تاریخ مدینه دمشق المجلد 40

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

دراسة و تحقيق علي شيري

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

ص: 2

الجزء الأربعون

[تتمة حرف العين]

[تتمة ذكر من اسمه عثمان]

4620 - عثمان [بن علي] بن عبد اللّه

4620 - عثمان [بن علي] (1) بن عبد اللّه

أبو القاسم البغدادي المعروف بالوقاياتي (2)

قدم دمشق في سنة اثنتين (3) و خمس مائة، و حدّث بها عن أبي الخطّاب نصر بن أحمد بن عبد اللّه بن البطر (4).

سمع منه أخي أبو الحسين الفقيه و جماعة من أصحابنا.

و أجاز لي أن أروي عنه.

أخبرنا أبو القاسم عثمان بن علي - إذنا - و أبو المعمّر خزيفة (5) بن أبي (6) سعد بن الحسين بن الهاطر (7) الوزان - بقراءتي عليه ببغداد - قالا: أنا أبو الخطّاب نصر بن أحمد القارئ.

و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان.

قالا: أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى بن يحيى، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا زياد بن أيوب، نا هشام، نا يعلى بن عطاء، عن عمّه... (8) قال:

ص: 3


1- زيادة عن المختصر، و الأنساب.
2- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن الأنساب. و هذه النسبة إلى الوقاية و هي المقنعة، و يقال لمن يبيعها الوقاياتي. ذكره السمعاني باسم عثمان بن علي بن عبيد اللّه الوقاياتي.
3- الأصل: اثنين.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 46/19.
5- غير واضحة بالأصل، و المثبت و الضبط عن تبصير المنتبه 431/1 و انظر ترجمة ابن البطر، في الحاشية السابقة و فيها حدث عنه: خزيفة ابن الهاطرا. و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 438/20 و اسمه عبد اللّه و يعرف بخزيفة.
6- كذا بالأصل:«بن أبي سعد» و في المصدرين السابقين: ابن سعد.
7- كذا بالأصل و سير أعلام النبلاء، و في تبصير المنتبه: الهاطرا.
8- كلمة غير مقروءة بالأصل، و الحديث في المختصر عن أبي رزين.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«علم الرؤيا على رجل طائر»- و قال خزيفة: طير - ما لم تعبّر، فإن عبّرت وقعت، و الرؤيا جزء من ستة و أربعين جزءا من النبوة، قال: و أحسبه قال: لا تقصها إلاّ على وادّ أو ذي رأي»[8061].

سئل أبو القاسم الوقاياتي عن مولده فقال: سنة اثنتين (1) و سبعين و أربعمائة ببغداد في الجانب الشرقي، و لم أدركه حيا لما دخلت ببغداد، و كان دخولي بغداد في ربيع الآخر سنة عشرين و خمسمائة (2).

4621 - عثمان بن عمارة بن خريم الناعم بن عمرو بن الحارث

ابن خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة

ابن غيظ بن مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان

ابن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس

ابن عيلان المرّي أخو أبي الهيذام

من أهل دمشق، و كانت داره داخل باب الصغير و ولاّه الرشيد سجستان، ثم حبس و طولب بالمال فقال في ذلك شعرا.

حكى عنه الهيثم بن عدي و ليس هو عثمان بن عمارة الذي حكى عنه عبد الرحيم بن يحيى... (3) بصري زاهد.

أنبأنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنبأ أبو عمر (4) بن حيوية، نا محمّد بن خلف، حدّثني قاسم بن الحسن عن العمري، أنبأ الهيثم بن عدي، أنبأ عثمان بن عمارة، عن أشياخهم من بني مرة قال:

رحل رجل منا إلى ناحية الشام مما يلي تيماء (5) و الشراة (6) في طلب بغية له، فإذا هو بخيمة قد رفعت له، و قد أصابه مطر، فعدل إليها، فتنحنح، فإذا امرأة قد كلّمته فقالت له:

انزل، فنزل، و راحت إبلهم و غنمهم، فإذا أمر عظيم و إذا رعاء كثير فقالت لبعض العبيد:

ص: 4


1- الأصل: اثنين.
2- في الأنساب: توفي في حدود سنة خمس و عشرين و خمسمائة.
3- كلمة غير واضحة بالأصل.
4- الأصل: عمرو، تصحيف.
5- تيماء: بليد في أطراف الشام، بين الشام و وادي القرى، على طريق حاج الشام و دمشق (معجم البلدان).
6- في الأغاني 86/2 و السراة.

سلوا هذا الرجل من أين أقبل ؟[فقلت:] (1) من ناحية اليمامة (2) و نجد، فقالت: أي بلاد نجد وطئت ؟ فقلت: كلها، فقالت: بمن نزلت هناك ؟ قلت: بني عامر، فتنفست الصعداء و قالت:

بأي بني عامر؟ فقلت: بني الحريش، فاستعبرت (3) ثم قالت: هل سمعتم بذكر فتى يقال له قيس، و يلقب بالمجنون ؟ فقلت: أي و اللّه، و نزلت بأبيه و رأيته يهتم في تلك الفيافي، و يكون مع الوحش، لا يعقل و لا يفهم، إلاّ أن تذكر له ليلى، فيبكي و ينشد أشعارا (4) يقولها فيها، قالت: فرفعت الستر بيني و بينها فإذا شقة قمر، لم تر عيني مثلها، فبكت و انتحبت حتى ظننت و اللّه أن قلبها انصدع، قلت لها: أيتها المرأة اتقي اللّه فو اللّه ما قلت بأسا، فمكثت طويلا على تلك الحال [من] (5) البكاء و النحيب ثم قالت (6):

ألا ليت شعري و الخطوب كثيرة *** متى رحل قيس مستقلّ فراجع

بنفسي من لا يستقل برحله *** و من هو إن لم تحفظ اللّه ضائع

ثم بكت حتى غشي عليها، فلمّا أفاقت قلت: من أنت يا أمة اللّه ؟ قالت: أنا ليلى المسئومة عليه غير المساعدة له، فما رأيت مثل حزنها عليه و وجدها به، فمضيت و تركتها.

أنبأنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (7):في تسمية عمال هارون الرشيد على سجستان مات موسى و عليها كثير بن سلّم فشغب عليه الجند، فحاصرهم اصرم بن عبد الحميد الطائي من قبل خراسان، ثم ولي عبد اللّه بن حميد بن قحطبة، ثم ولي عثمان بن عمارة بن خريم (8) ثم داود بن يزيد من قبل الغطريف ثم (9) يزيد بن جرير من قبل الفضل بن يحيى بن خالد، ثم إبراهيم بن خريم (10) من قبل الفضل بن يحيى.

أنبأنا أبو الحسين محمّد (11) بن كامل بن ديسم، قال: كتب إليّ أبو جعفر بن المسلم

ص: 5


1- زيادة عن الأغاني.
2- الأغاني: تهامة.
3- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن المختصر و الأغاني.
4- الأصل: أشعار. و التصويب عن الأغاني.
5- زيادة عن المختصر و الأغاني.
6- الأصل: قال، و المثبت عن المختصر و الأغاني. و البيتان في الأغاني 87/2.
7- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 463.
8- تاريخ خليفة: حريم، بالحاء المهملة، تصحيف.
9- بالأصل:«بن» و المثبت عن تاريخ خليفة.
10- كذا، و في تاريخ خليفة: إبراهيم بن جرير.
11- بالأصل:«بن محمّد» و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 207/أ.

من بغداد يذكر أن أبا عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى أجاز لهم قال: عثمان بن خريم أخو أبي الهيذام و كان على سجستان في أيام الرشيد فطولب بخمسة آلاف درهم و حبس فقال:

أغثني أمير المؤمنين بنظرة *** يزول بها عني كل المخاوف و الأزل

ففضلك أرجو لا البراة إنّه *** أبى اللّه إلاّ أن يكون لك الفضل

و إلاّ أكن أهلا لما أنت أهله *** فأنت أمير المؤمنين له أهل

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أنبأ أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم، ثنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي قال: قال لي عبد اللّه بن المغيرة:

دخل عدة من أهل الشام على المنصور حين عفا عنهم في إجلائهم مع عبد اللّه بن علي، فقال عثمان بن خريم: يا أمير المؤمنين، لقد أعطيت فشكرت، و ابتليت فصبرت، و قدرت فعفوت.

قرأت على أبي الوفاء الحسن (1) بن الحسين عن (2) عبد العزيز بن أحمد، أنبأ عبد الوهّاب الميداني، أنبأ أبو سليمان بن زبر، أنبأ عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنبأ محمّد بن جرير الطبري قال (3):و ذكر عن محمّد بن ثابت قال:

سمعت شيخا من قريش يحدّث أن أبا جعفر لما فصل من بغداد، متوجها إلى الكوفة، و قد جاءه البريد بمخرج محمّد بن عبد اللّه بالمدينة، نظر إليه عثمان بن عمارة بن خريم (4)و إسحاق بن مسلم العقيلي و عبد اللّه بن الربيع المدانيّ - و كانوا في صحابته - و هو يسير على دابّته و بنو أبيه حوله و هو يقول، فقال عثمان: أظن محمّدا خائبا و من معه من أهل بيته، إن حشو أثواب (5) هذا العباسي لمكر و نكر و دهاء، فإنه فيما نصب له محمّد من الحرب لكما قال ابن جذل الطّعان (6):

فكم من غارة و رعيل خيل *** تداركها و قد حمي اللقاء

فردّ مخيلها حتى تناهى *** بأسمر ما يرى فيها التواء

ص: 6


1- الأصل: بن الحسن، تصحيف.
2- بالأصل:«بن» تصحيف.
3- تاريخ الطبري 621/7 حوادث سنة 145.
4- في تاريخ الطبري: حريم.
5- الطبري: ثياب.
6- البيتان في تاريخ الطبري 621/7.

قال: فقال (1) إسحاق بن مسلم: قد و اللّه سبرته فلمست عوده فوجدته خشنا، و غمزته فوجدته صليبا و ذقته فوجدته مرا و أنه و من حوله من بني أبيه لكما قال ربيعة بن مكدّم (2):

سمالي فرسان كأنّ وجوههم *** مصابيح تبدو في الظلام زواهر

يقودهم كبش أخو مصمئلّة *** عبوس السّرى قد لوّحته الهواجر

قال: و قال عبد اللّه بن الربيع: هو ليث خيس (3)،ضيغم شموس، للأقران مفترس، و للأرواح:

مختلس، و أنه فيما يهيج من الحرب، *** كما قال أبو سفيان (4) بن الحارث

و إنّ لنا شيخا إذا الحرب شمّرت *** بديهته الإقدام قبل النّوافر

قال: فمضى حتى صار إلى قصر ابن هبيرة، و نزل الكوفة و وجه الجيوش، فلما انقضت الحرب رجع إلى بغداد فاستتم بناءها (5).

أخبرنا أبو الحسين (6) بن كامل، أنبأ أبو جعفر محمّد بن أحمد المعدل في كتابه، أنبأ محمّد بن عمران بن موسى - إجازة - أخبرني إبراهيم بن محمّد بن عرفة النحوي عن محمّد بن يزيد المبرّد قال: قال [أبو] (7) يعقوب الخريمي لما توفي عثمان بن خريم:

جزى اللّه عثمان الخريمي خير ما *** جزى صاحبا جزل المواهب مفضلا

أخا كان إن أقبلت بالودّ زادني *** صفاء و إن أدبرت حنّ و أقبلا

أخا لم يخنّي في الحياة و لم أبت *** تخوّفني الأعداء منه التنقّلا

كفى جفوة الأخوان طول حياته *** و أورث مما كان أعطى و خوّلا

مضى سلفا قبلي و خلّفت بعده *** أسيرا لأهوال الرجال مكبّلا

4622 - عثمان بن عمران بن الحارث بن أسد

أبو عمر المقدسي الصوفي

سمع بدمشق و غيرها: الحسن بن حبيب، و خيثمة بن سليمان، و إسماعيل بن محمّد

ص: 7


1- الأصل: و كان، و المثبت عن الطبري.
2- البيتان في تاريخ الطبري 621/7-622.
3- الأصل:«ليث بن حيس» و المثبت عن تاريخ الطبري.
4- الأصل:«بن يوسف» و المثبت «أبو سفيان» عن الطبري.
5- الأصل: بناؤها.
6- الأصل:«الحسن» تصحيف، و هو محمّد بن كامل بن ديسم، أبو الحسين.
7- زيادة للإيضاح، و هو إسحاق بن حسان، و يكنى أبا يعقوب. و البيتان الأول و الرابع في الشعر و الشعراء ص 542.

الصفار، و أبا العباس محمّد بن يعقوب الأصم، و أبا جعفر (1) محمّد بن عبد الرّحمن السامي (2) الهروي.

روى عنه الحاكم أبو عبد اللّه.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو عمرو المقدسي، حدّثنا الحسن بن حبيب الدمشقي، نا أيوب بن إسحاق بن سافري، نا عارم، نا الصعق بن حزن عن مطر الورّاق عن أبي حمزة عن ابن عباس قال: بسط تحت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قطيفة حمراء.

قال: و نا أبو عبد اللّه الحافظ قال: عثمان بن عمران بن الحارث بن أسد المقدسي أبو عمرو الصوفي، سمع بالشام خيثمة بن سليمان، و الحسن بن حبيب و أقرانهما، و بالعراق أبا علي الصفار و أقرانه، و بخراسان: أبا العباس محمّد بن يعقوب و أقرانه، ثم دخل بلاد خراسان و انصرف إلى مرو، إن و أخر عهدي به في مجلس أبي العباس المحمودي بمرو سنة تسع و خمسين و ثلاثمائة ثم جاءنا نعيه و أنا بنسا في هذه السنة.

4623 - عثمان بن [عمرو بن] عبد الرّحمن بن الربيع

4623 - عثمان بن [عمرو بن] (3) عبد الرّحمن بن الربيع

أبو (4) عمرو البغدادي الفقيه الشافعي

ابن أخي النّجّاد

عن أحمد بن عيسى الوشاء، و محمّد بن أحمد بن عمارة، و أبي الطيب أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهّاب بن عبادل، و عبد اللّه بن الحسين بن جمعة، و أبي عبد اللّه محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، و أبي الحسن إسماعيل بن محمّد بن سنان الشيرازي، و أحمد بن عمير (5) بن جوصا، و محمّد بن جعفر الخرائطي، و محمّد بن إسحاق بن فروخ، و علي بن جعفر بن مسافر، و أبو أيوب... (6) و علي بن عبد العزيز، و محمّد بن أحمد بن محمّد بن بكر البالسي، و الحسن بن علي بن الحسن.

روى عنه أبو سعد الماليني، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و أبو الحسن علي بن

ص: 8


1- بالأصل:«و أبا جعفر بن محمّد» انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 114/14 و كنيته فيها: أبو عبد اللّه.
2- الأصل: الشامي.
3- زيادة عن المختصر، و سيرد في الخبر التالي: عمر.
4- الأصل:«بن».
5- الأصل: عمر، تصحيف.
6- غير واضحة بالأصل.

محمّد بن الغمر، و أبو القاسم تمام بن محمّد، و عبد الغني بن سعيد الحافظ ، و سعيد بن عبد الرّحمن بن عمر بن نصر.

أخبرنا أبو العباس أحمد بن الفضل بن أحمد الخيّاط ، أنبأ أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني، حدّثني أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، و جدي، حدّثني أبو عمرو عثمان بن عمر (1) بن عبد الرّحمن الشافعي المعروف بابن أخي النّجّاد و جدّي، حدّثني أحمد بن عيسى الوشاء و جدّي، حدّثني مؤمّل بن إهاب و جدّي، حدّثتني عائشة و جدّي، و حدّثني معمر و جدّي، حدّثني هشام بن عروة و جدّي، حدّثني أبي و جدّي، حدثتني عائشة و جدّي، قالت:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«النظر إلى وجه عليّ عبادة»[8062].

4624 - عثمان بن عمر بن موسى بن عبيد اللّه بن معمر

ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة (2)

ابن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التّيمي (3) المعمري (4)

أصله من المدينة و قدم به دمشق بعد قتل أبيه عمر بن موسى على عبد الملك بن مروان و هو صغير، فردّه إلى المدينة، ثم (5) ولي قضاء المالية لمروان بن محمّد، ثم قضى لأبي جعفر المنصور بالعراق.

و قد تقدّم ذكر قدومه الشام في ترجمة عبد الرّحمن بن أبي سفيان بن حويطب.

روى عن المزني بن عثمان، و الهيثم بن محمّد، و خارجة بن زيد، و أبي الغيث سالم مولى ابن مطيع.

روى عنه: عبد الواحد بن زياد، و عبد العزيز بن (6) محمّد الدراوردي، و محمّد بن راشد، و ابنه عمر بن عثمان، و إبراهيم بن طلحة بن عبد اللّه (7) بن أبي بكر، و يحيى بن محمّد بن طلحة بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي بكر، التيميون.

ص: 9


1- كذا، ورد هنا عمر، و الذي في المختصر: عمرو.
2- سقطت من م.
3- استدركت عن هامش الأصل.
4- أخباره في تهذيب الكمال 463/12 و تهذيب التهذيب 93/4.
5- «ثم» استدركت عن هامش الأصل.
6- الأصل و م و «ز»: «و محمّد» تصحيف، و الصواب ما أثبت عن تهذيب الكمال 463/12 ترجمته في سير أعلام النبلاء 366/8.
7- في تهذيب الكمال: عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.

أخبرنا أبو سعد عبد الرّحمن بن عبد اللّه الفقيه، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن أحمد، نا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر، نا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة، نا أبو عبد اللّه محمّد بن يزيد بن ماجة، حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، نا عمر بن عثمان بن عمر بن موسى بن عبيد اللّه بن معمر، عن أبيه، عن ابن شهاب، أخبرني علي بن الحسين عن (1) صفية بنت حيي زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أنها جاءت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم تزوره و هو معتكف في المسجد في العشر الأواخر من شهر رمضان، فتحدّثت عنده ساعة من العشاء ثم قامت تنقلب (2)،فقام معها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقلبها (3) حتى إذا بلغت باب المسجد الذي كان عند مسكن أم سلمة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مرّ بهما رجلان من الأنصار، فسلّما على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم نفذا، فقال لهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«على رسلكما إنّها صفية بنت حيي»، قالا: سبحان اللّه يا رسول اللّه و كبر عليهما ذلك، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، و إنّي خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا».

أنبأنا (4) أبو علي محمّد بن سعيد، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الكرجي.

و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأ أبو طاهر الكرجي، و أبو الحسن بن مخلد، و أبو علي بن نبهان، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم المقرئ، نا أبو العبّاس أحمد بن يحيى ثعلب، نا الزبير - يعني: بن بكار - حدّثني خالي إبراهيم بن طلحة بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق، و يحيى بن محمّد بن طلحة بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي بكر، قالا: حدّثنا عثمان بن عمر بن موسى المعمري، عن الزهري قال: دخل عروة بن الزبير، و عبد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود على عمر بن عبد العزيز، و هو يومئذ أمير المؤمنين، فجرى بينهم الحديث، حتى قال عروة: في شيء جرى من ذكر عائشة و ابن الزبير، سمعت عائشة تقول: ما أحببت أحدا حبي لابن الزبير انتحال من لا يرى لأحد معه فيها نصيبا، قال عروة: لقد كان عبد اللّه منها بحسب

ص: 10


1- الأصل و م و «ز»: بن، تصحيف.
2- تنقلب أي تنصرف راجعة إلى بيتها.
3- الأصل: يقبلها، و التصويب عن م و «ز». و قوله: يقبلها أي يصرفها إلى بيتها و يرجعها إليه، ذاهبا معها.
4- الأصل:«أنبا» و المثبت عن «ز»، و م.

وضعت الرحم و المودة التي لا تشرك أحد منها صاحبه فيها أحدا، فقال له عمر: كذبت، فقال له عروة: هذا - يعني عبد اللّه بن عبيد اللّه بن عتبة - يعلم أنّي غير كاذب، و أن أكذب الكاذبين لمن كذب الصّادقين، فسلمت عبيد اللّه و لم يدخل بينهما بشيء فغضب عمر بن عبد العزيز بحبهما، و قال آخر: حاجتي، ثم لم يلبث أن بعث إلى عبيد اللّه بن عبد اللّه رسولا يدعوه لبعض ما كان يأتيه له، فكتب إليه عبيد اللّه:

لعمرو بن ليلى و ابن عائشة التي *** لمروان اذنه أب غير رمل

و لو أنّهم عمّا وجدا و والد انا *** سواء فسنّوا سنّة المتعطّل

عذرت أبا حفص بأن كان واحدا *** من القوم يهدي هديهم ليس يأتلي

و لكنهم فاتوا و جئت مصليا *** بقرب أثر السابق المتمهل

زعمت فإن تلحق قصي مبرر *** جواد و إن تسبق فنفسك أعول

فما لك بالسلطان أن تحمل الندى *** جفون عيون بالقذى لم نكحل

قال: يحمل بمعنى تجعل.

و ما الحقّ أن تهوى فتسعف بالذي *** هويت إذا ما كان ليس بأجمل

أبى اللّه و الإسلام أن ترام الخنا *** نفوس رجال بالخنا لم توكّل

قرأت بخط أبي الحسين (1) الرازي، أخبرني بكر بن عبد اللّه بن حبيب، نا الزبير بن بكار، نا إبراهيم بن المنذر، عن عثمان بن عمر التيمي قاضي مروان بن محمّد، قال (2):

رأيت في المنام كأن (3) عاتكة أتت عبد اللّه بن يزيد بن معاوية ناشرة شعرها، و هي واقفة على مرقاتين من منبر دمشق، و هي تنشد بيتين من شعر الأحوص و هما:

أين الشّباب و عيشنا اللذّ (4) الذي *** كنّا به زمنا نسرّ و نجذل

ذهبت بشاشته و أصبح ذكره *** حزنا يعلّ به الفؤاد و ينهل

قال عثمان: فلم يكن بين ذلك و بين الحادثة على مروان و على بني أمية إلاّ أقل من شهرين، و هذه القصيدة للأحوص التي يقول فيها (5):

ص: 11


1- في «ز»، و م: الحسن.
2- الخبر باختلاف الرواية، في الأغاني 111/21-112.
3- الأصل: كانت، و التصويب عن «ز»، و م.
4- اللذ: اللذيذ.
5- هذه القصيدة رواها بطولها الأصبهاني في الأغاني 98/21-101 و البيت التالي، مطلعها، كما في الأغاني.

يا بيت عاتكة الذي أتعزّل *** حذر العدى و به الفؤاد موكّل

قال الزبير: و لما ظفر عبد اللّه بن علي ببني أمية، و استباح حرمهم (1)،و قتل الصغير منهم، و الكبير أنشأ يقول (2):

حسبت أمية أن غيرها هاشم *** عنها و يذهب زيدها و حسينها

كلاّ و ربّ محمّد و إلهه *** حتى يذل كفورها و خئونها

قال الزبير: و قال الفضل بن عبد الرّحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب في قتل مروان بن محمّد و زوال ملك بني أمية:

و إنّي لأغضي عن أمور كثيرة *** و لو لا الذي أرجو من الأمر لم أغضي

و إنّي لرهن إن بقيت لسورة (3) *** أبين (4) بها قوما هم اذهبوا غمضي

و هم فرّقوا الإسلام تسعين حجة *** و ما منهم في الدين للّه من مرضي

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال (5):و من ولد معمر: عثمان بن عمر بن موسى، و أم عثمان أم ولد، و كان عثمان على قضاء المدينة في زمن مروان بن محمّد، ثم ولاه أمير المؤمنين المنصور قضاءه [فكان مع المنصور] (6) حتى مات بالحيرة، قبل أن يبني أمير المؤمنين مدينة السلام.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمّد، أنبأ أبو زكريا.

ح و أخبرنا أبو الحسين (7) أحمد بن سلامة بن يحيى، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنبأ رشأ بن نظيف.

ص: 12


1- كذا بالأصل و «ز»، و في م: حريمهم.
2- البيتان في عيون الأخبار 208/1 أوردهما ابن قتيبة بعد ذكره مصرع بني أمية على يد المنصور.(كذا ورد فيه و ثمة اختلاف في اسم الذي قتلهم، و في زمن من من خلفاء بني العباس، انظر في ذلك تاريخ الطبري حوادث سنة 132 و الكامل لابن الأثير - بتحقيقنا - حوادث سنة 132).
3- السورة: الغضب.
4- كذا بالأصل و «ز»، و م، و في المختصر 279/16 أبير.
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 463/12.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن «ز»، و م، و تهذيب الكمال.
7- في م:«الحسن» و المثبت يوافق «ز»، و قارن مع مشيخة ابن عساكر 6/ب.

قالا: ثنا عبد الغني بن سعيد، قال:

و أمّا المعمري بفتح الميم و سكون العين و تخفيف الميم الثانية: فهو عثمان بن عمر المعمري التيمي، من ولد عبيد اللّه بن معمر، روى عن الزهري.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنبأ أبو بكر الخطيب، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم، قال: سمعت أبا الحسن بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي قال (1):

قلت ليحيى بن معين: فعمر بن عثمان الذي يروي (2) عن أبيه عن ابن شهاب، ما حالهما؟ قال: ما أعرفهما.

4625 - عثمان بن عمرو - أو عمر

أبو محمّد أو (3) أبو عمرو-

روى عن عبد السلام بن نهشل الخراساني.

روى عنه: أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأ أبو غالب محمّد بن الحسن بن أحمد الباقلاني، أنبأ أبو علي بن شاذان، أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن الحسين الكسائي، نا يحيى بن سليمان الجعفي، نا أبو محمّد عثمان بن عمرو الدمشقي، نا عبد السلام بن نهشل الخراساني، حدّثني خارجة بن مصعب، عن أبيه قال: و كان من أصحاب علي - قال:

نزلنا مع علي بصفّين، فأصابتنا براغيث من الليل، فتهجّدنا، فلما أصبحنا غدونا إلى علي، فقلنا: يا أمير المؤمنين فعل اللّه بالبراغيث كذا و كذا، نشتمها و نسبّها، أصابتنا البارحة، فلم ننم، فتهجّدنا، فقال علي: أ تسبّوا البراغيث، لو لاها ما تهجّدتم.

ثم قال: و نا يحيى، نا عثمان بن عمر أبو عمرو الدمشقي، نا عبد السلام بن نهشل الخراساني، نا خارجة بن مصعب، عن أبيه، قال:

كنا مع علي بصفين، فأصابتنا مجاعة، فخرجنا في الطلب نطلب الطعام، فإذا نحن ببغل

ص: 13


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 463/12.
2- في م: روى، و اللفظة كتبت بين السطرين في «ز»، و في تهذيب الكمال: فعمر بن عثمان المدني عن أبيه.
3- بالأصل و م:«و أبو» و المثبت:«أو أبو عمرو» عن «ز».

عليه جوالقان، فضربناه بأسيافنا، فإذا بالورق، فلم نلتفت إليها، و مضيت، فمضينا، فإذا نحن بحمار عليه جوالقان، فضربناه بأسيافنا، فإذا الزّاد السويق، فأخذنا و أكلنا.

قال خارجة: لم يغنموا مالا، و لم يروا بالزّاد و الطعام بأسا.

كذا روي عنه في موضعين على ما ذكرت من الخلاف في اسم أبيه، و في كنيته، فاللّه أعلم.

4626 - عثمان بن عمير الثقفي

كان عند معاوية يوم أمر بقتل حجر بن عدي (1) و أصحابه، و أشار عليه بقتلهم، له ذكر، تقدم ذكره في ترجمة أرقم بن عبد اللّه.

4627 - عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان بن صخر

ابن حرب بن أمية بن عبد شمس

ابن عبد مناف الأموي (2)

ابن أخي معاوية، و ابن أخت ابن الزبير.

كان بدمشق حين مات معاوية بن يزيد بن معاوية، و أرادت بنو أمية أن تبايعه بالخلافة يوم مات معاوية بن يزيد بن معاوية، فأبى ذلك و هو الذي صلّى على معاوية بن يزيد رضي اللّه عنهم أجمعين.

أخبرنا أبو الحسين (3) بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا (4)،قالوا (5):أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال (6):

فولد عنبسة بن أبي سفيان: عثمان و عاتكة، تزوجها عثمان بن محمّد بن أبي سفيان، و أمّ كلثوم بنت عنبسة تزوّجها عبد اللّه بن يزيد بن معاوية، فولدت له أم عثمان، و أمهم (7)

ص: 14


1- الأصل: علي، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و م، مرّت ترجمته في كتابنا، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 462/3.
2- ترجمته في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 134.
3- بالأصل: أبو غالب الحسين، و قد شطبت «غالب» في «ز»، بخط أفقي، و المثبت عن م، و السند معروف.
4- الأصل و «ز»: الدنيا، تصحيف، و التصويب عن م، تقدم التعريف بهما.
5- بالأصل و م و «ز»: قالا.
6- انظر نسب قريش للمصعب ص 134.
7- الأصل و م و «ز»: و أمه، و المثبت عن نسب قريش.

زينب بنت الزّبير بن العوّام، و أمّها أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط [و] (1) أبان، قال عثمان بن عنبسة يذكر موالاة آل معاوية إلى أبي سفيان آل عتبة بن أبي سفيان دونهم بولادة هند بنت عتبة، و تفخر بولادة الزبير بن العوام له:

إن تك هند مجدكم و سناكم *** فإن جواري النبيّ كريم

و كتب إلى عبد اللّه بن الزبير حتى بعث إليه يزيد بن معاوية بالجامعة، و كتب يذكر قسمه في ذلك، فكتب إليه عثمان بن عنبسة:

أرضك أرضك أن تأتنا *** تنم نومة ليس فيها حلم

قال: و نا الزبير: حدّثني محمّد بن الضحاك الحزامي، عن أبيه، قال:

لما حضرت معاوية بن يزيد الوفاة،[قيل له:] (2) اعهد إليه، فقال: لا أتزود مرارتها و أترك لبني أمية حلاوتها (3)،فلما مات دعت بنو أمية عثمان بن عنبسة إلى أن يبايعوا له بالخلافة، فأبى، و قال: أنا الحق بخالي - يريد عبد اللّه بن الزبير - فقال له مروان بن الحكم: إنها ليست ساعة خال، عمك لا خالك، و لما و وري (4) معاوية بن يزيد في قبره، و رفعوا أيديهم عنه، قام مروان بن الحكم على قبره، ثم قال متمثلا (5):

إنّي أرى فتنة تغلي (6) مراجلها *** و الملك بعد أبي ليلى (7) لمن غلبا

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطبري.

قالا: أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال:

و أراد أهل الشام الوليد بن عتبة بن أبي سفيان على الخلافة، فطعن، فمات، و أراد عثمان بن عتبة (8) بن أبي سفيان، و أمه زينب ابنة الزبير بن العوّام أن يبايعوه على الخلافة، فأبى،

ص: 15


1- الزيادة عن نسب قريش. و في «ز»، و م: و اسم أبي معيط أبان.
2- الزيادة بين معكوفتين عن م، و «ز».
3- انظر مروج الذهب 88/3.
4- الأصل: روى، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و م.
5- البيت في مروج الذهب 88/3 و طبقات ابن سعد 169/4 و تاريخ الطبري 500/5 و البداية و النهاية 261/8 و المعارف ص 154 و هو لأرثم الفزاري.
6- مروج الذهب: هاجت.
7- بالأصل و م و «ز»: ابن ليلى، و التصويب عن مروج الذهب، قال المسعودي: هذه الكنية للمستضعف من العرب.
8- كذا بالأصل و «ز»، و م: عتبة، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب: عنبسة.

و لحق بخاله عبد اللّه بن الزبير.

كذا قال، و الصواب ابن عنبسة.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل، قال: كتب إليّ [أبو] (1) جعفر بن (2) المسلمة يذكر أن أبا عبد اللّه المرزباني أخبرهم إجازة، قال: عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، أمه بنت الزبير بن العوّام، و هو القائل:

إن تك هند مجدكم و سناكم *** فإنّ حواريّ النبي كريم (3)

و إن تك هند أمّكم دون أمّنا *** فإنّ لنا في الأكرمين أروم

و له:

أبونا أبو سفيان أكرم به *** أنا و جدّي الزبير ما أعفّ و أكرما

جوار رسول اللّه يضرب دونه *** رءوس الأعادي حاسرا و ملاما

و خالي ابن أسماء الذي قد علمتم *** بشير يوم الروع في الحرب ضيغما

و كتب إلي أبي المظفر محمّد بن أحمد الأبيوردي يذكر: أن عبد اللّه بن همّام السّلولي قال في عثمان:

عمدت بمدحتي عثمان إني *** إذا أثنيت أعمد للخيار (4)

و عثمان بن عنبسة بن صخر *** إليه ينتهي كرم النجار

فقد هزت قناتك في قريش *** عروق المجد و الحسب النضار

ورثت هدي الحواريين منهم *** و عزّ العنبسي و ذا الخمار (5)

تبذ الناس مكرمة إذا ما *** فخرت و من كمثلك في الفخار

يمال إلى العلاء إن وحاك *** كلا زيديك بالبطحاء داري (6)

و أنت إذا ملكت أمين عدل *** و أبين من تكلم من نزار

و أصدق من محياه حيا واخرا *** مى إني من شبلين ضاري

متى تنزل إلى عثمان تنزل *** إلى ضخم السرادق و القطار

ص: 16


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن «ز»، و م.
2- الأصل و م و «ز»: ان.
3- الأصل: الكريم، و المثبت عن م و «ز».
4- الأصل و م و «ز»: الخيار، و المثبت عن المختصر.
5- الأصل:«و ذوي العنبسي ذو الخمار» و في «ز» و م:«وري العنبسي ذو الخمار» و المثبت عن المختصر.
6- كذا البيت بالأصل و م و «ز».

و مطعام يحمل على الروابي *** له ما ارتضى لكل شاري

فليس لقدرك الدهماء قدر *** و ليس كصنو نار لصنو نار

إذا سئلت أمية من فتاها *** و من حامي الحقيقة و الذمار

يقولون إن عنبسة بن صخر *** فلا شك بذاك و لا تماري

أصاب جوامع الخيرات منها *** و حبب ؟؟؟ (1) كل منفضة و عار

فيا عثمان ما بلدي بدان *** و لا للنفس دونك من قرار

و ما لي إن رددت يدي صفرا *** إلى أهلي و دار و بين عجار

أراك إذا أجرت على أمير *** و بنو عرى الأمانة و الحوار

فهل يا ابن العنابس ينفعني *** زياديكم على سخط المزار

و تنداني إلى الهلكات نفسي *** و نض العيش في البلد القفار

لوابس للقيام يا كل فج *** فإن شخوصهن قداح بار

ترى أشرافهن منهن حدث *** رواحي بالهواجر و ابتكاري

و آتي بالنجوم إليك حتى *** تفرا الليل عن وضح النهار

أعوذ به من العقوبة (2) يا ابن حرب *** بمعقد ما عقدت من الإزار

و كان عبد اللّه بن همام هرب من عبيد اللّه (3) بن زياد، فاستجار بعثمان (4) بن عنبسة حتى ينجز له كتابا من يزيد بن معاوية إلى عبيد اللّه بالعفو عنه.

قال [الأبيوردي: و عنى] (5) بالأعراق أسنمتهن، و هدي الحواريين: الزبير بن العوام، و هو جده من قبل أمه، و بالعنبسي: حرب بن أمية، كان أعزّ أهل الوادي، و بذي الخمار: أبا أحيحة سعيد بن العاص بن أمية، و كان يدعى ذا العصابة و ذا التاج، فأجاءته القافية إلى ذكر الخمار.

قال: و قال العيني لما انتقل (6) عثمان بن عنبسة إلى مكة، و لحق بخاله عبد اللّه بن الزبير، لقي منه جفاء، و توفي عنده فحمله ابنه إلى الطائف، و دفنه عند قبر أبيه.

ص: 17


1- كذا رسمها بالأصل و «ز»، و م.
2- عن هامش الأصل.
3- الأصل: عبد اللّه، و التصويب عن «ز»، و م.
4- بالأصل و «ز»، و م: بعبد اللّه، تصحيف، و التصويب عن المختصر.
5- الزيادة عن «ز»، و م، لإيضاح المعنى.
6- أقحم قبلها بالأصل لفظة:«ذكر» و المثبت يوافق عبارة م، و اللفظة كانت موجودة في «ز»، ثم شطبت بخط أفقي.

4628 - عثمان بن عنبسة الأصغر بن عتبة

ابن عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان

أبو (1) العباس الأموي العنبسي

أمّه رملة بنت عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية، و أمّها نفيسة بنت عبد اللّه بن العباس بن (2) علي بن أبي طالب.

ذكره أبو المظفر الأبيوردي، و ذكر أنه يعرف بالمنكوب لبلية أصابته حين... (3) علي بن عبد اللّه بن خالد المهدي به، ورقي عنه ما لم يخطر بباله، فطلبه المهدي، ففارق الطائف و لحق بأخوال عنبسة بن أبي سفيان من الأزد، فنزل في عامئذ بالسراة، و معه ابناه: العباس - و به كان يكنى... (4) له - و محمّد، و أمهما عاتكة بنت عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن الحارث بن أمية الأصغر بن عبد شمس، و يقال: إنه تزوج فيهم، و توفي عثمان بن عنبسة الأصغر بالسّراة.

و قال أبو مسهر: سأل علي بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية أبا العباس العنبسي، و هو عثمان المنكوب بن عنبسة بن عتبة بن عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان، و كان علامة عن أشهر نساء بني عبد مناف فقال صفية بنت عبد المطلب، و هند بنت عتبة (5)،ثم أنشد لصفية:

ألا أبلغ بني عمي رسولا *** ففيم الكيد فينا و الأمار

وسائل في جموع بني علي *** إذا كثر التناشد و الفخار

بأنا لا نقر الضيم فينا *** و نحن لما توسمنا بصار

متى يفرح بمروبكم تسؤكم *** و تظعن من أماثلكم ديار

و يظعن أهل مكة فهي سكن *** هم الأخيار إن ذكر الخيار

... (6) العطاء إذا وهبنا *** وفينا عند غدوتنا انتصار

و لم يبد أندى رحم عفيفا *** و لم يوقد لنا بالغور نار

ص: 18


1- بالأصل:«بن عثمان» تصحيف، و المثبت «أبو العباس» عن «ز»، و م.
2- الأصل و م و «ز»: عن، تصحيف.
3- كلمة غير مقروءة و رسمها:«ارى».
4- كلمة غير واضحة و رسمها بالأصل و م و «ز»: «و لا تل».
5- الأصل و م و «ز»: عنبسة، تصحيف.
6- كلمة غير مقروءة و رسمها في الأصل و م و «ز»: مجازبك.

و إنا و السواع يوم جمع *** بأيديها و قد سطع الغبار

لنصطبرن لأمر اللّه حتى *** يبين ربنا أين القرار

و قيل لأبي مسهر: ما الأمار؟ قال: الموعد.

و أنشد لهند (1):

أ عيني جودا بدمع سرب *** علي خير خندف لم ينقلب

على عتبة الخير ذي المكرمات *** و ذي المعضلات قريع العرب

لساد الكهول فتى... (2) *** و ساد الشباب و لمّا يشب

تداعى له قومه نصرة (3) *** بنو هاشم و بنو المطلب (4)

يبيض خفاف حليّها القبول *** تلوح بأيديهم كالشهب

يذيقونه حد أسيافهم *** يعلونه بعد ما قد عطب

فمن كان في نسب خامل *** فنحن سلالة بيت الذهب

و لسنا كجلدة رقع البعير *** بين العجان و بين الذنب

4629 - عثمان بن عنبسة بن أبي محمّد بن عبد اللّه

ابن يزيد (5) بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

من سكان كفربطنا (6)،من إقليم داعية.

ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد الأزدي في تسمية من كان بدمشق و غوطتها من بني أمية، و ذكر ابنته أم سلمة ابنة عثمان، و ذكر أنها امرأة عاتق.

4630 - عثمان بن القاسم بن معروف

أبو الحسين (7) بن أبي نصر والد أبي محمّد

حدّث عن محمّد بن معافى الصّيداوي.

ص: 19


1- الأبيات في سيرة ابن هشام 40/3 قالتها تبكي أخاها يوم بدر.
2- رسمها بالأصل و م و «ز»: باشيا.
3- صدره في سيرة ابن هشام: تداعى له رهطه غدوة
4- عن سيرة ابن هشام، و بالأصل و م و «ز»: سحب.
5- بالأصل و م و «ز»: زيد، و التصويب عن نسب قريش ص 131.
6- بالأصل و م و «ز»: كفربطيا، و الصواب ما أثبت و ضبط عن معجم البلدان، و فيه أنها قرية من قرى غوطة دمشق من إقليم داعية.
7- الأصل و «ز»، و في م: الحسن.

روى عنه ابنه أبو محمّد.

و كان أمير الغزاة المطوعة من أهل دمشق.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان - بقراءتي عليه - عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف، قال: قرأت على أبي عثمان بن القاسم، قال: قرئ على أبي عبد اللّه محمّد بن المعافى بن أحمد بن محمّد بن بشير بن [أبي] كريمة الصّيداوي - بصيدا - و أنا أسمع، نا هشام بن عمّار، نا سعيد بن يحيى اللّخمي، نا موسى بن عبيدة الربذي، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«النجوم أمان لأهل السماء، و أهل بيتي أمان لأمّتي»[8063].

أخبرناه عاليا أبو القاسم زاهر بن طاهر عن أبي سعد محمّد بن عبد الرّحمن أنبأ الحاكم أبو محمّد [أنا أبو بكر محمّد] (1) بن مروان بدمشق، نا هشام بن عمّار مثله.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي، قال: قرأت في تاريخ المختار - يعني محمّد بن عبيد اللّه بن أحمد بن إدريس المسبحي (2):

و في هذه السنة سنة ست و خمسين و ثلاثمائة توفي أبو الحسين عثمان بن القاسم بن معروف (3) بدمشق، و كانت وفاته من نزلة لحقته أعقبته... (4) ما كان سبب منيته و كان كثير الرغبة في الجهاد، شديد العناية و البر للمجاهدين بماله و نفسه، عفيفا رحمه اللّه و نفعه بأعماله الصالحة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، قال:

و ذكر - يعني الميداني - أن أبا عثمان بن القاسم بن معروف (5) بن أبي نصر والد عبد الرّحمن توفي بدمشق سنة تسع و أربعين و ثلاثمائة، قال عبد العزيز: حدث عن محمّد بن المعافى الصّيداوي، حدّثنا عنه ابنه عبد الرّحمن، و كان أمير جيوش الغزاة من دمشق.

4631 - عثمان بن قيس

روى عن واثلة بن الأسقع فعله.

ص: 20


1- الزيادة عن م و «ز».
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 361/17.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- اللفظة غير واضحة في الأصل و «ز».
5- ما بين الرقمين سقط من م.

روى عنه عثمان بن المنذر الدّمشقي.

أخبرنا أبو الحسين عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي الحديد، أنبأ جدي أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن الرّبعي، أنا العبّاس بن محمّد بن حيّان أبو الفرج، أنبأ أبو العباس عبد اللّه بن عتاب الزّفتي (1)،أنا محمّد بن محمّد بن مصعب، وحشي، نا محمّد بن المبارك الصوري [نا صدقة] (2) بن خالد، عن عثمان بن المنذر الثقفي، أحسبه عن (3) عثمان بن قيس، قال: شهدنا مع واثلة الأسقع جنازة في (4) مقابر باب الصغير، فحضرت الصلاة، فخرج واثلة من المقابر و أتى كشلّ النهر، فصلّى بنا و نحن خلفه رجل خلف رجل.

رواه أبو الحسن بن جوصا، عن محمّد بن محمّد، وحشي، و قال: عن عثمان بن قيس من غير شك فيه.

4632 - عثمان بن محمّد بن إبراهيم بن رستم

4632 - عثمان بن محمّد بن إبراهيم بن رستم (5)

أبو عمر المادرائي (6) المعروف بابن الأطروش

سمع أباه، و جعفر بن محمّد أحمد بن عاصم بدمشق، و أبا العباس محمّد بن الحسن بن قتيبة، و أبا محمّد (7) عبد اللّه بن محمّد بن سلمة المقدسي، و أبا شعيب عبد اللّه بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحرّاني، و عبد الغافر بن سلامة الحمصي، و إبراهيم بن شريك الأسدي، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبا بكر محمّد بن علي الحفار.

روى عنه: أبو الحسن أحمد بن محمّد بن القاسم بن مرزوق، و أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل بن نظيف الفرّاء، و أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن عبد اللّه الصيرفي الغازي، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس، و أبو محمّد الحسن بن إسماعيل الضّرّاب.

ص: 21


1- الأصل و م و «ز»: «غياث الرقي» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 64/15.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن «ز»، و م.
3- الأصل و م و «ز»: بن.
4- الأصل: من، و المثبت عن «ز»، و م.
5- غير مقروءة بالأصل و م و «ز»، و المثبت عن المختصر.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، بالدال المهملة، و في المختصر: الماذرائي بالذال المعجمة، و هذه النسبة كما في الأنساب إلى مادرايا، الدال مهملة، و في معجم البلدان: ماذرايا، بالذال المعجمة. قال ياقوت: قرية فوق واسط من أعمال فم الصلح، مقابل نهر سابس.
7- أقحم بعدها بالأصل: بن.

قرأت على أبي الحسن بن كامل، عن أبي القاسم عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن عمر بن رجاء الأطرابلسي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن القاسم بن مرزوق الأنماطي - بمصر - نا أبو عمر عثمان بن محمّد بن إبراهيم المادرائي - إملاء - نا أبو محمّد جعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي - بدمشق - نا أحمد بن أبي الحواري، نا مروان بن محمّد، نا سليمان بن بلال عن (1) يحيى بن سعيد، قال: قال عمر بن عبد العزيز: أفضل القصد بعد الجدة (2)،و أفضل العفو بعد المقدرة.

4633 - عثمان بن محمّد بن [صخر بن] حرب بن أميّة

4633 - عثمان بن محمّد بن [صخر بن] (3) حرب (4) بن أميّة

ابن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي

ولي إمرة المدينة زمن يزيد (5) بن معاوية، و كان بدمشق عند وفاة معاوية.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو (6) عبد اللّه، ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال (7):

و ولد محمّد بن أبي سفيان [عثمان] (8) و أمّه أم عثمان بنت أسيد [بن] (9) الأخنس بن شريق، ولي عثمان بن محمّد المدينة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال: و أقام الحج - يعني سنة سبع و خمسين -

ص: 22


1- الأصل و م و «ز»: بن، تصحيف، انظر ترجمة سليمان بن بلال في تهذيب الكمال 17/8 و فيها أنه يروي عن يحيى بن سعيد الأنصاري... روى عنه: مروان بن محمّد الطاطري الدمشقي.
2- في المحكم: وجد المال و غيره يجده وجدا و جدة: استغنى، و في التهذيب: يقال: وجدت في المال وجدا و وجدا و وجدا و وجدانا و جدة أي صرت ذا مال. (راجع تاج العروس بتحقيقنا: وجد).
3- الزيادة عن م و «ز».
4- «حرب» ليست في م.
5- بالأصل و م و «ز»: «بن بدر» بدل: زمن يزيد.
6- بالأصل و م و «ز»: «و إسحاق بن عبد اللّه» تصحيف، و الصواب ما أثبت:«و أبو غالب، و أبو عبد اللّه» و السند معروف، و قد تقدم التعريف بهما، و بأبيهما أبي علي الحسن بن أحمد بن عبد اللّه بن البنا.
7- الخبر في نسب قريش للمصعب ص 134 فكثيرا ما أخذ الزبير بن بكار عن عمه المصعب.
8- الزيادة عن م، و «ز»، و نسب قريش.
9- سقطت من الأصل و م و «ز»، و أضيفت عن نسب قريش.

عثمان بن محمّد بن أبي سفيان بن حرب (1).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: قال ابن بكير: قال الليث:

و حج عامئذ بالناس عثمان بن محمّد بن أبي سفيان - يعني سنة تسع و خمسين - و حج الوليد بن عتبة سنة احدى و سنة اثنتين (2)،ثم عزل و استعمل عثمان بن محمّد على المدينة.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر الزّرّاد المنبجي، نا أبو الفضل عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم، قال: قال سعد بن إبراهيم: و عرضناها على يعقوب - يعني إبراهيم عمه - قال:

ثم حجّ عثمان بن محمّد بن أبي سفيان سنة سبع و خمسين و شتّى عمرو بن مرة بالروم، قال: ثم نزع الوليد بن عتبة عن المدينة و أمّر عثمان بن محمّد بن أبي سفيان، فأقام للناس الحج سنة ثلاث و ستين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر الخطيب، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي، قالا: أنا الحسين بن علي، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن زيد بن علي بن مروان، أنا محمّد بن محمّد بن أبي سفيان سنة تسع و خمسين.

أنبأنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن العراقي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال (3):و أقام الحج - يعني سنة اثنتين و ستين - عثمان بن محمّد بن أبي سفيان.

قال خليفة (4):و مات معاوية و على المدينة الوليد بن عتبة، فأقرّه يزيد، ثم عزله و ولّى

ص: 23


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 236 حوادث سنة 62 حيث ذكر أنه أقام الحج في هذه السنة، و لم يرد له ذكر سنة 57، و ذكر خليفة أن الذي أقام الحج في هذه السنة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان.
2- بالأصل و م و «ز»: «سنة واحد و سنة اثنين» يعني و ستين.
3- انظر تاريخ خليفة ص 236.
4- راجع تاريخ خليفة بن خيّاط ص 254.

عمرو بن سعيد أشهرا ثم عزله و ولى الوليد بن عتبة نحوا من سنتين، و ولى عثمان بن محمّد بن أبي سفيان نحوا من سنة، ثم هاجت الفتنة، فأخرج أهل المدينة عثمان بن محمّد بن أبي سفيان من المدينة، و من كان من بني أمية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا عاصم بن علي، نا أبو معشر قال:

و أمّر عثمان بن محمّد بن أبي سفيان على المدينة و أخرجوه [و أخرجوا] (1) من كان بالمدينة من بني أمية، فكانت وقعة الحرّة (2).

4634 - عثمان بن محمّد بن عثمان بن محمّد بن عبد الملك

ابن سليمان بن عبد الملك بن عبد اللّه بن عنبسة

ابن عمرو بن عثمان بن عفان

أبو عمرو العثماني البصري

دخل دمشق، و حدّث بها و بأصبهان.

و روى عن محمّد بن الحسين بن مكرم، و الحسين بن أحمد بن بسطام الزعفران، و محمّد بن عبد السلام، و عبد اللّه بن أحمد [الدمشقي، و أبي القاسم علي بن أحمد] (3) بن يزيد البغدادي البزار، و يوسف بن يعقوب، و محمّد بن سليمان المالكي، و محمّد بن هارون بن شعيب، و أبي الحسين محمّد بن عبد اللّه الرازي، و خيثمة بن سليمان، و أبي بكر محمّد (4) بن علي بن الحسن البراني (5).

روى عنه تمام بن محمّد، و أبو بكر بن المقرئ، و أبو نعيم الحافظ ، و هم نسبوه، [و] (6) أبو بكر بن مردويه، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و عبد الواحد بن أحمد الباطرقاني (7)،و أبي علي الحسن بن العباس الكرماني الأخباري.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا عبد العزيز الصوفي، أنبأ تمام بن محمّد، أنبأ أبو

ص: 24


1- الزيادة للإيضاح عن «ز»، و م.
2- في م: الحسن، تصحيف، راجع تاريخ خليفة ص 236 و ما بعدها، فيه تفاصيل وافية عن وقعة الحرة.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن «ز»، و م.
4- بالأصل: بن محمّد.
5- في م: السيرافي.
6- سقطت من الأصل، و أضيفت عن «ز»، و م.
7- الأصل و م:«الناظرواني» تصحيف، و التصويب عن «ز»، و هذه النسبة إلى باطرقان من قرى أصبهان، ذكره السمعاني و ترجم له.

عمرو عثمان بن محمّد بن عثمان بن عبد الملك بن سليمان العثماني، و مولده بالبصرة، سكن دمشق، نا محمّد بن الحسين بن مكرم، نا عبد اللّه بن عمر بن أبان مشكدانة، أنا أبو معاوية الضرير، عن موسى الصغير، عن هلال بن يساف، عن أم الدرداء [عن أبي الدرداء] (1)قالت: قلت له: ما يمنعك أن تبتغي لأضيافك ما تبتغي الرجال لأضيافهم ؟ قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ أمامكم عقبة كئودا (2) لا يجوزها المثقلون»، فأنا أريد أن أتخفّف لتلك العقبة[8064].

أنبأ أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو [عمرو] (3) عثمان بن محمّد العثماني، نا أمية بن محمّد الباهلي، نا محمّد بن يحيى الأزدي، نا روح بن عبادة، حدّثنا هشام بن حسّان (4)،عن عثمان بن القاسم، قال:

خرجت أم أيمن مهاجرة إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من مكة إلى المدينة، و هي ماشية، ليس معها زاد، و هي صائمة، في يوم شديد الحرّ، فأصابها عطش شديد حتى كادت أن تموت من شدة العطش، قال: و هي بالرّوحاء (5) أو (6) هي قريبا منها، فلما غابت الشمس، قالت: إذا أنا بحفيف شيء فوق رأسي، فرفعت رأسي، فإذا أنا بدلو من السماء مدلّى برشاء أبيض، قالت: فدنا مني حتى إذا كان حيث استمكن منه تناولته فشربت منه حتى رويت، قالت: فلقد كنت بعد ذلك اليوم الحار أطوف في الشمس كي أعطش و ما عطشت بعدها.

أنبأ أبو علي الحداد، ثم حدّثنا أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنبأ أبو نعيم الحافظ (7)،نا أبو عمرو عثمان بن محمّد العثماني، نا محمّد بن عبد السلام، نا عبد اللّه بن سبرة (8)الكوفي، نا شريك، عن الأعمش، عن أبي سفيان بن جابر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار»[8065].

قال: و قال أبو نعيم: عثمان بن محمّد بن [عثمان بن محمّد بن عبد الملك بن سليمان بن] (9) عبد الملك بن عبد اللّه بن عنبسة بن عمرو بن عثمان بن عفان قدم علينا من البصرة.

ص: 25


1- الزيادة عن «ز»، و م، لتقويم السند.
2- الأصل و «ز»، و م: كئود.
3- سقطت من الأصل، و مكانها إشارة تحويل إلى الهامش، و لم يكتب عليه شيء، و الزيادة عن «ز»، و م.
4- في م: حبان.
5- الروحاء: من عمل الفرع، و هي بين مكة و المدينة (انظر معجم البلدان).
6- الأصل: و هي، و المثبت عن «ز»، و م.
7- أخرجه في ذكر أخبار أصبهان 358/1.
8- ذكر أخبار أصبهان 358/1: شبرمة.
9- الزيادة عن «ز»، و م، و أخبار أصبهان.

4635 - عثمان بن محمّد بن علي بن علاّن بن أحمد بن جعفر

أبو الحسين الذهبي البغدادي (1)

سكن مصر، و حدّث بها و بدمشق عن الحارث بن أبي أسامة، و عبد اللّه بن روح المدائني، و أحمد بن موسى الحمار، و إسماعيل بن إسحاق [القاضي] (2)،و أبو بكر بن أبي خيثمة، و محمّد بن عيسى بن السكن الواسطي، و محمّد بن غالب بن حرب، و أبي الأحوص قاضي عكبرا، و محمّد بن سليمان بن الحارث الأزدي، و إسماعيل بن الفضل بن موسى البلخي، و أحمد بن عبد اللّه النرسي، و علي بن حمّاد بن السكن، و أحمد بن محمّد بن سعيد عصام التميمي، و حامد بن سهل... (3)،و الكديمي، و أحمد بن يحيى بن إسحاق البلخي، و أبي إسماعيل الترمذي، و سعيد بن عثمان بن بكر بن أمية الأهوازي، و أبي (4) بكر بن أبي الدنيا، و إبراهيم بن إسحاق الحربي.

روى عنه: عبد الوهاب الكلابي، و أبو محمّد الضّرّاب، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و أبو القاسم علي بن الحسن بن طعان، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن سهل بن النابلسي، و أبو بكر أحمد بن صافي التّنّيسي، و محمّد بن مسلم بن السمط ،[و] (5) أبو سليمان بن زيد الرّبعي، و أبو القاسم بن يوسف الميانجي، و أبو العباس محمّد بن موسى بن السمسار، و أبو القاسم الحسن بن سعيد بن حكيم القرشي، و جعفر بن عبد الرزاق [بن] عبد الوهاب، و أحمد بن محمّد بن عمرو الحيري، و أبو هاشم المؤدب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز الكتاني (6)،أنبأ صدقة بن محمّد بن مروان، نا أبو الحسن عثمان بن محمّد الذهبي - إملاء علينا - نا محمّد بن إسماعيل بن يوسف [نا] (7) أبو صالح عبد اللّه بن صالح، نا الليث بن سعد، حدّثني ابن الهاد، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك قال:

ركب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فرسا فصرع عنه، فجحش (8) شقه الأيمن، فصلّى لنا قاعدا.

ص: 26


1- ترجمته في تاريخ بغداد 301/11.
2- الزيادة عن «ز»، و م.
3- إعجامها مضطرب بالأصل و م و «ز».
4- الأصل و م و «ز»: و أبو.
5- زيادة عن م و «ز».
6- في م: الكناني، و فوقها ضبة، و بدون إعجام في «ز».
7- الزيادة لتقويم السند عن م و «ز».
8- مهملة بدون إعجام بالأصل و م و «ز»، و المثبت عن المختصر، و جحش أي انخدش جلده، و هو كالخدش أو أكبر من ذلك، راجع تاج العروس بتحقيقنا: جحش.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف أنبأ (1) الحسن بن إسماعيل الضّرّاب، نا عثمان بن محمّد - هو الذهبي البغدادي - نا الحارث - يعني: ابن أبي أسامة التميمي - حدّثني محمّد بن حسين، عن أبي يعلى الكوفي، قال: أنشدنا بعض أصحابنا فقال:

الملك و العزّ و المروءة و ال *** سؤدد و النّبل و اليسار معا

مجتمعات في طاعة اللّه للعبد *** إذا العبد أعمل الورعا

و الفقر و الذلّ و الضراعة و ال *** فاقة في أصل أذن من طمعا

و آثر الفاني الخسيس من ال *** دنيا و أمسى لأهلها تبعا

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو الحسن بن سعيد، قال: حدّثنا أبو بكر الخطيب (2)،حدّثني أبو الخطاب محمّد بن علي بن محمّد الجبّلي الشاعر، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن (3) بن الوليد الكلابي - بدمشق - نا أبو الحسين عثمان بن محمّد بن علان الذهبي البغدادي، قدم علينا في سنة اثنتين و ثلاثين و ثلاثمائة، نا محمّد بن عيسى الواسطي، فذكر حديثا.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و أخبرنا أبو القاسم [بن] (4) السّوسي، أنا إبراهيم بن يونس بن محمّد الخطيب، أنبأ أبو زكريا.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى، أنا أبو الفرج الأسفرايني، أنا رشأ بن نظيف قالا: أنبأ عبد الغني بن سعيد، قال: و أما الذهبي بالذال المعجمة و الباء، فهو عثمان بن محمّد أبو الحسين الذهبي، حدّث بمصر و غيرها.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال: أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ (5) عثمان بن محمّد بن علي بن أحمد بن جعفر بن دينار بن عبد اللّه أبو الحسين المعروف بابن علاّن الذهبي، حدّث بالشام و بمصر عن عبد اللّه بن روح

ص: 27


1- الأصل: بن، تصحيف، و التصويب عن م و «ز».
2- تاريخ بغداد 301/11.
3- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: الحسين، تصحيف، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 557/16.
4- الزيادة عن م، و «ز».
5- تاريخ بغداد 301/11.

المدائني، و محمّد بن عيسى بن أبي قماش الواسطي، و محمّد بن غالب تمتام (1)،و أبي العباس الكديمي، و إبراهيم الحربي، و معاذ بن المثنى، و علي بن عبد العزيز البغوي، و أبي حصين الوادعي، و مطيّن (2) الكوفيين (3) و غيرهم.

روى عنه أحمد بن محمّد بن عمرو الحيري (4)،و عبد الوهاب [بن] الحسن الدمشقي، و كان ثقة.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأ أبو بكر الخطيب (5)،نا محمّد بن علي الصوري، أنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزدي، نا أبو الفتح عبد الواحد بن محمّد بن مسرور.

ح و كتب إليّ أبو زكريا بن منده، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي، عن أبيه.

قالا: أنا أبو سعيد بن يونس [قال:] (6) عثمان بن محمّد بن علي بن أحمد بن جعفر الذهبي،[يكنى] (7) أبا الحسين بغدادي، قدم مصر، و كتب عنه عن إبراهيم الحربي، و الحارث بن أبي أسامة، و طبقة نحوهما، و خرج و توفي بحلب، و في رواية الصوري: توفي بدمشق.

قال ابن مسرور: توفي بحلب، قال الخطيب: قال لي الصوري: توفي نحو سنة أربعين و ثلاثمائة، قال غيره: توفي نحو سنة أربع و ثلاثين و ثلاثمائة بحلب.

4636 - عثمان بن محمّد

شيخ الوليد بن مسلم

حدّث عن مكحول، و رجاء بن حيوية، و عبادة بن نسي، و عدي بن عدي الكندي.

روى عنه الوليد بن مسلم.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، قال: قال الوليد:

و أما عثمان بن محمّد فإنّه حدّثني أن هشام بن عبد الملك أغزى الصائفة سنة ست و مائة

ص: 28


1- بالأصل و م: تمام، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و تاريخ بغداد، ترجمته في سير أعلام النبلاء 390/13.
2- الأصل: و مطر، و بدون إعجام في م و «ز»، و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- الأصل: الكوفي، و التصويب عن م، و «ز»، و تاريخ بغداد.
4- في تاريخ بغداد: الجيزي.
5- الخبر في تاريخ بغداد 301/11-302.
6- زيادة عن تاريخ بغداد للإيضاح.
7- سقطت من الأصل، و استدركت لإيضاح المعنى عن م، و «ز»، و تاريخ بغداد.

سعيد بن عبد الملك، و كنت فيمن غزا تلك السنة، فصلّى بنا الظهر أربعا بدابق، فدخل عليه مكحول، فأفتاه بقصر الصلاة، فخرج، فصلّى بنا العصر ركعتين عن عز فينا مكحول، قال:

فسمعت رجاء بن حيوية، و عبادة بن نسي، و عدي بن عدي يقولون: ما زلنا نتم الصلاة في هذا المعسكر.

4637 - عثمان بن محمّد بن سعيد البقّال

حدّث بصيدا عن أبي طالب الحافظ .

روى عنه ابن جميع.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنبأ أبو الحسين بن جميع، أنا أبو سعيد عثمان بن محمّد البقّال - بصيدا - أنا أبو طالب الحافظ ، عن شيخ له عن إبراهيم بن المنذر، عن عبد اللّه بن موسى التيمي، عن صفوان بن سليم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حديث... (1) السفر قطعة من العذاب، لم يزد هذا.

4638 - عثمان بن أبي محمّد بن عبد اللّه بن يزيد

ابن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية

و امرأته فاطمة بنت محمّد بن حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية، و كان يسكن قرية سام (2) من إقليم خولان من قرى دمشق، و كانت لجدّه معاوية، له ذكر (3).

4639 - عثمان بن مردان

أبو القاسم النّهاوندي الصّوفي (4)

من سيّاحيهم.

حكى عن الحسن بن محمّد، و أبي بكر محمّد بن عبد اللّه الدقاق، و أبي سعيد

ص: 29


1- لفظة غير مقروءة بالأصل و م و «ز».
2- سام بالسين المهملة، كما في معجم البلدان - و الذي بالأصل و م و «ز»: شام - من قرى دمشق بالغوطة. و انظر غوطة دمشق لمحمّد كردعلي ص 172.
3- ذكره ياقوت في معجم البلدان نقلا عن ابن عساكر، و فيه: عثمان بن محمّد.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 400/14 و لم يذكر اسمه، عرفه بكنيته و صحف في نسبه، و جاء فيها: أبو القاسم بن مروان النهاوندي الصوفي.

الخرّاز (1)،و سمنون المحبّ (2).

حكى عنه أبو بكر محمّد بن الحسن النقاش، و علي بن طاهر الأبهري، و أبو الحسن بن مقسم (3) المقرئ، و عمر بن رقيل، و قيس بن بكر بن عبد العزيز، و أبو عبد اللّه البروجردي.

و اجتاز بصيدا من ساحل دمشق في سياحته، و قد ذكرت ذلك في ترجمة أبي بكر الوراق.

أنبأ (4) أبو الحسن عبد الغافر بن محمّد بن إسماعيل بن عبد الغافر، أنا أبو بكر بن يحيى المزكي قال: قال لنا أبو عبد الرّحمن في حرف القاف في باب الكنى: أبو القاسم بن مردان النهاوندي، كان من أقران أبي بكر بن طاهر.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال أبو بكر الخطيب (5):

أبو القاسم بن مردان (6) النهاوندي الصوفي، و كان قد صحب أبا سعيد الخرّاز (7)،فأقام ببغداد مدة.

أنبأنا أبو الحسن (8) عبد الغافر بن إسماعيل، أنا أبو بكر المزكي، سمعت[ (9) أبا عبد الرّحمن السلمي يقول: سمعت عبد اللّه يقول: سمعت قيس بن عبد العزيز يقول:] سمعت ابن مردان يقول:

خرجت مع محمّد بن المسيّب، و كان قد أخذ حجة فدخلنا مكة، فقلنا: نبدأ بالسلام على أستاذنا أبي سعيد الخرّاز (10)،فتقدّمنا فسلمنا عليه، فقال له محمّد بن المسيّب: ما التوكّل ؟ فقال: المتوكل لا يعافر، فخجل و انقطع.

أنبأنا أبو طاهر بن علقة، أنبأ أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين الطرثيني، أنبأ أبي أبو

ص: 30


1- هو أحمد بن عيسى الخراز، له ترجمة في الرسالة القشيرية ص 409 ترجم له ابن عساكر (راجع الجزء الخامس من كتابنا - تاريخ دمشق).
2- هو سمنون بن حمزة، أبو الحسن أو أبو القاسم، توفي سنة 290، له ترجمة في الرسالة القشيرية ص 407.
3- كذا رسمها بالأصل و «ز»، و في م: معتمر.
4- في «ز»، و م: أنبأنا.
5- تاريخ بغداد 400/14.
6- تاريخ بغداد: مروان، تصحيف.
7- الأصل: الخزاز، تصحيف، و التصويب عن م، و «ز»، و تاريخ بغداد.
8- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و م.
9- ما بين الرقمين سقط من م.
10- الأصل و م: الخزاز، و التصويب عن «ز».

الحسن، أنبأ أبو سعد أحمد بن محمّد البني، قال: سمعت أبا أسامة الحارث بن عدي يقول: سمعت أبا القاسم بن مردان يقول: أول ما لقيت أبا سعيد أحمد بن عيسى الخراز في سنة اثنتين (1) و سبعين و مائتين، و صحبته أربع عشرة سنة، و مات سنة ستّ و ثمانين و مائتين (2).

أخبرنا أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن أحمد بن محمّد بن حيان، أنا أبو بكر بن خلف، أنبأ أبو عبد الرّحمن السلمي، قال: سمعت علي بن سعيد البعرى ؟؟؟؟ (3) يقول: سمعت [علي بن] إبراهيم الشقيقي يقول: سمعت عمر بن نفيل (4) يقول: سمعت أبا القاسم النهاوندي يقول: سمعت سمنون يقول: كنت ببيت المقدس، و كان برد شديد، و عليّ جبّة و كساء، و أنا أجد البرد، و الثلج يسقط ، فإذا أنا بشباب مار في الصحن و عليه خرقتان، فقلت:

يا حبيبي لو دخلت و استترت ببعض هذه الأروقة، فتكنك من البرد، قال: يا أخي سمنون:

و بحسن ظني أنني في قنائه *** و هل أحد في كنه يجد البردا؟

و سمعت (5) عبد اللّه (6) السراج يقول: سمعت قيس بن عبد العزيز يقول:

ورد عليّ أبو القاسم بن مردان صاحب أبي سعيد الخرّاز، فاجتمع عليه جماعة من الصوفية و معهم قوّال، فاستأذنوه أن يقول، فأذن لهم فكان يقول قصيدة فيها هذا البيت و هو:

واقف في الماء عطشان *** و لكن ليس يسقى

فما بقي أحد إلاّ تواجد إلاّ ابن مردان فإنه لم يتحرك، فلما جلسوا سألهم عن معنى ما وقع لهم في هذا البيت، فكان يجيبه كلّ أحد منا بجواب لا يقنعه ذلك، فقال: أن يكون في حالة و يكون ممنوعا عن التمتع بحاله، و لا ينقل إلى حالة فوق حاله، هذا معناه، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنبأ أبو نعيم الحافظ أنبأنا (7) الجهضمي، نا محمّد بن الحسن، أنا أبو القاسم بن مردان النهاوندي، قال:

سمعت الجنيد يقول: جئت (8) إلى الحسن (9) السّري يوما فدققت عليه الباب، فقال:

ص: 31


1- الأصل و م و «ز»: اثنين.
2- الخبر في سير أعلام النبلاء 420/13.
3- كذا رسمها بالأصل، و في «ز»: التغرى، و في م: التعرى و لعل الصواب: الثغري.
4- كذا رسمها بالأصل هنا، و إعجامها مضطرب في م و «ز»، و مرّ في أول الترجمة: و قيل.(؟).
5- قبلها بالأصل و م، و «ز»: قرا السلم(!؟).
6- في م و «ز»: عبد اللّه بن علي السراج.
7- في م و «ز»: ثنا.
8- الأصل: أجيت، و المثبت عن م و «ز».
9- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: أبي الحسن السري.

من هذا؟ قلت: جنيد، فقال: ادخل، فدخلت، فإذا هو قاعد مستوفز، و كان معي أربعة دراهم، فدفعتها إليه، فقال لي: أبشر، فإنّك تفلح، فإني (1) احتجت إلى هذه الأربعة (2)دراهم، فقلت: اللّهم ابعث إليّ بها على يدي من يفلح عندك.

أنبأنا أبو الحسن الفارسي، أنبأنا أبو بكر المزني، قال: قال: أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي.

عثمان بن مردان أبو القاسم النهاوندي، صحب أبا سعيد الخرّاز، حكى عن أبي سعيد أنه قال: كلّ وجد يظهر على الجوارح الظاهرة و في النفس أدنى حمولة فهو مذموم، و كلّ وجد يظهر تضعّف النفس عن حمله فذاك محمود.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن، أنا أبو أسعد علي بن عبد اللّه بن أبي صادق، أنا محمّد بن عبد اللّه بن باكويه أخبرنا (3) علي بن طاهر الأبهري، نا أبو القاسم بن مردان، قال: سمعت أبا بكر الزّقّاق (4) يقول: أخذ عليّ في ابتداء أمري مباينة والدي لأنه كان صيرفيا، فقالت لي نفسي: اخرج إلى جبل اللّكام (5) فأقمت فيه عشر سنين، ثم أثر عليّ بعد ذلك الفاقة، فطالبتني نفسي بالرجوع إلى الوطن، فقالت لي: تأكل خبزك في بيتك، و تعبد ربك، فخرجت متوجها نحو العراق، حتى وصلت مفرق الطريقين: طريق إلى الحجاز، و طريق إلى العراق، فرأيت محرابا [و عين ماء] (6)،فتطهرت إلى الصّلاة، و صليت ركعتي [الاستخارة] (7)،فسمعت هاتفا يهتف بي و هو يقول: يا أبا بكر الزقاق:

مالك قد أحزنك الفقر *** و قد جمعت الهمّ في الصّدر

إن الذي أحس فيما مضى *** يحسن في الباقي من العمر

4640 - عثمان بن مروان بن الحكم بن أبي العاص

ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي

ابن كلاب القرشي الأموي

له عقب، و له ذكر (8).

ص: 32


1- الأصل و م و «ز»: فإن.
2- كذا بالأصل و م و «ز»: الأربعة دراهم، و قد جوّز البعض إدخال «ال» التعريف على العدد المضاف.
3- في م و «ز»: نا.
4- الزقاق: نسبة إلى بيع الزق و عمله، و بهذه النسبة اشتهر اثنان من الصوفية هما: أبو بكر أحمد بن نصر، الزقاق الكبير، و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه، الزقاق الصغير. راجع الأنساب.
5- جبل اللكام: بتشديد الكاف و تخفيفها، جبل مشرف على أنطاكية و المصيصة و طرسوس (راجع معجم البلدان).
6- زيادة عن م و «ز».
7- زيادة لازمة لاستقامة المعنى عن م و «ز».
8- انظر نسب قريش للمصعب ص 161.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنبأ يوسف بن رباح، أنا أبو بكر أحمد بن إسماعيل، أنا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، قال: سألت أبا مسهر عن ولد مروان فقال: عبد الملك، و معاوية بن مروان لأم، و بشر بن العبسية، و عبد العزيز بن الكلبية، و محمّد بن مروان من أم ولد، و عبيد اللّه، و أبان، و عثمان، و داود.

كذا قال، و الصواب القيسية (1).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،قال: فولد مروان بن الحكم: أبان بن مروان، و عبيد اللّه، و عبد اللّه، درج، و أيوب، و عثمان، و داود، و رملة، و أمّهم أم أبان بنت عثمان بن أبي العاص بن أمية، و أمّها رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي.

4641 - عثمان بن مرة الخولاني الدّاراني

4641 - عثمان بن مرة الخولاني الدّاراني (3)

روى عن: أبيه، و الوليد بن مسلم.

روى عنه: ابنه محمّد، و أبو تقيّ هشام بن عبد الملك الحمصي، و أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، فكان عثمان ممن أدرك حرب أبي الهيذام المرّي، و قال فيه شعرا.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن محمّد بن طوق، أنبأ عبد الجبار بن محمّد بن مهنى (4)،أنا أبو الحسن محمّد بن بكار - ببيت لهيا (5)-نا شرحبيل بن محمّد، نا محمّد بن عثمان بن مرة الدّاراني، عن أبيه، عن جده، قال: صلّى بنا أبو مسلم الخولاني في مسجد خولان ستين سنة.

قال أم مهنى: و عثمان بن مرة من التابعين. ذكره عبد الرّحمن بن إبراهيم في كتاب الطبقات في عداد التابعين من الشاميين، و كان الوليد بن عبد الملك ولاه على غزاة الصائفة و المقاسم و غير ذلك، و ولده بداريا إلى اليوم، و هو من ولد غرس بن خولان، و ليس بداريا غرسي غيره و ولده.

ص: 33


1- بشر بن مروان أمه قطية بنت بشر بن عامر ملاعب الأسنة بن مالك بن جعفر بن كلاب.
2- طبقات ابن سعد 36/5.
3- أخباره في تاريخ داريا ص 90-91.
4- الخبر في تاريخ داريا ص 90-91.
5- من قرى غوطة دمشق، راجع (غوطة دمشق لمحمّد كردعلي).

4642 - عثمان بن مسلم

4642 - عثمان بن مسلم (1)

من أهل دمشق.

روى عن مكحول، و بلال بن سعد، و سليمان بن موسى.

روى عنه: سعيد بن [أبي] (2) أيوب، و محمّد بن شعيب بن شابور، و الهيثم بن حميد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا محمّد بن شعيب، حدّثني عثمان بن مسلم الدمشقي أنه سمع بلال بن سعد [و كان سعد] (4) قد أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و يقال:

إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مسح رأسه و دعا له بالبركة.

أنبأ (5) أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (6):عثمان بن مسلم الدمشقي سمع مكحولا، روى عنه سعيد بن (7) أبي أيوب.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (8):

عثمان بن مسلم الدمشقي سمع مكحولا و بلال بن سعد، روى عنه سعيد بن أبي أيوب، و محمّد بن شعيب بن شابور، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 34


1- أخباره في التاريخ الكبير 251/2/3 و الجرح و التعديل 167/6 و تاريخ أبي زرعة الدمشقي 607/1.
2- زيادة للإيضاح عن مصادر ترجمته. سقطت من الأصل و م و «ز».
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 607/1.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن م و «ز» و تاريخ أبي زرعة.
5- في م و «ز»: أنبأنا.
6- الخبر في التاريخ الكبير 251/2/3.
7- الأصل و م و «ز»: عن، تصحيف، و التصويب عن التاريخ الكبير.
8- الجرح و التعديل 167/6.

4643 - عثمان بن مضرس بن عثمان الجهني

4643 - عثمان بن مضرس بن عثمان الجهني (1)

أخو عمر

من أهل دمشق فيما ذكره المقدسي.

روى عن أبيه.

روى عنه: حرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة الجهني.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي، نا دحيم عن (2) حرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة الجهني (3)،حدّثني عثمان و عمرو (4) ابنا مضرّس الجهنيان عن أبيهما، و ذوي السر من قومهما عن عمرو بن مرّة، قال:

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو مستند إلى جذع نخل خيبر:«لا يسألني اليوم أحد عن نسبه إلاّ ألحقته بأهله»، فقال عمرو بن مرة: فجعلنا نتطاول، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«يوشك يا عمرو بن مرة أن يطلع من هاهنا - و أشار بيده قوم - و أنت منهم»، قال: فجعل كلّما طلع أحد أريد أن ائت إليه فيقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم «ليسوا بهم» مرتين أو ثلاثا، ثم طلع قومي، فقال:«هم أولى»، قال: قمت إليهم، فقلت: من القوم قالوا: من حمير، فأقام عمرو على ذلك[8066].

كذا قال، و الصواب عمر بن مضرس.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل، و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (5):

عثمان بن مضرس بن عثمان الجهني أخو عمر، عن أبيه، روى عنه حرملة بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - مشافهة - قالا: أنا

ص: 35


1- أخباره في التاريخ الكبير 252/2/3 و الجرح و التعديل 196/6 و ميزان الاعتدال 53/3.
2- الأصل: بن، تصحيف، و التصويب عن م، و «ز».
3- أقحم بعدها بالأصل و م و «ز»: أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي.
4- كذا بالأصل و م و «ز»: عمرو، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب: عمر.
5- التاريخ الكبير 252/2/3.

عبد الرّحمن بن محمّد، أنا حمد - إجازة-.

ح و قال: و أنا أبو طاهر، أنبأ علي بن محمّد [قالا: أنا أبو محمّد] (1) بن أبي حاتم (2)،قال:

عثمان بن مضرس الجهني أخو عمر بن مضرس، روى عن أبيه، روى عنه حرملة بن عبد العزيز، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الأشناني، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس، قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت - يعني ليحيى بن معين - فحرملة بن عبد العزيز؟ قال: ليس به بأس (3)،قلت: يروي حرملة عن عثمان و عمرو (4) بن (5) مضرّس حديث عمرو بن مرة الجهني، من هما؟ قال: ما أعرفهما.

4644 - عثمان بن معبد بن نوح البغدادي المقرئ

4644 - عثمان بن معبد بن نوح البغدادي المقرئ (6)(7)

سمع بدمشق سليمان بن عبد الرّحمن، و بمصر عمرو بن أبي سلمة، و عبد الغفار بن داود الحرّاني، و حبيبا كاتب مالك، و بالعراق أبا نعيم الفضل بن دكين، و محمّد بن عمران بن أبي ليلى، و علي بن ثابت الدهان الكوفيين، و بالحجاز و باليمن [إسحاق] (8) ابن محمّد الفروي (9)،و حفص بن عمر العدني المعروف بالفرج، و أبا بكر عبد الرّحمن بن عبد الملك بن شيبة المدني الحزامي.

روى عنه أبو (10) بكر بن أبي الدنيا، و قاسم بن زكريا المطرّز، و عبد اللّه بن الصّقر، و عثمان بن إسماعيل بن بكر السكريان، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و أحمد بن علي بن معبد الشعيري، و محمّد بن مخلد، و عبد اللّه بن جعفر بن حشيش.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (11)، ح أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن مروان بن مهدي، نا محمّد بن مخلد

ص: 36


1- الزيادة عن م و «ز»، و السند معروف.
2- الجرح و التعديل 169/6.
3- الخبر إلى هنا في تهذيب الكمال 218/4 في ترجمة حرملة بن عبد العزيز.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و مرّ أول الترجمة: عمر.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و الصواب:«ابني».
6- الأصل: عمر، و التصويب عن م و «ز».
7- أخباره في تاريخ بغداد 290/11.
8- الزيادة عن و «ز»، و تاريخ بغداد.
9- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و تقرأ:«المقرى «و المثبت عن م، و «ز»، و تاريخ بغداد.
10- الأصل و م: أبا، و المثبت عن «ز».
11- الخبر في تاريخ بغداد 290/11.

العطار، ثنا عثمان بن معبد، نا إسحاق بن محمّد الفروي (1)،حدثتنا عبيدة بنت نابل عن عائشة بنت سعد، عن أبيها سعد أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«ما بين قبري و منبري روضة من رياض الجنة»[8067].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا عمر (2) بن عبد الواحد بن محمّد، أنبأ محمّد بن إسماعيل بن العباس الوراق، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن سهل بن عسكر، و محمّد بن عوف، قالا: نا موسى بن داود.

ح قال: و نا أحمد بن منصور، نا حجين بن المثنّى صاحب اللؤلؤ.

ح قال: و نا عثمان بن معبد بن نوح، نا الحجّاج بن إبراهيم الأزرق، قالوا: نا حيان بن علي العنزي، عن عقيل، عن الزهري بن عبيد اللّه بن عبد اللّه - و هو ابن عتبة بن مسعود - عن ابن عباس، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«خير الصحابة أربعة، و خير السرايا أربع مائة، و خير الجيوش أربعة آلاف، و لا يهزم اثنا عشر ألفا من قلة إذا صبروا و صدقوا»[8068].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن حشيش، نا عثمان بن معبد بن نوح، نا أبو بكر بن شيبة، نا أبو قتادة بن يعقوب بن عبد اللّه بن ثعلبة بن صغير العذري، عن ابن أخي ابن شهاب، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، قال:

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«لو أنّ المؤمن في جحر لقيّض اللّه له من يؤذيه»[8069].

قال الدارقطني: غريب من حديث الزهري عن أنس، تفرّد به عنه ابن أخيه، و لم يروه عنه غير أبي قتادة، تفرد به أبو بكر عبد الرّحمن بن عبد الملك بن شيبة الحزامي.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: أنا أبو بكر الخطيب (3).

عثمان بن معبد بن نوح المقرئ سمع عمرو (4) بن أبي سلمة التّنّيسي، و حفص بن عمر العدني، و عبد الغفار بن داود الحرّاني، و حبيبا كاتب مالك، و إسحاق بن محمّد

ص: 37


1- الأصل و م و «ز»: القروي، و التصويب عن تاريخ بغداد.
2- كذا بالأصل، و في م و «ز»: محمّد.
3- تاريخ بغداد 290/11.
4- الأصل و تاريخ بغداد: عمر، تصحيف، و الصواب عن م و «ز».

الفروي (1)،و علي بن ثابت الدّهّان، و أبا نعيم الفضل بن دكين - زاد ابن خيرون:

و سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي - و محمّد بن عمران بن أبي ليلى الكوفي، ثم اتفقا، فقالا: روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، و عبد اللّه بن الصّقر السكري، و قاسم بن زكريّا المطرّز، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و عثمان بن إسماعيل بن بكر السّكري، و أحمد بن علي بن الشّعيري، و محمّد بن مخلد، و كان ثقة، و أصابه طرش في آخر عمره.

قال الخطيب: أخبرني الطناجيري، نا عمر بن أحمد، قال: قرأت على محمّد بن مخلد قال: مات عثمان بن معبد في صفر سنة إحدى و ستين.

قال (2):و أنا محمّد بن عبد الواحد، نا محمّد بن العباس، قال: قرئ على (3) ابن المنادي و أنا أسمع قال: و مات بالجانب الغربي من مدينة السلام: عثمان بن معبد بن نوح المقرئ ليلة الأربعاء، و دفن يوم الأربعاء لأربع و عشرين من صفر سنة إحدى و ستين - يعني و مائتين- (4).

4645- عثمان بن المنذر الثقفي

4645- (5) عثمان بن المنذر الثقفي (6)

من أهل دمشق.

روى عن القاسم بن محمّد الثقفي، و عثمان بن قيس.

روى عنه الوليد بن مسلم، و صدقة (7) بن خالد.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن محمّد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ تمام بن

ص: 38


1- الأصل و م و «ز»: القروي، تصحيف، و الصواب عن تاريخ بغداد.
2- القائل: أبو بكر الخطيب، انظر تاريخ بغداد 290/11.
3- مكرر بالأصل، و المثبت يوافق «ز»، و تاريخ بغداد، و في م: علي ابن أبي المنادي.
4- بعدها في «ز» كتب: تم هذا الجزء المبارك بحمد اللّه تعالى و عونه، و الصلاة على سيدنا محمّد النبيّ الأمي و على آله و صحبه و سلّم. يتلوه في الذي يليه من أول الجزء: عثمان بن المنذر الثقفي. و الحمد للّه على كل حال. و قد وردت العبارة أيضا في آخر المجلد التاسع عشر من النسخة المغربية (م) و زيد أيضا فيها: و صلّى اللّه على من لا نبي بعده. آمين.
5- هنا يبدأ الجزء العشرون من م و أوله: بسم اللّه الرحمن الرحيم. أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن هبة اللّه... اللّه قال.
6- ترجمته في التاريخ الكبير 250/2/3 و الجرح و التعديل.
7- بالأصل: فصدقة.

محمّد، أنبأ أبو عبد اللّه بن مالك، نا عبد الرّحمن بن إسحاق بن الصامدي، نا محمود بن خالد، عن الوليد، قال: و قال عثمان بن المنذر: سمعت القاسم بن محمّد الثقفي يحدث عن معاوية.

أنه أراهم وضوء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فلما بلغ مسح رأسه وضع كفيه (1) على مقدم رأسه ثم مرّ بهما حتى بلغ القفا، ثم ردّهما حتى بلغ المكان الذي منه بدأ.

قال: و نا محمود، ثنا الوليد قال: و أخبرني سعيد بن عبد العزيز، عن ابن حلبس، عن معاوية مثله.

أخبرنا عاليا أبو علي الحداد في كتابه، و حدّثني أبو مسعود عبد الرّحيم (2) بن علي عنه، قال: أنبأ أبو نعيم الأصبهاني، نا سليمان الطّبراني، نا يحيى بن عبد الرّحمن بن عبد الصمد بن شعيب بن إسحاق الدمشقي، نا محمود بن خالد، نا الوليد بن مسلم، نا عثمان بن المنذر قال: سمعت القاسم بن محمّد الثقفي يحدث عن معاوية، فذكر مثله، و ذكر حديث سعيد أيضا، و قال عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن معاوية مثله.

أخبرنا أبو الغنائم الكوفي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين (3) بن الطيوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا [أبو] (4) أحمد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل أنا محمّد بن إسماعيل، قال (5):عثمان بن المنذر سمع القاسم بن محمّد الثقفي، سمع منه الوليد بن مسلم (6).

أخبرنا أبو الحسين القاضي، إذنا (7) و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (8):

ص: 39


1- تقرأ بالأصل:«ظفيرته» و غير واضحة في م بسبب سوء التصوير و المثبت عن المختصر.
2- الأصل: عبد الرحمن، و المثب عن م، و السند معروف.
3- الأصل: يحيى، تصحيف و التصويب عن م، و السند معروف.
4- سقطت من الأصل و أضيفت عن م، و السند معروف.
5- التاريخ الكبير للبخاري 250/2/3.
6- زيد في التاريخ الكبير: الشامي.
7- الأصل:«أنا» و التصويب عن م، و السند معروف.
8- الجرح و التعديل 169/6.

عثمان بن المنذر روى عن القاسم بن محمّد الثقفي، روى عنه الوليد بن مسلم، سمعت أبي يقول ذلك، انتهى.

4646 - عثمان بن الوليد بن عبد الملك بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي

له ذكر.

4647 - عثمان بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان

ابن (1) الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي (2)

جعل له أبوه الوليد ولاية العهد بعد أخيه الحكم بن الوليد (3)،فلما قتل أبوهما الوليد بالبخراء (4) أخذا و حملا إلى دمشق، فحبسا في الخضراء حتى أقبل مروان بن محمّد بعد موت يزيد بن الوليد، فبايع لهما قبل أن يصل إلى دمشق، فلما كسر مروان عسكر إبراهيم بن الوليد القائم بعد أخيه يزيد بن الوليد، و كان قائده سليمان بن هشام، رجع سليمان و من معه ممن انهزم، فأجمعوا على قتل الغلامين قبل أن يدخل مروان دمشق، فيستخلفهما و يبايع لهما فقتلا في الحبس.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا (5):أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنبأ أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار (6)، قال (7):فولد للوليد بن يزيد بن عبد الملك: عثمان المذبوح في السجن، و أمّه عاتكة بنت عثمان بن محمّد بن عثمان بن محمّد بن أبي سفيان بن حرب بن أمية [و يزيد، و] (8)الحكم المذبوح في السّجن، و العباس، و به كان يكنى.

قال أبو معروف أخو بني عمرو بن تميم، قال الوليد (9) أبي العباس: قد جمعت (10)

ص: 40


1- أقحم بعدها بالأصل:«عبد الملك بن مروان» انظر م.
2- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 167 و جمهرة ابن حزم ص 91 تاريخ الطبري 218/7.
3- انظر تاريخ الطبري 218/7.
4- البخراء: ماء منتنة على ميلين من القليعة في طرف الحجاز.(معجم البلدان).
5- الأصل: قال، و التصويب عن م.
6- الأصل: نعمان، و التصويب عن م، و السند معروف.
7- انظر الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 167 فكثيرا ما كان الزبير بن بكار يأخذ عن عمه المصعب.
8- ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل، و المثبت عن م و نسب قريش.
9- في م: قل للوليد.
10- بعدها بياض في الأصل مقدار كلمة، و الكلام متصل في م.

إيمان قومك بالتخليد (1) في الصحف، و فهر، و لؤي، و العاص، و موسى، و قصي، و واسط ، و ذؤابة، و فتح، و الوليد (2)،و أم الحجاج تزوّجها محمّد بن يزيد بن محمّد (3) بن الوليد بن عبد الملك، و خلف عليها يحيى بن عبد اللّه بن مروان بن الحكم، و أمة اللّه بنت الوليد تزوجها عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك، و بنو الوليد هؤلاء لأمهات أولاد شتى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنبأ أبو الحسين بن الفضل (4)،أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال:

و عقد لابنه الحكم بن الوليد، و استعمله على دمشق، و عقد من بعد الحكم لابنه عثمان بن الوليد، و استعمله على حمص.

قال ابن بكير: قال الليث: و في سنة سبع و عشرين و مائة قتل الحكم و عثمان ابنا الوليد لسبع عشرة ليلة خلت من صفر، قتلهما عبد العزيز بن الحجّاج، ثم قتل عبد العزيز بن الحجاج، و دخل مروان بن محمّد، و بويع بيعة الخلافة.

أخبرنا أبو غالب،[ابن البنا] (5) أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أبو القاسم عبيد اللّه (6) بن عثمان، نا إسماعيل بن علي الخطبي، قال:

و قد كان الوليد بن يزيد بن (7) عبد الملك في خلافته عقد العهد بعده لابنيه الحكم و عثمان، و قال الوليد في ذلك شعرا (8) و هو قوله (9):

نؤمل (10) عثمان بعد الوليد *** أو (11) حكما ثمّ نرجو سعيدا

كما كان من كان قبلنا (12) *** يزيد يرجو لتلك الوليدا

ص: 41


1- في م: بالتوكيد.
2- الأصل: بالوليد، و التصويب عن م و نسب قريش.
3- «بن محمّد» ليس في نسب قريش.
4- الأصل:«أبو الحسين العقلى» و في م: بن الفضلي.
5- الزيادة عن م.
6- الأصل: عبد اللّه، و المثبت عن م.
7- بالأصل:«يذم» و التصويب عن م.
8- الأصل: شعر، و التصويب عن م.
9- البيتان من عدة أبيات في الأغاني 71/7 و تاريخ الطبري 219/7 و فيه: فقال الشاعر في ذلك (يعني في عقد الوليد بن يزيد لابنيه بولاية عهده).
10- الطبري: نبايع، و بهامشه عن نسخة: نؤمل.
11- عجزه في الطبري و الأغاني: للعهد فينا و نرجو يزيدا (الأغاني: سعيدا).
12- صدره في الطبري: كما كان إذ ذاك في ملكه. و في الأغاني: كما كان إذ كان في دهره.

فلما قتل الوليد بن يزيد، و ولي يزيد بن الوليد حبسهما و قتلهما في السجن.

و قد روي هذا الشعر لغير الوليد، و قد تقدم ذكر ذلك في ترجمة سعيد.

4648 - عثمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان

ابن الحكم بن العاص بن أمية

له ذكر.

4649 - عثمان بن هلال الجهني

ممن خرج مع ثابت بن نعيم الجذامي على مروان بن محمّد (1)،و أتى به مروان بدير أيوب، فقتله. له ذكر.

4650 - عثمان بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان

صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموي

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال (2):

و ولد يزيد بن معاوية: عبد الرّحمن بن يزيد، و أبا بكر، و محمّدا، و عثمان (3)،و عتبة و يزيد، و أم يزيد تزوّجها الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان، فولدت له دحية، و أم محمّد بنت (4) يزيد تزوّجها عمرو بن عتبة بن أبي سفيان، فولدت له، و رملة بنت يزيد تزوّجها [عتبة بن] (5) عتبة بن أبي سفيان، فمات عنها، فحلف عليها عبادة بن أبي سفيان، فولدت له،[و] (6) أم عبد الرحمن بنت يزيد [تزوجها عباد بن زياد بن أبي سفيان، فولدت له، و أم عثمان بنت يزيد] (7) تزوّجها عثمان بن محمّد (8) بن أبي سفيان، فولدت له أم الحكم و هم لأمهات أولاد.

ص: 42


1- انظر تفاصيل أوردها الطبري في تاريخه عن خروج ثابت بن نعيم الجذامي 314/7.
2- انظر الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 130 فكثيرا ما كان الزبير بن بكّار يأخذ عن عمه المصعب.
3- الأصل: و عمر، و التصويب عن م، و نسب قريش.
4- الأصل و م: بن، و التصويب عن نسب قريش.
5- الزيادة عن نسب قريش و م.
6- الزيادة عن م و نسب قريش.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف للإيضاح عن نسب قريش، و م، و فيها: و أم عثمان، بعدها بياض مقدار كلمة.
8- «بن محمّد» ليس في نسب قريش.

خالد بن يزيد هو الذي زوّج عبّاد بن زياد فعاب ذلك عليه عبد الملك بن مروان، فقال: أتزوج عبادا و قد عرفت دعوته، فقال خالد: و أما إنه سلفك و هو دعيي فلو كان دعيّ غيري ما زوّجته.

4651 - عثمان - و يقال: يزيد - بن عثمان الخشبي

من أولاد الخشبية الذين كانوا مع المختار.

وقع إلى دمشق، و قتل مع الوليد بن يزيد سنة ستّ و عشرين و مائة، له ذكر، و ذكر أنه غزا ستا و ثلاثين غزوة في سبيل اللّه سوى السرايا التي خرج فيها.

4652 - عثمان التّنوخي

4652 - عثمان التّنوخي (1)

والد أبي الجماهر (2).

من أهل كفرسوسية (3).

حكى عنه ابنه.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و حدّثنا عنه أخي أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن الحافظ عنه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ عبد الوهاب المرّي، أنبأ أبو علي الحسن بن محمّد بن درستويه (4)،نا أبو يزيد بن محمّد بن عبد الصمد، نا أبو الجماهر، عن أبيه، قال: أصاب الناس بأرمينية جهد شديد حتى أكلوا البعر، فأمطروا بنادق فيها حبّ قمح (5).

4653 - عثمان

أحد الصالحين، كان بدمشق.

حكى عنه حسين بن المصري حكاية ذكرتها في ترجمة حسين (6).

ص: 43


1- ميزان الاعتدال 60/3.
2- و اسمه محمّد بن عثمان، أبو الجماهر، و يقال: أبو عبد الرحمن، ترجمته في سير أعلام النبلاء 448/10 و تهذيب التهذيب 339/9. أبو الجماهر: بضم الجيم كما في الخلاصة.
3- الأصل: أفرسوسية، و التصويب عن م، و في معجم البلدان: كفرسوسية بالضم و تكرير السين المهملة، من قرى دمشق.
4- زيد في م: أخبرني به القاسم بن عيسى القصار.
5- الخبر في ميزان الاعتدال 60/3.
6- انظر ترجمة حسين بن المصري، تاريخ ابن عساكر مخطوط سليمانية الظاهرية 142/5.

[ذكر من اسمه] عجلان

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) عجلان

4654 - عجلان بن سهيل - و يقال: ابن سهل

ابن العجلان بن سهيل بن كعب بن عامر بن عمير

ابن رياح بن عبد اللّه بن عبدة بن فرّاص (2) بن باهلة الباهلي (3)

من أهل قنّسرين (4).

عن أبي أمامة الباهلي.

روى عنه سليمان بن موسى، و رجاء بن أبي سلمة.

و خرج مع قرّة بن شريك أمير مصر من دمشق إلى مصر.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد.... (5)،أنبأ الحاكم أبو أحمد، أنبأ محمّد بن مروان - يعني ابن خريم - ثنا هشام بن عمّار، نا ضمرة بن ربيعة، نا رجاء بن أبي سلمة، عن العجلان بن سهيل، عن أبي أمامة قال:

نزلت هذه الآية في أصحاب الخيل: اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوٰالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهٰارِ سِرًّا وَ عَلاٰنِيَةً (6)فيمن لم يربطها لخيلاء و لا ضمار.

ص: 44


1- زيادة للإيضاح، سقطت من الأصل و م.
2- انظر المعارف 36 و القاموس المحيط (فرص).
3- ميزان الاعتدال 61/3 و جمهرة ابن حزم ص 245 و التاريخ الكبير 61/1/4 و لسان الميزان 160/4 و الكامل لابن عدي 375/5.
4- الأصل و م:«قيس بن حرب» تصحيف، و قنسرين بينها و بين حلب مرحلة من جهة حمص بقرب العواصم (انظر معجم البلدان).
5- غير واضحة بالأصل و نميل إلى قراءتها:«الخيروني» و مكانها بياض في م.
6- سورة البقرة، الآية:274.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأ عمّي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه، نا أبو سعيد بن يونس، نا عبد الكريم بن إبراهيم المرادي (1)[و محمّد] (2)بن زياد، و إسماعيل بن داود بن وردان، قالوا: حدّثنا عبدة بن عبد الرّحمن، نا ضمرة بن ربيعة، عن رجاء (3)بن أبي سلمة، عن عجلان بن سهيل، عن أبي أمامة في هذه الآية: اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوٰالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهٰارِ الآية، قال: نزلت في أصحاب الخيل من لم يربطها خيلاء (4).

رواه زيد بن الحباب، عن رجاء، و أدخل بينه و بين عجلان سليمان.

أخبره أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا الفضل بن سهيل، ثنا زيد بن الحباب، أخبرني رجاء بن أبي سلمة، أبو المقدام الفلسطيني، أخبرني سليمان بن موسى الدّمشقي، أخبرني عجلان بن سهل الباهلي، أنه سمع أبا أمامة الباهلي يذكر في قول اللّه تبارك و تعالى اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوٰالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهٰارِ سِرًّا وَ عَلاٰنِيَةً قال: النفقة على الخيل في سبيل اللّه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد (5)،أنبأ محمّد بن أحمد بن شاذان الرازي، أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، نا أبو سعيد الأشجّ ، نا زيد بن الحباب، أخبرني رجاء بن أبي سلمة، عن سليمان بن موسى الدّمشقي، عن عجلان بن سهل الباهلي، قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: من ارتبط فرسا في سبيل اللّه لم يرتبطه رياء و لا سمعة كان من اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوٰالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهٰارِ الآية.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن حسن (6)،ثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد (7) أحمد: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنبأ أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (8):عجلان بن سهل سمع أبا أمامة، روى عنه سليمان بن موسى، لم يصح حديثه.

ص: 45


1- الأصل: المدائني، و المثبت عن م
2- الزيادة عن م.
3- انظر الخبر في أسباب النزول للواحدي ص 48.
4- انظر الخبر في أسباب النزول للواحدي ص 48.
5- من طريقه رواه الواحدي في أسباب النزول ص 48.
6- «بن حسن» ليس في م.
7- بالأصل:«بن أبي» مكان «زاد» و المثبت عن م، و السند معروف.
8- التاريخ الكبير 61/1/4.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد قال (1):سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري: عجلان بن سهل الباهلي، سمع [أبا] (2) أمامة، روى عنه سليمان بن موسى، لم يصح حديثه.

قال ابن عدي: و عجلان بن سهل هذا إنّما يريد به البخاري حديثا واحدا (3) يروي عنه سليمان بن موسى، و عجلان ليس بالمعروف.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الطيب.

ح و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور بن محمّد بن الحسن (4).

قالا: أنا أحمد بن محمّد بن غالب، أنبأ حمزة بن محمّد بن علي، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب.

ح و أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنبأ أحمد بن الحسن الباقلاني، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا:

أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين قالا:- أنا أحمد بن عبدان [أنا] (5) محمّد بن سهل، قالا: ثنا محمّد بن إسماعيل، قال (6):

سهل بن عجلان الباهلي، عن أبي أمامة روى عنه سليمان بن موسى، لم يصح عنه حديثه، و تابعه ابن أبي حاتم (7)،إلاّ أنه قال: روى عنه رجاء بن أبي سلمة.

و كلا قوليهما وهم، فقد ذكراه في موضع آخر على الصواب، و قال ابن أبي حاتم في موضع آخر فيما.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، أنا أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها و إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (8) قال: و أنا أبو طاهر، أنبأ علي.

ص: 46


1- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 375/5.
2- الزيادة عن م و الكامل لابن عدي.
3- بالأصل:«حدّثنا واحد» و التصويب عن م و الكامل لابن عدي.
4- في م: الحسين.
5- الزيادة عن م، و السند معروف.
6- انظر التاريخ الكبير 100/2/2 ترجمة سهل بن عجلان الباهلي.
7- انظر الجرح و التعديل 202/1/2 ترجمة سهل بن عجلان الباهلي.
8- «ح» حرف التحويل، سقط من الأصل و م. و أضيف عن سند مماثل.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (1):

سهيل بن عجلان الباهلي، روى عن أبي أمامة الباهلي، روى عنه سليمان بن موسى، سمعت أبي يقول: ليس بمشهور.

و ذلك وهم ثان منه.

و قال في موضع آخر (2):عجلان بن سهيل الباهلي، سمع أبا أمامة الباهلي، روى عنه سليمان بن موسى، و رجاء بن أبي سلمة، سمعت أبي يقول ذلك، و سمعته يقول: روى حديثا واحدا لا أعلم لحديثه بأسا (3)،و أدخله بعض الناس في كتاب الضعفاء يحوّل منه.

أنبأ (4) أبو الوليد، نا (5) يحيى بن عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق بن محمّد (6) بن يحيى، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمر [بن] عبد العزيز بن عمر بن محمّد بن إسحاق بن منده، أنا أبو سعيد بن يونس قال: عجلان بن سهل الباهلي من أهل قنّسرين، قدم مصر مع قرّة بن شريك، يروي عن أبي أمامة الباهلي.

أنبأنا أبو محمّد الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتّاني (7)،أنبأ أبو نصر بن الجبّان - إجازة - حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم، أنبأ سعيد (8) بن عمرو البردعي - فيما نسخه من كتاب أبي زرعة الرازي - بخط يده في أسامي الضعفاء و من تكلّم فيهم من المحدثين: سهيل بن عجلان الباهلي، روى عنه سليمان بن موسى.

كذا قال: و الصواب ما تقدم.

و قال أبو حاتم بن حبّان البستي فيما بلغني عنه: عجلان بن سهل الباهلي، يروي عن أبي أمامة، روى عنه سليمان بن موسى، منكر الحديث، لا يجوز الاحتجاج به.

قال أحمد بن زهير: سمعت يحيى بن معين يقول: عجلان ليس شيء.

ص: 47


1- الجرح و التعديل 246/1/2 ترجمة سهيل بن عجلان الباهلي.
2- الجرح و التعديل 19/2/3 ترجمة عجلان بن سهيل الباهلي.
3- الأصل و م: باس، و المثبت عن الجرح و التعديل.
4- في م: أنبأنا.
5- «أبو الوليد، نا» مكانه بياض في م.
6- «بن محمّد» سقطت من م، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 395/19.
7- الأصل و م: الكناني، تصحيف، و السند معروف.
8- الأصل: شعبة، تصحيف، و الصواب عن م.

[ذكر من اسمه] عجير

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) عجير

4655 - عجير بن عبد اللّه بن عبيدة - و يقال: عبيدة - بن كعب

ابن عابسة - و يقال: عائشة - بن ربيع بن سبيط (2)

ابن جابر بن عبد اللّه بن مرّة بن صعصعة بن معاوية

ابن بكر (3) بن هوازن، و يقال: العجير بن عبد اللّه

ابن كعب بن عبيدة بن جابر بن عمرو (4) بن سلول

أبو الفرزدق السّلولي الشاعر (5)

وفد على عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو محمّد عبد الوهاب بن علي السكري، أنبأ علي بن عبد العزيز قال: قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن سليم، نا أبو خليفة الفضل (6)[بن] (7) الحباب بن محمّد الجمحي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن سلاّم قال (8) في الطبقة الخامسة من الشعراء الإسلاميين: العجير بن عبد اللّه بن عبيدة بن كعب بن عائشة بن ربيع بن ضبيط بن جابر بن عبد اللّه بن سلول.

ص: 48


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح.
2- كذا بالأصل، و في م و جمهرة ابن حزم: ضبيط .
3- الأصل: يزيد، تصحيف، و المثبت عن م و ابن حزم.
4- عن م و بالأصل: عمر.
5- أخباره في جمهرة ابن حزم ص 272 و الأغاني 58/13 و طبقات الشعراء للجمحي ص 181 و المؤتلف و المختلف ص 166.
6- سقطت من م.
7- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
8- طبقات الشعراء لمحمّد بن سلام الجمحي ص 180.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر الحافظ ، قال (1):و أمّا عبيدة بفتح العين و كسر الباء: العجير السّلولي، هو ابن عبد اللّه بن عبيدة بن كعب بن ضبيط بن رفيع بن جابر بن عمرو بن مرّة بن صعصعة، و هو سلولي، شاعر، كنيته أبو الفرزدق.

و يقال: بالضم (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عبد الوهاب بن علي، أنا علي بن عبد العزيز، قال: قرئ على أحمد بن جعفر، نا الفضل (3) بن الحباب (4)،نا محمّد بن سلاّم، قال:

حدّثني أبو الغرّاف قال: كان العجير دلّ عبد الملك بن مروان على ماء يقال [له:

مطلوب] (5) لناس من خثعم و أنشأ يقول:

لا نوم إلاّ غرار (6) العين ساهرة *** إن لم أروّع بغيظ أهل مطلوب

إن تشتموني فقد بدّلت أيكتكم *** زرق (7) الدّجاج بحفّان اليعاقيب (8)

و كنت أخبركم أن سوف يعمرها *** بنو أمية وعدا غير مكذوب

[قال:] فركب رجل من خثعم، يقال له: أمية حتى دخل على عبد الملك بن مروان فقال: يا أمير المؤمنين إنّما أراد العجير أن يصل إليك، و إنّما هو شويعر سئّال (9) و حرّبه (10)عليه.

فكتب عبد الملك إلى عامله على المدينة أن يشدّ يديّ العجير إلى عنقه ثمّ يبعث به في الحديد، فبلغ العجير الخبر، فركب في الليل حتى أتى عبد الملك بن مروان، فقال: يا أمير المؤمنين أنا عندك فاحتبسني، و ابعث من يبصر الأرضين و الضياع، فإن لم يكن الأمر على ما

ص: 49


1- الاكمال لابن ماكولا 47/6 و 58.
2- يعني «عبيدة» انظر الاكمال 58/6.
3- سقطت من م.
4- من طريقه الخبر رواه أبو الفرج في الأغاني 58/13-59.
5- بياض بالأصل و م، و المثبت عن الأغاني. و مطلوب: اسم بئر بين المدينة و الشام بعيدة القعر، يستقى منها بدلاء.
6- غرار العين: قلة نومها (راجع اللسان: غرر).
7- الأصل و م، و في الأغاني: ذرق. و ذرق الدجاج: زرقه، خرؤه. و سلحه.
8- اليعاقيب: جمع يعقوب، و هو ذكر الحجل. و الحفان: صغار النعام.
9- السال: الملحاح في السؤال.
10- الأصل:«رجرته عليه» و اللفظة غير واضحة في م، و المثبت عن الأغاني. و حربه عليه: حمله على الغضب منه. و حرّضه عليه.

أخبرتك فلك دمي حلّ ، وبل (1)،فبعث فاتّخذ ذلك الماء، و هو اليوم من خيار ضياع بني أمية.

و قال العجير: في محمّد بن يوسف بن الحكم ابن أبي عقيل أخي الحجاج بن يوسف:

فداك النساء؟؟؟؟ الحيف (2) كم من سرادق *** به البخت و الأنباط شهب قنابله

دخلت و أشراف الرجال يرونني *** على سبط اللجين (3) جمر فواضله

على يوسفي لو تتاح ركابه *** على البحر أفناه يداه و نائله

و قال في عمر بن عبد العزيز:

الحمد للّه حمدا لا شريك له *** و الحمد للّه أمّا بعد يا عمر

فافرج لنا الباب لا تحبس بحاجتنا *** فإن بابك لا ضيق و لا صدر

أنبأنا أبو القاسم غانم بن محمّد البرجي، عن أبي علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني المعروف ببرزوية، نا أحمد بن محمّد الضّبعي، نا محمّد بن الحسن (4) بن مسعود الزرقي (5)،حدّثني أبو عون الأنصاري، قال:

قال لي عبد اللّه بن العباس بن حسن بن عبد اللّه بن العباس بن علي بن أبي طالب، و ذكر عبد الملك بن الماجشون، فأحسن ذكره، فقلت له: هو و اللّه كما قال العجير السلولي (6):

إذا جدّ حين الجدّ أرضاك جده *** و ذو باطل إن شئت أرضاك باطله

يسرك مظلوما و يرضيك ظالما *** و كل الذي حمّلته فهو حامله.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمّد بن أبي عثمان، و محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين، قالا: أنبأنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن

ص: 50


1- حلّ : حلال، و بلّ : مباح مطلق. و قيل بل اتباع لحل، يعني توكيدا لها. إلاّ أن أبا عبيدة و ابن السكيت لم يرتضيا هذا الاتباع لمكان الواو بينهما.(اللسان: حلل، و بلل).
2- كذا رسمها بالأصل و م.
3- كذا رسمها بالأصل و م.
4- «بن الحسن» استدركت عن هامش الأصل، و بعدها صح.
5- بعدها في م: نا هارون بن موسى الزرقي.
6- البيتان في الأغاني 182/8-183 من أبيات نسبها لزينب بنت الطثرية ترثي أخاها يزيد، و قيل إنها لام يزيد، و قيل: إنها لوحشية الجرمية. و انظر أمالي القالي 86،85/2.

عثمان العصاري، أنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، نا أحمد بن محمّد بن مسروق الطوسي، حدّثني عبد اللّه بن الحكم بن موسى بن الحسين السّلولي، حدّثني أبي عن عمه قال:

مرّ العجير بفتيان من قومه يشربون نبيذا لهم، فدعوه إليه، فأجابهم و شرب، قال:

فقرم (1) إلى اللحم، فقال: أطعمونا لحما، فقالوا: تروح الشاء و الإبل و نذبح، قال: فقال لفتى منهم: قم فخذ بزمام بعيري هذا - و كان نجيبا ليس في البلاد مثله - قال: و استلّ الخنجر من حجزته (2) و ضرب به لبّته (3)،قال: فقام القوم إليه، و قالوا: ما صنعت ؟ فقال: أطعمونا لحما، قال: فجعل القوم يأكلون من كبده و سنامه، و العجير يقول:

عللاني إنما الدنيا علل *** و اتركاني من ملام و عذل

و أنشلا ما اغبرّ من قدريكما *** و اسقياني أبعد اللّه الجمل (4)

فيقال - و اللّه أعلم - إن عشيرته صبّحته بألف بعير حين بلغهم هذا الحديث.

كتب إليّ أبو علي محمّد بن سعيد، ثم حدّثني أبو الفضل بن ناصر، أنبأ أبو طاهر الباقلاني، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم، أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب للعجير و قال: قاتله اللّه ما أشعره و أخبثه:(5) و قائلة إذا العجير تقلبت (6) *** به أبطن أبلينه و ظهور

رأتني تجاذبت الغداة و من يكن *** فتى عام عام الماء فهو كبير (7)

و يروى فتى عام عام الماء بالإضافة.

ص: 51


1- قرم اللحم: اشتهاه.
2- حجزته: أي موضع شد الإزار من الوسط .
3- اللبة: وسط الصدر و المنحر.
4- الخبر باختلاف الرواية، و البيتان في الأغاني 76/13 و قوله: و انشلا: نشل اللحم ينشله نشلا إذا أخرجه من القدر بيده من غير مغرفة. ما اغبر: قال الأصمعي: اللحم أول ما يتغير لونه بالطبخ قيل: اغبرّ. و قيل ما اغبر يعني ما بقي. أصبحاني: اعطياني الصبوح من لبن النوق.
5- من أبيات في الأغاني 68/13 قالها لما مثل بين يدي عبد الملك بن مروان، بعد ما أقام ببابه شهرا لا يصل إليه.
6- صدره في الأغاني: فقلت لها إن العجير تقلبت.
7- بهذه الرواية البيت في اللسان (عوم)، و روايته في الأغاني: و قالت: تضاءلت الغداة و من يكن فتى قبل عام الماء فهو كبير قال في اللسان: فسره ثعلب فقال: العرب تكرر الأوقات فيقولون: أتيتك يوم يوم قمت، و يوم تقوم.

فمنهن إدلاجي إلى كل كل كوكب *** له من عماني النجوم نظير

فجئت و خصمي يغلطون بيوتهم *** كما وضعت بين الشفار جزور

إلى ملك تستنقص القوم طرفه *** له فوق أعواد السرير زير

و لي ماتح لم يورد الماء قبله *** يعلى و أشطان الطوى كثير

إذا ما القلنسي و العمائم أدرجت *** و فيهن عن صلع الرجال حسور

و ظل ردا العصب ملقى كأنه *** شلا فرس بين الرجال عقير

لو أنّ الصخور الصّمّ يسمعن وقعها (1) *** لرحنا و قد بانت بهنّ فطور (2)

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة، و قرأ عليّ إسناده - أنبأ محمّد بن الحسين، أخبرنا المعافى بن زكريا (3)،ثنا أحمد بن محمّد بن [أبي] (4) العلاء، أنبأ أبو سعيد - يعني عبد اللّه بن شبيب (5)-حدّثني ابن أبي مرّة (6) المكي، حدّثني خالد بن سفيان مولى الصيفي، قال:

شهدت الرشيد و قد رمى جمرة العقبة يوم النحر في بعض حجّاته، ثم مال إلى المنحر (7)،فأتى ببدنة فنحرها، ثم أتى بأخرى فنحرها، ثم أتى بأخرى فنحرها، ثم أنشد رافعا صوته:

إنّ ابن عمي لابن زيد و إنّه *** لبلاّل أيدي حلّة الشوك بالدّم

فصاح به أعرابي: يا أمير المؤمنين ذاك ابن عمي لا ابن عمك، فقال: عليّ بالأعرابي، فأتي به و إنّا لنخافه عليه، فقال: و من أنت ؟ قال: رجل من بني سلول، قال: فمن يقول هذا الشعر؟ قال: العجير السّلولي، قال: أحسنت، أعطوه كذا و كذا.

ص: 52


1- رسمها بالأصل: صلفنا، و في م:«صلعنا» و المثبت عن الأغاني.
2- الفطور جمع فطر بالفتح: الشقوق.
3- الخبر في الجليس الصالح الكافي 145/4.
4- عن م و الجليس الصالح.
5- الأصل:«مسبب» و في م بدون إعجام و فوقها ضبّة. و التصويب عن الجليس الصالح.
6- الأصل:«ابولى مره» و في م:«أبواي» و فوقها ضبة. و المثبت عن الجليس الصالح.
7- الأصل و م: البحر، و المثبت عن الجليس الصالح.

[ذكر من اسمه] عدنان

4656 - عدنان بن أحمد بن طولون

4656 - عدنان بن أحمد بن طولون (1)

أبو معدّ بن الأمير، و أخو الأمير

مصري قدم دمشق، و حدّث بها، و بمصر عن الربيع بن سليمان (2)،و بكر بن سهل الدّمياطي، و أبي (3) بكر محمّد بن خلف، وكيع، و أبي أحمد محمّد بن موسى بن حماد، و أبي دلف هاشم بن محمّد بن هارون بن عبد اللّه بن مالك بن الهيثم الخزاعي، و علي بن سراج الحافظ .

كتب عنه أبو الحسين الرازي، و هارون بن محمّد بن هارون بن بجيرة الموصلي و عبيد اللّه (4) بن محمّد بن عابد الخلاّل، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد، و أبو هاشم المؤذن، و عبد الوهاب الكلابي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأ - أبو بكر الخطيب (5)،أخبرني الحسن بن أبي طالب، نا عبيد اللّه بن محمّد بن عابد الخلاّل، نا أبو معدّ عدنان بن أحمد بن طولون - قدم علينا من مصر-[نا] (6) بكر بن سهل الدمياطي.

ح قال: و أنبأ الحسن بن علي بن أحمد بشار النيسابوري بالبصرة، نا محمّد بن أحمد بن محمويه العسكري، قال: نا بكر (7) بن سهل، نا شعيب بن يحيى حدثنا

ص: 53


1- ترجمته في تاريخ بغداد 319/12.
2- الأصل: سلمان، تصحيف، و الصواب عن م، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 141/6.
3- الأصل: ابن، تصحيف، و الصواب عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 237/14.
4- الأصل:«الموصلي بن عبيد اللّه» و المثبت عن م، انظر ترجمة عبيد اللّه في تاريخ بغداد 363/10.
5- الخبر في تاريخ بغداد 319/12.
6- الزيادة عن م، و في تاريخ بغداد: حدثنا.
7- الأصل: بشر، و المثبت عن م و تاريخ بغداد

يحيى بن أيوب، عن عمرو بن الحارث، عن مجمع بن كعب، عن مسلمة بن مخلّد أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«أعروا النساء يلزمن الحجال».

قرأت بخط أبي الحسن بن أحمد و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق من الغرباء: أبو معدّ عدنان بن أحمد بن طولون المصري، قدم دمشق، و أقام بها مدة، ثم خرج عنها.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، فيما قرأت عليه، عن أبي بكر، نا البخاري.

ح حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، نا أبو القاسم نصر بن إبراهيم، أنبأ أبو زكريا، أنبأ عبد الغني بن سعيد، قال: و أمّا عدنان بفتح العين و النون فهو عدنان بن أحمد بن طولون.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال: أنبأ أبو بكر الخطيب (1):

عدنان بن أحمد بن طولون أبو معدّ المصري، و هو أخو خمارويه بن أحمد، قدم بغداد، و حدّث بها عن الربيع بن سليمان المرادي، و بكر بن سهل الدمياطي، روى عنه عبيد اللّه (2) بن محمّد بن عابد (3) الخلاّل، و أبو بكر محمّد بن أحمد المفيد.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنبأ تمام بن محمّد - إجازة-، حدّثني أبي قال: سمعت أبا معدّ عدنان بن أحمد بن طولون المصري يقول:

إنّ مما منّ اللّه على الناس من أمر الشافعي أنه مدّ في عمر الربيع حتى سمع منه في الخلق، و سمعنا منه و نحن صبيان كان يجيئنا و يقرأ عليه ابنه و نحن نسمع، و كان المالكيون قد غلبوا على مصر، فألقى اللّه في قلب أبي حب الشافعي و حب أصحابه، و كانت تكون بمصر خصومات و فتن بين الشافعيين و المالكيين، فكان أبي أبدا يميل إلى الشافعيين، قال أبو معدّ:

فسمعت أبي غير مرة يقول لمن يرفع إليه الأخبار بخصومة للشافعيين و المالكيين: أنا شافعي، و يتقدم إلى حلفائه أن يميلوا إلى الشافعيين حتى قوّى اللّه أمر الشافعيين على يدي أبي، و ضعف أمر المالكيين، فلميل أبي إلى الشافعي و حبه له كان يكرم الربيع بن سليمان (4) و يجلّه

ص: 54


1- تاريخ بغداد 319/12.
2- الأصل: عبد اللّه، و التصويب عن م و تاريخ بغداد.
3- في تاريخ بغداد هنا: عائذ.
4- هو الربيع بن سليمان بن عبد الجبّار المرادي، صاحب الشافعي، و راوي كتب الأمهات عنه، مات سنة 270 في شوال بمصر.

و يصله بالأموال، و يأمره أن لا يقطع المجيء إلينا، و يحضنا على سماع كتب الشافعي، حتى سمعنا الكتب من الربيع بن سليمان، هذا أو نحوه.

أخبرنا أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن الحسين (1) في كتابيهما.

و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني (2)،ثنا أبو عبد اللّه بن منده.

ح و حدّثني أبو بكر أيضا، أنبأ أبو عمرو بن منده - إجازة - عن أبيه أبي عبد اللّه قال:

قال لنا أبو سعيد بن يونس:

عدنان بن الأمير (3) أحمد بن طولون يكنى أبا معدّ، ولد بمصر، يروي عن الربيع بن سليمان المرادي، و غيره، و كان قد عني به، توفي في المحرم سنة خمس و عشرين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (4)، حدّثني عبد العزيز الكتاني.

و قرأت على أبي محمّد السلمي، عن عبد العزيز.

أنبأ مكي بن محمّد بن الغمر، أنبأ [أبو] (5) سليمان بن زبر: أن عدنان بن أحمد مات في سنة خمس و عشرين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد أيضا، عن أبي نصر بن ماكولا، قال: عدنان بن أحمد بن طولون أخو خمارويه بن أحمد، يكنى أبا معدّ، ولد بمصر، و سمع الربيع بن سليمان المرادي، و بكر بن سهل و غيرهما، و قدم بغداد، و حدّث بها فروى (6) عنه عبيد اللّه بن محمّد بن عابد الخلاّل، و المفيد، توفي في سنة خمس و عشرين و ثلاثمائة (7).

و ذكر غيرهما أنه مات في المحرم من هذه السنة.

ص: 55


1- في م: الحسن.
2- رسمها في الأصل و م:«الناطرماني» و فوقها في م ضبة.
3- الأصل: أمير، و المثبت عن م.
4- تاريخ بغداد 319/12.
5- زيادة عن م و تاريخ بغداد.
6- بالأصل:«قرون عند عبد اللّه» و المثبت عن الاكمال و م: فروى عنه عبيد اللّه.
7- الاكمال لابن ماكولا 153/10-154.

ذكر من اسمه عديّ

4657 - عدي بن أحمد بن عبد الباقي بن يحيى

ابن يزيد بن إبراهيم بن عبد اللّه

أبو عمير الأذني (1)

حدّث عن عمه أبي القاسم يحيى بن عبد الباقي الأذني، و أبي عطية عبد الرّحيم بن محمّد بن محمّد بن عبد اللّه بن محرز الفزاري، و يوسف بن يعقوب القاضي.

روى عنه أبو بكر أحمد بن عبد الكريم بن يعقوب الحلبي، و أبو الطيب عبد المنعم بن عبد اللّه بن غلبون المغربي، و أبو حفص (2) عمر بن علي الأنطاكي (3).

و قدم دمشق سنة أربع و ثلاثين و ثلاثمائة على أبي بكر الإخشيد أمير دمشق في أمر مفاداة أسرى المسلمين بأسارى الروم، ذكر قدومه عبد اللّه بن أحمد بن جعفر الفرغاني في تاريخه.

أخبرنا الفقيه أبو الحسن [بن المسلّم السلمي] (4)،أنبأنا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني (5)،نا أبو المعمّر (6) مسدّد بن علي بن عبد اللّه بن العباس الحمصي، قدم علينا قراءة عليه، نا أبو حفص عمر بن علي بن إبراهيم الأنطاكي - قراءة عليه في منزله بحمص - نا أبو عمير بن عدي بن أحمد بن عبد الباقي الأذني - قراءة عليه بأنطاكية - نا يوسف بن يعقوب

ص: 56


1- الأذني بفتح الألف و الذال المعجمة نسبة إلى أذنة من مشاهير البلدان بساحل الشام عند طرسوس (الأنساب).
2- بالأصل: و أسر بحمص.
3- قوله:«و أبو حفص عمر بن علي الأنطاكي» سقط من م.
4- ما بين معكوفتين مكانه بالأصل:«عليه السلام» و المثبت عن م، و فيها: السلم بدل المسلم، و السند معروف.
5- الأصل و م: الكناني، تصحيف.
6- الأصل و م: أبو العمر، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 518/17.

القاضي، نا محمّد بن أبي بكر، نا زائدة بن أبي الرقاد [نا زياد] (1) النميري، عن أنس بن مالك، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أنه كان إذا دخل رجب قال:«اللّهم بارك لنا في رجب و شعبان، و بلّغنا رمضان»، و كان إذا كانت ليلة الجمعة قال:«هذه ليلة غرّاء، و يوم الجمعة يوم أزهر»[8070].

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنبأ أبو سليمان بن زبر، قال: سنة سبع و ثلاثين و ثلاثمائة أبو عمير بن عبد الباقي - يعني مات-.

4658 - عدي بن أرطأة بن جداية بن لوزان الفزاري

[و يقال:] (2) من بني خزامة بن لوزان بن ثعلبة بن عدي

بن فزارة بن ذبيان (3) من بغيض بن ريث بن غطفان (4)

أخو زيد بن أرطأة.

من أهل دمشق.

استعمله عمر بن عبد العزيز على البصرة (5).

روى عن عمرو بن عبسة (6)،و أبي (7) أمامة.

روى عنه أبو سلاّم الأسود، و بكر بن عبد اللّه المزني، و عروة بن قبيصة، و بريد (8) بن أبي مريم، و عبّاد بن منصور الناجي، و حيوية بن أبي السمح أبو عثمان القصّاب، و زيد بن سلاّم بن [أبي] (9) سلاّم.

و كانت داره بدمشق بنواحي كنيسة مريم.

ص: 57


1- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
2- زيادة عن المختصر للإيضاح، و مكانها في م لفظة غير مقروءة.
3- الأصل: دينار، تصحيف، و التصويب عن م و جمهرة ابن حزم ص 255.
4- ترجمته في تاريخ الطبري (الفهارس)، و الكامل لابن الأثير بتحقيقنا (الفهارس)، و جمهرة ابن حزم 256، و تهذيب الكمال 497/12 و تهذيب التهذيب 106/4 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120) ص 162، و سير أعلام النبلاء 53/5.
5- بالأصل: و علي بالبصرة، و التصويب عن م و تهذيب الكمال.
6- الأصل: محيسنة، و في م:«عيينة» تصحيف، و التصويب عن تهذيب الكمال.
7- الأصل: و ابن، تصحيف و التصويب عن م و تهذيب الكمال، و هو: صدي بن عجلان الباهلي، أبو أمامة.
8- الأصل و م: يزيد، تصحيف، و التصويب عن تهذيب الكمال و تاريخ الإسلام، و في سير الأعلام: يزيد أيضا.
9- سقطت من الأصل، و أضيفت عن م و تهذيب الكمال.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنبأ علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفار، نا محمّد بن الفرج الأزرق، نا السّهمي، نا عبّاد قال:

سمعت عدي بن أرطأة و هو على منبر المدائن يحدّث هذا الحديث عن رجل - قد كان سمّاه، نسيت اسمه - يحدّث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إنّ للّه ملائكة ترعد فرائصهم من مخافته، ما منهم ملك تقطر من عينيه دمعة إلاّ رفعت ملكا قائما يسبّح».

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر، أنبأنا سهل بن بشر، أنبأ علي بن منير بن أحمد.

ح و أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أنبأ محمّد بن الحسين بن الطّفّال.

قالا: أنبأ محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، نا موسى بن هارون، نا أبو غسان مالك بن عبد الواحد، نا عون بن كهمس، نا محمّد بن أبي النوار، عن بريد (1) بن أبي مريم، عن عدي بن أرطأة، عن عمرو بن عبسة (2)،قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من رمى بسهم في سبيل اللّه بلغ أو قصّر فهو عدل محرّر، و من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، و من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا ما لم يغيّرها»[8071].

قال بريد (3):فما غيّرت بعد.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأ شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنبأ محمّد بن يعقوب البيكندي بها، حدثنا إسماعيل بن بشر البلخي، نا مكي بن إبراهيم، نا إياس بن دغفل، عن عروة بن قبيصة، عن عدي بن أرطأة، عن عمرو بن عبسة، و كان من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان يقال له ربع الإسلام لم يزد على هذا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد [بن] الحسن و أبو الفضل بن حمزة بن (4).

ح و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنبأ أبو طاهر الباقلاني أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنبأ محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط

ص: 58


1- الأصل و م: يزيد، تصحيف.
2- في م: عيينة، تصحيف.
3- الأصل و م: يزيد، تصحيف.
4- كذا.

قال (1):في الطبقة الثانية من أهل الشامات: عدي بن أرطأة فزاري.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأ أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أبو بكر بكر الشيرازي، أنبأ أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري، قال (2):

عدي بن أرطأة أخو زيد بن أرطأة الفزاري، نسبه عيسى بن يونس، يحدّث عن عمرو بن عبسة، روى عنه عروة بن قبيصة، و بكر بن عبد اللّه المزني.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - شفاها - قالا: أنبأ عبد الرّحمن بن محمّد، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، نا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (3):

عدي بن أرطأة أخو زيد بن أرطأة فزاري، روى عن.... (4) روى عنه (5) بكر بن عبد اللّه المزني، و عروة بن قبيصة، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، أنبأ أبو محمّد الكتاني، أنبأ تمام بن محمّد قال: أنا جعفر بن محمّد الكندي، نا أبو زرعة قال في الطبقة الثالثة: عدي بن أرطاة الفزاري عامل عمر على البصرة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأ أبو الحسن الرّبعي، أنبأ عبد الوهاب الكلابي، أنبأ أبو الحسن بن جوصا - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: زيد بن أرطاة الفزاري دمشقي، و أخوه عدي بن أرطاة دمشقي، من عمّال عمر بن عبد العزيز (6).

ص: 59


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 569 رقم 2957.
2- التاريخ الكبير 44/7 رقم 194.
3- الجرح و التعديل 3/7.
4- بياض بالأصل، و بياض في الجرح و التعديل.
5- الأصل: عن، و التصويب عن الجرح و التعديل.
6- انظر تهذيب الكمال 423/6 ترجمة زيد بن أرطأة، و 498/12 ترجمة عدي بن أرطأة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب، قال (1):

عدي بن أرطاة الدمشقي أخو زيد بن أرطاة، ولاّه عمر بن عبد العزيز البصرة و غيرها من بلاد العراق، و نزل المدائن، و حدّث عن عمر بن عبسة، و أبي أمامة الباهلي، روى عنه بكر بن عبد اللّه المزني، و عروة بن قبيصة، و عبّاد بن منصور الناجي - زاد ابن خيرون:

و بريد بن أبي (2) مريم-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين النّقّور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنبأ أبو طاهر المخلّص محمّد (3) بن عبد الرّحمن، ثنا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي، نا سلمة بن بلال، عن خالد قال:

و كان على شرطة يزيد بن أبي كبشة - يعني لما ولي العراق للوليد بن عبد الملك:

عدي بن أرطاة الفزاري، قال الأصمعي: ثم ولّى عمر بن عبد العزيز عدي بن أرطاة - يعني البصرة-.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال (4):و فيها: يعني سنة تسع و تسعين قدم عدي بن أرطاة واليا من قبل عمر بن عبد العزيز [فذهب يزيد (بن المهلب) يسلم عليه، فأوثقه في الحديد و بعث به إلى عمر بن عبد العزيز] (5) فحبسه حتى مات.

و في (6) سنة إحدى و مائة دخل يزيد بن المهلّب البصرة ليلة البدر في شهر رمضان، فحاربه (7) عدي بن أرطاة، و هو أمير البصرة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه، و أحمد بن الحسن، قالا: ثنا أبو العباس، نا محمّد بن إسحاق.

ص: 60


1- تاريخ بغداد 306/12.
2- «أبي» سقطت من الأصل و أضيفت عن م و تاريخ بغداد.
3- الأصل: عبيد اللّه، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 478/16.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 320.
5- ما بين معكوفتين استدرك لإيضاح المعنى عن تاريخ خليفة.
6- تاريخ خليفة ص 322 و تهذيب الكمال 498/12.
7- بالأصل: فحادثه، و المثبت عن تاريخ خليفة، و في تهذيب الكمال: فجاذبه.

و أخبرنا أبو الحسين بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،نا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن السّرخسي (2)،نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، نا محمّد بن إسحاق الصّغاني، أنا روح بن عبادة، نا عبّاد بن منصور، قال:

سمعت عدي بن أرطاة يخطب على منبر المدائن، فجعل يعظنا، حتى بكى و أبكانا، ثم قال:

كونوا كرجل قال لابنه و هو يعظه: بني - و قال الفراوي: أوصيك - أن لا تصلي صلاة إلاّ ظننت أنك لا تصلي بعدها غيرها حتى تموت، و تعال بني حتى نعمل عمل رجلين فإنهما قد أوقفا على النار، ثم سألا الكرة و لقد سمعت فلانا - نسي عبّاد اسمه - ما بيني و بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم غيره قال:

إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إنّ للّه ملائكة ترعد فرائصهم من مخافته، ما منهم ملك يقطر دمعة من عينه إلاّ وقعت (3) ملكا يسبّح»، قال:«و ملائكة سجودا منذ خلق اللّه السموات و الأرض، لم يرفعوا رءوسهم و لا يرفعونها إلى يوم القيامة، و ركوعا لم يرفعوا رءوسهم و لا يرفعونها إلى يوم القيامة، و صفوفا لم ينصرفوا عن مصافّهم و لا ينصرفون إلى يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة تجلّى لهم ربّهم تعالى، فنظروا إليه و قالوا: سبحانك ما عبدناك حقّ عبادتك - و في رواية الفراوي: تجلّى لهم ربهم فينظرون إليه، قالوا: سبحانك ما عبدناك كما ينبغي لك»[8072].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الخياط ، أنا أبو سعيد الحسن بن جعفر السمسار.

ح ثمّ أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي، قالا: ثنا جعفر بن محمّد الفريابي، حدّثني - و في حديث الجوهري: حدّثنا - عبد اللّه بن محمّد بن وهب، أنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا يحيى بن خليف بن عقبة، قال: سمعت المفضّل (4)-و في حديث الجوهري:

مفضّل (5)-بن لا حق أبا بشر يقول:

سمعت عدي بن أرطاة يخطب بعد انقضاء شهر رمضان يقول: كان كبدا لم تظمأ، و كأن عينا لم تسهر، فقد ذهب الظمأ و بقي الأجر، فيا ليت شعري من المقبول منا فنهنيه،

ص: 61


1- تاريخ بغداد 306/12.
2- في تاريخ بغداد: الحرشي.
3- الأصل: رفعت، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- بالأصل:«المعضل،.. معضل» تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 333/18.
5- بالأصل:«المعضل،.. معضل» تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 333/18.

و من المردود منا فنعزيه، فأمّا أنت أيها المقبول فهنيئا هنيئا، و أمّا أنت أيها المردود فجبر اللّه مصيبتك، ثم يبكي و يبكي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه أنا بن المبارك، نا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، قال (1):

كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطاة: أمّا بعد، إيّاك أن تدركك الصرعة عند الغرّة، فلا تنال العثرة و لا تمكّن من الرجعة، و لا يعذرك من تقدم عليه، و لا يحمدك من خلّفت لما تركت له، و السلام.

و يروى: أنه كتب هذا إلى يزيد بن عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو القاسم بن عبد الأعلى، أنا أبو عبد اللّه عمر بن علي، أنا عبد اللّه بن الحسين المقرئ، أنا عبد الوهاب بن الحسين، أنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب، نا هشام بن عمر، نا سويد بن عبد العزيز [نا] (2) أبو مسلم الهلالي.

أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عدي بن أرطاة: أمّا بعد، فإنه من ابتلي بالسلطان فقد ابتلي بأمر عظيم، و أيّ بلاء أعظم من بلاء يسقط المرء فيه لسانه و يده، أو يتكلم بأمر (3) و هو يعلم أن للّه سخط ، فاتّق (4) اللّه يا عدي، و حاسب نفسك قبل يوم القيامة، و اذكر ليلة تمخّض فيها الساعة، صباحه يوم القيامة، تكور الشمس، و تتناثر منها النجوم، و تصرف (5) فيها الخلائق زمرا زمرا، فريق في الجنة، و فريق في السّعير، فانظر أين تضع عقلك عند ذلك، و السلام.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي (6)،أنا [أبو] إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد الطبري الشاهد، نا أبو طلحة محمّد بن موسى بن محمّد بن عبد اللّه الأنصاري بالبصرة، نا أبو السيار أحمد بن حمويه... (7) البزاز نا

ص: 62


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 499/12 و انظر الزهد لابن المبارك ص 6، و فيه أن الكتاب موجه إلى يزيد بن عبد الملك.
2- عن المصدرين، و اللفظة غير مقروءة بالأصل.
3- «أو يتكلم بأمر» عن المختصر و مكانها بالأصل:«أمره بكلام».
4- الأصل: فاتقي.
5- كذا بالأصل، و في المختصر: تفترق.
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 649/17.
7- غير مقروءة بالأصل.

شهاب بن عثمان أبو معاذ الليثي، نا مسعدة بن اليسع بن قيس أبو بشر الباهلي، أنا هشام - يعني: بن حسّان - عن ابن سيرين.

أن عدي (1) بن أرطاة و هو أمير البصرة رأى في المنام كأنه يحتلب بختية (2)،فاحتلب لبنا ثمّ احتلب دما، فكتب رؤياه في صحيفة، و بعث بها مع رجل إلى ابن سيرين، و قال: لا تعلمه أني رأيت هذه الرؤيا، فجاء الرجل، فجلس ثمّ تحدّث مع ابن سيرين ثمّ قال: رأيت في المنام كأني أحتلب بختية لبنا ثمّ احتلبتها دما، فقال ابن سيرين: هذه الرؤيا لم ترها أنت، رآها عدي بن أرطاة، فانطلق الرجل إلى عدي فأخبره بذلك، فأرسل عدي إلى ابن سيرين، فأتاه، فقص عليه الرؤيا فقال ابن سيرين: أما البختية فهؤلاء قوم من العجم، و الحلب جباية و اللبن حلال، جبيتهم حلالا ثمّ تعدّيت فجبيتهم حراما الدم، تجاوزت ما أحلّ اللّه لك إلى ما حرّم عليك، فاتّق اللّه و أمسك.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو منصور.... (3)،نا أحمد بن نجدة، نا سعيد بن منصور، نا خلف بن خليفة، نا أبو هاشم.

أن عدي بن أرطاة كتب إلى عمر بن عبد العزيز و كان رأيه رأيا شافيا: لقد أصاب الناس من الخير - يعني - حتى كادوا يبطرون.

فكتب إليه عمر: إن اللّه أدخل أهل الجنة الجنّة، و أهل النّار النّار، فرضي من أهل الجنة أن قالوا: الحمد للّه، فمر من قبلك: بحمد اللّه.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا عبد الوهاب بن محمّد، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللّنباني (4)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا الفضل بن زياد الدقاق، نا خلف بن خليفة، عن أبي هاشم.

أن عدي بن أرطاة كتب إلى عمر بن عبد العزيز: إن الناس قد أصابوا من الخير خيرا حتى كادوا أن يتطيروا (5).

فكتب إليه عمر: إن اللّه حيث أدخل أهل الجنّة الجنّة، و أهل النار النار رضي من أهل

ص: 63


1- الأصل: عبدة.
2- البختية: من الإبل الخراسانية، طوال الأعناق (اللسان: بخت).
3- بدون إعجام بالأصل و رسمها:«البصرون».
4- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل:«اللفتياني» تصحيف، و السند معروف و انظر تبصير المنتبه.
5- كذا رسمها بالأصل، و في المختصر: يبطروا.

الجنة أن قالوا الحمد للّه، فمر من قبلك أن يحمدوا اللّه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنبأ الحسن بن إسماعيل، أنبأ أحمد بن مروان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن العباس، عن صالح بن عبد الكريم قال:

كتب عمر بن عبد العزيز إلى عامله عدي بن أرطاة: أمّا بعد، فإن الدنيا عدوة أولياء اللّه، و عدوة أعداء اللّه، أما أولياء اللّه فغمّتهم، و أمّا أعداء اللّه فغرّتهم.

قال: و أنا ابن مروان، نا أحمد بن داود، نا الزيادي، عن الأصمعي قال:

كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطاة، و كان ولاّه بعض أعماله (1):غرّني منك مجالستك القراء، و عمامتك السوداء، و خشوعك، فلما بلوناك وجدناك على خلاف ما أملناك، قاتلكم اللّه أ ما تمشون بين القبور.

قرأنا على [أبي] (2) عبد اللّه يحيى بن الحسن (3)،عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، نا هارون، نا ضمرة، عن [ابن] (4) شوذب، قال:

كان عمر بن عبد العزيز إذا استبطأ عدي بن أرطاة عامله على البصرة في شيء مما يكتب إليه من إنفاذ أموره كتب إليه: إنّك غررتني بعمامتك السوداء.

كتب إليّ [أبو] عبد اللّه محمّد بن إبراهيم، و حدّثنا أبو بكر يحيى بن سعدون، أنبأ أبو أحمد العباس بن الفضل بن جعفر بن الفرات الوزير - بمصر - أنبأ أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس، نا أبو عبيد - يعني: بن حربوية (5)-نا الحسين بن أبي الربيع، نا عبد الرّزّاق، أنبأ معمر قال (6):

ص: 64


1- انظر بعض الكتاب في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 121.
2- زيادة لازمة للإيضاح عن م، انظر الحاشية التالية.
3- الأصل: الحسين، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 6/20.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن م و هو عبد اللّه بن شوذب الخراساني، أبو عبد الرحمن البلخي، ترجمته في تهذيب الكمال 216/10.
5- هو علي بن الحسين بن حرب بن عيسى البغدادي القاضي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 536/14.
6- الكتاب بتمامه في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 121 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120) ص 163 و سير أعلام النبلاء 53/5.

كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطاة: أما بعد فإنك غررتني بعمامتك السوداء، و مجالستك القراء، و إرسالك (1) العمامة من ورائك،[و أنك] (2) أظهرت لي الخير، فأحسنت بك الظن، و قد أظهرنا اللّه على كثير مما كنتم تكتمون، و السلام.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنبأ أبو طاهر بن محمود، أنبأ أبو بكر المغربي (3)،نا محمّد بن جعفر الزّرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد، نا هارون بن معروف، ثنا ضمرة، عن ابن (4) شوذب، قال:

قال عدي بن أرطاة لبكر بن عبد اللّه المزني: يا أبا عبد اللّه أ في حق اللّه ما يصنع هذا الرجل - يعني عمر بن عبد العزيز-؟ يرد أعمال الخلفاء قبله، و يسمّيها المظالم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأ - أبو بكر الخطيب (5)،أنبأ البرقاني، قال: قلت لأبي الحسن الدارقطني: فعدي بن أرطاة عن عمرو بن عبسة ؟ قال: يحتج به.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأ أبو منصور محمّد بن الحسين بن عبد اللّه، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد، قال: قلت لأبي الحسن (6) الدارقطني: فعدي بن أرطاة عن عمرو بن عبسة ؟ قال: بصري (7)،يحتج به، إنما هو دمشقي، و لكن ولي البصرة فروى عن أهلها.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأ أبو الحسن (8) السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال (9):

و في صفر من سنة اثنتين (10) و مائة قتل معاوية بن يزيد - يعني: ابن المهلّب - عدي بن أرطاة و القاسم بن مسلم مولى بني غبر و هو أبو روح،[و هشام ابني القاسم فحدثني شهاب

ص: 65


1- الأصل: و أسألك، و المثبت عن سيرة عمر لابن الجوزي و تاريخ الإسلام.
2- سقطت من الأصل، و أضيفت اللفظة للإيضاح عن سيرة عمر لابن الجوزي.
3- في م: أبو بكر بن المقرئ.
4- الأصل:«أبي سودت» و المثبت عن م.
5- تاريخ بغداد 307/12.
6- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م.
7- الأصل:«نصر بن نجيح» كذا، و المثبت عن م.
8- الأصل: الحسين، تصحيف، و الصواب عن م، و السند معروف.
9- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 325.
10- الأصل: اثنين، و التصويب عن م و تاريخ خليفة.

قال: حدثني] (1)(2) عبد اللّه بن المغيرة، عن أبيه، قال: شهد [ت] دار الإمارة بواسط يوم جاء قتل يزيد بن (3) المهلّب، و معاوية بن يزيد قاعد، فأتي بعدي بن أرطاة و ابنه محمّد بن عدي، و مالك، و عبد الملك ابني مسمع، و القاسم بن مسلم، و عبد اللّه بن عمرو (4)النصري، فضرب أعناقهم.

4659 - عدي بن حاتم الجواد بن عبد اللّه بن سعد بن الحشرج

ابن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم

ابن ربيعة بن جرول بن ثعل (5) بن عمرو بن الغوث بن طيّئ

ابن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد

ابن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان

أبو طريف - و يقال: أبو وهب - الطائي (6)

له صحبة.

قدم الشام قبل إسلامه، ثم قدم مع خالد بن الوليد في الفتوح إلى سوى (7)،و وجهه خالد بالأخماس (8) إلى أبي بكر، ثم سكن الكوفة.

و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أحاديث.

روى عنه الشعبي، و محلّ (9) بن خليفة، و قثم بن عبد الرّحمن، و تميم بن طرفة، و عبد اللّه بن معقل، و مريّ بن قطري، و همّام بن الحارث، و خيثمة بن عبد الرّحمن، و أبو

ص: 66


1- مكان العبارة بين معكوفتين بالأصل:«و همام بن القاسم» و في م فقط همام. و المستدرك عن تاريخ خليفة.
2- الخبر في تاريخ خليفة بن خيّاط ص 325-326.
3- من قوله: و هشام إلى هنا سقط من م.
4- الأصل و م، و في تاريخ خليفة: عمر.
5- الأصل: سعد، و اللفظة غير واضحة في م من سوء التصوير، و المثبت عن جمهرة ابن حزم ص 400.
6- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 500/12 تهذيب التهذيب 108/4 و تاريخ الطبري (الفهارس) العقد الفريد، بتحقيقنا (الفهارس)، الكامل في التاريخ بتحقيقنا (الفهارس) البداية و النهاية - بتحقيقنا (الفهارس)، مروج الذهب (الفهارس) تاريخ بغداد 189/1 أسد الغابة 392/3 الاستيعاب 141/3، المحبر (الفهارس)، الأخبار الطوال (الفهارس)، عيون الأخبار (الفهارس) سير أعلام النبلاء 162/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80 ص 181) و انظر بهامشه أسماء مصادر كثيرة ترجمت له.
7- سوى: اسم ماء لبهراء من ناحية السماوة،(انظر معجم البلدان).
8- موجود بالأصل قسم من الكلمة:«بالا» و المثبت عن المختصر، و اللفظة غير واضحة في م من سوء التصوير.
9- الأصل:«محلى» و المثبت عن م و تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.

إسحاق السّبيعي، و سعيد بن جبير، و مصعب بن سعد بن أبي وقّاص، و أبو عبيدة بن حذيفة بن اليمان، و قيس بن أبي حازم، و عبّاد بن حبيش، و غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن (1) علي بن هبة اللّه بن عبد السلام، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت عدي بن حاتم يحدّث عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«اتّقوا النار و لو بشقّ تمرة»[8073].

تابعه يونس بن أبي إسحاق عن أبيه، و رواه أبو داود و بهز، و يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن عبد اللّه بن معقل، عن عدي، و كذلك رواه سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن عبد اللّه، و هو الصحيح.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، أنبأ أبو الحسين بن أبي نصر، أنبأ أبو بكر الميانجي، نا أبو خليفة، ثنا الحصين، عن شعبة، أخبرني محلّ عن عدي [بن حاتم قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اتقوا النار و لو بشقّ تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة»] (2).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو القاسم التنوخي.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ أبو محمّد الجوهري.

قالا: أنا أبو الحسن (3) علي بن محمّد بن أحمد بن كيسان النّحوي، أنبأ يوسف بن يعقوب القاضي، ثنا سليمان بن داود أبو الربيع، نا هشيم، أنا حصين، عن الشعبي (4)،عن عدي بن حاتم طيّئ، قال:

لما نزلت هذه الآية: وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا حَتّٰى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ (5) قال: عمدت [إلى عقالين] (6) أبيض و أسود فجلبتهما تحت وسادتي، فجعلت أقوم من الليل و لا أستبين الأسود من الأبيض، فلما أصبحت غدوت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأخبرته، فضحك و قال:«إن كان وسادك إذا لعريض إنّما ذاك بياض النهار من سواد الليل»[8074].

ص: 67


1- الأصل: الحسين، و المثبت عن م.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند و إيضاح المعنى عن م.
3- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 329/16.
4- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م.
5- سورة البقرة، الآية:187.
6- ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح عن م.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنبأ أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنبأ محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنبأ عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط ، قال (1):

و من طيّ بن أدد بن زيد بن يشجب و هم إخوة الأشعريين: عدي بن حاتم بن عبد اللّه بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل (2) بن عمرو بن الغوث بن طيّئ، يكنى أبا طريف، شهد الجمل بالبصرة و صفّين ناحية الشام، مات بالكوفة زمن المختار، و هو ابن عشرين و مائة سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ عمر (3) بن عبيد اللّه بن عمر، أنبأ أبو الحسن (4) بن الحمّامي، أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد، أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب قال:

و عدي بن حاتم طيّي، هو حاتم بن عبد اللّه بن سعد بن حشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو (5) بن الغوث بن طيّئ.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عمر، عن أبي عبيد قال: حاتم طيّ بن عبد اللّه بن سعد بن حشرج بن امرئ القيس بن عدنان أخزم.

و قال موسى هارون بن عبد اللّه: عدي بن حاتم الطائي أبو طريف، توفي زمن المختار سنة ثمان و ستين، و كان يسكن الكوفة، روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أحاديث صالحة.

و قال محمّد بن عمر: قال أصحابنا: توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و عدي بن حاتم على صدقات قومه - يعني عامل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم-.

قرأنا على أبي عبد اللّه محمّد (6) بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد، نا محمّد بن الحسين الزّعفراني، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت أبي

ص: 68


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 127 رقم 463.
2- الأصل: سعد، و المثبت عن م و طبقات خليفة.
3- عن م و بالأصل: محمّد، و السند معروف.
4- عن م و بالأصل: الحسين، تصحيف، و السند معروف.
5- الأصل و م:«يعلى بن العل».
6- بالأصل:«قرأنا على عبد اللّه و محمّد» صوبنا السند عن م، و السند معروف.

و يحيى بن معين يقولان: عدي بن حاتم أبو طريف قال: و عدي بن حاتم بن عبد اللّه بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن حاتم بن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيّئ الطائي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، أنبأ أبو علي الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال (1):في الطبقة الرابعة من طيّئ، بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن يشجب بن يعقوب بن قحطان، و اسم طيّئ جلهمة، و إنّما سمي طيّئا لأنه أوّل من طوى المنازل (2)، و يقال: أول من طوى (3) بئرا عدي بن حاتم الجواد بن عبد اللّه بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيّئ، و أمه النّوّار بنت ثرملة بن يرعل بن خثيم بن أبي حارثة بن جد بن تدول بن يحيى بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل و كان حاتم من أجود العرب، و يكنى أبا سفانة، و كان عدي بن حاتم يكنى أبا طريف.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنبأ أبو بكر بن البرقي، قال:

و من طيّئ بن أدد مالك، و مالك مذحج بن أدد، و يقال: طيّئ بن أدد بن زيد بن كهلان، و يقال: إنما سميت مذحج لأنها ولدت على جبل يقال له مذحج، فنسبوا إليه عدي بن حاتم بن عبد اللّه بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث، يكنى أبا وهب، و يقال: أبا طريف، أصيبت عينيه يوم الجمل، و مات بالكوفة زمن المختار، و يقال: إنه بلغ عشرين و مائة سنة، له رواية نحو من عشرين حديثا.

أنبأ أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأ أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد:

و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن

ص: 69


1- الخبر رواه عن ابن سعد المزي في تهذيب الكمال 501/12.
2- الذي في تاج العروس بتحقيقنا: طوى: و طوى المكان إلى المكان: جاوزه و يقال: طوى البلاد طيا إذا قطعها بلدا إلى بلد.
3- و في تاج العروس أيضا: و طوى الركية طيّا: عرشها بالحجارة و الآجر و يسمى ذلك البئر طويّا و طيّا.

إسماعيل، قال (1):عدي بن حاتم أبو طريف الطائي، له صحبة، قال [ابن] (2) أبي هاشم عن أيوب بن النجار، عن بلال بن المنذر: مات عدي في زمن المختار.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - إذنا شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (3):

عدي بن حاتم الطائي أبو طريف له صحبة، روى عنه تميم بن طرفة، و عبد اللّه بن معقل، و مريّ بن قطري، و محلّ بن خليفة، و أبو إسحاق الهمداني، و همّام بن الحارث، و عامر الشعبي، و خيثمة بن عبد الرّحمن، سمعت أبي يقول بعض ذلك و بعضه من قبلي.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أبي الحسن الدارقطني.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأ أبو الحسن، قال:

أخزم بن [أبي] (4) أخزم الطائي من أجداد عدي بن حاتم الجواد بن عبد اللّه بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيّئ، و كنية عدي أبو طريف، و كنية أبيه حاتم أبو سفانة، و له صحبة و رواية عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال:

عدي بن حاتم الطائي يكنى أبا طريف، نزل الكوفة في طيّئ، و مات بها زمن المختار، هكذا ذكر محمّد بن سعد عن الواقدي (5)،و قال غيره: توفي بقرقيسياء (6) زمن المختار سنة سبع و ستين، قاله مغيرة بن مقسم، روى عنه قيس بن أبي حازم، و أبو عبيدة بن حذيفة،

ص: 70


1- التاريخ الكبير للبخاري 43/7.
2- الزيادة عن م و التاريخ الكبير.
3- الجرح و التعديل 2/7.
4- الزيادة عن م.
5- انظر طبقات ابن سعد 22/6.
6- قرقيسياء: بالفتح ثمّ السكون و قاف أخرى و ياء ساكنة و سين مكسورة و ألف ممدودة، و يقال بياء واحدة بلد على نهر الخابور قرب رحبة مالك بن طوق على ستة فراسخ (معجم البلدان).

و عبد اللّه بن معقل، و الشعبي، و سعيد بن جبير.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، قال: قال أنبأنا أبو نعيم الحافظ .

عدي بن حاتم الطائي و هو حاتم طيّئ بن عبد اللّه بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم، يكنى أبا طريف، نسبه أبو عبيد القاسم بن سلاّم، فيما حدّثناه سليمان بن أحمد، عن علي بن عبد العزيز عنه (1)،كان يسكن الكوفة، مات بها زمن المختار فيما ذكره الواقدي، و قال غيره: توفي بقرقيسياء سنة سبع و ستين زمن المختار، ذكره المغيرة بن مقسم، حدّث عنه قيس بن أبي حازم، و الشعبي، و خيثمة، و همّام بن الحارث، و سعيد بن جبير، و محل بن خليفة، و تميم بن طرفة، و عبّاد بن حبيش (2)،و مريّ بن قطري، و عبد العزيز بن رفيع، و المغيرة بن شبل، و عبد الملك بن عمير، و أبو عبيدة بن حذيفة، و مصعب بن سعد بن أبي وقّاص، و عبد اللّه بن معقل و غيرهم، و كان سخيا، جوادا، رفيقا، أسلم حين كفر الناس، و وفى إذ غدروا، و أقبل إذ أدبروا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، نا مسعود بن ناصر، أنبأ عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

عدي بن حاتم أبو طريف الطائي الكوفي، سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، روى عنه عمرو بن حريث، و خيثمة، و همّام، و الشعبي، و عبد اللّه بن معقل، و محلّ بن خليفة في و الوضوء و المغازي في باب وفد طيّئ، و مواضع، مات في زمن المختار سنة ثمان و ستين، قاله محمّد بن سعد كاتب الواقدي (3).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور محمّد بن عبد الملك، قالا: قال: أنبأنا أبو بكر الخطيب (4):و عدي (5) بن حاتم بن عبد اللّه بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيئ بن أدد، يكنى أبا طريف، و يقال: أبا وهب، كان نصرانيا، فلما بلغه أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قد بعث أصحابه إلى جبل طيئ حمل أهله إلى الجزيرة، فأنزلهم بها، و أدرك المسلمون أخته في حاضر طيئ، فأخذوها و قدموا بها على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فمكثت عنده ثمّ أسلمت و سألته أن

ص: 71


1- انظر المعجم الكبير للطبراني 68/17.
2- الأصل: خميس، و المثبت عن م.
3- انظر طبقات ابن سعد 22/6.
4- تاريخ بغداد 189/1.
5- الأصل:«بن عدي» و المثبت عن تاريخ بغداد، و في م: عدي، بدون واو.

يأذن لها في المسير إلى أخيها عدي، ففعل، و أعطاها قطعة من تبر فيها عشرة مثاقيل، فلما قدمت على عدي أخبرته أنها قد أسلمت، و قصّت عليه قصتها، فقدم عدي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فلما رآه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم نزع وسادة كانت تحته فألقاها له حتى جلس عليها و سأله عن أشياء، فأجابه عنها، ثم أسلم و حسن إسلامه، و رجع إلى بلاد قومه، فلما قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ارتدت العرب ثبت عدي و قومه على الإسلام، و جاء بصدقاتهم إلى أبي بكر الصديق، و حضر فتح المدائن، و شهد مع علي الجمل و صفّين و النهروان، و مات بعد ذلك بالكوفة، و يقال: بقرقيسيا.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):

و عدي بن حاتم الجواد بن عبد اللّه بن سعد بن [الحشرج بن] (2) امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن [أبي أخزم بن] (3) ربيعة بن ثعل بن جرول بن عمرو بن الغوث بن طيّئ، له صحبة و رواية.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأ أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كنية عدي بن حاتم أبو طريف.

أخبرنا أبو بكر محمّد [بن العباس] (4)، أنبأ أحمد بن منصور، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأ مكّي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو طريف عدي بن حاتم، له صحبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأ أبو نصر الوائلي [أنبأنا] (5)الحصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو طريف عدي بن حاتم الطائي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو طاهر الخطيب، أنا عبد اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال (6):عدي بن حاتم أبو طريف.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنبأ سليم بن أيوب، أنا

ص: 72


1- الاكمال لابن ماكولا 35/1 باب أخزم.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن الاكمال.
3- الزيادة عن م و الاكمال.
4- بياض بالأصل، و الزيادة بين معكوفتين عن م.
5- الزيادة عن م.
6- الكنى و الأسماء للدولابي 76/1.

طاهر بن محمّد بن سليمان، ثنا علي بن إبراهيم بن أحمد، أنا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول:

عدي بن حاتم الطائي يكنى أبا طريف، و حاتم يكنى أبي سفانة.

أنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو طريف عدي بن حاتم بن عبد اللّه بن سعد بن حشرج بن امرئ القيس بن عدي بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيّئ بن أدد بن زيد بن كهلان بن يشجب بن يعرب بن قحطان الطائي، و يقال: ابن عبد اللّه بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن حزام (1) بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمر (2) بن الغوث من طيئ، له صحبة من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، نزل الكوفة و ابتنى بها دارا في طيّئ.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، و أبو القاسم بن طاهر قالوا: أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو طاهر محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق، ثنا جدي الإمام أبو بكر، نا محمّد بن عمر المقدّمي، نا عبد اللّه بن هشام أبو الحسن، حدّثني أبي عن قتادة، عن محمّد بن سيرين، عن أبي عبيد - أو: عبيدة - بن حذيفة، شك أبي (3) الحسن قال:

كنت أسأل عن عدي بن حاتم و هو إلى جنبي بالكوفة، فلقيته، فقلت: ما حديث بلغني عنك ؟ قال: بعث النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حين بعث، و أنا أشدّ الناس له كراهية، فلحقت بأقصى الشام مما يلي بلاد الروم، فكنت أنا بمكاني الذي أنا به أشدّ كراهية لذلك من الأمر الأول، فقلت: و اللّه لآتينّ هذا الرجل، فإن كان صادقا لا يضرني، و إن كان كاذبا لا يخفى عليّ ، قال: فأقبلت حتى قدمت المدينة، فاستشرفني الناس، و قالوا: عدي بن حاتم، عدي بن حاتم، فأتيته، فقال:«يا عدي بن حاتم أنت الهارب من اللّه و رسوله ؟ يا عدي بن حاتم أسلم تسلم»، [قلت] (4) إنّ لي دينا قال:«أنا أعلم بدينك منك»، قلت (5):أنت أعلم بديني مني ؟ قال:

ص: 73


1- كذا بالأصل: حزام، و في م: حرام، و قد مرّ: أخزم، انظر ما يلي.
2- كذا بالأصل: عمر، تصحيف، و قد مرّ: عمرو، و انظر جمهرة ابن حزم ص 400.
3- الأصل و م: أبو.
4- الزيادة لازمة للإيضاح عن م.
5- بالأصل: فكتب، و المثبت عن م.

«نعم، أ لست ركوسيا (1) أ لست رئيس قومك ؟ و لست تأخذ المرباع (2)؟فإن ذلك لا يحلّ لك في دينك»، قال: فأخذني لذلك لخصاصة (3)،قال:«إنّه لا يمنعك أن تسلم إلاّ أنك ترى بمن حولنا خصاصة، و ترى الناس علينا إلبا واحدا لديدا واحدا ثمّ قال:«هل أتيت الحيرة ؟» قلت:

لا و اللّه، و قد علمت مكانها قال:«أوشك للظعينة أن تخرج (4) من الحيرة حتى تأتي البيت بغير جوار، و أوشك أن تفتح علينا كنوز كسرى بن هرمز، و يؤمل أن يخرج الرجل للصدقة من ماله فلا يجد من يقبلها، قال عدي: فقد رأيت الظعينة تخرج من الحيرة حتى تأتي البيت بغير جوار، و كنت في أول خيل غارت على أبواب كسرى، و أيم اللّه لتكونن الثالثة إن قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لحق.

و هو أبو عبيدة (5) بلا شك، فقد.

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأ أبو يعلى الموصلي، ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب (6)،عن محمّد، عن أبي عبيدة بن حذيفة قال:

كنت أسأل الناس عن حديث عدي بن حاتم و هو إلى جنبي لا آتيه فأسأله، فأتيته، فسألته، فقال:

بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حيث بعث، فكرهته أشدّ ما كرهت شيئا قط ، فانطلقت حتى كنت في أقصى أرضي (7) مما يلي الروم، فكرهت مكاني ذلك مثل ما كرهته أو أشدّ، فقلت: لو أتيت هذا الرجل، فإن كان كاذبا لم يخف عليّ ، و إن كان صادقا تبعته، فأقبلت، فلما قدمت المدينة استشرفني الناس، و قالوا: جاء عدي بن حاتم، فأتيته، فقال لي:«يا عدي أسلم تسلم»، قلت: إنّ لي دينا، قال:«أنا أعلم بدينك منك»، قلت: أنت أعلم بديني مني ؟ قال:

«أنا أعلم بدينك منك»- مرتين أو ثلاثا - قال:«أ لست برأس قومك ؟» قلت: بلى، قال:

«أ لست ركوسيا، أ لست تأكل المرباع»، قال: بلى، قال:«فإن ذلك لا يحلّ لك في دينك»،

ص: 74


1- الركوسية: قوم لهم دين بين النصارى و الصابئين.(اللسان و النهاية: ركس).
2- المرباع الذي يأخذ ربع الغنيمة دون أصحابه خالصا له، و كان ذلك يكون في الجاهلية (انظر اللسان: ربع).
3- كذا، و في م: خصاصة، و الخصاصة: الفقر و سوء الحال (اللسان).
4- في تاريخ الإسلام: ترتحل.
5- يعني: أبو عبيدة بن حذيفة.
6- من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 183 و سير أعلام النبلاء 163/3.
7- كذا بالأصل و م، و في تاريخ الإسلام: و أرض.

قال: فتضعضعت لذلك، ثم قال:«يا عدي أسلم تسلم، فإني قد أظن أو قد أرى أو كما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إنّه مما يمنعك أن تسلم خصاصة تراها بمن حولي، و إنك ترى الناس علينا إلبا واحدا»، قال:«هل أتيت الحيرة ؟» قلت: لم آتها، و قد علمت مكانها، قال: توشك الظعينة أن ترتحل من الحيرة بغير جوار حتى تطوف بالبيت، و لتفتحن علينا كنوز كسرى بن هرمز (1)،قلت: كسرى بن هرمز؟ قال:«كسرى بن هرمز»- مرتين-[أو ثلاثا، و ليقبضن المال حتى يهم الرجل من يقبل منه ماله صدقة».

قال: فلقد رأيت اثنتين، قد رأيت] (2) الظعينة ترتحل من الحيرة بغير جوار حتى تطوف بالبيت، و قد كنت في أول خيل غارت على المدائن على كنوز كسرى بن هرمز، و أحلف اللّه لتجيئن الثالثة إنه لقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لمولى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن بويه، قالا: أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا إسحاق بن إبراهيم المروزي، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن محمّد بن سيرين، عن أبي عبيدة بن حذيفة قال:

كنت أسأل عن حديث عدي بن حاتم و هو إلى جنبي، فقلت: لا آتيه فأسأله، فأتيته، فسألته، فقال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حين بعث فكرهته أشدّ ما كرهت شيئا قط ، فانطلقت حتى إذا كنت في أقصى الأرض مما يلي الروم، فكرهت مكاني ذلك مثل ما كرهته أو أشدّ، فقلت: لو أتيت هذا الرجل، فإن كان كاذبا لم يخف عليّ ، و إن كان صادقا اتّبعته، فأقبلت، فلما قدمت المدينة استشرفني الناس و قالوا: عدي بن حاتم، عدي بن حاتم، فأتيته، فقال لي:«يا عدي بن حاتم أسلم تسلم»، قلت: إن لي دينا، قال:«أنا أعلم بدينك منك»، قلت:

أنت أعلم بديني منّي ؟ قال:«نعم، أنا أعلم بدينك منك»- مرتين أو ثلاثا - قال:«أ لست برأس قومك ؟» قال: قلت: بلى، قال:«أ لست ركوسيا (3)؟» أ لست تأخذ المرباع ؟ قلت:

بلى، قال: فإن ذلك لا يحل في دينك، قال: فتضعضعت لذلك ثمّ قال:«يا عدي أسلم تسلم»، قال: قد أظن أو قد أرى أو كما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إنه مما يمنعك أن تسلم خصاصة تراها ممن حولي، إنّك ترى الناس علينا إلبا واحدا، قال: أهل أتيت الحيرة ؟ قال: لم آتها، و قد علمت مكانها، قال:«توشك الظعينة أن ترتحل من الحيرة بغير جوار حتى تطوف

ص: 75


1- بالأصل:«و ليفتحن علينا أبو ركينة بن أبي هرمز» صوبنا الجملة عن م.
2- الزيادة بين معكوفتين عن م و تاريخ الإسلام.
3- رسمها مضطرب بالأصل و المثبت عن م.

بالبيت، و لتفتحن علينا كنوز كسرى بن هرمز»، قال: قلت: كسرى بن هرمز؟ قال:

«كسرى بن هرمز - مرتين أو ثلاثا - و ليفيض المال حتى يهمّ الرجل من يقبل منه ماله صدقة، قال عدي: قد رأيت اثنتين: الظعينة ترحل من الحيرة بغير جوار حتى تطوف بالبيت، و قد كنت في أول خيل غارت على المدائن على كنوز كسرى بن هرمز، و أحلف باللّه لتجيئن الثالثة أنه قاله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم[8075].

قال: و أنبأ البغوي، قال: نا صالح بن مالك الخوارزمي، نا عبد الأعلى بن أبي المساور، حدّثني عامر الشعبي، قال: قدم عدي بن حاتم الكوفة، فأتيته في أناس من أهل الكوفة، فقلنا له: حدثنا بحديث سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال:

بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بالنبوة فلا أعلم أحدا من العرب كان أشدّ له بغضا و لا أشدّ له كراهية منّي، حتى لحقت بالروم، فتنصّرت فيهم (1)،فلما بلغني ما يدعو (2) إليه من الأخلاق الحسنة و ما قد اجتمع الناس إليه ارتحلت حتى أتيته، فوقفت عليه، و عنده صهيب، و بلال، و سلمان، فقال:«يا عدي بن حاتم أسلم تسلم»، فقلت: إخ إخ (3)،فأنخت فجلست، فألزقت (4) ركبتي بركبته، فقلت: يا رسول اللّه ما الإسلام ؟ قال:«تؤمن باللّه، و ملائكته، و كتبه، و رسله، و تؤمن بالقدر خيره و شرّه، حلوه و مرّه، يا عدي بن حاتم لا تقوم الساعة حتى تفتح خزائن كسرى و قيصر، يا عدي بن حاتم لا تقوم الساعة حتى تأتي الظعينة من الحيرة - و لم يكن يومئذ كوفة - حتى تطوف بهذه الكعبة بغير خفير، يا عدي بن حاتم لا تقوم الساعة حتى يحمل الرجل جراب المال و يطوف به، فلا يجد أحدا يقبله، فيضرب به الأرض، فيقول:

ليتك لم تكن، ليتك كنت ترابا»[8076].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النقور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، قال: عبد الأعلى بن أبي المساور (5)-هو:

عبد الأعلى الزهري، و هو: عبد الأعلى الكوفي - و هو أبو مسعود الجرار (6)،روى عن الشعبي، و عن عكرمة، و في حديثه لين.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن

ص: 76


1- الأصل: منهم، و التصويب عن م.
2- الأصل:«تدعوا» و المثبت عن م.
3- إخ إخ كلمة تقال للبعير ليبرك (راجع اللسان: أخخ).
4- عن م و بالأصل:«فاكريت».
5- انظر ترجمته في تهذيب الكمال 13/11.
6- الأصل: الحداد، و في م: الحوار، و المثبت عن تهذيب الكمال، الجرار: بالراء المهملة المكررة.

محمّد بن زنجويه، أنبأ الحسن بن عبد اللّه العسكري، قال:

و أما حديث عدي بن حاتم حين قال له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما يفرّك من أن يقال لا إله إلاّ اللّه» فهو بالفاء و الياء المضمومة، و من لا يضبطه يرويه ما يفرك أن يقال لا إله إلاّ اللّه فيفتح الياء من يفرّك و هو خطأ[8077].

قال أبو عبيد (1):إن بعض المحدثين روى أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال لعدي:«ما يفرك» (2)فيفتح الياء و يضم الفاء و هذا تصحيف و قلب للمعنى. و الصواب: يفرك بضمها (3)،يقال:

أ فررت الرجل إذا فعلت ما يفرّ منه.

أخبرنا أبو القاسم [بن] السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنبأ أبو القاسم عيسى بن علي أنا عبد اللّه بن محمّد نا هارون بن عبد اللّه، نا أبو أسامة، نا مجالد، أنبأ عامر، عن عدي بن حاتم الطائي، قال:

أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأسلمت و علمني الإسلام.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو حفص بن شاهين، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا محمّد بن عبد الوهاب الحارثي نا سوار بن مصعب عن مجالد عن الشعبي عن عدي بن حاتم قال:

لما دخل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ألقى إليه وسادة، فجلس على الأرض، فقال: أشهد أني لا أبتغي علوا في الأرض و لا فسادا، قال: فأسلم. قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه»[8078].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنبأ أحمد بن عبيد، نا محمود بن محمّد الحلبي.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، أنا الحسين بن علوية، قالا: ثنا عبيد بن جنّاد، نا عطاء بن مسلم، عن الأعمش، عن خيثمة، عن عبد الرّحمن، عن عدي بن حاتم، قال:

ص: 77


1- انظر غريب الحديث لأبي عبيد الهروي 433/1 (ط بيروت).
2- في غريب الحديث للهروي: أما يفرك.
3- في غريب الهروي: بضم الياء و كسر الفاء.

ما دخلت على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قط إلاّ توسع لي، أو قال تحرك لي، قال: فجئت يوما - و في حديث ابن عدي: قال: فجئته - فدخلت عليه ذات يوم و هو في بيت مملوء من أصحابه، فلما رآني وسّع لي حتى جلست إلى جانبه،- و في حديث أحمد بن عبيد: فلما رآني تحول إليّ أو قال: فوسّع لي-.

أخبرتنا به عاليا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأ أبو يعلى، ثنا عبيد بن جنّاد، نا عطاء بن مسلم، عن الأعمش، عن خيثمة بن عبد الرّحمن، عن عدي بن حاتم قال:

ما دخلت على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قط إلاّ توسع لي، أو قال: تحرّك لي - قال: فدخلت عليه ذات يوم و هو في بيت مملوء من أصحابه، فلما رآني توسّع لي حتى جلست إلى جانبه.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):في تسمية عمال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم على الصدقات:

عدي بن حاتم على الحليفين: طيّئ و أسد، و يقال على أسد الأباء ابن قيس الأسدي.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد [أنا أحمد] (2) بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأ أبو بكر بن سيف، نا السّري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر، عن زائدة بن عمران الطائي عن رجال من قومه.

أن عديا حين قدم على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم من الشام، و دعاه إلى الإسلام، فقال: إنّي نصراني ركوسي، فقال:«إنّك لا دين لك، إنّك تصنع ما لا يصلح لك في ركوسيتك، فأبصر و أسلم»، فقال: الصدقة يا عدي، فقال: ليست لنا سائمة إنما هي ركاب نركبها، و أفراس نلجمها إن ألجم علينا، فقال: لا بدّ من الصدقة، قال: نعم، فلمّا أجمع على الرجوع و قد ولاّه على طائفة من طيئ، فسأله ظهرا. فبعث النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يعتذر إليه أن لم يجد عنده حاجته، و قال: لكن ترجع و يفعل اللّه خيرا، فأتى عدي قومه، فدعاهم، فصدّقهم (3)،فقبض النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هي في يده، فوفى و أقبل بها حتى إذا كان بالغمر (4)-ماء لبني أسد - عليه جمع، ناداه رجل

ص: 78


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 98.
2- الزيادة لازمة لتقويم السند عن م، و انظر المشيخة 37/أ.
3- أي استوفى الزكاة المفروضة عليهم منهم (انظر اللسان).
4- ضبطت عن معجم البلدان بفتح أوله و سكون ثانيه.

من بني [أسد] (1) أشهد، أن الصريح تحت الرغوة، و أن أبا الفضيل لكاذب، يا ابن حاتم، فارجع فاقسم هذه الإبل بين قومك، فتكون سيد الحيين ما بقيت، فقال عدي: إن يكن محمّد مات فإنّ الذي أسلمت له حيّ لم يمت، فساق الصدقة، فلما دنا من المدينة لقيته خيل لأبي بكر، عليها عبد اللّه بن مسعود، فابتدروه، فلقوه و قالوا: أين الفوارس التي كانت معك، قال: ما كان معي فوارس، قالوا: بلى، فقال ابن مسعود: خلّوا عنه، فما كذب و لا كذبتم، أعوان اللّه و لم يرهم، فكانت ثالثة ثلاث صدقات أو ثانية صدقتين، قدمتا على أبي بكر بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فأعطى منه عديا ثلاثين بعيرا لقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و يفعل اللّه خيرا، و كانت تلك الصدقات مما جهز أبو بكر بها من ينهض لقتال أهل الردة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية أخبرنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني عتبة بن جبيرة، عن الحصين بن عبد الرّحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ قال:

لما صدر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من الحج سنة عشر (2)،قدم المدينة، فأقام حتى رأى هلال المحرم سنة إحدى عشرة، فبعث المصدّقين في العرب، فبعث على أسد و طيّئ: عدي بن حاتم (3).

قال: و أنا محمّد بن عمر، حدّثني منصور من بني الأسود، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، قال (4):لما كانت الرّدّة قال القوم لعدي بن حاتم: أمسك ما في يديك من الصّدقة، فإنّك إن تفعل تسوّد الحليفين، فقال: ما كنت لأفعل حتى أدفعه إلى أبي بكر بن أبي قحافة، فجاء به إلى أبي بكر حتى دفعه إليه.

قال محمّد بن عمر (5):ثم رجع الحديث إلى الأول، قال:

فكان عدي بن حاتم أحزم رأيا، و أفضل في الإسلام رغبة ممن كان فرّق الصدقة في قومه، فقال لقومه: لا تعجلوا فإنه إن يقم لهذا الأمر قائم ألفاكم و لم تفرّقوا الصدقة، و إن كان الذي تظنون، فلعمري إنّ أموالكم بأيديكم لا يغلبكم عليها أحد، فسكّتهم بذلك، و أمر ابنه أن يسرح نعم الصدقة، فإذا كان المساء روّحها و انه جاء بها ليلة عشاء فضربه و قال: ألا عجلت

ص: 79


1- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن م.
2- الأصل و م: عشرة.
3- من طريق الواقدي رواه المزي في تهذيب الكمال 502/12.
4- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 501/12-502.
5- تهذيب الكمال 502/12.

بها، ثم أراحها الليلة الثانية فوق ذلك قليلا، فجعل يضربه و يكلّمونه فيه، فلما كان اليوم الثالث قال: يا بني إذا سرّحتها [فصح] (1) في أدبارها و أمّ بها المدينة فإن لقيك لاق من قومك أو من غيرهم، فقل: أريد الكلأ تعذّر علينا ما حولنا، فلما جاء الوقت الذي كان يروح فيه لم يأت الغلام، فجعل أبوه يتوقعه و يقول لأصحابه: العجب لحبس ابني، فيقول بعضهم: نخرج يا أبا طريف فنتعقبه (2) فيقول: لا و اللّه، فلما أصبح تهيأ ليغدو فقال قومه: نغدو معك، فقال:

لا يغدون (3) معي منكم أحد، إنكم إن رأيتموه حلتم بيني و بين أن أضربه، و قد عصى أمري كما قد ترون، أقول له: تروح الإبل لسفر قليل، يأتي بها عتمة و ليلة يعزب (4) بها، فخرج على بعير له سريعا حتى لحق ابنه، ثم حدر النعم المدينة، فلما كان ببطن قناة (5) لقيته خيل لأبي بكر الصديق عليها عبد اللّه بن مسعود، و يقال محمّد بن مسلمة - و هو أثبت عندنا - فلما دخلوا إليه ابتدروه، فأخذوه، و ما كان معه، و قالوا له: أين الفوارس الذين كانوا معك ؟ فقال: ما معي أحد، فقالوا: بلى، لقد كان معك فوارس، فلما رأوا (6) تغيبوا فقال ابن مسعود أو محمّد بن مسلمة: خلّوا عنه، فما كذب و ما كذبتم، أعوان اللّه كانوا معه، و لم يرهم (7)، فكانت أول صدقة قدم بها على أبي بكر الصديق، قدم عليه بثلاثمائة بعير.

و لما أسلم عدي بن حاتم أراد أن يرجع إلى بلاده فبعث إليه [رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يتعذر من الزاد و يقول: و اللّه ما أصبح عند آل محمّد سفة (8) من طعام، و لكنك ترجع و يكون خير، فلما قدم على أبي بكر أعطاه ثلاثين فريضة، فقال عدي: يا خليفة] (9) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنت إليها اليوم أحوج، و أنا عنها غني، فقال أبو بكر: خذها أيها الرجل، فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يتعذر إليك و يقول: ترجع و يكون خير، فقد رجعت و جاء اللّه بخير، فأنا منفذ ما وعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في حياته، فأنفذها، فقال عدي: آخذها الآن فهي عطية من

ص: 80


1- عن م و تهذيب الكمال، سقطت من الأصل.
2- كذا بالأصل، و في م: فتبغيه، و فوقها ضبة، و في المختصر:«فنبنعثه» و في تهذيب الكمال: فنتبعه.
3- الأصل: ليغدون، و المثبت عن م و تهذيب الكمال.
4- الأصل و م بدون إعجام، و في تهذيب الكمال:«يغرب بها» و المثبت عن المختصر، و يعزب بها: أي يبعد بها. (كما في اللسان: عزب).
5- بطن قناة: قناة واد بالمدينة (معجم البلدان).
6- كذا بالأصل و م، و في تهذيب الكمال: رأونا.
7- الأصل: نرهم. و المثبت عن تهذيب الكمال.
8- السفة: القبضة من القمح و غيره (تاج العروس بتحقيقنا: سفف).
9- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن م.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال أبو بكر: فذاك.

قال: و سار عدي بن حاتم مع خالد بن الوليد إلى أهل الرّدّة، و قد انضم إلى عدي من طيّئ ألف رجل، و كانت جديلة معرضة عن الإسلام، و هم بطن من طيّئ، و كان عدي من العرب، فلما همّت جديلة أن ترتد و نزلت ناحية، جاءهم مكنف ابن زيد الخيل الطائي، فقال: أ تريدون أن تكونوا سبّة على قومكم، لم يرجع رجل واحد من طيئ، و هذا أبو طريف معه ألف من طيئ، فكسرهم فلمّا نزل خالد بن الوليد بزاخة (1) قال لعدي: يا أبا طريف أ لا تسير إلى جديلة ؟ فقال: يا أبا سليمان، لا تفعل أقاتل معك بيدين أحب إليك أم بيد واحدة ؟ فقال خالد: بل بيدين، فقال عدي: فإن جديلة (2) إحدى يدي، فكف خالد عنهم، فجاءهم عدي، و دعاهم إلى الإسلام، فأسلموا، فسار بهم إلى خالد، فلما رآهم خالد فزع منهم و ظنّ أنهم أتوا لقتال، فصاح في أصحابه بالسلاح، فقيل له: إنّما هي جديلة، أتت تقاتل معك، فلما جاءوا حلّوا ناحية، و جاءهم خالد فرحب بهم، و اعتذروا إليه من اعتزالهم و قالوا:

نحن لك بحيث أحببت، فجزاهم خيرا (3) فلم يرتدد من طيّئ رجل واحد، فسار خالد على بغيته، فقال عدي بن حاتم: اجعل قومي مقدمة أصحابك، فقال: أبا طريف إنّ الأمر قد اقترب و لحم (4)،و أنا أخاف ان تقدم قومك (5) و لحمهم القتال (6) انكشفوا فانكشف من معنا، و لكن دعني أقدّم قوما صبرا لهم سوابق و ثبات.

فقال عدي: فالرأي رأيت، فقدّم المهاجرين و الأنصار.

قال: فلما أبى طليحة على خالد أن يقر بما دعاه إليه انصرف خالد إلى معسكره، و استعمل تلك الليلة على معسكر عدي بن حاتم و مكنف بن زيد الخيل و كان لما صدّق نية و لين، فباتا يحرسان في جماعة من المسلمين، فلما كان في السحر نهض خالد فعبأ أصحابه و وضع ألويته مواضعها، فدفع لواءه الأعظم إلى زيد بن الخطاب، فتقدم به، و تقدم ثابت بن قيس بن شماس بلواء الأنصار، و طلبت طيئ لواء يعقد لها، فعقد خالد لواء و دفعه إلى عدي بن حاتم، و جعل ميمنة و ميسرة.

ص: 81


1- بزاخة: ماء لطيئ بأرض نجد (معجم البلدان).
2- قسم من اللفظة موجود:«يله» و قبله بياض.
3- الأصل: خير، و المثبت عن م.
4- لحم الأمر: إذا أحكمه و أصلحه (اللسان: لحم).
5- الأصل:«أن يقدم يومك» و المثبت عن م.
6- لحمه القتال: إذا نشب فيه فلم يجد مخلصا (اللسان: لحم).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو الفضل عبد اللّه بن عبد الرّحمن الزهري، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن أيوب المخرمي، ثنا أبو إبراهيم الترجماني (1).

[ح] (2) و أخبرنا أبو البقاء هبة اللّه بن عبد اللّه بن الحسين بن أحمد، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهاب.

قالا: أنا أبو علي [الحسن] (3) بن غالب بن المبارك.

قالا: أنا أبو الفضل الزهري، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، أنا إسماعيل بن إبراهيم الترجماني (4)،نا شعيب بن صفوان، عن عبد الملك بن عمير، عن عمرو بن حريث، عن عدي بن حاتم قال:

أتيت (5) عمر في وفد، فجعل يدعو رجلا رجلا يسميهم، فقلت: أ ما تعرفني يا أمير المؤمنين، قال: بلى: أسلمت إذ كفروا، و أقبلت إذ أدبروا، و وفيت إذ عذروا، و عرفت إذ نكروا.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا محمّد بن الحسين بن أحمد بن أبي علاّنة (6).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور (7)،و أبو القاسم بن البسري (8)،و أبو نصر الزينبي.

ح و أخبرنا أبو القاسم محمود و أبو الفضل محمّد ابنا أحمد بن الحسن [قالا: أنا أبو نصر الزينبي. قالوا: أنا أبو طاهر المخلص.

ح و أخبرنا أبو الحسن (9)] (10) علي بن المبارك بن الحسن الزاهد، و أبو القاسم بن

ص: 82


1- الأصل و م: الرحماني، تصحيف، ترجمته في تهذيب الكمال 121/2.
2- أضيف حرف التحويل عن م.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن م.
4- الأصل و م: الرحماني، تصحيف، ترجمته في تهذيب الكمال 121/2.
5- في م: أتى.
6- بدون إعجام بالأصل و م، انظر ترجمته في تاريخ بغداد 257/2 و سير أعلام النبلاء 237/18.
7- رسمها بالأصل:«السوي» و في م:«البعور؟؟؟» و فوقها ضبة.
8- بدون إعجام في الأصل و م، و فوقها في م ضبة.
9- عن م، و بهامش الأصل: الحسين.
10- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.

السمرقندي، قالا: أنا أبو منصور بن العطار، أنبأ أبو الحسن بن الجندي، قالا: أنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا أبو هشام الرفاعي، نا أبو معاوية، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس و الشعبي قالا:

أتى عدي بن حاتم فقال: يا أمير المؤمنين أ ما تعرفني ؟ قال: بلى،[أعرفك، أسلمت] (1) إذ كفروا، و أقبلت إذ أدبروا، و وفيت إذ غدروا.

[زاد ابن أبي علاّنة: قال ابن صاعد: و لا أعلم أجدا جمع بين قيس و الشعبي في هذا الحديث إلاّ أبو معاوية، و لم أسمعه إلاّ من أبي هشام.

أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، نا عثمان بن أبي شيبة، نا أبو معاوية عن إسماعيل عن قيس و الشعبي قالا: أتى عدي بن حاتم عمر، فقال: يا أمير المؤمنين، أ ما تعرفني ؟ قال: بلى، أسلمت إذ كفروا، و أقبلت إذ أدبروا، و وفّيت إذ غدروا] (2).

أخبرنا أبو العزّ بن كادش (3)،أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ علي بن أحمد بن نصر بن عرفة، أنبأ جعفر بن محمّد بن عتيب بن حطنطل، نا إبراهيم بن بسطام، نا أبو داود، عن شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، و سعيد بن مسروق، عن الشعبي، قال:

استأذن عدي على عمر (4)،فقال له: تعرفني ؟ قال سعيد: قال عمر: نعم - فحيّاك اللّه - أحسن المعرفة، أسلمت إذ كفروا، و وفّيت إذ غدروا، و أعطيت إذ منعوا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو الحسين بن المظفر، نا أبو الحسن علي بن إسماعيل بن حمّاد، نا أبو الخطّاب (5) زياد بن يحيى، نا أبو غالب، نا شعبة، عن مغيرة، عن الشعبي، قال:

استأذن (6) عدي بن حاتم على عمر، فقال: يا أمير المؤمنين أ تعرفني ؟ قال: نعم أعرفك، أقبلت إذ أدبروا، و وفّيت و غدروا، و أسلمت و كفروا، و أعطيت و منعوا.

ص: 83


1- الزيادة بين معكوفتين عن م.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م. و في م: و وافيت، بدل: و وفيت.
3- عن م و بالأصل: قيس، و السند معروف.
4- الأصل:«عدي على على بن علي» و التصويب عن م.
5- الأصل و م: الحطاب، بالحاء المهملة، ترجمته في تهذيب الكمال 411/6.
6- الأصل:«اسنا» و المثبت عن م.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية (1)، أنا أحمد بن معروف [أنا] (2) الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، أنا يزيد بن هارون، و يعلى بن عبيد، قالا: نا إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي قال:

لما كان زمن عمر، قدم عدي بن حاتم على عمر، فلما دخل عليه كأنه رأى منه شيئا - يعني جفاء - فقال: يا أمير المؤمنين، أ ما تعرفني ؟ فقال: بلى و اللّه أعرفك، أكرمك اللّه بأحسن المعرفة، أعرفك و اللّه، أسلمت إذ كفروا، و وفّيت إذ غدروا، و أقبلت إذ أدبروا، فقال: حسبي يا أمير المؤمنين حسبي.

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أبو بكر أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (3)،ثنا بكر بن عيسى، نا أبو عوانة، عن المغيرة، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم قال:

أتيت عمر بن الخطاب في أناس من قومي، فجعل يفرض للرجل من طيّئ، في ألفين، و يعرض عني، قال: فاستقبلته (4)،فأعرض عني، ثم أتيته من حيال وجهه، فأعرض عني، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين أ تعرفني ؟ قال: فضحك حتى استلقى لقفاه، ثم قال: نعم و اللّه إنّي لأعرفك، آمنت إذ كفروا، و أقبلت إذ أدبروا، و وفّيت إذ غدروا، و إنّ أول صدقة بيّضت وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و وجوه أصحابه صدقة طيّئ، جئت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ثمّ أخذ يعتذر، ثم قال: إنّي فرضت لقوم أجحفت (5) بهم الفاقة و هم سادة عشائرهم لما ينوبهم من الحقوق.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن خيرون، أنا أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد اللّه السّرّاج.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أحمد بن محمود بن إبراهيم بن منصور فرقهما.

قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، قال: نا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا محمّد بن

ص: 84


1- استدرك على هامش م: و حدثنا عمي.. (بياض).
2- سقطت من الأصل و استدركت عن م، و السند معروف.
3- مسند أحمد بن حنبل 103/1 ضمن مسند عمر بن الخطاب رقم 316.
4- غير واضحة بالأصل و تقرأ:«فاستعفا منه» و اللفظة غير ظاهرة في م لسوء التصوير، و المثبت عن المسند.
5- رسمها بالأصل:«احجوب» و المثبت عن م و المسند.

الصبّاح الجرجرائي، نا عطاء بن جبلة، عن الأعمش، عن خيثمة، عن عدي بن حاتم.

أنه استأذن على عمر، فلم ير منه ذلك البشر، فقال له: يا أمير المؤمنين أ ما تعرفني ؟ قال: بلى و اللّه أعرفك - يعني - أسلمت حين كفروا، و وفّيت حين غدروا.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو بكر محمّد بن يوسف بن محمّد دوست - إملاء - نا عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق المروزي، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن عنبسة بن الأزهر، عن سعيد بن مسروق، قال: كلّم عدي بن حاتم عمر بشيء (1) فقال له عدي: يا أمير المؤمنين أ ما تعرفني ؟ فقال عمر: آمنت إذ (2) كفروا، و صدقت إذ (3) كذبوا، و أعطيت إذ (4) منعوا.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا محمّد بن محمّد بن عثمان السواق، أنا إبراهيم بن أحمد بن جعفر الحوفي، أنبأ أحمد بن الحسن بن سفيان، أنبأ أحمد بن عبيد بن ناصح، أنبأ الواقدي.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر حيّوية، أنبأنا أحمد بن عبيد بن ناصح، أنبأ الواقدي.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر حيّوية، أنبأنا [أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنبأنا محمّد بن عمر، حدثني أسامة بن زيد بن أسلم عن] (5) نافع (6) مولى بني أسيد - و قال ابن ناصح: مولى بني أسد - بن عبد العزى عن نائل (7) مولى عثمان بن عفّان و كان حاجبه، قال (8):

جاء عدي بن حاتم إلى باب عثمان، و أتى عليه فنحّيته عنه، فلما خرج عثمان إلى الظهر عرض له، فلما رآه عثمان رحّب به و انبسط إليه فقال عدي: انتهيت إلى بابك و قد عمّ إذنك الناس، فحجبني عنك، فالتفت إليّ عثمان فانتهرني و قال: لا تحجبه، و اجعله أوّل من تدخله، فلعمري إنّا لنعرف حقّه و فضله و رأي الخليفتين فيه و في قومه، فقد جاءنا بالصدقة يسوقها - و في حديث ابن ناصح بإبل الصدقة يسوقها - و البلاد (9) تضطرم كأنها شعل النار، من

ص: 85


1- رسمها بالأصل و م:«سى» و فوقها في م: ضبة. و لعل الصواب ما أثبت.
2- الأصل:«إذا» و المثبت عن م.
3- الأصل:«إذا» و المثبت عن م.
4- الأصل:«إذا» و المثبت عن م.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف لتقويم السند عن م.
6- بالأصل:«نافع مولى بني أسيد عبد العزيز عن نائل» صوبنا السند عن م.
7- في تهذيب الكمال و المختصر: نابل.
8- الخبر من طريق الواقدي في تهذيب الكمال 503/12 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80 ص 184).
9- الأصل: بالبلاد، و المثبت عن م و المصادر.

أهل الردة، فحمده المسلمون على ما رأوا (1) منه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنبأ أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، أنا السّري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن سهيل (2) بن يوسف، عن القاسم بن محمّد، و بدر بن الخليل، و هشام بن عروة في حديث ذكروه في استنفاذ عدي بن حاتم من ارتدّ من طيّئ، فكان خير مولود ولد في طيّئ و أعظمه عليهم بركة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السّيّدي، و أبو الحسين (3) سبط البيهقي.

قال: أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن الصّابوني، أنبأ محمّد بن الحسين بن محمويه السمسار، أنبأ الإمام أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة (4)،نا محمّد بن عبد اللّه بن المبارك المخرمي، نا عصام بن عمرو، نا يحيى بن الوليد الطائي، عن محلّ بن خليفة، قال: قال عدي بن حاتم: ما أقيمت (5) الصلاة منذ أسلمت إلاّ و أنا على وضوء (6).

رواه النسائي في الكنى عن المخرمي و أنا عصاما أنا حميد (7).

أخبرنا أبو سعد بن.... (8)،أنا أبو منصور بن شكرويه، و محمّد بن أحمد بن علي السمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه المحاملي، نا محمّد بن منصور الطوسي، نا أبو محمّد الطائي، نا يحيى بن المتوكل، نا يحيى بن الوليد، عن محلّ بن خليفة، عن عدي بن حاتم قال: ما أقيمت (9) الصلاة منذ أسلمت إلاّ و أنا على وضوء.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد، نا الحسين، أنا ابن المبارك، نا ابن عيينة أنه حدّث عن الشعبي، عن

ص: 86


1- الأصل:«را» و المثبت عن م و المصادر.
2- في م: سهل بن يوسف.
3- في م: أبو الحسن.
4- رسمها مضطرب بالأصل، و المثبت عن م.
5- الأصل: أقمت، و التصويب عن م.
6- رواه المزي في تهذيب الكمال 503/12 و الذهبي في سير أعلام النبلاء 164/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80، ص 184).
7- كذا بالأصل و م:«و أنا عصاما أنا حميد»(؟) و زيد في م هنا: و رواها محمّد بن منصور عن أبي محمّد فزاد في إسناده رجلا.
8- رسمها بالأصل و م:«الثعالبي».
9- الأصل: أقمت، و التصويب عن م.

عدي بن حاتم قال: ما دخل وقت صلاة قطّ حتى أشتاق إليها (1).

أنبأ أبو الحسن الفرضي، أنبأ أبو عبد اللّه بن أبي الحديد (2)،أنبأ أبو القاسم عبد الرّحمن، و عبد العزيز [بن]... (3)،نا أبو نائل (4) محمّد بن الحسين بن صالح السبيعي، أنبأ أبو القاسم المنذر بن محمّد بن المنذر (5).... (6) حدّثني أبي، أنبأني يحيى بن محمّد بن عبّاد، حدّثني محمّد بن زياد الحارثي، حدّثني (7) سعيد بن شيبان الطائي عن أبيه، قال: قال عدي بن حاتم:

ما جاء وقت صلاة قطّ إلاّ و قد أخذت (8) لها أهبتها، و ما جاءت إلاّ و أنا إليها بالأشواق (9).

أخبرنا أبو الحسين بن قبيس، نا - و أبو منصور بن (10) خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (11)،أنا أبو عمر بن مهدي، أنبأ القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا إبراهيم بن مجشّر (12)،نا عبيدة [بن] (13) حميد، نا عبد العزيز بن رفيع، عن تميم بن طرفة، قال:

أتى رجل عدي بن حاتم و هو بالبدو (14)،فسأله، فقال له عدي بن حاتم: ما معي هاهنا شيء، و لكن لي درع و مغفر بالكوفة فاكتب إليهم فيدفعونه إليك ؟ فقال: إنّما أريد أن تعينني بثمن خادم، فقال عدي - و غضب:- أ لست من بني فلان ؟ لأكتبن إليهم فيك، و لأعتذرن إليهم فيك، درعي و مغفري أحبّ إلي من عبد، و عبد، و عبد، قال: فلما سمع ذاك الرجل طمع، قال: فقال: و يحسن و يجمل، قال: فقال عدي: لو لا أنّي سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من حلف على يمين فرأى ما هو أبقى منها فلينظر ما هو [أبقى] (15) فيأخذ به و ليكفّر

ص: 87


1- تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80 ص 184 و سير أعلام النبلاء 164/3).
2- فوقها في م ضبة.
3- غير واضحة في الأصل و م.
4- في م: أبو بكر.
5- «بن المنذر» عن م، غير واضحة بالأصل.
6- غير معجمة بالأصل و م و رسمها:«العابوسي».
7- عن هامش الأصل، و بعدها كلمة صح.
8- الأصل: أجد، و المثبت عن م و تهذيب الكمال.
9- الخبر في تهذيب الكمال 503/12.
10- الأصل و م: عن.
11- أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 184/6 ضمن ترجمة إبراهيم بن مجشر بن معوان.
12- الأصل: محسر، و في م: محشر، و المثبت عن تاريخ بغداد.
13- سقطت من الأصل و أضيفت عن م و تاريخ بغداد.
14- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: بالدو.
15- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن تاريخ بغداد.

يمينه» ما فعلت[8079].

أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر، أنبأ أبو عمرو العبدي، أنا أبو محمّد بن يوه (1)،أنا أبو الحسن اللّنباني (2)،أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: كتب إليّ أبو سعيد الأشج، نا الهذيل بن عمر بن أبي العريف الهمداني، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن خالد، عن عامر قال: أرسل.

و قرأت بخط أبي الحسن (3) رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش (4) سبيع بن المسلّم عنه، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم الفرضي، نا أبو طاهر عبد الواحد بن محمّد بن هاشم المقرئ - إملاء - نا إسماعيل بن يونس، نا أبو سعيد الأشج، نا الهذيل بن عمر بن أبي العريف الهمداني، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن خالد، عن عامر قال:

أرسل الأشعث بن قيس إلى عدي بن حاتم يستعير قدور حاتم، فملأها و حملتها الرجال إليه، فأرسل إليه الأشعث، إنّما أردناها فارغة، فأرسل إليه عدي: إنّا لا نعيرها فارغة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبار، أنا إسماعيل بن محمّد الصفار، نا عباس بن عبد اللّه التّرقفي (5)،نا سالم - يعني الخواص - أنبأ ابن عيينة عن شيخ من طيّئ، قال: رأيت عدي بن حاتم يفتّ الخبز للنمل.

أخبرنا أبو الحسن (6) علي بن عبد الواحد بن أحمد، نا علي بن عمر بن محمّد بن القزويني - إملاء - نا أبو الحسن علي بن عمرو الجوبري، أنا عبيد اللّه (7) بن عبد الرّحمن بن محمّد السكري، نا الدّقيقي، نا أبو نعيم الفضل دكين عن مسعر عن سويد (8) بن سنان، حدّثني أو قال: أخبرني، من رأى عدي بن حاتم يفت خبزا (9) للنمل.

ص: 88


1- الأصل: نوى، و المثبت عن م، و السند معروف.
2- بدون إعجام بالأصل و م.
3- الأصل: الحسين، و الصواب عن م، تقدم التعريف به.
4- رسمها بالأصل مضطرب و المثبت عن م.
5- بدون إعجام في الأصل، و في م:«البرحي» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 12/13.
6- الأصل: الحسين، و الصواب عن م، تقدم التعريف به.
7- عن م و بالأصل: عبد اللّه.
8- كذا بالأصل و م، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
9- عن م و بالأصل: خبز.

و الصواب سعيد بن شيبان.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الفضل بن البقّال.

قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا الحميدي، نا سفيان، نا مسعر، نا سعيد بن شيبان، قال: ثم لقيت سعيد فحدّثنا قال: أخبرني من رأى عدي بن حاتم يفتّ الخبز للنمل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (1)،أنبأ أبو بكر الحميدي، قال: قال سفيان: حدّثنا مسعر، عن سعيد، ثم حدّثنا سعيد بن شيبان (2).

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد، و أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمّد بن عثمان بن السواق، قالا: أنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان القصاري، أنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير الخواص، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن مسروق الطوسي، نا محمّد بن حميد، نا ابن المبارك، حدّثنا مسعر، عن سعيد بن شيبان الطائي.

قال: أخبرني من رأى عدي بن حاتم يفتّ الخبز للنمل.

- زاد سفيان: و كان سعيد عالما بالعربية-.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية،[أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد بن الفهم، نا محمّد بن سعد نا محمّد بن عبد اللّه الأسدي، نا مسعر] (3) أنا سعيد بن شيبان، قال: أخبرني من رأى عدي بن حاتم يفتّ خبزا للنمل.

قال ابن سعد: و أخبرني من سمع سعيد بن شيبان يذكره عن أبي سورة السنبسي عن عدي، و زاد فيه: إنّهن لجارات، و لهنّ حقّ .

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبد اللّه - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إياه، و أذن لي في

ص: 89


1- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 813/2.
2- في المعرفة و التاريخ: سنان.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن م، و هذا السند مشهور و معروف.

روايته - أنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنبأ المعافي بن زكريا القاضي (1)،نا ابن دريد، أخبرني عمي، عن أبيه، عن ابن الكلبي (2)،عن محمّد بن سليم (3) أبي هلال الراسبي، عن حميد بن هلال، قال:

خطب عمرو بن حريث إلى عدي بن حاتم، فقال: لا أزوّجك إلاّ [على حكمي، فرجع عمرو و قال: امرأة من قريش على أربعة آلاف درهم أعجب إليّ من امرأة من طيّئ على] (4) حكم أبيها، فرجع، ثم أبت نفسه فرجع إليه فقال: على حكمي ؟ فقال: نعم، فرجع عمرو بن حريث فلم ينم ليله و يخاف (5) أن يحكم عليه بما لا يطيق، فلما أصبح بعث إليه أن عرّفني ما حكمت به عليّ ، فأرسل إليه: إنّي حكمت بأربع مائة درهم و ثمانين درهما سنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فبعث إليه بعشرة آلاف درهم و كسوة، فردّها و فرّق الثياب في جلسائه، فقال:

يرى ابن حريث أن همي ماله *** و ما كنت موصوفا بحب الدراهم

و قالت قريش: لا تحكمه أنه *** على كل ما حال عدي بن حاتم

فيذهب منك المال أو وهلة *** و حمامها و النخل ذات الكمائم

فقلت: معاذ اللّه من ترك سنّة *** جرت من رسول اللّه و اللّه عاصمي

و قلت: معاذ اللّه من سوء سنّة *** يحدّثها الركبان أهل المواسم

أنبأ أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي، أنا محمّد بن علي بن الفتح، و علي بن أحمد الملطي، قالا (6):أنا أحمد بن عبد الأعلى الشيباني أنه سمع شيخا من طيّئ يقول:

إن رجلا أخذ بلجام عدي بن حاتم فقال: تفخر بأبيك و هو جمر في النار؟ و تفخر على قومك بأن تجلس على وطاء (7) دونهم ؟ و ذكر أشياء، و جعل يقصر به، و هو واقف لا يحرّك بغلته، فقال له لمّا سكت: إن كان بقي عندك شيء تريد أن تذكره فافعل قبل أن يأتي شباب

ص: 90


1- الخبر و الأبيات في الجليس الصالح الكافي 408/1-409.
2- الأصل:«المولى» و المثبت عن م و الجليس الصالح.
3- الأصل: سليمان، و المثبت عن م و الجليس الصالح.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و الجليس الصالح.
5- كذا، و في م و الجليس الصالح: فلم ينم ليلته مخافة.
6- زيد بعدها في م: أنا أحمد بن محمّد بن دوست، و محمّد بن محمّد بن عبد اللّه بن الحسين.... عبد اللّه بن أبي الدنيا.
7- الوطاء: خلاف الغطاء، و ما انخفض من الأرض بين النشاز و الأشراف (راجع اللسان وطأ).

الحي، فإنهم إن يسمعوك تقول هذا لشيخهم لم يرضوا.

قال: و قال عدي بن حاتم: و كان أبي يقول: ما بدأت أحدا (1) بشرّ و لا تذمّرت على جار لي، و لا سألني أحد شيئا فرددته.

قال: و أنبأ ابن أبي الدنيا، قال: و حدّثني هارون بن أبي يحيى، حدّثني حسن بن هارون عن شيخ من بني أسد قال:

دخل قوم على عدي بن حاتم، فقالوا: أخبرنا عن السيد الشريف ؟ قال: هو الأحمق في ماله، الذليل في عرضه، الطارح لحقده، المعنّى بأمر عامّته.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمّد، و أبو منصور بن عبد العزيز، قالا: أنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان القصاري، أنبأ أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير الخواص، نا أبو العباس أحمد بن محمّد مسروق، نا داود بن رشيد، حدّثني شيخ من أهل الموصل يكنى أبا جعفر، قال:

قيل لعدي بن حاتم: أيّ الأشياء أثقل عليك ؟ قال: تجربة الصديق، و مسألة اللئيم [و ردّ سائلي بلا نيل،] (2)،قيل: فأي الأشياء أوضع للرجال ؟ قال: كثرة الكلام، و إضاعة (3)الأسرار، و الثقة بكلّ أحد.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنبأ الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان (4)،ثنا محمّد بن عبد العزيز، نا ابن عائشة، قال: قال عدي بن حاتم: لسان المرء ترجمان عقله.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأ أبو يعلى محمّد بن الحسين، نا محمّد بن عبد اللّه بن أخي ميمي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ أبو طاهر المخلّص.

قالا: ثنا أبو القاسم البغوي، ثنا أبو روح محمّد بن زياد بن فروة البلدي، نا مخلد بن

ص: 91


1- الأصل: أحد، و الصواب عن م.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن المختصر 302/16 و مكانها بالأصل كلمة غير مقروءة.
3- من قوله: الصديق.. إلى هنا سقط من م.
4- الأصل: هارون، تصحيف، و المثبت عن م، و السند معروف.

حسين، عن هشام - هو ابن حسان - عن ابن سيرين (1)،عن عدي بن حاتم قال:

إنّ معروفكم اليوم منكر زمان قد مضى، و إنّ منكركم اليوم معروف زمان ما أتى، و إنّكم لن - و قال المخلص: لم - تبرحوا بخير ما دمتم تعرفون ما كنتم تنكرون، و لا تنكرون ما كنتم تعرفون ما - و قال المخلص: و ما - دام عالمكم يتكلم بينكم غير مستخف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،أنا أبو نعيم، ثنا سعيد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن سيرين قال:

لما قتل عثمان، قال عدي بن حاتم: لا تنتطح في قتله عنزان (3)،فلما كان يوم صفّين فقئت عينه، فقيل له: لا ينتطح في قتل عثمان عنزان، قال: بلى و تفقأ عيون كثيرة.

كذا قال: يوم صفّين، و إنما فقئت عين عدي يوم الجمل (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنبأ عيسى بن علي، أنبأ عبد اللّه بن محمّد البغوي، أنا علي بن مسلم، نا أبو عامر، ثنا سعيد بن عبد الرّحمن، عن محمّد.

أن (5) عدي بن حاتم قال لما قتل عثمان قال: لا تنتطح فيه عنزان، فلما كان يوم صفّين فقئت عينه، فقيل له: أ ليس قلت: لا تنتطح فيه عنزان ؟ فقال: بلى، و تفقأ عيون كثيرة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية (6)،أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنبأ محمّد بن عمر، عن عبد اللّه بن جعفر (7)،عن عمران (8) بن مناح قال: حضر عدي بن حاتم الدار يوم قتل عثمان، فلما خرج الناس يقولون: قتل عثمان، قتل عثمان، قال عدي: لا تحبق (9) في قتله عناق

ص: 92


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 503/12.
2- الخبر في المعرفة و التاريخ 429/2 و من طريق سعيد بن عبد الرحمن رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 164/3 - 165 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 184-185.
3- مثل يضرب للأمر ببطل و يذهب و لا يكون له طالب انظر مجمع الأمثال للميداني 117/2.
4- انظر أسد الغابة 507/3.
5- الأصل: بن، تصحيف، و التصويب عن م.
6- بعدها في م: و حدثنا عمي رحمه اللّه، أنا أبو طالب أنا (و كلمة غير مقروءة من سوء التصوير).
7- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 504/12 و انظر أسد الغابة 507/3.
8- عن م و تهذيب الكمال و بالأصل: عمر.
9- لا تحبق: أي لا تضرط .

حولية (1)،فلما كان يوم الجمل فقئت عينه، و قتل ابنه محمّد مع علي، و قتل ابنه الآخر مع الخوارج، فقيل له: يا أبا طريف هل حبقت في قتل عثمان عناق حوليّة ؟ فقال: بلى و ربّك و التيس الأعظم.(2) أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن (3)،أنا أبو الحسن (4) السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال (5):قال أبو عبيدة في تسمية الأمراء من أصحاب علي يوم صفّين، و على قضاعة و طيّئ عدي بن حاتم الطائي.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا أبو الحسين الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (6)،قال في أسامي أمراء علي بن أبي طالب يوم صفّين:

عدي بن حاتم الطائي، قال: يعدد الأمراء يوم الجمل من أصحاب علي، قال: و جعل خيل قضاعة و رجالاتها لعدي بن حاتم.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو [الحسن، نا] (7) أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن سعيد بن عبد الرّحمن، قال: فقئت عين عدي بن حاتم بصفّين.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو سعيد الخليل بن أحمد البستي القاضي، نا أبو العباس أحمد بن المظفّر البكري (8)،أنا ابن أبي خيثمة، نا أبو معاوية الغلابي (9)،نا قمامة أبو زيد العبدي، قال:[نظر علي] (10) ابن أبي طالب إلى عدي بن

ص: 93


1- مثل. انظر المستقصى للزمخشري 253/2 و العناق: الأنثى من المعز.
2- الخبر التالي سقط من الأصل. نستدركه هنا عن م و تمام روايته: ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلص، أنا أبو بكر بن... السري، أنا سعد بن إبراهيم نا سعد بن عمر عن الشعبي قال: بلغ عدي بن حاتم حصره (تعلى) عثمان، فقال: على ما حصروه، فو اللّه لو قتلوه ما (سعب) فيه عناق، فلما أصيب ابناه، و فقئت عينه، و قتل خاله و لم يزدد الأسير إلا منكر، قيل: يا أبا طريف: هل فقئت فيه عينا؟ و قال: إي (و اماته) اللّه، و التيس الأعظم. نقلناه من م على ما وجدناه.
3- الأصل: الحسين، تصحيف.
4- الأصل: الحسين، تصحيف.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 195.
6- انظر المعرفة و التاريخ 313/3 و 315.
7- الزيادة عن م، و السند معروف.
8- رسمها مضطرب بالأصل، و المثبت عن م.
9- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 504/12.
10- الزيادة عن م و تهذيب الكمال للإيضاح.

حاتم (1) كئيبا حزينا، فقال: ما لي أراك كئيبا حزينا؟ فقال: و ما يمنعني يا أمير المؤمنين و قد قتل ابني، و فقئت عيني، فقال: يا عدي بن حاتم إنّه من رضي بقضاء اللّه جزي عليه و كان له أجر، و من لم يرض بقضاء اللّه جزي عليه و حبط عمله.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنبأ أبي أبو يعلى.

قالا: أنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص قال:

قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي، قال: قال ابن عباس في تسمية العور: عدي بن حاتم ذهبت عينه يوم الجمل.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم - إذنا - قال: نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم الفرضي - إجازة - أنا جعفر بن محمّد بن نصير، نا أحمد بن محمّد بن مسروق، نا أبو بكر بن صالح، نا سليمان بن داود، نا عيسى بن يونس، عن أبيه (2)،عن جده قال (3):

كان عندنا في الحي مأدبة فرأيت فيها ثلاثة رجال عور، كأن وجوههم بيض النعام، لم أر صفحة وجوه أحسن منها. قلت: يا أبه سمّهم لي ؟.

قال: جرير بن عبد اللّه البجلي، و الأشعث بن قيس الكندي، و عدي بن حاتم الطائي.(4) أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا محمّد بن عبد اللّه بن علي، نا يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، قال:

رأيت عدي بن حاتم رجلا جسيما أعور، فرأيته يسجد على جدار ارتفاعه من الأرض

ص: 94


1- زيد في تهذيب الكمال:«يعني يوم الجمل». و هذا يشير إلى أن عينه فقئت يوم الجمل و ليس يوم صفّين.
2- هو يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
3- الخبر رواه المزي في تهذيب الكمال 504/12.
4- قبله ورد في م خبر، سقط من الأصل، نثبته هنا، و تمامه: أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصواف، نا محمّد بن عثمان، نا أبي، نا يحيى بن آدم أنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال: رأيت عدي بن حاتم رجلا جسيما أعور.

ذراع، أو قريب من ذراع (1).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر، أنا أبو الحسن (2)،أنا الحسين [بن] (3) الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا الفضل بن دكين، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، قال:

رأيت عدي بن حاتم رجلا طويلا أعور، حسن الوجه، يصلّي في مقدّم المسجد، يسجد على جدار قدر ارتفاعه من الأرض ذراع.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو العباس أحمد بن عمر بن أحمد البرمكي (4)،أنا محمّد بن أحمد بن سمعون الواعظ ، أنا أبو علي محمّد بن محمّد بن أبي حذيفة، نا أبو حارثة - يعني أحمد بن إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده قال:

استأذن عدي بن حاتم على معاوية و عنده عبد اللّه بن الزبير، فقال له عبد اللّه: بلغني يا أمير المؤمنين أنّ عند هذا الأعور جوابا فلو شئت هجته، فقال: أما أنا فلا أفعل، و لكن دونكاه إن بدا لك، فلما دخل عدي قال له عبد اللّه بن الزبير: في أي يوم فقئت عينك يا أبا طريف ؟ فقال له: في اليوم الذي قتل فيه أبوك، و كشفت فيه استك، و لطم فيه عليّ قفاك و أنت منهزم - يعني - ابن الزبير.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنبأ أبو محمّد بن يوه، نا أبو الحسن اللّنباني، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا زياد بن حسان، حدّثني الهيثم بن الربيع قال:

دخل عدي بن حاتم على معاوية، و كانت عينه أصيبت يوم الجمل، فقال ابن الزبير:

هجه فإن عنده جوابا، قال: هجه أنت، فلمّا دخل، قال له ابن الزبير: متى أصيبت عينك يا أبا طريف ؟ قال: يوم قتل أبوك، و ضربت على قفاك و أنت مولّي (5)،فضحك معاوية و قال له: ما

ص: 95


1- الخبر رواه الذهبي عن أبي إسحاق في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80 ص 185) و في سير أعلام النبلاء 165/3.
2- على هامش م: و حدثنا عمي رحمه اللّه، أنا أبو طالب أنا الجوهري.
3- زيادة عن م.
4- تقرأ بالأصل: الرملي، و المثبت عن م.
5- كذا بالأصل و م بإثبات الياء.

فعلت الطّرفات يا أبا طريف (1)؟قال: قتلوا، قال: أما نصفك (2) ابن أبي طالب أن قتل بنوك معه ؟ و بقي له بنوه، قال: إن كان ذلك لقد قتل و بقيت أنا من بعده، قال له معاوية: أ ليس زعمت أنه لا يحبق في قتل عثمان عنز؟ قال: قد و اللّه حبق فيه التيس الأكبر، قال معاوية: إلا أنه قد بقي من دمه قطرة، و لا بدّ من أن أتتبعها (3)،قال عدي: لا أبا لك شم السيف، فإنّ سلّ السّيف يسل للسيف، فالتفت معاوية إلى حبيب بن مسلمة فقال: اجعلها في كنانتك فإنها حكمة.

أخبرنا أبو الحسن (4) علي بن محمّد، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، قال: و قال روح بن عبادة: نا حبيب بن حجر، نا ثابت البناني، قال:

سمعت عدي بن حاتم - يعني بالكوفة.

أنبأ (5) أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأ عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنبأ محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (6)،قال:

و قال أحمد: نا روح بن عبادة القيسي (7)،نا حبيب بن حجر، نا ثابت البناني قال:

سمعت عدي بن حاتم - لقيته بالكوفة - قال: يوشك الرجل يشق عليه أن يؤدي زكاة ماله، أو صدقة ماله.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، نا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أبو منصور محمّد بن علي بن إسحاق الكاتب - قرأ عليه - أنبأ أبو بكر أحمد بن بشر بن سعيد الحرفي، أنبأ أبو روق أحمد بن محمّد بن بكر الهزّاني، نا أبو حاتم سهل بن محمّد عثمان (8) السّجستاني، قال: قالوا: و عاش عدي بن حاتم الطائي بن عبد اللّه بن حشرج بن امرئ القيس بن

ص: 96


1- الطرفات محركة، هم بنو عدي بن حاتم الطائي، قتلوا مع علي بصفّين و هم: طريف و طرفة و مطرّف (تاج العروس بتحقيقنا: طرف).
2- كذا بالأصل و م، و في المختصر: ما أنصفك.
3- الأصل: يتبعها، و المثبت عن م.
4- الأصل: الحسين، و المثبت عن م.
5- في م: أنبأنا.
6- الخبر في التاريخ الكبير 316/2 في ترجمة حبيب بن حجر.
7- ترجمته في التاريخ الكبير 309/3.
8- الأصل: غنم، تصحيف، و المثبت عن م.

عدي بن حرام (1) بن ربيعة جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيّئ مائة (2) و ثمانين سنة (3).

فلما أسنّ استأذن قومه في وطاء يجلس فيه في ناديهم و قال: إني أكره أن يظن أحدكم أني أرى أن لي عليه فضلا، و لكني قد كبرت، و رقّ عظمي.

فقالوا: انتظر، فلما أبطئوا عليه أنشأ يقول (4):

أجيبوا يا بني ثعل بن عمرو *** و لا تكتموا الجواب من الحياء

فإني قد كبرت ورق عظمي *** و قلّ اللّحم من بعد النقاء (5)

و أصبحت الغداة أريد شيئا *** يقيني الأرض من برد الشتاء

وطاء يا بني ثعل بن عمرو *** و ليس لشيخكم غير الوطاء

فإن ترضوا به فسرور راض *** و إن تأبوا فإني ذو إباء

سأترك ما أردت لما أردتم *** و ردك من عصاك من الغناء

لأني من مساءتكم بعيد *** كبعد الأرض من بعد السماء

و إني لا أكون لغير قومي *** و ليس الدلو إلاّ بالرشاء

فأذنوا له أن يبسط في ناديهم، و طابت به أنفسهم، و قالوا: أنت شيخنا و سيدنا و ما فينا أحد يكره ذلك و لا يدفعه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (6)،أنا علي بن أحمد الرزاز، أنا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي، نا محمّد بن أحمد بن البراء، ثنا علي بن المديني، نا حريز بن عبد الحميد، عن المغيرة، قال: خرج عدي بن حاتم و جرير بن عبد اللّه البجلي، و حنظلة الكاتب من الكوفة، فنزلوا قرقيسيا، و قالوا: لا نقيم ببلد يشتم فيه عثمان.

ص: 97


1- كذا بالأصل و م هنا، انظر ما مرّ في نسبه في أول الترجمة.
2- بالأصل و م:«مائتي» و المثبت عن سير أعلام النبلاء 165/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80 ص 185) نقلا عن أبي حاتم. و تهذيب الكمال 504/12.
3- تاريخ بغداد 190/1-191، و تهذيب الكمال 504/12-505 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80 ص 185) و سير أعلام النبلاء 165/3.
4- انظر الشعر في «المعمرون» لأبي حاتم السجستاني ص 46-47.
5- النقاء: ذهاب اللحم، يقال: نقي الرجل نقي: ذهب لحمه.
6- تاريخ بغداد 190/1.

قال الخطيب: قال لي محمّد بن علي الصوري: أنا رأيت قبورهم بقرقيسيا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو العباس، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، ثنا علي، نا أيوب بن جابر، عن بلال بن المنذر، عن عدي بن حاتم قال: أشهد أن هذا الداب - يعني المختار - ثم مات بعد ذلك بثلاثة أيام.

و كنية عدي بن حاتم أبو طريف الطائي، نزل الكوفة.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق نا الحميدي، ثنا سفيان قال: مات عدي بن حاتم زمن المختار.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأ أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):قال ابن الكلبي: و مات عدي بن حاتم زمن المختار.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (2)، أنا أبو سعيد بن حسنويه، أنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خياط ، قال: عدي بن حاتم شهد الجمل بالبصرة، و صفّين ناحية الشام، و مات بالكوفة زمن المختار و هو ابن عشرين و مائة سنة.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأ أبو الطيب المنبجي، أنبأ عبد اللّه بن سعد، قال: بلغني انه مات عدي بن حاتم و يكنى أبا وهب زمن المختار، و كان أعور أصيبت عينه يوم صفّين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري (3)،أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرحمن، أخبرني عبد الرحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي حدثني أبو عبيد قال: سنة ست و ستين توفي فيها عدي بن حاتم أبو طريف الطائي.

أخبرنا أبو الحسن (4) علي بن أحمد، ثنا-[و] (5) أبو منصور محمّد بن عبد الملك،

ص: 98


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 264.
2- تاريخ بغداد 190/1.
3- الأصل: أبو القاسم الشقيري، و المثبت عن م، و السند معروف.
4- الأصل: الحسين، تصحيف و المثبت عن م.
5- زيادة عن م.

أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنبأ ابن (2) بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد، قال: عدي بن حاتم أحد بني ثعل، مات في زمن المختار سنة ثمان و ستين.

قال (3):و أنبأ عبيد اللّه بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي، نا يحيى بن محمّد - يعني القصباني - أنبأ محمّد بن موسى [عن] (4) ابن أبي السّري، عن هشام بن الكلبي، قال: و في سنة سبع و ستين مات عدي بن حاتم، و هو ابن عشرين و مائة سنة.

4660 - عدي بن ربيعة بن سواءة

4660 - عدي بن ربيعة بن سواءة (5)

- و يقال عدي بن سواءة (6) بن جشم بن سعد (7)

والد (8) محمّد التميمي السّعدي.

أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

روى عنه ابنه محمّد بن عدي.

و وفد على ابن جفنة الغسّاني بالشام، و كان منزل ابن جفنة بأعمال دمشق.

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلاني (9)،أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن منيع، حدّثني إسماعيل بن إسحاق الأزدي، نا العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية (10)،عن أبيه، عن جده أبي سوية عن جد أبيه أبي خليفة قال: سألت محمّد بن عدي بن ربيعة بن سواءة بن جشم بن سعد كيف (11) سماك أبوك محمّدا في الجاهلية ؟ فقال: سألت أبي عما سألتني عنه، قال: خرجت رابع أربعة من بني تميم نريد ابن جفنة - ملك غسان - فلمّا سار بنا الشام نزلنا إلى غدير عليه شجرات، فقلنا: لو

ص: 99


1- تاريخ بغداد 190/1.
2- عن م و تاريخ بغداد، و بالأصل: أبو، تصحيف.
3- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 190/1.
4- الزيادة عن م و تاريخ بغداد.
5- الأصل: سودة، و في م: سوله، و المثبت عن أسد الغابة.
6- بالأصل و م: سوله.
7- ترجمته في أسد الغابة 507/3 و الإصابة 469/2 و ذكره في ترجمة ابنه محمّد بن عدي.
8- الأصل: ولد، و المثبت عن م.
9- بدون إعجام بالأصل و م، و فوقها في م ضبة.
10- زيد في م: المنقري، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 499/14.
11- الأصل و م: بن.

اغتسلنا و ادّهنّا لبسنا ثيابا ثمّ دخلنا، و كان قربنا قائم فيه ديراني فأشرف علينا، فقال: إنّي أسمع لغة قوم ما هي بلغة أهل هذه البلاد، فقلنا: نعم، نحن قوم من مضر، فقال: من أيّ المضريين ؟ فقلت: من خندف، فقال: أما إنه سيبعث فيكم وشيكا نبيّ فسارعوا إليه و خذوا بحظكم منه، ترشدوا فإنه خاتم النبيين، فقلنا: ما اسمه ؟ قال: محمّد، فلما انصرفنا من عند ابن جفنة و صرنا إلى أهلنا ولد لكلّ رجل منا غلام، فسمّاه محمّدا.

قال ابن منيع: و لا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث.

و زاد غيره في نسب عدي سعدا.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم الوراق، نا إسماعيل بن إسحاق، نا العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سويّة المنقري، حدّثني أبي الفضل، عن أبيه عبد الملك، عن جده أبي سويّة، عن جد أبيه أبي خليفة قال:

سألت محمّد بن عدي بن ربيعة بن سعد بن سواءة بن جشم بن سعد: كيف سمّاك أبوك محمّدا في الجاهلية ؟ فقال: قد سألت أبي كما سألتني عنه، فقال: خرجت رابع أربعة من بني تميم نريد ملك غسان، فلما شارفت الشام، نزلت إلى غدير عليه شجرات، فقلنا: لو اغتسلنا و ادّهنا و لبسنا ثيابنا ثمّ دخلنا، و كان قربنا قائم (1) فيه ديراني، فأشرف علينا، فقال: إنّي لأسمع لغة قوم ما هي بلغة أهل هذه البلاد، فقلنا: نعم، نحن قوم من مضر، قال: من أي المضريين ؟ قلنا: من خندف، قال: إنه سيبعث وشيكا نبي، فسارعوا إليه و خذوا بحظكم منه ترشدوا، فإنه خاتم النبيين، فقلنا: ما اسمه ؟ قال: محمّد، فلما انصرفنا من ابن (2) جفنة - يعني ملك غسان - سرنا إلى أهلنا، و ولد لكلّ واحد منا غلام، فسميناه محمّدا.

قال ابن منده: هذا حديث غريب لا يعرف إلاّ من هذا الوجه.

أنبأ أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ (3) أنبأ سليمان بن أحمد، نا محمّد بن زكريا الغلاّبي، نا العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سويّة المنقري.

ص: 100


1- القائم: بنية كانت قرب سامرا من أبنية المتوكل (معجم البلدان).
2- بالأصل و م: أبي.
3- دلائل النبوة لأبي نعيم الحافظ ص 93 رقم 49.

و نا أحمد بن... (1)،نا محمّد بن أحمد نا (2) سليمان بن أحمد، نا محمّد زكريا الغلاّبي، نا العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية، حدّثني أبي عن جده أبي (3)سوية بن خليفة، و كان خليفة مسلما، قال:

سألت محمّد بن عدي بن ربيعة بن سواءة بن جشم بن سعد: كيف سمّاك أبوك محمّدا، فضحك ثمّ قال: أخبرني أبي عدي بن ربيعة قال:

خرجت أنا و سفيان بن مجاشع بن دارم، و يزيد بن ربيعة بن كابية بن حرقوص بن مازن، و أسامة بن مالك بن العنبر نريد ابن جفنة، فلما قربنا منه نزلنا إلى شجرات و غدير، فقلنا: لو اغتسلنا و ادّهنا و لبسنا ثيابا هاهنا من قشف السفر (4)،فجلسنا نتحدث، فأشرف علينا ديراني من قائم له فقال: إنّي أسمع بلغة قوم ليس بلغة أهل هذه البلاد، فقلنا: نحن قوم من مضر، فقال: من أي المضريين من قريش أو من خندف ؟ قلنا: من خندف، قال: إنه سيبعث وشيكا (5) نبي منكم فخذوا نصيبكم منه تسعدوا، قلنا: ما اسمه ؟ قال: محمّد، قال: فأتينا ابن جفنة فقضينا حاجتنا من عنده ثمّ انصرفنا، فولد لكلّ رجل منا ابن، فسمّاه محمّدا، يدور على ذلك الاسم.

و رواه غيره عن العلاء بن الفضل، فقال: عدي بن سواه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنا الحسين بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة، أنبأ يزيد بن عمرو، نا العلاء بن الفضل، ثنا أبي، عن أبيه عبد الملك بن أبي سويّة، عن أبي سوية، عن أبيه خليفة بن (6) عبدة المنقري، قال:

سألت محمّد بن عدي بن سواءة بن جشم بن سعد: كيف سمّاك أبوك محمّدا؟ فقال:

أما إنّي قد سألت كما سألتني عنه، فقال: خرجت رابع أربعة من بني تميم أنا أحدهم، و سفيان بن مجاشع بن دارم، و يزيد بن عمرو بن ربيعة، و أسامة بن مالك بن جندب بن العنبر نريد ابن جفنة الغساني، فلما قدمنا الشام نزلنا على غدير فيه شجيرات، قائما لديراني،

ص: 101


1- كلمة غير واضحة و رسمها: نيدان.
2- الأصل و م: بن.
3- الأصل: بن، و المثبت عن م و دلائل أبي نعيم.
4- قشف السفر: وسخه.
5- الأصل: و شيك، و المثبت عن م و دلائل أبي نعيم.
6- الأصل: عن، تصحيف و الصواب عن م.

فأشرف علينا و قال: إنّ هذه اللغة ما هي لأهل هذا البلد، قال: قلنا: نعم، نحن قوم من مضر، فقال: من أي المضريين أنتم ؟ قلنا: من خندف، فقال: أما إنه سيبعث وشيكا نبي فسارعوا إليه و خذوا بحظكم منه ترشدوا، و إنّه خاتم النبيين، و اسمه محمّد، فلما انصرفنا من عند ابن جفنة و صرنا إلى أهلنا ولد لكلّ رجل منا غلام، فسميناه محمّدا تأميلا أن يكون ابنه ذلك النبي المبعوث.

خالفهم القلوسي فوهم في الإسناد و في تسمية عدي بن ربيعة.

أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي، و أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالوا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأ جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق القلوسي، نا العلاء بن الفضل بن أبي سوية، أخبرني أبي عن أبيه عبد الملك بن أبي سوية، عن جده أبي سوية، عن أبيه خليفة قال:

سألت محمّد بن عثمان (1) بن ربيعة بن سواءة بن جشم بن سعد، قلت: كيف سمّاك أبوك محمّدا؟ فقال: سألت أبي عما سألتني عنه فقال: خرجت رابع أربعة من بني تميم، أنا منهم، و سفيان بن مجاشع بن دارم، و أسامة بن مالك بن جندب بن العنبر، و يزيد بن ربيعة بن كنانة بن حرقوص بن مازن و نحن نريد ابن جفنة ملك غسان، فلما شارفنا للشام نزلنا إلى غدير عليه شجرات، و تحدّثنا، فسمع كلامنا راهب، فأشرف علينا فقال: إن هذه لغة ما هي بلغة أهل هذه البلاد، قلنا: نعم، نحن قوم من مضر، فقال: من أي المضريين ؟ قلنا:

من خندف، قال: أما إنّه يبعث فيكم وشيكا نبي، خاتم النبيين، فسارعوا إليه، و خذوا بحظكم منه ترشدوا، فقلنا له: ما اسمه ؟ قال: اسمه محمّد، قال: فرجعنا من عند ابن جفنة، فولد لكلّ واحد منا ابن فسمّاه محمّدا.

كذا قال عثمان بن سعد، و هو وهم.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا إسحاق المصقلي، أنا أبو عبد اللّه العبدي، قال في تسمية الصحابة: عدي بن ربيعة بن سواءة بن جشم بن سعد، ذكرناه فيمن اسمه محمّد، و في هذا نظر.

ص: 102


1- كذا بالأصل و م، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أنه وهم، و هو عدي بن ربيعة.

4661 - عدي بن الرّعلاء الغسّاني

4661 - عدي بن الرّعلاء الغسّاني (1)

من بني كوث بن تفلذ ثمّ من بني عمرو بن مازن بن الأزد.

شاعر مجد كان يكون ببادية دمشق، و الرعلاء أمه.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل قال: كتب إليّ أبو جعفر بن المسلمة يخبرني عن أبي عبيد اللّه محمّد (2) بن عمران بن موسى المرزباني، قال (3):عدي بن الرّعلاء الغسّاني، و الرّعلاء أمه، و هو القائل:

كم تركنا بالعين عين أباغ (4) *** من ملوك و سوقة ألقاء (5)

فرقت بينهم و بين نعيم *** ضربة من صفيحة نجلاء

ليس من مات فاستراح بميت *** إنما الميت ميت الأحياء

إنما الميت من يعيش ذليلا *** كاسفا باله قليل الرخاء

فأناس يمصصون ثمادا *** و أناس حلوقهم في الماء

ربما ضربة بسيف صقيل *** بين بصرى و طعنة نجلاء (6)

و غموس (7) تضلّ فيها يد الآ *** سي و يعيا طبيبها بالدواء

رفعوا راية الضراب و آلوا *** ليذودون سائر البطحاء

فرفعنا العقاب للطعن حتى *** جرت الخيل بينهم بالدماء

و له:

إني ليحمدني الخليل إذا اجتدى *** ما لي و يكرهني ذوو الأضغان

و أعيش بالنيل القليل و قد أرى *** أن الرّموس (8)[مصارع الفتيان] (9)

ص: 103


1- معجم الشعراء للمرزباني ص 252، الأصمعيات ص 170 و خزانة الأدب 187/4.
2- الأصل:«يخبرني عن عبيد اللّه محمّد بن محمّد» صوبنا الاسم و الكنية عن م.
3- الخبر و الشعر في معجم الشعراء للمرزباني ص 252.
4- عين أباغ: بضم الهمزة، و بعدها باء موحدة و آخره غين معجمة، ليست بعين ماء، و إنما هو واد وراء الأنبار على طريق الفرات إلى الشام.
5- ألقاء: جمع لقى، و هو الشيء الملقى.
6- النجلاء: الواسعة، جرّها الشاعر بالكسرة لضرورة الوزن.
7- الغموس: النافذة.
8- الرموس جمع رمس، و هو القبر المستوي مع وجه الأرض (اللسان).
9- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و مكانه بياض في م، و الزيادة عن معجم الشعراء ص 252.

و تظل تخلجني (1) الهموم كما ترى *** دلو السقاة تمد بالأشطان (2)

و قد رويت هذه الأبيات للحارث بن رعلاء الغساني، و اللّه أعلم.

4662 - عدي بن زيد بن حمّاد بن زيد بن أيوب بن مجدوق

4662 - عدي بن زيد بن حمّاد (3) بن زيد بن أيوب بن مجدوق (4)

ابن عامر بن عصيّة (5) بن امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم

ابن مرّ بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر

ابن نزار التميمي (6)

شاعر من شعراء الجاهلية، كان نصرانيا و كان يسكن الحيرة، و أرسله صاحب الحيرة إلى ملك الروم بهدية.

و دخل دمشق و ذكرها في شعره، و هو المعروف بالعبادي و العباد هم نصارى الحيرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب (7)،نا أبو عبد اللّه محمّد بن سلاّم الجمحي (8) في كتاب طبقات الشعراء الجاهليين (9) في الطبقة الرابعة منهم: و هم أربعة رهط فحول شعراء موضعهم مع الأوائل و إنما أخلّ بهم قلّة شعرهم بأيدي الرواة فذكر طرفة، و عبيد بن الأبرص، و علقمة بن عبدة، و عدي بن زيد بن حمّاد (10) بن زيد بن أيوب بن

ص: 104


1- الأصل:«؟؟؟؟» و المثبت عن م و معجم الشعراء، و تخلجني: تجتذبني.(اللسان: خلج).
2- الأشطان: جمع شطن، و هو حبل الدلو (اللسان: شطن).
3- كذا بالأصل، و في معجم الشعراء ص 249 حمار، و في سير أعلام النبلاء 110/5 الحمار، و في الأغاني 96/2 حماد، و نقل الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الأغاني: خمار بالخاء المعجمة. و جاء هذا الاسم في الشعر و الشعراء: مرة: حماد، و مرة: و في شعراء النصرانية: حمار بالراء، و كتب في التعليق عليه: و يروى خمار و حماد و حماز.
4- كذا بالأصل، و في م: مجروف، و في الأغاني: محروف، و في المختصر: محروب. و في معجم الشعراء: مجروف.
5- رسمها بالأصل:«عصه» و اللفظة غير ظاهرة في م لسوء التصوير، و المثبت عن الأغاني و معجم الشعراء.
6- انظر أخباره في معجم الشعراء ص 249 الأغاني 97/2 طبقات ابن سلام 137/1 جمهرة ابن حزم ص 214 و معجم الشعراء ص 249 الشعر و الشعراء 225/1 بلوغ الأرب 262/2 اللباب 111/1 خزانة الأدب 183/1 سير أعلام النبلاء 110/5 شعراء النصرانية ص 439 (قبل الإسلام).
7- في م:«الجبار؟؟؟» و فوقها ضبة.
8- الأصل: الحميمي، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و هو صاحب كتاب: طبقات الشعراء.
9- طبقات الشعراء ص 58.
10- كذا بالأصل و طبقات الشعراء، و في م: جمار.

محروب [بن] (1) عامر بن عصيّة (2) بن امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم.

و كذا ذكر أبو الفرج الأصبهاني اسمه إلاّ أنه قال: حمار بدل حماد (3)،و قال ابن محروف بدل ابن محروب (4).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (5):

أما حمار بكسر الحاء المهملة و فتح الميم و تخفيفها و آخره راء: عدي بن زيد بن حمار (6) بن زيد بن أيوب بن محروف (7) بن عامر بن عصبة بن امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم.

ذكره محمّد بن سلام، و ابن الكلبي، و قال عمر بن شبّة: هو عدي بن زيد بن حمار (8) بن زيد [بن أيوب] (9) بن عامر بن عبيد بن امرئ القيس بن زيد مناة، و هو العبادي الشاعر الذي قتله النعمان، و له أخ يقال له عمر (10) بن زيد، و له ابنان: زيد بن عدي، و هو شاعر، و عمرو.

و قال في موضع آخر (11):أما العبادي بكسر العين: عدي بن زيد العبادي، شاعر مشهور.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي، نا محمّد بن علي بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو الحسين [بن] (12) الفرّاء، أنا أبي أبو يعلى.

قالا: أنا عبيد اللّه (13) بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد قال:

قرأت على علي بن عمرو حدثكم الهيثم بن عدي، نا ابن عباس قال في تسمية الحول:

عدي بن زيد الشاعر.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن عمر بن... (14)،أنبأ

ص: 105


1- زيادة عن م.
2- الأصل و م:«عصه».
3- كذا بالأصل:«حمار بدل حماد» و في م:«خمار بدل جمار» و في المختصر عن الأغاني:«خمار بدل حمار» و الذي في الأغاني المطبوع ط . دار الكتب 97/2 حمّاد. و بهامشها عن إحدى النسخ: حمار.
4- الذي في الأغاني 97/2 محروف.
5- الاكمال 547/2 و 549.
6- الأصل: حماد، و المثبت عن م و الاكمال.
7- كذا بالأصل و م، و في الاكمال: مجروف.
8- الأصل: حماد، و المثبت عن م و الاكمال.
9- «بن أيوب» عن م و الاكمال.
10- الأصل و م، و في الاكمال: عمير.
11- الاكمال لابن ماكولا 343/6 و 344.
12- زيادة عن م.
13- عن م و بالأصل: عبد اللّه.
14- بدون إعجام بالأصل و م و رسمها:«سسو».

سعيد محمّد بن موسى بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصفار، نا [ابن] أبي الدنيا، نا محمّد بن عباد بن موسى، نا هشام بن محمّد، عن عدي بن أيوب البجلي، قال: سمعت جدي أبا زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبيه قال: تدرون أيّ يوم تنصّر فيه النعمان بن المنذر؟ فقلنا: لا، فقال: فإنه خرج متنزها متصيدا، و كان النعمان يعبد الأوثان، فمرّ بمقابر بظاهر الحيرة، فوقف قريبا منها، فقال له عدي بن زيد: أبيت اللعن! تدري ما تقول هذه المقابر؟ قال: لا، قال: فإنها تقول (1):

أيها الركب المحثون (2) *** على الأرض مجدّون

كما (3) أنتم كنا *** و كما نحن تكونون

قال: أعد علي، فأعاد عليه، فرجع النعمان و هو رقيق، ثم خرج خرجة فوقف على مقابر، فقال له عدي: أبيت اللعن، تدري ما تقول هذه ؟ قال: ما تقول ؟ قال: تقول (4):

ربّ ركب قد أناخوا حولنا (5) *** يشربون الخمر بالماء الزّلال

ثم بادوا عصف الدهر بهم (6) *** و كذاك الدهر حالا بعد حال

قال: أعد فأعاد، فرجع متنصرا فمات نصرانيا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد العزيز، نا أبي، عن هشام بن حسان، عن إسحاق بن زياد بن بني سامة بن لؤي شبيب بن شيبة، عن خالد بن صفوان بن الأهتم، قال (7):

أوفدني (8) يوسف بن عمر إلى هشام بن عبد الملك في وفد أهل العراق، فقدمت

ص: 106


1- البيتان في الأغاني 96/2 و 134.
2- الأغاني المخبّون.
3- الأغاني:«فكما» و فيها ص 134 كالأصل، و على هذه الرواية فهو غير موزون.
4- البيتان في الأغاني 96/2 و فيها أنهما وقفا على شجرة، فسأله عدي ما ذا تقول. و برواية الأصل فيها 134/2.
5- الأغاني: عندنا.
6- صدره في الأغاني: عصف الدهر بهم فانقرضوا و روايته فيها 135/2: ثم أضحوا عصف الدهر بهم و كذاك الدهر يودي بالرجال الخبر و الشعر في الأغاني 134/2-135 و شعراء النصرانية (قبل الإسلام) ص 441-442.
7- الخبر في الأغاني 136/2-137.
8- الأصل:«وفدلى» و في م:«و قد لي» و فوقها ضبة، و المثبت عن الأغاني.

عليه، و قد خرج متبديا بقرابته (1) و حشمه و أهله و حاشيته (2) و جلسائه، و قد نزل في أرض صحصح (3) في عام قد كثر وسميه (4)،و أخرجت الأرض فيه زينتها من اختلاف ألوان نبتها، و قد ضرب له سرادق من حبرة (5) ملونة و فرشت له ألوان الفرش، و زينت بأحسن الزينة، و قد أخذ الناس مجالسهم، فأخرجت رأسي من ناحية الفسطاط ، فنظر إليّ شبه المستنطق لي.

فقلت: أتمّ اللّه عليك يا أمير المؤمنين نعمه و سبوغها بشكره، و جعل ما قلدك من هذا الأمر رشدا، و عاقبة ما يؤول إليه حمدا، و خلّصه لك بالبقاء، و كثره لك بالنماء، و لا كدّر عليك منه صافيا، و لا خلط بسروره الردى، فقد أصبحت للمسلمين ثقة و مستراحا إليك يفزعون و إليك يصدرون (6)،و ما أجد يا أمير المؤمنين شيئا أبلغ من حديث من سلف قبلك من الملوك، فإن أذن لي أمير المؤمنين [أخبرته به، فاستوى جالسا و كان متكئا، فقال: هات يا ابن الأهتم قال:

قلت: يا أمير المؤمنين] (7) أن ملكا من الملوك خرج في عام مثل عامنا هذا إلى الخورنق و السدير (8) في عام قد بكر وسميه، و تتابع وليه، و أخذت الأرض منه زخرفها و زينتها، و كان قد أعطى بسطة في الملك مع الكثرة و الغلبة و القهر، فنظر فأنفذ (9) النظر، فقال لجلسائه:

لمن هذا؟ قالوا: للملك، قال: فهل رأيتم أحدا أعطي مثل ما أعطيت ؟ قال: و كان عنده رجل من بقايا حملة الحجة و لم تخل الأرض من قائم للّه بحجته في عباده، فقال: أيها الملك إنّك قد سألت عن أمر، فتأذن لي بالجواب عنه ؟ قال: نعم، قال: رأيت ما أنت فيه، أ شيء لم تزل فيه ؟ أم شيء صار إليك ميراثا و هو زائل عنك ؟ و صائر إلى غيرك كما صار إليك ؟ قال: كذلك هو، قال: فلا أراك إنما عجبت بشيء يسير لا تكون فينا إلاّ قليلا و تنقل عنه طويلا، فيكون غدا عليك حسابا، قال: ويحك، و أين المهرب ؟ و أين المطلب ؟ و أخذته الأقشعريرة (10)، و قال: إمّا أن تقيم في ملكك، فتعمل فيه بطاعته على ما ساءك و سرك، و أمضك (11)

ص: 107


1- كلمة غير مقروءة بالأصل، و بدون إعجام في م و المثبت عن الأغاني.
2- عن م، و اللفظة مطموسة بالأصل و في الأغاني: و غاشيته.
3- الصحصح: الأرض الجرداء المستوية ذات حصى صغار.
4- الوسمي: مطر الربيع الأول.
5- حبرة: ضرب من منسوج اليمن منمر أو مخطط .
6- الأغاني: إليك يقصدون في مظالمهم، و يفزعون في أمورهم.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و الأغاني.
8- الخورنق و السدير: الخورنق: قصر كان للنعمان الأكبر، و السدير: قصر في الحيرة من منازل آل المنذر، و قيل إنه قريب من الخورنق (انظر ما جاء فيهما في معجم البلدان).
9- الأغاني: فأبعد.
10- كذا بالأصل و م، و هي القشعريرة.
11- أي أحرقك و شق عليك.

و أرمضك (1)،و إمّا أن تخلع (2) عن ملكك، و تضع تاجك، و تلقي عليك أطمارك، و اعبد ربك في هذا الجبل حتى يأتيك أجلك، فقال: إني مفكر الليلة و آتيك في السحر و أخبرك أحد (3) المنزلتين، فلما كان في السحر قرع عليه بابه فقال: إنّي اخترت هذا الجبل و فلوات الأرض، و قفر البلاد، و قد لبست عليّ أمساحي (4)،و وضعت تاجي، فإن كنت رفيقا لا تخالف. فلزما و اللّه الجبل حتى أتاهما أجلهما جميعا.

و هو الذي يقول فيه أخو تميم عدي بن زيد العبادي (5):

أيها الشامت المعير بالده *** ر أ أنت المبرأ الموفور

أم لديك العهد الوثيق من الأي *** ام بل أنت جاهل مغرور

من رأيت المنون خلّدن أم من *** ذا عليه من أن يضام خفير

أين كسرى كسرى الملوك أنوشر *** وان أم أين قبله سابور

و بنو الأصفر الكرام ملوك الر *** وم لم يبق منهم مذكور

و أخو الحضر إذ بناه و إذ *** دجلة تجبي إليه و الخابور (6)

شاده مرمرا و جلله (7) كلسا *** فللطير في ذراه و كور

لم يهبه ريب المنون فباد الم *** لك عنه فبابه مهجور

و تذكر رب الخورنق إذ أش *** رف يوما و للهدى تفكير

سره ماله (8) و كثرة ما يم *** لك و البحر معرض (9) و السدير

فارعوى (10) قلبه و قال فما غب *** طة حيّ إلى الممات يسير

قال: فبكى هشام حتى اخضلّت لحيته، و خمّل (11) عمامته، و أمر بأبنيته و بقلاع فرشه و حشمه و لزم قصره، فأقبلت الموالي و الحشم على خالد بن صفوان بن الأهتم فقالوا: ما ذا

ص: 108


1- أرمضك: أوجعك.
2- في م: تنحلع.
3- كذا بالأصل و م، و في الأغاني: إحدى المنزلتين، عنى هنا: أحد الرأيين، كما ورد في الأغاني أيضا.
4- الأمساح: جمع مسح، و هو كساء من شعر (اللسان).
5- الأبيات في الأغاني 138/2-139 و بعضها في معجم الشعراء ص 249 و طبقات الشعراء للجمحي ص 59 و شعراء النصرانية (قبل الإسلام) ص 455-456.
6- اسم نهر كبير بين رأس عين و الفرات من أرض الجزيرة (انظر معجم البلدان).
7- كذا بالأصل و الأغاني، و في م: و خلله.
8- في الشعر و الشعراء: سرّ حاله.
9- أي متسع.
10- استدرك البيت على هامش الأصل.
11- الأغاني: بلّ .

أردت (1) إلى أمير المؤمنين أفسدت عليه لذّته و نغّصت عليه مأدبته فقال: إليكم عني، فإنّي عاهدت اللّه ألا أخلو بملك إلاّ ذكّرته اللّه عز و جل، فبعث إلى كلّ واحد من الوفد بجائزة، و كانوا عشرة، و بعث إلى خالد مثل جميع ما وجه إلى جميع الوفد.

رواه جعفر بن محمّد الفريابي، و أحمد بن عبد العزيز بن الجعد الوشاء، عن إسحاق بن البهلول الأنباري، عن أبيه بهذا الإسناد نحوه.

و قال: و هو حيث يقول عدي بن زيد أخو بني تميم.

و رواه يوسف بن يعقوب بن إسحاق البهلولي عن جده عن أبيه بإسناده نحوه و قال:

و هو حيث يقول أخو بني تميم عدي بن سالم.... (2) العدوي، و زاد في الشعر في آخر الأبيات:

ثم بعد الفلاح و الملك و الإمة (3) *** وارتهم هناك للقبور

ثم صاروا كأنهم ورق جفّ *** فألوت (4) به الصبا و الدبور

و قد ذكرت ذلك في ترجمة خالد بن صفوان (5).

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه قال:

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أنا أبو الحسن (6) رشأ بن نظيف المقرئ، أنا أبو محمّد الحسين بن إسماعيل المصري، أنا أبو بكر أحمد بن....... (7)،نا أحمد بن يوسف، نا محمّد بن سلاّم الجمحي، عن الأصمعي.

أن النعمان بن امرئ القيس الأكبر و هو الذي بنى الخورنق ركب يوما و أشرف على الخورنق، فنظر إلى ما حوله، فقال لمن حضره: هل علمتم أحدا أوتي مثل ما أوتيت ؟ فقالوا:

لا، إلاّ رجلا منهم ساكت لا يتكلم، و كان من حكمائهم فقالوا له: ما لك لا تتكلم، فقال:

أيها الملك إن أذنت لي تكلّمت، فقال: نعم، قال: أ رأيت ما جمعت أ شيء هو لك لم يزل و لا تزول ؟ أم هو شيء كان لمن قبلك زال عنه و صار إليك ؟ و كذلك يزول عنك ؟ فقال: لا،

ص: 109


1- الأصل: أدركت، و المثبت عن م و الأغاني.
2- غير واضحة بالأصل و م.
3- إلامة: النعمة، و في شعراء النصرانية: و النعمة بدل و الإمة.
4- ألوت به: أي ذهبت به.
5- بعدها في م: آخر الجزء الرابع و الثلاثين بعد الثلاثمائة.
6- الأصل: الحسين، تصحيف.
7- اللفظتان غير واضحتين بالأصل، و رسمهما:«بعدوى المللى» و لسوء التصوير في م غير واضحتين.

بل كان لمن قبلي فزال عنه و صار إليّ ، و كذلك يزول عني، قال: فسررت بشيء يذهب عنك لذّته غدا و تبقى تبعته عليك تكون فيه قليلا و ترتهن عليه كثيرا طويلا، قال: فبكى، و قال له:

فأين المهرب، قال: إلى أحد أمرين: إمّا أن تقيم فتعمل بطاعة ربّك، و إمّا أن تلقي عليك أمساحا ثمّ تلحق بجبل و تفرّ من الناس، و تقيم وحدك، تعبد ربك حتى يأتيك أجلك، قال:

فإذا فعلت ذلك فما لي ؟ فقال: حياة لا تموت و شباب لا يهرم، و صحة لا تسقم، و ملك جديد لا يبلى، فقال له: أيها الحكيم فعلما أن لي فناء و زوال ؟ قال: نعم، قال: فإني خيرت فيما يفنى، و اللّه لأطلبنّ عيشا لا يزول أبدا، فانخلع من ملكه و لبس الأمساح و سار في الأرض و تبعه الحكيم، فعبدا اللّه جميعا حتى ماتا.

و هو الذي يقول فيه عدي بن زيد الشاعر:

و تبين رب الخورنق إذ أشرف *** يوما للهدى تفكير

سرّه ماله و كثرة ما يملك *** و البحر معرض و السدير

فارعوى قلبه و قال فما غبطة *** حيّ إلى الممات يصير

و فيهم يقول الأسود بن يعفر (1):

ما ذا اؤمل بعد آل محرّق *** تركوا منازلهم و بعد إياد

أرض (2) الخورنق و السدير و بارق *** و القصر ذي الشرفات من سنداد

نزلوا (3) بأنقرة يسيل عليهم *** ماء الفرات يجيء من أطواد (4)

أرض تخيرها، لطيب مقيلها (5) *** كعب بن مامة و ابن أم دؤاد (6)

جرت الرياح على محل ديارهم *** فكأنما كانوا على ميعاد

فإذا النعيم و كل ما نلهى به *** يوما يصير إلى بلى و نفاد

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الأموي (7)،قال ابن الأعرابي:

ص: 110


1- الأبيات في معجم البلدان:«سنداد» و «أنقرة».
2- البيت في معجم البلدان:«الخورنق» و «السدير» و «سنداد» برواية أهل الخورنق.
3- معجم البلدان:«حلوا بأنقرة». و في معجم البلدان: انقرة»: نزلوا.
4- الأصل: الجواد، و المثبت عن معجم البلدان «سنداد» و «انقرة».
5- الأصل و م: مغبطها، و المثبت عن معجم البلدان «سنداد».
6- أراد كعب بن مامة بن عمرو بن ثعلبة بن سلولة بن شبابة الإيادي الذي يضرب المثل بجوده. و ابن أم دواد، أراد أبا دؤاد الإيادي الشاعر المشهور.
7- الخبر في الأغاني 97/2 و ما بعدها.

فيمن أخبرني به علي بن سليمان الأخفش، عن السكري، عن محمّد بن حبيب عنه، و عن هشام بن الكلبي (1) قال:

كان سبب نزول عدي بن زيد الحيرة أن جده أيوب بن محروف كان منزله اليمامة في بني امرئ القيس بن زيد مناة، فأصاب دما في قومه، فهرب، فلحق بأوس بن قلاّم، أحد بني الحارث بن كعب بالحيرة، و كان بين أيوب و بين أوس بن قلاّم هذا نسب من قبل النساء فلما قدم عليه أيوب أكرمه و أنزله في داره، فمكث معه ما شاء أن يمكث، ثم إن أوسا قال له:

يا ابن خال، أ تريد المقام عندي و في داري ؟ فقال له أيوب: نعم، فقد علمت أنّي إن أتيت قومي و قد أصبت فيهم دما لم أسلم، و ما لي دار إلاّ دارك آخر الدهر، قال: قال: قد كبرت و أنا خائف أن أموت و لا يعرف ولدي لك من الحقّ مثل ما أعرف، و أخشى أن يقع بينك و بينهم أمر يقطعون فيه الرحم، فانظر أحبّ مكان في الحيرة إليك فأعلمني به لأقطعكه، أو ابتاعه لك، قال: و كان لأيوب صديق في الجانب الشرقي من الحيرة و كان منزل أوس في الجانب الغربي فقال له: قد أحببت أن (2) يكون المنزل الذي تسكنّيه عند منزل عصام بن ععدة (3) أحد بني الحارث بن كعب، فابتاع له موضع داره بثلاثمائة أوقية من ذهب، و أنفق عليها مائتي أوقية من ذهب، و أعطاه مائتين من الإبل برعاتها و فرسا و قينة فمكث في منزل أول حتى هلك، ثم تحوّل إلى داره التي في شرقي الحيرة، فهلك بها، و قد كان اتصل قبل مهلكه للملوك الذين كانوا بالحيرة، و عرفوا حقّه و حق ابنه زيد بن أيوب، فلم يكن منهم ملك يملك إلاّ و لولد (4) أيوب منه جوائز و حملان (5)،ثم إن زيد بن أيوب نكح امرأة من آل قلاّم فولدت له حمارا (6)،فخرج زيد بن أيوب في يوم من الأيام يريد الصيد في ناس من أهل الحيرة متبدّون (7) بحفير (8) المكان الذي يذكره عدي بن زيد في شعره، فانفرد في الصيد فتباعد من أصحابه، فلقيه رجل من امرئ القيس الذين كان لهم الثأر قبل أبيه، فقال له و قد عرف فيه شبه أيوب: ممن الرجل ؟ قال: من بني تميم، قال: من أيهم ؟ قال: من مرئي، قال له

ص: 111


1- كذا بالأصل و م، و الذي في الأغاني: عن هشام بن الكلبي عن أبيه قال.
2- الأصل: ما، و المثبت عن م و الأغاني.
3- الأصل و م، و في الأغاني: عبدة.
4- الأصل: ولد، و التصويب عن م و الأغاني.
5- الحملان: ما يحمل عليه من الدواب، خاصة في الهبة.
6- الأصل و م، و في الأغاني: حمادا.
7- كذا بالأصل و م، و الصواب:«متبدين»، أي المقيمين بالبادية، و في الأغاني: و هم متندّون.
8- الأصل: بحفيرة، و المثبت عن م و الأغاني، و الحفير موضع بالحيرة ذكره البكري في معجم ما استعجم.

الأعرابي: و أين منزلك ؟ قال: الحيرة، قال: من بني أيوب ؟ قال: نعم، و من أين تعرف بني أيوب، و استوحش من الأعرابي، و ذكر الدار الذي هرب منه أبوه، فقال له: سمعت بهم، و لم يعلمه أنه قد عرفه، فقال له [زيد] (1) بن أيوب: فمن أي العرب أنت ؟ قال: أنا امرؤ من طيء، فأمنه زيد و سكت عنه، ثم إن الأعرابي اغتفل ابن أيوب فرماه بسهم بين كتفيه ففلق قلبه، فلم يرم حافر دابته حتى مات فلبث أصحاب زيد حتى إذا كان الليل طلبوه، و قد افتقدوا و ظنوا أنه قد أمعن في طلب الصيد، فباتوا يطلبونه حتى آيسوا منه، ثم غذوا في طلبه فاقتفوا أثره حتى وقعوا عليه و رأوا معه أثر راكب آخر يسايره فاتبعوا الأثر حتى وجدوه قتيلا، فعرفوا أن صاحب الراحلة قتله، فاتبعوه فاغذوا السير فأدركوه مسي (2) الليلة الثانية فصاحوا به، و كان من أرمى الناس فامتنع منهم بالنبل حتى حال الليل بينهم و بينه و قد أصاب رجلا منهم في مرجع كتفه بسهم فلما أجنه الليل مات و أفلت الرامي، فرجعوا و قد قتل زيد بن أيوب و رجلا (3)آخر من بني الحارث بن كعب فمكث حمار (4) في أخواله حتى أيفع (5) و لحق الوصفاء (6)، فخرج يوما من الأيام يلعب مع غلمان بني لحيان، فلطم اللحياني عين حمار فشجّه حمار، فخرج أبو اللحياني فضرب حمارا فأتى حمار أمه يبكي، فقالت له (7):ما شأنك ؟ فقال:

ضربني فلان لأن ابنه لطمني فشججته، فجزعت من ذلك أمه و حوّلته إلى دار زيد بن أيوب و علّمته الكتابة في دار أبيه، فكان حمار أول من كنت من بني أيوب فخرج من أكتب الناس و طلب حتى صار كاتب النعمان الأكبر فلبث كاتبا له [حتى ولد له] (8) ابن من امرأة تزوجها من طيء فسماه زيدا باسم أبيه و كان [لحمار] (9) صديق من الدهاقين العظماء يقال له فروخ ماهان، و كان محسنا إلى حمار، فلما حضرت حمارا الوفاة أوصى بابنه زيد إلى الدهقان، و كان من المرازبة، فأخذه الدهقان إليه، فكان عنده مع ولده، و كان زيد قد حذق الكتابة العربية قبل أن يأخذه الدهقان، فعلّمه لما أخذه الفارسية فلقنها و كان لبيبا فأشار الدهقان على كسرى أن يجعله على البريد في حوائجه، و لم يكن كسرى يفعل ذلك إلاّ بأولاد المرازبة، فمكث يتولّى ذلك لكسرى زمانا ثمّ إن النعمان النصري اللخمي هلك، فاختلف أهل الحيرة فيمن يملّكونه إلى أن يعقد كسرى الأمر لرجل ينصبه، فأشار عليهم المرزبان يزيد بن حمار

ص: 112


1- زيادة عن الأغاني.
2- المسي من المساء، و في الأغاني: مساء.
3- الأصل: و رجل، و المثبت عن م و الأغاني.
4- الأصل و م، و في الأغاني: حماد.
5- أيفع الغلام فهو يافع إذا شارف الاحتلام.
6- الوصفاء جمع وصيف و هو الغلام دون المراهق.
7- الأصل: فقال، و المثبت عن م و الأغاني.
8- ما بين معكوفتين زيادة عن م و الأغاني.
9- الزيادة عن م، و في الأغاني: لحماد.

على الحيرة إلى أن ملّك كسرى عليهم المنذر بن ماء السماء و نكح زيد بن حماد نعمة بنت ثعلبة العدوية فولدت له عدي، و ملك المنذر، فكان لا يعصيه في شيء، و ولد للمرزبان ابن فسماه: شاهان مرد، فلما تحرّك عدي بن زيد و أيفع طرحه أبوه في الكتّاب، حتى إذا حذق أرسله المرزبان مع أبيه شاهان مرد إلى كتّاب الفارسية فكان يختلف مع ابنه و يتعلم الكتابة و الكلام بالفارسية حتى خرج من أفهم الناس بهما و أفصحهم بالعربية، و قال الشعر، و تعلّم الرمي بالنشاب، فخرج من الأساورة (1) الرماة و تعلّم لعب العجم على الخيل بالصوالجة (2)و غيرها.

ثم إن المرزبان وفد على كسرى و معه ابنه شاهان مرد فبينا هما واقفان بين يديه إذ سقط طائران على السور فتطاعما كما يتطاعم الذكر و الأنثى، فجعل كلّ واحد منهما منقاره في منقار الآخر، فغضب كسرى من ذلك و لحقته غيرة، فقال للمرزبان و ابنه: ليرم كلّ واحد منكما واحد من هذين الطائرين، فإن قتلتماهما أدخلتكما بيت المال، و ملأت أفواهكما بالجوهر، و من أخطأ منكما عاقبته، فأخذ كل واحد منهما طائرا منهما، و رميا فقتلاهما جميعا، فبعث بهما إلى بيت المال، فملئت أفواههما جوهرا، و أثبت شاهان مرد و سائر أولاد المرزبان في صحابته، فقال فرّوخ ماهان عند ذلك للملك: إنّ عندي غلاما من العرب مات أبوه و خلّفه في حجري فربّيته و هو أفصح الناس، و أكتبهم بالعربية و الفارسية، و الملك محتاج إلى مثله، فإن رأى أن يثبته في ولدي فعل قال: ادعه، فأرسل إلى عدي بن زيد، و كان جميل الوجه فائق الحسن، و كانت الفرس تتبرك بالجميل الوجه، فلما كلّمه وجده أطرف الناس و أحضرهم جوابا فرغب فيه و أثبته مع ولد المرزبان فكان عدي أول من كتب بالعربية في ديوان كسرى، [فرغب أهل الحيرة في عدي و رهبوه، فلم يزل بالمدائن في ديوان كسرى] (3) يؤذن له عليه في الخاصة و هو معجب به قريب منه، و أبوه زيد بن حمار يومئذ حيّ إلاّ أن ذكر عدي قد ارتفع و خمل ذكر أبيه، فكان عدي إذا دخل إلى المنذر (4) قام جميع من عنده حتى يقعد عدي فعلا له بذلك صوت (5) عظيم فكان إذا أراد المقام بالحيرة في منزله و مع أبيه و أهله، استأذن كسرى و أقام فيهم الشهر و الشهرين، و أكثر و أقل.

ص: 113


1- الأساورة جمع اسوار بالضم أو بالكسر: و هو الجيد الرمي بالسهام و قائد الفرس.
2- الصوالجة جمع صولجان و هو عصا يعطف طرفها، يضرب بها الكرة على الدواب، فارسي معرب.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و الأغاني.
4- مضطربة بالأصل، و المثبت عن م و الأغاني.
5- في الأغاني:«صيت» و كلاهما بمعنى.

ثم إنّ كسرى أرسل عدي بن زيد إلى ملك الروم بهدية من طرف ما عنده، فلما أتى عدي بها أكرمه و حمله على البريد إلى أعماله (1) ليريه سعة أرضه و عظم ملكه، و كذلك كانوا يصنعون، فمن ثمّ وقع عدي بدمشق، و قال فيها الشعر فكان مما قاله بالشام و هو أول شعر قاله فيما ذكر (2):

ربّ دار بأسفل الجزع من دو *** مة (3) أشهى إليّ من جيرون (4)

و ندامى لا يفرحون بما نا *** لوا و لا يرهبون (5) صرف المنون

و سقيت الشمول في دار بشر *** قهوة مرة بماء سخين

ثم كان أول ما قاله بعدها قوله (6):

لمن الدار تعفت بخيم (7) *** أصبحت غيرها طول القدم

صالحا قد لفها فاستوسقت *** لفّ بازي حماما في سلّم

قال: و فسد أمر الحيرة و عدي بدمشق، حتى أصلح أبوه بينهم، و ذلك لأن [أهل] (8)الحيرة حين كان عليهم المنذر أرادوا قتله لأنه كان لا يعدل فيهم، و كان يأخذ من أموالهم [ما] (9) يعجبه فلما تيقن أن أهل الحيرة قد أجمعوا على قتله بعث إلى زيد بن حمار بن زيد بن أيوب، و كان قبله على الحيرة فقال له: يا زيد أنت خليفة أبي، و قد بلغني ما أجمع عليه أهل الحيرة، فلا حاجة لي في ملككم، دونكموه فملّكوه من شئتم، فقال له زيد: إنّ الأمر ليس إليّ و لكني أسبر (10) لك هذا الأمر (11) و لا آلوك نصحا، فلما أصبح غدا إليه الناس فحيّوه تحية الملك، و قالوا له: أ لا تبعث إلى الظالم عبدك - يعنون المنذر - فتريح منه رعيتك ؟ قال لهم: أولا خير من ذلك ؟ قالوا له: أشر علينا، قال: تدعونه على حاله فإنه من أهل بيت ملك، و أنا آتيه فأخبره أن أهل الحيرة قد اختاروا رجلا يكون أمر الحيرة إليه إلاّ أن يكون غزو و قتال، فلك اسم الملك و ليس إليك شيء سوى ذلك من الأمور، قالوا: رأيك أفضل، فأتى

ص: 114


1- الأغاني: عماله.
2- الأبيات في الأغاني 102/2-103.
3- انظر ما ذكره في دومة «معجم البلدان» و «معجم ما استعجم للبكري».
4- جيرون: بناء عند باب دمشق،(و انظر معجم البلدان).
5- بدون إعجام في الأصل: و رسمها «يبعون ؟؟؟» و في م: يتقون، و المثبت عن الأغاني.
6- الأبيات في الأغاني 103/2.
7- خيم: موضع.
8- الزيادة للإيضاح عن الأغاني.
9- الزيادة للإيضاح عن الأغاني.
10- الأصل و م و المختصر: أشير، و المثبت عن الأغاني.
11- الأصل: الأمير، و المثبت عن م و الأغاني.

المنذر، فأخبره ما قالوا، فقبل ذلك و فرح و قال: إنّ لك يا زيد عليّ نعمة لا أكفرها ما عرفت حقّ سبد - و سبد صنم كان لأهل الحيرة - فولّى أهل الحيرة زيدا على كل شيء سوى اسم الملك، فإنهم أقروه للمنذر و في ذلك يقول عدي:

نحن كنا قد علمتم قبلكم *** عمد البيت و أوتاد الإصار (1)

قال: ثم هلك زيد و ابنه عدي يومئذ بالشام، و كانت لزيد ألف ناقة للحمالات (2) كان أهل الحيرة أعطوه إياها حين ولّوه ما ولوه، فلما هلك أرادوا أخذها فبلغ ذلك المنذر فقال: لا و اللات و العزّى، لا يؤخذ مما كان في يد زيد، ثفروق (3) و أنا أسمع للصوت ففي ذلك يقول عدي بن زيد لابنه النعمان بن المنذر:

و أبوك المرء لم يشنأ (4) به *** يوم سيم الخسف منا ذو الخسار

قال: ثم إن عديا قدم المدائن على كسرى بهدية قيصر، فصادف أباه و المرزبان الذي رباه قد هلكا جميعا، فاستأذن كسرى في الإلمام بالحيرة فأذن له، فتوجه إليها، و بلغ المنذر خبره، فخرج فتلقاه في الناس، باستبنا (5)،و رجع معه.

و عدي أنبل أهل الحيرة في أنفسهم، و لو أراد أن يملكوه لملكوه، و لكنه كان يؤثر الصيد و اللّهو و اللعب على الملك. فمكث سنين يبدو في فصلي السنة، فيقيم بالبر و يشتو بالحيرة، و يأتي المدائن في خلال ذلك فيخدم كسرى، فمكث كذلك سنين، و كان لا يؤثر على بلاد بني يربوع شيئا من مبادي العرب، و لا ينزل في حي من أحياء بني تميم غيرهم، و كان أخلاؤه من العرب كلهم بني جعفر، و كانت إبله في بلاد بني ضبة و بلاد بني سعد، و كذلك كان أبوه يفعل، لا يجاوز (6) هذين الحيين بإبله، و لم يزل على حاله تلك حتى تزوج هند بنت النعمان بن المنذر و هي يومئذ جارية حين (7) بلغت أو كادت.

قال ابن حبيب: و ذكر هشام بن الكلبي عن إسحاق بن الجصاص و حماد الراوية و أبي

ص: 115


1- الإصار: وتد الطنب أو الخباء.
2- الحمالات جمع حمالة، و هي الدية و الغرامة يحملها قوم عن قوم.
3- الثفروق: علامة ما بين النواة و القمع من التمرة. و قيل: ما التزق بأسفل العنب و التمر و نحوهما (راجع اللسان: ثفرق).
4- عن الأغاني، و رسمها بالأصل: نسق ؟؟؟.
5- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن م، و في المختصر:«باشنبيا» و هي غير موجودة في الأغاني.
6- الأصل: حاجب، و في م: يجاوز، و المثبت عن الأغاني.
7- الأصل و م: حتى، و المثبت عن الأغاني.

محمّد بن السائب قالوا:

كان لعدي بن زيد أخوان. أحدهما اسمه عماد (1) و لقبه أبيّ ،[و الآخر اسمه عمرو و لقبه سمي] (2)[و كان أبي] (3) يكون عند كسرى، و كانوا أهل بيت نصارى يكونون مع الأكاسرة، و لهم معهم أكل و ناحية، يقطعونهم القطائع و يجزلون صلاتهم، و كان المنذر لما ملك جعل ابنه النعمان [ابن] (4) المنذر في حجر عدي بن زيد، فهم الذين أرضعوه و ربوه، و كان للمنذر ابن آخر يقال له الأسود، أمه مارية بنت الحارث بن جلهم من تيم (5) الرباب فأرضعه و رباه قوم من أهل الحيرة يقال لهم بنو مرينا ينتسبون إلى لخم، و كانوا أشرافا، و كان للمنذر (6) سوى هذين الولدين عشرة، و كان ولده يقال لهم: الأشاهب، من جمالهم، فذلك قول أعشى بن قيس بن ثعلبة (7):

و بنو المنذر الأشاهب بالحي *** رة يمشون غدوة كالسيوف

و كان النعمان من بينهم أحمر أبرش (8) قصيرا، و أمه سلمى بنت وائل بن عطية الصائغ من أهل فدك، فلما احتضر المنذر و خلّف ولده هؤلاء العشرة، و قيل: بل كانوا ثلاثة عشر، أوصى بهم إلى إياس بن قبيصة الطائي، و ملكه على الحيرة إلى أن يرى كسرى رأيه، فمكث مملكا عليها أشهرا و كسرى في طلب رجل يملكه عليهم، و هو كسرى بن هرمز، فلم يجد أحدا يرضاه فضجر، فقال: لأبعثن إلى الحيرة اثني عشر ألفا من الأساورة، و لأملكن عليهم رجلا من الفرس، و لآمرنهم أن ينزلوا على العرب في دورهم و يملكوا عليهم أموالهم و نساءهم، و كان عدي بن زيد واقفا بين يديه، فأقبل عليه و قال: ويحك يا عدي: من بقي من آل المنذر؟ و هل فيهم أحد فيه خير؟ قال: نعم أيها الملك السعيد، إن في ولد المنذر لبقية و فيهم كلهم خير، فقال: ابعث إليهم فأحضرهم، فبعث عدي إليهم فأحضرهم و أنزلهم جميعا عنده. و يقال: بل شخص عدي بن زيد إلى الحيرة حتى خاطبهم بما أراد و أوصاهم، ثم (9)قدم بهم على كسرى. قال: فلما نزلوا على عدي بن زيد أرسل إلى النعمان: لست أملك غيرك فلا يوحشنك ما أفضل به إخوتك عليك من الكرامة فإني إنما أغترهم بذلك. ثم كان

ص: 116


1- كذا بالأصل و م، و في الأغاني: عمار.
2- الزيادة عن الأغاني.
3- الزيادة عن الأغاني.
4- الزيادة عن م و الأغاني.
5- الأصل: تميم، و المثبت عن م و الأغاني.
6- بالأصل و م: للمنذر بن المنذر، و المثبت يوافق رواية الأغاني و المختصر.
7- ديوانه ص 212 و تاريخ الطبري 194/2.
8- الأبرش، هو الذي يكون فيه بقعة بيضاء و أخرى أي لون كان، و هو الأرقط الأنمر.
9- الأصل: بمن، و المثبت عن م و الأغاني.

يفضل اخوته جميعا عليه في النزل و الإكرام و الملازمة، و يريهم تنقصا للنعمان و أنه غير طامع في تمام أمر على يده، و جعل يخلو بهم رجلا رجلا فيقول: إذا أدخلتم على الملك فالبسوا أفخر ثيابكم و أجملها، و إذا دعا لكم بالطعام لتأكلوا فتباطئوا في الأكل و صغروا اللقم و نزروا ما تأكلون. فإذا قال لكم: أ تكفونني العرب ؟ فقولوا: نعم، فإذا قال لكم: فإن شدّ أحدكم على الطاعة و أفسد، فتكفوننيه ؟ فقولوا: لا، إن بعضنا لا يقدر على بعض، ليهابكم و لا يطمع في تفرقكم و يعلم أن للعرب منعة و بأسا فقبلوا منه، و خلا بالنعمان فقال له: البس ثياب السفر، و ادخل متقلدا بسيفك، و إذا جلست للأكل فعظم اللقم و أسرع المضغ و البلع و زد في الأكل و تجوع قبل ذلك. فإن كسرى يعجبه كثرة الأكل من العرب خاصة، و يرى أنه لا خير في العربي إذا لم يكن أكولا شرها، و لا سيما إذا رأى طعامه و ما لا عهد له بمثله، فإذا سألك هل تكفينني العرب ؟ فقل: نعم، فإذا قال لك: فمن لي باخوتك ؟ فقل له: إن عجزت عنهم فإني عن غيرهم لأعجز (1).قال: و خلا ابن مرينا بالأسود فسأله عما أوصاه به عدي فأخبره، فقال: غشك و الصليب و المعمودية و ما نصحك، و لئن أطعتني لتخالفنّ كل ما أمرك به و لتملكنّ ، و لئن عصيتني ليملكن النعمان، و لا يغرنك ما أراكه من الإكرام و التفضيل على النعمان، فإن ذلك دهاء فيه و مكر، و إن هذه المعدية لا تخلو من مكر و حيلة، فقال له: إن عديا لم يألني نصحا و هو أعلم بكسرى منك، و إن خالفته أوحشته و أفسد عليّ و هو جاء بنا و وصفنا و إلى قوله يرجع كسرى، فلما يئس ابن مرينا من قبوله منه قال: (2)[ستعلم، و دعا بهم كسرى فلما دخلوا عليه أعجبه جمالهم و كمالهم و رأى رجالا قلما رأى مثلهم، فدعا لهم بالطعام ففعلوا ما أمرهم به عدي، فجعل ينظر إلى النعمان من بينهم و يتأمل أكله، فقال لعدي بالفارسية: إن يكن في أحد منهم خير ففي هذا. فلما غسلوا أيديهم جعل يدعو بهم رجلا رجلا فيقول له: أ تكفيني العرب ؟ فيقول: نعم أكفيكها كلها إلاّ إخوتي، حتى انتهى إلى النعمان آخرهم فقال له: أ تكفينني العرب، قال: نعم قال: كلها، قال: نعم، قال: فكيف لي باخوتك ؟.

قال: إن عجزت عنهم، فأنا عن غيرهم أعجز، فملكه و خلع عليه و ألبسه تاجا قيمته ستون ألف درهم فيه اللؤلؤ و الذهب. فلما خرج و قد ملّك قال ابن مرينا للأسود: دونك عقبي

ص: 117


1- الأصل: أعجز، و المثبت عن الأغاني.
2- من هنا سقط بالأصل، نستدركه عن م و الأغاني - و اللفظ للأغاني لأن هناك بياض كبير في م لم تظهر فيه الكلمات من سوء التصوير.

خلافك لي، ثم إن عديا صنع طعاما في بيعة و أرسل إلى ابن مرينا أن ائتني بمن أحببت فإن لي حاجة، فأتي في ناس فتغدوا في البيعة، فقال عدي بن زيد لابن مرينا: يا عدي: إن أحق من عرف الحق ثمّ لم يلم عليه من كان مثلك، و إني قد عرفت أن صاحبك الأسود بن المنذر كان أحب إليك أن يملك من صاحبي النعمان، فلا تلمني على شيء كنت على مثله، و أنا أحب ألا تحقد عليّ شيئا لو قدرت عليه ركبته، و أنا أحب أن تعطيني من نفسك ما أعطيك من نفسي، فإن نصيبي في هذا الأمر ليس بأوفر من نصيبك، و قام إلى البيعة فحلف ألا يهجوه أبدا و لا يبغيه غائلة و لا يزوي عنه خيرا أبدا، فلما فرغ عدي بن زيد، قام عدي بن مرينا فحلف مثل يمينه ألا يزال يهجوه أبدا و يبغيه الغوائل ما بقي. و خرج النعمان حتى نزل منزل أبيه بالحيرة.

فقال عدي بن مرينا لعدي بن زيد:

ألا أبلغ عديا عن عدي *** فلا تجزع و إن رثت قواكا

هيا لكنا تبرّ (1) لغير فقر *** لتحمد أو يتم به غناكا

فإن تظفر فلم تظفر حميدا *** و إن تعطب (2) فلا يبعد سواكا

ندمت ندامة الكسعي (3) لما رأت عيناك ما صنعت يداكا قال: ثم قال عدي بن مرينا للأسود: أما إذا لم تظفر فلا تعجزن أن تطلب بثأرك من هذا المعدي الذي فعل بك ما فعل. فقد كنت أخبرك أن معدا لا ينام كرها و مكرها و أمرتك أن تعصيه فخالفتني، قال: فما تريد؟ قال: أريد ألا تأتيك فائدة من مالك و أرضك إلاّ عرضتها عليّ ففعل، و كان ابن مرينا كثير المال و الضيعة، فلم يكن في الدهر يوم يأتي إلاّ على باب النعمان هدية من ابن مرينا، فصار من أكرم الناس عليه حتى كان لا يقضي في ملكه شيئا إلاّ بأمر ابن مرينا، و كان إذا ذكر عدي بن زيد عند النعمان أحسن الثناء عليه، و شيع ذلك بأن يقول: إن عدي بن زيد فيه مكر و خديعة، و المعدي لا يصلح إلاّ هكذا. فلما رأى من يطيف بالنعمان منزلة ابن مرينا عنده لزموه و تابعوه، فجعل يقول لمن يثق به من أصحابه:

إذا رأيتموني أذكر عديا عن الملك بخير فقولوا (4):إنه لكذلك، و لكنه لا يسلم عليه أحد، و إنه ليقول: إن الملك - يعني النعمان - عامله و إنه هو ولاه ما ولاه، فلم يزالوا بذلك حتى أضغنوه عليه، فكتبوا كتابا على لسانه إلى قهرمان له ثمّ دسوا إليه حتى أخذوا الكتاب منه

ص: 118


1- كذا في الأغاني، و في م: تنوء.... علاكا.
2- تعطب: تهلك.
3- ندمت ندامة الكسعي، مثل، تقدم شرحه.
4- الأصل: فقولي، و المثبت عن الأغاني. و اللفظة غير ظاهرة في م لسوء التصوير.

و أتوا به النعمان فقرأه فاشتد غضبه، فأرسل إلى عدي بن زيد، عزمت عليك إلاّ زرتني فإني قد اشتقت إلى رؤيتك، و عدي يومئذ عند كسرى فاستأذن كسرى فأذن له، فلما أتاه لم ينظر إليه حتى حبسه في محبس لا يدخل عليه فيه أحد، فجعل عدي يقول الشعر و هو في الحبس، فكان أول ما قاله و هو محبوس من الشعر:

ليت شعري عن الهمام و يأتيك *** بخبر الأنباء عطف السؤال

أين عنا إخطارنا المال و الأنفس *** إذ ناهدوا ليوم المحال

و نضالي في جنبك الناس يدمو *** ن و أرمى و كلنا غير آلي

فأصيب الذي تريد بلا غش *** و أربي عليهم و أوالي

ليت أني أخذت حتفي بكفي *** و لم ألق ميتة الأقتال

محلوا محلهم لصرعتنا العا *** م فقد أوقعوا الرحا بالثفال

و هي قصيدة طويلة، قالوا: و قال أيضا و هو محبوس:

أرقت لمكفهر بات فيه *** بوارق يرتقين رءوس شبيب

تلوح المشرفية في ذراه *** و يجلو صفح دخدار قشيب

و يروى: تخال المشرفية في داره و يجلو صفح...

[و الدخدار] (1) بالفارسية، معربة، و هو الثوب المصون، يقول فيها (2):

سعى الأعداء لا يألون شرا *** عليّ و رب مكة و الصليب

أرادوا كي تمهل عن عدي (3) *** ليسجن أو يدهده في القليب

و كنت لزاز (4) خصمك لم أعرد *** و قد سلكوك (5) في يوم عصيب

أعالنهم و أبطن كل سر *** كما بين اللحاء إلى العسيب (6)

ففزت عليهم لما التقينا *** بتاجك فوزة القدح الأريب

و ما دهري بأن كدرت فضلا *** و لكن ما لقيت من العجيب

ألا من مبلغ النعمان عني *** و قد تهدى النصيحة بالمغيب

ص: 119


1- عن م و الأغاني.
2- «يقول فيها» استدركت عن هامش الأصل.
3- الأصل و م: كثير، و المثبت عن الأغاني.
4- يقال فلان لزاز لفلان أي لا يدعه يخالفه و يعانده.
5- أي أدخلوك.
6- اللحاء: ما على العود من قشر، و العسيب: جريد النخل إذا نحي عنه خوصه.

أحظى كان سلسلة و قيدا *** و غلاّ و البيان لدى الطبيب

أتاك بأنني قد طال حبسي *** و لم تسأم بمسجون حريب (1)

و بيتي مقفر إلاّ نساء (2) *** أرامل قد هلكن من النحيب

يبادرن الدموع على عدي *** كشنّ خانه خرز الربيب

يحاذرن الوشاة على عدي *** و ما اقترفوا عليه من الذنوب

فإن أخطأت أو أوهمت أمرا *** فقد يهم المصافي بالحبيب

و إن أظلم فقد عاقبتموني *** و إن أظلم فذلك من نصيبي

و إن أهلك تجد فقدي و تخذل *** إذا التقت العوالي في الحروب

فهل لك أن تدارك ما لدينا *** و لا تغلب على الرأي المصيب

فإني قد وكلت اليوم أمري *** إلى رب قريب مستجيب

قالوا: و قال فيه أيضا:

طال ذا الليل علينا و اعتكر *** و كأني نادر الصبح سمر

من نجيّ الهم عندي ثاويا *** فوق ما أعلن منه و أسر

و كأن اللّيل فيه مثله *** و لقدما ظنّ بالليل القصر

لم أغمض طوله حتى انقضى *** أتمنى لو أرى الصبح جشر (3)

غير ما عشق و لكن طارق *** خلس النوم و أجداني السهر

و يقول فيها:

أبلغ النعمان عني مألكا *** قول من قد خالف ظنّا فاعتذر

إنني و اللّه فاقبل حلفي *** لأبيل كلما صلّى جأر

مرعد (4) أحشاؤه في هيكل *** حسن لمته وافي الشعر

ما حملت الغل من أعدائكم *** و لدى اللّه من العلم المسرّ

لا تكونن كآسي عظمه *** بأسا حتى إذا العظم جبر

ص: 120


1- الحريب الذي سلب ماله و عقاره.
2- صدره في شعراء النصرانية قبل الإسلام ص 452: و بيتي مقفر الارجاء فيه
3- الأصل و م: حسر، و المثبت عن الأغاني، و جشر الصبح: طلع.
4- الأصل و م: الأسل مرعدا أحشاؤه... و المثبت عن الأغاني و شعراء النصرانية ص 453.

عاد بعد الجبر يبغي وهنه *** ينحون المشي منه فانكسر

و اذكر النعمى التي لم أنسها *** لك في السعي إذا العبد كفر

و قال له أيضا و هي قصيدة [طويلة]:

أبلغ النعمان عني مألكا *** أنه قد طال حبسي و انتظاري

لو بغير الماء حلقي شرق *** كنت كالغصان بالماء اعتصاري

ليت شعري عن دخيل يفتري *** حيثما أدرك ليلي و نهاري

قاعدا يكرب نفسي بثها *** و حراما كان سجني و احتصاري

أجل نعمى ربها أولكم *** و دنوي كان منكم و اصطهاري

في قصائد كثيرة كان يقولها فيه، و يكتب بها إليه و لا يغني عنه عنده شيئا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر (1)،أنا أبو منصور زاهر بن عطارد.... (2)،أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الاسفرائيني، نا أبو عوانة الحافظ ، حدّثني مضاء بن راشد أبو الرضا مولى عبد الملك بن صالح أحد العباد، نا سعيد بن نصير أحد العباد، نا أبو بكر العتكي، قال: كان عدي بن زيد يقول:

و صحيح أمسى (3) يعود مريضا *** هو أدنى للموت ممن يعود

و أطباء بعدهم لحقوهم *** ضل عنهم سعوطهم و اللدود (4)

أين أهل الديار من قوم نوح *** ثم عاد من بعدهم و ثمود

بينما هم على النمارق و الديباج *** أفضت إلى التراب الخدود (5)

ثم لم ينقض الحديث و لكن *** بعد ذا كله و ذاك الوعيد و الموعود

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الوحش سبيع بن مسلم عنه، أنا القاضي أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن بن علي بن محمّد بن يحيى الدقاق قال: نا أبو يعقوب النحوي البحترى ؟؟؟ (6)،قال: قرأت على الأسد بن

ص: 121


1- أقحم بعدها بالأصل:«بن منصور» و المثبت يوافق م، انظر ترجمة زاهر بن طاهر في سير أعلام النبلاء 9/20.
2- غير واضحة بالأصل و م، و رسمها:«السوى».
3- الأصل و م، و في شعراء النصرانية قبل الإسلام ص 471 أضحى.
4- السعوط : اسم الدواء يصب في الأنف، و اللدود: ما سقي الإنسان في أحد شقي الفم.
5- في شعراء النصرانية: الجلود.
6- كذا رسمها بالأصل.

(كذا) حدثكم الرياشي، ثنا الأصمعي عن خلف يعني الأحمر قال.... (1) شعر عدي بن زيد العبادي من.... (2) و يقال إن هذه الأبيات له:

أين أهل الديار من قوم نوح *** ثم عاد من بعدهم و ثمود

بينما هم على الأسرة و الأنماط *** أفضت إلى التراب الخدود

ثم لم ينقض الحديث و لكن *** بعد ذا الوعد كله و الوعيد

و صحيح أمسى يعود سقيما *** و هو أدنى إلى الموت ممن يعود

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج، أنبأ سهل بن بشر، أنبأ علي بن ربيعة البزار، أنا الحسن (3) بن رشيق، نا عبد اللّه بن أحمد بن [زين] (4) القاضي، إملاء، نا محمّد بن زكريا، ثنا العباس بن بكار، نا أبو بكر الهذلي.

قال: سمعت رجلا ينشد الحسن شعرا من قول عدي بن زيد:

و صحيح أضحى يعود مريضا *** هو أدنى للموت ممن يعود

و أطباء بعدهم لحقوهم *** ضل عنهم سعوطهم و اللّدود

أين أهل الديار من قوم نوح *** ثم عاد من بعدهم و ثمود

أين أبناؤنا و أين بنوهم *** أين آباؤنا و أين الجدود

سلكوا منهج المنايا فبادوا *** و أرانا قد حان منا ورود

بينما هم على النمارق و الدي *** باج أفضت إلى التراب الخدود

ثم لم ينقض الحديث و لكن *** بعد ذاك الوعيد و الموعود

قال أبو بكر: فبكى الحسن، حتى تحادرت دموعه على خده و لحيته ثمّ تلا: كُلُّ مَنْ عَلَيْهٰا فٰانٍ ، وَ يَبْقىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاٰلِ وَ الْإِكْرٰامِ (5).

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عبيد اللّه المرزباني، حدّثني أبو علي الحسن بن علي بن المرزبان النحوي، قال: قرأ عليه (6) أبو عبد اللّه محمّد بن العباس اليزيدي.

قال: قرأت هذه الأبيات على عمي الفضل بن محمّد، و يذكر أنه قرأها على أبي

ص: 122


1- كلمة غير واضحة بالأصل.
2- كلمة غير واضحة بالأصل.
3- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م.
4- زيادة عن م.
5- سورة الرحمن، الآيتان 26 و 27.
6- في م: علينا.

المنهال عيينة بن المنهال، و هي.. (1) قال: و أنشد لعدي:

إنني رمت الخطوب فبي *** يوجد العيش أطوارا

ليس يفنى عيشه أحد *** لا نلاقي فيه امعارا

من حميم أو حي ثقة *** أو حبيب يسخط الدارا

أو منون تسمو به *** فتر به العرف انكارا

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن الرضا بن طاهر الحسني (2) الأطروش، أنبأ أبو القاسم علي بن عبد الرّحمن بن الحسن بن عليك، قال: سمعت الشيخ أبا عبد الرّحمن يقول: أنبأ أبو علي القاضي، نا سهل بن علي الأصبهاني، قال:

زعموا أن النعمان بن المنذر خرج يوما يسير بظهر الكوفة و معه عمرو بن عدي، فمروا بالمقابر، فقال النعمان: لو أن هؤلاء تكلموا ما كانوا يقولون ؟ يعني قال كانوا يقولون:

يا أيها الركب سيروا إن قصدتم *** ذات يوم لا تسيرونا

حلوا الركاب و أرخو من أزم *** تها قبل الممات، و فضوا ما تفضونا

[إنا كما أنتم كنا و أنكم *** عما قليل كما صرنا تصيرونا] (3)

كذا قال: و الشعر لعدي بن زيد.

أنا (4) أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو الحسن بن نظيف، أنبأ الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن داود، نا محمّد بن الحارث، عن المدائني، قال:

نزل النعمان بن المنذر و معه عدي بن زيد في ظل شجرة عظيمة ليلهوا فقال عدي بن زيد: أ تدري (5) ما تقول هذه الشجرة ؟ قال: لا، قال: تقول (6):

رب قوم قد أناخوا عندنا *** يشربون الخمر بالماء الزلال

ثم أضحوا لعب الدهر بهم *** و كذاك الدهر حالا بعد حال

ص: 123


1- كلمة غير واضحة بالأصل و م.
2- الأصل و م: الحسين، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 47/أ.
3- سقط البيت من الأصل، و أضيف عن م.
4- في م: أخبرنا.
5- استدرك على هامش م و بعدها صح.
6- البيتان في الأغاني 96/2، و من أبيات فيها 134/2-135 باختلاف الرواية، و الكامل للمبرد 616/2.

أخبرنا أبو سعد بن... (1)،أنبأ أبو نصر بن سيبويه (2)،أنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصيرفي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصفار، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: قال إبراهيم بن المنذر الحزامي: حدّثني محمّد بن عثمان التيمي قال: سمع أبي عثمان (3) من عبيد اللّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطّاب فقال له: اكتبها لابن أخيك، قال: فكتبها إلى عبيد اللّه و لقيني بها - أبياتا لعدي بن زيد.

ح و أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو علي بن شاذان، أنبأ أبو علي عيسى بن محمّد بن أحمد الطوماري (4)،نا أبو العباس ثعلب، حثنا عبد اللّه بن شبيب، حدّثني عمر بن عثمان التيمي، قال: سمع أبي عثمان بن عمر عبيد اللّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر الخطاب [ينشد أبياتا لعدي بن زيد، فقال أبي لعبيد اللّه: أحب أن تكتب هذه الأبيات لابن أخيك عدي بن زيد] (5) فكتبها إلى عبيد اللّه بن عمر في رقعة و خلّى بها في منزلي ببني حديلة و قرأها علي قال: قال عدي بن زيد (6).

أمم قبلنا خلت و قرون *** قوم موسى منهم بنو اسرال

نعبوا في البلاد و من حذر الموت *** و جالوا في الأرض كل محال

ثم صاروا إلى التي خلقوا منها *** و أضحوا من التراب (7) الهبال

هل تراها تبقى عليها مسيح *** فاتح فاه الصبا و الشمال

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، قال أنشدنا (8) أبو بكر عبد اللّه بن أبي الدنيا، عن أبي زيد النّميري لعدي بن زيد:

عن المرء لا تسأل و سل عن قرينه *** فإن القرين بالمقارن يقتدي (9)

ص: 124


1- رسمها بالأصل:«اليعيانجى ؟؟؟» و في م: التقبادي.
2- الأصل:«سنبسويه» و المثبت عن م(؟).
3- بالأصل:«أنبأنا بن عبيد اللّه» و في م: انبانا من عبد اللّه.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 64/16 و في م: الطورمان، تصحيف.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
6- من قوله: فكتبها إلى هنا ليس في م، و في العبارة بعد الزيادة المستدركة عن م بعض اضطراب.
7- في م: فأضحوا من الخراب.
8- قوله:«قال أنشدنا» عن م، و مكانه بالأصل:«نا ابن اسيد نا».
9- البيت في ديوانه، و ينسب إلى طرفة بن العبد، و هو في ديوانه ط بيروت من عدة أبيات ص 44.

قرأت بخط عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الرّحمن بن ماهان (1) في كتاب تاريخ اليمن تأليف الكشوري قال حدّثنا الحسن (2) بن رشيق العسكري، أنا أبو محمّد عبيد بن محمّد بن إبراهيم الكشوري، حدّثني محمّد بن القاسم بن ثابت، و كان من أفضل أهل صنعاء، قال: ذكر علي بن أبي طالب النحوي صاحب الخليل بن أحمد العروضي، قال:

لما هلك عمرو بن هند مالك العرب وفدت وفود العرب إلى كسرى تلتمس الملك، و كان عدي بن زيد كاتب كسرى بالعربية، و وفد فيهم النعمان بن المنذر، و كان أحدثهم سنا، فلما قدموا على كسرى [قام كل رجل منهم بخطبة يذكر شرفه و أفعاله و طاعة قومه له فقال لهم كسرى:] (3) انصرفوا إلى منازلكم حتى يخرج (4) رأيي، فلما انصرفوا قال لعدي: أيّ هؤلاء ترى أن أملّك ؟ و كان النعمان صديقا لعدي من قبل أن كلاهما من أهل الحيرة - قال له عدي:

أيها الملك كلّهم شريف محتمل، و لكن فيهم فتى من أهل بيت ملك، لا أراهم يرضون بملكه عليهم، قال: و كيف ذاك لا يرضون بما أفعل ؟ قال: من قبل أن أمه فارسية و هم يأنفون أن يملكهم ابن فارسية، و لم تكن أم النعمان فارسية إنّما هي غسّانية و لكن عدي إنما أراد أن يكيد له للذي من الصداقة فأغضب كسرى و قال: ما عيبه عندهم إلاّ أن أمه فارسية، فإني لا أملك غيره، فعقد له و ملكه، فلما فرغ، قال النعمان لعدي: أخرج معي فأجعل الخاتم في يدك، و يكون الأمر أمرك، قال له عدي: إني أخاف إن فعلت أن يفطن كسرى لما صنعت، و لكن أخرج و سوف ألحقك فكان كذلك، فمكث بعده شيئا ثم لحقه، فوفى له النعمان فجعل الخاتم في يده، و كان الأمر أمره، فمكث بذلك ما مكث، و كان بنو بقيلة معادين لعدي، فركب النعمان ذات يوم فقال له عدي: إنك ستمر ببني بقيلة و يعرضون عليك أن تنزل عندهم و تأكل طعامهم، و أنت إن فعلت لم أقم معك ساعة و انصرفت إلى كسرى. فقال النعمان: فإني لا أدخل إليهم و لا آكل طعامهم فلما مر بهم تلقوه و قالوا: أيها الملك أكرمنا بنزولك (5) إلينا، و دخولك منزلنا، فتأبى عليهم فقالوا: ننشدك (6) اللّه أيها الملك أن تورثنا سبّة ما عشنا، و عارا في الناس، فلم يزالوا به حتى نزل إليهم و أكل من طعامهم، فلما بلغ ذلك عديا انصرف إلى منزله فلما رجع النعمان قال: أين عدي ؟ قالوا: ذهب إلى منزله قال: فادعوه. فأبى أن

ص: 125


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 535/19.
2- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 280/16.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن م للإيضاح.
4- عن م و بالأصل: خرج.
5- الأصل: بنزلك، و المثبت عن م.
6- الأصل:«أنشدك» و في م: فقال: أنشدك.

يجيب، فأغضب النعمان، فقال لمن عنده من جنده و من حشمه: ائتوني به و لو سحبا، فذهبوا فسحبوه فلم يبلغوا به حتى أثّروا به آثارا قبيحة، فلما رآه النعمان عرف أن فساده عند كسرى إن رآه على تلك الحال فأمر به إلى السجن، فمكث في السجن زمانا يقول الشعر، فقال عامه ما قال من أشعار في السجن، ثم بلغ كسرى ما صنع به فأرسل أمناء من عنده فقال: انطلقوا فإن كان عدي على ما بلغني، ائتوني بالنعمان في الحديد، و إن كان غير ذلك فأعلموني كيف كان، فراع ذلك النعمان، فأسرى على عدي فقتله، ثم دفنه، فلما جاء الأمناء قالوا: اين عدي ؟ قال: هيهات هلك عدي منذ زمان، فصار عدي بن عدي كاتبا لكسرى بالعربية مكان أبيه، و أرضى النعمان الأمناء بشيء فانصرفوا عنه، فعفوا عنه. و ذكر المفضّل الضّبّي: أن عديا كان له أخ اسمه أبيّ و كان عند كسرى، فكتب إليه عدي يخبره بما جرى له، فأخبر كسرى بأمره، فوجّه كسرى رسولا إلى النعمان يأمره بإطلاقه، فقتله النعمان في السجن، ثم ندم على قتله، و كان ذلك سبب تغيّر كسرى للنعمان.

و ذلك في حديث طويل أنا اختصرته.

4663 - عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرّقاع بن عصر بن عدّة

4663 - عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرّقاع بن عصر بن عدّة (1)

- و يقال: عرة - بن شعل بن معاوية بن الحارث

و هو عاملة بن عدي بن الحارث بن مرّة بن أدد

أبو دؤاد العاملي

الشاعر المعروف بعدي بن الرقاع (2)

و يقال: أنّ عاملة بنت وديعة بن قضاعة أم معاوية بن الحارث و إليها ينسبون.

قدم دمشق، و مدح الوليد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب، نا علي بن عبد العزيز قال: قرئ على أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلّم، أنا الفضل بن الحباب، نا محمّد بن سلاّم، قال (3) في الطبقة السابعة من الشعراء الإسلاميين: عدي بن

ص: 126


1- كذا بالأصل، و في الأغاني: عك، و في معجم الشعراء: عذرة، و في تاج العروس بتحقيقنا: عدي (رقع).
2- انظر أخباره في الأغاني 307/9، و معجم الشعراء للمرزباني ص 253 و المؤتلف و المختلف للآمدي ص 116 و الشعر و الشعراء 618/2 و خزانة الأدب 470/4 طبقات الشعراء لابن سلام ص 192 و سير أعلام النبلاء 110/5 و جمهرة ابن حزم ص 420.
3- طبقات الشعراء للجمحي ص 193.

الرقاع، و هو عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع بن عصر بن عدّة بن شعل بن معاوية.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، حدّثني العلاء بن حزم أنه قرأ في كتاب عبد السلام بن الحسين، عن أبي القاسم الآمدي، قال (1):أبو دواد عدي بن الرّقاع العاملي، و هو عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرّقاع بن عصر بن عدة (2) بن شعل بن معاوية بن الحارث - و هو عاملة - ابن عدي بن الحارث بن مرّة بن أدد، الشاعر المشهور.

أخبرنا أبو القاسم [أيضا] (3)،أنبأ أبو بكر الخطيب، قال: و حدّثني محمّد بن فتوح، أنبأ أبو غالب بن سهل.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو غالب محمّد بن بشران الواسطي في كتابه، أنبأ أبو الحسن بن دينار، أنا الآمدي، قال: و أبو دواد (4) عدي بن الرّقاع فذكر مثل ما سقناه إلاّ أنه قال: عرة (5) بن شعل.

أخبرنا أبو الحسين بن محمّد بن كامل بن ديسم، أنا أبو جعفر بن المسلمة في كتابه أنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني، أخبرهم إجازة، قال (6):

عدي بن الرّقاع العاملي، هو عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرّقاع بن عصر بن عذرة بن سعد بن معاوية بن قاسط بن عميرة بن زيد بن الحاف بن قضاعة، و يكنى أبا داود، و يقال: أبو دواد (7) و كان أبرص و هاجى جرير بن الخطفي، و اجتمعا عند الوليد بن عبد الملك، فأنشده عدي قصيدته التي أولها:

عرف الديار توهّما فاعتادها (8).

ص: 127


1- المؤتلف و المختلف للآمدي ص 116.
2- كذا بالأصل و م، و الذي عند الآمدي: عرة، بالراء.
3- الزيادة عن م.
4- الأصل و م: داود.
5- و هذا هو المثبت في المؤتلف و المختلف المطبوع.
6- معجم الشعراء للمرزباني ص 253.
7- الأصل و م: داود، و التصويب عن معجم الشعراء.
8- عجزه في ديوانه ط بيروت ص 33: من بعد ما درس البلى أبلادها و البيت مطلع قصيدة يمدح فيها الوليد بن عبد الملك و يصف فيها الظبية و المطية.

قال جرير: فحسدته على أبيات منها حتى أنشدني صفة الظبية و الغزال:

تزجي أغنّ كأن إبرة روقه (1)

قال جرير: فرحمته، فلما قال: قلم أصاب من الدواة مدادها رحمت نفسي و حالت الرحمة حسدا، و فيها يقول (2):

و قصيدة قد بتّ أجمع بينها *** حتى أقوّم ميلها، و سنادها

نظر المثقف في كعوب قناته *** حتى يقيم ثقافه منآدها (3)

و علمت حتى ما أسائل واحدا *** على علم واحدة لكي أزدادها

و له (4):

لا يبرح المرء يستقري مضاجعه *** حتى يقيم بأعلاهن مضطجعا

و مما يستحسن من قوله يصف فعل سنابك الحمارين إذا غدوا (5):

يتعاوران من الغبار ملاءة *** بيضاء مخملة هما نسجاها (6)

تطوي إذا علوا مكانا جاسيا *** و إذا السنابك أسهلت نشراها (7)

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عبد الوهاب بن علي، أنا أبو الحسن الطاهري، قال: قرئ على أبي بكر الختّلي، أنا الفضل بن الحباب، نا محمّد بن سلاّم، أخبرني أبو الغراف، قال:

دخل جرير على (8) الوليد بن عبد الملك، و هو خليفة، و عنده ابن الرقاع العاملي،

ص: 128


1- و هو البيت الحادي عشر، من القصيدة المذكورة، ديوانه ص 35 و عجزه: قلم أصاب من الدواة مدادها تزجي: زجى الشيء و أزجاه: ساقه و دفعه، و أزجيت الإبل: سقتها. الأغن: الظبي الذي يخرج صوته من خياشيمه.
2- الأبيات في ديوان عدي بن الرقاع ص 38.
3- المثقف: الرمح، و هو هنا الذي يثقف السيف أي يصقله. و القناة: الرمح، منآدها: معوجها.
4- البيت لعدي بن الرقاع، من قصيدة يمدح الوليد بن عبد الملك، ديوانه ص 83، البيت العاشر، و معجم الشعراء ص 253.
5- البيتان من قصيدة في ديوانه ص 50 و انظر تخريجهما فيه.
6- يتعاوران من الغبار أي تصير الغبرة للعير مرة و للأتان مرة.
7- جاسيا: يابسا.
8- بالأصل:«جرير بن علي» تصحيف.

فقال الوليد لجرير: أ تعرف هذا؟ قال: لا يا أمير المؤمنين قال: هذا رجل من عاملة، فقال الذين يقول اللّه تعالى عٰامِلَةٌ نٰاصِبَةٌ تَصْلىٰ نٰاراً حٰامِيَةً (1)،ثم قال (2):

يقصر باع العاملي عن العلا *** و لكن أير العاملي طويل

فقال العاملي:

أ أمك يا ذا أخبرتك بطوله *** أم أنت امرؤ لم تدر كيف تقول (3)

قال: لا، بل لم أدر كيف أقول، فوثب العاملي إلى رجل الوليد فقبّلها و قال: أجرني منه. فقال الوليد لجرير لئن شتمته (4) لأسرجنك و لألجمنك و ليركبنك فيعيرك الشعراء بذلك، فكنى جرير عن اسمه فقال (5):

إني إذا الشاعر المغرور حرّبني *** جار لقبر على مرّان مرموس (6)

قد كان أشوس آباء فأورثنا *** شغبا على الناس في أبنائه الشوس

أقصر فإن نزارا لن يفاضلها (7) *** فرع لئيم و أصل غير مغروس

و ابنا نزار أحلاني بمنزلة *** في رأس [أرعن] (8) عادي القداميس (9)

و ابن اللبون إذا ما لز في قرن *** لم يستطع صولة البزل القناعيس

قال أبو الغراف قال: لما أتت الخلافة سليمان بن عبد الملك أتته و هو بالسّبع (10)فكتب إلى عامله بالأردن أن يبعث إليه عدي بن الرقاع في وثاق، فوجهه إليه، فلما دخل عليه قال: إن كنت لكارها لخلافتي، قال: و كيف ذاك يا أمير المؤمنين ؟ قال: حين تقول في مدحة الوليد (11).

عذنا بذي العرش أن نحيا و نفقده *** و أن نكون لراع بعد تبعا

ص: 129


1- سورة الغاشية، الآيتان 3 و 4.
2- البيت في الأغاني 308/9.
3- البيت في ديوان عدي ص 94، و قد جاء فيه يرد على قول جرير المتقدم.
4- عن الأغاني، و نميل إلى قراءتها بالأصل: سميته.
5- الأبيات في ديوان جرير ط بيروت ص 239 و الأغاني 308/9.
6- حربني: أغضبني.
7- الأصل و م لا يفاخرهم، و المثبت عن الديوان و الأغاني.
8- عن م و الديوان.
9- القداميس: القدامى.
10- السّبع: في برية من أرض فلسطين بالشام (معجم البلدان).
11- البيت في ديوان عدي ص 83 من أبيات مدح الوليد بن عبد الملك.

قال ابن الرقاع: و اللّه ما هكذا قلت يا أمير المؤمنين، و لكني قلت:

عذنا بذي العرش أن نبقى و نفقدهم *** و أن نكون لراع بعدهم تبعا

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):

أما الرّقاع أوله راء مكسورة و قاف مفتوحة: عدي بن الرّقاع العاملي، شاعر مشهور.

و قال ابن ماكولا (2):أما دواد - بضم الدال المهملة و فتح الواو المخففة - فهو أبو دواد بن الرّقاع و هو عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرّقاع بن عصر بن عدة بن شعل بن معاوية بن الحارث [و هو عاملة بن عدي بن الحارث] (3) بن مرة بن أدد، شاعر مشهور مجد من شعراء الدولة الأموية.

أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل، أنا المبارك بن عبد الجبار، أنبأ عبد العزيز بن علي الحناط ، ثنا الحسين بن محمّد بن عبيد العسكري، قال: قال لي أبو بكر أحمد بن إبراهيم العطار المعروف بصاحب أبي عمر السمسار، و كان يعمل معنا في سنة سبع و ثلاثمائة، قال:

سمعت ثعلبا أحمد بن يحيى النحوي يقول: أشعر ما قيل في العين (4) قول عدي بن الرقاع (5):

لو لا الحياء و أن رأسي قد عثا (6) *** فيه المشيب لزرت أم القاسم

و كأنها وسط النساء أعارها *** عينين أحور من جآذر جاسم (7)

و سنان أقصده النعاس فرنقت *** في عينه سنة و ليس بنائم (8)

ص: 130


1- الاكمال لابن ماكولا 86/4.
2- الاكمال لابن ماكولا 335/3.
3- الزيادة بين معكوفتين عن م و الاكمال.
4- كلمة غير مقروءة بالأصل، و بياض في م من سوء التصوير، و لعل الصواب ما أثبت.
5- من أبيات في الأغاني 311/9، و ديوانه ص 99 و فيه أن هذه الأبيات اعتبرها النقاد أفضل ما قيل في وصف عيني امرأة. و انظر تخريجهما فيه.
6- الأصل و الأغاني:«عسا» و في م:«عشا» و في اللسان: عفا و المثبت عن الديوان.
7- أحور من الحور، و هو أن يكون البياض محدقا بالسواد كله. و جآذر مفردها جؤذر و هو ولد البقرة الوحشية. و جاسم: قيل: حي قديم من العرب، و قيل: جاسم موضع بالشام.
8- و سنان: نائم. أقصده: أصابه. رنقت: الترنيق: الدنو من الشيء يريد أن يفعله. يقال: رنقت العقاب لصيدها إذا دنت منه.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و غيره، أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد الغساني، أنبأ أبو بكر محمّد بن جعفر الخرائطي، قال: سمعت علي بن الأعرابي يقول (1):

بلغني أن جماعة من الشعراء أتوا إلى باب ابن الرّقاع الشاعر فدقوه، فخرجت إليهم بنيّة له صغيرة فقالت: من القوم ؟ فقالوا: نحن شعراء أتينا أباك لنهاجيه قالت لهم: هو غائب، قالوا: لا، و لكنه هرب منّا، فقالت:

تجمعتم من كل شرق و مغرب (2) *** على واحد لا زلتم قرن واحد

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو عبد الوهاب بن علي، أنا أبو الحسن الطاهري، قال: قرئ على أبي بكر الختّلي، أنا الفضل بن الحباب، أنا محمّد بن سلاّم، قال: و حدّثني يونس بن حبيب قال:

استسقى عدي بن الرقاع بني بحر من بني زهير بن جناب الكلبي، فلم يسقوه، و هو على ماء لهم يقال له الدّمعانة (3) فورد على ماء لبني تغلب يقال له خالة (4)،و فيه جفر يقال له القنيني - كانت بنو تغلب فيه، فوقع قعب له في القنيني فزعموا أنه وجد في التراب، فاقتتلت في ذلك الجفر بنو تغلب حتى كادت تتفانى، ثم اصطلحوا على أن يملئوه حجارة و قتادا و احتفروا حوله، فموضع القنيني من خالة معروف، و يقال لما حوله: القنّينيّات، فقال ابن الرقاع (5):

غابت [سراة] (6) بني بحر و لو شهدوا *** يوما لأعطيت ما أبغي و أطلب

لما دفعت إلى الماء.... (7) قلت له: *** هل أنت مفتعل أجرا و محتسب

إذا خطبت قضى هنا مطالبه *** ... (8) بأخرى خطيب فاضل الحرب (9)

ص: 131


1- الخبر و الشعر - باختلاف الرواية - في الأغاني 310/9.
2- الأصل:«سوق و معرب» و المثبت عن م، و في الأغاني: من كل أوب و بلدة.
3- بدون إعجام بالأصل و م، و المثبت عن معجم البلدان، بكسر أوله و سكون ثانيه، و العين مهملة: ماء لبني بحر من بني زهير بن جناب الكلبيين بالشام.
4- الأصل و م: حاله، و المثبت عن معجم البلدان، و فيه أنه ماء لكلب بن وبرة في بادية الشام، و تروى بالحاء المهملة.
5- الخبر و الأبيات في معجم البلدان (خالة) و ديوانه ص 66 نقلا عن معجم البلدان.
6- زيادة عن م و المصادر.
7- غير مقروءة بالأصل و م.
8- غير مقروءة بالأصل و م.
9- البيت ليس في الديوان و معجم البلدان.

حتى وردنا القنينيات (1) ضاحية *** في ساعة من نهار القيظ (2) تلتهب

فجاد بالبارد العذب الزلال لنا *** ما دام يمسك عودا ذاويا كرب (3)

من ماء خالة جياش بذمته *** مما توارثه الأوحاد و العتب

يريد: عتبة بن سعد، و عتاب بن سعد، و عتبان بن سعد، و الأوحاد: عوف و سعد ابنا ملك من بني تغلب (4).

و قال يمدح عبد الملك بن مروان و يهجو مصعب بن الزبير (5):

لعمري لقد أصحرت خيلنا *** بأكناف دجلة للمصعب

................ (6) *** بالعراق حتى تلقاه كالمشجب

وردن العراق... (7) *** و كان هما ثقة و المشرب

على كل... (8) يرى معكما *** بصير... (9) كالجمل الأجرب

... (10) النفس في وجهه *** شعاع تلألأ كالكوكب

إذا ما منافق أهل العرا *** ق عوتب ثمت لم يعتب

دلفنا إليه بذي تدراء *** قليل التفقد للغيّب

فقدمنا (11) واضح وجهه *** كريم الضرائب (12) و المنصب

أعين بنا وجهه إذا *** ما انجلت... (13) الموكب

تظل العنابل ؟؟؟ (14) يكسونه رواقا *** من... (15) لم يطنب

أعين بنا و نصرنا به *** و من ينصر اللّه لم يغلب

و قال أيضا (16):

ص: 132


1- القنينيات جمع قنيني، اسم حفر في بلاد بني تغلب (معجم البلدان).
2- معجم البلدان و الديوان: الصيف.
3- الأصل: عودي ذاويا اللوب.
4- في معجم البلدان: و الأوحاد: عوف بن سعد و كعب بن سعد من بني تغلب.
5- الأبيات في ديوانه ص 59 و انظر تخريجها فيه.
6- كلام غير مقروء، و البيتان ليسا في الديوان.
7- كلام غير مقروء، و البيتان ليسا في الديوان.
8- غير مقروءة بالأصل.
9- غير مقروءة بالأصل.
10- غير مقروءة بالأصل.
11- الأصل: يقدمنا، و المثبت عن الديوان.
12- الأصل: المضارب، و المثبت عن الديوان.
13- غير مقروءة و رسمها: عمره.
14- الأولى بدون إعجام، و الثانية غير مقروءة و رسمها: النقع.
15- الأولى بدون إعجام، و الثانية غير مقروءة و رسمها: النقع.
16- لأبيات في ديوانه ص 53-54 و انظر تخريجها فيه.

و القوم أشباه و بين حلومهم *** بون كذاك تفاضل الأشياء

كالبرق منه وابل متتابع *** جود و آخر ما يبض بماء

و الدهر يفرق بين كل جماعة *** و يلف بين تباعد و تناء

و المرء يورث مجده ابناءه *** و يموت آخر و هو في الأحياء

و قال أيضا (1):

تزجي أغن كأن إبرة روقه *** قلم أصاب من الدواة مدادها

ركبت به من عالج متحيرا *** قفرا تربب وحشها أولادها

بمجر مرتجز الرواعد بعجت *** غرّ السحاب به الثقال مزادها

إني إذا لم تصلني خلتي *** و تباعدت عني اغتفرت بعادها

و إذا القرينة لم تزل في نجدة *** من ضغنها سئم القرين قيادها

إما ترى شيبي تفشغ لمتي *** حتى علا وضح يلوح سوادها

فلقد ثنيت يد الفتاة وسادة *** لي جاعلا إحدى يدي وسادها

4664 - عدي بن عبد الرّحمن بن زيد بن أسيد

ابن جابر بن عدي بن خالد بن خثيم (2) بن

أبي حارثة بن جدي بن تدول بن بختر بن عتود

أبو الهيثم الطائي (3)

والد الهيثم بن عدي.

قيل إنه دمشقي.

سكن الكوفة، و واسط .

و حدّث عن دواد بن [أبي] هند، و محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و أبي مسلمة سعيد الطاحي، و يقال الطائي، و محمّد بن عمرو بن علقمة.

روى عنه: محمّد بن الوليد، و يقال: سعيد بن عبد الجبار الزّبيدي، و عبد الوارث بن سعيد، و وكيع بن الجرّاح، و إبراهيم بن طهمان، و عيسى بن يونس.

ص: 133


1- الأبيات في ديوانه من قصيدة ص 33 و ما بعدها، و انظر تخريجها فيه.
2- في م: خيثم.
3- التاريخ الكبير 45/7 و الجرح و التعديل 3/7.

و قد حضر عدي هذا عند عبد الملك بن مروان و حكى عنه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن أحمد بن علي السمسار، أنبأ أبو ذرّ محمّد بن أبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطّبراني، أنا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حكيم المديني (1)،نا... (2) والدي، نا محمّد بن مسلم بن وارة الرازي، نا الربيع بن روح الحمصي، نا محمّد بن حرب، عن الزبيدي، عن عدي بن عبد الرّحمن، عن داود بن أبي هند، عن أبي صالح مولى لطلحة بن عبيد اللّه، قال:

كنت عند أم سلمة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأتاها ذو قرابة لها غلام شاب، ذو جمّة، فقام يصلّي، فلما ذهب يسجد نفخ فقالت: لا تفعل، فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان يقول لغلام أسود:

«يا رباح، ترب وجهك»[8080].

أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن محمّد بن أبي القاسم القايني، و أبي الحسن علي بن محمّد بن [الحسين] (3) البوشنجي الصوفيان - بهراة - قالا: أبو المظفر موسى بن عمران بن محمّد بن أحمد الأنصاري، أنبأ أبو الحسن محمّد بن الحسين بن داود بن علي العلوي، أنا محمّد بن حمدوية بن سهل المروزي، نا عبد اللّه بن حمّاد الآملي، نا الربيع بن روح، نا محمّد بن حرب، عن الزّبيدي، عن عدي، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

ما ابتلي بهذا الدين أحد فقام [به كله] (4) إلاّ إبراهيم عليه السلام، قال اللّه عزّ و جلّ :

وَ إِذِ ابْتَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمٰاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قٰالَ : إِنِّي جٰاعِلُكَ لِلنّٰاسِ إِمٰاماً قٰالَ : وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي الآية (5).

قال: أما الظالم فلا يؤتم به، قلت له: فما الكلمات التي ابتلى اللّه إبراهيم بهن و أتمهن ؟ قال: الإسلام ثلاثون سهما: عشر آيات في براءة اَلتّٰائِبُونَ الْعٰابِدُونَ (6) إلى آخر الآيات، و عشر آيات من أول سورة قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (7) و سَأَلَ سٰائِلٌ بِعَذٰابٍ وٰاقِعٍ (8) و عشر آيات في الأحزاب إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِمٰاتِ (9) إلى آخر الآية، فأتمّهن كلهن، فكتب له

ص: 134


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 306/15.
2- رسمها بالأصل و م: سعا.
3- الزيادة عن م.
4- الزيادة للإيضاح عن م.
5- سورة البقرة، الآية:124.
6- سورة التوبة، الآية:112.
7- سورة المؤمنون، الآية الأولى.
8- سورة المعارج، الآية الأولى.
9- سورة الأحزاب، الآية:35.

براءة [قال] وَ إِبْرٰاهِيمَ الَّذِي وَفّٰى (1).

قال أبو المظفر موسى بن عمران: قال الحاكم أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ : عدي هذا هو ابن عبد الرّحمن من أهل دمشق، و هو غريب من حديثه عن داود، و لم يكتبه من حديث داود إلاّ بهذا الإسناد.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي.

أخبرنا (2) أبو الفضل [بن] (3) ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين - الأصفهاني، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (4):

عدي بن عبد الرّحمن، عن سعيد الطاحي. روى عنه وكيع.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا: و أبو عبد اللّه الأديب - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (5):

عدي بن عبد الرّحمن والد الهيثم بن عدي الطائي، روى عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و سعيد الطاحي، و يقال: سعيد هذا هو؟؟ ابن يزيد أبو مسلمة، روى عنه عبد الوارث بن سعيد، و وكيع بن الجراح، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى الربيع بن روح، عن محمّد بن حرب عن الزبيدي، عن عدي بن عبد الرّحمن الطائي، عن داود أبيه هند بنسخة (6)،فسألت أبي عن الزبيدي هذا من هو؟ فقال: هو سعيد بن عبد الجبار الزبيدي.

كذا قال، و قد أخرج أبو الحسن بن جوصا و الطّبراني، و هما من أعلم الناس بحديث الشاميين هذه النسخة في حديث محمّد بن الوليد الزّبيدي.

ص: 135


1- سورة النجم، الآية:37.
2- في م: ثم حدثنا.
3- الزيادة عن م.
4- التاريخ الكبير للبخاري 45/7.
5- الخبر في الجرح و التعديل 3/7.
6- الأصل: نسخة، و المثبت عن م و الجرح و التعديل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو الهيثم عدي بن عبد الرّحمن الطائي، عن أبي مسلمة سعيد الطائي، و محمّد بن عمرو، روى عنه عبد الوارث، و وكيع، و ابن طهمان.

قرأت: على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو منصور الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن عبد الرّحمن، عن أبيه قال: أبو الهيثم عدي بن عبد الرّحمن.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أحمد الحاكم، قال:

أبو الهيثم عدي بن عبد الرّحمن الطائي الكوفي، عن أبي الحسن (1) محمّد بن عمرو بن علقمة الليثي، و أبي (2) عبد الرّحمن محمّد بن عبد الرّحمن بن [أبي] (3) ليلى الأنصاري، سمع منه أبو عبيدة عبد الوهاب بن سعيد العنبري، و وكيع، أنا محمّد بن سليمان، نا محمّد - يعني ابن إسماعيل - قال: قال أبو معمر: نا عبد الوارث، نا عدي أبو الهيثم الكوفي.

قرأت على أبي (4) عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمّام علي بن محمّد بن الحسن، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطيب محمّد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، نا سليمان بن أبي شيخ، قال: سألت أبا سفيان (5)-يعني الحميري - عن عدي بن عبد الرّحمن أبي الهيثم بن عدي هل كان يطعن في نسبه ؟ قال: لا، و لقد كان من خير رجل بواسط ، و لكن ابنه - يعني الهيثم بن عدي - آذى الناس و تعرّض لهم، فتعرضوا له.

اسم أبي سفيان سعيد بن يحيى بن مهدي، واسطي.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن

ص: 136


1- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 136/6 و في تهذيب الكمال 113/17 أبو عبد اللّه، و قيل: أبو الحسن.
2- الأصل: ابن، تصحيف، و المثبت عن م.
3- زيادة عن م.
4- الأصل: ابن، تصحيف، و الصواب عن م، و السند معروف.
5- اسمه: سعيد بن يحيى بن مهدي بن عبد الرحمن بن عبد كلال، أبو سفيان الحميري، ترجمته في تهذيب الكمال 325/7 و سير أعلام النبلاء 432/9 و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى اسمه.

السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى يقول: قد روى عيسى بن يونس، و وكيع، عن عدي أبي الهيثم بن عدي.

4665 - عدي بن عدي بن عميرة بن عدي بن عفير

- و يقال: عفير (1)-ابن زرارة بن الأرقم بن النعمان بن عمرو بن وهب

ابن ربيعة (2) بن معاوية بن ثور بن مرتع (3) بن معاوية بن كندة

و هو ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرّة

ابن أدد زيد بن يشجب بن عريب

أبو فروة الكندي (4)

حدّث عن أبيه مرسلا، و عن عمه العرس بن عميرة.

روى: عنه عيسى بن عاصم، و إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي المقدسي، و الأجلح بن عبد اللّه الكندي، و أبو الزبير محمّد بن مسلم بن تدرس (5)،و عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي حسين، و سيف بن سليمان المخزومي (6)،و جرير بن حازم الأزدي البصري، و المغيرة بن زياد، و النعمان بن أبي بكر بن حسان بن يزيد الموصليان، و عمرو بن قيس الملائي (7)،و شعبة بن الحجّاج، و حمّاد بن سلمة، و معقل (8) بن عبيد اللّه الجزري، و كان يصحب خلفاء بني أمية.

و استعمله عمر بن عبد العزيز على الموصل، و الجزيرة، ثم عزله عنها، و ولاّه أرمينية فلم يزل عليها حتى توفي عمر.

ص: 137


1- كذا بالأصل و م، و لعله تصحيف، و الذي في تهذيب الكمال: فروة.
2- الذي في جمهرة ابن حزم: ربيعة بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور... و في تهذيب الكمال: وهب بن ربيعة بن الحارث بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن ثور.
3- الحرف الثالث بدون إعجام بالأصل، و غير واضحة في م، و المثبت عن جمهرة ابن حزم، و في تهذيب الكمال: مربع.
4- انظر أخباره في جمهرة ابن حزم ص 426 و تهذيب الكمال 506/12 و تهذيب التهذيب 109/4 و الجرح و التعديل 3/7 و التاريخ الكبير 44/7 طبقات خليفة رقم 3069 ص 585 و طبقات ابن سعد 480/7 تاريخ أبي زرعة الدمشقي (الفهارس) و تاريخ ابن معين 398/2 و الكنى و الأسماء للدولابي 82/2.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 380/5.
6- غير مقروءة بالأصل و م، و رسمها:«؟؟؟ اللنون» و لعل ما أثبتناه الصواب راجع ترجمته في تهذيب الكمال 248/8.
7- في تهذيب الكمال: السكوني، ترجمته في تهذيب الكمال 317/14.
8- الأصل «و معول بن عبد اللّه الحررى» و الصواب عن تهذيب الكمال، ترجمته في تهذيب الكمال 253/18.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنا أبو عثمان البحيري (1)،أنا محمّد بن يحيى بن سهل المطرز، أنا محمّد بن سهل بن عسكر، نا عمره بن الربيع بن طارق، عن يحيى بن أيوب، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي حسين، عن عدي بن عدي الكندي، عن أبيه، عن العرس، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«مروا النساء في أنفسهن، فإنّ الثّيّب تعرب عن نفسها، و البكر رضاها (2) صمتها»[8081].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنبأ عبد الواحد بن محمّد بن عثمان، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل بن إسحاق، قال: سمعت علي بن المديني يقول: عدي بن عدي بن عميرة بن فروة الحضرمي (3).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة، قال (4):في الطبقة الثانية من تابعي أهل الجزيرة: عدي بن عدي بن عميرة بن زرارة بن الأرقم بن النعمان من كندة، مات سنة عشرين و مائة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرة بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللّنباني، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر (5) بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم.

قالا: نا محمّد بن سعد (6) قال في تسمية من كان بالجزيرة: عدي بن عدي بن عميرة الكندي - زاد ابن الفهم: عن ابن سعد: و كان ثقة إن شاء اللّه-.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا

ص: 138


1- بعدها ورد اسم في م، لم يبين منه إلاّ الكلمة الأخيرة منه:«حمدان» و لعل السقط :«أنا أبو عمرو بن حمدان».
2- تقرأ بالأصل:«حياها» و المثبت عن م.
3- كذا بالأصل و م: الحضرمي(؟).
4- طبقات خليفة بن خياط ص 585 رقم 3609.
5- الأصل: عمرو، تصحيف، و المثبت عن م، و السند معروف.
6- طبقات ابن سعد 480/7.

[أحمد] (1) ابن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح قال:

سمعت يحيى يقول في تسمية أهل الجزيرة: عدي بن عدي بن عميرة الكندي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية (2)، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، قال:

عدي بن عميرة بن فروة بن الأرقم بن نعمان بن عمرو بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتفع بن كندة. و هو ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرّة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، و عدي بن عدي بن عميرة كان ناسكا فقيها، و هو صاحب عمر بن عبد العزيز، و ولي الجزيرة و أرمينية، و أذربيجان لسليمان بن عبد الملك (3).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (4):

عدي بن عدي الكندي أبو فروة، عن أبيه، كنّاه يحيى بن حمزة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي في كتابه، و أبو عبد اللّه الخلاّل - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأ أبو طاهر، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، قال (5).

عدي بن [عدي بن] (6) عميرة الكندي، أبو (7) فروة، و لأبيه صحبة، روى عن أبيه مرسل، لم يسمع من أبيه، يدخل بينهما العرس بن عميرة، و كان عامل عمر بن عبد العزيز

ص: 139


1- الزيادة عن م.
2- على هامش م: و حدثنا عمي، نا أبو طالب بن يوسف،(في م: نا أبي يوسف) نا الجوهري قراءة.
3- طبقات ابن سعد 476/7 و 480 و عنه تهذيب الكمال 507/12.
4- التاريخ الكبير 44/7.
5- الجرح و التعديل 3/7.
6- الزيادة عن م و الجرح و التعديل.
7- بالأصل: و فروة، و المثبت عن م و الجرح و التعديل.

على الموصل، روى عنه عيسى بن عاصم، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو عبد اللّه بن الفراوي، و أبو المظفر بن القشيري عن أبي الوليد الحسن بن محمّد بن علي، أنا أبو الفرج محمّد بن إدريس بن محمّد بن إدريس، قال:

قرأت على أبي منصور المظفّر [بن] (1) محمّد الطوسي، أنا أبو زكريا يزيد بن محمّد بن إياس الأزدي في كتاب طبقات محدثي أهل الموصل قال: و منهم:

عدي بن عدي بن عميرة الكندي، ولي الموصل، و أقام بها، و كتب عنه المواصلة، و كان فقيها محدثا، روى عنه المغيرة بن زياد البجلي، و النعمان بن أبي بكر بن حسّان بن يزيد بن قيس بن سلمة بن قيس الأزدي، جد أبي علي بن جابر، و روى عنه من غير المواصلة الأجلح الكندي، و عمرو بن قيس الملائي، و حمّاد بن سلمة، و شعبة بن الحجاج، و جرير بن حازم، و النا؟؟؟ س (2).

قرأت على أبي الحسن الفقيه الشافعي، عن أحمد بن إبراهيم بن أحمد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا علي بن الحسين بن بندار، أنا أبو عروبة الحرّاني قال في الطبقة الثانية من التابعين من أمراء الحيرة: عدي بن عدي بن عميرة الكندي، نزل حرّان، و عقبه بها، و ولي الجزيرة.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، قال: قال: أنبأنا أبو بكر الخطيب.

عدي بن عدي بن عميرة الكندي أبو فروة، ولي الجزيرة لعمر بن عبد العزيز، و كان يقال له: سيّد أهل الجزيرة، و حدّث عن أبيه، روى عنه معقل بن عبيد اللّه (3).

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (4)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،حدّثني هشام (6) بن عمار، نا يحيى بن حمزة، عن برد بن سنان، قال: قال مكحول لعدي بن عدي: يا أبا فروة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن

ص: 140


1- الزيادة عن م.
2- كذا رسمها بالأصل و م.
3- الأصل: عبد اللّه، تصحيف، و المثبت عن م.
4- الأصل و م: الكناني، تصحيف، تقدم التعريف به.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 711/2.
6- الأصل: هاشم، تصحيف، و التصويب عن م و تاريخ أبي زرعة.

السّقا، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: عدي بن عدي أبو فروة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، نا أحمد بن منصور بن خلف، نا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو فروة عدي بن عدي الكندي، عن أبيه، و رجاء بن حيوة (1)،روى عنه عيسى بن عاصم، و معقل بن عبيد اللّه.

قرأت على أبي الفضل [بن] (2) ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي أنا الخصيب (3) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو فروة عدي بن عدي.

أخبرنا العباس بن عبد العظيم قال: سمعت الهيثم بن خارجة يقول: عدي بن عدي أبو فروة.

قرأنا على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي، قال (4):أبو فروة عدي بن عدي.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (5)،أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي، أنا أبو أحمد قال:

أبو فروة عدي بن عدي بن عميرة بن زرارة بن أرقم بن النعمان بن عمرو بن وهب بن ربيعة بن الحارث بن عدي بن ربيعة بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن ثور بن (6) عفير الكندي سيد أهل الجزيرة، عن أبيه عدي بن عميرة الكندي (7)،و عن عمه (8) العرس بن عميرة الكندي، و أبي المقدام رجاء بن حيوة الكندي (9)،

ص: 141


1- الأصل: حيويه، و المثبت عن م.
2- زيادة عن م.
3- في م: الخطيب، و فوقها ضبة، تنبيها على أن الصواب: الخصيب.
4- الكنى و الأسماء للدولابي 82/2.
5- الأصل و م: الهمداني، بالدال المهملة تصحيف.
6- أقحم بعدها بالأصل:«بن مربع بن معاوية بن ثور بن عبد بن الحند» و المثبت بعدها:«عفير الكندي» عن م. و انظر ما مرّ في نسبه في أول الترجمة.
7- الأصل: و الكندي، و التصويب عن م.
8- بالأصل:«و عن محمّد العريس» و المثبت عن م.
9- أقحم بعدها بالأصل:«روى عدي بن عميرة الكندي عن عمه العرس بن عميرة الكندي و أبي المقدام رجاء بن حيوة الكندي».

روى عنه الحكم بن عتيبة أبو محمّد الكندي، و أبو إسماعيل إبراهيم بن [أبي] (1) عبلة، و أبو الزبير محمّد بن مسلم بن تدرس القرشي، و أبو بكر أيوب بن أبي تميمة السّختياني، و أبو النّضر جرير بن حازم الأزدي، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي حسين القرشي النوفلي، و أبو عبد اللّه معقل بن عبيد اللّه (2) العبسي، و عيسى بن عاصم الأسدي، و أبو سليمان سيف بن سليمان المخزومي، عداد أبيه عدي بن عميرة في الكوفيين، و كان نزلها ثمّ خرج عنها بعد قتل عثمان، و صار إلى الجزيرة، فمات بها و له عقب بحرّان.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - مشافهة - إذنا قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (3):

ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: عدي بن عدي ثقة.

قال: و سألت أبي عن عدي بن عدي، فقال: ثقة.

قال: و نا عبد اللّه بن أحمد فيما كتب إليّ ، قال: سمعت أبي يقول: عدي بن عدي بن عميرة، أبوه من أصحاب الشافعي: لا (4) يسأل عن مثل هذا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي، قال (5):عدي بن عدي ثقة.

أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، ثنا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: قال يحيى، و قد سمع حمّاد بن سلمة من عدي بن عدي، و قد سمع منه جرير بن حازم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري.

ص: 142


1- زيادة عن م.
2- عن م، و بالأصل: عبد اللّه، تقدم التعريف به.
3- الجرح و التعديل 3/7.
4- «لا» ليست في الجرح و التعديل، و انظر تهذيب الكمال 507/12.
5- تاريخ الثقات للعجلي ص 330.

و حدّثنا عمّي رحمه اللّه، أنا أبو طالب بن يوسف - قراءة - أنا الجوهري.

[أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا كثير بن هشام، نا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران: أن عدي بن عدي كان على قضاء الجزيرة في خلافة عمر بن عبد العزيز] (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن [بندار، نا] (3) أبو العلاء، أنا [أبو] (4) بكر، أنا البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، و عدي (5) هو - يعني - ابن عدي بن عميرة بن فروة بن زرارة، ولي الجزيرة (6)(7).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو (8) محمّد الكتاني (9)،أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة قال: عدي بن عدي عامل عمر على الجزيرة.

قال: و أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (10)،نا أبو مسهر، ثنا سعيد بن عبد العزيز، قال: قال رجاء أو عدي: أنا من الذين أنعم اللّه عليه بالإسلام و عدادي (11) في كندة (12).

قال: و نا أبو زرعة (13)،نا أبو مسهر، نا مغيرة بن مغيرة قال: قال مسلمة بن عبد الملك: إنّ في كندة لثلاثة ان اللّه تبارك و تعالى لينزل بهم الغيث، و ينصر بهم على الأعداء، رجاء (14) بن حيوة، و عبادة بن نسيّ ، و عدي بن عدي.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن

ص: 143


1- طبقات ابن سعد 480/7.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل هنا و أضيف عن م و ابن سعد. و قد وردت العبارة بالأصل بعد عدة أخبار مكررة.
3- بياض بالأصل.
4- بياض بالأصل.
5- كذا بالأصل: نا أبي وعدي.
6- بياض بالأصل، و بعده كررت أخبار عديدة.
7- الخبر السابق سقط من م.
8- الأصل: أبو بكر محمّد، خطأ.
9- الأصل و م: الكناني، تصحيف، و هو عبد العزيز بن أحمد، أبو محمّد الكتاني الدمشقي، تقدم التعريف به.
10- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 337/1.
11- بالأصل و م: وعدا (ثم بياض) و المثبت عن تاريخ أبي زرعة.
12- الأصل: كيده، و بدون إعجام في م، و المثبت عن أبي زرعة.
13- تاريخ أبي زرعة 337/1 و تهذيب الكمال 507/12.
14- الأصل: جابر، و التصويب عن م و تاريخ أبي زرعة.

حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن رجاء قال (1):

سئل مكحول عن شيء و هو مع رجاء بن حيوة (2)،و عدي بن عدي الكندي فقال: سل شيخيّ هذين، فقالا له: أفت الرجل، فقال مكحول: نعم، فأجابه.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأ أبو الحسن السّيرافي، أنبأ أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (3)،قال (4):تسع و تسعين فيها أغارت الخزر على أرمينية و أذربيجان، و عليهما عبد العزيز بن حاتم بن النعمان (5)،فقتل اللّه عامّة الخزر فكتب عبد العزيز بذلك إلى عمر بن عبد العزيز عند ولايته، فولّى عمر بن عبد العزيز أرمينية عديّ بن عدي، فاحتفر عدي نهرا، يقال له نهر عدي إلى اليوم.

أنبأنا محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، قال: قال الوليد: و أما عثمان بن محمّد فإنه حدث أن هشام بن عبد الملك أغزى الصائفة سنة ست و مائة سعيد بن عبد الملك، و كنت فيمن غزا تلك السنة، فصلّى بنا الظهر أربعا بدابق فدخل عليه مكحول، فأفتاه بقصر الصلاة، فخرج فصلّى بنا العصر ركعتين عن (6) مكحول قال: فسمعت رجاء بن حيوة و عبادة بن نسي و عدي بن عدي يقولون: ما زلنا نتم الصلاة في هذا المعسكر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أخبرنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا حاتم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي، قال: و مات عدي بن عدي الكندي آخر إمرة هشام.

أنبأنا أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ عن (7) أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنا عبد الرّحمن بن محمّد المكتب و عبد اللّه بن عبد الرّحمن قالا: أنا الحسن بن رشيق أنا أبو بشر محمّد بن [أحمد بن] (8) حماد، أخبرني محمّد - يعني إبراهيم بن هاشم - عن أبيه، عن محمّد بن عمر، قال: و فيها مات عدي بن عدي الكندي - يعني سنة عشرين و مائة-.

ص: 144


1- تهذيب الكمال 507/12.
2- الأصل: حيوية، و التصويب عن م و تهذيب الكمال.
3- تاريخ خليفة ص 316.
4- الأصل: قالت.
5- زيد في م و تاريخ خليفة: الباهلي.
6- كلمة غير مقروءة بالأصل و م.
7- الأصل و م: عمر، تصحيف.
8- الزيادة عن م.

[أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العباس النّهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، قال: قال يحيى بن بكير:

مات سليمان بن حبيب و عدي بن عدي سنة عشرين و مائة] (1).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (2)،قال: و في سنة عشرين و مائة مات عدي بن عدي بالجزيرة.

أخبرنا أبو القاسم السمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري (3)،أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة عشرين و مائة فيها مات عدي بن عدي (4).

4666 - عدي بن عميرة بن فروة بن زرارة بن الأرقم بن نعمان

ابن عمرو بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث

[ابن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع

ابن كندة و هو ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن] (5)

مرة بن أدد بن يشجب بن عريب بن كهلان بن سبأ بن يشجب

ابن يعرب بن قحطان

أبو زرارة الكندي الأرقمي (6)

وفد على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأسلم، و حدث عنه.

روى عنه: أخوه العرس بن عميرة، و ابنه عدي بن عدي، و رجاء بن حيوة.

و وفد على معاوية.

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو

ص: 145


1- الخبر السابق بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 350.
3- رسمها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
4- راجع تهذيب الكمال 508/12.
5- ما بين معكوفتين أضيف عن م، و انظر نسبه في جمهرة ابن حزم ص 426 و لم يكرر فيها:«الحارث بن معاوية».
6- انظر أخباره في تهذيب الكمال 508/12 و تهذيب التهذيب 109/4 و جمهرة ابن حزم ص 426 و الإصابة 2/ 470 و أسد الغابة 512/3 طبقات خليفة ص 131، طبقات ابن سعد 55/6 الاستيعاب 142/3.

بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا محمّد بن إسحاق هو المسيبي، نا عبد اللّه بن نافع، عن محمّد بن جعفر بن أبي كثير، عن يحيى - هو ابن سعيد - عن أبي الزبير المكي، عن عدي بن عدي الكندي، أخبر عن أبيه.

أنه جاء رجلان إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يختصمان في أرض، فقال أحدهما: أرضي، و قال الآخر: هي أرضي، أخذتها و قبضتها، فأحلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الذي بيده الأرض[8082].

رواه جرير بن حازم عن عدي، فأدخل بينه و بين أبيه عمه العرس بن عميرة، و رجاء بن حيوة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،نا علي بن عبد اللّه، نا معتمر بن سليمان قال:

قرأت على الفضيل (2) بن ميسرة، حدّثني أبو حريز (3) أن قيس بن أبي حازم حدثه أن عدي بن عميرة قال:

كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إذا سجد يرى بياض إبطه، ثم إذا سلّم أقبل بوجهه عن يمينه حتى يرى بياض خده، ثم يسلّم عن يساره و يقبل بوجهه حتى يرى بياض خده عن يساره.

قال أبو عبد الرّحمن: و حدّثني يحيى بن معين، نا معتمر بن سليمان، فذكر الحديث.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر السهمي، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل، نا أبو العباس الأصم، نا الحسن بن علي بن عفّان، نا أبو أسامة، عن جرير - هو ابن حازم - قال:

سمعت عدي بن عدي الكندي يحدّث في حلقة بمنى، قال: حدّثني رجاء بن حيوة و العرس بن عميرة، عن عدي بن عميرة الكندي.

أن إمرأ القيس بن عابس الكندي خاصم إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم رجلا من حضرموت في أرض، فسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الحضرمي البيّنة، فلم يكن له بيّنة، فقضى على امرئ القيس باليمين، و قال الحضرمي: أمكنته يا رسول اللّه من اليمين، ذهبت و اللّه أرضي، فقال

ص: 146


1- مسند أحمد بن حنبل 219/6 رقم 17742 (ط دار الفكر - بيروت).
2- الأصل و م: الفضل، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 122/15.
3- الأصل: أبو حرير، و في م: أبو جرير، و في المسند: ابن حريز و كله تصحيف، و الصواب ما أثبت، و هو أبو حريز عبد اللّه بن الحسين قاضي سجستان، انظر الحاشية السابقة.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها مال أخيه لقي اللّه يوم القيامة يلقاه و هو عليه غضبان».

قال: و قال رجاء و تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّٰهِ وَ أَيْمٰانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً (1) إلى آخر الآية.

فقال امرؤ القيس: يا رسول اللّه، فما ذا لمن تركها؟ قال:«له الجنّة»، قال: فإنّي أشهدك أنّي قد تركتها[8083].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن نصير بن عرفة، نا أبو معشر الحسين بن سليمان بن نافع الدارمي، نا عباس بن الوليد النرسي أبو الفضل، نا يحيى بن سعيد القطان، نا إسماعيل، حدّثنا قيس، عن عدي بن عميرة الكندي.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«يا أيها الناس من عمل منكم لنا عملا فكتمنا خيطا (2) فما فوقه فهو [غلّ ] يأتي به يوم القيامة».

قال: فقام رجل من الأنصار أسود كأنّي انظر إليه، قال: يا رسول اللّه اقبل عني عملا، قال:«و ما ذا»، قال إسماعيل: يعمل كذا و كذا، فما أقل منه أخذه، و ما نهي عنه انتهى[8084].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن عبد الوهاب الفراء، أنا يعلى بن عبيد، أنبأ إسماعيل بن أبي خالد.

ح قال: و أنا أبو عبد اللّه، قال: و أخبرني أبو الوليد (3)،أنا الحسن (4) بن سفيان، نا أبو بكر بن [أبي] (5) شيبة، نا وكيع، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عدي بن عميرة الكندي، قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من استعملناه منكم على عملنا فكتمنا منه مخيطا فما فوقه كان غلولا يأتي به يوم القيامة».

ص: 147


1- سورة آل عمران، الآية:77.
2- الأصل: خطا، و المثبت عن م.
3- هو حسان بن محمّد بن أحمد بن هارون أبو الوليد الفقيه النيسابوري، ترجمته في سير أعلام النبلاء 492/15.
4- الأصل: الحسين، و المثبت عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 157/14.
5- الزيادة عن م.

قال: فقام إليه رجل أسود من الأنصار، فإنّي انظر إليه فقال: يا رسول اللّه، اقبل عني عملك، قال:«و ما لك»، قال: سمعتك (1) تقول: كذا و كذا، قال:«و أنا أقول الآن: من استعملناه منكم على عمل فليجئ بقليله و كثيره، فما أمر منه أخذ، و ما نهي عنه انتهى»[8085].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا زهير، نا جرير بن إسماعيل، عن قيس، أخبرني عدي الكندي، ثم أحد بني أرقم، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا أيها الناس من عمل منكم عملا فكتمنا مخيطا فما فوقه فهو غلّ يأتي به أو يجاء به يوم القيامة».

فقام رجل أسود كأنّي انظر إليه أراه من الأنصار، قال: اقبل عني عملك يا رسول اللّه، قال:«و ما ذاك ؟» قال: سمعتك تقول الذي قلت، قال:«و أنا أقول: من استعملناه على عمل فليجئ بقليله و كثيره، فما أوتي أخذه و ما نهي عنه انتهى»[8086].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي (2)،قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد أبو البركات و أبو الفضل خيرون - قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط قال (3):

و من عفير ابن عدي بن الحارث بن مرّة بن أدد من كندة، و هم ولد ثور بن عفير:

عدي بن عميرة بن فروة بن زرارة بن الأرقم بن نعمان (4) بن عمرو بن وهب بن ربيعة بن الحارث بن عدي بن ربيعة بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن الثور بن مرتع بن معاوية بن ثور بن عفير، هو أبو عدي بن عميرة، من ساكني الكوفة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر و محمّد بن الحسن.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأ ثابت بن بندار، أنبأ الحسين بن جعفر.

قالا: أنا الوليد بن بكر، أنبأ علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي

ص: 148


1- الأصل: سمعت.
2- الأصل: الكناني، تصحيف و التصويب عن م.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 131 رقم 475.
4- طبقات خليفة: النعمان.

قال: عدي بن عميرة من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و العرس بن عميرة من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم (1).

قرأت: على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الرابعة: عدي بن عميرة بن فروة بن زرارة بن الأرقم بن نعمان بن عمرو بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين، و بنو الأرقم بطن لهم مسجد بالكوفة، لما قدم علي بن أبي طالب الكوفة، جعل أصحابه يتناولون عثمان، فقالت بنو الأرقم: لا نقيم ببلد يشتم فيه عثمان بن عفان، فخرجوا إلى الجزيرة إلى الرّها (2)،و خرج معهم من ولدوا من كندة، فخرج بنو أحمر بن عمرو، و بعض بني الحارث بن عدي، و بنو الأخزم من بني حجر بن وهب بن ربيعة، فقدموا على معاوية بن أبي سفيان، فحمد معاوية اللّه و أثنى عليه ثمّ قال: يا أهل الشام هذا حيّ عظيم من كندة، قدموا عليّ ، ناقمين على علي بن أبي طالب، و كان إذا قدم عليه أهل العراق أنزلهم الجزيرة مخافة أن يفسدوا أهل الشام، و أنزلهم نصيبين (3)،و أقطعهم قطائع، ثم كتب إليهم:

إني أخاف عليكم عقارب نصيبين فأنزلهم الرها. و أقطعهم بها قطائع، و شهدوا صفّين مع معاوية، فضرب عدي بن عمير بن فروة بن زرارة بن الأرقم على يده يومئذ، و كان آخر من خرج إليهم من الكوفة العرس بن قيس بن سعيد بن الأرقم فولي الولايات، و ولي الجزيرة، و عدي بن عدي بن عميرة كان ناسكا فقيها و هو صاحب عمر بن عبد العزيز، و ولي الجزيرة و أرمينية و أذربيجان لسليمان بن عبد الملك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل، أنا أبو عمرو بن منده، أنبأ الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن اللّنباني أبو بكر محمّد بن أبي الدنيا (4)،نا محمّد بن سعد، قال في تسمية من نزل الكوفة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: عدي بن عميرة الكندي.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي [ثم] (5) أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنبأ أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي، قال:

و من كندة، و اسم كندة ثور بن مرتع (6) بن عفير بن عمرو بن عدي بن الحارث بن

ص: 149


1- انظر تاريخ الثقات للعجلي ص 330 رقم 1117 و ص 331 رقم 1119.
2- الرها مدينة بالجزيرة بين الموصل و الشام بينهما ستة فراسخ (معجم البلدان).
3- نصيبين مدينة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام (معجم البلدان).
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
5- الزيادة عن م.
6- الحرف الثالث بدون إعجام بالأصل و م.

مرّة بن أدد بن زيد بن الهميسع بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ: عدي بن عميرة بن فروة بن زرعة بن الأرقم بن النعمان بن عمرو بن وهب بن ربيعة بن الحارث بن عدي بن عميرة بن ربيعة بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور، له رواية يسيرة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل [بن] (1) ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (2):

عدي بن عميرة الكندي، روى عنه قيس بن أبي حازم، له صحبة.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - شفاها - إذنا قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا حمد - إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنبأ علي بن محمّد.

قالا: نا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (3):

عدي بن عميرة الكندي، و يقال الحضرمي، له صحبة، روى عنه قيس بن أبي حازم و العرس بن عميرة، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي الحسن الفقيه الشافعي، عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن أحمد، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف، أنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأذني، أنا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود الحرّاني في طبقات أهل الجزيرة، قال: عدي بن عميرة الكندي، نزل الكوفة ثمّ خرج عنها بعد قتل عثمان، فصار إلى الجزيرة، فمات بها، و له رواية و عقبه بحرّان.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال:

أما عميرة فهو عدي بن عميرة الكندي، له صحبة روى عنه قيس بن أبي حازم أنه سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من استعملناه على عمل فكتمنا مخيطا فما فوقه فهو غلّ يأتي به يوم القيامة»[8087].

ص: 150


1- الزيادة عن م.
2- التاريخ الكبير 43/7.
3- الجرح و التعديل 2/7.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال:

عدي بن عميرة بن فروة بن زرارة بن الأرقم الكندي، يكنى أبا زرارة، مات بالرّها، روى عنه قيس بن أبي حازم، و ذكر له الحديث الرابع، ثم قال: عدي بن عميرة بن فروة بن زرارة بن الأرقم الكندي، يكنى أبا زرارة، مات بالرّها، روى عنه قيس بن أبي حازم، و ذكر له الحديث الرابع ثمّ قال: عدي بن عميرة أخو العرس بن عميرة الكندي، روى عنه ابنه عدي.

كذا فرّق بينهما و هما واحد.

و تابعه أبو نعيم الحافظ على ذلك إلاّ أنه قال... (1).

أنبأنا أبو علي الحداد، قال: قال: أن أبو نعيم الحافظ : عدي بن عميرة بن فروة بن زرارة بن أرقم الكندي، يكنى أبا زرارة، توفي بالرّها، سكن مصر، حديثه عند قيس بن أبي حازم.

ثم قال أبو نعيم بعده: عدي بن عميرة الكندي، أخو العرس بن عميرة، روى حديثه ابنه عدي بن عدي.

قال أبو نعيم: و هو عندي المتقدم، و فصله عنه بعض المتأخرين (2).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (3)،قال:

أما عميرة بفتح العين و كسر الميم: عدي بن عميرة الكندي، له صحبة، سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من استعملناه».

روى عنه: قيس بن أبي حازم.

و أخوه عرس بن عميرة، له صحبة، و رواية عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، روى عنه ابن أخيه عدي بن عدي بن عميرة، و رجاء بن حيوة.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر محمّد بن

ص: 151


1- كلمة غير مقروءة بالأصل و م.
2- انظر أسد الغابة 512/3.
3- الاكمال لابن ماكولا 276/6 و 277.

العباس، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر [نا] (1) ابن أبي خيثمة، قال: بلغني أن عدي بن عميرة هرب من علي بن أبي طالب، فنزل الجزيرة و مات بها (2).

4667 - عدي بن غطيف الكلبي

من شعرائهم.

ذكر في شعره أماكن من أعمال دمشق.

قرأت على أبي الحسين بن كامل، عن أبي جعفر بن المسلمة، عن أبي عبيد اللّه المرزباني، قال عدي بن غطيف الكلبي يقول (3):

يا من يرى ظعنا تيمم صرخدا (4) *** يحدو بها حوران فهي ظماء

أخبرت بالجولان روضا ممرعا *** فكأن حارثة لهن لواء

لما احتللن حليمة من جاسم (5) *** طرح العصى و أدرك الأهواء

فحللن خير محل حي سوقة *** و أتى لهن من الملوك حباء

4668 - عدي بن الفضل

- و يقال: بن الفصل (6) البصري (7)

روى عن عمر بن عبد العزيز، و وفد عليه.

روى عنه: معتمر بن سليمان، و الأصمعي.

قرأت بخط عبد الوهاب المدائني سماعه من أبي سليمان بن زبر، أنبأ أبي، أنبأ محمّد بن القاسم بن خلاّد، نا الأصمعي، عن عدي بن الفضل (8)،شيخ روى عنه الأصمعي، قال:

شهدت عمر بن عبد العزيز يخطب بخناصرة (9)،و هو يقول: يا أيها الناس، إنه إن يك

ص: 152


1- زيادة لتقويم السند عن م.
2- انظر تهذيب الكمال 509/12.
3- انظر معجم الشعراء للمرزباني ص 252.
4- صرخد: بالفتح ثمّ السكون و الخاء و الدال مهملة. بلد ملاصق لبلاد حوران من أعمال دمشق (معجم البلدان).
5- جاسم: قرية بينها و بين دمشق ثمانية فراسخ إلى يمين الطريق الأعظم إلى طبرية (معجم البلدان).
6- في م: عدي بن الفصل، و يقال: أبو الفضل، و في تهذيب الكمال: عدي بن الفضل، ابن الفضيل، و يقال: ابن الفصيل.
7- ترجمته في تهذيب الكمال 512/12 و تهذيب التهذيب 110/4 و الجرح و التعديل 4/7، و التاريخ الكبير 45/7.
8- في م: الفصيل.
9- خناصرة: بليدة من أعمال حلب تحاذي قنسرين نحو البادية (معجم البلدان).

لأحد رزق في رأس جبل أو حضيض أرض يأته (1) قبل موته، فأجملوا في الطلب.

أنبأ (2) أبو علي الحداد، أنبأ أبو نعيم، نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا رجاء بن الجارود، نا عبد الملك بن قريب الأصمعي، عن عدي بن الفضل، قال:

سمعت عمر بن عبد العزيز يخطب فقال: اتّقوا اللّه أيها الناس، و أجملوا في الطلب، فإنه إن كان لأحدكم رزق في رأس جبل، أو حضيض أرض يأته.

و وجدت هذه الحكاية بخط محمّد بن عمران المرزباني عن أبي بكر عبد اللّه بن محمّد بن أبي سعيد البزار، حدّثني محمّد بن القاسم بن خلاّد [نا] (3) الأصمعي، عن عدي بن الفضل، و الأول الصواب.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - مشافهة - قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا حمد بن علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (4):

عدي بن الفضل، سمع عمر (5) بن عبد العزيز قوله، سمع منه المعتمر بن سليمان، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن (6)الدارقطني، قال:

عدي بن الفضل بصري، حدث عنه معتمر، و الأصمعي، قال ذلك يحيى بن معين فيما حكاه حسين بن حبّان عنه (7).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنبأ أبو زكريا.

ص: 153


1- الأصل و م: يأتيه.
2- في م: أنبأنا.
3- الزيادة عن م.
4- الجرح و التعديل 4/7.
5- الاصل:«عمرو» تصحيف و التصويب عن م و الجرح و التعديل.
6- الأصل: الحسين، تصحيف.
7- انظر تهذيب الكمال 512/12.

ثنا عبد الغني بن سعيد، حدّثني عبد اللّه بن أحمد، عن... (1) جده لأمه الحسين بن حبّان، عن يحيى بن معين قال: عدي بن الفضل ثقة، حدث عنه معتمر و الأصمعي.

و سمعت الدارقطني يقوله: بالصاد غير معجمة أيضا (2).

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر الحافظ ، قال (3):

أما فصيل (4) بفتح الفاء و كسر الصاد المهملة فهو: عدي بن الفصيل بصري، حدث عنه معتمر بن سليمان، و الأصمعي، قاله ابن معين.

أنبأنا أبو القاسم منصور بن خيرون النسيب (5) و غيره، عن أبي بكر الطيب، أنبأنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الكاتب أنبأ محمّد بن حميد بن سهيل المخزومي (6)، نا علي بن الحسين بن حبّان، قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده:

قال أبو زكريا: يعني يحيى بن معين: عدي بن الفضل ثقة، حدث عنه معتمر و الأصمعي (7).

4669 - عدي بن كعب

بعثه أبو بكر الصّدّيق رسولا إلى ملك الروم مع عبادة بن الصامت و غيره، و قدموا دمشق.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبد اللّه - إذنا و مناولة - و قرأ علي إسناده، أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (8)[ثنا الحسن بن علي بن زكريا] (9) العدوي أبو سعيد البصري، نا أحمد بن محمّد المكي أبو بكر، نا محمّد بن عبد الرّحمن المديني، عن محمّد بن عبد الواحد الكوفي، ثنا محمّد بن أبي بكر الأنصاري، عن عبادة بن الصّامت، و كان عقيبا بدريا نقيبا أنه قال:

ص: 154


1- رسمها بالأصل:«؟؟؟؟ اباب» و اللفظة غير ظاهرة في م لسوء التصوير، و لعل صحف عن «كتاب».
2- الخبر السابق كرر بالأصل.
3- الاكمال لابن ماكولا 52/7 باب فصيل.
4- الأصل: فضل، و المثبت عن الاكمال.
5- بدون إعجام في م و فوقها ضبة.
6- في م:«المحرمي».
7- الخبر رواه المزي من طريق علي بن الحسين بن حبان في تهذيب الكمال 512/12 و فيه: عدي بن الفصيل.
8- الخبر في الجليس الصالح الكافي 389/3 و ما بعدها.
9- الزيادة استدركت عن هامش الأصل، و م و الجليس الصالح.

بعثني أبو بكر إلى ملك الروم يدعوه إلى الإسلام و يرغّبه فيه، و معي عمرو بن العاص بن وائل السهمي، و هشام بن العاص بن وائل السهمي، و عدي بن كعب، و نعيم بن عبد اللّه (1) بن النحام فخرجنا حتى قدمنا على جبلة بن الأيهم دمشق، فأدخلنا على ملكهم بها الرومي، فإذا هو على فرش له مع الأسقف، فأجلسنا، فبعث إلينا رسوله و سألنا أن نكلّمه، فقلنا: لا و اللّه لا نكلّمه برسول بيننا و بينه، فإن كان له في كلامنا حاجة فليقربنا منه، فأمر بسلم فوضع و نزل إلى فرش له في الأرض بقربنا، فإذا هو عليه ثياب سود مسوح (2)، فقال له هشام بن العاص بن وائل: ما هذه المسوح التي عليك ؟ قال: لبستها ناذرا أن لا أنزعها حتى أخرجكم من الشام، فقلنا:- قال القاضي و ذكر كلاما خفي عليّ من كتابي معناه - بل نملك مجلسك و بعده ملككم الأعظم، فو اللّه لنأخذنه إن شاء اللّه فإنه قد أخبرنا بذلك نبينا صلّى اللّه عليه و سلّم الصادق البار، قال: إذا أنتم السمراء قال: قلنا و ما السمراء؟ قال: لستم بها [قلنا:] (3) و من هم ؟ قال: الذين يقومون الليل و يصومون النهار، قال: فقلنا: نحن و اللّه هم، قال: فقال: و كيف صومكم و صلاتكم و حالكم ؟ فوصفنا له أمرنا، فنظر إلى أصحابه و راطنهم (4) و قال لنا: ارتفعوا قال: ثم علا وجهه سواد حتى كأنه قطعة مسح من شدة سواده، و بعث معنا رسولا (5) إلى ملكهم الأعظم بالقسطنطينية.

فخرجنا حتى انتهينا إلى مدينتهم و نحن على رواحلنا علينا العمائم و السيوف، فقال لنا الذين معنا: إن دوابّكم هذه لا تدخل مدينة الملك، فإن شئتم جئناكم ببراذين و بغال، قلنا: لا و اللّه لا ندخلها إلاّ على رواحلنا فبعثوا إليه يستأذنونه فأرسل إليهم أن خلّوا سبيلهم، و دخلنا [على] (6) رواحلنا حتى انتهينا إلى غرفة مفتوحة الباب، و إذا هو فيها جالس ينظر، قال: فأنخنا تحتها ثمّ قلنا: لا إله إلاّ اللّه، و اللّه أكبر، فيعلم اللّه لانتفضت حتى كأنها نخلة تصفقها (7)الريح، فبعث إلينا رسولا: إنّ هذا ليس لكم أن تجهروا بدينكم في بلادنا، و أمر بنا فدخلنا عليه، و إذا هو مع بطارقته، و إذا عليه ثياب حمراء، و إذا فرشه و ما حواليه أحمر، و إذا رجل فصيح بالعربية يكتب، فأومأ إلينا، فجلسنا ناحية فقال لنا و هو يضحك: ما منعكم أن تحيّوني

ص: 155


1- في الجليس الصالح: نعيم بن عبيد اللّه النحام.
2- مسوح جمع مسح، و هو كساء من شعر.
3- الزيادة عن الجليس الصالح.
4- يعني أنه كلمهم بلغتهم، حيث لا يفهمها العرب (انظر اللسان: رطن).
5- الجليس الصالح: رسلا.
6- الزيادة عن الجليس الصالح.
7- الأصل:«تصفها» و المثبت عن م و الجليس الصالح.

بتحيتكم فيما بينكم، فقلنا: نرغب بها عنك و أما تحيّتك التي لا ترضى إلاّ بها فإنها لا تحلّ لنا أن نحييك بها، قال: و ما تحيتكم فيما بينكم ؟ قلنا السلام، قال: فما كنتم تحيون به نبيكم ؟ قلنا: بها، قال: فما كان تحيته هو؟ قلنا: بها، قال: فبما تحيون ملككم اليوم ؟ قلنا: بها، قال: فبم يحييكم ؟ قلنا: بها، قال: فما كان نبيكم يرث منكم ؟ قلنا: ما كان يرث إلاّ ذا قرابة، قال: و كذلك ملككم اليوم ؟ قلنا: نعم، قال: فما أعظم كلامكم عندكم ؟ قلنا: لا إله إلاّ اللّه، قال: فيعلم اللّه لانتفض حتى كأنه ذو ريش من حسن ثيابه، ثم فتح عينيه في وجوهنا، قال:

فقال: هذه الكلمة التي قلتموها حين نزلتم تحت غرفتي، قلنا: نعم قال: كذلك إذا قلتموها في بيوتكم تنفضت لها سقوفكم، قلنا: و اللّه ما رأيناها صنعت هذا قط إلاّ عندك، و ما ذاك إلاّ لأمر أراده اللّه تعالى، قال: ما أحسن الصدق، أما و اللّه لوددت أنّي خرجت من نصف ما أملك و أنكم لا تقولونها على شيء إلاّ انتفض لها، قلنا: و لم ذاك ؟ قال: ذاك أيسر لشأنها و أحرى أن لا تكون من النبوة و أن تكون من حيل ولد آدم، قال: فما ذا تقولون إذا فتحتم المدائن و الحصون ؟ قلنا: نقول: لا إله إلاّ اللّه، و اللّه أكبر، قال: تقولون: لا إله إلاّ اللّه و اللّه أكبر، قال: تقولون: لا إله إلاّ اللّه و اللّه أكبر ليس غيره شيء؟ قلنا: نعم، قال: تقولون: اللّه أكبر هو أكبر من كلّ شيء؟ قلنا: نعم، قال: فنظر إلى أصحابه فراطنهم ثمّ أقبل علينا فقال: تدرون ما قلت لهم ؟ قلت: ما أشدّ اختلاطهم، فأمر لنا بمنزل و أجرى لنا نزلا فأقمنا في منزلنا، تأتينا ألطافه غدوة و عشية ثمّ بعث إلينا فدخلنا عليه ليلا وحده ليس معه أحد، فاستعادنا الغلام فأعدناه عليه، ثم دعا بشيء كهيئة الربعة ضخمة مذهبة فوضعها بين يديه، ثم فتحها فإذا فيها بيوت صغار عليها أبواب، ففتح منها بيتا فاستخرج منها خرقة حرير سوداء فنشرها، فإذا فيه صورة حمراء، و إذا فيها رجل ضخم العينين عظيم الأليتين لم ير مثل طول عنقه في مثل جسده أكثر الناس شعرا، فقال لنا: أ تدرون من هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا آدم صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم أعاده و فتح بيتا آخر فاستخرج منه خرقة حرير سوداء فنشرها فإذا فيها صورة بيضاء، و إذا رجل له شعر كثير كشعر القبط - قال القاضي: أراه قال: ضخم العينين بعيد ما بين المنكبين عظيم الهامة - فقال: تدرون من هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا نوح صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم أعادها في موضعها و فتح بيتا آخر فاستخرج منه خرقة خضراء، فإذا فيها صورة شديدة البياض، و إذا رجل حسن الوجه حسن العيش (1) شارع الأنف، سهل الخدين، أشيب الرأس، أبيض اللحية كأنه حي يتنفس، فقال: تدرون من هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا إبراهيم، ثم أعادها

ص: 156


1- في الجليس الصالح: و إذا رجل حسن العينين.

و فتح بيتا آخر فاستخرج منه خرقة حرير خضراء، فإذا فيها صورة محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال: تدرون من هذا؟ قلنا: هذا محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم، و بكينا، فقال: اللّه يعلم أنه محمّد قلنا: نعم بديننا إنها صورته كأنما ننظر إليه حيا، قال: فاستخفّ حتى قام على رجليه قائما، ثم جلس، فأمسك طويلا فنظر في وجوهنا، فقال: أما إنه كان آخر البيوت، و لكني عجلته لأنظر ما عندكم، فأعاده و فتح بيتا آخر فاستخرج منه خرقة حرير خضراء فإذا فيها صورة رجل جعد أبيض قطط غائر العينين، حديد النظر، عابس متراكب الأسنان، مقلّص الشفة كأنه من رجال أهل البادية، فقال: تدرون من هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا موسى، و إلى جانبه صورة شبيهة به رجل مدور الرأس عريض الجبين بعينه قبل (1)،قال: تدرون من هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا هارون و فتح بيتا آخر فاستخرج منه خرقة حرير خضراء،[فنشرها] (2) فإذا فيها صورة بيضاء، فإذا رجل أوقص (3) قصير الظهر، طويل الرجلين على فرس لكلّ شيء منه جناح، فقال: تدرون من هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا سليمان، و هذه الريح تحمله، ثم أعادها، و فتح بيتا آخر فيه حريرة خضراء فنشرها، فإذا صورة بيضاء و إذا رجل شاب حسن الوجه حسن العينين شديد سواد اللحية يشبه بعضه بعضا، فقال: تدرون من هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا عيسى بن مريم، فأعادها و أطبق الرّبعة (4) قال: قلنا أخبرنا عن قصة الصور ما حالها؟ فإنّا نعلم أنها تشبه الذين صورت صورهم، و إنا رأينا نبينا صلّى اللّه عليه و سلّم تشبه صورته، قال:

أخبرت أنّ آدم سأل ربه أن يريه أنبياء نبيه فأنزل عليه صورهم، فاستخرجها ذو القرنين من خزانة آدم في مغرب الشمس فصوّرها لنا دانيال في خرق الحرير على تلك الصور، فهي هذه بعينها، أما و اللّه لوددت أن نفسي طابت بالخروج من ملكي و تابعتكم على دينكم، و أن أكون عبدا لأسوئكم (5) ملكة، و لكن نفسي لا تطيب، فأجازنا فأحسن جوائزنا، و بعث معنا من يخرجنا إلى مأمننا، فانصرفنا إلى رحالنا.

قال القاضي: قد كنا أمللنا هذا الخبر من طريق آخر، و معاني الخبرين متقاربة، و لما

ص: 157


1- القبل في العين: إقبال سوادها على الأنف أو الحاجب (اللسان).
2- الزيادة عن الجليس الصالح.
3- الأوقص: قصير العنق (اللسان).
4- الربعة: إناء مربع كجونة العطار التي يحفظ فيها الطيب.
5- كتبت بالأصل: لا سواكم، و المثبت عن الجليس الصالح.

حضرنا هذا الخبر من هذا الطريق رسمناه هاهنا، و قد تضمّن ما يدلّ على صدق نبينا، و صحة نبوته على كثرة الأخبار و الروايات فيه، و شهادة الكتب السالفة مع تأييد اللّه جل اسمه إياه بالآيات التي أظهرها على يده (1)،و الاعلام الشاهدة له و في هذا الخبر عند ذكر داود و صفته بأنه ذو عجيزة، و قد أنكر كثير من علماء اللغة (2) أن يقال في الرجل: ذو عجيزة، و ذكروا أن هذا يقال في النساء خاصة دون الرجال، و ذكروا أنه إنّما يقال عجز فلان، و قد رأيت بعض أهل العلم قال في صفة الصلاة: و ما ينبغي للمصلي أن يكون عليه في صلاته:«و يرفع عجيزته»، و لست أدري أ هذا شيء وقع إليه من جهة اللغة لأنه وصف جملة المصلين ذكورهم و إناثهم، و قد أتى في هذا الخبر ما وصفنا و اللّه أعلم بصواب ذلك.

ذكر أبو الفتح محمّد بن الحسين الموصلي أن أبا حثمة والد سليمان بن أبي حثمة اسمه عدي بن كعب، فإن كان هذا فهو عدوي من قبيلة عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه (3).

4670 - عدي بن يعقوب بن إسحاق بن تمام

أبو حاتم الطائي

خطيب قرية الحميريين (4).

حدّث عن جده لأمه محمّد بن عبد الصمد (5)،و أحمد بن علي البصري، و جعفر بن أحمد بن عاصم.

روى عنه: تمام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و أبو عبد اللّه بن مندة، و أحمد بن محمّد بن علي بن هارون البرذعي، و أبو العباس أحمد بن عبد اللّه بن سليمان.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا عبد العزيز أحمد، أنبأ تمام بن محمّد، أنبأ أبو حاتم عدي بن يعقوب بن إسحاق بن تمام الطائي، نا جدي لأمي محمّد بن يزيد بن عبد الصمد، نا أبو إسحاق الصوفي إبراهيم بن سيار (6)-من أهل بغداد سكن المصيصة - نا محمّد بن ربيعة، عن سليمان بن الفضل المخزومي، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال:

ص: 158


1- الجليس الصالح: يديه.
2- كذا بالأصل و م، و في الجليس الصالح: علماء الفقه.
3- على هامش م كتب: أخر الرابع و ستين و أربعمائة.
4- الحميريون محلة بظاهر دمشق على القنوات.(معجم البلدان).
5- كذا وقع هنا و م، و هو محمّد بن يزيد بن محمّد بن عبد الصمد، ترجمته في سير أعلام النبلاء 56/14.
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 541/10.

مرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بجماعة فقال:«ما هذه الجماعة ؟» قالوا مجنون، قال:«ليس بالمجنون و لكنه مصاب، إنما المجنون المصاب».

[كذا قال] (1) و إنما هو أي المجنون المقيم على معصية اللّه عز و جل.

4671 - عدي

أبو عيّاش (2) الحميري مولاهم

كان على حرس عبد الملك بن مروان، له ذكر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (3):في تسمية عمال عبد الملك الحرس: عدي أبو (4) عيّاش مولى لحمير، ثم جمعهما يعني الحرس في كتابة الرسائل لأبي الزعيزعة

ص: 159


1- بياض بالأصل، و المستدرك عن م لإيضاح المعنى.
2- الأصل: عباس، و المثبت عن م.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 299.
4- في تاريخ خليفة: عدي بن عياش، و بهامشه: في حاشية الأصل، ابن أبي عياش.

ذكر من اسمه عرار

4672 - عرار [بن عمرو بن شأس بن أبي بليّ

و اسمه: عبيد بن ثعلبة بن ذؤيبة (1) بن مالك

ابن الحارث بن سعد بن ثعلبة] (2) بن دودان بن أسد بن خزيمة

ابن مدركة بن إلياس بن مضر الأسدي الكوفي (3)

وفد على عبد الملك بن مروان من عند الحجاج.

ذكره أبوه عمرو بن شأس في شعر له يعاتب امرأته أم حسان في أمر عرار و كانت تؤذيه.

أخبرنا أبو بكر،... (4)،أنا أبو صادق الأصبهاني، أنا أحمد بن محمّد، أنا أبو أحمد العسكري قال:

عرار بن عمرو بن شأس العين من عرارة مكسورة غير معجمة، و كذلك الراءان غير معجمتين و فيه يقول أبوه:

و إن عرارا إن يكن غير واضح *** فإني أحب الجون ذا المنكب العمم (5)

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة - و قرأ عليّ (6) إسناده أبا محمّد بن الحسين،

ص: 160


1- في جمهرة ابن حزم: رويبة.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و جمهرة ابن حزم ص 193.
3- في نسبه انظر أسد الغابة 736/3 (ترجمة أبيه عمرو بن شأس)، و جمهرة ابن حزم ص 193.
4- الأصل:«أنا ميمون» و في م:«الاسوابى».
5- البيت في أسد الغابة، انظر ما يلي.
6- الأصل:«روى عن» و المثبت عن م.

أنا المعافى بن زكريا (1)،نا عبد اللّه بن محمّد بن أحمد (2) بن أبي سعيد أبو (3) بكر، نا أبو العيناء، نا الأصمعي، قال:

كتب الحجاج إلى عبد الملك كتابا و وجّه به مع رسوله (4) فجعل عبد الملك يقرأ الكتاب و يستشفي (5) الخبر من الرسول فيجد شرحه أشفى من كتاب الحجاج، و كان أسود، فأنشأ عبد الملك يقول:

و إنّ عرارا إن يكن غير واضح *** فإني أحبّ الجون ذا المنطق العمم

فقال الرسول أنا عرار، و أبي قال فيّ هذا الشعر، فأعجب بذلك عبد الملك.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أنا أبو القاسم عبد الرزاق بن أحمد بن عبد الحميد، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن ورد، نا أبو إسحاق إبراهيم بن حميد البصري، ثنا محمّد بن القاسم بن خلاّد، نا العتبي، عن أبيه قال (6):

كتب الحجّاج كتابا إلى عبد الملك بن مروان يصف له فيه أمر أهل العراق، و ما ألقاهم عليه من الاختلاف و الاتفاق، و ما أنكره (7) منهم و عرفوه، و ما يحتاجون إليه من التقويم و التأديب، و يستأذن في أن يودع قلوبهم من الرغبة و الرهبة ما يخفّون معه إلى طاعة السلطان، و دعا برجل من أصحابه كان يأنس به، فقال له: لا يصلن هذا الكتاب إلاّ من يدك إلى يده فإذا فضّه فخبّره عليه (8)،قال: ففعل الرجل ذاك، فجعل عبد الملك كلما شك في شيء استنشأ (9)الخبر من الرجل فيجده أبلغ من الكتاب، فقال:

و إن عرارا إن يكن غير واضح *** فإني أحب الجون ذا المنطق العمم

فقال الرجل: يا أمير المؤمنين أ تدري من يخاطبك ؟ قال: لا، قال: أنا و اللّه عرار، و هذا

ص: 161


1- الخبر في الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا 205/4-206.
2- في الجليس الصالح:«محمّد».
3- كذا بالأصل و م، و في الجليس الصالح: و أبو بكر البزاز.
4- عن م و الجليس الصالح، و في الأصل: رسول اللّه.
5- في م و الجليس الصالح: و يستنشي.
6- الخبر من هذا الطريق في الاستيعاب 528/2 (هامش الإصابة) ضمن ترجمة عمرو بن شأس (و الدعرار).
7- الاستيعاب: و ما يكره منهم و عرفه.
8- الاستيعاب: فإذا قبضه فتكلم عليه.
9- الاستيعاب: استفهمه.

الشعر لأبي و ذلك أن أمي ماتت و أنا مرضع فتزوج أبي امرأة، فكانت تسيء ولايتي فقال أبي (1):

فإن كنت مني أو تريدين صحبتي (2) *** فكوني له كالسمن ربّت (3) به الأدم

و إلاّ فسيري مثل ما سار راكب *** تيمّم خمسا ليس في سيره أمم (4)

أردت عرارا بالهوان و من يرد *** عرارا لعمري بالهوان لقد ظلم

و إن عرارا إن يكن غير واضح *** فإني أحب الجون ذا المنطق العمم (5)

فقال عبد الملك: للّه أنتم آل مروان (6)،أنكم لتضعون الهناء موضع النّقب (7).

قرأت في كتاب علي بن الحسين بن محمّد الأصبهاني (8):أخبرني إسماعيل بن يونس نا عمر بن شبة عن إسحاق عن محمّد بن سلاّم، قال: و أخبرني إبراهيم بن أيوب عن ابن قتيبة، قال: قال ابن سلام:

لما قتل الحجاج عبد الرحمن بن محمّد بن الأشعث بعث برأسه مع عرار بن عمرو بن شأس الأسدي، فلما ورد به و أوصل كتاب الحجاج، جعل عبد الملك يقرأه فكلما يشك في شيء سأل عرارا عنه، فأخبره، فيعجب عبد الملك من بيانه و فصاحته مع سواده فقال متمثلا:

فإن عرارا إن يكن غير واضح *** فإني أحب الجون ذا المنكب العمم

فضحك عرار من قوله ضحكا غاظ عبد الملك فقال له: مم ضحكت ويحك ؟ قال:

أ تعرف عرارا يا أمير المؤمنين الذي قيل فيه هذا الشعر؟.

قال: لا، قال: فانا و اللّه هو، فضحك عبد الملك ثمّ قال: حظ وافق كلمة، و أحسن جائزته و سرّحه.

ص: 162


1- الأبيات في الاستيعاب 528/2-529 و أسد الغابة 736/3 و الشعر و الشعراء 425/1 و بعضها في الأغاني 10/ 65 ط بولاق.
2- الأصل و م: شيمتي، و المثبت عن الاستيعاب و الشعر و الشعراء و أسد الغابة.
3- أراد بالأدم: النحي، و ربّت: طليت بربّ التمر.
4- الخمس بكسر الخاء، من أظماء الإبل، و هو أن ترد الإبل الماء اليوم الخامس. و الأمم: القصد و القرب.
5- في أسد الغابة و الشعر و الشعراء: ذا المنكب العمم، و العمم: التام أو الطويل.
6- كذا بالأصل و م.
7- الهناء: القطران، و النقب واحدته نقبة، و هو أول ما يبدو من الجرب.
8- انظر الأغاني 199/11 (ترجمة عمرو بن شأس - مصورة دار الكتب).

فبلغني (1) عن ابن الأعرابي قال:

كانت امرأة عمرو بن شأس من رهطه، يقال لها: أم حسان، و اسمها حية بنت الحارث بن سعد، و كان له ابن يقال له عرار من أمة له سوداء، و كانت تعيره و تؤذي عرارا و تشتمه و يشتمها، فلما أعيت عمرا قال فيها:

ديار ابنة السعدي هبة تكلمي *** بدافقة الحومان بالسفح من رمم (2)

لعمر ابنة السعدي إني لأتقي *** خلائق تؤبى في الثراء و في العدم

القصيدة، إلى أن قال فيها:

أرادت عرارا بالهوان و من يرد *** عرارا لعمري بالهوان لقد ظلم

فإن كنت مني أو تريدين شيمتي *** فكوني له كالسمن ربت له الأدم

و إلاّ فبيني مثل ما بان راكب (3) *** تيمّم خمسا ليس في ورده أمم

و إن عرارا إن يكن غير واضح *** فإني أحب الجون ذا المنكب العمم

فإن عرارا إن يكن ذا شكيمة *** تعافينها منه فما أملك الشيم

4673 - عرار بن فروة الكوفي

من أصحاب علي بن أبي طالب.

كان ممن شهد الحكومة بأذرح - ناحية دومة الجندل، من أطراف نواحي دمشق - تقدم ذكر وفوده في ترجمة الحارث بن مالك.

4674 - عرار بن المنذر

و يقال: عوام

يأتي في حرف العين مع الواو.

ص: 163


1- المتكلم علي بن الحسين الأصبهاني صاحب الأغاني، و انظر الخبر فيه و الأبيات 196/11-197.
2- الحومان و رمم: موضعان.
3- الأصل: ركب، و المثبت عن م.

ذكر من اسمه عراك

4675 - عراك بن خالد يزيد بن صالح بن صبح

4675 - عراك بن خالد يزيد بن صالح بن صبح (1)

أبو الضّحّاك المرّي (2)

روى عن أبيه، و يحيى بن الحارث الذّماري، و عثمان بن عطاء، و إبراهيم بن وثيمة النّصري، و أبي أمية عبد الرّحمن السّندي مولى عمر بن عبد العزيز، و عبد الملك بن أبان.

و قرأ القرآن على يحيى بن الحارث الذّماري.

و قرأ عليه أبو الفضل الربيع بن ثعلب، و هشام بن عمّار.

و روى عنه هشام بن عمّار، و عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان المقرئ، و محمّد بن وهب بن عطية، و موسى بن عامر المرّي، و مروان بن محمّد الأسدي (3)،و أبو الوليد أحمد بن عبد الرّحمن بن بكّار القرشي.

أنبأ (4) أبو علي الحداد، و حدّثني عنه أبو مسعود الأصبهاني، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن أبي زرعة الدمشقي، نا هشام بن عمّار، نا عراك بن خالد بن يزيد، حدّثني أبي قال: سمعت إبراهيم بن أبي عاتكة (5) يحدث عن عبادة بن الصامت قال:

أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو قاعد في ظل الحطيم بمكة، فقيل: يا رسول اللّه أتى على مال

ص: 164


1- في م و مصادر ترجمته: صبيح.
2- انظر ترجمته في: تهذيب الكمال 513/12 و تهذيب التهذيب 111/4 و غاية النهاية 511/1 و ميزان الاعتدال 3/ 63 و الجرح و التعديل 38/7 و معرفة القراء الكبار 150/1، و عراك: بكسر أوله و بتخفيف الراء و في آخره كاف (تقريب التهذيب).
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 510/9.
4- في م: أنبأنا.
5- في م: عبلة.

أبي فلان بسيف (1) البحر، فذهب به فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما تلف مال في برّ و لا بحر إلاّ بمنع الزكاة فحرّزوا أموالكم بالزكاة، و داووا أمراضكم بالصّدقة، و ادفعوا عنكم طوارق البلاء بالدعاء، فإنّ الدعاء ينفع مما نزل و مما لم ينزل، ما نزل يكشفه، و ما لم ينزل يحبسه»[8088].

و عن عبادة بن الصامت أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان يقول:

«إنّ اللّه عز و جل إذا أراد بقوم بقاء أو نماء، رزقهم السماحة و العفاف، و إذا أراد بقوم اقتطاعا (2) فتح عليهم باب خيانة، ثم نزع حَتّٰى إِذٰا فَرِحُوا بِمٰا أُوتُوا أَخَذْنٰاهُمْ بَغْتَةً فَإِذٰا هُمْ مُبْلِسُونَ (3).

أخبرنا أبو الحسن الفقيه الشافعي، أنا نصر بن إبراهيم، و عبد اللّه بن عبد الرزاق (4).

[ح] (5) و أخبرنا أبو الحسن بن زيد، ابنا نصر.

قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنبأ أبو علي بن معمر، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا أبو الضحاك عراك بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبح (6) المرّي، حدّثني أبي قال: سمعت إبراهيم فذكر الحديثين بمعناهما.

أخبرنا أبو البقاء هبة اللّه بن عبد اللّه بن الحسن (7)،أنبأ أبو محمّد الجوهري.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهّاب، أنا الحسين (8) بن غالب بن المبارك المقرئ الحربي.

قالا: أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزهري، نا أحمد بن محمّد بن عمر البزار، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا مروان بن محمّد الأسدي، عن عراك بن خالد بن يزيد، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

لما عزّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على رقية امرأة عثمان قال:«الحمد للّه دفن البنات من المكرمات»[8089].

أخبرناه (9) عاليا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن علي بن

ص: 165


1- الأصل: سيف، و المثبت عن م.
2- الأصل و م: اقتطاع.
3- سورة الأنعام،44/6.
4- على هامش م: سمعته من.
5- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و م.
6- كذا، و في م: صبيح.
7- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م، و قارن مع المشيخة 236/ب.
8- في م: الحسن.
9- في الأصل: أخبرنا غالب، و المثبت عن م.

محمّد بن الحسين بن مهرابزد، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أحمد بن عبد اللّه بن ذكوان الدمشقي، نا أبي عبد اللّه بن ذكوان بن سفيان، نا عراك بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المرّي، عن عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

لما عزّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بابنته رقية امرأة عثمان بن عفّان قال:«الحمد للّه، دفن البنات من المكرمات»[8090].(1) أخبرنا أبو الحسين (2) بن عبد الملك - شفاها - قالا (3):أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا محمّد بن أبي حاتم قال (4):

عراك بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبح (5) المرّي، روى عن يحيى بن الحارث الذّماري، روى عنه هشام بن عمّار، و محمّد بن وهب بن عطية، و عبد اللّه بن أحمد (6) بن ذكوان المقرئ.

سمعت أبي يقول ذلك، و سألته عنه فقال: مضطرب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (7)،أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة [قال:] و نفر متقاربون: صدقة بن يزيد، و صدقة بن المنتصر، و صدقة بن عبد اللّه، و عراك بن خالد، و ذكر غيرهم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ص: 166


1- خبر سقط من الأصل، نستدركه هنا عن م، و تمام روايته: أخبرناه أبو محمّد السيدي، و أبو القاسم الشحامي، قالا: أنا محمّد بن عبد الرحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان بن عامر، نا عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان، نا عراك بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المري، عن عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه عطاء، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما عزي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بابنته رقية امرأة عثمان قال:«الحمد للّه، دفن البنات من المكرمات».
2- بعدها في م:«هبة اللّه بن الحسن إذنا، و أبو عبد اللّه» و هذا السند معروف.
3- كذا بالأصل و م، و تصح اللفظة بعد استدراك ما لاحظناه في الحاشية السابقة.
4- الجرح و التعديل 38/7.
5- في الجرح و التعديل و م: صبيح.
6- «أحمد» ليست في الجرح و التعديل.
7- في م: الكناني، تصحيف.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة-.

قال: سمعت أبا الحسين بن سميع يقول في الطبقة السادسة (1):عراك بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبح (2) المرّي.

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني، و ذكر أنه نقله من خط بعض أصحاب الحديث، قال: عراك بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح (3) المرّي، أبا الضحاك، دمشقي.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين، أنا أبو بكر البرقاني، قال: و سألت الدّارقطني عن عراك بن يزيد فقال: لا بأس به (4).

أنبأ أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن أبي القاسم بن الفرات، أنا أبو علي أحمد بن محمّد بن أحمد الأصبهاني - قراءة - قال: أبو الضحاك: عراك بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح (5) بن جشم المرّي من المشهورين عند أهل الشام بالقراءة و الأخذ عن يحيى بن الحارث، عن أبيه خالد، و عن غيره و الضبط عنهم، و هو ممن قرأ على عبد اللّه بن عامر القرآن (6).

4676 - عراك بن مالك الغفاري المديني

4676 - عراك بن مالك الغفاري المديني (7)

روى عن أبي هريرة، و ابن عمر، و عبيد اللّه (8) بن عبد اللّه بن عتبة، و عروة بن الزبير، و زينب بنت أبي سلمة (9)،و طلحة بن عبد اللّه كريز، و أبي سلمة بن عبد الرّحمن.

روى عنه ابنه خثيم (10) بن عراك، و عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، و عبد اللّه بن أبي سلمة الماجشون، و جعفر بن ربيعة، و يزيد بن أبي حبيب، و بكير بن عبد اللّه بن

ص: 167


1- تهذيب الكمال 513/12.
2- كذا بالأصل، و في م: صبيح.
3- عن م، بالأصل: صبح.
4- تهذيب الكمال 513/12 و معرفة القراء الكبار 150/1.
5- عن م، بالأصل: صبح.
6- تهذيب الكمال 513/12.
7- ترجمته في تهذيب الكمال 514/12 و تهذيب التهذيب 111/4 و ميزان الاعتدال 63/3 و الجرح و التعديل 38/7 و العبر 122/1 و سير أعلام النبلاء 63/5 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120 ص 168) و شذرات الذهب 122/1 و تاريخ الثقات للعجلي ص 330 و تاريخ أبي زرعة (الفهارس)، و مشاهير علماء الأمصار ص 116.
8- عن م و بالأصل: عبد اللّه، و في تهذيب الكمال: عبيد.
9- بالأصل:«و زيد بن زيد بن أبي سلمة» و التصويب عن م و تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.
10- إعجامها مضطرب و ناقص بالأصل، و المثبت عن م و تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.

الأشج، و زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش، و الحكم بن عتيبة، و ثابت بن قيس، و مكحول الفقيه.

و قدم على عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى، و أبو محمّد طاهر بن سهل، قالا: أنا أبو الحسن بن مكي ابنا الميمون بن حمزة الحسيني.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد.

قالا: أنا عبد الرزاق بن عمر بن موسى، أنا أبو بكر بن المقرئ قالا: نا أبو بكر أحمد بن عبد الوارث بن جرير العسال (1)،نا عيسى بن حمّاد، نا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب.

[ح] (2) و أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد، ابنا عبد الرزاق بن عمر، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن ريان، نا محمّد بن رمح، نا الليث، عن يزيد، عن عراك، عن أبي هريرة.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نهى عن أربع نسوة أن يجمع،- و قال ابن المقرئ: يجمع بينهن - المرأة و عمتها، و المرأة و خالتها.

ألفاظهم سواء، و هذا أعلى طريق وقع لنا إلى عراك.

أخبرنا أبو علي بن السبط ، و أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك نا بشر بن موسى، نا أبو عبد الرّحمن المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب، حدّثني جعفر بن ربيعة، عن عراك بن مالك، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت:

صلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم العشاء، ثم صلّى ثماني ركعات قائما و ركعتين جالسا، و ركعتين بين النداءين، و لم يدعهما أبدا.

[رواه البخاري (3)،عن المقرئ] (4).

ص: 168


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 24/15.
2- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و أضيف عن م.
3- صحيح البخاري 69/2 كتاب التهجد في الليل، باب المداومة على ركعتي الفجر.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، ثنا عبد العزيز بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو الحسن (1) بن أبي الحديد، نا جدي أبو عبد اللّه، قالا: أنا محمّد بن عوف، نا أبو العباس محمّد بن موسى بن الحسين (2) السمسار، ابنا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا المغيرة - و هو ابن المغيرة الرملي - نا رجاء بن أبي سلمة، قال:

أتى عبد العزيز يوما بتمر فقال:[كأن] (3) هذا من تمر المدينة سقيا للمدينة - و كان يحبها-، فقال له عراك بن مالك: يا أمير المؤمنين لو سرت حتى تنزلها فإنّ في بيت عائشة موضع قبر، فإن أصابك قدرك دفنت فيه، فقال: ويحك يا عراك، ما كان من عذاب يعذّب اللّه به أحدا من خلقه إلاّ و أنا أحبّ أن يصيبني من قبل أن يعلم اللّه أنّ منزلتي (4) بلغت في نفسي أن أراها لذلك أهلا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد التميمي، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،حدّثني محمّد بن عثمان أبو الجماهر، نا ابن عيّاش (6)،عن عمرو (7) بن مهاجر، قال: كان مع عمر بن عبد العزيز سالم بن عبد اللّه، و أبو قلابة، و محمّد بن كعب، و عراك بن مالك، و ابن شهاب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أحمد بن الحسن (8) بن أحمد - زاد أبو البركات: و أحمد بن الحسن بن خيرون - قالا: أنا محمّد بن الحسن (9) بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد، ثنا خليفة، قال (10):

عراك بن مالك من بني حماس بن مبشّر بن غفار بن مالك ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة بن خزيمة، توفي زمن يزيد بن عبد الملك.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأ

ص: 169


1- الأصل:«أخبرنا أبو الحسين» و المثبت:«ح و أخبرنا أبو الحسن» عن م.
2- في م: الحسن، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 325/16.
3- الزيادة عن م.
4- الأصل: ميزابي، و المثبت عن م.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 421/1.
6- عن م و أبي زرعة، و بالأصل: ابن عباس.
7- كذا بالأصل و م، و في تاريخ أبي زرعة: عمر.
8- الأصل:«الحسين» في الموضعين، تصحيف، و الصواب ما أثبت عن م، و هذا السند معروف و هو المشهور حيث يصل إلى طبقات خليفة.
9- الأصل:«الحسين» في الموضعين، تصحيف، و الصواب ما أثبت عن م، و هذا السند معروف و هو المشهور حيث يصل إلى طبقات خليفة.
10- طبقات خليفة بن خيّاط ص 432 رقم 2144 و 447 رقم 2250.

سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمّد بن سعد، قال (1):

عراك بن مالك الغفاري من بني كنانة، و كان ينزل بالمدينة في بني غفار، و توفي في خلافة يزيد بن عبد الملك بالمدينة، و قد روى عن أبي هريرة، روى عنه الزهري.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، نا أحمد بن الحسين، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد، و محمّد بن الحسن - قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (2):عراك بن مالك الغفاري، سمع أبا هريرة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم، أنا أبو علي - إجازة-.

[ح] (3) قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4):

عراك بن مالك، روى عن ابن عمر (5)،و أبي هريرة [و] (6) عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، روى عنه ابنه خثيم بن عراك، و عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، و عبد اللّه بن أبي سلمة الماجشون، سمعت أبي يقول ذلك، و سمعته يقول: عراك بن مالك ثقة.

سئل أبو زرعة عن عراك بن مالك ؟ فقال: مدني (7) ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنبأ مسعود بن ناصر، أنبأ عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال:

عراك بن مالك الغفاري ثمّ الكناني المديني، سمع أبا هريرة، و عروة بن الزبير، و عبيد اللّه (8) بن عبد اللّه بن عتبة، و أبا سلمة بن عبد الرّحمن، روى عنه سليمان بن

ص: 170


1- طبقات ابن سعد 253/5.
2- ليس له ترجمة في التاريخ الكبير، فهذا السند المشهور للمصنف عند ما يأخذ عن التاريخ الكبير للبخاري، و انظر التاريخ الصغير 248/1.
3- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و م.
4- الجرح و التعديل 38/7.
5- الأصل: ابن عمرو، و في م: أبي عمرو.
6- سقطت من الأصل و م، الزيادة عن الجرح و التعديل.
7- في الجرح و التعديل: مديني.
8- الأصل: عبد اللّه، تصحيف، و التصويب عن م.

يسار (1)،و يزيد بن أبي حبيب، و جعفر بن ربيعة، و الحكم بن عتيبة، و ابنه خثيم (2) بن عراك: في الصلاة، و الزكاة، و التهجد، و مواضع.

قال الواقدي: توفي بالمدينة في زمن يزيد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3).

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4).

حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا أيوب بن سويد، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، قال: ما كان أبي يعدل بعراك بن مالك أحدا.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،نا محمّد بن أبي أسامة الحلبي، نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، قال: قال عمر بن عبد العزيز: ما أعلم أحدا أكثر صلاة من عراك بن مالك.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه.

قالا: أنا أبو الحسين الفضل أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (6)،حدّثني سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة.

ح و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنبأ أبو طاهر بن محمّد، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا هارون بن معروف، نا ضمرة بن ربيعة قال رجاء بن أبي سلمة حدّثنا قال:

قال عمر بن عبد العزيز: ما أعلم أحدا من الناس أكثر صلاة من عراك بن مالك، و ذلك أنه يركع في كل عشر و يسجد.

ص: 171


1- الأصل: بشار، تصحيف، و التصويب عن م و تهذيب الكمال.
2- الأصل: خيثم، و بدون إعجام في م.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 420/1-421 و رواه المزي في تهذيب الكمال 515/12 من طريق أيوب بن سويد الرملي.
4- المعرفة و التاريخ 619/1.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 420/1.
6- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 668/1.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن (1)،أنبأ سهل بن بشر، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنبأ عبد الوهاب الكلابي، ثنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب المشغرائي، نا العباس بن الوليد بن صبح الخلاّل، نا مروان بن محمّد، حدّثنا ضمرة بن ربيعة، نا رجاء بن أبي سلمة، قال:

قال عمر بن عبد العزيز: ما رأيت أكثر صلاة من عراك بن مالك، قال: كان يقرأ في كل ركعة عشر آيات.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين بن علي بن القاسم، أنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو عروبة الحرّاني، نا أيوب بن محمّد الوزّان، نا ضمرة، عن رجاء، قال:

قال عمر بن عبد العزيز: ما أعلم أحدا من الناس أكثر صلاة من عراك بن مالك، و ذلك أنه كان يركع في كل عشر و يسجد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا حارث أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (2)،أنا معن بن عيسى، عن أبي الغصن قال: رأيت عراك بن مالك يصوم الدهر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا إبراهيم بن المنذر، حدّثني محمّد بن معن (3)، أخبرني أبي، عن أمه، عن عمها معن بن نضلة، قالت: قال لي: وا عجبا لبني مالك ما التفتّ إلى حلقة من حلق المسجد فيها مشيخة إلاّ رأيته مع ذوي الأسنان منهم.

قال إبراهيم: قال لي محمّد بن معن: يعني: عراك بن مالك.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأ أبو الحسين (4) بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنبأ الحسين بن جعفر، قالوا: أنا

ص: 172


1- الأصل: الحسين، و المثبت عن م، قارن مع المشيخة 106/ب.
2- طبقات ابن سعد 253/5 و تهذيب الكمال 515/12.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 515/12 و المعرفة و التاريخ 668/1.
4- في م: الحسن.

الوليد بن (1) بكر، أنا علي بن أحمد، أنبأ صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (2):عراك بن مالك شامي، تابعي، ثقة، من خيار (3) التابعين.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو بكر عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

[ح] (4) قال: و أنبأ أبو طاهر، أنا أبو الحسن.

قالا: أنا ابن أبي حاتم، قال (5):

قال أبي: عراك بن مالك، ثقة.

و سئل أبو زرعة عن عراك بن مالك فقال: مدني (6) ثقة.

أخبرنا أبو الحسن (7) السلمي الفقيه، و أبو نصر أحمد بن محمّد، قالا: أنا نصر بن إبراهيم، و علي بن محمّد المصّيصي، قالا: أنا أبو الحسن (8) بن عوف، أنا محمّد بن موسى بن الحسين، أنبأ محمّد بن خريم، نا حميد بن زنجويه، نا هشام بن عمار، نا يحيى بن حمزة، حدّثني عمرو بن مهاجر.

أن عراك بن مالك سأل عمر بن عبد العزيز أرضا بالبلقاء قال: لضيفي و من غشيني بما فيها من حق، فقال له عمر: إنّك لتعلم منها مثل ما أعلم، إياي تخادعون، خذها بذلها و صغارها، قال عراك: و اللّه ما خادعتك.

قرأت في رواية أحمد بن سعيد الدمشقي، و أبي أحمد يحيى بن علي بن يحيى المنجم، عن الزبير بن بكّار (9)،حدّثني محمّد بن الضّحّاك، عن المنذر بن عبد اللّه الحزامي أن عراك بن مالك كان من أشدّ أصحاب عمر بن عبد العزيز على بني مروان في انتزاع ما حازوه من الفيء و المظالم من أيديهم، فلما ولي يزيد بن عبد الملك ولّى عبد الواحد بن عبد اللّه النصري المدينة، فقرّب عراكا و قال: صاحب الرجل الصالح، و كان لا يقطع أمرا دونه، و كان يجلس معه على سريره، فبينا هو يوما معه إذ أتاه كتاب يزيد: أن

ص: 173


1- الأصل و م:«أبو» تصحيف، و السند معروف.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 330 رقم 1118.
3- في ثقات العجلي: كبار التابعين.
4- «ح» حرف التحويل زيادة عن م.
5- الجرح و التعديل 38/7.
6- الجرح و التعديل: مديني.
7- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م.
8- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م.
9- الخبر من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 515/12.

ابعث مع عراك حرسيا (1) حتى ينزله دهلك (2) و خذ من عراك حمولته، فقال لحرسي - و عراك معه على السرير - خذ بيد عراك فابتغ من ماله راحلة ثمّ توجّه إلى دهلك حتى تقره فيها، ففعل ذلك الحرسي، و كان عراك يغدو بأمه إلى المسجد فيصلّي فيه الصلوات ثمّ ينصرف بها، فما تركه الحرسي يصل إليها، و كان أبو بكر بن حزم نفى الأحوص إلى دهلك في أمرة سليمان بن عبد الملك، فلما ولي أرسل إلى الأحوص فأقدمه إليه فمدحه الأحوص فأكرمه. قال: فأهل دهلك يؤثرون الشعر عن الأحوص، و الفقه عن عراك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني محمّد بن خلاّد الإسكندراني، و عبد الرّحمن بن أبي الغمر، قالا: نا ضمام بن إسماعيل أبو إسماعيل المعافري عن عقيل (3) بن خالد الأيلي قال (4):

كنت بالمدينة في الحرس فلمّا صلّيت العصر إذا برجل يتخطى الناس يسأل عن عراك بن مالك حتى دلّ عليه، فلما دنا منه لطمه حتى وقع، و كان شيخا كبيرا، ثم جرّه برجله ثم انطلق به حتى جعل (5) في مركب في البحر إلى دهلك فنفي إليها و كان عمر بن عبد العزيز قد نفى الأحوص - رجلا كان شاعرا من الأنصار إلى دهلك فأخرجه يزيد منها، فكان أهل دهلك يقولون: جزى اللّه عنا يزيد خيرا كان عمر قد نفى إلينا رجلا علّم أولادنا الباطل، و أن يزيد أخرج إلينا رجلا علّمنا اللّه على يديه الخير.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأ محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أبو الفضل الزهري قال:

و بلغني أن عراك بن مالك مات أيام يزيد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العباس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، قال: قال غيره مات عراك بن مالك الغفاري عهد يزيد بن عبد الملك.

ص: 174


1- الأصل:«حرسا» و المثبت عن م و تهذيب الكمال.
2- دهلك: جزيرة في بحر اليمن، كان بنو أمية إذا سخطوا على أحد نفوه إليها (انظر معجم البلدان).
3- في م: عبيد اللّه، تصحيف.
4- الخبر من طريق ضمام بن إسماعيل رواه المزي في تهذيب الكمال 516/2.
5- تهذيب الكمال:«حصل» و في م كالأصل.

أخبرنا أبو القاسم النسيب (1)،أنا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه أخبرنا الحسين بن صفوان.

ح و أخبرنا (2) أبو بكر اللفتواني، أنا أبو (3) عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد أنا أحمد بن محمّد.

قالا: نا ابن أبي الدنيا محمّد بن سعد قال (4):

عراك بن مالك الغفاري من بني كنانة، توفي زمن يزيد بن عبد الملك بالمدينة، [انتهى] (5) حديث اللفتواني، و زاد النسيب: قال أبو بكر: كان استخلاف يزيد بن عبد الملك في سنة إحدى و مائة بعد موت عمر بن عبد العزيز، و مكث في الخلافة أربع سنين و شيئا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار (6)[أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل الغلابي، نا أبي(...) (7) و مات عراك بن مالك في خلافة يزيد بن عبد الملك] (8).

4677 - عراك المري

ابن عم الجنيد بن عبد الرحمن أمير خراسان.

أوفده الجنيد على هشام بن عبد الملك، ذكرت وفوده في ترجمة نهار بن توسعة. آخر جزء من الميم كتب منه.

آخر الجزء الخامس و الثلاثين بعد الثلاثمائة يتلوه العرباض بن سارية.

بلغت سماعا على والدي الإمام العالم الحافظ الثقة أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه عبد اللّه بن الحسن فسمعه ابني محمّد و.... (9) بن علي بن الحسن في نصف

ص: 175


1- بدون إعجام بالأصل و م.
2- «ح و أخبرنا» عن م، و بالأصل: أخبرنا.
3- الأصل:«ابن» و المثبت عن م.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
5- زيادة عن م.
6- غير مقروءة بالأصل، و بياض في م.
7- كلمة غير واضحة و قد تقرأ: عمير.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند و إيضاح المعنى عن م، و انظر تهذيب الكمال 516/12.
9- لفظتان غير واضحتين بالأصل.

محرم سنة.... (1)... (2).(3) [أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رضي اللّه عنه قال:

4678 - عرباض بن سارية السلمي

4678 - عرباض (4) بن سارية السلمي (5)

صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، من أهل الصّفّة، سكن حمص.

روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أحاديث.

روى عنه: جبير بن نفير، و أبو رهم أحزاب بن أسيد السماعي، و عبد الرحمن بن عمرو السلمي، و حبيب بن عبيد، و عبد اللّه بن أبي بلال، و سويد بن جبلة، و عبد الأعلى بن (هلال) (6) و عبادة بن أوفى النميري، و حجر بن حجر، و عبد الرحمن بن ميسرة أبو سلمة الحضرمي، و عمرو بن الأسود الكندي، و يحيى بن أبي المطاع، و المهاجر (7) بن حبيب، و أم حبيبة بنت العرباض.

و كان العرباض أحد البكائين الذين نزل فيهم وَ لاٰ عَلَى الَّذِينَ إِذٰا مٰا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ (8).

[و قدم دمشق] (9).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا محمّد بن زنبور المكي أبو صالح، نا ابن أبي

ص: 176


1- لفظتان غير واضحتين بالأصل.
2- من قوله: آخر الجزء الخامس.. إلى هنا ليس في م. و قد سقط من الأصل بداية ترجمة عرباض بن سارية. نثبتها عن م.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل نستدركه عن م، و سنشير إلى نهاية الاستدراك في موضعه.
4- عرباض بكسر أوله و سكون الراء بعدها موحدة و آخره معجمة (تقريب التهذيب).
5- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 516/12 و تهذيب التهذيب 112/4 و المحبر 281 مغازي الواقدي (الفهارس)، أسد الغابة 3/ 516 حلية الأولياء 13/2 البداية و النهاية بتحقيقنا 8/9 الكامل في التاريخ بتحقيقنا (الفهارس) الاستيعاب 166/3 الإصابة 473/2 سير أعلام النبلاء 419/3 تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 485 و انظر بهامشه أسماء مصادر كثيرة ترجمت له.
6- في م:«و عبد الأعلى بن عبادة و عباد بن أوفى» و المثبت عن تهذيب الكمال.
7- في م: المهام، و فوقها ضبة، و التصويب عن تهذيب الكمال.
8- سورة التوبة، الآية:92.
9- زيادة عن المختصر 339/16.

حازم... (1)عن محمّد بن إبراهيم عن خالد بن معدان عن عمه سارية عن عرباض بن سارية رجل من بني سليم قال:

خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فوعظ الناس و رغّبهم و حذرهم و قال ما شاء اللّه أن يقول، ثم قال:

«اعبدوا اللّه و لا تشركوا به شيئا، و أطيعوا من ولاه اللّه عزّ و جلّ أمركم، و لا تنازعوا الأمر أهله، و لو كان حبشيا، و عليكم ما تعرفون من سنة نبيكم و الخلفاء الراشدين المهديين، و عضوا عليها بنواجذكم بالحق»[8091].

كذا قال، و سارية غير معروف. و قد رواه حيوة بن شريح عن ابن (2)الهاد و لم يذكر سارية.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، نا ابن وهب، أنبأنا حيوة عن ابن الهاد، عن محمّد بن إبراهيم عن خالد بن معدان عن عرباض بن سارية، من بني سليم، من أهل الصّفّة - قال: خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقام فوعظ الناس و رغبهم و حذرهم و قال ما شاء اللّه أن يقول، ثم قال:

«اعبدوا اللّه و لا تشركوا به شيئا، و أطيعوا من ولاه اللّه أمركم، و لا تنازعوا الأمر أهله، و لو كان عبدا أسود، و عليكم بما تعرفون من سنة نبيكم و الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا على نواجذكم بالحق»[8092].

تابعه الليث بن سعد عن ابن الهاد. و هكذا رواه يحيى بن سعيد عن محمّد بن إبراهيم.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الخير.... (3)أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا محمّد بن هارون بن حميد، نا عبد اللّه بن موسى بن سسه (4)نا إبراهيم بن صدقة، نا يحيى بن سعيد، عن محمّد بن إبراهيم عن خالد بن معدان عن العرباض بن سارية - و كان من أهل الصفة - قال:

خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوما فوعظ الناس و رغبهم و حذرهم و قال ما شاء اللّه أن يقول ثمّ قال:

ص: 177


1- غير واضح من سوء التصوير.
2- في م: أبي الهاد، تصحيف.
3- كلمة غير مقروءة في م.
4- كذا رسمها في م.

«اعبدوا اللّه و لا تشركوا به شيئا، و لا تنازعوا الأمر أهله، و لو كان عبدا أسود أجدع، و عليكم بما تعرفون و سنة نبيكم صلّى اللّه عليه و سلّم و سنة الخلفاء الراشدين المهديين، و عضوا عليها بالنواجذ[8093].

و هذا الحديث لم يسمعه خالد من العرباض، بينهما رجل.

أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، أنا علي بن محمّد الفقيه، أنا عبد الرحمن بن عثمان العدل، أخبرنا خيثمة بن سليمان.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن أبي عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الحسن...... (1)

أبو عبد اللّه - إملاء - أنا خيثمة بن سليمان و سعيد بن سويد...... (2)أبو مسعود عبد الجليل..... (3)عبد الواحد - إملاء، قالوا: أنا أبو عبد اللّه.... (4)الفضل بن أحمد.... (5).

و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، نا سليمان بن إبراهيم.

ح و أخبرتنا كريمة بنت محمّد بن عبد الملك العطار قالت: أخبرنا سليمان و أبو بكر محمّد بن الحسن بن محمّد [بن] سليم قالا: أنا محمّد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني التاجر إملاء، نا محمّد بن يعقوب بن يوسف، نا أبو عتبة أحمد بن الفرج الحمصي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (6)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ و أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي و أبو سعيد أحمد بن محمّد بن مزاحم الصفار الأديب لفظا، قالوا: أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب أنا أبو عتبة، نا بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي عن العرباض بن سارية:

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم وعظهم يوما بعد صلاة الغداء بموعظة بليغة ذرفت منها العيون، و وجلت منها القلوب، فقال رجل: يا رسول اللّه هذه موعظة مودع فما تعهد إلينا؟ فقال:

«أوصيكم بتقوى اللّه و السمع و الطاعة و إن كان عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فإياكم و محدثات الأمور فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي و سنة الخلفاء المهديين الراشدين، عضوا عليها بالنواجذ»[8094].

و في حديث ابن منده: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم وعظ ، و الباقي نحوه.

ص: 178


1- كلام غير مقروء في م.
2- كلام غير مقروء في م.
3- كلام غير مقروء في م.
4- كلام غير مقروء في م.
5- كلام غير مقروء في م.
6- أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 541/6 ط بيروت.

و رواه ثور بن يزيد عن خالد [بن] معدان بعبد الرحمن بن عمرو (1)،و حجر بن حجر.

أخبرنا أبو القاسم] (2)هبة اللّه بن محمّد، أنبأ أبو علي بن المذهب.

أنبأ أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدثني أبي، نا (4)الوليد بن مسلم ثنا ثور بن يزيد، نا خالد بن معدان، حدّثني عبد الرّحمن بن عمرو السلمي، و حجر بن حجر قالا: أتينا العرباض بن سارية و هو ممن نزل فيه وَ لاٰ عَلَى الَّذِينَ إِذٰا مٰا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ ، قُلْتَ : لاٰ أَجِدُ مٰا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ فسلمنا و قلنا: أتيناك زائرين و عائذين و مقتبسين، فقال عرباض: صلى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الصبح ذات يوم ثمّ أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون، و وجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول اللّه كأن هذه موعظة مودع، فما ذا تعهد إلينا؟ فقال:

«أوصيكم بتقوى اللّه، و السمع و الطاعة و إن كان عبدا حبشيا، فإنه من يعش [منكم] بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا بها.

و عضوا عليها بالنواجذ، و إياكم و محدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة»[8095].

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأ محمّد بن أحمد بن (5) حسنون قال: نا محمّد بن إسماعيل بن العباس الوراق - إملاء - نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن (6) القرشي سنة تسع و ثلاثمائة نا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن جعفر المديني سنة أربع و ثلاثين نا الوليد بن مسلم، نا ثور بن يزيد، حدّثني خالد بن معدان، نا عبد الرّحمن بن عمرو السلمي و حجر بن حجر الكلاعي، قالا: أتينا العرباض بن سارية و هو من الذين أنزل اللّه فيهم وَ لاٰ عَلَى الَّذِينَ إِذٰا مٰا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ : لاٰ أَجِدُ مٰا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ (7) قال: فقلنا: أتيناك زائرين و عائذين و مقتبسين، قال العرباض: صلى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الصبح ذات يوم فوعظنا موعظة ذرفت منها العيون، و وجلت منها القلوب،

ص: 179


1- في م: عمر.
2- إلى هنا ينتهي الاستدراك عن م، و نعود من هنا إلى الأصل «س».
3- مسند أحمد بن حنبل 83/6 رقم 17145 (ط دار الفكر - بيروت).
4- الأصل: نا أبو الوليد.
5- في م: محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون.
6- في م: نا أبو محمّد عبد الرحمن القرشي.
7- سورة التوبة، الآية:92.

قال: فقلنا: يا رسول اللّه كأن هذه خطبة مودع، فما ذا تعهد إلينا؟ قال:«أوصيكم بتقوى اللّه، و السمع و الطاعة، و إن عبدا حبشيا، و عليكم بسنّتي و سنّة الخلفاء الراشدين المهديين (1)، تمسكوا بها و عضّوا عليه بالنواجذ، و إياكم و كلّ محدّثة، فإنّ كلّ محدثة بدعة، و كلّ بدعة ضلالة»[8096].

قال الوليد بن مسلم: فذكرت هذا الحديث لعبد اللّه بن العلاء بن زبر (2).

قال: ثم حدّثني به يحيى بن (3) المطاع القرشي أنه سمعه من العرباض بن سارية، قال: فذكر نحوا من حديث ثور بن يزيد.

و رواه القواريري عن الوليد، و لم يذكر حجرا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا عبيد اللّه بن عمر القواريري، نا الوليد بن مسلم، نا ثور بن يزيد، حدّثني خالد بن معدان، حدّثني عبد الرّحمن بن عمرو السّلمي، قال:

أتينا العرباض بن سارية، و كان من الذين أنزل اللّه فيهم: إِذٰا مٰا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاٰ أَجِدُ مٰا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ ،فدخلنا، فسلّمنا عليه، فقلنا: أتيناك زائرين، و عائذين، و مقتبسين، فقال: صلى بنا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم الصبح ذات يوم، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، و وجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول اللّه هذه موعظة مودع، فما ذا تعهد إلينا؟ قال:

«أوصيكم بتقوى اللّه، و السمع و الطاعة، و إن كان عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنّتي و سنّة الخلفاء المهتدين (4) الراشدين، فتمسّكوا بها، و عضّوا عليها بالنواجذ، و إيّاكم و محدثات الأمور، فإنّ كلّ محدثة بدعة، و كلّ بدعة ضلالة».

و رواه ضمرة بن حبيب، عن عبد الرّحمن بن عثمان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، و أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد، و أبو الدّرّ ياقوت بن عبد اللّه مولى ابن البخاري

ص: 180


1- عن م و بالأصل: المهتدين.
2- عن م و بالأصل: زيد.
3- في م:«يحيى بن يحيى بن المطاع القرشي» و في سير أعلام النبلاء 421/3 يحيى بن أبي المطاع.
4- كذا بالأصل هنا، و قد مرت في الروايات:«المهديين» و سقطت اللفظة من م هنا.

قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، نا أبو طاهر المخلّص - إملاء - نا أبو بكر عبد اللّه بن أبي داود، نا أحمد بن صالح، نا أسد (1) بن موسى، نا معاوية - يعني ابن صالح - نا ضمرة بن حبيب، عن عبد الرّحمن بن عمرو السلمي.

أنه سمع عرباض بن سارية السلمي يقول: وعظنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم موعظة دمعت منها الأعين، و وجلت منها القلوب، قلنا: يا رسول اللّه، إنّ هذه موعظة مودّع، فما تعهد إلينا؟.

فقال:«قد تركتكم على البيضاء ليلها و نهارها لا يزيغ عنها بعدي إلاّ هالك، و من يعش منكم فيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنّتي و سنّة الخلفاء الراشدين المهديين، و عليكم بالطاعة و إن عبدا حبشيا، عضّوا عليها بالنواجذ»[8097].

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي طالب محمّد بن علي بن الفتح، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه بن أخي ميمي (2)،نا الحسين بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا خالد بن خداش، نا عبيد اللّه بن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، عن سعد بن إبراهيم، عن عروة بن رويم، عن العرباض بن سارية قال:

دخلت مسجد دمشق، فصلّيت فيه ركعتين و قلت: اللّهم كبرت سنّي، و ضعفت قوتي، فاقبضني إليك. و إلى جنبي، شاب لم أر أجمل منه، عليه دوّاج (3) أخضر فقال لي: ما هذا الذي تقول ؟ فقلت: فكيف أقول ؟ قال: قل: اللّهم حسّن العمل و بلّغ الأجل، قلت: من أنت ؟ قال: أنا رتائيل (4) الذي يسلي الحزن من صدور المؤمنين، ثم التفتّ فلم أر أحدا.

قرأت على أم البهاء فاطمة بنت محمّد، عن أبي طاهر بن محمود، و أبي العباس أحمد بن محمّد بن النعمان، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، نا ابن وهب (5)،أنا سعيد بن أبي أيوب، عن سعد بن إبراهيم، عن عروة بن رويم، عن العرباض بن سارية، و كان شيخا من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان يحب أن يقبض، فكان يدعو: اللّهمّ كبرت سنّي، و وهن عظمي، فاقبضني إليك،[قال] (6) فبينا أنا يوما في المسجد

ص: 181


1- الأصل: أسيد، و المثبت عن م، ترجمته في تهذيب الكمال 98/2.
2- بدون إعجام في م و فوقها ضبة.
3- دواج: تقدم التعريف بها قريبا، و هي ضرب من الثياب.
4- كذا رسمها، و تقرأ في م: رتابيل.
5- من طريق ابن وهب رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 421/3.
6- الزيادة عن م و سير أعلام النبلاء.

-مسجد دمشق - و أنا أصلي و أدعو أن أقبض، إذا أنا بفتى شاب من أجمل الرجال، و عليه دوّاج أخضر، فقال: ما هذا الذي تدعو به ؟ قال: قلت: و كيف أدعو يا ابن أخي ؟ قال: قل:

اللّهم حسّن العمل، و بلّغ الأجل، فقلت: من أنت يرحمك (1) اللّه ؟ فقال: أنا رتائيل (2) الذي يسلّ الحزن من صدور المؤمنين، فالتفتّ فلم أر أحدا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون.

و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنبأ أبو طاهر، قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن (3)،أنبأ محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن (4) إسحاق، نا خليفة بن خياط ، قال (5).

العرباض بن سارية من بني سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان، يكنى أبا نجيح، مات في فتنة ابن الزبير، و يقال: سنة خمس و سبعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأ إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنبأ إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: العرباض بن سارية السّلمي، يكنى أبا نجيح، سمعته من كنى عبد اللّه.(6) أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (7)،قال في الطبقة الثالثة: العرباض بن سارية السّلمي، و يكنى أبا نجيح.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا [أبو] (8) عمرو بن مندة، أنا الحسين بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر (9)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن

ص: 182


1- اللفظة غير واضحة في الأصل، و المثبت عن م و سير أعلام النبلاء.
2- في سير أعلام النبلاء:«رتبابيل» و في المختصر 340/16 «ربائيل».
3- عن م و بالأصل: الحسين، تصحيف، و السند معروف.
4- في م: نا عمر بن أحمد بن إسحاق.
5- طبقات خليفة بن خيّاط ص 552 رقم 2833.
6- قبله ورد خبر - سقط من الأصل - نثبته عن م هنا، و تمامه: أخبرنا أبو المظفر بن القاسم... أنا أبو بكر البيهقي نا علي بن محمّد بن.... عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه... و العرباض بن سارية أبو نجيح، في حديث و نحوه.
7- طبقات ابن سعد 412/7.
8- زيادة عن م للإيضاح.
9- من قوله: بن منده إلى هنا سقط من م.

سعد (1)،قال العرباض بن سارية السلمي: توفي في خلافة عبد الملك في فتنة ابن الزبير بالشام قال الواقدي: سنة خمس و سبعين.

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي في كتابه.

[ثم] (2) أخبرنا أبو الفضل [بن] (3) ناصر عنه، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو الحسين بن المظفر، أنبأ أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي، قال:

و من بني سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر:

العرباض بن سارية السّلمي، و كان من أهل الصّفّة، له بضعة عشر حديثا.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي [في كتابه] (4).

ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأ أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني - قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (5):

عرباض بن سارية السّلمي، له صحبة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، أنبأ أبو عبد اللّه الأديب - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (6):

عرباض بن سارية السّلمي، له صحبة، روى عنه رهم السماعي (7).سمعت أبي يقول ذلك، روى عنه حبيب بن عبيد، و جبير بن نفير، و عبد الرّحمن بن عمرو السّلمي، و عبد اللّه بن أبي بلال، و سويد بن جبلة، و عبد الأعلى بن هلال.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم بن أبي الحسين الرازي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، أنا أبو زرعة، قال في من نزل الشام من مصر: العرباض بن سارية السّلمي.

ص: 183


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقط من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
2- الزيادة عن م.
3- الزيادة عن م.
4- الزيادة عن م، و كتبت فيها فوق الكلام.
5- التاريخ الكبير للبخاري 85/7.
6- الجرح و التعديل 39/7.
7- عن الجرح و التعديل و بالأصل: السمعي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليمان بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: العرباض بن سارية السّلمي أبو نجيح.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا [أنا] أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنبأ أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأ أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنبأ عبد الوهاب الغلاّبي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت الحسن بن سميع يقول: و العرباض بن سارية السلمي.

قال ابن عتّاب: حمصي.

و قال الكلابي: قال أبو سعيد: حمصي.(1) أنبأ أبو طالب الحسين بن محمّد، أنبأ أبو القاسم علي بن المحسّن (2)،أنا محمّد بن المظفر، أنا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي (3)، قال:

و ممن نزلها من مصر أيضا: أبو نجيح العرباض بن سارية السلمي، سألت عن منزله، فقيل لي: عند قناة الحبشة، و ذكر أن لهم منزلا بمريمين، و هو قديم الموت أيضا.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن علي بن عبيد اللّه، و أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، قالا: أنبأ أبو الفرج الحسين بن علي، ثنا محمّد بن إبراهيم بن البسري، نا عبد الملك بن بدر بن الهيثم، نا أحمد بن هارون الحافظ ، قال في الطبقة الأولى من الأسماء المنفردة: عرباض بن سارية بالشام.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا المسدّد بن علي الحمصي، أنبأ أبي، نا أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد القاضي، قال (4):في تسمية من نزل حمص من الصحابة: العرباض بن سارية السّلمي، و يكنى أبا نجيح، و منزله في الحولة،

ص: 184


1- قبلها في م: و أخبرنا عمي رحمه اللّه، أنا أبو طالب قراءة.
2- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م.
3- الخبر من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 517/12.
4- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 517/12.

حدّثني بذلك علي بن الحسن (1) السلمي.

و قال محمّد بن عوف: منزله بحمص عند قناة الحبشة.

قال محمّد بن عوف: كلّ واحد من عمرو بن عبسة و العرباض بن سارية ؟ يقول: أنا ربع الإسلام، لا يدرى أيهما أسلم، قبل صاحبه (2).

و قال أحمد بن محمّد: سألت أبا معاوية السّلمي عن منزل العرباض بن سارية ؟ فقال:

منزله خارج مدينة حمص، في قرية يقال لها مريمين (3)،و ولده بها إلى اليوم (4).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: العرباض بن سارية السّلمي، و يقال الفزاري، يكنى أبا نجيح، روى عنه جبير بن نفير، و عبد الرّحمن بن عمرو، و حجر بن حجر، و حبيب بن عبيد، و فيه نزلت و في أصحابه: تَوَلَّوْا وَ أَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ (5).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل أحمد، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنبأ أبو القاسم البغوي، حدّثني ابن زنجويه، نا أبو المغيرة، نا أبو بكر بن أبي مريم، عن حبيب بن عبيد، عن عرباض، قال: لو لا أن يقال فعل أبو نجيح هي (6).

رواه أحمد بن حنبل، عن أبي المغيرة.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو الحسين، أنا أبو القاسم، قال: حدّثني عباس بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، قال: سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: العرباض بن سارية، كنيته أبو نجيح.

ص: 185


1- عن م و تهذيب الكمال و بالأصل: الحسين.
2- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 421/3 و المزي في تهذيب الكمال 517/12 عن محمّد بن عوف. وعب الذهبي في سير أعلام النبلاء: لم يصح أن العرباض قال ذلك.
3- مريمين من قرى حمص (معجم البلدان).
4- الخبر في معجم البلدان «مريمين».
5- سورة التوبة، الآية:92.
6- كذا بالأصل ورد الخبر، و آخره في م بياض من سوء التصوير، و الذي في طبقات ابن سعد 276/4 فعل أبو نجيح فعل أبو نجيح، يعني نفسه. و في سير أعلام النبلاء 422/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80 ص 484) فعل أبو نجيح، لألحقت مالي سبلة، ثم لحقت واديا من أودية لبنان عبدت اللّه حتى أموت.

و في رواية أبي القاسم: العرباض أبو نجيح، و عمرو بن عبسة: أبو نجيح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنبأ عبد الواحد بن محمّد، أنبأ الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل، قال:

سمعت علي بن المديني يقول: و زعم أبو تميلة أن أبا نجيح السّلمي هو العرباض بن سارية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو نجيح عرباض بن سارية، و يقال: هو عمرو بن عبسة، و كلاهما له صحبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المقدمي، نا أبو بشر الدولابي قال (1):أبو نجيح العرباض بن سارية.

أنبأ (2) أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنبأ أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو نجيح العرباض بن سارية السّلمي من بني سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة (3) بن قيس بن عيلان، له صحبة من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم،[سكن] (4) الشام، مات في فتنة ابن الزبير، و يقال: سنة خمس و سبعين.(5) أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الهيثم القاضي، نا محمّد بن إسماعيل [بن] عياش، حدثني أبي (6)،عن ضمضم، عن شريح بن عبيد، قال: قال عتبة بن عبيد: كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إذا أتاه

ص: 186


1- الكنى و الأسماء للدولابي 90/1.
2- في م: أنبأنا.
3- الأصل و م: حفصة.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن م للإيضاح.
5- قبله خبر سقط من الأصل، نستدركه عن م هنا، و تمام روايته: أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، و حدثني أبو مسعود، انبا.... قال: نا أبو العباس، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الوهّاب، نا أبو اليمان،(نا) إسماعيل بن عياش عن ضمضم و روى عن شريح بن عبيد قال: قال عتبة بن عبد السلمي كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إذا أتاه رجل و له اسم لا يحبه غيره، و لقد أتيناه و إنا لسبعة من بني سليم (أكبرنا) العرباض بن سارية فبايعناه جميعا.
6- من طريق إسماعيل بن عياش رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 421/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80 ص 484). و قد أخرجه الذهبي أيضا في سير أعلام النبلاء 416/3 في ترجمة عتبة بن عبد، و انظر تخريجه فيه هناك.

رجل و له اسم لا يحبه حوّله، قال: فأتيناه، و نحن سبعة من بني سليم، أكبرنا عرباض، فبايعناه.

قال: حدّثنا ابن زنجويه، نا أبو صالح، حدّثني الليث، حدّثني يزيد - يعني ابن الهاد - عن محمّد بن إبراهيم، عن خالد بن معدان، عن العرباض بن سارية، و كان عرباض رجلا من بني سليم، من أهل الصّفّة.

كذا قال، و أسقط منه جبير بن نفير.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،[حدثني أبي] (2)،نا حسن بن موسى، نا شيبان، عن يحيى، عن محمّد بن إبراهيم أن خالد بن معدان حدّثه أن جبير بن نفير حدّثه: أن العرباض حدثه، و كان العرباض من أصحاب الصّفّة.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا سهل بن بشر، أنبأ أبو الحسن (3) علي بن ربيعة بن علي البزار، أنبأنا الحسن بن رشيق، نا يحيى بن محمّد بن عمرو، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن الضحاك، حدّثنا بقية بن الوليد، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبادة بن أوفى النّميري. أخبرنا العرباض بن سارية، و كان من أصحاب الصّفّة بحديث ذكره.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا الحكم بن نافع، نا إسماعيل بن عيّاش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، قال: قال العرباض بن سارية: كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يخرج إلينا في الصّفّة و علينا الحوتكية (5)،فيقول:«لو تعلمون ما ذخر لكم ما حزنتم على ما زوي عنكم، و ليفتحنّ لكم فارس و الروم»[8098].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر (6)،حدّثني

ص: 187


1- مسند أحمد بن حنبل 86/6 رقم 17156 (ط دار الفكر بيروت).
2- استدركت الزيادة عن هامش م و مسند أحمد.
3- الأصل:«أبو الحسين عن ابن ربيعة» و المثبت عن م.
4- مسند أحمد بن حنبل 86/6-87 رقم 17161.
5- الحوتكية: عمة يتعمم بها الأعراب،(اللسان: حتك).
6- مغازي الواقدي 799/2-800.

سعيد بن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن جده، و قال: و بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - يعني - حين أراد الخروج لغزو مكة إلى بني سليم الحجّاج بن علاط السّلمي ثمّ البهزي و عرباض بن سارية.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا ابن مسعود (1) بن علي، أنبأ أبي، نا عبد الصمد بن سعيد القاضي، نا محمّد بن عوف، عن محمّد بن إسماعيل، عن أبيه، عن ضمضم، عن شريح - و هو ابن عبيد - قال: كان عتبة بن عبد يقول (2):عرباض خير مني.

أنبأ أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني، أنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد، نا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، ثنا محمّد بن إسماعيل، ثنا أبي، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد قال: كان عتبة (3) بن عبد يقول:

العرباض بن سارية خير مني، سبقني إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنبأ أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا الحكم بن نافع، نا إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، قال: كان عتبة يقول: عرباض خير مني، و عرباض يقول: عتبة خير مني، سبقني إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بسنة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ الحسن (5) بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، ثنا محمّد بن عمر (6)،حدّثني ابن أبي سبرة، عن موسى بن سعد (7)،عن عرباض بن سارية قال:

كنت ألزم باب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في الحضر و السفر، فرأيتنا (8) ليلة و نحن بتبوك، و ذهبنا لحاجة، فرجعنا إلى منزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و قد تعشى و من عنده من أضيافه، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم

ص: 188


1- الأصل:«عبد العزيز أخذ عن ابن مسعود» صوبنا السند عن م.
2- أقحم بعدها بالأصل:«عن» و المثبت عن م.
3- الأصل: عبيد، و التصويب عن م.
4- مسند أحمد بن حنبل 205/6 رق 17675 ضمن حديث عتبة بن عبيد (ط دار الفكر - بيروت).
5- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، و السند معروف.
6- مغازي الواقدي 1036/3-1037.
7- الأصل و م، و في مغازي الواقدي: موسى بن سعيد.
8- الأصل و م و أصل المغازي: فرأينا. و قد صوبها محققه: فرأيتنا.

يريد أن يدخل في قبته، و معه زوجته أم سلمة بنت أبي أمية، فلما طلعت عليه قال:«أين كنت منذ الليلة ؟» فأخبرته، فطلع جعال بن سراقة، و عبد اللّه بن مغفّل المزني، فكنا ثلاثة، كلنا جائع إنّما نعيش بباب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فدخل [رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم البيت فطلب] (1) شيئا نأكله فلم يجده فخرج علينا فنادى بلالا:«يا بلال هل من عشاء لهؤلاء النفر؟» قال: لا و الذي بعثك بالحق لقد نفضنا جربنا و حميتنا (2).

قال:«انظر عسى أن تجد شيئا» فأخذ الجرب ينفضها جرابا جرابا فتقع التمرة و التمرتان، حتى رأيت بين يديه سبع تمرات، ثم دعا بصحفة، فوضع فيها التمر، ثم وضع يده على التمرات، و سمى اللّه، و قال:«كلوا بسم اللّه»، فأكلنا، فأحصيت أربعة (3) و خمسين تمرة أكلتها، أعدّها و نواها في يدي الأخرى، و صاحباي يصنعان ما أصنع، و شبعنا و أكل كلّ واحد منهما خمسين تمرة، و رفعنا أيدينا فإذا التمرات السبع كما هي، فقال:«يا بلال ارفعها في جرابك فإنه لا يأكل منها أحد إلاّ نهل شبعا»، قال: فبتنا حول قبة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فكان يتهجّد من الليل، فقام تلك الليلة يصلّي، فلما طلع الفجر ركع ركعتي الفجر، و أذّن بلال، و أقام، فصلّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بالناس ثمّ انصرف إلى فناء قبته فجلس و جلسنا حوله فقرأ من «المؤمنين» عشرة (4)،فقال:«هل لكم في الغداء» قال عرباض بن سارية: فجعلت أقول في نفسي أي غداء، فدعا بلال بالتمرات، فوضع يده عليه في الصحفة، ثم قال:«كلوا بسم اللّه»، فأكلنا، و الذي بعثه بالحق حتى شبعنا و إنّا لعشرة، ثم رفعوا أيديهم منها شبعا و إذا التمرات كما هي، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لو لا أنّي أستحي من ربّي لأكلنا من هذه التمرات حتى نرد المدينة من آخرنا»، فطلع غليم من أهل البلد، فأخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم التمرات بيده، فدفعها إليه، فولّى الغلام يلوكهنّ .

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيهان، نا أبو الفتح الزاهد، و أبو القاسم بن أبي العلاء، قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، نا محمّد بن موسى بن الحسين، أنا أبو بكر بن خريم، نا حميد بن زنجويه، نا النّضر بن شميل، أنبأ شعبة، عن

ص: 189


1- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل و بعده صح.
2- كذا بالأصل و م، و في مغازي الواقدي: حممتنا. و الحميت: النحي و الزق الذي يكون فيه السمن. و الجرب: جمع جراب، و هو ما يحفظ فيه الزاد.
3- كذا بالأصل و م و الواقدي.
4- كذا بالأصل و م:«عشرة» و تأنيثه جائز، و في مغازي الواقدي: عشرا.

أبي الفيض، قال: سمعت عمر أبا حفص - زاد غيره: الحمصي قال:

أعطى معاوية المقداد حمارا من المغنم، فقال له العرباض بن سارية: ما كان لك أن تأخذه و ما كان لمعاوية أن يعطيكه، كأني بك في النار تحمله على عنقك أسفله أعلاه، فردّه (1).

أنبأنا أبو المكرم المبارك بن الحسين بن أحمد، أنبأ رزق اللّه بن عبد الوهاب، أنا أحمد بن محمّد بن يوسف بن محمّد بن دوست العلاّف، أنبأ الحسين بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، قال: و حدّثني القاسم بن هاشم، حدّثني علي بن عياش، عن إسماعيل بن عياش (2)،نا أبو بكر بن عبد اللّه، عن حبيب بن عبيد، عن العرباض بن سارية أنه كان يقول: لو لا أن يقال فعل أبو نجيح لألحقت مالي سبيله (3)،ثم لحقت واديا من أودية لبنان، فعبدت اللّه حتى أموت.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو الفتح عبد اللّه بن محمّد بن محمّد بن البيضاوي، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن علي بن خلف الوراق، نا أبو بكر بن أبي داود، نا كثير بن عبيد، نا بقية، عن الترمذي، حدّثني لقمان بن عامر، عن سويد بن جبلة، عن عرباض بن سارية أنه أوصى فقال: ألحدوا لي لحدا، أو سنّوا (4) عليّ التراب سنا و لا تجعلوه ضريحا.

أخبرنا أبو غالب بن الحسن الماوردي، أنبأ أبو الحسن (5) السيرافي، أنبأ أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال (6):و في فتنة ابن الزبير مات العرباض بن سارية السلمي، و ثابت بن الضحاك الأشهلي.

أنبأ أبو علي الحداد و جماعة قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة أخبرنا أبو القاسم الطّبراني، نا أبو زرعة الدمشقي، قال: سمعت أبا مسهر يقول: توفي العرباض بن سارية بالشام في خلافة عبد الملك بن مروان سنة خمس و سبعين (7).

ص: 190


1- رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 485 من طريق النضر بن شميل.
2- من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام ص 485 و سير أعلام النبلاء 421/3-422.
3- في المصدرين: سبلة.
4- سن التراب: صبه صبا سهلا (اللسان).
5- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، و السند معروف.
6- الخبر ليس في تاريخ خليفة المطبوع، و في طبقاته ص 552 إشارة إلى أنه مات في فتنة ابن الزبير.
7- انظر سير أعلام النبلاء 422/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80 ص 485).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين (1) بن النقور، نا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، قال: و قال هارون [بن] (2) عبد اللّه: العرباض بن سارية السّلمي مات بالشام في خلافة عبد الملك بن مروان سنة خمس و سبعين [قال: و حدثني ابن زنجويه...

قال] (3) توفي العرباض بن سارية أبو نجيح السّلمي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنبأ أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة خمس و سبعين فيها توفي العرباض بن سارية السّلمي بالشام، و كذا حكى الزيادي.

ص: 191


1- في م: الحسن، تصحيف.
2- زيادة عن م.
3- الزيادة عن م.

ذكر من اسمه [عروة]

اشارة

ذكر من اسمه [عروة] (1)

4679 - عروة بن أذينة

،و هو لقب، و اسم أذينة: يحيى بن مالك بن الحارث بن عمرو ابن عبد اللّه بن رجل (2) بن يعمر الشّدّاخ (3) بن عوف بن كعب ابن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة أبو عامر الليثي (4)من أهل الحجاز.

وفد على هشام بن عبد الملك، و له معه قصة.

و حدّث عن ابن عمر، و نصيب الشاعر.

روى عنه ابنه يحيى بن عروة، و عمّار بن عبد اللّه بن عيسى الدّيلي، و مالك بن أنس، و عبيد اللّه العمري، و أبو سلمة أيوب بن عمرو الغفاري، و عيسى بن بكر بن داب، و عبد اللّه بن يزيد.

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الخطيب (5)،و أبو يعقوب يوسف بن أبي سهل بن أبي سعيد بن محمود، و أبو محمّد مسعود بن سعيد [بن] (6)

ص: 192


1- سقطت من الأصل، و أضيفت عن م.
2- في المؤتلف و المختلف: زجل، و في الأغاني: زحل.
3- قال ابن الكلبي: الشداح بضم الشين، قيل سمي يعمر بالشداخ لأنه تحمل ديات قتلى كانت بين قريش و خزاعة، و قال: و قد شدخت هذه الدماء تحت قدمي، فسمي الشداخ (راجع الأغاني 322/18).
4- أخباره في الأغاني 322/18 (مصورة دار الكتب)، الشعر و الشعراء ص 367-368، المؤتلف و المختلف للآمدي ص 54 و فوات الوفيات 451/2، و أمالي المرتضى (الفهارس) و التاريخ الكبير 33/7.
5- مشيخة ابن عساكر 193/أ.
6- زيادة عن م.

أسعد بن سعيد بن فضل اللّه بن أبي الحسين الميهني بمرو قالوا: أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن أبي الحسن العارف الميهني ثمّ الطوسي.

و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن (1) عبد اللّه، أنبأ أبو علي نصر اللّه بن أحمد [بن] عثمان الخشنامي - بنيسابور - قالا: أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصمّ ، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أنا ابن وهب، أخبرني مالك بن أنس، و عبد اللّه بن عمر، عن عروة بن أذينة، قال:

خرجت مع جدّة لي عليها مشي حتى إذا كنا ببعض الطريق عجزت، فأرسلت مولى لها إلى عبد اللّه بن عمر يسأله فخرجت معه، فسأل ابن عمر، فقال: مرها فلتركب ثمّ لتمشي من حيث عجزت.

أخبرنا غالب أبو محمّد السيدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنبأ [زاهر بن] أحمد، أنبأ إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو مصعب، نا مالك، عن عروة بن أذينة الليثي أنه قال:

خرجت مع جدّة لي عليها مشي إلى البيت، حتى إذا كنا ببعض الطريق، فأرسلت مولّى لها يسأل عبد اللّه بن عمر، قال: فخرجت معه نسأله فقال عبد اللّه: مرها لتركب ثمّ لتمشي (2) من حيث عجزت.

قال مالك: و نرى مع ذلك عليها الهدى.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، قال: سمعت عباس بن محمّد الدّوري (3) يقول:

سمعت يحيى يقول: سمعت الأصمعي يقول: سمع مني مالك بن أنس قال يحيى بن معين:

و قد روى مالك بن أنس عن ابن أذينة، و هو مديني (4) شاعر.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأ أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن مالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس (5) بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قد روى مالك عن عروة بن أذينة، و هو مديني (6).

ص: 193


1- في م: محمّد بن محمّد بن عبد اللّه.
2- الأصل و م: لتمش.
3- استدركت عن هامش الأصل و بعدها صح.
4- في م: مدني.
5- في م: عياش، تصحيف.
6- في م: و هو مدني شاعر.

.(1) أنبأ (2) أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأ أحمد بن الحسن بن خيرون، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (3):

عروة بن أذينة اللّيثي المديني، روى عنه مالك، و عبيد اللّه بن عمر.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - إذنا (4) و شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

[ح] (5) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (6):

عروة بن أذينة الليثي مديني، روى عن عبد اللّه بن عمر، روى عنه مالك [بن أنس] (7)و عبيد اللّه بن عمر، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن كامل بن ديسم، قال: كتب إليّ أبو (8) جعفر بن المسلمة يذكر أن أبا عبد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني أخبرهم في كتابه (9) قال:

عروة بن أذينة الكناني و اسم أذينة يحيى بن مالك، و هو أبو (10) سعيد بن الحارث بن

ص: 194


1- قبله خبر سقط من الأصل، و هو موجود في م نثبته هنا، و روايته: أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل بن غسان، أنا أبي قال: قال يحيى عن عمرو بن دينار عن ابن أذينة. و قال هذا.... و عروة بن أذينة أيضا... و كان شاعرا (في م: شاعر) روى عنه مالك بن أنس. و حكى في مواضع أخر: عروة بن أذينة الشاعر كناني، و داره بالمدينة عظيمة و به والدايه لم... جانب دار كثير بن الصلت، و قد روى مالك عن عروة بن أذينة. قال: و نا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء بهذا الإسناد إلى يحيى قال: و المديني الشاعر الكناني و قد روى عنه مالك بن أنس هو عروة بن أذينة، و أذينة هو الذي روى عنه عمرو بن دينار عن ابن عباس قال: سره الحرم (كذا).
2- في م: أنبأنا.
3- التاريخ الكبير 33/7.
4- كتبت في م فوق الكلام.
5- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و م.
6- الجرح و التعديل 396/6.
7- ما بين معكوفتين عن م و الجرح و التعديل، و مكانها بالأصل:«السر».
8- الأصل: أبي، و التصويب عن م.
9- ليس له ذكر في معجم الشعراء المطبوع الذي بين يدي.
10- الأصل: ابن، و المثبت عن م، و انظر المؤتلف و المختلف ص 54.

عمرو بن عبد اللّه بن رجل بن يعمر، و هو الشّداح بن (1) عوف بن كعب بن مالك بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، و يقال: هو عروة بن أذينة بن الحارث بن مالك بن رجل بن يعمر بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث، و عروة يكنى أبا عامر، و هو شاعر مكثر فصيح مأمون على ما روى عن المسند و غيره.

و روى عنه عبيد اللّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، و مالك بن أنس، و لحق عروة الدولة العباسية بعد سن عالية و هو القائل (2):

لقد علمت و ما الإشراف من خلقي (3) *** أنّ الذي هو رزقي سوف يأتيني

أسعى إليه فيعنّيني تطلّبه *** و لو جلست [أتاني] (4) لا يعنيني

و ما اشتريت بمالي قط محمدة *** إلاّ تيقّنت أنّي غير مغبون

و لا دعيت إلى مجد و لا كرم *** إلاّ أجبت إليه من يناديني

و له:

لا تقربن مقالة مشهورة *** لا تستطيع إذا مضت إدراكها

و ارفق بذي الودّ القديم و أوله *** أضعاف أكرم شيمه أولاكها

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (5):

أما رجل - بالراء المكسورة و الجيم - فهو عروة بن أذينة، و هو يحيى بن أبي سعيد مالك بن الحارث بن عمرو بن عبد اللّه بن رجل - بن يعمر بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، شاعر مشهور.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأ أبو الحسين (6) عاصم بن الحسن (7)،أنبأ أبو سهل محمود بن عمر بن جعفر، أنبأ أبو الحسين علي بن الفرج بن علي بن أبي روح، ثنا

ص: 195


1- الأصل: عن، و التصويب عن م.
2- البيتان الأول و الثاني في الشعر و الشعراء ص 367 و المؤتلف و المختلف ص 54 و الأغاني 324/18.
3- الشعر و الشعراء:«فما الإسراف من طمعي» و في المؤتلف و الأغاني «و ما الإسراف من خلقي» و في اللسان (شرف): و ما الاشراف في طمعي.
4- عن م و المصادر.
5- الاكمال لابن ماكولا 24/4.
6- في م و الأنساب: الحسن.
7- في الأصل: الحسين، و التصويب عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 598/18.

ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو عبد اللّه القرشي، قال: سمعت محمّد بن عمر الأسلمي، أنبأ ابن أبي الزناد، عن أبيه قال: أنا بالرصافة حين قدم ابن أذينة على هشام، فلما دخل عليه قال له:

أنت الذي تقول:

و لو قعدت أتاني لا يعنّيني

قال: قد جئت و أنا أعلم أن ذاك كذاك.

قال محمّد بن عمر قال بعضهم: اتبعه هشام حين انصرف أربع مائة دينار، و قالوا:

أقل، فاختلفوا.

قال أبو بكر و الشعر أنشدنيه صالح بن محمّد القرشي:

لقد علمت و ما الإشراف (1) في طمعي *** أن الذي هو رزقي سوف يأتيني

أسعى له فيعنّيني تطلّبه *** و لو قعدت أتاني لا يعنّيني

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن القاضي، أنا أبو الفتح أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن علي، نا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد بن أيوب، نا علي بن عبد العزيز، ثنا الزبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن الضحاك الحزامي، قال: دخل ابن أذينة على هشام بن عبد الملك في وفد أهل المدينة، فلما انتسب له قال هشام: أنت القائل:

لقد علمت فما الاشراف (2) في طمعي *** أنّ الذي هو رزقي سوف يأتيني

أسعى له فيعنّيني تطلّبه *** و لو قعدت أتاني لا يعنّيني

قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: ما أراك إلاّ سعيت له، فلما خرج ابن أذينة ركب راحلته و مضى يقصد المدينة، فلما دعا هشام بالوفد لجوائزهم قال:[أين] (3) ابن أذينة الليثي قالوا: حشمه كلامك يا أمير المؤمنين، فرجع إلى المدينة فأرسل في أثره بجائزته.

أخبرنا أبو الحسن بختيار بن عبد اللّه الهندي - ببوشنج - أنبأ قاضي القضاة أبو الفرج محمّد بن عبيد اللّه بن الحسين (4) البصري - بها - أنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن (5)التنوخي - بمدينة السلام - قرأ عليه، ثنا علي بن عيسى بن علي النحوي، أنا أبو بكر بن

ص: 196


1- في م: الاسراف
2- في م: الاسراف
3- سقطت من الأصل و م.
4- في م: الحسن.
5- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 649/17.

دريد، أنا أبو معمر عن أبيه قال:

قال يحيى بن عروة بن أذينة: أتى أبي و جماعة من الشعراء هشام بن عبد الملك، فأنشدوه، فنسبهم، فلما عرف أبي قال: أ لست القائل:

فقد علمت و ما الإسراف من خلقي *** أنّ الذي هو رزقي سوف يأتيني

أسعى له فيعنّيني تطلّبه *** و لو أقمت أتاني لا يعنّيني

أ لا قعدت حتى يأتيك رزقك، فلما خرجوا من عنده جلس أبي على راحلته حتى قدم المدينة، و تنبه عليهم هشام فأمر بجوائزهم، و قعد أبي، فسأل عنه، فأخبر بانصرافه فقال: لا جرم ليعلمنّ أن ذلك سيأتيه في بيته، ثم أضعف له ما أعطى واحدا من أصحابه، و كتب له فريضتين كنت أنا أخذهما.

أنبأ (1) أبو العباس أحمد بن يحيى بن أحمد بن ناقة الكوفي (2)،أنا أبو البقاء المعمر بن محمّد بن علي بن الحبال، أنا أبو الطيب أحمد بن أحمد بن علي بن محمّد الجعفري، حدّثني أبو الحسن أحمد بن عمر المكي - بالدّينور - نا أبو الخير زيد بن رفاعة الكاتب، نا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد، عن أبي حاتم عن العيني قال: سمعت غاضرة بن حاتم يقول: وفد عروة بن أذينة على هشام بن عبد الملك، فلما دخل إليه شكا خلّة و دينا، فقال له هشام: أنت القائل:

لقد علمت و ما الإشراف من خلقي *** أنّ الذي هو رزقي سوف يأتيني

أسعى له فيعنّيني تطلّبه *** و لو جلست أتاني لا يعنّيني

ثم قد جئت من الحجاز إلى الشام في طلب الرزق، فقال عروة: وعظت يا أمير المؤمنين فأبلغت، و خرج إلى راحلته، فركبها، ثم وجّهها نحو الحجاز، فمكث هشام يومه فلما كان في الليل ذكره فقال: رجل من قريش وفد إليّ فجبهته و رددته عن حاجته، و هو مع ذا شاعر و لا آمن أن يقول فيّ ما يبقى ذكره، فلما أصبح دعا مولاه فدفع إليه ألفي دينار و قال:

الحق بهذه ابن أذينة، قال المولى: فخرجت إلى المدينة فقرعت عليه الباب، فخرج إليّ فأعطيته المال، فقال: أبلغ أمير المؤمنين السلام، و قل له: كيف رأيت قولي ؟ سعيت فأكذبت، و رجعت إلى منزلي فأتاني، و لكني قد قلت (3):

ص: 197


1- في م: أنبأنا.
2- مشيخة ابن عساكر 21/ب.
3- الأبيات في العقد الفريد بتحقيقنا 74/1 مع رابع، منسوبة إلى محمود الوراق، و نهاية الأرب 88/6.

شاد الملوك قصورهم و تحصنوا *** من كل طالب حاجة أو راغب

فإذا تلطف للدخول عليهم *** عاف (1) تلقوه بوعد كاذب

فارغب (2) إلى ملك الملوك و لا تكن *** يا ذا (3) الضراعة طالبا من طالب

فأقسم باللّه لا سألت أحدا حاجة حتى ألقى اللّه، فكان ربما سقط سوطه فنزل عن فرسه و يأخذه و لا يسأل أحدا أن يناوله إياه.

أنبأ (4) أبو الفضل محمّد بن عمر بن يوسف الأرموي الفقيه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن رزقويه (5)،أنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير الخواص، نا أبو العباس أحمد بن مسروق الطوسي الصّوفي، نا أبو علي سهل بن علي، نا عمر بن شبة البصري، نا عيسى بن محمّد بن النضر السّلمي، حدّثني يحيى بن عروة بن أذينة قال:

لما أتى أبي و جماعة من الشعراء هشام بن عبد الملك، فأنشدوه، فنسبهم، فلما عرف أبي قال: أ لست القائل:

لقد علمت و ما الإسراف من خلقي *** أنّ الذي هو رزقي سوف يأتيني

أسعى له فيعنيني تطلّبه *** و لو قعدت أتاني لا يعنّيني

فهلاّ جلست في بيتك حتى يأتيك، قال: فسكت أبي فلم يجبه (6) فلما خرجوا من عنده جلس أبي على راحلته حتى قدم (7) المدينة، و تنبّه هشام عليهم فأمر بجوائزهم، ففقد أبي، فسأل عنه، فأخبر (8) بانصرافه، فقال: لا جرم و اللّه لتعلمن هذا أن ذاك سيأتيه في بيته، قال:

ثم أضعف له ما أعطى واحدا من أصحابه، و كتب له فريضتين كنت أنا آخذهما (9).

ص: 198


1- العقد الفريد: راج.
2- العقد الفريد: فاطلب.
3- كذا بالأصل و م و نهاية الأرب، و في العقد الفريد: بادي.
4- في م: الأرموي.
5- إعجامها مضطرب بالأصل و بدون إعجام في م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 258/17.
6- «أبي فلم يجبه» مطموس بالأصل و المثبت عن م.
7- كذا، قرأتها بالأصل، و في م: أتى.
8- في م:«فلما خبر».
9- بعدها في م: و قال: و يسعى أناس و يسعى آخرون بهم و يسعد اللّه أقواما بأقوام و ليس رزق الفتى من حسن حيلته لكن حدود و أرزاق بأقسام كالصيد بحرمة الرامي و قد يرمى و يرزق من ليس بالرامي أخبرنا أبو علي محمّد بن سعيد بن نبهان ثمّ حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن... محمّد بن إسحاق بن إبراهيم و محمّد بن سعيد بن نبهان........ أنا أحمد بن الحسن قالوا: أنبأنا أبو علي.......... بن مقسم، أنا أحمد بن يحيى ثعلب، أنا عمر بن شبة، حدثني......... السلمي، نا يحيى بن عروة بن أذينة قال: أتى أبي و جماعة من الشعراء هشام بن عبد الملك فأنشدوه، فنسبهم فلما عرف أبي أ لست القائل: لقد علمت و ما الاسراف من خلقي أن الذي هو رزقي سوف يأتيني أسعى له فيعنيني تطلبه و لو قعدت أتاني لا يعنيني فهلا جلست حتى يأتيك، قال: فسكت أبي فلم يجبه، فلما خرجوا من عنده جلس أبي على راحلته حتى قدم المدينة، و تنبه هشام عليهم فأمر بجوائزهم، ففقد أبي، فسأل عنه، فأخبر بانصرافه، فقال: لا جرم و اللّه ليعلمن هذا أن ذاك سيأتيه في بيته، قال: ثم أضعف له ما أعطى واحدا من أصحابه و كتب له فريضتين كنت أنا آخذهما. إسحاق بن إبراهيم و محمّد بن سعيد بن نبهان........ أنا أحمد بن الحسن قالوا: أنبأنا أبو علي.......... بن مقسم، أنا أحمد بن يحيى ثعلب، أنا عمر بن شبة، حدثني......... السلمي، نا يحيى بن عروة بن أذينة قال: أتى أبي و جماعة من الشعراء هشام بن عبد الملك فأنشدوه، فنسبهم فلما عرف أبي أ لست القائل: لقد علمت و ما الاسراف من خلقي أن الذي هو رزقي سوف يأتيني أسعى له فيعنيني تطلبه و لو قعدت أتاني لا يعنيني فهلا جلست حتى يأتيك، قال: فسكت أبي فلم يجبه، فلما خرجوا من عنده جلس أبي على راحلته حتى قدم المدينة، و تنبه هشام عليهم فأمر بجوائزهم، ففقد أبي، فسأل عنه، فأخبر بانصرافه، فقال: لا جرم و اللّه ليعلمن هذا أن ذاك سيأتيه في بيته، قال: ثم أضعف له ما أعطى واحدا من أصحابه و كتب له فريضتين كنت أنا آخذهما.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها-، أنا أبو محمّد الحسين (1) بن علي بن عبد الصمد، أنا أبو القاسم تمّام بن محمّد، أنبأ أبي أبو الحسين، أخبرني أبو الميمون أحمد بن محمّد بن ياسين القومسي - بدمشق - أخبرني أبي، نا أبو الحكم، حدّثني محمّد بن إدريس الشافعي.

أن ابن أذينة قدم على هشام بن عبد الملك بالرّصافة، فدخل عليه فسلّم و دعا له، فقال له هشام: من أنت ؟ قال: أنا ابن أذينة، قال: الشاعر المديني ؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: قد سمعت بك أنت الذي تقول:

لقد علمت و ما الإشراف في طمعي *** أنّ الذي هو حظّي سوف يأتيني

أسعى له فيعنّيني تطلّبه *** و لو بعدت أتاني لا يعنّيني

و إنّ حظ امرئ غيري سيبلغه *** لا بدّ لا بدّ أن يجتازه (2) دوني

فقال له هشام: فما الذي جاء بك ؟ قال: أمران يا أمير المؤمنين، و إن شئت أن أذكر ما لنا قال: و ما أمرك قال تحريك رزق أو أجل، قال: و التالية ما ذا؟ قال... (3) يا أمير المؤمنين، قال: فعجب هشام من كلامه و قال: جاءت بك أمك أفلح أغبر، و أنا الذي أقول:

إنا وجدنا قريشا حين ننسبها *** بالفضل في الناس مثل الروح في الجسد

من سود و أساد و استعلت مروءته *** و من رموا لم يكن شيئا و لم يسد

يوما إذا عاهدوا أوفوا و إن عقدوا *** لم يسلموا الخان مكتوفا من العقد

هم آل لمن آووا و هم عصم *** ما الجار فيهم و لا المولى بمضطهد

من أوردوا أصدروا رسلا و كان له *** ورد و من منعوه الورد لم يرد

ص: 199


1- في م: الحسن.
2- في م: يختاره.
3- كلمتان غير واضحتين:«انار؟؟؟؟ بعضى» و في م: يقضى.

قال: و أنا الذي أقول:

إذا الفضل يوما عن قريش نظامه *** يقطع لم تقدر عليه المعاشر

و كم قريش من عدو و متبع *** زادها يؤدي حقها و هو صاغر

و إني امرؤ حيران جار به الهدي *** إلى حب قوم عن قريش لجائر

فخلهم يكفوك ما لست كافيا *** إذا رجع الهدر الغر و مرّ الخواطر

و لو لا قريش ضاع في الناس حظه *** فدارت عليه بالهوان الدوائر

هم أفضل الأحياء حيّا و ميّتهم *** من أفضل ميت غيبته المقابر

فتمت له سودا و عقد خلافه *** تكون لهم ما دام للقريب عاصر

قال: و أنا الذي أقول:

إن قريشا هم الأولى سلفوا *** و القائل الصدق من يفضلها

فعلموا الناس كلما جهلوا *** و لن نرى جاهلا يعلمها

يأبى لها اللّه أن تذل *** و ما قدم من فضلها يكرمها

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنبأ رشأ بن نظيف، أنبأ أبو محمّد الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان أنشدنا ابن قتيبة (1) لعروة بن أذينة (2):

نراع إذا الجنائز قابلتنا *** و نلهو حين نخفى ذاهبات (3)

كروعة ثلة لمغار سبع *** فلما غاب عادت راتعات (4)

و كتبه إلينا أبو الفضل بن ناصر (5).

و حدّثنا أبو سعد (6) عبد الكريم بن محمّد السّمعاني عنه، أنبأ أبو الفضل [أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الواحد بن رزمة، أنا أبو محمّد بن المغيرة

ص: 200


1- الأصل: أبي قتيبة، تصحيف، و الصواب عن م، و هو أبو محمّد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة الدينوري صاحب كتاب عيون الأخبار.
2- البيتان في عيون الأخبار 62/3 بدون نسبة، و في أمالي المرتضى 415/1 و الحيوان 507/6 و البيان و التبيين 201/3.
3- الأصل و م:«و يحزننا بكاء الباكيات» و المثبت عن عيون الأخبار و آمالي المرتضى.
4- الثلة: القطعة من الضأن.
5- «أبو الفضل بن ناصر» عن هامش الأصل، و «بن» سقطت من الهامش و المثبت عن م.
6- بالأصل و م: سعيد، ترجمته في سير أعلام النبلاء 456/20 و قد مرت ترجمته في كتابنا (راجع تراجم عبد الكريم).

الجوهري، نا] (1) أحمد بن سعيد الدمشقي، نا الزبير بن بكار، حدّثني عروة بن عبيد اللّه بن عروة بن (2) الزبير، قال:

كان عروة بن أذينة نازلا مع أبي في قصر عروة بن الزبير بالعقيق، فسمعه ينشد نفسه (3):

إن التي زعمت فؤادك ملّها (4) *** خلقت (5) هواك كما خلقت (6) هوى لها

فبك الذي زعمت بها و كلاكما *** أبدى لخلته (7) الصبابة كلها

و لعمرها لو كان حبك فوقها *** يوما و قد حجبت إذا لأظلها

و إذا وجدت لها وساوس سلوة *** شفع الضمير لها إليك فسلّها (8)

بيضاء باكرها النعيم فصاغها *** بلباقة فأدقها و أجلّها (9)

لما عرضت مسلّما لي حاجة *** أخشى صعوبتها و أرجو دلّها (10)

حجبت (11) تحيتها فقلت لصاحبي: ما كان أكثرها لنا و أقلّها

فدنا، فقال: لعلها معذورة *** في بعض (12) رقبتها، فقلت: لعلها

فقال عروة: فجاءني أبو السائب يوما بالعقيق فألفاني في مجلس... (13) فسلّم و جلس

ص: 201


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م لتقويم السند.
2- الخبر بالأصل مضطرب فيه تكرار في السند و في الخبر، صوبناه عن م.
3- الخبر باختلاف في الأغاني، و الأبيات في الأغاني 330/18 و أمالي المرتضى 411/1-412 و زهر الآداب ص 166 و بعضها في أمالي القالي 156/1 و بعضها في الشعر و الشعراء ص 364 و نسبها للمجنون قيس بن الملوح.
4- اللفظة غير مقروءة بالأصل، و تقرأ في م: صلها، و المثبت عن الأغاني و آمالي المرتضى.
5- الأغاني: جعلت.
6- المصادر: لصاحبه.
7- في الشعر و الشعراء و أمالي المرتضى: شفع الضمير إلى الفؤاد فسلّها و في الأغاني: شفع الفؤاد إلى الضمير فسلّها.
8- أي أدق منها ما ينبغي أن يكون دقيقا، و أجل منها ما ينبغي أن يكون جليلا. قال ابن الأعرابي: و معنى قوله:«فأدقها و أجلها» دق منها حاجباها و أنفها و خصرها، و جعل عضداها و ساقاها و بوصها.
9- في آمالي المرتضى: ذلها.
10- الأغاني و أمالي المرتضى:«منعت» و في الشعر و الشعراء: ضنت بنائلها.
11- الأغاني و أمالي المرتضى:«منعت» و في الشعر و الشعراء: ضنت بنائلها.
12- الأغاني: من أجل رقبتها.
13- رسمها بالأصل:«؟؟؟؟ ير عدو» و في م:«؟؟؟؟ ر عروة».

إليّ ، فقلت له بعد الترحيب به: أ لك حاجة ؟ يا أبا السائب ؟ قال: و كما تكون الحاجة أبيات لعروة بن أذينة بلغني أنك سمعتها منه قلت:[أبيات ؟ فقال: و هل يخفى القمر؟ [قوله:]] (1):

إن التي زعمت فؤادك ملها *** جعلت هواك كما جعلت هوى لها

فأنشدته إياها، فقال: ما يروي هذه إلاّ أهل المعرفة و العقل، هذا و اللّه الصادق الودّ، الدائم العهد لا الهذلي الذي يقول (2):

إن كان أهلك يمنعونك رغبة *** عني فأهلي بي أضن و أرغب

لقد عدا الإعرابي طوره، و إني لأرجو أن يغفر اللّه لصاحبه في حسن الظن بها، و طلب العذر لها، و دعوت له بطعام، فقال: لا و اللّه حتى أروي هذه الأبيات، فلما رواها وثب، فقلت: كما أنت يغفر اللّه لك حتى تأكل، فقال: ما كنت لأخلط بمحبتي لها و أخذي إياها و انصرف.

أنبأ أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن نصر الزاغوني، أنا أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد بن فهد العلاّف، أنا عبد اللّه بن أحمد - إجازة-، نا علي بن عمر الحافظ ، نا أبو روق، نا الرّياشي، عن الأصمعي، عن ابن أذينة، أنشدني أبي لنفسه:

و نرى لئيم القوم ينزل عرصة *** ... (3) و يمسح نعله و شراكها

أكرم صديق أبيك حيث لقيته *** ... (4) الكرامة من... (5) فجزاكها

إن العروض و إن تقادم عهدها *** عند الكريم إذا تكون جزاكها

و إذا الكريم أخو الكريم حدوثه *** فعلا فعاتب نفسه فجزاكها

[ (6) أخبرنا» بو بكر اللّفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: قال عباس بن الفرج الرياشي، نا أيوب بن عمر الغفاري، عن يحيى بن عروة بن أذينة، قال: رآني أبي و أنا أربي حماما فقال: يا بني أ ما سمعت قولي:

ص: 202


1- الزيادة عن م.
2- البيت في الأغاني 331/18 و أمالي المرتضى 412/1 بدون نسبة، و نسبه بحواشي المختصر 345/16 إلى عبد اللّه بن مسلم بن جندب.
3- رسمها بالأصل و م:؟؟؟ و سا.
4- غير واضحة بالأصل و م.
5- غير واضحة بالأصل و م.
6- الخبر التالي سقط من الأصل، و استدرك بين معكوفتين عن م.

و يرى

لئيم القوم ينزل عرصة *** ... (1) و بمسح نعله و شراكها

حرما أدار أم الأمور بنفسه *** ميل العدو لها يريد هلاكها

أكرم صديق أبيك حيث لقيته *** و أحب الكرامة من... (2) فجزاكها]

أنبأنا أبو علي محمّد بن (3) عبد العزيز بن المهدي.

و أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن مكي بن يوسف، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن (4) بن محمّد بن شاذان، نا محمّد بن مريد ابن أبي الأزهر قال: و أنشدونا لابن أذينة (5):

و لقد وقفت على الديار لعلها *** بجواب رجع تحية تتكلم

لبثوا ثلاث منى بمنزل غبطة (6) *** و هم على عجل (7) لعمرك ما هم

متجاورين (8) بغير دار إقامة *** لو قد أجد رحيلهم لم يندموا

[و العيس تسجع بالحنين كأنها *** بين المبارك حين تسجع ما تم] (9)

و لهن بالبيت العتيق لبانة *** و البيت يعرفهن لو يتكلّم

لو كان حيّا قبلهن ظعائنا *** حيّا الحطيم وجوههن و زمزم

و كأنهن و قد حسرن لواغبا *** بيض بأكناف الحطيم مركّم

[ثم انصرفت لهن رئى فاخر *** فأقضّ في رفث أدخل المخرم] (10)

كتب إلي [أبو] (11) عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أنبأ أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي، أنبأ القاضي أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصر، أخبرني محمّد بن الحسن، نا الرياشي، عن محمّد بن سلاّم، عن عبد اللّه بن أبي عبيدة بن عمّار بن ياسر قال: قلت لأبي السائب أحسن عروة بن أذينة حيث يقول:

نزلوا ثلاث منى بمنزل غبطة *** و هو على غرض لعمرك ما هم

متجاورين (12) بغير دار إقامة *** لو قد أجد رحيلهم لم يندموا

ص: 203


1- رسمها بالأصل و م: و؟؟؟؟ سا.
2- غير واضحة بالأصل و م.
3- في م: محمّد بن محمّد بن عبد العزيز.
4- الأصل، الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 429/16.
5- بعضها في الأغاني 332/18.
6- الأصل: عطية، و المثبت عن م و الأغاني.
7- الأغاني: غرض.
8- في م: متجاوزين.
9- سقط من الأصل و استدرك عن م.
10- سقط من الأصل و استدرك عن م.
11- زيادة عن م.
12- في م: متجاوزين.

و لهن بالبيت العتيق لبانة *** و البيت يعرفهن لو يتكلم

لو كان حيّا قبلهن ظعائنا *** حيّا الحطيم وجوههن و زمزم

و كأنهن و قد حسرن لواغبا *** بيض بأكناف الحطيم مركم

فقال: لا و اللّه ما أحسن و لا أجمل بل أهجر و أخطأ، يصفهن هذه الصفة، و لا يندم على رحيلهن، ما هكذا قال كثيّر (1):

تفرّق أهواء (2) الحجيج على منى *** و فرقهم صرف (3) النوى مشي أربع

فريقان منهم سالك بطن نخلة *** و آخر منهم جازع ظهر (4) تضرع

فلم أر دارا مثلها (5) دار غبطة *** و ملقى إذا التفّ الحجيج بمجمع

أقل مقيما راضيا بمكانه *** و أكثر جارا ظاعنا لم يودع

و هل يغتبط عاقل بمكان و لا يرضى به، و لكن قال: مكره أخاك لا بطل، و العرجي (6)أوفى بالعهد و أولى بالصواب حيث يقول (7):

عرجي عليّ فسلمي جبر *** فيم الصدود و أنتم سفر

ما نلتقي إلا ثلاث منى *** حتى يفرق بيننا النفر

و الشهر ثمّ الحول يتبعه *** ما الدهر إلاّ الحول و الشهر

أنبأ (8) أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاّف.

و أخبرنا (9) أبو المعمّر الأنصاري عنه.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي، قال: و قال عروة بن أذينة.

ص: 204


1- الأبيات من قصيدة في ديوانه ط بيروت ص 119-120.
2- الديوان: ألاّف.
3- الديوان: شحط النوى.
4- الأصل و م: بطن تضرع، و المثبت عن الديوان، و تضرع، جبل لكنانة قرب مكة.
5- أي منى، فالضمير يعود إليها.
6- هو عبد اللّه بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان، انظر أخباره في الأغاني 383/1.
7- الأبيات في ابن عساكر 408/1 قالهما في جبرة المخزومية زوجة محمّد بن هشام، و الأول و الثاني في الأغاني 333/18.
8- في م: أنبأنا.
9- في م: و أخبرني.

فما كيس في الناس يحمد رأيه *** فيوجد إلاّ و هو في الحب أحمق

و ما من فتى ما ذاق طعم مرارة *** فيعشق إلاّ ذاقها حين يعشق

قال الخرائطي: و يروى أن عروة بن أذينة - و كان من الثقات، روى عنه مالك بن أنس - وقفت عليه امرأة، فقالت له: أنت الذي يقال له الرجل الصالح ؟ و أنت تقول (1):

إذا وجدت أوار الحب في كبدي *** عمدت نحو سقاء القوم أتبرد

هذا بردت ببرد الماء ظاهره *** فمن لنار على الأحشاء يتّقد

قال: و أنا الخرائطي، نا الحسن بن علي الوراق، عن عبد الرّحمن بن حبيب، قال:

وقفت امرأة على عروة بن أذينة، فقالت له: أنت عروة بن أذينة ؟ قال: نعم، قالت (2):أ لست القائل (3):

قالت و أبثثتها وجدي فبحت به *** قد كنت عندي تحب الستر فاستتر

أ لست تبصر من حولي ؟ فقلت لها: *** غطي هواك و ما ألقى على بصري

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، و أبو تراب حيدرة بن أحمد، قالوا (4):ثنا أبو بكر الخطيب (5)،أخبرني علي بن أيوب القمّي، أنبأ محمّد بن عمران المرزباني، حدّثني محمّد بن طاهر الطاهري، نا أحمد بن يحيى النحوي، حدّثني عبد اللّه بن شبيب، حدّثني عمر بن عثمان، قال: مرت سكينة بعروة بن أذينة فقالت له: يا أبا عامر، أنت الذي تقول:

يا نظرة لي ضرت يوم ذي سلّم *** حتى متى لي هذا الضر في نضري

قالت: و أبثثتها (6) سري فبحت به *** قد كنت عندي تحب الستر، فاستتر

أ لست تبصر من حولي ؟ فقلت لها: *** غطي هوال و ما القى على بصري

و أنت القائل:

إذا وجدت أذى للحب في كبدي *** أقبلت نحو سقاء القوم أتبرد

ص: 205


1- البيتان في الأغاني 329/18-330، و الخبر و الشعر في الشعر و الشعراء ص 368 و أمالي المرتضى 413/1.
2- الأصل و م: قال.
3- البيتان في الأغاني 330/18 و الشعر و الشعراء ص 368 و أمالي المرتضى 413/1.
4- في م: قالوا: ثنا أبو منصور بن خيرون، قال: نا أبو بكر.
5- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 377/5-378 في ترجمة محمّد بن طاهر الطاهري.
6- تاريخ بغداد: أبستها.

هذا بردت ببرد الماء ظاهره *** فمن لحرّ على الأحشاء يتّقد؟

قالت: هن حرائر - و أشارت إلى جواريها - إن كان هذا خرج من قلب سليم.

قال الخطيب: و قد أخبرنا بهذا الخبر الحسن بن أبي بكر، أنا أبو علي الطوماري، أنا أبو العباس أحمد بن يحيى، حدّثني عبد اللّه بن شبيب، حدّثني أبو معاوية عبد الجبار بن سعيد المساحقي (1)،قال: وقفت سكينة على ابن أذينة فذكر نحوه في المعنى إلاّ أنه اختصره، و لم يذكر من الشعر غير بيتين فقط .

أنبأ أبو الفرج غيث بن علي، ثنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو علي عيسى بن محمّد بن أحمد الطّوماري، نا أبو العباس أحمد بن يحيى، حدّثني عبد اللّه بن شبيب، حدّثني أبو معاوية عبد الجبار بن سعيد المساحقي، قال:

وقفت سكينة على ابن أذينة في موكبها و معها جواريها، فقالت: يا أبا عامر، أ أنت تزعم أنك مري و أنك هني و أنت الذي تقول:

قالت: و أبثثتها سري فبحت به *** قد كنت عندي تحب الستر، فاستتر

أ لست تبصر من حولي فقلت لها *** غطي هواك و ما ألقى على بصري

قال لها بلى، قالت: فهن حرائر إن كان خرج هذا من قلب صحيح.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبد اللّه - إذنا و مناولة - و قرأ عليّ إسناده أنا محمّد بن الحسين، أنبأ القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا (2)،نا محمّد بن القاسم الأنباري، نا أحمد بن يحيى النحوي، نا عبد اللّه بن شبيب، عن عمر (3) بن عثمان قال:

مرت سكينة بعروة بن أذينة، و كان يتنسّك، فقالت له: يا أبا عامر، أ لست القائل:

إذا وجدت أوار الحب في كبدي *** أقبلت نحو سقاء القوم أتبرد (4)

هذا بردت ببرد الماء ظاهره *** فمن لحرّ على الأحشاء يتقد

أ و لست القائل:

ص: 206


1- مضطربة بالأصل، و المثبت عن م و تاريخ بغداد.
2- الخبر و الشعر في الجليس الصالح الكافي 343/2-344.
3- كذا بالأصل و م، و في الجليس الصالح: عمرو.
4- روايته في الجليس الصالح: إذا وجدت أذى للحب في كبدي أقبلت نحو شفاء الحب أبترد

قالت و أبثثتها سري فبحت به *** قد كنت عهدي تحب الستر فاستتر

أ لست تبصر من حولي ؟ فقلت لها: *** غطي هواك و ما ألقى على بصري

هؤلاء أحرار - و أشارت إلى جواريها - إن كان هذا خرج من قلب سليم.

قال القاضي (1):

و أنشدنا بيتي عروة الأولين من غير هذه الرواية:

لما وجدت أوار الحب في كبدي *** أقبلت نحو سجال القوم أتبرد

هذا بردت ببرد الماء ظاهره *** فمن لنار على الأحشاء تتقد

و الأوار من يجد الغلة و الحرارة. كما قال الشاعر:

و النار قد تشفى من الأوار (2)

و أما السّجال فجمع سجل، و هو الكبير من الدلاء، قال الراجز (3):

لطالما (4) حلّأتماها لا ترد

فخلياها و السجال تبترد

و أما قوله: ابترد، فهو افتعل من قولهم: برّد الماء حرارة جوفي، قال الشاعر (5):

و عطّل قلوصي في الركاب فإنها *** ستبرد أكبادا و تبكي بواكيا

و روي لنا قوله في الشعر الثاني: و أبثثتها وجدي مكان سري.

أنبأنا أبو الحسن [بن] (6) العلاف، و أخبرني عنه أبو المعمر الأنصاري.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي، أنشدني أبو يوسف الزهري - يعني يعقوب [بن] (7) عيسى - أنشدني الزبير بن بكّار لعروة بن أذينة:

ص: 207


1- يعني: المعافى بن زكريا صاحب كتاب الجليس الصالح الكافي.
2- الرجز في اللسان (أور) بدون نسبة.
3- الرجز في تاج العروس بتحقيقنا مادة «حلأ»، و مادة «برد».
4- في تاج العروس: قد طالما، في مادة «حلأ»، و في مادة «برد» كالأصل.
5- البيت في اللسان (برد)، منسوبا إلى مالك بن الريب.
6- الزيادة عن م.
7- الزيادة عن م.

و لهن بالبيت العتيق لبانة *** و البيت يعرفهن لو يتكلم

نزلوا ثلاث منى بمنزل غبطة *** و هم على غرض لعمرك ما هم

متجاورين لغير دار إقامة *** لو قد أجد رحيلهم لم يندموا

لو كان حيّا قبلهنّ ظعائنا *** حبا الحطيم وجوههن و زمزم

قال: و أنا الخرائطي، أنشدني أبو جعفر المروزي لعروة بن أذينة:

تلقني الواشون من كل جانب *** و لو كان واش واجد للقانيا

إذا ما قعدنا مقعد استلذه *** تواشوا بنا حتى أمل مكانيا

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا قالا: أنا أبو جعفر المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال: و هلك عامر بن حمزة بواسط عند خالد بن عبد اللّه القسري (1)،فقال عروة بن أذينة يرثيه، أخبرني ذلك طيبة مولاة فاطمة بنت عمر بن مصعب، عن يحيى بن جعفر بن مصعب بن الزبير:

من لعين كثيرة الهملان *** و لحزن قد شفّني و براني

أن تولى أخي و عارف حقي *** و أميني في السر و الإعلان

عامر، من كعامر رقع الثلم *** و يكفيك حضرة السلطان

حيث لا ينفع الضعيف و لا *** الوغل في الجد في القيام يدان

فنوا بالعراق رصا عربية *** لا بدار و لا حر القطان

نائبا عن بني الزبير مقيما *** بين أنهار واسط و الجنان

سيد و ابن سادة يشترون *** الحمد قدما بأربح الأثمان

قدموا أفضل المكارم مجد *** أوّلهم كل عرق هجان

و رثوه مجد الحياة فتنا *** مجد بأن أشاد في البنيان

بقيام على الجسيم من الأمر *** ضيغم للمترف الحيران

و انصراف عن جهل ذي الرحم *** المفرط لو شاء.... (2)

من يلم في بكائه لا أطعمه *** و أقل مثل عامر أبكاني

من يصادي سخطي و يحكم عني *** و أداء قلت من لأمري كفاني

ص: 208


1- الأصل: القشيري، و المثبت عن م، و انظر الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 241. و عامر بن حمزة بن عبد اللّه بن الزبير، و كان من سروات آل الزبير و جلدائهم في العقل و البيان.
2- غير مقروءة بالأصل و م.

قال: و نا الزبير: حدثتنا طيبة أنها سمعت يحيى بن جعفر بن مصعب ينشد لعروة بن أذينة أيضا يرثي عامر بن حمزة:

أرقت فما أنام و لا أنيم *** ... (1) في الليل البهيم

و أصبح عامر قد هلل كنى *** و فارقني به اللطف الحميم

و كان ثمالنا نأوي إليه *** أراملنا و عائلنا اليتيم

و مديره خصمنا في كل أمر *** له تجثو على الركب الخصوم

و تيممنا (2) على الجلا عدا إذا ما *** الكرب أقطع من يقوم

أتى الركبان بالأخبار تهوى *** بها و بهم حراجيج هجوم

فقالوا قد تركناه سقيما فما *** صدقوا و ما صح السقيم

بعد على أن القوم أبوا *** و أنت بواسط حيث مقيم

جزاك اللّه خير حيث أمست *** من البلدان أعظمك الرميم

[فنعم الشيء كنت و ليس *** شيء من الدنيا و ما فيها يدوم

تضعضع جل قومك و استكانوا *** لفقدك إنه حدث عظيم] (3)

قضى نحبا فبان و كان حصنا *** يعوذ به المدفع القديم

بريش الأقربين و بطيبهم *** و لا تبري كما تبري القدوم

و هي أكثر من هذه.

قال: و نا الزبير، حدّثتنا طيبة مولاة فاطمة بنت عمر بن مصعب، قالت: أنشدني يحيى بن جعفر بن مصعب بن الزبير لعروة بن أذينة يرثي يحيى بن حمزة بن عبد اللّه بن الزبير:

يحيى بن حمزة ولّى *** و عالته عن الاخوان عول

حميد الود لا يزرى عليه *** مؤاخ في الاخاء و لا دخيل

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ علي بن محمّد الحنّائي، أنا عبيد اللّه بن أحمد المقرئ، نا أبو بكر الجعابي، نا عبد اللّه بن محمّد البزّار، نا ابن شبيب، نا يحيى بن أبي قتيلة، نا عبد العزيز بن محمّد، قال: سمعت عروة بن أذينة الشاعر

ص: 209


1- كلمة غير واضحة في الأصل و م.
2- كذا صدره بالأصل و م.
3- سقط البيتان من الأصل و استدركا عن م.

يقول: عجبت لمن علم أنه يموت كيف لا يموت.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأ علي بن عمر بن محمّد السكري، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا إسحاق بن إسماعيل، نا جرير، عن مغيرة، قال:

كان عروة بن أذينة إذا نام الناس بالبصرة خرج فنادى في سككها: يا أهل البصرة، الصلاة الصلاة، ثم يتلو هذه الآية: أَ فَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرىٰ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنٰا بَيٰاتاً وَ هُمْ نٰائِمُونَ (1).

رواه ابن أبي الدنيا عن إسحاق بن إسماعيل.

4680 - عروة بن أنيف

بعثه عبد الملك بن مروان واليا على المدينة، له ذكر.

أخبرنا أبو محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف الخشاب، نا الحسين الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، أنا موسى بن يعقوب، عن عمه أبي الحارث بن عبد اللّه بن وهب بن زمعة.

قال: و أنا شرحبيل بن أبي عون، و عبد اللّه بن جعفر، عن أبي عون.

[ح] (2) قال: و أنا إبراهيم بن موسى، عن عكرمة بن خالد.

[ح] (3) قال: و أنا أبو صفوان العطاف (4) بن خالد عن أخيه.

قالوا: فلما بويع عبد الملك بن مروان بعث عروة بن أنيف في ستة آلاف إلى المدينة و أمرهم أن لا ينزلوا على أحد و لا يدخلوا المدينة إلاّ لحاجة لا بدّ منها، و أن يعسكروا بالعرصة (5)،فنزل عروة بجيشه العرصة و هرب الحارث بن حاطب عامل ابن الزبير عن المدينة، فكان عروة ينزل فيصلّي بالناس الجمعة ثمّ يرجع إلى معسكره، فلم يبعث إليهم ابن الزبير أحدا، و لم يلقوا قتالا، فكتب إليهم عبد الملك أن يقبلوا إلى الشام، ففعلوا، و لم يتخلّف منهم أحد، و رجع الحارث بن حاطب إلى المدينة عاملا لابن الزبير.

ص: 210


1- سورة الأعراف، الآية:97.
2- «ح» حرف التحويل استدرك عن م.
3- «ح» حرف التحويل استدرك عن م.
4- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م.
5- عرصة بفتح أوله و سكون ثانيه، و هما عرصتان بعقيق المدينة (معجم البلدان).

4681 - عروة بن الجعد - و يقال: ابن أبي الجعد

الأزدي، ثم البارقي الكوفي (1)

و بارق جبل نزل عنده بعض الأزد (2)،فنسبوا إليه.

و لعروة صحبة.

روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أحاديث.

روى عنه الشعبي و أبو لبيد (3) لمازة بن زبّار (4) الجهضمي (5) البصري، و شبيب بن غرقدة، و شهاب البارقي، و العيزار بن حريث الكندي، و شريح بن هانئ، و أبو إسحاق السّبيعي، و نعيم بن أبي هند، و سماك بن حرب، و عائذ (6) بن نصيب.

و قدم دمشق من جملة من سيّر من أهل الكوفة في خلافة عثمان بن عفان، و قد سبقت الرواية بذلك في ترجمة جندب بن زهير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ أبو القاسم عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا شريح بن يونس، و عمرو الناقد، و داود بن أمية، و زياد بن أيوب، و غيرهم، قالوا: ثنا سفيان، عن شبيب بن غرقدة، سمع عروة بن الجعد البارقي يقول: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة»[8099].

و اللفظ لشريح.

قال البغوي: حدّثنا محمّد بن منصور الجوّاز (7)،عن سفيان و زاد في إسناده رجلا، و لا أعلم تابعه أحد على حديثه الجوّاز، نا ابن عيينة، عن شبيب بن غرقدة، عن شهاب البارقي

ص: 211


1- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 3/13 و تهذيب التهذيب 115/4 أسد الغابة 523/3 و الإصابة 476/2 و طبقات ابن سعد 34/6 و تاريخ و الطبري (الفهارس)، و الكامل في التاريخ - بتحقيقنا-(الفهارس) و أخبار القضاة لوكيع (الفهارس) و التاريخ الكبير 31/7 و الجرح و التعديل 395/6 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80 ص 185).
2- نزله سعد بن عدي بن حارثة بن عمرو فريقيا بن عامر ماء السماء... بن مازن بن الأزد بن الغوث. انظر تهذيب الكمال 3/13، و اللباب 86/1 (البارقي).
3- مضطربة بالأصل و المثبت عن م و تهذيب الكمال 3/13.
4- الأصل و م: زياد، تصحيف، و التصويب عن تهذيب الكمال و تاريخ الإسلام.
5- الأصل: الجهمي، و التصويب عن م و تهذيب الكمال.
6- الأصل و م: عابد، و التصويب عن تهذيب الكمال.
7- ترجمته في تهذيب الكمال 260/17.

عن عروة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة»[8100] و رواه الشعبي عن عروة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي، أنا أبو بكر القطيعي (1)،نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا هشيم أنا (3) حصين، عن الشعبي، عن عروة البارقي، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«الخيل معقود بنواصيها الخير و الأجر و المغنم إلى يوم القيامة»[8101].

قال (4):و حدّثني أبي، نا أبو كامل، عن سعيد بن زيد، عن الزبير - يعني ابن الخرّيت - عن أبي لبيد، عن عروة بن أبي الجعد قال: قال أبي، و ثنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عروة بن أبي الجعد، كلهم قالوا: ابن أبي الجعد.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو يعلى بن الفراء، أنبأ أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه الضرير المقرئ قال: سمعت إسماعيل بن محمّد الصفار، نا سعدان بن نصر البزّار، نا سفيان بن عيينة.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، ثنا أبو محمّد بن يوسف، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا سعدان بن نصر، نا سفيان، عن شبيب عن (5) عروة البارقي.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أعطاه دينارا ليشتري له شاة للأضحية، فاشترى له شاتين، و باع إحداهما بدينار، فدعا له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بالبركة في بيعه، فكان لو اشترى التراب ربح فيه (6).

أخبرنا أبو الرضا (7) أسعد بن محمّد بن أبي عاصم الماليني، و أبو النّضر (8)عبد الرّحمن بن عبد الجبار بن عثمان، و أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد الطّيّب (9)

ص: 212


1- في م: القطع، و فوقها ضبة، تنبيه على أنها خطأ.
2- مسند أحمد بن حنبل 92/7 رقم 19372 (ط دار الفكر - بيروت).
3- الأصل: بن، و التصويب عن م، و في المسند: أخبرنا.
4- القائل: عبد اللّه بن أحمد، انظر مسند أحمد 93/7 رقم 19375.
5- الأصل: بن، تصحيف.
6- دلائل النبوة للبيهقي 220/6.
7- الأصل: أبو الرقيا، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 1/26.
8- الأصل: أبو النصر، و المثبت عن المشيخة 107/ب.
9- مشيخة ابن عساكر 200/ب.

-بهراة - قالوا: أنا محمّد بن علي بن محمّد العميري، أنا أحمد بن الحسين الحيري، أنا حاجب بن أحمد الطوسي، نا عبد الرحيم بن شبيب، نا سفيان، عن شبيب بن غرقدة يخبر.

أن عروة البارقي و هو رجل من قومه بعثه للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم يشتري له أضحية أو شاة، فاشترى شاتين بدينار، فباع أحدهما بدينار و أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بشاة و دينار، فدعا له بالبركة في بيعه، فكان لو اشترى ترابا ربح فيه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال (1):قال أبو بكر الحميدي في حديث عروة بن أبي الجعد.

أنّ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أعطاه دينارا يشتري به أضحية، قال: قال سفيان: كان الحسن (2) بن عمارة سمعناه يحدثه، فقال فيه: سمعت شبيبا (3) يقول: سمعت عروة كلما سأل شبيبا قال:

لم أسمعه من عروة، حدّثنيه الحسن عن عروة.(4) أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: ثنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون - قالا: أنا محمّد بن الحسن، نا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط ، قال (5):

و من بارق، و هو سعد بن عدي بن حارثة بن عمرو (6) بن عامر بن حارثة بن امرئ

ص: 213


1- المعرفة و التاريخ 707/2.
2- الأصل: الحسين، و التصويب عن م و المعرفة و التاريخ، انظر تهذيب التهذيب 304/2 و تهذيب الكمال 401/4.
3- الأصل: سيدنا، و التصويب عن م و المعرفة و التاريخ.
4- قبله خبر سقط من الأصل، و هو موجود في م، و فيه جزء مهم لم يظهر من سوء التصوير، نثبت هنا عن م ما نستطيع قراءته: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ أنا أبو سعيد إبراهيم - قالا أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب (أنا) هلال بن العلاء... نا عبد اللّه بن... العتكي........ الزبير بن الخريت عن أبي أبيه عن عروة بن أبي الجعد البارقي قال أعطاني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم دينار (كذا) فقال: اشتري (كذا) لنا به شاة قال: فانطلقت اشتريت شاتين بدينار، فلقيني رجل في الطريق، فساومني بشاة، فبعتها بدينار، فأتيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقلت: يا رسول اللّه، هذا ديناركم و هذه شاتكم، قال: فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: و صنعت كيف ؟ قال: فأخبرته، فقال: اللهم بارك في صفقة يمينه، قال: فقال: إني لأقوم في...... (كلام مطموس في م عدة أسطر).
5- طبقات خليفة بن خيّاط ص 190 رقم 709 و 231 رقم 952.
6- عن طبقات خليفة و بالأصل: عمر.

القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث: عروة بن أبي الجعد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا [أبو] (1) عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، قال (2):

و من بارق و اسمه سعد بن عدي بن حارثة بن عمرو و مزيقيا بن عامر، ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان: عروة بن أبي الجعد البارقي.

أنبأ أبو محمّد بن الآبنوسي.

ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر البرقي قال:

و من بارق بن عوف بن عدي بن حارثة بن عمرو بن عامر: عروة بن أبي الجعد البارقي، و كان من سكان الكوفة، جاء عنه ثلاثة أحاديث.

أنبأ (3) أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين (4)،و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أبو الفضل:

و محمّد [بن] (5) الحسن - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (6):

عروة بن أبي الجعد البارقي، و يقال: بن الجعد، و بارق جبل نزل به بعض الأزد، نزل الكوفة، له صحبة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه (7) الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

[ح] (8) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

ص: 214


1- زيادة لازمة، و السند معروف.
2- في م: أنبأنا.
3- في م: أنبأنا.
4- في م: الحسن.
5- زيادة عن م.
6- التاريخ الكبير 31/7.
7- الأصل: أبو عبيد اللّه، تصحيف، و التصويب عن م، و السند معروف.
8- «ح» حرف التحويل أضيف عن م.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (1):

عروة بن أبي الجعد البارقي، و بارق جبل نزله بعض الأزديين، و نزل عروة الكوفة، له صحبة، روى عنه العيزار بن حريث، و أبو لبيد، و شبيب بن غرقدة (2)،سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا محمّد بن طاهر، أنبأ مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال:

عروة بن [أبي] (3) الجعد، و يقال: ابن الجعد البارقي - و بارق جبل نزل به بعض الأزد - الكوفي، سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، روى عنه الشعبي، و شبيب بن غرقدة في الجهاد و الخمس و صفة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو الحسن (4) بن قبيس، ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأ - أبو بكر الخطيب قال (5):

و عروة بن الجعد، و يقال: ابن أبي الجعد البارقي، حدث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عدة أحاديث، روى عنه العيزار بن حريث، و عامر الشعبي، و شبيب بن غرقدة، و كان قد نزل الكوفة، و ولي القضاء بها، و أتى المدائن ثمّ انتقل إلى براز الروز (6) على مرحلة من النهروان، فأقام بها مرابطا.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أنا القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، قال: سمعت أحمد بن نصر بن يحيى يقول: سمعت حاجب بن سليمان المنبجي يقول: عروة البارقي من الأزد.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:

عروة بن أبي الجعد البارقي، و يقال: ابن الجعد الأزدي، عداده في أهل الكوفة، روى

ص: 215


1- الجرح و التعديل 395/6.
2- الأصل:«يسر بن عروة» تصحيف و التصويب عن م و الجرح و التعديل.
3- زيادة لازمة عن م.
4- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، و السند معروف.
5- تاريخ بغداد 193/1-194.
6- براز الروز: من نواحي السواد ببغداد من الجانب الشرقي (معجم البلدان).

عنه عامر الشعبي، و أبو إسحاق السّبيعي، و العيزار بن حريث و غيرهم.

أنبأ (1) أبو علي الحداد، قال: قال: أنا أبو نعيم الحافظ :

عروة بن أبي الجعد البارقي، و قيل: ابن الجعد الأزدي، سكن الكوفة، حديثه عند الشعبي، و أبي إسحاق السّبيعي، و شبيب بن غرقدة، و نعيم بن أبي هند، و سماك بن حرب، و شريح بن هانئ، و عائذ بن نصيب و غيرهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا عون بن سلام، نا قيس، عن أشعث، عن الشعبي، قال: أوّل من قضى على الكوفة عروة بن الجعد البارقي (2).

قال المنجاب بن الحارث: أنبأ القاسم بن معن، عن مجالد، عن الشعبي قال: أوّل من قضى بالكوفة ابن مسعود.

قال: و نا أبي، نا ابن إدريس، عن أبيه، عن الحكم قال: أول من قضى على الكوفة سلمان بن ربيعة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا (3)-أبو بكر الخطيب (4)،أنا أبو القاسم الأزهري.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري.

قالا: أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا الفضل بن دكين، نا الحسين بن صالح، عن أشعث، عن الشعبي قال: كان على قضاء الكوفة قبل شريح عروة بن أبي الجعد، و سلمان بن ربيعة.

قال محمّد بن سعد: في غير هذا الحديث، و كان عروة مرابطا ببراز الروز، و كان له فيها - زاد الجوهري: أفراس منها و قالا:- فرس أخذه بعشرين ألف درهم.

أنبأنا (5) أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون، أنا محمّد بن علي بن الحسين (6)الحسني، نا محمّد بن العباس الحذّاء، نا أحمد بن محمّد الأحمسي، نا الحسين بن حميد، نا عثمان بن أبي شيبة، قال: سمعت أبا نعيم يقول: أول من قضى بالكوفة عروة بن أبي

ص: 216


1- في م: أنبأنا.
2- انظر تهذيب الكمال 4/13.
3- عن م بالأصل: نا، و السند معروف.
4- تاريخ بغداد 194/1.
5- عن م و بالاصل: انبأ.
6- في م: الحسن.

الجعد البارقي، و سلمان (1) بن ربيعة، و شريح بن الحارث الكندي، يعني كل واحد منهم بعد صاحبه و ذكر بقيتهم.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد الخوّاص، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو إسحاق الفقيه - يعني إبراهيم بن محمّد الأرموي - أنا أبو النّضر (2)-يعني شافع بن محمّد - أنا أبو جعفر بن سلامة، نا المرى، حدّثنا الشافعي، أنا سفيان قال: سمعت شبيب بن غرقدة قال: رأيت في دار عروة سبعين فرسا مربوطة (3).

4682 - عروة بن حزام بن مهاصر، و يقال: بن حزام بن مالك

أبو سعيد العذري (4)

أحد بني ضنّة (5) بن عبد بن كبير (6) بن عذرة.

شاعر حجازي مشهور، و هو الذي كان يشبّب بابنة عمه عفراء بنت مهاصر بن مالك، و يقال بنت عقال بن مهاصر، و كان أهلها خرجوا من الحجاز إلى الشام، فتبعهم عروة.

و قد ذكر في شعره كونه ببصرى في أبيات قرأتها له في كتاب أبي الفرج الأصبهاني، و هي (7):

لعمرك إني يوم بصرى (8) و ناقتي *** لمختلفا الأهواء مصطحبان

من تحملي شوقي و شوقك تظلعي *** و مالك بالحمل الثقيل يدان

جعلت لعرّاف اليمامة حكمه *** و عرّاف حجر (9) إن هما شفياني

فما تركا من حيلة يعلمانها *** و لا رقيّة إلاّ رقياني (10)

ص: 217


1- الأصل: سليمان، تصحيف، و التصويب عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 411/7.
2- الأصل و م: أبو النصر، ترجمته في سير أعلام النبلاء 388/16.
3- تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80 ص 186)، و الإصابة 476/2 و فيها: ستين بدل سبعين.
4- انظر أخباره في: الشعر و الشعراء ص 394 و الأغاني 145/24 فوات الوفيات 447/2 خزانة الأدب 533/1 مصارع العشاق في مواضع متفرقة.
5- الأغاني: ضبة.
6- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن م و الأغاني.
7- في الأغاني 143/24 و 155/24-156 و بعضها في الشعر و الشعراء ص 396 و فوات الوفيات 450/2.
8- تقدم التعريف بها.
9- حجر: مدينة اليمامة (راجع معجم البلدان) و في فوات الوفيات: عراف نجد.
10- كذا بالأصل و م و الأغاني 143/24، و في الأغاني 157/24:«و لا شربة إلا سقياني»، و في الشعر و الشعراء: و لا سلوة إلا سقياني.

و قالا: شفاك اللّه و اللّه منا *** بما حمّلت منك الضلوع يدان

كأن قطاة علقت بجناحها *** على كبدي من شدة الخفقان

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأ أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنبأ أبو أحمد العسكري، قال:

و أما حزام الحاء مكسورة غير معجمة، و الزاي معجمة: عروة بن حزام بن مالك الشاعر، قتيل الحب، و له خبر مع عمر بن الخطاب.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال:

عروة بن حزام الشاعر صاحب عفراء، أبو سعيد، كناه ابن دريد.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال:

و من ولد حارثة ابن هند بن حزام بن ضنّة بن عبد بن كثير بن عروة بن سعد بن زيد بن ليث بن هود بن سليم بن الحاف بن قضاعة: عروة بن حزام بن مالك الشاعر، قتيل الحب، و عفراء ابنة المهاصر بن مالك، ابنة عمه.

و قال (1):في باب حزام بكسر الحاء المهملة و الزاي عروة بن حزام الشاعر، صاحب عفراء، قال ابن دريد: كنيته أبو سعيد (2).(3) أنبأ أبو (4) منصور بن خيرون النسيب و غيره، عن أبي بكر الخطيب، أنبأ أبو علي

ص: 218


1- الاكمال لابن ماكولا 418/2.
2- الأصل: أبو سعد، و التصويب عن م و الاكمال.
3- قبله، خبر سقط من الأصل و هو في م، نستدركه هنا، و تمام روايته في م: أخبرنا أبو العز بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، نا أبو عمر بن حيوية (في م: نا أسيد، نا ابن حيوية) نا محمّد بن القاسم بن بشار نا الحسن بن عقيل العنزي، نا علي بن الصباح، نا هشام بن محمّد عن أبي مسطر (كذا) قال: لما احتمل زوج عفراء إلى البلقاء كان عروة بن حزام يأتي مواضع أبياتها و أعطان إبلها فيلصق صدره بترابها، فيقال له: يا هذا اتق اللّه في نفسك فيقول: إليكم عني، و ينشد: بي اليأس أو داء الهيام منوش فإياك عني لا يكن بك ما بيا (كذا في م: منوش و فوقها ضبة، و ستأتي: شربته).
4- أقحم بعدها بالأصل و م: القاسم، تصحيف، و هو محمّد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون، أبو منصور، ترجمته في سير أعلام النبلاء 94/20 و قارن مع مشيخة ابن عساكر 195/ب.

الحسن (1) بن محمّد بن عمر النرسي، أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمّد بن المكتفي باللّه (2)،أنا أبو بكر بن دريد (3)،أنبأ العكلي أن عروة بن حزام لما [هام] (4)بعفراء جعل يلصق بطنه بحياض الماء فرآه شيخ منهم فقال له: مه يا ابن أخ، فو اللّه ما فعل منهما هذا أحد إلاّ هلك، فقال: يا عم إنّي لمكروب، و إنّي لأجد حرا على كبدي ثمّ أنشأ يقول:

بي اليأس أو داء (5) السمام شربته *** فإياك عني لا يكن بك ما بيا

فما زادني الناهون إلاّ صبابة *** و لا كثرة الواشين إلاّ تماديا

فما زال به الحب حتى هلك، فبلغ ذلك معاوية بن أبي سفيان، فقال: لو علمنا بهذين الكريمين لجمعنا بينهما.

أنبأنا (6) أبو علي محمّد بن إبراهيم بن نبهان.

ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الحسن محمّد بن إسحاق، و أبو علي بن نبهان.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن.

قالوا: أنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم، ثنا أبو العباس أحمد بن يحيى قال: قرأنا على عبد اللّه بن شبيب، حدّثني... (7) قال: حدّثني عبد الملك بن بنت الماجشون عن أبي السائب، أخبرني ابن أبي عتيق.

قال و اللّه إني لأسير في أرض غدرة، إذا أنا بامرأة تحمل غلاما خدلا (8)،ليس مثله يتورّك (9) فعجبت (10) لذلك، فتقبل به، فإذا برجل له لحية، قال: فدعوتها فجاءت، فقلت: ما هذا ويحك، فقالت لي: أسمعت بعروة بن حزام ؟ فقلت: نعم،[قالت: هذا و اللّه عروة، فقلت له: أنت عروة ؟ فكلّمني و عيناه تدوران في رأسه و قال: نعم] (11) أنا و اللّه الذي أقول:

ص: 219


1- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، ترجمته في تاريخ بغداد 425/7.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 70/5.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 194/2.
4- زيادة عن م.
5- بالأصل و م:«والدا».
6- عن م و بالأصل:«أنبأ».
7- غير واضحة بالأصل و م، و نميل إلى قراءتها: زبير.
8- الخدل: العظيم الممتلئ (اللسان).
9- يتورك أي تحمله على وركها (اللسان: و ر ك).
10- في م: فعجب.
11- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف لتقويم المعنى عن م.

جعلت لعرّاف اليمامة و حكمه *** و عرّاف حجر إن هما سقياني

فقالا: نعم نشفي من الداء كله (1) *** و قاما (2) مع العواد يبتدران

فما تركا من سلوة يعلمانها *** و لا شربة إلاّ و قد سقياني

فقالا شفاك اللّه و اللّه ما لنا *** بما ضمنت منك الضلوع يدان

فلهفي على عفراء لهف كأنه *** على النحر (3) و الأحشاء حد سنان

فعفراء أحظى الناس عندي مودة *** و عفراء عني المعرض المتواني

قال: ثم ذهبت، فما برحت ممر الماء حتى سمعت الصيحة، فقلت: ما هذا؟ قالوا:

مات عروة بن حزام.

قال: و نا أبو العباس قال: و نا عبد اللّه بن شبيب، حدثني حماد بن عمر، نا الهيثم بن عدي عن هشام بن عروة عن أبيه عن النعمان بن بشير قال (4):

بعثني عثمان بن عفان على صدقات سعد هذيم و هم بلي و عذرة و سلامان و ضنة و الحارث و وائل بن زيد، فلما قبضت الصدقة و قسمتها بين أهلها، أقبلت بالسهمين إلى عثمان، فبينا أنا أسير في بلاد عذرة إذا أنا ببيت حريد (5)،جاحش (6) عن الحي، فملت إليه فإذا أنا بشاب عاقل بفناء البيت، و إذا أنا بعجوز من ورائه في كسر البيت (7)،فسلّمت، فردّ عليّ بصوت ضعيف:

كأن قطاة علقت بجناحها *** على كبدي من شدة الخفقان

جعلت لعراف اليمامة و حكمه *** و عراف نجد إن هما شفياني

فما تركا من رقبة يعلمانها *** و لا سلوة إلاّ و قد سقياني

فقالا: شفاك اللّه و اللّه ما لنا *** بما ضمّنت منك الضلوع يدان

ص: 220


1- صدره في الأغاني 157/24 و رشّا على وجهي من الماء ساعة.
2- الأصل و م:«و راحا» و المثبت عن الأغاني.
3- الأغاني: فويلي على عفراء ويل كأنه على الصدر
4- الخبر و الشعر في الأغاني 162/24-163 و ذيل أمالي القالي ص 157 و فيها أنه ولاه الصدقات معاوية بن أبي سفيان.
5- في م:«حزين» و الحريد: حي حريد: منفرد إما لعزته أو لقلته (تاج العروس بتحقيقنا: حرد).
6- رجل جحيش المحل: إذا نزل ناحية عن الناس، و لم يختلط بهم (تاج العروس بتحقيقنا: جحش).
7- كسر البيت، بفتح الكاف و كسرها: جانب البيت، و الشقة السفلى من الخباء (تاج العروس، كسر).

ثم شهق شهقة خفيفة، كانت نفسه فيها، فقمت فنظرت في وجهه، فإذا هو قد مات، فقلت أيتها العجوز، من هذا الشاب الراقد بفناء بيتك، هذا، فقد مات ؟ فقالت: و أنا و اللّه أرى ذلك، فقامت فنظرت في وجهه، و قالت: فاظ و رب محمّد، قلت: أيتها العجوز، من هذا الشاب ؟ قالت: هذا عروة بن حزام الضّنّي و أنا أمه. قلت: فما بلغ به ما أرى ؟ قالت:

الحب، و اللّه ما سمعت له كلمة و لا أنّة منذ سنة حتى كان في صدر هذا اليوم فإني سمعته يقول (1):

من كان من أمهاتي (2) باكيا أبدا *** فاليوم إني أراني اليوم مقبوضا

يسمعننيه (3) فإني غير سامعه *** إذا علوت رقاب القوم معروضا

قال: فما قمت عنده حتى غسّلته، و كفنته، و صليت عليه، و دفنته.

قلت: يا صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، ما دعاك إلى ذلك ؟ قال: احتساب الأجر فيه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو علي الحسن بن أحمد [بن] عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن الحمّامي، أنبأ أحمد بن جعفر الختّلي، نا أبو دلف الخزاعي، ثنا الرياشي، نا عمرو بن بكير، نا الهيثم بن عدي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: حدّثني النعمان بن بشير، قال:

استعملني عمر بن الخطاب - أو قال: عثمان، شك الهيثم - على صدقات سعد هذيم و عذرة، و سلامان و ضنّة و الحارث و هم قضاعة فلما قبضت الصدقة و قسمتها من أهلها أقبلت بالسهمين الباقيين إلى عمر أو عثمان، فلما كنت بعد ذلك في أيام يزيد ببلاد عذرة في حي منهم يقال لهم: بنو هند، إذا أنا ببيت حريد منفرد عن الحيّ ، جاحش عن الحيّ ، فملت إليه، فإذا عجوز جالسة عند كسر البيت، و إذا شاب نائم في ظل البيت، فلما دنوت و سلّمت ترنّم بصوت له ضعيف ثمّ قال:

بذلت لعرّاف اليمامة حكمه *** و عرّاف حجر إن هما شفياني

فقالا: نعم، نشفي من الداء كلّه *** و قاما مع العوّاد يبتدران

نعم و بلى، قالا: متى كنت هكذا؟ *** ليستخبراني قلت: منذ زمان

ص: 221


1- البيتان في الأغاني 163/24 و الشعر و الشعراء ص 398 و ذيل الأمالي 157.
2- الشعر و الشعراء: أخواتي.
3- إعجامها مضطرب بالأصل، و في م: سمعته، و المثبت عن المصدرين.

فما تركا من رقيّة تعلمانها *** و لا سلوة إلاّ بها سقياني

فقالا: شفاك اللّه و اللّه ما لنا *** بما حمّلت منك الضلوع يدان

قال: ثم شهق شهقة خفيفة، فنظرت فإذا هو قد مات، فقلت: أيتها العجوز ما أظن هذا النائم بفناء بيتك إلاّ قد مات، فقالت: نفسه و اللّه نفسه ثلاث مرات، فدخلني من ذلك ما لا يعلمه إلاّ اللّه، و اغتممت و خفت أن يكون موته لكلامي، فلما رأت العجوز جزعي قالت:

هوّن عليك، فإنّه قد مات بأجله و استراح مما كان فيه، و قدم على رب غفور، فهل لك في استكمال الأجر، هذه الأبيات منك غير بعيد. تأتيهم، فتنعاه لهم، و تسألهم حضوره فاسترحت إلى قولها، و وثبت فركبت فأتيت أبياتا منهم على قدر ميل، فنعيته إليهم و حفظت الشعر، فجعل الرجل بعد الرجل يسترجع إذا أخبرته، فبينما أنا أدور إذا بامرأة كأنها الشمس طالعة، فقالت: أيها الناعي بفيك الكثكث (1)،بفيك الحجر، من تنعي ؟ قلت: عروة بن حزام، قالت: بالذي أرسل محمّدا بالحق و اصطفاه بالنبوة هل مات ؟ قلت: نعم، قالت: ما ذا فعل قبل موته ؟ فأنشدتها الشعر، فو اللّه ما نهنهت أن قالت (2):

عداني (3) أن أزورك يا خليلي *** معاشر كلهم واش حسود

أشاعوا ما سمعت من الدواهي *** و عابونا و ما فيهم رشيد

فأما إذا ثوبت اليوم لحدا *** و دور الناس كلهم لحود

فلا طابت لي الدنيا فواقا (4) *** و لا لهم و لا أثري عديد (5)

ثم مضت معي و مع القوم تصيح و تولول حتى انتهينا إليه، فغسّلناه و كفّناه و صلّينا عليه و قبرناه. فجاءت فأكبت على قبره.

و حركت مطيتي، و قدمت الشام، فدخلت على يزيد بن معاوية، فدفعت الكتاب، و أخبرته بالأمر الذي قدمت له: فسألني عن أمور الناس و قال لي: هل رأيت في طريقك شيئا تحدثني ؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين، رأيت عجبا من العجب. و حدثته الحديث، فاستوى

ص: 222


1- الكثكث: دقاق التراب و فتات الحجارة، و قيل: التراب مع الحجارة.
2- الأبيات في عيون الأخبار 129/4 و نهاية الأرب 201/2 ط . دار الكتب المصرية.
3- عداني: صرفني و شغلني.
4- الفواق بالضم و الفتح: قدر ما بين الحلبتين من الوقت.
5- في عيون الأخبار: العبيد.

جالسا ثمّ قال: يا محمّد بن قيس، امض (1) الساعة - قبل أن تعرف ما قدمت له - إلى الموضع.

قال محمّد بن قيس: فمررت بموضع الحي، فوجدت إلى جانبه قبرا آخر، فسألت عنه، فقيل: المرأة التي أكبّت على هذا القبر لم تذق طعاما و لا شرابا، و لم ترفع إلاّ ميّتة بعد ثلاث، فجئت ببني عمّه و عمّها فأتيت بهم أمير المدينة، و ألحقتهم (2) جميعا في شرف العطاء.

أنبأ (3) أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكّي، و عبد اللّه بن أحمد بن عمرو، أنبأنا أبو بكر الخطيب قراءة عليه، أخبرني أبو الحسن علي بن أيوب القمّي، أنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني الكاتب، أنا عبد اللّه بن مالك النحوي (4)،أنا حمّاد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي (5) عن أبيه، عن لقيط بن بكير المحاربي.

أن عروة بن حزام بن ضبّة و عفراء ابنة مالك و هما من بطن من بني عذرة يقال لهم بنو هند، و إنهما نشئا جميعا، فعلقها علاقة الضبي، و كان يتيما في حجر عمه حتى بلغ، و كان عروة يسأله أن يزوجه إياها، فكان يسوّفه إلى أن خرج في عير أهله إلى الشام، و قدم على أبي عفراء ابن عمّ له من البلقاء، و كان حاجا فخطبها فزوّجوه إيّاها، فحملها، و أقبل عروة في عيره تلك، حتى إذا كان بتبوك نظر إلى رفقة مقبلة من نحو المدينة فيها امرأة على جمل أحمر، فقال لأصحابه: و اللّه لكأنها شمائل عفراء، فقالوا له: ويحك ما تترك ذكر عفراء على حال من الحال، فلما تبيّنها بقي مبهوتا لا يحير كلاما حتى بعد القوم فذلك قوله (6):

و إني لتعروني لذكراك روعة (7) *** لها بين جلدي و العظام دبيب

و ما هو إلاّ أن أراها فجاءة *** و أبهت حتى ما أكاد أجيب

و أصرف (8) عن رأيي الذي كنت أرتئي *** و أنسى الذي أعددت (9) حين تغيب

ص: 223


1- الأصل: امضي، و المثبت عن م و عيون الأخبار.
2- في عيون الأخبار: و أثبتّهم.
3- في م: أنبأنا.
4- أبو محمّد النحوي، ترجمته في تاريخ بغداد 180/10.
5- الأصل: المصلى، تصحيف، و التصويب عن م، ترجمته في تاريخ بغداد 159/8.
6- الأبيات في الأغاني 154/24-155 و 159-160 و الشعر و الشعراء ص 395.
7- الأغاني: و إني لتغشاني لذكراك هزة.
8- الأغاني 159/24 و أصدف.
9- الأغاني: أزمعت.

و يظهر قلبي عذرها و يعينها *** عليّ فما لي من الفؤاد نصيب

و قد علمت نفسي مكان شفائها *** قريبا و هل ما لا ينال قريب

حلفت برب الراكعين (1) لربهم *** ركوعا و فوق الراكعين رقيب

لئن كان برد الماء عطشان (2) صاديا *** إليّ حبيبا إنها لحبيب

و قلت (3) لعراف اليمامة داوني *** فإنك إن داويتني لطبيب

فما بي من سقم و لا طيف جنة *** و لكن عمي الحميري كذوب (4)

عشية لا عفراء منك بعيدة *** فتسلو، و لا عفراء منك قريب

ثم انصرف عروة إلى أهله، فأخذه البكاء و الهلاس (5) حتى لم يبق منه شيء، فقال أناس: و اللّه إنه لمسحور، و إنّ به جنّة و إنه لموسوس، و بالحضارم من اليمامة طبيب يقال له سالم، له تابع من الجن و هو أطبّ الناس، فساروا إليه من أرض عذرة حتى جاءوا به فجعل يسقيه (6) و ينشر (7) عنه، فقال له عروة: يا هناه، هل عندك للحب من رقيّة ؟ قال: لا و اللّه، فانصرفوا حتى مروا بطبيب بحجر (8) فعالجه، و صنع به مثل ذلك، فقال له عروة: و اللّه ما دوائي إلاّ شخص مقيم بالبلقاء، فانصرفوا به و هو يقول:

جعلت لعراف اليمامة و حكمه *** و عرّاف حجر إن هما شفياني

فما تركا من رقية يعلمانها *** و لا سلوة إلاّ بها سقياني

فقالا: شفاك اللّه و اللّه ما لنا *** بما حملت منك الضلوع يدان

فويلي على عفراء ويل كأنه *** على الصدر (9) و الأحشاء حد سنان

ص: 224


1- الأغاني: الساجدين لربهم خشوعا و فوق الساجدين.
2- الأغاني:«حران» و في الشعر و الشعراء: أبيض صافيا.
3- الأغاني:«أقول» و في الشعر و الشعراء: فقلت.
4- رواية الأغاني: و ما بي من خبل و لا بي جنة و لكن عمي يا أخيّ كذوب و في الشعر و الشعراء رواية عجزه: و لكن عبد الأعرجي كذوب
5- الهلاس: مرض السلّ (القاموس المحيط ).
6- إعجامها مضطرب بالأصل، و بدون إعجام في م، و المثبت عن الشعر و الشعراء.
7- ينشر عنه: النشرة رقية يعالج بها المجنون، و المريض، و قد نشر عنه (تاج العروس بتحقيقنا: نشر).
8- حجر: مدينة اليمامة.
9- في ذيل أمالي القالي ص 161: ويلا كأنه على الكبد.

و عينان ما أوفيت نشزا فتنظرا *** بمأقيهما إلاّ هما تكفان

فإن قطاة علّقت بجناحها *** على كبدي من شدة الخفقان

فو اللّه ما حدثت سرك صاحبا *** نصحا (1) و لا فاهت به الشفتان

سوى أنني قد قلت يوما لصاحبي *** ضحىّ و قلوصانا بنا تخدّان

ألا حبذا من حب عفراء ملتقى *** نعام و ألا لا حيث يلتقيان

قال: و أولها:

ألا يا غرابي دمنة الدار بيننا *** أبا لهجر (2) من عفراء تنتحبان

فإن كان حقا ما تقولان فاذهبا (3) *** بلحمي إلى وكريكما فكلاني

و لا يدرين (4) الناس ما كان ميتتي *** و لا يأكلن الطير ما تذران

فعفراء أصفى الناس عندي مودة *** و عفراء عني المعرض المتواني

قال: و كان عروة بن حزام حين خرجت عفراء يلصق خده بحياض النّعم التي كانت ترد عليه إبلها، فقيل له: مهلا لا تقتل نفسك أ لا تتقي اللّه، فقال (5):

بي اليأس و الداء (6) الهيام شربته (7) *** فإياك عني لا يكن بك ما بيا

قال: فبلغ خبره معاوية، فقال: لو علمت بخبر هذين الشريفين لجمعت بينهما.

و قد وجدت هذه الرواية من وجه آخر، و فيها زيادة أن عروة قال لأهله: إنّي إن نظرت إلى عفراء ذهب وجعي، فخرجوا به حتى نزلوا البلقاء مستخفين، فكان لا يزال يلمّ بعفراء ينظر إليها، و كانت عند رجل سيد كثير المال و الحاشية، فبينا عروة يوما بسوق البلقاء إذ لقيه رجل من بني عذرة، فسأله متى قدم ؟ فأخبره، فلما أمسى الرجل تعشى مع زوج عفراء، ثم قال:

متى قدم هذا الكلب عليكم الذي قد فضحكم ؟ قال زوج عفراء: أنت أولى بأن تكون كلبا منه، ما علمت على عروة إلاّ خيرا، و لا رأيت فتى في العرب أحيا منه، و لا علمت بمقدمه، و لو علمت لضممته إلى منزلي، فلما أصبح غدا، يستدل عليهم حتى جاءهم، فقال لهم:

انزلتم و لم تروا أن تعلموني منزلكم، عليّ و عليّ إن كان منزلكم إلاّ عندي، قالوا: نعم نتحول

ص: 225


1- ذيل امالي القالي 160: أخا لي.
2- في الشعر و الشعراء: دمنة الدار خبرا أبا لبين.
3- الشعر و الشعراء: فانهضا.
4- ذيل الأمالي: و لا يعلمن... قصتي.
5- البيت في الأغاني 161/24، و الشعر و الشعراء ص 399.
6- الشعر و الشعراء: أو داء الهيام.
7- الأغاني: سقيته.

إليك هذه الليلة أو من غد، فلمّا ولّوا قال عروة: قد كان من الأمر ما ترين، و لئن أنتن لم تخرجن معي لأركبن رأسي، الحقوا بقومكم، فليس بي بأس، فقربوا ظهرهم فارتحلوا، و نكس و لم يزل يثقل حتى نزلوا وادي القرى.

قال الراوي: فأخبرني مخبر عن عروة بن (1) الزبير قال:

مررت بوادي القرى فقيل لي: هل لك في عروة ؟[قلت: نعم] (2) فخرجت حتى جئته، قال: فالتفتّ إلى إخوانه (3) فقال:

من كان من أمهاتي باكيا أبدا *** فالآن إني أراني اليوم مقبوضا

يسمعننيه (4) فإني غير سامعه *** إذا علوت رقاب القوم معروضا

قال: فبرزن و اللّه يضربن وجوههن و يمزقن (5) ثيابهن قال: و قمت فما وصلت إلى منزلي حتى لحقني رجل فخبرني أنه مات.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و غيره، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، و نقلته من خطه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين، أنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، نا ثعلب، نا عبد اللّه بن شبيب قال: أنشدنا الزبير لعروة بن حزام:

و آخر عهدي من عفيراء أنها *** تدير بنانا كلهن خضيب

عشية ما تقضي لي النفس حاجة *** و لم أدر إذ نوديت كيف أجيب

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، عن أبي عبد اللّه بن المرزبان، قال: أخبرني إسحاق بن محمّد، حدّثني أبو معاذ النميري، قال:

لقي مجنون بني عامر الأحوص بن محمّد الأنصاري، فقال له: حدّثني حديث عروة بن حزام، قال: فجعل الأحوص يحدثه و هو يسمع حتى فرغ من حديثه، ثم أنشأ يقول:

عجبت لعروة العذري أمسى *** أحاديثا لقوم بعد قوم

و عروة مات موتا مستريحا *** و ها أنا ذا أموت كل يوم

ص: 226


1- الأصل:«ان» و المثبت عن م.
2- الزيادة عن م.
3- في م: إخوته. و في الشعر و الشعراء ص 398: أخواته.
4- الأصل و م: يسمعنيه، و المثبت عن الشعر و الشعراء ص 398.
5- في الشعر و الشعراء: و يشققن جيوبهن.

4683 - عروة بن الحكم التميمي

حكى بسامراء أخبار أبي العميطر.

حكى عنه أحمد بن المعلّى.

قرأت بخط [أبي] الحسين الرازي، حدّثني محمّد بن أحمد بن غزوان، نا أحمد بن المعلّى، حدّثني عروة بن الحكم التميمي قال:

كان يحيى بن سمرة القرشي يقوم إلى جانب المنبر إذا صعده أبو العميطر فيقول: يا أهل دمشق ليفرضنّ لصبيانكم في الكتبات (1)،و ليعطينّ نساؤكم العشرات، هذا أمير المؤمنين علي بن عبد اللّه أولى بها من الغادرين الجائرين، أولي المكر، و قل يا أمير المؤمنين، فإنه وليّ حباه اللّه بالعزّ و الفخر، ثم يقول: هؤلاء موالي أمير المؤمنين ابن أبي الزعيزعة، أين مثل ابن أبي الزعيزعة، و ابن أبي ذويد، و أين مثل ابن أبي ذويد، لا كهرثمة، و إنما كان إسكافا، و لا كالسندي، و إنّما كان حجّاما.

4684 - عروة بن داود

شهد صفّين مع معاوية.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن (2)،أنبأ أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (3) قال: في تسمية من قتل مع معاوية بصفّين: عروة بن داود الدمشقي.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد الخلاّل، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، قال: قال: حدّثني يعقوب بن شيبة في تسمية من قتل من أصحاب معاوية ممن عرف من أشرافهم - يعني يوم صفّين - عروة الدمشقي قتله قنبر (4) مولى علي عليه السلام.

ص: 227


1- الكتبات جمع كتبة بالكسر، و هي الاكتتاب في الفرض و الرزق. و الكتبة: اكتتابك كتابا تنسخه، و الكتبة: الحالة (تاج العروس: بتحقيقنا: كتب).
2- الأصل: الحسين، تصحيف و السند معروف.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 194.
4- غير واضحة تماما في الأصل، و بدون إعجام في م، و نميل إلى قراءتها «قنبر».

4685 - عروة بن رجاء

كان من أقران يونس بن ميسرة بن حلبس.

حكى عنه شجرة بن مسلم حكاية في الملاحم.

تقدمت حكايته في ترجمة شجرة بن مسلم.

4686 - عروة بن رويم

4686 - عروة بن رويم (1)

أبو القاسم اللخمي (2)

من أهل الأردن.

قدم الجابية، و سمع بها أنس بن مالك يحدث الخليفة، و كانت له بدمشق دار بناحية قنطرة سنان.

روى عن عبد اللّه بن الديلمي، و أرسل الحديث عن جماعة من الصحابة، منهم:

جابر، و أبو ثعلبة [الخشني]- و قيل: إنه سمع أبا ثعلبة - و أبو ذرّ، و ثوبان، و معاوية بن حكيم المقرئ (3)،و أبو كبشة الأنماري، و عبد الرّحمن بن غنم، و روى عن خالد بن يزيد بن معاوية، و هشام بن عروة من طريق ضعيف، و أبي (4) مالك الأشعري، و القاسم أبي (5)عبد الرّحمن، و أبي إدريس الخولاني.

روى عنه الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و محمّد بن شعيب بن شابور، و أبو فروة يزيد بن سنان الرّهاوي، و محمّد بن مهاجر، و المغيرة بن المغيرة، و هشام بن يحيى بن يحيى، و محمّد بن الحجاج القرشي الدمشقي، و محمّد بن يزيد الرّحبي، و عمرو بن واقد، و يحيى بن حمزة، و عبد الملك بن عمير، و يقال: عبد الكريم بن محمّد اللّخمي من أهل نوى، و عبد اللّه بن راشد الدمشقي، و أبو عبد اللّه مسكين بن ميمون الرملي، و أبو سعيد مدرك بن أبي سعد الفرّاء، و عبد ربّه بن صالح القرشي، و عثمان بن حصن بن عبيدة بن

ص: 228


1- رويم بالراء مصغرا، عن تقريب التهذيب.
2- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 4/13 و تهذيب التهذيب 116/4 و التاريخ الكبير 33/7 و حلية الأولياء 120/6 و الجرح و التعديل 396/6 و طبقات ابن سعد 165/7.
3- كذا بالأصل، و اللفظة غير واضحة في م، و في تهذيب الكمال: القشيري.
4- الأصل:«ابن» تصحيف و التصويب عن م و تهذيب الكمال.
5- الأصل:«بن» و المثبت عن م و تهذيب الكمال.

علاّق، و صدقة بن المنتصر، و تميم بن سنان شيخ لأبي إسحاق الفزاري، و عاصم بن رجاء بن حيوة (1)،و إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة، و محمّد بن سعيد المصلوب، و هشام بن سعد المدني.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، و أبو القاسم زاهر بن طاهر قالا: أنا أبو سعد الخير... (2) أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان، نا محمّد بن المتوكل، نا صدقة بن المنتصر، نا عروة بن رويم اللّخمي، قال:

كنا عند عبد الملك بن مروان حين قدم عليه أنس بن مالك فقال له عبد الملك: حدّثنا بحديث سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، ليس بينك و بينه أحد، ليس فيه زيادة و لا نقصان، فقال أنس:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«الإيمان يمان إلى لخم و جذام، إلاّ أنّ الكفر و قسوة القلوب في هذين الحيين من ربيعة و مضر»[8102].

أخبرنا أبو الحسن (3) الفرضي، و علي بن زيد المؤدب، قالا: أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم - زاد الفرضي و عبد اللّه بن عبد الرزاق، قالا:- أنا محمّد بن عوف بن أحمد بن عوف (4)،أنبأ الحسن بن منير التنوخي، ثنا محمّد بن خريم بن محمّد (5)،ثنا هشام بن عمّار، نا عبد ربه بن صالح، عن عروة بن رويم، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«لما أنزلت إِذٰا وَقَعَتِ الْوٰاقِعَةُ فذكر فيها ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ قَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (6)» قال عمر: يا نبي اللّه، ثلة من الأولين و قليل منا؟ قال: فأمسك آخر السورة سنة، ثم أنزل اللّه تبارك و تعالى ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ ،فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا عمر تعال اسمع ما قد أنزل اللّه ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ ألا و إنّ من آدم ثلة، و أمّتي ثلّة، و لن تستكمل ثلّتنا حتى نستعين بالسودان من رعاة الإبل ممن يشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له»[8103].

ص: 229


1- الأصل: حيوية، و المثبت عن م و تهذيب الكمال.
2- كلمة غير مقروءة بالأصل و م.
3- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، و السند معروف.
4- كذا بالأصل و م، و ليس «بن عوف» في عامود نسبه كما ورد في ترجمته في سير أعلام النبلاء 550/17.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 428/14.
6- سورة الواقعة، الآية:13.

قال:[و حدّثنا عبد ربه بن صالح عن عروة بن رويم أنه سمع يحدث عن الأنصاري.

عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:] (1)«يكون في أمتي رجفة، يهلك فيها عشرة آلاف، عشرون ألف (2)،ثلاثون ألف (3)،يجعلها اللّه موعظة للمتقين، و رحمة للمؤمنين، و عذابا على الكافرين»[8104].

قال: و نا عبد ربه، نا عروة بن رويم، عن الأنصاري قال:

قال اللّه: لارجفنّ بعبادي في خير ليال، فمن قبضته فيها كافرا كانت ميتته التي قدّرت عليه، و من قبضته فيها مؤمنا كانت له شهادة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنبأ رضوان بن أحمد بن جالينوس.

ح و أخبرنا (4) أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد الشيرويي - إذنا - و أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن حبيب عنه، أنبأ أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم، قالا: نا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن سفيان (5) بن أبي فروة - و قال الشيرويي: عن سنان، عن أبي فروة الرّهاوي (6)-عن عروة بن رويم قال:

سمعت أبا ثعلبة الخشني يقول: قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في غزاة له فدخل المسجد، فصلّى فيه ركعتين - و كان يعجبه إذا قدم أن يدخل المسجد فيصلّي فيه ركعتين - ثم خرج فأتى فاطمة فبدأ بها قبل بيوت أزواجه، فاستقبلته فاطمة، فجعلت تقبّل وجهه و عينيه و تبكي، فقال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما يبكيك ؟» قالت: أراك يا رسول اللّه قد شحب لونك، و اخلولقت ثيابك، فقال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا فاطمة، إنّ اللّه بعث أباك بأمر لم (7) يبق على ظهر الأرض بيت مدر و لا شعر إلاّ أدخله اللّه به عزّا أو ذلا حتى يبلغ حيث يبلغ الليل»[8105].

أنبأنا أبو علي الحداد و غيره، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنبأ سليمان بن أحمد، نا

ص: 230


1- ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل و بعده صح.
2- كذا بالأصل و م، و الصواب: ألفا.
3- كذا بالأصل و م، و الصواب: ألفا.
4- مكانها بياض بالأصل، و المثبت عن م، و «ح» حرف التحويل زيادة منا لتحويل السند.
5- في م: سنان.
6- كذا بالأصل و م، و تقدم أن الذي يروي عن عروة هو أبو فروة يزيد بن سنان الرهاوي.
7- الأصل و م:«لن».

عبيد بن غنّام (1)،ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، نا أبو أسامة، حدّثني أبو فروة، حدّثني عروة بن رويم اللّخمي، عن أبي ثعلبة، و لقيته فكلمته، فذكر حديثا.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار الموصلي (2)،قال: عروة بن رويم، لم يسمع من أبي (3) ثعلبة الخشني.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد - قراءة - عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم، عن أبي خازم (4) محمّد بن الحسين، أنا أبو العباس منير بن أحمد، أنا علي بن أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن مروان الرملي، نا الوليد بن طلحة، نا ضمرة بن ربيعة، عن الحكم بن سليمان بن أبي غيلان، عن عروة بن رويم قال:

كاد المقلّسون (5) يحولون بيننا و بين جنازة عبد الملك، قوم يقلّسون للوليد بن عبد الملك، و نحن نذهب بجنازة عبد الملك إلى المقابر، و بدمشق مات عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العزّ بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد ابن المبارك: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد، أنا عمر بن أحمد، نا خليفة قال (6):

في الطبقة الثالثة من أهل الشامات: عروة بن رويم اللّخمي، مات سنة اثنتين (7) و ثلاثين و مائة، دمشقي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو (8) بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا.

[ح] (9) و قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن

ص: 231


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 558/13 و إعجامها في الأصل و م ناقص.
2- بالأصل:«عمار المصلي قال عروة الموصلي» صوبنا الاسم عن م.
3- الأصل: ابن، و التصويب عن م.
4- الأصل: حازم، و التصويب عن م، تقدم التعريف به.
5- التقليس: الضرب بالدفّ ، و الغناء، و استقبال الولاة عند قدومهم بأصناف اللهو.(القاموس المحيط ).
6- طبقات خليفة بن خيّاط ص 571.
7- الأصل و م: اثنين.
8- الأصل: عمر، تصحيف، و المثبت عن م.
9- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و أضيف عن م.

حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم.

قالا: نا محمّد بن سعد قال (1):

في الطبقة الرابعة من تابعي أهل الشام: عروة بن رويم اللّخمي، مات سنة اثنتين (2)و ثلاثين و مائة - زاد ابن الفهم: كان كثير الحديث-.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي، قالوا: و أنا أبو أحمد - زاد أحمد:

و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان (3)،أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (4):

عروة بن رويم اللخمي، سمع أبا ثعلبة، قاله زكريا عن حمّاد بن أسامة، عن أبي فروة، عن عروة، و هو الشامي.

أنبأنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

[ح] (5) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي.

قالا: أنبأ ابن أبي حاتم قال (6):

عروة بن رويم اللّخمي، روى عن أبي ثعلبة الخشني، مرسل، روى عن أنس، و عبد اللّه بن الدّيلمي، روى عنه الأوزاعي، و يزيد بن سنان الرّهاوي، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني (7)،أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، قال: سمعت أبا زرعة يقول في تسمية الأصاغر من أصحاب واثلة (8) و غيره: عروة بن رويم اللّخمي.

ص: 232


1- طبقات ابن سعد 165/7.
2- الأصل و م: اثنين.
3- الأصل: عذار، تصحيف، و التصويب عن م، و السند معروف.
4- التاريخ الكبير للبخاري 33/7.
5- «ح» حرف تحويل سقط من الأصل و أضيف عن م.
6- الجرح و التعديل 396/6.
7- الأصل و م: الكناني، تصحيف، و هو عبد العزيز بن أحمد الكتاني الدمشقي، تقدم التعريف به.
8- الأصل و م: و ايلة، و الصواب: واثلة، و هو واثلة بن الأسقع بن كعب بن عامر بن ليث، أبو قرصافة، ترجمته في تهذيب الكمال 351/19.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه الحسن (1) بن أحمد بن أبي الحديد، أنبأ أبو الحسن (2) الربعي، أنبأ عبد الوهاب الكلابي، أنبأ أحمد بن عمير.

قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: عروة بن رويم اللّخمي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو القاسم عروة بن رويم.

قرأنا على أبي الفضل أيضا، عن محمّد بن أحمد بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال (3):أبو القاسم عروة بن رويم.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، ثنا أبو بكر الخطيب - لفظا - أنبأ أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي، قال:

سمعت أبا سعيد عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فعروة بن رويم ؟ قال:... (4).

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن أبي عبد اللّه، أنا حماد - إجازة-.

[ح] (5) قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):

سئل أبي [عن] (7) عروة بن رويم فقال: تابعي عامة حديثه مراسيل، لقي أنسا و أبا كبشة قال: و سمعت أبي يقول: سمعت إبراهيم بن موسى يقول: ليت شعري أن أعلم عروة بن رويم ممن سمع، فإن عامة حديثه مراسيل.

ص: 233


1- بالأصل: الحسين، و المثبت عن م.
2- بالأصل: الحسين، و المثبت عن م.
3- الكنى و الأسماء للدولابي 84/2.
4- تقرأ بالأصل:«تفقها» و هي غير مقروءة في م لسوء التصوير.
5- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و أضيف عن م.
6- الجرح و التعديل 396/6.
7- زيادة عن الجرح و التعديل.

ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن عروة بن رويم فقال: يكتب حديثه (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن عبد اللّه، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد، قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: عروة بن رويم شامي، لا بأس به (2).

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا أحمد الحافظ يقول و هو محمّد بن محمّد بن إسحاق: سمعت أحمد بن عمير الدمشقي (3) يقول: ذاكرت أبا إسحاق البرلّسي (4)،و كان من أوعية الحديث بحديث عروة بن رويم اللّخمي، فقال: هذا أول ما يجب على الشامي أن يجمعه و يحفظه.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و علي بن زيد، قالا: أنا نصر بن إبراهيم - زاد الفرضي:

و عبد اللّه بن عبد الرزاق - قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنبأ أبو علي بن منير، أنبأ أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا مدرك بن أبي سعد، نا عروة بن رويم اللّخمي قال:

ثلاثة (5) من جاء بإحداهن زوّجه اللّه من أيّ الحور العين شاء: من ولي طمعا فاتّقى اللّه فأدى الأمانة، و من ضرب بسيفه بين يدي كتيبة يريد ما عند اللّه، و من ردّ غيظه و هو قادر على أن يمضيه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني (6)،نا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (7)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن عروة بن رويم قال: تحدثوا عنهم السلف رضي اللّه عنهم.

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا الحسن (8) بن عبد الرّحمن بن الحسن الشافعي، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، نا محمّد بن إبراهيم بن محمّد

ص: 234


1- تهذيب الكمال 5/13.
2- تهذيب الكمال 5/13.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 6/13.
4- هو إبراهيم بن سليمان بن داود، ترجمته في سير أعلام النبلاء 612/12.
5- كذا بالأصل و م: ثلاثة، و هو جائز فيما لو كان المعدود متقدما على العدد ألو ملحوظا (عن حاشية المختصر 16/ 341).
6- الأصل و م: الكناني، تصحيف.
7- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 316/1.
8- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 384/18.

الدّيبلي (1)،نا البرلسي [إبراهيم] بن سليمان بن أبي الرئاب، نا مسكين بن ميمون المؤذن، نا عروة بن رويم قال:

يأتي على الناس زمان يسمّى فيه الأمر بالمعروف و مكلف.

كذا رواه لنا، و إنما سمعه ابن فراس من عباس بن محمّد بن قتيبة، عن البرلّسي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسين، أنا سهل بن بشر، أنبأ خليل بن هبة اللّه بن خليل، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أحمد بن الحسين بن طلاّب، نا العباس بن الوليد بن صبح، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز أن عروة بن رويم هلك بذي حشب (2)،فحمل إلى المدينة فدفن بها.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال: توفي عروة بن رويم بذي خشب فحمل فدفن بالمدينة.

أخبرنا أبو الغنائم - في كتابه - حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن، قالا (4):- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري، قال (5):قال الحسن بن واقع (6)،عن ضمرة: مات - يعني عروة - سنة خمس و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد، قالا: أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا الحسن بن محمّد بن الحسن، نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي، قال: مات عروة بن رويم اللّخمي الشامي سنة خمس و عشرين و مائة (7).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص

ص: 235


1- انظر عامود نسبه في ترجمته في سير أعلام النبلاء 10/15.
2- ذو خشب: واد قريب من المدينة (راجع معجم البلدان).
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 254/1.
4- الأصل: قال، و التصويب عن م، و السند معروف.
5- التاريخ الكبير للبخاري 33/7 و عنه المزي في تهذيب الكمال 6/13.
6- «بن واقع» ليس في التاريخ الكبير.
7- زيد بعدها في م: و هذان القولان وهم .

-إجازة - عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد [بن] (1) المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال:

سنة إحدى و ثلاثين و مائة فيها مات عروة بن رويم اللّخمي بالشام.

و قد أسلفت القول عن خليفة بن خياط ، و محمّد بن سعد أنه مات سنة اثنتين (2)و ثلاثين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن علي بن عبيد اللّه بن عمر، أنبأ أبو الفضل عبيد اللّه بن أحمد بن علي.

[ح] (3) و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن عبيد اللّه بن أحمد، أنبأ أحمد بن محمّد بن عمران، أنبأ ابن أبي داود، نا ابن مصفّى، نا ضمرة، عن ابن شوذب قال: هلك عطاء الخراساني و عروة بن رويم سنة خمس و ثلاثين - يعني و مائة (4)-.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح، أنبأ أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، قال: عروة بن رويم اللّخمي أخبرني عيسى بن سليمان، عن عروة، قال: مات سنة خمس و ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (5):

فأخبرني محمّد بن أبي أسامة، نا ضمرة قال: توفي عروة بن رويم، و عطاء الخراساني سنة خمس و ثلاثين [و مائة].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري (6) أبو الحسين بن (7)الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا حيوة بن شريح الحمصي، نا ضمرة قال:

مات عروة بن رويم سنة خمس و ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (8):

ص: 236


1- الزيادة عن م.
2- الأصل و م: اثنين.
3- «ح» حرف التحويل أضيف عن م.
4- انظر تهذيب الكمال 6/13.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 255/1 و الزيادة التالية عنه.
6- الأصل: الطبراني، تصحيف، و التصويب عن م، و السند معروف.
7- بالأصل:«أبو الحسين أبي الفضل» و في م:«أبو الحسن بن الفضل».
8- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 415.

و فيها - يعني سنة ست و ثلاثين - مات عروة بن رويم.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأ مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: أنا أبي، نا علي بن عثمان، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، قال: مات عروة بن رويم سنة أربعين و مائة، و حمل إلى المدينة فدفن بها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين [بن] (1)الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا العباس بن الوليد بن صبح، نا أبو مسهر، قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: مات عروة بن رويم سنة أربعين و مائة، و مات بذي حشب، و حمل إلى المدينة فدفن بها.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم، قال: مات عروة بن رويم سنة أربع و أربعين و مائة (3).

4687 - عروة بن الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد

4687 - عروة بن الزّبير بن العوّام بن خويلد (4) بن أسد

ابن عبد العزّى (5) بن قصيّ بن كلاب

أبو عبد اللّه الأسدي القرشي الفقيه المديني (6)

روى عن أبيه الزبير، و أخيه عبد اللّه، و أمّه أسماء بنت أبي بكر، و خالته عائشة، و ابن عمر، و ابن عباس، و أبي هريرة، و زيد بن ثابت، و المغيرة بن شعبة، و أسامة بن زيد، و أبي أيوب الأنصاري، و أبي (7) حميد الساعدي، و عبد اللّه بن الأرقم، و عمرو بن العاص، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و معاوية بن أبي سفيان، و المسور بن مخرمة، و عمر بن

ص: 237


1- الزيادة عن م، و فيها: أبو الحسن.
2- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 122/1.
3- تهذيب الكمال 6/13.
4- و بالأصل:«بلد» بدل: خويلد، و المثبت عن م.
5- الأصل: عبد العزيز، تصحيف، و المثبت عن م.
6- انظر أخباره في: نسب قريش ص 245، تهذيب الكمال 7/13، تهذيب التهذيب 117/4 الكامل في التاريخ (بتحقيقنا: الفهارس)، البداية و النهاية بتحقيقنا (الفهارس) طبقات ابن سعد 178/5 حلية الأولياء 176/2 التاريخ الكبير 7/ 31 تذكرة الحفاظ 58/1 العبر 110/1 شذرات الذهب 103/1 تاريخ الإسلام حوادث سنة 81-100 ص 424 و انظر بهامشه أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
7- الأصل:«ابن»، و التصويب عن م و تهذيب الكمال.

أبي سلمة، و عبد اللّه بن جعفر، و عبد اللّه بن زمعة، و حكيم بن حزام، و قيس بن سعد بن عبادة، و عثمان بن طلحة، و مروان بن الحكم، و الحسين بن علي، و بشير بن [أبي] (1)مسعود، و عبد الرّحمن بن عبد القارئ، و يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب، و زبيد [بن] الصّلت (2)،و أم هانئ بنت أبي طالب، و زينب بنت أبي سلمة.

روى عنه بنوه: يحيى، و عثمان، و هشام، و محمّد، و الزهري، و صفوان بن سليم، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و علي بن زيد بن جدعان، و سليمان بن يسار (3)،و يزيد بن خصيفة (4) و غيرهم.

و وفد على معاوية، و على عبد الملك بن مروان، و على الوليد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن غالب، نا يحيى بن هاشم، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يحبّ الحلواء و العسل[8106].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أنا محمّد بن هبة اللّه بن سهل بن عمر، و إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد، قالوا: أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر، أنا أبو عمرو إسماعيل بن محمّد بن أحمد قال: نا محمّد بن أيوب الرازي، أنا يحيى بن هاشم الغساني، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا حضر الطعام أو العشاء، و حضرت الصلاة فابدءوا بالطعام»[8107].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السّبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو بكر بن مالك، نا أبو مسلم إبراهيم (5) بن عبد اللّه بن مسلم الكشي (6)،نا مسلم بن إبراهيم، نا هشام، نا يحيى، عن أبي سلمة.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو يعلى

ص: 238


1- الزيادة عن م و تهذيب الكمال.
2- بالأصل:«و زيد الصلت» و في م: زيد بن الصالي و التصويب عن تهذيب الكمال.
3- الأصل و م: بشار، و التصويب عن تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.
4- في تهذيب الكمال: يزيد بن عبد اللّه بن خصيفة.
5- الأصل:«إبراهيم بن مسلم عبد اللّه بن الكشي» و التصويب عن م، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 423/13.
6- في سير أعلام النبلاء: الكجي.

إسحاق بن عبد الرّحمن الصابوني، أنا أبو سعيد عبد اللّه بن محمّد القرشي، أنبأ محمّد بن أيوب بن يحيى بن الضّريس الرازي، أنا مسلم - هو ابن إبراهيم - نا هشام، نا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - و في حديث الرّازي: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان يقبّل و هو صائم[8108].

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، و أبو الحسين بن الفراء (1)،أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال:

فولد الزبير بن العوّام: عبد اللّه، و به كان الزبير يكنى، و المنذر، و عروة، و عاصم، لا بقية له، و المهاجر لا بقية له، و خديجة الكبرى بنت الزبير، تزوجها عبد اللّه بن أبي ربيعة بن المغيرة، ثم خلف عليها جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، ثم خلف عليها السائب بن أبي خنيش بن المطلّب بن أسد، و أم حسن بنت الزبير، تزوجها عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة، فولدت له عبد اللّه، و أبا سلمة، و الحارث، و عباسا، و عائشة، و أم الزبير، و أم سعيد، و عائلة، و أم كلثوم، و أسماء بني عبد الرّحمن، و عائشة بنت الزبير تزوجها الوليد بن عثمان بن عفان، فولدت له عبد اللّه بن الوليد و أمّهم أسماء بنت أبي بكر الصّدّيق ذات النطاقين، و إنّما سميت ذات النطاقين أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لما تجهز مهاجرا و معه أبو بكر الصّدّيق لم يكن أشعر بهما سباق، فشقت لها أسماء نطاقها فشنقتها به، فقال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«قد بدّلك اللّه بنطاقك هذا نطاقين في الجنّة»، فقيل لها: ذات النطاقين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أحمد بن الحسن بن خيرون - قالا: أنا محمّد بن أحمد، أنا عمر بن أحمد، نا خليفة قال (2):

عروة بن الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى (3) بن قصي بن كلاب، أمه أسماء بنت أبي بكر الصدّيق، و يكنى أبا عبد اللّه، توفي سنة ثلاث و تسعين.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنبأ نعمة اللّه بن محمّد، أنبأ أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن (4) سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن (5) بن

ص: 239


1- الأصل: الفراوي، تصحيف و التصويب عن م، و السند معروف.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 420 رقم 2066.
3- الأصل «بن عبد العزى» مطموس بالأصل، و المثبت عن م و طبقات خليفة بن خيّاط .
4- في م: محمّد بن أحمد بن سليمان.
5- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م.

سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول:

عروة بن الزّبير أبو عبد اللّه توفي عروة سنة أربع و تسعين.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسن بن فهم، قال: و قرئ على أبي أيوب سليمان بن إسحاق بن الخليل، نا الحارث بن أبي أسامة، قالا: نا محمّد بن سعد (1)،قال:

في الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة: عروة بن الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب، و أمّه أسماء ابنة أبي بكر الصّدّيق.

قال محمّد بن عمر: قد روى عروة عن أبيه، و عن زيد بن ثابت، و أسامة بن زيد، و عبد اللّه بن الأرقم، و أبي أيوب، و النعمان بن بشير، و أبي هريرة، و معاوية، و عبد اللّه بن عمرو، و عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن عباس، و عبد اللّه بن الزبير، و المسور بن مخرمة، و عائشة، و مروان بن الحكم، و زينب بنت أبي سلمة، و عبد الرّحمن بن عبد القارئ، و بشير بن أبي مسعود الأنصاري، و زبيد بن الصّلت، و يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب، و جمهان مولى الأسلميين، و كان ثقة كثير الحديث (2)،فقيها عالما، مأمونا، ثبتا، و كان عروة يكنى أبا عبد اللّه، و له بالمدينة دار ربّة - زاد ابن فهم: و هي دار صفية بنت عبد المطلب - و له أيضا قطعة من دار الزبير بن العوّام.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا محمّد بن سعد (3)،قال:

عروة بن الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى، و يكنى أبا عبد اللّه، توفي بأمواله بناحية الفرع، و دفن هناك سنة أربع و تسعين، و له بالمدينة دار ربّة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد[-زاد أحمد:] (4) و أبو الحسين الأصبهاني، قالا: أنا أحمد بن عبدن (5)،أنا محمّد بن إسماعيل (6)، قال:

ص: 240


1- طبقات ابن سعد 178/5-179.
2- الأصل:«كبير الحفت» و التصويب عن م و طبقات ابن سعد.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد المطبوع.
4- الزيادة عن م، و السند معروف.
5- الأصل: مجيدان، و التصويب عن م، و السند معروف.
6- التاريخ الكبير للبخاري 31/7.

عروة بن الزّبير بن العوّام، أبو عبد اللّه القرشي الأسدي، سمع أباه، و عائشة، و عبد اللّه بن عمر، روى عنه الزهري، و ابنه هشام، و روى أبو سلمة بن عبد الرّحمن، عن عمر بن عبد العزيز، عن عروة، و قال محمّد بن مقاتل أنبأ يوسف بن الماجشون، عن ابن شهاب قال: كان إذا حدّثني عروة ثمّ حدثتني عمرة صدق عندي حديث عمرة حديث عروة، فلما استخبرتهما إذا عروة بحر لا ينزف.

و قال محمّد بن عبد اللّه (1)،نا ابن وهب، أخبرني يحيى بن أيوب، عن هشام بن عروة: أن عون بن عبد اللّه قال له: حدثني عن أبيك، فذهبت أحدّثه عن السنن فقال لا، غرائب أحاديثه.

و قال أبي تعلموا العلم تسودوا به قومكم، و يحتاجوا إليكم فو اللّه ما يسألني الناس حتى لقد نسيت، و كان يدعوني و عبد اللّه بن عروة، و عثمان، و إسماعيل إخوتي و آخر سماه، و هشاما (2) فيقول لا تغشوني مع الناس و لكن إذا خلوت فسلوني، فكان يحدّثنا بأحاديث (3) في الطلاق ثمّ الخلع، ثم الحج، ثم الهدي، ثم كذا، ثم كذا، ثم يقول كرروا (4) عليّ و كان يعجب من حفظي، قال هشام: و اللّه ما تعلمنا منه جزءا من ألفي جزء، من أحاديثه.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنبأ أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

[ح] (5) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (6):

عروة بن الزّبير بن العوّام، أبو عبد اللّه القرشي، رأى أباه و رأى حكيم بن حزام، و سمع من أبي حميد الساعدي، و ابن عباس، و أبي هريرة، و المغيرة بن شعبة، و عائشة، روى عنه الزهري، و يزيد بن رومان، و هشام، و عثمان، و يحيى، و محمّد، و عبد اللّه بنو عروة بن الزّبير، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 241


1- في التاريخ الكبير: عبيد اللّه.
2- كذا بالأصل و م، و في التاريخ الكبير و تهذيب الكمال 9/13: هشام.
3- بالأصل و م: يأخذ، و التصويب عن التاريخ الكبير و في تهذيب الكمال: يأخذ في.
4- الأصل و م: كروا، و المثبت عن التاريخ الكبير، و تهذيب الكمال.
5- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و استدرك عن م.
6- الجرح و التعديل 395/6.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأ عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه، قال: قال: أنا أبو سعيد بن يونس.

عروة بن الزّبير بن العوّام يكنى أبا عبد اللّه من أهل المدينة، قدم مصر و تزوّج بها امرأة من بني و علة الشيباني ابنة أسميفع بن وعلة، فأقام بمصر سبع سنين، و روى عنه من أهل مصر: بكر بن سوادة، و يزيد بن أبي يزيد، و كان فقيها فاضلا، توفي سنة ثلاث و تسعين (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا أبو سعيد السجزي، أنبأ أبو الحسين عبد الملك بن الحسين (2)،أنا أبو نصر أحمد بن محمّد، قال:

عروة بن الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى (3) أبو عبد اللّه القرشي الأسدي المدني، سمع أباه الزبير، و أخاه عبد اللّه بن الزبير، و أمه أسماء، و خالته عائشة بنتي أبي بكر الصّدّيق، و ابن عمر، و عبد اللّه بن عمرو، و عبد اللّه بن زمعة، و أبا حميد (4)،و أبا هريرة، و ابن عباس (5)،و أبا أيوب الأنصاري، و عمر بن أبي سلمة، و زينب بنت أبي سلمة، و أمها أم سلمة، روى عنه بنوه: هشام، عثمان، و يحيى، و عبد اللّه، و ابن ابنه عمر بن عبد اللّه بن عروة، و الزهري، و صالح بن كيسان، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و عطاء بن أبي رباح، و أبو الأسود محمّد، و عراك بن مالك و أبو بكر (6) بن حفص في بدو الوحي و غير موضع.

قال البخاري: قال الفروي: مات سنة سبع (7) و تسعين أو إحدى و مائة.

و قال محمّد بن سعد كاتب الواقدي: و عمرو بن علي: مات سنة أربع و تسعين.

و قال الذهلي: قال يحيى بن بكير: مات سنة أربع أو خمس و تسعين.

و قال ابن نمير: مات سنة أربع و تسعين، و قال الغلابي عن ابن معين: عروة استصغر يوم الجمل.

ص: 242


1- على هامش م: آخر السادس و ستين بعد الأربعمائة.
2- في م: الحسن.
3- الأصل: عبد العزيز، تصحيف، و التصويب عن م.
4- الأصل: حمد، و التصويب عن م، و تهذيب الكمال.
5- «و أبا هريرة و ابن عباس» مكرر بالأصل.
6- «و أبو بكر» مطموس بالأصل و المثبت عن م.
7- في م: تسع.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي (2)ح و أخبرنا أبو الحسين الفرّاء، أنا أبو يعلى.

قالا: أنا عبد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو، حدثكم الهيثم بن عدي، قال: قال ابن عياش: عروة بن الزّبير، يكنى أبا عبد اللّه.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا البنّا - قراءة - عن أبي الحسن (3) بن مخلد، أنبأ علي بن محمّد بن خزفة (4) البزار، نا محمّد بن الحسين الزعفراني، ثنا ابن أبي خيثمة، قال: سمعت أبي يقول: عروة بن الزّبير أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو عبد اللّه عروة بن الزّبير بن العوّام، سمع أباه، و أخاه، روى عنه ابنه، و الزهري.

قرأت على أبي الفضل [بن] (5) ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه عروة بن الزبير بن العوام.

قرأت على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي، قال (6):أبو عبد اللّه عروة بن الزّبير بن العوّام.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (7)،أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو عبد اللّه عروة بن الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى القرشي الأسدي و أمّه أسماء ابنة أبي بكر الصّدّيق، سمع أباه، و عائشة أم المؤمنين خالته، و أخاه أبا بكر عبد اللّه بن الزّبير الأسدي، و أمه أسماء بنت أبي بكر، و أبا محمّد عبد اللّه بن عمرو بن العاص السّهمي، روى أبو سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف، عن عمر بن عبد العزيز عنه،

ص: 243


1- الأصل و م: المحلى.
2- الأصل و م: الهندي، تصحيف، و فوقها في م ضبة، و السند معروف.
3- عن م و بالأصل: الحسين.
4- بدون إعجام بالأصل و م، تصحيف، و الصواب ما أثبت و ضبط ، مرّ التعريف به.
5- زيادة لازمة عن م للإيضاح.
6- الكنى و الأسماء للدولابي 58/2.
7- الأصل و م: الهمداني، بالدال المهملة.

ثم من بعده أبو بكر محمّد بن مسلم بن شهاب القرشي، و أبو إبراهيم سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف الزهري، و أبو المنذر هشام بن عروة بن الزّبير الأسدي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن سبيع بن المسلّم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف.

أخبرنا عبد الرّحمن بن محمّد، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا الحسن (1) بن رشيق، أنبأ أبو بشر الدولابي، حدّثني جعفر بن علي بن إبراهيم بن صالح بن علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب، نا أحمد بن محمّد بن أيوب المقرئ، قال: ولد عروة بن الزّبير سنة ثلاث و عشرين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو عبد الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (2):

و في آخر خلافة عمر يقال في سنة ثلاث و عشرين ولد عروة بن الزّبير.(3) أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أبو المجاهد عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب، قالا: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، قال: سمعت أبا عبد الرّحمن محمّد بن عبد اللّه بن عبد السلام مكحول البيروتي قال: سمعت عثمان بن خرّزاذ يقول: سمعت مصعب الزبيري يقول: ولد عروة سنة تسع و عشرين.

أخبرنا أبو الحسن (4) علي بن محمّد الخطيب، أنبأ أبو منصور محمّد بن الحسن، أنا أبو العباس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل قال: حدّثني ابن المنذر، حدّثني سعيد بن عمرو، حدّثني ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال:

أذكر أني كنت أتعلق بشعر كتفي أبي الزبير و هو يقول:

ص: 244


1- الأصل: الحسين، و المثبت عن م.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 156 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100 ص 425) نقلا عن خليفة. و تذكرة الحفاظ 63/1 و سير أعلام النبلاء 422/4.
3- قبله خبر سقط من الأصل، و هو موجود في م، نستدركه هنا و تمام روايته فيها: أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري عن الأحوص بن المفضل (في م: الفضل) نا أبي، قال: حدثني مصعب بن عبد اللّه قال: ولد عروة بن الزبير لست سنين خلت من (في م:؟؟؟ سب سس و مائة في) خلافة عثمان، و كان بينه و بين أخيه عبد اللّه بن الزبير عشرون سنة. و الخبر في تهذيب الكمال 14/13 و انظر تعقيب ابن حجر في تهذيب التهذيب على قول مصعب 119/4.
4- الأصل: الحسين، و المثبت عن م.

مبارك من ولد الصدّيق

أزهر من آل أبي عتيق

ألذّه كما ألذّ ريقي (1)

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال:

قال: و حدّثني سعيد بن عمرو بن عوف بن الزبير، حدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: كنت أتعلق بشعر في ظهر أبي الزبير.

و هو يرتجز و يقول:

أبيض من آل أبي عتيق

مبارك من ولد الصديق

ألذّه كما ألذ ريقي

أخبرنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسين (2) بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد [بن] (3) عبيد اللّه (4)-إجازة - ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو علي قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا حبيب بن الحسن، نا أحمد بن إسحاق بن بهلول، حدّثني أبي، نا مصعب بن عبد اللّه الزّبيري، عن أبيه عبد اللّه بن مصعب، عن هشام بن عروة (5)،عن أبيه قال: أذكر أن أبي الزبير بن العوّام ينقزني و يقول:

مبارك من ولد الصديق

أبيض من آل أبي عتيق

ألذه كما ألذ ريقي

عورض (6) به آخر السادس و الثلاثين بعد الثلاثمائة يتلوه (7):

أنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد.

بلغت سماعا على.... (8) الإمام العالم الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، فسمع

ص: 245


1- الرجز في سير أعلام النبلاء 422/4 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100 ص 425).
2- في م: الحسن.
3- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
4- الأصل: عبد اللّه، و التصويب عن م، قارن مع مشيخة ابن عساكر 160/ب.
5- الخبر و الرجز في سير أعلام النبلاء و تاريخ الإسلام، انظر ما مرّ قريبا.
6- ما بين الرقمين استدرك على هامش م.
7- ما بين الرقمين استدرك على هامش م.
8- كلمة غير واضحة بالأصل.

أبو محمّد و كتب... (1) على في ثامن عشر محرم سنة ثلاثين (2).

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال:

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد الألقابي، أنبأ أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون البجلي، ثنا أبو زرعة، أنبأ الوليد بن عتبة، نا الوليد بن مسلم، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزّبير قال: أدركت الناس على عهد عثمان.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا أبي علي قالوا: أنبأ أبو جعفر المعدّل، أنبأ أبو طاهر المخلّص، أنبأ أحمد بن سليمان، ثنا الزبير بن بكار، قال (3):و حدّثني محمّد بن الضحاك، قال: قال عروة بن الزّبير:

وقفت و أنا غلام انظر إلى الذين حصروا (4) عثمان بن عفّان و قد مشى أحدهم على الخشبتين اللتين غرزتا ليدخل منهما إلى عثمان، فلقيه عليهما أخي عبد اللّه بن الزبير، فضربه ابن الزبير ضربة طاح قتيلا على البلاط ، فقلت لصبيان معي: قتله أخي، فوثب عليّ الذين حصروا عثمان، فكشفوني فلم يجدوني أنبت (5)،فخلّوني، و قد روي أنه أدرك (6) عمر بن الخطّاب.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، و محمّد بن علي بن محمّد بن جعفر، قالا: أنا محمّد [بن] الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (7)،نا عيسى بن هلال السّليحي، نا أبو حيوة (8) شريح (9) بن يزيد، نا شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن عروة قال:

كنت غلاما لي ذؤابتان، قال: فقمت أركع ركعتين بعد العصر، قال: فبصر بي عمر بن

ص: 246


1- كلمة غير واضحة بالأصل.
2- من قوله: يتلوه إلى هنا ليس في م.
3- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 422/4-423.
4- في م: حضروا.
5- أنبت الغلام: إذا نبتت عانته.
6- كذا بالأصل و م، و في المختصر 6/17 «أذن له» بدل «أدرك».
7- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 364/1 و رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100 ص 425) و تهذيب الكمال 14/13 و عقب المزي بقوله: هكذا وقع في هذه الرواية، و هو وهم، و الأشبه أن يكون ذلك جرى لأخيه عبد اللّه بن الزبير فإنه كان غلاما في عهد عمر، و يكون اسمه قد سقط على بعض الرواة.
8- الأصل: حيوية، و المثبت عن م و المعرفة و التاريخ.
9- الأصل: شيخ، و التصويب عن م و المعرفة و التاريخ.

الخطاب و معه الدّرّة، فلما رأيته فررت منه، فأحضر (1) في طلبي حتى تعلّق بذؤابتي، قال:

فنهاني، فقلت: يا أمير المؤمنين لا أعود.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، أنبأ أبو بكر الخطيب، أنبأ أبو الحسن بن رزقويه، أنبأ أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا أبو أسامة ثنا.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، قال: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، ثنا يوسف بن محمّد الصفار، نا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه قال: رددنا أنا و أبو بكر بن عبد الرحمن أيام - و قال ابن المزرفي (2):زمن - الجمل، استصغرنا.

أخبرنا أبو الحسن (3) علي بن محمّد، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العباس النّهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل البخاري (4)،حدّثني أحمد بن سليمان، نا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه قال: رددت أنا و أبو بكر بن عبد الرّحمن من الطريق يوم الجمل، و استصغرنا.

قال البخاري: و كنية عروة أبو عبد اللّه بن الزّبير بن العوّام الأسدي القرشي المديني، سمع أباه و أخاه عبد اللّه، و خالته عائشة، و أمه أسماء.

قرأت على أبي غالب و أبي عبد اللّه ابني البنا، عن أبي الحسن بن مخلد، أنبأ أبو الحسن بن خزفة (5)،ثنا محمّد بن الحسين الزّعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا يحيى بن معين، نا هشام (6) بن يوسف، عن عبد اللّه بن مصعب، نا موسى بن عقبة، قال: سمعت علقمة بن وقاص الليثي (7) قال:

لما خرج طلحة و الزبير، و عائشة لطلب دم عثمان، عرضوا من معهم بذات عرق (8)، فاستصغر عروة بن الزّبير فردوه.

ص: 247


1- أي أسرع يريد أن يمسك بي.
2- في م: المرزقي.
3- الأصل: الحسين، و المثبت عن م.
4- الأصل: نا محمّد بن علي بن محمّد بن إسماعيل البخاري.
5- إعجامها ناقص في الأصل، و بدون إعجام في م، و الصواب ما أثبت و ضبط ، مرّ التعريف به.
6- الأصل: هشم، و المثبت عن م.
7- رسمها مضطرب بالأصل، و المثبت عن م.
8- ذات عرق: مهل أهل العراق، و هو الحد بين نجد و تهامة (راجع معجم البلدان).

أخبرنا [أبو الحسين بن الفراء و] (1) أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا (2):أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر، أنا أحمد، نا الزبير قال: و حدّثني إبراهيم بن المنذر، عن عبد اللّه بن محمّد بن يحيى بن عروة بن الزّبير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال:

عرض (3) الزبير، و طلحة الجيش بذات عرق، فقال الزبير لخالد و عمرو، ابني الزبير، ارجعا إلى أمكما، قال: فقال عبد اللّه بن الزبير ترد ابني بنت خالد و تخرج بنا ابني بنت أبي بكر ثلاثة، فقال: و أنتما فارجعا إلى أمكما، قال: فرجعنا أربعة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن (4) بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: قيل ليحيى بن معين: سمع عروة بن الزّبير من أبيه شيئا؟ فقال: قال عروة:

كنت صغيرا فربما استمسكت بالشيء من شعر أبي.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (5)،أنا أبو الحسن (6) علي بن الحسن، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش قال: عروة بن الزّبير لم يسمع من الزبير شيئا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن (7) بن محمّد بن أحمد [إملاء] أنا أحمد بن محمّد بن عمر، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (8)، أنا محمّد بن عمر، حدّثني محمّد بن مسلم بن حمّاد، عن عثمان بن حفص بن عمر بن خليدة، عن الزهري، عن قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة، قال (9):

كنا في خلافة معاوية في آخرها نجتمع في حلقة في المسجد بالليل، أنا، و مصعب، و عروة ابنا الزبير، و أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث ابن هشام، و عبد الملك بن مروان، و عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة، و إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف، و عبيد اللّه بن

ص: 248


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن م.
2- الأصل: قال. و في م: قالا، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
3- الأصل: عرضت، و المثبت عن م.
4- الأصل: الحسين، و المثبت عن م.
5- الأصل و م: الكناني، تصحيف.
6- الأصل: الحسين، و المثبت عن م.
7- الأصل: الحسين، و المثبت عن م.
8- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
9- الخبر مختصرا في سير أعلام النبلاء 424/4.

عبد اللّه بن عتبة، و كنا نتفرق بالنهار، فكنت أنا أجالس زيد بن ثابت، و زيد مترئس بالمدينة في القضاء و الفتوى و القراءة و الفرائض في عهد عمر و عثمان و علي في مقامه بالمدينة، و في الفقه خمس سنين، حتى ولي معاوية سنة أربعين، و كان كذلك حتى توفي زيد سنة خمس و أربعين، فكنت أنا و أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام نجالس أبا هريرة، و كان عروة بن الزّبير يغلبنا بدخوله على عائشة، و كانت عائشة أعلم الناس، فيسألها الأكابر من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الفضل البقّال، أنبأ أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا الحميدي، نا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: ما ماتت عائشة حتى تركتها قبل ذلك بثلاث سنين (1).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين (2) بن الآبنوسي، أنبأ أحمد بن عبيد - إجازة - و عن محمّد بن محمّد بن [مخلد، أنبأنا علي بن محمّد بن] (3)خزفة (4).

قالا: أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، ثنا المثنّى بن معاذ، نا عثمان بن عبد الحميد بن لا حق (5) ابن عم بشر بن المفضّل، نا أبي، قال: قال عمر بن عبد العزيز:

ما أحد أعلم من عروة بن الزّبير، و ما أعلمه يعلم شيئا أجهله.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الصوفي، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ أبو الميمون، نا أبو زرعة (6)،نا يحيى بن معين، نا حفص، و أبو معاوية، عن الأعمش، عن ابن ذكوان يعني أبا الزناد - قال: كان فقهاء المدينة أربعة: سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزّبير، و قبيصة بن ذؤيب، و عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو سعد محمّد بن محمّد بن محمّد (7)،و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو

ص: 249


1- سير أعلام النبلاء 424/4 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100 ص 425).
2- في م: الحسن.
3- الزيادة بين معكوفتين لتقويم السند عن م.
4- الأصل و م: حرفه، تصحيف.
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 10/13 و سير أعلام النبلاء 425/4 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81 - 100 ص 426).
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 404/1-405 و المصادر السابقة الثلاثة.
7- «بن محمّد» الأخيرة ليست في م.

القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه (1) في كتبهم.

ثم أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنبأ أبو علي.

قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو بكر بن خلاّد، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن أبيه أبي الزناد قال (2):

كان من أدركت من فقهائنا بالمدينة ممن ينتهي إلى قولهم منهم: سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزّبير، و القاسم بن محمّد بن أبي بكر، و أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، و خارجة بن زيد بن ثابت، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و سليمان بن يسار في مشيخة سواهم [من] (3) نظرائهم أهل فقه و فضل.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء (4)،و أبو غالب و أبو عبد اللّه [ابنا] (5) البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال:

و أما عروة بن الزّبير فهو أحد فقهاء أهل المدينة السبعة الذين أخذ عنهم الرأي.

قال: و حدّثني عبد اللّه بن نافع الصائغ، و إسماعيل بن أبي أويس، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه أن فقهاء أهل المدينة الذين أخذ عنهم الرأي سبعة:

عروة بن الزّبير أحدهم (6).

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، ثنا أبو محمّد الصوفي، أنبأ عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (7)،نا أحمد بن صالح، نا ابن وهب، عن يونس بن يزيد (8)، عن ابن شهاب، قال:

جالست سعيد بن المسيّب و كان يعيد على الرجيع من حديثه، و كان عروة بحرا ما تكدّره (9) الدلاء، و ما رأيت أغزر (10) حديثا من عبيد اللّه بن عبد اللّه.

ص: 250


1- عن م و بالأصل: عبد اللّه. مرّ التعريف به قريبا.
2- الخبر في تهذيب الكمال 10/13.
3- الزيادة عن تهذيب الكمال و م.
4- الأصل: أبو الحسين الفراء، و في م: أبو الحسن بن الفراء.
5- سقطت من الأصل و أضيفت للإيضاح، و في م: أنبأنا.
6- تهذيب الكمال 10/13.
7- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 418/1 و بعضه في تهذيب الكمال 11/13.
8- «بن يزيد» ليس في تاريخ أبي زرعة.
9- الأصل: تقدره، و التصويب عن م و المصدرين.
10- في تاريخ أبي زرعة: أغرب.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا إسماعيل - يعني ابن إسحاق - نا علي بن عبد اللّه، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، قال: رأيت عروة بن الزّبير فرأيته بحرا لا تكدره الدّلاء (1).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأ أبو الحسن (2) بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا محمّد بن يونس، نا عبد الملك بن قريب الأصمعي، نا مالك بن أنس [عن] ابن شهاب قال:

كنت أجالس ثعلبة بن عبد اللّه بن أبي صعير - و قال مرة أخرى: عبد اللّه بن ثعلبة (3)-فقال لي يوما: أحسبك تحب العلم، فعليك بذاك الشيخ و أومأ إلى سعيد بن المسيّب، فجلست إليه (4) سبع سنين، ثم تحوّلت من عنده إلى عروة بن الزبير، ففجّرت به ثبج بحر (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد بن النّضر الديباجي، ثنا علي بن عبد اللّه بن مبشر، نا الرّمادي، نا ابن عفير، نا يعقوب.

ح و أخبرنا القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، قال: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (6)،نا سعيد بن عفير، حدّثني يعقوب بن عبد الرّحمن.

عن أبيه، عن ابن (7) شهاب، قال: كنت أطلب العلم من ثلاثة: سعيد بن المسيّب، و كان أفقه الناس، و عروة بن الزّبير، و كان بحرا لا تكدّره الدّلاء، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و كنت (8) لا أشأ أن أقع منه على علم ما لا أجده عند غيره إلاّ وقعت (9).

ص: 251


1- تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100 ص 426) و سير أعلام النبلاء 425/4.
2- عن م و بالأصل: الحسين.
3- انظر مشتبه النسبة 411.
4- في سير أعلام النبلاء: فجالسته سبع سنين.
5- الخبر رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 425/4 باختلاف.
6- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 552/1.
7- الأصل: أبي، تصحيف، و التصويب عن م و المعرفة و التاريخ.
8- بالأصل: و كان، و في م: فكان، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
9- الذي في م: فكان لا أشأ أن أقع منه من العلم على ما لا أجده إلاّ عنده و..... و في رواية ابن سفيان: و كنت لا أشأ أن أقع منه على علم ما لا أجده عند غيره إلاّ وقعت.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأ أبو الحسن (1)[بن السّقا، ثنا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: نا يحيى، نا الأصمعي إملاء - نا مالك، عن الزهري قال: سألت ابن صعير عن شيء من الفقه ؟ فقال:

أ لك بذا حاجة ؟ عليك بهذا، و أشار إلى سعيد بن المسيب، فجالسته سبع سنين لا أرى أن عالما غيره، قال ثمّ تحولت إلى عروة، ففجرت به ثبج بحر.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن] (2) أنبأ أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو حامد بن الشّرقي، نا محمّد بن يحيى، نا مسلم بن إبراهيم، نا يوسف - و هو ابن الماجشون - قال: قال لي ابن شهاب: كنت إذا حدّثني عروة، و حدّثتني عمرة، صدق عندي حديث عمرة حديث عروة فلما أن تبحّرتهما إذا عروة بحر لا ينزف (3).

قال: نا محمّد بن يحيى، نا عبد الرزاق، أنا معمر، قال: سمعت الزهري يقول: أربعة من قريش وجدتهم بحورا: سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزّبير، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و عبيد اللّه بن عبد اللّه، و كان أبو سلمة كثيرا مما يماري ابن عباس، فحرم لذلك من ابن عباس علما كثيرا.

كذا قال (4).

و نا محمّد بن يحيى، نا أبو صالح كاتب الليث عن ابن لهيعة، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: لزمت ابن المسيّب ثمان سنين حتى توفي رحمه اللّه، و كان عالم الناس، ثم بعثني عبد الملك بن مروان إلى عبد العزيز، فإذا عنده إبراهيم بن قارظ الزهري، فسمعني أحدث عن ابن المسيّب فقال: ما لي لا أراك تحدث عن عروة شيئا؟ قال: فقلت: أو صاحب ذلك هو؟ فقال لي: نعم.

قال ابن شهاب: فلما قدمت المدينة لزمت عروة بعد ابن المسيّب، فإذا هو بحر لا تكدّره الدلاء.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين [بن] (5)

ص: 252


1- الأصل: أبو الحسين، و المثبت عن م.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
3- الخبر في تهذيب الكمال 9/13 و كان متنه مضطربا بالأصل و م فقومنا المعنى بما وافق العبارة في تهذيب الكمال.
4- «كذا قال» ليس في م.
5- بالأصل: و الفضل. تصحيف، و الزيادة عن م.

الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (1)،حدّثني حرملة، أنا ابن وهب، حدّثني ابن لهيعة، عن عقيل بن خالد قال: سمعت ابن شهاب يقول:

قدمت مصر على عبد العزيز بن مروان و أنا أحدث عن سعيد بن المسيّب قال: فقال لي إبراهيم بن عبد اللّه بن قارظ : ما أسمعك تحدث إلاّ عن ابن المسيّب، فقلت: أجل، فقال: لقد تركت رجلين من قومك لا أعلم [أحدا] (2) أكثر حديثا منهما: عروة بن الزّبير، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن،[قال:] (3) فلما رجعت إلى المدينة وجدت عروة بحرا (4) لا تكدّره الدّلاء.

قال: و نا يعقوب (5)،نا أبو صالح عبد اللّه بن صالح، حدّثني الليث بن سعد، قال:

قلت ليحيى بن سعيد: إن ابن شهاب قال: وجدت عروة بن الزّبير بحرا لا تكدّره الدّلاء، و أما سعيد بن المسيّب فكان ينصب نفسه للناس، فقال يحيى أما أحلمهم بالسنن و الأقضية عمر، فابن المسيّب، و أما أكثرهم حديثا فعروة بن الزّبير.

قال: و نا يعقوب (6)،حدثني أبو بكر بن عبد الملك، نا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري قال: لقيت من قريش أربعة بحور: سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزّبير، و أبا سلمة، و عبيد اللّه بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أحمد (7)-إجازة-.

ح (8) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (9):

نا أبي، نا هارون بن سعيد الأيلي، أخبرني خالد - يعني ابن نزار - عن سفيان يعني ابن عيينة قال: كان أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة: القاسم بن محمّد، و عروة بن الزّبير، و عمرة بنت عبد الرّحمن.

ص: 253


1- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 551/1.
2- الزيادة عن المعرفة و التاريخ.
3- زيادة لازمة للإيضاح عن المعرفة و التاريخ.
4- في م:«بحر» و في المعرفة و التاريخ: بئرا.
5- الخبر في المعرفة و التاريخ 475/1.
6- الخبر في المعرفة و التاريخ 479/1.
7- في الأصل: حمدان، و المثبت عن م.
8- «ح» أضيف عن م.
9- الجرح و التعديل 396/6.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (1)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدثني محمود بن خالد، نا مروان بن محمّد، نا ابن أبي الزّناد، حدثني عبد الرّحمن بن حميد بن عبد الرّحمن بن عوف، قال: دخلت مع أبي المسجد، فرأيت الناس قد اجتمعوا على رجل قال: فقال أبي: يا بني انظر من هذا؟ فنظرت فإذا هو عروة بن الزّبير، قال: قلت له: يا أبة هذا عروة، و تعجبت من ذلك، فقال: يا بني لا تعجب فو اللّه لقد رأيت أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و إنّهم ليسألونه.(3) أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين [إملاء] (4)،أنا عبد اللّه [إملاء] (5)،نا يعقوب (6)،حدثني زيد بن بشر، و عبد العزيز يعني ابن عمران و يونس قالوا: أنا ابن وهب، أخبرني يحيى بن أيوب، عن هشام بن عروة.

أن عون بن عبد اللّه قال: حدثني عن أبيك، قال: فذهبت أحدثه عن السنن و قال: لا غرائب أحاديثه، فإن عبد اللّه بن عروة حدثني عن عروة عن عائشة: أنها كتبت إلى معاوية بن أبي سفيان أنّك إن اتّقيت اللّه كفاك (7) الناس، و إن اتّقيت الناس لم يغنوا عنك من اللّه شيئا فاتّق اللّه.

قال هشام: حدثني عتبة بن عبد اللّه، قال: جلست (8) مع أبيك فضحكت، فقال: ما يضحكك، فقلت: إنك تحيلنا على الأملياء، قال هشام: فلما كان يحدث عن عائشة، فقال هشام: و كان أبي يقول: إنّا كنا أصاغر قوم ثمّ نحن اليوم كبار، و إنكم اليوم أصاغر و ستكونون كبارا، فتعلّموا العلم تسودوا به قومكم و يحتاجوا إليكم، فو اللّه ما سألني الناس حتى لقد نسيت.

ص: 254


1- الأصل و م: الكناني، تصحيف.
2- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 520/1-521 و مختصرا في تهذيب الكمال 11/13.
3- قبله خبر سقط من الأصل و هو في م، نستدركه هنا، و روايته: أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان، أنا أبي، أنا أبي، عن حاتم بن - أن أبيه حدثه عن رجل قال: جاء معي بعض الخلف إلى المدينة، قال: فقلت: هذا تجتمع فيه فرس و لا...... و لأسمعن كلامهم، قال:... و جلست عندهم، فرأيت شيخا... عليهم على المجلس و الحديث فسألت عنه فقيل هذا عروة.....
4- الزيادة عن م.
5- الزيادة عن م.
6- الخبر في المعرفة و التاريخ 550/1.
7- الأصل: كفاني، و المثبت عن م و المعرفة و التاريخ.
8- المعرفة و التاريخ: حبست مع أبيك فضحك.

قال هشام: و كان أبي يدعوني و عبد اللّه بن عروة، و عثمان، و إسماعيل إخوتي - و آخر قد سمّاه هشام - فيقول: لا تغشوني (1) مع الناس إذا خلوت فسلوني، فكان يحدثنا: يأخذ في الطلاق ثمّ الخلع، ثم الحج، ثم الهدي، ثم كذا، ثم يقول كروا عليه (2) فكان يعجب من حفظي.

قال هشام: فو اللّه ما تعلّمنا جزءا من ألف جزء من أحاديثه.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال:

و حدثني يحيى بن عبد الملك الهديري، عن المغيرة (3) بن عبد الرّحمن بن الحارث بن عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة، عن أبيه، عن أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام قال:

العلم لواحد من ثلاثة: لذي حسب يزينه به، أو ذي دين يسوس به دينه، أو مختبط سلطانا يتحفه بعلمه، و لا أعلم أحدا أشرط لهذه الخلال من عروة بن الزّبير، و عمر بن عبد العزيز (4) كلاهما حسيب ديّن من السلطان بارّا (5).

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين (6) بن المهتدي، أنبأ أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد بن النّضر الدّيباجي، نا أبو الحسين علي بن عبد اللّه بن مبشّر الواسطي، نا محمّد بن حرب النّشائي، نا أبو مروان يحيى بن أبي زكريا الغساني، عن هشام، عن عروة أنه كان يقول لبنيه: عليكم بالسنن فإنا كنا غلمان قوم و نحن كبارهم و أنتم اليوم غلمان قوم و سوف تكونون كبارهم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن [أبي] نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (7)،نا علي بن محمّد (8) النسائي، و محمّد بن أبي عمر، قالا: نا

ص: 255


1- المعرفة و التاريخ: تعنتوني.
2- المعرفة و التاريخ: عليّ .
3- ترجمته في تهذيب الكمال 311/18 و سير أعلام النبلاء 166/8.
4- إلى هنا ينتهي الخبر في سير أعلام النبلاء 426/4.
5- كذا بالأصل و م، و في المختصر 9/17 أثبت محققه:«تأرّى».
6- في م: الحسن، تصحيف، و السند معروف.
7- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 521/1.
8- كذا بالأصل و م، و في تاريخ أبي زرعة: علي ابن الحسن النسائي.

سفيان قال: قال عمرو: قال عروة: ائتوني فتلقوا مني، قال سفيان: قال عمرو بن دينار:

و نزعها من كتاب اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه بن البنّا، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد المقرئ، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو خيثمة، نا سفيان، عن الزهري، قال: كان عروة يتآلف الناس على حديثه (1).

قال: و نا أبو خيثمة، نا سفيان، قال: قال عمر: و لما قدم مكة - يعني عروة - قال:

ائتوني فتلقوا مني.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، ثنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2) قال:

قال محمّد بن أبي عمر و غيره: قال سفيان: قال: قال الزهري: و كان عروة يتآلف الناس على علمه.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد [بن] الحسن، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن فراس، نا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه الدّيبلي، نا سعيد بن عبد الرّحمن، نا سفيان، عن الزهري، عن عروة أنه كان يتآلف الناس على حديثه.(3) أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (4)،نا أبو النعمان، نا حمّاد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال:

ص: 256


1- سير أعلام النبلاء 425/4 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100 ص 426).
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 521/1.
3- قبله خبر سقط من الأصل، و هو موجود في م، نثبته هنا، و تمام نصه فيها: و أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء أخبرنا أبو بكر، أخبرنا الأحوص بن المفضل، نا أبي، نا أحمد بن حنبل، نا سفيان، عن الزهري، قال: كان عروة. و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة (في م: وبره) أنا أبو بكر الخطيب. و أخبرنا أبو القاسم بن... أنا أبو الفضل بن... أخبرنا أبو الحسين بن بشران، قالا: أنا أحمد نا حنبل بن إسحاق حدّثني أبو عبد اللّه قال: جاءه ابن أيضا (كذا) ثم إسماعيل بن علي الخطبي و أبو علي بن الصواف و أحمد بن جعفر بن حمد و أبو عبد اللّه بن أحمد بن حنبل.
4- المعرفة و التاريخ 552/1 و انظر طبقات ابن سعد 133/5.

يا بني سلوني، و لقد تركت حتى كدت أن أنسى، و إنّي لأسأل عن الحديث فيفتح (1) لي حديث يومي.

[أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي و أبو عبد اللّه يحيى بن البنّا قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم نا أبو القاسم البغوي - و هو عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز - نا زهير بن حرب، أبو خيثمة، نا عبد اللّه بن نمير، عن هشام بن عروة عن أبيه قال: كان يقال أزهد الناس في عالم أهله.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري و أبو القاسم الشحامي قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرحمن، نا أبو سعيد محمّد بن بشر، أنا عمر بن إدريس الشامي، نا سويد بن عبد العزيز، نا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه قال: أزهد الناس في العالم أهله.

و أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا أبو عروبة الحراني، نا مخلد بن...... نا إسماعيل بن.... بن عمارة بن... عن عثمان بن عروة قال:

كان عروة يقول: يا بني هلموا فتعلموا، فإن أزهد الناس في عالم أهله، و ما أشده على أمير بأن يسأل عن شيء من أمر دينه فيجهله] (2).

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن (3) بن مخلد، أنبأ أبو الحسن بن خزقة (4)،أنبأ محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا مصعب بن عبد اللّه، حدّثني عبد اللّه بن معاوية، عن هشام بن عروة، قال:

ما رأيت عروة يسأل عن شيء قط فقال فيه برأيه، إن كان عنده فيه علم قال بعلمه، و إن لم يكن عنده فيه علم قال: هذا من خالص السلطان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5)،نا زيد بن بشر الحضرمي، و عبد العزيز بن عمران الخزاعي، قالا: أنا ابن وهب، أخبرني ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، قال:

ما سمعت أبي يقول في شيء قط برأيه، قال: و قال أبي: ما حدّثت - و قال زيد: ما

ص: 257


1- في المعرفة و التاريخ: فيقيم.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
3- عن م و بالأصل: الحسين.
4- بدون إعجام بالأصل و م.
5- المعرفة و التاريخ 550/1.

أخبرت - أحدا بشيء من العلم قط إلاّ كان ذلك ضلالة عليه.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسين، نا عبد اللّه، نا يعقوب (1)،نا حرملة، أنا ابن وهب، عن ابن (2) لهيعة.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا علي بن الحسين (3) بن علي، نا محمّد بن عمر بن محمّد، نا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد قال: قرأت على محمّد بن أحمد بن هارون قلت له: أخبرك إبراهيم بن الجنيد الختّلي، نا حرملة بن يحيى، ثنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن أبي الأسود قال:

أتى عبيد اللّه بن عبد اللّه ذات ليلة إلى عروة بن الزّبير، فجعل عروة يحدثه، و جعل عبيد اللّه يضحك، فظنّ عروة إنّما ذلك من عبيد اللّه استهزاء، فقال: ما يضحكك ؟ فقال:

إنّك تحدثني عن عائشة و تحيلني (4) على الملاء، و إن غيرك يحيلنا على المغالس (5).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن (6) بن السقاء، قال (7):و محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد، نا يحيى بن معين، حدّثنا عبد الرّزّاق، عن معمر، عن هشام بن عروة.

أن أباه أحرق كتبا له فيها فقه، ثم قال: لوددت أني كنت فديتها بأهلي و مالي.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، أنا أبو نعيم الحافظ (8)،نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا محمّد بن عمرو الباهلي، نا الأصمعي، عن ابن أبي الزناد قال: قال عروة بن الزّبير:

كنا نقول لا يتخذ كتابا مع كتاب اللّه فمحوت [كتبي،] (9) فو اللّه لوددت أن كتبي عندي إن كتاب اللّه قد استمرت مريرته.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو

ص: 258


1- المعرفة و التاريخ 551/1.
2- بالأصل و م: أبي، تصحيف، و التصويب عن المعرفة و التاريخ.
3- في م: الحسن.
4- المعرفة و التاريخ: و تحملني.
5- في المعرفة و التاريخ: المغاليس، و في المختصر: المفاليس.
6- عن م و بالأصل: الحسين.
7- كذا بالأصل، و قال: مقحمة، و السند معروف، و في م: نا أبو محمّد.
8- الخبر في حلية الأولياء 176/2.
9- بياض بالأصل، و الزيادة عن م و الحلية.

جعفر بن المسلمة، أنبأ أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني عبد الرّحمن بن المغيرة الحزامي، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه أنه قال:

ما رأيت أحدا أروى للشعر من عروة، فقيل له: ما أرواك يا أبا عبد اللّه، فقال: و ما روايتي من رواية عائشة، ما كان ينزل بها شيء إلاّ أنشدت فيه شعرا (1).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن ابن شوذب قال:

كان عروة بن الزّبير إذا كان أيام الرطب ثلم حائط فيدخل الناس فيأكلون (3) و يحملون و كان إذا دخله ردد هذه الآية فيه حتى يخرج منه وَ لَوْ لاٰ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مٰا شٰاءَ اللّٰهُ لاٰ قُوَّةَ إِلاّٰ بِاللّٰهِ (4)-زاد ابن الطبري: حتى يخرج، و قالا:- و كان عروة يقرأ ربع القرآن كل يوم نظرا في المصحف، و يقوم به الليل، فما تركه إلاّ ليلة قطعت رجله ثم عاوده من الليلة المقبلة.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا هارون، نا ضمرة، عن ابن شوذب، قال (5):

كان عروة بن الزّبير يقرأ ربع القرآن في كل يوم في المصحف نظرا (6)،و يقوم به الليل، فما تركه إلاّ ليلة قطعت رجله، قال: ثم عاود جزءه من الليلة المقبلة.

قال: و كان وقع في رجله الأكلة (7)،قال: فنشرها.

ص: 259


1- الخبر في سير أعلام النبلاء 426/4 و بعض الخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100 ص 426) و تهذيب الكمال 11/13.
2- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 552/1.
3- الأصل: فيدخلون، و التصويب عن م و المعرفة و التاريخ.
4- سورة الكهف، الآية:39.
5- سير أعلام النبلاء 426/4 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100 ص 427) و تهذيب الكمال 12/13 و حلية الأولياء 178/2.
6- الأصل:«نظر» و التصويب عن م و المصادر.
7- الأكلة كفرحة: داء في العضو يأتكل منه (القاموس المحيط ).

قال: و عروة بن الزّبير إذا كان أيام الرطب ثلم حائطه ثم يأذن للناس فيه فيدخلون فيأكلون و يحملون.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عثمان بن عمرو بن المنتاب، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسين المروزي، نا مؤمّل هو ابن إسماعيل، نا سفيان الثوري، عن سعد بن إبراهيم أن عروة بن الزّبير قطعت رجله من الأكلة.

أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخليل الفقيه.

أنبأنا خالي أبو الفضل محمّد بن أحمد بن أبي الحسين، أنبأ أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل، نا محمّد بن عبد اللّه الأصفهاني، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، نا عبد الرّحمن بن بشر بن الحكم، نا عبد الرزاق، نا معمر (1)،عن الزهري.

أن عروة بن الزّبير لما وقعت الأكلة في رجله بعث إليه الوليد بن عبد الملك الأطباء، فقالوا: تقطع رجله، فقطعت، فما تضوّر (2) وجهه يومئذ.

أخبرنا بها عالية أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنبأ أبو حامد بن الشّرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن الزهري قال:

وقعت في رجل عروة بن الزّبير الأكلة، فصعدت في ساقه، فبعث إليه الوليد، فحمل إليه، ثم دعا الأطباء، فقالوا: ليس له دواء إلاّ أن تقطع رجله، قال: فقطعت، فما تضوّر (3)وجهه.

أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد الفقيه، أنبأ خالي محمّد بن أحمد.

ح و أخبرنا (4) أبو القاسم إسماعيل بن محمّد [بن] (5) الفضل، أنبأ إسماعيل بن عثمان.

قالا: أنا أبو سعيد الصّيرفي، نا محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني

ص: 260


1- سير أعلام النبلاء 430/4 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100 ص 426) و حلية الأولياء 179/2.
2- أي تلوّى.
3- رسمها بالأصل:«؟؟؟» و في م:«تضرر» و المثبت قياسا إلى الرواية السابقة، و المصادر السابقة.
4- الأصل: أخبرنا، و المثبت عن م.
5- الزيادة عن م.

أبو العز (1)،حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق الضبي، نا عمرو بن عبد الغفار، و نا هشام بن عروة، عن أبيه قال:

وقعت الأكلة في رجله فقيل له: أ لا ندعو لك طبيبا، قال: إن شئتم، فجاء الطبيب، فقال: أسقيك شرابا يزول فيه عقلك فقال: امض لشأنك ما ظننت، أن خلقا يشرب شرابا يزول فيه عقله حتى لا يعرف ربه.

قال: فوضع المنشار على ركبته اليسرى و نحن حوله فما سمعنا له حسّا، فلما قطعها جعل يقول: لئن أخذت لقد أبقيت و لئن ابتليت لقد عافيت، قال: و ما ترك جزءه بالقرآن تلك الليلة (2).

أخبرنا أبو سعد الفقيه، أنبأ خالي أبو سعيد الصيرفي، أنا محمّد بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو إسحاق، حدّثني عمرو بن خالد، نا ابن لهيعة، عن أبي الأسود قال:

كان برجل عروة الأكلة، فبعث إليه الوليد بطبيب فقال: ما أرى إلاّ أن تقطعها، و إلاّ رقيت إلى جسدك، فقال عروة: انظر، فقال: ما أرى إلاّ قطعها، فقال عروة: دونك، فجاء بثلاث مناشير صغار، فنشر العظم بالأول ثم بالثاني ثم نشر بالثالث فقطعها و عاش بعد ذلك سنين، و كان من أصبر الناس.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو سعد الفقيه، أنبأ خالي.

قالا: أنا أبو سعيد بن أبي عمرو، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصفار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم العبدي (3)،نا عامر بن صالح، عن هشام بن عروة، عن أبيه.

أنه خرج إلى الوليد بن عبد الملك حتى إذا كان بوادي القرى وجد في رجله شيئا، فظهرت به قرحة، و كانوا على رواحل، فأرادوه على أن يركب محملا فأبى عليهم، ثم غلبوه

ص: 261


1- «حدثني أبو العز» ليس في م.
2- سير أعلام النبلاء 430/4 ببعض اختلاف. و تهذيب الكمال 12/13.
3- من طريق يعقوب الدورقي رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 430/4 و في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100 ص 427) و انظر حلية الأولياء 179/2 و المعرفة و التاريخ 553/1.

فرحّلوا ناقة له يحمل، فركبها و لم يركب محملا قبل ذلك، فلما أصبح تلا هذه الآية مٰا يَفْتَحِ اللّٰهُ لِلنّٰاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلاٰ مُمْسِكَ لَهٰا (1) حتى فرغ منها، و قال: لقد أنعم اللّه على هذه الأمة في هذه المحامل بنعمة لا تؤدون شكرها، و ترقّى في رجله الوجع حين قدم على الوليد، فلما رآه الوليد قال: يا أبا عبد اللّه اقطعها فإنّي أخاف أن تبالغ فوق ذلك، قال: فدونك، قال: فدعا له الطبيب، و قال له اشرب المرقد (2)،قال: لا أشرب مرقدا أبدا، قال: فقدّرها الطبيب و احتاط بشيء من اللحم الحيّ مخافة أن يبقى منها شيء، ضمن فيرقى فأخذ منشارا فأمسّه النار و ارتكأ له عروة، فقطعها من نصف الساق، فما زاد على أن يقول: حسّ حسّ ، فقال الوليد: ما رأيت شيخا قط أصبر من هذا.

و أصيب عروة بابن له يقال له محمّد في ذلك السفر، دخل إسطبل دوابّ من الليل ليبول، فركضته بغلة، فقتلته، و كان من أحبّ ولده إليه، فلم يسمع من عروة في ذلك - زاد البيهقي كلمة: و قالا: كلمة حتى رجع، فلما كان بوادي القرى قال: لَقَدْ لَقِينٰا مِنْ سَفَرِنٰا هٰذٰا نَصَباً (3) اللّهم كان لي بنون سبعة فأخذت منهم واحدا و بقيت لي ستة - و قال البيهقي:

و أبقيت منهم ستة - و كانت لي أطراف أربعة فأخذت مني طرفا و بقّيت لي ثلاثة، و إنّك لئن ابتليت لقد عافيت و لئن أخذت لقد أبقيت.

فلما قدم المدينة جاءه رجل من قومه يقال له عطاء بن ذؤيب فقال: يا أبا عبد اللّه، و اللّه ما كنا نحتاج أن نسابق بك، و لا نصارع بك، و لكنا كنا نحتاج إلى رأيك و الأنس بك، فأما ما أصبت به فهو أمر ذخره اللّه لك، و أما ما كنا نحبّ أن يبقى لنا منك فقد بقي.

أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأ خالي محمّد بن أحمد بن أبي الحسين (4)،أنا أبو سعيد بن أبي عمرة (5)،أنا محمّد بن عبد اللّه الأصفهاني، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني سليمان بن منصور الخزاعي، نا أبو المظفّر المغيرة بن مطرّف، قال:

وفد عروة بن الزّبير على الوليد بن عبد الملك و معه خمسة من بنيه، و قد كان الحجّاج بعث إلى الوليد ببغلة، فحمل الوليد عليها عروة، فضربت البغلة أكبر بنيه، و هو محمّد، فمات، و وقعت في إصبع من أصابع رجل عروة الأكلة، فقيل له: اقطع الأصبع فأبى،

ص: 262


1- سورة فاطر، الآية:2.
2- المرقد بالضم، دواء يرقد شاربه، و أرقده: أنامه (القاموس).
3- سورة الكهف، الآية:63.
4- في م: الحسن.
5- في م: ابن أبي عبدة.

فصارت في القدم، فقيل له اقطع القدم، فأبى، فصارت في الساق، فقيل له: إن لم تقطع الساق صارت في الفخذ، و لم (1) يمكن قطع الفخذ، قال: اقطعوها، قالوا: نسقيك ما يذهب عقلك حتى لا تجد ألم القطع، قال: لا، دعوا لي ما أسجد عليه فتركوا له العظم الذي أسفل من الركبة، و نشرها بمنشار ثم جشّموها فما تكلّم و لا تأوه، فلما قدم المدينة تلقاه أهل بيته و أصدقاؤه فجعل يقول: لَقَدْ لَقِينٰا مِنْ سَفَرِنٰا هٰذٰا نَصَباً ،ثم يقول: لئن كنت ابتليت لقد عافيت، و لئن كنت أخذت لقد أبقيت، أخذت واحدا و تركت أربعة - يعني بنيه - و أخذت واحدا و تركت ثلاثة - يعني جوارحه-.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، نا عمر بن بكير، حدّثني أبو عروة قال:

نشروا رجل عروة، فلما صاروا إلى القصبة وضع رأسه على الوسادة ساعة ثم أفاق و العرق يتحدّر على وجهه و هو يقول: لئن كنت ابتليت لقد عافيت، و لئن كنت أخذت لقد أبقيت.

قال: و أنا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن يزيد الآدمي، نا سفيان.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسين بن السمسار، نا ابن مروان، نا أحمد بن أبي رجاء نصر بن شاكر، نا محمّد بن يزيد الآدمي، نا ابن عيينة.

عن هشام بن عروة، قال: جاء رجل إلى عروة بن الزّبير فعزاه، فقال: بأي شيء تعزّيني، أ برجلي ؟ قال: لا، و لكن بابنك قطعنه الدواب بأرجلها، فقال عروة: و أيمك و في حديث ابن أبي الدنيا: و أيمنك - لئن ابتليت لقد عافيت، و لئن أخذت لقد أبقيت، انتهى حديث ابن أبي الدنيا.

و زاد ابن أبي رجاء قال سفيان: نشرت رجل عروة بالمنشار، فما تكلّم بشيء في ذلك السفر إلاّ أنه قال: لَقَدْ لَقِينٰا مِنْ سَفَرِنٰا هٰذٰا نَصَباً ،قال سفيان: قال عروة: ما أغنم إلاّ أن أعقل، و إنما أفرح في ساعة العفو.

قال أبو الحسن بن أبي رجاء: نشرت رجل عروة في دمشق.

و في حديث ابن أبي رجاء: بابنك يحيى و هو خطأ فإن يحيى بقي بعد أبيه، و إنّما الذي قتلته الدوابّ محمّد بن عروة (2).

ص: 263


1- الأصل: لم، و المثبت عن م.
2- انظر تهذيب الكمال 12/13.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه.

ح و أخبرنا أبو محمّد الحسن (1) بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضل بن منصور (2)، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حرب، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر (3)،نا عمر بن شبة، نا أيوب بن عمر بن أبي عمرو عن مسلم بن عبد اللّه بن عروة، عن أبيه قال:

نظر عروة إلى رجله في الطست حين قطعت فقال: إنّ اللّه يعلم ما مشيت (4) بك إلى معصية اللّه قط ، و أنا أعلم (5).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو علي الحسن (6) بن عبد الودود بن عبد المتكبر (7) بن هارون بن محمّد بن [عبيد اللّه بن المهتدي، أنبأنا أبي أبو الحسن عبد الودود بن عبد المتكبر قراءة عليه، نا أبو بكر محمد بن] (8) عبد اللّه بن إبراهيم البزاز (9) نا (10) الهيثم بن خلف (11)،نا إبراهيم الهروي [نا] (12) جعفر بن عبد اللّه الهاشمي، عن مولى لهم عن أبي حمزة قال: قال عروة: اللّهم إنّك تعلم أنّي لم أمش بها إلى معصية قط .

قال: و ما ترك حزبه تلك الليلة، قال: و قعد بنوه يخنّون - يعني يبكون - فقال: يا بنيّ إنّ أباكم لم يكن فرسا يراهن عليه، قد أبقى لي خير خلتين: ديني و عقلي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو محمّد الكتاني (13)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ أبو الميمون، نا أبو زرعة (14)،قال: قال ابن أبي عمر عن ابن عيينة، عن هشام بن عروة، قال: خرج عروة بن الزّبير إلى الوليد بن عبد الملك، فخرجت برجله أكلة، فقطعها، و سقط ابن له عن ظهر بيت، فوقع تحت أرجل (15) الدوابّ ، فقطّعته، فأتاه رجل يعزّيه، فقال: بأي

ص: 264


1- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، قارن مع مشيخة ابن عساكر 43/أ.
2- في م: الفضيل بن أبي منصور.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 415/14.
4- الأصل:«مسست» و المثبت عن م.
5- الخبر في سير أعلام النبلاء 431/4 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100 ص 427-428) و انظر المعرفة و التاريخ 553/1.
6- عن م و بالأصل: الحسين.
7- «بن عبد المتكبر» عن م، و مكانها بالأصل: المنكدر.
8- ما بين معكوفتين استدرك عن م لتقويم السند.
9- في م: البزار، ترجمته في سير أعلام النبلاء 39/16.
10- سقطت من الأصل، و أضيفت لتقويم السند عن م.
11- ترجمته في سير أعلام النبلاء 261/14.
12- سقطت من الأصل، و أضيفت لتقويم السند عن م.
13- الأصل و م: الكناني، تصحيف.
14- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 522/1.
15- الأصل: رجل، و المثبت عن م و تاريخ أبي زرعة.

شيء تعزيني ؟- و لم يدر بابنه - فقال له رجل (1):ابنك يحيى قطعته الدواب، قال: و أيمك لئن كنت أخذت لقد أعطيت (2)،و لئن كنت ابتليت لقد عافيت، و قال: لَقَدْ لَقِينٰا مِنْ سَفَرِنٰا هٰذٰا نَصَباً .

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال:

و حدّثني أبو غزيّة محمّد بن موسى، حدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزناد [عن] (3) هشام بن عروة قال (4):

لما أصيب عروة بن الزّبير برجله و بابنه محمّد، قال: اللّهمّ كانوا سبعة فأخذت واحدا و أبقيت ستة، و كنّ أربعا فأخذت واحدة و أبقيت ثلاثا، فأيمنك لئن كنت أخذت لقد أبقيت، و إن كنت ابتليت لقد أعفيت.

قال: و نا الزبير (5) قال: و حدّثني عبد الملك بن عبد العزيز بن وغيرة أن عيسى بن طلحة جاء إلى عروة بن الزّبير حين قدم من عند الوليد بن عبد الملك، و قد قطعت رجله فقال لبعض بنيه: اكشف لعمك عن رجلي ينظر إليها، ففعل، فقال عيسى بن طلحة: يا أبا عبد اللّه ما أعددناك للصراع و لا للسباق، و لقد بقّى اللّه لنا ما كنا نحتاج إليه [منك:] (6) رأيك و علمك، فقال عروة: ما عزّاني أحد عن رجلي مثلك.

قال عبد الملك بن عبد العزيز: أخبرني ذلك يوسف بن الماجشون.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الدّرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن سليمان بن داود، نا الزبير بن بكار، الزبيري (7) حدّثني إسماعيل بن أبي أويس، عن مالك بن أنس قال:

كان الناس فيما مضى يطيلون الصلاة، و كان عروة بن الزّبير قد اتّخذ قصرا بالعقيق،

ص: 265


1- في تاريخ أبي زرعة: الرجل.
2- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م و تاريخ أبي زرعة.
3- الزيادة عن م.
4- الخبر في تهذيب الكمال 12/13.
5- الخبر من طريقه في تهذيب الكمال 12/13-13 و سير أعلام النبلاء 434/4.
6- الزيادة عن م و تهذيب الكمال.
7- الأصل: الزبير، و المثبت عن م، ترجمته في تهذيب الكمال 269/6.

فأتاه إنسان و كان فيه بعض الملحة، فلما حضرت الظهر قال لعروة: إنّي أحب أن أرقى فوق قصرك هذا حتى انظر إليه، قال: فافعل، فرقى إليه، فلما صلّى عروة الظهر نزل، ثم قال لعروة: أما إنّي لم تكن لي حاجة فوق ظهر قصرك، و لكن ذكرت طول صلاتك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الحرفي، أنا أبو بكر جعفر بن محمّد بن الحسن الفريابي، نا عبيد اللّه بن عمر، نا حمّاد بن زيد، عن هشام بن عروة، أن عروة كان يسرد الصوم (1).

قال: و أنا جعفر، نا أحمد بن إبراهيم، نا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال:

مات و هو صائم (2)،فجعلوا يقولون له: أفطر، فلم يفطر.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، قال: و قرئ على أبي أيوب سليمان بن إسحاق بن الخليل الخلاّل، أنبأ الحارث بن أبي أسامة، قالا: نا محمّد بن سعد (3)،أنا مسلم بن إبراهيم، نا علي بن المبارك الهنائي، نا هشام بن عروة أن أباه كان يصوم الدهر كله إلاّ يوم الفطر و يوم النحر، و مات و هو صائم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أيوب بن الحسين بن علي بن أحمد المقرئ، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا محمّد بن عمر بن علي بن خلف، نا ابن أبي داود، نا عيسى، أنبأ الليث.

ح و أخبرنا أبو محمّد السيدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنبأ زاهر بن أحمد، أنبأ إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو مصعب، نا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه.

أنه كان لا يؤتى أبدا بطعام و لا شراب حتى الدواء فيطعمه أو يشربه حتى يقول:

الحمد للّه الذي هدانا و أطعمنا و سقانا و نعمنا، اللّه أكبر، اللّهم ألفتنا نعمتك بكل شيء، فأصبحنا و أمسينا منها بكل خير، نسألك تمامها و شكرها، لا خير إلاّ خيرك، و لا إله غيرك، إله الصالحين و رب العالمين - زاد السيدي: الحمد للّه، و قالا:- لا إله إلاّ اللّه، ما شاء اللّه، لا قوة إلاّ باللّه، اللّهمّ بارك لنا فيما رزقتنا، و قنا عذاب النار.

ص: 266


1- تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100 ص 428).
2- سير أعلام النبلاء 431/4 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100 ص 428).
3- طبقات ابن سعد 180/5 و سير أعلام النبلاء 436/4.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنبأ أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا جرير، عن محمّد بن شيبة، قال:

قال مصعب بن الزبير: وددت أنّي لا أموت حتى أملك المصرين [و أتزوج] (1) سكينة بنت الحسين، و عائشة بنت طلحة، و قال عبد الملك: وددت أنّي لا أموت حتى أسمّى بهذا الاسم، و قال عروة بن الزّبير: وددت أنّ اللّه غفر لي و رحمني و أدخلني الجنة، قال: فلم يمت هذان حتى أصابا ما طلبا، أرجو أن يصيب هذا ما طلب.

أنبأ (2) أبو علي الحدّاد، أنبأ أبو نعيم الحافظ (3)،ثنا أحمد بن بندار، نا عبد اللّه بن سليمان بن (4) الأشعث، ثنا سليمان بن معبد، نا الأصمعي، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه قال:

اجتمع في الحجر (5) مصعب بن الزبير و عروة بن الزّبير (6)،و عبد اللّه بن الزبير، و عبد اللّه بن عمر، فقالوا: لو تمنّوا، فقال عبد اللّه بن الزبير (7):أما أنا فأتمنى الخلافة، و قال عروة: أما أنا فأتمنى أن يؤخذ عني العلم، و قال مصعب: أما أنا فأتمنى إمرة العراق، و الجمع بين عائشة بنت طلحة و سكينة بنت الحسين، و قال عبد اللّه بن عمر: أما أنا فأتمنى المغفرة، قال: فنالوا (8) كلهم ما تمنوا، و لعل ابن عمر قد غفر له.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشّرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا عبد الرّزّاق، عن معمر، عن الزهري، قال:

كنت آتي عروة فأجلس في بابه مليا و لو شئت أن أدخل دخلت، فأرجع و ما أدخل إعظاما له.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنبأ أبو بكر (9) البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه قال:

قرأت بخط أبي عمرو المستملي، حدّثني أبو الحسين أحمد بن محمّد بن همام على باب

ص: 267


1- بياض بالأصل و المثبت عن م.
2- في م: أنبأنا.
3- الخبر في حلية الأولياء 176/2.
4- «بن» ليس في الحلية.
5- الحجر: بالكسر ثم السكون: حجر الكعبة.(و انظر معجم البلدان).
6- ما بين الرقمين سقط من م.
7- ما بين الرقمين سقط من م.
8- في الحلية: فقالوا.
9- عن م و بالأصل: نصر، تصحيف.

حانوته في شهر رمضان سنة اثنتين (1) و ثمانين و مائتين، حدّثني أحمد بن محمّد بن غالب الباهلي، نا علي بن حمّاد، عن جسر بن فرقد القصّاب، عن هشام بن عروة، قال:

جاء عمر بن عبد العزيز من قبل أن يستخلف إلى أبي عروة بن الزّبير فقال له: رأيت البارحة عجبا، كنت فوق سطحي مستلقيا على فراشي فسمعت جلبة في الطريق، فأشرفت، فظننت عسكر العسس (2)،فإذا الشياطين يجيئون كردوسا [كردوسا] (3) حتى اجتمعوا في جوبة (4)خلف منزلي، قال: ثم جاء إبليس، فلما اجتمعوا هتف إبليس بصوت عال، فتفازعوا فقال:

من لي بعروة بن الزّبير؟ فقالت طائفة منهم: نحن، فذهبوا و رجعوا، و قالوا: ما قدرنا منه على شيء، قال: فصاح الثانية أشدّ من الأولى، فقال: من لي بعروة بن الزّبير؟ فقالت طائفة أخرى: نحن، فذهبوا فلبثوا طويلا ثم رجعوا و قالوا: ما قدرنا منه على شيء، فصاح الثالثة صيحة ظننت أن الأرض قد انشقت، فتفازعوا فقال: من لي بعروة بن الزّبير؟ فقال جماعتهم نحن، فذهبوا ثم لبثوا طويلا ثم رجعوا، فقالوا: ما قدرنا منه على شيء، قال: فذهب إبليس مغضبا، و اتّبعوه، فقال عروة بن الزّبير لعمر بن عبد العزيز، حدّثني أبي الزبير بن العوّام قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«ما من رجل يدعو بهذا الدعاء في أول ليله و أول نهاره إلاّ عصمه اللّه من إبليس و جنوده: بسم اللّه ذي الشأن عظيم البرهان، شديد السلطان، ما شاء اللّه كان، أعوذ باللّه من الشيطان»[8109].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسين بن إسماعيل، أنبأ أحمد بن مروان، نا أحمد بن عبدان الأزدي، نا محمّد بن الحسين البرجلاني، عن عبد اللّه بن محمّد المدني، عن أبيه، عن جده قال: قال عروة بن الزّبير:

كنت جالسا في مسجد الرسول ضحوة وحدي، إذ أتاني آت يقول: السلام عليك يا ابن الزبير، قال: فالتفتّ يمينا و شمالا فلم أر شيئا غير أنّي رددت عليه، و اقشعرّ جلدي، فقال: لا روع عليك، أنا رجل من أهل الأرض من الخافية أتيتك أخبرك بشيء، و أسألك عن شيء، قال: ما الذي تسألني عنه، و ما الذي تخبرني به، قال: الذي أخبرك به أنّي شهدت إبليس عليه

ص: 268


1- الأصل و م: اثنين.
2- العسس جمع عاسّ : و هو الذي يطوف بالليل، و الذي ينفض الليل عن أهل الريبة (القاموس المحيط ).
3- الزيادة عن م.
4- الجوبة: الحفرة، و المكان الوطيء في جلد، و فجوة ما بين البيوت (القاموس المحيط ).

لعنة اللّه ثلاثة أيام، فرأيت شيطانا مسودا وجهه، مزرقّة عيناه، يقول له إبليس عند المساء:

ما ذا صنعت بالرجل ؟ فيقول له الشيطان لم أطق الكلام (1) الذي يقول إذا أمسى و أصبح، فلما كان يوم الثالث قلت للشيطان (2):عن من يسألك إبليس اللعين ؟ قال: يسألني عن عروة بن الزّبير أن أغويه فما أستطيع ذلك لكلام يتكلم به إذا أصبح و إذا أمسى، فأتيتك أسألك ما ذا تكلم به إذا أصبحت و أمسيت، فقال عروة: أقول: آمنت باللّه العظيم، و اعتصمت به، و كفرت بالطاغوت، و استمسكت بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، و اللّه هو السميع العليم، فإذا أصبحت أقول ذلك، فقال له: يا ابن الزبير جزاك اللّه [فقد] (3) استفدت (4) خيرا و أفدته.

أخبرنا أبو الحسن (5) علي بن أحمد المالكي، أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأ جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زيد، نا إسماعيل بن إسحاق، حدّثنا نصر قال: أخبرنا الأصمعي عن ابن أبي الزناد عن أبيه أو عن هشام بن عروة قال:

كان عروة يقول لبنيه: الناس بأنفسهم أشبه منه بآبائهم.

قال: و كان عروة يقول: إذا رأيتم من رجل خلة رائعة من شرّ فاحذروه، و إن كان عند الناس رجل صدق (6)،فإنّ لها عنده أخوات، و إذا رأيتم من رجل خلة رائعة من خير فلا تقطعوا أناتكم عنهم فإن كان عند الناس رجل سوء فإنّ لها [عنده] (7) أخوات.

قال: و قال عروة: إنّي لأعشق الشرف كما أعشق الجمال، فعل اللّه بفلانة، ألفت بني فلان و هم بيض طوال فقلبتهم سودا قصارا.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (8)،نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن شبل، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا حفص بن غياث، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال:

إذا رأيت الرجل يعمل الحسنة فاعلم أن لها عنده أخوات، و إذا رأيته يعمل السيئة فاعلم أن لها عنده أخوات، فإن الحسنة تدل على أختها (9)،و إن السيئة تدل على أختها (10).

أخبرنا أبو القاسم (11) زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس الأصم، نا أبو بكر محمّد بن إسحاق الصغاني، نا أبو عبيد، نا الحجاج، عن

ص: 269


1- الأصل:«أطعه للكلام» و المثبت عن م.
2- الأصل و م: الشيطان.
3- الزيادة عن م.
4- الأصل: اسعدت، و المثبت عن م.
5- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م.
6- كذا بالأصل و م، و في المختصر 15/17 حذق.
7- الزيادة عن م.
8- الخبر في حلية الأولياء 177/2.
9- كذا بالأصل و م، و في الحلية: أخواتها.
10- كذا بالأصل و م، و في الحلية: أخواتها.
11- استدركت «القاسم» على هامش م و بعدها صح.

ابن (1) جريج أخبرني عبد اللّه بن كثير، عن مجاهد قال:

إذا أصاب رجل رجلا لا يعلم المصاب من أصابه فاعترف له المصيب فهو كفّارة للمصيب.

و كان مجاهد يقول: عند ما أصاب عروة بن الزّبير عين إنسان عند الركن فيما يستلمون فقال له: يا هذا أنا عروة بن الزّبير، فإن كان بعينك بأس فأنا لها.

قال الصغاني حدّثناه حجّاج بلا شك.

قال: و أنا أبو حازم العبدوي (2) الحافظ ، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن حمزة الهروي، أنا أحمد بن نجدة، حدّثنا سعيد بن منصور، نا هشيم، أخبرني من سمع أبا بكر بن حفص يحدث عن عروة بن الزّبير قال:

لحقت ابن عمر فخطبت إليه ابنته، فقال لي: ابن [أبي] (3) عبد اللّه ؟، إنّ ابن أبي عبد اللّه لأهل أن ينكح، نحمد ربّنا و نصلّي على نبينا، و قد أنكحناك على ما أمرنا اللّه به، إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسين (4)،قالا: أنا الوليد بن بكر، أنبأ علي بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي، نا يزيد بن هارون، أنبأ شعبة، عن أبي بكر بن حفص، عن عروة قال:

خطبت إلى ابن عمر، فقال: ابن أبي عبد اللّه ؟ إن ابن أبي عبد اللّه لأهل أن ينكح، قد أنكحناك على إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ أحمد بن محمّد بن عمران بن موسى بن الجراح، نا أبو روق أحمد بن محمّد بن بكر، نا عبد اللّه بن شبيب، نا أبو عبد الرّحمن المقرئ، عن حرملة بن عمران التّجيبي عن محمّد بن عبد الرّحمن بن نوفل يتيم عروة قال:

ص: 270


1- الأصل و م:«أبي» تصحيف، راجع ترجمة عبد اللّه بن كثير بن المطلب في تهذيب الكمال 436/10.
2- رسمها مضطرب بالأصل و المثبت عن م، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 333/17 و اسمه عمر بن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه.
3- زيادة عن م للإيضاح.
4- في م: الحسن.

[أخبرني عروة قال:] (1) خطبت (2) إلى عبد اللّه بن عمر ابنته سودة و نحن في الطواف، فلم يجبني بشيء، فقلت في نفسي: لو رضيني لأجابني، فلمّا انقضى الحج خرج إلى المدينة قبلي، و خرجت بعده فلمّا دخلت المدينة مضيت إليه، فسلّمت عليه، فقال لي: أ كنت ذكرت سودة بنت عبد اللّه ؟ قلت: نعم، قال: إنّك كنت ذكرتها و نحن في الطواف نتخايل اللّه بين أعيننا، فلك فيها حاجة ؟ قلت: أحرص (3) ما كنت قال: يا غلام ادع عبد اللّه بن عبد اللّه و نافعا مولى عبد اللّه قال: قلت له: و بعض آل الزبير قال لا: قلت: فمولانا حبيب (4)؟قال:

ذاك أبعد، ثم قال لهما: هذا عروة بن أبي عبد اللّه الزبير و قد علمتما حاله، و قد خطب إلي سودة بنت عبد اللّه، و قد زوّجته إياها بما جعل اللّه للمسلمات على المسلمين من إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، و على أن يستحلّها بما يستحل به مثلها، أقبلت يا عروة ؟ قلت:

نعم، قال: بارك اللّه لك (5).

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (6)،نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن شاهين، نا مصعب بن عبد اللّه الزّبيري، حدّثني أبي عن هشام بن عروة، قال: قال عروة بن الزّبير:

ربّ كلمة ذلّ احتملتها أورثتني عزا طويلا.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا،[قالوا: أنا] (7) أبو جعفر المعدل، أنبأ أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير (8) قال: و حدّثني علي بن صالح، أخبرني عامر بن صالح بن عبد اللّه بن عروة بن الزّبير عن هشام بن عروة، عن عروة قال:

تفرّق بنو الزبير في البلاد، فخرج المنذر إلى العراق، و خرج معه بخالد بن الزبير، فأرسل عبد اللّه بن الزبير مصعبا فرد خالدا من بين المطلب، و نفذ المنذر فقدم الكوفة، و خرج عروة حتى قدم البصرة على عبد اللّه بن عباس، و هو عامل عليها، فقال له عروة حين دخل عليه:

ص: 271


1- الزيادة عن م.
2- الأصل: خطب، و المثبت عن م.
3- الأصل: أحرصت، و المثبت عن م و سير أعلام النبلاء.
4- كذا بالأصل و م، و في المختصر:«فمولاك حبيبا» و في سير أعلام النبلاء: فمولى خبيب.
5- سير أعلام النبلاء 432/4.
6- الخبر في حلية الأولياء 177/2 و سير أعلام النبلاء 436/4.
7- الزيادة لتقويم السند عن م.
8- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 423/4 مختصرا.

أمتّ بأرحام إليكم قريبة *** و لا قرب بالأرحام ما لم تقرّب (1)

فقال له ابن عباس: من قالها؟ قال عروة: قلت: أبو أحمد بن جحش، قال فهل تدري ما قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: قلت: لا، قال: قال له:«صدقت»، قال: ثم قال لي: ما أقدمك ؟ قال: قلت: اشتدّت الحال و أبى عبد اللّه أن يقسم سبع حجج و تألّى أن لا يعجل حتى يقضي دين الزبير، و ليس يؤدي عنه أحد، قال: ثم أجازني و أعطاني ثمّ لحق بمصر (2)فأقام بها بعد.

قال: و نا الزبير، حدثني عمي مصعب بن عبد اللّه عن جدي عبد اللّه بن مصعب عن هشام بن عروة قال:

بعث معاوية إلى عروة بن الزبير مقدمه المدينة، و كشفه و سأله و استنشده، ثم قال:

تروي قول جدتك صفية (3)،و أراد أن يحركه، و كان يقال: طيروا دماء الشباب في وجوههم، يقول: حركوهم:

خالجت آباد الدهور عليكم *** و أسماء لم تشعر بذلك أيّم

فلو كان زبر مشركا لعذرته *** و لكنه قد يزعم الناس مسلم

قال: فقال لها الزبير: يا أمتاه، و ما هو إلاّ الزعم.

فقال عروة: نعم و أروي قولها (4):

ألا أبلغ بني عمي رسولا (5) *** مقيم الكيد فينا و الإمار (6)

و سائل في جموع بني علي *** إذا كثر التناشد و الفخار

فإنا لا نقر الضيم فينا *** و نحن لمن توسمنا نضار

متى نقرع بمروتكم نسؤكم *** و تظعن من أماثلكم ديار

ص: 272


1- البيت من قصيدة قالها أبو أحمد بن جحش يذكر هجرة قومه إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، سيرة ابن هشام 117/2 و روايته: نمت بأرحام إليهم قريبة و لا قرب بالأرحام إذ لا تقرب
2- الأصل: مصر، و المثبت عن م.
3- يعني صفية بنت عبد المطلب، و هي أم الزبير بن العوام.
4- الأول و الثامن في شرح الحماسة للتبريزي 147/4-148.
5- في شرح الحماسة: ألا من مبلغ عني قريشا.
6- الإمار: المشاورة. آمر الرجل صاحبه يؤامره إمارا: إذا شاوره في الشيء و راجعه فيه.

و يظعن أهل مكة و هي شكر *** هم الأخيار إن ذكر الخيار

مجازيل العطاء إذا وهبنا *** و أيسار إذا جبّ القتار

و نحن الغافرون إذا قدرنا *** و فينا عند غدوتنا انتصار

و لم نبدأ بذي رحم عقوقا (1) *** و لم توقد لنا بالغدر نار

و إنا و السوابح يوم جمع *** بأيديها و قد سطع العبار

لنصطبرن لأمر اللّه حتى *** يبين ربنا أين الفرار

قال معاوية: يا بن أخي، هذه بتلك، قال: و إنما قالت ذلك في قتل أبي أزيهر تعير به أبا سفيان بن حرب، و كان أبو أزيهر صهر أبي سفيان، و كان يدخل مكة في جوار أبي سفيان، فقتله هشام بن الوليد، فعير به حسان بن ثابت في قوله (2):

عدا أهل حضني ذي المجاز (3) بسحرة *** و جار ابن حرب بالمغمّس (4) لا يغدو

كساك هشام بن الوليد ثيابه *** فأبل و أخلف مثلها جددا بعد

قضى و طرا منها، فأصبح ما جدا (5) *** و أصبحت رخوا ما تخبّ و ما تعدو

فما منع العير الضروط (6) ذماره *** و ما منعت مخزاة والدها هند

فلو أن أشياخا ببدر تشاهدوا *** لبلّ نعال (7) القوم معتبط ورد

قال و كانت العرب إذا غدر الرجل أوقدوا له نارا بمنى أيام الحج على الأخشب الجبل المطل على منى، ثم صاحوا: هذه غدرة فلان، ففعلوا ذلك بأبي سفيان في أبي أزيهر.

و السبب في مقتل أبي أزيهر، و من قتلت به دوس حديث موضعه غير هذا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد [بن] (8) الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن هشام بن عروة أن عبد اللّه بن الزّبير أقام بمكة تسع سنين، و عروة بن الزّبير معه (9).

ص: 273


1- صدره في شرح الحماسة للتبريزي: لنا السلف المقدم قد علمتم
2- الأبيات في ديوان حسان بن ثابت ط بيروت ص 91.
3- ذو المجاز: موضع بمنى.
4- في الديوان: المحصب.
5- في الديوان: فأصبح غاديا.
6- أراد بالعير الضروط : أبا سفيان بن حرب.
7- الديوان: متون الخيل.
8- زيادة عن م.
9- سير أعلام النبلاء 432/4.

قال: و نا يعقوب (1)،حدّثني ابن عبد الرّحيم - يعني محمّدا - صاعقة قال: سمعت عليا قال: سمعت سفيان قال: قتل ابن الزبير و هو ابن ثلاث و سبعين، قال: و قتل معه ابن صفوان، و ابن مطيع بن الأسود، قيل له: فأين كان عروة ؟ قال: بمكة، فلما قتل خرج إلى المدينة بالأموال، فاستودعها، و خرج إلى عبد الملك، فقدم عليه قبل البريد و قبل أن يصل إليه الخبر، فلما انتهى إلى الباب قال للبواب: قل لأمير المؤمنين أبو عبد اللّه على الباب، فقال:[من] (2) أبو عبد اللّه ؟ فقال قل له: أبو عبد اللّه قال: فدخل فقال: هاهنا رجل عليه أثر سفر يقول: قل لأمير المؤمنين أبو عبد اللّه على الباب، فقلت له: من أبو عبد اللّه، فقال: قل له أبو عبد اللّه، فقال: ذاك عروة بن الزّبير، فأذن له، فلما رآه زال له عن موضعه، قال: فجعل يسأله فقال: كيف أبو بكر - يعني عبد اللّه بن الزبير؟ فقال: قتل رحمه اللّه، قال: فنزل عبد الملك عن السرير، فسجد، فكتب إليه الحجاج أن عروة قد خرج و الأموال عنده، قال: فقال له عبد الملك في ذلك فقال: ما تدعون الرجل حتى يأخذ سيفه فيموت كريما، قال: فلما رأى ذلك كتب إلى الحجاج: أن أعرض عن ذلك.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر المعدل، أنا أبو طاهر، أنا أحمد، نا الزبير، قال: و حدّثني مصعب بن عثمان، عن عامر بن صالح، عن هشام بن عروة (3)،قال:

سقط محمّد بن عروة بن الزّبير و أمه بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية من على سطح في اصطبل الدوابّ للوليد بن عبد الملك، فضربته بقوائمها حتى قتلته، فأتى عروة رجل يعزيه، فقال له عروة: إن كنت تعزيني برجلي فقد احتبستها فقال: أعزيك بمحمّد فقال: و ما له ؟ فخبّره ؟؟؟ (4) فقال:

و كنت إذا الأيام... ثلاثة *** أقول شعري ما لم يصبن صميمي

اللّهم أخذت عضوا و تركت أعضاء، و أخذت ابنا و تركت أبناء، فأيمنك إن كنت أخذت لقد أبقيت، و لئن كنت ابتليت لقد أعفيت، فلما قدم المدينة نزل قصره بالعقيق، فأتاه ابن

ص: 274


1- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 553/1-554 و سير أعلام النبلاء 432/4-433 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100 ص 428).
2- الزيادة عن م و المعرفة و التاريخ.
3- سير أعلام النبلاء 433/4-434.
4- كذا رسمها بالأصل و م، و لعله صحفت عن: بنبئه.

المنكدر حتى قدم، فقال: كيف كنت ؟ فقال: لَقَدْ لَقِينٰا مِنْ سَفَرِنٰا هٰذٰا نَصَباً (1).

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، أنا إبراهيم بن عمر البرمكي.

و أخبرنا أبو المعمّر المبارك بن أحمد الأنصاري، أنا المبارك بن عبد الجبار، أنا علي بن عمر بن الحسن، و إبراهيم بن عمر، قالا: أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبيد اللّه بن عبد الرحمن، نا عبد اللّه (2) بن مسلم بن قتيبة قال في حديث عروة بن الزبير:

إن الحجاج رآه قاعدا مع عبد الملك بن مروان، فقال له: أ تقعد ابن العمشاء معك على سريرك ؟ لا أم له، فقال عروة: أنا لا أم لي ؟ و أنا ابن عجائز الجنة ؟ و لكن إن شئت أخبرتك من لا أم له يا بن المتمنية، فقال عبد الملك: أقسمت عليك أن تفعل، فكفّ عروة.

قوله: يا بن المتمنية، أراد أمه، و هي الفريعة بنت همام أم الحجاج بن يوسف، و كانت تحت المغيرة بن شعبة، و هي القائلة:

أ لا سبيل إلى خمر فأشربها *** أم لا سبيل إلى نصر بن حجاج

و كان نصر بن الحجاج من بني سليم، و كان جميلا رائعا، فمرّ عمر بن الخطّاب ذات ليلة و هذه المرأة تقول:

أ لا سبيل إلى خمر فأشربها....

فدعا بنصر بن حجاج فسير إلى البصرة، فأتى مجاشع بن مسعود السلمي، و عنده امرأته شميلة، و كان مجاشع أميّا، فكتب نصر على الأرض: أحبك حبّا لو كان فوقك لأظلك، و لو كان تحتك لأقلّك، فكتبت المرأة: و أنا و اللّه. فلبث مجاشع آنا ثمّ أدخل كاتبا فقرأه، فأخرج نصرا، و طلقها.

و كان عمر بن الخطاب سمع قائلا بالمدينة يقول:

أعوذ برب الناس من شر معقل *** إذا معقل راح البقيع مرجّلا

يعني معقل بن شيبان الأشجعي، و كان قدم المدينة، فقال له عمر: الحق بباديتك.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو بكر السمسار.

ح [و] (3) أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أبي نصر، أنبأ محمّد بن جعفر.

ص: 275


1- سورة الكهف، الآية:63.
2- في م: نا أبو محمّد عبد اللّه....
3- الزيادة عن م.

[ح] (1) و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو منصور بن شكرويه.

قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه، نا أحمد بن محمّد بن سليم، نا الزبير بن بكار، نا إبراهيم بن طلحة بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصّدّيق، و ابن أخيه يحيى بن محمّد بن طلحة، عن عثمان بن عمر بن موسى العمري، عن الزهري قال (2):

دخل عروة بن الزّبير و عبيد اللّه (3) بن عبد اللّه بن مسعود على عمر بن عبد العزيز و هو أمير بالمدينة فقال عروة في شيء جرى من ذكر عائشة و عبد اللّه بن الزبير: سمعت عائشة تقول: ما أحببت أحدا كحبي عبد اللّه بن الزبير، لا أعني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و لا أبويّ ، فقال له عمر إنكم تنتحلون عائشة و ابن الزبير انتحال من لا يرى فيهما لأحد نصيبا، قال عروة: عائشة كانت أوسع من أن لا نرى لكل مسلم فيها حقا، و لقد كان عبد اللّه بن الزبير منها بحيث وضعته الرحم و المودة التي لا يشرك (4) كل واحد منهما فيها على صاحبه أحد فقال عمر: كذبت، فقال عروة: هذا - يعني عبيد اللّه بن عبد اللّه - يعلم أني غير كاذب، و إن أكذب الكاذبين لمن كذب الصادقين، فسكت عبيد اللّه و لم يدخل ما بينهما بشيء، فأفّف [بهما] (5) عمر و قال: اخرجا عني فلم يلبث أن بعث إلى عبيد اللّه بن عبد اللّه رسولا يدعوه لبعض ما كان يدعوه له، فكتب إليه عبيد اللّه (6):

لعمر بن ليلى (7) و ابن عائشة (8) التي *** لمروان (9) أدّته، أب غير زمّل (10)

و لو أنهم عمّا و جدّا و والدا *** تأسوا فسنّوا سنّة المتعطل

عذرت أبا حفص و إن كان واحدا *** من القوم يهدى هديهم ليس يأتلي

و لكنهم فاتوا و جئت مصليا *** تقرّب إثر السابق المتمهل (11)

ص: 276


1- الزيادة عن م.
2- الخبر من هذا الطريق رواه أبو الفرج في الأغاني 142/9-193 ضمن أخبار عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود.
3- الأصل: عبد اللّه، و التصويب عن م و الأغاني.
4- الأصل: يشترك، و المثبت عن م و الأغاني.
5- الزيادة عن م.
6- الأبيات في الأغاني 142/9.
7- يعني بها ليلى بنت زبان بن الأصبغ بن عمرو، أم عبد العزيز بن مروان (انظر نسب قريش للمصعب ص 160).
8- يعني بها عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية. انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 160.
9- الأصل و م: بمروان، و المثبت عن الأغاني.
10- الزمل: الضعيف الساقط .
11- المصلي هو الثاني في السباق، و الأول يسمى سابقا. و التقريب: عدو دون الإسراع.

و عمت فإن تسبق فحضر مبرّز *** جواد و إن تسبق فنفسك أعول (1)

فما لك بالسلطان أن تحمل القذى *** جفون عيون بالقذى لم تكحل

ما الحق أن تهوى فتسعف بالذي *** هويت إذا ما كان ليس بأعدل

أبى اللّه و الأحساب أن ترأم الخنى (2) *** نفوس كرام بالخنا لم تؤكل

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا (3) البنّا (4)،عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل، أنا محمّد بن الحسين، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا أبي، و يحيى بن معين، قالا: نا جرير، عن هشام بن عروة قال: ما سمعت أحدا من أهل الأهواء يذكر عروة - قال أبي (5):إلاّ بخير.

و قال يحيى بن معين: بشرّ.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك، أنبأ رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنبأ محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش، قال: عروة بن الزّبير ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت [بن] بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، قالا: أنا الوليد (6) بن بكر، أنبأ علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (7):

عروة بن الزّبير بن العوّام تابعي ثقة، و كان رجلا صالحا، لم يدخل في شيء من الفتن، و وقع في ركبته الأكلة فقطعها و لم يترك جزءه تلك الليلة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الدّرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه، أنبأ أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، ثنا الزبير بن بكار حدّثني علي بن صالح، عن عامر بن صالح، عن هشام بن عروة، قال:

ص: 277


1- الحضر: ارتفاع الفرس في عدوه. و في الأغاني: فضنء مبرز.
2- ترأم الخنا: ترضاه و تستسيغه.
3- الأصل: بن، و المثبت عن م.
4- بعدها في م: قالا: إملاء، نا محمّد بن محمّد بن مخلد إملاء، نا علي بن محمّد بن خزفة. ح و قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنا عن أبي تمام...
5- يعني أبا خيثمة.
6- الأصل: نا أبو الوليد.
7- تاريخ الثقات للعجلي ص 331 و سير أعلام النبلاء 433/4.

كان أبي يأتي مكة فتأتيه عجوز كبيرة من مولدات مكة قد أدركت أول الزمان تملح و تنشده هذه القصيدة:

ما ذا ببدر فالعقن *** قل من مرازبة جحاجح ؟ (1)

و تمشي كأنها راحلة فيضحكون منها.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأ جدي، أنا أبو بكر الخرائطي، نا أحمد بن بديل، ثنا المحاربي.

[ح] (2) قال: و نا التّرقفي، نا الفريابي جميعا عن الثوري (3)،عن معاوية بن إسحاق، عن عروة قال: ما بر والده من شدّة الطّرف إليه (4).

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن افهم قال: و قرئ على أبي أيوب سليمان بن إسحاق بن الخليل، نا الحارث بن أبي أسامة، قالا: نا محمّد بن سعد (5)،أنا إسماعيل بن عبد اللّه بن أبي أويس، حدّثني أبي عن عبد اللّه بن حسن بن حسن (6) أنه قال:

كان علي بن حسين بن علي بن أبي طالب يجلس كل ليلة هو و عروة بن الزّبير في مؤخر مسجد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بعد العشاء الآخرة، فكنت أجلس معهما، فتحدثا (7) ليلة فذكرا جور من جار من بني أمية و المقام معهم و هم لا يستطيعون تغيير ذلك، ثم ذكرا ما يخافان من عقوبة اللّه لهم، فقال عروة لعلي: يا عليّ إنّ من اعتزل أهل الجور و اللّه يعلم منه سخطه لأعمالهم فإن كان منهم على ميل ثمّ أصابتهم عقوبة اللّه رجي له أن يسلم مما أصابهم، قال:

فخرج عروة فسكن العقيق، قال عبد اللّه: و خرجت أنا فنزلت سويقة (8).

ص: 278


1- البيت في اللسان:«جحجح» و الجحاجح جمع جحجاح و هو السيد الكريم،(اللسان) و العقنقل: الوادي العظيم المتسع، و الكثيب المتراكم،(القاموس المحيط ).
2- زيادة «ح» حرف التحويل عن م.
3- تقرأ بالأصل:«التوزي» تصحيف، و التصويب عن م، و انظر ترجمة معاوية بن إسحاق في تهذيب الكمال 18/ 192 و ذكر فيها من الرواة عنه: سفيان الثوري.
4- الخبر في سير أعلام النبلاء 434/4 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100 ص 428).
5- الخبر في طبقات ابن سعد 181/5.
6- الأصل: حسين، تصحيف، و التصويب عن م و المختصر، و «بن حسن» لم تكرر عند ابن سعد.
7- عند ابن سعد: فتحدثنا.
8- سويقة: موضع ببطن مكة و بنواحي المدينة يسكنه آل علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر المعدل، أنا أبو طاهر الذهبي، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير، حدّثني محمّد بن حسن، حدّثني غير واحد منهم: عبد اللّه بن محمّد بن يحيى بن عروة، عن هشام بن عروة، قال:

لما قطع عمر بن الخطاب العقيق فدنا من موضع قصر عروة، قال: أين المستقطعون (1)منذ اليوم، فو اللّه ما مررت بقطيعة تشبه هذه القطيعة، فقام إليه خوات بن جبير الأنصاري فقال: أقطعنيها يا أمير المؤمنين، فأقطعه إياها، و كان يقال لموضعها خيف حرّة الوبرة (2).

فلما كانت سنة إحدى و أربعين أقطع مروان بن الحكم عبد اللّه بن عباس بن علقمة بن عبد اللّه بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ما بين الميل الرابع من المدينة إلى صفيرة (3) أرضي المغيرة بن الأخنس التي في وادي العقيق إلى الجبل الأحمر الذي يطلعك على قباء.

قال: و شهود قطيعته عبد الملك، و أبان ابنا مروان و عبد اللّه بن عبد اللّه بن أبي أمية، و عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، فاشترى عروة موضع قصره و أرضه و بئاره من عبد اللّه بن عباس، و ابتنى و احتفر و احتجر (4) و ضفر (5)،فقيل له يا أبا عبد اللّه انك بغير موضع مدر، فقال: يأتي اللّه به من البقيع، فجاء سيل فدخل في مزارعه فكساها من خليج كان خلجه.

قال: و لما فرغ عروة من بناء قصره و بئاره، دعا جماعة من الناس و كان فيمن دعا ابن أبي عتيق قال: فطعم الناس و جعلوا يبرّكون و ينصرفون و يقولون: ما رأينا ماء أعذب، و لا أطيب، و لا منزلا أكرم، قال: و قام ابن أبي عتيق فبرّك ثمّ قال: لو لا خصيلة واحدة ما كان في الأرض مثلها، قال: فاشرأب عروة و الناس، و قال ما هي ؟ قال: ليس لها وقاية و لا دونها وديعة، قال: فضحك عروة و من حضر و أعجبهم ذلك من قول ابن أبي عتيق.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (6)،و أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو الدّرّ مولى ابن

ص: 279


1- الأصل:«المتقطعون»، و المثبت عن م.
2- حرة الوبرة: ناحية من أعراض المدينة، و قيل: هي قرية ذات نخيل.
3- كذا بالأصل، و في م: ضفيرة، و في القاموس المحيط : و الصفيرة و الضفيرة: ما بين أرضين.
4- احتجر: احتجر الأرض: ضرب عليها منارا، و احتجر اللوح: وضعه في حجره.(القاموس المحيط ).
5- الأصل: صفر، و المثبت عن م (انظر القاموس المحيط : ضفر).
6- الأصل: المرزوقي، و في م: المرزقي، كلاها تصحيف.

البخاري، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنبأ أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني مصعب بن عثمان، عن نوفل بن عمارة، عن هشام بن عروة قال:

لما فرغ عروة بن الزّبير من بناء قصره و حفر بئاره دعا جماعة من الناس و كان فيمن دعا ابن أبي عتيق، فأطعمهم و سقاهم من ماء بئره، فجعلوا يبرّكون و يقولون: ما رأينا منزلا أطيب و لا ماء أعذب، قال: فقام ابن أبي عتيق فبرّك ثمّ قال لعروة: لو لا خصلة واحدة ما كان في الأرض مثل بئرك فاشرأب لذلك عروة و الناس، و قال له عروة: ما هي ؟ قال: ليس دونها وديعة و لا لها وقاية يتوضأ منها، قال: فضحك عروة و من معه و أعجبهم قوله.

قال: الوديعة: الخزانة يستودع بالمطر إذا جاء فيكون لها غذاء؛ و الوقاية: أن يكون لها ميضأة لئلا يرجع عليها الماء.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أبو عبد اللّه، نا الزبير قال: و حدّثني أبو ضمرة أنس بن عياض الليثي (1)،عن هشام بن عروة، قال:

لما اتّخذ عروة قصرا بالعقيق قال له الناس: قد جفرت (2) عن مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال: إنّي رأيت مساجدهم لاهية، و أسواقهم لاغية، و الفاحشة في فجاجهم عالية، فكان فيما هنالك عما هم فيه [عافية] (3).

قال: و نا الزبير، قال: و حدّثني محمّد بن حسن، عن سفيان بن حمزة، عن كثير بن زيد، عن المطّلب بن عبد اللّه، عن ابن أبي ربيعة أنه قال:

إنه مرّ بعروة بن الزّبير و هو يبني قصره بالعقيق، فقال: أردت الحرث يا أبا عبد اللّه ؟ قال: لا، و لكنه ذكر لي أنه سيصيبها عذاب - يعني المدينة - فقلت: إن أصابها شيء كنت منتحيا عنها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا الحميدي، نا سفيان، عن هشام بن عروة، قال:

كان عروة يكون بالعقيق، فيموت بعض ولده بالمدينة، فلا يأتيه.

ص: 280


1- سير أعلام النبلاء 427/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100 ص 429).
2- أي بعدت.
3- الزيادة عن م و سير أعلام النبلاء.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه قالوا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أحمد، نا الزبير، قال: و حدّثني عبد اللّه بن مصعب، عن مصعب بن عثمان، قال:

كان عروة بن الزّبير يجلس في قصره بالعقيق، و معه جلساؤه، فإذا بلغته الشمس وضع يده على جدار القصر و قال: لو قدرنا أن ندفع دفعناك فيقوم جلساؤه و يقوم.

قال: و نا الزبير، قال: و حدّثني سعيد بن عمرو، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، أن عروة بن الزّبير قال في قصره بالعقيق حين فرغ من بنائه (1):

بنيناه فأحسنا بناه *** بحمد اللّه في خير العقيق

تراهم ينظرون إليه شزرا *** يلوح لهم على وضح الطريق

فساء الكاسحين و كان غيظا *** لأعدائي و سرّ به صديقي

يراه كلّ مختلف و سار *** و معتمر إلى البيت العتيق

قال الزبير: و أنشأنيها عمي مصعب بن عبد اللّه، و محمّد بن حسن إلاّ البيت الآخر.

أنبأنا أبو علي الحسين (2) بن أحمد، أنا أحمد بن جعفر بن محمّد الفقيه، أنبأ أبو عمر بن عبد الوهاب، و أبو محمّد بن يوه، و أبو محمّد عبد اللّه بن عمر المديني، قالوا: أنا أحمد بن محمّد بن عمر اللّنباني، ثنا عبد اللّه بن محمّد القرشي، قال: أنشدني محمّد بن عمران الضّبي لعروة بن الزّبير رضي اللّه عنهما:

إذا انتسب الناس كان التقيّ *** بتقواه أفضل من ينسب

و من يتق اللّه يكسب بها *** من الحظ أفضل ما يكسب(3) [أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن علي بن الحسين الأنماطي، أنا محمّد بن فارس الوراق، نا محمّد بن جعفر العسكري، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو بكر بن عياش القطان، نا محمّد بن خالد القرشي مولى بني هاشم، عن عامر بن... (4) عن هشام بن عروة أو غيره عن عروة:

ص: 281


1- الأبيات في سير أعلام النبلاء 428/4.
2- في م: حسن.
3- خبر، ورد في م، و قد سقط من الأصل، و نستدركه هنا عن م بين معكوفتين.
4- كلمة غير واضحة في م. و في ترجمة هشام بن عروة في تهذيب الكمال 267/19 ذكر في أسماء الرواة عن هشام: عامر بن صالح الزبيري.

أفضل ما أعطي العباد في الدنيا العقل، و أفضل ما أعطوا في الآخرة رضوان اللّه.

قال: و نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا عبد الرحمن بن صالح نا رجل من بني عباد عن هشام بن عروة عن أبيه قال:

ليس الرجل الذي إذا وقع في الأمر تخلص منه، و لكن الرجل يتوقى الأمور حتى لا يقع فيها].

أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن (1) أحمد بن صابر، أنا أبو الحسن علي بن الحسن (2) بن عبد السلام بن أبي الحزّور، أنبأ أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين، أنبأ أبو سليمان بن زبر، نا الحسين بن غطفان، نا أبو حفص عمر بن محمّد، حدّثني محمّد بن الحسين، نا هارون بن مسلم، نا جعفر بن سعيد، عن عبد اللّه بن أبي عبيدة قال: قال عروة بن الزّبير حين كف بصره:

إن تمش عيناي في صر... (3) بهما *** ريب الزمان و أمر كان قد قدرا

فما بذلك من عار على أحد *** إذا اتقى اللّه و استوصى بما أمرا

كم من بصير يراه الناس ذا بصر *** خاف عن الدين أعمى فيه قد نيرا

و قد أعرتهما حتى دنا أجلي *** و استبدل العيش بعد الصفوة الكدراء

و أنكر الناس دنياهم و دينهم *** فكلما أنكروا من منكر ظهرا

لم يبق لي الدهر إخوانا... (4) أعرفهم *** إلاّ قليلا و قد أبقى لي القدرا

و من لا يكف عن المولى عقاربه *** و لا يعين على المعروف إن حضرا

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد بن عبد اللّه المقرئ، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنبأ محمّد بن عمر بن علي بن خلف بن زنبور الوراق، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا عيسى بن حجّاج، أنا الليث، عن هشام بن عروة أنه قال: يعني عروة:

ما أحبّ أن أدفن في البقيع لأن أدفن في غيرها أحبّ إليّ من أن أدفن فيه، إما أحد الرجلين: و إما ظالم فما أحبّ أن أكون في قبره، و إما صالح فما أحبّ أن تنبش (5) لي عظامه.

ص: 282


1- في م: أنا، تصحيف، قارن مع مشيخة ابن عساكر 105/ب.
2- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م قارن مع المشيخة 105/ب.
3- كلمة غير واضحة بالأصل و م.
4- كلمة غير واضحة بالأصل و م.
5- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م.

أخبرنا أبو محمّد السيدي، أنا أبو محمّد عثمان البحيري، أنا زاهر بن أحمد، أنبأ إبراهيم بن عبد الصمد، أنا أبو مصعب، نا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه أنه قال:

ما أحبّ أن أدفن بالبقيع، لأن أدفن في غيره أحبّ إليّ من أن أدفن فيه، إنّما هو أحد رجلين: إمّا ظالم فلا أحبّ أن أكون معه، و إمّا صالح فلا أحب أن تنبش لي عظامه (1).

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا ابن إدريس، نا ابن نفيل، نا عباد بن كثير القاسطي، عن عروة بن رويم، قال: مات عروة بن الزّبير يوم مات و هو يقول:

أخشاك ربي و أرجوك، أخشاك ربي و أرجوك.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا عمر بن عبيد اللّه (2)،أنا عبد الواحد بن محمّد بن عثمان، أنبأ أبو علي الحسين (3) بن محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل، قال: سمعت علي بن المديني يقول: و مات سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزّبير و أبو بكر بن عبد الرّحمن سنة ثلاث و تسعين.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين (4)،أنا عبد اللّه، نا يعقوب، قال: قال علي بن المديني: مات عروة، و أبو بكر بن عبد الرّحمن، و عبيد اللّه بن عبد اللّه في سنة اثنتين و تسعين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأ أبو الحسن (5) بن الغمر، أنا أبو سليمان زبر، قال: سنة ثنتين و تسعين فيها مات عروة بن الزّبير، و هو ابن سبع و سبعين.

و أخبرنا أبو محمّد الوكيل، عن عبد العزيز، أنا أبو الحسن، أنا أبو سليمان، قال:

و أنا أبي أبو محمّد بن زبر، نا الحسين بن إسحاق، نا النّضر قال: سمعت أبا نعيم يقول:

مات سعيد بن المسيّب و عروة بن الزّبير سنة ثلاث و تسعين.

ص: 283


1- على هامش م: آخر السابع و ستين و أربعمائة.
2- بعدها في م: إملاء.
3- م كذا و بالأصل: الحسين، و في م: الحسن، و سيرد فيها قريبا الحسين.
4- في م: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن إملاء.
5- الأصل: الحسين، و المثبت: الحسن، عن م.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا علي بن محمّد بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، ثنا محمّد بن أحمد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي بن المديني: مات عروة، و ابن المسيّب، و أبو بكر بن عبد الرّحمن سنة إحدى أو اثنتين و تسعين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن [إملاء، نا أبو الحسن] (1) السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (2)،قال: و فيها - يعني سنة ثلاث و تسعين - مات سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزّبير.

[أخبرنا أبو البركات، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبو أمية، نا أبي، نا الواقدي، عن عبد الحكم بن أبي فروة (كذا) قال: مات عروة بن الزبير سنة أربع و تسعين] (3).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، قال: و قرئ على سليمان بن إسحاق الخليل، نا الحارث بن أبي أسامة قالا: نا محمّد بن سعد (4)،أنا محمّد بن عمر، نا عبد الحكم (5) بن عبد اللّه بن أبي فروة، قال: مات عروة بن الزّبير في أمواله بمجاح (6) في ناحية الفرع، و دفن هناك يوم الجمعة سنة أربع و تسعين.

قال محمّد بن عمر: و كان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء لكثرة من مات منهم فيها.

أخبرنا أبو الحسين (7) بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى.

[ح] (8) و أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي، نا محمّد بن علي (9) بن المهتدي.

قالا: أنا عبد (10) اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت

ص: 284


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م لتقويم السند.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط .
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك الخبر عن م.
4- طبقات ابن سعد 181/5-182.
5- في م و ابن سعد: عبد الحكيم.
6- مجاح: ضبطت بالقلم في معجم البلدان بضم الميم، و فيه: قال ابن هشام و يقال: مجاج بجيمين و كسر الجيم و الصحيح عندنا... مجاح بفتح الميم ثمّ جيم و آخره حاء مهملة. و مجاح: موضع من نواحي مكة (معجم البلدان).
7- في م: الحسن، تصحيف.
8- «ح» حرف التحويل أضيف عن م.
9- «نا محمّد بن علي» مكرر بالأصل.
10- في م: عبيد اللّه.

على علي بن عمرو حدثكم الهيثم بن عدي، قال: عروة بن الزّبير أحد بني أسد بن عبد العزّى سنة أربع و تسعين - يعني مات-.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أحمد بن الحسن بن أحمد، أنبأ يوسف بن رباح، أنبأ أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: أبو بكر بن عبد الرّحمن مات سنة أربع و تسعين، و عروة، و سعيد، و علي بن الحسين، و كان يقال سنة الفقهاء.

أخبرنا (1) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلّص - إذنا - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة أربع و تسعين فيها توفي عروة بن الزّبير.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو علي بن المسلمة، و عبد الواحد بن علي، قالا: أنا أبو الحسن (2) بن الحمّامي، أنا الحسين بن محمّد بن الحسن، نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، نا ابن نمير، قال: مات عروة بن الزّبير سنة أربع و تسعين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي،[أنا مكي بن محمّد] (3) أنا أبو سليمان الرّبعي، قال: و في هذه السنة - يعني سنة أربع و تسعين - مات سعيد، و عروة، و أبو بكر، و علي بن الحسين، و هذا أثبت من الأول.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب:

قال: و قال ابن بكير: مات عروة سنة خمس و تسعين.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا (4) البنّا، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن مخلد (5)،أنا

ص: 285


1- الخبر التالي سقط من م، و جاء مكانه فيها خبر آخر نستدركه هنا، و نصه: أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ بن شهريار، أنا عمرو بن علي بن بحر الفلاس قال: مات سعيد بن المسيب و علي بن الحسين و عروة بن الزبير و أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام سنة أربع و تسعين.
2- الأصل و م: الحسين، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و اسمه: علي بن أحمد بن عمر بن حفص، أبو الحسن البغدادي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 402/17.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
4- الأصل و م: أنبأنا، تصحيف، و السند معروف.
5- أقحم بعدها بالأصل:«أنا أبو الحسين بن مخلد».

أبو الحسن علي بن محمّد بن خزفة (1) البزار، أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

عروة بن الزّبير مات سنة أربع أو خمس و تسعين، و كان يوم الجمل، ابن ثلاث عشرة سنة، فاستصغروه فردّوه (2).

قال: و أنا مصعب بن عبد اللّه، قال: توفي عروة بن الزّبير و هو ابن سبع و ستين سنة (3).

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العباس النهاوندي، نا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل قال: و قال الفروي (4):مات عروة سنة سبع (5) و تسعين و مائة، أو إحدى و مائة، اختلف فيه.

و قال في موضع آخر: حدّثني هارون بن محمّد، قال: سمعت بعض أصحابنا قال:

مات عروة سنة تسع [و تسعين] (6)،أو سنة إحدى و مائة.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالوا: أنا أبو جعفر، أنبأ أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال: و توفي عروة بن الزّبير و هو ابن سبع و ستين سنة.

4688 - عروة بن العشبة الكلبي

شاعر فارس.

كان من أصحاب علي بن أبي طالب، ثم لحق بمعاوية.

ذكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري قال: قالوا:

و بعث معاوية رجلا من كلب يقال له زهير بن مكحول من بني عامر إلى السّماوة، فجعل يصدّق الناس، و بلغ ذلك عليا، فبعث ثلاثة نفر جعفر بن عبد اللّه الأشجع، و عروة بن العشبة من كلب من بني عبد ودّ، و الجلاس بن عمير من بني عدي بن جناب الكلبي، و جعل الجلاس كاتبا لهم ليصدّقوا من كان في طاعته من كلب، و بكر بن وائل،

ص: 286


1- بدون إعجام بالأصل و م، و الصواب ما أثبت و ضبط ، ترجمته في سير أعلام النبلاء 198/17.
2- تهذيب الكمال 15/13.
3- المصدر السابق.
4- الأصل و م: القروي، تصحيف، و الصواب ما أثبت عن تهذيب الكمال، و هو هارون بن محمّد الفروي.
5- كذا رسمها بالأصل و م، و في تهذيب الكمال:«تسع».
6- الزيادة عن تهذيب الكمال.

فأخذوا على شاطئ الفرات حتى أتوا أرض كلب، و وافقا زهيرا الأجدادي فاقتتلوا، فهزم زهير أصحاب علي، و قتل جعفر بن عبد اللّه، و أفلت الجلاس، و أتى ابن العشبة عليا فعنّفه، و قال: جبنت و تعصبت فانهزمت و علاه بالدّرّة، فغضب و لحق بمعاوية، فهدم عليّ داره، و كان زهير حمل ابن العشبة على فرس، فلذلك اتهمه علي، و قال ابن العشبة:

أبلغ أبا حسن إذا ما جئته *** يدنيك منه الصبح و الإمساء

لو كنت رائينا عشية جعفر *** جاشت لديك النفس و الأحشاء

إذ نحسب الصحراء خلف ظهورنا *** خيلا و أن أمامنا صحراء

إنا لقينا معشرا قبص الحصى *** فكأنهم يوم الوغى شجراء

و مرّ الجلاس براع فأعطاه جبة خزّ، و أعطاه الراعي عباءة، فلبسها، و أخذ العلبة في يده، و أدركته الخيل، فقالوا: أين أخذ هؤلاء الترابيون (1)؟فأشار إليهم: أخذوا هاهنا، ثم أقبل إلى الكوفة، فقال جوّاس بن القعطل:

و نجّى جلاسا علبة و عباءة *** و قولك إني جيد الصّرّ حالب

و لو ثقفته بالكثيب خيولهم *** لأودى كما أودى سمير و حاطب

و صار لقى بين الفريقين مسلما *** جبارا (2) و لم يثأر به الدهر طالب.

و قال هشام بن الكلبي: هو عروة بن العشبة لأنه كان كالعشب لقومه، و عروة من ولده و بعضهم يقول: عمر بن العشبة و ذلك باطل.

4689 - عروة بن محمّد بن عطيّة بن عروة بن القين بن عامر

ابن عميرة بن ملاّن بن ناصرة بن فصيّة (3) بن نصر

ابن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة

و يقال: ابن عطية بن سعد السّعدي الجشمي (4)

روى عن أبيه عن جده، و لجده صحبة.

ص: 287


1- هم أصحاب علي رضي اللّه عنه، و قد سماه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أبا تراب، و قيل كنية له، و قيل لقب، على خلاف في ذلك بين النحاة و المحدثين (انظر تاج العروس بتحقيقنا: ترب).
2- الجبار بالضم، من الحروب: ما لا قود فيها (القاموس المحيط ).
3- غير واضحة قراءتها في الأصل و م، و المثبت عن جمهرة ابن حزم.
4- انظر أخباره في: جمهرة ابن حزم ص 265 و تهذيب الكمال 20/13 و تهذيب التهذيب 121/4 و التاريخ الكبير 34/7 و الجرح و التعديل 397/6.

روى عنه: عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و رجاء ابن أبي سلمة، و محمّد بن خراشة، و عاصم بن عبد اللّه بن نعيم.

و استعمله سليمان بن عبد الملك، و عمر بن عبد العزيز، و يزيد بن عبد الملك على اليمن.

روى عنه من أهل اليمن: سماك بن الفضل، و أمية بن شبل، و أبو وائل القاصّ ، و الزبير والد النعمان بن الزبير، و عمرو بن عون الصّنعاني، و عبد اللّه بن نعيم والد عاصم بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو محمّد السيدي، أنا أبو سعد الأديب، أنبأ الحاكم أبو أحمد، أنا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا هشام بن عمّار، نا صدقة - هو ابن خالد - نا ابن جابر، حدّثني عروة بن محمّد بن عطيّة السّعدي، حدّثني أبي أن أباه أخبره قال (1):

قدمت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في أناس من بني سعد بن بكر، و كنت أصغر القوم، فخلفوني في رحالهم، ثم أتوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقضى من حوائجهم ثمّ قال:«هل بقي منكم أحد؟» قالوا: يا رسول اللّه غلام منّا خلفناه في رحالنا، و أمرهم أن يبعثوني إليه، فأتوني فقالوا: أجب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فأتيته، فلما رآني قال:«ما أغناك اللّه فلا تسأل الناس شيئا، فإنّ اليد العليا هي المنطية، و إنّ اليد السفلى هي المنطاة، و إنّ مال اللّه مسئول و منطى»[8110].

قال: و يكلمني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بلغتنا.

أنبأناه أبو بكر عبد الغفار بن محمّد.

و أخبرنا عنه أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن حبيب، و أبو منصور برغش بن عبد اللّه (2)،عتيق القاضي الهروي (3)،أنا أبو سعيد الصيرفي (4).

[ح] (5) و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو طاهر الفقيه، و أبو زكريا بن أبي إسحاق، و أبو العباس أحمد بن محمّد الشّاذياخي، و أبو سعيد بن أبي عمرو، ثنا أبو العباس بن محمّد بن يعقوب قال: ثنا - و قال

ص: 288


1- أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة 541/3 في ترجمة عطية بن عروة السعدي باختلاف بسيط .
2- مشيخة ابن عساكر 33/ب.
3- هو محمّد بن نصر، القاضي، مشيخة ابن عساكر 33/ب.
4- هو محمّد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي، مشيخة ابن عساكر 33/ب، ترجمته في سير أعلام النبلاء 350/17.
5- «ح» حرف التحويل أضيف عن م.

البيهقي: أنا - محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، ثنا - و قال البيهقي: أنا - بشر بن بكر، عن ابن (1) جابر، عن عروة بن محمّد بن عطيّة، قال: حدّثني أبي أنّ أباه أخبره، قال:

قدمت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فذكره، و قال: فقضوا حوائجهم، و قال:«هل بقي - و قال الشيرويي: و قال: فيكم أحد، و قال ألاّ نسأل، و قال: فإنّ اليد المنطية العليا، و قال:

لمسئول» و قال: فكلّمني و الباقي مثله.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا أحمد بن منصور بن سيّار، نا إبراهيم بن خالد الصنعاني، حدّثني أبو وائل القاصّ (2)،قال: أنا عند عروة بن محمّد، فدخل رجل فكلّمه بكلام أغضبه، فقام ثمّ رجع و قد توضأ، فقال: حدّثني أبي عن جدي عطية (3).

[ح] (4) و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد بن الحسن، أنا أبو محمّد الحسين (5) بن أحمد بن محمّد، أنبأ أبو الوفاء المؤمّل بن الحسن (6) بن عيسى، نا أحمد بن منصور، نا إبراهيم بن خالد الصنعاني، نا أبو وائل القاص (7)،قال:

كنا عند عروة بن محمّد فدخل عليه رجل، فكلّمه بكلام أغضبه، قال: فقام منا ثمّ رجع و قد توضأ، فقال:

حدّثني أبي عن جدي، عن أبيه (8)،و كانت له صحبة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّ الغضب من الشيطان، و إنّ الشيطان خلق من النار، و إنّما يطفئ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضّأ» (9)[8111].

و ليس في حديث ابن صاعد عن أبيه، و هو الصواب.

ص: 289


1- الأصل: أبي، و المثبت عن م، و هو يعني: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
2- الأصل: القاضي، و التصويب عن م.
3- كذا بالأصل، و بعدها بياض في م، و الكلام متصل في الأصل. و بعد البياض في م «ح» حرف التحويل.
4- «ح» حرف التحويل أضيف عن م.
5- في م: الحسن.
6- بالأصل:«المؤمل بن الحسين أبي عيسى» تصحيف، و الصواب ما أثبت عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 15/ 21.
7- الأصل: القاضي، و التصويب عن م.
8- كذا بالأصل و م، و سينبه المصنف في آخر الحديث إلى أنها مقحمة. و قد أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة عن عطية بن عروة السعدي.
9- أسد الغابة 542/3 في ترجمة عطية بن عروة السعدي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عثمان، أنا الحسن (1) بن محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل بن إسحاق، قال (2):

سمعت علي بن المديني يقول:

عروة بن محمّد بن عطيّة بن عروة، قال: و عطية هو الذي روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم «إذا غضب أحدكم فليتوضأ» هو من سعد بن بكر، قال: و ولاؤنا لهذا. قال علي: قال سفيان:

حدّثني مولى لعروة بن محمّد قال: خرج عروة بن محمّد من اليمن و قد وليها سنين (3) و ما معه إلاّ سيفه و رمحه و مصحفه، و بلغني أنه لما دخل قال: يا أهل اليمن هذه راحلتي، فإن خرجت بأكثر منها فأنا سارق.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي (4)،حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و ابن النرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد:

و محمّد بن الحسين، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (5):عروة بن محمّد بن عطيّة بن عروة من بني سعد بن بكر، عن أبيه، عن جده.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.

[ح] (6) قال: أبو طاهر أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم، قال (7):

عروة بن محمّد بن عطيّة بن عروة من بني سعد بن بكر، روى عن أبيه، عن جده، روى عنه سماك بن الفضل و رجاء بن أبي سلمة، و أمية بن شبل، و أبو وائل القاصّ ، و الزبير أبو النعمان، و محمّد بن خراشة، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 290


1- عن م و بالأصل: الحسين.
2- رواه المزي في تهذيب الكمال 21/13 من طريقه.
3- كذا بالأصل و م و تهذيب الكمال، و في المختصر: سنتين.
4- تقرأ بالأصل: المديني، و المثبت عن م، و السند معروف.
5- التاريخ الكبير للبخاري 34/7.
6- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و اضيف عن م.
7- الجرح و التعديل 397/6.

قال أبو محمّد: روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و عمرو بن عون الصنعاني، و عبد اللّه بن نعيم والد عاصم بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا (1) أبو القاسم بن السّوسي أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأ أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي (2)،أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسين بن سميع يقول: عروة بن محمّد بن عطيّة السعدي.

قال أبو سعيد: استعمله سليمان، و عمر بن عبد العزيز على اليمن.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن (3) السيرافي (4)،أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (5):

في تسمية عمال سليمان بن عبد الملك باليمن: عروة بن محمّد بن عطيّة السعدي من بني سعد بن بكر بن هوازن و أقر يعني عمر بن عبد العزيز عليها عروة حتى مات، و أقر - يعني يزيد بن عبد الملك - عليها عروة بن محمّد، و ولّى هشام يوسف بن عمر الثقفي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الأزهري منجم السمناوي بمصر، أنبأ أبو الحسين محمّد بن علي بن الحسين بن أبي الحديد، أنبأ يونس بن عبد الأعلى الصدفي، أنا ابن وهب.

قال: و حدّثني ابن (6) لهيعة أن عمر بن عبد العزيز استعمل عروة بن محمّد القيسي من بني سعد بن بكر، و كان من صالح عمّال عمر بن عبد العزيز على اليمن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن

ص: 291


1- الأصل:«و أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين القاسم بن السوسي إلخ».
2- الأصل:«و أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين القاسم بن السوسي إلخ».
3- الأصل و م: الحسين، تصحيف.
4- الأصل: البراقي، تصحيف، و التصويب عن م، و السند معروف.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 318 و 332 و 357.
6- في م: أبي، تصحيف.

الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،حدّثني إبراهيم بن محمّد الشافعي، نا عبد الرّحمن بن حسن الزّرقي، حدّثني أبي.

أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عامله إلى اليمن:

إلى عروة بن محمّد السعدي، إنّي أكتب إليك آمرك أن تردّ إلى المسلمين مظالمهم، فتكتب إليّ تراجعني، و لا تعرف مسافة ما بيني و بينك، و لا تعرف أحداث (2) الموت حتى لو كتبت إليك أن ترد على رجل مظلمة شاة لكتبت إليّ أردّها عفراء أم سوداء، فاردد على المسلمين مظالمهم و لا تراجعني، و السلام.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا سفيان قال:

هو (3) كتب عمر بن عبد العزيز إلى عروة صاحب اليمن لا يحمل إليّ من اليمن إلاّ حقّ ، و لو لم يبلغ خراجها إلاّ حفينة (4) من كتم (5) لم أبال.

أنبأ أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن (6) علي بن الحسن (7) بن الحسين، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف بن بشر، أنا محمّد بن حمّاد، أنا عبد الرّزّاق، أنا معمر في قوله تبارك و تعالى: فَلَمّٰا آسَفُونٰا (8)حدّثني سماك بن الفضل قال:

كنت عند عروة بن محمّد جالسا، و عنده وهب بن منبّه، فأتي بعامل لعروة، فشكي، قال فأكثروا عليه، فقالوا: فعل و فعل، و ثبتت عليه البيّنة، قال: فلم يملك وهب نفسه فضربه على قرنه بعصا، فإذا دماؤه تشخب، و قال: أ في زمن عمر بن عبد العزيز تصنع مثل هذا؟ قال: فاشتهاها عروة - و كان حليما - و استلقى على قفاه و ضحك، و قال: يعيب (9)علينا أبو عبد اللّه الغضب في حكمته و هو يغضب، فقال وهب: و ما لي لا أغضب و قد غضب خالق

ص: 292


1- الخبر في المعرفة و التاريخ 593/1 و سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 97.
2- كذا بالأصل و م و المختصر، و في المعرفة و التاريخ: أخذات الموت.
3- كلمة غير واضحة بالأصل و م و رسمها:«مسبب».
4- حفينة تصغير حفنة، و الحفنة ملء الكف، و في الصحاح: ملء الكفين من طعام أو غيره (راجع تاج العروس. بتحقيقنا: حفن).
5- الكتم نبت يخلط بالحناء و يخضب به الشعر، فيبقى لونه (القاموس المحيط ).
6- الأصل:«الحسين» تصحيف، و التصويب عن م، قارن مع مشيخة ابن عساكر 141/ب.
7- الأصل:«الحسين» تصحيف، و التصويب عن م، قارن مع مشيخة ابن عساكر 141/ب.
8- سورة الزخرف، الآية:55.
9- في المختصر: يعتب.

الأحلام (1)،إنّ اللّه تعالى يقول فَلَمّٰا آسَفُونٰا انْتَقَمْنٰا مِنْهُمْ يقول: أغضبونا (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل البقّال، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا عبد الرّزّاق، أنبأ معمر، عن سماك بن الفضل، قال (3):

سمعت عروة بن محمّد يقول: ما أبرم قوم أمرا قط فصدروا فيه عن رأي امرأة إلاّ تبرّوا (4).

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5)،قال: قال علي بن المديني: ولي عروة بن محمّد اليمن عشرين سنة، و خرج حين خرج و معه سيف، و مصحف.

قال: و ثنا يعقوب (6)،و قال: و فيها يعني سنة ثلاث و مائة نزع عروة عن أهل اليمن، و أمّر مسعود بن غوث.

4690 - عروة بن محمّد

قيل: إنّه وفد على معاوية، و الصواب عمارة بن عمرو بن حزم.

4691 - عروة بن مروان

أبو عبد اللّه العرقي الجرّار (7)

من أهل عرقة من أعمال الطرابلس (8) من نواحي دمشق.

حدّث بمصر عن ابن المبارك، و موسى بن أعين، و يعلى بن الأشدق، و محمّد بن سلمة الحرّاني، و عبيد اللّه بن عمرو (9) الأسدي الرّقّي، و عمر بن المغيرة، و زهير بن

ص: 293


1- الأصل: الأحكام و المثبت عن م و تهذيب الكمال.
2- من طريق سماك بن الفضل رواه المزي في تهذيب الكمال 21/13.
3- تهذيب الكمال 21/13.
4- تبروا أي أهلكوا.
5- المعرفة و التاريخ 30/2.
6- المعرفة و التاريخ 345/3.
7- ترجمته في ميزان الاعتدال 64/3 و التاريخ الكبير 32/7 و معجم البلدان (عرقة): و فيه الحرار بدل: الجرار، و الجرح و التعديل 398/6 و طبقات خليفة رقم 1125.
8- كذا بالأصل و م، و هي:«طرابلس» كما في معجم البلدان، و فيه: عرقة بكسر أوله و سكون ثانيه: بلدة في شرقي طرابلس بينهما أربعة فراسخ و هي آخر عمل دمشق.
9- في معجم البلدان:«عمر» تصحيف.

معاوية، و إسماعيل بن عيّاش، و محمّد بن عبد اللّه بن عمير (1).

روى عنه: يونس بن عبد الأعلى، و خير بن عرفة، و سعيد بن عثمان التّنوخي، و أيوب بن محمّد الوزان (2).

أخبرنا (3) أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو القاسم التّنوخي، نا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن مردك الشيخ الصالح، نا عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرازي، نا سعيد بن عثمان التّنوخي، نا عروة بن مروان يعني العرقي، نا موسى بن أعين، عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير، عن ابن (4) عمر قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أتاكم شهر رمضان تزين فيه الحور العين»[8112].

قال: و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إذا كان آخر يوم من شهر رمضان أعتق فيه مثل جميع ما أعتق»[8113]- يعني في رمضان-.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين (5)،و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا إبراهيم بن إسماعيل بن الفرج الغافقي - بمصر - نا يونس بن عبد الأعلى، نا عروة العرقي، عن ابن المبارك، عن عاصم، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي»[8114].

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

[ح] (6) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (7):

ص: 294


1- في م: محمّد بن عبد اللّه بن عبيد بن عمير.
2- في م: الوراق، و في ميزان الاعتدال و معجم البلدان كالأصل.
3- الأصل:«و أخبرنا» و المثبت عن م.
4- الأصل: أبي، تصحيف و المثبت عن م.
5- في م: الحسن، ترجمته في سير أعلام النبلاء 152/18.
6- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و أضيف عن م.
7- الجرح و التعديل 398/6.

عروة بن مروان الرّقّي الجرار (1)،روى عن عبيد اللّه (2) بن عمرو، و عمر بن المغيرة، و زهير بن معاوية، و محمّد بن عبد اللّه بن عبيد بن عمير، و إسماعيل بن عيّاش، روى عنه أيوب بن محمّد الوزّان الرقي.

ثم قال بعد ترجمة أخرى بعده (3):عروة العرقي، روى عن عبد اللّه بن المبارك، روى عنه يونس بن عبد الأعلى، سألت أبي عنه فقال: لا أعرفه مجهول.

كذا فرّق بينهما، و هما واحد، و اللّه أعلم.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأ عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه.

و حدّثني أبو بكر، أنا أبو عمرو بن مندة - إجازة - عن أبيه أبي عبد اللّه، و نا أبو سعيد بن يونس، قال: عروة بن مروان العرقي يكنى أبا عبد اللّه من أهل عرقة، من أهل بلاد الشام، قدم إلى مصر، و كان من العابدين، و كتب عنه، و كان آخر من حدث عنه بمصر خير بن عرفة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال:

عروة بن مروان الجرار يعرف بالعرقي، كان أميّا، يروي عن عبيد اللّه بن عمرو الرّقّي، و موسى بن أعين، و غيره، حدّث عنه أيوب الوزان، و خير بن عرفة، و ليس بالقوي في الحديث، كان يسكن عرقة من أرض الشام، فنسب إليها.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

[ح و] (4) أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يونس، أنبأ أبو زكريا.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى، أنبأ سهل بن بشر، أنبأ رشأ بن

ص: 295


1- الأصل: الحرار، و المثبت عن م و الجرح و التعديل.
2- الأصل: عبد اللّه، و التصويب عن م و الجرح و التعديل.
3- كذا بالأصل و م، و الترجمة التالية وردت في الجرح و التعديل قبل الترجمة السابقة، و في نفس الصفحة من الجرح و التعديل 398/6.
4- الزيادة عن م.

نظيف، قالا: نا عبد الغني بن سعيد قال: و أما العرقي بالعين المهملة، و القاف فهو:

عروة بن مروان الرّقّي العرقي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1).

العرقي بكسر (2) العين، و سكون الراء، بالقاف.

قال: أما و الجرّار (3):أوله جيم بعدها راء، و بعد الألف مثلها: عروة بن مروان الجرّار يعرف بالعرقي (4) كان أميا، يروي عن عبيد اللّه بن عمرو الرّقيّ ، و موسى بن أعين، و غيرهما، روى عنه أيوب الوزان، و خير بن عرفة، ليس بالقوي، و كان ينزل عرقة بلد بين رفنية و طرابلس.

كتب إليّ أبو زكريا بن مندة، و حدّثني أبو بكر محمّد بن شجاع [عنه] (5)،أنبأ عمي، عن أبيه.

و حدّثني أبو بكر، أنبأ أبو عمرو بن مندة - إجازة - عن أبيه، ثنا أبو سعيد بن يونس، حدّثني أبي عن جدي أنه حدّثه قال:

ما رأيت أحدا ممن قدم إلينا كان أشدّ تقشفا من عروة بن مروان العرقي، كان رجلا محققا شديد الحمل و الجهد على نفسه، و كان ضيق الكم، ما يقدر أن يخرج يده إلاّ بعد جهد، و كان لا يرى الاشتغال بالتجارة إنّما كان يأتي بريحان ينبت في الجبال إلى مصر فيبيعه فينقوته و أتى إلى ابن (6) وهب ليكتب عنه، و أخذ منه كتاب الأشربة، فذهبت معه أريد أن أكتبه معه، فدخل بيننا فيه مجلس مليء براغيث فكتبته له و قلت له: حدّثني عن أكبر من لقيت، فحدّثني بهذه الأحاديث التي عندي عنه.

4692 - عروة بن المغيرة بن شعبة

أبو يعفور (7) الثقفي (8)

حدّث عن أبيه.

ص: 296


1- الاكمال لابن ماكولا 317/6.
2- الأصل: بسكون، و التصويب عن م و الاكمال.
3- الاكمال لابن ماكولا 179/2 - و 180.
4- بالأصل و م: بالرقي، و التصويب عن الاكمال.
5- زيادة عن م.
6- الأصل: أبي، و المثبت عن م.
7- الأصل: يعقوب، و المثبت عن م و المختصر، و مصادر ترجمته.
8- ترجمته في: تهذيب الكمال 24/13 و تهذيب التهذيب 122/4.

روى عنه نافع بن جبير بن مطعم، و الشعبي، و عبّاد بن زياد، و عمر بن بيان الثعلبي (1)،و إسماعيل بن محمّد بن سعد بن أبي وقّاص (2).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو بكر بن مالك، نا بشر بن موسى، نا أبو نعيم، نا زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي، عن عروة بن المغيرة بن شعبة، عن أبيه قال:

كنت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ذات ليلة في سفر، فقال:«أ معك ماء» قلت: نعم، فنزل عن راحلته، فمشى حتى توارى عني في سواد الليل ثمّ جاء، فأفرغت عليه ماء من الإداوة (3)فغسل يديه و وجهه و عليه جبّة من صوف، فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها حتى أخرجهما من أسفل الجبّة، و غسل ذراعيه، و مسح رأسه، فأهويت لأنزع خفّيه فقال:«دعهما فإنّي أدخلتهما طاهرتين»، فمسح عليهما[8115].

رواه البخاري عن أبي نعيم (4).

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا [أبو] (5) محمّد الجوهري، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، ثنا أبو محمّد عبد اللّه بن إسحاق المدائني، نا يحيى بن حكيم المقوّم، نا سلّم بن قتيبة، نا يونس بن أبي إسحاق، عن الشعبي، عن عروة بن المغيرة، قال:

كنت مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في سفر، فذهب لحاجته، فتبعته بإداوة، فمضمض و استنشق و غسل وجهه، ثم أراد أن يغسل ذراعيه، فلم يخرج ذراعاه من جبّة ضيقة الكم، فأخرجها من تحت الجبّة، فغسل ذراعيه و مسح رأسه، ثم أهويت إلى خفيه لأجعلهما فقال:«يا مغيرة أفر الخفين فرارهما إنّي أدخلت الخفّين و هما طاهرتين»، فتوضّأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و مسح على خفيه، فشهد المغيرة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بذلك، و شهد عروة على المغيرة بذلك، و شهد الشعبي على (6) عروة بذلك، و شهد يونس على (7) الشعبي بذلك، و شهد سلّم (8) على يونس بذلك،

ص: 297


1- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن م، و في تهذيب الكمال: التغلبي.
2- زيد بعدها في م: بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن بشر و هو (...).
3- بالأصل: الأداة، و المثبت عن م، و الإداوة: المطهرة.
4- صحيح البخاري(4) كتاب الوضوء،50 باب إذا أدخل رجليه و هما طاهرتان (ح:206)66/1.
5- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
6- الأصل: عن، و المثبت عن م.
7- الأصل: عن، و المثبت عن م.
8- غير واضحة بالأصل و رسمها:«بببلم» و في م:«سالم».

و قال: أنا سلّم اشهدوا علي بذلك [و شهد يحيى على سلّم بذلك، قال أبو محمّد اشهدوا عليّ بذلك] (1).

قال أبو الفضل الزهري (2):و أنا أشهد على عبد اللّه بذلك، و اشهدوا علي بذلك.

قال الجوهري: و أنا أشهد على الزهري بذلك، و قال لنا أبو غالب: و أنا أشهد على الجوهري بذلك (3).

و من غرائب حديثه:

ما أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، ثنا أبو بكر الشافعي، نا مضر بن محمّد، نا عبد الرّحمن، نا طعمة بن عمرو، نا عمر بن بيان الثعلبي، عن عروة بن المغيرة بن شعبة، عن المغيرة بن شعبة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من باع الخمر فليشقّص الخنازير»[8116].

عبد الرّحمن بن عمرو البجلي الحرّاني.

قرأت في كتاب أبي محمّد عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة رواية ابنه أبي سليمان عنه، أنبأ أبو سعيد الضّبعي - يعني عبد الرّحمن بن محمّد بن منصور - نا وهب بن جرير، نا جويرية - يعني ابن أسماء - حدّثني خالد الحذّاء.

أنّ المغيرة بن شعبة-، حيث أراد معاوية البيعة ليزيد - وفّد أربعين من وجوه أهل الكوفة و أمّر عليهم ابنه عروة بن المغيرة، فدخلوا على معاوية، فقاموا خطباء، فذكروا أنه إنّما أشخصهم إليه التيه و النظر لأمة محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم، فقالوا: يا أمير المؤمنين كبرت سنك، و تخوفنا الانتشار (4) من بعدك، يا أمير المؤمنين، اعلم لنا علما، و حدّ لنا حدا ننتهي إليه، قال: أشيروا عليّ ، قالوا: نشير عليك بيزيد بن أمير المؤمنين، قال: و قد رضيتموه، قالوا: نعم، قال:

و ذاك رأيكم ؟ قالوا: نعم، و رأي من بعدنا، فأصغى إلى عروة، و هو أقرب القوم منه مجلسا، فقال: اللّه أبوك، بكم اشترى أبوك من هؤلاء دينهم ؟ قال: بأربعمائة، قال: لقد وجد دينهم عندهم رخيصا.

ص: 298


1- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
2- الأصل و م: للزهري.
3- زيد بعدها في م: قال لنا والدي رحمه اللّه، و أنا أشهد على أبي غالب بذلك، و اشهدوا عليّ بذلك.
4- فوقها في م ضبة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون - قالا: أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط قال (1):

عروة بن المغيرة بن شعبة، أمه فتاة.

أنبأ أبو الغنائم محمّد بن علي، حدّثني أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن - قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسين المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري، قال (2):

عروة بن المغيرة بن شعبة الثقفي قال الشعبي: و كان خير أهل بيته و كان على الكوفة، سمع أباه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري.

[و] (3) حدّثنا عمي - رحمه اللّه تعالى - أنا أبو طالب بن يوسف، و أنا الجوهري رواية.

أنبأ أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال (4):في الطبقة الأولى (5) من أهل الكوفة: عروة بن المغيرة بن شعبة الثقفي، و يكنى أبا يعفور، روى عنه أبيه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: أبو يعفور: عروة بن المغيرة بن شعبة يروي عن أبيه، روى عنه عامر الشعبي، و إسماعيل بن محمّد بن سعد بن أبي وقّاص، و عباد بن زياد و غيرهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن (6)،أنا أبو نصر البخاري، قال:

عروة بن المغيرة بن شعبة الثقفي الكوفي [كان] (7) واليا عليها، و هو أخو حمزة، و غفّار، و يعفور (8)،سمع أباه، روى عنه الشعبي، و نافع بن جبير في الوضوء.

ص: 299


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 263 رقم 1125.
2- التاريخ الكبير للبخاري 32/7.
3- الزيادة عن م.
4- طبقات ابن سعد 269/6.
5- كذا بالأصل و م، و قد ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من الكوفيين.
6- الأصل: الحسين، و المثبت عن م.
7- زيادة عن م.
8- الأصل و م: يعقوب، و المثبت عن تهذيب الكمال.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأ الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسين، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنبأ علي بن أحمد بن زكريا، أنبأ صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: عروة بن المغيرة بن شعبة تابعي ثقة (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال (2):قال ابن أبي عمر عن سفيان،[عن زكريا] (3) عن الشعبي، قال:

علم المغيرة بن شعبة ابنه عروة رعاية الغنم، ثم علمه رعاية الإبل، ثم قال: أجلسوه في مجالسكم حتى يتعلم منكم و يسمع حديثكم، ثم دعاه إليه فزوّجه أربعا.

قال أبو زرعة (4):و قد سمعت أبا نعيم يذكر عن يونس بن أبي إسحاق [أن] (5) الشعبي روى عنه حديث المسح على الخفين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن (6)،أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، ثنا موسى، نا خليفة قال (7):

سنة خمسين فيها مات المغيرة بن شعبة بالكوفة، و استخلف ابنه عروة، و يقال:

استخلف جرير بن عبد اللّه البجلي، فولّى معاوية زيادا (8) الكوفة مع البصرة.

قال: و نا خليفة (9)،قال: قدم الحجاج سنة خمس و سبعين فولاها الحجاج - يعني الكوفة - عروة بن المغيرة بن شعبة، و يقال: ولّى حوشب بن رويم الشيباني، ثم عزله.

و قال (10):في تسمية عمال الوليد على الكوفة: عروة بن المغيرة بن شعبة الثقفي على الصلاة سنة خمس و تسعين، فكأنه وليها مرتين.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري (11)،أنا أبو عمر بن حيّوية،

ص: 300


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 331 رقم 112.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 663/1.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و تاريخ أبي زرعة.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 663/1.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و تاريخ أبي زرعة.
6- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م.
7- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 210.
8- الأصل: زياد، و التصويب عن م و تاريخ خليفة.
9- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 294.
10- تاريخ خليفة ص 310.
11- بعدها في م: و حدثنا عمي أنا أبو طالب أنا أبو محمّد قراءة.

أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنبأ مسلم بن إبراهيم، نا سلام بن مسكين، نا أبو النّضر المازني، عن الشعبي أن عروة بن المغيرة بن شعبة كان أميرا على الكوفة، و كان خير أهل ذلك البيت.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن [أبي عمر بن حيويه، أنا محمّد بن] (2) القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، نا مسلم بن إبراهيم، ثنا سلام بن مسكين، ثنا أبو النّضر المازني، عن الشعبي قال: إني لشاهد لعروة بن المغيرة بن شعبة، و كان أميرا على الكوفة، و كان من خير - أراه قال: أهل ذلك البيت-.

أخبرنا أبو غالب بن البناء، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن النّرسي، أنبأ علي بن عمر بن محمّد الحربي، أنبأ أبو العباس حامد بن محمّد بن شعيب البلخي، نا سريج بن يونس، نا هشيم، أنبأ داود (3)،عن الشعبي.

أن رجلا اشترى من رجل خادمه بخمسمائة درهم، فنقده منها ثلاثمائة درهم، فسأله أن يدفعها إليه، فأبى، فانطلق فتحمل له الثمن، ثم أتاه بها فدفعها إليه و قال: ادخل فاقبض سلعتك، فوجدها قد ماتت فخاصمه إلى عروة بن المغيرة قال: فقال عروة: أما الثلاثمائة فهي لك، و أما المائتين فإنّك ارتهنت السلعة رهنا، و الرهن بما فيه، فأعجب ذلك الشعبي.

و بلغني أن عبد الملك بن مروان قال للهيثم بن الأسود النّخعي (4):يا هيثم من سيد ثقيف بالكوفة ؟ قال: عروة بن المغيرة بن شعبة لا ينازع ذلك، فقال الحجّاج: ليس هناك و لا كرامة، نحن أعلم بقومنا منك، فقال الهيثم للحجاج: إنّي أكبر منك سنا و أعلم بالناس منك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي - إجازة إن لم يكن سماعا - أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، نا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن هارون بن محمّد الضّبّي - إملاء - قال: و في كتابه - يعني إياه - عن أبي علي بن السجستاني، قال: قال عروة بن المغيرة.

شرّ العداوة ما ستر بالمداراة، و أشفاها للأنفس ما فزع لمثلها بادئا و كان ينشده:

لا أتقي حسد الضّغائن بالرّقى *** فعل الذليل و لو بقيت وحيدا

لكن أعدّ لها ضغائن مثلها *** حتى أوازي بالحقود حقودا

ص: 301


1- طبقات ابن سعد 269/6.
2- الزيادة عن م.
3- الخبر رواه المزي في تهذيب الكمال 25/13 من طريق داود بن أبي هند.
4- الخبر في تهذيب الكمال 25/13.

كالخمر خير دوائها منها بها *** تشفي السقيم و تبرئ المنجودا

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنبأ أبي أبو يعلى.

[ح] (1) و أخبرنا السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

قالا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه (2) بن أحمد بن أحمد (3) بن علي، أنبأ محمّد بن (4)حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو: حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عيّاش في تسمية الحول: عروة بن المغيرة بن شعبة.

4693 - عريان بن الهيثم بن الأسود بن قيس

4693 - عريان (5) بن الهيثم بن الأسود بن قيس (6)

ابن معاوية بن سفيان بن هلال بن عمرو بن جشم

ابن عوف بن النّخع النّخعي الكوفي (7)

رأى عبد اللّه بن عمرو بن العاص.

و حدث عن أبيه، و قبيصة بن جابر.

روى عنه عبد الملك بن عمير، و علي بن زيد بن جدعان.

و وفد على معاوية، و على يزيد بن معاوية و عنده رأى عبد اللّه بن عمرو.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (8)،حدّثني أبي، ثنا حسن (9)،نا سفيان، عن عبد الملك، عن العريان بن الهيثم، عن قبيصة بن جابر الأسدي، قال: انطلقت مع عجوز لي إلى ابن مسعود، فذكر قصة، فقال عبد اللّه: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يلعن المتنمصات (10)

ص: 302


1- «ح» حرف التحويل أضيف عن م.
2- عن م، و الأصل: عبد اللّه.
3- «بن أحمد» ليست في م.
4- في م: محمّد بن مخلد بن حفص.
5- عريان بضم أوله و سكون الراء بعدها تحتانية (عن تقريب التهذيب).
6- كذا بالأصل، و في م و تهذيب الكمال: أقيش.
7- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 28/13 و تهذيب التهذيب 123/4 التاريخ الكبير 84/7 و الجرح و التعديل 7/ 38.
8- مسند أحمد بن حنبل 94/2 رقم 3956.
9- الأصل: حسين، تصحيف، و التصويب عن م و المسند.
10- المتنمصات جمع متنمصة و هي المرأة التي تأمر من ينتف لها الشعر من وجهها، و النامصة: التي تنتف الشعر من وجهها (النهاية لابن الأثير).

و المتفلجات (1)،و الموشمات اللاتي يغيّرن خلق اللّه[8117].

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو علي الفارسي النحوي، ثنا أبو الحسن (2) علي بن الحسين بن معدان، نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أنبأ أبو الوليد هشام بن عبد الملك، نا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن العريان بن الهيثم النّخعي الأعور، عن قبيصة بن جابر الأسدي، قال:

كنا نشارك المرأة في السورة من القرآن نعلّمها، فانطلقت مع عجوز من بني أسد إلى عبد اللّه بن مسعود، فرأى جبينها تبرق فقال: أ تحلقونه فغضبت و قالت: التي تحلق جبينها امرأتك قال: فاذهبي فانظري فإن كانت تفعله فهي مني بريئة، فانطلقت فدخلت فقالت: ما رأيتها تفعله، فقال عبد اللّه بن مسعود سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«لعن المتنمّصات و المتفلّجات و المتوشّمات (3) اللاتي يغيّرن خلق اللّه تعالى»[8118].

أنبأنا أبو علي الحدّاد.

ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ يوسف بن الحسين بن محمّد الزنجاني.

قالا: أنبأ أبو نعيم، أنا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود الطّيالسي، عن عبد اللّه بن مسعود قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يلعن المتنمصات و المتفلّجات و المستوشمات اللاتي يغيّرن خلق اللّه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسين، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن - قالا:- أنبأ أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (4):قال إسحاق: حدثا عبد الصمد، نا أبي، نا أبو التياح، عن أبي حمزة، عن الوضيّ العوذيّ ، عن عريان بن الهيثم قال: وفدت إلى معاوية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، ثنا أبو الحسين بن المهتدي.

ص: 303


1- امرأة متفلجة هي التي تباعد ما بين أسنانها و تفرقها رغبة في التحسين و منه الحديث: أنه لعن المتفلجات للحسن، قاله في تاج العروس بتحقيقنا: فلج.
2- الأصل: الحسين، و المثبت عن م.
3- المتوشمات: في تاج العروس بتحقيقنا: وشم: و في الحديث لعن اللّه الواشمة و المستوشمة، و بعضهم يرويه: الموتشمة و استوشم: طلبه أن يشمه، و قد وشمته وشما، و الوشم: غرز الإبرة في البدن و ذر النيلج عليه.
4- الخبر التالي ليس في ترجمته في التاريخ الكبير 84/7.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أنا عيسى بن علي، أنبأ عبد اللّه بن محمّد، نا داود عمرو، ثنا عبّاد بن العوّام، نا هلال بن حباب، عن العريان بن الهيثم قال:

كنت عند معاوية بن أبي سفيان فذكروا البصرة فقال:[كم] (1) بعد الأبلّة (2) منها، فقالوا أربعة فراسخ، فقال عبد اللّه بن عمرو: ينزل بنو قنطوراء (3) عراض الوجوه صغار الأعين كأن وجوههم المجانّ (4) المطرقة.

كذا قال عند معاوية و في رواية أخرى عند يزيد.

أخبرنا بها أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ ابن النّقّور، أنا عيسى [إملاء]، أنا عبد اللّه، حدّثني إبراهيم بن هانئ، نا حجّاج بن المنهال، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن العريان بن الهيثم قال:

وفدت مع أبي إلى يزيد بن معاوية فجاء رجل طوال أحمر عظيم البطن، فجلس، فقلت: من هذا؟ فقيل: عبد اللّه بن عمرو.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون - قالا: أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط ، قال (5):

العريان بن الهيثم بن الأسود بن [أقيش بن] (6) معاوية بن سفيان بن هلال بن عمرو بن جشم بن عوف بن النخع.

أنبأ أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن - قالا (7):أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا أبو عبد اللّه البخاري قال (8):

ص: 304


1- زيادة عن م.
2- ضبطت عن معجم البلدان.
3- بنو قنطور: الترك أبو السودان، أو هي جارية لإبراهيم صلّى اللّه عليه و سلّم من نسلها الترك (القاموس المحيط : قنطر).
4- مجان جمع مجنّ و هو الترس (القاموس المحيط : جنّ - مجن).
5- طبقات خليفة بن خيّاط ص 249 رقم 1060.
6- الزيادة عن م و طبقات خليفة.
7- الأصل: قال، و المثبت عن م.
8- التاريخ الكبير للبخاري 85/7.

عريان بن الهيثم بن الأسود النّخعي، عن أبيه، يعد في الكوفيين.

قال موسى و أبو الوليد نحوه.

قال: نا أبو عوانة، نا عبد الملك بن عمير، عن العريان بن الهيثم، عن قبيصة بن جابر، فذكر الحديث (1).

أخبرنا أبو الحسين (2) القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - مشافهة - قالا: أنبأ أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

[ح] (3) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (4):

عريان بن الهيثم بن الأسود النّخعي، روى عن أبيه، و قبيصة بن جابر، روى عنه عبد الملك بن عمير، سمعت أبي يقول ذلك [و يقول: هو مجهول] (5).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (6)،أنا علي بن الحسن بن علي الرّبعي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد قال: العريان بن الهيثم جليل، كوفي، من التابعين.

أخبرنا أبو القاسم [بن السمرقندي] (7)،أنبأ أبو الحسين النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنبأ أبو محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد السكري، ثنا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، نا سلمة بن بلال، عن مجالد، قال:

ثم ولي مسلمة بن عبد الملك العراق، فكان على شرطته بواسط قطن ابن دحية الكلبي و استعمل على شرطة الكوفة العريان بن الهيثم النّخعي، ثم ولي العراق عمر بن هبيرة الفزاري، فذكر من كان على شرطه ثم ولي العراق خالد بن عبد اللّه القشيري، و استعمل على الكوفة العريان بن الهيثم النّخعي.

ص: 305


1- يعني حديث عبد اللّه بن مسعود المتقدم في لعن المتنمصات....
2- في م: الحسن، تصحيف، و السند معروف.
3- «ح» حرف التحويل زيادة عن م.
4- الجرح و التعديل 38/7.
5- ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح و التعديل.
6- الأصل و م: الكناني، تصحيف.
7- ما بين معكوفتين عن م، و الذي بالأصل:«قندى».

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري (1)،أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال:

كان العريان بن الهيثم من رجال مذحج و أشرافهم المذكورين، ولي الشرط لخالد بن عبد اللّه القشيري بالكوفة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين (2)،أنبأ أبو محمّد الحسن (3) بن عيسى بن المقتدر، نا أبو العباس أحمد بن منصور، نا ابن دريد، نا الرياشي، نا العمري، عن لقيط بن بكير، قال:

تقدم رجل من التّجار إلى العريان بن الهيثم و كان التاجر فصيحا، صاحب غريب، و معه خصم، فقال التاجر: أصلحك اللّه إنّي ابتعت من هذا عنجدا (4) شهرا أؤديه إليه مياومة، و لم ينقض الأجل، و قد لفأته بعض حقه، فليس يلقاني في لقم (5) إلاّ فثأني عن حاجتي، و أما مهيئ ما له إلى انقضاء الأجل، فقال له العريان: من أنت ؟ قال: رجل من التّجار، قال:

أتكلم بهذا الكلام ؟ ضعوا ثيابه، فأهوت الشرط إلى ثيابه فقال: أصلحك اللّه إنّ إزاري مرعبل (6)فضحك العريان و قال: لو ترك الغريب في حال، تركه في هذا الموضع، خلّوا سبيله.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا يحيى بن عمرو - يعني ابن صالح - أبا زكريا الليثي، نا أبو حامد الأعمش، حدّثني يحيى بن مخلد الهروي، نا عبد اللّه بن مخلد، عن مصعب الزبيري قال: أتى العريان بشابّ سكران، فقال له: من أنت ؟ فقال:

أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره *** و إن نزلت يوما فسوف يعود

فقال لبعض شرطته: سل عن هذا، فسأل، فقال: هو ابن صاحب باقلاء.

أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن صابر، أنبأ أبو القاسم النّسيب، أنا رشأ بن نظيف - إجازة، أنبأ الشريف أبو جعفر مسلم بن الحسين الجعفري، نا أبو العباس أحمد بن الحسين بن إسحاق بن عتبة الرازي، نا علي بن محمّد بن يونس الرقاشي، نا الأصمعي

ص: 306


1- على هامش م: و حدثنا عمي، أنا ابن يوسف، أنا الجوهري قراءة.
2- من هذه الطريق رواه المزي في تهذيب الكمال 29/13.
3- الأصل: الحسين، و التصويب عن م و تهذيب الكمال.
4- العنجد: حب العنب، و قيل: حب الزبيب (اللسان).
5- اللقم: الطريق.
6- أي ممزق، رعبل الثوب مزقه فترعبل (القاموس المحيط : رعبل).

عبد الملك بن قريب قال (1):

بينما العريان يطوف ليلة بالكوفة إذ لقي شابا سكرانا (2) و هو يتغنى، فقال له: من أنت ؟ فقال: أصلح اللّه الأمير:

أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره *** و إن أنزلت (3) يوما فسوف تعود (4)

فقال: خلوا لسبيله، و ظنّ أنه شريف من أشراف الكوفة، فلما أصبح حدّث بحديثه في مجلسه، فقال: وددت أنّي كنت عرفته، فقال له رجل من الشّرط : أ تحبّ أصلحك اللّه أن آتيك به، قال: و تعرفه ؟ قال: نعم، أصلحك اللّه، أبوه يبيع الباقلاء في جبّانة عرزم قال: عليّ به الساعة، قال: فمضى، فأتاه به، فأدخله عليه قال: فقال له:

أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره *** فإن أنزلت يوما فسوف تعود

فقال: أصلحك اللّه، فما كذبتك (5) إنّ أبي ليبيع الباقلاء، فإذا أنزلت قدره فباع ما فيها أعادها، فضحك، و ضحك جلساؤه، و عجبوا من ظرفه.

قال: و نا الأصمعي، قال: أتى العريان بن الهيثم بن الأسود النّخعي بشابين قد جنيا جناية فضرب أحدهما، و أمر بتجريد الآخر، فجعل ثيابه و شد إزاره على وسطه و هو يقول:

فقلت لمذحج قوموا فشدّوا *** مآزركم فقد برح الخفاء

فإن الحرب يجنيها رجال *** و يصلي حرّها قوم براء

فقال له العريان: و من قائل هذا الشعر: قال: الهيثم بن الأسود النّخعي، فضحك، و قال: ما أراك (6) إلاّ مظلوما، خلوا سبيله.

أنبأ أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرّحيم بن علي بن حمد،[إملاء] أنا أبو نعيم الحافظ (7)،ثنا أبي، نا أحمد بن محمّد بن أبان، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد،

ص: 307


1- الخبر من طريق آخر في عيون الأخبار 201/1 و من هذا الطريق - عن الأصمعي - رواه المزي في تهذيب الكمال 28/13.
2- كذا بالأصل و م، و الوجه:«سكران» كما في عيون الأخبار و تهذيب الكمال.
3- كذا بالأصل و م هنا، و في عيون الأخبار و تهذيب الكمال: نزلت.
4- في المصدرين بيت آخر و روايته: ترى الناس أفواجا إلى ضوء ناره فمنهم قيام حولها و قعود
5- الأصل:«حديث» تصحيف، و في من:«كذبت» و فوقها ضبة، و المثبت عن تهذيب الكمال.
6- الأصل: أراني، و المثبت عن م.
7- الخبر في ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 148/2-149 ضمن ترجمة عتاب بن ورقاء التميمي.

أخبرني عمر [بن] (1) بكير عن هشام بن محمّد، حدّثني رجل من بني تميم قال:

أتى العريان بن الهيثم النّخعي عتاب بن ورقاء التّميمي و هو على أصبهان، فقال:

إنا أتيناك لا من حاجة عرضت *** و لا قروض نجازيها و لا نعم

إلاّ بخير عمال العراق و إن *** قيل ابن ورقاء غيث صائب الديم

فإن نجد فهو شيء كنت تفعله *** و إن تكن علّة نرجع و لا نلم.

قال: فأعطاه مائة ألف درهم.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن يوسف القرشي، أنا أحمد بن محمّد بن عمر بن أبان العبدي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبي عن هشام بن محمّد، حدّثني عبيد اللّه (2) بن عبد اللّه بن العريان [بن] (3)الهيثم بن الأسود، قال:

مات ابن العريان و هو على شرطة خالد بن عبد اللّه بالكوفة، فأخرج سريره و معه نوائح، فقال العريان:

و لقد تحمل المشاة كريما *** لين الجود ماجد الأعراق

ذاك قولي و لا كقول *** نساء موجعات... الأوراق

ص: 308


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن أخبار أصبهان و م، و في م: أخبرني ابن بكير.
2- الأصل: عبد اللّه، و المثبت عن م.
3- زيادة عن م.

[ذكر من اسمه] عزرة

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) عزرة

4694 - عزرة بن إبراهيم

روى عن واثلة بن الأسقع.

روى عنه عمر (2) بن الدّرفس.

أخبرنا أبو الحسن (3) علي بن المسلّم الفرضي، أنبأ نصر بن إبراهيم، و عبد اللّه بن عبد الرزاق.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن زيد السّلمي، أنبأ نصر بن إبراهيم، قالا: أنبأ أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنبأ ابن خريم، نا هشام بن عمّار، حدّثنا عمر بن الدّرفس، قال: ثنا عزرة بن إبراهيم عن واثلة بن الأسقع أنه كان يصلّي على الجنائز إذا كان الطاعون، فكان إذا أشرف على المقبرة قال: السلام عليكم أهل دار مؤمنين، كنتم لنا سلفا، و نحن لكم تبع، و إنا إن شاء اللّه بكم لاحقون .

4695 - عزرة بن قيس بن غزيّة الأحمسي

البجلي الدهني الكوفي (4)

شهد خطبة خالد بن الوليد حين جاءه عزل عمر إياه.

روى عنه أبو وائل.

ص: 309


1- زيادة لازمة منا للإيضاح.
2- الأصل: عمرو، و المثبت عن م، ترجمته في تهذيب الكمال 61/14.
3- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م، و السند معروف.
4- ميزان الاعتدال 66/3 و فتوح البلدان للبلاذري ص 348 و 381 و طبقات ابن سعد 212/6 و الجرح و التعديل 7/ 22 و التاريخ الكبير 65/7 و الاكمال لابن ماكولا 200/6.

و ولي عزرة حلوان (1) في خلافة عمر، و غزا شهرزور منها فلم يفتحها حتى افتتحها عتبة بن فرقد (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا أبو الوليد (4)،نا أبو عوانة (5)،عن عاصم (6)،عن شقيق، عن عزرة (7) بن قيس، عن خالد بن الوليد، قال:

كتب إليّ أمير المؤمنين حين ألقى الشام بوانيه بثنيّة و عسلا أن: سر إلى أرض الهند، و الهند يومئذ في أنفسنا البصرة، و أنا لذلك كاره، فقال رجل: اتّق اللّه يا أبا سليمان (8)،فإن الفتن قد ظهرت، فقال: أما و ابن الخطاب حيّ فلا، إنها إنما يكون بعده، و الناس بذي بليّان أوفي ذي بليّان بمكان كذا و كذا، فينظر الرجل. فيتفكر هل يجد مكانا لم ينزل به ما نزل بمكانه (9) الذي هو فيه من الفتنة و الشرّ، فلا يجد، أولئك الأيام الذي ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بين يدي الساعة أيام الهرج، فنعوذ باللّه أن تدركني و إياكم أولئك الأيام.(10) أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن الحسين بن العلاّف الفرضي، و ابن السّمرقندي، و أبو منصور عبد الجبار بن أحمد بن محمّد العكبري (11)،قالوا: نا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو حفص عمر بن زرارة

ص: 310


1- انظر فتوح البلدان للبلاذري ص 348.
2- فتوح البلدان للبلاذري ص 381.
3- الخبر في المعرفة و التاريخ 115/3-116.
4- هو هشام بن عبد الملك الطيالسي. ترجمته في تهذيب الكمال 262/19.
5- هو الوضاح بن عبد اللّه اليشكري ترجمته في تهذيب الكمال 379/19.
6- هو عاصم بن بهدلة المقرئ ترجمته في تهذيب الكمال 289/9.
7- بالأصل و م و المعرفة و التاريخ: عروة.
8- الأصل: سليم، و التصويب عن م و المعرفة و التاريخ.
9- في المعرفة و التاريخ: لم يزل به ما ترك بمكانه.
10- قبله خبر، سقط من الأصل، و هو مثبت في م و في روايته سقط ، نستدركه هنا على حالته و نصه: أخبرناه عاليا أبو سهل بن سعدويه، أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون نا أبو الربيع خالد بن يوسف بن خالد السمتي، نا أبو عوانة، عن عاصم عن أبي وائل عن عروة بن قيس عن خالد بن الوليد قال: كتب إلي أمير المؤمنين حين ألقى الشام(....).
11- فوقها في م: ضبة.

الحدثي (1) الطّرسوسي، نا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن عروة بن قيس البجلي قال:

خطبنا خالد بن الوليد فقال: إنّ عمر بعثني إلى الشام و هو له مهم فلما ألقى الشام بوانيه و صار سمنا و عسلا أراد أن يؤثر به [غيري] (2) و يبعثني إلى الهند، فقال رجل إلى جانبه: اصبر اصبر أيها الأمير، فإن الفتن قد ظهرت، قال خالد: و ابن الخطاب حيّ إنما ذلك بعده، إذا كان الناس بذي بلي و ذي بلي و طلب الرجل أرضا نفر إليها ليس فيها مثل الذي يفر منه فلم يجده.

كذا كان في الأصل بخط أبي علي البردائي الحافظ ، و هو تصحيف، و الصواب عزرة كما تقدم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السّري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن الأعمش، عن شقيق، عن عروة (3) بن قيس قال:

خطبنا خالد بن الوليد، و شكا عمر فقال: عمر بعثني إلى الشام و هو له مهم حتى إذا أتى بوانيه و عاد بثنيّة و عسلا و أمّر غيري، فقام إليه رجل فقال: أيها الأمير، اصبر، فإنّ الفتن قد وقعت، و أقبلت، فقال: ويحك و ابن الخطّاب حيّ ، إنّما ذلك إذا كان الناس بذي بلي و ذي بلي و جعل الرجل يذكر ما منه فلا ما مر فيه فلا أدركني و إياكم تلك الأيام.

أخبرنا على الصواب أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، نا محمّد بن إسحاق الصّنعاني، نا يعلى بن عبيد، نا الأعمش، عن شقيق، عن عروة بن قيس قال:

خطبنا خالد بن الوليد فقال: إنّ أمير المؤمنين عمر بعثني إلى الشام و هي تهمّه، فألقى بوانيه فكان بثنيّة و عسلا أراد أن يؤثر بها غيري، و يبعثني إلى الهند، فقال رجل من تحته:

اصبر أيها الأمير، فإنّ الفتن قد ظهرت، فقال: و ابن الخطاب حيّ ، و إنّما ذاك بعده، إذا كان الناس تدين بلي ذي بلي و تذكر الرجل ما يجد أرضا ليس بها مثل الذي يفر منه، و لا يجد.

تابعه أبو معاوية، عن الأعمش.

ص: 311


1- اللفظة بدون إعجام بالأصل و م، و الصواب ما أثبت و ضبط ، ترجمته في سير أعلام النبلاء 407/11.
2- الزيادة عن م.
3- كذا بالأصل و م.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أبو صالح المؤذن، أنا أبو الحسن (1) بن السّقّا، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس، قال: سمعت يحيى يقول: قال عفّان في حديث: إذا ألقي الشام بوانيه، و مات عليه.

و حدّث به عن أبي عوانة، عن عاصم.

و أما غير عفان فحدّث به: إذا ألقى الشام بوائنه.

أنبأنا أبو عبد اللّه الثلجي، أنا أبو الحسين الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي، أنبأ الدارقطني - إجازة - أنا عمر بن الحسن الشيباني، نا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، نا محمّد بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر الواقدي قال:

و هذا لا يعرف عندنا أنّ عمر بعثه إلى الشام، و لا أراد أن يبعثه إلى الهند، إنّما بعثه أبو بكر إلى أرض العراق، و استمدّ أهل الشام أبا بكر بالرجال، فكتب إلى خالد أن يسير مددا إلى جند الشام، و كان من ولاية أبي (2) بكر حين توفي ثم عزله عمر، فهذا المعروف عندنا و عند أهل الشام، ليس فيه اختلاف.

أخبرنا أبو الحسن [بن] (3) عبد الباقي، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدارقطني، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه، أنبأ سهل بن علي التميمي، أنا أبو الحسن (4) الأثرم، قال: قال أبو عبيدة.

و في الحديث: ألقت الشام بوانيها و صارت بثنية و عسلا: ألقت بوانيها أي استقرت و اطمأنت، يقال للرجل: إذا أقام ألقى بوانيه و ألقى مراسيه و ألقى عصاه، و ألقى حذافره و أرواقه (5)،و قالوا: البثنية (6):الحنطة، و قالوا: الحبوب.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن علي البادا و الحسن بن أبي بكر، أنا و علي بن أحمد، نا علي بن عبد العزيز، قال: قال أبو عبيد (7):

في حديث خالد بن الوليد حين خطب الناس فقال: إن عمرا استعملني على الشام و هو

ص: 312


1- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م، و السند معروف.
2- الأصل:«ولاه أبو بكر» و المثبت عن م و المختصر.
3- زيادة عن م.
4- الأصل، الحسين، و المثبت عن م.
5- الأرواق: جمع روق، و روق البيت و رواقه: مقدم البيت و فوقها في م: ضبة.
6- بدون إعجام في م و فوقها ضبة.
7- غريب الحديث لأبي عبيد الهروي ط بيروت 177/2.

له مهمّ ، فلما ألقى الشام بوانيه و صار بثنية و عسلا عزلني و استعمل غيري، فقال رجل: هذا و اللّه الفتنة، و قال خالد: أما و ابن الخطاب حيّ فلا، و لكن ذاك إذا كان الناس بذي بلي و بذي بلي.

قال أبو عبيد (1):حدّثناه عدة عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عزرة (2) بن قيس، قال: خطبنا خالد ثم ذكر ذلك.

قوله ألقى الشام بوانيه، إنما هو مثل يقال للإنسان إذا اطمأن بالمكان، و اجتمع له أمره:

قد ألقى بوانيه، و كذلك يقال: ألقى أرواقه، و ألقى عصاه، قال الشاعر:

فألقت عصاها و استقرت بها النوى *** كما قرّ عينا بالإياب المسافر (3)

و قوله: صار بثنية و عسلا فيه قولان: يقال: البثنية حنطة منسوبة إلى بلاد معروفة بالشام من أرض دمشق يقال لها البثنية، و القول الآخر: أراد بالثنية اللينة و ذلك أن الرملة اللينة يقال لها بثنة و تصغيرها بثينة، و بها سميت [المرأة] (4) بثينة فأراد خالد أن الشام لما اطمأن و ذهبت شوكته و سكن الحرب فيه و صار لينا لا مكروه فيه، إنما هو خصب كالحنطة و العسل.

عزلني و استعمل غيري (5) قال ذلك كله أو عامته الأموي، و كان الكسائي و الأصمعي يقولان نحو ذلك.

و أما قوله: و كان الناس بذي بلّي و ذي بلّي، فإنه أراد تفرّق الناس، و أن يكونوا طوائف مع غير إمام يجمعهم و بعد بعضهم من بعض و كذلك كلّ من بعد منك (6) حتى لا يعرف موضعه فهو بذي بلي و فيه لغة أخرى، بذي بليان.

و يروى عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل: بذي بلّيان و الصواب بلّيان و كان

ص: 313


1- غريب الحديث لأبي عبيد الهروي ط بيروت 177/2.
2- الأصل: عروة، و المثبت عن غريب الحديث لأي عبيد.
3- البيت في تاج العروس بتحقيقنا (نوى) و نسبه لمعقر بن حمار، و قيل للطرماح بن حكيم و في تاج العروس (عصا): و قيل: عبد ربه السلمي. و بالأصل:«و استقرت البومى كما قر عبدا» و المثبت عن تاج العروس. و في اللسان (عصا): قال ابن بري: هذا البيت لعبد ربه السلمي، و يقال لسليم بن ثمامة الحنفي، و ذكر الآمدي أن البيت لمعقر بن حمار البارقي.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن غريب الحديث للهروي.
5- «عزلني و استعمل غيري» عن م و غريب الحديث للهروي، و مكانه بالأصل:«عن أبي و إسماعيل عدي».
6- في م:«قعد منكر» و فوق اللفظة الثانية ضبة.

الكسائي ينشد هذا البيت في وصف رجل يطيل النوم فقال:

ينام و يذهب الأقوام حتى *** يقال أتوا على ذي بليان (1)

يعني أنه أطال النوم و مضى أصحابه في سفرهم حتى صاروا إلى موضع لا يعرف مكانهم من طول نومه.

و قد رواه بعضهم: ألقى الشام نواتيه، و ليس هذا بشيء، إنما النواتي (2) في كلام أهل الشام الملاحون الذين في البحر خاصة.

عورض: آخر السابع و الثلاثين بعد الثلاثمائة يتلوه:

أخبرنا أبو غالب بن البنّا فيما قرأت عليه، عن أبي محمّد الجوهري، أنا ابن حيوية.

بلغت سماعا على والدي الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن، فسمعه ابني محمّد، و كتب القاسم بن علي بن الحسن في ثاني و عشرين محرم سنة ثلاث و ستين بعد قراءة علي (3).

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن (4) رحمه اللّه قال (5):

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن (6) بن البنّا - فيما قرأت عليه - عن أبي محمّد الجوهري (7)،أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال (8):في الطبقة الأولى منها أهل الكوفة عزرة بن قيس البجلي من أحمس من بني دهن من أنفسهم، روى عن خالد بن الوليد، و كان معه في مغازيه بالشام، و روى أبو وائل عن عزرة بن قيس.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنبأ أحمد بن الحسين، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو

ص: 314


1- البيت في اللسان (بلا) بدون نسبة.
2- النواتي جمع نوتي بضم النون، و هو الملاح.
3- و على هامش م: عورض آخر الجزء السابع و الثلاثين بعد الثلاثمائة و هذا آخر الجزء السابع و الثلاثون بعد الثلاثمائة.
4- الأصل و م: الحسين، تصحيف.
5- على هامش م: و هذا أول الثامن و الثلاثون من خط .
6- الأصل و م: الحسين، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 603/19.
7- على هامش م: و حدثنا عمي رحمه اللّه، أنا ابن يوسف أنا الجوهري قراءة.
8- طبقات ابن سعد 212/6.

أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن إسماعيل (1)،قال (2):عزرة (3) بن قيس البجلي نسبه عيسى بن يونس.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (4):

عزرة (5) بن قيس البجلي، روى عن خالد بن الوليد، روى عنه أبو وائل، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأ أبو الحسن الدارقطني، قال: عزرة بن قيس البجلي، سمع خالد بن الوليد، روى عنه أبو وائل شقيق.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد، أنبأ أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنبأ أبو أحمد العسكري قال:

أما عزرة العين غير معجمة، و الراء ساكنة منقوطة و الراء غير معجمة عزرة بن قيس البجلي، روى عن خالد بن الوليد، روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا قال (6):

أما عزرة (7) بفتح العين و سكون الزاي و فتح الراء فهو عزرة (8) بن قيس البجلي، سمع خالد بن الوليد، روى عنه أبو وائل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسن (9)علي بن محمّد، أنبأ عثمان بن أحمد، أنبأ محمّد بن أحمد البراء، قال: قال علي بن

ص: 315


1- التاريخ الكبير للبخاري 65/7.
2- بالأصل: قالا، و المثبت عن م.
3- الأصل: عروة، و التصويب عن م و التاريخ الكبير و الجرح و التعديل.
4- الجرح و التعديل 21/7.
5- الأصل: عروة، و التصويب عن م و التاريخ الكبير و الجرح و التعديل.
6- الاكمال لابن ماكولا 200/6.
7- الأصل: عروة، و المثبت عن م و الاكمال.
8- الأصل: عروة، و المثبت عن م و الاكمال.
9- الأصل: الحسين، و المثبت عن م. و السند معروف.

المديني: روى أبو بكر عن عشرة مجهولين منهم: عزرة (1) بن قيس.

قرأت على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأ محمّد بن القاسم، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: سئل يحيى بن معين عن عزرة بن قيس هذا؟ فقال: لا شيء.

و بلغني أن عزرة بقي إلى أيام معاوية.

ص: 316


1- الأصل: عروة، و التصويب عن م، و التاريخ الكبير و الجرح و التعديل.

[ذكر من اسمه] عزير

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) عزير

4696 - عزير بن جروة -و يقال: ابن شوريق - بن عرنا بن أيوب

4696 - عزير بن جروة (2)-و يقال: ابن شوريق - بن عرنا بن أيوب

ابن درتنا بن غرى بن بقي بن إيشوع بن فنحاس

ابن العازر بن هارون بن عمران - و يقال: عزير بن سروحا (3)-

جاء في بعض الآثار أن قبره بدمشق و قد تقدم ذكر ذلك في فضل الرّبوة.

أخبرنا أبو القاسم الإسماعيلي بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور (4)،أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا جبار بن علي، عن محمّد بن كريب، عن أبيه، عن ابن عباس قال (5):

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ثلاث و ثلاث و ثلاث: ثلاث لا يمين فيهن، و ثلاث الملعون فيهن، و ثلاث أشكّ فيهن، أما التي لا يمين فيهن: فلا يمين للولد مع والده، و لا للمملوك مع سيده، و لا للمرأة مع زوجها، و أما الملعون فيهن: فملعون من دعا لغير أبيه، و ملعون من سبّ والديه، و ملعون من غيّر تخوم الأرض، و أما التي أشك فيهن فلا أدري ألعن تبّع أم لا، و لا أدري أ كان عزير نبيا أم لا»[8119].

قال محمّد: و نسيت التاسعة كذا قال، و ذكرها غيره: و هي و لا أدري الحدود كفارة لأهله أم لا.

ص: 317


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و أضيف منا للإيضاح.
2- تقرأ بالأصل:«حوه» و المثبت عن م و المختصر.
3- انظر أخباره في: تاريخ الطبري 556/1 و البداية و النهاية بتحقيقنا 51/2 و الكامل في التاريخ بتحقيقنا 181/1 و مروج الذهب 59/1.
4- الأصل: البغوث، تصحيف، و التصويب عن م، و السند معروف.
5- البداية و النهاية - بتحقيقنا 51/2.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو عثمان البحيري، قراءة عليه و أنا حاضر، أنا أبو محمّد الحسن (1) بن أحمد المخلدي، أنبأ المؤمّل بن الحسن (2)،نا محمّد بن إسحاق السّجزي، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«ما أدري تبّع.... (3) كان أم لا، و ما أدري عزير أ نبيا كان أم لا، و ما أدري الحدود كفارات لأهلها أم لا»[8120].

و قد قيل إنّه كان نبيا حتى تكلّم في القدر فمحي اسمه من الأسماء، و ذلك فيما:

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن (4)محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنبأ أحمد بن سيدي، نا الحسين بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنبأ جويبر، و مقاتل عن الضحاك، عن ابن عباس، قال:

كان عزير من أبناء الأنبياء، و كان قد أحكم التوراة، و لم يكن في زمانه أحد أعلم بالتوراة منه، و لا كان أحفظ لها منه، و كان يذكر مع الأنبياء حتى محى اللّه اسمه حين سأل ربّه عن القدر، و كان ممن سباه بخت نصر و هو غلام حدث (5)،فلما بلغ أربعين سنة أعطاه اللّه الحكمة (6).

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشري، و أبو محمّد (7) عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل، قالوا: أنا أبو الحسين بن مكي، أنا أبو القاسم المؤمل بن أحمد بن محمّد الشيباني، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن عوف، نا عبد اللّه بن عبد الجبار، نا جميع بن ثوب، عن خالد بن معدان، عن أبي أمامة.

عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إنّ عزيرا النبيّ عليه السلام كان من المتعبدين، فرأى في منامه أنهارا تطّرد، و نيرانا تشتعل، ثم نبّه، ثم نام، فرأى في منامه أيضا قطرة ماء كوبيص دمعة،

ص: 318


1- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 593/16.
2- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م و البداية و النهاية. ترجمته في سير أعلام النبلاء 21/15.
3- كلمة بدون إعجام بالأصل و م و رسمها:«العسا».
4- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 258/17.
5- الأصل: حديث، و المثبت عن م و البداية و النهاية.
6- من هذه الطريق رواه ابن كثير في البداية و النهاية - بتحقيقنا 52/2.
7- الأصل: أحمد، تصحيف، و التصويب عن م، و السند معروف.

فهي في شرارة من نار في دجن (1)،ثم إنه نبّه فكلم اللّه عز و جل فقال: ربّ رأيت في منامي أنهارا تطّرد و نيرانا تشتعل، و رأيت أيضا قطرة من ماء كوبيصة دمعة و شرارة من نار، فأجابه اللّه عز و جل: أمّا ما رأيت في أول يا عزير، أنهارا تطرد و نيرانا تشتعل فما قد خلا من الدنيا، و أما ما رأيت من قطرة الماء كوبيصة دمعة و شرارة نار في دجن فما قد بقي من الدنيا»[8121].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنا الحسن (2) بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا محمّد بن أحمد، نا عبد المنعم - يعني ابن إدريس - عن أبيه، عن وهب، قال:

قرأت في مناجاة عزير: اللّهم اخترت من الأنعام الضانية، و من الطير الحمامة، و من النبات الحبلة (3)،و من البيوت بكا (4)،و إيليا و من إيليا بيت المقدس.

أنبأ (5) أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، و حدّثنا أبو البركات الخضر بن شبل الفقيه [عنه] (6)،قال: حدّثني عبد العزيز بن أحمد (7)،أنا تمام بن محمّد، أنبأ أحمد بن سليمان بن حذلم، نا خالد بن روح، نا زهير بن عبّاد الرواسي، حدّثني أخ لي، عن يوسف بن أسباط المتورع، عن سفيان الثوري قال:

قال عزير النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: يا ربّ ، ما علامات (8) من صافيته في مودّته،[قال:] (9) من قنّعته باليسير، و حركته للخطر العظيم، قليل الطعم، كثير البكاء، يستغفرني بالأسحار، و يبغض فيّ الفجّار.

أخبرنا أبو القاسم العلوي - قراءة - أنبأ رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن محمّد، نا عبد المنعم - يعني ابن إدريس - عن أبيه، عن وهب بن منبه، قال:

بلغني أنّ اللّه قال للعزير: برّ والديك، فإنّ من برّ والديه رضيت عليه، و إذا رضيت

ص: 319


1- الدجن بالفتح، الباس الغيم الأرض و أقطار السماء، و المطر الكثير (القاموس المحيط ).
2- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م.
3- في المختصر:«الحبة» و الحبلة، بالضم، الكرم، أو أصل من أصوله، و يحرك: ثمر السلم، و السيال، و السمر، أو ثمر العضاة، و بقلة (القاموس المحيط ).
4- بكا، مكة، أو ما بين جبليها.
5- في م: أنبأنا.
6- الزيادة عن م.
7- الأصل: محمّد، تصحيف، و التصويب عن م.
8- في م: علامة.
9- الزيادة للإيضاح عن م.

لم.... (1) و إذا باركت بلغت الرابعة من النسل.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أحمد بن علي بن ثابت، أخبرني محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي بن الحسن، نا الحسن (2) بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، نا إسحاق بن بشر (3)،أنبأ سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن (4)،عن عبد اللّه بن سلاّم: أن عزيرا هو العبد الذي أماته اللّه مائة عام ثم بعثه.

قال: و أنا إسحاق، أنا عثمان بن السّاج، عن محمّد الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس.

أن عزيرا بن سورخا هو الذي قال اللّه تعالى في كتابه أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلىٰ قَرْيَةٍ وَ هِيَ خٰاوِيَةٌ عَلىٰ عُرُوشِهٰا قٰالَ : أَنّٰى يُحْيِي هٰذِهِ اللّٰهُ بَعْدَ مَوْتِهٰا فَأَمٰاتَهُ اللّٰهُ مِائَةَ عٰامٍ (5).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنبأ أبو منصور بن شكرويه.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن أحمد بن علي السمسار.

قالا: أنبأ إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا يعقوب، نا عبد الرّحمن بن سفيان، عن أبي إسحاق، عن ناجية بن كعب أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلىٰ قَرْيَةٍ وَ هِيَ خٰاوِيَةٌ عَلىٰ عُرُوشِهٰا قال: عزير.

[أخبرنا بها عالية أبو القاسم بن الحصين، إملاء، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا إسحاق بن الحسن، نا أبو حذيفة، نا سفيان، عن أبي إسحاق عن ناجية بن كعب في قول اللّه عزّ و جلّ : أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلىٰ قَرْيَةٍ وَ هِيَ خٰاوِيَةٌ عَلىٰ عُرُوشِهٰا قال: هو عزير.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، نا أبي أبو مبارك... (6) أنا أحمد بن إبراهيم بن فراس (7) نا محمّد بن إبراهيم الديبلي (8)،نا أبو عبد اللّه، نا المخزومي، نا سفيان عن رجل عن عكرمة في قوله تعالى: وَ لِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنّٰاسِ (9)قال تبعث شبابا و ولدك شيوخا.

ص: 320


1- غير واضحة بالأصل و رسمها:«يحسب» و لعله:«يخب» و مكان:«و إذا رضيت لم....» بياض في م.
2- الأصل: الحسين، و المثبت عن م.
3- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية بتحقيقنا 52/1.
4- الأصل: الحسين، و المثبت عن م.
5- سورة البقرة، الآية:259.
6- كلمة غير واضحة في م.
7- غير واضحة و بدون إعجام في م و فوقها ضبة.
8- في م الديلي، و الصواب ما أثبت.
9- سورة البقرة، الآية:259.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران (1)أنا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر عبد اللّه بن أبي الدنيا، نا إسحاق بن إسماعيل نا قتيبة - في نسخة: قبيصة - عن سفيان عن الأعمش] (2).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الحسين علي بن الحسين بن قريش البنّا، أنا أبو الحسين (3)أحمد بن محمّد بن هارون الأهوازي، نا محمّد بن مخلد العطار، نا العباس بن محمّد، نا أبو حذيفة، نا سفيان، عن الأعمش.

أنه قال: وَ لِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنّٰاسِ (4)قال: جعله و زوجته و ولده أشياخ (5)و هو شاب.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا إسحاق بن الحسن، نا أبو حذيفة، نا سفيان، عن أبي إسحاق [عن] (6)الأعمش، عن المنهال بن عمرو: وَ لِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنّٰاسِ قال: جاء ولده أشياخ و هو شاب.

قال: و نا سفيان، عن أبي إسحاق، عن ناجية بن كعب الأسدي قال:

هو عزير أتى خبازا قريبا منه، قال له عزير هل تعرفني ؟ فقال: ما أعرفك، و لكني أشبهك رجلا كان عندنا، يقال له عزير، و في نسخ: جبارا.(7) أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن (8) بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن (9) بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنبأ سعيد بن بشير (10)،عن قتادة، عن كعب، و سعيد بن أبي عروبة، عن

ص: 321


1- في م: بشر.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن م.
3- في م: الحسن.
4- الأصل: و لبحعلك له الناس، و التصويب عن م، من الآية 259 من سورة البقرة.
5- كذا بالأصل و م: أشياخ و هو شاب.
6- سقطت من الأصل، و في م:«عن سفيان عن الأعمش».
7- خبر سقط من الأصل، و هو موجود في م، قسم منه غير واضح فيها من سوء التصوير، نستدرك هنا ما استطعنا قراءته: أنبأنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، نا جدي.... حماد، أنا عبد الرزّاق، نا معمر، عن قتادة في قوله: أَنّٰى يُحْيِي هٰذِهِ اللّٰهُ بَعْدَ مَوْتِهٰا .........
8- الأصل: الحسين، تصحيف.
9- الأصل: الحسين، ترجمته في سير أعلام النبلاء 559/13.
10- الأصل: بشر، تصحيف، و التصويب عن البداية و النهاية، ترجمته في سير أعلام النبلاء 304/7.

قتادة، عن الحسن (1)و مقاتل و جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس، و عبد اللّه بن إسماعيل السّدّي، عن أبيه، عن مجاهد، عن ابن عباس، و إدريس عن جده وهب بن منبّه، قال إسحاق: كلّ هؤلاء حدثوني عن حديث عزير و زاد بعضهم على بعض، قالوا بإسنادهم (2).

أن عزيرا كان عبدا صالحا حكيما خرج ذات يوم إلى ضيعة له يتعهدها، فلما انصرف انتهى إلى خربة حتى قامت الظهيرة و أصابه الحرّ، فدخل الخربة، و هو على حمار له، فنزل عن حماره و معه سلة فيها تين و سلة فيها عنب، فنزل في ظل تلك الخربة، و أخرج قصعة معه فاعتصر من العنب الذي كان معه في القصعة ثم أخرج خبزا يابسا معه فألقاه في تلك القصعة في العصير ليبتلّ ليأكله ثم استلقى على قفاه، و أسند رجليه إلى الحائط ، فنظر سقف تلك البيوت و رأى ما فيها، و هي قائمة على عروشها و قد باد أهلها، و رأى عظاما بالية، فقال:

أَنّٰى يُحْيِي هٰذِهِ [اللّٰهُ ] (3)بَعْدَ مَوْتِهٰا ،فلم يشكّ أنّ اللّه يحييها و لكن قالها تعجبا، فبعث اللّه ملك الموت، فقبض روحه، فَأَمٰاتَهُ اللّٰهُ مِائَةَ عٰامٍ فلما أتت عليه مائة عام، و كانت فيما بين ذلك في بني إسرائيل أمور و أحداث، قال: فبعث اللّه إلى عزير ملكا فخلق قلبه ليعقل به، و عينيه لينظر بهما فيعقل كيف يحيي اللّه الموتى، ثم ركّب خلقه و هو ينظر ثم كسا عظامه اللحم و الشعر و الجلد، ثم نفخ فيه الروح، كلّ ذلك يرى و يعقل، فاستوى جالسا، فقال له الملك: كَمْ لَبِثْتَ ؟ قٰالَ : لَبِثْتُ يَوْماً ،و ذلك أنه كان نام في صدر النهار عند الظهيرة، و بعث في آخر النهار و الشمس لم تغب، فقال أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ،و لم يتم لي يوم، فقال له الملك: بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عٰامٍ ، فَانْظُرْ إِلىٰ طَعٰامِكَ وَ شَرٰابِكَ يعني الطعام الخبز اليابس و شرابه العصير الذي كان اعتصر في القصعة، فإذا هما على حالهما لم يتغير، العصير، و الخبز يابس، فذلك قوله لَمْ يَتَسَنَّهْ يعني لم يتغير، و كذلك التين و العنب غضّ لم يتغير عن شيء من حالهم فكأنه أنكر في قلبه.

فقال له الملك: أنكرت ما قلت لك ؟ انظر إلى حمارك، فنظر، فإذا حماره قد بليت عظامه، و صارت نخرة، فنادى (4) الملك عظام الحمار، فأجابت و أقبلت من كل ناحية حتى ركّبه الملك و عزير ينظر إليه، ثم ألبسها العروق و العصب، ثم كساها اللحم، ثم أنبت عليها

ص: 322


1- الأصل: الحسين، تصحيف.
2- الحبر من هذه الطريق في البداية و النهاية بتحقيقنا 52/2-53.
3- الزيادة عن م و البداية و النهاية، و التنزيل العزيز، من الآية 259 من سورة البقرة.
4- بالأصل:«فيوذي»، و المثبت عن م و البداية و النهاية.

الجلد و الشعر ثم نفخ فيه الملك فقام الحمار رافعا رأسه و أذنيه إلى السماء ناهقا يظن أن القيامة قد قامت فذلك قوله تعالى: وَ انْظُرْ إِلىٰ حِمٰارِكَ وَ لِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنّٰاسِ ، وَ انْظُرْ إِلَى الْعِظٰامِ كَيْفَ نُنْشِزُهٰا ثُمَّ نَكْسُوهٰا لَحْماً (1)يعني: انظر إلى عظام حمارك كيف نركّب بعضها بعضا في أوصالها، حتى إذا صارت عظاما مصورا حمارا بلا لحم، ثم انظر كيف نكسوها لحما، فَلَمّٰا تَبَيَّنَ لَهُ قٰالَ : أَعْلَمُ أَنَّ اللّٰهَ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ (2)من إحياء الموتى و غيره (3).

قال: فركب حماره حتى أتى محلته، فأنكره الناس، و أنكر الناس منازله، فانطلق على و هم منه حتى أتى منزله فإذا هو (4)بعجوز عمياء مقعدة قد أتى عليها مائة و عشرون سنة، كانت أمة لهم، فخرج عنهم عزير و هي بنت عشرين سنة كانت عرفته و عقلته، فلما أصابها الكبر أصابها الزمانة (5)،فقال لها عزير: يا هذه أ هذا منزل عزير؟ قالت: نعم هذا منزل عزير فبكت و قالت: ما رأيت أحدا من كذا و كذا سنة يذكر عزيرا، و قد نسيه الناس قال: فإنّي أنا عزير، قالت: سبحان اللّه، فإنّ عزيرا قد فقدناه منذ مائة سنة، فلم نسمع له بذكر، قال: فإنّي أنا عزير، كان اللّه أماتني مائة (6)سنة، ثم بعثني، قالت: فإنّ عزير رجلا مستجاب الدعوة، يدعو للمريض، و لصاحب البلاء بالعافية و الشفاء، فادع اللّه أن يردّ عليّ بصري حتى أراك، فإن كنت عزيرا عرفتك، قال: فدعا ربّه و مسح يده على عينها فصحتا فأخذ بيدها فقال: قومي بإذن اللّه فأطلق اللّه رجليها، فقامت صحيحة كأنما نشطت من عقال (7)،فنظرت فقالت: أشهد أنك عزير، فانطلقت إلى محلة بني إسرائيل و هم في أنديتهم و مجالسهم و ابن لعزير لشيخ ابن مائة سنة و ثمان (8)عشرة سنة و بنو (9)بنيه شيوخ في المجلس فنادتهم فقالت: هذا عزير قد جاءكم فكذّبوها فقالت: أنا فلانة مولاتكم، دعا لي ربّه فرد عليّ بصري و أطلق رجليّ ، و زعم أن اللّه كان أماته مائة سنة ثم بعثه.

قال: فنهض الناس، فأقبلوا إليه فنظروا إليه فقال ابنه: كانت لأبي شامة سوداء بين

ص: 323


1- الآية 259 من سورة البقرة.
2- الآية 259 من سورة البقرة.
3- الذي يفهم من تاريخ الطبري 551/1-554 و الكامل لابن الأثير بتحقيقنا 180/1 أن الذي أماته اللّه هو أرميا و ليس عزيرا.
4- الأصل: هي، و المثبت عن م و البداية و النهاية.
5- الزمانة: العاهة.
6- «مائة» استدركت عن هامش الأصل.
7- مثل. تقدم الكلام عليه قريبا.
8- في الكامل لابن الأثير بتحقيقنا: مائة و ثلاث عشرة.
9- الأصل و م و البداية و النهاية: و بني.

كتفيه، فكشف عن كتفيه، فإذا عزير، فقالت بنو إسرائيل: فإنه لم يكن فينا أحد حفظ التوراة فيما حدّثنا غير (1)عزير و قد حرق بخت نصر التوراة و لم يبق منها شيء إلاّ ما حفظت الرجال، فاكتبها لنا، و كان أبوه سروخا دفن التوراة أيام بخت نصر في موضع لم يعرفه أحد غير عزير فانطلق بهم إلى ذلك الموضع فحفره فاستخرج التوراة و كان قد عفن الورق، و درس (2)الكتاب قال: فجلس في ظل شجرة و بنو إسرائيل حوله، فجدّد لهم التوراة، فنزل من السماء شهابان (3)حتى دخلا جوفه، فتذكر التوراة فجددها لبني إسرائيل (4)فمن ثمّ قالت اليهود: عزير ابن اللّه، جل اللّه عن الذي كان من أمر الشهابين، و تجديده التوراة، و قيامه بأمر بني إسرائيل.

و كان جدد لهم التوراة بأرض السواد بدير حزقل (5)و القرية التي مات فيها فقال لها سابرآباد.

قال ابن عباس: فكان كما قال اللّه وَ لِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنّٰاسِ يعني لبني إسرائيل، و ذلك أنه كان يجلس مع بني بنيه و هم شيوخ و هو شاب لأنه كان مات و هو ابن أربعين سنة، فبعثه اللّه شابا كهيئة يوم مات، فقال ابن عباس: بعث بعد بخت نصر، و كذلك قال الحسن (6).

قالا: فقال الحسن (7):فلمّا سلّط اللّه على بني إسرائيل بعد بخت نصر مرّ أنطياخوس و هدم بيت المقدس، فلما بعث عزير قام بذلك يناشد ربّه فيما نزل ببني إسرائيل من بخت نصر و ما لقوا منه و من أنطياخوس.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنبأ أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا عبد اللّه بن عمر، نا عبدة، عن النضر بن عدي، عن عكرمة، عن ابن عباس في قول اللّه عز و جل فَانْظُرْ إِلىٰ طَعٰامِكَ وَ شَرٰابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ قال: لم يتغير.

ص: 324


1- بالأصل: عبد العزيز، و التصويب عن م و البداية و النهاية.
2- درس: امّحى.
3- في الطبري و الكامل لابن الأثير: بعث اللّه ملكا في صورة إنسان، أتاه بإناء فيه ماء فسقاه من ذلك الإناء فتمثلت التوراة في صدره.
4- زيد في تاريخ الطبري: فصاروا يعرفونها بحلالها و حرامها و سننها و فرائضها و حدودها، و قامت التوراة بين أظهرهم و صلح بها أمرهم.
5- بالأصل و م:«تدبر حرفك» و فوق اللفظة الثانية في م ضبة، و المثبت عن المختصر، و في البداية و النهاية:«بدير حزقيل». و حزقل أو حزقيل اسم أحد الأنبياء عليهم السلام.
6- الأصل: الحسين، و التصويب عن م.
7- الأصل: الحسين، و التصويب عن م.

أخبرنا (1) أبو الحسن عبد اللّه الخباب، أنبأ أبو محمّد بن عبد العزيز بن عراف بن عبد الوهاب، و أبو الخير أحمد بن علي الحمصي (2)،حدّثني أبو الفضل العباس بن محمّد الرقي، قال: سمعت أبا بكر (3) يموت ابن المزرّع الأديب يقول: سمعت أبا حاتم السجستاني يقول في قول اللّه: أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلىٰ قَرْيَةٍ وَ هِيَ خٰاوِيَةٌ عَلىٰ عُرُوشِهٰا (4) قال (5) القرية: أرض المقدس، و ذلك أن العزير مرّ بها و هي خراب فقال: أَنّٰى يُحْيِي هٰذِهِ اللّٰهُ بَعْدَ مَوْتِهٰا، فَأَمٰاتَهُ اللّٰهُ مِائَةَ عٰامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ (6) على السن (7) التي (8) توفاه عليها بعد مائة سنة، و له أربعون سنة و لأمته (9) عشرون و مائة (10) سنة و لابن ابنه تسعون سنة، و أنشد في ذلك (11):

و اسودّ رأس شاب من قبله ابنه *** و من قبله ابن ابنه فهو أكبر

ترى ابن ابنه شيخا يدب على عصا *** و لحيته سوداء و الرأس أشقر

و ما لابنه حيل و لا فضل قوة *** يقوم كما يمشي الصبيّ فيعثر

يعد ابنه في الناس تسعين حجة *** و عشرين لا يجري و لا يتبختر

و عمر أبيه أربعون أمرّها *** و لابن ابنه في الناس تسعون غبّر

فما هو في المعقول إن كنت داريا *** و إن كنت لا تدري فبالجهل تعذر

أنبأ أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأ جدي، أنا محمّد بن يوسف، أنا محمّد بن حمّاد، أنا عبد الرزاق، نا بكار بن عبد اللّه قال: سمعت وهب بن منبّه يقول: ردّ اللّه تبارك و تعالى بني إسرائيل إلى مدينتهم فكان بخت نصر قد حرق التوراة، فأمر اللّه ملكا، فنزل بمغرفة من نور، فقذفها في عزير، فنسخ التوراة حرفا بحرف حتى فرغ منها (12).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أخبرني محمّد بن

ص: 325


1- كذا السند بالأصل و يبدو شديد الاضطراب، و في م: أخبرنا أبو الحسن عبد الوهّاب بن عبد اللّه الحباب الحمصي، حدّثني أبو الفضل العباس بن محمّد الرقي... و لم أستطع الوقوف على صحته.
2- كذا السند بالأصل و يبدو شديد الاضطراب، و في م: أخبرنا أبو الحسن عبد الوهّاب بن عبد اللّه الحباب الحمصي، حدّثني أبو الفضل العباس بن محمّد الرقي... و لم أستطع الوقوف على صحته.
3- الأصل: بكرة، و التصويب عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 246/14.
4- سورة البقرة، الآية:259.
5- زيادة منا للإيضاح.
6- سورة البقرة، الآية:259.
7- بالأصل: السنن، و التصويب عن م.
8- الأصل و م: الذي.
9- الأصل:«و لأبيه» و في م:«لابنه» و الصواب ما أثبت انظر الرواية السابقة.
10- الأصل:«عشرين مائة سنة» و في م: مائة سنة.
11- الأبيات في البداية و النهاية - بتحقيقنا 54/2.
12- البداية و النهاية 54/2.

أحمد بن محمّد بن رزقويه، أنبأنا أحمد بن سندي، نا الحسن (1) بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، نا علي بن عاصم، أخبرني عمران بن حدير، عن أبي مجلز قال:

جاء ابن عباس (2) إلى ابن سلام و قال: إنّي جئتك أسألك عن أشياء، فقال له ابن سلام: و أنت تقرأ القرآن ؟ قال: نعم، و إن كنت أقرأ القرآن، قال: ما لي أرى اليهود قالوا:

عزير ابن اللّه، و قد كان فيهم موسى و هارون و داود و سليمان و الأنبياء فلم يقولوا لأحد منهم هذا، و قالوا لعزير؟ و ما بال سليمان تفقد الهدهد من بين الطير، و سمعت اللّه تعالى يذكر تبّعا فلم يذمه و ذمّ قومه ؟.

قال: نعم إنّ تبعا غزا بيت المقدس فسبا أولاد الأحبار فقدم بهم على قومه، قال:

فأعجب بفتية منهم، قال: فجعل يدنيهم و يسمع منهم، و جعل الفتية يخبرونه عن اللّه و ما في الآخرة، قال: فأعجب بهم فجعلهم في سره دون قومه، فتكلّم قومه في ذلك فقالوا: إنّ هؤلاء الفتية قد غلبوا على نوح و يخاف أن يدخلوه في دينهم، فبلغ تبّعا ما يقول قومه، فأرسل إلى الفتية فدخلوا عليه، فقال لهم: أ لا تسمعون ما يقول قومي، قال الفتية: بيننا و بينهم النصف (3)،قال: و ما هو؟ قالوا: النار التي تحرق الكاذب (4) و يبرأ فيها الصادق.

قال: فأرسل تبّع إلى أحبار قومه، فأدخلهم عليه، فلما دخلوا عليه قال لهم: اسمعوا ما يقول هؤلاء؟ قالوا: و ما يقولون ؟ قال: يقولون إنّ لنا ربا هو خلقنا و إليه نعود، و إنّ بين أيدينا جنة و نارا، فإن أبيتم علينا هذا فبيننا و بينكم النار التي تحرق الكاذب و ينجو منها الصادق.

قال: فقال قوم تبّع: قد رضينا، قال: فخرج تبّع و قومه، و أخرج الناس معه، و أمر بالفتية (5)،فأخرجوا، قال: و كانت النار تقبل، حتى إذا كانت قريبة من الناس ركدت فلم تبرح.

قال: فلما خرج الفتية أقبلت النار حتى إذا كانت قريبة منهم ركدت، قال تبّع للفتية: هذه النار قد أقبلت فتوجهوا نحوها، قال: فتوجه الفتية نحوها، قال: و كانت إذا توجه قبلها انفرقت فرقتين، فإذا دخلوها و توسطوها، إن كانوا ليسوا بأهلها جاوزوها، فإذا جاوزوها

ص: 326


1- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، تقدم التعريف به.
2- الخبر من طريق ابن عساكر رواه ابن كثير في البداية و النهاية 54/1 مختصرا.
3- كذا بالأصل و م، و في المختصر: المنصف.
4- الأصل: الكافرين، و المثبت باعتبار السياق، عن م، و المختصر و سترد صوابا بعد أسطر.
5- الأصل:«و أمرنا بالبينة» و التصويب عن م.

انضمّت، و إن كانوا أهلها أقبلت عليهم فأحرقتهم، فلمّا توجه الفتية نحوها انفرقت فرقتين، فلمّا دنوا منها وجدوا حرّها، و سفعت وجوههم فرجعوا هاربين، قال لهم تبّع: لأدخلنها، أنتم دعوتمونا إلى هذا، قال: فأكرههم على أن دخلوها، ثم مشوا حتى خرجوا منها، فانضمّت.

قال: فاختار تبّع عدّة الفتية من قومه، فقال: ادخلوها، قال: فلمّا دنوا منها وجدوا حرّها و سفعت وجوههم و رجعوا هاربين، قال: فقال لهم تبّع: بئس الرجل أنا إن كنت حملت الفتية على النار ثم لا أحملكم عليها، ارجعوا فادخلوها، قال: فرجعوا فدخلوها، فلما توسطوها أحاطت بهم فأحرقتهم، قال: فأسلم تبّع، و كان رجلا صالحا، فذكره اللّه و لم يذمه و ذمّ قومه.

و أمّا الهدهد فكان بمكان من سليمان لم يكن شيء من الطير عنده بمنزلته، فنزل سليمان مفازة، فسأل كم بعد مسافة الماء؟ فقال الناس: ما ندري، فسأل الشياطين فقالوا: لا ندري، فغضب سليمان، فقال: لا أخرج حتى أحفر لابن السبيل، قال: فقالت له الشياطين: ليس تعلم هذا - إن علمه - إلاّ الهدهد، قال: فكيف ذلك ؟ قالوا: إنّه يخرج بخار من الأرض قبل طلوع الشمس فيصعد بقدر مسافة الماء، لا يراه شيء إلاّ الهدهد، قال: ففقد الهدهد عند ذلك.

و أما عزير فإنّ بخت نصر حين غزا بيت المقدس فقتلهم، و خرب بيت المقدس، و حرق التوراة، فبقي بنو (1) إسرائيل ليس فيهم التوراة، إنما يقرءونها نظرا، فلحق عزير بالجبال، فكان يكون هناك مع الوحوش فمكث ما شاء اللّه أن يمكث، قال: و كان يصوم، و كان يرد عند الليل عينا يشرب منها فيفطر قال: فوردها ذات ليلة لإفطاره فإذا هو بامرأة قاعدة على الماء، فلما رآها عزير قال: امرأة و النفس تهم بالشر، و الشيطان للإنسان عدو مبين، فانصرف عنها، و لم يفطر، فلمّا أن كان من الغدّ ورد الماء، فإذا هي قاعدة على الماء، فقال: النفس تهمّ بالشر، و امرأة، و الشيطان للإنسان عدو مبين، فانصرف عنها و لم يفطر، فلما كانت الليلة الثالثة ورد الماء، فإذا هي قاعدة على الماء و قد كاد أن ينقطع عنقه عطشا، فقال: يا نفس، النفس تهمّ بالشر، و الشيطان عدو مبين، و امرأة، و الخلوة، و أنا مضطر، فمضى إليها ليشرب من العين، فإذا هو بها قاعدة تبكي، فأقبل عليها و ترك الشراب، فقال: ما يبكيك ؟ قالت: ابني مات، قال: هل كان ابنك هذا يخلق ؟ قالت: لا، قال: فهل كان ابنك هذا يرزق ؟ قالت: لا،

ص: 327


1- فوقها في م ضبة.

قال: ويحك فكيف تبكين على من لا يخلق و لا يرزق، قالت: و ما تصنع هاهنا و أين قومك ؟ قال: و أين قومي ؟ قد هلك قومي و مزقوا لجّ هذه العين فتخرج على قومك، قال: فعرف إنما مثلت له قال: فولج العين فجعل لا يرفع رجلا و لا يضع أخرى إلاّ زاده اللّه علما حتى طلع في وسط المسجد، و قد أثبت اللّه التوراة في قلبه، كما كتبها لموسى.

قال: فدعاني بني إسرائيل إلى التوراة، فكتبها لهم قال: فقالت بنو إسرائيل: لم يستطع موسى أن يأتينا بها إلاّ في كتاب، و أتانا بها عزير من غير كتاب، فرماه طوائف منهم، فقالوا:

هو ابن اللّه، جلّ اللّه و عزّ.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي (1)،أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس [القاسم بن] (2) القاسم السياري (3)-بمرو - نا محمّد بن موسى، نا حاتم، نا علي بن الحسن (4) بن شقيق، أنا الحسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

لما نزلت: إِنَّكُمْ وَ مٰا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهٰا وٰارِدُونَ لَوْ كٰانَ هٰؤُلاٰءِ آلِهَةً مٰا وَرَدُوهٰا (5) فقال: لو كان هؤلاء الذين تعبدون آلهة ما وردوها، فقالت المشركون:

الملائكة، و عيسى، و عزير يعبدون من دون اللّه ؟ قال: فنزلت: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنىٰ أُولٰئِكَ عَنْهٰا مُبْعَدُونَ (6) عيسى، و عزير، و الملائكة.

أخبرنا أبو العباس عمر بن عبد اللّه بن أحمد الفقيه، نا أبو الحسن (7) الواحدي (8)، أنبأ عمر بن أحمد بن عمر الماوردي، نا عبد اللّه بن محمّد بن نصير الرازي، أنا محمّد بن أيوب، أنبأ علي بن المديني، نا يحيى بن آدم (9)،نا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، أخبرني أبو رزين، عن أبي يحيى، عن ابن عباس قال:

آية لا يسألني الناس عنها، لا أدري أ عرفوها فلم يسألوا عنها، أو جهلوها فلا يسألون

ص: 328


1- بعدها في م: إملاء.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
3- بدون إعجام بالأصل و م، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 500/15.
4- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م.
5- سورة الأنبياء، الآية:98 و 99.
6- سورة الأنبياء، الآية:101.
7- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، و هو علي بن أحمد الواحدي، صاحب كتاب أسباب النزول.
8- الخبر في أسباب النزول ص 171.
9- كذا بالأصل و م، و في أسباب النزول: يحيى بن نوح.

عنها، قيل له: و ما هي ؟ قال: لما نزلت: إِنَّكُمْ وَ مٰا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهٰا وٰارِدُونَ شقّ على قريش، فقالوا: أ يشتم آلهتنا؟ فجاء ابن الزبعري، فقال: مالكم ؟ قالوا:

يشتم آلهتنا، قال: فما قال ؟ قالوا: قال: إِنَّكُمْ وَ مٰا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهٰا وٰارِدُونَ قال: ادعوه لي، فلما دعي النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: يا محمّد هذا شيء لآلهتنا خاصة، أو لكل من عبد من دون اللّه ؟ قال:«بل لكل من عبد من دون اللّه» فقال ابن الزبعري: خصمت و رب هذه البنية - يعني الكعبة - أ لست تزعم أن الملائكة عباد صالحون، و أن عيسى عبد صالح و أن عزيرا (1) عبد صالح (2) و هذه بنو مليح (3) يعبدون الملائكة، و هذه النصارى تعبد (4) عيسى عليه السلام و هذه اليهود تعبد (5) عزيرا، قال: فصاح أهل مكة فأنزل اللّه تعالى: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنىٰ الملائكة و عيسى و عزير عليهم السلام أُولٰئِكَ عَنْهٰا مُبْعَدُونَ [8122].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون، أنا أبو محمّد الجوهري، نا أبو حفص عمر بن محمّد بن علي بن يحيى الزيات، نا أبو إسحاق إبراهيم بن شريك بن الفضل الكوفي الأسدي، نا أحمد بن عبد اللّه بن يونس اليربوعي، نا سوار بن مصعب، نا أبو يحيى، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس قال:

إنّ اللّه عز و جل لما بعث موسى و ناجاه و أنزل عليه التوراة و رأى مكانه من ربّه عز و جل قال: اللّهم إنك رب عظيم، لو شئت أن تطاع لأطعت، و لو شئت أن لا تعصى ما عصيت، و أنت تحبّ أن تطاع، و أنت في ذلك تعصى، فكيف هذا أي ربّ ؟ فأوحى اللّه إليه: إنّي لا اسأل عما أفعل و هم يسألون، فانتهى موسى.

فلما بعث اللّه عزيرا و أتاه التوراة بعد ما كان قد رفعها عن بني إسرائيل حتى قال من قال منهم إنّ اللّه إنّما خصّه بالتوراة من بيننا أنه ابنه، فلما رأى منزلته من ربه قال: اللّهم إنّك رب عظيم، لو شئت أن تطاع لأطعت، و لو شئت أن لا تعصى ما عصيت، و أنت تحبّ أن تطاع، و أنت في ذلك تعصى، كيف هذا أي رب ؟ فأوحى اللّه إليه: إنّي لا أسأل عما أفعل، فأبت نفسه حتى سأل أيضا فقال: اللّهم إنّك ربّ لو شئت أن تطاع لأطعت، و لو شئت أن لا تعصى

ص: 329


1- الأصل و م: عزير.
2- قوله:«و أن عزيرا عبد صالح» ليس في أسباب النزول.
3- بنو مليح: حي من خزاعة.(القاموس المحيط ).
4- أسباب النزول: يعبدون.
5- أسباب النزول: يعبدون.

ما عصيت، و أنت تحبّ أن تطاع، و أنت في ذلك تعصى، فكيف هذا أي رب ؟ فأوحى اللّه إليه: يا عزير أ تستطيع أن ترد يوم أمس ؟ قال: لا، قال: أ تستطيع أن تصرّ صرّة من الشمس ؟ قال: لا، قال أ تستطيع أن تجيء بحصاة من الأرض السابعة ؟ قال: لا، قال: أ تستطيع أن تجيء بمثقال من الريح قال: لا، قال: أ فتستطيع أن تجيء بقيراط من نور، قال: لا، قال:

فكذا لا تقدر على الذي سألتني عنه، إنّي لا أسأل عما أفعل و هم يسألون، أما [إني] (1) لا أجعل عقوبتك إلاّ أن أمحو اسمك من الأنبياء فلا تذكر بينهم.

و هو نبيّ مرسل، أو رسول، الشك من أحمد بن يونس.

فلما أن بعث اللّه عيسى بن مريم فأنزل عليه الكتاب و الحكمة و التوراة و الإنجيل و يخلق من الطين كهيئة الطير، و يبرئ الأكمه و الأبرص، و يحيي الموتى بإذن اللّه، و ينبئهم بما يأكلون و ما يدخرون في بيوتهم، فرأى مكانه من ربّه عز و جل قال: اللّهم إنّك رب عظيم، لو شئت أن لا تعصى ما عصيت، و أنت تحبّ أن تطاع، و أنت في ذلك تعصى، فكيف هذا أي رب ؟ فأوحى اللّه تعالى إليه: إنّي لا أسأل عما أفعل، و هم يسألون، إنّما أنت عبدي و رسولي و كلمتي ألقيتها إلى مريم، و روح منّي، خلقتك من تراب ثمّ قلت لك كن فكنت، لئن لم تنته (2) لأفعلنّ بك ما فعلت بصاحبك بين يديك، فجمع الحواريين و من معه، فقال: إنّ القدر سر اللّه عز و جل فلا تكلفوا.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ، أنبأ محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنبأ أحمد بن سندي، نا الحسن (3) بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، أنبأ إسحاق بن بشر، أنبأ سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن (4)،و هشام بن حسان عن الحسن، و مقاتل و جويبر عن الضحاك، عن ابن عباس، قالا:

أول من تكلّم من الأنبياء في القدر عزير، قال: إنّ اللّه لما قرّب عبده موسى نجيا قال:

يا ربّ و لو (5) شئت أن تطاع لأطعت، و لو شئت أن لا تعصى ما عصيت، و أنت تحبّ أن تطاع و في ذلك تعصى، قال اللّه: يا موسى إنّي كذلك لا يسألني العباد عن ما أفعل و هم يسألون، قال: فعاود ربّه فزجره، فازدجر حتى إذا كان زمن عيسى و جاء بالآيات و اتّخذ

ص: 330


1- الزيادة عن م.
2- الأصل و م: تنتهي.
3- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م.
4- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م.
5- كذا، و في م:«لو» بدون «واو».

العجائب، فقال: يا ربّ إنّك عظيم، لو شئت أن تطاع لأطعت و لو شئت أن لا تعصى ما عصيت، و أنت تحبّ أن تطاع، و في ذلك تعصى، قال: يا عيسى إنّي كذلك لا يسألني العباد عما أفعل و هم يسألون، قال: فعاوده، فزجره فازدجر، فجمع عيسى بعد ذلك الحواريين، فقال: يا معشر الحواريين إن القدر سريرة اللّه فلا تسألوا عن سريرة اللّه.

قال: فلما بعث اللّه عزيرا بعد ما أماته قال: يا ربّ إنك عظيم، لو شئت أن تطاع لأطعت و لو شئت أن لا تعصى لما عصيت، و أنت تحبّ أن تطاع، و في ذلك تعصى، قال: يا عزير إنّي كذلك لا تسألني العباد عما أفعل و هم يسألون، فعاوده فزجره، فلم يزدجر، فقال اللّه تعالى: يا عزير تريد أن تسألني عن أصل علمي ؟ فوعزتي، لأمحونّ اسمك من النبوة، قال:

فعاقبه اللّه فمحا اسمه من النبوة، فلم يذكر مع الأنبياء، قال: ثم لم يكفّ فقال: يا ربّ اشتبه عليّ أمري، فبعث اللّه إليه ملكا، فقال: يا عزير إنّ اللّه يقول: و ما الذي اشتبه عليك ؟ قال: يا ربّ تسليطك على بني إسرائيل - و هم أبناء أنبيائك و أصفيائك - عبدة النيران، فقتلوا و سبوا و حرقوا (1) بيت المقدس، بيتك الذي اخترته لنفسك، و حرقوا كتابك الذي جاء به موسى، فكيف هذا يا رب ؟ فقال له الملك: يا عزير إنّ اللّه جل ثناؤه يقول: اسكت و ما أنت و ذاك ؟ فقال للملك (2):اشفع لي إلى اللّه، فقال الملك: يا عزير أنت فتعبّد، و سل ربك يوما، ثم سأل ربّه فأوحى اللّه إليه: يا عزير إن بني إسرائيل قتلوا أنبيائي و انتهكوا محارمي، فسلّطت عليهم من لا يرجو ثوابي و لا يخاف عقابي، يكون أبلغ لي منهم في العقوبة، فمن ثمّ سلّطت عليهم بخت نصر و عبدة النيران.

قال: يا ربّ إنك حكم عدل، و أنت لا تجور، فكيف عذّبت العامة بذنب الخاصة، و الأصاغر بذنب الأكابر، فكيف هذا يا رب ؟.

فقال اللّه تعالى: يا عزير اخرج إلى فلاة من الأرض يأتيك أمري.

قال: فخرج (3) فأتاه ملك فقال: يا عزير إنّ ربك يقول: أ تستطيع أن ترد يوم أمس ؟ قال:

لا، قال: فتستطيع أن تصرّ صرة من الشمس. قال: لا، قال: فتستطيع أن تكيل مكيالا من نور، قال: لا، فتستطيع أن تزن مثقالا من الريح ؟ قال: لا، قال: فتستطيع أن تجيء بحصاة من البحر السابع من قعره ؟ قال: فكذلك لا تستطيع أن تعلم أصل علمي، ثم سلّط اللّه عليه

ص: 331


1- يشير إلى بختنصر و قومه - و هم عبدة النيران - و هم الذين خربوا بيت المقدس و حرقوا التوراة.
2- بالأصل: الملك، و التصويب عن م.
3- الأصل:«قاسرح» بدل:«قال: فخرج» و في م:«قال: خرج» و فوق خرج فيها: ضبة، و المثبت عن المختصر.

الشمس حتى صمحته (1) من فوق رأسه، و سلّط عليه الرمضاء من تحت رجليه حتى بلغ مجهوده و أيقن بالهلاك، فظنّ أنها عقوبة للذي سأل، إذ رفعت له سحابة فعدا إليها و إذا تحتها نهر جار، فاغتسل فيه ثمّ تروّح في ظلّها، فغلبته عيناه، فنام حتى استثقل (2) نوما فسلّط اللّه عليه قرية النمل، قال: فارتفعن على ساقيه فنخسته نملة منها، فدلك إحدى رجليه على الأخرى، فقتل نملا و ذرّا كثيرا، و انتبه، فأوحى اللّه إليه، فقال: يا عزير لم قتلت هذا النمل ؟ قال: يا ربّ نخستني منها نملة، قال: يا عزير نخستك نملة و قتلت نملا كثيرا و ذرّا.

قال: و نا إسحاق [نا] (3) أبو إلياس إدريس عن وهب بن منبّه.

أن عزيرا قام شافعا إلى اللّه عز و جل في بني إسرائيل و ذكر الذي أصابهم من عظم المصيبة و البلاء، و ما تتابع عليهم من الملك بخت نصر، و أنطياخوس، فقال: يا ربّ أنت خلقت الأرض بكلمتك، و كانت على مشيئتك، ثم خلقت فيها آدم بقدرتك جسدا، ثم نفخت فيه من روحك، فكان بشرا سويا، ثم أسجدت له ملائكتك و أسكنته جنتك التي خلقتها بيدك، ثم أمرته (4) فعصاك و أخرجته من الجنة، و قضيت عليه الموت و على ولده من بعده، فلما عصاك و أخرجته من الجنة فلم يخرج منه للضعيف الذي به عصاك و أخرجت منه ذريته، فلم يخرج ذلك الضعف من ذريته الذي يعصيك به الخاطئون، ثم اخترت من ذريته نوحا و أهلكت به البرية بدعوته لكفرهم بك، ثم اخترت من ولد نوح إبراهيم، و من ولد إبراهيم إسحاق، و من ولد إسحاق يعقوب، ثم أخرجت آل يعقوب من مصر و رغبت بهم عنها، و بوّأتهم الشام، ثم أنزلت عليهم كتابك، و عهدت إليهم عهدك ثمّ اخترت داود، ثم سليمان من بعده، فأمرت ببناء بيتك المقدس من مالك فسخّرت له في ذلك الإنس و الجن و الشياطين، ذلك البيت ليذكر فيه اسمك و يسبحك فيه خلقك، فعصاك أهل ذلك البيت، و ليسوا بأول من عصاك، فعاقبتهم على معصيتك فسلّطت عليهم من قتل أنبيائك و حرق بيتك، و أحرق آياتك الذي أنزلت، و ذلّل أولياءك و أعز أعداءك، فعجب يا رب كيف أسلمت أولياءك و أعززت أعداءك، و عجبت ما الذي ينفعنا أن نسمّى أولياءك و نحن عبيد لأعدائك، و خول لأهل معصيتك فكيف هذا يا رب ؟.

ص: 332


1- صمحه الصيف: أذاب دماغه بحرّه (القاموس المحيط ).
2- رسمها مضطرب بالأصل و قد تقرأ:«استقل» و المثبت عن م.
3- زيادة عن م لتقويم السند.
4- الأصل:«أمر به» و المثبت عن م.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع (1)،أنا أبو الحسين (2) محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، و أبو مسعود سليمان بن إبراهيم، قالا: أنا عثمان بن أحمد بن إسحاق، أنبأ أبو جعفر محمّد بن عمر (3) بن حفص، نا أبو يعقوب إسحاق بن الفيض، نا إسحاق بن إسماعيل، نا كنانة بن جبلة، عن بكر بن خنيس، عن سوار، عن أبي يحيى الهروي، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس، قال:

لما قرّب اللّه موسى ناجاه و كلّمه و رأى منزلته من اللّه قال: يا ربّ أنت ربّ عظيم، لو تشاء أن تطاع لأطعت، و لو تشاء أن لا تعصى لما عصيت، أنت تحبّ أن تطاع، و أنت في ذلك تعصى، فكيف هذا يا رب ؟ فقال اللّه عز و جل: يا موسى إنّي لا أسأل عما أفعل و هم يسألون، فمكث موسى عند ذلك، فلما كان عزير بعد موسى و رد اللّه على بني إسرائيل التوراة على لسان عزير، و رأى منزلته من اللّه عز و جل قال مثل ما قال موسى، فأوحى اللّه إليه: لا أسأل عما أفعل و هم يسألون، فكتب عزير ما شاء اللّه أن يكتب، ثم لم يصبر حتى قال مثل ذلك، فأوحى اللّه مثل ذلك، فعاد الثالثة، فقال اللّه له: سأجعل عقوبتك أن أمحي اسمك من الأنبياء، فلما كان عيسى صلّى اللّه عليه و سلّم بعد ذلك قال مثل ذلك، فردّ عليه مثل ذلك، فجمع عيسى الحواريين و من اتّبعه، فقال: إنّ القدر سر اللّه فلا تنظروا فيه.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو محمّد الكتاني (4)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا عباس بن الوليد بن مزيد، نا ابن شعيب، أخبرني محمّد بن يزيد البصري و غيره [عن] (5) أبي معشر - كان في الأصل: عن ابن جعفر (6)-أنه أخبره عن أبي رجاء العطاردي عن عبد اللّه بن عباس.

أن عزيرا سأل اللّه جل و عز فقال: يا ربّ أنت جعلت الشرّ و قدرته، فلم تعذب عليه، فأوحى اللّه إليه: يا عزير أعرض عن هذا و إلاّ محوت اسمك من اسم النبوة، فأعاد عزير القول ثلاث مرات، فمحا اللّه اسمه من النبوة.

فلما بعث عيسى عليه السلام سأل عن مثل ما سأل عنه عزير، فأوحى اللّه إليه: يا ابن

ص: 333


1- بعدها في م: إملاء.
2- في م: أبو الخير محمّد بن أحمد بن عبد اللّه.
3- الأصل: عمرو، تصحيف، و المثبت عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 271/15 و 375.
4- الأصل و م: الكناني، تصحيف، و الصواب ما أثبت، تقدم التعريف به.
5- زيادة عن م.
6- في م:«أبي معسر» و فوقها ضبة.

العذراء البتول، إنّه غيبي مكتوب تحت عرشي المكنون.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه (1)،أنبأ محمّد بن أحمد بن محمّد خيرون، أنا أبو الحسن الدارقطني، أنا أبو بكر النيسابوري، نا يونس، نا ابن وهب، أخبرني جعفر بن ميسرة عن رجاء بن سويد.

أن عيسى بن مريم سأل ربه فقال: يا ربّ إنّك عدل و قضاؤك عدل، فكيف تقضي على العبد بالذنب ثمّ تعذبه عليه ؟ فقال: يا ابن البتول اله عن هذا فإنه من مكنون علمي.

قال: و حدّثني حفص بن ميسرة، عن الثوري.

أن عزيرا سأل ربه مثل ما سأله عيسى فقال: اله عن هذا فأعاد ذلك مرارا فقال له:

سألتني عن علمي، و إن عقوبتك عندي أن أمحي اسمك من النبوة.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو الحسن عبيد اللّه (2) بن محمّد بن أحمد البيهقي، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الحسين (3)،أنا أبو القاسم الحرفي - ببغداد - نا أحمد بن سلمان، نا محمّد بن عثمان العبسي، نا عمي، نا وكيع، عن سفيان، عن داود بن [أبي] (4)هند: أن عزيرا سأل ربه عن القدر قال: سألتني عن علمي، عقوبتك أن لا أسميك في الأنبياء.

قال: و ثنا أحمد بن سلمان، نا جعفر بن محمّد الخراساني، نا قتيبة بن سعيد، نا جعفر بن سليمان، نا أبو عمران الجوني عن نوف قال (5):

قال عزير فيما يناجي ربه عز و جل: يا ربّ تخلق خلقا فتضل من تشاء و تهدي من تشاء، قيل له: يا عزير اعرض عن هذا، قال: فعاد، فقال: يا رب تخلق خلقا فتضلّ من تشاء و تهدي من تشاء، قيل له: يا عزير أعرض عن هذا، و كان الإنسان أكثر شيء جدلا، قال:

فقال: يا عزير لتعرض عن هذا أو لأمحونّك من النبوة، إنّي لا أسأل عما أفعل و هم يسألون.

أخبرنا أبو محمّد الحسن (6) بن أبي بكر بن أبي الرضا، أنا أبو عاصم الفضيل (7) بن

ص: 334


1- الأصل: عبد اللّه، و المثبت عن م، و السند معروف.
2- الأصل: عبد اللّه، و التصويب عن م، قارن مع مشيخة ابن عساكر 96/ب.
3- بعدها في م: إملاء.
4- زيادة عن م.
5- من هذه الطريق رواه ابن كثير في البداية و النهاية - بتحقيقنا 55/2.
6- الأصل: الحسين، و المثبت عن م، قارن مع مشيخة ابن عساكر 43/أ.
7- الأصل: الفضل، تصحيف، و التصويب عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 397/18.

يحيى الفضيلي، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، نا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا الحسن (1) بن أبي الربيع الجرجاني، أنا عبد الرزاق، أنا جعفر، عن أبي عمران الجوني عن نوف قال: قال عزير فيما يناجي ربه: يا ربّ تخلق خلقا فتضلّ من تشاء و تهدي من تشاء، فقيل: أعرض عن هذا، فعاوده، فقيل له: أعرض عن هذا، فعاد، فقيل له: و كان الإنسان أكثر شيء جدلا، و قال: يا عزير لتعرض عن هذا أو لأمحونّ اسمك من الأنبياء، إنّي لا أسأل عن شيء و هم يسألون.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون النّرسي، أنا أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد اللّه السراج، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا وهب بن بيان (2)،نا ابن وهب، أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، و سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أنّ نملة قرصت نبيا من الأنبياء، فأمر بقرية النمل فأحرقت، فأوحى اللّه إليه أن في قرصة نملة أهلكت أمة من الأمم تسبّح (3).

رواه النسائي عن وهب.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود، أنبأ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، نا سليمان بن أحمد بن أيوب الطّبراني، نا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي (4)،نا أبو اليمان، و هو الحكم بن نافع، أنا شعيب بن أبي حمزة، نا أبو الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«نزل نبيّ من الأنبياء تحت شجرة، فلدغته نملة، فأمر بجهازه فأخرج من تحتها ثمّ أمر بها فأحرقت بالنار، فأوحى اللّه إليه فهلاّ نملة واحدة» (5)[8123].

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أخبرني محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن (6) بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، نا إسحاق بن

ص: 335


1- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 356/12.
2- غير واضحة بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 474/19.
3- كذا بالأصل و م، و في المختصر:«فاستح».
4- الأصل: الحويطي، و المثبت عن م.
5- أخرجه البخاري في صحيحه 3319/16/59 فتح الباري، و مسلم في صحيحه 148/39-149-150، و أحمد في مسنده 449،312/2، و أخرجه من هذا الطريق ابن كثير في البداية و النهاية بتحقيقنا 55/2.
6- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م.

بشر، أنبأ ابن جريج، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه أنه قال:

لما انتبه عزير و أحرق قرية النمل، فأوحى اللّه إليه: يا عزير أحرقت قرية النمل، فبلغ من أذاهن إياك أن تحرقهن بالنار و إنما عضتك منها نملة، فقال: يا ربّ إنّما عضتني تلك الواحدة بقوتهن (1)،فعلم عزير أن هذا مثل ضربه اللّه له، فقال عند ذلك عزير: يا رب أنت لا يدرك أحد كنه علمك و قدرتك، فقال اللّه تعالى: يا عزير زعمت أنّي حكم عدل لا أجور بين عبادي، و كذلك أنا، و زعمت أنّي أعذب العامة بذنب الخاصة، و الأصاغر بذنب الأكابر، يا عزير إنّي لا أعذب العامة بذنب الخاصة حتى يعملوا المنكر جهارا، فلا يأمروا و لا ينهوا، فأعذب الخاصة بالذنوب و المعاصي، فأعجلهم إلى النار، و أعاقب العامة بذنب الخاصة، حين تركوا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و هم يقدرون على ذلك، فإذا كان يوم القيامة حاسبتهم بأعمالهم، و كان الذين عجلت لهم العقوبة في الدنيا لما تركوا من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و أمّا الأصاغر فأقبضهم (2) بآجالهم قبضا لطيفا إلى راحتي.

قال عزير: كذلك (3) أنت إلهي، فقال له ربه: قم يا عزير، ارجع إلى قومك، و انطلق إلى أهل بيتك (4)،فقم فيهم، فقد شفعتك فيهم، و أنا رادّهم إليها.

فجمعهم اللّه و خلّصهم من أيدي عدوهم، فجمعهم في بيت المقدس في حسن حال حتى قبض اللّه إليه عزير، فعتوا (5) بعد ذلك، و بغا بعضهم على بعض، فجعلوا يخرجون من ليست له تبعة (6) من ديارهم، و يأخذون أموالهم، فسلط اللّه عليهم بعد ذلك طططيس بن سبيس الرومي، فغزا بيت المقدس، فذلك قوله تعالى: وَ إِنْ عُدْتُمْ عُدْنٰا (7).

فعادوا إلى البغي، فأعاد اللّه عليهم العقوبة، فغزاهم طططيس فهزمهم اللّه فقتل مقاتلتهم، و حمى كنوز بيت المقدس، و ألقى فيه الجيف، و حمل الأموال التي كانت فيها، فهي في بيوت أموالهم بالروم، ففيهم نزلت: وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسٰاجِدَ اللّٰهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَ سَعىٰ فِي خَرٰابِهٰا أُولٰئِكَ مٰا كٰانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهٰا إِلاّٰ خٰائِفِينَ (8) يعني أهل الروم، فليس رومي يدخل بيت المقدس إلاّ خائفا، مستنكرا (9) يستوحشه إذا نظر إلى بيت المقدس،

ص: 336


1- تقرأ بالأصل:«بقربهن» و اللفظة بدون إعجام و غير واضحة في م، و المثبت عن المختصر 46/17.
2- الأصل و م: أقبضهم، و المثبت عن المختصر.
3- الأصل: فذلك، و المثبت عن م و المختصر.
4- كذا بالأصل، و في م:«و انطلق إلى مرتبتك» و في المختصر: مدينتك.
5- الأصل: فبعثوا، و المثبت عن م.
6- كذا، و في م: بيعة، و في المختصر: منعة.
7- سورة الإسراء، الآية:8.
8- سورة البقرة، الآية:114.
9- عن م و المختصر، و بالأصل:«متنكرا».

ثم يصبح فيدخله لَهُمْ فِي الدُّنْيٰا خِزْيٌ (1) يعني أن يقتل مقاتلة الروم، و يسبي ذراريهم حتى يفتحها اللّه على أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم في آخر الزمان، وَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذٰابٌ عَظِيمٌ (2) يعني: عذاب النار يوم القيامة.

أخبرنا أبو القاسم محمّد بن الفضل، أنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصابوني، أنبأ أبو جعفر كامل بن أحمد بن محمّد العزائمي، أخبرني أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد بن أحمد الأمير، نا أحمد بن محمّد بن شجاع البغدادي (3)،نا بشر بن موسى، نا محمّد بن منصور المروزي، نا عبد اللّه بن الرّمّاح، نا جعفر العبدي، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال:

جاء عزير النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إلى باب موسى بن عمران بعد ما محي اسمه من ديوان النبوة، فحجب فرجع و هو يقول: مائة موتة أهون من ذلّ ساعة (4).

أخبرنا جدي أبو الفضل يحيى بن علي بن عبد العزيز القاضي، أنا عبد الرزاق بن عبد اللّه بن الحسن بن الفضل.

ح و حدّثنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن (5) أحمد بن صابر - لفظا - و أبو القاسم نصر بن أحمد - قراءة - قالا: أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد السلام - زاد ابن صابر:

و عبد اللّه بن عبد الرزاق، قالا:- و أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد العبسي، نا محمّد بن عبد اللّه الشيباني بالكوفة، نا محمّد بن صالح بن الفيض العجلي، نا سعيد بن سيف التميمي، نا أسيد بن زيد البارقي، حدّثني أيمن بن عمرو - أخو سليمان بن عمرو النخعي - عن عطاء بن السائب، قال:

وقف عزير على باب موسى فانطوى عليه بالإذن فانصرف - أو قال: فرجع - و هو يقول: موت مائة مرّة أهون من ذلّ ساعة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، أنا

ص: 337


1- سورة البقرة، الآية:114.
2- سورة البقرة، الآية:114.
3- بدون إعجام بالأصل و رسمها فيه:«؟؟؟؟ العالحى» و المثبت عن م.
4- البداية و النهاية بتحقيقنا 55/2.
5- الأصل:«أو» و المثبت عن م، قارن مع مشيخة ابن عساكر 105/ب.

إسحاق بن بشر، عن مقاتل بن سليمان، عن عطاء بن أبي رباح قال: كان أمر عزير بين عيسى و محمّد صلّى اللّه عليهما و سلّم.

قال: و أنا إسحاق، أنا عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه، و مقاتل عن عطاء بن أبي رياح قال: كان في الفترة تسعة أشياء: بخت نصر، و جنة صنعاء، و جنة سبأ، و أصحاب الأخدود، و أمر حاصوراء، و أصحاب الكهف، و أصحاب الفيل، و مدينة أنطاكية، و أمر تبّع (1).

قال: و أنا إسحاق، و أنبأ سعيد، عن قتادة، عن الحسن قال: كان أمر عزير و بخت نصر في الفترة (2).

قال: و أنا إسحاق، عن جويبر، عن الضحاك، و مقاتل، عن عطاء أن هذه الأشياء كانت في الفترة.

قال: قال: و أنا إسحاق أنا إدريس، عن وهب بن منبّه أنها كانت بين عيسى و سليمان (3)،فاللّه أعلم أي ذلك كان.

4697 - عزير بن الأحنف بن الفضل

أبو عصمة البخاري البيكندي (4)(5)

و يقال: الجرجاني - لأنه سكن جرجان فنسب إليها

سمع بدمشق هشام بن عمّار، و دحيما، و بالعراق: محمّد بن الصباح الجرجرائي (6)، و نصر بن علي الجهضمي، و بخراسان: قتيبة بن سعيد، و يحيى بن موسى ختّ ، و إبراهيم بن هارون البلخيين، و بمصر: أحمد بن صالح.

روى عنه أبو الحسن أحمد بن عبد اللّه، و أبو جعفر كميل بن جعفر بن كميل، و محمّد بن أحمد بن إسماعيل الصرامي، و أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي الجرجانيون، و أبو حرب محمّد بن محمّد بن أحمد بن أبي عيسى الحافظ البلخي.

ص: 338


1- البداية و النهاية بتحقيقنا 54/2.
2- البداية و النهاية 54/2.
3- البداية و النهاية 55/2.
4- هذه النسبة إلى بيكند، من بلاد ما وراء النهر، على مرحلة من بخاري إذا عبرت النهر، ضبطت في معجم البلدان: بالكسر و فتح الكاف و سكون النون (انظر الأنساب).
5- انظر ترجمته في تاريخ جرجان ص 282-283 رقم 484 و الاكمال لابن ماكولا 6/7.
6- الأصل: الجرجاني، و التصويب عن م و تاريخ جرجان و الاكمال لابن ماكولا. انظر الحاشية السابقة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، أخبرني أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي - إجازة-، ثنا عزير بن الفضل الجرجاني - سمعت منه قبل التسعين و المائتين-.

قال: نا قتيبة، نا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان لا يدّخر شيئا لغد[8124].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم التنوخي، أنبأ إسحاق بن سعد بن الحسن (1) بن سفيان، أنبأنا جدي الحسن بن سفيان، نا قتيبة فذكره.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح، أنا الدارقطني (2) قال: و أما عزير فهو:

عزير بن الفضل الجرجاني.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):

و أما عزير - بضم العين المهملة، و فتح الزاي، و آخره راء - فهو عزير بن الأحنف بن الفضل البخاري، سكن جرجان، و حدّث عن قتيبة بن سعيد، و محمّد بن الصّبّاح الجرجرائي (4)،و نصر بن علي الجهضمي، حدث عنه أبو الحسن أحمد بن عبد اللّه الجرجاني، و أبو جعفر كميل بن جعفر بن كميل، و محمّد بن أحمد بن إسماعيل الصرامي، و أبو بكر الإسماعيلي، و ربما نسب إلى جده، فقيل: عزير بن الفضل.

و ذكره غنجار في تاريخ بخارى فقال: أبو عصمة عزير بن الفضل بن الأحنف البيكندي، سكن بلخ، روى عن هشام بن عمّار، و دحيم، و أحمد بن صالح، و قتيبة بن سعيد، و يحيى بن موسى ختّ ، و روى حديثا (5)،عن أحمد بن محمّد بن عمر المقرئ، عن أبي حرب محمّد بن محمّد بن أحمد بن أبي عيسى الحافظ البلخي ببخارى، قال: أخبرني عزير بن الفضل بن الأحنف البخاري أبو عصمة - و كان مقيما ببلخ، و مات بها - ثنا إبراهيم بن هارون، نا خالد بن زياد بن جرو، عن مسعر، حديثا و قال: توفي أبو عصمة عزير بن الفضل البخاري ببلخ لستّ (6) بقين من المحرم سنة ثمان و ثمانين و مائتين.

ص: 339


1- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م.
2- في م:«عن أبي الفتح الدارقطني» تصحيف.
3- الاكمال لابن ماكولا 6/7.
4- بالأصل:«الجرجرى» و المثبت عن م و الاكمال.
5- بالأصل:«و روى عثمان بن غنجار عن أحمد...» و في م:«و روى عثمان عن أحمد» كلا الجملتين خطأ، صوبنا الجملة عن الاكمال لابن ماكولا.
6- بالأصل: لستة، و التصويب عن م و الاكمال لابن ماكولا.

[ذكر من اسمه] عسكر

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) عسكر

4698 - عسكر بن الحصين

أبو تراب النّخشبي (2)

أحد العباد السائحين.

حدّث عن محمّد بن عبد اللّه بن نمير.

حكى عنه عبد اللّه بن أحمد بن (3) حنبل، و أبو عبد اللّه أحمد بن (4) يحيى بن الجلاء، و الفتح بن شخرف الكشي، و أبو علي الحسين بن جبران الفقيه، و يوسف بن الحسين الرازي، و أحمد بن محمّد بن أبي دارم، و أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل، و محمّد بن عبد اللّه بن مصعب.

و قدم دمشق، و ذكر قدومه في ترجمة الفتح بن شخرف.

كتب إليّ أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني [عنه] (5) أبو مسعود عبد الرحيم (6) بن علي بن حمد، أنبأ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه (7)،نا أحمد بن إسحاق، نا محمّد بن عبد اللّه بن مصعب، نا أبو تراب الزاهد عسكر، نا محمّد بن نمير، ثنا محمّد بن ثابت (8)،

ص: 340


1- ما بين معكوفتين زيادة منا.
2- ترجمته في حلية الأولياء 45/10 و الأنساب (النخشبي)، العبر للذهبي 445/1 تاريخ بغداد 315/12 البداية و النهاية: بتحقيقنا 382/10 الطبقات الكبرى للسبكي 306/2 سير أعلام النبلاء 545/11 الرسالة القشيرية ص 436 (و انظر الفهارس)، و أخبار أصبهان 146/2 و النخشبي: هذه النسبة إلى نخشب مدينة من نواحي بلخ، و تسمى أيضا نسف.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- ما بين الرقمين سقط من م.
5- زيادة عن م.
6- الأصل:«عن عبد الرحمن» و المثبت: عبد الرحيم، عن م، و السند معروف.
7- الحديث في حلية الأولياء 50/10-51.
8- في الحلية:«ثنا أبو تراب عسكر بن محمّد الزاهد، ثنا محمّد ثابت».

عن شريك بن عبد اللّه، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«لا تكرهوا مرضاكم على الطعام و الشراب، فإنّ اللّه يطعمهم و يسقيهم»[8125].

رواه أبو عبد الرّحمن السّلمي، عن محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس، عن عبد اللّه بن محمّد أبي الشيخ الأصبهاني، عن محمّد بن عبد اللّه بن مصعب.

أنبأنا أبو الحسن (1) عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر، أنبأ أبو بكر يحيى بن إبراهيم المزكّي، نا أبو عبد الرّحمن السّلمي، قال: عسكر بن الحصين أبو تراب النّخشبي، و يقال: عسكر بن محمّد بن حصين أحد فتيان خراسان و المذكورين بالأحوال السنية الرفيعة، و أحد علماء هذه الطبقة، و قد أسند أبو تراب الحديث.

كتب إليّ أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عنه قال: قال أبو نعيم الحافظ (2):

عسكر بن الحصين أبو تراب الصوفي، قدم أصبهان قديما، كان من أهل نخشب من أهل خراسان، كتب عنه عبد اللّه بن محمّد بن زكريا، و محمّد بن عبد اللّه بن مصعب.

و وهم أبو نعيم في قوله: نخشب من خراسان، إنّما هي مما وراء النهر، و هي نسف.

أخبرنا أبو الحسن (3) علي بن أحمد، و أبو منصور محمّد بن عبد الملك، قالا: قال:

أنا أبو بكر الخطيب (4):عسكر بن الحصين أبو تراب النّخشبي الزاهد، كان كثير السفر إلى مكة، و قدم بغداد غير مرة، و اجتمع بها مع أبي عبد اللّه أحمد بن حنبل، حكى عنه عبد اللّه بن أحمد بن حنبل و غيره.

أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن الأستاذ أبي القاسم القشيري، أنبأ أبي قال (5):و منهم أبو تراب عسكر بن الحصين النخشبي، صاحب حاتم الأصم، و أبي (6) حاتم العطار البصري، مات بالبادية نهشته (7) السباع.

قال ابن الجلاّء: صحبت ستمائة شيخ ما لقيت فيهم مثل أربعة: أولهم أبو تراب النّخشبي.

ص: 341


1- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م، قارن مع مشيخة ابن عساكر 120/ب.
2- ذكر أخبار أصبهان 146/2.
3- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، و السند معروف.
4- تاريخ بغداد 315/12-316.
5- الرسالة القشيرية ط بيروت ص 436.
6- بالأصل و م:«و أبا» و في الرسالة القشيرية: صحب حاتما الأصم و أبا حاتم العطار المصري.
7- الأصل:«نهشه» و المثبت عن م، و قوله:«نهشته السباع» ليس في الرسالة القشيرية.

و قال أبو تراب: الفقير قوته ما وجد، و لباسه ما ستر، و منزله حيث نزل.

و قال أبو تراب إذا صدق العبد في العمل وجد حلاوته قبل أن يعمل، و إذا أخلص فيه وجد حلاوته (1) وقت مباشرة العمل.

أخبرنا أبو الحسن (2) بن قبيس قال: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأ - أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني الأزهري، أخبرني إبراهيم (4) بن الحسن، نا أحمد بن مروان المالكي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: جاء أبو تراب النّخشبي إلى أبي، فجعل أبي يقول: فلان ضعيف، فلان ثقة، فقال أبو تراب: يا شيخ لا تغتاب العلماء، فالتفت أبي إليه:

ويحك هذه نصيحة، ليس هذا غيبة.

أنبأنا أبو الحسن (5) الفارسي (6)،أنبأنا أبو بكر المزكي، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، قال: فقال يوسف بن الحسين: كان أبو تراب من أهل نخشب، و كان صاحب حاتم الأصم إلى أن مات، ثم خرج إلى الشام، و كتب الحديث الكثير، و نظر في كتب الشافعي - رحمه اللّه - ثم نزل بمكة، و يخرج منها إلى عبّادان و الثغر، و يرجع إلى مكة ثمّ مات بين المسجدين.

أخبرنا أبو الحسن المالكي قال: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (7)،أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد، و أحمد بن علي المحتسب، قالا:

نا محمّد بن الحسين بن موسى النيسابوري (8)،قال: سمعت عبد اللّه بن علي يقول:

سمعت الرّقّي يقول: سمعت أبا عبد اللّه بن الجلاّء يقول: لقيت ستمائة شيخ ما رأيت فيهم مثل أربعة: أولهم أبو تراب.

أنبأ أبو الحسن (9) عبد الغافر بن إسماعيل، أنبأ أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنبأ محمّد بن الحسين، قال: سمعت علي بن سعيد بن عثمان يقول: سمعت أحمد بن عطاء

ص: 342


1- في الرسالة القشيرية: وجد حلاوته و لذته.
2- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، و السند معروف.
3- تاريخ بغداد 316/12.
4- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: أخبرني أحمد بن إبراهيم بن الحسن.
5- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، و السند معروف.
6- الأصل: القابسي، و المثبت عن م.
7- تاريخ بغداد 316/12.
8- في تاريخ بغداد: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي محمّد بن الحسين بن موسى النيسابوري.
9- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، و السند معروف.

يقول: أخبرني محمّد بن إسحاق المنبري (1)،قال: قال أبو سعد (2) الزيادي: كان أبو تراب يذكر أنه صحب حاتما و شقيقا، و علي الرازي المذبوح.

قال: و كذا محمّد بن الحسين قال.

و قال أبو حاتم العطار البصري لأبي تراب: إلى كم تسيح ما جازت سياحتك أقطار الأرض، و كان أبو تراب صحب حاتما (3) الأصم، و أخذ منه طريقة التوكل، و دخل أبو تراب البصرة، و تزوج بها.

سمعت أبا المظفر بن القشيري يقول: سمعت أبي يقول: سمعت الشيخ أبا عبد الرّحمن السلمي يقول: سمعت جدي إسماعيل بن نجيد يقول (4):

كان أبو تراب إذا رأى من أصحابه ما يكره زاد في اجتهاده، و جدّد توبته، و يقول[ (5):

بشؤمي دفعوا إلى ما دفعوا إليه]، لأن اللّه يقول: إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يُغَيِّرُ مٰا بِقَوْمٍ حَتّٰى يُغَيِّرُوا مٰا بِأَنْفُسِهِمْ (6).

قال: و سمعته يقول لأصحابه: من لبس منكم مرقّعة فقد سأل، و من قعد في خانقاه أو مسجد فقد سأل، و من قرأ القرآن من مصحف أو كما يسمع الناس فقد [سأل الناس] (7).

[ (8) قال: و سمعته يقول: كان أبو تراب يقول: بيني و بين اللّه عزّ و جل، أن لا أمدّ يدي إلى حرام إلاّ قصرت يدي عنه.

أخبرنا أبو الحسن الفارسي في كتابه، أنبأنا يحيى بن إبراهيم إملاء، نا أبو عبد الرحمن السلمي قال: و حكي عن أبي تراب أنه قال:

لا بد للأستاذ من أربعة أشياء: تمييز فعل اللّه عن فعل الخلق، و معرفة مقامات العمال، و معرفة الطبائع و النفوس، و تمييز الخلاف من الاختلاف.

و كان أبو تراب يقول:

لا أعلم شيئا أضرّ بالمريدين من أسفارهم على متابعة قلوبهم و نفوسهم، و ما فسد من فسد من المريدين إلاّ بالأسفار الباطلة.

ص: 343


1- في م: الكثيري.
2- في م: أبو سعيد.
3- بالأصل و م: حاتم.
4- انظر الرسالة القشيرية ص 436.
5- ما بين الرقمين ليس في الرسالة القشيرية.
6- سورة الرعد، الآية:11.
7- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.

قال: و أنا السلمي قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن شاذان يقول: سمعت أبا عثمان الأذني يقول: سمعت إبراهيم بن الخواص يقول: حدثني أخ لي كان يصحب أبا تراب: نظر إلى صوفي مد يده إلى قشر البطيخ و قد طوى ثلاثة أيام، فقال له أبو تراب: تمد يدك إلى قشر البطيخ ؟ أنت لا يصلح لك التصوف، الزم السوق (1).

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد بن عبد الواحد المتوكلي و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة قالا: أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني عبيد اللّه بن أحمد الصيرفي، نا أبو الفضل الزهري.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا - و أبو منصور بن خيرون أملانا - أبو بكر الخطيب (2):أخبرني عبيد اللّه بن أبي الفتح، و عمر بن الحسين بن إبراهيم الخفاف.

و أخبرنا (3) أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو القاسم عمر... (4) إبراهيم الخفاف (5) قالا: أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرحمن الزهري، حدثني أبو الطيب أحمد بن جعفر الحذاء قال: سمعت أبا علي الحسين بن خيران الفقيه يقول: مرّ أبو تراب النخشبي بمزين، فقال له: تحلق رأسي للّه عز و جل ؟ فقال له: اجلس - زاد الخفاف: فجلس، و قالا:- ففيما يحلق رأسه مرّ به [أمير] (6) من أهل بلده، فسأل حاشيته، فقال لهم: أ ليس هذا أبو تراب ؟ فقالوا: نعم، قال: أيش معكم من الدنانير؟ فقال له رجل من خاصته معي خريطة فيها ألف دينار، فقال: إذا قام فاعطه و اعتذر إليه، و قل له: لو لم يكن معنا غير هذه [الدنانير] (7)،فجاء الغلام إليه فقال له: إن الأمير يقرأ عليك السلام، و قال لك: ما حضر معنا غير هذه الدنانير، فقال له: ادفعها إلى المزين، فقال له المزين: إيش أعمل بها؟ فقال:

خذها، فقال: لا و اللّه و لو أنها ألفي دينار ما أخذتها، فقال له أبو تراب: مرّ إليه، فقل له: إن المزين ما أخذها، خذها أنت [فاصرفها] (8) في مهماتك.

سمعت أبا المظفر بن أبي القاسم يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبا حاتم

ص: 344


1- الرسالة القشيرية ط بيروت ص 169.
2- الخبر في تاريخ بغداد 316/12.
3- ما بين الرقمين استدرك عن هامش م.
4- بياض في م.
5- ما بين الرقمين استدرك عن هامش م.
6- استدركت اللفظة عن تاريخ بغداد.
7- استدركت اللفظة عن تاريخ بغداد.
8- لم تتضح اللفظة في م لسوء التصوير، و استدركت عن تاريخ بغداد.

السجستاني يقول: سمعت أبا نصر السّرّاج يقول (1):شرط التوكل ما قاله [أبو[ (2) تراب النخشبي، و هو طرح البدن في العبودية، و تعلق القلب بالربوبية، و الطمأنينة إلى الكفاية، فإن أعطي شكر، و إن منع صبر].

قال: و سمعت أبي يقول: سمعت محمّد بن أبي (كذا)، سمعت علي بن ؟؟؟ بدار (كذا)، يقول: سمعت الجدري (كذا) يقول:

سئل أبو تراب عن صفة العارف، فقال: الذي يكدره شيء، و يصفو بكل شيء (3).

سمعت أبا المظفر بن القشيري يقول: سمعت محمّد بن عبد اللّه يقول: سمعت أبا العباس أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الفرغاني يقول: سمعت أبا الحسين الرازي يقول:

سمعت يوسف بن الحسين يقول: سمعت أبا تراب النخشبي يقول (4):

ما تمنت نفسي من الشهوات (5) إلاّ مرة واحدة، تمنيت (6) خبزا و بيضا، و أنا في سفر، فعدلت إلى قرية فقام واحد و تعلق بي، و قال: هذا كان مع اللصوص [فألقوني أرضا] (7) فضربوني سبعين درّة، ثم عرفني رجل منهم فقال: هذا أبو تراب، فاعتذروا إليّ ، فحملني رجل إلى منزله، و قدم إليّ خبزا و بيضا، فقلت لنفسي:[كلها بعد سبعين جلدة] (8).

سمعت محمّد بن الحسين يقول، سمعت أبا العباس البغدادي يقول... (9) الفارسي يقول سمعت أبا الحسن الرازي يقول: سمعت الجنيد يقول سمعت أبا تراب النخشبي يقول:- ما تمنت نفسي علي قط إلاّ مرة [تمنت علي] (10) خبزا و بيضا و أنا في سفري، فعدلت على الطريق إلى قرية فوثب رجل [و تعلق بي، و قال: كان هذا مع اللصوص] (11) فبطحوني و ضربوني سبعين خشبة، فوقف [علينا رجل، فصرخ، و قال: هذا أبو تراب النخشبي، فخلوني و اعتذروا إليّ ، و أدخلني] (12) الرجل منزله فقدم إليّ خبزا و بيضا، فقلت: كلها بعد سبعين جلدة.

ص: 345


1- الخبر في الرسالة القشيرية ط بيروت ص 164.
2- ما بين الرقمين سقط من م و استدرك عن الرسالة القشيرية.
3- الرسالة القشيرية ص 316 و فيها: و يصفو به كل شيء.
4- هذا الخبر و الذي يليه في الرسالة القشيرية ص 144 و 436.
5- في الرسالة القشيرية: ما تمنت نفسي عليّ قط إلاّ مرة واحدة.
6- الرسالة القشيرية: تمنت.
7- الزيادة عن الرسالة القشيرية.
8- ما بين معكوفتين غير مقروء في م لسوء التصوير، و المستدرك عن الرسالة القشيرية.
9- غير مقروء في م، بياض، لسوء التصوير.
10- غير مقروء في م، بياض، و المستدرك عن المختصر.
11- غير مقروء في م، بياض، و المستدرك عن المختصر.
12- غير مقروء في م، بياض، و المستدرك عن المختصر.

[أخبرنا أبو المظفر بن القشيري] نا أبي رحمه اللّه قال: و سمعت محمّد بن الحسين يقول..... (1).......

...

.... سمعت أبا سعد علي بن عبد اللّه... سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن باكويه يقول:..... (2).... يقول سمعت أبا بكر.... (3)...... (4)

يقول: سمعت أبا تراب النخشبي يقول:

إذا تواترت على أحدكم النعم [فليبك (5) على نفسه، فقد سلك به غير طريق الصالحين] (6).

قال: و سمعت محمّد بن الحسين يقول: سمعت أحمد بن علي يقول: سمعت الحسين بن علوية يقول: قال أبو تراب يقول: ليس ينال الرضا من قلبه مثقال.

أخبرنا أبو الحسن (7) بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون [أنا - أبو بكر الخطيب] (8)،أنبأ (9) عبد العزيز بن علي الأزجي، نا علي بن عبد اللّه الهمذاني، نا محمّد بن داود، قال: سمعت أبا عبد اللّه بن الجلاء يقول:

قدم أبو تراب مرة إلى مكة فقلت له: يا أستاذ أين أكلت ؟ فقال: جئت بفضولك، أكلت أكلة بالبصرة، و أكلة بالنّباج (10)،و أكلة عندكم.

سمعت أبا المظفر يقول: سمعت أبي الأستاذ أبا القاسم يقول: سمعت أبا حاتم السجستاني يقول: سمعت أبا نصر السراج يقول: أملى علينا الوجيهي حكاه عن محمّد بن يوسف البنّا، قال:

[كان أبو تراب النخشبي صابح كرامات، فسافرت معه سنة، و كان معه أربعون نفسا ثمّ أصابنا مرة فاقة، فعدل] (11) أبو تراب عن الطريق و جاء بعذق موز، فناولنا، و فينا شاب، فلم يأكل، فقال له أبو تراب: كل، فقال: الحال الذي أعتقده ترك المعلومات، و صرت أنت

ص: 346


1- كلام غير مقروء في م بسبب سوء التصوير.
2- كلام غير مقروء في م بسبب سوء التصوير.
3- كلام غير مقروء في م بسبب سوء التصوير.
4- كلام غير مقروء في م بسبب سوء التصوير.
5- ما بين الرقمين غير مقروء في م، تم استدراكه عن المختصر 53/17.
6- إلى هنا ينتهي الاستدراك عن م.
7- الأصل: الحسين، تصحيف و المثبت عن م.
8- ما بين معكوفتين زيادة منا لتقويم السند.
9- الخبر في تاريخ بغداد 317/12.
10- في بلاد العرب نباجان.(انظر معجم البلدان).
11- الزيادة بين معكوفتين عن م.

معلومي، فلا أصحبك بعد هذا، فقال أبو تراب: كن مع (1) ما وقع لك.

قال: و نا أبي الأستاذ أبو القاسم، نا محمّد بن عبد اللّه الصوفي، نا أحمد بن يوسف الخياط قال: سمعت أبا علي الرّوذباري يقول: سمعت أبا العباس الرقي يقول:

كنا مع أبي تراب النخشبي في طريق مكة، فعدل عن الطريق إلى ناحية فقال له بعض أصحابه: أنا عطشان، فضرب برجله فإذا عين من ماء زلال، فقال الفتى: أحب أن أشربه في قدح، فضرب بيده إلى الأرض، فناوله قدحا من زجاج أبيض كأحسن ما رأيت، فشرب و سقانا، و ما زال القدح معنا إلى مكة، فقال لي أبو تراب يوما: ما يقول أصحابك في هذه الأمور التي يكرم اللّه تعالى بها عباده ؟ فقلت: ما رأيت أحدا إلاّ و هو يؤمن بها، فقال: من لم يؤمن بها فقد كفر، إنّما سألتك من طريق الأحوال، فقلت: ما أعرف لهم قولا فيه، فقال بلى، قد زعم أصحابك أنّها خدع من الجنّ و ليس الأمر كذلك، إنّما الخدع في حال السكون إليها، فأما من لم يقترح ذلك و لم يساكنها فتلك مرتبة الربانيين.

أنبأنا مناولة أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنا أبو بكر المزكّي، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهاب يقول: كان أبو تراب يقول:

من كان غناه بماله لم يزل فقيرا، و من كان غناه في قلبه لم يزل غنيا، و من كان غناه بربه فقد قطع عنه اسم الفقر و الغنى، لأنه دخل في حيّز ما لا وصف له.

قال: و أنا السّلمي، قال: سمعت منصور بن عبد اللّه يقول: سمعت أبا علي الرّوذباري يقول: سمعت ابن الجلاّء يقول: سمعت أبا تراب النخشبي يقول (2):إذا ألفت القلوب الإعراض عن اللّه صحبتها الوقيعة في الأولياء.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (3)، أخبرني مكي بن علي المؤدب (4)،نا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي، قال: سمعت أبا عبيد دارم بن أبي (5) دارم يقول: سمعت أخي أحمد بن محمّد قال: قال أبو تراب النخشبي يقول (6):

ص: 347


1- الأصل: معي، و المثبت عن م.
2- الرسالة القشيرية ص 263 و فيها: ألف القلب.. صحبته.
3- تاريخ بغداد 317/12.
4- تاريخ بغداد: المؤذن.
5- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- أقحم بعدها بالأصل: سمعت أبا الفرج المغافري... يقول سمعت محمّد بن علي الحدي يقول سمعت عبد اللّه أحمد بن يحيى بن الجلاء يقول سمعت أبا تراب النخشبي يقول: إذا تواترت على أحدكم النعم فليبك نفسه... و ما أثبتناه يناسب عبارة تاريخ بغداد و م.

وقفت خمسا (1) و خمسين وقفة، فلمّا كان من قابل رأيت الناس بعرفات، ما رأيت قط أكثر منهم، و لا أكثر خشوعا و تضرعا و دعاء، فأعجبني ذلك، فقلت: اللّهم من لم تتقبّل حجته من هذا الخلق فاجعل ثواب حجتي له، و أفضنا من عرفات، و بتنا بجمع، فرأيت في المنام هاتفا يهتف بي تتسخى علينا و أنا أسخى الأسخياء؟ و عزّتي و جلالي ما وقف هذا الموقف أحد قطّ إلاّ غفرت له، فانتبهت فرحا بهذه الرؤيا، فرأيت يحيى بن معاذ الرازي، و قصصت عليه الرؤيا فقال: إن صدقت رؤياك فإنك تعيش أربعين يوما، فلما كان يوم أحد و أربعين جاءوا إلى يحيى بن معاذ، فقالوا: إنّ أبا تراب مات، فغسّله و دفنه.

أنبأنا أبو الحسن (2) الفارسي، أنا أبو بكر المزكي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال:

سمعت محمّد بن عبد اللّه يقول: سمعت أبا عثمان بن الأدمي يقول: سمعت إبراهيم الخوّاص يقول: مات أبو تراب بين مكة و المدينة نهشته (3) السباع (4).

قال: و أنا السّلمي، قال: و قال أبو عمرو الإصطخري: رأيت (5) أبا تراب ميتا في البادية قائما منتصبا لا يمسكه شيء.

أخبرنا أبو الحسن (6) بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (7)،أنا أحمد بن علي المحتسب، نا أبو عبد الرّحمن السلمي أنّ أبا تراب توفي بالبادية قيل: نهشته السباع سنة خمس و أربعين و مائتين.

أخبرنا أبو الحسن (8) عبد الغافر بن إسماعيل في كتابه أنا [أبو] (9) بكر المزكي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أخبرني أحمد بن محمّد بن الفضل - إجازة - قال: سألت محمّد بن إبراهيم القلزمي، عن موت أبي تراب، فقال: مات أبو تراب سنة خمس و أربعين و مائتين.

قال: و أنا السّلمي، قال: سمعت منصور بن عبد اللّه يقول: قال أبو أيوب النّهرواني:

رأيت كأن القيامة قد قامت، و الأهوال قد بدت، و الأمم جاثية على الركب، و الكلّ قد همّه

ص: 348


1- عن تاريخ بغداد، و بالأصل و م: خمسة.
2- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م.
3- الأصل: ينهشه، و المثبت عن م.
4- حلية الأولياء 49/10.
5- الأصل: ثابت، و المثبت عن م و حلية الأولياء 49/10.
6- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م.
7- تاريخ بغداد 317/12.
8- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م.
9- الزيادة عن م.

شأنه، فبينا هم كذلك إذ لاح علم كبير، و نور ساطع، و أضاءت منه القيامة، قال الناس: هذا ملك مقرّب أو نبي مرسل، إذا منادي (1) ينادي: هذا أبو تراب النخشبي الذي آثر اللّه على ما له، و بذل نفسه لمولاه، فهبّت ريح من قبل العرش نثرت على الخلق نثارا فما أحد إلاّ أصابه منه.

4699 - عشور و يقال: غشور السكسكي، و يقال: السّلمي

4699 - عشور و يقال: غشور السكسكي، و يقال: السّلمي (2)

من أصحاب معاذ بن جبل.

كان يسكن بيت لهيا (3).

له ذكر، و لا أعرف له رواية.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن [أبي] (4) نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،نا محمّد بن أبي أسامة، نا ضمرة، عن السّيباني (6) قال:

لما وقعت الفتنة - يعني فتنة الضحاك و مروان - قال الناس: نقتدي بهؤلاء الثلاثة:

بربيعة بن عمرو الجرشي، و يزيد بن الأسود الجرشي، و يزيد بن نمران (7) الذماري.

قال أبو زرعة: فذكرت ذلك لعبد الرّحمن بن إبراهيم، فأخبرني عن أبي مسهر عن سعيد بن عبد العزيز أن الثلاثة: ربيعة بن عمرو الجرشي، و يزيد بن الأسود، و عشور السّلمي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال (8):سمعت عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا أبو مسهر، عن سعيد، قال: قال خليد السّلامي: ما بقي هؤلاء الثلاثة فلا أبالي بالفتنة، قال: يعني أقتدي بهم: ربيعة بن عمرو الجرشي (9)،و يزيد بن الأسود الجرشي، و عشور السكسكي، قال:

ص: 349


1- كذا بالأصل و م «منادي» بإثبات الياء.
2- ترجمته في الإصابة 480/2 رقم 5543.
3- بيت لهيا: قرية مشهورة بغوطة دمشق (معجم البلدان).
4- الزيادة عن م.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 234/1-235.
6- الأصل و م: الشيباني، و التصويب عن أبي زرعة و هو يحيى بن أبي عمرو، و انظر تهذيب التهذيب 365/11.
7- الأصل: عمران، و المثبت عن م و تاريخ أبي زرعة.
8- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 385/2.
9- تهذيب التهذيب 261/3.

فلمّا كان يوم راهط اختلف هؤلاء الثلاثة، فكان ربيعة زبيريا، و كان عشور مروانيا، و أمسك يزيد بن الأسود، و كان أفضلهم.

قال عبد الرّحمن: قتل ربيعة الجرشي يوم راهط (1).

قرأت على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد الواسطي، عن أبي عمر بن حيوية، أنا أبو الطيب محمّد بن القاسم الكوكبي،[نا أبو بكر بن أبي] (2) خيثمة قال: و أخبرني أبو محمّد صاحب لي من بني تميم - ثقة - قال: قال أبو مسهر:

و كان أصحاب معاذ بن جبل أكبرهم مالك بن عامر السكسكي، و كان رأس القوم، و يزيد بن عميرة الزّبيدي، و كان من رءوسهم، و عبد الرّحمن بن غنم الأشعري، و عشور السكسكي، فحدّثنا سعيد بن عبد العزيز أنّ عشور لا يدري ابن من هو؟ كان في بيت لهيا، و كان يصلّي الصلوات في مسجد دمشق، و كان من أصحاب معاذ.

ص: 350


1- المعرفة و التاريخ 384/2.
2- الزيادة عن م.

ذكر من اسمه عصمة

4700 - عصمة بن أبي عصمة إسرائيل بن يحماك

أبو عمرو البخاري

روى عن هلال بن العلاء، و جعفر القلانسي التّمّار، و عمّه زوج بن يحماك، و أحمد بن محمّد بن نافع الأطروشي، و أبي يزيد هارون بن محمّد بن أبي الهيام العسقلاني، و صالح جزرة، و إبراهيم بن فهد بن حكيم، و أبي زرعة الدمشقي.

روى عنه أبو علي بن شعيب، و أبو أحمد بن عدي، و أبو طالب محمّد بن صبح (1) بن رجاء، و أبو الميمون بن راشد، و أبو القاسم الحسين بن محمّد بن أحمد بن هشام السّلمي، و الفضل بن جعفر المؤذن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، نا عبد اللّه بن عدي (2)،نا أبو عمرو عصمة بن أبي عصمة إسرافيل [بن] (3) بجماك البخاري بدمشق حدّثني عمّي زوج ابن بجماك البخاري، أنا عيسى بن موسى الغنجار البخاري، ثنا أبو حمزة السكري، عن الأعمش، حدّثني أيوب السّختياني، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لا تسمّوا العنب الكرم، فإنّ الكرم الرجل المسلم»[8126].

قال: و أنا ابن عدي، نا عصمة بن بجماك كان مقيما بمصر، تحول إلى دمشق.

نا محمّد بن الهيثم بحديث ذكره.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا

ص: 351


1- في م: صبيح.
2- ليس له ترجمة في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي.
3- زيادة عن م.

تمام بن محمّد، نا أبو علي محمّد بن هارون الأنصاري، حدّثني عصمة بن أبي عصمة البخاري بدمشق، أنا أحمد بن عمّار بن خالد التمار، نا عصمة العبّاداني قال:

كنت أجول في بعض الفلوات إذ أبصرت ديرا، و إذا في الدير صومعة، و في الصومعة راهب، فناديته: يا راهب، فأشرف عليّ ، فقلت له: من أين تأتيك الميرة ؟ قال: من مسيرة شهر، قلت له: حدثني بأعجب ما رأيت في هذا الموضع، فقال: نعم، بينا أنا ذات يوم أدير نظري في هذه البرية القفراء و أتفكر في عظمة اللّه و قدرته، إذ رأيت طائرا أبيض مثل النعامة كبيرا قد وقع على تلك الصخرة، و أومأ بيده إلى صخرة بيضاء، فتقايا رأسا ثمّ رجلا، ثم ساقا و إذا هو كلّما تقايا عضوا من تلك الأعضاء التأمت بعضها إلى بعض أسرع من البرق الخاطف، بقدرة اللّه عز و جل، حتى استوى رجلا جالسا بقدرة اللّه تعالى، فإذا همّ بالنهوض نقره الطائر نقرة قطعه أعضاء ثمّ يرجع فيبتلعه.

فلم يزل على ذلك أياما، فكثر و اللّه تعجبي منه، و ازددت يقينا لعظمة اللّه عز و جل، و علمت أنّ لهذه الأجساد حياة بعد الموت، فلم يزل على ذلك أياما، فالتفت إليه يوما، فقلت: يا أيها الطائر سألتك بحقّ اللّه الذي خلقك [و برأك] (1) إلاّ أمسكت عنه حتى أسائله، فيخبرني بقصته، فأجابني الطائر بصوت عربي: الخلق (2) لربي الملك و له البقاء، الذي يفني كل شيء و يبقى، أنا ملك من ملائكة اللّه عز و جل موكل بهذا الجسد، لما أجرم و جرى عليه من قضاء اللّه، و أمرني اللّه أن آتي هذا المكان لتسأله و تخاطبه ليخبرك بما كان منه، فسله، فالتفت إليه، فقلت: يا هذا الرجل المسيء إلى نفسه، ما قصتك ؟ و من أنت ؟ قال: أنا عبد الرّحمن بن ملحم قاتل علي، و إنّي لما قتلته و صارت روحي بين يدي اللّه عز و جل، ناولني صحيفة مكتوبة فيها ما عملته من الخير و الشر منذ يوم ولدتني أمي إلى أن قتلت عليّ بن أبي طالب، و أمر اللّه هذا الملك بعذابي إلى يوم القيامة، فهو يفعل بي ما قد تراه، ثم سكت، فنقره ذلك الطائر نقرة نثر أعضاءه بها، ثم جعل يبتلعه عضوا عضوا، فلما فرغ منه قال: يا آدمي إنّي ماض عنك، و خير وصيتي لك: أن تتقي اللّه في سرك و علانيتك، فهذا جزاء من قتل نفسا زكية قد كتب لها السعادة من اللّه عز و جل، و كتب على قاتلها النار و العذاب من اللّه عز و جل، و قد أتاني رسول اللّه أن أمضي بهذا الجسد جزيرة في البحر الأسود الذي يخرج

ص: 352


1- الزيادة عن م.
2- اللفظة مضطربة بالأصل و م و تقرأ فيهما:«طلق» و المثبت عن المختصر.

منه هوامّ أهل النار، فأعذبه إلى يوم القيامة.

ذكر الفضل بن جعفر أنه سمع من عصمة سنة ثلاثمائة.

4701 - عصمة بن عبد اللّه الأسدي

4701 - عصمة بن عبد اللّه الأسدي (1)

من بني أسد بن خزيمة، حليف بن مازن بن النجار.

له صحبة، و هو ممن شهد مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بدرا، و شهد اليرموك أميرا على كردوس، و لا أعلم له رواية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلّص.

[ح] (2) و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن يعقوب، قالا: نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق قال (3):

شهد بدرا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من بني مازن ابن النجار: عصمة (4) حليف لهم من بني أسد [بن] (5) خزيمة.

و في رواية ابن السمرقندي: عصيمة بزيادة ياء (6)،و الصواب: عصمة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، نا يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر قال (7):و كان عصمة بن عبد اللّه حليف لبني مازن بن النجار من بني أسد على كردوس - يعني باليرموك-.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنبأ أبو عبد اللّه بن مندة، قال: عصمة شهد بدرا و هو من بني أسد بن خزيمة.

4702 - عصمة بن أبي عصمة البعلبكّي

حدّث عن أبي عبد اللّه محمّد بن بكير البصري.

روى عنه مكي بن بندار الزّنجاني.

ص: 353


1- ترجمته في الإصابة 482/2 و أسد الغابة 534/3.
2- «ح» حرف التحويل زيادة عن م.
3- سيرة ابن هشام 362/2.
4- في سيرة ابن هشام: عصيمة.
5- زيادة عن م و سيرة ابن هشام.
6- في أسد الغابة و الإصابة ذكراه في ترجمتين منفصلتين في عصمة، و في عصيمة: بالتصغير.
7- تاريخ الطبري 397/3 ضمن خبر اليرموك.

حدّثني أبو القاسم محمود بن عبد الرّحمن البستي، أنبأ أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، نا مكي بن بندار الزنجاني - ببغداد - نا عصمة بن أبي عصمة البعلبكي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن بكير البصري، نا عبد اللّه بن المثنى الأنصاري، أبو محمّد، حدّثني أبي، عن ثمامة (1) بن عبد اللّه، عن أنس، عن أم سليم زوجة أبي طلحة الأنصاري أنها قالت:

لم تر فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم دما قط في حيض و لا نفاس، و كانت تصبّ عليها من ماء الجنة، و ذلك أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لما أسري به دخل الجنة، و أكل من فاكهة الجنّة، و شرب من ماء الجنة، فنزل من ليلته فوقع على خديجة، فحملت بفاطمة، فكان حمل فاطمة من ماء الجنّة.

ص: 354


1- الأصل: تمامه، و الصواب ما أثبت، و هو ابن ابن أنس بن مالك، راجع ترجمة أنس بن مالك في تهذيب الكمال 330/2.

[ذكر من اسمه] عطارد

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) عطارد

4703 - عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس بن زيد

ابن عبد اللّه بن دارم بن مالك

ابن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم

و يقال: إنّ حاجبا (2) لقب زرارة، و إنما لقب بذلك لكبر حاجبيه

أبو عكرمة (3) التيمي (4)

أسلم على عهد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و وفد عليه، و استعمله على صدقات بني دارم.

و وفد على معاوية.

روى عنه محمّد بن سيرين.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن يعقوب، نا طاهر بن عمرو بن الربيع، عن أبيه، عن السّري بن يحيى، عن محمّد بن سيرين، عن رجل من بني تميم يقال له عطارد قال: كانت لي حلة، فقال عمر:

يا رسول اللّه لو اشتريت هذه الحلة للوفد و ليوم العيد، لم يرد.

أنبأ (5) أبو سعد المطرّز، و أبو علي المقرئ، قالا: أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد (6)،نا علي بن عبد العزيز، نا حجاج بن منهال، نا حمّاد بن سلمة، عن محمّد بن

ص: 355


1- ما بين معكوفتين زيادة منا.
2- الأصل و م: حاجب.
3- عن الإصابة، و تقرأ بالأصل و م: عكرثة.
4- ترجمته في: أسد الغابة 539/3 و الإصابة 483/2 و جمهرة ابن حزم ص 232 مغازي الواقدي 973/3 و دلائل النبوة للبيهقي 313/5.
5- في م: أنبأنا.
6- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 95/18 رقم 22.

زياد، عن عبد الرّحمن بن عمرو بن معاذ، عن عطارد بن حاجب.

أنه أهدى إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ثوب ديباج كساه إياه كسرى، فدخل أصحابه فقالوا: أنزلت عليك من السماء؟ فقال:«و ما تعجبون من ذا (1)؟، لمنديل من مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا»، ثم قال:«يا غلام اذهب به إلى أبي جهم بن حذيفة و قل له يبعث إليّ بالخميصة»[8127].

هذان الإسنادان غريبان، و هذا المتن مذكور في حديث ابن عمر الصحيح الذي:

أخبرناه أبو العزّ أحمد بن عبد اللّه السلمي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو حفص عمر بن محمّد (2) بن علي بن الزيات، أنا أبو بكر جعفر بن محمّد بن الحسن (3) بن المستفاض الفريابي، نا شيبان بن فرّوخ، نا جرير بن حازم، نا نافع، عن ابن عمر قال:

رأى عمر عطارد التميمي يقيم بالسوق حلة سيراء (4) و كان رجلا يغشى الملوك، فقال عمر: يا رسول اللّه إنّي رأيت عطارد يقيم في السوق حلة سيراء، فلو اشتريتها فلبستها لوفود العرب إذا قدموا عليك - و أظنه قال: و لبستها يوم الجمعة - فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة».

فلما كان بعد ذلك أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بحلل سيراء فبعث إلى عمر بحلّة، و بعث إلى أسامة بن زيد بحلّة، و أعطى علي بن أبي طالب حلّة، و قال:«شققها خمرا بين نسائك»، فجاء عمر يحملها، فقال: يا رسول اللّه بعثت إليّ بهذه و قلت بالأمس في حلّة عطارد ما قلت، قال:«إنّي لم أبعث بها إليك لتكتسها (5) و لكن بعثت بها إليك لتصيب بها»، فأما أسامة فراح في حلّته، فنظر إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نظرا عرف أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم (6) قد أنكر ما صنع، فقال: يا رسول اللّه ما تنظر إليّ و أنت بعثت بها إليّ ، قال:«إنّي لم أبعث بها إليك لتلبسها و لكن بعثت بها إليك لتشققها خمرا بين نسائك»[8128].

ص: 356


1- الأصل: رداء، و التصويب عن م و المعجم الكبير.
2- «بن محمّد» ليس في م.
3- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 96/14.
4- السيراء - كعنباء - نوع من البرود، فيه خطوط صفر، أو يخالطه حرير، و الذهب، و قيل هو ثوب مسير (انظر تاج العروس بتحقيقنا: سير).
5- كذا بالأصل، و سقطت اللفظة من م، و في المختصر: لتلبسها.
6- قوله:«نظرا عرف أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم» استدرك عن هامش الأصل و بعده صح.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم (1)، أنبأ إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا شيبان، نا جرير، نا نافع، عن ابن عمر، قال:

رأى عمر بن الخطاب عطارد التميمي يقيم في السوق - و قال ابن المقرئ: بالسوق - حلّة سيراء و كان رجلا يغشى الملوك و يصيب منهم، فقال عمر: يا رسول اللّه إنّي رأيت عطارد يقيم في السوق حلة سيراء فلو اشتريتها فكسيتها لوفد العرب إذا قدموا عليك - و أظنه قال: و تلبسها يوم الجمعة - فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة».

فلما كان بعد ذلك أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بحلل سيراء، فبعث إلى عمر بحلّة، و بعث إلى أسامة بحلّة، و أعطى عليا حلّة، و قال:«شققها خمرا (2) بين نسائك»، فجاء عمر بحلّته فقال:

يا رسول اللّه، بعثت إليّ بهذه و قد قلت في حلّة عطارد ما قلت، فقال:«إنّي لم أبعث بها إليك لتلبسها و لكن بعثت بها إليك لتصيب منها»، و أما أسامة فراح في حلّته، فنظر إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نظرا عرف أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قد أنكر ما صنع، فقال: يا رسول اللّه ما تنظر إليّ و أنت بعثت بها إليّ ، قال:«إنّي لم أبعث بها إليك لتلبسها و لكني بعثت بها إليك لتشققها خمرا بين نسائك»[8129].

رواه مسلم عن شيبان (3).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا أبو بكر الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الرابعة:

عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد اللّه بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، و كان في وفد بني تميم الذين قدموا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقدّموه، فخطب، و فخر، فأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ثابت بن قيس بن شماس فأجابه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية،

ص: 357


1- بعدها في م: قالا: أملانا أبو سعد الأديب أنبأنا أبو عمرو بن حمدان. ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الأديب....
2- خمرا بضم الميم و يجوز إسكانها، جمع خمار، و هو ما يوضع على رأس المرأة.
3- صحيح مسلم 37 كتاب اللباس و الزينة،(2) باب،(ح 2068)1639/3.

أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر (1)، نا محمّد بن عبد اللّه، عن الزهري، قال: ثنا عبد اللّه بن يزيد، عن سعيد بن عمرو (2)، قالا: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بشر (3) بن سفيان - و يقال: النّحام العدوي (4)-على صدقات بني كعب من خزاعة، فجاء و قد حلّ بنواحيهم بنو عمرو بن جندب بن العنبر (5) بن عمرو بن تميم، فجمعت خزاعة مواشيها للصدقة، فاستنكر ذلك بنو تميم، و أبوا و ابتدروا القسيّ و شهروا السيوف، فقدم المصدّق على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأخبره، فقال:«من لهؤلاء القوم» فابتدر لهم عيينة (6) بن بدر، فبعثه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في خمسين فارسا من العرب، ليس فيهم مهاجر (7) و لا أنصاري، فأغار عليهم فأخذ منهم أحد عشر رجلا و إحدى عشرة امرأة و ثلاثين صبيا، فجلبهم (8) إلى المدينة و قدّم فيهم عدّة من رؤساء بني تميم: عطارد بن حاجب، و الزبرقان بن بدر، و قيس بن عاصم، و قيس بن الحارث، و نعيم بن سعد، و الأقرع بن حابس، و رياح بن الحارث، و عمرو بن الأهتم، و يقال: كانوا تسعين أو ثمانين رجلا، فدخلوا المسجد، و قد أذّن بلال بالظهر، و الناس ينتظرون خروج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فعجلوا و استبطئوه فنادوه: يا محمّد اخرج إلينا، فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أقام بلال، فصلّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ثمّ أتوه، فقال الأقرع: يا محمّد ائذن لي:

فو اللّه إنّ حمدي لزين *** و إنّ ذمي لشين

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«كذبت ذاك اللّه تبارك و تعالى»، ثم خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فجلس و خطب خطيبهم و هو عطارد بن حاجب فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لثابت بن قيس بن شماس:

«أجبه» فأجابه ثمّ قالوا: يا محمّد ائذن لشاعرنا، فأذن له، فقام الزبرقان بن بدر فأنشد، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لحسان بن ثابت:«أجبه»، فأجابه بمثل شعره، فقالوا: و اللّه لخطيبه أبلغ من خطيبنا، و لشاعره أشعر من شاعرنا، و لهم أحكم منا، و نزل فيهم إِنَّ الَّذِينَ يُنٰادُونَكَ مِنْ وَرٰاءِ

ص: 358


1- انظر مغازي الواقدي 973/3-974.
2- بالأصل و م: عمر، و المثبت عن مغازي الواقدي.
3- في مغازي الواقدي: بسر بن سفيان الكعبي.
4- كذا بالأصل و م، و في المختصر: و يقال: نعيم بن عبد الله النحام و مثله في مغازي الواقدي.
5- بالأصل:«العير» و المثبت عن م و المختصر، و في مغازي الواقدي: العتير.
6- سقطت من م، و في مغازي الواقدي: عيينة بن حصن الفزاري.
7- بالأصل و م:«مهاجري» و المثبت عن مغازي الواقدي.
8- في مغازي الواقدي: فحملهم.

اَلْحُجُرٰاتِ أَكْثَرُهُمْ لاٰ يَعْقِلُونَ (1) و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في قيس بن عاصم:«هذا سيّد أهل الوبر»، و رد عليهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الأسرى و السبي و أموالهم بالجوائز كما كان يجيز للوفد.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (2)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال:

و قدمت وفود العرب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقدم عليه عطارد بن حاجب بن زرارة التميمي في أشراف من بني تميم، منهم: الأقرع بن حابس، و الزّبرقان بن بدر، و عمرو (3)بن الأهتم، و الحبحاب (4)،و نعيم بن زيد، و قيس بن الحارث [و قيس] (5)بن عاصم في وفد عظيم من بني تميم و فيهم عيينة بن حصن الفزاري، و كان الأقرع و عيينة شهدا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حنينا و الفتح و الطائف، فلما قدم وفد بني تميم دخلا معهم، فلما دخل وفد بني تميم المسجد نادوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من وراء الحجرات (6)أن أخرج إليه يا محمّد، فآذى ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من صياحهم، فخرج إليهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقالوا: يا محمّد جئناك لنفاخرك فأذن لشاعرنا و خطيبنا، فقال:«نعم، قد أذنت لخطيبكم فليقم»، فقام عطارد بن حاجب فقال: الحمد للّه الذي جعلنا ملوكا الذي له الفضل علينا، و الذي وهب لنا أموالا عظاما نفعل فيها المعروف، و جعلنا أعزّ أهل المشرق و أكبره عددا و أشده (7)عدّة، فمن مثلنا في الناس ؟ ألسنا رءوس الناس و أولي فضلهم، فمن فاخرنا فليعدّ مثل ما عددنا، فلو شئنا لأكثرنا من الكلام و لكنا نستحيي من الإكثار لما أعطانا، أقول هذا الآن فائتوا بمثل قولنا، و أمر أفضل من أمرنا، ثم جلس.

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لثابت بن قيس بن شماس:«قم فأجبه»، فقام، و قال: الحمد للّه الذي السموات و الأرض خلقه، قضى فيهن (8)أمره، و وسع كرسيه علمه، و لم يكن شيء قطّ

ص: 359


1- سورة الحجرات، الآية:4.
2- أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ط بيروت 313/5 تحت عنوان: وفد عطارد بن حاجب في بني تميم.
3- الأصل: و عمر، و التصويب عن م و دلائل النبوة.
4- الأصل: و الخباب، و في م:«الحباب» و المثبت عن دلائل النبوة، و فيها: الحبحاب بن يزيد.
5- الزيادة عن م و دلائل النبوة للإيضاح.
6- الأصل: الحجاب، و المثبت عن م و دلائل النبوة.
7- كذا بالأصل و م، و في دلائل النبوة: و أيسره.
8- الأصل: فيهم، و المثبت عن م و دلائل النبوة.

إلاّ من فضله، ثم كان من فضله أن جعلنا ملوكا، و اصطفى من خير خلقه رسولا أكرمه نسبا، و أصدقه حديثا، و أفضله حسبا، فأنزل عليه كتابه و ائتمنه على عباده (1)،فكان خيرة اللّه من العالمين، ثم دعا الناس إلى الإيمان باللّه، فآمن به المهاجرون من قومه، و ذوي رحمه أكرم الناس أحسابا و أحسنهم (2)وجوها و خير الناس فعلا، ثم كان أول الخلق إجابة، و استجابة للّه حين دعاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نحن، فنحن أنصار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و وزراء رسوله نقاتل الناس حتى يؤمنوا، فمن آمن باللّه و رسوله منع ماله و دمه، و من نكث جاهدناه في اللّه أبدا، و كان قتله علينا يسيرا، أقول هذا و أستغفر اللّه للمؤمنين و المؤمنات، و السلام عليكم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ الحسن (3)بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن عيسى، أنا محمّد بن شجاع، نا محمّد بن عمر، قال (4):و بعث ابن اللبيبة الأرحبي (5)إلى بني ذبيان، و بعث رجلا من بني سعد بن هذيم على صدقاتهم، فخرج بشر (6)بن سفيان على صدقات بني كعب، و يقال: إنّما سعى عليهم نعيم بن عبد اللّه النحام العدوي، فجاء و قد حلّ بنواحيهم [بنو جهيم] (7)من بني تميم،[و] (8)بنو عمرو بن جندب بن العنبر (9)بن عمرو بن تميم فهم يشربون معهم على غدير لهم بذات الأشطاط (10)و يقال: وجدهم على عسفان ثمّ أمر بجمع مواشي خزاعة ليأخذ منها للصدقة، قال: فحشرت عليه خزاعة الصدقة من كل ناحية، و استكثرت ذلك بنو تميم و قالوا: ما هذا أ تؤخذ أموالكم منكم بباطل ؟ و تجيشوا، و تقلدوا القسّي و شهروا السيوف، فقال الخزاعيون: نحن قوم ندين بدين الإسلام، و هذا من ديننا، فقال التميميون: و اللّه لا يصل إلى بعير منها أبدا.

فلما رآهم المصدّق هرب منهم، فانطلق موليا و هو يخافهم، و الإسلام يومئذ لم يعم العرب، قد بقيت بقايا من العرب فهم يخافون [السيف] (11)لما فعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بمكة

ص: 360


1- دلائل النبوة: خلقه.
2- الأصل و م: و أحسنه، و المثبت عن الدلائل.
3- الأصل: الحسين، تصحيف، و السند معروف.
4- مغازي الواقدي 973/3 و ما بعدها.
5- كذا بالأصل و م، و في م و مغازي الواقدي: ابن اللتبية الأزدي.
6- كذا بالأصل و م و المختصر، و في مغازي الواقدي: بسر.
7- ما بين حاصرتين سقط من الأصل و م و زيد عن الواقدي.
8- ما بين حاصرتين سقط من الأصل و م و زيد عن الواقدي.
9- كذا بالأصل، و بدون إعجام في م، و في مغازي الواقدي: العتير.
10- الأصل: الأشظاظ ، و المثبت عن م و الواقدي، و في معجم البلدان: و غدير الأشطاط قريب من عسفان.
11- زيادة عن م و الواقدي.

و حنين، و قد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أمر مصدّقيه أن يأخذوا العفو منهم و يتوقّوا كرائم أموالهم، فقدم المصدّق على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأخبره الخبر، و قال: يا رسول اللّه إنما كنت في ثلاثة نفر، فوثبت خزاعة على التميميين فأخرجوهم من محالهم، و قالوا: لو لا قرابتكم ما وصلتم إلى بلادكم، ليدخلن علينا بلاء من عداوة محمّد و على أنفسكم حيث تعرضون لرسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، تردونهم على صدقات أموالنا، فخرجوا راجعين إلى بلادهم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من لهؤلاء القوم الذين فعلوا ما فعلوا؟» فانتدب أول الناس عيينة (1)بن حصن الفزاري فقال: أنا و اللّه لهم، أتبع آثارهم و لو بلغوا ببرين (2)حتى آتيك بهم إن شاء اللّه، فترى فيهم رأيك أو يسلموا، فبعثه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في خمسين فارسا من العرب، ليس فيها مهاجر واحد و لا أنصاري، فكان يسير بالليل و يكمن لهم بالنهار، خرج على ركوبة حتى انتهى إلى العرج (3)،فوجد خبرهم أنهم قد عارضوا إلى أرض بني سليم، فخرج في أثرهم حتى وجدهم قد عدلوا من السّقيا يؤمون أرض بني سليم في صحراء، قد حلوا و سرحوا مواشيهم، و البيوت خلوف ليس فيها أحد إلاّ النساء و نفير، فلما رأوا الجمع ولوا و أخذوا منهم أحد عشر رجلا، و وجدوا في المحلة من النساء إحدى عشرة امرأة و ثلاثين صبيا، فجلبهم إلى المدينة، فأمر بهم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فحبسوا في دار رملة بنت الحارث، فقدم منهم عشرة من رؤسائهم: العطارد بن حاجب بن زرارة، و الزبرقان بن بدر، و قيس بن عاصم، و قيس بن الحارث، و نعيم بن سعد، و عمرو بن الأهتم، و الأقرع بن حابس، و رياح بن الحارث بن مجاشع (4)،فدخلوا المسجد قبل الظهر، فلما دخلوا سألوا عن سبيهم فأخبر بهم فجاءوهم فبكى الذراري و النساء، فرجعوا حتى دخلوا المسجد ثانية، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يومئذ في بيت عائشة، و قد أذّن بلال بالظهر بالأذان الأول، و الناس ينتظرون خروج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فعجلوا خروجه، فنادوا: يا محمّد، أخرج إلينا، فقام إليهم بلال فقال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يخرج الآن. فاشتهر (5)أهل المسجد أصواتهم، فجعلوا يخفقون بأيديهم، فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أقام بلال الصلاة، و تعلقوا به يكلمونه، فوقف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم معهم بعد إقامة بلال الصلاة مليّا، و هم يقولون: أتيناك بخطيبنا و شاعرنا فاستمع منا، فتبسم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ثمّ مضى فصلّى

ص: 361


1- الأصل: عتيبة، و التصويب عن م و الواقدي.
2- ببرين: رمل معروف في ديار بني سعد بن تميم (معجم ما استعجم)، و في معجم البلدان: من أصقاع البحرين.
3- العرج: موضع بين مكة و المدينة، قيل: على أربعة أميال من المدينة.
4- تقدم أنهم عشرة، و الأسماء التي ذكرت ثمانية فقط (؟!).
5- الأصل:«فاستشهد» و اللفظة غير واضحة في م لسوء التصوير، و المثبت عن المختصر و مغازي الواقدي.

بالناس الظهر، ثم انصرف إلى بيته، فركع ركعتين، ثم خرج فجلس في صحن المسجد، [و قدموا عليه] (1)و قدّموا عطارد بن حاجب التميمي فخطب، فقال: الحمد للّه الذي له الفضل علينا، و الذي جعلنا ملوكا، و أعطانا الأموال نفعل فيها المعروف، و جعلنا أعزّ أهل المشرق، و أكثرهم مالا، و أكثرهم عددا، فمن مثلنا في الناس ؟ ألسنا رءوس الناس و ذوي فضلهم ؟ فمن يفاخر فليعدد مثل ما عددنا، و لو شئنا لأكثرنا من الكلام و لكنا نستحي من الإكثار فيما أعطانا اللّه، أقول هذا لأن يؤتى بقول هو أفضل من قولنا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لثابت بن قيس:«قم فأجب خطيبهم»، فقام ثابت و ما كان درى من ذلك بشيء، و ما هيّأ قبل ذلك ما يقول فقال: الحمد للّه الذي السموات و الأرض خلقه، قضى فيهما أمره، و وسع كل شيء علمه، فلم يك (2)شيء إلاّ من فضله، ثم كان مما قدّر اللّه أن جعلنا ملوكا، اصطفى لنا من خلقه رسولا، أكرمهم نسبا، و أحسنهم زيا، و أصدقهم حديثا، أنزل عليه كتابه، و ائتمنه على خلقه، و كان خيرته من عباده، فدعا إلى الإيمان، فآمن المهاجرون من قومه، و ذوي رحمه، أصبح الناس وجها، و أفضل الناس فعالا، ثم كنا أول الناس إجابة حين دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فنحن أنصار اللّه و رسوله، نقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلاّ اللّه، فمن آمن باللّه و رسوله منع منا ماله و دمه، و من كفر باللّه و رسوله جاهدناه في ذلك و كان قتله علينا يسيرا، أقول قولي هذا و أستغفر اللّه للمؤمنين و المؤمنات، ثم جلس، فقالوا: يا رسول اللّه ائذن لشاعرنا، فأذن له، فأقاموا الزبرقان بن بدر فقال (3):

نحن الملوك فلا حي يقاربنا (4) *** فينا الملوك و فينا تنصب البيع

و كم قسرنا من الأحياء كلهم *** عند النهاب و فضل الخير (5)يتّبع

و نحن نطعم عند القحط ما أكلوا *** من السّديف إذا لم يؤنس القزع (6)

و ننحر الكوم عبطا في أرومتنا (7) *** للنازلين إذا ما أنزلوا شبعوا

ص: 362


1- زيادة عن مغازي الواقدي، سقطت من الأصل و م.
2- الأصل و م: يكن.
3- الأبيات في مغازي الواقدي 977/3 و سيرة ابن هشام 208/4 و ديوان حسان بن ثابت ط بيروت ص 144 و البداية و النهاية بتحقيقنا 51/5.
4- في سيرة ابن هشام و الديوان و البداية و النهاية: نحن الكرام فلا حي يعادلنا و البيع جمع بيعة و هي موضع الصلاة.
5- في المصادر الثلاثة السابقة: العز.
6- القزع محركة: السحاب الرقيق.
7- الكوم جمع كوماء، و هي العظيمة السنام من النوق. و عبطا أي من غير غلة.

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أجبهم يا حسان بن ثابت» فقام فقال (1):

إن الذوائب من فهر و إخوتهم *** قد شرعوا (2)سنة للناس تتبع

يرضى بها كل من كانت سريرته *** تقوى الإله و بالأمر الذي شرعوا

قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم *** أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا

سجية تلك منهم غير محدثة *** إن الخلائق فاعلم شرها البدع

لا يرقع الناس ما أوهت أكفهم *** عند الدفاع و لا يوهون ما رقعوا

و لا يضنون عن جار بفضلهم *** و لا ينالهم في مطمع طبع

إن كان في الناس سباقون بعدهم *** فكل سبق لأدنى سبقهم تبّع

أكرم بقوم رسول اللّه شيعتهم *** إذا تفرقت الأهواء و الشيع

أعفة ذكرت في الوحي عفتهم *** لا يطمعون و لا يرديهم طمع

كأنهم في الوغى و الموت مكتنع (3) *** أسد ببيشة (4)في أرساغها فدع

لا فرح (5)إن أصابوا في عدوهم *** و إن أصيبوا فلا خور (6)و لا جزع

و إن (7)أصبنا الحي لم ندبّ لهم *** كما يدبّ إلى الوحشية الذرع

نسمو إلى الحرب نالتنا مخالبها *** إذا الزعانف (8)من أطرافها خشعوا

خذ منهم ما أبوا عفوا إذا غضبوا *** و لا يكن همك الأمر الذي منعوا

فإن [في] (9)حربهم فاترك عداوتهم *** سمّا غريضا (10)عليه الصاب و السّلع

أهدى لهم مدحا قلب يؤازره *** فيما أحب لسان حائك صنع

و أنهم أفضل الأحياء كلّهم *** إن جدّ بالناس جدّ القول أو شمعوا (11)

و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قد أمر بمنبر فوضع في المسجد ينشد عليه حسان و قال:«إنّ اللّه

ص: 363


1- من قصيدته المشهورة، ديوانه ص 145، و المصادر الأخرى السابقة.
2- الأصل و مغازي الواقدي، و في الديوان و سيرة ابن هشام و البداية و النهاية: بينوا.
3- الموت مكتنع: أي دان (شرح السيرة لأبي ذر).
4- بيشة: من عمل مكة مما يلي اليمن من مكة على خمس مراحل (انظر معجم البلدان).
5- الديوان:«لا فخر» و في سيرة ابن هشام: لا يفخرون إذا نالوا.
6- خور: الضعفاء، و في سيرة ابن هشام: و لا هلع بدل: جزع.
7- الديوان و سيرة ابن هشام: إذا أصبنا.
8- الزعانف: أطراف الناس و أتباعهم.
9- زيادة عن الديوان و المصادر.
10- الديوان و سيرة ابن هشام: شرا يخاض.
11- شمعوا: مزحوا، أو هزلوا. و أصل الشمع: الطرب و اللهو.

ليؤيد حسان» (1)،و خلا الوفد بعضهم إلى بعض فقال قائلهم: تعلمنّ و اللّه أن هذا الرجل مؤيد مصنوع له، و اللّه لخطيبه أخطب من خطيبنا، و لشاعرهم أشعر من شاعرنا، و لهم أحلم منا، و كان ثابت بن قيس من أجهر الناس صوتا، و أنزل اللّه على نبيه صلّى اللّه عليه و سلّم في رفع أصوات التميميين و يذكر أنهم نادوا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم من وراء الحجرات فقال: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَرْفَعُوا أَصْوٰاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ إلى قوله: أَكْثَرُهُمْ لاٰ يَعْقِلُونَ (2)،يعني تميما حين نادوا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان ثابت حين نزلت هذه الآية لا يرفع صوته عند النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فرد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الأسرى و السبي.

و قام عمرو بن الأهتم يومئذ فهجا قيس بن عاصم، كانا جميعا في الوفد و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قد أمر لهم بجوائز، و كان يجيز الوفد إذ قدموا عليه و يفضّل بينهم من العطية على قدر ما يرى، فلمّا أجازهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«هل بقي منكم من لم نجزه ؟» فقالوا:

غلام في الرحل، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أرسلوه نجزه»، فقال قيس بن عاصم إنه لا شرف له، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«و إن كان، فإنه وافد و له حقّ »، فقال عمرو بن الأهتم شعرا يريد قيس بن عاصم:

ظللت مفترشا هلباك (3) تشتمني *** عند الرسول فلم تصدف و لم تصب

إنا و سؤددنا عود و سؤددكم *** مخلّف بمكان العجب و الذنب

إن تبغضونا فإن الروم أصلكم *** و الروم لا تملك البغضاء للعرب

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن (4)،أنا أبو الحسن السيرافي [أنا أحمد بن إسحاق] (5) نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (6):

سنة تسع: فيها قدمت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم وفود العرب فقدم عطارد بن حاجب بن زرارة و الزبرقان بن بدر، و قيس بن عاصم و عمرو بن الأهتم في أشراف من أشراف تميم، و بلغني أن عطارد بن حاجب كان مع سجاح بنت الحارث بن سويد التي تنبّأت في بني تميم فقال عطارد (7):

ص: 364


1- زيد في م و مغازي الواقدي:«بروح القدس ما دافع عن نبيه» و سرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يومئذ و المسلمون بمقام ثابت و شعر حسان.
2- سورة الحجرات، الآية:6.
3- الهلباء و الهلب: شعر الذنب (شرح السيرة لأبي ذر).
4- الأصل: الحسين، و التصويب عن م.
5- الزيادة لتقويم السند عن م.
6- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 93.
7- البيت في أسد الغابة 540/3 و الإصابة 284/2.

أمست نبيتنا أنثى نطيف بها *** و أصبحت أنبياء الناس ذكرانا

4704 - عطاف المعلم

4704 - عطاف المعلم (1)

الذي ينسب إليه الزقاق

و المعروف بزقاق عطاف

روى عن الأوزاعي، و مالك بن أنس.

أدركه هشام بن عمّار، و أحمد بن أبي الحواري (2).

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم قال (3):

عطّاف المعلم الدمشقي روى عن الأوزاعي و مالك بن أنس، أدركه هشام بن عمّار، و أحمد بن أبي الحواري، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ تمام بن محمّد، نا محمّد بن سليمان، نا محمّد بن الفيض، حدّثني أبي قال:

كان عطاف المعلم يعلم صبيا يقول له: وَ الْعٰادِيٰاتِ ضَبْحاً (4) فيقول: و العاديات ذبحا، حتى إذا أعياه ضرب بأسفل اللوح نحره، فقال: يا معلم ضبحتني ضبحتني، قال: فأين كان هذا الكلام من تلك الساعة يا كذا و كذا (5).

ص: 365


1- ترجمته في الجرح و التعديل 33/7.
2- بالأصل:«أحمد بن الجلودي» و المثبت عن م، و انظر الجرح و التعديل.
3- الجرح و التعديل 33/7.
4- سورة العاديات، الآية الأولى.
5- الأصل:«فأكذبني و كذبني» و التصويب عن م و المختصر.

ذكر من اسمه عطاء

4705 - عطاء بن أبي رباح

و اسم أبي رباح أسلم

أبو محمّد القرشي الفهري (1)

مولى آل [أبي] (2) خثيم (3).

رأى عقيل بن أبي طالب.

و سمع جابرا، و ابن عباس، و أبا هريرة، و رافع بن خديج، و معاوية بن أبي سفيان، و جابر بن عمير، و عبد اللّه بن عمرو، و عبد اللّه بن الزبير، و أبا سعيد الخدري، و زيد بن خالد الجهني، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص.

روى عنه سليمان بن موسى الأشدق، و قيس بن سعد، و أبو الزبير، و عبد الملك بن أبي سليمان، و ابن جريج، و عمرو بن دينار، و الزهري، و قتادة بن دعامة، و مالك بن دينار، و يحيى بن أبي كثير، و جابر بن يزيد الجعفي، و أيوب السختياني، و إسماعيل بن عبد الرّحمن السّدّي، و حبيب بن أبي ثابت، و الأعمش، و حبيب المعلم، و إبراهيم بن ميمون الصائغ، و عبد اللّه بن المؤمّل المخزومي، و الأوزاعي، و الحجاج بن فرافصة، و همّام بن يحيى و ليث بن أبي سليم، و أيوب بن عتبة اليمامي، و أيوب بن نهيك، و يزيد بن

ص: 366


1- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 44/13 تهذيب التهذيب 128/4 و طبقات ابن سعد 467/5 و ميزان الاعتدال 70/3 العبر 1/ 141 التاريخ الكبير 463/6 و الجرح و التعديل 330/6 و سير أعلام النبلاء 78/5 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-102) ص 420 و انظر بهامشه أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- زيادة عن تهذيب الكمال.
3- في المختصر: آل حنتم.

عبد الرّحمن بن مالك الدمشقي، و طلحة بن عمرو المكي، و محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و عقبة الأصم، و جعفر بن برقان، و الوضين بن عطاء، و عفير بن معدان الحمصي، و يزيد بن أبي زياد.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن أحمد بن أبي العوام الرّياحي، نا يزيد - يعني - ابن هارون، أنا عمر بن قيس، عن عطاء، عن جابر بن عبد اللّه.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم استلم الحجر فقبّله، و استلم الركن اليماني فقبّل يده[8130].

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو علي الحسن (1)[بن] (2) المظفر بن السبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا إسحاق بن الحسين بن ميمون الحربي، نا هوذة بن خليفة، نا عمر بن قيس المكي، عن عطاء بن أبي رباح، عن زيد بن خالد الجهني، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:

«من جهّز غازيا في سبيل اللّه، أو خلفه في أهله، كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الغازي شيء، و من جهّز حاجا أو خلفه في أهله كان له مثل أجر الحاج من غير أن ينقص من أجر الحاج شيء، و من فطر صائما (3) كان له مثل أجره»[8131].

أخبرنا أبو الحسن (4) محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن صرما، أنبأ أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن (5) بن محمّد الخلاّل، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصيدلاني، أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري، حدّثني أبو حميد، نا حجّاج، عن ابن جريج.

قال: و أنا الجرجاني، أنا عبد الرّزّاق، عن ابن جريج قال:

قلت لعطاء: هل لرجل بالشام رخصة في الشتاء أن يمسح بقدميه مسحا ليس عليهما خفان ؟ قال: لا، ثم قال: أما أنا فإنّي كنت غاسلا هنالك في الشتاء ثمّ تلا عليّ قوله في الوضوء، قال: لا أراه إلاّ الغسل، إنّما الرخصة في المسح على الخفين من أجل الدفء.

ص: 367


1- الأصل: الحسين، تصحيف و المثبت عن م، قارن مع مشيخة ابن عساكر 48/ب.
2- زيادة عن م و المشيخة.
3- الأصل:«فطرها» و المثبت:«فطر صائما» عن م و المختصر.
4- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، قارن مع مشيخة ابن عساكر 168/ب.
5- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 368/18.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر أحمد بن علي، أخبرني أبو الحسين علي بن أيوب الكاتب القمي، أنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني، نا محمّد بن أحمد الكاتب، نا عبد اللّه بن أبي سعد الورّاق، نا عمر بن شبّة، حدّثني سعيد بن منصور الرّقّي - و كان أسن أهل الرّقّة - حدّثني عثمان بن عطاء الخراساني قال:

انطلقت مع أبي و هو يريد هشام بن عبد الملك، فلما قربنا إذا شيخ أسود على حمار، عليه قميص دريس (1) و جبة دنسة، و قلنسوة لاطئة (2) دنسة، و ركاباه (3) من خشب، فضحكت و قلت لأبي: من هذا الأعرابي ؟ قال: اسكت هذا سيد فقهاء أهل الحجاز، هذا عطاء بن أبي رباح.

فلما قربت نزل أبي عن بغلته و نزل هو عن حماره، فاعتنقا و تساءلا، ثم عادا فركبا فانطلقا حتى وقفا بباب هشام، فلما رجع أبي سألته، فقلت: حدّثني ما كان منكما؟ قال: لما قيل لهشام: عطاء بن أبي رباح، أذن له، فو اللّه ما دخلت إلاّ بسببه، فلما رآه هشام قال:

مرحبا مرحبا، هاهنا، هاهنا، فرفعه حتى مسّت ركبته ركبته، و عنده أشراف الناس يتحدثون، فسكتوا، فقال هشام: ما حاجتك يا أبا محمّد؟ قال: يا أمير المؤمنين أهل الحرمين أهل اللّه، و جيران رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقسم فيهم أعطياتهم و أرزاقهم، قال: نعم، يا غلام اكتب لأهل المدينة و أهل مكة بعطاءين و أرزاقهم لسنة، ثم قال: هل من حاجة غيرها يا أبا محمّد؟ قال:

نعم يا أمير المؤمنين، أهل الحجاز و أهل نجد أصل العرب، و قادة الإسلام ترد فيهم فضول صدقاتهم، قال: نعم، اكتب يا غلام بأن تردّ فيهم صدقاتهم، هل من حاجة غيرها يا أبا محمّد؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، أهل الثغور يرمون من وراء بيضتكم، و يقاتلون عدوكم قد أجريتم لهم أرزاقا تدرّها عليهم، فإنهم إن هلكوا غزيتم قال: نعم، اكتب، تحمل أرزاقهم إليهم يا غلام، هل من حاجة غيرها يا أبا محمّد؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، أهل ذمتكم لا تجبى صغارهم و لا تتعتع كبارهم و لا يكلفون ما لا يطيقون، فإن ما تجبونه معونة لكم على عدوكم، قال: نعم، اكتب يا غلام بأن لا يحملوا ما لا يطيقون، هل من حاجة غيرها؟ قال:

نعم يا أمير المؤمنين، اتّق اللّه في نفسك، فإن خلقت وحدك، و تموت وحدك، و تحشر وحدك، و تحاسب وحدك، لا و اللّه ما معك ممن نرى أحد.

ص: 368


1- الدرس و الدريس: الثوب الخلق (القاموس).
2- لطأ بالأرض: لصق (القاموس).
3- الركاب من السرج كالغرز من الرحل (القاموس).

قال: و أكبّ هشام و قام عطاء، فلما كنا عند الباب إذا رجل قد تبعه بكيس ما أدري ما فيه أدراهم أم دنانير، و قال: إن أمير المؤمنين أمر لك بهذا، قال: لا أسألكم عليه أجرا، إن أجري إلاّ على رب العالمين.

قال: ثم خرج عطاء، و لا و اللّه ما شرب عندهم حسوة (1) من ماء فما فوقه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي، و أحمد بن الحسن بن خيرون، قالا: أنا أبو الحسين الأصبهاني، نا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط ، قال (2):

عطاء بن أبي رباح يكنى أبا محمّد، و اسم أبي رباح أسلم مولى لبني جمح، و يقال:

لبني فهر، توفي سنة [سبع] (3) عشرة و مائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه الهروي، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمار الموصلي، قال: عطاء بن أبي رباح، أبو رباح، اسمه أسلم (4).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن (5) بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (6)،قال:

في الطبقة الثانية من أهل مكة: عطاء بن أبي رباح، و يكنى أبا محمّد، و كأنه من مولدي الجند، و نشأ بمكة، و هو مولى لبني فهم، أو لجمح، و اسم أبي رباح أسلم، و انتهت فتوى مكة إليه و إلى مجاهد في زمانهما، و أكثر ذلك إلى عطاء.

قال الواقدي: و أبو نعيم: مات سنة خمس عشرة و مائة.

قال الواقدي: و هو ابن ثمان و ثمانين سنة.

الهيثم بن عدي: توفي سنة أربع عشرة و مائة.

ص: 369


1- أي شربة.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 491 رقم 2536.
3- الزيادة عن م و طبقات خليفة.
4- الأصل: أسلمى، و المثبت عن م.
5- الأصل: الحسين، و التصويب عن م، و السند معروف.
6- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد. و انظر تهذيب الكمال 48/13.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسين، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنبأ محمّد بن إسماعيل، قال (1):

عطاء بن أبي رباح أبو محمّد [مولى] (2) آل أبي خثيم القرشي المكي، و اسم أبي رباح أسلم.

قال حيوة بن شريح عن عباس بن الفضل، عن حمّاد بن سلمة: قدمت مكة سنة مات عطاء سنة أربع عشرة و مائة.

و قال أبو نعيم:[مات] (3) سنة خمس عشرة و مائة، سمع ابن عباس و أبا هريرة، و أبا سعيد، و جابرا، و ابن عمر، روى عنه عمرو بن دينار، و قيس بن سعد، و حبيب بن أبي ثابت.

قال عبد اللّه الجعفي: نا ابن عيينة، نا ابن جريج، عن عطاء: رأيت عقيل بن أبي طالب شيخا كبيرا.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنبأ أبو علي - إجازة-.

[ح] (4) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأ علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (5):

عطاء بن أبي رباح، و اسم أبي رباح أسلم، مولى بن خثيم القرشي الفهري أبو محمّد المكي، رأى عقيل بن أبي طالب، روى عن أبي هريرة، و ابن عباس، و جابر بن عبد اللّه، و رافع بن خديج، و جابر بن عمير، و عائشة، و معاوية بن أبي سفيان، روى عنه سليمان موسى الأشدق (6)،و قيس بن سعد، و أبو الزبير، و عبد الملك بن أبي سليمان، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 370


1- التاريخ الكبير 463/6.
2- الزيادة عن التاريخ الكبير، و م.
3- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن التاريخ الكبير.
4- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و أضيف عن م.
5- الجرح و التعديل 330/6.
6- الأصل: الأسدي، و المثبت عن م و الجرح و التعديل.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن (1)الدارقطني، قال:

عطاء بن أبي رباح، و اسم أبي رباح أسلم المكي، مولى آل ختيم، و آل خثيم موالي بني فهر، روى عن ابن عباس، و ابن عمر، و أبي هريرة، و عائشة.

و قال خالد بن أبي نوف عن عطاء: أدركت مائتين من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، روى عنه الزهري و عمرو بن دينار، و ابن جريج، و الناس بعد كان فقيه بمكة و مفتيها، و كان أسود متنين الوجه، و أعلم الناس بالمناسك و غيرها.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد الرّحيم (2) بن أحمد.

و حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، ثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنبأ أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد نا عبد الغني بن سعيد، قال رباح:.... (3) عطاء بن أبي رباح.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن (4)،أنا أبو نصر البخاري قال:

عطاء بن أبي رباح، و اسمه أسلم، أبو محمّد مولى آل أبي خثيم (5) القرشي الفهري المكي، و هو من مولدي الجند، و نشأ بمكة، سمع ابن عباس، و جابر بن عبد اللّه، و أبا هريرة، و عبيد بن عمير، و عروة بن الزبير، روى عنه عمرو بن دينار، و الزهري، و قتادة، و أيوب، و ابن جريج، و حبيب المعلم،[في العلم] (6) و أجزاء الصلاة و الجنائز و الأطعمة و غير موضع.

قال حمّاد بن سلمة: قدمت مكة سنة مات عطاء سنة أربع عشرة و مائة.

ذكره البخاري و الذهلي.

و قال محمّد بن سعد: قال الهيثم: توفي سنة أربع عشرة و مائة.

و قال البخاري و محمّد بن سعد: قال أبو نعيم: مات سنة خمس عشرة و مائة، و قال ابن سعد مثل أبي نعيم.

ص: 371


1- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م.
2- الأصل: عبد الرحمن، و المثبت عن م.
3- غير واضحة بالأصل و م.
4- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م.
5- في الأصل: خيثمة، تصحيف، و التصويب عن م.
6- الزيادة عن م.

قال الذهلي: و فيما كتب إليّ أبو نعيم مثله، و قال عمرو بن علي: مات سنة خمس عشرة و مائة، و هو ابن ثمان و ثمانين سنة، قال الواقدي مثل عمرو (1).

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):

أما رباح بفتح الراء و الباء المعجمة بواحدة: عطاء بن أبي رباح، أسلم، المكي، مولى آل خثيم (3) آل خثيم موالي (4) بني فهر، و روى عن ابن عمر، و ابن عباس، و أبي هريرة، و عائشة، و كان فقيه أهل مكة، روى عنه عمرو بن دينار، و الزهري، و ابن جريج و غيرهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسين بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنبأ أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: قال عمي أبو بكر: كنية عطاء بن أبي رباح أبو محمّد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن (5) بن الحمّامي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال:

سمعت نوح بن حبيب يقول: و كنية عطاء بن أبي رباح أبو محمّد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأ أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:

أبو محمّد عطاء بن أبي رباح، سمع ابن عباس، و أبا هريرة، و أبا سعيد، و جابرا، و ابن عمر، روى عنه عمرو بن دينار، و حبيب بن أبي ثابت.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي [نا] (6)الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو محمّد عطاء بن أبي رباح.

قرأنا على أبي الفضل أيضا، عن أبي (7) طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدّولابي، قال (8):أبو محمّد عطاء بن أبي رباح.

ص: 372


1- انظر تهذيب الكمال 54/13.
2- الاكمال لابن ماكولا 7/4 و 12.
3- الأصل: خيثمة، و التصويب عن م و الاكمال.
4- الأصل: مولى، و التصويب عن م و الاكمال.
5- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م.
6- زيادة لتقويم السند، و في م: أملانا.
7- الأصل:«أبو» و التصويب عن م.
8- الكنى و الأسماء للدولابي 100/2.

أنبأنا (1) أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأ أحمد الحاكم قال:

أبو محمّد عطاء بن أبي رباح القرشي الفهري المكي، و اسم أبي رباح أسلم مولى لبني جمح، و يقال مولى لبني فهر، و يقال مولى لآل أبي خثيم الفهري، و كان عامل عمر بن الخطاب على مكة، يقال كان من موالي الجند، و نشأ بمكة، انتهت فتوى مكة إليه و إلى مجاهد في زمانهما، و أكثر ذلك إلى عطاء، سمع جابر بن عبد اللّه، و ابن عباس، و أبا هريرة، روى عنه الزهري، و عمرو بن دينار و قتادة، و حبيب بن أبي ثابت الأسدي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري (2)،أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال (3):قال محمّد بن عبد الرحيم قال علي:

و عطاء بن أبي رباح اسم أبي رباح أسلم مولى حبيبة بنت ميسرة بنت أبي (4) خثيم (5).

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنبأ أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطيب المنبجي، نا عبيد اللّه (6) بن سعد الزهري، ثنا عمي قال: قال ابن إسحاق: عطاء بن أبي رباح مولى حبيبة ابنة ميسرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا هارون، ثنا ضمرة، قال: سمعت رجلا يقول: اسم أم عطاء بركة، و أبوه أبو رباح: أسودان (7).

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا محمّد بن الحسين، أنا أبو محمّد بن درستويه، أنا يعقوب (8)،نا أحمد بن الخليل، نا هارون بن معروف، نا ضمرة بن ربيعة قال: سمعت إنسانا يقول: أم عطاء بركة، و أبوه أبو رباح أسودان.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني (9)،أنا أبو محمّد بن أبو نصر، أنا

ص: 373


1- الأصل: أنبا، و المثبت عن م.
2- الأصل: الطيوري، تصحيف، و الصواب عن م، و السند معروف.
3- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 72/3 و انظر تهذيب الكمال 48/13.
4- كتبت بالأصل فوق الكلام، و سقطت من أصل المعرفة و التاريخ.
5- الأصل و المعرفة و التاريخ: خيثم، و التصويب عن م.
6- الأصل: عبد اللّه، تصحيف، و التصويب عن م.
7- تهذيب الكمال 48/13.
8- المعرفة و التاريخ 18/2.
9- الأصل و م: الكناني، تصحيف.

أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (1):و يقال: عطاء بن أسلم مولى لبني فهر.

[و قال:] بلغني عن مخلد بن حسين (2)،عن هشام بن حسان قال: كان عطاء بن أبي رباح أسود.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و ابن بالوية، قالا: ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت ابن يحيى يقول:

كان عطاء بن أبي رباح معلم كتّاب (3) اسم أبي رباح أسلم، و كان عطاء بن أبي رباح أسود (4).

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، نا محمّد (5) بن الحسن، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (6)،حدّثني أحمد بن الخليل، نا يحيى بن أبي بكير، نا أيوب بن ثابت، قال: رأيت عطاء و كان أشلّ أعور (7).

[أخبرنا أبو البركات الأنماطي، نا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري (8)،أنا الأحوص بن المفضل بن غسان، نا أبي،[نا] (9) وهب بن جرير بن حازم حدثني أبي قال:

رأيت يد عطاء شلاء ضربت في أيام ابن الزبير (10).

قال وهب قال أبي: و حدثني أبو عمرو بن العلاء قال: سمعت رجلا قال:[قلت] (11)لعطاء: يا أبا محمّد و اللّه إنك يومئذ لخنشليل (12) بالسيف، و قال: أنهم دخلوا علينا (13).

ص: 374


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 449/1-450.
2- في م: حسن، و في تاريخ أبي زرعة: الحسين.
3- إلى هنا في تهذيب الكمال 48/13.
4- أقحم بعدها بالأصل: أنا ثابت بن أبي رباح.
5- بالأصل:«نا محمّد بن الحسين نا عبد اللّه، نا محمّد بن الحسين نا عبد اللّه» قومنا السند عن م.
6- المعرفة و التاريخ 701/1.
7- كذا بالأصل و م، و في المعرفة و التاريخ:«أفزر».
8- إعجامها ناقص في م، و فوقها ضبة.
9- زيادة منا.
10- كلام غير مقروء في م، صوبنا العبارة في الخبر عن سير أعلام النبلاء 81/5 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101 - 120 ص 422).
11- سقطت من م، و مكانها فيها ضبة، و الزيادة عن تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.
12- الخنشليل: الجيد الضرب بالسيف (اللسان).
13- تهذيب الكمال 48/13 و سير أعلام النبلاء 81/5.

و كان عطاء بن أبي رباح من مولدي الجند] (1).

أخبرنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2) قال:

سمعت بعض أهل العلم يقول: كان عطاء أسود، أعور، أفطس، أشلّ ، أعرج، ثم عمي بعد ذلك، و كان ثقة، فقيها، عالما، كثير الحديث.

قال ابن سعد (3):و هو مولى آل أبي ميسرة بن أبي خثيم (4) الفهري.

أنبأ أبو الحسن محمّد بن مرزوق بن عبد الرزاق، و حدّثنا أبو الحجاج يوسف بن مكي الفقيه عنه، أنا أبو بكر الخطيب، أنبأ أحمد بن أبي جعفر القطيعي، نا محمّد بن العباس الخزّار (5)،أنبأ أبو أيوب سليمان بن إسحاق الخلاّل، قال أبو إسحاق الحربي:

كان عطاء بن أبي رباح عبدا أسودا لامرأة من أهل مكة، و كان أنفه كأنه باقلى.

قال: و جاء سليمان بن عبد الملك أمير المؤمنين إلى عطاء هو و ابناه فجلسوا إليه يصلّي، فلما صلّى انتقل إليهم، فما زالوا يسألونه عن مناسك الحج و قد حوّل قفاه إليهم، ثم قال سليمان لابنيه: قوما، فقاما، فقال: يا بني لا تنيا في طلب العلم، فإنّي لا أنسى ذلّنا بين يدي هذا العبد الأسود.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، قال: نا أبو الحسين محمّد بن علي بن محمّد، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد، نا محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن، نا هلال بن العلاء، نا عبد اللّه بن جعفر، نا أبو المليح قال: رأيت عطاء بن أبي رباح أسود يخضب بالحنّاء (6).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، نا أبو الفتح نصر بن المغيرة، قال: قال سفيان بن عيينة: عطاء أكبر من ابن أبي مليكة، عطاء قد شهد مقتل عثمان.

ص: 375


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
2- طبقات ابن سعد 468/5 و 470.
3- طبقات ابن سعد 467/5.
4- الأصل: خيثم، و التصويب عن م و ابن سعد.
5- الأصل:«الجرار» و في م:«الحرار» و كلاهما تصحيف.
6- تهذيب الكمال 48/13 و سير أعلام النبلاء 81/5.

أنبأ أبو الحسن (1) علي بن المسلّم الفقيه، قالا: ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو خازم (2) بن الفراء، أنا أبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرور، قال: قرئ على محمّد بن مخلد، حدثكم العباس بن (3) حاتم، نا عبد الرّحمن بن يونس أبو مسلم المستملي، نا سفيان بن عيينة، عن عمر بن قيس المكي، عن عطاء بن أبي رباح قال: أعقل قتل عثمان بن عفان (4).

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأ أبو الطيب محمّد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: و قال علي بن محمّد، عن أبي حفص الباهلي، عن عمر بن قيس: قال: سألت عطاء: متى ولدت ؟ قال: لعامين خلوا من خلافة عثمان (5).

ذكر أبو العباس أحمد بن يونس بن المسيّب الضّبّي: أن عطاء ولد سنة سبع و عشرين (6).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: ثنا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال:

سمعت يحيى بن معين يقول: كان عطاء بن أبي رباح أسود.

قال: و سمعت يحيى يقول (7):حدّثني يحيى بن سعيد القطان قال: لم يسمع عطاء من ابن عمر إنما رآه رؤية.

لا معنى لهذا الانكار، فقد سمع عطاء من أقدم من ابن عمر، و كان يفتي في زمان ابن عمر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عيسى بن

ص: 376


1- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب ما أثبت عن م، و السند معروف.
2- الأصل و م: حازم، تصحيف، و الصواب ما أثبت، تقدم التعريف به.
3- في م: العباس بن محمّد بن حاتم.
4- تهذيب الكمال 53/13 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120 ص 422) و سير أعلام النبلاء 87/5.
5- سير أعلام النبلاء 87/5 و تاريخ الإسلام ص 422 و تهذيب الكمال 53/13.
6- تهذيب الكمال 53/13.
7- زيد هنا في م: و أخبرنا أبو البركات، أنا أبو الفضل، أنا أبو العلاء. أنا أبو بكر نا أبو أمية الغلابي، نا أبي قال: نا أبو زكريا....

علي (1)،أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا الحسين بن صهيب بن عبد اللّه مولى محمّد بن هشام، قال: قلت لعطاء: أدركت أبا الدرداء؟ قال: نعم، و عائشة، و ابن عباس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسين بن منصور، و علي بن أحمد بن محمّد بن حميد، قالا: أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد (2) بن البراء، قال: قال علي بن المديني:

عطاء بن أبي رباح لقي عبد اللّه بن عمر، و رأى أبا سعيد الخدري، رآه يطوف بالبيت، و لم يسمع منه، و جابر، و ابن عباس، و رأى عبد اللّه بن عمرو، و لم يسمع من زيد بن خالد الجهني، و لا من أم سلمة، و لا من أم هانئ، و سمع من عبد اللّه بن الزبير، و ابن عمر، و لم يسمع من أم كرز شيئا (3)،روى عن أم حبيب بنت ميسرة، عن أم كرز، و سمع من عائشة، و جابر بن عبد اللّه.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد الشيرويي.

[و] (4) أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد العامري.

[ح و] (5) أخبرتنا فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن فضلويه، أنبأ أبو بكر الخطيب، قال: أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم، نا الربيع بن سليمان، أنبأ الشافعي، أنا سعيد، عن ابن جريج، قال:

قلت لعطاء: هل رأيت أحدا من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا استلموا قبلوا أيديهم ؟ فقال: نعم، رأيت جابر بن عبد اللّه، و ابن عمر، و أبا سعيد الخدري، و أبا هريرة، إذا استلموا قبّلوا أيديهم، قلت: و ابن عباس ؟ قال: نعم، حسبت كثيرا، قلت: هل تدع أنت إذا استلمت أن تقبّل يديك ؟ قال: فلم استلمه إذا؟.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأ ابن طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

ص: 377


1- أقحم بعدها بالأصل:«عبد اللّه بن علي» قومنا السند عن م.
2- «بن أحمد» سقط من م.
3- تهذيب التهذيب 130/4.
4- زيادة عن م.
5- زيادة عن م.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (1):

سمعت أبي يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: قد سمع عطاء من عائشة.

قال: و سئل أبو زرعة: سمع عطاء من عائشة ؟ فقال: نعم.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنبأ علي بن الحسن (2) الرّبعي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد، قال: عطاء بن أبي رباح رأى عائشة، دخل عليها مع عبيد بن عمير بثبير فسألها عن الهجرة، و روى عن أبي سلمة، و عن عروة بن عياض، و عن عروة بن الزبير، و عن ابن أبي مليكة. و عن عائشة بنت طلحة، و غيرهم، عن عائشة و أحاديث عطاء عن عائشة مراسيل.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد بن الحسين، و حدّثني أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمّد بن أبي نصر، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم، نا السّري بن يحيى، نا أحمد بن يونس، نا أبو بكر بن عياش، عن ابن عطاء، عن أبيه، قال: كنا نكون عند ابن عباس فيأتيه الأشراف، فما يصرف وجهه عنا حتى نفرغ.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو صادق بن أبي الفوارس العطار قال: سمعت أبا الحسين الكارزي (3) يقول: سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن القاسم الجمحي المكي يقول: سمعت سلمة بن شبيب يقول: سمعت عبد الرّزّاق يقول:

أخذ أهل مكة الصلاة عن ابن جريج، و أخذها ابن جريج عن عطاء، و أخذها عطاء عن [ابن] (4) الزبير، و أخذها ابن الزبير من أبي بكر الصدّيق، و أخذ أبو بكر الصّدّيق عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و أخذها النبي صلّى اللّه عليه و سلّم عن جبريل عليه السلام.

قال عبد الرّزّاق:

و ما رأيت أحدا أحسن صلاة من ابن جريج، كان يصلي و نحن خارجين فنرى كأنه

ص: 378


1- الجرح و التعديل 330/6.
2- الأصل:«الحسين» تصحيف و اللفظة غير واضحة في م لسوء التصوير، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 580/17.
3- الكارزي بفتح الكاف و كسر الراء و الزاي، و قال ابن ماكولا: بفتح الراء. هذه النسبة إلى كارز، قرية بنواحي نيسابور، على نصف فرسخ منها (الأنساب).
4- زيادة عن م.

أصطوانة (1)،و ما التفت يمينا و لا شمالا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد العزيز، ثنا أبي، و سلمة بن شبيب، عن عبد الرّزّاق بن همّام، قال:

أخذ أهل مكة الصلاة عن ابن جريج، و أخذها ابن جريج عن عطاء، و أخذها عطاء عن عبد اللّه بن الزبير، و أخذها عبد اللّه بن الزبير من أبي بكر الصّدّيق، و أخذها أبو بكر الصّدّيق من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و أخذها النبي صلّى اللّه عليه و سلّم من جبريل عن اللّه تعالى.

أخبرنا أبو محمّد السندي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان قال:

سمعت إبراهيم بن إسحاق الأنماطي يقول: سمعت محمّد بن سهل بن عسكر يقول:

سمعت عبد الرّزّاق يقول:

ما رأيت عالما أحسن صلاة من ابن جريج، و ذلك أنه أخذ من عطاء بن أبي رباح، و أخذ عطاء من ابن الزبير، و أخذ ابن الزبير من أبي بكر الصّديق، و أخذ أبو بكر الصدّيق من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن جبريل، و أخذ جبريل عن ربه.

قال: و نا إبراهيم بن إسحاق، نا محمّد بن يحيى، نا أحمد بن حنبل، عن عبد الرّزّاق، فذكر الحديث.

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الضبي، أنا أبو علي الواعظ .

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا عبد الرّزّاق قال:

أهل مكة يقولون: أخذ ابن جريج الصلاة من عطاء، و أخذها عطاء من ابن الزبير، و أخذها ابن الزبير من أبي بكر، و أخذها أبو بكر من النبي [صلى اللّه عليه و سلّم] (3)،و ما رأيت أحدا أحسن صلاة من ابن جريج.

عورض آخر الجزء الثامن و الثلاثين بعد الثلاثمائة يتلوه:

ص: 379


1- كذا بالأصل و م، و في تاج العروس بتحقيقنا: اسطوانة بالسين، و هي السارية أو العمود.
2- مسند أحمد بن حنبل 37/1 رقم 73 ط دار الفكر بيروت.
3- زيادة عن م و المسند.

أنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو بكر.

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن (1)-رحمه اللّه - قال:

أخبرنا أبو المظفر بن إبراهيم (2)،نا (3) أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ أبو (4) بكر.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنبأ أبو عمرو بن السماك، ثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه.

[ح] (5) و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ محمّد بن هبة اللّه.

و أخبرنا أبو المظفر (6)،أنبأ محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (7)،نا سلمة، قالا: ثنا عبد الرزاق، و في رواية البيهقي: نا سلمة بن شبيب، نا أحمد بن حنبل، نا عبد الرّزّاق، عن ابن جريج، قال: كان عطاء بعد ما كبر و ضعف يقوم إلى الصلاة ليقرأ مائتي آية من البقرة، و هو قائم ما يزول منه شيء و لا يتحرك.

أخبرنا أبو علي الحسن (8) بن أحمد المقرئ في كتابه، ثنا أبو نعيم الحافظ (9)،نا محمّد بن أحمد بن الحسن (10)،نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا علي بن المديني، نا يحيى بن سعيد، عن ابن (11) جريج، قال: كان عطاء بعد ما كبر و ضعف يقوم إلى الصلاة ليقرأ مائتي آية من البقرة، و هو قائم ما يزول منه شيء و لا يتحرك (12).

أخبرنا أبو حفص عمر بن ظفر بن أحمد المقرئ، أنا أبو الفوارس طراد بن محمّد، أنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبار، نا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، نا أحمد بن منصور، نا عبد الوهاب بن همّام أخو عبد الرزاق، قال: سمعت ابن عيينة قال: قلت لابن جريج: ما

ص: 380


1- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م.
2- في م: القاسم.
3- الأصل:«بن» و المثبت عن م.
4- كذا بالأصل، و الذي في م: نا أبو بكر محمّد بن المؤمل نا الفضل بن محمّد، نا أحمد بن حنبل.
5- الزيادة عن م.
6- بعدها في م: أنا أبو بكر قالا.
7- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 703/1.
8- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م. قارن مع مشيخة ابن عساكر 42/أ.
9- الخبر في حلية الأولياء 310/3.
10- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م و الحلية.
11- الأصل: أبي، و التصويب عن م و الحلية.
12- الخبر السابق مكرر بالأصل.

رأيت مصليا مثلك، قال: فكيف لو رأيت عطاء (1).

قرأت على أبي (2) الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن قرة، عن أبي الحسن (3) علي بن محمّد بن الخطيب، أنا محمّد بن الحسين بن الفضل، أنبأ دعلج بن أحمد السجزي، أنا أحمد بن علي الأبّار، نا الحسن (4) بن علي، نا أبو داود، عن سفيان، عن عمر بن سعيد بن أبي حسن (5)،عن أمه أنها أرسلت إلى ابن عباس تسأله عن شيء، فقال: يا أهل مكة تجتمعون على - سمعتها من ابن فروة: علي: و عندكم عطاء.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن اللالكائي (6) أنا أبو الحسين القطان، أنا أبو محمّد النحوي، أنا يعقوب بن سفيان (7)،نا قبيصة، نا سفيان، عن عمر بن سعيد، عن أمه (8) قال:

قدم ابن عمر مكة، فسألوه، فقال: أ تجمعون لي يا أهل مكة المسائل و فيكم ابن أبي رباح.

أنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (9)،نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا هنّاد، نا قبيصة (10)،عن سفيان، عن عمرو بن سعيد، عن أبيه (11)قال: قدم ابن عمر مكة، فسألوه، فقال: تجمعون لي المسائل و فيكم عطاء بن أبي رباح.

رواها أبو زرعة الرازي، عن قبيصة، فقال عن أمّه، و قال نا ابن عمر.

قرأت على أبي الفضل [بن] (12) قرّة، عن علي بن محمّد (13)،أنا محمّد بن الحسين، أنبأ دعلج، أنا أحمد بن علي، نا الحسن (14) بن علي، نا أبو يحيى الحمّاني (15)،نا أبو عاصم

ص: 381


1- حلية الأولياء 310/3.
2- الأصل:«ابن» و التصويب عن م. قارن مع مشيخة ابن عساكر 130/أ.
3- الأصل: الحسين، و المثبت عن م.
4- الأصل: الحسين، و المثبت عن م.
5- الأصل: الحسين، و المثبت عن م.
6- الأصل:«؟؟؟؟ الالكايى» تصحيف و المثبت عن م.
7- المعرفة و التاريخ 703/1.
8- الأصل و م:«أبيه» و المثبت عن المعرفة و التاريخ و في حلية الأولياء:«عمرو بن سعيد عن أبيه».
9- حلية الأولياء 311/3.
10- في الحلية: قتيبة.
11- كذا بالأصل و م و الحلية:«عمرو بن سعيد عن أبيه».
12- زيادة عن م.
13- أقحم بعدها بالأصل:«أنا محمّد».
14- الأصل: الحسين، و المثبت عن م.
15- في م: الحمامي، تصحيف.

الثقفي (1)،قال: سمعت أبا جعفر (2) يقول للناس - و قد أكثروا عليه:- عليكم بعطاء، هو و اللّه خير لكم مني.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - مشافهة - قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنبأ علي بن محمّد.

قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (3)،نا أبو سعيد الأشج، نا محبوب بن محرز القواريري، عن حبيب بن جري، قال: قال أبو جعفر - يعني محمّد بن علي بن حسين-:

خذوا من حديث عطاء ما استطعتم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ الحسن (4) بن علي الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5)،أنبأ محمّد بن الفضيل (6) بن غزوان الضّبي، أنا أسلم المنقري.

قال: و أنا الفضل بن دكين أبو نعيم (7)،نا بسام الصيرفي جميعا عن أبي جعفر محمّد بن علي بن حسين، قال: ما أجد أحدا أعلم بمناسك الحج من عطاء بن أبي رباح.(8) أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا محمّد بن فضيل (9)،عن أسلم المنقري، قال:

كنت جالسا مع أبي جعفر، فمرّ عليه عطاء، فقال: ما بقي أحد أعلم بمناسك الحج من عطاء - زاد ابن أبي شيبة: ابن أبي رباح-، و قال: ما بقي على ظهر الأرض أحد.

ص: 382


1- الخبر من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 49/13 و سير أعلام النبلاء 81/5 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120 ص 422).
2- هو أبو جعفر الباقر، محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه.
3- الجرح و التعديل 330/6-331.
4- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، و السند معروف.
5- طبقات ابن سعد 468/5 باختلاف.
6- بالأصل و م «الفضل»، و في طبقات ابن سعد:«الفضيل» و هو ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 173/9.
7- «أبو نعيم» ليست في طبقات ابن سعد.
8- قبله في م: أخبرنا أخبرنا القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقال، أنبأنا أبو الحسن بن بشران، أملانا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق حدثني أبو عبد اللّه، نا محمّد بن فضيل، ثنا أسلم المنقري ح و أخبرنا...
9- بالأصل و م «الفضل»، و في طبقات ابن سعد:«الفضيل» و هو ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 173/9.

أنبأ أبو علي المقرئ، أنبأ أبو نعيم (1)،نا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، ثنا محمّد بن فضيل.

ح و قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمار الموصلي، نا ابن فضيل (2)،عن أسلم المقرئ قال:

كنت جالسا مع أبي جعفر، فمرّ علينا عطاء بن أبي رباح، فقال: ما بقي على ظهر الأرض أحد أعلم بالمناسك من هذا، و في حديث ابن أبي شيبة: بمناسك الحج من عطاء بن أبي رباح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا قبيصة بن عقبة، نا سفيان، عن أسلم المنقري، عن أبي جعفر قال: ما بقي أحد أعلم بالحج من عطاء.

قرأت (4) على أبي الفضل بن ناصر (5):

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (6)،نا أبو بكر الحميدي، نا عبد العزيز بن أبي حازم قال: سمعت أبي يقول: ما أدركت أحدا أعلم بالحج من عطاء بن أبي رباح.

[قرأت على أبي الفضل بن ناصر] (7) عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن أخبرني أبي، أنبأ زكريا بن يحيى، نا شيبان (8)،نا سلاّم (9) بن مسكين، نا قتادة، قال: عطاء أعلم أهل زمانه بالمناسك.

أنبأ أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن الحسين القطان، أنا

ص: 383


1- حلية الأولياء 311/3.
2- بالأصل: فضل، و التصويب عن م.
3- المعرفة و التاريخ 703/1.
4- ما بين الرقمين سقط من م هنا، و جاءت في آخر الخبر، فيها، و لعل الصواب حذفها من هنا.
5- ما بين الرقمين سقط من م هنا، و جاءت في آخر الخبر، فيها، و لعل الصواب حذفها من هنا.
6- المعرفة و التاريخ 702/1.
7- الزيادة لتقويم السند عن م، و السند معروف.
8- الأصل: سفيان، و المثبت عن م، و انظر ترجمة سلام بن مسكين في سير أعلام النبلاء 414/7 فقد ذكر في أسماء الرواة عنه شيبان.
9- قال أبو داود: اسمه سليمان، و سلاّم لقب، راجع الحاشية السابقة.

دعلج بن أحمد، أنا أحمد بن علي الأبّار، نا الحسين بن شيبان اليشكري، نا سلاّم بن مسكين، عن يعقوب بن إبراهيم السّدوسي، عن قتادة قال:

أعلم الناس من أهل زمانه بالحلال و الحرام الحسن (1)،و أعلمهم بالتفسير عكرمة، و أعلمهم بالمناسك عطاء.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز الصوفي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،نا محمّد - يعني ابن الأصبهاني - نا عبد السلام بن حرب، عن خصيف (3) قال:

كان أعلمهم بالحج عطاء، و أعلمهم بالطلاق سعيد، و أعلمهم بالحلال و الحرام طاوس، و أجمعهم لهذا كلّه سعيد بن جبير.

قال: و نا أبو زرعة (4)،حدّثني محمّد بن أبي أسامة، نا ضمرة، عن ابن شوذب (5)،عن مطر قال:

كان علم عطاء في المناسك، و كان علم إبراهيم في الصلاة، و كان علم صاحبنا في كلّ - يعني الحسن-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (6)،حدّثني محمّد بن أبي زكير (7)،أنبأ ابن وهب، نا مالك، قال: قال عمرو بن دينار و مجاهد و غيرهما من أهل مكة: لم يزل شأننا متشابها متناظرين حتى خرج عطاء بن أبي رباح إلى المدينة، فلما رجع إلينا استبان فضله (8) علينا.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي، نا الحسين بن موسى، نا محمّد بن خلف الرسعني، نا إسحاق بن زريق.

ص: 384


1- الأصل: الحسين، و التصويب عن م.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 515/1.
3- هو خصيف بن عبد الرحمن الجزري أبو عون، ترجمته في تهذيب التهذيب 143/3.
4- تاريخ أبي زرعة 683/2.
5- بالأصل:«أبي سودة» و في م:«أبي شوذب» و التصويب عن تاريخ أبي زرعة.
6- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 443/1.
7- الأصل:«ركين» و في م:«دكين» و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
8- الأصل:«فسهله» و التصويب عن م و المعرفة و التاريخ.

[ح] (1) قال: و نا أبو أحمد، نا محمّد بن أبي الخير المصري، نا سلمة بن شبيب.

قالا: ثنا عبد اللّه بن إبراهيم، عن عمر بن كيسان، حدّثني أبي قال: أذكرهم في زمان بني أمية يأمراني إلى الحاج.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر اللاّلكائي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (2)،نا سلمة بن شبيب، نا عبد اللّه بن عمر بن إبراهيم بن عمر بن كيسان، أخبرني أبي، قال: أذكرهم في زمان بني أمية يأمرون في الحاج صائحا يصيح: لا يفتي (3) الناس إلاّ عطاء بن أبي رباح، فإن لم يكن عطاء، فعبد اللّه بن أبي نجيح.

[أخبرنا أبو الحسين القاضي اذنا، و أبو عبد اللّه الأديب مشافهة قالا: أملانا أبو القاسم العبدي، أملانا أحمد إجازة:

ح قال و أملانا أبو طاهر، أملانا علي قالا:

أملانا أبو محمّد بن أبي حاتم (4) نا محمّد بن عبادة الواسطي، نا يعقوب بن محمّد الزهري، قال: سمعت ابن أبي حازم يقول:[قال] (5) ربيعة فاق عطاء أهل مكة في الفتوى] (6).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنا الحسن (7) بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا الرياشي (8) قال: سمعت الأصمعي يقول:

دخل عطاء بن أبي رباح على عبد الملك بن مروان و هو جالس على سريره و حواليه الأشراف من كل بطن، و ذلك بمكة في وقت حجه في خلافته، فلما بصر به قام إليه، فسلّم عليه، و أجلسه معه على السرير، و قعد بين يديه، و قال له: يا أبا محمّد حاجتك ؟ فقال: يا

ص: 385


1- زيادة عن م.
2- المعرفة و التاريخ 702/1.
3- كذا بالأصل و م، و في المعرفة و التاريخ: لا يفت.
4- الجرح و التعديل 330/6.
5- عن الجرح و التعديل.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م، و انظر الجرح و التعديل.
7- الأصل: الحسين، و التصويب عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 541/16.
8- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 51/13 و الذهبي في سير أعلام النبلاء 84/5 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120 ص 422).

أمير المؤمنين اتّق اللّه في حرم اللّه، و حرم رسوله، فتعاهده بالعمارة،[و اتّق اللّه في أولاد المهاجرين و الأنصار فإنك بهم جلست هذا المجلس] (1) و اتّق اللّه في أهل البعوث (2)، فإنهم حصن للمسلمين، و تفقد أمور المسلمين، فإنك وحدك المسئول عنهم، و اتّق اللّه فيمن على بابك، فلا تغفل عنهم، و لا تغلق دونهم بابك، فقال له: أفعل، ثم نهض، و قام يقبض عليه عبد الملك، فقال: يا أبا محمّد إنّما سألتنا حوائج غيرك، و قد قضيناها، فما حاجتك ؟ فقال: ما لي إلى مخلوق حاجة، ثم خرج، فقال عبد الملك: هذا و أبيك الشرف (3) و هذا و أبيك السؤدد.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا عفّان و بهز، قالا: نا همّام - قال بهز في حديثه قال: نا قتادة قال: قال لي سليمان بن هشام هل بالبلد - يعني مكة - أحد؟ قال: قلت: نعم، أقدم رجل في جزيرة العرب علما، قال: من ؟ قلت: عطاء بن أبي رباح (4).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (5)،أنا أبو محمّد بن [أبي] (6)نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (7)،حدّثني عبد اللّه بن ذكوان، نا عمرو (8) بن أبي سلمة قال:

سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول عن سليمان بن موسى يزيد فيه: و إن جاءنا من اليمن عن طاوس قبلناه، و إن جاءنا عن عطاء من الحجاز قبلناه - يعني العلم-.

ذكره أبو زرعة (9) بعد حكاية أبي مسهر:

نا سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، قال: إن جاءنا العلم من الحجاز عن الزهري قبلناه، و إن جاءنا من الشام عن مكحول قبلناه، و إن جاءنا من (10) الجزيرة عن ميمون قبلناه، و إن جاءنا من العراق عن الحسن قبلناه.

ص: 386


1- الزيادة عن م و تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.
2- كذا بالأصل، و في م و المصادر: الثغور.
3- تقرأ بالأصل:«السرو» و المثبت عن م، و الصادر.
4- تهذيب الكمال 50/13 و سير أعلام النبلاء 83/5.
5- الأصل: الكناني، تصحيف، و بدون إعجام في م.
6- زيادة لازمة عن م.
7- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 315/1.
8- الأصل: عمر، تصحيف، و التصويب عن م و تاريخ أبي زرعة.
9- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 315/1.
10- الأصل:«بأمر» تصحيف و التصويب عن م و تاريخ الدمشقي 315/1.

أنبأنا أبو نصر بن البنّا، و أبو طالب بن يوسف.

و حدّثنا عمي، أنا ابن يوسف - قراءة-.

قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا موسى بن إسماعيل، قال: سمعت يزيد بن زريع يقول عن ابن أبي عروبة قال محمّد بن سعد: أحسبه عن قتادة قال: إذا اجتمع إليّ أربعة لم التفت إلى غيرهم، و لم أبال من خالفهم: الحسن، و سعيد بن المسيّب، و إبراهيم، و عطاء، قال: هؤلاء أئمة الأمصار (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا أحمد بن الخليل، نا هارون بن معروف، نا ضمرة بن ربيعة، عن عثمان بن عطاء، قال:

كان عطاء بن أبي رباح أسود شديد السواد ليس في رأسه شعر إلاّ شعرات في مقدم رأسه، فصيح إذا تكلم، فما قال [شيئا] (3) بالحجاز [إلاّ] (4) قبل منه (5).

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأ أبو الفضل البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن عثمان بن عطاء، قال:

كان عطاء بن أبي رباح أسود شديد السواد، ليس في رأسه إلاّ شعرات في مقدم رأسه، فصيح إذا تكلم، فما قال بالحجاز قبل منه.

أنبأ أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (6)،سمعت سليمان بن أحمد يقول: سمعت أحمد بن محمّد الشافعي يقول:

كانت الحلقة في الفتيا بمكة في المسجد الحرام لابن عباس، و بعد ابن عباس لعطاء بن أبي رباح.

أخبرنا: أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية،

ص: 387


1- سير أعلام النبلاء 83/5 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120 ص 422) و تهذيب الكمال 50/13.
2- المعرفة و التاريخ 17/2.
3- الزيادة عن المعرفة و التاريخ.
4- الزيادة عن المعرفة و التاريخ.
5- الأصل:«موته» و التصويب عن م و المعرفة و التاريخ.
6- حلية الأولياء 311/3.

أنبأ أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا علي بن عبد اللّه بن جعفر، نا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أمية، قال: كان عطاء يتكلم، فإذا سئل عن المسألة فكأنما يؤيد.

أنبأ أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (2)،نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي.

[ح] (3) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنبأ عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا سفيان بن عيينة، قال: قال إسماعيل بن أمية: كان عطاء يطيل الصمت، فإذا تكلم يخيل إلينا أنه يؤيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنبأ محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،نا قبيصة، نا سفيان، عن أسلم المنقري، قال: جاء أعرابي فسأل، فأرشد إلى سعيد بن جبير، فجعل الأعرابي يقول: أين أبو محمّد؟ فقال سعيد: ما لنا هاهنا مع عطاء شيء.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن (5) بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى يقول: ذكر أبو حفص الأبّار (6) عن ابن أبي ليلى قال: دخلت على عطاء بن أبي رباح، فجعل يسألني، فكأن أصحابه جعلوا يعجبون من ذاك، فقال: ما تنكرون من ذاك، هو أعلم مني.

قال ابن أبي ليلى: و كان عطاء قد حجّ (7) سبعين حجّة، و عاش مائة سنة.

و قال في موضع آخر: ثنا يحيى، نا أبو حفص الأبار، عن ابن أبي ليلى قال: دخلت

ص: 388


1- طبقات ابن سعد 468/5.
2- حلية الأولياء 313/3.
3- «ح» حرف التحويل زيادة عن م.
4- المعرفة و التاريخ 703/1 و سير أعلام النبلاء 83/5.
5- الأصل: الحسين، و التصويب عن م، و السند معروف.
6- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 49/13 و سير أعلام النبلاء 81/5-82.
7- كذا بالأصل و م، و في المصدرين: زيادة على سبعين حجة.

على عطاء، فجعل يسألني، و كان أصحابه أنكروا ذاك، و قالوا: تسأله ؟ فقال: ما تنكرون، هو أعلم مني.

و حج سبعين حجة، قيل ليحيى: من الذي حجّ سبعين حجّة، قال: عطاء، هذا عنه مشهور.

أخبرنا بها عالية أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا:

أنا أبو الحسين (1) بن النقور، أنبأ علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا أبو عبد اللّه أحمد بن الحسن (2) بن عبد الجبار الصوفي، ثنا أبو زكريا يحيى بن معين، نا أبو حفص الأبّار، عن ابن أبي ليلى قال: دخلت على عطاء، فجعل يسألني، فكان أصحابه أنكروا ذلك، و قالوا:

تسأله، قال: ما تنكرون ؟ هو أعلم مني.

قال ابن أبي ليلى: و كان عالما بالحج، قد حجّ زيادة على سبعين حجة، قال: و كان يوم مات ابن نحو مائة سنة، و رأيته يشرب الماء في رمضان و يقول: قال ابن عباس وَ عَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعٰامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ (3) إني أطعم أكثر من مسكين.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن خسرو (4)،أنبأ أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمّد بن عمر بن بكير، قال: قرئ على عثمان بن أحمد بن سمعان، أنبأ الهيثم بن خلف، نا محمود بن غيلان، نا عبد الحميد الحمّاني، قال: سمعت أبا حنيفة قال: ما رأيت أحدا أفضل من عطاء بن أبي رباح، و لا أكذب من جابر.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، نا أبو سعيد الخلاني، نا أبو القاسم البغوي، نا محمود بن غيلان المروزي، نا الحمّاني، عن أبي حنيفة قال: ما رأيت أحدا أكذب من جابر - يعني الجعفي - و لا أفضل من عطاء.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (5)،أخبرني الحسن (6) بن أبي طالب.

ص: 389


1- في م: الحسن، و السند معروف.
2- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 152/14.
3- سورة البقرة، الآية:184.
4- انظر مشيخة ابن عساكر 54/أ.
5- الخبر في تاريخ بغداد 425/13 ضمن أخبار أبي حنيفة النعمان بن ثابت.
6- الأصل: الحسين، تصحيف و التصويب عن م، و تاريخ بغداد.

و أخبرنا بها عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، قالا: نا عبيد اللّه (1) بن محمّد بن حبابة، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا ابن المقرئ، نا أبي، قال: سمعت أبا حنيفة يقول: ما رأيت أفضل من عطاء، و عامة ما أحدثكم به خطأ - و في رواية الصريفيني: و عامة ما حدثكم - و هو وهم.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنبأ أبو الحسن علي بن محمّد البحّاثي (2)،أنبأ محمّد بن أحمد[-و هو-] (3) الزوزني، أنبأ محمّد بن حبّان البستي، أنا الحسين بن عبد اللّه بن يزيد القطان - بالرقة - نا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أبا يحيى الحمّاني قال: سمعت أبا حنيفة يقول (4):

ما رأيت فيمن لقيت أفضل من عطاء، و لا لقيت فيمن لقيت أكذب من جابر الجعفي، ما أتيته بشيء قط من رأيي إلاّ جاءني فيه بحديث، و زعم أن عنده كذا و كذا ألف حديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لم ينطق بها.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطيب محمّد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا إسماعيل بن عبد اللّه بن زرارة السكري، نا يحيى بن سليم، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفان، قال (5):

ما رأيت مفتيا خيرا من عطاء بن أبي رباح، إذا كان مجلسه ذكر اللّه لا يفتر و هم يخوضون، فإن تكلّم أو سئل عن شيء أحسن الجواب.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (6)،نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني الحسن (7) بن عبد العزيز الجروي (8)،نا أيوب بن سويد قال: سمعت

ص: 390


1- بالأصل و م: عبد اللّه، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 548/16.
2- الأصل:«البحارى» و في م:«البحاتى» و المثبت عن الأنساب.
3- بياض بالأصل، و الزيادة عن م.
4- تهذيب الكمال 50/13 و سير أعلام النبلاء 83/5 و المجروحين لابن حبان 209/1.
5- تهذيب الكمال 51/13 و سير أعلام النبلاء 83/5-84.
6- حلية الأولياء 311/3.
7- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م و الحلية.
8- الأصل: الجوري، تصحيف، و المثبت عن م و فوقها فيها: ضبة، و الحلية.

الأوزاعي يقول: مات عطاء (1)،و هو أرضى أهل الأرض، و كان أكثر من يسند إليه سبعة أو ثمانية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،حدّثني أبو سعيد عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا أبو مسعود - يعني أيوب بن سويد - قال: سمعت الأوزاعي يقول: مات عطاء بن أبي رباح يوم مات و هو أرضى أهل الأرض عند الناس، و ما كان أكثرهم من يتهدى إليه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني (3)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا أيوب بن سويد، عن الأوزاعي قال: كان عطاء (5) أرضى الناس عند الناس، و ما كان يشهد مجلسه إلاّ سبعة أو ثمانية.

و أعاده في موضع آخر بهذا الإسناد (6) و قال: و ما كان ينهد إلى مجلسه.

و كأنه أصوب.

قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم، عن أبي الحسن (7) علي بن محمّد بن الخطيب، أنبأ محمّد بن الحسن (8) بن الفضل، أنا دعلج بن أحمد، أنبأ أحمد بن علي الأبّار، نا الحسن (9) بن علي، نا أبو عاصم قال:

سمعت رجلا قال لابن جريج: لو لا هذان الأسودان لم يكن لنا فقه، قال: من ؟ قال:

عطاء، و مجاهد، فقال ابن جريج: فض اللّه فاك، تقول لهما الأسودان ؟.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (10)،أنا الفضل بن دكين، نا سفيان، عن سلمة قال: ما رأيت أحدا يريد بهذا العلم وجه اللّه غير هؤلاء الثلاثة: عطاء، و طاوس، و مجاهد.

ص: 391


1- أقحم بعدها بالأصل:«و هو أعطى».
2- المعرفة و التاريخ 702/1.
3- الأصل و م: الكناني، تصحيف.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 449/1.
5- في تاريخ أبي زرعة: عطاء بن أبي رباح.
6- تاريخ أبي زرعة 721/2.
7- الأصل: الحسين، و المثبت عن م.
8- الأصل: الحسين، و المثبت عن م.
9- الأصل: الحسين، و المثبت عن م.
10- طبقات ابن سعد 468/5 و سير أعلام النبلاء 84/5 و تهذيب الكمال 51/13.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، أنبأ أبو نعيم الحافظ (1)،نا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثني أبي، نا الفضل بن دكين، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، قال: ما رأيت أحدا يطلب بعلمه ما عند اللّه إلاّ ثلاثة: عطاء، و طاوس، و مجاهد.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق، نا أبو بكر الشافعي، نا أبو يحيى الناقد زكريا بن يحيى بن مروان (2)،نا موسى بن معاذ، نا يحيى القطان، عن محمّد بن عيينة أخي سفيان بن عيينة، عن سلمة بن كهيل، قال: ما رأيت من يطلب بعلمه ما عند اللّه غير:

عطاء، و طاوس، و مجاهد.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، نا صالح بن حاتم بن وردان، نا أيوب قال:

اجتمع حفاظ ابن عباس على عكرمة عطاء و طاوس و سعيد بن جبير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنبأ عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا يحيى بن معين، قال: قال ابن أبي ليلى: حج عطاء سبعين حجة، و عاش مائة سنة.

قال: و نا حنبل، نا علي، قال: سمعت يحيى قال: قال ابن جريج: كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة، أو نحو من عشرين، ثم قال ابن جريج: فيما أعلم.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، قال (3):نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي.

قال: و ثنا محمّد بن أحمد بن الحسين، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا علي بن المديني، قالا: نا يحيى بن سعيد، قال: سمعت ابن جريج يقول: كان المسجد فراش عطاء بن أبي رباح عشرين سنة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأ عبد الملك بن

ص: 392


1- حلية الأولياء 311/3.
2- كذا نسبه إلى جد أبيه، و هو زكريا بن يحيى بن عبد الملك بن مروان ترجمته في تاريخ بغداد 461/8.
3- حلية الأولياء 310/3.

محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا علي بن المديني، نا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج: كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة، و كان من أحسن الناس صلاة.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، نا أبو بكر الخطيب.

[ح] (1) و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

قالا: أنا محمّد بن عمر بن بكير النجار، أنبأ عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز (2)،نا هيثم بن خلف الدوري (3)،نا محمود بن غيلان، نا عبد الرّزّاق، عن ابن جريج قال:

اختلفت إلى عطاء ثمان عشرة سنة، و كان يبيت في المسجد عشرين سنة (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (5)،نا الفضل بن زياد قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: العلم خزائن يقسمه اللّه لمن أحب، لو كان يخص بالعلم أحدا (6) لكان أهل بيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أولى، كان عطاء بن أبي رباح - و اسم أبي رباح أسلم - حبشيا، و كان يزيد بن أبي حبيب نوبيا أسود (7)، و كان الحسن البصري مولى للأنصار، و كان ابن سيرين مولى للأنصار.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو الحسن (8) علي بن الحسن (9) بن عبد السلام بن أبي الحزوّر، أنبأ أبو الحسين بن السمسار، أنا أبو القاسم بن طعان، أنا أبو علي بن حبيب، نا أبو بكر الفذاني - يعني محمّد بن أحمد بن مطر - نا محمّد بن يوسف بن بشر، حدّثني الوليد بن محمّد الموقّري (10)،قال: سمعت محمّد بن شهاب الزهري يقول (11):

قدمت على عبد الملك بن مروان فقال: من أين قدمت يا زهري ؟ قال: قلت: من مكة، قال: فمن خلّفت يسودها و أهلها؟ قال: قلت: عطاء بن أبي رباح، قال: فمن العرب

ص: 393


1- زيادة عن م.
2- اللفظة مضطربة في م و بدون إعجام، ترجمته في تاريخ بغداد 306/11 و في تاريخ بغداد هنا: الوراق.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 63/14.
4- الخبر في تاريخ بغداد 402/10 ضمن ترجمة عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.
5- الخبر في المعرفة و التاريخ 701/1.
6- الأصل و م: أحد، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
7- المعرفة و التاريخ: أسودا.
8- الأصل: الحسين، و التصويب عن م.
9- الأصل: الحسين، و التصويب عن م.
10- الموقري بضم الميم و فتح الواو، و فتح القاف المشددة نسبة إلى موقر، حصن بالبلقاء.
11- رواه المزي في تهذيب الكمال من طريق الموقري 51/13-52 و سير أعلام النبلاء 85/5.

أم من الموالي ؟ قال: قلت: من الموالي، قال: فيم (1) سادهم ؟ قال: قلت: بالديانة و الرواية، قال: إنّ أهل الديانة و الرواية لينبغي أن يسودوا.

قال: فمن يسود أهل اليمن ؟ قال: قلت: طاوس بن كيسان، قال: فمن العرب أم من الموالي ؟ قال: قلت: من الموالي، قال: فيم (2) سادهم ؟ قال: قلت: بما سادهم به عطاء، قال: إنّه لينبغي ذلك.

قال: فمن يسود أهل مصر؟ قال: قلت: يزيد بن أبي حبيب، قال: فمن العرب أو من الموالي ؟ قال: قلت: من الموالي.

قال: فمن يسود أهل الشام ؟ قال: قلت: مكحول، قال: فمن العرب أم من الموالي ؟ قال: قلت من الموالي عبد نوبي (3) أعتقته امرأة من هذيل.

قال: فمن يسود أهل الجزيرة ؟ قال: قلت: ميمون بن مهران، قال: فمن العرب أم من الموالي ؟ قال: قلت: من الموالي.

قال: فمن يسود أهل خراسان ؟ قال: قلت: الضحاك بن مزاحم، قال: فمن العرب أم من الموالي ؟ قال: قلت: من الموالي.

قال: فمن يسود أهل البصرة ؟ قال: قلت: الحسن (4) البصري، قال: فمن العرب أم من الموالي ؟ قال: قلت: من الموالي.

قال: ويلك، فمن يسود أهل الكوفة ؟ قال: قلت: إبراهيم النّخعي، قال: فمن العرب أم من الموالي قال: قلت من العرب.

قال: ويلك يا زهري فرجت عني و اللّه ليسودن الموالي على العرب في هذا البلد حتى يخطب لها على المنابر و العرب تحتها، قال: قلت: يا أمير المؤمنين، إنّما هو دين، من حفظه ساد، و من ضيّعه سقط .

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأ أبو نعيم الحافظ (5)،نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا ابن نمير، نا عمر بن ذرّ قال: ما رأيت مثل عطاء قط ، و ما

ص: 394


1- الأصل:«فيما».
2- الأصل:«فيما».
3- مضطربة بالأصل، و المثبت عن م و المصدرين السابقين.
4- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م و المصدرين السابقين.
5- حلية الأولياء 311/3 و سير أعلام النبلاء 87/5 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120 ص 423) و جاء فيه: عمرو بن ذر، تصحيف.

رأيت على عطاء قميصا قط ، و لا رأيت عليه ثوبا يسوى خمسة دراهم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر الأشناني، أنا أبو الحسن الطرائفي، ثنا عثمان بن سعيد، نا أحمد بن يونس، نا ابن شهاب، عن ليث، عن عبد الرّحمن بن سابط ، قال: و اللّه ما أرى إيمان أهل الأرض يعدل إيمان أبي بكر، و لا أرى إيمان أهل مكة يعدل إيمان عطاء (1).

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنبأ محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس، قال:

سمعت أبا عاصم يقول: حدّثني شيخ من أهل مكة قال: اجتمعوا (2) عشرة في الكعبة، أحدهم عطاء، فدعوا اللّه عز و جل، و قالوا: اللّهم اجعل من علم الاجابة أن يجري هذا الوادي الساعة، قال: فجرى الوادي، و كان الذي دعا (3) عطاء.

قال: و أنبأ الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز مردك، أنبأ أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم، نا محمّد بن مسلم المعروف بابن وارة، قال: سمعت بعض أصحاب الشافعي يحكي عن الشافعي قال: ليس من التابعين أحد أكثر اتباعا للحديث من عطاء.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد الدائم بن الحسن (4)،أنبأ عبد الوهاب الكلابي - إجازة - نا محمّد بن يوسف بن الهروي، قال: سمعت الربيع يقول: قال الشافعي:

عطاء بن أبي رباح الثقة عنده و عند الناس.

[أخبرنا (5) أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعيد بن أبي عمرو، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، أنا الربيع قال: سمعت الشافعي و سأله [رجل] (6) عن المشي، [فحنت بالمشي] (7) إلى الكعبة، فأفتاه بكفارة يمين، فقال له الرجل:[بهذا تقول يا أبا] (8)

ص: 395


1- تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120) ص 423.
2- كذا بالأصل و م.
3- سقطت من م.
4- الأصل: الحسين، و المثبت عن م، له ذكر في سير أعلام النبلاء 334/18.
5- الخبر التالي سقط من الأصل، استدركناه بين معكوفتين عن م.
6- سقطت من م و أضيفت عن المختصر.
7- ما بين معكوفتين عن المختصر، و مكانه في م: كلمة غير واضحة رسمها:«مسا» و بعدها بياض.
8- بياض في م، و المستدرك عن المختصر 72/17.

عبد اللّه، فقال: هذا قول من هو خير مني، قال: من هو (1)؟قال: عطاء بن أبي رباح.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.

[ح] (2) قال: و أنا أبو طاهر، أنبأ علي قالا: أنا ابن أبي حاتم، قال (3):

ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين، قال: عطاء ثقة.

و سئل أبو زرعة عن عطاء بن أبي رباح فقال: مكي ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأ ثابت بن بندار، أنبأ الحسين قالوا: أنا الوليد [بن] (4) بكر، أنا علي بن أحمد، أنبأ صالح بن أحمد، حدّثني أبي، قال (5):

عطاء بن أبي رباح مكي، تابعي، ثقة، و كان يفتي أهل مكة في زمانه، و كان أسود.

أخبرنا أبو الحسن (6) علي بن المسلّم الفقيه، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنبأ سهل بن بشر، أنا [علي] (7) بن منير بن أحمد، نا الحسن (8) بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي قال: في تسمية فقهاء الأمصار في أصحاب ابن عباس من أهل مكة:

عطاء، و طاوس، و مجاهد.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن (9)،عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطيب الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، نا الزبير بن بكّار، ثنا يحيى بن عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن مصعب بن ثابت، قال: أبي القاسم بن محمّد بشهادته بخط عطاء بن أبي رباح، فقال: و اللّه ما أذكر هذا، و لكن إن شهد لكم عطاء شهدت، و إن لم يشهد لكم لم أشهد.

ص: 396


1- في م: قال.
2- «ح» حرف التحويل زيادة عن م.
3- الجرح و التعديل 331/6.
4- زيادة عن م.
5- تاريخ الثقات للعجلي ص 332 رقم 1127.
6- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م، و السند معروف.
7- زيادة عن م.
8- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م، و السند معروف.
9- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م، و السند معروف.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر (1)،عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنبأ الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن، أنا إبراهيم بن يعقوب، نا أبو شيخ عبد اللّه بن مروان، نا بشر بن السّري (2)،نا عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن أمه.

أنها رأت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في منامها فقال لها:«سيد المسلمين عطاء بن أبي رباح».

قرأت على أبي الفضل بن قرّة، عن علي بن محمّد، أنبأ محمّد بن الحسين، أنبأ دعلج بن أحمد، أنا أحمد بن علي، أنا أبو الأصبغ الحرّاني، نا بشر بن السّري، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين عن أمه قالت:

رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في المنام فقال:«يا نساء المسلمين استوصوا بعطاء بن أبي رباح خيرا»، فأوصت له عند الموت بأربعة عشر، فقبلها.

أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول (3) بن عيسى، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا عيسى بن عمر بن العباس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، أنا مخلد بن مالك، نا حكام بن مسلم، عن أبي خيثمة، عن عبد العزيز بن رفيع، قال (4):

سئل عطاء عن شيء قال: لا أدري، قال: فقيل له: أ لا تقول فيها برأيك ؟ قال: إنّي أستحي من اللّه أن يدان في الأرض برأيي.

قال: و أنا الدارمي، أنا الوليد بن شجاع، أنا... (5) محمّد بن شعيب، أنا هشام بن [الغاز] (6) قال: كان يسأل عطاء بن أبي رباح و يكتب ما يجيب فيه بين يديه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، ثنا أبو

ص: 397


1- بالأصل:«قرأنا على ابن الفضل ناصر» قومنا السند عن م.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 49/13 و الذهبي في سير أعلام النبلاء 81/5.
3- الأصل مكرر فيه «عبد الأول» قارن مع المشيخة 68/أ، و م.
4- سير أعلام النبلاء 86/5 و تهذيب الكمال 52/13.
5- أقحمت كلمة رسمها بالأصل:«المارفى» و في م:«المنزل» راجع ترجمة محمّد بن شعيب بن شابور في تهذيب الكمال 358/16.
6- بياض بالأصل، و المثبت عن م، و رسمها: العار، و فوقها فيها ضبة.

إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى، ثنا أبو سعيد الحسين بن الأزهر بن الحارث، نا علي بن الحسين الذهلي، نا يعلى بن عبيد الطّنافسي، قال (1):

دخلنا على محمّد بن سوقة، فقال: يا ابن أخي، أحدثكم بحديث لعله ينفعكم، فقد نفعني، قال لنا عطاء بن أبي رباح: إنّ من قبلكم كانوا يعدّون فضول الكلام ما عدا:

كتاب اللّه، و أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو أن تنطق في معيشتك التي لا بدّ لك منها، أ تنكرون أن عليكم حافظين كراما كاتبين عَنِ الْيَمِينِ وَ عَنِ الشِّمٰالِ قَعِيدٌ، مٰا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاّٰ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (2) أ ما يستحي أحدكم لو نشرت صحيفته التي أملى صدر نهاره، و ليس فيها شيء من أمر آخرته ؟.

أخبرناه أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي المؤذن، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد (3) المديني المؤذن، نا أبو زكريا يحيى (4) بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي - إملاء - أنا أبو بكر محمّد بن داود بن سليمان الزاهد، نا محمّد بن نعيم بن عبد اللّه، نا أبو موسى - و هو إسحاق بن موسى - الأنصاري، نا يعلى بن عبيد الطّنافسي قال:

دخلنا على محمّد بن سوقة فقال: أحدثكم حديثا فلعله أن ينفعكم، فإنّ اللّه عز و جل قد نفعني به، دخلنا على عطاء فقال: يا بني أخي إنّ من كان قبلكم يكره فضول الكلام، و كانوا يعدّون فضول الكلام ما عدا كتاب اللّه أن يقرأ، و أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، و أن تنطق حاجتك في أمر معيشتك التي لا بدّ لك منها، أ تنكرون أنّ عليكم حافظين كراما كاتبين أو أن عن اليمين و عن الشمال قعيد، ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد، أ ما يستحي أحدكم أن لو قرئت عليه صحيفته التي أملى صدر نهاره أكثر ما فيها ليس من أمر دنياه و لا آخرته.

أخبرناها عالية أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفر القشيري، قال: أنبأ أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد، أنبأ أبو بكر الجوري، أنا أبو العباس الدّغولي، قال: قال محمّد بن المهلب: سمعت يعلى بن عبيد يقول:

دخلنا على محمّد بن سوقة فقال: أحدثكم بحديث لعله ينفعكم، فإنه قد نفعني، قال لنا عطاء بن أبي رباح: يا ابن أخي إنّ من كان فيكم يكره فضول الكلام، و كانوا يعدّون فضول

ص: 398


1- الخبر من طريقه في تهذيب الكمال 52/13 و سير أعلام النبلاء 86/5 و حلية الأولياء 314/3-315.
2- سورة ق، الآيتان 17 و 18.
3- «بن محمّد» ليس في م.
4- بالأصل:«نا أبو بكر نا يحيى..» و المثبت عن م.

الكلام ما عدا: كتاب اللّه أن يقرؤه، و أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، و أن تنطق بحاجتك التي لا بدّ لك منها في معيشتك، أ تنكرون أنّ عليكم لحافظين كراما كاتبين، و أنّ عن اليمين و عن الشمال قعيد، ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد، أ ما يستحي أحدكم أن لو فسرت عليه صحيفته التي أملى صدر نهاره أكبر ما فيها ليس من أمر دينه و لا دنياه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو الحسين بن المظفر، نا محمّد بن محمّد الباغندي، نا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي، نا الفرج بن عبد اللّه النّخعي، عن ابن جريج: أنه سئل عن عطاء من أين معاشه ؟ قال: نيل (1) السلطان، و مواساة الإخوان.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا أبو عروبة، نا حاجب بن سليمان، نا شبابة، ثنا شعبة، عن عمران بن جابر (2) قال: رأيت عمامة عطاء مخرّقة، فقلت: أنا أعطيك عمامتي، قال: إنّا لا نقبل إلاّ من الأمراء.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن (3)،أنبأ سهل بن بشر، أنبأ الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنبأ عبد الوهاب الكلابي، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب المشغراني، نا العباس بن الوليد بن صبح الخلاّل، نا مروان بن محمّد، نا إسماعيل بن عيّاش، قال: قلت لعبد اللّه بن عثمان بن خثيم (4) المكي: من أين كانت معيشة عطاء بن أبي رباح ؟ قال: من صلة الإخوان، و جوائز السلطان.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (5)،نا محمّد بن علي المروزي، نا أبو أمية، نا محمّد بن القاسم الحرّاني، نا إسماعيل بن عيّاش قال:

قلت لعبد اللّه بن عثمان بن خثيم (6):ما كان معيشة عطاء؟ قال: صلة الإخوان، و جوائز العمال.

ص: 399


1- أي عطاؤه.
2- بالأصل: جرير، و في تاريخ الإسلام: عمران بن حدير، و المثبت عن م و المختصر 72/17.
3- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، قارن مع مشيخة ابن عساكر 106/ب.
4- الأصل و م: خيثم، و التصويب عن سير أعلام النبلاء، و تهذيب الكمال. و انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 5/ 275.
5- الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 162/4 ضمن ترجمة عبد اللّه بن عثمان بن خثيم.
6- الأصل و م: خيثم، و التصويب عن سير أعلام النبلاء، و تهذيب الكمال. و انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 5/ 275.

أخبرنا أبو البركات (1) الحافظ ، أنا أبو الفضل العدل، أنا أبو العلاء القاضي، أنا أبو بكر البابسيري (2)،أنا الأحوص بن المفضل (3)،أنا أبي، نا عمرو بن عثمان الكلابي، نا إسماعيل بن عيّاش، قال:

قلت لعبد اللّه بن عثمان بن خثيم (4):ما كان معاش عطاء؟ قال: صلة الإخوان، و نيل السلطان (5).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين القطان، نا أحمد بن يوسف السّلمي، نا عبد الرزاق، أنا عمر بن ذرّ، عن يعقوب بن عطاء قال:

كان عطاء يريد المسجد فيلبس ثيابه فيرى أن ليس عنده أحد، قال: و هو لا يبصر من أحد شقتيه قال: فقلت له: يا أبة كأنك تشتكي عينك هذه ؟ قال: و فطنت لها؟ قال: قلت:

نعم، قال: ما بصرت منها منذ أربعين سنة، و ما علمت بذلك أمك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي، نا يعقوب بن عطاء، قال:

كان عطاء يوما متكئا على وسادة، فأخرج إحدى عينيه، فقال: ناولني ذاك الشيء، قال: قلت: هو ذا بين يديك، فقال: ما أراه، فقلت: إنّا للّه و إنا إليه راجعون، أ ما تراه إلى جنبك، قال: أي بني و ما تعجب من هذا؟ و اللّه لقد ذهبت عيني منذ أربعين سنة ما علم بها أحد.

أخبرنا أبو الحسن (6) الفرضي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن القطان، أنا خيثمة بن سليمان، نا محمّد بن عبد الوهاب أبو قرصافة

ص: 400


1- الأصل: بركات، و المثبت عن م.
2- الأصل: الباصيري، تصحيف و التصويب عن م و السند معروف.
3- الأصل: الفضل، تصحيف و التصويب عن م.
4- الأصل و م: خيثم، و التصويب عن سير أعلام النبلاء، و تهذيب الكمال. و انظر ترجمة في تهذيب التهذيب 5/ 275.
5- تهذيب الكمال 51/13 و سير أعلام النبلاء 84/5.
6- الأصل: الحسين، تصحيف و التصويب عن م، و السند معروف.

-بعسقلان - نا آدم، نا سليمان بن حبان، عن سفيان الثوري، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح قال:

إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأن لم أسمعه قطّ ، و قد سمعته قبل أن يولد (1).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب المنبجي، نا عبيد اللّه (2) بن سعد الزهري، نا ابن أخي جويرية، نا مهدي بن ميمون، نا معاذ بن سعد الأعور، قال:

كنت جالسا عند عطاء بن أبي رباح فحدّث رجل بحديث، فعرّض رجل من القوم في حديثه، فغضب و قال: ما هذه الأخلاق ؟ و ما هذه الطبائع ؟ إنّي لأسمع الحديث من الرجل و أنا أعلم به منه، فأريه أني لا أحسن شيئا منه (3).

رواها غيره، فقال: معاذ بن سعيد.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل - إملاء - أنا محمّد بن أحمد الواعظ ، أنا أحمد بن موسى الحافظ ، نا أحمد بن محمّد بن سليمان المالكي، أنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الجواري، نا محمّد بن عبد اللّه المخرمي، نا أبو كامل مظفر بن مالك، نا مهدي بن ميمون، نا معاذ بن سعيد قال:

كنا عند عطاء بن أبي رباح فتحدّث رجل من القوم بحديث، فاعترض له آخر في حديثه، فقال عطاء: سبحان اللّه ما هذه الأخلاق ؟ و ما هذه الطباع ؟ إنّي لأسمع الحديث من الرجل أنا أعلم به منه، فأريه من نفسي كأنّي لا أحسن منه شيئا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو خازم (4) الحافظ ، أنا أبو عمرو بن مطر، نا محمّد بن المنذر الهروي، حدّثني محمود بن محمّد الحلبي، نا أبو صالح الفراء، أنا ابن المبارك، عن يعقوب بن عطاء، قال:

كان رجل يحدّث أبي بحديث (5)،كان أبي أحفظ لذلك الحديث من الرجل، قال:

ص: 401


1- تهذيب الكمال 53/13 و سير أعلام النبلاء 86/5.
2- الأصل: عبد اللّه، و المثبت عن م.
3- حلية الأولياء 311/3 و فيها: عبد اللّه بن سعد.
4- الأصل و م: حازم، تصحيف، تقدم التعريف به.
5- الأصل:«حديث» خطأ، و الصواب عن م.

فجعل أبي يصغي إليه، فقلت أنا للرجل: إن أبي يحفظ (1) هذا الحديث قال: فصاح بي فقال:

مه يا بني، فلما قام الرجل قال لي أبي: يا بني لم تبغّض أباك إلى جليسه ؟ لقد سمعت هذا الحديث قبل أن يولد أبوه، و لقد كان يحدّث أخاه بالحديث، و الذي يحدّث بالحديث أحفظ من الذي يحدّثه، فما يزيده على أن يقول: ما أحسنه، إرادة أن يسرّه.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، أنبأ الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمار الموصلي، نا المعافى بن عمران، عن المغيرة بن زياد قال: سألت عطاء عن الجوار متى كان ؟[قال:] (2) منذ ستة سنين و ذلك في سنة ثنتي عشرة و مائة.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا حنبل بن إسحاق، سمعت عمي أبا عبد اللّه يعني أحمد بن حنبل يقول: مرسلات سعيد بن المسيّب صحاح لا يرى أصح من مرسلاته، و أما الحسن و عطاء فليس هي كذلك بل هي أضعف المرسلات، لأنهما كانا يأخذان عن كلّ .

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (3)،حدّثني الفضل بن زياد، قال:

سمعت أبا عبد اللّه يقول: مرسلات سعيد بن المسيّب أصح المرسلات، و مرسلات إبراهيم النّخعي لا بأس بها، و ليس في المرسلات شيء أضعف من مرسلات الحسن، و عطاء بن أبي رباح، فإنهما يأخذان عن كلّ أحد.

قال يعقوب: كان علي يخالف أحمد بن حنبل في هذا.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس (4) محمّد بن يعقوب، نا حنبل بن إسحاق، قال: سمعت عمي أبا عبد اللّه يقول: مرسلات سعيد بن المسيب صحاح لا نرى أصح من مرسلاته، و أما الحسن و عطاء فليس مراسيلهما كذلك، هي أضعف المرسلات، فإنهما كانا يأخذان عن كلّ .

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن

ص: 402


1- الأصل:«فقلت أنا الرجل أن أتى لحفظ » و المثبت عن م.
2- زيادة عن م.
3- المعرفة و التاريخ 293/3 و تهذيب الكمال 53/13 و سير أعلام النبلاء 86/5.
4- الأصل: العباس بن يعقوب.

بشران، أنبأ أبو عمرو بن السمّاك، نا حنبل بن إسحاق، نا علي - هو ابن المديني - قال:

سمعت يحيى يقول: مرسلات مجاهد أحبّ إليّ من مرسلات عطاء، فكثير ما كان عطاء يأخذ عن كلّ ضرب.

قال: و أنا أبو بكر قال: حدّثني (1)[محمّد بن] (2) عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه ابن بنت العباس بن حمزة، نا هارون بن عبد الصمد الرحبي، نا علي بن المديني، قال:

قال يحيى بن سعيد: مرسلات سعيد بن جبير أحبّ إليّ من مرسلات عطاء، قلت ليحيى: فمرسلات مجاهد؟ قال: سعيد أحب إليّ ، قلت ليحيى: فمرسلات مجاهد أحب إليك أم مرسلات طاوس ؟ قال: ما أقربهما.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا أبو الحسين بن (3)الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،حدّثني محمّد بن عبد الرّحيم (5)،قال: قال علي: كان عطاء اختلط بأخرة فتركه ابن جريج، و قيس بن سعد.

أخبرنا (6) أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو الحسين الفارسي، أنا أبو سليمان الخطابي، ثنا عبد اللّه بن شاذان الطبراني، نا زكريا بن يحيى (7) الساجي، ثنا الحسين (8) بن إدريس، ثنا العلاء بن عمرو، نا عبد القدوس عن حجاج قال: قال عطاء:

وددت أني أحسن العربية، و هو يومئذ ابن تسعين سنة (9).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام الواسطي، عن أبي عمر بن

ص: 403


1- سقطت من م.
2- الزيادة للإيضاح عن م.
3- بالأصل: و الفضل، و التصويب عن م، و السند معروف.
4- المعرفة و التاريخ 153/2 و تهذيب الكمال 53/13 و سير أعلام النبلاء 87/5 و ميزان الاعتدال 70/3.
5- الأصل و م: عبد الرحمن، تصحيف و التصويب عن المعرفة و التاريخ و المصدرين السابقين.
6- عقب الذهبي في سير أعلام النبلاء على الخبر قال: لم يعن علي بقوله: تركه هذان، الترك العرفي، و لكنه كبر و ضعفت حواسه و كانا قد تكفيا منه و تفقّها و أكثرا عنه، فبطّلا. و قال في ميزان الاعتدال معقبا: لم يعن الترك الاصطلاحي، بل عنى أنهما بطّلا الكتابة عنه، و إلاّ فعطاء ثبت رضي.
7- «بن يحيى» استدركت عن هامش الأصل.
8- في م: الحسن تصحيف ترجمته في سير أعلام النبلاء 113/14.
9- الخبر في تهذيب الكمال 53/13 و سير أعلام النبلاء 87/5.

حيّوية، أنا أبو الطّيّب الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، نا عبيد اللّه (1) بن عمر، نا حمّاد بن زيد، قال: سمعت داود بن أبي هند يحدث هشام بن عروة: أنّ عطاء كان يكرهه.

قال: و ما علم عطاء بن أبي رباح و من يأخذ عن ابن أبي رباح، و كان أمير المؤمنين بمكة تسع حجج يعني ان الزبير يراها في الأقفاص، و أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقدمون بها القماري و اليعاقيب لا ينهون عن ذلك.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن عمر بن بكير، قال: قرئ على عثمان بن أحمد بن سمعان، أنا الهيثم بن خلف، نا محمود بن غيلان، نا إسماعيل بن داود، قال: سمعت مالكا يقول: كان عطاء أسود، ضعيف العقل.

أخبرنا أبو الفضل [بن] (2) ناصر لفظا، و أبو عبد اللّه بن البنّاء - قراءة - عن أبي المعالي محمّد بن عبد السلام بن محمّد، نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أخبرني سليمان بن أبي شيخ، قال: حدّثني بعض الكوفيين قال: كان عطاء بن أبي رباح من المرجئة.

و قال لعمر بن ذرّ: على هذا أجبت أباك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو يعلى بن الفراء، أنا أبو الحسين بن أخي ميمي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن زياد بن فروة، نا مخلد بن الحسين، عن هشام، أخبرني ابن أبي الحسين قال:

لما حضرت عطاء الوفاة صحن (3) النساء فقال عطاء: اكفني هؤلاء، فإن أبين عليك فاستعن عليهن (4) بالسلطان، فجعل - و قال ابن أخي ميمي: ثم جعل - يقول: يا صريخ (5)الأخيار، يا صريخ الأخيار، فلم يزل يقول حتى مات.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: ثنا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد،

ص: 404


1- في م: عبد اللّه.
2- زيادة عن م.
3- اللفظة غير مقروءة بالأصل، و في م:«صحى» و فوقها ضبة.
4- الأصل: عليهم، و التصويب عن م.
5- أي يا مغيث الأخيار.

قال: سمعت يحيى بن معين يقول: مات مجاهد سنة ستين و مائة، و بقي عطاء بعده سنتين.

كذا قال، و لعله سنين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (1)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدّثني عبد اللّه بن جعفر الرّقّي قال: سمعت أبا المليح (3)يقول: مات عطاء بن أبي رباح سنة أربع عشرة و مائة، فقال ميمون: ما خلّف مثله.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطّبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،حدّثني حيوة بن شريح، نا ابن (5) الفضل، عن حمّاد بن سلمة، قال: قدمت مكة سنة مات عطاء بن أبي رباح سنة أربع عشرة و مائة.

قال (6):و قال أحمد بن حنبل: نا عفان، نا حمّاد بن سلمة، قال: قدمت مكة و عطاء بن أبي رباح حي، قال: فقلت: إذا أفطرت دخلت عليه، قال: فمات في رمضان و كان ابن أبي ليلى يدخل عليه، فقال لي عمارة بن ميمون: الزم قيس بن سعد، فإنه أفقه من عطاء.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، ثنا أبو الحسين بن المهتدي.

[ح و] (7) أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أنبأ أبي أبو يعلى.

قالا: أنا عبد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو، حدثكم الهيثم بن عدي قال.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأ عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي، قال: توفي عطاء بن أبي رباح مولى بني جمح سنة أربع عشرة و مائة.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي، أنا نعمة اللّه بن محمّد المرندي، نا أبو مسعود أحمد بن محمّد، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنبأ سفيان بن محمّد بن سفيان،

ص: 405


1- الأصل و م: الكناني، تصحيف.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 247/1.
3- هو الحسن بن عمر بن يحيى الفزاري الرقي، ترجمته في تهذيب التهذيب 309/2.
4- المعرفة و التاريخ 347/3.
5- الأصل و م:«أبو» و المثبت عن المعرفة و التاريخ، و هو: العباس بن الفضل.
6- و الخبر في المعرفة و التاريخ 369/3.
7- الزيادة عن م.

حدّثني الحسن (1) بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: عطاء بن أبي رباح مولى بني جمح، توفي عطاء سنة أربع عشرة و مائة.

و قال في موضع آخر: عطاء بن أبي رباح أبو محمّد و هو مولى لبني فهر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه (2)،أنا علي بن محمّد، أنبأ عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق قال: و سمعت أبا عبد اللّه قال: و مات عطاء سنة أربع عشرة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنبأ محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال: قال أحمد، عن يحيى بن سعيد قال: مات عطاء بن أبي رباح سنة أربع عشرة، أو خمس عشرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة أربع عشرة و مائة فيها توفي عطاء بن أبي رباح بمكة، و يقال مات سنة خمس عشرة و مائة، و هو مولى بني فهر، و كان اسم أبي رباح أسلم.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل البقّال، أنبأ أبو الحسن (3) بن الحمّامي، أنبأ إبراهيم بن أحمد، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: قال يحيى بن سعيد: أنا أبو عاصم، عن ابن جريج قال: مات عطاء سنة خمس عشرة و مائة.

أخبرنا أبو الحسن (4) علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين، نا أحمد بن الحسين، نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن إسماعيل، حدّثني حيوة بن شريح، حدّثني عباس بن الفضل، عن حمّاد بن سلمة قال:

قدمت مكة سنة مات عطاء بن أبي رباح، و الحكم بن عتيبة سنة خمس عشرة، و قد تقدم عن حمّاد أنه قال: سنة أربع عشرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو

ص: 406


1- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م.
2- الأصل: عبد اللّه، و المثبت عن م.
3- الأصل: الحسين، تصحيف و التصويب عن م.
4- الأصل: الحسين، تصحيف و التصويب عن م.

الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه قال: قال سفيان: مات عطاء سنة خمس عشرة، قال: و أنا ابن بندار.

ح و أخبرنا النّسيب، نا الخطيب (1)،أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه - يعني أحمد رحمه اللّه قال: و قال أبو نعيم: مات عطاء و الحكم في سنة خمس عشرة و مائة.

كتب إليّ أبو سعد محمّد بن محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه (2).

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني، أنبأ أبو علي.

قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، حدّثني أبو نعيم قال: و عطاء و الحكم سنة خمس عشرة - يعني ماتا-.

آخر السبعين و أربع مائة.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن [بن المفرج، أنا سهل بن بشر و أحمد بن محمّد بن سعيد، قالا: أنا أبو الفضل السعدي، أنبأنا منير بن أحمد بن الحسن] (3)،أنبأ جعفر بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن الهيثم، قال: قال أبو نعيم.

و أخبرنا أبو الحسن (4) الفرضي، نا عبد العزيز الكتاني (5)،أنبأ أبو حازم (6) بن الفراء، أنا يوسف القواس، أنبأ محمّد بن مخلد، نا عباس بن محمّد الدوري، نا أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو سعد (7) إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن (8) مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أنبأ أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصفار، أنا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل السلمي، قال:

ص: 407


1- كذا بالأصل، و في م:«المسيب» و لعل الصواب:«الخطيب» و هو أبو بكر الخطيب صاحب تاريخ بغداد.
2- مشيخة ابن عساكر 160/ب.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
4- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م.
5- الأصل و م: الكناني، تصحيف.
6- الأصل و م: حازم، تصحيف، و الصواب: خازم، بالخاء المعجمة، و قد مرّ التعريف به.
7- الأصل: سعيد، تصحيف، و التصويب عن م. قارن مع مشيخة ابن عساكر 26/ب.
8- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، قارن مع مشيخة ابن عساكر 245/أ.

سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول: و مات الحكم بن عتيبة، و عطاء بن أبي رباح في سنة خمس عشرة و مائة - زاد أحمد بن الهيثم: عطاء بن أبي رباح أبو محمّد، و هو عطاء بن أسلم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، ثنا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه العدل، أنا الحسين بن صفوان البرذعي، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (1)،قال: عطاء بن أبي رباح يكنى أبا محمّد.

قال الواقدي و أبو نعيم: مات سنة خمس عشرة و مائة.

و قال الهيثم بن عدي: توفي سنة أربع عشرة و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل، حدّثني أبو عبد اللّه، نا حمّاد الخياط ، قال: و مات عطاء سنة خمس عشرة و مائة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأ محمّد بن هبة اللّه، أنبأ محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: قال ابن بكير: مات عطاء سنة خمس عشرة و مائة.

قال: و نا يعقوب، حدّثني محمّد قال: قال علي: حجّ سفيان عشر (2) و سبعين حجة، و مات عطاء سنة خمس عشرة و مائة، و حجّ سفيان بعد موته بسنة و هو ابن تسع سنين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنبأ أبو حازم العبدوي (3)، أنبأ القاسم [بن] (4) حاتم بن حموية المهلبي، أنا محمّد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي، قال: سمعت ابن بكير يقول: و مات عطاء بن أبي رباح سنة خمس عشرة (5) و مائة.

أخبرنا أبو المظفر [بن] (6) القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق فيما بلغه قال: مات عطاء سنة خمس عشرة و مائة.

أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أنا القاضي أبو الحسن (7) علي بن

ص: 408


1- راجع طبقات ابن سعد 470/5.
2- كذا بالأصل، و اللفظة غير واضحة في م لسوء التصوير.
3- فوقها في م ضبة.
4- زيادة عن م.
5- في الأصل: خمس عشر.
6- زيادة عن م.
7- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، انظر الحاشية التالية.

عبيد اللّه بن محمّد بن إبراهيم الهمذاني (1) الكسائي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين (2) بن عمر اليمني، أنبأ أبو الفضل جعفر بن أحمد بن عبد السلام الحميري، نا الحسين بن نصر بن المعارك البغدادي، قال: سمعت أحمد بن صالح يقول: مات الحكم بن عتيبة أبو عبد اللّه، و عطاء بن أبي رباح في سنة خمس عشرة و مائة.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد (3) بن أحمد بن نصير، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو جعفر عمرو بن علي، قال: مات عطاء بن أبي رباح سنة خمس عشرة و مائة، و هو ابن ثمان و ثمانين، و اسم أبي رباح أسلم من مولّدي الجند، و نشأ بمكة، و علّم الكتّاب بها.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأ خيرون، أنبأ عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: قال أبي و عمي أبو بكر: توفي عطاء بن أبي رباح سنة خمس عشرة و مائة.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنبأ أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال:

سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية التابعين من أهل مكة: عطاء بن أبي رباح مولى، توفي سنة خمس عشرة.

[قرأت (4) على أبي محمّد السّلمي عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر (5)،قال: قال أبو موسى و المدائني: سنة خمس عشرة فيها مات عطاء بن أبي رباح بمكة... (6) هو من مولدي الجند، قدم.... (7)... و هو غلام و نشأ و علّم الكتّاب.

أخبرنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو... (8) بن المحرز (9) قال: مات عطاء بن أبي رباح سنة خمس عشرة و مائة.

ص: 409


1- الأصل و م: الهمداني، بالدال المهملة، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 652/17.
2- في م: الحسن.
3- «بن محمّد» ليس في م.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
5- في م: زيد، تصحيف، و السند معروف.
6- بياض في م مقدار كلمة.
7- بياض مقدار كلمة في م، و كلمتان غير مقروءتين فيها بعد البياض.
8- كلمة غير معجمة و رسمها:«نسب ؟؟؟؟».
9- السند مضطرب في م، و لم نوفق إلى ترميمه.

(و لما به بكر... أنا الحسن بن الحسين بن دو قال أحمد بن إسحاق بن محمّد البقالي قالا: أنا عبد اللّه بن إسحاق المدائني قال) (1):

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن (2) السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال (3):و في سنة خمس عشرة و مائة مات عطاء بن أبي رباح، و يقال: سنة ست عشرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر، أنبأ محمّد بن أحمد الجواليقي.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر بن سوّار.

قالا: أنا الحسين بن علي، قالا: أن محمّد بن زيد، أنبأ محمّد بن محمّد (4) بن عقبة، نا هارون بن حاتم، نا مصعب - يعني ابن سلام - عن ابن جريج قال: مات عطاء بن أبي رباح سنة ست عشرة و مائة.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد.

و أخبرنا أبو القاسم أحمد بن منصور بن محمّد السمعاني عنه.

[ح] (5) و أخبرنا أبو القاسم العلوي، نا أبو بكر الخطيب، قالا: أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم، نا إبراهيم بن سليمان، نا محمّد بن عبد الرّحمن، نا ابن سوّار، نا همّام قال: مات عطاء سنة سبع عشرة و مائة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، ثنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعيد بن حيوية، أنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خياط قال (6):و عطاء بن أبي رباح، يكنّى أبا محمّد، و اسم أبي رباح أسلم مولى لبني جمح، و يقال لبني فهر، مات سنة سبع عشرة و مائة (7).

ص: 410


1- ما بين قوسين كذا في م تركناه كما هو.
2- الأصل: الحسين، و التصويب عن م، و السند معروف.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 346.
4- «بن محمّد» ليس في م.
5- زيادة عن م.
6- طبقات خليفة بن خيّاط ص 491 رقم 2536.
7- عقب الذهبي في سير أعلام النبلاء 88/5 فهذا خطأ و ابن جريج و ابن عيينة أعلم بذلك (قالا أنه مات سنة 115) و في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120) ص 424 صوّب الذهبي القول أنه مات سنة 114.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل البقّال، و علي بن أحمد بن حميد، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن البراء، قال: قال علي بن المديني:

و مات عطاء سنة سبع (1) عشرة.

4706 - عطاء بن أبي صيفي بن نضلة

ابن قائف بن الحويرث [بن الحارث] (2) الثقفي

وفد على يزيد بن معاوية، و عزاه عن أبيه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنبأ أبو سهل محمود بن عمرو العكبري، أنا أبو طالب عبد اللّه بن أحمد بن شهاب، أنا الحسن (3) بن علي بن المتوكل، أنا أبو الحسن علي بن محمّد [المدائني عن إبراهيم بن حكيم عن عاصم بن عروة قال: لما مات معاوية بن أبي سفيان دخل] (4) على يزيد أشراف أهل الشام، فلم يجتمع لأحد منهم تعزية مع تهنئة، فدخل عليه عطاء بن أبي صيفي فقال: يا أمير المؤمنين أصبحت أنت خليفة اللّه، و أعطيت خلافة اللّه، فقد (5) قضى معاوية نحبه، و غفر اللّه له ذنبه، و أعطيت بعده الرئاسة، و منحت السياسة، فاحتسب على اللّه عظيم الرزية، و اشكر اللّه على حسن العطية (6).

أنبأنا (7) أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم و غيرهما، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم البغدادي، نا محمّد بن يحيى الصولي، نا الغلابي، نا العتبي قال: و حدّثني شجاع بن إسحاق قال:

إنّ أول من عزّى و هنّأ في مقام واحد عطاء بن أبي صيفي الثقفي، عزّى ابن معاوية بأبيه، و هنّأه بالخلافة، ففتح للناس باب الكلام، فقال: أصبحت و رزئت خليفة اللّه، و أعطيت خلافة اللّه، فقضى معاوية نحبه، يغفر اللّه ذنبه، و ولّيت الرئاسة، و كنت أحقّ بالسياسة، فاحتسب عند اللّه عظيم الرّزية، و اشكر اللّه على عظيم العطية (8)،و أعظم اللّه أجرك، و أحسن على اللّه الخلافة عونك.

ص: 411


1- في م: تسع عشرة.
2- الزيادة عن م.
3- الأصل: الحسين، تصحيف و التصويب عن م، راجع ترجمة علي بن محمّد المدائني في سير أعلام النبلاء 10/ 400.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
5- في م:«بعد بصمه» و فوقها ضبة.
6- الخبر في العقد الفريد بتحقيقنا 271/3 باختصار، و مروج الذهب 80/3 و سماه عاصم بن أبي صيفي.
7- الأصل:«أنبا» و المثبت عن م.
8- فى مروج الذهب: و احمده على أفضل العطية.

قرأت في كتاب أبي محمّد بن زبر فيما رواه ابنه محمّد بن عبد اللّه عنه، نا الحارث، عن المدائني قال: و ذكر يعقوب بن داود عن عبد الملك بن عبد الرّحمن بن أم الحكم، و عن حارث بن خالد بن يزيد بن معاوية و غيرهما.

أنّ عطاء بن أبي صيفي بن نضلة بن قائف بن الحويرث بن الحارث دخل على يزيد بن معاوية فقال: أصبحت و رزئت خليفة اللّه، و أعطيت خلافته من بعده، فآجرك اللّه على عظم المصيبة، و رزقك الشكر على حسن العطية.

4707 - عطاء بن قرّة

أبو قرّة السّلولي (1)(2)

من أهل دمشق.

روى عن عبد اللّه بن ضمرة السّلولي، و الزهري.

و روى عنه: عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و عبد (3) الرّحمن بن (4) ثابت بن ثوبان، و سفيان الثوري، و سليمان بن أبي كريمة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان الصابوني، أنبأ أبو بكر محمّد بن محمّد بن الحسن (5) بن هانئ، أنبأ أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد.

ح و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنبأ أبو سعيد بن أحمد بن محمّد، أنبأ أبو بكر محمّد بن محمّد بن الحسن بن علي بن بكر بن هانئ البزار، نا أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد بن يزيد بن زياد البالي (6)-إملاء - نا يوسف بن بحر، نا أبو المغيرة، ثنا عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، نا عطاء بن قرّة، عن عبد اللّه بن ضمرة السّلولي، عن أبي هريرة.

أنه كان مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم رجل لا يكاد يرى (7) و لا يعرف له كبير عمل، فمات، فقال

ص: 412


1- السلولي ضبطت بفتح المهملة و ضم اللام الخفيفة (عن تقريب التهذيب).
2- ترجمته في تهذيب الكمال 63/13 و تهذيب التهذيب 134/4 و التاريخ الكبير 473/6 و الجرح و التعديل 335/6 تاريخ الإسلام (حوادث سنة 121-140 ص 490).
3- بالأصل:«و ابن عبد الرحمن» و التصويب عن م و تهذيب الكمال.
4- في م:«عبد الرحمن و زيد بن ثوبان» تصحيف.
5- عن م:«الحسن» و بالأصل هنا «الحسين» و سيأتي قريبا صوابا.
6- كذا رسمها بالأصل، و في م: البالي، انظر ترجمته في تذكرة الحفاظ 807/3.
7- فوقها في م ضبة.

النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو في أصحابه:«هل علمتم أنّ اللّه قد أدخل فلانا الجنة»؟ قال: فتعجب القوم، إذ كان لا يكاد يرى، فقام إلى أهله رجل فسأل امرأته عن عمله، فقالت: ما كان له كبير عمل إلاّ ما قد رأيت، غير أنه قد كانت فيه خصلة، قال: و ما هي ؟ قالت: كان لا يسمع المؤذن في ليل و لا نهار و على أي حال (1) ما كان يقول: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، إلاّ قال مثل ذلك.

و في حديث فاطمة مثل قوله: فإذا قال أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أن محمّدا رسول اللّه قال مثل قوله، فقال الرجل: بهذا دخل الجنة، فجاء حتى إذا كان من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو في أصحابه حيث - و قال الفراوي: لحيث - يسمع الصوت، نادى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«أتيت أهل فلان فسألتهم عن عمله فأخبروك بكذا أو كذا»، فقال الرجل: أشهد أنّك رسول اللّه[8132].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن، أنا الحسين بن أحمد، أنبأ أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني، نا موسى بن سهل، ثنا موسى بن داود، نا عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، حدّثني عطاء بن قرّة، عن عبد اللّه بن ضمرة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ذراري المسلمين في الجنة، يكفلهم إبراهيم صلّى اللّه عليه و سلّم»[8133].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و محمّد بن موسى بن الفضل، قالا: ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا الربيع بن سليمان، نا أسد بن موسى، نا ابن ثوبان، عن عطاء بن قرّة عن عبد اللّه بن ضمرة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«من سرّه أن يسقيه اللّه عزّ و جل الخمر في الآخرة فليتركها في الدنيا، و من سرّه أن يكسوه اللّه الحرير في الآخرة فليتركه في الدنيا، أنهار الجنة تفجّر من [تحت] (2) تلال أو تحت جبال المسك، و لو كان أدنى أهل الجنة حلية، عدلت بحلية أهل الدنيا جميعا، لكان ما يحليه اللّه عز و جل به في الآخرة أفضل من حلية أهل الدنيا جميعا»[8134].

أنبأ أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم.

[ح] (3) و أنبأنا أبو الفتح الحداد، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد اللّه (4).

ص: 413


1- بالأصل:«و علي أبي حسين» و التصويب عن م.
2- زيادة عن م.
3- زيادة عن م.
4- الأصل: عبد اللّه، و المثبت عن م.

قالا: ثنا سليمان بن أحمد، نا سيف بن عمرو الغزّي، ثنا محمّد بن أبي السّري، نا عمرو بن أبي سلمة، عن صدقة بن عبد اللّه، عن سليمان بن أبي كريمة عن أبي قرة (1)عطاء بن قرة (2) بحديث ذكره.

أخبرني أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو بكر (3) البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد (4) بن أبي عمرو، قالا: نا أبو العباس (5) محمّد بن يعقوب، قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: عطاء بن قرّة (6)،روى عنه عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان (7).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ محمّد بن هبة (8) اللّه بن الحسن، و أبو الحسن علي بن أحمد البزار، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنبأ عثمان بن أحمد، أنبأ محمّد بن أحمد بن البراء قال: قال علي:

عطاء بن قرّة روى عنه عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، روى عن عبد اللّه بن ضمرة، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«ذراري المؤمنين يكفلهم إبراهيم» شامي لا أعرفه (9)[8135].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل [بن] (10) ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن - قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (11):

عطاء بن قرّة السّلولي، عن عبد اللّه بن ضمرة السّلولي، روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و ابن ثوبان (12) الشامي.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا و شفاها - قالا: أنا أبو

ص: 414


1- بالأصل في الموضعين: فروة، تصحيف، و التصويب عن م.
2- بالأصل في الموضعين: فروة، تصحيف، و التصويب عن م.
3- بالأصل: نصر، تصحيف، و التصويب عن م، و السند معروف.
4- في م: سعد، تصحيف.
5- الأصل و م:«العلى» تصحيف و السند معروف، و هو محمّد بن يعقوب بن يوسف بن معقل أبو العباس النيسابوري الأصم ترجمته في سير أعلام النبلاء 452/15.
6- بالأصل في الموضعين: فروة، تصحيف، و التصويب عن م.
7- تهذيب الكمال 64/13.
8- في م: هبة.
9- تهذيب الكمال 64/13.
10- زيادة عن م.
11- التاريخ الكبير 473/6.
12- كذا نسبه إلى جده، و هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، أبو عبد اللّه الدمشقي.

القاسم بن مندة، أنبأ أبو علي - إجازة-.

[ح] (1) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (2):

عطاء بن قرّة روى عن عبد اللّه بن ضمرة، روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير (3)-إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنبأ أحمد بن عمير، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: عطاء بن قرّة السّلولي دمشقي (4).

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، حدّثني محمّد بن أحمد بن غزوان، نا أحمد بن المعلّى، أخبرني عمر بن قتيبة أنّ الوليد بن مسلم حدثه، حدّثني محمّد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس قال:

إني لجالس عند عطاء بن قرّة السّلولي إذ أتانا من يخبرنا بأنّ دمشق دخلت يوم عبد اللّه بن علي، فقتل فيها نحو أربعة آلاف، فقال له عطاء بن قرّة: ما تقول يا عبد اللّه ؟ قال: نعم، قال: فوضع عطاء بن قرّة يده على صدره و جعل يقول: وا فؤاداه، وا فؤاداه حتى مات في مجلسه، و ما له بدمشق قريب و لا حميم.

و قال أبو الحسين: حدّثني معاوية بن محمّد أبو عبد الرّحمن قال: سئل أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو عن عطاء بن قرّة فقال: أسأل اللّه الجنة، قال أبو زرعة: قيل لعطاء بن قرّة دخل عبد اللّه بن علي دمشق فقال هذا فمات، قال أبو زرعة: كان من خيار عبد اللّه.

قوله (5):أربعة آلاف يعني من الأزد، و قد روي أنه قتل فيها خمسين ألفا.

ص: 415


1- «ح» حرف التحويل أضيف عن م.
2- الجرح و التعديل 335/6.
3- الأصل و م:«عمر» تصحيف.
4- تهذيب الكمال 63/13.
5- تقرأ بالأصل:«تحوله» و فى م:«يحوله» و فوقها ضبة.

4708 - عطاء بن أبي مسلم

و اسم أبي مسلم: ميسرة - و يقال: عبد اللّه -

أبو أيوب - و يقال: أبو عثمان، و يقال أبو محمّد

و يقال: أبو صالح - الخراساني (1)

من أهل سمرقند، و يقال من أهل: بلخ.

مولى المهلّب بن أبي صفرة الأزدي.

سكن الشام، و دخل دمشق.

روى عن ابن عمر، و ابن عباس مرسلا، و عبد اللّه بن السّعدي، و كعب بن عجرة، و معاذ بن جبل مرسلا.

و روى عن أنس، و سعيد بن المسيّب، و سعيد بن جبير، و أبي (2) مسلم الخولاني، و عكرمة مولى ابن عباس، و أبي إدريس الخولاني، و نافع مولى ابن عمر، و عروة بن الزبير، و سعيد المقبري، و الزهري، و نعيم بن سلامة الفلسطيني، و عدي بن عدي، و مطرّف بن مطاع (3)،و عطاء بن أبي رباح، و أبي (4) نضرة المنذر بن مالك العبدي، و عمرو بن شعيب (5)،و أبي سفيان طلحة بن نافع، و أبي إدريس (6) الخولاني، و عبد اللّه بن محيريز الجمحي، و يحيى بن أبي المطاع بن أخت بلال، و مكحول، و يحيى بن عمرو بن عقبة (7)، و عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و عبد اللّه بن بريدة، و نعيم بن أبي هند، و يحيى بن يعمر (8)، و الحسن البصري، و حمران مولى عثمان.

روى عنه ابنه عثمان بن عطاء، و الضّحّاك بن مزاحم الهلالي، و عبد الرّحمن بن

ص: 416


1- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 67/13 و تهذيب التهذيب 136/4 و ميزان الاعتدال 73/3 طبقات ابن سعد 369/7 التاريخ الكبير 474/6 شذرات الذهب 192/1 العبر 182/1 الجرح و التعديل 334/6 سير أعلام النبلاء 140/6 تاريخ الإسلام (حوادث سنة 121-140 ص 490) المعرفة و التاريخ 325/2 و الكامل لابن عدي 358/5.
2- الأصل: و ابن، تصحيف، و المثبت عن م و تهذيب الكمال.
3- الأصل:«مطاوع» و المثبت عن م و تهذيب الكمال.
4- الأصل: و ابن، تصحيف، و المثبت عن م و تهذيب الكمال.
5- الكلمة غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م و تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.
6- كذا ورد الاسم مكررا.
7- الأصل:«عقيله» و في م:«عضله» و المثبت عن تهذيب الكمال.
8- الأصل: نعيم، تصحيف، و المثبت عن م و تهذيب الكمال.

يزيد بن جابر، و ابنه عبد اللّه بن عبد الرّحمن، و الأوزاعي، و عمرو بن الحارث المصري، و حبيب بن أبي مرزوق الرّقّي، و عتبة بن أبي حكيم، و عبد الرّحمن بن حسان الكناني، و يزيد بن أبي مريم الأنصاري، و المثنّى بن الصّبّاح، و عروة بن رويم، و مالك بن أنس، و معمر، و شعبة، و حمّاد بن سلمة، و هشام بن يحيى، و زيد بن واقد، و عمرو بن المثنى، و إسماعيل بن عيّاش، و أبو عامر الثوري، و يزيد ذريع الشامي، و ابن جريج، و كلثوم بن محمّد بن أبي سدرة الحلبي، و يونس بن يزيد الأيلي، و يونس بن راشد قاضي حرّان، و مطر الوراق، و يحيى بن حمزة القاضي، و سفيان الثوري، و أبو رجاء محمّد بن يوسف (1)الأزدي، و داود بن أبي هند، و الوضين بن عطاء.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو عثمان سعيد بن أبي عمرو المزكي، أنبأنا زاهر بن أحمد الإمام بسرخس.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو نصر أحمد بن محمّد قالا: أنا أحمد بن (2) النّقّور.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن أحمد، أنا عبد اللّه بن محمّد الصّريفيني، قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق، قالا: نا أبو القاسم البغوي.

[ح] (3) و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأ محمّد [بن محمّد] (4) الحافظ .

ح و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي، و أبو محمّد عبد السّلام بن أحمد، و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي عاصم، و أبو عبد اللّه سمرة، و أبو محمّد عبد القادر، ابنا جندب، قالوا:

أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أبي مسعود الفارسي، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، قالا: أنا أبو القاسم البغوي، نا مصعب بن عبد اللّه الزبيري، ثنا - و في حديث ابن أبي شريح: حدّثني - مالك.

ح و أخبرنا أبو محمّد السّندي، أنا سعيد بن محمّد، أنبأنا زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو مصعب الزهري، نا مالك، عن عطاء - زاد أبو مصعب: بن

ص: 417


1- الأصل:«سيف الأركني» و في م:«سيف الأزدي» و المثبت عن تهذيب الكمال.
2- في م: أحمد بن محمّد بن النقور.
3- «ح» أضيف عن م.
4- الزيادة عن م.

عبد اللّه، و قالا:- الخراساني أنه قال:

حدّثني شيخ - زاد أبو مصعب: بسوق البرم و قالا: بالكوفة، عن كعب بن عجرة أنه قال: جاءني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أنا أنفخ تحت قدر لأبي (1)،قال أبو مصعب و قد امتلأ رأسي و لحيتي قملا، و قال مصعب: و قد أحسبه قال: فمكث و قالا: فأخذ بجبهتي فقال:- و قال مصعب ثمّ قال: و في حديث محمّد بن محمّد: و قال:«احلق هذا، و صم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين»، و قد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم علم أنه - و قال مصعب: أن - ليس عنده ما أنسك (2)به - و لم يقل الفارسي: به-[8136].

أنبأنا أبو علي المقرئ، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد، أنا أبو زرعة الدمشقي، نا آدم بن أبي إياس، ثنا شعيب بن رزيق (3)، عن عطاء الخراساني، عن الحسن البصري، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، قال: قلت لأبي ذرّ الغفاري: يا عمّ أوصني، قال: يا ابن أخ، إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال ذات يوم:«من ركع ثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنّة»[8137].

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنا أبو عثمان البحيري (4)،أنبأ زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو مصعب، نا مالك، عن عطاء بن عبد اللّه الخراساني، عن سعيد بن المسيّب أنه قال:

جاء أعرابي إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يضرب نحره، و ينتف شعره، و يقول: هلك الأبعد، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«و ما ذاك ؟» قال: أصبت امرأتي في رمضان و أنا صائم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«هل تستطيع أن تعتق رقبة ؟» قال: لا، قال:«فهل تستطيع أن تهدي بدنة ؟» (5) قال: لا، قال: فأتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بعرق تمر (6) فقال:«خذ هذا فتصدق به»، فقال: يا رسول اللّه ما أحد أحوج إليه مني، فقال:«كله و صم يوما مكان ما أصبت»[8138].

قال مالك: قال عطاء: فسألت سعيد بن المسيّب: كم في ذلك العرق من التمر، فقال:

ص: 418


1- في م: لأصحابي.
2- فوقها في م: ضبة.
3- بالأصل: رزين، و المثبت عن تهذيب الكمال، و مكان اللفظة بياض في م، ترجمته في تهذيب الكمال 372/8.
4- الأصل: البختري، و في م: البحتري، كلاهما تحريف، و السند معروف.
5- البدنة محركة من الإبل و البقر: كالأضحية من الغنم، تهدى إلى مكة، للذكر و الأنثى (القاموس المحيط ).
6- عرق التمر: دبسه، و في المصباح: العرق بفتحتين ضفيرة تنسج من خوص و هو المكتل و الزنبيل، و يقال إنه يسع خمسة عشر صاعا (و انظر تاج العروس بتحقيقنا: عرق و القاموس المحيط : عرق).

ما بين خمسة عشر صاعا إلى عشرين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (1)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون.

[ح] (2) و أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني عنه أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم [الحافظ ] (3)،حدّثنا سليمان (4) بن أحمد.

قالا: ثنا أبو زرعة (5)،نا الوليد بن عتبة، حدّثني عمر بن عبد الواحد، قال: قلت للأوزاعي: حدّثنا عن عطاء الخراساني أنه صلّى خلف عمر بن عبد العزيز، و أنه كبّر يوم (6)النحر، فقال الأوزاعي: إنّ عطاء لثقة، و قال سليمان: ثقة، و ما أعرف هذا.

قالا: و نا أبو زرعة (7)،نا أبو مسهر، حدّثني يحيى بن حمزة، حدّثني سليمان بن داود الخولاني أن عمر بن عبد العزيز كان (8) يصلي للعتمة لساعتين تمضيان (9) من الليل، فجاء عطاء الخراساني فحدّثه حديثا، فأخّرها ساعة - زاد أبو الميمون: أخرى-.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنبأ أبو أحمد بن عدي (10)،نا عمر بن (11) الحسن بن نصر، ثنا الثقة أمّا (12) أبو نعيم الحلبي - أو غيره - عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي قال: قدم عطاء الخراساني على هشام و نزل على مكحول، فقال عطاء لمكحول: هاهنا أحد يحركنا يعني يعطينا، قال: نعم، يزيد بن ميسرة، فأتوه، فقال له عطاء: حركنا رحمك اللّه، قال: نعم، كانت العلماء إذا علموا عملوا، فإذا عملوا شغلوا، فإذا شغلوا بعدوا (13)،فإذا بعدوا (14) طلبوا فإذا طلبوا هربوا، قال: أعد عليّ ، قال: فأعاد عليه، فرجع و لم يلق هشاما.

ص: 419


1- الأصل:«اللبان» و في م:«الكناني» تصحيف.
2- زيادة عن م.
3- بياض بالأصل، و الزيادة عن م.
4- الأصل: سليم، و المثبت عن م.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 358/1.
6- الأصل: يوما، و المثبت عن م و تاريخ أبي زرعة.
7- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 359/1.
8- الأصل:«راي» و فوقها ضبة، و المثبت عن م و تاريخ أبي زرعة.
9- بالأصل:«بمصلى» و التصويب عن م و تاريخ أبي زرعة.
10- الكامل لابن عدي 359/5.
11- الأصل:«ثنا» و التصويب عن م و الكامل لابن عدي.
12- الأصل و م:«أنا» و المثبت عن الكامل لابن عدي.
13- كذا بالأصل، و في م و الكامل لابن عدي: فقدوا.
14- كذا بالأصل، و في م و الكامل لابن عدي: فقدوا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل (1) بن غسان، أنا أبي نا عبيد بن جناد (2)،أنا بقية بن الوليد، حدّثني سعيد بن عبد العزيز، عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني - و قال مالك: عطاء بن عبد اللّه، و عطاء بن ميسرة، و قال يحيى بن معين:

حدّثني حجّاج عن عثمان ابن عطاء عن.... (3).

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنبأ أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال (4):سمعت أبا مسهر ينسبه: عطاء بن ميسرة، و أخذه عن يحيى بن حمزة، و هو نسبه لنا فيما:

أخبرنا أبو مظفر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحاسب، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب علي سمعت أبي يقول: عطاء بن ميسرة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قال: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قال: أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمير بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط ، قال (5) في الطبقة الثالثة من أهل الشام: عطاء بن أبي مسلم الخراساني مولى هذيل، مات سنة ثلاث و ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأ أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل خراسان و محدثيهم: عطاء الخراساني.(6) [أخبرنا أبو البركات، أنا ثابت بن بندار، نا محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال يحيى بن معين: عطاء الخراساني، أبو عثمان، قالوا: ابن ميسرة، و قالوا: ابن أبي مسلم، و قال مالك بن أنس: عطاء بن عبد اللّه، و مات

ص: 420


1- الأصل: الفضل، و التصويب عن م.
2- تقرأ بالأصل: عباد، تصحيف، و المثبت عن م.
3- بياض بالأصل. و في م: حدثني حجاج، و بعدها بياض
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 358/1.
5- طبقات خليفة بن خيّاط ص 571 رقم 2972.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.

سنة ثلاث و ثلاثين و مائة، و ولد سنة خمسين... (1) ابن عمرو.

و قال في موضع آخر... (2) عطاء الخراساني ابن عمر (3)،و قد حدث عن سعيد بن المسيّب و... (4) أبا عثمان، و كان مالك يحدث عنه فيقول: عطاء بن عبد اللّه و... (5)، قال مالك: هو عطاء بن ميسرة].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح المؤذن، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

عطاء الخراساني هو عطاء بن أبي مسلم ميسرة، و هو ابن أبي مسلم، و مولده سنة خمسين من التاريخ، رأى ابن عمر، و سمع منه، فينبغي أن يكون عطاء يوم مات معاوية له عشر سنين.

لم يقل هذا الكلام الأخير يحيى، و لكنه هكذا عندي.

ح أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنبأ إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: عطاء الخراساني بن ميسرة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (6) قال (7):

عطاء الخراساني، و كان ثقة، و أتى الشام، فروى عنه الشاميون، و روى عنه مالك بن أنس و غيره (8).

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي.

[ثم] (9) حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبار، و ابن النرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن - قالا: أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري، قال (10):

ص: 421


1- بياض في م.
2- بياض في م.
3- كذا في م.
4- بياض في م.
5- بياض في م.
6- بعدها زيد في م:
7- بعدها زيد في م: و حدثنا عمي رحمه اللّه، أنا أبو البركات، نا أبو محمّد قراءة، قال:
8- طبقات ابن سعد 369/7.
9- زيادة عن م للإيضاح.
10- التاريخ الكبير للبخاري 474/6.

عطاء بن عبد اللّه، و هو ابن أبي مسلم البلخي، خراساني، سألت عبد اللّه بن عثمان عن عطاء فقال: مولى المهلب بن أبي صفرة، و نحن من أهل بلخ، سكن الشام [سمع سعيد بن المسيّب] (1) روى عنه مالك و معمر، يقال: أبو أيوب و قال إبراهيم، عن عثمان بن عطاء بن ميسرة، عن أبيه.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب (2).

[ح] (3) و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنا محمّد بن الحسن بن هريسة.

قالا: أنا أحمد بن محمّد بن غالب، أنا حمزة بن محمّد بن علي بن هاشم، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب، نا محمّد بن إسماعيل، قال:

عطاء بن عبد اللّه، و هو ابن أبي مسلم البلخي، مولى المهلب بن أبي صفرة، سألت عبد اللّه بن عثمان بن عطاء عن عطاء، قال: سكن الشام، سمع سعيد بن المسيّب، روى عنه مالك و معمر.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،قال: سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري: عطاء بن عبد اللّه، هو ابن أبي مسلم الخراساني، بلخي، مولى المهلب بن أبي صفرة.

قال البخاري: سألت عبد اللّه بن عثمان بن عطاء فقال: هو مولى المهلّب، و كان من أهل بلخ، سكن الشام، سمع سعيد بن المسيّب، و روى عنه مالك و معمر، و ابن جريج.

قال الحسن (5) عن ضمرة عن ابن عطاء قال: مات أبي سنة خمس و ثلاثين و مائة، و مولده سنة ستين.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا و مشافهة - قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أحمد - إجازة-.

ح قال: و أما أبو طاهر، أنا أبو الحسن.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (6):

ص: 422


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، زيادة عن التاريخ الكبير.
2- الأصل: الطبيب.
3- زيادة عن م.
4- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 359/5 و انظر التاريخ الكبير 474/6.
5- الأصل: الحسين، و التصويب عن م و الكامل لابن عدي و التاريخ الكبير.
6- الجرح و التعديل 334/6.

عطاء الخراساني هو عطاء بن أبي مسلم، و أبو مسلم عبد اللّه و هو مولى المهلب بن أبي صفرة، كان من أهل بلخ، سكن الشام، روى عن ابن عباس، مرسل، و سمع سعيد بن المسيّب، و عكرمة، و سعيد بن جبير، روى عنه شعبة، و مالك بن أنس، و حمّاد بن سلمة، و معمر، سمعت أبي يقول: ذلك (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: قال مالك: عطاء بن عبد اللّه الخراساني، و هو عطاء بن أبي مسلم، مولى المهلب، سكن بيت المقدس في بعض قراها.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، نا أبو القاسم تمام بن محمّد، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، قال في ذكر الأصاغر من أصحاب واثلة و غيره أبو أيوب عطاء بن ميسرة.

قال: و نا أبو زرعة (2)،قال في ذكر نفر قدموا الشام في إمارة عبد الملك و ذويه عطاء بن ميسرة الخراساني، و ذكره في الطبقة الثانية من أهل فلسطين، فقال: عطاء بن ميسرة الخراساني.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي [الحديد] (3)،أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة-.

قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: و عطاء بن أبي مسلم الخراساني مولى المهلب، نزل بيت المقدس، ثم قال بعد أسطر، و عطاء بن ميسرة، يفرق بينهما، و هما واحد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،قال: عطاء بن عبد اللّه، هو ابن أبي مسلم، و أبو مسلم اسمه ميسرة، خراساني، بلخي، مولى المهلب بن أبي صفرة، سكن الشام، و من الشام بيت المقدس،

ص: 423


1- الأصل: كذا، و المثبت عن م و الجرح و التعديل.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 71/1.
3- بياض بالأصل، و المثبت عن م.
4- الكامل لابن عدي 358/5 و 361.

و عطاء يكنى أبا عثمان، و أرجو أنه لا بأس به.

ح أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و علي بن زيد السلميان، قالا: أنبأ أبو الفتح نصر بن إبراهيم - زاد الفرضي: و عبد اللّه بن عبد الرزاق - قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم (1)،نا هشام بن عمّار، نا عثمان بن علاف، عن عروة بن رويم، قال: ذكر لنا أن أبا أيوب عطاء بن ميسرة، قال:

فذكر عنه حكاية.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة قال: ثنا هارون بن معروف، نا ضمرة قال: قال عثمان بن عطاء، عن أبيه قال: قال لي أبو سلمة بن عبد الرّحمن أبا عثمان.

قال: و نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن ابن عطاء، عن أبيه قال: قال لي سعيد بن المسيّب: يا أبا محمّد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأ أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو أيوب عطاء بن أبي مسلم الخراساني، سكن الشام، عن أنس، و ابن المسيّب، روى عنه ابن جريج، و مالك، ثم قال: أبو أيوب عطاء بن ميسرة عن عمر، روى عنه عبد اللّه و عروة بن رويم، هذا وهم، و هما واحد.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الواثلي، أنبأ الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو أيوب عطاء بن عبد اللّه خراساني، بلخي، سكن الشام، ليس به بأس، روى عنه مالك بن أنس.

ثم قال في موضع آخر: أبو أيوب عطاء بن ميسرة، روى عنه عروة بن رويم.

تابع مسلما على الفرق بينهما.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال (2):أبو أيوب عطاء بن عبد اللّه الخراساني.

ص: 424


1- الأصل:«حرام» و في م:«حريم».
2- الكنى و الأسماء للدولابي 102/1.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنبأ أبو بكر الخوارزمي، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن سيّار الفرهياني (1)،قال:

سمعت قتيبة أبا رجاء يقول: عطاء الخراساني من أهل سمرقند.

أخبرنا أبو القاسم [إسماعيل بن أحمد، أنا] (2) إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد [بن] (3) عدي (4)،نا ابن أبي عصمة، نا الفضل زياد، نا أحمد بن حنبل، قال: أخبرت أنّ مولد عطاء الخراساني سنة خمسين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ أبو الميمون.

و أنبأنا (5) أبو علي، و حدّثني أبو مسعود عنه، و أنبأ أبو نعيم، نا الطّبراني.

قالا (6):نا أبو زرعة (7)،قال: فحدّثت عن ضمرة، عن عثمان بن عطاء، قال: ولد أبي سنة خمسين من التاريخ.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد (8)،نا أبو أسامة عبد اللّه بن محمّد بن أبي أسامة الحلبي، نا أبي، نا ضمرة، عن ابن عطاء، قال (9):مولد أبي سنة خمسين من التاريخ.

أنبأنا أبو القاسم التيمي، و أبو الفضل السلامي (10)،قالا: أخبرني (11) ابن عبد الجبار، أنا إبراهيم بن عمير، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خلف، ثنا عمر بن محمّد، نا أحمد بن محمّد بن هانئ الأثرم، قال: و ذكر لأبي عبد اللّه عن عطاء الخراساني قال: حدّثنا أبو أمامة فأنكره إنكارا شديدا.

ص: 425


1- رسمها مضطرب بالأصل و م:«؟؟؟؟ الفرهسانى» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 146/14 و يقال فيه: الفرهاذاني.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م، و السند معروف.
3- زيادة عن م.
4- الخبر في الكامل لابن عدي 360/5.
5- ما بين الرقمين سقط من م.
6- ما بين الرقمين سقط من م.
7- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 255/1.
8- بالأصل: نا أبو سليم بن أحمد.
9- الذي في م: قال: ولد أبي. ح و أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا عثمان بن أحمد أنا حنبل بن إسحاق نا هارون بن معروف نا ضمرة عن ابن عطاء قال... (و الباقي كالأصل).
10- الأصل: الشامي، و المثبت عن م.
11- بعدها في م بياض مقدار كلمة ثمّ ، ابن عبد الجبار.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أحمد (1)،أنا [أبو] (2) الميمون.

[ح و أنبأنا] (3) أبو علي المقرئ، و حدّثني أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد.

قالا: نا أبو زرعة (4)،نا الوليد بن عتبة، نا الوليد بن مسلم، عن عثمان بن عطاء، قال:

قال أبي: قدمت - زاد سليمان: المدينة - و قالا: و قد فاتني - زاد سليمان (5):عامة - و قالا:

أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - أنا محمّد بن الحسين بن محمّد الزّعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا الزبير بن بكار، نا يحيى بن محمّد بن عبد اللّه بن ثوبان، قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم يقول:

لما مات العبادلة عبد اللّه بن عباس، و عبد اللّه بن الزبير، و عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص صار الفقه في جميع البلدان إلى الموالي، فصار فقيه أهل مكة عطاء بن أبي رباح، و فقيه أهل اليمن: طاوس، و فقيه أهل اليمامة: يحيى بن أبي كثير، و فقيه أهل البصرة الحسن، و فقيه أهل الكوفة: إبراهيم النّخعي، و فقيه أهل الشام: مكحول، و فقيه أهل خراسان: عطاء الخراساني إلاّ المدينة فإنّ اللّه خصها بقرشي فكان فقيه المدينة غير مدافع سعيد بن المسيّب.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (6)،نا أبو عمير عيسى بن النّحّاس الواسطي.

ح و أخبرنا أبو علي المدني، و حدّثنا عنه أبو مسعود عنه، أنا أبو نعيم الحافظ (7)،نا سليمان بن أحمد، نا محمّد، نا محمّد بن عبيد بن آدم العسقلاني، نا أبو عمير النحاس.

نا ضمرة، عن ابن أبي عبلة - و قال [يعقوب:] عن إبراهيم بن أبي عبلة - قال:

ص: 426


1- «أنا أبو محمّد بن أحمد» ليس في م.
2- زيادة عن م.
3- ما بين معكوفتين عن م، و مكانها بالأصل: أنا.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 358/1.
5- الأصل: سليم، و المثبت عن م.
6- الخبر في المعرفة و التاريخ 376/2 و تهذيب الكمال 69/13.
7- حلية الأولياء 198/5 و ضمن أخبار رجاء بن حيوة 172/5.

كنا نجلس إلى عطاء الخراساني بعد الصبح، فيدعو بدعوات فغاب - زاد يعقوب: ذات يوم - و قالا: فتكلم رجل من المؤذنين، فأنكر رجاء بن حيوة صوته فقال: من هذا؟ فقال: أنا يا أبا المقدام، قال: اسكت - قال يعقوب: فقال رجال اسكت:- فإنا نكره أن نسمع الخير إلاّ من أهله.

أنبأنا ابن غالب محمّد بن محمّد بن أسد المؤدب، أنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي، أنبأ أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن حمة (1) نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، حدّثني أحمد بن داود الحداني قال: سمعت عيسى بن يونس يقول:

دخلت هذه البلاد يعني الثغر قبل أبي إسحاق الفزاري، و قبل ابن المبارك فكتب إليّ إسماعيل عياش إلى حصن منصور أو ملطية أو بعض الثغور: لا يفوتك عطاء الخراساني تسمع منه فكتبت إليه معيشتي أوجب علي أن أحكمها.

قال ثمّ أردفني بكتاب آخر قال:

ثم قدمت من الكوفة فقال لي سفيان الثوري: سمعت من عطاء الخراساني ؟ قلت: لا، فخرجت بابنه و أنا أريد فمات قبل أن أصل إلى الثغر.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنبأ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، نا سليمان بن أحمد الطّبراني نا محمّد بن عبيد بن آدم، نا أبو عمير النحاس، نا ضمرة، عن عثمان بن عطاء الخراساني قال: حدثت عن أبي أحب إليّ من كذا و كذا حديثا عن غيره.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، أنبأ عمي أبو القاسم، أنبأ أبو علي الأصبهاني - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،نا أبو علي بن ديسم (3) العسكري بسامرّا أنبأ يحيى بن أيوب، نا حجاج بن محمّد عن شعبة، نا عطاء الخراساني، و كان نسيّا (4).

ص: 427


1- بالأصل:«رحمه اللّه» بدل «بن حمة» و المثبت عن م، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 82/17.
2- الجرح و التعديل 334/6.
3- الأصل:«رستم»، و في م:«ردسم» و الصواب ما أثبت عن الجرح و التعديل.
4- تهذيب الكمال 68/13.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو القاسم بن مسعدة، أنبأ حمزة بن يوسف، أنبأ أبو أحمد (1) بن عدي، نا محمّد بن علي، نا عثمان بن سعيد قال.

ح و أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب لفظا أنبأ أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حميد، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن عطاء الخراساني، فقال: ثقة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن علي، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد، قالا: نا محمّد بن يعقوب بن يوسف، قال: سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: قد روى مالك بن أنس عن عطاء الخراساني، و عطاء ثقة.

أخبرنا أبو البركات (2) الأنماطي، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال (3) يحيى بن معين: عطاء الخراساني ثبت، و كان صاحب (4) إرسال صح عن الأنماطي عن ثابت بن سالم.

أنبأنا أبو محمّد أبو عبد الكريم بن حمزة، و غيره عن أبي جعفر بن المسلمة، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة - إجازة - أنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي، ثنا حنبل بن إسحاق، قال: قال أبو عبد اللّه عطاء الخراساني ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، و قالا: أنبأ أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر و ابن عمه أبو نصر محمّد بن الحسن قالا: أنا الوليد بن بكر، ابنا علي بن أحمد بن زكريا، أنبأ صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: عطاء الخراساني ثقة (5).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، ثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد يعقوب بن شيبة، قال جدي عطاء الخراساني مشهور، له فضل، و علم، معروف بالفتوى و الجهاد، روى عنه مالك بن أنس، و كان مالك ممن ينتقي الرجال، و ابن جريج، و حمّاد بن سلمة، و المشيخة، و له أخبار

ص: 428


1- الكامل لابن عدي 359/5.
2- «البركات الأنماطي» بياض في م.
3- الأصل:«على على» و المثبت عن م.
4- الأصل:«و في إرساله» و المثبت عن م.
5- تاريخ الثقات للعجلي ص 334 رقم 1136.

قد ذكرناها فيما تقدم، و هو ثقة ثبت.

قلت لعلي بن المديني: عطاء الخراساني ابن من هو؟ قال: ابن ميسرة.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلال - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن [محمّد، قالا أنا] (1) أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (2):

سألت أبي عن عطاء الخراساني، فقال: لا بأس به، ثقة، صدوق، قلت: يحتج بحديثه ؟ قال: نعم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنبأ أبو العباس النّهاوندي أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، قال: قال علي لسفيان قال:

رأيت عطاء الخراساني هاهنا منذ أكثر من سبعين [سنة] (3) فلم أنبه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،قال: سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري.

ح و أخبرنا أبو القاسم، أنبأ أبو بكر بن الطبري، قال: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، أنا يعقوب بن سفيان.

قالا: ثنا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، نا أيوب، عن القاسم بن عاصم.

قلت لسعيد بن المسيّب: إنّ عطاء الخراساني حدّثني عنك أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أمر الذي واقع (5) في رمضان بكفارة الظّهار (6)،قال: كذب، إنّما بلغني أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«تصدق، تصدق»[8139].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا قاضي القضاة أبو بكر محمّد بن مظفر (7)،أنا أبو

ص: 429


1- ما بين معكوفتين زيادة عن م، و السند معروف.
2- الجرح و التعديل 335/6.
3- الزيادة عن م.
4- الكامل لابن عدي 359/5.
5- في ابن عدي: وقع على امرائه.
6- الظهار من النساء هو أن يقول الرجل لامرأته: أنت عليّ كظهر أمي، أو كظهر ذات رحم، و كانت العرب تطلّق نساءها بهذه الكلمة و كان في الجاهلية طلاقا، فلما جاء الإسلام نهوا عنه، و أوجب الكفارة على من ظاهر من امرأته، و هو الظهار (تاج العروس بتحقيقنا: ظهر).
7- في م: المظفر.

الحسن العتيقي، أنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد، نا محمّد بن عمرو العقيلي (1)،نا يحيى بن عثمان، نا أبو صالح، حدّثني الليث، حدّثني عمرو بن الحارث، عن أيوب السختياني، عن القاسم أنه قال لسعيد بن المسيّب:

إن عطاء بن أبي رباح حدّثني أن عطاء الخراساني حدّث عنك في الرجل الذي أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و قد أفطر في رمضان أنه أمره (2) بعتق رقبة، فقال: لا أجدها، قال:«فاهد جزورا»، قال: لا أجدها، قال:«فتصدق بعشرين صاعا من تمر»، فقال له سعيد: كذبك الخراساني[8140].

قال: و أنا أبو أحمد، نا ابن قتيبة، نا يزيد بن موهب، قال الليث: حدّثني أيوب السختياني عن رجل يذكر من فضله و صدقه أنه قال لسعيد بن المسيّب يذكر نحوه.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب.

[ح] (3) و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنبأ أبو منصور محمّد بن الحسين بن هريسة.

قالا: أنا أحمد بن محمّد بن غالب البرقاني، أنبأ حمزة بن محمّد بن علي بن هاشم، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنبأ أبو القاسم، أنا أبو أحمد (4)،نا محمّد بن عبد اللّه بن الجنيد، قالا: ثنا البخاري عن سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، حدّثني أيوب، حدّثني القاسم بن عاصم، قال: قلت لسعيد بن المسيّب:

إن عطاء الخراساني حدّثني عنك أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أمر الذي وقع - زاد ابن شعيب: على امرأته - و قالا: في رمضان بكفارة الظهار، فقال: كذب، ما حدّثته، إنّما بلغني أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«تصدّق تصدّق»[8141].

و اللفظ لابن الجنيد.

أخبرنا أبو بكر الأنماطي، أنبأ علي بن الحسن عن علي، أنا محمّد بن عمر بن محمّد، نا محمّد بن عبد العزيز بن محمّد قال: قرأت على محمّد بن أحمد بن هارون قلت

ص: 430


1- الخبر في الضعفاء الكبير للعقيلي 406/3.
2- بالأصل: أمر، و المثبت عن م و الضعفاء الكبير.
3- الزيادة عن م.
4- الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي.

له: أخبرك إبراهيم بن الجنيد الختّلي، نا عبد اللّه بن محمّد النّفيلي (1)،نا عيسى بن يونس، عن عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه قال: أوثق عمل في نفسي نشر العلم.

أخبرنا أبو النجم عباد بن حمد بن طاهر، أنبأ أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس.

ح و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو المظفر محمود بن جعفر، و محمّد بن أحمد بن إبراهيم أبو الطيب سلّة (2)،قالوا: أنا أبو علي الحسن (3) بن علي بن أحمد بن البغدادي، نا أحمد بن محمّد بن عمر بن أبان، نا إسحاق بن إبراهيم بن سنين، نا محمّد بن جعفر الوركاني (4)،نا المعافى بن عمران، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، قال:

أوثق عملي في نفسي في نشر العلم.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا علي بن الحسين بن أحمد بن صقر، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، حدّثني أبو علي أخو خيثمة بقراءة أبي العباس بن النجاد عليه، قال: سمعت العباس بن الوليد بن مهدي يقول: سمعت محمّد بن شعيب بن شابور يقول: سمعت عثمان بن عطاء: ابذلوا العلم لمن طلبه، و اعرضوه على من لم يطلبه.

قال عثمان: و كان عطاء يجلس مع المساكين فيعلّمهم، و يروي لهم الحديث.

أخبرنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عنه، أنبأ أبو نعيم الأصبهاني (5)،نا سليمان الطّبراني.

ح و أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، نا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو الميمون، قالا:

أبو زرعة (6)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال: كان عطاء الخراساني إذا لم يجد أحدا يحدثه أتى المساكين فحدّثهم.

قالا: و نا أبو زرعة (7)،نا أبو عبد الملك بن الفارسي، نا يزيد بن سمرة - أبو هزان -

ص: 431


1- رسمها بالأصل:«النعل ؟؟؟» و فوقها ضبة، و في م:«النعلي ؟؟؟» انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 634/10.
2- رسمها بالأصل:«بثله» و في م:«؟؟؟؟ سله» و الصواب ما أثبت، انظر تبصير المنتبه 1408/4 و الحاشية التالية.
3- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 112/17.
4- في م:«الوكاني» و فوقها: ضبة.
5- حلية الأولياء 195/5.
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 357/1.
7- الخبر في حلية الأولياء 195/5 و تاريخ أبي زرعة 359/1.

أنه سمع عطاء الخراساني يقول:

مجالس الذكر هي مجالس الحلال و الحرام، زاد أبو الميمون: كيف يشتري و يبيع و يصلي و يصوم و ينكح، و يطلّق، و يحج، و أشباه هذا.

أخبرنا أبو القاسم، أنبأ أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة، أنا أبو أحمد (1)،نا الحسن بن سفيان، ثنا صفوان بن صالح، نا ضمرة، عن عثمان بن عطاء قال: سمعت أبي يقول: لإبليس كحل يكحّل به الناس، النوم عند الذكر كحل إبليس.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنبأ ابن بشران، أنا ابن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، قال: كتب إلي علي بن حرب، نا القاسم بن يزيد، نا قيس أبو مسلم الجرمي، قال:

كان عطاء الخراساني لا يقوم من مجلسه حتى يقول: اللّهم هب لنا يقينا بك حتى يهون علينا مصيبات الدنيا، و حتى نعلم أنه لا يصيبنا إلاّ ما كتبت (2) علينا، و لا يأتينا من هذا الرزق إلاّ ما قسمت لنا.

قرأت (3) على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، نا هارون - يعني ابن معروف - نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة قال: كان عطاء الخراساني إذا دخل بيته لم يضع ثيابه حتى يأتي مسجد بيته فيصلي ركعتين.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر [بن] (4) الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (5)،حدّثني عبيد اللّه (6) بن سعيد أبو قدامة، نا الوليد بن مسلم، نا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال:

ص: 432


1- الخبر في الكامل لابن عدي 360/5.
2- في م: كتب.
3- في م: قرأنا.
4- زيادة عن م.
5- الخبر في المعرفة و التاريخ 377/2 و حلية الأولياء 193/5 و تهذيب الكمال 69/13 و سير أعلام النبلاء 142/6 - 143.
6- عن المعرفة و التاريخ:«عبيد اللّه» و في الحلية و م و تهذيب الكمال كالأصل:«عبد اللّه» تصحيف، ترجمته في تهذيب الكمال 198/12 و سير أعلام النبلاء 405/11.

كنا نغازي (1) عطاء الخراساني و كان يحيي الليل صلاة، فإذا مضى من الليل نصفه أو ثلثه أقبل علينا و نحن في فساطيطنا فنادى يا يزيد، و يا عبد الرّحمن بن يزيد، و يا هشام بن الغاز قوموا فتوضّئوا و صلّوا صلاة هذا الليل، و صيام هذا النهار أهون من مقطعات الحديد و من شراب الصديد، الوحا (2) الوحا ثمّ النجا النجا، و يقبل على صلاته.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنبأ الفضيل (3) بن يحيى، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، نا محمّد بن عقيل بن الأزهر البلخي، نا محمّد بن فضيل، نا عمر بن سعيد أبو حفص (4) ببغداد في مسجد الجامع سنة سبع و مائتين، نا الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر، قال: كنا نغازي عطاء الخراساني أنا و يزيد بن يزيد، و هشام بن الغاز في نفر و كان بعضنا ينزل قريبا من بعض قال: فكان عطاء يحيي الليل، فإذا مضى منه ما شاء اللّه أخرج رأسه من البناء الذي يكون فيه، فينادي: يا عبد الرّحمن، يا يزيد بن يزيد، يا هشام بن الغاز، يا فلان، يا فلان، قيام هذا الليل و صيام هذا النهار أيسر من شرب الصديد، و لبس الحديد، و أكل الزّقّوم (5)،النجا النجا، الوحا الوحا، قال: ثم يعود إلى ما كان فيه.

أخبرنا بها عالية أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طاهر بن غيلان، أنا أبو إسحاق المزكي، نا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن زهير (6) الطوسي، ثنا يوسف بن عيسى، نا الوليد بن مسلم، نا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، قال:

كنا نغازي مع عطاء الخراساني، فكان يحيي الليل بصلاته، و كان إذا قام ثلثه أو نصفه نادانا و هو في فسطاطه.

يا إسماعيل يا عبد الرّحمن بن يزيد، و يا يزيد بن يزيد، يا فلان يا فلان، قوموا فتوضّئوا و صلوا صلاة هذا الليل، و صيام هذا النهار أيسر من شراب الصديد، و مقطعات الحديد، الوحا الوحا.

و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو يعلى بن الفرّاء، أنبأ أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي المقرئ، ثنا إسماعيل بن العباس الوراق، ثنا محمّد بن حسان الأزرق، نا

ص: 433


1- الأصل:«أنا معاذ بن عطاء» و التصويب عن م و المصادر.
2- في المعرفة و التاريخ:«الرجا الرجا» و في المصادر و م: كالأصل.
3- في م: الفضل.
4- بالأصل: أبو جعفر، و المثبت عن م.
5- الزّقّوم: شجرة بجهنم... و طعام أهل النار (القاموس المحيط ).
6- مضطربة بالأصل و رسمها:«راهم للطوسي» و في م:«اهير» ترجمته في سير أعلام النبلاء 493/14.

الوليد بن مسلم، حدّثني عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، قال:

كنا نغازي عطاء الخراساني، فإذا ذهب من الليل ثلثه أو أكثر أتانا و نحن في فسطاطنا فقال: يا عبد الرّحمن بن يزيد، و يا يزيد بن يزيد، و يا هشام بن الغاز، قوموا فتوضّئوا و صلّوا قيام هذا الليل، و صيام هذا النهار أيسر من مقطعات الحديد، و شرب الصديد، الوحا الوحا، النجا النجا، ثم يقبل على صلاته.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي (1)،أنا أبو بكر البيهقي (2)،نا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس الأصم أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الفرغولي، أنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، نا محمّد بن يعقوب، نا أبو عتبة، نا ضمرة بن ربيعة، عن ابن عطاء عن أبيه قال: المؤمن لا يتم له فرح يوم.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا محمّد بن يعقوب، نا ضمرة بن ربيعة، عن ابن عطاء، عن أبيه قال: المؤمن لا يتم له فرح يوم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو توبة الربيع بن نافع، نا إسماعيل بن عياش، قال: قلت لعطاء الخراساني: من أين معاشك ؟ قال: من صلة الإخوان، و جوائز السلطان (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي (4)،أنبأ أبو سعد علي بن هبة اللّه بن أبي سعد الجنري، أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن باكويه، نا عبد العزيز بن الفضل، قال: سمعت محمّد بن الحسن بن علي... (5)،نا محمّد بن أيوب الرازي، نا علي بن مسلم، ثنا سيّار بن حاتم، ثنا جعفر بن سليمان، نا أبو سنان قال:

سمعت وهب بن منبّه و أقبل على عطاء الخراساني يعظه:

يا عطاء أ لم أخبر أنك تأتي الملوك و أبناء الدنيا تحمل إليهم علمك ؟ يا عطاء ارض

ص: 434


1- بالأصل:«إسحاق» و المثبت عن م.
2- تقرأ بالأصل: المقرئ، و رسمها في م:«السعفى» و فوقها ضبة، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
3- سير أعلام النبلاء 142/6.
4- فوقها في م ضبة، و اللفظة فيها بدون إعجام.
5- رسمها بالأصل:«الونهاوى ؟؟؟؟» و غير واضحة في م لسوء التصوير.

الدون (1) من الدنيا مع الحكمة، و لا ترض بالدون (2) من الحكمة مع الدنيا، ويحك يا عطاء إن كان يغنيك ما يكفيك، فإن أدنى ما في الدنيا يكفيك، و إن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس في الدنيا شيء يكفيك، ويحك يا عطاء إنّما بطنك بحر من البحور، و واد من الأودية لا يملؤه شيء من التراب.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمّد، أنا أبو السهل محمود بن عمر بن جعفر العكبري (3)،أنا أبو الحسين (4) علي بن الفرج بن علي بن أبي روح العكبري، نا ابن أبي الدنيا، نا هارون بن عبد اللّه، نا سيّار، نا جعفر بن سليمان، نا أبو سنان المستملي، قال: سمعت وهب بن منبه و أقبل على عطاء الخراساني، فقال:

ويحك يا عطاء، تأتي من يغلق عنك بابه، و يظهر لك فقره، و يواري عنك غناه، و تدع من يفتح لك بابه، و يظهر لك غناه، و يقول اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ (5)،ويحك يا عطاء، ارض بالدون (6) من الدنيا مع الحكمة، و لا ترض بالدون (7) من الحكمة مع الدنيا، ويحك يا عطاء، إن كان يغنيك ما يكفيك، فإن أدنى ما في الدنيا يكفيك، و إن كان لا يغنيك ما يكفيك، فليس شيء في الدنيا يكفيك، ويحك يا عطاء، إنما بطنك بحر من البحور، و واد (8) من الأودية و لا يملؤه شيء إلاّ التراب.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعيد بن أبي عمرو، نا أبو عبد اللّه الصفار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني سعيد (9) حدّثني عمي حاتم بن بشر قال:

مرض جدي عطاء الخراساني فدخل عليه محمّد بن واسع يعوده، قال: سمعت الحسن يقول لك (10):العبد ليبتلى في ماله فيصبر، و لا يبلغ ذلك الدرجات العلى، و يبتلى في ولده فيصبر، و لا يبلغ بذلك الدرجات العلى (11)،و يبتلى في بدنه فيصبر فيبلغ بذلك الدرجات

ص: 435


1- بالأصل: بالدول، و فوقها ضبة، و التصويب عن م.
2- بالأصل:«بالدول» و المثبت عن م، و أقحم بعدها بالأصل: من الدنيا.
3- ترجمته في الأنساب (العكبري).
4- في م: الحسن.
5- سورة المؤمن، الآية:60.
6- بالأصل: بالدول، في الموضعين، و التصويب عن م.
7- بالأصل: بالدول، في الموضعين، و التصويب عن م.
8- بالأصل:«و وادي».
9- بالأصل: كلمة غير مقروءة ثمّ «هويه»، و في م بياض.
10- كذا بالأصل، و في م: يقول: إن العبد.
11- «الدرجات العلى» فوقهما في م ضبة.

العلى، قال: و كان عطاء مرض ثمانية (1) مرضات.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنا سهل بن بشر، أنا خليل بن هبة اللّه بن خليل، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أحمد بن الحسين بن طلاّب، نا العباس بن الوليد بن صبح، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز (2):أن عطاء الخراساني هلك بأريحا، فحمل إلى بيت المقدس و دفن بها.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال: توفي عطاء الخراساني بأريحا (4)، فحمل فدفن ببيت المقدس.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا صفوان، نا الوليد، حدّثني إسماعيل بن عياش: أن عطاء الخراساني توفي بأريحا، فحمل إلى بيت المقدس.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن أحمد، أنا عبد اللّه النّهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى التّستري، نا خليفة العصفري قال (5):و في هذه السنة - يعني سنة ثلاث و ثلاثين - مات عطاء بن أبي مسلم الخراساني، مولى هذيل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ علي بن أحمد بن محمّد البسري (6)،أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة ثلاث و ثلاثين و مائة توفي فيها عطاء الخراساني، و هو عطاء بن ميسرة، و يقال له: عطاء بن أبي مسلم، و يكنى أبا عثمان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن علي المقرئ، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي الكوفي.

ص: 436


1- كذا بالأصل، و اللفظة سقطت من م.
2- من طريقة، رواه في تهذيب الكمال 71/13 و سير أعلام النبلاء 143/6.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 255/1.
4- أريحا: مدينة قريبة من القدس بفلسطين (انظر معجم البلدان).
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 410.
6- رسمها بالأصل:«التستري» و في م:«العسكري» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 402/18.

ثم قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن عبيد اللّه بن أحمد، أنبأ أحمد بن محمّد بن عمران، أنبأ ابن أبي داود، نا ابن مصفّى، نا ضمرة، عن ابن شوذب قال:

هلك عطاء الخراساني، و عروة بن رويم سنة خمس و ثلاثين - يعني و مائة-.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أحمد - زاد أحمد:

و محمّد بن الحسن - قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل.

و أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنا محمّد بن الحسين بن هريسة، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن غالب، أنا حمزة بن محمّد بن علي، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب.

قالا: نا محمّد بن إسماعيل البخاري، قال (1):قال الحسن عن ضمرة، عن ابن عطاء:

مات سنة خمس و ثلاثين و مائة، و ولد سنة خمسين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا حيوة بن شريح الحمصي، نا ضمرة، ثنا عثمان بن عطاء قال:

مات عطاء سنة خمس و ثلاثين و مائة (2).

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد (3)،نا أحمد بن علي المدائني، نا إبراهيم بن أبي داود، نا حيوة، نا ضمرة، عن عثمان بن عطاء قال: هلك عطاء الخراساني سنة خمس و ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)،فأخبرني محمّد بن أبي أسامة، نا ضمرة قال: توفي عروة بن رويم و عطاء الخراساني سنة خمس و ثلاثين و مائة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا علي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر (5)،قال: قال الهيثم: فيها - يعني سنة خمس و ثلاثين - مات عطاء الخراساني، و هو ابن أبي مسلم.

ص: 437


1- التاريخ الكبير للبخاري 474/6.
2- تهذيب الكمال 71/13.
3- الكامل لابن عدى 358/5.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 255/1.
5- بالأصل: زيد، و التصويب عن م، و السند معروف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم بن العلاّف، قالا: أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأ المسور محمّد بن الحسن السّكوني، نا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، قال: مات عطاء الخراساني فيما أخبرت سنة خمس و ثلاثين و مائة، و ولد سنة خمسين.

4709 - عطاء بن معدم

مولى ثقيف، أحد كبار أمراء دمشق.

ذكره أبو الحسين الرازي، و لم يزد.

4710 - عطاء بن يسار

أبو محمّد - و يقال: أبو عبد اللّه - و يقال: أبو يسار

المدني القاصّ (1)(2)

مولى ميمونة أم المؤمنين.

حدّث عن مولاته ميمونة، و أبي سعيد الخدري، و ابن عباس، و أبي هريرة، و ابن عمر، و زيد بن ثابت، و زيد بن خالد، و عبد اللّه بن سلام، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و أبي أيوب الأنصاري، و أبي واقد الليثي، و أبي مالك الأشجعي، و عائشة أم المؤمنين.

و رأى ابن مسعود، و أبيّ بن كعب.

و روى عن عبد الرّحمن بن عسيلة الصّالحي.

روى عنه زيد بن أسلم، و عبيد اللّه بن مقسم، و بكير بن عبد اللّه بن الأشج، و محمّد بن عمرو بن عطاء، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و شريك بن أبي نمر، و صفوان بن سليم، و هلال بن أبي ميمونة.

و قيل: إنه قدم دمشق.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو المواهب أحمد بن محمّد عبد الملك، قالا: أنا

ص: 438


1- الأصل و م القاضي، و المثبت عن تهذيب الكمال.
2- ترجمته في: تهذيب الكمال 77/13 و تهذيب التهذيب 139/4 شذرات الذهب 125/1 و تذكرة الحفاظ 90/1 و العبر 1/ 125 و التاريخ الكبير 461/6 و الجرح و التعديل 338/6 و سير أعلام النبلاء 448/4. طبقات خليفة بن خيّاط (ت:2122) و ميزان الاعتدال 77/3 تقريب التهذيب 23/2 تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120 ص 171) و انظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد اللّه الطبري، نا محمّد بن أحمد بن الغطريف [نا أبو خليفة] (1) الفضل بن الحباب، نا القعنبي.

ح و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنبأ أبو عثمان البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو مصعب الزهري، قالا: ثنا مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد اللّه بن عباس - و في رواية القعنبي: عن ابن عباس - أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أكل كتف شاة ثم صلّى و لم يتوضأ[8142].

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا - قراءة عليهما - عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن خزفة، أنا محمّد بن الحسين الزّعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن علي بن أبي حملة، قال: قدم علينا عطاء بن يسار دمشق، فقالوا له: يا أبا عبد اللّه.

كذا قال، و إنما يحفظ عن علي، قال: قدم علينا مسلم بن يسار.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن (2) علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد [نا] (3) الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال (4)الواقدي فيما حدّثني سليمان و عبد اللّه و عبد الملك، و عطاء بنو يسار اخوة جميعا (5)،و هم موالي ميمونة بنت الحارث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، حدّثنا معاوية بن صالح، قال:

سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدثيهم: عطاء بن يسار أخو سليمان بن يسار، و أخوه عبد الملك بن يسار، و أخوه عبد اللّه بن يسار.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا - قراءة - عن أبي الحسن بن مخلد، أنا أبو الحسن بن خزفة، أنبأ محمّد بن الحسين، نا ابن أبي (6) خيثمة، نا مصعب بن عبد اللّه قال: سليمان بن يسار، و عطاء بن يسار، و عبد اللّه، و عبد الملك بنو يسار كلهم يؤخذ عنه

ص: 439


1- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
2- بالأصل:«و علي» و التصويب عن م.
3- زيادة عن م لتقويم السند.
4- بالأصل:«نا أبي نا حاتم و أنا الواقدي» صوبنا السند عن م.
5- الأصل:«مم ؟؟؟ عا» و فوقها ضبة، و المثبت عن م.
6- بالأصل: ابن، و فوقها ضبة، و التصويب عن م.

العلم، موالي ميمونة روج النبي صلى اللّه عليه و سلم، كاتبتهم، و كان عطاء بن يسار صاحب قصص.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون - قالا: أنا أبو الحسن محمّد بن الحسن الأصبهاني، أنبأ أحمد بن محمّد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط ، قال (1):

سليمان، و عطاء، و عبد الملك، و عبد اللّه بنو يسار موالي ميمونة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، و هي ميمونة بنت الحارث الهلالية، هي أخت أم الفضل.

و عطاء يكنى أبا محمّد، توفي سنة ثلاث و مائة.

أنبأنا أبو عبد اللّه بن الحطّاب (2)،أنبأ أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن (3) بن عمر التميمي، نا أبو الفضل جعفر بن أحمد بن عبد السلام الحميري، نا الحسين بن نصر بن المبارك البغدادي قال: سمعت أحمد بن صالح يقول:

بنو يسار من أهل المدينة، منهم ثلاثة إخوة: بنو (4) يسار مولى ميمونة، عطاء بن يسار و سليمان بن يسار، و عبد الملك بن يسار، و هم اخوة، و هم فرس، و سعيد بن يسار و هو أبو الحباب، و ليس بينه و بين هؤلاء الثلاثة قرابة، و هو فارسي.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، ثنا جدي يعقوب، قال: سمعت علي بن عبد اللّه بن المديني، و قيل له: بنو يسار كم هم ؟ فقال: عبد اللّه بن يسار، و سليمان بن يسار، و عطاء بن يسار.

قيل لعلي - من يروي عن عبد اللّه بن يسار؟ فقال: يروي عنه سليمان بن يسار، أرسله إلى زيد بن ثابت في العزل، و هم موالي ميمونة.

قيل لعلي: فسعيد بن يسار؟ فقال: ذاك مولى بني النجار غير هؤلاء، و هو أبو الحباب،

ص: 440


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 430.
2- الأصل و م: الخطاب، تصحيف، و هو محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد، أبو عبد اللّه الرازي الشروطي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 583/19.
3- في م: الحسين.
4- عن م، و مكانها بالأصل:«هم» و لعل الصواب: أبوهم.

قال: و بشير بن يسار مولى بني حارثة، قال علي: و كانت ميمونة وهبت ولاء سليمان بن يسار لابن عباس، قال علي: و بنو (1) يسار غير هؤلاء و هم ثلاثة اخوة: إسحاق بن يسار، أبو محمّد بن إسحاق، و عبد الرّحمن بن يسار، و موسى بن يسار، فأما إسحاق و عبد الرّحمن فروى عنهما محمّد بن إسحاق، و هما عمّاه، و أما موسى بن يسار فروى عنه محمّد بن عمر، و قيل لعلي: أ هو الذي يروي عنه داود بن قيس ؟ قال: نعم، هؤلاء موالي مخرمة، قيل لعلي:

فصدقة بن يسار؟ قال: ذاك الآن جزري إلاّ أنه أقام بمكة، فكان يقال له المكي (2).

قال علي: قال سفيان: أصله جزري، قال علي: صدقة بن يسار يقول صحبت القاسم.

قال يعقوب: و عطاء بن يسار ثقة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنبأ الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد، قال (3):

في الطبقة الثانية من أهل المدينة: عطاء بن يسار مولى ميمونة بنت الحارث، و يكنى أبا محمّد.

قال الهيثم: توفي سنة سبع و تسعين.

و قال الواقدي: توفي سنة ثلاث (4) و مائة، و هو ابن أربع و ثمانين.

قال الواقدي: أخبرني بذلك أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (5):في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة: عطاء بن يسار مولى ميمونة بنت الحارث الهلالية، زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، سمع من أبيّ بن كعب، و عبد اللّه بن مسعود، و خوّات بن جبير، و أبي أيوب الأنصاري، و أبي واقد الليثي، و أبي رافع، و عبد اللّه بن سلام، و زيد بن خالد الجهني، و أبي هريرة، و أبي سعيد الخدري، و ابن عمر، و عائشة، و ميمونة، و أبي مالك الأشجعي، و عبد اللّه بن عباس، و كعب الأحبار، و أبي عبد اللّه (6) الصّنابحي.

ص: 441


1- الأصل: و هو، و المثبت عن م.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 92/9.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- بالأصل: ثلاثين، تصحيف و التصويب عن م و تهذيب الكمال.
5- طبقات ابن سعد 173/5.
6- عن م و بالأصل:«عبد».

و أما مالك بن أنس فقال: عطاء بن يسار عن عبد اللّه الصّنابحي و كان ثقة كثير الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد:

و محمّد بن الحسن - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):

عطاء بن يسار أبو محمّد مولى ميمونة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، سمع أبا سعيد، و أبا هريرة، و يقال: ابن مسعود، و ابن عمر، روى عنه محمّد بن عمرو بن عطاء.

قال (2) يحيى القطان قال هشام بن عروة: و سمعته منه أو حدثونيه عنه، قال: ما رأيت قاضيا خيرا من عطاء بن يسار هو أخو سليمان، و عبد اللّه، و عبد الملك.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3)،قال:

عطاء بن يسار مولى ميمونة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عن ابن عباس، و أبي سعيد الخدري، و ميمونة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، و الصّنابحي، و لم يسمع من ابن مسعود، روى عنه زيد بن أسلم، و بكير بن عبد اللّه بن الأشج، و عبيد اللّه بن مقسم، سمعت أبي يقول ذلك.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس.

عطاء بن يسار مولى ميمونة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، مديني، قدم مصر، و حدّث بها، و خرج إلى الإسكندرية، فزعم سعيد بن كثير بن عفير أنه توفي بها (4).

قرأت على أبي غالب بن البنّا [عن أبي الفتح] (5) بن المحاملي، أنا أبو الحسن (6)الدارقطني.

ص: 442


1- التاريخ الكبير للبخاري 461/6.
2- كذا بالأصل و م، و في التاريخ الكبير: قاله.
3- الجرح و التعديل 338/6.
4- تهذيب التهذيب 139/4.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف لتقويم السند عن م. و السند معروف.
6- بالأصل هنا: أبو كبش، تصحيف، و التصويب عن م.

و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدارقطني - إجازة-.

قال: عطاء بن يسار و أخوه سليمان، و عبد اللّه، و عبد الملك بنو يسار موالي ميمونة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، قال لنا (1) محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

عطاء بن يسار أبو محمد (2)،مولى ميمونة بنت الحارث، زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، الهلالي المديني القاصّ (3)،أخو سليمان، و عبد اللّه، و عبد الملك، سمع زيد بن ثابت، و زيد بن خالد، و أبا سعيد، و أبا هريرة، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و ابن عباس، روى عنه أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و زيد بن أسلم، و شريك بن أبي نمر، و صفوان بن سليم، و هلال بن أبي ميمونة في الإيمان و غير موضع.

قال عمرو بن علي: مات سنة ثلاث و مائة.

قال ابن نمير مثل عمرو، و قال أبو عيسى مثله.

و قال الواقدي: توفي سنة ثلاث و مائة، و هو ابن أربع و ثمانين سنة أخبرني أسامة بن زيد، عن أبيه، و قال الهيثم: توفي سنة سبع و تسعين (4).

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة - قراءة - عن عبد الرحيم بن أحمد بن نصر.

ح و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي (5)،أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا عبد الرحيم، ثنا عبد الغني بن سعيد، قال: عطاء، و سليمان، و عبد الملك بنو يسار مولى ميمونة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر الحافظ (6).

فقال في باب يسار: أوله ياء معجمة باثنتين من تحتها، و سين مهملة، عطاء بن يسار مولى ميمونة، و إخوته سليمان، و عبد اللّه، و عبد الملك.

ص: 443


1- الأصل: أنا، و المثبت عن م.
2- الأصل:«عمر» تصحيف، و المثبت عن م، و انظر في كنيته تهذيب الكمال 77/13.
3- بالأصل و م: القاضي، تصحيف.
4- الأصل: و سبعين، و التصويب عن م و تهذيب الكمال 79/13.
5- الأصل: الفرضي، تصحيف، و المثبت عن م.
6- الاكمال لابن ماكولا 311/1 و 313.

قرأت على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسن بن مخلد، أنا أبو الحسن بن خزفة (1)،أنا محمّد بن الحسين (2)،نا ابن أبي خيثمة، قال: سمعت أبي يقول: عطاء بن يسار أبو محمّد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو محمّد عطاء بن يسار مولى ميمونة، سمع أبا هريرة، و أبا سعيد، و ابن عمر، روى عنه محمّد بن عمرو بن عطاء، و زيد بن أسلم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو محمّد عطاء بن يسار.

قرأت على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر الخطيب، أنا أبو القاسم بن الصّوّاف، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو بشر الدّولابي قال (3):أبو محمّد عطاء بن يسار.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنبأ أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو محمّد عطاء بن يسار الهلالي، المدني، مولى ميمونة بنت الحارث الهلالية زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، و هم أربعة اخوة: عطاء، و سليمان، و عبد الملك، و عبد اللّه، سمع عطاء أبا سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري، و أبا هريرة، و ابن عمر، روى عنه الزهري، و عمرو بن دينار، و زيد بن أسلم العدوي، و محمّد بن عمرو بن عطاء القرشي.

أخبرنا أبو سعد بن أبي صالح، و أبو الحسن بن أبي غالب، قالا: أنا أبو بكر بن (4)، نا الحاكم أبو عبد (5) اللّه: سليمان، و عطاء، و عبد الملك بنو يسار، و هم من فقهاء التابعين، و أبوهم يسار مولى ميمونة، و ليسار (6) عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رواية.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين (7) بن الطّيّوري، أنا أبو

ص: 444


1- بدون إعجام بالأصل، و في م:«حرفه» تصحيف.
2- الأصل: الحسن، تصحيف، و التصويب عن م.
3- الكنى و الأسماء للدولابي 100/2.
4- بياض بالأصل و م.
5- أقحم بعدها بالأصل و م:«بن».
6- و ليسار عن» بياض في م.
7- في م: الحسن.

الفضل عبيد اللّه بن أحمد بن علي بن الكوفي، أنبأ عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثني جدي، حدّثني مفضّل بن غسان، عن يحيى قال: دخل عطاء بن يسار على ابن مسعود.

أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنا أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين (1) يقول: يقولون إن عطاء بن يسار قد دخل على ابن مسعود.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد، أنبأ رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد، قال: عطاء بن يسار لم يسمع من عبادة شيئا، سمع من الصّنابحي عنه.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو الفتح سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: نا أبي، قال: و سئل علي بن المديني عن أصحاب أبي سعيد الخدري ؟ فبدأ بعطاء بن يسار، ثم بأبي صالح السمان.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن، أنبأ أبو الحسين علي بن عبد اللّه بن محمّد بن يوسف البلخي - بهراة - نا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن عمر بن أحمد بن علي الجوهري، نا أبو عبد اللّه محمّد بن سليمان البوشنجي، قال: سمعت ابن بكير يقول:

كان بالمدينة ثلاثة اخوة لا يدرى أيهم أفضل: سليمان بن يسار، و عطاء بن يسار، و عبد اللّه بن يسار، و ثلاثة اخوة: محمّد بن المنكدر، و عمر بن المنكدر، و أبو بكر بن المنكدر، و ثلاثة اخوة: بكير بن عبد اللّه بن الأشج، و يعقوب بن عبد اللّه بن الأشج و عمر بن عبد اللّه بن الأشج.

و ذكر أحمد بن محمّد بن الحجّاج المروزي، قال: سألت أحمد بن حنبل عن عطاء بن يسار، و سليمان بن يسار، و إسحاق بن يسار فحسّن القول فيهم.

ص: 445


1- بالأصل:«سمعت يحيى بن معين يقولون إن عطاء يقولون» صوبنا العبارة عن م.

أخبرنا أبو الحسين (1) الأبرقوهي (2)-إذنا - و أبو عبد اللّه - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو سلمة، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: عطاء بن يسار ثقة.

و سئل أبو زرعة عن عطاء بن يسار فقال: مديني ثقة، سليمان (4)،و عبد الملك، و عطاء اخوة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين (5) الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين (6) بن جعفر.

قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (7):عطاء بن يسار مدني تابعي ثقة.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفراوي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا عبد العزيز بن محمّد البزناني (8) أبو محمّد (9)،أنبأ أحمد بن أبي عمرو السّرخسي، نا إبراهيم بن علي الذهلي، حدّثني إبراهيم بن محمّد بن هانئ، قال: حجّ عطاء بن يسار ثلاث و ستين حجة..

المحفوظ (10) أن عطاء بن أبي رباح الذي حجّ هذا، لأنه كان مقيما بمكة، فأما عطاء بن يسار فإنه كان مدنيا.

ص: 446


1- بالأصل و م: الحسن، تصحيف و السند معروف.
2- الأصل: الأبرقي، تصحيف، و التصويب عن م.
3- الجرح و التعديل 338/6.
4- قوله:«سليمان و عبد الملك و عطاء اخوة» ليس في الجرح و التعديل.
5- في م: الحسن.
6- في م: الحسن، تصحيف.
7- تاريخ الثقات للعجلي ص 334 رقم 1135.
8- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة ضبطت عن الأنساب بضم الباء و سكون الزاي، نسبة إلى بزنان قرية من قرى مرو قريبة من البلد حتى صارت محلة منها. ذكره السمعاني.
9- أقحم بعدها بالأصل و م كلمة:«نمرو» و لم أقف عليها.
10- اللفظة ممحوة بالأصل، أثبتت عن م.

قرأت على أبي محمّد عبد اللّه بن أسد بن عمار، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنا عمي أبو علي محمّد بن القاسم بن معروف، أنا أحمد بن علي بن سعيد القاضي - إجازة - نا عبيد اللّه بن عمر القواريري، نا يوسف بن يزيد، عن موسى بن دهقان، قال:

رأيت عطاء بن يسار يقصّ في مسجد الرسول صلى اللّه عليه و سلم غدوة و عشية و رأيت القاسم و سالما يجلسان إليه.

أخبرنا أبو المعالي أحمد بن محمّد (1) بن علي بن البخاري في كتابه، أنبأ أبو بكر محمّد بن عبد الملك بن بشران، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا محمّد بن مخلد، نا عبد اللّه بن محمّد بن يزيد الحنفي، نا أحمد بن داود أبو عمرو (2) الضّبّي، ثنا يحيى بن سعيد قال: سمعت هشام بن عروة يقول: ما رأيت أعجميا أفضل من أيوب السختياني، و ما رأيت قاضيا - أو قاصّا - أفضل من عطاء بن يسار.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر [محمّد] (3) بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي، أنا أبي قال: قال يحيى بن معين، و قال هشام بن عروة: ما رأيت قاضيا (4) خيرا من عطاء بن يسار.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة (5)،نا جدي قال: و دفع إلى علي بن عبد اللّه كتابا ذكر أنه سمعه من يحيى بن سعيد، و قال: اروه عني، فكان فيه: سمعت يحيى بن سعيد يقول:

قال هشام بن عروة: ما رأيت قاضيا (6) خيرا من عطاء بن يسار، قلت ليحيى: قال لك هشام بن عروة ؟ قال: سمعته منه أو حدثونيه عنه.

قرأت على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسن بن مخلد، أنا أبو الحسن بن خزفة (7)،أنبأ محمّد بن الحسين (8)،نا ابن أبي خيثمة قال: رأيت في كتاب علي بن

ص: 447


1- «بن محمد» ليس في م.
2- سقطت «عمرو» من م.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن م، و السند معروف.
4- كذا بالأصل، و في م:«قاصا» و هو الأشبه.
5- بالأصل: رسيه، و التصويب عن م.
6- كذا بالأصل، و في م:«قاصا» و هو الأشبه.
7- بالأصل:«حرفه» و بدون إعجام في م، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
8- في م: الحسن، تصحيف، و السند معروف.

المديني، قال يحيى بن سعيد: قال هشام بن عروة: ما رأيت قاضيا (1) خيرا من عطاء بن يسار، قلت ليحيى قاله هشام ؟ قال: سمعته منه، أو حدثونيه عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن بكير بن عبد اللّه بن الأشج، عن النعمان بن أبي عياش، عن عطاء بن يسار قال: قال لي عبد اللّه بن عمرو بن العاص: إنّما أنت قاض (3).

قال: و نا يعقوب (4)،نا عبد اللّه بن عثمان، نا عبد اللّه - يعني ابن المبارك - نا يحيى بن سعيد، عن بكير بن عبد اللّه بن الأشج عن عطاء بن يسار، أن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال لي: إنّما أنت قاض (5) و لست بمفت (6).

كذا قال، و إنما هو قاصّ (7).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنبأ أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأ أبو الطيب المنبجي، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا الهيثم بن خارجة، نا عبد العزيز (8) بن يزيد بن جابر الأزدي - أزد البصرة - عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن عطاء بن يسار قال: كان يقول: جدوا في دار العمل لدار الثواب، و جدّوا في دار الفناء لدار البقاء.

الصواب عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح، نا محمّد بن أحمد بن إسماعيل - إملاء - نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه العبدي، نا إسماعيل بن إسحاق، نا أبو ثابت محمّد بن عبيد اللّه، نا عبد (9) اللّه بن وهب، قال:

سمعت مالكا يحدث عن عطاء بن يسار أنه كان يقول: دينكم، دينكم، فلا أوصيكم بها أنتم عليها حراص، و أنتم بها مستوصون.

ص: 448


1- كذا بالأصل، و في م:«قاصا» و هو الأشبه.
2- المعرفة و التاريخ 550/1.
3- بالأصل و م: قاضي، و المثبت عن المعرفة و التاريخ، و لعل الصواب:«قاص» و هو ما سينبه إليه المصنف في آخر الخبر.
4- المعرفة و التاريخ 550/1.
5- بالأصل و م: قاضي، و المثبت عن المعرفة و التاريخ، و لعل الصواب:«قاص» و هو ما سينبه إليه المصنف في آخر الخبر.
6- بالأصل و م: بمفتي.
7- بالأصل: قاضي، و المثبت عن م.
8- كذا بالأصل و م، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
9- «نا عبد اللّه» ليس في م.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد، أنا أبو بكر البيهقي، أنا عبد الرّحمن السلمي، أنا بشر بن أحمد الأسفرايني، نا داود بن الحسين الخسروجردي (1) نا أبو طاهر أحمد بن عمرو بن السرح، نا عبد اللّه بن وهب، عن سفيان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار قال: لم نر شيئا إلى شيء أزين من حلم إلى علم.

قال: و أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا الحميدي، نا سفيان قال: حدثونا عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار قال: ما أوتي شيء إلى شيء أزين من حلم إلى علم.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن نصير، أنا محمّد بن إبراهيم بن أبان أبو عبد اللّه السراج، نا زهير بن حرب أبو خيثمة، نا سفيان قال: قال زيد بن أسلم.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني (2)،أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو خيثمة، نا سفيان بن عيينة، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار قال: ما أوتي شيء إلى شيء أزين من حلم إلى علم.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنا (3) أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش سبيع المقرئ عنه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن سيبخت، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، نا ثعلب، نا عبد اللّه بن شبيب، عن إبراهيم بن المنذر، عن موسى بن جعفر بن أبي كثير، عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: كان عطاء بن يسار يقصّ علينا حتى نبكي، ثم يحدثنا بالملح حتى نضحك،[ثم] (4) يقول مرة كذا، و مرة كذا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5)،نا زيد بن بشر، أخبرني ابن وهب، حدّثني

ص: 449


1- مكانها بالأصل:«الحسين و خشر و حركني» و اللفظة بدون إعجام في م و فوقها فيها ضبة. و المثبت و الضبط من الأنساب و هذه النسبة إلى خسروجرد، من قرى بيهق، ذكره السمعاني و ترجم له.
2- الأصل: القرشي، تصحيف، و التصويب عن م، و السند معروف.
3- الأصل: و أسامة، و المثبت عن م.
4- زيادة عن م للإيضاح.
5- المعرفة و التاريخ 564/1.

ابن زيد، عن أبيه قال:

كنا نجالس عطاء بن يسار فقال أبي و أبو حازم: ما رأينا رجلا قط كان أزين لمسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من عطاء بن يسار، و كان أبي يقول: لو قيل لي من أحبّ الناس أن يحيا لك ممن أدركت ؟ قال: و قد كان أدرك عبد اللّه بن عمر و غيره - قلت: عطاء بن يسار، قال:

و كان أبي يقول: لم أر إنسانا قط أحسن [رؤيا] (1) منه، قال: قال لي: يا أبا أسامة قيل لي إنّا جابذوك (2) بثلاث جبذات (3)،فجاعلوك في الغرفة العليا، قال فأخذته الخاصرة (4)بالاسكندرية، ثم أخذته مرة أخرى، ثم أخذته الثالثة، فكان فيها موته.

قال: و نا يعقوب (5)،نا زيد هو ابن بشر، نا ابن وهب، حدّثني ابن زيد قال: كان أبو حازم يقول: ما رأيت رجلا قط كان ألزم لمسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من عطاء بن يسار.

قال: و سمعت مسلم بن أبي مريم يقول مثل ذلك أيضا.

قال ابن زيد: قال أبي: إن كان عطاء بن يسار ليحدثنا أنا و أبو حازم حتى مليناه، يحدثنا حتى يضحكنا ثمّ يقول: مرة هكذا، و مرة هكذا.

و كان أبي يقول: ما رأيت رجلا قط كان أحسن رؤيا من عطاء بن يسار، و كان عطاء بن يسار، و محمّد بن كعب لا يلون النفقات على [شيء] كل شيء يريدونه يطرحونه على أيدي نسائهم، و يقولان: اتق اللّه و أصلح معاشك، و أهل بيتك.

قال: و نا يعقوب (6)،نا زيد، أخبرني (7) ابن وهب حدّثني ابن زيد، عن أبيه قال: ما رأيت عطاء بن يسار في مجلس قط و لي حاجة من حوائج الدنيا إلاّ آثرت مجالسته على حاجتي.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد، أنبأ إبراهيم بن عمر البرمكي.

ح و أخبرنا أبو المعمّر المبارك بن أحمد، أنا المبارك بن عبد الجبار (8)،أنا أبو

ص: 450


1- الزيادة عن المعرفة و التاريخ.
2- بالأصل:«اياما؟؟؟؟ بدوك» و في م:«حابدول» و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
3- الأصل:«حيدات» و بدون إعجام في م، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
4- الخاصرة: الشاكلة، من الخصر بالتحريك، و هو البرد يجده الإنسان في أطرافه (راجع تاج العروس بتحقيقنا: خصر).
5- المعرفة و التاريخ 565/1.
6- المعرفة و التاريخ 565/1.
7- الأصل:«اختر؟؟؟» و المثبت عن م، و في المعرفة و التاريخ: قال: أخبرني.
8- في م: ح و أخبرنا أبو المعمر المبارك بن عبد الجبار.

إسحاق البرمكي، و أبو الحسن علي بن عمر بن الحسن.

قالا: أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا أبو محمّد (1)عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة قال في حديث عطاء بن يسار أنه قال:

قلت للوليد بن عبد الملك: قال عمر بن الخطاب: وددت أنّي سلمت من الخلافة طباقا لا عليّ و لا لي، فقال: كذبت أ للخليفة تقول هذا؟ فقلت: أو كذبت، قال: فأفلت منه جريعة الذّقن.

حدّثنيه سهل بن محمّد، عن الأصمعي، عن إسحاق بن طلحة، عن عطاء بن يسار، و حدّثني سهل بن محمّد، عن الأصمعي أنه قال: هذا مثل يقال أفلت فلان بجريعة الذقن يراد أن نفسه صارت في فيه.

قال: و قال أبو زيد: يقال أفلتني فلان جريعة الذّقن إذا كان منه قريبا كجرعة الذّقن (2).

و قال الهذلي (3) في مثل قول الأصمعي:

نجا سالم و النفس منه بشدقه *** و لم ينج إلاّ جفن سيف و مئزرا (4)

قرأت على أبي عبد اللّه بن البنا، عن أبي الحسن بن مخلد، أنا أبو الحسن بن خزفة، أنبأ الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا هارون بن معروف، حدّثني ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث أن يحيى بن سعيد حدثه أن عطاء بن يسار قدم مصر فقال له عبد اللّه بن عمرو: يا أبا يسار ما أقدمك ؟ قال: أردت أغزو البحر.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5)،أنبأ محمّد بن عمر، أنبأ عثيم (6) بن نسطاس قال: خطب رجل من العرب ابنة عطاء بن يسار، فقال له عطاء ما ننكر نسبك و لا موضعك و لكنا نزوّج مثلنا و تزوّج أنت في عشيرتك.

ص: 451


1- «أبو محمّد» ليس في م.
2- راجع ما جاء في تفسير هذا المثل تاج العروس بتحقيقنا مادة جرع.
3- البيت في شرح أشعار الهذليين، من قصيدة لحذيفة بن أنس 558/2.
4- بالأصل:«يشعب و صورا» و المثبت عن م و شرح أشعار الهذليين و قوله: النفس بشدقه أي كادت تخرج فبلغت شدقه.
5- الخبر في طبقات ابن سعد 173/5.
6- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و المثبت عن ابن سعد.

قال عثيم (1) فأخبرت سعيد بن المسيّب بذلك، فقال: أحسن عطاء ما شاء.

أخبرنا أبو عبد اللّه [محمّد بن الفضل، أنا أبو عثمان الصابوني، نا علي بن عبد اللّه بن محمّد البلخي، نا عبد اللّه] (2) بن عمر بن أحمد بن علي، نا محمّد بن إبراهيم البوشنجي، نا يونس بن عبد الأعلى المصري، أنا عبد اللّه بن وهب، عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: لو قيل لي: من أحبّ الناس إليك فحبا لك لقلت: عطاء بن يسار.

قال: و ما رأيت أحدا كان أحسن زيا منه، قال: إنّي رأيت في المنام كأنه قيل لي إنّا جابذوك ثلاث جبذات و جاعلوك في الغرفة العليا من الجنّة، قال: فأخذته الخاصرة بالاسكندرية مرة، ثم أخذته أخرى، ثم أخذته الثالثة، فمات فيها.

قال: و قال لي ابن زيد بن أسلم: ما رأيت أحدا كان أزين لمسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من عطاء بن يسار.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا إبراهيم الحربي (3)،نا حسن (4) بن عبد العزيز، عن الحارث يعني ابن مسكين، عن ابن وهب، عن عبد الرّحمن بن زيد، عن أبيه قال: قال لي عطاء بن يسار: يا أبا أسامة قيل لي إنّا أخذوك ثلاث أخذات، و جاعلوك في الغرفة العليا، فأخذته الخاصرة بالاسكندرية، ثم أخذته مرة أخرى، ثم أخذته الثالثة فكان فيها موته.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال (5):قال غير محمّد بن عمر: توفي عطاء سنة أربع و تسعين، و هو أشبه بالأمر، و كان يكنى أبا محمّد.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

و أخبرنا أبو الحسين (6) بن الفرّاء، أنا أبي أبو يعلى.

ص: 452


1- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و المثبت عن ابن سعد.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن م.
3- الأصل:«الحرث» و المثبت عن م.
4- بالأصل: حسين، تصحيف، و الصواب عن م، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 360/4.
5- طبقات ابن سعد 174/5.
6- بالأصل: الحسن، تصحيف، و التصويب عن م، و السند معروف.

قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد [بن] علي أنا محمّد بن محمّد [بن مخلد] (1) بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو، حدثكم الهيثم بن عدي قال.

ح و كتب إليّ أبو سعد محمّد بن محمّد بن محمّد، و [أبو] (2) علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد عبيد اللّه، ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو علي الحداد.

قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي، قال: و مات عطاء بن يسار مولى ميمونة بنت الحارث سنة سبع و تسعين (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، و أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني: مات عطاء بن يسار سنة سبع و تسعين، و يكنى أبا محمّد.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنبأ نعمة اللّه بن محمّد، نا أبو مسعود أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير (4) يقول: توفي عطاء بن يسار سنة سبع و تسعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي محمّد بن المغيرة، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة سبع و تسعين فيها مات عطاء بن يسار أبو محمّد.

قال أبو عبيد: سنة ثلاث (5) و مائة فيها مات عطاء بن يسار مولى ميمونة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتاني (6)،أنا أبو بكر محمّد بن

ص: 453


1- زيادة عن م.
2- زيادة عن م.
3- انظر تهذيب الكمال 79/13.
4- بالأصل: العزيز، تصحيف، و التصويب عن م.
5- بالأصل: ثلاثين، تصحيف، و التصويب عن م و طبقات ابن سعد.
6- في م: الكناني، تصحيف، و السند معروف.

عبيد اللّه بن أبي عمرو، أنا أبو (1) عبد اللّه بن مروان، أنا أبو عبد الملك البسري (2)،نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد اللّه التميمي قال: عطاء بن يسار مولى ميمونة ابنة الحارث، يكنى أبا محمّد، مات سنة ثنتين و مائة، و هو ابن أربع و ثمانين سنة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، أخبرني أسامة بن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: توفي عطاء بن يسار سنة ثلاث (4) و مائة، و هو ابن أربع و ثمانين سنة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن أحمد، أنبأ محمّد بن الحسين، نا أبو حفص الفلاس، قال: و مات عطاء بن يسار مولى ميمونة سنة ثلاث و مائة و يكنى (5)،أبا محمّد، و كان يقصّ .

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (6):و في سنة ثلاث و مائة مات عطاء بن يسار مولى ميمونة.

قرأت على أبي محمّد بن (7) حمزة، عن عبد العزيز بن (8) أحمد الكتاني، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أبو الحسن علي بن أحمد المقابري، أنا أبو نصر موسى بن إسحاق الأنصاري، نا محمّد بن (9) عبد اللّه بن نمير قال (10):مات عطاء بن يسار مولى ميمونة سنة ثلاث و مائة، أظنه أبو محمّد.

4711 - عطاء الكلاعي

شهد خطبة عمر بالجابية.

ص: 454


1- الأصل: أبي، تصحيف، و التصويب عن م.
2- بالأصل: التستري، تصحيف و التصويب عن م. مرّ التعريف به.
3- طبقات ابن سعد 174/5.
4- بالأصل: ثلاثين، تصحيف، و التصويب عن م و طبقات ابن سعد.
5- بالأصل:«و ثلاثين» خطأ، و الصواب عن م.
6- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 329 (ت. العمري).
7- بالأصل:«و حمزة.. و أحمد» تصحيف و الصواب ما أثبت عن م و السند معروف.
8- بالأصل:«و حمزة.. و أحمد» تصحيف و الصواب ما أثبت عن م و السند معروف.
9- بالأصل: و عبد اللّه.
10- بالأصل: جدي، تصحيف.

روى عنه ابنه عثمان بن عطاء الكلاعي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن الآبنوسي، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل، أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن مبشّر (1)الواسطي، نا أبو جعفر أحمد بن سنان بن أسد القطان (2) الواسطي، نا يعقوب بن محمّد، نا عبد اللّه بن محمّد، عن يحيى بن العلاء البجلي، عن الفضل بن عثمان اللّخمي، عن عثمان بن عطاء الكلاعي، عن أبيه قال:

سمعت عمر بن الخطاب يخطب بالجابية يقول: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قام فينا كقيامي فيكم فقال:«استوصوا بأصحابي خيرا، ثم الذين يلونهم ثمّ الذين يلونهم، ثم يظهر الكذب حتى يحلف الرجل و ما يستحلف، و يشهد و ما يستشهد، فمن سرته بحيحة (3) الجنة فليتّق، و ليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الفذ (4)،و هو من الاثنين أبعد، لا يخلونّ رجل بامرأة، من سرّته حسنته، و ساءته سيئته (5) فهو مؤمن»[8143].

قرأت في كتاب فتوح الشام لمحمّد بن عمر الواقدي، حدّثني سعيد بن راشد، و إبراهيم بن محمّد، عن عبد الملك بن مسلم، عن عثمان بن عطاء الكلاعي، عن أبيه قال:

سمعت عمر بن الخطاب بالجابية يخطب الناس فقال: أيها الناس أوصيكم بتقوى اللّه الذي يبقى و يفنى ما سواه، و الذي بطاعته ينفع أولياءه، و بمعصيته يضر أعداءه.

فذكر الخطبة.

4712 - عطرّد

أبو هارون - مولى بني عمرو بن عوف الأنصاريين

- و يقال: مولى قريش، و يقال:

مولى مزينة - المدني القبائي المغنّي (6)

كان فقيها قارئا للقرآن مجيدا في الغناء.

ص: 455


1- الأصل:«ميسر» تصحيف، انظر ترجمة أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل في سير أعلام النبلاء 197/17 و ترجمة ابن مبشر في سير أعلام النبلاء 25/15.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 244/12.
3- بحيحة المكان: وسطه.
4- الفذ: الفرد.
5- الأصل:«من سرته حسنة و ساءته سيئة» و المثبت عن المختصر 82/17.
6- أخباره في الأغاني 303/3.

وفد على الوليد بن يزيد.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده؛ أنبأ محمّد بن الحسين، أنبأ المعافى بن زكريا القاضي (1)،نا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا محمّد بن عجلان أبو بكر، حدّثني حمّاد بن إسحاق، عن أبيه، حدّثني محمّد بن عبد الحميد بن إسماعيل بن عبد الحميد بن يحيى، عن عمه أيوب بن إسماعيل، قال:

لما استخلف الوليد كتب إلى عامله بالمدينة أن أشخص إليّ عطرّد المغني. قال عطرّد:

فدفع إليّ العامل الكتاب، فقرأته و قلت: سمعا و طاعة.

فدخلت عليه في قصره، و هو قاعد على شفير بركة ليست بالكبيرة يذوب فيها الرجل سباحة، فو اللّه ما كلّمني كلمة حتى قال: عطرّد؟ قلت: لبيك يا أمير المؤمنين، قال: غنني:

حيّ الحمول، قال عطرّد فغنّيت:

حي الحمول بجانب العزل (2) *** إذ لا يلائم (3) شكلها شكلي

اللّه أنجح ما طلبت به *** و البر خير حقيبة الرحل

إنّي بحبلك واصل حبلي *** و بريش نبلك رائش نبلي

و شمائلي ما قد علمت و ما *** نبحت كلابك طارقا مثلي

قال: فو اللّه ما تكلم بكلمة حتى شق بردة صنعانية عليه - ما يدرى ما ثمنها - نصفين فخرج منها كمّه كما ولدته أمه، ثم رمى بنفسه في (4) البركة فنهل منها حتى تعرفت فيها النقصان فأخرج منها ميتا سكرا، فضربت يدي إلى البردة فأخذتها فو اللّه ما قال لي الخادم:

خذها و لا دعها، و انصرفت إلى منزلي و أنا أفكر فيه و فيما رأيت منه.

فلما كان من الغد دعاني في مثل ذلك الوقت، و هو قاعد في مثل ذلك الموضع، فقال:

عطرّد؟ قلت: لبيك يا أمير المؤمنين، قال: غنني، فغنّيته (5):

أ يذهب عمري هكذا لم أنل [بها] (6) *** مجالس تشفي قرح قلبي من الوجد

و قالوا: تداوى إنّ في الطب راحة *** فعلّلت (7) نفسي بالدواء فلم يجد

ص: 456


1- الخبر في الجليس الصالح الكافي 341/2-342 و الأغاني 307/3-308.
2- و العزل موضع في ديار قيس (انظر معجم ما استعجم).
3- في الجليس الصالح: بناسب.
4- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
5- البيتان في الجليس الصالح 342/2 و الأغاني 308/3.
6- غن الأغاني، و في الجليس الصالح و م:«به».
7- عن الأغاني، و بالأصل و م و الجليس الصالح: فعزيت.

فلم يتكلم حتى شق بردة كانت عليه مثل البردة و الأمسية فخرج منها و رمى بنفسه في البركة، فنهل و اللّه منها حتى تبينت النقصان، فأخرج ميتا سكرا، و ضممت البردة إليّ فما قيل لي خذ و لا دع، فانصرفت إلى منزلي، فلما كان في اليوم الثالث دعاني فدخلت إليه و هو في بهو قد كنت ستوره، فكلمني من وراء الستر، فقال: يا عطرّد، قلت لبيك يا أمير المؤمنين، قال: كأنني بك الآن قد أتيت المدينة، فقلت: دعاني أمير المؤمنين فدخلت عليه ففعل و فعل و فعل، يا ابن الفاعلة لئن تكلمت - بشيء مما كان - شفتاك، لأطر حنّ الذي فيه عيناك، يا غلام، اعطه خمسمائة، الحق بالمدينة.

قلت: أ فلا يأذن لي أمير المؤمنين، فأقبّل يده، و أتزود نظرة إلى وجهه، قال: لا، قال عطرّد: فخرجت من عنده فما تكلمت بشيء من هذا حتى دخلت إلى الهاشمية.

قال القاضي: قوله: تداوى. خرّجه على الأصل لإقامة الوزن، و قد بيّنا هذا فيما مضى من شواهد.

رواها أبو بكر بن أبي الأزهر، و أحمد بن جعفر... (1) عن حماد بن إسحاق و قالا فيها: فقال له الوليد: غنني يا أبا هارون.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأ أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش المقرئ، و غيرهما عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنبأ أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت البزار، نا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد (2) بن إبراهيم الحكمي (3)، حدّثني أبو ذكوان، حدّثني سويد بن عبد العزيز قال: قال عمر بن علي المقدّمي:

كان عطرّد مولى لبعض قريش، و كان مغنيا معجبا و هو الذي غنى: حيّ الحمول بجانب العزل، فأتاه سليمان بن عيّاش (4) القرشي فاستفتح عليه فخرج إليه فقال سليمان (5):

إني غدوت إليك من أهلي *** في حاجة يغدو لها مثلي

لا طالبا شيئا إليك سوى *** حي الحمول بجانب العزل

فقال: نعم حبا و كرامة، ثم أدخله منزله فغناه له.

ص: 457


1- رسمها بالأصل:«فحطه» و بدون إعجام في م.
2- «بن أحمد» ليس في م.
3- الأصل:«الحليمي» و المثبت عن م، له ذكر في سير أعلام النبلاء 304/15.
4- بالأصل: عباس، تصحيف، و المثبت عن م.
5- البيتان في الأغاني 303/3.

[ذكر من اسمه] عطية اللّه

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) عطية اللّه

4713 - عطية اللّه بن الحسين بن محمّد بن زهير

أبو محمّد الصّوري الخطيب

سمع أبا الحسين (2) جميع بصيدا، و أبا يعلى حمدان بن علي بن محمّد بن حمدان الموصلي الفقير بصور.

روى عنه ابنه الحسن بن عطية اللّه، و أبو الفرج الأسفرايني، و أبو نصر الطوسي، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد المحسن بن زبر (3) و عبد العزيز بن محمّد بن محمّد النخشبي، و أبو بكر محمّد بن عمر الطرائفي الدينوري.

و ذكره أبو الفرج غيث بن علي فقال: كان أحد الخطباء البلغاء و النجباء الفصحاء ذا عناية بالأدب و العلوم، و محبة الوارد و المقيم، حسن الخلق، حلو المنطق، و كان يخلف القاضي أبا محمّد بن أبي عقيل على الحكم.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن سهل بن بشر، أنا أبو محمّد عطية اللّه بن الحسين بن محمّد بن زهير الخطيب - بصور - نا أبو الحسين (4) محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد (5) بن جميع الغساني - قراءة عليه - بصيدا سنة ثمان و تسعين و ثلاثمائة، نا أبو عبد اللّه أحمد بن هشام بن الليث الفارسي - بصور-.

ح و أخبرناه عاليا أبو الحسن الفرضي، و أبو القاسم بن السمرقندي، قالا: أنا أبو

ص: 458


1- زيادة منا للإيضاح.
2- الأصل: الحسن، تصحيف، و التصويب عن م.
3- رسمها غير واضح بالأصل و صورتها:«ابو» و المثبت عن م.
4- بالأصل: أبو الحسين محمّد بن محمّد بن أحمد... و التصويب عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 152/17.
5- «بن أحمد» ليس في م.

نصر بن طلاّب، نا أبو الحسين بن جميع الغسّاني - قراءة عليه - أحمد بن هشام بن الليث - بصور - نا المسيّب بن واضح، نا إسماعيل بن عيّاش، عن محمّد بن طلحة، عن عثمان (1) بن يحيى، عن ابن عباس قال:

أول ما سمع بالفالوذج أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: إنّ أمتك ستفتح لهم الأرض، و ما يكثر عليهم من الدنيا حتى إنهم ليأكلون الفالوذج، قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«و ما الفالوذج ؟» قال: تخلطون العسل و السمن جميعا، قال: فشهق النبي صلّى اللّه عليه و سلّم من ذلك شهقة[8144].

و اللفظ لابن طلاّب.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي و نقلته من خطه، حدّثني أبو الفضل الحسن بن عطية اللّه أنّ أباه عطية اللّه الخطيب توفي سنة خمس و أربعين و أربعمائة.

4714 - عطية اللّه بن عطاء اللّه بن محمّد بن أبي غياث

أبو الحسين القاضي الصّيداوي

حدّث عن أبي يعلى عبد اللّه بن محمّد بن حمزة بن أبي كريمة، و أبي بكر محمّد بن جعفر بن محمّد بن أبي كريمة الصيداويين.

روى عنه أبو زكريا البخاري، و أبو عبد اللّه الصّوري الحافظ ، و أبو علي الأهوازي، و أبو نصر بن طلاّب، و أبو القاسم الحضري فتح بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين عطية اللّه بن عطاء اللّه بن محمّد بن أبي غياث القاضي - قراءة عليه - بمدينة صيدا سنة تسع و أربعمائة، نا أبو يعلى عبد اللّه بن محمّد - إملاء - حدّثني عبد الرّحمن بن يحيى بن هارون بن عبد اللّه بن محمّد بن كثير بن معن بن عبد الرّحمن بن عوف أبو محمّد الزهري - بمكة - نا أبو يحيى عبيد اللّه بن أحمد بن يحيى بن أبي ميسرة، عن عمرو بن حكام، نا شعبة، عن حبيب بن الشهيد، عن ثابت، عن أنس: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم صلّى على قبر بعد ما دفن[8145].

ص: 459


1- بالأصل: غنيم، تصحيف، و التصويب عن م، انظر ترجمة عبد اللّه بن عباس في تهذيب الكمال، و ذكر من الرواة عنه عثمان بن يحيى.

[ذكر من اسمه عطية

4715 - عطية بن أحمد

حدّث عن شيخ له لا يحضرني ذكره.

روى عنه [أبو] (1) القاسم عمّار بن الحارث (2) بن عمرو بن عمار قاضي جسرين (3).

4716 - عطية بن الأسود الحبشي الكلبي

شاعر من موالي كلب.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل، قال: كتب إليّ أبو جعفر بن المسلمة يذكر أن أبا عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني أخبرهم إجازة قال (4):

عطية بن الأسود الكلبي مولى لهم، و هو شامي، يقول لثابت بن نعيم الجذامي من أبيات هجا فيها مروان بن محمّد:

لو تؤذنون إلى الداعي لكان بنا *** يوم الهياج إلى داعيكم أذن (5)

يا ثابت بن نعيم دعوة جزعا *** هل بعد عامك هذا تطلب الاحن

أ نائم أنت أم مغض على مضض *** كلا و أنت على الأحساب مؤتمن.

فبلغت مروان، و أحضره و قال له: أنت القائل:

ص: 460


1- زيادة عن م و معجم البلدان.
2- بالأصل:«الحزن» و في معجم البلدان (جسرين): «الجزر» و المثبت عن م. و قد ذكره ياقوت و ترجمه ترجمة قصيرة و فيها قال: حدث عن... و عطية بن أحمد الجهني الجسريني.
3- جسرين: بكسر الجيم و الراء و سكون السين و الياء، من قرى غوطة دمشق (معجم البلدان).
4- معجم الشعراء للمرزباني ص 297 الخبر و الأبيات.
5- فوقها في م ضبة.

يا ثابت بن نعيم دعوة جزعا *** عقت أباها و عقت أمها اليمن ؟

قال: نعم، قال: أ تحريضا على كل حال ثمّ قتله.

و في رواية المدائني مما حكاه عنه عبد اللّه بن سعد أنه قال:

يا ثابت بن نعيم دعوة جزعا *** عقت أباها و عقت أمها اليمن

أ تارك مال اللّه تأكله *** عير الجزيرة و الاشراف ترتهن

أوقد على مضر نارا فأضرمها *** يسقى العليل و تحيى بعدها السنن

4717 - عطية بن عروة

- و يقال ابن سعد - و يقال: ابن عمرو بن عروة

ابن القين (1) بن عامر بن عميرة

ابن ملاّن بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد

ابن بكر بن هوازن بن منصور السّعدي (2)

له صحبة.

روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

روى عنه أبيه محمّد بن عطية، و إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، و ربيعة بن يزيد (3)،و عطية بن قيس.

و نزل الشام، ولده (4) بالبلقاء.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب (5)،أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (6)،حدّثني أبي، نا عبد الرّزّاق، نا معمر، عن سماك بن الفضل، عن عروة بن محمّد بن عطية، عن أبيه، عن جده قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«اليد المعطية خير من اليد السفلى»[8146].

ص: 461


1- بالأصل:«القيس»، و في م: القبر و فوقها ضبة، و التصويب عن تهذيب الكمال.
2- أخباره في: جمهرة ابن حزم ص 265 و أسد الغابة 541/3 و الإصابة 485/2 و تهذيب الكمال (ط . دار الفكر 94/13) و تهذيب التهذيب 145/4 و طبقات خليفة رقم 384 و طبقات ابن سعد 430/7.
3- الأصل: بن أبي يزيد، و المثبت عن م و تهذيب الكمال.
4- الأصل: ولد، و التصويب عن م و تهذيب الكمال.
5- الأصل: المهذب، و التصويب عن م، و السند معروف.
6- مسند أحمد بن حنبل 18005/6 ط دار الفكر.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن عمرو، أبو الطاهر، نا يونس بن عبد الأعلى، نا ابن وهب، حدّثني عاصم بن عبد اللّه بن نعيم، عن أبيه، عن عروة بن محمّد بن عطية السعدي، عن أبيه، عن جده.

أنه قدم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في وفد من قومه من ثقيف، قال: فلما دخلنا على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فكان فيما ذكر أن سألوه فقال لهم:«هل قدم معكم أحد من غيركم ؟» قالوا: نعم، قدم معنا فتى منا خلفناه في رحالنا، قال:«فأرسلوا إليه»، قال: فلما دخلت عليه و هم عنده ليستقبلني فقال:«إن اليد المعطية (1) هي العليا، و السائلة هي السفلى، و لا يسأل فإنّ مال اللّه مسئول و معطى»[8147].

قال ابن مندة: رواه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن عروة بن محمّد بن عطية، عن أبيه، عن جده قال: قدمت على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و كنت أصغر القوم، ثم ذكر الحديث نحوه (2).

أخبرناه خيثمة، نا العباس بن الوليد بن مزيد، حدّثني أبي عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر بهذا.

و رواه عمر بن عبد الواحد، عن ابن جابر.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن رشيد، نا عمر بن عبد الواحد، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، حدّثني عروة بن محمّد بن عطية، عن أبيه قال: حدّثني أبي قال: قدمت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في ناس من بني سعد بن بكر، و كنت أصغر القوم، فجعلوني في رحالهم، ثم أتوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقضى حوائجهم و قال:«هل بقي منكم أحد؟» قالوا: نعم يا رسول اللّه، غلام خلفناه في رحالنا، فأمرهم أن يدعوني، قالوا: أجب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فأتيته فلما دنوت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«ما أغناك اللّه فلا تسأل الناس شيئا، فإنّ اليد العليا هي المعطية (3)، و إنّ اليد السفلى هي المعطاة (4)،و إنّ مال اللّه لمسئول و معطى (5)»، فكلّمني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بلغتنا (6).

ص: 462


1- في م: المنطية.
2- انظر أسد الغابة 541/3.
3- في م: المنطية.
4- في م: المنطاة.
5- في م: و منطى.
6- يعني بإبدال العين نونا، مثل: المعطية: المنطية، و المعطاة: المنطاة، و هي رواية م. و أسد الغابة.

قال: و أنا عبد اللّه [بن] (1) محمّد، نا عبد الواحد بن غياث، نا حمّاد بن سلمة، نا أبو المقدام، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، عن عطية رجل من بني جشم (2) أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«يا أيها الناس لا تسألوا - قال كلمة خفية - فإن اللّه عز و جل مسئول و معطي (3)،فإن اللّه مسئول و معطي» (4)[8148].

قال البغوي (5)-عبد اللّه بن محمّد:- و لا أدري عطية هذا أسمع من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أم لا.

و روي عن إسماعيل بن عبيد اللّه، عن عطية فزيد في إسناده عمران و عطية.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع المصقلي، أنا أبو عبد اللّه العبدي، أنا عمر بن محمّد بن سليمان القطان - بمصر - نا محمّد بن سليمان بن الحارث الواسطي، نا ضرار بن صرد، نا سعيد بن عبد الجبار، نا منصور بن رجاء، عن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، عن عطية بن عمرو السعدي، عن أبيه قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تسأل الناس شيئا، و ما اللّه مسئول و منطى»، فكلمني بلغة قومي[8149].

و المحفوظ هو الأول، فقد رواه حمّاد بن سلمة، عن رجاء أبي المقدام، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، عن عطية رجل من بني جشم (6) بن سعد أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«يا أيها الناس لا تسألوا فإنّ مال اللّه مسئول و معطي» (7)[8150].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا إبراهيم بن هانئ، نا سعيد بن عبد الجبار الكوفي من ولد وائل بن حجر، عن منصور بن رجاء، عن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، عن عطية بن عمرو بن السعدي، عن أبيه قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تسأل اللّه و مال اللّه مسئول و معطى» (8)[8151].

ص: 463


1- الزيادة عن م.
2- الأصل: خيثم، و المثبت عن م.
3- في م: و منطي.
4- في م: و منطي.
5- بالأصل:«التعوبن» و فوقها ضبة، و المثبت عن م و فيها: «عبد اللّه البغوي بن محمّد». و هو عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز بن المرزبان أبو القاسم البغوي البغدادي.
6- الأصل: خيثم، و التصويب عن م.
7- في م: و منطى.
8- في م: و منطى.

قال: و نا البغوي، نا أحمد بن منصور، نا إبراهيم بن خالد (1) الصنعاني، نا أبو وائل القاضي (2)،قال:

كنت عند عروة بن محمّد، قال: فدخل علينا رجل فكلّمه بكلام أغضبه قال: فقام ثمّ رجع و قد توضأ، فقال: حدّثني أبي عن جدي عطية و كانت له صحبة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إنّ الغضب من الشيطان، و إنّ الشيطان خلق من النار، و إنّما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضّأ» (3)[8152].

قال: و نا البغوي، نا جدي و علي بن شعيب، قالا: نا أبو النصر، نا أبو عقيل الثقفي، عن عبد اللّه بن يزيد، عن ربيعة بن يزيد، و عطية بن قيس، عن عطية السعدي، و كان من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به بأس»[8153].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأ شجاع بن علي، أنبأ أبو عبد اللّه بن مندة، أنا إسماعيل بن محمّد البغدادي، و أحمد بن محمّد بن زياد، قالا: نا عباس بن محمّد الدوري، نا هاشم بن القاسم، نا أبو عقيل الثقفي، عن عبد اللّه بن يزيد، عن ربيعة بن يزيد، و عطية بن قيس، أظن أن أبا النصر قال: عن عطية بن عمرو بن السعدي، و كان من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به البأس»[8154].

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أبو القاسم بن عتّاب، أنبأ أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: عطية بن سعد السعدي بالبلقاء ولده، توفي بالشام.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنبأ أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان (4) بن

ص: 464


1- في م:«مخلد» تصحيف، انظر مسند أحمد 226/4.
2- كذا بالأصل و المختصر 86/17 و في م و أسد الغابة:«القاص».
3- سنن أبي داود كتاب الأدب الحديث رقم 4784 (ج 249/4) و أسد الغابة 542/3 ببعض اختلاف.
4- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 168/17 رقم 445.

أحمد، نا معاذ بن المثنى، و محمّد بن أحمد بن البراء، قالا: نا علي بن المديني، نا هشام بن يوسف، عن النعمان بن الزبير، عن أبيه، عن عروة بن محمّد بن عطية [السعدي] (1)،عن أبيه، عن جده عطية.

أنه كان من كلم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يوم سبي هوازن فقال: يا رسول اللّه عشيرتك و أهلك (2) و كل المرضعين درّتك (3)،و لهذا اليوم اختبأناك، و هن أمهاتك، و أخواتك (4)،و خالاتك، و كلم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أصحابه فرد عليهم سبيهم إلاّ رجلين فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«اذهبوا فخيروهما»، فقال أحدهما: إنّي أتركه، و قال الآخر: لا أتركه، فلما أدبر قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«أحسن سهمه»، فكان يمر بالجارية البكر و بالغلام فيدعه، حتى مرّ بعجوز فقال: إني آخذ هذه فإنها أم حي و يستنقذونها (5) مني بما قدروا عليه، فكبّر عطية و قال: خذها فو اللّه ما فوها ببارد و لا ثديها بناهد، و لا وافدها بواحد، عجوز بتراء (6) شينة (7) ما لها أحد، فلما رآها لا يعرض لها أحد تركها.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد الأنماطي: و أحمد بن الحسن بن خيرون: قالا (8):أنا أبو الحسن الأصبهاني، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خياط ، قال (9):

و من بني سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس: عطية بن عروة جد عروة بن محمّد بن عطية المدني الذي (10) ولي اليمن لعمر بن عبد العزيز، روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أحاديث.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا محمّد بن العباس، أنا

ص: 465


1- زيادة عن الطبراني.
2- في م و المعجم الكبير: و أصلك.
3- سقطت من المعجم الكبير.
4- الأصل: و إخوانك، و المثبت عن م و المعجم الكبير.
5- الأصل و م، و في المعجم الكبير: و يستفدونها.
6- البتراء: التي لا عقب لها.
7- الأصل:«سنية» و بدون إعجام في م، و في المعجم الكبير:«سبية» و الذي أثبت عن المختصر، و الشينة: القبيحة.
8- الأصل: قال، و المثبت عن م.
9- طبقات خليفة بن خيّاط ص 108 رقم 384.
10- بالأصل و م: المدني، و التصويب عن طبقات خليفة.

أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1) قال: في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: عطية بن عمرو السعدي من بني سعد.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال:

و من بني سعد بن بكر بن هوازن: عطية السعدي هو عطية بن قيس بن عامر بن عميرة (2) بن ملاّن بن ناصرة بن فصية بن سعد (3) بن بكر بن هوازن له ثلاثة أحاديث.

أنبأنا (4) أبو الغنائم محمّد بن علي، و حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الحسين، و أبو الغنائم، و أبو الفضل بن خيرون قالوا: أنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمّد - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو الحسن المقرئ، نا أبو عبد اللّه البخاري، قال (5):عطية بن عروة السعدي من سعد بن بكر له صحبة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (6):عطية بن عروة السعدي من سعد بن بكر، شامي، له صحبة، روى عنه ابن ابنه عروة بن محمّد بن عطية، عن أبيه، عن جده عطية السعدي سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عنه ربيعة بن يزيد، و عطية بن قيس.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأ أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنبأ سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليم، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد (7) بن إياس قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: عطية بن عروة السعدي من سعد بن بكر، يكنى أبا محمّد، ولاء على من المديني له.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو

ص: 466


1- طبقات ابن سعد 430/7.
2- بالأصل: عمير، و المثبت عن م.
3- بالأصل: سعيد، و المثبت عن م.
4- بالأصل: أنا، و المثبت عن م.
5- التاريخ الكبير للبخاري 8/7.
6- الجرح و التعديل 383/6.
7- «بن محمّد» ليس في م.

الطيب عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب (1)،نا يحيى بن محمّد بن صاعد، قال (2):

عطية بن عمرو السعدي من بني سعد بن بكر، و كان من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و قد روي عنه أحاديث.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: عطية بن عروة،- و قيل: ابن عمرو - السعدي من بني سعد بن بكر روى حديثه عروة بن محمّد بن عطية، عن أبيه، عن جده.

أنبأنا أبو علي الحداد (3) قال: قال لنا أبو نعيم: عطية السعدي من بني جشم (4) بن سعد، و قيل هو عطية بن سعد، و قيل: عطية بن عمرو بن عروة، و قيل عطية بن عروة، حديثه عند أولاده.

4718 - عطية بن قيس

أبو يحيى الكلابي المعروف بالمذبوح (5)

روى عن أبي الدرداء، و عمرو بن عبسة، و عبد اللّه بن عمر، و معاوية بن أبي سفيان، و عطية بن عروة السعدي، و بسر (6) بن عبيد اللّه (7)[و النعمان بن بشير (8)، و عبد الرّحمن بن غنم الأشعري، و يزيد بن عميرة، و أقرأ القرآن العظيم، فقرأ عليه ابن أبي حملة.

و روى عنه ابنه] (9) سعد بن عطية، و داود بن عمرو، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و أبو بكر بن أبي مريم، و عبد الواحد بن قيس، و عبد اللّه بن يزيد الدمشقي، و سعيد بن عبد العزيز، و زيد بن واقد، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

ص: 467


1- بالأصل:«عثمان بن محمّد و ابن محمّد بن المسار» و التصويب عن م، و قياسا إلى سند مماثل.
2- كذا بالأصل و م، و رد السند، و يبدو أن فيه سقطا.
3- بالأصل: الحدادي، و المثبت عن م.
4- بالأصل: خيثم، و المثبت عن م.
5- انظر ترجمته و أخباره في: تهذيب الكمال 94/13 و تهذيب التهذيب 145/4 و التاريخ الكبير 9/7 و طبقات ابن سعد 460/7 و سير أعلام النبلاء 324/5 و الجرح و التعديل 383/6 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 121-140 ص 178).
6- بالأصل و م: و بشر، و المثبت عن تهذيب الكمال.
7- الأصل: عبد اللّه، و المثبت عن م و تهذيب الكمال.
8- في م: بشر، و التصويب عن تهذيب الكمال.
9- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.

و كانت داره بدمشق بناحية الحير قبلة كنيسة اليهود.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، ثنا أبو القاسم البغوي، نا أبو نصر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس عن قزعة بن يحيى قال:

انطلقنا إلى أبي سعيد الخدري في رجال من أهل العراق، فسألوه فقلت: أما أنا فلا أسألك إلاّ عن فرائض اللّه عز و جل، قال: إنّه لا خير لك في أن تعلم ذلك، ثم قال: أما إذا أبيت (1) لقد كانت الصلاة تقام فينطلق أحدنا إلى حاجته بالبقيع و يتوضأ و يرجع و إنّهم لفي الركعة الأولى.

أخبرنا أبو منصور (2) بن عبد المنعم بن أحمد بن ماشاذاه، أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس (3)،أنا أبو عمر القاسم بن جعفر، أنبأ أبو هاشم، نا يحيى بن عثمان، نا بقية بن الوليد، حدّثني أبو بكر بن أبي مريم، حدّثني عطية بن قيس، عن معاوية بن أبي سفيان (4) أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«العين وكاء السّه (5) فإذا نامت العين استطلق الوكاء» (6)[8155].

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن أبي حمزة، عن أبي محمّد السلمي، أنبأ تمام بن محمّد، أخبرني أبي، نا أبو العباس محمّد بن جعفر بن ملاّس، نا الحسن بن محمّد بن بكّار، قال: سمعت أبا مسهر يقول:

كان مولد عطية بن قيس الكلابي في حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في سنة سبع، و غزا في خلافة معاوية، و توفي سنة عشر و مائة (7).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي قال (8):

ص: 468


1- الأصل: إذا ثبت، و بدون إعجام في م، و المثبت عن المختصر.
2- هو محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن ماشاذاه، أبو منصور ترجمته في سير أعلام النبلاء 128/20.
3- بالأصل: قيس، تصحيف، و التصويب عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 337/18.
4- بالأصل: جعفر، و المثبت عن م و فوقها فيها ضبة.
5- السّه: الاست.
6- الوكاء: رباط القربة و غيرها.
7- تهذيب الكمال 96/13 (طبعة دار الفكر).
8- تهذيب الكمال 96/13.

حدّثني رجل من بني عامر من أهل الشام، قال (1):عطية بن قيس الكلابي كان من التابعين، و كان لأبيه صحبة مولى لبني (2) بكر بن كلاب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي (3)،قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون - قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا محمّد بن أحمد بن الحسين، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط ، قال (4):في الطبقة الثانية من أهل الشامات: عطية بن قيس، كلابي (5)، دمشقي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنبأ يوسف بن رياح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد الدّولابي، نا معاوية بن صالح قال: عطية بن قيس الكلابي أدرك معاوية.

قال أبو مسهر: مات بعد قتل الخوارج.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال (6):في الطبقة الرابعة من تابعي أهل الشام: عطية بن قيس، و كان معروفا، و له أحاديث.

أنبأنا أبو الغنائم النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، قال: أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (7):

عطية بن قيس الكلاعي (8) الشامي عن معاوية و قزعة (9)،روى عنه مكحول، و ربيعة بن يزيد، و أبو بكر بن أبي مريم، و داود بن عمرو، و نسبه عبد اللّه بن العلاء بن زبر (10)،و قال يزيد بن عبد ربه، أنبأ عبد الأعلى بن مسهر، قال: حدّثني سعد بن عطية أنّ أباه عطية مات

ص: 469


1- بالأصل: و أبي، و المثبت عن م و تهذيب الكمال.
2- الأصل: أبي، و المثبت عن م و تهذيب الكمال.
3- الأصل: الكتاني، تصحيف، و التصويب عن م، و السند معروف.
4- طبقات خليفة بن خيّاط ص 569 رقم 2955.
5- طبقات خليفة: كلاعي.
6- طبقات ابن سعد 460/7.
7- التاريخ الكبير للبخاري 9/7.
8- كذا بالأصل و م و التاريخ الكبير، و قد مرّ:«الكلابي». و في تهذيب الكمال: الكلابي و يقال: الكلاعي.
9- ضبطت بالتحريك عن تبصير المنتبه 1131/3 و تقريب التهذيب.
10- في التاريخ الكبير: زيد، تصحيف، و قد نبه محققه إلى أن الصواب:«ابن زبر».

سنة إحدى و عشرين و مائة، و هو ابن أربع و مائة سنة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلال - إذنا و شفاها - قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنبأ حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (1):

عطية بن قيس الكلابي أبو يحيى روى عن ابن عمر، و معاوية، روى عنه ابنه سعد بن عطية، و أبو بكر بن أبي مريم، و داود بن عمرو الدمشقي، و مات و هو ابن مائة و أربع سنين، سمعت أبي يقول ذلك، و سمعته يقول: عطية مولى لبني (2) عامر الذي يروي عن يزيد بن بشر، عن [ابن] عمر عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«بني الإسلام على خمس»[8156].

روى عنه سالم بن أبي الجعد، و هو عطية بن قيس رأى ابن أم مكتوم يوما من أيام الكوفة عليه درع سابغ يجرها؛ سئل أبي عن عطية بن قيس فقال: صالح الحديث.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، نا ناصر بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد الكندي، نما أبو زرعة قال في الطبقة الثالثة: عطية بن قيس الكلابي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأ أبو الحسن الرّبعي، أنا أبو الحسين الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة أبو يحيى عطية الكلاعي (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور، أنبأ أبو سعيد بن حمدون، أنبأ مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو يحيى عطية بن قيس الكلابي عن معاوية و قزعة، روى عنه ربيعة بن يزيد، و ابن أبي مريم.

قرأت على أبي الفضل [بن] (4) ناصر عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا

ص: 470


1- الجرح و التعديل 383/6.
2- الأصل: أبي، و المثبت عن م و الجرح و التعديل.
3- تهذيب الكمال 95/13 ط . دار الفكر.
4- زيادة عن م.

الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو يحيى عطية بن قيس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنبأ أبو القاسم هبة اللّه (1) بن أحمد بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي، نا عبد اللّه بن أحمد، قال: سمعت أبي يقول: عطية بن قيس الكلابي كنيته أبو يحيى (2).

أنبأنا أبو جعفر [محمّد] (3) بن أبي علي، أنا بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد، قال:

أبو يحيى عطية بن قيس الكلابي - و يقال: الكلاعي - الشامي، من أهل حمص، عن أبي عبد الرّحمن معاوية بن أبي سفيان القرشي، روى عنه ربيعة بن يزيد الدمشقي، و أبو بكر بن أبي مريم الغساني.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن أحمد (4) المقدسي، أنا مسعود بن ناصر السجزي (5)،أنا عبد الملك بن الحسن الكازروني، قال: أنا أبو نصر أحمد بن الحسين (6)الكلاباذي قال:

عطية بن قيس الكلابي الشامي، حدث عن عبد الرّحمن بن غنم (7) الأشعري، روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر في الأشربة، قال البخاري: قال يزيد بن عبد ربه، أنا عبد الأعلى بن مسهر، حدّثني سعد (8) بن عطية أن أباه عطية مات سنة إحدى و عشرين و مائة [و هو ابن أربع و مائة سنة] (9).

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، أنا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو

ص: 471


1- الأصل: هبة، و المثبت عن م.
2- راجع الكنى و الأسماء للدولابي 165/2.
3- زيادة عن م.
4- «بن أحمد «مكانه بياض في م.
5- الأصل:«مسعود و ما السحرى» و في م:«أبو مسعود و ناصر السحرى» كلاهما تصحيف، صوبنا الاسم قياسا إلى سند مماثل.
6- بالأصل:«أبو نصر أخبرني الحسين الكلاباذي» و في م:«أبو نصر أحمد بن الكلاباذي» صوبنا الاسم قياسا إلى أسانيد مماثلة.
7- بالأصل: غنيم، و في م: عثمان، و كلاهما تصحيف.
8- الأصل و م: سعيد، و المثبت عن كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 408/1.
9- ما بين معكوفتين زيادة عن الجمع بين رجال الصحيحين.

الميمون، نا أبو زرعة (1)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز عن عطية بن قيس الكلابي قال: غزوت في خلافة معاوية فارسا، و علينا عبيدة بن قيس العقيلي، ففتحنا ساسمة (2) فبلغ نفلي مائتي دينار.

قال: و نا أبو زرعة (3) حدّثني الحكم بن نافع [قال:] نا أبو بكر بن أبي مريم عن عطية بن قيس قال: غزونا في خلافة معاوية مع مالك بن عبد اللّه الخثعمي.

قال: و نا أبو زرعة (4) حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم نا الوليد بن مسلم قال: ذكرت لسعيد بن عبد العزيز قدم عطية بن قيس فقال: لقد سمعته يقول: إنه كان فيمن غزا القسطنطينية في ولاية معاوية، فإنه ممن شهد فتح حصنهم الذي يقال له؛ المدى (5)،على خليج القسطنطينية.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الحسين الصيرفي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا إجازة.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأ الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو الحسن - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول:

عطية بن قيس الكلابي دمشقي غزا في زمن معاوية.

حدّثني عبد الرّحمن، نا الوليد قال:

ذكرت لسعيد بن عبد العزيز قدم عطية بن قيس فأخبرني عن عطية أنه غزا في زمن معاوية، و أنه شهد فتح حصن من حصونهم يقال له المدني.

ذكر عمر بن ثابت عن أبي أيوب: عام المدني.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال (6):سألت عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن عطية بن قيس قال:

كان أسنّهم - يعني أسنّ أقرانه - و كان غزا مع أبي أيوب الأنصاري. قال: و كان هو

ص: 472


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 345/1.
2- كذا بالأصل و م و تاريخ أبي زرعة، و لم أوفق إليه.
3- تاريخ أبي زرعة 345/1.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 346/1.
5- الأصل:«المدن» و المثبت عن م و أبي زرعة.
6- المعرفة و التاريخ 397/2-398.

و إسماعيل بن عبيد اللّه (1) قارئي الجند (2).

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (3)،نا هشام.

ح و أخبرنا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)، حدّثني هشام، حدّثني الهيثم بن عمران، حدّثني ابنه - يعني عطية بن قيس - عن أبيه أنه كان يدخل مع مشيخة الجند - و قال أبو زرعة: مشيخة المسجد على معاوية. و في (5) حديث يعقوب: حدّثني ابن عطية بن قيس.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (6)،نا هشام بن عمار.

ح و أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو ميمون نا أبو زرعة (7) حدّثني هشام.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و علي بن زيد، قالا: أنا نصر بن إبراهيم الزاهد - زاد ابن المسلّم: و عبد اللّه بن عبد الرزاق - قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنبأ أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمار.

نا الهيثم بن عمران قال: سمعت عبد الواحد بن قيس السلمي - زاد يعقوب: و هو أبو عمرو بن عبد الواحد - قال: كان الناس يصلحون مصاحفهم على قراءة عطية بن قيس و هم (8) جلوس على درج الكنيسة من مسجد دمشق قبل أن تهدم.

أخبرنا أبو البركات، أنا أبو الفضل، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبو أمية (9)،نا أبي قال غير أبي زكريا من علمائنا (10):

أن عطية بن قيس و عبد اللّه بن عامر اليحصبي و يروى أنه قد... (11) معاوية، و كانا

ص: 473


1- عن م و المعرفة و التاريخ، و بالأصل: عبد اللّه.
2- مكان «قارئي الجند» بياض في م.
3- المعرفة و التاريخ 398/2.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 345/1.
5- الأصل: إلى، و المثبت عن م.
6- الخبر في المعرفة و التاريخ 398/2 و تاريخ أبي زرعة الدمشقي.
7- الخبر في المعرفة و التاريخ 398/2 و تاريخ أبي زرعة الدمشقي.
8- بالأصل: و هو، و التصويب عن م و المصدرين.
9- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 96/13 ط . دار الفكر.
10- قوله:«من علمائنا» مكانها بالأصل:«مرّ غلاما منا».
11- كلمة غير واضحة في الأصل و م و رسمها:«احد» أو «اهد» و هي ليست في تهذيب الكمال.

عالمي جند دمشق يقرءان الناس القرآن.(1) أخبرنا أبو محمّد [بن] (2) الأكفاني - شفاها - عن عبد العزيز بن أحمد، عن علي بن الحسن الرّبعي، نا أحمد بن عتبة، نا الهروي، نا أحمد بن البرقي، نا عمرو بن أبي سلمة قال:

سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: لم يكن أحد من الناس يطمع أن يفتح في مجلس عطية بن قيس شيئا من ذكر الدنيا (3).

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنبأ أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)، حدّثني عبد الرّحمن، عن عمرو بن أبي سلمة، عن سعيد بن عبد العزيز قال: ما كان أحد يطمع أن يفتتح الدنيا في مجلس عطية بن قيس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5)،نا هشام بن عمّار، قال الهيثم بن عمران:

قال: رأيت عطية بن قيس على شذر (6) ديباج محشو بريش جالسا عليه في المسجد.

أخبرنا أبو الحسن علي بن زيد (7)،قال: أنا نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، حدّثنا هشام بن عمّار، نا الهيثم، قال: رأيت عطية بن قيس على شذر ديباج محشوا من ريش جالسا عليه في المسجد.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل البخاري، قال: مات عطية بن قيس، و مكحول بعده - يعني قتل الجرّاح-.

ص: 474


1- قبلها تحويل إلى الهامش في م، و كتب عليه: أبو الحسن الفرضي و غيره إذنا.
2- زيادة عن م.
3- الخبر في تهذيب الكمال 96/13 (ط . دار الفكر) و سير أعلام النبلاء 325/5 و تاريخ الإسلام(121-140 ص 179).
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 346/1.
5- المعرفة و التاريخ 398/1.
6- كذا بالأصل و م و المعرفة و التاريخ، و معانيها لا تصح في هذا المقام انظر تاج العروس بتحقيقنا: شذر. و لعله يريد شاذر أو شوذر، و هو معرب على كل حال، و الشوذر الملحفة. و الشوذر الإتب و هو برد يشق ثمّ تلقيه المرأة على عنقها من غير كمين و لا جيب.(تاج العروس: شذر).
7- بالأصل:«أبو الحسن و علي بن رستم» صوبنا الاسم عن م، قارن مع المشيخة 143/أ.

قال: و نا البخاري، قال (1):و قال يزيد بن عبد ربه، أنا عبد الأعلى بن مسهر، حدّثني سعد (2) بن عطية أن أباه عطية مات سنة إحدى و عشرين و مائة، و هو ابن أربع و مائة سنة، و هو ابن قيس الكلاعي الشامي.

قال: و قال أحمد: هو الكلاعي أبو يحيى.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،أنا أبو مسهر، حدّثني سعد (4) بن عطية بن قيس قال: مات أبي و هو ابن أربع و مائة، سنة إحدى و عشرين و مائة.

أنبأنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين (5) بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني الوليد بن عتبة، و عبد الرّحمن بن عمرو، قالا: نا أبو مسهر، حدّثني سعد (6) بن عطية بن قيس أن أباه عطية بن قيس الكلابي مات و هو ابن أربع و مائة، سنة إحدى و عشرين و مائة.

4719 - عطية بن معبد المحاربي الدّارني

4719 - عطية بن معبد المحاربي الدّارني (7)

كان أمير الساحل.

روى عن عثمان بن عفان.

روى عنه: الأوزاعي، و خلاّد بن سليمان أبو سليمان (8) الحضرمي المصري.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو الميمون، نا أبو زرعة (9) قال في تسمية الأخوة من أهل الشام قال: أخوان ثابت بن معبد المحاربي، و عطية بن معبد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، نا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة (10) قال في الطبقة الرابعة من تابعي أهل الشام: عطية بن

ص: 475


1- انظر التاريخ الكبير 9/7.
2- بالأصل و م: سعيد، و المثبت عن التاريخ الكبير، و تهذيب الكمال 96/13 طبعة دار الفكر.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 696/2.
4- بالأصل و م و تاريخ أبي زرعة سعيد، تصحيف، و الصواب ما أثبت.
5- الأصل: الحسن، تصحيف، و التصويب عن م.
6- بالأصل و م: سعيد، و المثبت عن التاريخ الكبير، و تهذيب الكمال 96/13 طبعة دار الفكر.
7- له ذكر في تاريخ داريا ص 103.
8- الأصل: سليم، تصحيف، و المثبت عن م، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 521/5.
9- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 66/1.
10- تاريخ أبي زرعة 62/1.

معبد، و أخوه ثابت بن معبد محاربيين.

أخبرنا أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن.

و حدّثني أبو بكر اللفتواني، أنا أبو بكر الباطرقاني، أنبأ أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد بن يونس قال:

عطية بن معبد المهري، و يقال المحاربي و هو أصح، و هو أخو ثابت بن معبد الشامي، روى عنه خلاد بن سليمان.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمّي أبو القاسم، عن أبيه، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس.

عطية بن معبد المهري، و يقال: المحاربي، و هو عندي أصح، يروي عن عثمان بن عفان، و ما أحسبه سمع منه، و هو أخو ثابت بن معبد، دمشقي، قدم إلى مصر، روى عنه خلاد بن سليمان، و حديثه في الجزء الثالث من كتاب الجهاد لابن وهب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (1)،أنا علي بن محمّد بن طوق الطبراني، أنا عبد الجبار محمّد بن مهنى الخولاني (2)،قال: و ثابت، و عطية ابنا معبد المحاربيان من ساكني داريا. روى عنهما الأوزاعي، و ذكرهما عبد الرّحمن بن إبراهيم في التابعين.

4720 - عطية مولى سلّم بن زياد

4720 - عطية مولى سلّم بن زياد (3)(4)

من أهل دمشق.

روى عن حذيفة بن اليمان، و عبد اللّه بن معانق الأشعري.

و ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أنه روى عن معاذ بن جبل.

روى عنه: عبد الرّحمن بن ميسرة، و برد بن سنان، و ثور بن يزيد.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، أنا محمّد بن هارون الروياني، نا ابن إسحاق، و هو أبو بكر الصغاني، أنا عبد اللّه بن يوسف،

ص: 476


1- في م: الكناني، تصحيف.
2- تاريخ داريا ص 103.
3- زيد في م: و يقال: مولى السلم.
4- ترجمته في الجرح و التعديل 384/6 و التاريخ الكبير 12/7.

نا عبد الرّحمن بن ميسرة الدمشقي، عن عطية مولى السلمي (1)،عن عبد اللّه بن معانق الأشعري، عن عبد الرّحمن بن غنم الأشعري، عن أبي ذرّ أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«من أقام الصلاة، و آتى الزكاة، و مات لا يشرك باللّه شيئا فإنّ على اللّه أن يغفر له، إن هاجر أو مات في مولده» قالوا: يا رسول اللّه أ لا تبشّر بها أصحابك ؟ قال:«دعوا الناس فليعملوا فإنّ في الجنّة مائة درجة ما بين كلّ درجتين كما بين السماء و الأرض أعدّها اللّه للمجاهدين في سبيله، و لو لا أن أشقّ على الناس بعدي ما تخلّفت عن سرية أبعثها، و لكن لا يجدون سعة فيتبعوني، و لا تطيب أنفسهم أن يتخلّفوا بعدي، و لا أجد ما أفضل به عليهم، و لوددت أن أقتل ثمّ أحيا ثمّ أقتل»[8157].

رواه مروان الطاطري (2) عن عبد الرّحمن بن ميسرة مختصرا.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنبأ أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأ أبو أحمد - زاد أحمد:

و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال:

عطية مولى السلامي (3) قال عبد اللّه بن يوسف، نا عبد الرّحمن بن ميسرة الدمشقي عن عطية مولى السلم (4) عن عبد اللّه بن معانق الأشعري، عن عبد الرّحمن بن غنم الأشعري، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من أقام الصلاة و آتى الزكاة، و مات لا يشرك باللّه شيئا، فإنّ حقا على اللّه أن يغفر له» الحديث بطوله.

و سقط من روايتنا ذكر عبد الرّحمن بن غنم و هو (5) في نسخة أخرى.

و في رواية مروان بن محمّد، عن عبد الرّحمن بن مسروق، عن عطية، عن ابن معانق، عن ابن غنم عن أبي ذرّ الغفاري.

كما رواه محمّد بن إسحاق، عن عبد اللّه بن يوسف.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، نا أبو نعيم

ص: 477


1- كذا بالأصل و م.
2- بالأصل: الطاهري، تصحيف، و الصواب عن م، و هو مروان بن محمّد بن حسان. ترجمته في سير أعلام النبلاء 510/9.
3- التاريخ الكبير 12/7.
4- كذا بالأصل و م، و في التاريخ الكبير: السلام.
5- «و هو» كتبت بالأصل فوق الكلام بين السطرين.

الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن عبدوس بن كامل السراح، نا عبد اللّه بن عمر بن أبان.

ح قال: و نا الحسين بن إسحاق، و عبدان بن أحمد [قالا: نا أحمد بن جوّاس الحنفي] (1) قالا: نا عتير بن القاسم نا برد بن سنان، عن عطية مولى سلّم بن زياد، عن حذيفة يرفعه قال:

أتتكم الفتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا و يمسي كافرا، و يمسي مؤمنا و يصبح كافرا، يبيع أحدكم دينه بعرض من الدنيا قليل.

قلت: فكيف نصنع يا رسول اللّه ؟ قال:«تكسر يدك» قال: قلت: فإن انجبرت ؟ قال:

«تكسر الأخرى»، قلت: فإن جبرت ؟ قال:«تكسر رجلك» قلت: فإن انجبرت ؟ قال:«تكسر الأخرى» قلت (2):فإن جبرت، قال:«تكسر رجلك» قلت: فإن جبرت ؟ قال:«تكسر الأخرى»، قلت (3):حتى متى ؟ قال:«حتى تأتيك يد خاطئة أو ميتة (4) قاضية»[8158].

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلال إذنا شفاها (5) قالا: أنبأ أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (6)،قال: عطية مولى السّلم روى عن معاذ بن جبل، روى عنه ثور بن يزيد، و برد بن سنان، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أبو الحسن الدمشقي - إجازة-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: عطية مولى السّلم دمشقي.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر الحافظ ، قال (7):

ص: 478


1- الزيادة عن م لتقويم السند.
2- ما بين الرقمين ليس في م.
3- ما بين الرقمين ليس في م.
4- في م: منيه.
5- «إذنا شفاها» عن م و مكانها بالأصل:«؟؟؟؟ نجاها».
6- الجرح و التعديل 384/6.
7- الاكمال لابن ماكولا 345/4 و 346.

أما سلّم بفتحها (1) فقال ابن الكلبي في نسب قضاعة و من ولده النّمر بن وبرة بن تغلب التيم و وائل - و هو خشين - فولد خشين ابن النمر مرا و السّلم و هم قليل، و العدد في مر، و سلّم بطن من لخم.

قال ابن ماكولا: و عطية مولى السّلم عداده في أهل الشام.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، و أبو البركات الأنماطي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري و ثابت، قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر، قالا: نا الوليد، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (2):عطية مولى السلم شامي ثقة.

4721 - عفير بن زرعة بن عفير بن الحارث

ابن النعمان بن قيس بن عبيد بن سيف بن ذي يزن

و اسمه عامر بن أسلم بن زيد بن سهل بن عمر (3)

ابن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل

ابن عوف بن حمير بن قطن بن عوف بن زهير بن أيمن

ابن حمير بن سبأ الحميري (4)

كان سيدا بالشام في أيام معاوية بن أبي سفيان، و عبد الملك بن مروان، و كان من الدين و الفضل بمكان.

بلغني أنه خرج في جيش الصائفة إلى أرض الروم، و وجّهه معاوية فوقع في الجيش اختلاط ، فخرج عفير ليصلح بين الناس و عليه برنس (5)،فجذب برنسه رجل من قيس فلم يمس في ذلك الجيش قيسي إلاّ مكتوفا، فجعل الرجل من اليمانية يقول لكتيفه: لعلك ممن مسّ برنس عفير، فيقول: لا و اللّه، فيقول: لو كنت منهم لضربت عنقك، ثم طلب فيهم عفير فأرسلوا، و فيه جرى المثل: جبار (6) دم من مسّ برنس عفير.

ص: 479


1- يعني بفتح اللام، كما يفهم من عبارة ابن ماكولا.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 336 رقم 1144.
3- في جمهرة ابن حزم ص 432 عمرو.
4- له ذكر في جمهرة ابن حزم ص 436.
5- البرنس بالضم قلنسوة طويلة، أو كل ثوب رأسه منه، دراعة كان أو جبة أو ممطرا.(القاموس المحيط ).
6- جبار: بالضم: الهدر و الباطل، و الجبار من الحروب: ما لا قود فيها، و كل ما أفسد و أهلك (القاموس: جبر).

4722 - عقال بن شبّة بن عقال بن صعصعة بن ناجية

ابن عقال بن محمّد بن سفيان بن مجاشع بن دارم

ابن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم

ابن مرّ بن طابخة بن إلياس (1)

حدّث عن أبيه.

روى عنه إبراهيم بن إسحاق بن داحة المدني.

و حكى عنه عبد العزيز بن عمران.

و كان في صحابة هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا محمّد بن مرزوق البصري، نا عبد اللّه بن حرب الهلالي، حدّثني إبراهيم بن إسحاق بن داحة المدني، قال: حدّثني عقال بن شبة بن عقال بن صعصعة المجاشعي (2) حدّثني أبي عن جدي عن أبيه صعصعة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال له:«احفظ ما بين لحييك و ما بين رجليك» قال: فولّيت و أنا أقول: حسبي (3)[8159].

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليم، نا الزّبير بن بكار، قال:

و حدّثني إبراهيم بن المنذر، عن عبد العزيز بن عمران، أخبرني عقال بن شبّة قال: قالت أم تميم بن مرّ: و ولدت نسوة - فقالت للّه عليّ لئن ولدت غلاما لأعبّدنّه للبيت، فولدت الغوث أكبر ولدها ابن مرّ، فلما ربطته عند البيت أصابه الحرّ، فمرّت به و قد سقط و ذوى و استرخى، فقالت ما صار ابني إلاّ صوفة [فسمي صوفة] (4) فكان الحج، و إجازة الناس من عرفة إلى منى، و من منى إلى مكة لصوفة فلذلك يقول حنّ بن ربيعة العذري:

أخذت الحج من عدوان غصبا *** و لو أدركت صوفة لاشتفيت

فلم تزل الإجازة إلى عقب صوفة حتى أخذته (5) عدوان، فلم تزل في عدوان حتى

ص: 480


1- له ذكر في الإصابة 186/2 ترجمة صعصعة بن ناجية.
2- الأصل و م: المجاشع.
3- انظر الإصابة 186/2 ترجمة صعصعة بن ناجية.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن م، و في تاج العروس بتحقيقنا: صوف: سمي صوفة لأن أمه جعلت في رأسه صوفة و جعلته ربيطا للكعبة يخدمها.
5- كذا بالأصل و م، و الأشبه: أخذتها.

أخذتها قريش، قال: ثم كان الحج مختلفا، فكانت قريش تدفع لمن معها من المزدلفة و كان أبو سيّارة (1) يدفع بقيس من عرفة، و أبو سيارة من بني عبد بن معيص بن عامر بن لؤي، و قيس أخواله، و كانت بكر بن وائل تدفع بكندة، فلذلك يقول أبو طالب (2):

و كندة إذ ترمي الجمار عشية (3) *** يجيز بها حجاج بكر بن وائل

إنما أخذ الإجازة لأخيه لأمه قصي بن كلاب.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الوحش سبيع بن المسلم عن رشأ بن نظيف.

ح و أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنا سهل بن بشر، أنا رشأ إجازة أنا أبو القاسم حمزة بن عبد اللّه بن الحسن الطرابلسي بها، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن طالب البغدادي، نا أبو بكر بن دريد، نا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال:

دخل عقال بن شبة على هشام بن عبد الملك فأراد أن يقبل يده فمنعه و قال: مه، لا يفعل هذا من العرب إلاّ الهلوع (4)،و لا من العجم إلاّ الخضوع.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير (5)،حدّثني أحمد بن زهير، نا علي بن محمّد، عن و سنان الأعرجي، حدّثني ابن أبي نخيلة عن عقال بن شبة قال:

دخلت على هشام و عليه قباء (6) فنك (7) أخضر فوجهني إلى خراسان، فجعل يوصيني و أنا انظر إلى القباء ففطن فقال: ما لك ؟ فقلت: رأيت عليك قبل أن تلي الخلافة قباء فنك أخضر، فجعلت أتأمل هذا أ هو ذاك أم غيره ؟ قال [هو و اللّه الذي لا إله إلاّ هو ذاك، ما لي قباء

ص: 481


1- هو عميلة بن خالد العدواني، كان له حمار أسود أجاز الناس عليه من المزدلفة إلى منى أربعين سنة، و كان يقول: أشرق ثبير كيما نغير، أي كي نسرع إلى النحر، فقيل: أصح من عير أبي سيارة (تاج العروس بتحقيقنا مادة: سير).
2- البيت من قصيدة لأبي طالب، سيرة ابن هشام 293/1.
3- صدره في سيرة ابن هشام: و كندة إذ هم بالحصاب عشية
4- الهلوع: من يجزع و يفزع من الشر، و يحرص و يشح على المال، أو الضجور لا يصبر على المصائب (القاموس المحيط : هلع).
5- تاريخ الطبري (حوادث سنة 125 عنوان: ذكر بعض سير هشام)218/4 (ط بيروت).
6- قباء: ثوب يلبس فوق الثياب.
7- فنك: بالتحريك، دابة فروتها أطيب أنواع الفراء و أشرفها و أعدلها،(القاموس المحيط : فنك).

غيره، و أما ما ترون من جمعي هذا المال و صونه فإنه لكم، قال:] (1) و كان عقال مع هشام، فأما شبة أبو عقال بن شبة [فكان مع عبد الملك بن مروان، و كان عقال يقول: دخلت على هشام فدخلت على رجل محشو عقلا] (2).

بلغني أن عقال بن شبّة عاش إلى زمن المنصور، و تكلم عند سليمان بن علي بالبصرة، فقال:

ألا ليت أم الجهم في جيرة لها *** ترى حيث قمنا بالعراق مقامي

عشية بذّ الناس جهري و منطقي *** و بذ كلام الناطقين كلامي

4723 - عقال بن هاشم القيني

شاعر شامي. وفد على يزيد بن الوليد. و أدرك الدولتين معا، و كان بينه و بين ابن ميادة مفاخرة.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن كامل المقدسي قال: كتب إليّ أبو جعفر ابن المسلمة يذكر أن أبا عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني أجاز لهم قال (3):

عقال بن هاشم القيني، من بني القين بن جسر، كان يهاجي ابن ميادة و اسمه الرّمّاح، فاجتمعا بباب الوليد بن يزيد فتقاولا، ففخر ابن ميادة بالشعر، و فضل شعراء قيس و خندف، فقال عقال يفضل اليمن (4):

ألا أبلغ الرماح نقض مقالة *** بها خطل الرماح أو كان يمزح

لئن كان في قيس و خندق ألسن *** طوال و شعر سائر ليس يقدح

لقد خرق الحي اليمانون قبلهم *** بحور الكلام تستقى و هي تطفح

و وفد عقال على أي العباس السفاح، فمدحه بقصيدة ختمها بقوله:

و حل عقالا من عقال ابن هاشم

فأمر له بعشرة آلاف درهم، و قال: هي لك عندنا كل عام، و كان يأخذها حياة أبي العباس، ثم فعل ذلك أيام المنصور فقال أبياتا آخرها:

فقلت و ما أنت بنافعة لنا *** ألا ليت أياما مضين رواجع

ص: 482


1- الزيادة بين معكوفتين أضيفت عن تاريخ الطبري.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و الطبري.
3- ليس لعقال بن هاشم أي ذكر في معجم الشعراء المطبوع للمرزباني.
4- الخبر و الأبيات في الأغاني 309/2 ضمن أخبار ابن ميادة.

ذكر من اسمه عقبة

4724 - عقبة بن بجرة بن جارية بن قتيرة

4724 - عقبة بن بجرة (1) بن جارية بن قتيرة

و يقال: قترة الكندي ثمّ التجيبي المصري (2)

ممن أدرك زمان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و صحب أبا بكر الصديق.

و شهد اليرموك، و كانت معه راية كندة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان (3)،نا ابن بكير، و أبو الطاهر، قالا: نا ابن وهب، قال: قال ابن لهيعة: إنّ راية كندة كانت عام اليرموك مع عقبة بن بجرة بن جارية بن قترة.

قال ابن لهيعة: و حدّثني يزيد بن حبيب، و جعفر بن ربيعة: أن أمير المسلمين يومئذ أبو عبيدة بن الجرّاح، و كان عددهم ثلاثين ألفا و عدد الروم مائة ألف و عشرين ألفا.

كتب إلي أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي، و أبو الفضل أحمد (4) بن محمّد بن الحسن بن سليم، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، نا أبو سعيد بن يونس، حدّثني أبي، عن جدي نا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة أخبرني الحارث بن يزيد أن علي بن رباح حدثه أنه سمع معاوية بن حديج يقول (5):

هاجرنا على زمان أبي بكر، فبتنا نحن عنده إذ طلع المنبر فقال: لقد قدم علينا برأس

ص: 483


1- بجرة بضم الموحدة و سكون الجيم (عن الإصابة).
2- ترجمته في الإصابة 107/3.
3- لم أعثر على الخبر في المعرفة و التاريخ المطبوع، نقله ابن حجر في الإصابة عن يعقوب بن سفيان مختصرا.
4- الأصل:«و أحمد» و الصواب عن م، و المشيخة 15/ب.
5- من هذه الطريق رواه ابن حجر في الإصابة 108/3.

يناق البطريق، و لم يكن لنا به حاجة إنّما هذه سنة العجم، قم يا عقبة، فقام رجل منا يقال له:

عقبة بن بجرة فقال أبو بكر: إنّي لا أريدك إنّما أريد عقبة بن عامر (1).

قال: و نا أبو سعيد بن يونس، قال: عقبة بن بجرة بن جارية بن قتيرة التّجيبي، كان ممن أسلم و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حيّ ، و صحب أبا بكر الصديق، و شهد الفتح و هو أخو مقسم بن بجرة، روى عنه معاوية بن حديج.

4725 - عقبة بن رؤبة بن العجاج

و اسمه عبد اللّه بن رؤبة.

راجز ابن راجز ابن راجز.

وفد على الوليد بن عبد الملك.

قرأت في كتاب عبد الوهاب الميداني سماعه من أبي سليمان بن زبر، نا أبي عبد اللّه بن أحمد.

قال: و أنا أبو علي بن المدائني، عن عقبة بن رؤبة بن العجاج قال: أوفد إبراهيم بن عربي وافد من اليمامة أنا فيهم و أبي و جرير بن الخطفى إلى الوليد بن عبد الملك فاحتلبنا.... (2) و أهدي لنا مطبق من لحم،.... (3) من لبن فطبخنا ذلك به، و أكلنا، و حسونا المرق، فأكلت أكلة لم تزل ذفرياي (4) تسح عرقا حتى قدمنا الشام. فلما كنا بحوارين قال أبي: يا بني، إنا قد أتينا هذا الرجل و قد ولدته كريمة من كرائم العرب و لم يذكرها بشيء، فقلت:

إلى ابن مروان وقع الأنس *** و أتيت عباس و بع عبس

فقلت أبياتا، فضرب أبي خيشوم راحلتي و قال: أنا أحق بها منك فاشتركنا فيها.

فلما قدمنا دعينا قبل جرير فأنشد أبي فقال له الوليد: ويحك قل مثل الذي قلت لابن معمر، فأنشده هذه الأبيات فقال: قد أحدث و ليس مثل ذلك. قال: يا أمير المؤمنين حمة كانت فذهبت، قال: أ تحسن الهجاء؟ قال: ما في الأرض يا أمير المؤمنين رجل بيده صناعة إلاّ و هو على الإساءة فيها أقدر منه على الإحسان، قال: فما يمنعك أن تهجو من هجاك من عدوك ؟ قال: يا أمير المؤمنين إنّ اللّه أعطانا هيبة منعنا أن نظلم و حلما منعنا من أن نظلم فقال:

ص: 484


1- الأصل: عتبة، و المثبت عن م و الإصابة.
2- كلمة غير واضحة بالأصل و م.
3- كلمة غير واضحة بالأصل و م.
4- الأصل و م:«ذفراي» و ذفرياي مثنى ذفرى، و هو العظم الشاخص خلف الأذن.

هذا القول أحسن من شعرك، ثم خرجنا. فقال جرير: و ليس يعني لنا إليه ذنب - أما و اللّه يا ابن أم العجاج، إن وضعت كلكلي عليكما لأطحنكما طحنا لا تغني عنكما مقطعاتكما هذه شيئا.

أخبرنا أبو منصور خيرون، أنبأ أبو محمّد الجوهري - إجازة-.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي، ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنبأ الجوهري، نا محمّد بن العباس، نا محمّد بن القاسم الأنباري (2)،حدّثني محمّد بن المرزبان (3) حدثني أحمد بن أبي طاهر، نا عمر بن شبة، نا محمّد بن حجاج - هو الشراواني راوية (4) بشار - قال: دخل بشّار على عقبة بن سلّم (5) و عنده ابن لرؤبة بن العجاج فأنشده ابن رؤبة أرجوزة يمدحه بها، ثم أقبل على بشار بن رؤبة فقال له: يا أبا معاذ ليس هذا من طرازك (6) فغضب بشار بشار فقال: أ لي تقول هذا؟ أنا و اللّه أرجز منك و من أبيك، ثم غدا على عقبة بن سلّم فأنشده:

يا طلل (7) الحي بذات الصمد (8) *** باللّه خبر كيف كنت بعدي

يقول فيها:

بدت نجدّ وجلت عن خدّ *** ثم انثنت كالنّفس المرتد

و صاحب كالدّمّل الممد *** حملته في رقعة من جلدي

حتى اغتدى غير فقيد الفقد *** و ما درى ما رغبتي من زهدي

الحر يلحى و العصا للعبد *** و ليس للملحف مثل الرد

أسلم، و حييت أبا الملدّ *** و البس طرازي غير مسترد

للّه أيامك في معدّ *** و في بني قحطان ثمّ عدّي

ص: 485


1- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 116/7 و الأغاني 175/3 و الشعر و الشعراء ص 477.
2- الأصل:«الأبياري» و اللفظة غير واضحة في م من سوء التصوير، و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- بالأصل:«المريان» و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- بالأصل:«هو الشواد في رواية» و التصويب عن م و تاريخ بغداد.
5- الأصل و م و المختصر 94/17 و الشعر و الشعراء ص 477، و في تاريخ بغداد: مسلم.
6- بالأصل: طرازي، و التصويب عن م و تاريخ بغداد.
7- الرجز في ديوان بشار بن برد ط بيروت ص 84 و تاريخ بغداد 116/7 و الشعر و الشعراء ص 477، و الأغاني 3/ 175 و انظر تخريج القصيدة في ديوانه.
8- الصمد: موضع في ديار بني يربوع (كما في معجم ما استعجم)، و ماء للضباب،(كما في معجم البلدان).

يوما بذي طخفة (1) عند الجد *** و قبله قصدا بلاد الهند

و مضى فيها إلى آخرها.

فأمر له عقبة بجائزة و كسوة.

و قال ابن المرزبان: نا أحمد بن أبي طاهر، نا أبو الصلت العنزي عن التنوخي عن أبي دهمان الغلابي قال: حضرت بشار بن برد و عقبة بن رؤبة و ابن المقفع قعودا يتناشدون و يتحدثون و يتذاكرون، حتى أنشد بشار أرجوزته الدالية:

يا طلل الحي بذات الصمد

و مضى فيها، فاغتاظ عقبة بن رؤبة لما سمع فيها من الغريب، و قال: أنا و أبي فتحنا الغريب للناس، و أوشك و اللّه أن أغلقه، فقال له بشار: ارحمهم رحمك اللّه! قال: يا أبا معاذ. أ تستصغرني و أنا شاعر ابن شاعر ابن شاعر؟ قال: فأنت إذن من القوم الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.

4726 - عقبة بن عامر بن عبس بن عمرو بن عدي

ابن عمرو بن رفاعة بن مودوعة بن عدي بن عثم (2)

ابن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة

أبو عبس - و يقال: أبو حماد، و يقال: أبو عامر

و يقال: أبو الأسد، و يقال: أبو سعاد

و يقال أبو عمرو الجهني صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم (3).

روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أحاديث.

و روى عن عمر بن الخطاب.

روى عنه: أبو الخير مرثد بن عبد اللّه اليزني، و القاسم أبو عبد الرّحمن، و علي بن رباح، و أبو عشّانة حيّ بن يؤمن، و عبد الرّحمن بن شماسة، و أبو عمران أسلم التجيبي،

ص: 486


1- طخفة: موضع بعد النباج و بعد إمرة في طريق البصرة إلى مكة.
2- الأصل: غنيم، و المثبت عن المختصر، و في أسد الغابة و تهذيب الكمال و تهذيب التهذيب: غنم.
3- ترجمته في أسد الغابة 550/3 و الإصابة 482/2 و الاستيعاب (الترجمة 1824) و تهذيب الكمال 126/13 و تهذيب التهذيب 154/4 و طبقات ابن سعد 343/4 و العبر 64/1 و سير أعلام النبلاء 467/2 و تاريخ الإسلام (41-60 ص 271) و انظر بهامشه أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

و أبو قبيل المعافري، و أبو إدريس الخولاني، و جبير بن نفير، و شعيب بن زرعة، و دخين أبو الهيثم الحجري، و إياس من عامر، و مشرح بن هاعان، و سعيد بن المسيّب.

و سكن مصر، و كان البريد إلى عمر بفتح دمشق، و كانت له بها دار بناحية قنطرة سنان من نواحي باب توما.

أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد، أنا عبد الرزاق بن عمر بن موسى، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن ريان، نا محمّد رمح، أنبأ الليث.

[ح] (1) و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أبو القاسم غانم بن خالد، قالا: أنا أبو الطيب عبد الرزاق بن عمر بن موسى، قال: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أحمد بن عبد الوارث بن جرير (2)،ثنا عيسى بن حمّاد، نا الليث عن يزيد، عن أبي الخير، عن عقبة.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أعطاه غنما يقسمها على صحابته ضحايا، فبقي عتود (3) فذكره لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«ضحّ به أنت»[8160].

أخبرنا أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا سليمان بن شعيب الكسائي - بمصر - نا بشر بن بكر التّنّيسي - إملاء - نا موسى بن عليّ بن رباح، عن أبيه، عن عقبة بن عامر قال:

خرجت من الشام إلى المدينة، فخرجت يوم الجمعة، و دخلت المدينة يوم الجمعة، فدخلت على عمر فقال لي: متى أولجت خفيك في رجليك ؟ قال قلت؛ يوم الجمعة، قال:

فهل نزعتها؟ قال: قلت: لا، قال: أصبت السّنّة (4).

قال ابن صاعد: هذا الإسناد غريب ما سمعناه إلاّ من هذا الشيخ سليمان بن شعيب الكسائي بمصر.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي [ثنا (5) أبو الحسين بن

ص: 487


1- «ح» حرف التحويل أضيف عن م.
2- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 24/15.
3- العتود: الحولي من أولاد المعز.
4- سير أعلام النبلاء 467/5-468.
5- من هنا بياض بالأصل المعتمد (النسخة السليمانية)، مقداره صفحتين و المستدرك بين معكوفتين عن م، و سنشير إلى نهايته في موضعه.

المهتدي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن علي المقرئ، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد، ثنا أبو الأزهر، ثنا وهب... (1) قال سمعت يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر قال:

قدمت على عمر بفتح دمشق، و عليّ خفّان، فقال: كنت تمسح عليهما؟ قلت: نعم، قال: مذ كم ؟ قلت: من جمعة، قال: أصبت السنة.

قلت:... (2) من طريق... (3) علي بن رباح... (4) رواه عن عبد اللّه بن الحكم البلوي عنه كذلك.

رواه عنه... (5) مفضل بن فضالة و حيوة بن شريح.

فأما حديث مفضل.

فأخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن صرما (6)،أنا عبد اللّه بن الحسين بن محمّد الخلال، ثنا عبيد اللّه بن علي الصيدلاني، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد النيسابوري، حدّثني محمّد بن إبراهيم بن مسلم، أبو أمية الطرسوسي، نا معلى بن.... (7)

حدّثني مفضل بن فضالة نا يزيد بن أبي حبيب عن عبد اللّه (8) بن الحكم البلوي عن عليّ بن رباح عن عقبة بن عامر قال:

وفدنا إلى عمر و عليّ خفان من تلك الخفاف الغلاظ ، فقال: متى عهدك يا عقبة بلبسها؟ قلت: لبستها يوم الجمعة، و اليوم الجمعة، قال: أصبت السنة.

و أما حديث حيوة:

فأخبرناه أبو السعود بن المجلي نا أبو الحسين بن المهتدي نا عبيد اللّه بن أحمد بن علي المقرئ، ثنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري نا يونس أنا ابن وهب أخبرني حيوة قال: سمعت يزيد بن أبي حبيب يقول: حدّثني عبد اللّه بن الحكم عن عليّ بن رباح أن عقبة بن عامر حدثه:

أنه قدم على عمر بفتح دمشق، قال: و عليّ خفان، فقال لي عمر: كم لك يا عقبة مذ

ص: 488


1- كلمة غير واضحة في م.
2- كلمة غير واضحة في م.
3- كلمة غير واضحة في م.
4- كلمة غير واضحة في م.
5- كلمة غير واضحة في م.
6- في م:«صر» و بعدها بياض، و المثبت عن المشيخة 168/ب.
7- كلمة غير واضحة في م.
8- كذا، و في ترجمة علي بن رباح في تهذيب الكمال 265/13 أن الذي يروي عنه: الحكم بن عبد اللّه البلوي.

لم تنزع خفيك، فذكرت من الجمعة إلى الجمعة فقلت: ثمانية أيام، قال: أحسنت و أصبت السنة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر و أبو الفضل.

ح و أخبرنا أبو العز الكيلي أنا أبو طاهر.

قالا: أبو الحسين الأصبهاني، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط قال (1):و من جهينة بن يزيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة: عقبة بن عامر من ساكني مصر روى حديثا كثيرا (2)،مات سنة ثمان و خمسين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي - إملاء - نا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّويه، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن مسعد قال (3):

في الطبقة الثالثة من قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرّة بن زيد بن مالك (4) بن حمير ثم من جهينة بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف (5) بن قضاعة: عقبة بن عامر بن عبس الجهني و يكنى أبا عمرو قال: محمّد بن عمر: شهد صفين مع معاوية و تحول إلى مصر، فنزلها و بنى بها دارا، و توفي في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان.

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (6):

عقبة بن عامر بن عبس الجهني و يكنى أبا عمرو، صحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فلما قبض النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و ندب أبو بكر الناس إلى الشام خرج عقبة بن عامر فشهد فتوح الشام و مصر، و شهد مع معاوية صفين ثمّ تحول إلى مصر فنزلها و بنى بها دارا و توفي بها في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان و دفن بالمقطّم مقبرة أهل مصر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمّد بن سعد (7) قال:

ص: 489


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 202 رقم 761.
2- «روى حديثا كثيرا» ليس في طبقات خليفة بن خيّاط .
3- طبقات ابن سعد 343/4 و 344.
4- «بن مالك» ليس في ابن سعد.
5- فوقها في م ضبة.
6- طبقات ابن سعد 498/7.
7- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

في الطبقة الثالثة عقبة بن عامر بن عبس الجهني و يكنى أبا عمرو. قال الهيثم بن عدي: توفي آخر خلافة معاوية بالشام و كان نزلها و بنى بها دارا، و قد شهد صفين مع معاوية.

و قال عمر بن عمير: مات بمصر.

قال: و نا محمّد بن سعد قال في تسمية من نزل مصر من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

عقبة بن عامر، بنى بها دارا و صدقته بها إلى اليوم.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي ثمّ أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال:

و من جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة: عقبة بن عامر بن عبس الجهني يكنى أبا حماد، و كان يخضب بالسواد، مات سنة ثمان و خمسين، في زمن معاوية، بمصر، و دفن في مقبرة الفسطاط فيما ذكر عثمان بن صالح عن ابن (1) لهيعة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبار و محمّد بن علي و اللفظ له، قالوا - إملاء نا أبو أحمد - زاد أحمد:

و أبو الحسين الأصبهاني، قالا - أنا أحمد بن عبدان - أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (2):

عقبة بن عامر بن عبس أبو أسد الجهني والي مصر، و يقال: أبو حماد، قال إسحاق عن علي بن مهران: كنيته أبو عامر.

أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا، و أبو عبد اللّه الخلال إذنا و مشافهة قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (3):

عقبة بن عامر الجهني، و هو عامر بن عبس أبو حماد، و يقال (4) أبو أسيد والي مصر، و له صحبة، روى عنه أبو (5) الخير، و القاسم أبو عبد الرّحمن و شعيب بن زرعة، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 490


1- في م: أبي لهيعة.
2- التاريخ الكبير للبخاري 430/6.
3- الجرح و التعديل 313/6.
4- ما بين الرقمين لم يظهر في م لسوء التصوير.
5- ما بين الرقمين لم يظهر في م لسوء التصوير.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أملانا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتاب، أنا أحمد بن عمير إجازة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قراءة قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: عقبة بن عامر الجهني قال أبو سعيد: توفي بمصر، و قد كان بالشام، و لهم عنه أحاديث عدة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي قال:

عقبة بن عامر بن عبس الجهني سكن مصر، و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أحاديث.

قال ابن سعد: عقبة بن عامر الجهني. يكنى أبا عمرو، و يقال: أبا حمّاد، و شهد عقبة بن عامر صفين مع معاوية، و تحول إلى مصر فنزلها و بنى بها دارا، و توفي في آخر خلافة معاوية.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر قال:

قال أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد: هو عقبة بن عامر بن عابس، و يقال: ابن عبس، الجهني.

كتب إليّ أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، نا أبو سعيد] (1) بن يونس، قال:

عقبة بن عامر بن عبس الجهني، يكنى أبا حمّاد، شهد الفتح بمصر، و اختطّ بها، و ولي الجند بمصر لمعاوية بن أبي سفيان بعد [عتبة] (2) بن أبي سفيان سنة أربع (3)و أربعين، ثم أغزاه معاوية البحر سنة سبع و أربعين. و كتب إلى مسلمة بن مخلد بولايته على مصر، فلم يظهر مسلمة ولايته حتى رفع عقبة غازيا في البحر، فأظهر مسلمة ولايته، فبلغ ذلك عقبة، فقال: ما أنصفنا أمير المؤمنين عزلنا و غربنا (4)،توفي بمصر سنة ثمان و خمسين،

ص: 491


1- إلى هنا ينتهي السقط في المخطوطة السليمانية، و الاستدراك عن م.
2- سقطت من الأصل و أضيفت للإيضاح عن م.
3- بالأصل: أربعة، و التصويب عن م.
4- انظر ولاة مصر للكندي ص 60 و فيها أنه لما بلغ عقبة عزله قال: أخلعانا و غربة. و انظر سير أعلام النبلاء 468/5 و تاريخ الإسلام(41-60 ص 272).

و قبر في مقبرتها بالمقطم، و كان يخضب بالسواد، و آخر من حدّث عنه بمصر أبو قبيل.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا عبد اللّه بن مندة، قال:

عقبة بن عامر بن عبس بن عمرو بن عدي بن عمرو بن رفاعة بن مودعة بن عدي بن غنم بن الرّبعة بن رشدان بن قيس بن جهينة يكنى أبا حمّاد، و يقال: أبا أسد، و قيل أبو عبس، شهد فتح مصر، و اختطّ بها دارا، و ولي الجند لمعاوية بعد عتبة بن أبي سفيان سنة أربع و أربعين و توفي بمصر سنة ثمان و خمسين.

قاله أبو سعيد بن يونس بن عبد الأعلى.

و كان يخضب بالسواد و يقول: نسوّد أعلاها و تأبى أصولها.

روى عنه: عبد اللّه بن عباس، و أبو أيوب الأنصاري.

حدّثنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا أبو سعيد مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال: عقبة بن عامر بن عبس أبو الأسد، و يقال: أبو حمّاد (1).

و قال الواقدي: أبو عمرو الجهني المصري، و إليها، سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم روى عنه أبو الخير مرثد (2) بن عبد اللّه اليزني (3) و بعجة (4) بن عبد اللّه في الأضاحي و اللباس، و مواضع.

قال الهيثم بن عدي: توفي بالشام في آخر خلافة معاوية.

و قال الواقدي: مات بمصر، و لم يذكر التاريخ.

أنبأنا أبو علي الحداد (5)،قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ .

عقبة بن عامر بن عبس بن عمرو بن عدي بن عمرو بن رفاعة بن مودعة بن غنم بن الرّبعة بن رشدان بن جشم بن جهينة، و يكنى أبا حمّاد، سكن مصر، فقيل: أبو أسد و قيل أبو عبس، ولي الجيش لمعاوية بعد موت عتبة بن أبي سفيان، توفي بمصر آخر خلافة معاوية

ص: 492


1- أبو حماد، مكرر بالأصل، راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 381/1 و الكنى التي وردت فيه.
2- الأصل: يزيد، و اللفظة لم تظهر في م لسوء التصوير، و الصواب ما أثبت.
3- الأصل:«النزلى ؟؟؟» و في م:«البرنى» و الصواب ما أثبت.
4- الأصل:«معجة» و في م:«نعجة» و المثبت عن تهذيب الكمال.
5- الأصل: الحدادي، و المثبت عن م.

سنة ثمان و خمسين، كان يخضب بالسواد، و كان شاعرا روى عنه من الصحابة: أبو أمامة، و عبد اللّه بن عباس، و أبو أيوب الأنصاري، و نعيم بن همّار الغطفاني، حدث عنه أبو الخير و عليّ بن رباح، و أبو قبيل المعافري، و مشرح بن هاعان، و أبو عشّانة، و عبد الرّحمن بن شماسة، و أسلم التجيبي، و دخين الحجري، و إياس بن عامر، و سعيد بن المسيّب.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر الحافظ قال (1):

أما عبس بفتح العين و سكون الباء: أبو عبس عقبة بن عامر بن عمرو بن عدي بن عمرو بن رفاعة بن مودعة (2) بن عدي بن غنم بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة الجهني، و يكنى أيضا أبا حمّاد، روى عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و شهد فتح مصر، و اختطّ بها، توفي بمصر سنة ثمان و خمسين.

قاله ابن يونس.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، ثنا محمّد بن يعقوب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد.

قالا: نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول.

و أخبرنا أبو البركات، أنا أبو الفضل، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبو أمية بن الغلاّبي، نا أبي قال: قال يحيى يقول (3):عقبة بن عامر الجهني كنيته أبو حمّاد.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، أنبأ أحمد بن عبيد، أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة قال: و بلغني أن كنية عقبة بن عامر أبو حمّاد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو حمّاد عقبة بن عامر، و يقال (4):أبو عامر و يقال: أبو أسد، له صحبة.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي

ص: 493


1- الاكمال لابن ماكولا 88/6-89.
2- الاكمال: مودوعة.
3- كذا بالأصل.
4- بالأصل: و يقول، و اللفظة لم تظهر في م لسوء التصوير.

سليمان بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول:

عقبة بن عامر الجهني يكنى أبا حمّاد.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو الأسد عقبة بن عامر بن عبس والي مصر.

و قال في موضع آخر: أبو حمّاد عقبة بن عامر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال (1):عقبة بن عامر أبو حمّاد.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال (2):

أبو أسد و يقال: أبو عمرو، و يقال: أبو عامر، و يقال: أبو سعاد و يقال: أبو حمّاد عقبة بن عامر الجهني، جهينة بن زيد (3) بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة له صحبة من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان واليا لمصر.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة،[أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن العسكري، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو سلمة موسى بن إسماعيل نا جرير بن حازم] (4) أنا عبد اللّه (5) بن لهيعة، عن معروف بن سويد الجذامي، عن أبي عشّانة المعافري، عن عقبة بن عامر الجهني قال:

بلغني قدوم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و أنا في غنيمة لي فرفضتها و قدمت المدينة على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقلت:

يا رسول اللّه بايعني قال:«بيعة اعرابية تريد أو بيعة هجرة»، قال: قلت: لا بل بيعة هجرة، فبايعني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أقمت معه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ألا من كان هاهنا من معدّ فليقم»، فقام رجل و قمت معهم، فقال:«اجلس أنت»، فصنع ذلك ثلاث مرار.

فقلت: يا رسول اللّه أ ما نحن من معدّ؟ قال:«لا»، قلت: ممن نحن ؟ قال:«أنتم من

ص: 494


1- الكنى و الأسماء لدولابي 68/1.
2- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 57/2 رقم 428.
3- الأصل: يزيد، و المثبت عن م و الأسامي و الكنى.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م لتقويم السند.
5- في م: عبيد اللّه، تصحيف، ترجمته في تهذيب الكمال 450/10.

قضاعة بن مالك رحمه اللّه»[8161].

أنبأناه عاليا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو الزّنباع، نا سعيد بن عفير، نا ابن لهيعة، عن معروف بن سويد الوائلي، عن أبي عشّانة المعافري، قال:

سمعت عقبة بن عامر يقول على المنبر: قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم المدينة و أنا في غنم لي أرعاها فتركتها ثمّ ذهبت إليه، فقلت: تبايعني يا رسول اللّه، فقال:«ممن أنت ؟» فأخبرته، فقال:«إنّما أحب إليك أبيعة هجرة أم بيعة أعرابية ؟» فقلت: بيعة هجرة، فبايعني، ثم قال يوما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من هاهنا من معدّ فليقم»، فقمت، فقال:«اقعد»، ثم قال:«من هاهنا من معدّ»، فقمت، فقال:«اقعد»، ثم قالها الثالثة، فقمت، فقال:«اقعد» فقلت: ممن نحن يا رسول اللّه ؟ قال:«أنتم من قضاعة من مالك بن حمير»[8162].

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين، و أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين.

و أخبرنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن الفقيه عنهما، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد السلام بن (1) سعدان، أنا أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة، حدّثني عبد الصمد بن عبد اللّه، نا هشام بن عمار، نا يحيى بن حمزة، حدّثني يزيد بن أبي مريم، عن القاسم أبي عبد الرّحمن، عن عقبة بن عامر قال:

جئت في اثني عشر راكبا حتى حللنا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال أصحابي: من يرعى لنا إبلنا، و ننطلق فنقتبس من نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فإذا راح و رحنا أقبسناه ما سمعنا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، ففعلت ذلك أياما، ثم إنّي فكرت في نفسي، فقلت: لعلّي مغبون يسمع أصحابي ما لم أسمع، و يتعلمون ما لم أتعلم من نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فحضرت، و ما سمعت رجلا يقول: قال نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من توضأ وضوءا كاملا كان من خطيئته كيوم ولدته أمه»[8163].

فتعجبت لذلك، فقال عمر بن الخطاب: فكيف لو سمعت الكلام الأول كنت أشد عجبا، فقلت: اردد عليّ - جعلني اللّه فداك - قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من مات لا يشرك باللّه شيئا فتح اللّه له أبواب الجنة، يدخل من أيها شاء، و لها ثمانية أبواب»[8164].

قال: فخرج علينا نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فجلست مستقبله، فصرف وجهه عني حتى فعل ذلك مرارا، فلما كانت الرابعة قلت: يا نبيّ اللّه بأبي و أمي، لم تصرف وجهك عني ؟ فأقبل علي

ص: 495


1- بالأصل:«أن» تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 635/17.

فقال:«أ واحد أحبّ إليك أم اثنا عشر»؟، فلما رأيت ذلك رجعت إلى أصحابي[8165].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا زهير، نا وهب (1) بن جرير، نا موسى بن علي، قال: سمعت أبي يقول: سمعت عقبة بن عامر الجهني قال:

خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و نحن في الصّفّة (2)،و كان عقبة بن عامر من أصحاب الصّفّة، فقال:«أيكم يحبّ أن يغدو إلى بطحان (3) أو العقيق (4) فيأتي كل يوم بناقتين كوماوين (5) زهراوين (6) يأخذهما من غير إثم و لا قطع رحم ؟»، قلنا: كلّنا نحب ذلك يا رسول اللّه، قال فلأن يغدو أحدكم إلى المسجد فيقرأ أو يتعلم آيتين خير له من ناقتين، و ثلاثا (7) خير له من ثلاث، و أربعا خير له من أربع، و من أعدادهن من الإبل.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر [نا] (8)عبد اللّه بن أحمد (9)،حدّثني أبي، نا أبو المغيرة، نا معاذ بن رفاعة، حدّثني علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة الباهلي، عن عقبة بن عامر قال:

لقيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فابتدأته، فأخذته بيده قال: فقلت: يا رسول اللّه ما نجاة المؤمن ؟ قال:«يا عقبة (10) احرس لسانك و ليسعك بيتك، و ابك على خطيئتك».

قال: ثم لقيني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فابتدأني فأخذ بيدي فقال:«يا عقبة بن عامر، أ لا أعلّمك خير ثلاث سور أنزلت في التوراة و الإنجيل و الزبور و القرآن العظيم ؟» قال: قلت: بلى، جعلني اللّه فداك، قال: فأقرأني قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ (11)،و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (12)،

ص: 496


1- الأصل: وهيب، و المثبت عن م، ترجمته في تهذيب الكمال 476/19 طبعة دار الفكر.
2- الصفة: موضع مظلل في مسجد المدينة كان يأوي إليه الفقراء، و أضياف الإسلام، و من لم يكن لديه مسكن يسكنه، و مأوى يلتجئ إليه.
3- بطحان بفتح أوله و كسر ثانيه،(قاله أهل اللغة) واد بالمدينة، و هو أحد أوديتها الثلاثة،(انظر معجم البلدان).
4- العقيق: قال الأصمعي: الأعقة: الأودية، و منها عقيق بناحية المدينة (راجع معجم البلدان).
5- كوماوين تثنية كوماء، و هي من النوق العظيمة السنام.
6- الأزهر: الجمل المتفاج المتناول من أطراف الشجر،(القاموس المحيط : زهر).
7- بالأصل و م: خير، خطأ، و الصواب ما أثبت.
8- «نا» أضيفت عن م لتقويم السند.
9- مسند أحمد بن حنبل 126/6 رقم 17336 (طبعة دار الفكر).
10- بالأصل: عقب، و المثبت عن م و المسند.
11- سورة الإخلاص، الآية الأولى.
12- سورة الفلق، الآية الأولى.

و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّٰاسِ (1)،ثم قال:«يا عقبة لا تنساهن و لا تبت ليلة حتى تقرأهن»، قال: فما نسيتهن منذ قال:«لا تنساهن»، و ما بت ليلة قط حتى أقرؤهن.

قال عقبة: ثم لقيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فابتدأته، فأخذت بيده، فقلت: يا رسول اللّه أخبرني بفواضل الأعمال ؟ فقال:«يا عقبة صل من قطعك، و أعط من حرمك، و أعرض عمّن ظلمك»[8166].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا ابن مكرم، نا محمّد بن الحسن الأصبهاني، نا بكر بن بكّار، نا حفص، عن كثير بن شنظير، عن أبي العالية، عن عقبة بن عامر قال:

كنت عند النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فجاءه خصمان، فقال لي:«اقض بينهما» فقلت: بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه، أنت أولى، قال:«اقض بينهما»، قلت: على ما ذا يا رسول اللّه، قال:«اجتهد و إن أصبت فلك عشر حسنات، و إن أخطأت فلك حسنة»[8167].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي الصنعاني - بمكة - نا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد الرّزّاق، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد - يعني ابن سلام - عن عبد اللّه بن الأزرق، قال:

كان عقبة بن عامر الجهني يخرج كل يوم و يتّبعه فكأنه كاد أن يملّ فقال: أ لم أخبرك ما سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول ؟ قال: بلى، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«إنّ اللّه يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة: صانعه الذي يحتسب في صنعته الخير، و الذي يجهّز به في سبيل اللّه، و الذي يرمي به في سبيل اللّه، و قال:«ارموا، و اركبوا، و أن ترموا خير من أن تركبوا»، و قال:«كلّ شيء يلهو به ابن آدم باطل إلاّ ثلاث: رمية عن قوسه (2)،و تأديبه فرسه، و ملاعبته أهله، فإنهن من الحق»[8168].

قال: و توفي عقبة و له بضعة و سبعون قوسا، مع كلّ قوس قرن (3) و نبل، فأوصى بهن في سبيل اللّه عند حل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو القاسم بن منبع، نا ابن زنجويه، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير،

ص: 497


1- سورة الناس، الآية الأولى.
2- كذا بالأصل و م، و في المختصر: قومه.
3- كذا بالأصل و م، و في المختصر: قذذ.

عن زيد بن سلام، و عبد اللّه بن الأزرق (1)،قال:

كان عقبة بن عامر يخرج فيرمي كل يوم و يستتبع رجلا، قال: فكان ذلك الرجل كاد أن يملّ ، فقال: أ لا أخبرك ما سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: بلى، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«إنّ اللّه يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة: صانعه الذي يحتسب في صنعته الخير، و الذي يجهز به في سبيل اللّه، و الذي يرمي به في سبيل اللّه»، و قال:«ارموا و اركبوا، و إن ترموا خير من أن تركبوا، و كلّ لهو يلهو به المؤمن باطل إلاّ ثلاث: رميه بسهمه عن قوسه، و تأديبه فرسه، و ملاعبته أهله، فإنّهن من الحق»[8169].

قال: فتوفي عقبة و له بضعة و ستون، أو بضعة و سبعون قوسا، مع كلّ قوس قذذ (2) و نبل و أوصى بهن في سبيل اللّه.

قال: و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«من ترك الرمي بعد أن علمه فهي نعمة كفرها»[8170].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الزهري، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، ثنا علي بن سهل، نا الوليد بن مسلم، نا معاوية بن سلام، عن خالد بن زيد، عن عقبة بن عامر، فذكر الحديث. و زاد: فتوفي عقبة و ترك ثمانين قوسا، مع كلّ قوس جعبتها و قرنها.

ذكر أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي، أنبأ محمّد بن إسماعيل - يعني الصانع - نا المقرئ - يعني أبا عبد الرّحمن - نا حيوة، أخبرني محمّد بن علي الوائلي أنه سمع جده يقول:

إنّ رجلا أتى في المنام فقيل له: اذهب إلى عقبة بن عامر صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقل له (3):إنك من أهل النار، فكره أن يقول له ذلك، فقال ثلاث مرات أو أربع، و قال في آخر ذلك: لئن لم تفعل ما أقول لك فعلت بك شرا، فأتى عقبة بن عامر فأخبره، فقال له عقبة بن عامر: أخبرني ما قال لك ؟ قال: قال لي: قل لعقبة إنّك من أهل النار، فوضع عقبة بن عامر كفيه في الأرض، فقبض بكلّ كفّ قبضة من تراب ثمّ رمى بها على عاتقه إلى وراء ظهره ثمّ

ص: 498


1- في م: عبد اللّه بن زيد الأزرق.
2- الأصل و م:«مد» و المثبت عن المختصر 99/17.
3- في م: فقال له.

قال: كذب الشيطان، ثم قبض الثانية فرمى بها وراء ظهره فقال: كذب الشيطان، ثم قبض الثالثة، فرمى بها وراء ظهره ثمّ قال: كذب الشيطان، فلما رقد الرجل جاء الذي كان يأتيه في كل ليلة في المنام، فقال: هل قلت لعقبة ما أمرتك ؟ فقال الرجل: نعم، قال: فما قال لك ؟ فأخبره، فقال: صدق ما كان يرمي رمية إلاّ وقعت تلك الرمية في وجهي و عيني.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد البحيري، أنبأ زاهر بن أحمد السّرخسي.

ح و أخبرنا أبو القاسم محمّد بن علي، و أبو محمّد عبد السلام بن أحمد، و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي عاصم، و أبو عبد اللّه سمرة و أبو محمّد عبد القادر، ابنا جندب - بهراة - قالوا: أنا محمّد بن عبد العزيز الفارسي، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح.

[ح] (1) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد القاهر، قالا: أنا أحمد بن محمّد البزار - زاد ابن السمرقندي: و عبد اللّه بن محمّد الخطيب، قالا:- أنا عبيد اللّه بن محمّد بن حبابة.

قالوا: ثنا أبو القاسم البغوي، نا مصعب بن عبد اللّه، حدّثني... (2)-و قال ابن حبابة: نا ابن أبي حازم - عن عبد الرّحمن بن حرملة، عن أبي علي الهمداني - رجل من أهل مصر.

أنه خرج في سفر فيه عقبة بن عامر الجهني، فحانت صلاة من الصلوات، فأمرناه أن يؤمنا، و قلنا له: أنت أحقنا بذلك، أنت صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فأبى.

و قال ابن أبي شريح: قال فأبى - و قال إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من أمّ الناس فأصاب فله و لهم، و من انتقص من ذلك شيئا فعليه و لا عليهم»[8171].

أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد القاهر (3)،و أبو الحسن علي بن عبد اللّه الزّاغوني، قالا: أنا أبو الحسين بن الطيوري، أنا أبو بكر محمّد بن سعيد بن يعقوب الصيدلاني، أنا عمر بن محمّد بن سيف، نا ابن أبي داود، نا أبو طاهر، أنا ابن وهب، قال:

سمعت يحيى بن عبد اللّه يحدث عن أبي عبد الرّحمن الحبلي.

أن عقبة بن عامر كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن، فقال له عمر بن الخطاب:

ص: 499


1- «ح» حرف التحويل أضيف عن م.
2- رسمها بالأصل و م: الدراددركني.
3- بالأصل:«عبد القادر» تصحيف، و الصواب عن م، قارن مع مشيخة ابن عساكر 16/ب.

أعرض عليّ ، فقرأ عليه سورة براءة، فبكى عمر (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد بن عبد الغافر، أنبأ محمّد بن عيسى بن عمروية الجلودي (2)،أنا إبراهيم بن محمّد بن سفيان، نا مسلم بن الحجاج، و حدّثني محمّد بن رافع، نا أبو أسامة، عن إسماعيل (3)،عن قيس (4)، عن عقبة بن عامر الجهني، و كان من رفعاء أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم بحديث ذكره (5).

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري (6)،نا (7) أبي، أنا أبو سعد، نا يحيى (8)،أنا أبو عوانة الأسفرايني، نا الحسن بن.... (9) العامري، نا أبو أسامة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم عن عقبة بن عامر و كان من رفعاء الصحابة قال: قال (10)رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: أنزل عليّ ثلاثة.... (11) عليّ مثلهن.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي البزار، أنا أبو الفرج محمّد بن عمر بن محمّد الجصاص، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل، قال: قرأت على أبي بكر العسكري، قلت له: أخبرك إبراهيم بن الجنيد، نا سعيد بن سليمان، نا يونس بن بكير، نا محمّد بن إسحاق، أخبرني صالح بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف، عن أبيه قال:

و اللّه ما مات عمر بن الخطاب حتى بعث إلى أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فجمعهم من الآفاق: عبد اللّه، و حذيفة، و أبي (12) الدرداء، و أبي (13) ذر، و عقبة بن عامر، فقال: ما هذه الأحاديث التي قد أفشيتم عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في الآفاق ؟ فقالوا: أ تنهانا؟، قال: لا، أقيموا عندي، لا و اللّه لا تفارقوني ما عشت، فنحن أعلم ما نأخذ و نرد عليكم، فما فارقوه حتى

ص: 500


1- سير أعلام النبلاء 468/5 و تاريخ الإسلام(41-60) ص 273.
2- رسمها مضطرب بالأصل و بدون إعجام و صورتها:«الملولي» و المثبت عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 16/ 301.
3- هو إسماعيل بن أبي خالد ترجمته في سير أعلام النبلاء 176/6.
4- هو قيس ابن أبي حازم ترجمته في تهذيب الكمال 298/15 (طبعة دار الفكر).
5- سير أعلام النبلاء 468/5.
6- مضطربة بالأصل و م.
7- ما بين الرقمين مكانه بياض في م.
8- ما بين الرقمين مكانه بياض في م.
9- رسمها بالأصل:«عصان» و في م:«بهاد».
10- بالأصل:«من رفقاء علي و أتى» و المثبت عن م.
11- بالأصل:«؟؟؟ عنا سلّم» و في م بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بياض.
12- الأصل و م:«و أبا».
13- الأصل و م:«و أبا».

مات، و ما خرج ابن مسعود إلى الكوفة.... (1) عثمان إلاّ من حبس عمر في هذا السبب.

قال: و أنا إبراهيم بن الجنيد، نا أحمد بن خالد بن مهران، قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: بلغني أن أقواما قالوا في حديث شعبة أن عمر حبس فلانا و فلانا على التهمة، و بئس ما قالوا: إنّما هذا على أن يقلّوا الحديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لا يشغلهم عن القرآن (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، ثنا أبو بكر الخطيب.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: قال ابن بكير: ولّى معاوية عتبة بن أبي سفيان سنة ثلاث و أربعين - يعني مصر - فأقام سنة ثمّ خرج إلى الرباط إلى الاسكندرية، و ولّى عقبة بن عامر.

قال ابن بكير: قال الليث: و في سنة سبع و أربعين غزوة عقبة بن عامر، و عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد رودس (3)،و فيها نزع عقبة بن عامر عن مصر، و أمّر مسلمة.

و ذكر أبو عمر محمّد بن يوسف (4):أن ولايته على مصر كانت سنتين و ثلاثة أشهر.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (5) قال: قال ابن بكير: سمعت الليث قال: حدّثني أبو عشّانة قال:

رأيت عقبة بن عامر يصبغ السواد و يقول: نسوّد أعلاها، و تأبى أصولها.

قال: و كان شاعرا.

قال: و أنا ابن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا كامل بن طلحة، نا ليث بن سعد، عن أبي عشّانة، قال: رأيت عقبة بن عامر يصبغ بالسواد و كان يقول: تعم أعلاها و تأبى أصولها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي أيضا، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (6)،حدّثني يحيى بن سليمان الجعفي، حدّثني ابن وهب،

ص: 501


1- كلمة غير مقروءة بالأصل.
2- على هامش الأصل:«كذا قال: و المحفوظ أنه عقبة بن عمرو أبو مسعود». و العبارة موجودة في م.
3- رسمها بالأصل و م:«ليوس» و المثبت عن ولاة مصر للكندي ص 60.
4- ولاة مصر للكندي ص 61.
5- الخبر في المعرفة و التاريخ 204/3.
6- الخبر في المعرفة و التاريخ 486/2.

حدّثني حرملة بن عمران، عن عمير بن أبي مدرك، عن سفيان بن وهب الخولاني قال:

سمعته يقول: بينما نحن نسير مع عمرو بن العاص في سفح هذا الجبل (1)،قال: و معنا المقوقس، فقال له: يا مقوقس ما بال جبلكم هذا أقرع ليس عليه نبات و لا شجر على نحو من جبال الشام ؟ قال: ما أدري، و لكنّ اللّه أغنى أهله بهذا النيل عن ذلك، و لكنا نجد تحته ما هو خير من ذلك، قال: و ما هو؟ قال: ليدفنن تحته - أو ليقبرن - قوم يبعثهم اللّه يوم القيامة لا حساب عليهم، فقال عمرو: اللّهم اجعلني منهم.

قال حرملة: فرأيت أنا قبر عمرو بن العاص فيه، و فيه قبر أبي بصرة الغفاري، و عقبة بن عامر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (2):و فيها - يعني سنة ثمان و خمسين - مات عقبة بن عامر الجهني.

هذا هو الصحيح.

و كذا ذكر (3) محمّد بن سعد و أبو بكر بن البرقي، و أبو سعيد بن يونس، و أبو عبد اللّه بن مندة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني (4)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،حدثني (6) أبو النضر إسحاق بن إبراهيم، نا خالد بن يزيد بن صالح المري، عن هشام بن الغاز، عن عبادة بن نسيّ قال: رأيت جماعة على رجل في خلافة عبد الملك و هو - يعني - يحدثهم، فقلت: من هذا؟ قالوا: عقبة بن عامر الجهني.

قال أبو زرعة: فذكرت ذلك لأحمد بن صالح - مقدمه دمشق سنة سبع عشرة و مائتين - فأنكره، و قال: توفي عقبة بن عامر في خلافة معاوية.

ص: 502


1- يعني جبل المقطم، و في سفحه كانت مقبرة أهل مصر.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 225 و عنه في تهذيب الكمال 127/13.
3- بالأصل:«و قد أذكر» و التصويب عن م.
4- في م: الكناني، تصحيف.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 227/1-228.
6- عن م و تاريخ أبي زرعة و صورتها في الأصل:«حسى».

4727 - عقبة بن عبد الأعلى الكلاعي

دمشقي، ولي شرطة خالد (1) بن عبد اللّه القسري بالبصرة، له ذكر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال (2):

البصرة ولاها خالد بن عبد اللّه القسري عند ولايته العراق: أبان بن ضبارة بن عفير بن سيف بن ذي يزن من أهل حمص، و الشرط : عقبة بن عبد الأعلى الكلاعي من أهل دمشق، ثم ولّى الشرط مالك بن المنذر بن الجارود العبدي، فقدمها في ذي القعدة سنة ست و مائة.

4728 - عقبة بن [علقمة بن] حديج

4728 - عقبة بن [علقمة بن] (3) حديج (4)

أبو عبد الرّحمن - و يقال: أبو يوسف، و يقال: أبو سعيد - المعافري البيروتي (5)

روى عن الأوزاعي، و إسماعيل بن عياش، و يونس بن يزيد، و أرطأة بن المنذر، و عبد اللّه بن أبي موسى، و إبراهيم بن أبي عبلة، و أمية (6) بن يزيد بن أبي عثمان، و عثمان بن عطاء، و مسلم بن خالد الزنجي (7)،و موسى بن يسار الاردني (8).

روى عنه ابنه محمّد، و نعيم بن حمّاد المروزي، و سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي، و يزيد بن عبد ربه الحمصي، و العباس بن الوليد بن مزيد، و عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي (9)،و الحارث بن سليمان الموصلي، و عبد الحميد بن بكار، و أبو موسى عيسى بن يونس الفاخوري، و أبو عتبة [أحمد بن الفرج الحجازي و] (10)

ص: 503


1- الأصل: مخلد، و المثبت عن م.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 358 ضمن إخباره عن تسمية عمال هشام بن عبد الملك.
3- سقطت من الأصل و أضيفت عن م و مصادر ترجمته.
4- رسمها بالأصل مضطرب و نميل إلى قراءتها:«جريج» و في المختصر: جريج، و المثبت عن م و مصادر ترجمته.
5- انظر في ترجمته و أخباره: تهذيب الكمال 131/13 و تهذيب التهذيب 156/4 و ميزان الاعتدال 87/3 و الجرح و التعديل 314/6 و الكامل لابن عدي 280/5 و التاريخ الكبير 443/6.
6- الأصل:«امنه» و بدون إعجام في م، و المثبت عن تهذيب الكمال.
7- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن م.
8- كذا بالأصل، و في م: الأزدي، و في تهذيب الكمال: الدمشقي.
9- الأصل، الأسمعي، و المثبت عن م، و في تهذيب الكمال: الأشجعي.
10- ما بين معكوفتين زيادة لازمة عن م و تهذيب الكمال.

أحمد (1) بن البختري، و هشام بن خالد، و عمرو بن عثمان الحمصي، و الحكم بن المبارك، و أبو مسهر، و أبو العباس الفضل البيروتي (2).

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني، أنا أبو القاسم بن الفرات، أنبأ عبد الوهاب الكلابي، نا أبو الحسن بن جوصا، نا العباس بن الوليد بن مزيد، أنا عقبة بن علقمة، أخبرني الأوزاعي، حدّثني الزهري، حدّثني أبو سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إذا صلّى أحدكم فسها في صلاته فلم يدر أثلاثا صلّى أم أربعا فليسجد سجدتين و هو جالس»[8172].

و قال مرة أخرى:«فلم يدر أ زاد أم نقص».

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد، ثم حدّثني أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمّد بن أبي نصر، عنه، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم، أنبأ العباس بن الوليد بن البيروتي، نا عقبة بن علقمة المعافري، عن الأوزاعي، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن حجر المدري، عن زيد بن ثابت، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«العمرى سبيلها سبيل الميراث»[8173].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي.

ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد عبد الوهاب - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (3):

عقبة بن علقمة، قال الحكم بن المبارك، نا عقبة بن علقمة، نا الأوزاعي.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - مشافهة و إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

[ح] (4) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

ص: 504


1- كتبت «أحمد» بالأصل فوق الكلام بين السطرين.
2- تقرأ بالأصل:«البيروني» و مكانها بياض في م و بعدها القطان، و في تهذيب الكمال: أبو العباس البيروتي العطار.
3- التاريخ الكبير للبخاري 443/6.
4- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و م.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (1):

عقبة بن علقمة البيروتي و هو ابن علقمة بن حديج (2)،يروي عن الأوزاعي، و إبراهيم بن أبي عبلة، و أرطأة بن المنذر، روى عنه أبو مسهر، و عمرو (3) بن عثمان بن سعيد بن كثير (4) بن دينار، و العباس بن الوليد بن مزيد، و ابنه محمّد بن عقبة، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني (5)،أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، قال في ذكر أصحاب الأوزاعي: عقبة بن علقمة.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن (6)،أنبأ أبو الحسين الصيرفي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنبأ أبو الحسن بن جوصا - إجازة-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا أبو عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الحسن - قراءة-.

قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة: عقبة بن علقمة المعافري.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي.

قال: أبو عبد الرّحمن عقبة بن علقمة، و حكاه عن سليمان بن عبد الرّحمن.

و قال في موضع آخر: أبو يوسف عقبة بن علقمة، و حكاه عن أبي عتبة.

قرأت على أبي الفضل أيضا عن محمّد بن أحمد بن أبي الصقر، أنبأ هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدّولابي، قال (7):أبو عبد الرّحمن عقبة بن علقمة البيروتي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن

ص: 505


1- الجرح و التعديل 314/6.
2- تقرأ بالأصل: جريج، و في م و الجرح و التعديل:«خديج».
3- الأصل: و عمره، و المثبت عن م و الجرح و التعديل.
4- الأصل: كبير، و التصويب عن م و الجرح و التعديل.
5- في م: الكناني، تصحيف.
6- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م.
7- الكنى و الأسماء للدولابي 68/2.

إبراهيم، أنا أبو بكر، ثنا أبو بشر قال (1):أبو يوسف عقبة بن علقمة البيروتي.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطيب محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة أخبرني أبو محمّد صاحب لي من بني تميم ثقة قال:

قال أبو مسهر: حدّثني عقبة بن علقمة المعافري و كان من أصحاب الأوزاعي (2)،ثقة، من أهل طرابلس من المغرب، سكن الشام و كان خيارا.

أخبرنا أبو الحسين (3) القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا حمد إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (4):سألت أبي عن عقبة بن علقمة فقال: هو أحب إليّ من الوليد بن مزيد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنبأ علي بن طلحة المقرئ.

ح و قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد (5) بن المبارك، أنبأ رشأ بن نظيف، أنبأ محمّد بن إبراهيم الطّرسوسي، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد، قال: عقبة هو بيروتي من أصحاب الأوزاعي ثقة (6).

قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنا أبو مسلم عمر بن علي بن أحمد الليثي، قال: سمعت أبا الحسن علي بن أبي بكر الجرجاني يقول: سمعت مسعود بن علي السّجزي يقول: سمعت الحاكم أبا عبد اللّه يقول: عقبة بن علقمة ثقة، مأمون (7).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن المظفّر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن أحمد بن يوسف، أنا أبو جعفر، أنا أبو جعفر العقيلي، قال (8):

ص: 506


1- الكنى و الأسماء للدولابي 159/2.
2- «الأوزاعي» مكانها بياض في م.
3- الأصل: الحسن، تصحيف، و المثبت عن م، و السند معروف.
4- الجرح و التعديل 314/6.
5- «محمّد» سقطت من م.
6- تهذيب الكمال 132/13 طبعة دار الفكر.
7- تهذيب الكمال 132/13 طبعة دار الفكر.
8- الضعفاء الكبير للعقيلي 354/3 ترجمة رقم 1388.

عقبة بن علقمة البيروتي عن الأوزاعي، و لا يتابع على حديثه (1).

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم (2)،أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،قال:

عقبة بن علقمة البيروتي روى عن الأوزاعي، بما لم يوافقه عليه أحد، من رواية ابنه محمّد بن عقبة بن علقمة و غيره [عنه] (4).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، حدّثني أبو عبد الملك بن الفارسي، حدّثني خلاّد أبو داود عبد المهيمن، قال:

كان الأوزاعي إذا أراد أن يعتمّ يوم الجمعة يكره أن يرى معتما وحده خوف الشهرة، فيبعث إلى هقل و إلى عقبة، و إلى ابن أبي العشرين أن اعتموا فإنّي أكره أن أعتمّ اليوم.

أخبرنا أبو البركات بن الفراوي، و أم المؤيد جمعة أبي حارث محمّد بن الفضل بن أبي حارث الجرجاني، قالا: أنا أبو القاسم الفضل بن أبي حارث، أنبأ أحمد بن الحسن الحيري، ثنا أبو العباس الأصم، قال: سمعت العباس بن الوليد، قال: مات عقبة سنة أربع و مائتين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر (5)،نا أبو الحارث أحمد بن سعيد، نا العباس بن الوليد قال: مات عقبة بن علقمة سنة أربع و مائتين.

4729 - عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة عشيرة بن عطية

ابن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج

أبو مسعود الأنصاري المعروف بالبدري (6)

صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

ص: 507


1- كذا بالأصل و م و تهذيب الكمال، و في الضعفاء الكبير: لا يتابع عليه.
2- بالأصل كررت «أنا أبو القاسم» أربع مرات، و المثبت عن م، و هذا السند معروف.
3- الكامل لابن عدي 280/5-281.
4- زيادة عن م و ابن عدي.
5- الأصل: زيد، تصحيف، و التصويب عن م، و السند معروف.
6- انظر أخباره في: أسد الغابة 554/3 و الإصابة 490/2 و فيهما: خدارة بدل جدارة. و تهذيب الكمال 134/13 و تهذيب التهذيب 157/4 و طبقات خليفة رقم 601 و طبقات ابن سعد 61/6 و الاستيعاب 105/3 تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 657 و انظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أحاديث.

روى عنه ابنه بشير بن أبي مسعود، و عبد اللّه بن يزيد الخطمي، و له صحبة، و قيس بن أبي حازم، و علقمة بن قيس، و عبد الرّحمن بن يزيد النّخعيان، و أبو وائل شقيق بن سلمة، و أبو بكر بن عبد الرّحمن الحارث بن هشام، و ربعي بن حراش، و أبو معمر عبد اللّه بن سخبرة، و أوس بن ضمعج، و محمّد بن عبد اللّه بن زيد الأنصاري، و يزيد بن شريك التيمي، و عمرو بن ميمون، و الشعبي، و خالد بن سعد.

و وفد على معاوية.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو المواهب أحمد بن محمّد (1) بن عبد الملك الوراق، قالا: أنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد اللّه، نا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن الغطريف - بجرجان - نا أبو خليفة الفضل بن الحباب، نا القعنبي، عن شعبة، عن منصور، عن ربعي، عن أبي مسعود البدري قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا الفضل بن الحباب، قال: نا القعنبي نا شعبة، نا منصور، عن ربعي، عن أبي مسعود، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه، أنبأ عبيد اللّه (2) بن محمّد بن إسحاق.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي.

قالا: أنبأ عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا علي بن الجعد، أنبأ شعبة، عن منصور، قال: سمعت ربعيا يحدث عن أبي مسعود الأنصاري عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

قال:«إنّ مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت»[8174].

و في حديث الصّريفيني قال:«إنّ مما أدرك من كلام النبوة الأولى».

رواه البخاري عن آدم عن شعبة (3)،و رواه أبو داود عن القعنبي (4).

ص: 508


1- «بن محمّد» ليس في م.
2- الأصل: عبد اللّه، تصحيف و التصويب عن م، و قياسا إلى سند مماثل.
3- أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء - باب(47) رقم الحديث 3484.
4- أخرجه أبو داود في الأدب.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، و أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، قالوا: أنا عمر بن أحمد بن عمر (1) بن مسرور، أنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد السلمي (2)،أنبأ علي بن الحسين بن الجنيد الرازي، نا المعافى بن سليمان، نا زهير، نا منصور بن المعتمر، عن ربعي، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إنّ مما أدرك الناس من كلام النبوة: إذا لم تستحي فافعل ما شئت»[8175].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا إسحاق بن الحسن الحربي، نا أبو حذيفة، نا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي مسعود قال:

كان فينا رجل نازل يقال له أبو شعيب، و كان له غلام لحام فقال لغلامه: اصنع لي طعاما لعليّ أدعو النبي صلّى اللّه عليه و سلّم خامس خمسة فتبعه رجل، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنك دعوتني خامس خمسة، و إن هذا يتبعني فإن أذنت له و إلاّ رجع»، قال: لا بل نأذن له[8176].

أنبأنا أبو الحسن علي بن بركات الخشوعي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو يعقوب الأذرعي، نا محمّد بن جعفر بن سفيان،- بالرافقة-، نا موسى بن مروان، نا المعافى بن عمران، نا ابن لهيعة، عن عياش بن العباس (3)،عن حسان (4) بن كريب، قال:

كنا بباب معاوية و معنا أبو مسعود صاحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فخرج رجل قد كساه معاوية برنسا فهنّأه قوم، فقال أبو مسعود: خذ من طيباتك، و قال لآخر: خذ من حسناتك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا عبيد اللّه بن محمّد العيشي، نا أبو عوانة، عن هلال بن أبي حميد، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، قال: أبو مسعود عقبة بن عمرو.

قال: و ثنا البغوي، حدّثني ابن الأموي، حدّثني أبي عن ابن إسحاق قال: أبو مسعود

ص: 509


1- بالأصل: عمرو، تصحيف، و التصويب عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 10/18.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 146/16.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 514/14 ط دار الفكر.
4- الأصل و م: حبان، تصحيف و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 266/4 و انظر الحاشية السابقة.

عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن يسيرة بن عشيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج شهد العقبة الآخرة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العزّ بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون - قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا أبو عمرو خليفة بن خياط ، قال (1):

و ولد عوف بن الحارث بن الخزرج الأكبر: خدرة و هو الأبجر، و جدارة (2) بطنان: من جدارة: أبو مسعود البدري، اسمه عقبة بن عمرو بن ثعلبة ابن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن جدارة (3) بن عوف بن الحارث بن الخزرج، أمه سلمى بنت عازب بن عوف بن عبد اللّه بن خالد بن قضاعة، قيل البدري، إنه من ماء بدر، من ساكني الكوفة، مات قبل الأربعين.

ثم ذكره في تسمية من نزل الكوفة من الصحابة، قال (4):داره في سوق المراضع (5)، مات قبل علي بن أبي طالب قليلا.

عورض آخر الأربعين بعد الثلاثمائة (6).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب، أنبأ ابن بشران، أنا الحسين بن صفوان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع - و اللفظ له - أنبأ أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد، أنبأ أبو الحسن الكتاني (7).

[قالا:] أنا أبو بكر بن أبي الدنيا (8)،ثنا محمّد بن سعد قال:

في الطبقة الثالثة من الأنصار ممن لم يشهد بدرا: أبو مسعود و اسمه عقبة بن عمرو من بني جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج، قال محمّد - يعني - الواقدي و الهيثم بن

ص: 510


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 166 رقم 166.
2- كذا بالأصل و م، و في طبقات خليفة: خدارة.
3- كذا بالأصل و م، و في طبقات خليفة: خدارة.
4- في طبقات خليفة ص 229 رقم 933.
5- في طبقات خليفة: المراصع، و في المختصر: المراضيع.
6- على هامش م: أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال.
7- في م:«الكسائي» و سيرد قريبا بالأصل: اللبان، و في م: الكناني.
8- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

عدي: توفي في آخر خلافة معاوية بالمدينة، و انقرض عقبه - زاد الكناني (1)-.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، قال: و نا محمّد بن سعد، قال في تسمية من نزل الكوفة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبو مسعود الأنصاري، و اسمه عقبة بن عمرو أحد بني الحارث بن الخزرج ابتنى بالكوفة دارا في سوق المراضيع (2)،و توفي في أوّل خلافة معاوية.

قال الواقدي: شهد العقبة، و لم يشهد بدرا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ الحسن (3) بن علي، أنا أبو عمر (4) بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم (5) الفقيه، نا محمّد بن سعد، قال (6):

أبو مسعود، و اسمه عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج، و أمه أم سلمة بنت عازب بن خالد بن الأخنس بن عبد اللّه بن عوف بن قضاعة.

قال محمّد بن عمر: قد شهد أبو مسعود العقبة و كان أصغر السبعين من الأنصار الذين شهدوها و لم يشهد أبو مسعود بدرا (7)،و ليس بين أصحابنا في ذلك اختلاف، و يقول الكوفيون في روايتهم أبو مسعود البدري و ليس ذلك يثبت، و لكنه قد شهد أحدا و ما بعد ذلك من المشاهد.

قال محمّد بن عمر: توفي أبو مسعود بالمدينة في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري (8)،أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، نا أبي قال: أبو مسعود عقبة بن عمرو.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي ثمّ أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأ أبو محمّد الجوهري.

ص: 511


1- الأصل: اللبان(؟)، و المثبت عن م، انظر الحاشية قبل السابقة.
2- انظر ما مرّ بشأنها قريبا.
3- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، و السند معروف.
4- في م: عمرو، تصحيف.
5- كتبت «الفهم» بالأصل فوق الكلام.
6- طبقات ابن سعد 16/6.
7- عقب ابن حجر في تهذيب التهذيب 157/4-158 على ما أورده ابن سعد أن البخاري عده من البدريين، و مسلم و البغوي و ابن سلام و الطبراني. و قال ابن حجر: فإذا شهد العقبة فما المانع من شهوده بدرا.
8- الأصل:«البانية» و التصويب عن م، و السند معروف.

ح و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر الخطيب، أنبأ الأزهري و الجوهري، قالا: أنا محمّد بن المظفر، نا أحمد بن علي بن الحسن المدائني، نا أبو بكر بن البرقي قال:

أبو مسعود الأنصاري، و اسمه عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن يسيرة بن عسيرة بن جدارة بن عوف بن الخزرج، شهد العقبة، و كان أصغر من شهد العقبة أخبرنا بذلك ابن هشام (1) عن زياد، عن ابن إسحاق.

و لم يذكره ابن إسحاق في أهل بدر، و في غير حديث أنه شهد بدرا، و توفي في خلافة علي بالكوفة فيما ذكر عن بعض أهل الحديث، و أم أبي مسعود، سلمى بنت عامر بن عوف بن عبد اللّه بن خلف بن قضاعة.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنبأ أبو بكر الخطيب، قال: قال أبو الحسن - يعني الدارقطني:(2) أما يسيرة فهو مذكور في نسب أبي مسعود الأنصاري فيما حدّثنا حبيب بن الحسن، نا محمّد بن يحيى المروزي، نا أحمد بن محمّد بن أيوب، نا إبراهيم بن سعد، عن أبي إسحاق، قال: عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن يسيرة بن عسيرة، و ساق بقية نسبه.

قال الخطيب: و قوله: ابن يسيرة تصحيف لا شك فيه، و ما كان ينبغي لأبي الحسن (3)أن يجعله أصلا في كتابه، و لا يذكره إلاّ على سبيل البيان لفساده، و قد أورد نسب أبي مسعود في أول كتابه في حرف الألف، فقال: عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة (4) بن عسيرة، هكذا ذكره بفتح الألف، و أسند ذلك عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، و قد وافقه خليفة بن خياط على أنه بالألف غير أنه ضمه كذلك.

أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه، أنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خياط ، قال (5):

و أبو مسعود البدري اسمه عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة (6) و ساق باقي نسبه، و أما

ص: 512


1- انظر سيرة ابن هشام 101/2 و 102.
2- كذا بالأصل و م، و في المختصر 103/17 «نسيره». و هو سيأتي، و سيأتي في آخر الخبر أنها وردت عند الدارقطني: نسيرة بالنون.
3- من هنا نبدأ بالاستعانة بالنسخة الأزهرية «ز».
4- بالأصل: يسيره، و التصويب عن م، و «ز».
5- طبقات خليفة بن خيّاط ص 166 رقم 601.
6- ضبطت بالقلم في طبقات خليفة بفتح الهمزة.

محمّد بن إسحاق فالمحفوظ عنه يسيرة بالياء المضمومة المعجمة باثنتين من تحتها، و ليس بين ابن إسحاق و بين خليفة بن خياط خلاف، لأن الناقد يبدل من الألف و أما النون فلا تبدل من الألف، فقد بان و وضح أن ما ذكره أبو الحسن من نسيرة بالنون خطأ و تصحيف، و اللّه الموفق للصواب.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):

و أما أسيرة بفتح الهمزة و كسر السين المبهمة فهو: عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة (2) بن عسيرة بن عطية بن جدارة من بني الحارث بن الخزرج أبو مسعود الأنصاري البدري، شهد العقبة الثانية، و لم يشهد بدرا، و لكن كان منزله بموضع يقال له بدر.

كذا قال موسى بن عقبة: ابن أسيرة (3)،فقال شباب (4) مثله سواء إلاّ أنه قال: أسيرة بضم الهمزة و فتح السين.

و قال ابن إسحاق و ابن البرقي: يسيرة أوله ياء مضمونة.

و روى حبيب القزاز (5) عن المروزي، عن ابن أيوب عن إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق قال: عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن نسيرة بن عسيرة، و هو وهم.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن المفرّج، أنبأ أبو الفرج الأسفرايني، و أبو نصر الطريثيثي (6)، قالا: أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى، أنبأ منير بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، أنبأ أحمد بن الهيثم.

قال: قال أبو نعيم الفضل بن دكين: أبو مسعود عقبة بن عمرو البدري.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأ أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ ثابت بن بندار.

قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنبأ العباس بن (7) محمّد، أنبأ صالح بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي.

ص: 513


1- الاكمال لابن ماكولا 79/1.
2- بالأصل:«سيره» و المثبت عن م و الاكمال.
3- بالأصل:«سيره» و المثبت عن م و الاكمال.
4- بالأصل و «ز»: «سنان» تصحيف.
5- تقرأ بالأصل:«العزان» و في م:«الفران» و المثبت عن «ز».
6- بدون إعجام بالأصل و م، و في «ز»: الطوسي، تصحيف، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
7- في «ز»، و م: العباس بن العباس بن محمّد.

ح و أخبرني أبو المظفر بن القشيري (1)،أنا أبو بكر البيهقي الحافظ ، نا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه قال: أبو مسعود عقبة بن عمرو.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري (2)،أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن نصير، أنبأ محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس، قال: أبو مسعود الأنصاري اسمه عقبة بن عمرو.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: اسم أبي مسعود الأنصاري عقبة بن عمرو.

و قيل ليحيى: أبو (3) مسعود البدري شهد بدرا، قال: لم يشهد بدرا، و شهد العقبة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن (4) خيرون، أنبأ أبو القاسم بن بشران، أنبأ أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: سمعت أبي و عمي أبا بكر يقولان: أبو مسعود عقبة بن عمرو.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأ إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنبأ إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن أبي حبيب يقول: اسم أبي مسعود البدري عقبة بن عمرو، و لم يشهد بدرا، و لكنه نسب إلى موضع كان يعرف ببدر.

حدّثنا (5) أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي، أنا نعمة اللّه بن محمّد المرندي (6)،نا أبو مسعود أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني عمي الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: أبو مسعود الأنصاري عقبة بن عمرو.

ص: 514


1- تقرأ بالأصل: العنبري، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و م، و السند معروف.
2- الأصل: أبو محمّد أبو هارون، تصحيف، و التصويب عن م، و «ز».
3- الأصل:«بن» تصحيف، و التصويب عن م، و «ز».
4- بالأصل: أحمد بن المسور خيرون، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و م، و السند معروف.
5- فوقها في «ز»: «ح» صغيرة.
6- الأصل و م: المرثدي، و في «ز»: «المروزي» في النسخ الثلاث تصحيف، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا نصر بن أحمد بن نصر، أنبأ أبو الحسن الجواليقي - بالكوفة-.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد (1) بن علي بن سوار، قالا:

أنا أبو الفرج الطناجيري، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن زيد بن علي بن مروان، أنبأ محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، قال: اسم أبي مسعود الأنصاري عقبة بن عمرو.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا (2) أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن، قالا - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنبأ محمّد بن إسماعيل قال (3):

عقبة بن عمرو أبو مسعود الأنصاري النجاري، له صحبة.

قال يحيى القطان: مات أبو مسعود أيام علي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه [بن] (4)محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم (5) بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: أبو مسعود الأنصاري عقبة بن عمرو.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنبأ أبو الحسن علي.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (6):

عقبة بن عمرو أبو مسعود الأنصاري النجاري، و يعرف بالبدري، له صحبة، مات أيام

ص: 515


1- بالأصل: و أحمد، و التصويب عن «ز»، و م.
2- فوقها في «ز»«ح» صغيرة.
3- التاريخ الكبير للبخاري 429/6 رقم 2884.
4- الزيادة عن م و «ز».
5- الأصل و م، و في «ز»: سليمان.
6- الجرح و التعديل 313/6 رقم 1740.

علي، روى عنه شقيق بن سلمة، و ربعي بن حراش، و خالد بن سعد، و أوس بن ضمعج، سمعت أبي يقول ذلك.(1) أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد حمدون، أنبأ مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري شهد بدرا.

قرأت (2) على أبي الفضل [بن] (3) ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنبأ الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو مسعود عقبة بن عمرو.

أخبرنا (4) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنبأ هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدّولابي قال (5):أبو مسعود البدري عقبة بن عمرو الأنصاري.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأ أبو أحمد الحاكم قال:

أبو مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج، و أمه سلمى بنت عازب بن عوف بن عبد اللّه بن خالد بن قضاعة الأنصاري، يقال: شهد بدرا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و يقال: شهد العقبة، و لم يشهد بدرا، و إنّما قيل له البدري من ماء بدر، سكن الكوفة، و ابتنى بها.

أخبرنا (6) أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا (7) شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:

عقبة بن عمرو بن أسيرة و قيل عسيرة بن عميرة بن عطية أبو مسعود الأنصاري البدري من بني الحارث، من الخزرج، شهد العقبة الثانية، و كان أصغر من شهدها، روى عنه عبد اللّه بن يزيد الأنصاري، و بشير بن مسعود، و محمّد بن عبد اللّه بن زيد، و عمرو بن ميمون، قال يحيى القطان: مات أيام علي بن أبي طالب.

ص: 516


1- كتب فوقها في «ز»: «ح» صغيرة.
2- كتب فوقها في «ز»: «ح» صغيرة.
3- زيادة عن م، و «ز».
4- كتب فوقها في «ز»: «ح» صغيرة.
5- الكنى و الأسماء للدولابي 54/1.
6- فوقها في «ز»: «ح» صغيرة.
7- الأصل:«بن» و المثبت عن م و «ز».

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال (1):عقبة بن عمرو أبو مسعود الأنصاري البخاري الكوفي، شهد بدرا.

و ذكره الواقدي في الطبقات في باب من لم يشهد بدرا، و قال في موضع آخر: شهد العقبة، و لم يشهد بدرا، سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، روى عنه عبد اللّه بن يزيد الخطمي، و قيس بن أبي حازم، و ابنه بشر بن أبي مسعود، و أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام في ذكر الملائكة، قال يحيى القطان: مات أيام علي بن أبي طالب.

و قال محمّد بن سعد كاتب الواقدي: قال الواقدي و الهيثم بن عدي: توفي بالمدينة في آخر ولاية معاوية، و قال في موضع آخر: و قال الواقدي: توفي في أول خلافة معاوية.

كتب إليّ أبو علي الحداد، قال: قال لنا أبو نعيم.

عقبة بن عمرو أبو مسعود البدري، و هو ابن ثعلبة بن يسيرة، و قيل أسيرة بن عسيرة بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج نسبه أهل الكوفة فقالوا: بدري و لم يذكره أهل المدينة في البدريين، شهد العقبة، استخلفه علي بن أبي طالب في مخرجه إلى صفّين على الكوفة، روى عنه عبد اللّه بن يزيد الخطمي، و أبو معمر، و أبو وائل، و علقمة، و مسروق (2)،و قيس بن أبي حازم، و عمرو بن ميمون الأودي، و أوس بن ضمعج، و ربعي بن حراش في آخرين.

أخبرنا (3) أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو (4) منصور عبد الرّحمن بن محمّد، قالا:

قال لنا أبو بكر الخطيب: و أبو مسعود البدري من الأنصار، و اسمه عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن كثيرة (5)،و قيل يسيرة، بالياء و قيل: نسيرة بالنون بن عسيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، و أمّه سلمى بنت عازب و قيل: سلمى بنت عامر بن عوف بن عبد اللّه من قضاعة.

و ذكر بعض العلماء: أن أبا مسعود شهد بدرا، و الصحيح أنه لم يشهدها، و إنّما قيل له

ص: 517


1- انظر كتاب رجال الجمع بين الصحيحين 380/1.
2- في م: علقمة بن مسروق، تصحيف.
3- كتب فوقها في «ز»: «ح» صغيرة.
4- كتب فوقها في «ز»: «ح» صغيرة.
5- كذا بالأصل و في م: أسيرة و قيل أسيرة، و قيل يسيرة. و في «ز»: كسيرة و قيل أسيرة و قيل يسيرة بالياء...

البدري لأنه كان يسكن ماء بدر، لكنه قد شهد العقبة مع الأنصار، و كان أصغر من شهدها، و سكن الكوفة و حفظ الحديث بها.

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، ثنا.

ح و أخبرنا أبو علي الحداد و جماعة في كتبهم.

قالوا: أنبأ أبو بكر بن ريذة، أنبأ سليمان بن أحمد، ثنا محمّد بن عمرو بن خالد الحراني، حدّثني أبي عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال في تسمية من شهد العقبة لبيعة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من الأنصار ثمّ من بني الحارث بن الخزرج: عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن نسيرة (1) بن عسيرة، و يكنى أبا مسعود.

أخبرنا (2) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا عمرو بن خالد، و حسان بن عبد اللّه، و عثمان بن صالح، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، و هو محمّد بن عبد الرّحمن، عن عروة في تسمية أصحاب العقبة في المرة الثانية من بلحارث بن الخزرج: و عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن يسيرة بن عسيرة، و يكنى أبا مسعود.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنبأ القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمه موسى بن عقبة قال في تسمية من شهد العقبة: أبو مسعود بن عمرو بن ثعلبة.

أنبأنا أبو علي الحداد و غيره، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (3)،أنا سليمان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم البرقي، نا عبد الملك بن هشام (4)،نا زياد بن عبد اللّه، عن ابن إسحاق قال: في تسمية من شهد العقبة من الأنصار ثمّ من الخزرج: أبو مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن يسيرة بن عسيرة بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج.

أخبرنا (5) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ أبو طاهر

ص: 518


1- كذا بالأصل، و في م: نسير، و فوقها ضبة، و في «ز»: بشير و فوقها ضبة.
2- فوقها في «ز»: «ح» صغيرة.
3- الأصل و م: زبده، و في «ز»: «ربده» تصحيف و الصواب ما أثبت و ضبط ، و السند معروف.
4- سيرة ابن هشام 101/2 و 102.
5- كتب فوقها في «ز»: «ح» صغيرة.

المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق في تسمية من شهد العقبة الثانية من بني الحارث بن الخزرج: أبو مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن يسيرة بن عسيرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج، و كان أحدث من شهد العقبة سنا.

أخبرنا (1) أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو (2) سعيد بن أبي عمرو، قالا: أنا أبو محمّد أحمد بن عبد اللّه المزني (3)،أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن عيسى الخزاعي (4)،أنا أبو اليمان الحكم بن نافع الحمصي، أنا أبو بشر شعيب بن دينار أبي حمزة القرشي (5) عن محمّد بن مسلم بن عبد اللّه بن شهاب الزهري، قال: سمعت عروة بن الزبير يحدث عمر بن عبد العزيز في إمارته، و كان عمر يؤخر الصلاة في ذلك الزمان، فقال له عروة أخّر المغيرة بن شعبة صلاة العصر و هو أمير الكوفة، فدخل عليه أبو مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري، و هو جدّ زيد بن الحسن (6)،أبو أمّه (7)،و كان ممن شهد بدرا، فقال: ما هذا يا مغيرة، فذكر الحديث.

[أخبرنا (8) أبو القاسم، أنا أبو بكر، أنا أبو عبد اللّه (9) الحافظ و أبو بكر (10) القاضي قالا: نا أبو العباس، نا محمّد بن خالد، نا بشر هو ابن شعيب عن أبيه عن الزهري قال:

أخبرني سليمان أنه حدثه (11) من لا يتهم أنه سمع أبا مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري و كان قد شهد بدرا و هو جد زيد بن الحسن، أبو أمه قال سليمان: فأخبرني من سمعه و هو على راحلته و هو أمير الجيش رافعا عقيرته يتغنى ؟؟؟؟] النصب] (12).

ص: 519


1- كتب فوقها في «ز»: «ح» صغيرة.
2- بالأصل:«و ابن» تصحيف، و التصويب عن م و «ز». و السند معروف.
3- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و م و صورتها:«المرقي» و في «ز»: «المرزقي» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 181/16.
4- الأصل: المراغي، و المثبت عن «ز»، و م. ترجمته في سير أعلام النبلاء 454/13.
5- بالأصل:«شعيب بن دينار بن حمرة الفرس» و في م:«أبي حمرة العرس» و في «ز»: «أن حمزة القرشي» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 187/7.
6- بالأصل:«و هو جود بن الحسين» و التصويب عن «ز»، و انظر الإصابة 490/2.
7- بالأصل:«و امه» بدل «أبو امه» و التصويب عن «ز»، و م.
8- الخبر التالي سقط من الأصل، نستدركه بين معكوفتين عن م، و «ز»، و اللفظ من «ز».
9- فوق اللفظتين في «ز»، علامتا تقديم و تأخير، و المثبت يوافق م.
10- فوق اللفظتين في «ز»، علامتا تقديم و تأخير، و المثبت يوافق م.
11- مكانها بياض في م.
12- كذا رسمها في «ز» و م.

(1) أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ أبو القاسم عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، أنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، نا أبو داود، نا شعبة، قالا: سمعت سعد بن إبراهيم يقول: لم يكن أبو مسعود بدريا.

و قال الحكم: كان بدريا.

أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان، أنبأ أبو القاسم بن بشران.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنبأ محمّد بن أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا علي بن سالم البنّا الثوباني (2)،نا عبد الرحيم بن سليمان، عن مجالد، عن الشعبي، عن عقبة بن عمرو (3) أبي مسعود الأنصاري، قال:

واعدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوم الأضحى و نحن سبعون رجلا أنا أصغرهم، فأتانا فقال:

أوجزوا في الخطبة، فإنّي أخاف عليكم كفّار قريش، فقلنا: يا رسول اللّه سلنا لربك، و سلنا لنفسك و لأصحابك، و أخبرنا الثواب على ذلك عليك و على ربك ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«أسألكم لربي عز و جل أن تعبدوه و لا تشركوا به شيئا، و أسألكم لنفسي أن تتبعوني أهدكم سبيل السلام، و أسألكم لي و لأصحابي أن تواسونا في (4) ذات أيديكم، و أن تمنعونا (5) مما تمنعون منه، أنفسكم، فإذا فعلتم ذلك فإن لكم الجنة على اللّه واجبة»[8177].

قال: فمددنا أيدينا فبايعناه.

رواه زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي فأرسله.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني جدي، نا ابن أبي زائدة، حدّثني أبي عن عامر قال:

انطلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و معه العباس عمه إلى السبعين من الأنصار عند العقبة تحت الشجرة، فقال:«ليتكلّم متكلّمكم و لا يطل الخطبة، فإنّ عليكم من المشركين عينا، و إنهم إن يعلموا بكم يفضحونكم»، فقال قائلهم و هو أبو أمامة: سل لربك يا محمّد ما شئت، و سل

ص: 520


1- فوقها في «ز» كتب.
2- كذا رسمها بالأصل.
3- أقحم بعدها بالأصل: بن.
4- الأصل:«تواسوا باقي» و المثبت عن «ز»، و م.
5- الأصل:«تمنعوا» و المثبت عن م، و «ز».

لنفسك و أصحابك ما شئت، و أخبرنا ما لنا من الثواب إذا فعلنا ذلك ؟ فقال:«أسألكم لربي أن تعبدوه و لا تشركوا به شيئا، و أسألكم لنفسي و لأصحابي أن تؤوونا و تنصرونا و تمنعون مما تمنعون منه أنفسكم»، قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك ؟ قال:«لكم الجنة»، قالوا: فلك ذلك.

قال: و حدّثني جدي، أنا ابن أبي زائدة، عن مجالد، عن عامر، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو بذلك، و كان أصغرهم سنا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (1)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا ابن أبي فديك، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، و عبد الوهاب بن بخت (3)،و أبي عبيد حاجب سليمان (4)أنهم حدثوه: أن أبا مسعود كان أصغر السبعين يوم العقبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا عبيد اللّه (5) بن عمر، ثنا خالد بن الحارث، عن ابن عون، عن محمّد قال: كان أبو مسعود عقبة بن عمرو تشبه تجاليده تجاليد عمر رضي اللّه عنه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنبأ أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن عبد الرحيم بن دنوقا، نا موسى بن داود، نا شعبة، عن حبيب بن الشهيد، عن محمّد بن سيرين قال:

قال عمر بن الخطاب لأبي مسعود الأنصاري: نبئت أنك تفتي الناس و لست بأمير (6)، فولّ حارّها من تولى قارّها (7)(8).

أخبرنا (9) أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسين، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير الكتاني، أنا أبو القاسم

ص: 521


1- في م: الكناني. تصحيف.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 576/1.
3- بدون إعجام بالأصل و م و «ز»، و المثبت عن أبي زرعة ترجمته في تهذيب التهذيب 444/6.
4- يعني سليمان بن عبد الملك، راجع تهذيب التهذيب 158/12.
5- الأصل: عبيد، و المثبت عن م، و «ز».
6- كذا بالأصل و م، و «ز». و في المختصر: أمين.
7- «ولّ حارها من تولّى قارّها» مثل. قال ابن الأثير في النهاية: جعل الحر كناية عن الشر و الشدة، و البرد كناية عن الخير و الهين.
8- تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 658 و فيه أيضا: لست بأمير.
9- فوقها في «ز»، كتب:«ح» صغيرة.

البغوي، نا أبو خيثمة، نا محمّد بن حازم، نا - الأعمش، عن رجاء الأنصاري، عن عبد الرّحمن بن بشير الأزرق، قال:

دخل رجلان من أبواب كندة، و أبو مسعود الأنصاري جالس في حلقة فقال أحدهما:

أ لا رجل ينفذ بيننا، قال: فقال رجل من الحلقة: أنا، قال: فأخذ أبو مسعود كفا من حصى فرماه به، و قال: مه، إنّه كان يكره التسرع إلى الحكم.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأ أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):

و فيها - يعني سنة ست و ثلاثين - خرج علي من البصرة فقدم الكوفة، ثم خرج يريد معاوية و استخلف على الكوفة أبا مسعود عقبة بن عمرو البدري.(2) قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، نا عبيد اللّه بن عمرو (3)،عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة، عن خيثمة بن عبد الرّحمن قال (4):لما خرج علي إلى صفّين استخلف عقبة بن عمرو أبا مسعود على الكوفة، قال: و قد تخبأ رجال لم يخرجوا مع علي، قال: فقام على المنبر فقال: يا أيها الناس من كان تخبأ فليظهر، فلعمري لئن كان إلى الكثرة، إن أصحابنا لكثير، و ما نعده فتحا أن يلتقي هذان الخيلان غدا من المسلمين فيقتل هؤلاء هؤلاء، و هؤلاء هؤلاء حتى إذا لم يبق إلاّ رجرجة من هؤلاء و هؤلاء ظهرت إحدى الطائفتين غدا على الأخرى، و لكن نعده فتحا أن يأتي اللّه بأمر من عنده يحقن دماءهم، و يصلح به ذات بينهم، و يصلح به كلمتهم.

أنبأنا أبو علي الحداد جماعة قالوا: أنبأ أبو بكر بن ريذة، نا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، أنبأ عارم أبو النعمان، نا حمّاد بن زيد، عن مجالد، عن الشعبي قال:

لما خرج علي إلى صفّين استخلف أبا مسعود على الكوفة، و كان رجال من أهل الكوفة استخفوا، فلما خرج ظهروا، فكان ناس يأتون أبا مسعود فيقولون: قد و اللّه أهلك اللّه أعداءه، و أظهر أمير المؤمنين، فيقول أبو مسعود: إنّي و اللّه ما أعده ظفرا و لا عافية أن تظهر إحدى

ص: 522


1- تاريخ خليفة ص 182.
2- قبلها في م: و حدثنا عمي رحمه اللّه، أنا أبو طالب بن يوسف، أنبأنا أبو محمّد قراءة إلي.
3- الأصل: عمر، تصحيف و التصويب عن م و «ز»، و تاريخ الإسلام.
4- الخبر في سير أعلام النبلاء 496/2 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 658-659.

الطائفتين على الأخرى، قالوا: فمه، قال: يكون بين القوم صلح.

فلما قدم علي ذكروا ذلك له، فقال له علي: اعتزل عملك، قال: و ذلك من مه، قال:

إنّا وجدناك لا تعقل عقلة، قال: أما أنا فقد بقي من عقلي أن الآخر شر (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو يعلى بن الفراء، و أبو الحسين أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنبأ أبو القاسم عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق، أنا أبو القاسم البغوي، نا عبد اللّه بن محمّد العيشي، نا أبو عوانة، عن هلال بن أبي حميد، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أبي مسعود قال:

ذكرت الدنانير و الدراهم عنده فقال: الزقوها بأكبادكم، و تناجزوا (2) عليها تناجزكم، و الذي نفس عقبة بن عمرو بيده لا تصلون إلى الآخرة بدينار و لا بدرهم، و لتتركنها في بطن الأرض و على ظهرها كما تركها من كان قبلكم، تناجزوا عليها الآن تناجزكم، و تذابحوا عليها تذابحكم، و ليهلك دينكم و دنياكم.

أخبرنا (3) أبو طالب بن أبي عقيل (4)،أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا علي بن داود القنطري (5) نا عبد اللّه بن صالح، نا الليث بن سعد، أخبرني جرير بن حازم (6) عن محمّد بن سيرين قال: قال أبو مسعود عقبة بن عمرو: كنت رجلا عزيز النفس، لا أقبل سلطانا و لا غيره، فأصبح أمرائي يخيرونني على [أن أقيم] (7) ما رغم أنفي و قبح وجهي، و بين أن آخذ سيفي فأضرب به فأدخل النار] (8).

قرأت (9) على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، و عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن زبر قال: قال الهيثم بن عدي و أبو موسى محمّد بن المثنى و المدائني: و في سنة أربعين مات أبو رافع، و أبو مسعود عقبة بن عمرو.

ص: 523


1- انظر تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 658، و سير أعلام النبلاء 495/2.
2- الأصل و م:«و تناحروا... تناحركم...» و المثبت عن «ز».
3- الخبر التالي أخر في الأصل، قدمناه إلى هنا بما وافق ترتيبه في «ز» و م.
4- في م: أبو طالب بن إسماعيل.
5- بياض في م و «ز»، و على هامش «ز»، كتب: مطموس بالأصل.
6- مكانها في م بياض، و في الأصل:«محمّد بن س حاتم» و المثبت عن «ز».
7- الزيادة هنا عن م.
8- الخبر من طريق آخر عن محمّد بن سيرين رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 495/2 باختلاف الرواية.
9- الخبر التالي سقط من م و «ز»، و السند بالأصل شديد الاضطراب قومناه قياسا إلى أسانيد مماثلة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، و حدّثنا عمي، أنا أبو طالب، أنا أبو محمّد قراءة [أنا (1) أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد الفقيه، نا محمّد بن سعد، أنا سليمان بن حرب، نا حماد بن زيد، عن أيوب و هشام بن حسان عن محمّد بن سيرين قال:

قال أبو مسعود: كنت عزيز النفس، حمي الأنف، لا يستقلّ مني (2) أحد شيئا، سلطان (3) و لا غيره، فأصبح أمرائي يخيرونني بين أن أقيم على ما أرغم أنفي و قبح وجهي، و بين أن آخذ سيفي فأضرب به فأدخل النار (4).

أخبرنا (5) أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلص، نا عبد اللّه بن محمّد، نا] أبو روح محمّد بن زياد بن فروة البلدي، نا أبو أسامة عن الأعمش عن المسيّب بن رافع عن يسير بن عمرو، قال: شيعنا (6) أبا مسعود حين خرج فنزل في طريق القادسية فدخل بستانا، فقضى الحاجة و مسح على جوربين، ثم خرج و إن لحيته ليقطر منها الماء. فقلنا: اعهد إلينا فإن الناس قد وقعوا في الفتن، و لا ندري أ نلقاك بعد اليوم أم لا؟ فقال: اتقوا اللّه، و اصبروا حتى يستريح برّا أو يستراح من فاجر و عليكم بالجماعة، فإنّ اللّه لا يجمع أمته على ضلالة.

أخبرنا (7) أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعيد بن حسنويه الأصبهاني، أنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خياط قال (8):

أبو مسعود البدري من ساكني الكوفة، مات قبل الأربعين.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو القاسم (9) بن

ص: 524


1- من هنا سقط من الأصل، و أضيف بين معكوفتين عن «ز»، و م.
2- في «ز»: «أحد مني شيئا» و فوق:«شيئا» في م ضبة.
3- في «ز»: سلطانا.
4- من هذه الطريق الخبر في سير أعلام النبلاء 495/2.
5- فوقها في «ز»، كتب:«ح» صغيرة.
6- في «ز»: شيعت.
7- قبله ورد بالأصل الخبر و أوله: أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، قدمناه قريبا و قد أشرنا إلى تقديمه في موضعه. و فوق أخبرنا في «ز»، «ح» صغيرة.
8- طبقات خليفة بن خيّاط ص 166 رقم 601.
9- بعدها في م بياض مقدار كلمة، و بياض في «ز»، عدة كلمات، و الكلام متصل في الأصل.

محمّد بن علي العلوي بالكوفة، و أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي بنيسابور (1) قالا (2):أنا أبو جعفر (3) محمّد بن علي بن دحيم نا إبراهيم بن عبد اللّه، أنا وكيع عن الأعمش عن المسيب بن رافع عن ذر عن نسير بن عمرو قال:

خرجنا مع أبي مسعود فقلنا (4):أوصنا، قال: عليكم بالجماعة قال (5).....

رواه أبو أسامة عن الأعمش فأسقط ذرا من إسناده.

قال: و أنبأ الأزهري، أنبأ محمّد بن العباس، أنا إبراهيم بن محمّد الكندي، نا أبو موسى محمّد بن المثنى قال:

و مات أبو مسعود قبل علي، و قتل علي سنة أربعين.

قال: و أنبأ علي بن محمّد بن الحسن بن السمسار، أنبأ عبد اللّه بن عثمان الصفار، نا عبد الباقي بن قانع أن أبا مسعود توفي سنة تسع و ثلاثين.

4730 - عقبة بن نافع بن عبد قيس بن لقيط

ابن عامر بن أمية بن ظرب بن الحارث

ابن فهر [بن النضر بن مالك الفهري] (6)(7)

يقال: إن له صحبة، و الأظهر أنه لا صحبة له.

سكن مصر، و وفد على معاوية، و يزيد بن معاوية.

روى عن معاوية قوله.

روى عنه ابنه أبو عبيدة بن عقبة، و اسمه مرة، و عبد اللّه بن هبيرة، و عليّ بن رباح، و مجير بن ذاخر، و عمار بن سعد.

ص: 525


1- اللفظة غير واضحة في الأصل، و مكانها بياض في م، و المثبت عن «ز».
2- في «ز»: قال.
3- الأصل: حفص، و المثبت عن م و «ز». انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 36/16.
4- الأصل: قلنا، و المثبت عن «ز».
5- بعدها بالأصل عدة كلمات غير مقروءة تماما، و بياض في «ز» و م، و على هامش «ز»: مقصوص بالأصل.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن م و «ز».
7- انظر أخباره في: أسد الغابة 556/3، نسب قريش 443، و الاستيعاب ترجمة 1830 و الإصابة 80/3 و تاريخ الطبري (الفهارس)، و الكامل لابن الأثير بتحقيقنا (الفهارس العامة) و البداية و النهاية بتحقيقنا (الثامن: الفهارس)، التاريخ الكبير 6/ 435 و تاريخ الإسلام(61-80) ص 188 و انظر بهامشه أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

أخبرنا (1) أبو الوفاء عبد الواحد بن أحمد، أنبأ أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، ثنا حرملة، أنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن حيي بن أبي حكيم، أن أبا عبيدة بن عقبة حدثه: أن أباه وفد على معاوية بن أبي سفيان فقرب له الغداء، فقال: اقترب يا عقبة، فاستأخرت، فقال: اقترب يا عقبة، قلت: إني صائم، قال: أما إنها ليست بسنة. و كان عقبة على سفر.(2) أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (3) قال في الطبقة الرابعة: عقبة بن نافع بن عبد قيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن ظرب بن الحارث بن فهم، و أمّه من لخم، و أبوه نافع بن عبد قيس الذي كان مع هبّار بن الأسود بن المطّلب يوم نخس بزينب بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

فولد عقبة بن نافع: عياضا، و أبا عبيدة، و عبد الرّحمن، و عمرا، لأمهات أولاد، و أمة اللّه، و أم نافع، و أمهما بنت سميرة بن موهبة من بني سهم بن عمرو.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي.

ثم حدّثنا أبو الفضل [بن] (4) ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (5):

عقبة بن نافع روى عنه (6) ابن هبيرة، و صاعد، و ابنه أبو عبيدة، يعد في المصريين (7).

كان في الأصل البصريين، و هو وهم.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - إذنا و شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

ص: 526


1- فوقها في «ز»: «ح» صغيرة.
2- فوقها في «ز»، كتب «ح» صغيرة.
3- ليس لعقبة بن نافع ترجمة في الطبقات الكبرى المطبوع، و هو ضمن القسم الضائع من تراجم أهل المدينة.
4- زيادة عن م و «ز».
5- التاريخ الكبير للبخاري 435/6.
6- في التاريخ الكبير: الزهري و ابن هبيرة.
7- في التاريخ الكبير المطبوع: البصريين.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (1):

عقبة بن نافع المصري، روى عن.... (2)،روى عنه عبد اللّه بن هبيرة، و ابنه أبو عبيدة، سمعت أبي يقول ذلك.

كتب إليّ أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، نا أبو سعيد بن يونس قال:

عقبة بن نافع بن عبد القيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن الظرب بن الحارث بن فهر، يقال له صحبة، و لم تصح، شهد الفتح بمصر، و اختط بمصر، و ولي الإمرة على المغرب لمعاوية بن يزيد بن معاوية و هو الذي بنى قيروان إفريقية، و أنزلها المسلمين، يروي عن معاوية، روى عنه ابنه مرّة بن عقبة، و عليّ بن رباح، و بجير بن داخر بن عبيد اللّه بن يخنس قتلته البربر بتهودة (3) من أرض الزاب بالمغرب سنة ثلاث و ثمانين، و ولده بمصر و بالغرب.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه (4) بن مندة في كتابه معرفة الصحابة، قال:

عقبة بن نافع بن عبد القيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن الحارث بن عامر بن الفهر القرشي، شهد فتح مصر، و ولي الإمرة على المغرب، و استشهد بأفريقية، و هو الذي بنى قيروان إفريقية و أنزلها المسلمين، قتلته البربر بالمغرب سنة ثلاث و ستين، و ولده بها.

قال لي أبو سعيد بن يونس:

روى عنه: ابنه مرّة، و أنس بن مالك، و عمّار بن سعد، و عليّ بن رباح، و هو الذي قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«رأيت كأنّي في دار عقبة بن نافع فأتينا برطب أبّر طاب فأولتها الرفعة، و العافية، و إن ديننا قد طاب لنا.

هكذا قال، و وهم علي بن يونس في نسبه في موضعين، و وهم، فيما حكى فيه عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فإن ذاك عقبة بن رافع، و لذلك [قال:] (5) إن لنا الرفعة.

ص: 527


1- الجرح و التعديل 317/6.
2- بالأصل بعد كلمة عن كلمة «حذافيه ؟؟؟» و قبلها بياض و بعدها بياض، و في م و «ز»، و الجرح و التعديل: بياض، و كتب على هامش «ز»: بياض بالأصل.
3- تهوذة: اسم لقبيلة من البربر بناحية افريقية، لهم أرض تعرف بهم (معجم البلدان).
4- في م: عبيد اللّه.
5- الزيادة عن م، و «ز».

أنبأنا أبو علي الحداد، قال: قال أبو نعيم الحافظ :

عقبة بن رافع - و قيل ابن نافع - بن عبد القيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن الحارث بن عامر بن فهر القرشي، شهد فتح مصر، و ولي الإمرة على المغرب، و استشهد بإفريقية و بنى قيروان إفريقية، و أنزلها المسلمين، قتلته البربر بالمغرب سنة ثلاث و ستين، و ولده [بها] (1) فيما حكي عن أبي سعيد بن عبد الأعلى، ذكره في حديث أنس بن مالك، و روى عنه عمار بن سعد، و ابنه، و عليّ بن رباح.

و الصحيح من نسبه ما ذكره أبو سعيد بن يونس، و يعضده ما.

أخبرنا أبو غالب، و أبو (2) عبد اللّه ابنا البنّا، قالا:، أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأ أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال (3):و من ولد أمية بن ظرب - يعني بن الحارث بن فهر: نافع بن عبد قيس بن لقيط بن عامر بن أمية، كان مع هبّار بن الأسود يوم عرضا لزينب بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فنخسا بها، و منهم: عبد الرّحمن بن عقبة بن نافع بن عبد قيس، ولي إفريقية و لهم (4) بها عدد.

فذكر أباه و ابنه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر (5)،نا الوليد بن كثير، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، قال:

لما فتح المسلمون مصر بعث عمرو بن العاص إلى القرى التي حولها، الخيل تطؤهم، فبعث عقبة بن نافع بن عبد قيس، و كان نافع أخ العاص بن وائل لأمه فدخلت خيولهم أرض النوبة غزاة غزوا كصوائف الروم فلقي المسلمون من النوبة قتالا شديدا لقد لاقوهم أول يوم فرشقوهم بالنبل، و لقد جرح منهم عامتهم، و انصرفوا بجراحات كثيرة، و حدق مفقأة، سموهم يومئذ رماة الحدق، فلم يزالوا على ذلك حتى ولي مصر عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح، ولاه عثمان، فسألوه الصلح و الموادعة، فأجابهم إلى ذلك، فاصطلحوا على غير جزية

ص: 528


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن «ز»، و م.
2- فوقها في «ز»: «ح» صغيرة.
3- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 445.
4- في نسب قريش:«و له» و في «ز»، و م، كالأصل.
5- الخبر ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد، ورد مختصرا في تاريخ الإسلام(61-80) ص 189 و الإصابة 80/3.

على هدية ثلاثمائة رأس في كل سنة، و يهدي إليهم المسلمون طعاما مثل ذلك،.

قال محمّد بن عمر: و كتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب يخبره أنه قد ولّى عقبة بن نافع الفهري، و أنه قد بلغ زويلة (1) و إن ما بين برقة و زويلة سلّم كلهم قد أطاع مسلمهم بالصدقة، و أقر معاقدهم (2) بالجزية.

و بلغ عمرو بن العاص أطرابلس (3)،ففتحها، فكتب إلى عمر أن بينها و بين إفريقية تسعة أيام فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن للمسلمين في دخولها فعل، و أن المسلمين قد اجترءوا عليهم و على بلادهم، و عرفوا قتالهم، و ليس عدوّا كلّ شوكة منهم، و إفريقية عين مال المغرب، فيوسع اللّه بما فيها على المسلمين.

فكتب إليه عمر: لو فتحت إفريقية ما قامت بوال مقتصد لا جند معه، ثم لا آمن أن يقتلوه، فإن شحنتها بالرجال كلفت حمل مال مصر، أو عامته إليها، لا (4) أدخلها جندا للمسلمين أبدا، و سيرى الوالي بعدي رأيه.

فلما ولي عثمان أغزى الناس إفريقية، و أمرهم أن يلحقوا بعبد اللّه بن سعد، و أمر عبد اللّه بن سعد أن يسير بمن معه، و من أمده بهم عثمان بن عفان إلى إفريقية، فخرج بالناس حتى نزل بقربها، فصالحه بطريقها على صلح يخرجه له، فقبل ذلك منه.

فلما ولي معاوية بن أبي سفيان وجه عقبة بن نافع بن عبد قيس الفهري إلى إفريقية غازيا في عشرة آلاف من المسلمين فافتتحها و اختط قيروانها، و قد كان موضعه غيضة (5) لا ترام من السباع و الحيوان و غير ذلك من الدوابّ ، فدعا اللّه عليها، فلم يبق منها شيء مما كان فيها من السباع و غير ذلك إلاّ خرج منها هاربا بإذن اللّه، حتى إن كانت السباع و غيرها لتحمل أولادها (6).

ص: 529


1- الأصل و م: رذيلة، تصحيف، و التصويب عن «ز». و زويلة: بفتح أوله و كسر ثانيه، بلد، انظر ما ورد في معجم البلدان(160/3).
2- في م و «ز»: معاهدهم.
3- يريد أطرابلس و هي مدينة في آخر أرض برقة و أول أرض إفريقيا (معجم البلدان).
4- الأصل:«الا» و التصويب عن م و «ز».
5- الغيضة: بالفتح، الأجمة، و مجتمع الشجر في مغيض ماء. جمعها: غياض و أغياض.(القاموس المحيط ). و في مختصر ابن منظور: غيطة.
6- تاريخ الطبري 240/5 و تاريخ الإسلام(61-80) ص 189 و سير أعلام النبلاء 533/3 مختصرا.

قال: و أنا محمّد (1) بن عمر، نا موسى بن عليّ بن رباح عن أبيه قال:

نادى عقبة بن نافع، إنا نازلون فاظعنوا، قال: فزبنّ يخرجن من جحرتهنّ (2) هوارب.

قال محمّد بن عمر: فقلت لموسى بن علي: إنه يقال: إن بافريقيا عقارب تقتل ؟ قال:

بناحية منها قلّ ما لدغت إنسانا إلاّ خيف عليه منها، و ربما عافاه اللّه.

قلت لموسى: أ رأيت بناء إفريقية اليوم ؟ هذا الواصل المجتمع، من أول من بناه حتى بنى إليه ؟ قال: أول من ابتنى بها، عقبة بن نافع و من كان معه الدور و المساكن، و أقام بها.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا (3) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا ابن بكير، قال:

قال الليث بن سعد: و في سنة إحدى و أربعين غزوة عقبة بن نافع، غدامس (4) و في سنة اثنتين (5) و أربعين حاربت البربر، فغزاهم عقبة بن نافع، و في سنة ثلاث و أربعين غزوة عقبة بن نافع هوّارة، و في سنة ثمان و أربعين غزوة عقبة بن نافع، و مالك بن هبيرة مشتاهم ساموس، و في سنة أربع و خمسين غزوة ابن مسعود، و عقبة بن نافع مشتاهم بقريطيا، و في سنة اثنتين (6) و ستين غزوة عقبة بن نافع إفريقية.

أخبرنا أبو غالب إسماعيل بن الحسن، أنا أبو الحسن محمّد بن علي، أنبأ أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال (7):

و في سنة إحدى و أربعين ولّى عمرو بن العاص - و هو على مصر - عقبة بن نافع الفهري، و هو ابن خالة عمرو، إفريقية فانتهى إلى قونية (8)،و مراقية (9) فأطاعوا ثمّ كفروا،

ص: 530


1- الأصل: عمر، و التصويب عن م، و «ز».
2- كذا بالأصل و م: جحرتهن، و في «ز»: جحرهن، و في تاريخ الإسلام و سير أعلام النبلاء: جحورهن.
3- فوقها في «ز»، كتب «ح» صغيرة.
4- بالأصل و م:«عدامس» و المثبت عن «ز»، و في معجم البلدان: غدامس بفتح أوله و يضم، مدينة بالمغرب... ضاربة في بلاد السودان بعد بلاد زافون.
5- الأصل: اثنين، و التصويب عن «ز».
6- الأصل: اثنين، و التصويب عن «ز».
7- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 204 و 205، و 206، و 210.
8- كذا بالأصل و م و «ز»، و المختصر، و في تاريخ خليفة: لوبية. و قونية: من أعظم مدن الإسلام بالروم، و قيل إنها موضع مدينة القيروان (راجع ما جاء فيها معجم البلدان).
9- مراقية: أول بلد تلقاه و أنت تقصد من الاسكندرية إلى إفريقيا (راجع معجم البلدان).

فغزاهم من سنته، فقتل و سبا، و فيها - يعني سنة اثنتين (1) و أربعين - غزا عقبة بن نافع إفريقية، فافتتح غدامس، فقتل و سبا، و في سنة ثلاث و أربعين غزا عقبة بن نافع الفهري فافتتح كورا من بلاد السودان، و افتتح ودّان (2) و هي من جزيرة (3) برقة، فكلها من بلاد إفريقية، و فيها يعني سنة خمسين: وجّه معاوية عقبة بن نافع إلى إفريقية، فخط القيروان، و أقام بها ثلاث سنين.

قال خليفة (4):فحدّثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن محمّد بن عمرو بن علقمة، عن يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب قال:

لما افتتح عقبة بن نافع إفريقية، وقف على القيروان فقال: يا أهل الوادي، إنا حالّون إن شاء اللّه، فاظعنوا ثلاث مرات قال: فما رأينا حجرا و لا شجرا إلاّ يخرج من تحته دابة حتى هبطن بطن الوادي، ثم قال للناس: انزلوا بسم اللّه (5).

أخبرنا (6) أبو علي الحسين بن علي بن أشليها، و ابنه أبو الحسن علي، قالا: أنا أبو الفضل بن الفرات، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، قال: و أخبرني مروان بن محمّد، عن رشدين بن سعد، عن الحسن بن ثوبان، عن يزيد بن أبي حبيب.

أن عقبة بن نافع لما قدم إفريقية وقف على واد (7) بها فقال: من كان هاهنا من الجنّ فليرتحل، فإنا نازلون، فمن وجدناه قتلناه، قال: فرأى الناس الحيّات تنساب خارجة من الوادي، و كان يقال: أنّ عقبة رجل مستجاب.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و غيره عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر (8) بن حيّوية، أنبأ سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، أنبأ الحارث بن إبراهيم، أنبأ الحارث بن محمّد، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر الواقدي، قال: سمعت

ص: 531


1- الأصل: اثنين، و التصويب عن «ز».
2- ودان: مدينة في جنوبي إفريقية، و بينها و بين زويلة عشرة أيام (راجع معجم البلدان).
3- في تاريخ خليفة: من حيز برقة.
4- تاريخ خليفة ص 210 حوادث سنة 50 ه .
5- تاريخ الإسلام(61-80) ص 189 و سير أعلام النبلاء 533/3 و معجم ما استعجم 1105/3.
6- فوقها في «ز»: كتب:«ح س» حرفان صغيران.
7- الأصل و م: وادي، و المثبت عن «ز».
8- الأصل: عمرو، تصحيف و التصويب عن «ز»، و م.

مفضّل بن فضالة في مشيخة أهل مصر، قالوا: كان عقبة مستجاب الدعوة (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية (2)،أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني مفضل بن فضالة المعافري، عن يزيد بن أبي حبيب، و يكنى أبا رجاء مولى بني عامر بن لؤي، حدّثني رجل من جند مصر قال:

قدمنا مع عقبة بن نافع إفريقية و هو أول الناس اختطها و قطعها للناس مساكن و دورا و بنى مسجدها، و أقمنا معه حتى عزل عنها و هو خير وال، و خير أمير، و ولّى معاوية بن أبي سفيان حين عزل عقبة بن نافع مسلمة بن مخلّد الأنصاري، ولاه مصر و إفريقية، و عزل معاوية بن حديج الكندي عن مصر، فوجه مسلمة بن مخلّد إلى إفريقية دينارا أبا المهاجر مولى له و عزل عقبة بن نافع، فقيل لمسلمة بن مخلّد، لو أقررت عقبة بن نافع عليها، فإنّ له جرأة و فضلا، و هو الذي اختطها و بنى مسجدها، فقال مسلمة: إنّ أبا المهاجر كان يرى إنّما هو كأحدنا صبر علينا في غير ولاية و لا كبير نيل، فنحن نحب أن نكافئه و نصطنعه، فوجهه إلى إفريقية.

فلما قدم دينار أبو المهاجر إفريقية كره أن ينزل في الموضع الذي اختط عقبة بن نافع، فمضى حتى خلفه بميلين ثمّ نزل بموضع يقال له: أبت كروان فابتناه و نزله.

و خرج عقبة بن نافع منصرفا إلى المشرق حنقا على أبي المهاجر، و كان أساء عزله فدعا اللّه أن يمكنه منه، و بلغ ذلك أبا المهاجر، فلم يزل خائفا منه مذ بلغه دعوته.

فقدم عقبة بن نافع على معاوية فقال: اللّه إني فتحت البلاد و دانت لي، و بنيت المنازل، و بنيت مسجد الجماعة، و سكّنت الرجال، ثم أرسلت عبد الأنصار فأساء عزلي، فاعتذر إليه معاوية و قال: قد عرفت مكان مسلمة بن مخلّد من الإمام المظلوم - رحمه اللّه - و تقديمه إياه على من سواه، ثم قيامه بعد ذلك بدمه، و بذل مهجة نفسه محتسبا صابرا مع من أطاعه من قومه و مواليه، و قد رددتك على عملك واليا.

[قال:] (3) و أنا محمّد بن عمر قال: فحدّثني أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة،

ص: 532


1- سير أعلام النبلاء 533/3 و تاريخ الإسلام(61-80) ص 189.
2- الأصل: حيوة، و المثبت عن م، و «ز».
3- زيادة عن «ز»، و م.

حدّثني عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي صعصعة، قال: لما ولّى مسلمة بن مخلّد أبا المهاجر إفريقية أوصاه بتقوى [اللّه] (1) و أن يسير بسيرة حسنة، و أن يعزل صاحبه أحسن العزل، فإنّ أهل بلده يحسنون القول فيه فخالفه أبو المهاجر، فأساء عزله، فمرّ عقبة بن نافع على مسلمة بن مخلّد، فركب إليه مسلمة يقسم له باللّه لقد خالفه فيما (2) صنع، و لقد أوصيته بك خاصة.

و لم يوله معاوية و لكنه أقام حتى مات معاوية، فولاه يزيد بعد ذلك.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأ خيثمة بن سليمان، نا يحيى بن جعفر، نا زيد بن الحباب، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن عمارة (3) بن سعد، عن عقبة بن نافع القرشي - و كان قد استشهد بأفريقية - أنه أوصى ولده فقال: لا تقبلوا الحديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلاّ عن ثقة، و لا تديّنوا و إن لبستم العبا و لا تكتبوا ما يشغلكم عن القرآن.

أخبرنا (4) أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو جعفر محمّد بن عمرو بن البختري بن الرّزّاز ببغداد، نا يحيى بن جعفر بن الزّبرقان، أنبأ زيد بن الحباب [أنا ابن لهيعة، نا خالد بن يزيد] (5) عن عامر (6) بن سعد، عن عقبة بن نافع القرشي، و كان قد استشهد بإفريقية و أنه أوصى ولده فقال: لا تقبلوا الحديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلاّ عن ثقة.

قرأت في كتاب أبي محمّد بن زبر رواية ابنه أبي سليمان عنه، نا علي بن داود، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني الليث أن عقبة بن نافع الفهري قدم من عند يزيد بن معاوية في جيش على غزو المغرب، فمرّ على عبد اللّه بن عمرو بن العاص و هو بمصر، فقال له عبد اللّه: يا عقبة، لعلك من الجيش الذين الجنة ترجى لهم، قال: فمضى بجيشه (7) حتى قاتل البربر، و هم كفار، قال: فقتلوه جميعا.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ص: 533


1- زيادة للإيضاح عن م، و «ز».
2- الأصل و م: ما، و المثبت عن «ز».
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و تقدم في أول الترجمة: عمار.
4- فوقها كتب في «ز»: «ح» صغيرة.
5- ما بين معكوفتين استدرك لتقويم السند عن م و «ز».
6- كذا بالأصل و م، و مرّ:«عمار».
7- الأصل: جيشه، و التصويب عن «ز»، و م.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا يحيى بن عبد اللّه بن بكير، و أبو الطاهر، و حرملة، قالوا (1):أنا ابن وهب، عن ابن لهيعة أن بجير بن ذاخر قال:

كنت عند عبد اللّه بن عمرو بن العاص حين دخل عليه عقبة بن نافع بن عبد قيس بن لقيط الفهري فقال: ما أقدمك يا عقبة، فإنّي أعلمك تحب الإمارة، فقال: إنّ أمير المؤمنين يزيد عقد لي على جيش إلى إفريقية، فقال له عبد اللّه: إياك أن تكون لعبة لأرامل أهل مصر، فإني لم أزل أسمع أنه سيخرج رجل من قريش في هذا الوجه فيهلك فيه.

قال: فقدم إفريقية، فتتبع أثار أبي (2) المهاجر و ضيّق عليه و حدّده (3) ثم خرج إلى قتال البربر، و هم خمسة آلاف رجل من أهل مصر، و أخرج بأبي المهاجر معه في الحديد، فقتل، و قتل أصحابه، و قتل أبو المهاجر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن محمّد بن علي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال:

ثم (4) قدم عقبة بن نافع واليا على أبي المهاجر سنة ثنتين و ستين (5).

و فيها يعني سنة ثلاث و ستين (6) غزا عقبة بن نافع و استخلف على القيروان زهير بن قيس البلوي، فأتى السوس القصوى (7) فغنم و سلّم، و قفل، فلقيه كسيلة بن اليزم (8)-و كان نصرانيا - فقتل عقبة بن نافع، و أبو المهاجر مولى الأنصار و عامة أصحابه ثمّ سار كسيلة فلقيه زهير بن قيس على بريد من القيروان فقتل كسيلة و انهزم أصحابه، فقتلوا قتلا ذريعا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر (9) بن حيوية (10)،أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال: فحدّثني

ص: 534


1- الأصل:«و قالوا» و المثبت عن م، و «ز».
2- الأصل: بني، و التصويب عن م، و «ز».
3- يعني قيده و وضعه في الحديد.
4- ما بين الرقمين لم أعثر عليه في تاريخ خليفة المطبوع.
5- ما بين الرقمين لم أعثر عليه في تاريخ خليفة المطبوع.
6- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 251 و أسد الغابة 557/3.
7- السوس القصوى بينها و بين السوس الأدنى مسيرة شهرين، و هي كورة مدينتها طرقلة (انظر معجم البلدان).
8- في تاريخ خليفة: كيزم، و في أسد الغابة:«لمرم» و في البيان المغرب لابن عذاري:«لمزم».
9- الأصل: عمرو، و التصويب عن م و «ز».
10- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م.

موسى بن عليّ بن رباح، عن أبيه قال:

قدم عقبة بن نافع على يزيد بن معاوية بعد موت معاوية، فردّه واليا على إفريقية سنة اثنتين و ستين، فخرج عقبة بن نافع سريعا لحنقه على أبي المهاجر حتى قدم إفريقية فأوثق أبا المهاجر في وثاق شديد، و أساء عزله ثمّ غزا بأبي المهاجر إلى السوس الأدنى (1)،و هو في حديد، و هو خلف طنجة فيما بين قيلة مدينتها التي تسمى و ليلة (2) و المغرب، و أهل السوس، إذ ذاك... (3) و جول (4) في بلادهم لا يعرض له أحد، و لا يقاتله، ثم انصرف راجعا إلى إفريقية، فلما دنا من ثغرها أمن أصحابه فأذن لهم فتفرقوا عنه، و بقي في عدة قليلة، و أخذ تهوذة - و هي ثغر من ثغور إفريقية متياسرا عن طبنة (5)-ثغر الزاب - فيما بين طينة و المشرق، و تهوذة من مدينة قيروان إفريقية على مسيرة ثمانية أيام.

فلما انتهى عقبة بن نافع إلى تهوذة عرض له كسيلة بن يلزم الأودي (6) في جمع كثير من البربر و الروم، و قد كان بلغه افتراق الناس عن عقبة بن نافع و قلّة من معه، و جمع لذلك جمعا، فالتقوا فاقتتلوا قتالا شديدا، فقتل عقبة بن نافع شهيدا - يرحمه اللّه - و قتل من كان معه، و قتل أبو المهاجر و هو موثق في الحديد، و اشتعلت إفريقية حربا، ثم سار كسيلة و من معه حتى نزلوا قونية الموضع الذي كان عقبة بن نافع اختط ، فأقام بها و من معه و قهر من قرب منه بآب قايش و ما يليه، و جعل يبعث أصحابه في كل وجه إلى أن توفي يزيد بن معاوية، و كانت خلافته ثلاث سنين و ثلاثة أشهر (7).

قال أبو عبد اللّه الصّوري: الصواب زويلة بالفتح، و قابس.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ص: 535


1- السوس الأدنى كورة بالمغرب، مدينتها طنجة (انظر معجم البلدان).
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في معجم البلدان: و ليلى مدينة بالمغرب قرب طنجة.
3- بدون إعجام بالأصل و م و صورتها:«؟؟؟ انتبه» و في «ز»: «انتبه» و في المختصر: أثبته.
4- في البيان المغرب لابن عذاري 28/1 و جال هنالك.
5- بالأصل و م، و «ز»، و المختصر، طينة، بالياء، و المثبت عن البيان المغرب 28/1 و في معجم البلدان: طبنة بضم أوله ثمّ السكون و نون مفتوحة: بلدة في طرف إفريقية مما يلي المغرب على ضفة الزاب.
6- في البيان المغرب: كسيلة بن لمزم الأوربي، و قيل: البرنسي. و في أسد الغابة قيدها ابن الأثير بالحروف لمرم بفتح اللام و الراء و بينهما ميم ساكنة و آخره ميم.
7- انظر الخبر في البيان المغرب لابن عذاري 27/1 و ما بعدها، مع تفاصيل وافية، و انظر تاريخ الإسلام(61-80) ص 189.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: قال ابن لهيعة: كان قتل الحسين بن علي، و قتل عقبة بن نافع و حريق الكعبة في سنة واحدة سنة ثنتين أو ثلاث و ستين.

قال يعقوب: و كان ذكر ذلك كله في خلافة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.

قال ابن بكير: قال الليث: سنة ثلاث و ستين أصيب عقبة بن نافع و أصحابه بالمغرب.

4731 - عقبة بن نعيم الرّعيني المصري

ولي الشرط بمصر في خلافة هشام بن عبد الملك حفص بن الوليد (1)،أمير مصر من قبل هشام (2).

و وفد عقبة على يزيد بن الوليد يتبعه أهل مصر في نفر من وجوههم فيما ذكر أبو عمر محمّد بن يوسف الكندي المصري (3).

و ذكر أيضا: أن الحوثرة بن سهيل الباهلي أمير مصر من قبل مروان بن محمّد قتل عقبة بن نعيم سنة ثمان و عشرين و مائة (4).

4732 - عقبة بن يريم دمشقي

4732 - عقبة بن يريم (5) دمشقي (6)

حدّث عن أبي ثعلبة [الخشني] (7).

روى عنه عروة بن رويم، و يزيد بن سنان الرهاوي فيما يقال.

أخبرنا أبو البركات بن الأنماطي، أنا محمّد بن المظفر، أنبأ أبو الحسن العتيقي (8)، أنبأ يوسف [بن] (9) أحمد، ثنا أبو جعفر العقيلي (10)،نا يحيى بن أحمد المخرمي، نا

ص: 536


1- انظر النجوم الزاهرة 263/1 و حسن المحاضرة 9/2 و الخطط 303/1 و ولاة مصر للكندي ص 96.
2- ولاه حفص الشرط يوم السبت لثماني عشرة بقين من شعبان سنة أربع و عشرين (و مائة)، ولاة مصر للكندي ص 104.
3- ولاة مصر ص 106.
4- ولاة مصر ص 112.
5- بالأصل: يزيد، و المثبت عن م، و «ز».
6- ترجمته في ميزان الاعتدال 87/3 و فيها: عقبة بن يريم الدمشقي و يقال: ابن يزيد، و الضعفاء الكبير 351/3 و لسان الميزان 179/4 و التاريخ الكبير 436/2/3 و الجرح و التعديل 318/6 و الكامل لابن عدي 280/5.
7- الزيادة للإيضاح عن «ز»، و م.
8- رسمها مضطرب بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م.
9- زيادة عن م، و «ز».
10- الضعفاء الكبير للعقيلي 351/3 رقم 1383.

سعيد بن يحيى الأموي، نا أبي، نا يزيد بن سنان، حدّثني عقبة بن يريم الدمشقي قال:

سمعت أبا ثعلبة الخشني يقول: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا رجع من غزاة أو سفر بدأ بالمسجد و صلّى فيه ركعتين[8178].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن إبراهيم القزويني، أنا علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، نا أبو حاتم محمّد بن إدريس الحنظلي، حدّثني ابن الطّبّاع، حدّثني يحيى بن سعيد القرشي، عن أبي فروة، عن يزيد بن سنان، عن عروة بن رويم، عن عقبة بن يريم، عن أبي ثعلبة الخشني.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد، فصلّى فيه ركعتين، ثم يثنّي بفاطمة، ثم يأتي أزواجه، فقدم من سفره مرّة فأتى فاطمة فتلقّته على باب البيت، فجعلت تلثم فاه و عينه و تبكي، فقال لها:«ما يبكيك ؟» فقالت: أراك شعثا نصبا قد اخلولقت ثيابك، فقال:

«لا تبكي، فإنّ اللّه بعث أباك بأمر لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر و لا وبر و لا شعر، إلاّ أدخله اللّه به عزّا أو ذلا حتى يبلغ حيث بلغ الليل»[8179].

روى إبراهيم بن سعيد الجوهري هذا الحديث عن يحيى بن سعيد الأموي، عن أبي فروة، عن عقبة بن يريم الدمشقي.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي.

ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد، و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):

عقبة بن يريم عن أبي ثعلبة، روى عنه عروة (2) بن رويم الشامي؛ في صحة خبره نظر.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد.

ص: 537


1- التاريخ الكبير للبخاري 436/6.
2- الأصل و م عقبة، تصحيف، و التصويب عن التاريخ الكبير، و «ز».

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (1):

عقبة بن يريم روى عن أبي ثعلبة الخشني، روى عنه عروة بن رويم الشامي الفلسطيني، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا (2) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،قال:

عقبة بن يزيد عن أبي ثعلبة، روى عنه عقبة (4) بن رويم في صحة خبره نظر.

سمعت ابن حمّاد يذكره عن البخاري.

كذا فيه، و إنّما عقبة بن يريم عن عروة بن رويم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر الحافظ قال (5):

و عقبة بن يريم عن أبي ثعلبة الخشني، حدث عنه عروة بن رويم اللّخمي (6).

ص: 538


1- الجرح و التعديل 318/6.
2- فوقها في «ز» كتب «ح» صغيرة.
3- الكامل لابن عدي 280/5.
4- كذا بالأصل و م، و «ز»، و كتب فوقها في «ز»: «عر» إشارة إلى أن الصواب: عروة. و سينبه المصنف إلى أن الصواب:«عروة».
5- الاكمال لابن ماكولا 241/1.
6- «اللخمي» ليست في الاكمال.

[ذكر من اسمه] عقيبة

4733 - عقيبة بن هبيرة بن فروة الأسدي النّصري

4733 - عقيبة بن هبيرة بن فروة الأسدي النّصري (1)

من بني نصر بن قعين من بني أسد.

شاعر.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد، أنبأ أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين العكبري، أنبأ أبو الطيب محمّد بن أحمد بن خاقان البيع.

ح قال: و نا القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن أيوب الشافعي، أنا أبو بكر أحمد بن (2) الجرّاح.

قالا: أنا أبو بكر بن دريد قال أبو معاذ عن دماد عن أبي عبيدة قال:

هجا عقيبة بن هبيرة الأسدي عمرو بن قيس الأسدي فقال:

لعمرك إنّ اللؤم خدن (3) و صاحب *** لعمرو بن قيس ما دعا اللّه راغب

تراه عظيما ذا رواء و منظر *** و أجبن ما متروف حين يحارب

شجاع على جيرانه و صديقه *** و أجرأ منه في اللقاء الثعالب

فشكا عمرو بن قيس إلى معاوية فقال معاوية: قد هجاني بأشد مما هجاك، فقال:

و ما قال ؟ قال: قال:

أرى ابن أبي سفيان يزجي جياده *** ليغزوا عليا ضلّة و تحامقا

ص: 539


1- خزانة الأدب للبغدادي 260/2 و عيون الأخبار 97/4 و الشعر و الشعراء ص 32 و الأعلام للزركلي 241/4.
2- في م و «ز»: أحمد بن محمّد بن الجراح.
3- بدون إعجام بالأصل، و في م: حدث، و المثبت عن «ز».

و بئس الفتى في الحرب يوما إذا بدت *** برازق خيل يتّبعن برازقا

قال: فهلم تدعو عليه و أؤمّن، أو أدعو عليه و تؤمّن، قال: أ ما غير هذا؟ قال: لا، و إن شئت فاهجه كما هجاك.

قال: فخرج من عند معاوية و هو يقول: قاتلك اللّه ما أعلمك بالدنيا.

قال: البرازق واحدها: برزق و هو القطعة من الخيل، و يقال أيضا الفارس (1).

و بلغني أن عقيبة بن هبيرة بن فروة البصري هجا أبا بردة فاستعدى عليه معاوية، فقال: الذي هجاني به أخبث مما هجاك به (2):

فهبها أمّة هلكت ضياعا (3) *** يزيد أميرها و أبو يزيد

فقال أبو بردة: فما تصنع يا أمير المؤمنين ؟ قال: نرفع أيدينا فندعو اللّه عليه (4).

ص: 540


1- انظر تاج العروس بتحقيقنا:«برزق».
2- البيت من قصيدة مخفوضة الروي، خزانة الأدب للبغدادي 260/2 و الشعر و الشعراء ص 32 و لم ينسبه.
3- في خزانة الأدب: فهبنا أمة ذهبت ضياعا
4- راجع الخبر في خزانة الأدب 261/2.

فهرس

الجزء الأربعين

ص: 541

ص: 542

الفهرس 4620 - عثمان بن علي بن عبد اللّه أبو القاسم البغدادي المعروف بالوقاياتي 3

4621 - عثمان بن عمارة بن خريم الناعم بن عمرو بن الحارث بن خارجة ابن سنان بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرة بن عوف ابن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد ابن قيس بن عيلان المري أخو أبي الهيذام 4

4622 - عثمان بن عمران بن الحارث بن أسد أبو عمر المقدسي الصوفي 7

4623 - عثمان بن عمرو بن عبد الرّحمن بن الربيع أبو عمرو البغدادي الفقيه الشافعي ابن أخي النّجّاد 8

4624 - عثمان بن عمر بن موسى بن عبيد اللّه بن معمر بن عثمان بن عمرو ابن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي المعمري 9

4625 - عثمان بن عمرو أو عمر أبو محمّد أو أبو عمرو 13

4626 - عثمان بن عمير الثقفي 14

4627 - عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف الأموي 14

4628 - عثمان بن عنبسة الأصغر بن عتبة بن عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان أبو العباس الأموي العنبسي 18

4629 - عثمان بن عنبسة بن أبي محمّد بن عبد اللّه بن يزيد ابن معاوية بن أبي سفيان الأموي 19

4630 - عثمان بن القاسم بن معروف أبو الحسين بن أبي نصر والد أبي محمّد 19

4631 - عثمان بن قيس 20

4632 - عثمان بن محمّد بن إبراهيم بن رستم أبو عمر المادرائي المعروف بابن الأطروش 21

ص: 543

4633 - عثمان بن محمّد بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف القرشي الأموي 22

4634 - عثمان بن محمّد بن عثمان بن محمّد بن عبد الملك بن سليمان بن عبد الملك ابن عبد اللّه بن عنبسة بن عمرو بن عثمان بن عفان أبو عمرو العثماني البصري 24

4635 - عثمان بن محمّد بن علي بن علان بن أحمد بن جعفر أبو الحسين الذهبي البغدادي 26

4636 - عثمان بن محمّد شيخ الوليد بن مسلم 28

4637 - عثمان بن محمّد بن سعيد البقال 29

4638 - عثمان بن أبي محمّد بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية 29

4639 - عثمان بن مردان أبو القاسم النهاوندي الصوفي 29

4640 - عثمان بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي الأموي 32

4641 - عثمان بن مرة الخولاني الداراني 33

4642 - عثمان بن مسلم 34

4643 - عثمان بن مضرس بن عثمان الجهني أخو عمر 35

4644 - عثمان بن معبد بن نوح البغدادي المقرئ 36

4645 - عثمان بن المنذر الثقفي 38

4646 - عثمان بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية الأموي 40

4647 - عثمان بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي 40

4648 - عثمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن العاص بن أمية 42

4649 - عثمان بن هلال الجهني 42

4650 - عثمان بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب ابن أمية بن عبد شمس الأموي 42

4651 - عثمان و يقال: يزيد بن عثمان الخشبي 43

4652 - عثمان التنوخي 43

4653 - عثمان 43

ص: 544

ذكر من اسمه عجلان 4654 - عجلان بن سهيل و يقال: ابن سهل بن العجلان بن سهيل بن كعب ابن عامر بن عمير بن رياح بن عبد اللّه بن عبدة ابن فرّاص بن باهلة الباهلي 44

ذكر من اسمه عجير 4655 - عجير بن عبد اللّه بن عبيدة و يقال عبيدة بن كعب بن عابسة و يقال عائشة بن ربيع بن سبيط بن جابر بن عبد اللّه بن مرة بن صعصعة ابن معاوية بن بكر بن هوازن، و يقال: العجير بن عبد اللّه بن كعب ابن عبيدة بن جابر بن عمرو بن سلول أبو الفرزدق السلولي الشاعر 48

ذكر من اسمه عدنان 4656 - عدنان بن أحمد بن طولون أبو معد بن الأمير، و أخو الأمير 53

ذكر من اسمه عدي 4657 - عدي بن أحمد بن عبد الباقي بن يحيى بن يزيد بن إبراهيم ابن عبد اللّه أبو عمير الأذني 56

4658 - عدي بن أرطأة بن جداية بن لوزان الفزاري و يقال: من بني خزامة ابن لوزان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة بن ذبيان من بغيض بن ريث بن غطفان 57

4659 - عدي بن حاتم الجواد بن عبد اللّه بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس ابن عدي بن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث ابن طيّئ بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب ابن يعرب بن قحطان أبو طريف و يقال: أبو وهب الطائي 66

4660 - عدي بن ربيعة بن سواءة و يقال عدي بن سواءة بن جشم بن سعد 99

4661 - عدي بن الرعلاء الغساني 103

4662 - عدي بن زيد بن حماد بن زيد بن أيوب بن مجدوق بن عامر ابن عصية بن امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد ابن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار التميمي 104

4663 - عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع بن عصر بن عدة و يقال: عرة بن شعل بن معاوية بن الحارث و هو عاملة بن عدي ابن الحارث بن مرة بن أدد أبو دؤاد العاملي الشاعر المعروف بعدي بن الرقاع 126

4664 - عدي بن عبد الرّحمن بن زيد بن أسيد بن جابر بن عدي بن خالد بن خثيم

ص: 545

ابن أبي حارثة بن جدي بن تدول بن بختر بن عتود أبو الهيثم الطائي 133

4665 - عدي بن عدي بن عميرة بن عدي بن عفير و يقال: عفير بن زرارة بن الأرقم ابن النعمان بن عمرو بن وهب بن ربيعة بن معاوية بن ثور بن مرتع ابن معاوية بن كندة و هو ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة ابن أدد زيد بن يشجب بن عريب أبو فروة الكندي 137

4666 - عدي بن عميرة بن فروة بن زرارة بن الأرقم بن نعمان بن عمرو ابن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن الحارث ابن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندة و هو ثور بن عفير بن عدي بن الحارث ابن مرة بن أدد بن يشجب بن عريب بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان أبو زرارة الكندي الأرقمي 145

4667 - عدي بن غطيف الكلبي 152

4668 - عدي بن الفضل و يقال: بن الفصل البصري 152

4669 - عدي بن كعب 154

4670 - عدي بن يعقوب بن إسحاق بن تمام أبو حاتم الطائي 158

4671 - عدي أبو عيّاش الحميري مولاهم 159

ذكر من اسمه عرار 4672 - عرار بن عمرو بن شأس بن أبي بليّ و اسمه عبيد بن ثعلبة ابن ذؤيبة بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد ابن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر الأسدي الكوفي 160

4673 - عرار بن فروة الكوفي 163

4674 - عرار بن المنذر و يقال: عوام 163

ذكر من اسمه عراك 4675 - عراك بن خالد بن يزيد صالح بن صبح أبو الضحاك المري 164

4676 - عراك بن مالك الغفاري المديني 167

4677 - عراك المري 175

4678 - عرباض بن سارية السلمي 176

ذكر من اسمه عروة 4679 - عروة بن أذينة و هو لقب و اسم أذينة: يحيى بن مالك ابن الحارث بن عمرو بن عبد اللّه بن رجل بن يعمر الشداخ بن عوف بن كعب ابن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة أبو عامر الليثي 192

ص: 546

4680 - عروة بن أنيف 210

4681 - عروة بن الجعد و يقال ابن أبي الجعد الأزدي ثمّ البارقي الكوفي 211

4682 - عروة بن حزام بن مهاصر، و يقال: بن حزام بن مالك أبو سعيد العذري 217

4683 - عروة بن الحكم التميمي 227

4684 - عروة بن داود 227

4685 - عروة بن رجاء 228

4686 - عروة بن رويم أبو القاسم اللخمي 228

4687 - عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى ابن قصي بن كلاب أبو عبد اللّه الأسدي القرشي الفقيه المديني 237

4688 - عروة بن العشبة الكلبي 286

4689 - عروة بن محمّد بن عطية بن عروة بن القين بن عامر بن عميرة ابن ملان بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور ابن عكرمة و يقال: ابن عطية بن سعد السعدي الجشمي 287

4690 - عروة بن محمّد 293

4691 - عروة بن مروان أبو عبد اللّه العرقي الجرار 293

4692 - عروة بن المغيرة بن شعبة أبو يعفور الثقفي 296

4693 - عريان بن الهيثم بن الأسود بن قيس بن معاوية بن سفيان بن هلال ابن عمرو بن جشم بن عوف بن النخع النخعي الكوفي 302

ذكر من اسمه عزرة 4694 - عزرة بن إبراهيم 309

4695 - عزرة بن قيس بن غزية الأحمسي البجلي الدهني الكوفي 309

ذكر من اسمه عزير 4696 - عزير بن جروة و يقال: ابن شوريق بن عرنا بن أيوب بن درتنا ابن غرى بن بقي بن إيشوع بن فنحاس بن العازر بن هارون ابن عمران و يقال: عزير بن سروحا 317

4697 - عزير بن الأحنف بن الفضل أبو عصمة البخاري البيكندي و يقال: الجرجاني لأنه سكن جرجان فنسب إليها 338

ذكر من اسمه عسكر 4698 - عسكر بن الحصين أبو تراب النخشبي 340

ص: 547

4699 - عشور و يقال: غشور السكسكي، و يقال: السلمي 349

ذكر من اسمه عصمة 4700 - عصمة بن أبي عصمة إسرائيل بن يحماك أبو عمرو البخاري 351

4701 - عصمة بن عبد اللّه الأسدي 353

4702 - عصمة بن أبي عصمة البعلبكي 353

ذكر من اسمه عطارد 4703 - عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد اللّه بن دارم بن مالك ابن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم و يقال: إنّ حاجبا لقب زرارة، و إنما لقب بذلك لكبر حاجبيه أبو عكرمة التيمي 335

4704 - عطاف المعلم الذي ينسب إليه الزقاق و المعروف بزقاق عطاف 365

ذكر من اسمه عطاء 4705 - عطاء بن أبي رباح و اسم أبي رباح أسلم أبو محمّد القرشي الفهري 366

4706 - عطاء بن أبي صيفي بن نضلة بن قائف بن الحويرث بن الحارث الثقفي 411

4707 - عطاء بن قرة أبو قرة السلولي 412

4708 - عطاء بن أبي مسلم و اسم أبي مسلم: ميسرة و يقال: عبد اللّه أبو أيوب و يقال أبو عثمان، و يقال أبو محمّد و يقال: أبو صالح الخراساني 416

4709 - عطاء بن معدم 438

4710 - عطاء بن يسار أبو محمّد و يقال أبو عبد اللّه و يقال أبو يسار المدني القاص 438

4711 - عطاء الكلاعي 454

4712 - عطرد أبو هارون مولى بني عمرو بن عوف الأنصاريين و يقال: مولى قريش، و يقال: مولى مزينة المدني القبائي المغني 455

ذكر من اسمه عطية اللّه 4713 - عطية اللّه بن الحسين بن محمّد بن زهير أبو محمّد الصوري الخطيب 458

4714 - عطية اللّه بن عطاء اللّه بن محمّد بن أبي غياث أبو الحسن القاضي الصّيداوي 459

ذكر من اسمه عطية 4715 - عطية بن أحمد 460

4716 - عطية بن الأسود الحبشي الكلبي 460

4717 - عطية بن عروة و يقال ابن سعد و يقال: ابن عمرو بن عروة بن القين ابن عامر بن عميرة بن ملان بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد

ص: 548

ابن بكر بن هوازن بن منصور السّعدي 461

4718 - عطية بن قيس أبو يحيى الكلابي المعروف بالمذبوح 467

4719 - عطية بن معبد المحاربي الداراني 475

4720 - عطية مولى سلّم بن زياد 476

4721 - عفير بن زرعة بن عفير بن الحارث بن النعمان بن قيس بن عبيد بن سيف ابن ذي يزن و اسمه عامر بن أسلم بن زيد بن سهل بن عمر ابن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن عوف بن حمير بن قطن ابن عوف بن زهير بن أيمن بن حمير بن سبأ الحميري 479

4722 - عقال بن شبة بن عقال بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمّد بن سفيان ابن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ابن مرّ بن طابخة بن إلياس 480

4723 - عقال بن هاشم القيني 482

ذكر من اسمه عقبة 4724 - عقبة بن بجرة بن جارية بن قتيرة و يقال قترة الكندي ثمّ التجيبي المصري 483

4725 - عقبة بن رؤبة بن العجاج 484

4726 - عقبة بن عامر بن عبس بن عمرو بن عدي بن عمرو بن رفاعة بن مودوعة ابن عدي بن عثم بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة أبو عبس و يقال: أبو حماد، و يقال: أبو عامر 486

4727 - عقبة بن عبد الأعلى الكلاعي 503

4728 - عقبة بن علقمة بن حديج أبو عبد الرّحمن و يقال أبو يوسف و يقال: أبو سعيد المعافري البيروتي 503

4729 - عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة عشيرة بن عطية بن جدارة بن عوف ابن الحارث بن الخزرج أبو مسعود الأنصاري المعروف بالبدري 507

4730 - عقبة بن نافع بن عبد قيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن ظرب بن الحارث ابن فهر بن النضر بن مالك الفهري 525

4731 - عقبة بن نعيم الرعيني المصري 536

4732 - عقبة بن يريم دمشقي 536

ذكر من اسمه عقيبة 4733 - عقيبة بن هبيرة بن فروة الأسدي النصري 539

الفهرس 541

ص: 549

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.