تاریخ مدینه دمشق المجلد 45

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

دراسة و تحقيق علي شيري

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

ص: 2

الجزء الخامس و الاربعون

[تتمة حرف العين]

[تتمة ذكر من اسمه عمر]

[تتمة حرف الخاء في آباء من اسمه عمر]

5207 - عمر بن خيران الجذامي

5207 - عمر بن خيران الجذامي (1)

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

روى عنه: أبو خالد يزيد بن يحيى بن الصباغ القرشي الدمشقي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن طوق الطّبراني، أنا عبد الجبار بن محمد بن مهنّى (2) الخولاني (3)،أنا أحمد بن عمير، نا يزيد بن محمّد بن عبد الصمد، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا يزيد بن يحيى أبو خالد القرشي، حدّثني عمر بن خيران (4) الجذامي، و سليمان بن داود قالا:

كتب عمر بن عبد العزيز إلى عبيدة بن عبد الرّحمن السّلمي بأذربيجان: إنه بلغني أنك تحلق الرأس و اللحية، و إنه بلغني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إن اللّه عز و جل جعل هذا الشعر نسكا و سيجعله الظالمون نكالا»[9834]، فإياك (5) و المثلة: جزّ الرأس و اللحية، فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نهى عن المثلة[9835].

ص: 3


1- في م و «ز»: الحذامي، بالحاء المهملة.
2- مكانها بياض في «ز».
3- الخبر في تاريخ داريا للخولاني ص 89.
4- في تاريخ داريا: عمر بن حمران.
5- بالأصل و م و «ز»: فإياي، و المثبت عن تاريخ داريا.

حرف الدال في آباء من اسمه عمر

5208 - عمر بن داود بن زاذان

5208 - عمر بن داود بن زاذان (1)

مولى (2) عثمان بن عفّان المعروف بعمر الوادي.

من أهل وادي القرى.

أخذ الغناء عن أهل مكة، و هو أستاذ حكم الوادي (3)،و كان مهندسا.

حكى عنه مكين (4)،العذري، و أيوب بن عباية، و أبو الحكم عبد المطلب بن عبد اللّه بن يزيد بن عبد الملك، و الأصمعي.

و اتصل عمر الوادي بالوليد بن يزيد، و فيه يقول الوليد (5):

إنّما فكرت (6) في عمر *** حين قال القول و اختلجا

إنه للمستنير به *** قمر قد طمّس السّرجا

و يغني (7) الشعر ينظمه *** سيّد القوم الذي فلجا

ص: 4


1- انظر أخباره في الأغاني 85/7 مصورة دار الكتب.
2- الذي في الأغاني أن جده زاذان مولى عمرو بن عثمان بن عفان.
3- مرت ترجمته في كتابنا: تاريخ مدينة دمشق رقم 1704(60/15).
4- بالأصل و «ز»: تكين، و المثبت عن م.
5- الشعر في الأغاني 85/7 منسوبا للوليد بن يزيد.
6- بالأصل:«بكرت» و المثبت عن م و «ز»، و في «ز»: «أنا فكرت» و في الأغاني: إنني فكرت.
7- الحرف الأول في الأصل غير واضح، و في م:«و مغني» و المثبت عن «ز»، و الأغاني.

أكمل الواديّ صنعته *** في لباب الشعر فاندمج

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلم، عن رشأ بن نظيف، أخبرني أبو الفتح إبراهيم بن علي بن الحسن بن سيبخت، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، نا أبو العيناء، نا الأصمعي قال: قال عمر الوادي:

أقبلت من مكة أريد المدينة، فبينا أنا أسير في صمة من الأرض سمعت غناء من العراء، و لم أسمع قط مثله، فقلت: و اللّه لأتوصلنّ إليه، فإذا عبد أسود، فقلت له: أعد عليّ ما سمعت منك، فقال لي: و اللّه لو كان عندي قرى أقريكه ما فعلت، و لكن أجعل هذا قراك، فإني و اللّه ربما غنيت بهذا الصوت و أنا جائع فأشبع، و ربما غنيته و أنا كسلان فأنشط ، و ربما غنيته و أنا عطشان فأروى ثم انثنى يغني (1):

و كنت إذا ما جئت سعدى بأرضها *** أرى الأرض تطوى لي و يدنو بعيدها

من الخفرات البيض ودّ جليسها *** إذا ما انقضت أحدوثة أن (2) تعيدها

قال عمر: فحفظته عنه، ثم تغنّيت به على الحالات التي وصف، فإذا هو كما ذكر لي.

أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج - إجازة - قالت: أنا جعفر بن أحمد السراج، أنا أبو بكر الأردستاني - بمكة - نا أبو عبد الرّحمن السلمي (3)،نا يوسف بن عمر الزاهد، نا جعفر بن محمّد بن نصير، نا الزّبير بن بكار (4)،نا مؤمّل بن طالوت، نا مكين (5) العذري قال: سمعت عمر الوادي قال: بينا أنا أسير بين العرج (6) و السقيا (7) إذ سمعت رجلا يتغنى ببيتين لم أسمع بمثلهما قط و هما:

و كنت إذا ما جئت (8) سعدى بأرضها *** أرى الأرض تطوى لي و يدنو بعيدها

من الخفرات البيض ودّ جليسها *** إذا ما قضت (9) أحدوثة لو تعيدها

ص: 5


1- البيتان في الأغاني 86/7 و نسبهما لكثير، و هما من قصيدة له في الغزل، ديوانه ط بيروت ص 84.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الأغاني: لو تعيدها.
3- «نا أبو عبد الرحمن السلمي» مكرر بالأصل.
4- من طريقه، الخبر و الشعر في الأغاني 87/7.
5- بالأصل و «ز»: «تكين» و المثبت عن م و الأغاني.
6- العرج: عقبة بين مكة و المدينة على جادة الحاج تذكر مع السقيا (معجم البلدان).
7- السقيا: قرية جامعة مما يلي الجحفة (معجم البلدان).
8- في ديوان كثير: زرت.
9- كذا بالأصل و م و «ز» هنا، و في ديوان كثير: انقضت.

قال: فكدت أسقط عن راحلتي طربا، فسمت سمته فإذا هو راعي غنم، فسألته إعادته فقال: و اللّه لو حضرني قرى أقريك ما أعدته و لكن اجعله قراك الليلة، فإنّي ربما ترنّمت بهما و أنا غرثان فأشبع، و ظمآن فأروى، و مستوحش فآنس، و كسلان فأنشط ، فاستعدته إياهما فأعادهما حتى أخذتهما، فما كان زادي - حتى وردت المدينة - غيرهما.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الكاتب (1)،أخبرني الحسين بن يحيى، و محمّد بن يزيد، قالا: نا حمّاد بن إسحاق، عن أبيه قال:

كان عمر الوادي يجتمع مع معبد و مالك و غيرهما من المغنين (2) عند الوليد بن يزيد، فلا يمنعه حضورهم من تقديمه و الإصغاء إليه و الاختصاص له [و بلغني أنه كان لا يضرب، و إنما كان مرتجلا، و كان الوليد يسميه: جامع لذاتي] (3) و بلغني أن حكم الوادي و غيره من مغنّي وادي القرى أخذوا عنه الغناء و انتحلوا أكثر أغانيه.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير الطبري (4)،حدّثني أحمد بن زهير، عن علي بن محمّد قال:

كان مع الوليد - يعني ابن يزيد - حين قتل: مالك بن أبي السمح المغني، و عمر الوادي (5)،فلما تفرّق عن الوليد أصحابه، و حصر، قال مالك لعمر (6):اذهب بنا، فقال عمر (7):ليس هذا من الوفاء، و نحن لا يعرض لنا، لأنا لسنا ممن يقاتل، فقال مالك:

ويلك، و اللّه لئن ظفروا بنا لا يقتل أحد قبلي و قبلك، فيوضع رأسه بين رأسينا، و يقال للناس:

انظروا من كان معه في هذه الحال، فلا يعيبونه بشيء أشد من هذا، فهربا.

ص: 6


1- الخبر في الأغاني 85/7-86.
2- بالأصل و «ز»: «المغنيين» و اللفظة مضطربة الإعجام في م، و المثبت عن الأغاني.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل.
4- الخبر في تاريخ الطبري 252/7 (حوادث سنة 126).
5- في الطبري: عمرو الوادي.
6- الطبري: لعمرو.
7- في الطبري: عمرو الوادي.
5209 - عمر بن داود بن سلمون بن داود

أبو حفص الأنطرطوسي الأطرابلسي (1)

قدم دمشق، و حدّث عن خيثمة بن سليمان، و الحسين بن محمّد بن داود مأمون (2)، و محمّد بن عبيد اللّه الرفاعي، و أبي بكر محمّد بن الحسن بن أبي الذّيّال الجواربي (3)الأصبهاني، و أبي بكر أحمد بن عمرو بن جابر الرملي، و أبي القاسم جعفر بن محمّد بن الحسن بن عبد العزيز الجروي، و أبي بكر محمّد بن موسى بن هارون العسكري، و أبي جعفر محمّد بن إبراهيم الدّيبلي، و أبي العباس بن عقدة، و عثمان بن أحمد بن سبيك (4)الدّينوري، و أبو روق الهزاني.

روى عنه: أبو علي الأهوازي، و أبو الحسين بن التّرجمان، و أحمد بن الحسن بن الطّيّان.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ، أنا عمر بن داود بن سلمون، نا أبو القاسم الحسين بن محمّد بن داود مأمون، نا محمّد بن هشام بن أبي خيرة، نا ابن أبي عدي، نا سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، عن علي بن أبي طالب أنه قال: ما سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم فدّى أحدا غير سعد، فإنه قال:«ارم فداك أبي و أمي»[9836].

كذا قال، و إنما يرويه سعد بن إبراهيم عن عبد اللّه بن شداد بن الهاد، عن علي.

كذلك رواه الأسود بن عامر و يحيى القطان، و قبيصة، و وكيع عن سفيان.

و كذلك رواه مسعر و شعبة بن الحجاج، و إبراهيم بن سعد، عن سعد بن إبراهيم.

و الوهم فيه من محمّد بن هشام، أو (5) محمّد بن أبي عدي.

ص: 7


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 192/3 و لسان الميزان 302/4 و المغني في الضعفاء 465/2 و معجم البلدان (انطرطوس). و الأنطرطوسي نسبة إلى أنطرطوس و هي بلدة من بلاد الشام (كما في الأنساب) و في معجم البلدان: بلد من سواحل بحر الشام، و هي آخر أعمال دمشق من البلاد الساحلية و أول أعمال حمص.
2- في معجم البلدان: ابن قامون.
3- كذا بالأصل، و «ز»، و م، و في معجم البلدان: الحزامي.
4- كذا رسمها بالأصل و م، و في «ز»: سبل.
5- مكانها بياض في «ز».

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن الحسين بن الحنّائي في كتابه، أنا أبو علي الأهوازي - قراءة و نقلته أنا من خطه - نا أبو حفص عمر بن داود بن سلمون، نا أبو أحمد عمرو بن عثمان بن جعفر السّبيعي، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن يوسف الأصبهاني، نا شعيب بن بيان الصفار، نا عمران القطان، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إذا كان يوم الجمعة ينزل اللّه تبارك و تعالى بين الأذان و الإقامة، عليه رداء مكتوب عليه: إنّي أنا اللّه لا إله إلا أنا، يقف في قبلة كلّ مؤمن مقبلا عليه، إلى أن يفرغ من صلاته، لا يسأل اللّه عبد تلك الساعة شيئا إلاّ أعطاه، فإذا سلّم الإمام من صلاته صعد السماء»[9837].

قال: و نا عمر بن داود بن سلمون، نا محمّد بن عبيد اللّه الرفاعي، نا علي بن منصور بن محمّد النيسابوري نا حسان بن غالب، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن يونس بن يزيد، عن محمّد بن إسحاق، عن يحيى بن عبّاد، عن عبّاد، عن أسماء قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«رأيت ربّي يوم عرفة بعرفات على جمل أحمر عليه إزاران و هو يقول: قد سمحت قد قبلت، قد غفرت إلاّ المظالم، فإذا كانت ليلة المزدلفة لم يصعد إلى السماء، حتى إذا وقفوا عند المشعر قال: حتى المظالم، ثم يصعد إلى السماء، و ينصرف الناس إلى منى»[9838].

كتب هذين أبو بكر الخطيب عن أبي علي الأهوازي متعجبا من نكارتهما؛ و هما باطلان.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، و أبو نصر غالب بن أحمد، قالا (1):أنا علي بن أحمد بن زهير (2)،نا أحمد بن الحسن بن أحمد الغسّاني، أنا أبو حفص عمر بن داود بن سلمون قدم علينا دمشق، نا أبو روق أحمد بن محمّد بن بكر الهزّاني - بالبصرة - بحديث ذكره.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو علي الأهوازي، نا أبو حفص عمر بن داود بن سلمون الأنطرطوسي بأطرابلس سنة تسعين و ثلاثمائة بحديث ذكره.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا جدي أبو محمّد مقاتل بن مطكود قال: سمعت

ص: 8


1- ما بين الرقمين مكانه بياض في «ز».
2- ما بين الرقمين مكانه بياض في «ز».

أبا علي الأهوازي يقول: سمعت عمر بن داود بن سلمون بطرابلس يقول:

ختمت اثنتين و أربعين ألف ختمة، و كان مولده سنة خمس و تسعين و مائتين، و مات سنة تسعين و ثلاثمائة.

قال: و سمعته يقول: تزوجت بمائة امرأة و اشتريت ثلاثمائة جارية.

5210-[ق] عمر بن الدّرفس

5210-[ق] عمر بن الدّرفس (1)

أبو حفص الغسّاني (2)

من أهل دمشق.

روى عن عبد الرّحمن بن أبي قسيمة الحجري، و زرعة (3) بن إبراهيم، و عتبة بن قيس، و مسهر بن عبد الأعلى.

روى عنه: ابنه الوليد بن عمر، و الوليد بن مسلم، و هشام بن عمّار، و أبو النّضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي، و أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، و يحيى بن حمزة القاضي، و سليمان بن عبد الرّحمن.

و أدرك عمر أيام الوليد بن عبد الملك، و يقال إن الدّرفس كان مولى لمعاوية بن أبي سفيان، فحمل علما يسمى الدّرفس فلقّب به.

أخبرنا أبو سعد عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الحصيري، أنا محمّد بن الحسين بن أحمد المقومي، أنا القاسم بن أبي المنذر الخطيب، نا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة، نا محمّد بن يزيد بن ماجة، نا هشام بن عمّار، نا أبو حفص عمر بن الدّرفس، حدّثني عبد الرّحمن بن أبي قسيمة، عن واثلة بن الأسقع الليثي قال: أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم برأس الثريد و قال:«كلوا بسم اللّه من حواليها، و اعفوا رأسها، فإنّ البركة تأتيها من فوقها»[9839].

ص: 9


1- الدرفس ضبطت عن تقريب التهذيب بفتح المهملة و الراء و سكون الفاء.
2- ترجمته في: تهذيب الكمال 61/14 الترجمة(4813) و تهذيب التهذيب و تقريب الترجمة(5046) و الرمز بين حاصرتين من التهذيب و فروعه 278/4 و الجرح و التعديل 107/6 و التاريخ الكبير 329/6 و ذكره في باب عمرو.
3- بالأصل و م «ز»: زغبة، و المثبت عن تهذيب الكمال.

هذا مختصر من حديث.

أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و علي بن زيد (1) السّلميان، قالا: أنا أبو الفتح الزاهد - زاد الفرضي: و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرزاق قالا:- أنا محمّد بن عوف بن أحمد، أنا الحسن بن منير بن محمّد، أنا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا أبو حفص عمر بن الدّرفس، و يخضب بحمرة، حدّثني عبد الرّحمن بن أبي قسيمة، عن واثلة بن الأسقع الليثي أنه حدّثه قال:

كنت في محرس يقال له الصّفّة و هم عشرون رجلا، فأصابنا جوع، و كنت أحدث أصحابي سنا، فبعثوني إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم أشكو جوعهم، فالتفت في بيته فقال:«هل من شيء»؟ فقالوا: نعم، هاهنا كسرة، أو كسر و شيء من لبن.

قال: فأتي به ففتّ الكسر فتّا دقيقا، ثم صبّ عليه اللبن ثم جبله (2) بيده حتى جبله كالثريد ثم قال:«يا واثلة ادع لي عشرة من أصحابك و خلّف عشرة»، ففعلت، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم برأس الثريد فقال:«كلوا بسم اللّه من حواليها، و اعفوا رأسها فإنّ البركة تأتيها من فوقها و إنّها تمدّ».

قال: فرأيتهم يأكلون و يتخللون أصابعه حتى تملّوا (3) شبعا، فلما انتهوا قال لهم:

«انصرفوا إلى مكانكم و ابعثوا أصحابكم»، فانصرفوا و قمت متعجبا لما رأيت، فأقبل على العشرة فأمرهم بمثل الذي أمر به أصحابهم و قال لهم مثل الذي قال لهم، فأكلوا منها حتى تملّوا شبعا و حتى انتهوا و إن فيها لفضلا.

و قد أخرجته عاليا في ترجمة عبد الرّحمن بن أبي قسيمة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسين، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (4) قال:

ص: 10


1- غير واضحة بالأصل و رسمها:«نريد» و التصويب عن م، و «ز»، قارن مع مشيخة ابن عساكر 143/أ.
2- في «ز»: ثم جفل بيده حتى جفله كالثريد.
3- بالأصل:«ثملوا» في الموضعين، و المثبت عن، و «ز»، و المختصر.
4- التاريخ الكبير للبخاري 329/6 في باب عمرو، و جاء فيه: عمرو بن الدرفش.

عمرو (1) بن الدّرفس الغسّاني سمع عبد الرّحمن الحجري، سمع منه سليمان بن عبد الرّحمن الشامي.

كذا ذكره في باب عمرو، و هو خطأ، إنما هو عمر.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قالا:

أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (2):

عمر بن الدّرفس الدمشقي أبو حفص، روى عن عبد الرّحمن بن أبي قسيمة، روى عنه الوليد بن مسلم، و هشام بن عمّار، سمعت أبي يقول ذلك، سألت أبي عنه فقال:

صالح، ما في حديثه إنكار.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو حفص عمر بن الدّرفس عن عبد الرّحمن بن أبي قسيمة، روى عنه هشام بن عمّار.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية شيوخ أهل دمشق: عمر بن الدّرفس.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن بن الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد - قراءة-.

قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: أبو حفص عمر بن الدّرفس ذكره في الطبقة الخامسة.

ص: 11


1- كذا ورد بالأصل، و م، و «ز»، و التاريخ الكبير، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب: عمر.
2- الجرح و التعديل 107/6.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم (1) قال:

أبو حفص عمر بن الدّرفس سمع زرعة بن إبراهيم الدمشقي، و عبد الرّحمن بن أبي قسيمة (2)،حديثه في الشاميين، روى عنه هشام بن عمّار، كنّاه و سمّاه محمّد بن مروان الدمشقي، و هشام بن عمّار.

ص: 12


1- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 227/3 رقم 1278.
2- قسيمة بفتح القاف، تقريب التهذيب. و يقال: ابن أبي قسيم، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 256/6.

حرف الذال في آباء من اسمه عمر

5211-[خ، د، ث، س، فق] عمر بن ذرّ بن عبد اللّه بن زرارة بن معاوية بن عمرة

5211-[خ، د، ث، س، فق] عمر بن ذرّ بن عبد اللّه بن زرارة بن معاوية بن عمرة (1)

ابن منبّه بن غالب بن وقش ابن قشم بن مرهبة بن دعام

ابن مالك بن معاوية بن دومان (2) بن بكيل بن جشم

ابن خيران بن همدان بن مالك بن زيد بن أوسلة (3) بن ربيعة بن الخيار

ابن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ (4)

أبو ذرّ (5) الهمداني المرهبي الكوفي (6)

حدّث عن أبيه، و سعيد بن جبير، و مجاهد، و عطاء بن أبي رباح، و سعيد بن عبد الرّحمن بن أبزى، و عمر بن عبد العزيز، و عكرمة، و شقيق بن سملة، و معاذة العدوية.

روى عنه: ابن المبارك، و وكيع، و أبو نعيم، و ابن إدريس، و سفيان بن عيينة، و أبو

ص: 13


1- في م:«عسره» و في «ز»: عمر، و في المختصر: عميرة.
2- الأصل و م: رومان، و المثبت عن جمهرة ابن حزم 396.
3- الأصل و م: أرسله، و المثبت عن ابن حزم 392.
4- نسبه في «ز»، شديد الاضطراب.
5- بفتح أوله و تشديد الراء.
6- انظر ترجمته و أخباره في: جمهرة ابن حزم ص 392 و 396 و حلية الأولياء 108/5 و تهذيب الكمال 61/14(4814) و تهذيب التهذيب و تقريب الترجمة(5047) ط دار الفكر و الرمز حاصرتين من التهذيب و فروعه 279/4 وفيات الأعيان 442/3 و الوافي بالوفيات 478/22 و ميزان الاعتدال 193/3 و خلاصة تذهيب الكمال ص 239 و الجمع بين رجال الصحيحين ص 343 و سير أعلام النبلاء 385/6 و التاريخ الكبير 154/6 و الجرح و التعديل 107/6 و شذرات الذهب 240/1.

أيوب يحيى بن سعيد الأموي، و إبراهيم بن بكر الشّيباني، و عبد اللّه بن بزيع، و أبو معاذ معروف بن حسّان الضّبّي الخراساني، و أبو سعيد محمّد بن مسلم بن أبي الوضّاح المؤدب، و مروان بن معاوية الفزاري، و خالد بن عبد الرّحمن الخراساني، و أبو معاوية الضرير، و محمّد بن صبيح بن السّمّاك، و عمرو بن خالد الأعشى، و النّضر بن إسماعيل أبو المغيرة البجلي، و أبان بن تغلب، و أبو حنيفة النّعمان بن ثابت، و هما أكبر منه.

و كتب عنه الثوري، و قد روي عن الثوري عنه.

أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو سعيد محمّد بن بشير بن العباس الكرابيسي، أنا أبو لبيد محمّد بن إدريس السامي (1)،نا سويد بن سعيد، نا مروان - يعني ابن معاوية - عن عمر بن ذرّ، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لجبريل:«ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟» فنزلت: وَ مٰا نَتَنَزَّلُ إِلاّٰ بِأَمْرِ رَبِّكَ (2)(3)[9840].

ح (4) و أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ، و أبو غالب أحمد بن الحسن، قالا: أنا عبد الصمد بن علي بن محمّد بن المأمون، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي، نا أبو عبد الرّحمن عبد الحميد بن سلمان الورّاق، و سأله أبو طالب الحافظ عنه، نا جعفر بن محمّد الورّاق، نا عامر بن أبي الحسين، نا إبراهيم بن بكر الشيباني، نا عمر بن ذرّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«موت الغريب شهادة»[9841].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو منصور البصروي، نا أحمد بن نجدة، نا سعيد بن منصور، نا أبو معاوية، نا عمر بن ذرّ قال:

خرجت وافدا إلى عمر بن عبد العزيز في نفر من أهل الكوفة، و كان معنا صاحب لنا نتكلم في القدر، فسألنا عمر بن عبد العزيز عن حوائجنا، ثم ذكرنا له القدر، فقال: لو أراد

ص: 14


1- في «ز»: الشامي، تصحيف.
2- سورة مريم، الآية:64.
3- انظر سير أعلام النبلاء 389/6.
4- كذا بالأصل:«ح و ابكرنا» و في م:«أخبرنا» و في «ز» أخبرناه.

اللّه أن لا يعصى ما خلق إبليس، ثم قال: قد بيّن اللّه ذلك في كتابه فَإِنَّكُمْ وَ مٰا تَعْبُدُونَ مٰا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفٰاتِنِينَ إِلاّٰ مَنْ هُوَ صٰالِ الْجَحِيمِ (1) فرجع صاحبنا ذلك عن القدر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا أبو سليمان داود بن عمرو بن المسيّب الضّبّي، نا أبو سعيد المؤدب - مؤدب المهدي - عن عمر بن ذرّ قال: أتينا عمر بن عبد العزيز في نفر فيهم بريد أو زياد الفقير كذا قال داود و موسى بن أبي كثير أبو الصباح، و ناس من أهل الكوفة. قال:

فتكلم فتكلمنا - قال: و نرى أنه عمر بن ذرّ - فقال فأبلغ، فرثينا لعمر، و ظننا أنه لا يقدر على جوابه، فلما سكت تكلم عمر بن عبد العزيز، فلم يدع شيئا مما جاء به إلاّ أجابه فيه، قال: ثم ابتدأ الكلام فما كنا عنده إلاّ تلامذة فقال فيما يقول: إنّ اللّه لو كلف العباد العمل على قدر عظمته لما قامت لذلك سماء و لا أرض و لا جبل و لا شيء، من الأرض شيئا و لكنه أخذ منهم اليسير، و لو أراد أو أحبّ أن لا يعصى لم يخلق إبليس رأس المعصية.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: سمعت وكيعا يقول:

عمر بن ذرّ همداني.

أخبرنا أبو أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط قال (2):عمر بن ذرّ بن عبد اللّه بن زرارة همداني (3).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح قال:

سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الكوفة: عمر بن ذرّ.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد، أنا

ص: 15


1- سورة الصافات، الآية:161-163 و في التنزيل العزيز: فإنكم.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 286 رقم 1280.
3- في «ز»: همذاني، تصحيف.

أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (1) في الطبقة السادسة من أهل الكوفة: عمر بن ذرّ بن عبد اللّه الهمداني، أحد بني مرهبة، يكنى أبا ذرّ.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (2):

في الطبقة الخامسة من أهل الكوفة: عمر بن ذرّ بن عبد اللّه بن زرارة بن معاوية بن عمرة بن منبّه بن غالب بن وقش بن قشم بن مرهبة الهمداني، أحد بني مرهبة، و يكنى أبا ذرّ و كان قاصا.

قال محمّد بن سعد (3):قال محمّد بن عبد اللّه الأسدي: توفي عمر سنة ثلاث و خمسين و مائة في خلافة أبي جعفر، و كان مرجئا، فمات فلم يشهده سفيان الثوري، و لا الحسن بن صالح بن حي، و كان ثقة إن شاء اللّه، كثير الحديث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفصّل بن غسّان قال: قال أبي: عمر بن ذرّ بن عبد اللّه بن أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي و اللفظ له قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- نا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري قال (4):

عمر بن ذرّ الهمداني الكوفي سمع أباه و مجاهدا و عطاء، سمع منه وكيع، و أبو نعيم.

أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا، و أبو عبد اللّه الأديب - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (5):

ص: 16


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى362/6 و انظر تهذيب الكمال 64/14.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى362/6 و انظر تهذيب الكمال 64/14.
4- التاريخ الكبير 154/6.
5- الجرح و التعديل 107/6.

عمر بن ذرّ بن عبد اللّه بن زرارة الهمداني أبو ذرّ، روى عن أبيه ذرّ، و سعيد بن جبير، و سعيد بن عبد الرّحمن بن أبزى، روى عنه عبد اللّه بن المبارك، و وكيع، و أبو نعيم، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال (1):

عمر بن ذرّ بن عبد اللّه بن زرارة أبو ذرّ الهمداني المرهبي الكوفي، سمع أباه، و مجاهدا، روى عنه وكيع، و ابن المبارك، و أبو نعيم، و خلاّد في التوحيد، و بدء الخلق، و الاستئذان، و الرقاق، و مواضع.

قال البخاري: قال أبو نعيم: مات سنة ست و خمسين و مائة.

و قال عمرو بن علي مثله، و قال أبو عيسى مثله.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (2):

عمر بن ذرّ بن عبد اللّه أبو ذرّ الهمداني (3) الكوفي، سمع أباه و مجاهدا، و عطاء، سمع منه أبو نعيم، و وكيع، مات سنة ست و خمسين و مائة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو القاسم الأزهري، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن البواب، أنا العباس بن العبّاس بن أحمد الجوهري، أنا صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني، حدّثني أبي، نا سفيان، عن أبي ذرّ قال: لقيني ربيع بن أبي راشد فقال لي: يا أبا ذرّ.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنا أبو القاسم بن الصّوّاف، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي قال: أبو ذر عمر بن ذرّ (4).

قال الدولابي (5):و حدّثني الحسن بن علي بن عفان، نا حسين الجعفي، عن عمر بن

ص: 17


1- الجمع بين رجال الصحيحين 343/1.
2- الاكمال لابن ماكولا 334/3.
3- في «ز»: الهمذاني، تصحيف.
4- الكنى و الأسماء 171/1.
5- المصدر السابق (الجزء و الصفحة).

ذرّ قال: لقيت ربيع بن أبي راشد في السوق، فأخذ بيدي فتنحّى بي ثم قال: يا أبا ذرّ من سأل اللّه (1) لقاءه فقد سأله أمرا عظيما.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: و كنية عمر بن ذرّ الهمداني أبو ذرّ.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو ذرّ عمر بن ذرّ الهمداني، سمع الشعبي، و مجاهدا، روى عنه وكيع، و يعلى، و أبو نعيم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو ذرّ عمر بن ذرّ الكوفي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، أنا علي بن إبراهيم، نا يزيد بن محمّد قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدّمي يقول: عمر بن ذرّ الهمداني أبو ذرّ.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو ذرّ عمر بن ذرّ بن عبد اللّه بن زرارة الهمداني الكوفي، سمع مجاهد بن جبر مولى ابن السّائب، و عطاء بن أبي رباح، روى عنه وكيع، و يحيى بن سعيد أبو أيوب الأموي، و روى عنه الثوري عنه إن حفظ ذلك.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،نا أحمد بن محمّد بن يحيى بن سعيد القطان

ص: 18


1- في الكنى و الأسماء: من سأل لقاء اللّه.
2- الجرح و التعديل 107/6 و تهذيب الكمال 62/14.

قال: قال جدي: حدّثني يحيى بن سعيد قال: عمر بن ذرّ ثقة في الحديث، ليس ينبغي أن يترك حديثه لرأي أخطأ فيه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عمر بن ذرّ ثقة.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حميد قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فعمر بن ذرّ، فقال: ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنا الحسين بن جعفر، قالا: أنا الوليد بن بكر، نا علي بن أحمد بن زكريا، نا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي قال (1):

عمر بن ذرّ القاصّ (2) كان ثقة، بليغا، إلاّ أنه كان يرى الإرجاء، و كان ليّن القول فيه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (3)،نا أبو عاصم، عن عمر بن ذرّ كوفي ثقة مرجئ.

ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكتاني قال: قلت لأبي حاتم الرازي: ما تقول في ذرّ بن عبد اللّه الهمداني (4)؟فقال: كان يرى الإرجاء، و ابنه أيضا كان يرى، و كان محلّهما الصدق، و قال في موضع آخر: و سألته عن عمر بن ذرّ فقال: كان رجلا صالحا محلّه الصدق (5).

ص: 19


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 356 رقم 1226 و عنه تهذيب الكمال 62/14.
2- في تاريخ الثقات:«العاص».
3- المعرفة و التاريخ 133/3 و عن يعقوب بن سفيان في تهذيب الكمال 62/14 و سير أعلام النبلاء 386/6.
4- في «ز»: الهمذاني، تصحيف.
5- كتب بعدها في م و «ز»: آخر الجزء الحادي و السبعين بعد الثلاثمائة من الأصل.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد، أنا حمد بن علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (1):

و سألت عن عمر بن ذرّ فقال: كان صدوقا، و كان مرجئا، لا يحتج بحديثه، هو مثل يونس بن أبي إسحاق.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك، أنا رشأ بن نظيف، أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش قال:

عمر بن ذرّ كوفي، صدوق، من خيار الناس، و كان مرجئا (2).

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل و غيره عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: قلت للدارقطني: فعمر بن ذرّ؟ قال: ثقة.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج، أنا أبو الفرج الأسفرايني، و أبو نصر الطّريثيثي، قالا: أنا أبو الفضل السعدي، أنا منير بن أحمد بن الحسين، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، نا أحمد بن الهيثم قال: قال أبو نعيم الفضل بن دكين في تسمية من ينسب إلى الإرجاء من أهل الكوفة: ذر بن عبد اللّه الهمداني، و ابنه عمر بن ذرّ.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو جعفر محمّد بن علاّن الورّاق، أنا أبو الفتح محمّد بن الحسين بن أحمد الأزدي الحافظ (3)،نا محمّد بن عبدة القاضي، نا علي بن المديني، قال: قلت ليحيى بن سعيد القطان: إن عبد الرّحمن بن مهدي قال:

أنا أترك من أهل الحديث كلّ من كان رأسا في بدعة، فضحك يحيى بن سعيد و قال:

كيف تصنع بقتادة، كيف تصنع بعمر بن ذرّ الهمداني ؟ كيف تصنع بابن أبي روّاد، و عدّ يحيى

ص: 20


1- تهذيب الكمال 62/14 و سير أعلام النبلاء 386/6.
2- تهذيب الكمال 62/14 و سير أعلام النبلاء 386/6.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 63/14 و سير أعلام النبلاء 387/6.

قوما أمسكت عن ذكرهم، قال يحيى: إن ترك عبد الرّحمن هذا الضرب ترك كثيرا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو سعيد - يعني الأشج - قال: قال أبو نعيم:

رأيت سفيان جاء إلى عمر بن ذرّ جلس بين يديه، فجعل يسأله و لا يكتب، فقال له عمر بن ذرّ: أين منزلك ؟ قال: ناحية الكناسة، قال: لعلك سفيان بن سعيد، فقام سفيان فاتبعته إلى صحراء أثير (1) فرأيته جلس فأخرج ألواحه من حجزته فجعل يكتب، قال أبو نعيم:

فقيل لسفيان - يعني بعد ما مات ابن ذرّ - قال: ليس في الموت شماتة، قال أبو سعيد: قلت له: لم يا أبا نعيم ؟ قال: لأنه كان يقعد به يقول قوم يشكّون في إيمانهم.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا علي بن محمّد بن محمّد الخطيب، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن يوسف العلاف، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا مجاهد بن موسى نا ربعي بن إبراهيم، حدّثني جار لنا يقال له: عمر، أن بعض الخلفاء سأل عمر بن ذرّ عن القدر؟ فقال: هاهنا شيء عن القدر. قال: و ما هو؟ قال: ليلة صبيحتها يوم القيامة، قال: فبكى و بكى معه.

حدثنا أبو الفضل بن ناصر (2)،لفظا، و أبو عبد اللّه بن البنا قراءة، عن أبي المعالي محمّد بن عبد السلام، أنا أبو الحسن بن خزفة (3)،أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا (4) محمّد بن يزيد، قال: سمعت عمي (5) يقول: خرجت مع عمر بن ذرّ إلى مكة، فكان إذ لبّى لم يلبّ أحد من حسن صوته، فلما أتى الحرم قال: ما زلنا نهبط حفرة و نصعد أكمة و نعلو شرفا و يبدو لنا علم حتى أتيناك (6) بها نقبة أخفافها، دبرة ظهورها، ذبلة أسنامها، فليس أعظم للمئونة (7) علينا إتعاب أبداننا، و لا إنفاق ذات أيدينا، و لكن أعظم المئونة أن نرجع بالخسران يا خير من نزل النازلون بفنائه (8).

ص: 21


1- صحراء، أثير، بالكوفة،(معجم البلدان).
2- في «ز»: نصر، تصحيف.
3- بالأصل: خرفة، و في م: حزفة، تصحيف، و التصويب عن «ز».
4- «نا» سقطت من «ز».
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: سمعت أبا سعيد يقول.
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: أتينا بها.
7- كذا بالأصل و م، و في «ز»، و المختصر: أعظم المئونة.
8- الخبر في سير أعلام النبلاء 387/6 و تهذيب الكمال 63/14.

و قال: و نا محمّد بن يزيد، حدّثني عمي كثير بن محمّد قال (1):

سمعت عمر بن ذر يقول: اللهم إنا قد أطعناك في أحب الأشياء إليك أن تطاع فيه: في الإيمان بك و الإقرار لك، و لم نعصك في أبغض الأشياء أن تعصى فيه: في الكفر و الجحد بك، اللهم فاغفر لنا ما بينهما، اللهم فقد قلت: وَ أَقْسَمُوا بِاللّٰهِ جَهْدَ أَيْمٰانِهِمْ لاٰ يَبْعَثُ اللّٰهُ مَنْ يَمُوتُ (2)و نحن نقسم باللّه جهد أيماننا ليبعثن اللّه من يموت، أ فتراك تجمع بين أهل القسمين في دار واحدة ؟ أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو علي بن المسلمة، أنا أبو الحسن بن الحمامي، أنا أبو علي بن الصواف، نا بشر بن موسى و ذكر دعاء عمر بن ذر:

اللهم ارحم قوما لم يزالوا منذ خلقتهم (3)على مثل ما كانت السحرة يوم رحمتهم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن يوسف العلاف، و أخبرني أبو طاهر محمّد بن أبي بكر السنجي عنه، أنا أبو الحسن بن الحمامي، نا أبو عمرو (4)عثمان بن أحمد الدقاق، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يزيد الرياحي، قال: سمعت أبي يحدث عن أبي مسعود الرياحي قال: قال عمر بن ذر:

كل حزن يبلى إلا حزن التائب على ذنوبه (5).

قال: و سمعت أبي يحدث عن شعيب بن حرب قال: قال عمر بن ذر (6):

يا أهل معاصي اللّه لا تغتروا بطول حلم اللّه عنكم، و احذروا أسفه فإنه قال: فَلَمّٰا آسَفُونٰا انْتَقَمْنٰا مِنْهُمْ (7).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد السماك، نا أبو بكر الرياحي، فذكر الحكاية مثلها، غير أنه قال:

ص: 22


1- الخبر في المصدرين السابقين.
2- سورة النحل، الآية:38.
3- بالأصل: خلقهم، و المثبت عن «ز»، و م.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «عمر» تصحيف.
5- تهذيب الكمال 63/14 و سير أعلام النبلاء 388/6.
6- تهذيب الكمال 63/14 و سير أعلام النبلاء 387/6-388.
7- سورة الزخرف، الآية:55.

يا أهل المعاصي...

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد، أنا علي بن أحمد بن محمّد الواحدي، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى، أنا أبو بكر بن الأنباري، يعني محمّد بن جعفر بن الهيثم، نا محمّد بن أبي العوام، قال: سمعت أبي يقول: سمعت شعيب بن حرب يقول:

قال عمر بن ذر:

يا أهل المعاصي لا تغتروا بطول حلم اللّه عنكم، و احذروا أسفه، فإنه قال: جل من قائل، فَلَمّٰا آسَفُونٰا انْتَقَمْنٰا مِنْهُمْ فأغرقناهم أجمعين.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني و أبو الحسن بن قبيس قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا علي بن الحسين صاحب العباسي، أنا أحمد بن محمّد بن موسى القرشي، أنا أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمّد بن عبيد اللّه المنادي، حدّثني جدي أبو النضر هاشم بن القاسم، حدّثني رجل عن عمر بن ذر الهمداني.

أنه كان يقول: اللهم إنا أطعناك في أحب الأشياء إليك شهادة أن لا إله إلا أنت، و لم نعصك في أبغض الأشياء إليك الشرك، فاغفر لنا ما بينهما.

قال أبو الحسن: قال لي جدي: حضرت جنازة فذكرت هذا الحديث لقوم معي، فحدّثني رجل من خلفي فالتفت فإذا هو يحيى بن معين فسلمت عليه فقال: يا أبا جعفر حدّثني هذا عن أبي النضر، فإني ما كتبته عنه، فامتنعت من ذلك إجلالا لأبي زكريا، فما تركني حتى أجلسني في ناحية من الطريق، و كتبه عني في ألواح كانت معه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا عبد اللّه بن محمّد القرشي، نا الحسن بن جمهور، نا محمّد بن كناسة قال: سمعت عمر بن ذر يقول: أيها الناس، أجلّوا مقام اللّه بالتنزه عما لا يحل، فإن اللّه لا يؤمن مكره إذا عصي.

كتب إليّ أبو بكر أحمد بن المظفر بن الحسن بن سوسن (1) التمار، و أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز.

ص: 23


1- في «ز»: «سوس» و فوقها ضبة، إشارة إلى اضطرابها.

ثم أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن تغلب بن إبراهيم الآمدي، بدمشق، أنا أبو القاسم بن بيان.

قالا: أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن عبد اللّه الحرفي السمسار إملاء، قال: وجدت في كتاب سماع لأبي - رضي اللّه عنه - نا أبو الفضل أحمد بن عبد اللّه بن سلمان الفامي، نا أبي، نا أبو العباس الفضل بن موسى مولى بني هاشم، نا إبراهيم بن بشار الرمادي قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول:

كان عمر بن ذر إذا قرأ: مٰالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (1) قال: مالك من يوم، ما أملأ ذكرك لقلوب الصادقين (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد بن أحمد بن مهران، و محمّد بن شجاع اللفتواني قالا: أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللنباني (3)،نا أبو بكر ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني عبد اللّه بن عثمان بن حمزة بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، حدّثني عمارة بن عمرو البجلي قال: سمعت عمر بن ذر يقول:

اعملوا لأنفسكم رحمكم اللّه في هذا الليل و سواده، فإن المغبون من غبن خير الليل و النهار، و المحروم من حرم خيرهما، إنما جعلا سبيلا للمؤمنين إلى طاعة ربهم، و وبالا على الآخرين للغفلة عن أنفسهم، فأحيوا للّه أنفسكم بذكره، فإنما تحيا القلوب بذكر اللّه.

كم من قائم للّه في هذا الليل قد اغتبط بقيامه في ظلمة حفرته (4)،و كم من قائم في هذا الليل قد ندم على طول نومه عند ما يرى من كرامة اللّه للعبادين غدا، فاغتنموا ممرّ الساعات و الليالي و الأيام رحمكم اللّه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: قال محمّد بن الحسن، نا عمرو بن خالد قال:

حتى متى ننعى إليكم الدنيا و كثرة عيوبها، و نحبب إليكم الآخرة و أنتم مكبون على

ص: 24


1- سورة الفاتحة، الآية:4.
2- تهذيب الكمال 64/14 و سير أعلام النبلاء 388/6.
3- في «ز»: اللبناني، تصحيف.
4- غير واضحة بالأصل، و في «ز»: جفوته، و المثبت عن م و المختصر.

الدنيا دوبا دوبا أ تقولون عجلت الدنيا و أخرت الآخرة هيهات هيهات ما خير عاجل يفنى، و هل يغادر أمر يدوم و يبقى لكن أقول لقد نحل الواعظون و مل المتكلمون و لا أراكم تنزجرون أ ما آن للخلائق في القيامة جولة لا يفوز بالسلامة من شرها، و الانقلاب بسرور خيرها إلا من أوتي كتابه بيمينه، فإنه يحاسب حسابا يسيرا، و ينقلب إلى أهله مسرورا ثم قرأ حتى انتهى إلى قوله: إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ، بَلىٰ (1) فقال: بلى و ربي إن له لمبعثا، بلى و ربي إن له لمرجعا، بلى و ربي، إن له لموقفا عظيم الشؤم عليه في ذلك الجمع انكسر يوم تجد كل نفس ما عملت من خير يحضر، و ما عملت من سوء، تود لو أن بينها و بينه أمدا بعيدا، و يحذركم اللّه نفسه و اللّه رءوف بالعباد، احذر أيها المرء ما حذرك، و التمس رأفته بجدك و جهدك فلعلك تنجو من يوم كان شره مستطيرا من شر يوم قد أقرح جفون العابدين قبلك، و انصب أبدانهم أيام الحياة فلعمر اللّه لئن التمست ذلك بمثل ملتمسهم ليجمعهن في الموئل جميعا، و لتشاركنهم في منازل الأبرار عند من لا يعظم عنده جزيل الثواب لأوليائه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللنباني (2)،أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني موسى بن داود قال سمعت: ابن السماك يقول: كان ابن ذر يقول في مواعظه: أ ما علمت أن الجديدين يكران عليك بالفجائع في إقبالهما و إدبارهما، و أنت تتقلب في الليل و النهار آمنا للموت و نزوله، أ ما رأيت من أخذ مضجعه من الليل صحيحا ثم أصبح على فراشه ميتا لو علم أهل العافية ما تضمه القبور من الأجساد البالية فجدوا و اجتهدوا في أيامهم الخالية خوفا ليوم تتغلب فيه القلوب و الأبصار.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عبد الرّحمن بن مرزوق، نا يزيد بن هارون، قال:

كان من دعاء عمر بن ذرّ: اللّهمّ إنني أعوذ بك أن تحسن بمرامقة العيون علانيتي، و تقبح فيما أخبرتك به سريرتي، أبدي إليك مساوئ أمري، و أفضي إلى المخلوقين بمحاسن عملي.

قال: و أنا ابن مروان، نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن الحسين، قال: قال عمر بن ذرّ:

ص: 25


1- سورة الانشقاق، الآية:14 و من الآية 15.
2- في «ز»: اللبناني، تصحيف.

لو كان قلبي حيا ما نطق لساني بذكر الموت أبدا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا عمرو بن خالد الأعشى، قال: سمعت عمر بن ذرّ يقول: من عرف الموت حقّ معرفته نغص عليه الدنيا أيّام حياته.

قال: سمعت عمر بن ذرّ يقول: لو أن بقلبي (1) حياة ما انطلق لساني بذكر الموت أبدا.

قال: و حدّثني محمّد بن الحسين، نا رستم بن أسامة، نا محمّد بن صبيح، قال:

سمعت عمر بن ذرّ يقول: ما دخل الموت دار قوم قطّ إلاّ شتت جمعهم، و قنعهم بعيشتهم بعد إذ كانوا يفرحون و يمرحون.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا جعفر السراج، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو جعفر عبد اللّه بن إسماعيل بن إبراهيم الهاشمي، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو عبد اللّه التيمي، عن أبيه قال:

قال عمر بن ذرّ: ابن آدم إنّما يتعجل أفراحه بكاذب آماله، و لا يتعجل أحزانه بأعظم أخطاره.

أخبرنا أبو خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى بن علي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي الفقيه - بمصر - أنا عبد الرّحمن بن عمر البزار، نا محمّد بن جعفر بن درّان بن سليمان البغدادي (2) غندر، نا محمّد بن أحمد بن شيبان الرملي، نا أحمد بن أصرم المعقلي، حدّثني محمّد بن صالح العدوي، نا الحسن بن الربيع، حدّثني محمّد بن السّمّاك قال:

قلت لعمر بن ذرّ: أيهما أعجب إليك للخائفين طول الكمد أو (3) إسبال الدمعة ؟ قال:

فقال عمر بن ذرّ: إذا (4) رقّ قلب أسفا فممسلا (5) و إذا كمد غص فسجا، و الكمد أعجب إليّ (6)،قال في مثله يقول الشاعر:

ص: 26


1- في «ز»: لقلبي.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 215/16.
3- ما بين الرقمين بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مطموس بالأصل.
4- ما بين الرقمين بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مطموس بالأصل.
5- كذا رسمها بالأصل و م و «ز»، و فوقها في «ز»: ضبة.
6- الخبر في حلية الأولياء 112/5 و برواية: أو إرسال الدمعة، قال: أ ما علمت أنه إذا رق بدر شفى و سلى، و إذا كمد غص فسبح، فالكمد أعجب إلى الهم.

إذا رقّ قلب المرء أذرت جفونه *** دموعا له فيها سلوّ من الكمد

و إن غص بالأشجان من طول حزنه *** علاه اصفرار اللون في الوجه و الجسد

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو (1) الأصفهاني، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني (2).

و أخبرنا (3) أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن محمّد بن سسّويه، أنا أبو سعيد الصّيرفي - بنيسابور - أنا محمّد بن عبد اللّه الصفار (4).

قالا: أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني يحيى بن إسحاق، نا النّضر بن إسماعيل قال (5):

شهدت عمر بن ذرّ في جنازة و حوله الناس، فلمّا وضع الميت على شفير القبر بكى عمر ثم قال: أيها الميّت أما أنت فقد قطعت سفر الدنيا فطوباك إن توسّدت في قبرك خيرا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أنا عمر بن أحمد بن أيوب، نا الحسين بن محمّد بن عفير، نا أبو همّام، نا أبي عن عمر بن ذرّ قال:

كان له ابن عم يؤذيه و يقول فيه، فقال عمر: ما وجدنا لمن عصى اللّه فينا خيرا من أن نطيع اللّه فيه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا سفيان بن وكيع، نا سفيان بن عيينة، قال (6):

قال عمر بن ذرّ لابن عياش: لا تغرق (7) في شتمنا ودع للصلح موضعا، فإنّا لن (8)نكافئ من عصى اللّه فينا بأكثر من أن نطيع اللّه فيه.

ص: 27


1- في «ز»: «عمر» تصحيف.
2- في «ز»: اللبناني.
3- ما بين الرقمين سقط من «ز».
4- ما بين الرقمين سقط من «ز».
5- حلية الأولياء 116/5.
6- حلية الأولياء 113/5.
7- في الحلية هنا:«لا تفرط » و في رواية أخرى - دون أن يسمي الرجل ابن عياش المنتوف: لا تغرق، كالأصل.
8- في الحلية: فإنا لا نكافئ.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - اذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (1)،نا أحمد بن جعفر، نا جعفر بن محمّد بن شاكر، نا إسحاق (2) بن إسماعيل الطالقاني، نا سفيان بن عيينة قال:

كان بين عمر بن ذرّ و بين رجل يقال له ابن عيّاش شحناء، و كان يبلغ عمر بن ذرّ أنّ ابن عيّاش يتكلم فيه، قال: فخرج عمر ذات يوم، فلقي ابن عيّاش، فوقف معه، فقال له: لا تغرق في شتمنا ودع للصلح موضعا، فإنّا لا نكافئ أحدا عصى اللّه تعالى فينا بأكثر من أن نطيع اللّه فيه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف (3) أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إسماعيل بن يونس، نا إسماعيل بن زرارة، قال:

شتم رجل عمر بن ذرّ فقال: يا هذا، لا تغرق في شتمنا ودع للصلح موضعا، فإنّي أمتّ مشاتمة الرجال صغيرا و لم أحبها كبيرا، و إنّي لا أكافئ من عصى اللّه فيّ بأكثر من أن أطيع اللّه فيه.

أخبرنا أبوا (4) الحسن: بن قبيس، و ابن سعيد، قالا: نا - و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا - أبو بكر الخطيب (5)،أخبرني الصّيمري، أخبرني علي بن الحسن الرازي، نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا أحمد بن زهير، نا محمّد بن يزيد، قال: سمعت ابن براد (6) يقول:

تكلم عبد اللّه بن عياش المنتوف بكلام أراد به مساءة عمر بن ذرّ فقام عمر فدخل منزله - و كان ابن عمه - فندم ابن عياش، فأتى عمر، فقال: أ يدخل الظالم ؟ فقال: نعم مغفورا له، و اللّه ما كافأت من عصى اللّه فيك، بمثل أن تطيع اللّه فيه.

ص: 28


1- رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 145/3.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الجليس الصالح: ابن إسحاق.
3- أقحم بالأصل بعدها: أنا نظيف.
4- بالأصل و م و «ز»: «أبو» تصحيف، و الصواب ما أثبت.
5- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 15/10 في ترجمة عبد اللّه بن عياش المنتوف.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: ابن مرار.

أخبرنا أبو العلاء حمد بن محمّد بن حسنويه - قاضي زنجان بها-[نا] (1) أبو سهل غانم بن محمّد بن عبد الواحد - إملاء - بأصبهان، نا والدي الشيخ أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن عبيد اللّه، نا أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم القرشي، نا أحمد بن جعفر بن محمّد المنادي، نا جعفر بن محمّد بن شاكر، نا إسماعيل بن إسحاق الطالقاني، نا سفيان بن عيينة، قال:

كان بين عمر بن ذرّ الهمداني (2) و بين رجل يقال له ابن عيّاش شحناء، فكان يبلغ عمر بن ذرّ أن ابن عيّاش يتكلم فيه، قال: فخرج عمر بن ذرّ ذات يوم، فلقي ابن عيّاش فوقف معه و قال له: يا أخي لا تغرق في شتمنا ودع للصلح موضعا، فإنّا لا نكافئ أحدا عصى اللّه فينا بأكثر مما نطيع اللّه فيه.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا أبو الفرج المعافي بن زكريا (3)،نا محمّد بن أحمد بن هارون العسكري، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن الجنيد (4)،حدّثني رجل قال:

جاء رجل إلى عمر بن ذرّ و هو في مجلسه، فشتمه، فلما سكت أقبل عمر على أصحابه فقال: ما علم اللّه فستر، أكثر مما قال هذا و أظهر.

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس، أنا محمّد بن علي الحربي، و علي بن أحمد الملطي، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن دوست - زاد الحربي: و أبو الحسين ابن أخي ميمي قالا:- أنا الحسين بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني الربيع بن ثعلب قال:

كان بين عمر بن ذرّ و بين ابن عمّ له كلام، فعدا على عمر في مجلسه، فأسمعه كلاما، و قال: يظهر كذا و يخفي كذا، فقال عمر لجلسائه: ما علم اللّه فستر أكثر مما قال و أظهر، فإن أكن كما قال فأستغفر اللّه، و إن لا أكن كما قال: فيغفر اللّه له.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن (5) بن خيرون، أنا أبو العلاء

ص: 29


1- سقطت من الأصل، و استدركت عن م و «ز».
2- في «ز»: الهمذاني، بالذال المعجمة.
3- الخبر في الجليس الصالح الكافي 16/3.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الجليس الصالح: إبراهيم بن عبد اللّه بن عبد الحميد.
5- في م و «ز»: أحمد بن الحسين بن خيرون.

الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي، أنا أبي، نا أبي، عن إسماعيل بن حمّاد، عن عمر بن ذرّ قال: ما اعتذرت إلى أحد من شيء قطّ .

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني محمّد بن حامد، حدّثني أبو محمّد بن منصور، نا محمّد بن عبد الوهّاب، أخبرني علي بن عثّام، عن إسماعيل بن سهيل قال:

جاء ذرّ بن عمر و قد اشترى كذا و معه حمّال، فسقط فمات، فقيل لأبيه عمر و كان يكنى به: مات ذرّ، قال: فجاء فأكب عليه ثم قال: ما علينا من موت ذرّ غضاضة و ما بنا إلى أحد سوى اللّه حاجة، ثم قال: جهزوا ابني، فلما كان عند القبر قال: شغلنا يا ذرّ الحزن لك عن الحزن بك، ليت شعري ما قيل لك، و ما قلت، ثم قال: اللّهم إنّي قد وهبت أجري من مصيبتي له، فلا تعذّبه.

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن حمدويه، نا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا أحمد بن الخليل، نا أبو طالب رجل من العرب من أهل مكة، حدّثني ابن السّمّاك قال:

كان ذرّ بن عمر بن ذرّ جالسا على بابه فمات، فجاءة، فقيل لعمر: أدرك ذرّا فقد مات فجأة، فخرج فوقف عليه فاسترجع و دعا له ثم قال: خذوا في غسل ذرّ و كفنه، فإذا فرغتم فأعلموني.

فلما غسلوه و كفّنوه أعلموه، فوقف عليه و استرجع ثم قال: رحمك اللّه يا ذرّ، لم تكن مريضا فنسلاك، ثم قال: رحمك اللّه يا ذرّ لقد أشغلني البكاء لك عن البكاء عليك، و الحزن لك على الحزن عليك، ثم قال: اللّهم فإنّي أشهدك أنّي قد وهبت له ما قصر فيه من حقي فهب لي ما قصّر فيه من حقك، فإنّك أولى بالجود و الكرم، فلما دفن وقف على قبره ثم قال:

رحمك اللّه يا ذرّ خلوت و خلي بك، و انصرفنا عنك و تركناك و لو أقمنا عندك ما نفعناك (1).

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي - بمرو - أنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الرزّاق بن عبد الكريم، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي، أنا

ص: 30


1- حلية الأولياء 108/5.

أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى قال (1):سمعت عبد الصمد بن يزيد مردويه الصائغ قال:

سمعت عمرو بن جرير الهجري (2) صاحب محمّد بن جابر قال:

لما مات ذرّ بن عمر بن ذرّ قال أصحابه: الآن يضيع الشيخ لأنه كان برّا بوالديه، فسمعه الشيخ فبقي متعجبا إنّي أضيع اللّه حتى لا يموت، فسكت حتى واراه التراب، فلمّا و اراه التراب وقف على قبره يسمعهم فقال: رحمك اللّه يا ذرّ ما علينا بعدك من خصاصة، و ما بنا إلى أحد مع اللّه حاجة، و ما يسرّني أن أكون المقدّم قبلك لو لا هول المطّلع لتمنيت أن أكون مكانك، لقد شغلني الحزن بك من الحزن عليك، فيا ليت شعري ما ذا قيل لك - يعني منكرا و نكيرا - و ما قلت، ثم رفع رأسه إلى السماء فقال: اللّهم إنّي قد وهبت حقي فيما بيني و بينه له، اللّهمّ فهب حقك فيما بينك و بينه له، قال: فبقي القوم متعجبين مما جاء منهم، و مما جاء منه من الرضا و التسليم لأمر اللّه عزّ و جلّ .

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر.

قالا: أنا الوليد بن بكر، نا علي بن أحمد بن زكريا، نا صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد، حدّثني أبي عبد اللّه، قال (3):

قام (4) عمر بن ذرّ القاضي (5) على ابنه فقال: رحمك اللّه يا ذرّ لقد شغلنا الحزن لك عن الحزن لأنّا لا ندري ما ذا قلت و ما ذا قيل لك، اللّهم إنّي قد وهبت له ما ضيع فيما افترضت عليه من برّى، فهب له ما ضيع مما افترضت عليه من طاعتك.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو علي الرّوذباري، أنا أحمد بن كامل القاضي، نا الحارث بن محمّد، أنا أبو الحسن المدائني، عن عمر بن عتاب، عن محمّد بن حرب قال:

ص: 31


1- حلية الأولياء 109/5 من طريقه.
2- في الحلية: البجري، و بهامشها عن نسخة: الهجري.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 356.
4- في تاريخ الثقات: قدم عمر بن ذر العاص على أبيه ذر.
5- كذا رسمها بالأصل و م و «ز»: القاضي، و في تاريخ الثقات:«العاص» و في الجميع تصحيف، و مرّ: القاص.

لما دفن عمر ابنه وقف على قبره فقال: قد شغلنا الحزن لك عن الحزن عليك، ليت شعري، ما ذا تقول، و ما ذا يقال لك، لو لا هول المطّلع لتمنّيت اللحاق بك، اللّهم إنّي قد وهبت له ما قصّر فيه من بري، فاغفر له ما قصّر فيه من طاعتك.

قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو نصر بن عمر، نا حمدون بن الفضل، نا محمّد بن عيسى (1) الطّرسوسي، نا حامد بن يحيى البلخي قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول (2):

لما مات ذرّ بن عمر بن ذرّ قعد عمر بن ذرّ على شفير قبره و هو يقول: يا بنيّ شغلني الحزن لك عن الحزن عليك، فليت شعري ما قلت، و ما قيل لك، اللّهم إنّك أمرته بطاعتك و أمرته ببرّي، فقد وهبت له ما قصّر فيه من حقّي، فهب له ما قصّر فيه من حقك.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنا أبو بكر المالكي، نا حازم بن يحيى، نا أحمد بن يونس، عن عمر بن جرير، قال:

لما مات ذرّ بن عمر بن ذرّ وقف على قبره فقال: يرحمك اللّه يا ذرّ، ما علينا بعدك من خصاصة، و ما بنا إلى أحد مع اللّه حاجة، و ما يسرّني أنّي كنت المقدّم قبلك، و لو لا هول المطلّع لتمنيت أن أكون مكانك، و قد شغلني الحزن لك عن الحزن عليك، فيا ليت شعري ما ذا قلت و ما ذا قيل لك، ثم رفع رأسه إلى السماء فقال: اللّهم إنّي قد وهبت حقي فيما بيني و بينه فاغفر له من الذنوب ما بينك و بينه، فأنت أجود الأجودين، و أكرم الأكرمين، ثم انصرف، فقال: فارقناك و لو أقمنا ما نفعناك.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني (3)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن أبي عمر المكي، نا سفيان قال:

لما مات ذرّ قال عمر بن ذرّ: شغلنا الحزن لك عن الحزن عليك، فليت شعري ما قلت و ما قيل لك، اللّهم إنّي قد وهبت له ما قصّر فيه من برّي، فهب له ما قصّر فيه من حقك.

ص: 32


1- «بن عيسى» ليس في «ز».
2- تهذيب الكمال 64/14 و سير أعلام النبلاء 388/6.
3- في «ز»: اللبناني، بتقديم الباء، تصحيف.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا إسحاق بن منصور، حدّثني ابن السماك، قال:

لما دفن عمر بن ذرّ ابنه وقف على قبره فبكى و قال: اللّهمّ إنّي أشهدك أنّي قد تصدّقت بما تثيبني عليه من مصيبتي فيه عليه، فأبكى من حضر ثم قال: شغلنا الحزن لك عن الحزن عليك، ثم ولّى و هو يقول: انطلقنا و تركناك، و لو أقمنا ما نفعناك، و لكن نستودعك أرحم الراحمين.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الجرّاحي.

قال: و أنا ابن خيرون، أنا أبو علي الحسن بن الحسين النّعالي، نا جدي لأمي إسحاق بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد المدائني، نا قعنب بن المحرّر.

قال: و مات عمر بن ذرّ سنة خمسين و مائة (1).

هذا وهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن الحطّاب (2) في كتابه، أنا أبو الحسين الهمذاني (3)،أنا محمّد بن الحسين التميمي، أنا جعفر بن أحمد الحميري، نا الحسين بن نصر بن المعارك قال: سمعت أحمد بن صالح يقول: قال أبو نعيم: و مات عمر بن ذرّ أبو ذرّ سنة ثنتين و خمسين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد بن فهد العلاّف، و أبو علي محمّد بن محمّد بن المسلمة، قالا: أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحمّامي، أنا أبو القاسم الحسن بن محمّد السّكوني، نا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي (4)،قال:

ص: 33


1- تهذيب الكمال 64/14.
2- بالأصل و «ز»: الخطاب، تصحيف، و التصويب عن م، قارن مع المشيخة. و ترجمته في سير أعلام النبلاء 583/19 و اسمه: محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد الرازي.
3- الأصل و م: الهمداني، و المثبت عن «ز».
4- تهذيب الكمال 64/14.

مات أبو ذرّ عمر بن ذرّ بن عبد اللّه الهمداني (1) سنة ثلاث و خمسين و مائة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، نا الهروي، نا إسحاق بن سيّار، نا أبو نعيم، قال: و عمر بن ذرّ - يعني مات - سنة خمس و خمسين و مائة (2).

و قال أبو موسى، و عمرو، و المدائني: مات عمر بن ذرّ في سنة ست و خمسين و مائة، و ذكر أن أباه أخبره عن أبيه عن أبي موسى و عن أحمد بن عبيد عن المدائني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصفار، نا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل السّلمي، قال: سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول:

و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر - لفظا - و أبو عبد اللّه بن البنّا - قراءة - عن أبي المعالي محمّد بن عبد السلام، أنا علي بن محمّد بن خزفة، أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، أنا أبو بكر بن أبي (3) خيثمة، قال: سمعت أحمد بن حنبل (4) يقول: قال أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: قال أبو نعيم:

مات عمر بن ذرّ في سنة ست و خمسين و مائة (5).

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه.

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو علي الحداد، قالوا: أنا أبو نعيم، نا أبو علي بن الصّوّاف.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن

ص: 34


1- في «ز»: الهمداني، تصحيف.
2- تهذيب الكمال 64/14 و سير أعلام النبلاء 388/6.
3- ما بين الرقمين مكانه بياض في «ز».
4- ما بين الرقمين مكانه بياض في «ز».
5- تهذيب الكمال 64/14 و سير أعلام النبلاء 388/6.

بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: قال أبي:

و مات عمر بن ذرّ سنة ست و خمسين و مائة (1).

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص عمرو بن علي، قال:

و مات عمر بن ذرّ بن عبد اللّه بن زرارة الهمداني (2) سنة ست و خمسين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم (3)،قال: سنة سبع و خمسين و مائة فيها مات عمر بن ذرّ الهمداني (4).

ص: 35


1- المصدران السابقان.
2- في «ز»: الهمذاني، بالذال المعجمة، تصحيف.
3- في «ز»: الهمذاني، بالذال المعجمة، تصحيف.
4- سير أعلام النبلاء 388/6 و تهذيب الكمال 64/14.

حرف الراء [في آباء من اسمه عمر]

فارغ

حرف الزاي في آباء من اسمه عمر

5212 - عمر بن زيد الحكمي

كان بدمشق عند مبايعة الضّحّاك بن قيس لابن الزبير، و كان هوى عمر بن زيد مع الضّحّاك فوثبت (1) عليه كلب فضربوه، و حرقوا ثيابه، و بقي حتى أدرك قتل الوليد بن يزيد.

له ذكر.

ص: 36


1- في «ز»: فوثب.

حرف السين [في آباء من اسمه عمر] في آبائهم

5213-[س] عمر بن سعد بن أبي وقّاص مالك بن أهيب

ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب ابن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب

أبو حفص القرشي الزهري (1)

أصله من المدينة، و سكن الكوفة.

و حدّث عن أبيه.

روى عنه: ابنه إبراهيم بن عمر، و ابن ابنه أبو بكر بن حفص بن عمر، و العيزار بن حريث العبدي، و أبو إسحاق الهمداني، و محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي أمامة، و المطلب بن عبد اللّه بن حنطب، و يزيد بن أبي حبيب المصري، و الزهري، و قتادة بن دعامة.

و كان مع أبيه بدومة (2) و أذرح (3) حين حكم الحكمان، و هو الذي حرّض أباه على حضورها، ثم إن سعدا ندم فأحرم بعمرة من بيت المقدس.

أخبرنا أبو سعد ناصر بن سهل بن أحمد النّوقاني (4)-بها - أنا أبو عبد اللّه عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أحمد القفّال - بمرو - أنا أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد

ص: 37


1- انظر ترجمته و أخباره في: تهذيب الكمال 73/14 و تهذيب التهذيب و تقريب الترجمة(5059) و سير أعلام النبلاء 349/4 و التاريخ الكبير 158/6 و الجرح و التعديل 111/6 و الإصابة ترجمة 6827 و خلاصة تذهيب التهذيب ص 283 و العبر 73/1.
2- يعني دومة الجندل، مرّ التعريف بها (راجع معجم البلدان).
3- أذرح، مرّ التعريف بها (راجع معجم البلدان).
4- في م و «ز»: الفوقاني، تصحيف، قارن مع مشيخة ابن عساكر 229/ب.

الهروي، نا عبد اللّه بن يعقوب بن إسحاق أبو العباس الكرماني، نا أبو علي حسان بن عبد اللّه الكرماني، نا محمّد بن يوسف الفريابي، نا يونس بن أبي إسحاق، عن إبراهيم بن عمر بن سعد عن أبيه عن سعد (1) قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«دعوة ذي النّون إذ دعاها و هو في بطن الحوت: لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنْتَ سُبْحٰانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّٰالِمِينَ (2) فإنه لم يدع بذلك مسلم إلاّ استجيب له»[9842].

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (3)،نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن أبي إسحاق، عن عمر بن سعد، نا سعد بن أبي وقّاص قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قتال المسلم (4) كفر و سبابه فسوق، و لا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام»[9843].

أبو إسحاق لم يسمع من عمر، و إنّما يروي عن العيزار بن حريث عنه.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد بن محمّد الخليلي، أنا علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي، نا الهيثم بن كليب الشّاشي، أنا أحمد بن زهير بن حرب، نا أبو نعيم، نا بدر بن عثمان، نا العيزار بن حريث، عن عمر بن سعد، عن سعد، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«و اللّه إنّ المؤمن ليؤجر في كلّ شيء، حتى في اللقمة يرفعها إلى فيه»[9844].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأ الحسن بن علي.

ح و أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنا الحسن بن علي الجوهري.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، نا وكيع، نا

ص: 38


1- قوله «عن سعد» بياض في «ز».
2- سورة الأنبياء، الآية:87.
3- مسند أحمد بن حنبل 372/1 رقم 1519 طبعة دار الفكر.
4- في المسند: قتال المؤمن كفر.
5- مسند أحمد بن حنبل 385/1 رقم 1575 طبعة دار الفكر.

إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث العبدي، عن عمر بن سعد عن أبيه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«عجبت للمؤمن إن أصابه خير حمد اللّه و شكر، و إن أصابته مصيبة احتسب و صبر، المؤمن يؤجر في كلّ شيء حتى في اللقمة يرفعها إلى فيه»[9845].

أخبرناه عاليا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن كيسان النحوي، أنا يوسف بن يعقوب القاضي، نا عمرو بن مرزوق، أنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، عن عمر بن سعد عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«عجبت للمسلم إن أصابه خير حمد اللّه و شكر، و إن أصابته مصيبة احتسب و صبر، فالمسلم يؤجر في كلّ شيء حتى في اللقمة يرفعها إلى فيه»[9846].

أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، أنا أبو القاسم الخليلي، أنا علي بن أحمد الخزاعي، نا الهيثم بن كليب، نا ابن أبي خيثمة، نا ابن الأصبهاني، نا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، عن عمر بن سعد، عن أبيه.

عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إنّ المؤمن ليؤجر في كلّ شيء»، ثم ذكر مثله[9847].

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن الحسن الرّبعي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم، أنا أبو بكر بن محمّد، نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد، نا أبو حفص هو الفلاّس، قال: سمعت يحيى بن سعيد القطان، و حدّثنا عن شعبة، و سفيان عن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث، عن عمر بن سعد فقام إليه رجل فقال: أ ما تخاف اللّه ؟ تروي عن عمر بن سعد، فبكى و قال: لا أعود أحدّث عنه أبدا (1).

قال (2) عبد الرّحمن بن سعيد: العيزار بن حريث كوفي صدوق (3).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: سمعت أبا الحسين الغازي يقول: سمعت أبا حفص

ص: 39


1- تهذيب الكمال 73/14-74.
2- ما بين الرقمين بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مطموس بالأصل.
3- ما بين الرقمين بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مطموس بالأصل.

عمرو بن علي يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول: حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد (1)،نا العيزار بن حريث، عن عمر بن سعد فقال له رجل من بني ضبيعة يقال له موسى: يا أبا سعيد هذا قاتل الحسين، فسكت، فقال عن قاتل الحسين تحدثنا، فسكت (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (3):

عمر بن سعد بن مالك أمّه مارية (4) بنت قيس بن معدي كرب بن الحارث بن السمط بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية من كندة، يكنى أبا حفص، قتله المختار بن أبي عبيد سنة خمس و ستين.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو عبد اللّه الطوسي، نا الزبير بن بكار قال (5):

و من ولد سعد بن أبي وقّاص: عمر بن سعد بن أبي وقّاص، قتله المختار بن أبي عبيد و فيه تقول ابنته و في أخيها (6):

لو كان قاتله سوى من ناله (7) *** أو غير ذي يمن و غير الأعجم

سلا بنفسي..... (8) *** و ما البطريق مثل الألأم (9)

أعطى ابن سعد في الصحيفة *** و ابنه: عهدا يلين له جناح الأرقم

ص: 40


1- في «ز»: خلف.
2- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 218/3-219 رقم 1267. و رواه المزي عن الحاكم في تهذيب الكمال 73/14.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 423 رقم 2080.
4- بالأصل و م:«ماوية» و المثبت عن «ز»، و طبقات خليفة «مارية».
5- انظر نسب قريش للمصعب ص 264.
6- الأبيات في تاريخ الطبري 61/6 حوادث سنة 66 و نسبها لحميدة بنت عمر بن سعد تبكي أباها.
7- في الطبري: لو كان غير أخي قسي غره.
8- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و زيد في النسخ الثلاث بعدها: قال الزبير: كذا في كتابي (يعني أن الصدر جاء ناقصا). و صدره في الطبري: سخّى بنفسي ذاك شيئا فاعلموا عنه.
9- الأصل و م و «ز»: الالم، و المثبت عن الطبري.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: عمر بن سعد بن أبي وقّاص، ثم ذكره في أهل الكوفة و قال: قتله المختار.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري: و ابن عمه محمّد بن الحسن قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (1):

عمر بن سعد بن أبي وقّاص كان يروي عن أبيه أحاديث، و روى الناس عنه و هو الذي قتل الحسين.

و قال في موضع آخر: عمر بن سعد بن مالك، تابعي ثقة (2)،و هو الذي قتل الحسين.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا الوليد، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال:

عمر بن سعد بن أبي وقّاص كوفي تابعي، و هو الذي قتل الحسين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسين بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (3) قال في الطبقة الثانية من أهل الكوفة: عمر بن سعد بن أبي وقّاص، روى عن أبيه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن (4) حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا (5) الحسين بن محمّد، نا محمّد بن سعد (6) قال: كان لسعد من

ص: 41


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 357 رقم 1230 و عنه رواه المزي في تهذيب الكمال 73/14.
2- كذا.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد، و انظر تهذيب الكمال 73/14.
4- ما بين الرقمين بياض في «ز».
5- ما بين الرقمين بياض في «ز».
6- الخبر في طبقات ابن سعد 137/3 في ترجمة سعد بن أبي وقاص.

الولد: عمر، قتله المختار، و محمّد بن سعد، قتل يوم دير الجماجم قتله الحجاج، و حفصة.

و أم القاسم، و أم كلثوم، و أمّهم ماوية (1) بنت قيس بن معدي بن كرب بن أبي الكشيم (2) بن السمط بن امرئ القيس بن معاوية من كندة، و ذكر غيرهم.

كذا قيّده أبو عبد اللّه الصوري، و ضبطه في موضع آخر: مارية بالراء، و قال: ابن أبي الكسم بالسين المهملة.

و ذلك فيما قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري بهذا الإسناد، فاللّه أعلم.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال في تسمية ولد سعد بن أبي وقّاص، قال: فولد له عمر أمة رملة بنت أبي الأنياب من كندة.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل السّلامي، أنا أبو الفضل الباقلاّني، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد الباقلاّني: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري قال (3):

عمر بن سعد بن أبي وقّاص القرشي الزهري عن أبيه، سمع منه العيزار بن حريث.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (4):

عمر بن سعد بن أبي وقّاص الزهري كوفي، روى عن أبيه، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عنه العيزار بن حريث، و أبو إسحاق الهمداني، و أبو بكر بن

ص: 42


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و ابن سعد، و مرّ أنها:«مارية» و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أنها بالراء.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في ابن سعد: الكيسم.
3- التاريخ الكبير للبخاري 158/6.
4- الجرح و التعديل 111/6.

حفص، و يزيد بن أبي حبيب، و المطّلب بن عبد اللّه بن حنطب، و محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي أمامة (1).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم (2) قال:

أبو حفص عمر بن سعد بن أبي وقّاص، و اسم أبي وقّاص مالك (3)،و أمه مارية بنت قيس بن معدي كرب بن الحارث بن السمط بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية بن كندة، سمع أباه، روى عنه العيزار بن حريث (4) يقال: كان قاتل الحسين بن علي بن أبي طالب.

قرأت على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي المعالي محمّد بن عبد السلام، أنا أبو الحسن بن خزفة، أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

ولد عمر بن سعد عام مات عمر بن الخطّاب (5).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني عمّار عن سلمة، عن ابن إسحاق، قال (6):

و في سنة تسع عشرة كتب عمر إلى سعد بن أبي وقّاص أن ابعث جندا إلى الجزيرة، و أمّر عليهم أحد الثلاثة: خالد بن عرفطة، أو هاشم بن عتبة، أو عياض بن غنم، فلما انتهى إلى سعد كتاب عمر قال: ما أخّر أمير المؤمنين عياضا آخر القوم إلاّ أن له فيه هوّى أن أولّيه

ص: 43


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الجرح و التعديل: ابن أبي لبيبة.
2- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 218/3 رقم 1267.
3- في الأسامي و الكنى: مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري.
4- في الأسامي: و الكنى: العيزار بن حريث العبدي الكوفي.
5- تهذيب الكمال 75/14.
6- الخبر في تاريخ الطبري ط بيروت 483/1-484 حوادث سنة 17.

و أنا مولّيه، فبعثه و بعث معه أبا موسى و ابنه عمر بن سعد و هو غلام حدث، ليس إليه من الأمر شيء، فخرج عياض إلى الجزيرة، فنزل بجنده على الرّها، فصالحه أهلها على الجزية، و صالحت حرّان حين صالحت الرّها ثم بعث أبا موسى إلى نصيبين، و وجّه عمر بن سعد إلى رأس العين في خيل ردء (1) للناس و سار بنفسه في بقية الناس إلى دارا، فنزل عليها حتى افتتحها، و افتتح أبو موسى نصيبين، و ذلك في سنة تسع عشرة.

و هذا القول يدل على أن عمر بن سعد قد ولد في عصر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد الخواري (2)،قالا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، أنا حاجب بن أحمد، حدثني عبد الرحيم بن منيب، أنا أبو بكر الحنفي، نا بكير بن مسمار، قال:

سمعت عامر بن سعد بن أبي وقّاص قال: كان سعد في إبل له و غنم، فأتاه ابنه عمر فلما رآه قال: أعوذ باللّه من شرّ هذا الراكب، فلما انتهى إليه قال: يا أبة أرضيت أن تكون أعرابيا في إبلك و غنمك و الناس بالمدينة يتنازعون في الملك، قال: فضرب صدره (3) بيده و قال: اسكت، إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ اللّه تعالى يحبّ العبد التقيّ (4) الغنيّ (5)الخفيّ »[9848].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا أحمد بن إبراهيم الدّورقي، نا أبو بكر الحنفي، نا بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد.

أن أباه سعدا كان في إبل له و غنم، فجاءه ابنه عمر فلما رآه قال: أعوذ باللّه من شرّ هذا الراكب، فلما انتهى إليه قال: أرضيت أن تكون أعرابيا في غنمك و إبلك، و الناس بالمدينة

ص: 44


1- في الطبري: ردء للمسلمين.
2- مشيخة ابن عساكر 101/أ.
3- ما بين الرقمين سقط من «ز».
4- ما بين الرقمين سقط من «ز».
5- في م: التقي النقي الخفي.

يتنازعون الملك ؟ قال: فضرب صدره بيده و قال: يا بني اسكت، فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ اللّه يحبّ العبد التقيّ الغنيّ الخفيّ »[9849].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، أنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني أسامة بن زيد الليثي أن عبد اللّه بن دينار حدّثه عن رجل من الأنصار قال:

كان سعد بن أبي وقّاص واجدا على ابنه عمر، فأتاه بأناس يستشفع بهم إليه، قال:

فتكلموا فأبلغوا، ثم تكلم عمر بن سعد فكأنّما لم يتكلم معه أحد، فقال سعد: يا بني هذا الذي يبغضك إليّ سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«يكون قوم في آخر الزمان يأكلون بألسنتهم، كما تلحس البقر من الأرض بألسنتها»[9850].

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الواعظ .

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا يعلى، و يحيى بن سعيد قال يحيى: حدّثني رجل كنت أسميه فنسيت اسمه عن عمر بن سعد قال: كانت لي حاجة إلى أبي سعد.

ح قال: و حدّثنا أبو حيان عن محمّد قال: كان لعمر بن سعد إلى ابنه حاجة، فقدم بين يدي حاجته كلاما مما يحدث الناس يوصلون ما لم يكن يسمعه، فلما فرغ قال: يا بني قد فرغت من كلامك ؟ قال: نعم، قال: ما كنت من حاجتك أبعد و لا كنت فيك أزهد مني منذ سمعت كلامك هذا، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«سيكون قوم يأكلون بألسنتهم كما يأكل البقر من الأرض» (1)[9851].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو طاهر القصّاري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصّاري، أنا أبي أبو طاهر.

ص: 45


1- كتب بعدها في م و «ز»: آخر الجزء الحادي و الثلاثين بعد الخمسمائة من الفرع.

قالوا: أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، قالا: نا [أبو] (1) عبد اللّه المحاملي، نا يوسف بن موسى، نا جرير، عن أبي حيّان التيمي، عن مجمّع التيمي قال:

كانت لعمر بن سعد إلى أبيه حاجة قال: فانطلق فوصل كلاما ثم أتى سعدا فكلّمه به، فوصله بحاجته، فكلّمه بكلام لم يكن سمعه منه قبل ذلك، فلمّا فرغ قال له سعد: أفرغت يا بني من حاجتك ؟ قال: نعم، قال: ما كنت أبعد من حاجتك منك الآن، و لا كنت فيك أزهد مني الآن، إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«يكون قوم يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر بألسنتها»[9852].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعيد محمّد بن علي الخشاب الصّوفي، أنا الجوزقي، أنا أبو العباس الدّغولي، نا محمّد بن المهلّب، نا عبد اللّه بن مسلمة القعنبي (2)،عن داود بن قيس، عن زيد بن أسلم قال:

غضب سعد بن أبي وقّاص على ابنه عمر، فذهب عمر حتى جمع رجالا من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فجاء بهم إلى سعد، فدخلوا عليه، فقالوا: يا أبا إسحاق إنّ عمر سيّد قومه، فقال:

ما تريدون ؟ قالوا: نريد أن ترضى عنه، فقال: قد رضيت عنه، فتكلم عمر كلاما كثيرا، فلمّا قضى كلامه، قال سعد: ما كنت أبغض إليّ من هذه الساعة، إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ بعض البيان لسحرا (3)»[9853]، و ذكر شيئا من شأن البقر أنّها تأكل بألسنتها.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو المعالي الحسين بن حمزة السّليمان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا حمّاد بن الحسن الورّاق، نا أبو عامر العقدي، نا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم قال:

عتب سعد على ابنه عمر بن سعد فمشى إليه برجال من أصحابه، فكلّموه فيه، فتكلّم عمر فأبلغ، فقال سعد: ما كنت قط أبغض إليّ منك الآن، قال: لم ؟ قال: إنّي سمعت

ص: 46


1- زيادة عن م و «ز».
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 74/14.
3- بالأصل:«لسحر» و المثبت عن م، و «ز»، و تهذيب الكمال.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«لا تقوم الساعة حتى يأتي قوم يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر بألسنتها»[9854].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان.

و أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا أبي، عن شريك بن أبي نمر - و في حديث ابن المقرئ: حدّثني أبي عن شريك بن عبد اللّه بن أبي نمر، و هو أحد بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة - أخبرني عامر بن سعد بن أبي وقّاص.

أنّ أباه (1) حين رأى (2) اختلاف أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و تفرقهم اشترى له (3) ماشية، ثم خرج فاعتزل فيها بأهله على ماء يقال له قلها (4).

قال: و كان سعد من أحدّ الناس بصرا، فرأى ذات يوم شيئا يزول - و في حديث ابن المقرئ: يدور، و هو خطأ - فقال لمن تبعه ترون ؟ قالوا: نرى شيئا كالطير، قال: أرى راكبا على بعيره، ثم قال بعد قليل: أرى عمر بن سعد - و قال ابن حمدان: ثم جاء بعد قليل عمر بن سعد على بختيّ أو بختيّ أو بختيّة ثم قال: اللّهم إنّا نعوذ بك من شرّ ما جاء به، فسلّم عليه، ثم قال لأبيه: أرضيت أن تتبع أذناب هذه الماشية بين هذه الجبال، و أصحابك يتنازعون في أمر الأمة ؟ قال سعد بن أبي وقّاص: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّها ستكون بعدي فتن - أو قال: أمور - خير الناس فيها الغنيّ الخفيّ التقيّ »، فإن استطعت - يا بني - أن تكون كذلك فكن، فقال له عمر: أ ما عندك غير هذا؟ فقال له: لا يا بني.

ص: 47


1- في «ز»: أتى أتاه.
2- قوله:«رأى اختلاف» مكانهما بياض في «ز».
3- بالأصل و المختصر: لهم، و المثبت عن م و «ز».
4- و في معجم البلدان: قلهي بفتح أوله و ثانيه، و تشديد الهاء و كسرها، حفيرة لسعد بن أبي وقاص بها اعتزل سعد بن أبي وقاص الناس لما قتل عثمان بن عفان، و روي فيه قلهيّا، قال ابن السكيت ماء لبني سليم.

فوثب عمر ليركب و لم يكن حطّ عن بعيره، فقال له سعد: أمهل حتى نغدّيك، قال:

لا حاجة لي بغدائكم، قال سعد: فنحلب لك فنسقيك، قال: لا حاجة لي بشرابكم، ثم ركب فانصرف مكانه.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا طراد بن محمّد النقيب، أنا أبو الحسين بن بشران، نا أبو علي صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (1)،حدّثني أبي، عن أبي المنذر الكوفي قال:

كان عمر بن سعد بن أبي وقّاص قد اتّخذ جعبة و جعل فيها سياطا نحوا من خمسين سوطا، فكتب على السوط : عشرة و عشرين و ثلاثين إلى خمسمائة على هذا العمل، و كان لسعد بن أبي وقّاص غلام ربيب مثل ولده، فأمره عمر بشيء فعصاه فضرب بيده إلى الجعبة فوقع (2) بيده سوطا مائة فجلده مائة جلدة، فأقبل الغلام إلى سعد دمه يسيل على عينيه (3)، فقال: ما لك ؟ فأخبره، فقال: اللّهم اقتل عمر و أسل دمه على عينيه (4).

قال: فمات الغلام، و قتل المختار عمر بن سعد.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا محمّد بن عبد الملك بن زنجويه، حدّثني الحميدي (5)،نا سفيان، عن سالم إن شاء اللّه كذا قال، قال عمر بن سعد للحسين.

إنّ قوما من السفهاء يزعمون أنّي أقتلك، فقال حسين: ليسوا بسفهاء و لكنهم حلماء، ثم قال: و اللّه إنه ليقرّ بعيني (6) أنك لا تأكل برّ العراق بعدي إلاّ قليلا.

قرأنا على أبي عبيد اللّه بن البنّا، عن أبي المعالي محمّد بن عبد السلام، أنا علي بن محمّد بن خزفة، أنا محمّد بن الحسين بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي خيثمة (7)،نا عبد السلام بن صالح، نا ابن عيينة عن عبد اللّه بن شريك قال:

ص: 48


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 74/14.
2- بالأصل: فرفع، و المثبت عن م، و «ز»، و تهذيب الكمال.
3- كذا بالأصل و «ز»، و في م و تهذيب الكمال: عقبيه.
4- كذا بالأصل و «ز»، و في م و تهذيب الكمال: عقبيه.
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 74/14.
6- بالأصل، و م، و «ز»: يعني، و المثبت عن تهذيب الكمال.
7- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 74/14 و 75.

أدركت أصحاب الأردية المعلّمة و أصحاب البرانس من أصحاب السّواري إذا مرّ بهم عمر بن سعد، قالوا: هذا قاتل الحسين، و ذلك قبل أن يقتله.

أنبأنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن الجعابي، نا الفضل بن الحباب، نا أبو بكر، نا جعفر بن سليمان، عن هشام بن حسّان، عن ابن سيرين (1) عن بعض أصحابه قال: قال علي لعمر بن سعد: كيف أنت إذا قمت مقاما تخيّر فيه بين الجنّة و النار، فتختار النار؟! أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، أنا أحمد بن محمّد بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة-.

ح قالا: و أنا أبو تمّام علي بن محمّد - إجازة - أنا أحمد بن عبيد - قراءة - نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة (2)،نا أبي، نا وهب بن جرير، عن أبيه قال:

و بلغ مسيره - يعني الحسين - عبيد اللّه بن زياد و هو بالبصرة، فخرج على بغاله هو و اثنا عشر رجلا حتى قدموا الكوفة، فحسب أهل الكوفة أنه الحسين بن علي و هو متلثم فجعلوا يقولون: مرحبا بابن بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أقبل الحسين حتى نزل نهري كربلاء و بلغه خبر الكوفة، فبعث ابن زياد عمر بن سعد على جيش و أمره أن يقتله، و بعث شمر بن جوشن الكلابي فقال: اذهب معه فإن قتله و إلاّ فاقتله، و أنت على الناس، قال: فخرجوا حتى لقوه، فقاتل هو و من معه حتى قتلوا.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير الطبري (3) قال: قال هشام بن محمّد: قال أبو مخنف: حدّثني عبد الرّحمن بن جندب، عن عقبة بن سمعان قال:

كان سبب خروج عمر بن سعد إلى الحسين أن عبيد اللّه بن زياد بعثه على أربعة آلاف

ص: 49


1- تهذيب الكمال 75/14.
2- تهذيب الكمال 75/14.
3- الخبر في تاريخ الطبري 409/5 في حوادث سنة 61.

من أهل الكوفة يسير بهم إلى دستبى (1) و كانت الديلم قد خرجوا إليها و غلبوا عليها، فكتب ابن زياد عهده على الري، فأمره بالخروج.

فخرج فعسكر بالناس بحمّام أعين (2)،فلمّا كان من أمر الحسين ما كان، و أقبل إلى الكوفة، دعا ابن زياد عمر بن سعد فقال له: سر إلى الحسين، فإذا فرغنا مما بيننا و بينه سرت إلى عملك، فقال له عمر بن سعد: إن رأيت أن تعفيني فافعل، فقال عبيد اللّه: نعم، على أن تردّ علينا عهدنا.

قال: فلمّا قال له ذلك قال له عمر بن سعد: أمهلني اليوم انظر، قال: فانصرف عمر، فجعل يستشير نصحاءه (3)،فلم يكن يستشير (4) أحدا إلاّ نهاه، قال: و جاءه حمزة بن المغيرة بن شعبة - و هو ابن أخته - فقال: أنشدك اللّه يا خال أن تسير إلى الحسين فتأثم بربك، و تقطع رحمك، فو اللّه لأن تخرج من دنياك و مالك و سلطان الأرض كلها لو كان، خير لك من أن تلقى (5) اللّه بدم الحسين، فقال عمر بن سعد: فإنّي أفعل إن شاء اللّه قال هشام (6):حدثني عوانة بن الحكم، عن عمار بن عبد اللّه سنان (7) الجهني، عن أبيه قال:

دخلت على عمر بن سعد، و قد أمر بالمسير إلى الحسين،[فقال لي: إن الأمير أمرني بالمسير إلى الحسين] (8) فأبيت ذلك عليه، قال: فقلت له: أصاب اللّه بك، أرشدك اللّه، أجل فلا تفعل و لا تسر إليه.

قال: فخرجت من عنده، فأتاني آت فقال: هذا عمر بن سعد يندب الناس إلى الحسين، قال: فأتيته فإذا هو جالس، فلما رآني أعرض بوجهه.

فعرفت أنه قد عزم على المسير إليه، فخرجت من عنده؛ قال: فأقبل عمر بن سعد إلى ابن زياد، فقال: أصلحك اللّه! إنك و ليتني هذا العمل، و كتبت لي العهد، و سمع به الناس،

ص: 50


1- دستبى: بفتح أوله و سكون ثانيه و فتح التاء المثناة من فوق و الباء الموحدة المقصورة كورة كبيرة كانت مقسومة بين الري و همذان (معجم البلدان).
2- حمام أعين بالكوفة نسب إلى أعين مولى سعد بن أبي وقاص (راجع معجم البلدان.
3- ما بين الرقمين استدرك على هامش «ز».
4- ما بين الرقمين استدرك على هامش «ز».
5- عن تاريخ الطبري 409/5، و بالأصل، و «ز»، و م: تلق.
6- تاريخ الطبري 409/5-410.
7- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الطبري: يسار.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، و استدرك للإيضاح عن الطبري.

فإن رأيت أن تنفذ لي ذلك فافعل، و تبعث إلي الحسين في هذا الجيش من أشراف أهل الكوفة من لست بأغنى و لا أجزأ عنك في الحرب منه، فسمّى له ناسا، فقال له ابن زياد: لا تعلمني بأشراف أهل الكوفة، فسلت استأمرك فيما أريد أن أبعث، إن سرت بجندنا، و إلاّ فابعث إلينا بعهدنا.

قال: فلما رآه قد لجّ ، قال: فإني سائر، قال: و أقبل في أربعة آلاف حتى نزل بالحسين.

قال أبو مخنف (1):حدثني المجالد بن سعيد الهمداني و الصقعب بن زهير، أنهما التقيا مرارا ثلاثا أو أربعا حسين و عمر بن سعد قال:

فكتب عمر بن سعد إلى عبيد اللّه بن زياد:

أما بعد، فإنّ اللّه قد أطفا النائرة و جمع الكلمة، و أصلح أمر الأمة، فهذا حسين قد أعطاني أن يرجع إلى المكان الذي منه أتى، أو أن نسيّره إلى ثغر من الثغور (2)،فيكون رجلا من المسلمين له ما لهم، و عليه ما عليهم، أو أن يأتي أمير المؤمنين يزيد فيضع يده في يده، فيرى فيما بينه و بينه رأيه، و في هذا لكم رضى، و للأمة صلاح، قال: فلما قرأ عبيد اللّه الكتاب قال: هذا كتاب ناصح لأميره، مشفق على قومه، نعم قد قبلت، قال: فقام إليه شمر بن ذي الجوشن فقال: أتقبل هذا منه، و قد نزل بأرضك و إلى جنبك، و اللّه لئن رحل من بلادك و لم يضع يده في يدك، ليكوننّ أولى بالقوة [و العز] (3)،و لتكونن أولى بالضعف و العجز، فلا تعطه هذه المنزلة، فإنّها من الوهن، و لكن لينزل على حمكك هو و أصحابه، فإن عاقبت فأنت وليّ العقوبة، و إن غفرت كان ذلك لك، و اللّه لقد بلغني أن حسينا و عمر بن سعد يجلسان بين العسكرين فيتحدثان عامة الليل، فقال له ابن زياد: نعم ما رأيت، الرأي رأيك.

قال أبو مخنف (4):فحدّثني سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم قال:

ثم إنّ عبيد اللّه بن زياد دعا شمر بن ذي الجوشن فقال له: اخرج بهذا الكتاب إلى

ص: 51


1- الخبر في تاريخ الطبري 414/5.
2- في الطبري: إلى أي ثغر من ثغور المسلمين شئنا.
3- الزيادة عن م و «ز» و الطبري.
4- الخبر في تاريخ الطبري 414/5.

عمر بن سعد فليعرض على حسين و أصحابه النزول على حكمي، فإن فعلوا فليبعث بهم إليّ سلما، و إن هم أبوا النزول على حكمي فليقاتلهم - يعني - فإن فعل ذلك فاسمع له و أطع، و إن هو أبى أن يقاتلهم (1) فأنت أمير الناس (2)، وثب عليه فاضرب عنقه و ابعث [إليّ ] (3)برأسه.

قال أبو مخنف (4):عن الحارث بن حصيرة عن عبد اللّه بن شريك العامري، قال:

فأقبل شمر بن ذي الجوشن بكتاب عبيد اللّه بن زياد إلى عمر بن سعد فلما قدم به عليه فقرأه قال له عمر: ما لك ويلك، لا قرّب اللّه دارك، قبّح اللّه ما قدمت به عليّ ، و اللّه إنّي لأظنك أنت ثنيته أن يقبل ما كتبت به إليه، أفسدت علينا أمرا قد كنا رجونا أن يصلح، لا يستسلم و اللّه حسين، إن نفس أبيه لبين جنبيه (5)،فقال شمر: أخبرني ما أنت صانع ؟ أ تمضي لأمر أميرك و تقاتل عدوه و إلاّ فخلّ بيني و بين الجند و العسكر، قال: لا و لا كرامة لك، و لكن أنا أتولى ذلك، قال: فدونك و كن أنت على الرجال، قال: فنهض إليه عشية الخميس لسبع مضين من المحرّم و ذكره.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، حدّثني من سمع جريرا عن مغيرة قال: قال قطن:

بعثت مع شبث إلى الحسين في اثني عشر ألفا في طريق جعان و بعث عمر بن سعد في طريق الفرات، فجعل شبث يقول: اللّهم لا تلقاه، فعوفي، و ابتلي به الآخر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، حدّثني علي بن مسلم (6) بن سعيد الطوسي، نا نوح بن يزيد، نا إبراهيم بن سعد، أخبرني محمّد بن مسور، عن يزيد بن إبراهيم.

أنه كان عند عمر بن سعد، و أنّ عمر لقي الحسين بن علي، فقال له: يا ابن عمّ ، اختر

ص: 52


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الطبري: و إن هو أبى فقاتلهم.
2- بالأصل و م:«أمير المؤمنين» تصحيف، و التصويب عن «ز»، و الطبري.
3- الزيادة عن الطبري.
4- الخبر في تاريخ الطبري 415/5.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و المختصر، و في الطبري: إن نفسا أبية لبين جنبيه.
6- في «ز»: المسلم.

مني إحدى ثلاث خلال: إمّا أن ترجع إلى حيث جئت، و إمّا أن تأخذ إلى أيّ بلاد شئت، و إمّا أن تنطلق معي إلى يزيد يدي في يدك، و اللّه لا ينالك شيء إلاّ نالني، فقال له: وصلتك رحم لا حاجة لي في شيء مما عرضت عليّ ، قال: ثم انصرف عنه، فقال له عمر بن سعد:

أما و اللّه لا أقاتلك، فقال: باللّه تعلم، فقتل و إنّ عمر لمستنقع في الفرات، كذا قال.

و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي، نا محمّد بن إسحاق السّرّاج، نا عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم، نا نوح بن يزيد المؤدب، نا إبراهيم بن سعد، حدّثني محمّد بن المسور، نا إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف، عن قرين بن إبراهيم أنه كان عند عمر بن سعد فذكر نحوه.

قال الخطيب: قرين بن إبراهيم، و ذكر بعض أهل العلم أنه ابن عبد الرّحمن بن عوف، و ليس ذلك صحيحا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني (1)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،نا سعيد بن سليمان، عن عبّاد بن العوام، عن حصين، حدّثني سعد بن عبيدة قال:

إنّا لمستنقعين (3) في الفرات مع عمر بن سعد إذ أتاه رجل فسارّه، فقال: قد بعث إليك ابن زياد جويرة (4) بن بدر التميمي، و أمره - إن أنت لم تقاتل - أن يضرب عنقك، قال: فخرج فوثب على فرسه ثم دعا بسلاحه، و هو على فرسه، ثم سار إليهم، فقاتلهم حتى قتلهم.

قال سعد: و إنّي لأنظر إليهم و إنّهم لمائة رجل، أو قريبا من مائة، و فيهم من صلب عليّ خمسة أو سبعة، و عشرة من الهاشميين، و رجل من بني سليم حليف لهم، و رجل من بني كنانة حليف لهم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا

ص: 53


1- في «ز»: الكناني، و فوقها ضبة.
2- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 627/1.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ أبي زرعة: لمستنقعون.
4- كذا بالأصل و «ز»، و في تاريخ أبي زرعة:«حويزة» و في م إعجامها مضطرب. و قد جاء في الاكمال في باب: حويزة، و حوثرة، و جويرة.. حويزة أو ابن حويزة خرج إلى الحسين بن علي...

أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا موسى بن إسماعيل، نا سليمان بن مسلم - صاحب السقط - عن أبيه قال:

كان أول من طعن في سرادق الحسين عمر بن سعد قال: فرأيته هو و ابنيه ضربت أعناقهم ثم علّقوا على الخشب و ألهب فيهم النيران.

قال: أخبرنا به موسى بن إسماعيل بعد ذلك فقال: حدّثنا أبو المعلّى (1) العجلي عن أبيه.

قال محمّد بن سعد: فحملناه على أنه سليمان بن مسلم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العباس النّهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، نا موسى، نا سليمان بن مسلم أبو المعلّى العجلي قال: سمعت أبي.

أن الحسين لما نزل كربلاء فأول من طعن في سرادقه عمر بن سعد، فرأيت عمر بن سعد و ابنيه قد ضربت أعناقهم ثم علّقوا على الخشب ثم ألهب فيهم النار.

و قال غيره: بعث المختار بن أبي عبيد إلى عمر بن سعد مولاه أبا عمر فقتله و قتل حفص بن عمر بن سعد.

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر، أنا أبو الحسن، أنا أبو علي، نا محمّد بن سعد، أنا مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي، حدّثني عبد الرّحمن بن حميد الرّواسي قال:

مرّ عمر بن سعد بن أبي وقّاص بمجلس بني نهد حين قتل الحسين، فسلّم عليهم فلم يردّوا عليه السلام، قال مالك: فحدّثني أبو عيينة البارقي عن عبد الرّحمن بن حميد في هذا الحديث، قال: فلما جاز قال:

أتيت الذي لم يأت قبلي ابن حرة *** فنفسي ما أحرت و قومي أذلّت

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، أنا أبو علي الفقيه، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني رباح بن مسلم، عن أبيه قال:

ص: 54


1- في «ز»: أبو المعالي.

قال ابن مطيع لعمر بن سعد بن أبي وقّاص: اخترت همذان (1) و الري على قتل ابن عمك، فقال عمر: كانت أمور قضيت من السماء، و قد أعذرت إلى ابن عمي قبل الوقعة فأبى إلاّ ما أتى، فلما خرج ابن مطيع و هرب من المختار سار المختار بأصحابه إلى منزل عمر بن سعد فقتله في داره، و قتل ابنه أسوأ قتلة.

قال محمّد بن سعد: كان عمر بالكوفة قد استعمله عبيد اللّه بن زياد على الري و همذان و قطع معه بعثا، فلما قدم الحسين بن علي العراق أمر عبيد اللّه بن زياد عمر بن سعد أن يسير إليه و بعث معه أربعة آلاف من جنده، و قال له: إن هو خرج إليّ و وضع يده في يدي و إلاّ فقاتله، فأبى عمر عليه، فقال: إن لم تفعل عزلتك عن عملك، و هدمت دارك، فأطاع بالخروج إلى الحسين، فقاتله حتى قتل [الحسين] (2)،فلما غلب المختار على الكوفة قتل عمر بن سعد و ابنه حفصا.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة قال: سألت يحيى بن معين عن عمر بن سعد بن أبي وقّاص، فقال: كوفي، قلت: ثقة ؟ قال: كيف يكون من قتل الحسين ثقة (3)؟ أخبرنا أبو جعفر بن أبي علي - كتابة - أبو أنا بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد (4)،نا الثقفي (5)،نا عمر بن شبّة، نا أبو أحمد، نا عمّي، نا عمران بن ميثم (6) قال:

كنت جالسا عند المختار عن يمينه و الهيثم بن الأسود عن يساره فقال: و اللّه لأقتلنّ غدا رجلا يرضى قتله (7) أهل السماء و أهل الأرض، قال: و قد كان أعطى عمر بن سعد أمانا على أن لا يخرج من الكوفة إلاّ بإذنه، قال: فأتى عمر بن سعد رجل فقال: إنّ المختار حلف

ص: 55


1- الأصل و م:«همدان» تصحيف، الصواب عن «ز».
2- سقطت من الأصل و استدركت عن م و «ز».
3- تهذيب الكمال 73/14.
4- رواه الحاكم أبو أحمد في الأسامي و الكنى 219/3 رقم 1267.
5- هو أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي.
6- ميثم بكسر الميم و سكون الياء و تليها ثاء معجمة بثلاث مفتوحة (راجع الاكمال 205/7).
7- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الأسامي و الكنى: مثله.

ليقتلنّ غدا رجلا (1) و اللّه ما أحسبه يعني غيرك، قال: فخرج حتى نزل حمّام عمر، فقيل له:

أ ترى هذا يخفى على المختار، فرجع فدخل داره، فلمّا كان من الغد غدوت فدخلت على المختار و جاء الهيثم بن الأسود فقعد، قال: فجاء حفص بن عمر فقال للمختار: يقول لك أبو حفص أ تفي لنا بالذي كان بيننا و بينك ؟ قال: اجلس، قال: فجلس، و دعا المختار أبا عمرة، فجاء رجل قصير يتخشخش (2) في الحديد فسارّه ثم دعا رجلين، فقالا: اذهبا معه، قال: فذهب، فو اللّه ما أحسبه بلغ دار عمر حتى جاء برأسه، فقال حفص: إنّا للّه و إنا إليه راجعون، فقال المختار: اضرب عنقه، و قال عمر: بالحسين و حفص بعلي بن الحسين و لا سواء.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان الربعي، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير قال (3):قال هشام بن محمّد: قال أبو مخنف: حدّثني موسى بن عامر أبو الأشعر.

أنّ المختار قال ذات يوم و هو يحدّث جلساءه: لأقتلنّ غدا رجلا عظيم القدمين غائر العينين، مشرف الحاجبين، يسرّ قتله المؤمنين و الملائكة المقربين، قال: و كان الهيثم بن الأسود النّخعي عند المختار حين سمع هذه المقالة، فوقع في نفسه أنّ الذي يريد عمر بن سعد بن أبي وقّاص، فلمّا رجع إلى منزله دعا ابنه العريان فقال: الق ابن سعد الليلة فخبّره بكذا و كذا، و قل له: خذ حذرك، فإنه لا يريد غيرك، قال: فأتاه فاستخلاه، ثم خبّره الخبر (4)،فقال له ابن سعد: جزى اللّه بالإخاء أباك خيرا، كيف يريد هذا بي بعد الذي أعطاني من العهود و المواثيق، و كان المختار أوّل ما ظهر أحسن شيء سيرة و تألّفا للناس، و كان عبد اللّه بن جعدة و قال له: إنّي لا آمن هذا الرجل - يعني المختار - فخذ لي منه أمانا، ففعل، و قال: فأنا رأيت أمانه و قرأته:

[و هو] (5) بسم اللّه الرّحمن الرحيم، هذا أمان من المختار بن أبي عبيد لعمر بن

ص: 56


1- أقحم بعدها بالأصل:«يرض قتله أهل السماء و أهل الأرض، قال: و قد كان أعطى عمر» و المثبت يوافق م، و «ز»، و الأسامي و الكنى.
2- الخشخشة: حركة لها صوت كصوت السلاح (النهاية).
3- رواه الطبري في تاريخه 60/6 حوادث سنة 66.
4- في الطبري: ثم حدثه الحديث.
5- زيادة عن الطبري.

سعد بن أبي وقّاص، إنّك آمن بأمان اللّه على نفسك و أهلك و مالك، و أهل بيتك، و ولدك، لا تؤاخذ بحدث كان منك قديما ما سمعت و أطعت و لزمت رحلك و أهلك و مصرك، فمن لقي عمر بن سعد من شرطة اللّه و شيعة آل محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم و غيرهم من الناس، فلا يعرض له إلاّ بخير، شهد السائب بن مالك، و أحمر بن شميط ، و عبد اللّه بن شداد، و عبد اللّه بن كامل، و جعل المختار على نفسه عهد اللّه و ميثاقه ليفينّ لعمر بن سعد بما أعطاه (1) من الأمان إلاّ أن يحدث حدثا، شهد (2) اللّه على نفسه، و كفى باللّه شهيدا.

قال: و كان أبو جعفر محمّد بن علي يقول: أمّا أمان المختار لعمر بن سعد إلاّ أن يحدث حدثا، فإنه كان يريد به إذا دخل (3) الخلاء فأحدث.

قال: فلما جاءه العريان بهذا خرج من تحت ليلته حتى أتى حمّامه؛ ثم قال في نفسه:

أنزل داري، فرجع فعبر الرّوحاء، ثم أتى داره غدوة، و قد أتى حمّامه، فأخبر مولى له بما كان من أمانه و بما أريد منه، فقال له مولاه: و أيّ حدث أعظم مما صنعت، إنك تركت رحلك و أهلك، و أقبلت إلى هاهنا، ارجع إلى رحلك، و لا تجعل للرجل عليك سبيلا، فرجع إلى منزله، فأتى المختار بانطلاقه فقال: كلاّ إنّ في عنقه سلسلة سترده، لو جهد أن ينطلق ما استطاع، قال: و أصبح المختار فبعث إليه أبا عمرة، و أمره أن يأتيه به، فجاءه حتى دخل عليه، فقال: أجب، فقام عمر فعثر في جبّة له، و يضربه أبو عمرة بسيفه، فقتله، و جاء برأسه في أسفل قبائه حتى وضعه بين يدي المختار، فقال المختار لابنه حفص بن عمر بن سعد و هو جالس عنده: أ تعرف هذا الرأس ؟ فاسترجع و قال: نعم، و لا خير في العيش بعده [قال له المختار: صدقت، فإنك لا تعيش بعده] (4) فأمر به فقتل، فإذا رأسه مع رأس أبيه، ثم إنّ المختار قال: هذا بحسين، و هذا بعلي بن حسين - رحمهما اللّه - و لا سواء، و اللّه لو قتلت ثلاثة أرباع قريش ما وفوا بأنملة من أنامله، فقالت حميدة ابنة عمر بن سعد و هي تبكي أباها:

لو كان غير أخي قسيّ غيره (5) *** أو غير ذي يمن و غير الأعجم

ص: 57


1- الأصل: أعطى، و المثبت عن م و «ز».
2- في الطبري: و أشهد اللّه على نفسه.
3- بالأصل:«دخلا» و المثبت عن م، و «ز»، و الطبري.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن الطبري.
5- في الطبري: غرّه.

سخّى فنفسي ذاك شيئا فاعلموا *** عنه و ما البطريق مثل الألألم

أعطى ابن سعد (1) في الصحيفة و ابنه *** عهدا يلين له جناح الأرقم

فلما قتل المختار عمر بن سعد و ابنه بعث برأسيهما مع مسافر بن سعيد بن نمران النّاعطي و ظبيان بن عمارة التميمي، حتى قدما به على محمّد بن الحنفية، و كتب إلى ابن الحنفية (2) في ذلك كتابا.

قال أبو مخنف (3):و حدّثني موسى بن عامر قال:

كان هيّج المختار على قتل عمر بن سعد أن يزيد بن شرحبيل الأنصاري أتى محمّد بن الحنفية، فسلّم عليه، و جرى الحديث إلى أن تذاكروا المختار و خروجه، و ما يدعو إليه من الطلب بدماء أهل البيت، فقال محمّد بن الحنفية: على أهون رسله يزعم أنه لنا شيعة، و قتلة الحسين (4) جلساؤه على الكراسي يحدثون، قال: فوعاها الآخر منه، فلمّا أن قدم الكوفة أتاه فسلّم عليه، فسأله المختار: هل لقيت المهدي ؟ فقال له: نعم، فقال: ما قال لك ؟ و ما ذاكرك ؟ قال: فخبّره الخبر، قال: فما لبّث المختار عمر بن سعد و ابنه أن قتلهما، ثم بعث برأسيهما إلى ابن الحنفية مع الرسولين اللذين سمينا، و كتب معهما إلى ابن الحنفية، و ذكر نسخة الكتاب.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (5) قال:

و في سنة ست و ستين قتل المختار حين غلب على الكوفة عمر بن سعد بن أبي وقّاص، و ابنه حفص بن عمر.

الذي ولي قتل عمر أبو (6) عمرة كيسان مولى عرينة قتله على فراشه بأمر المختار (7).

ص: 58


1- الأصل:«ابن مسعود» و المثبت عن م، و «ز»، و الطبري.
2- قوله:«و كتب إلى ابن الحنفية» استدرك على هامش «ز».
3- الخبر في تاريخ الطبري 62/6.
4- بالأصل و م و «ز»: الحسن.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 263.
6- الأصل و «ز»: ابن، و المثبت عن م.
7- من قوله: الذي ولي... إلى هنا ليس في تاريخ خليفة.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي المعالي بن عبد السلام، أنا أبو الحسن بن خزفة، نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قتل عمر بن سعد بن أبي وقّاص سنة سبع و ستين.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال:

و قتل عمر بن سعد و ابن له يقال له حفص - يعني سنة سبع و ستين - و في عمر بن سعد يقول أبو طلق عدي بن حنظلة بن نعيم بن زرارة بن عبد العزيز بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن سمي بن تيم بن الحارث بن مالك بن عبيد بن خزيمة بن لؤي العائذي (1):

لقد قتل المختار لا درّ درّه *** أبا حفص المأمول (2) و السّيّد الغمرا

فتى لم يكن كزّا بخيلا و لم يكن *** إذا الحرب أبدت عن نواجذها غمرا (3)

5214 - عمر بن سعيد بن أحمد بن سعيد بن سنان

أبو بكر الطائي المنبجي (4)

سمع بدمشق دحيما، و الوليد بن عتبة، و هشام بن عمّار، و هشام بن خالد، و محمّد بن الوزير، و عبّاس بن الوليد بن صبح الخلاّل، و محمّد بن عزيز الأيلي، و يعقوب بن كاسب، و عبد اللّه بن إسحاق الأدرمي، و أحمد بن أبي شعيب، و عبد العزيز بن يحيى، و سعيد بن حفص النّفيلي الحرانيين، و بركة الحلبي، و عبد الوهاب بن الضحاك، و أحمد بن دهقان، و محمّد بن قدامة، و محمّد بن مصفّى، و أبا مصعب الزهري.

روى عنه: سليمان بن أحمد الطّبراني، و أبو حاتم محمّد بن حبّان البستي، و أبو بكر محمّد بن عيسى بن عبد الكريم الطّرسوسي، و أبو القاسم عبدان بن حميد بن رشيد الطائي المنبجي، و أبو العباس عبد اللّه بن عبد الملك بن الأصبغ المنبجي، و أبو أحمد بن عدي،

ص: 59


1- الخبر و البيتان، من طريق يعقوب بن سفيان الفسوي، في تهذيب الكمال 75/14-76.
2- في تهذيب الكمال: المأمون.
3- غمرا في البيت الأول: الكريم، و غمرا هنا هو الذي لم يجرب الأمور.
4- ترجم له في: الأنساب (المنبجي)، و معجم البلدان (منبج)، و اللباب (المنبجي).

و أبو الحسن علي بن الحسن بن علاّن الحرّاني، و محمّد بن الحسن بن علي اليقطيني، و أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن يزيد الحلبي، و أبو علي الحسين بن علي بن يزيد، و جعفر بن محمّد المراغي، و أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن حسان السّلمي الرّملي.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ريذة.

ح ثم أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن عبد اللّه بن شهريار.

قالا: أنا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا عمر بن سنان - بمنبج - نا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، نا عطّاف بن خالد المخزومي، عن طلحة مولى آل سراقة، عن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر، عن أبيه قال:

رأيت عثمان بن عفّان توضّأ فمضمض، و استنشق ثلاثا، و غسل وجهه ثلاثا (1)،و غسل يديه ثلاثا ثلاثا، و مسح برأسه واحدة، و غسل رجليه ثلاثا ثلاثا، ثم قال: هكذا رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم توضّأ.

قال سليمان: لم يروه عن عبد اللّه إلاّ ابنه، و لا عن معاوية إلاّ طلحة، تفرّد به عطّاف.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنا محمّد بن يحيى بن إبراهيم، أنا محمّد بن الحسين السّلمي، قال عمر بن سنان المنبجي هو عمر بن أحمد بن سعيد بن سنان المنبجي نسبه لنا أبو علي الحافظ من قدماء مشايخ الشام، صحب ذا النون المصري، و إبراهيم الخوّاص، حكى عنه أنه قال: من لم يتأدب بأستاذ فهو بطّال، و قد أسند الحديث، و كنية عمر بن سنان أبو بكر، سمعت جعفر بن محمّد المراغي يقول: سمعت أبا بكر عمر بن سنان المنبجي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا البخاري.

ص: 60


1- قوله:«و غسل وجهه ثلاثا» مكرر بالأصل.

نا عبد الغني بن سعيد قال: سنان بالنون بعد السين: عمر بن سعيد بن أحمد بن سنان المنبجي، سمع أحمد بن أبي شعيب الحرّاني.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد قال: قال لنا أبو بكر الخطيب: عمر بن سعيد بن سنان المنبجي، حدّث عن أحمد بن أبي شعيب الحرّاني، و أبي مصعب الزهري، و عبد العزيز بن يحيى الحرّاني، و سعيد بن حفص النّفيلي، و هشام بن عمّار الدمشقي، و بركة بن محمّد الحلبي، روى عنه أبو القاسم الطبراني، و عبد اللّه بن عدي الجرجاني، و محمّد بن الحسن اليقطيني البغدادي و غيرهم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه (1) قال:

و أما سنان بنونين: عمر بن سعيد بن أحمد بن سنان المنبجي، سمع أحمد بن أبي شعيب الحرّاني.

و أما المنبجي (2) بفتح الميم و سكون النون، و كسر الباء المعجمة بواحدة، و آخره جيم عمر بن سعيد بن سنان المنبجي، روى عن أحمد بن أبي شعيب الحرّاني، و أبي مصعب الزهري، و عبد العزيز بن يحيى الحرّاني، و سعيد بن حفص النّفيلي، و هشام بن عمار، و بركة بن محمّد (3)،روى عنه سليمان بن أحمد الطّبراني، و عبد اللّه بن عدي الجرجاني، و محمّد بن الحسن اليقطيني البغدادي و غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو حاتم البستي، أنا عمر بن سعيد بن سنان - رحمة اللّه عليه - و كان قد صام النهار، و قام الليل ثمانين سنة غازيا و مرابطا (4)،فذكر عنه حديثا.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنا محمّد بن يحيى المزكي، أنا محمّد بن الحسين بن موسى قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن دريد الواسطي يقول: سمعت عمر بن سنان المنبجي (5) يقول: لما أقبل ذو النون إلى منبج

ص: 61


1- الاكمال لابن ماكولا 439/4 و 453.
2- الاكمال لابن ماكولا 247/7.
3- في الاكمال: بركة بن محمّد الحلبي.
4- معجم البلدان (منبج).
5- اللفظة في م مطموسة، و فوقها ضبة و علامة تحويل إلى الهامش، و استدركت عليه، و بعدها صح.

استقبله (1) الناس، فخرجت فيهم، و أنا صبي، فوقفت على القنطرة (2)،فلمّا رأيته أقبل و حوله قوم من الصوفية و عليهم المرقعات ازدريته، فنظر إليّ شزرا و قال: يا غلام إن القلوب إذا بعدت عن اللّه مقتت القائمين بأمر اللّه، فأرعدت مكاني، فنظر إليّ و رحمني، و قال: لن ترع (3) يا غلام رزقك اللّه علم الرواية، و ألهمك الدراية و الرعاية.

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم المكي، أنا الحسين بن علي بن محمّد الشيرازي، أنا علي بن عبد اللّه الهمداني (4)،نا أبو بكر محمّد بن علي المقرئ، حدّثني عمر بن سنان قال:

خرجت في بعض المغازي و أردت أمضي في السرية، فقمت لأنظر إلى نعال دابتي فرأيت فرد نعل قد وقع، و هو حافي (5)،فطلبنا في الرحل نعلا، فلم نجد، و بعثنا إلى من نأنس به، فلم نجد عندهم، فاغتممت غمّا شديدا، فلمّا تحرّك الناس ألجمنا و أسرجنا، فأخذت فرد رجله - أو قال: يده - حتى أقرأ عليه، فإذا هو منعل.

5215 - عمر بن سعيد بن إبراهيم بن محمّد

ابن سعيد بن سالم بن عبد اللّه بن يعطر

أبو القاسم القرشي الدّانقي

حدّث عن من لم يسم لنا.

كتب عنه أبو الحسين الرازي.

قرأت بخط أبي الحسن نجاء بن أحمد فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية.

أبو القاسم عمر بن سعيد بن إبراهيم بن محمّد بن سعيد بن سالم بن عبد اللّه بن يعطر القرشي مولاهم، و يعرف بالدّانقي، مات في سنة اثنتين و عشرين و ثلاثمائة.

ص: 62


1- بالأصل:«لتستقبله» و التصويب عن م، و «ز».
2- في م: المنظرة.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و وضع فيها فوق الراء فتحة و فوق العين سكون، و في المختصر: لن تراع.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الهمذاني، بالذال المعجمة.
5- كذا بالأصل، و «ز»، و م: حافي، بإثبات الياء.
5216 - عمر بن سعيد بن جندب

أبي عزيز بن النعمان الأزدي (1)

من ساكني النّيبطن (2) بدمشق.

حدّث عن أبيه.

روى عنه: ابنه حفص بن عمر، تقدم حديثه (3).

5217 - عمر بن سعيد بن سليمان

أبو حفص القرشي الأعور (4)

روى عن سعيد بن عبد العزيز، و الوليد بن مسلم، و سعيد بن بشير، و خالد بن يزيد، و أبي بكر السّلمي، و محمّد بن شعيب بن شابور البيروتي، و عمر بن واقد الدمشقي.

روى عنه: عثمان بن خرّزاد، و أبو علي الحسن بن يزيد الأنباري، و أبو بكر بن أبي الدنيا، و محمّد بن مسلمة الواسطي، و أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري، و محمّد بن سعد (5) العوفي، و محمّد بن الفضيل، و محمّد بن سعد، كاتب الواقدي، و أحمد بن مهران الأصبهاني، و محمّد بن أحمد بن يزيد الرّياحي، و محمّد بن عبد الوهاب بن حبيب الفراء، و أحمد بن علي الأبّار.

أخبرنا أبو القاسم زاهر [بن طاهر] (6) أنا أبو بكر محمّد بن الحسن الخبّازي المقرئ - إملاء - أنا أبو الطيب ربيع بن محمّد الحاتمي، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن إبراهيم المزكّي - قراءة عليه - أن محمّد بن مسلمة، حدّثهم: نا عمر بن سعيد الدمشقي، نا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس، عن عمران بن حصين قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أ رأيتم الزاني و السارق و شارب الخمر ما تقولون فيهم ؟» قالوا: اللّه و رسوله أعلم، قال:«هنّ فواحش و فيهم

ص: 63


1- ورد محرفا في معجم البلدان (النيبطن) باسم: عمرو بن سعيد بن جندب بن عزيز بن النعمان.
2- النيبطن: محلة بدمشق.
3- تقدمت ترجمته في كتابنا 420/14 ترجمة رقم 1666.
4- انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب 285/4 و تاريخ بغداد 200/11 و ميزان الاعتدال 199/3 و لسان الميزان 307/4 و الجرح و التعديل 111/6 و التاريخ الكبير 160/6.
5- في «ز»: سعيد.
6- الزيادة عن م و «ز».

عقوبة، أولا أنبئكم بأكبر الكبائر، الإشراك باللّه، وَ مَنْ (1) يُشْرِكْ بِاللّٰهِ فَقَدِ افْتَرىٰ إِثْماً عَظِيماً (2)،و عقوق الوالدين، و قال: اُشْكُرْ لِي وَ لِوٰالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (3)،و كان متكئا فاحتفز فقال:«ألا و قول الزور، ألا و قول الزور»- ثلاثا-[9855].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك و محمّد - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد:

و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد، أنا محمّد، أنا البخاري (4) قال:

عمر بن سعيد أبو حفص الدمشقي، قال أحمد: تركته أخرج لنا كتاب سعيد بن بشير فإذا أحاديث ابن أبي عروبة.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (5):

عمر بن سعيد أبو حفص الدمشقي، روى عن سعيد بن بشير (6)،و كتبت عنه، و طرحت حديثه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو حفص عمر بن سعيد الدمشقي عن سعيد بن بشير، ضعيف الحديث.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر فيما قرأت عليه عن أبي الفضل بن الحكاك، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

ص: 64


1- قوله:«و من يشرك باللّه» مكرر بالأصل.
2- سورة النساء، الآية:48.
3- سورة لقمان، الآية:14.
4- التاريخ الكبير للبخاري 160/6.
5- الجرح و التعديل 111/6.
6- كذا وردت العبارة بالأصل، و م، و «ز»، باختلاف كبير عن عبارة الجرح و التعديل، راجعه.

أبو حفص عمر بن سعيد الدمشقي ليس بثقة (1).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد (2) قال:

أبو حفص عمر بن سعيد الأعور الدمشقي، يروي عن أبي محمّد سعيد بن عبد العزيز، و سعيد بن بشير البصري، ليس بالقوي عندهم، روى عنه عثمان بن خرّزاد، و محمّد بن عبد الوهّاب العبدي.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3).

عمر بن سعيد بن سليمان أبو حفص القرشي الدمشقي، سكن بغداد، و حدّث بها عن سعيد بن بشير، و سعيد بن عبد العزيز التنوخي، و محمّد بن شعيب بن شابور، روى عنه أبو عمر الدوري المقرئ، و الحسن بن يزيد الجصاص، و الحارث بن أبي أسامة، و محمّد بن الحسين بن البستنبان، و موسى بن هارون الطوسي، و أبو بكر بن أبي الدنيا، و أحمد بن علي الأبّار.

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن القاضي، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قالا: أنا أبو القاسم بن محمّد بن إسحاق، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)،أنا عبد اللّه (5) بن أحمد - فيما كتب إليّ -.

ح و أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدل، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا عبد اللّه - يعني ابن أحمد بن حنبل - إجازة.

ص: 65


1- تهذيب التهذيب 285/4.
2- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 234/3 رقم 1286.
3- تاريخ بغداد 200/11.
4- الجرح و التعديل 111/6.
5- في «ز»: أنا محمّد عبد اللّه بن أحمد.
6- تاريخ بغداد 201/11.

ح (1) و أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا - أبو بكر الخطيب (2).

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي.

قالا: أنا العتيقي، أنا يوسف بن أحمد الصّيدلاني، نا محمّد بن عمرو العقيلي (3)،نا عبد اللّه بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي.

ح و أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد الماليني.

قالا: أنا أبو أحمد بن عدي (4)،أنا ابن حمّاد، حدّثني عبد اللّه بن أحمد.

قال: سألت أبي عن أبي حفص عمر بن سعيد - يعني (5):الدمشقي - فقال (6):كتبت عنه و تركت حديثه، و ذاك أنّي ذهبت إليه أنا و أبو خيثمة فأخرج إلينا كتابا عن - و في رواية الماليني: فأخرج لنا كتاب - سعيد بن بشير (7) فإذا هي أحاديث سعيد بن أبي عروبة، فتركناه.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (8)، أنا البرقاني، أنا الحسين بن علي التميمي، نا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، نا أحمد بن محمّد بن الحجاج المرورّوذي، قال: و سألته - يعني أحمد بن حنبل - عن أبي حفص الشامي، فقال: هذا كانت عنده أحاديث كتبناها عن سعيد بن عبد العزيز، ثم تبيّن أمره بعد و تركوه، حدّث بأحاديث لسعيد بن أبي عروبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (9)،قال: سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري: قال أحمد بن

ص: 66


1- كذا ما بين الرقمين بالأصل و م و «ز».
2- كذا ما بين الرقمين بالأصل و م و «ز».
3- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 167/3-168.
4- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 57/5.
5- استدركت عن هامش الأصل.
6- بالأصل و م و «ز»: قال، و المثبت عن الجرح و التعديل.
7- بالأصل و م: بشر، و التصويب عن «ز»، و الجرح و التعديل و الكامل لابن عدي و الضعفاء الكبير.
8- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 201/11.
9- الكامل لابن عدي 57/5.

حنبل: أخرج عمر بن سعيد كتاب سعيد بن بشير، فإذا حديث ابن أبي عروبة.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (1)، أخبرني الأزهري، و علي بن محمّد المالكي، قال: أنا عبد اللّه بن عثمان (2) الصفار، نا محمّد بن عمران بن موسى الصيرفي، نا عبد اللّه بن علي بن المديني قال: سمعت أبي يقول: عمر بن سعيد روى عن سعيد بن بشير، شيخ ضعيف، و ضعّفه جدا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو أحمد بن عدي (3) قال: سمعت ابن حمّاد يقول: قال السعدي.

ح و أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني البرقاني، أنا علي بن محمّد بن جعفر المالكي، أنا القاضي أبو خازم (5)عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان - ببيروت - أنا أبو الجهم بن طلاّب.

ح (6) و أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا - أبو بكر الخطيب (7).

ح و أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني.

قالا: نا عبد العزيز [بن] (8) أحمد الكتاني، نا عبد الوهّاب بن جعفر، أنا عبد الجبار بن عبد الصمد السّلمي، نا القاسم بن عيسى القصار، قالا: نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، قال: عمر بن سعيد أبو حفص كتبنا عنه ببغداد، سقط حديثه.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز بن عبد اللّه الخياط ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب إجازة قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدار قطني من المتروكين.

ح و أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق، أنا أبو الغنائم بن الدّجاجي، و أبو تمّام

ص: 67


1- تاريخ بغداد 201/11.
2- في م: عثمان بن عبد اللّه، و فوق اللفظتين علامتا تقديم و تأخير.
3- الكامل لابن عدي 57/5.
4- تاريخ بغداد 201/11.
5- في م و «ز»: حازم، تصحيف.
6- ما بين الرقمين كذا مكرر بالأصل و م و «ز».
7- ما بين الرقمين كذا مكرر بالأصل و م و «ز».
8- زيادة عن م و «ز» و تاريخ بغداد.

الواسطي في كتابيهما عن أبي الحسن الدار قطني قال:

عمر بن سعيد أبو حفص الدمشقي، عن سعيد بن عبد العزيز، و سعيد بن بشير بواطيل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،قال:

عمر بن سعيد أبو حفص الدمشقي عن سعيد بن بشير، عن قتادة أحاديث غير محفوظة، و يروي عن أبي معيد (2) حفص بن غيلان، عن سليمان بن موسى، عن نافع و غيره أحاديث غير محفوظة.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلم، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد المكتب، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، أخبرني محمّد بن سعدان، عن الحسن بن عثمان، قال:

في سنة خمس و عشرين و مائتين مات أبو حفص عمر بن سعيد القرشي الدمشقي، رواية سعيد بن عبد العزيز، و هو ابن نيّف و ثمانين.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (3)، أنا الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلينا محمّد بن إبراهيم الجوري أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم، نا أحمد بن يونس الضّبي، نا أبو حسان الزّيادي قال: سنة خمس و عشرين و مائتين فيها مات أبو حفص عمر بن سعيد القرشي الدمشقي راوية سعيد بن عبد العزيز التنوخي في ذي القعدة لثلاث عشرة خلت منه، و هو ابن نيّف و ثمانين سنة.

5218 - عمر بن سعيد

أبو حفص بن البري المتعبد

صحب أبا بكر بن سيد حمدويه، و تأدب به، و حكى عنه.

ص: 68


1- الكامل في ضعفاء الرجال 57/5.
2- في «ز»: سعيد.
3- تاريخ بغداد 202/11

[حكى عنه] (1) ابن أخته أبو الفرج الموحد بن إسحاق بن إبراهيم بن البرّي، و أبو أحمد عبد اللّه بن بكر الطّبراني، و أبو العباس بن أبي حمزة محمّد بن إبراهيم بن أبي حمزة.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمّد الحنّائي، أنا أبو الفرج الموحد بن إسحاق بن إبراهيم بن سلامة بن البرّي قال: كنت أول ما صحبت خالي أبا حفص عمر بن سعيد البرّي - و كان يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر - فرأى منكرا فأمر صاحبه برفق، و جفوت أنا على الرجل، فلمّا انصرف الرجل قال لي خالي: يا بنيّ إذا أمرت بمعروف و نهيت عن منكر فليكن برفق، فو اللّه لو علموا ما لهم في قلبي من الرحمة لم يأتمروا لي، أمنت من اللّه أن ينقل ما أنت فيه إليهم، و ينقل ما هم فيه إليك ؟.

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني في شوال من سنة اثنتين و ثلاثمائة توفي أبو حفص عمر بن البري، و كان رجلا صالحا ممن تبع أبا بكر بن سيد حمدوية، و صحبه سنين، و كانت وفاته في يوم الثلاثاء الخامس و العشرين من شوال، و كان عمره نحو ستة و تسعين سنة، و كان له مشهد عظيم.

5219 - عمر بن سلمة بن الغمر

أبو بكر السّكسكي البتلهيّ (2)

روى عن نوح بن عمرو بن حويّ السّكسكي.

روى عنه: عبد الوهّاب الكلابي، و أبو الحسين الرازي.

قرأت بخط علي بن الخضر السّلمي، ثم أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، أنا أبو الحسن بن طاهر النحوي، عن علي بن الخضر، أنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حدّثني عبد الوهّاب بن الحسن، نا عمر بن سلمة، نا أبو عبد اللّه نوح السّكسكي، نا يزيد بن هارون، أنا العلاء أبو محمّد الثقفي، قال: سمعت أنس بن مالك يقول:

ص: 69


1- الزيادة للإيضاح عن «ز»، و م.
2- ترجمته في معجم البلدان (بيت لهيا) و ذكره باسم: عمرو بن مسلمة بن الغمر. و البتلهي بفتح الباء و التاء فوقها نقطتان و تسكين اللام ثم بالهاء، نسبة إلى بيت لهيا: من أعمال دمشق بالغوطة (اللباب).

كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بتبوك، فطلعت الشمس بضياء و شعاع و نور لم نرها طلعت به فيما مضى، فأتاه جبريل، فقال:«يا جبريل ما لي أرى الشمس طلعت بضياء و نور و شعاع لم أرها طلعت به فيما مضى ؟» قال: ذاك أن معاوية بن معاوية الليثي مات اليوم بالمدينة، و ذكر الحديث[9856].

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه من قرى دمشق: أبو بكر عمر بن سلمة بن الغمر السّكسكي من أهل بيت لهيا، مات سنة خمس و عشرين و ثلاثمائة.

5220 - عمر بن أبي سلمة - و يقال: اسم أبي سلمة:

عبد اللّه - بن عبد الرّحمن

ابن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب

القرشي الزهري المدني (1)

حدّث عن أبيه.

روى عنه: سعد بن إبراهيم، و مسعر، و أبو عوانة، و هشيم، و موسى بن يعقوب الزّمعي.

و كان بالشام مع ابن أخت له من بني أمية.

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن مسرور، أنا أبو عمرو بن حمدان، نا أبو يعلى الموصلي - إملاء-.

ح و أنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا شيبان بن فرّوخ.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقور، و أبو القاسم بن البسري.

و أخبرنا أبو الحسين بن الطيب، أنا أبو القاسم، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو

ص: 70


1- انظر ترجمته في: تهذيب الكمال 83/14، و تهذيب التهذيب 286/4 و ميزان الاعتدال 201/3، و التاريخ الكبير 166/6، و الجرح و التعديل 117/6، و سير أعلام النبلاء 133/6، و خلاصة تذهيب الكمال ص 282 الكامل لابن عدي 39/5.

القاسم البغوي، نا أبو الربيع، و العباس بن الوليد، قالوا: أنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - و في حديث شيبان أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:- «ثلاث كلهنّ حقّ على المسلم: عيادة المريض، و شهود الجنازة، و تشميت العاطس إذا حمد اللّه».

و في حديث البغوي: كلّهن حقّ على كلّ مسلم[9857].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الطّيّب المعروف بابن الصباغ، أنا أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا عبيد اللّه بن محمّد العيشي، و محمّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قالا: نا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لعن اللّه الراشي و المرتشي في الحكم»[9858].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط قال (1):

سلمة و عمر ابنا أبي سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف، أمّهما أم ولد عمر، قتله عبد اللّه بن علي بالشام سنة ثلاث و ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل المدينة و محدّثيهم: سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، و أخوه عمر بن أبي سلمة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة (2)،نا محمّد بن سعد قال:

ص: 71


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 455 رقم 2311 و 2312.
2- الأصل: سلمة، تصحيف، و المثبت عن م، و «ز».

فولد أبو سلمة بن عبد الرّحمن: عمر بن أبي سلمة، و لم يسمّ لنا أمّة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (1) قال: في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: عمر بن أبي سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (2)قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: عمر بن أبي سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث، و لم يسمّ لنا أمه، روى عنه أبو عوانة، و هشيم، و كان كثير الحديث، و ليس يحتج بحديثه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا؛- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3) قال:

عمر بن عبد اللّه، و هو عمر بن أبي سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف الزهري القرشي عن أبيه، روى عنه سعد بن إبراهيم، و أبو عوانة، و هشيم، و موسى بن يعقوب، المدني، هو أخو سلمة، مدني الأصل، أراه قدم واسط .

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

[ح] (4) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5) قال:

ص: 72


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
2- ليس له ترجمة في الطبقات المطبوع، فهو ضمن القسم الضائع من تراجم أهل المدينة.
3- التاريخ الكبير للبخاري 166/6.
4- «ح» حرف التحويل مكانه بياض بالأصل، و أضيف عن «ز»، و م.
5- الجرح و التعديل 117/6.

عمر بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن عوف، و هو عمر بن أبي سلمة أخو سلمة، مدني (1) الأصل، أراه قدم واسط ، روى عن أبيه، عن أبي هريرة، روى عنه مسعر، و سعد بن إبراهيم، و أبو عوانة، و هشيم، و موسى بن يعقوب الزّمعي (2)،سمعت أبي يقول ذلك.

سمعت أبا القاسم بن السّمرقندي يقول: سمعت أبا القاسم الإسماعيلي يقول: سمعت أبا عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي يقول: سمعت أبا أحمد بن عدي يقول (3):

سمعت أحمد بن محمّد الطحاوي يقول: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: سمعت الشافعي و ذكر أبا سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف، فقال: لم يعقب، قال لنا ابن سلامة: قال لنا يونس: و ذهب على الشافعي: سلمة بن أبي سلمة، حدّث عنه عقيل (4)،قال لنا ابن سلامة: ذهب على يونس من ولده من هو أشهر ممن ذكره: عمر بن أبي سلمة، حدّث عنه سعد بن إبراهيم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا العباس بن محمّد قال: سألت يحيى عن حديث سفيان عن سعد بن إبراهيم، عن عمر بن أبي سلمة حديث أبي هريرة: نفس ابن آدم معلقة بدينه.

قال: هو صحيح، هو سعد بن إبراهيم عن عمر بن أبي سلمة، و بعضهم يقول: عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة، و بعضهم يقول: عن سعد بن إبراهيم، عن أبي هريرة.

ثم قال لي يحيى: تدري من عمر بن أبي سلمة ؟ هذا هو الذي روى عنه هشيم، قلت ليحيى: روى عنه سعد بن إبراهيم ؟ قال: نعم.

قال العباس: ذاكرت يحيى بن معين حديث سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم «مراء في القرآن كفر»، فاستحسنه و قال: هذا

ص: 73


1- في الجرح و التعديل: مديني الأصل.
2- في «ز»: «الربعي» و فيها فوق يعقوب: ضبة.
3- الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال 39/5.
4- في الكامل لابن عدي: عقيل بن خالد.

أيضا عن عمر بن أبي سلمة الذي روى عنه هشيم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن البراء (1) قال:

قال علي بن المديني: قد روى عن عمر بن أبي سلمة سعد بن إبراهيم، و أبو عوانة، و هشيم، و تركه شعبة، و عمر بن أبي سلمة ليس بذاك (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا الأحوص بن المفضّل الغلابي، نا أبي أبو عبد الرّحمن قال:

كان شعبة يضعّف عمر بن أبي سلمة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري و ثابت قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر، قالا: نا الوليد بن بكر: أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (3):

عمر بن أبي سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف مدني لا بأس به.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني (4) البنّا، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة نا محمّد بن الحسين نا ابن أبي خيثمة قال:

سمعت يحيى بن معين يقول:

عمر بن أبي سلمة ليس به بأس، و هو ابن عبد الرّحمن بن عوف.

و سئل يحيى مرة أخرى عن عمر بن أبي سلمة فقال: روى عنه هشيم، ضعيف الحديث، قال (5) أبو بكر - يعني هشيما - ضعيف الحديث (6) عنه، أي رآه رؤية ضعيفة.

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.

ص: 74


1- في «ز»: الفراء، تصحيف.
2- من طريق أبي الحسن بن البراء، رواه في تهذيب الكمال 84/14.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 359 رقم 1236 و عنه في تهذيب الكمال 84/14.
4- في «ز»: ابنا البنا.
5- ما بين الرقمين استدرك على هامش «ز»، و بعدها صح.
6- ما بين الرقمين استدرك على هامش «ز»، و بعدها صح.

[ح] (1) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (2):

سألت أبي عنه فقال: هو عندي صالح صدوق في الأصل ليس بذاك القوي، يكتب حديثه و لا يحتج به، يخالف في بعض الشيء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، نا ابن عدي (3)،نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، حدّثني صالح - يعني ابن أحمد - نا علي - يعني ابن المديني - قال: سمعت يحيى يقول: كان شعبة يضعف عمر بن أبي سلمة.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني (4) البنّا، عن أبي الحسن بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة، أنا محمّد بن الحسين، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: رأيت في كتاب علي بن المديني قال يحيى بن سعيد: كان شعبة يضعّف عمر بن أبي سلمة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (5)،نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول: لم يسمع [شعبة] (6) من عمر ابن أبي سلمة شيئا.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا بكر بن محمّد الصيرفي - بمرو - نا إسحاق بن الهيّاج (7)،نا أبو قدامة قال: قلت لعبد الرّحمن بن مهدي: شعبة أدرك عمر بن أبي سلمة و لم يحمل عنه ؟ قال عبد الرّحمن:

أحاديثه واهية (8).

أنبأنا أبو غالب محمّد بن محمّد بن أسد، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري (9)،أنا أبو بكر

ص: 75


1- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل، و «ز»، و م.
2- الجرح و التعديل 118/6.
3- الكامل لابن عدي 39/5.
4- في «ز»: ابنا البنا.
5- الخبر في الضعفاء الكبير للعقيلي 164/3.
6- سقطت من الأصل، و استدركت عن م، و «ز»، و الضعفاء الكبير.
7- في «ز»: إسحاق بن الفياج، تصحيف، و في م: كالأصل.
8- تهذيب الكمال 84/14.
9- في «ز»: «الطبري» و في م: كالأصل.

عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي.

ح و أنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري، عن عبد العزيز بن علي الأزجي قالا: أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثني جدي قال: و قال يحيى بن معين:

عمر بن أبي سلمة الذي روى عنه هشيم ضعيف، أخبرني بذلك بعض أصحابنا أن يحيى دفع إليهم رقعة فيها عمر بن أبي سلمة ضعيف.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، أنا ابن أبي خيثمة قال:

سئل يحيى بن معين عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه، عن أبي هريرة، روى عنه هشيم ؟ فقال: ضعيف الحديث، يعني عمر.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا عبد الوهّاب بن جعفر، أنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد، أنا القاسم بن عيسى، نا إبراهيم بن يعقوب السعدي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، نا أبو أحمد بن عدي (1) قال: سمعت ابن حمّاد يقول (2):قال السعدي: عمر بن أبي سلمة - زاد ابن حماد (3):بن عبد الرّحمن، و قالا - ليس بقوي في الحديث.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا أبو الفرج الأسفرايني، أنا علي بن منير بن أحمد، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي قال: عمر بن أبي سلمة، ليس بالقوي.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمّد بن جعفر قال: سئل أبو بكر محمّد بن إسحاق، عن عمر بن أبي سلمة الذي روى عنه أبو عوانة و هشيم ؟ فقال: لا يحتج بحديثه (4).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد، أنا

ص: 76


1- الكامل لابن عدي 39/5.
2- ما بين الرقمين استدرك على هامش «ز»، و بعده صح.
3- ما بين الرقمين استدرك على هامش «ز»، و بعده صح.
4- تهذيب الكمال 85/14.

أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (1)،أنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، أنا عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن عباس قتله ليالي خرجوا بالشام، و كان مع ابن أخت له من بني أمية - يعني عمر بن أبي سلمة-.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد:

أخبرني يعقوب بن إبراهيم بن سعد أن عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب، قتل عمر بن أبي سلمة ليالي خرجوا بالشام، و كان عمر مع بني أخت له من بني أمية فقتله معهم.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (2) قال:

و قتل عبد اللّه بن علي عمر بن أبي سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف - يعني سنة اثنتين و ثلاثين و مائة-.

و قد تقدم قول خليفة: أنه قتل في سنة ثلاث و ثلاثين، و الصحيح سنة اثنتين و ثلاثين و مائة.

5221 - عمر بن سليمان بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي (3)

أمه أم ولد.

له ذكر و عقب.

تقدم ذكره في ترجمة أخيه الحارث بن سليمان (4).

ص: 77


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد. رواه عن ابن سعد المزي في تهذيب الكمال 85/14.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 410 في حوادث سنة 132 و تهذيب الكمال 85/14.
3- جمهرة ابن حزم ص 90 و نسب قريش للمصعب الزبيري ص 166.
4- تقدمت ترجمته في كتابنا 432/11 رقم 1134.
5222 - عمر بن سليمان

من أهل دمشق من أصحاب مكحول.

روى عن مكحول، و شهر بن حوشب، و سعد بن سنان.

روى عنه: بقية، و عبّاد بن كثير، و ميسرة بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - و حيدرة بن علي الأنطاكي - قراءة - قالا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا عمّي أبو بكر أحمد بن القاسم، أنا أبو العباس محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الكتاني (1) اليافوني (2)-بيافا - نا أحمد بن عبد الرّحمن العسقلاني، نا موسى بن أيوب، نا بقية، عن عمر بن سليمان الدمشقي، أنا مكحول، عن واثلة بن الأسقع قال:

لما فتح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خيبر جعلت له مائدة، فأكل متكئا و أطلى (3) و أصابته الشمس و لبس الظلة.

قال أحمد: فسألت آدم ما الظلّة: قال البرطلة (4)،و أومأ بيده إلى رأسه.

كذا فيه، و هو أحمد بن أبي عبد الرّحمن، سماه اليافوني كذلك في غير موضع.

أخبرنا أبو علي أحمد بن سعد بن علي العجلي، أنا جدي لأمي أبو الفضل محمّد بن عثمان القومساني، نا عمّي أبو منصور محمّد بن أحمد بن محمّد القومساني، نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن حمدان الجلاّب، نا عبد اللّه بن الحسين بن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، نا هشام بن خالد، نا بقية، نا عمر الدمشقي، حدّثني سعيد بن سنان، عن عمر بن عريب عن أبيه عن جده.

عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال في قوله: آخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لاٰ تَعْلَمُونَهُمُ ، اللّٰهُ يَعْلَمُهُمْ (5)قال:«هم الجنّ ، و لن يخبل الشيطان الإنسان في داره فرس عتيق»[9859].

ص: 78


1- في م:«الكناني» و فوقها في «ز» ضبة.
2- في «ز»: الياقوتي، تصحيف، و هذه النسبة إلى يافا، مدينة على ساحل بحر الشام من أعمال فلسطين بين قيسارية و عكا (ذكره ياقوت و ترجم له في معجم البلدان).
3- أطلى أصله من ميل الطلى و هي الأعناق، إذا مالت عنقه إلى أحد الشقين (راجع النهاية).
4- البرطلة: المظلة الصيفية (تاج العروس: برطل).
5- سورة الأنفال، الآية:60.

حرف الشين في آباء من اسمه عمر

5223 - عمر بن شريح الحضرمي

ولي إمرة دمشق في أول خلافة بني العباس من قبل عبد اللّه بن علي.

قرأت في كتاب أبي الحسين الرازي، أخبرني أبو الطيب محمّد بن حميد، و أبو الأشعث غالب بن سليمان بن جناح، قالا: نا أبو هاشم وريزة بن محمّد الغساني، حدّثني صالح بن سهيل الكندي الحمصي، حدّثني محمّد بن سحيم الكندي قال: سمعت أبي يقول:

كنا مع عبد اللّه بن علي بنهر أبي فطرس (1) إذ خرج الآذن و معنا وجوه أهل الشام، ثلاثون رجلا، فدعا ابن زمل السّكسكي غلامه فقال: جئني بمرزبّة، فجاء بها، فوضع يمينه بين حجرين و قال: اضرب و أنت حرّ، قال: فضربه فكسر ساعده.

قال: فأخرج إلينا من بني مروان - و قال أبو الأشعث من بني أمية - ثلاثين رجلا، فقال:

الأمير يأمركم بأن يقتل كلّ رجل منكم رجلا منهم، فأخرج ابن زمل يده، فإذا هي مكسورة، فقال عمر بن شريح الحضرمي: أنا أحقّ من قتل أسير ابن عمه، فقتل رجلين كذلك اليوم.

فأعلم عبد اللّه بن علي بما كان منه، فدعاه فخلع عليه و ولاّه دمشق.

ص: 79


1- نهر أبي فطرس: نهر قرب الرملة بأرض فلسطين (معجم البلدان: فطرس).

حرف الصاد [في آباء من اسمه عمر] في أسماء آبائهم

5224 - عمر بن صالح بن أبي الزاهرية

أبو حفص الأزدي البصري الأوقص (1)

مولى الأزد.

سكن دمشق، و حدّث بها عن أبي جمرة (2) نصر بن عمران الضّبعي، و أيوب السّختياني، و ابن عون، و سعيد بن أبي عروبة، و مالك بن دينار.

روى عنه: صفوان بن صالح، و محمّد بن مصفّى، و عمرو بن عثمان الحمصيان، و سليمان بن عبد الرّحمن ابن بنت شرحبيل، و عمر بن حفص الثقفي، و سليمان بن سلمة الخبائري، و أبو عامر موسى بن عامر المرّي، و هاشم بن خالد بن أبي جميل، و محمّد بن عائذ، و خالد بن عمرو الحمصي، و إسماعيل بن عبد اللّه بن زرارة السكري، و داود بن رشيد و هو نسبه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا الفضل بن عبد اللّه بن سليمان الأنطاكي، نا عمرو بن عثمان، نا عمر بن صالح قال: سمعت أبا جمرة يقول:

سمعت ابن عبّاس يقول:

ص: 80


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 305/3 و لسان الميزان 313/4 و الجرح و التعديل 116/6 و الكامل لابن عدي 29/5.
2- بالأصل و م و «ز»: أبو حمزة، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 70/19.
3- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 30/5.

قدم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أربع مائة رجل، أو أربع مائة أهل بيت من الأزد فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«مرحبا بالأزد أحسن الناس وجوها، و أشجعهم قلوبا، و أطيبهم أفواها، و أعظمهم أمانة، شعاركم يا مبرور»[9860].

قال: و نا ابن عدي (1)،نا أبو الفياض واثلة بن الحسن الأنصاري بعرفة، نا يحيى بن عثمان، نا عمر بن صالح، عن أبي جمرة، عن ابن عباس قال:

أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بقتل ستة في الحرم، أو قال خمسة - الشك من أبي جمرة - الحدأة، و الغراب، و الحية، و العقرب، و الفأرة، و الكلب العقور[9861].

قال ابن عدي: و عمر بن صالح له غير ما ذكرت من الحديث يسير عن أبي جمرة، و عامة ما يرويه غير محفوظ .

أخبرنا أبو القاسم محمود بن الحسن (2) بن أحمد - بتبريز - أنا أبو الفضائل محمّد بن أحمد بن عمر بن الحسن، نا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ ، نا محمّد بن إبراهيم، نا محمّد بن الحسن (3) بن قتيبة، نا صفوان بن صالح البصري، نا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، قال:

قال عمر بن الخطّاب (4):ادعوا لي عياضا، فدعي له، فقال: حدّثنا حديث بني الصّبغاء، فقال: يا أمير المؤمنين انتحيت حيّا من أحياء العرب في الجاهلية فأثريت فيهم من المال، فوثب عليّ بنو أم عشرة يريدون أخذ مالي، فناشدتهم اللّه و الجوار، فأبوا عليّ إلاّ أخذه، فأنظرتهم حتى دخل شهر اللّه الأصم رجب، و كانت الجاهلية تعظمه و يؤخرون مظالمهم إليه، فيدعون على ظالمهم فيستجاب لهم، و كانوا يسمونه شهر مضر، فلمّا دخل رجب، قلت: اللّهمّ إني أدعو دعاء جاهدا على بني الصبغاء، فلا تبق منهم أحدا إلاّ واحدا، اكسر منه الساق فذره قاعدا، أعمى إذا قيد عنّى القائدا (5)،قال: فبينما هم في بئر لهم

ص: 81


1- المصدر السابق.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- الخبر في سيرة ابن إسحاق ص 8 بين عمر بن الخطاب و عبد اللّه بن عباس.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و قد ورد في سيرة ابن إسحاق أربعة شطور رجز، و فيها: اللهم أدعوك دعاء جاهدا اقتل بني الصبغاء إلا واحدا ثم اضرب الرجل فذره قاعدا أعمى إذا ما قيد عنا القائدا

يحفرونها إذ انهارت بهم، فأخرجوا تسعة موتى و العاشر قد ذهب بصره، و انكسر ساقه، فقالوا: سبحان اللّه - يا أمير المؤمنين - ما أعجب هذا، قال: إنّ اللّه كان يستجيب لأهل الجاهلية ليدفع بعضهم عن بعض، و إنّ اللّه جعل موعدكم الساعة، وَ السّٰاعَةُ أَدْهىٰ وَ أَمَرُّ (1).

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب.

[ح] (2) و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن هريسة، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب، أنا أبو يعلى حمزة بن محمّد، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب، نا محمّد بن إسماعيل البخاري قال:

عمر بن صالح أبو حفص الأزدي البصري، عن أبي جمرة، و سعيد بن أبي عروبة؛ منكر الحديث، و لم يذكره البخاري في التاريخ.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3) قال:

عمر بن صالح الأزدي الأوقص روى عن أبي جمرة، و سعيد بن أبي عروبة، و أيوب و ابن عون، روى (4) عنه محمّد بن المصفى، سألت أبي عنه فقال: ضعيف الحديث، و قال:

هو بصري سكن دمشق، ليس بقوي، و كان إبراهيم بن موسى يحمل عليه، روى عن أبي جمرة منكرات.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (5) قال: عمر بن صالح بصري، يكنى أبا حفص، يروي عن أبي

ص: 82


1- سورة القمر، الآية:46.
2- «ح» حرف التحويل مكانه بياض في الأصل، و استدرك عن م و «ز».
3- الجرح و التعديل 116/6.
4- بالأصل:«و أيوب بن روى» و المثبت و الزيادة عن «ز»، و الجرح و التعديل، و في م:«و أيوب... بن عون روى».
5- الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 29/5.

جمرة (1)،متروك الحديث، قال لنا ابن حمّاد: قاله أحمد بن شعيب.

قال: و أنا أبو أحمد (2)،نا محمّد بن منير، نا أبو إسماعيل الترمذي، نا عمر بن حفص الثقفي، نا عمر بن صالح أبو حفص البصري.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النّسائي، قال: عمر بن صالح يروي عن أبي جمرة، متروك الحديث.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال (3):

أبو حفص عمر بن صالح الأزدي البصري عن أبي جمرة نصر بن عمران الضبعي، و سعيد بن أبي عروبة، ليس بالقوي عندهم.

5225 - عمر بن صالح بن عثمان بن عامر

أبو حفص المرّي الجدياني (4)

حدّث عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني (5)،و بكر بن حفص، و أبي يعلى حمزة بن حراش (6) الهاشمي.

روى عنه: أبو الحسين الرازي، و عبد الوهّاب الكلابي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - مشافهة - أنا أبو علي الحسين بن أحمد بن المظفر بن أبي حريصة، أنا أبو نصر بن الجبّان، أنا عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الكلابي - من

ص: 83


1- بالأصل، و م، و «ز»، و ابن عدي: حمزة، تصحيف.
2- الكامل لابن عدي 30/5.
3- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 259/3 رقم 1334.
4- ترجمته في معجم البلدان (جديا)، و الأنساب (الجدياني) و الاكمال لابن ماكولا (الجدياني)22/3. و الجدياني نسبة إلى جديا: بفتحتين و باء و ألف مقصورة، من قرى دمشق، و هم يسمونها الآن جديا بكسر أوله و تسكين ثانيه (معجم البلدان).
5- في م و «ز»: الجرجاني.
6- كذا بالأصل و م و «ز»: حراش، بالحاء المهملة، و في مصادر ترجمة عمر بن صالح المذكور:«خراش» بالخاء المعجمة. و قد تقدمت ترجمة حمزة في كتابنا 199/15 برقم 1753 حمزة بن حراش، بالحاء المهملة.

كتابه - نا أبو حفص عمر بن صالح بن عثمان بن عامر المرّي الجدياني - بقرية جديا - سنة عشرين و ثلاثمائة، نا أبو يعلى حمزة بن خراش الهاشمي، قال (1):

كان لأبي بضع (2) عشرة ولدا و كنت أصغرهم، قال: فمرّ به عبد اللّه القشيري فسلّم عليه، فردّ عليه السلام، فقال له: امسح يدك برأس ابني، فمسح بيده على رأسي و دعا بالبركة، فقال له أبي: أفد ابني، فقال القشيري: حدّثني أنس بن مالك قال: كنت أحجب (3)النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فسمعته يقول:«اللهم أطعمنا من طعام الجنّة»، قال: فأتي بلحم طير مشوي، فوضع بين يديه فقال:«اللهم ائتنا بمن تحبه و يحبّك و يحبّ نبيّك و يحبّه نبيّك».

قال أنس: فخرجت فإذا علي عليه السلام بالباب، قال: فاستأذنني فلم آذن له، قال أبو حفص الجدياني: أحسب أنه قال: ثلاثا، فدخل بغير إذني فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما الذي بطأ بك يا علي ؟ قال: يا رسول اللّه جئت لأدخل فحجبني أنس، قال:«يا أنس لم حجبته ؟ قال: يا رسول اللّه لمّا سمعت الدعوة أحببت أن يجيء رجل من قومي فتكون له، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

«لا يضر الرجل محبة قومه ما لم يبغض سواهم»[9862].

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (4) قال:

أما الجدياني بالجيم و الياء المعجمة باثنتين من تحتها فهو: عمر بن صالح بن عثمان بن عامر المرّي أبو حفص الجدياني من قرية يقال لها جديا، سمع منه عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي بقريته، يروي عن أبي يعلى حمزة بن حراش (5) الهاشمي.

قرأت بخط أبي الحسن العطار، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه في قرى دمشق: أبو حفص عمر بن صالح بن عثمان بن عامر المرّي من أهل قرية يقال لها جديا، مات في سنة اثنتين و ثلاثين و ثلاثمائة.

ص: 84


1- تقدم الحديث في ترجمة أبي يعلى حمزة بن حراش 200/15 رقم الحديث 3731.
2- كذا بالأصل، و «ز»، و م:«بضع عشرة» و الصواب:«بضعة عشر».
3- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و المختصر، و في ترجمة حمزة: أصحب.
4- الاكمال لابن ماكولا 22/3.
5- في الاكمال: خراش، بالخاء المعجمة.

حرف الضّاد [في آباء من اسمه عمر]

:فارغ

حرف الطاء [في أسماء آباء من اسمه عمر]

5226 - عمر بن طويع اليزني

5226 - عمر بن طويع اليزني (1)

أخو معاوية بن طويع، من أهل داريا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسين بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: عمر بن طويع اليزني دمشقي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو الحسن الطّبراني، أنا عبد الجبار بن مهنّى الخولاني، قال (2):معاوية بن طويع، و عمر بن طويع اليزنيان من ساكني داريا، و أولادهم بها إلى اليوم.

ص: 85


1- تاريخ داريا ص 80.
2- رواه الخولاني في تاريخ داريا ص 80.

حرف الظاء [في آباء من اسمه عمر]

:فارغ

حرف العين [في آباء من اسمه عمر] في آبائهم

5227 - عمر بن عاصم بن محمّد بن الوليد بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس

ابن عبد مناف بن قصيّ القرشي العبشمي

من أهل دمشق، و كان من أجواد قريش.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف، و نقلته من خطه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم (1) بن الحسين بن محمّد بن سيبخت البغدادي، نا أبو بكر محمّد بن يحيى بن العباس، حدّثني عون بن محمّد، عن أبيه، عن أبي الأصبغ محمّد بن سماعة الضمري، عن علي بن أبي جميلة (2)قال:

أدركت بدمشق رجلين يقصدان و يغشيان: عمر بن عاصم بن محمّد بن الوليد بن عتبة بن ربيعة، و عبد الرّحمن بن الحكم.

و كان عبد الرّحمن قد ولي لمعاوية خراسان فحمى لنفسه نفقة مائة سنة لكلّ يوم مائة دينار، فما ناله حتى غاله بعض عبيده، و كان يقول لطبّاخه: إن كان طعامي لا يطيب إلاّ أن يسحق الذهب عليه فاسحقه عليه.

و تغدى يوما عند عبد الملك، فقال له عبد الملك: كيف ترى طعامنا؟ فقال: إنه ابن نارين يا أمير المؤمنين، فدعا عبد الملك الطّبّاخ فسأله فقال: تأخّرت عن الطعام فبرد فسخّنته.

ص: 86


1- «ابن إبراهيم» ليستا في «ز».
2- كذا بالأصل و «ز»: «جميلة» و في م:«حيلة» و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب: حملة.

كذا قال، و الصواب ابن أبي حملة، و قد سقط بينه و بين أبي الأصبغ ضمرة بن ربيعة، و لا بد منه.

5228 - عمر بن عبد اللّه بن جعفر

أبو الفرج الرّقّي الصّوفي

قدم دمشق سنة إحدى و ثلاثين و أربع مائة، و حدّث بها، و بالرّقّة عن أبي الحسن الدار قطني، و أبي الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن خلف بن أبي المعتمر، و يوسف بن عثمان بن مسرور القوّاس، و أبي القاسم بن حبابة البزّاز، و عبد الوهاب الكلابي، و أبي بكر أحمد بن محمّد بن يوسف التّمّار، و أبي طاهر المخلّص، و أبي الحسين أحمد بن علي بن عبيد اللّه بن أبي أسامة الحلبي، و أبي إسحاق إبراهيم المروزي - نزيل مكة - و أبي حفص بن شاهين، و أبي الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس المكي، و أبي الحسن ثابت بن محمّد بن ثابت الإصطخري.

روى عنه: أبو بكر الكتاني، و أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك الفراء السلمي، و أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن جعفر البلخي السّمنجاني، و أبو غانم عبد الرزّاق بن عبد اللّه بن المحسن بن أبي حصين التنوخي المقرئ.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الفرج عمر بن عبد اللّه بن جعفر الرقي قدم علينا قراءة عليه، نا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدار قطني الحافظ ، نا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا عيسى بن يونس الفاخوري، و أبو عمير عيسى بن محمّد بن النّحّاس الرمليان، قالا: نا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن سعيد بن أبي عروبة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«نضّر اللّه عبدا سمع مقالتي فوعاها و بلّغها، فربّ حامل فقه غير فقيه، و ربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغلّ عليهن قلب امرئ مؤمن: النصيحة للّه و لرسوله، و لكتابه، و لعامة المسلمين»[9863].

أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدار قطني، فذكر بإسناده مثله سواء إلاّ أنه قال: قلب امرئ مسلم، و قال عيسى بن محمّد النحاس و لم يقل: ابن (1).

ص: 87


1- يعني: ابن النحاس.
5229 - عمر بن عبد اللّه بن الحسن بن المنذر

أبو حفص الأصبهاني

حدّث ببعلبك عند الفندق الكبير عن محمّد بن عبيد اللّه بن العلاء الكاتب البغدادي، و أبي عبد اللّه المحاملي.

كتب عنه بعض أهل بعلبك.

5230 - عمر بن عبد اللّه بن أبي ربيعة ذي الرّمحين

و اسمه عمرو بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم

ابن يقظة بن مرة بن كعب

أبو الخطّاب القرشي المخزومي الشاعر (1)

و كان اسم عبد اللّه بحيرا، فسماه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

شاعر مشهور مجيد من أهل مكة.

وفد على عبد الملك بن مروان، و على عمر بن عبد العزيز.

أدرك عمر بن الخطّاب.

و روى عن سعيد بن المسيّب، قوله:

روى عنه مصعب بن شيبة و عطّاف بن خالد.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار (2)،قال:

و عمر بن عبد اللّه بن أبي ربيعة، و أمّه مجد، أم ولد، يمانية. و هو الشاعر، و كان

ص: 88


1- ترجمته و أخباره في: جمهرة ابن حزم ص 147 و نسب قريش للمصعب ص 319 الأغاني 61/1 و الشعر و الشعراء 553/2 (و في نسخة ص 457) وفيات الأعيان 436/3 و الوافي بالوفيات 492/22 و سير أعلام النبلاء 379/4 و أعاده في 149/5 و خزانة الأدب 238/1 (و في نسخة 32/2) و الأمالي للقالي (الفهارس)، شذرات الذهب 101/1 و ديوانه (طبعة بيروت). و سمي جده بذي الرمحين لطوله، كان يقال: كأنه يمشي على رمحين.
2- راجع نسب قريش للمصعب الزبيري ص 319.

لعمر بن عبد اللّه بن أبي ربيعة ابن يقال له جوان، و فيه يقول عمر (1):

جوان شهيدي على حبّها *** أ ليس بعدل عليها جوان

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أبو الفضل:

و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (2):

عمر بن عبد اللّه بن أبي ربيعة المخزومي روى ابن جريج، نا مصعب بن شيبة، سمع عمر: كنا نجمع (3) مع نافع بن عبد الحارث في الحجر، و روى عطّاف عن عمر بن عبد اللّه بن أبي ربيعة عن ابن المسيّب قوله، حديثه في أهل الحجاز.

في الأصل نافع بن عبد بن الحارث، و هو خطأ.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4) قال:

عمر بن عبد اللّه بن أبي ربيعة المخزومي، روى عن سعيد بن المسيّب، قوله، روى ابن جريج عن مصعب بن شيبة عنه، و روى عنه عطّاف بن خالد، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و محمّد بن إسحاق بن مخلد، و محمّد بن سعيد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن الحسن، قالوا: أنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن الحسن بن مقسم، نا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب، نا

ص: 89


1- البيت ليس في ديوانه، و البيت في الأغاني 69/1 و نسبه للعرجي قاله في جوان.
2- التاريخ الكبير للبخاري 168/6.
3- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و التاريخ الكبير، و لعله: نجتمع.
4- الجرح و التعديل 119/6.

ابن شبيب، نا محمّد بن سلاّم، قال: و حدّثني محمّد بن الحارث، قال: دخل ابن أبي ربيعة على عبد الملك قال: ما بقي من فسقك يا ابن ربيعة ؟ قال: بئست تحية الشيخ ابن عمه على بعد المزار.

قرأت بخط الحسين بن الحسن بن علي بن ميمون الربعي، أنا عبد اللّه بن عطية، أنا أبو علي محمّد بن القاسم بن معروف، أخبرني علي بن بكر، عن ابن الخليل، عن عمرو بن زيد قال:

دخل - يعني عمر بن عبد اللّه بن أبي ربيعة - على عبد الملك فقال له عبد الملك: أيا فاسق، فقال: بئس تحية ابن العم على شحط المزار، و بعد الدار، فقال: أيا أفسق الفاسقين، أ و ليس قد علمت قريش أنك أطولها صبوة و أبعدها توبة، أ و لست القائل (1):

و لو لا أن تعنفني قريش *** مقال الناصح الداني الشفيق (2)

لقلت إذا التقينا: قبّليني *** و لو كنا على وضح (3) الطريق

فخرج مغضبا، فيقال إنّ عبد الملك أتبعه صلة فلم يقبلها، و سيّره عمر بن عبد العزيز إلى دهلك (4).

و كان يقال: من أراد رقة النسيب و الغزل فعليه بشعر عمر بن أبي ربيعة.

و قد روي عنه أنه حلف: أنه ما رأى فرجا حراما قط ، و قيل: إنّما دخل على عبد الملك بالحجاز.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل، أنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا أبو عكرمة عامر بن عمران بن زياد الضّبّي، أنا الحرمازي أبو علي الحسن بن علي، عن يونس النحوي قال:

ص: 90


1- من أربعة أبيات في ديوانه ط : بيروت ص 283.
2- عجزه في الديوان: و قول الناصح الأدنى الشقيق.
3- الديوان: ظهر الطريق.
4- دهلك: بفتح أوله و سكون ثانيه و لام مفتوحة، جزيرة في بحر اليمن، و هو مرسى بين بلاد اليمن و الحبشة، بلدة ضيقة حارة كان بنو أمية إذا سخطوا على أحد نفوه إليها (معجم البلدان).

قدم عبد الملك بن مروان حاجّا فتلقّاه (1) عمر بن أبي ربيعة فيمن تلقّاه، فقال له عبد الملك مرحبا بفاسق قريش، فقال عمر: بئس تحية ابن العم بعد طول العهد، فقال عبد الملك: لئن كنت أسأت لك القول لأحسننّ لك الفعل، اكتب حوائجك.... (2)،فراح بها إليه مع الظهر المبكرة و حوائجه في كمه مكتوبة، فأعلمه الحاجب مكانه، فأذن له، فدخل فإذا هو مستلق و عند رأسه جارية، و عند رجله أخرى يغمزانه، لم ير مثلهما حسنا، فسلّم، فقال له عبد الملك: هات حوائجك أبا الخطاب، فقال: حاجتي أن يتق اللّه أمير المؤمنين، أنا أكثر أهل مكة مالا، و أقلهم عيالا، و أكثرهم عينا، و أقلهم دينا، قال: فبارك (3) اللّه لك، فانصرف من عنده فمرّ بالحاجب، فقال: ما صنعت ؟ فقال: أقعد الشمس عند رأسه و القمر عند رجليه، و قال: تعالوا، تعاقروا، كلاّ و اللّه لتمسكنا أحسابنا، فدخل الحاجب، فأخبر عبد الملك، فضحك و قال: ردّه فأنفذ حوائجه.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنا المعافي بن زكريا (4)،نا محمّد بن القاسم الأنباري، نا محمّد بن المرزبان، نا أبو عبد الرّحمن الجوهري، نا عبد اللّه بن الضحاك، أنا الهيثم بن عدي، عن عوانة بن الحكم، فذكر حكاية في وفادة الشعراء على عمر بن عبد العزيز و فيها قال - يعني عمر بن عبد العزيز - ويحك يا عدي (5) من بالباب منهم ؟ قال: عمر بن عبد اللّه بن أبي ربيعة، قال: أ ليس هو الذي يقول (6):

ثم نبّهتها فهبّت (7) كعابا *** طفلة ما تبين رجع الكلام

ساعة ثم إنّها بعد (8) قالت: *** ويلتا، قد عجلت يا ابن الكرام

أعلى غير موعد جئت تسري *** تتخطا إليّ رءوس النيام

ص: 91


1- في «ز»: فالتقاه.
2- رسمها بالأصل:«و محربها» و مثلها في م، و في «ز»: و هجر بها.
3- في م و «ز»: يبارك.
4- الخبر بطوله رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 251/1 و ما بعدها.
5- يريد: عدي بن أرطاة الفزاري.
6- الأبيات في الجليس الصالح الكافي 253/1 و في الديوان ط بيروت ص 418 البيتان الأول و الثاني فقط .
7- الديوان: فمدت.
8- الديوان: ثم إنها لي قالت.

ما تجشمت ما يزين من الأمر *** و لا جئت طارقا لخصام

فلو كان عدوّ اللّه إذ فجر كتم على نفسه، لا يدخل و اللّه عليّ أبدا، و ذكر تمام الحكاية و قد تقدمت.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد، أنا أبو سليمان الخطابي قال: و أخبرني ابن الفارسي، حدّثني بعض شيوخنا عن الزبير بن بكار (1) قال:

كان عمر بن أبي ربيعة عفيفا يصف و يقف و يحوم و لا يرد (2).

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن الحسن بن الدّجاجي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل المعدل، أنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا أحمد بن أبي خيثمة، أنا الزبير بن بكّار (3)،نا عبد الجبار بن سعيد، عن أبيه عن مسلم بن وهب مولى بني عامر بن لؤي، عن أبيه قال:

خرجت مع نوفل بن مساحق و يدي في يده، و هو يريد المسجد، فسلّم على سعيد بن المسيّب فردّ عليه ثم قال: من أشعر صاحبنا أو صاحبكم ؟ يريد عبيد اللّه بن قيس الرقيات (4)و عمر بن أبي ربيعة، قال: حين يقولان ما ذا؟ فإن صاحبنا قال في فنون الشعر و صاحبكم قال في النسيب، قال حين يقول (5):

ص: 92


1- الخبر في الأغاني 119/1 ببعض اختلاف.
2- كتب بعدها في م: آخر الجزء الثاني و السبعين بعد الثلاثمائة من الأصل و هو آخر الجزء الثاني و الثلاثين بعد الخمسمائة من الفرع. و كتب في «ز»: آخر الجزء الثاني و السبعين بعد الثلاثمائة من الأصل، و هو آخر الجزء الثالث و الثلاثين بعد الخمسمائة من الفرع. بلغت سماعا بقراءتي على الشيخ العالم الأصيل زين الأمناء أبي البركات بن هبة اللّه أبقاه اللّه بسماعه من عمه الحافظ و ما ألحق به بعد السماع فبإجازته... ابن سليمان بن عبد اللّه بن عبد الملك الرندي، و كتب محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي بالأصل، و صح ذلك في مجلسين آخرهما يوم الخميس السادس و العشرين من جمادى الآخرة... و ستمائة بالمسجد الجامع من دمشق حرسها اللّه و سمع المجلس الأول حسب الشيخ بن محمّد التلمساني الحاج الغافقي و صح له ذلك، و قد بلغت موضع...
3- راجع الخبر في الأغاني 113/1.
4- في الأغاني:«عبد اللّه بن قيس».
5- الأبيات لعمر بن أبي ربيعة، ديوانه ط بيروت ص 233 و الأغاني 113/1.

خليلي ما بال المطايا كأنّما *** نراها على الأدبار بالقوم تنكص (1)

و قد أتعب الحادي سراهنّ و انتحى *** بهن فما يلوي (2) عجول مقلّص

و قد قطعت أعناقهن صبابة *** فأنفسها (3) مما تكلّف شخّص

يزدن بنا قربا فيزداد شوقنا *** إذا زاد طول العهد و القرب (4) ينقص

فليقل صاحبكم بعد هذا ما شاء، فلما انقضى ما بينهما عقد سعيد باصبعه فاستغفر مائة مرة.

كذا قال، و إنما هو عن أبيه عن سعيد بن مسلم بن جندب، و قد تقدمت الحكاية في ترجمة عبيد اللّه بن قيس الرقيات.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه السلمي - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (5)،نا علي بن محمّد بن الجهم أبو طالب الكاتب، نا عمر بن شبّة، حدّثني أبو يحيى الزهري، نا ابن أبي ثابت، أخبرني أبو سيّار عن عمر الركاء (6) قال:

بينا ابن عباس في المسجد الحرام و عنده ابن الأزرق و ناس من الخوارج يسائلونه (7) إذ أقبل عمر بن أبي ربيعة في ثوبين مصبوغين مورّدين أو ممصّرين.

قال القاضي: الممصرين اللذان فيهما صفرة يسيرة (8)،حتى سلّم و جلس، فأقبل عليه ابن عبّاس فقال: أنشدنا، فأنشده (9):

أ من آل نعم أنت غاد فمبكر *** غداة غد أو رائح فمهجّر

ص: 93


1- أي ترجع على أعقابها.
2- الديوان و الأغاني: يألو.
3- الديوان و الأغاني: فأنفسنا مما يلاقين شخص.
4- الديوان و الأغاني: و البعد ينقص.
5- رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 184/4 و ما بعدها، و الأغاني 72/1 و ما بعدها.
6- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و الأغاني، و في الجليس الصالح: البركا.
7- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الجليس الصالح و الأغاني: يسألونه.
8- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الجليس الصالح: يسير.
9- البيت في ديوانه 128 و هو مطلع قصيدة طويلة، و الأغاني و الجليس الصالح.

حتى أتى على آخرها، فأقبل عليه ابن الأزرق فقال: اللّه يا ابن عبّاس إنّا لنضرب إليك أكباد المطيّ من أقاصي الأرض لنسألك عن الحلال و الحرام فتثاقل علينا، و يأتيك مترف من مترفي قريش فينشدك:

رأت رجلا أما إذا الشمس عارضت *** فيخزى و أما بالعشيّ فينخصر (1)

فقال ابن عباس: ليس هكذا قال، قال: فكيف قال ؟ قال:

رأت رجلا اما إذا الشمس عارضت *** فيضحى و أما بالعشيّ فيخصر (2)

قال: ما أراك إلاّ قد حفظت البيت، قال: نعم، و إن شئت أنشدك القصيدة أنشدتكها، قال: فإنّي أشاء، فأنشده القصيدة حتى جاء على آخرها، قال: ثم أقبل على ابن أبي ربيعة فقال: أنشد فقال:

تشطّ غدا دار جيراننا (3)

فقال ابن عباس:

و للدار بعد غد أبعد

فقال: كذلك قلت، أصلحك اللّه، أسمعته ؟ قال: لا، و لكن كذلك ينبغي.

قال القاضي: و قد روى بعض الرواة بيت ابن أبي ربيعة فقال: إنما (4) إذا الشمس و إنما (5) بالعشي و هي لغة معروفة، و قوله يضحى معناه يمسه الحر، و قيل تعلوه الشمس و هو ضاح لها غير مستتر منها، و الضحّ : الشمس، و العرب تقول الضّحّ و الدّحّ (6)،و روي أن عبد اللّه بن عمر رأي رجلا قد استظل من الشمس و هو محرم فقال: أضح لمن أحرمت له، و من هذا قول اللّه عز و جل: وَ أَنَّكَ لاٰ تَظْمَؤُا فِيهٰا وَ لاٰ تَضْحىٰ (7) ألا لا يصيبك فيها حر و لا تعلوك شمس، و قد قال جلّ اسمه في أهل الجنّة: لاٰ يَرَوْنَ فِيهٰا شَمْساً وَ لاٰ زَمْهَرِيراً (8)

ص: 94


1- في الجليس الصالح و الأغاني: فيخسر.
2- بهذه الرواية البيت في الديوان ص 130.
3- بالأصل و م:«نشط غد دار جيراننا». و المثبت عن «ز»، و هو مطلع قصيدة في ديوانه ص 95 قالها في فاطمة بنت محمّد بن الأشعث.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «انما» و في الجليس الصالح: أيما.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «انما» و في الجليس الصالح: أيما.
6- بالأصل و م و «ز»: «و الريح» و المثبت عن الجليس الصالح.
7- سورة طه، الآية:119.
8- سورة الإنسان، الآية:13.

و الزمهرير: البرد الشديد، و من وقى أذاها فقد أنعم عليه قال الأعشى (1):

مبتلة الخلق مثل المهاة *** لم تر شمسا و لا زمهريرا

و قد زعم بعضهم أن الزمهرير من أسماء القمر، و أنشد في هذا المعنى:

و ليلة فيها الظلام معتكر *** قطعتها و الزمهرير ما زهر

و أما الخصر فإنه البرد، يقال: قد خصر الرجل يخصر إذا أصابه البرد، كما قال الفرزدق (2):

إذا أنسوا نارا يقولون ليتها *** و قد خصرت أيديهم نار غالب

يقال: ماء خصر أي بارد، كما قال امرؤ القيس (3):

فلما استظلوا (4) صبّ في الصحن نصفه *** و جاءوا (5) بنصف غير طرق و لا كدر

بماء سحاب زلّ عن ظهر (6) صخرة *** إلى بطن أخرى طيّب ماؤها خصر

قال بعضهم: هذا أحسن ما قيل في صفة الماء، و قال قائلون: بل أحسن ما قيل في صفة الماء أبيات أتت في خبر حدّثناه أبو بكر بن الأنباري لم يحضرني إسناده، و قد ذكرته في بعض مجالسنا هذه، و غيرها، و هو أنه ذكر أن عاتكة المرّية عشقت ابن عمّ لها فأرادها عن نفسها فأنشأت تقول:

ما برد ماء أيّ ماء تقوله *** تنزّل (7) من غرّ طوال الذوائب

بمنحدر من بطن واد تقابلت *** عليه رياح الصيف من كلّ جانب

ترقرق (8) ماء المزن فيهنّ و التقت *** عليهنّ أنفاس الريح الغرائب

ص: 95


1- البيت في ديوانه ص 68.
2- البيت في ديوانه 29/1.
3- البيتان في ديوان امرئ القيس ط بيروت ص 100.
4- الديوان: فلما استطابوا...
5- الديوان: و شجت بماء غير طرق.
6- الديوان: متن.
7- بالأصل:«ما برد ماء أي ما هو له تنزله» و في م: تنزل. و في «ز»: و ما برد ماء الصيف ما تقوله تنزل. و المثبت عن الجليس الصالح.
8- الأصل:«يرقون»، و في «ز»: «يزفون» و المثبت عن م و الجليس الصالح.

نفت جرية الماء القذى عن متونه *** فليس به عيب يحسّ لشارب

بأحسن ممن يقصر الطرف دونه *** تقى اللّه و استحياء بعض العواقب

و في نسخة: و استحياء ما في العواقب (1).

أنبأنا أبو الحسن بن العلاّف، ثم أخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي، حدّثني أبو يوسف الزهري - يعني يعقوب بن عيسى - حدّثني الزبير بن بكّار عن يحيى بن محمّد (2) قال:

جاء جوان بن عبد اللّه (3) بن أبي ربيعة إلى عبد اللّه (4) بن زياد و هو إذ ذاك والي المدينة شاهدا فتمثل عبيد اللّه بن زياد:

شهيدي جوان على حبها *** أ ليس بعدل عليها جوان

فأجاز شهادة جوان و قال: قد أجزنا شهادة من أجازها عمر بن أبي ربيعة.

الصواب: جوان بن عمر بن عبد اللّه، و قد أسقط من إسنادها رجلا.

أخبرنا بها على الصواب أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني يحيى بن محمّد بن عبد اللّه بن ثوبان، حدّثني محمّد بن إسماعيل بن عثمان بن عبد الرّحمن بن أبي ربيعة قال:

جاء جوان بن عمر بن عبد اللّه بن أبي ربيعة إلى زياد بن عبيد اللّه شاهدا، فقال له زياد: أنت الذي يقول فيك أبوك:

شهيدي (5) جوان على حبّها *** أ ليس بعدل عليها جوان

ص: 96


1- و هي رواية الجليس الصالح المطبوع.
2- الخبر في الأغاني 69/1.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و سينبه المصنف إلى الصواب في آخر الخبر.
4- في الأغاني: زياد بن عبد اللّه الحارثي.
5- بالأصل: شهيد، و المثبت عن م و «ز».

قال: نعم أصلحك اللّه، فقال: قد أجزنا شهادة من عدله عمر، و أجاز شهادته.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إياه و قال اروه عني - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (1)،حدّثني محمّد بن الحسن بن دريد، نا أبو حاتم، عن العتبي، عن أبيه قال:

ابتنى معاوية بالأبطح مجلسا، فجلس عليه و معه ابنة قرظة، فإذا هو بجماعة على رحال لهم، و إذا شاب منهم قد رفع عقيرته يتغنى:

من يساجلني يساجل ماجدا *** أخضر الجلدة في بيت العرب (2)

قال: من هذا؟ قالوا: عبد اللّه بن جعفر قال: خلوا له الطريق فليذهب، ثم إذا هو بجماعة فيهم غلام يغني (3):

بينما يذكرنني أبصرنني *** عند قيد الليل (4) يسعى بي الأغر

قلن: تعرفن الفتى ؟ قلن: نعم (5) *** قد عرفناه و هل يخفى القمر

قال: من هذا؟ قالوا: عمر بن أبي ربيعة، قال: خلوا له الطريق فليذهب، قال: ثم إذا بجماعة و إذا رجل منهم يسأل، فقال: رميت قبل أن أحلّق، و حلّقت قبل أن أرمي، لأشياء أشكلت عليهم من مناسك الحج، فقال: من هذا؟ قالوا: عبد اللّه بن عمر، فالتفت إلى بنت قرظة فقال: هذا و أبيك الشرف، هذا و اللّه شرف الدنيا و شرف الآخرة.

قال المعافى: و قد روي من طريق آخر أنه قال: هذا و اللّه الشرف لا ما نحن فيه.

ص: 97


1- الخبر في الجليس الصالح الكافي 180/3-181.
2- البيت في تاج العروس بتحقيقنا: سجل، برواية: من يساجلني يساجل ماجدا يملأ الدلو إلى عقد الكرب منسوبا إلى الفضل بن العباس اللهبي. و قال المعافى بعد أسطر في تعليقه على الخبر: الشعر في هذا الخبر، المشهور منه أنه للفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب و روايته المعروفة: و أنا الأخضر من يعرفني أخضر الجلدة في بيت العرب من يساجلني يساجل ماجدا يملأ الدلو إلى عقد الكرب
3- البيتان في ديوان عمر بن أبي ربيعة ط بيروت ص 186.
4- عجزه في الديوان: دون قيد الميل يعدو بي الأغر.
5- صدره في الديوان: قالت الصغرى، و قد تيّمتها.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف المقرئ، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم البغدادي، نا أبو بكر محمّد بن يحيى بن العباس الصولي، نا عون، عن أبيه، عن الهيثم رفعه.

أن عبد الملك بن مروان بعث إلى عمر بن أبي ربيعة القرشي، و إلى جميل بن معمر العذري و إلى كثيّر عزّة و بعث إلى ناقة فأوقرها دراهم و دنانير، ثم قال: لينشدني كل واحد منكم ثلاثة أبيات، فأيّكم كان أغزل شعرا فله الناقة و ما عليها، فقال عمر بن أبي ربيعة (1):

فيا ليت أنّي حين تدنو منيتي *** شممت الذي ما بين عينيك و الفم

و ليت طهوري كان ريقك كله *** و ليت حنوطي من مشاشك و الدم

و ليت سليمى في المنام ضجيعتي *** لدى الجبّة الحمراء أو في جهنّم (2)

و قال جميل: أنا الذي أقول (3):

حلفت يمينا يا بثنية صادقا *** فإن كنت فيها كاذبا، فعميت

حلفت لها بالبدن تدمى نحورها *** لقد شقيت نفسي بكم، و عنيت

و لو أن رامي الموت يرقي جنازتي *** بمنطقها في الناطقين حييت (4)

و قال كثير: أنا الذي أقول (5):

بأبي و أمي أنت من معشوقة (6) *** ظفر العدوّ بها فغيّر حالها

و مشى إليّ ببين عزّة نسوة *** جعل المليك خدودهنّ نعالها

لو أنّ عزّة خاصمت شمس الضّحى *** في الحسن عند موفّق لقضي لها (7)

ص: 98


1- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 412.
2- عجزه في الديوان: هنالك أم في جنة أم جهنم
3- ديوان جميل ط بيروت ص 26.
4- روايته في الديوان: و لو أن داع منك يدعو جنازتي و كنت على أيدي الرجال حييت
5- الأبيات في ديوان كثير ط بيروت ص 153.
6- الديوان: من مظلومة طبن العدو.
7- في «ز»: «لقضاها» و بعدها علامة تحويل إلى الهامش، و كتب عليه: بها.

فقال عبد اللّه: خذ الناقة و ما عليها يا صاحب جهنم.

قرأت في كتاب أبي الفرج الأصبهاني (1)،أخبرني محمّد بن خلف بن المرزبان، حدّثني أبو علي الأسدي - و هو بشر بن موسى بن صالح - حدّثني أبي موسى بن صالح، عن أبي بكر القرشي قال:

كان عمر بن أبي ربيعة جالسا بمنى في فناء مضربه و غلمانه حوله، إذ أقبلت امرأة برزة (2)،عليها أثر النعمة، فسلّمت فردّ عليها عمر السلام، فقالت له: أنت عمر بن أبي ربيعة ؟ قال: ها أنا هو، فما حاجتك ؟ قالت: حيّاك اللّه و قرّبك، هل لك في محادثة أحسن الناس وجها، و أتمّهن خلقا، و أكملهن أدبا، و أشرفهن حسبا، قال: ما أحبّ إليّ ذلك، قالت: على شرط . قال: قولي، قالت: تمكنني من عينيك حتى أشدهما و أقودك حتى إذا توسطت الموضع الذي أريد حللت الشّدّ، ثم أفعل ذلك بك عند إخراجك حتى أنتهي بك إلى مضربك قال: شأنك، ففعلت (3).

قال عمر: فلما انتهت بي إلى المضرب التي أرادت كشفت عن وجهي، فإذا أنا بامرأة على كرسي لم أر مثلها جمالا و كمالا، فسلّمت و جلست، فقالت: أنت عمر بن أبي ربيعة ؟ قلت: أنا عمر، قالت: أنت الفاضح للحرائر؟ قلت: و ما ذاك، جعلني اللّه فداك ؟ أ لست القائل (4):

قالت: و عيش أخي و حرمة والدي (5) *** لأنبهنّ الحيّ إن لم تخرج

فخرجت خوف يمينها فتبسّمت *** فعلمت أنّ يمينها لم تحرج

فتناولت رأسي لتعلم مسّه *** بمخضب الأطراف غير مشنّج

فلثمت فاها، آخذا بقرونها *** شرب النزيف ببرد ماء الحشرج

ص: 99


1- الخبر بطوله في الأغاني 190/1 و ما بعدها.
2- المرأة البرزة: البارزة الجمال.
3- الأغاني: ففعلت ذلك به.
4- الأبيات في الديوان ط بيروت ص 88 و الأغاني 191/1، و قد مرت الأبيات في كتابنا هذا، في ترجمة جميل بن عبد اللّه 273/11 رقم 1074 و نسبها لجميل قال: و تروى لغيره. و الأبيات في ديوان جميل ط بيروت، و بعضها في الشعر و الشعراء ص 266 منسوبا لجميل.
5- في ديوان عمر: قالت: و عيش أبي و حرمة إخوتي.

[قالت:] قم فاخرج، ثم قامت و جاءت المرأة فشدّت عيني، ثم أخرجتني حتى انتهت بي إلى مضربي، و انصرفت و تركتني، فحللت عيني و قد دخلني من الكآبة و الحزن ما اللّه أعلم، و بتّ ليلتي، فلما أصبحت إذا أنا بها، فقالت: هل لك في العود؟ فقلت: شأنك، ففعلت مثل فعلها بالأمس، حتى انتهت بي إلى الموضع، فلما دخلت إذا بتلك الفتاة على كرسيّ ، فقالت: إيها يا فضّاح الحرائر، فقلت: بما ذا - جعلني اللّه فداك - أيضا؟ قالت:

بقولك (1):

و ناهدة الثديين قلت لها: اتّكي *** على الرمل، من جبّانة لم توسّد

فقالت: على اسم اللّه أمرك طاعة *** و إن كنت قد كلّفت ما لم أعوّد

فلما دنا الإصباح قالت: فضحتني *** فقم غير مطرود، و إن شئت فازدد

[قالت] قم فاخرج عني، فقمت، فخرجت ثم رددت، فقالت لي: لو لا و شك الرحيل، و خوف الفوت، و محبتي لمناجاتك و الاستكثار من محادثتك لأقصيتك، هات الآن كلّمني و حدّثني و أنشدني، فكلّمت آدب الناس و أعلمهم بكل شيء، ثم نهضت و أبطأت العجوز و خلا البيت، فأخذت انظر فإذا أنا بتور (2) فيه خلوق، فأدخلت يدي فيه ثم خبّأتها في ردني، ثم جاءت العجوز فشدّت عيني و نهضت بي تقودني، حتى إذا صرت على باب المضرب أخرجت يدي فضربت بها على المضرب، ثم صرت إلى مضربي، فدعوت غلماني، فقلت:

أيكم يقفني على باب مضرب عليه خلوق كأنه أثر كفّ ، فهو حرّ و له خمسمائة درهم، فلم ألبث أن جاء بعضهم فقال: قم، فنهضت معه، فإذا أنا بالكفّ طرية، فإذا المضرب مضرب فاطمة بنت عبد الملك بن مروان، فأخذت في أهبة الرحيل.

فلما نفرت نفرت معها، فبصرت في طريقها بقباب و مضرب و هيئة جميلة، فسألت عن ذلك فقيل لها: هذا عمر بن أبي ربيعة فساءها أمره، و قالت للعجوز التي كانت ترسلها إليه:

قولي له نشدتك اللّه و الرحم إن فضحتني (3) ويحك، ما شأنك ؟ و ما الذي تريد؟ انصرف و لا تفضحني و تشيط بدمك (4)،فصارت إليه العجوز فأدّت إليه ما قالت لها فاطمة، فقال: لست

ص: 100


1- الأبيات في ديوان عمر ط بيروت ص 121.
2- التور: إناء صغير، و الخلوق: نوع من الطيب.
3- الأغاني: أن تصحبني.
4- و تشيط بدمك، يقال: أشاط دمه و بدمه: أهدره و عرّض نفسه للقتل.

بمنصرف أو توجّه إليّ بقميصها الذي يلي جلدها، فأخبرتها، ففعلت و وجّهت إليه بقميص من ثيابها، فزاده ذلك شغفا، و لم يزل يتبعهم لا يخالطهم، حتى إذا صاروا على أميال من دمشق انصرف و قال في ذلك (1):

ضاق الغداة بحاجتي صدري *** و يئست بعد تقارب الأمر

و ذكرت فاطمة التي علّقتها *** عرضا في الحوادث الدّهر

ممكورة (2)،ردع العبير بها *** جمّ العظام لطيفة الخصر

و كأن فاها، بعد ما (3) رقدت *** تجري عليه سلافة الخمر

و بجيد آدم، شادن، خرق *** يرعى الرياض ببلدة قفر

لمّا رأيت مطيّها حزقا *** خفق الفؤاد و كنت ذا صبر

و تبادرت عيناي بعدهم *** (4) و انهلّ مدمعها على الصدر (5)

و لقد عصيت ذوي أقاربها *** (6) طرّا و أهل الودّ و الصّهر

حتى إذا قالوا و ما كذبوا: *** أ جننت أم بك داخل السّحر؟ (7)

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد، أنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر، نا أبو النّضر إسماعيل بن ميمون الفقيه، نا عبيد بن خلاّد الأصبحي، عن سلامة بن زنج (8) العجلي قال:

كان عمر بن أبي ربيعة إذا هوى شيئا قال فيه شعرا، ثم إذا توبع على إرادته استحال عنه و انتحى لغيره، فبينا هو ذات يوم يمشي مع صديق له: يقال له: عمرو، إذا هو بجارية تتهادى بين جواريها، عجيبة الحسن، أنيقة المنظر، فقال لصاحبه: ويحك من هذه ؟ امش فاجنح بنا

ص: 101


1- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 191 و الأغاني 194/1.
2- الممكورة: الحسناء المرتوية الساقين. و ردع الطيب: أثره.
3- في الديوان و الأغاني: و كأن فاها عند رقدتها.
4- «و بعدهم» استدركت عن هامش الأصل.
5- عجزه في الديوان: فانهلّتا جزعا على الصدر.
6- الديوان: ذوي قرابتنا.
7- روايته في الديوان: حتى مقالهم، إذ اجتمعوا أ جننت أم ذا داخل السحر
8- كذا رسمها بالأصل و م، و في «ز»: «زنج».

نأخذ قرطاسا و نكتب إليها بأبيات، فمال إلى بقّال فأخذ منه قرطاسا، و كتب إليها (1):

بدت الشمس في جوار تهادى *** مخطفات القدود (2) معتجرات

فتبسمت ثم قلت لعمرو: *** قد بدت في الحياة لي حسنا [تي] (3)

هل سبيل إلى التي لا أبالي *** أن أموتن بعدها حسرات (4)

و بعث إليها بالرقعة فأجابته و قالت:

قد أتاني الرسول بالأبيات *** في كتاب قد خطّ بالتّرّهات

خانك (5) الطّرف إذا نظرت و ما *** طرفك عندي بصادق النّظرات

عدّ عنّي فقد عرفت بغيري (6) *** عهدك الخائن، القليل الثبات

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا الشريف أبو الفضل محمّد بن الحسن بن محمّد بن الفضل بن المأمون، أنشدنا أبو بكر محمّد بن القاسم، أنشدنا أبو الحسن بن البراء و أتى لعمر (7) بن أبي ربيعة (8):

لبثوا ثلاث منى بمنزل قلعة *** و هم على غرض لعمرك ما هم

متجاورين بغير دار إقامة *** لو قد أجدّ رحيلهم لم يندموا

و لهنّ بالبيت العتيق لبانة *** و البيت يعرفهنّ لو يتكلّم

لو كان حيّا قبلهنّ ظعائنا *** حيّا الحطيم وجوههن و زمزم

لكنّه مما يطيف بركنه *** منهنّ صمّاء الصّدى مستعجم

و كأنهنّ و قد صدرن عشية *** بيض بأكناف الخيام منظّم

ص: 102


1- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 82.
2- الديوان: برز البدر... مخطفات الخصور.
3- جاء بالأصل و «ز»، نثرا، و التاء زيدت عن م، و رواية البيت في الديوان: فتنفست ثم قلت لبكر عجلت في الحياة لي خيباتي
4- عجزه في الديوان: بعدها أن أموت، قبل وفاتي
5- في ديوان عمر: حائر الطرف.
6- صدره في الديوان: غرّ غيري، فقد عرفت لغيري
7- بالأصل:«و أبي عمر» و المثبت عن م و «ز».
8- لم أعثر على الأبيات في ديوانه ط بيروت.

قال: و أنشدنا محمّد بن القاسم، أنشدنا عبد اللّه بن عمرو بن لقيط لعمر بن أبي ربيعة (1):

تقول و تظهر وجدا بنا *** و وجدي، و لو أظهرت أوجد

لممّا (2) شقائي تعلّقتكم *** و قد كان لي عنكم مقعد

سباني (3) من بعد شيب القذا *** ل ريم له عنق أغيد

و عين تصابي و تدعو الفتى *** لما غيره للفتى أرشد (4)

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال: قال عمر بن أبي ريعة (5):

نظرت إليها بالمحصّب من منّى *** و لي نظر لو لا التّحرّج عارم

فقلت: أشمس أو مصابيح بيعة *** بدت لك يوم السّجف، أم أنت حالم ؟

بعيدة مهوى القرط ، إمّا لنوفل *** أبوها، و إمّا عبد شمس و هاشم

فلم استطعها غير أن قد بدا لنا *** عشيّة راحت، وجهها (6) و المعاصم

معاصم لم تضرب على البهم بالضّحى *** عصاها، و وجه لم تلحه السمائم

نضار (7)،ترى فيه أساريع مائه *** صبيح تغاديه الأكف النواعم

قال الزبير: النضار أكرم الخشب هو الأثل.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، أنشدني ثعلب، أنشدني عبد اللّه بن شبيب، عن الزبير من شعر عمر بن أبي ربيعة (8):

يا عمّتي عرضت لبنتك فتنة *** فتعوّذي باللّه من شرّ الفتن

ص: 103


1- الأبيات في ديوانه ص 96 و 97.
2- الأصل:«لما شفا» و في «ز»: «لمن شقاني» و المثبت عن م و الديوان.
3- الديوان: دعاني.
4- عجزه في الديوان: لما تركه للفتى أرشد.
5- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 370-371 و الأغاني 127/1.
6- في الديوان: كفها.
7- في الديوان: نضير.
8- لم أجد الأبيات في ديوانه ط بيروت.

يا عمّتي رجل يطوف ببابكم *** في حلّة خضراء من عصب اليمن

فعشقته من غير فاحشة له *** و العشق ما لم يؤت فاحشة حسن

قال ثعلب: و ينشد: يا أمتا، و بدل: فعشقته؛ فهويته. و هو أحسن.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو الفضل بن المأمون، أنشدنا محمّد بن القاسم، أنشدني أبي لعمر بن أبي ربيعة (1):

سمعي (2) و قلبي حليفاها على بصري *** فكيف أصبر عن سمعي و عن بصري ؟

لو شايعاني (3) على أن لا أكلّمها *** إذا لقضّيت من أوطارها و طري

رد الفؤاد إليها بعث نسوتها *** (4) و نظرة عرضت كانت من القدر

و قول بكر: ألا فاربع نسائلها *** (5) و انظر، فلا بأس بالتسليم و النظر

و قولها، و دموع العين تسبقها *** لأختها: دين هذا القلب من عمر

تفسير دين: ملك و استعبد.

أنبأنا أبو الحسن بن العلاّف، و أخبرني أبو المعمّر المبارك بن أحمد عنه.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي، أنشدني أبو جعفر العدوي لعمر بن أبي ربيعة (6):

السّرّ يكتمه الاثنان بينهما *** و كل سرّ عدا الاثنين ينتشر

و المرء، ما لم يراقب عند صبوته *** لمح العيون بسوء الظّنّ يشتهر

قال: و أنشدني أبو جعفر العدوي لعمر بن أبي ربيعة (7):

قد كان أورق عود حبّك بالمنى *** و سقاه ماء رجائكم فترعرعا

ص: 104


1- ديوانه ط بيروت ص 149.
2- صدره في الديوان: سمعي و طرفي حليفاها على جسدي.
3- الديوان: تابعاني.
4- صدره في الديوان: دل الفؤاد عليها بعض نسوتها.
5- الديوان: أ لم تلمم لنسألهم.
6- ديوانه ص 145.
7- لم أجدها في ديوانه.

حتى إذا هبّت بيأس ريحكم *** تركته من ورق المطامع أقرعا

و اليأس من بذل الأحبة لم يزل *** بتخطّف الأرواح قدما مولعا

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصلت، أنشدنا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشّار الأنباري، أنشدنا عبد اللّه بن عمر بن لقيط لعمر بن أبي ربيعة (1):

ألا من لقلب معنى خبل *** بذكر المحلّة أخت المحل (2)

تراءت لنا يوم فرع الأراك *** بين المساء و بين الأصل

و قالت لجارتها: هل رأي *** ت إذا عرض الرجل فعل الرجل

فإنّ تبسّمه ضاحكا *** أجدّ اشتياقا لقلب ذهل

كأنّ القرنفل و الزّنجبي *** ل و ريح الخزامي و ذوب العسل

يعلّ به برد أنيابها *** إذا النّجم وسط السماء اعتدل

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا أحمد بن يحيى ثعلب، نا الزبير بن بكّار، قال:

قال عمر بن عبد اللّه بن أبي ربيعة (3):

ذكر الشمس إذ بدت *** من خلال السّحائب

أمّ عمرو إذا أقبلت *** بين حور كواعب

بلوى الخيف من منا *** أو بذات التّناضب (4)

يوم أرخت مرجّلا *** فوق خدّ و حاجب (5)

و استهلّت بواكف *** من دموع سواكب

ص: 105


1- الأبيات ليست في ديوان عمر، و بعضها في الأغاني 205/6 منسوبة إلى محمد بن عبد اللّه النميري قالها في زينب أخت الحجاج.
2- المحل هنا، و الذي عناه الشاعر هو الحجاج بن يوسف سمي بذلك لإحلاله الكعبة، كذا عند أهل الحجاز، و عند أهل الشام: المحل هو عبد اللّه بن الزبير لأنه أحل الكعبة (قاله أبو الفرج في الأغاني 206/6).
3- بعضها في الديوان ط بيروت ص 29 باختلاف في الرواية.
4- التناضب: موضع لبني غفار قرب سرف (راجع معجم البلدان).
5- روايته في الديوان: و بدا يوم أعرضت صفح خدّ و حاجب

ثم قالت لنسوة *** من لؤيّ بن غالب

قمن نقض لحبنا *** حاجة أو نعاتب

فتولا نواعم *** مثقلات الحقائب (1)

و تأطرن ساعة *** في مناخ الركائب

كالدّمى أو كبدن *** من نعاج ربائب

قطف المشي آنس *** واضحات التّرائب

فتناولت كفّها *** ثم مالت بجانب

و أمالت بجيدها *** فاحما ذا ذوائب

فانتجينا بسار ما *** مجلسا ذا عجائب

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد طالب بن عثمان بن محمّد الأزدي المقرئ، أنشدنا أبو بكر محمّد بن القاسم، أنشدني أحمد بن يحيى، عن الزبير بن بكار لعمر بن أبي ربيعة (2):

فالتقينا فرحّبت حين سلّمت *** و كفّت دمعا من العين مارا

ثم قالت عند العتاب: رأينا *** فيك عنّا تجلّدا و ازورارا

قلت كلا لاه ابن عمك *** بل خفنا أمورا كنّا بها أغمارا

فركبنا حالا لنكذب عنّا *** قول من كان بالأكفّ (3) أشارا

فجعلنا الصّدود، لمّا خشينا *** قالة الناس بالهوى أستارا

فلذلك (4) الإعراض عنك و ما *** آثر قلبي عليك أخرى اختيارا

ليس كالعهد إذ عهدت و لكن *** أو قد الناس بالنّميمة نارا

ما نبالي إذا النوى قرّبتكم *** فدنوتم من حلّ أو من سارا

و الليالي إذا نأيت طوال *** و أراها إذا دنوت قصارا

مار: من مار يمور، و هو من قول اللّه عزّ و جل: يَوْمَ تَمُورُ السَّمٰاءُ مَوْراً (5) أي دار.

ص: 106


1- أي ثقيلان الأرداف.
2- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 173.
3- الديوان: بالبنان أشارا.
4- البيت ليس في الديوان.
5- سورة الطور، الآية:9.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه - فيما قرأ علي إسناده و ناولني إياه و قال اروه عني - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا، نا محمّد بن القاسم الأنباري، نا أحمد بن سعيد الدمشقي، نا الزبير بن بكّار، نا مسلم بن عبد اللّه بن مسلم بن جندب، عن أبيه قال:

أنشد ابن أبي عتيق سعيد بن المسيّب قول عمر بن أبي ربيعة (1):

أيها الراكب (2) المجدّ ابتكارا *** قد قضى من تهامة الأوطارا

إن يكن قلبك الغداة جليدا (3) *** ففؤادي بالحبّ أمسى معارا

ليت ذا الدهر كان حتما علينا *** كلّ يومين (4) حجة و اعتمارا

فقال: لقد كلّف المسلمين شططا، فقال: يا أبا محمّد في نفس الجمل شيء غير ما في نفس سائقه.

قال: و قال عبد اللّه بن عمر لعمر بن أبي ربيعة: يا ابن أخي أ ما اتّقيت اللّه حين قلت:

ليت ذا الدهر كان حتما علينا *** كلّ يومين حجّة و اعتمارا

فقال: يا أبا عبد الرّحمن إنّي وضعت ليت حيث لا تعيره، قال: صدقت.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا محمّد بن علي بن الحسن بن الدّجاجي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل، نا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا أحمد بن أبي خيثمة، أنا مصعب قال:

قدم عمر بن أبي ربيعة (5) فنزل على محمّد بن الحجّاج بن يوسف، و كان لعبد اللّه بن هلال صاحب إبليس قينتان حاذقتان، فكان يأتيهما فيسمع منهما، فقال في ذلك:

يا أهل بابل ما نفست (6) عليكم *** من عيشكم إلاّ ثلاث خلال

ماء الفرات و طيب ليل بارد *** و سماع منشدتين لابن هلال

ص: 107


1- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 188.
2- الديوان: الرائح.
3- الديوان: من يكن قلبه سليما صحيحا.
4- الديوان: ليت ذا الحج... كل شهرين.
5- يعني الكوفة، كما يفهم من مقدمة الخبر في ديوانه ص 357.
6- أي: حسدتكم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أجازنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني بكار بن رباح، أخبرني ابن جريج قال:

كنت مع معن بن زائدة باليمن فحضر الحج، فلم تحضرني نية، قال: فخطر ببالي قول ابن أبي ربيعة (1):

باللّه قولي له، في غير معتبة *** ما ذا أردت بطول المكث باليمن ؟

إن كنت حاولت دنيا، أو نعمت بها *** فما أخذت بترك الحج من ثمن

فدخلت على معن فأخبرته أنّي عزمت الحج، فقال لي: ما نزعك إليه و لم تكن تذكره ؟ فقلت له: ذكرت قول ابن أبي ربيعة و أنشدته شعره هذا فجهّزني و انطلقت.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو منصور عبد المحسن بن محمّد بن علي - من لفظه - أنا القاضي أبو القاسم يحيى بن محمّد بن سلامة بن جعفر، أنا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن خرّزاد النجيرمي أنشدنا أبو القاسم جعفر بن شاذان القمّي [أنشدنا] (2) الصولي، أنشدنا المبرّد لعمر بن أبي ربيعة (3):

خبّروها بأنّني قد تزوّجت *** فظلّت تكاتم الغيظ سرا

ثمّ قالت لأختها و لأخرى: *** جزعا: ليته قد تزوج عشرا

و أشارت إلى نساء لديها *** لا ترى دونهنّ للسر سترا:

ما لقلبي، كأنه ليس مني *** و عظامي إخال فيهن فترا

من حديث نما إليّ فظيع *** خلت في القلب، من تلظّيه جمرا

أخبرنا أبو العز السلمي - مناولة و إذنا و قرأ علي إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (4) حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، أنشدنا هارون بن محمّد، أنشدنا الزبير لمجنون بن جعدة (5):

ص: 108


1- البيتان في ديوانه ص 437.
2- زيادة عن م و «ز».
3- الأبيات في ديوانه ص 223.
4- الخبر في الجليس الصالح الكافي 182/3.
5- هو قيس بن الملوح، مجنون ليلى، و الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 83 و الجليس الصالح 182/3.

حبذا راكب كنّا نسرّ به *** يهدي لنا من أراك الموسم القضبا

قالت لجارتها يوما تسائلها (1) *** لما تعرّت و ألقت عندها السّلبا

ناشدتك (2) اللّه ألاّ قلت صادقة *** أ صادفت صفة المجنون أم كذبا

قال: فقلت: أ تراه سرقه من قول عمر بن أبي ربيعة (3):

و لقد قالت لجارات (4) لها *** و تعرّت ذات يوم تبترد

أ كما تنعتني تبصرنني *** عمركنّ اللّه أم لا يقتصد؟

فتضاحكن و قد قلن لها *** حسن في كلّ عين من تود

حسد منهن (5) قد حمّلنه *** و قديما كان في الناس الحسد

قال: أراه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عثمان فيما أرى و إن لم يكن سماعا فهو إجازة.

و أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن هارون الضّبّي - إملاء - أنشدنا أبو القاسم الحسن بن بشر بن يحيى الآمدي، أنشدنا أبو الحسن (6) علي بن سليمان الأخفش لعمر بن أبي ربيعة، - و قال أبو الحسن (7) ما قيل في المساعدة أحسن منها (8):-

و خلّ كنت عين النّصح منه *** إذا نظرت، و مستمعا سميعا (9)

أراد قبيحة فنهيت عنها *** و قلت له: أرى أمرا فظيعا (10)

أردت رشاده جهدي فلمّا *** أبى و عصا، أتيناها جميعا

ص: 109


1- في الجليس الصالح: تساجلها.
2- الأصل، ناشدك، و المثبت عن م و «ز»، و المصدرين.
3- الأبيات في ديوانه ص 107 و الجليس الصالح الكافي 182/3.
4- في الديوان: زعموها سألت جاراتها.
5- الأصل و م: منهم، و المثبت عن «ز»، و الجليس الصالح، و في الديوان: حسد حملنه من أجلها.
6- في «ز»: الحسين.
7- في «ز»: الحسين.
8- الأبيات في ديوانه ص 265.
9- الديوان: مطيعا.
10- الديوان: أمرا شنيعا.

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاّف، و أخبرني أبو المعمّر المبارك بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو (1) الحسن بن العلاّف، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن جعفر (2)،نا العباس بن الفضل، نا إسحاق بن إبراهيم، نا الهيثم بن عدي، عن عوانة بن الحكم (3).

أنّ عمر بن أبي ربيعة كان قد ترك الشعر و رغب عنه، و نذر على نفسه، لكلّ بيت يقوله هدي بدنة، فمكث بذلك حينا ثم خرج ليلة يريد الطواف بالبيت إذ نظر إلى امرأة ذات جمال تطوف، و إذا رجل يتلوها، كلما رفعت رجلها، موضع رجله موضع رجلها فجعل ينظر إلى ذلك من أمرها، فلمّا فرغت المرأة من طوافها تبعها الرجل هنيهة ثم رجع، و في قلب عمر ما فيه.

فلما رآه عمر وثب إليه و قال: لتخبرني عن أمرك، قال: نعم، هذه المرأة التي رأيت ابنة عمي، و أنا لها عاشق، و ليس لي مال؛ فخطبتها إلى عمّي فرغب عني و سألني من المهر ما لا أقدر عليه، و الذي رأيت هو حظي منها، و ما لي من الدنيا أمنية غيرها، و إنّما ألقاها عند الطواف، حظي ما رأيت من فعلي.

قال له عمر: و من عمك ؟ قال: فلان ابن فلان، قال: انطلق معي إليه، فانطلقا (4)فاستخرجه عمر فخرج مبادرا إليه فقال: ما حاجتك يا أبا الخطّاب ؟ قال: تزوج ابنتك فلانة من ابن أخيك فلان، و هذا المهر الذي تسأل مساق إليك من مالي، قال: فإنّي قد فعلت، قال عمر: أحب أن لا أبرح حتى يجتمعا، قال: و ذلك أيضا.

قال فلم يبرح حتى جمعهما، و أتى منزله فاستلقى على فراشه فجعل النوم لا يأخذه، و جعل جوفه يجيش بالشعر، فأنكرت جاريته ذلك، فجعلت تسأله عن أمره، و تقول: ويحك ما الذي دهاك ؟ فلما أكثرت عليه جلس، و أنشأ يقول (5):

تقول وليدتي لما رأتني *** طربت و كنت قد أقصرت حينا:

ص: 110


1- ما بين الرقمين سقط من «ز».
2- ما بين الرقمين سقط من «ز».
3- راجع الخبر في الأغاني 145/1-146.
4- بالأصل: فانطلقنا، و المثبت عن م و «ز».
5- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 461 و الأغاني 145/1-146.

أراك اليوم قد أحدثت شوقا *** و هاج لك البكاء (1) داء دفينا

بربّك هل رأيت لها رسولا *** فشاقك، أم رأيت لها خدينا؟ (2)

فقلت: شكا إليّ أخ محب *** كبعض زماننا إذ تعلمينا

فعدّ (3) علي ما يلقى بهند *** فوافق (4) بعض ما كنا لقينا

و ذو القلب المصاب و إن تعنّى *** يهيّج (5) حين يلقى العاشقينا

و كم من خلّة أعرضت عنها *** لغير قلى و كنت بها ضنينا

رأيت صدودها فصدفت عنها (6) *** و لو جنّ الفؤاد بها جنونا

و في غير هذه الرواية إلاّ أنه متى قال بيت شعر أعتق رقبة، فذكر معناها ثم قال: أستغفر اللّه و أتوب إليه، ثم دعا بثمانية من مماليكه فأعتقهم.

قال: و أنا أبو بكر محمّد بن جعفر، نا أبو يوسف الزهري - يعني يعقوب بن عيسى - نا الزبير بن بكّار قال: قدم رجل من الشعراء المدينة، فأتى عمر بن أبي ربيعة فقال لهم: إنّي قد قلت بيتي شعر فأجزهما فقال: قل، فقال:

سألت المحبين الذين تحملوا *** بتاريخ هذا الحبّ في سالف الدّهر

فقلت لهم ما يذهب الحب بعد ما *** ينشب ما بين الجوانح و الصدر

قال: فمكث عمر بن أبي ربيعة يومين لا يقدر على إجازتهما، فقالت له امرأته:

أجيزهما أنا؟ قال: نعم، فقالت:

فقالوا دواء الحبّ حبّ يفيده *** من آخر أو نائي بعيد من الهجر

و إلاّ فيأس تصبر النفس بعد ما *** رجت أملا و اليأس عون على الصبر

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا - قراءة - قالا: أنا محمّد بن علي الدّجاجي،

ص: 111


1- في الأغاني و الديوان: الهوى.
2- الخدين: الصديق.
3- الديوان و الأغاني: فقصّ عليّ .
4- الديوان و الأغاني: فذكر بعض ما كنا نسينا.
5- الديوان و الأغاني: و ذو الشوق القديم و إن تعزى مشوق.
6- الديوان: أردت فراقها و صبرت عنها

أنا إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل، أنا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، قال: و قال مصعب: حدّثني الزرودي، حدّثني رجل من أهل مكة قال:

رأيت بالمدينة في يوم طش عند قبور الشهداء جماعة من الجنّ يتناشدون الأشعار، فقلت: أيكم صاحب عمر بن أبي ربيعة الذي يلقي على لسانه الشعر؟ فقال أحدهم: أنا، قلت: ما اسمك ؟ قال: أنا المكتم بن عامر صاحب عمر، و أنا الذي أقول:

قلن الطواف لينهلنك بالقلى *** قلت الرحيم من الصدود مخبري

فجزعت منهم، فسلّمت عليهم و انصرفت عنهم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني (1)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، أخبرني العباس بن هشام بن محمّد، عن أبيه قال (2):

أخبرني مولى لزياد بن أبي سفيان قال: خرج أبو الأسود الدّيلي حاجّا بامرأته، و كانت جميلة، فبينا هي تطوف بالبيت، إذ عرض لها عمر بن عبد اللّه بن أبي ربيعة المخزومي، فغازلها، فأتت أبا الأسود فأعلمته ذلك، فأتاه أبو الأسود فكلّمه، فقال عمر: ما فعلت، فلما عادت إلى المسجد عاد فكلّمها، فأخبرت أبا الأسود فأتاه و هو في المسجد مع قومه فقال:

أنت الفتى كلّ الفتى لو لا خلائق أربع

فسكت عمر و لم يقل شيئا، فقال أبو الأسود لامرأته: إنه ليس بعائد، فلما خرجت إلى المسجد كلّمها أيضا فأخبرت أبا الأسود فأتاه و هو في المسجد فقال:

إنّي ليثنيني عن الجهل و الخنا *** و عن شتم أقوام خلائق أربع

حياء و إسلام و همّا و إنّني *** كريم و مثلي قد يضرّ و ينفع

فشتّان ما بيني و بينك إنّني *** على كلّ حال أستقيم و تظلع (3)

فقال له عمر: لا و اللّه يا عمر لا أعرض لهذا بعد هذا اليوم أبدا بشيء تكرهه، ففعل.

ص: 112


1- في «ز»: اللبناني، بتقديم الباء، تصحيف.
2- الخبر و الشعر في الأغاني 147/1-148.
3- ظلع: إذا عرج و غمز في مشيه.

و قد رويت هذه الأبيات لغير أبي الأسود.

أنبأنا بها أبو الحسن سعد الخير بن محمّد، أنا أبو الحسن بن الطّيّوري، أنا عبد العزيز بن علي الأزجي، أنا الحسين بن محمّد بن عبيد العسكري، نا محمّد بن العباس اليزيدي، أنشدني (1) عمي عبيد اللّه، أنشدني أخي الفضل، أنشدني يعقوب بن أحمد بن أسد قال اليزيدي (2):قد رأيت أنا ذا و كتبت عنه كثيرا - يعني يعقوب-.

ح و أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، و أبو الفضل أحمد بن القاسم بن أحمد، قالا: أنا أبو حفص عمر بن الحسين بن عيسى الدوني، أنا عبد الوهّاب بن الحسن (3) بن عمر بن برهان، نا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبيد العسكري، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن العباس اليزيدي، قال:

أنشدني عمي عبيد اللّه، أنشدني أخي الفضل، أنشدني يعقوب بن أحمد بن أسد، أنشدني مصعب الزبيري لأبي العباس الأعمى في عمر بن أبي ربيعة:

فأنت الفتى و ابن الفتى و أخو الفتى *** و عمّ الفتى لو لا خلائق أربع

فرارك في الهيجاء و تقوالك الخنا *** و إسلامك المولى و انّك تبّع

التّبع و التّبّع الذي يتبع النساء، يقال: هو تبع نساء و تبّع نساء، وزير نساء، إذا كان يجالسهن و يغازلهن.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن زيد، نا محمّد بن القاسم بن خلاّد، نا الأصمعي، عن صالح بن أسلم قال: نظرت إلى امرأة مستترة بثوب و هي تطوف بالبيت، فنظر إليها عمر بن أبي ربيعة من وراء الثوب ثم قال (4):

ألمّا بذات الخال و استطلعا لنا *** على العهد باق و دها أم تصرّ ما

قال: فقلت له: امرأة مسلمة عاقلة محرمة قد سيرت فيها شعرا و هي لا تعلم، فقال:

ص: 113


1- ما بين الرقمين استدرك على هامش «ز»، و بعدها صح.
2- ما بين الرقمين استدرك على هامش «ز»، و بعدها صح.
3- في «ز»: الحسين.
4- البيت في ديوانه ط بيروت ص 374.

إنّي قد أنشدت من الشعر ما بلغك، و رب هذه البنيّة ما حللت إزاري على فرج حرام قط (1).

قرأت بخط محمّد بن عبد اللّه بن جعفر، أخبرني أبو الطيب محمّد بن حميد بن سليمان الكلابي، نا وزيرة بن محمّد، نا محمّد بن عبد اللّه، نا عبد اللّه بن نافع، نا الضحاك بن عثمان.

أن عمر بن أبي ربيعة مرض و اشتدّ مرضه فحزن عليه أخوه الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة حزنا شديدا فقال عمر: يا أخي كأنك تخاف على قوافي الشعر؟ قال: نعم (2)، قال: أعتق ما أملك إن كان وطئ فرجا حراما قط ، قال الحارث: الحمد للّه هوّنت علي.

أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد العزيز بن علي الأزجي، أنا الحسين بن محمّد بن عبيد العسكري، نا القاضي أحمد بن كامل، نا أبو العيناء، نا الأصمعي، عن الشعبي قال: قال عبد اللّه بن عمر:

فاز عمر بن أبي ربيعة بالدنيا و الآخرة؛ غزا (3) البحر فاحترقت سفينته فاحترق فيها (4).

و بلغني من وجه آخر.

إن عمر عدا يوما على فرس فهبّت ريح فاستتر بعقله، فعصفت الريح، فخدشه غصن منها فدمي منه، فمات من ذلك.

و ذكر أبو بكر البلاذري.

أن عمر بن أبي ربيعة المخزومي لما نعي،- و كان موته بالشام - بكت عليه مولدة من مولدات مكة كانت لبعض بني مروان و جعلت توجع له و تفجّع (5) عليه، و قالت: من لأباطح مكة بعده، و كان يصف حسنها، و ملاحة نسائها فقيل لها: إنه قد حدّث فتى من ولد عثمان بن عفّان يسكن عرج الطائف، شاعر يذهب مذهبه، فقالت: الحمد للّه الذي جعل له خلفا، سريتم و اللّه عنّي.

ص: 114


1- الوافي بالوفيات 493/22.
2- قوله:«قال: نعم» استدرك على هامش «ز»، و بعده صح.
3- في «ز»: عدى البحر.
4- الوافي بالوفيات 493/22.
5- بالأصل و م: و هجع، و المثبت عن «ز».
5231 - عمر بن عبد اللّه بن أبي سفيان

ابن عبد اللّه بن يزيد

ابن معاوية بن أبي سفيان

صخر بن حرب القرشي الأموي

له ذكر في تسمية من كان بدمشق و غوطتها من بني أمية.

ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز، و قال: كان رجلا شابا.

5232 - عمر بن عبد اللّه بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص

ابن أمية بن عبد شمس الأموي

ولي الموسم في ولاية يزيد بن الوليد الناقص سنة ست و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد الجواليقي.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر بن سوار، قالا (1):أنا الحسين بن علي الطناجيري، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن زيد الأنصاري، أنا محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، نا أبو بكر بن عياش قال:

ثم بايع الناس يزيد بن الوليد بن عبد الملك فحج بالناس عمر بن عبد اللّه بن عبد الملك بن مروان سنة ست و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (2) قال:

أقام الحج عمر بن عبد اللّه بن عبد الملك بن مروان - يعني سنة ست و عشرين-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن

ص: 115


1- بعدها بياض في «ز» مقدار كلمة، و الكلام متصل في الأصل و م.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، نقلا عن خليفة، و لم أعثر له على أي ذكر في تاريخ خليفة.

الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و حج عامئذ - يعني سنة ست و عشرين - بالناس عمر بن عبد الملك (1).

5233 - عمر بن عبد اللّه بن محمّد

أبو حفص الأصبهاني المؤدب

قدم دمشق، و حدّث بداريا عن أبي عبد اللّه أحمد بن يعقوب الباسياري.

روى عنه: أبو الحسن علي بن محمّد بن طوق الدّاراني.

و أظنه عمر بن عبد اللّه بن الحسن (2) الذي حدّث ببعلبك، فاللّه أعلم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو الحسن بن طوق، نا أبو حفص عمر بن عبد اللّه بن محمّد الأصبهاني المؤدب، قدم علينا داريا، نا أبو عبد اللّه أحمد بن يعقوب الباسياري قال: سمعت الشيخ أبا الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن سالم يقول: سمعت سهل بن عبد اللّه يقول:

رفعت الدنيا رأسها على عهد أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقالوا لها: يا دنيا أيش فيك ؟ قالت: فيّ حلال و شبهات و مكروه و حرام.

فقالوا: لا حاجة لنا في شبهاتك و لا في مكروهاتك، و لا حرامك من حاجة، هات الحلال، فأخذوا الحلال فأكلوه.

ثم جاء القرن الثاني، فقالوا لها: يا دنيا أيش فيك ؟ فقالت: فيّ حلال، و شبهات، و مكروهات، و حرام.

فقالوا: لا حاجة لنا في شبهاتك و لا مكروهاتك و لا حرامك من حاجة، هات الحلال، فقالت: قد سبقوكم، قالوا: هات الشبهات فأخذوه فأكلوه.

ثم جاء القرن الثالث، فقالوا: يا دنيا ما معك ؟ فقالت: معي حلال و شبهات، و مكروه، و حرام، فقالوا: ما لنا في شبهاتك و لا في مكروهاتك و حرامك من حاجة، هات الحلال،

ص: 116


1- الذي في تاريخ الطبري 299/7 حوادث سنة 126 أن الذي حج بالناس في هذه السنة عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان، نقلا عن الواقدي، قال: و قال بعضهم: حج بالناس عمر بن عبد اللّه بن عبد الملك.
2- تقدمت ترجمته قريبا.

قالت: قد سبقوكم، قالوا: فهات الشّبهات، قالت: قد سبقوكم، قالوا: فهات المكروه، فأخذوه فأكلوه.

ثم جاء القرن الرابع، قالوا: يا دنيا أيش فيك ؟ قالت: فيّ حلال و شبهات، و مكروه، و حرام، قالوا: ما لنا في شبهاتك و لا مكروهاتك و حرامك من حاجة، هات الحلال، قالت:

قد سبقوكم، قالوا: هات الشّبهات، قالت: سبقوكم، قالوا: هات المكروه، قالت: قد سبقوكم، قالوا: فهات الحرام، فأخذوه فأكلوه.

ثم جاء القرن الخامس، فقالوا: ما فيك ؟ فقالت: فيّ الحلال و الشّبهات و المكروهات و الحرام، قالوا: ما لنا في شبهاتك و لا مكروهاتك، و لا حرامك من حاجة، هات الحلال، قالت: قد سبقوكم، قالوا: فهات الشّبهات قالت: قد سبقوكم قالوا: فهات المكروه، قالت:

قد سبقوكم. قالوا: فهات الحرام، قالت: قد سبقوكم، قالوا: فما نصنع ؟ قالت: خذوا السيوف الحداد فاضربوا رقاب من معه الحرام.

قال سهل: يا دوست، فاليوم لا نصل إلى الحرام إلاّ (1) بالسيف، و قد كان قبل ذلك موجودا (2).

5234 - عمر بن عبد اللّه الليثي

روى عن واثلة.

روى عنه: الهيثم بن حميد، و يحيى بن (3) زيد الباهلي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، أنا أبو بكر خليل بن هبة اللّه بن محمّد بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب، نا العباس بن الوليد بن صبح، نا مروان بن محمّد، و أبو مسهر (4)،قالا: نا الهيثم بن حميد، حدّثني عمر الليثي قال:

كنت جالسا عند واثلة بن الأسقع، قال: فأتاه سائل، فأخذ كسرة فجعل عليها فلسا، ثم قام حتى وضعها في يده، قال: فقلت له: يا أبا الأسقع أ ما كان في أهلك من يكفيك هذا؟

ص: 117


1- ما بين الرقمين استدرك على هامش م، و بعده صح.
2- ما بين الرقمين استدرك على هامش م، و بعده صح.
3- كذا بالأصل، و في م و «ز»: يزيد.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: أبو مسعر.

قال: لا، و لكنه من قام بشيء إلى مسكين بصدقة حطت عنه بكل خطوة خطيئة، فإذا وضعها في يده حطت عنه بكل خطوة عشر خطيئات.

إن لم يكن عمر بن عيسى أبو أيوب فهو آخر.

5235 - عمر بن عبد الباقي بن علي

أبو حفص الموصلي الورّاق

سكن دمشق، و سمع بها رشأ بن نظيف، و أبا محمّد بن عبدان.

سمع منه شيخنا غيث.

أنبأنا أبو الفرج الصّوري الخطيب، أنا أبو حفص عمر بن علي (1) بن عبد الباقي الموصلي بصور سنة أربع و سبعين و أربعمائة، أنا (2) أبو محمّد عبد اللّه بن الحسين بن عبد اللّه بن أحمد بن عبدان الصفار بدمشق.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، أنا أبو القاسم السّميساطي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أحمد بن عمير، نا عمرو بن عثمان، نا الوليد بن مسلم، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اسمح يسمح لك»[9864].

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنشدني أبو حفص عمر بن عبد الباقي بن علي الموصلي الناسخ بصور، قال: سمعت رشأ بن نظيف ينشد كثيرا:

باللّه ربّك كم بيت مررت به *** قد كان يعمر باللذات و الطّرب

طارت عقاب المنايا في جوانبه *** فصار من بعدها للويل و الخرب

5236 - عمر بن عبد الحميد

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

روى عنه: أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الخطابي.

أنبأنا أبو القاسم النّسيب و غيره عن أبي القاسم السّميساطي، عن أبيه أبي عبد اللّه محمّد بن يحيى بن محمّد السلمي، أنا عثمان بن محمّد بن علاّن الذهبي، نا أبو إسحاق

ص: 118


1- كذا ورد اسمه بالأصل، و «ز»، و م: عمر بن علي بن عبد الباقي.
2- في «ز»: أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين بن عبد اللّه بن أحمد بن عبدان.

إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا إسحاق، نا أبو يعقوب الخطابي، عن عمر بن عبد الحميد قال: أجازني عمر بن عبد العزيز بعشرة آلاف درهم.

5237 - عمر بن عبد الحميد

حدّث عن أبي خليد عتبة بن حمّاد الحكمي.

روى عنه: أبو زرعة الدمشقي.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن أبي الحزوّر - قراءة عليه - أنا أبو الحسن بن السّمسار - قراءة عليه - أنا أبو القاسم علي بن رجاء بن طعان المحتسب، نا الحسن بن حبيب، نا أبو زرعة، نا عمر بن عبد الحميد من أهل المسجد قال: سمعت أبا خليد يذكر عن مالك - و كان أبو خليد يصحب مالكا - قال:

قدم أبو جعفر المنصور المدينة، فأتيته مسلّما عليه، فقال لي: يا مالك إنّي قد طلبت العلم سنوات قبل خلافتي، و إنّما العلم في هذا البطن - يعني الحجاز - و أنت رأس أهله، قال:

و أمر لي بألف دينار.

5238 - عمر بن عبد الرّحمن بن زيد بن الخطّاب

ابن نفيل بن عبد العزّى بن رياح (1)

ابن عبد اللّه بن قرط

ابن رزاح بن عدي (2) بن كعب القرشي العدوي (3)

وفد على معاوية.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو علي الحافظ ، أنا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم، نا محمّد بن الصباح، نا سفيان، عن عمرو، عن عمر بن عبد الرّحمن بن زيد بن الخطّاب قال:

كان عمر يصاب بالمصيبة فيقول: أصبت يزيد بن الخطّاب فصبرت.

ص: 119


1- بالأصل و «ز»: رباح، تصحيف، و التصويب عن م.
2- في «ز»: «رازح بن عبدي» تصحيف.
3- ترجمته في نسب قريش للمصعب ص 363 و الجرح و التعديل 120/6 و التاريخ الكبير 171/6.

و أبصر قاتل أخيه زيد فقال له: ويحك، لقد قتلت لي أخا ما هبت الصبا إلاّ ذكرته.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال (1):

و من ولد عبد الرّحمن بن زيد: عمر (2) بن عبد الرّحمن و أمه الثقفية (3).

أنا (4) المؤمل (5) عمر بن أبي بكر، عن سعيد بن عبد الكبير بن عبد الحميد، عن أبيه، عن جده قال:

كان يقال له: المصور (6) من حسنه و جماله، و كان قدم على معاوية بن أبي سفيان، فأقام عنده أشهرا، ثم قام إليه يوما، فقال: يا أمير المؤمنين اقض لي حاجتي، قال له معاوية:

أقضي لك، أنّك أحسن الناس وجها، ثم قضى له حاجته، و وصله، و أحسن جائزته.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد:

و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (7) قال:

عمر بن عبد الرّحمن بن زيد بن الخطّاب قال عمر لقاتل زيد: غيّب عني وجهك.

قاله ابن عيينة، نراه أخو عبد الحميد القرشي.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

ص: 120


1- راجع نسب قريش للمصعب الزبيري ص 363.
2- بالأصل و م و «ز»: «زيد بن عمر».
3- و هي أم عمر بنت سفيان بن عبد اللّه بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن الحارث بن مالك بن حطيط بن جشم بن قسي، ثقيف.(قاله في نسب قريش).
4- كذا ورد السند بالأصل و م و «ز».
5- في م و «ز»: المؤملي.
6- في «ز»: المنصور.
7- التاريخ الكبير 171/6.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1) قال:

عمر بن عبد الرّحمن بن زيد بن الخطّاب، قال: قال عمر لقاتل زيد: غيّب عني وجهك، نراه أخا عبد الحميد القرشي سمعت أبي يقول ذلك.

5239 - عمر بن عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف

5239 - عمر بن عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف (2)

ابن الحارث بن زهرة بن كلاب

ابن مرة بن كعب

أبو حفص القرشي الزهري المدني (3)

حدّث عن أبيه و رجال من الأنصار.

روى عنه: ابنه حفص بن عمر، و عمرو بن حيّة.

و وفد على عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا عبد الرزّاق، أنا ابن جريج، أخبرني يوسف بن الحكم بن أبي سفيان (5) أن حفص بن عمر بن عبد الرّحمن بن عوف، و عمرو بن حية (6)أخبراه عن عمر (7) بن عبد الرّحمن بن عوف و عن رجال من الأنصار من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يوم الفتح، و النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قريب (8) من المقام، فسلّم على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم قال: يا نبي اللّه إني نذرت لئن فتح اللّه للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم و المؤمنين مكة لأصلين في بيت المقدس، و إنّي وجدت رجلا من أهل الشام هاهنا في قريش مقبلا معي و مدبرا، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:« هاهنا فصلّ »، فقال الرجل قوله هذا ثلاث مرات، كل ذلك يقول النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:« هاهنا فصلّ »، ثم قالها الرابعة

ص: 121


1- الجرح و التعديل 120/6.
2- «بن عبد عوف» استدرك على هامش «ز».
3- ترجمته في نسب قريش للمصعب ص 271 و تهذيب الكمال 111/14 و تهذيب التهذيب 297/4 و الجرح و التعديل 120/6 و التاريخ الكبير 171/6.
4- مسند أحمد بن حنبل 56/9 رقم 23229 (طبعة دار الفكر) و 373/5 الطبعة الميمنية.
5- في المسند بطبعتيه: ابن أبي سنان.
6- في المسند: حنة، تصحيف.
7- في المسند بطبعتيه: عمرو، تصحيف.
8- في المسند: و النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في مجلس قريب من المقام.

مقالته هذه فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«اذهب فصلّ فيه، فوالذي بعث محمّدا بالحقّ لو صلّيت هاهنا لقضى عنك ذلك كلّ صلاة في بيت المقدس»[9865].

قال (1):و حدّثني أبي، نا محمّد بن بكر، أنا ابن جريج، أخبرني يوسف بن الحكم بن أبي سفيان أن حفص بن عمر بن عبد الرّحمن بن عوف و عمر بن حية (2) أخبراه عن عمر (3)بن عبد الرّحمن بن عوف عن رجل من الأنصار من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنّ رجلا من الأنصار جاء النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فذكره و قال: هاهنا في قريش خفير لي مقبلا و مدبرا فقال:« هاهنا فصلّ » فذكر معناه.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال في تسمية ولد عبد الرّحمن بن عوف قال:

و عمر، و معن، و زيد بنو عبد الرّحمن بن عوف، أمّهم سهلة الصغرى ابنة عاصم بن عدي العجلاني صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

حدّثني محمّد بن يحيى، حدّثني عمران بن عبد العزيز عن أبيه قال: كان عبيد اللّه بن العباس بن عبد المطلب صديقا لعمر بن عبد الرّحمن بن عوف، فلقيني عبيد اللّه يوما عمر ساقطا خاثرا فقال له عبيد اللّه: ما لي أنكر حالك ؟ قال: إنّ فلانا - يعني ابن عمر له وقف علي فلم يترك شيئا إلاّ قاله، قال: فلا يغمّنّك ذلك، فو اللّه ما قوم لهم عزة إلاّ إلى جانبها عزة، و ما ضار على طريدته بأنهك لها من ابن عمّ دنيء لابن عمّ سري.

قال الزبير: و ذكر بعض ولد محمّد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرّحمن بن عوف أن شاعرا قال في عمر بن عبد الرّحمن بن عوف (4):

فما عمر أبو حفص إذا ما *** تفاخرت القبائل بالقليل

له كفّان كف ندى وجود *** و كفّ ما تهلّل عن قتيل (5)

ص: 122


1- القائل: عبد اللّه بن أحمد، و الحديث في المسند 57/9 رقم 23230.
2- في المسند: حنة، تصحيف.
3- في المسند بطبعتيه: عمرو، تصحيف.
4- البيتان في تهذيب الكمال 111/14.
5- كذا بالأصل و م و «ز» و المختصر، و في تهذيب الكمال: قبيل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال: قالوا (1):

و كان لعبد الرّحمن بن عوف من الولد: معن، و عمر، و زيد، و أمة الرّحمن الصغرى، و أمّهم سهلة بنت عاصم بن عدي بن الجدّ بن العجلان من بليّ من قضاعة، و هم من الأنصار.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك و محمّد - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2) قال:

عمر بن عبد الرّحمن بن عوف الزهري الحجازي قال إبراهيم بن موسى: أنا هشام أن ابن جريج أخبرهم، أخبرني يوسف بن الحكم بن أبي سفيان أن حفص بن عمر بن عبد الرّحمن بن عوف، و عمرو (3) بن حيّة، أخبراه عن عمر بن عبد الرّحمن بن عوف، و عن رجال من أصحاب من الأنصار أن رجلا جاء إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يوم الفتح فقال: لئن فتح اللّه مكة لأصلينّ في بيت المقدس، فقال:«صلّ هاهنا»[9866].

و قال محمّد عن ابن المبارك عن ابن جريج نحوه، و قال عمر بن عبد الرّحمن: عن رجل من الأنصار.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

[ح] (4) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (5):

ص: 123


1- طبقات ابن سعد 127/3 في ترجمة عبد الرّحمن بن عوف.
2- التاريخ الكبير للبخاري 171/6.
3- بالأصل، و «ز»، و م:«و عمر بن حبة» تصحيف و التصويب عن التاريخ الكبير.
4- «ح» حرف التحويل استدرك عن م و «ز».
5- الجرح و التعديل 120/6.

عمر بن عبد الرّحمن بن عوف الزهري روى عن أبيه، روى عنه ابنه حفص بن عمر بن عبد الرّحمن بن عوف، و عمرو بن حيّة (1)،سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو عبد اللّه الطوسي، نا الزبير بن بكّار، حدّثني عثمان بن عبد الرّحمن قال:

لما رأى عمر بن عبد الرّحمن بن عوف أسف عبد الملك على زينب بنت عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام قال له: يا أمير المؤمنين أنا أدلك على مثلها في الجمال و هي شريكتها في النسب، قال: و من هي ؟ قال: بنت هشام بن إسماعيل، و هو عندك حاضر.

و ذكر حكاية ستأتي في ترجمة هشام بن إسماعيل إن شاء اللّه.

قال: و نا الزبير، قال: و حدّثني الحسن بن موسى، عن رجل من بني زهرة قال:

لما هلك عبد الرّحمن بن عوف بعث عثمان بن عفّان سهل بن حنيف يقسم ماله بين ولده، فاخذ بيد عمر بن عبد الرّحمن و كانت أمه سهلة بنت عاصم بن عدي، فقال له: يا ابن أختي أنت و اللّه أحبّ القوم إليّ علانية غير سر، و ذلك من قبل الأنصاريات التي ولدنك (2)،و إنّي أوصيك بوصية إن حفظتها فهي خير لك من مال أبيك، و إن تركتها لم ينفعك ما ترك أبوك لو كان لك، قال: ما ذاك ؟ أوصني، قال: يا ابن أختي، اعلم أنه لا عيلة لمصلح، و لا مال لخرق، و اعلم أن الرقيق ليسوا بمال، و هم جمال، و اعلم أن خير المال العقد (3)،و شرّ العقد النّضح (4)،هي كانت أموالنا في الجاهلية، حتى كان أحدنا سفيها بولده و خادمه، و ينزل بينها و يدخل فضلها، فأما إذ ركبتم الدوابّ و لبستم الثياب فليست من أموالكم في شيء، فإن كنت لا بدّ متّخذا منها شيئا فاتخذ مزرعة إن عالجتها نفعتك، و إن تركتها لم تضرّك.

قال عمر بن عبد الرّحمن: فحفظت وصية خالي، فكانت خيرا لي مما ورثت من أبي.

ص: 124


1- في «ز»: عتبة.
2- بالأصل و «ز»: «ولدتك» و المثبت عن م و المختصر.
3- العقد: الجمل الموثق الظهر (القاموس).
4- الناضح: البعير أو الثور أو الحمار الذي يستقى عليه الماء.
5240 - عمر بن عبد الرّحمن بن محمّد

- و يقال: ابن عبد الرّحمن بن أحمد -

أبو القاسم - و يقال: أبو الفرج - الطّرسوسي

سكن درب القرشيين.

حدّث عن أبي بكر الميانجي.

روى عنه: علي بن محمّد الحنّائي، و عبد العزيز الكتاني، و أبو سعد السّمان، و كناه:

أبا الفرج.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم عمر بن عبد الرّحمن الطّرسوسي الخيّاط (1)-قراءة عليه - نا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي، نا الحسن بن الطّيّب البلخي، نا قتيبة بن سعيد، نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:

قالت قريش لليهود: أعطونا شيئا نسأل هذا الرجل. قالوا: سلوه عن الرّوح، فسألوه عن الروح و بيد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم جريدة ينكث بها الأرض، فنزلت وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَ مٰا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاّٰ قَلِيلاً (2).

قال قتيبة بن سعيد: كتب عني هذا الحديث أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، و ابنا أبي شيبة، و أبو خيثمة، و قالوا: هو غريب.

أخبرناه عاليا أبو طاهر بن الحنّائي - قراءة - أنا أحمد و محمّد ابنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم، قالا: أنا أبو بكر الميانجي، فذكر مثله، و ذكر قول قتيبة فيه.

5241 - عمر بن عبد العزيز بن عبيد

أبو حفص السّبائي الطّرابلسي (3)

من أهل طرابلس المغرب.

ص: 125


1- بدون إعجام بالأصل و م، و المثبت و الإعجام عن «ز».
2- سورة الإسراء، الآية:58.
3- معجم البلدان (طرابلس).

شاب صالح، فقيه على مذهب مالك، كان يعرف شيئا من الأدب و يكتب بخط حسن.

قدم دمشق من مكة و أقام بها مدة، و حدّث بشيء يسير، فسمع منه أخي أبو الحسين الفقيه، ثم توجّه إلى العراق طالبا للعلم، فتوفي ببغداد في سنة تسع عشرة أو ثمان عشرة و خمسمائة فيما أظن (1)،و قد جالسته غير مرة، و سمعته ينشد أشياء، و لم أحفظ عنه شيئا.

5242-[ع] عمر بن عبد العزيز

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص

ابن أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف

أبو حفص القرشي الأموي أمير المؤمنين (2)

بويع له بالخلافة بعد سليمان بن عبد الملك، و أمّه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطّاب.

روى عن أبيه عبد العزيز، و أنس بن مالك، و يوسف بن عبد اللّه بن سلاّم، و عروة بن الزبير، و أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، و الربيع بن سبرة، و ابن قارظ (3)،و سالم (4)،و سعيد بن المسيّب، و نوفل بن مساحق العامري، و محمّد بن عبد اللّه بن نوفل، و عامر بن سعد بن أبي وقّاص، و الزهري، و يحيى بن القاسم.

روى عنه: أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و هو أكبر منه، و محمّد بن المنكدر و ابناه:

عبد اللّه و عبد العزيز ابنا عمر، و مسلمة بن عبد الملك، و أخوه زبّان بن عبد العزيز، و عمير بن هانئ العنسي (5)،و عمرو بن مهاجر، و مروان، و روح ابنا جناح، و حميد الطويل

ص: 126


1- ذكر ياقوت وفاته ببغداد في سنة 510.
2- انظر ترجمته و أخباره: سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي، و سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم، و تهذيب الكمال 115/14 و تهذيب التهذيب و تقريب الترجمة(5098) و تذكرة الحفاظ 188/1 و حلية الأولياء 253/5 و طبقات ابن سعد 330/5 و الوافي بالوفيات 506/22 سير أعلام النبلاء 114/5 و تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 273. و تاريخ الطبري (الفهارس) و الكامل لابن الأثير (بتحقيقنا: الفهارس)، و البداية و النهاية - بتحقيقنا (الفهارس) و العقد الفريد - بتحقيقنا: (الفهارس)، و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120) ص 187 و انظر بهامشه أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- هو عبد اللّه بن إبراهيم بن قارظ ، و يقال: إبراهيم بن عبد اللّه بن قارظ (راجع تهذيب الكمال).
4- كذا بالأصل و م و «ز».
5- بالأصل و م و «ز»: العبسي، و المثبت عن تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.

صاحب أنس، و الزهري، و إسماعيل بن أبي حكيم، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و أبو بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، و إبراهيم بن أبي عبلة، و عبد اللّه بن محمّد العدوي، و رجاء بن حيوة، و أبو هاشم مالك بن زياد الحمصي، و الحكم بن عمر الرّعيني، و عيسى بن أبي عطاء، و يعقوب بن عتبة بن المغيرة، و يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك، و مسلمة بن عبد اللّه الجهني (1)،و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و سليمان بن داود الخولاني، و أخوه عثمان بن داود، و مسلمة بن عبد اللّه الجهني (2) الدّاراني، و رزيق (3) بن حيّان الفزاري، و زياد بن حبيب، و صالح بن محمّد بن زائدة، و صخر بن عبد اللّه بن حرملة المدلجي، و نوفل بن الفرات.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ ، نا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، حدّثني عبد السلام بن عبد الحميد، أنا محمّد بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة (4)،عن عمر بن عبد العزيز، عن يوسف بن عبد اللّه بن سلام، قال:

كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إذا جلس يتحدّث يكثر أن يرفع بصره إلى السماء[9867].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، نا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة، عن ابن أبي سويد، عن عمر بن عبد العزيز قال:

زعمت المرأة الصالحة خولة بنت حكيم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خرج محتضنا أحد ابني (6)ابنته و هو يقول:«و اللّه إنكم لتجبّنون و تبخّلون، و إنكم لمن ريحان اللّه عز و جل، و إنّ آخر وطأة [وطئها] (7) اللّه بوجّ »[9868].

ص: 127


1- في «ز»: الحصني.
2- في «ز»: الجهيني.
3- الأصل و م و «ز»: زريق، و التصويب عن تهذيب الكمال، انظر ترجمته فيه 199/6.
4- في «ز»: عن محمد بن إسحاق بن عتبة.
5- مسند أحمد بن حنبل 370/10 رقم 27383.
6- بالأصل:«ابنتي» و التصويب عن م و المسند، و في «ز»: «ابعثه» ثم شطبت بخط أفقي و وضعت علامة تحويل إلى الهامش و كتب عليه:«ابني».
7- الزيادة عن المسند.

و قال سفيان مرة: إنّكم لتبخّلون، و إنّكم لتجبّنون.

رواه التّرمذي عن محمّد بن يحيى بن أبي عمر، عن سفيان دون ذكر الوطأة، و قال:

لا يعرف لعمر سماعا من خولة.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر، نا مالك بن أنس، عن يحيى بن سعد، عن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، عن عمر بن عبد العزيز، عن أبي بكر بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«أيّما رجل أفلس فأدرك رجل ماله بعينه فهو أحقّ به من غيره»[9869].

أخرجه أبو داود عن القعنبي عن مالك.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال (1):

و ولد عبد العزيز بن مروان بن الحكم: عمر بن عبد العزيز، استخلفه سليمان بن عبد الملك، و عاصما، و أبا بكر، و محمّدا، لا عقب له، و أمهم أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطّاب، و ذكر غيرهم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني (2)،أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (3) قال في الطبقة الثالثة من أهل المدينة:

عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، يكنى أبا حفص، قال الهيثم: توفي بالشام في جمادى سنة ثنتين و مائة، و قال الواقدي: توفي بدير سمعان لخمس بقين من رجب سنة إحدى و مائة و كان شكواه عشرين يوما، و مات و هو ابن تسع و ثلاثين سنة و أشهرا (4) لم يتم الأربعين.

ص: 128


1- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 168.
2- في «ز»: النسائي، تصحيف.
3- الخبر برواية ابن أبي بكر ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- بالأصل و م: و أشهر، و المثبت عن «ز».

قرأت على أبي غالب بن البنّا على أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (1) قال في الطبقة الثالثة من تابعي أهل المدينة:

عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، و أمّه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطّاب، و يكنى أبا حفص، قالوا: ولد عمر سنة ثلاث و ستين، و هي السنة التي ماتت فيها ميمونة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان عمر بن عبد العزيز ثقة مأمونا، له فقه، و علم، و ورع، و روى حديثا كثيرا، و كان إمام عدل، رحمه اللّه و رضي عنه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي، و اللفظ له، قالوا: أنا أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2) قال:

عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم القرشي الأموي، و أمه بنت عاصم بن عمر بن الخطّاب، قال عبد العزيز بن عبد اللّه من مالك: ملك عمر بن عبد العزيز سبعة (3)و عشرين شهرا مثل خلافة أبي بكر، و ولي عمر بن الخطّاب مثل مقام النبي بالمدينة عشر سنين، و قال أحمد بن أبي الطيب: أخبرني رجل من ولد عمر بن عبد العزيز أن عمر مات ابن تسع و ثلاثين سنة.

قال إسحاق: كنيته أبو حفص، أصله مدني (4)،مات بالشام.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

[ح] (5) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

ص: 129


1- طبقات ابن سعد 330/5.
2- التاريخ الكبير للبخاري 174/6-175.
3- كذا بالأصل و م، و «ز»، و في التاريخ الكبير: تسعة.
4- في التاريخ الكبير:«مديني» و مثله في الجرح و التعديل.
5- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل، و «ز»، و م.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (1):

عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم القرشي الأموي، و أمّه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطّاب، ملك تسعة و عشرين شهرا مثل خلافة أبي بكر الصّدّيق، رضي اللّه عنهما، كنيته أبو حفص، أصله مدني (2)،مات بالشام، روى عن عروة بن الزبير، و أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، و الربيع بن سبرة، و ابن قارظ الزهري، و كان استوهب من سهل بن سعد الساعدي قدحا شرب فيه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فوهبه له، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: أبو حفص عمر بن عبد العزيز (3).

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال:

سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: عمر بن عبد العزيز بن مروان يكنى أبا حفص، و أمّه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطّاب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا أبو سعيد مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري (4) قال:

عمر بن أبي الأصبغ و اسمه عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس أبو حفص القرشي الأموي، و أمّه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطّاب القرشي العدوي، سمع أبا بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، روى عنه أبو بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم في الاستقراض.

ص: 130


1- الجرح و التعديل 122/6.
2- في التاريخ الكبير:«مديني» و مثله في الجرح و التعديل.
3- تهذيب الكمال 116/14.
4- راجع الجمع بين رجال الصحيحين 339/1-340.

قال الذهلي: قال يحيى بن بكير: مات في رجب سنة إحدى و مائة، و قال يحيى يختلف في سنّه، فمنهم من يقول سنه سبع و ثلاثون، و منهم يقول: ست و ثلاثون، و منهم من يقول: ما بين الثلاثين إلى الأربعين، و لم يبلغها.

قال الذهلي: و فيما كتب إليّ أبو نعيم قال: مات في سنة إحدى و مائة، و قال عمرو بن علي: مات سنة إحدى و مائة و هو ابن تسع و ثلاثين سنة و ستة أشهر، و قال: ولد سنة إحدى و ستين مقتل الحسين بن علي.

و قال ابن سعد: قال الواقدي: توفي بدير سمعان (1) لخمس ليال بقين من رجب سنة إحدى و مائة و هو ابن تسع و ثلاثين سنة و أشهر، لم يبلغ الأربعين.

قال: و قال الهيثم بن عدي: توفي بالشام في جمادى سنة ثنتين و مائة، و قال ابن أبي شيبة: مات في رجب سنة إحدى و مائة، و قال ابن نمير: مات سنة إحدى و مائة.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفرّاء، أنا أبي أبو يعلى.

ح و أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي (2).

قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو، حدثكم الهيثم بن عدي، قال: قال ابن عيّاش: عمر بن عبد العزيز يكنى أبا حفص.

قال: و نا الهيثم، قال: عمر بن عبد العزيز أبو حفص.

أخبرنا أبو بكر وجيه (3) بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: قال يحيى: عمر بن عبد العزيز أبو حفص.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمّد، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: عمر بن عبد العزيز أبو حفص.

ص: 131


1- دير سمعان: من أعمال حمص، قاله في تاريخ الإسلام.
2- في «ز»: المهندس.
3- في «ز»: رجب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس (1)،أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو حفص عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم عن أبي بكر بن عبد الرّحمن، روى عنه الزهري، و أبو بكر بن حزم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو حفص عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي (2) قال: أبو حفص عمر بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم (3)،قال:

أبو حفص عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم القرشي الأموي، مدني (4)،و أمه [أم] (5) عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطّاب، سمع أنس بن مالك، و السائب بن يزيد، روى عنه أبو بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و ابن شهاب، مات بالشام بدير سمعان، و كانت شكواه عشرين يوما، و لم يستكمل أربعين سنة، رحمه اللّه.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو حفص عمرو بن علي، قال: سمعت عبد اللّه بن داود يقول: طلحة بن يحيى و الأعمش، و هشام بن عروة، و عمر بن عبد العزيز ولدوا مقتل الحسين (6).

ص: 132


1- بالأصل: العباسي، و المثبت عن م، و «ز».
2- الكنى و الأسماء 115/1.
3- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 211/3 رقم 1254.
4- في الأسامي و الكنى: المديني.
5- سقطت من الأصل، و استدركت عن م، و «ز»، و الأسامي و الكنى.
6- تهذيب الكمال 117/14 و زيد فيه: يعني سنة إحدى و ستين و سير أعلام النبلاء 115/5.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن محمّد بن علي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى التّستري، نا خليفة العصفري (1).

حدّثني أبو اليقظان قال: ولد عمر بمصر سنة إحدى و ستين، و قال عبد العزيز: ولد سنة تسع و خمسين، و كانت ولاية عمر سنتين و خمسة أشهر، و خمسة عشر يوما.

قال: و نا خليفة، قال (2):فيها - يعني سنة إحدى و ستين - ولد عمر بن عبد العزيز، و سعيد بن إياس الجريري.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الوحش سبيع بن المسلم عن رشأ بن نظيف، أنا عبد الرّحمن بن محمّد المكتب و عبد اللّه بن عبد الرّحمن المصريان، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، حدّثني جعفر بن علي الهاشمي، عن أحمد بن محمّد بن أيوب قال:

ولد عمر بن عبد العزيز سنة (3) إحدى و ستين.

و ذكر سعيد بن عفير (4):أن عمر كان أسمر، دقيق (5) الوجه حسنه، نحيف الجسم، حسن اللحية، غائر العينين، بجبهته أثر نفحة دابة، قد وخطه الشيب.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن جنيقا (6)،نا إسماعيل بن علي الخطبي، قال (7):و رأيت صفته - يعني عمر بن عبد العزيز - في بعض الكتب.

أنه كان رجلا أبيض، دقيق (8) الوجه، جميلا، نحيف الجسم، حسن اللحية، غائر العينين، بجبهته أثر نفحة حافر دابة، فلذلك سمي أشج بني أمية، و كان قد وخطه الشيب.

ص: 133


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 322.
2- تاريخ خليفة ص 235.
3- كتبت «سنة» فوق الكلام بين السطرين في «ز».
4- تهذيب الكمال 117/14 و سير أعلام النبلاء 115/5 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 188.
5- في المصادر السابقة: رقيق الوجه.
6- الأصل و م و «ز»: حنيفا.
7- الخبر في تهذيب الكمال 117/14 و سير أعلام النبلاء 115/5 و تاريخ الإسلام ص 188 و انظر تاريخ الخلفاء ص 273.
8- في المصادر السابقة: رقيق الوجه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفوارس عبد الباقي بن محمّد، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا خالد بن مرداس السّرّاج، نا الحكم بن عمر الرّعيني قال: رأيت عمر قد وخطه الشيب، و لم يخضب، قال:

و رأيت عمر بن عبد العزيز لا يحفي شاربه.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة-.

ح قالا: و أنا أبو تمام علي بن محمّد - إجازة - أنا أبو بكر بن بيري - قراءة-.

أنا محمّد بن الحسين، نا أبو بكر بن أبي خيثمة (1)،نا يحيى بن معين، نا يحيى بن بكير، نا الليث بن سعد قال:

بلغني أن عمران بن عبد الرّحمن بن شرحبيل بن حسنة كان يحدّث أن رجلا رأى في المنام ليلة ولد عمر بن عبد العزيز أو ليلة ولي - شك ابن بكير - أن مناديا بين السماء و الأرض ينادي: أتاكم اللين و الدين، و إظهار العمل الصالح في المصلين، فقلت: و من هو؟ فنزل فكتب في الأرض: عمر، و هي الليلة التي ولد فيها - أو ولي فيها - عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد - إذنا - و أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء - مشافهة - قالا: أنا منصور بن الحسين، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا محمّد بن يحيى بن كثير، نا آدم، نا ضمرة، نا أبو علي ثروان مولى عمر بن عبد العزيز قال (2):

دخل عمر بن عبد العزيز إلى اصطبل أبيه و هو غلام فضربه فرس فشجه، فجعل أبوه يمسح عنه الدم و يقول: إن كنت أشج بني أمية إنّك إذا لسعيد.

أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمّد بن صصرى، أنا [أبو القاسم نصر بن أحمد الهمداني، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا أبو علي الحسن بن محمد بن] (3) القاسم بن درستويه، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا إبراهيم بن يعقوب،

ص: 134


1- «بالأصل و م: حثمة، و المثبت عن «ز».
2- تهذيب الكمال 117/14 و سير أعلام النبلاء 116/5 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 188 و تاريخ الخلفاء ص 273.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و «ز».

نا نعيم بن حمّاد، نا ضمام بن إسماعيل (1)،عن أبي قبيل.

إن عمر بن عبد العزيز بكى و هو غلام صغير، فبلغ ذلك أمّه فأرسلت إليه و قالت: ما يبكيك ؟ قال: ذكرت الموت، قال: و كان عمر يومئذ قد جمع القرآن و هو غلام صغير، فبكت أمّه حين بلغها ذلك.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح عبد الملك بن عمر بن خلف، نا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين، أنا محمّد بن مخلد.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطيوري، أنا أبو الفتح الرزاز (2)، أنا أبو حفص بن شاهين، أنا محمّد بن مخلد.

ح و أخبرنا أنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو عمرو المخرمي، نا إسماعيل بن محمّد، قالا: أنا العباس بن محمّد بن حاتم، نا أبو بكر بن أبي الأسود، نا أبو الأسود، عن الضّحّاك بن عثمان.

أن عبد العزيز بن مروان ضمّ عمر بن عبد العزيز إلى صالح بن كيسان، فلما حج أتاه فسأله عنه، فقال: ما خبرت أحدا اللّه أعظم في صدره من هذا الغلام (3).

أبو الأسود هو حميد بن الأسود.

أنبأنا أبو علي بن نبهان، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الحسن محمّد بن إسحاق، و أبو علي بن نبهان.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم، نا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب، نا عمر بن شبّة، نا ابن عائشة قال (4):سمعت أبي يقول:

قيل ليحيى بن الحكم بن أبي العاص: ما بال عمر بن عبد العزيز و مولده مولده و منشؤه منشؤه جاء على ما رأيت ؟ قال: إنّ أباه أرسله و هو شاب إلى الحجاز سوقة فكان

ص: 135


1- من طريقه في تهذيب الكمال 117/14 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 188 و سير أعلام النبلاء 116/5.
2- بالأصل:«الوزان» تصحيف، و المثبت عن م و «ز».
3- تهذيب الكمال 117/14.
4- تهذيب الكمال 117/14-118.

يغضب الناس و يغضبونه، و يمخضهم و يمخضونه (1)،و اللّه لقد كان الحجاج و ما عربي أحسن منه أدبا، فطالت ولايته، فكان لا يسمع إلاّ ما يحب، فمات و اللّه لأحمق و سيّئ الأدب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (2)،نا سعيد بن عفير، حدّثني يعقوب، عن أبيه.

أن عبد العزيز بن مروان بعث ابنه عمر بن عبد العزيز إلى المدينة يتأدّب بها، فكتب إلى صالح بن كيسان يتعاهده، فكان يلزمه الصلوات فأبطأ يوما عن الصلاة، فقال: ما حبسك ؟ قال: كانت مرجّلتي تسكّن شعري، فقال: بلغ منك حبك تسكين شعرك أن تؤثره على الصلاة، فكتب إلى عبد العزيز يذكر ذلك فبعث إليه عبد العزيز رسولا، فلم يكلّمه حتى حلق شعره.

و كان (3) عمر يختلف إلى عبيد اللّه بن عبد اللّه يسمع منه العلم، فبلغ عبيد اللّه أن (4)عمر ينتقص علي بن أبي طالب، فأتاه عمر فقام يصلي فجلس (5) عمر، فلم يبرح حتى سلّم من ركعتين، ثم أقبل على عمر بن عبد العزيز فقال (6):متى بلغك أن اللّه سخط على أهل بدر بعد أن رضي عنهم ؟ قال: قال: فعرف عمر ما أراد، فقال: معذرة إلى اللّه و إليك، و اللّه لا أعود، قال: فما سمع عمر بن عبد العزيز بعد ذلك ذاكرا عليا إلاّ بخير.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، و أبي عبد اللّه بن البنا، عن محمّد بن عبد السلام بن محمّد، أنا علي بن محمّد بن خزفة.

و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة-.

ص: 136


1- في تهذيب الكمال: و يمحصهم و يمحصونه.
2- المعرفة و التاريخ 568/1 و سير أعلام النبلاء 116/5 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 13-14.
3- من هنا الخبر أيضا في المعرفة و التاريخ 568/1 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 188 و سير أعلام النبلاء 117/5 و البداية و النهاية 193/9.
4- بالأصل:«بن» تصحيف، و التصويب عن م، و «ز»، و المصادر.
5- بالأصل و م:«وارر» و المثبت عن البداية و النهاية.
6- من قوله: فقام يصلي... إلى هنا سقط من «ز».

ح قالا: و أنا أبو تمام الواسطي إجازة، أنا أبو بكر بن بيري قراءة.

قالا: أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا أبي، نا المفضل بن عبد اللّه، عن داود بن أبي هند قال (1):

دخل علينا عمر بن عبد العزيز من هذا الباب - يعني بابا من أبواب مسجد مدينة الرسول صلى اللّه عليه و سلّم - و قال ابن خزفة: مدينة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - فقال رجل - زاد ابن بيري: من القوم - بعث إلينا الفاسق بابنه هذا يتعلم الفرائض و السنن، و يزعم أنه لن يموت حتى يكون خليفة و يسير بسيرة عمر بن الخطّاب فقال لنا داود: فو اللّه ما مات حتى رأينا ذلك فيه.

أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين (2)، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن أبي مسلم الفرضي، أنا أبو محمّد علي بن عبد اللّه بن المغيرة، نا أحمد بن سعيد الدمشقي، حدّثني الزبير بن بكّار، حدّثني العتبي (3)،قال:

إنّ أول ما استبين من عمر بن عبد العزيز و حرصه على العلم و رغبته في الأدب أن أباه ولي مصر و هو حديث السن يشكّ في بلوغه، فأراد إخراجه معه فقال: يا أبة أو غير ذلك لعله أن يكون أنفع لي و لك، ترحلني إلى المدينة، فأقعد إلى فقهاء أهلها و أتأدب بآدابهم ؟ فوجهه إلى المدينة، فقعد مع مشايخ قريش، و تجنب شبابهم و جاءته ألطاف أبيه من مصر، فجعل يقسمها بينهم، فشهره أهل المدينة بعلمه و عقله مع حداثة سنه، فحسده فتيان قريش فقعدوا إليه فقالوا: كيف أصبحت يا أبا حفص ؟ فقال: مهلا، إياي و كلام المجعة؛ فشهرت منه بالمدينة حتى كتب بها إلى أبيه بمصر - و المجعة: القليلة عقولهم، الضعيفة آراؤهم - ثم بعث إليه عبد الملك عند وفاة أبيه (4)،فخلطه بولده و قدّمه على كثير منهم، و زوّجه بابنته فاطمة و هي التي يقول فيها الشاعر:

بنت الخليفة و الخليفة جدّها *** أخت الخلائف، و الخليفة زوجها

فلم تكن امرأة تستحق هذا البيت إلى يومنا هذا غيرها.

ص: 137


1- تهذيب الكمال 118/14 و سير أعلام النبلاء 116/5.
2- كذا بالأصل، و في م و «ز»: أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين.
3- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 117/5.
4- يعني عبد العزيز بن مروان، والد عمر.

و كان الذين يعيبون عمر ممن يحسده لا يعيبونه إلاّ بشيئين: إلاّ بالإفراط في النعمة و الاختيال في المشية، و لو كانوا يجدون ثالثا لجعلوه معهما، و هو قول الأحنف: الكامل من عدّت هفواته، و لا تعدّ إلاّ من قلة.

فدخل يوما على عبد الملك و هو يتجانف في مشيته، فقال له[:يا] (1) عمر، ما لك تمشي غير مشيتك، قال: إن بي جرحا قال و في أي جسدك ؟ قال: بين الرانقة و الصفن، قال عبد الملك لروح بن زنباع: أقسم باللّه لو رجل من قومك سئل عن هذا لما أجاب هذا الجواب.

الرانقة: طرف الألية، و الصّفن: جلد الخصية.

قال جرير (2):

يترك أصفان الخصي جلا جلا (3)

أخبرنا أبو العز بن كادش - فيما قرأ علي إسناده و ناولني إياه و قال اروه عني - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (4)،نا محمّد بن الحسن بن دريد، أنا أبو (5)عثمان، عن العتبي قال:

لما توفي عبد الملك بن مروان أسف عليه عمر بن عبد العزيز أسفا منعه عن العيش، و كان ناعما، فاستشعر (6) مسحا (7) تحت ثيابه سبعين ليلة، فقال له قاسم بن محمّد (8) يوما و هو يفاكهه: أ ما علمت أن من مضى من سلفنا كانوا يستحبون استقبال المصائب بالتّجمّل، و مواجهة النعم بالتواضع، فراح عمر من عشية يومه ذلك في ثياب رفيعة (9) موشاة تقوم عليه بثمانمائة دينار.

ص: 138


1- زيادة عن م و «ز» للإيضاح.
2- البيت في ديوانه ص 486 و صدره: يرهز رهزا يرعد الخصائلا و عجزه في اللسان و التهذيب و تاج العروس (صفن).
3- البيت في ديوانه ص 486 و صدره: يرهز رهزا يرعد الخصائلا و عجزه في اللسان و التهذيب و تاج العروس (صفن).
4- الخبر في الجليس الصالح الكافي 158/2-159.
5- «أبو» سقطت من الجليس الصالح.
6- استشعره جعله شعارا، و الشعار هو ما ولي الجسد دون غيره من الثياب.
7- المسح: كساء من شعر.
8- هو القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، من فقهاء المدينة، راجع أخباره في حلية الأولياء 183/2.
9- «رفيعة» ليست في الجليس الصالح، و في «ز»: ربيعة!؟.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1) قال: فأخبرني عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن أبي مسهر قال:

ولي عمر بن عبد العزيز المدينة في إمرة (2) الوليد بن عبد الملك سنة ست و ثمانين إلى سنة ثلاث و تسعين، و كان يحضر الموسم، و مات عبد العزيز بن مروان قبل عبد الملك، و قدم عمر على عبد الملك، فأكرمه، فجعله مع ولده، فلمّا صار الأمر إلى الوليد بن عبد الملك استعمله على المدينة، و فعل به ما كان يفعل به عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا نصر بن أحمد بن نصر، أنا محمّد بن أحمد الجواليقي.

ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي، قالا: أنا الحسين بن علي الطناجيري، أنا محمّد بن زيد بن علي، أنا محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، نا أبو بكر بن عيّاش قال:

ثم حج بالناس عمر بن عبد العزيز سنتين ولاء سنة تسع و ثمانين و سنة تسعين، ثم حج بالناس - يعني الوليد بن عبد الملك سنة إحدى و تسعين، ثم حجّ بالناس عمر بن عبد العزيز سنة اثنتين (3) و تسعين، و سنة ثلاث و تسعين (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: قال ابن بكير: قال الليث: فيها أمر عمر بن عبد العزيز على المدينة و نزع هشام بن إسماعيل، و حجّ عامئذ بالناس عمر بن عبد العزيز، و حج عامئذ - يعني سنة ثمان و ثمانين - عمر بن عبد العزيز، و قد قيل: حجّ عمر بن الوليد، و حجّ بالناس عامئذ - يعني سنة تسعين - عمر بن عبد العزيز، و حج عامئذ - يعني سنة اثنتين و تسعين - عمر بن عبد العزيز، و هو أمير المدينة.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أحمد بن محمود الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطيب الزّرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، قال: قال أبي:

و عرضت على عمي يعقوب قال:

ص: 139


1- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 518/1-519.
2- الأصل:«امراه» و التصويب عن م، و «ز»، و تاريخ أبي زرعة.
3- بالأصل و م:«إحدى» و المثبت عن «ز».
4- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء الثالث و الثلاثين بعد الخمسمائة.

ثم نزع هشام و أمّر عمر بن عبد العزيز في ربيع الآخر سنة ست و ثمانين، فحجّ بالناس سنة سبع و ثمانين، و حجّ بالناس عمر بن عبد العزيز سنة تسع و ثمانين، ثم حجّ ابن عبد العزيز بالناس سنة تسعين، ثم حجّ عمر بن عبد العزيز بالناس سنة ثنتين و تسعين، و نزع عمر عن المدينة لهلال شعبان.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):

سنة سبع و ثمانين أقام الحجّ عمر بن عبد العزيز، و قال (2):سنة تسع و ثمانين أقام الحجّ عمر بن عبد العزيز، و قال: سنة تسعين أقام الحجّ عمر بن عبد العزيز، و قال: سنة اثنتين و تسعين أقام الحجّ عمر بن عبد العزيز (3).

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد - إذنا - و أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء مشافهة - قالا: أنا منصور بن الحسين، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا أبو الحسين الرّهاوي، أنا منصور بن الحسين، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا أبو الحسين الرّهاوي، نا حسين بن علي، عن عبيد اللّه بن عبد الملك الأسدي.

أخبرني من رأى عمر بن عبد العزيز واقفا بعرفة و هو يقول: اللّهمّ زد محسن آل محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم إحسانا، اللّهمّ راجع بمسيئهم إلى التوبة، اللّهمّ حط من أوزارهم برحمتك، و يقول بيده هكذا: اللّهم أصلح من كان صلاحه صلاحا لأمة محمّد، و أهلك من كان هلاكه صلاحا لأمة محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)،نا عبيد بن حبان، عن مالك بن أنس قال:

كان عمر بن عبد العزيز بالمدينة قبل أن يستخلف، عن مالك بن أنس قال:

كان عمر بن عبد العزيز بالمدينة قبل أن يستخلف، و هو يعنى بالعلم، و يحفر (5) عنه، و يجالس أهله، و يصدر عن رأي سعيد بن المسيّب، و كان سعيد لا يأتي أحدا من الأمراء غير

ص: 140


1- تاريخ خليفة بن خيّاط 301 و 302 و 303.
2- من هنا إلى آخر الخبر سقط من «ز».
3- لم يرد له أي ذكر في سنة 92، و لم يذكر خليفة في هذه السنة من حج بالناس. في تاريخه.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 518/1.
5- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و أصل تاريخ أبي زرعة، و قد وضع مكانها محققه «و يحضر».

عمر، أرسل إليه عبد الملك فلم يأته، و أرسل إليه عمر فأتاه، و كان عمر يكتب إلى سعيد في علمه.

فحدثت (1) عبد الرّحمن بن إبراهيم بذلك، فحدّثني عن ابن وهب، عن عبد الجبار الأيلي، عن إبراهيم بن أبي عبلة، قال: قدمت المدينة و بها ابن المسيّب و غيره، و قد بذّهم (2)يومئذ عمر رأيا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا معن بن عيسى، عن مالك بن أنس قال: كان عمر بن عبد العزيز يقول: ما كان بالمدينة عالم إلاّ يأتيني بعلمه و أوتى بما عند سعيد بن المسيّب.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف - إجازة - نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا محمّد بن عمر، نا عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه قال:

لم قدم عمر بن عبد العزيز المدينة واليا عليها كتب حاجبه الناس ثم دخلوا فسلّموا عليه، فلمّا صلّى الظهر دعا عشرة نفر من فقهاء البلد: عروة بن الزبير، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و أبا بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث، و أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة، و سليمان بن يسار، و القاسم بن محمّد، و سالم بن عبد اللّه،[و عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر] (5) و عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، و خارجة بن زيد بن ثابت، فحمد اللّه و أثنى عليه بما هو أهله ثم قال: إنّي دعوتكم لأمر تؤجرون عليه، و تكونون فيه أعوانا على الحقّ ، ما أريد أن أقطع أمرا إلاّ برأيكم أو برأي من حضر منكم، فإن رأيتم أحدا يتعدّى أو بلغكم عن عامل ظلامة فأحرّج (6) باللّه على أحد بلغه ذلك إلاّ أبلغني، فجزّوه خيرا و افترقوا.

ص: 141


1- القائل: أبو زرعة، و الخبر في تاريخه 518/1.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و بذهم: غلبهم (اللسان)، و في تاريخ أبي زرعة: بزهم.
3- الخبر في طبقات ابن سعد 382/2.
4- الخبر في طبقات ابن سعد 334/5.
5- الزيادة عن ابن سعد، سقطت من الأصل و م و «ز».
6- بالأصل و «ز»: «فأخرج» و المثبت عن م و ابن سعد.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة (1) بن العبّاس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن (2)،و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو (3)عبد اللّه بن مندة، نا أبو سعيد بن يونس، نا محمّد بن نصر بن القاسم الخوّاص، نا أحمد بن عمرو، نا ابن وهب (4)،حدّثني الليث، حدّثني قادم البربرى.

أنه ذاكر ربيعة بن أبي عبد الرّحمن شيئا من قضاء عمر بن عبد العزيز إذ كان بالمدينة قال: فقال له ربيعة: كأنك تقول: إنه أخطأ، و الذي نفسي بيده ما أخطأ قطّ .

أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم، أنا أبو الحسن (5) علي بن أحمد (6) بن زهير، أنا أبو الحسن علي بن (7) محمّد بن شجاع، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد الأسفرايني، أنا عبد اللّه بن عدي، نا علي بن أحمد بن سليمان علاّن، نا أحمد بن سعد بن أبي مريم، نا أبو زرعة عبد الأحد بن أبي زرارة القتباني، قال: سمعت مالك يقول (8):

أتى فتيان إلى عمر بن عبد العزيز فقالوا (9):إنّ أبانا توفي و ترك مالا عند عمّنا حميد الأمجي (10)،قال: فأحضره عمر بن عبد العزيز، قال: فلما دخل عليه قال: أنت حميد؟ قال: فقال: نعم، قال: فقال: أنت القائل:

حميد (11) الذي أمج داره *** أخو الخمر ذو الشيبة الأصلع (12)

ص: 142


1- في «ز»: خيره.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الحسين.
3- «أبو» سقطت من «ز».
4- من طريقه في تهذيب الكمال 119/14 و سير أعلام النبلاء 118/5.
5- في «ز»: الحسين.
6- ما بين الرقمين استدرك على هامش «ز».
7- ما بين الرقمين استدرك على هامش «ز».
8- سير أعلام النبلاء 118/5 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 189 و معجم ما استعجم 190/1-191 و الروض المعطار ص 30-31.
9- «فقالوا» استدركت على هامش «ز».
10- الأصل و م:«الأمحى» و في «ز»: الانجيء، أو «الايجيء» و المثبت عن سير الأعلام و تاريخ الإسلام. و هذه النسبة إلى أمج بفتح الألف و الميم، بلد من أعراض المدينة بينها و بين مكة على أميال من قديد (راجع معجم البلدان و معجم ما استعجم).
11- ورد البيت في الكامل للمبرد 328/1 مستشهدا به على حذف التنوين من حميد.
12- كذا ورد بضم العين من «الأصلع» في الكامل للمبرد، و وقع البيتان في السير مجرورين. و انظر معجم البلدان (أمج)، و العقد الفريد 352/6.

أتاه المشيب على شربها *** فكان كريما فلم ينزع

قال: نعم، قال عمر بن عبد العزيز: ما أراني إلاّ سوف آخذك (1)،قال: و لم ؟ قال:

لأنك أقررت بشرب الخمر، و زعمت أنك لم تنزع عنها، قال: أيهات أين يذهب بك، أ لم تسمع اللّه عزّ و جل يقول: وَ الشُّعَرٰاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغٰاوُونَ أَ لَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وٰادٍ يَهِيمُونَ ، وَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ مٰا لاٰ يَفْعَلُونَ (2) قال: فقال عمر: أولى لك يا حميد، ما أراك إلاّ و قد أفلتّ ، ويحك يا حميد، كان أبوك رجلا صالحا و أنت رجل سوء، قال: أصلحك اللّه، و أيّنا يشبه أباه، كان أبوك رجل سوء و أنت رجل صالح، قال: إنّ هؤلاء [زعموا أن أباهم توفي و ترك مالا عندك، قال: صدقوا قال: فأحضره بخواتم أبيهم، قال: قال: إن أبا هؤلاء] (3) توفي مذ كذا و كذا، و إنّي كنت أنفق عليهم من مالي و هذا مالهم، فقال عمر: ما أجد أحدا أحق أن يكون عنده منك، قال: فقال: أ يعود إليّ و قد خرج مني.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن يحيى بن سلوان، أنا الفضل بن جعفر، أنا عبد الرّحمن بن القاسم، نا أبو مسهر، نا إسماعيل بن عيّاش، نا عمر بن محمّد، نا زياد بن أبي زياد قال: سمعت أنس بن مالك يقول:

ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من هذا الفتى. يعني عمر بن عبد العزيز - و هو على المدينة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو (4)أحمد محمّد بن محمّد، أنا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود الحرّاني، نا أبو محمّد مخلد بن مالك السّلمسيني، نا عطّاف بن خالد، عن زيد بن أسلم قال:

كان أميرنا عمر بن عبد العزيز فصلّى - و في حديث ابن المقرئ: يصلي - بنا الظهر ثم

ص: 143


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في سير أعلام النبلاء:«أحدّك» و في تاريخ الإسلام:«ما أراني إلاّ حادك».
2- سورة الشعراء، الآيات 224-226.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن م، و «ز»، و سير أعلام النبلاء و تاريخ الإسلام.
4- في «ز»: «أنا الحاكم بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد» و في م كالأصل.

انصرفنا إلى أنس بن مالك نسأل عنه، و كان شاكيا، فلما دخلنا عليه، قال: قد صليتم ؟ قلنا:

نعم، قال: يا جارية هلمّي لي وضوءا ما صلّيت خلف إمام بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أشبه صلاة برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من إمامكم هذا ما يذكر في ذلك أبا بكر و لا عمر، و كان عمر يتمّ الركوع و السجود، و يخفّف القيام و القعود (1).

و أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو (2) بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، و أم البهاء بنت البغدادي قالتا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا محمّد بن بكار، مولى بني هاشم، نا عطّاف بن خالد المخزومي، نا زيد بن أسلم قال:

صليت الظهر مع عمر بن عبد العزيز، ثم انصرفنا إلى أنس بن مالك، فلما دخلنا عليه قال: قد صلّيتم ؟ قلنا: نعم، قال:- و قال ابن حمدان: فقال:- يا جارية هلمّي لي وضوءا، ما صلّيت وراء إمام بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أشبه صلاة برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من إمامكم هذا، قال زيد: و كان عمر بن عبد العزيز يتم الركوع و السجود، و يخفّف القيام و القعود.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد السّيّدي، قالا: أنا أبو عثمان البحيري.

ح و أخبرنا أبو محمّد السّيّدي، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، قالا: أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا عبد اللّه بن أحمد بن موسى عبدان الأهوازي، نا عيسى بن حمّاد زغبة، عن رشدين، عن عبد الرّحمن بن عمر مولى غفرة، عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن عن أنس بن مالك قال:

ما رأيت أحدا أشبه - يعني - صلاة بصلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من هذا الغلام - يعني عمر بن عبد العزيز-.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو سعد الأديب.

ص: 144


1- سير أعلام النبلاء 119/5 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 190 و تاريخ الخلفاء ص 275.
2- في «ز»: عمر، تصحيف.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن سهل، أنا أبو عثمان البحيري، قالا: أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان، نا محمّد بن المتوكل العسقلاني، نا عبد اللّه بن إبراهيم بن عمر بن كيسان، حدّثني أبي، عن وهب بن مانوس قال: سمعت سعيد بن جبير قال:

سمعت أنس بن مالك يقول:

ما صلّيت خلف إمام أشبه بصلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من هذا الفتى - يعني عمر بن عبد العزيز-.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر بن المؤمّل، نا الفضل بن محمّد بن المسيّب، نا سعيد بن أبي مريم، نا عبد العزيز الماجشون، عن سهيل بن أبي صالح أنه قال (1):

كنت مع أبي غداة عرفة، فوقفنا لعمر بن عبد العزيز لننظر إليه و هو أمير الحاج، قال:

فقلت: يا أبتاه! و اللّه إنّي لأرى اللّه يحبّ عمر، قال: لم أي بني ؟ قال: قلت: لما أراه دخل له في قلوب الناس من المودّة، قال: فقال: بأبيك أنت سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إنّ اللّه إذا أحبّ عبدا نادى جبريل: إن اللّه قد أحبّ فلانا فأحبّوه، قال: فإذا كان ذلك كان له القبول و المودة عند أهل الأرض، و إذا أبغض اللّه عبدا نادى جبريل فقال: يا جبريل إنّ اللّه قد أبغض فلانا فأبغضوه، فينادي جبريل في السماء: إنّ اللّه قد أبغض فلانا فأبغضوه، فإذا كان ذلك وضعت له البغضة عند أهل الأرض»[9870].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يحيى السّكّري - ببغداد - أنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، نا عباس بن عبد اللّه التّرقفي، نا محمّد بن فضيل - و ليس بابن غزوان - نا العباس بن أبي راشد، عن أبيه قال:

نزل بنا عمر بن عبد العزيز، فلما رحل قال لي مولاي: اركب معي نشيّعه، قال:

فركبت، فمررنا بواد، فإذا نحن بحيّة ميتة مطروحة على الطريق، فنزل عمر فنحّاها و واراها ثم ركب، فبينما نحن نسير إذا هاتف يهتف و هو يقول: يا خرقاء يا خرقاء.

قال: فالتفتنا يمينا و شمالا فلم نر أحدا، فقال له عمر: أسألك باللّه أيها الهاتف إن كنت

ص: 145


1- الخبر رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 119/5.

ممن تظهر إلاّ ظهرت، و إن كنت ممن لا تظهر أخبرنا من الخرقاء؟ قال: الحية التي دفنتم في مكان كذا و كذا، فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول لها يوما:«يا خرقاء تموتين بفلاة من الأرض، يدفنك خير مؤمن من أهل الأرض يومئذ» فقال له عمر: و من أنت يرحمك اللّه ؟ قال: أنا من التسعة أو السبعة - شك التّرقفي - الذين بايعوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في هذا المكان، أو قال في هذا الوادي - شك التّرقفي أيضا - فقال له عمر: أنت سمعت (1) هذا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: آللّه، إنّي أنا سمعت هذا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فدمعت عينا عمر و انصرفنا (2)[9871].

قال: و أنا أبو نصر بن قتادة، نا أبو العباس محمّد بن إسحاق بن أيوب الضّبعي، نا الحسن بن علي بن زياد، نا إسماعيل بن أبي أويس، حدّثني أبو معمر الأنصاري حديثا أسنده قال:

بينما عمر بن عبد العزيز يمشي إلى مكة بفلاة من الأرض إذ رأى حية ميتة، فقال:

عليّ بمحفار، فقالوا: نكفيك أصلحك للّه، قال: لا، ثم أخذه فحفر له ثم لفّه في خرقة و دفنه، فإذا هاتف يهتف لا يرونه: رحمة اللّه عليك يا سرق، فأشهد لسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«تموت يا سرق في فلاة في الأرض فيدفنك خير أمّتي»، فقال له عمر بن عبد العزيز:

من أنت يرحمك اللّه ؟ قال: أنا رجل من الجن، و هذا سرق، و لم يكن ممن بايع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من الجن غيري و غيره، و أشهد لسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«تموت يا سرق بفلاة من الأرض، و يدفنك خير أمتي»[9872].

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،نا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين، نا جدي أبو (4) حصين محمّد بن الحسين بن حبيب الوادعي القاضي، نا عبد الرّحمن بن يونس الرّقّي، أخبرني عطاء بن مسلم الخفّاف، عن عمرو (5) بن قيس الملائي قال (6):

ص: 146


1- لفظة «سمعت» كتبت فوق الكلام بين السطرين في «ز».
2- الخبر في سيرة عمر لابن الجوزي ص 39.
3- الخبر في حلية الأولياء 254/5.
4- بالأصل:«أبي» تصحيف، و التصويب عن م، و «ز»، و الحلية.
5- في تاريخ الإسلام:«عمر».
6- و الخبر في تهذيب الكمال 119/14 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 190 و سير أعلام النبلاء 102/5.

سئل محمّد بن علي بن الحسين عن عمر بن عبد العزيز، فقال: أ ما علمت أنّ لكلّ قوم نجيبة، و أن نجيبة بني أمية عمر بن عبد العزيز، و إنه يبعث يوم القيامة [أمة] (1) وحده.

أنبأنا أبو طاهر بن سلفة، و أبو المعمّر الأنصاري، و أبو حفص عمر بن ظفر و غيرهما قالوا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد بن البسري، أنا عبد اللّه بن يحيى السكري، نا إسماعيل الصّفّار، نا الرّمادي، نا عبد الرزّاق، نا أبي، عن عمرو بن أبي بكر القرشي، عن محمّد بن كعب القرظي قال:

لعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الحكم و ما ولد إلاّ الصالحين و هم قليل، قال: يقول محمّد:

ففرحت بها لعمر بن عبد العزيز.

عبد الرزّاق يتّهم بالرفض، و أبوه مجهول، و الحديث مرسل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا محمّد بن الحسين، أنا أبو محمّد بن درستويه، نا يعقوب (2)،نا زيد بن بشر، أنا ابن وهب، حدّثني الليث بن سعد، عن أبي النضر المديني أنه قال:

لقيت سليمان بن يسار خارجا من عند عمر بن عبد العزيز، فقلت له: من عند عمر خرجت ؟ قال: نعم،[فقلت: تعلّمونه ؟ قال: نعم] (3) قال: فقلت: هو و اللّه أعلمكم.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، نا علي بن حرب، نا سفيان (4)قال:

سألت عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز حين قدم علينا: كم أتى على عمر؟ قال:

مات و لم يتم أربعين سنة، و ذكر أشياء (5) من فضله، قال: و قال مجاهد: أتيناه نعلّمه فما

ص: 147


1- زيادة عن «ز»، و م، و المصادر.
2- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 572/1 و البداية و النهاية 194/9.
3- الزيادة عن «ز»، و م، و في المعرفة و التاريخ: فقلت له: من عند عمر خرجت ؟ قال: فقلت تعلّمونه ؟ قال: نعم.
4- تهذيب الكمال 119/14 و بعضه في سير أعلام النبلاء 120/5 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 190 و تاريخ الخلفاء ص 275.
5- في «ز»: شيئا.

برحنا حتى تعلّمنا منه، و قال ميمون بن مهران: كانت العلماء عند عمر تلامذة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا محمد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (1).

قالا: نا قبيصة، نا سفيان، عن عمرو بن ميمون قال:

كانت العلماء مع عمر بن عبد العزيز تلامذة.

قصّر بها قبيصة فلم يذكر ميمون فيها.

أخبرنا أبو الحسن (2) علي بن المسلّم، أنا أبو محمّد بن فضيل، أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم (3)،أنا هشام بن عمّار، نا محمّد بن عبد اللّه، عن سفيان الثوري، عن عمرو بن ميمون، عن أبيه قال: ما وجدت العلماء عند عمر بن عبد العزيز إلاّ تلامذة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح الرّزّاز، أنا أبو حفص بن شاهين.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا (4) أبو الفتح، أنا ابن شاهين، أنا محمّد بن مخلد.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا (5) أبو الحسن العتيقي، أنا عثمان بن محمّد المخرمي، نا إسماعيل بن محمّد، قالا: أنا العباس بن محمّد بن حاتم، نا أبو بكر بن أبي الأسود، نا حمّاد بن يحيى الأبح قال: سمعت ميمون بن مهران يقول: ما كانت العلماء مع عمر بن عبد العزيز إلاّ تلامذة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (6)،نا عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا مبشّر بن إسماعيل، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران قال:

ص: 148


1- المعرفة و التاريخ 607/1.
2- بالأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م، و «ز».
3- بالأصل و م و «ز»: حريم، تصحيف.
4- ما بين الرقمين سقط من «ز».
5- ما بين الرقمين سقط من «ز».
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 340/1.

أتينا عمر بن عبد العزيز و نحن نرى أنه يحتاج إلينا، فما كنا معه إلاّ تلامذة.

قال: و نا أبو زرعة قال: سمعت أبا نعيم يقول: نا جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران قال:

كان عمر بن عبد العزيز معلّم العلماء.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا علي بن إبراهيم، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني الليث، حدّثني رجل و كان قد صحب ابن عمر و ابن عبّاس و غيرهما و كان عمر بن عبد العزيز يستعمله على الجزيرة و أنه قال: ما التمسنا علم شيء إلاّ وجدنا عمر بن عبد العزيز أعلم الناس بأصله و فرعه، و ما كان العلماء عند عمر بن عبد العزيز إلاّ تلامذة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح الرّزّاز.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري أنا أبو الفتح الرّزّاز، أنا أبو حفص بن شاهين، أنا محمّد بن مخلد قال ابن الطّيّوري قال: و أنا أبو الحسن (1)العتيقي، أنا عثمان المخرمي (2)،نا إسماعيل، قالا: أنا العبّاس بن محمّد، نا عبد اللّه بن محمّد بن حميد بن أبي الأسود، نا عبد الرّحمن، عن محمّد بن أبي الوضاح، عن خصيف، عن مجاهد قال:

أتينا عمر بن عبد العزيز و نحن نرى أنه سيحتاج إلينا، فما برحنا حتى احتجنا إليه، قال خصيف: ما رأيت رجلا قط خيرا من عمر بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري، قال (3):و قال موسى، نا نوح بن قيس قال: سمعت أيوب يقول: لا نعلم أحدا ممن أدركنا كان آخذ عن نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم منه - يعني عمر بن عبد العزيز-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن

ص: 149


1- في «ز»: الحسين.
2- في «ز»: الأخرمي.
3- التاريخ الكبير للبخاري 175/6 و عنه في تهذيب الكمال 119/14.

الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،حدّثني إبراهيم - هو ابن محمّد الشافعي - نا عبد الرّحمن بن حسن، أخبرني أبي قال:

بلغني أن الوليد بن عبد الملك استعمل عمر بن عبد العزيز على الحجاز، المدينة، و مكة، و الطائف، فأبطأ عن الخروج فقال الوليد لحاجبه: ويلك، ما بال عمر لا يخرج إلى عمله ؟ قال: زعم أنّ له إليك ثلاث حوائج، قال: فعجّله عليّ ، فجاء به الوليد، فقال له عمر: إنّك استعملت من كان قبلي، فأنا لا أحب أن تأخذني بعمل أهل العداء، و الظلم و الجور، فقال له الوليد: اعمل بالحق، و إن لم ترفع إلينا إلاّ (2) درهما واحدا، قال: و الحج قد بلغت ما ترى من السنّ و الحال، و أشك في العطاء أن يكون سأله إياه فخرّجه للناس.

قال: و نا يعقوب، نا محمّد بن أبي عمر، نا سفيان.

ح و أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)قال: قال محمّد بن أبي عمر: قال سفيان:

سمعت أيوب يقول: قال الوليد بن عبد الملك لعروة بن الزبير: كيف عمر بن عبد العزيز فيما بينك و بينه ؟- فكأنه لم يحمده ذاك الحمد - فقال: هو رجل صالح، و أنا أحب الصالحين.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي - قراءة - عن أبي بكر بن بيري قالا: و أنا أبو تمام - إجازة - أنا أبو بكر بن بيري - قراءة - أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن عبّاد بن كثير، عن عبد اللّه بن طاوس قال: واقف أبي عمر بن عبد العزيز من عشاء حتى أصبحنا فلما افترقا قلت له: يا أبة من هذا الرجل ؟ قال: يا بني هذا عمر بن عبد العزيز، و هو من صالحي أهل هذا البيت - يعني بني أمية-.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عبيد بن شريك، نا يحيى بن أيوب، عن عبد اللّه بن كثير قال:

ص: 150


1- الخبر في المعرفة و التاريخ 594/1 و رواه ابن الجوزي في سيرة عمر.
2- «إلا» ليست في المعرفة و التاريخ.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 572/1.

قيل لعمر بن عبد العزيز: ما كان بدو إنابتك ؟ قال: أردت ضرب غلام لي فقال لي: يا عمر اذكر ليلة صبيحتها يوم القيامة.

أخبرنا أبو محمّد السّيّدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو مصعب الزهري، نا مالك.

أنه بلغه أن عمر بن عبد العزيز حين خرج من المدينة التفت إليها فبكى ثم قال: يا مزاحم أ تخشى أن نكون ممن نفت المدينة ؟! (1)أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا عقبة بن مكرم، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أبي حكيم قال:

سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: خرجت من المدينة و ما من رجل أعلم مني، فلما قدمت الشام نسيت (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا عفّان، نا حمّاد بن زيد، عن معمر، عن الزهري (3) قال:

سهرت مع عمر بن عبد العزيز ليلة، فحدثته، فقال كلما حدّثت فقد سمعته، و لكن حفظت و نسيت.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان، نا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد، أنا عفان بن مسلم، نا حمّاد بن زيد، عن معمر، عن الزهري قال:

سهرت مع عمر بن عبد العزيز ليلة، فحدّثته فقال: كلّ ما ذكرت الليلة قد أتى على مسامعي و لكنك حفظت و نسيت.

ص: 151


1- تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 190 و البداية و النهاية 195/9 و سير أعلام النبلاء 121/5 و طبقات ابن سعد 396/5.
2- سير أعلام النبلاء 121/5.
3- تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 190 و سير أعلام النبلاء 121/5.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،حدّثني حرملة، أنا ابن وهب، حدّثني الليث عن عقيل، عن ابن شهاب.

أن عمر بن عبد العزيز أخبره أن الوليد بن عبد الملك أرسل إليه بالظهيرة في ساعة لم يكن يرسل إليه في مثلها، فوجده في قيطون صغير له بابان، باب يدخل عليه منه، و باب خلفه ينحرف منه إلى أهله، قال: فدخلت عليه فإذا هو قاطب بين عينيه، فأشار إليّ أن أجلس، فجلست بين يديه مجلس الخصم و ليس عنده إلاّ ابن الريان قائما (2) بسيفه، فقال: ما تقول فيمن يسبّ الخلفاء؟ أ ترى أن يقتل ؟ قال: فسكتّ ، قال: فانتهرني و قال: ما لك لا تتكلم، فسكتّ ، فعاد لمثلها، فقلت: أقتل يا أمير المؤمنين ؟ قال: لا، و لكن سبّ الخلفاء، قال:

فقلت: فإنّي أرى أن ينكل [به] (3) فيما (4) انهتك من حرمة (5) الخلفاء، قال: فرفع رأسه إلى ابن الريان و ما أظن إلاّ أنه يقول اضربوا رقبته، فقال: إنه فيهم لتائه (6)،ثم حوّل وركه (7)فدخل إلى أهله، فقال لي ابن الريان بيده انقلب (8)،قال: و كان ابن الرّيّان لعمر بن عبد العزيز حافظا، قال: فانقلبت و ما تهبّ ريح من ورائي إلاّ و أنا أظنه رسولا يردّني إليه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا علي بن عيسى بن إبراهيم، نا أبو عمرو الحيري علي بن الحسن، نا علي بن عثّام، نا عثمان بن زفر قال:

خرج سليمان بن عبد الملك و معه عمر بن عبد العزيز فلمّا قضيا شأنهما من صيد أو غيره أطلعا (9) على عسكره فأعجب ذلك سليمان فقال: يا أبا حفص ما ترى ؟ قال: أرى دنيا

ص: 152


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 603/1 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 51 و سيرة عمر لابن عبد الحكم ص 29-30 و باختصار في البداية و النهاية 195/9.
2- بالأصل و «ز» و م:«قائم بسيفه» و المثبت عن المعرفة و التاريخ و سيرة ابن عبد الحكم و سيرة ابن الجوزي.
3- الزيادة عن المعرفة و التاريخ و سيرة ابن عبد الحكم.
4- الأصل: فيها، و المثبت عن م، و «ز»، و المصادر.
5- في المعرفة و التاريخ: جهة الخلفاء.
6- الأصل و «ز»: «لنابه» و إعجامها مضطرب في م، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
7- سيرة ابن عبد الحكم: وركيه.
8- الأصل و م و «ز»: «انفلت» و المثبت عن المعرفة و التاريخ و سيرة ابن الجوزي.
9- في «ز»: اطلعنا.

يأكل بعضها، و أنت المسئول عنها، فسكت عنه (1) ثم انتهى إلى فسطاطه فطار غراب و في مخاليبه لقمة قد حملها من فسطاطه فتعب قال: ما تقول يا عمر؟ قال: ما أدري، قال:

فالظن (2)،قال: أراه يقول: من أين جاءت و أين يذهب بها، قال: فقال سليمان: ما أعجبك، قال: أعجب منّي من عرف اللّه فعصاه، و من عرف الشيطان فأطاعه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، قالا: أنا محمّد بن عوف، أنا محمّد بن الحسين بن موسى الحافظ ، أنا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا المغيرة بن المغيرة، نا عبد العزيز بن يزيد الأيلي (3) قال:

حجّ سليمان بن عبد الملك و معه عمر بن عبد العزيز، فأصابهم ليلة برق و رعد، فكادت تنخلع أفئدتهم، فقال سليمان: يا أبا حفص هل رأيت مثل هذه الليلة قطّ أو (4) سمعت بها؟ قال: يا أمير المؤمنين هذا صوت رحمة اللّه، فكيف لو سمعت صوت عذاب اللّه ؟! أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا خالد بن خداش، نا عفان بن راشد التميمي قال:

بينا سليمان بن عبد الملك واقفا بعرفة و معه عمر بن عبد العزيز إذ رعدت رعدة، فجزع منها سليمان حتى وضع خده على مقدم (5) الرحل، فقال له عمر بن عبد العزيز: هذه جاءت برحمة، فكيف لو جاءت بسخطة (6).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (7)،نا الحميدي، نا سفيان، عن رجل قال:

ص: 153


1- في «ز»: عني.
2- في «ز»: فانظر.
3- الخبر في سير أعلام النبلاء 121/5.
4- الأصل:«و سمعت» و المثبت عن م، و «ز»، و سير الأعلام.
5- في «ز»: مقدمة الرحل.
6- سيرة عمر لابن الجوزي ص 52-53.
7- المعرفة و التاريخ 572/1 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 46.

حدّث عمر بن عبد العزيز الوليد بن عبد الملك فقال له: كذبت، فقال: ما كذبت منذ علمت أن الكذب يضر أهله.

قال: و نا يعقوب (1)،نا يونس بن عبد الأعلى، أخبرني ابن وهب - و في نسخة أخرى:

أخبرني أشهب - عن مالك قال:

اقتتل غلمان لسليمان بن عبد الملك و غلمان لعمر بن عبد العزيز، فضرب غلمان سليمان، فحمّل سليمان و قيل: هذا ما صنعت سرّ به (2) و فعلت به، فدخل عليه عمر فقال له سليمان: ما هذا ضرب غلمانك غلماني، فقال عمر: ما علمت هذا قبل مقالتك الآن، فقال له: كذبت، فقال له عمر: تقول لي كذبت، ما كذبت منذ شددت عليّ إزاري، و إنّ في الأرض عن مجلسك هذا لسعة، ثم خرج من عنده فلم يأته، و تجهز يريد الخروج يريد مصر، فسأل عنه سليمان حين استبطأه فقالوا له: إنّه يريد الخروج إلى مصر، و قد تجهز، فأرسل إليه سليمان: أن ارجع و ادخل عليّ ، و قال للرسول: إذا جاءني فلا تعاتبني فإنّ في المعاتبة [حقدا] (3) فجاءه عمر، فقال له سليمان: ما همّني أمر قط إلاّ خطرت فيه على بالي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم (4) بن أحمد الإسماعيلي، و أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد (5) بن موسى، قالا: أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى بن زكريا بن حرب الحربي، نا مكي بن عبدان، نا إبراهيم بن عبد اللّه، أنا يزيد، نا الماجشون، عن عبد اللّه بن دينار، عن عبد اللّه بن عثمان (6) قال:

يا آل عمر إنّا كنا نتحدث أن هذا الأمر لا ينقضي (7) حتى يلي رجل من آل عمر، يسير بسيرة عمر، و يكون بوجهه علامة، قال: فكان بلال بن عبد اللّه بن عمر بوجهه شامة،

ص: 154


1- المعرفة و التاريخ 591/1 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 47-48 و باختصار في سيرة ابن عبد الحكم ص 28 و البداية و النهاية 197/9.
2- غير واضح إعجامها بالأصل و م و «ز»، و المثبت عن سيرة ابن الجوزي، و في المعرفة و التاريخ: سيرته.
3- الزيادة عن سيرة ابن الجوزي.
4- الأصل و م، و في «ز»: عبد السلام.
5- في «ز»: محمود.
6- الخبر في تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 191 و سير أعلام النبلاء 121/5-122.
7- في المصدرين: أن الدنيا لا تنقضي.

فكانوا يرون أنه هو حتى جاء اللّه بعمر بن عبد العزيز، و أمّه أم عاصم ابنة عاصم بن عمر بن الخطّاب.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أحمد بن علي المقرئ، نا أبو عيسى الترمذي في التاريخ، نا أحمد بن إبراهيم الدّورقي، أخبرني أبو داود، نا عبد العزيز بن عبد اللّه بن أبي سلمة، نا عبد اللّه بن دينار قال:

قال ابن عمر: يا عجبا، يزعم الناس أن الدنيا لا تنقضي حتى يلي رجل من آل عمر يعمل بمثل عمل عمر، قال: فكانوا يرونه بلال بن عبد اللّه بن عمر، قال: و كان بوجهه أثر، فلم يكن هو، و إذا هو عمر بن عبد العزيز، و أمّه ابنة عاصم بن عمر بن الخطّاب.

قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو حامد أحمد بن علي المقرئ، أنا أبو عيسى التّرمذي، نا أحمد بن إبراهيم، نا عفّان بن مسلم، نا عثمان بن عبد الحميد بن لاحق، عن جويرية بن أسماء، عن نافع (1) قال:

بلغنا أن عمر بن الخطّاب قال: إنّ من ولدي رجلا بوجهه شين، يلي فيملأ الأرض عدلا، قال نافع - من قبله:- و لا أحسبه إلاّ عمر بن عبد العزيز.

قال: و أنا أبو علي الرّوذباري، أنا أبو بكر محمّد بن مهرويه بن عبّاس بن سنان الداري (2) قال: قرأت على محمّد بن أيوب قلت: أخبركم عثمان بن طالوت أنا سليمان بن حرب (3)،نا مبارك بن فضالة، عن عبيد اللّه بن عمر، عن نافع قال:

كان ابن عمر يقول كثيرا: ليت شعري من هذا الذي من ولد عمر بن الخطّاب، في وجهه علامة يملأ الأرض عدلا (4)،فأقر ابن أيوب بالحديث.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه (5)،نا أبو عمرو

ص: 155


1- تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 191 و سير أعلام النبلاء 122/5.
2- في «ز»: الرازي.
3- في «ز»: حرى.
4- تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 191، و سير أعلام النبلاء 122/5.
5- حلية الأولياء 337/5.

عثمان بن محمّد العثماني، نا الحسين بن أحمد بن بسطام، نا أحمد بن محمّد بن أبي بزّة، نا محمّد بن يزيد بن خنيس، عن وهيب بن الورد قال:

بينا أنا نائم خلف المقام، إذ رأيت فيما يرى النائم، كأن داخلا دخل من باب بني شيبة و هو يقول: يا أيّها الناس و لي عليكم كتاب (1)،فقلت: من ؟ فأشار إلى ظهره (2)،فإذا مكتوب: عمر، فجاءت بيعة عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو محمّد القاسم بن هاشم البزّاز، نا حيوة بن شريح، نا بقية، عن عيسى بن أبي رزين، حدّثني الخزاعي.

عن عمر بن عبد العزيز أنه رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في روضة خضراء، فقال له: إنّك ستلي أمر أمتي فرغ عن الدم، فإنّ اسمك في الناس عمر بن عبد العزيز، و اسمك عند اللّه جابر.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد - إذنا - و أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء - مشافهة - قالا: أنا أبو الفتح منصور بن الحسين، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود الحرّاني، نا أيوب بن محمّد الوزّان (3)،نا ضمرة بن ربيعة، عن السري بن يحيى، عن رياح (4) بن عبيدة قال:

خرج عمر بن عبد العزيز إلى الصلاة و شيخ متوكئ على يده فقلت في نفسي: إنّ هذا الشيخ جافي (5) فلما صلّى و دخل لحقته، فقلت: أصلح اللّه الأمير من الشيخ الذي كان متكئا (6) على يدك، فقال: يا رياح (7) رأيته، قلت: نعم، قال: ما أحسبك يا رياح (8) إلاّ رجلا صالحا، ذاك أخي الخضر، أتاني فأعلمني أنّي سألي أمر هذه الأمة، و إنّي سأعدل فيها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن

ص: 156


1- في حلية الأولياء: كتاب اللّه.
2- حلية الأولياء: ظفره.
3- من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 191، و في تهذيب الكمال 119/14 و سير أعلام النبلاء 122/5 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 55.
4- الأصل و م: رباح، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و المصادر.
5- كذا بالأصل و م و «ز»: «جافي».
6- الأصل و م: متكئ، و التصويب عن «ز»، و في المصادر: يتكئ.
7- الأصل و م: رباح، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و المصادر.
8- الأصل و م: رباح، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و المصادر.

الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (1)،نا أبو عمير (2)،نا ضمرة، عن ابن أبي حملة، عن أبي الأعيس قال:

كنت جالسا مع خالد بن يزيد في صحن بيت المقدس فأقبل شاب عليه مقطعات، فأخذ بيد خالد فقال: هل علينا من عين ؟ فقال أبو الأعيس: فبدرت أنا فقلت: عليكما من اللّه عين سميعة بصيرة (3)،قال: فترقرقت عينا الفتى، فأرسل يده من يد خالد و ولّى، فقلت: من هذا؟ قال: هذا عمر بن عبد العزيز ابن أخي أمير المؤمنين، و لئن طالت بك حياة لترينّه إمام هدى.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (4)،أنا علي بن محمّد، عن جرير بن حازم، عن هزّان بن سعيد (5)،حدّثني رجاء بن حيوة قال:

لما ثقل سليمان بن عبد الملك رآني عمر في الدار أخرج و أدخل و أتردد فدعاني فقال لي: يا رجاء أذكّرك اللّه و الإسلام أن تذكرني لأمير المؤمنين أو تشير بي عليه إن استشارك، فو اللّه ما أقوى على هذا الأمر، فأنشدك اللّه إلاّ صدقت (6) أمير المؤمنين عني، فانتهرته و قلت: إنّك لحريص على الخلافة، أ تطمع أن أشير عليه بك، فاستحيا، و دخلت، فقال لي سليمان: يا رجاء من ترى لهذا الأمر؟ و إلى من ترى أن أعهد؟ قلت: يا أمير المؤمنين اتق اللّه، فإنك قادم على اللّه و سائلك عن هذا الأمر و ما صنعت فيه، قال: فمن ترى ؟ فقلت:

عمر بن عبد العزيز، فقال: كيف أصنع بعهد أمير المؤمنين عبد الملك إلى الوليد و إليّ في ابني عاتكة أيهما بقي ؟ قلت: تجعلهما من بعده، قال: أصبت و وفقت، جئني بصحيفة، فأتيته بصحيفة، فكتب عهد عمر و يزيد من بعده، و ختمها ثم دعوت رجالا فدخلوا عليه، فقال لهم: إنّي قد عهدت عهدي في هذه الصحيفة و دفعتها إلى رجاء، و أمرته أمري، فهو في

ص: 157


1- المعرفة و التاريخ 578/1 و تهذيب الكمال 119/14.
2- هو عيسى بن محمد النحاس.
3- في تهذيب الكمال: عين ناظرة و أذن سامعة.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 339/5 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 192 و سير أعلام النبلاء 123/5.
5- في طبقات ابن سعد: هزان بن سعد.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و في ابن سعد: صرفت.

الصحيفة، اشهدوا و اختموا الصحيفة، فختموا عليها و خرجوا، فلم يلبث سليمان أن مات، فكففت النساء عن الصياح و خرجت إلى الناس فقالوا: يا رجاء كيف أمير المؤمنين ؟ قلت: لم يكن منذ اشتكى أسكن منه الساعة، قالوا: الحمد للّه.

قال: و أنا أبو عمر بن حيّوية قال: و زاد: نا أحمد بن معروف - إجازة - عن الحسين بن الفهم، عن محمّد بن سعد بهذا الإسناد، فقلت: أ لستم تعلمون أنّ هذا عهد أمير المؤمنين و تشهدون عليه ؟ قالوا: بلى، قلت: أ فترضون به ؟ قال هشام: إن كان فيه رجل من ولد عبد الملك و إلاّ فلا، قلت: فإنّ فيه رجلا من ولد عبد الملك، قال: فنعم إذا، قال:

فدخلت فمكثت ساعة ثم قلت للنساء: اصرخن، و خرجت فقرأت الكتاب و الناس مجتمعون و عمر في ناحية الرواق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا سفيان (1)،حدّثني من شهد دابق، و كانت دابق يجتمع فيها حين يغزوا الناس، فكان سليمان ثمّة حيث يجتمع الناس، فمات سليمان بدابق، و لم يكن له ابن و إنما هم الاخوة، و رجاء صاحب أمره و مشورته، خرج إلى الناس فأعلمهم بموته، و صعد المنبر، فقال: إن أمير المؤمنين كتب كتابا، و عهد عهدا فأعلمهم بموته فسامعون أنتم مطيعون ؟ قالوا: نعم، قال الناس: نعم، قال هشام (2) نسمع و نطيع إن كان فيه استخلاف رجل من بني عبد الملك، قال: و جذبه الناس حتى سقط إلى الأرض، فقال الناس: سمعنا و أطعنا، فقال رجاء: قم يا عمر - و هو على المنبر - قال عمر: و اللّه إن هذا الأمر ما سألته اللّه قط في سرّ و لا علانية (3).

قال سفيان: مات عمر بن عبد العزيز حين مات و ما يزداد عاما بعد عام إلاّ فضلا (4).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد (5).

ح و أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا جدي أبو

ص: 158


1- هو سفيان بن عيينة في سير أعلام النبلاء.
2- يعني هشام بن عبد الملك.
3- سير أعلام النبلاء 123/5.
4- كتب بعدها في «ز»، و م: آخر الجزء الثالث و السبعين بعد الثلاثمائة من الأصل.
5- «بن أحمد» استدركتا على هامش م، و بعدهما صح.

عبد اللّه، قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا محمّد بن موسى، أنا محمّد بن خريم (1)،نا هشام بن عمّار، نا عبد الحميد بن عدي، نا زياد بن حبيب قال:

لما هلك سليمان بن عبد الملك بدابق خرج رجاء بن حيوة إلى الناس بصحيفة، ثم قام في الناس فحمد اللّه و أثنى عليه بما هو أهله ثم قال: أيها الناس إنّ خليفتكم كان عبدا مملوكا، دعي فأجاب، و هذا عهده أ فرضيتم به ؟ قالوا: نعم، و فيهم يومئذ جماعة من قريش، فأخذ بيد عمر بن عبد العزيز فأجلسه على المنبر، فكان أوّل من قام للبيعة هشام بن عبد الملك، فلما وضع يده في يد عمر قال: إنا للّه و إنا إليه راجعون، فقال عمر: أجل إنا للّه و إنا إليه راجعون، أما و اللّه ما كنت أحبّ أنّ لي بمنزلتي هذه منزلة ليس منزلة تقربني إلى اللّه عزّ و جلّ .

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - فيما قرأ علي إسناده و ناولني إيّاه و قال اروه عني - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (2)،نا أحمد بن يحيى بن المولى، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي، نا محمّد بن المبارك الصّوري، نا الوليد بن مسلم، عن عبد الرّحمن بن حسان الكناني قال:

لما مرض سليمان بن عبد الملك المرض الذي توفي فيه و كان مرضه بدابق و معه رجاء بن حيوة، فقال لرجاء بن حيوة: يا رجاء من لهذا الأمر من بعدي ؟ أستخلف ابني ؟ قال: ابنك غائب (3)،قال: فالآخر؟ قال: ذاك صغير، قال: فمن ترى ؟ قال: أرى أن تستخلف عمر بن عبد العزيز، قال: أتخوف بني عبد الملك ألاّ يرضوا، قال: فولّ عمر بن عبد العزيز و من بعده يزيد بن عبد الملك، و تكتب كتابا و تختم عليه، و تدعوهم إلى بيعته مختوما عليها.

قال: لقد رأيت، ائتني بقرطاس، قال: فدعا بقرطاس، فكتب فيه العهد لعمر بن عبد العزيز و من بعده يزيد بن عبد الملك ثم ختمه ثم دفعه إلى رجاء قال: أخرج إلى الناس فمرهم فليبايعوا على ما في هذا الكتاب مختوما.

ص: 159


1- في «ز»: حريم، تصحيف.
2- الخبر بطوله رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 165/3 و ما بعدها، و قارن مع طبقات ابن سعد 335/5-340.
3- يعني: داود بن سليمان بن عبد الملك.

قال: فخرج إليهم رجاء، فجمعهم و قال: إنّ أمير المؤمنين يأمركم أن تبايعوا لمن في هذا الكتاب من بعده، قالوا: و من فيه ؟ قال: مختوم لا تخبرون بمن فيه حتى يموت، قالوا:

لا نبايع حتى نعلم من فيه، قال: فرجع رجاء إلى سليمان [قال: انطلق] (1) إلى أصحاب الشّرط و الحرس، و ناد (2) الصلاة جامعة، و مر الناس فليجتمعوا و مرهم بالبيعة على ما في هذا الكتاب، فمن أبى أن يبايع منهم فاضرب عنقه، قال: ففعل، فبايعوا على ما فيه، قال رجاء:

فلما خرجوا خرجت إلى منزلي، فقال:[بينا] (3) أنا أسير في الطريق إذ سمعت جلبة موكب، فالتفتّ فإذا هشام فقال لي: يا رجاء قد علمت موقعك منا، و إن أمير المؤمنين قد صنع شيئا لا أدري ما هو، و أنا أتخوّف أن يكون قد أزالها عني، فإن يكن عدلها عني، فأعلمني ما دام في الأمر نفس، حتى انظر في هذا الأمر قبل أن يموت، قال: قلت: سبحان اللّه يستكتمني أمير المؤمنين أمرا أطلعك عليه ؟ لا يكون ذاك أبدا، فأدارني و ألاصني، فأبيت عليه، قال:

فانصرف.

فبينا أنا أسير إذ سمعت جلبة خلفي، فإذا عمر بن عبد العزيز فقال لي: يا رجاء إنه قد وقع في نفسي أمر كثير من هذا الرجل، أتخوّف أن يكون قد جعلها إليّ و لست أقوم بهذا الشأن، فأعلمني ما دام في الأمر نفس، لعلّي أتخلص منه ما دام حيا، قلت: سبحان اللّه يستكتمني أمير المؤمنين أمرا أطلعك عليه ؟ فأدارني و ألاصني، فأبيت عليه.

قال رجاء: و ثقل سليمان، و حجب الناس عنه حتى مات، فلمّا مات أجلسته و أسندته و هيّأته و خرجت إلى الناس، فقالوا: كيف أصبح أمير المؤمنين، فقلت: إنّ أمير المؤمنين أصبح ساكنا، و قد أحبّ أن تسلّموا عليه و تبايعوا على ما في هذا الكتاب، و الكتاب بين يديه، قال: فأذنت للناس، فدخلوا و أنا قائم عنده فلما دنوا قلت: إنّ أميركم يأمركم بالوقوف، ثم أخذت الكتاب من عنده، ثم تقدّمت إليهم فقلت: إن أمير المؤمنين يأمركم أن تبايعوا على ما في هذا الكتاب، قال: فبايعوا و بسطوا أيديهم، فلمّا بايعتهم على ما فيه (4) أجمعين و فرغت من بيعتهم قلت لهم: آجركم اللّه في أمير المؤمنين، قالوا: فمن ؟ فافتح الكتاب، فإذا فيه العهد لعمر بن عبد العزيز، فلما نظرت بنو عبد الملك تغيّرت وجوههم، فلما قرءوا من بعده

ص: 160


1- الزيادة عن «ز»، و م، و الجليس الصالح.
2- بالأصل، و «ز»: «و نادى»، خطأ، و التصويب عن م و الجليس الصالح.
3- الزيادة عن «ز» و الجليس الصالح، و ليست اللفظة أيضا في م.
4- في الجليس الصالح: على ما في الكتاب أجمعين.

يزيد بن عبد الملك كأنهم تراجعوا، فقالوا: أين عمر بن عبد العزيز؟ فطلبوه، فلم يوجد في القوم، قال: فنظروا فإذا هو في مؤخر المسجد، قال: فأتوه فسلّموا عليه بالخلافة، فعقر فلم يستطع النهوض حتى أخذوا بضبعيه فرقوا به المنبر، فلم يقدر على الصعود حتى أصعدوه، فجلس طويلا لا يتكلم، فلما رآهم رجاء جلوسا قال: أ لا تقومون إلى أمير المؤمنين فتبايعونه ؟ قال: فنهض القوم إليه فبايعوه رجلا رجلا، قال: فمدّ يده إليهم، قال: فصعد إليه هشام فلمّا مد يده إليه قال:- يقول هشام:- إنا للّه و إنا إليه راجعون، فقال عمر: نعم، إنّا للّه و إنا إليه راجعون حين صار يلي هذا الأمر أنا و أنت.

قال: ثم قام عمر، فحمد اللّه و أثنى عليه، و قال: أيها الناس إنّي لست بقاض و لكني منفّذ (1)،و لست بمبتدع و لكني متّبع، و إن حولكم من الأمصار و المدن، فإن هم أطاعوا كما أطعتم فأنا وليكم، و إن هم نقموا فلست لكم بوال، ثم نزل يمشي، فأتاه صاحب المراكب فقال: ما هذا؟ قال: مركب للخليفة، قال: لا حاجة لي فيه، ائتوني بدابتي، فأتوه بدابته، فركبها ثم خرج يسير و خرجوا معه، فمالوا إلى طريق، قال: إلى أين ؟ قالوا: البيت الذي يهيأ للخليفة، قال: لا حاجة لي فيه، انطلقوا بي إلى منزلي، قال رجاء: فأتى منزله، فنزل عن دابته ثم دعا بدواة و قرطاس و جعل يكتب بيده إلى العمال في الأمصار، و يملّ على نفسه، قال رجاء: فلقد كنت أظن [أنه] (2) سيضعف، فلمّا رأيت صنيعه في الكتاب علمت أنه سيقوى بهذا و نحوه.

قال القاضي: قد اختلف أهل العلم في الشهادة على الكتاب المختوم كالذي جرى في هذه القصة، و كالرجل يكتب وصيته في صحيفة و يختم عليها و يشهد قوما على نفسه أنها وصيته من غير أن يقرءوها عليه،[أو يقرأها عليهم، و يعاينوا كتبه إياها، و ما أشبه هذا مما يشهد المرء فيه على نفسه] (3) و إن لم يقرأها الشاهد أو لم تقرأ عليه فأجاز ذلك و أمضاه و أنفذ الحكم به جمهور أهل الحجاز، و روي عن سالم بن عبد اللّه، و ذهب إلى هذا مالك بن أنس، و محمّد بن مسلمة (4) المخزومي، و أجاز ذلك مكحول و نمير بن أوس، و زرعة بن

ص: 161


1- في «ز»: منتقد.
2- زيادة عن «ز»، و في الجليس الصالح:«أن» و ليست في م أيضا.
3- الزيادة بين معكوفتين عن الجليس الصالح، و هذه الزيادة ليست في الأصل و م و «ز».
4- كذا بالأصل و «ز»، و في الجليس الصالح و م: سلمة.

إبراهيم، و الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز في من وافقهم من فقهاء أهل الشام، و حكى نحو ذلك خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه و قضاة جنده، و هو قول الليث بن سعد فيمن وافقه من فقهاء أهل مصر و المغرب، و هو قول فقهاء أهل البصرة و قضاتهم، و روي عن قتادة و عن سوّار بن عبد اللّه، و عبيد اللّه بن الحسين (1)،و معاذ بن معاذ العنبريين في من سلك سبيلهم، و أخذ بهذا عدد من متأخري أصحاب الحديث، منهم: أبو عبيد، و إسحاق بن راهوية، و أبى ذلك جماعة من فقهاء أهل العراق منهم: إبراهيم، و حمّاد، و الحسن، و هو مذهب الشافعي، و أبي ثور، و هو قول شيخنا أبي جعفر، و كان بعض أصحاب الشافعي بالعراق يذهب إلى القول الأول لعلل ذكر أنه حاجّ بعض مخالفيه بها.

قال القاضي: و إلى القول الذي قدمت حكايته عن أهل الحجاز و الشام و مصر و المغرب و البصرة أذهب، و لكلّ ذي قول من هذين القولين علل يعتلّ بها لقوله، و يحتج بها على خصمه، و ليس هذا الموضع مما يحتمل إحضارها، و هي مشروحة مستقصاة فيما رسمناه من كلامنا في كتب الفقه و مسائله.

و قوله:«ألاصني» قريب من معنى قوله:«أدارني» و هو ليّه و فتله.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف - إجازة - نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر، نا داود بن خالد أبو سليمان، عن سهيل بن أبي سهيل قال: سمعت رجاء بن حيوة يقول:

لما كان يوم الجمعة لبس سليمان بن عبد الملك ثيابا خضرا من خزّ و نظر في المرآة فقال: أنا و اللّه الملك الشاب، فخرج إلى الصلاة، فصلّى بالناس الجمعة، فلم يرجع حتى وعك، فلما ثقل كتب كتابا عهده إلى ابنه أيوب، و هو غلام لم يبلغ، فقلت: ما تصنع يا أمير المؤمنين إنّه مما يحفظ به الخليفة في قبره أن يستخلف الرجل الصالح، فقال سليمان:

كتاب أستخير اللّه فيه، و انظر و لم أعزم عليه، فمكث يوما أو يومين ثم خرّقه، ثم دعاني فقال: ما ترى في داود بن سليمان، فقلت: هو غائب بقسطنطينة، و أنت لا تدري أ حيّ هو أو ميت ؟ قال: يا رجاء فمن ترى ؟ قال: فقلت: رأيك يا أمير المؤمنين، و أنا أريد أن انظر من

ص: 162


1- في الجليس الصالح: الحسن.
2- الخبر في طبقات ابن سعد 335/5.

يذكر، فقال: كيف ترى في عمر بن عبد العزيز؟ فقلت: أعلمه و اللّه فاضلا خيارا مسلما، فقال (1):هو على ذلك، و اللّه لئن وليته و لم أوّل أحدا من ولد عبد الملك لتكوننّ فتنة و لا يتركونه أبدا يلي عليهم إلاّ أن أجعل أحدهم بعده، و يزيد بن عبد الملك يومئذ غائب على الموسم، قال: فيزيد بن عبد الملك أجعله بعده، فإنّ ذلك مما يسكّتهم و يرضون به، قلت:

رأيك، قال: فكتب بيده:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، هذا كتاب من عبد اللّه سليمان أمير المؤمنين لعمر بن عبد العزيز، إنّي و ليته الخلافة من بعدي، و من بعده يزيد بن عبد الملك، فاسمعوا له و أطيعوا، و اتّقوا اللّه و لا تختلفوا فيطمع فيكم، و ختم الكتاب، و أرسل إلى كعب بن حامد (2)صاحب شرطه أن مر أهل بيتي فليجتمعوا، فأرسل إليهم كعب، فجمعهم ثم قال سليمان:

لرجاء بعد اجتماعهم: اذهب بكتابي هذا إليهم فأخبرهم أنه كتابي و مرهم فليبايعوا من ولّيت، قال: ففعل رجاء، فلما قال لهم ذلك رجاء قالوا: سمعنا و أطعنا لمن فيه، و قالوا: ندخل فنسلم على أمير المؤمنين، قال: نعم، فدخلوا فقال لهم سليمان: هذا الكتاب، و هو يشير لهم و هم ينظرون إليه في يد رجاء بن حيوة: هذا عهدي، فاسمعوا و أطيعوا و بايعوا لمن سمّيت في هذا الكتاب، قال: فبايعوه رجلا رجلا، قال: ثم خرج بالكتاب مختوما في يد رجاء.

قال رجاء: فلما تفرقوا جاءني عمر بن عبد العزيز فقال: يا أبا المقدام إنّ سليمان كانت لي به حرمة و مودة و كان بي برّا ملطفا فأنا أخشى [أن] (3) يكون قد أسند إليّ من هذا الأمر شيئا، فأنشدك اللّه و حرمتي و مودتي إلاّ أعلمتني إن كان ذلك حتى أستعفيه الآن قبل أن يأتي حال (4) لا أقدر فيها على ما أقدر الساعة، فقال رجاء: لا و اللّه ما أنا بمخبرك حرفا واحدا، قال: فذهب عمر غضبان.

قال رجاء: و لقيني هشام بن عبد الملك، فقال: يا رجاء إنّ لي بك حرمة و مودة قديمة، و عندي شكر، فأعلمني أ هذا الأمر إليّ ؟ فإن كان إليّ علمت، و إن كان إلى غيري

ص: 163


1- من قوله: كيف ترى... إلى هنا استدرك على هامش م، و بعده صح.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في ابن سعد: كعب بن حامز.
3- زيادة عن «ز»، و ابن سعد، و اللفظة ليست في م أيضا.
4- بالأصل:«يأتيني حالي» و المثبت عن م، و «ز»، و ابن سعد.

تكلّمت، فليس مثلي قصر به، و لا نحي عنه هذا الأمر، فاعلمني فلك اللّه أن لا أذكر اسمك أبدا.

قال رجاء: فأبيت و قلت: و اللّه لا أخبرك حرفا واحدا مما أسرّ إليّ ، فانصرف هشام و هو مأيوس و هو يضرب بإحدى يديه على الأخرى و هو يقول: فإلى من إذا نحّيت عني ؟ أ تخرج من بني عبد الملك ؟ فو اللّه إنّي لعين بني عبد الملك.

قال رجاء: و دخلت على سليمان بن عبد الملك فإذا هو يموت، قال: فجعلت إذا أخذته سكرة من سكرات الموت حرّفته إلى القبلة، فجعل يقول: و هو يفأق لم يأن لذلك بعد يا رجاء؛ حتى فعلت ذلك مرتين، فلمّا كانت الثالثة قال: من الآن يا رجاء إن كنت تريد شيئا:

أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله، قال: فحرّفته و مات، قال: فلمّا أغمضته سجّيته بقطيفة خضراء، و أغلقت الباب و أرسلت إلى زوجته تنظر إليه كيف أصبح فقلت: نام و قد تغطّى، فنظر الرسول إليه مغطّى بالقطيفة، فرجع فأخبرها فقبلت ذلك و ظنّت أنه نائم.

قال رجاء: و أجلست على الباب من أثق به و أوصيته أن لا يريم حتى آتيه، و لا يدخل على الخليفة أحدا، قال: فخرجت فأرسلت إلى كعب بن خامر العمسي (1)،فجمع أهل بيت أمير المؤمنين، فاجتمعوا في مسجد دابق، فقلت: بايعوا، قالوا: قد بايعنا مرة و نبايع أخرى! قلت: هذا أمر أمير المؤمنين، بايعوا على ما أمر به، و من سمّي في هذا الكتاب المختوم، فبايعوا الثانية رجلا رجلا.

قال رجاء: فلما بايعوا بعد موت سليمان رأيت أنّي قد أحكمت الأمر، قلت: قوموا إلى صاحبكم فقد مات، قالوا: إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ (2) و قرأت عليهم الكتاب، فلمّا انتهيت إلى ذكر عمر بن عبد العزيز نادى هشام: لا نبايعه أبدا، قال: قلت: أضرب و اللّه عنقك، قم فبايع، فقام يجرّ رجليه.

ص: 164


1- كذا رسمها بالأصل و م:«كعب بن خامر العمسي» و في «ز»: «كعب بن جابر الغمستي» و الذي في «ز»: كعب بن حامز العنسي. و قد ذكر خليفة على شرط سليمان بن عبد الملك: كعب بن حامد العبسي (تاريخ خليفة ص 319).
2- سورة البقرة، الآية:156.

قال رجاء: و أخذت بضبعي عمر، فأجلسته على المنبر و هو يسترجع لما وقع فيه هشام يسترجع لما أخطأه، فلما انتهى هشام إلى عمر قال: إنّا للّه و إنا إليه راجعون، أن حيث صار هذا الأمر إليك على ولد عبد الملك، قال: فقال عمر: نعم، فإنّا للّه و إنا إليه راجعون حين صار إليّ لكراهيتي له، قال: و غسل سليمان و كفّن و صلّى عليه عمر بن عبد العزيز.

قال رجاء: فلما فرغ من دفنه أتى بمراكب الخلافة البراذين و الخيل و البغال، و لكلّ دابّة سائس، فقال: ما هذا؟ فقالوا: مراكب الخلافة، فقال عمر: دابتي أوثق لي، فركب بغلته و صرفت تلك الدواب، ثم أقبل، فقيل: تنزل منزل الخلافة، فقال: فيه عيال أبي أيوب و في فسطاطي كفاية، حتى يتحولوا، فأقام في منزله حتى فرّغوه بعد.

قال رجاء: فلما كان مسي ذلك اليوم قال: يا رجاء ادع لي كاتبا؛ فدعوته و قد رأيت منه كلّ ما يسرّني، صنع في المراكب ما صنع، و في منزل سليمان، فقلت: فكيف يصنع الآن في الكتاب ؟ أ يضع نسخا أم ما ذا؟ قال: فلمّا جلس الكاتب أملى عليه كتابا واحدا من فيه إلى يد الكاتب بغير نسخة، فأملى أحسن إملاء و أبلغه و أوجزه، و أمر بذلك الكتاب فنسخ إلى كل بلد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا الرّبيع بن روح، نا عثمان بن عبد الرّحمن، عن يعقوب بن جعدة، عن حمّاد العدوي قال: سمعت صوتا عند وفاة سليمان بن عبد الملك يقول:

اليوم حلّت و استقرّ قرارها *** على عمر المهديّ قام عمودها

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي، أنا علي بن أحمد بن محمّد المديني المؤذن، نا أبو بكر، نا يحيى بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى، أخبرني أبو بكر محمّد بن داود الزاهد، حدّثني إبراهيم بن عبد الواحد العبسي، نا وريزة (2) بن محمّد، نا جعفر بن مكرم، نا محمّد بن الضّحّاك بن عثمان، عن أبيه قال (3):

ص: 165


1- الخبر و البيت في المعرفة و التاريخ 611/1 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 56.
2- بالأصل و «ز»: وزيرة، و بدون إعجام في م، و المثبت و الضبط عن تبصير المنتبه 1471/4.
3- الخبر و الشعر في سيرة عمر لابن الجوزي ص 64 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 194 و سير أعلام النبلاء 127/5 و البيتان أيضا في صفة الصفوة 113/2 و طبقات ابن سعد 340/5.

لما انصرف عمر بن عبد العزيز عن قبر سليمان صفّوا له مراكب سليمان فقال:

فلولا التقى ثم النهى خشية الردى *** لعاصيت في حب الصبا كل زاجر

قضى ما قضى فيما مضى ثم لا ترى *** له صبوة أخرى الليالي الغوابر (1)

ثم قال: إن شاء اللّه، لا قوة إلاّ باللّه، قوموا إلى بغلتي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفوارس عبد الباقي بن محمّد بن عبد الباقي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّفّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا خالد بن مرداس، نا الحكم بن عمر قال:

شهدت عمر حين جاءه أصحاب المراكب يسألونه (2) العلوفة و رزق خدمها (3) قال:

و كم هي ؟ قالوا: هي كذا و كذا، قال: ابعث بها إلى أمصار الشام يبيعونها فيمن يزيد و اجعل أثمانها في مال اللّه تكفيني بغلتي هذه الشهباء (4).

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا أبو رفاعة، نا ابن عائشة، نا سعيد بن عامر، عن ابن عون قال (5):

لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة قام على المنبر فقال: يا أيّها الناس، إن كرهتموني لم أقم عليكم، قالوا: رضينا رضينا، فقال: أ ترغبون الآن حين طاب الأمر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (6)،نا هشام بن عمّار، نا يحيى بن حمزة، نا سليمان بن داود الخولاني.

أن رجلا بايع عمر بن عبد العزيز، فمدّ يده إليه ثم قال: بايعني فلا عهد و لا ميثاق تطيعني ما أطعت اللّه، فإن عصيت اللّه فلا طاعة لي عليك، فبايعه.

ص: 166


1- بالأصل: العواببر، و في «ز»: «الغوائر» و المثبت عن م و المصادر.
2- في «ز»: يسألون.
3- في «ز»: خادميها.
4- تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 194-195 و سير أعلام النبلاء 126/5.
5- تهذيب الكمال 120/14.
6- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 587/1 و تهذيب الكمال 120/14.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد التميمي، أنا أبو الميمون، نا أبو مسهر (1)،نا سعيد بن عبد العزيز قال:

كانت خلافة سليمان بن عبد الملك كأنها خلافة عمر بن عبد العزيز، كان إذا أراد شيئا قال له: ما تقول يا أبا حفص ؟ قال: فعهد إلى عمر بن عبد العزيز فأقام سنتين و نصفا (2)ثم مات بدير سمعان.

أخبرنا أبو محمّد أيضا، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن أبي قيس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن بن علي، قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، عن عمّه قال:

توفي سليمان يوم الجمعة لعشر خلون من صفر سنة تسع و تسعين، و استخلف عمر بن عبد العزيز بدابق في ذلك اليوم (3)،و أمّه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطّاب.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: قال ابن بكير: قال الليث:

توفي سليمان يوم الجمعة لعشر ليال بقين من صفر (4)،و استخلف عمر بن عبد العزيز في صفر - يعني سنة تسع و تسعين-.

قال: و نا يعقوب، نا الوليد بن عتبة الدمشقي، نا أبو مسهر قال:

استخلف عمر بن عبد العزيز في صفر بدابق، استخلفه سليمان بن عبد الملك سنة تسع و تسعين.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا محمّد بن علي بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن

ص: 167


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 120/14.
2- بالأصل، و م، و «ز»: و نصف.
3- إلى هنا روي الخبر في تهذيب الكمال 120/14.
4- تهذيب الكمال 120/14.

بشران، نا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني سفيان الرؤاسي (1)،نا ابن عيينة، عن عمر بن ذرّ (2) قال:

قال مولى لعمر بن عبد العزيز له حين رجع من جنازة سليمان: ما لي أراك مغتمّا؟ فقال عمر: لمثل ما أنا فيه نغتم ليس أحد من أمة محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم في شرق و لا غرب إلاّ و أنا أريد أن أؤدي إليه حقّه غير كاتب إليّ فيه، و لا طالبه منّي.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا إبراهيم بن هشام بن يحيى، حدّثني أبي، عن جدي قال:

كنت أنا و ابن أبي زكريا بباب (4) عمر بن عبد العزيز، فسمعنا بكاء في داره، فسألنا عنه، فقالوا: خيّر أمير المؤمنين امرأته بين أن تقيم (5) في منزلها على حالها و أعلمها أنه قد شغل بما في عنقه عن النساء، و بين أن تلحق بمنزل أبيها، فبكت، فبكى جواريها لبكائها.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا أبو الصباح، نا سهل بن صدقة مولى عمر بن عبد العزيز بن مروان، حدّثني بعض خاصة عمر بن عبد العزيز بن مروان أنه حين أفضت إليه الخلافة سمعوا في منزله بكاء عاليا، فسئل عن البكاء، فقيل: إن عمر بن عبد العزيز خيّر جواريه فقال: إنه قد نزل بي أمر قد شغلني عنكن، فمن أحب أن أعتقه عتقته، و من أراد أن أمسكه أمسكته، لم يكن مني إليها شيء، فبكين أياسا منه (6).

أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد العكبري، أنا أبو عبيد اللّه محمّد بن موسى - إجازة-، أخبرني محمّد بن يحيى، نا القاسم بن إسماعيل، نا مسعود بن بشر.

ص: 168


1- من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 195 و سير أعلام النبلاء 127/5.
2- في تاريخ الإسلام:«عمرو بن زاذان مولى عمر» تصحيف، و في سير الأعلام كالأصل و م و «ز».
3- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 600/1.
4- في المعرفة و التاريخ: بأبيات.
5- بالأصل:«تقوم» و المثبت عن م، و «ز»، و المعرفة و التاريخ.
6- سيرة عمر لابن الجوزي ص 70.

أن رجلا قال لعمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة: تفرغ لنا، فقال: قد جاء شغل شاغل، و عدلت عن طرق السلامة ذهب الفراغ فلا فراغ لنا إلى يوم القيامة (1).

قال: و أنا أبو منصور، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن أبي مسلم، أنا علي بن عبد اللّه، نا أحمد بن سعيد، نا الزّبير بن بكّار (2)،حدّثني محمّد بن سلاّم، عن سلاّم بن سليم قال:

لما ولي عمر بن عبد العزيز صعد المنبر، فكان أول خطبة خطبها حمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، من صحبنا فليصحبنا بخمس و إلاّ فلا يقربنا، يرفع إلينا حاجة من لا يستطيع رفعها، و يعيننا على الخير بجهده، و يدلنا من الخير على ما لا نهتدي إليه، و لا يغتابنّ عندنا الرعية، و لا يعترض فيما لا يعنيه، فانقشع عنه الشعراء و الخطباء، و ثبت الفقهاء و الزهّاد، و قالوا: ما يسعنا أن نفارق هذا الرجل حتى يخالف فعله قوله.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن الأسدي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن ياسر، أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشيب، حدّثني محمّد بن موسى أبو الفضل، نا يعقوب بن إبراهيم الدّورقي، نا أحمد بن نصر، نا يزيد بن مروان السامي عن هشام بن معاذ قال:

قال عمر بن عبد العزيز يوما لجلسائه: إنّي لم أجمعكم من القريب و البعيد على أن يعطي كل واحد منكم على ضريبته، فمن كان منكم يجالسنا بأن يبلغنا حاجة من لا يستطيع إبلاغها أو يبغينا من العدل لما لا نهتدي له فمرحبا به، و إلاّ ففي غير حلّ من مجالسنا.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الحسن بن أبي الحديد، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد العتيقي، أنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنا الحسن بن محمّد الدقاق، نا الحسين بن الأسود، قال: و سمعت سفيان بن عيينة يقول:

لما ولي عمر بن عبد العزيز بعث إلى محمّد بن كعب، و إلى رجاء بن حيوة، و إلى

ص: 169


1- جاء في «ز» الخبر، و قد جاء قول عمر شعرا: قد جاء شغل شاغل و عدلت عن طرق السلامة ذهب الفراغ فلا فرا غ لنا إلى يوم القيامة و قد ورد نثرا في م، و المختصر، كالأصل.
2- تهذيب الكمال 120/14.

سالم بن عبد اللّه قال: فحضروا، فقال لهم: قد ترون ما قد ابتليت به، و ما قد نزل بي، فما عندكم ؟ فقال محمّد بن كعب: يا أمير المؤمنين اجعل الناس أصنافا ثلاثة، اجعل الشيخ أبا، و النّصف أخا، و الشاب ولدا، فبرّ أباك، و صل أخاك، و تعطف على ولدك.

و قال لرجاء بن حيوة: ما تقول يا رجاء؟ فقال: يا أمير المؤمنين ارض للناس ما ترضى لنفسك، و ما كرهت أن يؤتى إليك فلا تأته إليهم، و اعلم أنك [لست] (1) أول خليفة تموت.

و قال لسالم بن عبد اللّه: ما عندك يا سالم ؟ قال: يا أمير المؤمنين اجعل الأمر يوما واحدا صرفته عن شهوات الدنيا آخر نظرك فيه الموت فكأن قد.

فقال عمر: لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه.

أخبرني أبو المظفّر الصوفي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه - و هو أحمد بن حنبل - نا جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة قال:

كان لعمر بن عبد العزيز سمّار يستشيرهم فيما يرفع إليه من أمور الناس، و كان علامة ما بينه و بينهم: إذا أحب أن يقوموا قال: إذا شئتم-.

قال حنبل: رأيت أبا عبد اللّه أحمد فعل ذلك إذا أراد القيام قال: إذا شئتم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، نا حفص بن غياث، نا بعض أصحابنا، عن مجاهد قال: ذهبنا إلى عمر بن عبد العزيز نريد أن نعلّمه، فتعلمنا منه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا سفيان قال: قال مجاهد: أتيناه نعلّمه فما برحنا حتى تعلمنا منه.

قال سفيان: غزا مجاهد فمرّ عليه.

ص: 170


1- زيادة عن المختصر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن اللّنباني (1)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أحمد بن إبراهيم، حدّثني أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا فضيل، عن السّري بن يحيى (2).

أن عمر بن عبد العزيز حمد اللّه ثم خنقته العبرة، ثم قال: أيها الناس أصلحوا آخرتكم تصلح لكم دنياكم، و أصلحوا سرائركم تصلح لكم علانيتكم، و اللّه إنّ عبدا ليس بينه و بين آدم أب إلاّ قد مات، إنه لمعرق (3) له في الموت.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد العزيز، نا أبي، عن عمر بن محمّد المكي، عن عبد اللّه بن شوذب قال:

خطب عمر بن عبد العزيز فقال: كم من عامر موثّق عما قليل يخرب، و كم من مقيم مغتبط عمّا قليل يظعن، فأحسنوا - رحمكم اللّه - منها الرّحلة بأحسن ما بحضرتكم من النّقلة، بينا ابن آدم في الدنيا ينافس فيها قرير العين قانعا (4)،إذ دعاه اللّه بقدره و رماه بيوم حتفه، فسلبه آثاره و دنياه، و صيّر لقوم آخرين مصانعه و معناه. إن الدنيا لا تسرّ بقدر ما تضرّ، تسرّ قليلا و تحزن طويلا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو الحسن الحربي (5)،نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، نا الهيثم بن خارجة، نا إسماعيل بن عيّاش، عن عمرو بن مهاجر (6).

أن عمر بن عبد العزيز لما استخلف قام في الناس، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال: يا أيّها الناس، إنّه لا كتاب بعد القرآن، و لا نبي بعد محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم، ألا و إني لست بقاض (7) و لكني

ص: 171


1- في «ز»: النسائي تصحيف.
2- تاريخ الخلفاء ص 284 و تهذيب الكمال من هذه الطريق 120/14.
3- في تاريخ الخلفاء:«لعرق» و في «ز»: «لمعزوله» و في م، كالأصل.
4- بالأصل:«قانع» و في م و «ز»: مانع.
5- رسمها مضطرب بالأصل و م و «ز»، و السند معروف.
6- تهذيب الكمال 121/14 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 195 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 69 و تاريخ الخلفاء ص 276.
7- بالأصل و سيرة ابن الجوزي و م:«بقاصّ » و المثبت عن «ز»، و تهذيب الكمال و تاريخ الإسلام، و في تاريخ الخلفاء و سير الأعلام: لست بفارض».

منفّذ، ألا و إنّي لست بمبتدع و لكني متّبع، إنّ الرجل الهارب من الإمام الظالم ليس بظالم، ألا إن الإمام الظالم هو العاصي، ألا لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد، أنا عبد اللّه بن أحمد، أنا عيسى بن عمر (1)،أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، أنا موسى بن خالد، نا معتمر بن سليمان، عن عبد اللّه بن عمر.

أن عمر بن عبد العزيز خطب فقال: يا أيّها الناس، إن اللّه لم يبعث بعد نبيكم نبيا، و لم ينزل بعد الكتاب الذي أنزل عليه كتابا، فما أحلّ اللّه على لسان نبيّه فهو حلال إلى يوم القيامة، و ما حرّم على لسان نبيّه فهو حرام إلى يوم القيامة، ألا و إنّي لست بقاض و لكني منفّذ، و لست بمبتدع و لكني متّبع، و لست بخير منكم غير أنّي أثقلكم حملا، ألا و إنه ليس لأحد من خلق اللّه أن يطاع في معصية اللّه، ألا هل أسمعت.

أخبرنا [أبو علي الحسن بن أحمد - إذنا - و] (2) أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء - مشافهة - قالا: أنا منصور بن الحسين، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا محمّد بن بشّار، نا عبد الوهّاب، نا عبيد اللّه بن عمر.

عن عمر بن عبد العزيز أنه خطب الناس، فحمد اللّه و أثنى عليه و قال: أمّا بعد، أيها الناس إنّه لم يبعث نبي بعد نبيّكم، و لم يبعث يعني بعد الكتاب الذي أنزل عليه كتاب، و إنه ما أحلّ على لسان نبيّه فهو حلال إلى يوم القيامة، و ما حرّم على لسانه فهو حرام إلى يوم القيامة، ألا و إنّي لست بقاض و لكني أنفذ، و لست بمبتدع و لكني متّبع، و لست بخير من أحد منكم و لكني أثقلكم حملا و إنه ليس لأحد أن يطاع في معصية اللّه، ألا هل أسمعت.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن (3) رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن يحيى الحلواني، نا محمّد بن عبيد، نا إسحاق بن سليمان، عن شعيب بن صفوان، حدّثني ابن لسعيد بن العاص قال (4):

ص: 172


1- في «ز»: عمران.
2- الزيادة عن م و «ز»، لتقويم السند.
3- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م و «ز».
4- الخطبة في سيرة عمر لابن الجوزي ص 259 و سيرة عمر لابن عبد الحكم ص 42-43.

كان آخر خطبة خطبها عمر بن عبد العزيز حمد اللّه و أثنى عليه قال: أيها الناس أما بعد، فإنّكم لم تخلقوا عبثا، و لن تتركوا سدّى، و إنّ لكم معادا (1) ينزل اللّه فيه للحكم فيكم و الفصل بينكم، فخاب و خسر من خرج من رحمة اللّه، و حرم جنة عرضها السموات و الأرض، أ لم تعلموا أنه لا يأمن غدا إلاّ من حذر اليوم (2) و خافه، و باع نافذا بباق، و قليلا بكثير، و خوفا بأمان، أ لا ترون أنكم في أسلاب الهالكين، و ستكون من بعدكم للباقين كذلك حتى يردّ إلى خير الوارثين، ثم إنكم في كل يوم تشيّعون غاديا و رائحا إلى اللّه عزّ و جل، قد قضى نحبه حتى يغيّبوه في صدع من الأرض في بطن صدع غير موسّد و لا ممهّد، قد فارق الأحباب و باشر التراب، و واجه الحساب، فهو مرتهن بعمله، غني عما ترك، فقير إلى ما قدّم، فاتّقوا اللّه قبل انقضاء مراقبته و نزول الموت بكم، أما إنّي أقول هذا ثم رفع طرف ردائه على وجهه فبكى و أبكى من حوله.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا جعفر بن أحمد السّرّاج، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو جعفر عبد اللّه بن إسماعيل بن إبراهيم [الهاشمي] (3) نا ابن أبي الدنيا، نا [أبو] (4)عبد الرّحمن النحوي عبد اللّه بن محمّد بن هانئ النّيسابوري، أنا مرحوم بن عبد العزيز بن القعقاع بن غيلان قال:

خطب عمر بن عبد العزيز فحمد اللّه و أثنى عليه و قال: أيها الناس، إنّكم لم تخلقوا عبثا، و لن تتركوا سدّى، و إنّ لكم معادا يجمعكم اللّه فيه للحكم فيكم، و الفصل فيما بينكم، فخاب و شقي عبدا أخرجه (5) اللّه من رحمته التي وسعت كل شيء، و جنته التي عرضها السموات و الأرض، و إنّما يكون الأمان غدا لمن خاف اللّه و اتّقى و باع قليلا بكثير، و فانيا (6)بباق، و شقوة بسعادة، أ لا ترون أنكم في أسلاب الهالكين و سيخلف بعدكم الباقون. أ لا ترون أنكم في كلّ يوم تشيّعون غاديا أو رائحا إلى اللّه، قد قضى نحبه، و انقطع أمله، فتضعونه في صدع من الأرض غير موسّد و لا ممهّد، قد خلع الأسباب (7) و فارق الأحباب، و واجه

ص: 173


1- في سيرة ابن عبد الحكم: و انكم لكم معاد.
2- في سيرة ابن الجوزي: إلاّ من حذر اللّه و خافه.
3- زيادة عن م، و «ز».
4- الزيادة عن م، و «ز».
5- الأصل و م: خرجه، و المثبت عن «ز».
6- في سيرة عمر لابن الجوزي: و فائتا بباق.
7- في سيرة عمر لابن عبد الحكم: خلع الأسلاب.

الحساب، و أيم اللّه إنّي لأقول لكم مقالتي هذه، و ما أعلم عند أحد منكم من الذنوب أكثر مما أعلم من نفسي (1)،و لكنها سنن من اللّه عادلة أمر فيها بطاعته، و نهى فيها عن معصيته، و أستغفر اللّه، و وضع كمّه على وجهه فبكى حتى كنفت لحيته، فما عاد إلى مجلسه حتى مات، رحمه اللّه.

أخبرنا أبو الفرج سعيد (2) بن أبي الرجاء بن أبي منصور، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين الكاتب، و أبو طاهر أحمد بن محمود الأديب، قالا: أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، نا محمّد بن هارون بن حميد بن المجدّر، نا محمّد بن هشام، نا محمّد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني، نا سفيان الثوري قال:

لما قام عمر بن عبد العزيز كتب إلى أهل الشام بكلمتين: من علم أن كلامه من عمله أقلّ منه إلاّ فيما ينفعه، و من أكثر ذكر الموت اجتزأ من الدنيا باليسير، و السلام.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين بن علي بن القاسم الكاتب، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة الحرّاني، نا عبد اللّه بن محمّد الزهري، قال: سمعت سفيان قال:

كتب سالم إلى عمر بن عبد العزيز: إنك إن عملت (3) بمثل عمل عمر بن الخطّاب، فأنا أرجو أن تكون إلى أفضل من أجر عمر.

أخبرنا أبو الحسن السّلمي، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا-.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، قالا: أنا محمّد بن عوف المزني، أنا محمّد بن موسى بن الحسين، أنا أبو بكر (4) محمّد بن خريم (5).

و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن بن محمّد الأزهري، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خيرون، أنا أحمد بن محمّد بن الحسن، نا أبو عبد اللّه محمّد بن يحيى الذهلي، قالا: نا هشام بن عمّار، نا أيوب بن سويد، نا يونس بن يزيد، عن الزهري قال:

ص: 174


1- في سيرة عمر لابن الجوزي و ابن عبد الحكم: أعلم عندي.
2- الأصل: أسعد، و المثبت عن م، و «ز».
3- بالأصل:«قد إن عملت» و في «ز»: «إنك قد عملت» و المثبت عن م.
4- أقحم بعدها بالأصل: بن.
5- في «ز»: خزيم، تصحيف.

كتب عمر بن عبد العزيز إلى سالم بن عبد اللّه، فكتب إليه بسيرة عمر بن الخطّاب في الصدقات، فكتب إليه بالذي (1) سأل من ذلك و كتب إليه: إنّك إن عملت بمثل عمل عمر في مثل زمانه و مثل رجاله في مثل زمانك و رجالك كنت عند اللّه خيرا من عمر (2).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو عبد الرّحمن القرشي، نا عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي، عن عبيد اللّه بن الوليد، عن عراك بن حجرة، عن عمر بن عبد العزيز قال:

رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في النوم فقال لي: ادن يا عمر، ثم قال لي: ادن يا عمر، ثم قال لي: ادن يا عمر حتى كدت أن أصيبه، ثم قال لي: يا عمر إذا ولّيت فاعمل في ولايتك نحوا من عمل هذين، و إذا كهلان قد اكتنفاه، قلت: من هذان ؟ قال: هذا أبو بكر، و هذا عمر.

قال: و نا ابن أبي الدنيا [نا] (3) خالد بن خداش، نا حمّاد بن زيد، عن أبي هاشم (4).

أن رجلا جاء إلى عمر بن عبد العزيز فقال له: رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في المنام، و أبو بكر عن يمينه، و عمر عن شماله، و إذا رجلان يختصمان و أنت بين يديه جالس، فقال لك: يا عمر إذا عملت فاعمل بعمل هذين - لأبي بكر و عمر - فاستحلفه عمر باللّه لرأيت هذه الرؤيا، فحلف، فبكى (5).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة-.

قالا: و أنا أبو تمام علي بن محمّد - إجازة - أنا أحمد بن عبيد - قراءة-.

أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا يحيى بن معين، نا خالد بن حيّان، عن

ص: 175


1- من قوله: بسيرة.. إلى هنا استدرك على هامش م و بعدها صح.
2- تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 195، و سير أعلام النبلاء 127/5 و عقب الذهبي في السير بقوله: هذا كلام عجيب، أنى يكون خيرا من عمر؟ حاشى و كلا، و لكن هذا القول محمول على المبالغة. و تاريخ الخلفاء ص 276.
3- سقطت من الأصل و م، و الزيادة عن «ز».
4- تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 195، و سير أعلام النبلاء 127/5 و تاريخ الخلفاء ص 275.
5- في م و «ز»: فبكى عمر.

جعفر، و فرات بن سلمان، عن ميمون بن مهران قال: إن اللّه كان يتعاهد الناس بنبي بعد نبي، و إنّ اللّه تعاهد الناس بعمر بن عبد العزيز (1).

أخبرنا أبو الحسن (2) علي بن محمّد، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العباس النّهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل البخاري، حدّثني أحمد بن أبي رجاء، نا أبو أسامة، عن ابن المبارك، عن يونس بن يزيد، عن الزهري قال: لا أظنه إلاّ رفعه، قال:

ما من أمة يعملون بطاعة اللّه مائة سنة فيأتي عليهم و هم يعملون بطاعة اللّه إلاّ أكلوا مثلها، فإن أتت عليهم المائة و هم يعملون بمعصية اللّه إلاّ هلكوا أو أبيدوا فكان فيما رحم اللّه هذه الأمة خلافة عمر بن عبد العزيز، استخلف سنة تسع و تسعين، و مات سنة إحدى و مائة، و هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي، و أمّه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطّاب، أبو حفص، مات بالشام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا بشر بن عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز، نا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال:

كان نقش خاتم أبي عمر بن بن عبد العزيز: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، نا عدي بن أبي عمارة، عن أبيه، عن حرب بن زياد قال:

كان نقش خاتم عمر بن عبد العزيز: آمنت باللّه.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب العشاري، نا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسماعيل بن سمعون (3)،نا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه بن يزيد، نا إسحاق الختّلي.

ص: 176


1- تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 195-196 و سير أعلام النبلاء 127/5.
2- في «ز»: الحسين، تصحيف.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: شمعون.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم، أنا عثمان بن السماك، نا إسحاق بن إبراهيم بن سفيان، نا يحيى بن يوسف الزّمّي (2)،نا إسماعيل بن عياش، عن عمرو بن مهاجر قهرمان عمر بن عبد العزيز قال:

كان نقش خاتم عمر بن عبد العزيز: الوفاء عزيز.

أخبرنا أبو بكر أيضا، نا أبو الحسين، أنا عبيد اللّه، أنا عثمان، نا إسحاق، نا خالد بن مرداس أبو الهيثم السّرّاج، نا الحكم بن عمرو أبو سليمان قال:

رأيت خاتم عمر بن عبد العزيز من فضة، و فصّه من فضة مربع، قال الحكم: درس فنقشته أنا: كلأ البرّ يعزه عمر (3).

هذا تصحيف، و الصواب ما.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفوارس عبد الباقي بن محمّد، قالا: أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا خالد بن مرداس، نا الحكم قال: رأيت خاتم عمر بن عبد العزيز من فضة، و فصّه من فضة، مربّع، قال الحكم:

درس فنقشته أنا خلأ البر بعده عمر.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن الحسن الغضائري - ببغداد - نا أحمد بن سلمان الفقيه، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا أبو كامل، نا حمّاد - يعني ابن سلمة - عن حمّاد (4) قال:

لما استخلف عمر بن عبد العزيز بكى، فقال: يا أبا فلان، هل تخشى عليّ ؟ فقال:

كيف حبك للدرهم ؟ قال: لا أحبه، قال: لا تخف، فإنّ اللّه عزّ و جل سيعينك (5).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد - إملاء - أنا محمّد بن

ص: 177


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: المرزقي، بالقاف، تصحيف.
2- بالأصل و م بدون إعجام، و في «ز»: «الرسي» و الصواب ما أثبت و ضبط ، ترجمته في تهذيب الكمال 269/20.
3- سيرة عمر لابن الجوزي ص 175.
4- تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 196 و سير أعلام النبلاء 128/5 و حماد: هو حماد بن أبي سليمان. و سيرة عمر لابن الجوزي ص 180 و فيها: قال: حدثنا حماد عن حميد قال: لما استخلف عمر...
5- سيرة ابن الجوزي: سيغيثك.

محمّد بن مخلد، أنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، نا محمّد بن يونس بن موسى، نا أبو عاصم، نا سلاّم أبو المنذر، عن علي بن زيد قال:

لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة سمعت سعيد بن المسيّب يقول: يا أيها الناس اجعلوا نصف دعائكم لأمير المؤمنين بالسلامة و العافية، حتى يسلم لكم دينكم و دنياكم.

سعيد لم يبق إلى خلافة عمر (1).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا إسماعيل بن إسحاق، نا نصر بن علي، نا الأصمعي (2)،نا الوليد بن يسار الخزاعي قال:

لما استخلف عمر بن عبد العزيز قال للحاجب: أدن مني قريشا و وجوه الناس، ثم قال لهم: إنّ فدك كانت بيد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فكان يضعها حيث أراه اللّه، ثم وليها أبو بكر، ففعل مثل ذلك،[ثم وليها عمر، ففعل مثل ذلك] (3) قال الأصمعي: و خفي عليّ ما قال في عثمان، ثم إنّ مروان أقطعها فوهبها لمن لا يرثه من بني بنيه، فكنت أحدهم، ثم ولي الوليد فوهب لي نصيبه، ثم ولي سليمان فوهب لي نصيبه، ثم لم يكن من مالي شيء أردّ عليّ منها، ألا و إنّي قد رددتها موضعها، قال: فانقطعت ظهور الناس و يئسوا من المظالم.

أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن داود الفقيه، و أبو غالب محمّد بن الحسن قالا: أنا أبو علي بن أحمد بن علي، أنا أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد، أنا أبو علي محمّد بن أحمد اللؤلؤي، أنا أبو داود سليمان بن الأشعث (4)،نا عبد اللّه بن الجرّاح، نا جرير، عن المغيرة قال:

جمع عمر بن عبد العزيز بني مروان حين استخلف فقال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كانت له فدك (5) ينفق منها، و يعود منها على صغير بني هاشم، و يزوج منها أيّمهم، و إنّ فاطمة سألته

ص: 178


1- في موته أقوال: قيل سنة 94 و قيل سنة 93، و حكى أبو بكر بن أبي خيثمة عن ابن معين أنه مات سنة 100 (راجع تهذيب الكمال 303/7) و تهذيب التهذيب 77/4.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 121/14.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن م، و «ز»، و تهذيب الكمال.
4- سنن أبي داود في(14) كتاب الخراج و الإمارة،(19) باب، في صفايا رسول اللّه من الأموال (رقم 2972). و تهذيب الكمال 121/14، و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 196، و سير أعلام النبلاء 128/5-129.
5- فدك محركة، قرية بالحجاز بينها و بين المدينة يومان (قاله ياقوت في معجم البلدان).

أن يجعلها لها، فأبى، فكانت كذلك في حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حتى مضى لسبيله، فلمّا أن ولي أبو بكر عمل فيها بما عمل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في حياته حتى مضى لسبيله، فلمّا أن ولي عمر عمل فيها بمثل ما عملا حتى مضى لسبيله، ثم أقطعها مروان ثم صارت لعمر بن عبد العزيز قال عمر - يعني ابن عبد العزيز - فرأيت أمرا منعه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فاطمة ليس لي بحق، و إنّي أشهدكم أنّي قد رددتها على ما كانت على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (1)،نا هشام بن عمّار، نا يحيى بن حمزة، حدّثني سليمان.

أن عمر نظر في مزارعه فخرّق سجلاتها غير مزرعتي خيبر و السويداء، فسأل عن خيبر من أين كانت لأبيه ؟ قيل: كانت فيئا على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فتركها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فيئا على المسلمين حتى كان عثمان بن عفّان (2) فأعطاها مروان بن الحكم، و أعطاها مروان عبد العزيز أبا عمر، و أعطاها عبد العزيز عمر فخرّق سجلها، و قال: أنا أتركها حيث تركها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و بلغني أنّها فدك.

قال: و نا يعقوب (3)،نا عبد اللّه بن عثمان، نا عبد اللّه بن المبارك، قال:

قال عمر بن عبد العزيز لمزاحم - قال: و كان مزاحم مولاه، و كان فاضلا قال:- إنّ هؤلاء القوم - يعني أهله - أقطعوني ما لم يكن لي أن آخذه، و لا لهم أن يعطوني، و إنّي قد هممت بردها على أربابها، قال: فقال مزاحم: فكيف تصنع بولدك ؟ قال: فجرت (4) دموعه على وجنتيه قال: فجعل يمسحها بإصبعه الوسطى و يقول: أكلهم إلى اللّه، قال عبد اللّه:

لتعرف (5) أنه قد كان يجد بولده ما يجد القوم بأولادهم، قال عبد اللّه: و كأنّ مزاحم مع فضله لم يقنع بقوله، فخرج مزاحم (6) فدخل على عبد الملك بن عمر فقال: إنّ أمير المؤمنين قد

ص: 179


1- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 587/1 و سيرة عمر لابن عبد الحكم ص 58 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 130.
2- لم يذكر ابن عبد الحكم: عثمان بن عفان رضي اللّه عنه.
3- الخبر في المعرفة و التاريخ 586/1 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 129-130.
4- كذا بالأصل و م و سيرة عمر، و في المعرفة و التاريخ: فخرّت.
5- في المعرفة و التاريخ: فيعرف.
6- أقحم بعدها بالأصل: مع فضله لم يقنع بقوله، فخرج مزاحم.

همّ بأمر لهو أضرّ عليك و على ولد أبيك من كذا و كذا، إنه قد همّ بردّ السهلة (1)-قال عبد اللّه: و هي باليمامة و هي أمر عظيم، قال: و كان عيش ولده منها - قال عبد الملك: فما ذا قلت له ؟ قال: كذا و كذا، قال: بئس لعمر اللّه وزير الخليفة أنت، قال: ثم قام ليدخل على عمر و قد تبوأ مقيله، قال: فاستأذن، قال: فقال له البوّاب إنّه قد تبوأ مقيله، قال: ما منه بدّ، قال: سبحان اللّه أ لا ترحموه ؟ إنّما هي ساعته، قال: فسمع عمر صوته، فقال: أعبد الملك ؟ قال: نعم، قال: ادخل، قال: فدخل، قال: ما جاء بك ؟ قال: إنّ مزاحما أخبرني بكذا و كذا، قال: فما رأيك، فإنّي أريد أن أقوم به العشية، قال: أرى أن تعجله فما يؤمنك أن يحدث بك حدث أو يحدث بقلبك حدث، قال: فرفع يديه فقال: الحمد للّه الذي جعل من ذريتي من يعينني على ديني، قال: ثم قام من ساعته فجمع الناس و أمر بردّها (2).

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، أنا محمّد بن إبراهيم، أنا محمّد بن إبراهيم بن علي، أنا أبو عروبة الحسين بن محمّد الحرّاني، نا علي بن إبراهيم، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني الليث قال (3):

فلمّا ولي عمر بن عبد العزيز بدأ بلحمته و أهل بيته فأخذ ما بأيديهم و سمّى أموالهم مظالم، ففزعت بنو أمية إلى فاطمة بنت مروان عمّته، فأرسلت إليه أن قد عناني أمر، لا بدّ لي من لقائك فيه، فأتته ليلا، فأنزلها عن دابتها، فلمّا أخذت مجلسها قال: يا عمّة أنت أولى بالكلام فتكلمي، لأن الحاجة لك، قالت: تكلّم يا أمير المؤمنين، قال: إنّ اللّه بعث محمّدا صلّى اللّه عليه و سلّم رحمة، و لم يبعثه عذابا إلى الناس كافة، ثم اختار له ما عنده، فقبضه اللّه و ترك لهم نهرا، شربهم سواء، ثم قام أبو بكر، فترك النهر على حاله، ثم ولي عمر فعمل على أمر (4) صاحبه، ثم لم يزل النهر يشقّ منه يزيد و مروان و عبد الملك [و الوليد] (5) و سليمان حتى أفضى الأمر إليّ ، و قد يبس النهر الأعظم، و لن يروى أصحاب النهر الأعظم حتى يعود النهر إلى ما كان عليه، فقالت: حسبك، قد أردت كلامك و مذاكرتك، فأما إذا كانت مقالتك

ص: 180


1- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و سيرة ابن الجوزي، و في المعرفة و التاريخ و التاريخ: البسيطة.
2- كتب بعدها في م و «ز»: آخر الجزء الرابع و الثلاثين بعد الخمسمائة.
3- الخبر من هذا الطريق رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 129/5 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 196.
4- في المصدرين: فعمل عمل صاحبه.
5- الزيادة عن تاريخ الإسلام و سير الأعلام.

هذه فلست بذاكرة لك شيئا أبدا، فرجعت إليهم فأبلغتهم كلامه.

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي - ببغداد - أنا الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن - بمكة - أنا أحمد بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن فراس (1)،نا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه المكي، نا أبو صالح محمّد بن أبي الأزهر، قال:

سمعت أبا بكر بن عيّاش يقول:

قال عمر بن عبد العزيز لقومه لتتركني أو لا يفجأكم مني حتى أقف بمكة، فأخرج من هذا الأمر إلى أولى الناس به.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا أبو محمّد الكتاني.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن (2) أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد قالا: أنا محمّد بن عوف، أنا محمّد بن موسى بن الحسين (3)،أنا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا أيوب بن سويد، عن فرات بن سلمان الجزري، عن ميمون بن مهران، قال (4):

سمعت عمر بن عبد العزيز قال: لو أقمت فيكم خمسين عاما ما استكملت فيكم العدل، و إنّي لأريد الأمر من أمر العامة أن أعمل به فأخاف أن لا تحمله قلوبهم، فأخرج معه طمعا من طمع الدنيا، فإن (5) أنكرت قلوبهم هذا سكنت لهذا (6).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن موسى، نا محمّد بن الحارث، عن المدائني قال:

قال عمر بن عبد العزيز: إنّي لأجمع أن أخرج للمسلمين أمرا من أمر العدل، فأخاف أن لا تحمله قلوبهم، فأخرج معه طمعا من طمع الدنيا، فإن نفرت القلوب من هذه سكنت إلى هذا.

أخبرنا أبو العز بن كادش - فيما قرأ علي إسناده و ناولني إيّاه و قال: اروه عنّي - أنا

ص: 181


1- الأصل و «ز»: براس» و المثبت عن م، و السند معروف.
2- ما بين الرقمين سقط من «ز».
3- ما بين الرقمين سقط من «ز».
4- رواه الذهبي من هذا الطريق في سير أعلام النبلاء 129/5-130 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 197.
5- ما بين الرقمين سقط من سير أعلام النبلاء.
6- ما بين الرقمين سقط من سير أعلام النبلاء.

محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (1)،نا إبراهيم بن محمّد بن عرفة الأزدي، نا عبد اللّه ابن أخت أبي الوزير، عن أبي محمّد السامي (2)،قال: كنت غلاما في خلافة عمر بن عبد العزيز، فلمّا أخذ عمر في ردّ المظالم غلظ ذلك على أهل بيته و على جميع قريش فكتب إليهم عبد الرّحمن بن الحكم:

فأبلغ هشاما و الذين تجمعوا *** بدابق لا سلمتم آخر الدّهر

و يروى:

فقل لهشام و الذين تجمعوا *** بدابق موتوا لا سلمتم يد الدهر

فأنتم أخذتم حتفكم بأكفّكم *** كباحثة عن مدية و هي لا تدري

[عشية بايعتم إماما مخالفا *** له شجن بين المدينة و الحجر] (3)

فأجابه بعض ولد مروان عن هشام بن عبد الملك:

لئن كان ما تدعوا إليه هو الرّدى *** فما أنت فيه ذو غناء و لا وفر

و أنت من الريش الذّنابي و لم تكن *** من الجزلة الأولى و لا وسط الظهر

و نحن كفيناك الأمور كما كفى *** أبو نا أباك الأمر في سالف الدّهر

قال القاضي: قال عبد الرّحمن بن الحكم في شعره هذا:«بدابق» فلم يصرفه في موضعين، و في صرفه و ترك صرفه وجهان معروفان في كلام العرب، و العرب تذكّره و تؤنثه فمن ذكّر صرفه كما قال الشاعر:

بدابق و أين مني دابق (4)

و من أنّثه لم يصرفه، كما قال الآخر:

لقد خاب قوم قلّدوك أمورهم *** بدابق إذ قيل العدوّ قريب

و قوله:«كباحثة عن حتفها و هي لا تدري» هذا مثل يضرب للذي يثير بجهله ما يؤديه إلى هلاكه أو الإضرار به، و أصله: أن ناسا أخذوا شاة ليست لهم فأرادوا أكلها، فلم يجدوا ما

ص: 182


1- رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 92/4-93 و سيرة عمر لابن عبد الحكم ص 126-127.
2- في الجليس الصالح الكافي: الشامي.
3- سقط البيت من الأصل، و استدرك عن م، و «ز»، و الجليس الصالح الكافي و سيرة عمر لابن عبد الحكم.
4- الأصل: بدابق، و المثبت عن م، و «ز»، و الجليس الصالح.

يذبحونها به، فهمّوا بتخليتها، فاضطربت عليهم، و لم تزل تثير الأرض و تبعثرها بقوائمها، فظهر لهم فيما احتفرته مدية فذبحوها بها و صارت هذه القصة مثلا سائرا فيما قدمنا ذكره.

و قول المرواني:

و أنت من الرّيش الذّنابي

يقال: ذنب الفرس و غيره، و ذنابي الطائر و ذنابي الوادي، و ذنابته، و مذنب النهر، قال الشاعر:

أيا جحمتا بكي على أمّ صاحب *** قتيلة قلوب بإحدى الذنائب (1)

و يروى المذانب، و الجحمتان: العينان، و الواحدة: جحمة، و يقال: إنه بلغة أهل اليمن، و القلوب: الذئب.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني الحسن بن عبد العزيز، حدّثني أبو حفص، نا الوليد بن مسلم، عن ابن أبي رقية قال:

جاء رجل من بني شيبان فقال: إنّ لأمير المؤمنين عندي نصيحة، فاستأذن عليه فدخلت على عمر بن عبد العزيز فأخبرته، فقال: اللّهمّ ارزقني منه النصيحة، فأدخلته عليه، فقال: يا أمير المؤمنين إن شئت أن تقرأ هذا الكتاب و إن شئت كلّمتك، فقال: هات الكتاب، ثم أذن له فخرج، فقال لي بعد: أ تعرف الرجل ؟ قلت: لا، فقال: ما أراك جئتني إلاّ بشيطان أطلبه، قال: فخرجت فلم أزل حتى وقعت عليه، فقلت له: كدت أن تهلكني عند أمير المؤمنين هو يدعوك، فأدخلته عليه، فاستكتمه ما كان في الكتاب ثم خرج، فلحقته فقلت: أخبرني ما كان في الكتاب، قال: إنّ أمير المؤمنين يستكتمني و أنا أخبرك، فلم أزل ألحّ عليه حتى أخبرني، قال: إنّي كنت صاحب صلاة بالليل، فصلّيت ما قدر لي، ثم نمت فرأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:

كيف صاحبكم هذا؟ أو أميركم هذا؟ فقلت: يا رسول اللّه ما ولينا خليفة ثقة مثله، قال: إنّه ليس من خلفاء اللّه، و لكنه أمير المؤمنين، هل أنت مبلغه عني ثلاثا إن فعلهن فقد ضبط و إلاّ فقد ضيع و لم يصنع شيئا أصحاب القبالات يأكلون الربا و العرفاء يأخذون أموال اليتامى،

ص: 183


1- البيت في اللسان: حجم و قلب.

و أصحاب المكوس يظلمون الناس، قال ابن أبي رقية: فما أمسيت من يومي حتى أنفذ عمر فيهم الكتب (1).

قال: و نا ابن أبي الدنيا، نا أحمد بن إبراهيم بن كثير، حدّثني عفّان، نا عثمان بن عبد الحميد، حدّثني رجل قال: بلغني أن رجلا (2) قال:

بينا أنا أطوف بالكعبة إذ نعست فنمت، فرأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: انطلق إلى عمر بن عبد العزيز فاقرئه السلام، و أخبره أنّ اسمه عندنا ثلاثة أسماء: عمر، و جابر، و مهدي، و مره بحفظ ثلاث خصال، فإن هو حفظهن حفظ اللّه أمر دينه و دنياه، العرفاء فإنهم أكلة أموال اليتامى، و المتقبلين فإنهم أكلة الربا، و العشّارين فإنهم أكلة النجس (3)،ثم رأيته مرة أخرى، فقال لي مثل ذلك، ثم رأيته مرة أخرى فقال لي مثل ذلك و زبرني و أوفدني (4)،فشخصت إليه، فلمّا قدمت لقيت حاجبه فقلت: استأذن لي على أمير المؤمنين، فقال: من أنت ؟ فقلت: قل: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إليك، فكأنه أنكر ذلك، و ظن أنه لمم (5)،إلى أن مرّ إنسان من وجوه الناس، فدخل على أمير المؤمنين فقال له الحاجب: اسمع ما يقول هذا، فدخل الرجل فأخبره بذلك، فأدخل عليه، فأخبره بما رأى، فكتب مكانه أن لا يعطى إنسان عطاءه إلاّ في يده، و كتب في المتقبلين و العشارين بما ينبغي ثم قال: أ لا (6) أعطيك من مال اللّه أو من مالي، إن شئت ؟ فقال: أنا غني في المال، و إنّما شخصت لهذا.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، نا إسحاق بن إسماعيل، نا يحيى بن عثمان العامري، نا القاسم بن محمّد (7) قال:

أخذ بيدي سفيان الثوري فقمنا إلى رجل يكنى أبا همّام من أهل البصرة، فسأله عن حديث عمر بن عبد العزيز، فقال: حدّثني رجل من الحي - و ذكر من فضله - قال: سألت اللّه عزّ و جلّ أن يرزقني الحجّ ثلاث سنين، فأريت النبي صلى اللّه عليه و سلم أتاني فقال: احضر الموسم

ص: 184


1- في «ز»: الكتاب.
2- سيرة عمر لابن الجوزي ص 294-295.
3- في سيرة عمر: أكلة النحس.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في سيرة عمر: و أوعدني.
5- في سيرة عمر: و ظن أن بي لمما.
6- بالأصل:«لا» و المثبت عن م، و «ز»، و سيرة عمر.
7- الخبر بطوله في سيرة عمر لابن الجوزي ص 292-294.

العام، فانتبهت فذكرت أنه ليس عندي ما أحجّ به، فأتاني من الليلة الثانية فقال لي مثل ذلك، فانتبهت فقلت مثل ذلك، قال: فأتاني في الليلة الثالثة - قال: و كنت قلت في نفسي: إن هو أتاني قلت ليس عندي ما أحجّ به - قال: فقلت له ذلك، فقال لي: انظر موضع كذا و كذا من دارك، فاحتفره فإن فيه درعا لجدك - أو لأبيك - قال: فصلّيت الغداة، ثم احتفرت ذلك الموضع، فإذا درع كأنما رفعت عنها الأيدي، فأخرجتها فبعتها بأربع مائة درهم، ثم أتيت المربد فاشتريت بعيرا أو ناقة (1) و تهيّأت بما يتهيأ الحاج و وعدت أصحابا لي، فخرجت معهم حتى شهدت الموسم، ثم أردت الانصراف، فذهبت لأودع، و قدّمت بعيري إلى الأبطح، فإنّي لأصلّي في الحجر إذ غلبتني عيناي (2)،فأريت النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال لي: يا هذا إنّ اللّه عز و جل قد قبل منك سعيك، ائت عمر بن عبد العزيز فقل له: إنّ لك عندنا ثلاثة أسماء:

عمر بن عبد العزيز، و أمير المؤمنين، و أبو اليتامى: شدّ يدك بالعريف، و المكاس (3) قال:

فانتبهت و أتيت أصحابي، فقلت لهم: امضوا على بركة اللّه سبحانه، و أخذت برأس بعيري، و سألت عن رفقة تخرج إلى الشام، فمضيت معهم حتى انتهيت إلى دمشق، فسألت عن منزله فأنخت ناقتي، و أوصيت بها، و ذلك قبل انتصاف النهار، فإذا رجل قاعد على باب الدار، فقلت له: يا عبد اللّه استأذن لي على أمير المؤمنين، فقال لي: ما أمنعك - أو قال: ما امتنع عليك - و لكني أخبرك: كان من شأنه - يعني من تشاغله بالناس - حتى كان الساعة، فإن صبرت و إلاّ دخلت،[فلما دخلت على عمر بن عبد العزيز] (4) و قال لي: من أنت ؟ قال:

قلت له: أنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: فنظرت إلى نعلاه في إصبعيه فإذا هو يستقي ماء، فلما رآني تنحّى فألقى نعله ثم جلس، فسلّمت و جلست، فقال لي: ممن أنت ؟ قلت: رجل من أهل البصرة، قال: ممن أنت ؟ قلت: من بني فلان، قال: كيف البر عندكم ؟ كيف الشعير؟ كيف التمر عندكم ؟ كيف الزبيب ؟ كيف السمن ؟ كيف البزر حتى عدّ عدة الأنواع التي تباع، و ذكر اللبن حتى ذكر، فلما فرغ من هذا أعادني إلى المسألة الأولى ثم قال لي: ويحك! قد جئت بأمر عظيم، قلت: يا أمير المؤمنين ما أتيتك إلاّ بما رأيت، قال: ثم اقتصصت رؤياي من لدن الرؤيا إلى مجيئي إليه قال: فكأنّ ذلك تحقق عنده قال: ويحك! أقم عندي

ص: 185


1- في سيرة عمر: بعيرا و ناقة.
2- سيرة عمر: غلبتني عيني.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في سيرة عمر: و الماكس.
4- الزيادة عن سيرة عمر لابن الجوزي، و الجملة مستدركة فيها بين قوسين.

فأواسيك، قلت: لا، قال: فدخل و أخرج صرة فيها أربعون دينارا، قال: لم يبق من عطائي غير ما ترى، و أنا مواسيك منها، قال: قلت: لا و اللّه لا آخذ على رسالة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم شيئا أبدا، قال: فكان ذلك يصدق (1) قال: فودّعته فقام إليّ فاعتنقني و مشى معي إلى باب الدار، و دمعت عينه، فرجعت إلى البصرة، فمكثت حولا، ثم قيل لي: مات عمر بن عبد العزيز فخرجت غازيا فلمّا كنت في أرض الروم، إذا الرجل الذي كان استأذن لي قد عرفني و لم أعرفه، فسلّم عليّ ثم قال: علمت أن اللّه صدّق رؤياك ؟ مرض عبد الملك ابنه فكنت اعتقبه أنا و هو من الليل فكان إذا كانت ساعتي التي أكون عنده يذهب فيصلّي، و إذا كانت ساعته ذهبت أنا فنمت و قام يصلّي و غلق الباب دوني، قال: فو اللّه إنّي لليلة من الليالي إذ سمعت بكاء شديدا (2) عاليا، فقلت: يا أمير المؤمنين هل حدث بعبد الملك [حدث ؟] (3) فجعل لا يكترث لمقالتي، ثم إنه سري عنه ففتح الباب، فقال: أعلمك أن اللّه قد صدّق رؤيا البصري، أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال لي مقالته.

أخبرنا أبو علي الحداد - إذنا - و أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء - مشافهة - قالا: أنا منصور بن الحسين، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا أبو أحمد، عن الوليد بن جميع، حدّثني شعيب بن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، عن أبيه، عن جده قال في بني عبد شمس: منصور و مهدي و جابر.

قال: و نا أبو عروبة، نا عمرو بن عثمان الحمصي، نا ضمرة، عن ابن شوذب قال: قال الحسن.

إن كان مهدي فعمر بن عبد العزيز، و إلاّ فلا مهدي إلاّ عيسى بن مريم (4).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين (5) بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد.

ح و عن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة، قالا: نا محمّد بن

ص: 186


1- الأصل و م و «ز»: تصدق، و المثبت عن سيرة عمر، و فيها: يصدق عنده.
2- سيرة عمر: بكاء جليلا عاليا.
3- زيادة للإيضاح عن سيرة عمر لابن الجوزي.
4- تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 279.
5- الأصل و «ز»: الحسن، تصحيف، و المثبت عن م، و السند معروف.

الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا موسى بن إسماعيل، نا أبو هلال، عن قتادة قال:

كان يقال: إنّ المهدي ابن أربعين سنة، يعمل بأعمال بني إسرائيل، و إن لم يكن عمر فلا أدري من هو.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني سلمة - هو ابن شبيب - نا أحمد - هو ابن حنبل - نا عبد الرزّاق، أخبرني أبي قال: قال وهب: إن كان في هذه الأمة مهدي فهو عمر بن عبد العزيز (1).

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا عبد الرزّاق، أخبرني أبي قال: قال وهب بن منبه: إن كان في هذه الأمة مهدي فهو عمر بن عبد العزيز (2).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (3)،أنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، حدّثني مسلمة أبو سعيد قال: سمعت العرزمي يقول: سمعت محمّد بن علي يقول: النبيّ منّا، و المهدي من بني عبد شمس، و لا نعلمه إلاّ عمر بن عبد العزيز، قال: و هذا في خلافة عمر بن عبد العزيز.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر بن بيري - قراءة-.

ح و عن أبي الحسن (4) بن مخلد، أنا أبو الحسن بن خزفة، قالا: نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا إبراهيم بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (5).

ص: 187


1- تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 278.
2- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 254/5.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 333/5.
4- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، و «ز»، و السند معروف.
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 333/5.

قالا: نا مسلم بن إبراهيم، حدّثني أبو بكر بن الفضل بن المؤمّل (1) العتكي، حدّثني أبو يعفور عن مولّى لهند بنت أسماء قال:

قلت لمحمّد بن علي: إنّ الناس يزعمون أن فيكم مهديا، قال: إن ذاك لكذاك، و لكنه من بني عبد شمس، قال: كأنه عنى عمر بن عبد العزيز.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (2)،أنا عبيد اللّه بن عبد المجيد الحنفي، نا عبد الجبار بن أبي معن قال:

سمعت سعيد بن المسيّب سأله رجل فقال: يا أبا محمّد من المهديّ ؟ فقال له سعيد:

أدخلت [دار مروان ؟ قال: لا، قال: فادخل دار مروان تر المهدي، قال: فأذن عمر بن عبد العزيز للناس فانطلق] (3) الرجل حتى دخل دار مروان فرأى الأمير و الناس مجتمعين، ثمّ رجع إلى سعيد بن المسيّب فقال: يا أبا محمّد دخلت دار مروان فلم أجد أحدا أقول هذا المهدي، فقال له سعيد بن المسيّب و أنا أسمع: هل رأيت الأشج عمر بن عبد العزيز القاعد على السرير؟ قال: نعم، قال: فهو المهدي (4).

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (5)،أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني منصور بن بشير، نا إسماعيل بن عياش، عن أبي إسحاق، عن إبراهيم بن عقبة، عن عطاء مولى أم بكر (6) الأسلمية، عن حبيب بن هند الأسلمي، قال:

قال لي سعيد بن المسيّب و نحن على عرفة: إنّما الخلفاء ثلاثة، قلت: من الخلفاء؟ قال: أبو بكر، و عمر [و عمر] (7) قلت: هذا أبو بكر و عمر قد عرفناهما فمن عمر [الثالث] (8)

ص: 188


1- كذا بالأصل و م، و «ز»؛ و في ابن سعد: المؤتمر.
2- طبقات ابن سعد 333/5.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن م، و «ز»، و طبقات ابن سعد.
4- الأصل:«المهتدي» و المثبت عن م، و «ز»، و ابن سعد.
5- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 256/5-257 و تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 279 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 72.
6- في الحلية: أم بكرة.
7- زيادة عن م، و «ز»، و الحلية، و في تاريخ الخلفاء: و عمر بن عبد العزيز.
8- الزيادة عن الحلية.

قال: إن عشت أدركته، و إن متّ كان بعدك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، عن إبراهيم بن ميسرة قال:

قلت لطاوس هو المهدي ؟- يعني عمر بن عبد العزيز؟ قال: هو مهدي، و ليس به، إنه لم يستكمل العدل كله (1).

أخبرنا أبو علي الحداد - إذنا - و أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء - مشافهة - قالا: أنا منصور بن الحسين، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة الحرّاني، نا أبو الحسين الرّهاوي، نا العلاء بن عبد الجبّار، نا محمّد بن مسلم الطائفي، عن إبراهيم قال:

قيل لطاوس: أخبرنا عن عمر بن عبد العزيز أ هو المهديّ ؟ قال: إنّه لمهديّ ، و ليس به، إذا كان المهديّ تيب على المسيء من إساءته، و زيد المحسن في إحسانه، سمح بالمال، شديد على العمّال، رحيم بالمساكين.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنّى، نا مسدّد، نا يحيى، عن أبي يونس، نا أبو بحران، أنا الجلد حدثه و حلف عليه أنه لا يهلك هذه الأمة حتى يكون فيها اثنا عشر خليفة كلّهم يعمل بالهدى و دين الحق، منهم رجلان من أهل بيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، يعيش أحدهما أربعين سنة، و الآخر ثلاثين سنة، و لكن يكون خلفاء بعدهم ليسوا منهم.

قال: و نا مسدّد، نا حمّاد بن زيد، عن ابن عون قال: قلت لمحمّد بن سيرين: أ ترى عمر بن عبد العزيز منهم ؟ فقال: رجل صالح، و ليس منهم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم التّنوخي، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمّد بن شاذان البزّار، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل، نا وكيع، نا عبد الأعلى بن كيسان سمع ابن أبي الهذيل يقول:

ما في نفسي من نبيذ الجرشي إلاّ أن عمر بن عبد العزيز نهى عنه، و كان إمام عدل.

أخبرنا أبو علي الحداد (2) في كتابه، و أبو الفرج الأصبهاني - مشافهة - قالا: أنا أبو

ص: 189


1- سير أعلام النبلاء 130/5 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 197 و تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 281.
2- في «ز»: الجلاد، تصحيف.

منصور بن الحسين، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا عمرو بن عثمان الحمصي، و أيوب بن محمّد الوزّان قالا: نا ضمرة عن رجاء، عن ابن عون (1) قال:

كان ابن سيرين إذا سئل عن الطّلاء (2) قال: نهى عنه إمام هدى - يعني عمر بن عبد العزيز-.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أحمد بن علي بن الحسن المقرئ، نا محمّد بن أصبغ أبي الفرج المصري، أنا أبي، أخبرني عبد الرّحمن بن القاسم، حدّثني مالك.

عن سعيد بن المسيّب أنه وجد نشطة فقال لرجل: من الخلفاء؟ فقال الرجل: أبو بكر، و عمر، و عثمان، فقال سعيد: الخلفاء: أبو بكر، و العمران، فقال: أبو بكر و عمر قد عرفنا هما فمن عمر الآخر؟ قال: يوشك إن عشت أن تعرفه، يريد عمر بن عبد العزيز.

قال محمّد (3):قال - أبي: الرجل - عبد الرّحمن بن حرملة.

قال البيهقي: و روي عن الحارث بن مسكين، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن مالك، عن عبد الرّحمن بن حرملة، عن ابن المسيّب.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن مردك، أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرازي، نا هارون بن إسحاق الهمداني (4).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا هارون بن إسحاق قال: سمعت قبيصة يذكر عن عبّاد بن السماك قال:

سمعت سفيان يقول: الأمراء: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و عمر بن عبد العزيز.

ص: 190


1- سير أعلام النبلاء 130/5 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 197 و تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 279.
2- الطلاء: بالكسر و المد: شراب مطبوخ من عصير العنب، و هو الربّ . جوّر بعضهم شربه ما لم يسكر، و كرهه آخرون تورعا.
3- كذا بالأصل، و في م و «ز»: قال محمد بن أصبغ.
4- في «ز»: الهمذاني.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا محمّد بن نوح الجنديسابوري، نا أبو عبيدة السّري بن يحيى، نا قبيصة، نا عبّاد السماك قال:

سمعت سفيان يقول: أئمة العدل خمسة: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و عمر بن عبد العزيز (1).

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا إبراهيم بن محمّد بن سعيد التّستري، نا أبو عبيدة ابن أخي هنّاد، نا قبيصة قال: و سمعت عبّاد السماك يقول:

سمعت سفيان يقول: الأئمة خمسة: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن نصر النهاوندي، نا (2).

و أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا السّري بن يحيى، أنا قبيصة، نا عبّاد السماك (3) قال:

سمعت سفيان الثوري يقول: الخلفاء خمسة: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و عمر بن عبد العزيز - زاد السّري: و ما كان سواهم، فهم مميزون- (4).

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا علي بن عبد العزيز بن مردك، أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، نا محمّد بن خالد التيمي قال: سمعت قبيصة يقول: حدّثني عباد السماك و كان يجالس سفيان الثوري قال:

سمعت سفيان يقول: الخلفاء: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و عمر بن عبد العزيز و من سواهم فهو متبرئ.

ص: 191


1- سيرة عمر لابن الجوزي ص 73.
2- كذا بالأصل و م و «ز».
3- سيرة عمر لابن الجوزي ص 73 و انظر سير أعلام النبلاء 131/5.
4- في «ز»: مثيرون.

قال: و أنا ابن أبي حاتم قال: قال أبي، نا حرملة بن يحيى قال: سمعت الشافعي يقول: الخلفاء خمسة: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و عمر بن عبد العزيز (1).

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي بن الخضر بن أبي هشام، أنا عبد اللّه بن الحسن بن حمزة العطار، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن ياسر، أنا هارون بن محمّد الموصلي، نا أبو يحيى زكريا بن أحمد البلخي، نا (2) محمّد بن الربيع بن بلال المعروف بابن الأندلسي - بمصر - قال: سمعت حرملة يقول:

سألت الشافعي فقلت: يا أبا عبد اللّه من الخلفاء بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن (3)،أنا سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا زكريا بن أحمد البلخي (4)،نا الحسين بن جعفر القتات الكوفي، نا يعقوب بن عمرو (5)،عن أبي بكر بن عيّاش قال:

كان يقال يصلّى على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و يترحّم على خمسة من الخلفاء: على أبي بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و عمر بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (6)،نا أبو بكر بن مالك (7)،نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني الحسن بن عبد العزيز، نا أيوب بن سويد، نا محمّد بن فضالة.

أن عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز وقف براهب بالجزيرة في صومعة له، قد أتى عليه فيها عمر طويل، و كان ينسب إليه علم من علم الكتاب (8)،فهبط إليه و لم ير هابطا إلى أحد قبله، فقال له: أ تدري لم هبطت إليك ؟ قال: لا، قال: لحقّ أبيك، إنا نجده من أئمة العدل بموضع رجب من أشهر الحرم، قال: ففسره لنا أيوب بن سويد، فقال: ثلاثة متوالية: ذو

ص: 192


1- تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 197 و سير أعلام النبلاء 130/5-131.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- في «ز»: الحسين.
4- ما بين الرقمين سقط من م.
5- في «ز»: عمر.
6- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 255/5.
7- في الحلية: حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان.
8- في الحلية: علم الكتب.

القعدة، و ذو الحجة، و المحرم، أبو بكر، و عمر، و عثمان، و رجب منفرد منها عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة-.

ح قالا: و أنا أبو تمّام - إجازة - أنا أحمد - قراءة - أنا محمّد بن الحسين، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا عبد اللّه بن جعفر، نا أبو المليح، عن خصيف قال:

رأيت في المنام رجلا قاعدا و عن يمينه رجل و عن شماله رجل، إذ أقبل عمر بن عبد العزيز فأراد أن يجلس بين الذي عن يمينه و بينه فلصق بصاحبه، فأراد أن يجلس بينه و بين الذي عن يساره، فلصق بصاحبه، فجذبه الأوسط فأقعده في حجره، قال: قلت: من هذا؟ قالوا: هذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و هذا أبو بكر، و هذا عمر، و هذا عمر بن عبد العزيز (1).

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو الحسن النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، أنا محمّد بن إسماعيل، حدّثني محمّد بن عبادة، نا يعقوب بن محمّد، عن أبيه أو قال: حدّثتني جدتي عن سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان قال: و اللّه لكأنّ عمر بن عبد العزيز كان صعد إلى السماء فنظر ثم نزل إلى الأرض.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه قالا: أنا أبو الحسين، أنا أبو بكر بن بيري - إجازة - قالا:

و أنا علي بن محمّد، أنا أبو بكر - قراءة-.

نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا الحسين بن حمّاد، نا طلحة أبو محمّد قال: سمعت أشياخنا يذكرون قالوا:

و استخلف عمر بن عبد العزيز سنة تسع و تسعين، و مات سنة إحدى و مائة، و كان يكتب إلى عمّاله بثلاث خصال يدور فيهم: بإحياء سنة، أو إطفاء بدعة، أو قسم (2) في

ص: 193


1- سير أعلام النبلاء 131/5 و انظر سيرة عمر لابن الجوزي ص 288 عن خصاف أخي خصيف، و باختلاف الرواية.
2- القسم: العطاء.

مسكنة، أو رد مظلمة، و كان (1) يكتب إليهم: إنّما هلك من كان قبلكم من الولاة أنهم كانوا يحبسون الخير حتى يشترى منهم، و يبذلون الشر حتى يفتدى منهم (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أنا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي، نا علي بن مسعدة، عن رباح (3) بن عبيدة قال:

جاءت كتب عمر بن عبد العزيز إلى عماله في الآفاق: بإحياء سنة، و إطفاء بدعة، و قسم في مسكنة، و ردّ مظلمة.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة (4) بنت محمّد، قالت: أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أبو كريب، نا عثّام (5) بن علي، عن عاصم بن أبي حبيب قال:

كان لعمر بن عبد العزيز مناد ينادي كل يوم: أين الغارمون، أين الناكحون، أين المساكين، أين اليتامى.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أحمد بن سهل، نا إبراهيم بن معقل، حدّثني حرملة، نا (6) ابن وهب، حدّثني مالك عن يحيى بن سعيد، و ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، قالا:

كان عمر بن عبد العزيز يقول: ما من طينة أهون علي فكّا، و ما من كتاب أيسر علي ردّا من كتاب قضيت به، ثم أبصرت أن الحق في غيره فنسخته.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (7)،حدّثني هشام بن عمّار، نا يحيى بن حمزة، نا سليمان بن داود.

ص: 194


1- قوله:«مظلمة، و كان» مكانها فراغ في «ز»، و كتب على هامشها: بياض بالأصل.
2- «منهم» استدركت على هامش م.
3- في «ز»: «رياح» و بدون إعجام في م.
4- «فاطمة» استدركت على هامش «ز».
5- الأصل: عنام، تصحيف، و التصويب عن م، و في «ز»: عتام.
6- في «ز»: «حدّثني حرملة بن وهب» تصحيف، و في م كالأصل.
7- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 587/1.

أن عبدة بن أبي لبابة بعث معه بخمسين و مائة يفرّقها في فقراء الأمصار، فأتيت الماجشون فسألته فقال: ما أعلم أن فيهم اليوم محتاج، لقد أغناهم عمر بن عبد العزيز، فزع (1) إليهم فلم يترك منهم أحدا إلاّ ألحقه.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا زيد بن بشر، أنا ابن وهب، حدّثني ابن زيد، عن عمر بن أسيد (3)،عن عبد الرّحمن بن زيد بن الخطّاب قال:

إنّما ولي عمر بن عبد العزيز سنتين و نصفا ثلاثين شهرا. لا و اللّه ما مات عمر حتى جعل الرجل يأتينا بالمال العظيم فيقول: اجعلوا هذا حيث ترون للفقراء (4)-و في حديث أبي القاسم: في الفقراء - فما يبرح حتى يرجع بماله يتذكر من يضعه فيهم فلا يجده - و قال ابن السّمرقندي: لا يجدهم - فيرجع بماله، قد أغنى عمر بن عبد العزيز الناس.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا محمّد، أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (5)، حدّثني إبراهيم بن هشام بن يحيى، حدّثني أبي عن جدي قال:

كانت لفاطمة بنت عبد الملك جارية تعجب عمر، فلما صار إلى ما صار إليه زينتها فاطمة و طيّبتها و بعثت بها إلى عمر، و قالت: إنّي قد كنت أعلم أنها تعجبك و قد وهبتها لك، فتنال منها حاجتك، فلمّا دخلت عليه قال لها عمر: اجلسي يا جارية، فو اللّه ما شيء من الدنيا كان أعجب إليّ منك أن أناله، حدثيني بقصتك و ما سببك ؟ قال: كنت جارية من البربر جنى أبي جناية فهرب من موسى بن نصير عامل عبد الملك على إفريقية، فأخذني موسى بن نصير فبعثني إلى عبد الملك، فوهبني عبد الملك لفاطمة، فبعثت بي فاطمة إليك، فقال: كدنا و اللّه نفتضح، فجهّزها و بعث بها إلى أهلها.

ص: 195


1- المعرفة و التاريخ: فدفع.
2- رواه يعقوب في المعرفة و التاريخ 599/1 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 197 و سير أعلام النبلاء 131/5 و سيرة عمر لابن عبد الحكم ص 110.
3- في المعرفة و التاريخ: عمر بن أسيل.
4- في «ز»: «للعفوا».
5- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 601/1 و انظر البداية و النهاية 201/9 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 185-186 و سيرة عمر لابن عبد الحكم ص 56-57 و فيها أنها من أهل البصرة.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا خالد بن خداش، نا حمّاد بن زيد، عن أبي هاشم صاحب الرمان.

أن رجلا جاء إلى عمر بن عبد العزيز فقال: رأيت (1) النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في المنام و بنو هاشم يشكون إليه الحاجة، فقال: فأين عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العباس، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، قال: و قال أحمد بن إبراهيم: نا سعيد بن عامر، حدّثنا جويرية قال:

دخلنا على فاطمة بنت علي بن أبي طالب، فأثنت على عمر بن عبد العزيز و قالت:

فلو كان بقي لنا ما احتجنا بعده إلى أحد (2).

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن (3) أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه القاضي، نا عبد اللّه بن الحسن بن أحمد، حدّثني يحيى بن عبد اللّه، نا (4) الأوزاعي، حدّثني موسى بن سليمان، عن القاسم بن مخيمرة قال:

دخلت على عمر بن عبد العزيز و في صدري حديث يتجلجل فيه، أريد أن أقدّمه إليه، فقلت له: إنّه قد بلغنا انه من ولي على الناس سلطانا فاحتجب عن فاقتهم و حاجتهم، احتجب اللّه عن فاقته و حاجته يوم يلقاه، قال: فقال: ما - تقول ثم أطرق طويلا فعرفتها فيه، ثم إنه برز للناس.

أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمّد، أنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمداني (5)،أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن القاسم، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، نا أبو جعفر محمّد بن الحسن الأسدي، نا عمر بن ذرّ (6)،حدّثني عطاء بن أبي رباح قال:

ص: 196


1- كذا بالأصل «أ رأيت» و المثبت عن م و «ز»: «رأيت».
2- سير أعلام النبلاء 131/5 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 197.
3- ما بين الرقمين سقط من «ز»، فاختل السند فيها.
4- ما بين الرقمين سقط من «ز»، فاختل السند فيها.
5- في «ز»: الهمذاني.
6- رواه من طريقه الذهبي في سير الأعلام 131/5-132، و من طريق الجوزجاني في تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 197-198 و مختصرا في تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 281.

حدثني فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز أنها دخلت على عمر فإذا هو جالس في مصلاّه معتمدا يده على خده، سائلة دموعه على لحيته، فقلت: يا أمير المؤمنين أ لشيء حدث ؟ قال: يا فاطمة إنّي تقلدت أمر أمة محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم أحمرها و أسودها فتفكّرت في الفقير الجائع، و المريض الضائع، و الغازي (1) المجهود، و المظلوم المقهور، و الغريب الأسير، و الشيخ الكبير، و ذي العيال الكثير، و المال القليل، و أشباههم في أقطار الأرض و أطراف البلاد، فعلمت أنّ ربي سيسألني عنهم يوم القيامة، و إنّ خصمي دونهم محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم، فخشيت أن لا يثبت لي حجة عند خصومته، فرحمت نفسي فبكيت.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا علي بن محمّد بن (2) الأخضر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا بشر بن معاذ، عن محمّد بن عبيد اللّه القرشي، عن حمّاد بن النّضر، عن محمّد بن المنذر (3)،عن عطاء قال:

دخلت على فاطمة ابنة عبد الملك بعد وفاة عمر بن عبد العزيز، فقلت لها: يا بنت عبد الملك أخبريني عن أمير المؤمنين، قالت: أفعل، و لو كان حيا ما فعلت:

إنّ عمر - رحمه اللّه - كان قد فرغ نفسه و بدنه للناس، كان يقعد لهم يومه، فإن أمسى و عليه (4) بقية من حوائج يومه وصله بليلته إلى أن أمسى مساء (5) و قد فرغ من حوائج يومه، فدعا بسراجه الذي كان يسرج له من ماله ثم قام فصلّى ركعتين، ثم أقعى واضعا رأسه على يده، تسايل دموعه على خده، يشهق الشهقة فأقول قد خرجت نفسه أو تصدّعت كبده، فلم يزل كذلك ليله حتى برق له الصبح، ثم أصبح صائما.

قالت (6):فدنوت منه، فقلت: يا أمير المؤمنين لشيء ما كان قبل الليلة ما كان منك ؟ قال: أجل، فدعيني و شأني، و عليك بشأنك (7)،قالت: قلت له: إنّي أرجو أن أتعظ ، قال:

إذن (8) أخبرك.

ص: 197


1- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و في المصدرين: العاري المجهود.
2- في م و «ز»: علي بن محمد بن محمد بن الأخضر.
3- كذا بالأصل و م و «ز»: «محمد بن المنذر» و في سير أعلام النبلاء 132/5 محمد بن المنكدر.
4- ما بين الرقمين سقط من «ز».
5- ما بين الرقمين سقط من «ز».
6- بالأصل و م و «ز»: «ادن» و المثبت عن المختصر.
7- بالأصل و م و «ز»: «ادن» و المثبت عن المختصر.
8- ما بين الرقمين سقط من «ز».

قال: إنّي نظرت إليّ فوجدتني قد ولّيت هذه الأمة صغيرها و كبيرها، و أسودها و أحمرها، ثم ذكرت الغريب الضائع، و الفقير المحتاج، و الأسير المفقود، و أشباههم في أقاصي البلاد و أطراف الأرض، فعلمت أنّ اللّه سائلي عنهم، و أن محمّدا صلّى اللّه عليه و سلّم حجيجي فيهم فخفت أن لا يثبت لي عند اللّه عذر، و لا يقوم لي مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حجة، فخفت على نفسي خوفا دمع له عيني، و وجل له قلبي، فأنا كلّما ازددت لهذا ذكرا ازددت منه و جلا، و قد أخبرتك فاتّعظي الآن أو دعي.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي.

قالا: أنا أبو الحسين بن القطان ببغداد، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (1)،حدّثني حرملة، أنا ابن وهب، حدّثني الليث عن بعض إخوانه عن حري (2) بن عبد العزيز [أن ريان بن عبد العزيز] (3) قال لعمر بن عبد العزيز: يا أمير المؤمنين لو ركبت فتروّحت، قال عمر: فمن يجزي عمل ذلك اليوم ؟ قال: تجزيه من الغد، قال: لقد كدحني (4) عمل يوم واحد فكيف إذا اجتمع عليّ عمل يومين في يوم واحد؟ أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5)،نا هشام بن عمّار، نا يحيى بن حمزة، نا سليمان - يعني ابن داود - أن عمر بن عبد العزيز قال لبنيه: أ تحبون أنّ أولي كل رجل منكم جندا فينطلق تصلصل به جلاجل البريد؟ فقال له ابنه ابن الحارثية: لم تعرض علينا ما لست صانعه ؟ فقال عمر: إنّي لأعلم أن بساطي هذا يصير إلى البلى، و إني لأكره أن تدنسوه بخفافكم، فكيف أقلدكم ديني تدنسوه في كل جند.

ص: 198


1- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 601/1 و سيرة عمر لابن عبد الحكم ص 55 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 225.
2- الأصل: جرير، و في م و «ز»: «حربي» و المثبت عن المعرفة و التاريخ و سيرة عمر لابن الجوزي.
3- الزيادة بين معكوفتين عن م، و «ز»، و المعرفة و التاريخ و مكانها في سيرة عمر لابن الجوزي: يحدث عن أخيه ريان بن عبد العزيز.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المعرفة و التاريخ و سيرة ابن عبد الحكم:«فدحني» و سيرة عمر لابن الجوزي: «حسبي».
5- المعرفة و التاريخ 578/1.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن الحسين بن طلاّب، نا العباس بن الوليد بن صبح الخلاّل، نا محمّد بن يوسف الفريابي (1)،قال: سمعت الأوزاعي يحدّث.

أن عمر بن عبد العزيز كان جالسا في بيته و عنده أشراف بني أمية، و هو جالس على بساط له، قال: فقال لهم: تحبون أن أولّي كل رجل منكم جندا من (2) هذه الأجناد؟ قال:

فقال له رجل منهم: لم تعرض علينا ما لا تفعله بنا؟ قال: فقال عمر بن عبد العزيز: ترون بساطي هذا إنّي لأعلم أنه يصير إلى بلى و فناء، و إنّي أكره أن تدنسوه عليّ بأرجلكم، فكيف أوليكم ديني ؟ و أولّيكم أعراض المسلمين و أبشارهم (3) تحكمون فيهم (4)؟هيهات هيهات لكم من ذاك، قال: فقالوا له: لم إنّا لنا (5) قرابة ؟ أ ما لنا حق ؟ فقال عمر: ما أنتم و أقصى رجل من المسلمين عندي في هذا الأمر إلاّ سواء، إلاّ رجل من المسلمين حبسه عني طول شقّة (6).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي، أنا موسى بن العباس الجويني (7)،نا الصّنعاني (8)،نا سعيد - و هو ابن عامر - عن حزم و هو ابن أبي حزم القطعي (9)،قال:

قال عمر بن عبد العزيز: لو كان كل بدعة يحييها اللّه على يدي، و كل سنة يبعثها اللّه على يدي ببضعة من لحمي حتى يأتي آخر ذلك على نفسي كان في اللّه يسيرا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (10)،نا محمّد - يعني ابن أبي زكير - قال: قال ابن وهب: حدّثني مالك.

ص: 199


1- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 132/5 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 198.
2- «من هذه الأجناد» مكانها بياض في «ز»، و استدركت على هامشها.
3- فوقها في «ز» علامة تحويل إلى الهامش، و ثمة علامة أخرى على الهامش فيها و لم يكتب عليه شيء.
4- في «ز»: إليهم.
5- كذا بالأصل و م:«إنا لنا» و في «ز»: «إننا لنا» و في السير:«أ ما لنا» و في تاريخ الإسلام: أ ما لنا حق.
6- الشقة بالضم و الكسر: البعد، و في الصحاح: السفر البعيد (تاج العروس: شقق).
7- في «ز»: «الحربي» و رسمها غير واضح في م.
8- في م: الصيعاني، و في «ز»: الضبعاني و فوقها ضبة.
9- في «ز»: القطيعي.
10- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 598/1.

أن عمر بن عبد العزيز قام في الناس و هو خليفة على المنبر يوم الجمعة فقال: يا أيها الناس إنّي أنساكم هاهنا، و أذكركم في بلادكم، فمن أصابه مظلمة من عامله فلا إذن له عليّ ، و من لا فلا أرينه، و إنّي و اللّه لئن منعت نفسي و أهل بيتي هذا المال و ضننت به عنكم إنّي إذا لضنين، و لو لا أن أنعش سنة أو أعمل بحقّ ما أحببت أن أعيش فواقا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن المنذر القاضي، نا أبو بكر أحمد بن سلمان (1) الفقيه - إملاء - نا أحمد بن محمّد بن مطر، حدّثني يحيى بن عثمان، نا بقية بن الوليد الحمصي عن جعبان العنسي عن عمرو (2) بن مهاجر قال:

قال عمر بن عبد العزيز: يا عمرو إذا رأيتني قد ملت عن الحقّ فضع يدك في تلابيبي ثم هزّني ثم قل لي: ما ذا تصنع.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، حدّثني أبو محمّد قال:

قضى عمر بن عبد العزيز بقضية و عنده ميمون بن مهران فلما قام عن مجلس الحكم قال له ميمون بن مهران: يا أمير المؤمنين إنّك حكمت بكذا و كذا و ليس وجه الحكم على ما حكمت، قال: فهلاّ نبهتني إذا، قال: إنّي كرهت أن أوبّخك على رءوس الناس، قال: فهلاّ فعلت فإنّ لقائل الحق سلطانا.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا عبد الوهّاب بن نجدة، نا بقية، عن عبد الحميد بن زياد، عن ميمون بن مهران قال:

ولاني عمر بن عبد العزيز على الأرض و قال لي: إن جاءك كتابي بغير الحق فاضرب به الحائط .

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا أحمد بن

ص: 200


1- في «ز»: سليمان، تصحيف، ترجمته في تاريخ بغداد 189/4.
2- في «ز»: عمر.

علي بن سعيد، نا أبو طالب - يعني عبد الجبّار بن عاصم، نا بقية، عن سوار أبي حجر.

عن عمر بن عبد العزيز و حدثته أنّ رجلا جاء إلى عمر بن عبد العزيز فقال له: اذكر بمقامي هذا مقاما لا شغل اللّه عنك فيه كثرة من يخاصم من الخلائق يوم القيامة، بلا ثقة من عمل و لا براءة من الذنب (1)،فقال عمر: ويحك اردد عليّ كلامك، فرده عليه، فجعل يبكي و ينتحب و يقول: ويحك اردد علي، فلما استثقل من البكاء قال: ما جاء بك ؟ قال: عاملك على أذربيجان، أخذ من مالي عشرة آلاف فوضعها في بيت المال، فكتب له عمر، فأخرجت له و ردّت عليه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع اللفتواني، أنا أبو عمرو عبد الوهّاب بن محمّد بن إسحاق، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد بن يوسف، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمر بن أبان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا القرشي، نا الصلت بن مسعود الجحدري، نا بشر بن المفضّل، نا المغيرة بن محمّد قال:

قال عمر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه: لا ينبغي للقاضي أن يكون قاضيا حتى يكون فيه خمس خصال، أيتهن أخطأته كانت فيه خللا حتى يكون عالما قبل أن يستعمل مستشيرا لأهل العلم، ملقيا للرثع، منصفا للخصم، محتملا للأئمة.

أخبرنا أبو البركات، أنا ثابت، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبو أمية، نا أبي، نا عفّان بن مسلم، نا حمّاد بن سلمة، أنا حنبل (2) قال:

أملى عليّ الحسن رسالة إلى عمر بن عبد العزيز فأبلغ فيها أشد الإبلاغ، قال: ثم شكا الحاجة و كثرة العيال قال: فقلت: يا أبا سعيد لا تهجّن هذا الكتاب بالمسألة (3)،اكتب هذا في كتاب غير ذا، قال: دعنا منك، فأمر بعطائه، قال: قلت يا أبا سعيد اكتب إليه في المشورة، فإنّ أبا قلابة قال: كان جبريل ينزل عليه الوحي فما منعه ذلك أن أمره اللّه تعالى بالمشورة يقول اللّه: وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ (4) لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ ،

ص: 201


1- في «ز»: المذنبين.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في سير الأعلام و تاريخ الإسلام:«حميد»، و هو حميد الطويل كما في سير الأعلام.
3- في ز: باسئلة.
4- «القلب» استدركت على هامش «ز».

وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ ، وَ شٰاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ (1) قال: فقال: نعم، قال: فكتب بالمشورة فأبلغ فيها أيضا (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد العزيز قال: سمعت ابن عائشة يقول:

كتب بعض عمّال عمر بن عبد العزيز إليه: أما بعد، فإن مدينتنا قد خربت، فإن رأى أمير المؤمنين أن يقطع لنا مالا نرمها به، فوقّع في كتابه أما بعد، فحصّنها بالعدل، و نقّ طرقها من الظلم، فإنه مرمّتها، و السلام (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، نا عبيد اللّه بن (4) عمر النّميري، عن يحيى بن سعيد قال:

كتب عمر بن عبد العزيز إلى عامل له و إلى رعيته: يا أيها الناس اتّقوا اللّه، و أطيعوا من أطاع اللّه، و لا تطيعوا من عصى اللّه.

قال: و نا الأصمعي، نا علي بن مسعدة الباهلي، عن رباح بن عبيدة قال:

كتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض عمّاله: أما بعد، فكن في العدل و الإحسان كمن كان قبل في الجور و الظلم و العدوان.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عمران بن موسى الجزري، نا عيسى بن سليمان، عن ضمرة قال:

كتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض عمّاله: أما بعد، فإذا دعتك قدرتك على الناس إلى ظلمهم، فاذكر قدرة اللّه تعالى عليك، و نفاذ ما تأتي إليهم، و بقاء ما يأتون إليك (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا

ص: 202


1- سورة آل عمران، الآية:159.
2- رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 198 و سير أعلام النبلاء 133/5.
3- راجع كتاب العامل ورد عمر بن عبد العزيز عليه في سيرة عمر لابن الجوزي ص 110.
4- في «ز»: نا.
5- سيرة عمر لابن الجوزي ص 121.

عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،حدّثني يونس، نا أشهب، عن مالك قال:

لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة كتب إليه بعض ولاته:

إنّ الناس لما سمعوا بولايتك تسارعوا إلى أداء زكاة الفطر، فقد اجتمع من ذلك شيء كثير، و لم أحب أن أحدث فيها شيئا حتى تكتب إليّ برأيك.

فكتب إليه عمر (2) بقبض كتابه: لعمر ما وجدوني و لا إياك على ما ظنوا، و ما حبسك إياها إلى اليوم، فأخرجها حين تنظر في كتابي.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا المطهّر بن عبد الواحد البزاني (3)،أنا أبو عمر عبد اللّه بن محمّد السّلمي، نا عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن يزيد الزهري، نا عمي (4)عبد الرّحمن بن عمر، نا عبد الرّحمن - هو ابن مهدي - نا جرير بن حازم عن عيسى بن عاصم قال:

كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن عدي: إن للإسلام سننا و شرائع و فرائض، فمن استكملهن استكمل الإيمان و من لم يستكملهن لم يستكمل الإيمان، فإن أعش أبيّنها لكم لتعملوا بهن، و إن أمت فو اللّه ما أنا على صحبتكم بحريص.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب الفقيه، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد الفرضي، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، نا الغلاّبي، عن عبيد اللّه بن عائشة قال:

كتب عمر بن عبد العزيز إلى عامل له: اتّق اللّه، فإنّ التقوى هي التي لا يقبل غيرها، و لا يرحم إلاّ أهلها، و لا يثاب إلاّ عليها، فإنّ الواعظين بها كثير، و العاملين بها قليل (5).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن علي بن أحمد الخامي - ببغداد - أنا إسماعيل بن علي الخطبي، نا محمّد بن نصر الصّائغ، نا إبراهيم بن حمزة، نا

ص: 203


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 592/1 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 105.
2- في المعرفة و التاريخ: فكتب إليه عمر بقبض كتابه و يقول: لعمري ما وجدي و لا أبالي على ما ظنوه.
3- الأصل: الفزاني، و المثبت عن «ز»، و م.
4- في «ز»: عيسى.
5- سيرة عمر لابن الجوزي ص 107.

عبد العزيز بن محمّد، عن عبد اللّه بن عمر، عن ابن شهاب قال:

كتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض عمّاله: أما بعد فاتّق اللّه فيمن ولّيت أمره، و لا تأمن من مكره في تأخير عقوبته، فإنّما تعجل بالعقوبة من يخاف الفوت (1).

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أحمد بن محمود.

قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن هارون بن المجدّر، نا محمّد بن هشام، نا محمّد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني (2)،نا سفيان الثوري قال:

لما قدم عمر بن عبد العزيز كتب إلى أهل الشام بكلمتين: من علم أنّ كلامه من عمله أقلّ منه إلاّ فيما ينفعه، و من أكثر ذكر الموت اجتزأ من الدنيا باليسير و السلام.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن اللّنباني (3)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أحمد بن إبراهيم، نا خلف بن تميم (4)،نا عبد اللّه بن محمّد، عن الأوزاعي قال:

كتب إلينا عمر بن عبد العزيز رسالة لم يحفظها غيري و غير مكحول، أما بعد، فإنه من أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير، و من عدّ كلامه من عمله قلّ كلامه إلاّ فيما ينفعه، و السلام (5).

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا الشيخ أبو الحسن عبد الرّحمن بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى، نا أبو بكر محمّد بن إبراهيم الفحّام، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا محمّد بن يوسف، عن سفيان قال:

قال عمر بن عبد العزيز: من لم يعد كلامه من عمله كثرت خطاياه، و من عمل بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح (6).

ص: 204


1- سيرة عمر لابن الجوزي ص 121.
2- في «ز»: الهمذاني.
3- بالأصل و «ز»: اللبناني، تصحيف، و الصواب بتقديم النون، عن م، و السند معروف.
4- في «ز»: نعيم.
5- راجع المعرفة و التاريخ 594/1 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 242.
6- قارن مع سيرة عمر لابن الجوزي ص 250.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن محمّد بن محمش (1)،أنا أبو بكر الفحّام، نا محمّد بن يحيى، نا محمّد بن يوسف، عن سفيان قال:

قال عمر بن عبد العزيز: من لم يعد كلامه من عمله كثرت خطاياه، و من عمل بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن المسيّب بن إسحاق، نا محمّد بن هاشم القرشي، نا بقية، عن يزيد بن عبد اللّه الجهني، عن عمر بن عبد العزيز قال: من علم أن كلامه من عمله قلّ منطقه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي، نا علي بن مسعدة، عن رباح قال:

كتب عمر بن عبد العزيز إلى عمّاله: اتخذوا الخانات، فمن حبسه حاجة أنفق عليه يوم و ليلة، و أن لا يغل مسجون فإنّ السجود على اليد كالسجود على الجبهة.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، نا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا عبد اللّه بن أبي الدنيا، حدّثني أحمد بن الحارث بن المبارك، عن علي بن محمّد القرشي، عن سلمة بن عثمان، عن علي بن زيد قال:

أسمع رجل عمر بن عبد العزيز كلاما، فقال له عمر: أردت أن يستفزّني (2) الشيطان بعزّ السلطان فأنال منك اليوم ما تناله مني غدا، ثم عفا عنه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا جعفر بن شاكر، نا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق، عن الأوزاعي (3).

ص: 205


1- في «ز»: مخيش.
2- في «ز»: يفزني.
3- سير أعلام النبلاء 133/5 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 198 و تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 282.

أن عمر بن عبد العزيز كان إذا أراد أن يعاقب رجلا حبسه ثلاثة أيام ثم عاقبة كراهية أن يعجل في أول غضبه.

و أسمعه رجل كلاما فقال له: أردت أن يستفزّني الشيطان، فأنال منك اليوم بما تناله أنت مني يوم القيامة، انصرف عنّي، عافاك اللّه و رحمك.

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلاني (1)،و أبو غالب بن البنّا، قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن الآبنوسي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن سعيد الإصطخري، نا أبو خليفة، أنا عبد الرّحمن ابن أخي الأصمعي عن عمّه الأصمعي، عن رجل من بني سليم قال:

قام رجل إلى عمر بن عبد العزيز و قد ولي الخلافة، فكلّمه بكلام أحفظه و أغضبه حتى همّ به عمر، ثم إنه أمسك نفسه و قال للرجل: أردت أن يستفزّني الشيطان بعزة السلطان فأنال منك اليوم ما تناله مني غدا، قم عافاك اللّه لا حاجة لنا في مقاولتك.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الأصبهاني، أنا عاصم بن الحسن - ببغداد - أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أحمد بن إبراهيم، نا سهل بن محمّد، نا عمر بن حفص، نا شيخ (2) قال:

لما ولي عمر بن عبد العزيز خرج ليلة و معه حرسي فدخل المسجد، فمرّ في الظلمة برجل نائم، فعثر (3) به، فرفع رأسه إليه فقال: أ مجنون ؟ قال: لا، فهمّ به الحرسي، فقال له عمر: مه إنما سألني أ مجنون أنت ؟ فقلت: لا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، نا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر البحيري - إملاء - أنا أبو العباس السّرّاج، نا هنّاد بن السّري، و الحسين بن علي بن يزيد الصّدائي (4)،قالا: نا حسين بن علي الجعفي، عن المهلّب بن عقبة قال:

كان عمر بن عبد العزيز يقول: إنّ من أحبّ الأمور إلى اللّه عز و جل القصد في الجدة،

ص: 206


1- في م و «ز»: البقشلان.
2- سيرة عمر لابن الجوزي ص 208.
3- رسمها بالأصل و م: فعمر، و المثبت عن «ز»، و سيرة ابن الجوزي.
4- في «ز»: الصيداني.

و العفو في المقدرة، و الرفق في الولاية، و ما رفق عبد بعبد في الدنيا إلاّ رفق اللّه به يوم القيامة.

أخبرنا أبو علي الحدّاد - إذنا - و أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء - شفاها - قالا: أنا أبو الفتح منصور بن الحسين، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الحسين الرّهاوي، نا زيد بن الحباب قال: و أخبرني معاوية بن صالح، حدّثني سعيد بن سويد (1).

أن عمر بن عبد العزيز صلّى بهم الجمعة ثم جلس و عليه قميص مرقوع الجيب من بين يديه و من خلفه، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين إنّ اللّه قد أعطاك فلو لبست، فنكس مليا ثم رفع رأسه فقال: أفضل القصد عند الجدة (2)،و أفضل العفو عند المقدرة.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو جعفر محمّد بن صالح بن هانئ، نا محمّد بن إسماعيل بن مهران، نا أحمد بن سنان قال:

سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول:

قال عمر بن عبد العزيز: إن من أحب الأعمال إلى اللّه عزّ و جلّ العفو عند المقدرة (3)، و تسكين الغضب عند الحدة، و الرفق بعباد اللّه.

قال: و قال عمر بن عبد العزيز: لا عفو لمن لم يقدر، و لا فضل لمن لم يقدر.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو بكر الباغندي، نا علي بن المديني، نا معاذ بن هشام، أخبرني أبي عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمر بن عبد العزيز.

أن عبد الحميد بن عبد الرّحمن كتب إلى عمر بن عبد العزيز.

إنّي أخذت رجلا سبك فأردت أن أقتله، فكتب إليه عمر: لو قتلته لأقدتك إنه لا يقتل إلاّ من سبّ نبيا، فسبه و خلّ سبيله.

أخبرنا أبو بكر محمّد (4) بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا

ص: 207


1- الخبر في سير أعلام النبلاء 133/5-134 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 198-199 و ابن سعد 402/5.
2- في ابن سعد:«الحدة» تصحيف.
3- بالأصل:«القدرة» و المثبت عن م، و «ز».
4- «محمد» ليست في «ز».

أبو الحسن اللّنباني (1)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أسد بن عمّار التميمي، نا سعيد بن عامر، عن هارون بن أعين، عن شيخ من خناصرة قال (2):

كان لعمر بن عبد العزيز ابن من فاطمة، فخرج يلعب مع الغلمان، فشجّه غلام، فاحتملوا ابن عمر و الذي شجّه، فأدخلوهما على فاطمة، سمع عمر الجلبة و هو في بيت آخر، فخرج و جاءت مريّة (3) فقالت: هو ابني و هو يتيم، فقال: له عطاء، قالت: لا، قال:

اكتبوه في الذرية، قالت فاطمة: فعل اللّه به و فعل إن لم يشجّه مرة أخرى، قال: إنكم أفزعتموه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، نا (4) الحارث بن أبي أسامة (5)،نا محمّد بن سعد (6)،أنا سعيد بن عامر، عن جويرية بن أسماء قال: قال عمر بن عبد العزيز: إنّ نفسي هذه نفس توّاقة، و إنّها لم تعط من الدنيا شيئا إلاّ تاقت إلى ما هو أفضل منه، فلمّا (7) أعطيت الذي لا شيء أفضل منه في الدنيا تاقت إلى ما هو أفضل (8) من ذاك.

قال سعيد: الجنة أفضل من الخلافة.

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني، نا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد اللّه بن خلف، أنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي المحتسب، أنا علي بن المؤمّل بن الحسن، أنا محمّد بن يونس البصري، نا سعيد بن عامر، نا جويرية بن أسماء قال:

قال عمر بن عبد العزيز رحمه اللّه: إن نفسي نفس توّاقة لم تتق [إلى] (9) شيء إلاّ

ص: 208


1- في «ز»: اللبناني، تصحيف.
2- الخبر في سيرة عمر لابن الجوزي ص 207.
3- سيرة عمر: مريئة.
4- ما بين الرقمين مكرر في الأصل.
5- ما بين الرقمين مكرر في الأصل.
6- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 401/5 و تهذيب الكمال 122/14 و سير أعلام النبلاء 134/5 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 199.
7- ما بين الرقمين مكرر في الأصل.
8- ما بين الرقمين مكرر في الأصل.
9- استدركت عن هامش الأصل.

أعطيتها، و إنها تاقت إلى الخلافة فأعطيتها، و هو ذي تطلب مني ما لا يدان لي به، تطلب مني الجنّة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد بن يونس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو علي المدائني، نا فطر بن حماد بن واقد، نا أبي قال (1):

سمعت مالك بن دينار يقول: يقولون مالك زاهد، أيّ زهد عند مالك و له جبّة و كساء؟ إنّما الزاهد عمر بن عبد العزيز، أتته الدنيا فاغرة فاها (2) فتركها.

أخبرنا بها عالية أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، نا فطر بن حمّاد بن واقد، نا أبي قال: سمعت مالك بن دينار يقول: يقولون (3) الناس: مالك بن دينار زاهد، إنّما الزاهد عمر بن عبد العزيز الذي أتته الدنيا فتركها.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (4)،نا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى، حدّثني أبي، عن جدي قال:

سمرنا ليلة مع عمر، فتناول قلنسوة عن رأسه بيضاء مضربة فقال: كم ترونها تسوى ؟ قلنا: درهم يا أمير المؤمنين، قال: و اللّه ما أظنها من حلال (5).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، أنا أبو علي الحسن بن حبيب، نا عبد اللّه بن عبد الحميد، نا عبد الرزّاق - و ليس الصّنعاني - قال:

جاء ذات يوم عمر بن عبد العزيز إلى راهب في ديره فدقّ عليه الباب، فقال له: يا

ص: 209


1- تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 199 و سير أعلام النبلاء 134/5.
2- قوله:«فاغرة فاها» استدرك على هامش م و بعده صح.
3- كذا بالأصل و م و «ز»: يقولون الناس.
4- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 600/1.
5- سقط الخبر السابق من م.

راهب، عندك شيء من الحكمة تعظني به ؟ فقال له: يا أمير المؤمنين، فكن كما قال الشاعر:

تجرّد من الدنيا فإنك إنّما *** خرجت إلى الدنيا و أنت مجرّد

قال: فولى عمر بن عبد العزيز و هو يقول لنفسه:

تجرّد من الدنيا فإنّك إنّما *** خرجت إلى الدنيا و أنت مجرّد

يرددها على نفسه.

قال الحسن بن حبيب: و اللّه لقد قبل الموعظة و تجرّد من الدنيا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،حدّثني إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى، حدّثني أبي، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال: دعاني أبو جعفر فقال: كم كانت غلّة عمر حين أفضت إليه الخلافة ؟ قلت (2):خمسون ألف دينار فقال: كم كانت يوم مات (3)؟قلت:

ما زال يردّها حتى كانت غلته مائتا (4) دينار، و لو بقي لردها.

أخبرنا أبو الفوارس عبد الباقي بن محمّد بن عبد الباقي، و أبو القاسم بن السمرقندي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا خالد بن مرداس، نا الحكم بن عمر الرّعيني قال: رأيت على عمر بن عبد العزيز قلنسوة بيضاء لاطئة برأسه، و عمامة غليظة يعتمّ بها (5).

قال: و نا خالد بن مرداس، نا الحكم قال (6):

رأيت عمر بن عبد العزيز إذا صلى المكتوبة انصرف إلى أهله لا يتطوع، و ربّما جلس فجاء الغريب الذي لا يعرفه، و كان يقوم من هذه الحلقة فيجلس مع هذه الحلقة يسأل عن أمير المؤمنين و أي حلقة هو فيقف لا يدري أيهم هو حتى يشار إليه: هذا أمير المؤمنين،

ص: 210


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 605/1 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 199 و مختصرا في سير أعلام النبلاء 134/5.
2- ما بين الرقمين سقط من المعرفة و التاريخ.
3- ما بين الرقمين سقط من المعرفة و التاريخ.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و تاريخ الإسلام و سير الأعلام، و في المعرفة و التاريخ: مائة دينار.
5- سيرة عمر لابن الجوزي ص 175.
6- سيرة عمر لابن الجوزي ص 175.

فيسلّم عليه بالخلافة، فإذا عليه قميص قطري كتان ثمنه دينار و درهمين، و ملاءة قرقيتة بمثل ذلك في الصيف، قال: و كان عليه في الشتاء طيلسان لا أراه إلاّ دباوندي (1) سجيف.

أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود، أنا محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين، أنا أبو القاسم آدم بن محمّد، أنا أبو الحسن الطّيّب بن أحمد بن شعيب الهيتي، نا أحمد بن سيف، نا عبد الغني، نا نعيم قال:

قلت لعمر بن عبد العزيز: ما يقعدك هاهنا؟ قال: انتظرت ثيابي تغسل لأصعد بها المنبر، فقلت: و ما هي ؟ قال: قميص و إزار و رداء قيمتهن أربعة عشر درهما.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى، حدّثني أبي عن جدي، عن مسلمة بن عبد الملك قال:

دخلت على عمر بن عبد العزيز أعوده في مرضه، فإذا عليه قميص وسخ، فقلت لامرأته فاطمة: اغسلوا قميص أمير المؤمنين، فقالت: نفعل ذاك إن شاء اللّه، ثم عدت فإذا القميص على حاله، فقلت: يا فاطمة أ لم آمركم أن تغسلوا قميص أمير المؤمنين، فقالت:

و اللّه ما له قميص غيره.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب، أنا الأزهري، نا عبد الرزّاق بن إسماعيل، نا الحسين بن إسماعيل، نا إبراهيم بن الصّبّاح سنة ست و أربعين و مائة، نا أبو بكر بن عياش، عن عاصم بن بهدلة قال:

دخلت على عمر بن عبد العزيز و عليه ثياب غسيلة، فقوّمتها ثمانين درهما مع عمامة كانت عليه، و عنده رجل رافع صوته، فقال له عمر: اخفض من صوتك، فإنّما يكفي الرجل من الكلام قدر ما يسمع (3).

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن

ص: 211


1- غير واضحة بالأصل و م و «ز» و بدون إعجام، و المثبت عن سيرة عمر لابن الجوزي.
2- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 600/1 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 199 و سير أعلام النبلاء 134/5 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 181-182 و سيرة عمر لابن عبد الحكم ص 50.
3- سيرة عمر لابن الجوزي ص 175.

المقرئ، نا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر الزّرّاد المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعد، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن رجاء بن جميل الأيلي قال:

كان عمر بن عبد العزيز يبدي ولده عندنا بالمدينة و كان يأمر قيّمه عليهم يكسوهم الكرابيس و البتوت و إذا حملهم من منزلهم إلى منزل حملهم على الحمر الأعرابية.

قال: و نا عبيد اللّه بن سعد، نا الهيثم بن خارجة، نا إسماعيل بن عياش، عن عمرو بن مهاجر قال: كانت نفقة عمر بن عبد العزيز كل يوم درهمين (1).

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها و ابنه أبو الحسن علي، قالا: أنا أبو الفضل بن الفرات، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، نا مروان بن محمّد، عن رشدين، عن الحسن بن ثوبان، عن يزيد بن أبي حبيب قال:

كتب عمر بن عبد العزيز إلى أيوب بن شرحبيل فريضة الجند، و كتب: أن اجعل ذلك في أهل البيوتات الصالحة، فإنّما الناس معادن.

قال: و قيل لعمر بن عبد العزيز: يا أمير المؤمنين لو أنك أخذت كما كان يأخذ عمر بن الخطّاب، يأخذ درهمين كل يوم، قال: إنّ عمر لم يكن له مال، و أنا لي مال يغنيني عن ذلك، و رد عمر بن عبد العزيز في بيت المال ما كان أعطاه سليمان و الخلفاء قبله.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل الغلاّبي، نا أبي المفضل بن غسّان، عن هذا الشيخ - يعني رجلا من أصحابه - قال:

كتب عمر بن عبد العزيز إلى عمّاله: إيّاكم أن تستعينوا بأهل الشرّ فيظهر أهل الباطل على أهل الحقّ ، و استعينوا بأهل الخير يظهر أهل الحق على أهل الباطل.

و كتب إلى بعض عمّاله: إنّك لن تولّ أحدا من رعيتك شرا إلاّ كان ذلك زائلا عنه و باقيا عليك.

أخبرنا أبو علي بن نبهان في كتابه، ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر

ص: 212


1- تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 199 و سير أعلام النبلاء 134/5.

أحمد بن الحسن، قالا: أنا الحسن بن أحمد البزّاز، نا عبد اللّه بن إسحاق البغوي.

ح و أخبرنا أبو البركات، أنا أبو الفوارس النقيب، أنا أحمد بن علي بن الباذا (1)،أنا حامد بن محمّد الرّفّاء، قالا: أنا علي بن عبد العزيز، نا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، حدّثني سعيد بن أبي مريم عن عبد اللّه بن عمير العمري عن سهيل بن أبي صالح عن رجل من الأنصار قال:

كتب عمر بن عبد العزيز إلى عبد الحميد بن عبد الرّحمن و هو بالعراق: أن أخرج للناس أعطياتهم.

فكتب إليه عبد الحميد: إنّي قد أخرجت للناس أعطياتهم و قد بقي في بيت المال مال.

قال: فكتب إليه: أن انظر كلّ من ادّان من (2) غير سفه و لا سرف فاقض عنه.

فكتب إليه: إنّي قد قضيت عنهم و بقي في بيت مال المسلمين مال.

فكتب إليه: أن انظر كلّ بكر ليس له مال يشاء أن تزوّجه فزوّجه و أصدق عنه.

فكتب إليه: إنّي قد زوّجت كلّ من وجدت، و قد بقي في بيت مال المسلمين مال.

فكتب إليه بعد مخرج هذا: أن انظر من كانت عليه جزية، فضعف عن أرضه، فأسلفه ما يقوى به على عمل أرضه، فإنا لا نريدهم لعام و لا لعامين.

قال: قال العمري: هذا أو نحوه.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد - إذنا - و أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء - شفاها - قالا: أنا منصور بن الحسين، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا سليمان بن سيف، نا سعيد بن عامر.

ح و أخبرنا (3) أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو علي الرّوذباري، و أبو عبد اللّه الحافظ ، و أحمد بن الحسن القاضي، قالوا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب،

ص: 213


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «الباذ» و كله تصحيف، قال ابن حجر في تبصير المنتبه: أحمد بن علي البادي، و أخطأ من يقول البادا.
2- بالأصل: مني، و في «ز» و م:«في» و المثبت عن المختصر.
3- في «ز»: أخبرنا.

نا إبراهيم بن مرزوق البصري - بمصر - نا سعيد - يعني ابن عامر - عن عون بن المعتمر (1).

أن عمر بن عبد العزيز دخل على فاطمة - و في حديث منصور: على امرأته - فقال: يا فاطمة عندك درهم نشتري به عنبا؟ قالت: لا، قال: فعندك الفلوس اشتري به عنبا؟ قالت:

لا، و أقبلت عليه، فقالت: أنت أمير المؤمنين لا تقدر على درهم تشتري به عنبا، و لا على فلوس تشتري - و في حديث منصور: و لا ثمنه - تشتري به عنبا - قال: هذا أهون علينا من معالجة الأغلال غدا في جهنم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا الخليل بن أحمد البستي، نا أبو العباس أحمد بن المظفّر البكري، نا ابن أبي خيثمة، نا يحيى بن معين، نا مروان بن معاوية، نا يوسف بن يعقوب الكاهلي قال (2):

كان عمر بن عبد العزيز يلبس الفروة (3)،و كان سراج بيته على ثلاث قصبات فوقهن طين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه.

قالا: أنا أبو بكر محمّد بن عوف المزني، أنا أبو العباس محمّد بن موسى بن السّمسار، أنا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا المغيرة بن المغيرة، نا عثمان بن عطاء عن أبيه قال:

أمر عمر بن عبد العزيز غلامه أن يسخن له ماء في العيد ليغتسل به قبل أن يخرج إلى المصلّى، فانطلق إلى قمقم فأسخنه بين يدي مطبخ العامة، فأمره عمر أن يأخذ درهما فيشتري به حطبا و يجعله في مطبخ العامة مكان ما أسخن به قمقمه (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل،

ص: 214


1- سير أعلام النبلاء 134/5-135 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 199-200، و سيرة عمر لابن الجوزي ص 183 و فيها:«عون بن المعمر» تصحيف.
2- سير أعلام النبلاء 135/5 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 176 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 200.
3- في سيرة عمر:«الفرو الغليظ » و في تاريخ الإسلام:«الفروة الكبل».
4- تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 200.

أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا ابن بكير، نا يعقوب بن عبد الرّحمن قال: سمعت أبي يقول:

قال عمر بن عبد العزيز: أسخنوا لي ماء أغتسل به للجمعة، قال: قيل له: يا أمير المؤمنين لا و اللّه ما عندنا عود حطب نوقد به، قال: فذهبوا بالقمقم إلى المطبخ - مطبخ المسلمين - قال: ثم جاءوا بالقمقم، فقالوا: هذا القمقم يا أمير المؤمنين، و هو يفور، قال:

أ لم تخبروني أنه ليس عندكم عود حطب لعلكم ذهبتم به إلى مطبخ المسلمين ؟ قالوا (2):نعم، قال: ادعوا لي صاحب المطبخ، فلمّا جاءه قال له: قيل لك هذا قمقم أمير المؤمنين فأوقدت تحته ؟ قال: لا و اللّه يا أمير المؤمنين ما أوقدت عليه عودا واحدا، و إن هو إلاّ جمر لو تركته لخمد حتى يصير رمادا، قال: بكم أخذت الحطب ؟ قال: بكذا و كذا، قال: أدّوا له مثله.

أخبرنا أبو الفوارس عبد الباقي بن محمّد بن عبد الباقي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا خالد بن مرداس، نا الحكم قال (3):

شهدت عمر و أرسل غلاما له يشوي كبكبة (4) من لحم فعجل بها، فسأله أسرعت بها قال: شويتها في نار المطبخ،- قال: و كان للمسلمين مطبخ يغديهم و يعشيهم - فقال لغلامه:

كلها يا بني إنّك رزقتها و لم أرزقها.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا إبراهيم بن نشيط ، نا سليمان بن حميد المزني، عن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع القرشي.

أنه دخل على فاطمة بنت عبد الملك فقال لها: أ لا تخبريني عن عمر؟ فقالت: ما أعلم أنه اغتسل من جنابة و لا من احتلام منذ استخلفه اللّه حتى قبضه (5).

ص: 215


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 579/1 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 190.
2- بالأصل:«قال» و المثبت عن م، و «ز»، و المعرفة و التاريخ.
3- سيرة عمر لابن الجوزي ص 191-192.
4- بالأصل و م بدون إعجام و رسمها:«بكبكة» و في «ز»: «بكبكة» و المثبت عن سيرة عمر لابن الجوزي.
5- رواه ابن المبارك في كتاب الزهد و الرقائق ص 311 رقم 890، و عنه في سير أعلام النبلاء 135/5-136 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 200.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي بن محمّد، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين محمّد بن المظفر، نا محمّد بن محمّد الباغندي، حدّثني أحمد بن الفرج، نا عثمان بن سعيد، نا عثمان بن المهاجر، عن العباس بن سالم، عن أبي سلاّم الأسود قال:

لما بلغ عمر بن عبد العزيز أنه يحدث عن ثوبان في الحوض قال: فبعث إليه فحمل على البريد قال: فقال عمر كالمتوجع: ما أردنا المشقة عليك يا أبا سلاّم، و لكنه بلغني عنك حديث تحدّث به عن ثوبان عن نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في الحوض، فأحببت أن تشافهني فيه مشافهة، قال أبو سلاّم: سمعت ثوبان يقول:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«حوضي ما بين عدن إلى عمّان البلقاء ماؤه أشدّ بياضا من اللبن، و أحلى من العسل، أكاويبه عدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا، و أوّل الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين الشّعث رءوسا، الدنس ثيابا الذين لا ينكحون المتمنعات، و لا يفتح لهم السدد»، [9873] قال عمر: لكني قد نكحت المتمنعات (1) فاطمة بنت عبد الملك و فتحت لي السدود و لا جرم لا أغسل رأسي حتى يشعث، و لا ألقي ثوبي حتى يتّسخ.

كذا قالا، و الصواب محمّد بن المهاجر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا هشام بن عمّار، نا (3) حمزة، نا عمرو بن مهاجر.

أن عمر بن عبد العزيز كان يسرج عليه الشمعة ما كان في حوائج المسلمين، فإذا فرغ من حوائجهم أطفأها، ثم أسرج عليه سراجه.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه.

ح و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن الأزهر الفقيه، نا أبو (4) زيد

ص: 216


1- في م و «ز»: الممنعات.
2- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 579/1.
3- في المعرفة و التاريخ: حدثنا يحيى بن حمزة.
4- الأصل:«ابن زيد» تصحيف، و المثبت عن م و «ز».

عمر بن شبّة، نا محمّد بن بكار، نا أبو معشر، عن سعيد بن عبد الرّحمن قال:

عمر بن عبد العزيز إذا أراد أن يكتب في حاجة المسلمين كتب في طوامير المسلمين، و كان إذا أسرج سراجا في حاجة المسلمين يكتب كتابا أو غيره أسرج من بيت مال المسلمين، و إذا أراد أن يكتب في حوائجه أو في غيرها أسرج من ماله.

أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن ماشاذة، أنا أبو علي الحسن بن عمر بن يونس، أنا أبو عمر الهاشمي، أنا أبو العباس محمّد بن أحمد الأثرم، نا (1) حميد بن الربيع الحرار (2)،حدّثني معن، حدّثني مالك.

أنه بلغه أن عمر بن عبد العزيز كان يكتب إلى الناس على الشمع، و إذا كتب لنفسه كتب على المصباح (3).

قال: و حدّثني مالك قال:

أتى عمر بن عبد العزيز بعنبرة، فأمسك على أنفه ثم قال: إنّما ينتفع منها بريحها (4).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (5)،نا مسلم بن إبراهيم، نا علي بن مسعدة (6)،نا رباح بن عبيدة قال:

أخرج مسك من الخزائن فوضع بين يدي عمر بن عبد العزيز، فأمسك أنفه مخافة أن يجد ريحه، قال: فقال له رجل من أصحابه: يا أمير المؤمنين ما ضرّك إن وجدت ريحه ؟ قال: و هل ينتفع من هذا إلاّ بريحه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا

ص: 217


1- في «ز»: «بن».
2- في «ز»: الخزار.
3- روي في تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 200 و سير أعلام النبلاء 136/5 من طريق عمرو بن مهاجر.
4- انظر في سير أعلام النبلاء 136/5 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 193.
5- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 608/1 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 192.
6- في المعرفة و التاريخ: علي بن سعد.

سالم بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن يزيد بن خنيس المكي، قال: سمعت وهيب بن الورد قال:

بلغنا أن عمر بن عبد العزيز اتّخذ دارا لطعام المساكين و الفقراء و ابن السبيل، قال:

و تقدّم إلى أهله: إياكم أن تصيبوا من هذه الدار شيئا من طعامها، فإنّما هو للفقراء و المساكين (2)،فجاء يوما فإذا مولاة له معها صحفة فيها غرفة من لبن، فقال لها: ما هذا؟ قالت: زوجتك فلانة حامل كما قد علمت و اشتهت غرفة من لبن، و المرأة إذا كانت حاملا فاشتهت شيئا فلم تؤت به تخوّفت على ما في بطنها أن يسقط ، فأخذت هذه الغرفة من هذه الدار، فأخذ عمر بيدها فتوجه بها إلى زوجته و هو عالي الصوت و هو يقول: إن لم يمسك ما في بطنها إلاّ طعام المساكين و الفقراء فلا أمسكه اللّه، فدخل على زوجته فقالت له: ما لك ؟ قال: تزعم هذه أنه لا يمسك ما في بطنك إلاّ طعام المساكين و الفقراء، فإن لم يمسكه إلاّ ذلك فلا أمسكه اللّه، قالت زوجته: ردّيه ويحك، و اللّه لا أذوقه، قال: فردّته.

أخبرنا أبو الفوارس عبد الباقي بن محمّد، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا عيسى بن علي بن عيسى، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا خالد بن مرداس، نا الحكم بن عمر الرعيني قال:

شهدت عمر بن عبد العزيز و جاءه صاحب الرقيق فسأل أرزاقهم و كسوتهم و ما يصلحهم، فقال عمر: كم هم ؟ قال: هم كذا و كذا ألفا.

فكتب إلى أمصار الشام: أن ارفعوا إليّ كلّ أعمى في الديوان أو مقعد أو من به الفالج، أو من به زمانة تحول بينه و بين القيام إلى الصلاة، فرفعوا إليه، فأمر لكلّ أعمى بقائد، و أمر لكلّ اثنين من الزمنى بخادم.

قال: و فضل من الرقيق، فكتب أن ارفعوا إليّ كل يتيم و من لا أحد له ممن قد جرى على والده الديوان، فأمر لكلّ خمسة بخادم يتوزعونه بينهم بالسوية، و كتب أن يفرّقوهم جندا جندا.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح عبد الملك بن عمر.

ص: 218


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 378/5.
2- في ابن سعد: للفقراء و المساكين و ابن السبيل.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري (1)،أنا أبو الفتح، أنا أبو حفص بن شاهين، أنا محمّد بن مخلد بن حفص.

ح قال ابن الطّيّوري (2):و أنا أبو الحسن العتيقي، أنا عثمان بن محمّد المخرمي (3)،نا إسماعيل بن محمّد المخرمي (4)،أنا العباس بن محمّد بن حاتم، نا أبو بكر بن أبي الأسود، نا سعيد - يعني ابن عامر - عن جويرية بن أسماء عن إسماعيل بن أبي حكيم قال:

كان عمر بن عبد العزيز لا يدع النظرة في المصحف كلّ يوم و لكن لا يكثر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5)،نا أبو بشر، نا سعيد بن عامر، عن جويرية بن أسماء، عن إسماعيل بن أبي حكيم قال:

كان عمر بن عبد العزيز قلّ ما يدع يوما يقرأ في المصحف بالغداة و لا يطيل.

قال جويرية: و لا أدري من حديث إسماعيل أو غيره قال:

قال لمزاحم أبغني رجلا لمصحفي، فأتاه برجل فأعجبه، قال: من أين أصبت ؟ قال: يا أمير المؤمنين دخلت بعض الخزائن فأصبت هذه الخشبة و اتخذت منها رجلا، قال: ويحك انطلق فأقمه في السوق، قال: و جاء به قد قوّمه في السوق فقوّمه نصف دينار، فرجع فقال: يا أمير المؤمنين قوّموه نصف دينار، قال: ترى أن تضع في بيت المال دينارا لنسلم منه، قال مزاحم: إنّما قوّموا نصف دينار، قال: ضع في بيت المال دينارين.

أخبرنا أبو الفوارس عبد الباقي بن محمّد، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا خالد بن مرداس، نا الحكم بن عمر قال:

شهدت عمر يقول لحرسه: إنّ بي عنكم غنى، كفى بالقدر حاجزا، و بالأجل حارسا

ص: 219


1- في «ز»: ابن الطبري.
2- في «ز»: الصوري.
3- غير واضحة بالأصل، و في «ز»: المخرجي، و المثبت عن م، و السند معروف.
4- «نا إسماعيل بن محمّد المخرمي» سقط من «ز».
5- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 614/1 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 212.

و لا أطرحكم من مراتبكم ليجري لكم سنة بعدي من أقام منكم فله عشرة دنانير، و من شاء فليلحق بأهله (1).

قال: و نا الحكم قال (2):كان لعمر بن عبد العزيز ثلاثمائة شرطي و ثلاثمائة حرسي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين (3) بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،حدّثني عبد العزيز بن عمران، أنا ابن وهب، أخبرني ابن أبي الزناد، عن أبيه قال:

سمعت مسلمة بن عبد الملك يقول: رحم اللّه عمر، و اللّه لقد هلك و ما بلغ بابن (5) له قط شرف العطاء، إنه و اللّه عضّ على مقدم قميصه، ثم شقي في الدنيا حتى خرج منها، ثم قال رافعا صوته: تِلْكَ الدّٰارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهٰا لِلَّذِينَ لاٰ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ إلى آخر الآية (6).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا علي بن عمر الحربي، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصوفي، نا الهيثم بن خارجة، نا إسماعيل بن عيّاش، عن عمرو بن مهاجر قال (7):

اشتهى عمر بن عبد العزيز (8) تفاحا، فقال: لو كان عندنا شيء من تفاح، فإنه طيب الريح، طيب الطعم. فقام رجل من أهل بيته فأهدى إليه تفاح فلما جاء به الرسول قال عمر:

ما أطيب ريحه و أحسنه؛ ارفعه يا غلام، و أقرئ فلانا السلام و قل له: إنّ هديتك قد وقعت عندنا بحيث تحبّ ، قال عمرو بن مهاجر: فقلت: يا أمير المؤمنين، ابن عمّك و رجل من أهل بيتك، و قد بلغك أنّ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان يأكل الهدية و لا يأكل الصدقة، فقال: ويحك إن الهدية كانت للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم هدية، و هي اليوم لنا رشوة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن

ص: 220


1- تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 200 و سير أعلام النبلاء 136/5.
2- تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 200 و سير أعلام النبلاء 136/5.
3- بالأصل و «ز»: «الحسن» تصحيف، و التصويب عن م، و السند معروف.
4- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 579/1.
5- في المعرفة و التاريخ: و ما بلغ ما ناله قط .
6- سورة القصص، الآية:83.
7- سيرة عمر لابن الجوزي ص 189.
8- من هنا سقط في م، سنشير إلى نهايته في موضعه.

الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،حدّثني حرملة، أنا ابن وهب، حدّثني الليث، أخبرني شيخ عن أبي عبد اللّه بن أبي زكريا.

أنه دخل على عمر بن عبد العزيز و قد توجّع له، مما بلغه مما خلص إلى أهل عمر بن عبد العزيز من الحاجة، فتحدثا ثم قال: يا أمير المؤمنين أ رأيتك شيئا تعمل به بأي شيء استحللته ؟ قال: و ما هو؟ قال: ترزق الرّجل من عمالك مائة دينار في الشهر و مائتي دينار في الشهر و أكثر من ذلك، قال: أراه لهم يسيرا إن عملوا بكتاب اللّه و سنّة نبيّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أحب أن أفرغ قلوبهم من الهمّ بمعايشهم و أهليهم، قال ابن أبي زكريا: فإنّك قد أصبت، و قد ذكر لي أنه قد خلص إلى أهلك حاجة، و أنت أعظمهم عملا، فانظر ما قد رأيته حلالا لرجل منهم فارتزق مثله، فوسّع به على أهلك، قال: يرحمك اللّه، قد عرفت أنك لم ترد إلاّ خيرا و أنك توجّعت من بعض ما يبلغك من حالنا، ثم قال بيده اليمنى على ذراعه اليسرى فقال: إنّ هذا العظم إنّما نبت من مال اللّه، و إنّي و اللّه إن استطعت لا أعيد فيه منه شيئا أبدا.

قال: و نا يعقوب (2)،نا ابن بكير، و أبو زيد، قالا: نا يعقوب، قال: سمعت أبي يحدّث:

أن عمر بن عبد العزيز جاءه ثلاثون ألف درهم من مال بالبحرين، فجاءه الذي كان يقوم على طعام أهله، فقال: يا أمير المؤمنين قد جاءك اللّه بنفقة، قال: من أين ؟ قال: من مالك الذي بالبحرين، جاءتك ثلاثون ألفا، قال: فاسترجع عمر و قال: ادع لي مزاحما، فلما جاءه مزاحم قال: أي مزاحم، ما رددت (3) ذلك المال الذي جاءنا من البحرين في مال اللّه فيما أحسب - شك ابن بكير - قال مزاحم سقط عليّ يا أمير المؤمنين، قال: فاردده و صل بهذا المال في بيت مال المسلمين. قال: فدخل عليه قيّم ذلك المال فقال: يا أمير المؤمنين اعتق رقبتي من الرق أعتقك اللّه من النار، قال: فنظر إليه ثم قال: إنّما أنت و ذاك المال من مال اللّه فلا سبيل إلى عتقك، قال: يا أمير المؤمنين جرّة زنجبيل مربت كنت أهديها لك كلّ عام، و قد جئت بها، قال: ائت بها، قال: فأخرج منه عودا فوضعه على شفتيه ثم قال: مه،

ص: 221


1- المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 582/1 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 193-194 و قارن بسيرة عمر لابن عبد الحكم ص 46.
2- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 595/1 و ابن الجوزي في سيرة عمر ص 195-196.
3- كذا بالأصل و م و «ز» و سيرة عمر، و في المعرفة و التاريخ: زدت.

إذا شككت في الشيء فدعه، لا حاجة لي بجرتك (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنيّة (2)،نا نوفل بن الفرات عاملا لعمر بن عبد العزيز قال: و كان رجلا من كتّاب الشام مأمونا عندهم، استعمل رجلا على كورة من كور الشام كان أبوه يزن بالمنانية قال: فبلغ ذلك عمر بن عبد العزيز فقال: ما حملك على أن تستعمل رجلا على كورة من كور المسلمين كان أبوه يزن بالمنانية ؟ قال له: أصلح اللّه أمير المؤمنين و ما عليّ ما كان أبوه ؟ كان أبو النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مشركا، قال: فقال عمر: آه ثم نكت ثم رفع رأسه فقال: أ أقطع لسانه، أ أقطع يده و رجله، أ أضرب عنقه، ثم قال: أ قد جعلت هذا عدلا للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم لا تلي لي شيئا ما بقيت.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عمران بن موسى الجزري، نا أبي، عن ضمرة قال:

قال عمر بن عبد العزيز لبعض ولد الحسين بن علي بن أبي طالب: لا تقف على بابي ساعة واحدة إلاّ ساعة تعلم أنّي جالس فيؤذن لك عليّ من ساعتك، فإنّي أستحي من اللّه أن يقف على بابي رجل من أهل بيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فلا يؤذن له عليّ من ساعته.

رواها أيوب بن محمّد الوزّان عن ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة و قال: قال لعبد اللّه بن الحسن بن الحسن، و ذلك الصواب.

أخبرنا أبو العزّ السلمي مناولة و إذنا، و قرأ عليّ إسناده، أنا محمّد بن الحسين، أنا أبو الفرج القاضي، نا محمّد بن يحيى الصولي، نا محمّد بن زكريا الغلاّبي، نا عبيد اللّه بن عائشة، عن جويرية قال:

قال عمر بن عبد العزيز: ما زلنا نحن و بنو عمنا من بني هاشم مرة لنا و مرة علينا نلجأ إليهم و يلجئون إلينا حتى طلعت شمس الرسالة، فأكسدت كلّ نافق، و أخرست كل ناطق.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،نا أبو أحمد محمّد بن أحمد

ص: 222


1- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء الخامس و الثلاثين بعد الخمسمائة من الفرع.
2- في «ز»: عيينة، تصحيف.
3- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 255/5.

الجرجاني، نا حامد (1) بن شعيب، نا يحيى بن أيوب، نا رزق بن رزق الكندي، حدّثني جسر القصّاب قال:

كنت أجلب الغنم في خلافة عمر بن عبد العزيز، فمررت. براع و في غنمه نحو من ثلاثين ذئبا، فحسبتها كلابا و لم أكن رأيت الذئاب قبل ذلك، فقلت: يا راعي ما ترجو بهذه الكلاب كلها؟ فقال: يا بني إنّها ليست كلابا إنّما هي ذئاب، فقلت: سبحان اللّه ذئب في غنم لا يضرها؟ فقال: يا بني إذا صلح الرأس فليس على الجسد بأس، و كان ذلك في خلافة عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أبو بكر أخو خطاب، نا خالد بن خداش، نا حمّاد بن زيد، عن موسى بن أعين الراعي و كان يرعى الغنم لمحمّد بن أبي عيينة قال:

كانت الغنم و الأسد و الوحش ترعى في خلافة عمر بن عبد العزيز في موضع واحد، فعرض لشاة منها ذئب قال: فقلت: إنّا للّه، ما أرى الرجل الصالح إلاّ و قد هلك، قال:

فحسبنا فوجدناه قد هلك في تلك الليلة (2).

رواه غيره عن حمّاد فقال: كنا نرعى الشاء بكرمان.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح، نا أبو الحسين (3) بن سمعون، حدّثني محمّد بن عبد اللّه العبدي قال: كتب إليّ أبو حارثة أحمد بن إبراهيم بن هشام بن (4) يحيى بن يحيى الغساني، حدّثني أبي عن أبيه، عن جده.

أن عمر بن عبد العزيز كان يقول: اللهمّ إنّ رجالا أطاعوك فيما أمرتهم و انتهوا عما نهيتهم اللهم و إن توفيقك إيّاهم كان قبل طاعتهم إيّاك، فوفّقني.

ص: 223


1- كذا بالأصل، و «ز»«حامد بن شعيب» و في الحلية: عامر، بهامشها عن نسخة:«حامد».
2- قارن مع حلية الأولياء 255/5-256.
3- في «ز»: أبو الحسن، تصحيف، و هو محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس، أبو الحسين ابن سمعون البغدادي ترجمته في سير أعلام النبلاء 505/16.
4- في «ز»: نا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان الصابوني، أنا الإمام أبو الطّيّب سهل بن محمّد بن سليمان، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن العباس الضّبّي، نا أبو الفضل محمّد بن جعفر المنذري، نا عبيد بن غنّام، نا الحسن بن إسحاق الحناط (1)،عن علي بن محمّد بن إبراهيم الهاشمي قال:

قال عمر بن عبد العزيز: اللهمّ إنّ عمر ليس بأهل أن تناله رحمتك، و لكن رحمتك أهل أن تنال عمر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا يحيى بن أبي بكير، نا أبي قال:

قال رجل لعمر بن عبد العزيز: أبقاك اللّه يا أمير المؤمنين، قال: ادع بالصلاح، فإن هذا قد فرغ منه إذا انقضت الآجال لم يستطع المحسن يزداد حسنة، و لا المسيء يستعتب من سيئة، قال: ثم بكى.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، نا عبد الرّحمن بن صالح، حدّثني عبد اللّه بن نمير، عن طلحة بن يحيى قال:

كنت عند عمر بن عبد العزيز فجاءه رجل فقال: أبقاك اللّه ما كان البقاء خيرا لك، فقال عمر: فرغ من ذلك، و لكن قل: حياك اللّه حياة طيبة، و توفاك اللّه مع الأبرار.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا عمرو بن عثمان، نا خالد بن يزيد، عن جعونة قال (2):

دخل على عمر بن عبد العزيز رجل فقال: يا أمير المؤمنين إنّ من كان قبلك كانت الخلافة لهم زينا، و أنت زين الخلافة، و إنّما مثلك كما قال الشاعر:

و إذا الدّرّ زان (3) حسن وجوه *** كان الدر حسن وجهك زينا

[فأعرض عنه] (4).

ص: 224


1- في «ز»: الخياط .
2- الخبر و الشعر في حلية الأولياء 329/5، و سير أعلام النبلاء 136/5 بدون الشعر.
3- الأصل: ران، و المثبت عن «ز»، و الحلية.
4- ما بين معكوفتين سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و سير الأعلام و الحلية.

(1) و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا علي بن محمّد الأنباري.

قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني سلمة بن شبيب، عن جعفر بن هارون، عن المفضّل بن يونس قال:

قال رجل لعمر بن عبد العزيز: يا أمير المؤمنين كيف أصبحت ؟ قال: أصبحت بطيئا بطينا متلوثا في الخطايا، أتمنى على اللّه الأماني.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا ابن عثمان، نا عبد اللّه، عن ميمون بن (3) مهران.

أن عمر بن عبد العزيز أتى بسلق و أقراص، فأكل ثم اضطجع على فراشه، و غطّى وجهه بطرف ردائه و جعل يبكي و يقول: عبد بطيء بطين يتباطأ و يتمنى على اللّه منازل الصالحين (4).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (5)،حدّثني محمّد الرملي (6)،نا ضمرة، عن عبد العزيز بن أبي الخطاب، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال:

ص: 225


1- قبله في «ز»: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي. ح.
2- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 585/1.
3- الأصل:«عن» تصحيف، و التصويب عن «ز»، و المعرفة و التاريخ.
4- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء الرابع و السبعين بعد الثلاثمائة من الأصل. بلغت سماعا بقراءتي على الشيخ الأجل الأصيل أبي البركات الحسن بن محمّد بن الحسن بن هبة اللّه بسماعه فيه من عمه و الملحق بإجازته منه، و أبو موسى عيسى بن سليمان بن عبد العزيز بن عبد الملك الزيدي، و كتب محمّد بن يوسف بن محمّد بن أبي يداس البزاز الإشبيلي ببشناق الشيخ على ضبعة نهر ثورة خارج دمشق و عارض بالأصل غرة شعبان سنة سبع عشرة و ستمائة و الحمد للّه.
5- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 576/1-577 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 203 و البداية و النهاية 203/9.
6- كذا بالأصل، و في «ز»: «محمّد بن عبد العزيز الرملي» و مثلها في المعرفة و التاريخ، و ليس فيها «الرملي» و مكانها: الذهلي.

قال لي رجاء بن حيوة: ما أكمل مروءة أبيك، سمرت عنده ذات ليلة فعشي (1) السراج فقال لي: ما ترى السراج قد عشي (2)؟قلت: بلى، قال: و إلى جانبه وصيف راقد، قال:

قلت: أ لا أنبهه ؟ قال: لا، دعه يرقد، قال: قلت: أ فلا أقوم أنا؟ قال: لا، ليس من مروءة الرجل استخدامه ضيفه، قال: فوضع رداءه ثم قام إلى بطة زيت معلقة فأخذها فأصلح السراج، ثم ردها في موضعها ثم رجع، قال: قمت و أنا عمر بن عبد العزيز و رجعت و أنا عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين العلوي.

ح و أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن محمّد بن أبي القاسم القايني، و أبو الحسن علي بن محمّد بن الحسين البوشنجي، قالا: أنا أبو المظفر موسى بن عمران بن محمّد، نا محمّد بن الحسين بن داود بن علي العلوي، نا أبو الحسين [الحسن] (3) بن علي النّجاشي، نا الحسين بن الفضل البجلي.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الغضائري، نا أحمد بن سلمان (4)،نا الحارث بن محمّد، قالا: نا الحكم بن موسى، نا ضمرة عن عبد العزيز بن أبي الخطاب - و في رواية موسى بن عمران: بن الخطاب - قال قال لي عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال لي رجاء بن حيوة:

ما رأيت رجلا أكمل عقلا من أبيك، سمرت عنده ذات ليلة فعشى السراج، فقال لي: يا رجاء إن السراج قد عشي قال: و وصيف إلى جانبنا نائم، قال: فقلت له: فأنبه الوصيف ؟ قال:

قد نام، قال: فقلت له: أ فأقوم أنا فأصلحه ؟ قال: ليس من مروءة الرجل أن يستخدم ضيفه - و في حديث الغضائري: استخدامه (5) ضيفه - قال: فقال: فوضع ساجه فأتى السراج فأخرج فتيلته - زاد الغضائري: و أخذ (6) بطة ففتحها و قالا:- و صبّ في السراج - زاد الغضائري: منها ثم رجع و قالا:- إنّي قمت و أنا عمر بن عبد العزيز، و رجعت و أنا عمر بن عبد العزيز.

ص: 226


1- كذا بالأصل و المعرفة و التاريخ:«فعشي... عشى» و في «ز»، و سيرة عمر لابن الجوزي «فغشي... غشي».
2- كذا بالأصل و المعرفة و التاريخ:«فعشي... عشى» و في «ز»، و سيرة عمر لابن الجوزي «فغشي... غشي».
3- زيادة عن «ز».
4- في «ز»: سليمان.
5- ما بين الرقمين سقط من «ز».
6- ما بين الرقمين سقط من «ز».

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر (1)، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،نا عبيد بن حبان، عن مالك بن أنس قال:

كان عمر بن عبد العزيز إذا دخل منزله خدم نفسه حتى إن كانت المائدة مغطاة كشفها و قدمها إليه، يريد بذلك أن يصيب من خدمة نفسه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن الحسن الغضائري - ببغداد - نا أحمد بن سلمان، نا الحارث بن محمّد، و بشر بن موسى، قالا: نا عفّان بن مسلم، حدّثني عمر بن علي، عن عبد رب بن أبي هلال رجل من أهل الجزيرة، سمعت منه غير مرة عن ميمون بن مهران قال:

قلت لعمر بن عبد العزيز ليلة: يا أمير المؤمنين ما بقاؤك على ما أرى، أما في أول الليل فأنت في حاجات الناس، و أما وسط الليل مع جلسائك، و أما آخر الليل فاللّه أعلم إلى ما تصير، قال: فضرب على كتفي و قال: ويحك يا ميمون، إني وجدت لقاء الرجال يلقح ألبابهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو عبد اللّه بن سكينة، أنا أبو الفرج الغوري، أنا أبو بكر العسكري، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا عاصم بن عمر، نا أبي (3)،نا عبد ربّه بن أبي هلال، عن ميمون بن مهران قال: قلت لعمر بن عبد العزيز ليلة بعد ما نهض جلساؤه: يا أمير المؤمنين ما بقاؤك على ما أرى، أما أوّل الليل فأنت في حاجات الناس، و أمّا وسط الليل فأنت مع جلسائك، و أمّا آخر الليل فاللّه أعلم ما تصير إليه، قال: فعدل عن جوابي، و ضرب على كتفي و قال: ويحك يا ميمون، إنّي وجدت لقاء (4) الرجال يلقح ألبابهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5) حدثنا (6) سليمان بن حرب، نا عمر بن علي، عن عبد ربّه، عن ميمون بن مهران قال:

ص: 227


1- في «ز»: ابن أبي فضل، تصحيف.
2- تاريخ أبي زرعة 572/1.
3- قوله:«نا أبي» سقط من «ز».
4- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن «ز».
5- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 619/1.
6- بالأصل و «ز»: «بن» تصحيف، و التصويب عن المعرفة و التاريخ.

كنت في سمر عمر بن عبد العزيز ذات ليلة، فقلت له: يا أمير المؤمنين ما بقاؤك على ما أرى ؟ أنت بالنهار مشغول في حوائج الناس، و بالليل أنت معنا هاهنا، ثم اللّه أعلم بما تخلو به، قال: فعدل عن جوابي ثم قال: إليك عنّي يا ميمون، فإنّي وجدت لقاء الرجال تلقيحا (1) لألبابهم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن نصر، نا الحسين بن الحسن، عن عبد الوهّاب الثقفي قال:

سمعت يحيى بن سعيد يقول:

قال عمر بن عبد العزيز: تذاكروا النعم فإنّ ذكرها شكرها.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو القاسم الحرفي (2)، أنا أحمد بن سلمان النّجّاد (3)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: قال داود بن رشيد، نا الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، حدّثني عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز قال:

ما قلب عمر بن عبد العزيز بصره إلى نعمة أنعم اللّه بها عليه إلاّ قال: اللهم إنّي أعوذ بك أن أبدل نعمة كفرا، أو أكفر بها بعد معرفتها، أو أنساها فلا أثني بها.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا أبي، نا عبد الرّحمن، عن سفيان قال:

قال عمر بن عبد العزيز: من لم يعد كلامه من عمله كثرت (4) ذنوبه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5)،نا عبد اللّه بن

ص: 228


1- الأصل و «ز»: «تلقيح» خطأ، و التصويب عن المعرفة و التاريخ.
2- في «ز»: الحرقي.
3- في «ز»: النجار، تصحيف.
4- في الأصل:«كموت» و المثبت عن «ز».
5- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 595/1 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 251 و البداية و النهاية 216/9.

عثمان، نا عمر بن علي، أنا عبد ربّ بن هلال بن أبي هلال قال: أنبأني ميمون بن مهران قال:

إنّي لعند عمر بن عبد العزيز إذ فتح له منطق حسن حتى رق له أصحابه قال: ففطن لرجل منهم و هو يحذف (1) دمعته قال: فقطع منطقه، قال ميمون: فقلت له: امض في منطقك يا أمير المؤمنين، فإنّي أرجو أن يمنّ اللّه به على من سمعه و انتهى إليه، فقال بيده: إليك عني، فإن في القول (2) فتنة و الفعال أولى بالمرء من القول.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (3)،نا سليمان بن حرب، نا عمر بن علي بن مقدم، عن عبد ربّه، عن ميمون بن مهران قال:

كنت بالليل في سمر عمر بن عبد العزيز فوعظ ، ففطن لرجل قد أخذ بدمعته، قال:

فسكت، فقلت: يا أمير المؤمنين عد لمنطقك لعل (4) اللّه ينفع بك من سمعه و من بلغه، فقال: يا ميمون إنّ للكلام فتنة، و إن الفعال أولى بالمؤمن من القول.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: أنا أبو محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا حمّاد بن سلمة، عن رجاء بن المقدام من أهل الرملة، عن نعيم بن عبد اللّه كاتب عمر بن عبد العزيز، أن عمر بن عبد العزيز قال: إنّه ليمنعني من كثير من الكلام مخافة المباهاة (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد أحمد بن علي بن الحسن (6)،أنا الحسن بن الحسن بن علي، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني ابن أبي مريم - يعني عليا - عن مطرف أبي مصعب، حدّثني عبد العزيز الماجشون، عن أبي عبيد قال:

ص: 229


1- المعرفة و التاريخ: يجرف.
2- بالأصل و «ز»: «القبول» و المثبت عن المعرفة و التاريخ و سيرة عمر.
3- المعرفة و التاريخ 613/1.
4- كتبت فوق الكلام بين السطرين في «ز».
5- رواه ابن المبارك في كتاب الزهد و الرقائق ص 44 رقم 137 و الذهبي في سير أعلام النبلاء 136/5-137 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 201.
6- في «ز»: الحسين.

ما رأيت رجلا قطّ أشدّ تحفّظا في منطقه من عمر بن عبد العزيز.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن إدريس، نا محمّد بن خالد، نا الوليد بن مسلم، عن مالك بن أنس قال:

قال عمر بن عبد العزيز: ما كذبت منذ شددت على إزاري.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني (1)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني سلمة - يعني ابن شبيب - حدّثني سهل بن عاصم، عن علي بن الحسن قال:

كان لعمر بن عبد العزيز صديق، فأخبر أنه قد مات، فجاء إلى أهله يعزّيهم فصرخوا في وجهه، فقال لهم عمر: مه، إنّ صاحبكم هذا لم يكن يرزقكم، و إن الذي يرزقكم حيّ لا يموت، إنّ صاحبكم هذا لم يسد شيئا من حفركم و إنّما سد حفرة نفسه، لكلّ امرئ منكم حفرة لا بد و اللّه أن يسدّها، إنّ اللّه جل ثناؤه لمّا خلق الدنيا حكم عليها بالخراب، و على أهلها بالفناء، و ما امتلأت دار حبرة إلاّ امتلأت عبرة، و لا اجتمعوا إلاّ تفرقوا حتى يكون اللّه هو الذي يرث الأرض و من عليها، فمن كان منكم باكيا فليبك على نفسه، فإنّ الذي صار إليه صاحبكم كلّكم يصير إليه غدا.

أخبرنا أبو القاسم المستملي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، نا علي بن الحسن، عن علي بن معبد، عن ابن وهب، أخبرني عبد الرّحمن بن ميسرة (2) الحضرمي (3).

أن عمر بن عبد العزيز كان يقول: ليس تقوى اللّه بصيام النهار، و لا بقيام الليل، و التخليط فيما بين ذلك، و لكن تقوى اللّه: ترك ما حرّم اللّه، و أداء ما افترض اللّه، فمن رزق بعد ذلك خيرا فهو خير إلى خير.

قال: و أنا أبو زكريا ابن أبي إسحاق، أنا أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي، نا أبو قلابة الرّقاشي، نا سعيد بن عامر، نا محمّد بن عمرو بن علقمة قال:

ص: 230


1- في «ز»: البناني، تصحيف.
2- الأصل: مسرة، و المثبت عن «ز» و سيرة عمر لابن الجوزي.
3- سيرة عمر لابن الجوزي ص 239.

سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: ما أنعم اللّه على عبد نعمة فانتزعها منه فعاضه من ذلك الصبر إلاّ كان ما عاضه خيرا مما انتزع منه، و قرأ إِنَّمٰا يُوَفَّى الصّٰابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسٰابٍ (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (2)،نا المسيّب بن واضح، نا بقية، عن سعيد بن علي قال:

مات ابن لعمر بن عبد العزيز صغير، فغشي عليه، فلما أفاق قلنا له: على مثل هذا؟ قال: ليس ذاك بي، و لكنه (3) بضعة مني، فأوشك أن أتبعها.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد المؤذن - بنيسابور - نا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمّد المزكي - إملاء - أنا أبو الطّيّب محمّد بن أحمد بن حمدون، نا أبو الحسن مسدّد بن قطن بن إبراهيم (4)،نا أحمد بن إبراهيم (5)،حدّثني عبيد بن الوليد الدمشقي، قال: سمعت أبي يذكر.

أنّ عمر بن عبد العزيز سمع صيحة، فسأل عن ذلك، فقيل له: يا أمير المؤمنين ابنتك توفيت، فظهر عليه لذلك كآبة و حزن، فقيل له: يا أمير المؤمنين إنّما هي جارية، قال:

ويحك فلا تكثر عليّ و قد تدلى ملك الموت الليلة في داري فأخذ بضعة مني، و أنا لا أعلم.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعيد بن أبي عمرو، أنا أبو عبد اللّه الصّفّار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو بكر بن أبي النّضر، نا سعيد بن عامر، عن عبد اللّه بن المبارك.

أن عمر بن عبد العزيز عزّي على ابنه عبد الملك، و قال (6):إنّ الموت أمر قد كنّا وطّنا أنفسنا [عليه] (7) فلمّا وقع لم نستنكره (8).

ص: 231


1- سورة الزمر، الآية:10.
2- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 611/1.
3- بالأصل:«و لكن» و في «ز»: «و لكن» و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 119/14.
5- «نا أحمد بن إبراهيم» ليس في «ز».
6- سيرة عمر لابن الجوزي ص 310.
7- الزيادة عن «ز»، و ابن الجوزي: سيرة عمر.
8- في سيرة عمر: فلما نزل لم ننكره.

أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد العكبري، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن أبي مسلم، أنا أبو محمّد علي بن عبد اللّه بن المغيرة، نا أحمد بن سعيد الدمشقي، حدّثني الزبير بن (1) بكّار، حدّثني عبد اللّه بن نافع قال:

ماتت أخت لعمر بن عبد العزيز قال: فشهدها الناس، فانصرفوا معه إلى منزله، فلما صار إلى بابه أخذ بحلقة الباب ثم قال: انصرفوا أيها الناس مأجورين، أدّى اللّه الحق عنكم، فإنّا أهل بيت لا يعزّى في أحد من النساء إلاّ في اثنتين: أم لواجب حقها، و ما فرض اللّه من برّها، و امرأة للطف موضعها و إنه لا يحل محلها أحد.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو سعيد الصّيرفي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصّفّار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن الحسين، نا أبو منصور الواسطي، نا المغيرة بن المظفّر الواسطي، نا خالد بن صفوان، حدّثني ميمون بن مهران الجزري قال:

خرجت مع عمر بن عبد العزيز إلى المقبرة، فلما نظر إلى القبور بكى ثم أقبل علي فقال: يا أبا أيوب هذه قبور آبائي بني أمية كأنهم لم يشاركوا أهل الدنيا في لذتهم و عيشهم أ ما تراهم صرعى ؟ فدخلت فيهم المثلات و استحكم فيهم البلاء، فأصابت الهوام في أبدانهم مقيلا، قال: ثم بكى حتى غشي عليه، ثم أفاق فقال: انطلقوا بنا فو اللّه ما أعلم أحدا أنعم ممن صار إلى هذه القبور، و قد أمن من عذاب اللّه جلّ و علا.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، نا أحمد بن إبراهيم بن كثير العبدي، نا محمّد بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، نا أبو الطّيّب محمّد بن أحمد بن حمدون، نا أبو الحسن مسدّد بن قطن بن (2) إبراهيم، نا أبو عبد اللّه أحمد بن إبراهيم الدّورقي، نا محمّد بن عيسى أبو عبد اللّه قال: سمعت شيخا من الكوفيين اسمه محمّد أبو عبد اللّه قال:

خرج عمر بن عبد العزيز في - و قال مسدّد: مع - جنازة فلما دفنها قال لأصحابه: قفوا حتى آتي الأحبة - و قال مسدّد: قبور الأحبة - فأتاهم، فجعل يبكي و يدعو إذ هتف به التراب،

ص: 232


1- انظر الموفقيات للزبير بن بكار ص 340.
2- بالأصل و «ز»: «نا تصحيف، و قد تقدم التعريف به قريبا.

فقال: يا عمر أ لا تسألني عما فعلت بالأحبة ؟ قال: و ما فعلت بهم ؟ قال: مزقت الأكفان، و أكلت اللحم - و قال مسدّد: اللحوم - و شدخت - و قال مسدّد: و شرخت (1)-المقلتين، و أكلت الحدقتين، و نزعت الكفّين من الساعدين، و الساعدين من العضدين، و العضدين من المنكبين، و المنكبين من الصلب، و القدمين من الساقين، و الساقين من الفخذين، و الفخذين من الورك، و الورك من الصلب، قال: و عمر يبكي، فلمّا أراد أن يمضي - و قال مسدّد: يمضي - قال: يا عمر أ لا أدلّك على أكفان لا تبلى ؟ قال: ما هي ؟ قال: تقوى اللّه، و العمل الصالح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن محمّد بن أبي شيبة، نا محمّد بن يحيى الأزدي، نا عبد اللّه بن نوح، عن أبي بكر البصري، عن أبي قرّة قال:

خرج عمر بن عبد العزيز على بعض جنائز بني مروان، فلمّا صلّى عليها و دفنها قال لأصحابه: قفوا، فوقف الناس، فضرب بطن فرسه حتى أمعن في القبور و توارى عنهم، فاستبطأه الناس حتى ظنوا (2)،فجاء و قد احمرّت عيناه و انتفخت أوداجه، فقالوا: يا أمير المؤمنين أبطأت علينا، فما الذي حبسك ؟ قال: أتيت قبور الأحبة، قبور بني آبائي، فسلّمت عليهم، فلم يردّوا السلام، فلما ذهبت أقعى، ناداني التراب فقال: أ لا تسألني يا عمر ما لقيت الأحبة ؟ قال: قلت: و ما لقيت الأحبة ؟ قال: مزقت (3) الأكفان، و أكلت الأبدان، فلما ذهبت أقعى ناداني فقال: أ لا تسألني ما لقيت العينان ؟ قلت: و ما لقيت ؟ قال: فدغت (4)المقلتين، و أكلت الحدقتين، فلما ذهبت أقعى ناداني: أ لا تسألني ما لقيت الأبدان ؟ قلت: و ما لقيت ؟ قال: قطعت الكفين من الرسغين، و قطعت الرسغين من الذراعين، و قطعت الذراعين من المرفقين، و قطعت المرفقين من العضدين، و قطعت العضدين من المنكبين، و قطعت المنكبين من الصلب، و قطعت الصلب من الوركين، و قطعت الوركين من الفخذين، و قطعت الفخذين من الساقين، و قطعت الساقين من القدمين، فلما ذهبت أقعى ناداني: يا عمر، عليك بأكفان لا تبلى،[قلت:] (5) و ما أكفان لا تبلى ؟ قال: اتّقاء اللّه، و العمل الصالح.

ص: 233


1- قوله:«و قال مسدد: و شرخت» سقط من «ز».
2- كذا بالأصل و «ز».
3- عن «ز»، و رسمها بالأصل: حرقت.
4- الأصل: فدعت، و المثبت عن «ز»، و فدغه: شدخه، أو هو شدخ الشيء المجوف (القاموس).
5- زيادة عن «ز».

أخبرنا أبو سعد (1) بن البغدادي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو سعيد الصّيرفي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصفار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا عمرو بن جرير، نا أبو حمزة (2) سريع السامي قال:

قال عمر بن عبد العزيز لرجل من جلسائه: يا أبا فلان، لقد أرقت الليلة مفكرا، قال:

فيم يا أمير المؤمنين ؟ قال في القبر و ساكنه، إنّك لو رأيت الميت بعد ثالثة في قبره لاستوحشت من قربه بعد طول الانس منك بناحيته، و لرأيت بيتا تجول فيه الهوام، و يجري فيه الصّديد، و تخترقه الديدان مع تغيّر الريح، و بلى الأكفان بعد حسن الهيئة، و طيب الريح و نقاء الثوب، قال: ثم شهق شهقة خرّ مغشيا عليه.

أخبرنا أبو منصور الحسين بن طلحة بن الحسين الصّالحاني، و أم الفتوح فاطمة بنت محمّد بن عبد اللّه القيسيّة، قالا: أخبرتنا أم الفتح عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية، قالت: نا أبو الحسين عبد الواحد بن محمّد بن شاه الشيرازي - إملاء - نا علي بن أحمد بن معمر - بالبصرة (3)-نا أبو العباس الفضل بن الحسن الأنصاري، نا محمّد بن عبيد، نا تمّام بن بزيع، نا محمّد بن كعب القرظي قال:

أتيت عمر بن عبد العزيز و هو خليفة، فلمّا دخلت عليه أدمت إليه النظر، فقال: يا ابن كعب، إنك لتنظر إليّ نظرا ما كنت تنظره إليّ بالمدينة، قال: أجل يا أمير المؤمنين، أعجبني ما نحل من جسمك، و تغيّر من لونك، و رثّ من شعرك؛ فقال: كيف بك لو رأيتني بعد ثلاث في القبر، و قد سقطت حدقتاي على وجنتي، و خرج من منخري و فمي الدود و الصّديد، كنت لي أشدّ نكرة منك اليوم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا يوسف بن عبد اللّه الحلواني، نا ابن أبي رزمة، نا الفضل بن موسى، عن عبد الحميد بن حبيب، عن مقاتل بن حيان قال:

صليت خلف عمر بن عبد العزيز فقرأ وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (4) فجعل يكررها و لا يستطيع أن يجاوزها.

ص: 234


1- بالأصل: سعيد، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و السند معروف.
2- كذا بالأصل، و في «ز»: «نا أبو حمزة، نا سريع السامي» و لم أقف عليه.
3- في «ز»: علي بن أحمد بن معمر بن البصرة.
4- سورة الصافات، الآية:24.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب (1)،نا سليمان بن حرب، نا جرير بن حازم، نا المغيرة بن حكيم قال:

قالت لي فاطمة ابنة عبد الملك امرأة عمر بن عبد العزيز: يا مغيرة إنه يكون في الناس من هو أكثر صلاة و صياما من عمر، و ما رأيت أحدا قط أشدّ فرقا من ربّه من عمر، كان إذا صلّى العشاء قعد في مسجده، ثم رفع يديه فلم يزل يبكي حتى تغلبه عينه (2) ثم ينتبه، فلا يزال رافعا يبكي حتى تغلبه عينه (3).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا جرير بن حازم، أنا المغيرة بن حكيم قال:

قالت لي فاطمة بنت عبد الملك: يا مغيرة قد يكون من الرجال من هو أكثر صلاة و صوما من عمر بن عبد العزيز و لكن لم أر رجلا من الناس قطّ كان أشدّ فرقا من ربّه من عمر، كان إذا دخل بيته ألقى نفسه في مسجده، فلا يزال يبكي و يدعو حتى يغلبه عيناه، ثم يستيقظ فيفعل مثل (4) ذلك ليلته أجمع (5).

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة،[نا محمّد بن سعد] (6) أنا (7) محمّد بن يزيد بن خنيس، عن وهيب بن الورد قال:

بلغنا أن عمر بن عبد العزيز لما توفي جاء الفقهاء إلى امرأته يعزّونها به، فقالوا لها:

جئناك لنعزيك بعمر، فقد (8) عمّت مصيبته الأمة، فأخبرينا يرحمك اللّه عن عمر، كيف كانت

ص: 235


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 571/1 و حلية الأولياء 260/5 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 201 و سير أعلام النبلاء 137/5.
2- كذا بالأصل و «ز»، و في المعرفة و التاريخ: عيناه.
3- كذا بالأصل و «ز»، و في المعرفة و التاريخ: عيناه.
4- اللفظة:«مثل» استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.
5- رواه ابن المبارك في كتاب الزهد و الرقائق ص 308 رقم 884 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 202 و فيه: ليله أجمع.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و «ز»، و هو ضروري، و السند معروف.
7- طبقات ابن سعد 408/5.
8- إلى هنا فقط الخبر في طبقات ابن سعد، و بعدها بياض و تنتهي ترجمة عمر بن عبد العزيز في الطبقات الكبرى لابن سعد عند هذا الخبر. و الخبر رواه ابن الجوزي في سيرة عمر ص 330 من طريق وهيب بن الورد.

حاله في بيته ؟ فإن أعلم الناس بالرجل أهله، فقالت: و اللّه ما كان بأكثركم صلاة و لا صياما، و لكني و اللّه ما رأيت عبدا للّه قط كان أشدّ خوفا للّه من عمر، و اللّه إن كان ليكون في المكان الذي إليه ينتهي سرور الرجل بأهله، بيني و بينه لحاف، فيخطر على قلبه الشيء من أمر اللّه فينتفض كما ينتفض طائر وقع في الماء، ثم ينشج، ثم يرتفع بكاؤه حتى أقول: و اللّه لتخرجنّ نفسه التي بين جنبيه، فأطرح اللحاف عني و عنه رحمة له، و أنا أقول: يا ليتنا كان بيننا و بين هذه الإمارة بعد المشرقين، فو اللّه ما رأينا سرورا منذ دخلنا فيها.

أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، و حدّثني عنه بعض من سمعه منه، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن سليم، أنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن عبد الرّحمن بن كريب البزّاز، أنا أبو أحمد الحسن بن عبد اللّه بن سعيد الأديب العسكري، نا بكر بن أحمد - يعني ابن مقبل - نا إبراهيم بن عرعرة السامي، نا عثمان بن (1) عثمان الغطفاني، نا علي بن زيد قال:

ما رأيت رجلين كأن النار لم تخلق إلاّ لهما، مثل الحسن و عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن محمّد بن الأخضر، أنا أبو (2) عبد اللّه أحمد بن محمّد بن يوسف العلاّف، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي (3) الدنيا، نا أحمد بن إبراهيم، نا أحمد بن كردوس، نا عبد اللّه بن خداش، عن يزيد بن حوشب أخي العوّام قال:

ما رأيت أخوف من الحسن و عمر بن عبد العزيز كأن النار لم تخلق إلاّ لهما.

قال: و نا أحمد - هو ابن إبراهيم - نا عبيد بن عبيد بن الوليد بن سليمان بن أبي السائب قال: سمعت أبي يذكر قال:

ما رأيت أحدا قطّ كان الخوف على وجهه أبين منه على عمر بن عبد العزيز.

قال: و نا أحمد، نا علي بن الحسن بن شقيق، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا ابن لهيعة قال: وجدوا في بعض الكتب: تقتله خشية اللّه - يعني عمر بن عبد العزيز-.

أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن صصرى، أنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمداني (4)،أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن

ص: 236


1- بالأصل: عن، و المثبت عن «ز».
2- «أبو» سقطت من «ز».
3- «أبي» استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.
4- في «ز»: الهمذاني.

القاسم بن درستويه، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل أبو الدحداح، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، نا النّفيلي (1)(2)،نا النّضر بن عربي قال:

دخلت على عمر بن عبد العزيز فكان لا يكاد يبكي، إنّما هو ينتفض أبدا كأن عليه حزن الخلق.

قال: و نا الجوزجاني قال: حدّثت عن الوليد بن مسلم، حدّثني جسر قال:

رأيت عمر بن عبد العزيز بكى حتى بكى الدم.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الحسن علي بن أحمد المقابري، نا موسى بن إسحاق الأنصاري، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، نا زكريا بن عدي، عن ابن مبارك، عن هشام بن الغاز، عن مكحول قال:

لو حلفت لصدقت، ما رأيت أحدا أزهد في الدنيا من عمر بن عبد العزيز، و لو حلفت لصدقت، ما رأيت أخوف للّه من عمر بن عبد العزيز (3).

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد الدائم بن الحسن، عن عبد الوهّاب الكلابي، نا إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مروان، نا أبو حفص عمر بن مضر، نا عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي (4)،نا الوليد بن مسلم أن رجلا من بني أسد حدّثه عن جسر بن الحسن قال:

رأيت عمر بن عبد العزيز يبكي حتى نفذ الدمع، ثم رأيته يبكي الدم.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5)،حدّثني إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى، حدّثني أبي، عن جدي، عن ميمون بن مهران قال:

قال لي عمر بن عبد العزيز: حدّثني، قال: فحدّثته حديثا بكى منه بكاء شديدا،

ص: 237


1- هو أبو جعفر عبد اللّه بن محمّد بن علي بن نفيل الحراني.
2- سير أعلام النبلاء 137/5 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 202 و فيه: أبو جعفر الرملي (بدل: النفيلي) تصحيف.
3- تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 202 و سير أعلام النبلاء 137/5.
4- في «ز»: «البنيسي» تصحيف.
5- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 600/1 و من طريق الفسوي رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 202 و سير أعلام النبلاء 137/5 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 219.

فقلت: يا أمير المؤمنين لو علمت أنك تبكي هذا البكاء لحدّثتك حديثا ألين من هذا، قال: يا ميمون إنّا نأكل هذه الشجرة العدس و هي ما علمت مرقّة للقلب، مفرزة للدمعة (1) مذلّة للجسد.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، أنا أبو القاسم السّميساطي، أنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، نا علي بن محمّد الخراساني، نا يونس بن عبد الأعلى، نا سليمان بن ميمون الخوّاص، عن زاهر قال:

كتب عمر بن عبد العزيز: أما بعد فلا تأمنن تعجيل عقوبة اللّه عز و جل، فإنّما يعجل من خاف الفوت.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (2)،أنا الحسن بن موسى، نا حمّاد بن سلمة، عن أبي سنان قال:

كان عمر بن عبد العزيز إذا قدم بيت المقدس نزل الدار التي أنا فيها، ثم قال: يا أبا سنان لا يطبخن أحد من أهل الدار قدرا حتى أخرج، و كان إذا أوى إلى فراشه قرأ بصوت له حسن حزين: إِنَّ رَبَّكُمُ اللّٰهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ (3)إلى آخر الآية، ثم يقرأ أَ فَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرىٰ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنٰا بَيٰاتاً وَ هُمْ نٰائِمُونَ إلى قوله: وَ هُمْ يَلْعَبُونَ (4) و يتبع نحو هذه الآيات.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن محمّد بن الأخضر، نا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن يوسف العلاّف، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا داود بن رشيد، نا حكّام الرازي (5)،عن أبي حاتم (6) قال:

لمّا مرض عمر بن عبد العزيز جيء بطبيب إليه فقال: به داء ليس له دواء، غلب الخوف على قلبه.

ص: 238


1- كذا بالأصل و «ز»، و المصادر، ما عدا المعرفة و التاريخ ففيه: للدمع بدل للدمعة.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 379/5.
3- سورة الأعراف، الآية:54.
4- سورة الأعراف، الآيتان 97-98.
5- هو حكام بن سلم، أبو عبد الرحمن الكناني الرازي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 88/9.
6- سير أعلام النبلاء 137/5.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (1)،نا عبد اللّه بن عثمان، نا عبد اللّه - يعني ابن المبارك - أنا هشام بن الغاز قال:

نزلنا منزلا مرجعنا من دابق، فلمّا ارتحلنا مضى مكحول، و لم يعلمنا أين يذهب، فسرنا كثيرا حتى رأيناه، فقلنا: أين ذهبت ؟ فقال: أتيت منزل (2) عمر بن عبد العزيز - و هو على خمسة أميال من المنزل - فدعوت له ثم قال: لو حلفت ما استثنيت ما كان في زمانه أحد أخوف للّه من عمر، و لو حلفت ما استثنيت ما كان في زمانه أحد أزهد في الدنيا من عمر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد - هو ابن الحسين - نا يوسف بن الحكم، نا فياض بن محمّد، عن رجل، عن عطاء قال:

كان عمر بن عبد العزيز يجمع كل ليلة الفقهاء فيتذاكرون الموت و القيامة و ذكر الآخرة، ثم يبكون حتى كأن بين أيديهم جنازة (3).

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا إسحاق بن منصور بن حيان الأسدي، نا جابر بن نوح قال:

كتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض أهل بيته:

أما بعد فإنك إن استشعرت ذكر الموت في ليلك و نهارك بغّض إليك كل فان، و حبّب إليك كلّ باق و السلام (4).

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو حفص البخاري، نا زياد بن يحيى، نا ناشر بن خازم، عن أبي عمران قال:

قال عمر بن عبد العزيز: من قرب الموت من قلبه استكثر ما في يديه (5).

ص: 239


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 588/1 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 37.
2- في المصدرين: أتيت قبر عمر بن عبد العزيز.
3- سير أعلام النبلاء 138/5 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 202.
4- سير أعلام النبلاء 138/5 و لم يذكر السند، و فيه: أنه كتب إلى رجل.
5- في «ز» يده.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد - هو ابن الحسين - حدّثني خلف بن تميم، نا المفضّل بن يونس قال: قال عمر بن عبد العزيز:

لقد نغص هذا الموت على أهل الدنيا ما هم فيه من غضارة الدنيا و زهرتها، فبينما هم فيها كذلك و على ذلك أتاهم حاد من الموت فاخترمهم مما هم فيه، فالويل و الحسرة هنالك لمن لم يحذر الموت و يذكره في الرخاء فيقدم لنفسه خيرا يجده ما يفارق الدنيا و أهلها.

قال: ثم بكى عمر حتى غلبه البكاء فقام.

أخبرنا أبو السّعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي، نا عبد المحسّن بن محمّد بن علي، أنا أبو القاسم يحيى بن محمّد بن سلامة بن جعفر، أنا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن خرّزاد النّجيرمي، نا أبو القاسم جعفر بن شاذان القمّي، نا الصّولي، نا المبرّد قال: كان عمر بن عبد العزيز كثيرا ما يتمثل: (1)

فما تزوّد مما كان يجمعه *** سوى حنوط غداة البين في خرق

و غير نفجة أعواد تشبّ له *** و قلّ ذلك من زاد لمنطلق

بأيّ ما بلد كانت منيّته *** إلاّ يسر طائعا في قصدها يسق

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني (2)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا سلمة بن شبيب، نا سهل بن عاصم، عن علي بن الحسن قال:

كان عمر بن عبد العزيز في جنازة فنظر إلى قوم في الجنازة قد تلثموا من الغبار و عدلوا من الشمس إلى الظل، فنظر في وجوههم و بكى و قال: (3)

من كان حين تصيب الشمس جبهته *** أو الغبار فخاف الشّين و الشّعثا

و يألف الظّلّ كي تبقى بشاشته *** فسوف يسكن يوما راغما جدثا

ص: 240


1- البيتان الأول و الثاني في سيرة عمر لابن الجوزي ص 271.
2- في «ز»: اللبناني، تصحيف.
3- الأبيات في سير الأعلام 138/5 منسوبة إلى عمر بن عبد العزيز و في سيرة عمر لابن الجوزي ص 262 و 264 منسوبة لعبد الأعلى القرشي، قال: و إنما هو: ابن عبد الأعلى، قال: و قد قيل: بإن هذه الأبيات لعمر، و صوّب ابن الجوزي أنها من قول: ابن عبد الأعلى، و ليست لعمر، و ذكر لها قصة.

في قعر مظلمة غبراء موحشة (1) *** يطيل في قعرها تحت الثّرى لبثا

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد بن أبي عثمان.

ح و أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن محمّد بن الأحوص، و أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود الخياط .

قالا: أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين قالوا: أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى بن الصّلت، نا أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباري، حدّثني أبي، نا محمّد بن أبي يعقوب الدينوري قال:

من أصح ما روي لعمر بن عبد العزيز من الشعر هذه الأبيات، فذكر البيتين الأولين، و قال:

في ظلّ مقفرة غبراء مظلمة *** يطيل تحت الثّرى في عنقها اللّبثا

تجهّزي بجهاز تبلغين به *** يا نفس قبل الرّدى لم تخلقي عبثا

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (2)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد - هو ابن الحسين - نا عبد الوهّاب بن عطاء، أنا سعيد (3) قال:

بلغنا أن عمر بن عبد العزيز كان إذا ذكر الموت اضطربت أوصاله (4).

و أخبرنا أبو بكر أيضا، أنا أبو عمرو، أنا أبو محمّد، أنا أبو الحسن.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو القاسم الحرفي (5)،أنا عبد الصمد بن علي بن محمّد بن مكرم الطستي (6).

ح و أخبرنا أبو محمّد أيضا، أنا أبو القاسم المصّيصي، أنا أبو القاسم الحرفي (7)،نا أبو بكر أحمد بن سلمان النّجّاد قالوا: أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن الحسين، نا عبد اللّه بن الزبير قال:

ص: 241


1- في سيرة عمر: مقفرة.
2- في «ز»: اللبناني، تصحيف.
3- هو سعيد بن أبي عروبة.
4- تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 202، و سير أعلام النبلاء 138/5.
5- بدون إعجام في «ز».
6- من قوله: ح و أخبرنا... إلى هنا مكرر في «ز».
7- بدون إعجام في «ز».

سمعت القداح يذكر أن عمر بن عبد العزيز كان إذا ذكر الموت انتفض انتفاض الطير و بكى حتى تجري دموعه على لحيته.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد السكري - ببغداد - أنا أبو بكر الشافعي، نا جعفر بن محمّد بن الأزهر، نا المفضّل بن غسان الغلاّبي قال:

كان عمر بن عبد العزيز لا يجف فوه من هذا البيت (1):

و لا خير في عيش امرئ لم يكن له *** من (2) اللّه في دار القرار نصيب

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن الجوهري، أنا أبو سعد علي بن عبد اللّه بن أبي صادق الحيري، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن باكويه الشيرازي، نا علي بن المقرئ-.... (3)-حدّثني محمّد بن هارون بن شعيب، حدّثني محمّد بن علي بن خلف، نا عقيل بن قرّة (4) الثقفي قال: أنشدني حرمي بن الهيثم لعمر بن عبد العزيز (5):

و لا خير في عيش امرئ لم يكن له *** مع اللّه في دار القرار نصيب

فإن تعجب الدّنيا أناسا فإنّها *** متاع قليل (6) و الزّوال قريب

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو (7) عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو يحيى السمرقندي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن نصر، نا أحمد بن عمرو الحرشي، نا جرير بن عبد الحميد، نا حمزة الزيات قال: كان عمر بن عبد العزيز كثيرا ما يتمثل (8).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أنا أبو أحمد بن أبي مسلم الفرضي قال: قرئ على أبي هاشم عبد الغافر بن سلامة الحمصي و أنا حاضر،

ص: 242


1- سيرة عمر لابن الجوزي ص 262.
2- سيرة عمر: مع.
3- إعجامها مضطرب بالأصل قد تقرأ:«بدبيل» و قد تقرأ «بدبيل» و مكانها بياض في «ز».
4- كذا بالأصل و «ز»، و في سيرة عمر: عقيل بن مرة.
5- الخبر و البيتان في سيرة عمر لابن الجوزي ص 262، و البيتان مما روي لعمر بن عبد العزيز في سير أعلام النبلاء 138/5.
6- في ابن الجوزي:«قليل متاع» و كتب بعده: و صوابه: متاع قليل.
7- «أبو» ليس في «ز».
8- كذا بالأصل و «ز».

قال: نا عبد الخالق بن منصور، أنا القاسم بن سلاّم، قال: يروى عن عمر بن عبد العزيز أنه كان يتمثل بهذين البيتين: (1)

نهارك يا مغرور سهو و غفلة *** و ليلك نوم، و الرّدى لك لازم

و تتعب (2) فيما سوف تكره غبّه *** كذلك في الدنيا تعيش البهائم

و في رواية السّمرقندي: و سعيك (3).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن سهلويه، نا الحسن بن علي الخلاّل، عن ابن المبارك قال:

كان عمر بن عبد العزيز يقول (4):

تسرّ بما يبلى و تفرح بالمنى *** كما اغترّ (5) باللّذّات في النوم حالم

نهارك يا مغرور سهو و غفلة *** و ليلك نوم و الرّدى لك لازم

و سعيك فيما سوف تكره غبّه *** كذلك في الدنيا تعيش البهائم

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي، أنا أبو سعد علي بن عبد اللّه بن أبي صادق الحيري، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن باكويه الشيرازي، أخبرني منصور بن العباس بن منصور، نا الحسين بن إدريس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (6)،قالا: نا هشام بن عمّار، نا عبد الحميد - قال يعقوب:

بن أبي العشرين: و قال الحسين: بن حبيب:- نا محمّد بن كثير قال:

قال عمر بن عبد العزيز ذات يوم - و قال يعقوب: يوما - و هو لائم لنفسه:

ص: 243


1- البيتان في سيرة عمر لابن الجوزي ص 261 و حلية الأولياء 319/5 و من أبيات رويت له في سير أعلام النبلاء 138/5.
2- كذا بالأصل و «ز»، و في سيرة عمر:«و تشغل» و في الحلية: تنصب.
3- و هي رواية سير أعلام النبلاء.
4- راجع المصادر السابقة.
5- في سيرة عمر لابن الجوزي: يغرك ما يفنى و تشغل بالمنى كما غرّ و في الحلية: يغرك ما يبلى و تشغل بالهوى كما غر
6- الخبر و الأبيات في المعرفة و التاريخ 588/1 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 261.

أ يقظان أنت اليوم ؟ أم أنت نائم ؟ *** و كيف يطيق النوم حيران هائم

فلو كنت يقظان الغداة لخرّقت *** مدامع عينيك الدموع السّواجم

نهارك يا مغرور سهو و غفلة *** و ليلك نوم و الرّدى لك لازم

و قال يعقوب: لهو و غفلة.

و تشغل (1) فيما سوف تكره غبّه *** كذلك في الدنيا تعيش البهائم

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن يحيى المروزي، نا علي بن حرب، نا خالد بن يزيد، عن وهيب بن الورد قال: كان عمر بن عبد العزيز يتمثل كثيرا.

ح و أخبرنا أبو العلاء أحمد بن مكي بن حسنويه القاضي، أنا أبو سهل غانم بن محمّد بن عبد الواحد بن عبيد اللّه - إملاء بأصبهان - نا الشيخ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه (2)،نا سليمان بن أحمد بن أيوب، نا أبو شعيب الحرّاني، نا خالد بن يزيد العمري، قال: سمعت وهيب بن الورد يقول: كان عمر بن عبد العزيز يتمثل بهذه الأبيات.

ح و أخبرنا أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه الفضيلي (3)،أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا علي بن حرب، نا خالد بن يزيد قال:

سمعت وهيب بن الورد العابد يقول: كان عمر بن عبد العزيز كثيرا ما يتمثل بهذه الأبيات (4):

يرى مستكينا و هو للّهو ماقت *** به عن حديث القوم ما هو شاغله

و أزعجه علم عن الجهل كلّه *** و ما عالم شيئا كمن هو جاهله

عبوس عن الجهّال حين يراهم *** فليس له منهم خدين يهازله

تذكّر ما يبقى من العيش آجلا *** فأشغله عن عاجل العيش آجله

و في رواية أبي شعيب: فأذهله.

ص: 244


1- عن «ز»، و المعرفة و التاريخ، و بالأصل: و شغل.
2- الخبر و الشعر في حلية الأولياء 318/5.
3- في «ز»: الفضلي.
4- الأبيات في سير أعلام النبلاء 139/5 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 269.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره عن أبي عثمان الصابوني (1)،أنا أبو القاسم بن حبيب، أنشدني أبي، أنشدنا أبو يزيد المؤدب لعمر بن عبد العزيز:

و غرّة مرّة من فعل غرّ *** و غرّة مرّتين فعال موق

و حسن الظّنّ عجز في أمور *** و سوء الظّنّ يأمر بالوثيق

إذا لم تتّق الضّحضاح زلّت *** من الضحضاح رجلك في العميق

فلا يفرح بأمر إن تدانى *** و لا تأيس من الأمر السّحيق

فإن (2) القرب يبعد بعد قرب *** و يدنو البعد بالقدر المسوق

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الجنيد الخطيب، و أبو محمّد مسعود، و هو هبة اللّه بن سعد اللّه بن أحمد الميهنيان (3)-بها - قالا: أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسن بن محمّد الفارسي - بميهنة - أنا أبو الغنائم محمّد بن محمّد بن محمّد - بالمسجد الأقصى - أنا علي بن عبد اللّه بن الحسن بن جهضم، نا عمر بن الحسن، نا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: و حدّثني الحسين بن عبد الرّحمن قال: قال عمر بن عبد العزيز رحمة اللّه عليه (4):

إنّي لأمنح من يواصلني *** مني صفاء ليس بالمذق

فإذا أخ لك (5) حال عن خلق *** داويت منه ذاك بالرّفق

زاد غيره:

و المرء يصنع نفسه و متى *** ما تبله، ينزع (6) إلى العرق

أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين العكبري، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن أبي مسلم الفرضي، أنا أبو محمّد علي بن عبد اللّه بن المغيرة، نا أحمد بن سعيد الدّمشقي، حدّثني الزبير (7) بن بكار، حدّثني (8) عمّي (9) قال: أدركت الناس بالمدينة و هم يعزون لحنا ينسبونه إلى عمر بن

ص: 245


1- إلى هنا ينتهي السقط في م، و نعود إلى الأخذ عنها.
2- بالأصل: بأن، و المثبت عن «ز»، و م.
3- مضطرب الإعجام بالأصل و م، و المثبت عن «ز».
4- الشعر في سيرة عمر لابن الجوزي ص 267.
5- في سيرة عمر: و إذا أخ لي.
6- في سيرة عمر لابن الجوزي: يرجع.
7- بالأصل: الربيع، تصحيف و التصويب عن م.
8- قوله:«حدثني الزبير بن بكار» سقط من «ز».
9- في «ز»: عيسى، تصحيف.

عبد العزيز، و يغنّون لحنا ينسبونه إليه (1):

كأن قد شهدت النّاس يوم تقسّمت *** خلائقهم فاخترت منهن أربعا

إعارة سمع كلّ مغتاب صاحب *** و تأبى لعيب النّاس إلاّ تتبّعا

و أعجب من هذين أنك تدّعي الس - *** لامة من عيب الخليقة أجمعا

و أنّك لو حاولت فعل أياءة *** و كوفئت إحسانا، جحدتهما معا

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو سعيد المديني، نا إسماعيل بن أبي أويس، حدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن أبيه قال: كان عمر بن عبد العزيز كثيرا يرجع:

يعترف الطرف و هي لاهية *** كأنما مسّ وجهها قرف

ليس بغث الحديث إن نطقت *** و هو بفيها مستطرف أنف

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن الحسن، أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا علي بن زيد (2) بن عيسى، نا خلف بن تميم، نا إسحاق بن هارون الخثعمي عن رجل من ولد عمر بن الخطّاب عن مزاحم مولى عمر بن عبد العزيز عن فاطمة ابنة عبد الملك امرأة عمر بن عبد العزيز قالت (3):

قمت في جوف الليل، فانتبه عمر بن عبد العزيز فقال: لقد رأيت رؤيا معجبة، قالت:

فقلت: جعلت فداك، فأخبرني بها، قال: ما كنت لأخبرك حتى أصبح، قالت: فلمّا أن طلع الفجر جاء آذنه للصلاة، فخرج فصلّى بالناس ثم عاد إلى مجلسه، قالت: فاغتنمت خلوته فقلت: أخبرني بالرؤيا التي رأيت.

قال: رأيت فيما يرى النائم كأنّي دفعت إلى أرض خضراء واسعة، كأنها بساط أخضر، و إذا فيها قصر أبيض، كأنه الفضة، أو كأنه اللبن، و إذا خارج قد خرج من ذلك القصر، يهتف بأعلى صوته يقول: أين محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطلب ؟ أين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: إذ

ص: 246


1- الخبر و الشعر في سيرة عمر لابن الجوزي ص 266.
2- في «ز» و م: يزيد.
3- الرؤيا وردت في سيرة عمر لابن الجوزي ص 283-284.

أقبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، حتى دخل ذلك القصر، قال: ثم إنّ آخر خرج من ذلك القصر ينادي:

أين أبو بكر الصّدّيق، ابن أبي قحافة ؟ إذ أقبل حتى دخل ذلك القصر، قال: ثم خرج آخر فنادى: أين عمر بن الخطّاب ؟ فأقبل عمر حتى دخل ذلك القصر [ثم خرج آخر ينادي: أين عثمان بن عفان ؟ فأقبل عثمان حتى دخل ذلك القصر] (1) ثم إنّ آخر خرج فنادى: أين علي بن أبي طالب ؟ فأقبل حتى دخل ذلك القصر، قال: ثم إنّ آخر خرج فنادى: أين عمر بن عبد العزيز؟ قال عمر: فقمت حتى دخلت ذلك القصر، قال: فدفعت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و القوم حوله، فقلت بيني و بين نفسي: أين أجلس ؟ فجلست إلى جانب أبي:

عمر بن الخطّاب، فنظرت، فإذا أبو بكر عن يمين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و إذا عمر عن يساره، فتأمّلت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فإذا بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و بين أبي بكر رجل، فقلت: أي أبة، من هذا الرجل الذي بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و بين أبي بكر؟ قال: هذا عيسى بن مريم، فسمعت هاتفا يهتف - بيني و بينه حجب من نور:- يا عمر بن عبد العزيز تمسّك بما أنت عليه، و اثبت على ما أنت عليه، قال: ثم كأنه أذن لي في الخروج، فقمت فخرجت من ذلك القصر، فالتفتّ خلفي فإذا أنا بعثمان بن عفّان، و هو خارج من ذلك القصر، فقال: الحمد للّه الذي نصرني ربي، و إذا علي بن أبي طالب في أثره، خارج من ذلك القصر، و هو يقول: الحمد للّه الذي غفر لي ربّي.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الزّاغوني (2)،أنا عبد اللّه بن أحمد السكري، أنا أحمد (3) بن محمّد بن القاسم الأهوازي، نا حمزة بن القاسم الهاشمي، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه قال: قال سفيان:

مات عمر بن عبد العزيز حين مات و ما يزداد عاما بعد عام إلاّ فضلا.

أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد الخليلي، أنا أبو الحسن بن حمزة، أنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن شاذان، أنا الحاكم أبو الحسن علي بن محمّد بن الحسن الأسفرايني، نا أبو العباس الأصم قال: سمعت العباس بن الوليد البيروتي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت الأوزاعي قال: كفانا عمر بن عبد العزيز من كان قبله.

ص: 247


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و م، و سيرة عمر.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الزعفراني.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: محمد بن أحمد بن محمّد بن القاسم الأهوازي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،حدّثني أبو بشر، نا عثمان، عن علي بن زيد قال:

سمعت عمر بن عبد العزيز يخطب يقول: لقد تمّت حجة اللّه على ابن أربعين.

قال: و ما بلغها.

قال: و حدّثني يعقوب (2)،حدّثني عبد العزيز بن عمران، نا ابن وهب، عن يعقوب بن عبد الرّحمن، عن أبيه، و عبد العزيز بن عمر قالا:

كان عمر بن عبد العزيز يقول: إذا بلغت الأربعين فأذنوني حتى أقول الذي أمرني اللّه.

قال: فلم يبلغها، قال عبد العزيز كان يقول لنا يعني لولده.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،أخبرني الحارث بن مسكين، عن ابن وهب قال:

سمعت مالكا (4) يحدّث أن عمر بن عبد العزيز قال لبعض من كان يخلو معه: ادعوا (5)اللّه لي بالموت.

قال: و نا أبو زرعة (6)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال:

سمع عمر بن عبد العزيز فاطمة بنت عبد الملك أو جاريتها - و هي بين الباب و الستر - تقول: أراحنا اللّه منك، قال: آمين، فعجّل.

قال: و نا الكتاني، أنا علي بن محمّد بن طوق، أنا عبد الجبّار بن محمّد بن مهنّى (7)، نا أحمد بن سليمان، نا يزيد بن [محمّد بن] (8) عبد الصمد، نا عبد اللّه بن يزيد المقرئ، نا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال: سمعت عمير بن هانئ (9) قال:

ص: 248


1- لم أجده في المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان المطبوع.
2- لم أجده في المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان المطبوع.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 195/1.
4- تاريخ أبي زرعة: مالك بن أنس.
5- الأصل و «ز»: «ادعو» و المثبت عن م، و في تاريخ أبي زرعة:«أدع».
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 195/1.
7- الخبر في تاريخ داريا للخولاني ص 83-84 و سير أعلام النبلاء 139/5.
8- الزيادة عن تاريخ داريا.
9- انظر أخباره في تاريخ داريا ص 75 و ما بعدها.

دخلت على عمر بن عبد العزيز فقال لي: كيف تقول في رجل رأى أنّ سلسلة دلّيت من السماء، فجاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فتعلّق بها فصعد، ثم جاء أبو بكر فتعلّق بها فصعد، ثم جاء عثمان فتعلّق بها فانقطعت، فلم يزل حتى وصلها، ثم تعلّق [بها] (1) فصعد، ثم جاء الذي رأى هذه الرؤيا فتعلّق بها فصعد، فكان خامسهم ؟ فقال عمير: فقلت في نفسي: هو هو، و لكنه كنى عن نفسه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين (2)،أنا عبد اللّه، نا يعقوب (3)،نا أبو النّضر إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الدمشقي، نا معاوية بن يحيى، نا أرطأة قال:

قيل لعمر بن عبد العزيز: لو جعلت على طعامك أمينا لا تغتال، و حرسا إذا صليت لا تغتال، و تنحّ عن الطاعون. قال: اللّهم إن كنت تعلم أنّي أخاف يوما دون يوم القيامة فلا تؤمّن خوفي.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد - إذنا - و أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء - مشافهة - قالا: أنا منصور بن الحسين، نا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة الحرّاني، نا أيوب بن محمّد، نا ضمرة، عن علي بن أبي حملة، عن الوليد بن هشام (4) قال:

لقيني يهودي فأعلمني أن عمر سيلي، ثم لقيني في آخر ولاية عمر فقال: إنّ صاحبك قد سقي، فمره فليتدارك نفسه، فقلت: يا أمير المؤمنين إنّ اليهودي الذي أعلمتك أنه أعلمني أنك ستلي هذا الأمر، قال: إنّ صاحبك قد سقي فمره فليتدارك نفسه، فقال: قاتله اللّه ما أعلمه، لقد علمت الساعة التي سقيت فيها، و لو كان شفائي أن أمسح شحمة أذني أو أوتى بطيب فأرفعه إلى أنفي و أشمّه ما فعلت.

رواه أبو عمير عيسى بن محمّد، عن ضمرة فقال: عن عمرو بن مهاجر بدل الوليد بن هشام.

ص: 249


1- الزيادة عن تاريخ داريا، و اللفظة سقطت أيضا من م، و «ز».
2- بالأصل و م: الحسن، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و السند معروف.
3- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 611/1 و سير أعلام النبلاء 139/5 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 202.
4- الخبر في سيرة عمر لابن الجوزي ص 316-317 و البداية و النهاية 210/9، و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 203 و سير أعلام النبلاء 139/5-140.

أخبرناه أبو القاسم بن أحمد، أنا أبو بكر بن اللالكائي، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (1)،نا أبو عمير (2) بن النحاس، نا ضمرة، عن ابن أبي حملة، عن عمرو بن مهاجر قال:

لقيني يهودي فقال لي: إنّ صاحبك سيلي هذا الأمر و يعدل فيه، فلمّا ولي لقيته، فقال:

أ ليس أعلمتك مرة، فليتدارك نفسه فإنه قد سقي (3) فقلت له: يا أمير المؤمنين، إنّ اليهودي الذي أخبرني أنك ستلي و تعدل، أخبرني أنك قد سقيت، فقال لي: قاتله اللّه ما أعلمه، لقد علمت الساعة التي سقيت فيها، و لو أن شفائي في أن أمدّ يدي إلى شحمة أذني ما فعلت أو أوتى بطيب فأرفعه إلى أنفي ما فعلت.

أخبرنا أبو علي الحداد - إذنا - و أبو الفرج الصّيرفي - مشافهة - قالا: أنا أبو الفتح الكاتب، نا محمّد بن إبراهيم بن علي، نا أبو عروبة، نا سليمان بن عمر بن خالد، نا مروان بن معاوية (4)،عن معروف بن مشكان، عن مجاهد قال:

قال لي عمر بن عبد العزيز: يا مجاهد ما يقول الناس فيّ ؟ قلت: يقولون: مسحور، قال: ما أنا بمسحور، ثم دعا غلاما له فقال له: ويحك ما حملك على أن تسقيني السم، قال: ألف دينار أعطيتها و على أن أعتق، قال: هاتها، فجاء بها، فألقاها في بيت المال، و قال: اذهب حيث لا يراك أحد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني (5)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا علي بن الحسن، نا أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي قال:

قال عمر بن عبد العزيز: ما يسرّني أن يخفف عني سكرات الموت لأنه آخر ما يؤجر عليه المسلم (6).

ص: 250


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 605/1.
2- في المعرفة و التاريخ:«حدّثني أبو عمر قال: حدثنا ضمرة» تصحيف.
3- بالأصل:«شفي» و المثبت عن م، و «ز»، و المعرفة و التاريخ.
4- من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (ترجمته)203 و سير أعلام النبلاء 140/5. و عقب الذهبي في تاريخه بعد أن أورد الخبر: قلت: كانت بنو أمية قد تبرمت بعمر، لكونه شدد عليهم، و انتزع كثيرا مما في أيديهم مما قد غصبوه، و كان قد أهمل التحرز، فسقوه السّمّ .
5- في «ز»: اللبناني، بتقديم الباء تصحيف.
6- سيرة عمر لابن الجوزي ص 324.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو الفضائل المطهّر بن عبد الواحد البزاني (1)،أنا أبو عمر عبد اللّه بن محمّد السّلمي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عمر الزهري، نا عمي (2) عبد الرّحمن بن عمر رستة، نا عبد الرّحمن - يعني ابن مهدي - قال:

قيل لعمر بن عبد العزيز: لو تركت أو بقيت لولدك فقال: إن ولدي بين رجلين: مؤمن سيرزقه اللّه أو فاجر، فما أبالي على أي جنبيه وقع.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا عبد اللّه بن عثمان، نا محمّد بن مروان، نا عمارة بن أبي حفصة أن مسلمة بن عبد الملك دخل على عمر بن عبد العزيز في مرضه الذي مات فيه فقال: من توصي بأهلك ؟ قال و هو يرى أنه سيوصيه، قال: إذا نسيت اللّه فذكرني، قال: فعاد فقال: من توصي بأهلك ؟ قال (4):فقال: إذا نسيت اللّه فذكرني قال:

فعاد قال: إذ نسيت اللّه فذكرني، قال: فعاد فقال: من توصي بأهلك ؟ قال (5):فقال: إنّ وليي فيهم اللّه الذي نزّل الكتاب و هو يتولّى الصالحين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو علي بن أبي نصر، أنا أبو سليمان بن زبر، نا محمّد بن إبراهيم الدّيبلي، نا سعيد بن عبد الرّحمن المخزومي، نا سفيان بن عيينة قال (6):

سألت عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ما آخر شيء تكلم به أبوك عند موته ؟ فقال:

كان له من الولد عبد العزيز، و عبد (7) اللّه، و عاصم، و إبراهيم قال: و كنا أغيلمة، قال:

فجئناه كالمسلّمين عليه و المودعين له، و كان الذي ولي ذلك منه مولّى له، فقيل له: تركت ولدك هؤلاء ليس لهم مال، و لم تؤوهم (8) إلى أحد، فقال - رحمة اللّه عليه:- ما كنت

ص: 251


1- في الأصل و م: الفزاني، تصحيف، و المثبت عن «ز».
2- في «ز»: عيسى، تصحيف.
3- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 585/1-586 و قارن مع ابن سعد 299/5.
4- ما بين الرقمين ليس في المعرفة و التاريخ.
5- ما بين الرقمين ليس في المعرفة و التاريخ.
6- سير أعلام النبلاء 140/5-141 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 203 و صفة الصفوة 125/2 و انظر المعرفة و التاريخ 619/1-620 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 319.
7- سقطت اللفظة من سيرة عمر لابن الجوزي.
8- سيرة عمر: تولهم.

لأعطيهم شيئا ليس لهم (1)،و ما كنت لآخذ منهم حقا هو لهم، و إن ولي فيهم اللّه الذي يتولى الصالحين، و إنّما هم أحد رجلين: رجل صالح، أو رجل ترك أمر اللّه و ضيّعه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين القطان، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (2)،حدّثني محمّد بن رمح، حدّثني الليث بن سعد أنه بلغه.

أن مسلمة بن عبد الملك لما رأى عمر بن عبد العزيز اشتدّ وجعه و ظنّ أنه ميت قال:

يا أمير المؤمنين، إنّك قد تركت بنيك عالة لا شيء لهم، و لا بدّ لهم مما لا بدّ لهم منه، فلو أوصيت بهم إليّ و إلى ضربائي من قومك (3) فكفوك مئونتهم.

فقال: أجلسوني، فأجلسوه، فقال: أما ما ذكرت من فاقة ولدي و حاجتهم فو اللّه ما منعتهم حقا هو لهم، و ما كنت لأعطيهم حقّ غيرهم، و أما ما ذكرت من استحقاقك و نظرائك عليهم لتكفوني مئونتهم، فإنّ خليفتي عليهم اَلَّذِي نَزَّلَ الْكِتٰابَ ، وَ هُوَ يَتَوَلَّى الصّٰالِحِينَ (4)ادعهم لي.

قال: فدعوتهم و هم اثنا عشر (5)،فاغرورقت عيناه، فقال: بأي [حال] (6) تركتهم عالة، و إنما هم أحد رجلين: إما رجل يتّقي اللّه و يراقبه فسيرزقه اللّه، و إما رجل وقع في غير ذلك فلست أحبّ أن أكون قوّيته على خلاف أمر اللّه، و قد تركتكم بخير، لن تلقوا أحدا من المسلمين و لا أهل الذمة إلاّ سيرى لكم حقا، انصرفوا عصمكم اللّه و أحسن الخلافة عليكم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، نا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر النجيرمي (7)،أنا أبو نعيم الجرجاني، أنا أبو عتبة، نا ضمرة، عن ابن شوذب، عن مطر قال:

قيل لعمر بن عبد العزيز: لو تحولت إلى المدينة فإذا حضرتك الوفاة دفنت مع

ص: 252


1- بالأصل و م و «ز»: «له» و المثبت عن المصادر.
2- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 585/1 و البداية و النهاية 214/9 و سيرة عمر لابن عبد الحكم ص 101.
3- المعرفة و التاريخ: قومي.
4- سورة الأعراف، الآية:196.
5- بالأصل: اثني عشر، و المثبت عن م، و «ز»، و المعرفة و التاريخ.
6- زيادة عن «ز»، و في المعرفة و التاريخ: بأي نفس، و اللفظة سقطت من م أيضا.
7- إعجامها مضطرب بالأصل و م و «ز».

النبي صلّى اللّه عليه و سلم في قبره، فقال: لأن أعذّب بكل عذاب تعذّب به الأمم ما خلا النار، أحبّ إليّ من أن أرى نفسي أهلا لما قلت.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (1)،نا [أبو] (2) النعمان، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب قال:

قيل لعمر بن عبد العزيز: يا أمير المؤمنين لو أتيت المدينة فإن قضى اللّه موتا دفنت موضع القبر الرابع مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و أبي بكر و عمر، قال: و اللّه لئن (3) يعذبني اللّه بكلّ عذاب إلاّ النار - فإنه لا صبر لي عليها - أحبّ إليّ من أن يعلم اللّه من قلبي أنّي أرى أنّي لذلك الموضع أهلا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أحمد بن علي بن ثابت، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا علي بن أحمد الرفاء.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن.

قالا: أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، عن قدامة بن محمّد، عن داود بن خالد بن عبد اللّه، عن محمّد بن قيس قال:

اشتكى - و في حديث ابن السّمرقندي: نا قدامة بن محمّد بن قدامة المدني (4)،نا داود بن خالد بن عبيد اللّه، عن محمّد بن قيس صاحب عمر بن عبد العزيز قال: اشتكى - عمر بن عبد العزيز حضرة (5) هلال رجب سنة إحدى و مائة، فكانت شكايته عشرين يوما، فأرسل إلى نصراني يساومه بموضع قبره، فقال له النصراني: و اللّه يا أمير المؤمنين إني لأتبرّك بقربك و بجوارك، فقد حلّلتك (6)،فأبى ذلك عليه إلاّ أن يبيعه، فباعه إياه بثلاثين دينارا، ثم دعا بالدنانير فوضعها في يده (7).

ص: 253


1- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 608/1 و انظر البداية و النهاية 210/9 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 324.
2- الزيادة عن م، و «ز»، و المعرفة و التاريخ.
3- الأصل:«لا» و التصويب عن م و «ز» و المعرفة و التاريخ.
4- في م و «ز»: المديني.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في سيرة عمر لابن الجوزي: غرة.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و في سيرة عمر: أحللتك.
7- سيرة عمر لابن الجوزي ص 323.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني (1) يحيى بن السكن، نا أيوب بن محمّد العجلي، عن يحيى بن أبي كثير قال:

لما حضر عمر بن عبد العزيز الموت بكى فقيل له: ما يبكيك يا أمير المؤمنين، أبشر فإنّ اللّه أحيا بك سننا (2)،و أظهر بك عدلا، فبكى ثم قال: أ ليس أوقف فأسأل عن أمر هذا الخلق، فو اللّه لو رأيت (3) أنّي عدلت فيهم لخفت على نفسي ألاّ تقوم بحجتها بين يدي اللّه عز و جل إلاّ أن يلقنها حجتها، فكيف بكثير مما صنعنا (4) قال: و فاضت عيناه، فلم يلبث بعدها إلاّ يسيرا حتى مات، رحمه اللّه.

قال: و حدّثني محمّد، نا الحارث بن بهرام، نا النّضر بن عدي، حدّثني ليث بن أبي رقية، عن عمر بن عبد العزيز قال (5):

لما كان في مرضه الذي مات فيه قال: أجلسوني، فأجلسوه، فقال: أنا الذي أمرتني فقصّرت، و نهيتني فعصيت - ثلاثا - و لكن لا إله إلاّ اللّه، ثم رفع رأسه، فأحدّ (6) النظر، فقالوا: إنك لتنظر نظرا شديدا يا أمير المؤمنين، قال: إنّي لأرى حضرة ما هم بإنس و لا جنّ ، ثم قبض.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي بن أبي الجن، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنا أحمد بن مروان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبي، عن العتبي، حدّثني أبو يعقوب الخطابي، عن السّري بن عبد اللّه قال:

لما حضرت عمر بن عبد العزيز الوفاة قال: أجلسوني، فأجلسوه، فقال: إلهي أنا الذي أمرتني فقصّرت، و نهيتني فعصيت، و لكن لا إله إلاّ اللّه، ثم رفع رأسه فأبدّ النظر - أي مدّ بصره - و قال: إنّي لأرى حضرة ما هم بإنس و لا جن، ثم قبض من ساعته.

ص: 254


1- في «ز»: حدثني محمّد بن يحيى بن السكن.
2- في «ز»: شيئا.
3- الأصل: ربت، و بدون إعجام في م، و المثبت عن «ز».
4- الأصل و م: ضيعنا، و المثبت عن «ز».
5- سير أعلام النبلاء 141/5 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 326.
6- بالأصل: فأخذ، و المثبت عن م، و «ز»، و المصدرين السابقين.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا جرير بن حازم، حدّثني المغيرة بن حكيم قال (1):

قالت لي فاطمة - يعني بنت عبد الملك - كنت أسمع عمر في مرضه الذي مات فيه يقول: اللّهم أخف عليهم أمري و لو ساعة من نهار، قالت: فقلت له يوما: يا أمير المؤمنين أ لا أخرج عنك عسى أن تغفو (2) شيئا، فإنك لم تنم، قالت: فخرجت عنه إلى بيت غير البيت الذي هو فيه، قالت: فجعلت أسمعه يقول: تِلْكَ الدّٰارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهٰا لِلَّذِينَ لاٰ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لاٰ فَسٰاداً وَ الْعٰاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (3) مرارا، ثم أطرق، فلبث طويلا لا يسمع له حس، فقلت لوصيف له كان يخدمه: ويحك! انظر، فلمّا [دخل] (4) صاح، قال: فدخلت عليه فوجدته ميتا، قد أقبل بوجهه على القبلة، و وضع إحدى يديه على فيه، و الأخرى على عينيه.

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين، و أبو بكر محمّد بن الحسين، قالا:

نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه بن أحمد، نا أبو علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن الرّقّي، أنا هلال بن العلاء، حدّثني أبي، نا عبد الرّحمن بن عون بن حبيب الرّقّي عن عبيدة بن حسان قال (5):

لما احتضر عمر بن عبد العزيز قال: اخرجوا عني فلا يبقى عندي أحد، قال: و كان عنده مسلمة بن عبد الملك، قال: فخرجوا، فقعد على الباب هو و فاطمة قال: فسمعوه يقول: مرحبا بهذه الوجوه ليست بوجوه أنس و لا جان قال: ثم قال: تِلْكَ الدّٰارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهٰا لِلَّذِينَ لاٰ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لاٰ فَسٰاداً وَ الْعٰاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ،قال: ثم هدأ الصوت، فقال مسلمة لفاطمة: قد قبض صاحبك، فدخلوا فوجدوه قد قبض، و غمض و سوّي.

ص: 255


1- الخبر في سيرة عمر لابن الجوزي ص 325-326 و حلية الأولياء 335/5 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 204 و سير أعلام النبلاء 141/5.
2- الأصل و «ز»: «يغفر» تصحيف، و التصويب عن م و سيرة عمر: و فيهما: تغفى.
3- سورة القصص، الآية:83.
4- سقطت اللفظة من الأصل و زيدت عن «ز»، و م، و سيرة عمر و تاريخ الإسلام و سير أعلام النبلاء.
5- سيرة عمر لابن الجوزي ص 325-326 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 204 و سير أعلام النبلاء 142/5 و فيهما: عبيد بن حسان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني الوليد بن صالح، نا بقية، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن عمرو بن قيس (1) قال:

قالوا لعمر بن عبد العزيز لما حضره الموت: اعهد يا أمير المؤمنين قال: أحذركم مثل مصرعي هذا، فإنه لا بد لكم منه، و إذا وضعتموني في قبري، فانزعوا عني لبنة، ثم انظروا ما لحقني من دنياكم هذه.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم، أنا عثمان بن أحمد بن السماك، نا إسحاق بن إبراهيم بن سفيان، نا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أبي مذعور،[حدثني] (3) بعض أهل العلم قال:

كان آخر ما تكلم به عمر بن عبد العزيز بنفسي فتية أفقرت أفواههم من هذا المال، اللّهمّ إن تغفر تغفر جما.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا سليمان بن أيوب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (4)،أنا عبّاد بن عمر الواشحي، نا مخلد بن يزيد، عن يوسف بن ماهك، عن رجاء بن حيوة قال:

قال لي عمر بن عبد العزيز في مرضه: كن في من يغسّلني و يكفّنني و يدخل قبري، فإذا وضعتموني في لحدي فحلّ العقدة ثم انظر إلى وجهي، فإنّي قد دفنت ثلاثة من الخلفاء كلّهم إذا أنا وضعته في لحده حللت العقدة، ثم نظرت إلى وجهه فإذا وجهه مسوادّ في غير القبلة.

قال رجاء: فكنت فيمن غسّل عمر و كفّنه و دخل في قبره، فلما حللت العقدة نظرت إلى وجهه فإذا وجهه كالقراطيس في القبلة.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن محمّد سسّويه (5)،أنا

ص: 256


1- سيرة عمر لابن الجوزي ص 322.
2- الأصل:«المزرقي»، و في «ز»: «المرزقي»، و في م:«الزرقي» و كله تصحيف.
3- زيادة عن «ز»، و م.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 407/5 و عنه في سير أعلام النبلاء 143/5 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 321.
5- بالأصل و م: سمويه و المثبت عن «ز».

أبو سعيد الصيرفي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصّفّار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن الحسين، نا خلف بن تميم (1)،نا المفضّل بن يونس (2) قال:

بلغنا أن عمر بن عبد العزيز قال لمسلمة بن عبد الملك: يا مسلمة، من دفن أباك ؟ قال: مولاي فلان، قال: فمن دفن الوليد؟ قال: مولاي فلان، قال: فأنا أحدثك ما حدّثني به، حدّثني أنه لما دفن أباك و الوليد فوضعهم في قبورهم ذهب ليحلّ العقد عنهم وجد وجوههم قد تحوّلت في أقفيتهم، فانظر يا مسلمة إذا أنت متّ فدفنتني فالتمس وجهي، فانظر هل نزل بي ما نزل بالقوم، أم هل عوفيت من ذلك.

قال مسلمة: فلما مات عمر، و وضعته في قبره لمست وجهه فإذا هو مكانه.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا منصور بن أبي مزاحم، نا شعيب بن صفوان، عن الفرات، عن ميمون بن مهران.

أن عمر بن عبد العزيز كتب إليه و هو على خراج الجزيرة، إنّي أحسبني لما بي، و قد أحببت أن تحضرني إن كان لا يبلغ منك مشقة.

فركب إليه ميمون و معه ابنه حتى انتهى إلى بعض السكك من أرض الجزيرة، فمرّ واقفا يقول لصاحبه: إن كان هذا الشيخ الصالح صدق في رؤياه لقد مات أمير المؤمنين، قال:

فوقعت في نفسي قلت: من هذا الشيخ ؟ قال: رجل من بني عقيل، قال: قلت له: أ تدري أين منزله ؟ قال: نعم، فمشيت معه و أمرت ابني أن يفرغ من راحلته إلى أن آتيه، قال: فدفعت (3)إلى منزل الرجل عند ارتفاع الضحى، فإذا هو قائم في مسجد له يصلي، فسلّمت عليه، فأجابتني امرأة و هي عجوز موسومة بالخير، و قالت: ما حاجتك ؟[قال:] قلت: حاجتي إلى الكهل الصالح أسأله عن رؤيا ذكرت لي، فقالت: إن شئت أنبأتك بها فإنه غير منصرف الساعة، فقلت: أجل، فذكرت أنه لما صلّى الفجر رفع رأسه إلى ظهر مسجده فاستيقظ فزعا، فقال: إنّي رأيت آنفا ابني فلانا - و كان استشهد بأرض الروم - على أحسن هيئة كان يكون

ص: 257


1- في «ز» و م: نعيم.
2- الخبر في سيرة عمر لابن الجوزي ص 322 و فيها: المفضل بن أبي يونس.
3- من قوله: فوقعت في نفسي إلى هنا ليس في «ز».

عليها، فقلت: يا بني أ لم تكن قد متّ ؟ قال: بلى، استشهدت، فأنا في الأحياء المرزوقين، قال: قلت: مجيء ما جئت ؟ قال: توفي عمر الليلة، فنادى منادي (1) من السماء أن يتلقى جنازته جميع الأنبياء و الشهداء، فأنا فيهم، قال: فاسترجعت، فلمّا أردت أن أنهض أومأ إليّ الشيخ، قال: قد حفظت الرؤيا التي كنت عنها سألت، ثم تلا: أَ فَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنٰاهُمْ سِنِينَ ، ثُمَّ جٰاءَهُمْ مٰا كٰانُوا يُوعَدُونَ ، مٰا أَغْنىٰ عَنْهُمْ مٰا كٰانُوا يُمَتَّعُونَ (2) ثم قام إلى صلاته، و ما كلّمني بكلمة عداها، فمضيت فلم أدرك عمر.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و أبو بكر السّمسار، قالا:

أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد بن خرّشيد (3) قوله، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا عبد اللّه بن شبيب، حدّثني أبو بكر بن شيبة، نا عبد الملك بن عبد العزيز، حدّثني عبد العزيز بن محمّد، و علي بن عبد اللّه بن بعجة (4)،عن عبد العزيز بن عبد اللّه بن أبي سلمة قال:

بينما رجل في أندر له بالشام - قال أبو سعيد: الأندر: البيدر - يعالجه في بعض قرياته و معه زوجته، و قد كان ابن له استشهد قبل ذلك بما شاء اللّه، إذ رأى الرجل فارسا قد أقبل، فقال لامرأته: ابني و ابنك يا فلانة، قالت له: اخس عنك الشيطان، ابنك قد استشهد منذ حين و أنت مفتون، قال: فأقبل على عمله، و استغفر اللّه، قال: ثم نظر و أتى الفارس، فقال: ابنك و اللّه يا فلانة، و نظرت فقالت: هو و اللّه هو، فوقف عليهما فتزهزها إلى القيام إليه، فقال له أبوه: أ ليس قد استشهدت يا بني ؟ قال: بلى، و لكن عمر بن عبد العزيز توفي في هذه الساعة من هذا اليوم، و استأذن الشهداء ربّهم - تعالى ذكره - في شهوده، فكنت منهم، فاستأذنته في السلام عليكما، قال: ثم دعا لهم و انصرف، قال: فمات - يعني - عمر بن عبد العزيز تلك الساعة و ما كان لأهل القرية إلاّ بحديث الشيخ.

قال: و وجد قد توفي في تلك الساعة في ذلك اليوم.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه المرّي، أنا أبو سليمان بن زبر قال: نا أبو إسحاق إبراهيم بن مروان، نا مؤمّل بن

ص: 258


1- كذا بالأصل و م و ز منادي، باثبات ياء المنقوص.
2- سورة الشعراء، الآية:205-207.
3- في «ز»: خورشيد.
4- الحرف الأول في الأصل و م بدون إعجام، أعجمت اللفظة عن «ز».

إهاب، نا إسماعيل بن داود المخراقي (1)،نا الماجشون قال:

إني لبالبطحاء في ليلة أصحانية إذا أنا بكلاب تهارش، إذ جاء كلب يعدو حتى دخل وسطهن فقال: تضحكن و تلعبن، و قد مات عمر بن عبد العزيز الليلة، قال: فانجفلت، قال: فحسبنا فإذا عمر قد مات تلك الليلة.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و محمّد بن أحمد بن علي قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نا أبو عبد اللّه [المحاملي، نا عبد اللّه] (2) بن شبيب، حدّثني أبو بكر بن شيبة، حدّثني عبد الملك بن عبد العزيز، عن عبد العزيز بن محمّد، بن عبد العزيز بن أبي سلمة.

أن عمر بن عبد العزيز لما وضع عند قبره هبّت ريح فاشتدت، ثم هبّت حتى سقط منها صحيفة من أحسن كتاب، فقرءوها فإذا فيها: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، براءة من اللّه عزّ و جلّ لعمر بن عبد العزيز من النار، فأدخلوها بين أكفان عمر و دفنوها معه.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا أبو طاهر بن محمود، و أبو الفتح منصور بن الحسين، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن سليمان بن يزيد الورّاق الواسطي، نا محمّد بن يزيد الواسطي، عن معان مولى زيد بن تميم أبي عبد اللّه أن رجلا من بني تميم رأى في المنام كتابا منشورا من السماء بقلم جليل: بسم اللّه الرّحمن الرحيم.

[هذا كتاب من اللّه العزيز الحكيم. براءة لعمر بن عبد العزيز من العذاب الأليم، إني أنا الغفور الرحيم] (3).

أخبرنا أبو الحسن (4) علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد الصوفي.

ح و أخبرنا أبو الحسين (5) بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو بكر محمّد بن عوف، أنا أبو العباس محمّد بن موسى بن الحسين بن السمسار، أنا أبو بكر محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا يزيد بن سمرة، حدّثني كثير بن مليح قال:

ص: 259


1- ضبطت عن الأنساب بكسر الميم و سكون الخاء، ترجم له السمعاني.
2- الزيادة لتقويم السند عن م، و «ز».
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و «ز».
4- في م: الحسين.
5- في «ز»: الحسن.

رأى رجل من خيار أهل حمص في المنام أنّ رجلا من السماء نزل حتى إذا بلغ الأرض أضاءت له الأرض، معه كتاب بالقلم الجليل: بسم اللّه الرّحمن الرحيم براءة من اللّه العزيز العليم لعمر بن عبد العزيز من العذاب الأليم-.

في حديث الكتاني: براءة من العزيز العليم-.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد، أنا محمود بن جعفر بن أحمد الكوسج، و عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، و أبو منصور بن شكرويه، و أبو الطّيّب محمّد بن أحمد بن إبراهيم.

ح و أخبرتنا أم الفتوح رابعة بنت معمر بن أحمد اللنبانية (1)،قالت: أنا أبو الطّيّب قالوا: أنا أبو علي الحسن بن علي [بن أحمد بن سليمان، نا أبو عبد اللّه الحسين بن علي] (2) الكسائي - بهمذان - نا عمر بن مدرك، نا حرمي بن حفص، نا خالد بن رجاء، عن هشام بن حسّان، عن خالد الرّبعي قال:

إنا نجد في الكتاب أن السموات السبع و الأرضين السبع تبكي على عمر بن عبد العزيز أربعين عاما.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا علي بن الحسن الفقيه، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا الخضر بن أبان، نا سيّار بن حاتم، نا جعفر بن سليمان، عن هشام، عن خالد الرّبعي قال: قرأت في التوراة: إنّ السماء و الأرض تبكي على عمر بن عبد العزيز أربعين سنة.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن أبي جعفر الطّبسي (3)،أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم الصّدفي (4)،أنا الحسن بن محمّد بن حكيم، نا أبو الموجّه محمّد بن عمرو الفزاري، نا الشافعي - يعني إبراهيم بن محمّد - نا فضيل بن عياض عن هشام قال: قال بعض العلماء:

ص: 260


1- في «ز»: اللبناني، بتقديم الباء، و في م:«النبانية» و كلاهما تصحيف، راجع الأنساب (اللنباني).
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و م.
3- في «ز»: أبو الفضل محمّد بن أحمد بن جعفر الطيبي.
4- بالأصل و «ز»: الصدقي، و المثبت عن م.

نجد عمر بن عبد العزيز في التوراة تبكي عليه السموات و الأرض أربعين صباحا (1).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح الرّزّاز، و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري أنا أبو الفتح الرّزّاز، أنا أبو حفص بن شاهين، أنا محمّد بن مخلد ح و أنا ابن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا عثمان بن محمّد المخرمي، نا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، قالا: أنا العباس بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي الأسود، أنا جعفر بن سليمان، عن هشام قال:

لما جاء نعي عمر بن عبد العزيز، قال الحسن: مات خير الناس (2).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، حدّثني أبي أبو البركات، أنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الزهري، أنا أبو بكر محمّد بن غريب البزّار، قال: قرئ على أبي بكر محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أبي زياد القطواني، نا سيّار بن حاتم، نا جعفر بن سليمان الضبعي، عن هشام قال: لما مات عمر بن عبد العزيز قال الحسن: مات خير الناس.

أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن التّغلبي، أنا نصر بن أحمد المؤدب، أنا الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا الحسن بن محمّد بن القاسم بن درستويه، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، حدّثني محمّد بن سعيد القرشي، نا محمّد بن مروان العقيلي، نا يزيد.

أخبرني أحد الوفد الذين بعثهم عمر بن عبد العزيز إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام، قال: لما بلغه قدومنا تهيأ لنا بالنسطورية و اليعقوبية و أقام البطارقة على رأسه و وضع تاج الملك على رأسه، فذكر الحديث، قال: فأتاني رسوله - يعني قيصر - فقال: أجب، فركبت الدابة و مضيت فإذا اليعقوبية و النسطورية قد تفرقوا عنه، و إذا البطارقة قد ذهبوا و وضع تاج الملك على رأسه و نزل عن سريره إلى الأرض، فأخذ ينكث في الأرض فقال لي: أ تدري لم بعثت إليك ؟ قلت: لا،[قال:] (3) إنّ صاحب مسلحتي الذي تلي بلاد العرب كتب إليّ : إنّ الرجل الصالح عمر بن عبد العزيز مات، فبكيت و اشتد بكائي و ارتفع صوتي فقال لي: ما

ص: 261


1- انظر سير أعلام النبلاء 342/5 و حلية الأولياء 342/5.
2- سير أعلام النبلاء 142/5.
3- زيادة عن «ز»، و م، للإيضاح.

يبكيك أ لنفسك تبكي أم لعمر، أم لأهل دينك، قلت: لكلّ أبكي، قال: فابك لنفسك و لأهل دينك، فأما عمر فلا تبك له، فإنّ اللّه لم يكن ليجمع على عمر خوفين: خوف الدنيا و خوف الآخرة، و قال: ما عجبت لهذا الراهب الذي تعبّد في صومعته، و ترك الدنيا كيف تركها، و لكن عجب لمن أتته الدنيا منقادة حتى صارت في يده ثم خلا عنها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا محمّد بن أبي زكير قال: قال ابن وهب: و سمعت مالكا يحدث: أن صالح بن علي حين قدم الشام سأل عن قبر عمر بن عبد العزيز، فلم يجد أحدا يخبره حتى دلّ على راهب، فأتى فسأل عنه. فقال: قبر الصّدّيق تريدون ؟ هو في تلك المزرعة.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني عباس بن عصم (2) قال: سمعت محمّد بن النّضر الحارثي يذكر.

أن مسلمة بن عبد الملك رأى عمر بن عبد العزيز بعد موته، فقال: يا أمير المؤمنين ليت شعري إلى أيّ الحالات صرت بعد الموت ؟ قال: يا مسلمة هذا أوان فراغي، و اللّه ما استرحت إلاّ الآن، قال: قلت: فأين أنت يا أمير المؤمنين ؟ قال: أنا مع أئمة الهدى و جنّات عدن.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن موسى، نا محمّد بن الحارث، نا المدائني قال: لما مات عمر بن عبد العزيز خرجت جارية و هي تقول:

ألا هلك الجود و القائل (3) *** و من كان يعتمد السائل

و من كان يطمع في ماله *** و عزّ العشيرة و القائل

فقال القوم جميعا: صدقت و اللّه لقد كان أفضل مما وصفت.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب أنا عبيد اللّه بن أحمد

ص: 262


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 597/1.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: عباس بن عاصم.
3- في «ز»: و النائل.

الأزهري، نا محمّد بن العباس بن حيّوية، أنشدني أبو (1) بكر هو ابن المرزبان قال: أنشدني صالح بن محمّد بن درّاج، أنشدنا أبو عمر الشّيباني لكثيّر عزة في عمر بن عبد العزيز (2):

عمّت صنائعه فعمّ هلاكه *** فالناس فيه كلّهم مأجور

و الناس مأتمهم عليه واحد *** في كلّ دار رنّة و زفير

يثني عليك لسان من لم توله *** خيرا لأنّك بالثّناء جدير

ردّت صنائعه عليه حياته *** فكأنّه من نشرها منشور

أنبأ أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،أنا أحمد بن القاسم بن سوار في كتابه، أنشدنا مسبّح بن حاتم، أنشدنا ابن عائشة يرثي عمر بن عبد العزيز:

أقول لمّا نعى الناعون لي عمرا *** لا يبعدن (4) قوام الحقّ و الدّين

فلم تلهه عمره عين يفجرها *** و لا النخيل و لا ركض البراذين

قد غيب الرامسون إذ رمسوا *** بدير سمعان قسطاس الموازين

قال (5):و نا محمّد بن علي، نا الحسين بن محمّد بن حمّاد، نا عمرو بن عثمان، نا خالد بن يزيد، عن جعونة قال: قال جرير حين مات عمر بن عبد العزيز:

ينعي النعاة أمير المؤمنين لنا *** يا خير من حجّ بيت اللّه و اعتمرا

حملت أمرا عظيما فاضطلعت (6) به *** و سرت فيه (7) بأمر اللّه يا عمرا

الشمس كاسفة ليست بطالعة *** تبكي عليك نجوم الليل و القمرا

قال (8):و نا أبو بكر الطلحي، نا أحمد بن حمّاد بن سفيان.

ح قال: و نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق قالا: نا الأشعث (9)،نا عمرو بن صالح الزهري، حدّثني الثقة، قال:

ص: 263


1- بالأصل: أبي، و المثبت عن م و «ز».
2- لم أعثر عليها في ديوانه ط بيروت، و الأبيات في سير أعلام النبلاء 144/5 منسوبة لكثير.
3- الخبر و الشعر في حلية الأولياء 320/5-321 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 336.
4- بالأصل:«عمر أ لا تبعدون» و المثبت عن م و «ز»، و المصدرين.
5- القائل أبو نعيم أحمد بن نعيم الأصبهاني، و الخبر و الأبيات في حلية الأولياء 321/5 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 335 و ديوان جرير ط بيروت ص 226.
6- الديوان: فاصطبرت.
7- في الحلية فقط :«فيهم»، و في الديوان: و قمت فيه.
8- الخبر و الأبيات في حلية الأولياء 321/5 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 335.
9- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الحلية: أبو الأشعث.

لما بلغ محارب بن دثار موت عمر بن عبد العزيز دعا كاتبه فقال: اكتب فكتب:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم، فقال: امحه، فإنّ الشعر لا يكتب فيه بسم اللّه الرّحمن الرحيم ثم قال:

لو أعظم الموت خلقا أن يواقعه *** لعدله لم يصبك الموت يا عمر

كم من شريعة حقّ قد نعشت لهم *** كادت تموت و أخرى منك تنتظر

يا لهف نفسي و لهف الواجدين معي *** على العدول التي تغتالها الحفر

ثلاثة ما رأت عيني لهم شبها *** تضم أعظمهم في المسجد الحفر

و أنت تتبعهم لا تأل (1) مجتهدا *** سقيا لها سنن بالحقّ تفتقر

لو كنت أملك و الأقدار غالبة *** تأتي رواحا و تبيانا و تبتكر

صرفت عن عمر الخيرات مصرعه *** بدير سمعان لكن يغلب القدر

قال (2):و نا محمّد بن علي بن حبيش، نا أبو شعيب الحرّاني، نا هاشم بن الوليد، نا أبو بكر بن عياش قال: قال الفرزدق لما مات عمر بن عبد العزيز:

كم من شريعة حقّ قد شرعت لهم *** كانت أميتت و أخرى منك تنتظر

يا لهف نفسي و لهف اللاهفين معي *** على العدول التي تغتالها الحفر

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، نا علي بن أحمد بن أبي قيس (3).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين عمر بن الحسن قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن الحسين، نا زكريا بن عدي، نا - و في حديث الأشناني: عن - حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمّد، عن سفيان بن عاصم بن عبد العزيز قال:

توفي عمر بن عبد العزيز لخمس ليال، و قال ابن أبي قيس: بدير سمعان يوم الخميس لخمس - مضين من رجب سنة إحدى و مائة و هو يومئذ ابن تسع و ثلاثين سنة و أشهر - و في حديث عمر بن الحسن: و ستة أشهر - و دفن بدير سمعان، فكانت خلافته سنتين و خمسة

ص: 264


1- في الحلية: لا زلت.
2- الخبر و الشعر في حلية الأولياء 321/5-322 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 335.
3- في «ز»: قبيس.

أشهر و أربعة أيام، و يكنى أبا حفص و صلّى عليه مسلمة بن عبد الملك، و كان عمر أسمر دقيق الوجه حسنه، نحيف الجسم، حسن اللحية، غائر العينين، بجبهته شجة قد وخطه الشيب (1).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة (2)،حدّثني الوليد بن هشام، عن أبيه، عن جده و عبد اللّه بن المغيرة، عن أبيه.

أن عمر بن عبد العزيز مات يوم الجمعة لخمس بقين من رجب يزيد سمعان من أرض حمص، و صلّى عليه يزيد بن عبد الملك بن مروان، و هو ابن تسع و ثلاثين [سنة] و ستة أشهر.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، قال: قال أبي سعد بن إبراهيم فولي عمر بن عبد العزيز بدابق في ذلك اليوم - يعني الذي مات فيه سليمان - و هو يوم الجمعة لعشر خلون من صفر سنة تسع و تسعين، ثم توفي عمر بن عبد العزيز لستّ بقين من رجب سنة إحدى و مائة بدير سمعان.

أنبأنا أبو علي الحداد، و أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء قالا: أنا منصور بن الحسين، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو عروبة، نا عمرو بن عثمان، نا أبي قال: سمعت جدي كثيرا (3) يقول:

ولي عمر بن عبد العزيز في صفر سنة تسع و تسعين و توفي في رجب سنة إحدى [و مائة] (4).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن جنيقا، أنا إسماعيل بن علي الخطبي قال:

ص: 265


1- سير أعلام النبلاء 144/5 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 327-328.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 321 (حوادث سنة 101) و عنه في سير أعلام النبلاء 144/5.
3- بالأصل و م و «ز»: كثير.
4- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن هامش «ز»، و بعدها صح.

خلافة أبي حفص عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم، و أمّه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطّاب، و استخلف عمر بن عبد العزيز رحمه اللّه بدابق يوم الجمعة لعشر ليال خلون من صفر سنة تسع و تسعين، و كان استخلافه بعهد من سليمان بن عبد الملك إليه قبل وفاته في مرضه الذي مات فيه.

قال ابن إسحاق: استخلف عمر بن عبد العزيز يوم الجمعة لعشر خلون من صفر سنة تسع و تسعين، و توفي في ستة أيام بقيت من رجب سنة إحدى و مائة بدير سمعان من أرض حمص على رأس سنتين و خمسة أشهر و أربعة عشر يوما من متوفّى سليمان.

و ذكر الخطبي: أن علي بن محمّد بن خالد حدّثه نا سعيد بن يحيى، حدّثني عمّي عبد اللّه، عن زياد بن عبد اللّه، عن محمّد بن إسحاق بهذا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا عاصم بن علي، نا أبو معشر قال:

و حدّثني أبو عبد اللّه.

ح و أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، نا أبو بكر (1) محمّد بن المؤمّل، نا الفضل بن محمّد، نا أحمد بن حنبل، نا إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر قال:

ثم استخلف عمر بن عبد العزيز يعني سنة تسع و تسعين و توفي - زاد ابن القشيري: يوم الخميس، و لا أراه محفوظا-، و قالا:- لخمس ليال بقين من رجب سنة إحدى و مائة، فكانت خلافته سنتين و خمسة أشهر و نصف شهر.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا نصر بن أحمد بن نصر، أنا محمّد بن أحمد الجواليقي.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر بن سوار قالا: أنا أبو الفرج الطناجيري قالا: أنا أبو عبد اللّه الأنصاري، أنا أبو جعفر الشيباني، نا هارون بن حاتم، نا أبو بكر بن عياش قال:

ص: 266


1- في «ز»: أبو بكر بن أبي المؤمل.

و بايع الناس عمر بن عبد العزيز يعني سنة تسع و تسعين ثم توفي عمر بن عبد العزيز رحمه اللّه لخمس ليال خلون من رجب سنة إحدى و مائة، فكانت خلافة عمر سنتين، و خمسة أشهر، و خمسة عشر يوما.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا علي بن محمّد، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول:

مات عمر بن عبد العزيز سنة إحدى أو اثنتين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا عمر، أنا علي، أنا عثمان، نا حنبل بن إسحاق، قال:

قال أبو نعيم.

ح (1) و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد الكرماني، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الصفار، أنا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل السلمي قال: سمعت أبا نعيم (2).

ح و أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن (3)،أنا أبو الفرج الأسفرايني، و أبو نصر الطّريثيثي، قالا: أنا أبو الفضل السعدي، أنا منير بن أحمد الخلاّل، أنا أبو محمّد جعفر بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن الهيثم قال: قال أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، نا أبو خازم (4) بن الفراء، أنا يوسف بن عمر القواس، أنا محمّد بن مخلد، نا العباس بن محمّد، نا أبو نعيم قال:

مات عمر بن عبد العزيز سنة إحدى و مائة - زاد أحمد بن الهيثم: في رجب-.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،نا أبو مسهر، أنه أصيب - يعني عمر - في رجب سنة إحدى و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا أبو الحسين بن

ص: 267


1- ما بين الرقمين سقط من «ز».
2- ما بين الرقمين سقط من «ز».
3- في «ز»: الحسين.
4- بالأصل و م و «ز»: أبو حازم، بالحاء المهملة، تصحيف، و الصواب ما أثبت: أبو خازم، بالخاء المعجمة، تقدم التعريف به.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 194/1.

الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا الوليد بن عتبة الدمشقي، و هشام بن خالد، قالا: نا أبو مسهر قال:

مات عمر بن عبد العزيز بدير سمعان في رجب سنة إحدى و مائة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن أحمد، نا أبو بكر بن هبة اللّه قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا سليمان بن حرب قال: مات عمر بن عبد العزيز سنة إحدى و مائة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، نا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار قال: قال أبو حفص الفلاّس: و بايع يعني سليمان لعمر بن عبد العزيز و ليزيد، و أمّه عاتكة بنت يزيد بن معاوية فملك عمر بن عبد العزيز سنتين و خمسة أشهر و خمس عشرة ليلة، و مات يوم الجمعة لعشر بقين من رجب سنة إحدى و مائة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (1) قال:

ولد عمر بمصر سنة إحدى و ستين و مات بدير سمعان سنة إحدى و مائة، و صلّى عليه يزيد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمّد، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق (2)،نا إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل قال: سمعت علي بن المديني يقول: مات عمر بن عبد العزيز سنة إحدى و مائة و هو ابن تسع و ثلاثين.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن أحمد بن البراء قال:- قال علي بن المديني:

ص: 268


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 322 (حوادث سنة 101).
2- في «ز»: أنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمّد بن إسحاق.

مات عمر بن عبد العزيز بن مروان سنة إحدى و مائة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن جنيقا، أنا إسماعيل بن علي الخطبي، أخبرني محمّد بن موسى بن حمّاد البربري، عن ابن أبي السّري.

أن عمر بن عبد العزيز توفي لأربع ليال بقين من رجب سنة إحدى و مائة، و هو ابن تسع و ثلاثين سنة و نصف.

قال ابن أبي السّري: قال العمري: توفي يوم الجمعة لخمس ليال بقين من رجب، و قبره بدير سمعان، و كانت ولايته سنتين و خمسة أشهر و خمسة أيام.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان، ثم أخبرا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن المحاملي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون قالوا: أنا أبو علي بن شاذان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا طراد بن محمّد، و رزق اللّه بن عبد الوهّاب، قالا: أنا أبو بكر بن وصيف قالا: أنا أبو بكر الشافعي، نا عمر بن حفص السّدوسي، نا محمّد بن يزيد قال:

و استخلف عمر بن عبد العزيز و كنيته أبو حفص، و توفي [في] (1) سنة إحدى و مائة لخمس بقين من رجب يوم الجمعة فكانت ولايته سنتين و خمسة أشهر و خمسة و عشرين يوما، و توفي و له تسع و ثلاثون سنة؛ و هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، و أمّه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطّاب، و اسمها ليلى، و توفي في دير سمعان من حمص، و صلى عليه مسلمة بن عبد الملك، و يقال: عبد العزيز بن عمر.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمّد، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي ابن عمّ روّاد بن الجرّاح، عن محمّد بن إسحاق قال:

سمعت أبا عمر الضرير يقول:

ص: 269


1- زيادة عن م، و «ز».

ثم بويع لعمر بن عبد العزيز فكانت ولايته سنتين و خمسة أيام ثم توفي بدير سمعان من أرض حمص يوم الجمعة لخمس (1) ليال بقين من رجب سنة إحدى و مائة، و هو ابن تسع و ثلاثين سنة و ستة أشهر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة إحدى و مائة فيها توفي عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين القطان، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال:

و في سنة إحدى و مائة توفي أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز يوم الجمعة لخمس ليال بقين من رجب، و استخلف يزيد أمير المؤمنين.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا علي بن الحسن الجرّاحي، قال: و أنا الحسن بن الحسين (2) بن العباس، أنا جدي لأمي إسحاق بن محمّد النّعالي (3)،قالا: أنا أبو محمّد المدائني، نا قعنب بن المحرّر الباهلي قال:

و مات عمر بن عبد العزيز في رجب سنة إحدى و مائة بدير سمعان من عمل حمص.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال:

سنة إحدى و مائة، فيها مات عمر بن عبد العزيز بدير سمعان.

قال الليث: يوم الخميس لخمس ليال بقين من رجب، مات و هو ابن تسع و ثلاثين سنة، و كانت خلافته سنتين و خمسة أشهر و أربعة أيام، و استخلف يزيد بن عبد الملك.

ص: 270


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و نقل الذهبي في كتابيه تاريخ الإسلام و سير الأعلام عن أبي عمر الضرير: لعشر بقين من رجب.
2- في م: الحسن، تصحيف.
3- في م و «ز»: البقالي، تصحيف.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي (1) الأشعث، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو سعيد عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا الهيثم بن عمران قال: سمعت الحكم بن عبد اللّه بن حنطب يقول:

أ رأيتم هذا الفتى الذي يعجبكم أمره، ما بلغ أربعين سنة - يعني عمر بن عبد العزيز-.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو منصور بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن بن علي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو بكر الباهلي، نا سفيان بن عيينة قال:

قلت لعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز: كم كان أتى على أبيك ؟ قال: ما بلغ أربعين سنة (2).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،نا عبد اللّه بن الزّبير الحميدي (4)،نا سفيان أنه سأل عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن سن أبيه فقال: لم يبلغ الأربعين.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن جنيقا، أنا أبو محمّد الخطبي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل، نا سفيان قال: زاد حنبل: عمر يعني ابن عبد العزيز قبل المائة يعني ولي، و قالا: سألت ابنه كم بلغ من السن ؟ قال: لم يكن بلغ الأربعين، قلت: ما كنت أظنه إلاّ قد بلغ الخمسين، قال: ما بلغ فرادته حتى استحييت - زاد حنبل قال: و ملك سنتين و شيء و مات سنة إحدى و مائة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر بن بيري - إجازة-.

ح قالا: و أنا أبو تمّام علي بن محمّد - إجازة - أنا أبو بكر بن بيري - قراءة-.

ص: 271


1- «أبي» ليس في «ز».
2- سيرة عمر لابن الجوزي ص 328.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 194/1.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 215/5.

أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا موسى بن إسماعيل، نا سعد أبو عاصم مولى بني هاشم قال: و مات عمر بن عبد العزيز و هو ابن ثلاث و ثلاثين.

[قال ابن عساكر:] هذا وهم.

أخبرنا أبو الحسن علي محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس أحمد بن الحسين، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن إسماعيل البخاري، حدّثني أحمد بن سليمان، أنا جرير، أخبرني رجل من ولد عمر بن عبد العزيز: أنه مات عمر بن عبد العزيز و هو ابن تسع و ثلاثين سنة.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا سليمان بن محمّد الحرّاني، نا هشام بن خالد، نا بقية (1)، حدّثني صفوان بن عمرو قال:

مات عمر بن عبد العزيز ابن تسع و ثلاثين سنة و أشهر، لم يبلغ أربعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا محمّد بن عبد العزيز، نا بقية، عن صفوان بن عمرو قال:

مات عمر بن عبد العزيز و هو ابن تسع و ثلاثين سنة و أشهر، ما تمّ أربعين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،أخبرني أبو الوليد هشام بن عمّار، عن بقية، عن صفوان بن عمرو أنه حدثهم قال:

مات عمر بن عبد العزيز و هو ابن تسع و ثلاثين سنة و أشهر، لم يتمّ الأربعين.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (3)،نا أبو الحسين بن المهتدي.

ص: 272


1- هو بقية بن الوليد بن صائد الكلاعي، أبو محمد، ترجمته في تهذيب التهذيب 473/1.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 194/1-195.
3- في م و «ز»: المحلى، تصحيف.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أنا أبي أبو يعلى قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال:

و هلك عمر بن عبد العزيز و هو ابن تسع و ثلاثين و نصف، و ولي سنتين و نصفا (1)(2).

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن (3) بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين، أنا أبو حفص الفلاّس، حدّثني عبد اللّه بن داود، أنا سحيم أبو اليقظان.

أن عمر مات و هو ابن أربعين سنة إلاّ نصف سنة.

قال: و نا الفلاّس قال: مات و هو ابن تسع و ثلاثين سنة و ستة أشهر، و يكنى أبا حفص.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: قال أبي.

و ولي من بعده عمر بن عبد العزيز سنتين و نصفا، و هلك و هو ابن تسع و ثلاثين سنة و ثمانية أشهر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن جنيقا، أنا إسماعيل بن علي الخطبي، أنا أحمد بن نصر الحذاء، أنا أحمد بن إبراهيم الدّورقي، حدّثني شبل بن محمود، نا عبد الملك بن صالح بن كيسان قال:

ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة و هو ابن ثمان و ثلاثين، و هلك في رأس الأربعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو نعيم قال: و سمعت سفيان يقول:

مات عمر بن عبد العزيز و هو ابن أربعين سنة (4).

قال: و نا حنبل، نا أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل، نا عبد الرزّاق، نا معمر قال:

مات عمر بن عبد العزيز على رأس خمس و أربعين (5) سنة.

ص: 273


1- بالأصل و م: و نصف.
2- قوله: و ولي سنتين و نصف سقط من «ز».
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الحسن.
4- سيرة عمر لابن الجوزي ص 327.
5- سيرة عمر لابن الجوزي ص 328.

[قال ابن عساكر] هذا وهم، و الصحيح ما تقدم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و علي بن زيد السّلمي قالا: أنا أبو الفتح نصر بن أحمد - زاد الفقيه: و أبو محمّد بن فضيل قالا:- أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا الهيثم بن عمران قال:

ولي عمر بن عبد العزيز سنتين و نصفا (1)،و مات بالسل، و مات بدير سمعان.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل.

قال: و نا عبد العزيز بن عبد اللّه، حدّثني مالك أنه بلغه.

أن عمر بن عبد العزيز ملك تسعة و عشرين شهرا، و أخرج في ذلك ثلاثة أغطية، و خلافته مثل خلافة أبي بكر سنتين، و خلافة عمر بن الخطاب عشر سنتين نحو مقام النبي صلّى اللّه عليه و سلم بالمدينة.

5243 - عمر بن عبد الكريم بن حفص بن عمر

5243 - عمر بن عبد الكريم (2) بن حفص بن عمر

أبو بكر الفزاري الشاهد

حدّث عن الحسن بن حبيب الفقيه (3)،و خيثمة بن سليمان.

روى عنه: علي الحنّائي، و أبو علي الأهوازي.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا علي بن محمّد الحنّائي، أنا عمر بن عبد الكريم بن حفص الفزاري قراءة عليه، أنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك، نا أبو العباس عبد اللّه بن عبيد بن أبي حرب - من أهل سلمية - نا أبو علقمة نصر بن خزيمة، حدّثني أبي، عن نصر بن علقمة، عن أخيه محفوظ بن علقمة، عن ابن عائذ قال عمرو بن الأسود.

أن معاذا لما بعثه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى اليمن قال: أوصني بكلمة أعيش بها، قال:«لا

ص: 274


1- بالأصل و م: و نصف، خطأ، و التصويب عن «ز».
2- «بن عبد الكريم» ليس في م.
3- هو الحسن بن حبيب بن عبد الملك، أبو علي الحصائري، ترجمته في سير أعلام النبلاء 383/15.

تشرك باللّه شيئا»، قال: زدني، قال:«حسن الخلق»، قال: زدني، قال:«إذا عملت عشر سيئات فاعمل حسنة تحذرهن بها»، فقال رجل من الأنصار: أومن الحسنات أن أقول لا إله إلاّ اللّه ؟ قال:«نعم، أحسن الحسنات، إنّها تكتب عشر حسنات، و تمحو عشر سيئات»[9874].

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو علي الأهوازي - قراءة عليه - أنا أبو بكر عمر بن عبد الكريم بن حفص الفزاري، نا أبو علي الحسن بن حبيب، نا العباس بن الوليد بن مزيد (1) البيروتي (2)،نا محمّد بن شعيب بن شابور، حدّثني عبد الرّحمن بن سليمان، عن محمّد بن صالح المدني أنه سمع محمّد بن المنكدر يحدث عن جابر بن عبد اللّه.

أنه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«من شاب في الإسلام شيبة كانت له حسنة، و من شاب في الإسلام شيبة كانت له نورا يوم القيامة»[9875].

قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمّد الحنّائي، أنا أبو بكر عمر بن عبد الكريم بن محمّد الفزاري الشاهد، نا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك الإمام، نا العباس بن الوليد، أنا محمّد بن شعيب.

و أخبرناه أبو محمّد بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا عباس بن الوليد، أنا ابن شعيب.

أخبرني غسان بن ناقد أنه سمع أبا الأشهب النّخعي - و في حديث عبد الكريم:

الضّبعي، و هو وهم - يحدّث عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة.

عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أنه قال:«لكلّ أمّة مجوس، و إنّ هؤلاء القدرية مجوس أمتي، فإن مرضوا فلا تعودوهم، و إن ماتوا فلا تشهدوهم، و لا تصلّوا عليهم»[9876].

أبو الأشهب هذا اسمه جعفر بن الحارث النّخعي، و ليس بأبي الأشهب جعفر بن حيّان العطاردي (3).

ص: 275


1- الأصل و م و «ز»: «يزيد» تصحيف.
2- في م: السروي، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 471/12.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 389/3 و سير أعلام النبلاء 286/7.
5244 - عمر بن عبد الكريم بن سعدويه

أبو الفتيان، و يقال: أبو حفص بن أبي الحسن الرّوّاسي الدّهستاني الحافظ (1)

جاب الآفاق، و سمع فأكثر، و كتب فأكثر.

و قدم دمشق فسمع بها: عبد الدائم بن الحسن، و أبا محمّد الكتاني، و أبا الحسن بن أبي الحديد، و أبا نصر بن طلاّب، و عبد الجبار بن برزة الجوهري، و جابر بن ياسين بن الحسن، و أبا الغنائم بن المأمون - ببغداد - و أبا أحمد عبد الرّحمن بن سعيد بن محمّد الجرجاني - بها - و أبا نصر محمّد بن بكر بن جعفر الخلاّل المروزي - بمرو - و أبا الفضل زياد بن محمّد بن زياد - بهراة - و أبا عثمان الصابوني، و أبا حفص بن مسرور، و القاضي ابا عامر الحسن بن علي بن محمّد النسوي (2) بنيسابور، و محمّد بن علي بن علي بن الحسن بن حمدون القاضي، و ابا الحسين بن مكي بمصر، و أبا بكر الخطيب بصور.

و حدّث بدمشق و صور ثم رجع إلى بلده، و حدّث بخراسان، و استقدمه أبو بكر محمّد بن منصور السمعاني إلى مرو، فأدركه أجله بسرخس قبل وصوله إلى مرو.

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و أبو محمّد الكتاني، و نصر بن إبراهيم الزاهد، و هم من شيوخه، و محمّد بن عبد الواحد الدّقّاق الأصبهاني، و حدّثنا عنه (3) أبو محمّد بن الأكفاني، و سمع منه بدمشق، و عمر بن محمّد بن الحسن الفرغولي، و إسماعيل بن محمّد بن الفضل.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الحافظ ، أنا عمر بن عبد الكريم الحافظ ، أنا محمّد بن علي بن الحسن بن حمدون، أنا علي بن عمر الحافظ ، أنا أبو الفضل العباس بن أحمد بن منصور المقرئ، نا عبد الأعلى بن حمّاد، أنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى، فأرصد اللّه له على مدرجته ملكا، فلما أتى عليه

ص: 276


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 317/19 و تذكرة الحفاظ 1237/4 و الوافي بالوفيات 517/22 و معجم البلدان (دهستان)، و الأنساب (الدهستاني) و النجوم الزاهرة 200/5 و العبر 6/4 و المنتظم 164/9 و البداية و النهاية 171/12 و شذرات الذهب 7/4 و الدهستاني نسبة إلى دهستان: بلد مشهور في طرف مازندران قرب خوارزم و جرجان (راجع معجم البلدان و الأنساب). و الرواسي ضبطت بالراء المفتوحة و تشديد الواو عن الأنساب، و سمي عمر بالرواسي لأن والده كان يبيع الرءوس بدهستان.
2- في «ز»: «الفسوي».
3- مكانها بياض في «ز».

قال له الملك: فأين تريد؟ قال: أزور أخا لي في هذه القرية، قال: فهل له عليك من نعمة تربها؟ قال: لا، غير أنّي أحببته في اللّه، قال: فإنّي رسول اللّه إليك، إنّ اللّه أحبّك كما أحببته.

أخبرناه عاليا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد، نا الهيثم بن خلف الدّوري أبو محمّد، نا عبد الأعلى - هو ابن حمّاد - نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى، فأرصد اللّه على مدرجته ملكا، فلمّا أتى عليه قال:

أين تريد؟ قال: أردت أخا لي في هذه القرية، فقال: هل له من نعمة تربها (1)؟قال: لا، غير أنّي أحبّه في اللّه، قال: فإنّي رسول اللّه إليك، إنّ اللّه قد أحبّك كما أحببته فيه.

أخرجه مسلم عن عبد الأعلى.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني قال: سمعت الشيخ أبا الفتيان عمر بن أبي الحسن عبد الكريم الدّهستاني بدمشق يقول: سمعت أبا الحسن محمّد بن المظفر بن معاذ الدّاودي ببوشنج، و أبا سعد محمّد بن عبد الرّحمن الكنجرودي - بنيسابور - يقولان: سمعنا الحاكم أبا عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ يقول: سمعت محمّد بن صالح بن هانئ يقول:

سمعت أبا بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة يقول:

من لم يقر بأن اللّه على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته فهو كافر بربه يستتاب، فإن تاب و إلاّ ضربت عنقه.

أنشدنا أبو سعد بن السمعاني، أنشدنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الواحد بن محمّد الدقاق الحافظ من لفظه بمرو، أنشدنا أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم الدّهستاني (2) الحافظ - بدهستان - أنشدنا أبو القاسم عبد اللّه بن عبد الوارث الشيرازي بمصر، أنشدنا أبو عبد اللّه محمّد بن سلامة بن الحسين المقرئ لنفسه برأس العين (3):

ص: 277


1- في «ز»: تريها، و فوقها ضبة.
2- بالأصل و م: القردهستاني، و المثبت عن «ز»، و هو صاحب الترجمة.
3- رأس العين، هذا قول العامة، و هو رأس عين: و هي مدينة كبيرة مشهورة من مدن الجزيرة بين حران و نصيبين و دنيسر (معجم البلدان).

إنّي لما أنا فيه من منافستي *** فيما شغفت به من هذه الكتب

لقد علمت بأنّ الموت يدركني *** من قبل أن ينقضي من جمعها أربي

و ليس ينفعني مما حوته يدي *** شيء من الفضّة البيضاء و الذهب

و لا أؤمّل زادا للمعاد سوى *** علم عملت به أو رأفتي بأبي

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا (1).

و أما فتيان (2):أوله فاء مكسورة و بعدها تاء ساكنة معجمة باثنتين من فوقها ثم ياء معجمة باثنتين من تحتها - أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن (3) عبد الكريم بن ممّت (4)الدّهستاني ورد بغداد، و كتب الكثير، و سافر [إلى] (5) الشام و كتب عنه و كتب عني شيئا صالحا و وجدته ذكيا يصلح إن تشاغل.

ذكر أبو الفضل محمّد بن طاهر المقدسي الحافظ ، قال: الثاني منسوب إلى بيع الرءوس (6) منهم صاحبنا المحدّث المشهور الحافظ أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الدّهستاني الرّوّاسي رحل و طاف و خرّج على المشايخ و انتخب، و كان أحد من يفهم هذا الشأن في عصرنا، توفي بسرخس.

كتب إليّ أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل يخبرني في تذييله تاريخ نيسابور (7) قال:

عمر بن أبي الحسن بن سعدوية الدّهستاني الرّوّاسي الحافظ ، أبو حفص، و أبو الفتيان رجل فاضل مشهور من أصحاب الحديث عارف بالطرق، كتب الكثير، و طاف في بلاد الإسلام شرقا و غربا، و جمع الأبواب، و صنّف و دخل نيسابور مرارا، و سمع الحديث، و كان سريع الكتاب كثير التحصيل و كان على سيرة السلف متقلّلا (8) معيلا، و خرج من نيسابور إلى

ص: 278


1- الاكمال لابن ماكولا 77/7.
2- رسمها بالأصل و م و «ز»: «فتيلك» تصحيف، و المثبت عن الاكمال.
3- في الاكمال المطبوع: عمر بن محمّد بن الحسن الدهستاني.
4- الذي في سير أعلام النبلاء:«مهمت».
5- زيادة عن الاكمال، و اللفظة سقطت من الأصل و م و «ز».
6- انظر سير أعلام النبلاء 319/19.
7- قارن مع سير أعلام النبلاء 319/19 و المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور ص 370 رقم 1229.
8- في سير الأعلام: معيلا مقلا.

طوس، و أنزله الإمام أبو حامد الغزّالي عنده، و قرأ عليه الصحيح ثم شرحه فخرج إلى سرخس قاصدا إلى مرو، فتوفي بسرخس رحمه اللّه في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث و خمسمائة.

5245 - عمر بن عبد الملك بن مروان بن الحكم

5245 - عمر (1) بن عبد الملك بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي

استخلفه عبد الملك بن محمّد بن الحجاج بن يوسف أمير دمشق للوليد بن يزيد على إمرة دمشق ليالي خرج يزيد بن الوليد، له ذكر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن علي بن أبي حملة، و ابن شوذب، قال:

كتب عمر بن عبد الملك إلى عمر بن عبد العزيز كتابا يغلظ فيه له، فكتب إليه عمر:

إنّ أظلم مني، و أجور من ولّى عبد ثقيف (3) العراق فحكم في دمائهم و أموالهم، إنّ أظلم مني و أجور و أترك لعهد اللّه من ولّى قرّة (4) مصر جلفا جافيا، إنّ أظلم مني و أجور و أترك لعهد اللّه من ولّى عثمان بن حيان الحجاز ينشد الأشعار على منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و إنما أمك كانت تختلف إلى حوانيت حمص فاشتراها دينار بن دينار (5)،فبعث بها إلى أبيك، فحملت، فبئس الجنين و بئس المولود، ثم وضعتك جبّارا شقيا، لقد هممت أن أبعث إليك من يحلق جمتك فبئس الجمّة.

كذا في الأصل، و أظن الذي كتب إلى عمر بن عبد العزيز عمر بن الوليد بن عبد الملك.

ص: 279


1- لم أعثر في أولاد عبد الملك من اسمه عمر. راجع نسب قريش للمصعب الزبيري ص 161 و ما بعدها، و جمهرة ابن حزم ص 89.
2- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 575/1 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 133 و 134 و فيها «عمر بن الوليد بن عبد الملك».
3- يعني الحجاج بن يوسف.
4- و هو قرة بن شريك العبسي، و قد ولاه الوليد بن عبد الملك واليا على مصر (راجع تاريخ خليفة).
5- في سيرة عمر لابن الجوزي: ذبيان بن ذبيان.
5246 - عمر بن عبد الواحد بن قيس

أبو حفص السّلمي (1)

قرأ القرآن بحرف ابن عامر على يحيى بن الحارث و روى عنه.

و [روى] عن الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و النعمان بن المنذر، و عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، و عمر بن محمّد بن زيد العمري المدني - نزيل عسقلان - و الربيع بن حظيان، و مالك بن إسحاق، و إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة، و روح بن محمّد، و أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد الفزاري.

و أبى هشام بن عمّار بحرف ابن عامر، و روى عنه.

و [عن] سليمان بن عبد الرّحمن، و صفوان بن صالح، و دحيم، و محمود بن خالد، و يحيى بن أبي الخصيب، و إبراهيم بن موسى، و أبو عامر موسى بن عامر، و هاشم بن خالد بن أبي جميل، و عمرو بن عبد اللّه بن صفوان، و السّلم بن يحيى بن عبد الحميد، و أحمد بن الفرج الحجازي، و إسحاق بن إبراهيم الصامدي، و عبد السلام بن إسماعيل الحداد، و العباس بن الوليد بن صبح الخلاّل، و الوليد بن عتبة، و أبو مسهر، و يحيى بن عثمان بن كثير بن دينار، و إبراهيم بن عتيق بن حبيب العبسي (2)،و سليمان بن أحمد الواسطي، و عباس بن الوليد الخلاّل، و محمّد بن عائذ السّري (3)،و أبو همام الوليد بن شجاع السّكوني، و داود بن رشيد، و محمّد بن (4) المبارك الصّوري.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو صالح طرفة بن أحمد بن محمّد بن طرفة الحرستاني، أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، نا محمّد بن خريم، نا دحيم، نا الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب، و عمر بن عبد الواحد قالوا: حدّثنا الأوزاعي، حدّثني الزهري، نا مالك بن أوس بن الحدثان قال:

ص: 280


1- ترجمته في تهذيب الكمال 124/14 و تهذيب التهذيب 301/4 و غاية النهاية لابن الأثير 594/1 التاريخ الكبير 176/6 و الجرح و التعديل 122/6.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تهذيب الكمال: العنسي.
3- كذا بالأصل، و في م:«و محمّد بن عائد، و محمّد بن أبي السري» و سقط «محمّد بن عائذ» من تهذيب الكمال.
4- من قوله: الخلال... إلى هنا سقط من «ز».

أقبلت بمائة دينار أريد صرفها، فلقيت عمر بن الخطّاب و معه طلحة بن عبيد اللّه فقال: ما هذه ؟ فأخبرته، فقال: قد أخذتها [إلى أن] (1) يأتي غلامي من الغابة (2) فقال عمر:

لا و اللّه لا تفارقه حتى تعطيه صرفها، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

«الذّهب بالورق ربا إلاّ ها و ها، و الحنطة بالحنطة ربا إلاّ ها و ها، و الشعير بالشعير ربا إلاّ ها و ها، و التمر بالتمر ربا إلاّ ها و ها»[9877].

أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو همّام، حدّثني عمر بن عبد الواحد أبو حفص السّلمي قال: سمعت يحيى بن الحارث الذّماري يحدّث عن أبي الأشعث الصّنعاني، عن أوس بن أوس، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«من غسل و اغتسل، ثم ابتكر و غدا، ثم دنا من الإمام و أنصت و لم يلغ كان له بكلّ خطوة يخطوها كأجر سنة صيامها و قيامها»[9878].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدّولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الشام: عمر بن عبد الواحد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني (3)،أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (4) قال في الطبقة الخامسة من أهل الشام.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5) قال:

في الطبقة السادسة من أهل الشام: عمر بن عبد الواحد - زاد ابن الفهم: و كان ثقة - و قد روي عنه.

ص: 281


1- زيادة لازمة للإيضاح عن المختصر، و اللفظتان مستدركتان أيضا فيه بين معكوفتين.
2- الغابة: موضع قرب المدينة من ناحية الشام، فيه أموال لأهل المدينة (راجع معجم البلدان).
3- في «ز»، و م: اللبناني، بتقديم الباء، تصحيف.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 471/7.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (1):

عمر بن عبد الواحد الدمشقي هو ابن قيس، سمع الأوزاعي، سمع منه دحيم.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الحسن بن عبد الملك مشافهة قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2) قال:

عمر بن عبد الواحد الدمشقي، و هو ابن عبد الواحد بن قيس الذي يروي عن أبيه الأوزاعي، روى هو عن الأوزاعي، و عمر بن محمّد العمري، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و النعمان بن المنذر، و عبد الرّحمن بن ثابت (3) بن ثوبان، روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن، و صفوان بن صالح، و دحيم، و إبراهيم بن موسى، و يحيى بن أبي الخصيب، و محمود بن خالد، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في ذكر أصحاب الأوزاعي: و عمر بن عبد الواحد.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا ابن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير بن جوصا قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة: عمر بن عبد الواحد السّلمي (4).

ص: 282


1- التاريخ الكبير 176/6.
2- الجرح و التعديل 122/6.
3- «بن ثابت» ليس في الجرح و التعديل.
4- تهذيب الكمال 125/14.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو حفص عمر بن عبد الواحد الدمشقي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدّولابي قال (1):أبو حفص عمر بن عبد الواحد الدمشقي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: سمعت عبد الرّحمن بن إبراهيم (2) قال:

صدقة، و عمر، و شعيب سنهم قريب بعضهم من بعض، مولدهم سنة ثمان عشرة و مائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم قال:

صدقة بن خالد، و شعيب بن إسحاق (4)،و عمر بن عبد الواحد مولدهم سنة ثمان عشرة [و مائة] (5).

قال: و نا أبو زرعة (6)،حدّثني صفوان بن صالح، نا عمر بن عبد الواحد قال: دفع إليّ الأوزاعي كتابي - بعد ما نظر فيه - فقال: اروه عنّي.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (7)[قال:]

ص: 283


1- الأسامي و الكنى للدولابي 151/1.
2- تهذيب الكمال 125/14.
3- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 278/1-279.
4- هو شعيب بن إسحاق بن عبد الرحمن الدمشقي الأموي تهذيب التهذيب 347/4.
5- زيادة عن تاريخ أبي زرعة الدمشقي.
6- تاريخ أبي زرعة 264/1.
7- الجرح و التعديل 122/6.

حدّثني أبي، نا عباس بن الوليد بن صبح الخلاّل، قال: سمعت مروان بن محمّد يقول: نظرنا في كتب أصحاب الأوزاعي، فما رأيت أحدا أصحّ حديثا عن الأوزاعي من عمر بن عبد الواحد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد الخوارزمي، أنا أبو بكر الإسماعيلي قال: و سألته - يعني عبد اللّه بن محمّد بن سيّار الفرهياني - من أوثق أصحاب الأوزاعي ؟ فقال: عمر بن عبد الواحد لا بأس به (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين (2) بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه و أبو نصر، قالا: نا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي (3) قال: عمر بن عبد الواحد دمشقي ثقة.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل في كتابه، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت (4) أبا علي الحسين (5) بن علي الحافظ يقول (6):سمعت إبراهيم بن يوسف الهسنجاني يقول: عمر بن عبد الواحد ثقة.

ذكر أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرّحمن الهروي.

أن عمر بن عبد الواحد مات سنة ثمانين (7) و مائة، و ما حفظ ذلك، و الصواب ما.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم قال:

مات عمر بن عبد الواحد سنة مائتين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن علي بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن أحمد بن علي، ثم قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفضل

ص: 284


1- تهذيب الكمال 125/14.
2- الأصل: الحسن، تصحيف، و التصويب عن م، و «ز»، و السند معروف.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 359 رقم 1240.
4- ما بين الرقمين مكرر بالأصل.
5- في م: الحسن.
6- ما بين الرقمين مكرر بالأصل.
7- كذا بالأصل و م و «ز»: سنة ثمانين و مائة، و الذي رواه في تهذيب الكمال عن الهروي سنة: سبع و ثمانين و مائة، قال: و وهم في ذلك.

الكوفي، أنا أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، قال: سمعت ابن مصفى يقول: مات عمر بن عبد الواحد سنة مائتين و هو ابن نيّف و ثمانين.

و كذا ذكر هشام بن عمّار في وفاته (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2) قال: و حدّثني أصحابنا أن شعيب بن إسحاق مات سنة سبع (3)و ثمانين و مائة، و عمر بن عبد الواحد سنة مائتين.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، نا أبو العباس بن ملاس، نا الحسن بن محمّد بن بكّار بن بلال قال:

و توفي أبو حفص عمر بن عبد الواحد السّلمي في سنة إحدى و مائتين (4).

5247 - عمر بن عبيد اللّه بن خراسان

أبو حفص

أظنه أطرابلسيا حدّث عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن أبي ثابت الدمشقي.

روى عنه: أبو القاسم حمزة بن عبد اللّه بن الحسين بن الشام الأطرابلسي.

أنبأنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن ديسم المقدسي، عن أبي القاسم عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن أبي العيش الأطرابلسي، نا أبو القاسم حمزة بن عبد اللّه بن الحسين الأطرابلسي - إملاء - نا أبو حفص عمر بن عبيد اللّه بن خراسان، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أبي ثابت البزّاز، نا عبد الحميد بن هندي، نا المعافى بن سليمان، نا محمّد بن سلمة، عن الفزاري، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لكلّ شيء حصاد، و حصاد أمّتي ما بين الستين إلى السبعين»[9879].

ص: 285


1- تهذيب الكمال 126/14.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 279/1 و عنه في تهذيب الكمال 126/14.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و تهذيب الكمال، و في تاريخ أبي زرعة: تسع.
4- تهذيب الكمال 126/14 و تهذيب التهذيب 301/4.
5248 - عمر بن عبيد اللّه بن معمر

ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم

ابن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب (1)

أبو حفص القرشي التّيمي

أحد وجوه قريش و كرمائها.

كان جوادا ممدحا و ولي فتوحا كثيرة، و ولي البصرة لعبد اللّه بن الزبير.

سمع عبد اللّه بن عمر، و جابر بن عبد اللّه، و أبان بن عثمان، و موسى بن حكيم.

روى عنه: عطاء بن أبي رباح، و عبد اللّه بن عون بن أرطبان البصري.

و قدم دمشق وافدا على عبد الملك بن مروان، و مات بها.

أخبرنا أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن الحسين البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه العمري الهروي.

ح و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المصري، و أبو الحسن علي بن أبي طالب القايني (2)،و أبو رشيد علي بن عثمان بن محمّد بن الهيصم، و أبو صالح ذكوان بن سيّار بن محمّد الدّهّان، قالوا: أنا محمّد بن عبد العزيز الفارسي - و اللفظ لحديثه - أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا بشر بن أحمد ابن ابنة أزهر السّمّان، حدّثني جدي أزهر بن سعد، عن ابن عون، حدّثني عمر بن عبيد اللّه، نا موسى قال:

كتب ابن عامر إلى عثمان بن عفّان كتبا فقدم (3) عليه و قد نزل به أولئك، فعمدت إلى الكتب فخيطتها في ثيابي (4) ثم لبست لباس المرأة، فلم أزل حتى دخلت عليه، فجلست بين يديه فجعلت أفتق ثيابي (5) و هو ينظر، فدفعتها إليه، فقرأها ثم أشرف على المسجد، فإذا طلحة جالس في المسجد في الشرق فقال: يا طلحة، قال: يا لبيك، قال: نشدتك باللّه عزّ

ص: 286


1- جمهرة ابن حزم ص 140، و الجرح و التعديل 120/6 و التاريخ الكبير 175/6.
2- في م: القاني، تصحيف.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: فقدمت عليه.
4- في م، و «ز»: «قبائي» و في المختصر: ثيابي، كالأصل.
5- في م، و «ز»: «قبائي» و في المختصر: ثيابي، كالأصل.

و جل هل تعلم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من يشتري قطعة فيزيدها في المسجد و له بها كذا و كذا» فاشتريتها من مالي ؟ قال طلحة: اللّهم نعم، فقال: أنتم فيه آمنون و أنا خائف، ثم قال: يا طلحة، قال: يا لبيك، قال: أنشدتك باللّه عزّ و جلّ : هل تعلم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من يشتري رومة (1)-يعني بئرا - فيجعلها للمسلمين فله بها كذا و كذا» فاشتريتها من مالي، قال طلحة: اللّهم نعم، فقال: يا طلحة، قال: يا لبيك، قال: نشدتك باللّه هل تعلمني - و قال بعضهم: تعلم أني - أنفقت في جيش العسرة على مائة قال طلحة: اللّهم نعم، قال طلحة: اللّهم لا أعلم عثمان إلاّ مظلوما[9880].

فرق البخاري في تاريخه (2) بين عمر بن عبيد اللّه راوي هذا الحديث و بين ابن معمر، و لم يتابعه ابن أبي حاتم على ذلك.

و عندي أنه هو ابن معمر، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن أبي فروة الهمداني، قال: سمعت عون الأزدي قال: كان عمر بن عبيد اللّه بن معمر أميرا على فارس، فكتب إلى ابن عمر يسأله عن الصلاة، فكتب إليه ابن عمر: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان إذا خرج من أهله صلّى ركعتين حتى يرجع إليهم[9881].

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي قالا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال (3):

و ولد عبيد اللّه بن معمر بن عثمان: عمر (4) بن عبيد اللّه الجواد الذي قتل أبا فديك، و كان يقاوم قطري بن الفجاءة و كان يلي الولايات العظام، و شهد مع عبد الرّحمن بن سمرة بن حبيب فتوح كابل شاه، و هو صاحب الثغرة، بات يقاتل عنها حتى أصبح.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن

ص: 287


1- بئر رومة: و هي في عقيق المدينة (معجم البلدان).
2- راجع التاريخ الكبير 175/6 و 176 الترجمتين رقم 2081 و 2082.
3- راجع نسب قريش للمصعب الزبيري ص 288 فكثيرا ما كان الزبير بن بكار يأخذ عن عمه المصعب.
4- في نسب قريش: عمرو.

الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1) قال:

عمر بن عبيد اللّه بن معمر التّيمي القرشي أراه أخا معاذ و عبيد اللّه.

قال ابن عبادة: حدّثنا يعقوب بن محمّد، كنيته أبو حفص.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (2):

عمر بن عبيد اللّه بن معمر القرشي التّيمي، روى عن أبان بن عثمان، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا موسى بن عمران، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ قال: عمر عبيد اللّه بن معمر التيمي سمع جابر بن عبد اللّه، و ابن عمر، روى عنه عطاء بن أبي رباح.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (3)،نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أنا أبي أبو يعلى.

قالا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصّيدلاني، أنا محمّد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو: حدّثكم الهيثم بن عدي، قال: عمر بن عبيد اللّه بن معمر، يكنى أبا حفص.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: عمر بن عبيد اللّه بن معمر أبو حفص.

ص: 288


1- التاريخ الكبير للبخاري 175/6-176.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 120/6.
3- في م، و «ز»: المحلى، بالحاء المهملة، تصحيف.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحافظ ، قال (1):

أبو حفص عمر بن عبيد اللّه بن معمر التيمي القرشي يعدّ في أهل المدينة، يرونه أخا معاذ، و عبيد اللّه، أخبرني أبو الفضل محمّد بن أحمد، نا يحيى بن ساسويه الرقاشي، نا أحمد بن عبد اللّه (2) بن حكيم، قال: قال الهيثم - يعني ابن عدي عمر بن (3) عبد اللّه بن معمر أبو حفص.

قال أبو أحمد هكذا وجدته في كتابي عمر بن عبد اللّه، و إنما هو عمر بن عبيد اللّه (4)،و لست أدري من الواهم فيه.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال المدائني:

عمر بن عبيد اللّه بن معمر، و عمر بن سعد، و عمر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام ولدوا عام قتل عمر بن الخطّاب، يعني سنة ثلاث و عشرين.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني محمّد بن محمّد بن أبي قدامة و غيره، قال: كان يقال: ما مات رجل نبيه قط فسمي أول من يولد باسمه إلاّ نبه، فولدت زوجة عثمان بن عفّان بعد قتل عمر بن الخطّاب بنت عمرو بن حممة الدّوسي، فقالت القابلة: أيّ شيء ولدت ؟ قالت: غلاما، قالت: فأسميه عمر، قالت: سبقتك زوجة عبيد اللّه بن معمر التيمي، و مناقب عمر بن عبيد اللّه كثيرة و ممادحه، و مات بدمشق بعد عبد الملك بن مروان.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش (5) قال:

ص: 289


1- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 221/3 رقم 1270.
2- الأصل:«عبد» و المثبت عن م، و «ز»، و الأسامي و الكنى.
3- بالأصل و م و «ز»: «عن» و المثبت «عمر بن» عن الأسامي و الكنى.
4- زيد بعدها في الأسامي و الكنى: و لا أراه إلاّ وهما.
5- الأصل و م و «ز»: حراش، تصحيف.

عمر بن عبيد اللّه التّيمي مولى سالم أبي النضر من فوق صدوق.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنا أبو عثمان البحيري (1)،أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو مصعب الزهري، نا مالك بن أنس، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد اللّه، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن أنه قال له: أ لم أر صاحبك إذا دخل المسجد جلس قبل أن يركع، قال أبو النّضر: يعني بذلك: عمر بن عبيد اللّه و يعيب ذلك عليه أن يجلس إذا دخل المسجد قبل أن يركع.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (2) قال:

في تسمية عمال ابن الزبير على البصرة قال: تراضى الناس بعبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب و يلقب ببّة حين وقعت الفتنة (3)،فأقره، ثم كتب إلى عمر بن عبيد اللّه بن معمر التيمي بولايته، فأتاه الكتاب و هو بحفر أبي موسى يريد العمرة فكتب عمر إلى أخيه عبيد اللّه بن عبيد اللّه يصلّي بالناس (4)،ثم ولّى ابن الزبير الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة المخزومي، و يلقب القبّاع، ثم عزله، ثم جمع العراق لأخيه مصعب ثم عزله، و ولّى ابنه حمزة بن عبد اللّه ثم عزله، و أعاد مصعبا، فكان إذا شخص عن البصرة استخلف عمر بن عبيد اللّه بن معمر التيمي، فلما قتل مصعب غلب عليها حمران بن أبان، و دعا إلى بيعة عبد الملك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل (5)،نا أبي، نا عارم أبو النعمان، نا غسان بن مضر، نا سعيد بن يزيد أبو سلمة.

أن بشر بن مروان بعث (6) إلى عبد الملك بن مروان (7) رجالا من أهل البصرة من وجوههم أنه ليس لقتال الأزارقة إلاّ عمر بن عبيد اللّه بن معمر فيهم عبد اللّه بن حكيم السعدي.

ص: 290


1- في «ز»: البجيري، تصحيف.
2- راجع تاريخ خليفة بن خيّاط ص 258.
3- و كان ذلك بعد موت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، و هروب عبيد اللّه بن زياد من دار الإمارة بالبصرة.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و لم أجد هذا في تاريخ خليفة.
5- الأصل و م، و في «ز»: القطان.
6- ما بين الرقمين سقط من «ز».
7- ما بين الرقمين سقط من «ز».

أخبرنا أبو غالب، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن عمران، أنا موسى، نا خليفة قال:

سنة أربع و سبعين (1) فيها بعث عبد الملك بن مروان عمر بن عبيد اللّه بن معمر التيمي إلى أبي فديك بالبحرين، فالتقوا فانكشف أصحاب عمر، و ثبت عمر و معه عبّاد بن الحصين الحبطي، و مجاهد بن بلعا العنبري في جماعة من أهل الحفّاظ ، فقتل أبو فديك.

آخر (2)[الجزء] الخامس و السبعين بعد الثلاثمائة (3)(4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد عبد الوهّاب (5) بن علي بن عبد الوهّاب (6) البزار، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطّاهري قال: قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، حدّثنا محمّد بن سلاّم الجمحي، حدّثني أبو الغرّاف (7) قال:

لما توجه عمر بن عبيد اللّه بن معمر إلى أبي فديك امتدحه العجّاج:

قد جبر الدّين الإله فجبر *** و عوّر الرّحمن من ولّى العور

يعني أمية بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد، و ذاك أنه توجه إلى أبي فديك فهزمه، فكتب خالد إلى عبد الملك فقال عبد الملك لعمر: أ رأيتك لو كان بين عيني وتدا كنت تنزعه ؟ قال:

نعم و اللّه يا أمير المؤمنين، قال: فهذا أبو فديك وتد بين عيني فقال: أعفني يا أمير المؤمنين، فلما أبى قال: ارفع إلينا ما جرى على يديك من خراج فارس، فأقرّ له بالخراج، فتلقاه العجّاج و هو متوجه إلى أبي فديك، فأنشده، فلما قال:

ص: 291


1- كذا، و ليس للخبر في هذه السنة أي ذكر في تاريخ خليفة الذي بين يدي.
2- ما بين الرقمين ليس في م.
3- ما بين الرقمين ليس في م.
4- زيد بعدها في «ز»، و كتب: بلغت سماعا بقراءتي على الشيخ العالم الثقة، الصدوق الورع النبهان الأصيل زين الأمناء أبي البركات الحسن بن محمّد بن..... الشافعي أثابه اللّه الجنة بحق سماعه فيه من عمه و الملحق فبإجازته منه و كتب محمّد بن يوسف بن محمّد بن أبي يداس البرزالي الاشبيلي..... (بياض بالأصل) و ذلك يوم الخميس و يوم الجمعة السادس و العشرين من ذي القعدة سنة سبع عشرة و ستمائة بجامع دمشق حرسها اللّه.... قائمة واحدة من آخره من حديث عثمان مع طلحة سبط الشيخ أبو اليمن عبد الصمد بن ناج الذي أتى الحسن عبد الوهاب وفقه اللّه و إياي و الحمد للّه وحده و صلاته على محمّد نبيه و سلامه.
5- بالأصل:«أبو محمّد بن الوهاب» و المثبت عن م.
6- «بن عبد الوهاب» ليس في «ز».
7- في «ز»: «أبو العزاف» و في م:«أبو العراب».

هذا أوان الجدّان جدّ عمر *** و صرّح ابن معمر لمن ذمر

و قال عمر: لا قوة إلاّ باللّه، قال العجاج:

لا قدح إن لم تور نارا بهجر *** ذات سنا يوقدها من افتخر

قال عمر: توكلت على اللّه، و لن أدع جهدا فلما قال:

شهادة فيها طهور من طهر

فكأن عمر تطيّر من ذلك ثم قال: ما شاء اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني (1)،أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني علي بن زكريا الأزدي، نا الوليد بن هشام القحذمي قال:

قام رجل من اليحمديين إلى المهلّب، فقال: أيها الأمير أخبرنا عن شجعان العرب، قال:

أحمر قريش، و ابن الكلبية، و صاحب البغل الدارج (2)،فقال: و اللّه ما يعرف هؤلاء أحد، قال:

بلى، أما أحمر قريش فعمر بن عبيد اللّه بن معمر التيمي، و اللّه ما جاءتنا سرعان خيل قطّ إلاّ ردّها، و أما ابن الكلبية فمصعب بن الزبير، أفرد في سبعة، و جعل له الأمان فأبى حتى مات على بصيرته، و أما صاحب البغل الدارج فعبّاد بن الحصين الحبطي، و اللّه ما نزلت بنا شدّة قط إلاّ فرّجها، فقال الفرزدق و كان حاضرا: تاللّه ما رأيت هكذا قولا، فأين أنت عن عبد اللّه بن الزبير، و عبد اللّه بن خازم (3) السلمي، قال: إنّما ذكرنا الإنس، و لم نذكر الجن.

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس، و أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، قالا: أنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنا أبو تغلب عبد الوهّاب بن علي بن الحسن الملحمي، نا المعافى بن زكريا بن يحيى النهرواني، حدّثني عبيد اللّه بن مسلم العبدي، نا أبو الفضل الرّبعي، حدّثني نهشل بن دارم الكوفي، حدّثني أبي قال: لما توجه عمر بن عبيد اللّه بن معمر لمحاربة أبي فديك أقام بالكوفة لاختيار الجند، فمرّ بحائط من حيطان الكوفة، فإذا هو بغلام أسود يتغدى و إذا كلب رابض بين يديه، فكلّما أكل لقمة طرح إلى

ص: 292


1- في م و «ز»: اللبناني، بتقديم الباء، تصحيف.
2- هنا بالأصل:«الذبوح» و في م:«الدنوج» و المثبت عن «ز»، و ستأتي «الدارج».
3- بالأصل و م: حازم، تصحيف، و المثبت عن «ز».

الكلب أخرى، و عمر واقف ينظر إلى فعله تعجبا منه، فلما فرغ من طعامه دنا إليه فقال له:

أ هذا الكلب لك ؟ قال: لا، و لا أدري لمن هو، قال: فما حملك على أن أطعمته طعامك ؟ قال: إنّي كرهت أن يكون ذو عين ينظر إليّ و أنا آكل و لا أطعمه، قال: لمن أنت ؟ قال: لآل فلان، قال: فالحائط؟ قال: لهم و هو في يدي، فأتاهم عمر بن عبيد اللّه فابتاع الحائط منهم و ابتاع الغلام فأعتقه و جعل الحائط له، ثم أتاه فقال: علمت أنّي قد اشتريتك من مواليك، و هذا رسولهم يخبرك بذلك، قال: بارك اللّه لك فيما اشتريت، قال: اذهب فأنت حرّ لوجه اللّه عز و جل، قال: فإنّ الحمد للّه وحده و لك بعده، فقال: و قد اشتريت الحائط أيضا و هذا المسلم ذلك إليّ قال: أعطاك اللّه خيره و هناك ثمره، قال: فهو لك، قال: فإنّي أشهدك و من حضر أنّي قد جعلته وقفا على الفقراء و المساكين، قال: و ما حملك على ذلك ؟ قال: إنّي كرهت أن تكون جدت عليّ و أبخل على اللّه عز و جلّ ، فقال عمر لمن معه: امضوا بنا لا يبخلنا هذا الأسود.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم.

ح قال: قرئ على أبي أيوب سليمان بن إسحاق بن الخليل الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة قالا: نا محمّد بن سعد، أنا عفّان بن مسلم، نا حمّاد بن سلمة، أنا حميد، عن سليمان بن قتّة (1) قال:

بعث معي عمر بن عبيد اللّه بألف دينار إلى عبد اللّه بن عمرو، و القاسم بن محمّد، فأتيت ابن عمر و هو يغتسل في مستحمه، فأخرج يده فصببتها في يده، فقال: وصلته رحم لقد جاءتنا على حاجة، فأتيت القاسم بن محمّد، فأبى أن يقبل، فقالت امرأته: إن كان القاسم بن محمّد ابن عمه فأنا ابنة عمته (2)،فأعطنيها، فأعطاها إياها.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه السّلمي - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافي بن زكريا (3)،نا محمّد بن القاسم الأنباري، حدّثني أبي، نا أحمد بن عبيد عن الحرمازي قال:

ص: 293


1- الأصل: قنه، و بدون إعجام في م و «ز»، ترجمته في سير أعلام النبلاء 596/4.
2- في «ز»: «فأتى ابنة عتبة» و في م كالأصل.
3- الخبر و الشعر في الجليس الصالح الكافي 433/2.

أتى رجل من الأنصار عمر بن عبيد اللّه بن معمر التيمي بفارس فتعرض له، فلم يصب منه طائلا فانصرف و هو يقول:

رأيت أبا حفص تجهّم مقدمي *** فلطّ بقول عذرة أو مواربا

فلا تحسبن (1) أني تجشمت مقدمي *** أرى ذاك عارا و أرى الخير ذاهبا

و مثلي إذا ما بلدة لم تواته *** تنكب عنها و استدام العواقبا

قال: فبلغت الأبيات عمر بن عبيد اللّه فقال: عليّ بالرجل، فجاءوا به، فقال: يا عبد اللّه ما أخرج هذا منك ؟ بيني و بينك قرابة ؟ قال: لا، قال: فلك عندي يد أسديتها إلي ؟ قال: لا، قال: فما دعاك إلى هذا؟ قال: أفضل الأشياء، كنت أدخل مسجد المدينة أحفل ما يكون فأتجاوز من الحلق إلى حلقتك فأجلس فيها و أؤثرك، قال: في أقل من هذا و اللّه ما يحفظ لك، كم (2) أقمت ؟ قال: أربعين ليلة، فأمر له بأربعين ألفا و جهّزه إلى أهله.

أخبرنا أبو العزّ السلمي - قراءة - أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل، نا أبو علي الحسن بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا محمّد بن زكريا بن دينار الغلاّبي، نا ابن عائشة، عن أبيه قال (3):

كان لرجل (4) من قيس عيلان جارية (5)،و كان بها معجبا و لها مكرما فأصابته حاجة و جهد فقالت له: لو بعتني فإن نلت طائلا عدت به عليك، فعرض الرجل لعمر بن عبيد اللّه بن معمر التيمي القرشي ليبيعها إياه فأعجبته فأخذها بمائة ألف درهم، فلمّا نهضت لتدخل أنشأت تقول:

هنيئا لك المال الذي قد أصبته *** و لم يبق في كفي إلاّ تفكّري

أقول لنفسي و هي في كرب عيشة: *** أقلّي فقد بان الحبيب أم أكثري

إذا لم يكن للأمر عندك حيلة *** و لم تجدي بدّا من الصبر فاصبري

فأجابها مولاها:

ص: 294


1- الجليس الصالح: فلا تحسبني إن تجهمت مقدمي
2- «كم» استدركت عن هامش الأصل و بعدها صح.
3- الخبر في المحبر ص 151.
4- سماه في المحبر: أبا حزابة التميمي.
5- هي بسباسة، كما في المحبر.

و لو لا قعود الدّهر بي عنك لم يكن *** يفرّقنا شيء سوى الموت فاعذري

أءوب بحزن من فراقك موجع *** أناجي به قلبا طويل التّفكّر

عليك سلام لا زيارة بيننا *** و لا وصل إلاّ أن يشاء ابن معمر

قال ابن معمر: خذ بيدها، فهي لك و ثمنها.

أنبأنا أبو البركات طلحة بن أحمد بن باذي (1) العاقولي، أنا أبو محمّد الجوهري، نا أبو عبد اللّه عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد بن بطّة العكبري، نا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشار الأنباري، حدّثني أبي، نا أحمد بن عبيد عن المدائني، عن عبيد اللّه بن عبد الرّحمن.

أن رجلا كانت له قينة و كان بها [معجبا و كان له] (2) يسار فتضعضعت حاله و قلّ ما في يده، فقالت له الجارية: إن رأيت أن تبيعني و تنتفع بثمني و أصير إلى موضع أنتفع به فافعل، قال: فأتى بها عمر بن عبيد اللّه بن معمر، فابتاعها منه بمائة ألف درهم، فلما قبض المال قام يبكي ثم أنشأ يقول:

فلو لا قعود الدّهر بي عنك و لم يكن *** يفرّقنا شيء سوى الموت فاعذري

أبيت بحزن من فراقك موجع *** أناجي به قلبا طويلا التّفكّر

عليك سلام لا زيارة بيننا *** و لا صل إلاّ أن يشاء ابن معمر

فقال ابن معمر: فإنّي قد شئت، فخذ بيدها، فهي لك مع المائة ألف درهم.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن مجاهد، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن المسلمة المعدل (3) في كتابه إلي، أنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى - إجازة - نا أبو بكر بن دريد، أنا أبو حاتم، أنا أبو عبيدة، عن يونس قال:

لما مات عمر بن عبيد اللّه بن معمر صلّى عليه عبد الملك ثم قعد على قبره فقال: أم و اللّه لقد فقدت قريش نابا من أنيابها.

فقال له أبو عمرو و هو مولى لآل أبي وحرة (4) بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس:

اليوم ناب و أمس ضرس كليل و اللّه لوددت أن السماء وقعت على الأرض فلم يعش أحد بعده، فتغافل له عبد الملك عنها.

ص: 295


1- في «ز»: نادي.
2- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل و بعده صح.
3- رسمها مضطرب بالأصل، و المثبت عن م و «ز».
4- كذا بالأصل، و في «ز»: «وجده» و في م: وجرة.

و قال الفرزدق (1):

يا أيها الناس لا تبكوا على أحد *** بعد الذي بضمير (2) وافق القدرا

كانت (3) يداه لكم سيفا يعاذ به *** من العدوّ و غيثا ينبت الشجرا

أمّا قريش أبا حفص فقد رزئت *** بالشام إذ فارقتك البأس و الظفرا (4)

من يقتل الجوع بعد ابن الشهيد و من *** بالسيف يقتل كبش القوم إن عكرا

إنّ النوائح لا يعددن (5) في عمر *** ما كان فيه إذا المولى به افتخرا

كم من خميس (6) لدى الهيجا دنوت به *** من الهياج (7) و لو لا أنت ما صبرا

منهن أيام صدق قد منيت (8) بها *** أيام فارس و الأيام من هجرا (9)

فابكي هبلت أبا حفص و صاحبه *** أبا معاذ إذا المولى به انتصرا (10)

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة اثنتين و ثمانين مات عمر بن عبيد اللّه بن معمر، و أظنه حكى ذلك عن المدائني فيما أخبره به أبوه عن أحمد بن عبيد بن ناصح عنه.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر المعدل، أنا أبو طاهر الذهبي، أنا أبو عبد اللّه الطوسي، أنا الزبير بن أبي بكر، حدّثني محمّد بن موسى بن طلحة بن عمر بن عبيد اللّه بن معمر قال: قتل عبيد اللّه بن معمر لأربعين سنة، و مات ابنه عمر بن عبيد اللّه لستين سنة.

5249 - عمر بن عطاء بن وهب الرّعيني

حكى عن مروان الطّاطري.

روى عنه: أبو عبيد اللّه معاوية بن صالح الأشعري.

ص: 296


1- من قصيدة في ديوانه ط بيروت 235/1-236 يرثي عمر بن عبيد اللّه بن معمر التيمي القرشي.
2- ضمير: جبل ببلاد قيس.
3- الديوان: كانت يداه يدا، سيفا يعاذ به.
4- في «ز»: «الناس و الظفرا» و في الديوان: البأس و المطرا.
5- الديوان: يعدون.
6- الديوان: جبان.
7- الديوان: إلى القتال.
8- الديوان: بليت.
9- يريد بأيام فارس يوم إصطخر الذي قتل فيه أبوه، و أيام هجر: يوم قتل أبو فديك الخارجي.
10- الديوان: أبا معاذ، إذ شؤبوبها استعرا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر الباقلاني، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، حدّثني عمر بن عطاء بن وهب الرّعيني، قال: سمعت مروان بن محمّد الطّاطري يقول: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول:

ما رأيت مؤدبا قط إلاّ معتوها، و قد كان لنا شيخ يؤذن على باب الفراديس، لا يؤذن المؤذنون حتى يؤذن هو لمعرفته بالوقت، فأذن المغرب في يوم غيم [ثم انقشع] (1)-يعني الغيم - ثم مرّ سعيد بن عبد العزيز فقال: كيف رأيت يا أبا محمّد؟ قال: فقال لنا سعيد: هذا من ذاك.

5250 - عمر بن عكرمة بن أبي جهل عمرو بن هشام

ابن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم المخزومي (2)

أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و شهد اليرموك في خلافة عمر، و استشهد به، و قتل يوم أجنادين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سيف، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن أبي عثمان - و هو يزيد بن أسيد الغساني - عن عبادة، و خالد (3)،قالا:

أتى خالد بعد ما أصبحوا بعكرمة جريحا فوضع رأسه على فخذه، و يعمر بن عكرمة، فوضع رأسه على ساقيه، و جعل يمسح عن وجوههم و يقطّر في حلوقهم الماء و يقول: كلا، زعم ابن الحنتمة (4) أنّا لا نستشهد! قال: و نا سيف عن أبي عثمان و خالد قالا (5):و كان ممن أصيب في الثلاثة آلاف الذين أصيبوا يوم اليرموك [عكرمة و] (6) عمر بن (7) عكرمة و ذكر جماعة.

ص: 297


1- الزيادة لازمة استدركت عن المختصر، و هي بدورها مستدركة فيه بين معكوفتين.
2- ترجمته في أسد الغابة 681/3 و الإصابة 520/2.
3- الخبر في تاريخ الطبري 401/3.
4- يعني: عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه.
5- تاريخ الطبري 402/3.
6- الزيادة عن الطبري للإيضاح.
7- بالأصل و «ز»: «غيري» و المثبت «عمر بن» عن م، و في تاريخ الطبري: عمرو بن عكرمة.
5251 - عمر بن علي بن أحمد

أبو حفص الزّنجاني الفقيه (1)

قدم دمشق، و سمع بها أبا نصر بن طلاّب، و حدّث بها عن أبي جعفر أحمد بن محمّد السّمناني (2) قاضي الموصل.

روى عنه: أبو علي بن أبي حريصة الفقيه المالكي.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن [أحمد] (3) المزكي، نا الشيخ أبو علي الحسين بن أحمد بن المظفر بن أبي حريصة - إملاء من حفظه - أنا أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الزنجاني، قدم دمشق، نا القاضي أبو جعفر أحمد بن محمّد السّمناني - ببغداد (4)-نا أبو محمّد الحسن بن أبي عبد اللّه السّمناني (5)-بسمنان - نا الحسين بن رحمة الويمي، نا محمّد بن شجاع الثلجي، عن محمّد بن سماعة قال: سمعت أبا يوسف يقول:

سمعت أبا حنيفة يقول: إذا كلمت القدري فإنما هو حرفان (6):إمّا أن يسكت و إمّا أن يكفر، فقال له: هل علم اللّه سبحانه في سابق علمه أنّ هذه الأشياء تكون على ما هي عليه أم لا؟ فإن قال: لا، فقد كفر، و إن قال: نعم، قيل له أ فأراد أن يكون على ما هي عليه أو على خلاف ما هي عليه ؟ فإن قال: أراد أن يكون على ما هي عليه، فقد أقرّ بأنه من المؤمن الإيمان و من الكافر الكفر، و إن قال: أراد أن تكون على خلاف ما هي عليه، فقد جعل ربه متمنيا متحسرا لأن من أراد أن لا يكون فكان، أو أراد أن يكون فلم يكن فهو متمن متحسّر، و من وصف ربه بذلك فقد كفر.

أخبرناه عاليا على الصواب أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (7)،أنا القاضي أبو جعفر محمّد بن أحمد (8) بن محمود السّمناني - من

ص: 298


1- معجم البلدان (زنجان)، الأنساب (الزنجاني). و الزنجاني نسبة إلى زنجان بفتح أوله و سكون ثانيه ثم جيم: بلد مشهور من نواحي الجبال بين أذربيجان و بينها (معجم البلدان).
2- السمناني نسبة إلى سمنان بكسر أوله و تكرير النون، بلدة بين الري و دامغان.(معجم البلدان).
3- زيادة عن م و «ز».
4- ما بين الرقمين سقط من «ز».
5- ما بين الرقمين سقط من «ز».
6- كذا الأصل و م و «ز»: حرفان، و في المختصر:«حرّ».
7- الخبر في تاريخ بغداد 382/13-383 في ترجمة أبي حنيفة النعمان.
8- في تاريخ بغداد: محمّد بن أحمد بن محمّد بن محمود السمناني.

حفظه - نا أبو محمّد الحسن بن أبي عبد اللّه السّمناني، نا الحسين بن رحمة الويمي (1)،نا محمّد بن شجاع الثلجي، نا محمّد بن سماعة، عن أبي يوسف قال:

سمعت أبا حنيفة يقول: إذا كلّمت القدري فإنما هو حرفان: إمّا أن يسكت، و إما أن يكفر، تقول له: هل علم اللّه في سابق علمه أن تكون هذه الأشياء كما هي ؟ فإن قال: لا، فقد كفر، و إن قال: نعم يقال له: أ فأراد أن تكون كما علم، أو أراد أن تكون بخلاف ما علم ؟ فإن قال: أراد أن يكون كما علم، فقد أقرّ أنه أراد من المؤمن الإيمان، و من الكافر الكفر، و إن [قال] أراد أن تكون بخلاف ما علم، فقد جعل ربه متمنيا متحسّرا،[لأن من أراد أن يكون ما علم أنه لا يكون، أو لا يكون ما علم أنه يكون، فإنه متمنّ متحسر] (2) و من جعل ربه متمنيا متحسرا فهو كافر.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):

أما الزّنجاني [بالزاي] (4) المفتوحة و النون و الجيم فجماعة منهم: أبو حفص عمر (5)الزنجاني، وصل بغداد، و سمع الحديث (6)،و درس الفقه على القاضي أبي الطّيّب الطّبري، و الكلام على أبي جعفر السّمناني، و حدث؛ و ذكر (7) غيره فقال: هو مصنف فاضل (8).

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي الخطيب أنّ أبا حفص الزنجاني قرأ عليه بصور، و صنف كتابا سمّاه المعتمد، و ذكر لنا الشريف - يعني أبا الحسن الهاشمي: أنه كان يدّعي أكثر مما هو (9)،و كان يخطئ في كثير مما يسأل عنه أو كلام نحو هذا.

قرأت بخط أحمد بن الحسن بن خيرون، و ممن ذكر أنه توفي سنة تسع و خمسين و أربعمائة، أبو حفص عمر بن علي الزنجاني الفقيه الشافعي في ليلة الثلاثاء، و دفن يوم الثلاثاء من جمادى الأولى و دفن إلى جنب أبي العباس بن سريج (10).

ص: 299


1- الأصل و م و «ز»: الوثمي، و المثبت عن تاريخ بغداد، و هذه النسبة إلى ويمة: بكسر الواو و سكون الياء بليدة بين الري و طبرستان (الأنساب).
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و «ز»، و استدرك عن م و تاريخ بغداد.
3- الاكمال لابن ماكولا 228/4 و 229.
4- الزيادة عن الاكمال، و م، و «ز».
5- في الاكمال: عمر بن... (بياض بالأصل، قاله محققه بالهامش).
6- في الاكمال: و سمع الحديث من.... (بياض بالأصل، كتبه محققه بالهامش).
7- ما بين الرقمين ليس في الاكمال.
8- ما بين الرقمين ليس في الاكمال.
9- في معجم البلدان: أكثر مما يحسن.
10- معجم البلدان (زنجان).
5252 - عمر بن علي بن الحسن بن محمّد

ابن إبراهيم بن عبيد بن زهير بن مطيع بن جرير بن عطية

ابن جابر بن عوف بن دينار بن مرثد (1) بن عمرو بن عمير

ابن عمران بن عتيك بن النّضر بن الأزد بن الغوث بن نبت

ابن مالك بن كهلان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح (2)

[أبو حفص العتكي الأنطاكي] (3).

ذكر لنا أبو منصور بن خيرون هذا النسب عن الخطيب أبي بكر عن الأزهري، و هو صاحب كتاب «المقبول».

قدم دمشق طالب علم سنة اثنتي عشرة و ثلاثمائة، و قدم أيضا مستنفرا لأهل أنطاكية سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة، و حدّث بها و بحمص عن أبي جعفر محمّد بن عمرو العقيلي، و أبي سعيد بن الأعرابي، و أبي شجاع فارس بن عبد الكريم، و سعيد بن محمّد بن جرير (4)، و أبي بكر أحمد بن عمرو بن جابر الرملي، و محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، و أبي محمّد عبد العزيز بن سليمان بن عبد العزيز الحرملي، و أبي علي الحسين بن إبراهيم بن فيل، و أبي الطاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل، و ابنه أبي بكر محمّد بن الحسن، و أبي العباس الفضل بن محمّد بن عبد اللّه بن الحارث العطار الأحدب، و أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد بن الوليد بن قزمان، و أبي الحسن علي بن محمّد بن السكن اللؤلؤي، و أبي عيسى الحسن بن إبراهيم بن عامر بن عجرم المقرئ، و أبي عبد اللّه الحسين و أبي محمّد عبيد اللّه ابني الحسين بن عبد الرّحمن، و أبي محمّد جعفر بن محمّد بن موسى النيسابوري.

و سمع بدمشق أبا بكر الخرائطي، و الحسن بن علي بن روح الكفربطناني (5)،

ص: 300


1- في معجم البلدان: ذبيان بدل دينار.
2- ذكره ياقوت في معجم البلدان (أنطاكية).
3- ما بين معكوفتين جاء بعد قوله:«الأزهري، و هو»، قدمناه إلى هنا كما اقتضاه سياق تنظيم الأسماء التراجم و كناها إن وجدت. و زيد في معجم البلدان: الخطيب.
4- في «ز»: حيوية.
5- في معجم البلدان:«الكفرطابي» تصحيف، و الكفربطناني نسبة إلى كفربطنة و هي قرية من أعمال دمشق. ذكره السمعاني و ترجم له.(الأنساب).

و محمّد بن خريم، و محمّد بن أحمد بن عمارة (1)،و أبا الحسن بن جوصا، و أبا يحيى زكريا بن أحمد البلخي، و جماهر بن محمّد الزّملكاني، و أبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، و عبد اللّه بن غياث، و محمّد بن جعفر بن ملاس، و محمّد بن الفيض الغسّاني، و محمّد بن يوسف بن بشر الهروي (2).

روى عنه: عبد الوهّاب الميداني، و مسدّد بن علي الأملوكي، و أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الطائي الحمصي، و السّكن بن محمّد بن جميع، و أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل بن نظيف الفرّاء، و عبد الغني بن سعيد الحافظ ، و كتب عنه أبو الحسين الرازي.

أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن عبد الواحد، أنا أبو المعمّر المسدّد بن علي الأملوكي الحمصي - قراءة عليه - قيل له حدّثكم أبو حفص عمر بن علي بن الحسين بن إبراهيم العتكي الأنطاكي - بحمص - أنا أبو الطاهر الحسن بن أحمد بن فيل، نا عمرو بن عمرو بن العباس الباهلي البصري، نا سفيان بن عيينة، حدّثني عبد الملك بن سعيد بن أبجر، عن إياد بن لقيط ، عن أبي رمثة (3)،قال:

أتيت النبي صلّى اللّه عليه و سلم مع أبي فرأى التي في ظهره فقال له: دعني أعالج هذه، فإني طبيب فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أنت رفيق، و اللّه الطبيب؛ من هذا معك ؟» قال: ابني، قال:«أما إنه لا يجني عليك و لا تجني عليه (4)»[9882].

قال سفيان: كُلُّ نَفْسٍ بِمٰا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (5).

الصواب: عمرو بن العباس.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق من الغرباء: أبو حفص عمر بن علي بن الحسن العتكي، قدم علينا طالب علم سنة اثنتي عشرة و ثلاثمائة.

ص: 301


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: عمار.
2- كذا ورد هنا أيضا بالأصل و م و «ز»، مكررا.
3- في «ز»: «أبي رمية» و في المختصر:«عن رمثة» بدون:«أبي» و رمثة: بكسر الراء و سكون الميم بعدها مثلثة، كما في تقريب التهذيب. اختلفوا في اسم أبي رمثة كثيرا. راجع ترجمة أبي رمثة في أسد الغابة 111/5 طبعة دار الفكر، و تهذيب الكمال 229/21 طبعة دار الفكر.
4- أسد الغابة 112/5 و فيه الجزء الأخير من الحديث.
5- سورة المدثر، الآية:38.

قرأت بخط عبد الوهّاب الميداني، و قرأناه على جدي أبي المفضّل يحيى بن علي القاضي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، نا أبو حفص عمر بن علي بن الحسن العتكي الخطيب، قدم علينا مستنفرا لأهل أنطاكية بحديث ذكره.

5253 - عمر بن علي بن سليمان

أبو حفص الدّينوري (1)

حدّث بمكة عن أبي عمران موسى بن هشام بن أحمد بن العلاء، و أبي جعفر محمّد بن عبد العزيز (2) الدّينوريين.

روى عنه: أبو بكر بن المقرئ.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء - بأصبهان،- أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود الأصبهانيان قالا: أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان، نا عمر بن أحمد بن سليمان، نا موسى بن هشام بن أحمد بن العلاء بدمشق، أبو عمران، نا حميدان، نا الوليد بن الربيان، نا نصر بن أبان، عن موسى بن جابان عن المعافى بن عمران، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن حمران، عن أبان بن عثمان، عن عثمان بن عفّان: في المحرم يدخل البستان ؟ قال: نعم، و يشم الريحان.

قال: و أنا ابن المقرئ، نا عمر بن علي بن سليمان الدّينوري - بمكة - نا محمّد بن عبد العزيز أبو جعفر الدّينوري، نا محمّد بن مجيب أبو همّام، نا سفيان الثوري عن هشام بن عروة، عن مروان بن الحكم، عن بسرة بنت صفوان.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من مسّ فرجه فليتوضأ»[9883].

5254 - عمر بن علي بن أبي طالب بن عبد المطّلب

ابن هاشم بن عبد مناف بن قصي الهاشمي العلوي (3)

يعدّ في أهل المدينة.

حدّث عن أبيه.

ص: 302


1- ما بين الرقمين سقط من «ز».
2- ما بين الرقمين سقط من «ز».
3- ترجمته في تهذيب الكمال 135/14 و تهذيب التهذيب 305/4 و نسب قريش للمصعب ص 42 و جمهرة أنساب العرب ص 37.

و روى عنه: ابنه محمّد بن عمر.

و وفد على الوليد بن عبد الملك يسأله أن يولّيه صدقة أبيه علي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، نا محمّد بن أحمد الشّطوي، نا محمّد بن يحيى بن ضريس، حدّثني عيسى بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب، حدّثني أبي عن أبيه، عن جده عن علي قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من صنع إلى أحد من أهل بيتي يدا كافأته يوم القيامة»[9884].

قال: و نا الشّطوي، نا محمّد، نا عيسى، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده علي قال:

نزلت هذه الآية على النبي صلّى اللّه عليه و سلم في بيته: إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اللّٰهُ وَ رَسُولُهُ (1) الآية، قال:

فخرج فدخل المسجد و الناس يصلّون بين راكع و قائم إذا سائل فقال:«يا سائل أعطاك أحد شيئا؟» قال: لا، إلاّ الراكع - لعلي عليه السّلام - أعطاني خاتمه[9885].

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن أحمد بن محمّد بن لؤلؤ، أنا أبو حفص عمر بن أيوب السّقطي، أنا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن عمر بن أبان، نا منصور بن عبد اللّه الثقفي، نا محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن علي بن أبي طالب، قال: كان شعار النبي صلّى اللّه عليه و سلم يأكل خبز.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفتح هبة اللّه بن علي بن محمّد بن الطّيّب بن الحار القرشي الكوفي ببغداد، أنا أبو الحسن محمّد بن جعفر بن محمّد النحوي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن القاسم بن زكريا المحاربي، نا عبّاد بن يعقوب الرّواجني، أنا عيسى بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«نعم الرّجل الفقيه إن احتيج إليه انتفع به، و إن استغني عنه أغنى نفسه»[9886].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم النشابي، أنا أبو الفضل أحمد بن

ص: 303


1- سورة المائدة، الآية:55.

عبد المنعم بن أحمد بن بندار، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو الحسن الدّار قطني، نا أبو بكر الشافعي، نا عبد اللّه بن ناجية، نا عبّاد بن أحمد العرزمي، نا عمّي، عن أبيه، عن عمرو بن قيس، عن عطية، عن أبي سعيد قال:

مررت بغلام له ذؤابة و جمة إلى جنب علي بن أبي طالب فقلت: ما هذا الصبي إلى جانبك ؟ قال: هذا عثمان بن علي، سمّيته بعثمان بن عفّان، و قد سمّيته بعمر بن الخطاب، و سمّيت (1) بعباس عمّ النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و سميت بخير البرية محمّد صلّى اللّه عليه و سلم، فأما حسن و حسين و محسن فإنّما سمّاهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و عقّ عنهم، و حلق رءوسهم و تصدّق بوزنها، و أمر بهم فسرّوا (2) و ختنوا.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير، حدّثني محمّد بن سلاّم، قال:

قلت لعيسى بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب كيف سمّى جدك عليّ عمر؟ فقال: سألت أبي عن ذلك فأخبرني عن أبيه عن عمر بن علي بن أبي طالب قال:

ولدت لأبي بعد ما استخلف عمر بن الخطّاب فقال له: يا أمير المؤمنين ولد لي (3) الليلة غلام (4)،فقال: هبه لي، فقلت: هو لك، قال: قد سميته عمر، و نحلته غلامي مورق قال:

فله الآن ولد كبير (5)،قال الزبير: فلقيت عيسى بن عبد اللّه فسألته، فخبّرني بمثل ما قال محمّد بن سلاّم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو طاهر الباقلاني.

و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر، قالا: أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط قال (6):

عمر بن علي بن أبي طالب أمه الصهباء بنت عبّاد بن تغلب (7) سباها خالد بن الوليد في الرّدة، توفي سنة سبع و ستين قتل مع مصعب أيام المختار.

ص: 304


1- في «ز»: و سميته.
2- الأصل و «ز»، و في م: فسموا.
3- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م، و في «ز»: «ولدت الليلة».
4- «غلام» ليست في «ز».
5- زيد بعدها في م و «ز»: تسع.
6- طبقات خليفة بن خيّاط ص 404 رقم 1970.
7- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الطبقات: عبّاد من بني تغلب.

و كذا قال، و صوابه: من تغلب.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، و أبو الفضل بن (1) ناصر - قراءة - عن أبي المعالي محمّد بن عبد السلام بن (2) محمّد، أنا علي بن محمّد بن خزفة، نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب بن عبد اللّه قال (3):

عمر بن علي و رقية بنت علي توأم، أمهما الصهباء، يقال: اسمها أم حبيب بنت ربيعة من بني تغلب من سبي خالد بن الوليد، و كان عمر بن علي آخر ولد علي بن أبي طالب، ولد (4) عمر بن علي و رقية في بطن واحد، هما توأم (5).

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني عمّي مصعب بن عبد اللّه قال (6):

كان عمر آخر ولد علي بن أبي طالب، و قدم مع أبان بن عثمان على الوليد بن عبد الملك يسأله أن يولّيه صدقة أبيه علي بن أبي طالب، و كان يليها يومئذ ابن أخيه الحسن بن الحسن بن علي، فعرض عليه وليد الصلة و قضاء الدين فقال: لا حاجة لي في ذلك، إنّما جئت لصدقة أبي، أنا أولى بها، فاكتب لي ولايتها، فكتب له وليد رقعة فيها أبيات ربيع بن أبي الحقيق اليهودي النّضري (7):

إنّا إذا مالت دواعي الهوى *** و أنصت السامع للقائل (8)

و اصطرع القوم بألبابهم *** تقضي بحكم عادل فاضل (9)

ص: 305


1- «بن» ليست في «ز».
2- في «ز»: محمّد بن عبد السلام بن علي بن محمّد.
3- نسب قريش للمصعب ص 42 و عنه في تهذيب الكمال 135/14.
4- ما بين الرقمين ليس في نسب قريش.
5- ما بين الرقمين ليس في نسب قريش.
6- الخبر و الشعر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 42-43.
7- الأبيات في طبقات الشعراء لمحمّد بن سلام الجمحي ص 107 منسوبة للربيع ابن أبي الحقيق النضري، أيضا باختلاف الرواية.
8- في طبقات الشعراء: لسنا إذا جارت دواعي الهوى و استمع المنصت للقائل
9- الذي في طبقات الشعراء: و اعتلج القوم بألبابهم بقائل الجود و لا الفاعل إنا إذا نحكم في ديننا نرضى بحكم العادل الفاصل

لا نجعل الباطل حقا و لا *** نلطّ دون الحق بالباطل

نخاف أن تسفه أحلامنا *** فنخمل الدّهر من الخامل

ثم دفع الرقعة إلى أبان و قال: ادفعها إليه و أعلمه أني لا أدخل على ولد فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم غيرهم، فانصرف عمر غضبان و لم يقبل منه صلة.

قال الزبير، أنشدني الأبيات التي دفع وليد بن عبد الملك لعمر بن علي عمّي مصعب بن عبد اللّه، و علي بن صالح عن عامر بن صالح للربيع بن أبي الحقيق، و أنشدنيها محمّد بن الضحاك، و عبد الملك بن عبد العزيز، و محمّد (1) بن الحسن لكعب بن الأشرف.

قال الزبير: عمر بن علي، و رقية الكبرى، و هما توأم، و أمهما الصهباء يقال: اسمها أم حبيب بنت ربيعة من بني تغلب من سبي خالد بن الوليد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2) قال: عمر الأكبر بن علي، و رقيّة بنت علي، و أمهما الصّهباء و هي أم حبيب بنت ربيعة بن بجير بن العبد بن علقمة بن الحارث بن عتبة بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل، و كانت سبية أصابها خالد بن الوليد حيث أغار على بني تغلب بناحية عين التمر.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد، نا الحسين، نا محمّد بن سعد (3) قال:

في الطبقة الأولى من أهل المدينة: عمر الأكبر بن علي بن أبي طالب بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، و أمه الصهباء، و قد روى عمر الحديث، و كان في ولد عدة يحدّث عنهم، قد ذكرناهم في مواضعهم و طبقتهم.

ص: 306


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: أحمد.
2- الخبر في طبقات ابن سعد 20/3 في ترجمة علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه، و عنه في تهذيب الكمال 135/14.
3- طبقات ابن سعد 117/5 و عنه في تهذيب الكمال 135/14.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1) قال:

عمر بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، قال إسحاق: أنا عيسى بن يونس، نا ابن يسار، نا محمّد بن عمر بن علي، عن أبيه: رأى عليا يشرب قائما، حديثه في أهل المدينة.

و قال ابن منذر: نا ابن أبي فديك عن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه، عن جده.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل شفاها قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

[ح] (2) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (3):

عمر بن علي بن أبي طالب سمع أباه، روى عنه ابنه محمّد، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه و أبو نصر قالا: نا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (4):عمر بن علي بن أبي طالب تابعي ثقة.

5255 - عمر بن علي الحلواني

5255 - عمر بن علي الحلواني (5)

حدّث بدمشق عن محمّد بن عبد اللّه بن يزيد بن المقرئ.

روى عنه: أبو الميمون البجلي.

ص: 307


1- التاريخ الكبير للبخاري 179/6.
2- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و م و «ز».
3- الجرح و التعديل 124/6.
4- تاريخ الثقات للعجلي ص 360 رقم 1243.
5- الزيادة للإيضاح عن م و «ز».

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، عن أبي بكر الحداد، أنا تمّام بن محمّد، نا أبو الميمون بن راشد، نا عمر بن علي الحلواني بدمشق، قال: سمعت ابن المقرئ [يقول:] (1)كنا عند ابن عيينة فجاءه رجل فقال: يا أبا محمّد أ لستم تزعمون أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«ماء زمزم لما شرب له ؟» قال: نعم، قال: فإنّي قد شربته لتحدثني بمائتي حديث، قال: اقعد، فحدّثه بها[9887].

قال: و سمعت ابن عيينة يقول: قال عمر بن الخطّاب: اللّهمّ إنّي أشربه لظمإ يوم القيامة.

5256 - عمر بن علي، و يقال عمرو

أبو حفص البغدادي (2)

يعرف بنقيب الفقهاء.

حدّث بدمشق عن أبي سعيد العدوي.

روى عنه: تمّام بن محمّد.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، و نقلته أنا من خطّه، حدّثني أبي، و أبو الفرج محمّد بن سعيد بن عبدان البغدادي، و أبو حفص عمر بن علي البغدادي نقيب الفقهاء بدمشق، و أبو إسحاق إبراهيم بن عيسى بن القاسم الكافوري البغدادي العطّار بدمشق، قالوا: أنا أبو سعيد الحسن (3) بن علي بن زكريا بن يحيى بن صالح بن عاصم بن زفر العدوي ببغداد، نا خراش (4)،حدّثني مولاي أنس بن مالك قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«يقول اللّه تبارك و تعالى: كلّ عمل ابن آدم له إلاّ الصوم فإنه لي و أنا أجزي به»[9888].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن زريق، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):

ص: 308


1- الزيادة للإيضاح عن م و «ز».
2- ترجمته في تاريخ بغداد 227/12 و سماه: عمرو بن علي.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 381/7.
4- هو خراش بن عبد اللّه.
5- تاريخ بغداد 227/12 و سماه: عمرو بن علي.

عمرو بن علي أبو حفص البغدادي، يعرف بنقيب الفقهاء، حدّث بدمشق عن أبي سعيد الحسن بن علي العدوي، روى عنه تمّام الرازي.

كذا قال الخطيب، و وجدته بخط تمّام: عمر بن علي، و هو الصحيح.

5257 - عمر بن علي الصّيرفي

سمع أبا علي بن حبيب بدمشق.

روى عنه: أبو بكر بن لال، إن لم يكن الدّينوري فهو آخر.

حدّثنا أبو محمّد بن طاوس (1)،أنا أبو (2) البركات (3).

و أخبرنا الفقيه أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا أبو البركات بن طاوس، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الصّيرفي (4) قال: قرأت على أبي علي الحسن بن الحسين بن حمكان الفقيه، حدّثني أبو بكر أحمد بن علي بن لال الهمذاني (5)،حدّثني عمر بن علي الصّيرفي، نا أبو علي الحسن بن حبيب الإمام بدمشق، قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول:

كان الشافعي راكبا على حمار، فمرّ على سوق الحذائين، فسقط سوطه من يده، فوثب غلام من الحذائين و أخذ السوط فمسحه بكمّه و ناوله إياه، فقال الشافعي لغلامه: ادفع تلك الدنانير التي معك إلى هذا الفتى.

قال الربيع: كانت سبعة دنانير أو تسعة دنانير.

آخر (6) الجزء السابع و الثلاثين بعد الخمسمائة (7).

5258 - عمر بن أبي عمر

أبو محمّد الكلاعي (8)

حدّث عن عمرو بن شعيب، و أبي الزّبير، و مكحول.

ص: 309


1- بالأصل: طاهر، و المثبت عن م، و «ز».
2- بالأصل و م و «ز»: أبي.
3- مكانها بياض في «ز».
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 578/17.
5- الأصل و م: الهمداني، بالدال المهملة، و المثبت عن «ز»، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 75/17.
6- ما بين الرقمين سقط من م، و الجملة موجودة في «ز».
7- ما بين الرقمين سقط من م، و الجملة موجودة في «ز».
8- ترجمته في تهذيب الكمال 138/14 و تهذيب التهذيب 306/4، و تقريب التهذيب، و ميزان الاعتدال 215/3 و الكامل في ضعفاء الرجال 22/5 و لسان الميزان 487/7.

روى عنه: بقية [بن الوليد].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدّارقطني.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو نصر الزينبي.

ح و أخبرنا أبو المكارم أحمد بن عبد الباقي بن الحسن بن منازل، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو نصر الزينبي.

ح و أخبرنا أبو المظفر محمّد بن محمّد بن عبد الواحد بن زريق، أنا أبو نصر الزينبي.

ح و أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين، أنا أبو طاهر المخلّص، قالا: نا عبد اللّه بن محمّد، نا عمّار بن نصر أبو ياسر، نا بقية.

ح و حدّثنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - لفظا - و أبو القاسم بن السّمرقندي، و المبارك بن أحمد بن علي بن القصار الوكيل، قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الدقاق، نا أبو القاسم البغوي، نا عمّار بن نصر، أنا بقية بن الوليد، عن عمر بن أبي عمر، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«ترّبوا الكتاب فإنّ التراب مبارك»[9889].

ألفاظهم سواء، قال الدارقطني: تفرّد به بقية عن عمر بن أبي عمر.

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن علي بن الحسن بن علي بن أبي عثمان، و أبو طاهر أحمد بن محمّد بن إبراهيم.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أبي طاهر، أنا أبي أبو طاهر، قالا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا محمّد بن عمرو بن حنان (1)،نا بقية، حدّثني عمر بن أبي عمر الكلاعي عن أبي الزبير، عن جابر قال:

ص: 310


1- غير واضحة بالأصل، و تقرأ في م: حسان، و في «ز»: «حبان» و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 109/17.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إذا كتب أحدكم كتابا فليتربه، فإنّ التراب مبارك، و هو أنجح لحاجته»[9890].

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن نصر، أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد، نا محمّد بن عمرو بن حنان (1) الحمصي، نا بقية بن الوليد، حدّثني عمر الدمشقي، نا مكحول، عن أنس.

عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال أنس: يا رسول اللّه الحائض تقرّب إلى الوضوء في الإناء، تدخل يدها فيه ؟ قال:«نعم، لا بأس به، ليس حيضتها في يدها»[9891].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو منصور أحمد بن علي الدّامغاني، و أبو الحسن علي بن عبيد اللّه الخسروجردي، قالا: أنا أبو بكر الإسماعيلي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الصّفّار بغدادي، نا أبو همّام الوليد بن شجاع، نا بقية، حدّثني أبو محمّد الكلاعي.

ح قال: و أنا أبو سعد الماليني، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا أحمد بن محمّد بن عنبسة الحمصي، نا كثير بن عبيد، نا بقية، عن عمر الدمشقي، حدّثني عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«لا كفّارة (3) في حدّ»[9892].

قال أبو أحمد (4):عمر بن أبي عمر الدمشقي منكر الحديث عن الثقات.

قال البيهقي: تفرّد به بقية عن أبي محمّد بن أبي عمر الكلاعي الدمشقي، و هو من مشايخ بقية المجهولين، و روايته منكرة، و اللّه أعلم (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو أحمد بن عدي قال (6):

ص: 311


1- في «ز»: «نا عمر بن محمّد بن حبان الحمصي» و في م:«حنان» بدون إعجام.
2- الكامل لابن عدي 22/5.
3- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و المختصر، و في الكامل في ضعفاء الرجال: كفالة.
4- الكامل لابن عدي 22/5.
5- تهذيب الكمال 138/14.
6- الكامل لابن عدي 22/5 و 23.

عمر بن أبي عمر الكلاعي الدمشقي ليس بالمعروف، حدّث عنه بقية، منكر الحديث عن الثقات، و عمر بن أبي عمر مجهول و لا أعلم يروي عنه غير بقية، كما يروي عن سائر المجهولين.

5259 - عمر بن عيسى

أبو أيوب (1)

حدّث عن مكحول.

روى عنه: الهيثم بن حميد.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو أيوب عمر بن عيسى.

قرأت على أحمد بن إبراهيم بن محمّد، عن ابن عائذ، عن الهيثم بن حميد، نا العلاء، و أبو أيوب عمر بن عيسى عن مكحول.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنا أبو القاسم بن الصّوّاف، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال (2):أبو أيوب عمر بن عيسى عن مكحول [روى عنه الهيثم بن حميد] (3).

حرف الغين [في آباء من اسمه عمر]

فارغ

ص: 312


1- ميزان الاعتدال 216/3 و لسان الميزان 322/4 و الكنى و الأسماء للدولابي 102/1.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 102/1.
3- الزيادة عن الدولابي.

حرف الفاء [في آباء من اسمه عمر]

اشارة

[في آباء من اسمه عمر] (1)

5260 - عمر بن الفرج

أبو بكر الطائي

حدّث عن أبي عقيل أنس بن السّلم الأنطرطوسي.

روى عنه: أبو نصر بن الجبّان.

أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن أيمن (2)الدّينوري - قراءة عليه - أنا أبو الحسن بن السّمسار - إجازة-.

حدّثني عبد الوهّاب بن عبد اللّه، حدّثني أبو بكر عمر بن الفرج الطائي نا أنس بن السّلم الخولاني، نا عبد الرّحمن بن عبيد اللّه، نا يوسف بن محمّد، عن الثوري قال:

قيل لمحمّد بن المنكدر: أي الأشياء أحبّ إليك ؟ قال: الإفضال إلى الإخوان.

ص: 313


1- زيادة منا للإيضاح.
2- مكانها بياض في «ز».

حرف القاف

اشارة

[في آباء من اسمه عمر] (1)

5261 - عمر بن القاسم بن عبد اللّه بن خالد

ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان القرشي الأموي (2)

له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز.

كان يسكن يلدان (3) من إقليم باناس، و ذكر امرأته أم الوليد بنت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن خالد بن يزيد بن معاوية، و ذكر ابنته أم خالد ابنة عمر، فطيم.

حرف الكاف و حرف اللام [في آباء من اسمه عمر]

فارغان

ص: 314


1- زيادة منا للإيضاح.
2- معجم البلدان (بلدان).
3- يلدان: من قرى دمشق (معجم البلدان).

حرف الميم

اشارة

[في آباء من اسمه عمر] (1)

5262 - عمر بن محمّد بن أحمد بن سليمان

أبو حفص البغدادي العطار (2)

يعرف بابن الحداد

سمع بدمشق: أبا عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه البسري (3) سنة سبع و ثمانين.

و سكن مصر، و حدّث عن: محمّد بن أحمد بن أبي العوّام الرّياحي، و أحمد بن محمّد بن عيسى البرتي (4)،و محمّد بن غالب بن حرب، و محمّد بن سليمان بن الحارث الواسطي (5)،و إسحاق بن الحسن الحربي، و محمّد بن يونس الكديمي.

روى عنه: أبو طاهر محمّد بن علي بن عبد اللّه بن مهدي الأنباري، و أبو أحمد الحسين بن أحمد بن علي الماذرائي، و أبو محمّد بن النحاس (6).

أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو حفص عمر بن سليمان البغدادي، نا محمّد بن أبي العوّام الرّياحي، أنا أبي، نا سعيد بن محمّد الثقفي، نا مرزوق مولى طلحة بن عبد الرّحمن الباهلي، نا أبو الزبير، عن جابر بن عبد اللّه قال:

ص: 315


1- زيادة للإيضاح.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 241/11.
3- راجع الأنساب (البسري).
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 407/13.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 386/13.
6- أقحم بعدها في «ز»: «أنا أبو حفص».

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إذا كان يوم عرفة ينزل الربّ عزّ و جل إلى السماء الدنيا، ليباهي بهم الملائكة فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا من كلّ فجّ عميق، أشهدكم أنّي قد غفرت لهم، فما من يوم أكثر عتيقا من الناس من يوم عرفة»[9893].

كذا نسبه في هذا الحديث إلى جد أبيه، و نسبه في موضع آخر على الصواب:

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو الوقت عبد الأول عيسى قالا: أنا أبو بكر أحمد بن أبي نصر الصوفي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب النجيبي المصري المعروف بابن النحاس، أنا أبو حفص عمر بن محمّد بن أحمد بن إسحاق العطار سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن أبي العوّام، نا يزيد بن هارون، نا يحيى بن سعيد أنه سمع أبا صالح ذكوان عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لو لا أنّ أشقّ على أمّتي و على المؤمنين لأحببت أن لا أتخلّف خلف سرية تخرج أو تغزو في سبيل اللّه، و لكن لا أجد سعة فأحملهم، و لا يجدون سعة فيتبعوني، و لا تطيب أنفسهم أن يتخلّفوا بعدي أو يقعدوا بعدي، فلوددت أنّي أقاتل في سبيل اللّه و أقتل، ثم أحيا ثم أقتل، ثم أحيا، ثم أقتل»[9894].

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب قال (1):

عمر بن محمّد بن أحمد بن سليمان أبو حفص العطار المعروف بابن الحداد، سكن مصر، و حدّث بها عن محمّد بن أبي العوّام الرياحي، و أحمد بن محمّد بن عيسى البرتي، و محمّد بن غالب التمتام، و محمّد بن سليمان الباغندي، و إسحاق بن الحسن الحربي، و محمّد بن يونس الكديمي، روى عنه عامة المصريين و كان ثقة بلغني أنّ أبا حفص بن الحداد مات في يوم الثلاثاء لسبع بقين من ذي القعدة سنة ست و أربعين و ثلاثمائة بمصر.

و بلغني (2) من وجه آخر: أنه مات في ذي الحجة من هذه السنة.

ص: 316


1- تاريخ بغداد 241/11.
2- هذا تعقيب للمصنف على كلام الخطيب البغدادي.
5263 - عمر بن محمّد بن بجير بن خازم بن راشد

5263 - عمر بن محمّد بن بجير بن خازم (1) بن راشد

أبو حفص الهمذاني (2) البجيري السّمرقندي الحافظ (3)

صنّف المسند.

و سمع بدمشق أحمد بن عبد الواحد بن عبود، و أبا عامر موسى بن عامر المرّي، و هشام بن خالد، و محمّد بن هاشم البعلبكي، و سليمان الحمصي (4)،و أيوب بن علي بن الهيصم الكناني، و أبو طاهر بن السرح، و عبدة بن عبد اللّه، و يوسف بن موسى، و محمّد بن سنان القزّاز، و عيسى بن حمّاد زغبة، و محمّد بن بشّار (5) بندارا، و جماعة سواهم.

روى عنه: ابنه أبو الحسن محمّد بن عمر، و أبو بكر محمّد بن علي بن إسماعيل الشاشي القفّال الإمام (6)،و أبو يحيى أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق بن خازم السّمرقندي، و علي بن إبراهيم بن الفضيل (7) بن خراش الكشاني، و أبو الحسن أحمد بن محتاج الكشاني، و محمّد بن أحمد بن عمران الشاشي، و محمّد بن حاتم الكشاني، و أبو الفضل أحمد بن إسماعيل بن يحيى بن حازم الأزدي السّمرقندي، و أبو نصر محمّد بن أحمد بن حاجب الكشاني، و سهل بن السري البخاري أبو حاتم، و علي بن بندار الصيرفي و غيرهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا الجوزقي، أنا أحمد بن إسحاق بن أيوب، أنا عبد اللّه بن الحسن بن بيان، نا يحيى بن عبد اللّه، نا الأوزاعي قال الجوزقي: و أخبرني عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا عمر بن محمّد، نا موسى بن عامر أبو عامر، نا الوليد بن مسلم، نا أبو عمرو الأوزاعي، نا إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، حدّثني أنس بن مالك قال:

ص: 317


1- في م و «ز»: حازم، بالحاء المهملة.
2- في م: الهمداني، بالدال المهملة، و مثلها في الأنساب و سير أعلام النبلاء.
3- ترجمته في الأنساب (البجيري)، و تذكرة الحفاظ 719/2 و العبر 149/2 و شذرات الذهب 262/2 و طبقات المفسرين للداودي 7/2 و البداية و النهاية 149/11 و سير أعلام النبلاء 402/14.
4- في م و «ز»: سليمان بن سلمة الحمصي.
5- في «ز»: بن بندارا.
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 283/16.
7- كذا بالأصل و م، و في «ز»: ابن الفضل بن خداش.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ليس من بلد إلاّ سيطؤه الدجّال إلاّ مكة و المدينة، و ليس نقب من أنقابها إلاّ عليه الملائكة صافّين تحرسها، فينزل بالسّبخة (1) فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات يخرج إليه كلّ كافر و منافق»[9895].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو بكر البيهقي (2)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو الحسن أحمد بن المحتاج الكشاني - ببخارى - من أصل كتابه، نا عمر بن محمّد بن بجير، نا العباس بن الوليد الخلاّل (3)- بدمشق - نا مروان بن محمّد الدمشقي، نا معاوية بن سلاّم، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي نضرة العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه عز و جل زادكم صلاة إلى صلاتكم هي خير من حمر النّعم، ألا و هي الركعتان قبل صلاة الفجر»[9896].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو الحسن، نا عمر بن محمّد، قال: قال العباس بن الوليد: قال لي يحيى بن معين: هذا حديث غريب من حديث معاوية بن سلاّم، و معاوية بن سلاّم محدّث أهل الشام، و هو صدوق الحديث، من لم يكتب حديثه - مسنده و منطقه - فليس بصاحب حديث (4).

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يقول: سمعت أبي يقول:

لمّا خرجت إلى عمر بن محمّد بن بجير، و كتبت عنه انصرفت فدخلت على أبي بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة قال: ما الذي أحوجك إلى الرحلة إلى ابن بجير؟ و ما الذي استفدت من حديثه ؟ فذكرت له هذا الحديث، فقال: و اللّه لو أمكنني أن أرحل [إلى] (5) ابن بجير لرحلت إليه في هذا الحديث (6).

ص: 318


1- السبخة: موضع بالمدينة بين الخندق و بين سلع (معجم ما استعجم للبكري).
2- السنن الكبرى للبيهقي 469/2.
3- و من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 403/14.
4- راجع السنن الكبرى للبيهقي 469/2.
5- زيادة عن م و «ز»، و السنن الكبرى.
6- راجع السنن الكبرى للبيهقي 469/2.

قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا سعيد بن رميح يقول: سمعت عمر بن محمّد بن بجير يقول: خرجت في جنازة أحمد بن صالح [فرأيت على قبر مكتوبا] (1).

قبر عزيز علينا لو *** أن من فيه يفدا

أسكنت قرة عيني *** و منية النفس لحدا

ما جار خلق علينا *** و لا القضاء تعدا

و الصبر أحسن ثوب *** به الفتى يتردى

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنا أبو بكر الخطيب قال:

عمر بن محمّد بن بجير البجيري السمرقندي كان أحد أهل المعرفة بالأثر، و حدّث عن عمرو بن علي البصري، و سليمان بن سلمة الخبائري و طبقتهما، روى عنه عامة أهل بلده.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):

و محمّد بن بجير بن خازم بن راشد الهمذاني البجيري السّغدي (3) والد عمر، يحدّث عن أبي الوليد الطّيالسي، و عارم، و أحمد بن يونس، و جماعة، روى عنه محمّد بن حاتم بن الهيثم، و ابنه أبو حفص عمر بن محمّد بن بجير، من أئمة الخراسانيين، سمع و حدّث و صنّف كتبا، و خرّج على صحيح البخاري، و حدّث أخوه أبو عمرو، و حدّث ابنه أبو الحسن محمّد بن عمر، عن عبد العزيز بن الحسن بن بكر بن الشرود، و عبيد بن محمّد الكشوري، و أبي (4) مسلم الكجّي، و معاذ بن المثنّى، و بشر بن موسى، توفي في ربيع الأوّل سنة خمس و أربعين و ثلاثمائة، و حدّث ابن ابنه أبو العباس أحمد بن محمّد بن عمر، و مات في سنة اثنتين و سبعين و ثلاثمائة، و هو بيت جليل في الحديث.

ثم قال (5):و أما البجيري بضم الباء في أوّله و فتح الجيم التي تليها فهو: عمر بن

ص: 319


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و «ز».
2- الاكمال لابن ماكولا 194/1-195.
3- بالأصل و م و «ز»: السعدي، تصحيف، و الصواب ما أثبت عن الاكمال.
4- الأصل:«و أبو» تصحيف، و التصويب عن م، و «ز»، و الاكمال.
5- الاكمال 464/1.

محمّد بن بجير البجيري السّمرقندي أحد أهل المعرفة بالأثر، حدّث عن عمرو بن علي، و سليمان بن سلمة الخبائري، و قد تقدّم ذكر نسبه (1).

5264 - عمر بن محمّد بن جعفر بن حفص

أبو حفص المغازلي الأصبهاني المعدّل (2)

سمع بدمشق أبا الدحداح (3)،و أبا عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن علي الأيلي (4).

روى عنه أبو نعيم الحافظ ، و أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عبد الرحيم.

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن أبي ذرّ الصّالحاني، و حدّثني أبو الفضل ماقبة (5) بن فناخسرو بن ماقبة (6) الكاتب بأصبهان عنه، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب، أنا أبو حفص عمر بن محمّد بن جعفر المغازلي العدل، أنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل الدمشقي، نا أبو العباس محمّد بن الحسن بن إسماعيل بن عبد الصمد بن علي بن عبد اللّه بن العباس الهاشمي قال: سمعت جدي إسماعيل بن عبد الصمد يقول: سمعت أبي عبد الصمد، نا أبي علي بن عبد اللّه بن العباس الهاشمي قال: سمعت جدي إسماعيل بن عبد الصمد يقول: سمعت أبي عبد الصمد، نا أبي علي بن عبد اللّه، عن أبيه عبد اللّه بن عباس.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«للمملوك على مولاه ثلاث خصال: لا يعجله عن صلاته، و لا يقيمه عن طعامه، و يبيعه إذا استباعه»[9897].

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ قال (7):

ص: 320


1- ولد سنة 223 و توفي سنة 311 قاله الذهبي في سير أعلام النبلاء.
2- ذكر أخبار أصبهان 358/1 و مشيخة ابن عساكر 220/أ.
3- هو أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن يحيى، أبو الدحداح التميمي الدمشقي ترجمته في سير أعلام النبلاء 268/15.
4- في م و «ز»: الابلى.
5- بالأصل: ما فيه، و في م: ماقيه، و في «ز»: ما فنه، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 219/ب.
6- بالأصل: ما فيه، و في م: ماقيه، و في «ز»: ما فنه، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 219/ب.
7- ذكر أخبار أصبهان 358/1.

عمر بن محمّد بن جعفر بن حفص المغازلي أبو حفص، سمع بالشام و العراق و أصبهان، ثم أورد له حديثا عن أبي الدحداح (1).

5265 - عمر بن محمّد بن الحسين

أبو القاسم الكرجي

حدّث عن علي بن محمّد بن يعقوب البردعي.

روى عنه: أبو نصر بن الجبّان.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا عبد العزيز بن أحمد، نا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي، نا أبو القاسم عمر بن محمّد بن الحسين الكرجي، نا علي بن محمّد بن يعقوب البردعي، نا أحمد بن محمّد بن سليمان قاضي القضاة بنوقان (2) طوس، حدّثني أبي نا الحسن بن تميم (3) بن تمام، عن أنس بن مالك قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أنا مدينة العلم و أبو بكر و عمر و عثمان سورها، و علي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب»[9898].

منكر جدا إسنادا و متنا.

5266 - عمر بن محمّد بن حفص الدمشقي

حدّث عن محمّد بن عمر بن يزيد أبي الحسن المحاربي، ذكره ابن مندة.

5267 - عمر بن محمّد بن الحكم

- و يقال: ابن عبد الحكم -

أبو حفص النّسائي (4)

سمع بدمشق و غيرها: أحمد بن أبي الحواري، و هشام بن عمّار، و حامد بن يحيى، و عبدة بن عبد الرحيم المروزي، و أبا عمير عيسى بن محمّد بن النحاس، و عبد الأعلى بن حمّاد النّرسي، و محمّد بن قدامة الرازي، و أحمد بن إبراهيم الدّورقي، و عبد اللّه بن

ص: 321


1- زيد في ذكر أخبار أصبهان: توفي في المحرم سنة تسع و سبعين و ثلاثمائة.
2- نوقان: إحدى مدينتي طوس.
3- في م و ز: نعيم.
4- تاريخ بغداد 213/11.

خبيق (1) الأنطاكي، و محمّد بن مسعود العجمي، و حميد بن الربيع، و علي بن الحسن الكلبي، و خليفة بن خياط العصفري، و أبا حاتم الرازي، و محمود بن غيلان، و إسماعيل بن أبي كريمة الحرّاني.

روى عنه: من أهل دمشق: أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن شلحويه، و الحسن بن غطفان بن جرير، و أبو محمّد الحسن بن الوليد الكلاعي، و من غيرهم أبو السري محمّد بن داود بن بتوس البعلبكي، و أبو العباس أحمد بن محمّد بن مسروق، و عبد اللّه بن محمّد العطشي، و محمّد بن مخلد، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، و أبو بكر الخرائطي.

قرأت على أبي منصور بن خيرون، عن أبي [محمّد] (2) الجوهري.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)، أخبرني الجوهري، أنا علي بن عمر الحافظ ، أنا محمّد بن مخلد، نا عمر بن الحكم (4)النسائي، نا علي بن الحسن الكلبي، نا يحيى بن ضريس، نا مالك بن مغول، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبي جحيفة، عن علي قال:

قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«سألت اللّه عزّ و جلّ أن يقدّمك - ثلاثا - فأبى عليّ إلاّ تقديم أبي بكر»[9899].

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاّف، و أخبرني أبو المعمّر المبارك بن أحمد عنه.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي، نا أبو حفص النّسائي، حدّثني أحمد بن أبي الحواري قال: قال سالم الخوّاص تركتموه و أقبل بعضكم على بعض، و لو أقبلتم عليه لرأيتم العجائب.

قال: و نا أبو حفص النّسائي، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أبو سلمة الطائي، عن أبي

ص: 322


1- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و في م: حسين، و في «ز»: حنين و الصواب ما أثبت و ضبط .
2- زيادة عن م و «ز».
3- تاريخ بغداد 213/11.
4- في تاريخ بغداد: عمر بن محمّد بن الحكم النسائي.

عبد اللّه النّباجي قال: سمعت هاتفا يهتف: عجبا لمن وجد حاجته عند مولاه فأنزلها بالعبيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف السهمي (1)-في تاريخ جرجان - قال: عمر بن محمّد بن عبد الحكم أبو حفص النّسائي، روى بجرجان عن منصور بن محمّد الزاهد.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):

عمر بن محمّد بن الحكم - و قيل: عبد الحكم - أبو حفص، يعرف بالنّسائي، حدّث عن خليفة بن خيّاط ، و هشام بن عمّار، و عبدة بن عبد الرحيم المروزي، و محمّد بن قدامة الرازي، و أحمد بن إبراهيم الدّورقي، و أبي عمير بن النحّاس الرّملي، و عبد اللّه بن خبيق الأنطاكي، و محمّد بن مسعود العجمي، و حميد بن الربيع، و كان صاحب أخبار و حكايات و أشعار، روى عنه أبو العباس بن مسروق الطوسي، و عبد اللّه بن محمّد العطشي، و محمّد بن مخلد، و أبو عبد اللّه الحكيمي (3).

5268 - عمر بن محمّد بن زيد بن عبد اللّه

ابن عمر بن الخطّاب القرشي العدوي العمري المدني (4)

نزيل عسقلان.

حدّث عن أبيه [محمّد] (5) و جده زيد، و عم أبيه سالم بن عبد اللّه، و مولى جد أبيه نافع، و زيد بن أسلم، و أخويه أبي بكر بن محمّد، و زيد بن محمّد، و عبد اللّه بن يسار، و محمّد بن مسلم الزهري، و أبي عقال هلال بن زيد بن يسار.

روى عنه: مالك بن أنس، و سفيان الثوري، و شعبة بن الحجّاج، و عبد اللّه بن المبارك، و يزيد بن زريع، و سفيان بن عيينة، و عبد اللّه بن وهب، و أبو بدر شجاع بن

ص: 323


1- تاريخ جرجان للسهمي ص 298 رقم 503.
2- تاريخ بغداد 213/11.
3- بالأصل و م: الحكمي، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 151/14 و تهذيب التهذيب 311/4 و تاريخ بغداد 180/11 و التاريخ الكبير 190/6 و الجرح و التعديل 131/6 و الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 20/5 و ميزان الاعتدال 220/3.
5- زيادة عن م و «ز».

الوليد، و إسماعيل بن عياش، و أبو عاصم النبيل، و عمران بن ذكوان القطان، و أخوه عاصم بن محمّد.

و قدم دمشق، فروى عنه من أهلها: الوليد بن مسلم، و عمر بن عبد الواحد، و محمّد بن شعيب بن شابور، و الوليد بن يزيد البيروتيان.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا أحمد بن عيسى، نا ابن وهب، سمّاه ابن حمدان: عبد اللّه، نا عمر بن محمّد العمري أن أباه حدّثه عن ابن عمر، سمّاه ابن حمدان: عبد اللّه.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إذا صار أهل الجنّة إلى الجنّة، و صار أهل النار إلى النار أتى بالموت حتى يجعل بين الجنّة و النار، ثم يذبح ثم ينادي مناد: يا أهل الجنّة لا موت، يا أهل النار لا موت، فيزداد أهل الجنّة فرحا إلى فرحهم، و أهل النار حزنا إلى حزنهم»[9900].

قالا: و أنا أبو يعلى، نا أحمد بن عيسى، نا ابن وهب، سمّاه ابن حمدان: عبد اللّه، أخبرني عمر بن محمّد أن أباه حدّثه عن عبد اللّه بن عمر قال:

كنا نحدّث - و قال ابن المقرئ: نتحدّث - في حجة الوداع و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بين أظهرنا لا ندري ما حجّة الوداع، فحمد اللّه رسوله صلّى اللّه عليه و سلم و وحّده و أثنى عليه، ثم ذكر المسيح الدّجّال، فأطنب في ذكره ثم قال:«ما بعث اللّه من نبي إلاّ قد أنذره - و قال ابن المقرئ: أنذر أمّته - لقد أنذره نوح و النبيّون من بعده، و إنه يخرج فيكم، فما خفي عنكم من شأنه فلا يخفى عليكم أنه أعور عين اليمنى كأنها عنبة طافية».

ثم قال:«إنّ اللّه تبارك و تعالى حرّم عليكم دماءكم و أموالكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، ألا هل بلّغت»؟ قالوا: نعم، قال:«اللّهم اشهد»، ثم قال:

«ويلكم - أو ويحكم - انظروا لا ترجعوا بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض»[9901].

أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنا أبو صالح المؤذن، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس قال: سمعت يحيى يقول:

ص: 324

عمر بن محمّد بن زيد الذي يروي عنه أبو عاصم النبيل كان ينزل عسقلان، و عمر بن حمزة بن عبد اللّه بن عمر يروي عنه أبو أسامة، و يروي عنه الفزاري، و عمر بن حمزة أضعفهما.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد، أنا أحمد، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (1) قال: في الطبقة الخامسة من أهل المدينة: أبو بكر بن محمّد بن زيد بن عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب مات بعد خروج محمّد بن عبد اللّه، و قيل سنة خمسين و مائة، و أخوه عمر بن محمّد بن زيد، مات بعد أخيه بقليل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (2)قال: في الطبقة الخامسة من أهل المدينة: عمر بن محمّد بن زيد بن عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب، و أمّه أم ولد، اسمها شعثاء، توفي بعد أخيه أبي بكر بن محمّد بقليل، و لم يعقب، و قد روى عنه، و كان ثقة قليل الحديث، و توفي - يعني أخاه - أبا بكر بعد خروج محمّد بن عبد اللّه بن حسن بالمدينة، و قيل سنة خمسين و مائة، و خرج محمّد بن عبد اللّه بن حسن سنة خمس و أربعين و مائة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3) قال:

عمر بن محمّد بن زيد بن عبد اللّه بن عمر القرشي العدوي العسقلاني، سمع أباه و سالما (4)،سمع منه يزيد بن زريع، و أبو عاصم، روى عنه مالك و الثوري هو أخو واقد، و عاصم، و زيد، و أبي بكر.

ص: 325


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
2- ليس له ترجمة في الطبقات المطبوع، فهو ضمن القسم الضائع من تراجم أهل المدينة. انظر تهذيب الكمال 152/14 و 153.
3- التاريخ الكبير للبخاري 190/6.
4- بالأصل و م و «ز»: و سالم، و المثبت عن التاريخ الكبير.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة (1)،أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (2):

عمر بن محمّد بن زيد بن عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب، مدني (3) نزل عسقلان، روى عن سالم بن عبد اللّه، روى عنه مالك، و الثوري، و يزيد بن زريع، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عن أبيه محمّد بن زيد، و روى عن نافع، و أخويه أبي بكر بن محمّد بن زيد، و زيد بن محمّد بن زيد، و سمع من جده زيد بن عبد اللّه بن عمر، روى عنه أخوه عاصم بن محمّد، و عمران القطان، و عبد اللّه بن وهب، و إسماعيل بن عياش، و محمّد بن شعيب بن شابور، و الوليد بن مسلم، و عمر بن عبد الواحد، و الوليد بن مزيد (4)،و أبو بدر شجاع بن الوليد.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي قال: في الطبقة الثامنة من أصحاب نافع: عمر بن محمّد بن زيد.

و قال الفقيه: ابن يزيد، و هو وهم.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال (5):

عمر بن محمّد بن زيد بن عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب القرشي العدوي العسقلاني، و أصله مديني، أخو واقد، و عاصم، و زيد، و أبي بكر، سمع جدّه زيد بن عبد اللّه، و أباه محمّد بن زيد، و سالم بن عبد اللّه، و نافعا، و حفص بن عاصم بن عمر، و زيد بن أسلم،

ص: 326


1- أقحم بعدها بالأصل: أنا علي بن سلمة.
2- الجرح و التعديل 131/6.
3- في الجرح و التعديل و م: مديني.
4- بالأصل: يزيد، تصحيف، و المثبت عن م، و «ز»، و الجرح و التعديل.
5- الجمع بين رجال الصحيحين 342/1 باختلاف.

روى عنه عبد اللّه بن وهب، و ابن المبارك، و يزيد بن زريع، و أبو بدر، و أبو عاصم في الصوم، و التفسير، و النذر، و المغازي، و غير موضع.

قال الواقدي: مات بعد أخيه - يعني أبا بكر بن محمّد - بقليل، و قال: مات أبو بكر بعد خروج محمّد بن عبد اللّه، و خرج سنة خمس و أربعين و مائة، و قيل: سنة خمسين و مائة.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، و أبو الحسن بن سعيد قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):

عمر بن محمّد بن زيد بن عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب العدوي، و هو أخو واقد، و عاصم، و زيد، و أبي بكر، بني محمّد بن زيد، من أهل مدينة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، نزل عسقلان، و حدّث بها عن أبيه محمّد، و جدّه، و عن سالم بن عبد اللّه بن عمر، و نافع مولى ابن عمر، و زيد بن أسلم، روى عنه مالك بن أنس، و الثوري، و شعبة، و يزيد بن زريع، و عبد اللّه بن المبارك، و إسماعيل بن عياش، و عبد اللّه بن وهب، و الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب بن شابور، و الوليد بن مزيد، و سفيان بن عيينة، و عمر بن عبد الواحد، و أبو بدر شجاع بن الوليد، و أبو عاصم الشّيباني، و ذكر أبو عاصم: أنه قدم بغداد.

[قال:] (2) أنا هبة اللّه بن الحسن الطبري، أنا علي بن محمّد بن عمر، أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، نا أبي، نا علي بن نصر قال: سمعت ابن داود - يعني عبد اللّه بن داود الخريبي - يقول: قال سفيان الثوري: لم يكن في آل عمر أفضل من عمر بن محمّد بن زيد العسقلاني.

قال (3):و أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي، أنا أبو العباس محمّد بن إسحاق السّرّاج الثقفي، نا محمّد بن الصباح، نا سفيان - و قيل له: من حدّثك ؟- فقال: حدّثني الصدوق البرّ عمر بن محمّد بن زيد بن عبد اللّه بن عمر عن أبيه.

قال (4):و أنا الحسين بن علي الصّيمري، نا الحسين بن هارون الضّبّي، أنا محمّد بن عمر بن سلم، حدّثني عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم الأنماطي، نا يحيى بن حكيم، نا أبو عاصم قال: كان عمر بن محمّد بن زيد بن عبد اللّه بن عمر من أفضل أهل زمانه، قدم إلى بغداد، و كان أكثر مقامه بالشام، فانجفل الناس إليه و قالوا: ابن عمر بن الخطاب، ثم قدم الكوفة، فأخذوا عنه، و كان له قدر و جلالة.

ص: 327


1- تاريخ بغداد 180/11-181.
2- الزيادة للإيضاح، و القائل أبو بكر الخطيب، و رواه في تاريخ بغداد 181/11.
3- الزيادة للإيضاح، و القائل أبو بكر الخطيب، و رواه في تاريخ بغداد 181/11.
4- الزيادة للإيضاح، و القائل أبو بكر الخطيب، و رواه في تاريخ بغداد 181/11.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل (1) بن إسحاق قال: سألت أبا عبد اللّه ؟ فقال: عاصم بن محمّد الكوفي الذي يحدّث بحديث قريش ثقة لا يزال هذا الأمر في قريش، و أخوه عمر بن محمّد ثقة.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2).

[قال:] أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، فيما كتب إليّ قال: قال أبي: عمر بن محمّد بن زيد بن عبد اللّه بن عمر ثقة.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (3):

أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدل، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت أبي يقول: عمر بن محمّد بن زيد بن عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب شيخ ثقة ليس به بأس. روى عنه سفيان الثوري، و ابن عليّة.

قال (4):و أنا عبد الغفّار بن محمّد بن جعفر المؤدب، نا عمر بن أحمد الواعظ ، نا عبد اللّه بن سليمان، و مكرم بن أحمد، قالا: نا عبد اللّه بن أحمد، قال: سمعت أبي يقول: عمر بن محمّد بن زيد بن عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب شيخ ثقة، ليس به بأس، يروي عن الزهري.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: أنا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس (5) بن محمّد قال:

ص: 328


1- في «ز»: خليل، تصحيف.
2- الجرح و التعديل 131/6.
3- تاريخ بغداد 181/11.
4- القائل: أبو بكر الخطيب، تاريخ بغداد 181/11-182.
5- في «ز»: عياش، تصحيف، و في م، كالأصل.

سمعت يحيى يقول: عمر بن محمّد بن زيد كان صالح الحديث، و كان ينزل عسقلان، و كان ولده بها، و مات بعسقلان مرابطا (1).

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قالا:

أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (2):

و ذكر أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: قال عمر بن محمّد بن زيد ثقة.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (3)، أنا حمزة بن محمّد بن طاهر (4).

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن.

قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، نا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد اللّه العجلي، حدّثني أبي قال (5):و عمر بن محمّد (6) مدني ثقة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا حمد - إجازة-.

[ح] (7) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (8):

سألت أبي عن ولد محمّد بن زيد فقال: هم خمسة، أوثقهم: عمر بن محمّد، و هو ثقة، صدوق.

ص: 329


1- تهذيب الكمال 153/14 من طريق عباس الدوري.
2- الجرح و التعديل 131/6-132.
3- تاريخ بغداد 182/11.
4- زيد بعدها في «ز»: نا.
5- تاريخ الثقات للعجلي ص 360 رقم 1246.
6- في تاريخ الثقات: عمر بن محمّد العمري.
7- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و م و «ز».
8- الجرح و التعديل 132/6.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (1)، أنا أبو الحسن العتيقي، نا محمّد بن عدي البصري في كتابه، نا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن عمر بن محمّد بن زيد فقال: ثقة، حدّث عنه شعبة، و سفيان، و كان يكون بعسقلان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (2) قال: عمر بن محمّد هذا و أبو عقال جميعا سكنا عسقلان، و دلّوني بعسقلان على قبريهما، فمضيت إلى قبريهما، فرأيت قبر عمر بن محمّد مندرسا و قد بقي أثر منه قليل، و هو في جملة من يكتب حديثه.

و قد تقدم عن كاتب الواقدي ذكر تاريخ موته.

5269 - عمر بن محمّد بن زيد

حدّث بدمشق.

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني، و ذكر أنه نقله من خط بعض أصحاب الحديث في تسمية من سمع منه بدمشق سنة ست عشرة و ثلاثمائة: عمر بن محمّد بن زيد حديثا (3) أو حديثين.

5270 - عمر بن محمّد بن عبد اللّه بن المهاجر

النّصري الشّعيثي (4)

حدّث عن أبيه، و قيل: إنه حدّث عن مكحول.

روى عنه: الوليد [بن مسلم] و مروان بن محمّد الطّاطري.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي، أنا أبو الحسن محمّد بن علي بن أحمد السّيرافي، نا القاضي أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق النّهاوندي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن يعقوب المتّوثي، نا أبو داود سليمان بن الأشعث، نا إبراهيم بن

ص: 330


1- تاريخ بغداد 182/11.
2- رواه في الكامل في ضعفاء الرجال 21/5.
3- بالأصل و م: حديث، و التصويب عن «ز».
4- ترجمته في تهذيب الكمال 154/14 و تهذيب التهذيب 312/4 و تقريب التهذيب، و ميزان الاعتدال 221/3. و الشعيثي بالتصغير، هذه النسبة إلى شعيث، بطن من بلعنبر بن عمرو بن تميم (اللباب).

مروان بن محمّد الطّاطري، نا أبي، نا عمر بن محمّد بن أحمد بن يعقوب المتّوثي، نا أبو داود الشّعيثي، عن أبيه قال:

سمعت مكحولا يقول لغيلان: ويحك يا غيلان، بلغني أنه يكون في هذه الأمة رجل يقال له غيلان هو أضرّ عليها من الشيطان.

قال: و نا أبو داود، نا عبد اللّه بن محمّد الرّملي أبو أحمد، نا الوليد، عن عمر بن محمّد بن عبد اللّه النّصري الشّعيثي عن مكحول أنه قال:

ويحك يا غيلان إنّي حدّثت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«سيكون في أمتي رجل يقال له غيلان، هو أضرّ على أمتي من إبليس، فاتّق اللّه لا تكونه، إنّ اللّه عز و جل كتب ما هو خالق، و ما الخلق عامل، ثم لم يكتب بعدهما غيرهما»[9902].

رواه أسد بن موسى،[أسد] السنة (1)،عن الوليد بن مسلم، حدّثني عمر بن محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي: أنه سمع مكحولا و لم يذكر أباه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا تمّام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية أصحاب مكحول: الشّعيثي و ابنه عمر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة-.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا [أنا] (2) أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: في الطبقة الخامسة: محمّد بن عبد اللّه النّصري الشّعيثي و ابنه عمر بن محمّد (3).

5271 - عمر بن محمّد

أبو القاسم البغدادي الصوفي

المعروف بالمناخليّ (4)

سكن دمشق، و حكى بها عن أبي الحسين المالكي.

ص: 331


1- اللفظة إعجامها مضطرب بالأصل و م و «ز»، ترجمته في سير أعلام النبلاء162/10.
2- زيادة للإيضاح عن م و ز.
3- تهذيب الكمال 154/14.
4- تاريخ بغداد 268/11.

روى عنه: أبو نصر بن الجبّان.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):

عمر بن محمّد أبو القاسم الصوفي المناخلي، نزل دمشق، و روى بها حكايات عن أبي الحسين المالكي و غيره.

حدّث عنه: عبد الوهّاب بن عبد اللّه المرّي الدمشقي.

5272 - عمر بن أبي محمّد بن عبد اللّه

ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي (2)

له ذكر فيمن سمّاه أحمد بن حميد بن أبي العجائز ممن كان بدمشق و غوطتها من بني أمية.

و ذكر أنه كان يسكن دير سابر (3) من إقليم حرلان (4)،و ذكر امرأته فاطمة ابنة محمّد بن حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية، و ولده خالد بن عمر محتلم، و مخلد بن عمر فطيم، و عاتكة بنت عمر عاتق، و حمادة بنت عمر بنت عشر سنين.

5273 - عمر بن مالك بن عتبة بن نوفل

ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة الزهري (5)

ممن أدرك حياة النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و شهد فتح دمشق، و ولي فتوح الجزيرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السّري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر (6)،عن

ص: 332


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 268/11.
2- معجم البلدان (دير سابر).
3- دير سابر: من نواحي دمشق (معجم البلدان).
4- كذا بالأصل، و في م و «ز»: «جزلان» و في معجم البلدان وردت خلال كلامه عن دير سابا: إقليم خولان. و في المختصر هنا: إقليم خولان. و حرلان: بفتح الحاء، ناحية بدمشق بالغوطة فيها عدة قرى (معجم البلدان)، و راجع غوطة دمشق لمحمّد بن كردعلي ص 168.
5- ترجمته في أسد الغابة 683/3 و الإصابة 520/2.
6- الخبر في تاريخ الطبري 358/2 (ط بيروت. حوادث سنة 13).

أبي عثمان، عن خالد و عبادة قالا: و قدم على أبي عبيدة كتاب عمر - يعني بعد فتح دمشق - بأن اصرف جند العراق، إلى العراق، و أمرهم بالحثّ إلى سعد بن مالك، فأمّر على جند العراق هاشم بن عتبة، و على مقدمته القعقاع بن عمرو، و على مجنبتيه عمر (1) بن مالك الزهري، و ربعي بن عامر، و صرفوا (2) بعد دمشق نحو سعد.

قال: و نا سيف، عن محمّد، و طلحة، و المهلّب، و عمرو و سعيد قالوا (3):

و لما رجع هاشم بن عتبة عن جلولاء (4) إلى المدائن (5)،و قد اجتمعت جموع أهل الجزيرة، فأمدّوا هرقل على أهل حمص، و بعثوا جندا إلى هيت (6)،و كتب بذلك سعد إلى عمر، فكتب إليه عمر أن ابعث إليهم عمر بن مالك بن عتبة بن نوفل بن عبد مناف في جند، و ابعث على مقدمته الحارث بن يزيد العامري، و على مجنبتيه ربعي بن عامر، و مالك بن حبيب، فخرج عمر بن مالك في جنده سائرا نحو هيت، و قدم الحارث بن يزيد حتى نزل على من بهيث، و قد خندقوا عليهم فأقام عليهم محاصرهم حتى أعطوا الجزاء، فتركوهم حتى لحقوا بأرض قرقيسياء (7) و انسل أهل قرقيسياء فخلف عليهم الحارث بن يزيد و صمد لقرقيسياء و قال عمر بن مالك في ذلك:

قدمنا على هيت و هيت مقيمة *** بأبصارها في الخندق المتطوّق

قتلناهم فيما يليه فأحجموا *** و عاذوا به عيذ الدّم المترقرق

تجاوب فيما حولهم هام قومهم *** فأنكر أصوات النهوم المنقنق

و هم في حصار لا يريمون قعره *** حذار التي ترميهم بالتفرّق

تركناهم و الخوف حتى أقرّهم *** و سرنا إلى قرقيسيا بالمنطق

جمعنا بها بين الفريقين فانتهوا *** إلى جزية بعد الدما و التحرق

فلما رأى عمر بن مالك امتناع القوم بخندقهم و اعتصامهم به استطال ذلك فترك الأخبية

ص: 333


1- في تاريخ التاريخ: عمرو.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ الطبري: و ضربوا.
3- الخبر في تاريخ الطبري ط بيروت 475/2 حوادث سنة 16 و لم يذكر الطبري الشعر.
4- جلولاء: طسوج من طساسيج السواد في طريق خراسان (معجم البلدان).
5- المدائن مدينة بينها و بين بغداد ستة فراسخ (معجم البلدان).
6- هيت: بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار (معجم البلدان).
7- قرقيسياء: بلد على الخابور قرب رحبة مالك بن طوق (معجم البلدان).

على حالها و خلّف عليهم الحارث بن يزيد محاصرهم، و خرج في نصف النّاس يعارض الطريق حتى يجيء قرقيسياء في غرّة، فأخذها عنوة، فأجابوه إلى الجزاء و كتب إلى الحارث بن يزيد إن هم استجابوا فخلّ عنهم فليخرجوا، و إلاّ فخندق على خندقهم خندقا أبوابه مما يليك، حتى أرى من رأيي، ليمسحوا بالاستجابة، و انضمّ الجند إلى عمر، و الأعاجم إلى أهل بلادهم، و قال عمر بن مالك:

تطاولت أيامي بهيت فلم أحم *** و سرت إلى قرقيسياء سير حازم

فجئتهم في غرة فاجتزيتها *** على غبن في أهلها بالصوارم (1)

فنادوا إلينا من بعيد بأننا *** نؤدي إليكم خرجنا بالدراهم

فقلنا: هلموا بها و قروا بأرضكم *** و إياكم أن توتروا بالمحارم

فأدوا إلينا جزية عن أكفهم *** و عدنا عليهم بالحلوم العوازم

و سالمنا أهل الخنادق بعدهم *** و قد ذعروا من وقع تلك الملاحم

و قال عمر أيضا (2):

و نحن (3) جمعنا جمعهم في حفيرهم *** بهيت، و لم تحفل لأهل الحفائر

و سرنا على عمد نريد مدينة *** بقرقيسيا سير الكماة المساعر

فجئناهم في دارهم بغتة ضحى *** فطاروا و خلوا أهل تلك المحاجر

فنادوا إلينا من بعيد بأننا *** ندين بدين الجزية المتواتر

قبلنا و لم نردد عليهم جزاءهم *** و حطناهم بعد الجزا بالبواتر

5274 - عمر بن مبشّر بن الوليد بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص

كان يسكن كسملين (4) خارج باب السلامة.

و ذكره أبو الحسن بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق من بني أمية.

ص: 334


1- هذا البيت و الذي قبله في معجم البلدان (هيت).
2- الأبيات التالية في معجم البلدان (قرقيسياء) منسوبة إلى سعد بن أبي وقاص.
3- الأصل و م و «ز»: نحن، و المثبت: و نحن، عن معجم البلدان.
4- لم أعثر عليه في معجم البلدان: و جاء في غوطة دمشق لمحمّد كردعلي ص 178: كمشتكين، و في رواية كشملين بالشين و هو تحريف، خارج باب السلامة.

و ذكر له ابنا اسمه مبشّر بن عمر سداسي، و ابنتين سداسيتين اسمهما جنادة و مريم ابنتي عمر.

5275 - عمر بن المثنّى الأشجعي الرّقّي

5275 - عمر بن المثنّى الأشجعي الرّقّي (1)

سمع عطاء بن ميسرة الخراساني ببيت المقدس.

و اجتاز بدمشق أو بأعمالها في طريقه.

روى عنه: عمر بن عبيد الطنافسي، و العلاء بن هلال، والد هلال بن العلاء.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2)،نا أبو الحسين محمّد بن علي بن محمّد، أنا أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان، نا أبو علي محمّد بن سعيد القشيري، نا أبو عمر هلال بن العلاء قال: سمعت أبي يقول:

سمعت عمر بن المثنى الأشجعي قال: رأيت عطاء الخراساني ببيت المقدس توضّأ فمسح على خفّيه، فقلت: تفعل هذا؟ قال: و ما يمنعني أن أفعله ؟ و قد حدّثني أنس بن مالك أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان يفعله.

قال: و نا القشيري، نا عمر بن نوفل بن خلاّد الرقي، نا النّفيلي (3)،نا عمر بن عبيد الطّنافسي، عن عمر بن المثنى حدّثني عطاء الخراساني عن أنس بن مالك.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان في سفر، فانطلق فتخلف لحاجته فقال:«هل من ماء» فأتيته بوضوء، فتوضّأ ثم مسح على الخفين و لحق بالجيش، فأمّهم (4)[9903].

قال أبو علي محمّد بن سعيد: ذكروا أن عمر بن عبيد أقام بالرقة مدة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد في كتابه، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا علي بن الحسين بن بندار، أنا أبو عروبة الحرّاني قال:

في الطبقة الثالثة من التابعين من أهل الجزيرة:

ص: 335


1- ترجمته في تهذيب الكمال 149/14 و تهذيب التهذيب 310/4 و ميزان الاعتدال 220/3.
2- في «ز»: «المرزقي» و في م:«المرزوقي» كلاهما تصحيف.
3- بالأصل و م: النفيل، و المثبت عن «ز».
4- راجع تهذيب الكمال 149/14.

عمر بن المثنى الرقي، و أهل الرقة يسمّونه الرباب، حدّثني محمّد بن معدان، نا العلاء بن هلال قال: سمعت عمر بن المثنى فذكر نحوه، فقلت للعلاء بن هلال: إنّ أبا جعفر بن نفيل حدّثنا بهذا الحديث عن عمر بن عبيد، عن عمر بن المثنى فقال العلاء: إنّ عمر بن عبيد أقام بالرقّة ثلاثين سنة، فمن هاهنا كتب عن عمر بن المثنى.

5276 - عمر - و يقال: عمرو - بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس

أبو حفص الأموي (1)

روى عنه: يزيد بن أبي حبيب، و عبيد اللّه بن أبي جعفر.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، و أبو الحسين بن الفراء، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو عبد اللّه الطوسي، نا الزبير بن بكّار (2)قال:

فولد مروان بن الحكم: عمر بن مروان، و أم عمر تزوجها سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان، و أمهما (3) زينب بنت عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد اللّه بن عمر من مخزوم، و أخوهما (4) لأمّهما: عمران بن إبراهيم بن محمّد بن طلحة بن عبيد اللّه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (5):فولد مروان بن الحكم:

عمرو (6) بن مروان، و أم عمر (7)،و أمّهما زينب بنت عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم.

ص: 336


1- راجع نسب قريش للمصعب الزبيري ص 161 و جمهرة أنساب العرب ص 107.
2- راجع نسب قريش للمصعب فكثيرا ما كان الزبير بن بكار يأخذ عن عمه المصعب ص 161.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في نسب قريش: و أمها.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في نسب قريش: و أخوها لأمها.
5- طبقات ابن سعد 36/5 في ترجمة مروان ابن الحكم.
6- كذا ورد بالأصل و م و «ز» و طبقات ابن سعد هنا: عمرو.
7- في ابن سعد: أم عمرو.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد بن يونس، حدّثني موسى بن هارون بن كامل، نا أبي، نا أبو صالح، حدّثني الليث، حدّثني إبراهيم بن نشيط .

أن عمر بن عبد العزيز قال لعمر بن مروان: كيف أصبحت يا أبا حفص، أصلح اللّه منك ما كان فاسدا.

بلغني أنّ عمر بن مروان كان له من الولد: إبراهيم، و محمّد، و الوليد، و عبد الملك، كانوا بالمدينة من عمل مصر، و دخل الأندلس منهم عبد الملك بن عمر بن مروان.

أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل بن سليم، و حدّثني أبو بكر بن شجاع عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا محمّد بن إسحاق قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

عمر بن مروان بن الحكم، يكنى أبا حفص، لم يكن بمصر رجل من بني أمية في أيامه أفضل منه، و كان خلفاء بني أمية يكتبون إلى أمراء مصر (1) أن لا يعصوا له أمرا.

قال يزيد بن أبي حبيب: كنت أرى عمر بن مروان يأتي خراب المغافر وقتا من السنة راكبا على فرسه فيدفع إلى عجائزه ما يكفيهن السنة، توفي سنة خمس عشرة و مائة، و ولده بالأندلس اليوم، روى عنه يزيد بن أبي حبيب، و عبيد اللّه بن أبي جعفر.

5277 - عمر بن مروان الكلبي

5277 - عمر بن مروان الكلبي (2)

حكى عن رزين (3) بن ماجد، و قسيم بن يعقوب، و دكين بن الشّمّاخ الكلبي (4)،و أبي علاقة بن صالح السّلاماني، و يزيد بن مصاد الكلبي، و نوح بن عمرو بن حويّ ، و المثنّى بن معاوية بن عبد اللّه، و يحيى بن عبد الرّحمن النهراني، و عمرو بن محمّد، و مروان بن يسار، و الوليد بن علي، و سليمان بن زيادة الغساني، و رجاء بن روح بن سلامة بن روح بن زنباع الجذامي، و محمّد بن راشد المكحولي، و عثمان بن داود الخولاني، و محمّد بن سعيد بن حسان الأزدي.

ص: 337


1- في المختصر: أمرائهم.
2- بالأصل و «ز»: «الكليبي» و المثبت عن م.
3- الأصل:«زر» و المثبت عن م و «ز».
4- في «ز»: الكليبي.

روى عنه: علي بن محمّد المدائني.

5278 - عمر بن مضرس بن عثمان الجهني

5278 - عمر بن مضرس بن عثمان الجهني (1)

- و يقال: عمرو - أخو عثمان

من أهل دمشق.

حدّث عن أبيه.

روى عنه: حرملة بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2) قال:

عمر بن مضرّس بن عثمان الجهني عن أبيه عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم، روى عنه حرملة بن عبد العزيز، و هو أخو عثمان.

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (3):

عمر بن مضرّس بن عثمان الجهني، روى عن أبيه عن عمرو بن مرّة الجهني، صاحب النبي صلّى اللّه عليه و سلم، روى عنه حرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،نا محمّد بن علي، نا عثمان بن سعيد قال: قلت ليحيى بن

ص: 338


1- التاريخ الكبير للبخاري 197/6-198 الجرح و التعديل 135/6.
2- التاريخ الكبير للبخاري 197/6.
3- الجرح و التعديل 135/6.
4- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 178/5 في ترجمة عثمان بن مضرس، أخي عمر.

معين: حرملة بن عبد العزيز؟ قال: ليس به بأس، قلت: فيروي حرملة عن عثمان و عمرو (1)ابني مضرّس حديث عمرو بن مرّة الجهني من هما؟ فقال: لا أعرفهما.

قال ابن عدي: و هذا الذي ذكره عثمان بن سعيد أنه سأل يحيى بن معين فقال: ما أعرفهما، و ليس هما بمعروفين، و إنما أشار إلى حديث واحد.

و هكذا في سؤالات الدارمي: عمرو، و قال البخاري: و ابن أبي حاتم: عمر، فاللّه أعلم.

5279 - عمر بن مضر بن عمر

أبو حفص العبسي

روى عن عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي، و عبد اللّه بن صالح، و أبي صالح عبد الغفّار بن داود الحرّاني، و منبّه بن عثمان، و سلمة بن صالح الحرستاني (2)،و محمّد بن خالد الهاشمي، و عبد الوهّاب بن عطية، و أبي الجماهر، و سعيد بن الحكم بن أبي مريم، و محمّد بن المبارك الصّوري، و محمّد بن خالد الهاشمي، و محمّد بن رديح بن عطية - إمام مسجد بيت المقدس-.

روى عنه: أبو نصر يحيى بن أحمد بن بسطام العبسي، و أبو علي الحصائري، و محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الطّائي الحمصي، و صاعد بن عبد الرّحمن، و إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان، و محمّد بن جعفر بن ملاّس، و عامر بن خريم المرّي، و أبو الحسن بن جوصا، و عمرو بن عبد الرّحمن دحيم، و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الفزاري، و أبو الطّيب أحمد بن إبراهيم بن عبادل، و أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدرداء الصّرفندي، و أبو الفضل أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن هلال السلمي، و محمّد بن عبد السلام بن عثمان بن سليمان الفزاري، و أبو سلمة محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد الجمحي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، أنا أبو مضر يحيى بن أحمد بن بسطام العبسي، نا أبو حفص عمر بن مضر العبسي،

ص: 339


1- كذا بالأصل و م و «ز»: «عمرو» و في الكامل لابن عدي: عمر.
2- في «ز»: الخراساني.

نا أبو صالح عبد اللّه بن صالح، حدّثني الليث بن سعد، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، عن مروان بن الحكم، عن عبد الرّحمن بن الأسود الزهري، عن أبيّ بن كعب قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إن من الشعر حكمة»[9904].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب قال: عمر بن مضر الدمشقي عن عبد الوهّاب بن عطية، روى عنه أبو الحسن بن جوصا.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1)،قال:

أما مضر بضم الميم و بالضّاد المعجمة فهو عمر بن مضر الدمشقي، حدّث عن عبد الوهّاب بن عطية، روى عنه أبو الحسن (2) بن جوصا.

5280 - عمر بن المغيرة

أبو حفص البصري (3)

سكن المصّيصة، و يعرف بمفتي المساكين.

و حدّث بدمشق و غيرها عن: هشام بن حسان، و غالب بن خطاف القطان، و أبي حمزة ميمون الأعور القصّاب، و مهدي بن ميمون، و داود بن أبي هند، و الجلد بن أيوب، و أيوب السّختياني، و المعلّى بن زياد القردوسي، و الربيع بن لوط بن البراء بن عازب، و فرقد السّبخي، و أبي هارون (4) العبدي، و الحسن بن أبي جعفر الجفري، و عمرو بن دينار مولى آل الزبير.

روى عنه: ابن المبارك، و بقية بن الوليد، و أبو مسهر، و أبو النّضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي، و أبو توبة الربيع بن نافع، و هشام بن عمّار، و عبد اللّه بن يوسف، و علي بن بكار المصّيصي، و عبد اللّه بن ربيعة المصّيصي، و الحارث بن عطية، و عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، و عروة بن مروان العرقي (5).

ص: 340


1- الاكمال لابن ماكولا 199/7 و 200.
2- في الاكمال: أبو الحسن أحمد بن عمير بن جوصا.
3- ميزان الاعتدال 224/3 و الجرح و التعديل 136/6 و لسان الميزان 332/4 و الضعفاء الكبير للعقيلي 189/3.
4- بالأصل: هريرة، و المثبت عن م و «ز».
5- بالأصل العوفي، و في م: العرفي، و في «ز»: «العرقي» و هو ما أثبت راجع الأنساب و هذه النسبة إلى عرقة بكسر العين و سكون الراء، بلدة تقارب أطرابلس الشام، ذكره السمعاني و ترجم له.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن سليمان الفارسي النحوي، نا أبو الحسن (1) علي بن الحسين بن معدان، نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أنا بقية بن الوليد، نا عمر بن المغيرة، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت:

ما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يبوح به أنّ إيمانه كإيمان جبريل[9905].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو القاسم زاهر بن طاهر قالا: قرئ على أبي عثمان البحيري (2)،أنا جدي أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر بن محمّد بن بحير (3).

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الجنزرودي، نا أبو الحسين البحيري (4)- إملاء - نا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان - إملاء - ببغداد نا هشام بن عمّار، نا عمر بن مغيرة المصّيصي، عن هشام بن حسان، عن عائشة بنت عرار عن معاذة العدوية عن عائشة قالت:

مرن أزواجكن أن يغسلوا أثر الغائط و البول، فإنّي أستحييهم، و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يأمر به[9906].

رواه سليمان بن أحمد الطّبراني عن مقدام بن داود، عن عبد اللّه بن يوسف، عن عمر بن المغيرة، و قال: لم يروه عن عائشة بنت عرار إلاّ هشام، تفرّد به عمر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و علي بن أحمد بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن نصر بن بجير، نا علي بن عثمان النّفيلي، نا أبو مسهر، نا عمر بن المغيرة الذي كان في المصّيصة، قال: و كان يقال له مفتي المساكين، نا هشام بن حسّان فذكر عنه حديثا.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ص: 341


1- أقحم بعدها بالأصل: بن.
2- في م: البجيري، و في «ز»: النجيري، كلاهما تصحيف.
3- في «ز» بجير.
4- كذا بالأصل، و في م و «ز»: البجيري ؟.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (1):

عمر بن المغيرة بصري، وقع إلى المصّيصة، روى عن داود بن أبي هند، و الجلد بن أيوب، روى عنه ابن المبارك، و بقية بن الوليد، و هشام بن عمّار، سألت أبي عنه فقال:

شيخ.

قال أبو محمّد: و روى عنه أبو النّضر الدمشقي الفراديسي (2) إسحاق بن إبراهيم.

و لم (3) يذكره البخاري في تاريخه، و قد كان قبله (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، و أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن حميد، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني: عمر بن المغيرة روى عن المعلّى بن زياد، لا أعرف عمر، هذا مجهول.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو بكر الشّامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن يوسف، نا محمّد بن عمرو العقيلي، قال (5):

عمر بن المغيرة المصّيصي عن داود بن أبي هند، و لا يتابع على رفعه - يعني حديث:

«الإضرار عن (6) الوصية من الكبائر».

و ذكره أبو عبد اللّه محمّد بن سعد كاتب الواقدي فيما سقط من رواية أحمد بن معروف، عن الحسين بن الفهم و علي بن بكار، لعلمه و فقهه توفي بالمصّيصة في سنة ثمان و سبعين و مائة في خلافة هارون أمير المؤمنين رضي اللّه عنه.

ص: 342


1- الجرح و التعديل 136/6.
2- في الجرح و التعديل: القراديسي، بالقاف، تصحيف، و هذه النسبة إلى الفراديس، موضع بدمشق، ذكره السمعاني و ترجم له (الأنساب).
3- ما بين الرقمين من كلام المصنف.
4- ما بين الرقمين من كلام المصنف.
5- الضعفاء الكبير للعقيلي 189/3.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الضعفاء الكبير و ميزان الاعتدال: في.
5281 - عمر بن المنتشر المرادي

وفد على عبد الملك بن مروان.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب (1)،أنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري، نا عمر بن شبّة قال: قال عمر (2) بن المنتشر المرادي.

وفدنا على عبد الملك بن مروان فدخلنا عليه، فقام رجل فاعتذر من أمر و حلف عليه، فقال له عبد الملك: ما كنت حريّا أن تفعل و لا تعتذر، ثم أقبل على أهل الشام فقال: أيّكم يروي من اعتذار النابغة إلى النعمان (3):

حلفت فلم أترك لنفسك ريبة *** و ليس وراء اللّه للمرء مذهب

و لم يجد فيهم من يرويه، فأقبل عليّ فقال: أ ترويه ؟ قلت: نعم، فأنشدته القصيدة كلها، فقال: هذا أشعر العرب.

5282 - عمر بن منخّل

أبو الأسوار الدّربندي

شيخ سمع الحديث ببغداد على كبر السن من أبي طالب بن يوسف، و قدم دمشق سنة بضع عشرة و خمسمائة، و روى بها شيئا يسيرا سمع منه جماعة.

و لم أسمع منه شيئا.

5283 - عمر بن المورّق

أظنه مزينا، و يقال: يزيد بن عمر بن مورق

وفد على عمر بن عبد العزيز، و حدّث عنه.

روى عنه: عيسى بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب.

ص: 343


1- الخبر رواه أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني 7/11 في أخبار النابغة الذبياني.
2- في الأغاني:«عمرو».
3- البيت رقم 18 من قصيدة النابغة إلى النعمان بن المنذر يعتذر و مطلعها: أ رسما جديدا من سعاد تجنب عفت روضة الأجداد منها فيثقب ديوانه صنعة ابن السكيت طبعة دار الفكر ص 73.

أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود الخياط ، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد العكبري، حدّثني أبي و عمي عن أبيهما أحمد بن الحسين، نا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا أبو زيد عمر بن شبّة بن عبيدة النّميري، نا عيسى بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب، حدّثني عمر بن المورّق قال:

كنت بالشام و عمر بن عبد العزيز يعطي الناس فتقدّمت إليه، فقال لي: ممن أنت ؟ فقلت: من قريش، قال: من أيّ قريش ؟ قلت: من بني هاشم، قال: من أي بني هاشم ؟ فسكتّ ، فقال: من أي بني هاشم ؟ فقلت: مولى علي بن أبي طالب، قال: فوضع يده على صدره فقال: و أنا مولى علي بن أبي طالب، حدّثني عدة أنّهم سمعوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

«من كنت مولاه فعليّ مولاه»[9907].

ثم قال: يا مزاحم كم يعطى أمثاله ؟ قال: مائة درهم أو مائتي درهم، قال: أعطه خمسين دينارا لولاية علي.

رواه غيره، فقال: يزيد بن عمر بن مورّق.

و روي نحو هذه القصة من وجه آخر فسمّي الرجل: زريق (1) مولى علي، فاللّه أعلم.

5284 - عمر بن موسى بن وجيه

أبو حفص الوجيهي الأنصاري (2)

من أهل دمشق، و قيل إنه كوفي، و ذلك وهم.

حدّث عن القاسم أبي عبد الرّحمن، و قتادة، و مكحول، و عبادة بن نسيّ ، و خالد بن معدان، و بلال بن سعد، و عمر بن عبد العزيز، و واصل بن أبي جميل، و عمرو بن شعيب، و الزّهري، و أبي الزبير، و سماك بن حرب، و أيوب بن موسى الأموي، و عطاء بن السائب، و عمرو بن دينار، و الحكم بن عتيبة، و إياس بن سلمة بن الأكوع، و موسى بن عبد اللّه بن يزيد الأنصاري، و عمران بن موسى الكلبي (3).

روى عنه: محمّد بن إسحاق، و بقية بن الوليد، و عثمان بن عبد الرّحمن الطرائفي،

ص: 344


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن م و «ز».
2- ترجمته في ميزان الاعتدال 224/3 و لسان الميزان 332/4 و الجرح و التعديل 133/6 و التاريخ الكبير 197/6.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الكليبي.

و فهر بن بشر الدّاماني، و الوليد بن القاسم بن الوليد، و إسماعيل بن عمرو البجلي، و الخليل بن موسى الباهلي، و أبو نعيم الفضل بن دكين، و عبد الرّحمن بن إبراهيم، و داود بن منصور قاضي المصّيصة، و أبو إسحاق إبراهيم بن نافع الجلاّب البصري، و يحيى بن يعلى الأسلمي، و زيد بن عبّاد المذحجي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا عبد اللّه بن إسحاق الخصيب، نا لوين، نا بقية، حدّثني عمر بن موسى، حدّثني القاسم مولى بني يزيد (1) عن أبي أمامة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«الأكل في السوق دناءة»[9908].

أخبرنا (2) أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الفرغولي، أنا الفقيه أبو القاسم إبراهيم بن عثمان الخلال الجرجاني، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي الجرجاني، أنا القاسم بن الحسين بن المقعد بالكوفة، أنا الحسن بن الطيب البلخي، نا إسحاق بن إبراهيم، نا بقية بن الوليد، أخبرني عمر الدمشقي، عن القاسم عن أبي أمامة:

عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«الأكل في السوق دناءة»[9909].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن نصير المعروف بابن لؤلؤ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن أبان السّرّاج، نا أبو إبراهيم التّرجماني، نا بقية بن الوليد الكلاعي، عن عمر بن موسى، عن أبي الزبير، عن جابر.

أنّ بقرة أفلتت على خمر، فشربت، فخافوا عليها فسألوا النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال:«كلوها - أو قال:- لا بأس بأكلها»[9910].

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (3)،أنا الفضل بن

ص: 345


1- كذا، و قيل أن القاسم بن عبد الرحمن، كان مولى لجويرية بنت أبي سفيان صخر بن حرب، فورث بنو يزيد بن معاوية ولاءه، و لذلك يقال: مولى بني يزيد بن معاوية،(راجع تهذيب التهذيب 522/4).
2- الخبر التالي سقط من الأصل.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 403/5 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.

دكين، نا عمر بن موسى الأنصاري قال: قدمت على عمر بن عبد العزيز فخرج علينا و عليه مطرف أدكن، قال: قلت لعمر: خزّ هو؟ قال: ما أدري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا الجنيدي.

و أخبرنا أبو الغنائم الكوفي في كتابه (2)[ثم حدثنا أبو الفضل ابن ناصر، نا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبار، و أبو الغنائم و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد:

و محمّد بن الحسن، قالا - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل قالا: نا محمّد بن إسماعيل البخاري قال (3):

عمر بن موسى - زاد الجنيدي: بن وجيه، و قالا:- الوجيهي عن القاسم عن أبي أمامة - قال ابن سهل: تدلى أبو بكر، سمع منه عبد الرحمن بن إبراهيم، فيه نظر. و قال الجنيدي:

منكر الحديث، و قال ابن إسحاق - و في رواية ابن سهل: و روى ابن إسحاق عن عمر (4) بن موسى بن وجيه عن أبي سفيان، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة في الدعاء. قال ابن سهل:

منكر الحديث، و قال الجنيدي: بحديث منكر.

أنبأنا أبو الحسين القاضي و أبو عبد اللّه الخلال، قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي إجازة.

ح قال. و أن أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (5):

عمر بن موسى بن وجيه الشامي الأنصاري روى عن عبادة بن نسي و عبد الرحمن بن غنم، و مكحول، و الحكم بن عتيبة، و إياس بن سلمة بن الأكوع، و عمر بن عبد العزيز، و موسى بن عبد اللّه بن يزيد الأنصاري، و القاسم أبي عبد الرحمن.

روى عنه محمّد بن إسحاق بن يسار، و أبو نعيم، سمعت أبي يقول ذلك. قال أبو محمّد: روى عنه صيفي بن ربعي، و إبراهيم بن نافع الجلاب.

ص: 346


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 9/5.
2- من هنا الأخبار التالية سقطت ورقة من المخطوط - الأصل - السليمانية، و استدركت ما بين معكوفتين عن م و «ز».
3- التاريخ الكبير للبخاري 197/6.
4- في التاريخ الكبير: عمرو.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 133/6.

أخبرنا أبو محمّد طاهر (1) بن سهل، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللالكائي، قالا: أن محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (2) حدّثني العباس بن صبح، نا يحيى بن صالح، نا عفير بن معدان الكلاعي (3) قال:

قدم علينا عمر بن موسى حمص، فاجتمعنا إليه في المسجد، فجعل يقول، حدثنا شيخكم الصالح، حدثنا شيخكم الصالح، فلما أكثر قلت له: من شيخنا الصالح هذا؟ سمه لنا نعرفه.

قال: فقال خالد بن معدان: قلت له: في أي سنة لقيته ؟ قال: لقيته سنة ثمان و مائة.

قال: قلت: و أين لقيته ؟ قال: لقيته في غزاة أرمينية. قال: قلت له: اتق اللّه يا شيخ، و لا تكذب، مات خالد بن معدان سنة أربع و مائة و أنت تزعم أنك لقيته بعد موته بأربع سنين، و أزيدك أخرى،[إنه] لم يعز أرمينية قط ، كان يغزو الروم.

أخبرناه أبو محمّد عبد الرحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، أنا أبو بكر خليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا عبد الوهّاب الكلابي نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب، نا العباس بن الوليد بن صبح الخلال، نا يحيى بن صالح، نا عفير بن معدان، قال (4):قدم علينا عمر بن موسى حمص، قال: فاجتمعنا إليه في المسجد قال: فجعل يقول: حدثنا شيخكم الصالح، قال عفير: فلما أكثر قلت له: من شيخنا هذا الصالح ؟ سمه لنا حتى نعرفه قال: فقال: خالد بن معدان، قال: فقلت له: و في أي بلد لقيته ؟ قال: لقيته سنة ثمان و مائة. قال: قلت له: أين لقيته ؟ قال: لقيته في غزاة أرمينية، قال: فقلت له: اتق اللّه يا شيخ و لا تكذب، مات خالد بن معدان سنة أربع و مائة، و أنت لقيته سنة ثمان و مائة، فأنت لقيته بعد موته بأربع سنين، و أزيدك: ما غزى أرمينية قط ، ما كان يغزو إلا الروم.

أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا، و أبو عبد اللّه الخلال شفاها قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي إجازة.

ص: 347


1- في «ز»: بن طاهر.
2- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 152/1.
3- سقطت اللفظة من المعرفة و التاريخ.
4- ميزان الاعتدال 225/3.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،نا علي بن الحسن الهسنجاني (2)،نا محمّد بن وهب بن عطية قال: سمعت يحيى بن صالح يقول قال إسماعيل بن] (3) عياش لعمر بن موسى الوجيهي أيّ سنة سمعت من خالد بن معدان ؟ قال: سنة ثمان و مائة، قلت: فأنت سمعت منه بعد ما مات بأربع سنين ؟ قلت: و أين سمعت منه ؟ قال: بأرمينية و أذربيجان، قلت: إنهما لثغران ما دخلهما قط .

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،نا أحمد بن علي، نا عبد اللّه بن الدورقي، قال: قال يحيى بن معين.

ح و أخبرنا أبو البركات، أنا أبو الفضل، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبو أمية، نا أبي قال: قال أبو زكريا: حدث بقية عن عمر بن موسى الوجيهي شامي، و ليس بثقة.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الحسين بن الطيوري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا إبراهيم بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين، و سئل عن عمر بن موسى فقال ليس بشيء.

و قال في موضع آخر: سمعت يحيى بن معين يقول: عمر بن موسى الشامي الذي يحدّث عنه بقية هو الوجيهي، كذّاب ليس بشيء.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

قد حدّث بقية بن الوليد عن عمر بن موسى الوجيهي و ليس بثقة.

و قال في موضع آخر: عمر بن موسى الوجيهي ليس حديثه بشيء.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا عبد الوهّاب بن جعفر، أنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد، أنا أبو بكر القاسم بن

ص: 348


1- الجرح و التعديل 133/6.
2- في م و «ز»: السنجاني، و المثبت عن الجرح و التعديل.
3- إلى هنا انتهى النقص في المخطوط السليمانية، و انتهى الأخذ عن م و «ز»، و نعود إلى الأصل.
4- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 9/5.

عيسى العصار، نا إبراهيم بن يعقوب السعدي قال: عمر بن موسى الوجيهي سمعتهم يذمون حديثه، يحدّث عنه بقية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (1) قال: و قال النسائي فيما أخبرني محمّد بن العباس عنه: عمر بن موسى متروك الحديث.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو يعلى حمزة بن علي البزّاز، قالا: أنا أبو الفرج الأسفرايني، أنا علي بن منير بن أحمد، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي قال:

عمر بن موسى الوجيهي متروك الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال (2):عمر بن موسى بن وجيه يعرف و ينكر.

و قال في موضع آخر: عمر بن موسى الوجيهي يروي عنه بقية، و ليس هو بشيء.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن محمّد، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (3):

سألت أبي عن عمر بن موسى الوجيهي فقال: متروك الحديث،[ذاهب الحديث] (4)كان يضع الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي، قال (5):

ص: 349


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 9/5.
2- المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 140/3.
3- الجرح و التعديل 133/6.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م، و «ز»، و الجرح و التعديل.
5- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 13/5.

و لعمر بن موسى غير ما ذكرت من الحديث كثير، و كل ما أمليت لا يتابعه الثقات عليه، و ما لم أذكره كذلك، و هو بين الأمر في الضعفاء و هو في عداد من يضع الحديث متنا و إسنادا.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز بن عبد اللّه، أنا أبو بكر البرقاني - إجازة - قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني من المتروكين.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن بطريق، أنا القاضيان: أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي، و أبو تمّام علي بن محمّد بن الحسن في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني قال: عمر بن موسى بن وجيه الوجيهي كوفي عن أبي الزبير، و أبي إسحاق، و قتادة، يروي عنه يحيى بن يعلى الأسلمي، فيقول عن عبد اللّه بن موسى، و قيل: إنه عمر هذا - زاد ابن بطريق:

متروك.

ص: 350

حرف النون [في آباء من اسمه عمر] في أسماء آبائهم

5285 - عمر بن نصر بن محمّد الشيباني

روى عن علي بن الحسن بن معروف القصّاع، و أحمد بن علي بن سعيد القاضي، و عبد الرّحمن بن إسماعيل الكوفي.

روى عنه: ابنه أبو القاسم عبد الرّحمن بن عمر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد أنّ عبد الرّحمن بن عمر بن نصر البزّاز أخبرهم قراءة عليه، حدّثني أبي عمر بن نصر، نا علي بن الحسن بن معروف القصّاع بحمص، نا حيوة بن شريح، نا الوليد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أنه قال:«اسمح يسمح لك»[9911].

5286 - عمر بن نعيم العنسي

5286 - عمر بن نعيم العنسي (1)

- و يقال: القرشي

معلم بني يزيد بن معاوية.

من أهل دمشق.

روى عن معاوية، و أسامة بن سلمان النّخعي الدمشقي.

روى عنه: مكحول.

أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن

ص: 351


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 228/3 و الجرح و التعديل 137/6 و التاريخ الكبير 202/6.

المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا علي بن الجعد، أنا ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن عمر بن نعيم، عن أسامة بن سلمان أنّ أبا ذرّ حدّثه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«إنّ اللّه عزّ و جلّ يغفر لعبده ما لم يقع الحجاب»، قيل: يا رسول اللّه و ما الحجاب ؟ قال:«تموت النفس و هي مشركة»[9912].

و قد أخرجت باقي طرق (1) هذا الحديث في ترجمة أسامة بن سلمان (2).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (3)،أنا أبي أبو العباس، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا الحسن بن حبيب، نا عبد اللّه بن عبيد بن يحيى، نا عبد العزيز بن وحيد (4) بن حكيم النهراني، حدّثني أبي، نا (5) عبد العزيز بن حكيم، حدّثني عبد الرّحمن بن ثابت قال:

سمعت أبي يرد إلى مكحول إلى عمر بن نعيم القرشي: أنّ أسامة بن سلمان حدّثه أن أبا ذرّ قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فذكر نحوه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و أبو الحسن المبارك بن عبد الجبّار، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (6):

عمر بن نعيم سمع أسامة بن سلمان، روى عنه مكحول، في الشاميين.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (7):

ص: 352


1- الأصل: طرف، و المثبت عن م و «ز».
2- راجع ترجمة أسامة بن سلمان في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 87/8 رقم 598.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: قيس، تصحيف.
4- في م: نا عبد العزيز بن وحيد بن عبد العزيز بن حكيم النهراني.
5- من قوله: نا عبد العزيز.. إلى هنا، سقط من «ز».
6- التاريخ الكبير للبخاري 202/6.
7- الجرح و التعديل 137/6.

عمر بن نعيم شامي، سمع أسامة بن سلمان، روى عنه مكحول، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من تابعي أهل الشام، و قال:

في الطبقة الثالثة: عمر بن نعيم و الحارث بن الحارث، روى عنهما مكحول.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة: عمر بن نعيم العنسي، معلم بني يزيد بن معاوية، روى عن معاوية.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب: في باب العنسي بالنون، قال: عمر بن نعيم العنسي، حدّث عن أسامة بن سلمان، روى عنه مكحول الشامي.

ص: 353

حرف الواو

اشارة

[في أسماء آباء من اسمه عمر] (1)

5287 - عمر بن الوليد بن سعيد بن هشام

ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

ذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق من بني أمية.

و ذكر ابنته أم الوليد بنت عمر بنت تسع سنين، و أم البنين ابنة عمر بنت سبع سنين.

و ذكر أنه كان يسكن ربض باب الجابية.

5288 - عمر بن الوليد بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية

أبو حفص الأموي (2)

أمه كندية من ولد حجر بن عمرو، و كان يقال له فحل بني مروان، و كان يركب معه من ولده ستون لصلبه.

ولاّه أبوه الوليد الموسم و الغزو، و استعمله على الأردن مدة ولايته.

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

روى عنه: أبو محروم (3).

ص: 354


1- زيادة منا للإيضاح.
2- راجع عنه نسب قريش للمصعب ص 165 و جمهرة أنساب العرب ص 89 و تاريخ خليفة بن خيّاط (الفهارس).
3- كذا بالأصل بدون إعجام، و في م و «ز»: أبو مخزوم.

أنبأنا أبو الحسن علي بن بركات الخشوعي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد (1) بن رزقويه، أنا أبو جعفر عبد اللّه بن إسماعيل بن إبراهيم الهاشمي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبي، نا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثني أبو محروم (2)،حدّثني عمر بن الوليد قال:

خرج عمر بن عبد العزيز يوم الجمعة و هو ناحل الجسم، فخطب كما كان يخطب ثم قال: أيها الناس من أحسن منكم فليحمد اللّه، و من أساء فليستغفر اللّه، ثم إن عاد فليستغفر اللّه، ثم إن عاد فليستغفر اللّه، فإنه لا بدّ لأقوام أن يعملوا أعمالا وظفها اللّه في رقابهم، و كتبها عليهم.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال (3):

في تسمية ولد الوليد بن عبد الملك: و عمر بن الوليد و ذكر غيره، لأمّهات أولاد.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الطيب محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد قال: قال أبي سعد بن إبراهيم الزّهري: ثم حجّ بالناس عمر بن الوليد سنة ثمان و ثمانين، قال: و غزا عمر بن الوليد أرض الروم فبلغ عسكره أردليه (4).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم البسري، نا محمّد بن عائذ قال: قال الوليد:

و في سنة أربع و سبعين غزا العباس بن الوليد الصائفة اليسرى، و عمر بن الوليد الصائفة اليمنى، و لم يكن لأهل الجزيرة ذلك العام غزوة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (5):

ص: 355


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الحسن.
2- كذا بالأصل بدون إعجام، و في م و «ز»: أبو مخزوم.
3- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 165.
4- كذا رسمها بالأصل و م و «ز». و لعلها «أندرليه» أو:«أندرين» و الثانية قرية من قرى الجزيرة (معجم البلدان).
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 302.

و أقام الحج - يعني سنة ثمان و ثمانين - عمر بن الوليد بن عبد الملك.

قال: و نا خليفة قال في تسمية عمّال الوليد على الشامات الأردن: ابنه عمر بن الوليد حتى مات (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال: و حج عامئذ - يعني سنة ثمان و ثمانين - بالناس عمر بن عبد العزيز، و قد قيل: حجّ عمر بن الوليد بن عبد الملك.

ذكر أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، حدّثني أحمد بن يزيد، حدّثني ابن أبي طاهر، حدّثني أبو تمّام، حدّثني كرامة بن أبان العدوي، حدّثني رجل من عاملة من بني زهدم قال:

قال عدي بن الرقاع: ما أسمعت عمر بن الوليد بن عبد الملك مديحا له قط ، إلاّ كدت أسمع حديث نفسه.

قال: فو اللّه إنّي بعد هذا الحديث لفي مجلس عمر، إذ أقبل عليه عدي فأنشده شعرا فيه فجاءه ببدرة فيها عشرة آلاف درهم، فدفعها إليه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري (2)،أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف - إجازة - نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني ابن أبي سبرة (4)،عن عبد المجيد بن سهيل قال:

رأيت عمر بن عبد العزيز و بدأ بأهل بيته، فردّ ما كان بأيديهم من المظالم، ثم فعل ذلك بالناس بعد؛ قال: يقول عمر بن الوليد جئتم برجل من ولد عمر بن الخطّاب فولّيتموه عليكم، ففعل هذا بكم.

كتب إليّ أبو محمّد عبد الرّحمن بن حمد بن الحسن الدّوني (5)،و أخبرني أبو الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل عنه، أنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن محمّد بن الكسّار، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسحاق بن السّنّي، أنا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي، أنا عمرو بن يحيى بن الحارث، نا محبوب - يعني ابن موسى - أنا أبو إسحاق

ص: 356


1- كذا، و يعني: مات الوليد.
2- أقحم بعدها بالأصل: أنا أبو محمّد الجوهري.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 341/5 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
4- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن م، و «ز»، و ابن سعد.
5- اللفظة غير واضحة و بدون إعجام في الأصل و م و «ز»، و المثبت عن المشيخة 106/ب.

-و هو الفزاري - عن الأوزاعي، قال (1):

كتب عمر بن عبد العزيز إلى عمر بن الوليد كتابا فيه: و قسم أبيك لك الخمس كله، و إنما سهم أبيك كسهم رجل من المسلمين، و فيه حقّ اللّه، و حقّ الرسول، و ذوي القربى، و اليتامى، و المساكين، و ابن السبيل، فما أكثر خصماء أبيك يوم القيامة، فكيف ينجو من كثرت (2) خصماؤه ؟ و إظهارك المعازف و المزمار (3) بدعة في الإسلام، و لقد هممت أن أبعث إليك من يجرّ جمتك جمّة السوء.

أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد بن بيان الرزاز، أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد بن بشران سنة ثلاثين و أربعمائة، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن عبد اللّه في المسجد الحرام، نا أبو عبد اللّه محمّد بن مخلد العطار، حدّثني سهل بن عيسى المروزي، حدّثني القاسم بن محمّد بن الحارث المروزي، نا سهل بن يحيى بن محمّد المروزي، أخبرني أبي عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال (4):

لما دفن عمر بن عبد العزيز سليمان بن عبد الملك و خرج من قبره سمع للأرض هدّة أو رجّة فقال: ما هذه ؟ فقيل: هذا مراكب الخلافة يا أمير المؤمنين قرّبت إليك لتركبها، فقال: ما لي و لها نحّوها عني، قرّبوا إليّ بغلتي، فقرّبت إليه بغلته فركبها، فجاءه صاحب الشّرط يسير بين يديه بالحربة فقال: تنحّ عني، ما لي و لك، إنما أنا رجل من المسلمين، فسار و سار معه الناس حتى دخل المسجد، فصعد المنبر و اجتمع الناس إليه، فقال:

يا أيها الناس إنّي قد ابتليت بهذا الأمر عن غير رأي مني فيه، و لا طلبة له، و لا مشورة من المسلمين، و إني قد خلعت ما في أعناقكم من بيعتي فاختاروا لأنفسكم.

فصاح الناس صيحة واحدة: قد اخترناك يا أمير المؤمنين، و رضيناك، فل (5) أمرنا باليمن و البركة، فلما رأى الأصوات قد هدأت، و رضي الناس به جميعا حمد اللّه عز و جل و أثنى عليه و صلّى على النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال:

أوصيكم بتقوى اللّه، فإن تقوى اللّه خلف من كل شيء، و ليس من تقوى اللّه خلف،

ص: 357


1- راجع سيرة عمر لابن الجوزي ص 135-136.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في سيرة عمر: كثر خصماؤه.
3- في سيرة عمر: و المزامير.
4- راجع الخبر في سيرة عمر لابن الجوزي ص 65-66.
5- بالأصل و م و «ز»: فلي.

فاعملوا لآخرتكم فإنه من عمل لآخرته كفاه اللّه أمر دنياه، و أصلحوا سرائركم يصلح اللّه الكريم علانيتكم، و أكثروا ذكر الموت، و أحسنوا الاستعداد قبل أن ينزل بكم، فإنه هادم اللذات، و إنّ من لا يذكر من آبائه - فيما بينه و بين آدم - أبا، لمعرق له في الموت، و إن هذه الأمة لا تختلف في ربها عز و جل، و لا في نبيها صلّى اللّه عليه و سلم، و لا في كتابها، إنما اختلفوا في الدينار و الدرهم، و إني و اللّه لا أعطي أحدا باطلا، و لا أمنع أحدا حقا.

ثم رفع صوته حتى أسمع الناس، فقال:

يا أيها الناس من أطاع اللّه فقد وجبت طاعته، و من عصى اللّه فلا طاعة له. أطيعوني ما أطعت اللّه فإذا عصيت اللّه فلا طاعة لي عليكم.

ثم نزل، فدخل فأمر بالستور فهتكت، و الثياب التي كانت تبسط للخلفاء فحملت، و أمر ببيعها، و إدخال أثمانها في بيت مال المسلمين، ثم ذهب يتبوأ مقيلا فأتاه ابنه عبد الملك بن عمر فقال: يا أمير المؤمنين، ما ذا تريد أن تصنع ؟ قال: أي بني، أقيل، قال: تقيل و لا ترد المظالم ؟ قال: أي بني، قد سهرت البارحة في أمر عمك سليمان، فإذا صلّيت الظهر رددت (1) المظالم. قال: يا أمير المؤمنين من لك أن تعيش إلى الظهر؟ قال: ادن مني أي بني، فدنا منه، فالتزمه و قبّل بين عينيه، و قال: الحمد للّه الذي أخرج من صلبي من يعينني على ديني.

فخرج و لم يقل و أمر مناديه أن ينادي: ألا من كانت له مظلمة فليرفعها، فقام إليه رجل ذمي من أهل حمص، أبيض الرأس و اللحية فقال: يا أمير المؤمنين أسألك كتاب اللّه قال:

و ما ذاك ؟ قال: العباس بن الوليد بن عبد الملك اغتصبني أرضي - و العباس جالس - فقال له: يا عباس ما تقول ؟ قال: أقطعنيها أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك، و كتب لي بها سجلا، فقال عمر: ما تقول يا ذمي ؟ قال: يا أمير المؤمنين أسألك كتاب اللّه عز و جل، فقال عمر: كتاب اللّه أحقّ أن يتبع من كتاب الوليد بن عبد الملك، قم فاردد عليه يا عباس ضيعته، فردّ عليه فجعل لا يدع شيئا مما كان في يديه و في يد أهل بيته من المظالم إلاّ ردّها مظلمة مظلمة.

ص: 358


1- بعدها كلمة غير مقروءة بالأصل، و الكلام متصل في م «ز»، و سيرة عمر لابن الجوزي.

فبلغ ذلك عمر بن الوليد بن عبد الملك فكتب (1) إليه.

إنك أزريت على من كان قبلك من الخلفاء، و عبت عليهم، و سرت بغير سيرتهم بغضا لهم و شنآنا لمن بعدهم من أولادهم، قطعت ما أمر اللّه أن يوصل، إذ عمدت إلى أموال قريش و مواريثهم، فأدخلتها بيت المال جورا و عدوانا، فاتق اللّه يا ابن عبد العزيز و راقبه إن شططت، لم تطمئن على منبرك خصصت أولى قرابتك بالظلم و الجور، فوالذي خص محمّدا صلّى اللّه عليه و سلم بما خصه به، لقد ازددت من اللّه عز و جل بعدا في ولايتك هؤلاء إن زعمت أنها عليك بلاء، فأقصر بعض ميلك، و اعلم أنك بعين جبّار و في قبضته، و لن تترك على هذا، اللّهم (2) فسل سليمان بن عبد الملك عما صنع بأمة محمّد صلّى اللّه عليه و سلم.

فلما قرأ عمر بن عبد العزيز كتابه كتب إليه:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم، من عبد اللّه عمر أمير المؤمنين إلى عمر بن الوليد، السلام على المرسلين و الحمد للّه رب العالمين.

أما بعد، فقد بلغني كتابك و سأجيبك بنحو منه، أما أول شأنك ابن الوليد كما زعم، فأمك بنانة أمة للسكون، كانت تطوف في سوق حمص، و تدخل في حوانيتها، ثم اللّه أعلم بما (3)،اشتراها دينار بن دينار من (4) فيء المسلمين فأهداها لأبيك فحملت بك، فبئس المحمول و بئس المولود، ثم نشأت فكنت جبارا عنيدا تزعم أنّي من الظالمين إن حرمتك و أهل بيتك في اللّه عز و جل الذي هو حق القرابة و المساكين و الأرامل، و إن أظلم مني، و أترك لعهد اللّه من استعملك صبيا سفيها على جند المسلمين، تحكم فيهم برأيك، و لم تكن له في ذلك نيّة إلاّ حب الوالد لولده، فويل لك و ويل لأبيك ما أكثر خصماؤكما يوم القيامة ؟ كيف ينجو أبوك من خصمائه ؟ و إن أظلم مني و أترك لعهد اللّه من استعمل الحجّاج بن يوسف على خمسي (5) العرب يسفك الدماء الحرام، و يأخذ المال الحرام.

ص: 359


1- كتاب عمر بن الوليد إلى عمر بن عبد العزيز في سيرة عمر لابن الجوزي ص 133.
2- في «ز»: الفهم.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في سيرة عمر: بها.
4- بالأصل: دينارين، و المثبت عن «ز»، و م، و في سيرة عمر لابن الجوزي: ذبيان بن ذبيان.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في سيرة عمر: خمس.

و إنّ أظلم مني و أترك لعهد اللّه من استعمل قرّة بن شريك أعرابيا جافيا على مصر، أذن له في المعازف و اللّهو و الشرب.

و إنّ أظلم مني و أترك لعهد اللّه من جعل لعالية (1) البربرية سهما في خمسي (2) العرب فرويد يا ابن بنانة فلو التقت (3) حلقتا (4) البطنان، و ردّ الفتى إلى أهله لتفرّغت لك و لأهل بيتك فوضعتكم على المحجة البيضاء فطال ما تركتم الحقّ ، و أخذتم في بنيّات الطرق، و ما وراء هذا من الفضل ما أرجو أن أكون رأيته بيع رقبتك و قسم ثمنك بين اليتامى و المساكين و الأرامل، فإنّ لكلّ فيك حقا و السلام علينا و لا ينال سلام اللّه الظالمين.

فلما بلغت الخوارج سيرة عمر و ما ردّ من المظالم اجتمعوا فقالوا: ما ينبغي لنا أن نقاتل هذا الرجل (5).

[حرف الهاء في آباء من اسمه عمر]

5289 - عمر بن هارون بن يزيد بن جابر بن سلمة

أبو حفص الثقفي البلخي مولاهم (6)

حدّث عن جعفر بن محمّد، و ابن جريج، و الأوزاعي، و شعبة، و المغيرة بن زياد الموصلي، و أسامة بن زيد الليثي، و إسماعيل بن عيّاش، و أيمن بن نائل، و سلمة بن وردان، و معروف بن خرّبوذ، و حريز بن عثمان، و ثور بن يزيد، و صفوان بن عمرو، و عبد ربّه بن أبي راشد، و سعيد بن أبي عروبة، و الثوري، و مالك، و قرّة بن خالد السّدوسي، و سيف بن أبي سليمان المكي، و الحسن بن دينار، و يونس بن يزيد الأيلي، و عبد الملك بن عيسى الثقفي، و عثمان بن عطاء الخراساني.

روى عنه: هشام بن (7) عبيد اللّه، و محمّد بن حميد الرازيان، و عفّان بن محمّد

ص: 360


1- كذا بالأصل و «ز» و سيرة عمر، و في المختصر:«لغالية» و في م: العالية.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في سيرة عمر: خمس.
3- بالأصل و م و «ز»: التقتا.
4- استدركت اللفظة عن هامش الأصل، و بعدها صح.
5- كتب بعدها في م و «ز»: آخر الجزء الثامن و الثلاثين بعد الخمسمائة.
6- ترجمته في تهذيب الكمال 162/14 و تهذيب التهذيب 315/4 و تاريخ بغداد 187/11 الضعفاء الكبير للعقيلي 194/3 العبر للذهبي 316/12 تذكرة الحفاظ 340/1 ميزان الاعتدال 228/3 غاية النهاية 598/1 سير أعلام النبلاء 276/9 شذرات الذهب 341/1.
7- في «ز»: هشام أبو عبيد اللّه.

البلخي، و إبراهيم بن هارون البزّار البلخي، و قتيبة بن سعيد، و إبراهيم بن عيسى، و الحسين بن منصور، و أبو طالب هاشم بن الوليد الهروي، و أبو صالح مسلم بن عبد الرّحمن النيسابوري، و محمّد بن أبي بكر المقدّمي، و أبو سعيد الأشجّ ، و أبو كامل الجحدري (1)،و عثمان بن أبي شيبة، و هنّاد بن السّري، و محمّد بن معاوية النيسابوري، و عفّان بن مسلم، و أحمد بن حنبل، و شريح بن يونس، و نصر بن علي الجهضمي، و يحيى بن موسى البلخي، ختّ ، و أبو ياسر عمّار بن هارون المستملي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا علي بن أحمد بن العباس المذكّر، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن سهل البلخي، نا عمر بن هارون البلخي، عن شعبة، عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«الشفعة في العبيد و في كلّ شيء».

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، و أبو الفضل محمّد بن أحمد بن علي بن عبد الواحد بن الأشقر، قالا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا أبو كامل، نا عمر بن هارون، نا ثور بن يزيد عن هلال بن ميمون السامي، عن عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد قال:

مرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم برجل يسلخ شاة فرآه لا يحسن فقال:«تباعد»، قال: فدحس النبي صلّى اللّه عليه و سلم بين جلدها و لحمها فعلّمه ثم مضى إلى الصلاة، فصلّى و لم يمس ماء.

و في رواية [ابن البنا:] (2) عمرو بن هارون، و هو وهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد المرواني [الضّبّي] (3) نا أبو أحمد محمّد بن سليمان بن فارس الدّلاّل، نا محمّد بن القاسم الطايكاني، نا عمر بن هارون، عن داود بن أبي هند، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«الرجل صالح يأتي بالخبر الصالح، و الرجل السوء يأتي بالخبر السوء»[9913].

ص: 361


1- في «ز»: المحدري، و هو أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري.
2- الزيادة عن م و «ز».
3- الزيادة عن م، و «ز».

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، حدّثني أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه الرّبعي، حدّثني أبي، نا أبو إسماعيل الترمذي، نا محمّد بن معاوية النيسابوري، نا عمر بن هارون البلخي قال:

لما قدمت الشام و ذلك في أوّل أيام بني هاشم أتيت الأوزاعي فسألني عن أحوال الناس بخراسان، فأخبرته حتى انتهيت إلى ذكر وال عندنا من أصحاب أبي مسلم، فوصفت له جوره و ظلمه و انتهاكه المحارم، و أخذه أموال الناس بالباطل، فقال الأوزاعي: و لم تصبروا عليه ؟ قلت: فما عسينا أن نصنع به ؟ قال: ترفعون أمره إلى السلطان، فقلت: إنّ السلطان في هذا الوقت شديد البأس و السطوة، و نخشى إن رفعنا أمره إليه أن يهلكه، فنكون نحن السبب في ذلك، فقال الأوزاعي: أبعده اللّه و ما عليكم مما يكون منه، قلت: فما نصنع بالخبر؟ فقال:

و أيّ خبر يعني ؟ قلت: قوله: فاصبروا حتى يستريح برا و يستراح من فاجر، فقال: إنّما هذا في الأصول لا في الفروع، فقلت: يا أبا عمرو فإن رفعنا أمره إلى السلطان فردّ الأمر فيه إلينا، و قال لنا: ما تسألون فيه ما ترى أن نقول ؟ قال: تسألونه أن يزيله عنكم و يعاقبه (1) و ينكّل به و يستخرج الحقوق من يده لأهلها، قلت: فإن لم يحضر أهلها فيطالبوه بها؟ قال: لا يترك في يده يقوى بها على الباطل إذا علم أنه أخذها بغير حقّ ، و لكن ينزعها الإمام، قلت: فما يعمل فيها؟ قال: إن قدر على أصحابها ردّها عليهم، و إلاّ صرفها في مصالح المسلمين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط (2) قال: في الطبقة الخامسة من أهل خراسان: عمر بن هارون من أهل بلخ.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني (3)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (4) قال: في تسمية الفقهاء و المحدّثين من أهل خراسان: عمر بن هارون البلخي.

ص: 362


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: و يعافيه.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 601 رقم 3144 و عنه في تهذيب الكمال 163/14.
3- في م و «ز»: اللبناني، بتقديم الباء، تصحيف.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (1) قال:

عمر (2) بن هارون البلخي، روى عن ابن جريج و غيره، قد كتب الناس عنه كتابا كثيرا، و تركوا حديثه.

آخر الجزء السادس بعد الثلاثمائة من الأصل (3).

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي، و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (4):

عمر بن هارون البلخي عن ابن جريج تكلم فيه يحيى بن معين.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (5):

عمر بن هارون البلخي، روى عن ابن جريج، روى عنه الرازيّون، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عنه هشام بن عبيد اللّه الرازي، و ابن حميد، و حدّثنا عنه أبو سعيد الأشج.

ص: 363


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 374/7.
2- في طبقات ابن سعد: عمرو بن هارون.
3- كتب بعدها في «ز»: بلغت سماعا بقراءتي من أوله على الشيخ العالم الفاضل الأصيل زين الأمناء أبي البركات الحسن بن محمّد بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي أبقاه اللّه بسماعه من عمه المصنف و الملحق فبإجازته منه، و أبو موسى عيسى بن سليمان بن عبد اللّه بن عبد الملك الزيدي. و كتب محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي و عارض بالأصل يوم الخميس ببستان الشيخ المسمع على نهر ثور في الخامس و العشرين من شهر رجب سنة سبع عشرة و ستمائة و الحمد للّه وحده و صلاته على نبيه و سلامه.
4- ليس له ذكر في التاريخ الكبير للبخاري، انظر تهذيب الكمال 163/14 و سير أعلام النبلاء 268/9.
5- الجرح و التعديل 140/6-141.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

عمر بن هارون البلخي أبو حفص الثقفي مولاهم، كان من أهل السّنّة و من الذابّين عن أهلها، فإن أسلم بن سالم سمع قرّة بن خالد السّدوسي، و ابن جريج، و شعبة، و الثوري، و سعيد بن أبي عروبة ورد نيسابور، و كتب عنه جماعة من مشايخنا منهم الحسن بن عيسى، و علي بن الحسن الذهلي و غيرهما.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب (1):

عمر بن هارون بن يزيد بن جابر بن سلمة أبو حفص الثقفي البلخي، قدم بغداد و حدّث بها عن أيمن بن نابل، و سلمة بن وردان، و معروف بن خرّبوذ، و حريز بن عثمان، و عبد ربه بن أبي راشد، و ثور بن يزيد، و صفوان بن عمرو، و الأوزاعي، و ابن جريج، و سعيد بن أبي عروبة، و مالك، و شعبة، و الثوري، روى عنه عفان (2) بن مسلم، و قتيبة بن سعيد، و أحمد بن حنبل، و سريج (3) بن يونس، و محمّد بن حميد الرازي، و نصر بن علي الجهضمي، و غيرهم.

قال (4):و أنا ابن الفضل، أنا دعلج بن أحمد، نا أحمد بن علي الأبّار، نا أبو غسان - يعني زنيجا - قال: قال عمر بن هارون ألقيت من حديثي سبعين ألفا لأبي جزى عشرين ألفا، و لعثمان البرّي (5) كذا و كذا ألفا فقلت له: يا أبا غسان ما كان حاله ؟ قال: قال بهز: أرى يحيى بن سعيد حسده، قال أكثر عن ابن جريج من لزم رجلا اثني عشر (6) سنة لا يزيد أن يكثر عنه.

ص: 364


1- تاريخ بغداد 187/11.
2- بالأصل، و «ز» و م: عثمان بن مسلم، و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- بالأصل، و «ز»، و م: شريح، تصحيف، و التصويب عن تاريخ بغداد.
4- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 187/11 و تهذيب الكمال 163/14 و سير الأعلام 268/9 - 269.
5- هذه النسبة إلى البر، الحنطة، يعني بيعه (كما في اللباب).
6- بالأصل و م و «ز»: «اثني عشر» مكرر، بالأصل الثلاثة. و المثبت عن المصادر.

قال أبو غسان: و بلغني أن أمّه كانت تعينه على الكتاب.

قال الخطيب: و ذكر مسلم بن عبد الرّحمن البلخي أن ابن جريج تزوج أمّ عمر بن هارون فمن هناك أكثر السماع منه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، نا أبو أحمد بن عدي (1) قال:

عمر بن هارون البلخي يقال: إنه لقي ابن جريج بمكة، و كان حسن الوجه، فسأله ابن جريج أ لك أخت ؟ قال: نعم، فتزوج بأخته، فقال: لعلّ هذا الحسن يكون في أخته كما هو في أخيها، فتفرّد عن ابن جريج، روى عنه أشياء لم يروها غيره.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الحافظ (2)، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن إبراهيم البيضاوي، نا سليمان بن محمّد بن أحمد بن أبي أيوب الشاهد، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا سعيد بن زنجل قال: سمعت صاحبا لنا يقال له ثور بن الفضل قال: سمعت أبا عاصم ذكر عمر بن هارون قال: كان عمر عندنا أحسن أخذا للحديث من ابن المبارك.

قال الخطيب (3) و قرأت على الحسن بن أبي القاسم، عن أبي سعيد أحمد بن محمّد بن رميح النسوي قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عمر بن بسطام يقول: سمعت أحمد بن سيّار يقول: عمر بن هارون البلخي أبو حفص الثقفي كان كثير السماع، روى عنه عفّان بن مسلم، و قتيبة بن سعيد، و غير واحد من أهل الحديث، و يقال: إنّ مرجئة بلخ كانوا يقعون فيه، و كان أبو رجاء - يعني قتيبة - يطريه و يوثّقه، و ذكر عن وكيع أنه قال: عمر بن هارون مرّ بنا و بات عندنا و كان يزنّ بالحفظ (4)،سمعت أبا رجاء يقول: كان عمر بن هارون شديدا على المرجئة و كان يذكر مساوئهم و بلاياهم، قال: و إنّما كانت العداوة فيما بينه و بينهم من هذا السبب، قال: و كان من أعلم الناس بالقراءات، و كان القرّاء يقرءون عليه و يختلفون إليه في حروف القرآن، و سمعت أبا رجاء يقول: سألت عبد الرّحمن بن مهدي فقلت: إن

ص: 365


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 31/5.
2- تاريخ بغداد 188/11.
3- تاريخ بغداد 189/11.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: يزين بالحفظ ، تصحيف، و يزن: أي يعاب بسوء حفظه.

عمر بن هارون قد أكثرنا عنه و بلغنا أنك تذكره، فقال: أعوذ باللّه، ما قلت فيه إلاّ خيرا.

قال: و سمعت أبا رجاء يقول: قلت لعبد الرّحمن: بلغنا أنك قلت، أنه روى عن فلان و لم يسمع منه ؟ فقال: يا سبحان اللّه ما قلت أنا ذا قط ، و لو روى ما كان عندنا بمتهم (1).

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو بكر محمّد بن المظفر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (2)،نا عبد اللّه بن أحمد بن توبة المروزي، نا محمّد بن عبد اللّه بن قهزاد، نا إبراهيم بن شماس قال: قلت لوكيع: ما تقول في عمر بن هارون ؟ قال: بات عندنا ليلة.

قال: و نا العقيلي (3)،نا محمّد بن إسماعيل الصائغ، نا محمود بن غيلان، قال: سئل وكيع و أنا أسمع عن عمر بن هارون فقال: نعم - رحمه اللّه - بات عندنا ليلة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (4):

ذكره أبي، نا محمود بن غيلان قال: سمعت وكيعا و سئل عن عمر بن هارون فقال:

بات عندنا ليلة، حاد عن الجواب.

قالا: و نا ابن أبي حاتم (5).

نا علي بن الحسن الهسنجاني (6) قال: سمعت يحيى بن المغيرة قال: سمعت ابن المبارك يغمز عمر بن هارون في سماعه من جعفر بن محمّد، و كان عمر يروي عنه ستين حديثا أو نحو ذلك.

قال: و نا ابن أبي حاتم (7).

ص: 366


1- و انظر تهذيب الكمال 164/14 و سير الأعلام 269/9-270.
2- بهذا السند ليس في الضعفاء الكبير للعقيلي.
3- الضعفاء الكبير للعقيلي 194/3.
4- الجرح و التعديل 141/6.
5- الجرح و التعديل 141/6 و تهذيب الكمال 164/14 و سير الأعلام 270/9.
6- هذه النسبة إلى هسنكان، و يقال لها هسنجان قرية من قرى الري. و في «ز»: البسنجاني.
7- الجرح و التعديل 141/6 و تهذيب الكمال 164/14 و سير الأعلام 270/9.

نا علي بن الحسين بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عمر بن هارون كذّاب، قدم مكة، و قد مات جعفر بن محمّد فحدّث (1) عنه.

قالا: و أنا ابن أبي حاتم قال (2):

سألت أبي عن عمر بن هارون البلخي فقال: تكلم فيه ابن المبارك، فذهب حديثه، قلت لأبي: إنّ أبا سعيد الأشج حدّثنا عن عمر بن هارون البلخي فقال: هو ضعيف الحديث نخسه (3) ابن المبارك نخسة فقال: إنّ عمر بن هارون يروي عن جعفر بن محمّد، و قد قدمت قبل قدومه، و كان قد توفي جعفر بن محمّد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر السّامي، أنا أبو الحسن المجهّز، أنا أبو يعقوب الصيدلاني، نا محمّد بن عمرو العقيلي (4)،نا محمّد بن زكريا البلخي، نا قتيبة قال:

قلت لجرير: نا عمر بن هارون عن القاسم بن مبرور قال: نزل جبريل على النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال:

إنّ كاتبك هذا أمين - يعني معاوية - فقال لي جرير: اذهب فقل له: كذبت.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر أحمد بن علي الخطيب (5)،أنا البرقاني، نا الحسين بن علي التميمي، نا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفرايني، نا أحمد بن محمّد بن الحجاج أبو بكر المروذي (6) قال:- و سئل أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل عن عمر بن هارون البلخي - فقال: ما أقدر أن أتعلق عليه بشيء، كتبت عنه حديثا كثيرا، قيل له: قد كانت له قصة مع ابن مهدي ؟ فقال: بلغني أن عبد الرّحمن كان يحمل عليه، و لا أدري ما كانت قصته، فقال له أبو جعفر: إنّي سمعت من يحكي عن ابن مهدي أنه قدم عليهم عمر بن هارون البصرة و هو شاب، فذاكره عبد الرّحمن فكتب عنه ثلاثة أحاديث منها: حديث عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني (7)،عن عمرو بن عبد اللّه

ص: 367


1- الأصل و م و «ز»: يحدث، و المثبت عن المصادر.
2- الجرح و التعديل 141/6 و تهذيب الكمال 164/14-165 و سير أعلام النبلاء 271/9.
3- في سير الأعلام: بخسه ابن المبارك بخسة.
4- الخبر لم يروه العقيلي في الضعفاء الكبير في ترجمة عمر بن هارون، و الخبر في سير أعلام النبلاء 271/9 و تهذيب الكمال 165/14 نقلا عن العقيلي.
5- الخبر رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 188/11 و تهذيب الكمال 165/14.
6- الأصل: المروزي، و المثبت عن م و «ز» و تاريخ بغداد.
7- كذا بالأصل، و «ز»، و م، و تاريخ بغداد، و في تهذيب الكمال و سير الأعلام: السيباني.

الحضرمي عن عبد اللّه بن عمرو في: شرب العصير، و منها: عن عبد الملك عن عطاء في: الحفار ينسى الفأس في القبر بعد ما يفرغ منه، و حديث آخر، فلما كان بعد زمان قدم عليهم البصرة، فأتى رجل عبد الرّحمن فقال: إنّك كتبت عن هذا شيئا، فأعطاه الرقعة، فذهب إليه فسأله عن حديث يحيى بن أبي عمرو قال: لم أسمع من يحيى بن أبي عمرو شيئا، إنّما كان هذا مني في الحداثة، و سأله عن حديث عبد الملك فقال: لم أسمع من عبد الملك إنّما حدّثنيه فلان عن عبد الملك، فأتى ابن مهدي فأخبره فنال منه، و تكلم فقال أبو عبد اللّه: كان أكثر ما يحدثنا عن ابن جريج، و يروي عن الأوزاعي، قيل له: فتروي عنه ؟ فقال: قد كنت رويت عنه شيئا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا ابن أبي عصمة، نا أبو طالب قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: عمر بن هارون لا أروي عنه شيئا (2)،قال: و هو من أهل بلخ، و قد أكثرت عنه، و لكن كان عبد الرّحمن بن مهدي يقول: لم يكن له قيمة عندي، و بلغني أنه قال: حدّثني بأحاديث، فلما قدم مرة أخرى حدّث بها عن إسماعيل بن عياش عن أولئك، فتركت حديثه.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا (3)-أبو بكر الخطيب (4):

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الكاتب، أنا أحمد (5) بن حميد المخرّمي، أنا ابن حبّان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده: قال أبو زكريا: عمر بن هارون البلخي، كذّاب، خبيث، ليس حديثه بشيء، قد كتبت عنه، و بتّ على بابه باب الكوفة، و ذهبنا معه إلى النهروان، ثم تبيّن لنا أمره بعد ذلك، فحرّقت (6) حديثه كله، ما عندي عنه كلمة إلاّ أحاديث على ظهر دفتر، حرّقتها (7) كلها، قلت لأبي زكريا: ما تبيّن لكم من أمره ؟ قال: قال

ص: 368


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 30/5 و سير أعلام النبلاء 272/9 و تهذيب الكمال 165/14.
2- بالأصل و م: شيء، و التصويب عن «ز»، و الكامل.
3- بالأصل:«أنا» و المثبت عن م و «ز»، و الكامل.
4- تاريخ بغداد 189/11 و سير الأعلام 272/9 و تهذيب الكمال 165/14.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: محمّد.
6- كذا بالأصل و م و سير الأعلام، و في تاريخ بغداد، و تهذيب الكمال و «ز»: فخرقت.
7- في تاريخ بغداد و تهذيب الكمال: خرقتها.

عبد الرّحمن بن مهدي - و لم أسمعه منه - و لكن هذا مشهور عن عبد الرّحمن، قال: قدم علينا فحدّثنا عن جعفر بن محمّد فنظرنا إلى مولده و إلى خروجه إلى مكة، فإذا جعفر قد مات قبل خروجه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا علي بن محمّد بن الحسين، نا أبو العباس الأصم، نا العباس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول:

عمر بن هارون البلخي ليس بشيء (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو بكر البرقاني، حدّثني أبو عمر بن حيّوية، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن مسعدة الفزاري، نا أبو الفضل جعفر بن درستويه بن المرزبان الفسوي، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز، قال: و سمعت يحيى بن معين - و سئل عن عمر بن هارون البلخي ؟- فقال: ليس هو ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل الغلاّبي، نا أبي قال: قال أبو زكريا: عمر بن هارون البلخي ليس بثقة، و نصر بن باب مثله (2).

قال: و أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء بإسناده هذا قال: قال أبو زكريا عمر بن هارون ضعيف (3).

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنا - و أبو الحسن علي بن الحسن، نا - أبو بكر الحافظ (4)،أنا الحسن بن أبي بكر، و عثمان بن محمّد بن يوسف العلاّف، و الحسين بن شجاع الصوفي، قالوا: أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، قال: سمعت جعفرا الطيالسي سئل عن عمر بن هارون فقال: سمعت يحيى بن معين يقول: يكذب.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (5)، أنا عبيد اللّه بن عمر الواعظ ، نا أبي، نا محمّد بن مخلد، نا العباس بن محمّد.

ص: 369


1- تهذيب الكمال 166/14 و سير الأعلام 272/9.
2- تهذيب الكمال 166/14.
3- سير الأعلام 273/9 و تهذيب الكمال 166/14.
4- تاريخ بغداد 190/11.
5- تاريخ بغداد 190/11 و سير الأعلام 272/9 و تهذيب الكمال 166/14.

قال: و نا ابن صدقة، نا ابن أبي خيثمة.

ح و قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة.

قالا: سمعنا يحيى بن معين يقول: عمر بن هارون البلخي ليس بشيء.

و أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد عبد الوهّاب بن علي بن نصر البغدادي الفقيه المالكي، نا أبو حفص بن شاهين، نا محمّد بن مخلد، نا عباس بن محمّد.

ح قال: و نا ابن شاهين، قال: و نا الحسين بن صدقة، فذكر نحوه.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أخبرني علي بن محمّد المالكي، أنا عبد اللّه بن عثمان الصّفّار، نا محمّد بن عمران الصيرفي، نا عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه المديني، قال: سألت أبي عن عمر بن هارون البلخي ؟ فضعّفه جدا.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: و أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2) قال:

سمعت أبا زرعة يقول: سمعت إبراهيم بن موسى و قيل له: لم لا تحدّث عن عمر بن هارون ؟ فقال: الناس تركوا حديثه.

قال (3):و نا شعيب بن رجاء المكتب الرازي (4)،قال: سمعت إبراهيم بن موسى يقول: كتبت عن عمر بن هارون مثل ذي، يعني حزمة، فلم أحدث عنه بشيء.

ص: 370


1- تاريخ بغداد 190/11 و تهذيب الكمال 166/14 و سير الأعلام 273/9.
2- الجرح و التعديل 141/6.
3- يعني ابن أبي حاتم، الجرح و التعديل 141/6.
4- اللفظة «الرازي» سقطت من الجرح و التعديل.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن (1)،نا - أبو بكر الخطيب (2).

و أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، قالا (3):نا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني، أنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، نا عبد الجبّار بن عبد الصّمد السّلمي.

نا القاسم بن عيسى القصار، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: عمر بن هارون لم يقنع الناس بحديثه.

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا العتيقي، أنا محمّد بن عدي البصري في كتابه، نا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري، قال: سألت أبا داود عن عمر بن هارون ؟ فقال: سمعت يحيى يقول: هو غير ثقة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النّسائي.

و أخبرنا أبو منصور بن عبد الملك، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أحمد بن علي بن ثابت (5)،أنا البرقاني، نا أحمد بن سعيد بن سعد، أنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب، نا أبي.

قال: عمر بن هارون البلخي متروك الحديث.

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا علي بن طلحة المقرئ، أنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي، أنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال: عمر بن هارون البلخي، قال ابن المبارك: هو كذّاب.

قال (7):و أنا محمّد بن علي المقرئ، أنا أبو مسلم بن مهران، أنا عبد المؤمن بن خلف النّسفي قال: سمعت أبا علي صالح بن محمّد يقول: حديث ابن أبي مليكة عن ابن عباس عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«الشفعة في كل شيء» خطأ، إنّما أخطأ فيه أبو حمزة، و رواه أيضا

ص: 371


1- في «ز»: أبو الحسين تصحيف، و السند معروف.
2- تاريخ بغداد 190/11.
3- كذا بالأصل و م و «ز»: «قالا».
4- تاريخ بغداد 190/11.
5- تاريخ بغداد 190/11 و تهذيب الكمال 166/14 و سير الأعلام 273/9.
6- تاريخ بغداد 191/11.
7- القائل أبو بكر الخطيب، تاريخ بغداد 190/11.

عمر بن هارون عن شعبة عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و عمر بن هارون بلخي، و هو متروك الحديث، و الحديث باطل[9914].

قال (1):و أنا البرقاني، قال: قال محمّد بن العباس العصمي (2):نا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه، نا أبو علي صالح بن محمّد الأسدي قال: عمر بن هارون كان كذّابا.

قال (3):و أنا البرقاني، حدّثني محمّد بن أحمد الأدمي، نا محمّد بن علي الإيادي، نا زكريا السّاجي (4) قال: عمر بن هارون البلخي فيه ضعف.

كتب إليّ أبو نصر القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ .

ح و أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا - أبو بكر الخطيب (5)،أخبرني محمّد بن علي المقرئ، أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد النيسابوري قال: سمعت أبا علي الحافظ يقول: عمر بن هارون البلخي متروك (6).

و أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق، أنا أبو تمّام علي بن محمّد الواسطي، و أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابيهما عن أبي الحسن الدّارقطني قال: عمر بن هارون البلخي ضعيف.

أنبأنا أبو سعد (7) محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ : عمر بن هارون البلخي عن ابن جريج، و الأوزاعي و شعبة بالمناكير لا شيء.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (8)، قال: قرأت في كتاب أحمد بن قاج الورّاق بخطه، أنا علي بن الفضل بن طاهر البلخي قال:

مات عمر بن هارون ببلخ يوم الجمعة أول يوم من رمضان سنة أربع و تسعين - يعني و مائة -

ص: 372


1- القائل أبو بكر الخطيب، تاريخ بغداد 190/11.
2- تقرأ بالأصل: العصبي، و المثبت عن م، و «ز»، و تاريخ بغداد.
3- تاريخ بغداد 191/11.
4- كذا بالأصل و تاريخ بغداد، و في م:«الشماخي» و في «ز»: «الملشاحي» كلاهما تصحيف.
5- تاريخ بغداد 191/11.
6- في تاريخ بغداد: متروك الحديث.
7- الأصل:«أبو سعيد» و في «ز»: «أبو سعيد بن محمّد» و المثبت عن م، و السند معروف.
8- تاريخ بغداد 191/11.

و هو ابن ست و ستين، و كان يخضب، هكذا أخبرني محمّد بن محمّد بن عبد العزيز عن مسلم بن عبد الرّحمن السّلمي، و رأيت في كتاب (1) أنه توفي و هو ابن ثمانين سنة.

5290 - عمر بن هانئ الطّائي

قدم دمشق مع عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن عباس حين افتتحها.

و حكى عنه نبشه لقبور بني أمية، و إحراق من أحرق منهم.

حكى عنه الهيثم بن عدي الطّائي.

5291 - عمر بن هبيرة بن معيّة بن سكين بن خديج بن بغيض بن مالك

- و يقال: ابن حممة (2) بدل مالك - بن أسعد (3) بن عديّ بن فزارة

ابن ذبيان (4) بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان

أبو المثنّى الفزاري (5)

و أم عمر بسرة (6) بنت حسان بن شريك بن نعيم بن ثعلبة العدوي عدي بن عبد مناة و كان أمير العراقين من قبل يزيد بن عبد الملك، فلمّا ولي، هشام بن عبد الملك عزله بخالد القسري، فأخذه خالد و سجنه مدة، ثم هرب من السجن و لحق بهشام بدمشق، و استجار بمسلمة بن عبد الملك فأجاره، و أمنه هشام.

حكى عنه مزاحم مولى عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أبو الحسن بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا

ص: 373


1- كذا بالأصل، و «ز»، و م، و في تاريخ بغداد: كتابه.
2- في م:«جمعة» و في «ز»: «حمهة».
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: سعد.
4- الأصل: دينار، و المثبت عن م و «ز».
5- انظر أخباره في مروج الذهب (الفهارس)، الكامل لابن الأثير بتحقّقنا؟؟؟ (الفهارس) خزانة الأدب 144/3 و تاريخ خليفة (الفهارس)، و سير أعلام النبلاء 562/4 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120) ص 206 وفيات ؟؟؟؟ الأعيان ؟؟؟؟ (الفهارس) تاريخ الطبري (الفهارس)، و تاريخ اليعقوبي (الفهارس).
6- الأصل: يسرة، و المثبت عن م و «ز»، و المختصر.

الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: عمر بن هبيرة الفزاري.

أخبرتنا أم البهاء أنا أحمد بن محمود، أنا محمّد بن إبراهيم، أنا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد الزّهري قال: قال أبي: شتّى عمر بن هبيرة بالبحر يعني سنة سبع و تسعين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني بقراءتي عليه، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، نا الوليد بن مسلم قال:

و في سنة سبع و تسعين غزا مسلمة في البر، و غزا ابن هبيرة في البحر (1).

قال الوليد: حدّثني الليث السامي قال: غزونا القسطنطينة مع مسلمة [سنة] (2) سبع و تسعين و على جماعة الناس مسلمة بن عبد الملك، و على أهل البحر عمر بن هبيرة الفزاري، فكنت فيمن غزا مع عمر، فلما هبطنا على المسلمين صفوا لقتال أهل القسطنطينة صفين لم أر صفين قط أطول منهما.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أنا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي، قال: عزل - يعني يزيد بن عبد الملك - مسلمة بن عبد الملك عن العراق، و ولّى عمر بن هبيرة ثم عزله، ثم ولّى هشام بن عبد الملك خالد بن عبد اللّه البصرة في أول سنة ست و مائة و عزل ابن هبيرة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (3)،حدّثني عبد اللّه بن المغيرة، عن أبيه و الوليد بن هشام عن أبيه، عن جده و غيرهم قالوا: جمعت العراق لعمر بن هبيرة الفزاري سنة ثلاث و مائة في أولها.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي [أبو] (4) يعلى.

ص: 374


1- تاريخ الإسلام(101-102) ص 206.
2- زيادة للإيضاح عن «ز»، و م.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 335، و تاريخ الإسلام ص 206 و لم يعزها لأحد.
4- زيادة عن م و «ز».

ح و أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو، حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عياش في تسمية من ولي العراق و جمع له المصران: عمر بن هبيرة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم غير مرة، أنا رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد (1)الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أبو قلابة عبد الملك بن محمّد الرقاشي، نا عبد الصمد بن عبد الوارث، نا محمّد بن ذكوان، حدّثني مجالد بن سعيد قال: سمعت الشعبي يقول:

سمعت الحسن يحدّث ابن هبيرة عن عبد الرّحمن بن سمرة قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«ما استرعى اللّه عبدا رعية فلم يحطها (2) بنصيحة (3) إلاّ حرم اللّه عليه الجنة».

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الحمّامي، أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس.

ح و أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن أبي جعفر محمّد بن إبراهيم الدّواتي (4)-بأصبهان - أنا محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه، قالا: أنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن النّجّاد قال ابن شكرويه إملاء نا أبو روق أحمد بن محمّد بن بكر، نا (5) إبراهيم بن مكتوم، نا عبد الصمد بن عبد الوارث، عن محمّد بن ذكوان، عن مجالد، عن الشعبي قال:

شهدت الحسن في جنازة، و هو يحدّث عمر بن هبيرة يقول: سمعت عبد الرّحمن بن سمرة القرشي يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«ما من عبد استرعاه اللّه رعية فلم يحفظها بالنصيحة - و قال ابن شكرويه: بنصيحة - إلاّ حرّم اللّه عليه الجنّة»[9915].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا محمّد بن علي بن محمّد بن عبيد اللّه، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد، نا محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن، نا هلال بن العلاء، نا المغيرة بن عبد الرّحمن بن عون، نا أبي، نا عون - يعني جده - و هو عون بن حبيب بن الرّيّان قال:

ص: 375


1- أقحم بعدها بالأصل: بن.
2- في م و «ز»: يحفظها.
3- في «ز»: بنصحه.
4- في م و «ز»: الدواني، و المثبت يوافق المشيخة 23/ب.
5- في «ز»: «بن» تصحيف.

دخل الحسن و الشعبي على ابن هبيرة فقال لهما: إنّ أمير المؤمنين يريد أن يكتب إليّ في أشياء قال: فقال له الشعبي: أنفذ بعضا و راجع في بعض، قال: و قال له الحسن: خف اللّه في يزيد و لا تخف يزيد في اللّه، فإنّ اللّه يكفيك من يزيد، و لا يكفيك يزيد من اللّه، قال:

فأمر للحسن بأربعة آلاف درهم، و أمر للشعبي بألفي درهم، قال: فخرج الشعبي و هو يقول:

رفقنا له فرفق لنا.

أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الفرج غيث بن علي قالوا: أنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الرازي - إجازة - أنا أبو بكر أحمد بن علي المرورّوذي الصّفّار بدمشق، أنا أبو محمّد جعفر بن علي المرورّوذي، أنا أبو سليمان حمد بن محمّد الخطابي.

قال: و نا ابن الزنبقي، نا الفضل بن عمر، نا محمّد بن سلاّم الجمحي، حدّثني عبد اللّه بن بكر السهمي، قال:

سمعت بعض أصحابنا يقول: أرسل عمر بن هبيرة و هو على العراق إلى فقهاء من فقهاء البصرة و فقهاء من فقهاء الكوفة، و كان ممن أتاه من أهل البصرة: الحسن، و من أهل الكوفة الشعبي، فدخلوا عليه، فقال لهم: إن أمير المؤمنين يزيد يكتب إليّ في أمور أعمل بها، فما تريان ؟ فقال الشعبي: أصلح اللّه الأمير أنت مأمور و التبعة على من أمرك، فأقبل على الحسن فقال: ما تقول ؟ قال: قد قال هذا، قال: قل أنت، قال: اتّق اللّه يا عمر، فكأنك بملك قد أتاك، فاستنزلك عن سريرك هذا، و أخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك، فإنّ اللّه ينجيك من يزيد، و إنّ يزيد لا ينجيك من اللّه، فإيّاك أن تعرض للّه بالمعاصي، فإنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ثم قام فاتبعه الآذن فقال: أيها الشيخ ما حملك على ما استقبلت به الأمير؟ قال: حملني عليه ما أخذ اللّه على العلماء من الميثاق في علمهم، ثم تلا: وَ إِذْ أَخَذَ اللّٰهُ مِيثٰاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتٰابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنّٰاسِ وَ لاٰ تَكْتُمُونَهُ (1).

قال: فخرج عطاؤهم و فضل الحسن (2).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد المصري، نا أبو

ص: 376


1- سورة آل عمران، الآية:187.
2- الخبر في تاريخ الإسلام(101-120) ص 206-207 و انظر حلية الأولياء 149/2 في ترجمة الحسن البصري.

بكر المالكي، نا أبو بكر عبد اللّه بن أبي الدنيا، نا قاسم بن هاشم، نا عصمة بن سليمان، نا فضيل بن جعفر قال:

خرج الحسن من عند ابن هبيرة، فإذا هو بالقرّاء على الباب، فقال: ما أجلسكم هاهنا؟ تريدون الدخول على هؤلاء، أما و اللّه ما مخالطتهم بمخالطة الأبرار تفرقوا، فرّق اللّه بين أرواحكم و أجسادكم، خصفتم نعالكم، و شمّرتم ثيابكم، و جززتم رءوسكم فضحتم القرّاء، فضحكم اللّه، أما و اللّه لو زهدتم فيما عندهم لرغبوا فيما عندكم و لكنكم (1) رغبتم فيما عندهم فزهدوا فيما عندكم (2)،فأبعد اللّه من أبعد.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (3)،أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الطيب محمّد بن أحمد بن خاقان.

ح قال أبو منصور: و نا أبو محمّد بعد اللّه بن علي بن أيوب، أنا أبو بكر أحمد (4) بن محمّد بن الجرّاح، قالا (5):أنا أبو بكر بن دريد قال: دخل الشعبي على ابن هبيرة و بين يديه رجل يريد قتله، فقال له: أصلح اللّه الأمير، إنّك على ردّ ما لم تفعل أقدر منك على ردّ ما فعلت، فقال: صدقت يا شعبي ردّوه إلى محبسه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي، نا إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة، نا مالك بن مغول، أحسبه عن الشعبي و أصحابنا لا يشكون فقلت: لم شككت ؟ فإن الشيطان قال؛ قلت لابن هبيرة: عليك بالتؤدة فإنك على ترك ما لم تفعل، أقدر منك على ردّ ما قد فعلت.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (6)،حدّثني سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن رجاء (7)،عن ابن عون قال: أرسل ابن هبيرة إلى ابن سيرين فأتاه، فقال له: كيف تركت أهل مصرك ؟ قال: تركتهم و الظلم فيهم فاش.

ص: 377


1- ما بين الرقمين سقط من «ز».
2- ما بين الرقمين سقط من «ز».
3- في «ز»: المحلى، بالحاء المهملة.
4- في «ز»: حمد.
5- في «ز»: قال.
6- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 62/2 و انظر حلية الأولياء 264/2 في ترجمة ابن سيرين.
7- هو رجاء بن أبي سلمة.

قال ابن عون: كان محمّد يرى أنها شهادة سئل عنها فكره أن يكتمها.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا محمّد بن الصلت، نا موسى بن محمّد الأنصاري عن شيخ يقال له إسحاق قال:

دخل ابن سيرين على ابن هبيرة و عنده الناس، فقال: السلام عليكم، فغضب ابن هبيرة، فأرسل إليه، فدخل على ابن هبيرة و هو وحده، فقال السلام عليك أيها الأمير، فقال ابن هبيرة: جئتني و عندي الناس، فقلت السلام عليكم، و جئت الآن فقلت: السلام عليك أيها الأمير، فقال ابن سيرين: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان إذا سلّم عليه و هو في القوم قالوا:

السلام عليكم، و إذا كان وحده قالوا: السلام عليك يا رسول اللّه.

قرأنا (1) على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، نا أبي، نا إسماعيل بن إبراهيم، نا ابن عون قال:

لما توجه ابن سيرين إلى ابن هبيرة قلت: بيني و بين أيوب أراه سينزل مسألة ابن هبيرة إياه منزلة الشهادة، قال: فأخبرني بعض من كان معه قال: لما دخل على ابن هبيرة قال: كيف تركت البصرة ؟ قال: تركت الظلم فيها فاشيا، قال: فغضب ابن هبيرة و أبو الزناد عند رأسه، فجعل يقول: أصلحك اللّه إنه شيخ، إنه شيخ، قال: إلى أن عرض شيء فتكلم فيه محمّد ببعض كلامه ذاك قال: فضحك ابن هبيرة.

قال ابن عون فأخبرني محمّد فقال: لما خرجت قال: أعطوه كذا، و أعطوه كذا، فأبيت أن أقبل، فأتاني إياس بن معاوية فقال: أ تردّ على الأمير عطيته، قال: قلت: إن (2) كانت صدقة فلا حاجة لي فيها، و إن كان إنّما يعطيني أجر ما علّمني اللّه فلا أريد عليه أجرا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا ابن نمير، عن ابن فضيل قال:

ص: 378


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: قرأت.
2- استدركت «إن» على هامش «ز»، و كتب بعدها: صح.

كان عمر بن هبيرة يقول: اللّهم إنّي أعوذ بك من طول الغفلة و إفراط الفطنة، اللّهمّ لا تجعل قولي فوق عملي، و لا تجعل أسوأ عملي ما قرب من أجلي.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (1)،نا محمّد بن الفتح القلانسي، نا ابن أبي عمرو الشيباني، عن أبيه، عن أبي عبد الرّحمن الطائي قال: قال لي عبد الرّحمن (2) بن يزيد القيسي:

بينا أنا واقف على رأس ابن هبيرة، و بين يديه سماطان من وجوه الناس، إذ أقبل شاب لم أر في مثل جماله و كماله حتى دنا من ابن هبيرة، فسلّم عليه بالإمرة، فقال: أصلح اللّه الأمير، امرؤ قدحته كربة، و أوحشته غربة (3) و نأت به الدار، و حلّ به عظيم، خذله أخلاّؤه، و شمت به أعداؤه، و أسلمه البعيد، و جفاه القريب، فقمت مقاما لا أرى لي فيه معولا، و لا حازبا إلاّ الرجاء للّه تعالى، و حسن عائدة الأمير، و أنا أصلح اللّه الأمير ممن لا تجهل أسرته و لا تضيع حرمته، فإنّ رأى الأمير أصلحه اللّه أن يسدّ خلّتي، و يجبر خصاصتي يفعل، فقال ابن هبيرة: ممن الرجل ؟ قال: من الذين يقول لهم الشاعر:

فزارة بيت العزّ و العزّ فيهم *** فزارة قيس حسب قيس فعالها

لها العزّة القصوى مع الشرف الذي *** بناه لقيس في القديم رجالها

و هل أحد إن مدّ يوما بكفه *** إلى الشمس في مجرى النجوم ينالها

لهيهات ما أعيا القرون التي مضت *** مآثر قيس و اعتلاها فعالها

فقال ابن هبيرة: إنّ هذا الأدب لحسن (4) مع ما أرى من حداثة سنك، فكم أتى لك من السن ؟ قال: تسع و عشرين سنة، فلحن الفتى، و أطرق ابن هبيرة كالشامت به ثم قال: أو لحّان أيضا مع جميل ما أتى عليه منطقك ؟ شنته و اللّه بأقبح العيب، قال: فأبصر الفتى ما وقع فيه، فقال: إنّ الأمير أصلحه اللّه عظم في عيني و ملأت هيبته (5) صدري، فنطق لساني بما لم يعرفه قلبي، فو اللّه [إلاّ] (6) ما أقالني الأمير عثرتي عند ما كان من زلّتي، فقال ابن هبيرة: و ما

ص: 379


1- الخبر في الجليس الصالح الكافي 498/1 و ما بعدها.
2- في الجليس الصالح: عبد اللّه بن زيد القيسي.
3- رسمها بالأصل:«كربه» و في «ز» و م: كربة، و المثبت عن الجليس الصالح.
4- الجليس الصالح: إن هذا لأدب حسن.
5- بالأصل: هيئته، و المثبت عن م، و «ز»، و الجليس الصالح.
6- زيادة عن الجليس الصالح و هي بدورها مستدركة فيه بين معكوفتين.

على أحدكم أن يتعلم العربية فيقيم بها أوده، و يحضر بها سلطانه، و يزيّن بها مشهده، و ينوء بها على خصمه، أو يرضى أحدكم أن يكون لسانه مثل لسان عبده و أكّاره ؟ قد أمرنا لك بعشرة آلاف درهم، فإن كان سبقك لسانك و إلاّ فاستعن ببعض ما أوصلناه إليك، و لا يستحي أحدكم من التعلم، فإنه لو لا هذا اللسان كان الإنسان كالبهيمة المهملة - و في رواية أخرى: أو كالصورة الممثلة (1)،قاتل اللّه الشاعر حيث يقول:

أ لم تر مفتاح الفؤاد لسانه *** إذا هو أبدى ما يقول من الفم

و كائن ترى من صامت (2) لك معجب *** زيادته أو نقصه في التّكلّم

لسان الفتى نصف و نصف فؤاده *** فلم يبق إلاّ صورة اللحم و الدّم

قال القاضي في هذا الخبر: فإن رأى الأمير يفعل، و الأحسن: فإن رأى فعل، أو فإن ير يفعل، ليتفق لفظ الشرط و لفظ الجزاء، و فعل الجزاء مستقبل في المعنى، و إن أتى به بلفظ المضي، و مجيئه (3) مختلفا على ما في هذا الخبر صواب، و قال زهير (4):

و من هاب أسباب المنايا قتلنه *** و لو نال أسباب السماء بسلّم

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو محمّد بن السّمرقندي، و أبو الحسن بن مرزوق - إذنا - قالا: نا - و قال أبو الحسن أنا - أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن علي الكاتب، أنا الحسن بن حامد الأديب، نا أبو خيثمة زهير بن حرب من كتابه، سمعته يمليه على أبيه أبي بكر فتقدمت فقال: يا عسكري (5) على ابني اقعد اكتب، قال: حدّثنا عبد اللّه بن بكر السهمي، نا أبي، نا سلم بن قتيبة قال:

كنت عند ابن هبيرة الأكبر فجرى الحديث حتى جرى ذكر العربية فقال: و اللّه ما استوى رجلان دينهما واحد، و حسبهما واحد، و مروءتهما واحدة، أحدهما يلحن و الآخر لا يلحن؛ إنّ أفضلهما في الدنيا و الآخرة الذي لا يلحن، قلت: أصلح اللّه الأمير، هذا أفضل في الدنيا لفضل فصاحته و عربيته، أ رأيت الآخر ما باله أفضل فيها؟ قال: إنه يقرأ كتاب اللّه على ما أنزل اللّه، و إنّ الذي يلحن يحمله لحنه على أن يدخل في كتاب اللّه ما ليس فيه، و يخرج منه ما هو فيه، قال: قلت: صدق الأمير و برّ.

ص: 380


1- رسمها و إعجامها مضطربان، و المثبت عن م، و «ز»، و الجليس الصالح.
2- في الجليس الصالح: صاحب.
3- في الجليس الصالح: و مجيئه مختلط .
4- البيت من معلقة زهير بن أبي سلمى، راجع ديوانه.
5- رسمها بالأصل:«طعلئب»؟؟؟؟ و في م و «ز» أعجمت الفاء.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا أبو بكر محمّد بن خلف بن المرزبان، نا أحمد بن الحارث، نا علي بن محمّد قال:

قال عمر بن هبيرة: عليكم بمباكرة الغداء، فإن في مباكرته ثلاث خصال: يطيب النكهة، و يطفئ المرّة، و يعين على المروءة، فقيل: و ما يعين على المروءة ؟ قال: لا تتوق نفسه إلى طعام غيره.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو الحسن محمّد بن جعفر النحوي، أنا الجلودي، نا الغلاّبي، نا ابن عائشة قال:

ألقى ابن هبيرة إلى مثجور بن غيلان بن خرشة الضّبّي فصّا (1) أزرق و قال له اجعله على خاتمك فإنه حسن، يريد قول الشاعر (2):

لقد رزقت عيناك يا ابن مكعبر *** كما كلّ ضبّيّ من اللّؤم أزرق

فأخذ الفصّ مثجور، فشدّه بسير، و ردّه عليه؛ يريد قول سالم (3):

لا تأمننّ فزاريا خلوت به *** على قلوصك و اشددها بأسيار

قال: و أنا محمّد بن جعفر، أنا ابن الأنباري، نا أبي، نا أحمد بن عبيد، عن المدائني قال:

سأل رجل من بني عبس ابن هبيرة فمنعه، فلما كان الغد عدا عليه فسأله، فقال: أنا العبسي الذي سألك أمس فمنعته، قال: و أنا الفزاري الذي سألته أمس فمنعك، قال: و إنّك لفزاريّ ، و اللّه ما ظننتك إلاّ ابن هبيرة المحاربي، قال: فذاك و اللّه أهون لك علي، يموت مثله من قومك و لا تعلم به، و يحدث مثلي في قومك و لا تعلم به.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر، أنا أحمد بن سلمان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني سليمان بن أبي شيخ، نا سليمان بن زياد (4) قال:

كان عمر بن هبيرة واليا على العراق، ولاّه يزيد بن عبد الملك، فلما مات يزيد بن

ص: 381


1- تقرأ بالأصل: قط ، و المثبت عن م، و «ز».
2- هو سويد بن أبي كاهل كما في حواشي المختصر.
3- يريد سالم بن دارة (كما كتبه محقق المختصر في الهامش).
4- راجع الخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120) ص 207.

عبد الملك و استخلف هشام قال عمر بن هبيرة يولّي هشام العراق أحد الرجلين: سعيد الحرشي أو خالد بن عبد اللّه القسري، فإن ولّى ابن النصرانية خالدا فهو البلاء، فولّى هشام خالدا العراق، فدخل واسطا و قد أوذن عمر بن هبيرة بالصلاة، فهو يتهيأ قد اعتمّ و المرآة في يده يسوي عمّته إذ قيل له: هذا خالد قد دخل، فقال عمر بن هبيرة هكذا تقوم الساعة، تأتي بغتة، فقدم خالد فأخذ عمر بن هبيرة فقيّده و ألبسه مدرعة صوف، فقال عمر: بئس ما سننت على أهل العراق، أ ما تخاف أن تؤخذ بمثل هذا.؟ قال: و نا سليمان، نا قران بن تمام الأسدي، عن أبي بكر بن عيّاش قال:

لما صنع به خالد ما صنع ذهب يتقلب و هو في الحديد، فتكشف فكأنما ثمّ صرفه فقال: لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين فقال من حضره: سيفرج عنه سريعا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السّكري، أنا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، نا خالد بن عبد الرّحمن بن جبلة، عن أبيه قال:

كنت مع عمر بن هبيرة في حبس خالد بن عبد اللّه القسري، و كان عمر بن هبيرة قد ضربني قبل ذلك، فقال لي: يا جبلة إنّ الحفيظة تذهب الحقد، و قد أمرت مواليّ يحفرون (1)،و هم منتهون إليّ الليلة، فهل لك في الخروج ؟ فقلت: لا، قال: فأشر عليّ ، فقلت: لا تخرجنّ في دار قوم، فقال: نعم.

و كان قد أمر مواليه فاستأجروا دارا إلى جنب السجن، و اتّخذوا فيها ألف نعجة، فكانوا يحفرون بالليل ثم يفرشونه في الدار فتصبح الشاء قد وطأته بأبوالها، فأفضوا بنقبهم إلى جبلة، فقال لهم: لست بصاحبكم فأتوا عمر بن هبيرة فقام حتى دخل النّقب و خرج منه.

و كان جبلة أشار عليه أن يقدّم بين يديه رسولا بكتابه إلى هشام بن عبد الملك.

قال الأصمعي: فحدّثني يونس بن حبيب النحوي قال: قال لي أبو الفوارس الأعرج الباهلي: وجّهني عمر بن هبيرة بكتابه إلى هشام، فقدمت غدوة، و قدم ابن هبيرة عشية، فمرّ ابن هبيرة في طريقه فسمع امرأة من قيس تقول: لا و الذي ينجّي ابن هبيرة، فقال: يا غلام أعطها ما معك، و أعلمها أنّي قد نجوت.

ص: 382


1- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م.

رجع إلى حديث الصعق:

فلما فقد الحرس ابن هبيرة وجّه خالد في أثره سعيد بن عمرو الحرشي، و ذاك أن ابن هبيرة عزل سعيدا عن خراسان، فقدم به عليه واسطا فحبسه و عذّبه، حتى قدم خالد، فأكرمه، فلم يقدر سعيد أن يلحقه، فلم يزل في أثره حتى بلغ الشام، و قد قدم ابن هبيرة و اجتمع إليه قيس، فقال: أشيروا عليّ من أستجير؟ فقيل له: أم حكيم بنت يحيى امرأة هشام، فقال:

امرأة، لو اغتسلت رضيت.

فقالوا: عليك بأبي شاكر مسلمة مع ما بينك و بينه، فإنّه لا يسلمك أبدا، قال: نعم.

فتوجه إليه و معه القيسية، فلما رآهم مسلمة و سمع كلامهم انطلق إلى هشام فكلّمه فيه فأمّنه على أن يؤدي كل ما اختانه، فأدّاه.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا أحمد بن سلمان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني سليمان بن أبي شيخ قال: قال سليمان بن زياد لجأ موالي لعمر بن هبيرة، فاكتروا دارا إلى جانب سور مدينة واسط ، فلمّا كانت الليلة التي أرادوا أن يخرجوه فيها من الحبس أفضوا (1) النقب إلى الحبس، فخرج من الحبس في السّرب، ثم خرج إلى الدار يمشي حتى بلغ الدار التي إلى جانب حائط المدينة، و قد نقب فيها، ثم خرج في السرب منها حتى خرج من المدينة، و قد هيئت (2) له خيل (3)خلف حائط المدينة فركب، و علم به بعد ما أصبحوا و قد كان أظهر علة قبل ذلك، لكن تمسكوا عن تفقده في كلّ وقت، فأتبعه خالد سعيد الحرشي، فلحقه و بينه و بينه الفرات، فتعصب له فتركه، و قال الفرزدق: (4)

لما رأيت الأرض قد سدّ ظهرها *** و لم (5) يك إلاّ ظلها لك مخرجا

دعوت الذي ناداه يونس بعد ما *** ثوى في ثلاث مظلمات ففرّجا

خرجت و لم تمنن عليك شفاعة *** سوى ربك البرّ اللطيف المفرجا (6)

ص: 383


1- إعجامها ناقص بالأصل، و المثبت عن م، و «ز».
2- رسمها بالأصل و م و «ز»: هيات.
3- رسمها غير واضح بالأصل، و في م:«جمل» و المثبت عن «ز».
4- الأبيات في ديوان الفرزدق ط بيروت 117/1.
5- عجزه في الديوان: و لم تر إلاّ بطنها لك مخرجا .
6- روايته في الديوان: خرجت و لم يمنن عليك طلاقة سوى ربذ التقريب من آل أعوجا

و أصبحت عثّ (1) الأرض قد سرت ليلة *** و ما سار سار مثلها حين أذلجا

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (2):مات ابن هبيرة و هو ابن نيّف و خمسين سنة.

حرف اللام [في آباء من اسمه عمر]

ألف فارغ

ص: 384


1- الديوان: تحت.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 335.

حرف الياء

اشارة

[في أسماء آباء من اسمه عمر] (1)

5292 - عمر بن يحيى بن الحارث الذّماري

5292 - عمر بن يحيى بن الحارث الذّماري (2)

حدّث عن أبيه.

روى عنه: عمرو بن أبي سلمة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا عبد اللّه بن محمّد بن بشر بن صالح الدّينوري، نا سعيد بن عمرو بن أبي سلمة، نا أبي، عن عمر بن يحيى بن الحارث الذّماري عن أبيه عن القاسم بن عبد الرّحمن، عن كثير بن مرّة الحضرمي، عن عمرو بن عنبسة السّلمي قال:

أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقلت: من تابعك على هذا الأمر؟ قال:«حرّ و عبد»، قال:

قلت: فأيّ الأعمال أفضل ؟ قال:«الصبر و السّماحة، و حسن الخلق».

فقلت: فأي الإسلام أفضل ؟ قال:«الفقه في دين اللّه، و العمل في طاعة اللّه، و حسن الظن باللّه».

قلت: فأيّ المسلمين أفضل ؟ قال:«من سلم المسلمون من لسانه و يده».

قلت: فأيّ العمل أحبّ إلى اللّه عزّ و جل ؟ قال:«إطعام الطعام، و إفشاء السلام، و طيب الكلام».

ص: 385


1- زيادة منا للإيضاح.
2- هذه النسبة بكسر الذال المعجمة نسبة إلى ذمار: قرية باليمن على مرحلتين من صنعاء (راجع الأنساب: الذماري، و معجم البلدان: ذمار).

قلت: فأي الصلاة أفضل ؟ قال:«الصلاة لوقتها، و طول القنوت، و حسن الركوع و السجود».

قلت: فأيّ الهجرة أفضل ؟ قال:«أن تهجر ماكره اللّه».

قلت: فأيّ المجاهدين أفضل ؟ قال:«من جاهد نفسه في طاعة اللّه، و هجر ما حرّم اللّه».

قلت: فأي ساعات الليل أفضل ؟ قال:«جوف الليل الآخر، فإنّ اللّه يفتح فيه أبواب السماء، و يطّلع فيه إلى خلقه، و يستجيب فيه الدعاء»[9916].

قال البيهقي: و يشبه أن يكون سؤاله إيّاه عن الأعمال بعد ما لحق بقومه، ثم عاد بعد ظهور الإسلام، و نزول شرائعه. و باللّه التوفيق.

5293 - عمر بن يحيى بن الحكم

ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي

له ذكر.

5294 - عمر بن يحيى بن زكريا

أبو حفص

أظنه بعلبكيا.

حدّث عن أبي عبد اللّه الحسين بن محمّد الهمداني.

كتب عنه بعض أهل بعلبك.

5295 - عمر بن يحيى الأسدي

حكى عن أحمد بن أبي الحواري.

روى عنه: عبد الوهّاب الكلابي.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنا سهل بن بشر، أنا أبو علي الحسن بن علي القيرواني الخفّاف - بدمشق - أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، نا عمر بن يحيى الأسدي قال:

ص: 386

سمعت أحمد بن أبي الحواري، نا أبو صالح قال: قال أبو إسحاق الفزاري: بينا أنا قاعد و إبراهيم بن أدهم و علي بن بكار، و مخلد بن الحسين في مسجد المصّيصة، إذ دخل علينا رجل عليه أثر السفر، فقال: أيّكم إبراهيم بن أدهم ؟ فأشار إليه بعضنا، فقال: أكلمك، فقام إبراهيم إلى سارية، فكلّمه، فقال: أنا غلامك و معي عشرة آلاف درهم و فرس و بغل، فقال إبراهيم: أنت حرّ و ما معك لك، اخرج، ثم عاد إلينا كأنه لم يسمع شيئا (1).

5296 - عمر بن يزيد بن عمير

أبو حفص الأسدي (2) التميمي البصري

أحد الفصحاء.

ولي هو و أبوه من قبله شرطة البصرة للحجّاج بن يوسف.

و وفد على هشام بن عبد الملك، و أبو عمر بن يزيد هذا هو الذي أوصى بنيه بما.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن علي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي المقرئ، نا أبو طالب علي بن محمّد الكاتب، نا عبد الرّحمن بن محمّد قال: قال يزيد بن عمير الأسدي لبنيه:

اعلموا أنه إن كان عند أحدكم مائة ألف لهو أعظم في عيون بني تميم منه لو قسمها فيهم، و لأن يقال لأحدكم: شحيح، و هو غنيّ خير من أن يقال له: سخي، و قد ذهب ماله، و لأن يقال لأحدكم: هو جبان، و هو حيّ خير من أن يقال: شجاع، و قد قتل، و يا بنيّ تعلّموا الردّ فو اللّه لهو أشدّ من الإعطاء.

صوابه: الأسيدي (3).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (4) قال:

ص: 387


1- الخبر من طريق آخر في حلية الأولياء 383/7.
2- كذا رسمها بالأصل و م و «ز» هنا، و في المختصر: الأسيّدي و سينبه المصنف في آخر الخبر التالي إلى أن الصواب: الأسيّدي و هذه النسبة إلى أسيّد بن عمرو بن تميم بن مرّ، راجع جمهرة أنساب العرب ص 207 و 210.
3- ضبطت عن جمهرة أنساب العرب ص 210.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 308 تحت عنوان: من كان على شرط الحجاج و حرسه و كتابه.

تولى - يعني الحجّاج - شرط البصرة عامر بن مسمع بن مالك، ثم ولّى عبد اللّه (1) بن المهلّب بن أبي صفرة، و ولّى يزيد بن عمير الأسيّدي (2) ثم ابنه عمر بن يزيد بن عمير، ثم ولّى زياد بن عمرو العتكي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن عمران المرزباني، نا أحمد بن محمّد بن عيسى المكي، نا محمّد بن القاسم بن خلاّد، عن عمر بن عبد الرّحمن قال: قال عمر بن يزيد: لما طلبنا الحجّاج فأخذنا نودع متاعنا الناس، و لنا جار نخافه، فجعلنا في سفط لبنا، و أودعناه إياه فكفّ عنا أذاه، فلما ظهرنا جئنا نطلب منه، قال: ما وجدت أحدا نودعه لبنا غيري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد عبد الوهّاب بن علي بن عبد الوهّاب، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الظاهري قال: قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، نا ابن سلاّم، أخبرني يونس قال:

أتى جرير عمر بن يزيد الأسيّدي و هو على شرط البصرة طالب حاجة فتقاعس عمر له فقال جرير (3):

أ تنسى يوم مسكن إذ تنادي *** و قد أخطأت بالقدم الرّكابا

نكحت إلى بني عدس بن زيد *** فقد برذنت (4) خيلهم العرابا

فلو كان النّجيّ بعهد عوف *** تبرّأ من أسيّد ثم تابا

و كان عمر انهزم يوم مسكن (5) يوم قاتل الحجاج عبد اللّه بن الجارود، فأراد أن يركب للهرب فاعتاص عليه برذونه، فجعل يقول: من يعقلني عقله اللّه، فعيّره جرير بذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن

ص: 388


1- في تاريخ خليفة بن خيّاط : ثم ولّى عبد الملك المهلب بن أبي صفرة.
2- بالأصل و م: الأسدي، و المثبت عن «ز»، و تاريخ خليفة.
3- لم أعثر على الخبر في طبقات فحول الشعراء للجمحي، و لم أعثر على الأبيات في ديوان جرير.
4- الأصل و «ز»: تردنت، و في م:«تركبت» و المثبت عن المختصر.
5- مسكن: موضع قريب من أوانا على نهر دجيل عند دير الجاثليق (معجم البلدان).

حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، نا هشام بن حسان، عن محمّد.

أنّ أنس بن مالك توفي، و محمّد بن سيرين محبوس في دين عليه، قال: و أوصى أنس أن يغسّله محمّد، قال: فكلّم له عمر بن يزيد، فكلّم (2) فيه حتى أخرج من السجن، قال:

فغسّله ثم قال: رجع محمّد إلى السجن حتى عاد فيه، قال: فلم يزل محمّد بن سيرين يشكرها لآل عمر بن يزيد حتى مات.

قال: و قال غير محمّد بن عبد اللّه الأنصاري في هذا الحديث: إنّ محمّد بن سيرين قال: كلّموا المرأة يعني التي حبس لها، فكلّموها فأخرجته، فغسّل أنسا، ثم ردّ إلى الحبس.

أنبأنا أبو نصر بن البنّا، و أبو طالب بن يوسف، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (3)، أنا بكّار بن محمّد، نا ابن عون قال:

لما مات أنس بن مالك أوصى أن يغسله محمّد بن سيرين و يصلّي عليه، قال: و كان محمّد محبوسا، فأتوا الأمير و هو رجل من بني أسيّد (4) فأذن له فخرج فغسّله، و كفّنه، و صلّى عليه في قصر أنس بالطّفّ ، ثم رجع فدخل كما هو إلى السجن، و لم يذهب إلى أهله.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو عبد الوهّاب بن علي، أنا علي بن عبد العزيز قال: قرئ على أحمد بن جعفر، أنا أبو خليفة، نا محمّد بن سلاّم بن عبيد اللّه بن زياد الجمحي قال: و حدّثني عبد القاهر قال: قال عمر بن يزيد الأسيّدي - و سمعت يونس يقول: ما كان بالبصرة مولد مثله، قال:- دخلت على هشام و عنده خالد بن عبد اللّه القسري يتكلم و يذكر اليمن فأكثر في ذلك، فصفّقت تصفيقة دوى البهو منها، فقلت: ما رأيت كاليوم خطلا، و اللّه إن فتحت فتنة في الإسلام إلاّ باليمن، لقد قتلوا أمير المؤمنين عثمان، و لقد خرج ابن الأشعث على أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان، و إنّ سيوفنا تقطر من دماء بني المهلب.

ص: 389


1- الخبر في طبقات ابن سعد 25/7 في ترجمة أنس بن مالك.
2- ابن سعد: فتكلم.
3- طبقات ابن سعد 25/7.
4- تقرأ بالأصل: أسد، و المثبت عن م، و «ز»، و ابن سعد.

فلما نهضت تبعني رجل من بني مروان حضر ذلك، فقال: يا أخا تميم، وريت بك زنادي، قد شهدت مقالتك، و اعلم أنّ أمير المؤمنين مولّيه العراق، و إنها ليست لك بدار.

فلما ولي خالد استعمل على أحداث البصرة مالك بن المنذر، فكان لعمر مكرما، و لحوائجه قضّاء، إلى أن وجد عليه، و كان عمر لا يملك لسانه فخرج من عنده، و قد سأله حاجة فقضاها فقال: كيف رأيت الفسّاء؟ سخرنا به منذ اليوم ؟ و قال قائلون: إنّ مخلدا كتب إليه فيه فأخلاه و شهد عليه ناس من بني تميم و غيرهم؛ فضربه مالك حتى قتله تحت السياط .

و كان عمرو بن مسلم الباهلي أعان عليه، و كانت حميدة بنت مسلم عند مالك بن المنذر، و أعان عليه بشير بن عبيد اللّه بن أبي بكرة، و كان يخاصم هلال بن أحوز (1) في المرغاب (2) خصومة طويلة، و كان عمر يعين على بشير، فقال الفرزدق: (3)

لحا اللّه قوما شاركوا في دمائنا *** و كنا لهم عونا على العثرات

فجاهرنا ذو الغشّ عمرو (4) بن مسلم *** و أوقد نارا صاحب البكرات (5)

يعني بشيرا. و كانت عاتكة بنت معاوية بن الفرات البكاوي و أمها الملاءة بنت أوفي الحرشي أخت زرارة عند عمر بن يزيد فخرجت إلى هشام فأعانتها القيسية على ذلك فحمل مالك له.

قرأت في كتاب منتخب من كتب أبي الفرج علي بن الحسين الأصبهاني (6)،أخبرني أبو دلف الخزاعي، نا دماذ (7)،عن أبي عبيدة قال: كان عمر بن يزيد الأسيّدي صديقا للشمردل بن شريك و محسنا إليه كثير البرّ به و الرفق (8) له فأتاه نعيه و هو بخراسان فقال يرثيه:

ص: 390


1- في م: أحور.
2- المرغاب: نهر بالبصرة. راجع ما ورد في معجم البلدان بشأن الخصومة بين بشير بن عبيد اللّه بن أبي بكرة و بين حميري بن هلال بن أحوز.
3- البيتان في ديوانه ط بيروت 116/1.
4- الأصل: عمر، و التصويب عن م، و «ز»، و الديوان.
5- بالأصل و م و «ز»: النكرات، و المثبت عن الديوان.
6- الخبر و الشعر في الأغاني 360/13 في أخبار الشمردل بن شريك بن عبد الملك، الشاعر الأموي.
7- اسمه رفيع بن سلمة.
8- في الأغاني: و الرفد له.

لبث (1) الصباح و أسلمته ليلة *** طالت كأنّ نجومها لا تبرح

موصولة بجناح أخرى مثلها *** حتى يرى الدّوّ الفئام النّوّح

عطّلن أيديهن ثم تفجّعت *** ليل (2) التمام بهنّ عبرى يصدح

و حليلة رزئت و أخت و ابنة *** كالبدر تنظره عيون لمّح

لا يبعد ابن يزيد سيّد قومه *** عند الحفاظ و حاجة تستنجح

[حامي الحقيقة لا تزال جياده *** تغدو مسوّمة به و تروّح] (3)

للحرب محتسب القتال مشمّر *** بالدرع مضطمر الحوامل سرّح

ساد العراق و كان أول وافد *** تأتي الملوك به المهاري الطّلّح

يعطي الغلاء بكلّ مجد يشترى *** إنّ المعالي بالمكارم أربح

حدّثني أبو محمّد بن الأكفاني: أن عبد العزيز بن أحمد أجاز له، أنا أبو الحسين الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا أبو محمّد الفرغاني، نا محمّد بن جرير الطبري (4) قال:

ثم دخلت سنة تسع و مائة فيها قتل عمر بن يزيد الأسيّدي، قتله مالك بن المنذر بن الجارود، و كان سبب ذلك - فيما ذكر - أن خالد بن عبد اللّه شهد عمر بن يزيد أيام حرب يزيد بن المهلّب مسلمة بن عبد الملك و قال: هذا رجل العراق، فغاظ ذلك خالدا، و أمر مالك بن المنذر و هو على شرطة البصرة أن يعظّم عمر بن يزيد، و لا يعصى له أمرا حتى يعرّفه الناس، ثم أقبل يعمل (5) عليه حتى يقتله، ففعل ذلك، فذكر يوما عند عبد الأعلى بن عبد اللّه بن عامر بن كريز، فافترى عليه مالك، فقال له عمر بن يزيد: تفتري على عبد الأعلى، فأغلظ له مالك، و ضربه بالسياط حتى قتله.

و بلغني من وجه آخر: أن مالكا أخذ عمر بن يزيد ثم أمر به فلويت عنقه، ثم أخرجوه ليلا إلى السجن فجعل رأسه ينقلب، و الأعوان (6) يقولون له: قوّم رأسك، فلما أتوا به

ص: 391


1- الأصل و م: ليث، و في الأغاني: لبس، و المثبت: لبث عن «ز».
2- الأصل و م و «ز»: ليلي، و المثبت عن الأغاني.
3- سقط البيت من الأصل، و استدرك عن م، و «ز»، و الأغاني.
4- راجع خبر مقتله في تاريخ الطبري 46/7 حوادث سنة 109.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الطبري: يعتل عليه.
6- الأصل: و الأعوانى، و المثبت عن م، و «ز».

السّجّان قال: لا أتسلمه منكم ميتا فأخذوا المفاتيح منه و أدخلوه السجن، فأصبح ميتا فشنعوا أنه مصّ خاتمه، و كان فيه سمّ فمات، و تكلم الناس في أمره و ذلك أيام عمرو بن سهيل حين غلب على البصرة في خلافة مروان في آخر سلطان بني أمية.

5297 - عمر بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان

5297 - عمر (1) بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان

صخر بن حرب بن أمية القرشي الأموي

و أمّه أم كلثوم بنت عبد اللّه بن عامر بن كريز بن ربيعة بن (2) عبد شمس.

مات في حياة أبيه من صاعقة أصابته فذكر أحمد بن يحيى بن جابر، حدّثني أبو الحسن المدائني عن مسلمة بن محارب أن عمر بن يزيد أصابته صاعقة فهلك، و يقال:

رعدت السماء رعدة شديدة فمات خوفا، فقال عبد اللّه بن همّام السّلولي:

عمر الخير يا شبيه أبيه *** أنت لو عشت قد خلفت يزيدا

سلّط الحتف في الغمام عليه *** فتلقّى الغمام روحا سعيدا

أيها الرّاكبان من عبد شمس *** بلّغا الشّام أهلها و الجنودا

أن خير الفتيان أصبح في لحد *** و أمسى من المكارم (3) فقيدا

5298 - عمر بن يزيد بن هشام القرشي

من أهل صهيا (4).

له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز.

5299 - عمر بن يزيد اللّخمي

كان ممن أخذ مع ثابت بن نعيم الجذامي، فأتي به مروان بن محمّد بدير أيوب (5)،

ص: 392


1- لم يذكر مصعب بن عبد اللّه في نسب قريش في أولاد يزيد بن معاوية ولدا اسمه: عمر. ذكره ابن حزم في جمهرة أنساب العرب ص 112.
2- في نسب قريش: ربيعة بن حبيب بن عبد شمس.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: الكرام.
4- صهيا: قرية من إقليم بانياس من أعمال دمشق (معجم البلدان).
5- بالأصل:«بدير بن أيوب» و المثبت عن م و «ز»، و دير أيوب كما في معجم البلدان: قرية بحوران من نواحي دمشق.

فقتله، و قتل ناسا معه، له ذكر.

5300 - عمر بن يزيد النّصري

5300 - عمر بن يزيد النّصري (1)(2)

روى عن عمرو بن مهاجر، و أبي سلاّم الحبشي (3)،و الزهري، و نمير بن أوس الأشعري القاضي، و ثميل بن عبد اللّه الأشعري (4).

روى عنه: محمّد بن شعيب بن شابور، و عبد اللّه بن سالم، و عمرو بن واقد، و الهيثم بن عمران العبسي.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا قالا: أنا أبو سعد بن أبي علاثة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو نصر الزينبي.

ح و أخبرنا أبو الفضل محمّد، و أبو القاسم محمود ابنا أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو نصر الزينبي.

قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد.

ح و أخبرنا أبو عمر محمّد بن محمّد بن القاسم بن علي بن محمّد القرشي، و أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المصري قال: أنا [أبو] (5) عبد اللّه محمّد بن عبد العزيز بن محمّد الفارسي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد، أنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا العباس بن الوليد بن مزيد (6) العذري - ببيروت - نا محمّد بن شعيب بن شابور.

ح و أنبأنا أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد، و حدّثني أبو المحاسن عبد الرزّاق بن محمّد بن أبي نصر عنه، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم، نا العباس بن الوليد.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، أنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك - قراءة عليه - أنا العباس بن الوليد بن

ص: 393


1- في «ز»: «النضري».
2- ترجمته في ميزان الاعتدال:231/3 و لسان الميزان 340/4 و التاريخ الكبير 205/6 و الجرح و التعديل 142/6.
3- في «ز»: الخشني.
4- ترجمته في التاريخ الكبير 183/2/1.
5- سقطت من الأصل و «ز»، و استدركت عن م.
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: يزيد، تصحيف.

مزيد البيروتي، أنا محمّد بن شعيب.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر برداعس قال: قرأت على عباس، أنا ابن شابور قال: أخبرني - و في حديث برداعس: عن عمر بن يزيد النّصري، عن عمرو بن مهاجر صاحب حرس عمر بن عبد العزيز، عن (1) عمر بن عبد العزيز - و في حديث الأصم أنه أخبره عن عمر بن عبد العزيز (2) عن يحيى بن القاسم، عن أبيه عن جده عبد اللّه بن عمرو بن العاص.

عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أنه قال - و قال برداعس: عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ما هلكت أمّة قط إلاّ بالشرك باللّه عزّ و جلّ ، و ما أشركت أمة حتى يكون بدوّ شركها التكذيب بالقدر»[9917].

و أخبرناه (3) أبو محمّد السّلمي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، نا خيثمة بن سليمان، نا العباس بن الوليد بن مزيد، فذكر بإسناده مثله.

و رواه دحيم عن ابن شابور.

أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الأنصاري، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، نا محمّد بن محمّد الباغندي، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم الدمشقي أبو سعيد دحيم، نا محمّد بن شعيب بن شابور، عن عمر بن يزيد النّصري (4)،عن عمرو بن مهاجر، عن عمر بن عبد العزيز عن يحيى بن القاسم، عن أبيه، عن جده عبد اللّه بن عمرو قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ما هلكت أمّة قطّ إلاّ بالشّرك، و ما كان بدوّ شركها إلاّ التكذيب بالقدر»[9918].

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الكشميهني، و أبو بكر فضل اللّه بن المفضّل بن فضل اللّه بن أبي الخير، و أبو الثناء المنور، و أبو الضياء نصر ابنا أسعد بن سعيد بن فضل اللّه بن أبي الخير الميهنيون، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن الجنيد الخطيب، و أبو علي الحسن بن عبد الرّحمن بن سلمان المقرئ، و أبو محمّد العباس بن محمّد بن أبي منصور الواعظ ، قالوا: أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن أبي الحسن العارف

ص: 394


1- ما بين الرقمين ليس في «ز».
2- ما بين الرقمين ليس في «ز».
3- في «ز»: و أخبرنا.
4- في «ز»: النضري.

الميهني (1)،أنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيري، نا أبو العباس الأصم، أنا العباس بن الوليد، أنا ابن شعيب، أخبرني عمر بن يزيد النّصري عن أبي سلام.

أنه أخبر عن أبي أمامة الباهلي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أنه قال:«ثلاثة لا يقبل منهم صرف و لا عدل: عاقّ ، و منّان، و مكذّب بقدر»[9919].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و علي بن زيد (2) قالا: أنا أبو الفتح الزاهد - زاد الفرضي: و أبو محمّد بن فضيل، قالا:- أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم (3)،نا هشام بن عمّار، نا الهيثم بن عمران، نا عمر بن يزيد النّصري كاتب نمير بن أوس قاضي دمشق بحكاية ذكرها.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (4) قال:

عمر بن يزيد النّصري عن ثميل، و عمرو بن مهاجر، روى عنه عبد اللّه بن سالم، و محمّد بن شعيب الشامي.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه بن عبد الملك - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أبو محمّد بن أبي حاتم قال (5):

عمر بن يزيد النّصري روى عن أبي سلام الحبشي، و عمرو بن مهاجر، و ثميل روى عنه محمّد بن شعيب بن شابور، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (6)،أنا أبو القاسم البجلي، أنا عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في ذكر نفر ثقات: عمر بن يزيد النّصري هو الأعور.

ص: 395


1- في «ز»: المهيني، تصحيف.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: يزيد.
3- في م: خزيم، بالزاي تصحيف.
4- التاريخ الكبير للبخاري 205/6.
5- الجرح و التعديل 142/6.
6- في م: الكناني، تصحيف.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني.

ح و قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1) قالا:

عمر بن يزيد النّصري يروي عن الزهري و غيره، روى عنه عمرو بن واقد، و محمّد بن شعيب بن شابور.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمّد، أنا أبو زكريا البخاري.

و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف قالا: نا عبد الغني بن سعيد قال في باب النّصري بالنون: عمر بن يزيد النّصري، يروي عن الزهري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللالكائي، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (2) قال: قلت له - يعني عبد الرّحمن بن إبراهيم - عمر بن يزيد النّصري ؟ (3) قال: كاتب نمير (4)،و كان ثقة، فقيها، و كان ابن شعيب يجالسه.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا محمّد بن المظفر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي قال (5):

عمر بن يزيد النّصري عن الزهري يخالف في حديثه.

و بلغني عن أبي حاتم بن حبّان البستي قال: قال هشام بن عمّار: كان ممن يقلب الأسانيد و يرفع المراسيل (6).

ص: 396


1- الاكمال لابن ماكولا 390/1 في باب: البصري و النصري.
2- المعرفة و التاريخ 396/2.
3- في المعرفة و التاريخ: البصري.
4- في المعرفة و التاريخ: قال: كان كاتبهم.
5- الضعفاء الكبير للعقيلي 196/3 رقم 1195.
6- ميزان الاعتدال 230/3 و راجع ابن حبان 88/2.

ذكر من اسمه عمر ممن لا يعرف تسمية أبيه

5301 - عمر الدمشقي

5301 - عمر الدمشقي (1)

حدّث عن واثلة بن الأسقع.

روى عنه: ابنه علي بن عمر.

ذكره أبو الفضل المقدسي.

5302 - عمر

يعرف بعمر دن مولى النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم - لفظا - و أبو القاسم بن العلاء - قراءة - قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، نا محمّد بن موسى بن الحسين، أنا أبو بكر بن خريم، نا حميد بن زنجويه، نا يزيد بن عبد ربّه، نا بقية بن الوليد، عن مسلم بن زياد مولى ميمونة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلم، قال:

أتينا عمر بن عبد العزيز فدفعنا إليه صكاكا في حوائجنا، و كان فينا رجل من أهل دمشق، يقال له عمر دن مولى النبي صلّى اللّه عليه و سلم، قال: فدفع إليه صكه: حاجة عمر مولى النبي صلّى اللّه عليه و سلم فلما قرأها عمر قال: أيكم مولى النبي صلّى اللّه عليه و سلم ؟ فأجابه عمر مولى النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فدعاه، فقال له عمر: أنت مولى النبي صلّى اللّه عليه و سلم ؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال عمر: و عمر بن عبد العزيز أيضا مولى النبي صلّى اللّه عليه و سلم، ارفع إلينا حاجتك، قال: يا أمير المؤمنين أمي عجوز كبيرة ليس لها

ص: 397


1- ميزان الاعتدال 233/3 قال عنه الذهبي: لا يعرف من هو.

خادم يكفيها، قال: قد أمرنا لها بخادم، فارفع إلينا حاجتك، قال: تأمر لي بنفقة، قال: قد أمرنا لك بثلاثين دينارا، فارفع إلينا حاجتك، قال: كفاني يا أمير المؤمنين، قال: فتكلّم عمر بن عبد العزيز بكلمة لم أفهمها، فقلت لصاحب لنا: ما الذي نطق به أمير المؤمنين ؟ قال: قال: و اللّه لو سألني إلى أن توارى بالحجاب ما منعته شيئا سألنيه (1).

قال مسلم: فإن ذلك لموقعه من النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

5303 - عمر الرّاشدي

ولي إمرة دمشق في رجب سنة إحدى عشرة و ثلاثمائة في أيام المقتدر بعد ولاية تكين الخاصة الثانية له، فأقام بها شهورا، ثم عزل عنها، و ولّي الرملة، و بها مات.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة أربع عشرة و ثلاثمائة فيها مات عمر الراشدي أمير الرّملة.

5304 - عمر بن السّرّاج

من متصوفة أهل دمشق من أقران أحمد بن أبي الحواري، و قاسم الجوعي، له ذكر.

5305 - عمر المروزي

حكى عنه أبو الحسن بن جهضم الهمداني.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمّد بن صافي بن شجاع، و أنبأنيه أبو طاهر بن الحنّائي عنه.

ثم أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، عن محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك، أنا علي بن محمّد الربعي، أنا علي بن عبد اللّه بن الحسن بن جهضم، حدّثني عمر المروزي بأنطاكية - و قد اجتمعنا جماعة نريد دمشق - فقال لي: هؤلاء الجماعة يصلحون أن تصحبهم، فقلت: ما علمت إلاّ خيرا، فأيش أنكرت ؟ فقال: اعلم أنّي خرجت من الموصل وحدي، فلمّا صرت على الطريق صحبني رجل، و قال نصطحب إلى حرّان (2)، فقلت: نعم، فمشى ساعة، و قلت له تقدم أنت حتى أبول، فأبطأت عليه فمشى و تركني، ثم لقيني آخر فقال: إلى حرّان ؟ فقلت: نعم، فقال: نصطحب، و مشينا يومنا، فلما كان من الغد

ص: 398


1- في م و «ز»: يسألنيه.
2- حران: و هي قصبة ديار مضر (معجم البلدان).

قلت له تقدم حتى أبول، و أبطأت عليه فتركني و مشى، ثم آخر و آخر حتى قربت من حرّان و أنا وحدي، فرأيت رجلا أسود (1)،دميما، حقيرا، جالسا على الطريق فلما رآني بشّ بي و قال: إلى حرّان ؟ قلت: نعم، فمشينا ساعة ثم قلت له: تقدم حتى أبول، و جلس ساعة، فقلت له: تقدم فأنا ألحقك، فطرح نفسه على الطريق فلحقته و قلت له: شغلت قلبي بجلوسك تنتظرني، فما تطهّرت كما أريد، فجلس و قال: تطهّر كيف شئت، و أعطاني ما كان معه، فقلت له تقدم، و جلست و أبطأت ساعة كبيرة أختبره، ثم انضجعت، فرأى فقام و جاء إلى عندي، و أخرج من وسطه زمارة، و جلس عند رأسي و نفخ فيها فقلت: الحق المنزل، فقال: قد مشينا ساعة و وجب حق بعضنا على بعض ليس نفترق، و هو الذي بحذاك تراه، فلم يزل معنا إلى دمشق، و خرجنا إلى مصر و هو معنا، و خرجنا إلى الحجاز و هو معنا، أطيب الجماعة نفسا و أخفهم روحا، و أكثرهم خدمة، و أرفقهم بأصحابه.

5306 - عمر المغربي

قرأت بخط أبي عبد اللّه بن قبيس: مات عمر المغربي شيخ من أهل العلم و الصلاح في شهر رمضان من سنة سبع و ثمانين و أربعمائة.

ص: 399


1- سقطت من الأصل، و كتب على هامشه:«ود» و المثبت عن م و «ز».

ذكر من اسمه عمرو

اشارة

ذكر (1) من اسمه عمرو (2)

5307 - عمرو بن أحمد بن رشيد

5307 - عمرو (3) بن أحمد بن رشيد

أبو سعيد المذحجي الطّبراني

حدّث عن عبد الرّحمن بن القاسم، و عبد الصمد بن عبد اللّه بن أبي (4) يزيد، و جعفر بن أحمد بن عاصم.

روى عنه: عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و إدريس بن محمّد بن أحمد بن أبي خالد، و يقال: إدريس بن إبراهيم الواعظ البغدادي، و أبو العباس أحمد بن محمّد بن الحاج الإشبيلي، و أبو الفرج عبد الواحد بن بكر الورثاني.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو الحسن بن صصرى، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، نا عمرو بن أحمد بن رشيد الطّبراني أبو سعيد، نا عبد الرّحمن بن القاسم بن الرّوّاس الدمشقي، نا أبو تقيّ هشام بن عبد الملك اليزني (5) الحمصي، نا عبد السلام بن عبد القدّوس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أربع لا يشبعن من أربع: عين من نظر، و أرض من مطر، و أنثى من ذكر، و عالم من علم»[9920].

ص: 400


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- في م: عمر.
4- كتبت فوق الكلام بين السطرين في «ز».
5- بالأصل و م و «ز»: البري، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 303/12.

5308 - عمرو بن أحمد بن معاذ

- و يقال: عمرو بن معاذ

العنسي الدّارني

حدّث عن أبي موسى عمران بن موسى الطرسوسي بكتاب التفسير لسنيد بن داود (1).

روى عنه ابنه أحمد بن عمرو.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد الحافظ ، أنا أبي أبو الحسين، أنا أبو الفضل العباس بن محمّد، أنا أبو موسى.

ح قال: و أنا عبد اللّه بن أحمد بن عمرو بن معاذ، أنا أبي أحمد، أنا أبي عمرو، أنا أبو موسى.

أنا سنيد بن داود، نا حجّاج، عن ابن جريج، عن عطاء.

عن ابن عبّاس قوله: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيٰامُ كَمٰا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ (2)يعني بذلك أهل الكتاب، و كان كتابه على أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلم أن الرجل و المرأة، يأكل و يشرب و ينكح ما بينه و بين أن يصلي العتمة أو يرقد، فإذا صلّى العتمة أو رقد منع من ذلك إلى مثلها من القابلة، فنسختها هذه الآية (3)أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيٰامِ (4).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن طوق الطّبراني، نا أبو الحسين أحمد بن عمرو بن معاذ العنسي الدّاراني - بداريا - أخبرني أبي عمرو بن معاذ، نا أبو موسى عمران بن موسى الطّرسوسي، نا سنيد بن داود، نا إسحاق بن عيسى، عن محمّد بن جابر، عن أبي إسحاق الهمداني، عن محمّد بن واسع، عن الحسن البصري قال:

من قرأ الآيات فَسُبْحٰانَ اللّٰهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ إلى آخرها (5) لم يفته شيء كان في يومه و ليلته، و أدرك ما فاته في يومه و ليلته.

كذا قال، و هو عمرو بن أحمد بن معاذ.

ص: 401


1- ترجمته في تهذيب الكمال 155/8 و سير الأعلام 627/10.
2- سورة البقرة، الآية:183.
3- الأصل و «ز»: «الليلة» و المثبت:«الآية» عن م.
4- سورة البقرة، من الآية:187.
5- سورة الروم، الآية:17.

5309 - عمرو بن أحمد

أبو زيد الجذوعي العسكري

سمع أبا الطّيّب بن عبّاد.

روى عنه: أبو الحسن بن صخر.

أنبأنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، و أبو منصور بن الجواليقي، و أبو الحسن سعد الخير بن محمّد قالوا: أنا أبو الحسين أحمد بن عبد القادر بن محمّد بن يوسف، أنا القاضي أبو الحسن محمّد بن علي بن محمّد بن عبد اللّه بن صخر - بمكة - نا أبو زيد عمرو بن أحمد الجذوعي العسكري، نا أبو الطيب أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهّاب الشيباني، نا أحمد بن علي الأبطح، نا يحيى بن زهدم، نا أبي، عن أبيه عن العرس بن عميرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» (1)[9921].

5310 - عمرو بن الأخوص الجشمي

5310 - عمرو بن الأخوص الجشمي (2)

له صحبة.

شهد هو و زوجه أم سليمان مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم حجة الوداع و رويا عنه حديثا.

روى عنه: ابنه سليمان بن عمرو.

و شهد عمرو اليرموك.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا أبو سعيد مولى بني هاشم، نا زائدة، نا شبيب بن غرقدة (4)،عن سليمان بن عمرو بن الأخوص، حدّثني أبي أن شهد حجة الوداع مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لا يجني جان (5) إلاّ على نفسه، لا يجني والد على ولده، و لا مولود على والده»[9922].

ص: 402


1- رواه ابن الأثير في أسد الغابة من طريق آخر في ترجمة عرس بن عميرة 518/3.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 172/14 و تهذيب التهذيب 319/4 و الإصابة 522/2 و أسد الغابة 686/3.
3- رواه أحمد في مسنده 436/5 رقم 16064 طبعة دار الفكر و من طريق آخر في أسد الغابة 686/3.
4- بالأصل و م و «ز»: عرقدة، بالعين المهملة، و المثبت عن المسند و أسد الغابة.
5- الأصل و «ز»: جاني، و المثبت عن المسند، و م.

هذا مختصر و قد.

أخبرتنا بتمامه أم المجتبى بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا أبو الأحوص، عن شبيب بن غرقدة (1)،عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أبيه (2) قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول في حجة الوداع:«أيّ يوم هذا»- ثلاث مرات - قالوا: يوم الحج الأكبر، قال:«فإنّ دماءكم و أموالكم و أعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا (3)،ألا لا يجني جان (4) إلاّ على نفسه، و لا يجني والد على ولده، ألا إن الشيطان قد أيس أن يعبد في بلدكم هذا أبدا (5)،و لكن سيكون طاعة له في بعض ما يحتقرون من أعمالكم برضائها، ألا إنّ كلّ دم من دماء الجاهلية موضوع، و أول ما أضع منها دم الحارث بن عبد المطلب، كان مسترضعا في بني ليث، فقتلته هذيل، ألا و كلّ ربا من ربا الجاهلية موضوع، لكم رءوس أموالكم لا تظلمون و لا تظلمون ألا يا أمّتاه هل بلّغت» قالوا:

نعم، قال:«اللهم اشهد»[9923].

أخرجه ابن ماجة (6) في سننه عن أبي بكر بن أبي شيبة.

و أخرجه البغوي في معجمه عن عمه علي بن عبد العزيز.

و محمّد بن إسحاق الصّغاني، عن أبي غسان مالك بن إسماعيل، عن أبي الأحوص بطوله.

و رواه مسدّد بن مسرهد و هنّاد بن السّري عن أبي الأحوص، و رواه أبو حمزة بن ميمون السكري، و حازم بن إبراهيم البجلي عن شبيب بن غرقدة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنّى بن معاذ العنبري، نا مسدّد بن

ص: 403


1- بالأصل و م و «ز»: عرقدة، بالعين المهملة، و المثبت عن المسند و أسد الغابة.
2- راجع أسد الغابة 686/3.
3- ما بين الرقمين سقط من «ز».
4- بالأصل: جاني، و المثبت عن و أسد الغابة.
5- سنن ابن ماجة(25) كتاب المناسك،(76) باب الخطبة يوم النحر، رقم 3055(1015/2).
6- سنن ابن ماجة(25) كتاب المناسك،(76) باب الخطبة يوم النحر، رقم 3055(1015/2).

مسرهد، نا خالد، نا يزيد بن أبي زياد، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أبيه قال:

وقع الطاعون و نحن باليرموك، فأتانا عمر بن الخطّاب فدخل أصحاب الرايات و لم يدخل من الطاعون.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي، و اللفظ له قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1) قال: عمرو بن الأحوص.

قال مسدّد: نا أبو الأحوص عن شبيب بن غرقدة، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أبيه، سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلم «كل ربا في الجاهلية» موضوع[9924].

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2) قال:

عمرو بن الأحوص له صحبة، والد سليمان بن عمرو، روى عنه ابنه سليمان بن عمرو بن الأحوص، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا (3) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال في تسمية الصحابة: عمرو بن الأحوص.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:

عمرو بن الأحوص الجشمي أبو سليمان، روى عنه ابنه سليمان.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ : عمرو بن الأحوص أبو سليمان الجشمي، حديثه عند ابنه سليمان (4).

ص: 404


1- التاريخ الكبير للبخاري 305/6-306.
2- الجرح و التعديل 220/6.
3- الخبر التالي سقط من «ز».
4- كتب بعدها في م و «ز»: آخر الجزء و الثلاثين بعد الخمسمائة.

5311 - عمرو بن أسلم العابد

5311 - عمرو بن أسلم العابد (1)

من أهل طرسوس (2).

سكن دمشق.

روى عن أبي (3) معاوية الأسود، و سلم (4) بن ميمون الخوّاص، و وكيع بن الجرّاح.

روى عنه: أبو حاتم الرازي، و أبو موسى الطوسي، و أحمد بن أبي الحواري، و الحسن بن علي بن شبيب المعمري (5).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي (6)،أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن أحمد بن عثمان الطرازي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن سختويه العدل، نا الحسن بن علي بن شبيب، حدّثني عمرو بن أسلم.

ح و أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، و أبو بكر بن ريذة، قالا: حدّثنا سليمان بن أحمد (7)،نا الحسن بن علي المعمري، نا عمرو بن أسلم الحمصي، نا سلم (8)بن ميمون الخواص، عن علي بن علي بن عطاء، عن عبيد اللّه - زاد المعمري: ابن عمر، و قالا:- العمري، عن سالم بن عبد اللّه، عن أبيه قال:

قال رسول اللّه (9) صلّى اللّه عليه و سلم:«من قال في سوق من الأسواق: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد، و هو على كلّ شيء قدير، كتب اللّه له ألف ألف حسنة»[9925].

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا محمّد بن عيسى بن عبد الكريم، نا أحمد بن محمّد الجلي (10)،نا

ص: 405


1- ترجمته في الجرح و التعديل 221/6.
2- طرسوس: مدينة بثغور الشام بين أنطاكية و حلب و بلاد الروم (معجم البلدان).
3- راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 78/9.
4- الأصل و «ز»: سالم، و في م: مسلم، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 179/8 و في حلية الأولياء 277/8 سالم.
5- في م و «ز»: العمري، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 510/13.
6- في «ز»: الجمزرودي.
7- رواه الطبراني في المعجم الكبير 232/12 رقم 13175.
8- الأصل و م و «ز»: سالم، و المثبت عن المعجم الكبير.
9- في المعجم الكبير: قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم.
10- في «ز»: الحلى.

محمّد بن حصن بن خالد، نا عبد الرّحمن المكتب بدمشق، حدّثني أبو موسى الطوسي، حدّثني عمرو بن أسلم الدمشقي قال:

مات عندنا بالثغر رجل، فدفن، فلمّا كان اليوم الثالث أتى الحفارين رجل فسألهم أن يحفروا إلى جنب الميت قبرا، فحفروا فانهار قبر المدفون إلى القبر الذي يحفرونه، فإذا اللبن (1) منصوب و ليس في اللحد شيء، فقال أحدهما لصاحبه: أ ليس هذا نحن حفرناه ؟ قال له صاحبه: بلى، قال: فاليوم الثالث، قال: نعم، قال: ويحك فما في اللحد شيء، فأنا أعرف أخا الميت، فذهب (2) إليه و جاء به فقال: هذا القبر تعرفه ؟ قال: نعم، هذا قبر أخي، قال: فأنزله إلى القبر المحفور، فنظر إلى قبر أخيه فإذا ليس في اللحد شيء، و اللبن (3)منصوب على حاله، فذهب أخو الميت إلى وكيع بن الجرّاح و كان عندنا في تلك السنة بالثغر، قال: فقال له: يا أبا سفيان إنّ أخي مات و دفناه، فحفروا إلى جنبه يوم الثالث قبرا، فانهار إلى قبره فاطّلعت في لحده، فإذا اللبن (4) منصوب و ليس في القبر شيء، قال: فقال له وكيع: سمعنا في حديث: من مات و هو يعمل عمل قوم لوط سار به قبره حتى يصير معهم و يحشر يوم القيامة معهم.

أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد بن أبي منصور النجار الصوفي، و أبو العلاء صاعد بن عبد الوهّاب بن عبد الصمد بن موسى المعدل، قالا: أنا أحمد بن علي بن عبد اللّه بن خلف، أنا أبو القاسم السّرّاج في كتابه، أنا أبو عمرو بن مطر، نا أبو عبد الرّحمن محمّد بن المنذر الهروي، نا محمّد بن إدريس الحنظلي، نا عمرو بن أسلم العابد قال: سمعت سلم (5) بن ميمون العابد يقول (6):

أرى الدنيا لمن هي في يديه *** عذابا كلّما كثرت (7) لديه

تهين المكرمين لها بصغر *** و تكرم كلّ من هانت عليه

فدع عنك الفضول تعش حميدا *** و خذ (8) ما كنت محتاجا إليه

ص: 406


1- كذا بالأصل، و في «ز» و م: القبر.
2- بالأصل: فذهبت، و المثبت عن م و «ز».
3- كذا بالأصل و «ز»، و في م: و القبر.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: القبر.
5- بالأصل و م: مسلم، و سقطت اللفظة من «ز». و في حلية الأولياء 277/8: سالم.
6- الأبيات في حلية الأولياء 278/8 في ترجمة سلم بن ميمون الخواص (الحلية: سالم).
7- الحلية: كوت (كذا).
8- الحلية: و قد (كذا).

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسن بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد قال:

أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن ياسر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا محمّد بن إسحاق بن الحريص، نا أحمد بن أبي الحواري، نا عمرو بن أسلم الشيخ الصالح، فذكر عنه حكاية.

و قال أبو حاتم الرازي: نا عمرو بن أسلم العابد الطّرسوسي بدمشق: بحكاية ذكرها.

أنبأنا أبو الحسين (1) القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (2):

عمرو بن أسلم الطّرسوسي روى عن أبي (3) معاوية الأسود، و سلم (4) بن ميمون الخوّاص، روى عنه أبي، سئل عنه أبي و قال: صدوق.

5312 - عمرو بن أسماء

أبو مرثد الرّحبي، و يقال: عمرو بن مرثد بن أسماء

و هو أصح، يأتي بعد.

5313 - عمرو - و يقال: عمير - بن الأسود

أبو عياض - و يقال: أبو عبد الرّحمن - العنسي الحمصي (5)

قيل إنه سكن داريا (6)،و هو ممن أدرك الجاهلية.

روى عن عمر بن الخطّاب، و عبادة بن الصامت، و ابن مسعود، و أبي الدّرداء، و جنادة بن أبي أمية، و أم حرام بنت ملحان، و العرباض بن سارية.

ص: 407


1- بالأصل و م و «ز»: الحسن، تصحيف، و السند معروف.
2- الجرح و التعديل 221/6.
3- في الجرح و التعديل:«عن معاوية الأسود» و قد وهم المحقق، و لم يتنبه إلى سقوط «أبي» و كتب بالهامش: أنه: معاوية بن سلام أبو سلام الأسود.
4- الأصل و «ز»: «سالم». و المثبت عن م.
5- انظر ترجمته و أخباره في: تاريخ داريا ص 70 و تهذيب الكمال 174/14 و تهذيب التهذيب 320/4 و أسد الغابة 689/3. و العنسي: بالنون، كما في أسد الغابة، و الجرح و التعديل 220/6 و فيه «القيسي» بدل «العنسي».
6- داريا من قرى دمشق، بالغوطة (مراصد الاطلاع).

روى عنه: أبو راشد الحبراني، و خالد بن معدان، و مجاهد، و يونس بن سيف.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد اللّه الأصبهاني - بها - نا سليمان بن أحمد بن أيوب الطّبراني، نا أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة، نا أبو اليمان الحكم بن نافع، نا أرطأة بن المنذر، عن عبد اللّه بن رزيق (1)،عن عمرو بن الأسود، عن أبي الدّرداء قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لا تأكل متكئا، و لا تتخطّى رقاب الناس يوم الجمعة»[9926].

قال: و أنا أبو الحسن بن رزقويه، نا أبو العباس عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أحمد بن حمّاد العسكري - إملاء - في سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة، نا أيوب بن سليمان الصفدي (2)، نا أبو اليمان، نا أرطأة بن المنذر، عن عبد اللّه بن رزيق الألهاني، عن عمرو بن الأسود العنسي (3)،عن أبي الدرداء قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لا تأكل متّكئا و لا على غربال، و لا تتخذنّ من المسجد مصلّى لا يصلّى إلاّ فيه، و لا تخطّى رقاب الناس يوم الجمعة، فيجعلك اللّه لهم جسرا يوم القيامة»[9927].

قال الخطيب: كذا سمّاه و نسبه أبو اليمان و وهم في ذلك، و الصواب أنه: رزيق أبو عبد اللّه.

كذلك ذكره أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، و أبو عبد اللّه البخاري، و أبو حاتم الرازي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (4)،حدّثني الفوزي (5) خطاب بن عثمان، عن إسماعيل بن عيّاش قال:

ص: 408


1- إعجامها مضطرب في الأصل، و في م و «ز»: زريق، و الذي في تهذيب الكمال: روى عنه:... و رزيق أبو عبد اللّه الألهاني، و سينبه المصنف في آخر الخبر الذي سيلي هذا الخبر إلى أنه الصواب.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الصغدي.
3- الأصل: العبسي، و المثبت بالنون عن م، و «ز».
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 392/1.
5- الحرف الأول بدون إعجام في الأصل و م، و تقرأ في «ز»: العوزي.

و عمرو بن الأسود يكنى أبا عياض.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الفضل بن خيرون.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار قالا: أنا أبو القاسم الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العباس بن محمّد الجوهري، أنا صالح بن أحمد بن حنبل، قال: قال أبي: عمرو بن الأسود العنسي أبو (1) عياض.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو طاهر الباقلاني، أنا أبو محمّد بن يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدّولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الشام: عمرو بن الأسود العنسي، أدرك عمر، يكنى أبا عياض.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (2):

عمير بن الأسود سأل أبا الدرداء عن طعام أهل الكتاب، و روى عن معاذ، و كان قليل الحديث، ثقة.

و قال في موضع آخر (3):عمرو بن الأسود السكوني، روى عن عمر، و معاذ، و له أحاديث.

و عندي (4) أنهما واحد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو بكر عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (5)،أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (6) قال: عمير بن الأسود، روى عن عمر و معاذ.

و قال في موضع آخر: عمرو بن الأسود السكوني روى عن عمر، و معاذ.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن

ص: 409


1- بالأصل:«ابن» تصحيف، و التصويب عن م، و «ز».
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 442/7.
3- طبقات ابن سعد 442/7.
4- تعقيب للمصنف على ما جاء في طبقات ابن سعد.
5- في م و «ز»: اللبناني، بتقديم الباء، تصحيف.
6- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد المطبوع.

الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (1):

عمرو بن الأسود العنسي أبو عياض (2)،سمع معاوية، روى عنه خالد بن معدان، و قال نعيم بن حمّاد عن ابن وهب عن معاوية، عن يونس بن سيف، عن عمرو بن الأسود العنسي سمع عمر يقول: عليكم بالحج، يعدّ في الشاميين، و روى خالد: عن عمرو بن أسود (3) سمع جنادة، كنّاه أحمد.

و قال محمّد: نا ربيع بن روح، نا أبو حيوة شريح بن يزيد الحضرمي، عن أرطأة، عن عمرو بن الأسود العنسي، أنه انطلق إلى العراق فيقولون له: يا أبا عبد الرّحمن أ مؤمن أنت، سمع يونس بن سيف.

أنبأنا أبو الحسين (4) هبة اللّه بن الحسن (5)،و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (6):

عمرو بن الأسود أبو عياض العنسي (7).روى عن عمر بن الخطّاب، و ابن مسعود، و عبادة بن الصّامت، روى عنه مجاهد، و خالد بن معدان، و يونس بن سيف، و عبد اللّه بن بريدة، و إبراهيم الهجري، و زياد بن فيّاض، و كثير بن أبي كثير، و عبد ربّه، و عطاء بن السائب، سمعت أبي يقول ذلك.

و قال في باب عمير (8):

عمير بن الأسود العنسي الشامي، سمع عبادة، و أبا الدرداء، و أم حرام، روى عنه خالد بن معدان، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 410


1- التاريخ الكبير للبخاري 315/6.
2- في التاريخ الكبير:«أبو عبد الرّحمن» و بهما كني.
3- في التاريخ الكبير: عمرو بن الأسود.
4- الأصل و م و «ز»: الحسن، تصحيف.
5- الأصل و م و «ز»: الحسين، تصحيف، و السند معروف.
6- الجرح و التعديل 220/6.
7- في الجرح و التعديل: القيسي، تصحيف.
8- الجرح و التعديل 375/6.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا تمّام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه، نا أبو زرعة، قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هي العليا: عمرو بن الأسود يكنى أبا عياض، و هو عمير بن الأسود.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد - إجازة-.

ح و أنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير.

قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: سمعت أبا زرعة يقول: عمرو بن الأسود يكنى أبا عياض، و هو عمير بن الأسود (1).

قال: و سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: عمرو بن الأسود العنسي حمصي.

قال أحمد بن عمير بن جوصا: حدّثني معاوية عن يحيى قال: عمرو و يكنى أبا عياض، قال: و سمعت محمّد بن عوف يقول: عمير بن الأسود، و عمرو، و عمير واحد، و عمرو يكنى أبا عياض - زاد الكلابي: قال ابن جوصا قال معاوية: و حدّثني سليمان بن عبد الحميد، حدّثني مشايخ عنس قالوا: عمرو بن الأسود العنسي يكنى أبا عياض.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد بن علي، أنا أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي، أنا أبو الحسين محمّد بن المظفر، أنا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي قال:

عمرو بن الأسود العنسي، يكنى أبا عياض، و هو عمير بن الأسود، سأل عمر بن الخطّاب من أين أحرم يا أمير المؤمنين.

و قال: صلّى بنا عمر بن الخطّاب، و قد كان معاوية ولاّه قضاء حمص ثم استعفاه فعزله.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة - قراءة - عن أبي زكريا البخاري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يونس، أنا أبو زكريا.

ص: 411


1- راجع تهذيب الكمال 175/14 و سير أعلام النبلاء 79/4.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف، قالا: نا عبد الغني بن سعيد قال:

و أما العنسي: بعين و سين مهملتين و نون، فعدد كثير، منهم: عمرو بن الأسود العنسي أبو عياض، سمع من معاوية.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري (1) قال:

عمير بن الأسود العنسي الشامي، سمع أم حرام بنت ملحان، روى عنه خالد بن معدان في الجهاد.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (2)،قال:

أما العنسي بالنون فجماعة منهم: أبو عياض عمرو بن الأسود العنسي، سمع معاوية، روى عنه خالد بن معدان و قيل: سمع عمر.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: أبو عياض عمرو بن الأسود العنسي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو عياض عمرو بن الأسود، سمع معاوية، روى عنه خالد بن معدان، و يقال: اسمه قيس بن ثعلبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب (3) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو عياض عمرو بن الأسود العنسي، أدرك عمر، و قيل: أبو عبد الرّحمن.

ص: 412


1- راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 391/1.
2- الاكمال لابن ماكولا 353/6.
3- بالأصل، و «ز»: الخطيب، تصحيف، و التصويب عن م.

قرأنا على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدّولابي (1) قال: أبو عبد الرّحمن: عمرو بن الأسود العنسي (2).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو عبد الرّحمن: و يقال أبو عياض عمرو بن الأسود، و يقال: قيس بن ثعلبة العنسي الشامي، سمع عمر بن الخطّاب، و معاوية بن أبي سفيان، روى عنه خالد بن معدان، و مجاهد بن جبر، و شرحبيل بن مسلم، و أرطأة بن المنذر.

أنبأنا أبو علي المقرئ، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا موسى بن عيسى بن المنذر، نا أبي، نا بقية، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير قال:

حج عمرو (3) بن الأسود فلما انتهى إلى المدينة نظر إليه عبد اللّه بن عمر و هو قائم يصلي، فسأل عنه، فقيل له: رجل من أهل الشام، يقال له عمرو بن الأسود، فقال ابن عمر:

ما رأيت أحدا أشبه صلاة و لا هديا و لا خشوعا و لا لبسة برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من هذا الرجل (4).

قال: و نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة (5)،نا أبي، نا بقية، عن أرطأة بن المنذر، حدّثني رزيق أبو عبد اللّه الألهاني.

أن عمرو بن الأسود قدم المدينة، فرآه عبد اللّه بن عمر يصلي فقال: من سرّه أن ينظر إلى أشبه الناس صلاة برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فلينظر إلى هذا، ثم بعث إليه ابن عمر بقرى، و علف، و نفقة فقبل القرى و العلف ورد النفقة، فقال ابن عمر: قد ظننت أنه سيفعل ذلك.

كذا قال ابن عمر.

ص: 413


1- الكنى و الأسماء للدولابي 52/2 فيمن يكنى أبا عياض، و لم أجده فيه فيمن كني بأبي عبد الرّحمن.
2- عند الدولابي: العبسي شامي.
3- من قوله: عن عبد الرّحمن... إلى هنا استدرك على هامش «ز»، و بعده صح.
4- سير أعلام النبلاء 79/4.
5- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء أيضا 80/4.

و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا علي بن محمّد بن طوق، أنا عبد الجبار بن محمّد بن مهنّى (1)،أنا أحمد بن عمير، نا شعيب بن شعيب، نا أبو المغيرة، حدّثني أبو بكر - يعني ابن أبي مريم - حدّثني ضمرة بن حبيب بن صهيب.

أنّ عمرو بن الأسود مرّ بعمر بن الخطّاب و هو سائر إلى الشام فدخل على عمر، فلما خرج من عند عمر قال عمر: من أحبّ أن ينظر إلى هدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فلينظر إلى هدي عمرو بن الأسود.

قال ابن مهنّى (2):و عمرو بن الأسود هذا عداده في التابعين من الشاميين، و يقال إنه كان بحمص، و إنّما صح عندنا أنه نزل داريا و سكن بها، فإنّ ولده عندنا بداريا إلى اليوم، و قد يمكن أن يكون نزل حمص، ثم انتقل عنها، و صار إلى داريا و أعقب بها، و اللّه أعلم.

و أخبرناه أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد بن محمّد الخليلي - ببلخ - أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد بن الحسن الخزاعي، نا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشّاشي - ببخارى - أنا عيسى بن أحمد العسقلاني، نا بشر بن بكر، نا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي مريم الغساني، عن ضمرة بن حبيب.

أن عمرو بن الأسود مرّ على عمر بن الخطّاب سائرا إلى الشام، فدخل على عمر، فلمّا خرج من عندهم قال عمر: من أحب أن ينظر إلى هدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فلينظر إلى هدي عمرو بن الأسود.

و رواه أبو اليمان عن أبي مريم عن ضمرة و حكيم بن عمير.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا ابن زنجويه، نا أبو اليمان، نا أبو بكر بن أبي مريم.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

ح و أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنا أبو محمّد الجوهري.

ص: 414


1- رواه الخولاني في تاريخ داريا ص 70 و تهذيب الكمال 176/14.
2- تاريخ داريا ص 71.

قالا: أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا أبو اليمان، نا أبو بكر، عن حكيم بن عمير، و ضمرة بن حبيب قالا: قال عمر بن الخطّاب: من سرّه أن ينظر إلى هدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فلينظر إلى هدي عمرو بن الأسود.

و رواه ابن عيّاش عن ابن أبي مريم فوصله.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا عبد الوهّاب بن الضحاك (3)،نا ابن عيّاش (4)،حدّثني ابن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب، عن عمرو بن الأسود العنسي قال:

مررت على عمر سائرا إلى الشام، فدخلت على عمر، فلمّا خرج من عند عمر قال:

من أحبّ أن ينظر إلى هدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فلينظر إلى هدي عمرو بن الأسود.

و هكذا رواه محمّد بن حرب عن أبي بكر.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو نصر بن الجندي، و أبو بكر القطان، و أبو القاسم بن أبي العقب، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو زرعة، نا خالد بن خليّ الحمصي القاضي.

ح و أخبرناه أبو محمّد بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو القاسم تمّام بن محمّد، قالا: أنا أبو الحسن بن حذلم، نا أبو زرعة، حدّثني خالد بن خلي القاضي، نا محمّد بن حرب، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب بن صهيب.

عن عمرو بن الأسود العنسي أنه مرّ على عمر بن الخطّاب سائرا إلى الشام، فدخل على عمر، فلما خرج من عند عمر قال: من أحبّ أن ينظر إلى هدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فلينظر إلى هدي عمرو بن الأسود.

ص: 415


1- رواه أحمد بن حنبل في مسنده 18/1-19، و 50/1 رقم 115 طبعة دار الفكر و أسد الغابة 689/3 و سير أعلام النبلاء 80/4.
2- المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 314/2.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 446/6.
4- يعني: إسماعيل بن عياش بن سلم العنسي (ترجمته في تهذيب التهذيب 321/1).

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنا محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك البزّاز، أنا عبد اللّه بن الحسين بن عبيد اللّه بن عبدان، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا سعيد بن عبد العزيز الحلبي (1)،نا أبو نعيم عبيد بن هشام، نا ابن عيّاش، عن شرحبيل بن مسلم الخولاني.

عن عمرو بن الأسود: أنه مر على مجلس بني معاوية فسلّم عليهم، فردّوا عليه السلام و قالوا: لو جلست إلينا يا أبا عياض، قال: و قد اتخذتم هذا مجلسا؟ قالوا: نعم، فينصرف الرجل منا من المسجد فيلقي ثيابه، ثم يخرج فيجلس فيه حتى يعدّ له طعامه، ثم يخرج إلى الصلاة، قال عمر: إذا قد اتّخذتموه مجلسا و لا بد من ذلك فأدّوا حقه، قالوا: و ما حقّه ؟ قال: تقصّرون من الطرف، و تردون السلام، فإنّ ردّه فريضة من طاعة اللّه و تركه معصية اللّه، ترشدون الأعمى و تهدون الضال، و تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر، و تعينون المظلوم، و تأخذون على يد (2) الظالم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ابن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر.

قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي (3) قال:

عمرو بن الأسود شامي تابعي ثقة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب (4) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا سلمة بن أحمد، نا جدي الخطّاب - يعني ابن عثمان - نا محمّد بن عمر - يعني المخرمي - عن أبي الأحوص حكيم بن عمير العنسي، عن عمرو بن الأسود العنسي أنه كان يقول:

ما من موتة أموتها أحبّ إليّ من أن أموت على أريكتي، قيل: يا أبا عبد الرّحمن، و لا شهادة في سبيل اللّه ؟ قال: و كيف لي أن أوتى بها صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر؟

ص: 416


1- تقرأ بالأصل: الجلي، تصحيف، و المثبت عن م، و «ز».
2- في «ز»: يدي الظالم.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 362 رقم 1248.
4- الأصل: الخطيب، تصحيف، و المثبت عن م، و «ز»، و السند معروف.

أخبرنا أبو طاهر يحيى بن محمّد المحاملي، و أبو محمّد علي بن عبد القاهر، و أبو حازم [محمد] (1) بن محمّد، و أبو الفرج هبة اللّه بن أبي نصر، و أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن أحمد، و أبو عبد اللّه محمّد و يسمى الحسين بن أحمد، و أبو بكر بن المزرفي، و أبو منصور بن خيرون، و أبو غالب محمّد (2) بن علي، و أبو نصر محمّد بن سعد، و أبو يعقوب يوسف بن أيوب، و بشارة بنت محمّد بن عبد الوهّاب، و ابنتها مهمار (3) ابنة يانس بن عبد اللّه، و فاطمة بنت علي بن الحسين، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو الفضل الزهري، نا جعفر بن محمّد بن المستفاض، نا إبراهيم بن العلاء الحمصي، نا إسماعيل بن عياش، عن بحير (4) بن سعد (5)،عن خالد بن معدان، عن عمرو بن الأسود العنسي.

أنه كان إذا خرج إلى المسجد قبض بيمينه على شماله، فسئل عن ذلك فقال: مخافة أن تنافق يدي (6)-يعني (7) كيلا يخطر بها في مشيته، فيعجب فيكون نفاقا.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا مسلم بن سعيد بن مسلم، نا مجاشع بن عمرو بن حسّان، نا عيسى بن يونس، نا أبو بكر بن أبي مريم، عن يحيى بن جابر الطائي قال: قال عمرو بن الأسود:

لا ألبس مشهورا أبدا، و لا أملأ جوفي من طعام بالنهار أبدا حتى ألقاه.

قال: و كان عمر بن الخطّاب يقول: من سرّه أن ينظر إلى هدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فلينظر إلى عمرو بن الأسود.

أخبرنا أبو العساف محمّد بن الحسن بن محمّد العلوي الأصبهاني - إجازة - أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن عمر بن يزيد الصّفّار، نا جدي أبو بكر عبد اللّه بن

ص: 417


1- زيادة عن م و «ز».
2- «محمد» سقطت من «ز»، مكانها بياض.
3- كذا رسمها بالأصل و م، و في «ز»: مهيار.
4- في م و «ز»: بجير، تصحيف.
5- كذا بالأصل و تاريخ الإسلام و سير الأعلام: بحير بن سعد، و في تهذيب الكمال و تهذيب التهذيب: بحير بن سعيد.
6- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 80/4-81.
7- في سير الأعلام: عقب الذهبي: قلت: يمسكها خوفا من أن يخطر بيده في مشيته، فإن ذلك من الخيلاء.

أحمد بن القاسم، نا إبراهيم بن محمّد بن الحسن بن ممويه (1)،نا محمّد بن هاشم، نا الوليد بن مسلم، عن أبي بكر، عن يحيى بن جابر الطائي، عن عمرو بن الأسود.

أنه كان يقول: لا ألبس مشهورا، و لا أنام على دثار، و لا أملأ جوفي من طعام حتى ألقى اللّه.

أنبأنا أبو البركات طلحة بن أحمد بن طلحة، و أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الباقي بن عبد اللّه الدوري، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا إسماعيل بن عيّاش، حدّثني شرحبيل بن مسلم، عن عمرو بن الأسود العنسي أنه كان يدع كثيرا من الشبع مخافة الأشر (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفوارس عبد الباقي بن محمّد، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا خالد بن مرداس، نا إسماعيل بن عيّاش، عن أرطأة بن المنذر عن حكيم بن عمير.

أن عمرو بن الأسود توفي و هو صائم (3).

5314 - عمرو بن أمية بن خويلد

ابن عبد اللّه بن إياس بن عبد بن ناشرة بن كعب

ابن جديّ (4) بن ضمرة بن بكر

أبو أميّة الضّمري (5)

صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

شهد معه مشاهد، و كان في غزاة تبوك، و توجه منها مع خالد بن الوليد إلى دومة

ص: 418


1- كذا بالأصل، و م و «ز»: معاوية.
2- سير أعلام النبلاء 80/4.
3- قيل إنه توفي في خلافة معاوية كما في تهذيب الكمال، و قال الذهبي في سير أعلام الأعلام أنه توفي في خلافة عبد الملك بن مروان.
4- جدي بضم الجيم و فتح الدال المهملة و آخره ياء تحتها نقطتان (أسد الغابة).
5- ترجمته في تهذيب الكمال 176/14 و تهذيب التهذيب 321/4 و تقريب التهذيب، و أسد الغابة 690/3 و جمهرة ابن حزم ص 185 و الاستيعاب 497/2 (هامش الإصابة)، و الإصابة 524/2 و في الأصل:«جدي كرب» و في م:«معدي» و في «ز»: «معد» و المثبت يوافق مصادر ترجمته.

الجندل (1)،و بعثه (2) خالد إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم يخبره بأخذ أكيدر صاحب دومة تقدم ذكر ذلك في ترجمة أكيدر (3).

و بعثه رسول صلّى اللّه عليه و سلم سرية وحده، و أرسله إلى النّجاشي يدعوه إلى الإسلام، فأسلم.

و حدّث النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

روى عنه: ابناه جعفر، و عبد اللّه ابنا عمرو، و ابن أخيه الزّبرقان بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أحمد بن إبراهيم الموصلي، نا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن جعفر بن عمرو بن أميّة الضمري، عن أبيه (4).

أنه رأى النبي صلّى اللّه عليه و سلم يأكل من كتف يحتز (5) منها، ثم دعي إلى الصلاة، فصلّى و لم يتوضأ.

رواه مسلم (6)،عن محمّد بن الصباح، عن إبراهيم.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا محمّد بن عبّاد، نا حاتم، نا يعقوب بن عمرو بن أميّة بن (7) عبد اللّه بن عمرو بن أميّة (8) الضمري، حدّثني الزّبرقان بن عبد اللّه بن عمرو بن أميّة، عن أبيه، عن عمرو بن أميّة بن عبد اللّه بن عمرو بن أميّة قال:

مرّ عثمان بن عفّان أو عبد الرّحمن بن عوف بمرط فاستغلاه، فمرّ به على عمرو بن أميّة فاشتراه، فكساه امرأته سخيلة بنت عبيدة بن الحارث بن المطلب، فمرّ به عثمان أو عبد الرّحمن بن عوف فقال: ما فعل المرط الذي ابتعت ؟ قال عمرو: تصدقت به على

ص: 419


1- تقدم التعريف بها (و راجع معجم البلدان).
2- بالأصل: أو بعثه، و المثبت عن م، و «ز».
3- راجع ترجمة أكيدر صاحب دومة في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 198/9 رقم 799.
4- أسد الغابة 691/3.
5- في أسد الغابة:«كتف عنز»، و يحتز منها أي يقطع بالسكين.
6- صحيح مسلم(3) كتاب الطهارة،(24) باب نسخ الوضوء مما مست النار (رقم:355)273/1.
7- ما بين الرقمين استدرك على هامش «ز»، و بعدها صح.
8- ما بين الرقمين استدرك على هامش «ز»، و بعدها صح.

سخيلة بنت عبيدة، فقال: إنّ كل ما صنعت إلى أهلك صدقة، قال عمرو: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول ذاك، فذكر ما قال عمرو لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقال: صدق عمرو، كل ما صنعت إلى أهلك فهو صدقة عليهم.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العزّ بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد أبو البركات، و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط (1)،قال:

و من بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر: عمرو بن أميّة بن خويلد بن ناشرة بن كعب بن جديّ بن ضمرة بن بكر.

و يقال: عمرو بن أميّة بن خويلد بن عبد اللّه بن إياس بن رشد - و في نسخة أسد بدل رشد - بن عمرو بن أميّة بن خويلد بن عبد اللّه بن إياس بن عبيد بن ناشرة بن كعب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم بن عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال: قال أبو موسى هارون بن عبد اللّه: أبو أميّة عمرو بن أميّة الضمري من (2) كنانة، و كان قد شهد بدرا، و أحدا مع المشركين، ثم أسلم بعد ذلك و بقي إلى زمن معاوية.

و قال ابن سعد (3):عمرو بن أميّة بن خويلد بن عبد اللّه بن إياس بن عبد بن ناشرة بن كعب بن ضمرة بن بكر بن (4) كنانة، يكنى أبا أمية.

قال: و قال ابن عمر: كان أول مشهد شهده عمرو بن أميّة مسلما بئر معونة (5).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو الحسن أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (6).

قال في الطبقة الثانية: عمرو بن أميّة بن خويلد بن عبد اللّه بن إياس بن عبد بن ناشرة بن كعب بن جديّ بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، و كانت عنده سخيلة (7)

ص: 420


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 70 رقم 182.
2- في «ز»: بن.
3- انظر طبقات ابن سعد 248/4.
4- كذا، انظر ما سيرد قريبا.
5- بئر معونة: في طريق المصعد من المدينة إلى مكة في أرض بني سليم (معجم البلدان).
6- طبقات ابن سعد 248/4-249 و انظر تهذيب الكمال 176/14-177
7- في «ز»: الأخيلية.

بنت عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي، فولدت له نفرا، و شهد عمرو بن أميّة بدرا و أحدا مع المشركين، ثم أسلم حين انصرف المشركون عن أحد، و كان رجلا شجاعا له إقدام، و يكنى أبا أمية، و هو الذي روى عنه أبو قلابة الجرمي عن أبي أمية.

قال محمّد بن عمر: فكان أول مشهد شهده عمرو بن أميّة مسلما بئر معونة في صفر على رأس ستة و ثلاثين شهرا من الهجرة، فأسرته بنو عامر يومئذ، فقال له عامر بن الطفيل:

إنه قد كان على أمّي نسمة فأنت حرّ عنها، و جزّ ناصيته، و قدم المدينة، فأخبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بقتل من قتل من أصحابه ببئر معونة فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أنت من بينهم»[9928]- يعني أفلتّ و لم تقتل كما قتلوا.

و لما دنا عمرو من المدينة منصرفا من بئر معونة لقي رجلين من بني كلاب فقاتلهما ثم قتلهما، و قد كان لهما من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أمان فوداهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هما القتيلان اللذان خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بسببهما إلى بني النضير يستعينهم في ديتهما.

قال: و بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عمرو بن أميّة و معه سلمة بن أسلم بن حريش الأنصاري سرية إلى مكة إلى أبي سفيان بن حرب، فعلم بمكانهما فطلبا فتواريا، و ظفر عمرو بن أميّة في تواريه ذلك في الغار بناحية مكة بعبيد اللّه بن مالك بن عبيد اللّه (1) التيمي فقتله، و عمد إلى خبيب بن عدي و هو مصلوب، فأنزله عن خشبته، و قتل رجلا من المشركين من بني الدّيل، أعور، طويلا (2)،ثم قدم المدينة، فسرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بقدومه، و دعا له بخير.

و بعثه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى النجاشي بكتابين كتب بهما إليه في أحدهما أن يزوّجه أم حبيبة بنت أبي سفيان، و في الآخر يسأله أن يحمل إليه من بقي عنده من أصحابه، فزوجه النجاشي أم حبيبة، و حمل إليه أصحابه في سفينتين، و كانت لعمرو بن أميّة دار بالمدينة عند الحكاكين (3)-يعني الخرّاطين - و مات بالمدينة في خلافة معاوية بن أبي سفيان.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أحمد بن علي بن الحسن، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال:

ص: 421


1- أقحم بعدها بالأصل:«بن مالك بن عبيد اللّه» و المثبت يوافق م، و «ز»، و ابن سعد.
2- بالأصل و م: طويل، و المثبت عن «ز»، و ابن سعد.
3- في ابن سعد: الحداكين.

و من بني ضمرة بن بكر (1) بن عبد مناة بن كنانة: عمرو بن أميّة الضمري، و هو عمرو بن أميّة بن خويلد بن عبد اللّه بن إياس بن عبد بن ناشرة بن كعب بن جديّ بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة، جاء عنه نحو من عشرة أحاديث.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون:

و محمّد بن الحسن (2) قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3) قال: عمرو بن أميّة الضمري حجازي.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4) قال:

عمرو بن أميّة الضمري له صحبة، روى عنه ابناه جعفر و عبد اللّه ابنا عمرو بن أميّة، و ابن أخيه الزّبرقان بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال: عمرو بن أميّة الضمري أبو أميّة، سكن المدينة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:

عمرو بن أميّة الضمري يكنى أبا أمية من بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة، عداده في أهل الحجاز، بعثه النبي صلّى اللّه عليه و سلم رسولا إلى النّجاشي، روى عنه من ولده: جعفر، و عبد اللّه، و الفضل بن عمرو، و ابن أخيه الزّبرقان، توفي في أيام معاوية قبل سنة ستين.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال (5):

ص: 422


1- في «ز»: بكير.
2- الأصل: الحسين، و التصويب عن م، و «ز».
3- التاريخ الكبير للبخاري 307/6.
4- الجرح و التعديل 220/6.
5- كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 362/1-363.

عمرو بن أميّة الضمري سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلم، روى عنه ابنه جعفر في الوضوء.

قال الواقدي: بقي إلى دهر معاوية بن أبي سفيان بالمدينة، و مات بها.

أنبأنا أبو علي الحداد، قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ :

عمرو بن أميّة الضمري، و هو عمرو بن أميّة بن خويلد بن عبد اللّه بن إياس بن عبد بن ناشرة بن كعب بن جديّ بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة، يكنى أبا أمية، بعثه النبي صلّى اللّه عليه و سلم عينا وحده إلى قريش، فحلّ خبيب بن عدي من خشبته، و بعثه وكيلا و رسولا إلى النجاشي، فعقد له على أم حبيبة، مهاجري قديم الإسلام من مهاجرة الحبشة، ثم هاجر إلى المدينة حليف قريش، حديثه عند أولاده: جعفر و الفضل و عبد اللّه، و ابن أخيه الزّبرقان بن عبد اللّه أول مشهد شهده مسلما ببئر معونة، توفي في أيام معاوية قبل السّتّين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1) قال:

أما جديّ : بضم الجيم و فتح الدال عمرو بن أميّة بن خويلد بن عبد اللّه بن إياس بن عبد بن ناشرة بن كعب بن جديّ بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة (2)،صحب النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و شهد يوم بئر معونة، و لم يفلت غيره، خلاّه عامر بن الطفيل حين قال له: إني من مضر، و أنفذه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم خمس مرات: مرة إلى النجاشي يدعوه إلى الإسلام، و مرة إلى النجاشي، يخطب له أم حبيبة بنت أبي سفيان، و مرة يقدم بجعفر بن أبي طالب، و مرة إلى مسيلمة الكذاب، و مرة ليقتل أبا سفيان بن حرب غيلة، فحط خبيب بن عدي عن خشبته، قاله ابن الكلبي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو أميّة عمرو بن أميّة الضمري صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر، أنا الخصيب بن عبد اللّه بن الخصيب القاضي، أنا أبو موسى عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن بن شعيب،

ص: 423


1- الاكمال لابن ماكولا 62/2-63.
2- زيد في الاكمال: الضمري.

أخبرني أبو عبد الرّحمن النّسائي قال: أبو أميّة عمرو بن أميّة الضمري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا محمّد بن حميد الرازي، نا ابن الفضل، نا محمّد بن إسحاق، عن عيسى بن معمر، عن عبد اللّه بن علقمة بن أبي الفغواء الخزاعي، عن أبيه (1) قال:

بعثني النبي صلّى اللّه عليه و سلم بمال إلى أبي سفيان بن حرب يعني يفرقه في فقراء قريش و هم مشركون يتألّفهم فقال لي: التمس صاحبا فلقيت عمرو بن أميّة الضمري قال: فأنا أخرج معك و أحسن صحبتك، قال: فجئت النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فقلت: يا رسول اللّه إني قد وجدت صاحبا، قال:«من ؟» قلت: عمرو بن أميّة الضمري، زعم أنه سيحسن صحبتي، قال:«فهو إذن»، فلما أجمعت المسير خلا بي دونه فقال: يا علقمة إذا بلغت بلاد بني ضمرة فكن من أخيك على حذر، فإنّك قد سمعت قول القائل: أخوك البكري و لا تأمنه، فخرجنا حتى إذا جئنا الأبواء (2) و هي بلاد بني ضمرة قال عمرو بن أميّة: إنّي أريد أن آتي بعض قومي هاهنا لحاجة لي، قلت: لا عليك، فلمّا ولّى ضربت بعيري، و ذكرت ما أوصاني به النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فإذا هو و اللّه قد طلع بنفر منهم معه معهم القسيّ و النّبل، فلما رأيتهم ضربت بعيري، فلمّا رآني قربت القوم أدركني فقال: جئت قومي و كانت لي إليهم حاجة، فقلت: أجل، فلما قدمت مكة دفعت المال إلى أبي سفيان، فجعل أبو سفيان يقول: من رأى أبرّ من هذا؟ و لا أوصل - يعني النبي صلّى اللّه عليه و سلم - أنّا نجاهده و نطلب دمه، و هو يبعث إلينا بالصلات يبرنا بها.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن (3) علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (4)،أنا محمّد بن عمر قال:

ثم سرية عمرو بن أميّة الضمري و سلمة بن أسلم بن حريش إلى أبي سفيان بن حرب بمكة.

ص: 424


1- ترجمة علقمة بن أبي الفغواء في أسد الغابة 583/3.
2- الأبواء جبل لخزاعة و ضمرة. و قيل: قرية من أعمال الفرع من المدينة، و قيل: جبل على يمين آرة، و يمين الطريق للمصعد إلى مكة من المدينة (راجع معجم البلدان).
3- «بن» كتبت تحت الكلام بين السطرين بالأصل.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 93/2-94 تحت عنوان: ذكر عدد مغازية صلّى اللّه عليه و سلم و سراياه.

و ذلك أنّ أبا سفيان بن حرب قال لنفر من قريش: أ لا أحد يغتال (1) محمّدا فإنه يمشي في الأسواق ؟ فأتاه رجل من الأعراب فقال: قد وجدت أجمع الرجال قلبا، و أشده بطشا و أسرعه شدّا، فإن أنت قويتني خرجت إليه حتى أغتاله، و معي خنجر مثل خافية النسر، فأسوره ثم آخذ في عير، و أسبق القوم عدوا، فإنّي هاد (2) بالطريق خرّيت. قال: أنت صاحبنا، فأعطاه بعيرا و نفقة و قال: اطو أمرك، فخرج ليلا، فسار على راحلته خمسا و صبّح ظهر الحرة صبح سادسة، ثم أقبل يسأل عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حتى دلّ عليه، فعقل راحلته، ثم أقبل إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هو في مسجد بني عبد الأشهل، فلمّا رآه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ هذا ليريد غدرا» فذهب ليجني على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فجذبه أسيد بن الحضير بداخلة إزاره، فإذا بالخنجر فسقط في يديه، و قال: دمي دمي، فأخذ أسيد بلبته فدعته، فقال رسول اللّه:«أصدقني ما أنت ؟» قال: و أنا آمن ؟ قال:«نعم»، فأخبره بأمره و ما جعل له أبو سفيان، فخلّى عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عمرو بن أميّة، و سلمة بن أسلم إلى أبي سفيان بن حرب و قال: إن أصبتما منه غرة فاقتلاه، فدخلا مكة و مضى عمرو بن أميّة يطوف بالبيت ليلا، فرآه معاوية بن أبي سفيان فعرفه، فأخبر قريشا بمكانه فخافوه فطلبوه، و كان فاتكا في الجاهلية، و قالوا: لم يأت عمرو لخير، فحشد له أهل مكة و تجمّعوا و هرب عمرو و سلمة، فلقي عمرو عبيد اللّه بن مالك بن عبيد اللّه التيمي فقتله، و قتل آخر من بني الدّيل سمعه يتغنى و يقول:

و لست بمسلم ما دمت حيّا *** و لست أدين دين المسلمينا

و لقي رسولين لقريش بعثتهما (3) يتجسسان (4) الخبر، فقتل أحدهما و أسر الآخر، فقدم به المدينة، فجعل عمرو يخبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم [خبره] (5) و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يضحك.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي (6)،أنا محمّد بن عبد اللّه

ص: 425


1- تقرأ بالأصل، و «ز»، و م: يغتر، و المثبت عن ابن سعد.
2- بالأصل و م و «ز»: هادي، بإثبات الياء.
3- بالأصل: بعثهما، و المثبت عن م و «ز»، و ابن سعد.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في «ز»: يتحسبان الخبر.
5- سقطت من الأصل، و استدركت عن م، و «ز»، و ابن سعد.
6- رواه بطوله البيهقي في دلائل النبوة 333/3 و ما بعدها تحت عنوان: باب سرية عمرو بن أمية الضمري إلى أبي سفيان بن حرب حين عرف ما كان همّ به من اغتياله. و رواه أيضا الطبري في تاريخه 542/2 و ما بعدها، و ابن كثير في البداية و النهاية 69/4 و ما بعدها.

أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا محمّد بن أحمد بن بطّة الأصفهاني، نا الحسن بن الجهم، نا الحسين بن الفرج، نا الواقدي، حدّثني إبراهيم بن جعفر، عن أبيه.

ح قال: و نا عبد اللّه بن أبي عبيدة، عن جعفر بن عمرو بن أميّة الضمري.

قال: و نا عبد اللّه بن جعفر، عن عبد الواحد بن أبي عون - و زاد بعضهم على بعض قال:

و كان أبو سفيان بن حرب قد قال لنفر من قريش بمكة: ما أحد يغتال محمّدا، فإنه يمشي في الأسواق، فيدرك ثأرنا، فأتاه رجل من العرب، فدخل عليه منزله و قال له: إن أنت قوّيتني (1) خرجت إليه حتى أغتاله، فإنّي هاد (2) بالطريق خرّيت، و معي خنجر مثل خافية النسر، قال: أنت صاحبنا، فأعطاه بعيرا و نفقة و قال اطو أمرك فإنّي لا آمن أن يسمع هذا أحد فينمّه (3) إلى محمّد، قال العربي: لا يعلم به أحد.

فخرج ليلا على راحلته، فسار خمسا و صبّح ظهر الحرة، صبح (4) سادسة، ثم أقبل يسأل عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حتى أتى المصلّى، فقال له قائل: قد وجه (5) إلى بني عبد الأشهل، فخرج يقود راحلته حتى انتهى إلى بني عبد الأشهل فعقل راحلته، ثم أقبل يؤم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فيجده في جماعة من أصحابه يتحدث في مسجدهم، فدخل، فلمّا رآه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال لأصحابه:«إن هذا الرجل يريد غدرا و اللّه تعالى حائل بينه و بين ما يريده».

فوقف فقال: أيكم ابن عبد المطلب ؟ فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أنا ابن عبد المطلب» فذهبت يحني (6) على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كأنه يسارّه فجبذه أسيد بن حضير و قال له: تنحّ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و جبذ بداخلة إزاره فإذا الخنجر فقال: يا رسول اللّه هذا غادر، و أسقط في يد العربي و قال: دمي دمي، يا محمّد و أخذ أسيد تلبيبه فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«اصدقني ما أنت ؟ و ما أقدمك ؟ فإن صدقتني نفعك الصدق، و إن كذبتني فقد اطّلعت على ما هممت به» قال العربي: فأنا آمن ؟ قال:«فأنت آمن»، فأخبره بخبر أبي سفيان و ما جعل له، فأمر به

ص: 426


1- كذا بالأصل و م و «ز» و الدلائل، و في البداية و النهاية: إن وفيتني.
2- بالأصل و م و «ز»: هادي.
3- بالأصل و م و «ز»: فينميه، و المثبت عن الدلائل.
4- البداية و النهاية: يوم سادسة.
5- الدلائل: توجه.
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: يجني، و في الدلائل: ينحني.

فحبس عند أسيد، ثم دعا به من الغد فقال:«قد أمنتك فاذهب حيث شئت [أو] (1) خير لك من ذلك»؟ قال: و ما هو؟ فقال:«أن تشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أني رسول اللّه» قال: فأنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أنك أنت رسول اللّه، و اللّه يا محمّد ما كنت أفرق فما هو إلاّ أن رأيتك فذهب عقلي، و ضعفت نفسي، ثم اطلعت على ما هممت به مما سبقت به الركبان، و لم يعلمه أحد، فعرفت أنك ممنوع، و أنك على حقّ ، و أن حزب أبي سفيان حزب الشيطان، فجعل النبي صلّى اللّه عليه و سلم يتبسم، و أقام و أقام أياما ثم استأذن النبي صلّى اللّه عليه و سلم فخرج من عنده، و لم يسمع له بذكر.

و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لعمرو بن أميّة الضمري و لسلمة بن أسلم بن حريش:«اخرجا حتى تأتيا أبا سفيان بن حرب، فإن أصبتما منه غرة فاقتلاه»، قال عمرو: فخرجت أنا و صاحبي حتى أتينا بطن يأجج فقيّدنا بعيرنا، فقال لي صاحبي: يا عمرو، هل لك في أن تأتي (2) مكة فتطوف بالبيت سبعا (3) و تصلي ركعتين، فقلت: إنّي أعرف بمكة من الفرس الأبلق، و إنهم إن رأوني عرفوني، و أنا أعرف بأهل مكة إنهم إذا أمسوا تضجعوا بأفنيتهم، فأبي أن يطيعني فأتينا مكة، فطفنا سبعا (4) و صلينا ركعتين فلما خرجت لقيني معاوية بن أبي سفيان فعرفني، و قال: عمرو بن أميّة ؟ فأخبر أباه فنذر بنا أهل مكة فقالوا: ما جاء عمرو في خير، و كان عمرو رجلا فاتكا في الجاهلية فحشد أهل مكة و تجمعوا و هرب عمرو و سلمة، و خرجوا في طلبهما و أسندا (5) في الجبل. قال عمرو: فدخلت غارا فتغيبت عنهم حتى أصبحت، و باتوا يطلبون في الجبل، و عمى اللّه عليهم طريق المدينة أن يهتدوا لراحلتنا، فلما كان الغد ضحوة أقبل عبيد اللّه (6) بن مالك بن عبيد اللّه التيمي يختلي لفرسه حشيشا فقلت لسلمة: إن أبصرنا أشعر بنا أهل مكة، و قد أقصروا عنا، فلم يزل يدنو من باب الغار حتى أشرف علينا، فخرجت إليه فطعنته طعنة تحت الثدي بخنجري و سقط فصاح، فأسمع أهل مكة، فأقبلوا بعد تفرقهم و دخلت الغار و قلت لصاحبي: لا تحرك، فأقبلوا حتى أتوا عبيد اللّه (7) بن مالك فقالوا: من قتلك ؟ قال: عمرو بن أميّة قال أبو سفيان: قد علمنا أنه لم

ص: 427


1- زيادة عن الدلائل، و مكان اللفظة في م و «ز»: «و».
2- كذا بالأصل و في و «ز» و الدلائل: نأتي.. فنطوف.. و نصلي.
3- بالأصل: اسبوعا.
4- بالأصل: اسبوعا.
5- كذا بالأصل و م، و «ز»، و في الدلائل: و اشتدوا.
6- في الدلائل: عثمان.
7- في الدلائل: عثمان.

يأت عمرو لخير، و لم يستطع (1) أن يخبرهم بمكاننا فإنه كان بآخر رمق، فمات، و شغلوا عن طلبنا بصاحبهم فحملوه، فلبثنا ليلتين في مكاننا فقال صاحبي: يا عمرو بن أميّة هل لك في خبيب بن عدي ننزله (2)؟، فقلت له: أين هو؟ قال: هو ذاك مصلوب حوله الحرس، فقلت:

أمهلني و تنحّ عني، فإن خشيت شيئا فانج إلى بعيرك فاقعد عليه فائت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فأخبره الخبر، و دعني، فإني عالم بالمدينة، ثم اشتددت عليه حتى حملته (3)،فحملته على ظهري، فما مشيت به إلاّ عشرين ذراعا حتى استيقظوا فخرجوا في طلب أثري، فطرحت الخشبة، فما أنسى وقعتها دب، يعني صوتها، ثم أهلت عليه من التراب برجلي، فأخذت بهم طريق الصفيراء (4)،فأعيوا و رجعوا، و كنت لا أدرك مع بقاء نفس، فانطلق صاحبي إلى البعير فركبه، و أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلم فأخبره، و أقبلت حتى أشرفت على الغميم (5):غميم ضجنان (6)فدخلت في غار فيه معي فرسي (7) و أسهم و خنجر، فبينما أنا فيه إذ أقبل رجل من بني بكر من بني الدّيل، أعور، طويل، يسوق غنم (8) معزى، فدخل عليّ الغار و قال: من الرجل ؟ فقلت:

من بني بكر، فقال: و أنا من بني بكر، ثم اتكئ فرفع عقيرته يتغنى و يقول:

فلست بمسلم ما دمت حيّا *** و لست أدين دين المسلمينا

فقلت في نفسي: و اللّه إنّي لأرجو أن أقتلك، قال: فلما نام (9) قمت إليه فقتلته شر قتلة قتلتها أحدا قط ، ثم خرجت حتى هبطت، فلمّا أسهلت بي الطريق، إذا رجلان بعثتهما قريش يتجسسان الأخبار فقلت: استأسرا فأبى أحدهما فرميته فقتلته، فلما رأى ذلك الآخر استأسر، فشددته وثاقا ثم أقبلت به إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فلما قدمت المدينة رآني صبيان و هم يلعبون و سمعوا أشياخهم يقولون: هذا عمرو، فاشتد الصبيان إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم فأخبروه، فأتيته بالرجل قد ربطت

ص: 428


1- بالأصل: يستطيع، و التصويب عن م، و «ز»، و الدلائل.
2- بالأصل:«منزلة» و المثبت عن م، و «ز»، و الدلائل.
3- في الدلائل: حللته.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الصفير، و في الدلائل: الصفراء.
5- في الدلائل: الغليل: غليل ضجنان.
6- اللفظة إعجامها مضطرب بالأصل و م و «ز»، و المثبت عن الدلائل، و في معجم البلدان قيدها بالتحريك و نونين: ضجنان: جبيل على بريد من مكة، و هناك الغميم في أسفله مسجد صلّى فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.
7- كذا بالأصل، و في م و «ز»، و الدلائل: قوسي.
8- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الدلائل: غنما و معزى.
9- بالأصل و م و «ز»: قام، و المثبت عن الدلائل.

إبهاميه بوتر قوسي، فلقد رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هو يضحك، ثم دعا لي بخير، و كان قدوم سلمة قبل قدوم عمرو بثلاثة أيام.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (1)،قال في تسمية رسل النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

بعث عمرو بن أمية الضمري بهدية إلى أبي سفيان بن حرب بمكة، و بعث عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي بالحبشة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي و عمّي أبو بكر قالا: نا حاتم بن إسماعيل، عن يعقوب، عن جعفر بن عمرو بن أميّة قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أربعة نفر إلى أربعة وجوه، فبعث عمرو بن أمية إلى النجاشي فلما أتى عمرو بن أميّة النجاشي وجد لهم بابا صغيرا يدخلون منه مكبّرين، فلما رأى ذلك عمرو ولّى ظهره و دخل القهقرى.

قال: فشق ذلك على الحبشة في مجلسهم عند النّجاشي حتى همّوا به حتى قالوا للنجاشي: إنّ هذا لم يدخل كما دخلنا، فقال: ما منعك أن تدخل كما دخلوا؟ قال: إنّا لا نصنع هذا بنبينا صلّى اللّه عليه و سلم و لو صنعناه بأحد صنعناه به، قال: صدق، دعوه، قالوا للنجاشي: إنّ هذا يزعم أن عيسى مملوك، قال: فقال: ما تقولون في عيسى ؟ قال: كلمة اللّه و روحه، قال:

ما استطاع عيسى أن يعدو ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف بن بشر، نا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر الأسلمي، حدّثني معمر بن راشد، و محمّد بن عبد اللّه، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، عن ابن عباس.

قال: و نا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة عن المسور بن رفاعة.

ص: 429


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 98.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 258/1 تحت عنوان: ذكر بعثة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم الرسل بكتبه إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام.

قال: و نا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه قال: و نا عمر بن سليمان بن أبي حثمة عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن جدته الشّفاء قال: و نا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن محمّد بن يوسف، عن السائب بن يزيد، عن العلاء بن الحضرمي قال: و نا معاذ بن محمّد الأنصاري، عن جعفر بن عمرو بن جعفر بن عمرو بن أميّة الضمري عن أهله عن عمرو بن أميّة الضمري دخل حديث بعضهم في حديث بعض.

قالوا: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لمّا رجع من الحديبية في ذي الحجة سنة ستّ أرسل الرسل إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام، و كتب إليهم كتبا، فقيل: يا رسول اللّه إنّ الملوك لا يقرءون كتابا إلاّ مختوما، فاتّخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يومئذ خاتما من فضة، فصه منه، نقشه ثلاثة أسطر: محمّد رسول اللّه، و ختم به الكتب، فخرج ستة نفر منهم في يوم واحد و ذلك في المحرم سنة سبع، و أصبح كل رجل منهم يتكلم بلسان القوم الذين بعثه إليهم، فكان أوّل رسول بعثه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عمرو بن أميّة الضمري إلى النجاشي، و كتب له كتابين يدعوه في أحدهما إلى الإسلام و يتلو عليه القرآن، فأخذ كتاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فوضعه على عينيه، و نزل من سريره فجلس على الأرض تواضعا، ثم أسلم و شهد شهادة الحقّ ، و قال: لو كنت أستطيع أن آتيه لأتيته؛ و كتب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بإجابته و تصديقه و إسلامه على يدي جعفر بن أبي طالب للّه رب العالمين، و في الكتاب الآخر: يأمره أن يزوّجه أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب، و كانت قد هاجرت إلى الحبشة مع زوجها عبيد اللّه بن جحش الأسدي، فتنصر هناك و مات، و أمره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في الكتاب أن يبعث إليه بمن قبله من أصحابه و يحملهم، ففعل، و زوّجه أم حبيبة بنت أبي سفيان، و أصدق عنه أربعمائة دينار، و أمر بجهاز المسلمين و ما يصلحهم، و حملهم في سفينتين مع عمرو بن أميّة الضمري، و دعا بحقّ من عاج فجعل فيه كتابي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و قال: لن تزال الحبشة بخير ما كان هذان الكتابان بين أظهرها.

و قد تقدم أن عمرا توفي في خلافة معاوية قبل الستين.

5315 - عمرو بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص

ابن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي (1)

وفد على هشام بن عبد الملك.

ص: 430


1- لم يذكر مصعب في نسب قريش ابنا لأمية اسمه عمرو، و مثله ابن حزم في جمهرة أنساب العرب، و ذكرا: إسماعيل بن أمية فقيه أهل مكة.

ذكر أبو محمّد عبد اللّه بن سعد القطربلي في كتاب محاورات قريش، قال: قدم عمرو بن أمية بن عمرو بن سعيد على هشام فجفاه فقال:

لعمرك للربيع أقلّ دينا *** و أكثر صامتا منّي مرارا

و أفضل زائرا منّي مرارا *** و أجدر بالرّصافة أن يزارا

الربيع صاحب هشام، و كان الربيع كاتبا لهشام ثم استحجبه.

و لم أجد ذكر عمرو بن أمية هذا إلاّ من هذا الوجه.

آخر الجزء السابع و السبعين بعد الثلاثمائة من الأصل (1).

5316 - عمرو بن بحر بن محبوب

أبو عثمان البصري المعروف بالجاحظ (2)

حدّث عن حجّاج بن محمّد الأعور المصّيصي، و أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي، و ثمامة بن أشرس النّميري المتكلم.

حكى عنه: أبو سعيد الحسن بن علي العدوي، و أبو بكر عبد اللّه (3) بن أبي داود، و دعامة بن الجهم، و أبو العباس محمّد بن يزيد المبرّد الأزدي، و يموت بن المزرّع، و أبو العيناء محمّد بن القاسم، و أبو دلف هاشم بن محمّد الخزاعي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،نا أبو الحسن علي بن أحمد النعيمي إملاء من حفظه نا أبو أحمد الحسن بن عبد اللّه بن سعيد، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث قال:

ص: 431


1- كتب بعدها في «ز»: بلغت سماعا بقراءتي على سيدنا الإمام الورع زين الأمناء أبي البركات الحسن بن محمّد بن هبة اللّه الشافعي بسماعه فيه و الملحق فبإجازته منه، و أبو موسى عيسى بن سليمان بن عبد اللّه بن عبد الملك الرعيني الزيدي، و كتب محمّد بن يوسف بن محمّد بن أبي يداس البرزالي الإشبيلي و عارض الأصل و ذلك ببستان المسمع على نهر سوره يوم الخميس الخامس و العشرين من شهر رجب سنة سبع عشرة و ستمائة. و الحمد للّه وحده، و صلاته على محمّد نبيه و سلامه.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 212/12 و معجم الأدباء 74/16 بغية الوعاة 228/2 وفيات الأعيان 470/3 و ميزان الاعتدال 247/3 و العبر 456/1 و لسان الميزان 355/4 و سير أعلام النبلاء 526/11.
3- في «ز»: عبيد اللّه.
4- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 213/12.

دخلت على عمرو بن بحر الجاحظ ، فقلت له: حدّثني بحديث، فقال: نا حجاج بن محمّد، نا حمّاد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلاّ المكتوبة»[9929].

قال النعيمي لا أعلم لحجّاج بن محمّد عن حمّاد بن سلمة غير هذا الحديث. قال الخطيب: حدّثني العتيقي بلفظه (1):

و أخبرنا أبو الحسين بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد العتيقي - بدمشق-.

نا محمّد بن عبد اللّه بن المطّلب الشيباني - بالكوفة - نا أبو بكر بن أبي داود قال:

كنت بالبصرة، فأتيت منزل الجاحظ عمرو بن بحر، فاستأذنت عليه، فاطّلع إليّ من خوخة (2)،فقال - زاد ابن أبي الحديد: لي، و قالا:- من هذا؟ فقلت: رجل من أصحاب الحديث، فقال: و متى عهدتني أقول بالحشوية، فقلت: إنّي ابن أبي داود، فقال: مرحبا بك، و بأبيك، فنزل، ففتح لي، و قال - زاد ابن أبي الحديد: لي و قالا:- ادخل، أيش تريد؟ فقلت: تحدّثني بحديث، فقال: اكتب، نا حجّاج عن حمّاد عن ثابت عن أنس: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم صلّى على طنفسة[9930].

قلت: حديثا آخر، فقال: ابن أبي داود لا يكذب.

قال الخطيب (3):و قرئ على محمّد بن الحسن الأهوازي - و أنا أسمع فأقرّ به - قيل له حدّثكم أبو علي أحمد بن محمّد الصولي - بالأهواز - نا دعامة بن الجهم، نا عمرو بن محبوب الجاحظ ، نا أبو يوسف القاضي قال:

تغديت عند هارون الرشيد، فسقطت من يدي لقمة، فانتثر ما كان عليها من الطعام، فقال: يا يعقوب خذ لقمتك، فإن المهدي حدّثني عن أبيه المنصور، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي بن عبد اللّه، عن أبيه ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من أكل ما سقط من الخوان فرزق أولادا كانوا صباحا»[9931].

ص: 432


1- تاريخ بغداد 213/12.
2- الخوخة: كوة تؤدي الضوء إلى البيت (القاموس المحيط ).
3- تاريخ بغداد 213/12-214.

ذكر أبو عثمان الجاحظ في كتاب الحيوان قال (1):و احتاج أصحابنا إلى التّسليم (2) من عضّ البراغيث أيام كنا بدمشق، و دخلنا أنطاكية فاحتالوا لبراغيثها بالأسرة، فلم ينتفعوا بذلك، لأن براغيثهم تمشي و براغيثهم نوعان: الأبجل و البقّ .

و قال أبو العنبس الصّيمري: وجدت عن الجاحظ أنه قال: سافرت مع الفتح - يعني ابن خاقان - إلى دمشق، و ذكر حكاية.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن زريق، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):

عمرو بن بحر - زاد ابن زريق: بن محبوب، و قالا:- أبو عثمان الجاحظ المصنّف الحسن الكلام، البديع التصانيف، كان من أهل البصرة، و أحد شيوخ المعتزلة، و قدم بغداد، فأقام بها مدة، و قد أسند عنه أبو بكر بن أبي داود الحديث، و هو كنّاني قيل صليبة و قيل مولى، و كان تلميذ أبي إسحاق النظام.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (4) قال:

و ذكر يموت بن المزرّع أن الجاحظ عمرو بن بحر بن محبوب مولى أبي القلمس عمرو بن قلع الكناني، ثم الفقيمي، و هو أحد النسأة (5)،و كان جد الجاحظ أسود، و كان حمّالا لعمرو بن قلع، قال يموت: و الجاحظ خال أمّي (6).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (7)، أخبرني محمّد بن الحسين الأزرق، أنا محمّد بن الحسن بن زياد الموصلي أنه سمع أبا بكر العمري (8)،قال: سمعت الجاحظ يقول: نسيت كنيتي ثلاثة أيام، فأتيت أهلي فقلت: بمن أكنى ؟ فقالوا (9):بأبي عثمان.

ص: 433


1- كتاب الحيوان للجاحظ ت هارون 373/5.
2- الحيوان: التسلّم.
3- تاريخ بغداد 212/12-213.
4- تاريخ بغداد 213/12.
5- كذا بالأصل، و تاريخ بغداد، و في م: القضاة، و في «ز»: النساك و بهامش تاريخ بغداد: النسأة: الذين كانوا ينسئون الشهر الحرام إلى الحل بمكة أيام الموسم.
6- كذا بالأصل و م و «ز» و تاريخ بغداد، و في سير أعلام النبلاء: يموت ابن المزرع ابن أخته.
7- تاريخ بغداد 214/12.
8- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: العمي.
9- بالأصل: فقال، و المثبت عن م، و «ز»، و تاريخ بغداد.

أخبرنا أبو الحسن بن أبي العباس المالكي، و أبو منصور محمّد بن عبد الملك الشافعي - قال أبو الحسن: حدّثنا، و قال أبو منصور: أنا - أبو بكر أحمد بن علي الحافظ (1)، أخبرني أبو الفرج الحسين بن عبد اللّه بن أبي علاّنة (2) المقرئ، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن سلم، نا أبو دلف هاشم بن محمّد الخزاعي، نا عمرو بن بحر الجاحظ - سنة ثلاث و خمسين و مائتين - حدّثني ثمامة بن أشرس قال:

شهدت رجلا يوما من الأيام و قد قدم خصما له إلى بعض الولاة، فقال: أصلحك اللّه، ناصبي، رافضي، جهمي، مشبّه، مجبر، قدري يشتم الحجاج بن الزبير الذي هدم الكعبة على عليّ بن أبي سفيان، و يلعن معاوية بن أبي طالب، فقال له الوالي: ما أدري مما أتعجب! من علمك بالأنساب، أو من معرفتك بالمقالات ؟ فقال: أصلحك اللّه ما خرجت من الكتّاب حتى تعلّمت هذا كله.

كتب إليّ أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو (3) عبد اللّه الحافظ ، حدّثني.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (4).

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنا محمّد بن نعيم الضّبّي، نا أبو بكر محمّد بن جعفر المزكي، نا علي بن القاسم الأديب الخوافي، حدّثني بعض إخواني أنه دخل على عمرو بن محبوب الجاحظ فقال: يا أبا عثمان كيف حالك ؟ فقال له الجاحظ : سألتني عن الجملة فاسمعها مني واحدا واحدا، حالي أن الوزير يتكلم برأيي و ينفذ أمري و يؤاثر الخليفة الصلات إلي، و آكل من لحم الطير أسمنها، و ألبس من الثياب ألينها، و أجلس على ألين الطبري، و أتكئ على هذا الريش، ثم أصبر (5) على هذا حتى يأتي اللّه بالفرج، فقال له الرجل: الفرج، ما أنت فيه ؟ قال: بل أحبّ أن تكون الخلافة لي، و يعمل محمّد بن عبد الملك بأمري، و يختلف إليّ ، فهذا هو الفرج.

أخبرنا أبو الحسن أيضا، نا و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أخبرني

ص: 434


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 146/7 في ترجمة ثمامة بن أشرس.
2- بالأصل و م و «ز»: علاقة، و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- «أبو» ليس في «ز».
4- تاريخ بغداد 218/12-219.
5- تاريخ بغداد: أسير.
6- تاريخ بغداد 214/12.

الصّيمري، أنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني، حدّثني محمّد بن العباس، نا محمّد بن يزيد المبرّد قال: سمعت الجاحظ يقول لرجل آذاه: أنت و اللّه أحوج إلى هوان من كريم إلى إكرام (1)،و من علم إلى عمل، و من قدرة إلى عفو، و من نعمة إلى شكر.

قال الخطيب (2):و أخبرني محمّد بن الحسن الأهوازي، نا أيزدنار بن سليمان الفارسي قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا سعيد الجنديسابوري يقول: سمعت الجاحظ يصف اللسان قال:

هو أداة يظهر بها البيان، و شاهد يعبر عن الضمير، و حاكم يفصل الخطاب، و ناطق يرد به الجواب، و شافع تدرك به الحاجة، و واصف تعرف به الأشياء، و واعظ ينهى عن القبيح، و معزّ (3) يرد الأحزان، و معتذر يرفع الضغينة، و ملة يوثق الأسماع، و زارع يحدث المودّة، و حاصد يستأصل العداوة، و شاكر يستوجب المزيد، و مادح يستحق الزلفة، و مؤنس (4) يذهب بالوحشة.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل المعدل، أنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، حدّثني أحمد بن صدقة قال: سمعت الجاحظ يقول:

قليل الموعظة مع نشاط الموعوظ ، خير من كثير وافق من الأسماع نبوة، و من القلوب ملالة.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبي أبو صالح، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلمي، أنا نصر بن محمّد بن أحمد بن يعقوب قال:

سمعت منصور بن أحمد بن جعفر بطرسوس قال: سمعت الحسن بن علي بن زفر قال:

سمعت عمرو بن بحر الجاحظ قال (5):

خمس يضنين: سراج لا يضيء، و رسول بطيء، و طعام ينتظر به، و إبريق يسيل، و بيت يكف.

ص: 435


1- الأصل: كرام، و المثبت عن م و «ز» و تاريخ بغداد.
2- تاريخ بغداد 218/12.
3- غير مقروءة بالأصل و نميل إلى قراءتها:«مغن» فيه و في م، و في «ز»: مغز، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- تقرأ بالأصل:«و موسر» و المثبت عن م، و «ز»، و تاريخ بغداد.
5- «قال» استدركت على هامش «ز».

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم التّنوخي، نا أبو المفضل محمّد بن عبد اللّه الشّيباني، نا أبو سعد داود بن الهيثم - بالأنبار - نا المبرّد قال:

رأيت الجاحظ يكتب شيئا، فتبسم فقلت: ما يضحكك إذا لم يكن القرطاس صافيا، و المداد ناميا و العلم مواتيا، و القلب خاليا فلا عليك أن تكون غائبا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (1)، أخبرني الحسن بن محمّد الخلاّل، نا أحمد بن محمّد بن عمران، نا محمّد بن يحيى النديم، نا يموت بن المزرّع قال: قال لنا عمرو بن بحر الجاحظ : ما غلبني قطّ أحد إلاّ رجل و امرأة، فأمّا الرجل فإنّي كنت مجتازا في بعض الطرق، فإذا أنا برجل قصير بطين كبير الهامة، طويل اللحية، متّزر بمئزر، و بيده مشط يسقي به شقه و يمشطها بيده (2)،فقلت في نفسي:

رجل قصير بطين ألحى فاستزريته، فقلت: أيها الشيخ، قد قلت فيك شعرا، قال: فترك المشط من يده و قال: قل، فقلت:

كأنّك صعوة في أصل حشّ *** أصاب الحشّ طش بعد رش

فقال لي: اسمع جواب ما قلت، قلت: هات، فقال:

كأنّك كندب في ذنب كبش *** تدلدل هكذا و الكبش يمشي

و أما المرأة فإنّي كنت مجتازا في بعض الطرقات، فإذا أنا بامرأتين، و كنت راكبا (3) على حمارة فضرطت الحمارة، فقالت إحداهما للأخرى: و أي حمارة الشيخ تضرط ، فغاظني قولها، فأعننت (4)،ثم قلت لهما: إنّه ما حملتني أنثى قط إلاّ ضرطت، فضربت بيدها على كتف الأخرى و قالت: كانت أم هذا منه تسعة أشهر في جهد جهيد.

قال (5):و أنا القاضي أبو العلاء الواسطي، ثنا محمّد بن عبيد اللّه النّيسابوري قال:

سمعت أبا بكر محمّد بن أحمد بن بالوية يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن إسحاق يقول:

ص: 436


1- تاريخ بغداد 216/12.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: و يمشطها به.
3- الأصل: راكب، و المثبت عن م، و «ز»، و تاريخ بغداد.
4- غير واضحة بالأصل و م و «ز»، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 217/12.

قال لي إبراهيم بن محمود - و نحن ببغداد:- أ لا ندخل على عمرو بن بحر الجاحظ؟ فقلت:

ما لي و له ؟ قال: إنّك إذا انصرفت إلى خراسان سألوك عنه، فلو دخلت عليه و سمعت كلامه، ثم لم [يزل] (1) بي حتى دخلت عليه يوما، فقدم إلينا طبقا عليه رطب، فتناولت منه ثلاث رطبات و أمسكت، و مرّ فيه إبراهيم، فأشرت إليه أن يمسك، فرمقني الجاحظ فقال لي: دعه يا فتى، فقد كان عندي في هذه الأيام بعض إخواني، فقدمت إليه الرطب فامتنع، فحلفت عليه، فأبى إلاّ أن يبرّ قسمي بثلاثمائة رطبة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو محمّد الحسن بن عيسى بن المقتدر، نا أحمد بن منصور اليشكري، نا بعض مشيختنا قال محمّد بن عمر بن جميل، نا أحمد بن محمّد البلاذري، نا محمّد بن عبد اللّه بن القاسم العمري قال: سمعت الجاحظ يقول:

رأيت جارية ببغداد في سوق النّخّاسين ينادى عليها، فدعوت بها، و جعلت أقلّبها، فقلت لها: ما اسمك ؟ قالت: مكة، قلت: اللّه أكبر، قد قرّب اللّه الحج، أ تأذنين أن أقبّل الحجر الأسود؟ قالت: إليك عنّي أ و لم تسمع اللّه تعالى يقول: لَمْ تَكُونُوا بٰالِغِيهِ إِلاّٰ بِشِقِّ الْأَنْفُسِ (2).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا الصّيمري، أنا المرزباني، أخبرني محمّد بن يحيى، نا أبو العيناء قال: كان الجاحظ يأكل مع محمّد بن عبد الملك الزيات فجاءوا بفالوذجة، فتولع محمّد بالجاحظ و أمر أن يجعل من جهته مارق من الجام، فأسرع في الأكل، فتنظف ما بين يديه، فقال ابن الزيات: تقشعت سماؤك قبل سماء الناس، فقال له الجاحظ : لأن غيمها كان رقيقا.

قال (4):و نا أبو العيناء قال: كنت عند ابن أبي داود (5) بعد قتل ابن الزيات فجيء بالجاحظ مقيدا - و كان في أسبابه و ناحيته - و عند ابن أبي داود محمّد بن منصور - و هو إذ ذاك يلي قضاء فارس و خوزستان - فقال ابن أبي دواد للجاحظ : ما تأويل هذه الآية وَ كَذٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذٰا أَخَذَ الْقُرىٰ وَ هِيَ ظٰالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (6) فقال: تلاوتها تأويلها أعزّ اللّه

ص: 437


1- زيادة عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
2- سورة النحل، الآية:7.
3- تاريخ بغداد 217/12-218.
4- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 218/12.
5- بالأصل و م و «ز» ابن أبي داود تصحيف، و التصويب عن تاريخ بغداد، و قد صححت في كل مواضع الخبر.
6- سورة هود، الآية:102.

القاضي، فقال (1):جيئوا بحداد، فقال: أعزّ اللّه القاضي (2) ليفك أو ليزيدني ؟ قال: بل ليفكّ عنك، قال: فجيء بالحداد، فغمزه بعض أهل المجلس أن يعنف بساق الجاحظ و يطيل أمره قليلا، ففعل، فلطمه الجاحظ فقال: اعمل عمل شهر في يوم، و عمل يوم في ساعة، و عمل ساعة في لحظة فإنّ الضرر على ساقي و ليس بجذع و لا ساجة، فضحك ابن أبي دواد، و أهل المجلس منه، و قال ابن أبي دواد لمحمّد بن منصور: أنا أثق بظرفه، و لا أثق بدينه.

قال (3):و أخبرني الصّيمري، أنبأ المرزباني، نا أبو بكر الجرجاني، نا المبرد قال:

حدّثني الجاحظ قال:

وقفت أنا و أبو حرب على قاص (4) فأردت الولوع به، فقلت لمن حوله: إنّه رجل صالح لا يحب الشهرة فتفرّقوا، عنه، فتفرقوا، فقال لي: اللّه حسيبك إذا لم ير الصياد طيرا كيف يمد شبكته ؟ أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى بن علي القاضي، أنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن أحمد بن السّري النيسابوري - بمصر - أنا أبو محمّد الحسن بن رشيق العسكري، نا يموت بن المزرّع قال: سمعت خالي عمرو بن بحر الجاحظ يقول:

أمليت (5) على إنسان مرة: أنا عمرو، فاستملى: أنا بشر، و كتب أنا زيد (6).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا - و أبو منصور بن زريق، أنبأ - أبو بكر بن الخطيب (7)،أنا الحسن بن الحسين بن العباس النّعالي، أنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني، أنا يحيى بن علي، حدّثني أبي قال: قلت للجاحظ : إنّي قرأت في فصل من كتابك المسمى كتاب البيان و التبيين (8):إنّ مما يستحسن من النساء اللحن في الكلام،

ص: 438


1- ما بين الرقمين استدرك على هامش «ز».
2- ما بين الرقمين استدرك على هامش «ز».
3- تاريخ بغداد 217/12.
4- بالأصل و م: و قاض، المثبت عن «ز»، تاريخ بغداد.
5- استدركت «أمليت» على هامش «ز».
6- كتب بعدها في م: إلى هنا انتهى هذا الجزء المبارك بحمد اللّه و عونه و صلّى اللّه على سيدنا محمّد و آله و سلم. يتلوه إن شاء اللّه تعالى: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي أنا أبو الفرج إلى آخره.
7- تاريخ بغداد 214/12.
8- كتب بعدها في «ز»: تم هذا الجزء الثالث عشر من تاريخ ابن عساكر بقلم الفقير محمّد أحمد فتح اللّه على التمام و الكمال و الحمد للّه بتاريخ اليوم الثاني من شهر اللّه المحرم سنة 1338. و نعود إلى نسخة «ز»، و يبدو أن ناسخا آخر نسخ هذا الجزء لأن التراجم فيه متصلة و ترجمة الجاحظ فيه متصلة أيضا بدون انقطاع.

و استشهدت ببني مالك بن أسماء، يعني قوله (1):

و حديث ألذه هو مما *** ينعت الناعتون يوزن وزنا

منطق صائب و يلحن أحيا *** نا و خير الحديث ما كان لحنا

قال: هو كذاك، قلت: أ فما سمعت بخبر هند بنت أسماء بن خارجة مع الحجاج حين لحنت في كلامها فعاب ذلك عليها، فاحتجت ببيتي أخيها، فقال لها: إنّ أخاك أراد أن المرأة فطنة، فهي تلحن بالكلام إلى غير المعنى في الظاهر، لتستر معناه، و توري عنه، و تفهمه من أرادت بالتعريض، كما قال [اللّه تعالى] (2)وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ (3) و لم يرد الخطأ من الكلام، و الخطأ لا يستحسن من أحد.

فوجم الجاحظ ساعة ثم قال: لو سقط إليّ هذا الخبر لما قلت ما تقدّم، فقلت له:

فأصلحه، فقال: الآن و قد سار الكتاب في الآفاق ؟ هذا لا يصلح، أو نحو هذا من الكلام.

قال (4):و أنا محمّد بن الحسن بن أحمد الأهوازي، أنشدنا الحسن بن عبد اللّه البغوي، أنشدنا علي بن أحمد بن هشام، أنشدنا أبو العيناء للجاحظ (5):

يطيب العيش أن تلقي حكيما *** غذاه العلم و الظّنّ المصيب

فيكشف عنك حيرة كلّ جهل *** و فضل العلم يعرفه الأديب

سقام الحرص ليس له شفاء *** و داء الجهل ليس له طبيب

قال (6):و أخبرني الصّيمري، أنا المرزباني، أنا أبو بكر الجرجاني، أنشدنا المبرّد للجاحظ : (7)

إن حال لون الرّأس عن حاله *** ففي خضاب الرّأس مستمتع

هب من له شيب له حيلة *** فما الذي يحتاله الأصلع

قال (8):و أخبرني الصّيمري، أخبرني المرزباني، حدّثني أحمد بن محمّد المكي،

ص: 439


1- تقرأ بالأصل: قراءة، و المثبت عن م و «ز».
2- الزيادة عن م، و «ز»، و تاريخ بغداد.
3- سورة محمّد، الآية:30.
4- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 215/12.
5- بالأصل: الجاحظ .
6- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 215/12.
7- بالأصل: الجاحظ .
8- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 215/12.

حدّثني أبو العيناء عن إبراهيم بن رباح (1) قال: أتاني جماعة من الشعراء، فأنشدوني، كلّ واحد منهم يدعي أنه مدحني بهذه الأبيات و أعطى كلّ واحد منهم عليها و هي:

بدا حين أثرى (2) بإخوانه *** ففلّل عنهم شباة العدم

و ذكره الدّهر صرف الزمان *** فبادر قبل انتقال النّعم

فتى خصه اللّه بالمكرما *** ت فمازج منه الحياء الكرم

إذا همّة قصرت عن يد *** تناولها بجزيل (3) الهمم

فلا ينكت (4) الأرض عند السؤا *** ل ليقطع زوّاره عن نعم

قال إبراهيم: فكان اللاحقي منهم، و أحسبها له، ثم آخر من جاءني الجاحظ و أنا والي الأهواز، فأعطيته عليها مالا، ثم كنت عند ابن أبي دواد (5) فدخل إلينا الجاحظ ، فالتفت إلى ابن أبي دواد (6) فقال: يا أبا إسحاق قد امتدحت بأشعار كثيرة ما سمعت شيئا وقع في قلبي و قبلته نفسي مثل أبيات مدحني بها أبو عثمان، ثم أنشدنيها بحضرته.

بدا حين أ ترى بإخوانه.

فقلت وجد (7)-أيدك اللّه - مقالا، فقال: و عجبت من عمرو و سكوته (8)،و لم أذكر من ذلك شيئا.

أخبرنا (9) أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد الفقيه قال: سمعت أبا سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم يقول: سمعت الحسن بن محمّد الصوفي يقول: أنا أبو الحسن محمّد بن صدقة، حدّثني عبد الواحد بن قسيم بن مضر، نا أحمد بن إسماعيل السّقطي قال: سمعت أبا سعيد البصري قال:

ص: 440


1- في «ز»، و تاريخ بغداد: رياح.
2- تقرأ بالأصل: أبين، و في م: انزل، و المثبت عن «ز»، و المختصر، و تاريخ بغداد.
3- بالأصل: تحريك، تصحيف، و المثبت عن م، و «ز»، و تاريخ بغداد.
4- تقرأ بالأصل و م: يفلت، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
5- بالأصل و «ز»: داود، تصحيف، و التصويب عن م و تاريخ بغداد.
6- بالأصل و «ز»: داود، تصحيف، و التصويب عن م و تاريخ بغداد.
7- في م: وجد، و في «ز»: و خذ.
8- بالأصل: و سلوته، و المثبت عن م، و «ز»، و تاريخ بغداد.
9- فوقها في «ز»: «ح» صغيرة.

قدمت على الجاحظ بعد ما كبر سنّه، فقلت له: حدّثني، فقال: اكتب الأمصار عشرة:

الصناعة بالبصرة، و الفصاحة بالكوفة، و التخنيث (1) ببغداد، و الغدر بالري، و الجفاء بنيسابور، و الحسد بهراة، و الطرمذة (2) بسمرقند، و المروءة ببلخ، و البخل بمرو، و التجارة بمصر.

أخبرنا (3) خالي أبو المعالي القاضي، أنا أبو روح ياسين بن سهل بن محمّد بن الحسن قال: سمعت أبا منصور محمّد بن أحمد بن منصور القايني.

ح و قرأت (4) على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت عبد العزيز بن عبد الملك الأموي يقول: سمعت إسماعيل بن محمّد النحوي يقول: سمعت أبا العيناء يقول:

أنا و الجاحظ وضعنا حديث فدك و أدخلناه على الشيوخ ببغداد فقبلوه إلاّ ابن شيبة العلوي فإنه قال: لا يشبه آخر هذا الحديث أوّله فأبى أن يقبله، قال إسماعيل: و كان أبو العيناء يحدّث بهذا بعد ما مات (5).

أخبرنا (6) أبو الحسن المالكي، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (7)، أنا علي بن أبي (8) علي، نا محمّد بن العباس الخزّاز (9)،نا أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباري، أنا أبو عمر أحمد بن أحمد السوسنجردي (10) العسكري - حدّثني ابن أبي الذيال المحدث - بسرّمن رأى - قال:

حضرت وليمة حضرها الجاحظ ، و حضرت صلاة الظهر، فصلينا و ما صلّى الجاحظ ، و حضرت صلاة العصر فصلّينا و ما صلّى الجاحظ ، فلما عزمنا على الانصراف قال الجاحظ لصاحب المنزل: إنّي ما صلّيت لمذهب - أو لسبب - أخبرك به، فقال له:- أو فقيل له:- ما أظن أن لك مذهبا في الصلاة إلاّ تركها.

ص: 441


1- بدون إعجام بالأصل، و في «ز»: التحنيث، و في المختصر: و التخنث.
2- الطرمذة: الصلف و الفخر و التكبر (تاج العروس).
3- كتب فوقها في «ز»: «ح» صغيرة.
4- كتب فوقها في «ز»: «ح» صغيرة.
5- بالأصل: بات، و في م: ناب، و في «ز»: تاب، و المثبت عن المختصر، يعني بعد ما مات الجاحظ .
6- كتب فوقها في «ز»: «ح» صغيرة.
7- تاريخ بغداد 217/12.
8- الأصل: أبو.
9- بالأصل: الحرار، و في م، و «ز»: الخراز، و المثبت عن تاريخ بغداد.
10- رسمها بالأصل:«السوسي اي» و في م: السوسي عن أبي» و التصويب عن «ز»، و تاريخ بغداد.

قال (1):و أنا الصّيمري، نا المرزبان، نا أبو بكر الجرجاني، أنا المبرد لأبي كريمة البصري بقوله للجاحظ (2):

لم يظلم اللّه عمرا حين صيره *** من كل شيء - سوى آدابه - عاري

ثبت (3) حبال وصالي كفه قطعت *** لما استعنت به في بعض أوطاري

فكنت في طلبي من عنده فرجا *** كالمستغيث من الرمضاء بالنار

إنّي أعيذك و المعتاذ محترس *** من شؤم عمرو بعزّ الخالق الباري

فإن فعلت فحظّ قد ظفرت به *** و إن أبيت فقد أعلنت أسراري

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (4)،نا أبو بكر الخطيب، حدّثني العلاء بن حزم الأندلسي، أنا إبراهيم بن محمّد بن زكريا الزهري، أنا القاضي أبو بكر محمّد بن الحسن الزّبيدي (5)،نا أبو علي إسماعيل بن القاسم - قال ابن حزم: هو القالي.

ح ثم أخبرناه عاليا أبو القاسم صدقة بن محمّد بن الحسن بن المحليان، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أبي نصر الحميدي، أنا أبو محمّد علي (6) بن أحمد قال: أنا عبد اللّه بن ربيع التميمي، نا أبو علي إسماعيل بن القاسم البغدادي، حدّثني أبو معاذ عبدان الحوفي (7)المتطبب قال:

دخلنا يوما بسرّمن رأى على عمرو بن بحر الجاحظ نعوده و قد فلج، فلما أخذنا مجالسنا أتى رسول المتوكل إليه فقال: و ما يصنع أمير المؤمنين بشق مائل، و لعاب سائل، ثم أقبل علينا فقال: ما تقولون في رجل له شقان: أحدهما لو غرز بالمسال ما أحس، و الشق الآخر تمر به الذباب... (8) و أكثر ما أشكوه الثمانون، ثم أنشدنا أبياتا من قصيدة عوف بن محلّم (9) الحرّاني يعني التي فيها (10):

ص: 442


1- القائل: الخطيب البغدادي، و الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 216/12-217.
2- الأصل: الجاحظ ، و المثبت عن م و «ز»، و في تاريخ بغداد: يقول للجاحظ .
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: ببت، و في تاريخ بغداد: بتت.
4- الأصل، و «ز»، و م: المحلى، تصحيف.
5- ضبطت بضم الزاي عن «ز».
6- «علي» استدركت عن هامش الأصل، و بعدها صح.
7- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن «ز».
8- رسمها بالأصل:«فيعرب» و في «ز»: فيعوث.
9- الأصل و م و «ز»: محكم.
10- من أبيات في أمالي القالي 50/1-51.

إنّ الثمانين و بلّغتها *** قد أحوجت سمعي إلى ترجمان

و قد سقت الأبيات في ترجمة عبد اللّه بن طاهر (1).

أخبرنا أبو الحسن الفقيه المالكي، ثنا - و أبو منصور القزاز قال: أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا الحسن بن أبي طالب، أنا أحمد (3) بن محمّد بن عمران، نا أحمد بن محمّد بن عاصم بن أبي سهل الحلواني.

ح قال: و أخبرني الصّيمري أنا المرزباني، أنا أبو بكر الجرجاني قالا: نا المبرّد قال:

دخلت على الجاحظ في آخر أيّامه و هو عليل، فقلت له: كيف أنت ؟ فقال: كيف يكون من نصفه مفلوج و لو نشر بالمناشير ما أحسّ به، و نصفه الآخر منقرس لو طار الذباب بقربه لآلمه، و الآفة في جميع هذا أنّي قد جزت التسعين ثم أنشدنا:

أ ترجو أن تكون و أنت شيخ *** كما قد كنت أيام الشباب

لقد كذبتك نفسك ليس ثوب *** دريس كالجديد من الثياب

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال الحسن بن علي:

فيها - يعني سنة خمسين و مائتين مات عمرو بن محبوب الجاحظ بالبصرة.

أخبرنا (4) أبو الحسن بن قبيس، نا (5)-و أبو منصور (6) بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (7)،أنا المرزباني، حدّثني أحمد بن يزيد بن محمّد المهلّبي، عن أبيه قال:

قال لي المعتز باللّه: يا يزيد، ورد الخبر بموت الجاحظ ، فقلت لأمير المؤمنين طول البقاء و دوام العزّ، قال: و ذلك في سنة خمس و خمسين و مائتين، قال لي المعتز: قد كنت أحبّ أن أشخصه إليّ و أن يقيم عندي، فقلت له: إنه كان قبل موته عطلا بالفالج، قال أحمد بن يزيد و فيه يقول أبو سراعة:

في العلم للعلماء أن *** يتفهموه واعظ

ص: 443


1- راجع ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 216/29 رقم 3353.
2- تاريخ بغداد 219/12.
3- «أنا أحمد» مكرر بالأصل.
4- كتب فوقها في «ز «ح» صغيرة.
5- «نا» سقطت من «ز».
6- كتب فوقها في «ز «ح» صغيرة.
7- تاريخ بغداد 219/12.

و إذا نسيت و قد جمع *** ت علا عليك الحافظ

و لقد رأيت الظرف *** دهرا ما حواه لافظ

حتى أقام طريقه *** عمرو بن بحر الجاحظ

ثم انقضت (1) أيامه *** و هو الرئيس الغائظ

قال الخطيب: قرأت في كتاب عمرو (2) بن محمّد بن الحسن البصير عن محمّد بن يحيى الصولي قال: مات الجاحظ في المحرم سنة خمس و خمسين و مائتين.

5317 - عمرو بن بشر بن السّرح

أبو بشر العنسي (3)

من أهل دمشق.

روى عن الوليد بن سليمان بن أبي السائب، و أبي بكر بن أبي مريم، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و عنبسة بن سعيد بن غنيم (4).

روى عنه: سليمان بن عبد الرّحمن، و دحيم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز (5) الكتاني (6)،أنا أبو بكر الدوري، نا أبو عمر بن فضالة، نا أبو قصي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا عمرو بن بشر بن السّرح، نا الوليد بن سليمان بن أبي السائب، نا بشر بن عبيد اللّه أن أبا إدريس حدّثهم عن نعيم بن همّار الغطفاني قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«قال اللّه تعالى: ابن آدم لا تعجزنّي من أربع ركعات في أوّل النهار أكفك آخره»[9932].

أخبرنا (7) أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن محمّد بن الحسن، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر محمّد بن حمدون، نا يزيد بن عبد الصمد، نا سليمان بن

ص: 444


1- تاريخ بغداد: ثم انقضى أمد به.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد بغداد: عمر.
3- ميزان الاعتدال 247/3 و لسان الميزان 357/4 و التاريخ الكبير 317/6 و الجرح و التعديل 222/6.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: غنم.
5- الأصل و م: العز، و المثبت عن «ز».
6- في م: الكناني.
7- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.

عبد الرّحمن، نا عمرو بن بشر بن السّرح العنسي، نا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي مريم الغسّاني، عن ضمرة بن حبيب، عن أبي الدرداء.

عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه يحب القلب الحزين»[9933].

و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«قوتوا طعامكم يبارك لكم فيه»[9934].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا (1) أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (2):

عمرو بن بشر بن السّرح أبو بشير (3)،سمع الوليد بن سليمان، و أبا (4) بكر الغسّاني، سمع منه سليمان بن عبد الرّحمن الشامي.

كذا وقع في هذه الرواية و هو خطأ، و صوابه أبو بشر.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلال (5)،قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (6):

عمرو بن بشر بن السّرح أبو بشر العنسي (7) روى عن أبي بكر بن أبي مريم، و الوليد بن سليمان بن أبي السائب، روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن بن شرحبيل، و دحيم، سمعت أبي يقول: و سألته عنه فقال: محله الصدق ما به بأس (8).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد،

ص: 445


1- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
2- التاريخ الكبير للبخاري 317/6.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، هنا، و في التاريخ الكبير: بشر، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
4- بالأصل: و أبو بكر، تصحيف.
5- رسمها مضطرب بالأصل و تقرأ: المكال، تصحيف، و التصويب عن م، و «ز»، و السند معروف.
6- الجرح و التعديل 222/6.
7- في الجرح و التعديل: العبسي.
8- الذي بالأصل:«ما به بابين» و المثبت عن «ز»، و الجرح و التعديل.

أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: و نفر متقاربون: صدقة بن يزيد، و صدقة بن المنتصر، و صدقة بن عبد اللّه، و عمرو بن بشر بن سرح، ذكر (1) جماعة سواهم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا (2) أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة: عمرو بن بشر بن السّرح العنسي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال:

عمرو بن بشر بن السّرح، يروي عن أبي بكر بن أبي مريم و غيره، روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن و غيره.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و أخبرنا (3) أبو القاسم بن السّوسي، أنبأ إبراهيم بن محمّد بن يونس، أنا أبو زكريا.

ح و أخبرنا (4) أبو الحسين أحمد بن سلامة الأبّار، أنبأ سهل بن بشر، قالا: نا عبد الغني بن سعيد قال: و أما العنسي بعين و نون و سين مهملة فقد ذكرنا منهم: عمرو بن بشر بن السّرح العنسي.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (5) قال:

العنسي بالنون فجماعة منهم: عمرو بن بشر بن السّرح أبو بشر العنسي، سمع الوليد بن سليمان، و أبا (6) بكر الغساني، سمع منه سليمان بن عبد الرّحمن.

و قال ابن ماكولا في موضع آخر (7):و أما سرح بالحاء المهملة: عمرو بن بشر بن

ص: 446


1- بالأصل:«و ابن» و المثبت عن م، و «ز».
2- كتب فوقها في «ز»: «س» صغيرة.
3- كتب فوقها في «ز»: «س» صغيرة.
4- كتب فوقها في «ز»: «س» صغيرة.
5- الاكمال لابن ماكولا 353/6-354.
6- الأصل: و أبو، تصحيف.
7- الاكمال لابن ماكولا 286/4 و 287.

السّرح، شامي، يروي عن أبي بكر بن أبي مريم و غيره، روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن و غيره.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

و حدّثنا (1) خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا البخاري، نا عبد الغني بن سعيد قال: سرح بالحاء: عمرو بن بشر بن السّرح، شامي.

أخبرنا (2) أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو بشر عمرو بن بشر بن السّرح، سمع الوليد بن سليمان، و أبا بكر الغسّاني، روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن.

قرأت (3) على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو بشر عمرو بن بشر بن السّرح عن الوليد بن سليمان، روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم (4) قال:

أبو بشر (5) عمرو بن بشر بن السّرح العنسي الشامي الدمشقي، عن الوليد بن سليمان بن أبي السائب الشامي، و أبي بكر بن أبي مريم الغساني، روى عنه: أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن، كنّاه محمّد - يعني الغازي - نا محمّد - يعني ابن إسماعيل البخاري.

ص: 447


1- في «ز»: ح و أخبرنا ح.
2- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
3- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
4- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 293/2 رقم 817.
5- «أبو بشر» كتبت على هامش «ز»، و بعدها صح.

و هذه الرواية عن البخاري أصح، و قد كنّاه ابن أبي حاتم في كتاب الجرح و التعديل: أبا بشر أيضا.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنبأ ابن أبي حاتم قال (1):

ذكره أبي (2)،قال: نا محمود بن إبراهيم بن سميع قال: سألت عبد الرّحمن بن إبراهيم، دحيم (3)،عن عمرو بن بشر بن السّرح العنسي (4) فقال: ثقة، و حدّثنا عنه بأحاديث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (5) قال:

عمرو بن بشر بن السّرح، عن عنبسة بن سعيد بن غنيم، منكر الحديث.

5318 - عمرو بن يزيد بن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن المؤمّل بن

5318 - عمرو بن يزيد (6) بن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن المؤمّل بن

حبيب بن تميم بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح (7) بن عدي بن كعب بن لؤي

أبو بكر القرشي المؤمّلي العدوي (8)

قاضي دمشق للرشيد و الأمين، و هو أخو عمر بن أبي بكر.

أخبرنا أبو غالب، و أبو (9) عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأ أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكّار (10)،قال:

ص: 448


1- الجرح و التعديل 222/6.
2- بعدها بالأصل:«عمر» و بعدها في م:«علي» و المثبت يوافق عبارة «ز»، و الجرح و التعديل.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الجرح و التعديل: دحيما.
4- في الجرح و التعديل: العبسي.
5- الضعفاء الكبير للعقيلي 258/3 رقم 1265.
6- في م:«عمرو بن أبي بكر» و في «ز»: عمرو بن بكر.
7- الأصل: رواح، تصحيف، و المثبت عن م، و «ز».
8- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 368.
9- كتب فوقها في «ز»: «ح» صغيرة.
10- راجع نسب قريش ص 368.

عمرو بن يزيد (1) أبي بكر بن محمّد ولي قضاء دمشق لأمير المؤمنين الرشيد، و أمّه رقيّة بنت يعقوب بن سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم، كان آخر من مات من القرشيين من أبناء الهاشميات، و أخوه عمر بن أبي بكر، ولي قضاء الأردن، و أمّه أم ولد.

أخبرنا (2) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد الأنباري، أنا أبو الفتح منصور بن علي بن عبد اللّه الطرسوسي، نا الحسن بن رشيق، نا أحمد بن محمّد بن سلام البغدادي أبو بكر، نا داود بن رشيد أبو الفضل، نا الوليد بن مسلم في تسمية قضاة دمشق قال:

ثم يحيى بن حمزة الحضرمي، ثم عبد الرّحمن بن يزيد - يعني ابن أبي مالك - ثم يحيى بن حمزة ثانية (3)،ثم عمرو بن أبي بكر.

قال داود: و أنا أدركت هذا قاعدا في الرحبة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنبأ تمام بن محمّد - إجازة - أنا أبو عبد اللّه بن مروان، نا ابن فيض، قال:

ثم ولّى هارون: عمرو بن أبي بكر العدوي يعني بعد يحيى بن حمزة، فلم يزل عمرو بن أبي بكر قاضيا خلافة هارون، و بعض خلافة محمّد بن هارون، و مات في الفتنة التي كانت بين المأمون و محمّد.

5319 - عمرو بن أبي بكر بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

أمّه أم أبان بنت خالد بن عمرو بن عثمان بن عفّان.

له ذكر، ذكره أبو المظفر محمّد بن أحمد السفياني النسّابة.

5320 - عمرو بن جامع بن عمرو بن محمّد بن حرب

أبو الحسن الكوفي

سكن دمشق، و حدّث بها عن عمران بن موسى الطّرسوسي، و أبي بكر أحمد بن منصور الرّمادي.

ص: 449


1- «يزيد» سقطت من «ز»، و نسب قريش.
2- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
3- بدون إعجام بالأصل و «ز»، و فوقها في «ز»: ضبة، و المثبت عن م.

روى عنه: أبو الحسين الرازي، و أبو سليمان بن زبر.

أخبرنا (1) أبو الحسن علي بن المسلّم، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، و أبيه أبو علي و عبد الوهّاب الميداني، و أبو نصر بن الجبّان و اللفظ لابن أبي نصر، قالوا: أنا أبو سليمان بن زبر، نا أبو الحسن عمرو بن جامع بن عمرو الكوفي، نا عمران بن موسى الطّرسوسي، نا أبو صالح كاتب الليث، نا يحيى بن أيوب الخزاعي قال:

سمعت من يذكر أنه كان في زمن عمر بن الخطّاب شاب متعبّد قد لزم المسجد، و كان عمر به معجبا، و كان له أب شيخ كبير، فكان إذا صلّى العتمة انصرف إلى أبيه، و كان طريقه على باب امرأة، فافتتنت به، فكانت تنصب نفسها له على طريقه، فمرّ بها ذات ليلة، فما زالت تغويه حتى تبعها، فلما أتى الباب دخلت، و ذهب يدخل فذكر اللّه عزّ و جلّ و جلّي عنه، و مثلت هذه الآية على لسانه: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذٰا مَسَّهُمْ طٰائِفٌ مِنَ الشَّيْطٰانِ تَذَكَّرُوا فَإِذٰا هُمْ مُبْصِرُونَ (2).

قال: فخرّ الفتى مغشيا عليه، فدعت المرأة جارية لها فتعاونتا عليه، فحملتاه إلى بابه، و احتبس على أبيه، فخرج أبوه يطلبه، فإذا به على الباب مغشيا عليه، فدعا بعض أهله فحملوه فأدخلوه، فما أفاق حتى ذهب من الليل ما شاء اللّه عزّ و جل، فقال له أبوه: يا بني، ما لك ؟ قال: خير، قال: فإنّي أسألك، قال: فأخبر بالأمر قال: أي بني، و أي آية قرأت ؟ فقرأ الآية التي كان قرأ، فخرّ مغشيا عليه، فحرّكوه (3) فإذا هو ميت، فغسّلوه و أخرجوه و دفنوه ليلا، فلما أصبحوا رفع ذلك إلى عمر رضي اللّه عنه فجاء عمر إلى أبيه فعزّاه به و قال: أ لا آذنتني ؟ قال: يا أمير المؤمنين كان الليل.

قال: فقال عمر: فاذهبوا بنا إلى قبره، قال: فأتى عمر و من معه القبر، فقال عمر: يا فلان وَ لِمَنْ خٰافَ مَقٰامَ رَبِّهِ جَنَّتٰانِ (4) فأجابه الفتى من داخل القبر: يا عمر قد أعطانيهما ربي عزّ و جل في الجنّة. مرّتين.

قرأت بخط أبي الحسن بن السمسار، أنا أبو سليمان بن زبر، نا أبو الحسن عمرو بن جامع بن عمرو الكوفي بدمشق، نا أبو بكر أحمد بن منصور الرّمادي بحديث ذكره.

ص: 450


1- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
2- سورة الأعراف، الآية:201.
3- «فحركوه» استدركت على هامش «ز».
4- سورة الرحمن، الآية:46.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد مما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من سمع منه بدمشق: أبو الحسن عمرو بن جامع بن عمرو بن محمّد بن حرب الكوفي، سكن دمشق بباب البريد، مات في شوال سنة ثلاثين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها - يعني سنة ثلاثين و ثلاثمائة - توفي عمرو بن جامع الكوفي.

5321 - عمرو بن جزء الخولاني

5321 - عمرو (1) بن جزء (2) الخولاني (3)

من ساكني داريا.

غزا مع بسر بن أبي أرطاة.

و حكى عن أبي مسلم الخولاني.

روى عنه: عمرو بن شراحيل.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني (4)،نا أبو محمّد الكتّاني (5)،أنا علي بن محمّد الطّبراني، أنا عبد الجبّار بن محمّد بن مهنى (6)،أنا أحمد بن عمير، نا محمّد بن عوف بن سفيان، نا محمّد بن إسماعيل بن عياش، حدّثني أبي عن عبد الرّحمن بن سليمان، عن عمرو بن شراحيل قال:

سمعت عمرو بن جزء الخولاني يقول: كنت مع أبي مسلم الخولاني بأرض الروم مع بسر بن أبي أرطاة و نحن شاتون، فحرست ليلة مطيرة، فجئت و قد (7) ابتلّت ثيابي، فإذا أبو مسلم و أصحابه قد أوقدوا نارا عظيمة، فلما رآني أقبل أبو مسلم يهرول إليّ فقال: وجبت و رب الكعبة، يقولها ثلاثا، أستغفر لي يا ابن أخي، ثم نزع ثيابي فجفّفها ثم ضمّني إليه حتى أدفأني.

ص: 451


1- الترجمة التالية سقطت من «ز».
2- الأصل و م: حرا، تصحيف.
3- تاريخ داريا ص 62.
4- «نا أبو محمّد بن الأكفاني» مكرر بالأصل.
5- في م: الكناني، تصحيف.
6- الخبر رواه الخولاني في تاريخ داريا ص 62.
7- بعدها بياض في الأصل مقدار كلمة، و في آخر البياض ضبة.

5322 - عمرو بن الجنيد بن عبد الرّحمن المرّي

حكى عن أبيه.

روى عنه: ابنه جنادة بن عمرو.

له حكاية في ترجمة ابنه جنادة (1).

5323 - عمرو بن الحارث بن عبد اللّه العامري

5323 - عمرو بن الحارث بن عبد اللّه العامري (2)

مولى بني عامر بن لؤي.

كان على خاتم عبد الملك بعد قبيصة بن ذؤيب، و قيل كان كاتبه، و كان على خاتم الوليد بن عبد الملك.

سمع عائشة.

و روى عنه أبي بحرية عبد اللّه بن قيس السكوني (3)،و قيل عن عبد الملك بن مروان عن أبي بحرية.

و روى عن: محمود بن الربيع.

روى عنه: الزّهري، و إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة.

أخبرنا (4) أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر الحريري، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر سنة أربعين، ثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمّد بن شاذان، نا أبو القاسم يعقوب بن أحمد بن ثوابة الحمصي - بحمص - نا أبو الحسين محمّد بن خالد بن خليّ ، نا بشر بن شعيب بن أبي حمزة، عن أبيه (5)،عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة، أخبرني عمرو بن الحارث، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصّامت.

ص: 452


1- راجع ترجمة جنادة بن عمرو في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 290/11 رقم 1085.
2- ترجمته في التاريخ الكبير 320/6 و الجرح و التعديل 225/6 و الوزراء و الكتاب للجهشياري ص 23
3- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م، و «ز».
4- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
5- «عن أبيه» مكرر بالأصل، و الصواب حذفها، و هو يوافق عبارة م، و «ز»، و راجع ترجمة شعيب بن أبي حمزة في تهذيب الكمال 57/2.

أن محمودا صلّى إلى جنبه يوما، فسمعه يقرأ وراء الإمام، فسأله حين انصرف عن ذلك فقال له: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أمّنا يوما، فانصرف إلينا، و قد غلط في بعض القرآن و قال:«هل قرأ معي (1) أحد منكم ؟» قال: فقلنا: نعم، قال:«قد عجبت، قلت: من هذا ينازعني القرآن ؟ إذا قرأ الإمام، فلا يقرأن أحد منكم معه إلاّ بأمّ القرآن»[9935].

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ (2) في كتابه، و حدّثني (3) أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم، نا أبي، نا عمرو بن الحارث، عن عبد اللّه بن سالم، عن الزبيدي، أخبرني محمّد بن مسلم، حدّثني عمرو بن الحارث الفهمي و كان كاتبا لعبد اللّه بن الزبير أن عبد الملك بن مروان كان يحدّث عن أبي بحرية الكندي.

أنه أخبره عن عمر أنه خرج على مجلس فيه عثمان بن عفّان، و علي بن أبي طالب، و الزبير بن العوّام، و طلحة بن عبيد اللّه، و سعد بن أبي وقّاص، فقال: كلّكم يحدث نفسه بالإمارة بعدي قال: فسكتوا، فقال: كلّكم يحدّث نفسه بالإمارة بعدي، فقال الزبير: نعم، كلّنا يحدث نفسه بالإمارة بعدك و يراه لها أهلا، قال: أ فلا أحدّثكم عنكم ؟ قال: فسكتوا، ثم قال: أ لا أحدّثكم عنكم ؟ فسكتوا، ثم قال: أ لا أحدّثكم عنكم ؟ قال الزبير: فحدّثنا، و لو سكتنا لحدثتنا فقال: أما أنت يا زبير فإنك كافر الغضب مؤمن الرضا، يوما تكون شيطانا و يوما تكون إنسانا، أ فرأيت يوما تكون شيطانا من يكون الخليفة يومئذ؟ و أما أنت يا طلحة، فلقد مات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و إنه عليك لعاتب، و أما أنت يا عبد الرّحمن فإنك لما جاءك من خير لأهل، و أما أنت يا علي فإنك صاحب رياء و فيك دعابة، و إنّ منكم لرجلا لو قسم إيمانه بين جند من الأجناد لأوسعهم، يريد عثمان بن عفّان، و أما أنت يا سعد فأنت صاحب مال.

عمرو بن الحارث مجهول العدالة، و المحفوظ عن عمر شهادته لهم بأن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم [توفي] (4) و هو عنهم راض.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن

ص: 453


1- «معي» استدركت عن هامش الأصل، و بعدها صح.
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م، و «ز».
3- فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
4- زيادة عن م، و «ز»، و في المختصر: مات.

البسري، و أبو منصور عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قالوا: أنا طاهر المخلّص، نا أبو أحمد عبد الواحد بن المهتدي بن الواثق بن المعتصم بن الرشيد، نا جعفر بن محمّد، نا إسحاق بن إسماعيل، نا جرير، عن مغيرة، عن الشعبي قال:

أرسل زياد بن سميّة مع عمرو بن الحارث بهدايا و أموال إلى أمّهات المؤمنين، و أرسل إلى أم سلمة، و صفية يعتذر إليهما، و فضل عائشة فقالت: لئن فضّلها لقد كان من هو أشدّ علينا تفضيلا منه يفضّلها.

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (1):

عمرو بن الحارث كاتب عبد الملك بن مروان، روى عن أبي بحرية عبد اللّه بن قيس السّكوني، و أدخل بعضهم بينه و بين أبي بحرية عبد الملك بن مروان، روى عنه الزّهري، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2) قال:

عمرو بن الحارث عن عبد الملك بن مروان قاله الزّبيدي عن الزّهري، منقطع.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (3) قال: في تسمية عمّال عبد الملك: الخاتم و بيوت الأموال و الخزائن: قبيصة بن ذؤيب الخزاعي، فمات قبيصة فولي عمرو بن الحارث مولى بني عامر بن لؤي.

ص: 454


1- الجرح و التعديل 225/6.
2- التاريخ الكبير للبخاري 320/6.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 299.

قال: و قال خليفة (1) في تسمية عمّال الوليد على الخاتم: عمرو بن الحارث مولى بني عامر بن لؤي، فمات فدفعه إلى جناح مولاه.

5324 - عمرو بن الحارث بن يعقوب بن عبد اللّه

أبو أميّة الأنصاري المصري الفقيه (2)

مولى قيس بن سعد بن عبادة.

روى عن أبيه الحارث بن يعقوب، و يزيد بن أبي حبيب، و أبي الزّبير، و قتادة، و بكير بن عبد اللّه بن الأشجّ ، و عمارة بن غزيّة (3)،و الزهري، و زيد بن أبي أنيسة، و أبي يونس مولى أبي هريرة، و أبي عشّانة المعافري، و حبّان بن واسع الأنصاري، و يحيى، و عبد ربّه ابني سعيد الأنصاريين، و عبد الرّحمن بن القاسم بن محمّد بن أبي بكر، و محمّد بن المنكدر، و هشام بن عروة، و زيد بن أسلم، و عمرو بن دينار، و سالم بن أبي أمية أبي النضر، و ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، و الربيع بن سبرة بن معبد الجهني، و يحيى بن ميمون الحضرمي، و عبد اللّه بن عبد اللّه بن أبي مليكة، و بكر بن سوادة، و درّاج بن السّمح، و سليمان بن زياد الحضرمي، و كعب بن علقمة، و أبي علي ثمامة بن شفي الهمداني، و جعفر بن ربيعة، و سعيد بن أبي هلال، و محمّد بن عبد الرّحمن يتيم عروة، و عبدة بن أبي لبابة، و سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي.

روى عنه: قتادة بن دعامة، و مجاهد، و صالح بن كيسان، و بكير بن عبد اللّه بن الأشجّ ، و مالك بن أنس، و موسى بن أعين، و الليث بن سعد، و بكر بن مضر، و يحيى بن أيوب، و نافع بن يزيد، و ابن وهب، و أسامة بن زيد الليثي.

و وفد على يزيد بن الوليد ببيعة أهل مصر في نفر من وجوههم كما ذكر أبو عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب الكندي المصري في كتاب أمراء مصر (4)،ثم خرج مع صالح بن علي الهاشمي إلى الصائفة، فاجتاز بدمشق.

ص: 455


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 312.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 190/14 تهذيب التهذيب 326/4، تقريب التهذيب، الجرح و التعديل 225/6، التاريخ الكبير للبخاري 320/6 و سير أعلام النبلاء 349/6، و شذرات الذهب 223/1 و تذكرة الحفاظ 133/1 و ميزان الاعتدال 252/3.
3- غير واضحة بالأصل، و بدون إعجام في م و «ز»: «عربه» و المثبت عن تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.
4- راجع ولاة مصر للكندي ص 106 و 126.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى بن عبد اللّه بن حرملة التّجيبي، أنا ابن وهب، نا عمرو بن الحارث أن قتادة حدّثه أن أنس بن مالك حدّثه.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم صلّى الظهر و العصر و المغرب و العشاء و رقد رقدة بالمحصّب ثم ركب إلى البيت فطاف به[9936].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو بكر بن أبي داود، نا محمّد بن سلمة المرادي، نا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير و عمرة عن عائشة.

أنّ أم حبيبة بنت جحش ختنة (1) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و تحت (2) عبد الرّحمن بن عوف استحيضت سبع سنين، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«[إن هذه] (3) ليست بالحيضة، و لكن هذا عزق (4) فاغتسلي و صلّى» قالت عائشة: فكانت تغتسل في مركن في حجرة أختها زينب بنت جحش حتى تعلو حمرة الدّم الماء[9937].

رواه مسلم (5) و أبو داود (6) و النسائي عن محمّد بن سلمة.

قرأت بخط عبد الوهّاب بن عيسى بن عبد الرّحمن بن ماهان، أنا الحسن بن رشيق العسكري، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد الأنصاري، حدّثني أبو داود الشجري، نا أحمد بن صالح المصري قال: ولد عمرو بن الحارث - يقولون-: سنة تسعين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي قال: نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا (7) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا

ص: 456


1- بدون إعجام بالأصل، و في م: حبته، و المثبت عن «ز».
2- غير واضحة بالأصل و م، و المثبت عن «ز».
3- زيادة عن م، و «ز».
4- الأصل: عرف، تصحيف، و المثبت عن م، و «ز».
5- صحيح مسلم، كتاب الحيض، باب المستحاضة 181/1.
6- سنن أبي داود، كتاب الطهارة، باب من روى أن المستحاضة تغتسل لكل صلاة رقم 288(77/1).
7- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.

يعقوب بن سفيان (1) قال: قال ابن بكير: ولد عمرو بن الحارث - زاد ابن السّمرقندي: بن يعقوب بن عبد اللّه الأنصاري، و قالا:- و يكنى أبا أمية سنة اثنتين (2) أو إحدى و تسعين، و توفي سنة ثمان و أربعين و مائة [قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم، نا سعيد بن عفير، قال: ولد عمرو بن الحارث سنة اثنتين و تسعين و توفي سنة ثمان و أربعين و مائة] (3) و كان يكنى أبا أمية، و كان أخطب الناس، و أرواه للشعر (4)،و أبلغه و هو عمرو بن الحارث بن يعقوب بن عبد اللّه مولى قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العزّ بن منصور قالا: أنا أحمد بن الحسين بن أحمد بن الحسين بن أحمد - زاد ابن المبارك: و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط (5)قال: في الطبقة الثالثة من تابعي أهل مصر: عمرو بن الحارث بن يعقوب مولى الأنصار، مات سنة سبع أو ثمان و أربعين و مائة.

أخبرنا أبو البركات، أنا أبو طاهر الباقلاني، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال في تسمية محدّثي أهل مصر: عمرو بن الحارث بن يعقوب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (6)،أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (7) قال في الطبقة الرابعة من المصريين: عمرو بن الحارث بن يعقوب، مولى الأنصار، مات سنة سبع أو ثمان و أربعين و مائة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا

ص: 457


1- المعرفة و التاريخ 133/1.
2- بالأصل و م: اثنين.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و «ز».
4- تهذيب الكمال 190/14.
5- طبقات خليفة بن خيّاط ص 542 رقم 2790.
6- في «ز»: اللبناني، بتقديم الباء.
7- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.

أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (1) قال: في الطبقة الرابعة من أهل مصر: عمرو بن الحارث بن يعقوب مولى الأنصار، و كان ثقة إن شاء اللّه، مات سنة سبع أو ثمان و أربعين و مائة في خلافة أبي جعفر.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (2):

عمرو بن الحارث المصري سمع زيد بن أبي أنيسة و عمارة بن غزيّة (3)،و الزهري، و بكير بن الأشج، و أباه، سمع منه الليث، و ابن وهب، و قتادة، و عبد الرّحمن (4) بن أبي بكر، و مالك بن أنس، و هو ابن يعقوب مولى الأنصار. أبو أميّة، قال مصعب: أخرجه صالح بن علي من المدينة إلى مصر مؤدبا لبنيه.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (5) قال:

عمرو بن الحارث المصري، و هو ابن الحارث بن يعقوب، و يكنى أبا أمية، سمع عمارة بن غزيّة، و الزهري، و بكير بن عبد اللّه بن الأشج، و زيد بن أبي أنيسة، روى عنه قتادة، و كنّاه بأبي أمية، و مالك بن أنس، و صالح بن كيسان، و الليث بن سعد، و أسامة بن زيد، و موسى بن أعين، و عبد اللّه بن وهب، سمعت أبي يقول ذلك.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد، و حدّثني (6) أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: قال أنا أبو سعيد بن يونس.

ص: 458


1- طبقات ابن سعد 515/7.
2- التاريخ الكبير للبخاري 320/6-321.
3- غير واضحة بالأصل و م، و بدون إعجام في «ز»، و المثبت ن التاريخ الكبير.
4- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و في التاريخ الكبير: عبد اللّه.
5- الجرح و التعديل 225/6.
6- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.

عمرو بن الحارث بن يعقوب بن عبد اللّه مولى قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الساعدي يكنى أبا أمية، توفي في شوال سنة ثمان و أربعين و مائة، و كان مولده في سنة ثلاث و تسعين، روى عنه بكير بن الأشج، و صالح بن كيسان، و قتادة، و مجاهد، و مالك بن أنس، و موسى بن أعين، و الليث بن سعد، و يحيى بن أيوب، و نافع بن يزيد، و بكر بن مضر، و غيرهم (1) و كان فقيها أديبا، و كان مؤدبا لولد صالح بن علي الهاشمي.

أخبرنا (2) أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا أبو سعيد مسعود بن ناصر، أنا أبو الحسين عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد البخاري قال:

عمرو بن الحارث بن يعقوب أبو أميّة المؤدب الأنصاري مولاهم المصري، حدّث عن قتادة، و هشام بن عروة، و عبيد اللّه بن أبي جعفر، و بكير بن عبد اللّه بن الأشج، و عبد الرّحمن بن القاسم، و سالم أبي النّضر، و عبد ربّه بن سعيد، روى عنه بكر بن مضر، و موسى بن أعين، و ابن وهب في الوضوء، و تفسير سورة يوسف في غير موضع، مات سنة سبع أو ثمان و أربعين و مائة.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، قال:

عمرو بن الحارث بن يعقوب بن عبد اللّه المصري مولى قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري، يكنى أبا أمية، كان قارئا فقيها مفتيا، حدّث عن ابن شهاب الزّهري، و عمارة بن غزيّة، و بكير بن عبد اللّه بن الأشج، و زيد بن أبي أنيسة، و سعيد بن أبي هلال، روى عنه صالح بن كيسان، و مالك بن أنس، و الليث بن سعد، و أسامة بن زيد الليثي، و موسى بن أعين، و عبد اللّه بن وهب، و كان ثقة، ولد في سنة أربع و تسعين، و مات بمصر في سنة ثمان و أربعين و مائة.

قرأت على أبي محمّد أيضا، عن أبي نصر بن ماكولا قال:

و عمرو بن الحارث قد أدرك جوثة (3) بن عبيد، و أقدم منه، و كان قارئا مفتيا أفتى في زمن يزيد بن أبي حبيب، و عبيد اللّه بن أبي جعفر، و كان مولده بمصر في سنة أربع

ص: 459


1- بالأصل: و غيرهما، خطأ، و المثبت عن م، و «ز».
2- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
3- ضبطت عن الاكمال 169/2 و في «ز»: جونة، بالنون تصحيف.

و تسعين، و توفي في شوال سنة ثمان و أربعين و مائة، و قد روى عنه من التابعين: بكير بن الأشج، و صالح بن كيسان، و قيل: روى عنه قتادة، و روى عنه مالك بن أنس، و كتب ابن سعد و ابن لهيعة، و يحيى بن أيوب، و نافع بن يزيد، و بكر بن مضر، و موسى بن أعين و غيرهم، و كان أديبا فصيحا مفتيا (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:

أبو أميّة عمرو بن الحارث بن يعقوب مولى الأنصار سمع زيد بن أبي أنيسة، و الزّهري، و عمارة بن غزيّة، روى عنه مالك بن أنس، و الليث بن سعد، و ابن وهب.

قرأت (2) على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنبأ الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو أمية عمرو بن الحارث بن يعقوب مصري ثقة، روى عنه مالك بن أنس.

أخبرنا (3) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس (4)،نا أبو بشر الدّولابي قال (5):أبو أميّة عمرو بن الحارث بن يعقوب المصري.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأ أبو أحمد الحاكم قال (6):

أبو أميّة عمرو بن الحارث بن يعقوب الأنصاري المديني (7) مولاهم المؤدب، كان مؤدبا لبني صالح بن علي، فأخرجه من المدينة إلى مصر فسكنها، سمع أبا بكر محمّد بن مسلم بن شهاب الزّهري، و أبا عبد اللّه بكير بن عبد اللّه بن الأشج المخزومي، و عمارة بن غزيّة المازني، روى عنه أبو عبد اللّه مالك بن أنس الأصبحي، و أبو الحارث الليث بن سعد

ص: 460


1- سير أعلام النبلاء 352/6 و تهذيب الكمال 193/14.
2- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
3- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
4- بالأصل: أنا ابن أبي المهندس، تصحيف و التصويب عن م، و «ز».
5- الكنى و الأسماء 113/1.
6- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 350/1 رقم 274.
7- في الأسامي و الكنى: المدني.

الفهمي، و أبو محمّد عبد اللّه بن وهب بن مسلم القرشي، كنّاه أبا محمّد بن سليمان، نا محمّد بن إسماعيل.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التّميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، نا الطّحاوي، نا علي بن عبد الرّحمن... (1) سعيد بن عفير يقول:

ولد عمرو بن الحارث بن يعقوب سنة اثنتين و تسعين (2)،و يكنى أبا أمية.

أخبرنا (3) أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس (4) بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين قد جمع (5) مالك بن أنس عن عمرو بن الحارث.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي (6) و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو الحسن الدارقطني، حدّثني الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل، عن محمّد بن (7)موسى بن المأمون عن أبي عبد الرّحمن النسائي قال: الذي يقول مالك في كتابه الثقة عن بكير يشبه أن يكون عمرو بن الحارث.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد الحسن بن سليم (8)(9)،قالا: أنا أحمد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد بن يونس، حدّثني عاصم بن رازح (10)،نا سليمان بن داود، نا يحيى بن بكير، حدّثني شعيب بن الليث، عن أبيه قال:

كان بين عمرو بن الحارث و بين أبيه الحارث بن يعقوب في الفضل كما بين المساء

ص: 461


1- لفظتان غير واضحتين «مكي بن» و فوق «بن» بالأصل ضبة و في «ز»: قال و بعدها فراغ، و كتب على الهامش فيها: مقصوص.
2- تهذيب الكمال 193/14.
3- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
4- في «ز»: عياش، تصحيف.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قد حسن مالك بن أنس عمرو بن الحارث.
6- في «ز»: العلوي.
7- الأصل:«عن» و المثبت عن م و «ز».
8- الأصل: مسلم، و المثبت عن م، و «ز»، قارن مع المشيخة 15/ب.
9- بعد اللفظة في الأصل فراغ قليل، و بعد اللفظة في م، و «ز»: و حدثني أبو بكر المؤدب عنه (مكان: عنه، في «ز» فراغ، و كتب على هامشها: مقصوص).
10- في م: زارح.

و الأرض، و كان بين الحارث و بين أبيه يعقوب كما بين السماء إلى الأرض، كان يعقوب أفضل من الحارث، و كان الحارث أفضل من عمرو (1).

أخبرنا (2) أبو البركات الأنماطي، نا أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل (3) بن غسّان الغلاّبي، أنا أبي قال: حدّثني مصعب بن عبد اللّه.

أن عمرو بن الحارث بن يعقوب الأنصاري أخرجه صالح بن علي من المدينة إلى مصر مؤدبا لبنيه (4).

أخبرنا (5) أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقاء، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس (6) بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: إن عمرو بن الحارث يعلم ولد صالح بن علي و كان سيّئ الحال، فلمّا علّمهم و حسن حاله صار يلبس الوشي و الخز (7).

أخبرنا (8) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: سمعت أبي بكير قال: قال الليث: كنت أرى عمرو بن الحارث عليه أثواب بدينار قميصه و رداؤه و إزاره، ثم لم تمض الليالي و الأيام حتى رأيه يجرّ الوشي و الخز، فإنّا للّه و إنا إليه راجعون (9).

قال يعقوب: و عمرو بن الحارث من المحدّثين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني (10)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو زيد النّميري، قال: قال لي محمّد بن منصور قال لي عمرو بن الحارث: الشرف شرفان: شرف العلم و شرف السلطان، و شرف العلم أشرفهما (11).

ص: 462


1- الأصل: عمر، و المثبت عن م و «ز».
2- الخبر التالي سقط من م.
3- الأصل و «ز»: الفضل، تصحيف.
4- تهذيب الكمال 192/14.
5- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
6- في «ز»: عياش.
7- تهذيب الكمال 192/14.
8- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
9- تهذيب الكمال 192/14 و سير أعلام النبلاء 352/6.
10- في «ز»: اللبناني، تصحيف.
11- تهذيب الكمال 193/14 و سير أعلام النبلاء 352/6.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنا أبو الفرح سهل بن بشر، أنا أبو الحسن علي بن بقاء الورّاق، أنا أبو عبد اللّه شعيب بن عبد اللّه بن أحمد بن المنهال، أنا أحمد بن إسحاق بن عتبة الرازي، نا أبو الزّنباع روح بن الفرج بن عبد الرّحمن القطان، نا زيد بن بشر قال:

سمعت شعيب بن يحيى قال لضمام: شباب عموا (1) الليث فقال: دعهم يعموه (2) فطال ما عم (3) هو و عمرو بن الحارث يزيد بن أبي حبيب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،نا موسى بن الحسن الكوفي - بمصر - قال: قال: لنا (5) عمرو بن سواد قال لي عبد اللّه بن وهب: سمعت من ثلاثمائة شيخ و سبعين شيخا، أرانا عمرو بيده، فما رأيت أحدا أحفظ من عمرو بن الحارث، و ذلك أنه كان قد جعل على نفسه يحفظ كلّ يوم ثلاثة أحاديث.

قال ابن عدي: و عمرو بن الحارث ثقة.

أخبرنا (6) أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أحمد بن القاسم الأزرقي - و في نسخة: الأزرق - نا سليمان أبو أيوب الملطي، نا محمّد بن عبد اللّه، نا يحيى بن بكير قال:

قدمت المدينة فلقيت مالكا، فقال لي: من أين أنت ؟ فقلت: من أهل مصر، فقال:

أنتم الكهول (7)،ثم قال: ما فعل درة الغواص ؟ قلت: و من درة الغواص ؟ قال: عمرو بن الحارث، ثم قال: عمرو بن الحارث مرتفع الشأن، عمرو بن الحارث مرتفع الشأن.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و غيره، عن أبي بكر الخطيب، أنبأنا محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا دعلج بن أحمد السجزي (8)،أنا أحمد بن علي بن مسلم الأبّار، نا أحمد بن وزير، قال: سمعت ابن وهب يقول: لو بقي لنا عمرو بن الحارث ما احتجنا إلى مالك بن أنس (9).

ص: 463


1- فوقها في «ز»: ضبة.
2- فوقها في «ز»: ضبة.
3- فوقها في «ز»: ضبة.
4- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 203/4 و 205.
5- الأصل:«أنا» و المثبت عن م، و «ز» و الكامل لابن عدي.
6- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
7- غير واضحة بالأصل، و في م: اللينون، و المثبت عن «ز».
8- الأصل و «ز»: الشجري، و بدون إعجام في م.
9- تهذيب الكمال 192/14.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأ الحسن بن محمّد بن إسحاق الأسفرايني، أخبرني الحسن بن سفيان قال: سمعت حرملة بن يحيى يقول: سمعت ابن وهب يقول:

اقتدينا في العلم بأربعة: اثنان بمصر، و اثنان بالمدينة، الليث بن سعد و عمرو بن الحارث بمصر، و مالك بن أنس، و عبد العزيز الماجشون بالمدينة، لو لا هؤلاء لكنا ضالين (1).

قال: و أخبرني الحسين بن علي، ثنا أبو عوانة، حدّثنا الميموني قال: سمعت هارون بن معروف يقول: سمعت عبد اللّه بن وهب يقول: قال لي عبد الرّحمن بن مهدي:

أكتب لي من أحاديث عمرو بن الحارث، فكتبت له مائتي حديث و حدثته بها.

أخبرنا (2) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا زيد بن بشر، أخبرني ابن وهب، أخبرني ابن زيد قال: كان ربيعة يقول:

لا يزال بذاك المغرب فقه ما دام فيه ذاك القصير - يريد عمرو بن الحارث.

كذا رواها الحارث بن مسكين عن ابن وهب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، حدّثني أبو نصر، عن ابن (4) وهب قال: قال ربيعة بن أبي عبد الرّحمن:

لا يزال أهل ذلك المغرب في فقه ما بقي (5) فيهم ذلك القصير - يعني عمرو بن الحارث-.

قرأت على أم البهاء فاطمة بنت محمّد، عن أبي طاهر أحمد بن محمود، و أبي العباس أحمد بن محمّد بن النعمان، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس قتيبة، نا

ص: 464


1- تهذيب الكمال 192/14.
2- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
3- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 485/2 باختلاف السند.
4- الأصل: أبي وهب، تصحيف.
5- في «ز»، و م: ما دام فيهم.

حرملة بن يحيى، نا ابن وهب، نا عبد الجبار بن عمر، قال: قال ربيعة: لا يزال بذلك المصر علم ما دام بها ذلك القصير - يعني عمرو بن الحارث (1).

أخبرنا (2) أبو الحسن علي بن أحمد المالكي، نا أبو بكر الخطيب، أنا عبيد اللّه بن عمر الواعظ ، نا أبي قال: و في كتاب جدي عن ابن (3) رشدين قال (4):سمعت أحمد بن صالح، و ذكر الليث بن سعد فقال: إمام قد أوجب اللّه علينا حقّه، فقلت لأحمد: الليث إمام ؟ فقال لي: نعم، إمام، لم يكن بالبلد بعد عمرو بن الحارث مثل الليث.

قال: و أنا البرقاني، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه، أنا الحسين بن إدريس الأنصاري (5)،نا أبو داود قال: سمعت أحمد يقول:

ليس فيهم - يعني أهل مصر - أصحّ حديثا من الليث بن سعد، و عمرو بن الحارث يقاربه.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، أنبأ جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول:

ليس فيهم - يعني في أهل مصر - أصحّ حديثا من الليث بن سعد، و عمرو بن الحارث يقاربه.

قرأت (6) على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب قال:

ص: 465


1- تهذيب الكمال 191/14 و سير أعلام النبلاء 351/6.
2- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
3- الأصل: أبي، و المثبت عن «ز»، و في م: عن رشدين.
4- الخبر في سير أعلام النبلاء 352/6 و تهذيب الكمال 193/14 من طريق: أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد.
5- الأصل: الأنباري، و المثبت عن م و «ز».
6- كتب فوقها في «ز»: «س» بحرف صغير.

و عمرو بن الحارث هو ابن يعقوب مولى الأنصار، توفي سنة سبع أو ثمان و أربعين و مائة، و كان يحيى بن معين يوثقه جدا، و يزعم أنه كان معلما لولد عبد اللّه بن صالح.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا:، أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا حمد - إجازة-.

[ح] (1) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال:

ذكر أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: عمرو بن الحارث ثقة.

قال: سمعت أبي يقول: عمرو بن الحارث أحفظ و أتقن من ابن لهيعة، و سئل أبو زرعة عن عمرو بن الحارث فقال: مصري ثقة، و سئل أبي عن عمرو بن الحارث فقال: كان أحفظ الناس في زمانه، و لم يكن له نظير في الحفظ في زمانه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر، قالا: نا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنبأ صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد بن صالح قال (2):

عمرو بن الحارث المصري ثقة.

كتب إليّ أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا عبد اللّه بن الأخرم (3) يقول: عمرو بن الحارث عزيز الحديث جدا مع علمه و ثبته، قلّ ما يخرج حديثه من مصر (4).

قرأت بخط أبي عبد اللّه محمّد بن علي الصوري: عمرو بن الحارث عدل رضا، إمام حجة غير مدافع.

أخبرنا أبو الحسن (5) بن قبيس، أنا أبو بكر الخطيب، أنبأ بشرى بن عبد اللّه الرومي، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا محمّد بن جعفر الراشدي.

ص: 466


1- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل، و استدرك عن «ز».
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 362 رقم 1253.
3- في سير الأعلام: الاجرم، تصحيف.
4- تهذيب الكمال 193/14 و سير الأعلام 352/6.
5- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م و «ز».

ح قال: و أنا إبراهيم عمر البرمكي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خلف الدقاق، نا عمر بن محمّد الجوهري، قالا: نا أبو بكر الأثرم، قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول:

ما في هؤلاء المصريين أثبت من الليث بن سعد، لا عمرو بن الحارث و لا أحد، و قد كان عمرو بن الحارث عندي، ثم رأيت له أشياء مناكير (1).

ثم قال لي أبو عبد اللّه: ليث بن سعد ما أصح حديثه، و جعل يثني عليه، فقال إنسان لأبي عبد اللّه: إنّ إنسانا ضعّفه ؟ فقال: لا ندري (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم بن بندار، أنا أبو بكر البرقاني، أنا الإسماعيلي، أنا أحمد بن محمّد بن عبد الكريم، أنا أحمد بن محمّد بن هانئ الأثرم، عن أحمد قال:

عمرو بن الحارث حمل عليه حملا شديدا، قال: يروي عن قتادة أحاديث يضطرب فيها و يخطئ (3).

أخبرنا أبو البركات، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبو أمية، نا أبي، حدّثني محمّد بن سليم، عن عمرو بن سعيد.

أنه رأى عمرو بن الحارث ملقى في اسطوان من أساطين المسجد في أربعمائة دينار التي كان أخذها من بيت المال، و أبوه الحارث بن يعقوب يبكي (4) في عطاء، فخرج، فظننت ما ليس له ما أبتغيه (5) و بادر في قضاء دينك، قال: و كان يراه إذا دخل المسجد و إذا خرج، قال: فما مكث إلاّ يسيرا حتى مات.

أخبرنا (6) أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنبأ أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، قال: قال الهيثم: و مات عمرو بن الحارث الصّدفي (7) في أول زمن أبي جعفر.

ص: 467


1- تهذيب الكمال 191/14.
2- الأصل و م: يدري، و المثبت عن «ز».
3- تهذيب الكمال 191/14.
4- ما بين الرقمين بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
5- ما بين الرقمين بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
6- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
7- كذا رسمها بالأصل، و في «ز»: الصدقي، و فوقها ضبة.

أخبرنا (1) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال:

سنة سبع و أربعين و مائة فيها مات عمرو بن الحارث المصري، و يقال: سنة ثمان، و قد سلف القول عن ابن سعد: أنه مات سنة سبع أو ثمان و أربعين، و لم يشك أبو حسان الزّيادي: أنه مات سنة سبع و أربعين (2).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أبو الحسن أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال:

و فيها يعني سنة ثمان و أربعين و مائة (3):مات عمرو بن الحارث بن يعقوب من أهل مصر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الصوفي، نا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)،حدّثني أحمد بن صالح، قال: مات عمرو بن الحارث سنة ثمان و أربعين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا دعلج بن أحمد، أنا أحمد بن علي الأبّار، قال: قال أبو الطاهر - يعني أحمد بن عمرو بن السّرح - مات عمرو بن الحارث سنة ثمان و أربعين - يعني - و مائة.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو منصور بن خيرون (5) و غيرهما (6) عن أبي بكر الخطيب، أنا محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا دعلج بن أحمد السجزي (7)،أنا أحمد بن علي بن مسلم الأبّار، حدّثني أبو القاسم بن عبد الحكم قال: توفي عمرو بن الحارث سنة ثمان و أربعين.

ص: 468


1- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
2- راجع بشأن وفاته تهذيب الكمال 193/14 و سير الأعلام 352/6-353 و عقب الذهبي على مختلف الأقوال: «قلت: الصحيح وفاته في شوال من سنة ثمان».
3- ليس له ذكر في تاريخ خليفة في هذه السنة.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 258/1.
5- بالأصل:«أبو القاسم علي أبو منصور بن خيرون بن إبراهيم» و قوله: و أبو منصور بن خيرون ليس في م، و المثبت عن «ز».
6- الأصل و م: و غيره. و التصويب عن «ز».
7- الأصل و «ز»: الشجري.

أخبرنا (1) أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل البقال، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبو أمية، نا أبي قال:

و مات عمرو بن الحارث سنة ثمان و أربعين و مائة، و هو ابن ست......... (2)

مولى الأنصار، و عمر و كنيته أبو أمية عمرو بن الحارث أسن من [الليث] (3).

أخبرنا أبو القاسم العلوي - قراءة - نا أبو بكر الخطيب قال: قرأت على إبراهيم بن عمر البرمكي عن أبي حامد أحمد بن الحسين المروزي، نا عبيد اللّه بن محمّد البزاني، نا أحمد بن سيّار (4)،نا عبيد اللّه بن يحيى بن بكير قال:

عمرو بن الحارث بن يعقوب مولى الأنصار مات سنة ثمان و أربعين و مائة، و يقال:

سنة تسع و أربعين و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن (5) بن خيرون، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي، عن يحيى بن معين، قال:

و مات سعيد بن أبي أيوب و عمرو بن الحارث سنة تسع و أربعين.

5325 - عمرو بن حازم بن عمرو بن عيسى بن موسى بن سعيد

- و يقال: عمرو بن حازم بن عمرو بن حازم بن خالد (6) بن عمرو

أبو الجهم القرشي

روى عن سليمان بن عبد الرّحمن، و عمرو بن حفص، و حرملة بن يحيى التّجيبي، و هشام بن عمّار، و عيسى بن حمّاد، زغبة (7)،و صفوان بن صالح، و جعفر بن مسافر التّنّيسي، و محمّد بن رمح.

ص: 469


1- الخبر التالي سقط من م.
2- بياض بالأصل، و في «ز»: بعد لفظة: و مائة... بياض، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
3- بياض في الأصل، و استدركت اللفظة عن «ز».
4- في م: يسار.
5- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن «ز».
6- بالأصل:«خالد بن عمر بن أبي الجهم» و التصويب عن «ز».
7- بدون إعجام بالأصل و م، و في «ز»: «عيسى بن حمادى عنه».

روى عنه: أبو علي الحصائري، و إبراهيم بن أحمد بن حسنون، و يحيى بن عبد اللّه بن الزّجّاج، و أبو القاسم بن أبي العقب، و أبو عبد اللّه بن مروان، و أبو علي بن شعيب، و أبو عمر بن فضالة، و حاجب بن أركين، و إبراهيم بن سنان، و أبو بكر محمّد بن الحسن بن زياد النقاش، و أبو أحمد بن شجاع المفسّر، و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد، و سليمان بن أحمد الطّبراني، و أبو عبد اللّه عبيد اللّه بن عبد الصمد بن المهتدي، و أبو علي بن آدم الفزاري، و ذكر أنه سمع منه في سنة ست و تسعين و مائتين.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، أنا أبو علي الحسن بن حبيب، و إبراهيم بن أحمد بن حسنون، و علي بن يعقوب بن إبراهيم، و محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن القرشي، و يحيى بن عبد اللّه بن الحارث، و محمّد بن محمّد بن عبد الحميد بن خالد الفزاري، و محمّد بن هارون بن شعيب في آخرين قالوا: أنا أبو الجهم عمرو بن حازم بن عمرو القرشي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا عبد الخالق بن زيد بن واقد، عن أبيه، عن محمّد بن عبد الملك بن مروان، عن أبيه، عن أم سلمة.

عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«ما من أحد يلبس ثوبا ليباهي به لينظر الناس إليه، لم ينظر اللّه [إليه] (1) حتى ينزعه»[9938].

قال تمّام: لم يحدث به عن سليمان إلاّ عباس الخلاّل، و أبو الجهم هذا، و اللّه أعلم.

أخبرنا (2) أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر،[أنبأ] (3) محمّد بن الحسن بن زياد النقاش، نا عمرو بن حازم القرشي - بدمشق - نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا عبد الخالق بن زيد بن واقد، عن أبيه، عن محمّد بن عبد الملك بن مروان، عن أبيه، عن أم سلمة قالت:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من طلب علما يباهي به الناس فهو في النار»[9939].

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد، نا عمرو بن حازم أبو الجهم الدّمشقي، نا سليمان بن عبد الرّحمن بن بنت شرحبيل، نا

ص: 470


1- زيادة لازمة عن م و «ز».
2- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
3- زيادة لازمة عن م، و «ز».

عيسى بن يونس، عن سليمان التيمي، عن أبي نضرة المنذر بن مالك العبدي عن أبي سعيد الخدري، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لا يمنعن أحدكم هيبة الناس أن يقول الحق إذا رآه أو سمعه»[9940].

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):

أما حازم أوله حاء مهملة و بعدهما زاي: عمرو بن حازم أبو الجهم الدمشقي، حدّث عن سليمان بن بنت شرحبيل، حدّث عنه أبو عبد اللّه بن المهتدي، و النقاش المقرئ، و الطّبراني.

5326 - عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان

ابن عمرو بن عبد (2) بن غنم بن مالك بن النّجّار

أبو الضّحّاك - و يقال: أبو محمّد - الأنصاري النّجّاري (3)

له صحبة، شهد الخندق مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و استعمله على نجران.

و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أحاديث.

روى عنه: ابنه محمّد بن عمرو، و امرأته سودة بنت حارثة، و النّضر بن عبد اللّه السّلمي، و زياد بن نعيم الحضرمي.

و قيل: إنه وفد على معاوية.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو بكر الباغندي، نا علي بن المديني، ثنا عبد اللّه بن وهب المصري، أخبرني عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة الجذامي، عن زياد بن نعيم الحضرمي، عن عمرو بن حزم قال:

ص: 471


1- الاكمال لابن ماكولا 277/2 و 282.
2- في جمهرة أنساب العرب:«ابن عبد بن عوف بن غنم» و في أسد الغابة: ابن عبد عوف بن غنم.
3- ترجمته و أخباره في: جمهرة ابن حزم ص 348 و تهذيب الكمال 198/14 باختلاف عامود نسبه، و تهذيب التهذيب 330/4 و أسد الغابة 711/3 و الإصابة 532/2 و الاستيعاب 517/2 (هامش الإصابة).

رآني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و أنا متكئ على قبر؛ فقال:«لا تؤذ (1) صاحب هذا القبر» أو قال:

تؤذه[9941].

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، أنا عبد اللّه بن وهب.

ح و أخبرنا (2) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، ثنا أحمد بن عيسى، نا ابن وهب.

أنا عمرو بن الحارث، عن ابن أبي هلال، عن أبي بكر بن حزم أن النّضر بن عبد اللّه السّلمي أخبره عن عمرو بن حزم.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«لا تقعدوا على القبور»[9942].

و في حديث حرملة: أنه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول.

أخبرنا (3) أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، و أبو عمر بن بالوية قالا: أنا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال:

سمعت يحيى بن معين يقول: حديث عمرو بن حزم.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم كتب لهم كتابا فقال له رجل هذا مسند، قال: لا، و لكنه صالح، قال الرجل ليجيء بكتاب علي بن أبي طالب هذا أثبت من كتاب عمرو بن حزم.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، حدّثني أحمد بن شبّويه، حدّثني سليمان بن صالح، حدّثني عبد اللّه بن المبارك، حدّثني الجمحي: أن عمارة بن حزم و أخاه عمرو بن حزم قدما على معاوية (4)،و في وفود عمارة نظر.

ص: 472


1- بالأصل و م و «ز»: تؤذي.
2- «ح» سقطت من م و «ز»، و كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
3- الخبر التالي سقط من «ز»، هنا، و سيرد فيها بعد عدة صفحات و قبل حديث الكتاب المشهور الذي كتبه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لعمرو بن حزم و في آخره زيادة عما هنا. و فيه: قال الرجل: ليجيء بكتاب علي بن أبي طالب إنه قال: ليس عندي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عهدا إلاّ هذا الكتاب، فقال: كتاب علي بن أبي طالب هذا أثبت من كتاب عمر بن حزم.
4- الخبر ليس في تاريخ أبي زرعة الدمشقي المطبوع.

أخبرنا (1) أبو البركات بن المبارك، أنبأنا أبو طاهر الباقلاني، و أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا (2) أبو العزّ ثابت بن منصور، أنبأنا أبو طاهر، قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، نا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط ، قال (3):

عمرو و عمارة و معمر بنو حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد (4) عوف بن غنم بن مالك بن النّجّار، أمّهم خالدة بنت أنس بن سنان بن وهب بن لوذان بن عبد (5)عوف بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة، مات عمرو بن حزم سنة اثنتين و خمسين، و يقال:

سنة إحدى و خمسين.

أخبرنا (6) أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (7) قال:

في الطبقة الثالثة:

عمرو بن حزم بن لوذان أحد بني غنم بن مالك بن النّجّار، و يكنى أبا الضّحّاك، استعمله النبي صلّى اللّه عليه و سلم على نجران، و هو ابن سبع عشرة سنة، و أدرك بيعة معاوية ليزيد ابنه، و مات بعد ذلك.

أخبرنا (8) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، قال: قال محمّد بن سعد:

عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن غنم بن مالك بن النّجّار، يكنى أبا الضّحّاك، و استعمله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على نجران اليمن، و هو ابن سبع عشرة سنة، و كتب له كتابا.

قال البغوي: قال محمّد بن عمر: بقي عمرو بن حزم حتى أدرك بيعة معاوية لابنه يزيد، و مات بعد ذلك بالمدينة.

ص: 473


1- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
2- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 157-158 رقم 564.
4- في طبقات خليفة: عبد بن عوف.
5- في طبقات خليفة: عبد بن عوف.
6- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
7- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
8- كتب فوقها في «ز»، «ح» بحرف صغير.

أخبرنا (1) أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية أخبرنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2) قال في الطبقة الثالثة:

عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار، و أمّه خالدة بنت أبي أنس بن سنان بن وهب بن لوذان من بني ساعدة، و كان عمرو بن حزم يكنى أبا الضحاك، و استعمله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على نجران اليمن هو ابن سبع عشرة سنة (3).

قال محمّد بن عمر: و بقي عمرو بن حزم حتى أدرك بيعة معاوية بن أبي سفيان لابنه يزيد، و مات بعد ذلك بالمدينة.

أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي في كتابه، و أخبرني (4) أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنبأ أبو بكر بن البرقي قال:

و من الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر، ثم من بني النّجّار، و هو تيم اللّه بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج: عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النّجّار، أجازه النبي صلّى اللّه عليه و سلم يوم الخندق، فيما حدّثنا ابن هشام، و ذكر ابن عفير أنه توفي سنة ثلاث و خمسين.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا (5) أبو الفضل بن ناصر، أنبأ أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي، و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (6):

عمرو بن حزم الأنصاري المدني (7)،قال:[سعيد] بن تليد (8)،ابن وهب عن عبد الملك بن محمّد الحزمي، عن أبيه: شهد عمرو بن حزم و زيد بن ثابت الخندق و هما ابنا خمس عشرة [سنة] (9) و هو أوّل مشهد شهده عمرو.

ص: 474


1- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
2- تهذيب الكمال 198/14.
3- تهذيب الكمال 198/14.
4- كتب فوقها في «ز»: ح.
5- كتب فوقها في «ز»: ح.
6- التاريخ الكبير للبخاري 305/6.
7- في التاريخ الكبير: المديني.
8- بالأصل:«ان تلميذ» و المثبت و الزيادة السابقة عن التاريخ الكبير. و في م و «ز»: قال ابن بليد.
9- زيادة عن م، و «ز»، و التاريخ الكبير.

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قالا:

أنا أبو القاسم بن أبي (1) عبد اللّه، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (2):

عمرو بن حزم الأنصاري له صحبة، و أمّره النبي صلّى اللّه عليه و سلم على اليمن، و كتب له كتابا في الصدقات و الدّيات، روى عنه ابنه محمّد، سمعت أبي يقول ذلك: قال أبو محمّد: روى عنه النّضر بن عبد اللّه السّلمي، و زياد بن نعيم الحضرمي.

أخبرنا أبو القاسم يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان من بني مالك بن النجار من الأنصار، بعثه النبي صلّى اللّه عليه و سلم إلى اليمن، روى عنه ابنه محمّد، و النضر بن عبد اللّه السلمي، و زياد بن نعيم الحضرمي.

أخبرنا (3) أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:

عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان من بني مالك بن النّجّار، بعثه النبي صلّى اللّه عليه و سلم إلى اليمن، روى عنه ابنه محمّد، و النّضر بن عبد اللّه السّلمي، و زياد بن نعيم، و سودة بنت حارثة، امرأته.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، قال: قال أنا أبو نعيم الحافظ :

عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان الأنصاري من بني مالك بن النّجّار، أحد عمّال النبي صلّى اللّه عليه و سلم على اليمن، سكن المدينة، و توفي (4) في خلافة عمر بن الخطاب، و قيل: بل توفي سنة أربع و خمسين (5)،و يكنى أبا الضّحّاك، شهد الخندق هو و زيد بن ثابت، و كان أول مشهد شهده عمرو بن حزم، حديثه (6) عند ابنه محمّد، و زياد بن نعيم، و النّضر بن عبد اللّه السّلمي، و امرأته سودة بنت حارثة.

ص: 475


1- «أبي» كتبت فوق الكلام في «ز».
2- الجرح و التعديل 224/6-225.
3- كتب فوقها في «ز»: ح.
4- الأصل: و في، و المثبت عن م و «ز».
5- تهذيب الكمال 199/14.
6- في «ز»: حدث.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1)،قال:

أما حزم أوله حاء مهملة بعدها زاي، فهو عمرو بن حزم، و أخوه عمارة بن حزم، لهما صحبة و رواية عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

قرأت (2) على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو الضحاك عمرو بن حزم.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو الضحاك عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان بن حارثة بن محمّد بن زيد بن ثعلبة بن زيد مناة - و يقال: ابن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النّجّار، و هو من بني مالك بن جشم بن الخزرج، ثم من بني ثعلبة بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك الأنصاري المديني، له صحبة من النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و أمّه خالدة بنت أنس بن سنان بن وهب بن لوذان بن عبد بن عوف بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة، استعمله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على نجران و هو ابن سبع عشرة سنة.

أخبرنا (3) أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس، أنا أبو القاسم بن الأشقر، ثنا محمّد بن إسماعيل، حدّثني سعيد - يعني ابن تليد - نا ابن وهب، عن عبد الملك بن محمّد الجرمي، عن أبيه قال: شهد عمرو بن حزم و زيد بن ثابت الخندق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني إبراهيم بن هانئ، نا يحيى بن بكير، نا ابن وهب، عن عبد الملك بن محمّد بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم.

أن عمرو بن حزم و زيد بن ثابت شهدا الخندق مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هما ابنا خمس عشرة سنة، و هو أول مشهد شهده عمرو بن حزم (4).

ص: 476


1- الاكمال لابن ماكولا 447/2 و 449.
2- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
3- كتب فوقها في «ز»: «ح».
4- تهذيب الكمال 198/14.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، أنا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا أبو يونس، حدّثني إبراهيم بن المنذر، نا عبد اللّه بن وهب، أخبرني عبد الملك بن محمّد، عن أبيه.

أن عمرو بن حزم و زيد بن ثابت شهدا الخندق، و هو أول مشهد شهده عمرو بن حزم، يكنى أبا الضّحّاك، توفي في خلافة عمر بن الخطّاب.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1) في تسمية عمّال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:

و بعث عمرو بن حزم إلى بلحرث بن كعب، و أبا سفيان بن الحارث إلى نجران، و بعث أيضا عليا إلى نجران يجمع صدقاتهم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عثمان، حدّثني عبد الرّحمن بن عبد العزيز قال: سمعت أبا بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم يقول:

استعمل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عمرو بن حزم على نجران و بني الحارث و هو يومئذ ابن سبع عشرة سنة، فخرج مع وفدهم يفقههم يعلّمهم السّنّة و معالم الإسلام، و يأخذ منهم صدقاتهم، و كتب له كتابا عهد إليه فيه، و أمره بأمره، كتابا مشهورا عند أهل العلم (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلّص، نا رضوان بن أحمد، ثنا أحمد بن عبد الجبّار، حدّثنا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني عبد اللّه بن أبي بكر، عن أبيه أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم قال:

هذا كتاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عندنا الذي كتبه لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن يفقّه أهلها و يعلّمهم السنّة، و يأخذ صدقاتهم، فكتب له كتابا عهد أوامره فيه أمره، فكتب (3):

ص: 477


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 97 (ت: العمري).
2- بعده في «ز»، خبر، و فيه أن كتاب علي بن أبي طالب أثبت من كتاب عمرو بن حزم، و قد تقدم بالأصل و م قبل عدة صفحات، و أشرنا في موضعه إلى تأخره في «ز» إلى هذا الموضع.
3- الكتاب في سيرة ابن هشام 241/4-242.

بسم اللّه الرّحمن الرحيم.

هذا كتاب من اللّه و رسوله يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ (1).

عهد من محمّد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن:

أمره بتقوى اللّه في أمره كله، ف إِنَّ اللّٰهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ الَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (2)و أمره أن يأخذ الحقّ ، كما أمره اللّه، و أن يبشّر الناس بالخير، و يأمرهم به، و يعلّم الناس القرآن و يفقّههم فيه، و ينهى الناس، فلا يمسّ أحد القرآن إلاّ و هو طاهر، و يخبر الناس بالذي لهم، و الذي عليهم، و يلين لهم في الحقّ ، و يشتد عليهم في الظلم، فإنّ اللّه كره الظلم و نهى عنه، و قال: أَلاٰ لَعْنَةُ اللّٰهِ عَلَى الظّٰالِمِينَ (3)،و بشّر الناس بالجنّة، و يعملها، و ينذر الناس النار و عملها، أو يتآلف الناس حتى يفقّهوا في الدين، و يعلّم الناس معالم الحجّ و سننه و فرائضه، و ما أمره اللّه به في الحج الأكبر، و الحج الأصغر: العمرة - و ينهى الناس أن يصلي الرجل في الثوب الواحد صغيرا، إلاّ أن يكون واسعا فليخالف بين طرفيه على عاتقيه، و ينهى أن يحتبي الرجل في ثوب واحد، و يفضي بفرجه إلى السماء، و لا يعقص شعر رأسه إذا عفا في قفاه، و ينهى الناس إذا كان بينهم هيج أن يدعوا بدعوى القبائل و العشائر، و ليكن دعاؤهم [إلى] (4)اللّه وحده لا شريك له، فمن لم يذع إلى اللّه و دعا إلى العشائر و القبائل فليقطفوا بالسيف حتى يكون دعاؤهم (5)إلى اللّه وحده لا شريك له.

و يأمر الناس بإسباغ الوضوء وجوههم و أبدانهم إلى المرافق و أرجلهم إلى الكعبين، و أن يمسحوا برءوسهم كما أمرهم اللّه، و أمره بالصلاة لوقتها، و إتمام الركوع (6)و الخشوع، و أن يغلّس بالصّبح، و يهجر بالهاجرة حين تميل الشمس، و صلاة العصر و الشمس في الأرض مدبرة، و المغرب حين يقبل الليل، و لا يؤخر حتى تبدو النجوم في السماء، و العشاء أوّل الليل، و أمره بالسعي إلى الجمعة إذا نودي بها، و الغسل عند الرواح إليها، و أمره أن يأخذ من المغانم خمس اللّه، و ما كتب على المؤمنين في الصدقة من العقار فيما سقى البقل، و فيما

ص: 478


1- سورة المائدة، الآية الأولى.
2- سورة النحل، الآية:128.
3- سورة هود، الآية:18.
4- الزيادة عن سيرة ابن هشام.
5- بالأصل: دعاهما.
6- في السيرة النبوية: و اتمام الركوع و السجود و الخشوع.

سقت السماء العشر، و فيما سقى الغرب (1)فنصف العشر.

و في كل عشر من الإبل شاتان، و في عشرين أربع، و في أربعين من البقر بقرة، و في كل ثلاثين من البقر تبيع أو تبيعة، جذع أو جذعة، و في كلّ أربعين من الغنم سائمة وحدها، شاة فإنها (2)فريضة اللّه التي افترض على المؤمنين في الصّدقة، فمن زاد فهو خير له، و إنه من أسلم من يهوديّ أو نصرانيّ إسلاما خالصا من نفسه، فدان دين الإسلام، فإنه من المؤمنين، له ما لهم، و عليه مثل ما عليهم، و من كان على نصرانيته أو يهوديته، فإنه لا يغيّر عنها و على كل حالم: ذكر أو أنثى، حرّ أو عبد، دينار واف أو عوضه من الثياب.

فمن أدّى ذلك فإنّ له ذمة اللّه و ذمة رسوله، و من منع ذلك فإنّه عدوّ اللّه و لرسوله و للمؤمنين جميعا.

صلوات اللّه على محمّد النبيّ و السلام، و رحمة اللّه و بركاته.

هذا منقطع، و قد روي متصلا من وجه آخر:

أخبرناه أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز العباسي، نقيب مكة، أنبأ أبو علي الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد، أنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم الدّيبلي، نا أبو يونس محمّد بن أحمد بن يونس المديني، نا عتيق بن يعقوب، عن عبد الملك بن أبي بكر بن محمّد الجرمي، عن أبيه، عن جده، عن عمرو بن حزم.

أن هذا عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حين أرسله إلى اليمن:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم.

هذا بيان من اللّه و رسوله، يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ عهد من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن:

أمره بتقوى اللّه في أمره كله، ف إِنَّ اللّٰهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ الَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ و أمره أن يأخذ الحق كما افترضه اللّه تعالى، و أن يبشّر الناس للخير، و يأمرهم به، و يعلّم الناس القرآن

ص: 479


1- الغرب: الدلو.
2- بالأصل: ما بها، تصحيف عن م، و «ز»، و سيرة ابن هشام.

و يفقّههم فيه، و ينهى الناس ألاّ يمس القرآن أحد إلاّ و هو طاهر، و يخبر الناس بالذي لهم، و الذي عليهم، و يلين لهم في الحق، و يشتد لهم في الظلم، فإنّ اللّه تعالى كره الظلم، و نهى عنه، و قال تعالى: أَلاٰ لَعْنَةُ اللّٰهِ عَلَى الظّٰالِمِينَ ،و بشّر الناس بالجنّة و عملها، و ينذر الناس النار و عملها، و يستألف اللّه على الناس حتى يفقّهوا في الدين، و يعلّم الناس معالم الحج و سننه و فرائضه، و ما أمر اللّه تعالى به، فالحج الأكبر الحج الأكبر، و الحج الأصغر: العمرة، و ينهى أن يصلّي أحد في ثوب صغير واحد إلاّ أن يكون ثوبا واحدا يخالف بين طرفيه على عاتقيه، و ينهى أن يحتبي أحدكم في ثوب واحد يفضي بفرجه إلى السماء، و ينهى (1) فلا يعقص أحد شعر رأسه إذا عفا في قفاه، و ينهى إذا كان بين الناس هيج عن الدعوة إلى القبائل العشائر، و ليكن (2) دعاؤهم إلى اللّه تعالى وحده لا شريك له، فمن لم يدع (3) إلى اللّه تعالى و دعا إلى القبائل و العشائر فليقطفوا (4) بالسيف حتى يدعوا إلى اللّه تعالى وحده لا شريك له.

و يأمر الناس بإسباغ الوضوء، وجوههم و أيديهم إلى المرافق، و أرجلهم إلى الكعبين، و يمسحوا برءوسهم كما أمرهم اللّه تعالى، و أمر بالصلاة لوقتها، و إتمام الركوع الخشوع، يغلّس بالصّبح، و يهجر بالهاجرة حين تزيغ الشمس، و العصر و الشمس حية في الأرض، و المغرب حين يقبل الليل، و لا يؤخر المغرب حتى تبدو النجوم في السماء، و يأمر بالسعي إلى الجمعة إذا نودي لها، و الغسل عند الرواح إليها.

و أمر أن يأخذ من المغانم خمس اللّه تعالى، و ما كتب على المؤمنين في الصّدقات من العقار عشر ما سقى البعل (5)،و سقت السماء، و على سقي الغرب نصف العشر.

و في كلّ عشر من الإبل شاتان، و في كلّ عشرين من الإبل أربع شياه، و في كلّ أربعين من البقر بقرة، و في كلّ ثلاثين من البقر تبيع (6) جذع أو جذعة، و في كل أربعين من الغنم سائمة شاة، و إنّها فريضة اللّه التي افترض على المؤمنين في الصّدقة، فمن زاد خيرا فهو خير له.

ص: 480


1- بعدها فراغ بسيط في «ز».
2- بالأصل و «ز» و م: و لكن.
3- الأصل: يدعوا.
4- تقرأ بالأصل و «ز» و م هنا:«فليقطعوا» و المثبت عن سيرة ابن هشام.
5- في سيرة ابن هشام: سقت العين.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و السياق التالي يقتضي:«تبيع أو تبيعة «كما في الرواية السابقة.

و إنه من أسلم من يهوديّ أو نصراني إسلاما خالصا من نفسه، و دان دين الإسلام فإنه من المؤمنين، له مثل الذي لهم، و عليه مثل الذي عليهم، و من كان على نصرانية أو يهودية فإنه لا يغيّر (1) عنها، و على كل حالم: ذكر أو أنثى، عبد أو حرّ: دينار واف، أو عوضه ثيابا.

فمن أدّى ذلك، فإنّ له ذمة اللّه و ذمة رسوله صلّى اللّه عليه و سلم، و من منعه فإنّه عدوّ اللّه و رسوله و المؤمنين (2) جميعا.

و قد روي متصلا (3) من وجه آخر:

أخبرناه (4) أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا محمّد بن عبد الرّحمن الأديب، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان الشّيباني - بنسا (5)-و أبو يعلى الموصلي - بالموصل - و أبو عبد اللّه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، و أبو العباس حامد بن محمّد بن شعيب البلخي، و أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي - ببغداد - و اللفظ لحامد، قالوا: أنا الحكم بن موسى، نا يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود، حدّثني الزّهري، عن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض و السّنن و الدّيات، و بعث به مع عمرو بن حزم، فقرئت على أهل اليمن، و هذه نسختها:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم.

من محمّد النبي (6) إلى شرحبيل بن عبد كلال، و الحارث بن عبد كلال، و نعيم بن عبد كلال قيل ذي رعين، و معافر و همدان (7).

أما بعد، فقد رجع رسولكم و أعطيتم من المغانم خمس اللّه، و ما كتب على المؤمنين من العشر في العقار، و ما سقت السماء، أو كان سيحا (8)،أو كان بعلا (9) ففيه العشر إذا بلغ

ص: 481


1- تقرأ بالأصل:«يغني» و في «ز»: «يفتن» و اللفظة غير واضحة في م، و المثبت كما في الرواية السابقة و المختصر، و في سيرة ابن هشام: لا يردّ عنها.
2- الأصل:«بالمؤمنين» و المثبت عن م، و «ز».
3- الأصل:«منه لا» و المثبت عن م و «ز».
4- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
5- في «ز»: بشيبان.
6- بالأصل:«الذي» و المثبت عن م، و «ز».
7- في «ز»: و همذان، بالذال المعجمة.
8- السيح: الماء الجاري المنبسط على الأرض و هو أعم من العين، فيشمل الماء الجاري المذاب من الثلج.
9- البعل ما شرب بعروقه نم الأرض.

خمسة أوسق (1)،و ما سقي بالرشاء و الدالية (2) ففيه نصف العشر إذا بلغ خمسة أوسق، و في كلّ خمس من الإبل سائمة شاة، إلى أن تبلغ أربعا و عشرين، فإذا زادت واحدة على أربع و عشرين ففيها بنت مخاض (3)،فإن لم توجد بنت مخاض فابن لبون (4) ذكر إلى أن تبلغ خمسا و ثلاثين، فإذا زادت على خمس و ثلاثين واحدة ففيها حقة (5) طروقة الجمل إلى أن تبلغ ستين، فإذا زادت واحدة على ستين ففيها جذعة إلى أن تبلغ خمسا و سبعين، فإذا زادت واحدة على خمس و سبعين ففيها شاة لبون إلى أن تبلغ تسعين، فإن زادت واحدة ففيها حقّتان طروقتا الفحل، إلى أن تبلغ عشرين و مائة، فما زاد ففي كلّ أربعين لبون، و في كلّ خمسين حقة طروقة الجمل، و في كلّ ثلاثين باقورة تبيع جذع أو جذعة و في كلّ أربعين باقورة بقرة، و في كلّ أربعين شاة [سائمة شاة] (6) إلى أن تبلغ عشرين و مائة، فإذا زاد على عشرين و مائة ففيها شاتان، إلى أن تبلغ مائتين، فإذا زادت واحدة فثلاث إلى أن تبلغ ثلاثمائة فما زاد ففي كلّ مائة شاة شاة.

و لا تؤخذ في الصّدقة هرمة، و لا ذات عوار (7)،و لا تيس الغنم، و لا يجمع بين متفرق، و لا يفرق بين مجتمع خيفة الصدقة، فما أخذ من الخليطين فإنهما يتراجعان بالتسوية بينهما.

و في كل خمسة أواق من الورق خمسة دراهم، فما زاد ففي كل أربعين درهما درهم، و ليس فيما دون خمسة أواق شيء، و في كلّ أربعين دينارا دينار.

و إنّ الصدقة لا تحلّ لمحمّد و لا لأهل بيته، إنّما هي الزكاة، تزكون بها أنفسكم و لفقراء المؤمنين، و في سبيل اللّه، و ليس في رقيق و لا مزرعة و لا عماله شيء، إذا كانت تؤدي صدقتها من العشر، و ليس في عبد مسلم و لا في فرسه شيء.

قال يحيى بن أفضل (8):و كان في الكتاب: إنّ أكبر الكبائر عند اللّه يوم القيامة الشرك باللّه، و قتل النفس المؤمنة بغير حق.

ص: 482


1- الوسق ستون صاعا.
2- الرشاء ككساء: الحبل و الدالية و الناعورة.
3- بنت مخاض هي ما دخل في السنة الثانية.
4- ابن لبون هو ما له سنتان و دخل في الثالثة.
5- الحق و الحقة: بكسر الحاء المهملة: هو من الإبل ما يستحق أن يحمل عليه، و الجمع: حقاق.
6- الزيادة عن م و «ز».
7- عوار: أي عيب.
8- بالأصل و م: يحيى أفضل، و المثبت عن «ز»، و فوق أفضل فيها ضبة.

و الفرار في سبيل اللّه يوم الزحف، و عقوق الوالدين، و رمي المحصنة، و تعلّم السحر، و أكل الربا، و أكل مال اليتيم، و إنّ العمرة الحج الأصغر، و لا يمسّ القرآن إلاّ طاهر، و لا طلاق قبل إملاك، و لا عتاق حتى يبتاع، و لا يصلين أحد منكم في ثوب واحد ليس على منكبيه (1) شيء، و لا يحتبي في ثوب واحد ليس بين فرجه و بين السماء شيء، و لا يصلي أحد منكم في ثوب واحد و شقه باد، و لا يصلين أحد منكم عاقصا (2) شعره.

و كان في كتابه: إنّ من اعتبط (3) مؤمنا قتلا عن بينة فإنه قود إلاّ أن يرضى أولياء المقتول.

و إن في النفس الدية مائة من الإبل، و في الأنف إذا أوعب جدعا (4) الدية، و في اللسان و في الشفتين الدية، و في الذكر الدية، و في العينين الدية، و في الرجل الواحدة نصف الدّية، و في المأمومة (5) ثلث الدّية، و في الجائفة (6) ثلث الدية، و في المنقلة (7) خمس عشرة من الإبل، و في كلّ إصبع من الأصابع في اليد و الرجل عشر من الإبل، و في السن خمس من الإبل، و إنّ الرجل يقتل بالمرأة، و على أهل الذهب ألف دينار.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال الهيثم بن عدي.

في هذه السنة يعني سنة إحدى و خمسين ماتت ميمونة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و فيها مات سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، و جرير بن عبد اللّه البجلي، و عمرو بن حزم، و كعب بن مالك.

قال الهيثم: حدّثني صالح بن حبان عن ولد عمرو بن حزم: أنه توفي سنة إحدى و خمسين.

ص: 483


1- تقرأ بالأصل:«مثليه» و في م: منكبه، و المثبت عن «ز».
2- الأصل م و «ز»: عاقص.
3- الاعتباط : القتل بلا جناية و لا جريرة من المقتول يوجب قتله.
4- الأصل و م و «ز»: جذعة، خطأ، و لعل الصواب ما أثبت، و أوعب جدعا أي قطع جميعه.
5- المأمومة: الشجة التي بلغت أم الرأس.
6- الجائفة: الطعنة التي تنفذ إلى الجوف.
7- المنقلة: الطعنة التي تخرج منها صغار العظام و تنقل من أماكنها.

و قال المدائني: فيها مات سعيد بن زيد، و عمرو بن حزم، و جرير بن عبد اللّه، و كعب بن عجرة، و ذكر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن المدائني، و الهيثم بن عدي بذلك (1).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (2) قال:

و فيها يعني سنة إحدى و خمسين مات عمرو بن حزم الأنصاري.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، نا أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم البرقي، نا عبد الملك بن هشام، نا زياد بن عبد اللّه، عن محمّد بن إسحاق قال:

توفي عمرو بن حزم الأنصاري سنة أربع و خمسين (3).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - ثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد بن سلاّم قال: سنة أربع و خمسين فيها: مات عمرو بن حزم الأنصاري (4).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف، أنا عبد الرّحمن بن محمّد المكتب، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، أخبرني محمّد بن سعدان عن أبي حسان قال:

و فيها يعني سنة أربع و خمسين مات عمرو بن حزم الأنصاري، و يكنى أبا محمّد.

5327 - عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب

ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي

الهاشمي الحسيني

خرج مع عمه الحسين بن علي إلى العراق، و كان فيمن قدم به دمشق مع علي بن الحسين، و سأذكر قدومه في ترجمة عمته زينب بنت علي بن أبي طالب.

ص: 484


1- راجع تهذيب الكمال ص 198/14-199 و أسد الغابة 712/3.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 218.
3- تهذيب الكمال 199/14.
4- تهذيب الكمال 199/14.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار (1) قال:

ولد الحسن: عمرو بن الحسن، و ذكر غيره، فأما عمرو بن الحسن بن علي فولد:

محمّدا، و قد انقرض ولد عمرو بن الحسن بن علي، و كان رجلا ناسكا من أهل الصلاح و الدين.

5328 - عمرو بن حصين السّكسكي

- و يقال: السّكوني

من شجعاء أصحاب معاوية من فرسان أهل الشام الذين شهدوا معه صفّين، له ذكر.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن خسرو، أنبأنا أبو غالب محمّد بن الحسن قال: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب، نا إبراهيم بن الحسين الكسائي، نا يحيى بن سليمان الجعفي، نا نصر بن مزاحم (2)،نا عمرو بن شمر، عن جابر، عن تميم بن حذلم قال:

خرج حريث مولى معاوية يومئذ و كان شديدا ذا بأس، فقال: أ هاهنا عليّ ، هل لك يا عليّ في المبارزة ؟ اقدم إذا شئت أبا حسن، فأقبل علي نحوه و هو يقول:

أنا عليّ و ابن عبد المطلب

نحن لعمر (3) اللّه أولى بالكتب

أهل اللواء و المقام و الحجب

منا النبي المصطفى غير كذب

نحن نصرناه على جلّ العرب

يا أيها العبد الغرير المنتدب

اثبت لنا يا أيها الكلب الكلب

ص: 485


1- راجع نسب قريش قريش للمصعب الزبيري ص 50.
2- الخبر و الشعر في وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 272-274 (ت هارون).
3- الأصل و م:«لعمرو» و المثبت عن «ز»، و وقعة صفين.

ثم التقيا، فبدأه عليّ فقتله، فلمّا قتل حريثا نهد إليه عمرو بن الحصين السّكسكي فقال: يا أبا الحسن، هلمّ إلى المبارزة، فشدّ على عليّ ، فأثنى عليه عليّ هو يقول:

ما علّتي و أنا جلد صارم *** و عن يميني مذحج القماقم

و عن يساري وائل الخضارم *** و القلب مني مضر الجماجم

أقسمت باللّه العليّ العالم *** لا أنثني إلاّ بردّ الرّاغم

فحمل عليه عمرو ليضربه بالسيف، و بدره سعيد بن قيس، فطعنه بالرمح، فدقّ صلبه.

فقام عليّ بين الصّفّين، فنادى: ويلك يا معاوية، أبرز إليّ علي ما نضرب بعض الناس ببعض ؟ فالتفت معاوية إلى عمرو بن العاص فقال له: ما ترى يا أبا عبد اللّه ؟ فقال له عمرو:

قد أنصفك الرجل، و اعلم أنك إن نكلت عنه لم تزل سبّة (1) عليك، و على عقبك، فقال له معاوية: يا ابن العاص أمثلي يخدع عن نفسه ؟ و اللّه ما بارز ابن أبي طالب رجلا إلاّ سقى الأرض من دمه.

قال: و حدّثني نصر (2)،حدّثني عمرو (3) بن عبد الملك بن سلع، نا أبي عن عبد خير قال:

خرج عمرو بن الحصين السّكسكي بعد قتل علي حريثا، فقال عمرو: من يبارز، فخرج إليه رجل من أصحاب علي فقتله عمرو بن الحصين، ثم قام على ظهره ثم نادى: هل من مبارز؟ فخرج رجل من أصحاب علي، فقتله، و قام على ظهره ثم نادى: هل من مبارز؟ فخرج إليه علي، ففرقت عليه همدان (4) لما رأوا من شجاعة الرجل، فلما رآه السّكسكي بدأه بالحملة، قال: و يشد عليه سعيد بن قيس الهمداني من خلف عليّ حين بدر إليه علي فطعنه فدق ظهره، ثم إنّ عليا دعا إلى المبارزة، فخرج إليه رجل من أصحاب معاوية، فقتله علي، ثم دعا إلى المبارزة، فخرج إليه رجل آخر فقتله علي، ثم دعا إلى المبارزة، فخرج إليه الثالث فقتله علي أيضا، ثم انصرف علي إلى أصحابه و قد اجتمعت له همدان، فقالوا له: يا

ص: 486


1- الأصل: شبه، و المثبت عن م، و «ز»، و وقعة صفين.
2- راجع وقعة صفين ص 273-274.
3- «عمرو بن» استدركنا على هامش «ز»، و بعدها صح.
4- «ز»: همذان، تصحيف.

أمير المؤمنين لقد تخوفنا عليك من الرجل، فأنشأ علي يقول (1):

و لو كنت بوّابا على باب جنّة *** لقلت لهمدان ادخلي بسلام

قال عمرو: و لم يذكر أبي غير هذا البيت و زاد فيه غيره:

دعوت فجاءني (2) من القوم عصبة *** لدا البأس من همدان غير لئام

فوارس من همدان ليسوا بعزّل *** غداة الوغى من شاكر و شبام (3)

و من أرحب الشّمّ العرانين بالقنا *** و نهم (4) و خيوان السّبيع و يام

و من كلّ حيّ قد أتتني عصابة *** ذوو نجدات في الوغى و عزام

يسوقهم حامي الحقيقة (5) ماجد *** سعيد بن قيس و الكريم محامي

فيصلى صلاها و اصطلينا بنارها *** و كانوا لدى الهيجاء أسد ضرام

لهمدان أخلاق كرام تزيّنهم *** و صدق (6) إذا لاقوا و حسن كلام

متى تأتهم في دارهم تستضيفهم *** تبت ناعما في لذّة و طعام

جزى اللّه همدان الجنان فإنهم *** سمام العدى في كلّ يوم سمام (7)

أناس يحبون النّبيّ و رهطه *** سراع إلى الهيجاء غير كهام (8)

5329 - عمرو بن حفص بن [يزيد]

5329 - عمرو بن حفص بن [يزيد] (9)

أبو محمّد الثقفي

حدّث عن الوليد بن مسلم، و أبي حفص عمرو بن صالح البصري، نزيل دمشق، و محمّد بن شعيب بن شابور، و سهل بن هاشم البيروتي.

روى عنه: جعفر الفريابي، و أبو إسماعيل الترمذي، و أبو عبد اللّه محمّد بن

ص: 487


1- بعض الأبيات في وقعة صفين ص 274 منسوبة إلى علي رضي اللّه عنه و ديوانه ط بيروت ص 172-183.
2- وقعة صفين: فلباني... فوارس من همدان.
3- شاكر و شبام: بطنان من همدان.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: و فهم، و في الديوان: و رهم و أحياء السبيع و يام.
5- الأصل: الحسبة، و المثبت عن م و «ز» و الديوان.
6- الديوان: و دين يزينهم و لين إذا لاقوا. و في وقعة صفين: و بأس إذا لاقوا و حدّ خصام.
7- الديوان: خصام، و في وقعة صفين: زحام.
8- قوم كهام: كليلون بطيئون لا غناء عندهم.
9- سقطت من الأصل و م و استدركت عن «ز». و قد أخرت ترجمته فيها إلى ما بعد الترجمة التالية.

وضاح بن بزيغ القرطبي، و أبو الحسن (1) أحمد بن سيّار المروزي.

أخبرنا (2) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين (3) المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الخياط الأزجي - قراءة عليه - أنبأ أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن سليمان بن بابويه بن مهرويه بن عبيد بن مرزوق المخرّمي الدقاق، أنا جعفر بن محمّد بن المستفاض أبو بكر الفريابي، نا عمرو بن حفص بن يزيد أبو محمّد الثقفي الدمشقي.

[ح] (4) و أخبرنا (5) أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور قال: حدّثنا - و أبو (6) النجم بدر بن عبد اللّه قال: أنا - أبو بكر الخطيب، أنا عبد اللّه بن محمّد الحذّاء، أنبأ عمر بن محمّد بن علي الناقد، نا أبو بكر جعفر بن محمّد بن الحسن بن المستفاض الفريابي (7)،نا عمرو بن حفص الدمشقي، نا الوليد بن مسلم، نا الأوزاعي، نا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:

سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: متى وجبت لك النبوة ؟ قال:«فيما بين خلق آدم و نفخ الروح فيه»[9943].

لا أرى (8) هذا، و ابن شليلة إلاّ واحدا، و اللّه أعلم.

5330 - عمرو - و يقال: عمر - بن حفص بن شليلة

أبو هشام الثقفي الدّمشقي البزّار (9)(10)

مولى الحجاج بن يوسف، و يعرف بابن زبر، و كانت داره بدمشق بناحية باب السلامة.

روى عن الوليد بن مسلم، و ضمرة بن ربيعة، و سهل بن هاشم، و عقبة بن علقمة البيروتي، و محمّد بن شعيب، و أيوب بن تميم، و عبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السائب.

ص: 488


1- «الحسن» سقطت من «ز».
2- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
3- بالأصل: الحسين بن المبارك.
4- «ح» استدركت عن «ز».
5- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
6- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
7- ترجمته في تاريخ بغداد 199/7.
8- الأصل: أدري، و المثبت عن م، و م،«ز».
9- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: البزاز.
10- ترجمته في الجرح و التعديل 229/6.

روى عنه: أبو عبد الملك القرشي، و محمّد بن هارون أبو نشيط (1)،و أبو زرعة، و أبو حاتم الرازيان، و خالد بن روح، و أحمد بن المعلّى، و أبو الجهم عمرو بن حازم القرشي، و يزيد بن محمّد، و أبو زرعة الدمشقي، و محمّد بن عوف، و عثمان بن خرّزاد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ تمام بن محمّد، أنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم في آخرين قالوا: أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا عمرو بن حفص - يعني ابن شليلة - نا الوليد، حدّثني عبد اللّه بن العلاء، عن القاسم بن عبد الرّحمن، عن أبي أمامة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ اسم اللّه الأعظم لفي ثلاث سور من القرآن: في البقرة، و آل عمران، و طه»، قال: فالتمستها فوجدت في البقرة آية الكرسي: اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2)،و فاتحة آل عمران: اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (3)،و في طه: وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ (4).

أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمد بن المحاملي، و أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد القصار، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص عمر بن علي الزيات، أنبأ جعفر بن محمّد بن الحسن الفريابي - إملاء - نا عمرو بن حفص الدمشقي، نا الوليد بن مسلم، نا الأوزاعي، حدّثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:

سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: متى وجبت لك النبوة ؟ قال:«فيما بين خلق آدم و نفخ الروح فيه»[9944].

أنبأنا أبو الحسين بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنبأ أبو القاسم بن أبي عبد اللّه، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنبأ أبو الحسن.

قالا: أنا ابن أبي حاتم، قال (5):

ص: 489


1- الأصل:«بسيط » و رسمها في م:«مرط » و المثبت عن «ز». ترجمته في سير أعلام النبلاء 324/12.
2- الآية 255 من سورة البقرة.
3- الآية الأولى من آل عمران.
4- الآية 111 من سورة طه.
5- الجرح و التعديل 103/6 في باب عمر.

عمر (1) بن حفص بن شليلة الدمشقي، روى عن الوليد بن مسلم، روى عنه أبي، و أبو زرعة، سئل أبي عنه فقال: دمشقي صدوق.

و قال في باب عمرو (2):

عمرو بن حفص بن شليلة (3) الدمشقي: أبو هشام المعروف بابن زبر، روى عن ضمرة، و سهل بن هاشم، و عقبة بن علقمة، سمع منه أبي بدمشق في الرحلة الأولى، و سألته عنه فقال: صدوق، قال أبو محمّد: روى عنه محمّد بن هارون أبو نشيط (4) البغدادي.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو محمّد عمرو بن حفص بن عمر الثقفي الدمشقي، سمع محمّد بن شعيب بن شابور القرشي، و سهل بن هاشم البيروتي، روى عنه أبو الحسن أحمد بن سيّار المروزي، كنّاه و نسبه و سمّاه، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن علي الجوهري، نا أحمد بن سيّار.

5331 - عمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب

5331 - عمرو بن الحمق (5) بن الكاهن بن حبيب

ابن عمرو بن ربيعة بن كعب الخزاعي (6)

له صحبة.

سكن الكوفة ثم انتقل إلى مصر، و كان قد سيّره عثمان بن عفّان إلى دمشق، و قد تقدم ذكر ذلك في ترجمة جندب بن زهير (7)،و شهد صفين مع علي بن أبي طالب.

روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أحاديث.

ص: 490


1- في «ز»: عمرو.
2- الجرح و التعديل 229/6 في باب عمرو.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الجرح و التعديل:«سليلة» و بهامشه عن سنخة: شليلة.
4- بالأصل، و «ز»، و م: بسيط ، و المثبت عن الجرح و التعديل، مرّ التعريف به.
5- الحمق: بفتح أوله و كسر الميم بعدها قاف (الإصابة).
6- ترجمته في تهذيب الكمال 204/14 و تهذيب التهذيب 332/4 و أسد الغابة 714/3 و الإصابة 532/2 و الاستيعاب 523/2 (هامش الإصابة).
7- راجع ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 303/11 رقم 1091.

روى عنه رفاعة بن شدّاد الفتياني (1)،و جبير بن نفير، و عبد اللّه بن عامر المعافري، و ميمونة جدّة يوسف بن سليمان.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو طالب بن غيلان، أنبأ أبو بكر الشافعي، أنا محمّد بن غالب، حدّثني عبد الصمد بن النعمان، نا أسباط بن نصر الهمداني، عن السّدّي، عن رفاعة، حدّثني أخي عمرو بن الحمق قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«ما من رجل أمّن رجلا على دمه فقتله فأنا بريء من القاتل، و إن كان المقتول كافرا»[9945].

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة اللّه و أبو (2) القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو منصور علي بن علي بن عبيد اللّه قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنبأ أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي.

ح و أخبرنا (3) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا علي بن الجعد، أخبرني حمّاد - و في حديث عيسى: أنا حمّاد - بن سلمة عن عبد الملك بن عمر، عن رفاعة بن شدّاد قال:

كنت أقوم على رأس المختار فلما تبين لي حذايته هممت و أيم اللّه أن أسل سيفي فأضرب عنقه حتى ذكرت حديثا حدّثنيه - و قال عيسى: حدّثني به - عمرو بن الحمق قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«من أمّن رجلا على نفسه فقتله، أعطي لواء الغدر يوم القيامة»[9946].

أخبرنا (4) أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، أنبأ أبو سعد الخير، أنبأ أبو أحمد الحافظ ، نا محمّد بن مروان - بدمشق - نا هشام بن عمّار، نا شهاب بن خراش، نا الحارث بن غصين الثقفي، عن السّدّي، عن رفاعة بن عاصم (5) الفتياني قال:

كنت واقفا على رأس المختار بالسيف، و عنده نمرقتان فقال: كان على هذه جبريل

ص: 491


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م، و تهذيب الكمال.
2- الأصل: أبو، بدون واو، أضيفت الواو عن م و «ز»، و كتب فوق اللفظة في «ز»: «ح» حرف صغير.
3- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
4- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، تصحيف، و سينبه المصنف في آخر الحديث إلى الصواب.

و على هذه ميكائيل، فنظرت إلى قائم سيفي لأضربه، ثم ذكرت حديثا حدّثنيه عمرو بن الحمق أنه سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«من ائتمن رجلا على دمه فقتله، فأنا من القاتل بريء، و إن كان المقتول كافرا»[9947].

قال شهاب: و تصديق ذلك في كتاب اللّه: فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلىٰ سَوٰاءٍ إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يُحِبُّ الْخٰائِنِينَ (1).

كذا قال، و إنما هو رفاعة بن شداد.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى التّجيبي، أنا ابن وهب، أخبرني أبو شريح، عن عميرة بن عبد اللّه المعافري، سمعه من أبيه عن عمرو بن الحمق عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«ستكون» (2).

و أخبرنا (3) أبو عبد اللّه أيضا، أنبأ إبراهيم بن منصور، أنبا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا عمرو بن سواد، أنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني عبد الرّحمن بن شريح، عن عميرة بن عبد اللّه المعافري، عن أبيه، عن عمرو بن الحمق.

عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«تكون فتنة أسلم الناس فيها - أو خير الناس فيها - الجند الغربيّ »[9948].

فلذلك قدمت عليكم مصر.

أخبرنا (4) أبو القاسم هبة اللّه الشروطي، أنا و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، ثنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا (5) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (6)،أنا أبو صالح، حدّثني أبو شريح عبد الرّحمن بن شريح المعافري أنه سمع عميرة بن عبد اللّه المعافري يقول: حدّثني أبي أنه سمع عمرو بن الحمق يقول:

ص: 492


1- سورة الأنفال، الآية:58.
2- الأصل: ستلقون، و المثبت عن م و «ز».
3- كتب فوقها في م و «ز»: «ح» بحرف صغير.
4- كتب فوقها في م و «ز»: «ح» بحرف صغير.
5- كتب فوقها في م و «ز»: «ح» بحرف صغير.
6- رواه يعقوب بن سفيان 483/2.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«تكون فتنة أسلم الناس فيها - أو خير الناس - فيها الجند الغربي».

قال ابن الحمق: فلذلك قدمت عليكم مصر[9949].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا: أنا الوليد، أنا أبو الحسن علي بن أحمد، أنا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حدّثني أبي قال (1):لم يرو عمرو بن الحمق عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم غير حديثين «إذا أراد اللّه بعبد خيرا عسله»[9950].

و في حديث آخر:«من ائتمن على نفسه رجلا فقتله»[9951].

كذا قال، و قد روينا له غيرهما.

أخبرنا (2) أبو البركات بن المبارك، و أبو العزّ بن منصور، قالا: أنبأ أبو طاهر الباقلاني - زاد ابن المبارك: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن [أنبأ أبو الحسين] (3) الأهوازي، أنا أبو حفص، نا خليفة بن خياط (4) قال:

عمرو بن الحمق بن كاهن بن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو بن ربيعة و هو لحيّ بن (5) حارثة بن عمرو بن تمام بن حارثة (6)، من ساكني الكوفة، قتل بالموصل سنة إحدى و خمسين، قتله عبد الرّحمن بن عثمان الثقفي، و بعث برأسه إلى معاوية، روى أحاديث.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (7) في الطبقة الرابعة.

من الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، ثم من خزاعة و هم بنو كعب، و مليح، و عدي بني عمرو بن ربيعة بن

ص: 493


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 363 رقم 1255.
2- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
3- الزيادة عن م و «ز».
4- طبقات خليفة بن خيّاط ص 180 رقم 663.
5- ما بين الرقمين ليس في م.
6- ما بين الرقمين ليس في م.
7- راجع طبقات ابن سعد 25/6.

حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد: عمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو، تابع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في حجة الوداع، و صحبه بعد ذلك، ثم كان أحد الرءوس الذين ساروا إلى عثمان بن عفّان، و شهد المشاهد بعد ذلك مع علي بن أبي طالب، ثم قتل بالجزيرة، قتله ابن أم الحكم.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرنا (1) أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين محمّد بن المظفر، أنا أحمد بن علي بن الحسن، أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال:

و من خزاعة و هو عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن مازن بن ثعلبة بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان: عمرو بن الحمق يقول من ينسبه: عمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو، و كان بمصر، و له بها دار، و قد كان بالكوفة زمن زياد، و قتل بالموصل سنة إحدى و خمسين، قتله عبد الرّحمن ابن أم الحكم الثقفي.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا (2) أبو الفضل الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (3):

عمرو بن الحمق الخزاعي، سكن مصر، مات قبل معاوية، قاله محمّد بن صباح عن شريك عن أبي إسحاق.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن.

ص: 494


1- في «ز»: ثم حدثنا، و فوقها «ح» بحرف صغير.
2- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
3- التاريخ الكبير للبخاري 313/6-314.

قالا: أنا ابن أبي حاتم، قال (1):

عمرو بن الحمق له صحبة، روى عنه جبير بن نفير، و رفاعة بن شدّاد، و روى عميرة بن عبد اللّه المعافري عن أبيه عنه، سمعت أبي يقول بعض ذلك، و بعضه من قبلي.

أخبرنا (2) أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية من نزل بالشام من قبائل اليمن: عمرو بن الحمق الخزاعي، ثم قدم مصر، سمعته من أبي صالح عن أبي شريح.

أخبرنا (3) أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير بن جوصا - قراءة-.

قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الأولى: عمرو بن الحمق الخزاعي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، قال:

عمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن ربيعة بن كعب الخزاعي، سكن الكوفة، و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم حديثا، و قتل في زمن معاوية.

أخبرنا أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد في كتابيهما، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنبأ أبو عبد اللّه بن مندة، قال: قال لنا (4) أبو سعيد بن يونس.

عمرو بن الحمق الخزاعي، قدم مصر آخر أيام عثمان بن عفّان، روى عنه من أهل مصر عبد اللّه بن عامر المعافري، يقال: قتله عبد اللّه بن عثمان الثقفي سنة خمسين، و كان عمرو بن الحمق أحد من ألّب (5) على عثمان بن عفّان.

ص: 495


1- الجرح و التعديل 225/6.
2- بالأصل: قوله، و المثبت عن م و «ز».
3- بالأصل: قوله، و المثبت عن م، و «ز»، و فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
4- الأصل: أنا، و المثبت عن «ز».
5- غير واضحة بالأصل، و في «ز»: «السيف» و المثبت عن م.

أخبرنا (1) أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:

عمرو بن الحمق الخزاعي سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلم، عداده في أهل مصر، روى عنه جبير بن نفير، و رفاعة الفتياني و غيرهما.

أخبرنا (2) أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا عبد اللّه بن محمّد بن علي الصّنعاني، نا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد الرزّاق، أنا معمر قال:

بلغني أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم كان جالسا في أصحابه يوما فقال:«اللهمّ أنج أصحاب السفينة»، ثم مكث ساعة فقال:«قد استمرّت»، فلما دنوا من المدينة قال:«قد جاءوا يقودهم رجل صالح».

قال: و الذين كانوا في السفينة الأشعريون و الذين قادهم عمرو بن الحمق الخزاعي، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من أين جئتم ؟» قالوا: من زبيد (3)،قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«بارك اللّه في زبيد»، قالوا: و في زمع (4) قال:«بارك اللّه في زبيد» قالوا: و في زمع يا رسول اللّه، قال في الثالثة:«و في زمع»[9952].

أخبرنا أبو علي الحداد - إذنا - قال: قال: لنا (5) أبو نعيم الحافظ .

عمرو بن الحمق الخزاعي، هو عمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن ربيعة بن كعب الخزاعي، سكن الكوفة، ثم انتقل إلى مصر، روى عنه رفاعة بن شداد الفتياني، و جبير بن نفير و غيرهما، كان أول رأس أهدي في الإسلام رأس عمرو بن الحمق، أصابته لدغة فتوفي، فخافت الرسل أن يتّهموا به، فقطعوا رأسه، فحملوه إلى معاوية، و دعا له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أن يمتع بشبابه، فمرت عليه ثمانون سنة، فلم نر له شعرة بيضاء.

ص: 496


1- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
2- الخبر التالي سقط من «ز»، هنا، و جاء فيها بعد عدة أخبار.
3- زبيد: مدينة مشهورة باليمن (راجع ياقوت).
4- زمع: موضع لم يذكره ياقوت في معجم البلدان، ذكره البكري في معجم ما استعجم: منزل من منازل حمير باليمن.
5- الأصل: أنا، و في م: انبا، و المثبت: لنا، عن «ز».

أخبرنا (1) أبو القاسم بن أحمد بن عمر، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا الحكم بن موسى، نا يحيى (2) بن حمزة، عن إسحاق بن أبي فروة، أخبرني يوسف بن سليمان، عن جدته ناثرة عن عمرو بن الحمق الخزاعي أنه سقى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال:«اللّهم أمتعه بشبابه»، فمرت به ثمانون سنة لم ير الشعرة البيضاء.

رواه غيره عن سليمان فسمّى جدّته: ميمونة.

أخبرناه (3) أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا: أنا عبد الدائم بن الحسن، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو بكر بن خريم (4)،نا هشام بن عمار نا يحيى بن حمزة الحضرمي، حدّثني إسحاق بن أبي فروة (5)،نا يوسف بن سليمان عن جدّته ميمونة عن عمرو بن الحمق الخزاعي.

أنه سقى النبي صلّى اللّه عليه و سلم لبنا، فقال:«اللّهمّ أمتعه بشبابه»، فمرّت به - و قال عبد الكريم:

فصارت له - ثمانون سنة لم ير شعرة بيضاء[9953].

و رواه عبد اللّه بن أحمد عن الحكم، و سمّاها ميمونة أيضا.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (6):و قال أبو عبيدة في تسمية الأمراء من أصحاب علي يوم صفّين و على خزاعة عمرو بن الحمق الخزاعي.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسن بن علي العلوي، نا محمّد بن عبد اللّه الجعفي، أنا أحمد بن محمّد بن سعيد، أنا جعفر بن محمّد بن عمرو الخشاب - قراءة - نا أبي، نا زيدان بن عمرو بن البختري، حدّثني غياث بن إبراهيم، عن الأجلح بن عبد اللّه الكندي، قال:

سمعت زيد بن علي، و عبد اللّه بن الحسن، و جعفر بن محمّد، و محمّد بن عبد اللّه بن الحسن يذكرون تسمية من شهد مع علي بن أبي طالب من أصحاب

ص: 497


1- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
2- عن «ز»: «يحيى بن حمزة» و بالأصل: محمّد.
3- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
4- في م: حزيم، تصحيف.
5- من طريقه رواه في تهذيب الكمال 205/14 و فيه: إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة.
6- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 194 (تحت عنوان: تفصيل خبر صفين).

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، كلهم ذكره عن آبائه، و عن من أدرك من أهله، و سمعته أيضا من غيرهم، فذكرهم، و ذكر فيهم عمرو بن الحمق الخزاعي.

و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال له:«يا عمرو أ تحبّ أن أريك آية الجنّة ؟» قال: نعم (1) يا رسول اللّه، فمر علي فقال:«هذا و قومه آية الجنة»، فلما قتل عثمان و بايع الناس عليا لزمه، فكان معه حتى أصيب، ثم كتب معاوية في طلبه، و بعث من يأتيه به.

قال الأجلح: فحدّثني عمران بن سعيد البجلي عن رفاعة بن شدّاد البجلي - و كان مواخيا لعمرو بن الحمق - أنه خرج معه حين طلب فقال لي: يا رفاعة إنّ القوم قاتلي، أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أخبرني أن الجنّ و الإنس تشترك في دمي، و قال لي:«يا عمرو إن أمّنك رجل على دمه فلا تقتله فتلقى اللّه بوجه غادر».

قال رفاعة: فما أتمّ حديثه حتى رأيت أعنة الخيل فودّعته، و واثبته حية فلسعته، و أدركوه، فاحتزوا رأسه، فكان أول رأس أهدي في الإسلام[9954].

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، نا عبد اللّه بن أحمد، أنا محمّد بن جرير (2)،حدّثني عمر بن شبّة، نا علي بن محمّد، عن سلمة بن عثمان، قال: بلغني عن الشعبي قال:

لما قدم زياد الكوفة أتاه عمارة بن عقبة بن أبي معيط فقال: إن عمرو بن الحمق يجمع (3) إليه من شيعة أبي تراب، فقال له عمرو بن حريث: ما يدعوك إلى رفع ما لا تيقّنه و لا ندري ما عاقبته، فقال زياد: كلاكما لم يصب، أنت جئت تكلمني في هذا علانية، و عمرو حين يردّك عن كلامك، قوما إلى عمرو بن الحمق فقولا له: ما هذه الزرافات التي تجتمع عندك، من أرادك أو (4) أردت كلامه ففي المسجد.

قال: و يقال: إن الذي (5) رفع على عمرو بن الحمق قال: قد أنغل (6) المصرين (7)، يزيد بن رويم، فقال: عمرو بن حريث: ما كان قط أقبل على ما ينفعه منه اليوم، فقال زياد

ص: 498


1- «قال: نعم» استدركتا على هامش «ز»، و بعدهما صح.
2- الخبر في تاريخ الطبري 236/5 حوادث سنة 50.
3- الطبري: يجتمع.
4- بالأصل:«و أرادت» و المثبت:«أو أردت» عن الطبري، و في «ز»، و م: و أردت.
5- الأصل و م و «ز»: الدين، و المثبت عن الطبري.
6- أنغل: أفسد.
7- بالأصل و م: المصريين، و المثبت عن «ز»، و تاريخ الطبري.

ليزيد بن رويم: أما أنت فقد أشطت دمه، و أما عمرو فقد حقن دمه، و لو علمت أنّ مخّ ساقه قد سال من بغضي ما هجته حتى يخرج علي.

قال محمّد بن جرير: قال (1) هشام بن محمّد عن أبي مخنف، حدّثني المجالد بن سعيد، عن الشعبي، و زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق:

أنّ حجرا لما قفّي به من عبد زياد نادى بأعلى صوته: اللّهم إنّي على بيعتي لا أقيلها و لا أستقيلها، سماع اللّه و الناس، فحبس عشر ليال، و زياد ليس له عمل إلاّ طلب رؤساء أصحاب حجر، فخرج عمرو بن الحمق و رفاعة بن شداد حتى نزلا المدائن، ثم ارتحلا حتى أتيا أرض الموصل، فأتيا جبلا فكمنا فيه، و بلغ عامل ذلك الرستاق أن رجلين قد كمنا في جانب الجبل، فاستنكر شأنهما و هو رجل من همدان يقال له: عبد اللّه بن أبي بلتعة، فسار إليهما في الخيل نحو الجبل، و معه أهل البلد، فلمّا انتهى إليهما خرجا، فلما عمرو بن الحمق فكان مريضا، و كان بطنه قد سقى (2) فلم يكن عنده امتناع، و أما رفاعة بن شداد فكان شابا قويا فوثب على فرس له جواد فقال له: أقاتل عنك ؟ قال: و ما ينفعني أن تقاتل ؟ أنج بنفسك، فحمل عليه، فأفرجوا له، فخرج ينفّر به فرسه، و خرجت الخيل في طلبه، و كان راميا، فأخذ لا يلحقه فارس إلاّ رماه، فجرحه أو عقر به، فانصرفوا عنه، و أخذ عمرو فسألوه: من أنت ؟ فقال: من إن تركتموه كان أسلم لكم، و إن قتلتموه كان أضر لكم، فسألوه، فأبى أن يخبرهم، فبعث به ابن أبي بلتعة إلى عامل الموصل - و هو عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عثمان الثقفي - فلما رأى عمرو بن الحمق عرفه، و كتب إلى معاوية يخبره، فكتب إليه معاوية: أنه زعم أنه طعن عثمان بن عفّان سبع (3) طعنات بمشاقص كانت معه، و إنا لا نريد أن نعتدي (4) عليه، فأطعنه تسع (5) طعنات، فطعنه تسع (6) طعنات، فمات في الأولى منهن (7) أو الثانية، عورض به (8).

ص: 499


1- الخبر في تاريخ الطبري 264/5-265 (حوادث سنة 51).
2- الاستسقاء و السقي: ماء أصفر يقع في البطن عن مرض.
3- في الطبري: تسع.
4- الأصل: نعتذر، و المثبت عن م، و «ز»، و الطبري.
5- في «ز»: سبع.
6- في «ز»: سبع.
7- الأصل: منهم، و المثبت عن م، و «ز»، و تاريخ الطبري.
8- «عورض به» ليس في م. و كتب بعد الثانية في م: أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال. و كتب في «ز» بعد قوله: عورض به: آخر الجزء الثامن و السبعين بعد الثلاثمائة، و يتلوه: أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون في كتابه، أنا محمّد بن علي بن الحسن، نا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن عبد الصمد الجعفي. بلغت سماعا على والدي الإمام العالم الحافظ الثقة أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه فسمعه ابني محمّد بن القاسم بن علي و كتب العالم بن علي بن الحسن في نوبتين آخرهما ثامن عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث و ستين و خمسمائة بالمنارة الشرقية، و صح و ثبت سمع جميعه على مؤلفه سيدنا الإمام الشيخ الفقيه العالم الحافظ الثقة ثقة الدين، صدر الحفاظ ، ناصر السنة ( محدث الشام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي أيده اللّه، ابنه أبو الفتح الحسن و ابن أخيه الفقيه، أبو البركات الحسن بن محمّد بن الحسن، و الشيخ الفقيه جمال الدين أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن سعد اللّه الحنفي، و الشيخ الصالح أبو بكر محمّد بن بركة بن خلف بن كوما الصالحي، و الشيخ الأجل الأمين بهاء الدين أبو علي بن الحسن بن علي بن شواس بقراءة القاضي بهاء الدين أبي المواهب الحسن بن هبة بن محفوظ بن صصري و شمس الدولة أبو الحارث عبد الرّحمن بن محمّد بن مرشد بن منقذ و الفقيه أبو الثناء محمود بن غازي بن محمّد و أبو ذكريا يحيى بن علي بن مؤمل و عبد الواحد بن بركات بن أبي الحسين الصفار و يوسف بن أبي الحسين بن أبي أحمد و إسماعيل بن حماد الدمشقي و إسماعيل بن جوهر بن مطر و أبو طالب بن إبراهيم بن هبة اللّه و محسن بن سراج بن محسن و إبراهيم بن غازي بن سلمان و إبراهيم بن مهدي بن علي الشواعرة و عمر بن عبد اللّه بن أبي الفضل الموازيني و حمزة بن إبراهيم بن عبد اللّه و إبراهيم بن عطاء بن إبراهيم و أبو القاسم بن عبد الصمد بن علي الحموي و بركاسا بن قوحا و رين فرنوث الديلمي و يوسف بن عبد اللّه بن فرج الأندلسي و أحمد بن نصر بن طعان و أبو الحسين بن علي بن خلدون و أبو القاسم بن محمّد بن ناجية و بيان بن أبي الكرم بن أبي الوحش و يوسف بن إبراهيم بن عبد اللّه و أبو محمّد بن علي بن أبية و القاضي أبو المعالي محمّد بن القاضي زكي الدين أبي الحسن علي بن محمّد بن يحيى القرشي و محاسن بن خضر بن عبيد و كاتب الأسماء عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسين بن علي الشافعي و سمعه نصفه الأول أبو عبد الملك بن محمّد الحسين بن أبي المضا و يوسف بن يحيى بن بركات و أبو الفضل بن صبح بن حران و أبو منصور بن يعلى بن معالي و أبو القاسم بن مجلي بن نصر و علي بن أبي القاسم بن فرج النابلسي عمر بن تمام بن عبد اللّه و علي بن أحمد بن أبي الحسن و إبراهيم بن عبد اللّه بن حسن و سلامة بن ناصر بن المسلم و عبدة بن مكارم بن أبي بكر الهروي و سالم بن يوسف بن إبراهيم و علي بن المسلم بن سلمان و أبو البركات بن محمّد بن أبي البركات و عبد الخالق بن أبي الحسن بن عثمان و فضائل بن سلمان بن هبة اللّه و سمع نصفه الثاني زين الدولة أبو علي الحسين بن المحسن بن الحسين بن أبي المضاء و أبو المفضل يحيى و أبو المحاسن سليمان و أبو البيان نبا بن فضل بن الحسين بن سليمان و عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن أبي العجائز و فضالة بن نصر اللّه الفرضي و خضر بن أبي سعيد بن أبي زيد و أحمد بن عبد الوارث بن خليفة القلعي و فتوح بن معالي بن حسن و ابنه عمرو بستكين بن عبد اللّه و عمر بن عبد اللّه الأندلسي و نصر بن عبد الواحد بن أبي الحسن و ظافر بن نجا بن يوسف و إسماعيل بن علي بن شجاع و أبو عبد اللّه بن عبد المنعم بن علي الحموي و محمّد بن أحمد بن أبي بكر و خضر بن مشرف بن معن و علي بن يعقوب بن عبد اللّه و موسى بن أبي الحسين بن محرز و نصر بن علي بن سلمان و عبد العزيز بن عثمان بن عبد العزيز و إسماعيل بن بيان بن أبي الكرم و ذلك في مجلسين آخرهما يوم الخميس الرابع من شوال سنة ثلاث و ستين و خمسمائة بجامع دمشق ه . سمع جميع هذا الجزء على سيدنا الشيخ الإمام العالم الحافظ الثقة بهاء الدين شمس الحفاظ ناصر السنة محدث الشام أبي محمّد القاسم بن الشيخ الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن هبة اللّه بن الحسن الشافعي أيّده اللّه بتوفيقه الفقيه أبو العباس أحمد بن علي بن يعلى السلمي و أبو طالب بن علي بن أبي الفرج الكتاني و أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأنصاري و أبو الحسين بن علي بن هبة اللّه بن خلدون و إسماعيل بن جوهر بن مطر الفراء و أبو إسحاق إبراهيم بن أبي طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي و أبو عبد اللّه محمّد بن ميمون بن مالك الأندلسي و الحسن بن الشيخ الأمين أبي الحسن علي بن عقيل بن الحسن التغلبي و أبو حفص عمر بن محمّد بن حسن الدومي و عبد الخالق بن عبد اللّه بن محمّد اللبودي و عثمان بن أبي القاسم بن عبد الباقي الكفيف بقراءة كاتب الأسماء إبراهيم بن يوسف بن محمّد العانوي البوني و سمع أكثره القاضي الفقيه شمس الدين أبو القاسم الحسين بن أبي الغنائم هبة اللّه بن محفوظ بن صصري التغلبي و العميد أبو محمّد عبد الواحد بن أبي البركات بن أبي الحسين الصفار و محمود بن تمام بن محمود الضرير و بيان بن سالم بن خضر الكفرطابي و أبو العباس أحمد بن يحيى بن علي بن أبي الطيب الفراديسي في آخرين أسماؤهم على نسخة الفرع و تبيين قوتهم و ذلك في مجالس آخرها يوم الاثنين مستهل المحرم سنة ثمان و سبعين و خمسمائة بمدينة دمشق و الحمد للّه وحده و صلواته على نبيه محمّد و آله و صحبه و أزواجه و محبيهم و سلم تسليما ه . سمع الجزء كله على الشيخ الإمام الأجلّ العالم الحافظ بهاء الدين شمس الحفاظ محدث الشام جمال الإسلام ناصر السنة ثقة الثقات علم الرواة أبي محمّد القاسم بن الشيخ الإمام شيخ الإسلام صدر الحفاظ ناصر الحديث أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي أيّده اللّه ولده أبو القاسم علي بن القاسم عمره اللّه و القاضي الفقيه بهاء الدين أبو إسحاق إبراهيم بن الشيخ أبي القاسم شاكر بن عبد اللّه التنوخي بقراءته و الشيخ الإمام أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر القرطبي المقرئ و ابناه أبو الحسن و أبو الحسين محمّد و إسماعيل و فتاهم فرج الحبشي و أبو سعيد خلف بن محمّد بن سمدون البوزري و عارض بنسخته و أبو الحسن علي بن عمرو بن عثمان الصقلي و علي بن أبي بكر بن أبي القاسم الأندلسي و أبو محمّد عبد السّلام بن أبي بكر بن أحمد الشافعي و أبو علي الحسن بن علي بن عبد الوارث التونسي و أبو محمّد علي بن أحمد بن علي بن يعلى السهلي و آخرون اسمعوا بعضه أسماؤهم في نسخة الفرع و أبو محمّد عبد العزيز بن عبد الملك بن تميم الشيباني سمع جميعه و إسماعيل بن عبد اللّه الإشبيلي المعروف بابن الأنماطي و هذا خطه و ذلك في مجالس آخرها في خامس شهر ربيع الأول سنة خمس و تسعين و خمسمائة بدار الحديث بدمشق و الحمد للّه أهل الحمد و مستحقه و صلواته على محمّد و آله ه . سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الأجل الأمين العابد زين الأمناء أبي البركات الحسن بن محمّد بن الحسن الشافعي أيّده اللّه بسماعه فيه من عمه مؤلفه و الملحق بإجازته منه بقراءة الشيخ الإمام العالم محب الدين أبي محمّد عبد العزيز بن الحسين بن عبد العزيز بن هلالة الأندلسي ابن المسمع أبو علي عبد اللطيف و أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن عبد اللّه بن عبد المحسن بن الأنماطي و سمع من أول الجزء إلى أول ترجمة عمرو بن حازم بن عمرو في نصف الجزء ابن المسمع أبو سعيد عبد اللّه و أبو بكر محمّد بن محمّد بن أبي بكر البلخي أبي النور المقرئ و أخوه سليمان و سمع من ترجمة عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب إلى آخر الجزء إسماعيل بن الأنماطي و هذا خطه في مجلسين آخرهما التاسع و العشرون من شهر ربيع الأول سنة خمس عشرة و ستمائة بجامع دمشق عمره اللّه تعالى بذكره و الحمد للّه و صلّى اللّه على سيدنا محمّد و آله ه . الجزء التاسع و السبعون بعد الثلاثمائة من ككتاب تاريخ مدينة دمشق حماها اللّه و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها تصنيف الحافظ علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي رحمه اللّه سماع ولده القاسم بن علي بن الحسن و إجازة له من بعض شيوخ أبيه رحمهم اللّه.

ص: 500

ص: 501

أخبرنا (1) أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون النّرسي في كتابه، أنبأ محمّد بن علي بن الحسن قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن عبد الصمد الجعفي، أنا سعدان بن محمّد بن سعدان العائذ، نا أبو جعفر أحمد بن موسى بن إسحاق، نا ضرار بن صرد أبو نعيم التيمي، نا علي بن هاشم بن البريد (2) عن محمّد بن عبيد اللّه بن علي بن أبي رافع عن (3) أبيه عبيد اللّه بن أبي رافع، و كان كاتب علي.

ح قال: و أنا محمّد بن علي بن الحسن، نا أبو جعفر محمّد بن أبي سعيد أحمد بن محمّد بن عمرو بن سعيد الأحمسي، نا أبي، نا أبو سعيد عبيد بن كثير بن عبد الواحد العامري، نا موسى بن زياد أبو هارون الزيات، نا علي بن هاشم بن البريد (4)،عن محمّد بن عبيد اللّه بن علي بن أبي رافع، عن عون بن عبيد اللّه بن أبي رافع عن أبيه عبيد اللّه.

قال موسى بن زياد: و نا يحيى بن يعلى، عن محمّد بن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده، و عن عون بن عبيد اللّه (5) بن أبي رافع عن أبيه قال علي بن هاشم في حديثه: و كان عبيد اللّه بن أبي رافع كاتب علي بن أبي طالب، و اللفظ لعبيد اللّه بن كثير (6)في تسمية من شهد مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من قريش و الأنصار و من مهاجري العرب، فذكرهم، و ذكر فيهم عمرو بن الحمق الخزاعي، بقي بعد علي، فطلبه معاوية ليقتله، فهرب منه نحو الجزيرة و معه رجل من أصحاب علي يقال له زاهر، فلما نزلا الوادي نهشت عمرا حية من جوف الليل، فأصبح منتفخا، فقال لزاهر: تنحّ عني، فإن خليلي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قد أخبرني [أنه] (7) سيشترك في دمي الجنّ و الإنس، و لا بد لي من أن أقتل بعد إصابتي بكية الجن بهذا الوادي، فبينما هما على ذلك، إذا رأيا نواصي الخيل في طلبه، فأمر زاهرا يتغيب، فإذا قتلت فإنهم يأخذون رأسي، فارجع إلى جسدي، فادفنه، فقال له زاهر: بل أنثر نبلي ثم أرميهم، حتى إذا فنيت نبلي قتلت معك، قال: لا، و لكني سأزودك

ص: 502


1- قبله في «ز»، كتب: بسم اللّه الرحمن الرحيم. أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه.
2- إعجامها مضطرب بالأصل و م و «ز»، و تقرأ: اليزيد، تصحيف.
3- كذا بالأصل:«عن أبيه عبيد اللّه...» و في م و «ز»: «عن عون بن عبيد اللّه».
4- إعجامها مضطرب بالأصل و م و «ز»، و تقرأ: اليزيد، تصحيف.
5- بالأصل و م و «ز»: عبد اللّه.
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: ابن أبي كثير.
7- زيادة عن «ز».

مني ما ينفعك اللّه به، فاسمع مني: آية الجنة محمّد صلّى اللّه عليه و سلم، و علامتهم علي بن أبي طالب، و توارى زاهر، فأقبل القوم، فنظروا إلى عمرو، فنزل إليه رجل منهم آدم، فقطع رأسه، و كان أول رأس في الإسلام نصب في الناس، و خرج زاهر إليه فدفنه، ثم بقي حتى قتل مع الحسين بن علي بالطفّ (1).

أخبرنا (2) أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا يحيى بن عبد الحميد، نا شريك، عن أبي إسحاق، عن هنيدة بن خالد الخزاعي قال (3):

أول رأس أهدي في الإسلام رأس عمرو بن الحمق.

و أخبرنا (4) أبو البركات أيضا، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم، أنا أبو علي، نا محمّد بن عثمان، نا أبي، نا يحيى بن آدم، نا شريك، عن أبي إسحاق، عن هنيدة الخزاعي، قال:

أول رأس أهدي في الإسلام رأس عمرو بن الحمق، بعث به زياد إلى معاوية (5).

أخبرنا (6) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، قال: حدّثني ابن زنجويه.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد (7) بن السماك، نا حنبل بن إسحاق بن حنبل.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (8) قالوا: حدّثنا الحميدي، نا سفيان عن عمّار - يعني الدهني (9)-قال: أول رأس نقل في الإسلام رأس عمرو بن الحمق الخزاعي، و ذلك أنه لدغ

ص: 503


1- بالأصل و م: بالظفر، و المثبت عن «ز» و فيها: في الطفّ .
2- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
3- تهذيب الكمال 205/14.
4- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
5- الإصابة 533/2.
6- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
7- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «محمد» تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 444/15.
8- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 813/2 و انظر أسد الغابة 715/3.
9- الأصل و «ز»: الذهلي، تصحيف، و المثبت عن م و المعرفة و التاريخ.

فمات، فخشيت الرسل أن تتهم - و في حديث حنبل: أن يتهموا - فحزّوا رأسه - و قال يعقوب و ابن زنجويه: فقطعوا رأسه - فحملوه.

قال البغوي: و حدث شريك عن أبي إسحاق عن عمرو بن بعجة قال: أول رأس أهدي في الإسلام رأس عمرو بن الحمق، أهدي إلى معاوية.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن علي بن محمّد بن الحسين، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو عروبة، نا أبو الحسين الرّهاوي، نا عمرو بن عون.

[ح] (1) و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني شهاب بن عبّاد قالا: نا شريك عن أبي إسحاق، عن هنيدة الخزاعي - و في حديث عمرو بن عون: عن هنيدة بن خالد - قال:

أول رأس أهدي في الإسلام رأس عمرو بن الحمق، أهدي إلى معاوية.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا علي بن محمّد بن بشران، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا محمّد بن سعيد، أنا شريك، عن أبي إسحاق، عن هنيدة بن خالد الخزاعي قال:

أوّل رأس أهدي في الإسلام رأس عمرو بن الحمق.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (2):

و فيها يعني سنة خمسين قتل عمرو بن الحمق الخزاعي بالموصل، قتله عبد الرّحمن بن عثمان الثقفي، عمّ عبد الرّحمن بن أم الحكم.

ص: 504


1- زيادة عن «ز».
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 212 (ت. العمري).

الفهرس

5207 - عمر بن خيران الجذامي 3

حرف الدال في آباء من اسمه عمر

5208 - عمر بن داود بن زاذان 4

5209 - عمر بن داود بن سلمون بن داود أبو حفص الأنطرطوسي الأطرابلسي 7

5210 - عمر بن الدرفس أبو حفص الغساني 9

حرف الذال في آباء من اسمه عمر

5211 - عمر بن ذر بن عبد اللّه بن زرارة بن معاوية بن عمرة بن منبه بن غالب بن وقش ابن قشم بن مرهبة بن دعام بن مالك بن معاوية بن دومان بن بكيل بن جشم ابن خيران بن همدان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد ابن كهلان بن سبأ أبو ذر الهمداني المرهبي الكوفي 13

حرف الراء فارغ حرف الزاي في آباء من اسمه عمر

5212 - عمر بن زيد الحكمي 36

حرف السين في آبائهم

5213 - عمر بن سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب ابن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب أبو حفص القرشي الزهري 37

ص: 505

5214 - عمر بن سعيد بن أحمد بن سعيد بن سنان أبو بكر الطائي المنبجي 59

5215 - عمر بن سعيد بن إبراهيم بن محمّد بن سعيد بن سالم بن عبد اللّه بن يعطر أبو القاسم القرشي الدانقي 62

5216 - عمر بن سعيد بن جندب أبي عزيز بن النعمان الأزدي 63

5217 - عمر بن سعيد بن سليمان أبو حفص القرشي الأعور 63

5218 - عمر بن سعيد أبو حفص بن البري المتعبد 68

5219 - عمر بن سلمة بن الغمر أبو بكر السكسكي البتلهي 69

5220 - عمر بن أبي سلمة و يقال اسم أبي سلمة عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن عوف ابن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري المدني 70

5221 - عمر بن سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي 77

5222 - عمر بن سليمان 78

حرف الشين في آباء من اسمه عمر

5223 - عمر بن شريح الحضرمي 79

حرف الصاد في أسماء آبائهم

5224 - عمر بن صالح بن أبي الزاهرية أبو حفص الأزدي البصري الأوقص 80

5225 - عمر بن صالح بن عثمان بن عامر أبو حفص المري الجدياني 83

حرف الضاد: فارغ حرف الطاء في أسماء آباء من اسمه عمر

5226 - عمر بن طويع اليزني 85

حرف الظاء: فارغ حرف العين في آبائهم

5227 - عمر بن عاصم بن محمّد بن الوليد بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد

ص: 506

مناف بن قصي القرشي العبشمي 86

5228 - عمر بن عبد اللّه بن جعفر أبو الفرج الرقي الصوفي 87

5229 - عمر بن عبد اللّه بن الحسن بن المنذر أبو حفص الأصبهاني 88

5230 - عمر بن عبد اللّه بن أبي ربيعة ذي الرمحين و اسمه عمرو بن المغيرة بن عبد اللّه ابن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب أبو الخطاب القرشي المخزومي الشاعر 88

5231 - عمر بن عبد اللّه بن أبي سفيان بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب القرشي الأموي 115

5232 - عمر بن عبد اللّه بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ابن عبد شمس الأموي 115

5233 - عمر بن عبد اللّه بن محمّد أبو حفص الأصبهاني المؤدب 116

5234 - عمر بن عبد اللّه الليثي 117

5235 - عمر بن عبد الباقي بن علي أبو حفص الموصلي الوراق 118

5236 - عمر بن عبد الحميد 118

5237 - عمر بن عبد الحميد 119

5238 - عمر بن عبد الرّحمن بن زيد بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح ابن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي العدوي 119

5239 - عمر بن عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة بن كلاب ابن مرة بن كعب أبو حفص القرشي الزهري المدني 121

5240 - عمر بن عبد الرّحمن بن محمّد و يقال: ابن عبد الرّحمن بن أحمد أبو القاسم و يقال أبو الفرج الطرسوسي 125

5241 - عمر بن عبد العزيز بن عبيد أبو حفص السبائي الطرابلسي 125

5242 - عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف أبو حفص القرشي الأموي أمير المؤمنين 126

5243 - عمر بن عبد الكريم بن حفص بن عمر أبو بكر الفزاري الشاهد 274

5244 - عمر بن عبد الكريم بن سعدويه أبو الفتيان، و يقال أبو حفص بن أبي الحسن الرواسي الدهستاني الحافظ 276

ص: 507

5245 - عمر بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي 279

5246 - عمر بن عبد الواحد بن قيس أبو حفص السلمي 280

5247 - عمر بن عبيد اللّه بن خراسان أبو حفص 285

5248 - عمر بن عبيد اللّه بن معمر بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب أبو حفص القرشي التيمي 286

5249 - عمر بن عطاء بن وهب الرعيني 296

5250 - عمر بن عكرمة بن أبي جهل عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر ابن مخزوم المخزومي 297

5251 - عمر بن علي بن أحمد أبو حفص الزنجاني الفقيه 298

5252 - عمر بن علي بن الحسن بن محمّد بن إبراهيم بن عبيد بن زهير بن مطيع بن جرير بن عطية بن جابر بن عوف بن دينار بن مرثد بن عمرو بن عمير بن عمران ابن عتيك بن النضر بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن كهلان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح 300

5253 - عمر بن علي بن سليمان أبو حفص الدينوري 302

5254 - عمر بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي الهاشمي العلوي 302

5255 - عمر بن علي الحلواني 307

5256 - عمر بن علي، و يقال عمرو أبو حفص البغدادي 308

5257 - عمر بن علي الصيرفي 309

5258 - عمر بن أبي عمر أبو محمّد الكلاعي 309

5259 - عمر بن عيسى أبو أيوب 312

حرف الغين فارغ حرف الفاء في آباء من اسمه عمر

5260 - عمر بن الفرج أبو بكر الطائي 313

ص: 508

حرف القاف في آباء من اسمه عمر

5261 - عمر بن القاسم بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان القرشي الأموي 314

حرف الكاف و حرف اللام فارغان حرف الميم في آباء من اسمه عمر

5262 - عمر بن محمّد بن أحمد بن سليمان أبو حفص البغدادي العطار يعرف بابن الحداد 315

5263 - عمر بن محمّد بن بجير بن خازم بن راشد أبو حفص الهمذاني البجيري السمرقندي الحافظ 317

5264 - عمر بن محمّد بن جعفر بن حفص أبو حفص المغازلي الأصبهاني المعدل 320

5265 - عمر بن محمّد بن الحسين أبو القاسم الكرجي 321

5266 - عمر بن محمّد بن حفص الدمشقي 321

5267 - عمر بن محمّد بن الحكم و يقال: ابن عبد الحكم أبو حفص النسائي 321

5268 - عمر بن محمّد بن زيد بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي العمري المدني 323

5269 - عمر بن محمّد بن زيد 330

5270 - عمر بن محمّد بن عبد اللّه بن المهاجر النصري الشعيثي 330

5271 - عمر بن محمّد أبو القاسم البغدادي الصوفي المعروف بالمناخلي 331

5272 - عمر بن أبي محمّد بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي 332

5273 - عمر بن مالك بن عتبة بن نوفل بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة الزهري 332

5274 - عمر بن مبشر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص 334

5275 - عمر بن المثنى الأشجعي الرقي 335

5276 - عمر و يقال: عمرو بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس أبو حفص الأموي 336

5277 - عمر بن مروان الكلبي 337

ص: 509

5278 - عمر بن مضرس بن عثمان الجهني و يقال: عمرو أخو عثمان 338

5279 - عمر بن مضر بن عمر أبو حفص العبسي 339

5280 - عمر بن المغيرة أبو حفص البصري 340

5281 - عمر بن المنتشر المرادي 343

5282 - عمر بن منخل أبو الأسوار الدربندي 343

5283 - عمر بن المورق أظنه مزينا، و يقال: يزيد بن عمر بن مورق 343

5284 - عمر بن موسى بن وجيه أبو حفص الوجيهي الأنصاري 344

حرف النون في أسماء آبائهم

5285 - عمر بن نصر بن محمّد الشيباني 351

5286 - عمر بن نعيم العنسي و يقال: القرشي 351

حرف الواو في أسماء آباء من اسمه عمر

5287 - عمر بن الوليد بن سعيد بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 354

5288 - عمر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية أبو حفص الأموي 354

5289 - عمر بن هارون بن يزيد بن جابر بن سلمة أبو حفص الثقفي البلخي مولاهم 360

5290 - عمر بن هانئ الطائي 373

5291 - عمر بن هبيرة بن معية بن سكين بن خديج بن بغيض بن مالك و يقال: ابن حممة بدل مالك بن أسعد بن عدي بن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان ابن سعد بن قيس عيلان أبو المثنى الفزاري 373

حرف اللام ألف فارغ حرف الياء في أسماء آباء من اسمه عمر

5292 - عمر بن يحيى بن الحارث الذماري 385

5293 - عمر بن يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي 386

ص: 510

5294 - عمر بن يحيى بن زكريا أبو حفص 386

5295 - عمر بن يحيى الأسدي 386

5296 - عمر بن يزيد بن عمير أبو حفص الأسدي التميمي البصري 387

5297 - عمر بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية القرشي الأموي 302

5298 - عمر بن يزيد بن هشام القرشي 392

5299 - عمر بن يزيد اللخمي 392

5300 - عمر بن يزيد النصري 393

ذكر من اسمه عمر ممن لا يعرف تسمية أبيه

5301 - عمر الدمشقي 397

5302 - عمر 397

5303 - عمر الراشدي 398

5304 - عمر بن السراج 398

5305 - عمر المروزي 398

5306 - عمر المغربي 399

ذكر من اسمه عمرو

5307 - عمرو بن أحمد بن رشيد أبو سعيد المذحجي الطبراني 400

5308 - عمرو بن أحمد بن معاذ و يقال: عمرو بن معاذ العنسي الداراني 401

5309 - عمرو بن أحمد أبو زيد الجذوعي العسكري 402

5310 - عمرو بن الأحوص الجشمي 402

5311 - عمرو بن أسلم العابد 405

5312 - عمرو بن أسماء أبو مرثد الرحبي، و يقال: عمرو بن مرثد بن أسماء 407

5313 - عمرو و يقال: عمير بن الأسود أبو عياض و يقال: أبو عبد الرّحمن العنسي الحمصي 407

5314 - عمرو بن أمية بن خويلد بن عبد اللّه بن إياس بن عبد بن ناشرة بن كعب بن جدي بن ضمرة بن بكر أبو أمية الضمري 418

5315 - عمرو بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن

ص: 511

عبد شمس القرشي الأموي 430

5316 - عمرو بن بحر بن محبوب أبو عثمان البصري المعروف بالجاحظ 431

5317 - عمرو بن بشر بن السرح أبو بشر العنسي 444

5318 - عمرو بن يزيد بن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن المؤمل بن حبيب بن تميم ابن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي أبو بكر القرشي المؤملي العدوي 448

5319 - عمرو بن أبي بكر بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي 449

5320 - عمرو بن جامع بن عمرو بن محمّد بن حرب أبو الحسن الكوفي 449

5321 - عمرو بن جزء الخولاني 451

5322 - عمرو بن الجنيد بن عبد الرّحمن المري 452

5323 - عمرو بن الحارث بن عبد اللّه العامري 52

5324 - عمرو بن الحارث بن يعقوب بن عبد اللّه أبو أمية الأنصاري المصري الفقيه 455

5325 - عمرو بن حازم بن عمرو بن عيسى بن موسى بن سعيد و يقال: عمرو بن حازم ابن عمرو بن حازم بن خالد بن عمرو أبو الجهم القرشي 469

5326 - عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن غنم بن مالك بن النجار أبو الضحاك و يقال: أبو محمّد الأنصاري النجاري 471

5327 - عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي الهاشمي الحسيني 484

5328 - عمرو بن حصين السكسكي و يقال: السكوني 485

5329 - عمرو بن حفص بن يزيد أبو محمّد الثقفي 487

5330 - عمرو و يقال: عمر بن حفص بن شليلة أبو هشام الثقفي الدمشقي البزار 488

5331 - عمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن ربيعة بن كعب الخزاعي 490

الفهرس 505

ص: 512

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.