية بن قرّة قال: قال أبو الدّرداء:

أضحكني ثلاث، و أبكاني ثلاث، أضحكني مؤمل دنيا و الموت يطلبه، و غافل و ليس بمغفول عنه، و ضاحك بملء فيه و لا يدري أرضى اللّه أم أسخطه، و أبكاني فراق الأحبة محمّد و حزبه، و هول المطلع عند غمرات الموت، و الوقوف بين يدي اللّه يوم تبدو السريرة علانية، ثم لا أدري إلى الجنّة أو إلى النار.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الحرفي، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، نا الهيثم بن خارجة، نا إسماعيل بن عيّاش (3)،عن صفوان بن عمرو (4)،عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن أبي الدّرداء قال (5):

معاتبة الأخ أهون من فقده، و من لك بأخيك كله ؟ أعط أخاك وهب له، و لا تطع فيه كاشحا فيكون مثله، غدا يأتيه الموت فيكفيك قبله، كيف تبكيه في الممات و في الحياة تركت وصله ؟ أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي الحسين بن صفوان.

ح و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، و أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد بن مهران، قالا:

أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني (6)،قالا: أنا عبد اللّه بن

ص: 170


1- رواه أبو نعيم في الحلية 216/1.
2- رواه ابن المبارك في الزهد و المبارك ص 84 رقم 249.
3- الأصل: عباس، و في م بدون إعجام.
4- الأصل و م:«صفوان بن عمر» و التصويب عن الحلية.
5- حلية الأولياء 216/1.
6- في م:«اللباني»، و في الأصل:«اللبناني» كلاهما تصحيف.

محمّد بن أبي الدنيا، نا عمرو بن سعيد بن سليمان القرشي، نا سعيد بن بشير، عن قتادة قال أبو الدّرداء:

ابن آدم طأ الأرض بقدميك، فإنها عن قليل تكون قبرك، ابن آدم، إنّما أنت أيام، فإذا ذهب يوم ذهب بعضك، ابن آدم إنك لن تزال (1) في هدم عمرك منذ يوم ولدتك أمّك.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه الشافعي، نا عبد العزيز بن أحمد - إملاء - أنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن محمّد بن عمرو بن الحر؟؟؟ (2).

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا محمود بن عمر العكبري، نا علي بن الفرج، و أبي (3) روح.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، و أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد بن مهران، قالا: أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (4)،قالوا: أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا المفضّل بن غسان، نا روح بن الزّبرقان، قال: قال أبو الدّرداء:

ما من أحد إلاّ و في غفلة نقص عن علمه و حلمه، و ذلك أنه إذا أتته الدنيا بزيادة في مال ظلّ فرحا مسرورا، و الليل و النهار دائبان - و قال الفقيه: يأتيان - في هدم عمره، و لا يحزنه - و قال اللنباني (5):ثم لا يجزيه، زاد الفقيه ذلك - ضل ضلاله ما ينفع مال يزيد و عمر ينقص ؟ أخبرنا أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار بن شيرويه الديملي (6)،و أبو الفرج غياث بن أبي سعد بن علي الرفا، و أبو المفاخر المؤيد بن عبد اللّه بن عبدوس، قالوا: أنا عبدوس بن عبد اللّه بن محمّد بن عبدوس، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن حمدوية الطوسي، نا أبو العباس الأصم، نا أبو عتبة، نا بقية، عن بحير (7) بن سعد، عن خالد بن معدان، نا يزيد بن مرثد أبو عثمان الهمداني، عن أبي الدرداء قال (8):ذروة الإيمان

ص: 171


1- في م:«تزال» تصحيف.
2- كذا رسمها بالأصل و م.
3- كذا بالأصل و م.
4- في م:«اللباني»، و في الأصل:«اللبناني» كلاهما تصحيف.
5- الأصل و م: اللبناني.
6- قارن مع المشيخة 80/أ.
7- الأصل: يحيى بن سعد، و في م:«حسين بن سعد» و في الحلية:«بحير بن سعيد» و الصواب ما أثبت راجع ترجمة بحير بن سعد في تهذيب الكمال 12/3 و ترجمة خالد بن معدان في تهذيب الكمال 410/5.
8- رواه من هذا الطريق أبو نعيم في الحلية 216/1.

أربع: الصبر للحكم، و الرضى بالقضاء (1)،و الإخلاص للتوكّل، و الاستسلام للربّ [جل ثناؤه].

أخبرنا أبو الحسين الفرضي، نا سهل بن بشر، أنا علي بن ربيعة، أنا الحسن بن رشيق، نا عبد اللّه بن محمّد بن سلم (2)،نا عمرو بن عثمان نا بقية، عن بحير بن سعد، عن خالد - يعني ابن معدان - عن يزيد بن مرثد أبي عثمان الهمداني أن أبا الدّرداء كان يقول (3):

لو لا ثلاث خصال لصلح أمر الناس: شحّ مطاع، و هوّى متّبع، و إعجاب المرء بنفسه.

و قال (4):ذروة الإيمان أربع خصال: الصبر في الحكم، و الرضا بالقضاء، و الإخلاص بالتوكّل، و الاستسلام للّه جلّ ثناؤه.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي البغدادي، نا أبو عثمان سعيد بن محمّد (5) يقال له أخو زبير الحافظ ، نا أبو هشام الرفاعي، نا ابن فضيل، نا أبو نصر عبد اللّه بن عبد الرّحمن، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي الدّرداء أنه قال:

يا أهل حمص ما لي أرى (6) علماءكم يذهبون، و أرى جهّالكم لا يتعلّمون، و أراكم قد أقبلتم على ما تكفل لكم، و ضيّعتم ما وكلتم به، تعلّموا قبل أن يرفع العلم، فإنّ ذهاب العلم ذهاب العلماء، لو لا ثلاث صلح الناس: شح مطاع، و هوّى متّبع، و إعجاب المرء بنفسه، من رزق قلبا شاكرا، و لسانا ذاكرا، و زوجة مؤمنة فنعم الخير أوتيه، و لن يترك من الخير شيئا. من يكثر الدعاء عند الرخاء يستجاب له عند البلاء، و من يكثر قرع الباب يفتح له.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا علي بن محمّد بن الأخضر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا [أبو] (7) علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني سريج (8) بن يونس، نا محمّد بن عبد الرّحمن الطفاوي، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي الدّرداء قال:

ص: 172


1- في الحلية و المختصر: الرضى بالقدر.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 306/14.
3- الزهد لابن المبارك ص 31 رقم 123.
4- الزهد لابن المبارك ص 31 رقم 123.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 23/15.
6- لفظة «أرى» كتبت فوق الكلام بين السطرين في م.
7- زيادة لازمة.
8- الأصل:«شريح» و بدون إعجام في م. و الصواب ما أثبت.

لا يفقه الرجل كلّ الفقه حتى يمقت الناس في جنب اللّه، ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشدّ مقتا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو غالب محمّد بن أحمد بن الحسين، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي - إملاء - نا القاضي أبو عمر محمّد بن يوسف، نا محمّد بن أحمد بن الجنيد، نا روح بن عبادة، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة أن أبا الدّرداء قال:

إنك لن تفقه كل الفقه حتى تمقت الناس في جنب اللّه تعالى، ثم ترجع إلى نفسك، فتجدها (1) أمقت عندك من سائر الناس، و إنك لن تفقه كلّ الفقه حتى ترى للقرآن وجوها.

قال حمّاد: فقلت لأيوب: أ رأيت قوله: حتى ترى للقرآن وجوها، قال: فسكت هنيهة قال: فقلت: أ هو أن ترى له وجوها فتهاب الإقدام عليه، فقال: نعم، هذا هو.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو الفضل بن خميرويه، نا أحمد بن نجدة، نا سعيد بن منصور، نا فرج بن فضالة، عن لقمان بن عامر، عن أبي الدّرداء قال:

يا ربّ مكرم لنفسه و هو لها مهين، و يا ربّ شهوة ساعة قد أورثت صاحبها حزنا طويلا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك (2)،أنا إسماعيل بن عياش، نا أبو سلمة الحمصي، عن يحيى بن جابر، عن أبي الدرداء قال:

ألا ربّ منعم لنفسه و هو لها جدّ مهين، ألا ربّ مبيض لثيابه و هو لدينه مدنّس.

قال (3):و نا إسماعيل بن عياش، أخبرني عقيل بن مدرك، عن لقمان بن عامر أن أبا الدّرداء قال:

ص: 173


1- بالأصل و م: فتجدها عندك أمقت عندك.
2- رواه ابن المبارك في الزهد و الرقائق ص 221 رقم 626.
3- القائل عبد اللّه بن المبارك، و الخبر في كتاب الزهد و الرقائق ص 210 رقم 592 و سير أعلام النبلاء 350/2.

أهل الأموال يأكلون و نأكل، و يشربون و نشرب، و يلبسون و نلبس، و يركبون و نركب، و لهم فضول أموال ينظرون إليها [و ننظر إليها] (1) معهم، عليهم حسابها و نحن منها برآء.

أخبرنا أبو بكر المؤدب، أنا أبو عمرو العبدي، أنا أبو محمّد، أنا أبو الحسن، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني يعقوب بن عبيد، نا يزيد بن هارون، أنا إسماعيل بن عيّاش، عن صفوان بن عمرو، عن أبي اليمان، عن أبي الدّرداء قال:

الحمد للّه الذي جعل الأغنياء يتمنون أنهم مثلنا عند الموت، و لا نتمنى أننا (2) مثلهم عند الموت، ما أنصفنا إخواننا الأغنياء يحبوننا على الدّين و يعادوننا على الدنيا (3).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك (4)،نا صفوان بن عمرو قال: سمعت عبد الرّحمن بن جبير يقول: قال أبو الدّرداء:

ما أنصفنا إخواننا الأغنياء، يحبونا في اللّه و يفارقونا في الدنيا، إذا لقيته قال: أحبك يا أبا الدّرداء، فإذا احتجت إليه في شيء امتنع مني.

و كان أبو الدّرداء يقول: الحمد للّه الذي جعل مفرّ الأغنياء إلينا عند الموت، و لا نحب أن نفرّ إليهم عند الموت؛ إن أحدهم ليقول: يا ليتني صعلوك من صعاليك المهاجرين.

قال ابن صاعد: يعني بالصعلوك الفقير.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن سعيد، نا العباس بن حمزة، نا أحمد بن حرب، نا حمّاد بن سليمان، عن صالح المرّي، عن جعفر بن زيد.

عن أبي الدّرداء أنه كان يقوم على أبواب المدائن الخربة يقول: يا مدينة، أين أهلك ؟ أين سكّانك ؟ أين أين، ثم لا يخرج حتى يبكي و يبكي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن إسماعيل، و أبو

ص: 174


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و أضيف عن الزهد.
2- الأصل و م: أنا.
3- سير أعلام النبلاء 350/2-351.
4- رواه ابن المبارك في الزهد و الرقائق ص 231-232 رقم 661.

عمر بن حيّوية، قالا: نا يحيى بن محمّد، أنا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك (1)،أنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت أن أبا الدّرداء كان إذا دخل قرية خربة قال: أين أهلك يا قرية ؟ ثم يقول: ذهبوا و بقيت الأعمال (2).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا يعقوب بن عبيد، أنا يزيد بن هارون، أنا أبو سعد الكندي أنه بلغه عن أبي الدّرداء أنه كان يقول (3):

يا حبّذا نوم الأكياس و إفطارهم كيف يغبنون (4) الحمقى و صيامهم ؟ فلمثقال ذرّة من مؤمن صاحب تقوى و يقين، أفضل و أرجح و أعظم من أمثال الجبال عبادة من المغترين.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز بن الحسين، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنا أبو بكر أحمد بن سندي بن الحسن الحداد، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، أنا جعفر بن الحارث، عن شهر بن حوشب، قال: قال أبو الدّرداء:

يا أهل دمشق، لا يغرّنكم ظرف الرجل و دهاؤه و فصاحته، و إن كان مع ذلك قائم الليل، صائم النهار، إذا رأيتم فيه ثلاث خصال: العجب، و كثرة المنطق فيما لا يعنيه، و أن يجد على الناس فيما يأتي مثله، فإنّ ذلك علامة الجاهل، و إن قيل إنه ظريف، داهي (5)لبيب، فصيح عاقل.

ثم قال أبو الدّرداء: أ لا أنبئكم بعلامة العاقل ؟ يتواضع لمن فوقه، و لا يزري بمن دونه، و يمسك الفضل من منطقه، يخالق الناس بأخلاقهم، و يحتجز الإيمان فيما بينه و بين ربّه جلّ و عزّ، و هو يمشي في الدنيا بالتقيّة و الكتمان.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم علي بن محمّد المصّيصي، أنا علي بن

ص: 175


1- في الزهد: أخبرنا عبد اللّه.
2- رواه ابن المبارك في الزهد و الرقائق ص 225 رقم 638.
3- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 211/1.
4- في الحلية:«يعيبون سهر الحمقى» و في المختصر: يغبنون سهر الحمقى.
5- كذا بالأصل و م: داهي، بإثبات الياء.

محمّد بن أحمد بن داود الورّاق، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق، نا سهل بن علي الدّوري، نا إسماعيل بن إبراهيم التّرجماني، نا أبو عوانة، عن عبد الملك، عن رجاء بن حيوة قال: قال أبو الدّرداء:

الدنيا دار من لا دار له، و لها يجمع من لا عقل له (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا عمر بن إبراهيم بن أحمد الكناني، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو خيثمة، نا جرير نا (2) عبد الملك بن عمير، عن رجاء بن حيوة، عن أبي الدّرداء قال:

العلم بالتعلّم، و الحلم بالتحلّم، و من تبحّر (3) الخير يعطه، و من يتوقّ الشرّ يوقه.

أخبرنا أبو الخير عبد السلام بن محمود بن أحمد الحسناباذي، نا أبو بكر الباطرقاني - إملاء - نا أبو بكر أحمد بن موسى بن فورك الحافظ (4) و عبد اللّه بن محمد بن أحمد بن داود، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم المديني، نا أبو ذهل عبيد بن القاري بعسقلان، نا آدم بن أبي إياس، نا إسماعيل بن عيّاش، عن النّضر بن شفيّ ، عن أبي عمران الصّفّار، عن أبي الدّرداء أنه قال:

يا أهل دمشق لا يحزنكم ما ترون علماءكم يذهبون، و إنّ جهّالكم لا يتعلمون، و لو يشاء العالم منكم لازداد علما إلى علمه، لقد خشيت أن تكونوا شباعا من الطعام، و جياعا من العلم، اللّهم إنّي أعوذ بك أن أبقى من قوم إن ذكرت اللّه لم يعينوني، و إن نسيت لم يذكّروني، و إن تركتهم أحزنوني.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا أبو الدحداح، نا أحمد بن عبد الواحد، نا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبد اللّه قال:

كان أبو الدّرداء يقول: أعوذ باللّه أن أخلف في قوم إن ذكرت اللّه لم يعينوني، و إن نسيت لم يذكّروني.

ص: 176


1- الأصل:«بن» تصحيف، و المثبت عن م.
2- تهذيب الكمال 467/14.
3- تقرأ بالأصل:«يتحر» و في م:«يتجر» و المثبت يوافق الرواية السابقة، و في المختصر: يتخير.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 308/17.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا نصر و عبد اللّه بن عبد الرزّاق.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن زيد، أنا نصر بن إبراهيم.

قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم (1)،أنا هشام بن عمّار قال: قال عبد ربّه بن ميمون: نا يزيد بن أبي مالك قال: قال أبو الدّرداء: ما بال علمائكم ينقصون و جهّالكم لا يتعلّمون، يوشك العلم أن يرفع، و رفعه أن يذهب بجملته.

هذا أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبد الجبّار بن توبة، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني.

قالا: أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن عبدان، نا أبو بكر بن غيلان، نا العباس بن عبد اللّه، نا زيد بن يحيى، نا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن بلال بن سعد، عن أبي الدّرداء قال: لا تلم - و قال الأنماطي: لا تعير أخاك، و أحمد اللّه الذي عافاك.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي عبد الرّحمن النيسابوري، أنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، نا أحمد بن منصور، نا عبد الرزّاق، نا معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة.

أن أبا الدرداء مرّ على رجل قد أصاب ذنبا، و كانوا يسبونه فقال: أ رأيتم لو وجدتموه في قليب، أ لم تكونوا مستخرجيه ؟ قالوا: بلى،[قال:] (2) فلا تسبّوا أخاكم، و احمدوا اللّه الذي عافاكم، قالوا: أ فلا تبغضه ؟ قال: إنّما أبغض عمله، فإذا تركه فهو أخي (3).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد المقرئ، أنا الحسن بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو مسلم، نا القعنبي، نا عيسى، عن ثور، عن أبي يحيى الكلاعي، عن أبي الدّرداء قال:

نعم صومعة الرجل المسلم بيته، يكفّ فيه نفسه، و بصره، و فرجه، و إياكم و المجالس في السوق، فإنها تلهي و تلغي.

ص: 177


1- في م: حزيم، تصحيف.
2- زيادة للإيضاح عن م.
3- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 225/1.

أنا أبوا (1) الحسن الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبي بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا عمر بن شبّة، نا يحيى بن سعيد، نا ثور بن يزيد، عن سليم بن عامر قال: قال أبو الدّرداء:

نعم صومعة الرجل بيته، يكفّ فيه نفسه، و بصره، و فرجه، و إيّاكم و المجالس في السوق، فإنها تلهي و تلغي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي - إملاء - أنا أبو عمر محمّد بن يوسف القاضي، نا العباس بن محمّد، نا محمّد بن بشر العبدي، نا مسعر، عن عوف قال: قال أبو الدّرداء:

من يتفقد يفقد، و قال لرجل: إن قارضت الناس قارضوك، و إن تركتهم لم يتركوك، قال: فما تأمرني ؟ قال: اقرض من عرضك ليوم فقرك.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (2)،نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب، نا الحسن بن علي الجوهري - إملاء - أنا عمر بن محمّد بن علي بن الزيات (3)،نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، نا نعيم بن الهيصم (4)،أنا أبو فضالة الحمصي فرج بن فضالة (5) عن لقمان، عن أبي الدّرداء قال:

إن نافرت الناس نافروك، و إن هربت منهم أدركوك، و إن تركتهم لم يتركوك، قال:

كيف أصنع ؟ قال: هب عرضك ليوم فقرك.

كذا أملاه الجوهري بالراء، ذكر أنه كان في أصل كتابه، و قد روي مرفوعا.

أخبرناه ابن قبيس، نا - و ابن خيرون، أنا - أبو الخطيب (6)،أنا بشرى بن عبد اللّه، أنا أبو بكر عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداد الفقيه، نا جعفر بن محمّد بن سليمان، نا الربيع بن ثعلب، نا الفرج بن فضالة، عن لقمان بن عامر، عن أبي الدّرداء قال:

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«إن ناقدت الناس ناقدوك (7)،و إن تركتهم لم يتركوك، و إن هربت منهم

ص: 178


1- الأصل و م:«أبو» تصحيف.
2- الأصل و م: قيس، تصحيف، و السند معروف.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 260/11.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 305/13.
5- ترجمته في تاريخ بغداد 393/12.
6- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 199/7 في ترجمة جعفر بن محمد بن سليمان الخلال الدوري.
7- كذا بالأصل و م و المختصر، و في تاريخ بغداد: نقدت الناس نقدوك.

أدركوك»، قال: قلت: فما أصنع ؟ قال:«هب عرضك ليوم فقرك»[10187].

قال أبو بكر الخطيب: قد رأيته في كتاب [جعفر الخلال] (1) في موضعين موضع رفعه، و في موضع موقوفا، و قد حدّثنا بهذا الحديث جماعة عن غير (2) الربيع فمنهم من وقفه (3)و منهم من أسنده.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران، نا أبو علي بن صفوان.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا[ (4) أبو الحسن اللّنباني.

ح و أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب، أنا عبد الكريم بن الحسن]، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أحمد بن محمّد بن جعفر.

قالوا: أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا إبراهيم بن المنذر الحزامي، نا - و قال إسماعيل:

حدّثني - أبو ضمرة أنس بن عياض، عن يحيى بن سعيد قال: قال أبو الدّرداء:

أدركت الناس ورقا لا شوك فيه، فأصبحوا شوكا لا ورق فيه، إن نقدتهم نقدوك، و إن تركتهم لم يتركوك، قالوا: و كيف - و في حديث إسماعيل: فكيف - نصنع ؟ قال: تقرضهم من عرضك ليوم فقرك.

و لم يقل يوسف: أبو ضمرة.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، أنا إبراهيم بن عمر البرمكي.

ح و حدّثنا أبو المعمر المبارك بن أحمد، أنا المبارك بن عبد الجبار، أنا علي بن عمر بن الحسن، و إبراهيم بن عمر.

قالا: أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري قال: قال أبو محمّد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة في حديث أبي الدرداء أنه قال:

ص: 179


1- الزيادة بين معكوفتين عن تاريخ بغداد.
2- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد:«عن الربيع» بسقوط :«غير».
3- الأصل و م: وافقه، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- ما بين الرقمين سقط من م.

من يتفقّد يفقد، و من لم يعدّ الصبر لفواجع (1) الأمور.

و قال: إن قارضت الناس قارضوك، و إن تركتهم لم يتركوك، و إن هربت منهم أدركوك، قال الرجل: كيف أصنع ؟ قال: اقرض من عرضك ليوم فقرك.

يرويه أبو أسامة عن مسعر عن عون.

قوله: من يتفقد يفقد: يقول: من يتأمل أحوال الناس و أخلاقهم يتعرّفها. يفقد: أي يعدم أن يجد فيهم أحدا يرتضيه، و إن كانت الرواية: من يتفقد يفقد، فإنه يريد من يتفقد أمور الناس يفقد، أي ينقطع عنهم و عن ملابستهم، فلا يجد (2).

و قوله: إن قارضت الناس قارضوك، يريد: إن طعنت عليهم، و نلت منهم بلسانك فعلوا مثل ذلك، و إن تركتهم لم يتركوك، و قد ذكر هذا الحرف أبو عبيدة.

أما قوله للرجل: اقرض من عرضك ليوم فقرك: فإنه أراد من شتمك منهم فلا تشتمه، و من ذكرك بسوء فلا تذكره، و دع ذلك قرضا لك عليه ليوم الجزاء و القصاص، و منه قول النبي صلى اللّه عليه و سلم:«وضع اللّه الحرج إلاّ من اقترض من عرض أخيه شيئا، فذلك الذي حرج و هلك»[10188]. أراد أن قد وضع اللّه عنكم الضيق في الدّين، و فسح (3) لكم و لا حرج إلاّ فيما تنالون من أعراض المسلمين».

و قد تقدم ذكر العرض في حديث النبي صلى اللّه عليه و سلم و بيّنت ما هو.

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب، أنا عبد الكريم بن الحسن بن رزمة، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي (4)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا قال:

حدّثت عن أحمد بن عمرو بن السراج، أنا وهب، أنا عمرو بن الحارث: أن أباه حدّثه عن عبد الرّحمن بن جبير أن أبا الدرداء قال لرجل:

هب عرضك للّه عز و جل، فمن سبّك، أو شتمك، أو قاتلك فدعه للّه، و إذا أسأت فاستغفر اللّه.

ص: 180


1- الأصل: ليراجع، تصحيف، و في م بدون إعجام:«العواحع» و المثبت عن المختصر.
2- كذا بالأصل و م، و في المختصر: فلا يوجد معهم.
3- الأصل: و نسخ، تصحيف، و المثبت عن م.
4- الأصل: الجزري، و المثبت عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 397/15.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو غالب محمّد بن أحمد بن الحسين، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي، نا القاضي أبو عمر محمّد بن يوسف، نا إسماعيل بن إسحاق، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد، نا يحيى، عن أبي بكر بن محمّد، عن أبي عون، عن أبي الدّرداء أنه قال:

ما أمسيت ليلة و أصبحت لم يرمني الناس فيها بداهية إلاّ رأيتها نعمة من اللّه عليّ عظيمة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو عمر محمّد بن العباس، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك (1)، أنا محمّد بن مسلم الطائي قال:

بلغني عن أبي الدّرداء أنه دخل المدينة فقال: ما لي لا أرى عليكم يا أهل المدينة حلاوة الإيمان.

قال محمّد بن مسلم: و بلغني عن أبي الدّرداء أنه قال: ما أمن أحد على إيمانه إلاّ سلبه.

حدّثنا أبو منصور بن خيرون - لفظا - و أبو طاهر يحيى بن محمّد بن أحمد، و أبو محمّد علي بن عبد القاهر [بن] (2) الخضر، و أبو خازم (3) محمّد بن محمّد بن الحسين، و أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو الفرج هبة اللّه بن محمّد بن علي بن الحسن بن علي المكبّر، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن أبي الفتح الطرائفي، و سارة بنت محمّد بن عبد الوهّاب، و ابنتها مهنار بنت يانس العالى (4)،و أم أبيها فاطمة بنت علي بن الحسين - قراءة - قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة (5)،أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، أنا جعفر بن محمّد الفريابي، حدّثني عمرو بن عثمان بن كثير بن دينار الحمصي، نا بقية بن الوليد، حدّثني صفوان بن عمرو، حدّثني سليم بن عامر، حدّثني جبير بن نفير.

ص: 181


1- رواه ابن المبارك في الزهد و الرقائق ص 541 رقم 1547.
2- زيادة لازمة، راجع مشيخة ابن عساكر 145/ب.
3- الأصل و م: حازم، بالحاء المهملة تصحيف، و الصواب «خازم» بالخاء المعجمة، ترجمته في سير أعلام النبلاء 604/19.
4- كذا رسمها بالأصل و م بدون إعجام.
5- الأصل: سلمة، و المثبت عن م.

أنه سمع أبا الدّرداء و هو في آخر صلاته و قد فرغ من التشهّد يتعوّذ باللّه من النفاق، فأكثر التعوّذ منه، قال: فقال له جبير: ما لك يا أبا الدّرداء أنت و النفاق ؟ قال: دعنا عنك، دعنا عنك، فو اللّه إنّ الرجل ليقلب عن دينه في الساعة الواحدة فيخلع منه.

قال: و أنا جعفر بن محمّد الفريابي، حدّثني أبو مسعود أحمد بن الفرات، نا أبو اليمان، أنا صفوان بن عمرو، عن سليم بن عامر، عن جبير بن نفير قال:

دخلت على أبي الدّرداء منزله بحمص، فإذا هو قائم يصلّي في مسجده، فلما جلس يتشهّد جعل يتعوّذ باللّه من النفاق، فلما انصرف قلت له: غفر اللّه لك يا أبا الدّرداء، أما أنت و النفاق ما شأنك و شأن النفاق ؟ فقال: اللّهم غفرا - ثلاثا - لا يأمن البلاء من يأمن البلاء، و اللّه إنّ الرجل ليفتن (1) عن ساعة واحدة فيقلب عن دينه.

قال: و أنا جعفر الفريابي، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم الدّمشقي، نا الوليد بن مسلم، نا سعيد بن عبد العزيز، عن أبي عبد رب، عن أم الدّرداء، عن أبي الدّرداء قال:

بلغني أنّ الرجل يأتيه الموت و هو على حال حسنة، فأقول هنيئا له، قلت: و لم ؟ قال:

يا حمقاء أ ما تعلمين أنّ الرجل يصبح مؤمنا ثم يسلب إيمانه و لا يشعر؟ لأنا لهذا بالموت أغبط (2) مني لهذا بالبقاء في الصوم و الصلاة.

رواه يزيد بن يحيى بن عبيد، عن سعيد فقال فيه: هنيئا له ليتني بذلك.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضيل بن يحيى، أنا عبد الرّحمن بن أحمد السريحي، أنا محمّد بن عقيل البلخي، نا عيسى بن أحمد، نا بشر - هو [ابن] (3)بكر - نا سعيد، عن أبي عبد رب، عن أم الدّرداء قالت:

كان أبو الدّرداء إذا مات الرجل على الحال الصالحة قلت: هنيئا له، يا ليتني بدله، قال: و ما تعلمين يا حمقاء أن الرجل يصبح مؤمنا و يمسي فاسقا؟ قلت: و كيف ذلك ؟ قال:

يسلّ إيمانه و لا يشعر، لأنّا لهذا بالموت أغبط مني بالبقاء في الصلاة و الصيام.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو

ص: 182


1- في م: ليفتتن.
2- كذا بالأصل و المختصر، و في م: أغيظ .
3- زيادة لازمة منا للإيضاح، و هو بشر بن بكر التنيسي، أبو عبد اللّه البجلي، ترجمته في تهذيب الكمال 59/3 و سير الأعلام 507/9.

الحسن إسحاق بن أحمد الكاذيّ ، نا عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن حنبل، نا أبي، نا يحيى بن آدم، نا محمّد بن خالد الضّبّي، عن محمّد بن سعد الأنصاري، عن أبي الدّرداء قال:

استعيذوا باللّه من خشوع النفاق، قيل: و ما خشوع النفاق ؟ قال: أن ترى الجسد خاشعا و القلب ليس بخاشع.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، نا علي بن عيّاش أبو الحسن، نا إسماعيل بن عيّاش، حدّثني شرحبيل بن مسلم الخولاني، عن جبير بن نفير، عن أبي الدرداء قال:

من لم ير أن للّه عليه نعمة إلاّ في الأكل و الشرب، فقد قلّ فقهه و حضر عذابه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا القاسم بن هاشم، نا الخطاب بن عثمان الفوزي، أنا إسماعيل بن عيّاش (1)،عن شرحبيل (2) بن مدرك، أن أبا الدّرداء كان يقول: الصحة عناء الجسد.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل المقدسي، أنا أبي أبو الحسن، أنا أبو الحسن علي بن صالح العسقلاني - بها - قال: قرئ على أبي الحسن الدارقطني، نا محمّد بن القاسم بن زكريا المحاربي، نا سفيان بن وكيع، نا سفيان بن عيينة، عن أبي موسى، عن الحسن قال:

قيل لأبي الدّرداء: إنّ أصحابك بالأمصار قد قالوا شعرا، فهل قلت أنت شعرا؟ قال:

نعم، قالوا: ما هو؟ قلت (3):

يريد المرء أن يعطى مناه *** و يأبى اللّه إلاّ ما أرادا

يقول المرء فائدتي و مالي *** و تقوى اللّه أفضل ما استفادا

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي (4) المؤذن، أنا أبو الحسن

ص: 183


1- الأصل: عباس، تصحيف، و التصويب عن م.
2- في م: شراحيل.
3- البيتان في حلية الأولياء 225/1.
4- إعجامها مضطرب بالأصل و م. قارن مع مشيخة ابن عساكر 210/أ.

علي بن أحمد بن محمّد المؤذن، أنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي (1)-إملاء - أنا والدي، نا [أبو] العباس الثقفي، نا سعيد بن يعقوب أبو بكر الطالقاني، نا إسماعيل بن عيّاش (2)،عن محمّد بن يزيد الرّحبي قال:

قيل لأبي الدّرداء: ما لك لا تشعر، فإنه ليس رجل له بيت في الأنصار إلاّ و قد قال شعرا، قال: و أنا قد قلت، فاستمعوا:

يريد المرء أن يعطى مناه *** و يأبى اللّه إلاّ ما أرادا

يقول المرء فائدتي و مالي *** و تقوى اللّه أفضل ما استفادا

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (3)،نا أحمد بن العباس العسكري، نا ابن أبي سعد، حدّثني محمّد بن إسحاق المسيبي قال: سمعت شيخا يقال له عبد اللّه - و في نسخة أخرى:

عبد الملك - بن عمارة من ولد خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين من الأنصار يحدّث أبي أنّ أبا الدّرداء قيل له: إنّ أصحابك قد قالوا الشعر غيرك، فنكس و أطرق (4) قليلا ثم قال:

يريد العبد أن يعطى مناه *** و يأبى اللّه إلاّ ما أرادا

يقول المرء فائدتي و مالي *** و تقوى اللّه أفضل ما استفادا

قالوا: لقد أحسنت، فزد، فقال: لا، إنّما قلت حين قلتم: إنّ أصحابي كلهم قد قالوا، كرهت أن يعملوا عملا لا أعمله، و ليس الشعر من شأني.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (5)،أنا أبي أبو العباس، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن شعيب (6) النسائي - بدمشق - أنا محمّد بن رافع، نا مصعب - و هو ابن المقدام - نا داود - و هو ابن نصر الطائي - عن الأعمش، عن شقيق، عن أبي الدّرداء قال:

إنّ أبغض الناس إليّ أن أظلمه من لا يجد أن يستغيث عليّ إلاّ اللّه.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية، أنا عبد الرّحمن بن أحمد الرازي، أنا

ص: 184


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 295/17.
2- الأصل: عباس، تصحيف، و التصويب عن م.
3- الخبر و الشعر في الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا 373/3.
4- في الجليس الصالح: فنكس أو أطرق.
5- الأصل و م: قيس، تصحيف.
6- «أنا أحمد بن شعيب» مكرر بالأصل.

جعفر بن عبد اللّه، أنا محمّد بن هارون، أنا أبو الربيع خالد بن يوسف بن خالد، نا أبو عوانة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن أبي الدّرداء أنه قال:

أبغض الناس إليّ أن أظلمه لمن لا يجد أحدا يستغيثه إلاّ اللّه عزّ و جلّ .

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد.

قالا: أنا محمّد، و أحمد ابنا الحسين بن سهل، أنا أحمد بن إبراهيم الإمام قال: قرئ على علي بن حرب، و أنا أسمع، نا أبو معاوية، عن الأعمش - زاد الكتاني (1):عن شقيق قال:- قال أبو الدّرداء:

إنّ أبغض الناس إليّ أن أظلمه لمن لا يجد له أحد يستغيثه عليّ إلاّ اللّه عزّ و جل.

أخبرنا آباء محمّد: هبة اللّه بن أحمد، و عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل بن بشر، قالوا: أنا أبو الحسين بن مكي، أنا محمّد بن أحمد بن العباس الإخميمي (2)،نا محمّد بن عبد اللّه بن سعيد المهراني (3)،أنا عبد الملك الرقاشي، نا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: قال عون بن موسى الليثي عن معاوية بن قرّة قال:

كان لأبي الدّرداء جمل يقال له دمون، فكان إذا استعاروه منه قال: لا تحملوا عليه إلاّ كذا و كذا، فإنه لا يطيق أكثر من ذلك، فلمّا حضرته الوفاة قال: يا دمون لا تخاصمني غدا عند ربي، فإنّي لم أكن أحمل عليك إلاّ ما تطيق.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية (4)،نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا الهيثم بن جميل، نا عون بن موسى، عن معاوية بن قرّة قال:

كان لأبي الدّرداء جمل يقال له دمون فكان إذا أعاره قال: هو يحمل كذا و كذا (5)،فلمّا

ص: 185


1- الأصل و م: الكناني، تصحيف، و الصواب «الكتاني» و هو عبد العزيز بن أحمد، أبو محمد الكتاني، تقدم التعريف به.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 85/17.
3- غير واضحة بالأصل و صورتها:«المهدالى» و في م:«المهراس» و الصواب ما أثبت، راجع الحاشية السابقة.
4- من طريقه، رواه ابن المبارك في كتاب الزهد و الرقائق ص 414 رقم 1173.
5- في كتاب الزهد: هو يحمل كذا و كذا فلا تحملوا عليه إلاّ كذا و كذا.

كان عند انقضاء هلاكه قال: دمون، لا تخاصمني عند ربّي، فإنّي كنت لا أحمل عليك إلاّ طاقتك.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد (1)،أنا إبراهيم بن محمّد، أنا إبراهيم بن عبد اللّه (2)،نا أبو بكر بن زياد، نا أحمد بن الفضل بن سالم، نا ضمرة، عن إسماعيل بن عيّاش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه قال:

لما فتحت قبرس مرّ بالسبي، فجاء أبو الدّرداء يبكي فقال له جبير: تبكي في مثل هذا اليوم الذي أعزّ اللّه فيه الإسلام و أهله، قال: يا جبير بينا هذه الأمة قاهرة ظاهرة إذ عصوا اللّه، فلقوا ما قد ترى. ثم قال: ما أهون العباد على اللّه إذا (3) هم عصوه (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن نصر بن بحر، نا علي بن عثمان بن نفيل، نا أبو مسهر، نا سعيد.

أن أبا الدّرداء قال لرجل: ما اسمك ؟ قال: الديار، قال: أبو من ؟ قال: أبو السكري، قال: كلّ من عمل الشيطان.

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاّف، و أخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن بن العلاّف.

قالا: أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي، نا نصر بن داود بن نوح، نا إسماعيل بن شرحبيل بن مسلم، عن أبي مسلم الخولاني، عن أبي الدّرداء أنه قال:

ص: 186


1- «أنا إبراهيم بن محمد» سقط من م.
2- هو إبراهيم بن عبد اللّه بن محمد بن خرشيد، ترجمته في سير أعلام النبلاء 69/17.
3- الأصل و م:«إذ» و المثبت عن سير الأعلام.
4- سير أعلام النبلاء 351/2 و راجع حلية الأولياء 216/1-217.

بئس العون على الدين قلب نحيب و بطن و غيث و... (1) شديد.

أنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك (2)،أنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن سيار الشامي قال:

قيل لأبي الدّرداء لِمَنْ خٰافَ مَقٰامَ رَبِّهِ جَنَّتٰانِ (3) و إن زنى و سرق ؟ قال: إنه إن خاف مقام ربه لم يزن و لم يسرق.

قال: و أنا ابن المبارك (4)،أنا إسماعيل بن أبي خالد، عن حكيم بن جابر قال:

كان أبو الدّرداء مضطجعا بين أصحابه، و ثوبه على وجهه إذ مر بهم قسّ ، فأعجبهم سمنه، فقالوا: اللّهم العنه، ما أعظمه و ما أسمنه، فكشف الثوب عن وجهه فقال: من ذا الذي لعنتم آنفا؟ فقالوا: قسّا مرّ بنا فقال: لا تلعنوا أحدا، فإنه لا ينبغي للعّان أن يكون عند اللّه يوم القيامة صدّيقا.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطّيّب عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين، أنا ابن المبارك، أنا إسماعيل بن أبي خالد، عن حكيم بن جابر قال: بينما أبو الدّرداء مضطجع إذ مرّ قسّ (5)،فقالوا: لعنه اللّه من قسّ (6) ما أسمنه، فقال أبو الدّرداء: من هذا الذي لعنتم آنفا؟ قالوا: قسّ ، مرّ بنا فأعجبنا سمنه، قال: فلا تفعلوا، فإنه لا ينبغي للعّان أن يكون عند اللّه صدّيقا.

أنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (7)،حدّثني أبي، نا يونس، نا بقية، عن حبيب بن عمر الأنصاري، عن أبي عبد الصمد، عن أم الدّرداء قالت:

كان أبو الدّرداء لا يحدّث بحديث إلاّ تبسّم في حديثه، فقلت له: إنّي أخشى أن

ص: 187


1- كلمة غير واضحة بالأصل و م و صورتها:«و نعط ».
2- رواه ابن المبارك في كتاب الزهد و الرقائق ص 325 رقم 924.
3- سورة الرحمن، الآية:46.
4- رواه ابن المبارك في الزهد و الرقائق ص 238 رقم....
5- الأصل و م: قيس، تصحيف.
6- الأصل و م: قيس، تصحيف.
7- رواه أحمد بن حنبل في المسند 171/8 رقم 21794 طبعة دار الفكر.

يحمقك الناس، فقال لها: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا يحدث بحديث إلاّ تبسّم[1360].

أخبرناه عاليا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (1)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو عتبة، نا بقية، نا حبيب بن عمر، عن أبي عبد الصمد، عن أم الدّرداء قالت:

كان أبو الدّرداء إذا حدّث حديثا تبسّم في حديثه، فقلت: إني أخشى أن يحمقك الناس، فقال: ما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يحدّث حديثا إلاّ تبسّم في حديثه.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو منصور.... (2) بن محمّد العلوي - إملاء - و أبو الحسين بن الفضل القطان - قراءة - قالوا: أنا علي بن عبد الرّحمن بن ماتي (3)-بالكوفة - نا ابن أبي غرزة، نا قبيصة، نا سفيان، عن شعيب، عن أبي إياس، عن أبي الدّرداء قال:

إنّي لأدعو لناس من إخواني و أنا ساجد، أسميهم بأسمائهم و أسماء آبائهم.

خالفه سفيان في ذكر العدد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا أحمد بن إبراهيم - هو الدّورقي - نا بهز، نا شعبة قال أبو إياس معاوية بن قرّة أخبرنا قال:

قال أبو الدّرداء:

إني لأدعو و أنا ساجد لسبعين أخا من إخواني أسميهم بأسمائهم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا موسى بن مسعود النّهدي، نا عكرمة بن عمّار، عن أبي قدامة محمّد بن عبيد الحنفي، عن أم الدّرداء قالت:

كان لأبي الدّرداء ستون و ثلاثمائة خليل في اللّه يدعو لهم في الصلاة، قالت أم الدّرداء:

ص: 188


1- في م: الكناني، تصحيف.
2- اللفظة غير واضحة بالأصل و م و نميل إلى قراءتها:«الطفري».
3- غير واضحة بالأصل و م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 566/15 و ضبطت بكسر التاء عن الاكمال، و ضبطت في سير الأعلام بفتح التاء، و قال الذهبي في آخر ترجمته: و الطلبة يقولون: ماتي بالكسر.

فقلت له في ذلك، فقال: إنه ليس رجل يدعو لأخيه في الغيب إلاّ وكّل اللّه به ملكين يقولان:

و لك بمثله، أ فلا أرغب أن تدعو لي الملائكة.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، حدّثني سليمان بن عبد الرّحمن.

أنه حضر باب معاوية فوجده مغلقا، فقال: إنّه من يحضر سدّة السلطان يقم (1) و يقعد، و من وجد بابا مغلقا يجد إلى جانبه بابا فتحا (2) رحبا إن استغفر غفر له، و إن سأل أعطي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى، نا أبو بكر بن مالك - إملاء - نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، نا الهيثم بن خارجة، نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن قال: سمعت [إسماعيل] (3) ابن عبيد اللّه (4) يقول:

إن أبا الدّرداء قال - و أتى باب معاوية فلم يؤذن له، فجلس في ناحية المسجد فقال: من يحضر باب السلطان يقم (5) و يقعد، و من يأت بابا مغلقا يجد دونه بابا فتحا رحبا إن سأل أعطي، و إن دعا أجيب، و أول ما ينافق العبد الطعن على إمامه.

أنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن [جعفر عن] (6) يعقوب، حدّثني عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه عن (7) عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر سمع إسماعيل بن عبيد اللّه (8).

ح قال: و نا يعقوب، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا الوليد، نا ابن جابر، و ابنه انهما سمعا إسماعيل بن عبيد اللّه يقول:

حضر أبو الدّرداء باب معاوية فحجبه عنه، فقال أبو الدّرداء: اللّهمّ غفرا إنه من يحضر

ص: 189


1- الأصل و م: يقيم، خطأ و الصواب ما أثبت.
2- الفتح بضمتين: الباب الواسع المفتوح (تاج العروس: فتح).
3- زيادة عن م.
4- كذا الأصل: عبيد اللّه، و في م: إسماعيل بن عبد اللّه.
5- الأصل و م: يقيم، خطأ و الصواب ما أثبت.
6- زيادة لازمة منا للإيضاح، و السند معروف.
7- الأصل و م:«بن» تصحيف.
8- الأصل: عبد اللّه، تصحيف، و المثبت عن م.

أبواب السلطان يقم و يقعد، و إنه من يجد بابا مغلقا يجد إلى جنبه بابا فتحا رحيبا، إن سأل أعطي، و إن دعا أجيب، و إنّ أوّل نفاق المرء طعنه على إمامه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو الفتح الزاهد، و أبو محمّد بن فضل.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن زيد، أنا أبو الفتح.

قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم (1).

ح و أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنا محمّد بن علي الفرّاء، أنا عبد اللّه بن عبدان، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أبو الجهم بن طلاّب قالا: نا هشام بن عمّار، نا الهيثم - و هو ابن عمران - قال: سمعت جدي و إسماعيل بن عبد (2) اللّه يقولان:

حضر أبو الدّرداء باب معاوية فحجب، فقال: من يأت شيئا من هذه السّدد يجدها، و قال ابن عبدان: فيجدها - مغلقا يجد إلى جانبها بابا فتحا رحبا، إن سأل أعطي، و إن دعا أجيب، و بغضهم كفر و الطعن عليهم نفاق.

قال الهيثم: كان ذلك قبل أن تختلف أمة محمّد صلّى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

[ح] (3) و أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالوا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، أنا سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن رجاء، عن عبادة بن نسي قال:

كانت (4) لأبي الدّرداء إلى معاوية حاجة، قال: فحجبه لشغل كان فيه، فوجد في نفسه، فقال: من أتى باب السلطان قام و قعد، و من وجد بابا مغلقا وجد إلى جنبه بابا فتحا رحبا، إن سأل أعطي، و إن دعا (5) أجيب، و إنّ أوّل نفاق المرء طعنه على إمامه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو سعيد

ص: 190


1- الأصل: خزيم، و في م: حزيم، و كلاهما تصحيف و الصواب ما أثبت: خريم، تقدم التعريف به.
2- كذا بالأصل و م هنا:«عبد اللّه» و مرّ في الروايات السابقة: عبيد اللّه.
3- زيادة عن م.
4- الأصل: كتب، تصحيف، و المثبت عن م.
5- الأصل و م: دعي.

محمّد بن موسى بن الفضل، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا الحسين بن علي بن عفّان، نا أبو أسامة، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، حدّثني إسماعيل بن عبيد اللّه (1)المخزومي، عن أم الدّرداء قالت:

أتى أبو الدّرداء باب معاوية فوجده مغلقا، فقال: من يأت باب السلطان يقم (2) و يقعد، و من يجد بابا مغلقا يجد عنده بابا فتحا (3) إن سأل أعطي، و إن استغفر غفر له.

قالت: و كان رجال من أهل المدينة (4) استعانوا على معاوية ليكلمه أن يخفّف عنهم من الخراج قال: فلما لم يؤذن له قال: أنتم أظلم منه، قالوا: لم أصلحك اللّه ؟ قال: لو شئتم أسلمتم فلم يكن له عليكم سبيل.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح، نا محمّد بن عبد الواحد، نا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية قال:

شكا أهل دمشق إلى أبي الدّرداء قلة التمر، فقال: إنّكم أطلتم حيطانها و أكثرتم حرّاسها، فأتاها الويل من فوقها.

أخبرنا أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي، نا أبو الحسين بن المهتدي (5)،أنا عبيد اللّه بن علي الصّيدلاني المقرئ، نا أبو عبد اللّه المحاملي - إملاء - نا يوسف، نا جرير، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن أم الدّرداء قالت:

دخلت على أبي الدّرداء و هو غضبان، فقلت له: ما أغضبك ؟ فقال: و اللّه ما أعرف منهم من أمر محمّد صلّى اللّه عليه و سلم شيئا غير أنهم يصلون جميعا.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو عثمان الصابوني، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن محمّد بن سهل الفرات، أنا أبو علي أحمد بن محمّد بن علي بن رزين الباشاني (6)،نا عبد الجبار بن العلاء، نا سفيان بن عيينة، عن خلف بن حوشب قال:

ص: 191


1- الأصل و م: عبد اللّه، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 197/2.
2- الأصل و م: يقوم، خطأ.
3- الأصل و م:«باب فتح» خطأ.
4- كذا بالأصل و م «أهل المدينة» و في المختصر:«أهل الذمة».
5- الأصل:«المهندس» تصحيف، و المثبت عن م.
6- الأصل و م: الباساني، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 523/14.

قال أبو الدّرداء: إنّا لنكشّر في وجوه أقوام و إنّ قلوبنا لتلعنهم.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس الأصم، نا حنبل بن إسحاق، نا إبراهيم بن نصر، نا سلمة بن سعيد، عن أبي الأحوص، عن أبي الزاهرية، و عبيدة... (1)،عن أبي الدّرداء قال:

إنّا لنكشّر في وجوه أقوام و نضحك إليهم، و إنّ قلوبنا لتلعنهم.

كذا قال و هو الأحوص.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن سهلويه الدينوري، نا أبي، عن أبي معاوية، عن الأحوص بن حكيم، عن أبي الزاهرية قال:

قال أبو الدّرداء: إنّا لنكشر في وجوه أقوام، و إنّ قلوبنا لتلعنهم (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو الخير محمّد بن أحمد بن محمّد الإمام، و أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ ، قالا: أنا عثمان بن أحمد البرجي، أنا محمّد بن عمر بن حفص، نا أبو يعقوب إسحاق بن الفيض، نا أحمد بن موسى، عن بشر بن عمارة الخثعمي، نا الأحوص بن حكيم، عن أبي الزاهرية قال: قال أبو الدّرداء: إنّا لنكاشر أقواما، و إنّ قلوبنا لتلعنهم-.

زاد فيها غيرهما: جبير بن نفير-.

أخبرنا بها أبو يعقوب بن يوسف بن أيوب (3)،أنا عبد الكريم بن الحسن، أنا علي بن محمّد القرشي، نا محمّد بن محمّد الحوري، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا يوسف بن موسى، نا الوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني، نا الأحوص بن حكيم، عن أبي الزاهرية، عن جبير بن نفير، عن أبي الدّرداء.

قال: إنّا لنكشّر في وجوه أقوام، و نضحك إليهم، و إنّ قلوبنا لتلعنهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين (4) بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو

ص: 192


1- كلمة غير واضحة بالأصل و م و رسمها:«البرى».
2- سير أعلام النبلاء 351/2.
3- الأصل: انوف، و المثبت عن م.
4- الأصل:«بن الحسين» تصحيف، و المثبت عن م.

بكر بن المقرئ، أنا أبو عروبة، نا المسيّب بن واضح، نا يوسف بن أسباط ، عن كامل أبي العلاء، عن أبي صالح قال: قال أبو الدّرداء: إنّا لنكاشر أقواما، و إنّ قلوبنا لتلعنهم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن (1)،أنا ابن المبارك (2)،أنا زياد بن أبي مسلم، عن زياد بن مخراق قال:

قال أبو الدّرداء: لوددت أنّي كبش لأهلي فمرّ عليهم ضيف، فأمروا على أوداجي فأكلوا و أطعموا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن عمرو بن حنان (3)،نا بقية، نا صفوان، عن شريح بن عبيد الحضرمي، عن أبي الدّرداء أنه كان يقول:

اللّهمّ إنّي أعوذ بك أن تعرض على أخي عبد اللّه بن رواحة من عملي ما يستحي منه.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو سعيد الصّيرفي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصّفّار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا هارون بن عبد اللّه، نا سيّار، نا جعفر، نا سعيد الجريري، عن بعض أشياخه.

أن أبا الدّرداء أبصر رجلا في جنازة و هو يقول: جنازة من هذا؟ فقال: أبو الدّرداء هذا أنت ؟ هذا أنت ؟ يقول اللّه عز و جل: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (4).

قال: و نا ابن أبي الدنيا، نا أبي، نا الهيثم بن خارجة، عن إسماعيل بن عيّاش، عن سلمان بن سليم، عن يحيى بن جابر قال:

خرج أبو الدّرداء إلى جنازة فرأى أهل الميت يبكون عليه، فقال: مساكين موتى غدا يبكون على ميّت اليوم.

ص: 193


1- في م: الحسين، تصحيف.
2- رواه ابن المبارك في الزهد و الرقائق ص 80 رقم 238.
3- الأصل: حبان، تصحيف، و في م بدون إعجام، و الصواب: حنان. راجع ترجمة بقية بن الوليد في تهذيب الكمال 126/3.
4- سورة الزمر، الآية:30.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا داود بن عمر الضّبي، نا عبد اللّه بن المبارك، عن مالك بن مغول، عن عبد الملك بن عمير قال: قال أبو الدّرداء: ما أكثر عبد ذكر الموت إلاّ قلّ فرحه و قلّ حسده (1).

و قال ابن أبي الدنيا: نا علي بن الجعد، نا نوح بن فضالة، عن لقمان بن عامر، عن أبي الدّرداء قال:

كفى بالموت واعظا، و كفى بالدهر مفرقا، اليوم في الدور، و غدا في القبور.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، قال: قال الهيثم بن خارجة، نا إسماعيل بن عيّاش عن شرحبيل بن مسلم (2).

أن أبا الدّرداء كان إذا رأى جنازة قال: اغدي فإنّا رائحون أو روحي فإنّا غادون، فأنا (3)موعظة بليغة و غلغلة (4)سريعة، كفى بالموت واعظا يذهب الأول فالأول، و يبقى الآخر لا حلم له.

أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد، أنا أبو سعيد الصّيرفي، أنا محمّد بن عبد اللّه الصّفّار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن الحسين، نا عبد الوهاب بن عطاء، نا سعيد، عن قتادة، قال:

و بلغنا أن أبا الدّرداء نظر إلى رجل يضحك في جنازة فقال: أ ما كان في ما رأيت من هول الموت ما يشغلك عن الضحك.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، نا أبو عبد اللّه التّيمي، نا موسى بن سلمان الحنفي، حدّثني أبي عن بعض مشايخ الحيّ - أحسب سماك بن حرب - قال (5):

مر أبو الدّرداء بين القبور فقال: بيوت ما أسكن ظواهرك و في دواخلك الدواهي.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو حاتم الحنظلي، حدّثني مضرّس بن عبد اللّه

ص: 194


1- سير أعلام النبلاء 353/2.
2- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 217/1 من طريق إسماعيل بن عياش عن شرحبيل.
3- كذا بالأصل و م.
4- كذا بالأصل و م، و في الحلية: و غفلة سريعة.
5- من هنا عادت «ز»، و نعود إلى الاستعانة بها إلى جانب الأصل و م.

الغنوي، نا أبو عياض، عن أبان بن راشد، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران قال:

قال أبو الدّرداء:

إنّ لكم في هاتين الدارين لعبرة، تزورونهم و لا يزورونكم، و تنتقلون إليهم و لا ينتقلون إليكم، يوشك أن يستفرغ هذه ما في هذه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا عفّان بن مسلم الصّفّار، نا أبو هلال.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري، أخبرنا علي بن محمّد بن عبد اللّه، أنا الحسين بن صفوان، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، نا كامل بن طلحة، نا أبو هلال الرّاسبي (1).

عن معاوية بن قرّة.

أن أبا الدّرداء اشتكى فدخل عليه أصحابه فقالوا له:- زاد الصفار: يا أبا الدّرداء - قالا:

- ما تشتكي ؟ قال: أشتكي ذنوبي، قالوا: فما تشتهي قال: أشتهي الجنة، قيل - و في حديث كامل: قالوا:- أ فلا ندعو لك طبيبا؟ قال: هو أضجعني - و قال الصّفّار: هو الذي أضجعني-.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أخبرنا أبو بكر، أنا علي، أنا الحسين، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني الفضل بن إسحاق، نا أبو قتيبة، عن أبي معشر، عن محمّد بن كعب قال:

دخل حبيب بن مسلمة على أبي الدّرداء و هو في الموت فقال: ما أراه إلاّ الفراق، فجزاك اللّه من معلّم خيرا، فغطني (2)،بشيء ينفعني اللّه به، قال: يا حبيب بن مسلمة اتّق دعوة المظلوم.

أنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو علي بن أبي نصر، أنا أبو سليمان بن زبر (3)،نا أحمد بن عمير بن يوسف، نا صالح بن بشر، نا زيد بن يحيى بن عبيد، نا سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، عن أبي إدريس الخولاني قال:

ص: 195


1- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 218/1 من طريق أبي هلال عن معاوية بن قرة.
2- الأصل و م: و «ز»: فأعظني.
3- الأصل:؟؟؟ رو» و المثبت عن م و ز.

مرض أبو الدّرداء مرضه الذي مات فيه فكثر عليه العوّاد في منزله فأخرجوه إلى كنيسة النصارى، فجعل الناس يعودونه أرسالا، فجاء أبو إدريس إلى أبي الدّرداء و هو يجود بنفسه، فتخطّى الناس حتى جلس عند رأسه، فقال أبو إدريس: اللّه أكبر، اللّه أكبر، فجعل يكبّر، فرفع أبو الدّرداء رأسه فقال: إنّ اللّه إذا قضى قضاء أحب أن نرضى به، ثم قال: أ لا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه، ثم قضى.

كذا قال، و هذه الحكاية محفوظة عن أبي مسلم الخولاني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن علي بن زنبور، أنا أبو بكر بن أبي داود، نا عمرو بن عثمان، نا الوليد، نا سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللّه (1).

أنّ أبا مسلم الخولاني دخل على أبي الدّرداء و هو يجود بنفسه، و كان عندهم في العز كأنفسهم، فجعل أبو مسلم يكبّر فقال ل الدّرداء: أجل هكذا فقولوا، فإن اللّه إذا قضى قضاء أحب أن نرضى به.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أخبرنا محمّد بن هبة اللّه (2)،أنا علي بن محمّد بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا أحمد بن إسحاق الحضرمي، نا صالح المرّي، عن جعفر بن زيد العبدي.

أن أبا الدّرداء لما نزل به الموت بكى فقالت له أم الدّرداء: و أنت تبكي يا صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ؟ قال: نعم، و ما لي لا أبكي، و لا أدري على ما هجم من ذنوبي.

قال: و حدّثني محمّد، نا يحيى بن بسطام (3)،نا جعفر بن سليمان قال: سمعت سميط بن عجلان قال:

لما نزل بأبي الدّرداء الموت جزع جزعا شديدا، فقالت له أم الدّرداء: أ لم تك (4)تخبرنا بأنك تحب الموت ؟ قال: بلى و عزة ربّي، و لكن نفسي لما استيقنت بالموت كرهته، قال: ثم بكى و قال: هذه آخر ساعتي من الدنيا، لقّنوني لا إله إلاّ اللّه، فلم يزل يرددها حتى مات.

قال: و حدّثني محمّد، نا داود بن المحبّر، نا محمّد بن ثابت العبدي، عن أبي عمران الجوني.

ص: 196


1- الأصل و م و «ز»: عبد اللّه.
2- الأصل و م: عبد اللّه، و المثبت عن «ز».
3- الأصل و م: بطام، و المثبت عن «ز».
4- الأصل: تكن، و المثبت عن م و «ز».

أن أبا الدّرداء لما نزل به الموت دعا أم الدّرداء ضمّها إليه و بكى و قال: يا أم الدّرداء قد ترين ما نزل بي من الموت إنه و اللّه قد نزل بي أمر لم ينزل بي قط أمر أشدّ منه، فإن كان لي عند اللّه خير فهو أهون ما بعده، و إن تكن (1)الأخرى فو اللّه ما هو فيها بعده إلاّ كحلاب ناقة، ثم بكى و قال: يا أم الدّرداء اعملي لمثل مصرعي هذا، يا أم الدّرداء اعملي لمثل ساعتي هذه، ثم دعا ابنه بلالا، فقال: ويحك يا بلال، اعمل لساعة الموت، اعمل لمثل مصرع أبيك، و اذكر به صرعتك و ساعتك، فكأن قد. ثم قبض.

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسحاق بن أحمد الكادي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا أبي [نا] (2)الوليد بن مسلم، حدّثني ابن جابر، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، عن أم الدّرداء.

أن أبا الدّرداء لما احتضر جعل يقول: من يعمل لمثل يومي هذا؟ من يعمل لمثل ساعتي هذه ؟ من يعمل لمثل مضجعي هذا ثم يقول: وَ نُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَ أَبْصٰارَهُمْ كَمٰا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ (3).

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، نا أبو بكر بن اللاّلكائي (4)،أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا داود بن عمر الضّبي، نا محمّد بن الحسن (5)الأسدي، نا محمّد بن المبارك، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، حدّثني أم الدّرداء قالت (6):

أغمي على أبي الدّرداء و بلال ابنه عنده، فقال: اخرج عني ثم قال: من يعمل لمثل مضجعي هذا؟ من يعمل لمثل ساعتي هذه ؟ وَ نُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَ أَبْصٰارَهُمْ كَمٰا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ نَذَرُهُمْ فِي طُغْيٰانِهِمْ يَعْمَهُونَ ثم يغمى عليه، ثم يفيق فيقولها حتى قبض.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو علي بن أبي نصر، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا أبي، نا أبو قلابة، حدّثني أبي، نا عبد اللّه بن المبارك، نا

ص: 197


1- الأصل و م: يكون، و المثبت عن «ز».
2- زيادة عن م و «ز».
3- سورة الأنعام، الآية:110.
4- في «ز»: الالكاني.
5- «الحسن» سقطت من «ز».
6- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء من طريق ابن جابر عن إسماعيل بن عبيد اللّه عن أم الدرداء 217/1 مختصرا.

عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر قال:

لما حضرت أبو الدّرداء الوفاة جعل يقول: من يعمل لمثل مضجعي هذا؟ من يعمل لمثل ساعتي هذه، قال: و جاء ابنه بلال بن أبي الدّرداء فقال: قم عني، قال: ثم قال:

وَ نُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَ أَبْصٰارَهُمْ ثم يردد: من يعمل لمثل مضجعي هذا؟ من يعمل لمثل ساعتي هذه ؟ حتى فاظ (1).

كذا قال، و لم يذكر أم الدّرداء في الإسناد.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، و نا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا ابن عائشة، نا ابن المبارك، نا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، حدّثني إسماعيل بن عبيد اللّه، حدّثتني أم الدّرداء.

أنه أغمي على أبي الدّرداء فأفاق فإذا بلال ابنه عنده، قال: قم فاخرج عني، قال: من يعمل لمثل مضجعي هذا؟ من يعمل لمثل ساعتي هذه ؟ قال: وَ نُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَ أَبْصٰارَهُمْ كَمٰا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ثم يقول: أو هم أوهم فلم يزل (2) يقول ذلك حتى مات.

أخبرنا بها عالية أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك (3)،أنا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، أخبرني إسماعيل بن عبيد اللّه، حدثتني أم الدّرداء.

أنه أغمي على أبي الدّرداء فإذا ابنه عنده (4)،فقال: قم فاخرج عني، ثم قال: من يعمل لمضجعي هذا؟ من يعمل لمثل ساعتي هذه ؟ وَ نُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَ أَبْصٰارَهُمْ كَمٰا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ نَذَرُهُمْ فِي طُغْيٰانِهِمْ يَعْمَهُونَ (5)،أتيتم، ثم أغمي عليه، فيلبث لبثة (6)،ثم يفيق فيقول مثل ذلك، فلم يزل يردّدها حتى قبض.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر الثقفي، أنا محمّد بن إبراهيم بن علي، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا علي بن بحر القطان، نا

ص: 198


1- فاظ : مات.(تاج العروس).
2- في م: يقول، تصحيف.
3- رواه عبد اللّه بن المبارك في الزهد و الرقائق ص 11 رقم 32.
4- في الزهد و الرقائق: فإذا بلال ابنه عنده.
5- سورة الأنعام، الآية:110.
6- في الزهد: فلبث لبثا.

الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللّه (1)،عن أبي عبد (2) اللّه الأذرعى قال: مات أبو الدّرداء قبل قتل عثمان رضي اللّه عنه (3).

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العباس النّهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، نا الحسن - يعني ابن واقع - نا ضمرة بن ربيعة، عن ابن عباس قال: مات كعب و أبو الدّرداء في خلافة عثمان لستّ بقيت.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبيد اللّه بن محمّد، حدّثني عمّي، نا سليمان بن أحمد قال: سمعت الوليد بن أحمد يقول: مات أبو الدّرداء في سنيات بقين من خلافة عثمان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، أنا أبو زرعة قال (4):سمعت أبا مسهر يقول: نا سعيد بن عبد العزيز قال:

مات أبو الدّرداء، و كعب الأحبار في خلافة عثمان لسنتين بقيتا من خلافته.

قال: و نا أبو زرعة (5)،قال: فحدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا سويد بن عبد العزيز، عن الأوزاعي قال: مات أبو الدّرداء قبل قتل عثمان بسنتين.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل [بن] (6) ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرى، أنا أبو عبد اللّه البخاري، قال (7):

و قال إبراهيم بن المنذر عن الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز و عبد الغفار في حديثه توفي أبو الدّرداء قبل عثمان، و قال الحسن عن ضمرة، عن ابن عياش (8):مات قبل عثمان بسنة.

ص: 199


1- بالأصل و م و «ز»: عبد اللّه، و المثبت عن سير الأعلام.
2- في سير الأعلام: عبيد اللّه، تصحيف.
3- سير أعلام النبلاء 353/2.
4- تاريخ أبي زرعة 120/1.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 689/2.
6- زيادة لازمة، سقطت اللفظة من الأصل و م و «ز».
7- التاريخ الكبير للبخاري 76/7.
8- كذا بالأصل و م و «ز»، و في التاريخ الكبير:«عباس» تصحيف، راجع ترجمة ضمرة بن ربيعة في تهذيب الكمال 188/9.

أنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي قال: و توفي أبو الدّرداء قبل قتل عثمان بسنة.

قال: و نا الواقدي، قال: مات أبو الدّرداء بالشام سنة اثنتين و ثلاثين.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني (1)،أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (2)،أنا الهيثم بن عدي، أنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان قال: توفي أبو الدّرداء بالشام سنة إحدى و ثلاثين.

قال: و نا ابن سعد، نا محمّد بن عمر قال: توفي سنة ثنتين و ثلاثين - و له عقب بدمشق - هو و كعب الأحبار في سنة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال ابن نمير:

مات أبو الدّرداء و كعب الأحبار سنة اثنتين و ثلاثين.

قال: و كذلك قال المدائني، و أبو موسى، و عروة، و الهيثم بن عدي.

قال الهيثم: و سمعت الأحوص بن حكيم يذكر عن خالد بن معدان: أن أبا الدّرداء توفي سنة اثنتين (3) و ثلاثين.

و ذكر ابن زبر أسانيده عن هؤلاء في أول كتابه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال: و سمعت أبا مسهر يقول: مات أبو الدّرداء بالشام سنة اثنتين و ثلاثين.

و قال محمّد بن عمر: توفي أبو الدّرداء بدمشق سنة اثنتين و ثلاثين في خلافة عثمان، و له عقب بالشام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد قالا: نا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا الحسن بن محمّد بن

ص: 200


1- في «ز»: اللبناني، بتقديم الباء، و في م بدون إعجام.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- الأصل و م: اثنين، و المثبت عن «ز»

الحسن، نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، نا ابن نمير قال: مات أبو الدّرداء سنة اثنتين و ثلاثين بالشام (1).

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن علي بن حسين، نا محمّد بن عبدوس بن كامل، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير قال: مات أبو الدّرداء و كعب الأحبار سنة ثنتين و ثلاثين بالشام.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (2):سنة اثنتين و ثلاثين فيها مات أبو الدّرداء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد بن علي، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس - إجازة - أنا أبو محمّد السكري، أخبرني أبو الحسن الصّيرفي، أخبرني أبو (3) محمّد بن المغيرة، حدّثني القاسم بن سلاّم قال: سنة اثنتين و ثلاثين فيها توفي أبو الدّرداء عويمر بن زيد.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن عبد اللّه قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و فيها - يعني سنة اثنتين و ثلاثين - مات أبو الدّرداء عويمر بن زيد بن قيس الخزرجي.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد، أنا سليمان بن أحمد، أنا عبيد بن غنّام قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن نمير يقول: مات أبو الدّرداء سنة ثلاث و ثلاثين.

هذا وهم، و المحفوظ عن ابن نمير ما تقدم.

5465 - علاّن بن الحسين

أبو الحسن الحداد

من أصحاب أبي سليمان الدّاراني.

ص: 201


1- سير أعلام النبلاء 353/2.
2- لم يذكر خليفة بن خياط في تاريخه أبا الدرداء فيمن مات سنة 32.
3- الأصل:«أبي» و المثبت عن م و «ز».

حكى عنه أبو بكر محمّد بن علي بن العجوز.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، و نقلته من خطه، أنا أبو الحسن علي بن عبد الملك بن الحسين بن عبد الملك بن الفضل الدسعى (1)-بعكا - قال: و مما وجدته من سماع عبد اللّه بن بكر الطّبراني بخط يده، أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد المؤمن بن علي بن محمّد بن سنان المقرئ المعروف بابن العجوز قال: و سمعت أبا الحسن علاّن بن الحسين الحداد يقول: سألت أبا سليمان - يعني الدّاراني - بأي شيء تعرف الأبرار؟ فقال:

تعرفهم بكتمان المصائب و صيانة الكرامات.

قال: و سمعت علاّن يقول: خلا بي العدوّ في ليلة من الليالي فقال: أنت تعبد اللّه و هو خلقك، فمن خلق اللّه ؟ فلم يزل بي على ذلك يجهدني أكثر الليل، فقمت (2)،ما لي سوى أبي سليمان الداراني، فقصدت منزله في الليلة، فلم يكن فيه، فقلت: هو في المقابر، فأتيتها فإذا هو يدور فيها، فلمّا بصر بي قال: من غير أن أكلمه: علاّن، كأني بك و قد خلا بك العدو، فقال لك: أنت تعبد اللّه و هو خلقك، فمن خلق اللّه ؟ فشوّش عليك، قل له: يا لعين، لا بد أن ينتهي هذا الأمر إلى واحد، فهو ذلك الواحد.

ص: 202


1- كذا رسمها بالأصل و م و «ز».
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر:«فقلت».

ذكر من اسمه العلاء

5466 - العلاء بن برد بن سنان

5466 - العلاء بن برد (1) بن سنان (2)

من أهل دمشق.

روى عن أبيه، و علي بن عروة الدمشقي.

روى عنه: الحسن بن محمّد الزّعفراني، و أبو إسحاق إبراهيم بن سيّار الصوفي البغدادي، و عبد اللّه بن الأزهر القرشي، و موسى بن ناصح، و عامر (3) بن هارون، و خليفة بن خياط .

و لم يذكره البخاري في تاريخه.

أخبرنا أبو القاسم بن زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن المؤمّل الماسرجسي، نا جدي أبو الوفاء المؤمّل بن الحسن بن عيسى، نا الحسن بن محمّد الزعفراني، نا العلاء بن برد بن سنان، نا برد بن سنان، قال:

خرجت أنا و نافع فجزنا بمنزلة رجل من قريش، فاستسقى نافع، فأتي بنارجيلة مضببة بضباب فضّة، فأبى أن يشرب، و قال: ائتونا بإناء غير هذا، فإنّي سمعت أبا عبد الرّحمن يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من شرب في إناء من ذهب، أو إناء من فضة، فإنما يجرجر في بطنه نار جهنم»[10190].

ص: 203


1- الأصل و م و «ز»: يزيد، تصحيف، و التصويب عن ميزان الاعتدال، و سيرد في الأصل و م و «ز»، صوابا في الخبر التالي.
2- ترجمته في ميزان الاعتدال 97/3 و الجرح و التعديل 353/6.
3- كذا بالأصل و م:«و عامر بن هارون» و في «ز»: و عمار بن هارون.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن إسحاق، نا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا أحمد بن رشدين (1) المصري، نا موسى بن ناصح، نا العلاء بن برد بن سنان، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من جاء منكم الجمعة فليغتسل»[10191].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن عبد الواحد.

و أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن مسلم، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم بن بندار، قالا: أنا أبو الحسن بن موسى بن الحسين بن السمسار، أنا المظفّر بن حاجب بن أركين، نا محمّد بن يزيد بن عبد الصمد، نا إبراهيم بن سيّار، حدّثني علاء (2) بن برد بن سنان عن علي بن عربة (3)،عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس قال:

مررت بالنبي صلّى اللّه عليه و سلم و قد انصرف من صلاة الظهر، و عليّ (4) ثياب بياض، و هو يناجي دحية الكلبي فيما ظننت، و كان جبريل عليه السلام، و لا أدري، فقال جبريل للنبي صلّى اللّه عليه و سلم: يا رسول اللّه، هذا ابن عباس أما (5) إنه لو سلّم علينا رددنا عليه، أما (6) إنه شديد وضح الثياب، و ليلبسنّ ذرّيته من بعده السواد، فلما عرج جبريل و انصرف النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«ما منعك أن تسلّم إذ مررت آنفا؟» قال: قلت: يا رسول اللّه مررت بك، و أنت تناجي دحية الكلبي، فكرهت أن أقطع نجواكما بردكما علي السلام، قال:«لقد أتيت النظر ذلك جبريل و ليس أحد رآه غيري إلاّ ذهب بصره، و بصرك ذاهب، و هو مردود عليك يوم وفاتك».

قال: فلما مات ابن عباس و أدرج في أكفانه انقضّ طائر أبيض، فأتى بين أكفانه، و طلب فلم يوجد؛ فقال عكرمة مولى ابن عباس: أحمقى أنتم، هذا بصره الذي وعده رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أن يردّ عليه يوم وفاته، فلمّا أتوا به القبر و وضع في لحده تلقّي بكلمة سمعها من كان على شفير القبر:

ص: 204


1- الأصل و م و «ز»: «رشد بن» تصحيف، و التصويب عن المعجم الصغير 22/1.
2- ورد اسمه في الخبر، في الأصل و م و «ز»: علان.
3- كذا رسمها بالأصل و م و «ز»، و في المختصر:«غزية» و لم يطمئن إليها محققه، و لم أوفق إلى الوقوف عليه.
4- كذا بالأصل و م و «ز»: «و علي» و في المختصر: و عليه.
5- الأصل:«إنما» خطأ، و الصواب عن م و «ز».
6- الأصل:«إنما» خطأ، و الصواب عن م و «ز».

يٰا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ اِرْجِعِي إِلىٰ رَبِّكِ رٰاضِيَةً مَرْضِيَّةً ، فَادْخُلِي فِي عِبٰادِي، وَ ادْخُلِي جَنَّتِي (1) .

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (2):

العلاء بن برد بن سنان روى عن أبيه برد بن سنان، روى عنه الحسن بن محمّد بن الصّبّاح الزعفراني.

كتب إليّ أبو نصر القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو عبد اللّه و أبو الفضل الحسين و الحسن، ابنا (3) محمّد الحلبي، و كتبه لي أبو عبد اللّه بخطه قالا: نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن حبيب، نا إبراهيم بن عبد العزيز بن عيسى بن علي بن صالح صاحب المصلّى قال: سمعت محمود بن خداش (4) الطالقاني يقول:

لما أردت (5) أن أحدّث صرت إلى أحمد بن حنبل فقلت له: يا أبا عبد اللّه، إن الناس يسألوني أن أحدّث، فأنا موضع للتحديث ؟ فقال لي: نعم، و لكن ائتني بمشايخك في رقعة حتى انظر إليها، قال: فجئته بمشايخي فأسقط منها نيّفا و أربعين شيخا، قال: فوضعت الرقعة في البيت و صرت إلى يحيى بن معين و معي رقعة غير تلك الرقعة، فضرب على النيف و الأربعين الذين ضرب عليهم أحمد بن حنبل، فوضعت الرقعة في البيت و كتبت غيرها، و صرت إلى أبي خيثمة فنظر فيها، فضرب على النيّف و الأربعين شيخا الذين ضرب عليهم أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين فهؤلاء الذين ضربوا عليهم: سعيد بن محمّد الوراق، و علي بن عاصم، و المسيّب بن شريك، و محمّد بن الحسن الشّيباني (6)،و الحكم بن مروان

ص: 205


1- سورة الفجر، الآيات 27 إلى 30.
2- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 353/6.
3- مطموسة بالأصل، و في م:«أنا» تصحيف، و التصويب عن «ز».
4- غير مقروءة بالأصل، و في م و «ز»: «حداس» و الصواب ما أثبت ترجمته في سير أعلام النبلاء 179/12 و تهذيب الكمال 475/17.
5- سقطت من الأصل و م و «ز»، و استدركت عن المختصر.
6- كذا بالأصل، و في «ز»: «النسائي» و غير واضحة في م.

السلمي، و عامر بن صالح الزّبيري، و أبو المسكين البصري، و أبو حذيفة، و نصر بن ثابت، و أبو مطيع الخراساني، و يوسف بن العرق، و عبد القدوس بن بكر (1) بن خنيس، و غياث البلخي، و الواقعي، و العوقي القاضي، و زياد بن عامر بن الطّفيل، و مهدي بن إبراهيم، و إبراهيم بن أبي فروة، و أبو يوسف المديني، بشير (2) بن زاذان، و أبو نعيم البلخي، و محمّد بن زياد الطحان، و الحسين بن علوان، و أبو إسحاق السامي، و أبو المهلّب، و سيف بن محمّد الفروي، و أبو خزيمة حازم (3) بن خزيمة، و كثير بن مروان، و محمّد بن الحسن الهمداني، و أبو علي الصائغ، و محمّد بن مح ؟؟؟ (4) الثقفي، و أبو طالب، و أبو حفص العبدي، و أبو صيفي و الواقدي، و مسعدة بن اليسع، و يوسف بن عطية، و أبو البختري، و العلاء بن برد بن سنان، و سليمان بن الحكم، و عبد الرّحمن بن مسهر، و داود بن المحبّر، و الهيثم بن عدي، و بهلول المؤدب، و محمّد بن كثير الكوفي، و زياد بن عبد اللّه البكائي، لم أرهم يذكرونه ذاك الذكر و هو ممن أسقطوه.

قال أبو محمّد: و جاءني ابن أحمد بن حنبل فقال: اخرج شيئا انظر فيه، فأخرجت له أجزاء، فقال: لم لا تخرج علي بن عاصم ؟ فقلت: إنّ أباك نهاني أن أحدّث عنه، فقال: إنّ أبي أمرني أن أدور على كل من نهاه عنه، فأقول له أن يحدّث عنه.

5467 - العلاء بن الحارث بن عبد الوارث

أبو وهب - و يقال: أبو الحارث - الحضرمي (5)

روى عن عبد اللّه بن بسر (6) المازني، و مكحول، و القاسم بن عبد الرّحمن، و ربيعة بن يزيد، و سليمان بن موسى، و حكيم (7) بن حزام بن حكيم، و أبي الأشعث الصّنعاني، و عمرو بن شعيب، و زيد بن أرطاة.

ص: 206


1- في «ز»: «بكير» تصحيف، و في م:«بكر» كالأصل، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 551/11.
2- الأصل و م و «ز»: بشر، تصحيف، راجع ترجمته في ميزان الاعتدال 328/1 و الضعفاء الكبير للعقيلي 145/1.
3- الأصل: عارم، و المثبت عن م و «ز».
4- كذا رسمها بالأصل و م، و في «ز»: «محب».
5- ترجمته في تهذيب الكمال 470/14 و تهذيب التهذيب 429/4 و ميزان الاعتدال 98/3 طبقات خليفة رقم 2973، و طبقات ابن سعد 463/7 و التاريخ الكبير 513/6.
6- الأصل و م و «ز»: بشر، تصحيف، و التصويب عن تهذيب الكمال، و جاء في تهذيب التهذيب:«بشر» أيضا تصحيف.
7- كذا بالأصل و م و «ز»، و الذي في تهذيب الكمال: حزام بن حكيم.

روى عنه: الأوزاعي، و معاوية بن يحيى، و يحيى بن حمزة القاضي، و الهيثم بن حميد، و معاوية بن صالح، و عبد ربه بن ميمون النّحّاس، و عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، و الفرج بن فضالة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، و أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، أنا أحمد بن عيسى المصري، نا عبد اللّه بن وهب، عن معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«الجهاد واجب عليكم مع كلّ أمير برّا كان أو فاجرا، و الصلاة واجب عليكم خلف كل مسلم برّا كان أو فاجرا، و إن عمل بالكبائر، و الصلاة واجبة على كل مسلم يموت برّا كان أو فاجرا و إن عمل بالكبائر»[10192].

قال: و أنا أبو يعلى، نا الحكم بن موسى، نا الهيثم بن حميد، عن العلاء، عن مكحول، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«لا يحلّ لامرأة تصوم تطوعا إلاّ بإذن زوجها، و ما تصدّقت من صدقة من طعام البيت فلزوجها شطره و لها شطره»[10193].

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا عمر بن أحمد بن عمر بن محمّد مسرور (1)،أنا [أبو] (2) منصور محمّد بن محمّد بن سمعان المذكر، أنا أبو جعفر أحمد (3) بن محمّد بن إسحاق العنزي،- بأرجاه-.

أن علي بن حجر حدثهم، نا الهيثم بن حميد، نا العلاء بن الحارث، نا عبد اللّه بن دينار، أخبرني نافع عن عبد اللّه بن عمر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من أشرك باللّه فليس بمحصن»[10194].

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد ابن المبارك: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا محمّد بن الحسن الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط (4)

ص: 207


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 10/18.
2- سقطت من الأصل و م و «ز»، و زيادتها لازمة، راجع الحاشية السابقة.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «أنا أبو جعفر، نا محمّد...».
4- طبقات خليفة بن خيّاط ص 572 رقم 2973 و ذكره في الطبقة الثالثة.

قال: في الطبقة الثانية من أهل الشامات: العلاء بن الحارث الذّماري الدمشقي (1)،مات سنة ستّ و ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (2) قال: في الطبقة الثالثة من أهل الشام: العلاء بن الحارث و كان أحلم أصحاب مكحول و واقد و كان يفتي ثم خولط مات سنة ست و ثلاثين و مائة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (3) قال: في الطبقة الرابعة من أهل الشام: العلاء بن الحارث و كان قليل الحديث، و لكنه أعلم أصحاب مكحول، و أقدمهم، و كان يفتي حتى خولط ، مات سنة ستّ و ثلاثين و مائة في آخر خلافة أبي العباس.

أنبأنا أبو (4) الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (5):

العلاء بن الحارث بن عبد الوارث (6) أبو وهب الدمشقي الحضرمي، نسبه زيد بن حباب عن معاوية بن صالح، كنّاه يحيى بن حمزة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (7):

العلاء بن الحارث الدمشقي الحضرمي روى عن مكحول، و ربيعة بن يزيد،

ص: 208


1- لفظة:«الدمشقي» ليست في طبقات خليفة.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 463/7.
4- الأصل و م: أبي، تصحيف، و التصويب عن «ز».
5- التاريخ الكبير للبخاري 513/6.
6- «بن عبد الوارث» ليس في التاريخ الكبير.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 353/6.

و سليمان بن موسى بن الأشدق، روى عنه معاوية بن صالح، و الهيثم بن حميد، و يحيى بن حمزة، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين (1) بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسين، أنا أحمد - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: العلاء بن الحارث الثقفي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:

أبو وهب العلاء بن الحارث عن مكحول، و عمرو بن شعيب، و القاسم مولى زيد [و زيد] (2) بن أرطأة، روى عنه العلاء بن الحارث.

و لا أعرف علاء بن الحارث يروي عن العلاء.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب (3) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو وهب العلاء بن الحارث الحضرمي الدمشقي، عن أبي عبد اللّه (4) مكحول الهذلي، و أبي عبد الرّحمن القاسم بن عبد الرّحمن القرشي، روى عنه أبو أحمد الهيثم بن حميد الغسّاني، و أبو عمرو معاوية بن صالح الحضرمي، كنّاه لنا (5) أبو محمّد بن سليمان، نا محمّد - يعني ابن إسماعيل-.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني (6)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (7):قال دحيم قال أبو مسهر:

ص: 209


1- الأصل و «ز»: الحسن، تصحيف، و التصويب عن م.
2- الزيادة عن م و «ز».
3- في «ز»: الحصين، تصحيف. و في م:«الحصيب» بالحاء المهملة تصحيف أيضا.
4- بالأصل و م و «ز»: عبيد اللّه، تصحيف.
5- في «ز»: أنا.
6- في م: الكناني، تصحيف.
7- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 383/1.

فلما مات موسى بن سليمان جلس (1) إلى العلاء بن الحارث، فلما مات قال ابن سراقة: من فقيه الجند؟ قالوا: قيس بن موسى الأعمى، قال: ذلك حين هلكوا.

و قال أبو زرعة (2):قلت لعبد الرّحمن بن إبراهيم - و سألته عن ثابت بن ثوبان و العلاء بن الحارث - أيهما أثبت ؟ فقال: العلاء أفقه حديثا، و ثابت بن ثوبان قليل الحديث.

قلت له: إنّ أبا مسهر قال: أنبل (3) أصحاب مكحول: ثابت بن ثوبان، و العلاء بن الحارث، و أعدت عليه تقدم سنّ ثابت بن ثوبان و لقيه سعيد بن المسيّب، فلم يدفعه عن ثقة، و تقدم، و قدم العلاء بن الحارث عليه لفقهه.

و قال أبو زرعة (4):و كنت أرى أن أبا مسهر يقدم كل التقديم من أصحاب مكحول ثلاثة: سليمان بن موسى، و يزيد بن يزيد بن جابر، و العلاء بن الحارث.

و حدّثنا أبو مسهر أن سعيد بن عبد العزيز حدّثه أنّ كتاب مكحول في الحج أخذه من العلاء بن الحارث.

أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا علي بن الحسن (5) بن علي الربعي، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا محمّد بن عبد اللّه مكحول، نا يزيد بن محمّد بن عبد الصمد، نا أبو مسهر، نا الهيثم بن حميد، أخبرني العلاء بن الحارث قال أبو مسهر: فمات يوم مات [و هو أفقه الجند. و بلغني من وجه آخر عن أبي مسهر أنه قال: مات يوم مات] (6) يعني العلاء - و هو فقيه الجند.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي محمّد التميمي، أنا تمّام بن أحمد، أخبرني أبي، نا محمّد بن جعفر بن ملاّس، نا الحسن بن محمّد بن بكّار بن بلال قال (7):قال أبو مسهر:

ص: 210


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ أبي زرعة: جلسوا.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 393/1.
3- بالأصل و م و «ز»: إنك، خطأ، و التصويب عن أبي زرعة.
4- تاريخ أبي زرعة 394/1.
5- الأصل: الحسين، تصحيف، و الصواب عن و «ز»، و راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 580/17.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن م، و «ز». و راجع تهذيب الكمال 472/14.
7- من طريقه رواه في تهذيب الكمال 472/14.

كان أعلى أصحاب مكحول: سليمان بن موسى و معه يزيد بن يزيد بن جابر، ثم العلاء بن الحارث، و ثابت بن ثوبان، و إليه أوصى مكحول.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أحمد - إجازة-.

[ح] قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم [قال:] (1).

حدّثني أبي قال: سمعت دحيما يقول: و ذكر العلاء بن الحارث فقدّمه و عظّم شأنه، قال: روى الأوزاعي عنه ثلاثة أحاديث.

أنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه (2) بن جعفر، نا يعقوب (3) قال: سألت عبد الرّحمن بن إبراهيم: أيّ أصحاب مكحول أعلى ؟ قال: سليمان بن موسى، و يزيد بن يزيد (4) بن جابر، و العلاء بن الحارث.

[قال:] و سألت هشام بن عمّار، قلت له: أي أصحاب مكحول أرفع ؟ قال:

سليمان بن موسى، قلت: فمن يليه ؟ قال: العلاء بن الحارث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، قال:

العلاء بن الحارث هو صحيح الحديث، أخبرني بذلك أحمد بن حنبل.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

العلاء بن الحارث الذي يروي عنه فرج بن فضالة هو ثقة، قيل له: العلاء بن الحارث في حديثه [شيء؟] (5) قال: لا و لكن كان يرى القدر (6)،و مات في ولاية أبي العباس في ولاية ابن سراقة على دمشق.

ص: 211


1- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 354/6.
2- الأصل و م و «ز»: عبيد اللّه، تصحيف، و السند معروف.
3- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 394/2.
4- الأصل: زيد، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و م، و المعرفة و التاريخ.
5- الزيادة عن م و «ز»، و تهذيب الكمال.
6- تهذيب الكمال 471/14 إلى هنا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبد اللّه بن عمر، أنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمّد بن عثمان بن إبراهيم بن سبنك، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن موسى بن إسحاق الأنصاري، نا إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل قال: سمعت علي بن المديني يقول: العلاء بن الحارث ثقة، و هو الحضرمي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: العلاء بن الحارث صحيح الحديث.

ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الأصبهاني قال: قلت لأبي حاتم الرازي:

العلاء بن الحارث كان يرى القدر؟ فقال: كان دمشقيا، من خيار أصحاب مكحول، صدوق في الحديث، ثقة.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أحمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسين.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (1):

سألت أبي عن العلاء بن الحارث ؟ فقال: ثقة، لا أعلم أحدا من أصحاب مكحول أوثق منه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطّبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (2)،نا أبو صالح، عن معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، فهو ثقة (3).

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العباس النّهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، قال:

و قال ابن بكير: مات العلاء بن الحارث سنة ست و ثلاثين و مائة.

ص: 212


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 354/6.
2- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 458/2.
3- «فهو ثقة» ليس في «ز».

قال البخاري: و كنيته أبو وهب الحضرمي الدمشقي.

أنبأنا أبو محمّد الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني (1)،أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه المنيني، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن محمّد القرشي، نا أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد اللّه التميمي قال:

العلاء بن الحارث مات سنة ستّ و ثلاثين و مائة، و هو ابن سبعين سنة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن (2) السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (3):

و فيها مات العلاء بن الحارث من أهل الشام - يعني سنة ستّ و ثلاثين و مائة-.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال:

و أوّل من مات من أصحاب مكحول أبو الحارث العلاء بن الحارث سنة ستّ و ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو علي القاسم بن أحمد، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة-، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، قال: أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة ست و ثلاثين فيها توفي العلاء بن الحارث الشامي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها يعني سنة ست و ثلاثين و مائة مات (4).

5468 - العلاء بن الحارث بن أبي حكيم يحيى

5468 - العلاء بن الحارث بن أبي حكيم يحيى (5)

كان سيّافا لمعاوية.

ص: 213


1- في م: الكناني، تصحيف.
2- بالأصل و م و «ز»: الحسين، تصحيف، و السند معروف.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 415 (ت. العمري).
4- الأخبار الثلاثة السابقة في تهذيب الكمال 472/14.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 475/14 و تهذيب التهذيب 430/4 و ميزان الاعتدال 98/3 و الجرح و التعديل 6/ 354 و التاريخ الكبير 508/6 و تاريخ الثقات ص 342.

روى معاوية قوله.

روى عنه: أبو عثمان الوليد بن أبي الوليد المديني ثم المصري.

أخبرني أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن (1)،أنا [ابن] (2) المبارك، أنا حيوة بن شريح، حدّثني الوليد بن أبي الوليد أبو عثمان المدني أن عقبة بن مسلم حدّثه عن شفي (3) بن ماتع الأصبحي (4) قال:

قدمت المدينة فدخلت المسجد فإذا الناس قد اجتمعوا على رجل، فقلت: من هذا؟ فقالوا: أبو هريرة، فلمّا تفرّق الناس دنوت منه، فقلت: يا أبا هريرة، حدّثنا حديثا سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ليس بينك و بينه أحد من الناس، فقال: أفعل، لأحدّثنّك حديثا حدّثنيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ليس بيني و بينه فيه أحد من الناس، ثم نشغ نشغة (5) فأفاق و هو يقول: أفعل لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ليس بيني و بينه فيه أحد من الناس، ثم نشغ الثالثة أو الرابعة ثم أفاق، و هو يقول: افعل لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في هذا البيت ليس معي فيه غيره، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«إذا كان يوم القيامة ينزل اللّه إلى العباد ليقضي بينهم، و كل أمة جائبة فأول من يدعى رجل جمع القرآن، فيقول اللّه - عز و جل - له: عبدي أ لم أعلمك ما أنزلت على رسولي ؟ فيقول: بلى يا رب. فيقول: ما عملت فيما علمتك ؟ فيقول: يا رب كنت أقوم به آناء الليل و آناء النهار، فيقول اللّه له: كذبت، و تقول له الملائكة:

كذبت بل أرد أن يقال: فلان قارئ فقد قيل ذلك، اذهب فليس لك اليوم عندنا شيء. ثم يؤتى بصاحب المال، فيقول: اللّه عز و جل [له] (6):عبدي أ لم أنعم عليك ؟ أ لم أفضل عليك ؟ أ لم أوسع عليك، أو نحوه ؟ فيقول: بلى يا رب، فيقول: فما ذا عملت فيما أتيتك ؟ فيقول: يا رب كنت أصل الرحم، و أتصدق، و أفعل،[و أفعل] (7) فيقول اللّه له: كذبت، و تقول له الملائكة: كذبت، بل أردت أن يقال فلان جواد، فقد قيل ذاك، فاذهب فليس لك اليوم عندنا

ص: 214


1- الأصل و م و «ز»: الحسين، تصحيف، و التصويب عن تهذيب الكمال، و السند معروف.
2- سقطت من الأصل و م و «ز».
3- الأصل و م و «ز»: «سعى» و المثبت عن تهذيب الكمال.
4- رواه المزي من هذا الطريق في تهذيب الكمال 476/14.
5- نشغ نشغة أ يشهق و غشي عليه (راجع اللسان: نشغ).
6- زيادة عن تهذيب الكمال.
7- زيادة عن تهذيب الكمال.

شيء... و يدعى المقتول، فيقول اللّه له: عبدي، فيم قتلت ؟ فيقول: يا رب فيك و في سبيلك فيقول اللّه [له] (1) كذبت، و تقول الملائكة: كذبت، بل أردت أن يقال: فلان جريء، فقد قيل ذاك، اذهب فليس لك اليوم عندنا شيء».

قال أبو هريرة: ثم ضرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بيده على ركبتي ثم قال:«يا أبا هريرة، أولئك الثلاثة أول خلق اللّه تسعر بهم النار يوم القيامة».

قال حيوة أو (2) أبو عثمان، فأخبرني العلاء بن حكيم (3)،و كان سيافا لمعاوية، أنه دخل عليه رجل - يعني على معاوية - فحدّثه بهذا الحديث عن أبي هريرة، قال الوليد:

فأخبرني عقبة أن شفيّا هو الذي دخل على معاوية رحمه اللّه فحدّثه هذا الحديث، قال: فبكى معاوية فاشتد بكاؤه، ثم أفاق و هو يقول: صدق اللّه و رسوله مَنْ كٰانَ يُرِيدُ الْحَيٰاةَ الدُّنْيٰا وَ زِينَتَهٰا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمٰالَهُمْ فِيهٰا وَ هُمْ فِيهٰا لاٰ يُبْخَسُونَ . أُولٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ النّٰارُ وَ حَبِطَ مٰا صَنَعُوا فِيهٰا وَ بٰاطِلٌ مٰا كٰانُوا يَعْمَلُونَ (4).

كذا في هذه الرواية: العلاء بن حكيم، و الصواب: ابن أبي حكيم، و فيها قال حيوة:

أو (5)أبو عثمان بالشك و هو أبو عثمان بغير شك.

و قد رواه كذلك عن ابن المبارك سويد بن نصر الطوساني، و أبو موسى إسحاق بن إبراهيم الهروي، و عبد اللّه بن محمّد بن أسماء.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا (6)،أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، نا محمّد بن عقيل البلخي، نا صالح بن محمّد أبو علي، نا إسحاق بن إبراهيم أبو موسى الهروي و عبد اللّه بن محمّد بن أسماء قالا: نا عبد اللّه بن المبارك، أنا حيوة بن شريح (7)،حدّثني الوليد بن أبي الوليد أبو عثمان المدني.

ح و أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه، أنا محمود بن القاسم بن محمّد،

ص: 215


1- كتبت تحت الكلام بين السطرين بالأصل.
2- الأصل و م و «ز»: «و أبو عثمان» و الصواب ما أثبت عن تهذيب الكمال.
3- كذا بالأصل و م و «ز»: «العلاء بن حكيم»، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب:«العلاء بن أبي حكيم»، و في تهذيب الكمال: ابن أبي حكيم.
4- سورة هود، الآيتان 15 و 16.
5- الأصل و م و «ز»: و أبو.
6- في «ز»: «ابن أبي الدنيا» تصحيف.
7- في «ز»: «جيره بن سرع» تصحيف.

و عبد العزيز بن محمّد، و أحمد بن عبد الصمد قالوا: أنا عبد الجبار بن محمّد، أنا أبو العباس المحبوبي، أنا أبو عيسى الترمذي (1)،نا سويد بن نصر، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا حيوة بن شريح، أنا الوليد بن أبي الوليد أبو عثمان المدائني (2).

أن عقبة (3)بن مسلم حدّثه أن شفيّ الأصبحي حدّثه.

أنه دخل المدينة فإذا هو برجل قد اجتمع عليه الناس، فقال: من هذا؟ فقالوا: أبو هريرة، فدنوت منه حتى قعدت بين يديه و هو يحدّث الناس فلمّا سكت و خلا قلت له: أسألك بحقّ و بحقّ لما حدثتني حديثا سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عقلته و علمته، فقال أبو هريرة:

أفعل، لأحدّثنك حديثا حدثنيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عقله و علمته، ثم نشغ أبو هريرة نشغة فمكث طويلا - و قال الترمذي: فمكثنا قليلا - ثم أفاق،[فقال:] لأحدّثنك حديثا حدّثنيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في هذا البيت، ما معنا فيه أحد غيري و غيره، ثم نشغ أبو هريرة نشغة أخرى - زاد الترمذي ثم أفاق و مسح وجهه فقال: أفعل لأحدّثنك حديثا حدثنيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أنا و هو في هذا البيت ما معنا أحد غيري، و غيره، ثم نشغ أبو هريرة نشغة و قالا:- شديدة ثم مال (4)خارّا على وجهه، فأسندته طويلا ثم أفاق فقال: حدّثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أن اللّه إذا كان يوم القيامة نزل العباد يقضي - و قال الترمذي: ينزل إلى العباد ليقضي - بينهم، و كلّ أمة جاثية فأول من يدعو به رجل جمع القرآن و رجل يقتل - و قال الترمذي:[يقتتل-] (5)في سبيل اللّه، و رجل كثير المال، فيقول اللّه للقارئ: أ لم أعلمك ما أنزلت على رسولي، قال:

بلى يا ربّ ، قال: فما ذا عملت فيما علّمت ؟ قال: كنت أقوم به آناء الليل و آناء النهار، فيقول اللّه له: كذبت، و تقول الملائكة: كذبت، و يقول اللّه: بل أردت أن يقال فلان قارئ، فقد قيل ذاك. و يؤتى بصاحب المال، فيقول اللّه: أ لم أوسّع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد؟ قال: بلى يا ربّ ، قال: فما ذا عملت - و قال الترمذي: فما ذا عملت فيما آتيتك ؟- قال:

كنت أصل الرّحم و أتصدق، فيقول اللّه له: كذبت، و تقول الملائكة: كذبت، و يقول اللّه: بل

ص: 216


1- أخرجه الترمذي في(37) كتاب الزهد،(48) باب، رقم 2382(591/4).
2- كذا بالأصل و م و «ز» و الترمذي:«المدائني» و قد مرّ «المدني» و «المديني» و هو الصواب.
3- الأصل و م و «ز»: «عتبة» و التصويب عن الرواية السابقة و تهذيب الكمال و سنن الترمذي.
4- غير واضحة بالأصل، و قسم من اللفظة ممحو في «ز»، و المثبت عن م و الترمذي.
5- سقطت من الأصل و م و «ز»، و استدركت عن الترمذي.

أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل ذاك. و قال الترمذي: فقيل ذاك (1)-و يؤتى بالذي قتل في سبيل اللّه فيقول اللّه - و قال البلخي: فيقال له - فيما ذا قتلت ؟ فيقول: أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت، فيقول اللّه كذبت، و تقول له الملائكة: كذبت، و يقول اللّه له: بل أردت أن يقال فلان جريء، فقد قيل»، ثم ضرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بيده على ركبتي فقال:«يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق تسعر بهم جهنم (2)يوم القيامة».

قال أبو عثمان الوليد - زاد الترمذي: المدائني (3)-فأخبرني عقبة أن شعيّا (4)هو الذي دخل على معاوية فأخبره بهذا.

قال أبو عثمان: و حدّثني العلاء بن أبي حكيم أنه كان سيافا لمعاوية قال: فدخل رجل فحدثه - و قال الترمذي: فدخل عليه رجل فأخبره بهذا - عن أبي هريرة فقال معاوية: قد فعل بهؤلاء هذا فكيف بمن بقي من الناس ؟ ثم بكى معاوية و نشج (5)بكاء شديدا حتى ظننا أنه هالك، و قلنا قد جاءنا هذا الرجل بشرّ، ثم أفاق معاوية و مسح عن وجهه ثم قال - و قال الترمذي: و قال - صدق اللّه و رسوله مَنْ كٰانَ يُرِيدُ الْحَيٰاةَ الدُّنْيٰا وَ زِينَتَهٰا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمٰالَهُمْ فِيهٰا وَ هُمْ فِيهٰا لاٰ يُبْخَسُونَ . أُولٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ النّٰارُ، وَ حَبِطَ مٰا صَنَعُوا فِيهٰا، وَ بٰاطِلٌ مٰا كٰانُوا يَعْمَلُونَ .

رواه الحسن بن عيسى بن ياسر بن حسن عن ابن المبارك، و قال العلاء بن يحيى، و قال: أبو عثمان: و لم يشك، فلعل أبا حكيم ولد العلاء اسمه يحيى و اللّه أعلم.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أخبرنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و هذا لفظه - قالوا: و أخبرنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمّد بن سهل، أخبرنا محمّد بن إسماعيل قال (6):

العلاء بن أبي حكيم و كان سيافا لمعاوية، يعدّ في الشاميين، سمع معاوية مَنْ كٰانَ يُرِيدُ الْحَيٰاةَ الدُّنْيٰا وَ زِينَتَهٰا قاله ابن مقاتل، عن ابن المبارك عن حيوة عن الوليد.

ص: 217


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و الذي في سنن الترمذي: فقد قيل ذاك.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الترمذي: تسعر النار.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و لم ترد لفظة:«المدائني» في سنن الترمذي.
4- الأصل: سفيان، تصحيف، و التصويب عن م، و «ز»، و الترمذي.
5- كذا، و اللفظة ليست في سنن الترمذي.
6- التاريخ الكبير للبخاري 508/6.

أنبأنا أبو الحسين القاضي و أبو (1) عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أحمد. إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو الطاهر، أنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (2):

العلاء بن أبي حكيم شامي، روى عن معاوية، و روى ابن المبارك عن حيوة بن شريح، عن الوليد عنه، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين.

قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (3):

العلاء بن أبي حكيم شامي تابعي ثقة.

5469 - العلاء بن أبي الزبير

- و يقال: ابن الزّبير - الكلابي

من فقهاء دمشق.

حدّث عن أبيه.

روى عنه: أسيد الكلابي، و يقال: أسيد.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد اللّه (4) بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (5)،نا صفوان بن صالح، و أبو[ (6)بقاء هشام بن عبد الملك، قالا]: حدّثنا الوليد بن مسلم، نا أسيد الكلابي أنه سمع

ص: 218


1- الأصل:«هو ابن» بدل من «و أبو» و المثبت عن «ز»، و م، و السند معروف.
2- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 354/6.
3- تاريخ الثقات للعجلي 342 رقم 1165.
4- الأصل و م: عبيد اللّه، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و السند معروف.
5- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 279/1 و من طريقه رواه ابن الأثير في أسد الغابة في ترجمة الزبير بن عبد اللّه الكلابي.
6- ما بين الرقمين ليس في المعرفة و التاريخ.

العلاء بن أبي (1) الزبير الكلابي يحدث عن أبيه قال:

رأيت غلبة فارس الروم، ثم رأيت غلبة الروم فارسا، ثم رأيت غلبة المسلمين فارسا و الروم، و ظهورهم[ (2) على الشام و العراق]، كل ذلك في خمس عشرة سنة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني (3)،نا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز: أن عبد اللّه بن عامر اليحصبي ضرب خالد بن اللّجلاج و العلاء بن الزبير حين ارتفعت أصواتهما في العلم، في المسجد.

كان في الأصل العتيق بخط ابن فطيس: العلاء بن أبي الزبير، فضرب عليه، لأنه لم يكن في سماعنا.

كذلك أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن. أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتاب، أنا أحمد بن عمير إجازة.

ح و أنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسين الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد قراءة قال: سمت أبا الحسن بن سميع يقول: في الطبقة الرابعة: العلاء بن أبي الزبير.

5470 - العلاء بن عاصم

أبو السمراء الغسّاني (5)

قدم مع عبد اللّه بن طاهر دمشق، و مدحه، و حكى حكاية لشاعر من الأعراب.

حكى عنه: أحمد بن حفص بن عمر، و أبو عبيدة معمر بن المثنى، و محمد بن عبد الرّحمن بن الفهم.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن الحسين (6) بن علي المصحح، أنا أبو القاسم حمزة بن عبد اللّه بن الحسين المعروف بابن الشامي (7) الأطرابلسي - قدم دمشق - نا القاضي

ص: 219


1- جاء في المعرفة و التاريخ: العلاء بن الزبير الكلابي.
2- ما بين الرقمين ليس في المعرفة و التاريخ.
3- في م: الاكفاني، تصحيف.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 343/1.
5- أخباره في تاريخ الطبري (الفهارس)، و الكامل في التاريخ لابن الأثير (الفهارس).
6- في م و «ز»: الحسن.
7- في م و «ز»: ابن الشام.

أبو عبد اللّه أحمد بن القاسم الميانجي - إملاء بطرابلس - نا أبو الطيب محمد بن سليمان - و هو ابن (1) الحواري (2)-نا أبو بكر محمد بن أحمد سدحن (3)،نا أبو عبيدة معمر بن المثنى، أنا أبو السمراء قال: (4)

لما توجه عبد اللّه بن طاهر خارجا من مصر، خرجنا معه، حتى إذا كنا قريبا من دمشق، إذا نحن بأعرابي معارض للعسكر قد سأل عن الأمير و أرشد إلي ناحيته، و أنا و إسحاق بن إبراهيم و ابن أبي ربعي نسايره، و قد اعتور العسكر بغباره و ارتفع، و نحن مع الأمير ليس فينا إلاّ أفره من الأمير دابة و أحسن بزة، فقصدنا الأعرابي، و كان شيخا فيه بقية حسنة، فلما رأيناه مقبلا قلنا: هذا أعرابي يريد الأمير، فإن أتى مسلّما فردوا عليه بأجمعكم ليتبلّد في أمره، فلا يعرف الأمير من غيره، فأتى الأعرابي (5)،ففعلنا به ذلك، فأشار بيده نحو ابن أبي ربعي و أنشأ يقول (6):

أرى كاتبا داهي الكتابة بيّن *** عليه و تأديب العراق كريم (7)

و فيه علامات يشاهدن أنه *** يصير بتقسيط الجراح عليم (8)

ثم أومأ نحو إسحاق بن إبراهيم فقال:

و مظهر نسك ما عليه ضميره *** يحب الهدايا بالرجال مكور

أظن به بخلا و جنبا و شيمة *** تدل (9) عليه إنه لوزير

ثم أشار إليه فقال:

و أنت خليل للأمير و مؤنس *** يكون له بالقرب منك سرور

إخالك للأشعار و العلم راويا (10) *** فأنت نديم مرة و وزير

ص: 220


1- «ابن» كتبت فوق الكلام في الأصل بين السطرين.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الحوراني.
3- كذا رسمها بالأصل و م و «ز».
4- راجع الخبر في تاريخ الطبري 611/8 باختلاف بعض ألفاظه.
5- «فأتى الأعرابي» سقط من «ز».
6- البيتان في تاريخ الطبري 611/8 و الكامل لابن الأثير 207/4 (حوادث سنة 210).
7- الطبري و ابن الأثير: منير، القافية رائية.
8- الطبري و ابن الأثير: له حركات قد يشاهدن أنه.... بصير.
9- الطبري و ابن الأثير: إخال به... تخبر عنه.
10- ابن الأثير: و أحسبه للشعر و العلم راويا.

أظن بلا شك بأنك كاتب *** بصير (1) بأبواب الرشاء خبير

ثم أشار نحو الأمير فقال:

و هذا الأمير المرتجى سبب كفه *** فما ان إليه فيما علمت نظير

عليه رداء من وقار و هيبة *** و وجه بإدراك النجاح يسير

كريم له في المكرمات سوابق *** على كل من يزهو بهم و يطير

ألا إنما عبد الإله ابن طاهر *** لنا والد في دهرنا (2) و أمير

قال أبو القاسم (3):

فضحك الأمير و أمر له بعشرة آلاف دهرم، و أمره بلزومه، و صحبته. فقال فيه أشعارا كثيرة.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الوحش سبيع بن المسلم عنه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن محمد بن سيبخت البغدادي، نا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي، نا حسين بن فهم حدثني أبي قال:

قال أبو السمراء:

كنت عند أبي العباس عبد اللّه بن طاهر، و ليس غيري، و أنا بالقرب منه بين يديه، و دخل أبو إسحاق إبراهيم (4) فاستدناه لمناجاته، و اعتمد على سيفه و أصغى لمناجاته و حوّلت وجهي، و أنا ثابت مكاني، و طالت النجوى بينهما، و اعترتني حيرة (5) فيما بين العقود على ما أنا عليه و القيام، و انقطعا عما كانا فيه و رجع إسحاق إلى مرفقه، و نظر أبو العباس فقال: يا أبا السمراء، قلت: لبيك، فأنشأ يقول:

إذا النجيان رسّا عنك سرهما *** فانزح بسمعك تجهل ما يقولان

و لا تحملهما ثقلا لخوفهما *** على تناجيهما بالمجلس الداني

قال أبو السمراء:

ص: 221


1- الأصل و م و «ز»: كاتبا بصيرا.
2- الطبري و ابن الأثير: لنا والد برّ بنا و أمير.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: أبو السمراء.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر:«أبو الحسن إسحاق بن إبراهيم» و هو أظهر، و قد مرّ في الخبر السابق، و هو إسحاق بن إبراهيم الرافقي. و سيرد صوابا أثناء الخبر.
5- الأصل و م و «ز»: غيرة، و المثبت عن المختصر.

فما رأيت أكرم منه و لا أرفق تأديبا ترك مطالبتي في هفوتي لحق الأمراء، و أدّبني تأديب النظراء، و ذكر محمد بن داود بن الجراح لأبي السمراء العلاء بن عاصم الغساني:

فإن بك حمى الربع شفّك وردها *** فعقباك منها أن يطول بك العمر

وقيناك لو يعطى الهوى فيك و المتى *** لكان بنا الشكوى و كان لك الأجر

5471 - العلاء بن عبد الوهّاب بن أحمد بن عبد الرّحمن

ابن سعيد بن حزم بن غالب

أبو الخطاب بن أبي المغيرة الأندلسي المريّ (1)

من أهل المريّة (2).

قدم دمشق سنة اثنتين و خمسين و أربعمائة، و حدّث بها عن أبي الحسن علي بن بقاء بن محمّد الوراق، و أبي الحسن محمّد (3) بن الحسين بن محمّد بن الطّفّال النيسابوري، و أبي العلاء أحمد بن عبد اللّه بن سليمان المقرئ، و أبي القاسم إبراهيم بن محمّد الزهري المعروف بابن الإقليلي.

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و عبد العزيز بن أحمد، و جعفر بن أحمد السراج، و قد أدركت جماعة ممن شاهده إلاّ أنهم لم يسمعوا منه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا و أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، أنا أبو بكر الخطيب، حدّثني العلاء بن حزم الأندلسي، نا محمّد بن الحسين بن بقاء المصري، أنا جدي عبد الغني بن سعيد، نا عبيد اللّه بن جعفر بن الورد، نا عبد اللّه بن أحمد بن عبد السلام، قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن بشر المروزي يحكي عن أبيه قال: سمعت حفص بن حميد يقول:

دخلت على داود الطائي أسأله عن مسألة و كان كريما فقال: أ رأيت المحارب إذا أراد أن يلقى الحرب، أ ليس يجمع آلته ؟ فإذا أفنى عمره في جمع الآلة فمتى يحارب ؟ إنّ العلم آلة العمل، فإذا أفنى عمره في جمعه، فمتى يعمل ؟

ص: 222


1- ضبطت عن الاكمال لابن ماكولا.
2- المرية: بالفتح ثم الكسر و تشديد الياء بنقطتين من تحتها، مدينة كبيرة من كورة إلبيرة من أعمال الأندلس.(معجم البلدان).
3- الأصل:«بن محمد» و المثبت عن «ز»، و م.

أخبرنا[ (1) أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني]، أنا العلاء بن حزم الأندلسي، أنا أبو الحسن علي بن بقاء بن محمّد الورّاق، نا عبد الغني بن سعيد، نا محمّد بن بكير، نا ابن المنتاب قال: سمعت إسماعيل القاضي قال: دخلت يوما على يحيى بن أكثم و عنده قوم يتناظرون في الفقه، و هم يقولون: قال أهل المدينة فلما رآني مقبلا قال: قد جاءت المدينة.

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد، عن محمّد بن أبي نصر الحميدي قال: (2)

العلاء بن عبد الوهّاب بن أحمد بن عبد الرّحمن بن سعيد بن حزم بن غالب أبو الخطاب، يعرف بابن أبي المغيرة، كان من أهل العلم و الأدب و الذكاء و الهمة العالية في طلب العلم، كتب بالأندلس فأكثر، و رحل إلى المشرق، فاحتفل في الجمع و الرواية، و دخل بغداد، و حدّث عن أبي القاسم إبراهيم بن محمّد بن زكريا الزهري المعروف بابن الاقليلي النحوي الأندلسي، و عن أبي الحسن محمّد بن الحسين النيسابوري المعروف بابن الطّفّال، و عن محمّد بن الحسين (3) بن بقاء المصري ابن بنت عبد الغني بن سعيد الحافظ ، و سمع أبو بكر الخطيب، أبو بكر الحافظ منه، و أخرج عنه في غير موضع من مصنفاته، و مات في رجوعه عند وصوله إلى الأندلس بعد الخمسين و أربعمائة، و هذا البيت بيت جلالة، و علم، و رئاسة، و فضل كبير (4).

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني: ورد الخبر بأنّ أبا الخطاب العلاء بن أبي المغيرة بن حزم الأندلسي رحمه اللّه توفي بالمريّة من جزيرة الأندلس في شهور سنة خمس و خمسين و أربعمائة، و كان قد قدم دمشق طالبا للعلم، و حدّث بها شيئا يسيرا، و كان فهما يحفظ شيئا من علم الحديث.

5472 - العلاء بن عجلان

مولى يزيد بن عبد الملك.

من أهل الراهب محلة كانت قبلي المصلّى، له ذكر.

ص: 223


1- ما بين الرقمين مكرر في م.
2- جذوة المقتبس للحميدي ص 317 رقم 725.
3- الأصل و م و «ز»: الحسن، و المثبت عن جذوة المقتبس.
4- في جذوة المقتبس: و فضل كثير.

ذكره أبو الحسين بن أبي العجائز الأزدي، و كان العلاء ممن تسوّر على الوليد حصن البخراء (1) حين قتل.

5473 - العلاء بن كثير

أبو سعيد (2)

مولى بني أمية، دمشق.

سكن الكوفة.

روى عن مكحول.

روى عنه: عبد الرّحمن بن هانئ أبو نعيم النّخعي، و يحيى بن حمزة، و أبو سمير حكيم بن خدام، و عنبسة بن عبد الرّحمن القرشي، و سليمان بن عمرو، و مصعب بن سلاّم، هو كنّاه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا محمّد بن منير، حدّثني إبراهيم الحساس (4)،نا غسان بن مالك، نا عنبسة بن عبد الرّحمن القرشي، نا العلاء بن كثير الدمشقي عن مكحول عن أبي الدرداء و أبي هريرة قالا:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«تنتظر النفساء أربعين يوما إلاّ أن ترى الطّهر قبل ذلك، فإن بلغت أربعين يوما و لم تر الطّهر فلتغتسل و هي بمنزلة المستحاضة».

قال: و أنا أبو أحمد (5)،نا حذيفة بن الحسن، نا أبو أمية محمّد بن إبراهيم، نا عبد الرّحمن بن هانئ النّخعي، نا العلاء بن كثير مولى بني أمية، نا مكحول، عن واثلة، و أبي الدرداء، و أبي أمامة قالوا: سمعنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقال:

«جنبوا مساجدكم صبيانكم و مجانينكم، و سلّ سيوفكم و إقامة حدودكم، و رفع

ص: 224


1- ماء منتنة على ميلين من القليعة في طرف الحجاز. فيها قتل الوليد بن يزيد بن عبد الملك (معجم البلدان).
2- ترجمته في تهذيب الكمال 502/14 و تهذيب التهذيب 438/4 و ميزان الاعتدال 104/3 و كناه بأبي سعد. و الكامل في ضعفاء الرجال 219/5.
3- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 219/5.
4- كذا رسمها بالأصل و م و «ز»، بسينين مهملتين، و في ابن عدي: الجشاش.
5- الكامل لابن عدي 219/5.

أصواتكم و خصوماتكم و اجمروها في الجمع و اجعلوا على أبوابها المطاهر»[10195].

أخبرنا أبوا (1) الحسن الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد، أنا جدي أبو بكر محمّد، أنا أبو بكر الخرائطي، نا محمّد بن جابر الضرير، نا مسلم بن إبراهيم العبدي، نا حكيم بن خدام عن العلاء بن كثير عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«من بركة المرأة تبكيرها بالأنثى، أ ما سمعت اللّه يقول يَهَبُ لِمَنْ يَشٰاءُ إِنٰاثاً، وَ يَهَبُ لِمَنْ يَشٰاءُ الذُّكُورَ (2) فبدأ بالإناث قبل الذكور»[10196].

و أعلى ما وقع إلي من حديثه ما:

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، نا أبو بكر الباغندي، نا شيبان بن فرّوخ، نا حكيم بن خدام أبو سمير، نا العلاء بن كثير، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع قال:

أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلم رجل من أهل اليمن أكسف، أحول، أوقص، أحنف، أضخم، أعسر، أرسح، أفحج فقال: يا رسول اللّه أخبرني بما فرض اللّه علي، فلمّا أخبره قال: إنّي أعاهد اللّه أن لا أزيد على فريضته قال:«و لم ذلك ؟» قال: لأنه خلقني فشوّه خلقي [فخلقني] أكسف، أحول، أضخم أعسر، أرسح، أفحج، قال: ثم أدبر الرجل، فأتاه جبريل فقال: يا محمّد أين العاتب ؟ إنه عاتب ربّا كريما فأعتبه، قال: قل له أ لا يرضى أن يبعثه اللّه في صورة جبريل يوم القيامة ؟ قال: فبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى الرجل فقال له:«إنّك عاتبت ربا كريما، أ فلا ترضى أن يبعثك اللّه يوم القيامة في صورة جبريل» قال: بلى يا رسول اللّه، قال:«فإنّي أعاهد اللّه ألاّ يقوى جسدي على شيء من مرضاة (3) اللّه عز و جل إلاّ عملته»[10197].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسين، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، نا أبو عبد اللّه البخاري قال (4):

ص: 225


1- الأصل و م و «ز»: أبو.
2- سورة الشورى، الآية:49.
3- بالأصل و م: مرضات، و المثبت عن «ز».
4- التاريخ الكبير للبخاري 520/6.

العلاء بن كثير عن مكحول منكر الحديث.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن هريسة، قالا:

أنا أحمد بن محمّد بن غالب، أنا حمزة بن محمّد بن علي، نا إبراهيم بن شعيب، نا محمّد بن إسماعيل البخاري قال:

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، نا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1) قال: سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري: العلاء بن كثير عن مكحول منكر الحديث.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (2):

العلاء بن كثير الدمشقي سكن الكوفة، روى عن مكحول، روى عنه عبد الرّحمن بن هانئ، و أبو نعيم النخعي، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو محمّد الكتاني (3)،أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية أصحاب مكحول: العلاء بن كثير (4)،روى عنه يحيى بن حمزة.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قراءة.

ص: 226


1- الكامل لابن عدي 219/5 و راجع ما جاء في التاريخ الكبير.
2- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 360/6.
3- في م: الكناني تصحيف.
4- «كثير» سقطت من م، و فوق «بن» فيها ضبة، إشارة إلى اضطراب الاسم.

قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: العلاء بن كثير.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال:

العلاء بن كثير، قال أحمد: ليس حديثه بشيء.

أنبأنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي جعفر بن المسلمة، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عثمان بن أحمد بن حمد - إجازة - أنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي، نا أبو علي حنبل بن إسحاق بن حنبل قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول:

العلاء بن كثير الشامي ليس بشيء، و كان قدم الكوفة، فسمعوا منه بالكوفة (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال:

و ذم يحيى بن معين العلاء بن كثير فقال: و ليس بشيء، و قال: العلاء بن كثير المصري ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا ابن حمّاد، نا معاوية، عن يحيى قال: العلاء بن كثير حديثه ما هو شيء.

قال (3):و نا ابن حمّاد، نا إسماعيل بن إسحاق، عن علي بن المديني قال: العلاء بن كثير روى عن مكحول، و هو ضعيف الحديث جدا.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عثمان، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل بن إسحاق بن حمّاد قال: سمعت علي بن المديني يقول: العلاء بن كثير روى عن مكحول و هو ضعيف الحديث (4).

و ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الأصبهاني الكتاني أنه سأل أبا حاتم عن العلاء بن كثير عن مكحول فقال: ضعيف الحديث.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أحمد - إجازة-.

ص: 227


1- تهذيب الكمال 502/14.
2- الكامل في ضعفاء الرجال 219/5.
3- الكامل في ضعفاء الرجال 219/5.
4- تهذيب الكمال 502/14.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

سألت أبي عنه فقال: هو ضعيف الحديث، منكر الحديث، لا يعرف بالشام، و هو مثل عبد القدوس بن حبيب، و عمرو بن موسى الوجيهي في الضعف.

قال: و سألت أبا زرعة عن العلاء بن كثير الشامي ؟ فقال: هو ضعيف الحديث، واهي الحديث.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (2)،أنا أبو نصر المرّي - إجازة - نا أحمد بن القاسم الميانجي، نا أحمد بن طاهر بن النجم، حدّثني سعيد بن عمرو البردعي قال: قلت - يعني لأبي زرعة - العلاء بن كثير الشامي ؟ قال: ضعيف الحديث، يحدّث عن مكحول عن واثلة بمناكير.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: أنا أبو الفرج الأسفرايني، أنا علي بن منير، نا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي قال: علاء بن كثير ضعيف.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن مظفر بن بكران، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن يوسف، أنا أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي، قال في كتاب تسمية الضعفاء: العلاء بن كثير عن مكحول (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم يوسف السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي قال (4):العلاء بن كثير شامي مولى بني أمية، و العلاء بن كثير عن مكحول (5) عن الصحابة (6) عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم نسخ كلها غير محفوظة، و هو منكر الحديث.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قال: العلاء بن كثير ضعيف الحديث.

ص: 228


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 360/6.
2- في م: الكناني، تصحيف.
3- الضعفاء الكبير للعقيلي 347/3 رقم 1379.
4- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 219/5.
5- أقحم بعدها بالأصل:«عن الضحاك».
6- كذا بالأصل و م و ابن عدي، و في «ز»: عن أصحابه.

5474 - العلاء بن اللّجلاج

5474 - العلاء بن اللّجلاج (1)

قيل: هو أخو خالد بن اللجلاج.

حدّث عن أبيه، و عبد اللّه بن عمر.

روى عنه: ابنه عبد الرّحمن بن العلاء، و حفص بن عمر بن ثابت بن زرارة الأنصاري الحلبي.

و أظن أن العلاء سكن حلب.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني الوليد بن شجاع السّكوني (2)،نا مبشّر (3) بن إسماعيل، نا عبد الرّحمن بن العلاء بن اللّجلاج عن أبيه عن جده قال: أسلمت و أنا ابن خمسين سنة.

قال: و مات اللّجلاج و هو ابن عشرين و مائة سنة، قال: ما ملأت بطني منذ أسلمت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم آكل حسبي و أشرب حسبي.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب بن البنّا، قالا: أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن مالك بن الحارث البيع، نا أبو الفضل جعفر بن محمّد بن عبد اللّه بن يعقوب بن خالد السّرّاج، أنا أبو الحارث سريج (4) بن يونس سنة ثلاث و ثلاثين، نا مبشّر بن إسماعيل الحلبي، عن عبد الرّحمن بن العلاء بن اللّجلاج عن أبيه، عن ابن عمر عن عائشة قالت:

لا أغبط أحدا بهون موت بعد الذي رأيت من شدّة موت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير الكتاني (5)،و محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس، و محمّد بن عبد اللّه بن

ص: 229


1- ترجمته في تهذيب الكمال 503/14 و فيه: العلاء بن اللجلاج الغطفاني، و يقال: العامري، الشامي، و تهذيب التهذيب:438/4.
2- من طريقه رواه ابن الأثير في أسد الغابة 220/4 و الاستيعاب و فيه: عن همام، خطأ، و الوليد كنيته:«أبو همام».
3- الأصل م و «ز» و الاستيعاب:«بشر» تصحيف، و الصواب عن أسد الغابة راجع ترجمته في تهذيب التهذيب 10/ 31.
4- الأصل:«شريح» و في «ز»: «سريح» و بدون إعجام في م، و الصواب ما أثبت: سريج.
5- كذا بالأصل «الكتاني» في كل مواضع الخبر، و في م:«الكناني» و في «ز»: «الكناني» بدون إعجام. راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 482/16.

الحسين ابن أخي ميمي، قالوا: أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا داود بن رشيد، نا عمر بن حفص - قال الكتاني: أبو سعيد، قال ابن أخي ميمي: أبو سعد - عن أبيه عن العلاء بن اللّجلاج، عن ابن عمر عن عائشة قالت:

لا أغبط أحدا بهون بعد الذي رأيت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه، أنا القاضي أبو عامر محمود بن القاسم بن محمّد، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد، قالوا: أنا عبد الجبار بن محمّد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن أحمد بن محبوب، أنا محمّد بن عيسى التّرمذي (1)،نا الحسن بن الصّبّاح البزار (2)-نا مبشّر بن إسماعيل الحلبي، عن عبد الرّحمن بن العلاء عن أبيه، عن ابن عمر عن عائشة قالت:

ما أغبط أحدا بهون موت بعد الذي رأيت من شدّة موت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

قال الترمذي (3):سألت أبا زرعة عن هذا الحديث فقلت له: من عبد الرّحمن بن العلاء؟ قال: هو ابن العلاء بن اللّجلاج، و إنّما أعرفه من هذا الوجه.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ .

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك بن محمّد، أنا علي بن نصر (4)،عن القراءة عند القبر فقال: حدّثنا مبشّر بن إسماعيل الحلبي، عن عبد الرّحمن بن العلاء [بن] (5) اللّجلاج عن أبيه أنه قال لبنيه:

إذا أدخلتموني قبري فضعوني في اللحد و قولوا: بسم اللّه و على سنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و سنّوا عليّ التراب سنّا (6)،و اقرءوا عند رأسي أول البقرة، و خاتمتها، فإنّي رأيت ابن عمر يستحبّ ذلك.

ص: 230


1- سنن الترمذي(8) كتاب الجنائز،(8) باب، رقم 979(309/3).
2- في سنن الترمذي: الحسن بن الصباح البغدادي.
3- سنن الترمذي 309/3.
4- سقطت من الأصل و م، و أضيفت عن «ز».
5- كذا ورد السند في الأصل و م و «ز»، و ثمة سقط فيه. و الخبر في تهذيب الكمال 503/14 و فيه: و قال عباس الدوري سألت يحيى بن معين عن القراءة عند القبر، فقال: حدثنا مبشر بن إسماعيل... و الباقي كالأصل و م و «ز».
6- سنوا عليّ التراب سنّا: أي ضعوه وضعا سهلا.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا أبو عبد اللّه البخاري (1) قال:

العلاء بن اللّجلاج عن عبد اللّه بن عمرو (2)،روى عنه ابنه عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك - إذنا - قالا: أنا [أبو] (3)القاسم بن محمّد، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (4):

العلاء بن اللّجلاج أخو خالد بن اللّجلاج العامري، سمع عبد اللّه بن عمر، روى عنه عبد الرّحمن بن العلاء، و روى حفص بن عمر بن ثابت عن أبيه عنه سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر قالوا: أنا الوليد، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (5):العلاء بن اللّجلاج (6)، شامي، تابعي، ثقة.

5475 - العلاء بن محمّد الكلبي

دمشقي.

حدّث عن أبيه.

روى حديثه أبو عاصم التّنوخي عن إسماعيل بن العلاء عن أبيه.

قاله أبو الفضل في كتاب تاريخ الشام.

ص: 231


1- التاريخ الكبير للبخاري 507/6.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في التاريخ الكبير:«عبد اللّه بن عمر» راجع تهذيب الكمال 503/14.
3- زيادة عن م و «ز».
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 360/6.
5- تاريخ الثقات للعجلي ص 343 رقم 1172.
6- زيد في تاريخ الثقات: الغطفاني.

5476 - العلاء بن العلاء

أبو سعيد الكلبي

من أصحاب يزيد بن الوليد.

حكى عن عبد العزيز بن الحجّاج بن عبد الملك.

حكى عنه النّضر بن يحيى بن معروف الكلبي.

5477 - العلاء بن المغيرة البندار

كان من صحابة عمر بن عبد العزيز بن مروان، و بقي إلى أيام يزيد بن عبد الملك.

حكى عنه محمّد النّوفلي.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن المعدل (1)-بالبصرة - نا أبو روق الهزّاني (2)،نا الرياشي، عن الأصمعي قال:

وفد بلال بن أبي بردة على [عمر] (3) بن (4) عبد العزيز و هو بخناصرة، فلزم سارية من المسجد يصلي إليها، يحسن الركوع و السجود و الخشوع، و عمر بن عبد العزيز ينظر إليه، فقال عمر للعلاء بن المغيرة البندار و كان خصّيصا بعمر: إن يكن سرّ هذا كعلانيته فهو رجل أهل العراق غير مدافع عن فضل.

فذكر الحكاية التي أخرجتها في ترجمة بلال (5).

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الأموي (6)،أخبرني أحمد بن عبد اللّه بن عماد (7)،حدّثني علي بن محمّد النوفلي، حدّثني أبي، عن العلاء البندار قال:

ص: 232


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 240/17.
2- رسمها بالأصل و م و «ز»: المراني، تصحيف، و الصواب ما أثبت و اسمه: أحمد بن محمد بن بكر. ترجمته في سير أعلام النبلاء 285/15، و انظر الحاشية السابقة. و ضبطت اللفظة عن تقريب التهذيب.
3- زيادة منا للإيضاح، راجع الحاشية بعد التالية.
4- «بن» سقطت من م.
5- بلال بن أبي بردة تقدمت ترجمته في(507/10 رقم 977 ص 510).
6- الخبر في الأغاني 72/7 (مصورة دار الكتب المصرية).
7- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الأغاني: أحمد بن عبيد اللّه بن عمار.

كان الوليد (1) زنديقا، و كان رجل (2) من كلب أهل الشام يقول بمقالة الثنوية (3) فدخلت على الوليد يوما و ذلك الكلبي عنده، و إذا بينهما سفط قد رفع رأسه عنده، و إذا ما يبدو منه حرير أخضر، فقال: يا علاء ادن، فدنوت، فرفع الحريرة، فإذا في السّفط صورة إنسان، و إذا الزئبق و النوشادر قد جعلا في جفنة فجفنه يطرف كأنه يتحرك فقال: يا علاء هذا ماني (4) لم يبعث اللّه نبيا قبله و لا يبعث نبيا بعده، فقلت: يا أمير المؤمنين اتّق اللّه و لا يغرّنّك هذا الذي ترى من دينك، فقال له الكلبي: يا أمير المؤمنين قد قلت لك إنّ العلاء لا يحتمل هذا الحديث، قال العلاء: و مكثت أياما ثم جلست مع الوليد على بناء كان بناه في عسكره يشرف منه و الكلبي عنده، و قد كان الوليد حمله على برذون هملاج (5) أشقر من أقره ما سخّر، فخرج على برذونه ذلك فمضى في الصحراء حتى غاب في العسكر، فما شعر إلاّ و الأعراب قد جاءوا به يحملونه منفسخة عنقه ميتا، و برذونه يقاد حتى أسلموه، فبلغني ذلك، فخرجت متعمدا حتى أتيت أولئك الأعراب و كانت لهم بالقرب أبيات في الأرض البخراء لا حجر فيها و لا مدر فقلت لهم: كيف كانت قصة هذا الرجل ؟ فقالوا: أقبل علينا على برذون، فو اللّه لكأنه دهن يسيل على صفاة من فراهيّته فعجبنا لذلك إذ انقضّ رجل من السماء عليه ثياب بيض، فأخذ بضبعيه فاحتمله ثم نكسه فضرب برأسه الأرض فدقّه، ثم غاب من عيوننا فاحتملناه فجئنا به.

أبو الفرج لا يوثق بما يحكيه.

5478 - العلاء بن الوليد

أظنه من أهل بيت المقدس.

سمع عمر بن عبد العزيز.

ص: 233


1- يعني الوليد بن يزيد بن عبد الملك، يكنى أبا العباس (راجع أخباره في تاريخ الطبري - الفهارس - و غيره من كتب التاريخ).
2- الأصل و م و «ز»: رجلا، خطأ.
3- الأصل و م و «ز»: «فقال مقالة النبوية» و التصويب عن المختصر و الأغاني. و الثنوية هم أصحاب الاثنين الأزليين، الذين يقولون إن النور و الظلمة أزليان قديمان (راجع في هذا الشأن الملل و النحل للشهرستاني).
4- هو ماني بن فاتك، اتخذ دينا بين المجوسية و النصرانية قال بنبوة المسيح و لم يقل بنبوة موسى (راجع الملل و النحل).
5- الهملاج: الحسن السير في سرعة و بخترة.

روى عنه: عبد اللّه بن شوذب البصري نزيل بيت المقدس، و علي بن المسيّب الثقفي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم السلمي، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد الكتّاني (1).

ح و أنا أبو الحسين بن أبي الحديد السّلمي، أنا جدي أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد الخطيب قالا: أنا أبو الحسن محمّد بن عوف المزني (2)،نا أبو العباس محمّد بن موسى بن الحسين السمسار الحافظ ، أنا أبو بكر محمّد بن خريم بن محمّد، نا هشام بن عمّار، نا ضمرة بن ربيعة، نا ابن شوذب، عن العلاء بن الوليد قال:

رأيت عمر بن عبد العزيز صلّى على جنازة فجلس قبل أن توضع.

قال: و نا هشام بن عمّار، نا ضمرة بن ربيعة، حدّثني علي بن المسيّب الثقفي عن العلاء بن الوليد قال: رأيت عمر بن عبد العزيز أكل بطيخا عليه سكر، ثم توضأ وضوءه للصلاة.

5479 - عيّاش بن أبي ربيعة ذي الرمحين

و اسمه عمرو بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم

[أبو عبد اللّه المخزومي] (3)(4)

له صحبة، و هو الذي دعا له النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

روى عنه: ابنه عبد اللّه بن عيّاش، و عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن سابط ، و نافع مولى ابن عمر مرسلا.

و مات عيّاش بالشام، و قيل: إنه قتل يوم اليرموك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا بشر بن الوليد الكندي، نا يزيد بن عطاء، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرّحمن بن سابط ، عن عياش بن أبي ربيعة.

ص: 234


1- في م: الكفاني، تصحيف.
2- الأصل و «ز» و م: المري، تصحيف.
3- الزيادة بين معكوفتين عن م و «ز».
4- ترجمته و أخباره في: تهذيب الكمال 513/14 و تهذيب التهذيب 442/4 و أسد الغابة 20/4 و الإصابة 47/3 و الاستيعاب 122/3 (هامش الإصابة).

عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أنه قال:«إنّ هذه الأمة لا يزالون بخير ما عظّموا هذه الحرمة حقّ تعظيمها، فإذا ضيّعوا ذلك هلكوا»- يعني مكة-.

قال: و أنا عبد اللّه، نا علي بن الجعد، أنا شريك.

قال: و نا عبد اللّه، نا عبد الرّحمن بن صالح الأزدي، نا عبد الرحيم - يعني ابن سليمان - عن يزيد بن أبي زياد، عن أبي سابط عن عياش بن أبي ربيعة، قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

«لا تزال هذه الأمة بخير ما عظّمت هذه الحرمة حقّ تعظيمها، فإذا ضيعوها هلكوا»[10198].

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا البغوي، نا علي بن الجعد فذكره.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي حدّثنا الأسود بن عامر، نا شريك، عن يزيد، عن [ابن] (2) سابط ، عن المطّلب أو عن عيّاش بن أبي ربيعة قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فذكر مثله.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن جماعة، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد الطّبراني، أنا إسحاق بن إبراهيم الدّبري (3)،نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن أيوب، عن نافع، عن عيّاش بن أبي ربيعة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«تجيء ريح بين يدي الساعة، تقبض روح كلّ مؤمن»[10199].

أخبرنا أبو القاسم الكاتب، أنا الحسن بن علي التميمي، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن أيوب، عن نافع، عن عيّاش بن أبي ربيعة قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«تجي ريح بين يدي الساعة، تقبض فيها أرواح كلّ مؤمن»[10200].

ص: 235


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 347/4 (ط . الميمنية) و 34/7 رقم 19072 و طبعة دار الفكر.
2- سقطت من الأصل و م و «ز»، و أضيفت عن المسند.
3- الأصل و م و «ز»: المدبري، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة - ضبطت عن الأنساب - إلى الدّبر: قرية من قرى صنعاء اليمن (الأنساب) ذكره السمعاني و ترجمه.
4- رواه أحمد بن حنبل في المسند 269/5 رقم 15463.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن أحمد البغدادي الحافظ ، أنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن علي شكرويه القاضي، و أبو بكر محمّد (1) بن أحمد بن علي السمسار، قالا: أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبيد اللّه بن محمّد بن خرّشيد قوله، نا أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - نا أحمد بن إسماعيل، نا مالك بن أنس عن النافع قال: سمعت عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة المخزومي و لا أدري عن من حدّث قال: يبعث اللّه ريحا لينة بين يديّ الساعة فلا تدع أحدا في قلبه من الخير شيء إلاّ أماتته».

هذا موقوف، و كذا رواه الضحاك بن عثمان الحزامي عن نافع.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي، و أبو الفضل أحمد بن الحسن قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط قال (2):

عبد اللّه بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم و أمّه أم الجلاس اسمها أسماء بنت مخرّبة بن أبير بن نهشل بن دارم، و أخوه عيّاش بن أبي ربيعة، أمّه أيضا أسماء بنت مخرّبة بن أبير.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه بن البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار (3) قال:

في تسمية ولد أبي ربيعة:[و عياش بن أبي ربيعة] (4) كان هاجر إلى المدينة حين هاجر عمر بن الخطّاب، فقدم عليه أخواه (5) لأمه: أبو جهل بن هشام، و الحارث بن هشام، فذكرا (6) له أن أمه حلفت لا يدخل رأسها دهن، و لا تستظل حتى تراه، فرجع معهما، فأوثقاه رباطا، و حبساه بمكة، فكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يدعو له و أمه و أم (7) عبد اللّه بن أبي ربيعة:

ص: 236


1- الأصل و م و «ز»، «و محمد» خطأ، ترجمته في سير أعلام النبلاء 484/18.
2- طبقات خليفة ص 54 رقم 112 و رقم 113 و صوبنا اسم أمه عنها، و كانت بالأصل و م و «ز»: مخرمة.
3- راجع نسب قريش للمصعب الزبيري ص 317-318.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، و استدرك عن نسب قريش:
5- الأصل و م و «ز»: «أخو» و المثبت عن نسب قريش.
6- الأصل و م و «ز»: فذكر، و التصويب عن نسب قريش.
7- الأصل و م و «ز»: «أم» و التصويب عن نسب قريش للمصعب.

أسماء بنت مخرّبة (1) بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم، و هي أم الحارث، و أبي جهل ابني (2) هشام بن المغيرة، و كان هشام طلّقها فتزوجها أخوه أبو ربيعة، فندم هشام على فراقه إياها فقال (3):

ألا أصبحت أسماء حجرا محرّما *** و أصبحت من أدنى حموتها حما

و أصبحت كالمقمور جفن سلاحه *** يقلّب بالكفّين قوسا و أسهما

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (4) قال:

عيّاش بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي، و كان من مهاجرة الحبشة، ثم قدم فلم يزل بالمدينة إلى أن قبض النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فخرج إلى الشام مجاهدا، فرجع إلى مكة، فأقام بها إلى أن مات، و لم يبرح عبد اللّه ابنه من المدينة، حدّثني بذلك كله محمّد بن عمر الواقدي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5) قال في الطبقة الثانية:

عيّاش بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، و أمه (6) أسماء بنت مخرّبة (7) بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم من بني تميم، و هو أخو أبو جهل لأمه.

قال محمد بن إسحاق، و محمّد بن عمر (8):و هاجر عياش بن أبي ربيعة إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية، و معه امرأته أسماء بنت سلمة بن مخرّبة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم، فولدت له بأرض الحبشة عبد اللّه بن عياش، و لم يذكره موسى بن عقبة، و أبو معشر في كتابهما فيمن خرج إلى أرض الحبشة.

ص: 237


1- الأصل و م و «ز»: مخرمة، و المثبت عن نسب قريش ص 318. و ضبطت مخربة: بفتح الميم و فتح الخاء و تشديد الراء المكسورة (تاج العروس: خرب).
2- الأصل و م و «ز»: «أبي هشام» و التصويب عن نسب قريش.
3- البيتان في الأغاني 49/8 و نسبهما لمسافر بن عمرو قالهما في هند بنت عتبة، و في الأغاني 50/8 و نسبهما لعبد اللّه بن العجلان.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 129/4.
6- بالأصل:«و اسمه» و التصويب عن م، و «ز»، و ابن سعد.
7- الأصل و م و «ز»: مخرمة، و المثبت عن ابن سعد.
8- الأصل و م: عمير، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و ابن سعد.

قال محمّد بن إسحاق و محمّد بن عمر: ثم قدم عياش بن أبي ربيعة من أرض الحبشة إلى مكة، فلم يزل بها حتى خرج أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى الهجرة إلى المدينة، فخرج معهم و صاحب عمر بن الخطّاب [فلما نزل قباء قدم عليه أخواه لامه: أبو جهل و الحارث بن هشام] (1) فلم يزالا (2) به حتى ردّاه (3) إلى مكة، فأوثقاه و حبساه، ثم أفلت بعد ذلك، فقدم المدينة، فلم يزل بها إلى أن قبض النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فخرج إلى الشام فجاهد ثم رجع إلى مكة، فأقام بها إلى أن مات، و لم يبرح ابنه عبد اللّه من المدينة.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا الحسن بن علي، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي، قال:

عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، أسلم بمكة، و هاجر إلى أرض الحبشة، و ولد له بها: عبد اللّه بن عيّاش ثم قدم مكة مهاجرا إلى المدينة ثم قدم أبو جهل و الحارث ابنا هشام على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فدفعه إليهما، فردّاه إلى مكة و حبساه بها، و كان ممن استشهد يوم اليمامة في خلافة أبي بكر.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري قال (4):

عيّاش بن أبي ربيعة القرشي أبو (5) عبد اللّه، و اسم أبي ربيعة عمرو بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، مات بالشام في فتح عمر، قاله عيّاش بن المغيرة المديني، هو أخو عبد اللّه بن أبي ربيعة.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

ص: 238


1- الزيادة بين معكوفتين عن ابن سعد.
2- الأصل و م و «ز»: «يزال» و المثبت عن ابن سعد.
3- الأصل و م و «ز»: «رده» و المثبت عن ابن سعد.
4- التاريخ الكبير 46/7.
5- الأصل و م:«بن» تصحييف، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و التاريخ الكبير.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (1):

عيّاش بن أبي ربيعة القرشي المخزومي أبو عبد اللّه و اسم أبي ربيعة عمرو بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، مات بالشام في فتح (2) عمر، و هو أخو عبد اللّه بن أبي ربيعة، و له صحبة، روى عنه ابنه عبد اللّه بن عياش سماعا منه، و روى عنه نافع مرسل، و عبد الرّحمن بن سابط مرسل، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو عبد اللّه عيّاش بن أبي ربيعة المخزومي، له صحبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه،[أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن] (3) أخبرني أبي قال:

أبو عبد اللّه عيّاش بن أبي ربيعة القرشي، و اسم أبي ربيعة عمرو بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمرو (4) بن مخزوم.

و قال في موضع آخر: أبو عبد الرّحمن عيّاش بن أبي ربيعة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبيد اللّه بن محمّد قال:

عيّاش بن أبي ربيعة المخزومي، سكن مكة، و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم حديثا.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر (5)،أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر (6)،أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي قال (7):أبو عبد اللّه عيّاش بن أبي ربيعة.

ص: 239


1- الجرح و التعديل 5/7.
2- الأصل و م و «ز»: «بفتح»، و المثبت «في فتح» عن الجرح و التعديل.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، فاختل السند، و الزيادة عن أسانيد مماثلة، و السند معروف.
4- كذا بالأصل و م و «ز» هنا:«عمرو».
5- الأصل و م:«الضر» تصحيف، و التصويب عن «ز»، و السند معروف.
6- الأصل: عمير، تصحيف، و التصويب عن م و «ز».
7- الكنى و الأسماء للدولابي 77/1.

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال:

عيّاش بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم بن يقظة، له صحبة و رواية عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و كان من المستضعفين ممن يعذّب في اللّه، و دعا النبي صلّى اللّه عليه و سلم في القنوت:«اللّهم انج عيّاش بن أبي ربيعة»، يكنى أبا عبد اللّه و اسم أبي ربيعة عمرو، و أخوه عبد اللّه بن أبي ربيعة له صحبة، و أخوهما لأمهما أبو جهل بن هشام، توفي عياش بالشام في خلافة عمر[10201].

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو عبد اللّه عياش بن أبي ربيعة القرشي المخزومي المديني، و اسم أبي ربيعة عمرو بن المغيرة بن عبد (1) اللّه بن عمر بن مخزوم، له صحبة من النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و أمّه أم الجلاس، و اسمها أسماء بنت مخرّبة (2) بن أبير بن نهشل بن دارم، أخو عبد اللّه بن أبي ربيعة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري قال:

و أما عيّاش تحت الياء نقطتان و الشين منقوطة فمنهم: عيّاش بن أبي ربيعة له صحبة، و هو قرشي من بني مخزوم، و كان أحد المستضعفين و في الحديث أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم كان يقول:

«اللّهم انج عيّاش بن أبي ربيعة و المستضعفين»[10202].

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا البخاري، نا عبد الغني بن سعيد قال:

و عيّاش معجمة بالياء من تحتها باثنتين و الشين معجمة جماعة منهم: عيّاش بن أبي ربيعة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:

ص: 240


1- الأصل: عبيد اللّه، تصحيف، و المثبت عن م و «ز».
2- الأصل و م و «ز»: «مخرمة».

عيّاش بن أبي ربيعة المخزومي القرشي، يكنى أبا عبد اللّه هاجر إلى المدينة، و مات بالشام في خلافة عمر، و كان أخا لأبي جهل لأمه، فلمّا هاجر ردّه فأوثقه و كان من المستضعفين، روى عنه عمر بن الخطّاب، هاجر هو و عمر إلى المدينة.

أنبأنا أبو علي الحداد، قال: قال أنا أبو نعيم الحافظ .

عيّاش بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم من المهاجرين الأولين، ذو الهجرتين، ولد له بالحبشة ابنه عبد اللّه، ثم هاجر هو و عمر بن الخطّاب إلى المدينة، كان أخا أبي جهل بن هشام لأمه، فخرج أبو جهل و الحارث ابنا هشام إلى المدينة حتى رجعا به إلى مكة، و كان فيمن يعذّب في اللّه مع المستضعفين الذين قنت فيهما النبي صلّى اللّه عليه و سلم، قال:«اللّهم انج عيّاش بن أبي ربيعة و المستضعفين بمكة»، روى عنه عمر بن الخطّاب و عبد الرّحمن بن سابط ، و ابناه عبد اللّه و الحارث، و نافع مولى ابن عمر[1374].

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر الحافظ (1)،قال:

و أما عيّاش بياء مشددة معجمة باثنتين من تحتها و آخره شين معجمة فهو: عيّاش بن أبي ربيعة عمرو بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم بن يقظة، له صحبة و رواية، و هو الذي كان يدعو له النبي صلّى اللّه عليه و سلم في القنوت و لأخيه عبد اللّه بن أبي ربيعة صحبة، و أخوهما لأمهما أبو جهل بن هشام، توفي عيّاش بالشام في خلافة عمر رضي اللّه عنه،[روى عنه] (2)عبد الرّحمن بن سابط .

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو الحسين رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير (3)،عن ابن إسحاق (4) قال: في ذكر إسلام المهاجرين الأولين قال:

ثم أسلم ناس من قبائل العرب منهم: عيّاش بن أبي ربيعة المخزومي، و امرأته أسماء بنت سلامة بن مخرمة التميمي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا

ص: 241


1- الاكمال لابن ماكولا 64/6-65.
2- الزيادة عن «ز»، و م، و الاكمال.
3- الأصل و م: بكر، تصحيف، و التصويب عن «ز».
4- سيرة ابن إسحاق ص 124 رقم 187.

أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، نا محمّد بن صالح، عن يزيد بن رومان قال: أسلم عيّاش بن أبي ربيعة قبل دخول النبي صلّى اللّه عليه و سلم دار الأرقم، و قبل أن يدعو فيها.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا عبد الرّحمن بن الحسن القاضي، نا إبراهيم بن الحسين، نا آدم بن أبي إياس، نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال:

أسلم عيّاش بن أبي ربيعة و هاجر إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فجاءه أبو جهل بن هشام و هو أخوه لأمّه و رجل آخر معه فقال له: إنّ أمك تناشدك رحمها و حقّها أن ترجع إليها، فأقبل معهما، فربطاه حتى قدما به مكة، فكانا يعذّبانه.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا أبو بكر الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا عمر بن خالد، عن ابن لهيعة عن أبي الأسود، عن عروة قال:

خرج عمر بن الخطاب، و عيّاش بن أبي ربيعة بأصحاب لهم، فنزلوا في بني عمرو (2).

ابن عوف، فطلب أبو جهل بن هشام، و الحارث بن هشام عيّاش (3) بن أبي ربيعة و هو أخوهما لأمهما، فقدما المدينة و ذكرا حزن أمّه، فخرج معهما، فأوثقاه، فلم يزل هنالك موثقا حتى خرج مع من خرج قبل فتح مكة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، أنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق (4) قال: ثم خرج عمر بن الخطّاب و عيّاش بن أبي ربيعة (5)،حتى قدما المدينة، قال: فحدّثني نافع عن عبد اللّه بن عمر، عن أبيه عمر بن الخطّاب قال: لما اجتمعنا الهجرة اتّعدت أنا و عيّاش بن أبي ربيعة، و هشام بن العاص بن وائل، و قلنا: الميعاد بيننا التناضب (6) من أضاة بني

ص: 242


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 129/4.
2- الأصل: عمر، و المثبت عن م و «ز».
3- بالأصل و م و «ز»: و عياش.
4- الخبر في سيرة ابن هشام 118/2 (ت. السقا).
5- أقحم بعدها بالأصل و م و «ز»: «و هشام بن أبي ربيعة» و المثبت يوافق عبارة سيرة ابن هشام.
6- التناضب: موضع فوق سرف على مرحلة من مكة.(معجم البلدان).

غفار (1)،فمن أصبح منكم لم يأتها، فقد حبس، فليمض صاحباه، فأصبحت عندها أنا و عيّاش بن أبي ربيعة، و حبس عنا هشام و عندنا و فتن (2) فافتتن (3) و قدمنا المدينة فكنا نقول:

ما اللّه بقابل من هؤلاء توبة، قوم عرفوا اللّه و آمنوا به، و صدقوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ثم رجعوا عن الإسلام لبلاء أصابهم من الدنيا، و كانوا يقولونه لأنفسهم، فأنزل اللّه تعالى فيهم: قُلْ يٰا عِبٰادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ ، لاٰ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّٰهِ إلى قوله: مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ (4)قال عمر: فكتبتها بيدي كتابا، ثم بعثت بها إلى هشام، فقال هشام بن العاص: فلما قدمت عليّ خرجت بها إلى ذي طوى، فجعلت أصعّد بها و أصوّب (5) لأفهمها، فقلت: اللّهم فهّمنيها، فعرفت إنّما أنزلت فينا لما كنا نقول في أنفسنا و يقال فينا، فرجعت فجلست على بعيري، فلحقت برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقتل هشام شهيدا بأجنادين في ولاية أبي بكر.

قال: و نا يونس، عن ابن إسحاق قال:

و قدم على عيّاش بن أبي ربيعة المدينة أخوه لأمه أبو جهل بن هشام، و أمّهم أسماء بنت مخرمة فقالا له: إنّ أمك قد نذرت أن لا يظلها ظل، و لا يمسّ رأسها دهن حتى تراك، فقال عمر بن الخطّاب: و اللّه إن يريدانك إلاّ عن دينك، و لو قد وجدت أمك حرّ مكة لقد استظلت، و لو قد أذاها القمل، لقد امتشطت فقال: إنّ لي بمكة ما لا لعلّي أجده، فقلت له:

لك نصف مالي، و لا ترجع إلى القوم، فأبى إلاّ الرجوع، فقلت له: خذ هذه الناقة فإنّها ناقة ذلول ناحية فالزم ظهرها، فإن رابك القوم بشيء فانجه. فخرجوا حتى إذا أتوا قريبا من مكة قال له أبو جهل: يا أخي لقد شقّ عليّ بعيري، فأعقبني على ناقتك، فإنّها أوطأ من بعيري، فنزل؛ فلمّا وقعا إلى الأرض أوثقاه و ربطاه و دخلا به مكة، فقالوا: هكذا يا أهل مكة فافعلوا بسفهائكم، ثم فتن فافتتن.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، و أبو الحسين بن الفرّاء، قالا: أنا أبو يعلى بن الفرّاء، أنا علي بن عمر بن محمّد بن الحسن بن شاذان الحربي (6)،نا أبو عبد اللّه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، نا أبو بكر بن أبي شيبة.

ص: 243


1- أضاة بني غفار: على عشرة أميال من مكة.
2- إعجامها مضطرب بالأصل و فوقها ضبة، و بدون إعجام في م، و التصويب عن «ز».
3- اللفظتان:«و فتن فافتتن» سقطتا من «ز».
4- سورة الزمر، الآيات 53 إلى 60.
5- الأصل و م: و أصوت، و المثبت عن م و سيرة ابن هشام.
6- في «ز»: الحارثي.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن عثمان اليشكري الشيخ الصالح، قالا: أنا عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن أحمد المطيري، نا بشر بن مطر الواسطي قالا: نا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال:

لما رفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم رأسه - زاد بشر: من الركعة الثانية و قالا:- من صلاة الصبح قال:«اللّهم انج الوليد بن الوليد، و سلمة بن هشام، و عيّاش بن أبي ربيعة و المستضعفين بمكة، اللّهم اشدد وطأتك على مضر، و اجعلها عليهم سنين كسنيّ يوسف - و في حديث ابن أبي شيبة: كسنين يوسف»[10204].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا أبو الحسين عبد اللّه بن محمّد بن ياسين، و أبو بكر محمّد بن إسماعيل البندار البصلاني (1)،قالا: نا خالد بن يوسف السّمتي (2)،حدّثني أبي عن موسى بن عقبة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«اللّهم انج عيّاش بن أبي ربيعة، اللّهم انج سلمة، اللّهم انج الوليد، اللّهم انج المستضعفين من المؤمنين، اللّهم اشدد وطأتك على مضر، اللّهم اجعلها سنين كسني يوسف»[10205].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفتح مفلح بن أحمد بن محمّد الدّومي (3)، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا هدبة، نا حمّاد بن سلمة، عن محمّد بن عمر، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«سمع اللّه لمن حمده ثم قال: اللّهمّ انج الوليد بن الوليد، و سلمة بن هشام، و عيّاش بن أبي ربيعة، و ضعفاء المسلمين، اللّهمّ اشدد وطأتك على مضر و اجعلها عليهم كسنيّ يوسف».

ص: 244


1- ضبطت بفتح الباء الموحدة و الصاد المهملة، هذه النسبة إلى البصلية و هي محلة على طرف بغداد منها: أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن علي بن النعمان بن راشد البندار البصلاني (الأنساب).
2- تقرأ بالأصل: السهمي، تصحيف، و المثبت عن م و «ز».
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 165/20.

قال: و نا هدبة، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن إبراهيم بن عبد اللّه، أو عبد اللّه بن إبراهيم، عن أبي هريرة.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان يدعو في دبر كل صلاة:«اللّهمّ خلّص الوليد بن الوليد، و سلمة بن هشام، و عيّاش بن أبي ربيعة، و ضعفة المسلمين الذين لا يستطيعون حيلة، و لا يهتدون سبيلا، من أيدي المشركين»[10206].

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن - بقراءتي عليه - عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، نا إبراهيم بن جعفر، عن أبيه قال: لم يزل الوليد بن - يعني - الوليد بن المغيرة على دين قومه، و خرج معهم إلى بدر فأسر يومئذ، أسره عبد اللّه بن جحش، و يقال: سليط بن قيس المازني من الأنصار، فقدم في فدائه أخواه خالد و هشام ابنا الوليد بن المغيرة، فتمنّع عبد اللّه بن جحش حتى افتكّاه بأربعة آلاف، فجعل خالد يريد أن لا يبلغ ذلك، فقال هشام لخالد: إنّه ليس بابن أمّك، و اللّه لو (2) أبى فيه إلاّ كذا و كذا، لفعلت و يقال إن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أبى أن يفديه إلاّ بشكة (3) أبيه الوليد بن المغيرة، فأبى ذلك (4) خالد و طاع به هشام لأنه أخوه لأبيه و أمه، و كانت الشكّة درعا فضفاضة و سيفا و بيضة، فأقيم ذلك مائة دينار، فطاعا به و سلماه، فلمّا [قبض] (5) ذلك خرجا بالوليد حتى بلغا به ذا الحليفة فأفلت منهما، فأتى النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال له خالد: هلاّ كان هذا قبل أن تفتدى و تخرج مأثرة أبينا من أيدينا فاتّبعت محمّدا إذ كان هذا رأيك ؟ فقال: ما كنت لأسلم حتى أفتدي بمثل ما افتدى به قومي و لا يقول قريش إنّما اتّبع محمّدا فرارا من الفدى. ثم خرجا به إلى مكة و هو آمن لهما محبساه بمكة مع نفر من بني مخزوم كانوا أقدم إسلاما منه: عياش بن أبي ربيعة و سلمة بن هشام، و كانا من مهاجرة الحبشة، فدعا لهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قبل بدر، و دعا بعد بدر للوليد بن الوليد معهما. فدعا ثلاث سنين لهؤلاء الثلاثة جميعا.

قال: ثم أفلت الوليد بن الوليد من الوثاق فقدم المدينة، فسأله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عن

ص: 245


1- الخبر بتمامه رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 131/4 ضمن ترجمة الوليد بن الوليد بن المغيرة.
2- الأصل و م: لي.
3- الأصل:«بمسكه» و في «ز»: «بمكة» و في م:«بسكه» و المثبت عن ابن سعد.
4- «فأبى ذلك» مكرر بالأصل.
5- سقطت من الأصل، و استدركت اللفظة عن م، و «ز»، و ابن سعد.

عياش بن أبي ربيعة و سلمة بن هشام فقال: تركتهما في ضيق و شدة و هما في وثاق، رجل أحدهما مع رجل صاحبه، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«انطلق حتى تنزل بمكة على القين، فإنه قد أسلم فتغيب عنده و اطلب الوصول إلى عياش و سلمة، فأخبرهما أنك رسول رسول اللّه بأن تأمرهما أن ينطلقا حتى يخرجا».

قال الوليد: ففعلت ذلك فخرجا، و خرجت معهما، فكنت أسوق بهما فحامة من الطلب و الفتنة حتى انتهينا إلى ظهر حرة المدينة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلص، أنا أبو الحسين رضوان بن أحمد - إجازة - أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال (1):في تسمية من هاجر الهجرة الأولى إلى أرض الحبشة من بني مخزوم بن يقظة بن مرة: عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة هاجر معه - يعني مع سلمة بن هشام - و لحق به أخواه (2):أبو جهل بن هشام و الحارث بن هشام، فرجعا به إلى مكة فحبساه بها حتى مضى بدر و أحد و الخندق.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن (3) بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (4)،أنا علي بن محمّد عن يزيد بن عياض عن الزهري قال: كتب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى الحارث و مسروح و نعيم بن عبد كلال من حمير:

سلم أنتم ما آمنتم باللّه و رسله، و أن اللّه وحده لا شريك له بعث موسى بآياته و خلق عيسى بكلماته. قالت اليهود عزير ابن اللّه، و قالت النصارى: اللّه ثالث ثلاثة عيسى ابن اللّه.

قال: و بعث بالكتاب مع عياش بن أبي ربيعة المخزومي، و قال:«إذا جئت أرضهم فلا تدخلن ليلا حتى تصبح، ثم تطهّر فأحسن طهورك، و صلّ ركعتين، وسل اللّه النجاح و القبول، و استعذ باللّه و خذ كتابي بيمينك و ادفعه بيمينك في أيمانهم فإنهم قابلون، و اقرأ عليهم: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتٰابِ وَ الْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ (5) فإذا فرغت منها فقل:

آمن محمّد، و أنا أول المؤمنين، فلن يأتيك حجّة إلاّ دحضت، و لا كتاب زخرف إلاّ ذهب

ص: 246


1- سيرة ابن إسحاق ص 156 رقم 218.
2- الأصل و م و «ز»: «أخوه» و المثبت عن ابن إسحاق.
3- الأصل و م و «ز»: «الحسين» تصحيف، و السند معروف.
4- الخبر و الكتاب في طبقات ابن سعد 282/1.
5- سورة البينة، الآية الأولى.

نوره، و هم قارءون عليك، فإذا رطنوا فقل ترجموا، و قل حسبي اللّه، آمَنْتُ بِمٰا أَنْزَلَ اللّٰهُ مِنْ كِتٰابٍ ، وَ أُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ، اللّٰهُ رَبُّنٰا وَ رَبُّكُمْ ، لَنٰا أَعْمٰالُنٰا وَ لَكُمْ أَعْمٰالُكُمْ ، لاٰ حُجَّةَ بَيْنَنٰا وَ بَيْنَكُمُ ، اللّٰهُ يَجْمَعُ بَيْنَنٰا وَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (1) فإذا أسلموا فسلهم قضبهم الثلاثة الذي إذا حضروا بها سجدوا، و هي من الأثل قضيب ملمّع ببياض و صفرة و قضيب ذو عجر كأنه خيزران و الأسود البهيم كأنه من ساسم (2) ثم أخرجها فأحرقها بسوقهم.

قال عيّاش: فخرجت أفعل ما أمرني به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، حتى إذا دخلت إذا الناس قد لبسوا زينتهم، قال: فمررت لأنظر إليهم حتى انتهيت إلى ستور عظام على أبواب دور ثلاثة، فكشفت الستر فأدخل الباب الأوسط ، فانتهيت إلى قوم في قارعة الدار فقلت: أنا رسول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و فعلت ما أمرني، فقبلوا، و كان كما قال (3) عليه السلام[1378].

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال:

و مات عيّاش بن أبي ربيعة أبو عبد اللّه المخزومي في خلافة عمر بالشام.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور بن النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، حدّثني عياش بن المغيرة بن عبد الرّحمن قال:

مات عيّاش بن أبي ربيعة أبو عبد اللّه القرشي بالشام في خلافة عمر بن الخطّاب.

أنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (4)،حدّثني أبو وهب السّهمي - يعني عبد اللّه بن بكر - عن أبي يونس القشيري، عن حبيب بن أبي ثابت.

أن الحارث بن هشام و عكرمة بن أبي جهل، و عيّاش بن أبي ربيعة أثبتوا يوم اليرموك

ص: 247


1- سورة الشورى، الآية:15.
2- الساسم: شجر أسود. و قيل هو الآبنوس (راجع اللسان: سسم).
3- الأصل و م و «ز»: «قيل» و المثبت عن ابن سعد.
4- لم أعثر على الخبر في تاريخ خليفة، و لم أعثر فيه على أي ذكر لعياش بن أبي ربيعة، و قد ذكر خليفة في تاريخه في يوم اليرموك في أسماء الذين استشهدوا: عكرمة بن أبي جهل و الحارث بن هشام. و جاء الخبر في الاستيعاب 123/3 (هامش الإصابة) عن ابن سعد قال: حدثنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري حدثنا أبو يونس القشيري حدثنا حبيب بن أبي ثابت، و ذكر الخبر مختصرا.

فدعا الحارث بشراب فنظر إليه عكرمة فقال: ادفعوه إلى عكرمة فدفع إليه، فنظر إليه عيّاش فقال عكرمة: ادفعوه إلى عيّاش، فما وصل إلى أحد منهم حتى ماتوا جميعا و ما ذاقوه (1).

5480 - عيّاش بن عبد اللّه بن عبد اللّه بن خير

5480 - عيّاش بن عبد اللّه بن عبد اللّه (2) بن خير (3)

ابن سيار بن خير (4) بن سيار بن معاوية بن يوسف (5)

ابن الحارث بن مرهبة الهمداني الكوفي (6)

هكذا نسبه لنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قال: قاله لنا أبو بكر الخطيب، و هو والد عبد اللّه بن عيّاش المعروف بالمنتوف.

حدّث عن عمرو بن سلمة الجرمي.

روى عنه: ابنه أبو الجرّاح عبد اللّه بن عياش.

وفد على عبد الملك بن مروان، و على الوليد بن عبد الملك، و سيأتي ذكر وفوده إن شاء اللّه في ترجمة يزيد بن عبد اللّه بن مسعدة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري قال (7):عيّاش بن عبد اللّه، عن عمرو بن سلمة، روى عنه ابنه عبد اللّه.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم الحنظلي (8)،قال:

عيّاش بن عبد اللّه، روى عن عمرو بن سلمة، روى عنه ابنه عبد اللّه بن عيّاش، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 248


1- الأصل: و داقوه، و التصويب عن م و «ز».
2- كتب فوقها في الأصل: صح، يشير إلى تكرارها.
3- الأصل و م:«حبر»، و في «ز»: جبر، و المثبت عن تاريخ بغداد 14/10 من سياق ترجمة ابنه عبد اللّه بن عياش.
4- الأصل و م:«حبر»، و في «ز»: جبر، و المثبت عن تاريخ بغداد 14/10 من سياق ترجمة ابنه عبد اللّه بن عياش.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: سيف.
6- الجرح و التعديل 5/7 و التاريخ الكبير 47/7 و ميزان الاعتدال 307/3.
7- التاريخ الكبير 47/7 و جاء فيه: عياش بن عبد اللّه بن عمرو بن سلمة روى عنه عبد اللّه.
8- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 5/7.

ذكر من اسمه عياض

اشارة

ذكر من اسمه عياض (1)

5481 - عياض بن جريبة بن سعد بن الأصبغ الكلبي المصري

5481 - عياض بن جريبة (2) بن سعد بن الأصبغ الكلبي المصري (3)

وفد على عمر بن عبد العزيز و حدّث عنه قوله، و عن عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز.

روى عنه: الليث بن سعد، و عمرو بن الحارث.

أخبرنا أبو الغنائم الكوفي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و لفظه هذا - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (4):

عياض بن جريبة الكلبي عن عمر بن عبد العزيز قوله روى عنه الليث، و عمرو بن الحارث، و أراه قال بعضهم ابن خزيمة (5)[يعد في المصريين] (6).

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أحمد علي - إجازة-.

ص: 249


1- بكسر أوله و تخفيف التحتانية و آخره معجمة كما في تقريب التهذيب.
2- الأصل:«حريثة» و في م:«حريبة» و في «ز»: «حرب» و المثبت عن الجرح و التعديل و التاريخ الكبير، و قد صوبت اللفظة في كل مواضع الترجمة. و ضبطت في التاريخ الكبير بضمة فوق الجيم.
3- ترجمته في التاريخ الكبير 23/7 و الجرح و التعديل 409/6 و ولاة مصر للكندي ص 103 و 122 و فيها: عياض بن حريبة بن سعيد.
4- رواه البخاري في التاريخ الكبير 23/7.
5- رسمها بالأصل و م و «ز»: «حويه» و المثبت عن التاريخ الكبير.
6- زيادة عن التاريخ الكبير.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (1):

عياض بن جريبة الكلبي مصري، روى عن عمر بن عبد العزيز، روى عنه عمرو بن الحارث، و الليث بن سعد، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن (2)، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن يونس، قال:

عياض بن جريبة بن سعد بن الأصبغ الكلبي أمه الغالية بنت عياض بن النعمان بن سبرة الكلبي دخل على عمر بن عبد العزيز، و روى عن عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز، و روى عنه عمرو بن الحارث، و الليث بن سعد، و كان على شرط مصر في إمرة حنظلة بن صفوان الكلبي على مصر في خلافة هشام بن عبد الملك، و ولي رابطة الإسكندرية في ولاية عبد الملك بن مروان بن موسى بن نصير على مصر في خلافة مروان بن محمّد آخر خلافة بني أمية، و ولي برقة في خلافة بني هشام في سنة ثمان و ثلاثين و مائة و بعدها.

5482 - عياض بن الحارث النصري

5482 - عياض بن الحارث النصري (3)

من بني نصر بن معاوية.

شهد مرج راهط مع الضحاك بن قيس، له ذكر.

أنبأنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (4) قال: و في سنة أربع و ستين: وقعة مرج راهط بالشام.

قال أبو الحسن - يعني المدائني - قتل الضحاك و قتل من فرسان قيس: ثور بن معن، و عياض بن الحارث البصري و ذكر سواهما (5).

ص: 250


1- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 409/6.
2- في م و «ز»: الحسين.
3- الأصل و م و «ز»: البصري، تصحيف.
4- راجع تاريخ خليفة ص 259-260.
5- الذي في تاريخ خليفة:«فقتل الضحاك، و قتل من فرسان قيس جماعة» و لم يزد.

5483 - عياض بن الحسن

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدّثنا أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمّي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

عياض بن الحسن من أهل دمشق، قدم مصر، و كتب عنه.

5484 - عياض بن عمرو الأشعري

5484 - عياض بن عمرو الأشعري (1)

يقال: إن له صحبة.

و حدّث عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

و سمع أبا عبيدة، و خالد بن الوليد، و يزيد بن أبي سفيان، و شرحبيل بن حسنة، و أبا موسى الأشعري، و عياض بن غنم، و امرأة أبي موسى أم عبد اللّه بنت أبي دومة.

روى عنه: سماك بن حرب، و حصين بن عبد الرّحمن السلمي، و الشعبي.

و شهد اليرموك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي (2).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو الضّبّي، نا شريك، عن مغيرة، عن عامر قال (3):

مرّ عياض الأشعري في يوم عيد فقال: ما لي لا أراهم يقلّسون فإنه من السنّة.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا أبو بكر الطلحي، نا المنيعي، نا سويد بن سعيد، نا شريك، عن مغيرة، عن عامر قال:

شهد عياض الأشعري عيدا بالأنبار فقال: ما لي لا أراهم يقلّسون كما كنا نفعل على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن

ص: 251


1- ترجمته في تهذيب الكمال 523/14 و تهذيب التهذيب 445/4 و أسد الغابة 26/4 و الإصابة 49/3 و سير أعلام النبلاء 138/4 و التاريخ الكبير 19/7 و الجرح و التعديل 407/6.
2- في «ز»: المهندس، تصحيف.
3- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 139/4.

البسري، و أبو نصر الزينبي، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد، نا سويد، نا شريك، عن مغيرة، عن الشعبي قال:

شهد عياض الأشعري عيدا بالأنبار فقال: ما لي لا أراهم يقلّسون كما كانوا يقلّسون على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم (1).

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين، أنا عيسى، نا عبد اللّه بن محمّد حدثني زياد بن أيوب، نا هشيم، عن مغيرة، عن الشعبي، عن عياض الأشعري مثل حديث داود بن عمرو عن شريك قال زياد بن أيوب سئل هشيم عن التقليس: الضرب بالدّف ؟ فقال: نعم.

رواه يزيد بن هارون عن شريك فخالف الجماعة في تسميته.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني علي بن مسلم، و زياد، و محمّد بن عبد الملك الواسطي، قالوا: أنا يزيد بن هارون، أنا شريك، عن المغيرة، عن عامر، عن زياد (2) بن عياض الأشعري قال: كل شيء رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يفعله قد رأيتكم تفعلونه غير اني لا أراكم تقلّسون في العيدين.

و رواه علي بن المديني عن يزيد هكذا، رواه يحيى بن أبي طالب عن يزيد عن شريك، عن جابر، عن عامر، عن قيس بن سعد، و كذلك رواه إسرائيل عن جابر.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا إبراهيم بن مرزوق، نا وهب بن جرير، و أبو عامر العقدي، قالا: نا شعبة عن سماك، عن عياض الأشعري قال: لما نزلت فَسَوْفَ يَأْتِي اللّٰهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ (3)أومأ النبي صلّى اللّه عليه و سلم إلى أبي موسى فقال:«هم قوم هذا»[10208].

أخبرنا أبو (4)علي عبد اللّه المصري، و أبو بكر ناصر بن أبي العباس بن علي الصّيدلاني قالا: نا محمّد بن عبد العزيز الفارسي، قالا: أنا أبو محمّد بن شريح، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا أبو سعيد الأشج، نا عبد اللّه بن إدريس عن (5)شعبة، عن

ص: 252


1- راجع الإصابة 49/3 و أسد الغابة 27/4.
2- كذا ورد اسمه في الأصل و م و «ز»، في هذه الرواية.
3- سورة المائدة، الآية:54.
4- الأصل و م:«ابن» تصحيف، و التصويب عن «ز».
5- الأصل و م و «ز»: «بن».

سماك بن حرب، عن عياض الأشعري قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«هم قوم هذا» لأبي موسى رضي اللّه عنه[10209].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ في جمعه لأحاديث شعبة أنا بكر بن محمّد بن حمدان - بمرو - نا أبو قلابة، نا عبد الصمد، و أبو الوليد، قالا: نا شعبة، عن سماك، عن عياض الأشعري، عن أبي موسى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:

لما نزلت فَسَوْفَ يَأْتِي اللّٰهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«هم قوم هذا» يعني أبا موسى[10210].

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام، عن سماك قال: قال عمر:

إذا كان قتال فعليكم أبو عبيدة، فكتبنا إليه: إنه قد جاش إلينا الموت، و استمدّناه فكتب إلينا: إنه قد جاءني كتابكم تستمدوني و إنّي أدلكم على من هو أعز نصرا و أعز جندا، اللّه فاستنصروه، فإنّ محمّدا صلّى اللّه عليه و سلم نصر يوم بدر بأقل من عدّتكم، فإذا أتاكم كتابي هذا، فقاتلوهم و لا تراجعوني، فقتلناهم و هزمناهم، و مضينا أربعة فراسخ و أصبنا أموالا فتشاوروا فأشار عياض علينا أن يعطى كلّ رأس عشرة، و عن كل فرس عشرة، فقال أبو عبيدة: من يراهنني ؟ فقال شاب: أنا إن لم.... (1) فصدقه فرأيت عقيصتي أبو عبيدة.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن سماك قال:

سمعت عياض الأشعري قال:

شهدت اليرموك و علينا خمسة أمراء: أبو عبيدة بن الجرّاح، و يزيد بن أبي سفيان، و ابن حسنة، و خالد بن الوليد، و عياض - و ليس عياض هذا الذي حدّث عنه سماك، يعني عنه-.

قال: و قال عمر: إن كان قتال فعليكم أبو عبيدة، قال: فكتبنا إليه: أنه قد جاش إلينا

ص: 253


1- كلمة غير واضحة و بدون إعجام بالأصل و م و «ز»، و صورتها:«نعبصى».
2- رواه أحمد بن حنبل في المسند 110/1 رقم 344 طبعة دار الفكر، و 49/1 (الطبعة الميمنية).

الموت، و استمدّناه (1) فكتب إلينا: أنه قد جاءني كتابكم تستمدّوني، و إنّي أدلكم على من هو أعزّ نصرا و أحضر جندا، اللّه - تبارك و تعالى - فاستنصروه، فإنّ محمّدا صلّى اللّه عليه و سلم قد نصر يوم بدر في أقلّ من عدّتكم، فإذا أتاكم كتابي هذا فقاتلوهم و لا تراجعوني، قال: فقاتلناهم (2)فهزمناهم و قتلناهم أربعة فراسخ قال: و أصبنا لهم أموالا فتشاورنا، فأشار علينا عياض أن نعطي عن كلّ رأس عشرة، قال: و قال أبو عبيدة: من يراهنّي ؟ قال: فقال له شاب: أنا إن لم تغضب، قال: فسبقه، فرأيت عقيصتي أبي عبيدة تنقزان، و هو خلفه على فرس عربي.

و أخبرنا أبو القاسم بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو بكر الخطيب، نا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة قال: سئل يحيى بن معين عن حديث أبي الوليد الطيالسي عن شعبة عن سماك قال: سمعت عياض الأشعري يحدّث عن أبي موسى أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم فَسَوْفَ يَأْتِي اللّٰهُ بِقَوْمٍ (3)،فكتب يحيى بخطه على عياض، عن أبي موسى ليس بشيء.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا عمر بن عبيد اللّه (4)،أنا عبد الواحد بن محمّد بن عثمان، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل قال: سمعت علي بن المديني يقول: عياض الأشعري هو عياض بن غنم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، أنا أبي قال:

و عياض بن غنم أشعري.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني (5)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (6) قال في الطبقة الأولى بعد أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم ممن روى عن عمر، و علي، و عبد اللّه بن مسعود: عياض الأشعري، روى عن عمر أنه كان يرزق الإماء و الخيل.

ص: 254


1- كذا بالأصل و م و «ز»، بإدغام الدال، و هو قليل، و الذي في المسند و استمددناه، بفك الإدغام.
2- بالأصل و م و «ز»: «فقتلناهم» و المثبت «فقاتلناهم» عن مسند أحمد بن حنبل.
3- سورة المائدة، الآية:54.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: عبد اللّه، تصحيف.
5- في «ز»: اللبناني بتقديم الباء، تصحيف.
6- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1) قال في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة: عياض الأشعري روى عن عمر بن الخطّاب أنه كان يرزق الإماء و الخيل (2)،و كان قليل الحديث.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي (3)،ثم أنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أحمد بن علي بن الحسن، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال:

من الأشعريين: قال ابن هشام: أشعر (4) بن نبت بن أدد بن زيد بن هميسع بن عمرو بن عريب بن يشجب بن زيد بن كهلان بن [سبأ] (5) قال: و يقال أشعر بن أدد و يقال:

أشعر مالك، و مالك مذحج بن أدد: عياض الأشعري، له حديثان، أحدهما رواه عن شعبة سماك بن حرب عن عياض الأشعري، قال: لما نزلت: فَسَوْفَ يَأْتِي اللّٰهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ (6)و الآخر: رواه شريك عن مغيرة، عن الشعبي قال: شهد عياض الأشعري عيدا بالأنبار.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا محمّد بن إبراهيم الفارسي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه، نا محمّد بن سليمان بن فارس.

ح و أخبرنا أبو الغنائم النرسي الحافظ في كتابه، و حدّثنا أبو الفضل السّلامي، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين بن عبد الجبار، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري قال (7):

عياض الأشعري رأى أبا عبيدة بن الجرّاح، و عمر بن الخطّاب، و أبا موسى، سمع منه سماك، و قال ابن سهل: روى عنه سماك.

ص: 255


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 152/6.
2- في ابن سعد: الإماء و الحبل.
3- في «ز»: الانقوشي.
4- . كذا بالأصل و م و «ز»، و الذي عند ابن حزم: أشعر هو نبت.
5- زيادة لازمة عن ابن حزم.
6- سورة المائة، الآية:54.
7- التاريخ الكبير للبخاري 19/7.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (1):

عياض الأشعري روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم مرسل أنه قرأ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّٰهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ ،و هو تابعي، روى عن أبي موسى الأشعري، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و روى بعضهم عن شعبة، عن سماك، عن عياض، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم و منهم من يروي عن شعبة عن سماك عن أبي موسى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و رأى أبا عبيدة، سمع منه سماك بن حرب، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه (2) بن محمّد، قال:

عياض بن عمرو الأشعري سكن الكوفة، و يشكّ في صحبته (3).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع عن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:

عياض بن غنم (4) الأشعري له صحبة، قال: كنا نقلّس في العيدين، روى عنه الشعبي، و سماك بن حرب.

أنبأنا أبو علي الحداد، قال: قال أبو نعيم الحافظ : عياض بن عمرو الأشعري سكن الكوفة، حديثه عند (5) الشعبي و سماك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمّد بن يعقوب، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان (6)،نا أبي، حدّثني أبي أخبرني خالد بن الحارث، أخبرني شعبة، أخبرني سماك سمعت عياضا قال: شهدت اليرموك.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه.

ص: 256


1- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 407/6.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «عبيد اللّه» تصحيف.
3- الإصابة 49/3.
4- كذا سماه في هذه الرواية، بالأصل و م و «ز»، و الذي في الإصابة عن ابن منده أنه سمى أباه:«عمرا» الإصابة 49/3.
5- الأصل و م و «ز»: «عن».
6- في «ز»: غياث: تصحيف.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (1)،نا محمّد بن المثنى، و ابن بشار قالا: نا غندر، نا شعبة، عن سماك قال: سمعت عياض الأشعري قال:

شهدت اليرموك و علينا خمسة أمراء: أبو عبيدة بن الجرّاح، و يزيد بن أبي سفيان، و ابن حسنة، و خالد بن الوليد، و عياض - يعني ابن غنم - و ليس بعياض هذا الذي حدّث عنه سماك، قال: فقال عمر: إذا كان قتال فعليكم أبو عبيدة، قال: فكتبنا إليه أنه قد جاش إلينا الموت و استمددناه، فكتب إلينا: إنّه قد جاءني كتابكم تستمدوني، و إنّي أدلكم على من هو أعزّ نصرا و أحضر جندا، اللّه - تبارك و تعالى - فاستمدّوه، إن محمّدا صلّى اللّه عليه و سلم قد نصر يوم بدر في أقل من عدّتكم، قال: فقاتلناهم (2) فهزمناهم و قتلناهم أربعة فراسخ.

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المصري، أنا أبو عمرو عثمان بن محمّد بن عبيد اللّه المحمي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن الحسن (3) بن الشّرقي (4)،نا محمّد بن إسماعيل البخاري، نا علي بن عبد اللّه، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن سماك بن حرب قال: سمعت عياض الأشعري قال:

شهدت اليرموك و علينا خمسة أمراء: أبو عبيدة بن الجرّاح، و يزيد بن أبي سفيان، و ابن حسنة، و خالد بن الوليد، و عياض، و ليس عياض صاحب الحصين (5).

5485 - عياض بن غطيف الحمصي

5485 - عياض بن غطيف (6) الحمصي (7)

شهد وفاة أبي عبيدة بن الجرّاح بالأردن، و روى عنه.

ص: 257


1- لم أعثر على الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ المطبوع.
2- الأصل و م و «ز»: «قتلناهم» و المثبت يوافق ما تقدم.
3- الأصل و م و «ز»: الحسين، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 40/15.
4- الأصل: الشرفي، و في «ز»: «السرقي» و بدون إعجام في م، و الصواب ما أثبت، و هو أخو أبي حامد بن الشرقي، راجع الحاشية السابقة.
5- يعني الحصين بن عبد الرّحمن، و قد مرّ أول الترجمة أن الحصين يروي عن عياض بن عمرو الأشعري.
6- بالأصل و م: عطيف، بالعين المهملة، و التصويب عن «ز»، و تهذيب الكمال. و غطيف بالتصغير. و جاء في الإصابة: عطيف، بالعين المهملة.
7- ترجمته في تهذيب الكمال 523/14 و تهذيب التهذيب 445/4 و الجرح و التعديل 408/6 و أسد الغابة 29/4 الإصابة 123/3.

روى عنه: الوليد بن عبد الرّحمن، قيل: إنه الجرشي (1)،و عندي أنه ابن أبي مالك الدّمشقي، و سليم بن عامر فيما قيل.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي، نا الهيثم بن كليب أبو سعيد الشّاشي، نا أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه بن المنادي سنة إحدى و سبعين، و عيسى بن أحمد العسقلاني - و اللفظ لابن المنادي قالا: نا يزيد بن هارون، أنا جرير بن حازم، نا بشّار بن أبي سيف، عن الوليد بن عبد الرّحمن، عن عياض بن غطيف قال:

دخلنا على أبي عبيدة في مرضه الذي مات فيه و عنده امرأته تحيفة (2) و وجهه مما يلي الحائط ، فقلنا: كيف بات أبو عبيدة ؟ قالت: بات بأجر، فالتفت إلينا فقال: ما بتّ بأجر فساءنا ذلك و سكتنا فقال: لا تسألوني عما قلت، قلت: ما سرنا ذلك فنسألك عنه، فقال:

إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

«من أنفق نفقة فاضلة في سبيل اللّه، فبسبع مائة ضعف، و من أنفق على نفسه و أهله أو ماز أذى (3) عن طريق أو تصدّق فبعشر أمثالها، و الصوم جنّة ما لم يخرقها، و من ابتلاه اللّه ببلاء في جسده فهو له حطّة»[10211].

اختصره أحمد بن حنبل، عن يزيد.

أخبرناه أبو علي الحسن بن المظفر، أنا الحسن بن علي.

ح و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني (4) أبي، نا يزيد بن هارون، أنا هشام، عن واصل (5)،عن الوليد بن عبد الرّحمن، عن عياض بن غطيف قال: دخلنا على أبي عبيدة نعوده، فقال: إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

ص: 258


1- الأصل و م و «ز»: «الحرسى» و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 429/19 و فيها أنه روى عن: عياض بن غطيف.
2- كذا بالأصل، و في «ز»: «نحيفه» و بدون إعجام في م، و في المختصر: تجيفة.
3- الأصل و م و «ز»: «مارادى» و المثبت عن المختصر.
4- رواه أحمد بن حنبل في المسند 417/1 رقم 1700 طبعة دار الفكر.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المسند:«بن».

«من أنفق نفقة فاضلة في سبيل اللّه فبسبع مائة، و من أنفق على نفسه أو على أهله أو عاد مريضا أو ماز أذى عن طريق فهي حسنة بعشر أمثالها، و الصوم جنّة ما لم يخرقها، و من ابتلاه ببلاء في جسده فهو له حطة»[10212].

قال (1):و نا يزيد، أنا جرير بن حازم، نا بشّار بن أبي سيف، عن الوليد بن عبد الرّحمن، عن عياض بن غطيف قال:

دخلنا على أبي عبيدة فذكر الحديث مثله.

تابعه أبو حداس زياد بن الربيع اليحمدي، و حمّاد بن زيد، و خالد بن عبد اللّه الطحان عن واصل و سيأتي حديث زياد في ترجمة نحيفة (2) و روي عن مهدي كما.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا عبيد اللّه (3) بن محمّد بن أسماء، نا مهدي - يعني ابن ميمون - نا واصل مولى أبي عيينة، عن أبي سيف المخزومي، عن الوليد بن عبد الرّحمن - رجل (4) من فقهاء الشام - عن عياض بن غطيف قال:

دخلت على أبي عبيدة بن الجراح في مرضه و امرأته تحيفة جالسة عند رأسه، و هو مقبل وجهه على الجدار، فقلت: كيف بات أبو عبيدة ؟ قالت: بأجر، فقال: إنّي و اللّه ما بتّ بأجر، قال: فكأنّ القوم ساءهم فقال: أ لا تسألوني عما قلت ؟ قالوا: إنا ما أعجبنا ما قلت، فكيف نسألك،[فقال:] (5) إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«من أنفق نفقة فاضلة في سبيل اللّه فبسبع مائة، و من أنفق على عياله، أو عاد مريضا، أو ماز أذى فالحسنة بعشر أمثالها، و الصوم جنّة ما لم يخرقها، و من ابتلاه اللّه في جسده فهو له حطّة»[10213].

لفظ ابن المقرئ، و قد وقع لي حديث جرير (6) عاليا مختصرا و مطولا.

ص: 259


1- القائل: أحمد بن حنبل، و الحديث في مسنده 417/1 رقم 1701.
2- بالأصل و م هنا بدون إعجام، و المثبت عن «ز»، و انظر ما لاحظناه قريبا بشأنها.
3- في «ز»: عبد اللّه.
4- في «ز»: «عن كل» بدل «رجل».
5- استدركت عن هامش الأصل و بعدها صح.
6- الأصل: جابر، و المثبت عن «ز».

أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي - إملاء - نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا محمّد بن أبان بن عمران الواسطي، حدّثني جرير بن حازم، حدّثني بشّار بن أبي سيف، حدّثني الوليد بن عبد الرّحمن عن (1) عياض بن غطيف (2) قال:

مرض أبو عبيدة بن الجرّاح،[مرضة، فدخلنا عليه نعوده، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«الصيام (3) جنّة ما لم يخرقها»[10214].

و أخبرناه بطوله أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسين (4) بن المظفر، نا أبو بكر بن الباغندي، نا محمد بن أبان، نا جرير بن حازم، نا بشار بن أبي سيف، حدثني الوليد بن عبد الرّحمن عن عياض بن غطيف قال: مرض أبو عبيدة بن الجراح مرضه] (5)،فدخلنا عليه نعوده و امرأته بحينة (6) جالسة عند رأسه فقلنا كيف بات أبو عبيدة الليلة و هو مقبل بوجهه إلى جدار؟ فقالت: بات بأجر، فقال: ما بتّ بأجر، ثم التفت إلينا فقال: أ لا تسألوني عن تفسير الكلمة قال: قلنا: ما أعجبتنا فنسألك، فقال: أ لا أحدّثكم بما سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ؟ قلنا: بلى، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«من أنفق نفقة على نفسه و أهله و عياله و عاد مريضا أو ماز أذى عن الطريق فالحسنة بعشر أمثالها، و الصيام جنّة ما لم يخرقها، و من ابتلاه اللّه ببلاء في جسده فهو له حطّة»[10215].

و أمّا حديث حمّاد [بن زيد].

فأخبرناه أبو الحسن علي بن محمّد بن علي بن العلاّف في كتابه.

ثم أنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، قالا: أنا أبو الحسن الحمّامي.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، قالا: أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنّى بن معاذ العنبري، نا مسدّد بن

ص: 260


1- الأصل «بن» تصحيف، و التصويب عن م، و «ز».
2- بالأصل و م و «ز»: عطيف.
3- في م: الصائم.
4- الأصل و م و «ز»: الحسن، تصحيف و الصواب ما أثبت، و اسمه محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى أبو الحسين، ترجمته في سير أعلام النبلاء 418/16.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و م.
6- كذا ورد اسمها هنا بالأصل، و في «ز»: «نحيعه» و الذي في م:«و امرأته بجنبه جالسة» و.

مسرهد، نا حمّاد بن زيد، عن واصل، عن بشّار بن أبي سيف، عن الوليد بن عبد الرّحمن الجرشي، عن عياض بن غطيف (1) الشامي قال:

مرض أبو عبيدة بن الجراح فأتيناه نعوده، فإذا هو مقبل بوجهه إلى الجدار، و إذا امرأته بحينة (2) قاعدة، فقلنا: كيف بات أبو عبيدة ؟ قالت: بات بأجر، فأقبل إلينا بوجهه، فقال: إنه لم يبت بأجر، فسكتنا فقال: أ لا تسألوني عما قلت ؟ قال: قلت: ما أعجبنا الذي قلت، فنسألك عنه، ثم قال: إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

«من أنفق نفقة فاضلة في سبيل اللّه فبسبع مائة، و من أنفق على نفسه أو على أهله أو عاد مريضا، أو ماز أذى فالحسنة بعشر أمثالها، و الصوم جنّة ما لم يخرقها، و من ابتلاه اللّه ببلاء في جسده فهو له حطّة»[10216].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن [بن علي الجوهري، نا أبو الحسن] (3) علي بن محمّد (4) بن أحمد بن كيسان النحوي، أنا أبو محمّد يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد القاضي (5)،نا محمّد بن أبي بكر، و أبو الربيع - و اللفظ لابن أبي بكر - قالا: نا حماد بن زيد، نا واصل، نا بشّار بن أبي سيف، عن الوليد بن عبد الرّحمن، عن عياض بن غطيف (6) قال:

مرض أبو عبيدة بن الجرّاح فأتيناه نعوده فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«من أنفق نفقة على نفسه أو على أهله أو عاد مريضا أو ماز أذى فالحسنة بعشرة (7) أمثالها».

و أمّا حديث خالد:

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي - إملاء - نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني محمّد بن أبان، نا حمّاد بن زيد، و مهدي بن ميمون، و خالد بن عبد اللّه، عن واصل مولى أبي عيينة عن بشّار بن أبي سيف - قال:

مهدي: في حديث الجرمي - عن الوليد بن عبد الرّحمن عن عياض بن غطيف (8) عن أبي

ص: 261


1- الأصل و م و «ز»: عطيف.
2- كذا ورد اسمها هنا بالأصل، و في «ز»: «نحيعه» و الذي في م:«و امرأته بجنبه جالسة».
3- زيادة منا قياسا إلى أسانيد مماثلة لدفع الخلل عن السند، راجع الحاشية التالية.
4- الأصل:«بن محمد» مكرر، و المثبت يوافق م و «ز»، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 329/16.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 85/14.
6- الأصل و م و «ز»: عطيف.
7- كذا بالأصل و م و «ز» في هذه الرواية.
8- الأصل و م و «ز»: عطيف.

عبيدة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم بمثله، و لم يقل خالد في حديثه: أو عاد مريضا.

رواه الثقفي و لم يرفعه.

أخبرناه أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو بكر الباغندي، نا علي بن المدائني، نا عبد الوهّاب بن عبد المجيد، نا واصل مولى [أبي] عيينة، عن بشار (1) بن أبي سيف (2)،عن الوليد بن عبد الرّحمن، عن عياض بن غطيف، عن أبي عبيدة و لم يرفعه.

و رواه سليمان بن حرب، و عبد اللّه بن عبد الوهّاب الجمحي، عن حمّاد بن زيد، و لم يقولا: الجرشي (3) كما يقول مسدّد.

و عندي أن الوليد هذا هو ابن عبد الرّحمن بن أبي مالك الدمشقي لا سواه (4).روى هذا الحديث عنه إلاّ أنه لم يرفعه، و لم يسمّ عياضا فيه.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن أسد في كتابه، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد الباقي بن أبي عبد الكريم السراري.

ح و أنبأناه أبو سعد أحمد بن عبد الجبار، عن عبد العزيز بن علي قالا: أنا عبد الرّحمن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد، نا جدي يعقوب، نا جعفر بن عون، نا مسعر، عن الوليد بن أبي مالك، نا أصحابنا.

عن أبي عبيدة بن الجراح أنهم عادوه و هو مريض، فسألوا (5):كيف أصبح أو كيف بات قالت امرأته: بات مأجورا، قال: ما بتّ بأجر، ثم قال: أ لا تسألوني عن كلمتي، فسألوه أو حدّثهم قال: من أنفق نفقة في سبيل اللّه فبسبع مائة، و من أنفق على نفسه و أهله أو ماز أذى أو عاد مريضا فحسنته بعشر أمثالها، ما أصابك في جسدك فحطة، و الصيام جنّة ما لم يخرقها.

أخبرنا أبو العزّ السلمي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو

ص: 262


1- الأصل و م و «ز»: بشر.
2- الأصل و م: يوسف، و التصويب عن «ز».
3- الأصل و م و «ز»: «الحرسى» تصحيف و الصواب ما أثبتناه و ضبطناه و قد تقدم التعريف به.
4- بالأصل:«سوى» و في م:«لا سوى» و المثبت:«لا سواه» عن «ز».
5- أقحم بعدها بالأصل و م: به.

بكر الباغندي قال: قال علي بن المديني في حديث أبي عبيدة بن الجرّاح عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم:

«من أنفق نفقد في سبيل اللّه» فهذا حديث إسناده شامي، و بعضه مصري، و ليس هو بالإسناد المعروف[1388].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان قال: قال أبي (1):عياض بن غطيف بن ثمالة من أهل حمص، روى عن أبي (2) عبيدة بن الجرّاح.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا [أبو] الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، و أبو الحسين الصّيرفي، و أبو الغنائم - و هذا لفظه - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (3):

عياض بن غطيف (4) قال مسدّد فذكر الحديث الذي سقناه؛ ثم قال: و قال موسى، نا جرير بن حازم، حدّثني بشار نحوه.

و قال إسحاق بن إبراهيم: حدّثني عمرو بن الحارث، حدّثني عبد اللّه بن سالم عن الزّبيدي سمع سليم بن عامر أن غطيف (5) بن الحارث حدّثهم عن أبي عبيدة قال (6):الوضوء تكفر به الخطايا.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (7):

عياض بن غطيف و يقال: غطيف بن الحارث الشامي، و الصحيح غطيف بن الحارث

ص: 263


1- الأصل و م و «ز»: «ابن» تصحيف، و لعل الصواب ما أثبتناه.
2- بالأصل و م و «ز»: «روى عنه أبو عبيدة» انظر ما تقدم.
3- التاريخ الكبير للبخاري 21/7.
4- الأصل و م و «ز»: عطيف.
5- الأصل و م و «ز»: عطيف.
6- في التاريخ الكبير: قال:«يكفر به من الخطايا» سقطت منه لفظة «الوضوء».
7- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 408/6.

قال: أتينا أبا عبيدة بن الجرّاح، روى عنه الوليد بن عبد الرّحمن، و سليم بن عامر، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق الأصبهاني، أنا أبو الحسن بن زنجويه، أنا أبو أحمد بن العسكري قال:

و غطيف بن الحارث بالطاء، قال: أتينا عبيدة بن الجراح، روى عنه الوليد بن عبد الرّحمن، و سليم بن عامر، و قالوا: عياض بن عطيف، و يقال عصيف (1) بن الحارث الشامي.

5486 - عياض بن غنم

5486 - عياض بن غنم (2)

ابن زهير بن أبي شدّاد بن ربيعة بن هلال

ابن مالك بن ضبة بن الحارث فهر بن مالك

أبو سعد - و يقال: أبو سعيد - الفهري (3)

له صحبة.

شهد بدرا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و هاجر الهجرتين، و شهد فتوح الشام، و استخلفه أبو عبيدة بن الجراح عند وفاته، و له بالجزيرة فتوح أيضا، و كان أميرا باليرموك على بعض الكراديس، و شهد فتح دمشق.

روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

روى عنه: سويد بن جبلة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي أبو العباس، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا الحسن بن حبيب، نا عبد اللّه بن عبيد بن يحيى بن أبي حرب، أنا أبو علقمة - و هو نصر بن خزيمة بن جنادة الكناني - أخبرني أبي، عن نصر بن علقمة، عن أخيه محفوظ بن

ص: 264


1- كذا بالأصل هنا، و في «ز» و م: عطيف (كذا).
2- غنم بفتح المعجمة و سكون النون كما في الإصابة.
3- ترجمته في الإصابة 50/3 و أسد الغابة 27/4 و التاريخ الكبير 18/7 و الاستيعاب 128/3 (هامش الإصابة) و العبر 24/1 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 216، و سير أعلام النبلاء 354/2 و تاريخ الطبري (الفهارس)، و فتوح البلدان (الفهارس)، و البداية و النهاية (الفهارس).

علقمة، عن أبي عائذ - يعني عبد الرّحمن - قال: و قال سويد بن جبلة عن حديث عياض بن غنم أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«لا تأكلوا حمر الإنسية»[10218].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد البزاز، أنا عيسى بن علي بن عيسى (1)،أنا عبيد اللّه بن محمّد، حدّثني عمّي، نا (2) أبو عبيد، نا عبد اللّه بن صالح، عن الليث بن سعد، عن يونس الأيلي، عن [ابن] (3) شهاب، عن عروة بن الزبير.

أن عياض بن غنم رأى نبطا يشمسون في الجزية فقال لصاحبهم: إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ اللّه يعذب يوم القيامة الذين يعذبون الناس في الدنيا»[10219].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا الحسن بن أحمد المخلدي، أنا أبو بكر الأسفرايني، نا أحمد بن حرب، نا قاسم بن يزيد، عن صدقة، عن صفوان بن عمرو، عن شريح (4) بن عبيد، عن عياض بن غنم عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«من أراد أن يصبح سلطانا فلا ينكر عليه علانية، و لكن ليأخذ بثوبه و ليخل به، فإن قبل منه فذاك و إلاّ كان قد أدّى الحقّ الذي عليه»[10220].

هذان مختصران من حديث.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، نا أبو المغيرة، نا صفوان، حدّثني شريح بن عبيد الحضرمي و غيره قال:

جلد (6) عياض بن غنم صاحب دارا (7) حين فتحت فأغلظ له هشام بن حكيم القول حتى غضب عياض ثم مكث ليالي أتاه هشام بن حكيم فاعتذر إليه ثم قال هشام لعياض: أ لم تسمع بقول - يعني - رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إن من أشدّ الناس عذابا أشدّهم [عذابا] (8) في الدنيا

ص: 265


1- «بن عيسى» ليست في «ز».
2- «نا» كتبت فوق الكلام بين السطرين في الأصل.
3- الزيادة عن م و «ز».
4- في م و «ز»: سريح.
5- رواه أحمد بن حنبل في مسنده 231/5 رقم 15333 طبعة دار الفكر.
6- الأصل:«خالد» و قسم من اللفظة مكانه بياض في «ز»، و بقي منها:«لد» و المثبت عن م و المسند.
7- دارا: بلدة في لحف جبل بين نصيبين و ماردين (معجم البلدان).
8- سقطت من الأصل و م و «ز»، و استدركت عن المسند.

للناس»، فقال عياض بن غنم يا هشام بن حكيم قد سمعنا ما سمعت، و رأينا ما رأيت، أ و لم تسمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إذ يقول:«من أراد أن ينصح لذي سلطان بأمر فلا ينكر له علانية، و لكن ليأخذ بيده فيخلو به، فإن قبل منه فذاك، و إلاّ كان قد أدّى الذي عليه له» و إنك يا هشام لأنت الجري، إذ تجترئ على سلطان اللّه، هلاّ خشيت أن يقتلك السلطان فتكون قتيل سلطان اللّه عز و جل[10221].

كذا رواه صفوان بن عمرو بن شريح.

و رواه ضمضم بن زرعة فزاد في إسناده جبير بن نفير.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا سعيد بن يزيد الحمصي، نا محمد بن عوف بن سفيان.

ح قال: و أنا محمد بن عمرو بن إسحاق، حدثني أبي قالا: نا محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثني أبي نا ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد قال: قال جبير بن نفير:

جلد (1) عياض بن غنم صاحب دارا حين فتحت، فوقف عليه هشام بن حكيم فأغلظ له القول حتى غضب، ثم مكث ليالي، فأتاه هشام فاعتذر إليه.[ثم] قال هشام لعياض بن غنم: أ لم تسمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«إن من أشد الناس عذابا أشدهم للناس عذابا في الدنيا» فقال عياض: قد سمعنا ما سمعت، و رأينا ما رأيت، أ لم تسمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

«من أراد أن ينصح لذي سلطان عام فلا يقل له علانية، و لكن ليأخذ بيده فليخل به. فإن قبل فذاك و إلاّ كان قد أدى [الذي] عليه إليه. و إنك يا هشام لأنت الجرىء إذ المجترئ على سلطان اللّه، فما خشيت أن يقتلك السلطان فتكون قتيل سلطان اللّه».

و هو محفوظ من حديث جبير. و قد رواه عبد الرّحمن بن عائذ عن جبير.

أخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ في كتابه، و حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد (2)،نا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم، نا أبي، نا عمرو بن الحارث، نا عبد اللّه بن سالم عن الزبيدي، نا الفضيل بن فضالة - يرده إلى ابن عائذ، يرده ابن عائذ إلى جبير بن نفير إلى عياض بن غنم أنه وقع على صاحب دارا حين فتحت، فأتاه هشام بن حكيم فأغلظ له القول، و مكث هشام ليالي (3)،فأتاه هشام يعتذر إليه،

ص: 266


1- الأصل: خالد، و المثبت عن م و «ز».
2- رواه الطبراني في المعجم الكبير 367/17 رقم 1007.
3- الأصل و م و «ز»: لياليا.

فقال: يا عياض، أ لم تعلم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال: إن أشد الناس عذابا يوم القيامة أشد الناس عذابا للناس في الدنيا».

فقال له عياض: يا هشام إنا قد سمعنا الذي سمعت، و رأينا الذي رأيت، و صحبنا الذي صحبت، أ و لم تسمع يا هشام أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

«من كانت عنده نصيحة لذي سلطان فلا يكلمه بها علانية و ليأخذ بيده و ليخل به، فإن قبلها قبلها، و إلا كان قد أدى الذي له و الذي عليه، و إنك يا هشام لأنت الجريء إذا تجترئ على سلطان اللّه، فهلا خشيت أن يقتلك سلطان اللّه فتكون قتيل سلطان اللّه»[10222].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، و أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم قالا:

أنا أبو سعد محمد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا الحكم بن موسى، نا هقل - و قال ابن المقرئ:

الهقل - عن المثنى عن أبي الزبير، عن شهر بن حوشب، عن عياض بن غنم قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

«من شرب الخمر لا يقبل له اللّه صلاة أربعين يوما، فإن مات فإلى النار، فإن تاب قبل اللّه منه، فإن شربها الثالثة و الرابعة كان حقا على اللّه أن يسقيه من ردغة الخبال»، قيل: يا رسول اللّه، و ما ردغة الخبال ؟ قال:«عصارة أهل النار»[10223].

هذا حديث غريب، و فيه انقطاع: شهر لم يسمع من عياض.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد ابن المبارك و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط قال (1):

عياض بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن وهيب بن ضبّة بن الحارث بن فهر. شهد بدرا، و مات بالشام سنة ثلاثين، و يقال: عياض بن غنم، معروف في الفتوح، و أهل الشامات؛ و ليس يعرفه أهل النّسب: عياض بن غنم افتتح عامة الجزيرة و غير ذلك، و مات بالشام سنة عشرين.

ص: 267


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 65 رقم 161.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - أنا محمّد بن الحسين بن محمّد الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب قال:

عياض بن غنم بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبّة بن أهيب بن ضبّة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي قال: و عياض بن غنم فهري.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي قالا: أنا أبو جعفر المعدل، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو عبد اللّه الطوسي، نا الزّبير بن بكار (1)،قال:

و عياض بن غنم بن زهير بن أبي شدّاد بن ربيعة بن هلال كان شريفا، و له فتوح بناحية الجزيرة زمن عمر بن الخطّاب، و هو أوّل من أجاز الدرب إلى أرض الروم، و قد ذكره عبيد اللّه (2) بن قيس الرّقيّات فيمن ذكر من أشراف قريش فقال: (3)

و عياض منّا عياض بن غنم *** كان من خير من أحسن النساء (4)

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني (5)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (6) قال في الطبقة الأولى:

عياض بن غنم بن أبي شدّاد بن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبّة بن الحارث بن فهر، يكنى أبا سعد، مات سنة ثلاثين.

ص: 268


1- الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 446.
2- الأصل و م و «ز»: عبد اللّه.
3- البيت في نسب قريش ص 446 و الاستيعاب 128/3 (هامش الإصابة) و ديوانه ط بيروت ص 94 من قصيدة طويلة يمدح قريش، رقمه 48.
4- عجزه في الديوان: كان من خير ما أجنّ النساء و في نسب قريش: عصمة الجار حين جبّ الوفاء.
5- في «ز»: اللبناني، بتقديم الباء، تصحيف.
6- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.(398/7).

و قال في الطبقة الثالثة: عياض بن غنم الفهري، شهد الحديبية مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و مات بالشام سنة عشرين، و هو ابن ستين سنة.

قال ابن سعد: حدّثني بذلك محمّد بن عمر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1) قال: في الطبقة الأولى من بني الحارث بن فهر: عياض بن غنم بن أبي شدّاد بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبّة بن الحارث بن فهر، هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، و في رواية محمّد بن إسحاق و محمّد بن عمر قالوا: و شهد عياض بن غنم بدرا، و أحدا، و الخندق، و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و توفي بالمدينة سنة ثلاثين في خلافة عثمان بن عفّان، و ليس له عقب.

و قال في الطبقة الثالثة: عياض بن غنم بن زهير بن أبي شدّاد بن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبّة بن الحارث بن فهر، أسلم عياض قديما قبل الحديبية، و شهد الحديبية مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و توفي بالشام سنة عشرين و هو ابن ستين سنة.

كذا ذكرهما ابن سعد في الطبقات الكبير و الطبقات الصغير في موضعين، و فرق بينهما ثم قال في الطبقات الكبير في موضع آخر فيما.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد [بن] معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2) قال في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: عياض بن غنم بن زهير بن أبي شدّاد بن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبّة بن الحارث بن فهر، و أسلم قديما قبل الحديبية، و شهد الحديبية مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و كان رجلا صالحا سمحا، و كان مع أبي عبيدة بن الجراح بالشام، فلما حضرت أبا عبيدة الوفاة ولي عياض بن غنم الذي كان يليه. قال عمر بن الخطّاب: من استخلف أبو عبيدة على عمله ؟ قالوا: عياض بن غنم فأقره و كتب إليه: إنّي قد وليتك ما كان أبو عبيدة يليه، فاعمل بالذي يحقّ اللّه عليك.

قال أبو اليمان الحمصي عن صفوان بن عمرو عن الأشياخ أن عمر رزق عياض بن غنم حين ولاه جند حمص كل يوم دينارا و شاة و مدّا.

ص: 269


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

قال محمّد بن عمر: فلم يزل عياض واليا لعمر على حمص حتى مات بالشام سنة عشرين في خلافة عمر، و هو ابن ستين سنة، و مات و ما له مال و لا عليه دين لأحد.

و هذا القول يدل على أنّهما واحد، و هو الصواب، و حكى عبيد اللّه (1) بن محمّد بن أبي محمّد اليزيدي عن محمّد بن سعد نحو هذا القول.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال: قال محمّد بن سعد:

عياض بن غنم بن زهير بن أبي شدّاد بن ربيعة بن هلال بن ضبّة بن الحارث بن فهر، أسلم عياض قديما قبل الحديبية، و شهد الحديبية و كان بالشام مع أبي عبيدة بن الجرّاح، فلما حضرت أبا عبيدة الوفاة ولي عياض بن غنم عمله الذي كان عليه، فأقره عمر بن الخطّاب على عمله حتى مات، و كان عياض رجلا صالحا سمحا (2)،مات يوم مات و ما له مال، و لا عليه دين لأحد، و توفي بالشام سنة عشرين و هو ابن ستين سنة.

و من حديث عبد الرزّاق عن معمر عن الزهري قالوا: توفي أبو عبيدة بن الجراح، و استخلف ابن عمه عياض بن غنم.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي، قال:

عياض بن غنم الفهري، يقال: إنه خال أبي عبيدة بن الجراح، و يقال غير ذلك، و هو عياض بن غنم بن زهير بن أبي شدّاد بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبّة بن الحارث بن فهر، و له فتوح كثيرة، توفي في خلافة عمر بن الخطّاب، و كان عمر بن الخطّاب استخلفه بعد وفاة أبي عبيدة مكان أبي عبيدة بالشام، فلم يقم إلاّ يسيرا حتى مات، ثم ولي بعده سعيد بن عامر بن حذيم في ما ذكر ابن شهاب الزهري، له حديث.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد. زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (3):عياض بن غنم الفهري القرشي له صحبة.

ص: 270


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: عبد اللّه.
2- في «ز»: شيخا.
3- التاريخ الكبير للبخاري 18/7.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب [قالا: أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي إجازة. ح قال: و أنا أبو طاهر بن سملة، أنا علي بن محمد] (1).

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):

عياض بن غنم القرشي الفهري بصري (3)،له صحبة، مات في زمن عمر، روى عنه عروة بن الزبير، و جبير بن نفير، و شهر بن حوشب، و شريح بن عبيد، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني (4)،أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في الطبقة الأولى: و عياض بن غنم الفهري.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الحسن قراءة.

قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: و عياض بن غنم من بني الحارث بن فهر ابن عمّ (5) أبي عبيدة بن الجرّاح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، قال:

عياض بن غنم سكن الشام، و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم حديثين.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد، أنا[ (6) أبو القاسم علي بن الحسن، أنا محمّد بن المظفر، أنا بكر بن أحمد] بن حفص، نا «أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي قال في

ص: 271


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و «ز»، و استدرك قياسا إلى أسانيد مماثلة، و السند معروف مشهور.
2- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 407/6.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الجرح و التعديل: مصري.
4- في م: الكناني، تصحيف.
5- بالأصل:«بن غنم» و اللفظة بدون إعجام في م و صورتها:«عم» و التصويب عن «ز».
6- ما بين الرقمين سقط من م.

تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من قريش و عمل عليها: عياض بن غنم الفهري ابن عمّ أبي عبيدة بن الجرّاح، و استعمله عليها عمر بن الخطّاب.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا المسدّد بن علي بن عبد اللّه الأملوكي، نا أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد القاضي، قال في تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: عياض بن غنم، ولي حمص في خلافة عمر أيضا، و مات عياض سنة عشرين، و هو ابن ستين سنة، و هو من بني الحارث بن فهر ابن عمّ أبي عبيدة بن الجرّاح.

أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، أنا أبو القاسم الخليلي، أنا أبو القاسم الخزاعي، أنا الهيثم بن كليب الشاشي قال:

عياض بن زهير (1) بن شداد بن ضبة بن الحارث بن فهر، بدري، مات في زمن عمر.

كذا نسبه و فيه وهم.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو سعد عياض بن (2) زهير بن أبي شدّاد بن ربيعة بن وهب بن ضبّة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي الفهري، شهد بدرا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و يقال عياض بن غنم معروف في الفتوح و أهل الشامات، و ليس يعرف أهل النسب، و عياض بن غنم افتتح عامة الجزيرة، و غير ذلك، و مات بالشام سنة عشرين، و يقال كان كاتب عمر بن الخطّاب و عامله على الشام.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:

عياض بن غنم الفهري له صحبة، و قيل الأشعري (3)،و هو ابن زهير بن أبي شداد بن

ص: 272


1- كذا جاء عامود نسبه في هذه الرواية، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أنه وهم فيه الهيثم.
2- كذا ورد بالأصل و م و «ز»: «عياض بن زهير» عن أبي أحمد الحاكم النيسابوري قال الذهبي في سير الأعلام 2/ 355 و عياض بن زهير الفهري بدري كبير، و هو عم عياض بن غنم.
3- عقب ابن حجر على قول من قال:«الأشعري» قال: و أظن الأشعري و هما و اللّه أعلم فإن الذي ولي الامرة حيث كان هشام بالشام هو الفهري لا الأشعري. الإصابة 50/3.

ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبّة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة، و هو ابن عمّ أبي عبيدة بن الجراح، و يقال ابن امرأته (1)،عداده في أهل الشام توفي سنة عشرين، روى حديثه جبير بن نفير.

أنبأنا أبو علي الحداد قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ :

عياض بن غنم الفهري، و قيل الأشعري، سكن الشام، و هو عياض بن غنم بن زهير بن أبي شدّاد بن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبنة بن الحارث بن الفهر بن مالك بن النّضر بن كنانة، أسلم قبل الحديبية، كان بالشام مع ابن عمّه أبي عبيدة بن الجرّاح، فلمّا حضرت أبا عبيدة الوفاة فوّض إليه عمله و ولاّه ما كان عليه، فأقره عمر بن الخطّاب على عمله حتى مات، و كان عياض صالحا، سمحا، مات يوم مات و ليس عليه دين لأحد، و لا له مال، توفي بالشام سنة عشرين و هو ابن ستين، و قيل كان عياض ابن امرأة أبي عبيدة بن الجرّاح.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن منصور، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب قال: عياض بن غنم الفهري من رهط أبي عبيدة بن الجرّاح، و هو عياض بن غنم بن زهير بن أبي شدّاد بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبّة بن الجرّاح بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة، شهد الحديبية مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و حضر فتح المدائن مع سعد بن أبي وقّاص، و ذلك مشهور عند أهل السّيرة، و فتح بعد ذلك فتوحا كثيرا ببلاد الشام، و نواحي الجزيرة، و كان عمر بن الخطّاب ولاّه الإمارة بالشام بعد أبي عبيدة بن الجرّاح، و بها كانت وفاته.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد الفقيه، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني محمّد بن صالح، عن عاصم بن عمر، عن قتادة قال: لما هاجر عياض بن زهير من مكة إلى المدينة نزل على كلثوم بن الهدم (2).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر

ص: 273


1- أسد الغابة 27/4.
2- الهدم: بكسر الهاء و سكون الدال. ترجمته في الإصابة 304/3.

المخلص، أنا رضوان بن أحمد[،نا أحمد] (1) بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق قال (2):في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة من بني الحارث بن فهر:

عياض [بن] (3) زهير بن أبي شدّاد بن ربيعة، لا عقب له، و يقال: ابن (4) ربيعة بن هلال بن مالك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، أنا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة (5)،في تسمية من شهد بدرا من بني الحارث فهو عياض بن زهير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن، أنا رضوان، أنا أحمد بن [بن عبد الجبار، عن] (6) يونس، عن ابن إسحاق قال (7) في تسمية من شهد بدرا من بني الحارث بن فهر: عياض بن زهير بن شداد.

كذا قال، و هو ابن أبي شداد (8).

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمي (9)،عن أبيه، عن ابن إسحاق قال في تسمية من شهد بدرا من بني الحارث ابن فهر: عياض بن زهير بن شداد بن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبّة بن الحارث بن فهر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا

ص: 274


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، و استدرك قياسا إلى أسانيد مماثلة، و السند معروف.
2- سيرة ابن إسحاق رقم ص 208 رقم 302.
3- سقطت من الأصل و م و «ز»، و أضيفت عن سيرة ابن إسحاق.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و أصل سيرة ابن إسحاق، و صوبها محققها:«بل».
5- «عن عمه موسى بن عقبة» مكرر بالأصل.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، و الزيادة قياسا إلى أسانيد مماثلة، و السند معروف.
7- سيرة ابن هشام 342/2.
8- الذي ورد في سيرة ابن هشام المطبوع:«عياض بن زهير» و لم يزد. و لعله وقعت بيد المصنف نسخة من سيرة ابن هشام جاء فيها: عياض بن زهير بن شداد.
9- في «ز»: عيسى.

أبو القاسم عبد الوهّاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع البلخي، أنا محمّد بن عمر الواقدي (1) قال: في تسمية من شهد بدرا من بني الحارث بن فهر: عياض بن زهير.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه الكبريتي، نا أبو بكر الباطرقاني - إملاء - نا عبد الرّحمن بن محمّد بن إبراهيم المديني، نا أبو بكر محمّد بن جعفر بن يزيد المطيري، نا علي بن حرب، نا محمّد بن فضيل، أنا حصين بن عبد الرّحمن، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرّحمن السّلمي قال:

سمعت عليا على المنبر يقول: بعثني النبي صلّى اللّه عليه و سلم و الزبير، و أبا مرثد و كلنا فارس، الحديث بطوله و في آخره فقال: أ و ليس من أهل بدر؟ ما يدريك لعل اللّه قد اطّلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، نا و أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنا أبو بكر الخطيب، أنا [أبو الحسين بن] (2) بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (3) قال: عياض بن غنم الفهري شهد الحديبية مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و مات بالشام سنة عشرين، و هو ابن ستين سنة، حدّثني بذلك محمّد بن عمر الواقدي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السّري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر قال (4):

و كان عياض بن غنم على كردوس يعني باليرموك.

قال سيف: و قال عياض بن غنم (5):

من مبلغ الأقوام أنّ جموعنا *** حوت الجزيرة يوم ذات زحام

جمعوا الجزيرة و الغياث (6) فنفسوا (7) *** عمّن بحمص غيابة القدّام

ص: 275


1- مغازي الواقدي 157/1.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، و استدرك قياسا إلى أسانيد مماثلة، و السند معروف.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- تاريخ الطبري 396/3 (مصورة الطبعة المصرية).
5- الأبيات في تاريخ الطبري 484/2 (طبعة بيروت) حوادث سنة 17 تحت عنوان: ذكر خبر حمص.
6- إعجامها مضطرب بالأصل و م و «ز»، و المثبت عن الطبري.
7- بدون إعجام بالأصل و م، و المثبت عن «ز»، و الطبري.

إنّ الأعزة و المكارم معشر *** قضوا الجزيرة عن فراخ الهام

غلبوا الملوك على الجزيرة فانتهوا *** عن غزو من يأوي (1) بلاد الشام

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر بن علي، أنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمّد بن عثمان، أنا الحسن بن محمّد بن موسى بن إسحاق، نا إسحاق بن إسماعيل قال: سمعت علي بن المديني يقول:

عياض هذا يعني أحد الولاة الذين كانوا باليرموك هو عياض بن غنم الفهري.

أنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا إبراهيم بن محمّد بن صالح بن مستان، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، نا الحارث بن مسكين، عن عبد اللّه بن وهب، عن حفص بن عمر، عن يونس بن يزيد، عن الزهري قال:

توفي أبو عبيدة بن الجرّاح، و استخلف خاله و ابن عمه عياض بن غنم الفهري، فأقره عمرو بن العاص (2)،و قال: لا أغير أمرا فعله أبو عبيدة (3).

كذا قال، و إنما هو عمر بن الخطّاب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني (4)،أنا أبو القاسم البجلي، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، أخبرني الحارث بن مسكين عن ابن وهب عن حفص بن (5)عمر بن (6) يونس، عن ابن شهاب.

أن أبا عبيدة بن الجراح لما حضرته - يعني - الوفاة استخلف خاله و ابن عمّه عياض بن غنم فأقره عمر.

قال: و نا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (7)،أخبرني الحارث بن مسكين، عن ابن وهب، أخبرني حفص بن عمر، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال:

ص: 276


1- الأصل:«نادى» و بدون إعجام في م، و المثبت عن «ز»، و الطبري.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و هو خطأ، و سينبه المصنف إلى الصواب في آخر الخبر.
3- الاستيعاب 128/3 هامش الإصابة.
4- في م: الكناني، تصحيف.
5- الأصل و م و «ز»: «عن» تصحيف.
6- الأصل و م و «ز»: «بن» تصحيف.
7- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 217/1-218.

توفي أبو عبيدة بن الجراح، و استخلف خاله (1) و ابن عمّه عياض بن غنم فأقره عمر، و قال: لم أكن لأغيّر أمرا قضى فيه أبو عبيدة.

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها، و ابنه أبو الحسن علي قالا: أنا أبو الفضل بن الفرات، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا ابن عائذ، نا الوليد، أنا ابن لهيعة، عن يونس، عن ابن شهاب قال:

ثم توفي أبو عبيدة بن الجرّاح، فاستخلف ابن عمّه و خاله عياض بن غنم فأقره عمر، فقال رجل: كيف تقر عياض ابن غنم و هو رجل جواد لم يمنع شيئا يسأله و قد يرغب خالد بن الوليد و إنّ كان يعطي دونه ؟ فقال: إنّ هذه سمة عياض في ماله حتى يخلص إليه ذلك، و إنّي مع ذلك لم أكن أغيّر أمرا قضى فيه أبو عبيدة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن علي البادا (2)،و أبو بكر البرقاني، و أبو الفضل إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الفارسي (3) قالوا: أنا محمّد بن عبد اللّه بن صالح الأبهري (4)،أنا أبو عروبة (5) الحسين بن محمّد بن مودود الحرّاني - بحرّان - نا أبو داود سليمان بن سيف، نا سعيد بن بزيع قال: قال ابن (6) إسحاق:

كتب عمر بن الخطّاب إلى سعد بن أبي وقّاص: إنّ اللّه قد فتح على المسلمين الشام و العراق فابعث من قبلك جندا من العراق إلى الجزيرة، و أمّر عليهم خالد بن عرفطة، أو هشام بن عتبة، أو عياض بن غنم.

فلما انتهى إلى سعد كتاب عمر بن الخطّاب قال: ما أخّر أمير المؤمنين عياض بن غنم إلاّ أن له فيه رأيا أن أوليه، و أنا مولّيه، فبعثه، و بعث معه جيشا و بعث معه أبا موسى الأشعري و ابنه عمر (7) بن سعد بن أبي وقاص و هو غلام حديث السن ليس إليه من الأمر شيء، و عثمان بن أبي العاص بن بشر الثقفي، و ذلك في سنة تسع عشرة، فخرج عياض إلى الجزيرة فنزل بجنده على الرّها فصالحه أهله على الجزيرة،- قال الأبهري: و إنّما هو على

ص: 277


1- صحفت في تاريخ أبي إلى: خالد.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 322/4.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 404/6.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 462/5.
5- الأصل و م و «ز»: «أبو عوانة» و المثبت عن سير أعلام النبلاء، ترجمته فيها 510/14.
6- الأصل و م و «ز»: «أبو» و المثبت عن المختصر.
7- الأصل و م و «ز»: «عمرو» تصحيف.

الجزية (1) و صالحت حرّان (2) حين صالحت الرّها (3).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه.

قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني عمّار، عن سلمة، عن ابن إسحاق قال (4):

و في سنة تسع عشرة كتب عمر إلى سعد بن أبي وقّاص أن ابعث جندا و أمّر عليهم أحد الثلاثة: خالد بن عرفطة أو هشام بن عتبة، أو عياض بن غنم، فلما انتهى إلى سعد كتاب عمر قال: ما أخّر أمير المؤمنين عياضا إلاّ أن له فيه هوى أن أوليه و أنا مولّيه، فبعثه و بعث معه أبو موسى، و ابنه عمر (5) بن سعد و هو غلام حدث السن ليس إليه من الأمر شيء، و عثمان بن أبي العاص بن بشر الثقفي في سنة تسع عشرة، فخرج عياض إلى الجزيرة، فنزل بجنده على الرّها فصالحه أهلها على الجزية و صالحت حرّان حين صالحت الرّها، ثم بعث أبا موسى إلى نصيبين، و وجه عمر بن سعد إلى رأس العين (6) في خيل ردءا للناس، و سار بنفسه في بقية الناس إلى دارا (7)،فنزل عليه حتى افتتحها و افتتح أبو موسى نصيبين، و ذلك في سنة تسع عشرة، ثم وجّه عثمان بن [أبي] (8) العاص إلى أرمينية الرابعة (9) و كان عندها شيء من قتال أصيب فيها صفوان بن المعطّل شهيدا، ثم صالح عثمان بن أبي العاص أهلها على الجزية على أهل كل بيت دينار.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (10) قال:

ص: 278


1- الأصل:«الحرنة» و في «ز»: «الخربة» و في م:«الحربة ؟؟؟» و المثبت عن المختصر.
2- حران: من مدن الجزيرة قريبة من الرها (معجم البلدان).
3- الرها: مدينة بالجزيرة بين الموصل و الشام، بينهما ستة فراسخ (معجم البلدان).
4- راجع تاريخ الطبري 484/2 (طبعة بيروت) حوادث سنة 17.
5- الأصل و م و «ز»: عمرو، و التصويب عن الطبري.
6- راس العين: من مدن الجزيرة (راجع معجم البلدان).
7- تقدم التعريف بها قريبا.
8- راجع معجم البلدان.
9- سقطت من الأصل و م و «ز»، و أضيفت عن الطبري.
10- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 139 حوادث سنة 18 (ت. العمري).

و كان أبو عبيدة بن الجرّاح وجّه عياض بن غنم الفهري إلى الجزيرة فوافق أبا موسى بعد فتح هذه المدن فمضى و معه أبو موسى، فافتتحا نصيبين و حرّان و طوائف الجزيرة عنوة، و يقال: وجّه أبو عبيدة خالد بن الوليد إلى الجزيرة فوافق أبا موسى قد افتتح الرّها و سميساط (1)،فوجّه خالد أبا موسى و عيّاضا إلى حرّان فصالحا أهلها و مضى خالد إلى نصيبين فافتتحها ثم رجع إلى آمد (2) فافتتحها صلحا و ما بينهما عنوة.

قال (3):و حدّثني شيخ من أهل الجزيرة: أن عياض بن غنم ولي صلح هذه المدن و غيرها من الجزيرة و كتب لهم كتابا هو اليوم عندهم باسم عياض.

قال خليفة (4):ثم عزله و ولّى حبيب بن مسلمة الفهري.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، أنا أبو الحسن عبد الدائم بن الحسن الهلالي، أنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن أبي أحمد بن زبر القاضي، نا أحمد بن حمّاد بن عبد السلام الواسطي، نا أبي، نا غياث بن إبراهيم، نا ثور بن يزيد، عن راشد بن سعد.

أن عياض بن غنم افتتح الجزيرة و صالح أهل الرّها و كانت مدينة حصينة، و كتب لهم عياض كتابا فهو عندهم إلى اليوم (5)،و صالح أهل مدينة حرّان و فتحوا أبوابها و مدينة الرّقّة بعثوا يطلبون الصلح فصالحهم، و افتتح عياض الجزيرة كلها.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة، عن مكحول، قال:

و حدّثني مصعب بن ثابت، عن نافع مولى ابن عمر، قال: و حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي الزّناد عن موسى بن عقبة.

قال: و نا ابن أبي سبرة عن عقيل بن خالد عن الزهري دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا:

ص: 279


1- سميساط : مدينة على شاطئ الفرات في طرف بلاد الروم على غربي الفرات (راجع معجم البلدان).
2- آمد: من أعظم مدن ديار بكر (راجع معجم البلدان).
3- تاريخ خليفة ص 139.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 155.
5- راجع نص كتاب عياض بن غنم لأهل الرها في فتوح البلدان للبلاذري ص 206 (طبعة دار الفكر).

لما حضرت أبا عبيدة بن الجراح الوفاة ولّى عياض بن غنم عمله الذي كان يليه و كان عياض رجلا صالحا، فلما نعي أبو عبيدة إلى عمر أكثر الاسترجاع و الترحّم عليهم، و قال لا يسد مسدك أحد، و سأل من استخلف على عمله ؟ قالوا: عياض بن غنم فأقره و كتب إليه:

إنّي قد ولّيتك ما كان أبو عبيدة بن الجراح يليه، اعمل بالذي لحقّ اللّه عليك، و كتب إليه كتابا طويلا يأمره فيه و ينهاه، و كان عياض بن غنم رجلا سمحا و كان يعطي ما يملك لا يعدوه إلى غيره لربما جاءه غلامه فيقول: ليس عندنا ما تتغدّون به، فيقول خذ هذا الثوب فبعه الساعة فاشتر به دقيقا فيقول له: سبحان اللّه أ فلا تقترض خمسة دراهم من هذا المال الذي في ناحية بيتك إلى غد و لا تبيع ثوبك، فيقول: و اللّه لأن أدخل يدي في جحر أفعى فتنال مني ما نالت أحبّ إليّ من أن أطمع نفسي في هذا الذي تقول، فلا يزال يدفع الشيء بالشيء حتى يأتي وقت رزقه، فيأخذه فيوسع فيه، فمن أدركه حين يأخذ رزقه غنم، و من تركه أياما لم يجد عنده درهما واحدا، فكلم عمر بن الخطّاب في عياض أشدّ الكلام، و قيل إن عياضا رجل يبذّر المال لا يمسك في يده شيئا، و إنّما عزلت خالد بن الوليد لأنه كان يعطي الناس دونك، فقال عمر إن سماح عياض في ذات يده حتى لا يبقي منه شيئا، فإذا بلغ مال اللّه لم يعط منه شيئا، مع أنّي لم أكن لأعزل أميرا أمّره أبو عبيدة بن الجرّاح و أبى إلاّ توليته، فرأى من عياض كلما يحب و كان على حمص، فكان إذا غزا من الشام وجها فغنم رجع إلى حمص.

و كان افتتاح الجزيرة و الرّها و الحرّان (1) على يديه سنة ثمان عشرة صالحهم و كتب بينهم كتابا، و وضع الخراج على الأرض، فكان ينظر إلى الأرض و ما تحمل فيضع عليها، و منها أرض عشر لا يتجاوز به غيره، و أبطأ بالخراج عن وقته، فكتب إليه عمر بن الخطّاب:

إنك قد أبطأت بالخراج عن وقته، و قد عرفت موقع الخراج من المسلمين، و إنه قوة لهم على عدوهم، و لفقيرهم و ضعيفهم، و قد عرفت الموضع الذي أنا به، و من معي[ (2) من المسلمين، إنّما هو كرش منثور (3)،فاجدد في أخذ الخراج في غير خرق]، و لا وهن عنهم.

فلما جاءهم كتاب عمر أخذهم بالخراج أشدّ الأخذ حتى أقامهم في الشمس، و نال منهم، ثم جمع الخراج في أيام فحمله إلى عمر.

ص: 280


1- كذا بالأصل و م و «ز»، بال التعريف.
2- ما بين الرقمين سقط من «ز».
3- جاء في اللسان (كرش): و يقال: عليه كرش منثورة: أي صبيان صغار.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا المسدّد بن علي بن عبد اللّه، أنا أبي، نا أبو القاسم عبد الصمد بن سعد، نا عبد اللّه بن علي، نا عبد اللّه بن عبد الجبار، نا إسماعيل قال: قال صفوان عن المشيخة: إنّ عمر رزق عياض بن غنم حين ولاّه جند حمص كل يوم دينارا و مدّين (1) و شاة.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه، أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن محمّد، نا ابن أبي عاصم، نا الحوطي، نا إسماعيل بن عياش قال:

كان يقال له - يعني لعياض بن غنم-«زاد الراكب» يطعم الناس زاده فإذا نفد نحر لهم بعيره (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن العباس، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين (3) بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة عن موسى بن عقبة قال:

لما ولي عياض بن غنم قدم عليه نفر من أهل بيته يطلبون صلته و معروفه، فلقيهم بالبشر فأنزلهم (4) و أكرمهم، فأقاموا أياما، ثم سألوه في الصلة، و أخبروه بما تكلّفوا من السفر إليه، رجاء (5) معروفه، فأعطى كلّ رجل منهم عشرة دنانير، و كانوا خمسة، فردوها و استخطوا و نالوا منه. فقال: أي بني عمّ ، و اللّه ما أنكر قرابتكم و لا حقكم، و لا بعد شقتكم، و لكن و اللّه ما خلصت إلى ما وصلتكم به إلاّ ببيع خادمي، و بيع ما لا غنى لي عنه، فاعذروني قالوا: اللّه ما عذرك اللّه، إنك والي نصف الشام، و تعطي الرجل منا ما جهده أن يبلغه إلى أهله، فقال: فتأمروني أن أسرق مال اللّه، فو اللّه لأن أشقّ بالمنشار، أو و أبرى كما يبرى السّفن (6) أحبّ إليّ من أن أخون فلسا، أو أتعدّى و أحمل على مسلم ظلما، أو على معاهد قالوا: قد عذرناك في ذات يدك و مقدرتك، فولنا أعمالا من أعمالك نؤدي ما يؤدي الناس إليك، و نصيب ما يصيبون من المنفعة، فأنت تعرف حالنا و أنّا ليس نعدو ما جعلت لنا قال:

ص: 281


1- كذا بهذه الرواية بالأصل و م و «ز»: «و مدّين»، و جاء في رواية ابن سعد 398/7: دينارا و مدّا و شاة.
2- أسد الغابة 28/4.
3- الأصل:«الحسن» تصحيف، و التصويب عن م و «ز»، و السند معروف.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: و أبرّ لهم.
5- الأصل و م و «ز»: «و جعل» و المثبت عن المختصر.
6- السفن: الفأس العظيمة (راجع اللسان، و تاج العروس: سفن).

و اللّه إني لأعرفكم بالفضل و الخير، و لكن يبلغ عمر بن الخطاب أني قد ولّيت نفرا من قومي، فيلومني في ذلك، و لست أحمل أن يلومني في قليل و لا كثير قالوا: قد ولاّك أبو عبيدة بن الجرّاح و أنت منه في القرابة بحيث أنت، فأنفذ ذلك عمر، و لو ولّيتنا فبلغ عمر أنفذه، فقال عياض: إنّي لست عند عمر بن الخطاب كأبي عبيدة بن الجرّاح و إنّما أنفذ عمر عهدي على عمل لقول أبي عبيدة فيّ ، و قد كنت مستورا عند أبي عبيدة، فقال فيّ ، و أعلم مني ما أعلم من نفسي ما ذكر ذلك عنى، فانصرف القوم لائمين لعياض بن غنم، و مات عياض يوم مات، و ما له مال، و لا عليه دين لأحد، و توفي بالشام سنة عشرين و هو ابن ستين سنة.

تم الجزء بحمد اللّه سبحانه و تعالى، و اللّه تعالى أعلم بالصواب و إليه المرجع و المآب، و صلّى اللّه على سيدنا محمّد و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا، و الحمد للّه رب العالمين، و لا حول و لا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم و هو نعم المولى و نعم الوكيل.

يتلوه في الجزء الذي يليه: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد (1).

> بسم (2) اللّه الرّحمن الرحيم <و به ثقتي أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ أحمد بن محمّد، أنبأ محمّد بن عبد الرّحمن (3)،أنبأ أبو بكر بن سيف، أنبأنا السري بن يحيى، أنبأنا شعيب بن إبراهيم، حدّثنا سيف (4)[بن عمر، عن الربيع و أبي عثمان و أبي حارثة و أبي المجالد بإسنادهم قالوا:

كان عمر إذا بعث عماله يشرط عليهم ألاّ يتخذوا على المجالس التي يجلسون فيها للناس بابا، و لا يركبوا البراذين، و لا يلبسوا الرقاق و لا يأكلوا النقي (5)،و لا يغيبوا عن صلاة الجماعة، و لا يطمعوا فيهم السعاة. فمر يوما من طريق من طرق المدينة، و في ناحيته رجل

ص: 282


1- انتهى هنا المجلد الثالث عشر المخطوط من الأصل (النسخة السليمانية) و لما تنته بعد ترجمة عياض بن غنم.
2- بداية المجلد الرابع عشر المخطوط من الأصل الذي نعتمده و هو من النسخة السليمانية.
3- كذا ورد السند إلى هنا بالأصل: و في م: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، نا أبو الحسين أحمد البزار، أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرّحمن بن العباس. و في «ز»: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين أحمد البزار، أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرّحمن بن العباس.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و نستدركه عن «ز»، و م، و اللفظ عن «ز».
5- تقرأ في م و «ز»: «اللقى» و المثبت عن المختصر، و النقي: خبر الحوارى المصنوع من الدقيق الأبيض (اللسان).

يسأل، فقال: أبشر يا عمر بالنار. قال: و لم ذاك ؟ قال: تستعمل العمال و تعهد إليهم عهدك، ثم ترى أن ذلك قد أجزأك. كلا و اللّه إنك لمأخوذ إذ لم تعاهدهم. قال: و ما ذاك ؟ قال:

عياض بن غنم، يلبس اللين و يفعل و يفعل، فقال: لساعي ؟ قال: بل يؤدي الذي عليه، فبعث إلى محمّد بن مسلمة أن الحق بعياض بن غنم فأتني به كما تجده، فانتهى إلى بابه، و إذا عليه بواب فقال له: قل لعياض: على الباب رجل يريد أن يلقاك. قال: ما تقول ؟ قال: قل له ما أقول، فذهب كالمتعجب فأخبره، فعرف عياض أنه أمر حدث، فخرج فإذا محمّد فرحب به، و قال له: ادخل، و إذا عليه قميص رقيق لين، فقال: إن أمير المؤمنين أمرني أن لا يفارق سوادي سوادك حتى أذهب بك كما أجدك. و نظر في أمره فوجد الأمر كما حدثه السائل.

فلما قدم به به على عمر، و أخبره دعا بدراعة (1) و كيسا و حذاء و عصا، و قال: أخرجوه من ثيابه، فأخرج منها، و ألبسه ذلك، ثم قال: انطلق بهذه الغنم فأحسن رعيتها و سقيها، و القيام عليها (2).

فلما مضى رده، قال: أ فهمت ؟ قال: نعم، و الموت أهون من هذا. قال: و لم كذبت، و لكن ترك الفخر أهون من هذا، ثم قال له: أهل تدري لم سمّي أبوك غنما؟ إنه كان راعي غنم، و أنت خير من أبيك، ففعل به ذلك مرتين. ثم قال: أ فرأيت إن أرددتك أ تراه يكون فيك خير؟ قال: نعم، و اللّه يا أمير المؤمنين، فلا يبلغنك عني شيء بعد هذا.

فرده فلم يبلغه عنه شيء إلاّ ما أحب حتى مات.

و قال عمر: ما استخلفه أبو عبيدة إلاّ و هو صالح. قال و نا سيف عن سعد عن عكرمة بمثله. و اللّه أعلم] (3) عن (4) عبد الملك، عن عاصم بمثله إلاّ أنه قال: يشترط أربع خصال، فقالوا: أ و ليس فيه عاصم، و ذلك أنه لما حضر أبو عبيدة استخلفه على عمله و هو خاله و ابن

ص: 283


1- الدراعة: ثوب من صوف (المعجم الوسيط ).
2- زيد بعدها في المختصر، و سقطت الجملة من م أيضا: و اشرب من ألبانها و اجتز من أصوافها و ارفق بها، فإن فضل شيء فاردده علينا.
3- هنا ينتهي الجزء الخامس و العشرون من النسخة المغربية المرموز لها بحرف «م». و كتب بعدها في «ز»: تم نسخ هذا الجزء على يد محمد بن لبيب النساخ بدار الكتب السلطانية من دار الكتب الأزهرية في يوم السبت الموافق إحدى و عشرين ذي الحجة تمام عام سنة ألف و ثلاثمائة و ثمانية و ثلاثين هجرية على صاحبها الصلاة و التحية.
4- كذا بالأصل، و لم نهتد إلى حله. و من هنا تغيب النسخة «م» و النسخة «ز».

عمّه، و قد كان ولي بالجزيرة عملا فعزله عمر، فلحق بأبي عبيدة بالشام، فكان معه، و كان جوادا مشهورا بالجود لا؟؟؟ لق (1) شيئا و لا يمنع أحدا، و قد كان صنع بالمزني (2) ما صنع، استرعاه فأفاد مالا فكلم عمر في ذلك و قيل له: عزلت خالدا أوعبت عليه العطاء، و عياض أجود العرب و أعطاهم لا يمنع شيئا يسأله، فقال عمر: هذه سيمة عياض في ماله حتى يخلص إلى مالنا، و إنّي مع ذلك لم أكن مغيّرا أمرا قضاه أبو عبيدة.

و مات عياض بن غنم بعد أبي عبيدة، فأقرّ عمر على عمله سعيد بن عامر بن حذيم الجمحي مكانه، و مات سعيد بعد فأمّر عمر مكانه عمير بن سعد (3) الأنصاري، و مات عمر و عمير بن سعد (4) على حمص و قنّسرين، و إنّما.... (5) قنّسرين معاوية بن أبي سفيان فيمن لحق به من أهل العراقين، و مات يزيد بن أبي سفيان و جعل عمر مكانه معاوية و نعاه لأبي سفيان، فقال: من جعلت على عمله يا أمير المؤمنين ؟ فقال: معاوية، فقال: وصلتك رحم، فاجتمعت لمعاوية دمشق و الأردن، و مات عمر و معاوية على دمشق و الأردن، و عمير بن سعد (6)على حمص و قنّسرين، و علقمة بن محرز على فلسطين، و عمرو بن العاص على مصر.

أنبأنا (7) أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا محمّد بن عبيد البالسي، أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن مروان، أنبأنا أحمد بن إبراهيم القرشي، أنبأنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا علي بن عبد اللّه التميمي قال:

عياض بن غنم الفهري مات بالشام سنة عشرين و هو ابن ستين سنة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطّبري.

قالا: أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثني عمّار، حدّثنا سلمة عن ابن إسحاق قال: و يقال: مات بلال مؤذّن النبي صلّى اللّه عليه و سلم بدمشق سنة عشرين، و فيها مات عياض بن غنم (8).

ص: 284


1- كذا رسمها بالأصل.
2- كذا بالأصل.
3- الأصل: سعيد، تصحيف، و التصويب عن تاريخ خليفة و الإصابة.
4- كذا بالأصل.
5- كلمة غير مقروءة بالأصل.
6- كذا بالأصل.
7- كتب فوقها في الأصل: ملحق.
8- راجع كتاب المعرفة و التاريخ 307/3.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، أنبأنا موسى، أنبأنا خليفة قال (1):

فيها - يعني سنة عشرين - مات عياض بن غنم الفهري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن البسري، أنبأنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - حدّثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة عشرين - يعني مات فيها عياض بن غنم.

و كذا ذكر أبو حسّان الزيادي، و ذكر أنه كان ابن امرأة أبي عبيدة.

قرأت علي أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال:

و فيها - يعني سنة عشرين - مات عياض بن غنم الفهري من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، شهد معه الحديبية، مات بالشام و هو ابن ستين سنة.

ذكر أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد بن الجرار القيرواني.

أنّ عياضا مات سنة ثلاثين.

و هو وهم.

5487 - عياض بن مسلم الكاتب

5487 - عياض بن مسلم الكاتب (2)

كان كاتبا للوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان.

ذكره أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق في خلافة الوليد بن يزيد.

قرأنا على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن قرّة، عن عاصم بن الحسن العاصمي.

أنبأنا علي بن محمّد القرشي، أنبأنا الحسين بن صفوان، أنبأنا ابن أبي الدنيا، قال:

قال أبو الحسن علي بن محمّد القرشي عن المنهال بن عبد الملك مولى بني أمية قال:

ص: 285


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 147 (ت. العمري).
2- الوزراء و الكتاب للجهشياري ص 68 و تاريخ الطبري (حوادث سنة 125) فى مواضع مختلفة.

حبس (1) هشام بن عبد الملك عياض بن مسلم كاتبا للوليد بن يزيد و ضربه و ألبسه المسوح، فلم يزل محبوسا حتى مات هشام، فلما ثقل هشام و صار في حدّ لا ترجى لمن كان في مثله الحياة، فرهقته غشية و ظنّوا أنه قد مات، فأرسل عياض بن مسلم إلى الخزّان أن احتفظوا بما في أيديكم، فلا يصلن أحد إلى شيء، فأفاق هشام من غشية فطلبوا من الخزّان شيئا، فمنعوهم فقال هشام: أرانا كنا خزّانا للوليد، و مات هشام من ساعته، فخرج عياض من الحبس، فختم على الأبواب و الخزائن، و أمر بهشام، فأنزل عن فراشه، و منعهم من أن يكفّنوه من الخزائن فكفّنه غالب مولى هشام، و لم يجدوا ما (2) يسخن فيه الماء حتى استعاروه، فقال الناس: إنّ في هذا لعبرة لمن اعتبر.

رواها ابن أبي الدنيا في كتاب المحتضرين عن هارون بن أبي يحيى السّلمي عن شيخ من قريش، فذكرها بعينها و لم يسمّ المنهال، و سيأتي في ترجمة هشام إن شاء اللّه.

ص: 286


1- الخبر في تاريخ الطبري 223/4 (طبعة بيروت) حوادث سنة 125.
2- في الطبري و المختصر: و لم يجدوا قمقما يسخن فيه الماء.

ذكر من اسمه عيسى

5488 - عيسى بن أحمد بن هبة بن أحمد بن المفضّل

أبو القاسم الموصلي الواعظ

المعروف بالحنيك

قدم دمشق قبل العشر و خمسمائة، و وعظ بها، و كان له قبول عند العامة، و حدّث بها عن أبي القاسم نصر بن محمّد بن أحمد بن صفوان الموصلي، ثم خرج عن دمشق و غاب مدة ثم قدمها و استوطنها، و ترك الوعظ و اشتغل بالمحاضرة و بإنشاد أحاجي الناس و ما لا يليق بأهل العلم، و كان في دينه رقة على ما ذكر لي عنه عدة من أثق به.

قتل أبو القاسم الموصلي ليلة الاثنين الثاني و العشرين من شوال سنة اثنتين و أربعين و خمس مائة بعد عشاء الآخرة عند باب بيته و لم يظهر عليّ قاتله.

5489 - عيسى بن إبراهيم

أبو نوح الكاتب (1)

كان من كتّاب المتوكل الذين قدموا معه دمشق فيما قرأت بخط أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد الخطّابي الدمشقي الشاعر.

و ذكر أنه كان على المطبخ و الحرس، و كان يكتب للفتح بن خاقان، و امتدحه البحتري، له ذكر.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، و غيره، عن أبي بكر الخطيب، أنبأنا محمّد بن

ص: 287


1- ترجمته في تاريخ الطبري (الفهارس العامة).

محمّد بن المظفّر السّرّاج، أنبأنا محمّد بن عمران بن موسى المرزباني، أخبرني أبو بكر الجرجاني، حدّثني عبد اللّه بن طالب، حدّثني محمّد بن العباس قال: كنا عند أبي نوح كاتب الفتح بن خاقان و هو عليل، فأنشده من قصيدة (1):

إذا اعتللت ذممنا العيش و هو ند *** طلق الجوانب صاف ظلّه رغد

لو أنّ أنفسنا استطاعت وقيت بها *** حتى يكون بها الشكوى التي تجد

فقال له: يا أبا عبادة (2)،ما نسمع شيئا حسنا حتى نراك و قد أمر لك الأمير - يعني الفتح - بمائتي دينار، و قد أضفت إليها مائة لأنّي لست مثله، فأخذها و انصرف.

قال المرزباني: و أنشدني أحمد بن زياد، أنشدني يحيى بن البحتري لأبيه، يشكر أبا نوح من قصيدة أولها (3).

سقاني القهوة السلسل *** [شبيه الرشأ الأكحل] (4)

فجزى اللّه أبا نوح *** جزاء المنعم المفضل (5)

و تمت عنده النعماء *** فهو المحسن، المجمل (6)

تولاني بمعروف *** كسيل (7) الديمة المسبل

أخ ما غير العهد *** الذي كان و لا بدّل

على شيمته (8) الأولى *** و في مذهبه الأول

قال: و أنشدني أحمد بن زياد، أنشدني يحيى لأبيه أيضا يمدحه من قصيدة (9):

و أخ لبست العيش (10) أخضر ناضرا *** بكريم عشرته و فضل إخائه

و ما أكثر الآمال عندي و المنى *** إلاّ دفاع اللّه عن حوبائه

ص: 288


1- البيتان للبحتري، من قصيدة في ديوانه 182/2 يمدح أبا نوح.
2- كنية البحتري، و اسمه الوليد بن عبيد بن يحيى ينتهي نسبه إلى طيّئ.
3- الأبيات من قصيدة في ديوان البحتري ط بيروت 183/2-184.
4- عجزه استدرك عن الديوان.
5- الأصل:«المحسن، المجمل» و المثبت عن الديوان.
6- الأصل: المنعم المفضل، و المثبت عن الديوان.
7- عجزه في الديوان: كصوب المزنة المسبل.
8- الديوان: سيرته.
9- الأبيات في ديوان البحتري 245/2-246.
10- الديوان: الدهر.

و على أبي نوح لباس محبّة *** تعطيه محض الودّ من أعدائه

تنبي طلاقة وجهه عن جوده *** فتكاد تلقى النّجح قبل لقائه

و ضياء وجه لو تأمله امرؤ *** صادي الجوانح لارتوى من مائه

ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس الورّاق، قال:

ضرب أحمد بن إسرائيل، و أبو نوح عيسى بن إبراهيم على باب العامة بالسياط كلّ واحد خمس مائة و حملا إلى منزل محمّد بن علي السّرخسي، فمات أحمد بن إسرائيل في الطريق، و مات عيسى بن إبراهيم في دار السّرخسي، و كان سبب ذلك أنّهما كلّما صالح بن وصيف بحضرة المعتز كلاما أوحشه، فلما قتل المعتز و بويع المهتدي و صار صالح حاجبه فعل بهما ذاك (1).

و ذكر أبو جعفر الطّبري (2) أن ذلك كان لثلاث بقين من شهر رمضان سنة خمس و خمسين و مائتين.

5490 - عيسى، و يقال: موسى - بن إبراهيم بن سابق

أبو المغيث

يأتي ذكره في حرف الميم إن شاء اللّه.

5491 - عيسى بن إبراهيم بن عبد ربّه بن جهور

أبو القاسم القيسي الأندلسي الإشبيلي

قدم علينا سنة خمس و خمسمائة راجعا من العراق، و حدّثنا بكتاب الموطّأ لمالك عن أبي علي الحسين بن محمّد بن أحمد الغسّاني (3).

و روى عن أبي الحسن علي بن محمّد بن علي بن العلاّف (4)،و أبي الخير المبارك بن الحسين بن أحمد المقرئ العسّال (5)،و أبي القاسم علي بن أحمد بن محمّد بن بيان الرّزار.

أخبرنا أبو القاسم عيسى بن إبراهيم بن عبد ربّه بدمشق سنة خمس و خمسمائة، أنبأ

ص: 289


1- راجع سبب قتلهما في تاريخ الطبري 387/9 حوادث سنة 255.
2- تاريخ الطبري 397/9-398.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 148/19.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 242/19.
5- ترجمته في سير الأعلام 357/19.

الحافظ أبو علي الحسين بن محمّد بن أحمد الغسّاني، أنبأنا الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد اللّه بن عبد البر النّمري (1)،أنبأنا أبو عثمان سعيد بن نصر، أنبأنا أبو محمّد قاسم بن أصبغ، حدّثنا محمّد بن وضاح، حدّثنا يحيى بن يحيى - قال أبو عمر: و قرأت أيضا على أبي الفضل محمّد بن عبد الرّحمن التّاهرتي، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن أبي دليم و وهب بن مسرّة جميعا عن محمّد بن وضاح - أنبأنا يحيى بن يحيى قال أبو عمر: و قرأت أيضا على أبي عمر أحمد بن محمّد بن أحمد بن سعيد (2) المعروف بابن الجسور، عن أبي عمر أحمد بن المطرف، و أحمد بن سعيد جميعا عن عبيد اللّه بن يحيى بن يحيى، حدّثني أبي عن مالك، عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«يهلّ أهل المدينة من ذي الحليفة (3)،و يهلّ أهل الشام من الجحفة (4)،و يهلّ أهل نجد من قرن» (5)[10224].

5492 - عيسى بن إدريس بن عيسى

أبو موسى البغدادي (6)

حدّث بدمشق عن محمّد بن عقيل النيسابوري، و الزّبير بن بكار، و أبي الأشعث أحمد بن المقدام، و عثمان بن أبي شيبة، و سلم بن جنادة السّوائي، و إسحاق بن البهلول، و أبي عبيد اللّه يحيى بن محمّد بن السّكن، و الفضل بن سهل الأعرج، و يوسف بن موسى، و محمّد بن عبد الملك الدّقيقي، و زيد بن أخرم، و الحسين بن علي بن الأسود، و محمّد بن عبد اللّه المخرمي، و إسماعيل بن أبي الحارث، و زياد بن أيوب، و أحمد بن سعيد الدارمي، و عبيد بن محمّد الورّاق، و الحسين بن مهدي الابلي، و أحمد بن الوليد الفحّام، و أبي صالح أحمد بن منصور المروزي، و أبي الفضل محمّد بن الحجّاج بن جعفر بن إياس بن.... (7)،و العباس بن أبي طالب، و أحمد بن منصور الرمادي، و الحسن بن عرفة، و جماعة سواهم.

ص: 290


1- ترجمته في سير الأعلام 153/18.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 148/17.
3- تقدم التعريف بها.
4- تقدم التعريف بها.
5- قرن: بالفتح ثم السكون، جبل مطل بعرفات، و قال القاضي عياض: تلقاء مكة على يوم و ليلة.(راجع معجم البلدان).
6- ترجمته في تاريخ بغداد 173/11.
7- بياض بن بالأصل.

روى عنه: أبو علي بن أبي الزّمزام، و أبو عمر بن فضالة، و أبو عمر محمّد بن العباس بن الوليد بن كودك، و أبو علي بن آدم، و محمّد بن سليمان بن يوسف الربعي البندار، و جمح بن القاسم، و أبو الحسن علي بن الحسين بن محمّد بن هاشم البغدادي الورّاق نزيل دمشق، و أبو أحمد بن عدي، و أبو القاسم بن أبي العقب، و أبو زرعة، و أبو بكر، ابنا (1) أبي عبد اللّه بن أبي دجانة، و أبو بكر أحمد بن عبد الوهّاب اللّهبي، و محمّد بن هارون بن شعيب، و أبو الهيذام المعمّر بن محمّد بن يزيد الفراوي، و أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن حنة، و الحسن بن منير التنوخي.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا أبو القاسم السهمي، أنبأنا أبو أحمد بن عدي الحافظ ، حدّثنا عيسى بن إدريس بن عيسى أبو موسى البغدادي بدمشق، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه المخرمي، أنبأنا إسماعيل بن أبان، حدّثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي غالب، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«كلاب النار الخوارج»[10225].

قال لنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون،[أنا أبو بكر الخطيب (2):

عيسى بن إدريس بن عيسى أبو موسى - نزل دمشق و حدث بها عن عثمان بن أبي شيبة، و الحسن بن الصباح البزار، و زهير بن محمّد بن قمير، و محمّد بن عبد اللّه المخرمي، و أحمد ابن محمّد بن يحيى بن سعيد] (3) و زياد بن أيوب و قالا: روى عنه عبد اللّه بن عدي، و أبو القاسم الأبندوني - زاد ابن خيرون: الجرجانيان - و جمح بن القاسم المؤذن الدمشقي، و قالا: و أبو جعفر محمّد بن الحسن اليقطيني، و كان صدوقا.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد أبو سليمان بن زبر قال:

[ح] و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا (4)-أبو منصور بن خيرون، أنبأنا (5)-أبو

ص: 291


1- بالأصل:«أنبأنا أبو» خطأ و الصواب ما أثبت:«ابنا أبي» راجع ترجمة أبي زرعة محمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة النصري في سير أعلام النبلاء 50/17.
2- تاريخ بغداد 173/11.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و الزيادة عن ت (و هي نسخة دار الكتب الوطنية بتونس) و تاريخ بغداد.
4- كذا بالأصل في الموضعين: أنبأنا.
5- كذا بالأصل في الموضعين: أنبأنا.

بكر الخطيب (1)،حدّثنا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني (2)-بدمشق - أنبأ مكي بن محمّد بن الغمر المؤدب، حدّثنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن زبر.

قال: سنة ست و ثلاثمائة فيها توفي عيسى بن إدريس البغدادي في شهر ربيع الآخر.

5493 - عيسى بن أزهر

أبو القاسم يعرف ببلبل (3)

من ساكني زقاق الرّمّان.

حدّث عن عبد الرزّاق بن همّام، و عنبسة بن عبد ربه.

روى عنه: ابن شعيب، و أحاديثه تدل على ضعفه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو محمّد بن الأكفاني - إجازة إن لم يكن سماعا - قالا: أنبأنا أبو نصر بن طلاّب، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، حدّثنا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري، حدّثنا أبو القاسم عيسى بن أزهر المعروف ببلبل في طرف زقاق الرّمان بدمشق سنة سبع و ثمانين و مائتين، حدّثنا عبد الرزّاق بن همّام - بصنعاء اليمن - أنبأنا معمر عن الزهري عن عبيد اللّه عن ابن عباس قال:

مشيت و عمر بن الخطّاب في بعض أزقة المدينة فقال لي: يا ابن عبّاس، أظن القوم استصغروا صاحبكم إذ لم يولّوه أموركم، فقلت: و اللّه ما استصغره اللّه إذ اختاره لسورة (4)بَرٰاءَةٌ يقرؤها على أهل المدينة، فقال لي: الصواب تقول، و اللّه لسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول لعلي بن أبي طالب:«من أحبّك أحبّني، و من أحبّني أحبّ اللّه، و من أحبّ اللّه أدخله الجنة مدلاّ».

هذا إسناد معروف، و متن منكر، و بلبل هذا غير مشهور، و رجال الإسناد سواه مشاهير، و عبد الرّزّاق يتشيّع.

ص: 292


1- الخبر في تاريخ بغداد 174/11.
2- الأصل: الكناني، تصحيف، و التصويب عن تاريخ بغداد.
3- ترجمته في ميزان الاعتدال 310/3 و لسان الميزان 393/4.
4- في المختصر:«لسورة يراه» تصحيف.

5494 - عيسى بن أيّوب

أبو هاشم القيني (1) الأزدي (2)(3)

حدّث عن مكحول، و محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى.

روى عنه: أبو مسهر الغسّاني، و الوليد بن مسلم.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد الدائم بن الحسن القطان، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي - إجازة - حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن ملاّس، حدّثنا أبو مسهر، حدّثنا عيسى بن أيّوب الأزدي عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ أهل الدرجات العلى في الجنة ليراهم من أسفل منهم، كما ترون الكوكب في أفق السماء، و إنّ أبا بكر و عمر لمنهم و أنعما»، قال: و أنعما يقول: و حقّ لهما[10226].

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي، و أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن داود المغربي (4)،قالا: أنبأنا أبو علي علي بن أحمد بن علي (5)،أنبأنا القاسم بن جعفر بن عبد الواحد، حدّثنا أبو علي محمّد بن أحمد بن عمرو بن محمّد اللؤلؤي، حدّثنا أبو داود (6)،حدّثنا محمّد بن خالد، حدّثنا الوليد عن عيسى بن أيّوب قال: قوله: التصفيح للنساء: بأن تضرب بإصبعين من يمينها على كفّها اليسرى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطّبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال (7):قلت له:- يعني عبد الرّحمن بن إبراهيم-: عيسى بن أيّوب القيني ؟ قال: كان له فضل و ورع و إسلام، أبو هاشم القيني، قال

ص: 293


1- القيني: بفتح القاف و سكون التحتانية بعدها نون، كما في التقريب.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 533/14 و تهذيب التهذيب 448/4.
3- قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: قلت: تعقب مغلطائي على المؤلف قوله: الأزدي القيني و أن الأزد و القين لا يجتمعان.
4- مشيخة ابن عساكر 126/أ.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 481/18.
6- أخرجه أبو داود في(2) كتاب الصلاة(173) باب،(رقم 942).
7- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 395/2.

عبد الرّحمن: قال أبو مسهر: بلغ من ورع أبي هاشم أنه فعل كذا و كذا، فذكر شيئا لم أفهمه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني، أنبأنا أبو القاسم تمّام بن محمّد، حدّثنا أبو عبد اللّه الكندي، حدّثنا أبو زرعة قال في تسمية نفر أهل زهد و فضل:

عيسى بن أيّوب القيني (1).

5495 - عيسى بن جعفر

أبو موسى البغدادي الورّاق (2)

سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و بغيرها: شجاع بن الوليد، و شبابة بن سوّار، و يحيى بن إسحاق السّيلحيني، و أبا نعيم، و مالك بن إسماعيل، و قبيصة بن عقبة، و أبا الوليد الطيالسي، و مسدّد بن مسرهد، و أحمد بن حنبل.

روى عنه: أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عفير الأنصاري، و أبو محمّد بن صاعد، و أبو عبد اللّه المحاملي، و محمّد بن مخلد، و أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي، و إسماعيل الصّفّار، و الحسن بن علي الشيرازي، و أبو القاسم البغوي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، حدّثنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنبأنا أبو بكر الخطيب (3)،أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنبأنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، حدّثنا عيسى بن جعفر الورّاق، حدّثنا أبو بدر شجاع بن الوليد، حدّثنا عبد اللّه بن شبرمة عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال:

جاء أعرابي إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه النقبة (4) تكون بمشفر البعير - أو بعجمه (5)-فيشتمل الإبل كلها جربا؟ قال: فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«فمن أعدى الأول»؟ ثم قال:«لا عدوى و لا هامة و لا صفر، خلق اللّه كلّ نفس، فخلق حياتها، و مصيباتها و رزقها»[10227].

ص: 294


1- تهذيب الكمال 533/14.
2- تاريخ بغداد 168/11 و طبقات الحنابلة 247/1 و سير أعلام النبلاء 144/13.
3- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 168/11-169.
4- النقب: قرحة تخرج في جنب البعير، و قيل هو الجرب (هامش تاريخ بغداد).
5- العجم: أصل الذنب (القاموس المحيط ).

أخبرنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن علي بن الحسن (1) بن أبي عثمان الشروطي، أنبأنا أبو الفرج أحمد بن عثمان بن الفضل بن جعفر المخبزي (2) سنة ثمان و خمسين و أربعمائة، حدّثنا أبو القاسم بن حبابة، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثني عيسى بن جعفر، حدّثنا قبيصة، حدّثني ابن زنجويه، حدّثني الفريابي.

ح قال: و حدّثني ابن عرفة، حدّثنا ابن يمان قال: و حدّثني يوسف بن موسى، حدّثنا أبو نعيم، و عبيد اللّه بن موسى.

ح قال: و حدّثنا علي بن مسلم، حدّثنا وكيع.

ح قال: و حدّثني محمّد بن إسماعيل الواسطي، حدّثنا أبو يحيى الحمّاني كلهم عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن أبي عبد الرّحمن، عن عثمان.

عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«خيركم من تعلّم القرآن و علّمه»، و في حديث بعضهم: أفضل.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):

عيسى بن جعفر أبو موسى الورّاق، سمع شبابة بن سوّار، و شجاع بن الوليد، و يحيى بن إسحاق السّيلحيني - زاد أبو منصور: و أبا (4) نعيم و قالا:- و مالك بن إسماعيل، و قبيصة بن عقبة، و أبا الوليد الطيالسي، و مسدّدا و أحمد بن حنبل، روى عنه يحيى بن صاعد، و القاضي المحاملي، و محمّد بن مخلد، و أبو الحسين بن المنادي، و إسماعيل بن محمّد الصفّار، و الحسن بن علي الشيرازي و غيرهم.

قال الخطيب (5):أنبأنا الجوهري، أنبأنا محمّد بن العباس، حدّثنا أبو الحسين بن المنادي قال: كان أبو موسى عيسى بن جعفر الورّاق من أفاضل الناس، و شجعان المجاهدين مع ورع، و عقل، و معرفة، و حديث كثير عال، و صدق، و فضل.

ص: 295


1- الأصل:«الحسين». و في ت (نسخة دار الكتب الوطنية بتونس): «الحسن» و هو ما أثبت موافقا لما في المشيخة 17/ب.
2- الأصل: المخبري، تصحيف، و التصويب عن ت. و هذه النسبة إلى «المخبز» و هو موضع يخبز فيه الرغفان ذكره السمعاني في الأنساب و ترجم له.
3- تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 168/11.
4- الأصل:«و أبو» تصحيف، و التصويب عن تاريخ بغداد.
5- تاريخ بغداد 169/11.

قرأت على أبي [محمد] (1) السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: قال أبي-.

و فيها يعني سنة اثنتين و سبعين و مائتين - توفي أبو موسى عيسى بن جعفر الورّاق يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا العتيقي، أنبأنا محمّد بن المظفّر قال: قال البغوي: سنة اثنتين و سبعين فيها مات عيسى بن جعفر.

قال (3):و أنبأنا محمّد بن عبد الواحد، حدّثنا محمّد بن العباس، قال: قرئ على ابن المنادي - و أنا أسمع - أن عيسى بن جعفر الورّاق توفي يوم السبت للنصف من جمادى الآخرة سنة ثنتين و سبعين و مائتين.

5496 - عيسى بن أبي الخير حمّاد

ابن عبد اللّه التّيناتي (4)(5)

أحد الصالحين.

حكى عن أبيه.

حكى عنه أبو ذرّ عبد بن أحمد الهروي، و أبو بكر أحمد بن موسى بن عمّار القرشي الأنطاكي القاضي.

قرأت في سماع أبي الفضل عزيز (6) بن محمّد بن أحمد بن علي الصوفي، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين بن علي الحاجي، أنبأنا القاضي أبو بكر أحمد بن موسى بن عمّار القرشي الأنطاكي قال: سمعت عيسى بن أبي الخير التّيناتي و قد سأله بعض الفقراء في جامع دمشق فقال: احك لنا حكايتك مع والدك حين طلبت منه الخبز فقال: كنت صبيا، فطلبت من والدي الخبز، فقال: أيما أحبّ إليك أعطيك الخبز و تكون عند السّبع أو تكون

ص: 296


1- زيادة لازمة، و السند معروف.
2- تاريخ بغداد 169/11.
3- تاريخ بغداد 169/11.
4- التيناتي بكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوق، نسبة إلى تينات قرية على أميال من المصيصة، منها أبو الخير التيناتي المعروف بالأقطع، أصله من المغرب (الأنساب).
5- معجم البلدان (تينات) و سمّى أباه: عباد.
6- كلمة غير واضحة بالأصل و رسمها:«بر؟؟؟ بر» الحرف الأول منها غير واضح و المثبت «عزيز» عن ت:

عندي بلا خبز؟ فقلت في نفسي: هو والدي و لا يطيب قلبه أن يتركني مع السبع، فقلت:

أعطني الخبز فأحبسني حيث شئت، فأعطاني الخبز، فلمّا أكلت قال: قم، فقلت: ترى يحملني للسبع ؟ فقمت معه، فدخل الغابة و أنا خلفه، فإذا بسبعين، فلما بصرا به قاما، فقال لي: اجلس، فجلست و مضى هو و ربض السبعان، فكنت أرجف من الخوف، ثم سكنت و قلت: لو أراد أبي أمرا لكانا قد فعلا، ثم خطر لي أنه و كلهما بحفظي، فبقيت إلى قريب المغرب هناك، فلما صار قرب العشيّ جاء والدي، فلما بصرا به قاما، فأخذ بيدي فأخرجني و خرج كلّ واحد منهما إلى جانب.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا أبو ذرّ عبد بن أحمد الهروي - إجازة - و حدّثني عنه أبو النجيب عبد الغفّار بن عبد الواحد الأرموي، قال:

سمعت عيسى بن أبي الخير التّيناتي بمصر، و كان رجلا صالحا، فذكر عنه حكايات ذكرتها في ترجمة أبيه.

5497 - عيسى بن خداش بن أبي عيسى: عبد اللّه

5497 - عيسى بن خداش بن أبي عيسى: عبد اللّه (1)

أبو موسى الأذري.

حدّث عن أبي عامر موسى بن عامر، و صالح بن حكيم التّمّار، و محمّد بن الحسن بن إسماعيل الهاشمي، و أبي خالد يزيد بن سنان.

و حكى عن نعمان المتعبد من أهل الحميريين.

روى عنه: أبو القاسم بن أبي العقب، و أبو علي الحصائري، و أحمد بن المعلّى القاضي، و أبو علي محمّد بن آدم الفزاري.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني (2)،أنبأنا أبو القاسم علي بن بشرى بن عبد اللّه العطّار، حدّثنا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري، حدّثنا أبو بكر أحمد بن المعلّى، حدّثنا عيسى بن خذا بنده الأذري، حدّثنا صالح بن حكيم التّمّار المصري، حدّثنا أبو يعلى محمّد بن الصلت، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا عبد الغفّار بن إسماعيل، عن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، عن سليمان بن حبيب، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

ص: 297


1- بالأصل: و اسم أبي عيسى: عبد اللّه.
2- الأصل: الكناني، تصحيف، و المثبت عن ت.

«لتنتقضنّ عرى الإسلام عروة عروة، فكلما نقضت عروة نشبت بأخرى، فأوّلهم نقضا الحكم و آخرهم الصلاة»[10228].

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا القاضي أبو النصر بن الجندي (1)،حدّثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب - إملاء - نا أبو موسى عيسى بن خذابندة، شيخ من أصحاب الحديث، معروف بطلب الحديث إلى أن توفي رحمه اللّه.

ذكر أبو الفضل المقدسي.

أن عيسى بن أبي عيسى المعروف بابن خذابندة مشهور توفي قبل سنة ثلاثمائة.

5498 - عيسى بن خالد

أبو عبد اللّه القرشي اليماني (2)(3)

وقع إلى دمشق.

و حدّث عن مالك بن أنس، و الليث بن سعد، و حمّاد بن سلمة، و محمّد بن مسلم الطائفي، و شعبة، و عثمان بن إبراهيم، و أيوب بن عتبة، و المبارك بن فضالة، و أبي خيثمة زهير بن معاوية، و إسحاق بن يحيى بن طلحة.

روى عنه: محمود بن خالد، و عبد الوهّاب بن عبد الرّحيم الأشجعي، و أبو عامر موسى بن عامر، و هشام بن عمّار، و أحمد بن أبي الحواري، و دحيم، و الوليد بن عتبة، و صفوان بن صالح، و سليمان بن عبد الرّحمن، و محمّد بن وهب بن عطية.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، قالا:

أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا الحاكم أبو أحمد، أنبأنا محمّد بن محمّد بن سليمان، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا عيسى بن خالد اليمامي (4)،حدّثنا أيوب بن عتبة اليمامي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عتبة بن عمير أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:

ص: 298


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 400/17.
2- كذا بالأصل و ت:«اليماني» و في الجرح و التعديل:«اليمامي» و سيرد في أثناء الحديث التالي:«اليمامي».
3- ترجمته في الجرح و التعديل 275/6.
4- كذا ورد هنا: اليمامي، و تقدم: اليماني، و اليمامي نسبة إلى اليمامة، و هي بلدة من بلاد العوالي مشهورة (الأنساب).

«الكبائر تسع: الإشراك باللّه، و قتل النفس المؤمنة، و قذف المحصنات (1)،و الفرار من الزحف، و السّحر، و أكل مال اليتيم، و عقوق الوالدين المسلمين، و الإلحاد بالبيت الحرام قبلتكم أحياء و أمواتا» (2)[10229].

أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الحسن (3)،أنبأنا جدي أبو عبد اللّه، أنبأنا أبو الحسن بن السّمسار، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان - إملاء - نا سليمان بن أيوب بن حذلم الأسدي، حدّثنا سليمان بن عبد الرزاق، حدّثنا عيسى بن خالد أبو عبد اللّه، حدّثنا شعبة بن الحجّاج.

بحديث ذكره.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الرّبعي، حدّثنا أبو العباس أحمد بن عتبة بن مكين، حدّثنا أبو العباس محمّد بن جعفر بن ملاّس، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، حدّثنا محمّد بن وهب بن عطية، حدّثنا عيسى بن خالد اليمامي ثقة، ما كان هنا أورع منه، بحكاية ذكرها.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا:

أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة،[أنا علي بن محمد] (4) قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال:

عيسى بن خالد اليمامي وقع إلى الشام، روى عن مالك بن أنس، و الليث بن سعد، و محمّد بن مسلم الطائفي، روى عنه محمود بن خالد الدّمشقي، سألت أبي عنه فقال: لا بأس بحديثه، محلّه الصدق (5).

ص: 299


1- في ت: المحصنة.
2- قال في أول الحديث: الكبائر تسع، و لم يذكر إلاّ ثمانيا.
3- قارن مع مشيخة ابن عساكر 107/أ.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و ت، و استدرك لتقويم السند، قياسا إلى أسانيد مماثلة، و السند معروف و مشهور.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 275/6.

5499 - عيسى بن سنان

أبو سنان الحنفي القسملي الفلسطيني (1)(2)

يعرف بصاحب عمر بن عبد العزيز

سكن البصرة، و يقال: سكن الكوفة، و الأظهر أنه سكن البصرة بالقسامل، فنسب إليهم.

و حدّث عن علي بن عبد اللّه بن عباس - و بدمشق: رآه - و عن الضّحّاك بن عبد الرّحمن بن عرزب أمير دمشق، و عثمان بن أبي سودة، و وهب بن منبّه، و أبو طلحة الخولاني، و يعلى بن شدّاد بن أوس، و رجاء بن حيوة.

روى عنه: الحمّادان (3)،و حمّاد بن واقد الصّفّار، و جعفر بن سليمان، و أبو إبراهيم ميمون بن زيد السّقّاء العدوي البصريون، و عيسى بن يونس، و أبو أسامة (4)،و يوسف (5) بن عطية الصّفار، و جسر (6) بن فرقد، و يحيى بن أبي الحجّاج، و عتبة بن حميد الضّبّي، و يوسف بن خالد السّمتي، و حجّاج بن أبي عثمان الصّوّاف.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون، أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا أبو نصر التّمّار، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي سنان قال:

دفنت ابني سنانا، و أبو طلحة الخولاني على شفير القبر، فلما أردت الخروج أخذ بيدي فأخرجني، فقال: أ لا أبشرك، حدّثني الضّحّاك بن عبد الرّحمن بن عرزب، عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«إذا مات ولد العبد قال اللّه عزّ و جلّ للملائكة: قبضتم ولد عبدي ؟ قالوا: نعم، قال:

فما قال، قالوا: استرجع و حمدك، قال: ابنوا له بيتا في الجنّة و سمّوه بيت الحمد»[10230].

ص: 300


1- القسملي نسبة إلى القسامل، و القسامل من الأزد. نزلت هذه القبيلة البصرة فنسبت الخطة و المحلة إليهم.
2- ترجمته في الأنساب (القسملي)، و تهذيب الكمال 543/14 و تهذيب التهذيب 451/4 و الجرح و التعديل 6/ 277 و التاريخ الكبير 396/6 و ميزان الاعتدال 312/3.
3- يعني حماد بن سلمة، و حماد بن زيد.
4- أبو أسامة حماد بن أسامة.
5- الأصل:«و يونس» و المثبت عن ت، و تهذيب الكمال.
6- كذا بالأصل و ت، و في تهذيب الكمال: جبير.

رواه حميد (1) بن زنجويه، عن الحسن بن موسى، عن حمّاد.

أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم، أنبأنا شجاع بن علي، و أخوه أحمد بن علي بن شجاع، و أبو عيسى عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن بن زياد (2)، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن الحسن بن ماجة (3).

ح و أخبرنا أبو الفضل عبيد اللّه بن محمّد بن إبراهيم بن سعدوية، أنبأنا أبو الفضل المطهّر بن عبد الواحد بن محمّد البزاني (4)،و أبو عيسى بن زياد و أبو بكر بن ماجة.

ح و أخبرنا أبو شكر حمد بن (5) حمد بن عمر بن الخطّاب الدلال في العطر.

أنبأنا المطهّر، و أبو بكر محمّد بن عمر الطّهراني.

ح و أخبرنا أبو القاسم رستم بن محمّد بن (6) عيسى بن زياد القاضي، و أبو جعفر محمّد بن غانم بن أبي نصر الشّرابي، و أبو المظفّر بندار بن أبي زرعة بن بندار البيع (7)، قالوا: أنبأنا أبو عيسى بن زياد.

ح و أخبرنا أبو العباس أحمد بن سلامة بن الرطبي القاضي (8)،و أبو الوفاء عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه الدّشتي (9)،و أبو عبد اللّه محمّد بن حمد بن أحمد بن علي النّجّار، و أبو منصور فادشاه بن أحمد بن نصر بن علي بن الحسين بن فادشاه، و أبو عبد اللّه ظفر بن إسماعيل بن الحسين الخيمي، و الحسين بن حمد بن محمّد بن عمروية الفقيه، و أبو غانم أحمد بن عبد الواحد بن محمّد بن زياد العطّار، و أبو المناقب ناصر بن حمزة بن ناصر الحسني (10)،و أبو سعيد شيبان بن عبد اللّه بن شيبان، و أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن محمّد الصالحاني، و أبو نصر الحسين بن رجاء بن محمّد بن سليم، و أمّ الخير بنت الحسين بن عبد الملك بن مندة، قالوا: أنبأنا أبو بكر بن ماجة.

ص: 301


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن ت.
2- تقرأ بالأصل:«رشاد» و المثبت عن ت، ترجمته في سير الأعلام 566/18.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 581/18.
4- الأصل: البراني، و المثبت عن ت. ترجمته في سير أعلام النبلاء 549/18.
5- قارن مع المشيخة 56/أ.
6- قارن مع المشيخة، و فيها: ابن أبي عيسى.
7- قارن مع مشيخة ابن عساكر 34/أ.
8- قارن مع مشيخة ابن عساكر 6/ب.
9- بدون إعجام في ت.
10- تقرأ في ت:«الحصبي» تصحيف، قارن مع المشيخة 230/أ.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق.

ح و أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الفضل البزاني.

ح و أخبرنا أبو الحسن معمر بن إسماعيل بن محمّد بن عبد الوهّاب الصندوقي، أنبأنا شجاع بن علي - حضورا-.

قالوا: أنبأنا أحمد بن محمّد بن المرزبان الأبهري (1)،حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن يحيى الحزوّري (2)،نا لوين محمّد بن سليمان، حدّثنا يوسف بن عطية الصّفّار، عن أبي سنان، عن الضّحّاك بن عرزب، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من مات في بيت المقدس فكأنّما مات في السماء»[10231].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبو بكر (4) عبد الواحد بن غياث، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي سنان (5) عن يعلى بن شدّاد قال: سمعت عبادة بن الصّامت يقول:

عادني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في نفر من أصحابه، فقال:«هل تدرون من الشهداء من أمّتي ؟» مرّتين أو ثلاثا، فسكتوا، فقال عبادة: أجيبوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقال:«القتيل (6) في سبيل اللّه شهيد، و المبطون شهيد (7)،و النّفساء شهيد، يجرّها ولدها بسروره إلى الجنة»[10232].

الصواب أبو بحر.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين بن لؤلؤ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، حدّثنا أبو حفص الفلاّس، حدّثني ميمون بن زيد العدوي، حدّثنا أبو سنان قال: كان علي بن عبد اللّه بن عباس معنا في الشام، فذكر حكاية.

ص: 302


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 555/16.
2- مهملة بدون إعجام بالأصل و ت. و المثبت عن سير أعلام النبلاء 555/16 (ترجمة الأبهري).
3- رواه أحمد بن حنبل في المسند 422/8 رقم 22848 طبعة دار الفكر و 328/5 الطبعة الميمنية.
4- كذا بالأصل و ت، و في مسند أحمد بطبعتيه:«أبو بحر» و سينبه المصنف إلى الصواب في آخر الحديث.
5- في مسند أحمد بطبعتيه: أبي سلمان، تصحيف.
6- الأصل و ت: القتل، تصحيف، و التصويب عن المسند.
7- زيد في المسند: و المطعون شهيد.

و علي بن عبد اللّه كانت داره بدمشق.

أخبرنا (1) أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو الحسن الخلعي، أنبأنا أبو محمّد بن النّحاس، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي، قال: حدّثنا عيسى بن أبي حرب، حدّثنا يحيى بن أبي بكير، حدّثنا جسر (2)،حدّثني أبو سنان صاحب عمر بن عبد العزيز عن عثمان بن أبي سودة بحديث ذكره (3).

أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد القرشي، حدّثنا نصر بن إبراهيم بن نصر، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن الوليد الأنصاري، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد، فيما كتب إليّ ، أخبرني جدي عبد اللّه بن محمّد بن علي الباجي اللّخمي، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن يونس، أنبأنا بقيّ بن مخلد، حدّثنا أحمد بن إبراهيم الدّورقي، حدّثنا (4)العلاء بن عبد الجبّار، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي سنان قال:

كنت في نفر عند عمر بن عبد العزيز فأتي بطعام من هذه الحبوب، ثم أتى بطبق من تمر، فقال للجارية: من أين هذا التمر؟ فذهبت الجارية إلى فاطمة فسألتها: من أين هذا التمر؟ قالت: بعث إلينا من أرضنا بالمدينة، فإن شئت فكل، و إن شئت فدع، فسألوا جاريته، قالوا: ما طعامه ؟ قالت: نحو ما ترون.

كتب إليّ أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن نصر بن الزّاغوني، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن عبيد اللّه اليشكري، أنبأنا أحمد بن محمّد بن موسى الأهوازي، حدّثنا حمزة بن القاسم الهاشمي، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا داود بن شبيب، حدّثنا حمّاد بن زيد، قال: قال أبو سنان:

بعث معي عمارة بن نسيّ إلى عمر بسلتين من رطب أوّل ما جاء الرّطب فأتيته بهما، فقال: على ما جئت بهما؟ قلت: على دوابّ البريد. قال: فاذهب فبعهما، فذهبت فبعتهما بثلاثة عشر درهما، فاشتراهما مني رجل من بني مروان فأهداهما إلى عمر، فلما أتى بهما قال: يا أبا سنان كأنّهما السلتان اللتان أتينا بهما، قال: قلت: نعم، قال: فوضع إحداهما بين أيدينا فأكلنا منها، و بعث بالأخرى إلى امرأته، و ألقى ثمنهما (5) في بيت المال.

ص: 303


1- كتب فوقها في ت: ملحق.
2- ضبطت عن تبصير المنتبه 256/1.
3- كتب بعدها في ت: إلى.
4- في ت: حدثني.
5- كذا بالأصل و ت، و في المختصر: ثمنها.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن نصير، أنبأنا محمّد بن الحسين بن شهريار، حدّثنا عمرو بن علي الفلاّس، قال:

أبو سنان القسملي الذي روى عنه حمّاد بن سلمة و البصريون اسمه عيسى بن سلمان.

كذا فيه، و الصواب: عيسى بن سنان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السّلام، قالا: أنبأنا أبو محمّد الصّريفيني، أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثني محمّد بن إسحاق، عن ابن نمير قال: أبو سنان القسملي عيسى بن سنان.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو الحسن بن السّقّا، حدّثنا محمّد بن (1) يعقوب، حدّثنا عباس بن محمّد قال:

سمعت يحيى بن معين يقول: و سألته عن شيخ يروي عنه أبو أسامة يقال له عيسى بن سنان ؟ فقال: هو أبو سنان الشامي، يروي عنه الكوفيون، قال: و سمعت يحيى يقول: أبو سنان الذي يروي عنه حمّاد بن سلمة هو القسملي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنبأنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب قال:

اسم أبي سنان القسملي الذي يروي عنه حمّاد بن سلمة: عيسى بن سنان.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (2):

عيسى بن سنان، أبو سنان الشامي القسملي، عن الضّحّاك بن عبد الرّحمن، و عثمان بن أبي سودة، و يعلى بن شدّاد، سمع منه حمّاد بن سلمة، و عيسى بن يونس، نسبه

ص: 304


1- «محمد بن» كتبت اللفظتان فوق الكلام بين السطرين في الأصل.
2- رواه البخاري في التاريخ الكبير 396/6-397.

يوسف بن يعقوب، و قال: التيمي (1) الحنفي.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل - إذنا - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.

قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (2):

عيسى بن سنان أبو سنان القسملي الشامي، من أهل فلسطين، قدم البصرة، روى عن الضّحّاك بن عبد الرّحمن بن عرزب، و وهب بن منبّه، و علي بن عبد اللّه بن عباس، و أبي طلحة الخولاني، و عثمان بن أبي سودة، روى عنه حمّاد بن سلمة، و حمّاد بن زيد، و جعفر بن سليمان، و عيسى بن يونس، و أبي أسامة، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:

أبو سنان عيسى بن سنان سمع يعلى بن شدّاد، و الضّحّاك بن عبد الرّحمن، روى عنه عيسى بن موسى.

ثم قال: أبو سنان عيسى بن سليمان القسملي عن أبي طلحة الخولاني، روى عنه حمّاد بن سلمة.

كذا فرق بينهما و هما واحد، و وهم في قوله ابن سليمان، إنما هو ابن سنان.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى بن أنبأنا أبو نصر [الوائلي، نا] (3)الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني [أبي] (4) قال:

أبو سنان عيسى بن سنان الحنفي شامي، يروي عن يعلى بن شدّاد بن أوس.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر بن أبي الصّقر، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي قال:

ص: 305


1- الأصل و ت: السمتي، و المثبت عن التاريخ الكبير.
2- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 277/6.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و ت، و استدرك قياسا إلى أسانيد مماثلة، و السند معروف.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن ت.

أبو سنان عيسى بن سنان الحنفي (1).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصّفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا محمّد بن محمّد الحاكم قال:

أبو سنان عيسى بن سنان القسملي، و يقال: الحنفي الشامي، سمع الضّحّاك بن عبد الرّحمن، و يعلى بن شدّاد، روى عنه حمّاد بن سلمة، و عيسى بن يونس الهمداني.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدّارقطني، قال: عيسى بن سنان.

و قال في موضع آخر: أبو سنان القسملي.

كذا فرّق بينهما و هما واحد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنبأنا أبو زكريا، حدّثنا عبد الغني بن سعيد قال:

أبو سنان عن يعلى بن شدّاد، و الضّحّاك بن عبد الرّحمن بن عرزب - و قيل: ابن عرزم بالميم - هو عيسى بن سنان، روى عنه عيسى بن يونس، و حمّاد بن سلمة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال (2):

و أمّا سنان - بنونين فهو أبو سنان القسملي، ثم قال بعد أسطر: أبو سنان عن يعلى بن شدّاد، و الضّحّاك بن عبد الرّحمن بن عرزب، قيل: اسمه عيسى بن سنان، روى عنه حمّاد بن سلمة، و عيسى بن يونس.

كذا قال، و هما واحد.

قرأت على أبي محمّد أيضا، عن أبي جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عمر بن محمّد بن حميد بن بهتة - إجازة - أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثنا جدي قال:

أبو سنان الشامي، روى عنه حمّاد بن سلمة، قال يحيى - يعني ابن معين - و هو ثقة.

ص: 306


1- الكنى و الأسماء للدولابي 195/1.
2- الاكمال لابن ماكولا 439/4 و 444.

أخبرنا (1) أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنبأنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، حدّثنا أبي قال يحيى بن معين: عيسى بن سنان ضعيف الحديث (2) في أهل الشام.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر، قالا: أنبأنا الوليد بن بكر، أنبأنا علي بن أحمد بن زكريا، أنبأنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال:

عيسى بن سنان لا بأس به (3).

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا أبو الفتح الطّرسوسي، أنبأ محمّد بن محمّد بن داود بن عيسى، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش، قالا: أبو سنان عيسى بن سنان بصري صدوق (4).

ثم قال بعد ذلك: أبو سنان عيسى بن سنان روى عنه حمّاد بن سلمة، و أبو أسامة، و عيسى بن يونس بن أبي الحجّاج، في حديثه نكرة (5).

أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد، و أبو الفضل محمّد بن ناصر، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا أبو إسحاق البرمكي، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن خلف، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهري، حدّثنا أحمد بن محمّد بن هانئ قال: قلت لأحمد بن حنبل:

فأبو سنان عيسى بن سنان كيف حديثه ؟ فقال: صاحب حمّاد بن سلمة، قلت: نعم، قال: ما أدري أخبرك، و كأنه ضعّفه (6).

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي.

قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم [قال:] (7).

ص: 307


1- كتب فوقها في ت: ملحق.
2- تهذيب الكمال 544/14.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 379 رقم 1333.
4- تهذيب الكمال 544/14.
5- تهذيب الكمال 544/14.
6- تهذيب الكمال 544/14.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 277/6.

أنبأنا علي بن أبي طاهر - فيما كتب إليّ - حدّثنا الأثرم أبو بكر قال: قلت لأبي عبد اللّه - يعني أحمد بن حنبل-: أبو سنان عيسى بن سنان ؟ فضعّفه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ .

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالوا: أنبأنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، حدّثنا العباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عيسى بن سنان ضعيف.

زاد وجيه بإسناده في موضع آخر قال: و سمعت يحيى يقول: عيسى بن سنان روى عنه أبو أسامة و غيره.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (1)،حدّثنا أحمد بن علي بن بحر (2)،حدّثنا عبد اللّه بن الدّورقي، حدّثنا يحيى بن معين، قال: عيسى بن سنان كوفي ضعيف الحديث.

قال (3):و أخبرنا أبو أحمد قال: و لعيسى بن سنان أحاديث يسيرة.

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قالا:

أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنبأنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا الحسين بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.

قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (4):

ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: عيسى بن سنان، أبو سنان ضعيف، قال: و سمعت أبي يقول: أبو سنان هذا ليس بقوي في الحديث.

ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكناني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن عيسى بن سنان، فقال: عيسى بن سنان أبو سنان القسملي الفلسطيني يكتب حديثه و لا يحتج به.

ص: 308


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 254/5.
2- بالأصل: بحير، تصحيف، و التصويب عن ت، و الكامل لابن عدي.
3- القائل: حمزة بن يوسف السهمي.
4- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 277/6.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو نصر بن الجبّان (1)- إجازة - حدّثنا أحمد بن القاسم بن يوسف، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن طاهر بن النجم، حدّثني سعيد بن عمرو البردعي، قال: قلت - يعني لأبي زرعة-: أبو سنان الذي روى عنه عيسى بن يونس ؟ فقال: روى عنه عيسى بن يونس، و حمّاد بن سلمة، و أبو أسامة، و يوسف السّمتي، و يوسف بن عطية، و اسمه عيسى بن سنان القسملي، ليّن الحديث.

[قال:] و سألته مرة أخرى، قلت: أبو سنان عيسى بن سنان ؟ قال: مخلّط ، ضعيف الحديث، روى عنه حمّاد بن سلمة، و حجّاج الصّوّاف هو شامي، قدم البصرة فكتبوا عنه (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطّبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال: عيسى بن سنان ليّن الحديث (3).

5500 - عيسى بن شبيب التغلبي

أحد الرؤساء الذين قاموا ببيعة يزيد بن الوليد الناقص.

كان على خيل بني تغلب من أهل حرستا (4) و دومة (5)،له ذكر في ترجمة رزين بن ماجد (6).

5501 - عيسى بن الشيخ بن السّليل بن ضبيس

5501 - عيسى بن الشيخ بن السّليل (7) بن ضبيس (8)

من بني جسّاس (9) بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة

أبو موسى الشّيباني الذهلي (10)

المتغلب على إمرة دمشق في أيام المهتدي باللّه، و أول أيام المعتمد (11) إلى أن وجه

ص: 309


1- الأصل و م:«الحبان» تصحيف، و الصواب ما أثبت، مرّ التعريف به.
2- تهذيب الكمال 544/14.
3- تهذيب الكمال 544/14.
4- تقدم التعريف بها.
5- دومة: تقدم التعريف بها.
6- تقدمت ترجمة رزين بن ماجد في: تاريخ مدينة دمشق:144/18 رقم 2179 ط الدار.
7- في أمراء دمشق للصفدي: الشليل.
8- في أمراء دمشق: جيش، و في تحفة ذوي الألباب للصفدي: جيس.
9- في تحفة ذوي الألباب: حسان.
10- ترجمته في تحفة ذوي الألباب 307/1 و أمراء دمشق ص 80 و العبر 41/2 و النجوم الزاهرة 7/3 و 46 و تاريخ أبي زرعة 84/1 و الكامل لابن الأثير 42/7.
11- هو أحمد بن جعفر بن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد، ترجمته في تاريخ بغداد 60/4.

المعتمد أماجور التركي (1) أميرا على دمشق، فانهزم منه عيسى إلى بلاد أرمينية، و استولى أماجور على البلد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة عليه - أنبأنا أبو بكر محمّد بن علي الحداد، أخبرني عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، حدّثني أبو القاسم علي بن الحسين بن السفر، حدّثنا وزيرة قال: سمعت عيسى بن الشيخ يقول:

قال المأمون: دخول الحمام بالغدوات دخول الملوك، و دخوله وقت الظهر دخول التجّار، و دخوله بعد العصر دخول السّفل، و دخوله في السّحر دخول العيارين (2)و الطرارين (3).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدّارقطني قال:

عيسى بن الشيخ كان على آمد أميرا من ولده جماعة من أصحاب الحديث منهم محمّد بن إسحاق بن عيسى بن شيخ صديقنا، و منهم السّليل بن أحمد بن عيسى بن شيخ، روى عن محمّد بن عثمان العبسي، و عن محمّد بن عبد بن عامر، و عن الطّبري و غيرهم (4).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (5)،قال:

أما شيخ بفتح الشين المعجمة و بعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها و آخره خاء:

عيسى بن الشيخ الأمير، له أخبار و حكايات و من ولده السليل بن أحمد بن عيسى بن الشيخ [روى عن محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، و محمّد بن عبد بن عامر و غيرهما. و محمّد بن إسحاق بن عيسى بن الشيخ] (6).

ص: 310


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 375/9 و تحفة ذوي الألباب 308/1.
2- العيارون جمع عيار، و العيار: الكثير الطواف و الحركة (اللسان).
3- بالأصل: الطيارين، تصحيف و التصويب عن ت. و الطرارون جمع طرار، و هو الذي يشق كم الرجل و يسلّ ما فيه (اللسان).
4- كتب على هامش الأصل: قال لنا أبو بكر الخطيب: عيسى... بن عيسى أبو موسى نزل دمشق... بها عن عثمان بن أبي شيبة و الحسن... الصباح البزار و زهير بن محمّد... و محمّد بن عبد اللّه المخرمي و أحمد بن... يحيى بن سعيد - زاد ابن خيرون.. صح.
5- الاكمال لابن ماكولا 93/5 و 96.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن ت، و انظر الاكمال لابن ماكولا 96/5.

قرأت في كتاب أبي الحسين الرازي، قال:

ثم غلب عيسى بن الشيخ بن السّليل الشّيباني على دمشق سنة خمس و خمسين و مائتين.

قال أبو جعفر محمّد بن جرير الطّبري:

و في سنة اثنتين و خمسين و مائتين ولّى بغا الكبير عيسى بن الشيخ فلسطين و الأردن [و] في سنة خمس و خمسين و مائتين، أظهر عيسى بن الشيخ الخلافة و أخذ مال الشام.

و ذكر محمّد بن أحمد بن القواس الورّاق.

أن عيسى بن شيخ بن سليل بن ضبيس خالف السلطان سنة خمس و خمسين و أخذ مال الشام.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف، و نقلته من خطه، أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم، حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، حدّثني الحسين بن فهم، قال: قصد بعض الظرفاء عيسى بن الشيخ بآمد فأنشده:

رأيتك في المنام خلعت خزّا *** عليّ بنفسجا و قضيت ديني

فعجّل لي فداك أبي و أمي *** مقالا في المنام رأته عيني

فقال: يا غلام أعرض كل ما (1) في الخزائن من الخزّ، فعرضه فوجد فيه سبعين شقة بنفسجية، فدفعها إليه، و قال: كم دينك ؟ قال: عشرة آلاف درهم، قال: فدفع إليه ليقضي بها دينه، و عشرة آلاف درهم أخرى عدّة له، ثم قال: لا تعاود أن ترى مناما آخر.

قرأت في كتاب أبي الحسين الرازي، قال: و قال أبو جعفر أحمد بن يوسف بن إبراهيم الكاتب: حدّثني أبو العباس أحمد بن خاقان و كان بوّابا لأحمد بن طولون قال:

كان عيسى بن الشيخ يتقلّد فلسطين و الأردن و متغلبا على دمشق، و كان ذاك في وقت اضطراب الأتراك بسامرّة فنقم عيسى اضطراب الرجال بالحضرة، فجمع الرجال و منع المال و شاع بالحضرة أن عليّ أن يقصد مصر و يغلب عليها، و وافق ذلك أن حمل ابن مدبر من مصر سبعمائة ألف و خمسين ألف دينار إلى الحضرة، فأخذها عيسى بن الشيخ، و نفذت الكتب إلى

ص: 311


1- الأصل و ت: كلما.

أحمد بن طولون بالتأهب لقصده و الإيقاع به بعد أن يضبط أعمال مصر بالازدياد في الرجال، و كتب إلى عامل الخراج بإزاحة عيسى (1) فاقترض أحمد بن طولون ذلك واست (2) جيشا كثيرا، و أتباعا من الحمران و السودان خلقا كثيرا، و أنفذ السلطان إلى عيسى بن الشيخ حسن (3) الخادم المعروف بعرق، و معه الكريزيّ (4)،و أبو نصر المروزي (5) الفقيهين لمطالبته بما أخذ من مال مصر، و مألوفه من مال عمله، و أنفذ معهم عهده على أرمينية فلم يقرّ بشيء، و ذكر أن نفقات الرجال استغرقته، و كان لما بويع المعتمد بالخلافة لم يبايع له عيسى بن الشيخ، و ترك لبسه السواد تهويلا بذلك، فلطف حسن الخادم بأن دفع إليه عهده على أرمينية حتى أقام الدعوة للمعتمد، و عيسى يقدر أنه يستعمله على أرمينية و يقيم على ما في يده بالشام، فأنفذ المعتمد من الحضرة أماجور متقلدا دمشق في أقلّ من ألف رجل (6)،فلما قرب منها نهض إليه عيسى بن الشيخ ابنه منصور بن عيسى، و ظفر ابن اليمان خليفته المعروف بأبي الصهباء فلما التقوا انهزم أصحابه و قتل منصور بن عيسى بن الشيخ و أسر ظفر بن اليمان فأمر به أماجور فضرب عنقه و صلبه على باب دمشق، و نال عيسى: انخذال يقصد أرمينية على طريق الساحل و تسلم أماجور أعمال الشام في سنة سبع و خمسين و مائتين و الخليفة المعتمد.

و بلغني أن عيسى بن الشيخ مات سنة تسع و ستين و مائتين (7).

5502 - عيسى بن طلحة بن عبيد اللّه

ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد

ابن تيم بن مرّة بن كعب أبو محمّد القرشي التيمي المدني (8)

حدّث عن أبيه،[و عبد اللّه بن عمر] (9) و عبد اللّه بن عمرو، و معاوية بن أبي سفيان،

ص: 312


1- تقرأ بالأصل: علله، و المثبت عن ت.
2- كذا رسمها بالأصل و ت.
3- في تاريخ الطبري 475/9 (حوادث سنة 256) الحسين الخادم.
4- إعجامها ناقص بالأصل، و اللفظة غير واضحة في ت، و المثبت عن الطبري، و سماه: محمّد بن عبيد اللّه الكريزي القاضي.
5- هو إسماعيل بن عبد اللّه المروزي المعروف بأبي النصر، كما في تاريخ الطبري.
6- الذي في تاريخ الطبري أن أماجور كان في مقدار مائتين إلى أربعمائة رجل.
7- راجع النجوم الزاهرة 47/3.
8- ترجمته في تهذيب الكمال 548/14 و تهذيب التهذيب 453/4 و التاريخ الكبير 385/6 و الجرح و التعديل 6/ 279 و العبر 120/1 و طبقات ابن سعد 164/5 و سير أعلام النبلاء 367/4 و شذرات الذهب 119/1.
9- الزيادة عن ت، و تهذيب الكمال.

و عمير بن سلمة الضّمري (1)،و المطيع بن الأسود.

روى عنه: الزهري، و طلحة بن يحيى بن طلحة، و إسحاق بن يحيى، و محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي.

و كان من حكماء قريش.

و وفد على معاوية، و قد تقدم ذكر ذلك في ترجمة أخيه إسحاق بن طلحة (2).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا أبو أحمد الحاكم.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو عثمان البحيري، أنبأنا أبو علي ناصر بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو محمّد الصّريفيني.

ح و أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد القاهر، و أبو غالب بن البنّا، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور.

قالا: أنبأنا أبو القاسم بن حبابة.

ح و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المضري (3)،و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي عاصم بن أبي الفضل الصوفي، و أبو محمّد عبد السّلام بن أحمد بن إسماعيل المقرئ، و أبو عبد اللّه سمرة، و أبو محمّد عبد القادر، ابنا (4) جندب، قالوا: أنبأنا محمّد بن عبد العزيز الفارسي، أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، قالوا: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثنا مصعب بن عبد اللّه الزّبيري، حدّثني مالك.

ح و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنبأنا أبو عثمان البحيري، أنبأنا زاهر بن أحمد، أنبأنا إبراهيم بن عبد الصمد، حدّثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزّهري، حدّثنا مالك.

عن ابن شهاب، عن عيسى بن طلحة بن عبيد اللّه، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال:

ص: 313


1- تقرأ بالأصل:«الصيمري» و المثبت عن ت و تهذيب الكمال.
2- ترجمة إسحاق بن طلحة في: تاريخ مدينة دمشق:228/8 رقم 469 ط الدار.
3- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن ت.
4- بالأصل:«أنبأنا» تصحيف، و التصويب عن ت.

وقف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بمنى - و في حديث زاهر بن أحمد: وقف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم للناس يسألونه - فجاء رجل فقال: يا رسول اللّه لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح، فقال:«اذبح و لا حرج»، و جاءه رجل آخر فقال له: يا رسول اللّه لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي، فقال:«ارم و لا حرج»، قال: فما سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عن شيء قدّم و لا أخّر إلاّ قال:«افعل و لا حرج»[10233].

لفظهم قريب، و لهذا الحديث عندنا طرق كثيرة بعلو.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران، حدّثنا السّرّاج، حدّثنا مروان بن عبد اللّه، و زياد بن أيوب، و عبيد اللّه بن سعيد، قالوا: حدّثنا سفيان، حدّثنا الزهري عن عيسى بن طلحة، عن عبد اللّه بن عمرو قال:

قال رجل: يا رسول اللّه حلقت قبل أن أذبح، قال:«اذبح و لا حرج»، قال: ذبحت قبل أن أرمي، قال:«ارم و لا حرج»[10234].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو منصور بن شكرويه، أنبأنا أبو بكر بن مردويه، أنبأنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا معاذ بن المثنّى، حدّثنا مسدّد [بن] (1)يحيى بن طلحة، حدّثني عمّي عيسى بن طلحة قال:

كنت معه في سفر فصلّيت بعد ما صلّى هو، فلم يزد على ركعتين، فقال له رجل من قريش: يا أبا محمّد، ما لي أراك تركت ابن أخيك يصلي و لم تصلّ أنت إلاّ ركعتين، قال:

إنّي سايرت ابن عمر بين مكة و المدينة فلم يكن يزد (2) على ركعتين، فقال: لم يصلّ قبلها و لا بعدها و قال: أصلّي كما رأيت أصحابي يصلّون، و ما أنا بمانع أحدا يستزيد من خير أراده.

أخبرتنا به عاليا فاطمة بنت محمّد بن البغدادي قالت (3):أنبأنا أبو الفضل الرازي، أنبأنا جعفر بن عبد اللّه، حدّثنا محمّد بن هارون الرّوياني، حدّثنا أبو كريب، حدّثنا أبو (4)معاوية عن طلحة بن يحيى، عن عيسى بن طلحة قال:

ص: 314


1- زيادة عن ت، و كذا بالأصل و ت:«مسدد» و لعل الصواب: إسحاق بن يحيى بن طلحة، فهو الذي يروي عن عمه عيسى.
2- كذا بالأصل و ت و المختصر.
3- الأصل: قال، و المثبت عن ت.
4- كتبت اللفظة تحت الكلام، بين السطرين، بالأصل.

صحبت ابن عمر في سفر، فكان لا يزيد على ركعتين، و يقوم بنوه و بنو أخيه فيتطوعون، فقلت له: ما لك لا تتطوع (1)؟فقال: إنما أصنع كما رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يصنع.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل التميمي، حدّثنا عبد الوهّاب بن عبد الرحيم الأشجعي، حدّثنا مروان بن معاوية الفزاري، حدّثنا طلحة بن يحيى، عن عيسى بن طلحة عمه قال:

كنت أكون مع ابن عمر في السفر، فيرى بني أخيه [يتطوعون] (2) في السفر فلا يعيب ذلك عليهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر، و أبو الفضل الباقلانيان (3).

ح و أخبرنا أبو العزّ بن منصور، أنبأنا أبو طاهر، قالا: أنبأنا محمّد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنبأنا عمر بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (4):

عيسى و يحيى ابنا طلحة بن عبيد اللّه، أمّهما سعدى بنت عوف بن خارجة (5) بن سنان بن أبي حارثة بن نشبة، أو نسيّبة بن غيظ بن مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان، مات عيسى في خلافة عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنبأنا يوسف بن رباح، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر (6) الدولابي، حدّثنا معاوية بن صالح قال:

سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدثيهم: عيسى بن طلحة بن عبيد اللّه، سمع من عبد اللّه بن عمر، و أبي هريرة.

ص: 315


1- كذا بالأصل، و في ت و المختصر: تطوّع.
2- سقطت من الأصل، و قد وضع مكانها علامة تحويل إلى الهامش، لكنه لم يكتب عليه شيء. و استدركت عن ت.
3- الأصل: الباقليان، تصحيف، و المثبت عن ت.
4- طبقات خليفة بن خيّاط ص 261 رقم 1110 و 1111.
5- كذا بالأصل و ت و المختصر، و في طبقات خليفة: حارثة.
6- الأصل: بسر، تصحيف، و المثبت عن ت.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزّبير بن بكّار قال (1):في تسمية ولد طلحة بن عبيد اللّه: و عيسى بن طلحة، و يحيى بن طلحة، و أمّهما سعدى ابنة عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة (2)،و أخواهما (3) لأمّهما: المغيرة بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، و سلمة بن عبد اللّه بن الوليد بن الوليد (4) بن المغيرة، و كان عيسى بن طلحة من حكماء قريش.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (5)،حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد بن سعد (6) قال: في الطبقة الثانية من أهل المدينة: عيسى بن طلحة بن عبيد اللّه، توفي زمن عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم الفقيه، حدّثنا محمّد بن سعد قال (7):

و كان لطلحة من الولد: عيسى، و يحيى و أمّهما سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة المرّي، و ذكر غيرهما.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد (8) قال: في الطبقة الأولى من أهل المدينة: عيسى بن طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة، و أمّه سعدى بنت عوف، توفي عيسى في خلافة عمر بن عبد العزيز، و كان ثقة، كثير الحديث.

ص: 316


1- راجع نسب قريش للمصعب الزبيري ص 281 و 283.
2- في نسب قريش: ابن أبي خارجة.
3- الأصل: و أخوهما، و المثبت عن نسب قريش و ت.
4- كذا بالأصل و ت:«بن الوليد» مكررة، و لم تكرر في نسب قريش.
5- إعجامها مضطرب بالأصل و ت.
6- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
7- طبقات ابن سعد 214/3 (ترجمة طلحة بن عبيد اللّه).
8- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 164/5.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك، و محمّد قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنبأنا أبو بكر الشيرازي، أنبأنا أبو الحسن المقرئ، أنبأنا أبو عبد اللّه البخاري، قال (1):

عيسى بن طلحة بن عبيد اللّه أبو محمّد التيمي القرشي؛ عن أبيه، و ابن عمر، و عبد اللّه بن عمرو، سمع منه الزهري، و طلحة (2) بن يحيى، حديثه في أهل المدينة.

لفظ أبي الغنائم.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن (3) الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - شفاها - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.

قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4):

عيسى بن طلحة بن عبيد اللّه أبو محمّد التيمي القرشي، روى عن أبيه، و معاوية، روى عنه طلحة، و إسحاق ابنا يحيى بن طلحة، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:

أبو عيسى بن طلحة بن عبيد اللّه التيمي عن أبيه، و ابن عمر، و عبد اللّه بن عمرو، روى عنه الزهري، و عيسى (5) بن طلحة.

كذا قال.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا

ص: 317


1- التاريخ الكبير للبخاري 385/6.
2- قسم من اللفظة مطموس بالأصل، و المثبت عن ت، و التاريخ الكبير.
3- الأصل:«هبة اللّه بن الحسين هبة اللّه بن الحسن» و المثبت يوافق ت، و السند معروف مشهور.
4- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 279/6.
5- كذا بالأصل و ت، و فيها فوق اللفظتين علامتا تقديم و تأخير و ليس في أولاده من اسمه طلحة، راجع نسب قريش للمصعب ص 287 و لعل الصواب: طلحة بن يحيى بن طلحة راجع تهذيب الكمال، و قد تنبه المصنف إلى هذا الاضطراب.

الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو محمّد عيسى بن طلحة بن عبيد اللّه.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي في كتابه، أنبأنا أبو بكر الصّفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا[ (1) أبو أحمد الحاكم قال:

أبو محمّد] عيسى بن طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب التيمي القرشي، حديثه في أهل المدينة، و أمّه سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان أبي حارثة بن نسبة بن غيظ بن مرّة بن عوف بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان، سمع عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و روى عنه عن (2) أبيه أبي محمّد طلحة بن عبيد اللّه التيمي، روى عنه الزهري، و طلحة بن يحيى بن (3) عبيد اللّه التيمي.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنبأنا مسعود بن ناصر، أنبأنا عبد الملك بن الحسن، أنبأنا أبو نصر البخاري قال:

عيسى بن طلحة بن عبيد اللّه أبو محمّد القرشي المدني أخو محمّد و موسى، حدّث عن عبد اللّه بن عمرو، و معاوية، و أبي هريرة، روى عنه الزهري، و محمّد بن إبراهيم التيمي في العلم، و الرقاق.

قال ابن سعد: توفي في زمن عمر بن عبد العزيز.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الحسن المبارك بن عبد الجبّار، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية (4)،أنبأنا أبو الطيب محمّد بن القاسم بن جعفر، حدّثنا إبراهيم بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

عيسى بن طلحة عم طلحة بن يحيى، و عم إسحاق بن يحيى، و هو ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن

ص: 318


1- ما بين الرقمين مطموس في ت.
2- كذا بالأصل و ت، راجع سير أعلام النبلاء 367/4.
3- كذا بالأصل و ت، و هو طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه، ابن أخيه، راجع تهذيب الكمال 548/14.
4- تقرأ بالأصل: جويه، و المثبت عن ت.

الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: أنبأنا الوليد بن بكر، أنبأنا علي بن أحمد، أنبأ صالح بن أحمد بن صالح العجلي، حدّثني أبي قال (1):

عيسى بن طلحة بن عبيد اللّه: تابعي، ثقة، روى عن عبد اللّه بن عمرو - زاد الأنماطي عن الطّيّوري: مدني.

أخبرنا (2) أبو يعقوب يوسف بن أيوب الواعظ ، أنبأنا أبو طاهر عبد الكريم بن الحسن بن رزمة (3) الخباز، أنبأنا أبو [الحسين علي] (4) بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنبأنا أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي (5)،حدّثنا ابن أبي الدنيا قال: كتب إليّ الزّبير بن أبي بكر، قال: حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه قال:

قيل لعيسى بن طلحة بن عبيد اللّه و كان حليما: ما الحلم ؟ قال: الذلّ .

كذا قال.

ح و أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر بن المخلّص، حدّثنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدّثنا الزّبير بن بكّار (6)،أخبرني مصعب بن عثمان قال:

قيل لعيسى بن طلحة: ما الحلم ؟ قال: الذلّ ، و كان صديقا لعروة بن الزّبير خاصا به، فلما قدم عروة الشام و قد أصيب بابنه محمّد و برجله نزل قصره بالعقيق، فجاءه الناس يسلّمون عليه و يعزّونه، و كان فيمن جاءه عيسى بن طلحة فقال عروة لأحد بنيه: يا بنيّ اكشف لعمك عن رجل أبيك ليراها، فقال له عيسى: إنّا و اللّه يا أبا عبد اللّه ما كنا نعدّك للصراع و لا للسباق، و قد أبقى اللّه لنا منك ما كنا نحتاج إليه: عقلك و فضلك و علمك، فقال عروة: ما عزّاني أحد عن رجلي بمثل ما عزّيتني به.

ص: 319


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 379 رقم 1334.
2- كتب فوقها في الأصل و ت: ملحق.
3- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن ت.
4- بياض بالأصل و ت، و المثبت عن سير أعلام النبلاء 311/17 (ترجمته).
5- ترجمته في الأنساب، و هذه النسبة إلى الجوز و بيعه، و قد صحفت اللفظة في تاريخ بغداد 98/12 إلى: الجوري، بالراء.
6- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 549/14.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (1)،حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأنا أبو الفضل محمّد بن الحسن بن محمّد بن الفضل بن المأمون، حدّثنا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشار الأنباري، حدّثنا محمّد بن المرزبان، أنبأنا الزّبير بن بكار، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، عن أيوب بن عباية (2)،عن سليمان بن المرقاع (3) قال: دخل رجل على عيسى بن طلحة بن عبيد اللّه فسمع عيسى ينشد:

يقولون لو عزّيت (4) قلبك لارعوى *** فقلت و هل للعاشقين قلوب (5)

عدمت فؤادي كيف عذّبه الهوى *** أ ما لفؤادي من هواك نصيب

فقام الرجل، فأسبل إزاره و مضى إلى باب الحجرة يتبختر ثم يرجع، كذلك إلى عيسى فقال: أحسنت و اللّه، و جلس فضحك عيسى و جلساؤه من طربه.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي بن الحسين بن الدّجاجي، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن محمّد بن سويد - قراءة عليه - حدّثنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، حدّثنا أبو بكر أحمد بن زهير بن حرب، أنبأنا الزّبير بن أبي بكر، حدّثني إسحاق بن إبراهيم، عن أيوب بن عباية، عن سليمان بن رقاع (6) قال:

دخل رجل إلى عيسى بن طلحة بن عبيد اللّه فتحدث عنده (7)،و أنشده قوله:

يقولون لو عزّيت قلبك لانتهى *** فقلت و هل للعاشقين قلوب

عدمت فؤادي كيف عذّبه الهوى *** أ ما لفؤادي من هواه طبيب

ثم قال: أجدت و اللّه، ثم قام يجرّ رداءه حتى بلغ الحجرة، ثم رجع يجري حتى عاد لمجلسه طربا، و قال: أحسنت، فضحك عيسى و من بحضرته لطربه.

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاّف، و أخبرني أبو المعمّر المبارك بن أحمد الأنصاري عنه.

ص: 320


1- الأصل و ت: المحلى، تصحيف، و الصواب ما أثبت: المجلي، بالجيم، و السند معروف.
2- من طريقه في سير أعلام النبلاء 367/4 الخبر و الشعر.
3- كذا بالأصل و ت، و في سير الأعلام: سليمان بن مرباع.
4- سير الأعلام: عذبت.
5- البيت الأول لبشار بن برد و هو في ديوانه ص 19 نشر دار الثقافة بيروت. و الأغاني 171/3.
6- كذا بالأصل هنا، و في ت:«مرقاع».
7- الأصل:«فيحدث عنه» و المثبت عن ت.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنبأنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنبأنا أحمد بن إبراهيم، أنبأنا محمّد بن جعفر الخرائطي، حدّثنا أبو يوسف الزهري - يعني يعقوب بن عيسى - حدّثنا الزّبير بن بكار، حدثتني (1) طيبة مولاة فاطمة بنت عمر بن مصعب بن الزّبير، قالت: سمعت عبد اللّه بن مسلم بن جندب، يقول:

طرقني عيسى بن طلحة بن عبيد اللّه في الليل فأشرفت عليه فقلت: ما حاجتك ؟ قال:

إنّ جارية ابن حمران، غنتني لك:

تعالوا أعينوني على الليل إنّه *** على كلّ عين لا تنام طويل

جئتك أعينك على طول الليل، فقلت: أدّى اللّه عنك الحق، أبطأت عنّي حتى أتى اللّه عزّ و جل بالفرج.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة (2) قال:

و في خلافة عمر بن عبد العزيز مات عيسى بن طلحة بن عبيد اللّه، و ذكر خليفة أن عمر استخلف سنة تسع و تسعين و مات سنة إحدى و مائة (3).

5503 - عيسى بن عبد اللّه بن الحكم بن النعمان بن بشير بن سعد

5503 - عيسى بن عبد اللّه بن الحكم بن النعمان بن بشير (4) بن سعد

أبو موسى بن أبي عون الأنصاري النّعماني (5)

حدّث عن عبد اللّه بن العلاء بن زبر (6) الربعي، و أبي طوالة عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأنصاري، و نافع مولى ابن عمر، و عطاء بن أبي رباح، و جويبر بن سعيد صاحب الضّحّاك بن مزاحم، و الهيثم بن حمّاد.

روى عنه: الوليد بن مسلم، و محمّد بن المبارك الصّوري، و بقية بن الوليد.

ص: 321


1- بالأصل و ت: حدثني.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 325 (ت. العمري).
3- راجع تاريخ خليفة بن خيّاط ص 317 و 321.
4- بالأصل و ت: بشر، تصحيف، و التصويب عن المختصر، و الكامل لابن عدي.
5- ترجمته في ميزان الاعتدال 316/3 و التاريخ الكبير 389/6 و لسان الميزان 400/4 و الكامل. لابن عدي 253/5.
6- الأصل: زيد، و التصويب عن ت.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو بكر بن الحارث، أنبأنا أبو الشيخ، حدّثنا إسماعيل بن عبد اللّه الضّبّي، حدّثنا إسحاق بن موسى الخطمي (1)قال: سمعت الوليد بن مسلم قال: سمعت عيسى بن عبد اللّه بن الحكم بن النعمان بن بشير يخبر عن نافع و لم يسمعه منه.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو سعد الماليني.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، قالا: أنبأنا أبو أحمد بن عدي (2)،حدّثنا محمّد بن الحسين بن شهريار، حدّثنا إسماعيل بن حفص الأيلي، حدّثنا الوليد، عن عيسى بن عبد اللّه بن الحكم بن النعمان بن بشير، عن نافع، عن ابن عمر.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان ربما يضع يده على لحيته في الصلاة من غير عبث[10235].

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن الحسين النيسابوري، أنبأنا أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن بجير، حدّثنا الحسين بن الكميت الموصلي، حدّثنا إسحاق بن موسى، حدّثنا الوليد قال: سمعت عيسى بن عبد اللّه بن الحكم بن النعمان بن بشير، عن نافع - و لم يسمعه منه - عن ابن عمر: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم كان يضع يده على لحيته في الصلاة[10236].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، حدّثنا أبو (3) عتبة أحمد بن الفرج الحجازي، حدّثنا بقية بن الوليد، حدّثنا عيسى بن عبد اللّه الأنصاري، عن جويبر بن سعيد، عن الضّحّاك بن مزاحم، عن البراء بن عازب قال:

صلّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و ليس هو على وضوء، فتمّت للقوم و أعاد النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

قال البيهقي: و هذا غير قوي.

أخبرنا أبو القاسم بن إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا

ص: 322


1- إعجامها مضطرب بالأصل و ت. و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 554/11.
2- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 253/5.
3- كتبت تحت الكلام بين السطرين في الأصل.

حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (1)،حدّثنا أبو عروبة، حدّثنا عبد الوهّاب بن الضّحّاك.

ح قال: و حدّثنا الفضل بن عبد اللّه بن سليمان، حدّثنا الوليد بن عتبة، قالا: حدّثنا الوليد بن مسلم، عن عيسى بن عبد اللّه الأنصاري و قال الوليد: حدّثني عيسى بن أبي عون القرشي، عن نافع، عن ابن عمر قال:

كان النبي صلّى اللّه عليه و سلم إذا دنا من منبره يوم الجمعة سلّم على من عنده من الجلوس، فإذا صعد المنبر استقبل الناس بوجهه ثم سلّم[10237].

قرأت على أبي محمّد عبد اللّه بن أسد بن عمّار، عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنبأنا أبو القاسم تمّام بن محمّد بن عبد اللّه، أنبأنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن زبر، حدّثنا محمّد بن جعفر بن ملاّس، حدّثنا أبو الوليد محمّد بن أحمد.

ح قال: و حدّثنا أحمد بن عمير، حدّثني أبو حميد بن سيّار، قالا: حدّثنا محمّد بن المبارك، حدّثنا عيسى بن عبد اللّه بن الحكم بن النعمان بن بشير، عن عبد اللّه بن العلاء بن زبر (2)،عن مسلم بن مشكم، عن أبي ثعلبة الخشني، قال:

كان الناس إذا نزلوا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم تفرقوا في الشعاب و الأودية، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ تفرقكم في هذه الأودية من الشيطان»[10238].

فلم ينزلوا بعد ذلك منزلا إلاّ انضمّ بعضهم إلى بعض حتى لو بسطت عليهم - و قال ابن ملاّس: لو بسط - ثوب (3) لوسعهم.

قال ابن عمير: هذا أبو موسى عيسى بن عبد اللّه، حدّث عنه الوليد بن مسلم و كنّاه.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو موسى عيسى بن عبد اللّه.

حدّثنا هلال بن العلاء بن هلال، حدّثنا مؤمّل بن الفضل، حدّثنا الوليد بن مسلم،

ص: 323


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 253/5.
2- الأصل:«زيد» تصحيف، و التصويب عن ت.
3- كذا بالأصل و ت، و تصح على الرواية الأخيرة: بسط ثوب.

حدّثنا أبو موسى (1) عيسى بن عبد اللّه بن الحكم بن النعمان بن بشير الأنصاري، و حديثه عن نافع عن ابن عمر: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان مما يضع يده على لحيته في صلاته من غير عبث.

قرأنا على أبي الفضل أيضا، عن محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي، قال (2):

أبو موسى عيسى بن عبد اللّه الأنصاري عن مبارك بن فضالة، روى عنه الوليد بن مسلم (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، قال (4):

عيسى بن عبد اللّه بن الحكم بن النعمان بن بشير أبو موسى الأنصاري، و لعيسى هذا غير ما ذكرت الشيء اليسير، و عامة ما يرويه لا يتابع عليه.

أخبرنا أبو جعفر الهمذاني (5) في كتابه، أنبأنا أبو بكر الصّفار، أنبأنا أبو بكر بن منجويه، أنبأنا محمّد بن محمّد الحاكم قال:

أبو موسى عيسى بن عبد اللّه بن الحكم بن النعمان بن بشير الأنصاري عن أبي طوالة عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأنصاري، و أبي زيد عبد اللّه بن العلاء بن زبر (6) الربعي، روى عنه أبو العباس الوليد بن مسلم القرشي، و أبو عبد اللّه محمّد بن المبارك الصّوري.

ص: 324


1- بالأصل: أبو مسلم، تصحيف و التصويب عن ت.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 133/2.
3- أقحم بعده بالأصل و ت ما يلي: أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه أنبأنا أبو أحمد الحاكم، أنبأنا أحمد بن عمر (في ت: عمير) حدّثني أبو حميد بن سيار، حدثنا محمّد بن المبارك، حدثنا عيسى بن عبد اللّه بن الحكم بن النعمان بن بشير عن عبد اللّه بن العلاء بن زيد (في ت: زبر) قال أبو أحمد بن عمر: هذا أبو موسى عيسى بن عبد اللّه حدث عنه الوليد بن مسلم و كناه. بداية السند، هي لما يأخذ المصنف عن الحاكم، و سيرد هذا الخبر قريبا، و آخر الخبر مكرر و فيه تصحيف، و قد تقدم قريبا.
4- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 253/5 و 254.
5- الأصل:«الهمداني» و المثبت بالذال المعجمة عن ت.
6- الأصل:«زيد» تصحيف، و التصويب عن ت.

5504 - عيسى بن عبد اللّه بن سليمان العسقلاني

5504 - عيسى بن عبد اللّه بن سليمان العسقلاني (1)

ساكن بغداد.

سمع بدمشق و غيرها: الوليد بن مسلم، و أبا شهاب مسروحا، و ضمرة بن ربيعة، و روّاد بن الجرّاح، و آدم بن أبي إياس، و يحيى بن عيسى الكوفي - نزيل الرملة - و زيد بن أبي الزّرقاء، و أباه عبد اللّه بن سليمان.

روى عنه: محمّد بن غالب بن حرب، و محمّد بن مخلد، و أبو عمارة محمّد بن أحمد بن المهدي، و محمّد بن منير بن صغير، و القاضي أبو (2) عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب الأزدي، و عمران بن موسى بن فضالة - نزيل الموصل - و أحمد بن عبد اللّه بن شجاع الصوفي، و زيد بن عبد العزيز بن حيّان الموصلي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون، أنبأنا أبو الحسن الدّارقطني، حدّثنا القاضي أبو عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب، حدّثنا عيسى بن عبد اللّه بن سليمان أبو موسى العسقلاني، حدّثني أبي عبد اللّه بن سليمان، حدّثنا مسلمة بن علي، حدّثنا هشام بن حسّان، أخبرني عاصم الأحول، حدثني حفصة ابنة سيرين، عن الزّبير بن العوّام قال: سخّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بأنفسنا عن أولادنا، قال:«من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث كانوا له حجابا من النار»[10239].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (3).

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا عاصم بن الحسن.

قالا: أنبأنا أبو عمر بن مهدي (4)،أنبأنا محمّد بن مخلد العطّار، حدّثنا عيسى بن عبد اللّه، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن ابن المبارك، عن خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«البركة مع أكابركم».

ص: 325


1- ترجمته في تاريخ بغداد 165/11.
2- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
3- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 165/11.
4- في تاريخ بغداد: أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبيد اللّه بن مهدي.

قال الخطيب: هكذا رواه عيسى عن الوليد متصلا، و خالفه هشام بن عمّار، فرواه عن الوليد بن مسلم، و قال فيه عن عكرمة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم لم يذكر فيه ابن عباس.

رواه كثير (1) بن عبيد (2) المذحجي، و عمرو بن عثمان القرشي الحمصيان عن الوليد كما رواه عيسى.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، أنبأنا علي بن محمّد بن يحيى السّميساطي، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، حدّثنا أحمد بن عمير، حدّثنا كثير بن عبيد، و عمرو بن عثمان، قالا: حدّثنا الوليد عن عبد اللّه بن المبارك، عن خالد الحذّاء، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«البركة مع أكابركم»[10240].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):

عيسى بن عبد اللّه بن سليمان العسقلاني نزل بغداد و حدّث بها عن أبيه، و عن الوليد بن مسلم، و ضمرة بن ربيعة، و روّاد بن الجرّاح، و آدم بن أبي إياس، روى عنه محمّد بن غالب التمتام، و أبو عمارة محمّد بن أحمد بن المهدي، و محمّد بن منير بن صغير (4)،و محمّد بن مخلد.

5505 - عيسى بن عبد الرّحمن

ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن

حرب بن أمية بن عبد شمس الأموي

أمّه أم ولد، له ذكر.

ذكره أبو المظفّر محمّد بن أحمد بن محمّد السّفياني في أنساب آل أبي سفيان.

5506 - عيسى بن عبيد الجبيلي، و يقال: عيسى بن المثنى الكلبي

حكى عن أبي كريمة الكلبي.

روى عنه: أحمد بن أبي الحواري.

ص: 326


1- الأصل: رواه ابن كثير، و المثبت عن ت. راجع ترجمته في تهذيب الكمال 371/15.
2- تاريخ بغداد 165/11.
3- تاريخ بغداد 165/11.
4- بالأصل: صقير، تصحيف، و التصويب عن ت و تاريخ بغداد.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنبأنا أبو نعيم (1) الحافظ ، أنبأنا علي (2) بن يعقوب بن أبي العقب الدمشقي في كتابه، و حدّثني عنه عثمان بن محمّد العثماني، حدّثنا جعفر بن محمّد بن عاصم، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، حدّثنا عيسى بن عبيد الجبيلي قال: سمعت أبا كريمة الكلبي (3)-و كان من عبّاد أهل الشام يقول:

ابن آدم ليس لما بقي من عمرك في الدنيا ثمن.

و سمعته يقول عند الصّباح: يحمد القوم السّرى (4)،و عند الممات يحمد القوم التّقى.

5507 - عيسى بن أبي عطاء الشّامي الكاتب

5507 - عيسى بن أبي عطاء الشّامي الكاتب (5)

كان يسكن خارج باب الفراديس.

كان على ديوان المدينة.

و روى عن أبيه، و عمر بن عبد العزيز.

روى عنه: الوليد بن سليمان بن أبي السّائب، و الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب بن شابور، و عبد الرّحمن بن إبراهيم المرّي المديني، و سحبل بن محمّد.

ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق، و ذكر أن مروان بن محمّد استعمله على خراج مصر (6)،و كان منزله خارج باب الفراديس.

أخبرنا أبو تميم عبد المغيث بن محمّد بن أحمد بن المطهّر بن أبي نزار الخطيب (7)- بقرية لاذان (8)-أنبأنا أبو المظفّر الفضل بن عبد الواحد بن محمّد النّجّاد سنة سبع و ستين، حدّثنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أحمد بن سليمان بن أيوب الدمشقي، أنبأنا يزيد بن

ص: 327


1- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 15/10 في ترجمة أحمد بن أبي الحواري.
2- الأصل:«أبو علي» و المثبت عن ت. راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 38/16.
3- كذا بالأصل و ت و الحلية في ترجمة ابن أبي الحواري، و قد رواه بإسناد آخر أبو نعيم في الحلية 141/10 في ترجمة أبي كريمة العبدي، و سماه: عيسى بن الهذيل. فقط القسم الأول من الخبر إلى «ثمن».
4- «يحمد القوم السري» من أمثالهم، راجع المستقصى للزمخشري 168/2.
5- له ذكر في ولاة مصر للكندي ص 105 و 107 و 108 و 111.
6- و ذكر ذلك أبو عمر الكندي في ولاة مصر ص 107.
7- قارن مع مشيخة ابن عساكر 125/ب.
8- تقرأ بالأصل: لا و آن» و في ت:«لا دان» و المثبت عن مشيخة ابن عساكر. و قال ابن عساكر في مشيخته أنها من قرى أصبهان.

محمّد بن عبد الصمد، حدّثنا أبو (1) مسهر عبد الأعلى بن مسهر، حدّثنا صدقة بن خالد، حدّثنا عيسى بن أبي عطاء قال:

سمعت عمر بن عبد العزيز و هو على المنبر و هو يقول: لقد علمت أن اللّه قد وظّف أعمالا في رقاب أقوام لا بدّ لهم أن يعملوها - و قال بيديه (2) في عنقه - ألا فمن ألمّ بذنب فليستغفر اللّه، و إيّاكم و الإصرار فإنّ الهلكة في الإصرار.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنبأنا عبد الوهّاب الميداني، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفّار بن ذكوان، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد السلام، حدّثنا محمّد بن هاشم بن سعيد، أنبأنا محمّد بن شعيب بن شابور، أنبأنا عيسى بن أبي عطاء.

أنه سمع عمر بن عبد العزيز في آخر جمعة خطب الناس فيها و هو يقول: أيها الناس من ألمّ منكم بخطيئة فليستغفر اللّه و ليتب، ثم أعاد و هو يقول: من ألمّ منكم بخطيئة فليستغفر اللّه و ليتب مع أنّي قد علمت أنه لا بدّ لولد آدم من خطايا قد وظّفها اللّه في رقابهم قبل أن يخلقهم - و أشار بيديه جميعا إلى عنقه - و حلق حلقة بإبهاميه و المشيرتين ثم قال: أيّكم ألمّ بخطيئة فليستغفر اللّه ثم ليتب، فإنّما الهلكة عند الإصرار على الذنوب و الخطايا.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر (3) بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف - إجازة - حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد (4)،أنبأنا محمّد بن عمر، حدّثني سحبل بن محمّد بن عيسى بن أبي عطاء رجل من أهل الشام كان على ديوان أهل المدينة عن عمر بن عبد العزيز أنه ربما أعطى المال من يستألف على الإسلام.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني، أنبأنا أبو القاسم تمّام بن محمّد، حدّثنا أبو زرعة قال في تسمية نفر يحدّثون عن عمر بن عبد العزيز: عيسى بن أبي عطاء.

ص: 328


1- لفظة «أبو» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- في ت و المختصر: بيده.
3- بالأصل: عمرو، تصحيف، و التصويب عن ت.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 350/5 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب، أنبأنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الربعي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا أحمد بن عمير - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: عيسى بن أبي عطاء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطّبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال: و فيها يعني سنة خمس و عشرين و مائة قدم عيسى بن أبي عطاء على أرض مصر، و نزع عنها حفص بن الوليد، قدم في شوال.

قال: و حدّثنا يعقوب (1)،حدّثنا زيد بن بشر، حدّثنا شعيب بن يحيى قال:

قدم يعقوب بن الأشج (2)،فدخل على عيسى بن أبي عطاء يسلّم عليه - و كان على مصر، و كان من أهل المدينة - فقال له عيسى بن أبي عطاء: هنيئا لكم تغزون، و ترابطون، و لا نقدر نغزو و لا نرابط . فقال له يعقوب بن الأشج: و أنت في خير، فلما خرج قال: ما صنعت، لقد تكلمت بكلمة ما أراه يكفرها إلاّ الشهادة، فتجهّز و خرج إلى الغزو، فعقد (3)لرجل على سرية فلبس سلاحه، و ربط وسطه، و جلس ينتظر خروج القوم، فقال لهم: من ولي علينا؟ قالوا: فلان البري (4)،فقال البري (5) يطير فلا يرجع - و كأنه (6) تطير باسمه - قال:

و ما عليّ من ولي علينا فنام - و هو جالس ينتظرهم - ثم انتبه فقال لمن حوله: رأيت و اللّه الساعة كأني أدخلت الجنّة و شربت فيها لبنا، فقالوا له: فإنّا نعزم عليك إلاّ استقيت فاستقاء، فقاء لبنا، ثم خرج مع السرية فأصيبت السرية بموضع يقال له بحيرة السطير، فقدم بكير بن الأشج بعده فقيل له: أ لا تدخل فتسلم على عيسى بن أبي عطاء فقال: إنه لرجل لا نظرت إلى وجهه أبدا، أخاف أن أزلّ كما زلّ أخي.

ص: 329


1- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 661/1-662.
2- هو يعقوب بن عبد اللّه بن الأشج، ترجمته في تهذيب التهذيب 390/11.
3- كذا بالأصل و ت، و في المعرفة و التاريخ: فقعد له رجل على سرية.
4- غير واضحة بالأصل و ت، و المثبت عن المعرفة و التاريخ. و
5- غير واضحة بالأصل و ت، و المثبت عن المعرفة و التاريخ. و
6- الأصل: و كان، و المثبت عن ت و المعرفة و التاريخ.

5508 - عيسى بن علي بن عبد اللّه

ابن عبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم

أبو العباس، و يقال: أبو موسى الهاشمي (1)

أخو محمّد، و داود، و عبد الصمد، و سليمان، كان يكون بالشّراة من أرض البلقاء.

و قدم دمشق، و شهد بها عرسا بدير مرّان لبعض بني مروان.

حدّث عن أبيه: علي بن عبد اللّه، و أخيه محمّد بن علي.

حدّث عنه: ابناه داود، و إسحاق، و شيبان بن عبد الرّحمن النّحوي، و هارون الرشيد، و أبو عبد اللّه محمّد بن سوّار العنبري، و هشام بن يحيى بن يحيى الغسّاني، و المسور بن الصّلت المديني، و خالد بن عمرو القرشي، و عمرو (2) بن إبراهيم بن خالد القرشي.

أنبأنا أبو [علي] (3) الحسن بن أحمد، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا يوسف بن الحسن بن محمّد، قالا: أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يونس بن حبيب، حدّثنا أبو داود، حدّثنا شيبان بن عبد الرّحمن التميمي، عن عيسى بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس، عن أبيه.

عن ابن عبّاس رفعه قال:«ميامن الخيل في شقرها»[10241].

أخبرناه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب - لفظا - أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن الفضل القطان، و أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن عمروية الصّفّار، حدّثنا أبو بكر محمّد بن إسحاق الصّغاني، حدّثنا حسين بن محمّد المروذي، حدّثنا شيبان عن عيسى بن علي الهاشمي عن أبيه عن جده قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«يمن الخيل في شقرها»[10242].

و من عالي حديثه ما.

ص: 330


1- ترجمته في تاريخ بغداد 147/11 و تهذيب الكمال 561/14 و تهذيب التهذيب 457/4 و العبر 242/1 و شذرات الذهب 257/1 و سير أعلام النبلاء 409/7.
2- كذا بالأصل و ت، و في تهذيب الكمال:«عمر.» و سيرد في الخبر عن الجرح و التعديل:«عمر».
3- سقطت من الأصل و استدركت عن ت.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن سيف، حدّثنا عمر بن شبّة، حدّثنا خالد بن عمرو القرشي، حدّثنا عيسى بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس عن أبيه، عن ابن عباس قال: رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلم كلما جلس للصلاة استنّ (1).

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزّبير بن بكّار، قال (2):

في تسمية ولد علي بن عبد اللّه بن عبّاس: داود بن علي و عيسى (3) بن علي، و هما لأم ولد، و لعيسى بن علي يقول عبد اللّه بن مصعب:

قولا لعيسى يا أبا الع *** باس أبلغ غير صاغر

أبلغ أمير المؤمنين *** رسالة الفطن المحاذر

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلاّب، حدّثنا الحارث بن أبي أسامة، حدّثنا محمّد بن سعد قال (4) في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: عيسى بن علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطّلب بن هاشم، و أمّه أم ولد، و هي أم داود بن علي، و كان عيسى بن علي من أهل السلامة و العافية، و لم يل لأهل بيته عملا حتى توفي، و قد روي عنه، و مات في خلافة المهدي.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قالا: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.

قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (5):

ص: 331


1- استن: استاك.
2- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 29.
3- بالأصل:«بن عيسى» تصحيف، و التصويب عن ت و نسب قريش.
4- ليس له ترجمة في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد، أخباره ضمن القسم الضائع من تراجم أهل المدينة. و الخبر في تهذيب الكمال نقلا عن ابن سعد(562/14).
5- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 282/6.

عيسى بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس بن عبد المطّلب (1) روى عن أبيه عن جده قال:

لما نزلت إِذٰا جٰاءَ نَصْرُ اللّٰهِ وَ الْفَتْحُ (2) روى عنه عمر (3) بن إبراهيم بن خالد القرشي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، حدّثنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة قال في ذكر الإخوة من أهل الشام قال:

و أخوهم عيسى بن علي (4).

قال أبو زرعة: كل هؤلاء يحدّث، و ذكر قبله محمّدا، و داود، و عبد الصّمد، و سليمان بني (5) علي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (6):

عيسى بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس بن عبد المطّلب عمّ السفّاح و المنصور، حدّث عن أبيه، روى عنه شيبان بن عبد الرّحمن التميمي، و إليه ينسب ببغداد قصر عيسى (7)، و قطيعة عيسى، و نهر عيسى (8).

ذكر إبراهيم بن عيسى بن المنصور (9).

أن عيسى بن علي ولد سنة ثلاث و ثمانين و توفي سنة ثلاث و ستين و مائة في خلافة المهدي، عاش ثمانين سنة، و صلّى عليه المهدي قال: قالوا: ولد في سنة إحدى و ثمانين و توفي سنة أربع و ستين و مائة، و دفن في مقابر قريش، و أم عيسى بربرية اسمها لبابة.

أخبرنا أبو الحسين بن قبيس، حدّثنا - أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر

ص: 332


1- «بن عبد المطلب» ليس في الجرح و التعديل.
2- سورة النصر، الآية الأولى.
3- كذا بالأصل و ت و الجرح و التعديل هنا، و مرّ في أول الترجمة «عمرو».
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 66/1.
5- الأصل:«ابني» تصحيف، و التصويب عن ت.
6- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 147/11-148.
7- قصر عيسى: أول قصر بناه الهاشميون في أيام المنصور ببغداد، و كان على شاطئ نهر الرفيل عند مصبه في دجلة، و هو اليوم في وسط العمارة من الجانب الغربي، و ليس للقصر أثر الآن (قاله ياقوت).
8- نهر عيسى: كورة و قرى كثيرة و عمل واسع في غربي بغداد، يعرف بهذا الاسم، و مأخذه من الفرات عند قنطرة دممّا، ثم تتفرع منه أنهار (معجم البلدان).
9- تهذيب الكمال 562/4-563.

الخطيب (1)،قال: أجاز لنا ابن رزق، أنبأنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي، أنبأنا محمّد بن إسحاق السّرّاج، حدّثنا حاتم بن الليث قال: سئل يحيى بن معين عن عيسى بن علي ؟ قال: هذا عيسى بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس ليس به بأس، كان له مذهب جميل، معتزلا للسلطان، روى الحديث - يعني حديث:«يمن الخيل في شقرها»-.

و هو غريب عن أبيه عن جده، و ليس بقديم الموت، و بلغني أنه مات في السنة التي مات فيها شعبة سنة ستين و مائة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو سعيد، قالا: حدّثنا - أبو النجم بدر بن عبد اللّه - أنبأنا أبو بكر الخطيب، أخبرني الحسن بن محمّد الخلاّل، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران، حدّثنا محمّد بن سهل بن الفضيل الكاتب (2)،حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعيد، قال (3):ذكر محمّد بن عبد اللّه بن مالك الخزاعي.

أن الرشيد قال لابنه: كان أبو العباس عيسى بن علي راهبنا و عالمنا أهل البيت، و لم يزل في خدمة أبي محمّد علي بن عبد اللّه إلى أن توفي، ثم خدم أبا عبد اللّه إلى وقت وفاته، ثم إبراهيم الإمام، و أبا العباس، و المنصور، فحفظ جميع أخبارهم و سيرهم و أمورهم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا عبد اللّه بن مسلم، حدّثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال:

سمعت جعفر بن سليمان قال: سمعت عيسى بن علي يقول في مرضة مرضها و عاده الناس بمدينة السلام: إنّ في قصري الساعة لألف مجموعة (4).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا - أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنبأنا إبراهيم بن مخلد، حدّثنا إسماعيل بن علي الخطبي، قال: و توفي

ص: 333


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 148/11.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 316/5.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 562/14 و جاء فيه: عبد اللّه بن أبي سعد الوراق، تصحيف، راجع ترجمته في تاريخ بغداد 473/9.
4- تهذيب الكمال 562/14.
5- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 148/11 و عنه في تهذيب الكمال 562/14 و سير أعلام النبلاء 410/7.

عيسى بن علي بن عبد اللّه في سنة ثلاث و ستين و مائة، و صلّى عليه موسى بن المهدي، و مشى في جنازته من قصر عيسى إلى مقابر قريش، و كانت سنّه ثمان و سبعين سنة.

قال الخطيب: و قد قيل: إن مولده في سنة ثلاث و ثمانين، و مبلغ سنه وقت وفاته ثمانين.

قال الخطيب: قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات - بخطه،- أخبرني أخي أبو القاسم عبيد اللّه بن العباس، أنبأنا علي بن سراج الحرسي (1) قال:

توفي عيسى بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس سنة أربع و ستين و مائة حين عسكر المهدي بالبردان (2) يريد الشام، فرجع من معسكره، فصلّى عليه في مقابر قريش و رجع إلى عسكره.

و ذكر غيره أنه مات سنة خمس و ستين، و أنه مات و هو ابن ثمان و ستين (3).

5509 - عيسى بن عمر بن الوليد

ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

من ولده (4) إبراهيم بن العباس بن عيسى بن عمر، كان إبراهيم قاضيا بقرطبة من بلاد الأندلس، له ذكر.

5510 - عيسى بن أبي عيسى بن بزّاز بن مجير

5510 - عيسى بن أبي عيسى بن بزّاز (5) بن مجير

أبو موسى القابسي (6) الفقيه المالكي الحافظ

سمع بالمغرب: أبا عبد اللّه الحسين بن عبد الرّحمن الأجدابي، و أبا علي الحسن بن حمود التونسيّ ، و بمكة أبا ذرّ الهروي، و ببغداد أبوي الحسن: ابن زوج الحرة، و العتيقي، و أبوي القاسم: ابن أبي عثمان، و التنوخي، و أبا الحسين محمّد بن الحسين الحرّاني، و أبا محمّد الجوهري، و أبا بكر بن بشران، و أبا الحسن بن القزويني الزاهد، و أبا نصر أحمد بن محمّد البخاري، و أبا نصر بن محمّد بن الحسن، و أبا عبد اللّه الحسين بن جعفر السلماني،

ص: 334


1- كذا بالأصل و ت، و تهذيب الكمال، و في تاريخ بغداد: الحرشي.
2- البردان بالتحريك: عدة مواضع،(راجع معجم البلدان).
3- تهذيب الكمال 563/14.
4- بالأصل:«ولد» و المثبت عن ت.
5- إعجامها مضطرب بالأصل و ت، و المثبت و الضبط عن الاكمال لابن ماكولا، و المختصر.
6- تقرأ بالأصل:«القاسي» و هي غير مقروءة في ت. و المثبت عن المختصر و الاكمال لابن ماكولا.

و أبا القاسم عبيد اللّه بن عمر بن أحمد بن شاهين، و أبوي طالب: ابن غيلان، و العشاري (1)،و أبا علي بن المذهب.

و حدّث بدمشق فروى عنه عبد العزيز بن أحمد، و أبو بكر الخطيب، و أبو الفتح نصر بن إبراهيم، و مكي بن عبد السلام بن الحسين المقدسيان، و علي بن طاهر النحوي.

أنبأنا أبو الحسين أحمد بن عمر بن عطية الصّقلّي، و حدّثنا أبو الحسن علي بن مهدي بن المفرج عنه، أنبأ أبو موسى عيسى بن أبي عيسى بن بزّاز القابسي، أنبأنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح الحربي، حدّثنا أبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرور القوّاس، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد البغوي.

ح و أخبرناه عاليا [أبو العزّ بن كادش] (2)،أنبأنا أبو طالب العشاري، أنبأنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن المنتاب الإمام، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثنا علي بن الجعد، أنبأنا شعبة و شيبان عن قتادة (3)،قال: سمعت أنس بن مالك قال:

صلّيت خلف النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و أبي بكر، و عمر، و عثمان، فلم أرد أحدا منهم يجهر ببسم اللّه الرّحمن الرحيم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد،[نا عيسى] (4)ابن أبي عيسى، أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن بن محمّد بن أبي عثمان الدقاق، حدّثنا أبو الحسن علي بن العباس بن عثمان الفامي البركاني، حدّثنا أبو عيسى يحيى بن محمّد بن سهل العكبري، حدّثنا محمّد بن عبيد أبو جعفر القصباني، حدّثنا أحمد بن يحيى، حدّثنا عثمان بن عبد اللّه القرشي، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال:

إنّما سمّي رمضان لأن الذنوب ترمض فيه، و إنّما سمّي شوال لأنه يشول الذنوب كما تشول الناقة ذنبها.

قال: و قال ابن عباس: يوم الفطر يوم الجوائز.

ص: 335


1- الأصل: القشاري، تصحيف، و المثبت عن ت. و هو محمد بن علي بن الفتح أبو طالب الحربي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 48/18.
2- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين زيادة عن ت.
3- الأصل: و قتادة، و المثبت «عن قتادة» عن ت.
4- بياض بالأصل، و المثبت بين معكوفتين عن ت.

أخبرني أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنبأنا أبو بكر الخطيب قال:

عيسى بن أبي عيسى بن بزّاز أبو موسى القابسي، قدم علينا بغداد بعد سنة ثلاثين و أربع مائة، فسمع من شيوخ ذلك الوقت، و أقام عندنا مدة ثم رجع إلى بلده.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1)،قال:

و أما بزّاز بزاي قبل الألف مشددة، و زاي بعدها.

و القابسي (2):بالقاف و الباء المعجمة بواحدة، و بالسين المهملة فهو: أبو موسى عيسى بن أبي عيسى بن بزّاز القابسي، ورد بغداد، و سمع من بعض مشايخنا، و سمع ببلاده من أبي عبد اللّه الحسين بن عبد الرّحمن الاجدابي الفقيه.

قرأت بخط أبي محمّد بن صابر، سألت علي بن طاهر عن عيسى القابسي ؟ فقال:

ثقة.

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني: ورد الخبر بوفاة أبي موسى عيسى بن أبي عيسى بن بزّاز بن مجير القابسي الفقيه بمصر، في سنة سبع و أربعين و أربع مائة، و كان قدم دمشق طالبا للعلم، و حدّث بها عن جماعة من البغداديين كأبي القاسم التّنوخي، و الحسن بن علي الجوهري و غيرهما.

5511 - عيسى بن محمّد بن إسحاق

و يقال: ابن محمّد بن عيسى

أبو عمير الرّملي (3)

يعرف بابن النّحّاس.

حدّث عن الوليد بن مسلم، و يحيى بن عيسى الرّملي، و ضمرة بن ربيعة، و أيوب بن سويد، و زيد بن يزيد بن أبي الزّرقاء، و الوليد بن هشام بن يحيى، و الوليد (4) بن كثير الرّملي، و الهيثم بن جميل.

ص: 336


1- الاكمال لابن ماكولا 259/1.
2- الاكمال لابن ماكولا 380/6.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 571/14 و تهذيب التهذيب 461/4 و الجرح و التعديل 286/6 و سير أعلام النبلاء 52/12.
4- كذا بالأصل و ت، و في تهذيب الكمال: و كثير بن الوليد الرملي.

روى عنه: يحيى بن معين، و البخاري، و أبو زرعة، و أبو حاتم الرازيان، و أبو عبد اللّه النّسائي، و أبو الحسن بن جوصا، و أبو بكر بن أبي داود، و العباس بن محمّد بن قتيبة، و عبيد اللّه بن أحمد بن الصّنّام، و إبراهيم بن دحيم، و أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي (1)،و محمّد بن عبيد بن آدم (2) العسقلاني، و أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن مهران الإسماعيلي، و أبو الحسن محمّد بن إسحاق بن راهويه، و عبد اللّه بن أحمد بن أبي الحواري، و خالد بن روح الثقفي، و أبو الحارث محمّد بن مصعب الدمشقي، و جعفر الفريابي، و عمر بن محمّد البجيري (3).

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنبأنا أبو عثمان البحيري، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان، أنبأنا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث.

ح و أخبرنا أبو بكر علي بن إبراهيم النّسيب، أنبأنا أبو القاسم علي بن الفضل بن الفرات، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، حدّثنا أحمد بن عمير بن يوسف، قالا: حدّثنا أبو عمير الرّملي، حدّثنا ضمرة، عن الأوزاعي، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي ثعلبة الخشني.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال - و في حديث النّسيب قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:- «كلّ ما ردت عليك قوسك»[10243].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد، و أبو البركات يحيى بن الحسن بن الحسين، و أبو بكر محمّد، و أبو عمرو عثمان ابنا أحمد بن دحروج، و أبو القاسم بن السّمرقندي قالوا: أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، حدّثنا عيسى بن علي - إملاء - نا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث - إملاء - نا أبو عمير عيسى بن محمّد، و عيسى بن يونس الرّمليان، قالا: حدّثنا ضمرة، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت:

ص: 337


1- أقحم بعدها بالأصل: و محمّد بن عبيد بن قتيبة، و عبيد اللّه بن أحمد بن الصنام، و إبراهيم بن دحيم، و أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي.
2- كتب قبلها بالأصل: قتيبة، ثم شطبت، و كتب: آدم.
3- الأصل و م: البحيري، تصحيف، و التصويب عن تهذيب الكمال راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 14/رقم 219.

طيبت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لإحرامه، و طيبته لإحلاله بطيب لا يشبه طيبكم هذا.

قال ابن يونس في حديثه: يعني ليس له بقاء.

قال لنا أبو بكر بن أبي داود: لم يروه عن الأوزاعي إلاّ ضمرة.

قرأت في كتاب علي بن الحسن الربعي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، حدّثنا أحمد بن عمير، قال (1):

سمعت أبا عمير يقول: قدم علينا الوليد بن مسلم في سنة أربع و تسعين [و مائة] (2)فاستقرض له أبي دنانير، فحجّ من الرملة، فمات منصرفه من الحجّ بذي المروة (3) قبل أن يصل، فمضى أبي إلى دمشق حتى أبيع منزله و قضى دينه.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد.

قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (4):

عيسى بن محمّد أبو عمير الرّملي المعروف بابن النحّاس، روى عن الوليد بن مسلم، و ضمرة بن و أيوب و يحيى بن عيسى الرملي و زيد بن أبي الزرقاء روى عنه أبي و أبو زرعة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:

أبو عمير عيسى بن محمّد الرّملي، يقال له ابن النحّاس، سمع ضمرة بن ربيعة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عمير عيسى بن محمّد الرّملي.

ص: 338


1- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 52/12.
2- الزيادة عن سير الأعلام.
3- ذو المروة: قبل قرية بوادي القرى، و قيل: قرية بين خشب و وادي القرى.
4- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 286/6.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني، حدّثنا أبو القاسم تمّام بن محمّد، حدّثنا أبو عبد اللّه الكندي، حدّثنا أبو زرعة قال في آخر الطبقات: أبو عمير.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة - بقراءتي عليه - عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا إبراهيم بن يونس بن محمّد، أنبأنا أبو زكريا.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة، أنبأنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنبأنا رشأ بن نظيف، قالا: حدّثنا عبد الغني بن سعيد قال:

فأما النّحاس بالنون و الحاء المهملة، فهو أبو عمير عيسى بن محمّد بن النحّاس الرّملي صاحب ضمرة بن ربيعة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1)،قال:

أما النّحّاس بحاء مهملة فهو أبو عمير عيسى بن محمّد النحّاس الرّملي صاحب ضمرة بن ربيعة.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو الطيب محمّد بن القاسم بن جعفر، حدّثنا إبراهيم بن الجنيد، قال: سئل يحيى بن معين عن أبي عمير بن النحّاس فقال: ثقة، من أحفظ الناس بحديث ضمرة (2).

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي بن محمّد.

قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3) قال:

سمعته - يعني أبا زرعة - يقول: حدّثنا أبو عمير الرّملي، و كان ثقة رضى.

ص: 339


1- الاكمال لابن ماكولا 286/7.
2- الخبر من طريق إبراهيم بن عبد اللّه بن الجنيد في تهذيب الكمال 572/14.
3- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 286/6.

قال: و سمعت أبي يقول: كان أبو عمير (1) الرّملي من عبّاد المسلمين، كان يطلب العلم و على ظهره خريقة قدر ذراع، يختلف إلى الوليد و ضمرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو علي بن المسلمة. و أبو القاسم بن العلاّف، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأنا الحسن بن محمّد بن الحسن السلولي، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي فطين قال:

مات أبو عمير عيسى بن محمّد الرّملي سنة ست و خمسين و مائتين (2).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو (3) سليمان بن زبر (4) قال: سنة ست و خمسين و مائتين فيها مات أبو عمير بن النّحاس ليلة الخميس في بيت مامين (5) و حمل إلى الرّملة ليلة الجمعة نصف الليل، و دفن يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة لثمانية أيام مضت من المحرم سنة ست و خمسين و مائتين (6).

ذكر أبو الفضل محمّد بن طاهر المقدسي (7) فيما أخبره أبو عمرو بن مندة، عن أبيه، أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن مروان قال: قال عمرو بن دحيم:

مات بدمشق يوم الثلاثاء لليلتين بقيتا من رجب سنة ست و سبعين و مائتين.

و هذا وهم .

5512 - عيسى بن محمّد بن حبيب

أبو عبد اللّه الأندلسي

قدم دمشق، و حدّث بها، و بمصر، و حمص عن أبي بكر أحمد بن هارون بن هانئ الإسكندراني، و ياسين بن محمّد بن عبد الرحيم البجّاني الأنصاري، و أبي عبد اللّه

ص: 340


1- الأصل: أبو عبيد، تصحيف، و التصويب عن ت و الجرح و التعديل.
2- تهذيب الكمال 573/14.
3- «أبو» كتبت فوق الكلام بين السطرين في الأصل.
4- الأصل: زيد، تصحيف، و التصويب عن ت، و تهذيب الكمال و سير الأعلام.
5- بيت مامين: قرية من قرى الرملة. مات بها أبو عمير عيسى بن محمّد بن إسحاق (معجم البلدان)، و جاء في تهذيب الكمال:«بيت يامين» تصحيف.
6- رواه المزي في تهذيب الكمال 573/14 و سير أعلام النبلاء 53/12 و معجم البلدان (بيت مامين).
7- رواه المزي في تهذيب الكمال 573/14.

محمّد بن أحمد بن حمّاد زغبة، و علي بن الحسن بن عبد الوارث الصّنعاني.

روى عنه: أبو الحسين الرازي، و أبو الحسين بن جميع، و أبو الفتح محمّد بن إبراهيم الطّرسوسي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: أنبأنا أبو نصر بن طلاّب، أنبأنا أبو الحسين بن جميع، حدّثنا عيسى بن محمّد أبو عبد اللّه الأندلسي بمصر، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن حمّاد زغبة، قال: سمعت عبد الغني بن أبي عقيل يقول: سمعت المفضل (1) بن فضالة القتباني (2) و كان قاضيا لأهل مصر يقول:

من أراد أن يأكل من بوش مصر فليأكل من بوشها بالغداة و من ناطفها القند (3) بالعشي.

قال عبد الغني: رأيت المفضّل يركب فرسا، و كان له وفرة.

قال لنا أبو عامر العبدري الحافظ : أراه أراد ببوش مصر: أخلاطها من تلك الموالح و الكوامخ. و البوش الجماعة من الناس، و بوّش [القوم:] (4) كثروا و أخلطوا (5).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا علي بن محمّد الحنّائي، أنبأنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم البزّاز بالقدس، حدّثني عيسى بن محمّد بن أبي سليمان الأندلسي بحمص - إملاء - نا علي بن الحسن بن عبد الوارث الصّنعاني، حدّثنا إبراهيم بن أحمد اليماني، حدّثنا يزيد بن أبي حكيم العدني عن ياسين الزيات عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه لا يقبض العلم» و ذكر الحديث[10244].

أنبأنا أبو محمّد المزكي، حدّثنا عبد العزيز - لفظا - أنبأنا تمّام بن محمّد - إجازة - حدّثني أبي، حدّثني أبو عبد اللّه عيسى بن محمّد بن حبيب الأندلسي بدمشق، حدّثنا أبو بكر أحمد بن هارون بن هانئ بن المتوكل الإسكندراني، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم قال: سمعت محمّد بن إدريس الشافعي يقول:

ص: 341


1- الأصل: الفضل، تصحيف، و التصويب عن ت.
2- إعجامها مضطرب بالأصل و ت. و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 332/18.
3- القند: عسل قصب السكر إذا جمد.
4- زيادة لازمة عن ت.
5- كذا بالأصل، و في ت و المختصر:«و خلطوا» و جاء في تاج العروس: بوش: و بوشوا تبويشا و تبوشوا: كثروا و اختلطوا.

وصف لي رجل من العباد باليمن، و ذكر لي فضله، فارتحلت حتى قدمت عليه بالجند (1)،فإذا رجل كما وصف لي أو فوق ذلك، و إذا به راكعا و ساجدا فقلت: رحمك اللّه من أجلك ارتحلت، و انفتل عن صلاته و كتب بإصبعه على الأرض:

منع اللسان من الكلام لأنّه *** خبث الردى و موضع الآفات

ثم قام إلى الصلاة، فلم يزد عليه شيئا.

قرأت على أبي الحسن (2) سعد الخير بن محمّد، عن أبي عبد اللّه الحميدي قال (3):

عيسى بن محمّد بن حبيب أبو عبد اللّه محدّث أندلسي دخل مصر و حدّث بها عن ياسين بن محمّد بن عبد الرحيم الأنصاري البجّائي، و أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد بن حمّاد زغبة، روى عنه أبو سعيد بن يونس، و أحمد بن محمّد بن سرورة (4) المصريان، و أبو الحسين محمّد بن أحمد بن جميع.

5513 - عيسى بن محمّد بن السّمط

أبو محمّد الشاهد

حدّث عن أبي زيد محمّد بن أحمد بن عبد اللّه المروزي الفقيه.

روى عنه: علي بن محمّد الحنّائي.

قرأت بخط علي بن محمّد الحنّائي، أنبأنا أبو محمّد عيسى بن محمّد بن السّمط الشاهد، أنبأنا أبو زيد محمّد بن أحمد المروزي، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف الفربري - بفربر - حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل البخاري (5)،حدّثنا إسماعيل بن عبد اللّه، حدّثني مالك عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«لا تدخلوا على هؤلاء المعذّبين إلاّ أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم فيصيبكم (6) مثل ما أصابهم»[10245].

ص: 342


1- الجند: بفتح الجيم و النون، من المدن النجدية باليمن، و بين الجند و صنعاء ثمانية و خمسون فرسخا (راجع معجم البلدان).
2- الأصل و ت:«أبي محمّد الحسن سعد الخير» قارن مع مشيخة ابن عساكر 70/ب.
3- بغية الملتمس للحميدي ص 297 رقم 675.
4- تقرأ بالأصل و ت:«سدره» و المثبت عن بغية الملتمس.
5- صحيح البخاري(8) كتاب الصلاة،(54) باب، رقم 433(128/1) طبعة دار الفكر.
6- في صحيح البخاري: لا يصيبكم ما أصابهم.

أخبرناه عاليا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز العباسي - نقيب مكة ببغداد - أنبأنا أبو علي الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن الشافعي - بمكة حرسها اللّه - أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن فراس المكي، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن الفضل (1) المكي، حدّثنا أبو صالح محمّد بن أبي الأزهر المعروف بابن زنبور المكي مولى بني هاشم، حدّثنا إسماعيل بن جعفر، أنبأنا عبد اللّه بن دينار أنه سمع ابن عمر قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أصحاب الحجر:«لا تدخلوا على هؤلاء القوم المحدثين إلاّ أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم»[10246].

5514 - عيسى بن محمّد بن الطيب بن علي

أبو طالب البغدادي الباقلانيّ

سمع بدمشق أبا بكر محمّد بن عبد الرّحمن، و تمّام بن محمّد الرازي، و أبا الحسن علي بن أحمد بن محمّد الشّرابي، و أبا عبد اللّه الحسين بن عثمان بن أحمد، و ابن عمه أبا الفتح محمّد بن عمر بن أحمد.... (2)،و أبا الحسين عبد الرّحمن بن إسحاق بن عبد العزيز اللّهبي، و أبا القاسم عبد المنعم بن المحسن بن خليل، و ببغداد: أبا طاهر المخلّص.

و حدّث في الغربة.

روى عنه: أبو القاسم سعيد بن محمّد بن الحسن الإدريسي المروزي إمام جامع صور.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أبو القاسم سعيد بن محمّد بن الحسن الإدريسي - إجازة - و نقلته أنا من خط الإدريسي، حدّثنا أبو طالب عيسى بن محمّد الباقلاّني - رحمه اللّه - بمدينة الكدراء (3) حفظا، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن المعروف بالمخلّص - ببغداد إملاء - أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، حدّثنا أبو نصر التّمّار، أنبأنا

ص: 343


1- تقرأ بالأصل:«المفضل» تصحيف، و التصويب عن ت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 9/15.
2- تقرأ بالأصل:«البررديين» و في ت:«الببرودين».
3- كدراء اسم مدينة باليمن على وادي سهام (معجم البلدان).

حمّاد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لكلّ شيء زكاة، و زكاة الدار بيت الضيافة»[10247].

5515 - عيسى بن محمّد بن عبد اللّه بن الشهريج

أبو موسى (1)

مولى بني هاشم البغدادي.

حدّث بدمشق: عن الحسين (2) بن إبراهيم البابي، و محفوظ بن بحر الأنطاكي، و محمّد بن سهل بن عسكر.

روى عنه: أبو أحمد بن عدي، و أبو علي بن شعيب، و أحمد بن عبد اللّه بن (3)الفرج بن البرامي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا أبو سعد الماليني - قراءة عليه - حدّثنا عبد اللّه بن عدي الحافظ - بجرجان - حدّثنا عيسى بن محمّد بن عبد اللّه أبو موسى البغدادي بدمشق، حدّثنا الحسين بن إبراهيم البابي، حدّثنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:

«لما عرج بي رأيت على ساق العرش مكتوبا: لا إله إلاّ اللّه، محمّد رسول اللّه، أيّدته بعلي، نصرته بعلي»[10248].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو سعد الماليني - قراءة - أنبأنا.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم الإسماعيلي، أنبأنا حمزة بن يوسف السهمي، حدّثنا عبد اللّه بن عدي، أنبأنا أبو موسى عيسى بن محمّد بن عبد اللّه البغدادي - بدمشق - حدّثنا الحسين بن إبراهيم البابي - بباب الأبواب - حدّثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك.

ص: 344


1- ترجمته في تاريخ بغداد 173/11 و فيه: عيسى بن محمّد بن عبيد اللّه.
2- في معجم البلدان: باب: الحسن بن إبراهيم البابي حدث عن حميد الطويل.
3- في ت: أبو الفرج.
4- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 173/11.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«تختّموا بالعقيق، فإنه ينفي الفقر (1)،و اليمين أحقّ بالزّينة»[1420].

و لم يكن زمن الخطيب أبا موسى، و لم يقل: بباب الأبواب.

قرأت بخط أبي القاسم تمّام بن محمّد، حدّثني أبو علي الأنصاري، حدّثنا عيسى بن محمّد بن عبد اللّه البغدادي قدم دمشق، حدّثنا الحسين بن إبراهيم البابي، فذكر هذا الحديث.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):

عيسى بن محمّد بن عبد اللّه أبو موسى حدّث بدمشق عن الحسين إبراهيم البابي شيخ مجهول من أهل الباب و الأبواب (3)-روى عنه ابن عدي.

5516 - عيسى بن محمّد بن عبد العزيز

ابن عبد اللّه بن عبد اللّه (4) بن عمر بن الخطّاب

القرشي العدوي (5)

أصله من المدينة، و سكن دمشق، ثم خرج عنها، و مات بكرمان و كان من وجوه بني عدي و شعرائهم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو عبد اللّه الطوسي، حدّثنا الزّبير بن بكار، قال (6):

و عيسى بن محمّد بن عبد العزيز بن عبد اللّه كان من رجال قريش لسانا و جلدا، و كان قد نزل دمشق، و أمّه أم عاصم بنت عمر بن عثمان بن عبد اللّه بن عبد اللّه بن

ص: 345


1- رواه ياقوت في معجم البلدان (باب) من طريق الحسن بن إبراهيم عن حميد الطويل.
2- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 173/11.
3- كذا بالأصل و ت و تاريخ بغداد، و في معجم البلدان: باب الأبواب و يقال له الباب غير مضاف، و الباب و الأبواب، و هو الدربند. و باب الأبواب: على بحر طبرستان و هو بحر الخزر: و هي مدينة أكبر من أردبيل.
4- كتب فوقها في ت: صح.
5- نسب قريش للمصعب ص 359 و جمهرة ابن حزم ص 153.
6- نسب قريش للمصعب ص 359.

سراقة بن المعتمر، و مات عيسى بن محمّد بكرمان.

قال: و حدّثنا الزّبير، أخبرني عثمان بن عبد الرّحمن عن من أخبره أن عيسى بن محمّد بن عبد العزيز العمري قال بكرمان و هو يموت:

لعمري لئن أمسي بكرمان مضجعي *** غريبا لما نامت عليّ النوائح

بيثرب تبكيني عيون كثيرة *** حسّان مجاري الدّمع عنّي نوازح

5517 - عيسى بن محمّد، و يقال: بن موسى

أبو موسى النّوشري (1)

ولي إمرة دمشق من قبل المنتصر باللّه بن المتوكل (2)،و المستعين (3) و ولي شرطة بغداد من قبل المكتفي (4)،و انتدب لقتال أمير أصبهان و غيره من أمراء الجبال (5)،و ظهرت كفايته و ولي أصبهان، و ولي مصر من قبل المكتفي.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي: عيسى النّوشري أمير دمشق من قبل المنتصر باللّه وليها أول مرة للمنتصر باللّه سنة سبع و أربعين و مائتين، حدّثني بذلك أبو الحارث إسماعيل بن إبراهيم المرّي الدمشقي عن شيوخه من أهل دمشق [قال:] و حدثني إسماعيل بن إبراهيم عن شيوخه قال: ثم ولي النوشري دمشق سنة تسع و أربعين و مائتين و فيها واقع عيسى بن الشيخ (6).

ذكر أبو عمر محمّد بن يوسف الكندي (7).

أن عيسى النوشري توفي يوم الأربعاء لأربع بقين من شعبان سنة سبع و تسعين و مائتين

ص: 346


1- أخباره في: أمراء دمشق ص 81 و تحفة ذوي الألباب للصفدي 304/1 و الخطط المقريزية 327/1 و النجوم الزاهرة 145/3 و الطبري (الفهارس)، و الكامل لابن الأثير (الفهارس) و ولاة مصر للكندي ص 278 و سير أعلام النبلاء 46/14.
2- ترجمته في فوات الوفيات 372/2 و تاريخ الخلفاء للسيوطي 356.
3- هو أبو العباس أحمد بن المعتصم باللّه ابن الرشيد، أخو المتوكل ترجمته في الوافي بالوفيات 93/8 و فوات الوفيات 124/1.
4- هو أبو محمّد علي بن أحمد بن المعتضد، المكتفي باللّه، ترجمته في فوات الوفيات 86/2.
5- راجع ما جاء فيها في معجم البلدان (الجبل).
6- تقدمت ترجمته في هذا الجزء قريبا.
7- الخبر في ولاة مصر للكندي ص 286.

بمصر، و هو وال عليها، و كانت ولايته عليها خمس سنين و شهرين و نصفا.

و ذكر غير أبي عمر أنه دفن ببيت المقدس فقلّد أعمال المعادن بمصر مكانه تكين الخاصة (1).

و ذكر غيرهما أنه مات يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من شعبان، و اللّه أعلم.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس بن علي بن أبو الفضل بن سلم.

ح و حدّثني أبو بكر اللّفتواني عنهما قالا: أنبأنا أحمد بن الفضل، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: توفي النّوشري في شعبان سنة تسع و تسعين و مائتين.

5518 - عيسى بن المثنى الكلبي

حكى عن أبي كريمة الكلبي العابد.

حكى عنه أحمد بن أبي الحواري حكاية ذكرتها في ترجمة أبي كريمة.

5519 - عيسى بن مريم

5519 - عيسى (2) بن مريم

روح اللّه و كلمته و عبده و رسوله

صلّى اللّه على نبيّنا و عليه [و سلم]

كان يأوي إلى الربوة لما خاف من ذوي الكفر و القسوة، كما أخبر اللّه في كتابه، فقال و هو خير ناصر و معين: وَ آوَيْنٰاهُمٰا إِلىٰ رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ وَ مَعِينٍ (3)ذكر ذلك جماعة من المفسرين و أهل القدوة و قد سقنا أقاويلهم في باب فضل الرّبوة (4).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنبأنا أحمد بن سندي بن الحسن، حدّثنا الحسن بن علي القطّان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى، أنبأنا إسحاق بن بشير، أنبأنا جويبر و مقاتل عن الضّحّاك عن ابن عبّاس.

ص: 347


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 386/10 و سير أعلام النبلاء 95/15 و ولاة مصر للكندي ص 286.
2- انظر قصته في تاريخ الطبري 585/1 و ما بعدها و البداية و النهاية 66/2 و ما بعدها، و قصص الأنبياء لابن كثير ص 351 و ما بعدها.
3- سورة المؤمنون، الآية:50.
4- راجع ما جاء في فضلها، في تاريخ مدينة دمشق 337/2 و قال ابن كثير في البداية و النهاية 91/2: و قد اختلف السلف و المفسرون في المراد بهذه الربوة التي ذكر اللّه من صفتها أنها ذات قرار و معين.

في قوله تعالى: وَ بَرًّا بِوٰالِدَيْهِ (1)قال: كان لا يعصيهما، وَ لَمْ يَكُنْ جَبّٰاراً (2)قال ابن عبّاس: و لم يكن قتال النّفس التي حرم اللّه قتلها عَصِيًّا (3)يعني لم يكن عاصيا لربّه وَ سَلاٰمٌ عَلَيْهِ (4)يعني حين سلّم اللّه عليه حين ولد وَ يَوْمَ يَمُوتُ وَ يَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (5)قال ابن عبّاس: لما وهب اللّه لزكريا يحيى بلغ ثلاث سنين، بشّر اللّه مريم بعيسى، فبينا هي في المحراب إذ قالت الملائكة - و هو جبريل وحده- يٰا مَرْيَمُ إِنَّ اللّٰهَ اصْطَفٰاكِ وَ طَهَّرَكِ (6)من الفاحشة وَ اصْطَفٰاكِ و يعني و اختارك عَلىٰ نِسٰاءِ الْعٰالَمِينَ عالم أمتها، يٰا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ يعني صلّى لربك؛ يقول اذكري لربك في الصلاة بطول القيام. فكانت تقوم حتى ورمت قدماها، وَ اسْجُدِي وَ ارْكَعِي مَعَ الرّٰاكِعِينَ يعني مع المصلين، مع قراء بيت المقدس يقول اللّه لنبيه صلّى اللّه عليه و سلم ذٰلِكَ مِنْ أَنْبٰاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ يعني بالخبر الغيب في قصة زكريا و يحيى و مريم، وَ مٰا كُنْتَ لَدَيْهِمْ يعني عندهم إِذْ يُلْقُونَ أَقْلاٰمَهُمْ (7)في كفالة مريم، ثم قال: يا محمّد - يخبر بقصة عيسى إِذْ قٰالَتِ الْمَلاٰئِكَةُ يٰا مَرْيَمُ إِنَّ اللّٰهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ ، اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيٰا (8)يعني مكينا عند اللّه في الدنيا من المقربين في الآخرة وَ يُكَلِّمُ النّٰاسَ فِي الْمَهْدِ -يعني في الخرق - في محرابه وَ كَهْلاً و يكلمهم كهلا إذا اجتمع قبل أن يرفع إلى السماء، وَ مِنَ الصّٰالِحِينَ (9)يعني من المرسلين.

قال و أنبأنا جويبر عن الضّحّاك عن ابن عبّاس.

في قوله: وَ اذْكُرْ فِي الْكِتٰابِ مَرْيَمَ (10)يقول: قصّ ذكرها على اليهود و النصارى و مشركي العرب إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهٰا يعني خرجت من أهلها مَكٰاناً شَرْقِيًّا مما يلي الشرق، فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجٰاباً و ذلك لما أراد اللّه أن يبتدئها بالكرامة و يبشرها بعيسى، و كانت اغتسلت من المحيض فتشرّقت و جعلت بينها و بين قومها حجابا، يعني جبلا، فكان الجبل بين مجلسها و بين بيت المقدس (11) قال: كانت خرج من بيت المقدس، فَأَرْسَلْنٰا إِلَيْهٰا رُوحَنٰا -يعني جبريل- فَتَمَثَّلَ لَهٰا بَشَراً سَوِيًّا في صورة الآدميين سويا: يعني معتدلا شابا، أبيض الوجه جعدا قططا، حين اخضرّ شاربه، فلما نظرت إليه قائما بين يديها قالت:

إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمٰنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (12) و ذلك أنّها شبهته بشابّ كان يراها و نشأ معها يقال

ص: 348


1- سورة مريم، الآيتان 14 و 15.
2- سورة مريم، الآيتان 14 و 15.
3- سورة مريم، الآيتان 14 و 15.
4- سورة مريم، الآيتان 14 و 15.
5- سورة مريم، الآيتان 14 و 15.
6- سورة آل عمران، الآيات 41 و 44.
7- سورة آل عمران، الآيات 41 و 44.
8- سورة آل عمران، الآيتان 45 و 46.
9- سورة آل عمران، الآيتان 45 و 46.
10- سورة مريم، الآيات 16-18.
11- من قوله: مما يلي الشرق إلى هنا استدرك على هامش الأصل، و بعدها صح.
12- سورة مريم، الآيات 16-18.

له يوسف من بني إسرائيل، و كان من خدم بيت المقدس، فخافت أن يكون الشيطان استزلّه فمن ثمّ قالت: أَعُوذُ بِالرَّحْمٰنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا يعني إن كنت تخاف اللّه قٰالَ جبريل و تبسّم: إِنَّمٰا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاٰماً زَكِيًّا يعني للّه مطيعا من غير بشر قالت:

قٰالَتْ : أَنّٰى يَكُونُ لِي غُلاٰمٌ أو ولد وَ لَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ يعني زوجا، لأن الأنثى تحمل من الذكر، وَ لَمْ أَكُ بَغِيًّا ،أي مومسة، قٰالَ جبريل: كَذٰلِكِ يعني هكذا قٰالَ رَبُّكِ :

هُوَ (1) عَلَيَّ هَيِّنٌ يعني خلقه من غير بشر و هو من غير زوج، و هو يخلق ما يشاء وَ لِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنّٰاسِ قال: يعني عبرة للناس قال ابن عبّاس: و الناس هاهنا للمؤمنين خاصة، وَ رَحْمَةً مِنّٰا لمن صدّق بأنه رسول اللّه وَ كٰانَ أَمْراً مَقْضِيًّا (2)يعني كائنا أن يكون من غير بشر وَ يُعَلِّمُهُ الْكِتٰابَ (3)يعني يخط الكتاب بيده وَ الْحِكْمَةَ يعني الحلال و الحرام وَ يُعَلِّمُهُ الْكِتٰابَ وَ الْحِكْمَةَ و السنة وَ التَّوْرٰاةَ وَ الْإِنْجِيلَ ، وَ رَسُولاً إِلىٰ بَنِي إِسْرٰائِيلَ و أجعل على يديه الآيات و العجائب، فَحَمَلَتْهُ (4)قال: قال ابن عبّاس: فدنا جبريل فنفخ في جنبها، فدخلت النفخة جوفها، فاحتملت كما تحمل النساء في الرحم و المشيمة و وضعته كما تضع النساء.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه الفراوي، و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد السّلمي، قالا:

أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني محمّد بن علي الشيباني - بالكوفة - حدّثنا أحمد بن حازم الغفاري، حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، أنبأنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعب قال:

كان روح عيسى بن مريم عليه السلام من تلك الأرواح التي أخذ عليها الميثاق في زمن آدم عليه السلام، فأرسله اللّه إلى مريم في صورة بشر، فَتَمَثَّلَ لَهٰا بَشَراً سَوِيًّا تلا إلى قوله فَحَمَلَتْهُ قال: حملت الذي خاطبها و هو روح عيسى، قال: فدخل من فيها.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر بن مالك، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل (5)،حدّثني محمّد بن يعقوب الرّبالى، حدّثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يحدّث عن الربيع بن أنس عن الرّفيع أبي العالية عن أبي بن كعب.

ص: 349


1- الأصل: و هو.
2- سورة مريم، الآية:21.
3- سورة آل عمران، الآيتان 48 و 49.
4- سورة مريم، الآية:22.
5- رواه أحمد بن حنبل في المسند 47/8 رقم 21290 طبعة دار الفكر.

في قول اللّه عزّ و جل: وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ (1)قال:

جمعهم فجعلهم أرواحا ثم صوّرهم، فاستنطقهم فتكلموا، ثم أخذ عليهم العهد و الميثاق وَ أَشْهَدَهُمْ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قال: فإنّي أشهد عليكم السموات السبع و الأرضين السبع، و أشهد عليكم أباكم آدم أن تقولوا يوم القيامة: لم نعلم بهذا، اعلموا أنه لا إله غيري، و لا تشركوا بي شيئا، إنّي سأرسل إليكم رسلي يذكرونكم عهدي و ميثاقي، و أنزل عليكم كتبي قالوا: شهدنا بأنك ربّنا و إلهنا، لا رب لنا غيرك، و لا إله لنا غيرك، فأقروا يومئذ، و رفع إليهم آدم ينظر إليهم، فرأى الغني و الفقير، و حسن الصورة و دون ذلك، فقال: ربّ لو لا سوّيت بين عبادك، فقال: إنّي أحب أن أشكر. و رأى الأنبياء صلّى اللّه عليهم مثل السّرج عليهم النور خصوا بميثاق آخر في الرسالة و النبوة و هو قوله: وَ إِذْ أَخَذْنٰا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثٰاقَهُمْ (2)إلى قوله عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ (3)كان في تلك الأرواح فأرسله إلى مريم، فحدّث عن أبيّ أنه دخل من فيها.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد، أنبأنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصر، حدّثنا أبو بكر جعفر بن محمّد بن الحسن الفريابي، حدّثنا يحيى بن حبيب بن عربي، حدّثنا المعتمر بن سليمان قال: قال أبي عن الربيع بن أنس عن رفيع أبي العالية عن أبيّ بن كعب.

في قول اللّه: وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ، وَ أَشْهَدَهُمْ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قٰالُوا: بَلىٰ ، شَهِدْنٰا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيٰامَةِ إِنّٰا كُنّٰا عَنْ هٰذٰا غٰافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمٰا أَشْرَكَ آبٰاؤُنٰا مِنْ قَبْلُ وَ كُنّٰا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَ فَتُهْلِكُنٰا بِمٰا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (4)قال: جمعهم فجعلهم أرواحا (5)ثم صوّرهم و استنطقهم فتكلموا و أخذ عليهم العهد و الميثاق وَ أَشْهَدَهُمْ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قٰالُوا بَلىٰ شَهِدْنٰا أَنْ تَقُولُوا إلى قوله: اَلْمُبْطِلُونَ قال: فإنّي أشهد عليكم السموات السبع و الأرضين السبع، و يشهد عليكم أبوكم آدم أن تقولوا يوم القيامة لم نعلم، فهذا اعلموا أنه لا إله غيري، و لا ربّ غيري، فلا تشركوا بي شيئا، فإنّي سأرسل عليكم رسلي يذكرونكم عهدي و ميثاقي، و أنزل عليكم كتابي، قالوا: نشهد أنك ربّنا و إلهنا لا ربّ لنا غيرك، و لا إله لنا غيرك، فأقروا يومئذ بالطاعة، و رفع عليهم أباهم آدم فنظر إليهم،

ص: 350


1- سورة الأعراف، الآية:172.
2- سورة الأحزاب، الآية:7.
3- سورة الأحزاب، الآية:7.
4- سورة الأعراف، الآيتان 172 و 173.
5- الأصل: أزواجا، و المثبت عن المختصر.

فرأى فيهم الغنيّ و الفقير، و الحسن الصورة و دون ذلك، فقال: ربّ لو سوّيت بين عبادك، قال: إنّي أحب أن أشكر، و رأى فيهم الأنبياء مثل السّرج عليهم النور و خصّوا بميثاق آخر في الرسالة و النبوة و هو الذي يقول: وَ إِذْ أَخَذْنٰا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثٰاقَهُمْ ، وَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ وَ إِبْرٰاهِيمَ وَ مُوسىٰ وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَ أَخَذْنٰا مِنْهُمْ مِيثٰاقاً غَلِيظاً (1)و هو الذي يقول فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللّٰهِ الَّتِي فَطَرَ النّٰاسَ عَلَيْهٰا، لاٰ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللّٰهِ (2)و كان روح عيسى في تلك الأرواح التي أخذ عليها العهد و الميثاق، فأرسل ذلك الروح إلى مريم، قال: فَأَرْسَلْنٰا إِلَيْهٰا رُوحَنٰا فَتَمَثَّلَ لَهٰا بَشَراً سَوِيًّا إلى قوله: وَ كٰانَ أَمْراً مَقْضِيًّا قال: فَحَمَلَتْهُ (3) قال:

حملت الذي خاطبه أو هو روح عيسى.

قال: فسأله مقاتل بن حيّان: من أين دخل الرّوح ؟ فذكر عن أبي العالية عن أبيّ بن كعب أنه دخل من فيها.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن إبراهيم بن محمّد الكرماني، أنبأنا أبو الفتح المظفّر بن حمزة بن محمّد الجرجاني، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف بن بامويه الأصبهاني.

ح و أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي، أنبأنا أبو محمّد بن النحّاس، قالا: أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي - زاد الخلعي قال: حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل الطّلحي ثم اتفقا:- حدّثنا إبراهيم بن بيان بن إبراهيم الحنفي - بالكوفة - حدّثنا يعيش بن الجهم، حدّثنا الحسن بن قتيبة الخزاعي، عن حمزة الزيات، عن شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال:

قالت مريم الصّدّيقة:

كنت إذا خلوت حدّثني عيسى و حدّثته، فإذا كان عندنا إنسان سمعته يسبّح في بطني، و قال الخلعي: سمعت تسبيحه في بطني.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا يوسف بن يعقوب، حدّثنا الحسن بن المثنى، حدّثنا موسى بن مسعود أبو حذيفة، حدّثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال:

ص: 351


1- سورة الأحزاب، الآية:7.
2- سورة الروم، الآية:30.
3- سورة مريم، الآيات 17-22.

كانت مريم تقول: كان عيسى إذا كان عندي أحد يتحدّث معي سبّح في بطني، و إذا خلوت فلم يكن عندي أحد حدّثته و حدّثني و هو في بطني (1).

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز العبّاسي، أنبأنا الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن الشافعي، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه الدّيبلي، حدّثنا إدريس بن سليمان بن أبي الزيّات، حدّثنا يحيى بن أبي بكر، حدّثنا شبل بن عبّاد، عن عبد اللّه بن أبي نجيح، نا مجاهد قال: قالت مريم: كنت إذا خلوت أنا و عيسى يسبّح في بطني، و أنا أسمع.

كذا رواه لنا أبو جعفر، و إنما يرويه ابن فراس عن عبّاس بن محمّد بن قتيبة عن إدريس.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن محمّد، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أحمد بن سندي بن الحسن، أنبأنا الحسن بن علي القطان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى، أنبأنا إسحاق بن بشر، أنبأنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن أنه قال:

بلغني أنّها حملته لسبع أو لتسع ساعات و وضعته من يومها، قال إسحاق: و قال هؤلاء المسمون أو من قال من منهم بإسناده قال: حملته تسعة أشهر كما تحمل النساء (2)،فاللّه أعلم أيّ (3) ذلك كان.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني، أنبأنا منصور بن الحسين بن علي، و أحمد بن محمود بن أحمد، قالا: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد بن منصور بن أبي الجهم الشيعي ببغداد، حدّثنا أبو حفص عمرو بن علي، حدّثنا أبو قتيبة، حدّثنا يونس بن الحارث الطائفي عن الشعبي قال:

كتب قيصر إلى عمر: إن رسلي أتتني من قبلك فزعمت أنّ قبلكم شجرة ليست بخليقة لشيء من الخير، تخرج مثل آذان الحمير، ثم تشقّق عن مثل اللؤلؤ ثم تخضرّ فتكون مثل الزمرّد الأخضر، ثم تحمر فتكون كالياقوت الأحمر، ثم تينع و تنضج فتكون كأطيب فالوذج

ص: 352


1- البداية و النهاية 78/2.
2- البداية و النهاية 78/2.
3- كذا بالأصل، و في المختصر: أنّى.

أكل، ثم تشقّق فتنثر فتكون عصمة للمقيم و زادا للمسافر، فإن تكن رسلي صدقتني فلا أرى هذه الشجرة إلاّ من شجرة الجنة.

فكتب إليه عمر:

من عبد اللّه عمر أمير المؤمنين إلى قيصر ملك الروم، إنّ رسلك صدقتك هذه الشجرة عندنا هي الشجرة التي أنبتها اللّه تعالى على مريم حين نفست بعيسى ابنها، فاتّق اللّه و لا تتخذ عيسى إلها من دون اللّه، فإنّ مَثَلَ عِيسىٰ عِنْدَ اللّٰهِ كَمَثَلِ آدَمَ ، خَلَقَهُ مِنْ تُرٰابٍ ، ثُمَّ قٰالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ، اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاٰ تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (1).

و أخبرنا (2)أبو الفرج أيضا، أنبأنا منصور بن الحسين (3)،و أحمد بن محمود، قالا:

أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو محمّد سعيد بن أحمد بن زكريا بن يحيى القضاعي، حدّثنا عمي محمّد بن زكريا، حدّثنا محمّد بن يوسف الفريابي، عن يونس بن الحارث الطائفي، أنبأنا الشعبي قال:

كتب قيصر - يعني: من قيصر - ملك الروم إلى عمر ملك العرب:

أما بعد، فإنّ الرسل أتوني من قبلك، فأخبروني أنّ قبلك شجرة ليس بخليقة للخير، تكون بين العشرة الأذرع إلى عشرين ذراعا، يخرج لها مثل آذان الحمير، ثم تشقّق عن مثل اللؤلؤ المنظوم في مثل قضبان الفضة، فيصيبون منه مع طيب ريح و طعم، ثم يكون كالياقوت الأحمر و مثل قضبان الذهب، فيصيبون منه مع طيب ريح و طعم، ثم يينع فيكون كأطيب خبيص، أو فالوذج أكله الناس، ثم تيبس فتكون عصمة للمقيم و زادا للمسافر، فإن تكن رسلي صدقوني عن تلك الشجرة فإنّي لا أحسبها إلاّ من شجر الجنّة.

قال: و كتب إليه عمر رضي اللّه عنه:

أمّا بعد، فإنّ رسلك قد صدقوا، و هي الشجرة التي أنبتها اللّه على مريم عليها السلام، فاتّق اللّه يا قيصر، و لا تتخذ عيسى عليه السلام إلها من دون اللّه، فإنّ عيسى كلمة اللّه و روحه ألقاها إلى مريم، فإن مَثَلَ عِيسىٰ عِنْدَ اللّٰهِ كَمَثَلِ آدَمَ ، خَلَقَهُ مِنْ تُرٰابٍ ثُمَّ قٰالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ، اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاٰ تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ .

ص: 353


1- سورة آل عمران، الآيات 59 و 60.
2- كتب فوقها في الأصل: ملحق.
3- الأصل: الحسن، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 152/18.

و بلغني أن من آدم إلى مولد المسيح خمسة آلاف و خمس مائة سنة، و من الطّوفان إلى مولده ثلاثة آلاف و مائتان و أربع و أربعون سنة، و من إبراهيم إلى مولده ألفان و سبع مائة و ثلاث عشرة، و من ملك داود إلى مولده ألف و تسع و خمسون سنة، و ولد في خمسة (1)و عشرين يوما من كانون الأول، و من رفع المسيح إلى هجرة النبي صلّى اللّه عليه و سلم تسع (2)مائة و ثلاث (3)و ثلاثون سنة، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنبأنا تمّام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عثمان، و عقيل بن عبيد اللّه بن عبدان.

ح و أخبرنا أبو محمّد أيضا، أنبأنا محمّد بن عقيل بن أحمد بن الكريدي، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، قالوا: أنبأنا أحمد بن القاسم، حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا أبو اليمن، أنبأنا شعيب عن الزهري، حدّثني سعيد بن المسيّب قال: قال أبو هريرة:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«ما من بني آدم من مولود إلاّ يمسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا من مسّ الشيطان غير مريم و ابنها»[10250].

ثم قال أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم إِنِّي أُعِيذُهٰا بِكَ وَ ذُرِّيَّتَهٰا مِنَ الشَّيْطٰانِ الرَّجِيمِ (4).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو بكر المغربي، أنبأنا أبو بكر الجوزقي، أنبأنا أبو حامد بن الشّرقي، و مكي بن عبدان، قالا: حدّثنا محمّد بن يحيى، حدثنا عبد الرّحمن، أنبأنا معمر عن الزهري عن ابن المسيّب، عن أبي هريرة.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«ما من مولود إلاّ و الشيطان يمسّه حين يولد فيستهل صارخا من مسّة الشيطان إياه إلاّ مريم و ابنها»[10251].

يقول أبو هريرة: و اقرءوا إن شئتم إِنِّي أُعِيذُهٰا بِكَ وَ ذُرِّيَّتَهٰا مِنَ الشَّيْطٰانِ الرَّجِيمِ (5).

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفرّاء، و أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنّا،

ص: 354


1- الأصل: خمس.
2- كذا بالأصل و المختصر. جاء في البداية و النهاية بتحقيقنا 118/2 عدة أقوال، قال ابن كثير: و المشهور ستمائة سنة. و قال المسعودي في مروج الذهب 285/2 بين مولد المسيح إلى مولد النبي صلّى اللّه عليه و سلم 521 سنة، و بين أن رفع اللّه المسيح و هو 33 سنة إلى سنة وفاة النبي صلّى اللّه عليه و سلم 546 و بين مبعث المسيح و هجرة النبي صلّى اللّه عليه و سلم 594 سنة.
3- بالأصل: و ثلاثة.
4- سورة آل عمران، الآية:36.
5- البداية و النهاية بتحقيقنا 68/2 و انظر تخريجه فيها.

قالا: أنبأنا أبو يعلى بن الفرّاء، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد بن الحسن الحربي، أنبأنا أبو عبد اللّه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا عبد الأعلى عن معمر، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«ما من مولود إلاّ ينخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسه إلاّ ابن مريم و أمه».

ثم قال أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم وَ إِنِّي أُعِيذُهٰا بِكَ وَ ذُرِّيَّتَهٰا مِنَ الشَّيْطٰانِ الرَّجِيمِ (1)[10252].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا الأشج - و قال ابن المقرئ: أبو سعيد - حدّثنا إسحاق - يعني الرازي - و في حديث ابن المقرئ: بن سليمان الرازي - حدّثنا معاوية، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«ما من مولود يولد إلاّ يمسّه الشيطان فيستهل صارخا من مسّ الشيطان إيّاه إلاّ عيسى ابن مريم و أمّه، فإنّ اللّه يقول: أُعِيذُهٰا بِكَ وَ ذُرِّيَّتَهٰا مِنَ الشَّيْطٰانِ الرَّجِيمِ »[10253].

أخبرنا أبو (2)الوفا عبد الواحد بن حمد، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو العبّاس بن قتيبة، حدّثنا حرملة، أنبأنا ابن وهب، حدّثنا عمرو بن الحارث بن يعقوب الأنصاري، أن أبا يونس مولى أبي هريرة حدّثه عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«كل بني آدم يمسّه الشيطان يوم ولدته أمّه إلاّ مريم و ابنها عيسى»[10254].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل البندار البصلاني، حدّثنا خالد بن يوسف السّمتي؛ حدّثني أبي عن موسى بن عقبة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«كلّ ابن آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد إلاّ عيسى بن مريم، فإنه ذهب يطعن فطعن في الحجاب»[10255].

ص: 355


1- سورة آل عمران، الآية:36.
2- الأصل: عبد.

رواه إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد (1)السّليطي، أنبأنا أبو حامد بن الشّرقي، حدّثنا محمّد بن عقيل، و أحمد بن حفص، قالا: حدّثنا حفص، حدّثنا إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة، أخبرني (2)أبو الزّناد عن عبد الرّحمن الأعرج عن أبي هريرة فذكره.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا إبراهيم منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا زهير، حدّثنا شبابة، حدّثني ورقاء عن أبي الزّناد عن الأعرج، عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«كلّ ابن آدم يطعن الشيطان بإصبعه في جنبه حين يولد إلاّ عيسى بن مريم فإنه ذهب ليطعن فطعن في الحجاب» (3)[10256].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا عاصم بن الحسن بن محمّد، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمّد، أنبأنا الحسين بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا عبد الرّزّاق، أنبأنا منذر الأفطس أنه سمع وهبا يقول:

لما ولد عيسى أتت الشياطين إبليس فقالت: أصبحت الأصنام قد نكست رءوسها قال:

هذا حادث، قد حدث، مكانكم، فطار حتى جاء خافقي الأرض، فلم يجد شيئا، ثم جاز البحار فلم يقدر على شيء، ثم طار أيضا فوجد عيسى قد ولد عند مذود حمار، و إذا الملائكة قد حفّت حوله، فرجع إليهم، فقال: إنّ نبيّا قد ولد البارحة ما حملت أنثى قط و لا وضعت إلاّ و أنا بحضرتها إلاّ هذا، فأيسوا من أن تعبد الأصنام بعد هذه الليلة، و لكن ائتوا بني آدم من قبل العجلة و الخفة (4).

كان في الأصل إسحاق بن إبراهيم (5)،و إنما هو إسحاق بن إبراهيم.

ص: 356


1- قسم من اللفظة مطموس.
2- بالأصل:«عن» ثم شطبت، و كتب فوقها «أخبرني».
3- البداية و النهاية 69/2 و قصص الأنبياء لابن كثير ص 355.
4- راجع قصص الأنبياء لابن كثير ص 396.
5- كذا بالأصل: إسحاق بن إبراهيم، في الموضعين.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي، أنبأنا محمّد بن يوسف، أنبأنا محمّد بن حمّاد، أنبأنا عبد الرزّاق، أنبأنا المنذر بن النعمان الأفطس أنه سمع وهب بن منبه يقول:

لما ولد عيسى بن مريم أتت الشياطين إبليس - لعنهم اللّه - فقالوا: أصبحت الأصنام قد نكست رءوسها فقال: هذا حادث حدث، مكانكم، فطار حتى جاب خافقي الأرض، فلم ير شيئا، ثم جاب البحار فلم يقدر على شيء، ثم طاف أيضا فوجد عيسى قد ولد عند مذود حمار، و إذا الملائكة قد حفّت حوله، فرجع إليهم فقال: إنّ نبيا قد ولد البارحة، ما حملت أنثى قط و لا وضعت إلاّ و أنا بحضرتها إلاّ هذا، فأيسوا أن تعبد الأصنام بعد هذه الليل، و لكن ائتوا بني آدم من قبل الخفّة و العجلة (1).

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرق الحمصي، حدّثنا عمرو بن عثمان، حدّثنا عبد الملك بن محمّد، عن ثابت بن عجلان، عن عكرمة بن خالد المخزومي قال:

لما ولد عيسى بن مريم لم يبق شيء يعبد من دون اللّه إلاّ خرّ لوجهه، ففزعت لذلك الشياطين، و اجتمعوا إلى إبليس، فأخبروه، فركب، فإذا عيسى في مهده، فأراده، فحال اللّه بينه و بينه و ملائكته، فقال له إبليس: أ تعرفني ؟ قال: نعم، أنت إبليس، قال: صدقت، قال:

أما إنّي ما جئتك تصديقا بك، و لكن رحمتك و رحمت أمك لما قالت بنو إسرائيل فيها، فلو أمرت أمك فجعلتك على شاهقة من الجبل ثم طرحتك، فإنّ ربك و ملائكته لم يكن ليسلمك و لا ليكسرك، فقال عيسى: يا قديم الغيّ ، إنّما أفعل ما يأمرني ربي، و إنّي أريد أن أعرف كرامتي عند اللّه عزّ و جلّ .

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسن بن رزقويه (2)،أنبأنا أحمد بن سندي، حدّثنا الحسن بن علي القطان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى، أنبأنا إسحاق بن بشر، أنبأنا إدريس عن جده وهب بن منبّه قال:

ص: 357


1- راجع الكامل لابن الأثير 205/1 و تاريخ الطبري 596/1.
2- الأصل: رزقه، تصحيف، و التصويب عن قصص الأنبياء لابن كثير ص 407.

سألني ابن عبّاس عن عيسى بن مريم و عن ميلاده، و عن لقيه إبليس بعقبة بيت المقدس، و عن نعت الإسلام، و عن صفة محمّد صلّى اللّه عليه و سلم في الإنجيل. فقلت: نعم، إنّ إبليس عدوّ اللّه، اتّخذ مجلسا على اللجة (1)الخضراء ثم بثّ شياطينه في ولد آدم فقال: انطلقوا فأتوني بأحداث الدنيا، فأتوه بجماعتهم لستّ ساعات مضين من النهار، فقال: أخبروني عما كنت وجّهتكم ؟ فقالوا: سيدنا، كانت الأصنام بغيتنا، و رجاء لضلالة ابن آدم، فلم يبق صنم إلاّ أصبح منكوسا، قد انحدرت حدقتاه على وجنتيه، فساء ظنّنا و أسقط في أيدينا، فأتوه لستّ ساعات مضين من النهار، فقال لهم إبليس: على رسلكم، أعلم علم ما أتيتموني، و كان ذلك ليلة ولد عيسى بن مريم في ثلاث عشرة ليلة مضت من ذي القعدة، فخرّت الأصنام كلها سحبا و تنكّس كلّ صنم كان يعبد من دون اللّه تعالى ما بين المشرق و المغرب، فانطلق إبليس فطار فغاب عنهم مقدار ثلاث ساعات من النهار، فانصرف إليهم عوده على يديه فقال: إنّي لم أدع مشارق الأرض و مغاربها، و لا برّها و لا بحرها، و لا سهلها و لا جبلها إلاّ أتيته فوجدت ذلك المولود ولد لغير بشر، فأتيته من بين يديه لأضع يدي عليه، فإذا الملائكة دونه كأنهم بنيان مرصوص، من تخوم الثرى إلى أعناق السماء، فأتيته من فوقه فإذا الملائكة مناكبها ثابتة في السماء، و أرجلها تحت الأرض السفلى، فلم أصل إلى (2)ما أردت به و لأضلّنّ به أكثر ممن (3)تبعه.

فلما بلغ عيسى ثلاثين سنة و بعثه اللّه رسولا إلى بني إسرائيل مصدّقا لما بين يديه من التوراة و مبشّرا برسول يأتي من بعده اسمه أحمد، و اتّخذ الآيات و العجائب، من إحياء الموتى، و خلق الطير، و إبراء الأكمه و الأبرص، لقيه إبليس خاليا عند عقبة بيت المقدس، فقال الخبيث في نفسه: لأنتهزنّ اليوم فرصتي من عيسى، فقال له إبليس: أنت عيسى بن مريم ؟ قال: نعم، قال: أنت الذي تكوّنت من غير أب ؟ إنّك لعظيم الخطر، قال: العظمة للذي (4)كوّنني، قال: أنت عيسى بن مريم الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تبرئ الأكمه و الأبرص، و تشفي المريض ؟ قال: بل العزّة للذي بإذنه أشفيهم، و إذا شاء أمرضني، قال:

أنت عيسى بن مريم ؟ إنّك (5)تحيي الموتى إنّك لعظيم الخطر، قال: بل العظمة للذي بإذنه

ص: 358


1- الأصل: الجنة، و المثبت عن المختصر، و تاريخ الطبري 59/1.
2- كتبت «إلى» فوق الكلام بين السطرين في الأصل.
3- كذا بالأصل و المختصر.
4- الأصل: الذي.
5- كذا بالأصل:«إنك تحيي الموتى» و في المختصر:«الذي يحيي الموتى» و هو أظهر.

أحييهم، و لا بد أن سوف يميتني قال: أنت عيسى الذي بلغ من عظمتك أنك تمشي على الماء؟ قال: بل العظمة للذي بإذنه مشيت، و إذا شاء أغرقني، قال: أنت عيسى بن مريم الذي يبلغ من عظمتك أنك تعلو السموات فتدبّر فيها الأمر، ما أعرف للّه ندا غيرك و لا مثلا إلاّ أنت، فارتعد عيسى من الفرق، فخرّ مغشيا عليه، و دعا على إبليس دعوة فخرج يتدأدأ (1)ما يملك من نفسه شيئا حتى بلغ الخافق الأقصى، فنهض بالقوة التي جعلت فيه، فسدّ على عيسى العقبة من قبل أن يزول عيسى من مكانه فقال له: أ لم أقل لك: إنك إله عظيم و ليس للّه شبه غيرك، و لكنك لا تعرف نفسك، فهلمّ فآمر الشياطين بالعبادة لك، فإنهم لم يعترفوا ببشر (2)كان قبلك، فإذا رأى بنو آدم أنهم قد عبدوك عبدوك بعبادتهم، فتكون أنت الإله في الأرض و الإله الذي تصفه إلها في السماء، فخرّ عيسى مغشيا عليه، فبعث اللّه إليه ثلاثة أملاك: جبريل، و ميكائيل، و إسرافيل، فنفخه ميكائيل نفخة فخرج يتدأدأ ما يملك من نفسه شيئا حتى بلغ الخافق الأقصى حصيدا محترقا (3)،ثم مثل له إسرافيل فنفحه نفحة بجناحه فخرج يتدأدأ ما يملك من نفسه شيئا حتى مرّ بعيسى على العقبة و هو يقول: يا ويله، لقد لقيت منك يا ابن العذراء تعبا، ثم مثل له جبريل فنفخه نفحة فخرج يتدأدأ ما يملك من نفسه شيئا حتى وقع في العين الحامية، فتخلّص منها بعد ثلاثة أيام حتى رجع إلى مجلسه (4)(5).

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا وكيع، و عبد الرّحمن عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم قال: المسيح الصدّيق يعني عيسى بن مريم، هذا المسيح الدجال يقولون المسيح.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، أنبأنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا إسحاق بن الحسين الحربي، حدّثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود، حدّثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم قال: المسيح الصّدّيق.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني علاّن بن إبراهيم الكرخي، حدّثنا الحسين بن إسحاق العجلي، أنبأنا أحمد بن

ص: 359


1- تدأدأ: تدحرج، و تدأدأ في مشيه: تمايل، و دأدأ دأدأة عدا أشد العدو (القاموس المحيط ).
2- كذا بالأصل، و في المختصر: لبشر.
3- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن المختصر.
4- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن المختصر.
5- راجع قصص الأنبياء لابن كثير ص 407 و ما بعدها.

عبد اللّه الغنوي، حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن ليث، عن مجاهد.

[في قوله تعالى] وَ جَعَلَنِي مُبٰارَكاً (1)قال: نفاعا للناس.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، و أبو القاسم بن السّمرقندي قالا: أنبأنا أبو محمّد الصّريفيني، أنبأنا عمر بن إبراهيم بن أحمد الكناني المقرئ، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جرير عن رجل، عن ليث، عن مجاهد.

[في قوله تعالى] وَ جَعَلَنِي مُبٰارَكاً أَيْنَ مٰا كُنْتُ قال: معلّما للخير.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبي أبو البركات، حدّثنا أبو القاسم التّنوخي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن زيد بن علي بن مروان الأنصاري، حدّثنا عبد اللّه بن زيدان، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن يحيى بن أبي بكير، حدّثنا يحيى بن أبي بكير، عن عمرو، عن جابر.

[في قوله تعالى] وَ جَعَلَنِي مُبٰارَكاً أَيْنَ مٰا كُنْتُ لعيسى بن مريم قال: معلما و مؤدبا و حنانا. قال: و رحمة و زكاة قال: طاهرا من الذنوب (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (3)،حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن (4) يحيى بن أبي بكير، حدّثنا عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي حفص (5)وَ جَعَلَنِي مُبٰارَكاً أَيْنَ مٰا كُنْتُ قال:

عيسى بن مريم، قال: معلّما و مؤدبا و حنانا، قال: و رحمة و زكاة قال: و طاهرا من الذنوب.

قال: و حدّثنا أبو سنان مثله عن عمرو بن مرة، عن الربيع بن خثيم (6)،عن ابن مسعود عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

ص: 360


1- سورة مريم، الآية:31.
2- راجع تفسير القرطبي 103/11 في تفسير الآية 31 من سورة مريم.
3- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 130/5 في ترجمة عمرو بن شمر الجعفي.
4- كذا جاء السند بالأصل و الذي في الكامل لابن عدي: حدثنا عبد اللّه بن محمّد بن ناجية، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن يحيى بن أبي بكير، ثنا جدي يحيى بن أبي بكير.
5- غير واضحة بالأصل، و نميل إلى قراءتها:«أبي جعفر» و المثبت عن ابن عدي.
6- الأصل:» خيثم»، و في ابن عدي:«خيثمة».

قال ابن عدي: و هذا غير محفوظ بهذا الإسناد.

أخبرنا (1) أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمداني - بمرو - أنبأنا أبو طاهر عبد الكريم بن الحسن بن رزمة الخباز، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، حدّثنا أحمد بن جميل، أنبأ عبد اللّه بن المبارك، أنبأنا ابن لهيعة، حدّثني يزيد - يعني: بن أبي حبيب-.

في قوله: وَ كَهْلاً (2)قال: الكهل: الحليم (3)(4).

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأ أحمد بن سندي بن الحسن، حدّثنا الحسن بن علي القطان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى، أنبأنا إسحاق بن بشر، أنبأنا جويبر عن الضّحّاك، عن ابن عبّاس.

في قوله: وَ بَرًّا بِوٰالِدَتِي فلا أعقها، فعلموا أنه خلق من غير بشر وَ لَمْ يَجْعَلْنِي جَبّٰاراً شَقِيًّا يعني متعظما سفّاكا للدم، وَ السَّلاٰمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَ يَوْمَ أَمُوتُ وَ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا يقول اللّه تعالى: ذٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (5)-يعني يشكّون - يقوله لليهود - ثم أمسك عيسى عن الكلام حتى بلغ ما يبلغ الناس.

أخبرنا أبو غالب الكرماني، أنبأنا أبو الفتح الجرجاني، أنبأنا أبو محمّد بن بامويه الأصبهاني، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدّثنا عبّاس بن محمّد الدّوري، حدّثنا يحيى بن أبي بكير، حدّثنا شبل، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن عبد اللّه بن عبّاس قال:

ما تكلم عيسى إلاّ بالآيات حتى بلغ ما يبلغ الصبيان.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي (6)،حدّثنا أحمد بن علي بن ثابت، أنبأنا أبو الحسن بن رزقويه، أنبأنا أبو بكر بن سندي، حدّثنا الحسن بن علي، حدّثنا إسماعيل، أنبأنا أبو حذيفة،

ص: 361


1- كتب فوقها في الأصل: ملحق.
2- من الآية 46 من سورة آل عمران.
3- كذا بالأصل، و في المختصر نقلا عن يزيد بن أبي حبيب قال: الكهل: منتهى الحلم. و فيه عن مجاهد: الكهل: الحليم. و في تفسير القرطبي 91/4 من طريق ابن جريج عن مجاهد قال: الكهل: الحليم. قال النحاس: و هذا لا يعرف في اللغة، و إنما الكهل عند أهل اللغة من ناهز الأربعين، و قال بعضهم:.... ثم يكتهل في ثلاث و ثلاثين، قاله الأخفش.
4- بعدها في الأصل: إلى.
5- سورة مريم، الآيات 32 إلى 34.
6- غير واضحة بالأصل، و هو عبد الكريم بن حمزة، أبو محمّد السلمي قارن مع المشيخة 122/ب.

أنبأنا عثمان بن الساج و غيره عن موسى بن وردان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري و أبي هريرة.

أنّ اللّه تعالى أطلق لسان عيسى مرة أخرى في صباه فتكلم ثلاث مرات حتى بلغ ما يبلغ الصبيان فيتكلمون، فتكلم، فحمد اللّه أيضا بتحميد لم تسمع الآذان بمثله، حيث أنطقه طفلا، فقال: اللّهمّ أنت القريب في علوك، المتعالي في دنوّك، الرفيع على كلّ شيء من خلقك، أنت الذي نفد بصرك في خلقك، و حارت الأبصار دون النظر إليك، أنت الذي غشيت الأبصار دونك، و شمخ بك العلياء في النور، و تشعشع بك البناء الرفيع في المتباعد (1)،أنت الذي جليت حندس الظلم بنورك [أنت] (2)،الذي أشرقت بضوء نورك دلادج (3) الظلام، و تلألأت تعظيما أركان العرش نورا، فلم يبلغ أحد بصفته صفتك، فتباركت اللّهمّ خالق الخلق بعزتك، مقدّر الأمور بحكمتك، مبتدئ الخلق بعظمتك (4).

قالا (5):ثم أمسك اللّه لسانه حتى بلغ.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يعقوب - يعني ابن إبراهيم - حدّثنا أبي عن ابن شهاب، عن سالم سمع ابن عمر - سمّاه ابن حمدان عبد اللّه - يقول:

ما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لعيسى أخي و لكن رسول اللّه قال:«بينا أنا نائم أراني أطوف الكعبة فإذا رجل أدم، سبط الشعر بين رجلين،- و قال ابن حمدان: بين الرجلين - ينطف رأسه ماء، أو يهراق رأسه، فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا ابن مريم، فذهبت التفت، فإذا رجل أحمر جسيم، جعد الرأس، أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية، فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا الدجّال أقرب الناس به شبها، رجل من خزاعة يقال له ابن قطن».

ص: 362


1- كذا بالأصل و المختصر.
2- زيادة عن المختصر.
3- كذا بالأصل و المختصر.
4- البداية و النهاية 90/2 و قصص الأنبياء لابن كثير ص 398-399 باختلاف و زيادة.
5- يعني: أبا سعيد الخدري و أبا هريرة.

قال محمّد: و هو من بني المصطلق هلك في الجاهلية (1).

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو العبّاس بن قتيبة، حدّثنا حرملة، أنبأنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن الزّهري، عن سالم بن عبد اللّه عن أبيه عبد اللّه بن عمر، عن أبيه قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

«بينا أنا نائم رأيتني أطوف بالكعبة، فإذا رجل أدم، سبط الشعر بين رجلين، ينطف رأسه ماء، أو يهريق رأسه ماء، فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا ابن مريم، فذهبت التفت فإذا رجل أحمر جسيم، جعد الرأس، أعور العين، كأن عينه عنبة طافية، قلت: من هذا؟ قالوا:

الدّجّال أقرب الناس به شبها ابن قطن»[10257].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أحمد بن الحسن، أنبأنا الحسن بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو العبّاس السّرّاج، حدّثنا الحسن بن الجنيد، حدّثنا إسحاق بن سليمان الرازي قال: سمعت حنظلة بن أبي سفيان قال: سمعت سالما يقول: سمعت عبد اللّه بن عمر يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

«رأيت عند الكعبة رجلا أدم، سبط الرأس، واضعا يديه على رجلين، يسكب رأسه أو يقطر رأسه، فقلت: من هذا؟ قالوا: عيسى بن مريم، أو المسيح بن مريم، و رأيت رجلا أحمر، أعور عين اليمنى، جعد الرأس، أشبه من رأيت به ابن قطن، فقلت: من هذا؟ قال:

المسيح الدجّال»[10258].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، حدّثنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر بن مالك، حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي (2)،حدّثنا ابن نمير عن حنظلة، عن سالم قال: سمعت ابن عمر يقول: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«رأيت عند الكعبة رجلا أدم، سبط الرأس، واضعا يده على رجلين، يسكب رأسه أو يقطر رأسه، فسألت من هذا؟ فقالوا: هذا عيسى ابن مريم أو المسيح ابن مريم، لا أدري أيّ ذلك قال: قال: و رأيت وراءه رجلا أحمر، جعد الرأس (3) أعور عين اليمنى، أشبه من رأيت به ابن قطن، فسألت: من هذا؟ فقالوا: المسيح الدّجّال»[10259].

ص: 363


1- البداية و النهاية 115/2 و قصص الأنبياء لابن كثير ص 446.
2- رواه أحمد بن حنبل في المسند 247/2 رقم 4743 طبعة دار الفكر.
3- اللفظة مطموسة بالأصل، و المثبت عن المسند.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو بكر المغربي، أنبأنا أبو بكر الجوزقي، أنبأنا أبو حامد بن الشّرقي، حدّثنا محمّد بن.... (1)،حدّثنا أبو ضمرة أنس بن عياض، حدّثنا موسى بن عقبة، عن نافع قال: قال عبد اللّه بن عمر: قال (2) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«أراني (3) الليلة في المنام عند الكعبة فإذا رجل أدم، كأحسن ما ترى من أدم الرجال، يضرب (4) بلمّته بين منكبيه، رجل الشعر، يقطر رأسه ماء، واضعا يديه على منكبي رجلين، و هو بينهما يطوف بالبيت، فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا المسيح بن مريم» الحديث[10260].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا الحاكم أبو أحمد، حدّثنا أبو قريش محمّد بن جمعة بن خلف الحافظ (5)،حدّثنا يحيى - يعني: بن سليمان بن فضلة - حدّثني مالك (6) بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر.

ح و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنبأنا أبو عثمان البحيري، أنبأنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنبأنا إبراهيم بن عبد الصمد، حدّثنا أبو مصعب، حدّثنا مالك، عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«أراني الليلة عند الكعبة، فرأيت رجلا أدم كأحسن ما أنت رائي (7) من الرجال - و قال زاهر: من أدم الرجال - له لمّة كأحسن ما أنت رائي (8) من اللّمم قد رجّلها فهي تقطر ماء، متكئا على رجلين أو على عواتق رجلين، يطوف بالبيت، فسألت: من هذا؟ قالوا:- و قال زاهر: فقيل - هذا المسيح بن مريم، إذ أنا برجل جعد قطط ، أعور العين اليمنى كأنها عنبة طافية، فسألت من هذا؟ فقيل: المسيح الدّجّال»[10261].

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المقرئ، أنبأنا محمّد بن عبد العزيز بن محمّد الفارسي، و أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عفيف.

ح و أخبرنا أبو الفضل محمّد، و أبو عاصم الفضيل، ابنا (9) إسماعيل بن الفضيل، و أبو

ص: 364


1- تقرأ بالأصل: المنخل.
2- بالأصل: قال: قال.
3- الأصل:«أرى» و المثبت عن البداية و النهاية.
4- كذا بالأصل،«يضرب بلمته» و في البداية و النهاية و قصص الأنبياء «تضرب لمته».
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 304/14.
6- كتبت «مالك» فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
7- كذا بالأصل.
8- كذا بالأصل.
9- الأصل:«أنبأنا» تصحيف، راجع ترجمة محمد بن إسماعيل بن الفضيل أبو الفضل الهروي الفضيلي في سير أعلام النبلاء 64/20.

الحسن (1) علي بن أحمد بن محمّد الجرباذقاني (2)،و أبو الفضل الضّحّاك بن أبي سعد بن أبي أحمد الخباز، و أبا عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن أبي أحمد المؤدب، و محمّد بن علي بن محمّد الصندوقي، و عبد الرّحمن بن عبد الرحيم بن أبي أحمد الخطيب، و أبو محمّد عبد الجليل بن منصور بن إسماعيل النامي، و أبو سعد أحمد بن إسماعيل بن أحمد الحنفي المرويون، و أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب - بهراة - و أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن علي بن البلخي، و أبو منصور محمّد بن إسماعيل بن سعيد اليعقوبي البوسنجي، و أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين الزهري، و أبو سعد منصور بن علي بن عبد الرّحمن الحجري - ببوشنج (3)-و أبو علي الحسن بن محمّد بن أحمد - بنيسابور - و أبو نصر زهير بن علي بن زهير بن الحسن الحزامي - بميهنة - قالوا: أنبأنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عفيف، قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح (4)،حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل، حدّثني أبي عن أبيه، عن سلمة بن كهيل، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«ليلة أسري بي رأيت إبراهيم و هو يشبهني، و رأيت موسى جعدا أدم طويلا كأنه من رجال شنوءة، و رأيت عيسى رجلا أحمر ربعة سبطا كأنّ رأسه يقطر الدهن»[10262].

أخبرنا (5) أبو سعد بن أبي صالح، أنبأنا أبو الفضل محمّد بن أحمد الطّبسي (6)،أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم الصّدفي، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن حليم الحليمي، حدّثنا أبو الموجّه الفزاري، أنبأنا محمود بن غيلان، حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، عن إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن مجاهد، عن ابن عبّاس عن النبي عليه السلام قال:

رأيت عيسى بن مريم جعدا أحمر، عريض الصدر (7).

ح أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أنبأنا عبد الرزّاق قال: و حدّثنا محمّد بن

ص: 365


1- الأصل: الحسين، تصحيف، قارن مع مشيخة ابن عساكر 139/أ.
2- تقرأ بالأصل: الجوبادقاني، تصحيف، و الصواب ما أثبت بالراء و الذال المعجمة، عن المشيخة 139/أ. و هذه النسبة إلى جرباذقان: بلدة قريبة من همذان بينها و بين الكرج و أصبهان (معجم البلدان).
3- الأصل: ببوسنج.
4- الأصل: سريح.
5- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
6- بدون إعجام بالأصل.
7- كتب بعدها بالأصل: إلى.

يحيى بن أبي عمر، حدّثنا عبد الرزّاق، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«حين أسري بي لقيت موسى» فنعته النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال:«هو رجل مضطرب، رجل الرأس كأنه من رجال شنوءة، قال: و لقيت عيسى فنعته ربعة أحمر كأنه خرج من ديماس - يعني حمّام - و رأيت إبراهيم و أنا أشبه ولده (1) به، و أتيت بإناءين في أحدهما لبن و في الآخر خمر، فقيل لي: خذ أيها شئت، فأخذت اللبن فشربته، فقيل لي: هديت الفطرة - أو أصبت الفطرة - أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمّتك».

أخبرنا (2) أبو بكر وجيه بن طاهر الشّحّامي، أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري (3)،أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون التاجر، أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن (4)،حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن يحيى الذهلي، حدّثنا عبد الرّزّاق، عن معمر، عن الزهري، عن [سعيد بن] (5) المسيّب، عن أبي هريرة.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم وصف لأصحابه ليلة أسري به إبراهيم و موسى و عيسى و قال:«أما إبراهيم فلم أر رجلا أشبه بصاحبكم منه - أو قال: أنا أشبه ولده به - و أما موسى فرجل أدم طوال، جعد، أقنى، كأنه من رجال شنوءة، و أما عيسى فرجل أحمر بين القصير و الطويل، سبط الشعر، كثير خيلان الوجه، كأنه خرج من ديماس - يعني الحمّام - تخال رأسه يقطر ماء أو ماء به ما أشبه من رأيت به عروة بن مسعود، قال: و أتيت بإناءين في أحدهما خمر و في الآخر لبن، فقيل لي: خذ أيهما شئت، فأخذت اللبن فشربت منه، فقيل لي: هديت إلى الفطرة،- أو أصبت الفطرة،- أما إنّك لو أخذت الخمر غوت أمّتك»[10263].

أخبرنا (6) أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنبأنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، أنبأنا جعفر بن عبد اللّه الرازي، أنبأنا محمّد بن هارون الرّوياني، حدّثنا يوسف بن خالد بن يوسف السّمتي، حدّثنا أبو عوانة، حدّثنا عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة.

ص: 366


1- إلى هنا الحديث في قصص الأنبياء لابن كثير 446/2. و إلى هنا الحديث في البداية و النهاية 115/2 و انظر تخريجه فيها.
2- كتب فوقها في الأصل: ملحق.
3- ترجمته في سير الأعلام 254/18.
4- الأصل: الحسين، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 37/15.
5- زيادة لازمة منا لتقويم السند.
6- كتب فوقها في الأصل: ملحق.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إنّي ليلة أسري بي وضعت قدمي حيث توضع أقدام الأنبياء من بيت المقدس، فعرض عليّ عيسى بن مريم فإذا أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود، و عرض عليّ موسى، فإذا رجل جعد، ضرب من الرجال كأنه من رجال شنوءة، و عرض عليّ إبراهيم فإذا أقرب الناس به شبها صاحبكم»[10264].

أخبرنا أبو العزّ (1) أحمد بن عبيد اللّه، أنبأنا علي بن محمود الزوزني.

ح و أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنبأنا أبو الفضل الرازي.

قالا: أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا مكحول، أنبأنا محمّد بن عزيز، أخبرني سلامة عن عقيل قال: و حدّثني ابن (2) شهاب.

ح و أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو العبّاس بن قتيبة، حدّثنا حرملة، أنبأنا ابن وهب، أخبرني يونس عن ابن شهاب.

أن أبا سلمة بن عبد الرّحمن أخبره - و قال عقيل: حدثه - أن أبا هريرة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«أنا أولى الناس بابن مريم، الأنبياء أولاد علاّت و ليس بيني و بينه نبيّ » (3)[10265].

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ، أنبأنا الإمام أبو الحسن محمّد بن علي بن سهل الماسرجسي، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عمرو المدني، حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، حدّثنا ابن وهب، حدّثنا يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أبو سلمة.

أنه سمع أبو هريرة يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فذكر مثله.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر المغربي، أنبأنا أبو بكر الجوزقي، أنبأنا أبو حامد بن الشّرقي، و عبد الرّحمن بن بشر، و أحمد بن يوسف السّلمي، و أبو الأزهر.

ص: 367


1- تقرأ بالأصل:«الفرا» تصحيف، و الصواب ما أثبت. راجع مشيخة ابن عساكر 9/أ.
2- كتبت فوق الكلام بالأصل بين السطرين.
3- البداية و النهاية بتحقيقنا 117/2 و قصص الأنبياء لابن كثير 450/2.

ح و أخبرنا (1) أبوا (2) الحسن الفقيهان، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن حمّاد الطّهراني.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا ابن المذهب، أنبأنا ابن مالك، حدّثنا عبد اللّه (3)،حدّثني أبي (4).

قالوا: حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر عن همّام بن منبّه، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الأولى و الآخرة»، قالوا:

كيف يا رسول اللّه ؟ قال:«الأنبياء إخوة من علاّت و أمّهاتهم شتّى و دينهم واحد و ليس بيننا نبي»[10266].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنبأنا محمّد بن إسماعيل البصلاني، حدّثنا خالد بن يوسف، حدّثنا أبي، عن موسى بن عقبة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا و الآخرة، الأنبياء إخوة أبناء علاّت أمّهاتهم شتى و ليس بيننا نبي»[10267].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر بن حمدان، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (5)،حدّثنا يحيى، عن ابن أبي عروبة، حدّثنا قتادة، عن عبد الرّحمن بن آدم، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«الأنبياء إخوة لعلاّت دينهم واحد و أمّهاتهم شتى، و أنا أولى الناس بعيسى بن مريم لأنه لم يكن بيني و بينه نبي، و إنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه، فإنّه رجل مربوع إلى الحمرة و البياض، سبط كأن رأسه يقطر و إن لم يصبه بلل بين ممصّرتين (6) فيكسر الصليب، و يقتل

ص: 368


1- كتب فوقها في الأصل: ملحق.
2- بالأصل:«أبو».
3- يعني عبد اللّه بن أحمد بن حنبل.
4- رواه أحمد بن حنبل في المسند 202/3 رقم 8255 طبعة دار الفكر.
5- رواه أحمد بن حنبل في المسند 435/3-436 رقم 9638 طبعة دار الفكر.
6- ممصرتين، مثنى ممصرة، و الممصرة من الثياب تلك التي فيها صفرة خفيفة.

الخنزير، و يضع الجزية، و يعطّل الملل حتى يهلك [اللّه] (1) في زمانه الملل كلّها غير الإسلام، و يهلك اللّه في زمانه مسيح الدجال الكذاب،[و] (2) تقع الأمنة في الأرض حتى ترضع (3) الإبل مع الأسد جميعا و النّمر (4) مع البقر، و الذئاب مع الغنم، و يلعب الصبيان و الغلمان بالحيّات لا يضرّ بعضهم بعضا، فيمكث ما شاء اللّه أن يمكث ثم يتوفّى، فيصلّي عليه المسلمون و يدفنونه»[10268].

أخبرنا (5) أبو بكر الشروي (6) في كتابه، و حدّثني أبو المحاسن عبد الرزّاق بن محمّد الطّبسي عنه، أنبأنا أبو بكر الحيري، حدّثنا أبو العبّاس الأصم، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدّوري، حدّثنا محمّد بن حسّان السّمتي، حدّثنا خلف بن خليفة، عن أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم قال:

كنت أرى أبا هريرة يأتي الكتّاب فيقول للمعلم: مر غلمانك فلينصتوا، و ليفقهوا ما أقول لهم، فيقول: يا معشر الغلمان أيكم أدرك عيسى فإنه شاب أحمر، حسن الوجه، فليقرأ عليه منّي السلام (7).

أخبرنا أبو عبد اللّه الأديب، أنبأنا أبو القاسم السّلمي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا المقدّمي - يعني محمّد بن أبي بكير - حدّثنا يحيى عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن عبد الرّحمن بن آدم عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«الأنبياء إخوة لعلاّت، أمهاتهم شتى و دينهم واحد، و أنا أولى الناس بعيسى بن مريم لأنه لم يكن بيني و بينه نبي، و إنّه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، فإنه رجل مربوع الخلق إلى الحمرة و البياض، سبط ، كأن رأسه يقطر و إن لم يصبه بلل، بين ممصّرتين فيدقّ الصليب و يقتل الخنزير، و يضع الجزية، و يعطّل الملل، و يقاتل على الإسلام حتى يهلك اللّه في زمانه الملل كلّها غير الإسلام، و يهلك في زمانه مسيح الضلالة الدجّال الكذّاب، و يقع الأمنة في الأرض حتى يرتع الأسد مع الإبل، و النمر مع البقر، و الذئاب مع الغنم، و يلعب الغلمان

ص: 369


1- زيادة عن المسند.
2- كذا رسمها بالأصل، و في المسند و المختصر:«ترتع» و هو أظهر.
3- في المسند و المختصر: و النمور.
4- كذا رسمها بالأصل، و في المسند و المختصر:«ترتع» و هو أظهر.
5- كتب فوقها بالأصل: مقدم، ملحق.
6- كذا رسمها بالأصل هنا، و مرّ في أسانيد مماثلة: الشيروي.
7- كتب بعدها بالأصل: إلى.

و الصبيان بالحيّات لا يضرّ بعضهم بعضا، حتى يمكث في الأرض ما شاء اللّه ثم يتوفّى و يصلّي عليه المسلمون و يدفنونه»[10269].

أخبرنا أبو العزّ بن كادش و قرأ (1) عليّ إسناده و ناولني إيّاه و قال اروه عنّي، أنبأنا محمّد بن الحسين، حدّثنا المعافى بن زكريا (2)،حدّثنا محمّد بن القاسم بن محمّد بن بشار الأنباري، حدّثنا أحمد بن القاسم بن خالد البزار (3)،حدّثنا أبو العاص محمّد بن سعيد، حدّثني جدي عنبسة بن عبد الواحد، عن أيوب بن عتبة، عن يحيى بن أبي كثير، عن قتادة، عن عبد الرّحمن بن آدم، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«الأنبياء إخوة لعلاّت أمّهاتهم شتّى و دينهم واحد، و أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم لأنه لم يكن بيني و بينه نبي، و هو خليفتي على أمّتي، و هو نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه فإنّه رجل مربوع يضرب إلى البياض و الحمرة، يكاد رأسه يقطر و إن لم يصبه بلل، يمشي بين ممصّرتين، يدقّ الصليب و يقتل الخنزير و يفيض المال، و يضع الجزية، و يقاتل على الإسلام، حتى تهلك (4) في زمانه الملل كلّها، و تقع الأمنة في الأرض، فيرعى الإبل مع الأسود، و النور مع البقر، و الذئاب مع الغنم، و يلعب الصبيان بالحيّات فلا يضرّهم شيئا، فيلبث في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفّى فيصلّي عليه المؤمنون»[10270].

قال المعافى (5):قال أبو بكر: قوله إخوة لعلاّت تقول العرب: هم إخوة لعلاّت إذا كانت (6) أمهاتهم مختلفات و أبوهم واحد، فإذا كان الآباء مختلفين و الأم واحدة قيل: هم إخوة الآحاد (7)،و قال بعضهم يقال في هذا المعنى: هم إخوة لأخياف و إخوة لأعيان، و شتى معناه مختلفات، و المعروف من كلام العرب أنهم يقولون للإخوة الذين أبوهم واحد و أمّهاتهم شتى بنو العلاّت كما قال الشاعر: (8)

و الناس أولاد علاّت فمن علموا *** أن قد أقلّ فمحقور (9) و مهجور

ص: 370


1- الأصل: و ما.
2- رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 195/4 و ما بعدها.
3- في الجليس الصالح: أحمد بن الهيثم بن خالد البزاز.
4- الأصل: هلك، و المثبت عن الجليس الصالح الكافي.
5- يعني المعافى بن زكريا الجريري.
6- الأصل: كان، و المثبت عن الجليس الصالح.
7- كذا بالأصل، و في الجليس الصالح: اخوة لآحاد.
8- البيتان في اللسان (علل)، منسوبان لعبد المسيح.
9- اللسان: فمجفوّ.

و هم بنو الأم أمّا إن رأوا نشبا (1) *** فذاك بالغيب محفوظ و منصور

فإذا كانت الأم واحدة، و الآباء مختلفين فهم الأخياف كما قال الشاعر (2):

أ في الشدائد (3) أخيافا لواحدة *** و في الولائم أولادا لعلاّت

و يقال للفرس إذا كانت إحدى عينيه زرقاء، و الأخرى كحلاء: أخيف، و إذا كان أبو الإخوة واحدا و أمّهم واحدة فهم الأعيان. و جاء عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أنه قال:«أعيان بني الأم أولى بالميراث من بني العلاّت»[10271] و قد استدل بهذا الحديث بعض من ذهب إلى قول عبد اللّه بن مسعود، و من قال مثل قوله من السلف و الخلف في ابني عمّ أحدهما أخ لأم أنّ المال كله لابن العمّ الذي هو أخ لأمّ دون الآخر، و حمله مخالفوهم على أنه جاء في الأخ للأب و الأم، و الأخ للأب، و جماعة غيرهم من المتقدمين و المتأخرين، و لكلّ فريق منهم علل يوردونها و حجج يأتون بها، و قد رسمناها في مواضعها من كتبنا و ذكرنا ما نختاره منها.

قال ابن الأنباري في الخبر الذي قدمنا روايته عنه و قوله صلّى اللّه عليه و سلم:«يمشي بين ممصّرتين» معناه بين شقّتين فيها صفرة يسيرة، و الممشّق عند العرب المصبوغ بالمغرة، و المغرة يقال لها المشق.

قال القاضي (4):و قول النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«و يهلك في زمانه الملل كلها» صريح البيان عن أن اليهود و النصارى و المجوس و سائر المشركين ذوو ملل مختلفة و ليسوا أهل ملّة واحدة، و إن جمعهم الكفر، و إنه لا توارث بين أحد منهم و بين من هو على غير ملّته لقول النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«لا تتوارث أهل ملّتين شتّى»[10272] و قد روينا هذا القول عن الحسن، و هو قول مالك، و أبي عمرو الأوزاعي، و به نقول، و كان أبو حنيفة و أصحابه يرون الكفر كلّه ملّة واحدة، و يوقعون التوارث بينهم، و إليه يذهب أصحاب الشافعي (5)،و شرح البيان عن هذا الباب مرسوم في موضعه.

أخبرنا (6) أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه، و حدّثني أبو مسعود المعدل عنه، أنبأنا

ص: 371


1- صدره في اللسان: و هم بنو أم من أمسى له نشب.
2- البيت في اللسان، بدون نسبة.
3- روايته في اللسان: أ في الولائم أولادا لواحدة و في المآتم أولادا لعلاّت
4- يعني المعافى بن زكريا الجريري، صاحب كتاب الجليس الصالح الكافي.
5- زيد بعدها في الجليس الصالح: و هذا قول فاسد.
6- كتب فوقها في الأصل: ملحق.

أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق الحمصي، حدّثنا أبو علقمة نصر بن خزيمة بن جنادة بن محفوظ بن علقمة أن أباه حدّثه عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ بن علقمة عن ابن عائذ قال: قال المقدام بن معدي كرب: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ الأنبياء إخوة بني علاّت و أنا و عيسى أخوان لأنه بشّر بي، و ليس بيني و بينه نبي» (1)[10273].

أخبرنا أبو الحسن (2) بن قبيس، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا محمّد بن يوسف، حدّثنا محمّد بن حمّاد، أنبأنا، عن عبد الرزّاق، أنبأنا معمر عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة رفعه قال: و لقيت عيسى بن مريم، فنعته، فقال: ربعة أحمر، كأنّما خرج من ديماس - يعني الحمام - في حديث ذكره.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي [أنا] (3) أبو الحسن محمّد بن أحمد بن الآبنوسي، أنبأنا أبو الحسن الدّارقطني، أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن بكر التميمي، أنبأنا سهل بن علي الدّوري، أنبأنا أبو الحسن الأثرم، قال: قال أبو عبيدة: قالوا:

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:

«لما أسري بي إلى بيت المقدس لقيني إبراهيم و موسى و عيسى»، فذكره، و قال:«و إذا عيسى أحمر كأنما خرج من ديماس» و الديماس، قالوا: محبس.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنبأنا عبد العزيز بن أحمد - إملاء-.

ح و حدّثنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء.

قالا: أنبأنا أبو القاسم طلحة بن علي بن الصّقر الكناني، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي، حدّثنا عبّاس الدّوري، حدّثنا محمّد بن حسّان السّمتي، حدّثنا خلف بن خليفة عن أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم قال:

كنت أرى أبا هريرة يأتي الكتاب فيقول للمعلّم: مر غلمانك فلينصتوا و ليفقهوا ما أقول لهم، فيقول: يا معشر الغلمان أيّكم أدرك عيسى بن مريم فإنّه شاب أحمر، حسن الوجه، فليقرأ عليه منّي السلام (4).

ص: 372


1- كتب بعدها بالأصل: إلى.
2- بالأصل: الحسين: تصحيف.
3- سقطت من الأصل.
4- تقدم الخبر بتمامه، قريبا.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية، أنبأنا أبو الفضل الرازي، أنبأنا جعفر بن عبد اللّه، حدّثنا محمّد بن هارون، أنبأنا أحمد بن عبد الرّحمن، أنبأنا عيسى، عن ابن لهيعة (1)،عن عبد اللّه بن هبيرة قال:

كان عبد اللّه بن عمرو (2) بن العاص يقول: كان عيسى بن مريم و هو غلام يلعب مع الصبيان، فكان يقول لأحدهم: تريد أن أخبرك ما خبأت لك أمك ؟ فيقول: نعم، فيقول:

خبأت لك كذا و كذا، فيذهب الغلام منهم إلى أمّه فيقول لها: أطعميني ما خبأت لي، فقالت:

و أي شيء خبّأت لك ؟ فيقول: كذا و كذا، فتقول له: من أخبرك ؟ فيقول عيسى بن مريم، فقالوا: و اللّه لئن تركتم هؤلاء الصبيان مع ابن مريم ليفسدنّهم، فجمعوهم في بيت و أغلقوا عليهم، فخرج عيسى يلتمسهم فلم يجدهم حتى سمع ضوضاءهم في بيت، فسأل عنهم فقال: ما هؤلاء؟ كأنّ هؤلاء الصبيان، قالوا: لا، إنّما هم قردة و خنازير، قال: اللّهم اجعلهم قردة و خنازير، فكانوا كذلك.

أخبرنا أبو الحسن السّلمي، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا محمّد بن عمر النّصيبي، حدّثنا أبو بكر بن خلاّد، حدّثنا أبو علي الحسين بن علي بن مصعب النّخعي، حدّثنا عبد الوهّاب بن الضّحّاك، حدّثنا ابن عيّاش، عن إسماعيل بن يحيى التيمي، عن ابن أبي مليكة عمن حدّثه عن عبد اللّه بن مسعود، و مسعر بن كدام، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«إن عيسى صلّى اللّه عليه و سلم أسلمته أمّه إلى الكتّاب ليعلمه، فقال له المعلّم: اكتب بسم اللّه، فقال له عيسى: و ما بسم ؟ قال المعلّم: لا أدري، قال عيسى: الباء بهاء اللّه، و السين سناؤه، و الميم ملكه، و اللّه لا إله إلاّ هو، الرّحمن، رحمن الدنيا و الآخرة، و الرحيم: رحيم الآخرة.

أبجد الألف آلاء اللّه، و باء بهاء اللّه، و جيم جلال اللّه، و الدال (3) اللّه الدائم و حوّز (4):الهاء الهاوية، الواو: ويل لأهل النار، وادي (5) في جهنم، و زاي زي أهل الدنيا أهل الكفر

ص: 373


1- الخبر رواه ابن كثير في البداية و النهاية بتحقيقنا 91/2 و قصص الأنبياء 400/2 من هذا الطريق، و قال في آخره: رواه ابن عساكر.
2- كذا بالأصل، و في المصدرين السابقين: عبد اللّه بن عمر.
3- بالأصل:«و دال اللّه الميم» و لعل الصواب ما أثبت.
4- الأصل: هواز.
5- كذا بالأصل: وادي.

نون نون البحر صعفص صاد اللّه الصادق، ثم اللّه العالم، و اللّه اللهم، صاد اللّه الصمد، قرشيات قاف الجبل المحيط بالدنيا الذي اخضرّت منه السماء، و اريا الناس سين سين اللّه بأيامه أبدا»[10274].

كذا قال، و قد سقط بعضه.

أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (1)،حدّثنا محمّد بن جعفر بن (2) يحيى بن رزين العطّار - بحمص - حدّثنا إبراهيم بن العلاء، حدّثنا إسماعيل بن عيّاش، حدّثنا إسماعيل بن يحيى، عن ابن أبي مليكة عمن حدّثه عن ابن مسعود، و مسعر بن كدام عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري يردّ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

أن عيسى بن مريم أسلمته أمّه إلى الكتّاب ليعلمه، فقال له المعلم: اكتب بسم اللّه، قال له عيسى: و ما بسم ؟ قال له المعلّم: ما أدري، قال له عيسى: باء بهاء اللّه، و السين سناه، و ميم مملكته، و اللّه إله الآلهة، و الرّحمن: رحمن الآخرة و الدنيا، الرحيم رحيم الآخرة.

أبو جاد: الألف آلاء اللّه (3)،و الباء بهاء اللّه، جيم جلال اللّه، دال: اللّه الدائم.

هوّز: الهاء الهاوية، واو: ويل لأهل النار، واد في جهنم، زاي: زي أهل الدنيا.

حطّي: حاء: اللّه الحليم، طاء: اللّه الطالب، لكل (4) حق، حتى يرده. ياء: أي أهل النار و هو الرجع.

كلمن: الكاف: اللّه الكافي، لام: اللّه القائم، ميم: اللّه المالك، نون: نون البحر، صعفص، صاد: اللّه الصادق، عين: اللّه العالم، فا (5):اللّه ذكر كلمة، صاد: اللّه الصمد.

ص: 374


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 303/1-304 في ترجمة إسماعيل بن يحيى بن عبيد اللّه التيمي.
2- في الكامل لابن عدي:«بن يحيى» بدل:«حدثنا يحيى» كما بالأصل، و هو الصواب و هو ما أثبت، راجع ترجمة إبراهيم بن العلاء بن الضحاك في تهذيب الكمال 399/1 و ذكر في أسماء الرواة عنه: أبا بكر محمد بن جعفر بن يحيى بن رزين العطار الحمصي.
3- في ابن عدي: ألف اللّه.
4- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن ابن عدي.
5- مكانها بالأصل:«رب» و المثبت «فا» عن ابن عدي.

قرسات (1)،قاف: الجبل المحيط بالدنيا الذي اخضرّت (2) منه السماء، راء: رياء الناس بها، سين ستر (3) اللّه [تاء:] (4) تمت أبدا.

قال ابن عدي: هذا الحديث باطل بهذا الإسناد، لا يرويه غير إسماعيل.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنبأنا أحمد بن سندي، حدّثنا الحسن بن علي القطان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى، أنبأنا إسحاق بن بشر (5)،أنبأنا جويبر، و مقاتل عن الضّحّاك، عن ابن عبّاس.

أن عيسى بن مريم أمسك عن الكلام بعد إذ كلّمهم طفلا حتى بلغ ما يبلغ الغلمان، ثم أنطقه اللّه بعد ذلك بالحكمة و البيان، قال: فأكثر اليهود فيه و في أمّه من قول الزور (6)،فكان عيسى يشرب اللبن من أمه، فلمّا فطم أكل الطعام و شرب الشراب حتى بلغ سبع سنين، فكانت اليهود تسميه ابن البغية، فذلك قول اللّه تعالى وَ قَوْلِهِمْ عَلىٰ مَرْيَمَ بُهْتٰاناً عَظِيماً (7).

[قال:] فلما بلغ سبع سنين أسلمته الكتّاب عند رجل من المكتبين يعلّمه كما يعلّم الغلمان، فلا يعلمه شيئا إلاّ بدره عيسى إلى علمه قبل أن يعلّمه إيّاه، فعلّمه أبا جاد فقال عيسى: ما أبو جاد؟ قال المعلّم: لا أدري، فقال عيسى: فكيف تعلّمني ما لا تدري، فقال المعلم: إذا فعلّمني، فقال له عيسى: فقم من مجلسك، فقام فجلس عيسى مجلسه، فقال:

سلني، فقال المعلم: فما أبو جاد؟ فقال عيسى: ألف: آلاء اللّه، باء: بهاء اللّه، جيم بهجة اللّه و جماله، فعجب المعلّم من ذلك، فكان أول من فسّر أبا جاد عيسى بن مريم.

ثم قال: و سأل عثمان بن عفّان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ما تفسير أبي جاد فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«تعلّموا تفسير أبي جاد فإنّ فيه الأعاجيب كلها، ويل لعالم جهل تفسيره»، فقيل: يا رسول اللّه و ما أبو جاد؟ فقال:«أما الألف آلاء اللّه، حرف من أسمائه، و أما الباء فبهجة اللّه، و جلال اللّه، و أما الجيم فمجد اللّه، و أمّا الدال فدين اللّه، و أما هوّز فالهاء الهاوية، فويل لمن هوى فيها، و أما الواو فويل لأهل النار، و أما الزاي فالزاوية، فنعوذ باللّه مما في الزاوية - يعني زوايا جهنم - و أما حطّي: فالحاء حطوط خطايا المستغفرين في ليلة القدر، و ما نزل به جبريل

ص: 375


1- تقرأ بالأصل: قريشيات، و المثبت عن ابن عدي.
2- كذا بالأصل، و في ابن عدي: اختصرت.
3- الأصل:«شين: شين اللّه»، و المثبت عن ابن عدي.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن ابن عدي.
5- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية بتحقيقنا 91/2-92 و قصص الأنبياء 399/2-400.
6- في المصدرين السابقين: من القول.
7- سورة النساء، الآية:156.

مع الملائكة إلى مطلع الفجر، و أما الطاء فطوبى لهم و حسن مآب، و هي شجرة غرسها اللّه بيده، و إنّ أغصانها لترى من وراء سور الجنّة تنبت بالحلي و الحلل، و الثمار متدلية على أفواههم، فطوبى لهم و حسن مآب، و أما الياء: فيد اللّه فوق خلقه سبحانه و تعالى عمّا يشركون، و أما كلمن: فالكاف كلام اللّه لا تبديل لكلماته وَ لَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (1)و أما اللام فإلمام أهل الجنّة بينهم بالزيارة، و التحية و السلام، و تلاوم أهل النار بينهم، و أما الميم:

فملك اللّه الذي لا يزول، و دوام اللّه الذي لا يفنى، و أما نون فنون وَ الْقَلَمِ وَ مٰا يَسْطُرُونَ (2)فالقلم قلم من نور و كتاب من نور، في لوح محفوظ يشهده المقرّبون، و كفى باللّه شهيدا، و أما صعفص: فالصاد صاع بصاع، و قسط بقسط ، و قضى بقضى (3)-يعني الجزاء بالجزاء - و كما تدين تدان، و اللّه لا يريد ظلما للعباد، و أما قريشيات يعني قرشهم فجمعهم يوم القيامة يقضي بينهم و هم لا يظلمون»[10275].

قال (4)ابن عبّاس: فكان عيسى يرى العجاب في صباه إلهاما من اللّه تعالى، ففشا ذلك في اليهود و ترعرع عيسى فهمّت به بنو إسرائيل فخافت أمّه عليه، فأوحى اللّه إليها أن تنطلق به إلى أرض مصر، فذلك قوله: وَ جَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَ أُمَّهُ آيَةً (5)،قال: فسئل ابن عبّاس: أ لا كان آيتان و هما آيتان (6)؟فقال ابن عبّاس: إنّما قال آية لأن عيسى من أمه و لم يكن من أب لم يشاركها في عيسى أحد، فصار آية واحدة وَ آوَيْنٰاهُمٰا إِلىٰ رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ وَ مَعِينٍ قال: يعني أرض مصر (7).

قال: و أنبأنا إسحاق بن بشر (8)،أنبأنا عثمان بن الساج و غيره عن موسى بن وردان عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري و عن مكحول عن أبي هريرة قال:

ص: 376


1- سورة الكهف، الآية:27.
2- الآية الأولى من سورة القلم.
3- القضى: حب الزبيب أو نواه (تاج العروس: قضي).
4- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 91/2 و قصص الأنبياء 400/2 عن إسحاق بن بشر عن جويبر و مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس.
5- سورة المؤمنون، الآية:50.
6- كذا رسمها بالأصل، و في المختصر: كان آيتان و هما اثنان.
7- كذا بالأصل، و قد قيل ذلك في أحد الأقوال. قال ابن كثير: و قد اختلف السلف و المفسرون في المراد بهذه الربوة. راجع ما جاء فيها في تفسير الآية، من تفسير القرطبي 126/12.
8- من هذا الطريق رواه ابن كثير في البداية و النهاية 90/2.

إن عيسى بن مريم أوّل ما أطلق اللّه لسانه بعد الكلام الذي تكلّم به و هو طفل فمجّد اللّه تمجيدا لم تسمع الآذان بمثله، لم يدع شمسا، و لا قمرا، و لا جبلا، و لا نهرا، و لا عينا إلاّ ذكره في تمجيده، فقال: اللّهمّ أنت القريب في علوك، المتعالي (1) في دنوك، الرفيع على كل شيء من خلقك، أنت الذي خلقت سبعا في الهوى بكلماتك مستويات طباقا أجبن وهن (2)دخان من فوقك، فأتين طائعات لأمرك، فيهن ملائكتك يسبّحون قدسك لتقديسك، و جعلت فيهن نورا على سواد الظلام، و ضياء من ضوء الشمس بالنهار، و جعلت فيهن الرعد المسبّح بالحمد، فبعزّتك يجلو ضوء ظلمتك، و جعلت فيهن مصابيح يهتدي بهن في الظلمات الحيوان (3)،فتباركت اللّهم في مفطور سماواتك و فيما دحوت من أرضك، دحوتها على الماء فمسكنها على تيار الموج المتعامر (4)،فأذللتها إذلال الماء المتظاهر (5)،فذلّ لطاعتك صعبها، و استحيا لأمرك أمرها، و خضعت لعزتك أمواجها، ففجرت فيها بعد البحور الأنهار، و من بعد الأنهار الجداول الصغار، و من بعد الجداول تتابع (6) العيون الغزار، ثم أخرجت منها الأنهار و الأشجار و الثمار، ثم جعلت على ظهرها الجبال فوتدتها أوتادا على ظهر الماء، فأطاعت أطوادها و جلمودها.

فتباركت اللهمّ فمن يبلغ بنعته نعتك، أو من يبلغ بصفته صفتك، تنشر السحاب، و تفك الرقاب، و تقضي الحق و أنت خير الفاصلين، لا إله إلاّ أنت سبحانك أمرت أن نستغفرك من إنما كل ذنب لا إله إلاّ أنت سبحانك سترت السموات عن الناس، لا إله إلاّ أنت سبحانك إنما يخشاك (7) من عبادك الأكياس، نشهد أنك لست بإله استحدثناك، و لا ربّ يبيد ذكره، و لا كان معك شركاء يقضون معك فندعوهم و نذرك، و لا أعانك على خلقنا أحد فنشك فيك، نشهد أنك أحد صمد لم تلد و لم تولد، و لم يكن لك كفوا أحد.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا:

ص: 377


1- كذا بالأصل بإثبات الياء، و في المصدرين: المتعال في دنوك.
2- الكلمة غير واضحة بالأصل، و المثبت عن البداية و النهاية و قصص الأنبياء.
3- كذا رسمها بالأصل، و في المصدرين السابقين: الحيران.
4- كذا رسمها بالأصل، و في المصدرين: الموج الغامر.
5- كذا الجملة بالأصل، و في المصدرين: فأذللتها إذلال التظاهر.
6- كذا رسمها بالأصل، و في المصدرين: ينابيع العيون الغزار.
7- كذا بالأصل و قصص الأنبياء، و في البداية و النهاية: يغشاك.

حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو بكر أحمد بن سندي بن الحسن، حدّثنا الحسن بن علي القطان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى، أنبأنا [أبو] (1)حذيفة إسحاق بن بشر (2)،أنبأنا إدريس عن جده وهب قال:

إن عيسى لما بلغ ثلاث عشرة سنة أمره اللّه أن يرجع من مصر إلى بيت إيلياء قال: فقدم عليه يوسف ابن خال أمه، فحملهما على حمار حتى جاء بهما إلى إيلياء، و أقام بها حتى أحدث اللّه له الإنجيل و علّمه التوراة و أعطاه إحياء الموتى، و إبراء الاسقام، و العلم بالغيوب مما يدّخرون في بيوتهم، و تحدّث الناس بقدومه، و فزعوا لما كان يأتي من العجائب، و جعلوا يعجبون منه، فدعاهم إلى اللّه، ففشا فيهم أمره.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو بكر محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الضرير - قراءة عليه و أنا حاضر أسمع - حدّثنا محمّد - هو ابن صالح بن أبي عصمة الدمشقي، حدّثنا أبو علي محمود بن خالد سنة ست و أربعين و مائتين، حدّثنا الوليد، عن الأوزاعي، حدّثني عمير بن هانئ، حدّثني جنادة بن أبي أمية، حدّثني عبادة بن الصّامت قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

«من شهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أن محمّدا عبده و رسوله، و أن عيسى عبد اللّه، و كلمته ألقاها إلى مريم، و روح منه، و أنّ الجنّة حقّ ، و أن النار حقّ ، أدخله اللّه الجنّة على ما كان من عمل» (3)[10276].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنبأنا أبو القاسم الصّوّاف، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي، أنبأنا أحمد بن منصور الرّمادي، حدّثنا الحسن بن موسى الأشيب، حدّثنا محمّد بن سليم أبو هلال الرّاسبي، عن قتادة قال:

قال عيسى بن مريم: سلوني فإنّ قلبي ليّن، و إني صغير في نفسي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن

ص: 378


1- زيادة لازمة.
2- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 92/2 و قصص الأنبياء 401/2.
3- صحيح مسلم(1) كتاب الإيمان،(10) باب 57/1، و البخاري رقم 1604 و رواه ابن كثير في البداية و النهاية 2/ 84 و قصص الأنبياء 384/2 و أعاده 445/2.

الآبنوسي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن عبدان بن الحسن بن مهران الصّيرفي، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا الحكم بن موسى بن أبي زهير أبو صالح، و زياد بن أيوب الطوسي، قالا: حدّثنا مبشّر بن إسماعيل، عن الأوزاعي، عن عمير بن هانئ عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصّامت قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

«من شهد أنّ لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أنّ محمّدا عبده، و أنّ الجنّة حقّ ، و أنّ النار حقّ ، و أنّ الساعة آتية لا ريب فيها، و أنّ عيسى عبده و رسوله و كلمته ألقاها إلى مريم، و روح منه، أدخله اللّه الجنّة على ما كان من عمل»[10277].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء.

ح و أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو يعلى بن الفراء.

قالا: أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن القطان، أنبأنا خيثمة بن سليمان بن حيدرة، أنبأنا العبّاس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، حدّثنا الأوزاعي، حدّثني عمير بن هانئ، حدّثني جنادة بن أبي أمية، حدّثنا عبادة بن الصّامت قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

«من شهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده، و أنّ محمّدا عبده و رسوله، و أنّ عيسى عبد اللّه و ابن أمته، و كلمته ألقاها إلى مريم، و روح منه، و أنّ الجنّة حقّ ، و النار حقّ ، أدخله اللّه الجنّة على ما كان من عمل»[10278].

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنبأنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا حسن بن حبيب بن عبد الملك - إمام مسجد باب الجابية بدمشق - حدّثنا العبّاس بن الوليد - قراءة و أنا أسمع - قال: سمعت أبي قال: سئل الأوزاعي عن رجل قال لامرأته: أنت طالق ثلاثا بتة إن لم أكن من أهل الجنّة، فقال الأوزاعي: لا يفرّق بينه و بين امرأته حدّثني عمير بن هانئ عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصّامت أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«من شهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و أن محمّدا عبده و رسوله، و أنّ عيسى عبده و رسوله و ابن أمته، و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه، أدخله اللّه الجنّة على ما كان منه»[10279] فلا يفرق بينهما بالشك لما جاء من هذا الحديث (1).

ص: 379


1- البداية و النهاية 84/2 و قصص الأنبياء 384/2.

رواه غيرهما عن العبّاس بن الوليد، عن أبيه، عن ابن جابر، عن عمير.

أخبرناه أبو سعد بن البغدادي، أنبأنا إبراهيم بن محمّد، حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر بن زياد، أخبرني العبّاس بن الوليد، أخبرني أبي قال: و سمعته - يعني ابن جابر - يقول: حدّثني عمير بن هانئ عن جنادة بن أمية عن عبادة بن الصّامت، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«من شهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أنّ محمّدا عبده و رسوله، و أنّ عيسى عبد اللّه و ابن أمته، و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه، و أنّ الجنّة حقّ ، و أن النار حقّ أدخله اللّه من أيّ أبواب الجنّة الثمانية شاء» (1)[10280].

قال: و حدّثنا أبو بكر، حدّثنا الربيع بن سليمان، حدّثنا بشر بن بكر، حدّثني ابن جابر، عن عمير بن هانئ، حدّثني جنادة بن أبي أمية، حدّثني عبادة بن الصّامت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من شهد أن لا إله إلاّ اللّه» ثم ذكر مثله[10281].

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد، و أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن حبيب، و أبو منصور برغش بن عبد اللّه عنه، أنبأنا أبو بكر الصّيرفي، حدّثنا أبو العبّاس الأصم، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، حدّثنا بشر بن بكر، عن ابن جابر فذكر بإسناده مثله.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالا: أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو العبّاس بن قتيبة، حدّثنا حرملة، حدّثنا ابن وهب، حدّثني معاوية، عن أبي عمران الفلسطيني، عن يعلى بن شدّاد عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«ليخرجن اللّه بشفاعة عيسى بن مريم من جهنم مثل أهل الجنّة»[10282].

أخبرنا (2) أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، حدّثنا أبو زرعة (3)،حدّثنا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية بن صالح عمن حدّثه قال:

ص: 380


1- البداية و النهاية 84/2 و قصص الأنبياء 384/2.
2- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
3- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 92/2 و قصص الأنبياء 402/2.

أنزلت التوراة على موسى صلّى اللّه عليه و سلم في ستّ ليال خلون من شهر رمضان، و نزل الزّبور على داود صلّى اللّه عليه و سلم في اثنتي عشرة خلت من شهر رمضان، و ذلك بعد التوراة بأربع مائة سنة و اثنتين و ثمانين سنة، و أنزل الإنجيل على عيسى بن مريم صلّى اللّه عليه و سلم في ثماني عشرة ليلة خلت من شهر رمضان، بعد الزّبور بألف عام و خمسين عاما، و أنزل الفرقان على النبي صلّى اللّه عليه و سلم في أربع و عشرين من شهر رمضان.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز بن الحسين الأنماطي، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا: حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أخبرني أبو الحسن محمّد بن أحمد، أنبأنا أحمد بن سندي بن الحسن، حدّثنا الحسن بن علي القطان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطّار، أنبأنا إسحاق بن بشر (1)،قال: و أنبأنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة و مقاتل عن قتادة، عن عبد الرّحمن بن آدم، عن أبي هريرة قال:

أوحى اللّه إلى عيسى بن مريم: يا عيسى جدّ في أمري و لا تهن (2)،و اسمع و أطع يا ابن الطاهرة البكر البتول، إنك من غير فحل، و أنا خلقتك آية للعالمين، إياي فاعبد، و عليّ فتوكّل، خذ الكتاب بقوة، فسّر لأهل (3) السريانية، بلّغ بين يديك أنّي أنا الحي القائم (4) الذي لا يزول، صدقوا النبي الأمي العربي صاحب الجمل و التاج - و هي العمامة - و المدرعة و النعلين، و الهراوة - و هي القضيب - الأنجل العينين، الصّلت الجبين، الواضح الخدين، الجعد الرأس، الكثّ اللحية، المقرون (5) الحاجبين، الأقنى الأنف، المفلج الثنايا، البادي العنفقة (6)،الذي كأن عنقه إبريق فضة كأن الذهب يجري في تراقيه، له شعيرات من لبّته إلى سرّته تجري كالقضيب، ليس على بطنه، و لا على صدره شعر غيره، شثن الكف و القدم، إذا التفت التفت جميعا، و إذا مشى كأنما يتقلّع من صخر و ينحدر من صبب، عرقه في وجهه كاللؤلؤة، ريح المسك ينفح [منه،] (7) لم تر قبله و لا بعده - يعني مثله - الحسن القامة،

ص: 381


1- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 92/2 و قصص الأنبياء 402/2-403.
2- في دلائل النبوة للبيهقي 378/1 و لا تهزل.
3- في دلائل البيهقي: فسر لأهل سوران بالسريانية.
4- في دلائل البيهقي: اللّه الحي القيوم الذي لا أزول.
5- دلائل النبوة للبيهقي: المفروق الحاجبين.
6- العنفقة: الشعيرات الخفيفة التي بين الشفة السفلى و الذقن.
7- زيادة لازمة عن المصادر الثلاثة السابقة.

الطيّب الريح، نكّاح النساء،[ذا] (1) النسل القليل (2) إنّما نسله من مباركة لها بيت - يعني في الجنة - من قصب لا نصب فيه و لا صخب، تكفله يا عيسى في آخر الزمان كما كفل زكريا أمك، له منها فرخان مستشهدان و له عندي منزلة ليست (3) لأحد من البشر، كلامه القرآن و دينه الإسلام، و أنا السلام، طوبى لمن أدرك زمانه و شهد أيامه، و سمع كلامه.

قال عيسى: يا ربّ و ما طوبى ؟ قال: غرس شجرة أنا غرستها بيدي فهي للجنان كلها، أصلها من رضوان، و ماؤها من تسنيم، و بردها برد الكافور، و طعمها طعم الزنجبيل، و ريحها ريح المسك، من شرب منه (4) شربة لم يظمأ بعدها أبدا.

قال عيسى: يا ربّ اسقني منها، قال: حرام على النبيّين أن يشربوا منها حتى يشرب ذاك النبي، و حرام على الأمم أن يشربوا منها حتى تشرب أمة ذلك النبي.

قال: يا عيسى أرفعك إليّ ، قال: يا ربّ و لم ترفعني ؟ قال: أرفعك ثم أهبطك في آخر الزمان لترى من أمة ذلك النبي العجائب، و لتعينهم على قتال اللعين الدجّال، أهبطك في وقت صلاة ثم لا تصلّي بهم لأنها أمة مرحومة، و لا نبي بعد نبيهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو محمّد بن حمزة، قالا: أنبأنا عبد الدائم بن الحسن بن عبيد اللّه، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، حدّثنا أبو بكر بن خريم، حدّثنا هشام بن عمّار (5)،حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا عبد الرّحمن بن زيد، عن أبيه.

أن عيسى بن مريم قال: رب انبئني عن هذه الأمة المرحومة، قال: أمة أحمد صلّى اللّه عليه و سلم، هم علماء حكماء كأنهم أنبياء، يرضون مني بالقليل من العطاء، و أرضى منهم باليسير من العمل، و أدخلهم الجنة بلا إله إلاّ اللّه، يا عيسى هم أكثر سكان الجنّة لأنها لم تذلّ ألسن قوم قط بلا إله إلاّ اللّه كما ذلت ألسنتهم، و لم تذلّ رقاب قوم بالسجود كما ذلّت به رقابهم.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الكبريتي، حدّثنا أبو بكر بن الفضل بن

ص: 382


1- زيادة عن المصادر.
2- إلى هنا أخرجه البيهقي في دلائل النبوة من طريق مقاتل بن حيّان 378/1.
3- الأصل و المختصر:«ليس» و المثبت عن البداية و النهاية و قصص الأنبياء.
4- الأصل: فيه، و المثبت عن البداية و النهاية و قصص الأنبياء.
5- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 93/2 و قصص الأنبياء 404/2، و قال في آخره: رواه ابن عساكر.

محمّد - إمام جامع أصبهان، إملاء - نا أحمد بن موسى بن فورك الحافظ ، حدّثنا أحمد بن جعفر بن أحمد، حدّثنا عبيد بن الحسن، حدّثنا سليمان بن داود، حدّثنا سفيان بن عيينة قال: أوحى اللّه إلى عيسى: يا عيسى كن لي في نفسك كهمك، و توكل عليّ أكفك، و لا تتولّ غيري فأخذلك.

أخبرنا (1) أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا الحسين بن صفوان، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد القرشي، حدّثنا الحكم بن موسى، حدّثنا الخليل بن أبي الخليل، عن صالح بن شعيب قال:

أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى عيسى بن مريم عليه السلام: أنزلني من نفسك كهمتك، و اجعلني ذخرا لك في معادك، و تقرّب إليّ بالنوافل أدنك، و توكّل عليّ أكفك، و لا تولّ غيري فأخذلك.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو بكر محمّد بن رزق اللّه بن عبد اللّه، حدّثنا أبو علي محمّد بن محمّد بن عبد الحميد بن آدم الفزاري، حدّثنا محمّد بن يزيد، حدّثنا حامد بن يحيى الصلحي، حدّثنا عثمان بن اليمان - بصري سكن مكة - حدّثنا عبد اللّه بن بديل العقيلي (2)،عن عبد اللّه بن عوسجة قال:

أوحى اللّه إلى عيسى بن مريم: أنزلني من نفسك كهمك، و اجعلني ذخرا لك في معادك، و تقرّب إليّ بالنوافل أحبك، و لا تولّ غيري فأخذلك، اصبر على البلاء، و ارض بالقضاء، و كن لمسرتي (3) فيك، فإنّ مسرتي أن أطاع و لا أعصى، و كن منّي قريبا، و أحيي ذكري بلسانك، و لتكن مودتي في صدرك، تيقظ من ساعات الغفلة، و احكم لي لطف الفطنة، و كن لي راغبا راهبا، و أمت قلبك من الخشية لي، و راع (4) الليل بحقّ مسرّتي، و أظمئ نهارك ليوم الرّيّ عندي، نافس في الخيرات جهدك، و اعرف (5) بالخير حيث توجهت - تفسيره يقول: و لتعرف بالخير - و قم في الخلائق بنصيحتي، و احكم في عبادي بعدلي، فقد أنزلت

ص: 383


1- كتب فوقها في الأصل: ملحق.
2- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 93/2-94 و قصص الأنبياء 404/2-405 نقلا عن ابن عساكر.
3- الأصل: كمسرتي، و المثبت عن المصدرين السابقين.
4- الأصل: و راعي، و التصويب عن المصدرين.
5- في المصدرين: و اعترف.

عليك شفاء وساوس الصدر من مرض النّسيان، و جلاء الأبصار من غشاء الكلال، و لا تكن حلسا (1) كأنك مقبوض و أنت حي تنفس.

يا عيسى بن مريم ما آمنت بي خليقة إلاّ خشعت، و لا خشعت لي إلاّ رجت ثوابي، فأشهدك أنها آمنة من عقابي ما لم تغير أو تبدل سنتي.

يا عيسى بن مريم البكر البتول، ابك على نفسك أيام الحياة بكاء من ودّع الأهل و قلا الدنيا، و ترك اللذات لأهلها، و ارتفعت رغبته فيما عند إلهه، و كن في ذلك تلين الكلام و تفشي السلام، و كن يقظانا (2) إذا نامت عيون الأبرار، حذار ما هو آت من أمر المعاد، و زلازل شدائد الأهوال، قبل أن لا ينفع أهل و لا مال، و اكحل عينك بملمول (3) الحزن إذا ضحك البطّالون، و كن في ذلك صابرا محتسبا، فطوبى لك إن نالك ما وعدت الصابرين، رجّ (4) من الدنيا باللّه، يوم بيوم، و ذق مذاقة ما قد هرب منك أين طعمه ؟؛ و ما لم يأتك كيف لذته ؟ فرح من الدنيا بالبلغة، و ليكفك منها الخشن الجشب (5)،قد رأيت إلى ما تصير، اعمل على حساب فإنك مسئول، لو رأت عيناك (6) ما أعددت لأوليائي الصالحين ذاب قلبك، و زهقت نفسك.

أخبرنا أبو الحسن زيد بن حمزة بن زيد الموسوسي الطوسي (7)،أنبأنا أبو شجاع محمّد بن سعدان بن عبد اللّه المقاريضي، حدّثنا أبو الفتح أحمد بن عبد اللّه الكاتب، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن.... (8) الزاهد، حدّثنا أحمد بن محمّد الأصفهاني، حدّثنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد القرشي، حدّثنا الحكم بن موسى، حدّثنا عبد الجليل بن أبي الخليل عن صالح بن أبي شعيب قال:

ص: 384


1- كذا بالأصل و البداية و النهاية، و في قصص الأنبياء: حلما. و الحلس: الملازم الذي لا يبرح مكانه (اللسان).
2- كذا بالأصل و المختصر منونة، و هي جائزة، و في البداية و النهاية و قصص الأنبياء: يقظان.
3- كذا بالأصل، و في البداية و النهاية و قصص الأنبياء «بملول» و الملول: جمع ملة، و هي الرماد الحار ينضج فيه الخبز. و في المختصر:«بملمول» كالأصل، و هو المكحال يكتحل به (هامش المختصر).
4- كذا بالأصل و البداية و النهاية، و في قصص الأنبياء: ارج من الدنيا باللّه يوم يبعثون. و في المختصر: زجّ .
5- كذا بالأصل، و في المختصر:«الخشب» و في البداية و النهاية و قصص الأنبياء: الجئيب. و الجئيب: الغليظ .
6- الأصل:«رأيت عينك» و المثبت عن البداية و النهاية و قصص الأنبياء.
7- قارن مع مشيخة ابن عساكر 68/أ.
8- تقرأ بالأصل: حفيف.

أوحى اللّه تعالى إلى عيسى: أنزلني من نفسك كهمك، و اجعلني ذخرا لك في معادك، و تقرّب إليّ بالنوافل أدنك، و توكّل عليّ أكفك، و لا تولّ غيري فأخذلك، اصبر على البلاء و ارض بالقضاء، و كن لمسرتي (1) فيك فإن مسرّتي أن أطاع و لا أعصى، و كن مني قريبا، و أحم ذكري بلسانك، و ليكن ودي في قلبك، و تيقّظ في ساعات الغفلة و كن لي راغبا راهبا، أمت قلبك بالخشية، راع الليل لنجوى مسرتي، و أظمئ لي نهارك لليوم الذي لك عندي، نافس في الخيرات بجهدك، و قم في الخليقة بعدلك، و احكم فيهم بنصيحتي، فقد أنزلت عليك شفاء وساوس الصدور من مرض الشيطان، و جلاء الأبصار من غش الكلال، و لا تكن حلسا كأنك مقبور و أنت حي ينفس بحق، أقول ما آمنت بي خليقة إلاّ خشعت، و لا خشعت إلاّ رجت ثوابي، أشهدك أنها آمنة من عقابي ما لم تغيّر أو تبدّل سنّتي، أكحل عينك بملمول الحزن إذا ضحك البطالون، احذر ما هو آت من آمر المعاد من الزلازل و الأهوال الشدائد حيث لا ينفع أهل و لا مال و لا ولد، ابك على نفسك أيام الحياة بكاء من ودّع الأهل و ملّ الدنيا و ترك اللذات لأهلها، و ارتفعت رغبته فيما عند اللّه، و كن على ذلك محتسبا صابرا، طوبى لك إن نالك ما وعدت الصابرين برّح (2) من الدنيا يوما بيوم، و ارض منها بالبلغة و ليكفك منها الخشن، ذق مذاقه ما قد ذهب منك أين طعمه ؟ و ما لم يأتك أين لذته ؟ لو رأت عيناك ما أعددت لأوليائي الصالحين لذاب قلبك، أو زهقت نفسك اشتياقا إليهم.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا الحكم بن موسى، عن الخليل بن أبي الخليل، عن صالح أبي شعيب قال: أوحى اللّه إلى عيسى: اكحل عينك بملمول الحزن إذا ضحك البطّالون.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو حامد الأزهري، أنبأنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه، أنبأنا أبو حامد بن الشّرقي، حدّثنا محمّد بن يحيى الذهلي (3)،حدّثنا عبد الرزّاق، أنبأنا معمر، عن الزهري، و عن ابن طاوس عن أبيه، قالا:

لقي عيسى بن مريم إبليس فقال: أ ما علمت أنه لا يصيبك إلاّ ما قدر (4) لك ؟- يعني -

ص: 385


1- الأصل: كمسرتي.
2- كذا بالأصل هنا.
3- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 94/2 و قصص الأنبياء 405/2-406.
4- في المصدرين: ما كتب لك.

فقال: بلى، فقال إبليس: فارق بذروة هذا الجبل فترادّى (1) منه فانظر تعيش أم لا، قال ابن طاوس عن أبيه: فقال: أ ما علمت أن اللّه قال: لا يجربني عبدي، فإني أفعل ما شئت، و قال الزهري: إنّ العبد لا يبتلي ربه، و لكن اللّه يبتلي عبده، فخصمه.

رواه يونس بن يزيد عن الزهري عن حميد بن عبد الرّحمن بن عوف.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدثنا أبو بكر أحمد بن علي.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا عاصم بن الحسن بن محمّد - إجازة-.

قالا: أنبأنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه، أنبأنا الحسين بن صفوان البردعي، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، حدّثنا إسحاق بن إسماعيل، و عمرو بن محمّد، قالا: حدّثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن طاوس قال:

لقي الشيطان عيسى بن مريم فقال: يا ابن مريم إن كنت صادقا فارق - و في حديث ابن حمزة: فاوف - على هذه الشاهقة فألق نفسك - زاد ابن حمزة: منها و قالا:- فقال: ويلك، أ لم يقل اللّه: يا ابن آدم لا تبتليني بهلاكك، فإنّي أفعل ما أشاء (2).

قال: و حدّثنا عبد اللّه (3)،حدّثني سريج (4) بن يونس، حدّثنا علي بن ثابت، عن الخطاب بن القاسم، عن أبي عثمان قال:

كان عيسى يصلي على رأس جبل، فأتاه إبليس فقال: أنت الذي تزعم أنّ كلّ شيء بقضاء و قدر؟ قال: نعم، قال: فالق نفسك من الجبل و قل: قدر علي، قال: يا لعين، اللّه يختبر العباد، ليس العباد يختبرون اللّه عز و جل (5).

قال: و حدّثنا ابن أبي الدنيا (6)،حدّثنا الفضل بن موسى البصري، حدّثنا إبراهيم بن بشّار، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول:

لقي عيسى بن مريم إبليس فقال له إبليس:- و في رواية عاصم: فقال له يا عيسى،

ص: 386


1- كذا بالأصل، و في المصدرين:«فتردّ».
2- البداية و النهاية 94/2 و قصص الأنبياء لابن كثير 406/2.
3- يعني عبد اللّه بن محمد ابن أبي الدنيا.
4- في البداية و النهاية و قصص الأنبياء: شريح بن يونس، تصحيف.
5- البداية و النهاية 94/2-95 و قصص الأنبياء لابن كثير 406/2.
6- البداية و النهاية 95/2 و قصص الأنبياء 407/2.

و قالا:- أنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تكلّمت في المهد صبيا، و لم يتكلّم فيه أحد قبلك ؟ قال: بل الربوبية و العظمة للإله الذي أنطقني، ثم يميتني ثم يحييني، قال: فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تحيي الموتى ؟ قال: بل الربوبية للّه الذي يميتني (1) و يميت من أحييت ثم يحييني، قال: و اللّه إنّك لإله في السماء و إله في الأرض، قال: فصكه جبريل عليه السلام بجناحه صكّة فما تناهى دون فوق الشمس (2)،ثم صكه أخرى بجناحه فما تناهى (3)دون العين الحامية، ثم صكه أخرى بجناحه فأدخله بحار السابعة، فأشاحه (4)-و قال عاصم:

فأسلكه - فيها حتى وجد طعم الحياة (5)،فخرج منها و هو يقول: ما لقي أحد من أحد ما لقيت منك يا ابن مريم.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي الماوردي، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن علي بن أحمد السّيرافي - بالبصرة - حدّثنا القاضي أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق بن حرمان النهاوندي، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن يعقوب المتّوثي (6)،حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، حدّثنا أبو توبة الرّبيع بن نافع، حدّثنا حسين بن طلحة قال: سمعت خالد بن يزيد قال (7):

تعبّد الشيطان مع عيسى عشر سنين أو سنتين أقام يوما على شفير جبل، فقال الشيطان:

أ رأيت إن ألقيت نفسي هل يصيبني إلاّ ما كتب لي ؟ قال: إنّي لست بالذي أبتلي ربي و لكن ربي إذا شاء ابتلاني، و عرف أنه الشيطان ففارقه.

قال: و حدّثنا أبو داود (8)،حدّثنا أحمد بن عبدة، أنبأنا سفيان عن عمرو، عن طاوس قال:

أتى الشيطان عيسى بن مريم فقال: أ ليس تزعم أنك صادق ؟ فإن كنت صادقا فاءت هذه فالق نفسك، قال: ويلك، أ ليس قال: يا ابن آدم لا تسألني هلاك نفسك فإنّي أفعل ما أشاء.

ص: 387


1- في المصدرين: الذي يحيى [من يشاء].
2- في المصدرين: فما نباها دون قرون الشمس.
3- في المصدرين: نباها.
4- كذا رسمها بالأصل، و في المصدرين: فأساخه.
5- كذا بالأصل، و في المصدرين: طعم الحمأة.
6- غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمة أبي داود السجستاني في تهذيب الكمال 5/8. و هذه النسبة إلى متوث، راجع الأنساب.
7- البداية و النهاية 94/2 و قصص الأنبياء لابن كثير 406/2.
8- البداية و النهاية 94/2 و قصص الأنبياء لابن كثير 406/2.

قال: و حدّثنا أبو داود محمّد بن يحيى بن فارس، حدّثنا عبد الرزّاق، حدّثنا معمر، عن الزهري، عن ابن طاوس، عن أبيه قال (1):

لقي عيسى بن مريم إبليس فقال: أ ما علمت أنه لن يصيبك إلاّ ما كتب لك ؟ قال إبليس: فأوف (2) بذروة هذا الجبل فتردّ (3) منه فانظر تعيش أم لا؟ فقال ابن طاوس عن أبيه:

أ ما علمت أن اللّه قال: لا يختبرني (4) عبدي، فإني أفعل ما شئت - و قال الزهري: إنّ العبد لا يبتلي ربه، و لكن اللّه يبتلي عبده.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة قالا:

حدّثنا أبو بكر الخطيب (5)،أخبرني أبو الحسن بن رزقويه، أنبأنا أبو بكر أحمد بن سندي (6)،حدّثنا أبو بكر الحسن بن علي القطان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطّار، أنبأنا علي بن عاصم، حدّثني أبو سلمة سويد عن بعض أصحابه قال:

صلى عيسى ببيت المقدس فانصرف، فلما كان ببعض العقبة فعرض له إبليس فاحتبسه، فجعل يعرض عليه و يكلمه و يقول له: إنه لا ينبغي لك أن تكون عبدا، فأكثر عليه، و جعل عيسى يحرص على أن يتخلّص منه، فجعل لا يتخلص منه فقال له: فيما يقول: لا ينبغي لك يا عيسى أن تكون عبدا؟ قال: فاستغاث عيسى ربه، فأقبل جبريل و ميكائيل، فلما رآهما إبليس كفّ ، فلما استقرا معه على العقبة اكتنفا عيسى، و ضرب جبريل إبليس بجناحه فقذفه في بطن الوادي، قال: فعاد إبليس معه و علم أنهما لم يؤمرا بغير ذلك، فقال لعيسى: قد أخبرتك أنه لا ينبغي لك أن تكون عبدا، إنّ غضبك ليس غضب عبد، فقد رأيت ما لقيت منك حين غضبت، و لكن أدعوك [لأمر] (7) هو لك آمر الشياطين فليطيعوك، فإذا رأى الإنس (8) أن الشياطين قد أطاعوك عبدوك، أما إني لا أقول أن تكون إلها ليس معه إله، و لكن اللّه يكون إلها في السماء، و تكون أنت إلها في الأرض، فلما سمع عيسى ذلك منه استغاث

ص: 388


1- البداية و النهاية 94/2 و قصص الأنبياء لابن كثير 405/2-406.
2- كذا بالأصل، و في المصدرين: فارق.
3- الأصل: فتردى، خطأ.
4- رسمها بالأصل:«نحسرني» و في البداية و النهاية و النهاية و قصص الأنبياء: يجريني.
5- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 95/2 و قصص الأنبياء لابن كثير 407/2-408.
6- في المصدرين: سيدي.
7- زيادة عن المصدرين، و في المختصر: إلى أمر.
8- كذا بالأصل و المختصر، و في المصدرين: البشر.

بربه، و صرخ صرخة شديدة، فإذا إسرافيل قد هبط ، فنظر إليه جبريل و ميكائيل فكفّ إبليس، فلما استقر معهم ضرب إسرافيل إبليس بجناحه فصك به عين الشمس، ثم ضربه ضربة أخرى، فأقبل إبليس يهوي، و مرّ بعيسى و هو بمكانه، فقال: يا عيسى لقد لقيت قبل اليوم تعبا شديدا فرمى به في عين الشمس فوخزه سبعة أملاك عند العين الحامية قال: فغطوه فجعل كلما خرج (1) غطوه في تلك الحمأة قال: و اللّه ما عاد إليه بعد.

قال: و حدّثنا إسماعيل العطّار، حدّثنا أبو حذيفة قال: و اجتمع إليه شياطينه فقالوا:

سيّدنا قد لقيت تعبا؟ قال: إنّ هذا عبد معصوم ليس لي عليه من سبيل، و سأضل به بشرا كثيرا و أبث فيهم أهواء مختلفة، و أجعلهم شيعا و يجعلونه و أمّه إلهين من دون اللّه، و أنزل إليه فيما أيد به عبده عيسى و عصمه من إبليس قرآنا ناطقا بذكر نعمته على عيسى فقال يٰا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَ عَلىٰ وٰالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ (2)-يعني جبريل- تُكَلِّمُ النّٰاسَ فِي الْمَهْدِ وَ كَهْلاً وَ إِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتٰابَ (3)-يعني الإنجيل و التوراة- وَ الْحِكْمَةَ وَ إِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرٰائِيلَ عَنْكَ الآية كلها، و إذ جعلت المساكين لك بطانة و صحابة و أعوانا ترضى بهم و صحابة و أعوانا يرضون بك هاديا و قائدا إلى الجنّة، فذلك فاعلم خلقان عظيمان من لقيني بهما فقد لقيني بأزكى الخلائق و أرضاها عندي، و سيقول لك بنو إسرائيل صمنا فلم يقبل صيامنا، و صلّينا فلم يقبل صلاتنا، و تصدّقنا فلم يقبل صدقتنا، و بكينا بمثل حنين الجمال، فلم يرحم بكاءنا، فقل لهم: و لم ذاك ؟ و ما الذي يمنعني ؟ أنّ ذات يدي قلّت ؟ أ و ليس خزائن السموات و الأرض بيدي أنفق منها كيف أشاء؟ أو أنّ البخل يعتريني أ و لست أجود من سئل ؟ و أوسع من أعطى ؟ و إنّ رحمتي ضاقت ؟ و إنما يتراحم المتراحمون بفضل رحمتي.

و لو لا أن هؤلاء القوم يا عيسى بن مريم غذّوا (4) أنفسهم بالحكمة التي نوّرت في قلوبهم و استأثروا (5) به الدنيا أثرة على الآخرة لعرفوا من أين أتوا، و إذا لأيقنوا أن أنفسهم هي أعدى الأعداء لهم و كيف أقبل صيامهم و هم يتقوون عليه بالأطعمة الحرام ؟ و كيف أقبل صلاتهم و قلوبهم تركن إلى الذين يحاربون و يستحلون محارمي ؟ و كيف أقبل صدقاتهم و هم يغصبون الناس عليها فيأخذونها من غير حلّها؟

ص: 389


1- في قصص الأنبياء: صرخ.
2- سورة المائدة، الآية:110.
3- سورة المائدة، الآية:110.
4- البداية و النهاية و قصص الأنبياء: غروا.
5- كذا بالأصل و المختصر و المصدرين.

يا عيسى إنما أجزي عليها أهلها، و كيف أرحم بكاءهم و أيديهم تقطر من دماء الأنبياء (1)،ازددت عليهم غضبا.

يا عيسى و قضيت يوم خلقت السموات و الأرض أنه من عبدك (2) و عبد أمك فقال فيكما بقولي أن أجعلهم جيرانك في الدار و رفقاءك في المنازل، و شركاءك في الكرامة، و قضيت يوم خلقت السموات و الأرض أنه من اتخذك و أمك إلهين من دون اللّه أن أجعلهم في الدرك الأسفل من النار.

و قضيت يوم خلقت السموات و الأرض أنّي مسبب هذا الأمر على يدي محمّد، و أختم به الأنبياء و الرسل، و مولده بمكة و مهاجره بطيبة، و ملكه بالشام، ليس بفظّ و لا غليظ و لا سخّاب في الأسواق، و لا متزين بالفحش، و لا قوّال بالخنا، أسدّده لكل أمر جميل، و أهب له كل خلق كريم، أجعل التقوى ضميره، و الحكمة معقوله، و الوفاء طبيعته، و العدل سيرته، و الحقّ شريعته و الإسلام ملته، و اسمه أحمد، أهدي به بعد الضلالة، و أعلّم به بعد الجهالة، و أغني به بعد العائلة، و أرفع به بعد الضعة (3)،أهدي به و أفتح به بين آذان صم و قلوب [غلف] (4) و أهواء مختلفة متفرقة، أجعل أمّته خير أمّة أخرجت للناس تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر إخلاصا لاسمي، و تصديقا لما جاءت به الرسل، ألهمهم التسبيح و التهليل و التقديس في مساجدهم و مجالسهم و بيوتهم و منقلبهم و مثواهم، يصلّون لي قياما و قعودا و ركّعا و سجدا، و يقاتلون في سبيلي صفوفا و زحوفا قربانهم دماؤهم و أناجيلهم في صدورهم، و قربانهم في بطونهم، رهبان بالليل، ليوث بالنهار، ذلك فضلي أوتيه من أشاء، و أنا ذو الفضل العظيم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن المقرئ، أنبأنا أبو محمّد المصري، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة، حدّثنا عبد الرّحمن ابن أخي الأصمعي، عن عبد المنعم، عن أبيه، عن وهب بن منبّه قال:

كان دعاء عيسى الذي يدعو به للمرضى و الزّمنى و العميان و المجانين: اللّهم أنت إله

ص: 390


1- في هذا إشارة إلى أن بني إسرائيل قد أكثروا من الفتك بأنبيائهم و قتلهم.
2- كذا بالأصل و المختصر، و في المصدرين السابقين: أنه من عبدني و قال فيكما بقولي.
3- في البداية و النهاية: الضيعة.
4- زيادة عن البداية و النهاية و قصص الأنبياء.

من في السماء، و إله من في الأرض، لا إله فيهما غيرك، و أنت جبّار من في السماء، و جبّار من في الأرض لا جبّار فيهما غيرك، و أنت ملك من في السماء و ملك من في الأرض لا ملك فيهما غيرك، قدرتك في الأرض كقدرتك في السماء، و سلطانك في الأرض كسلطانك في السماء، أسألك باسمك الكريم، و وجهك المنير، و ملكك القديم إنّك على كل شيء قدير، قال وهب (1):هذا للفزع و المجنون، يقرأ عليه، و يكتب له، و يسقى ماءه إن شاء اللّه.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد البيهقي، قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ ، أنبأنا أبو طاهر الفقيه، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسين القطان، حدّثنا أحمد بن يوسف السّلمي، حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا إسماعيل بن عيّاش، حدّثني محمّد بن طلحة عن رجل.

أنّ عيسى بن مريم كان إذا أراد أن يحيي الموتى صلّى ركعتين، يقرأ في الأولى تَبٰارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ (2) و في الثانية تَنْزِيلُ (3) السجدة، فإذا فرغ مدح اللّه، و أثنى عليه ثم دعا بسبعة أسماء: يا قديم، يا حي، يا دائم، يا فرد، يا وتر، يا أحد، يا صمد.

قال أبو بكر البيهقي: ليس هذا بالقوي.

أخبرنا (4) أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو محمّد بن حمزة السّلمي، قالا: أنبأنا عبد الدائم بن الحسن الهلالي، حدّثنا عبد الوهّاب بن الحسن، حدّثنا محمّد بن خريم (5)، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا عبد الأعلى بن محمّد البكري، حدّثنا عمر بن موسى الليثي عن هلال بن خبّاب قال:

سألت بنو إسرائيل عيسى عليه السلام فقالوا: يا روح اللّه و كلمته إنّ سام بن نوح دفن هاهنا قريبا، فادع اللّه أن يبعثه، قال: فهتف نبيّ اللّه فلم ير شيئا، فقال: أ تتعنتوني ؟ فقالوا: ما نتعنتك لقد دفن هاهنا قريبا، فهتف نبي اللّه فخرج أشمط ، قالوا: يا نبي اللّه! إنه مات و هو شاب فما هذا البياض ؟ فسأله فقال: ظننت أنها الصيحة ففزعت، قالوا: دعه يكن فينا، قال:

كيف يكون فيكم و قد نفد رزقه (6)

ص: 391


1- بالأصل هنا: قال ابن وهب.
2- الآية الأولى من سورة الملك.
3- الآية الثانية من سورة السجدة.
4- كتب فوقها في الأصل: ملحق.
5- غير واضحة بالأصل و بدون إعجام.
6- راجع البداية و النهاية 97/2 و قصص الأنبياء لابن كثير 411/2-412.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، و أبو محمّد بن حمزة، قالا: أنبأنا أبو بكر الخطيب، أخبرني محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو بكر بن سندي، حدّثنا الحسن بن علي القطان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى، حدّثنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، أنبأنا القاسم بن عيسى، عن قتادة، عن كعب و ابن سمعان عن مقاتل عن من يخبره عن كعب و إدريس عن جده وهب بن منبّه، و جويبر عن الضّحّاك عن ابن عبّاس، و سعيد عن قتادة عن الحسن، و محمّد بن الفضل الخراساني عن أبان بن أبي عيّاش عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي، و ابن جريج عن عكرمة عن ابن عبّاس، و عبد اللّه بن إسماعيل السّدّي عن أبيه، عن أبي صالح عن ابن عبّاس قال إسحاق:

كلّ هؤلاء حدّثوني عن خبر عيسى و قصته و ما كان من الآيات و العجائب و عن إحياء الموتى و خلق الطير و حديث المائدة و عن المسوح التي كانت على عهد عيسى و قبل عيسى - و زاد بعضهم على بعض فاختلف بعضهم فقالوا (1):أو من قال منهم بإسناده.

إنّ أول ما أحيا عيسى بن مريم و بعث لبني إسرائيل من الموتى حين قال لهم: أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ (2) بإذن اللّه وَ أُحْيِ الْمَوْتىٰ بِإِذْنِ اللّٰهِ ، وَ أُنَبِّئُكُمْ بِمٰا تَأْكُلُونَ وَ مٰا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ (3) فتعاظم ذلك عند الكفار و المنافقين فأنكروه و ازداد المؤمنون بذلك إيمانا، فكانت اليهود تجتمع إليه في ذلك و يستهزءون به، و يقولون له: يا عيسى ما أكل فلان البارحة، و ما ادّخر في بيته لغد؟ فيخبرهم، فيسخرون منه حتى طال ذلك به و بهم.

و كان عيسى [ليس] (4) له قرار و لا موضع يعرف، إنما هو سائح في الأرض، فمرّ ذات يوم بامرأة قاعدة عند قبر و هي تبكي، فقال لها: ما لك أيتها المرأة ؟ فقالت: ماتت ابنة لي لم يكن لي ولد غيرها، و إنّي عاهدت ربي أن لا أبرح من موضعي هذا حتى أذوق ما ذاقت من الموت، و لا أبرح من موضعي أو يبعثها اللّه لي فأنظر إليها أو أحشر معها من موضعي، أو يحييها اللّه لي، فانظر إليها، فقال عيسى: إن نظرت إليها أ راجعة أنت ؟ قالت: نعم، قال:

فصلّى عيسى ركعتين ثم جاء فجلس عند القبر فنادى: يا فلانة قومي بإذن الرّحمن، فاخرجي، قال: فتحرك القبر، ثم نادى الثانية، فانصدع القبر بإذن اللّه، ثم نادى الثالثة فخرجت و هي

ص: 392


1- راجع البداية و النهاية 97/2 و قصص الأنبياء لابن كثير 411/2-412.
2- سورة آل عمران، الآية:49.
3- سورة آل عمران، الآية:49.
4- زيادة لازمة عن المختصر و المصدرين.

تنفض رأسها من التراب، فقال لها عيسى: ما بطّأ بك عني ؟ قالت: لما جاءتني الصيحة الأولى بعث اللّه ملكا فركّب خلقي، ثم جاءتني الصيحة الثانية فرجع إليّ روحي، ثم جاءتني الصيحة الثالثة فخفت أنها صيحة القيامة فشاب رأسي و حاجباي و أشفار عيني من مخافة القيامة، ثم أقبلت على أمها فقالت: يا أمّاه ما حملك على أن أذوق كرب الموت مرتين ؟ يا أمتاه، اصبري و احتسبي، فلا حاجة لي في الدنيا، يا روح اللّه و كلمته، فسل (1) ربّي أن يردني إلى الآخرة، و أن يهوّن عليّ كرب الموت، قال: فدعا ربه فقبضها إليه، فاستوت عليها الأرض.

فبلغ ذلك اليهود فازدادوا عليه غضبا (2)،و كان ملك في ناحية منهم في مدينة يقال لها نصيبين جبّارا عاتيا، و أمر عيسى بالمسير إليه ليدعوه و أهل تلك المدينة إلى المراجعة، قال:

فمضى حتى شارف المدينة و معه الحواريّون فقال لأصحابه: أ لا رجل منكم ينطلق إلى المدينة فينادي (3) فيها فيقول: إنّ عيسى عبد اللّه و رسوله، قال: فقام رجل من الحواريين يقال له يعقوب، فقال: أنا يا روح اللّه و كلمته، قال: فاذهب، فأنت أوّل من يبرّ أمتي،[فقام آخر] (4)يقال له توصار قال له: أنا معه، قال: و أنت معه، و مشيا فقام شمعون فقال: يا روح اللّه و كلمته أكون ثالثهم، فائذن لي بأن أنال منك إن اضطررت إلى ذلك، قال: نعم.

فانطلقوا حتى إذا كانوا قريبا من المدينة فقال لهم شمعون: ادخلا المدينة فبلّغا ما أمرتما و أنا مقيم مكاني، فإن ابتليتما احتلت لكما، فانطلقا حتى دخلا المدينة و قد تحدّث الناس بأمر عيسى، و هم يقولون فيه أقبح القول و في أمّه، فنادى أحدهما - و هو الأول:- ألا إن عيسى عبد اللّه و رسوله، فوثبوا إليهما: من القائل أنّ عيسى عبد اللّه و رسوله ؟ فتبرّأ الذي نادى فقال: ما قلت شيئا، فقال الآخر: قد قلت و أنا أقوله: إنّ عيسى عبد اللّه و رسوله و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه، فآمنوا به يا معشر بني إسرائيل خير لكم، فانطلقوا به إلى ملكهم - و كان جبّارا طاغيا - فقال له: ويلك ما تقول ؟ قال: أقول: إنّ عيسى عبد اللّه و رسوله و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه، قال: كذبت، فقذفوا عيسى و أمّه بالبهتان، ثم قال: تبرّأ ويلك من

ص: 393


1- في المختصر:«يسأل» و في البداية و النهاية و قصص الأنبياء: سل.
2- إلى هنا انتهى الخبر في البداية و النهاية و قصص الأنبياء.
3- الأصل:«فيقول» ثم شطبت الكلمة بخط أفقي، و استدركت «فينادي» عن هامشه.
4- الزيادة لازمة للإيضاح عن المختصر.

عيسى و قل فيه مقالتنا، فقال: لا أفعل فقال الملك: إن لم تفعل قطعت يديك و رجليك، و سمّرت عينيك، فقال: افعل ما أنت فاعل، قال: ففعل به ذلك فألقاه على مزبلة في وسط مدينتهم.

قال إسحاق: قال هؤلاء المسمون بإسنادهم قالوا:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لأصحابه:«كونوا كحواري عيسى بن مريم رفعوا على الخشب، و سمّروا (1) بالمسامير، و طبخوا في القدور، و قطعت أيديهم و أرجلهم، و سمّرت أعينهم، فكان ذلك البلاء و المقتل في طاعة اللّه أحبّ إليهم من الحياة في معصية اللّه».

قال: و قال هؤلاء المسمّون بإسنادهم:

إنّ الملك همّ أن يقطع لسانه إذ دخل شمعون و قد اجتمع الناس، فسلّم، فلما نظروا إليه أنكروه، فقال لهم: ما قال هذا المسكين ؟ قالوا: يزعم أن عيسى عبد اللّه و رسوله، فقال شمعون: أيها الملك أ تأذن لي فأدنو منه فأسأله ؟ قال: نعم، فقال له شمعون: أيها المبتلى ما تقول ؟ قال: أقول: إنّ عيسى عبد اللّه و رسوله. قال: فما آيته نعرفه ؟ قال: يبرئ الأكمه و الأبرص و السقيم، قال: هذا يفعله الأطباء فهل غيره ؟ قال: نعم، يخبركم بما تأكلون و ما تدّخرون، قال: هذا تعرفه الكهنة، قال: فهل غير هذا؟ قال: نعم، يخلق من الطين كهيئة الطير، قال: هذا قد يفعله السحرة، يكون أخذه منهم قال: فجعل يتعجب الملك منه و سؤاله، فقال: هل غير هذا؟ قال: نعم، يحيي الموتى، قال: أيها الملك، إنه ذكر أمرا عظيما، و ما أظنّ خلقا يقدر على ذلك إلاّ بإذن اللّه، و لا يقضي اللّه ذلك على يدي ساحر كذّاب، فإن لم يكن عيسى رسولا فلا يقدر على ذلك، و ما فعل اللّه ذلك بأحد إلاّ بإبراهيم حين سأله: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتىٰ (2) و من مثل إبراهيم خليل الرّحمن فقال اللّه:

أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ ، قٰالَ : بَلىٰ (3) .

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، أنبأنا أبو محمّد بن النحاس، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدّثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن مختار الأحمري البغدادي، حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، عن جرير بن عبد الحميد، عن ليث قال:

ص: 394


1- تقرأ بالأصل:«و سموا بالمسامير» و المثبت عن المختصر.
2- سورة البقرة، الآية:260.
3- سورة البقرة، الآية:260.

صحب رجل عيسى بن مريم قال: فانطلقنا فانتهينا إلى شط نهر فجلسا يتغديان و معهما ثلاثة أرغفة، فأكلا رغيفين و بقى رغيف، فقام عيسى إلى النهر يشرب ثم رجع فلم يجد الرغيف، فقال للرجل: من أكل الرغيف ؟ قال: لا أدري، فانطلق معه، فرأى ظبيا معها خشفان (1) فدعا أحدهما فأتاه، فذبحه و اشتوى و أكلا، قال للخشف: قم بإذن اللّه، فقام، فقال للرجل: أسألك بالذي أراك هذه الآية من أخذ الرغيف ؟ قال: لا أدري، ثم انتهى إلى البحر، فأخذ عيسى بيد الرجل فمشى على الماء، ثم قال: أنشدك باللّه أراك هذه الآية من أخذ الرغيف ؟ قال: لا أدري، ثم انتهيا إلى مغارة و أخذ عيسى ترابا و طينا فقال: كن ذهبا بإذن اللّه، فصار ذهبا فقسمه ثلاثة أثلاث، فقال: ثلث لك، و ثلث لي، و ثلث لمن أخذ الرغيف، فقال: أنا أخذته، قال: فكلّه لك، و فارقه عيسى، فانتهى إليه رجلان و معهم مال فأرادا أن يأخذه و يقتلاه، قال هو بيننا أثلاثا، قال: فابعثوا أحدكم إلى القرية يشتري لنا طعاما، فبعثوا أحدهم، فقال الذي بعث: لأيّ شيء أقاسم هؤلاء المال، و لكن أضع في الطعام سما فأقتلهم، و قال ذيناك: بأي شيء نعطي هذا ثلث المال، و لكن إذا رجع قتلناه، قال: فلمّا رجع إليهم و أكلوا الطعام فماتا، فبقي ذلك المال في المغارة، و أولئك الثلاثة قتلى عنده.

قال: و أخبرناه ابن الأعرابي، حدّثنا أبو الحسن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني (2)،حدّثنا روح (3)،حدّثنا هشام، عن الحسن.

أن عيسى بن مريم مرّ و معه ناس من الحواريين، فأتوا على ذهب كثير موضوع، فقال عيسى: النجاء النجاء إنما هي النار، ثم مضى، و مضى أصحابه، و تخلّف منهم ثلاثة، فقال رجلان منهم لصاحبهما: إنّا لا نستطيع هذا الذهب إلاّ أن نحمله على شيء، فخذ من هذا الذهب فاشتر لنا به طعاما، و اشتر لنا ظهرا نحمل عليه من هذا الذهب، فانطلق لما أمراه به، فأتى الشيطان الرجلين فقال لهما: إذا أتاكما فاقتلاه و اقسما المال نصفين، فلمّا أحكم أمرهما انطلق إلى الآخر فقال: إنّك لن تطيق هذين، فاجعل في الطعام سمّا فأطعمهما و اذهب بالمال وحدك، فابتاع من المدينة سما، فجعله في طعامهما فلمّا أتاهما وثبا عليه فقتلاه، ثم قرّبا

ص: 395


1- الخشف مثلثة الخاء، ولد الظبي أول ما يولد، أو أول مشيه، أو التي نفرت من أولادها و نفرت (القاموس المحيط ).
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 89/13 و تهذيب الكمال 52/12.
3- هو روح بن عبادة أبو محمد البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 235/6.

الطعام فأكلا منه فماتا، فانطلق عيسى إلى حاجته ثم رجع، فإذا هو بهم قد موّتوا عند الذهب، فقال: انظروا إلى هؤلاء، ثم حدّثهم حديثهم، ثم قال لأصحابه: النجاء النجاء، فإنما هي النار.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن علي، حدّثنا محمّد بن علي بن محمّد بن عبيد اللّه بن عبد الصمد (1)،أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن أحمد البلخي، حدّثنا محمّد بن الحسين الحسني، حدّثنا عمرو بن حمّاد، حدّثنا أسباط بن نصر، عن إسماعيل السّدّي، عن أبي مالك، و عن أبي صالح عن ابن عباس قال:

لما بعث اللّه عيسى و أمره بالدعوة لقيته بنو إسرائيل، فأخرجوه هو و أمّه يسيحون في الأرض، فنزلوا في قرية على رجل فأضافهم، فأحسن إليهم، و كان لذلك المدينة ملك جبّار معتد، فجاء ذلك الرجل يوما و قد وقع عليهم همّ و حزن، فدخل منزله و مريم عند امرأته فقالت لها: ما شأن زوجك أراه حزينا؟ فقالت: لا تسأليني، قالت: أخبريني لعل اللّه يفرّج كربه، قالت: فإنّ لنا ملكا يجعل على كلّ رجل منا يوما يطعمه هو و جنوده و يسقيهم الخمر، فإن لم يفعل عاقبه، و إنّه قد بلغت نوبته اليوم، يريد أن يصنع له فيه، و ليس لذلك عندنا سعة، قالت: فقولي له فلا يهتم، فإني آمر ابني فيدعو له فيكفى (2) ذلك، فقالت مريم لعيسى في ذلك، فقال عيسى: يا أمّه، إنّي إن فعلت كان في ذلك شرّ، قالت: لا تبالي، فإنه قد أحسن إلينا و أكرمنا، قال عيسى: فقولي له إذا اقترب ذلك فاملأ قدورك و خوابيك ماء ثم أعلمني، فلما ملأهنّ أعلمه، فدعا اللّه، فتحوّل ما في القدور لحما و مرقا و خبزا، و ما في الخوابي خمرا لم ير الناس مثله قط ، فلما جاءه الملك أكل منه، فلمّا شرب الخمر سأل: من أين لك هذا الخمر؟ قال: هو من أرض كذا و كذا، قال الملك: فإنّ خمري أوتى به من تلك الأرض، فليس هو مثل هذا، قال: هو من أرض أخرى، فلمّا خلّط على الملك اشتد عليه فقال: أنا أخبرك، عندي غلام لا يسأل اللّه شيئا إلاّ أعطاه، و إنّه دعا اللّه فجعل الماء خمرا، فقال له الملك و كان له ابن يريد أن يستخلفه فمات قبل ذلك بأيّام - و كان أحبّ الخلق إليه - فقال: إنّ رجلا دعا اللّه فجعل الماء خمرا ليستجابنّ له حتى يحيي ابني، فدعا عيسى فكلّمه و سأله أن يدعو اللّه أن يحيي ابنه، فقال عيسى: لا تفعل إنه إن (3) عاش كان شرّا، قال الملك: ليس

ص: 396


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 241/18.
2- كذا بالأصل، و في المختصر: فيلقى.
3- «إن» استدركت عن المختصر.

أبالي أ ليس أراه ؟ فلا أبالي ما كان، قال عيسى: فإن أحييته تتركوني أنا و أمّي نذهب حيث نشاء؟ قال الملك: نعم، فدعا اللّه فعاش الغلام، فلما رآه أهل مملكته قد عاش تنادوا بالسلاح، و قالوا: أكلنا هذا حتى إذا دنا (1) موته يريد أن يستخلف ابنه علينا فيأكلنا كما أكلنا أبوه، فاقتتلوا.

و ذهب عيسى و أمّه و صحبهما يهودي، و كان مع اليهودي رغيفان و مع عيسى رغيف، فقال له عيسى: تشاركني ؟ قال اليهودي: نعم، فلما رأى أنه ليس مع عيسى إلاّ رغيف ندم، فلمّا قاما جعل اليهودي يريد أن يأكل الرغيف أكل لقمة، قال له عيسى: ما تصنع ؟ فيقول له:

لا شيء، فيطرحها، حتى فرغ من الرغيف كله، فلمّا أصبحا قال له عيسى: هلمّ طعامك، فجاء برغيف، فقال له عيسى: أين الرغيف الآخر؟ قال: ما كان معي إلاّ واحد، فسكت عنه، و انطلقوا فمرّوا براعي غنم، فنادى عيسى: يا صاحب الغنم أجزرنا شاة من غنمك، قال:

نعم، أرسل صاحبك يأخذها، فأرسل عيسى اليهودي، فجاء بالشاة فذبحوها و شووها، ثم قال لليهودي: كل و لا تكسر عظما، فأكلا، فلما شبعوا قذف عيسى العظام في الجلد، ثم ضربها بعصاة و قال: قومي بإذن اللّه. فقامت الشاة تثغو فقال: يا صاحب الغنم، خذ شاتك، فقال له الراعي: من أنت ؟ قال: أنا عيسى بن مريم، قال: أنت الساحر، و فرّ منه، قال عيسى لليهودي: بالذي أحيا هذه الشاة بعد ما أكلناها، كم كان معك من رغيف ؟ قال: فحلف ما كان معه إلاّ رغيف واحد، فمرّ بصاحب بقر، فقال له: يا صاحب البقر، أجزرنا من بقرك هذه عجلا، فقال: ابعث صاحبك يأخذ، فقال: انطلق يا يهودي فجىء به، فانطلق فجاءه به فذبحوه و شووه، و صاحب البقر ينظر، فقال له عيسى: كل و لا تكسر عظما، فلمّا فرغوا قذف العظام في الجلد ثم ضربه بعصاه و قال: قم بإذن اللّه، فقام، له خوار، فقال: يا صاحب البقر، خذ عجلك، قال: و من أنت ؟ قال: أنا عيسى، قال: أنت عيسى الساحر، ثم فرّ منه، قال اليهودي: يا عيسى أحييته بعد ما أكلناه، قال: يا يهودي، فبالذي أحيا الشاة بعد ما أكلناها، و العجل بعد ما أكلناه كم رغيفا (2) كان معك ؟ فحلف بذلك ما كان معه إلاّ رغيف واحد، فانطلقا حتى نزلا قرية، فنزل اليهودي في أعلاها و عيسى في أسفلها، و أخذ اليهودي عصا مثل عصا عيسى و قال: أنا الآن أحيي الموتى، و كان ملك تلك القرية مريضا شديد المرض، فانطلق اليهودي ينادي: من يبغي طبيبا؟ حتى أتى ملك تلك المدينة، فأخبره بوجعه فقال:

ص: 397


1- الأصل:«دني».
2- الأصل: رغيف.

أدخلوني عليه، فأنا أبرئه، و إن رأيتموه قد مات فأنا أحييه، فقيل له: إنّ وجع الملك قد أعيا الأطباء قبلك، ليس من طبيب يداويه و لا يغني دواؤه شيئا إلاّ أمر به فصلب، فقال: أدخلوني عليه، فإنّي سأبرؤه، فأدخل عليه، فأخذ برجل الملك فضربه بعصاه حتى مات، فجعل يضربه و هو ميت و يقول: قم بإذن اللّه، فأخذ ليصلب فبلغ عيسى، فأقبل إليه و قد رفع على الخشبة، فقال: أ رأيتم إن أحييت لكم صاحبكم أ تتركون لي صاحبي ؟ قالوا: نعم، فأحيا عيسى الملك، فقام، و أنزل اليهودي، فقال: يا عيسى أنت أعظم الناس عليّ منّة، و اللّه لا أفارقك أبدا.

قال عمرو بن حمّاد: قال: و قال أسباط : فخرجوا فمرّوا بثلاث لبنات، فدعا اللّه عزّ و جلّ عيسى فصيّرهن من ذهب، قال: يا يهودي لبنة لي و لبنة لك و لبنة لمن أكل الرغيف، قال: أنا أكلت الرغيف.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو العباس بن قتيبة، حدّثنا حرملة حدّثنا ابن وهب، أنبأنا حيوة بن شريح، حدّثني عقيل عن ابن شهاب، عن عبد الرّحمن، عن ابن عباس (1).

أن عيسى بن مريم قال للحواريين: صوموا ثلاثين يوما، ثم سلوا اللّه ما شئتم يعطكموه، فصاموا، فلمّا قضوا ثلاثين يوما قالوا لعيسى: يا معلّم الخير، إنّه لو عملنا لأحد فقضينا عمله أطعمنا طعاما، و إنّا قد صمنا الذي أمرتنا به، فادع اللّه أن ينزّل علينا مائدة من السماء، فنزلت الملائكة بمائدة يحملونها عليها سبعة أحوات، و سبعة أرغفة، فأكل منها آخر الناس كما أكل منها أوّلهم.

أخبرنا (2) أبو علي الحسن بن المظفر بن الحسن (3)،أنبأنا أبي أبو سعد [بن] (4)السبط ، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم الدّيبلي (5)،حدّثنا أبو عبد اللّه سعيد بن عبد الرّحمن المخزومي قال: قال سفيان:

ص: 398


1- رواه ابن كثير في التفسير، في تفسير سورة المائدة (الآية 112)680/2-681.
2- كتب فوقها في الأصل: ملحق.
3- قارن مع مشيخة ابن عساكر 48/ب.
4- زيادة لازمة، راجع مشيخة ابن عساكر 48/ب و أبو سعد هو سبط أبي بكر بن لال الفقيه الهمذاني.
5- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 9/15.

حلف الكلبي لقد أنزلت المائدة على بني إسرائيل و عليها خبز من أرزّ و حوت، قال سفيان: و شيء من بقل (1).

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد، و حدّثني أبو المحاسن عبد الرزّاق بن محمّد الطّبسي عنه، أنبأنا أبو بكر الحيري، حدّثنا أبو العباس الأصم، حدّثنا إبراهيم بن مرزوق، حدّثنا عمر بن يونس، حدّثني أبي عن إسماعيل بن الضحاك بن فيروز أنه انطلق هو و نفر معه إلى وهب بن منبّه، فقالوا له: يا أبا عبد اللّه أ لا تخبرنا عن المائدة التي أنزل اللّه من السماء على بني إسرائيل ؟ قال: دعا عيسى بن مريم أن ينزل اللّه عليهم مائدة من السماء، فأنزلها اللّه عليهم، فكان ينزل عليهم كلّ يوم تلك المائدة من ثمار الجنّة، فيأكلون من ضروب شتى (2)، فكان يقعد منا أناس يلطّخون ثيابنا، فلو بنينا لها بناء حتى نرفعها، فبنوا لها بناء فلمّا فعلوا ذلك أنزلنا اللّه عليهم ذلك اليوم، فجاء أشرافهم و أصحاب الثياب، فارتفعوا على غيرهم، فأكلوا ذلك منها، ثم رفعها اللّه عنهم حين بدّلوا أمر اللّه عزّ و جلّ .

أخبرنا (3) أبو بكر محمّد بن الحسين بن علي المزرفي (4)،و أبو علي الحسن بن المظفر بن الحسن بن السبط ، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهّاب البارع (5)، و أبو غالب عبد اللّه بن أحمد بن بركة السّمسار، و محمّد بن أحمد بن الحسين بن قريش القزّاز (6)،قالوا: أنبأنا أبو الغنائم عبد الصّمد بن علي بن محمّد بن المأمون.

ح و أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن حسنون النّرسي.

قالا: أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الحربي، حدّثنا محمّد بن عبدة بن حرب، حدّثنا الحسن بن قزعة، حدّثنا سفيان بن حبيب، حدّثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن خلاس بن عمرو، عن عمّار بن ياسر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أنزلت المائدة

ص: 399


1- كتب بعدها بالأصل: إلى.
2- راجع تفسير ابن كثير 682/2.
3- كتب فوقها في الأصل: ملحق.
4- الأصل: المرزقي، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
5- مشيخة ابن عساكر 54/أ.
6- مشيخة ابن عساكر 169/ب.

من السماء خبز و لحم، و أمروا أن لا يخبئوا و لا يدّخروا و لا يرفعوا لغد، فخانوا و ادّخروا و خبّئوا فمسخوا قردة و خنازير» (1).

تفرّد برفعه الحسن بن قزعة، و أخرجه أبو عيسى التّرمذي في جامعه (2)،و رواه غيره موقوفا.

أخبرنا أبو بكر الجنابذي (3) في كتابه، و حدّثني أبو المحاسن الطّبسي عنه، أنبأنا أحمد بن الحسن القاضي، حدّثنا محمّد بن يعقوب بن يوسف، حدّثنا إبراهيم بن مرزوق، حدّثنا عمرو بن أبي رزين، عن سعيد، عن قتادة، عن خلاس.

أنّ عمّارا قال في المائدة: ثمر من أثمار الجنّة، فأخذ عليهم فيها ألاّ تخونوا، و لا تخبئوا، و لا تدّخروا لغد، قال: فخانوا فيها، و ادّخروا لغد، فبلغنا أنهم خرجوا خنازير (4).

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، و أبو محمّد بن حمزة، قالا: حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرني محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أحمد بن سندي بن الحسن، حدّثنا أبو محمّد الحسن بن علي القطان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى، أنبأنا إسحاق بن بشر، أنبأنا محمّد بن الفضل، عن أبان بن أبي عيّاش، عن أبي عثمان النّهدي، عن سلمان.

أنه قال في المائدة التي أنزلها اللّه على عيسى قال: لمّا سأل الحواريون عيسى - و ذلك أنهم حين سألوه - قالوا: نريد أن نأكل منها و تطمئنّ قلوبنا للذي رأينا من العجائب، و نكون عليها من الشاهدين، قال: فقام عيسى فألقى عنه الصوف، و لبس جبّة من شعر و لحافا من شعر، ثم وضع يمينه على شماله و صفّ قدميه، و ألصق كعب قدمه مع الآخر، و سوّى بين إبهاميه و طأطأ رأسه خاشعا للّه، و أرسل عينيه بالبكاء حتى سالت الدموع على لحيته و صدره و هو يدعو اللّه و يتضرّع ثم قال: اَللّٰهُمَّ رَبَّنٰا أَنْزِلْ عَلَيْنٰا مٰائِدَةً مِنَ السَّمٰاءِ تَكُونُ لَنٰا عِيداً لِأَوَّلِنٰا

ص: 400


1- البداية و النهاية 103/2 و قصص الأنبياء لابن كثير 422/2 و تفسير ابن كثير 120/2 (ط . دار الفكر) و تفسير الطبري 130/2.
2- سنن الترمذي(48) كتاب تفسير القرآن،(6) باب، رقم 3061 مرفوعا، و قال: لا نعرفه مرفوعا من حديث الحسن بن قزعة.
3- هذه النسبة إلى جنابذ، قرية بنواحي نيسابور.
4- البداية و النهاية 103/2 و قصص الأنبياء لابن كثير 422/2 و تفسير ابن كثير 681/2 (تفسير سورة المائدة: الآية 112). و قال الترمذي، و قد رواه موقوفا: هذا أصح و لا نعلم للحديث المرفوع أصلا.

وَ آخِرِنٰا (1) -يعني تكون لنا عظة وَ آيَةً مِنْكَ (2) يقول: علامة بيننا و بينك، وَ ارْزُقْنٰا (3)عليها طعاما نأكله، و ارزقنا وَ أَنْتَ خَيْرُ الرّٰازِقِينَ (4) فنزلت سفرة حمراء بين غمامتين:

غمامة من فوقها و أخرى من تحتها تهوي منقضّة في الهواء، و الناس ينظرون إليها، فأوحى اللّه تعالى: يا عيسى هذه المائدة، فمن كفر بعد ذلك مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذٰاباً لاٰ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعٰالَمِينَ (5) فبلّغ عيسى قومه فقالوا: نعم، فقال اللّه: يا عيسى إن كفروا أخذتهم بالشّرط (6)،و نزلت المائدة و عيسى يبكي و يقول: إلهي اجعلها رحمة و لا تجعلها عذابا، كم أسألك من العجائب فتعطيني، إلهي أعوذ بك أن يكون نزولها عذابا و غضبا و رجزا، و أسألك أن تجعلها عافية و سلامة، و لا تجعلها مثلة و لا فتنة، فما زال يدعو و يتضرع حتى استقرت بين يدي عيسى، و الناس حوله يجدون ريح طيبها لم يجدوا ريحا قط أطيب منها، فخرّ عيسى ساجدا، و سجد الحواريّون معه.

و بلغ ذلك اليهود، فأقبلوا مغمومين مكروبين، فنظروا إلى أمر معجب، فإذا سفرة مغطاة بمنديل، فرفع عيسى رأسه و استوى قاعدا، فقال: لينظر من كان خيرنا و أوثقنا بنفسه، و أحسننا عملا (7) عند ربه، فليكشف عن هذه الآية، حتى ننظر إليها و نأكل منها، و نحمد اللّه عليها، فقال الحواريون: أنت أولانا و أحقّنا يا روح اللّه، فقام عيسى فتوضأ وضوءا حسنا، و صلّى صلاة حسنة (8)،و دعا دعاء كثيرا، و بكى بكاء طويلا، ثم جلس عند السفرة ثم قال:

بسم اللّه خير الرازقين، و كشف المنديل، فإذا سمكة مشوية (9) و ليس عليها فلوس (10) و لا فيها شوك، يسيل السمن منها سيلانا، و قد نضد حولها من ألوان البقول إلاّ الكرّاث، و خلّ عند رأسها و ملح عند ذنبها، و خمسة أرغفة على كلّ رغيف زيتون، و خمس رمانات و تميرات، قال: فقال شمعون - و هو رأس الحواريين - يا روح اللّه و كلمته! أ من طعام الدنيا أم من طعام الجنّة (11)؟فقال عيسى: ما أخوفني عليكم أن تعاقبوا (12)،قال: فقال: لا و إله بني إسرائيل ما

ص: 401


1- سورة المائدة، الآية:114.
2- سورة المائدة، الآية:114.
3- سورة المائدة، الآية:114.
4- سورة المائدة، الآية:114.
5- سورة المائدة، الآية:115.
6- في تفسير ابن كثير 683/2 بالشروط التي أخذها اللّه عليهم.
7- في تفسير ابن كثير: و أحسننا بلاء.
8- تفسير ابن كثير: فصلى كذلك ركعات.
9- تفسير ابن كثير: فإذا هو عليها بسمكة ضخمة مشوية.
10- الفلوس: القشور التي على ظهر السمكة، و في تفسير ابن كثير: بواسير.
11- كذا بالأصل، و في المختصر: طعام الآخرة.
12- في تفسير ابن كثير: أن تعاقبوا في سبب نزول هذه الآية.

أردت بما سألتك عنه سوءا، فقال عيسى: نزلت و ما عليها من السماء، و ليس شيء منها من طعام الدنيا و لا من طعام الآخرة، و هي مما ابتدعه اللّه بالقدرة البالغة، فقال كن فكان، فقال:

كلوا مما سألتم و اذكروا اسم اللّه عليه، و احمدوا إلهكم و اشكروه يزدكم، فإنّه القادر على ما يشاء إذا شاء، فقال الحواريون: يا روح اللّه! كن أنت أوّل من يأكل منها، ثم نأكل منها، فقال عيسى: معاذ اللّه، بل يأكل منها الذي سألها و طلبها.

و فرق الحواريون أن يكون نزولها سخطة و مثلة (1)،فلم يأكلوا منها، فدعا (2) عيسى لها أهل الفاقة و الزّمانة من العميان و المجذّمين و المجانين و المخبّلين، و هذا الضرب من أنواع البلاء من الناس، فقال: كلوا من رزق ربكم، و دعوة نبيكم، و آية من ربكم فليكن مهناها لكم، و بلاؤها لغيركم، فأكلوا فصدر عن تلك السمكة و الطعام ألف و ثلاثمائة من بين رجل و امرأة شباعا، يتجشّئون من بين فقير جائع، و زمن ناقه رغيب.

ثم نظر عيسى إلى السفرة فإذا كهيئتها حين نزلت من السماء [لم ينقص منها شيء] (3) ثم رفعت إلى السماء و هم ينظرون إليها صاعدة، و ينظرون إلى ظلها حتى توارت، فاستغنى كلّ فقير أكل منها حتى مات، و برأ كل مبتلى يومئذ، فلم يزل صحيحا غنيا حتى مات، قال: و ندم الحواريون و ندم سائر الناس ندامة شابت حواجبهم و أشفار أعينهم، فكانت إذا نزلت بعد ذلك أقبلوا إليها من كلّ مكان يسعون، يزاحم بعضهم بعضا، الأغنياء و الفقراء، و الرجال و النساء، و الصغار و الكبار، و كلّ صغير ضعيف و مريض، يركب بعضهم بعضا، حتى جعلها عيسى نوائب فيما بينهم، ثم كانت تنزل غبّا تنزل يوما و لا تنزل يوما، كناقة ثمود، ترعى يوما و ترد يوما، فلبثوا بذلك أربعين صباحا، فلا تزال موضوعة يؤكل منها فإذا فاء الفيء ارتفعت صاعدة إلى السماء، ثم أوحى اللّه إلى عيسى أن اجعل مائدتي و رزقي لليتامى و الزّمنى و الفقراء دون الأغنياء، فتعاظم ذلك عند الأغنياء، و أذاعوا القبيح، و ارتابوا، و شكّوا فيها، و وقعت الفتنة في قلوب المرتابين حتى [قال] (4) قائلهم: يا روح اللّه و كلمته! إن المائدة بحق أنها تنزل من عند ربنا؟ فقال عيسى: ويلكم هلكتم، العذاب نازل بكم، إلاّ أن يعفو اللّه و يرحمكم، فأوحى اللّه إلى عيسى: إنّي آخذهم بالشّرط الذي اشترطت، إنّي معذّب منهم من كفر بعد نزولها

ص: 402


1- قسم من اللفظة ذهب من سوء التصوير، و المثبت «و مثلة» عن تفسير ابن كثير.
2- بالأصل: فدعي.
3- الزيادة عن تفسير ابن كثير.
4- الزيادة لازمة للإيضاح عن المختصر.

بعذاب لاٰ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعٰالَمِينَ (1) فقال عيسى: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبٰادُكَ ، وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2) و خبّرهم بنزول العذاب عليهم، فمسخ اللّه منهم ثلاثة و ثلاثين رجلا خنازير، و أصبحوا يأكلون العذرة في الحشوش (3)،و يتبعون الزبل في الطرق، و كانوا يأتون أول الليل على فرشهم مع نسائهم آمنين في دورهم في أحسن صورة، و أوسع رزق، فأصبحوا خنازير و أصبح الناس - من بقي - خائفين من عقوبة اللّه، و عيسى يبكي و يتضرع، و أهلوهم يبكون معه عليهم، و جاءت الخنازير تسعى إلى عيسى حين أبصرته، فطفقوا و عيسى يدعوهم: يا فلان، و يا فلان فيقول برأسه: نعم، فيقول: أ لم أنذركم عقوبة اللّه ؟ فيقولون برءوسهم - أي نعم، و أحذّركم و أخوفكم عذابه، و كأنّي كنت انظر إليكم في غير صوركم، فذلك قوله تعالى: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرٰائِيلَ عَلىٰ لِسٰانِ دٰاوُدَ وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذٰلِكَ بِمٰا عَصَوْا وَ كٰانُوا يَعْتَدُونَ (4) و أنزل اللّه على نبيّه صلّى اللّه عليه و سلم يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاٰتُ (5)،ثم إنّ عيسى سأل ربه أن يميتهم، فأماتهم بعد ثلاثة أيام، فما رأى أحد من الناس لهم جيفة في الأرض، لأن العقوبة إذا نزلت من اللّه استأصلت، فنعوذ باللّه من غضبه.

قالوا: و من اختلف منهم في أمر المائدة من هؤلاء المسمّين (6) منهم ابن سمعان، و جويبر، و مقاتل بإسنادهم قالوا:

لما آمنوا (7) هؤلاء بعيسى و سألوه المائدة و ذلك بين إيلياء و أرض الروم و كان اللّه حين أنزل عليهم المائدة اشترط عليهم العذاب، فقال لهم فيما أوحى اللّه إلى عيسى - إن كان قال له و اللّه أعلم - فقال: يا عيسى قل لهم يأكلون و لا يتخذون خبئا (8)،قال: فأكلوا فصدر عنها سبعة آلاف شباعا - قال إسحاق: و قال بعض هؤلاء المسمين بإسناده: اثني عشر ألفا - فكانت تنزل المائدة عليهم أربعين صباحا، فعمد قوم منهم فخبثوا منه، فقال الحواريون: لا تفعلوا فإنكم إن فعلتم عذّبتم، و كان قوم منهم مداهنين، فقال: دعوهم و ما الذي يتخوّفون عليهم، إنكارا لما قالوا لهم، فقال الذين جهلوا: ما سمعتم بساحر يخرج في آخر الزمان يزرع من

ص: 403


1- سورة المائدة، الآية:115.
2- سورة المائدة، الآية:118.
3- الحشوش جمع حش، و هي مواضع قضاء الحاجة (راجع اللسان: حشش).
4- سورة المائدة، الآية:78.
5- سورة الرعد، الآية:6.
6- الأصل: السمين، تصحيف.
7- كذا بالأصل.
8- خبن الطعام: غيّبه و خبّأه للشدة (القاموس المحيط ).

يومه و يحصد من يومه، و يطعم الناس من يومه، فغضب الحواريّون و غيّروا عليهم، و سكت المداهنون؛ فانطلق الحواريون إلى عيسى فأخبروه بذلك، فأوحى اللّه إلى عيسى: إنّي آخذهم بشرطي، قال: فاعتزل عيسى و الحواريّون عن عسكرهم، فلمّا كان عند وجه الصبح بعث اللّه جبريل، فصاح عليهم صيحة فزعوا منها فحوّلوا عن صورهم خنازير، فلمّا أصبحوا نادى منادى عيسى بالرحيل، و كان يرتحل بغلس، فلم يخرج من عسكر القوم، فأقام عيسى حتى أسفر فنظر الناس إليهم فقالوا: يا عجبا خنازير لها أذناب، يسمع لها وحاوح، فلما رأى ذلك عيسى بكى بكاء شديدا، قال فجعلوا يومون برءوسهم إلى عيسى أن ادع ربّك، و عيسى يدعوهم بأسمائهم و يقول: أ لم أنهكم ؟ فيومئون برءوسهم أن نعم، فمضى عيسى، فأوحى اللّه إليه أن يقيم بمكانه ثلاثة أيام، فأقام عيسى فاجتمع الناس ينظرون إليهم، ثم ارتحل عنهم، فأخذت الخنازير على إثر عيسى، فأوحى [اللّه] (1) إلى الأرض أن خذيهم، فأخذتهم إلى ركبهم على المحجّة أربعة أيام، ينظر الناس إليهم، ثم أماتهم بعد سبعة أيام، ثم أوحى اللّه إلى الأرض أن اخسفي بهم، فخسفت بهم، فطهّر اللّه الأرض من جيفتهم (2)،فانكسرت اليهود أعداء اللّه، فقطعت ألسنتهم عن عيسى بن مريم، فذلك اللّه لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرٰائِيلَ عَلىٰ لِسٰانِ دٰاوُدَ وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ (3)فأما الخنازير فعلى لسان عيسى، و أما القردة فهم أهل أيلة الذين اعتدوا في السبت و هم على لسان داود (4).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، حدّثنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا أحمد بن يوسف، حدّثنا بحر بن نصر، حدّثنا عافية بن أيوب، عن سعيد بن عبد العزيز، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي أنّه حدّث قال:

لما سأل الحواريون عيسى أن ينزّل اللّه لهم المائدة قال: قام عيسى فألقى الصوف عنه و لبس الشعر و التحفة (5)،و وضع يمينه على شماله، و وضعها على صدره، و صفّ بين يديه، و ألزق الكعب بالكعب، و الإبهام بالإبهام، و خفض برأسه خاشعا، ثم أرسل عينيه بالبكاء حتى

ص: 404


1- زيادة عن المختصر.
2- كذا رسمها بالأصل، و في المختصر: خسيفتهم.
3- سورة المائدة، الآية:78.
4- الخبر رواه بطوله ابن كثير في تفسير سورة المائدة، تفسير الآية 682/2/112 و ما بعدها، إلى مسخهم خنازير راحوا يتبعون القاذورات و العذر في الكناسات. و قال ابن كثير: هذا أثر غريب جدا.
5- كذا رسمها بالأصل، و لعل الصواب: و الجبة» كما في الرواية السابقة.

سالت (1)الدموع على لحيته و جعلت تقطر على صدره و قال: اللّهم أَنْزِلْ عَلَيْنٰا مٰائِدَةً مِنَ السَّمٰاءِ تَكُونُ لَنٰا عِيداً لِأَوَّلِنٰا وَ آخِرِنٰا تكون عطية منك لنا، علامة منك بيننا و بينك، وَ ارْزُقْنٰا عليها طعاما نأكله وَ أَنْتَ خَيْرُ الرّٰازِقِينَ (2)قال: فنزلت سفرة حمراء بين غمامتين: غمامة فوقها، و غمامة تحتها، و هم ينظرون إليها تهوي منقضّة في الهواء، و عيسى يبكي و يقول: اجعلنا لك من الشاكرين، إلهي اجعلها رحمة و لا تجعلها عذابا، إلهي كم أسألك من العجائب فتعطيني، اللّهمّ أعوذ بك أن تكون أنزلتها غضبا و رجزا، اللّهمّ اجعلها عافية و سلامة، و لا تجعلها مثلة و لا فتنة، حتى استقرت بين يدي عيسى و الناس حوله يجدون ريحا طيبة لم يجدوا مثلها، و خرّ عيسى ساجدا للّه، و خرّ الحواريون معه.

فبلغ اليهود ذلك، فأقبلوا عتوا و كفرا ينظرون، فرأوا أمرا عجيبا، و إذا منديل مغطّى على السفرة، و جاء عيسى فجلس يقول: أجرؤنا و أوثقنا بنفسه و أحسننا عملا عند ربه، فليكشف عن هذه الآية، حتى ننظر و نأكل و نسمّي باسم ربنا و نحمد إلهنا، قال الحواريون:

أنت أولى بذلك يا روح اللّه و كلمته، قال: فتوضّأ عيسى وضوءا حديثا و صلّى صلاة جديدة، و دعا ربّه دعاء كثيرا، و بكى بكاء طويلا، ثم قام حتى جلس عند السفرة، إذا سمكة مشوية ليس عليها فلوس، و ليس لها شوك، تسيل سيلا و قد نصب حولها من البقول و إذا عند رأسها خلّ ، و عند ذنبها ملح و خمسة أرغفة على كلّ منها زيتون، و خمس رمانات، و خمس تمرات، قال شمعون رأس الحواريين: يا روح اللّه، أ من طعام الدنيا أو من طعام الجنّة ؟ فقال عيسى:

أ و ما استيقنتم ؟ ما أخوفني أن تعاقبوا، قال: لا و إله بني إسرائيل ما أردت بما سألت سوءا يا ابن الصّدّيقة، قال: نزلت و ما عليها من السماء، ليس شيء مما ترون عليها من طعام الدنيا و لا من طعام الآخرة، و هي و ما عليها شيء ابتدعه اللّه تعالى بالقدرة العالية، إنّما قال: كن فكان، فكلوا مما سألتم، و احمدوا عليه ربّكم يمدّكم و يزدكم فإنه القادر البديع لما يشاء إذا شاء يقول له: كن فيكون، قالوا: يا روح اللّه و كلمته، إن أريتنا اليوم آية من هذه السمكة (3)، فقال عيسى: يا سمكة أحيي بإذن اللّه، فاضطربت السمكة طرية تدور عيناها، لها بصيص، تلمّظ بفيها كما يتلمّظ السبع، و عاد عليها فلوسها، ففزع القوم، فقال عيسى: ما لكم تسألون

ص: 405


1- الأصل: سال.
2- سورة المائدة، الآية:114.
3- زيد في تفسير ابن كثير 684/2: فقال عيسى: سبحان اللّه، أ ما اكتفيتم بما رأيتم من هذه الآية حتى فيها آية أخرى.

الشيء فإذا أعطيتموه كرهتموه، ما أخوفني أن تعبدوا هذه السمكة (1)،قال: عودي كما كنت بإذن اللّه، قال: فعادت مشوية في حالها، قال: كن أنت يا روح اللّه أوّل من يأكل ثم نأكل بعد، قال عيسى: معاذ اللّه، بل يأكل منها من طلبها و سألها.

ففرق الحواريون أن تكون إنّما أنزلت سخطة فيها مثلة، فلم يأكلوا، و دعا لها عيسى أهل الفاقة و الزّمانة من العميان، و المجذّمين، و البرص، و المقعدين، و أصحاب الماء الأصفر، و المجانين، و المختلّين قال: كلوا من رزق اللّه ربّكم، و دعوة نبيّكم، فإنّه رزق ربكم، و تكون المهانة لكم و البلاء لغيركم، و اذكروا اسم اللّه و كلوا، ففعلوا فصدر عن تلك السمكة و الأرغفة و الرّمانات و البقول ألف و ثلاثمائة رجل و امرأة بين فقير جائع، و زمن ناقه رغيب (2)،كلهم شبعان يتجشّأ، و نظر عيسى فإذا ما عليها كهيئته حين نزلت من السماء، و رفعت السفرة إلى السماء و هم ينظرون إليها، و استغنى كلّ فقير أكل منها يومئذ، فلم يزل غنيا حتى مات، و برئ كلّ زمن من زمانته، فلم يزل حتى مات، و ندم الحواريون و سائر الناس ممن أبى أن يأكل منها حسرة، فشابت منها أشفارهم، قال: فكانت إذا نزلت بعد ذلك أقبلوا إليها صورا من كلّ مكان يسعون يركب بعضهم بعضا، الأغنياء و الفقراء، و الرجال و النساء، و الضعفاء و الأشدّاء، و الصغار الكبار، و الأصحّاء و المرضى، فركب بعضهم بعضا، فلما رأى عيسى بن مريم ذلك جعلها نوبا بينهم، قال: و كانت تنزل غبّا يوما و لا تنزل يوما، كناقة ثمود، ترعى يوما و ترد يوما، فلبثت بذلك أربعين صباحا تغبّ يوما و تنزل يوما يؤكل منها حتى إذا فاء الفيء طارت صعدا ينظرون إلى ظلها في الأرض حتى توارى عنهم، فأوحى اللّه إلى عيسى أن اجعل مائدتي رزقا لليتامى و الزّمنى دون الأغنياء من الناس، فلمّا فعل ذلك بهم عظم ذلك على الأغنياء، و أذاعوا القبيح حتى شكوا و شككوا فيه الناس، فوقعت الفتنة في قلوب المرتدين، قال قائلهم: يا روح اللّه و كلمته: إنّ المائدة لحقّ أنها لتنزل من عند اللّه ؟ قال عيسى: ويحكم هلكتم، سروا للعذاب إن لم يرحمكم اللّه، فأوحى اللّه تعالى إلى عيسى:

إنّي آخذ بشرطي من المكذّبين، قد اشترطت عليهم أنّي معذّب من كفر منهم عَذٰاباً لاٰ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعٰالَمِينَ (3)بعد نزولها،

ص: 406


1- في تفسير ابن كثير: ما أخوفني عليكم أن تعاقبوا بما تصنعون.
2- الأصل: رغيبا.
3- سورة المائدة، الآية:115.

إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبٰادُكَ ، وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) قال: فمسخ اللّه منهم ثلاثة و ثلاثين خنازير من ليلتهم، فأصبحوا يأكلون ما في الحشوش و يتبعون ما في الكناسة و الطرق، و ناموا أول الليل على فرشهم عند نسائهم في ديارهم بأحسن صورة و أوسع رزق، فأصبح الناس يفرّون إلى عيسى فزعا و فرقا من عقوبة اللّه، و عيسى يبكي عليهم و يبكون معه عليهم، و جاءت الخنازير تسعى حين أبصرته ينظرون إليه، و يمشون إليه و يشمّون رائحته، و يسجدون له و أعينهم تسيل دموعا لا يستطيعون الكلام، ثم قام عيسى يناديهم بأسمائهم: يا فلان، فيقول برأسه نعم، يا فلان ابن فلان قد كنت أخوّفكم بعذاب اللّه و عقوبته! و كأنّي قد كنت انظر إليكم ممثّلا بكم في غير صوركم، قال اللّه تعالى لقوم محمّد صلّى اللّه عليه و سلم: وَ يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاٰتُ (2)و قال تعالى: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرٰائِيلَ عَلىٰ لِسٰانِ دٰاوُدَ وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، ذٰلِكَ بِمٰا عَصَوْا وَ كٰانُوا يَعْتَدُونَ قال: فسأل عيسى ربه أن يميتهم، فأماتهم اللّه بعد ثلاثة أيام، فما رأى أحد من الناس منهم جيفة في الأرض، و اللّه أعلم كيف كانت.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو عثمان الصابوني، أنبأنا أبو عمرو أحمد بن أبي الفراتي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن إبراهيم الأبيوردي، حدّثنا أحمد بن جعفر الساماني، حدّثنا أبو عبيد اللّه، حدّثنا عمّي، حدّثنا عبد الرّحمن بن زيد قال:

كان وزير لعيسى ركب يوما فأخذه السّبع فأكله، فقال عيسى: أيّ ربّ ! وزيري في دينك و عوني على بني إسرائيل و خليفتي فيهم، سلّطت عليه كلبك فأكله، قال: نعم، كانت له عندي منزلة رفيعة لم أجد عمله بلغها فابتليته بذلك لأبلغه تلك المنزلة.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن محمّد بن أحمد المقرئ البغدادي - بالبصرة - حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، حدّثنا عبيد بن يعيش، حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثني حميد المكي مولى ابن علقمة، حدّثنا عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«مرّ ثلاثة نفر على عيسى بن مريم فقال: يموت أحد هؤلاء اليوم إن شاء اللّه، فراحوا عليه بالعشيّ عليهم حزم الحطب، فقال لهم: ألقوا فألقوا فإذا حيّة سوداء في حزمة الذي قال: يموت إن شاء اللّه فقال: ما عملت اليوم ؟ قال: ما عملت شيئا، قال: لتخبرني، قال: ما

ص: 407


1- سورة المائدة، الآية:118.
2- سورة الرعد، الآية:6.

عملت شيئا إلاّ أنه كانت معي فدرة (1) من خبز كانت في يدي، فمرّ عليّ مسكين فأعطيته بعضها، فقال: بهذه منعت، أو قال نجوت»[10283].

أخبرنا أبو غالب محمّد بن إبراهيم بن محمّد الجرجاني، أنبأنا المظفّر بن حمزة بن محمّد أبو الفتح الفقيه، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف بن مامويه، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدّثنا ابن أبي الجحيم و اسمه إبراهيم، حدّثنا سليمان بن حرب، حدّثنا أبو (2)هلال، عن بكر بن عبد اللّه المزني قال (3):

فقد الحواريون نبيهم، فانطلقوا يطلبونه، فإذا هو قد انطلق نحو البحر، و إذا هو يمشي على الماء، فقال له رجل منهم: يا نبي اللّه أجيء إليك ؟ قال: نعم، فذهب يرفع رجلا و يضع أخرى، فإذا هو في الماء، فقال له عيسى: ناولني يدك يا قصير اليقين (4)،فلو أنّ لابن آدم من اليقين قدر ذرة (5) لمشى على الماء.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، قالا: حدّثنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي.

قالا: أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا (6)،حدّثنا رجل سقط اسمه، حدّثنا حجاج بن محمّد، حدّثنا أبو هلال محمّد بن سليمان، عن بكر بن عبد اللّه المزني قال:

فقد الحواريون نبيهم عيسى فقيل لهم: توجه نحو البحر، فانطلقوا يطلبونه، فلما انتهوا إلى البحر إذا هو قد أقبل يمشي على الماء، يرفعه الموج مرة و يضعه أخرى، و عليه كساء مرتدي (7) بنصفه و متزر (8) بنصفه، حتى انتهى إليهم، فقال له بعضهم:- قال أبو هلال ظننت

ص: 408


1- الفدرة بالكسر، القطعة من اللحم، و من الليل و من الجبل (القاموس المحيط : فدر).
2- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
3- البداية و النهاية 103/2 و قصص الأنبياء لابن كثير 423/2.
4- في البداية و النهاية و قصص الأنبياء:«قصير الإيمان» و سترد هذه الرواية.
5- في المصدرين:«قدر شعيرة». و سيرد بهذه الرواية في الخبر التالي.
6- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية و قصص الأنبياء، راجع الحاشية قبل السابقة.
7- كذا بالأصل: مرتدي، بإثبات الياء، و في المصدرين: مرتد.
8- في المصدرين السابقين: و مؤتزر.

أنه من أفاضلهم - أ لا أجيء إليك يا نبي اللّه ؟ قال: بلى، قال: فوضع إحدى رجليه في الماء ثم ذهب ليضع الأخرى، فقال: أوه غرقت يا نبي اللّه، قال: أرني يدك يا قصير الإيمان، لو أنّ لابن آدم من اليقين قدر شعيرة مشى على الماء.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و عبد الكريم [بن حمزة] (1)،قالا: حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا [أبو الحسين] (2) بن بشران (3)،أنبأنا ابن صفوان، حدّثنا ابن أبي الدنيا (4)، حدّثنا محمّد بن علي بن الحسن بن سفيان، حدّثنا إبراهيم بن أبي (5) الأشعث، عن فضيل بن عياض قال:

قيل لعيسى بن مريم: يا عيسى، بأي شيء تمشي على الماء؟ قال: بالإيمان و اليقين، قالوا: فإنّا آمنا كما آمنت، و أيقنّا كما أيقنت، قال: فامشوا إذا، قال: فمشوا معه، فجّا (6)فغرقوا، فقال لهم عيسى: ما لكم ؟ قالوا: خفنا الموج، قال: أ لا خفتم رب الموج ؟ قال:

فأخرجهم ثم ضرب بيده إلى الأرض فقبض بها ثم بسطها، فإذا في إحدى يديه ذهب، و في الأخرى مدر (7) أو حصى، فقال: أيهما أحلى في قلوبكم ؟ قالوا: هذا الذهب، قال: فإنّهما عندي سواء.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن سمعون.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ الفرضي، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن علي بن المهتدي، حدّثنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد الفرضي، حدّثنا عثمان بن أحمد بن يزيد، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الختّلي، حدّثنا محمّد بن حاتم الطوسي، حدّثنا أحمد بن عبد اللّه الهروي، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الثعلبي، حدّثنا مقاتل، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاس قال:

خرج عيسى بن مريم يستسقي بالناس، فأوحى اللّه إليه: لا يستسقي معك خطّاء،

ص: 409


1- زيادة للإيضاح.
2- زيادة لإيضاح السند.
3- الأصل: بشر، تصحيف، و السند معروف.
4- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 104/2 و قصص الأنبياء 423/2 و 424.
5- في المصدرين: إبراهيم بن الأشعث.
6- في المصدرين: في الموج.
7- الأصل:«مدرا» و المثبت عن المختصر و المصدرين السابقين.

فأخبرهم بذلك، فقال: من كان من أهل الخطايا فليعتزل، فاعتزل الناس كلّهم إلاّ رجل مصاب بعينه اليمنى، فقال له عيسى: ما لك لا تعتزل ؟ قال: يا روح اللّه ما عصيت اللّه طرفة عين، و لقد التفتّ فنظرت بعيني هذه إلى قدم امرأة من غير أن كنت أردت النظر إليها فقلعتها، و لو نظرت إليها باليسرى لقلعتها قال: فبكى عيسى حتى ابتلّت لحيته بدموعه و قال: اللّهم إنّك خلقتنا و قد علمت ما نعمل من قبل أن تخلقنا، فلم يمنعك ذلك أن لا تخلقنا، فلمّا خلقتنا و تكفّلت بأرزاقنا، فأرسل السماء علينا مدرارا، فو الذي نفس عيسى بيده ما خرجت الكلمة تامّة من فيه حتى أرخت السماء عزاليها (1) و سقي الحاضر و الباد.

لفظ ابن سمعون.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنبأنا أبو المفضّل المطهّر بن عبد الواحد بن محمّد، أنبأنا أبو عمرو عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن عبد الوهّاب السّلمي، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عمر الزهري، حدّثنا عمّي عبد الرّحمن بن عمر بن يزيد؟؟؟، حدّثنا عبد الوهّاب الثقفي، عن هشام، عن الحسن قال:

خرج عيسى بن مريم يستسقي، فخرج فبرز لهم، فقال: جوزوا و لا يجوز عاص، فرجع ناس من الناس، ثم قالها الثانية: فرجع ناس من الناس، حتى لم يبق في الحان (2) إلاّ رجل واحد أعور، فقال له عيسى بن مريم: ما لك ؟ أ ما أصبت ذنبا قط؟ قال: أما ذنب أعلمه فلا إلاّ أنّي نظرت إلى امرأة بعيني هذه فلمّا ولّت أتبعتها إياها، فبكى عيسى و قال: أنت صاحبي، فدعا عيسى، و أمّن الرجل، فسقوا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد الأنباري، أنبأنا محمّد بن الحسين بن يوسف الأصبهاني، أنبأنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه النّقوي (3)، حدّثنا الدّبري (4)،أنبأنا عبد الرّزّاق عن معمر، عن رجل عن شهر بن حوشب.

ص: 410


1- العزالي و العزالى جمع عزلاء، و هي مصب الماء من الراوية و نحوها. و تطلق أيضا على فم الراوية أي الأعلى الذي يصب الماء فيه أولا (القاموس المحيط ).
2- كذا، و إعجامها ناقص بالأصل، و لعل الصواب: الجنان.
3- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 141/16.
4- بدون إعجام بالأصل، و هو إسحاق بن إبراهيم بن عباد أبو يعقوب الصنعاني، ترجمته في سير الأعلام 416/13 و هو صاحب أبي عبد اللّه النقوي، راجع الحاشية السابقة.

أن عيسى بن مريم خرج يستسقي، فخرج الناس، ثم قال لهم: من كان منكم أذنب ذنبا فليرجع، قال: فجعل الناس يرجعون حتى لم يبق معه إلاّ رجل أعور، فقال عيسى: أما أذنبت قط؟ فقال: نظرت بعيني هذه مرة واحدة إلى ما لا يحل لي ففقأتها، فقال له عيسى:

ادع و أنا أؤمّن، قال: فدعا و أمّن عيسى، فسقاهما اللّه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن مسلّم الفقيه، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان، أنبأنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل (1)،أنبأنا محمود بن خالد، حدّثنا الفريابي (2) عن غالب (3)،حدّثني السّدّي قال:

أصاب الناس قحط على عهد عيسى بن مريم، فقال الحواريون: يا عيسى لو خرجنا فاستسقينا، فلما اجتمع الناس قال عيسى: من كانت له خطية فلا يخرج معنا، فإنّه لا حاجة لنا بأهل الخطايا، فرجع الناس إلاّ اثني عشر رجلا، قال لهم عيسى: ما لكم خطايا؟ قالوا: بلى يا نبي اللّه، قال: فارجعوا فلا حاجة لنا بكم، قال: فرجعوا إلاّ رجلا (4) أعور، فقال له عيسى: ما لك أنت خطية ؟ قال: لا تعجل عليّ يا نبي اللّه، نظرت نظرة إلى خطية بعيني هذه ففقأتها فلا أعلم لي ذنبا غيره، قال له عيسى: أنت صاحبي، ادع (5) أنت و أؤمّن أنا، قال: بل أدع (6) أنت و أؤمّن أنا، قال: فدعا عيسى صلّى اللّه عليه و سلم و أمّن الرجل، فما رجعوا حتى كادوا أن يدركهم الغرق.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر (7) بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أنبأنا ابن المبارك، حدّثنا ابن جعفر، عن المغيرة، عن الشعبي قال:

كان عيسى بن مريم إذا ذكر عنده الساعة صاح و يقول: لا ينبغي لابن مريم أن تذكر عنده الساعة فيسكت (8).

ص: 411


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 401/15.
2- هو محمد بن يوسف بن واقد بن عثمان، أبو عبد اللّه، ترجمته في سير أعلام النبلاء 114/10 و تهذيب الكمال 361/17.
3- هو غالب بن عبيد اللّه الجزري، ذكره المزي من مشايخ الفريابي راجع ترجمة الفريابي في تهذيب الكمال 17/ 361.
4- الأصل: رجل.
5- الأصل:«ادعوا».
6- الأصل:«ادعوا».
7- الأصل: عمرو، تصحيف.
8- البداية و النهاية بتحقيقنا 104/2 و قصص الأنبياء لابن كثير 424/2.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو الحسن الخلعي، أنبأنا أبو محمّد بن النحّاس، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدّثنا أبو عثمان سعيد البصري الضرير، حدّثنا محمّد بن خالد بن خداش - و هو خالي من الرضاعة - حدّثنا مسلم بن قتيبة، عن مالك بن مغول، عن عبد الملك بن سعيد بن أبجر (1) قال (2):

كان عيسى إذا سمع الموعظة صرخ صراخ الثكلى (3).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الشيباني، حدّثنا غياث بن مصعب بن عبدة أبو العبّاس الخجندي الرباطي، حدّثنا محمّد بن حمّاد الشاشي، عن حاتم الأصم، عن شقيق بن إبراهيم البلخي، عن من أخبره من أهل العلم قال:

قيل لعيسى بن مريم: كيف أصبحت يا روح اللّه ؟ قال: أصبحت و ربّي من فوقي، و النار أمامي، و الموت في طلبي، لا أملك ما أرجو، و لا أطيق دفع ما أكره، فأيّ فقير أفقر منّي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي الصّنعاني، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا عبد الرزّاق (4)، عن معمر، عن جعفر بن برقان.

ح و أخبرنا أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى، أنبأنا أبو صاعد - يعني ابن هبة اللّه - أنبأنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنبأنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، حدّثنا الرّمادي، حدّثنا عبد الرّزّاق (5)،أنبأنا معمر، حدّثنا جعفر بن برقان (6).

أن عيسى بن مريم كان يقول: اللّهم إنّي أصبحت لا أستطيع دفع ما أكره، و لا أملك نفع ما أرجو، و أصبح الأمر بيد غيري، و أصبحت مرتهنا بعملي، فلا فقير أفقر منّي، اللّهمّ لا

ص: 412


1- الأصل:«الجر» و في البداية و النهاية:«بحر» كلاهما تصحيف، و التصويب عن قصص الأنبياء لابن كثير. ترجمته في تهذيب الكمال 41/12.
2- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 104/2 و قصص الأنبياء 424/2.
3- الأصل:«الثكل» و المثبت عن المصدرين.
4- من طريقه روي في البداية و النهاية 104/2 و قصص الأنبياء لابن كثير 424/2.
5- من طريقه روي في البداية و النهاية 104/2 و قصص الأنبياء لابن كثير 424/2.
6- في المصدرين السابقين: جعفر بن بلقان.

تشمّت بي عدوي، و لا تسؤ بي صديقي، و لا تجعل مصيبتي في ديني، و لا تسلّط عليّ من لا يرحمني.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا أبو بكر أخو خطاب.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (1)،حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قالا: حدّثنا خالد بن خداش، حدّثنا صالح المرّي عن أبي عمران الجوني، عن أبي الجلد قال:

قال عيسى بن مريم: فكّرت في الخلق فوجدت من لم يخلق أغبط عندي ممن خلق.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن محمّد التاجر المعدل، حدّثنا محمّد بن أحمد بن دلويه، حدّثنا محمّد بن يزيد، حدّثنا إبراهيم بن الأشعث، حدّثنا الفضيل بن عياض، عن يونس بن عبيد قال:

كان عيسى بن مريم يقول: لا يصيب أحد حقيقة الإيمان حتى لا يبالي من أكل الدنيا (2).

قال: و سمعت الفضيل يقول: قال عيسى: فكرت في الخلق، فوجدت من لم يخلق أغبط عندي ممن خلق (3).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطان، أنبأنا دعلج بن أحمد، أنبأنا محمّد بن علي بن زيد الصائغ أن سعيد بن منصور حدّثهم حدّثنا مروان بن معاوية، حدّثنا يسار بن عيسى التميمي، عن شيخ من بني فزارة يقال له حفص في قوله: يٰا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبٰاتِ (4)قال: ذاك عيسى بن مريم كان يأكل من غزل أمّه (5).

ص: 413


1- رسمها بالأصل:«اللساني» تصحيف.
2- البداية و النهاية 104/2 و قصص الأنبياء لابن كثير 424/2.
3- البداية و النهاية 104/2 و قصص الأنبياء لابن كثير 405/2.
4- سورة «المؤمنون»، الآية:51.
5- راجع تفسير القرطبي 128/12 تفسير سورة:«المؤمنون» الآية 51 نقلا عن الطبري.

قال: و أخبرني أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار، حدّثنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن، حدّثنا حامد بن شعيب البلخي، حدّثنا سريج، حدّثنا مروان بن معاوية، عن يسار بن أبي عيسى عن رجل من بني فزارة يقال له حفص، أراه رفعه، شك مروان، في قول اللّه عزّ و جلّ : يٰا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبٰاتِ قال: ذاك عيسى بن مريم كان يأكل من غزل أمّه.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنبأنا أبو المظفّر محمود بن جعفر بن محمّد، و أبو الطّيّب محمّد بن أحمد بن إبراهيم، قالا: أنبأنا الحسن بن علي بن أحمد، حدّثنا الفضل بن الخصيب، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه بن مخلد، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا ابن إدريس، عن حصين، عن مجاهد، عن عبيد بن عمير قال: كان عيسى يلبس الشعر.

هذه مختصرة، و قد رويت عن مجاهد من وجه آخر أتم منها إلاّ أنه لم يذكر فيها عبيد بن عمير.

أخبرنا بها أبو القاسم العلوي، حدّثنا القاضي أبو الحسن علي بن عبد الرّحمن بن أحمد بن إبراهيم القزويني، حدّثني أبي، أنبأنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة بن القطان، حدّثنا أبو حاتم محمّد بن إدريس الحنظلي الرازي، حدّثنا ابن دكين - يعني - أبا (1)نعيم، حدّثنا مسعر، عن عمرو بن مرة، عن مجاهد قال:

كان عيسى يأكل الشجر، و يلبس الشعر، و يبيت حيث يمسي، و لا يخبئ لغد، و لم يكن له ولد يموت، و لا بيت يخرب (2).

كذا وقع فيه: و هو أبو الحسن عبد العزيز بن عبد الرّحمن القزويني.

أخبرنا أبو القاسم زاهر، و أبو بكر وجيه ابنا طاهر بن محمّد، قالا: أنبأنا أبو نصر بن موسى، أنبأنا يحيى بن إسماعيل الحربي، أنبأنا عبد اللّه بن الشّرقي، حدّثنا عبد اللّه بن هاشم، حدّثنا وكيع، حدّثنا مسعر، عن عمرو بن مرة، عن مجاهد قال:

كان عيسى يلبس الشعر، و يأكل الشجر، و لا يخبئ اليوم لغد، و يبيت حيث أواه الليل، لم يكن له ولد فيموت، و لا بيت فيخرب.

ص: 414


1- بالأصل: يعني أنبأنا نعيم.
2- البداية و النهاية 104/2 و قصص الأنبياء لابن كثير 424/2.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، أنبأنا حيدرة بن علي المالكي، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا عمّي أبو علي (1)،حدّثنا أحمد بن علي بن سعيد القاضي (2)، حدّثنا علي بن الجعد، أنبأنا شعبة، عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن عبيد بن عمير قال: كان عيسى بن مريم (3).

ح و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن الحصين، أنبأنا أبو القاسم التّنوخي، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس الذهبي. بقراءتي عليه..

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو يعلى بن الفراء، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن أخي ميمي.

قالا: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، حدّثنا محمّد بن زياد بن فروة، حدّثنا أبو الأحوص، عن منصور (4)،عن رجل يظنه، و قال ابن أخي ميمي: ظنه - أبو الأحوص:

هلال بن يساف (5) قال:

كان عيسى بن مريم يأكل الشجر، و يلبس الشعر، و يبيت حيث أمسى، لم يكن له ولد فيموت، و لا بيت يخرب، و لا يخبئ غداء لعشاء، و لا عشاء لغداء، و كان يقول: كل يوم يجيء معه رزقه.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا عاصم بن الحسن - إجازة-.

قالا: أنبأنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنبأنا الحسين بن

ص: 415


1- هو أبو علي محمد بن القاسم بن حبيب بن أبي نصر التميمي، راجع الحاشية التالية.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 527/13 و تهذيب الكمال 207/1.
3- كذا بالأصل.
4- هو منصور بن المعتمر، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 400/18 و ترجمة أبي الأحوص سلام بن سليم في تهذيب الكمال 224/8.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 327/19.

صفوان، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، حدّثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي (1)، حدّثنا أبو مسهر، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز.

أن عيسى نظر إلى إبليس فقال: هذا آثر كون الدنيا، إليها خرج و إيّاها سأل، لا أشركه في شيء منها، و لا حجرا أضعه (2) تحت رأسي فلا أكشّر فيها ضاحكا حتى أخرج منها.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا عاصم بن حسن - قراءة - أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا الحسين بن صفوان، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، حدّثنا مروان بن إبراهيم، حدّثنا أبو سعيد البجلي، عن إسماعيل بن أبي خالد.

أن عيسى بن مريم كان متوسدا حجرا، فمرّ به إبليس، فقال: يا عيسى، قد رضيت من الدنيا بهذا الحجر، قال: فأخذه من تحت رأسه، فقذف به إليه و قال: هذا لك مع الدنيا، لا حاجة لي فيه.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا:

حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن رزقويه، أنبأنا أحمد بن سندي بن الحسن، حدّثنا الحسن بن علي القطان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى، أنبأنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، أنبأنا هشام بن حسّان، عن الحسن.

أن عيسى رأس الزاهدين يوم القيامة، قال: و إنّ الفرارين بذنوبهم يحشرون يوم القيامة مع عيسى بن مريم (3).

قال: و قال الحسن (4):

إن عيسى بن مريم مرّ به إبليس يوما و هو متوسد حجرا و قد وجد لذّة النوم [فقال له] (5)يا عيسى أ ليس تزعم أنك لا تريد شيئا من عرض الدنيا، فهذا الحجر من عرض الدنيا، فقام عيسى غضبانا (6)،ثم أخذ الحجر فرمى به، فقال: هذا لك مع الدنيا يا إبليس، فلعمري إنّ الدنيا مزرعة لك، و إنّ أهلها لك عمّال.

ص: 416


1- ترجمته في تهذيب الكمال 360/4 و سير الأعلام 332/12.
2- تقرأ بالأصل:«أصفه» و المثبت عن المختصر.
3- البداية و النهاية بتحقيقنا 104/2 و قصص الأنبياء لابن كثير 425/2.
4- البداية و النهاية 104/2 و قصص الأنبياء لابن كثير 425/2.
5- الزيادة عن المختصر للإيضاح، و في المصادر: فقال.
6- كذا جاءت بالأصل منونة. و في المختصر:«غضبان» و قد سقطت اللفظة من المصدرين.

قال: و أنبأنا أبو حذيفة، أنبأنا هشام، عن الحسن قال:

كان عيسى يمشي على الماء، قال: فقال له الحواريون: يا روح اللّه إنّك لتمشي على الماء، قال: نعم، ذلك باليقين باللّه، قالوا: إنّا باللّه لموقنون، قال لهم عيسى: ما تقولون لو عرض لكم في الطريق درّ و حجر، أيهما كنتم تأخذون ؟ قالوا: الدّرّ، قال: لا و اللّه، حتى يكون الدّرّ و الياقوت و الحجارة عندكم سواء.

قال: و قال الحسن:

إنّ عيسى بن مريم أصابه الحرّ و هو صائم حتى اشتدّ به، فقالوا: يا روح اللّه و كلمته لو بنينا لك بيتا تسكنه و يكنك من الحرّ و البرد، قال: لا حاجة لي به، فألحّوا عليه، فأذن لهم، فبنوا عريشا، فلمّا دخله فنظر إليه قال: سبحان اللّه أعاديّ أنا؟ إنّما أردت بيتا إذا جلست أصاب رأسي سقفه، و إذا اضطجعت أصاب جنبي حائطه، و لا حاجة لي بهذا، فلم يسكن بعدها ظلّ بيت حتى رفع.

قال: و قال الحسن:

فو اللّه لو لم يعذبنا اللّه إلاّ بحبّنا الدنيا لعذّبنا، لأن اللّه يقول أحببت شيئا أبغضه و لقول اللّه تعالى: تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيٰا وَ اللّٰهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ (1).

قال: و أنا أبو حذيفة، أنبأنا عيسى بن عطية السّعدي، و أبو روق الهزّاني (2)، و عبد اللّه بن زياد بن سمعان قالوا جميعا عن مكحول عن كعب.

أن عيسى بن مريم كان يأكل الشعير و يمشي على رجليه، و لا يركب الدوابّ ، و لا يسكن البيوت، و لا يصطبح بالسّرّاج، و لا يلبس الكراسف - يعني القطن - و لم يمسّ النساء، و لم يمسّ الطّيب، و لم يمزج شرابه بشيء قط ، و لم يبرّده، و لم يدهن رأسه قط ، و لم يقرب رأسه و لحيته غسول قطّ ، و لم يجعل بين الأرض و بين جلده شيئا قط إلاّ لباسه، و لم يهتم لغداء قطّ ، و لا لعشاء قطّ ، و لا اشتهى شيئا من شهوات الدنيا، و كان يجالس الضعفاء و الزّمنى و المساكين، و كان إذا قرّب إليه الطعام على شيء وضعه على الأرض، و لم يأكل مع الطعام

ص: 417


1- سورة الأنفال، الآية:67.
2- بدون إعجام بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 285/15 و اسمه أحمد بن محمد بن بكر، أبو روق البصري الهزاني.

إداما قط ، و كان يجتزئ من الدنيا بالقوت القليل، و يقول: هذا لمن يموت و يحاسب عليه كثير.

قال: و أنبأنا أبو حذيفة، أنبأنا هشام عن الحسن قال: بلغني أنه قيل لعيسى بن مريم:

تزوّج، قال: و ما أصنع بالتزويج ؟ قالوا: تلد لك الأولاد، قال: الأولاد إن عاشوا فتنوا، و إن ماتوا أحزنوا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان بن سهلويه (1)،حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا أبو أسامة، حدّثني سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، قال:

قيل لعيسى: لو اتّخذت حمارا تركبه، فقال: أنا أكرم على اللّه من أن يجعل لي شيئا يشغلني به.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا محمّد بن علي بن محمّد الخشاب (2).

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي.

قالا: أنبأنا أبو محمّد بن يوسف (3)،أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي، حدّثنا عبد الملك الميموني، و عبّاس الدّوري، قالا: حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، قال:

قيل لعيسى بن مريم: لو اتّخذت حمارا تركبه لحاجتك، قال: أنا أكرم على اللّه من أن يجعل لي شيئا يشغلني عنه.

أخبرنا (4) أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنبأنا الفضل بن محمّد في كتابه، أنبأنا أحمد بن جعفر الفقيه، أنبأنا أبو عثمان بن عبد الوهّاب، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا أبي، حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدّثنا عثمان بن اليمان البصري، حدّثنا

ص: 418


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 427/15.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 150/18.
3- هو عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أبو محمد الاردستاني ترجمته في سير أعلام النبلاء 239/17. و راجع ترجمة أبي بكر البيهقي في سير الأعلام 163/18 و ترجمة أبي سعيد بن الأعرابي فيها 407/15.
4- كتب فوقها في الأصل: ملحق.

عبد اللّه بن بديل العقيلي عن رجل يقال له عوسجة (1)،قال (2):

أوحى اللّه تعالى إلى عيسى عليه السلام: يا عيسى، لو رأت عيناك ما أعددت لعبادي الصالحين لذاب قلبك، و زهقت نفسك اشتياقا إليه (3).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو محمّد بن المقرئ، قالا: حدّثنا أبو العبّاس الأصم، حدّثنا الخضر بن أبان، نا سيّار (4)حدّثنا جعفر (5)،حدّثنا مالك بن دينار، قال:

قالوا لعيسى بن مريم: يا روح اللّه، أ لا نبني لك بيتا؟ قال: بلى، ابنوه على شاطئ البحر، قالوا: إذا يجيء الماء فيذهب به، قال: أين تريدون ؟ تبنون لي على القنطرة ؟.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو عبد اللّه الصّفّار، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا يحيى بن اليمان، عن شعيب بن إسحاق قال:

قيل لعيسى: لو اتّخذت بيتا، قال: يكفينا خلقان من كان قبلنا.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه، أنبأنا الصّفّار، أنبأنا أبو بكر، حدّثني عبد الرّحمن بن صالح، حدّثنا محمّد بن فضيل، عن عطاء بن السّائب، عن ميسرة، قال:

ما بنى عيسى بيتا، فقيل له: أ لا تبني ؟ فقال: لا أترك بعدي شيئا من الدنيا أذكر به.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا علي بن الحسن الرّبعي، حدّثنا ابن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان (6) يقول:

بينما عيسى يمشي في يوم صائف و قد مسّه الحرّ و الشمس و العطش، فجلس في ظل

ص: 419


1- كذا بالأصل، و مرّ قريبا خبر من طريق عبد اللّه بن بديل العقيلي عن عبد اللّه بن عوسجة.
2- راجع قصص الأنبياء لابن كثير 405/2 و البداية و النهاية 94/2.
3- زيد بعدها بالأصل: إلى.
4- لفظة غير واضحة، و نميل إلى قراءتها:«ناسيا، و حدثنا» و الصواب ما أثبت: نا سيار، حدثنا. راجع الحاشية التالية.
5- هو جعفر بن سليمان الضبعي. راجع ترجمته في تهذيب الكمال 400/3 و ترجمة مالك بن دينار في تهذيب الكمال أيضا 396/17.
6- هو عبد الرّحمن بن أحمد بن عطية الداراني، أبو سليمان، راجع ترجمة أحمد بن أبي الحواري في تهذيب الكمال 178/1.

خيمة، فخرج إليه صاحب الخيمة، فقال: يا عبد اللّه، قم من ظلنا، فقام عيسى، فجلس في الشمس، و قال: ليس أنت الذي أقمتني إنّما أقامني الذي لم يرد أن أصيب من الدنيا شيئا.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنبأنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن أحمد بن القاسم، و أبو عمرو بن مندة، قالا: أنبأنا الحسن بن حمد بن أحمد، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني علي بن أبي مريم، عن زهير أبي سعيد الموصلي، قال:

أخبرت أن عيسى بن مريم دخل ذات يوم خربة، فمطرت السماء، فنظر إلى ثعلب قد أقبل مستديرا (1) بذنبه حتى دخل جحره، فقال: الحمد للّه الذي جعل لكلّ شيء مأوى إلاّ عيسى بن مريم لا مأوى له، فإذا هو بصوت: يا ابن مريم ادخل الفجّ ، فدخل الفجّ ، فإذا هو برجل قائم يصلّي، فأقام عنده ثمانية عشر يوما ينتظره لينفتل من صلاته فيكلمه، فلمّا انفتل قال له: يا عبد اللّه ما الذي أذنبت ؟[فأقبل] (2) العابد على البكاء و قال: يا روح اللّه، أذنبت ذنبا عظيما، قال: و ما هو؟ قال: قلت يوما لشيء كان: يا ليته لم يكن.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنبأنا أبو الحسن المقرئ، أنبأنا أبو محمّد المقرئ، أنبأنا أبو بكر الدينوري، حدّثنا محمّد بن يونس البصري، حدّثنا الحسن بن علي الخلاّل، أنبأنا المعتمر بن سليمان التيمي، قال (3):

خرج عيسى على أصحابه و عليه جبّة من صوف، و كساء و تبّان (4)،حافيا، باكيا، أشعث (5)،مصفر اللون من الجوع، يابس الشفتين من العطش، فقال: السلام عليكم يا بني إسرائيل، أنا الذي أنزلت الدنيا منزلتها بإذن اللّه، و لا عجب و لا فخر، أ تدرون أين بيتي ؟ قالوا: أين بيتك يا روح اللّه ؟ قال: بيتي المساجد، و طيبي الماء، و إدامي الجوع، و سراجي القمر بالليل، و صلاتي في الشتاء مشارق الشمس، و ريحاني بقول الأرض، و لباسي الصوف، و شعاري خوف ربّ العزة، و جلسائي الزّمنى و المساكين، أصبح و ليس لي شيء، و أمسي

ص: 420


1- كذا بالأصل، و في المختصر:«مستذفرا». راجع ما كتبه محققه في حاشيته.
2- الزيادة للإيضاح عن المختصر.
3- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 104/2 و قصص الأنبياء 425/2، و قال في آخره: رواه ابن عساكر.
4- التبان: سراويل صغير، مقدار شبر، و قيل إلى ما فوق الركبة (اللسان).
5- كذا بالأصل، و في المختصر و المصادر: شعثا.

و ليس لي شيء، و أنا طيّب النفس، غني (1) مكثر، فمن أغنى مني و أربح.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الأصبهاني الحافظ ، حدّثنا أبي، حدّثنا أبو الحسن بن أبان، حدّثنا أبو بكر بن عبيد، حدّثني المثنّى بن معاذ العنبري، حدّثني محمّد بن سباع النّميري، قال:

بينما عيسى بن مريم يسيح في بعض بلاد الشام إذ اشتد به المطر و الرعد و البرق، فجعل يطلب شيئا يلجأ إليه، فرفعت له خيمة من بعيد، فأتاها، فإذا فيها امرأة، فحاد عنها، فإذا هو بكهف في جبل، فأتاه، فإذا في الكهف أسد، فوضع يده عليه ثم قال: إلهي، جعلت لكلّ شيء مأوى و لم تجعل لي مأوى، فأجابه الجليل تعالى: مأواك عندي في مستقر من رحمتي، لأزوّجنّك يوم القيامة مائة حوراء خلقاء بيدي، و لأطعمنّ في عرسك أربعة آلاف عام، يوم منها كعمر الدنيا، و لآمرنّ مناديا ينادي: أين (2) الزهاد في الدنيا، زوروا (3) عرس الزاهد عيسى بن مريم.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا محمّد بن يوسف، أنبأنا محمّد بن حمّاد الطّهراني، أنبأنا عبد الرزّاق، أنبأنا معمر، عن ثابت البناني، عن أبي رافع قال:

رفع عيسى بن مريم و عليه مدرعة، و خفّا راعي (4) و حذّافة (5) يحذف بها الطير.

خالفه الدّبري فقال عن ثابت عن أبي العالية.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا عبد الرّزّاق، أنبأنا معمر، عن ثابت، عن أبي العالية قال:

ما ترك عيسى بن مريم حين رفع إلاّ مدرعة صوف، و خفّي راع، و قذّافة يقذف بها الطير.

أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو عبد اللّه، أنبأنا أبو علي

ص: 421


1- كذا بالأصل و المختصر، و في البداية و النهاية و قصص الأنبياء: غير مكترث.
2- بالأصل:«زور» و المثبت عن المختصر.
3- بالأصل:«زورا» تصحيف، و التصويب عن المختصر.
4- كذا بالأصل: بإثبات الياء.
5- كذا بالأصل، و في المختصر:«خذافة يخذف» بالخاء المعجمة. و في القاموس: حذفه بالعصا: رماه بها، و الحذافة ككناسة: ما حذفته من الاديم و غيره.

الأهوازي، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل الشيباني، حدّثنا أبو بكر محمّد بن سليمان الربعي، حدّثنا عبد الرّحمن بن عبيد اللّه الهاشمي، حدّثنا عبدة بن عبد الرحيم، حدّثنا إبراهيم بن الأشعث، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول:

بلغني أن عيسى بن مريم قال: يا معشر الحواريين كما ترك لكم الملوك الحكمة فكذلك اتركوا لهم الدنيا.

رواها ابن المبارك عن سفيان فزاد فيها: خلف بن حوشب (1).

أخبرنا بها أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر (2) بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أنبأنا ابن المبارك (3)،حدّثنا سفيان بن عيينة.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه العبدوي، أنبأنا أبو زيد حاتم بن محبوب، حدّثنا الحسين بن الحسن، أنبأنا ابن المبارك (4)،أنبأنا ابن عيينة.

عن خلف بن حوشب قال: قال عيسى بن مريم للحواريين: كما ترك لكم الملوك الحكمة فكذلك فدعوا لهم الدنيا.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا، أنبأنا الفضيل بن يحيى الفضيل، أنبأنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، أنبأنا محمّد بن عقيل بن الأزهر الفقيه، حدّثنا أبو عبيد اللّه الورّاق نا سيّار ابن حاتم، حدّثنا جعفر، حدّثنا مالك بن دينار، قال:

قال عيسى بن مريم: معاشر الحواريين إنّ خشية اللّه و حبّ الفردوس يورثان الصبر على المشقة، و يباعدان من زهرة الدنيا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنبأنا محمّد بن أحمد بن هارون أبو الخير، أنبأنا أحمد بن موسى، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عيسى، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن النعمان، حدّثنا محمّد بن سعيد بن سابق، حدّثنا عبد اللّه بن المبارك، عن وهيب بن الورد قال:

ص: 422


1- قصص الأنبياء لابن كثير 426/2 و البداية و النهاية 105/2 و حلية الأولياء 74/5.
2- الأصل: عمرو، تصحيف.
3- رواه ابن المبارك في الزهد و الرقائق ص 96 رقم 284.
4- رواه ابن المبارك في الزهد و الرقائق ص 96 رقم 284.

كان عيسى يقول: حبّ الفردوس و خشية جهنم يورثان الصبر على المصيبة، و يبعدان العبد من راحة الدنيا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء.

ح و أخبرنا أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الحسين، أنبأنا نجيب بن عمّار بن أحمد الغنوي.

قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ خيثمة بن سليمان (1)،حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد البرتي، حدّثنا داود بن عمرو (2)،حدّثنا إسماعيل بن عيّاش، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر قال (3):

قال عيسى بن مريم: يا معشر الحواريين كلوا الخبز الشعير، و اشربوا الماء القراح، و اخرجوا من الدنيا سالمين آمنين، لحقّ ما أقول لكم إن حلاوة الدنيا مرارة الآخرة، و إنّ بمرارة الدنيا حلاوة الآخرة، و إنّ عباد اللّه ليسوا بالمتنعمين (4) لحقّ ما أقول لكم، إنّ شرّكم عالم يؤثر هواه على عمله يود أن الناس كلهم مثله، ما أحبّ إلى عبيد الدنيا أن يجدوا معذرة، و أبعدهم منها لو كان يعلمون.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو الحسن الخلعي، أنبأنا أبو محمّد بن النحّاس، أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد، عبيد بن غنّام (5)،حدّثنا علي بن حكيم، حدّثنا شريك، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:

قال عيسى لأصحابه: اتّخذوا المساجد مساكن، و البيوت منازل، و كلوا من بقل البرية، و انجوا من الدنيا بسلام.

قال شريك: فذكرت ذلك للأعمش فقال: و اشربوا ماء القراح.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أنبأنا

ص: 423


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 412/15.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 130/11.
3- من طريقه رواه ابن كثير في قصص الأنبياء 426/2 و البداية و النهاية ب 105/2.
4- بالأصل: المتناعمين، و المثبت عن المختصر و المصدرين.
5- قبله بالأصل:«حدثنا غنيم بن حماد» شطبت بخط أفقي فوقها. راجع ترجمة عبيد بن غنام في سير الأعلام 13/ 558.

عبد اللّه بن المبارك (1)،أنبأنا شريك، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:

كان عيسى بن مريم يقول لأصحابه: اتخذوا المساجد مساكن، و البيوت منازل، و كلوا من بقل البرية، و انجوا من الدنيا بسلام، قال شريك: فذكرت ذلك لسليمان، فزاد (2) فيه:

و اشربوا من الماء القراح.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنبأنا أبو القاسم بن [أبي] (3) العلاء.

ح و أخبرنا أبو المعالي بن الشّعيري، أنبأنا أبو السرايا نجيب بن عمّار بن أحمد.

قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا خيثمة بن سليمان، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد البرتي - ببغداد - حدّثنا محمّد بن سعيد بن الأصبهاني، أنبأنا شريك، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:

قال عيسى بن مريم: اتّخذوا المساجد مساكن، و البيوت منازل، و كلوا من بقل البرية، و انجوا من الدنيا بسلام.

و روي من وجه (4) آخر مرفوعا.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم الجرجاني، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا عبد اللّه بن عدي (5)،حدّثنا الحسن بن سفيان، حدّثنا الحارث بن عبد اللّه الهمداني، حدّثنا شريك، عن عاصم بن أبي النجود، و الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«قال عيسى بن مريم: اتّخذوا البيوت منازل، و المساجد مساكن (6)،و كلوا من بقل البرية» قال: و زاد الأعمش:«و اشربوا من ماء القراح، و اخرجوا من الدنيا بسلام»[10284].

أخبرنا أبو الحسن [الفرضي] أنبأنا أبو القاسم [بن أبي العلاء].

ح و أخبرنا أبو المعالي [الشعيري] أنبأ نجيب.

ص: 424


1- رواه ابن المبارك في الزهد و الرقائق ص 198 رقم 563.
2- في كتاب الزهد:«فزادني».
3- سقطت من الأصل.
4- كتب فوقها في الأصل: ملحق.
5- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 18/4 في ترجمة شريك بن عبد اللّه النخعي.
6- في الكامل لابن عدي: و المساجد سكنا.

قالا: أنبأنا أبو محمّد، أنبأنا خيثمة، حدّثنا أبو العبّاس (1)،حدّثنا مسلم - هو ابن إبراهيم - حدّثنا جعفر - هو ابن سليمان - حدّثنا عطاء الأزرق، قال:

بلغنا أن عيسى قال: يا معشر الحواريين كلوا خبز الشعير، و نبات الأرض، و اشربوا ماء القراح، فإنكم لا تقومون بشكره و اعلموا أن حلاوة الدنيا مرارة الآخرة، و أن مرارة الآخرة حلاوة الدنيا.

أخبرنا أبو محمّد السندي، أنبأنا أبو عثمان البحيري، أنبأنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد، أنبأنا أبو مصعب الزهري، حدّثنا مالك (2).

ح و أخبرنا (3) أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، أنبأنا أبو الحسن الطرائفي، حدّثنا عثمان بن سعيد، حدّثنا القعنبي فيما قرأ علي مالك أنه بلغه.

أن عيسى بن مريم كان يقول: يا بني إسرائيل عليكم بالماء القراح، و البقل البرّي، و الخبز الشعير، و إيّاكم و خبز البرّ، فإنكم لن تقوموا بشكره (4).

أخبرنا (5) أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنبأنا علي بن الحسن بن الحسين الخلعي، أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر بن النحّاس، أنبأنا أحمد بن محمّد بن زياد بن الأعرابي، حدّثنا إبراهيم بن الوليد الحشاش، حدّثنا عبد اللّه بن عمر - في مسجد جامع البصرة - حدّثنا هشام بن عبيد اللّه، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أنس بن مالك قال:

كان طعام عيسى القاقلّى (6) حتى رفع، و لم يأكل عيسى عليه السلام شيئا غيّرته النار حتى رفع (7).

أخبرنا أبو الندى حسّان بن تميم بن نصر الزيّات (8)،أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي - لفظا - أنبأنا أبو الفرج عبيد اللّه بن محمّد النحوي، حدّثنا أبو القاسم عيسى بن

ص: 425


1- يعني: أحمد بن محمد البرتي.
2- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
3- موطأ مالك ص 515 رقم 1688.
4- رواه من طريق أبي مصعب عن مالك: ابن كثير في البداية و النهاية 105/2 و قصص الأنبياء 427/2.
5- كتب فوقها في الأصل: ملحق.
6- القاقلى: نبات كنبات الأشنان، مالح (تاج العروس: قوقل).
7- كتب بعدها بالأصل: إلى.
8- مشيخة ابن عساكر 55/ب.

عبيد اللّه بن عبد العزيز الموصلي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن صلة الحنوى (1)،حدّثنا أبو علي نصر بن عبد الملك السّنجاري، حدّثنا محمّد بن عثمان، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا أبو الأشهب، عن ميمون بن سياه قال:

كان عيسى بن مريم يقول: يا بني إسرائيل اتخذوا مساجد اللّه بيوتا، و اتخذوا بيوتكم كمنازل الأضياف، ما لكم في العالم من منزل إن أنتم إلاّ عابري سبيل.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنبأنا سهل بن عبد اللّه الغازي، أنبأنا أبو بكر بن مردويه، أنبأنا أحمد بن محمّد بن نصير، حدّثنا أبي، حدّثنا سليمان بن أبي داود، حدّثنا علي بن ثابت، حدّثني عون بن حسين، عن عتبة بن يزيد قال:

قال عيسى بن مريم (2):ابن آدم الضعيف اتّق اللّه حيث ما كنت، و كل كسرتك من حلال، و اتخذ المسجد بيتا، و كن في الدنيا ضعيفا (3)،و عوّد نفسك البكاء (4)،و قلبك التفكّر، و جسدك الصبر، و لا تهتم برزقك غدا، فإنها خطيئة تكتب عليك.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن علي - يعني ابن شقيق - أخبرني محمّد بن العبّاس، أخبرني الحسن بن رشيد، عن وهيب المكي قال:

بلغني أن عيسى قال: يا معشر الحواريين أنّى كتبت لكم الدنيا فلا تنعشوها، فإنه لا خير في دار قد عصي اللّه فيها، و لا خير في دار لا تدرك الآخرة إلاّ بتركها، فاعبروها و لا تعمّروها، و اعلموا أنّ أهل كل خطيئة حبّ الدنيا، و ربّ شهوة أورثت أهلها حزنا طويلا (5).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن عبد ربه بن سدوس العبدري، أنبأنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق السّرّاج، حدّثنا عبيد اللّه بن جرير بن جبلة، حدّثنا محمّد بن مطرف، أخبرني بعض إخواننا.

ص: 426


1- كذا رسمها بالأصل.
2- البداية و النهاية 105/2 و قصص الأنبياء لابن كثير 427/2.
3- كذا بالأصل: و في المختصر و المصادر: ضيفا.
4- كذا بالأصل و المختصر، و في المصدرين: و علم عينك البكاء.
5- بنحوه رواه ابن كثير عن وهيب بن الورد في قصص الأنبياء 427/2 و البداية و النهاية 105/2.

أن عيسى بن مريم قال: يا ابن آدم الضعيف اتق اللّه حيث ما كنت، و كن في الدنيا ضيفا، و اتّخذ المساجد بيتا، و علّم عينك البكاء، و جسدك الصبر، و قلبك التفكّر، و لا تهتم برزق غد فإنها خطيئة.

كذا قال، و قد أسقط منها رجلان.

أخبرناها أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنبأنا عاصم بن الحسن، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، حدّثنا الحسين بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا عبيد اللّه بن جرير العتكي، حدّثني محمّد بن أبي بكر المقدمي، حدّثنا محمّد بن مسلم، حدّثنا محمّد بن مطرف.

أن عيسى بن مريم قال: يا ابن آدم الضعيف، اتّق اللّه حيث ما كنت، و كن في الدنيا ضيفا، و اتّخذ المساجد بيتا، و علّم عينك البكاء، و جسدك الصبر، و قلبك التفكّر، و لا تهتم برزق غد.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: أنبأنا أبو محمّد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أنبأنا ابن المبارك (1)،أنبأنا وهيب (2) قال:

قال عيسى بن مريم: أربع لا تجتمع في أحد من الناس إلاّ يعجب أو قال: تعجب (3):

الصمت، و هو أوّل العبادة، و التواضع للّه، و الزهادة في الدنيا، و قلّة الشيء.

أخبرنا أبو عبد اللّه الأديب، أنبأنا أبو طاهر الثقفي، أنبأنا محمّد بن إبراهيم، أنبأنا أبو عروبة، حدّثنا أحمد بن سليمان أو غيره، عن أبي داود الحفري قال: سمعت سفيان الثوري يقول: قال المسيح: إنّما تطلب الدنيا لتبرّ، فتركها أبرّ.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ المقرئ، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد بن علي بن شقيق، حدّثنا إبراهيم بن الأشعث، قال: سمعت الفضيل بن عياض و ابن عيينة يقولان:

ص: 427


1- رواه ابن المبارك في كتاب الزهد و الرقائق ص 222 رقم 629.
2- الأصل: وهب، تصحيف، و التصويب عن الزهد لابن المبارك.
3- في الزهد: إلاّ يعجبه.

قال عيسى بن مريم: بطحت لكم الدنيا و جلستم على ظهرها، فلا ينازعكم فيها إلاّ الملوك و النساء، فأما الملوك فلا تنازعوهم الدنيا فإنهم لن يعرضوا لكم فاتركوهم و دنياهم، و أما النساء فاتّقوهنّ بالصوم و الصّلاة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني (1)،أنبأنا تمّام بن محمّد، أنبأنا محمّد بن إسحاق الرّبعي، حدّثنا محمّد بن الفيض الغسّاني، أنبأنا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى، حدّثني أبي، عن بعض أهل العلم.

أن ملكا من ملوك أهل دمشق يقال له هذاد بن هذاد (2) صنع طعاما و دعا إليه الناس، و كان فيمن دعا عيسى و حواريّه (3)،فقال المسيح لحواريّه (4):لا تذهبوا، و خرج بهم، فأتى بهم شاطئ بردى، فأخرجوا كسرا لهم، فجعلوا يبلّونها في الماء و يأكلون، فقال المسيح: يا معشر الحواريّين! عجبا للملوك و ما أوتوا في هذه الدنيا، و ما يصنع بهم يوم القيامة! يا معشر الحواريّين! إنّ اللّه قد بطح لكم الدنيا على وجهها، و أجلسكم على ظهرها، فليس يشارككم فيها إلاّ الشياطين و الملوك، فأمّا الشياطين فاستعينوا عليهم بالصوم و الصلاة، و أما الملوك فدعوهم و الدنيا يدعوكم و الآخرة.

أخبرنا أبو المطهّر عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب الشامكاني (5)،أنبأنا جدي أبو طاهر بن محمود - قراءة عليه و أنا حاضر - أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الحسن بن محمّد العدل، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن هارون، حدّثنا الربيع بن سليمان، حدّثنا عبد اللّه بن وهب (6)،أخبرني سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد قال:

كان عيسى يقول: اعبروا الدنيا و لا تعمروها.

قال يحيى: و كان عيسى يقول لأصحابه: بحق أقول لكم إن حب الدنيا رأس كل خطيئة و النظر يزرع في القلب شهوة.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا عاصم بن الحسن، أنبأنا أبو عمر بن مهدي، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق المصري، حدّثنا الربيع بن سليمان، حدّثنا ابن وهب، أخبرني سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد قال:

ص: 428


1- صحفت بالأصل إلى: الكتاني.
2- كذا، و في المختصر: هداد بن هداد.
3- كذا بالأصل و المختصر.
4- كذا بالأصل و المختصر.
5- قارن مع مشيخة ابن عساكر 128/ب.
6- من طريقه رواه ابن كثير في قصص الأنبياء 427/2 و البداية و النهاية 105/2.

كان عيسى بن مريم قلّ ما تحدث بقول الحق أقول لكم، قال يحيى: و كان عيسى يقول: اعبروا الدنيا و لا تعمروها، قال يحيى: و كان عيسى يقول لأصحابه: يعني الحق أقول لكم، إنّ حبّ الدنيا رأس كل خطيئة، و النظر يزرع في القلب الشهوة، و كفى بها خطيئة.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى، أنبأنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه.

ح و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنبأنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى الفضيلي.

قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح، أنبأنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، حدّثنا أبو يحيى عيسى بن أحمد، حدّثنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة عن عمارة بن غزيّة.

أن عيسى كان يقول لأصحابه: بحقّ أقول لكم: إنّ حب الدنيا رأس كل خطيئة، و بالنظرة تزرع الشهوة في القلب، و كفى بها خطيئة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا الحسين بن صفوان، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد القرشي، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا أبو داود الحفري، عن سفيان بن سعيد قال:

كان عيسى يقول: حب الدنيا أصل كل خطيئة، و المال فيه داء كبير، قالوا: و ما دواؤه ؟ قال: لا يسلم من الفخر و الخيلاء، قالوا: فإن سلم ؟ قال: يشغله إصلاحه عن ذكر اللّه.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الحسين عاصم (1) بن الحسن، أنبأنا أبو السهل محمود بن عمر بن جعفر، أنبأنا أبو الحسن علي بن الفرج بن علي بن أبي روح، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أزهر بن مروان الرقاشي، حدّثنا شيخ جليس للمعتمر بن سليمان، حدّثنا شعيب (2) بن صالح قال:

قال عيسى بن مريم: و اللّه ما سكنت الدنيا في قلب عبد إلاّ التاط قلبه منها بثلاث:

شغل لا ينفك غناه، و فقر لا يدرك غناه، و أمل لا يدرك منتهاه، الدنيا طالبة و مطلوبة، فطالب

ص: 429


1- بالأصل:«بن عاصم» تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 598/18.
2- كانت بالأصل: سليمان، ثم شطبت، و المثبت عن المختصر، و لم أجد في ترجمة المعتمر بن سليمان في تهذيب الكمال شيخا له اسمه شعيب بن صالح.

الآخرة تطلبه الدنيا حتى يستكمل فيها رزقه، و طالب الدنيا تطلبه الآخرة حتى يجيء الموت فيأخذ بعنقه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو طاهر بن محمود.

ح و أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد الكبريتي، أنبأنا أبو مسلم محمّد بن علي بن مهرابزد.

قالا: أنبأنا أبو بكر (1) بن المقرئ، حدّثنا أحمد بن الحسين بن عبد الجبّار، حدّثنا الهيثم بن خارجة، حدّثنا عثمان بن علاق، حدّثنا زرعة بن إبراهيم قال:

قال المسيح: بحقّ أقول كما لا يستطيع أحدكم أن يبتني على موج البحر دارا، كذلكم الدنيا فلا تتخذوها قرارا (2).

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو القاسم بن حبيب المفسّر، حدّثنا أبو القاسم منصور بن العبّاس، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الهروي، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا إسحاق بن إسماعيل، أنبأنا جرير، عن ليث، عن مجاهد قال:

قال عيسى بن مريم: من ذا الذي بيته مدر يبني على موج البحر دارا، تلكم الدنيا فلا تتخذوها قرارا.

و قال أيضا: الدنيا قنطرة فاعبروها و لا تعمروها.

و قال سابق البربري في قصيدة له (3):

لكم بيوت بمستن السيول (4) و هل يبقى (5) على الماء بيت أسّه مدر أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا محمّد بن إسحاق، حدّثنا عبد القرشي، عن سفيان الثوري قال:

ص: 430


1- الأصل: بكري.
2- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 105/2 و قصص الأنبياء 427/2.
3- البيت في البداية و النهاية 106/2 و قصص الأنبياء لابن كثير 427/2.
4- في المصدرين: السيوف.
5- في المصدرين: يبنى.

قال عيسى بن مريم: لا يستقيم حبّ الدنيا و حب الآخرة في قلب مؤمن، كما لا يستقيم الماء و النار في إناء (1).

قال (2):و حدّثنا أحمد، حدّثنا إبراهيم بن دازيل، حدّثنا هارون بن معروف، عن ضمرة، عن ابن شوذب قال:

مرّ عيسى صلّى اللّه عليه و سلم بقوم يبكون على ذنوبهم، فقال لهم: اتركوها يغفر لكم.

قال: و أنبأنا ابن مروان، حدّثنا إبراهيم الحربي (3)،حدّثنا داود بن رشيد، حدّثنا أبو عبد اللّه الصّوفي، قال:

قال عيسى بن مريم: طالب الدنيا مثل شارب ماء البحر، كلما ازداد شربا ازداد عطشا حتى يقتله.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني الحسن - هو ابن عبد العزيز - حدّثنا عمرو بن أبي سلمة، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ابن حلبس قال:

قال عيسى (4):إنّ الشيطان مع الدنيا و مكره مع المال، و تزيينه (5) عند الهوى، و استكانه (6) عند الشهوات.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الحسن، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر المالكي، حدّثنا محمّد بن غالب، حدّثنا أبو حذيفة، عن سفيان الثوري، قال:

قال المسيح: كن وسطا، و امش (7) جانبا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنبأنا أحمد بن عبد الرّحمن الذّكواني، حدّثنا أبو بكر بن مردويه، حدّثنا أحمد بن الحسن بن أيوب، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن زكريا، حدّثنا إسماعيل بن عمرو، حدّثنا فرج بن فضالة، عن أبي راشد، عن يزيد بن ميسرة قال:

ص: 431


1- قصص الأنبياء لابن كثير 428/2 و البداية و النهاية 106/2.
2- كتب فوقها في الأصل: ملحق.
3- من طريقه رواه ابن كثير في قصص الأنبياء 428/2 و البداية و النهاية 106/2.
4- البداية و النهاية 106/2 و قصص الأنبياء 428/2.
5- في المصدرين: و تزينه مع الهوى.
6- في المصدرين: و استمكانه.
7- بالأصل: و امشى.

قال عيسى بن مريم: بحقّ أقول لكم كما تواضعون كذلك ترفعون، كما ترحمون كذلك ترحمون، و كما تقضون من حوائج الناس كذلك يقضي اللّه من حوائجكم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنبأنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه.

ح و أخبرنا (1) أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، قالا: أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان (2)،حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا سفيان عن الأعمش، عن خيثمة قال:

كان عيسى بن مريم إذا صنع الطعام فدعا القرّاء، فأجرى (3) عليهم ثم قال: هكذا فافعلوا بالقرّاء.

و سقط على الشّحّامي: حدّثنا سفيان.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: حدّثنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا عبّاس بن محمّد، حدّثنا يعلى بن عبيد، حدّثنا الأعمش، عن خيثمة قال (4):

كان عيسى بن مريم يصنع الطعام لأصحابه، فيطعمهم و يقوم عليهم و يقول: هكذا فاصنعوا بالقراء (5).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو سعيد محمّد بن بشر بن العبّاس الكرابيسي، أنبأنا أبو لبيد محمّد بن إدريس السّامي، حدّثنا سويد بن سعيد، حدّثنا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن خيثمة قال:

صنع عيسى بن مريم لأصحابه طعاما، فدعاهم، فقام عليهم فلما فرغوا قال: هكذا فاصنعوا بالقراء.

أخبرنا (6) أبو القاسم المستملي، أنبأنا أبو بكر الحافظ ، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ،

ص: 432


1- كتب فوقها في الأصل: ملحق.
2- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 142/3.
3- الأصل:«قام عليهم» و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
4- البداية و النهاية 106/2 و قصص الأنبياء 428/2 و فيهما.
5- في المصدرين: فاصنعوا بالقرى.
6- كتب فوقها بالأصل: ملحق.

أنبأنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، حدّثنا أبو عثمان الخياط قال: سمعت أحمد بن النضر الحلبي عن ابن شابور قال:

قال عيسى عليه السلام: طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعود لم يره (1).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، و أخوه أبو بكر وجيه، قالا: أنبأنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد، أنبأنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى بن زكريا بن حرب، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن الشّرقي، حدّثنا عبد اللّه بن هاشم بن حيّان الطوسي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد قال (2):

قال عيسى بن مريم: طوبى لمن بكى من ذكر خطيئته، و حفظ لسانه، و وسعه بيته.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو المعالي الحسين بن حمزة، قالا:

أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو بكر الخرائطي.

ح و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنبأنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى، أنبأنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنبأنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، قالا: حدّثني علي بن حرب، حدّثنا محمّد بن عمارة، حدّثنا سفيان.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل.

ح و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو الطّيّب بن المنتاب.

قالا: حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أنبأنا ابن المبارك (3)،أنبأنا سفيان، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد قال:

قال عيسى بن مريم: طوبى لمن خزن (4) لسانه، و وسعه بيته، و بكى على خطيئته.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأ محمّد بن عبد اللّه بن عمر، أنبأنا أبو

ص: 433


1- كتب بعدها في الأصل: إلى.
2- البداية و النهاية 106/2 و قصص الأنبياء لابن كثير 428/2.
3- رواه ابن المبارك في كتاب الزهد و الرقائق ص 40-41 رقم 124.
4- الأصل: حزن، و المثبت «خزن» بالخاء المعجمة عن المختصر و الزهد.

محمّد بن أبي شريح، أنبأنا محمّد بن أحمد بن عبد الجبّار الرياني، أنبأنا حميد بن زنجويه، حدّثنا يعلى بن عبيد، حدّثنا الأعمش، عن خيثمة قال (1):

مرت بعيسى امرأة، فقالت: طوبى لحجر حملك، و لثدي رضعت منه.

فقال: بل طوبى لمن قرأ القرآن (2) ثم عمل به.

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنبأنا عمر بن أحمد بن عمر، حدّثنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر البحيري، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن عبد اللّه، أنبأنا نصر بن زياد، حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن خيثمة قال:

قالت امرأة لعيسى بن مريم: طوبى لحجر حملك، و لثدي أرضعك، قال: لا، بل طوبى لمن قرأ القرآن ثم اتّبع ما فيه.

حدّثنا أبو مسعود عبد الجليل بن محمّد بن عبد الواحد - لفظا - و أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن أحمد الحداد، و أبو (3) منصور علي بن محمّد بن أحمد بن الفرج التاجر، و أبو المطهّر القاسم بن الفضل بن عبد الواحد الصّيدلاني، قالوا: أنبأنا أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن محمود الثقفي.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا سليمان بن إبراهيم بن محمّد، و سهل بن عبد اللّه بن علي، و أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد، و أبو الخير محمّد بن أحمد بن محمّد بن هارون، و عبد الرزّاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، حدّثنا سليمان بن إبراهيم.

قالوا: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني، حدّثنا محمّد بن يعقوب.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الجنيد المحتاجي الخطيب (4)،و أبو الفتح محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر، قالا: أنبأنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن الحسن العارف، أنبأنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري.

ص: 434


1- البداية و النهاية 106/2 و قصص الأنبياء لابن كثير 428/2.
2- في المصدرين:«كتاب اللّه و اتبعه» بدل: قرأ القرآن ثم عمل به.
3- بالأصل:«و ابن» خطأ، قارن مع مشيخة ابن عساكر 148/أ.
4- مشيخة ابن عساكر 169/أ.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قالا: حدّثنا أبو العبّاس الأصم، حدّثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج، حدّثنا ضمرة، حدّثنا بشر بن صالح، قال (1):

قال عيسى بن مريم: طوبى لعين نامت و لم تحدّث نفسها بالمعصية، و انتبهت إلى غير إثم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا الحسين بن صفوان البردعي.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، و محمّد بن جعفر بن محمّد بن مهران، قالا:

أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنبأنا الحسن اللّنباني (2).

قالا: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، حدّثنا - و في حديث اللّبناني (3):

حدّثني - علي بن مسلم، حدّثنا سيّار، حدّثنا جعفر، حدّثنا مالك بن دينار، قال:

كان عيسى يقول: إن هذا الليل و النهار خزانتان، فانظروا ما تصنعون فيهما، و كان يقول: اعملوا الليل لما خلق له، و اعملوا للنهار لما خلق له.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة، حدّثنا يزيد بن هارون، عن أبي معشر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، قال:

جاء رجل إلى عيسى فقال: يا معلّم الخير علّمني شيئا ينفعني اللّه به و لا يضرّك ذلك، فقال: تدعو اللّه ييسر عليك من الأمر ما لا يجب مع اللّه غير اللّه، و ترحم بني جنسك رحمتك، و ما لا تحبّ أن يؤتى إليك لا تأتيه إلى غيرك، و أنت تقي للّه حقّا.

أخبرنا أبو القاسم [اسماعيل بن] أحمد، أنبأنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أنبأنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن علي القاضي (4)،أنبأنا أبو علي بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا سريج بن يونس، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا هشام بن حسّان، عن خالد الربعي قال:

ص: 435


1- قصص الأنبياء لابن كثير 428/2 و البداية و النهاية 106/2.
2- اضطرب إعجامها بالأصل و صحفت إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
3- اضطرب إعجامها بالأصل و صحفت إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 338/17 و صحف في المنتظم: الحسين بن الحسين.

نبئت أن عيسى قال لأصحابه: أ رأيتم لو مررتم على رجل و هو نائم، و قد كشفت الريح عنه ثوبه ؟ قالوا: كنّا نردّه عليه، قال: بل تكشفون ما بقي، قالوا: سبحان اللّه، نردّه عليه، قال: بل تكشفون ما بقي، قال: مثل ضربه للقوم، يسمعون عن الرجل بالسيئة، فيزيدون عليه، و يذكرون أكثر منها.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنبأنا أبو المظفّر محمود بن جعفر، و عبد (1) الرّحمن بن مندة، قالا: أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان بن البغدادي (2)،حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمر بن أبان العبدي (3)،حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثنا أبي، حدّثنا هشيم، حدّثنا مغيرة، عن الشعبي قال:

كان [عيسى بن مريم] (4) يقول: إنّ الإحسان ليس هو أن تحسن إلى من أحسن إليك، إنّما تلك مكافأة بالمعروف، و لكنّ الإحسان أن تحسن إلى من أساء إليك.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم المقرئ - إملاء - أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن فراس - بمكة - حدّثنا علي بن عبد العزيز، حدّثنا أبو عبيد، حدّثنا هشيم، أنبأنا مغيرة، عن الشعبي قال:

قال عيسى بن مريم: ليس الإحسان أن تحسن إلى من أحسن إليك تلك مكافأة، إنّما الإحسان أن تحسن إلى من أساء إليك.

أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسين بن أحمد الصّوري، حدّثنا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنبأنا عبد العزيز بن أحمد بن عمر النّصيبي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد الواسطي، أنبأنا عمر بن علي بن عبد الأعلى الأيلي، حدّثهم (5)،حدّثنا المؤمّل بن إسماعيل، عن أبي عوانة أو هشيم أو كليهما عن مغيرة عن الشعبي قال:

قال عيسى بن مريم: ليس الإحسان أن تحسن إلى من أحسن إليك، إنّما ذلك مكافأة بالمعروف، و لكن الإحسان أن تحسن إلى من أساء إليك.

ص: 436


1- الأصل: و عبيد.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 112/17.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 311/15.
4- زيادة منا اقتضاها السياق.
5- كذا.

يقول يزيد بن محمّد بن المهلب:

خير الخليلين من أغضى لصاحبه *** و لو أراد انتصارا منه لانتصرا

فإن قدرت فكن للعفو مغتنما *** فإنّما يحمد المعافى إذا قدرا

و اللّؤم أن تبخس الأكفاء حقّهم *** بالجاه إن زاد أو بالمال إن كثرا

و لا تقولنّ : لي دنيا أصول بها *** فإنّما لك منها حسن ما ذكرا

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا أحمد بن محرز (1) الهروي، حدّثنا الحسن بن عيسى قال: سمعت ابن المبارك يقول:

بلغني أن عيسى بن مريم مرّ بقوم فشتموه، فقال: خيرا، و مرّ بآخرين فشتموه و زادوا، فزادهم خيرا، فقال رجل من الحواريين: كلّما زادوك شرا زدتهم خيرا، كأنك تغريهم بنفسك، فقال عيسى: كلّ إنسان يعطي ما عنده.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنبأنا أحمد بن أبي عثمان، أنبأنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر، أنبأنا أبو علي بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني الحسين بن علي بن يزيد، أنبأنا عبد اللّه بن مسلمة، حدّثنا مالك بن أنس قال:

مرّ بعيسى بن مريم خنزير، فقال: مرّ بسلام، فقيل له: يا روح اللّه لهذا الخنزير تقول، قال: أكره أن أعوّد لساني الشر.

قال (2):و حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن سليمان العقيلي، حدّثنا أبو عون صاحب القرب عن مالك بن دينار قال (3):

مرّ عيسى بن مريم و الحواريون على جيفة كلب (4)،فقال الحواريون: ما أنتن ريح

ص: 437


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و رسمها:«مخرز» أو «محزز» و المثبت عن تهذيب الكمال، راجع ترجمة الحسن بن عيسى بن ماسرجس فيه 418/4.
2- القائل: أبو علي بن صفوان، و اسمه الحسين بن صفوان بن إسحاق بن إبراهيم، ترجمته في سير أعلام النبلاء 442/15.
3- رواه ابن كثير في قصص الأنبياء 428/2-429 و البداية و النهاية 106/2.
4- في المصدرين: مرّ عيسى و أصحابه بجيفة.

هذا، فقال عيسى: ما أشد بياض أسنانه، يعظهم (1) ينهاهم عن الغيبة.

قال: و حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد بن إشكاب (2)،حدّثني أبي، حدّثنا مبارك بن سعيد، عن محمّد بن سوقة (3) قال:

قال عيسى بن مريم: دع الناس فليكونوا منك في راحة، و لتكن نفسك منهم في شغل، دعهم فلا تلتمس محامدهم، و لا تكسب مذامّهم، و عليك بما وكّلت به.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الجنيد المحتاجي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل الشّجاعي - إملاء - حدّثنا الإمام أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الجويني (4)،أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد المهرجاني، أنبأنا محمّد بن أحمد بن يوسف النّسوي، حدّثنا أحمد بن عثمان، حدّثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدّثنا سيّار (5)،حدّثنا جعفر - يعني ابن سليمان - قال: سمعت مالك - يعني ابن دينار - قال:

قال عيسى بن مريم لأصحابه: النجاة في ثلاث خصال: تبكي على خطيئتك، و تخرس لسانك، و تلزم بيتك.

و الأيام ثلاثة أيام: فيوم مضى وعظت به، و يومك الذي أنت فيه لك منه زادك، و غدا لا تدري ما لك فيه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنبأنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أنبأنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن علي، أنبأنا أبو علي بن صفوان.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنبأنا عاصم بن الحسن، أنبأنا أبو (6) الحسين بن بشران، أنبأنا أحمد بن محمّد بن جعفر، قالا: حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا إسحاق - هو ابن إسماعيل - حدّثنا سفيان قال:

قالوا لعيسى بن مريم: دلّنا على عمل ندخل به الجنّة، قال: لا تنطقوا أبدا، قالوا: لا نستطيع ذلك، قال: فلا تنطقوا إلاّ بخير.

ص: 438


1- سقطت «يعظهم» من المصدرين، و فيهما: لينهاهم.
2- إشكاب: لقب أبيه، و اسمه الحسين بن إبراهيم بن الحر بن زعلان راجع ترجمة محمد في سير أعلام النبلاء 12/ 352. راجع ترجمة إشكاب في تهذيب الكمال 451/4.
3- إشكاب: لقب أبيه، و اسمه الحسين بن إبراهيم بن الحر بن زعلان راجع ترجمة محمد في سير أعلام النبلاء 12/ 352. راجع ترجمة إشكاب في تهذيب الكمال 451/4.
4- رسمها غير واضح بالأصل، و بدون إعجام، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 617/17.
5- يعني: سيار بن حاتم العنزي البصري، أبو سلمة، ترجمته في تهذيب الكمال 239/8.
6- الأصل:«ابن» تصحيف.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك الخلاّل، أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا المفضّل بن محمّد، حدّثنا صامت بن معاذ، حدّثنا عبد المجيد، حدّثنا وهيب بن الورد قال:

قال عيسى بن مريم: لقد دخل جسيم هذا الأمر الذي نرجو منه الثواب من اللّه في ثلاث: في الكلام، و النظر، و الصمت، فمن كان كلامه غير ذكر اللّه فهو لغو، و من كان نظره غير تعبّد فهو سهو، و من كان صمته غير تفكّر فهو لهو، فطوبى لمن كان كلامه ذكرا، و همّته تفكرا، و نظره تعبّرا، و بكى على خطيئته، و وسعه بيته.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنبأنا نصر بن إبراهيم، و عبد اللّه بن عبد الرزّاق.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن.... (1)،أنبأنا نصر بن إبراهيم.

قالا: أنبأنا أبو الحسن بن عوف، أنبأنا أبو علي بن منير، أنبأنا أبو بكر بن خريم (2)، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا عمّار بن نصير عمن حدثه، قال:

قال عيسى بن مريم: لقد دخلت أعمال العباد عند اللّه في ثلاثة أحرف: الذين يرجعون بها حسب الخير في المنطق، و الصمت، و النظر، فما كان من منطق ليس فيه ذكر فهو لغو، و ما كان من صمت ليس فيه تفكّر فهو سهو، و ما كان من نظر ليس فيه عبرة فهو غفلة، فطوبى لمن كان منطقه ذكرا، و صمته تفكّرا (3)،و نظره عبرا، و ملك لسانه، و وسعه بيته، و بكى على خطيئته، و أمن الناس من شرّه، يا ابن آدم كن وديعا (4) يحبك الناس، و ارض بما قسم اللّه لك تكن أغنى الناس، و أحبّ للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا، و لا تؤذي (5) جارك تكن مسلما، و لا تكثر الضحك فإنّه يميت القلب.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنبأنا عاصم بن الحسن، أنبأنا أبو الحسين بن بشران.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو محمّد أحمد بن أبي عثمان، أنبأنا أبو

ص: 439


1- مطموسة بالأصل.
2- بدون إعجام بالأصل.
3- في المختصر: و صمته تفكيرا.
4- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن المختصر.
5- كذا بالأصل:«لا توذي» بإثبات الياء.

القاسم الحسن بن الحسن، قالا: أنبأنا أبو علي بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا القاسم بن هاشم، حدّثنا حمّاد بن مالك - زاد ابن بشران: الأشجعي، و قالا:- الدمشقي (1)،أنبأنا - و قال الحسن بن الحسن: حدّثنا - عبد العزيز بن حصين، قال:

بلغني أن عيسى بن مريم قال: من ساء خلقه عذّب نفسه، و من كثر كذبه ذهب جماله، و من لاحى الرجال سقطت كرامته - و قال أبو القاسم الحسن بن الحسن (2):سقطت مروءته - و من كثر همّه سقم بدنه.

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاّف، و أخبرني أبو المعمّر المبارك (3) بن (4)أحمد عنه.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد، أنبأنا أحمد بن إبراهيم الكندي، حدّثنا محمّد بن جعفر الخرائطي، حدّثنا إبراهيم بن الجنيد.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي، أنبأنا محمّد بن عمر بن محمّد الجصاص، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل، قال: قرأت على أبي بكر محمّد بن أحمد بن هارون قلت له: أخبرك إبراهيم بن الجنيد:

حدّثني محمّد بن داود الخراساني، حدّثنا الحسين بن محمّد المرورّوذي، حدّثنا.... (5) أبو سليمان عن إبراهيم - زاد الخرائطي: النخعي - قال:

قال عيسى بن مريم: خذوا الحق من أهل الباطل، و لا تأخذوا الباطل من أهل الحقّ ، كونوا منتقدي (6) الكلام، كيلا لا يكون فيكم الزيوف، و قال الخرائطي: منتقدين لكيما لا يجوز عليكم الزيوف.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن عمرو بن أحمد (7) الشيرازي، أنبأنا أبو طاهر محمّد (8) بن

ص: 440


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 416/10.
2- الأصل: الحسين، تصحيف.
3- بالأصل: ابن المبارك.
4- كتبت «بن» فوق الكلام بالأصل بين السطرين.
5- كلمة قسم منها مطموس بالأصل، و بقي حرفان منها:«دو».
6- بالأصل: منتقدين الكلام.
7- كذا بالأصل، قارن مع مشيخة ابن عساكر 204/أو فيها:«محمّد» بدل «أحمد».
8- كتب فوقها بالأصل: روح.

عبد الواحد الصوفي المعروف بالرازاني، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن صالح، أنبأنا الحسين بن علي الاسواري، حدّثنا أبو (1) الحسن العبدي.

ح و أخبرنا بها عالية أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد الفارسي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان.

قالا: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا القرشي (2)،حدّثنا الحسين بن عبد الرّحمن، عن زكريا بن عدي قال:

قال عيسى بن مريم: يا معشر الحواريين ارضوا بدنيّ الدنيا مع سلامة الدين، كما رضي أهل الدنيا بدنيّ الدين مع سلامة الدنيا.

قال زكريا: و في ذلك يقول الشاعر (3):

أرى رجالا بأدنى الدّين قد قنعوا *** و لا أراهم رضوا في العيش بالدّون

فاستغن بالدين عن دنيا الملوك كما *** استغنى الملوك بدنياهم عن الدين

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الفضل بن الجرّاح الكاتب، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن.... (4) البزاز، حدّثنا أبو سعيد الأشج، حدّثنا أبو خالد، عن ابن عجلان، عن وائل بن بكير قال:

قال عيسى: لا تكثروا الكلام بغير ذكر اللّه فتقسو قلوبكم، فإنّ القلب القاسي بعيد من اللّه و لكن لا تعلمون، و لا تنظروا في ذنوب العباد كأنكم أرباب، و انظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد، فإنما الناس رجلان: مبتلى و معافى، فاحمدوا (5) أهل البلاء، و احمدوا اللّه على العافية.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا خيثمة بن سليمان، حدّثنا أبو علي الحسن بن مكرم، حدّثنا شاذان، حدّثنا الثوري، حدّثنا عمرو بن قيس، قال:

ص: 441


1- كتبت اللفظة «أبو» تحت الكلام بين السطرين بالأصل.
2- رواه من طريقه ابن كثير في قصص الأنبياء 429/2 و البداية و النهاية-106/2.
3- البيتان في المصدرين السابقين، بدون نسبة.
4- غير واضحة بالأصل، و نميل إلى قراءتها:«النيري».
5- كذا بالأصل:«فاحمدوا» و الذي في قصص الأنبياء:«فارحموا».

قال عيسى بن مريم: لا تكثروا الكلام بغير ذكر اللّه فتقسو قلوبكم و إن كانت ليّنة، فإن القلب القاسي بعيد من اللّه و لكن لا تعلمون، و لا تنظروا في ذنوب الناس كهيئة الأرباب، و انظروا في ذنوب أنفسكم كهيئة العبيد، فإنّما الناس اثنان: مبتلى و معافى، فاحمدوه على العافية، و ارحموا المبتلى.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل قالا: أنبأنا أبو محمّد بن صاعد، أنبأنا الحسين بن الحسن، أنبأنا عبد اللّه بن المبارك (1)،أنبأنا مالك - هو ابن أنس - قال: بلغني أن عيسى بن مريم قال لقومه.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الأديب، أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا المفضّل بن محمّد الجندي، حدّثنا صامت، حدّثنا عبد المجيد بن عبد العزيز، عن مالك بن أنس قال (2):قال عيسى بن مريم:

لا تكثروا الحديث (3) بغير ذكر اللّه فتقسو قلوبكم، فإنّ القلب القاسي بعيد من اللّه و لكن لا تعلمون - و قال الأديب: لو تعلمون - و لا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب، و انظروا فيها كأنكم عبيد، فإنما الناس رجلان: معافى و مبتلى، فارحموا أهل البلاء، و احمدوا اللّه على العافية.

أخبرنا أبو الوفاء أحمد بن إبراهيم بن عبد الواحد، أخبرتنا عائشة بنت الحسن الوركانية قالت: أنبأنا أبو الحسين عبد الواحد بن محمّد بن شاه، أنبأنا محمّد بن أحمد الصّوّاف، حدّثنا بشر بن موسى، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مهران، أنبأنا محمّد بن الحسن، عن مالك بن أنس قال:

بلغني أن عيسى بن مريم كان يقول: لا تكثروا الكلام بغير ذكر اللّه فتقسو قلوبكم، فإنّ القلب القاسي بعيد من اللّه و لكن لا تعلمون، و لا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب، و انظروا فيها كأنكم عبيد، فإنّما الناس: مبتلى و معافى، فارحموا أهل البلاء، و احمدوا اللّه على العافية.

ص: 442


1- رواه ابن المبارك في كتاب الزهد و الرقائق ص 44 رقم 135.
2- رواه مالك في الموطأ: باب ما يكره من الكلام بغير ذكر اللّه رقم 1806 ص 539.
3- في رواية ابن المبارك و الموطأ: لا تكثروا الكلام.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنبأنا أبو عثمان البحيري، أنبأنا أبو علي زاهر بن أحمد السّرخسي، أنبأنا إبراهيم بن محمّد بن عبد الصمد، أنبأنا [أبو] (1)مصعب (2)،حدّثنا مالك أنه بلغه.

أن عيسى بن مريم كان يقول: لا تكثروا الكلام (3) بغير ذكر اللّه فتقسو قلوبكم، فإنّ القلب القاسي بعيد من اللّه و لكن لا تعلمون، و لا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب، انظروا فيها كأنكم عبيد، إنّما الناس مبتلى و معافى، فارحموا أهل البلاء، و احمدوا اللّه على العافية.

أخبرنا (4) أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسن بن رزقويه (5)،أنبأنا أبو بكر بن سندي، حدّثنا الحسن بن علي، حدّثنا إسماعيل بن عيسى، أنبأنا إسحاق بن بشر، أنبأنا سفيان الثوري، عن زيد بن أسلم رفعه إلى عيسى بن مريم عليه السلام قال:

قال عيسى بن مريم: لا تنظروا في ذنوب الناس كالأرباب و انظروا في ذنوبكم كالعبيد، ما الناس إلاّ كالرجلين مبتلى و معافى، فارحموا أهل البلاء، و احمدوا اللّه عزّ و جل على العافية (6).

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أنبأنا أبو الحسن المقرئ، أنبأنا أبو محمّد بن الضراب، أنبأنا أبو بكر الدّينوري، حدّثنا إبراهيم بن حبيب، حدّثنا أبو حذيفة قال: سمعت سفيان الثوري يقول: سمعت أبي يقول: سمعت إبراهيم التيمي يقول (7):

قال عيسى لأصحابه: بحقّ أقول لكم إنّه من طلب الفردوس فخبز الشعير له، و النوم (8)في المزابل مع الكلاب كثير.

ص: 443


1- زيادة عن قصص الأنبياء لابن كثير.
2- رواه، من طريق أبي مصعب، ابن كثير في قصص الأنبياء 429/2 و البداية و النهاية 106/2.
3- في المصدرين: لا تكثروا الحديث.
4- كتب فوقها في الأصل: ملحق.
5- الأصل: زرقويه، بتقديم الزاي تصحيف، و السند معروف.
6- كتب بعدها بالأصل: إلى.
7- رواه ابن كثير في قصص الأنبياء 429/2 و البداية و النهاية 106/2.
8- تقرأ بالأصل: و القوم، و المثبت عن المختصر و المصدرين.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنبأنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى، أنبأنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، أنبأنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، حدّثنا أبو عبيد اللّه الورّاق، حدّثنا سيّار بن حاتم، حدّثنا جعفر، حدّثنا مالك بن دينار قال:

قال عيسى: بحقّ أقول لكم إنّ أكل الشعير مع الرماد و النوم على المزابل مع الكلاب لقليل في طلب الفردوس (1).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الحسين عاصم بن الحسن، أنبأنا أبو سهل محمود بن عمر بن جعفر، أنبأنا علي بن الفرج بن علي، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا إسحاق بن إسماعيل، حدّثنا.... (2) عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد قال:

حدثت أن عيسى بن مريم كان يقول:

اعملوا للّه و لا تعملوا لبطونكم، و إيّاكم و فضول الدنيا، فإن فضول الدنيا عند اللّه رجز، هذه طير السماء تغدو و تروح، ليس معها من أرزاقها شيء، لا تحرث (3) و لا تحصد، اللّه يرزقها، فإن قلتم: إنّ بطوننا أعظم من بطون الطير فهذه الوحوش من النافر و الحمير تغدو و تروح ليس معها من أرزاقها شيء لا تحرث و لا تحصد، اللّه يرزقها.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، حدّثنا يحيى بن أحمد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أنبأنا عبد اللّه بن المبارك (4)،أنبأنا سفيان، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد قال:

قال عيسى بن مريم: اعملوا للّه، و لا تعملوا لبطونكم، انظروا إلى هذه الطير تغدو و تروح، لا تحرث (5) و لا تحصد، و اللّه يرزقها، فإن قلتم نحن أعظم [بطونا] (6) من الطير، فانظروا إلى هذه الأباقر (7) من الوحوش و الحمر، فإنها تغدو و تروح، لا تحرث و لا تحصد

ص: 444


1- رواه ابن كثير في قصص الأنبياء 429/2 و البداية و النهاية 106/2.
2- كلمة غير واضحة بالأصل.
3- كانت بالأصل:«تسرع» ثم شطبت و كتب فوقها: تحرث.
4- رواه ابن المبارك في كتاب الزهد و الرقائق ص 291 رقم 848 و عن ابن المبارك رواه ابن كثير في قصص الأنبياء 429/2 و البداية و النهاية 106/2.
5- كانت بالأصل:«تسرح» ثم شطبت و كتب مكانها: تحرث.
6- زيادة لازمة عن الزهد، و المصدرين السابقين.
7- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن الزهد، و في قصص الأنبياء و البداية و النهاية: الأباقير و في المختصر: الأنافر.

و اللّه يرزقها، اتّقوا فضول الدنيا فإنّ فضول الدنيا عند اللّه رجز (1).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنبأنا أبو الحسين بن مكي، أنبأنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب، حدّثنا أبو القاسم زياد بن يونس اليحصبي - بقيروان - حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الرّعيني، حدّثنا أبو زكريا يحيى بن سليمان الحفري، حدّثنا عبّاد بن عبد الصّمد أنه سمع أنس بن مالك يقول:

كان عيسى بن مريم يقول: لا يطيق عبد أن يكون له ربّان إن أرضى أحدهما أسخط الآخر، و إن أسخط أحدهما أرضى الآخر، و كذلك لا يطيق عبد أن يكون خادما للدنيا يعمل عمل الآخرة، بحقّ أقول لكم لا تهتموا بما لا تأكلون و لا ما تشربون، فإنّ اللّه عزّ و جل لم يخلق نفسا أعظم من رزقها و لا جسدا أعظم من كسوته، فاعتبروا.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، حدّثنا نصر بن إبراهيم - بصور - حدّثنا سليم بن أيوب، أنبأنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، حدّثنا أحمد بن علي بن الحسن، حدّثنا طاهر بن إسماعيل، حدّثنا القطواني، حدّثنا سيّار، حدّثنا جعفر، حدّثنا مالك بن دينار قال:

قال عيسى بن مريم: لو أنّ ابن آدم عمل بأعمال البرّ كلها، و حبّ في اللّه ليس، و بغض في اللّه ليس، ما أغنى ذلك عنه شيئا.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا محمّد بن إسماعيل و محمّد بن العباس قالا: حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أنبأنا ابن المبارك (2)،أنبأنا رجل عن موسى بن عبيدة، عن المقبري أنه بلغه.

أن عيسى بن مريم كان يقول: ابن آدم، إذا عملت الحسنة فاله عنها فإنها عند من لا يضيعها، ثم تلا هذه الآية إِنّٰا لاٰ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً (3) و إذا عملت سيئة فاجعلها نصيب عينك (4)-و قال ابن إسماعيل: عند عينيك-.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو عبد اللّه

ص: 445


1- الأصل:«رجزا» خطأ، و المثبت عن الزهد و البداية و النهاية.
2- رواه ابن المبارك في كتاب الزهد ص 101 رقم 301.
3- سورة الكهف، الآية:30.
4- في كتاب الزهد لابن المبارك: نصب عينيك.

الحافظ ، حدّثنا أبو العبّاس، حدّثنا الخضر، حدّثنا سيّار، حدّثنا جعفر و عبيد اللّه بن سميط ، قالا: حدّثنا سميط بن عجلان، قال:

قال رجل لعيسى بن مريم: يا معلّم الخير علّمني عملا إذا أنا عملته كنت نقيّا للّه كما أمرني، قال: افعل في مئونة يسيرة إن قبلت: تحب اللّه بقلبك كله، و تحمد له بذلك كله، و إذا أحسنت من حسناتك فانسه فقد حفظ لك من لا ينساه، و لتكن ذنوبك نصب عينيك، و ترحم على ولد جنسك - يعني ولد آدم-.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف - قراءة - أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد بن سعيد، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن علي بن فراس، حدّثنا علي بن عبد العزيز البغوي، حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، حدّثنا يزيد بن هارون، عن أبي معشر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري قال:

جاء رجل إلى عيسى بن مريم، فقال له: يا معلّم الخير علّمني شيئا تعلمه و أجهله، ينفعني و لا يضرّك، قال: و ما هو؟ قال: كيف يكون العبد للّه تقيا؟ قال: بيسير من الأمر؛ تحبّ اللّه حقا من قلبك، و تعمل للّه بكدحك و قوتك ما استطعت، و ترحم بني جنسك رحمتك نفسك، فقال: يا معلّم الخير، من جنسيّ ؟ فقال: ولد آدم كلهم، و ما تحبّ أن لا تؤتاه فلا تأته إلى غيرك و أنت تقيّ للّه حقا.

قال: و حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلاّم عن ابن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال.

أن عيسى بن مريم كان يقول: من كان يظن أن حرصا يزيد في رزقه فليزد في طوله أو في عرضه أو في عدد ثيابه أو ليغيّر (1) لونه، ألا فإنّ اللّه خلق الخلق، فمضى الخلق لما خلق، ثم قسم الرزق فمضى الرّزق لما قسم، فليست الدنيا بمعطية أحدا شيئا ليس له، و لا بمانعة أحدا شيئا هو له، فعليكم بعبادة ربّكم فإنكم خلقتم لها.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن عبد اللّه، أنبأنا أبو الحسين عاصم بن الحسن، أنبأنا أبو سهل محمود بن عمر بن جعفر، أنبأنا علي بن الفرج بن علي العكبري، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد بن علي، أنبأنا إبراهيم بن الأشعث، قال: سمعت فضيلا يقول:

ص: 446


1- الأصل: لغير، و المثبت عن المختصر.

قال عيسى بن مريم: يا معشر الحواريين، إنّ ابن آدم خلق في الدنيا في أربع منازل، هو في ثلاث منهم باللّه واثق: حسن ظنه فيهن، و هو في الرابع سيئ ظنّه بربه، يخاف خذلان اللّه إياه، أما المنزلة الأولى فإنّه خلق في بطن أمّه خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث: ظلمة البطن، و ظلمة الرحم، و ظلمة المشيمة، ينزّل اللّه عليه رزقه في جوف ظلمة البطن، فإذا خرج من البطن وقع في اللبن لا يخطو إليه بقدم، و لا يتناوله بيد و لا ينهض إليه بقوة، و لا يأخذه بحرفة، يكره عليه إكراها و يؤجر إيجارا، حتى ينبت عليه عظمه و لحمه و دمه، فإذا ارتفع عن اللبن وقع في المنزلة الثالثة في الطعام من أبويه يكسبان عليه من حلال أو حرام، فإن مات أبواه عن غير شيء تركاه عطف عليه الناس، هذا يطعمه و هذا يسقيه و هذا يؤويه، فإذا وقع في المنزلة الرابعة فاشتدّ و استوى و اجتمع و كان رجلا خشي أن لا يرزقه اللّه فوثب على الناس يخون أماناتهم و يسرق أمتعاتهم (1)،و يذبحهم على أموالهم مخافة خذلان اللّه إيّاه.

أخبرنا (2) أبو سعد أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو الفضل المطهّر بن عبد الواحد البزاني، أنبأنا أبو عمر عبد اللّه بن محمّد السّلمي، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن يزيد الزهري، حدّثنا عمّي عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا عبد الرّحمن، حدّثنا سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي ثمامة العائذي، قال:

قال الحواريون لعيسى بن مريم عليه السلام: ما المخلص ؟ قال: الذي يعمل العمل لا يحب أن يحمده الناس عليه (3).

أخبرنا أبو القاسم زاهر، و أبو بكر وجيه ابنا طاهر، قالا: أنبأنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، أنبأنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن محمّد الحربي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن الشّرقي، حدّثنا عبد اللّه بن هاشم، حدّثنا وكيع.

ح أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنبأنا أبو القاسم طلحة بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم، أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن البغدادي، حدّثنا أحمد بن موسى بن إسحاق الأنصاري، حدّثنا أبو بكر بن أبي معشر، أنبأنا وكيع.

ص: 447


1- كذا بالأصل و المختصر.
2- كتب فوقها في الأصل: ملحق.
3- كتب بعدها بالأصل: إلى.

عن سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع، عن رجل يقال له: ثمامة أو أبا (1) ثمامة و قال ابن البغدادي: أبو (2) يكنى بأبي ثمامة، قال:

قال الحواريون لعيسى بن مريم: ما الخالص من العمل ؟ قال: ما لا تحبّ أن يحمدك الناس عليه، قال: فما النّصوح للّه ؟ قال: أن تبدأ بحقّ اللّه قبل حق - و قال ابن البغدادي:

حقوق - الناس، زاد (3) و قال ابن البغدادي: و إن عرض لك أمران أحدهما للّه - عز و جل - و الآخر للدنيا بدأت بحقّ اللّه تبارك و تعالى.

أخبرنا (4) أبو محمّد راسه (5) و أبو طاهر بن المحاملي، و أبو خازم (6) بن الفراء، و أبو منصور بن خيرون، و أبو بكر بن المزرفي (7)،و أبو نصر بن الفرج، و أبو الفرج بن المسلمة، و أبو عبد اللّه بن الطرائفي، و ابن السّلال (8) و أبو غالب المكبّر، و بشارة بنت محمّد و ابنتها ساز (9) بنت يانس ببغداد، و أبو يعقوب الهمذاني - بمرو - و فاطمة بنت الحسين - بدمشق-، قالوا: أنبأنا محمّد بن أحمد بن المسلمة، أنبأنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزهري، أنبأنا جعفر بن محمّد الفريابي، حدّثنا إسحاق بن يسار، حدّثنا أبو صالح، حدّثنا معاوية بن صالح، عن.... (10) بن حبيب.

أن عيسى بن مريم كان يقول: إنّ الذي يصلي و يصوم و لا يترك الخطايا مكتوب في الملكوت كذّابا (11).

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنبأنا الفضيل بن يحيى أنبأنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنبأنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، ناحم بن نوح، حدّثنا عمرو بن هارون، حدّثنا سفيان الثوري، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي ثمامة قال:

ص: 448


1- كذا بالأصل.
2- كذا بالأصل.
3- كذا بالأصل، و لم أحله.
4- كتب فوقها في الأصل: ملحق.
5- كذا رسمها بالأصل.
6- الأصل: حازم، بالحاء المهملة، تصحيف، و الصواب: خازم بالخاء المعجمة، و هو محمّد بن محمّد بن الحسين، ترجمته في سير أعلام النبلاء 604/19، قارن مع مشيخة ابن عساكر 209/أ.
7- الأصل: المرزقي، تصحيف.
8- هو محمّد بن محمّد بن أحمد بن أحمد، أبو عبد اللّه الكرخي الوراق، ترجمته في سير أعلام النبلاء 75/20.
9- كذا رسمها بالأصل.
10- كلمة غير واضحة بالأصل.
11- كتب بعدها بالأصل: إلى.

قال الحواريون لعيسى بن مريم: أخبرنا عن المخلص للّه، قال: الذي يعمل العمل لا يحبّ أن يحمده الناس عليه، قالوا: فمن الناصح للّه ؟ قال: الذي يبدأ بحقّ اللّه قبل حقّ الناس، و يؤثر حق اللّه على حقّ الناس، و إذا عرض له أمران: أمر الدنيا و أمر الآخرة، بدأ بأمر الآخرة ثم يفرغ لأمر الدنيا بعد.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو محمّد رزق اللّه بن عبد الوهّاب بن عبد العزيز التميمي، حدّثنا أبو الفرج أحمد بن محمّد بن عمر بن الحسن بن المسلمة - إملاء - حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه، حدّثنا نصر بن داود، حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي ثمامة العابدي (1)،قال:

قال الحواريون لعيسى بن مريم: يا نبي اللّه من المخلص ؟ قال: الذي يعمل العمل و لا يحبّ أن يحمده الناس عليه، قال: فمن الناصح للّه عز و جل ؟ قال: الذي يبدأ بحقّ اللّه تعالى قبل حقّ الناس، و يؤثر حقّ اللّه على حقّ الناس، فإذا عرض لك أمران: أمر دنيا و أمر آخرة، فابدأ بأمر الآخرة، ثم تفرّغ لأمر الدنيا.

كذا قال العابدي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي، حدّثنا سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي ثمامة العائذي، قال:

قال الحواريون لعيسى بن مريم: ما المخلص للّه ؟ قال: الذي يعمل العمل للّه عزّ و جل لا يحبّ أن يحمده الناس عليه.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو عمرو بن السّماك، حدّثنا الحسن بن عمرو قال: سمعت بشرا يقول: سمعت معتمرا يقول:

قال عيسى: العمل الصالح الذي لا تحبّ أن يحمدك الناس عليه.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ،

ص: 449


1- كذا بالأصل هنا: العابدي، و قد مر:«العائذي» و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى اضطرابه.

حدّثنا أبو زكريا العنبري، حدّثنا زكريا بن دلويه العابد، حدّثنا أبو تميلة محمّد بن أبي تميلة، حدّثنا الفضيل بن عياض، عن يونس بن عبيد قال:

قال عيسى بن مريم: لا يجد أحد حقيقة الإيمان حتى لا يحبّ أن يحمد على طاعة اللّه.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، و أبو عبد اللّه محمّد بن أبي الفتح بن طاهر - بأصبهان - و أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي الماوردي - ببغداد - قالوا (1):أنبأنا أبو المظفّر محمود بن جعفر بن محمّد بن أحمد الكوسج، أنبأنا عمّ أبي أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن جعفر المعدل، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن السّندي بن علي بن بهرام، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن زياد بن عبيد اللّه الزّيادي، أنبأنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن هلال بن يساف، قال: حدّثنا أن عيسى بن مريم قال:

إذا كان يوم صوم أحدكم فليدهن و ليمسح شفتيه، فإذا خرج إلى الناس رأى أنه لم يصم، و إذا أعطى أحدكم فليعط بيمينه و يخفيه من يساره، و إذا صلّى أحدكم فليدن عليه ستر بابه، فإنّ اللّه يقسم الثناء كما يقسم الرزق.

أخبرنا (2) أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو سعيد محمّد بن موسى، حدّثنا أبو العبّاس الأصم، حدّثنا الحسن بن علي بن عفّان، حدّثنا أبو أسامة، عن زائدة، عن هلال بن يساف قال:

قال عيسى عليه السلام: إذا كان يوم يصوم أحدكم فليدهن لحيته، و يمسح شفتيه، و يخرج إلى الناس حتى كأنه ليس بصائم، فإذا أعطى بيمينه فليخفه من شماله، و إذا صلّى أحدكم فليدل ستر بابه، قال أبو أسامة: يعني يرخيه، فإنّ اللّه يقسم الثناء كما يقسم الرزق (3).

قال: و أنبأنا أبو بكر البيهقي، حدّثنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أنبأنا أبو حفص بن شاهين، حدّثنا ابن أبي داود، حدّثنا عمرو بن عثمان، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن مهاجر، عن ابن حلبس، قال:

قال عيسى بن مريم: من أحسن فليرج الثواب، و من أساء فلا يستنكر الجزاء، و من

ص: 450


1- كتب فوقها في الأصل: إلى.
2- كتب فوقها في الأصل: ملحق.
3- كتب بعدها في الأصل: إلى.

أخذ عزّا بغير حقّ أورثه اللّه ذلاّ بحقّ ، و من أخذ مالا بظلم أورثه اللّه فقرا بغير ظلم.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد، أنبأنا علي بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو يعلى السنفي - يعني عبد المؤمن بن خلف، أنبأنا محمّد بن يونس الكديمي، حدّثنا أبو عاصم، حدّثنا أبو عبيدة، عن سعيد المقبري، قال:

سأل رجل عيسى بن مريم: أيّ الناس أفضل ؟ فأخذ قبضتين من تراب، فقال: أي [هاتين أفضل ؟] (1) الناس خلقوا من تراب، فأكرمهم أتقاهم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الأنصاري، حدّثنا أبو محمّد الحسن بن علي - إملاء - أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبيد الدّقّاق، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا عبد الأعلى بن حمّاد، حدّثنا بشر بن منصور، عن وهيب بن الورد قال:

قال يحيى لعيسى: يا روح اللّه ما أشدّ خلق اللّه ؟ قال: غضب اللّه، قال: فأخبرني بشيء أتقي به غضب اللّه، قال: لا تغضب.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنبأنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمداني، أنبأنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنبأنا أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن بن القاسم بن درستويه، حدّثنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل أبو الدحداح، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، حدّثنا ابن أبي مريم، أنبأنا نافع بن يزيد، حدّثني خالد بن يزيد، عن عمّار بن سعد قال:

لقي يحيى بن زكريا عيسى بن مريم فقال يحيى لعيسى: يا روح اللّه و كلمته حدّثني، فقال عيسى: بل أنت فحدّثني، أنت خير مني، جعلك اللّه سَيِّداً وَ حَصُوراً، وَ نَبِيًّا مِنَ الصّٰالِحِينَ (2) فقال له يحيى: أنت خير منّي، أنت روح اللّه و كلمته، تصعد مع الروح، فحدّثني بما يبعد من غضب اللّه، قال له عيسى: لا تغضب، قال: يا روح اللّه ما يبدي الغضب و يثنيه أو يعيده ؟ قال: التعزّز و الفخر، و الحمية، و العظمة، قال: يا روح اللّه هؤلاء شداد كلهن فكيف لي بهن ؟ قال: سكّن الرّوح و اكظم الغيظ ، ثم قال له: و إيّاك و اللّهو

ص: 451


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و لفظة «هاتين» استدركت عن هامشه، و كلمة «أفضل» استدركت عن المختصر.
2- سورة آل عمران، الآية:39.

فيسخط اللّه عليك، و إيّاك و الرّياء (1) فإنه من غضب الربّ ، قال: يا روح اللّه ما يبدي الرياء (2)و يعيده أو يثنّيه ؟ قال: النظر و الشهوة و اتّباعهما، لا تكن (3) حديد النظر إلى ما ليس لك، فإنّه لن يزني فرجك ما حفظت عينك (4)،فإن استطعت أن لا تنظر إلى ثوب المرأة التي لا تحل لك، و لن تستطيع ذلك إلاّ باللّه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا أبو إسحاق الحربي، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا ابن فضيل، عن عمران بن سليمان قال:

بلغني أن عيسى قال لأصحابه: إن كنتم إخواني و أصحابي فوطّنوا أنفسكم على العداوة، و البغضاء من الناس، فإنكم لا تدركون ما تطلبون إلاّ بترك ما تشتهون، و لا تنالون ما تحبون إلاّ بالصبر على ما تكرهون، طوبى لمن كان بصره في قلبه، و لم يكن قلبه في بصره.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أنبأنا عبد اللّه بن المبارك (5).

أنبأنا عثمان بن الأسود في موضع آخر من قول موسى، و به أنبأنا ابن المبارك.

أنبأنا مالك بن مغول، قال: بلغنا أن عيسى بن مريم قال: يا معشر الحواريين تحببوا إلى اللّه يبغضكم أهل المعاصي، و تقرّبوا إليه بما يباعدكم منهم، و التمسوا رضاه بسخطهم، قال: لا أدري بأيتهن بدأ، قالوا: يا روح اللّه، فمن نجالس ؟ قال: جالسوا من يذكّركم باللّه رؤيته، و من يزد في عملكم (6) منطقه، و من يرغبكم (7) في الآخرة عمله.

رواه غيره عن ابن المبارك فقال مالك بن أنس: و لا أراه حفظه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبي أبو العبّاس، أنبأنا أبو نصر بن الجبّان، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنبأنا علي بن محمّد بن الخراساني، أنبأنا يونس بن عبد الأعلى،

ص: 452


1- كذا رسمها بالأصل، و في المختصر:«و الزنا» و هو أظهر باعتبار السياق بعد.
2- كذا رسمها بالأصل، و في المختصر:«و الزنا» و هو أظهر باعتبار السياق بعد.
3- الأصل:«يكون» خطأ.
4- في المختصر: عينيك.
5- رواه ابن المبارك في الزهد و الرقائق ص 121 رقم 355.
6- كذا بالأصل و المختصر:«عملكم» و في الزهد: علمكم.
7- كذا بالأصل و المختصر، و في الزهد لابن المبارك: يرغب.

حدّثني أبو عبد اللّه عروة العرقي (1)،عن ابن المبارك [عن] مالك بن أنس قال:

قال عيسى للحواريين: يا معشر الحواريين تحبّبوا إلى اللّه ببغض أهل المعاصي، و تقرّبوا إليه ما يباعدكم عنهم، و التمسوا رضاه بسخطهم، قالوا: يا روح اللّه فمن نجالس ؟ قال: جالسوا الذين يذكركم باللّه رؤيته، و يزيد في علمكم منطقه، و يرغّبكم في الآخرة عمله.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه البغدادي، حدّثنا علي بن المبارك الصّنعاني، حدّثنا محمّد بن إسماعيل، حدّثنا سفيان، عن مالك بن مغول قال:

قال عيسى بن مريم عليه السلام: تحبّبوا إلى اللّه تعالى ببغض أهل المعاصي، و تقرّبوا إليه بالتباعد منهم، و التمسوا مرضاته بسخطهم، قالوا: يا روح اللّه من نجالس ؟ قال: جالسوا من يذكّركم اللّه رؤيته، و من يزيد في عملكم منطقه، و من يرغبكم في الآخرة عمله (2).

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و ابن زيد المؤدب، قالا: أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم - زاد الفرضي: و أبو محمّد بن فضيل قالا:- أنبأنا أبو الحسن بن عوف، أنبأنا أبو علي بن منير، أنبأنا أبو بكر بن خريم (3)،حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا أبي عمّار بن نصير بن ميسرة بن أبان الظّفري، عن يونس بن عبد الملك الخثعمي، عن من حدّثه قال:

قال عيسى بن مريم للحواريين ذات يوم: يا معشر الحواريين تحبّبوا إلى اللّه ببغض أهل المعاصي، و تقرّبوا إلى اللّه بالتباعد منهم، و التمسوا رضاه بسخطهم، قالوا: يا روح اللّه فمن نجالس ؟ قال: من تذكركم باللّه رؤيته، و يزيد في عملكم منطقه، و يرغّبكم في الآخرة عمله.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنبأنا محمّد بن علي بن محمّد، أنبأنا أبو بكر الجوزقي، أنبأنا أبو العبّاس الدّغولي، قال: سمعت علي بن الحسن يذكر عن إبراهيم بن الأشعث قال: و سمعته - يعني الفضيل - يقول:

ص: 453


1- غير واضحة بالأصل، و هو عروة بن مروان الرقي، المعروف بالعرقي، راجع ترجمة يونس بن عبد الأعلى في تهذيب الكمال 539/20.
2- كتب بعدها بالأصل: إلى.
3- بدون إعجام بالأصل، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و السند معروف.

قال عيسى: تحبّبوا إلى اللّه ببغض أهل المعاصي، و تقرّبوا إلى اللّه بالتباعد منهم، و التمسوا مرضاته بسخطهم، قالوا: فمن نجالس يا روح اللّه ؟ قال: من يذكّركم باللّه رؤيته، و يزيد في عملكم منطقه، و يرغبكم في الآخرة عمله.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو علي الحسين بن صفوان، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا زياد بن أيوب، حدّثنا سعيد بن عامر، حدّثني، معتمر بن سليمان قال:

قال عيسى: كانت الدنيا قبل أن أكون، فيها، و هي كائنة بعدي، و إنّما لي فيها أيام معدودة، فإذا لم أسعد في أيامي فمتى أسعد؟ أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا عاصم بن الحسن، أنبأنا أبو عمر بن مهدي، حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق الحربي الجوهري، حدّثنا إبراهيم بن أبي داود البرلسيّ ، حدّثنا أبو اليمان، حدّثنا صفوان بن عمرو (1) عن سريج (2) بن عبيد، عن يزيد بن ميسرة قال:

قال الحواريون للمسيح: يا مسيح اللّه انظر إلى مسجد اللّه ما أحسنه، قال: آمين آمين، بحقّ أقول لكم، لا يترك اللّه من هذا المسجد حجرا قائما على حجر إلاّ أهلكه بذنوب أهله، إنّ اللّه لا يصنع بالذهب و لا بالفضة و لا بهذه الأحجار الذي يعجبكم شيئا إن أحبّ إلى اللّه منها القلوب الصالحة، و بها يعمر اللّه الأرض، و بها يخرب اللّه الأرض إذا كانت على غير ذلك.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا عبيد بن إسحاق العطّار، حدّثني عيسى بن مسلم الطهوي (3)،حدّثنا عمرو بن عبد اللّه بن هند الجملي، قال:

سمعت ابن عبّاس يقول:

مرّ عيسى بن مريم بخراب فقال: يا خرب الخربين: أين أهلك الأولون، فأجابه بشيء من ناحيتها: بادوا فجدّ.

ص: 454


1- من طريقه رواه ابن كثير في قصص الأنبياء 430/2 و البداية و النهاية 106/2-107.
2- كذا بالأصل، و في المصدرين: شريح بن عبد اللّه.
3- بالأصل: الطهوري، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 575/15.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد بن الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: أنبأنا أبو محمّد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أنبأنا عبد اللّه بن المبارك (1)،أنبأنا مالك بن مغول، قال:

بلغنا أن عيسى بن مريم مرّ بخربة فقال: يا خربة الخربين - أو قال: يا خربة خربت - أين أهلك ؟ فأجابه منها شيء فقال: يا روح اللّه بادوا، فاجتهد، أو قال: فإنّ أمر اللّه جدّ، فجدّ.

أخبرنا (2) أبو منصور أحمد (3) بن محمّد الصوفي، أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية، قالت: حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن عمر بن عبد اللّه بن الهيثم (4)- إملاء - حدّثنا الوليد بن أبان - إملاء - حدّثنا أحمد بن جعفر الرازي، حدّثنا سهل (5) بن إبراهيم الحنظلي، حدّثنا عبد الوهّاب بن عبد العزيز، عن المعتمر، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«مرّ عيسى على مدينة خربة، فأعجبه البنيان، فقال: أيّ ربّ ، مرّ هذه المدينة أن تجيبني، فأوحى اللّه إلى المدينة: أيتها المدينة الخربة جاوبي عيسى، قال: فنادت الملائكة (6)عيسى حبيبي و ما تريد مني، قال: ما فعل أشجارك ؟ و ما فعل أنهارك ؟ و ما فعل قصورك ؟ و أين سكّانك ؟ قالت: حبيبي، جاء وعد ربّك الحقّ ، فيبست أشجاري، و يبست (7) أنهاري، و خربت قصوري، و مات سكاني، قال: فأين أموالهم ؟ قالت: جمعوها من الحلال و الحرام موضوعة في بطني، للّه ميراث السموات و الأرض، قال: فنادى عيسى: تعجّبت من ثلاثة أناس: طالب الدنيا و الموت يطلبه، و باني القصور و القبر منزله، و من يضحك ملء فيه و النار أمامه، ابن آدم لا بالكثير تشبع و لا بالقليل تقنع، تجمع مالك لمن لا يحمدك، و تقدم على ربّ لا يعذرك، إنّما أنت عبد بطنك و شهوتك، و إنّما تملأ بطنك إذا دخلت قبرك، و أنت يا ابن آدم

ص: 455


1- رواه ابن المبارك في كتاب الزهد و الرقائق ص 225 رقم 640.
2- بهذا السند رواه ابن كثير عن ابن عساكر في تاريخه، في قصص الأنبياء 430/2 و البداية و النهاية بتحقيقنا 107/2.
3- «أحمد» سقطت من قصص الأنبياء.
4- كذا رسمها بالأصل، و في المصدرين: الهشيم.
5- كذا بالأصل:«سهل» و في المصدرين: سهيل.
6- كذا بالأصل و المختصر، و في المصدرين:«فنادت المدينة» و هو أظهر، و أشبه بالصواب.
7- كذا بالأصل و المختصر، و في المصدرين:«و نشفت أنهاري» و هو أظهر.

ترى حسد (1) مالك في ميزان غيرك» (2)[10285].

أخبرنا أبو القاسم علي بن هارون، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا جعفر بن محمّد الصائغ، حدّثنا قبيصة، عن سفيان (3)،عن أبيه، عن إبراهيم التيمي، قال:

قال عيسى: يا معشر الحواريين اجعلوا كنوزكم في السماء، فإنّ قلب الرجل حيث كنزه.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنبأنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، حدّثنا عبّاس العنبري، حدّثني عبد الصمد قال: سمعت عطارد - و كان بكى حتى ترح - قال:

قال عيسى بن مريم: إلى متى تصفون الطريق إلى الدالجين و أنتم مقيمون مع المتحرّين (4) إنما يبتغى من العلم القليل، و من العمل الكثير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، قالا: أنبأنا أبو محمّد الصّريفيني، أنبأنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكناني المقرئ، أبو القاسم البغوي، حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي، حدّثنا بشر بن منصور، عن عبد العزيز بن كيسان (5)،قال:

قال المسيح عيسى بن مريم: من تعلّم، و علّم، و عمل، فذاك يدعى عظيما في ملكوت السماء (6).

كذا قال، و سقط منه ثور بن يزيد.

و قال: ابن كيسان، و إنّما هو ابن ظبيان.

ص: 456


1- كذا بالأصل و المختصر، و في المصدرين: حشد.
2- عقب ابن كثير في كتابيه: هذا حديث غريب جدا، و فيه موعظة حسنة، فكتبناه لذلك.
3- هو سفيان الثوري، و من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية،107/2 و قصص الأنبياء 431/2.
4- اللفظة غير واضحة، و رسمها بالأصل:«المتحرس» و المثبت عن المختصر.
5- كذا بالأصل، و هو تصحيف، و الصواب: ابن كيسان، و سينبه المصنف إلى الصواب في آخر الخبر.
6- رواه ابن كثير في قصص الأنبياء 431/2 و البداية و النهاية 107/2 من طريق ثور بن يزيد عن عبد العزيز بن ظبيان.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، و أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، قالا:

أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ - زاد الفارسي: و أبو سعيد بن أبي عمرو قالا:- حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدّثنا هارون بن سليمان، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي، عن بشر بن منصور، عن ثور بن يزيد (1)،عن عبد العزيز بن ظبيان، قال: قال المسيح: من تعلّم و عمل و علّم فذاك يدعى عظيما في ملكوت السماء.

أخبرني أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفي، حدّثنا محمّد بن يعقوب الأصم، حدّثنا أبو القاسم الحضري، أنبأنا الهاشمي بالكوفة، حدّثنا سيّار، حدّثنا بشر بن منصور، حدّثنا ثور، عن عبد العزيز بن ظبيان قال:

قال المسيح: من تعلّم و علّم و عمل يدعى عظيما في ملكوت السماء.

رواها المعافى بن عمران عن ثور إلاّ أنه لم يذكر عبد العزيز.

أخبرنا بها أبو بكر محمّد بن الحسين، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون، أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا أبو نصر، حدّثنا المعافى بن عمران، عن ثور قال:

كان من كلام المسيح: من علم و عمل و علّم كان يدعى عظيما في ملكوت السماء.

أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

سمعت أبا الحسين محمّد بن زيد بن الوليد البجلي الأديب الشاعر يقول: سمعت عبد اللّه بن زيدان البجلي يقول: سمعت أبا كريب يقول (2):

روي أن روح اللّه عيسى بن مريم كان يقول: لا خير في علم لا يعبر معك الوادي، و لا يعبر (3) بك النادي.

قال أبو الحسين: أنشدنا محمّد بن يحيى الصولي لمحمّد بن بشير (4) في هذا المعنى:

ص: 457


1- رواه ابن كثير في قصص الأنبياء 431/2 و البداية و النهاية 107/2 من طريق ثور بن يزيد عن عبد العزيز بن ظبيان.
2- من طريقه رواه ابن كثير في قصص الأنبياء 431/2 و البداية و النهاية 107/2.
3- الأصل:«و يعمر» و المثبت عن المختصر و المصدرين السابقين.
4- كذا بالأصل،«بشير» و في المختصر: يسير.

ليس بعلم ما يعطي القمطر

لا خير فيما لا يعيه الصدر

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا يعقوب بن أحمد بن محمّد الصّيرفي، حدّثنا أبو نعيم أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن عيسى الأزهري الشيخ العدل، أنبأنا أبو الفضل العبّاس بن منصور الفرندآبادي، حدّثنا علي بن الحسن الذهلي، حدّثنا عبد الرّحمن بن قبيس، حدّثنا أبو المقدام، عن محمّد بن كعب، عن ابن عبّاس قال (1):

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ عيسى بن مريم قام في بني إسرائيل قال: يا معشر الحواريّين لا تحدّثوا بالحكمة (2) غير أهلها فتظلموها، و لا تمنعوها أهلها فتظلموهم، و الأمور ثلاثة:

بيّن (3) رشده فاتّبعوه، و أمر تبين لكم غيّه فاجتنبوه، و أمر اختلف عليكم فيه (4) فردّوا علمه إلى اللّه تعالى»[10286].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو يعلى بن الفرّاء، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه ابن أخي ميمي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص.

قالا: حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا محمّد بن زياد أبو روح البلدي، حدّثنا أبو شهاب عبد ربه بن نافع، عن عمرو بن قيس الملائي، قال:

قال عيسى بن مريم: إن منعت الحكمة أهلها جهلت، و إن أبحتها (5) غير أهلها جهلت، كن كالطبيب المداوي إن رأى موضعا للدواء و إلاّ أمسك.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنبأنا أبو الحسن

ص: 458


1- رواه ابن كثير في قصص الأنبياء 431/2 و البداية و النهاية 107/2 قال ابن كثير في أوله: و روى ابن عساكر بإسناد غريب عن ابن عباس مرفوعا.
2- في المصدرين: بالحكم.
3- في المصدرين: و الأمور ثلاثة:«أمر تبيّن رشده...» و في المختصر كالأصل.
4- كذا بالأصل و المصدرين، و في المختصر: غيّه.
5- كذا بالأصل، و في المختصر: أتحتها.

عبد الرّحمن بن محمّد، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنبأنا عيسى بن عمر بن العبّاس، أنبأنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن بهرام، أنبأنا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية، أن أبا فروة حدّثه.

أن عيسى بن مريم كان يقول لا تمنع (1) العلم من أهله فتأثم، و لا تنشره (2) عند غير أهله فتجهل، و كن طبيبا رفيقا يضع ؟؟؟ حيث يعلم أنه ينفع.

أخبرنا (3) أبو الحسن بركات بن عبد العزيز النّجّاد، حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد البزّار، أنبأنا أبو بكر أحمد بن سندي الحداد، حدّثنا الحسن بن علي القطان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطّار، أنبأنا إسحاق بن بشر، أنبأنا إدريس، عن وهب بن منبّه قال:

قال عيسى بن مريم عليه السلام: إنّ للحكمة أهلا إن كتمتها أهلها جهلت، و إن تكلّمت بها عند غير أهلها جهلت، فكن كالطبيب العالم الذي يضع دواءه حيث يعلم أنه ينفع (4).

أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا أحمد بن منصور، حدّثنا عبد الرزاق (5)،أنبأنا معمر عن رجل، عن عكرمة قال: قال عيسى: لا تطرحوا اللؤلؤ إلى الخنزير، فإنّ الخنزير لا يصنع باللؤلؤ شيئا، و لا تعطوا الحكمة من لا يريدها فإنّ الحكمة خير من اللؤلؤ، و من لا يريدها شرّ من الخنزير.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الحسن، أنبأنا أبو الحسن المقرئ، أنبأنا أبو محمّد المقرئ، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا أحمد بن محمّد البغدادي، حدّثنا عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن وهب قال:

قال المسيح: لا تلقوا اللؤلؤ إلى الخنازير فإنّها لا تصنع به شيئا، و لا تعطوا الحكمة من لا يريدها، فإنّ الحكمة أفضل من اللؤلؤ، و من لا يريدها شرّ من الخنازير.

ص: 459


1- الأصل: يمنع.
2- الأصل: نشره.
3- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
4- كتب بعدها بالأصل: إلى.
5- من طريقه رواه ابن كثير في قصص الأنبياء 432/2 و البداية و النهاية 107/2.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أنبأنا ابن المبارك (1)،حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عمران الكوفي، قال:

قال عيسى بن مريم للحواريين: لا تأخذوا (2) ممن تعلمون من الأجر إلاّ مثل الذي أعطيتموني، و يا ملح الأرض لا تفسدوا فإن كلّ شيء إذا فسد فإنما يداوى بالملح، و إنّ الملح إذا فسد فليس له دواء، و اعلموا أنّ فيكم خصلتين من الجهل: الضحك من غير عجب، و الصبحة (3) من غير سهر (4).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا [أبو] (5) الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر البحيري، أنبأنا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن أحمد الحيري، حدّثنا أحمد بن منصور الرّمادي، حدّثنا عبد اللّه بن صالح، حدّثني الليث، عن أبي جعفر قال:

قيل لعيسى بن مريم: يا روح اللّه من أشد الناس فتنة ؟ قال: زلّة عالم، إذا زلّ العالم زلّ بزلّته عالم كثير (6).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون، أنبأنا أبو القاسم حبابة، حدّثنا أبو الحسين عمر بن الحسين بن علي بن مالك القاضي، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الختّلي، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول:

قال المسيح: ويلكم يا علماء السوء لا تكونوا كالمنخل يخرج من الدقيق الطيب، فيمرّ و يمسك النّخالة، و كذلك أنتم تخرجون الحكمة من أفواهكم و يبقى الغلّ في صدوركم، ويحكم! إنّ الذي يخوض النهر لا بدّ أن يصيب ثوبه الماء، و إن جهد أن لا يصيبه، كذلك من يحب الدنيا لا ينجو من الخطايا.

ص: 460


1- رواه ابن المبارك في الزهد و الرقائق ص 96 رقم 283.
2- الأصل:«لا تأخذون» خطأ، و التصويب عن الزهد لابن المبارك.
3- يعني نوم الصبح.
4- ورد مختصرا في حلية الأولياء 73/5 من طريق آخر. و رواه أيضا ابن كثير في قصص الأنبياء 432/2 و البداية و النهاية 107/2 قال:«و كذا حكى وهب و غيره» و جاء فيهما مختصرا.
5- زيادة لازمة، ترجمته في سير أعلام النبلاء 366/16.
6- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 108/2 و قصص الأنبياء 432/2.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الحسين بن الفرّاء، قالا: حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الإيادي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن صالح الأبهري (1)،حدّثنا عثمان بن علي، حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد السامي، حدّثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: سمعت ابن عيينة يقول:

قال عيسى: يا علماء السوء جعلتم الدنيا على رءوسكم، و الآخرة تحت أقدامكم، قولكم شفاء، و عملكم داء، مثلكم مثل شجرة الدّفلى (2)،تعجب من رآها و تقتل من أكلها.

قال الخطيب: و أنبأ الحسن بن علي الجوهري، أنبأنا محمّد بن عمران بن موسى المرزباني، حدّثنا أحمد بن عيسى المكي، حدّثنا محمّد بن القاسم بن خلاّد، حدّثنا عبد الغفور بن عبد العزيز، عن أبيه، عن وهب بن منبّه (3).

أن عيسى بن مريم قال: ويلكم يا عبيد الدنيا، ما ذا يغني عن الأعمى سعة نور الشمس و هو لا يبصرها، كذلك لا يغني عن العالم كثرة علمه إذا لم يعمل به، ما أكثر ثمار الشجر و ليس كلها ينفع و لا يؤكل، و ما أكثر (4) العلماء و ليس كلهم ينتفع بما علم، فاحتفظوا من العلماء الكذبة الذين عليهم لباس الصوف منكسين رءوسهم للأرض، يطرفون من تحت حواجبهم كما يرمق الذباب (5)،قولهم مخالف فعلهم، من يجتني من الشوك العنب ؟ و من الحنظل التين ؟ كذلك لا يثمر قول العالم الكذّاب إلاّ زورا، إنّ البعير إذا لم يوثقه صاحبه في البرية نزع إلى وطنه و أصله، و إنّ العلم إذا لم يعمل به صاحبه خرج من صدره و خلا منه و عطّله، و إنّ الزرع لا يصلح إلاّ بالماء و التراب، كذلك لا يصلح الإيمان إلاّ بالعلم و العمل، ويلكم يا عبيد الدنيا! إنّ لكلّ شيء علامة (6) يعرف بها، و تشهد له أو عليه، و إنّ للدين ثلاث علامات يعرف بهن: الإيمان، و العلم، و العمل.

أخبرتنا أم الفتوح فاطمة بنت عبد اللّه القيسية، قالت: أخبرتنا عائشة بنت الحسن الوركانية، قالت: حدّثنا عبد اللّه بن عمر بن عبد اللّه بن الهيثم (7)،حدّثنا أبو علي

ص: 461


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 232/16.
2- الدفلى: شجر مرّ، سامّ .
3- رواه ابن كثير في قصص الأنبياء 432/2 و البداية و النهاية 108/2.
4- كلمة غير مقروءة بالأصل، ثم شطبت، و كتب فوقها «أكثر» و هو ما أثبتناه.
5- كذا بالأصل، و في المختصر: الذئاب.
6- الأصل:«علانية» و المثبت عن المختصر.
7- كذا رسمها بالأصل هنا، و مرّ قريبا هذا السند، في خبر آخر: في قصص الأنبياء و البداية و النهاية: الهشيم.

أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثقفي، حدّثنا محمّد بن أحمد بن البراء - هو العبدي - حدّثنا عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن وهب بن منبّه (1) قال:

قال عيسى: يا علماء السّوء جلستم على أبواب الجنة، فلا أنتم تدخلون الجنّة، و لا تدعون المساكين يدخلونها، إنّ شرّ الناس عند اللّه عالم يطلب الدنيا بعلمه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، حدّثنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدّثنا جعفر بن أحمد الدهان الكوفي، حدّثنا علي بن عبد الحميد، حدّثنا جعفر بن صبح، عن عيسى المرادي قال:

قال عيسى بن مريم: إن كنتم أصحابي و إخواني فوطّنوا أنفسكم على العداوة و البغضاء من الناس، فإنكم إن لم تفعلوا فلستم لي بإخوان، إنّي إنّما أعلّمكم لتعلموا لا لتعجبوا (2)، إنّكم لا تبلغون ما تأملون إلاّ بصبركم على ما تكرهون، و لا تنالون ما تريدون إلاّ بترككم ما تشتهون، إيّاكم و النظرة فإنها تزرع في القلب شهوة، و كفى بها لصاحبها فتنة، طوبى لمن كان بصره في (3) قلبه، و لم يكن قلبه في بصر عينه، ما أبعد ما فات، و ما أدنى ما هو آت، ويل لصاحب الدنيا، كيف يموت و تتركه ؟ و يثق (4) بها و تغره ؟ و يأمنها و تمكر به ؟ ويل (5) للمغترين قد أزفهم ما يكرهون، و جاءهم ما يوعدون، و فارقوا ما يحبّون (6) في طول الليل و النهار، فويل لمن كانت الدنيا همّه و الخطايا عمله، كيف يقتضي غدا بربه ؟ و لا تكثروا الكلام بغير ذكر اللّه فتقسو قلوبكم و إن كانت ليّنة، فإن القلب القاسي بعيد من اللّه و لكن لا تعلمون، لا تنظروا في ذنوب الناس كهيئة الأرباب، و انظروا في ذنوبكم كهيئة العبيد، إنّما الناس رجلان:

معافى و مبتلى، فاحمدوا اللّه على العافية، و ارحموا أهل البلاء متى نزل الماء على جبل، أ لا يلين له ؟ و مذ متى تدرسون (7) الحكمة و لا تلين (8) لها قلوبكم ؟ بقدر ما تواضعون كذلك ترحمون، و بقدر ما تحرثون كذلك تحصدون، علماء السّوء مثلهم كمثل شجرة الدّفلى تعجب من نظر إليها و تقتل من يأكلها، كلامكم شفاء يبرئ الداء، و أعمالكم داء لا يبرئه شفاء،

ص: 462


1- من طريقه رواه ابن كثير في قصص الأنبياء 432/2 و البداية و النهاية 108/2.
2- غير واضحة بالأصل، و نميل إلى قراءتها:«لنقيموا» و المثبت عن المختصر.
3- الأصل:«من» و المثبت عن المختصر.
4- كلمة «يثق» كتبت تحت الكلام بين السطرين بالأصل.
5- تقرأ بالأصل:«و هي» و المثبت عن المختصر.
6- كذا رسمها بالأصل، و في المختصر: و يجنون.
7- بالأصل: يدرسون... يلين.
8- بالأصل: يدرسون... يلين.

جعلتم العلم تحت أقدامكم مثل عبيد السّوء، بحقّ أقول لكم: و كيف أرجو أن تنتفعوا بما أقول و أنتم الحكمة تخرج من أفواهكم و لا تدخل آذانكم، و إنّما بينهما أربع أصابع، و لا تعيها قلوبكم، فلا أحرار كرام، و لا عبيد أتقياء.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا محمّد بن عبد العزيز، حدّثنا ابن عائشة عن أبيه قال:

قال عيسى: تعملون للدنيا و أنتم ترزقون فيها بغير العمل، و لا تعملون للآخرة و أنتم لا ترزقون فيها إلاّ بالعمل.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن، و أبو سعيد محمّد بن موسى، قالا: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصّغاني، حدّثنا سعيد بن عامر.

ح و أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى، قالوا: أنبأنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن معاوية، أنبأنا عيسى بن عمر، أنبأنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن بهرام، أنبأنا سعيد بن عامر.

عن هشام الدّستوائي، و قال ابن (1) بهرام: صاحب الدّستوائي - قال: قرأت في كتاب بلغني أنه من كلام عيسى بن مريم:

تعملون للدنيا و أنتم ترزقون فيها بغير عمل، و لا تعملون للآخرة و أنتم لا ترزقون فيها إلاّ بالعمل، ويلكم - و قال ابن بهرام: و إنكم - علماء السوء! الأجر تأخذون، و العمل تضيعون، يوشك ربّ العمل أن يطلب عمله، و يوشك (2) أن تخرجوا من الدنيا العريضة إلى ظلمة القبر و ضيقه، اللّه نهاكم عن الخطايا كما أمركم بالصيام و الصلاة، كيف يكون من أهل العلم من سخط رزقه و احتقر منزلته و علم - و قال ابن بهرام: و قد علم - أن ذلك من علم اللّه و قدرته ؟ كيف يكون من أهل العلم من اتهم اللّه فيما قضى له، فليس يرضى بشيء - و قال ابن بهرام: شيئا - أصابه ؟ كيف يكون من أهل العلم من دنياه عنده آثر (3) من آخرته، و هو في دنياه

ص: 463


1- لفظة «بن» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- بالأصل:«و يوشكون أن يخرجوا» و المثبت عن المختصر.
3- الأصل:«أشر» و المثبت عن المختصر.

-و قال ابن بهرام: في الدنيا - أفضل رغبة ؟ كيف يكون من أهل العلم من مصيره إلى آخرته - و قال ابن بهرام: إلى الآخرة - و هو مقبل على دنياه، و ما يضرّه أشهى إليه - أو قال: أحب إليه - مما ينفعه ؟ كيف يكون من أهل العلم من يطلب الكلام ليخبر به (1) و لا يطلبه ليعمل به ؟ أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنبأنا الحاكم أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه.

ح و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر (2)،أنبأنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى.

قالا: أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي شريح، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن الأزهر، حدّثنا أبو عبيد اللّه حمّاد بن الحسن بن عنبسة الورّاق، حدّثنا سيّار بن حاتم، حدّثنا جعفر بن سليمان، حدّثنا هشام الدّستوائي، قال:

بلغني أنّ في حكمة عيسى بن مريم: تعملون في الدنيا و أنتم ترزقون فيها بغير العمل، و لا تعملون للآخرة و أنتم لا ترزقون فيها إلاّ بالعمل، ويلكم علماء السوء، الأجر تأخذون، و العمل تضيعون، يوشك ربّ العمل أن يطلب عمله، و يوشك أن تخرجوا (3) من الدنيا إلى ظلمة القبر و ضيقه، اللّه ينهاكم عن المعاصي كما أمركم بالصوم و الصلاة، كيف يكون من أهل العلم من دنياه آثر عنده من آخرته، و هو في الدنيا أفضل رغبة ؟ كيف يكون من أهل العلم من مصيره (4) إلى آخرته و هو مقبل على دنياه و ما يضره أشهى إليه مما ينفعه ؟ كيف يكون من سخط رزقه و احتقر منزلته و هو يعلم أن ذلك من علم اللّه و قدرته ؟ كيف يكون من أهل العلم من اتّهم اللّه في قضائه فليس يرضى بشيء أصابه ؟ كيف يكون من أهل العلم من طلب الكلام ليحدّث (5) به و لم يطلب العلم ليعمل به.

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكير، أنبأنا عمر بن أحمد بن عمر، حدّثنا أبو عمرو بن حمدان، حدّثنا الإمام محمّد بن إسحاق بن خزيمة، حدّثنا عبد اللّه بن أبي زياد القطواني، حدّثنا سيّار بن حاتم، حدّثنا جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار قال:

ص: 464


1- كذا بالأصل:«ليخبر به» و في المختصر: ليخزنه.
2- الأصل: بكير، تصحيف، قارن مع مشيخة ابن عساكر 43/أ.
3- الأصل:«و يوشكون أن يخرجوا» و المثبت يوافق ما جاء في الرواية السابقة:
4- غير واضحة بالأصل، و نميل إلى قراءاتها:«و مسيره» و ما أثبت يوافق ما جاء في الرواية السابقة.
5- كذا بالأصل في هذه الرواية، و في الراوية السابقة:«ليخبر به» و في المختصر «ليخزنه».

كان عيسى بن مريم يقول: يا معشر الحواريين حتى متى توعظون لا تتعظون، لقد كلفتم الواعظين تعبا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أنبأنا عبد اللّه بن المبارك (1)،قال:

بلغنا عن عيسى بن مريم أنه قال: يوشك أن يفضي (2) بالصابر البلاء إلى الرخاء، و بالفاجر الرخاء إلى البلاء.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد.

ح و أخبرنا أبو نصر غالب بن المسلم، أنبأنا أحمد بن عبد المنعم بن أحمد.

قالا: أنبأنا أبو الحسن بن السّمسار، أنبأنا المظفّر بن حاجب، حدّثنا محمّد بن يزيد، حدّثنا موسى بن أيوب النّصيبي، قال: سمعت ابن المبارك يقول:

قال عيسى بن مريم: سيأتي على الناس زمان يفضي بالصابر فيه الصبر إلى البلاء، و يفضي بالفاجر الفجور إلى الرخاء.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الحمّامي (3)،و أبو سعد محمّد بن محمّد بن الفضل، قالا: أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية، قالت: حدّثنا محمّد بن أحمد بن ادرجشنس - إملاء - حدّثنا الحسن بن محمّد - و هو الدّاركي - حدّثنا محمّد بن حميد، حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة عن سالم بن أبي الجعد، قال:

قال عيسى بن مريم لبني إسرائيل: يا بني إسرائيل زعمتم أن موسى نهاكم عن الزنا و صدقتم، و أنا أنهاكم عنه و أحدّثكم أنّ مثل حديث النفس بالخطيئة كمثل الدخان في البيت، الا (4) تحرقه، فإنه ينتن ريحه و يغيّر لونه، و مثل القادح بالخشبة، إلاّ يكسرها فإنه يعجرها (5)و يضعفها.

ص: 465


1- رواه ابن المبارك في الزهد و الرقائق ص 222 رقم 627.
2- تقرأ بالأصل: يقضي، و المثبت عن الزهد لابن المبارك.
3- قارن مع مشيخة ابن عساكر 28/ب.
4- في المختصر: لا تحرقه.
5- تقرأ بالأصل:«يعجزها» و المثبت عن المختصر، و عجرت الشيء: شققته، و العجرة: العقدة في الخشبة (هامش المختصر، عن تاج العروس).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا عامر بن عبد اللّه، حدّثنا مصعب الزّبيري، عن أبيه، عن جده قال:

قال عيسى لرجل: كن لربّك كالحمام الألوف لأهله، تذبح فراخه و لا يطير عنهم.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن أحمد بن الحسن (1)،أنبأنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن أحمد بن القاسم، و أبو عمرو عبد الوهّاب بن محمّد بن إسحاق بن محمّد (2)، قالا: أنبأنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد بن يوسف، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر بن أبان، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، حدّثني محمّد بن حاتم بن بزيع، حدّثنا أحمد بن محمّد بن حنبل، حدّثنا غوث بن جابر قال: سمعت محمّد بن داود، عن أبيه، عن وهب بن منبّه قال:

قال الحواريون لعيسى: من أولياء اللّه الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون ؟ قال عيسى: الذين نظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها، و الذين نظروا إلى أجل (3)الآخرة حين نظر الناس إلى عاجلها، فأماتوا منها ما خشوا أن يميتهم، و تركوا ما علموا أن سيتركهم، فصار استكثارهم منها استقلالا، و ذكرهم إياها فواتا، و فرحهم بما أصابوا منها حزنا، فما عارضهم من نائلها رفضوه، و ما عارضهم من رفعتها لغير (4) الحق وضعوه وضعوه، خلقت الدنيا عندهم فليسوا يجددونها، و خربت بينهم فليسوا يعمرونها، و ماتت في صدورهم فليسوا يحيونها، يهدمونها فيبنون بها آخرتهم، و يبيعونها فيشترون بها ما يبقى لهم، رفضوها فكانوا برفضها فرحين، و باعوها فكانوا ببيعها رابحين، و نظروا إلى أهلها صرعى قد خلت فيهم المثلات، فأحبّوا ذكر الموت، و أماتوا ذكر الحياة، يحبّون اللّه، و يحبّون ذكره، و يستضيئون بنوره، لهم خبر عجيب، و عندهم الخبر العجيب، بهم قام الكتاب، و به - يعني - قاموا، و بهم نطق الكتاب، و به نطقوا، و بهم علم الكتاب، و به علموا، ليس يرون نائلا مع ما نالوا، و لا أمانا دون ما يرجون، و لا خوفا دون ما يجدون.

ص: 466


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 119/20.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 440/18.
3- بالأصل: آجل.
4- في المختصر: أمر الحق.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنبأنا أبو الفضل جعفر بن الحسن بن محمّد الماوردي المقرئ، و أبو سعد عبد الرّحمن بن منصور بن رامش، قالا: أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف بن أحمد بن مامويه، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا أبو جعفر الكندي، حدّثنا سلم بن سالم البلخي، عن حبيب الموصلي، عن مكحول (1) قال: التقي يحيى بن زكريا و عيسى بن مريم، فضحك عيسى في وجه يحيى و صافحه، فقال له يحيى: يا ابن خالتي ما لي أراك ضاحكا كأنك قد أمنت ؟ فقال له عيسى: يا ابن خالتي ما لي أراك عابسا كأنك قد يئست، قال: فأوحى اللّه إليهما: إنّ أحبّكما إليّ أبشّكما بصاحبه.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الواحد، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنبأنا أبو القاسم السّتوري (2)،و هو عبد العزيز بن محمّد بن نصر، حدّثنا فارس بن محمّد الغوري (3)،حدّثنا علي بن محمّد بن الحسين البصري، حدّثنا الحجّاج بن المنهال الأنماطي، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن شهر بن حوشب (4)، قال:

بينا عيسى جالس مع بني إسرائيل (5) إذ أقبل طير منظوم الجناحين بالدر و الياقوت كأحسن ما يكون من الطير، فجعل يدرج بين أيديهم، فقال عيسى: دعوه لا تنفروه، فإنّما بعث (6) إليكم، فحوّل مسلاخه فخرج أحمر أقرع كأقبح ما يكون، ثم أتى بركة فتلوث في حمأتها فخرج أسود (7)،ثم استقبل جرية الماء فاغتسل ثم عاد إلى مسلاخه فلبسه فعاد إليه حسنه و جماله، فقال عيسى: إنّما بعث هذا إليكم مثل هذا المؤمن إذا وقع في الذنوب و الخطايا ذهب عنه حسنه و جماله، فإذا تاب و راجع عاد إليه حسنه و جماله.

ص: 467


1- رواه ابن كثير - من طريق مكحول في قصص الأنبياء 432/2 و البداية و النهاية 108/2.
2- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى الستر، و جمعه الستور، و هذه النسبة إما إلى حفظ الستور و البوابية على ما جرت به عادة الملوك أو حمل أستار الكعبة. ترجم له السمعاني في الأنساب.
3- الأصل: العوري، بالعين المهملة، و الصواب: الغوري بالغين المعجمة، عن الأنساب، و هذه النسبة إلى الغور و هي بلاد في الجبال قريبة من هراة بخراسان: ترجم له السمعاني في الأنساب.
4- الخبر رواه أبو نعيم في حلية الأولياء من طريق شهر بن حوشب 60/6.
5- في الحلية: مع الحواريين.
6- في الحلية: فإن هذا بعث لكم آية.
7- في الحلية: أسود قبيحا.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا جعفر بن أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو علي بن شاذان، أنبأنا أبو جعفر عبد اللّه بن إسماعيل بن إبراهيم الهاشمي، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد بن عبّاد، حدّثنا غسّان بن مالك، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، و حميد قالا:

بينما عيسى جالس و شيخ يعمل بمسحاته يثير بها الأرض فقال عيسى: اللّهم انزع منه الأمل، فوضع الشيخ المسحاة و اضطجع، فلبث ساعة، فقال عيسى: اللّهم اردد إليه الأمل، فقام فجعل يعمل،[فقال له عيسى:] (1) ما لك بينما أنت تعمل ألقيت مسحاتك و اضطجعت ساعة، ثم إنّك قمت بعد تعمل ؟ فقال الشيخ: بينا أنا أعمل إذ قالت لي نفسي: إلى متى تعمل و أنت شيخ كبير؟ فألقيت المسحاة و اضطجعت، ثم قالت لي نفسي: و اللّه ما بذلك من عيش ما بقيت، فقمت إلى مسحاتي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، حدّثنا أبو حذيفة، عن سفيان بن سعيد الثوري، عن أبيه، عن إبراهيم التيمي قال:

لقي عيسى بن مريم رجلا فقال: ما تصنع ؟ قال: أتعبّد، قال: من يعولك ؟ فقال:

أخي، فقال: أخوك أعبد منك.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنبأنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر التاجر، أنبأنا أبو سعيد الصّيرفي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصفّار، حدّثني ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن إدريس، حدّثنا علي بن صالح الرازي، حدّثنا إبراهيم بن خالد، عن عمر بن عبد الرّحمن قال: سمعت وهب بن منبه قال (2):

كان عيسى واقفا على قبر و معه الحواريون و صاحبه يدلّى فيه، و ذكروا القبر و وحشته و ظلمته و ضيقه، فقال عيسى: كنتم في أضيق منه، في أرحام أمهاتكم، فإذا أحب اللّه أن يوسّع وسّع.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو

ص: 468


1- زيادة لازمة اقتضاها السياق، عن المختصر.
2- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 52/4 في ترجمة وهب بن منبه، و ابن كثير في البداية و النهاية 108/2 و قصص الأنبياء 433/2.

الحسن اللّبناني (1)،حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني عمر بن السّكن، حدّثني أبو عمر الضرير (2)،قال:

بلغني أن عيسى بن مريم كان إذا ذكر الموت يقطر جلده دما.

قال: و حدّثنا هارون بن عبد اللّه، حدّثنا سيّار، حدّثنا جعفر عن رجل قد سمّاه قال:

قال عيسى:

يا معشر الحواريين، ادعوا اللّه أن يخفّف عني سكرة الموت، فلقد خفت الموت خوفا وقّفني، مخافة الموت على الموت.

قال: و حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا حجاج بن يوسف بن الشاعر، حدّثنا معلّى بن أسد، حدّثنا جعفر بن سليمان الضّبعي، عن علي بن الحسن الصّنعاني قال:

بلغنا أن عيسى بن مريم قال: يا معشر الحواريين ادعوا اللّه أن يهوّن عليّ هذه السكرة - يعني الموت - ثم قال: لقد خفت الموت خوفا وقّفني، مخافتي من الموت على الموت.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أنبأنا أبو عبد اللّه بن المبارك (3)، أنبأنا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، حدّثنا عبد الجبّار بن عبيد اللّه بن سليمان قال: أقبل عيسى بن مريم على أصحابه ليلة رفع فقال لهم: لا تأكلوا بكتاب اللّه عزّ و جلّ ، فإنكم إن لم تفعلوا أقعدكم اللّه على منابر، الحجر منها خير من الدنيا و ما فيها.

قال عبد الجبّار: و هو المقاعد الذي ذكر اللّه في القرآن فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (4)،و رفع عليه السلام.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا:

أنبأنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أحمد بن سندي بن الحسن، حدّثنا الحسن بن علي القطان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى، أنبأنا أبو

ص: 469


1- بالأصل: اللبناني، بتقديم الباء، تصحيف.
2- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية-108/2 و قصص الأنبياء 433/2.
3- رواه ابن المبارك في الزهد و الرقائق ص 507 رقم 1447.
4- سورة القمر، الآية:55.

حذيفة إسحاق بن بشر، أنبأنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن أنه قال:

لم يكن نبي كانت العجائب في زمانه أكثر من عيسى بن مريم إلى أن رفعه اللّه و من بعده في أصحابه، و كان من سبب رفعه: أن ملكا جبارا، و كان ملك بني إسرائيل و هو الذي يقال له: داود بن يودا (1)،هو الذي بعث في طلبه ليقتله، و كأنّ اللّه أنزل عليه الإنجيل و هو ابن ثلاث عشرة سنة، و رفع و هو ابن أربع و ثلاثين سنة من ميلاده، و كان في نبوته عشرين سنة، فأحدث اللّه له الإنجيل و هو ابن ثلاث عشرة سنة، فأوحى اللّه إليه: إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رٰافِعُكَ إِلَيَّ وَ مُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا (2)يعني و مخلّصك من اليهود - فلا يصلون إلى قتلك.

قال: و أنبأنا إسحاق، حدّثنا إدريس، عن وهب بن منبّه، عن كعب أنه قال:

متوفيك أي مذيقك الموت، ثم أرفعك، قال وهب: فأماته اللّه ثلاثة أيام ثم بعثه اللّه و رفعه.

قال: و أنبأنا إسحاق، أنبأنا جويبر، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاس في قوله: إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رٰافِعُكَ يعني: رافعك ثم متوفيك في آخر الزمان.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي، أنبأنا محمّد بن يوسف بن بشر، أنبأنا محمّد بن حمّاد، أنبأنا عبد الرزّاق، أنبأنا معمر، عن الحسن في قوله: إِنِّي مُتَوَفِّيكَ قال: متوفيك من الأرض.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنبأنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمذاني، حدّثنا الخليل بن هبة اللّه، أنبأنا أبو علي بن درستويه، حدّثنا أبو الدحداح، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب، حدّثني عبد الحميد بن حميد، حدّثنا إسماعيل بن عبد الكريم (3)،حدّثني عبد الصمد أنه سمع وهب بن منبّه يقول:

إن عيسى بن مريم لمّا أعلمه اللّه أنه خارج من الدنيا جزع من الموت و شقّ عليه، فدعا

ص: 470


1- كذا بالأصل، و في البداية و النهاية و قصص الأنبياء لابن كثير:«داود بن نورا» و في تاريخ الطبري: كان الملك اسمه: هيرودس الصغير.
2- سورة آل عمران، الآية:55.
3- رواه الطبري في تاريخه من طريق المثنى قال: حدثنا إسحاق بن الحجاج قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم... 601/1-602 و رواه ابن كثير في قصص الأنبياء 438/2 و البداية و النهاية 110/2-111 نقلا عن ابن جرير (الطبري).

الحواريين، فصنع لهم (1) طعاما و قال: احضروني الليلة فإنّ لي إليكم حاجة، فلما اجتمعوا إليه من الليل، عشاهم و قام يخدمهم، فلما فرغوا من الطعام أخذ يغسل أيديهم بيده، و يوضئهم، و يمسح أيديهم بثيابه، فتعاظموا ذلك و تكارهوه، فقال: ألا من ردّ عليّ الليلة شيئا مما أصنع فليس مني و لا [أنا] (2) منه، فأقرّوه حتى إذا فرغ من ذلك قال: أمّا ما صنعت بكم الليلة ما خدمتكم على الطعام، و غسلت أيديكم بيديّ ، فليكن لكم بي أسوة، فإنكم ترون أنّي خيركم، فلا يتعاظم بعضكم على بعض، و ليبذل بعضكم نفسه لبعض، كما بذلت نفسي لكم، و أمّا حاجتي التي استعنت بكم عليها، فتدعون اللّه، و تجتهدون في الدعاء (3) أن يؤخّر أجلي، فلمّا نصبوا أيديهم للدعاء، و أرادوا أن يجتهدوا، أخذهم النوم حتى لم يستطيعوا دعاء، ثم يوقظهم و يقول: سبحان اللّه أ ما تصبرون لي ليلة واحدة تعينوني فيها، قالوا: و اللّه ما ندري ما لنا، لقد كنا نسمر فنكثر السّمر، و ما نطيق الليلة سمرا، و لا نريد دعاء إلاّ حيل بيننا و بينه، فقال: يذهب بالراعي و يتفرق الغنم و جعل يأتي بكلام نحو هذا، ينعى به نفسه، فقال:

الحقّ أقول لكم ليكفرنّ بي أحدكم، قبل أن يصيح الديك، و ليبيعني أحدكم بدراهم يسيرة، و ليأكلنّ ثمني، فخرجوا فتفرّقوا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (4)أخبرني (5) الحسن بن محمّد الخلاّل، حدّثنا أبو حصين ضياء بن محمّد الكوفي - بها - حدّثنا الحسين بن مرزوق (6)،حدّثنا علي بن الحسن بن (7) محمّد بن سعيد بن عثمان العكبري، حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه الطّرسوسي، حدّثني بلال خادم أنس بن مالك، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«لما اجتمعت اليهود على أخي عيسى بن مريم ليقتلوه - بزعمهم - أوحى اللّه إلى

ص: 471


1- كتبت «لهم» فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- زيادة للإيضاح عن الطبري. و المصدرين.
3- الأصل: الدنيا، تصحيف، و المثبت عن الطبري، و المصدرين.
4- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 379/11 في ترجمة علي بن الحسن بن محمد بن سعيد بن عثمان العكبري.
5- بالأصل: أنبأني، ثم شطبت، و ثمة علامة تحويل إلى الهامش، و لم يكتب عليه شيئا، و اللفظة:«أخبرني» أثبتت عن تاريخ بغداد.
6- اللفظة غير واضحة بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن تاريخ بغداد.

جبريل: أن أدرك عبدي، فهبط جبريل، فإذا هو بسطر في جناح جبريل فيه مكتوب: لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه، قال: يا عيسى قل، قال: و ما أقول يا جبريل ؟ قال: قل: اللّهم إنّي أسألك باسمك الواحد الأحد (1)،أدعوك اللّهمّ باسمك الصّمد، أدعوك اللّهمّ باسمك العظيم الوتر الذي ملأ الأركان كلّها إلاّ فرّجت عني ما أمسيت فيه، و أصبحت فيه، قال: فدعا بها عيسى، فأوحى اللّه إلى جبريل أن ارفع إليّ عبدي»، ثم التفت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى أصحابه فقال:«يا بني هاشم، يا بني عبد المطلب، يا بني عبد مناف ادعوا [ربكم] (2) بهؤلاء الكلمات، و الّذي بعثني بالحقّ نبيا ما دعا بها قوم قطّ إلاّ اهتز له العرش و السموات السبع، و الأرضون السبع»[10287].

أخبرنا (3) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا عبد اللّه بن عدي (4)،حدّثنا عدي (5) بن أحمد بن بسطام، حدّثنا يعقوب بن كاسب، حدّثنا أنس بن عياض، حدّثنا يونس بن يزيد، حدّثنا الحكم بن عبد اللّه، عن القاسم، عن عائشة قالت:

دخل عليّ أبو بكر قال: هل سمعت دعاء علمنيه النبي صلّى اللّه عليه و سلم، قالت: و ما هو؟ قال: كان عيسى بن مريم يعلّم أصحابه: يا فارج الهمّ و كاشف الغمّ مجيب دعوة المضطرين، رحمان الدنيا و الآخرة، و رحيمهما ارحمنا رحمة تغنينا بها عن رحمة من سواك.

أو كما قال (6).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى المقرئ - قراءة عليه و أنا حاضر - حدّثنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل الورّاق - إملاء - حدّثنا أبو عيسى الحسن بن يحيى بن الحسين بن زهير بن كعب بن زهير بن عمرو الثعلبي الكوفي المقرئ، حدّثنا محمّد بن إسرائيل الجوهري، قال: سمعت الحسن بن صباح يقول: حدّثنا أبو نعيم قال: سمعت معروفا الكرخي قال:

اجتمعت اليهود على قتل عيسى بزعمهم، فأهبط اللّه عليه جبريل، في باطن جناحه

ص: 472


1- زيد في تاريخ بغداد: أدعوك اللّهم باسمك الواحد الأحد.
2- زيادة عن تاريخ بغداد.
3- كتب فوقها في الأصل: ملحق.
4- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 203/2 في ترجمة الحكم بن عبد اللّه بن سعد بن عبد اللّه الأيلي.
5- كذا بالأصل، و في ابن عدي: علي.
6- كتب بعدها بالأصل: إلى.

مكتوب: اللّهمّ إنّي أعوذ باسمك الأحد الأعز، و أدعوك اللّهمّ باسمك الأحد الصمد، و أدعوك اللّهمّ باسمك العظيم الوتر، و أدعوك اللّهمّ باسمك الكبير المتعالي الذي ملأ الأركان كلها أن تكشف عنّي ضرر ما أمسيت و أصبحت فيه، فأوحى اللّه إلى جبريل أن ارفع عبدي إليّ ، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم لأصحابه:«عليكم بهذا الدعاء، و لا تستبطئوا الإجابة، فإنما عند اللّه خير و أبقى للذين آمنوا و على ربهم يتوكلون»[10288].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، حدّثنا أحمد بن مروان، حدّثنا أحمد بن محمّد البغدادي، حدّثنا عبد المنعم، عن أبيه، عن وهب أنه كان إذا قدم مكة تعلّق بأستار الكعبة فدعا بهذه الدعوات، و ذكر وهب أنه دعاء عيسى وقت رفعه اللّه إليه، و هو دعاء مستجاب:

اللّهمّ أنت القريب في علوّك المتعالي في دنوّك، الرفيع على كلّ شيء من خلقك، أنت الذي نفذ بصرك في خلقك، و حسرت الأبصار دون النظر إليك، و عشيت دونك، و سبّح بها الفلق في النور، أنت الذي جليت الظلم بنورك، فتباركت اللّهمّ خالق الخلق بقدرتك، و مقدّر الأمور بحكمتك، مبتدع الخلق بعظمتك، القاضي في كلّ شيء بعلمك، أنت الذي خلقت سبعا في الهوى بكلماتك مستويات الطبقات مذعنات لطاعتك، سما بهنّ العلو بسلطانك، فأجبن و هنّ دخّان من خوفك، فأتين طائعات بأمرك، فيهنّ الملائكة يسبّحونك و يقدّسونك، و جعلت فيهن نورا يجلو الظلام، و ضياء أضوأ من الشمس، و جعلت فيهنّ مصابيح يهتدى بها في ظلمات البرّ و البحر، و رجوما للشياطين، فتباركت اللّهمّ في مفطور سماواتك، و فيما دحوت من أرضك، دحوتها على الماء فأذللت لها الماء المتظاهر، فذلّ لطاعتك و أذعن لأمرك، و خضع لقوتك أمواج البحار، ففجّرت فيها بعد البحار الأنهار، و بعد الأنهار العيون الغزار و الينابيع، ثم أخرجت منها الأشجار بالثمار، ثم جعلت على ظهرها الجبال أوتادا، فأطاعتك أطوادها، فتباركت اللّهمّ صفتك فمن يبلغ صفة قدرتك، و من ينعت نعتك، تنزّل الغيث و تنشئ (1) السحاب، و تفكّ الرقاب، و تقضي الحقّ و أنت خير الفاصلين، لا إله إلاّ أنت، إنّما يخشاك من عبادك العلماء الأكياس، أشهد أنك لست بإله استحدثناك، و لا ربّ يبيد ذكره، و لا كان لك شركاء يقضون معك فتدعوهم (2) و يدعونك، و لا أعانك أحد

ص: 473


1- كذا بالأصل، و في المختصر: و تثني.
2- الأصل:«فندعوهم و ندعوك» و المثبت عن المختصر.

على خلقك فنشكّ فيها، أشهد [أنك أحد صمد، لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد. و لم يتخذ صاحبة و لا ولدا. اجعل لي في أمري فرجا و مخرجا. قال وهب: فلما تم الدعاء رفعه اللّه إليه.

قال وهب: و هو للشقيقة (1) من هذا الموضع] (2) أنك لست باله استحدثنا إلى آخرها.

قال: و حدّثنا ابن مروان (3)،حدّثنا محمّد بن الجهم، قال: سمعت الفرّاء يقول في قول اللّه عزّ و جل: وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اللّٰهُ (4) يعني هذه الآية، أن عيسى غاب عن خالته زمانا، فأتاها فقام رأس الجالوت اليهودي فضرب على عيسى حتى اجتمعوا على باب داره، فكسروا الباب، و دخل رأس الجالوت ليأخذ عيسى فطمس اللّه عينيه عن عيسى، ثم خرج إلى أصحابه فقال: لم أره، و معه سيف مسلول، فقالوا له: أنت عيسى، ألقى اللّه شبه عيسى عليه، فأخذوه فقتلوه و صلبوه، فقال رجل ذكره وَ مٰا قَتَلُوهُ وَ مٰا صَلَبُوهُ وَ لٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ (5) ألقى شبهه عليه، ثم قال عزّ و جلّ : وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اللّٰهُ .

أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن ماشاذة، أنبأنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس، أنبأنا أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، أنبأنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد الأثرم (6)،حدّثنا حميد بن الرّبيع الحرار، حدّثنا زياد بن عبد اللّه البكائي، حدّثنا الأعمش عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:

واعد عيسى اثني عشر رجلا من قومه.... (7) رجل منهم، فخرج عليهم من في البيت فقال: أيكم يطرح عليه شبهي و يكون معي في درجتي و يقتل أو يصلب، فقام شاب منهم، فقال: أنا، فقال: اجلس، فقال مثل مقالته الأولى، فقام الشاب، فقال: أنا، فقال: أنت، ثم قال: إن منكم لمن سيكفر بي قبل أن يصبح اثنتي (8) عشرة مرة، فقام رجل منهم فقال: أنا

ص: 474


1- الشقيقة: وجع يأخذ نصف الرأس و الوجه (القاموس المحيط ) و قال ابن الأثير: هو نوع من صداع يعرض في مقدم الرأس، و إلى جانبيه.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لاقتضاء السياق عن المختصر.
3- رواه ابن كثير في قصص الأنبياء 437/2 و البداية و النهاية 110/2 من طريق أحمد بن مروان.
4- سورة آل عمران، الآية:54.
5- سورة النساء، الآية:157.
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 303/15.
7- كلمة غير مقروءة بالأصل، و رسمها:«بين» و لعله يريد:«بيت» و هو ما نراه حسب مقتضى السياق بعد.
8- الأصل: اثني عشرة مرة.

هو، فقال: أنت تقول ذلك، و كان اليهود في الطلب، و رفع عيسى من روزنة (1) في البيت، و طرح شبهه على ذلك الرجل، فقتلوه و صلبوه، و كفر به ذلك الرجل قبل أن يصبح، و اختلف القوم، فقال بعضهم: كان اللّه فينا، فارتفع، و قال بعضهم: ابن اللّه كان فينا فرفعه إليه، و قال بعضهم: روح اللّه و كلمته كان فينا فرفعه اللّه إليه، فكان مع كل طائفة منهم ناس كثير، فاجتمعت الكافرتان (2) على المؤمنة فقتلتها.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن بن محمّد البزّار، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق بن خزيمة، أنبأنا جدي أبو بكر، حدّثنا سلم بن جنادة القرشي، حدّثنا أبو معاوية (3)،عن الأعمش، عن المنهال - و هو ابن عمرو - عن سعيد - و هو ابن جبير - عن ابن عبّاس قال:

لما أراد اللّه أن يرفع عيسى إلى السماء خرج على أصحابه و هم في بيت اثنا (4) عشر رجلا من عين في البيت و رأسه يقطر ماء، قال: فقال: إنّ منكم من سيكفر اثنتي (5) عشرة مرة من بعد أن آمن بي، قال: ثم قال: أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني، و يكون معي في درجتي، قال: فقام شاب من أحدثهم سنا، فقال: أنا، قال: فقال عيسى: اجلس، ثم أعاد عليهم، قال: فقام الشاب، فقال: أنا، فقال: اجلس، ثم أعاد عليهم فقام الشاب، فقال: أنا، فقال:

نعم، أنت ذاك، فألقي عليه شبه عيسى، و رفع عيسى من روزنة في البيت إلى السماء.

قال: و جاء الطلب من اليهود، فأخذوا شبهه فقتلوه و صلبوه، و كفر به بعضهم اثنتى (6)عشرة مرة بعد أن آمن به، فتفرّقوا ثلاث فرق: فرقة قالت: كان اللّه فينا ما شاء ثم صعد إلى السماء، و هؤلاء اليعقوبية، و قال فرقة: كان فينا ابن اللّه ما شاء ثم رفعه إليه، و هم النسطورية، و قالت فرقة: كان عبد اللّه و رسوله ما شاء اللّه ثم رفعه اللّه إليه، و هؤلاء المسلمون، فتظاهرت الكافرتان على المسلمة فقتلوها، فلم يزل الإسلام طامسا حتى بعث اللّه محمّدا صلّى اللّه عليه و سلم فَآمَنَتْ طٰائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرٰائِيلَ وَ كَفَرَتْ طٰائِفَةٌ (7) يعني الطائفة التي كفرت من بني إسرائيل في زمان عيسى (8)، فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظٰاهِرِينَ (9) في إظهار محمّد صلّى اللّه عليه و سلم دينهم على دين الكفّار.

ص: 475


1- الروزنة: الكوة (القاموس المحيط : رزن).
2- يعني الطائفتين الكافرتين.
3- من طريقه رواه ابن كثير في قصص الأنبياء 435/2-436 و البداية و النهاية 109/2-110 و سقط منهما:«عن الأعمش».
4- الأصل: اثني عشر.
5- الأصل:«اثني عشر» و في المصدرين: اثني عشرة.
6- الأصل:«اثني عشر» و في المصدرين: اثني عشرة.
7- سورة الصف، الآية:14.
8- زيد في المختصر: و الطائفة التي آمنت في زمان عيسى.
9- سورة الصف، الآية:14.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، و أبو محمّد بن حمزة، قالا: حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو الحسن بن رزقويه، أنبأنا أحمد بن سندي، حدّثنا الحسن بن علي القطان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى، أنبأنا إسحاق بن بشر، أنبأنا جويبر و مقاتل عن الضّحّاك، عن ابن عبّاس قال:

لما فرغ عيسى من وصيته و استخلف شمعون و قتلت اليهود يودا (1) و قالوا: هو عيسى، يقول اللّه: وَ مٰا قَتَلُوهُ وَ مٰا صَلَبُوهُ وَ لٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ (2)، وَ مٰا قَتَلُوهُ يَقِيناً بَلْ رَفَعَهُ اللّٰهُ إِلَيْهِ ، وَ كٰانَ اللّٰهُ عَزِيزاً حَكِيماً (3) فأما اليهود و النصارى فيقولون: قد قتلوه، و أما الحواريون فعلموا أنه لم يقتل، و أنكروا قول النصارى و اليهود، و خلّص اللّه عيسى، و أنزل اللّه سحابة من السماء لاستقلال عيسى، فوضع عيسى على السحابة فلزمته أمّه و بكت، فقالت السحابة: دعيه فإنّ اللّه يرفعه إلى السماء، ثم يشرف على أهل الأرض عند أوان الساعة ثم يهبط إلى الأرض فيكون فيها ما شاء اللّه، و يبدّل اللّه به أهل الأرض أمنا و عدلا، فسكتت عنه مريم تنظر إليه، و تشير بإصبعها إليه، ثم ألقى إليها برداء له فقال: هذا علامة ما بيني و بينك يوم القيامة.

قال: و قال ابن عبّاس:

إن عيسى لما حمل على السحابة ودّع أمه و الحواريين، ثم أصعدت به السحابة، فذهبت أمه لتتناول رجله فقال: لا تفعلي يا أمة، و ألقى عمامته إلى شمعون و أمه تمسّ السحاب حتى فاتها السحاب، و أخذ شمعون العمامة فجعلها في عنقه، و هم ينظرون إلى عيسى و يشيرون بأيديهم حتى توارى عنهم.

قال إسحاق: و أنبأنا عبد اللّه بن السندي عن أبيه، عن مجاهد، و ابن جريج عن مجاهد، قال:

إنّ اليهود لما أرادوا عيسى و طلبوه ليقتلوه فألجئوه إلى غار في الجبل، معه أمه و الحواريون فعهد إليهم عهده، و قال: إنّي مرفوع، و أنزلت الغمامة حتى حملت عيسى، و اليهود يحرسونه، فانصدع الجبل، فارتفعت السحابة بعيسى، ثم دخلوا الغار، فأخذوا الذي

ص: 476


1- كذا بالأصل، و في المختصر:«بوذا» و في قصص الأنبياء لابن كثير، و البداية و النهاية:«يودس» و في تاريخ الطبري: أيشوع بن فنديرا.
2- الآية 157 من سورة النساء.
3- الآية 158 من سورة النساء.

دلّ على عيسى، فعدوا عليه فصلبوه، و أخذوا أصحاب عيسى فحبسوهم و عذّبوهم، فبلغ ذلك صاحب الروم، و كانت اليهود تحت يديه، فقيل له: إنّه كان في مملكتك رجل عدا عليه بنو إسرائيل فصلبوه و هم يعذّبون أصحابه، و كان يخبرهم أنه رسول اللّه قد أراهم العجائب، و أحيا لهم الموتى و أبرأ لهم الأسقام، و خلق لهم من الطين كهيئة الطير، فبعث ملك الروم إلى الحواريين، فانتزعهم من أيديهم و سألهم عن دين عيسى فأخبروه، فبايعهم على دينه، و استنزل الذي صلب فغيّبه، و أخذ خشبته التي (1) كان صلب عليها فأكرمها و طيّبها، و عدا على اليهود فقتل منهم مقتلة عظيمة، فمن هناك تعظم النصارى الصلبان، و من هنالك صار جلّ النصرانية بالروم، و ملك الحواريون بعد ذلك، و ذلّت اليهود و ظهرت النصرانية، و ملك يحيى بن زكريا، و شمعون، و الحواريون، و من تابعهم (2).

و كان يقال: شمعون صخرة الإيمان، و كان رجلا بكّاء إذا جلس مجلسا فإنّما هو باك و جلساؤه يبكون، و كان يحيى بن زكريا رجلا ضحّاكا بسّاما، إذا جلس لم يزل ضاحكا (3)و أصحابه يضحكون، فقال له يوما شمعون: سبحان اللّه يا ابن زكريا! ما أكثر ضحكك في الحقّ و الباطل، فقال يحيى: سبحان اللّه يا شمعون ما أكثر بكاؤك في الحق و الباطل، لقد عنّيت نفسك و عنّيت جلساءك، قال: فجاء من اللّه أنّ أحبّ سيرة الرجلين إليّ سيرة يحيى بن زكريا.

قال: و أنبأنا إسحاق، أنبأنا خارجة بن مصعب، عن إدريس، عن جده وهب بن منبّه قال:

إن عيسى لمّا رفع اجتمعت بنو إسرائيل من آمن منهم بعيسى فقالوا: ننظر في أمرنا، فانطلق إبليس، فدعا عفاريته فاجتمعوا إليه، فأخبرهم بالذي يريدون بنو إسرائيل فقال: إنا

ص: 477


1- بالأصل: الذي.
2- بالأصل: ضحاكا.
3- بنحوه عن مجاهد، رواه ابن كثير في قصص الأنبياء 443/2 و البداية و النهاية 113/2 و عقب ابن كثير في نهايته قال: و في هذا نظر من وجوه: أحدها: أن يحيى بن زكريا نبي لا يقر على أن المصلوب عيسى، فإنه معصوم يعلم ما وقع على جهة الحق. الثاني: أن الروم لم يدخلوا في دين المسيح إلا بعد ثلاثمائة سنة و ذلك في زمان قسطنطين بن قسطن باني المدينة المنسوبة إليه. الثالث أن اليهود لما صلبوا ذلك الرجل ثم ألقوه بخشبته جعلوا مكانه مطرحا للقمامة و النجاسة و جيف الميتات و القاذورات فلم يزل كذلك حتى كان زمان قسطنطين فعمدت أمه هيلانة فاستخرجته من هنالك معتقدة أنه المسيح و وجدوا الخشبة التي صلب عليها المصلوب.

وجدنا منهم فرصة قال: فاختار عفريتين فأمرهما بما يريد، ثم انطلقوا حتى دخلوا على بني إسرائيل في مجمعهم الذي اجتمعوا فيه، فأمر صاحبيه فجلس كل واحد منهما ناحية، و جلس إبليس ناحية، فلمّا فرغ بنو إسرائيل من بعض ما هم فيه قام أحد صاحبيه بهيئة حسنة في هيئة عبّادهم، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم فقال: إنّ اللّه قد أكرمكم و اختاركم على خلقه بأن نزل من السماء، فكان بين أظهركم ما شاء أن يكون، ثم عاد إلى سماواته، فاشكروه بما صنع إليكم، ثم جلس، فقام الآخر، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: أيها المتكلّم لا أعلم متكلما يتكلم بكلام أحسن من كلامك، و لا أرفق و لا أوفق و لا أقرب من كلّ خير! غير أنك زعمت أن عيسى هو اللّه، و أنه نزل من السماء بين أظهرنا، و أن اللّه لا يزول من مكانه و لكنّ عيسى هو ابنه، فأهبطه إلينا و أكرمنا به، ثم جلس فقام إبليس، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: أيها المتكلمان لا عهد لنا بمتكلمين أقرب من كلّ خير، و أبعد من كلّ شرّ منكما إلاّ ما زعم الأول أنّ اللّه هبط إلينا، و أنّ اللّه لا يهبط من سماواته، و ما ذكر الآخر أن عيسى هو ابن اللّه، و إنّ اللّه ليس له ولد، و لكن اللّه إله السموات و من فيهن و عيسى إله الأرض و من فيهن، قال: فتفرقت من ذلك العباد و الصالحون، فاختلفوا.

قال: قال ابن عبّاس: اختلفوا على هذا القول بعد إحدى و ثمانين سنة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا محمّد بن يوسف بن بشر، أنبأنا محمّد بن حمّاد، أنبأنا عبد الرزّاق، أنبأنا معمر، عن قتادة في قوله تعالى: ذٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (1)قال (2):اجتمع بنو إسرائيل فأخرجوا منهم أربعة نفر، فأخرج من كلّ قوم عالمهم فامتروا في عيسى بن مريم حين رفع، فقال أحدهم: هو اللّه تبارك و تعالى هبط إلى الأرض، فأحيى من أحيا و أمات من أمات، ثم صعد إلى السماء، و هم اليعقوبية. فقال الثلاثة: كذبت، ثم قال اثنان منهم للثالث: قل فيه، فقال: هو ابن اللّه، و هم النسطورية. فقال اثنان: كذبت، فقال أحد الاثنين الآخرين (3):قل فيه، فقال: هو ثالث ثلاثة: اللّه تعالى إله، و عيسى إله، و أمّه إله، و هم الإسرائيلية، و هم ملوك النصارى، فقال الرابع: كذبت، هو عبد اللّه و رسوله،

ص: 478


1- سورة مريم، الآية:34.
2- الخبر في تفسير القرطبي 106/11 في تفسيره سورة مريم، تفسير الآية 34.
3- في تفسير القرطبي: قال أحد الاثنين للآخر.

و روحه، و كلمته، و هم المسلمون، فكان لكلّ رجل منهم أتباع على ما قال، و اقتتلوا، فظهر على المسلمين، فذلك قول اللّه عزّ و جل: وَ يَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النّٰاسِ (1) قال قتادة: و هم الذين قال اللّه عز و جل: فَاخْتَلَفَ الْأَحْزٰابُ مِنْ بَيْنِهِمْ (2) قال: اختلفوا فيه فصاروا أحزابا.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، و أبو محمّد السّلمي، قالا: حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو الحسن محمّد بن أحمد، أنبأنا أبو بكر الحداد، أنبأنا الحسن بن علي بن علّوية (3)،حدّثنا إسماعيل بن عيسى، حدّثنا ابن أبي عيسى بن عاصم، عن أبي حمزة الخراساني، قال:

لما ألحوا على عيسى بن مريم في الطلب قال: واعد الحواريين في بيت يجتمعون فيه، قال: و كان في سقف البيت كوّ (4) يستضيئون منه، فاجتمعوا فيه ينظرون عيسى إذ نبعت عين في البيت، قال: فبينما هم كذلك إذ طلع عيسى من العين خارجا عليهم في ثوبين، ينفض رأسه من الماء حتى قعد في ناحية من البيت، فقال عيسى: إنّ منكم لمن يكفر بي قبل الليل أكثر من اثنتي عشرة مرة، يقول رجل من القوم: أنا ذاك، قال عيسى: أنت قلت ذاك، ثم قال عيسى: هل منكم أحد يسّره أن يلقى عليه شبهي، فيؤخذ، فيقتل، و يصلب و يكون معي في درجتي ؟ قال: فقال رجل من أحداث القوم شاب: أنا، و سكت المشيخة، قال: فأعاد عيسى عليهم القول مرتين فيقول الشاب: أنا، و سكت المشيخة، فقال عيسى في الثالثة: أنت، ثم إنّ عيسى تصاعد و هم ينظرون حتى إذا بلغ من الكوّ خرج من الكوّ لا يستوسع الكوّ و لا يستصغر على عيسى في بدنه قال: و هم ينظرون إليه حتى توارى عنهم، قال: و كان آخر ما يكلّمهم به، فقال القوم فيما بينهم: هذا عيسى قد صعد و تركنا فما تقولون فيه ؟ قال: فاختاروا منهم ثلاثة، فقالوا: نرضى بما يقول هؤلاء، قال: فقيل لكلّ واحد منهم: ما تقول ؟ قال:

أقول إنّه كان اللّه تعالى، و تقدّس فكان فينا ما بدا له ثم صعد إلى سلطانه حين بدا له، قال:

فخرج، فقال ذاك في الناس، فتنبه عظم من الناس، قال: و قيل للثالث: ما تقول أنت ؟ قال:

إنّ عيسى كان فينا قريبا عهده و إنّه عبد اللّه و رسوله، فقالوا له: كذبت، قال: و هرب منهم إلى

ص: 479


1- سورة آل عمران، الآية:21.
2- سورة مريم، الآية:37.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 559/13.
4- الكوّ بغير هاء، و الكوّة: الخرق في الحائط و نحوه، و قيل: ثقب البيت (تاج العروس: كوو).

جزيرة في البحر، فكان فيها يتعبد حتى مات فطلبوه ليقتلوه قال: و خرج الذي قال أنا و قد ألقي عليه شبه عيسى فأخذ ثم قتل ثم صلب.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا محمّد بن مظفّر بن بكران، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، أنبأنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن عمرو (1)،حدّثنا عمير بن مرداس الدّونقي (2)،حدّثنا محمّد بن بكير (3) الحضرمي، حدّثنا جعفر بن سليمان، عن محمّد بن علي الكوفي، عن سعيد الإسكاف، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال عليّ :

إن خليلي حدّثني أن أضرب لسبع عشرة مضى (4) من رمضان، و هي الليلة التي مات فيها موسى، و أموت لاثنتين و عشرين تمضي (5) من رمضان، و هي الليلة التي رفع فيها عيسى.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى، أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدّثنا الحسن بن علي بن شبيب، حدّثنا سويد بن سعيد، حدّثنا معتمر بن سليمان عن أبيه قال:

سمعت حريث بن المحش يحدّث أنّ عليا قتل صبيحة إحدى و عشرين من رمضان قال: سمعت الحسن بن علي و هو يخطب يذكر مناقب عليّ فقال: قتل ليلة أنزل اللّه القرآن، أو قال الفرقان، و ليلة أسري بعيسى أو بموسى، و ليلة كذا و ليلة كذا، فذكر نبيّا أو نبيّين.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس المقدسي - بدمشق - أنبأنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد النّصيبي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد الواسطي الخطيب، أنبأنا عمر بن الفضل بن مهاجر، حدّثنا أبي، حدّثنا الوليد بن حمّاد الرّملي، حدّثنا إبراهيم بن محمّد، حدّثنا زهير، حدّثنا رديح - هو ابن عطية (6)-حدّثني أبو زرعة الشّيباني.

ص: 480


1- رواه العقيلي في كتاب الضعفاء الكبير 130/1 في ترجمة الأصبغ بن نباتة.
2- ضبطت بضم الدال و فتح النون، و هذه النسبة إلى دونق قرية من قرى نهاوند (كما في الأنساب) ترجم له السمعاني. و هذه اللفظة سقطت من الضعفاء الكبير.
3- الأصل: عمير، و المثبت عن الضعفاء الكبير.
4- كذا بالأصل و المختصر، و في الضعفاء الكبير: لسبع يمضين من رمضان.
5- في الضعفاء الكبير: لاثنين و عشرين يمضين من رمضان.
6- ترجمته في تهذيب الكمال 195/6.

أن عيسى بن مريم عليه السلام رفع من طور زيتا (1)،بعث اللّه عز و جلّ ريحا فخفقت به حتى هرول، ثم رفعه اللّه عزّ و جلّ إلى السماء.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، حدّثنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، و محمّد بن علي بن محمّد بن جعفر.

قالوا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان (2)،حدّثنا سعيد بن أبي مريم، عن نافع بن يزيد، حدّثني ابن (3) غزيّة، عن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان أن أمّه فاطمة بنت حسين بن علي حدّثته أنّ عائشة كانت تقول:

أخبرتني فاطمة.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أخبرها أنه لم يكن نبي كان بعده نبيّ إلاّ عاش بعده نصف عمر الذي كان قبله، و أنه أخبرني أن عيسى بن مريم عاش عشرين و مائة سنة، فلا أراني إلاّ ذاهب على رأس ستين (4)[10289].

حدّثني أبو القاسم محمود بن عبد الرّحمن البستي، أنبأنا أبو بكر بن خلف، أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن سعيد الرازي، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن مسلم بن وارة (5)،حدّثنا سعيد بن أبي مريم قال: هذا كتاب لنافع بن يزيد هو أعطانيه و أنا شاكّ أن أكون عرضته عليه أم لا، قال: حدّثني عمارة بن غزيّة، عن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان أن أمّه فاطمة بنت حسين حدّثته أن عائشة كانت تقول:

إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في مرضه الذي قبض فيه قال:«يا فاطمة يا ابنتي، احني علي» فأحنت عليه، فناجاها ساعة ثم انكشفت عنه تبكي و عائشة حاضرة، ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بعد ذلك بساعة:«احني عليّ » فحنت عليه فناجاها ساعة ثم انكشفت عنه تضحك، فقالت

ص: 481


1- طور زيتا: جبل مشرف على بيت المقدس (معجم البلدان).
2- لم أعثر على الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ المطبوع. و رواه ابن كثير في قصص الأنبياء 442/2 و البداية و النهاية 112/2 عن يعقوب بن سفيان في تاريخه.
3- الأصل:«ابن أبي عرنه» و الصواب ما أثبت و ضبط ، و هو عمارة بن غزية، راجع ترجمة محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان، في تهذيب الكمال 441/16.
4- عقب ابن كثير: فهو حديث غريب.
5- تقرأ بالأصل:«داره» تصحيف، و الصواب ما أثبت «وارة» بالواو، ترجمته في سير أعلام النبلاء 28/13.

عائشة: يا بنت رسول اللّه أخبريني ما ذا ناجاك أبوك ؟ قالت: أوشكت رأيته ناجاني على حال سرّ، ثم ظننت أنّي أخبر بسره و هو حي! فشق ذلك على عائشة أن يكون سرّا (1) دونها، فلما قبضه اللّه إليه قالت عائشة لفاطمة: أ لا تخبريني ذلك الخبر؟ قالت: أمّا الآن فنعم، ناجاني في المرة الأولى، فأخبرني أنّ جبريل كان يعارضه القرآن في كل عام مرة، و أنه عارضه العام مرتين، و أنه أخبره أنه لم يكن نبيّ [كان بعده نبيّ ] (2) إلاّ عاش نصف عمر الذي كان قبله، و أنه أخبرني أن عيسى عاش عشرين و مائة سنة، و لا أراني إلاّ ذاهبا (3) على رأس الستين، فأبكاني ذلك، و قال: يا بنية إنّه ليس من نساء المؤمنين أعظم رزيّة منك، فلا تكونى أدنى من امرأة صبرا» ثم ناجاني في المرة الأخرى، فأخبرني أنّي أول أهله لحوقا به، و قال: إنّك سيّدة نساء أهل الجنّة (4)[10290].

أخبرنا (5) أبو بكر الأنصاري، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة، أنبأنا محمّد بن سعد (6)،أنبأنا هاشم بن القاسم، حدّثنا أبو معشر، عن يزيد بن زياد قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في السنة التي قبض فيها لعائشة:

«إنّ جبريل كان يعرض عليّ القرآن في كل سنة مرة، و قد عرض عليّ العام مرتين، و إنّه لم يكن نبيّ إلاّ عاش نصف عمر أخيه الذي كان قبله، عاش عيسى مائة و خمسا و عشرين سنة، و هذه اثنتان و ستون سنة» و مات في نصف السنة (7).

[قال ابن عساكر:] كذا في هاتين الروايتين (8)؛و الصحيح أنّ عيسى لم يبلغ هذا العمر، و إنّما أراد به مدة مقامه في أمّته كما.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.

ص: 482


1- الأصل: سر.
2- الزيادة للإيضاح عن دلائل النبوة للبيهقي.
3- الأصل:«و هو» و المثبت عن دلائل النبوة للبيهقي.
4- رواه البيهقي في دلائل النبوة 166/7.
5- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
6- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 195/2 تحت عنوان: ذكر عرض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم القرآن على جبريل.
7- كتب بعدها بالأصل: إلى.
8- عنى بهما، الرواية التي قالت أن عيسى بن مريم عاش مائة و عشرين سنة، و الأخرى التي قالت أنه عاش مائة و خمسا عشرين سنة.

ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا الحسين بن الأسود، حدّثنا عمرو بن محمّد العنقزي (1)، حدّثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة قال:

قالت فاطمة بنت النبي صلّى اللّه عليه و سلم: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ عيسى بن مريم مكث في بني إسرائيل أربعين سنة» (2)[10291].

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد، أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي، حدّثنا أبو حفص بن شاهين، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثنا محمّد بن عمّار المكي، حدّثنا سفيان، عن عمرو، عن يحيى بن جعدة، قال:

دعا النبي صلّى اللّه عليه و سلم فاطمة في مرضه الذي توفي فيه، فسارّها بشيء فبكت، ثم سارّها فضحكت، فسألوها فأبت أن تخبر، فلما قبض صلّى اللّه عليه و سلم أخبرتهم، قالت: دعاني فقال:«إن اللّه لم يبعث نبيا إلاّ و قد عمّر الذي بعده نصف عمره، و إنّ عيسى لبث في بني إسرائيل أربعين سنة، و هذه توفي لي عشرين، و لا أراني إلاّ ميت (3) في مرضي هذا و إن القرآن كان يعرض عليّ في كل عام مرة و إنه عرض عليّ في هذه السنة مرتين»، فبكيت، ثم دعاني فقال لي:«إن أول من يقدم عليّ من أهلي أنت»، فضحكت[10292].

أنبأنا أبو القاسم بن بيان، أنبأنا أبو القاسم بن بشران.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا محمّد بن أحمد بن الحسن، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا أبي، حدّثنا عثمان، حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم قال:

لم يكن نبيّ إلاّ عاش مثل نصف عمر صاحبه الذي كان قبله، و عاش عيسى في قومه أربعين سنة (4).

ص: 483


1- اللفظة غير مقروءة بالأصل، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 328/14. و هذه النسبة بفتح المهملة و القاف بينهما نون ساكنة و بالزاي (كما في تقريب التهذيب)، نسبة إلى العنقز و هو المرزنجوش.
2- رواه ابن كثير في قصص الأنبياء 442/2 و البداية و النهاية 113/2.
3- كذا بالأصل و المختصر.
4- البداية و النهاية 113/2 و قصص الأنبياء 442/2.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنبأنا عبد الملك بن محمّد، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا أبي، حدّثنا معاوية بن هشام، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم قال: مكث عيسى في قومه أربعين عاما (1).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد، أنبأنا عمر بن عبيد اللّه، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو عمرو بن السماك، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا عثمان بن مسلم، قالوا: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب قال:

رفع عيسى و هو ابن ثلاث و ثلاثين سنة (2)،و مات معاذ بن جبل و هو ابن ثلاث و ثلاثين سنة، و ليس في رواية موسى بن إسماعيل ذكر معاذ.

أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان في كتابه، أنبأنا أبو القاسم بن بشران.

ح و أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف، حدّثنا محمّد بن سفيان بن أبي شيبة، حدّثنا أبي، حدّثنا شاذان، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب قال:

رفع عيسى بن مريم ابن ثلاث و ستين سنة.

و الأول هو (3) الصحيح.

أخبرنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، و أبو منصور مقرب بن الحسين بن الحسن البواب، قالا: أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون، أنبأنا أبو الحسن الدّار قطني، حدّثنا علي بن عبيد اللّه بن مبشّر، حدّثني عبد اللّه بن عبد المؤمن الواسطي، حدّثنا يحيى بن حمّاد، حدّثنا أبو عوانة، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي عن سلمان قال:

ص: 484


1- رواه ابن كثير في قصص الأنبياء 442/2 و البداية و النهاية 113/2.
2- رواه ابن كثير في قصص الأنبياء 441/2 و البداية و النهاية 112/2.
3- كتبت «هو» فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

الفترة ما بين عيسى و محمّد صلّى اللّه عليه و سلم ستمائة.

قال: و حدّثنا ابن مبشّر، حدّثنا عيسى بن شاذان، حدّثنا زيد بن عوف، حدّثنا أبو عوانة، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن سلمان قال المغيرة:

فيما بين عيسى بن مريم و بين النبي صلّى اللّه عليه و سلم ستمائة سنة (1).

قال الدّار قطني: أخرجه البخاري (2) عن الحسن بن مدرك عن يحيى بن حمّاد.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (3)،حدّثنا ابن قتيبة و الحسين بن أبي معشر، قالا: حدّثنا عبد الوهّاب بن الضّحّاك (4)،حدّثنا ابن عيّاش، عن عمر بن محمّد، عن أبي عقال مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، عن أنس بن مالك قال:

بينا نحن مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إذ رأينا بردا و يدا فقلنا: يا رسول اللّه ما هذا البرد الذي رأينا و اليد؟ قال:«قد رأيتموه ؟» قلنا: نعم، قال:«ذاك عيسى بن مريم سلّم علي»[10293].

اسم أبي عقال: هلال بن زيد بن يسار بن بولاء.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم السّلمى، و أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرّج الأزدي، قالا: أنبأنا علي بن محمّد السّلمي، أنبأنا عبد الرّحمن بن عثمان التّميمي، أنبأنا خيثمة بن سليمان القرشي، حدّثنا أحمد بن أبي غرزة (5)،حدّثنا إسماعيل بن أبان الأزدي، حدّثنا محمّد بن زياد الألهاني، عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي عقال عن أنس بن مالك قال:

كنت أطوف مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حول الكعبة إذ رأيته صافح شيئا و لا نراه، قلنا: يا رسول اللّه رأيناك صافحت شيئا و لا يراه أحد، قال:«ذاك أخي عيسى بن مريم انتظرته حتى قضى طوافه فسلّمت عليه»[10294].

ص: 485


1- رواه ابن كثير في قصص الأنبياء 453/2 و البداية و النهاية 118/2.
2- صحيح البخاري(63) كتاب مناقب الأنصار(35) باب، رقم 3948 325/2 طبعة دار الفكر.
3- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 118/7 في ترجمة هلال بن زيد بن يسار.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 395/6.
5- بالأصل: عرزه، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 239/13.

كذا قال.

و أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن الصّوري، أنبأنا علي بن الحسن المقرئ، أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمير النحّاس، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدّثنا محمّد بن عبيد بن عتبة، حدّثنا إسماعيل بن أبان، حدّثنا عمر بن زياد الألهاني، عن جابر الجعفي، عن أبي عقال، عن أنس قال:

رأيت النبيّ صلّى اللّه عليه و سلم و أهوى إلى شيء و هو في الطواف كأنه يصافح، فقلنا: يا رسول اللّه رأيناك أهويت إلى شيء فصافحته و لم نر شيئا، قال:«ذاك ابن مريم انتظرته حتى قضى طوافه فسلّمت عليه»[10295].

أخبرنا أبو العبّاس عمر بن عبيد اللّه بن أحمد، حدّثنا علي بن محمّد بن أحمد - إملاء - أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم النصرآباذي (1)،أنبأنا إسماعيل بن نجيد (2)،أنبأنا محمّد بن الحسن بن الخليل، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا شيبان بن عبد الرّحمن، عن عاصم بن أبي النّجود، عن أبي رزين، عن أبي يحيى مولى ابن عفراء عن ابن عبّاس.

أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال لقريش:«يا معشر قريش، لا خير في أحد يعبد من دون اللّه»، قالوا: أ ليس تزعم أنّ عيسى كان عبدا تقيا و عبدا صالحا، فلو كان كما تزعم أنه.... (3)

فأنزل اللّه تعالى: وَ لَمّٰا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً الآية (4)[10296].

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنبأنا أبو منصور بن شكرويه، و أبو بكر السمسار، قالا: أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه بن خرّشيذ قوله، حدّثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - حدّثنا ابن أبي عون - و هو محمّد بن أبي عون - حدّثنا سفيان، عن عمرو، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:

إن كان ما يقول أبو هريرة حقا فهو قوله وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسّٰاعَةِ (5)قال: نزول عيسى بن مريم.

ص: 486


1- النصرآبادي بالذال المعجمة، نسبة إلى نصرآباذ محلة بنيسابور. ذكره السمعاني و ترجمه (الأنساب).
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 146/16.
3- لفظة غير مقروءة بالأصل.
4- سورة الزخرف، الآية:57.
5- سورة الزخرف، الآية:61 و بالأصل: الساعة.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو علي الحسن بن علي، أنبأنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا شيبان، عن عاصم، عن أبي رزين، عن أبي يحيى مولى ابن عقيل الأنصاري قال: قال ابن عبّاس:

لقد علمت آية من القرآن ما سألني عنها رجل قط ، فما أدري، أعلمها الناس فلم يسألوا عنها، أم لم يفطنوا لها فيسألوا عنها؟ قال: ثم طفق يحدّثنا، فلمّا قام تلاومنا ألاّ نكون سألناه عنها، فقلت: أنا لها إذا راح غدا، فلما راح الغد قلت: يا ابن عبّاس ذكرت أمس أن آية من القرآن لم يسألك عنها رجل قط فلا تدري أعلمها الناس فلم يسألوا عنها، أم لم يفطنوا لها؟ فقلت: أخبرني عنها، و عن اللاتي قرأت قبلها؟ قال: نعم، إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال لقريش:

«يا معشر قريش إنّه ليس أحد يعبد دون اللّه فيه خير، و قد علمت قريش أن النصارى تعبد عيسى بن مريم و ما تقول في محمّد»، فقالوا: يا محمّد أ لست تزعم أن عيسى كان نبيّا و عبدا من عباد اللّه صالحا، فلئن كنت صادقا فإنّ آلهتهم لكما تقولون، فأنزل اللّه عز و جل: وَ لَمّٰا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذٰا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ قال: قلت: ما يصدّون ؟ قال: يضجّون، وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسّٰاعَةِ قال: هو خروج عيسى بن مريم قبل القيامة.

أخبرنا (2) أبو علي الحسن بن المظفّر بن الحسن بن السّبط ، أنبأنا أبي أبو سعد، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم الدّيبلي (3)،حدّثنا أبو عبد اللّه سعيد بن عبد الرّحمن المخزومي، حدّثنا سفيان، عن عمرو عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:

إن كان ما يقول أبو هريرة حقا فهو عيسى بن مريم، وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسّٰاعَةِ فَلاٰ تَمْتَرُنَّ بِهٰا (4)إنما قال سفيان: يقول أبو هريرة: أقرءوه منّي السلام (5).

أخبرنا أخبرناه أبو حامد أحمد بن نصر بن علي بن أحمد الطوسي، حدّثنا والدي الحاكم أبو الفتح نصر بن علي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدّثنا العبّاس بن محمّد بن حاتم.

ص: 487


1- رواه أحمد بن حنبل في مسنده 681/1 رقم 2921 طبعة دار الفكر.
2- كتب فوقها في الأصل: ملحق.
3- الأصل: الدبيلي، بتقديم الباء، تصحيف. تقدم التعريف به.
4- سورة الزخرف، الآية:61.
5- كتب بعدها بالأصل: إلى.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد - إملاء - أنبأنا طلحة بن علي بن [الصّقر] (1)الكتّاني (2)،حدّثنا أحمد بن عثمان (3)بن يحيى الأدمي، حدّثنا عبّاس بن محمّد الدّوري، حدّثنا الحسن بن موسى الأشيب، حدّثنا شيبان بن عبد الرّحمن، عن عاصم بن أبي النّجود، عن أبي رزين، عن أبي يحيى مولى ابن عقيل (4)الأنصاري، قال: قال ابن عبّاس:

لقد علمت آية من القرآن ما سألني عنها رجل قط فلا أدري أعلمها الناس فلم يسألوني - و قال ابن يعقوب: فلم يسألوا عنها - أم لم يفطنوا لها فيسألون، و قال ابن يعقوب: فيسألوا عنها - فقلت: أخبرني عنها و عن التي قبلها - و قال ابن يعقوب: و عن اللائي - قرأت قبلها، قال: نعم، إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال لقريش:«يا معشر قريش، إنّه ليس أحد يعبد دون اللّه فيه، و قد علمت قريش أن النصارى تعبد عيسى بن مريم و ما تقول في عيسى»، فقالوا: يا محمّد أ لست تزعم أن عيسى كان نبيا و عبدا من عباد اللّه الصالحين ؟ فإن - و قال ابن يعقوب: من عباد اللّه صالحا فلئن - كنت صادقا فإن - و قال ابن يعقوب: إن - آلهتهم لكما تقولون ؟ قال:

فأنزل اللّه عزّ و جل: وَ لَمّٰا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذٰا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ -زاد أبو حامد قال:

ما يصدون ؟ و قالا:- قال: يضجّون، قال: وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسّٰاعَةِ قال: هو خروج عيسى بن مريم قبل يوم القيامة.

أخبرني (5) أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا محمّد بن علي المقرئ، أنبأنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضّل، حدّثنا أبي، حدّثنا يحيى بن معين، حدّثنا يحيى بن آدم، عن الحسن بن صالح قال:

لما قيل (6)[لعيسى] (7): أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنّٰاسِ اتَّخِذُونِي وَ أُمِّي إِلٰهَيْنِ مِنْ دُونِ اللّٰهِ (8)

ص: 488


1- مكانها بالأصل بياض، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 479/17 و الزيادة المثبتة عن سير الأعلام.
2- الأصل: الكناني، تصحيف، و الصواب ما أثبت، راجع الأنساب، و الحاشية السابقة.
3- الأصل: علي، تصحيف، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 568/15 و ترجمة طلحة بن علي بن الصقر في سير الأعلام 479/17.
4- غير واضحة بالأصل، و المثبت يوافق الرواية السابقة.
5- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
6- الأصل: قال.
7- الزيادة لازمة للإيضاح.
8- سورة المائدة، الآية:116.

تزايلت مفاصله، و لمّا قال لقمان لابنه: يٰا بُنَيَّ إِنَّهٰا إِنْ تَكُ (1)مِثْقٰالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمٰاوٰاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللّٰهُ (2)تفطّر، فمات (3).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا محمّد بن العبّاس بن حيّوية، حدّثنا محمّد بن هارون بن حميد، حدّثنا محمّد بن يحيى بن أبي عمر العبدي، حدّثنا سفيان، عن عمرو، عن طاوس، عن أبي هريرة قال:

تلقّى عيسى حجته و لقاه اللّه في قوله: إِذْ قٰالَ اللّٰهُ يٰا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنّٰاسِ اتَّخِذُونِي وَ أُمِّي إِلٰهَيْنِ (4)قال أبو هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم: فلقاه عزّ و جلّ سُبْحٰانَكَ مٰا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مٰا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ .

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: حدّثنا أبو العبّاس الأصم، حدّثنا العبّاس بن محمّد، حدّثنا الحسن بن موسى الأشيب، حدّثنا شيبان بن عبد الرّحمن، عن عاصم بن أبي النّجود، عن أبي رزين، عن أبي يحيى مولى بني عفراء (5)الأنصاري قال: قال ابن عبّاس في قوله: وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسّٰاعَةِ (6)قال: هو خروج عيسى بن مريم قبل يوم القيامة.

رواها سفيان الثوري و شعبة عن عاصم من غير ذكر أبي يحيى.

أخبرنا بها أبو القاسم إسماعيل بن محمّد، أنبأنا محمّد بن أحمد بن علي، أنبأنا أحمد بن موسى بن مردويه، أنبأنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا أبو المثنّى معاذ بن المثنّى، حدّثنا مسدّد بن مسرهد، حدّثنا يحيى، حدّثنا سفيان و شعبة، عن عاصم، عن أبي رزين، عن ابن عبّاس وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسّٰاعَةِ قال: نزول عيسى بن مريم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن بن أبي نصر، أنبأنا أبو بكر الميانجي، أنبأنا أبو العباس السّرّاج، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا الليث، عن ابن شهاب، عن ابن المسيّب.

ح و أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أنبأنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد،

ص: 489


1- الأصل: تكن.
2- سورة لقمان، الآية:16.
3- زيد بعدها بالأصل: إلى.
4- سورة المائدة، الآية:116.
5- كذا بالأصل هنا: بني عفراء.
6- سورة الزخرف، الآية:61.

أنبأنا أبو محمّد المخلدي، أنبأنا أبو العباس السّراج، حدّثنا قتيبة بن سعيد الثقفي، حدّثنا الليث، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيّب أنه سمع أبا هريرة يقول:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«و الذي نفسي بيده ليوشكنّ أن ينزل فيكم ابن مريم حكما، مقسطا، فيكسر الصليب، و يقتل الخنزير، و يضع الجزية، و يفيض المال حتى لا يقبله أحد»[10297].

أخبرنا أبوا (1) الحسن الفقيهان، قالا: أنبأنا أبو العباس بن قيس، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا خيثمة بن سليمان، أنبأنا العباس، أخبرني أبي، حدّثنا الأوزاعي، حدّثني الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان يقول:«و الذي نفسي بيده ليوشكنّ أن ينزل فيكم ابن مريم حكما قسطا، فيكسر الصليب و يقتل الخنزير، و يضع الجزية، و يفيض المال حتى لا يقبله أحد»[10298].

أخبرناه عاليا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، و أم البهاء بنت البغدادي، قالا: أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد بن الربيع بن سليمان الجيزي، حدّثنا هارون بن سعيد الأيلي، حدّثنا سفيان، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«يوشك أن ينزل إليكم ابن مريم حكما عدلا، و إماما مقسطا، يكسر الصليب و يقتل الخنزير، و يضع الجزية، و يفيض المال حتى لا يقبله أحد»[10299].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد بن أبي عثمان، و عبد اللّه بن أحمد بن عثمان السكري، قالوا: أنبأنا عبيد اللّه بن محمد بن أبي مسلم، أنبأنا محمّد بن جعفر بن أحمد الطّبري، حدّثنا بشر بن مطر، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال:

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«يوشك أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا، فيكسر الصليب و يقتل الخنزير و يضع الجزية، و يفيض المال حتى لا يقبله أحد».

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر المقرئ، أنبأنا أبو بكر الجوزقي، أنبأنا

ص: 490


1- بالأصل:«أبو».

مكي بن عبدان، حدّثنا عبد الرّحمن بن بشر، حدّثنا سفيان، عن الزهري.

ح قال: و أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، حدّثنا عبد اللّه بن هاشم، حدّثنا سفيان، عن الزهري.

ح قال: و أنبأنا أبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الموصلي - ببغداد - حدّثنا علي بن حرب، حدّثنا سفيان، عن الزهري سمع سعيد بن المسيّب يخبر عن أبي هريرة يبلّغ به النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:- و قال علي بن حرب: عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:- «ينزل فيكم ابن مريم إماما مقسطا و حكما عدلا فيضع الجزية، و يفيض المال حتى لا يقبله أحد، و يكسر الصليب و يقتل الخنزير»[10300].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو محمّد الصّريفيني، أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا علي بن الجعد، أنبأنا عبد العزيز بن عبد اللّه، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة.

عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«و الذي نفسي بيده ليوشكنّ أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عادلا، يكسر الصليب، و يقتل الخنزير، و يضع الجزية، و يفيض المال و لا يقبله أحد»[10301].

أخبرنا (1) أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو منصور عمر بن أحمد بن محمّد الحوري (2)،أنبأنا أبو العباس محمّد بن أحمد بن محمّد السّليطي، أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن، حدّثنا أحمد بن حفص بن عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثني إبراهيم بن طهمان، عن محمّد بن ميسرة، عن الزّهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«يوشك أن ينزل ابن مريم حكما مقسطا، فيقتل الدّجّال، و يقتل الخنزير، و يكسر الصليب، و يفيض المال، و تكون السجدة واحدة للّه رب العالمين» قال:

«و اقرءوا إن شئتم: وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتٰابِ إِلاّٰ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ » (3)،قال: موت عيسى عليه السلام، يعيدها أبو هريرة ثلاث مرات[10302].

و لهذا الحديث عندنا طرق كثيرة.

و رواه قتادة عن ابن المسيّب.

ص: 491


1- كتب فوقها في الأصل: ملحق.
2- كذا رسمها بالأصل بدون إعجام.
3- سورة النساء، الآية:159.

أخبرناه أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا - و أبو نصر بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن شهريار الأصبهاني، أنبأنا سليمان بن أحمد الطّبراني، حدّثنا عيسى بن محمّد الصّيدلاني البغدادي، حدّثنا محمّد بن عقبة السّدوسي، حدّثنا محمّد بن عثمان بن سيّار القرشي، حدّثنا كعب أبو عبد اللّه، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«ألا إنّ عيسى بن مريم ليس بيني و بينه نبيّ و لا رسول، ألاّ إنه خليفتي في أمّتي من بعدي، ألاّ إنه يقتل الدّجال، و يكسر الصليب، و يضع الجزية، و تضع الحرب أوزارها، ألا فمن أدركه منكم فليقرأ عليه السلام»[10303].

قال سليمان: لم يروه عن قتادة إلاّ كعب، أبو عبد اللّه البصري و لا عنه إلاّ محمّد، تفرّد به ابن عقبة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أم المجتبى بنت ناصر، قالا: أنبأنا عبد الرزّاق بن عمر بن موسى، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو العبّاس بن قتيبة (2)- و اللفظ له - و محمّد بن زبّان (3)،قالا: حدّثنا عيسى [بن حماد] (4).

ح و أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنبأنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد اللّه الطّبري، أنبأنا علي بن عمر بن محمّد، حدّثنا محمّد بن محمّد الباغندي، حدّثنا عيسى بن زغبة، أنبأنا الليث بن سعد، عن سعيد - زاد ابن كادش: ابن أبي سعيد - و قالوا: المقبري، عن عطاء بن ميناء (5)،مولى ابن أبي ذباب، عن أبي هريرة، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لينزلنّ ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصليب، و ليقتلن الخنزير - زاد الخلال و فاطمة: و لتتركن القلاص (6) فلا يسعى عليها، و قالوا: و لتذهبنّ الشحناء (7)و التباغض و التحاسد، و يدعى إلى المال فلا يقبل»[10304].

ص: 492


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 172/11 في ترجمة عيسى بن محمد الصيدلاني.
2- هو محمد بن الحسن بن قتيبة، أبو العباس، ترجمته في سير أعلام النبلاء 292/14.
3- بدون إعجام بالأصل، و الصواب ما أثبت و ضبط «زبّان» انظر الحاشية التالية.
4- هو عيسى بن حماد زغبة، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 537/14.
5- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 73/13. و ميناء بكسر الميم و سكون التحتانية ثم نون، كما في تقريب التهذيب.
6- الكلمة مطموسة بالأصل، و المثبت عن المختصر.
7- رسمها غير واضح:«الختا» و المثبت عن المختصر.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنبأنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو محمّد المخلدي، أنبأنا أبو العباس السّرّاج، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا الليث، عن سعيد بن أبي سعيد، عن عطاء بن مينا، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لينزلنّ ابن مريم حكما عادلا، فليكسرنّ الصليب، و ليقتلنّ الخنزير، و ليضعنّ الجزية، و ليتركن القلاص فلا يسعى عليها، و لتذهبن الشحناء و التباغض، و التحاسد، و ليدعونّ إلى المال فلا يقبله أحد»[10305].

و هذا هو المحفوظ ، و رواه ابن إسحاق عن سعيد المقبري، فقال: عن أبيه.

أخبرناه أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المصري، أنبأنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى، أنبأنا أبو محمّد بن أبي شريح، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا أبو مسلم الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحرّاني، حدّثنا محمّد بن سلمة الحرّاني، عن محمّد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ليهبطنّ اللّه عز و جل عيسى بن مريم حكما عدلا، و إماما مقسطا، فليسلكنّ فجّ الرّوحاء (1) حاجّا أو معتمرا، و ليقفنّ على قبري، فليسلّمن عليّ ، و لأردّن عليه»[10306].

و روي عن سعيد عن أبي هريرة نفسه.

أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا أحمد بن عيسى، حدّثنا ابن وهب، عن أبي صخر (2) أن سعيد المقبري أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«و الذي نفس أبي القاسم بيده لينزلنّ عيسى بن مريم إماما مقسطا، و حكما عدلا، فليكسرنّ الصليب، و ليقتلنّ الخنزير، و ليصلحنّ ذات البين،

ص: 493


1- فج الروحاء بين مكة و المدينة (راجع معجم البلدان).
2- هو حميد بن زياد المدني، راجع تهذيب عبد اللّه بن وهب بن مسلم الفهري، في تهذيب الكمال 619/10.

و لتذهبن الشحناء، و ليعرض عليه المال فلا - و قال ابن المقرئ: لا - يقبله أحد، ثم لئن قام على قبري فقال يا محمّد لأجيبنّه - و قال ابن المقرئ: لأجبته»[10307].

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنبأنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد اللّه، أنبأنا علي بن عمر بن محمّد الحربي، حدّثنا محمّد بن محمّد الباغندي، حدّثنا عبد السلام بن عبد الحميد الإمام، حدّثنا عيسى بن يونس، عن عبيد اللّه بن عمر، عن أبي الزّناد، عن الأعرج (1)،عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لينزلنّ عيسى بن مريم بالرّوحاء حاجّا أو معتمرا أو.... (2)».

قال: و حدّثنا عبد السلام، حدّثنا عيسى بن يونس، عن هشام بن عروة، عن رجل، عن أبي هريرة مثله.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو علي الرّوذباري، أنبأنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار.

ح قال: و حدّثنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن عمرو الرّزّاز، قالا:

حدّثنا أحمد بن الوليد الفحّام، حدّثنا أبو أحمد الزّبيري، حدّثنا كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«يوشك المسيح عيسى بن مريم أن ينزل حكما مقسطا، و إمام عادلا، فيقتل الخنزير، و يكسر الصليب، و تكون الدعوة واحدة، فاقرءوه السلام من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم»، فلما حضرته الوفاة قال:«أقرءوه مني السلام»[10308].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (3)،أنبأنا سفيان - يعني ابن حسين - عن الزهري، عن حنظلة، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ينزل عيسى بن مريم فيقتل الخنزير، و يمحو (4) الصليب،

ص: 494


1- هو عبد الرّحمن بن هرمز، أبو داود المدني، ترجمته في سير أعلام النبلاء 69/5.
2- كلمة غير مقروءة بالأصل.
3- رواه أحمد بن حنبل في المسند 141/3-142 رقم 7908 طبعة دار الفكر.
4- الأصل:«و يمحا» و المثبت عن المسند.

و تجمع له الصلاة، و يعطي المال حتى لا يقبل، و يضع الخراج، و ينزل الروحاء فيحجّ منها أو يعتمر أو يجمعهما»، قال: و تلا أبو هريرة: وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتٰابِ إِلاّٰ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ، وَ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً (1)[10309].

فزعم حنظلة أن أبا هريرة قال: يؤمن به قبل موت عيسى، فلا أدري: هذا كله في حديث النبي صلّى اللّه عليه و سلم، أو شيء قاله أبو هريرة ؟ أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، أنبأنا أبو القاسم بن البسري.

ح و أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، و أبو محمّد بن طاوس، و أبو محمّد محمود بن محمّد بن مالك، و أبو يحيى بشر بن عبد اللّه.

قالوا: أنبأنا أبو محمّد التميمي.

قالا: أنبأنا أبو عمر بن مهدي، أنبأنا محمّد بن مخلد، حدّثنا طاهر بن خالد بن نزار، حدّثني أبي، عن إبراهيم بن طهمان (2)،حدّثني الحجّاج بن الحجّاج (3) عن عبد الأعلى (4) بن عبد ربه أنه حدّثه أنه سمع أبا هريرة يحدّث أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال (5).

و أخبرنا (6) أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، أنبأنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد بن محمّد السّليطي، أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن، حدّثنا أحمد بن حفص، و عبد اللّه بن محمّد الفراء، و قطن بن إبراهيم، قالوا: حدّثنا حفص بن عبد اللّه، حدّثني إبراهيم - و هو ابن طهمان - عن الحجّاج عن قتادة.

عن عبد الأعلى بن عبد ربه أنه حدّث أنه سمع أبا هريرة يقول: قال (7) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«إنّ عيسى نازل فيقتل الدجال، و يكسر الصليب، و يقتل الخنزير»[10310].

و سقط ذكر قتادة من حديث خالد بن نزار (8).

ص: 495


1- سورة النساء، الآية:159.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 378/7.
3- هو حجاج بن حجاج الباهلي البصري الأحول، ترجمته في تهذيب الكمال 152/4.
4- بالأصل:«عبد الأعلى علي بن عبد ربه» و المثبت عن ترجمة حجاج المتقدم، في تهذيب الكمال، راجع الحاشية السابقة.
5- كذا بالأصل.
6- كتب فوقها في الأصل: ملحق.
7- كتب فوقها في الأصل: إلى.
8- راجع ترجمة خالد بن نزار بن المغيرة بن سليم الغساني في تهذيب الكمال 420/5.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد الذّكواني (1)،أنبأنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق البرجي (2)،حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عمر بن حفص، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم شاذان، حدّثنا سعد بن الصلت، عن حميد بن صخر (3)،عن شبيه (4) المدني، عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«لا تقوم الساعة حتى ينزل عيسى بن مريم إماما مقسطا، و حكما عدلا، و يقتل الخنزير، و يكسر الصليب، و يذهب الشحناء، و يصلح السنن، و يفيض المال، فلا يقبله أحد، فإن قام عند قبري فقال: يا محمّد لأجيبه»[10311].

أخبرنا (5) أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (6)،حدّثنا سريج (7)،حدّثنا فليح، عن الحارث بن فضيل الأنصاري، عن زياد بن سعد، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ينزل [عيسى] (7) ابن مريم إماما عادلا، و حكما مقسطا، فيكسر الصليب، و يقتل الخنزير، و يرجع السّلم، و يتّخذ السيوف مناجل، و تذهب حمّة كلّ ذات حمّة (8)،و تنزل السماء رزقها، و تخرج الأرض بركتها حتى يلعب الصبيّ بالثعبان فلا يضرّه، و تراعي الغنم الذئب فلا يضرّها، و يراعي الأسد البقر فلا يضرّها»[10312].

أخبرنا (9) أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو سعد (10) الجنزرودي، حدّثنا جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ ، حدّثنا علي بن الحسين بن إشكاب، حدّثنا علي بن عاصم، عن خالد، و هشام عن محمّد، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«أوشك من عاش منكم أن يلقى عيسى بن مريم عليه السلام، حكما عدلا، و إماما

ص: 496


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 103/19.
2- غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبت، و قد ذكر الذهبي في مشايخ الذكواني المتقدم:«عثمان البرجي» راجع الحاشية السابقة.
3- كذا بالأصل، و هو حميد بن زياد، أبو صخر، و يقال: حميد بن صخر ترجمته في تهذيب الكمال 242/5.
4- كذا بالأصل.
5- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
6- رواه أحمد بن حنبل في المسند 530/3 رقم 10265 طبعة دار الفكر.
7- زيادة عن المسند.
8- الحمة: الإبرة التي تضرب بها الحية و العقرب و الزنبور و نحو ذلك، أو تلدغ بها (اللسان: حمى).
9- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
10- الأصل: سعيد، تصحيف.

مهديا، فيكسر الصليب، و يقتل الخنزير، و تضع الحرب أوزارها» (1)[10313].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو البركات الأنماطي، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو [حامد] (2) محمّد بن هارون الحضرمي، حدّثنا سليمان بن عمر الأقطع، حدّثنا أبي، حدّثنا الخليل بن مرة، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«الدّجّال خارج، و إنه أعور عين الشمال، عليها ظفرة (3) غليظة، و إنه يبرئ الأكمه و الأبرص، و يحيي الموتى، و يقول للناس: إنّي ربكم، فمن قال أنت ربي فقد افتتن، و من قال: ربّي اللّه حتى يموت على ذلك فقد عصم من فتنة الدّجّال، و لا فتنة عليه و لا عذاب، فيمكث في الأرض ما شاء اللّه، ثم ينزل عيسى بن مريم من قبل المغرب مصدّقا محمّد صلّى اللّه عليه و سلم و على ملّته، فيقتل الدجّال، ثم إنّما هو قيام الساعة»[10314].

أخبرنا أبو القاسم الكاتب، أنبأنا أبو علي الواعظ ، أنبأنا أبو بكر بن مالك، حدّثنا أبو عبد اللّه الشيباني (4)،حدّثني أبي أحمد بن محمّد بن حنبل، حدّثنا سليمان بن داود، حدّثنا حرب بن شدّاد، عن يحيى بن أبي كثير، حدّثني الحضرمي بن لاحق، أن ذكوان أبا صالح أخبره أن عائشة أخبرته قالت:

دخل علي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و أنا أبكي، فقال:«ما يبكيك ؟» قلت: يا رسول اللّه ذكرت الدجال فبكيت، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إن يخرج الدّجّال و أنا حي كفيتكموه، و إن يخرج بعدي فإنّ ربكم ليس بأعور، إنّه يخرج في يهودية أصبهان حتى يأتي المدينة، فينزل ناحيتها و لها يومئذ سبعة أبواب، على كلّ نقب منها ملكان، فيخرج إليه شرار أهلها حتى يأتي الشام مدينة بفلسطين (5)-بباب لدّ (6)-و قال أبو داود مرة: حتى يأتي فلسطين باب لدّ - فينزل عيسى فيقتله، ثم يمكث عيسى في الأرض أربعين سنة إماما عدلا، و حكما مقسطا»[10315].

ص: 497


1- كتب فوقها بالأصل: إلى.
2- سقطت من الأصل، و استدركت على هامشه. ترجمته في سير أعلام النبلاء 25/15.
3- الظفرة محركة، و الظّفر: جليدة تغشي العين (القاموس المحيط ).
4- رواه أحمد بن حنبل في مسنده 352/9 رقم 24521 طبعة دار الفكر.
5- الأصل:«فلسطين» و المثبت عن المختصر و المسند.
6- لد: قرية قرب بيت المقدس (راجع معجم البلدان).

أخبرنا (1) أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح الكرماني، أنبأنا أبو المفضّل محمّد بن أحمد بن أبي جعفر الطّبسي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم المروزي الصّدفي، أنبأنا أبو محمّد بن محمّد بن حليم العامري، أنبأنا أبو الموجّه محمّد بن عمرو بن الموجّه الفزاري، أنبأنا سعيد العامري، حدّثنا أبان بن يزيد، حدّثنا يحيى بن أبي كثير، عن الحضرمي بن لاحق، حدّثه عن أبي صالح، عن عائشة.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم دخل عليها و هي تبكي، فقال:«ما يبكيك ؟» قالت: يا رسول اللّه ذكرت الدجال، فقال:«لا تبكي، فإن يخرج و أنا حيّ أكفيكموه، و إن أمت فإنّ ربكم ليس بأعور، و إنّه يخرج من قبل المشرق، و يخرج معه يهود أصبهان، فيسير حتى ينزل ناحية المدينة و لها يومئذ سبعة أبواب، على كلّ باب ملكان، فيخرج إليه شرار الناس، فيسير حتى يأتي مدينة فلسطين (2)،فينزل عيسى فيقتله و يلبث في الأرض أربعين سنة، أو قريبا من أربعين سنة، إماما عدلا، و حكما مقسطا».

أخبرتنا به أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى الموصلي، حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا حسين بن محمّد، حدّثنا شيبان، عن يحيى، عن حضرمي بن لاحق، عن أبي صالح، عن عائشة أم المؤمنين قالت:

دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و أنا أبكي، فقال:«ما يبكيك ؟» قالت: يا رسول اللّه الدّجّال، قال:«فلا تبكي، فإن يخرج و أنا حيّ فأنا أكفيكموه، و إن أمت فإنّ ربّكم عزّ و جلّ ليس بأعور، و إنّه يخرج معه يهود أصبهان فيسير حتى ينزل بناحية المدينة و لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان، فيخرج إليه شرار أهلها، فينطلق حتى يأتي لدّ، فينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيقتله، ثم يلبث عيسى في الأرض أربعين سنة، إماما عدلا، و حكما قسطا»[10316].

قال: و أنبأنا أبو يعلى الموصلي، حدّثنا هدبة، حدّثنا أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير - بإسناده نحوه (3)-

ص: 498


1- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
2- كذا بالأصل، و لعل الصواب:«بفلسطين» كما تقدم في الرواية السابقة كما في مسند أحمد.
3- كتب فوقها بالأصل: إلى.

و روي عن أبي صالح، عن أبي هريرة شيء منه قوله.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، حدّثنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا الحارث بن محمّد، حدّثنا أبو النّضر - و هو هاشم بن القاسم - حدّثنا أبو معاوية - يعني شيبان (1)-عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:

لا تقوم الساعة حتى ينزل عيسى بن مريم إماما عادلا، و قاضيا مقسطا حتى.... (2).... الإمارة حتى يقتل الخنزير و القردة، و حتى يكسر الصليب، و تكون السجدة للّه رب العالمين، و ذكر الحديث.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا:

حدّثنا عبد العزيز الكتاني (3)،أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أحمد بن سليمان بن زبّان (4)،حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا صدقة بن خالد، حدّثنا ابن جابر، حدّثنا زيد بن أسلم قال:

يهبط المسيح عيسى بن مريم إماما مقسطا، و حكما عدلا، يكسر الصليب، و يقتل الخنزير، و يضع الجزية، و تضع الحرب أوزارها، و تنبر (5) قريش الإمارة، و تملأ الأرض من السلم كما تملأ الإناء حتى يتدفق من جوانبه كلها، و تعود الأرض كفاثور (6) الورق، و ترفع العداوة و البغضاء و الشحناء، و تنزع من كلّ ذي حمّة حمّتها، فيومئذ يطأ الصبيّ على رأس الحية فلا تضرّه، و تفرّ الجارية الأسد، كما تفر جريّ الكلب الصغير، و يقوّم الفرس بعشرين درهما، و تقوّم البقرة بكذا و كذا كأنه يرفع ثمنها.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن قتيبة، حدّثنا حرملة بن يحيى، أنبأنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب.

ص: 499


1- هو شيبان بن عبد الرّحمن التميمي، أبو معاوية البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 415/8.
2- لفظتان بدون إعجام غير واضحتين بالأصل.
3- الأصل: الكناني، تصحيف.
4- بدون إعجام بالأصل، و الصواب ما أثبت و ضبط ، ترجمته في سير أعلام النبلاء 378/15.
5- النبر بالكلام الهمز، و كل شيء رفع شيئا فقد نبره، و النبر: الخلس (اللسان: نبر).
6- الفاثور: الخوان من رخام أو فضة أو ذهب، الطّست، و قرص الشمس (القاموس المحيط ).

ح و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو صالح طرفة بن أحمد بن محمّد بن طرفة، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، حدّثنا أبو بكر بن خريم، حدّثنا دحيم، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا الأوزاعي، عن الزهري، حدّثني نافع مولى أبي قتادة.

ح و أخبرنا أبوا (1) الحسن الفقيهان، قالا: أنبأنا أبو العبّاس بن قبيس، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا خيثمة بن سليمان، أنبأنا العبّاس بن الوليد، أخبرنا أبي، حدّثنا الأوزاعي، حدّثني ابن شهاب، عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاري.

عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان يقول:«كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم و إمامكم منكم»[10317].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي التميمي، أنبأنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (2)،حدّثنا عبد الرّزّاق، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن نافع مولى أبي قتادة، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«كيف بكم إذا نزل بكم ابن مريم فأمّكم - أو قال: إمامكم منكم» [10318].

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، أنبأنا محلم بن إسماعيل بن مضر، أنبأنا الخليل بن أحمد بن محمّد السّجزي.

ح و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنبأنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد الصّيرفي المعروف بالرّومي، قالا: أنبأنا أبو العبّاس السّرّاج، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا ابن لهيعة عن أبي الزّبير، عن جابر قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم - و في حديث السّجزي: النبي صلّى اللّه عليه و سلم - يقول:«لا تزال طائفة من أمّتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم: تعال صلّ بنا، فيقول: لا، إنّ بعضكم على بعض أمراء ليكرمه - و في حديث السّجزي: فيكرمه - اللّه لهذه الأمة»[10319].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن

ص: 500


1- الأصل:«أبو» تصحيف.
2- رواه أحمد بن حنبل في المسند 101/3 رقم 7684 طبعة دار الفكر.

المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا حفص بن عبد اللّه الحلواني، حدّثنا بهلول بن مورق السامي، عن موسى بن عبيدة، عن أخيه - يعني عبد اللّه - عن جابر قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لا تزال أمّتي ظاهرين على الحقّ حتى ينزل عيسى بن مريم فيقول إمامهم: تقدّم، فيقول: أنتم أحقّ ، بعضكم أمراء بعض، أمر، أكرم اللّه به هذه الأمة»[10320].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البنّا، قالوا:

أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو بكر بن مالك، حدّثنا بشر بن موسى، حدّثنا هوذة بن خليفة، حدّثنا الأشعث، عن الحسن قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لا تزال طائفة من أمّتي يقاتلون على الحق ظاهرين حتى ينزل عيسى بن مريم فيقولون: تقدّم فصلّ بنا، فيقول: يتقدّم إمامكم، فإنّ اللّه جعل بعضكم لبعض أئمّة لكرامة هذه الأمة»[10321].

قال: هذا أشعث بن عبد الملك (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور.

قالا: أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا داود بن عمرو، حدّثنا سلاّم بن سليم، حدّثنا سماك، عن يزيد بن دثار بن عبيد بن الأبرص الأسدي، قال: قال عبد اللّه: إن المسيح بن مريم خارج قبل يوم القيامة، و ليستغن به الناس عن من سواه.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنبأنا سعيد بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد الصّيرفي، أنبأنا أبو العبّاس السّرّاج، حدّثنا قتيبة، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي يونس أنه سمع أبا هريرة يقول:

و الذي نفسي بيده لينزلنّ عيسى بن مريم عدلا في الأرض مقسطا، و إنّي لأرجو أن لا أموت حتى ألقاه، و يمسح عن وجهي، و أحدّثه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فيصدّقني.

أخبرنا (2) أبو القاسم هبة اللّه بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، حدّثنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا أبو عمرو يعقوب بن يوسف القزويني، حدّثنا محمّد بن سعيد بن سابق،

ص: 501


1- هو أشعث بن عبد الملك الحراني، أبو هانئ البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 279/2.
2- كتب فوقها في الأصل: ملحق.

حدّثنا أبو جعفر الرازي، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:

ينزل ابن مريم إماما مقسطا و حكما عدلا، فيكسر الصليب، و يقتل الخنزير، و تضع الحرب أوزارها، و تنبر (1) قريش في الإمارة، و تضع كلّ ذات حمل حملها حتى إن الرجل ليضع قدمه على رأس الحية فما تضرّه، و حتى إن الذئب ليكون في الغنم ككلبها، و حتى إن السّبع ليكون في الخيل كراعيها، و حتى إن الصبيّ ليدخل يده في في الذئب فما يضرّه، و حتى إن الملأ ليأكلون التفاحة، و حتى إن العصابة ليأكلون من العنبة ثم يقولون: يا ليت إخواننا أدركوا هذا العيش (2).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أحمد بن سليمان بن زبّان (3)، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا صدقة بن خالد، حدّثنا ابن جابر، عن أبي الأشعث الصّنعاني، قال: سمعت أبا هريرة يقول:

يهبط المسيح بن مريم فيصلّي الصلوات، و يجمع الجمع، و يزيد في الحلال، فقلت:

يا أبا هريرة ما أراه يزيد إلاّ في النساء، فضحك و قال: كأنّي به تجدّ به رواحله ببطن الرّوحاء حاجّا أو معتمرا، فمن لقيه منكم فليقل إنّ أخاك أبا هريرة يقرئك السلام، قال أبو الأشعث:

ثم نظر إليّ فقال: قد أشفقت أ لا أموت حتى أدركه.

أخبرنا أبو الحسن (4) بن قبيس، أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأنا جدي، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن جعفر بن هشام بن (5) ملاّس، حدّثنا شعيب بن عمرو، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا العوّام بن حوشب، عن جبلة (6) بن سحيم، عن مؤثر بن عفازة (7)،عن عبد اللّه بن مسعود قال:

ص: 502


1- بدون إعجام بالأصل، و المثبت يوافق رواية سابقة، و مرّ شرح اللفظة.
2- كتب فوقها في الأصل: إلى.
3- الأصل: ريان، و الصواب ما أثبت و ضبط ، مرّ التعريف به.
4- الأصل: الحسين، تصحيف.
5- بالأصل:«أبي» و ترجمة شعيب عمرو الضبعي، في تاريخ مدينة دمشق 112/23 رقم 2748 ط الدار.
6- رسمها غير واضح بالأصل، ذكره المزي في مشايخ العوام بن حوشب راجع ترجمته في تهذيب الكمال 442/14.
7- الأصل: عفاره بالراء، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 436/18.

كان ليلة أسري برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، لقي إبراهيم، و موسى، و عيسى، فتذاكروا الساعة متى هي ؟ فبدءوا بإبراهيم فسألوه عنها فلم يكن عنده منها علم، و سألوا موسى فلم يكن عنده منها علم، فردّوا الحديث إلى عيسى، فقال: عهد اللّه إليّ فيما دون وجبتها، فأمّا وجبتها فلا يعلمها إلاّ اللّه - فذكر من خروج الدجال - ما؟؟؟ عبط (1) ما قبله فيرجع الناس إلى بلادهم فيستقبلهم يأجوج و مأجوج، و هم من كلّ حدب ينسلون، لا يمرّون بماء إلاّ شربوه، و لا شيء إلاّ أفسدوه، فيجأرون إليّ ، فأدعو اللّه فيميتهم، فتجيف الأرض من ريحهم، فيجأرون إليّ ، فأدعو اللّه فيرسل السماء بالماء، فتحملهم فتقذف أجسامهم في البحر، ثم تنسف الجبال، و تمدّ الأرض مدّ الأديم، و عهد اللّه إليّ أنه إذا كان ذلك ان (2) الساعة من الناس كالحامل المتمّ لا يدري أهلها متى تفجؤهم بولادها ليلا أم نهارا.

قال العوّام: فوجدت تصديق ذلك في كتاب اللّه ثم قرأ حَتّٰى إِذٰا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَ مَأْجُوجُ وَ هُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ، وَ اقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ (3).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (4)،حدّثنا هشيم، أنبأنا العوّام، عن جبلة (5) بن سحيم، عن مؤثر (6) بن عفازة (7)،عن ابن مسعود عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«لقيت ليلة أسري بي إبراهيم (8) و موسى و عيسى، قال: فتذاكروا أمر الساعة، قال:

فردّوا أمرهم إلى إبراهيم فقال: لا علم لي بها، قال: فردّوا الأمر إلى موسى، فقال: لا علم لي بها، فردّوا الأمر إلى عيسى، فقال عيسى: أمّا وجبتها فلا يعلمها أحد إلاّ اللّه. ذلك و فيما عهد إليّ ربي أن الدجال خارج قال: و معي قضيبان (9) فإذا رآني فيذوب كما يذوب الرّصاص

ص: 503


1- كذا رسمها بالأصل.
2- كذا بالأصل و المختصر،«ان» و لعل الصواب:«كانت».
3- سورة الأنبياء، الآيتان 96 و 97.
4- رواه أحمد بن حنبل في المسند 7/2 رقم 3556 طبعة دار الفكر.
5- الأصل: حبله، تصحيف، و التصويب عن المسند، مرّ التعريف به.
6- الأصل:«بوتر» تصحيف، و التصويب عن المسند، مرّ التعريف به.
7- الأصل:«عفاره» تصحيف، و التصويب عن المسند.
8- الأصل:«أسرى بي بين إبراهيم» حذفنا «بين» فهي مقحمة، و المثبت يوافق عبارة المسند.
9- الأصل: قضيبين، تصحيف، و المثبت عن المسند.

[قال: فيهلكه اللّه] (1) حتى إنّ الحجر و الشجر ليقول: يا مسلم إنّ تحتي كافر فتعال فاقتله، قال: فيهلكهم اللّه، ثم يرجع الناس إلى بلادهم و أوطانهم، قال: فعند ذلك يخرج يأجوج و مأجوج و هم من كل حدب ينسلون، فيطئون بلادهم، لا يأتون على شيء إلاّ أهلكوه، و لا يمرّون على ماء إلاّ شربوه، قال: ثم يرجع الناس إليّ فيشكونهم، فأدعو اللّه عليهم فيهلكهم اللّه و يميتهم، قال: حتى تجوى (2) الأرض من نتن ريحهم، قال: فينزل اللّه المطر فيجترف (3)أجسادهم حتى يقذفهم في البحر».

قال أبي: سقط علي هاهنا شيء لم أفهمه كأديم (4) ثم قال يزيد: يعني ابن هارون: ثم تنسف الجبال، و تمدّ الأرض مدّ الأديم، ثم رجع إلى حديث هشيم قال: ففيم عهد إليّ ربي:

أن ذلك إذا كان كذلك فإنّ الساعة كالحامل المتمّ التي لا يدري أهلها متى تفجؤهم بولادها ليلا أو نهارا[10322].

أخبرنا أبو الحسن (5) بركات بن عبد العزيز الأنماطي، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا: حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أخبرني أبو الحسن بن رزقويه، أنبأنا أبو بكر بن سندي، حدّثنا الحسن بن علي القطان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى، أنبأنا إسحاق بن بشر، أنبأنا عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن ابن عباس (6) أنه قال:

أوّل من يتبعه سبعون ألفا من اليهود عليهم السّيجان (7)-و هي الأكسية (8) من صوف أخضر - يعني به الطيالسة - و معه سحرة اليهود و يعملون العجائب و يرونها الناس فيضلّونهم بها، و هو أعور ممسوح العين اليمنى، يسلّطه اللّه (9) على رجل من هذه الأمة فيقتله، ثم يضربه فيحييه، ثم لا يصل إلى قتله و لا يسلّط على غيره، و يكون آية خروجه تركهم الأمر

ص: 504


1- الزيادة عن المسند.
2- الأصل:«تحوا» تصحيف، و التصويب عن المسند.
3- المسند: فتجرف.
4- الزيادة عن المسند.
5- أقحم بعدها بالأصل:«بن» قارن مع مشيخة ابن عساكر 32/أ.
6- كذا بالأصل «ابن عجرس»، و في المختصر:«ابن عباس». و هو ما أثبت، و سيرد صوابا في آخر الخبر.
7- تقرأ بالأصل: السبحان، تصحيف، و التصويب عن المختصر، و في تاج العروس: سوج: السيجان جمع الساج، و الساج: الطيلسان الأخضر أو الضخم الغليظ أو الأسود.
8- في المختصر: الألبسة.
9- لفظة الجلالة كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

بالمعروف و النهي عن المنكر، و تهاونا بالدماء و ضيّعوا الحكم، و أكلوا الربا، و شيدوا البنّاء، و شربوا الخمر، و اتّخذوا القيان و لبسوا الحرير و أظهروا ترة (1) آل فرعون، و نقضوا العهد و تفقهوا بغير الدين، و زينوا المساجد، و خربوا القلوب، و قطعوا الأرحام، و كثرت القرّاء، و قلّت الفقهاء، و عطّلت الحدود، و تشبّه الرجال بالنساء و النساء بالرجال، فتكافأ الرجال بالرجال و النساء بالنساء، بعث اللّه عليهم الدّجّال فسلّط عليهم حتى ينتقم منهم، و ينحاز المؤمنون إلى بيت المقدس.

قال ابن عبّاس: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«فعند ذلك ينزل أخي عيسى بن مريم من السماء على جبل أفيق (2)،إماما هاديا و حكما عادلا، عليه برنس له، مربوع الخلق، أصلب (3)، سبط (4) الشعر، بيده حربة يقتل الدجال، فإذا أقبل (5) الدجال تضع الحرب أوزارها، و كان السلم، فيلقى الرجل الأسد فلا يهيجه، و يأخذ الحيّة فلا تضرّه، و تنبت الأرض كنباتها على عد آدم، و يؤمن به أهل الأرض، و يكون الناس أهل ملّة واحدة»[10323].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و عبد اللّه بن أحمد بن الحسن بن العلاّف، و أبو منصور عبد الجبّار بن أحمد بن توبة، قالوا: أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثنا عمر بن زرارة الحدثي (6)،حدّثنا عيسى بن يونس، حدّثني المبارك بن فضالة، حدّثني علي بن زيد بن جدعان عن رجلين أحدهما عبد الرّحمن بن أبي بكرة عن عبد اللّه بن عمرو.

أنه سأل (7) أحد الرجلين فقال: أنت عبد اللّه بن عمرو؟ قال: نعم، قال: أنت الذي تزعم أنّ الساعة تقوم إلى مائة سنة ؟ قال: سبحان اللّه، و أنا أقول ذلك ؟! قال: و من يعلم قيام الساعة إلاّ اللّه، إنّكم يا أهل العراق لترمون (8) أشياء ليست كذلك، إنّما قلت: ما كانت رأس مائة للخلق - يعني منذ خلقت الدنيا - إلاّ كان عند رأس المائة، قال: ثم يوشك أن يخرج ابن

ص: 505


1- كذا بالأصل، و اعتمد محقق المختصر: بزة.
2- أفيق: بالفتح ثم الكسر قرية من حوران على طريق الغور في أول العقبة المعروفة بعقبة أفيق (معجم البلدان).
3- الأصل: أصلت، و المثبت عن المختصر.
4- السبط : نقيض الجعد.
5- كذا بالأصل «أقبل» و بدون إعجام في المختصر، و بهامشه يفهم أن الصواب: قتل.
6- بالأصل: الحرثي، تصحيف، و الصواب ما أثبت: الحدثي، بالدال راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 407/11.
7- كذا بالأصل، و لعله: سأله.
8- كذا بالأصل، و في المختصر: لتروون.

حمل الضّأن، قال: قلت: و ما ابن حمل الضّأن، قال: رومي، أحد أبويه شيطان، يسير إلى المسلمين في خمسمائة ألف برّا، و خمس مائة ألف بحرا حتى ينزل بين عكّا و صور، ثم يقول: يا أهل السفن! اخرجوا منها، ثم أمر بها فأحرقت، قال: ثم يقول لهم: لا قسطنطينة (1) لكم و لا رومية حتى يفصل بيننا و بين العرب (2)،قال: فيستمدّ أهل الإسلام بعضهم بعضا حتى يمدّهم عدن أبين على قلصانهم قال: فيجتمعون فيقتتلون، قال: فتكاتبهم النصارى الذين بالشام و يخبرونهم بعورات المسلمين، قال: فيقول المسلمون: الحقوا فكلكم لنا عدوّ حتى يقضي اللّه بيننا و بينكم، قال: فيقتتلون شهرا لا يكلّ لهم سلاح و لا لكم، و يقذف الصبر عليكم و عليهم.

قال: و بلغنا - و اللّه أعلم - أنه إذا كان رأس الشهر قال ربكم: اليوم أسلّ سيفي فأنتقم من أعدائي، و أنصر أوليائي، قال: فيقتتلون مقتلة ما رأى مثلها قط ، حتى ما تسير الخيل إلاّ على الخيل، و ما يسير الرجل إلاّ على الرجل، و ما يجدون خلقا للّه يحول بينهم و بين القسطنطينة (3) و لا رومية قال: فيقول أميرهم يومئذ: لا غلول اليوم، من أخذ شيئا فهو له، قال: فيأخذون ما خفّ عليهم و يذبحون ما ثقل عليهم، قال: فبينما هم كذلك إذ جاءهم أنّ الدّجّال قد خلفكم في ذراريكم، قال: فيرفضون ما في أيديهم و يقبلون، قال: و يصيب الناس مجاعة شديدة حتى إنّ الرجل ليحرق وتر قوسه فيأكله، و حتى إنّ الرجل ليحرق حجفته - قال أبو حفص: هو الترس - فيأكلها حتى إن الرجل ليكلّم أخاه فما يسمعه الصوت من الجهد، قال: فبينما هم كذلك إذ سمعوا صوتا من السماء: أبشروا فقد أتاكم الغوث، قال: فيقولون:

نزل عيسى بن مريم، قال: فيستبشرون و يستبشر بهم و يقولون: صلّ يا روح اللّه، فيقول: إنّ اللّه أكرم هذه الأمة، فلا ينبغي لأحد أن يؤمهم إلاّ منهم، قال: فيصلي (4) أمير المؤمنين بالناس قال: فأمير الناس يومئذ معاوية بن أبي سفيان، قال: لا، قال: و يصلّي عيسى خلفه، قال: فإذا انصرف عيسى دعا (5) بحربته، فأتى الدّجّال فقال: رويدك يا دجّال يا كذّاب، قال:

فإذا رأى عيسى عرف صوته ذاب كما يذوب الرصاص إذا أصابته النار، و كما تذوب الألية إذا أصابتها (6) الشمس، قال: و لو لا أنه يقول رويدا لذاب (7) حتى لا يبقى منه شيء، قال:

ص: 506


1- كذا بالأصل.
2- كذا بالأصل، و في المختصر: المغرب.
3- كذا بالأصل.
4- الأصل: فيصل.
5- الأصل:«دعي».
6- الأصل: أصابها.
7- الأصل:«كذاب» تصحيف.

فيحمل عليه عيسى، قال: فيطعن بحربته بين يديه (1) فيقتله.

قال: قال: و تفرّق جنده تحت الحجارة و الشجر، قال: و عامة جنده اليهود و المنافقون، قال: فينادي الحجر: يا روح اللّه هذا تحتي كافر فاقتله، قال: فيأمر عيسى بالصليب فيكسر، و بالخنزير فيقتل، و تضع الحرب أوزارها حتى إنّ الذئب ليرفعن إلى جنبه ما يغمز بها قال: و حتى إن الصبيان ليلعبون بالحيّات ما تنهشهم قال: و يملأ الأرض عدلا قال:

فبينما هم كذلك إذ سمعوا صوتا قال: فتحت يأجوج و مأجوج قال: و هو كما قال اللّه عزّ و جلّ : وَ هُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (2) قال: فيفسدون الأرض كلها، حتى إن أوائلهم ليأتي النهر العجّاج فيشربونه كله، و إنّ آخرهم ليقول: قد كان هاهنا نهر، قال: و يحاصرون عيسى و من معه ببيت المقدس و يقول: ما يعلم في الأرض - يعني أحدا - إلاّ قد أنخناه (3)،هلموا نرمي من في السماء، قال: فيرمون حتى ترجع إليهم سهامهم في نصولها الدم للبلاء، فيقولون: ما بقي في الأرض و لا في السماء قال: فيقول المؤمنون: يا روح اللّه ادع عليهم بالفناء، فيدعو اللّه عليهم، فيبعث النّغف (4) في آذانهم، قال: فيقتلهم في ليلة واحدة، قال:

فتنتن الأرض كلّها من جيفهم، قال: فيقولون: يا روح اللّه نموت من النتن، قال: فيدعو اللّه، فيبعث وابلا من المطر، فجعله سيلا، فيقذفهم كلهم في البحر، قال: ثم يسمعون صوتا، فيقال: مه، قيل غزا البيت الحصين، قال: فيسمعون (5) حديثا، فيجدون أوائل ذلك الجيش.

و يقبض عيسى بن مريم، و وليه المسلمون و غسلوه، و حنّطوه، و كفّنوه، و صلّوا عليه، و حفروا له و دفنوه، قال: فيرجع أوائل الجيش و المسلمون ينفضون أيديهم من تراب قبره، قال: فلا يلبثون بعد ذلك إلاّ يسيرا حتى يبعث اللّه الريح اليمانية، قال: قلنا: و ما الريح اليمانية، قال: ريح من قبل اليمن ليس على الأرض مؤمن يجد نسيمها إلاّ قبضت روحه، قال: و يسرى على القرآن في ليلة واحدة، و لا يترك في صدور بني آدم، و لا في بيوتهم منه شيء إلاّ رفعه اللّه، قال: فيبقى الناس ليس فيهم نبي، و ليس فيهم قرآن و ليس فيهم مؤمن.

قال عبد اللّه بن عمرو: فعندهم أخفي علينا قيام الساعة، فلا يدري كم يتركون،

ص: 507


1- كذا بالأصل، و في المختصر: ثدييه.
2- سورة الأنبياء، الآية:96.
3- إعجامها مضطرب بالأصل، و رسمها:«انحباه» و المثبت عن المختصر.
4- النغف محركة، دود في أنوف الإبل و الغنم، الواحدة نغفة.
5- كذا بالأصل، و في المختصر: فيبعثون جيشا.

كذلك كانت الصحية، قال: و لم يكن صيحة قط إلاّ بغضب من اللّه على أهل الأرض، قال:

و قال اللّه تعالى: مٰا يَنْظُرُ هٰؤُلاٰءِ إِلاّٰ صَيْحَةً وٰاحِدَةً مٰا لَهٰا مِنْ فَوٰاقٍ (1) قال: فلا أدري كم يتركون كذلك.

أخبرنا أبوا (2) الحسن الفقيهان، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو المفضّل أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن هلال، حدّثنا أبو عامر موسى بن عامر المرّي، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا أبو عمرو، عن الزهري عن مجمّع بن جارية، عن أبي هريرة.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«يقتل ابن مريم الدّجال بباب لد»[10324].

هكذا وقع في هذه الرواية، و فيها خطأ فاحش في موضعين:

الأول: أنه جعل الحديث من مسند أبي هريرة و هو من مسند مجمّع بن جارية، و له صحبة بلا خلاف (3).

و الثاني: أنه أسقط منه من بين الزهري و مجمّع رجلان، فإنه يرويه الزهري عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن ثعلبة، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جارية (4)،عن عمه مجمّع بن جارية.

كذلك رواه عن الزهري، و الليث، و ابن عيينة، و عقيل، و ابن جريج.

و رواه معمر و الأوزاعي من غير هاتين الروايتين عن الزهري عن مجمّع.

و رواه عبد الرّحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن عبد اللّه بن ثعلبة، عن عبد الرّحمن.

فأما حديث الليث:

فأخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو حامد الأزهري، أنبأنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون التاجر، أنبأنا أبو حامد بن الشّرقي، أنبأنا محمّد بن يحيى الذهلي،

ص: 508


1- سورة ص، الآية:15 و بالأصل و المختصر:«ما ينظرون» و المثبت:«ما ينظر هؤلاء» عن التنزيل العزيز.
2- بالأصل:«أبو» تصحيف.
3- ترجمته في الإصابة 366/3 و أسد الغابة 290/4.
4- الأصل: حارثة، تصحيف، و الصواب ما أثبت «جارية» ترجمته في تهذيب الكمال 423/11.

حدّثنا أبو صالح، حدّثني الليث، حدّثني ابن شهاب أنه سمع عبد اللّه (1) بن عبيد اللّه بن ثعلبة الأنصاري يحدّث عن عبد الرّحمن بن يزيد الأنصاري من بني عمرو بن عوف يقول:

سمعت عمّي مجمّع بن جارية يقول:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«يقتل ابن مريم الدّجّال بباب لدّ»[10325].

و أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أبو القاسم غانم بن خالد، قالا:

أنبأنا أبو الطّيّب عبد الرزّاق بن عمر، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ - إجازة-.

ح و أخبرناه أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم في كتابه، أنبأنا أحمد بن محمّد بن النعمان، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ - قراءة-.

حدّثنا أبو العبّاس بن قتيبة، حدّثنا أبو خالد الرّملي، حدّثنا الليث.

ح قال ابن المقرئ: و حدّثنا محمّد بن زبّان، حدّثنا محمّد بن رمح، أنبأنا الليث.

عن ابن شهاب أنه سمع عبد اللّه بن ثعلبة الأنصاري يحدّث عن عبد الرّحمن بن يزيد الأنصاري، من بني عمرو بن عوف قال: سمعت عمّي مجمّع بن جارية يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«يقتل ابن مريم الدجّال بباب لد» (2)[10326].

و قال ابن قتيبة في حديثه: عبد اللّه بن يزيد.

و أما حديث سفيان (3):

فأخبرناه أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنبأنا أبو الفضل الرازي، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الدّيبلي، حدّثنا سعيد - هو ابن عبد الرّحمن - حدّثنا سفيان، عن الزهري، عن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن ثعلبة، عن عبد اللّه [بن] يزيد، عن مجمّع بن جارية قال: ذكر عند النبي صلّى اللّه عليه و سلم الدجّال فقال:«يقتله عيسى بن مريم بباب لد»[10327].

و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر،

ص: 509


1- كذا ورد هنا، و في تهذيب التهذيب 21/7 عبيد اللّه بن عبد اللّه بن ثعلبة الأنصاري المدني، و قيل: عبد اللّه بن عبيد اللّه، و قيل غير ذلك.
2- رواه ابن الأثير في أسد الغابة 291/4.
3- يعني سفيان بن عيينة.

حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،حدّثنا سفيان بن عيينة، حدّثنا الزهري، عن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن ثعلبة، عن عبد اللّه بن يزيد قال:

سمعت مجمّع بن جارية أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم ذكر الدجّال فقال:«يقتله ابن مريم بباب لدّ»[10328].

و أما حديث يونس:

فأخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن الحسن بن قتيبة، حدّثنا حرملة بن يحيى، أنبأنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عبد اللّه بن عبيد اللّه الأنصاري أنه سمع عبد اللّه بن يزيد بن جارية الأنصاري يقول:

سمعت مجمّع بن جارية الأنصاري يخبر أنه سمع رسول اللّه (2) صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«يقتل ابن آدم (3) الدّجّال بباب لدّ»[10329].

و أما حديث معمر:

فأخبرناه أبو الحسن بن أبي العبّاس المالكي، أنبأنا أبو الحسن السّلمي، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا محمّد بن يوسف، حدّثنا محمّد بن حمّاد، أنبأنا عبد الرزّاق، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن ثعلبة الأنصاري، عن عبد اللّه بن يزيد الأنصاري، عن مجمّع بن جارية الأنصاري، قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«يقتل ابن مريم الدّجّال بباب لدّ و إلى جانب كذا»[10330].

كذا قال: و الصواب ابن زيد.

أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا خيثمة بن سليمان، و محمّد بن محمّد بن الأزهر، قال: حدّثنا

ص: 510


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 270/5 رقم 15466.
2- بالأصل:«النبي» ثم شطبت، و وضعت علامة تحويل إلى الهامش، و كتب عليه:«رسول اللّه» و بعدها كلمة صح. و هو ما أثبت.
3- كذا بالأصل هنا: ابن آدم.

إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرّحمن، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن ثعلبة الأنصاري، عن مجمّع بن جارية قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

«يقتل ابن مريم الدّجّال بباب لدّ»[10331].

كذا قال، و أسقط منه عبد الرّحمن.

و أما رواية الأوزاعي الأخرى.

فأخبرنا بها أبوا (1) الحسن الفقيهان قالا (2):أنبأنا أبو العبّاس بن قبيس، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا خيثمة بن سليمان، أنا العبّاس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، حدّثنا الأوزاعي، حدّثني ابن شهاب، عن عبيد اللّه بن ثعلبة الأنصاري، عن عمه مجمّع بن جارية.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان يقول:«يقتل ابن مريم الدّجّال بباب لد»[10332].

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز الأنماطي، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا: حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو الحسن بن رزقويه (3)،أنبأنا أحمد بن سندي، حدّثنا الحسن بن علي، حدّثنا إسماعيل بن عيسى، أنبأنا إسحاق بن بشر، أنبأنا عبد اللّه بن زياد بن سمعان، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن، عن سعيد بن خالد، عن سليمان بن يسار، عن عبد اللّه بن عبّاس أنه قال:

لا تقوم الساعة حتى ينزل عيسى بن مريم على ذروة أفيق بيده حربة، يقتل الدّجّال.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو نصر بن قتادة، أنبأنا أبو منصور النصروي، حدّثنا أحمد بن نجدة، حدّثنا سعيد بن منصور، حدّثنا عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن أبي جعفر، عن جابر بن عبد اللّه في قوله: لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ (4)،قال: خروج عيسى بن مريم.

قال (5):و أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن علي بن السّقّا (6)الأسفرايني أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن بطة، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن زكريا، حدّثنا سعيد بن

ص: 511


1- بالأصل:«أبو» تصحيف.
2- الأصل:«قال» تصحيف.
3- بالأصل: زرقويه، بتقديم الزاي، تصحيف، مرّ التعريف به.
4- سورة التوبة، الآية:33 و سورة الصف، الآية:9.
5- القائل: أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، راجع الحاشية التالية.
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 305/17.

يحيى بن سعيد الأموي، حدّثنا مسلم بن خالد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد.

في قوله: لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ، وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ قال: إذا نزل عيسى بن مريم لم يكن في الأرض إلاّ الإسلام ليظهره على الدين كله.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا داود بن عمرو، حدّثنا مسلم بن خالد الزّنجي عن ابن [أبي] (1) نجيح.

في قوله: لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ،قال: إذا نزل عيسى بن مريم لم يكن في الأرض دين إلاّ الإسلام، قال: فذلك قوله: لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ .

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2)،حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا داود بن عمرو الضّبّي، حدّثنا شريك، عن سالم - يعني ابن عجلان الأفطس (3)-عن سعيد - هو ابن جبير.

[في قوله تعالى:] حَتّٰى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزٰارَهٰا (4)قال: خروج عيسى بن مريم، فيطمئن كلّ شيء، و لا تكون عداوة بين اثنين، و يوضع السلاح، و تضع الحرب أوزارها.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني عبد الرّحمن بن الحسن القاضي، حدّثنا إبراهيم بن الحسين، حدّثنا آدم بن أبي إياس، حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد.

في قوله: حَتّٰى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزٰارَهٰا يعني حتى ينزل عيسى بن مريم فيسلم كلّ يهودي، و كلّ نصراني، و كل صاحب ملّة، و تأمن الشاة الذئب، و لا تقرض فأرة جرابا، و تذهب العداوة من الأشياء كلها، و ذلك ظهور الإسلام على الدين كله (5).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الحافظ ، حدّثنا علي بن الحسين بن أبي عيسى، حدّثنا عبد اللّه بن الوليد، حدّثنا سيان، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس.

ص: 512


1- زيادة لازمة.
2- إعجامها ناقص بالأصل.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 26/7.
4- سورة محمد، الآية:4.
5- راجع تفسير القرطبي 228/16 تفسير الآية 4 من سورة محمد.

في قوله: وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتٰابِ إِلاّٰ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ (1)قال: خروج عيسى بن مريم.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الفضل بن الجرّاح الكاتب، حدّثنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن اليزي (2)البزار، حدّثنا أبو سعيد الأشجّ ، حدّثنا أبو نعيم، عن سفيان، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ قال: قبل موت عيسى.

أخبرنا بها عالية عن ابن عبّاس لَيُؤْمِنَنَّ .

أنبأنا أبو طالب بن غيلان، أنبأنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا إسحاق بن الحسن الحربي، حدّثنا أبو حذيفة، حدّثنا سفيان، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير.

عن ابن عبّاس وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتٰابِ إِلاّٰ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ قال: قبل موت عيسى.

كتب إليّ أبو بكر الشّيروي، ثم حدّثني أبو المحاسن عبد الرزّاق بن محمّد عنه، أنبأنا أبو بكر الحيري، حدّثنا أبو العبّاس الأصم، حدّثنا إبراهيم بن مرزوق، حدّثنا أبو عاصم، عن شعبة، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير.

عن ابن عبّاس وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتٰابِ إِلاّٰ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ قال: موت عيسى.

قال: و حدّثنا إبراهيم، حدّثنا وهب بن جرير، حدّثنا شعبة، عن أبي هارون الغنوي، عن عكرمة قال: لا يموت رجل من اليهود حتى يؤمن بعيسى (3).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، أنبأنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا محمّد بن أحمد بن النّضر، حدّثنا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق - يعني الفزاري - عن سفيان، عن أبي هاشم، عن مجاهد.

قال: ليس من أهل الكتاب أحد يموت حتى يشهد أن عيسى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال: و إن وقع من فوق البيت.

قال: و أنبأنا الشافعي، حدّثنا إسحاق بن الحسن الحربي، حدّثنا أبو حذيفة، حدّثنا سفيان، عن أبي هاشم، عن مجاهد.

ص: 513


1- سورة النساء، الآية:159.
2- كذا رسمها بالأصل.
3- قوله (ليؤمنن به قبل موته). قال الحسن و مجاهد و عكرمة و ابن عباس، المعنى: ليومنن بالمسيح «قبل موته» أي الكتابي، فالهاء الأولى عائدة على عيسى، و الثانية على الكتابي.

وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتٰابِ إِلاّٰ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ قال: قبل موت عيسى، قلت: و إن وقع أحدهم من ظهر بيت ؟ قال: و إن وقع من ظهر بيت.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد، و أخبرني أبو المحاسن الطّبسي عنه، و أنبأنا أبو بكر الحيري، حدّثنا أبو العبّاس، حدّثنا إبراهيم بن مرزوق، حدّثنا أبو عامر، حدّثنا إسرائيل، عن الفرات، عن الحسن البصري.

في قوله: وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتٰابِ إِلاّٰ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ قال: لا يموت أحدهم حتى يؤمن بعيسى بن مريم.

أخبرنا أبو الحسن الأنماطي، و أبو محمّد السّلمي، قالا: حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرني محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنبأنا أبو بكر بن سندي، حدّثنا الحسن بن علي، حدّثنا إسماعيل بن عيسى قال: قال إسحاق: و أنبأنا ابن سمعان قال: بلغني عن الحسن أنه قال:

إن عيسى بن مريم يؤمن به أهل الأرض جميعا، حتى يكونوا أهل ملّة واحدة، و إن شئتم فاقرءوا هذه الآية: وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتٰابِ إِلاّٰ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ يعني بعيسى بن مريم قبل موته - يعني قبل موت عيسى بن مريم- (1).

قال: و قال إسحاق: أنبأنا جعفر بن الحارث، عن شهر بن حوشب قال:

كنت مستخفيا من الحجّاج بن يوسف، فجعل لي الأمان، فخرجت فمررت به ذات يوم و هو يقسم جروزا (2) له في أصحابه، فقال لي: يا شهر فلعلك تكره لباس هذه الجروز (3)؟قلت: ما أكرهها، أصلح اللّه الأمير، فكساني منها شقة، فارتديت بها، فلمّا قفيت أتاني نداء: يا شهر، فقلت في نفسي: هي هي، فانصرفت إليه، فقال: يا شهر إنّي أقرأ القرآن فإني على آي منه، فلا تزال حرارة في قلبي ألاّ أكون علمتها، قلت: و ما هي ؟ قال:

وَ إِنْ (4) مِنْ أَهْلِ الْكِتٰابِ إِلاّٰ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ قال: قلت: ذاك في اليهود، و لا يقبض ملك الموت روح أحدهم حتى يجيئه ملك و معه شعلة من نار جهنم فيضرب بها وجهه و دبره، فيقول له: أ تقرّ أنّ عيسى عبد اللّه و رسوله ؟ فلا يزال به حتى يقرّ به، فإذا أقرّ به قبض ملك الموت روحه، ففيهم نزلت هذه الآية.

ص: 514


1- تفسير القرطبي 11/6 تفسير الآية 159 من سورة النساء.
2- بالأصل:«جزورا» تصحيف، و التصويب عن المختصر، و الجروز جمع جرز: و هو الفرو الغليظ (اللسان: جرز).
3- الأصل: الجزور.
4- «ان» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أحمد بن محمّد بن الفضل بن الجرّاح، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن البزار (1)،حدّثنا أبو سعيد الأشجّ ، حدّثنا كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجّاج.

[في قوله تعالى] وَ مٰا قَتَلُوهُ (2)حتى بلغ وَ مٰا قَتَلُوهُ يَقِيناً (3)قال ثابت: لم يقتل، قال اللّه عزّ و جل: وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتٰابِ إِلاّٰ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ قال: يقول: قبل موت عيسى، وَ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً (4).

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، أنبأنا أبو الحسين بن أبي نصر، أنبأنا أبو بكر الميانجي، حدّثنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، و أحمد بن محمّد بن ساكن الزنجاني - بالميانج - و أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم بالري، و زكريا بن يحيى الساجي بالبصرة، و أحمد بن محمّد الطحاوي، و غيرهم بمصر، و القاضي عبد اللّه بن محمّد القزويني، قالوا: حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، حدّثنا محمّد بن إدريس الشافعي، حدّثني محمّد بن خالد الجندي.

ح و أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين، حدّثنا علي بن محمّد بن أيوب الرّقّي - بصور - و عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري و غيرهما، قالوا: حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، حدّثني محمّد بن إدريس الشافعي، حدّثنا محمّد بن خالد الجندي.

ح و أخبرنا القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، أنبأنا أبو محمّد بن النحّاس، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمّد بن عمر المديني، حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، عن الشافعي، عن محمّد بن خالد الجندي.

عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن أنس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو محمّد الصّريفيني [و أبو الحسين بن النقور (5) ح و أخبرنا أبو البكران الأنماطي، أنبأنا أبو محمّد الصريفيني] (6) قالا: أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن عبدان الصّيرفي، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن زياد بن نادم بن واصل

ص: 515


1- إعجامها مضطرب بالأصل.
2- سورة النساء، الآية:157.
3- سورة النساء، الآية:157.
4- سورة النساء، الآية:159.
5- بالأصل:«أبو الحسن بن النقور» تصحيف.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه، و بعده صح.

أبو بكر النيسابوري (1)،حدّثنا يونس بن عبد الأعلى - مرارا - حدّثني محمّد بن إدريس الشافعي، حدّثنا خالد بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لا يزداد الأمر إلاّ شدة، و لا الدنيا إلاّ إدبارا، و لا الناس إلاّ شحّا، و لا تقوم الساعة إلاّ على شرار الناس، و لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم»[10333].

قال ابن شاهين: تفرد بهذا الحديث الشافعي، و لا أعلم حدث به غيره، و لا عنه إلاّ يونس، و هو حديث غريب الإسناد، مشهور المتن، إلاّ قوله:«و لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم»، فما قاله (2) أحد غيره - و زاد الأنماطي عن الصّريفيني عن ابن عبدان قال أبو بكر:

و هذا حديث غريب.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو الحسين البزاز، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو بكر بن زياد النيسابوري، حدّثنا يونس بن عبد الأعلى مرارا، حدّثني محمّد بن إدريس الشافعي.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد اللّه الحبّال (3)،أنبأنا أبو العبّاس منير (4) بن أحمد بن الحسن بن علي بن منير الخلاّل الثقة، و أبو محمّد عبد الرّحمن (5) بن عمر بن محمّد بن سعيد البزاز - قراءة عليه - قالا:

أنبأنا أبو علي الحسن بن يوسف بن مليح الطرائفي (6).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن علي بن عبد اللّه بن مهدي الأنباري، حدّثنا أبو الطاهر أحمد بن محمّد بن عمرو المديني، قالا: حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، حدّثنا محمّد بن إدريس الشافعي.

و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن: صالح المؤذن، أنبأنا الشيخ الزكي أبو محمّد عبد الحميد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن جعفر بن محمّد بن بحر

ص: 516


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 65/15 و تاريخ بغداد 120/10.
2- بالأصل:«فماله» و المثبت «فما قاله» عن المختصر.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 495/18.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 267/17.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 313/17.
6- الأصل: الطريفي، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 418/15.

البحيري (1)،أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري، أنبأنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني.

ح و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنبأنا جدي أبو المعالي عمر بن محمّد بن الحسين.

ح و أخبرنا أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن أحمد بن محمّد النسوي، و أبو بكر عبد الجبار بن محمّد بن أبي صالح، و أبو القاسم عبد الكريم، و أبو عبد الرّحمن أحمد، ابنا (2) الحسن بن أحمد بن يحيى الكاتب، قالوا: أنبأنا أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود بن هارون الرقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد الفقيهان، قالا: أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو الحسن عيسى بن زيد بن عيسى العقيلي، قالوا: أنبأنا يونس - و قال عبد الجبار: عن يونس - بن عبد الأعلى، حدّثنا محمّد بن إدريس الشافعي، قال: حدّثنا (3).

ح و أخبرنا سعد بن أبي صالح الفقيه، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم بن أحمد المزكي، أنبأنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد بن محمّد السليطي، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني، حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، حدّثني محمّد بن إدريس الشافعي.

حدّثني محمّد بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن أنس بن مالك أنّ - و في حديث السليطي - عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«لا يزداد الأمر إلاّ شدّة، و لا الناس إلاّ شحّا، و لا الزمان - و قال ابن الجارود: الدنيا - إلاّ إدبارا، و لا تقوم الساعة إلاّ على شرار الناس، و لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم»[10334].

و قد روي من غير طريق يونس.

ص: 517


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 343/18.
2- الأصل:«أنبأنا» تصحيف و الصواب ما أثبت، راجع مشيخة ابن عساكر 4/أ و فيها: أبو عبد الرّحمن أحمد بن الحسن بن أحمد بن يحيى بن سلمة المعروف بابن الكاتب. و المشيخة 122/ب في ذكر أخيه عبد الكريم.
3- كذا بالأصل.

أخبرناه أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، أنبأنا والدي أبو صالح المؤذن، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه، أنبأنا أبي، أنبأنا مفضّل بن محمّد الجندي (1)،أنبأنا صامت بن معاذ، حدّثنا زيد بن السّكن، حدّثنا محمّد بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن أنس، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«لا يزداد الأمر إلاّ شدة، و لا الدنيا إلاّ إدبارا، و لا الناس إلاّ شحّا، و لا تقوم الساعة إلاّ على شرار الناس، و لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم»[10335].

قال (2):أنبأنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد، حدّث به الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، عن أبي أحمد المذكّر، عن أبي محمّد بن رشدين، عن المفضّل الجندي فكأني سمعته منه.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو بكر البيهقي قال: هذا حديث تفرّد به محمّد بن خالد الجندي، قال أبو عبد اللّه الحافظ : و محمّد بن خالد رجل مجهول، و اختلفوا عليه في إسناده، فرواه صامت بن معاذ، حدّثنا يحيى بن السّكن، حدّثنا محمّد بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن أنس، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم مثله، قال صامت ابن معاذ: عدلت إلى الجند (3) مسيرة يومين من صنعاء، فدخلت على محدّث لهم فطلبت هذا الحديث فوجدته عنده عن محمّد بن خالد الجندي، عن أبان بن أبي عيّاش، عن الحسن عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

قال البيهقي: أخبرناه أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو أحمد عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن يزداد الرازي المذكّر من كتابه، حدّثنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن الحجّاج بن رشدين بن سعد المصري (4)-بمصر - حدّثني أبو سعيد المفضّل بن محمّد الجندي، حدّثنا صامت بن معاذ، فذكره، فرجع الحديث إلى رواية محمّد بن خالد الجندي، و هو مجهول عن أبان بن أبي عيّاش، و هو متروك، عن الحسن عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم و هو منقطع.

و الأحاديث في التنصيص على خروج المهدي أصحّ إسنادا، و فيها بيان كونه من عترة النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

ص: 518


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 257/14.
2- كذا بالأصل.
3- الأصل: الجنيد، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و الجند بفتح الجيم و النون: بلدة من بلاد اليمن مشهورة (الأنساب) و بين الجند و صنعاء ثمانية و خمسون فرسخا (معجم البلدان).
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 239/15.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي بن الخضر بن أبي هشام (1)،أنبأنا أبو محمّد (2)عبد اللّه بن الحسن بن حمزة العطّار (3)،أنبأنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر (4)،أنبأنا أبو موسى هارون بن محمّد الموصلي، أنبأنا أبو يحيى زكريا بن أحمد البلخي (5)،حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحجّاج بن رشدين، حدّثني أبو الحسن علي بن عبيد اللّه الواسطي، قال: رأيت محمّد بن إدريس الشافعي في المنام، فسمعته يقول: كذب عليّ يونس في حديث الجندي حديث الحسن عن أنس عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم في المهدي، قال الشافعي: ما هذا من حديثي و لا حدّثت به، كذب عليّ يونس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفتح المظفّر بن الحسين بن علي بن أبي نزار (6) المردوستي، قالا: أنبأنا أبو منصور محمّد (7) بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز، أنبأنا القاضي أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الجعفي الكوفي - بالكوفة - أنبأنا أبو السّري هناد بن السري، حدّثنا أبو سعيد عبد اللّه بن سعيد الأشجّ ، حدّثنا طلحة بن سنان بن الحارث اليامي، عن ليث، عن مجاهد، قال: المهدي: عيسى بن مريم.

أخبرنا (8) أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو العلاء الواسطي، أنبأنا أبو بكر البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان قال: قال أبي:

قلت ليحيى بن معين: إن يونس بن محمّد حدّثني: حدّثنا محمّد بن طلحة، عن أبي عبيدة، عن الحسن (9) البصري قال: المهدي عيسى بن مريم.

قال: أبو عبيدة شيخ مجهول.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن الحسن بن قتيبة، حدّثنا حرملة بن يحيى، أنبأنا

ص: 519


1- راجع ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 443/16 رقم 1976.
2- «محمد» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
3- راجع بغية الطلب لابن العديم 3322/7.
4- راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 415/17 و ورد في بغية الطلب: أبو الحسين.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 293/15.
6- بالأصل:«؟؟؟ وار» و المثبت عن المشيخة 242/ب.
7- في مشيخة ابن عساكر 242/ب: محمد بن محمد بن أحمد.
8- كتب فوقها في الأصل: ملحق.
9- بالأصل: الحسين.

ابن (1) وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن حنظلة بن علي الأسلمي أنه سمع أبا هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

ح و أخبرنا أبو القاسم النسيب، أنبأنا طرفة بن أحمد بن محمّد بن طرفة، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، حدّثنا محمّد بن خريم، حدّثنا دحيم، حدّثنا عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي، أنبأنا الزهري.

ح و أخبرنا أبوا (2) الحسن الفقيهان، قالا: أنبأنا أبو العبّاس بن قبيس، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا خيثمة بن سليمان، أنبأنا العباس، أخبرني أبي، حدّثنا الأوزاعي، حدّثني ابن شهاب، عن حنظلة بن علي، عن أبي هريرة.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان يقول - و في حديث النسيب: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:- «و الذي نفسي بيده ليهلّنّ ابن مريم بفجّ الرّوحاء (3) حاجّا أو معتمرا»[10336].

انتهى حديث النسيب و زادوا: أو ليثنّينّهما (4).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا محمّد بن يوسف، حدّثنا محمّد بن حمّاد، أنبأنا عبد الرزّاق، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن حنظلة الأسلمي، قال: سمعت أبا هريرة يقول:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ليهلّنّ ابن مريم بفجّ الرّوحاء حاجّا أو معتمرا أو ليثنيهما جميعا».

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (5)،حدّثنا سفيان (6)،عن الزهري، عن حنظلة الأسلمي، سمع أبا هريرة يقول.

و أخبرناه أبو سعد بن البغدادي، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، و إبراهيم بن محمّد الطيّان، قالا: أنبأنا إبراهيم بن خرّشيد قوله، أنبأنا أبو بكر النيسابوري، حدّثنا

ص: 520


1- «ابن» كتبت تحت الكلام بين السطرين بالأصل.
2- بالأصل:«أبو» تصحيف.
3- مضى التعريف به قريبا.
4- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن المختصر.
5- رواه أحمد بن حنبل في مسنده 101/3 رقم 7685 طبعة دار الفكر.
6- في المسند:«حدثنا عبد الرزّاق» بدل: حدثنا سفيان.

عبد الرّحمن بن بشر بن الحكم، حدّثنا سفيان، عن الزهري، عن حنظلة بن علي الأسلمي، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«و الذي نفسي بيده ليهلّنّ ابن مريم بفجّ (1) الرّوحاء حاجّا أو معتمرا أو ليثنيهما»[10337].

هكذا رواه عقيل، و ابن جريح، و مالك عن ابن شهاب عن حنظلة نحوه، و هو عندنا عنهم بأسانيد.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد الصّريفيني، أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثني صالح بن مالك الخوارزمي، حدّثنا عبد العزيز بن عبد اللّه، أخبرني الزهري، عن حنظلة بن علي، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ليهلّنّ ابن مريم بفجّ الرّوحاء حاجّا أو معتمرا أو ليثنّيهما»[10338].

قرأت (2) على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي سعد (3) الجنزرودي، أنبأنا أبو أحمد محمّد بن محمّد الحافظ ، أنبأنا محمّد بن محمّد بن سليمان الواسطي، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا محمّد بن شعيب، حدّثنا عمر بن محمّد، عن أبي عقال، عن أنس بن مالك قال:

بينما أنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يطوف بالبيت إذ رفع إلينا يد و برد فقلنا: يا رسول اللّه ما اليد الذي رأينا و البرد الذي رأينا؟ قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«و قد رأيتموه ؟» فقلنا: نعم، قال:«ذاك عيسى بن مريم سلّم علي» (4)[10339].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، حدّثنا أبو حفص بن شاهين - قراءة عليه - حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان بن الحارث الباغندي - إملاء - نا عبد الوهّاب بن الضّحّاك، حدّثنا إسماعيل بن عيّاش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرّحمن بن نفير، عن كثير بن مرّة، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«كيف تهلك أمة أنا أوّلها و عيسى بن مريم آخرها»[10340].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (5)،أنبأنا أبو أحمد محمّد بن

ص: 521


1- في المسند: من فج الروحاء.
2- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
3- بالأصل: سعيد، تصحيف.
4- كتب فوقها بالأصل: إلى.
5- بالأصل: الخزرودي، تصحيف.

محمّد، أخبرني أبو الطّيّب أحمد بن عبد اللّه الدّارمي - بأنطاكية - حدّثنا يمان بن سعيد، حدّثنا خالد بن يزيد القشيري، حدّثنا محمّد بن إبراهيم الهاشمي، عن أبي جعفر أمير المؤمنين عبد اللّه بن محمّد، عن أبيه، عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«كيف تهلك أمة أنا أوّلها و عيسى بن مريم آخرها، و المهدي من أهل بيتي في وسطها»؟ [10341].

أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو سعيد محمّد بن بشر بن العباس التميمي، أنبأنا أبو لبيد محمّد بن إدريس السامي، حدّثنا إسماعيل بن موسى ابن بنت السّدّي، حدّثنا عيسى بن يونس، عن هشام بن عروة، حدّثني صالح مولى لأبي هريرة، عن أبي هريرة.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«ينزل عيسى بن مريم إلى الأرض، فيمكث بها أربعين سنة» (1)[10342].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا عقبة بن مكرم، حدّثنا يونس بن بكير، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«ينزل عيسى بن مريم فيمكث في الناس أربعين سنة» فقيل: يا أبا هريرة: سنة كسنة ؟ قال: هكذا[10343].

أخبرنا (2) أبو الحسن السّلمي، حدّثنا أبو محمّد التميمي، أنبأنا تمّام بن محمّد البجلي، و عقيل بن عبيد اللّه الأزدي، قالا: أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الرّازي، حدّثنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، حدّثنا أبي المفضّل بن غسّان، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد العزيز العمري، عن صالح بن شعيب بن طلحة بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي بكر، عن أبي بكر، عن عائشة قالت: قلت:

يا رسول اللّه إنّي أرى أن أعيش من بعدك فتأذن لي أن أدفن إلى جنبك ؟ فقال:«و أنّى

ص: 522


1- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
2- قصص الأنبياء لابن كثير 452/2 و البداية و النهاية 118/2.

لي بذلك الموضع ما فيه إلاّ موضع قبري و قبر أبي بكر و قبر عمر، و قبر عيسى بن مريم صلّى اللّه عليه و سلم» (1)[10344].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الخرقي (2)،حدّثنا أبو عمران موسى بن سهل بن عبد الحميد الجوني، حدّثنا عبد الملك بن سليمان القلانسي، حدّثنا سلم (3) بن قتيبة، عن أبي مودود (4)،عن عثمان بن الضّحّاك، عن محمّد بن يوسف بن عبد اللّه بن سلاّم، عن أبيه، عن جده قال: وجدت في الكتب أن عيسى بن مريم يدفن مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم في القبر، و قد بقي في البيت موضع قبر.

أخبرنا (5) أبو الفتح الكروخي، أنبأنا أبو عامر الأزدي، و أبو نصر التّرياقي (6)،و أبو بكر الغورجي (7)،قالوا: أنبأنا عبد الجبّار بن محمّد، أنبأنا محمّد بن أحمد المحبوبي، حدّثنا أبو عيسى الترمذي (8)،حدّثنا زيد بن أخزم الطائي البصري، حدّثنا أبو قتيبة سلم (9) بن قتيبة، حدّثني أبي مودود المدني، حدّثني عثمان بن الضّحّاك، عن محمّد بن يوسف بن عبد اللّه بن سلام، عن أبيه، عن جده قال:

نظرت في التوراة صفة محمّد صلّى اللّه عليه و سلم و عيسى بن مريم عليه السلام يدفن معه، قال: فقال أبو مودود: و قد بقي من البيت موضع قبر.

قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، هكذا قال عثمان بن الضّحّاك و المعروف الضّحّاك بن عثمان المدني (10).

ص: 523


1- راجع قصص الأنبياء لابن كثير 452/2 و البداية و النهاية 118/2.
2- الخرقي: ضبطت بكسر الخاء و فتح الراء نسبة إلى بيع الثياب و الخرق عن الأنساب، ذكره السمعاني و ترجم له.
3- الأصل: مسلم، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 406/7 و سير أعلام النبلاء 308/9.
4- هو عبد العزيز بن أبي سليمان المدني.
5- كتب فوقها بالأصل: ملحق.
6- هو عبد العزيز بن محمد بن علي بن إبراهيم بن ثمامة، أبو نصر الهروي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 6/19.
7- هو أحمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل، أبو بكر الهروي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 7/19.
8- من طريقه رواه ابن كثير في قصص الأنبياء 452/2 و البداية و النهاية 118/2.
9- في المصدرين السابقين: مسلم.
10- رواه الهيثمي في مجمع الزوائد 206/8 عن عبد اللّه بن سلام قال: و رواه الطبراني و فيه عثمان بن الضحاك وثقه ابن حبان و ضعفه أبو داود.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه، و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل البخاري، قال (1):

قال لي الحزامي: حدّثنا محمّد بن صدقة، سمع عثمان بن الضّحّاك بن عثمان، أخبرني محمّد بن يوسف بن عبد اللّه بن سلام عن أبيه، عن جده: ليدفنن عيسى بن مريم مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم في بيته.

قال البخاري: هذا لا يصحّ عندي و لا يتابع عليه.

ص: 524


1- رواه البخاري في التاريخ الكبير 263/1/1 في ترجمة محمد بن يوسف بن عبد اللّه بن سلام.

الفهرس

ذكر من اسمه عنبسة

5437 - عنبسة بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو خالد، و يقال أبو أيوب الأموي 3

5438 - عنبسة بن سعيد بن غنيم أبو غنيم الكلاعي 12

5439 - عنبسة بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو عامر، و يقال: أبو عثمان و يقال: أبو الوليد 15

5440 - عنبسة بن عبد اللّه بن محمّد بن عنبسة أبو المجد الكفرطابي 23

5441 - عنبسة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي 24

5442 - عنبسة الأصغر بن عتبة بن عثمان بن أبي سفيان الأموي 24

5443 - عنبسة بن عمر بن حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي 25

5444 - عنبسة بن الفيض بن عنبسة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 25

عنبسة بن أبي محمّد بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان 25 ذكر من اسمه عنبر

5446 - عنبر الأسود 26 ذكر من اسمه عنبة

5447 - عنبة و يقال: عقبة، و هو وهم، بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر ابن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي العامري 27 ذكر من اسمه عوّام

5448 - عوّام بن سميع الزاهد القلانسي 30

5449 - عوام و يقال عرام بن المنذر بن زبيد بن قيس بن حارثة بن لام الطائي الشاعر 31

5450 - عوام بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم 31 ذكر من اسمه عوانة

5451 - عوانة بن الطفيل القرشي 33 ذكر من اسمه عوبثان

5452 - عوبثان بن ثوبان المري 34

ص: 525

ذكر من اسمه عوف

5453 - عوف بن إسماعيل بن عوف بن أبي عوف أبو سليمان 35

5454 - عوف بن حطان بن شجرة التجيبي 35

5455 - عوف بن عبد الرّحمن أبو عدي الغساني 36

5456 - عوف بن مالك أبو عبد الرّحمن، و يقال: أبو محمّد و يقال: أبو حماد، و يقال: أبو عبد اللّه الأشجعي الغطفاني 36

ذكر من اسمه عون

5457 - عون بن إبراهيم بن الصلت الشامي 55

5458 - عون بن الحسن بن عون أبو جعفر 57

5459 - عون بن حكيم 58

5460 - عون بن شمعلة المري 59

5461 - عون بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار ابن مخزوم ابن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل أبو عبد اللّه الهذلي 60

5462 - عويج الطائي 89

5463 - عويف القوافي بن معاوية بن عقبة بن حصين بن حذيفة بن بدر بن عمر بن حيوية ابن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة بن ذيبان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان الفزاري الكوفي 90

5464 - عويمر بن زيد بن قيس، و يقال: ابن عبد اللّه و يقال: عويمر بن ثعلبة بن عامر بن زيد ابن قيس بن أمية بن مالك بن عامر بن عدي بن كعب بن الحارث بن الخزرج أبو الدرداء الخزرجي الأنصاري 93

5465 - علان بن الحسين أبو الحسن الحداد 201

ذكر من اسمه العلاء

5466 - العلاء بن برد بن سنان 203

5467 - العلاء بن الحارث بن عبد الوارث أبو وهب و يقال: أبو الحارث الحضرمي 206

5468 - العلاء بن الحارث بن أبي حكيم يحيى 213

5469 - العلاء بن أبي الزبير و يقال: ابن الزبير الكلابي 218

5470 - العلاء بن عاصم أبو السمراء الغساني 219

5471 - العلاء بن عبد الوهّاب بن أحمد بن عبد الرّحمن بن سعيد بن حزم بن غالب أبو الخطاب بن أبي المغيرة الأندلسي المري 222

5472 - العلاء بن عجلان 223

ص: 526

5473 - العلاء بن كثير أبو سعيد 224

5474 - العلاء بن اللجلاج 229

5475 - العلاء بن محمّد الكلبي 231

5476 - العلاء بن العلاء أبو سعيد الكلبي 232

5477 - العلاء بن المغيرة البندار 232

5478 - العلاء بن الوليد 233

5479 - عياش بن أبي ربيعة بن ذي الرمحين و اسمه عمرو بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر ابن مخزوم أبو عبد اللّه المخزومي 234

5480 - عياش بن عبد اللّه بن عبد اللّه بن خير بن سيار بن خير بن سيار بن معاوية بن يوسف ابن الحارث بن مرهبة الهمداني الكوفي 248

ذكر من اسمه عياض

5481 - عياض بن جريبة بن سعد بن الأصبغ الكلبي المصري 249

5482 - عياض بن الحارث النصري 250

5483 - عياض بن الحسن 251

5484 - عياض بن عمرو الأشعري 251

5485 - عياض بن غطيف الحمصي 257

5486 - عياض بن غنم بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث فهر بن مالك أبو سعد و يقال: أبو سعيد الفهري 264

5487 - عياض بن مسلم الكاتب 285 ذكر من اسمه عيسى

5488 - عيسى بن أحمد بن هبة بن أحمد بن المفضل أبو القاسم الموصلي الواعظ المعروف بالحنيك 287

5489 - عيسى بن إبراهيم أبو نوح الكاتب 287

5490 - عيسى و يقال: موسى بن إبراهيم بن سابق أبو المغيث 289

5491 - عيسى بن إبراهيم بن عبد ربّه بن جهور أبو القاسم القيسي الأندلسي الإشبيلي 289

5492 - عيسى بن إدريس بن عيسى أبو موسى البغدادي 290

5493 - عيسى بن أزهر أبو القاسم يعرف ببلبل 292

5494 - عيسى بن أيوب أبو هاشم القيني الأزدي 293

5495 - عيسى بن جعفر أبو موسى البغدادي الورّاق 294

5496 - عيسى بن أبي الخير حماد بن عبد اللّه التيناتي 296

ص: 527

5497 - عيسى بن خداش بن أبي عيسى: عبد اللّه أبو موسى الأذري 297

5498 - عيسى بن خالد أبو عبد اللّه القرشي اليماني 298

5499 - عيسى بن سنان أبو سنان الحنفي القسملي الفلسطيني يعرف بصاحب عمر بن عبد العزيز 300

5500 - عيسى بن شبيب التغلبي 309

5501 - عيسى بن الشيخ بن السليل بن ضبيس من بني جساس بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة أبو موسى الشيباني الذهلي 309

5502 - عيسى بن طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ابن كعب أبو محمّد القرشي التيمي المدني 312

5503 - عيسى بن عبد اللّه بن الحكم بن النعمان بن بشير بن سعد أبو موسى بن أبي عون الأنصاري النعماني 321

5504 - عيسى بن عبد اللّه بن سليمان العسقلاني 325

5505 - عيسى بن عبد الرّحمن بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموي 326

5506 - عيسى بن عبيد الجبيلي، و يقال: عيسى بن المثنى الكلبي 326

5507 - عيسى بن أبي عطاء الشامي الكاتب 327

5508 - عيسى بن علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم أبو العباس، و يقال:

أبو موسى الهاشمي 330

5509 - عيسى بن عمر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 334

5510 - عيسى بن أبي عيسى بن بزاز بن مجير أبو موسى القابسي الفقيه المالكي الحافظ 334

5511 - عيسى بن محمّد بن إسحاق و يقال: ابن محمّد بن عيسى أبو عمير الرملي 336

5512 - عيسى بن محمّد بن حبيب أبو عبد اللّه الأندلسي

5513 - عيسى بن محمّد بن السمط أبو محمّد الشاهد 342

5514 - عيسى بن محمّد بن الطيب بن علي أبو طالب البغدادي الباقلاني 343

5515 - عيسى بن محمّد بن عبد اللّه بن الشهريج أبو موسى 344

5516 - عيسى بن محمّد بن عبد العزيز بن عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي 345

5517 - عيسى بن محمّد، و يقال: بن موسى أبو موسى النوشري 346

5518 - عيسى بن المثنى الكلبي 347

5519 - عيسى بن مريم روح اللّه و كلمته و عبده و رسوله صلّى اللّه على نبيّنا و عليه و سلم 347

ص: 528

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.