تاریخ مدینه دمشق المجلد 38

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

دراسة و تحقيق علي شيري

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

ص: 2

الجزء الثامن و الثلاثون

[تتمة حرف العين]

[تتمة ذكر من اسمه عبيد الله]

4457 - عبيد اللّه بن العباس

أبو محمّد البغدادي

حدّث بدمشق عن سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي.

روى عنه: أبو الحسن محمّد بن بكّار بن يزيد السّكسكي.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الرّبعي، أنا عبد اللّه الوهاب بن الحسن، أنا أبو الحسن محمّد بن بكار بن يزيد السّكسكي، نا أبو محمّد عبيد اللّه بن العباس البغدادي بدمشق، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا عثمان بن فائد، نا الوضين بن عطاء، عن راشد بن سعد، عن عبادة بن الصامت، قال:

خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و عليه قطيفة (1) رومية قد عقدها على عنقه، ثم صلّى بنا ما عليه غيرها.

لم يذكره الخطيب في تاريخ بغداد.

4458 - عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب بن نفيل

أبو بكر القرشي العدوي العمري المدني (2)

سمع أباه، و الصّميتة الليثية (3)،امرأة لها صحبة.

ص: 3


1- قطيفة: القطيفة هي كساء له خمل.
2- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 215/12 و تهذيب التهذيب 19/4.
3- انظر أخبارها في أسد الغابة 176/6 و الإصابة 351/4 و فيها: الصمية بالتصغير.

روى عنه: الزّهري، و الوليد بن كثير، و محمّد بن إسحاق صاحب المغازي.

و ذكر أنه قدم دمشق و غزا منها القسطنطينية في الجيش الذي خرج إليها مع مسلمة بن عبد الملك، و ولي على رؤساء أهل الحجاز كما حكى عن عبد اللّه بن سعيد بن قيس، و الإسناد في ذكر ذلك مذكور في ترجمة الأصبغ بن الأشعث الكندي.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، نا ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه أخبره أن أباه قال:

جمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بين المغرب و العشاء بجمع ليس بينهما سجدة (1)،و صلّى المغرب ثلاث ركعات، و صلّى العشاء ركعتين.

و كان عبد اللّه يصلي بجمع كذلك حتى لحق باللّه عز و جل.

رواه مسلم عن حرملة (2).

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو القاسم، أنا أبو نعيم الأسفرايني، نا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، نا الدّقيقي، نا يزيد بن هارون، أنا محمّد بن إسحاق.

ح قال: و نا أحمد المري الحرار الدّمشقي، نا أحمد بن خالد، نا محمّد بن إسحاق، عن نافع، و عبيد اللّه بن عبد اللّه عن ابن عمر قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«خمس لا جناح في قتل من قتل منهم في الحرم: الفأرة و الغراب و الحدأة و الكلب العقور و العقرب»[7573].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عمر.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال (3):

ص: 4


1- أي لم يصل بينهما نافلة.
2- صحيح مسلم 15 كتاب الحج(47) باب ح 937/2 رقم 1288.
3- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 357.

في تسمية ولد عبد اللّه بن عمر: عبيد اللّه بن عبد اللّه، و حمزة بن عبد اللّه حمل عنهما العلم، و أمهما: أمّ (1) سالم، أم ولد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (2) قال في الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة: عبيد اللّه بن عبد اللّه بن (3) عمر بن الخطاب، و أمّه أم ولد، و هي أم سالم بن عبد اللّه.

قال محمّد بن عمر: و كان عبيد اللّه بن عبد اللّه أسن من عبد اللّه (4) فيما يذكرون، و قد روى عنه الزهري، و كان ثقة قليل الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري (5)،قال:

عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي، سمع أباه، سمع منه الزهري، مات قبل سالم.

قال ابن المنذر عن معن، عن خالد بن أبي بكر.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا:

أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (6) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (7)،قال:

عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب مات قبل سالم، سمع أباه، روى عنه الزهري، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 5


1- بالأصل:«و أم» و التصويب عن نسب قريش.
2- طبقات ابن سعد 202/5.
3- من قوله: و حمزة (في آخر الخبر السابق) إلى هنا، سقط من م.
4- يعني أخاه عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر، انظر نسب قريش ص 357.
5- التاريخ الكبير للبخاري 387/1/3.
6- «ح» حرف التحويل سقط من م.
7- الجرح و التعديل 320/5.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبى محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن الخليل، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (1)،أنا معن بن عيسى، نا خالد بن أبي بكر، قال:

كان عبيد اللّه بن عبد اللّه يكنى أبا بكر.

قال: و أنا ابن سعد (2)،أنا معن بن عيسى، حدّثني خالد بن أبي بكر قال:

رأيت على عبيد اللّه بن عبد اللّه قلنسوة بيضاء، و رأيت عليه عمامة يسدل خلفه منها أكثر من شبر.

قال: و أنا ابن سعد (3)،أنا عبيد اللّه بن عبد المجيد الحنفي، نا عيسى بن حفص، قال: رأيت على عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عمر ثوبين معصفرين، يروح فيهما بعد العصر، يشهد فيهما العشاء.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلال - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (4) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (5):

سئل أبو زرعة عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عمر فقال: مدني، ثقة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا عمر بن عبد اللّه العمري، قال: قرأت على باب دار عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب مكتوب:

اعمل و أنت من الدّنيا على حذر *** و اعلم بأنّك بعد الموت مبعوث

و اعلم بأنّك ما قدّمت من عمل *** محصي عليك و ما جمعت موروث

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر، أنا سليمان، نا الحارث، نا ابن سعد (6)،أنا معن بن عيسى، نا خالد بن أبي بكر قال:

رأيت سالما شهد عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عمر، و على قبر عبيد اللّه فسطاط ورش على قبره الماء.

ص: 6


1- طبقات ابن سعد 202/5.
2- طبقات ابن سعد 202/5.
3- طبقات ابن سعد 203/5.
4- «ح» حرف التحويل سقط من م.
5- الجرح و التعديل 320/5.
6- طبقات ابن سعد 203/5.

أخبرنا أبو الحسن علي، نا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العباس، نا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل البخاري قال: حدّثني إبراهيم بن المنذر، نا معن، نا خالد بن أبي بكر.

أنه رأى سالما قدّم أميرا، كان يومئذ على المدينة يقال له النصري على عبيد اللّه - يعني ابن عمر (1)-و أمّر عبد الواحد بن عبد اللّه النّصري على المدينة سنة أربع و مائة (2).

4459 - عبيد اللّه بن عبد اللّه بن هشام بن عبد اللّه بن سوار

أبو القاسم العنسي الدّاراني (3)

سمع ابن أبي نصر، و ابن أبي كامل.

روى عنه أبو بكر الخطيب، و حدّثنا عنه عبد الكريم بن حمزة.

و ذكر لي أبو محمّد بن الأكفاني أنه كتب عنه و سمّاه عبد اللّه، و وهم في ذلك.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن عبد اللّه بن هشام بن سوار العنسي الدّاراني - قراءة عليه - في شوال سنة سبع و خمسين و أربعمائة، فأقر به، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن محمّد بن إبراهيم بن زهير الطّرابلسي الشاهد، قدم علينا دمشق في ذي الحجة سنة سبع و أربعمائة، أنا خال أبي خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي، نا الحسين بن حميد بن الربيع الخرّاز بواسط ، نا مخول بن إبراهيم، نا موسى بن مطير، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده عقيل بن أبي طالب أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال لعلي:

«أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبيّ بعدي»[7574].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، حدّثني عبد العزيز بن محمّد بن علي أبو محمّد، و أبو القاسم عبيد اللّه بن عبد اللّه بن هشام بن سوار الدمشقيان - بها - قالا: أنا عبد الرّحمن بن عثمان التميمي.

بحديث ذكره.

ص: 7


1- يعني في الصلاة عليه حين مات.
2- الخبر في تهذيب الكمال 216/12 و زيد فيه: و عزل سنة ست و مائة.
3- له ذكر في تاريخ داريا ص 118 و الاكمال لابن ماكولا 387/4.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر الحافظ قال (1):

أما سوار بكسر السين و تخفيف الواو: فهو عبيد اللّه بن عبد اللّه بن هشام بن عبد اللّه بن سوار العنسي، سمعت منه بدمشق، حدّث عن ابن أبي نصر، لم تطل مدته (2)(3).

و ذكر أبو محمّد بن أبي بكر السّمرقندي فيما قرأته بخطه أنه توفي ليلة الاثنين، و دفن في الكهف.

و كذا ذكر شيخنا ابن الأكفاني فيما قرأت بخطه أيضا و زاد قال: و سألته عن مولده فقال:

سنة أربع و ثمانين و ثلاثمائة.

4460 - عبيد اللّه بن عبد اللّه

أبو بكر المعروف بابن الصّبّاغ

حدّث بدمشق عن الحسن بن محمّد الزّعفراني.

روى عنه: أبو الحسين أحمد بن عامر بن يعقوب الطائي.

تقدمت حكايته.

4461 - عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن العوّام بن خويلد

ابن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي

شهد يوم الدار مع عثمان بن عفان، ثم شهد صفين مع معاوية و قتل يومئذ، و يقال: قتل يوم الجمل.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال (4):

ص: 8


1- الاكمال لابن ماكولا 387/4.
2- كذا بالأصل:«لم تطل مدته» و مكانها في م و الاكمال: و غيره.
3- خبر ناقص في الأصل نثبته عن م هنا، و تمام نصه: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ثنا عبد العزيز قرأت على أبي محمد السلمي الكتاني (في م: الكناني) قال: توفي أبو القاسم عبيد اللّه بن عبد اللّه بن هاشم بن سوار الداراني يوم الاثنين الثامن من ربيع الأول سنة ثمان و خمسين و أربعمائة حدث عن الحسين بن عبد اللّه بن أبي كامل الأطرابلسي، و عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر، لم تطل مدته.
4- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 235.

و من ولد عبد الرّحمن (1) بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى: عبيد اللّه، لا عقب له، قتل مع معاوية يوم صفّين، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن قتل يوم الدار مع عثمان، و أمّهما حمينة (2) بنت عبد العزّى بن قطن من بني المصطلق، و هي من المبايعات.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر الزّرّاد المنبجي، نا أبو الفضل عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم، نا عمي يعقوب بن إبراهيم قال:

هذه تسمية من حضر الدار مع عثمان بن عفّان في الحصار من بني أسد بن عبد العزّى، فذكرهم ثم قال: و عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن العوّام قتل يوم الجمل.

4462 - عبيد اللّه بن عبد الصّمد بن محمّد بن المهتدي باللّه

ابن هارون الواثق بن محمّد المعتصم بن هارون الرشيد

ابن محمّد المهدي (3) بن عبد اللّه المنصور بن محمّد بن علي

ابن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب

أبو عبد اللّه الهاشمي البغدادي

سمع بدمشق: أحمد بن نصر بن شاكر، و أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، و إسماعيل بن محمّد بن قيراط ، و العباس بن الوليد بن مسهر (4)،و عمرو بن حازم، و أحمد بن خليد بحلب، و الوليد بن حمّاد بالرملة، و يحيى بن نافع بن حبيب، و أحمد (5) بن محمّد بن الحجّاج بن رشدين بمصر، و بكر بن سهل الدمياطي، و إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختّلي، و محمّد بن علي بن زيد الصائغ المكي (6)،و أحمد بن يحيى بن خالد الرّقّي، و محمّد بن عمرو بن خالد، و الحسين بن حميد بن موسى بمكة.

روى عنه أبو الحسن الدارقطني، و أبو الحسين بن أخي ميمي، و أبو طاهر المخلّص،

ص: 9


1- ترجمته في الإصابة رقم 5178.
2- بدون إعجام في الأصل و رسمها:«حمسه» و في م:«خمسة» و المثبت عن نسب قريش. و ترجمتها في الإصابة 264/4 جميلة، و قال ابن حجر: كذا سماها ابن الأثير و هي بوزن عظيمة و ليس كذلك و إنما هي جمينة بالتصغير و قبل الهاء نون، كذا هي في نسخة من الاستيعاب مجودة، و كذا في كتاب النسب للزبير بن بكار في نسخة معتمدة، و في أخرى: بالحاء المهملة.
3- الأصل و م: المهتدي.
4- كذا بالأصل، و في م: مسلم.
5- ما بين الرقمين سقط من م.
6- ما بين الرقمين سقط من م.

و أبو حفص بن شاهين، و عبد العزيز بن جعفر الحرفي، و أبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني (1)،و محمّد بن الخضر بن حزام المقرئ، و عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو غالب أحمد بن علي (2) بن الحسين، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الدقاق، نا أبو عبد اللّه عبيد اللّه بن عبد الصّمد بن المهتدي باللّه - إملاء - من كتابه، نا إسماعيل بن محمّد بن عبيد اللّه بن قيراط بدمشق، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا إسماعيل بن عيّاش، نا الوليد بن عبّاد، عن بحر السقا، عن خالد بن ميمون، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«يخرج الأعور الدّجّال من يهودية أصبهان، ثم يخلق (3) له عين، و الأخرى كأنها كوكب ممزوجة من دم، تشوى في الشمس شيا، يتناول الطير من الجوّ، له ثلاث صيحات يسمعها أهل المشرق و المغرب، له حمار ما بين عرض أذنيه أربعون (4) ذراعا، يطأ كلّ منها في كلّ سبعة أيام، يسير معه جبلان، أحدهما فيه أشجار و ثمار و ماء، و أحدهما فيه دخان و نار، يقول: هذه الجنة، و هذه النار»[7575].

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):

عبيد اللّه بن عبد الصّمد بن المهتدي باللّه أبو عبد اللّه الهاشمي، حدّث عن إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختّلي، و محمّد بن علي بن زيد الصائغ المكي، و سيّار بن نصر الحلبي، و العباس بن الوليد بن مسهر الدمشقي، و أحمد بن يحيى بن خالد الرّقّي، و يحيى بن نافع بن حبيب، و أحمد بن محمّد بن الحجاج بن رشدين المصريين، و بكر بن سهل، و أحمد بن خليد الحلبي، روى عنه عبد العزيز بن جعفر الخرقي (6)،و الدارقطني، و ابن شاهين، و أبو حفص الكتاني، و محمّد بن الخضر بن (7) خزام، و كان ثقة، و كان يتفقه بمذهب الشافعي.

ص: 10


1- في م: الكناني، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 448/17.
2- «بن علي» ليس في م.
3- كذا بالأصل و م، و في المختصر 333/15 و لم تخلق.
4- الأصل: أربعين، و المثبت عن م.
5- تاريخ بغداد 351/10-352 (ترجمته).
6- في تاريخ بغداد: الحرقي.
7- تاريخ بغداد: ابن أبي خزام.

قال الخطيب: و أنا السّمسار، أنا الصّفار، نا ابن قانع: أن أبا عبد اللّه بن المهتدي و هو عبيد اللّه بن عبد الصّمد، مات في شهر رمضان من سنة ثلاث و عشرين و ثلاثمائة.

4463 - عبيد اللّه بن عبد العزيز

ابن عبد اللّه بن عدي الأكبر بن الخيار بن عدي

ابن نوفل بن عبد مناف بن قصي بن كلاب

من أهل المدينة.

اجتاز بدمشق غازيا بلاد الروم فاستشهد.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا (1):أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال:

فولد عبد العزيز بن عبد اللّه بن عدي: عبيد اللّه بن عبد العزيز، استشهد عام قسطنطينية مع مسلمة بن عبد الملك في خلافة سليمان، و أمّه أم ولد.

4464 - عبيد اللّه بن عبد الكريم بن يزيد بن فرّوخ

أبو زرعة الرّازي الحافظ (2)

أحد الأئمة الجوّالين و الحفّاظ المتقنين.

سمع بدمشق من صفوان بن صالح، و عبد اللّه بن أحمد بن بشير بن ذكوان، و عمران بن يزيد بن أبي جميل، و العباس بن الوليد بن صبح الخلاّل، و عبد الحميد بن بكّار، و عمرو بن هاشم، و العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، و خلاّد بن يحيى، و أبي نعيم، و القعنبي، و سعيد بن محمّد الجرمي، و عيسى بن مينا قالون، و سهل بن تمّام بن بزيع، و محمّد بن سعيد بن سابق، و قرّة بن حبيب القنوي، و إسحاق بن محمّد الفروي، و عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي، و عبد الرّحمن بن عبد الملك بن شيبة الحزامي، و المعافى بن سليمان، و أبي نعيم ضرار بن صرد.

روى عنه: من أهل دمشق أبو زرعة الدمشقي، و خالد بن روح، و من غيرهم حرملة بن

ص: 11


1- بالأصل و م: قالا.
2- ترجمته في: تهذيب الكمال 223/12 و تهذيب التهذيب 22/4 و تاريخ بغداد 326/10 تذكرة الحفاظ 557/2 المنتظم 47/5 العبر 28/2 و شذرات الذهب 148/2.

يحيى، و إسحاق بن موسى، و محمّد بن حميد، و عمرو بن علي، و يونس بن عبد الأعلى، و الربيع بن سليمان، و هم من شيوخه، و أبو الحسين مسلم بن الحجّاج النيسابوري، و أبو حاتم الرازي، و أبو بكر بن أبي داود، و أبو بكر محمّد بن الحسين القطان، و عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوريان، و أحمد بن محمّد بن الحسن بن أبي حمزة الذهبي، و محمّد بن حمدون بن خالد النيسابوري، و الحسن بن محمّد الداركي، و أبو حامد أحمد بن محمّد بن حامد الطوسي، و موسى بن العباس الجويني، و أبو عوانة الأسفرايني، و أبو سليمان داود بن الوسيم بن أيوب البوشنجي (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن (2) بن محمّد بن إسحاق، و أم الكرام كريمة بنت أبي سعيد بن سبحة (3).

ح (4) و حدّثنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن أحمد - إملاء من حفظه و اللفظ له - أنا أبو عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد اللّه بن مندة، و أبو الفضل المطهّر بن عبد الواحد البزاني.

ح (5) و أنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، و أبو بكر محمّد بن [أبي] (6) نصر اللّفتواني، قالا: أنا أبو عمرو بن منده.

قالوا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق بن منده، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن الحسن النيسابوري القطان.

ح (7) و أخبرنا أبو بكر محمّد بن أبي العباس أحمد بن الحسن بن أحمد الأسدي، أنا القاضي أبو سعد إسماعيل بن يحيى بن الحسن الطبري القصّاري - قراءة عليه - بغزنة، نا محمّد بن محمّد بن سعيد، نا أحمد بن محمّد العنزي، قالا: أنا أبو زرعة عبيد اللّه بن عبد الكريم الرازي، نا يحيى بن عبد اللّه بن بكير - زاد الأسدي: المصري - نا يعقوب بن عبد الرحمن - زاد ابن منده: الزهري - عن موسى بن عقبة، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر، قال: كان من دعاء النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

ص: 12


1- الأصل و م: البوسنجي، و التصويب بالشين المعجمة عن تهذيب الكمال.
2- «عبد الرحمن» ليس في م.
3- كذا رسمها بالأصل، و تقرأ في م:«سمحه».
4- «ح» حرف التحويل سقط من م.
5- «ح» حرف التحويل سقط من م.
6- الزيادة عن م، و اللفظة موجودة بالأصل و مشطوبة بخط أفقي، قارن مع ترجمته في سير أعلام النبلاء 74/20.
7- «ح» حرف التحويل سقط من م.

«اللّهم إنّي أعوذ بك من زوال نعمتك، و تحوّل عافيتك (1)،و فجأة نقمتك، و جميع سخطك»[7576].

قال لنا الأسدي: أخرجه مسلم (2) عن أبي زرعة، و لم يخرج عنه غير هذا، رزقناه عاليا أن حفظه شيخنا مع أني كتبته من أصله و راجعته في ذلك، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرّشيد قوله، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد، نا أبو زرعة، نا عمرو بن علي الكندي، نا الصّبّاح - يعني ابن محارب - عن سالم المرادي، عن حميد الحمصي، عن أبي عمرو الشيباني، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«ثلاثة من كنّ فيه يستكمل إيمانه: رجل لا يخاف في اللّه لومة لائم، و لا يرائي بشيء من عمله، و من إذا عرض عليه أمران أحدهما للدنيا و الآخر للآخرة، اختار أمر الآخرة على الدنيا»[7577].

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين، و أبو طاهر بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر القزويني، قال: و سمعت يزيد بن عبد الصمد يقول:

قدم علينا أبو زرعة الرازي سنة ثمان و عشرين، فما رأينا مثله، و كنا نجلس إليه، فلما أراد الخروج قلت له: يا أبا زرعة اجعلني خليفتك في هذه الحلقة، قال: فقال لي: قد جعلتك.

قال عبد اللّه: و سمعت محمّد بن عوف يقول: قدم علينا أبو زرعة، فما ندري (3) مما يتعجب به ؟ مما وهب اللّه له من الصيانة، و المعرفة مع الفهم الواسع.

قال محمّد: قال لي أبو زرعة: ولدت سنة مائتين.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدّسكري - لفظا - بحلوان، نا أبو بكر بن المقرئ

ص: 13


1- في م: عاقبتك.
2- صحيح مسلم(48) كتاب الذكر و الدعاء،26 باب، رقم 2739 و تهذيب الكمال 233/12 و سير أعلام النبلاء 82/13.
3- عن م و بالأصل: يدري.
4- تاريخ بغداد 328/10.

-بأصبهان - نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر القزويني - بمصر - قال: سمعت أبا حفص عمر بن مقلاص يقول:

كان أبو زرعة هاهنا عندنا بمصر - سنة تسع و عشرين و مائتين - إذا فرغ من سماع ابن بكير، و عمرو بن خالد و الشيوخ، اجتمع إليه أصحاب الحديث، فيملي عليهم، و هو ابن سبع و عشرين سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عثمان، و محمّد بن هارون، و محمّد بن عبد الرّحمن، و عبد الرّحمن بن الحسين بن علي بن يعقوب.

ح (1) و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (2)،أنا أبي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر.

قالوا: أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا أبو زرعة قال: سمعت أبا زرعة أحسبه - يعني الرازي - يقول: سمعت منصور بن أبي مزاحم قال: سمعت شريك القاضي يقول:

رأيت سفيان الثوري في أفضل بيت في الكوفة، بيت مالك بن مغول-.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني (3)،أنا أبو نصر بن الجبّان (4)- إجازة - نا أحمد بن القاسم بن يوسف، نا أحمد بن طاهر بن النجم، حدّثني سعيد بن عمرو، أبو عثمان البردعي غير مرة، قال: سألنا أبا زرعة فقال: نظرت بدمشق في كتاب مروان بن معاوية فذكر حكاية.

قال: و نا أحمد بن القاسم الميانجي - إجازة - نا أحمد بن طاهر، حدّثني سعيد بن عمرو (5)،قال: قال أبو زرعة: لا أعلم أنه صح لي رباط يوم قط ، أما ببيروت: فأردنا العباس بن الوليد بن مزيد، و أما عسقلان بمحمّد بن أبي السّري، و أما قزوين: بمحمّد بن سعيد بن سابق، فجعل يعدد.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلال - شفاها - قالا: أنا ابن القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ص: 14


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- في م: أبو الحسين بن قيس.
3- في م: الكناني تصحيف.
4- في م: الحيان، تصحيف.
5- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 67/13.

ح (1) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (2):

عبيد اللّه بن عبد الكريم أبو زرعة الرازي، و هو ابن عبد الكريم بن يزيد بن فرّوخ مولى عيّاش بن مطرف القرشي، روى عن خلاّد بن يحيى، و أبي نعيم، و عبد اللّه بن سلمة القعنبي، و عمرو بن هاشم البيروتي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو زرعة عبيد اللّه بن عبد الكريم الرازي.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده، و حدّثني أبو بكر محمّد بن شجاع عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

عبيد اللّه بن عبد الكريم بن يزيد أبو زرعة الرازي نسبوه في قريش، قدم مصر فكتب بها، و كتب عنه، و كانت وفاته بالري آخر يوم من ذي الحجة سنة أربع و ستين و مائتين (3).

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري، قال:

و أمّا عياش، تحت الياء نقطتان و الشين منقوطة: عيّاش بن مطرف القرشي، كان أبو زرعة الرازي يذكر أنه من موالي عياش بن مطرف، و يقول: إنه عبيد اللّه بن عبد الكريم بن يزيد بن فرّوخ مولى عيّاش بن مطرف.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو زرعة عبيد اللّه بن عبد الكريم الرازي، سمع أبا نعيم الفضل بن دكين، و أبا عامر قبيصة بن عقبة، روى عنه مسلم بن الحجاج، و أبو بكر الخزيمي (4)،كنّاه و سمّاه لنا محمّد بن المسيّب.

ص: 15


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- الجرح و التعديل 324/5-325.
3- انظر تهذيب الكمال 232/12.
4- في م: الحريمي.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):

عبيد اللّه بن عبد الكريم بن يزيد بن فرّوخ أبو زرعة الرازي مولى عيّاش بن مطرف القرشي، سمع خلاّد بن يحيى، و أبا نعيم، و قبيصة بن عقبة، و مسلم بن إبراهيم، و أبا الوليد الطيالسي، و أبا سلمة التبوذكي، و القعنبي، و أبا عمرو الحوصي، و إبراهيم بن موسى الفراء، و يحيى بن بكير المصري، و كان إماما ربانيا، حافظا متقنا، مكثرا، صادقا، قدم بغداد غير مرة، و جالس أحمد بن حنبل، و ذاكره، و حدّث، فروى عنه من البغداديين: إبراهيم بن إسحاق الحربي، و عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و قاسم بن زكريا المطرّز.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (2)،أنا تمام بن محمّد - إجازة - أنا جعفر بن محمّد بن جعفر الكندي، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو قال في ذكر من يكنى بأبي زرعة:

و أبو زرعة الرازي عبيد اللّه بن عبد الكريم، قال أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، و يكنيني كني أبا زرعة الرازي، و ذلك أن جماعة من أهل الري قدموا علينا دمشق قديما، منهم أبو يحيى فرخويه، فلما انصرفوا إلى الري فيما أخبرني غير واحد منهم أبو حاتم رأوا هذا الفتى قد كاس - يعنون أبا زرعة الرازي - فقالوا له: نكنيك بكنية أبي زرعة الدمشقي، ثم لقيني أبو زرعة الرازي فجالسني بدمشق، و كان يذكر لي هذا الحديث، و قال لي: تكنّيت بكنيتك.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (3) قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (4):

سمعت أبا زرعة يقول:- و ذكر أحمد بن حنبل و أنه أعطاه كتابه، فقلت له: كان أحمد يعرفك ؟ فقال أي لعمري - كنت أكثر الاختلاف إليه و أذاكره و يذاكرني و أسائله.

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن العطار، نا - أبو بكر الخطيب (5)،أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الكاتب، أنا أبو مسلم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه بن

ص: 16


1- تاريخ بغداد 326/10.
2- في م: الكناني، تصحيف.
3- «ح» حرف التحويل سقط من م.
4- الجرح و التعديل 325/5.
5- الخبر في تاريخ بغداد 326/10.

مهران، أخبرني أبو عبد اللّه (1) محمّد بن إسحاق العطار - بالري - نا محمّد بن صالح أبو عبد اللّه البغدادي، قال: رأيت أبا زرعة الرازي دخل على أحمد بن حنبل و حدّثه، و رأيته قد مجمج (2) على حديث كان حدّثه عبد الرزاق عن معمر عن منصور عن سالم عن جابر: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان إذا سجد جافى بين جنبيه، و قد مجمج عليه أحمد فقال له أبو زرعة: أي شيء خبر هذا الحديث ؟ فقال: أخاف أن يكون غلطا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و ذلك أن سفيان قد حدّث عن منصور، عن إبراهيم أنه كان إذا سجد جافى بين جنبيه، فقال له أبو زرعة: يا أبا عبد اللّه الحديث صحيح، فنظر إليه فقال أبو زرعة: نا أبو عبد اللّه البخاري محمّد بن إسماعيل، نا رضوان البخاري، نا فضيل بن عياض، عن منصور، عن سالم، عن جابر.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان إذا سجد جافى بين جنبيه.

و نا إبراهيم بن موسى، نا هشام بن يوسف الصّنعاني، أنا معمر، عن منصور، عن سالم، عن جابر.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان إذا سجد جافى بين جنبيه، فقال أحمد: هات القلم إليّ ، فكتب:

صح، صح، صح - ثلاث مرات-.

قال الخطيب (3):و حدّثني الأزهري، حدّثني عبيد اللّه بن محمّد العكبري قال: سمعت أحمد بن سلمان قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: لما ورد علينا أبو زرعة نزل عندنا، فقال لي أبي: إني قد اعتضت بنوافلي مذاكرة هذا الشيخ.

قال الخطيب (4):أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، نا عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد بن حمدان العكبري، نا أبو حفص عمر بن محمّد بن رجاء قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: لما قدم أبو زرعة نزل عند أبي، فكان كثير المذاكرة له، فسمعت أبي يوما يقول:

ما صلّيت غير الفرض، استأثرت بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي.

أخبرنا أبو منصور القزاز، أنا - و أبو الحسين بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (5)،نا أبو طالب الحافظ الدّسكري (6).

ص: 17


1- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: أبو عبد اللّه عمر بن محمد بن إسحاق العطار.
2- كذا بالأصلين و تاريخ بغداد، و المجمجة تغيير الكتاب و إفساده عما كتب و مجمج لي ردني من حال إلى حال (النهاية).
3- تاريخ بغداد 327/10.
4- تاريخ بغداد 327/10.
5- تاريخ بغداد 330/10.
6- هو يحيى بن علي بن الطيب.

ح و أخبرناه عاليا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود.

قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر القزويني، قال: سمعت يونس بن عبد الأعلى سنة تسع و خمسين و مائتين يقول: و ذكر أبا زرعة الرازي رحمه اللّه - فقال: أبو زرعة آية، و إذا أراد اللّه أن يجعل عبدا من عباده آية جعله.

و قال الدسكري: عبيده آية جعله - زاد الصيرفي: أبو الفرج.

قال عبد اللّه (1):و سمعت أبا حفص عمر بن مقلاص يقول: كان أبو زرعة هاهنا عندنا بمصر سنة تسع و عشرين و مائتين، إذا فرغ من سماع ابن بكير، و عمرو بن خالد، و الشيوخ اجتمع إليه أصحاب الحديث، فيملي (2) عليهم و هو ابن سبع و عشرين سنة - و زاد أبو الفرج:

في روايته - قال عبد اللّه: و سمعت الربيع يقول: أنا أدعو لأبي زرعة.

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنا هنّاد بن إبراهيم، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد الغنجار، نا خلف بن محمّد، قال: سمعت أبا علي صالح بن محمّد يقول: سمعت أبا زرعة الرازي يقول:

كتبت عن إبراهيم بن موسى الرازي مائة ألف حديث، و عن أبي بكر بن أبي شيبة مائة ألف حديث، فقلت له: بلغني أنك تحفظ مائة ألف حديث تقدر أن تملي عليّ ألف حديث من حفظك ؟ قال: لا، و لكن إذا ألقي عليّ عرفت (3).

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (4)، أخبرني محمّد بن علي المقرئ، أنا أبو مسلم بن مهران، أنا عبد المؤمن بن خلف النّسفي (5)،قال: سمعت أبا علي صالح بن محمّد يقول: سمعت أبا زرعة يقول:

كتبت عن رجلين مائتي ألف حديث، كتبت عن إبراهيم الفراء مائة ألف حديث، و عن ابن أبي شيبة عبد اللّه مائة ألف حديث.

قال الخطيب (6):و أخبرني أبو زرعة روح بن محمّد الرازي شافهني بها، نا علي بن

ص: 18


1- يعني عبد اللّه بن محمد بن جعفر القزويني، كما يفهم من عبارة تاريخ بغداد 328/10.
2- الأصل و م: فيمل، و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- سير أعلام النبلاء 68/13 و تذكرة الحفاظ 557/2.
4- تاريخ بغداد 327/10.
5- عن م و تاريخ بغداد، و بالأصل: النسائي.
6- تاريخ بغداد 327/10-328.

محمّد بن عمر القصّار، نا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، قال: قلت لأبي زرعة: تحزر ما كتبت عن إبراهيم بن موسى مائة ألف ؟ قال: مائة ألف كثير، قلت: فخمسين ألفا؟ (1) قال: نعم، و ستين ألفا (2) و سبعين ألفا (3)،أخبرني من عد كتاب الوضوء و الصلاة فبلغ ثمانية عشر ألف حديث.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا أبو المظفر هنّاد بن إبراهيم النّسفي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان بن كامل الغنجار، أنا أبو الأزهر ناصر بن محمّد بن النّضر الأزدي بكرمينية (4)،قال: سمعت أبا يعلى أحمد بن علي بن المثنّى الموصلي يقول: رحلت إلى البصرة للقاء المشايخ: أبي الربيع الزهراني، و هدبة بن خالد و سائر المشايخ، فبينا نحن قعود في السفينة فإذا أنا برجل يسأل رجلا، فقال: ما تقول رحمك اللّه في رجل حلف بطلاق امرأته ثلاثا، إنّك تحفظ مائة ألف حديث، فأطرق رأسه مليا ثم رفع فقال: اذهب يا هذا و أنت بارّ في يمينك، و لا تعد إلى مثل هذا، فقلت: من هذا الرجل ؟ فقيل لي: أبو زرعة الرازي، كان يتحدر معنا إلى البصرة.

رواها الخطيب عن هنّاد (5).

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (6)، حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن علي السّوذرجاني - لفظا - قال: سمعت محمّد بن إسحاق بن منده الحافظ ، قال: سمعت أبا العباس محمّد بن جعفر بن حمكوية بالري (7) يقول: سئل أبو زرعة الرازي عن رجل حلف بالطلاق أنّ أبا زرعة يحفظ مائتي ألف حديث، هل حنث ؟ فقال:

لا، ثم قال أبو زرعة: أحفظ مائتي ألف حديث كما يحفظ الإنسان قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ (8)،و في المذاكرة ثلاثمائة ألف حديث.

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا - أبو بكر الخطيب (9)،أنا أبو سعد الماليني.

ص: 19


1- عن تاريخ بغداد، و بالأصل: ألف، و اللفظة سقطت من م.
2- الأصل و م: ألف، و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- الأصل و م: ألف، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- كرمينية: بالفتح ثم السكون و كسر الميم بلدة من نواحي الصغد بين سمرقند و بخارى (معجم البلدان).
5- تاريخ بغداد 334/10.
6- تاريخ بغداد 335/10 و تهذيب الكمال 229/12.
7- كذا بالأصل و م، و مكانها في تاريخ بغداد: الرازي.
8- سورة الإخلاص، الآية الأولى.
9- تاريخ بغداد 334/10 و سير أعلام النبلاء 69/13.

ح (1) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف:

قالا: أنا عبد اللّه بن عدي، قال: سمعت أبي عدي بن عبد اللّه يقول: كنت بالري و أنا غلام في البزّازين، فحلف رجل بطلاق امرأته أنّ أبا زرعة يحفظ مائة ألف حديث، فذهب قوم إلى أبي زرعة بسبب هذا الرجل هل طلقت امرأته أم لا؟ فذهب معهم، فذكر لأبي زرعة ما ذكر الرجل، فقال: ما حمله على ذلك ؟ فقيل له: قد جرى الآن منه ذلك، فقال أبو زرعة: قل له يمسك امرأته فإنها لم تطلق عليه، أو كما قال.

أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، أنا أبو روح ياسين بن سهل بن محمّد بن الحسن القايني، قال: سمعت أبا منصور محمّد بن أحمد بن منصور القايني.

ح (2) و قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي.

ثم أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي.

قالا: أنا أبو عبد اللّه الحافظ .

ح (3) و أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،نا محمّد بن يوسف القطّان النيسابوري - لفظا - أنا محمّد بن عبد اللّه (5) بن حمدويه الحافظ ، قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن أحمد الرازي يقول: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن مسلم بن وارة يقول: كنت عند إسحاق بن إبراهيم بنيسابور فقال رجل من أهل العراق: سمعت أحمد بن حنبل يقول: صح من الحديث سبع مائة ألف حديث و كسر، و هذا الفتى - يعني أبا زرعة - قد حفظ ستمائة ألف حديث - زاد أبو المظفر: قال أبو بكر البيهقي - و إنما أراد و اللّه أعلم ما صح من أحاديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أقاويل الصحابة، و فتاوى من أخذ عنهم من التابعين.

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (6)، أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنا محمّد بن نعيم، حدّثني أحمد بن الحسين القاضي

ص: 20


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- «ح» حرف التحويل سقط من م.
3- «ح» حرف التحويل سقط من م.
4- تاريخ بغداد 332/10 و سير أعلام النبلاء 69/13.
5- تاريخ بغداد محمد بن عبد اللّه بن محمد بن حمدويه.
6- تاريخ بغداد 327/10.

عن بعض شيوخه قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: قلت لأبي: يا أبة من الحفّاظ؟ قال: يا بني شباب كانوا عندنا من أهل خراسان، و قد تفرقوا، قلت: من هم يا أبة ؟ قال: محمّد بن إسماعيل، ذاك البخاري، و عبيد اللّه بن عبد الكريم، ذاك الرازي، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن، ذاك السمرقندي، و الحسن بن شجاع، ذاك البلخي.

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا - أبو بكر الحافظ (1)،أنا أبو سعد الماليني.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف:

قالا: أنا أبو أحمد بن عدي، نا أحمد بن محمّد بن سعيد، حدّثني الحضرمي، قال:

سمعت أبا بكر بن أبي شيبة، و قيل له: من أحفظ من رأيت ؟ قال: ما رأيت أحدا أحفظ من أبي زرعة الرازي.

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا - أبو بكر الخطيب (2)،حدّثني أبو القاسم عبيد اللّه (3) بن أحمد بن علي السّوذرجاني - لفظا - بأصبهان، و أبو طالب يحيى بن علي بن الطّيّب الدّسكري - لفظا - بحلوان، قال يحيى: نا، و قال الآخر: أخبرنا - أبو بكر بن المقرئ.

و أخبرناه عاليا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين، و أبو طاهر أحمد (4) بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ (5)،نا عبد اللّه بن محمّد (6) بن جعفر القزويني بمصر، قال: سمعت محمّد بن إسحاق الصاغاني يقول - في حديث ذكره من حديث الكوفة، قال: هذا أفادنيه أبو زرعة عبيد اللّه بن عبد الكريم، فقال له بعض من حضر:

يا أبا [بكر، أبو] (7) زرعة من أولئك الحفاظ الذين رأيتهم - و ذكر جماعة من الحفاظ منهم الفلاّس-؟ فقال: أبو زرعة أعلاهم، لأنه جمع الحفظ مع التقوى، و الورع، و هو يشبّه بأبي عبد اللّه أحمد بن حنبل.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قال: أنا أبو

ص: 21


1- تاريخ بغداد 331/10 و سير أعلام النبلاء 70/13.
2- تاريخ بغداد 332/10.
3- الأصل و م، و في تاريخ بغداد: عبد اللّه.
4- ما بين الرقمين سقط من م.
5- أقحم بعدها بالأصل:«نا عبد اللّه بن المقرئ» و لا لزوم له و المثبت يوافق عبارة تاريخ بغداد.
6- ما بين الرقمين سقط من م.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و أضيف للإيضاح عن تاريخ بغداد.

القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (1) قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (2):

سمعت علي بن الحسين بن الجنيد يقول: ما رأيت أحدا أعلم بحديث مالك بن أنس مسندها و منقطعها من أبي زرعة، و كذلك سائر العلوم، و لكن خاصة حديث مالك، سئل أبي عن أبي زرعة فقال: إمام.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (3)، أنا أبو القاسم رضوان بن محمّد بن الحسين (4) الدّينوري، نا أبو علي حمد بن عبد اللّه الأصبهاني، قال: سمعت أبا عبد اللّه عمر بن محمّد بن إسحاق القطان (5) يقول: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: ما جاوز الجسر أفقه من إسحاق بن راهوية، و لا أحفظ من أبي زرعة.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا - و أبو منصور الشيباني، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا أبو سعد الماليني.

و أخبرنا (7) أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف.

قالا: أنا أبو أحمد بن عدي، قال: سمعت أبا يعلى الموصلي يقول: ما سمعنا بذكر أحد في الحفظ إلاّ كان اسمه أكبر من رؤيته إلاّ أبو زرعة الرازي فإنّ مشاهدته كانت (8) أعظم من اسمه، و كان (9) لا يرى أحدا من هو دونه من الحفظ أنه أعرف منه (10)،و كان قد جمع حفظ الأبواب و الشيوخ و التفسير و غير ذلك، و كتبنا بانتخابه بواسط ستة آلاف حديث.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (11)،أنا أبو بكر البرقاني، قال: قال

ص: 22


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- الجرح و التعديل 326/5.
3- تاريخ بغداد 328/10.
4- الأصل و م، و في تاريخ بغداد: الحسن.
5- الأصل و م، و في تاريخ بغداد: العطار.
6- تاريخ بغداد 334/10 و سير أعلام النبلاء 70/13.
7- في م: أخبرنا، و قد سقط «ح» حرف التحويل من الأصل و م.
8- الأصل و م: كان، و المثبت عن المصدرين السابقين.
9- ما بين الرقمين سقط من المصادر.
10- ما بين الرقمين سقط من المصادر.
11- تاريخ بغداد 328/10 و سير أعلام النبلاء 71/13.

محمّد بن العباس العصمي: نا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه نا صالح بن محمّد الأسدي، حدّثني سلمة بن شبيب، حدّثني الحسن بن محمّد بن أعين، نا زهير بن معاوية، قال: حدثتنا أم عمرو بنت شمر قالت: سمعت سويد بن غفلة يقرأ (1)،«و عنس عين» يريد حُورٌ عِينٌ (2)،قال صالح: ألقيت هذا على أبي زرعة فبقي متعجبا، فقال: أنا أحفظ في القراءات عشرة آلاف حديث، قلت: فتحفظ هذا؟ قال: لا.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا - و أبو منصور الشيباني، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا أبو سعد الماليني.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف.

قالا: أنا أبو أحمد بن عدي قال: سمعت الحسن بن عثمان التّستري يقول: سمعت محمّد بن مسلم بن وارة يقول: سمعت إسحاق بن راهوية يقول: كلّ حديث لا يعرفه أبو زرعة الرازي ليس له أصل.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو الحسن العطار، نا أبو بكر الخطيب (4)،أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الواحد المروروذي.

ح و أخبرناه عاليا أبو سعد إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أحمد بن علي بن خلف.

قالا: أنا محمّد بن عبد اللّه (5) الحافظ ، قال: سمعت أبا حامد أحمد بن محمّد المقرئ الفقيه الواعظ يقول: سمعت أبا العباس محمّد بن إسحاق الثقفي يقول: لما انصرف قتيبة بن سعيد إلى الري سألوه أن يحدّثهم فامتنع، و قال: أحدّثكم بعد أن حضر مجلسي أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، و علي بن المديني، و أبو بكر بن أبي شيبة، و أبو خيثمة، قالوا له: فإنّ عندنا غلاما يسرد كلما حدّثت به مجلسا مجلسا، قم يا أبا زرعة، فقام أبو زرعة فسرد كلما حدّث به قتيبة، فحدّثهم قتيبة.

أخبرنا أبو منصور و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب، قال (6):

ص: 23


1- في سير أعلام النبلاء: يقول.
2- سورة الواقعة، الآية:22.
3- تاريخ بغداد 332/10 و سير أعلام النبلاء 71/13.
4- المصدران السابقان.
5- تاريخ بغداد:«محمد بن عبد اللّه بن محمد الحافظ » و في سير أعلام النبلاء: الحاكم.
6- تاريخ بغداد 331/10-332.

كتب إليّ أبو حاتم أحمد بن الحسن بن محمّد بن خاموش الواعظ من الري بخطه قال:

سمعت أحمد بن محمّد بن الحسن العطار يذكر عن محمّد بن أحمد بن جعفر الصيرفي، نا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن سليمان التستري، قال: سمعت أبا زرعة يقول: إنّ في بيتي ما كتبته منذ خمسين سنة و لم أطالعه منذ كتبته، و إنّي أعلم في أي كتاب هو، في أي ورقة هو، في أي صفحة (1) هو، في أي سطر هو.

قال (2):و سمعت أبا زرعة يقول: ما سمع (3) أذني شيئا من العلم إلاّ وعاه قلبي، و إنّي كنت أمشي في سوق بغداد فأسمع من الغرف صوت المغنيات فأضع إصبعي في أذني مخافة أن يعيه قلبي.

قال (4):و أخبرني أبو زرعة الرازي - إجازة - أنا علي بن محمّد بن عمر، نا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال: حضر عند أبي زرعة محمّد بن مسلم، و الفضل بن العباس المعروف بالصائغ، فجرى بينهم مذاكرة، فذكر محمّد بن مسلم حديثا، فأنكر فضلك (5)الصائغ، فقال: يا أبا عبد اللّه ليس هكذا هو، فقال: كيف هو؟ فذكر رواية أخرى، فقال محمّد بن مسلم: بل الصحيح ما قلت، و الخطأ ما قلت، قال: فضلك، فأبو زرعة الحاكم بيننا، فقال محمّد بن مسلم لأبي زرعة: أيش يقول أينا المخطئ ؟ فسكت أبو زرعة و لم يجب، فقال محمّد بن مسلم: ما لك تسكت ؟ تكلم، فجعل أبو زرعة يتغافل، فألحّ عليه محمّد بن مسلم، و قال: لا أعرف لسكوتك معنى، إن كنت أنا المخطئ فأخبر، و إن كان هو المخطئ فأخبر، فقال: هاتوا أبا القاسم بن أخي، فدعي به، فقال: اذهب فادخل بيت الكتب، فدع القمطر الأول، و القمطر الثاني، و القمطر الثالث، و عدّ ستة (6) عشر جزءا، و ائتني بالجزء السابع عشر، فذهب فجاءنا بالدفتر، فدفعه إليه، فأخذ أبو زرعة فتصفّح الأوراق و أخرج الحديث و دفعه إلى محمّد بن مسلم، فقرأه محمّد بن مسلم، فقال: نعم غلطنا، فكان ما ذا؟.

ص: 24


1- عن تاريخ بغداد، و بالأصل و م: صفح.
2- القائل: أبو جعفر أحمد بن محمد بن سليمان التستري، و الخبر في تاريخ بغداد 332/10.
3- في تاريخ بغداد: سمعت أذني.
4- تاريخ بغداد 330/10-331 و تهذيب الكمال 231/12.
5- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: فضل الصائغ.
6- الأصل و م: ست عشر.

و قال عبد الرّحمن: سمعت أبا زرعة يقول: سمعت من بعض المشايخ أحاديث فسألني رجل من أصحاب الحديث، فأعطيته كتابي، فردّ علي الكتاب بعد ستة أشهر، فانظر في الكتاب فإذا به قد غير في سبعة مواضع، قال أبو زرعة: فأخذت الكتاب و صرت إلى عنده، فقلت: أ لا تتقي (1) لفعل مثل هذا؟ قال أبو زرعة فأوقفته على موضع موضع (2) و أخبرته، و قلت له: ما (3) هذا الذي غيرت، هذا الذي جعلت ابن أبي فديك فإنه عن أبي ضمرة مشهور، فأيش (4) هذا من حديث ابن أبي فديك، و أما هذا فإنه كذا و كذا، فإنه لا يجيء عن فلان، و إنّما كذا و أما كذا و كذا، فلم أزل أخبره حتى أوقفته على كله، ثم قال أما إني قد حفظت جميع ما فيه في الوقت الذي انتخبت على الشيخ، و لو لم أحفظه لكان لا يخفى عليّ مثل هذا، فاتق اللّه يا رجل، فقلت له: من ذلك الرجل الذي فعل هذا؟ فأبى أن يسميه.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن الحسين بن محمّد بن إبراهيم بن الحنّائي - قراءة عليه - أنا أبو علي أحمد، و أبو الحسين محمّد ابنا عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر.

ثم أخبرنا ابن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن التميمي بدمشق.

قالا: أنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي، قال: سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن طاهر بن النجم بالميانج يقول: سمعت أبا عثمان سعيد بن عمرو يقول (6):

سمعت أبا زرعة الرازي يقول: دخلت البصرة فصرت إلى سليمان الشّاذكوني يوم الجمعة و هو يحدّث و هو أول مجلس جلست إليه، فقال: حدّثنا يزيد بن زريع، عن محمّد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن جابر، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«ما من رجل يموت له ثلاثة من الولد فتمسّه النار إلاّ تحلة القسم»[7578].

فقلت للمستملي: ليس هذا من حديث عاصم بن عمر، إنّما هذا رواه محمّد بن إبراهيم، فقال له: فرجع إلى محمّد بن إبراهيم، قال: و ذكر في هذا المجلس أيضا فقال:

حدّثنا ابن أبي غنيّة عن أبيه، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع بن جبير، عن أبيه أنه قال: لا

ص: 25


1- في تاريخ بغداد و م: أ لا تتقي اللّه تفعل مثل هذا؟.
2- كذا كررت اللفظة بالأصل و م، و لم تكرر في تاريخ بغداد.
3- كذا في الأصل و م، و في تاريخ بغداد: أما هذا... فإن هذا الذي جعلت...
4- الأصل و م، و في تاريخ بغداد: و ليس.
5- تاريخ بغداد 329/10.
6- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 229/12-230 و انظر سير أعلام النبلاء 71/13-72.

حلف في الإسلام، قال: فقلت: هذا وهم أوهم فيه إسحاق بن سليمان، و إنّما هو سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن جبير قال: من يقول هذا؟ قلت: حدّثنا إبراهيم بن موسى الفراء، نا ابن أبي غنيّة، عن أبيه، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن جبير قال: فغضب ثم قال لي: ما تقول فيمن جعل الأذان مكان الإقامة ؟ قلت: يعيد، قال: من قال هذا؟ قلت: الشعبي، قال: من عن الشعبي ؟ قلت: حدّثنا قبيصة، عن سفيان، عن جابر، عن الشعبي، قال: و من غير هذا؟ قلت: إبراهيم، قال: من عن إبراهيم، قلت: نا أبو نعيم، نا منصور بن أبي الأسود، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: أخطأت، قلت: نا أبو نعيم، نا جعفر الأحمر، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: أخطأت، قلت: حدّثنا أبو نعيم، نا أبو كدينة عن مغيرة، عن إبراهيم قال:

أصبت.

قال أبو زرعة: كتبت هذه الأحاديث الثلاثة عن أبي نعيم، فما طالعتها منذ كتبتها، فاشتبه عليّ ثم قال: و أي شيء غير هذا؟ قلت: معاذ بن هشام، عن أشعث، عن الحسن قال:

هذا سرقته مني - و صدق - كان ذاكرني به رجل ببغداد فحفظته عنه.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفقيه و غيره، عن أبي بكر أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن العباس الضبّي يقول: سمعت أبا الفضل بن إسحاق بن محمود يقول: سمعت صالح جزرة يقول (1):

قال لي أبو زرعة الرازي: مرّ بنا إلى سليمان الشّاذكوني [يوما حتى نذاكره، قال: فذهبنا إليه فما زال يذاكره حتى عجز الشاذكوني] (2) عن حفظه، فلما أعياه الأمر ألقى عليه حديثا من حديث الرازيين فلم يعرفه أبو زرعة، فقال الشاذكوني: يا سبحان اللّه، أ لا تحفظ حديث بلدك، هذا حديث مخرجه من عندكم، و لا تحفظه ؟ و أبو زرعة ساكت و الشّاذكوني يخجّله و يري من حضر أنه قد عجز عن الجواب، فلما خرجنا رأيت أبا زرعة قد اغتمّ و يقول: لا أدري من أين جاء بهذا الحديث، فقلت له: إنه وضعه في الوقت كي لا يمكنك أن تجيب عنه فتخجل، فقال أبو زرعة: هكذا؟ قلت: نعم، فسرّي عنه.

قال: و سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول: سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن محمّد بن وهب الحافظ يقول (3):

ص: 26


1- الخبر في سير أعلام النبلاء 73/13 و تهذيب الكمال 229/12 من طريق صالح بن محمد جزرة.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف للإيضاح عن م و المصادر.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 228/12.

كنا عند أبي زرعة و رجل من أهل العراق قد جمع أحاديث من الغرائب الطنانات يسأله عنها، و هو يجيب حتى عجز السائل و جهد أن يتوقف عن الجواب بحديث واحد، فلم يقدر عليه، فقال السائل: أقول في أذنك شيئا (1)؟قال: قل، فتقدم و أسمعه في أذنه، فقال له أبو زرعة: الاشتغال بالعلم أولى بنا.

قال (2):و سمعت أبا أحمد الحافظ - يعني محمّد بن محمّد - يقول: سمعت أحمد بن خالد بن الحروري يقول: دخل أبو زرعة بغداد متوجها إلى الحجّ ، و اجتمع إليه الحفّاظ يذاكرونه و هو يجيب و يغلبهم في المذاكرة، حتى عجزوا عن مذاكرته، فقام واحد منهم فقال في أذنه: يا دانانا و شتمه بأقبح شتمة (3)،فتبسّم أبو زرعة ثم قال: يا هذا اشتغل بالعلم، فإنّ هذا بعيد مما نحن فيه.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا أبو سعد الماليني - قراءة.

ح و أنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي.

قالا: نا عبد اللّه بن عدي الحافظ ، قال: سمعت محمّد بن إبراهيم المقرئ يقول:

سمعت فضلك الصّائغ يقول: دخلت المدينة فصرت إلى باب أبي مصعب، فخرج إليّ شيخ (5)مخضوب، و كنت أنا ناعسا، فحركني فقال لي: يا مردريك (6) من أين أنت ؟ أي شيء تنام (7)؟فقلت: أصلحك اللّه، من الري، من بعض شاكردي (8) أبي زرعة، فقال: تركت أبا زرعة و جئتني ؟ لقيت مالك بن أنس و غيره، فما رأت عيناي مثله.

و قال أيضا (9):سمعت فضلك الصائغ يقول: دخلت على الربيع بمصر، فقال لي: من أين أنت ؟ قلت: من أهل الري، أصلحك اللّه، من بعض شاكردي أبي (10) زرعة (11)،فقال:

ص: 27


1- الأصل و م: شيء، و التصويب عن تهذيب الكمال.
2- تهذيب الكمال 228/12-229.
3- الأصل و م، و في تهذيب الكمال: شتيمة.
4- الخبر في تاريخ بغداد 330/10 و سير أعلام النبلاء 73/13-74.
5- الأصل: الشيخ، و المثبت عن م و المصادر.
6- مردريك: الشاب أو الفتى.
7- عن م و المصادر، و بالأصل: بنام.
8- شاكردي: التابع و التلميذ.
9- تاريخ بغداد 330/10 و سير أعلام النبلاء 74/13 و تهذيب الكمال 226/12.
10- بالأصل و تاريخ بغداد:«أبو» و المثبت عن م.
11- من قوله: أصلحك... إلى هنا سقط من سير أعلام النبلاء.

تركت أبا زرعة و جئتني ؟ إن أبا زرعة آية، و إن اللّه عز و جل إذا جعل إنسانا آية أبان من شكله، حتى لا يكون له ثان (1).

أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني، و أبو طاهر محمّد بن الحسين الحنّائي.

ثم أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن رافع عنهما، قالا: أنا محمّد بن عبد السلام بن عبد الرّحمن بن سعدان، نا يوسف بن القاسم الميانجي - إملاء - قال: سمعت عبد الرّحمن بن محمّد القزويني القاضي يقول: حدّثنا يونس بن عبد الأعلى يوما فقال:

حدّثني أبو زرعة فقال له رجل من أصحاب الحديث: من أبو زرعة هذا؟ قال: إنّ أبا زرعة أشهر في الدنيا من الدنيا (2).

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (3) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (4):

سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: ما رأيت أكثر تواضعا من أبي زرعة، هو و أبو حاتم إماما خراسان.

أخبرنا أبو منصور الشّيباني، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا أبو زرعة الرازي - إجازة - نا علي بن محمّد بن عمر القصّار، نا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، قال: سمعت أبا زرعة يقول: أردت الخروج من مصر، فجئت لأودع يحيى بن عبد اللّه بن بكير، فقلت: تأمر بشيء؟ فقال: أخلف اللّه علينا بخير.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، قال: قال عبد اللّه بن محمّد بن جعفر القزويني: و سمعت الربيع يقول: أنا أدعو اللّه لأبي زرعة.

ص: 28


1- بالأصل و م: ثاني، و المثبت عن المصادر.
2- سير أعلام النبلاء 74/13.
3- «ح» حرف التحويل سقط من م.
4- الجرح و التعديل 325/5 و سير أعلام النبلاء 74/13.
5- تاريخ بغداد 328/10-329.

أخبرنا أبو الحسين - إذنا - و أبو عبد اللّه - مشافهة - قالا: أنا عبد الرّحمن بن منده، أنا حمد - إجازة-.

ح (1) قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،نا الحسن بن أحمد قال: سمعت عبد الواحد بن غياث البصري يقول: ما رأى أبو زرعة بعينه مثل نفسه أحدا.

قال (3):و نا الحسن بن أحمد، قال: سمعت أحمد بن حنبل يدعو اللّه لأبي زرعة.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمّد المقرئ، أنا الأمير أبو رافع مياس بن مهري بن كامل بن الصقيل - إجازة - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن بن أبي العلاء، نا أبو علي الحسن بن عثمان بن إبراهيم العمري قال: سمعت أبا الحسين بن الليث الرازي يقول:

قدمت على أحمد بن حنبل، فقلت: عندنا بالري شاب يكتب عنه، فقال: من هو؟ فقلت: شاب يكنى أبا زرعة، فقال: شاب، شاب، كالمنكر، لذلك اكتبوا عنه أعلى اللّه كفيه، نصره اللّه على مخالفيه، فلما رجعت الري أخبرت أبا زرعة بما سمعت من أبي عبد اللّه فبكى ثم قال: و اللّه إنّي لأكون في الشدة الشديدة من أهل الري فأتوقع أن يكشف اللّه عني بدعاء أبي عبد اللّه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - و أبو الحسين الأبرقوهي - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (4) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (5):

قرأت في كتاب إسحاق بن راهويه بخطه إلى أبي زرعة: إنّي أزداد بك كلّ يوم سرورا، و الحمد للّه الذي جعلك ممن يحفظ سنّة، و هذا من أعظم ما يحتاج إليه الطالب اليوم.

قال ابن أبي حاتم (6):و ذكر سعيد بن عمرو البردعي قال: سمعت محمّد بن يحيى

ص: 29


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- الجرح و التعديل 325/5.
3- الجرح و التعديل 325/5.
4- الجرح و التعديل 325/5 و تهذيب الكمال 226/12.
5- «ح» حرف التحويل سقط من م.
6- الجرح و التعديل 325/5 و من طريق سعيد بن عمرو البردعي رواه المزي في تهذيب الكمال 227/12 و سير أعلام النبلاء 74/13.

النيسابوري يقول: لا يزال المسلمون بخير ما أبقى اللّه لهم مثل أبي زرعة (1)،و ما كان اللّه - جل و عزّ - ليترك الأرض إلاّ و فيها مثل أبي زرعة يعلم الناس ما جهلوه.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا أبو سعد الماليني.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف.

قالا: أنا عبد اللّه بن عدي، نا أحمد بن محمّد بن سليمان القطان، نا أبو حاتم الرازي، حدّثني أبو زرعة عبيد اللّه بن عبد الكريم بن يزيد القرشي - رضي اللّه عنه - و ما خلّف بعده مثله، علما و فهما - و قال حمزة: وفقها و صيانة و صدقا (3)،و هذا ما لا يرتاب فيه، و لا أعلم من المشرق و المغرب من كان يفهم هذا الشأن مثله، و لقد كان من هذا الأمر بسبيل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو عبيد محمّد بن أبي نصر النيسابوري، قال: سمعت أبا الحسن محمّد بن علي العلوي الحسني يقول: سمعت القاسم بن بندار يقول: سمعت أبا حاتم الرازي يقول:

لم يكن في أمة من الأمم منذ خلق اللّه آدم أمناء يحفظون آثار الرسل إلاّ في هذه الأمة، فقال له رجل: يا أبا حاتم ربما رووا حديثا لا أصل له، و لا يصح فقال: علماؤهم يسرقون الصحيح من السقيم، فروايتهم ذلك للمعرفة ليتبين لمن بعدهم أنهم ميزوا الآثار و حفظوها.

ثم قال (4):رحم اللّه أبا زرعة، كان و اللّه مجتهدا في حفظ آثار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن الحسين، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ في التاريخ قال: سمعت أبا الخطاب محمّد بن خلف بن جعفر البلخي ببخارى يقول: سمعت القاسم بن بندار الهمداني يقول: سمعت أبا حاتم الرازي يقول:

لم يكن في أمة من الأمم مذ خلق اللّه آدم أمة يحفظون آثار نبيهم غير هذه الأمة، فقال رجل: يا أبا حاتم، أهل الحديث ربما رووا حديثا لا أصل له، و لا يحفظون، فقال: علماؤهم

ص: 30


1- زيد في تهذيب الكمال:«و كان لهم مثل أبي زرعة». و مكان هذه الزيادة في سير أعلام النبلاء: يعلم الناس.
2- تاريخ بغداد 333/10 و باختصار في سير أعلام النبلاء 75/13 و تهذيب الكمال 227/12.
3- كذا بالأصل و م و تهذيب الكمال، و في تاريخ بغداد: و حذقا.
4- تهذيب الكمال 227/12.

يعرفون الصحيح من السقيم، فروايتهم الحديث الواهي للمعرفة ليتبين لمن بعدهم أنهم ميّزوا الآثار و حفظوها، ثم قال: رحم اللّه أبا زرعة، كان و اللّه مجدا (1)،مجتهدا في حفظ آثار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن (2) العطار، نا - أبو بكر أحمد بن علي (3)،أنا علي بن طلحة بن محمّد المقرئ، أنا صالح بن أحمد بن محمّد الهمذاني الحافظ ، نا عبد الرّحمن بن حمدان بن المرزبان، قال: قال أبو حاتم الرازي: إذا رأيت الرازي و غيره يبغض أبا زرعة فاعلم أنه مبتدع.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أنا أبو منصور محمّد بن عيسى بن عبد العزيز البزّار - بهمذان - نا صالح بن أحمد بن محمّد الحافظ ، قال: سمعت القاسم بن أبي صالح يقول: سمعت أبا حاتم الرازي يقول: أبو زرعة إمام.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبد اللّه، أنا علي بن محمّد بن علي، أنا عبد اللّه بن أحمد بن الحسن النيسابوري الخفّاف المقرئ، نا أبو العباس أحمد بن الحسن الرازي، نا عبد اللّه بن عدي الحافظ ، قال: سمعت القاسم بن صفوان البردعي يقول (5):

سمعت أبا حاتم يقول: أزهد من رأيت أربعة: آدم بن أبي إياس، و ثابت بن محمّد الزاهد، و أبو زرعة، و ذكر آخر.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (6) البرقاني، أنا علي بن عمر الدارقطني، نا الحسن بن رشيق، نا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي، عن أبيه قال الخطيب: ثم حدّثني الصّوري، أنا الخصيب بن عبد اللّه، قال: ناولني عبد الكريم - و كتب لي بخطه - قال: سمعت أبي يقول: عبيد اللّه بن عبد الكريم أبو زرعة رازي ثقة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.

ص: 31


1- اللفظة ليست في م.
2- الأصل: الحسين، تصحيف و التصويب عن م.
3- تاريخ بغداد 329/10.
4- تاريخ بغداد 333/10-334.
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 228/12.
6- تاريخ بغداد 334/10.

ح (1) قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال (2):

سمعت محمّد بن مسلم يقول: ما خلّف أبو زرعة مثله، و كان موته دربند (3) العلم.

قال (4):و نا جعفر بن محمّد بن الحسن أبو يحيى الزعفراني قال: سمعت عمرو بن سهل بن صرخاب يقول:- و كان أحد أجلّة مشايخ الري:- يولد في خمسين و مائة سنة مثل أبي زرعة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي، أنا أبو سعد علي بن عبد اللّه بن أبي صادق الحيري، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن باكويه الشيرازي، نا عبد الواحد بن بكر، حدّثني نصر بن أبي نصر، قال: سمعت أبا زيد هبة اللّه بن أحمد البغدادي يقول: سمعت أحمد بن سعيد الدارمي قال:

صلى أبو زرعة الرازي في مسجده عشرين سنة بعد قدومه من السفر، فلما كان يوما من الأيام قدم عليه قوم من أصحاب الحديث فنظروا فإذا في محرابه كتابه، فقالوا له: كيف يقول في الكتابة في المحاريب ؟ فقال: فذكره ذلك أقوام ممن مضوا، فقالوا له: هو ذا في محرابك كتابة أ و ما علمت به ؟ قال: سبحان اللّه رجل يدخل على اللّه عز و جل و يدري ما بين يديه ؟ فقالوا: هذا ببركة بشر بن الحارث، و أحمد بن حنبل، فقال: لا، هذا ببركة صوفي رأيته و صحبته أياما، و قال: بشر و أحمد هما سيدان من سادات المؤمنين إلاّ أن معارفهم دون معرفة هذا الصوفي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء، و أبو محمّد (5) طاهر بن سهل بن بشر، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو منصور محمّد بن عيسى الهمذاني، نا صالح بن أحمد الحافظ ، قال: سمعت أبا جعفر أحمد بن عبيد يقول: سمعت أحمد بن محمّد بن سليمان التستري يقول (6):

سمعت أبا زرعة يقول: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فاعلم أنه زنديق، و ذلك أن الرسول عندنا حقّ ، و القرآن حقّ ، و إنّما أدى إلينا هذا القرآن و السنن

ص: 32


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- الجرح و التعديل 326/5.
3- كذا بالأصل و م، و في الجرح و التعديل:«دربندان»(كذا).
4- القائل أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم، و الخبر في الجرح و التعديل 325/5.
5- سقطت من م.
6- تهذيب الكمال 228/12.

أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و إنّما يريدون أن يخرجوا شهودنا ليبطلوا الكتاب و السنّة و الجرح أولى بهم، و هم زنادقة.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (1)،أنا أبو سعد الماليني.

ح (2) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي.

قالا: أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي، قال: سمعت عبد الملك بن محمّد يقول: سمعت ابن خراش يقول: كان بيني و بين أبي زرعة موعد أن أبكر عليه، فأذاكره، فبكّرت، فمررت بأبي حاتم و هو قاعد وحده، فدعاني فأجلسني معه، فذاكرني حتى أضحى (3) النهار، فقلت له: بيني و بين أبي زرعة موعد، فجئت إلى أبي زرعة و الناس عليه منكبون (4)،فقال لي:

تأخرت عن الموعد، قلت: بكّرت فمررت بهذا المسترشد (5)،فدعاني فرحمته لوحدته، و هو أعلى إسنادا منك، و ضربت أنت بالدّست، أو كما قال.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد الرازي، قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا القاسم ابن أخي أبي زرعة الرازي يقول:

سمعت عمي أبا زرعة عبيد اللّه بن عبد الكريم الرازي رحمه اللّه يقول: كنا نبكّر بالأسحار إلى مجالس الحديث نسمع من الشيوخ، فبينا أنا يوما من الأيام قد بكّرت و كنت حدثا، إذ لقيني في بعض طرق الري في موضع قد سمّاه أبي و نسيته أنا شيخ مخضوب بالحنّاء، فيما وقع لي، فسلّم عليّ ، فرددت عليه السلام، فقال لي: يا أبا زرعة سيكون لك شأن و ذكر، فاحذر أن تأتي أبواب الأمراء، ثم مضى الشيخ، و مضى لهذا الحديث دهر و سنين كثيرة، و صرت شيخا كبيرا و نسيت ما أوصاني به الشيخ، و كنت أزور الأمراء و أغشى أبوابهم، فبينا أنا يوما و قد بكّرت أطلب دار الأمير في حاجة عرضت لي إليه، فإذا أنا بذلك الشيخ الخضيب بعينه في ذلك الموضع، فسلّم عليّ كهيئة المغضب و قال لي: أ لم أنهك عن أبواب الأمراء أن

ص: 33


1- تاريخ بغداد 333/10 و سير أعلام النبلاء 75/13.
2- «ح» حرف التحويل سقط من م.
3- كذا بالأصل و م و سير أعلام النبلاء، و في تاريخ بغداد: أصبح.
4- بالأصل و م: منكبين، و الصواب عن تاريخ بغداد.
5- الأصل و م و سير أعلام النبلاء، و في تاريخ بغداد: المستوحش.

تغشاها، ثم ولّى عني، فالتفتّ فلم أره، و كأن الأرض انشقّت فابتلعته، فخيّل إليّ أنه الخضر، فرجعت من وقتي، فلم أزر أميرا و لا غشيت بابه، و لا سألته حاجة حتى تكون له الحاجة فيركب إليّ ، فربما أذنت له و ربما لم آذن له على قدر ما ينفق.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (1).

ح و أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحدّاد.

قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا إبراهيم بن عبد اللّه الأصبهاني، و قال الخطيب: المعدل، نا محمّد بن إسحاق السراج، قال: سمعت محمّد بن مسلم بن وارة يقول: رأيت أبا زرعة في المنام فقلت له: ما حالك يا أبا زرعة ؟ فقال: أحمد اللّه على الأحوال كلها، إنّي أحضرت فوقفت بين يدي اللّه عز و جل، فقال لي: يا عبيد اللّه بم تذرّعت (2) في القول في عبادي ؟ قلت: يا ربّ إنهم خاذلوا (3) دينك فقال: صدقت، ثم أتى بظاهر الحلقاني فاستعديت عليه إلى ربّي فضرب الحد مائة، ثم أمر به إلى الحبس، ثم قال: ألحقوا عبيد اللّه بأصحابه، بأبي عبد اللّه، و أبي عبد اللّه، و أبي عبد اللّه، سفيان الثوري، و مالك بن أنس، و أحمد بن حنبل.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد الشّيروي.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن حبيب عنه، نا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكرماني، قال: سمعت أبا الحسن محمّد بن أبي إسماعيل العلوي يقول: سمعت عبد الرّحمن بن حمدان الحلاب بهمذان يقول: سمعت أبا العباس الواعظ الرازي يقول:

سمعت أبا زرعة رحمه اللّه يقول:

تفكرت في رجال ليلة فأريت فيما يرى النائم كأن رجلا ينادي: يا أبا زرعة، فهم متن الحديث خير لك من التفكر في الموتى.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد المطرّز، و أبو القاسم غانم بن محمّد البرجي، و أبو علي الحسن بن أحمد.

و أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد البزار، أنا أبو علي.

ص: 34


1- تاريخ بغداد 336/10 و سير أعلام النبلاء 75/13-76.
2- بالأصل و م:«لما تدرعت» و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- الأصل و م و سير أعلام النبلاء:«حاولوا» و المثبت عن تاريخ بغداد.

قالوا: أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، نا أبو علي الحسين بن محمّد بن العباس الفقيه الآملي، قال: سمعت عمر بن محمّد بن إسحاق العطّار الرازي قال: سمعت أبا جعفر التّستري.

ح (1) و أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد، أنا - و أبو الحسن علي بن الحسن، نا - أبو بكر الخطيب (2)،نا أبو علي عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن فضالة النيسابوري الحافظ - بالري - أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن شاذان الرازي - بنيسابور - قال: سمعت أبا جعفر التستري يقول: حضرنا أبو زرعة بما شهران (3) و كان في السّوق و عنده أبو حاتم، و محمّد بن مسلم، و المنذر بن شاذان و جماعة من العلماء، فذكروا حديث التلقين و قوله صلّى اللّه عليه و سلّم:«لقنوا موتاكم لا إله إلاّ اللّه»[7579].

فاستحيوا من أبي زرعة و قالوا:- زاد ابن شاذان: و هابوا أن يلقنوه (4) فقالوا: تعالوا نذكر الحديث، فقال محمّد بن مسلم: حدّثنا الضّحّاك بن مخلد، عن عبد الحميد بن جعفر، عن صالح و جعل يقول - زاد العطار ابن ابن - و لم يجاوز و قال أبو حاتم: نا بندار، نا أبو عاصم، نا عبد الحميد (5) بن جعفر، عن صالح و لم يجاوز، و الباقون سكتوا، فقال أبو زرعة و هو في السوق: حدّثنا بندار، نا أبو عاصم، نا عبد الحميد بن جعفر، عن صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرة الحضرمي، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من كان آخر كلامه لا إله إلاّ اللّه دخل الجنة» و توفي رحمه اللّه[7580].

أخبرنا أبو الحسن مسافر و أبو محمّد أحمد، ابنا محمّد بن علي البسطامي، قالا: أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر.

ح و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أبو بكر بن خلف، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا بكر محمّد بن عبد اللّه الورّاق بالرّيّ .

ص: 35


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- تاريخ بغداد 335/10 و سير أعلام النبلاء 76/13-77 و تهذيب الكمال 231/12-232.
3- كذا بالأصل و م و المصادر، و كتب مصحح تاريخ بغداد بالحاشية:«الذي في معجم ياقوت: بهبذان إحدى قرى الري».
4- بالأصل:«يلقونه» و في م:«يلقنونه» و المثبت عن المصادر.
5- تقرأ بالأصل: الجنيد، و المثبت عن م و المصادر.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا بكر محمّد بن عبد العزيز الواعظ يقول: سمعت أبا جعفر محمّد بن علي السّاوي ورّاق أبي زرعة الرازي يقول: حضرت أبا زرعة - زاد أبو بكر الوراق: بماشهران - و قالا: و هي في السّوق و عنده أبو حاتم، و محمّد بن مسلم - زاد أبو بكر بن وارة - و المنذر بن شاذان و جماعة من العلماء، فذكروا حديث التلقين، و استحيوا - و في حديث أبي بكر: فذكروا قول النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«لقنوا موتاكم لا إله إلاّ اللّه»- فاستحيوا من أبي زرعة، و قالوا: تعالوا - و في حديث البيهقي أن يلقنوه التوحيد فقالوا: تعالوا نذكر الحديث، فقال أبو عبد اللّه محمّد بن مسلم - و في حديث أبي بكر: فقال أبو عبد اللّه بن وارة، نا الضحاك بن مخلد أبو عاصم، عن - و في حديث أبي بكر:- حدّثنا - عبد الحميد بن جعفر عن صالح، و جعل يقول ابن أبي و لم يجاوز - و في حديث أبي بكر: و لم يجاوزه - و قال أبو حاتم: نا بندار، نا أبو عاصم، نا - و في حديث البيهقي: عن - عبد الحميد بن جعفر، و سكت و لم يجاوز، و الباقون سكتوا، فقال أبو زرعة و هو في السّوق: نا بندار، نا أبو عاصم، نا عبد الحميد بن جعفر، عن [ابن] (1)أبي عريب، عن كثيرة بن مرة الحضرمي، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من كان آخر كلامه لا إله إلاّ اللّه دخل الجنة»[7581].

و توفي أبو زرعة - و في حديث أبي بكر: و مات - رحمه اللّه.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (2)،نا الصّوري، أنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزدي، نا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور، نا أبو سعيد بن يونس قال:

عبيد اللّه بن عبد الكريم أبو زرعة الرازي نسبوه في قريش، و كانت وفاته بالريّ آخر يوم من ذي الحجة سنة أربع و ستين و مائتين.

قال (3):و أنا محمّد بن عبد الواحد (4)،نا محمّد بن العباس، قال: قرئ على ابن المنادي - و أنا أسمع - قال: و بالري - يعني مات - أبو زرعة عبيد اللّه بن عبد الكريم يوم الاثنين، و دفن يوم الثلاثاء سلخ ذي الحجة سنة أربع و ستين، و كان مولده سنة مائتين، فمات و قد بلغ أربعا و ستين.

ص: 36


1- زيادة لازمة.
2- تاريخ بغداد 335/10.
3- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 336/10.
4- الأصل: عبد الرحمن، و التصويب عن م و تاريخ بغداد.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي (1)،أنا السيد أبو الحسن محمّد بن علي بن الحسين الهمذاني قال: سمعت عبد الرّحمن بن أحمد يقول: سمعت أبا العباس الواعظ الرازي يقول: رئي أبو زرعة في النوم فقيل: ما فعل اللّه بك ؟ قال: وقفني بين يديه، فقلت: يا ربّ لقد أوذيت فيك، فقال: هلاّ تركت خلقي عليّ و أقبلت أنت عليّ .

سمعت أبا القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل يقول: سمعت أبا طاهر عبد الرّحمن بن علك بن دات قال: سمعت أبا الحسين عبد اللّه بن محمّد الفارسي يقول:

سمعت أبا سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن بندار - بسمرقند - قال: سمعت أبا عمرو سعيد بن القاسم البردعي - بطراز - قال: سمعت أبا عمر (2) أحمد بن محمّد بن بحر - ببلخ - قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن عبيدة - بمرو - قال: سمعت يزيد بن مخلد الطرسوسي يقول: رأيت أبا زرعة في المنام بعد موته، و كنت أشتهي أن أراه في حياته، فرأيته كأنه يصلي في السماء الدنيا بقوم عليهم ثياب بيض و عليه ثياب بيض، و هم يرفعون أيديهم في الصلاة، فلما سلّم دنوت منه، فقلت: يا أبا زرعة من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الملائكة، قلت:

بأي شيء أدركت أن تصلي مع الملائكة ؟ قال: برفع اليدين في الصلاة، قلت: فإن الجهمية المرجئة قد أذوا أصحابنا بالريّ ، فقال: اسكت فإنّ أحمد بن حنبل قد سد الماء عليهم من فوق.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا سعيد بن محمّد بن أحمد، أنا الحاكم أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أنا عبد العزيز بن عبد الملك الأموي، نا محمّد بن القاسم القزويني، و كان من الثقات، قال: سمعت أبا محمّد إسحاق بن محمّد بن يزيد بن كيسان يقول: سمعت محمّد بن مسلم بن وارة الرازي يقول:

لما مات أبو زرعة رأيته في المنام، فقلت: يا أبا زرعة ما ذا فعل اللّه بك ؟ فقال: قال لي الجبار عز و جل: ألحقوه بأبي عبد اللّه، و أبي عبد اللّه، و أبي عبد اللّه، فأبو عبد اللّه الأول:

مالك بن أنس، و أبو عبد اللّه الثاني: الشافعي، و أبو عبد اللّه الثالث: أحمد بن حنبل.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه، أنا أبي أبو العباس المالكي، أنا أبو نصر بن الجبّان، نا القاضي يوسف بن القاسم - إملاء - قال: سمعت عبد الرّحمن بن أبي

ص: 37


1- رسمها في م:«الحرودى ؟؟؟» تصحيف.
2- في م: عمرو.

حاتم الرازي: و أبا القاسم بن أخي أبي زرعة الرازي يقولان: سمعنا محمّد بن مسلم بن وارة يقول:

رأيت أبا زرعة الرازي في المنام بعد موته بليال، فقلت: يا أبا زرعة ما ذا فعل اللّه بك ؟ قال: قرّبني و أدناني، ثم قال لي: يا عبيد اللّه أنت الذي تدرعت في الكلام، فقلت: إلهي حاولوك و قالوا فيك، فقال: صدق، ألحقوه بأبي عبد اللّه، و أبي عبد اللّه، و أبي عبد اللّه، فأوّلت في منامي أنه مالك بن أنس، و سفيان الثوري، و أحمد بن حنبل (1).

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (2).

ح (3) و أنبأنا أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا الحسين (4) بن محمّد - هو ابن عمر-.

و قال الخطيب: بن محمّد الزعفراني:- نا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن بحر، نا محمّد بن الهيثم بن علي الفسوي (5)،قال: لما أن قدم حمدون البردعي على أبي زرعة لكتابة الحديث، و دخل و رأى في داره أواني و فرشا كثيرة قال: و كان ذلك لأخيه فهمّ أن يرجع و لا يكتب عنه، فلما كان من الليل رأى كأنه على شط بركة، و رأى ظلّ شخص في الماء، فقال: أنت الذي زهدت في أبي زرعة، أعلمت أن أحمد بن حنبل أبدل اللّه مكانه أبا زرعة.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب قال (6):كتب إليّ أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي من دمشق، أنا أبا الخير أحمد بن علي الحمصي أخبرهم، نا.

ح (7) و أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء، أنا أبي أبو القاسم، أنا أبو نصر بن الجبّان، أنا أبو الخير أحمد بن علي الحمصي، حدّثني.

أبو الحسن أحمد بن محمّد الجرجاني قال: سمعت حفص بن عبد اللّه بأردبيل يقول:

اشتهيت أن أرحل إلى أبي زرعة الرازي فلم يقدّر لي، فدخلت الريّ بعد موته، فرأيته في النوم

ص: 38


1- انظر سير أعلام النبلاء 76/13.
2- تاريخ بغداد 333/10.
3- «ح» حرف التحويل سقط من م.
4- الأصل و م، و في تاريخ بغداد: الحسن.
5- الأصل و م، و في تاريخ بغداد: النسوي، و كلاهما نسبة إلى فسا و نسا، و هما بلد واحد.
6- تاريخ بغداد 336/10.
7- «ح» حرف التحويل سقط من م.

يصلي في سماء الدنيا بالملائكة، فقلت - زاد ابن أبي العلاء: السلام عليك - و قالا:

عبيد اللّه بن عبد الكريم قال: نعم، قلت: بما نلت هذا؟ قال: كتبت بيدي ألف ألف حديث أقول فيها عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و قد قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«من صلّى عليّ صلاة صلّى اللّه عليه عشرا»[7582].

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (1)، أخبرني أبو الفتح عبد الواحد بن أبي أحمد بن علوس الأسدآباذي رفيقي بنيسابور، نا أحمد بن إبراهيم الهمذاني (2)،نا أبو العباس الفضل بن الفضل الكندي، نا الحسن بن عثمان، نا أحمد بن محمّد أبو العباس المرادي قال: رأيت أبا زرعة في المنام، فقلت: يا أبا زرعة ما فعل اللّه بك ؟ قال: لقيت ربّي تعالى فقال لي: يا أبا زرعة إنّي أوتى بالطفل فآمر به إلى الجنة، فكيف بمن حفظ السنن عن عبادي ؟ تبوأ من الجنة حيث شئت.

4465 - عبيد اللّه بن عبد الواحد بن محمّد

ابن أحمد بن عثمان بن الوليد بن الحكم بن سليمان

أبو محمّد بن أبي الحديد السّلمي المعدّل

سمع: جده أبا بكر، و أباه أبا الفضل، و أبا محمّد بن أبي نصر.

روى عنه: نجا بن أحمد، و عمر بن عبد الكريم الدّهستاني، و أبو الحسن بن طاهر النحوي، و غيث بن علي الصّوري، و حدّثنا عنه أبو القاسم النّسيب.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الواحد بن محمّد السّلمي، أنا جدي أبو بكر محمّد بن أحمد بن أبي الحديد، أنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن سهل السامري، نا عمر بن شبّة (3) بن عبيدة النّميري، نا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، نا أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلّب، عن عمران بن حصين قال:

بينما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في بعض أسفاره، إذا امرأة من الأنصار على ناقة لها تضجّرت (4)منها، فلعنتها، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«خذوا ما عليها، و أعروها، فإنها ملعونة» قال: فكأني

ص: 39


1- تاريخ بغداد 336/10-337.
2- الأصل و م: الهمداني، بالدال المهملة، و الصواب عن تاريخ بغداد.
3- في م: شيبة، تصحيف.
4- الأصل و م: فضجرت، و المثبت عن المختصر 340/15.

أرى تلك الناقة تمشي في الناس، لا يعرض لها أحد[7583].

قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي:

ولد عبيد اللّه بن عبد الواحد بن أبي الحديد في يوم الاثنين مستهل شعبان سنة اثنتين و تسعين و ثلاثمائة.

قرأت بخط أبي الحسن بن طاهر، أنا أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الواحد بن محمّد السّلمي، الشيخ الصالح (1)-رحمه اللّه - بحديث ذكره.

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني: و فيها - يعني سنة سبعين و أربعمائة - توفي أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الواحد بن محمّد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد، حدّث بشيء يسير عن جده أبي بكر بن أبي الحديد، و أبي محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر.

4466 - عبيد اللّه بن عبيد

أبو وهب الكلاعي (2)

من أهل دمشق.

روى عن مكحول، و أبي مخارق زهير بن سالم العنسي، و سليمان بن موسى، و بلال بن سعد، و حسان بن عطية.

روى عنه: الهيثم بن حميد، و يحيى بن حمزة، و إسماعيل بن عيّاش، و صدقة بن عبد اللّه، و أبو النّضر (3) إسحاق بن سيّار، و محمّد بن راشد المكحولي، و سويد بن عبد العزيز، و الأوزاعي، و عبد الرّحمن بن مرزوق، و أبو خالد يزيد بن يحيى بن الصباغ القرشي، و عبد الملك بن شبيب.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات المقرئ، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، أنا أحمد بن عمير بن يوسف، نا عمرو بن عثمان، نا إسماعيل بن عيّاش، عن عبيد اللّه بن عبيد الكلاعي، عن زهير - يعني ابن سالم - عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن ثوبان مولى

ص: 40


1- الأصل: صالح، و التصويب عن م.
2- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 238/12 و تهذيب التهذيب 26/4 التاريخ الكبير 402/1/3 و الجرح و التعديل 326/5 و تاريخ الثقات ص 515 الكلاعي بفتح الكاف عن تقريب التهذيب.
3- في م: النصر، تصحيف.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«لكلّ سهو سجدتان بعد ما يسلّم»[7584].

هذا حديث حسن أخرجه أبو داود في سننه (1) عن عمرو بن عثمان بن كثير بن دينار هذا.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا عمر بن أيوب السّقطي، أنا داود بن رشيد، نا سويد بن عبد العزيز، أنا أبو وهب عبيد اللّه بن عتبة (2)،عن مكحول (3)،عن ابن عمر قال:

أشدّ حديث جاء عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل»[7585].

كذا كان في الأصل و فيه خطأ في موضعين:

الأول: قوله عبيد اللّه بن عتبة، و إنما هو ابن عبيد كما تقدم.

و الثاني: قوله مكحول، عن ابن عمر، و مكحول لم يسمع من ابن عمر شيئا، و إنّما روى هذا الحديث عن نافع.

و قد أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع، نا شجاع بن فارس - هو أبو الفوارس الفرغاني - نا أحمد بن زكريا، نا عبد الوهاب بن نجدة، عن سويد بن عبد العزيز، عن أبي وهب، عن مكحول، عن نافع، عن ابن عمر قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا جاء أحدكم [الجمعة] (4) فليغتسل»[7586].

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي أبو الحسين، نا محمّد بن جعفر، نا الحسن بن محمّد، قال: قال هشام بن عمّار: إن أبا وهب عبيد اللّه بن عبيد الكلاعي دمشقي.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي

ص: 41


1- سنن أبي داود، كتاب الصلاة رقم 1038.
2- كذا بالأصل: عتبه، تصحيف، و الصواب عبيد، و هو صاحب الترجمة، و سينبه المصنف إلى هذا الخطأ.
3- كذا بالأصل «مكحول عن ابن عمر» و هو خطأ و سينبه أيضا المصنف إلى أن مكحول لم يسمع من ابن عمر، راجع ترجمة مكحول الشامي في تهذيب الكمال 356/18.
4- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.

عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة قال:

و عبيد اللّه بن عبيد الكلاعي يكنى أبا وهب، حدّثنا بذاك أبو سلمة، عن محمّد بن راشد، و حدّثناه الحوطي عن سويد بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: أبو وهب الكلاعي عبيد اللّه بن عبيد.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العباس بن محمّد، أنا صالح بن أحمد، نا أبي قال: أبو وهب الكلاعي عبيد اللّه بن عبيد.

آخر الجزء السابع و الثلاثين بعد الأربعمائة من الفرع.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (1):

عبيد اللّه بن وهب (2) أبو وهب الكلاعي الشامي.

كذا قال في حرف الواو من آباء من اسمه عبيد اللّه، و وهم في ذلك، إنّما هو ابن عبيد أبو وهب.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (3) قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسين قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (4):

ص: 42


1- التاريخ الكبير للبخاري 402/1/3.
2- كذا بالأصل و م و البخاري، و هو خطأ، و سينبه المصنف إلى الصواب.
3- «ح» حرف التحويل سقط من م.
4- الجرح و التعديل 326/5.

عبيد اللّه بن عبيد أبو وهب الكلاعي الشامي (1)،و كان من أصحاب مكحول، روى أحمد بن حنبل، و الفضل الأعرج، عن هشام بن سعيد الطالقاني، عن محمّد بن مهاجر، عن عقيل بن شبيب، عن أبي وهب الجشمي (2)،و كانت له صحبة، و هو وهم، سمعت أبي يقول ذلك.

هذا وهم، فإن أبا وهب الجشمي غير أبي وهب الكلاعي صاحب الترجمة، هذا كلاعي من تابعي التابعين، و ذلك الجشمي له صحبة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال مسلم بن الحجاج يقول: أبو وهب عبيد اللّه بن عبيد الكلاعي، عن مكحول، روى عنه يحيى بن حمزة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا أحمد بن عمير - قراءة-.

قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: عبيد اللّه بن عبيد الكلاعي (3).

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو وهب عبيد اللّه بن عبيد الكلاعي.

أخبرنا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال:

أبو وهب عبيد اللّه الكلاعي دمشقي، ليس به بأس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد قال (4):

ص: 43


1- كذا بالأصل و م و في الجرح و التعديل: الحشمي.
2- كذا بالأصل و الجرح و التعديل، و في م: الكلاعي، و هو الصواب و سينبه المصنف إلى أن الجشمي غير الكلاعي. و انظر ترجمة أبي وهب الجشمي في الإصابة 218/4.
3- تهذيب الكمال 238/12.
4- الكنى و الأسماء للدولابي 144/2.

أبو وهب عبيد اللّه بن عبيد الكلاعي صاحب مكحول.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو وهب عبيد اللّه بن عبيد الكلاعي الشامي، عن مكحول الهذلي، و زهير بن سالم أبي مخارق العنسي، روى عنه أبو عبد اللّه يحيى بن حمزة، و إسماعيل بن عياش العنسي.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، نا أبو بكر الخطيب، نا أبو بكر البرقاني، أنا أبو حاتم محمّد بن يعقوب بن إسحاق بن محمود الهروي، أنا الحسين بن إدريس.

ح (1) قال: و أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أنا موسى بن عيسى بن عبد اللّه السّرّاج، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، قالا: نا المسيّب بن واضح، نا ابن عيّاش، عن عبيد اللّه بن عبيد الكلاعي قال: أعطاني مكحول دفترا فيه حلال و حرام، فقال: خذ هذا الدفتر فاروه و حدّث به عني، قلت: كيف أرويه و أحدّث به عنك و أنا لم أسمعه (2) منك، قال: بلى أنا أقول: اروه و حدّث به عني، قلت: كيف أرويه و أحدّث به عنك و أنا لم أسمعه، و اللفظ للباغندي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (3)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)،نا عبد الملك بن الأصبغ، قال: قلت لمنبّه بن عثمان: لم نسمع من أبي وهب شيئا - صاحب مكحول-؟ قال: ذاك مات مدخل عبد اللّه بن علي دمشق، و دخل (5) عبد اللّه بن علي دمشق سنة اثنتين و ثلاثين و مائة.

4467 - عبيد اللّه بن عثمان بن محمّد

أبو الحسن البغدادي المعروف بابن الحلبي البزّار

سكن بباب الجابية بدمشق.

و حدّث بها عن أبي سعيد الحسن بن علي بن زكريا بن صالح العدوي، و محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، و أبي القاسم البغوي، و أبي بكر بن أبي داود، و أبي الفضل

ص: 44


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- في م: أسمع.
3- في م: الكناني، تصحيف.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 698/2 و تهذيب الكمال 238/12.
5- من هنا ليس من كلام أبي زرعة، تعقيب للمصنف على قوله مدخل عبد اللّه بن علي دمشق.

صالح بن الأصبغ بن عامر بن مالك بن خليد بن عمرو التّنوخي المنبجي، و عبد اللّه بن إسحاق المدائني، و أبي محمّد بن صاعد.

روى عنه أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه المقرئ المنبجي، و تمّام الرازي.

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن الأكفاني، و عبد اللّه بن أحمد بن السّمرقندي، قالا: نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه المقرئ، نا عبيد اللّه بن عثمان بن محمّد البزّاز بباب الجابية في قيسارية الجعفري، نا الحسن بن علي العدوي، نا محمّد بن الحارث مولى بني هاشم سنة اثنتين و عشرين و مائتين بعبّادان، نا أبو وهب الحكم بن سنان، عن محمّد بن سيرين، عن أخيه يحيى بن سيرين، عن أخيه سعيد بن سيرين، عن أخيه أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«لبّيك حقا حقا تعبّدا و رقّا»[7587].

4468 - عبيد اللّه بن عدي الأكبر بن الخيار بن عدي

4468 - عبيد اللّه بن عدي الأكبر بن الخيار (1) بن عدي

ابن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشي النوفلي (2)

أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

و حدّث عن عمر، و عثمان، و علي، و كعب الأحبار.

روى عنه: عروة بن الزبير، و حميد بن عبد الرّحمن، و عطاء بن يزيد الليثي، و معمر بن أبي حبيبة، و يحيى بن يزيد الباهلي، و عبيد اللّه بن المغيرة السّبائي (3).

و قدم غازيا و اجتاز دمشق و حمص.

أخبرنا أبو السّعادات أحمد بن أحمد المتوكّلي، أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب.

ح و أخبرنا أبو علي الحسن بن عمر بن محمّد بن أبي بكر الطوسي البيّاع - بنيسابور - أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن.

ص: 45


1- الخيار بكسر المعجمة و تخفيف التحتانية (تقريب التهذيب).
2- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 239/12 و تهذيب التهذيب 26/4 و المحبر ص 357 و الجمع بين رجال الصحيحين 303/1 و أسد الغابة 422/3 و الإصابة 74/3 و سير أعلام النبلاء 514/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 423.
3- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و في تهذيب الكمال: السّبئي انظر ترجمته في تهذيب الكمال 270/12.

قالا: أنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصيرفي، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، نا الربيع بن سليمان المرادي (1)،نا أيوب بن سويد، نا يحيى بن يزيد الباهلي من أهل البصرة، و كان ثقة، قال:

قال عبيد اللّه بن عدي بن الخيار أحد بني نوفل بن عبد مناف، بلغني حديث عن علي خفت إن مات أن لا أجده عند غيره، فرحلت حتى قدمت - و في حديث الخطيب: فقدمت - عليه العراق، فسألته عن الحديث، فحدّثني و أخذ عليّ عهدا أن لا أخبر به أحدا، و لوددت لو لم يفعل، فأحدّثكموه، فلما كان ذات يوم جاء حتى صعد المنبر في إزار و رداء متوشح قوسا فجاء الأشعث بن قيس حتى أخذ بإحدى عضادتي المنبر ثم قال علي:

ما بال أقوام يكذبون علينا، يزعمون أن عندنا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ما ليس عند غيرنا، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان عاما و لم يكن خاصا، و ما عندي عنه ما ليس عند المسلمين إلاّ شيء في قرني (2) هذا. فأخرج منه صحيفة فإذا فيها: من أحدث حدثا، أو آوى محدثا، فعليه لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين، لا يقبل منه صرف و لا عدل، فقال له الأشعث بن قيس: دعها تترحل عنك فإنّها عليك لا لك، فقال: قبّحك اللّه، ما يدريك ما عليّ لا لي:

أصبحت هو الراعي الضان يهزأ بي *** ما ذا يريبك مني راعي الضان

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، و أبو نصر الزينبي.

و أنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد بن عبد اللّه المقرئ، أنا أبو محمّد الصّريفيني.

قالا: أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن علي بن خلف الورّاق، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث السّجستاني (3)،نا أبو موسى عيسى بن حمّاد زغبة التّجيبي، أنا الليث بن سعد، عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة بن الزبير، عن عبد اللّه بن عدي يحدثه رجلان، فحدث عنهما قالا:

جئنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في حجة الوداع و الناس يسألونه من الصدقة، فزاحمنا الناس - و في حديث الزينبي: فزاحمنا عليه الناس - حتى خلصنا إليه، فسألناه من الصدقة قالا: فرفع البصر

ص: 46


1- قبلها في م:«الادري» و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 587/12.
2- القرن: الجعبة من جلد، تكون مشقوقة ثم تخرز.
3- سنن أبي داود(3) كتاب الزكاة، باب من يعطي من الصدقة و حدّ الفتى (رقم 1633) و تهذيب الكمال 241/12.

فينا و خفضه، فرآهما - و قال الزينبي: فرآنا - رجلين جلدين، فقال:«إن شئتما فعلت، و لا حظّ فيها لغني، و لا لقوي مكتسب»[7588].

و لم يقل الزينبي: فيها.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير (1)،عن عبيد اللّه بن عدي بن الخيار أنه دخل على عثمان و هو محصور و عليّ يصلي بالناس، فقال: يا أمير المؤمنين إنّي أتحرج أن أصلي مع هؤلاء، و أنت الإمام، فقال: إنّ الصلاة أحسن ما عمل الناس، فإذا رأيت الناس يحسنون فأحسن معهم، و إذا رأيتهم يسيئون فاجتنب سيئهم.

خالفه الأوزاعي، فقال: عن الزهري، عن حميد بن عبد الرّحمن، عن عبيد اللّه.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو بكر بن زنبور، نا أبو بكر بن داود، نا عمرو بن عثمان، نا الوليد، عن أبي عمرو، عن الزهري أنه أخبره عن حميد بن عبد الرّحمن بن عوف، حدّثني عبيد اللّه بن عدي بن الخيار.

أنه دخل على عثمان و هو محصور، فقال له: إنّك إمام العامة، و قد نزل بك ما ترى، و من يصلي بالناس إمام فتنة، و إنّا نتحرج من الصلاة معه، فقال عثمان: إنّ الصلاة أحسن ما يعمل الناس، فإذا أحسن الناس فأحسن معهم، و إذ أساءوا فاجتنب إساءتهم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - أنا محمّد بن الحسين بن محمّد الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا أبي، نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف، نا أبي، عن محمّد بن إسحاق (2)،حدّثني محمّد بن مسلم الزهري، عن عطاء بن يزيد الجندعي (3) أخي بني ليث (4)،عن عبيد اللّه بن عدي بن الخيار بن نوفل بن عبد مناف، و كان من فقهاء قريش و علمائهم و قد أدرك أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم متوافرين.

ص: 47


1- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 515/3.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 240/12.
3- بضم الجيم و سكون النون و فتح الدال المهملة، نسبة إلى جندع بطن من ليث (الأنساب).
4- ليث من مضر بن نزار بن معد بن عدنان، كما في الأنساب، و قيل فيه غير ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني عبد اللّه بن الفضل، عن سليمان بن يسار، عن جعفر بن أمية الضمري، قال:

خرجت أنا و عبيد اللّه بن عدي بن الخيار غازيين في زمن معاوية فأدربنا مع الناس فلما فعلنا قلنا: لو مررنا بحمص، فذكر الحديث بطوله.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط قال (1):

عبيد اللّه بن عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي، أمّه أم قتال بنت أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، توفي زمن الوليد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال:

فولد عدي الأكبر بن الخيار - يعني ابن عدي - بن نوفل: عبيد اللّه، و أسيد بن عدي، و عبد اللّه بن عدي، و أمّهم أم قتال بنت أسيد بن أبي العيص، و أمّها زينب أبي عمرو بن أمية، و قال بعض الناس: بل أم عدي هؤلاء بنت أسيد بن علاج بن ثقيف (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: عبيد اللّه بن عدي بن الخيار.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (3).

قال في الطبقة الأولى من طبقات أهل المدينة: عبيد اللّه بن عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، مات في زمن الوليد بن عبد الملك، و له دار بالمدينة عند دار علي بن أبي طالب، و قد روى عن عمر، و عثمان.

ص: 48


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 405 رقم 1982.
2- تهذيب الكمال 240/12.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1).

قال في الطبقة الأولى من أهل المدينة: عبيد اللّه بن عدي الأكبر بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي، و أمّه أم قتال بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، و قد روى عبيد اللّه بن عدي عن عمر و عثمان، و له دار بالمدينة عند دار علي بن أبي طالب، و مات عبيد اللّه بن عدي بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك، و كان ثقة، قليل الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (2):

عبيد اللّه بن عدي بن الخيار القرشي من بني نوفل بن عبد مناف المدني، عن عمر، و سمع عثمان، سمع (3) منه عروة، و حميد بن عبد الرّحمن، و عطاء بن يزيد.

قال أبو (4) إسحاق: هو ابن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف من فقهاء قريش. (5)

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (6) قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (7):

عبيد اللّه بن عدي بن الخيار القرشي من بني نوفل بن عبد مناف، روى عن عمر، و عثمان، و كعب الأحبار، روى عنه عروة بن الزبير، و حميد بن عبد الرّحمن، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، قال:

ص: 49


1- طبقات ابن سعد 49/5.
2- التاريخ الكبير للبخاري 391/1/3.
3- في التاريخ الكبير:«روى عنه عروة» و في م: عن عمر و سمع منه عثمان عروة».
4- كذا بالأصل و م:«أبو» و في التاريخ الكبير: ابن إسحاق.
5- «ح» حرف التحويل سقط من م.
6- التاريخ الكبير للبخاري 391/1/3.
7- الجرح و التعديل 329/5.

عبيد اللّه بن عدي بن الخيار بلغني أنه ولد على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، حدّث عيسى بن يونس، عن عمر بن أبي حسين، عن محمّد بن عبد اللّه بن عياض، عن عمه، عن عبيد اللّه بن عدي، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قصة صلاة الكسوف، و لا أدري هذا الحديث عن عبيد اللّه بن عدي بن الخيار أو غيره.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال:

عبيد اللّه بن عدي بن الخيار أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و ذكره فيمن له صحبة، و لا يثبت، روى حديثه أبو أحمد الزّبيري، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن عمر بن عبيد اللّه بن عبّاد، عن عروة بن عياض، عن عبيد اللّه بن عدي قال:

كسفت الشمس على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم ذكر الحديث، لم يزد عليه (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

عبيد اللّه بن عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي المديني من فقهاء قريش، سمع عثمان بن عفّان، و المقداد بن عمرو، روى عنه عطاء بن يزيد، و عروة بن الزبير في أوّل الديات، و مناقب عثمان، و باب من شهد بدرا من الملائكة، مات في زمن الوليد بن عبد الملك. قاله الواقدي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد الرحيم بن أحمد بن نصر.

ح (2) و حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى بن علي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا عبد الرحيم بن أحمد، نا عبد الغني بن سعيد قال:

أما خيار بالخاء معجمة: عبيد اللّه بن عدي بن الخيار.

أنبأنا أبو علي الحداد، قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ :

عبيد اللّه بن عدي بن الخيار ذكر في الصحابة و لا يثبت، و يقال: إنه أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):

ص: 50


1- أسد الغابة 423/3.
2- «ح» حرف التحويل سقط من م.
3- الاكمال لابن ماكولا 39/2 و 43.

في باب خيار بالخاء المعجمة و الراء (1):عبيد اللّه بن عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، يروي عن عثمان، و المقداد بن الأسود، ولد على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و قتل أبوه يوم بدر كافرا، روى عنه عبيد اللّه بن المغيرة السّبائي.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا عمي يعقوب بن إبراهيم بن سعد، نا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني محمّد بن مسلم بن شهاب، عن عطاء بن يزيد الجندعي أخي بني ليث، عن عبيد اللّه بن عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، و كان من فقهاء قريش، و كان قد أدرك أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم متوافرين (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

ح (3) و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (4):

عبيد اللّه بن عدي بن الخيار مدني تابعي ثقة، من كبار التابعين، و هو ابن أخت عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (5):

و عبيد اللّه بن عدي بن الخيار - يعني مات - آخر ولاية الوليد، و مات الوليد سنة ست و تسعين.

4469 - عبيد اللّه بن علي بن أحمد

أبو القاسم البغدادي المالكي الخلاّل (6)

قدم دمشق و حدّث بها عن أبي بكر بن إسماعيل الورّاق، و أبي حفص بن شاهين.

روى عنه: عبد العزيز (7).

ص: 51


1- الذي في الاكمال: خيار أوله خاء مكسورة بعدها ياء مفتوحة.
2- تقدم الخبر قريبا من طريق ابن إسحاق.
3- «ح» حرف التحويل سقط من م.
4- تاريخ الثقات للعجلي ص 318 و تهذيب الكمال 239/12.
5- تاريخ الثقات للعجلي ص 318 و تهذيب الكمال 239/12.
6- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 309.
7- ترجمته في تاريخ بغداد 385/10.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني (1)،أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن علي بن أحمد المالكي الخلاّل البغدادي، قدم علينا، نا محمّد بن إسماعيل بن العباس الوراق، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة بن الحجّاج و أبو معاوية، عن الأعمش، عن ذكوان، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«لا تسبّوا أصحابي فلو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مدّ أحدهم و لا نصيفه»[7589].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو جعفر محمّد بن علي بن محمّد بن السّمناني الوكيل، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، و أبو معاوية، عن الأعمش، عن ذكوان، عن أبي سعيد، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«لا تسبّوا أصحابي، فو الّذي نفسي بيده لو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مدّ (2)أحدهم و لا نصيفه»[7590].

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):

عبيد اللّه بن علي بن أحمد أبو القاسم الخلاّل المالكي بغدادي، سمع محمّد بن إسماعيل الورّاق، و أبا حفص بن شاهين.

ذكر لي عبد العزيز أحمد الكتّاني أنه كتب عنه بدمشق، و سكن مصر، و كان يعلّم ولد السلطان بها إلى أن مات بمصر.

4470 - عبيد اللّه بن علي بن عبيد اللّه بن داود

أبو القاسم المصري الداودي القاضي

سمع بمصر أبا جعفر محمّد بن موسى قاضي الجيزة، و محمّد بن جعفر بن حيّان الرّازي، و أبا جعفر الطحاوي، و بدمشق: أبا علي بن حبيب، و ببغداد: القاضي المحاملي، و بالكوفة: أبا العباس بن عقدة، و بحمص: أبا بكر أحمد بن محمّد بن خالد بن خلي،

ص: 52


1- يعني عبد العزيز بن أحمد، أبو محمد الكتاني.
2- المدّ: ربع الصاع (النهاية).
3- تاريخ بغداد 385/10-386.

و بشيراز: أبا عبد اللّه محمّد بن يوسف العثماني، ثم سكن خراسان و ولي القضاء في مدن منها.

روى عنه: الحاكم أبو عبد اللّه.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني عبيد اللّه بن علي، نا أبو علي الحسن بن حبيب الدّمشقي، نا بدر بن الهيثم الدّمشقي مولى بني هاشم، عن سليمان بن عبد الرّحمن، نا عبد الرّحمن بن مغراء، عن عبيد اللّه بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«طاعة الإمام حقّ على المرء المسلم، ما لم يأمر بمعصية اللّه، فإذا أمر بمعصية اللّه فلا طاعة له»[7591].

أخبرناه عاليا أبو محمّد بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، أخبرني الحسن بن حبيب، فذكره.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:

عبيد اللّه بن علي بن عبيد اللّه بن داود أبو القاسم الدّاودي المصري، سكن نيسابور، ثم بخارى، و تصرّف في أعمال القضاء في بلاد كثيرة، منها: طوس، و سرخس، و الترمذ (1)، و نسف، و كسّ (2) و غيرها، و كان فقيه الداودية في عصره بخراسان، و كان موصوفا بالفضل، و حسن العشرة و الطرف، و حفظ النتف من الأشعار و الحكايات.

سمع بمصر و الكوفة و بغداد، انتخبت عليه بنيسابور عند منصرفه من سرخس و زار طوس، و كتب الناس عنه بنيسابور بانتخابي، توفي أبو القاسم الدّاودي - رحمه اللّه - ببخارى سنة خمس و سبعين و ثلاثمائة.

آخر الجزء الثامن عشر بعد الثلاثمائة من الأصل.

4471 - عبيد اللّه - و يقال: عبد اللّه

و الصحيح: عبيد اللّه - بن علي القرشي

من أهل دمشق.

ص: 53


1- في م: و ترمذ.
2- كس بكسر أوله و تشديد ثانيه مدينة تقارب سمرقند. و قيل فيها بفتح الكاف، و قالها بعضهم: بالشين المعجمة (معجم البلدان).

روى عن سليمان بن حبيب، و إسماعيل بن أمية.

روى عنه: صدقة بن عبد اللّه.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن مسعود المقدسي، نا عمرو بن أبي سلمة، نا صدقة بن عبد اللّه، عن عبيد اللّه بن علي القرشي، عن سليمان بن حبيب المحاربي، حدّثني أسود بن أصرم المحاربي قال:

قلت: يا رسول اللّه أوصني، قال:«تملك يدك»، قال: قلت: فما ذا أملك إذا لم أملك يدي ؟ قال:«تملك لسانك»، قلت: فما ذا أملك إذا لم أملك لساني ؟ قال:«لا تبسط يدك إلاّ إلى خير، و لا تقل بلسانك إلاّ معروفا»[7592].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة-.

ح (1) و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الحسن - قراءة-.

قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: عبيد اللّه - و قال ابن عتاب: عبد اللّه - بن علي.

4472 - عبيد اللّه بن عمر بن أحمد بن محمّد بن جعفر

أبو القاسم القيسي - يعرف بعبيد البغدادي الفقيه الشافعي (2)

سمع بدمشق أبا الدّحداح، و محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، و ببغداد: أبا القاسم البغوي، و أبا محمّد بن صاعد، و أبا بكر بن أبي داود.

و لم يذكره أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد.

و ذكره أبو الوليد عبد اللّه بن محمّد بن يوسف بن الفرضي القاضي في كتاب تاريخ الأندلس، فقال (3):

ص: 54


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- ترجمته في تاريخ علماء الأندلس ص 253 رقم 771 و معرفة القراء الكبار 342/1 و بغية الملتمس للضبي ص 354 رقم 970 و ميزان الاعتدال 14/3 و غاية النهاية 489/1 و الكامل لابن الأثير 612/8 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 351-380 ص 210) و تحرف فيه إلى عبد اللّه.
3- تاريخ علماء الأندلس ص 253 و ما بعدها.

عبيد اللّه بن عمر بن أحمد بن محمّد بن جعفر القيسي الشافعي، من أهل بغداد يقال له: عبيد، و يكنى أبا القاسم.

قدم الأندلس في المحرم سنة سبع و أربعين و ثلاثمائة، تفقّه ببغداد على مذهب الشافعي و تحقق (1) به، و ناظر فيه عند أبي سعيد أحمد بن محمّد الإصطخري، و أبي بكر محمّد بن عبد اللّه الصّيرفي، و أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد المروزي، و أبي عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي القاضي، و أخذ من المالكيين: عن أبي الفرج عمرو بن محمّد البصري، و أبي (2) الحسن بن منتاب (3)،و محمّد بن محمّد بن راهوية و غيرهم.

و قرأ القرآن على أبي بكر بن مجاهد، و أبي الحسن بن شنبوذ (4)،و أبي بكر بن المنادي.

و كتب الحديث ببغداد عن أبي القاسم البغوي، و أبي بكر بن أبي داود السّجستاني، و يحيى بن صاعد و غيرهم جماعة.

و كتب بالرّقّة عن أبي علي محمّد بن سعيد الحرّاني، و كان كبيرا، و عن علي بن أحمد الجوهري.

و كتب بحلب عن ابن رويط و غيره.

و كتب بدمشق عن أبي الدحداح التميمي، و أحمد بن محمّد بن ملاّس، و محمّد بن يوسف الهروي.

و كتب بالرملة عن أبي نعيم الفضل بن محمّد البغدادي، و علي بن الحسن النّجّاد المستملي، و أبي الحسن شاذان الفضل و جماعة سواهم.

و كتب بمكة عن أبي جعفر الدّيبلي (5)،و أبي جعفر العقيلي، و ابن الأعرابي، و أبي محمّد بن المقرئ (6).

ص: 55


1- اللفظة بدون إعجام بالأصل و رسمها:«و؟؟؟ ى» و الصواب عن م و تاريخ علماء الأندلس.
2- سقطت من تاريخ علماء الأندلس.
3- الأصل و م: مساب، و التصويب عن تاريخ علماء الأندلس.
4- في تاريخ علماء الأندلس: شنبور، تصحيف، و المثبت يوافق ما جاء في تاريخ الإسلام.
5- كذا بالأصل و تاريخ علماء الأندلس، و اللفظة غير واضحة في م لسوء التصوير، و في تاريخ الإسلام: الديلي.
6- في تاريخ علماء الأندلس: المقبري.

و كتب بمصر عن أبي جعفر الطحاوي، و أبي الحسين بن أبي الحديد، و الزّبيري أحمد بن مسعود، و أبي الطّاهر العلاف؛ في عدد - سوى هؤلاء - كثير من البغداديين و الشاميين و المصريين و غيرهم.

و كان فقيها على مذهب الشافعي، إماما فيه، بصيرا به، عالما بالأصول و الفروع (1)، حسن النظر و القياس، و كان مع ذلك إماما في القرآن، ضابطا (2)،كثير الرواية الحديث إلاّ أنه لم يكن بالضابط لما روى منه.

و كان التفقّه أغلب عليه من الحديث، و قد سمعت محمّد بن أحمد بن يحيى ينسبه إلى الكذب، و وقفت على بعض ذلك في كتاب تاريخ أبي زرعة الدمشقي من أصوله: وقع إليّ و قرأته على أبي عبد اللّه بن مفرج، فرأيته قد ادّعى روايته عن رجل من أهل دمشق يقال له بكر بن شعيب، زعم أنه حدثه (3) به عن أبي [زرعة] (4)،و كان أبو عبد اللّه قد لقي هذا الرجل و كتب عنه، و حكى أنه لم يكن له سن يجوز أن يحدّث بها عن أبي زرعة، و كان عبيد قد بشر إسنادا كان في أصل الكتاب، و كتب مكانه هذا الرجل.

و لعبيد اللّه بن عمر هذا كتب مؤلفة كثيرة في الفقه، و الحجة، و الردّ، و القراءات، و الفرائض، و غير ذلك، و كان المستنصر (5) رضي اللّه عنه - يعني الأموي - صاحب الأندلس قد أنزله و توسع له في الجراية، و لم يزل يؤلف له إلى أن مات، و كانت وفاته بقرطبة ليلة الجمعة لأربع بقين من ذي الحجة سنة ستين و ثلاثمائة، و كان مولده ببغداد في ذي القعدة سنة خمس و تسعين و مائتين.

ذكر ذلك عنه أحمد بن محمّد بن يوسف، و كتبته من كتابه بخطه.

4473 - عبيد اللّه بن عمر بن الخطّاب بن نفيل بن عبد العزّى

أبو عيسى العدوي (6)

من أهل المدينة.

ص: 56


1- في تاريخ علماء الأندلس: و الفتوى.
2- في تاريخ علماء الأندلس: ضابطا للحروف.
3- الأصل: حدث، و التصويب عن م و تاريخ علماء الأندلس.
4- الزيادة عن م و ابن الفرضي.
5- تاريخ علماء الأندلس: الحكم.
6- ترجمته في أسد الغابة 423/3 و الإصابة 75/3 و تاريخ الطبري (الفهارس العامة)، و الكامل لابن الأثير بتحقيقنا (الفهارس العامة)، و نسب قريش للمصعب ص 349، و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 568 مروج الذهب 395/2 أخبار القضاة (الفهارس) طبقات ابن سعد 15/5 تاريخ خليفة (الفهارس).

أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

و سمع أباه، و عثمان بن عفان، و أبا موسى و غيرهما من الصحابة.

و غزا في خلافة أبيه، و قدم على معاوية بعد قتل عثمان، فكان معه حتى قتل بصفين، و كان قد جعله على الخيل.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، نا يونس بن عبد الأعلى، أنا عبد اللّه بن وهب، أن مالكا أخبره.

ح (1) قال: و أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير، نا عيسى بن إبراهيم الغافقي، أنا ابن القاسم - و هو عبد الرّحمن بن القاسم - حدّثني مالك (2)،عن زيد بن أسلم، عن أبيه أنه قال:

خرج عبد اللّه، و عبيد اللّه ابنا عمر بن الخطّاب في جيش إلى العراق، فلما قفلا مرّا على أبي موسى الأشعري و هو أمير البصرة، فرحّب بهما و سهل، و قال لو أقدر لكما على أمر أنفعكما به لفعلت، ثم قال: بلى هاهنا مال من مال اللّه تعالى، أريد أن أبعث به إلى أمير المؤمنين فأسلفكماه، فتبتاعان به من متاع العراق، ثم تبيعانه بالمدينة، فتؤدّيان رأس المال إلى أمير المؤمنين، و يكون لكما الربح، فقالا: وددنا، ففعل، و كتب إلى عمر بن الخطّاب أن يأخذ منهما المال، فلما قدما على عمر قال: أ كلّ الجيش أسلفه كما أسلفكما فقالا: لا، فقال عمر ابني أمير المؤمنين فأسلفكما، أدّيا المال و ربحه قال: فأما عبد اللّه، فسكت و أما عبيد اللّه فقال: ما ينبغي لك يا أمير المؤمنين لو هلك المال أو نقص لضمنّاه فقال: أدّياه، فسكت عبد اللّه و راجعه عبيد اللّه، فقال رجل من جلساء عمر يا أمير المؤمنين: لو جعلته قراضا (3).فقال عمر: قد جعلته قراضا، فأخذ عمر رأس المال و نصف ربحه. و أخذ عبيد اللّه و عبد اللّه نصف ربح ذلك المال (4).

ص: 57


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- موطأ مالك ص 371 رقم 1385 و الإصابة 75/3.
3- القراض و المقارضة: المضاربة و صورته: أن يدفع إليه مالا ليتجر فيه، و الربح بينهما على ما يشترطان (القاموس المحيط ). و انظر شرحا وافيا في القراض في موطأ مالك ص 372 و ما بعدها في ما يجوز في القراض و ما لا يجوز.
4- نسب قريش للمصعب ص 349.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال (1).

في تسمية ولد عمر بن الخطّاب: و زيد الأصغر، و عبيد اللّه ابني عمر، و أمهما أم كلثوم ابنة جرول بن مالك بن المسيّب من خزاعة، و أخوهما لأمهما عبيد اللّه (2) الأكبر ابن أبي جهم بن حذيفة بن غانم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن سعد قال (3):

كان لعمر من الولد: زيد الأصغر، و عبيد اللّه قتل يوم صفين مع معاوية، و أمّهما أم كلثوم بنت جرول بن مالك بن المسيّب بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو من خزاعة، و كان الإسلام فرّق بين عمر و بين أم كلثوم بنت جرول.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال:

عبيد اللّه بن عمر بن الخطّاب العدوي أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، حكى عنه عبد الرّحمن بن أبي بكر، و سعيد بن المسيّب، لا يعرف له مسند يصحّ .

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو نعيم، نا العمري، عن زيد بن أسلم، عن أبيه.

أن عمر ضرب عبيد اللّه ابنه بالدرّة، و قال: أ تكتني بأبي عيسى ؟، أو كان له أب ؟ (4).

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و أبو بكر محمّد بن شجاع، قالا: أنا أبو منصور بن شكرويه، و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أبي نصر بن أبي القاسم، أنا محمود بن جعفر بن محمّد.

و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن علي السمسار.

ص: 58


1- نسب قريش للمصعب ص 349.
2- نسب قريش: عبد اللّه الأكبر.
3- طبقات ابن سعد 265/3 ضمن أخبار عمر بن الخطاب.
4- أسد الغابة 423/3.

قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرّشيذ قوله، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد المخرمي، نا الزبير بن بكار، أخبرني علي بن صالح، عن عبد اللّه بن مصعب، عن ربيعة بن عثمان، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال (1):

جاءت امرأة عبيد اللّه إلى عمر بن الخطّاب فقالت له: يا أمير المؤمنين اعذرني من أبي عيسى، قال: و من أبو عيسى ؟ قالت: ابنك عبيد اللّه، قال: قد يكنى بأبي عيسى ؟ قالت:

نعم، قال: يا أسلم اذهب فادعه و لا تخبره لأي شيء أدعوه، قال: فجئت فقلت له: أجب أباك، و سألني لأي شيء دعاه ؟ فأبيت أن أخبره، فرشاني بيضة دجاجة بحرية، فأخبرته، فجاء و قد حذر، فقال لي: أخبرته و كان لا يكذب، فقلت: نعم، فضربني، ثم قال له: تكتني (2) أبا عيسى، ويحك، و هل لعيسى من أب ؟ ليس هذا الكنى من كنى العرب، إنّما كنى العرب: أبو شجرة، و أبو سلمة، و أبو قتادة، لأسماء عدها.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا أبو بكر الخرائطي، نا أحمد بن منصور أبو بكر الرّمادي، نا إسحاق بن منصور السّلولي (3)، نا قيس، عن وائل، عن البهيّ .

أن عبيد اللّه بن عمر سبّ المقداد بن عمرو فقال عمر: عليّ نذر أن أقطع لسانه، فمشى إليه ناس من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فكلّموه، فقال: دعوني أقطع لسانه فلا يسبّ بعدي أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و أبو بكر السّمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه الورّاق، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - نا محمّد بن خلف، نا إسحاق بن منصور، نا قيس، عن وائل بن داود، عن البهي.

أن عبيد اللّه بن عمر سبّ المقداد فقال عمر: دعوني أقطع لسانه، فكلّموه فيه حتى تركه، فقال: لو تركتموني لقطعت لسانه، فكان لا يسبّ أحد من بعده أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب - إملاء - أنا محمّد بن

ص: 59


1- انظر الإصابة 75/3.
2- في م: تكنيت.
3- الأصل: السلول، و التصويب عن م.

أحمد بن رزقويه، أنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، نا حنبل بن إسحاق، نا محمّد بن الصّلت، نا قيس بن الربيع، عن وائل، عن البهيّ قال:

جرى بين عبيد اللّه بن عمر و بين المقداد كلام فشتم عبيد اللّه المقداد فقال عمر: عليّ بالحدّاد، أقطع لسانه، فجاء بأصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يتنقل بهم على عمر، فقال عمر: دعوني أقطع لسانه، لا يجترئ أحد بعده يشتم أحدا من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن القاسم بن عبد اللّه بن زنية، أنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن صالح البروجردي الخطيب، نا إبراهيم بن الحسين بن دازيل، نا عبد اللّه بن عمر بن أبان، حدّثني يحيى بن أبي عتبة، عن قيس بن الربيع، عن وائل أبي بكر، عن البهيّ قال:

كان بين عبيد اللّه بن عمر و بين المقداد شيء فنال منه عبيد اللّه، فشكاه المقداد إلى أبيه، فنذر عمر ليقطعن لسانه، فلما خاف ذلك من أبيه تحمّل على أبيه بالرجال، فقال: دعوني فأقطع لسانه، فتكون سنّة يعمل بها من بعدي، لا يوجد رجل شتم رجلا من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلاّ قطع لسانه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا وهب بن جرير، و سليمان بن حرب، قالا: نا جرير بن حازم قال: سمعت يعلى بن حكيم يحدث عن نافع قال:

رأى عبد الرّحمن بن عوف (2) السّكّين التي قتل بها عمر فقال: رأيت هذه أمس مع الهرمزان و جفينة، فقلت: ما تصنعان بهذه السكين ؟ فقالا: نقطع بها اللحم، فإنّا لا نمسّ اللحم، فقال له عبيد اللّه بن عمر: أنت رأيتها معهما؟ قال: نعم، فأخذ سيفه ثم أتاهما فقتلهما، فأرسل إليه عثمان فأتاه فقال: ما حملك على قتل هذين الرجلين و هما في ذمتنا، فأخذ عبيد اللّه عثمان فصرعه حتى قام الناس إليه فحجزوه عنه قال: و قد كان حين بعث إليه

ص: 60


1- من طريقه رواه ابن حجر في الإصابة 75/3.
2- كذا بالأصل، و في الإصابة:«عبد الرحمن بن أبي بكر» و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن المحفوظ هو عبد الرحمن بن أبي بكر.

عثمان تقلد السيف، فعزم عليه عبد الرّحمن أن يضعه فوضعه.

كذا في هذه الرواية، و المحفوظ عبد الرّحمن بن أبي بكر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، نا السّري بن يحيى (1)،نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب أنّ عبد الرّحمن بن أبي بكر قال غداة طعن عمر:

مررت على أبي لؤلؤة عشيّ أمس، و معه جفينة و الهرمزان و هم نجيّ ، فلما رهقتهم ثاروا، و سقط منهم خنجر له رأسان، نصابه وسطه، فانظروا بأي شيء قتل، و قد تخلّل أهل المسجد، و خرج في طلبه رجل من بني تميم، فرجع إليهم، و كان ألظّ بأبي لؤلؤة منصرفه عن عمر، حتى أخذه فقتله؛ و جاء بالخنجر الذي وصف عبد الرّحمن بن أبي بكر، فسمع بذلك عبيد اللّه فأمسك حتى مات عمر، ثم اشتمل على السيف فأتى الهرمزان فقتله، فما عضّه السيف قال: لا إله إلاّ اللّه، ثم مضى حتى أتى جفينة - و كان نصرانيا من أهل الحيرة، ظئرا لسعد بن مالك أقدمه المدينة للصلح (2) الذي كان بينه و بينهم، و ليعلم بالمدينة الكتابة - فلما علاه السيف حضر بين عينيه، و بلغ ذلك صهيبا فبعث إليه عمرو بن العاص فلم يزل به و عنه، و يقول: السيف بأبي و أمي، حتى ناوله إياه، و ثاوره (3) سعد فأخذ بشعره (4) و جاءوا إلى صهيب.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو القاسم تمّام بن محمّد، قالا: أنا أبو الحسن بن حذلم، أنا أبو زرعة، نا يحيى بن صالح، نا إسحاق بن يحيى، عن الزهري، أخبرني سعيد بن المسيّب أن عبد الرّحمن بن أبي بكر قال:

أعرض عثمان عن عبيد اللّه بن عمر في قتله جفينة و الهرمزان، و استشار عثمان المهاجرين و الأنصار، فقال: أشيروا عليّ في قتل هذا الرجل الذي فتق في الدين ما فتق، فاجتمع المهاجرون على كلمة واحدة بالشدّة و يشجعون عثمان على قتله، و كان ثبج الناس الأعظم مع عبيد اللّه يقولون لجفينة و الهرمزان أبعدهما اللّه لعلكم تريدون أن تتبعوا عمر ابنه،

ص: 61


1- الخبر في تاريخ الطبري 587/2 حوادث سنة 23.
2- عن م و تاريخ الطبري و بالأصل: للملح.
3- عن م و تاريخ الطبري، و بالأصل: و ثاره.
4- عن م و تاريخ الطبري و بالأصل: شعره.

فكثر في ذلك اللغط و الاختلاف، ثم قال عمرو بن العاص: يا أمير المؤمنين إنّ هذا الأمر أمر أعفاك اللّه من أن يكون بعد ما بويعت و كان قبل أن يكون لك على الناس سلطان، فأعرض عنه، فتفرق الناس عن خطبة عمرو، انتهى إليه أمير المؤمنين، و ودي الرجلان و الجارية.

و هذا مختصر من حديث.

أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن، نا محمّد بن يحيى بن عبد اللّه الذهلي (1)،نا عبد الرّزّاق، عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيّب أن عبد الرّحمن بن أبي بكر - و لم يجرب عليه كذبة قط - قال حين قتل عمر:

إنّي انتهيت إلى الهرمزان و جفينة و أبي لؤلؤة و هم نجيّ فبغتّهم، فثاروا، فسقط من بينهم خنجر له رأسان نصابه في وسطه؛ قال عبد الرّحمن: فانظروا بما قتل عمر؟ (2) فنظروا فإذا الخنجر على النعت الذي نعت عبد الرّحمن، قال: فخرج عبيد اللّه بن عمر مشتملا على السيف حتى أتى الهرمزان فقال: أصحبني تنظر إلى فرس لي، و كان الهرمزان بصيرا بالخيل، فخرج يمشي بين يديه فعلاه عبيد اللّه بالسيف، فلما وجد حرّ السيف قال: لا إله إلاّ اللّه، فقتله ثم أتى جفينة - و كان نصرانيا فدعاه فلما أشرف له علاه بالسيف فصلّب جفينة بين عينيه، ثم أتى ابنة أبي لؤلؤة، جارية صغيرة تدّعي بالإسلام، فقتلها، فأظلمت المدينة يومئذ على أهلها ثلاثا، قال: و أقبل بالسيف صلتا، و هو يقول: و اللّه لا أترك بالمدينة سبيا إلاّ قتلته، و غيرهم (3)و كان يعرّض بناس من المهاجرين قال: فجعلوا يقولون له: ألق السيف، و يأبى، و هم يهابون أن يقربوه (4) حتى أتى عمرو بن العاص، فقال: أعطني السيف يا ابن أخي، فأعطاه إيّاه ثم ثار إليه عثمان، فأخذ برأسه، فتناصيا (5) حتى حجز الناس بينهما.

فلما ولي عثمان قال: أشيروا عليّ في هذا الرجل الذي فتق في الإسلام ما فتق - يعني عبيد اللّه بن عمر - فأشار عليه المهاجرون أن يقتله، و قال جماعة الناس: قتل عمر أمس، و تريدون أن تتبعوه ابنه اليوم ؟ أبعد اللّه الهرمزان و جفينة. فقال عمرو بن العاص يا أمير المؤمنين إنّ اللّه قد أعفاك أن يكون هذا الأمر و لك على الناس سلطان، إنّما كان هذا و لا

ص: 62


1- من هذه الطريق رواه ابن حجر في الإصابة 75/3-76.
2- أقحم بعدها بالأصل: عثمان.
3- كذا بالأصل و م. يريد أنه سيقتل غيرهم، ممن أخذوا عليه قتل الهرمزان و جفينة.
4- الأصل: يقتربوه، و المثبت عن م.
5- تناصيا أي أخذا بالنواصي، يعني كل واحد أخذ بناصية الآخر.

سلطان لك، فاصفح عنه يا أمير المؤمنين، فتفرق الناس على خطبة عمرو بن العاص، و ودى عثمان الرجلين و الجارية.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني محمّد بن الضحاك الحزامي، عن جدي عبد اللّه بن مصعب (1) قال:

قتل عبيد اللّه جفينة و الهرمزان و بنت أبي لؤلؤة، و أراد قتل العجم حتى حال المسلمون بينه و بين ذلك، و كان اتّهمهم في قتل عمر. كان عبد الرّحمن بن أبي بكر الصديق شهد أنه طلع على أبي لؤلؤة و الهرمزان و جفينة و هم نجيّ (2)[ففزعوا منه،] (3) فسقط منهم خنجر له طرفان (4) مقبضه في وسطه، فأتى عبد الرّحمن بن أبي بكر بالخنجر الذي قتل به عمر فقال:

هو هذا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران.

ح (5) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه بن الحسن الطّبري، أنا أبو الحسين علي بن محمّد المصري، نا مالك بن يحيى أبو غسان، نا علي بن عاصم، عن حميد، عن عبد اللّه بن عبيد بن عمير قال:

لما طعن عمر وثب عبيد اللّه بن عمر على الهرمزان فقتله، فقيل لعمر: إنّ عبيد اللّه بن عمر قتل الهرمزان قال: فلم قتله ؟ قال: إنّه قتل أبي، قال: و كيف ذاك ؟ قال: رأيته قبل ذاك مستخليا بأبي لؤلؤة و هو أمره بقتل أبي قال عمر: ما أدري ما هذا، انظروا إذا أنا متّ فسلوا عبيد اللّه البيّنة على الهرمزان هو قتلني، فإن أقام البينة فدمه بدمي، و إن لم تقم البيّنة فأقيدوا عبيد اللّه من الهرمزان، فلما ولي عثمان قيل له: أ لا تمضي وصية عمر في عبيد اللّه، قال: من وليّ الهرمزان، قالوا: أنت يا أمير المؤمنين، قال: فقد عفوت عن عبيد اللّه بن عمر، لفظهما سواء.

و قيل: إنه إنّما قتلهم بعد دفن عمر، و هو الصحيح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص،

ص: 63


1- انظر نسب قريش للمصعب ص 355.
2- النجيّ : المتناجون، و منه قوله تعالى: فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا .
3- الزيادة عن نسب قريش.
4- نسب قريش: له رأسان، مملكه في وسطه.
5- «ح» حرف التحويل سقط من م.

أنا أبو بكر بن سيف، أنا السّري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر التّميمي، عن سهل بن يوسف، عن القاسم بن محمّد قال:

لما مات عمر قام على الناس صهيب، فلما جهز عمر صلّى عليه صهيب و دفن في بيت عائشة مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أبي بكر رضي اللّه عنهما، و قيل لعبيد اللّه بعد ما فرغ من دفن عمر:

قد رأينا أبا لؤلؤة و الهرمزان نجيّا، و الهرمزان يقلب هذا الخنجر بيده و معهما جفينة - و هو رجل من العباد - جاء به سعد بن أبي وقاص يعلم الكتاب بالمدينة، و ابن فيروز و ابنته كلّهم مشرك إلاّ الهرمزان، فغدا عليهم عبيد اللّه بسيف فقتل الهرمزان و جفينة فنهته (1) الناس، فلم ينته، و قال: و اللّه لأقتلنّ من يصغر هؤلاء في جنبه، فانصرفوا إلى صهيب، فأخبروه، فبعث إليه صهيب عمرو بن العاص، فلم يزل به حتى أعطاه السيف، و وثب عليه سعد بن أبي وقّاص فتناصيا، و قال: قتلت جاري و أخفرتني، و أتى به صهيبا فحبسه على الشورى، حتى بعثه إلى عثمان يوم استخلف فأقاده.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني موسى بن يعقوب، عن أبي و جزة، عن أبيه قال: رأيت عبيد اللّه يومئذ و إنه ليناصي عثمان، و إن عثمان ليقول: قاتلك اللّه، قتلت رجلا يصلّي و صبيّة صغيرة، و آخر في ذمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ما في الحقّ تركك، قال: فعجبت لعثمان حين ولي كيف تركه، و لكني عرفت أن عمرو بن العاص كان دخل في ذلك، فلفته عن رأيه.

قال (3):و أنا محمّد بن عمر، حدّثني عتبة بن جبيرة، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد قال:

ما كان عبيد اللّه يومئذ إلاّ كهيئة السبع الحرب جعل يعترض العجم بالسيف حتى حبس يومئذ في السجن، فكنت أحسب لو أن عثمان ولي سيقتله لما كنت أراه صنع به، كان هو و سعد أشدّ أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - يعني عليه-.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني

ص: 64


1- عن م و بالأصل: فنهنهه.
2- طبقات ابن سعد 16/5.
3- القائل: محمد بن سعد، المصدر السابق.
4- المصدر السابق.

عبد اللّه بن جعفر، عن ابن أبي عون، عن عمران بن منّاح قال:

جعل سعد بن أبي وقّاص يناصي عبيد اللّه بن عمر حين قتل الهرمزان و ابنة أبي لؤلؤة، و جعل سعد يقول و هو يناصيه:

لا أسد إلاّ أنت تنهت واحدا *** و غالت أسود الأرض عنك الغوائل

و الشعر لكلاب بن علاط أخي الحجاج بن علاط ، فقال عبيد اللّه:

تعلم أني لحم ما لا تسيغه *** فكل من خشاش الأرض ما كنت آكلا

فجاء عمرو بن العاص فلم يزل يكلم عبيد اللّه و يرفق به حتى أخذ سيفه منه و حبس في السجن حتى أطلقه حين ولي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو علي محمد بن محمّد بن أحمد بن السلمة، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر، أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، نا إسحاق بن بشر، عن ابن إسحاق، حدثني سعد بن إبراهيم عن الزهري.

أن عثمان بن عفان لما استخلف فبويع، خطب الناس، و دعا المهاجرين و الأنصار فقال: أشيروا عليّ في أمر الهرمزان. قالوا له: إن الهرمزان لما أتى عمر، فقال: هذا الهرمزان عظيم الأهواز و قد نزل عليّ ، و أنا أريد أن أقتله، فأشيروا عليّ ، فلم يتكلم منهم أحد، فأعاد ثلاث مرات، فقال رجل من القوم: قد رأيته يصلي، قال: إذا لا أقتله.

و قال إبراهيم عن عبد الرحمن بن عوف: لقد رأيت الهرمزان على الروحاء يصلي مع عمر بن الخطاب، يهل بالحج، عليه حبرة، قال عثمان: أشيروا علي في هذا الذي فتق في الدين و قتله و قتل معه من قتل - يعني عبيد اللّه - فاجتمع عامة المهاجرين على كلمة، واحدة يشجعون عثمان على قتل عبيد اللّه بن عمر. و جلّ الناس الأعظم يقولون:

أبعده اللّه، أ تريدون أن تلحقوا عمر ابنه. و كثر في ذلك اللغط و الاختلاف. فقال عمرو بن العاص: إن هذا الأمر قد كان قبل أن يكون لك على الناس سلطان فأعرض عنه، فتركه عثمان، فلم يهج عبيد اللّه و ودى عثمان الهرمزان و جفينة من بيت المال.

و كانت بيعة عثمان في ليلة بقيت من ذي الحجة سنة ثلاث و عشرين، فلما بويع أتاه الناس فبايعوه، و دعوا له بالبركة، فقام عثمان فخطب الناس، فحمد اللّه و أثنى عليه و صلّى

ص: 65

على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ثم قال: أيها الناس اتّقوا اللّه و اعلموا أن الدنيا كما نعت اللّه في كتابه لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَ زِينَةٌ وَ تَفٰاخُرٌ بَيْنَكُمْ ، وَ تَكٰاثُرٌ فِي الْأَمْوٰالِ وَ الْأَوْلاٰدِ (1) و انها خضرة حلوة غرّارة لأهلها، مرارة خداعة مخادعة، لا يدوم نعيمها، و لا يؤمن فجائعها، خير العباد فيها من اعتصم بكتاب اللّه، ثم قال: إنّي قد وليت من أمركم و قلّدت منه جسيما لا أرجو العون فيه إلاّ من عند اللّه الذي ابتلاني به، و إنّ توفيقي في ذلك إلاّ باللّه ثم قال: صلّوا على نبيكم صلّى اللّه عليه و سلّم، أيها الناس، إنّ عبيد اللّه بن عمر كان أصاب الهرمزان بظنة أبيه، و كان الهرمزان مولى الإسلام، و مولى أبيه الخليفة، و أنا ولي دمه، و إنّي رأيت أن أهب ذلك الدم للّه و لعمر، فقال المقداد بن الأسود - و كان ملكا من ملوك كندة أصاب في قومه دما فأتى البيت فعاذ به و حالف حمزة بن عبد المطلب، و قد كان تزوج بعض عمات النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان يسمّى فارس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - فقال: يا أمير المؤمنين لا يكون أول حكمك فينا حكم الطاغوت، إنه من يكن اللّه مولاه فاللّه طالب دمه، و ليس لك أن تهب ما اللّه أولى به منك، فقال عثمان: انظروا و ينظرون، فضاقت الأرض على عبيد اللّه برحبها فخرجت ذات ليلة فإذا ابن النضر بن الحارث السهمي يتغنى في سواد الليل (2):

ألا يا عبيد اللّه ما لك ملجأ *** و لا مهرب دون ابن أروى و لا خفر

أصبت دما و اللّه في غير كنهه (3) *** حراما و قتل الهرمزان له خطر

غدوت عليه ظالما فضربته *** بأبيض مصقول شفاشفه ذكر

على غير شيء غير أن قال قائل: *** أ تتهمون الهرمزان على عمر

و ذلك أن عمر لما قتل قال قائل (4):قد رأيت هذا الخنجر مع الهرمزان و أبو لؤلؤة يكلّمه، فقال عبيد اللّه هذا رأى الهرمزان فضربه بالسيف حتى قتله، فعاقد علي بن أبي طالب لئن ملك يوما ليقتلنّ عبيد اللّه به، ثم إنّ عثمان دعا عبيد اللّه فقال: قد وهبت لك أمر الهرمزان لأني أمير المؤمنين، و أنا ولي دمه، فطعن عليه المسلمون في ذلك، فكان أول إحداثه، فقال زياد بن لبيد بن بياضة الأنصاري (5):

ص: 66


1- سورة الحديد، الآية:20.
2- الأبيات في تاريخ الطبري 587/2 (حوادث سنة 23)، و الكامل لابن الأثير بتحقيقنا 226/2 و فيهما أن زياد بن لبيد البياضي كان يقولها إذا رأى عبيد اللّه بن عمر.
3- المصادر: حله.
4- هو عبد الرحمن بن أبي بكر، كما مرّ في أكثر من رواية.
5- من ثلاثة أبيات في تاريخ الطبري 587/2 (حوادث سنة 23) و الكامل لابن الأثير بتحقيقنا 226/2.

أبا عمرو عبيد اللّه رهن *** فلا تشكك بقتل الهرمزان

أبا عمرو حكمت بغير حقّ *** فما لك بالذي حدثت يدان

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر بن عبد الرّحمن المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السّري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر قال: و قال النضر بن الحارث:

ألا يا عبيد اللّه ما لك ملجأ *** و لا مهرب إلاّ ابن أروى و لا خمر (1)

أصبت دما و اللّه في غير كنهه *** حراما و قتل الهرمزان له خطر

غدوت عليه ظالما فقتلته *** بأبيض مصقول صفاصفه ذكر

على غير شيء غير أن قال قائل: *** أ تتهمون الهرمزان على عمر

فقال سفيه - و الحوادث جمّة *** نعم تتهمه قد أشار و قد أمر

و كلّ سلاح المرء (2) في جوف بيته *** يقلّبها و الأمر بالأمر يعتبر

و قال زياد بن لبيد البياضي:

أبا عمرو عبيد اللّه رهن *** فلا تشكك بدفع الهرمزان

فإنّك إن حكمت بغير حقّ *** فما لك بالذي حدثت يدان (3)

كأنّك إن فعلت و ذاك يجري (4) *** و أسباب الخطا فرسا رهان

و قد قيل: إن عثمان إنّما ترك قتله لأن ابن الهرمزان عفا عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر الذهبي، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن أبي منصور، عن القماذيان بن الهرمزان مثل حديث طلحة و محمّد و أصحابهما، قال:

فأقام بالمدينة - يعني الهرمزان - فلما كانت الليلة التي أصيب عمر في صبيحتها قيل

ص: 67


1- الطبري و ابن الأثير: مهرب و لا ملجأ من ابن أروى و لا خفر.
2- المصادر: العبد.
3- روايته في الطبري و ابن الأثير: أ تعفو إذ عفوت بغير حق فما لك بالذي تحكي يدان
4- صدره في الطبري: فإنك إن غفرت الجرم عنه و في ابن الأثير: إن عفوت.

لعبيد اللّه بن عمر قد رأينا أبو لؤلؤة عند الهرمزان و هذه معه يقلّبها، و كان الهرمزان ينقطع إليه أعاجم أهل المدينة و يستروحون إليه فيحسن إليهم، فاتّهمه و هو بريء، فعدا عليه فقتله، فأخذ فأتي به عثمان، فبعث إليّ فقال: إنّ هذا قاتل أبيك فخذه فاصنع به ما بدا لك، فأبرزته و طاف في الناس فكلّموني في العفو عنه، فقلت: هل لأحد أن يمنعني منه ؟ قالوا: لا، قلت: أ ليس صاحبي إن شئت قتلته، قالوا: بلى، قلت: فإني قد عفوت عنه، فو اللّه ما أتيت منزلي إلاّ على رءوس الرجال (1).

و لو لم يكن الأمر كما حدّث القماذيان لم يقل الطعانون على عثمان عدل ست سنين، و إذا لقالوا: استأنف الجور من لدن ولي لأنه تعطيل حدّ من محارم اللّه عز و جل (2).

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا الحميدي، نا سفيان، نا عمرو قال: قال علي بن أبي طالب:

لئن أخذت عبيد اللّه بن عمر لأقتلنه بالهرمزان، فقال عمرو بن العاص: يا عباد اللّه أ يقتل عمر و ابنه ؟ أ يقتل عمرو ابنه ؟.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني كثير بن زيد، عن المطّلب بن عبد اللّه بن حنطب قال:

قال علي لعبيد اللّه بن عمر: ما ذنب بنت أبي لؤلؤة حين قتلتها؟ قال: فكان رأي عليّ حين استشاره عثمان و رأي الأكابر من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على قتله، لكن عمرو بن العاص كلّم عثمان حتى تركه، فكان عليّ يقول: لو قدرت على عبيد اللّه بن عمر و لي سلطان لاقتصصت منه.

قال: و نا ابن سعد (4)،حدّثني هشام بن سعد، حدّثني من سمع عكرمة مولى ابن عباس

ص: 68


1- تاريخ الطبري 590/2 (حوادث سنة 24) و الكامل لابن الأثير بتحقيقنا 226/2-227 (حوادث سنة 23) و أسد الغابة 424/3.
2- عقب ابن الأثير في أسد الغابة قال: و هذا أيضا فيه نظر، فإنه لو عفا عنه ابن الهرمزان، لم يكن لعلي أن يقتله، و قد أراد قتله لما ولي الخلافة... فأراد قتله فهرب منه إلى معاوية (أسد الغابة 424/3).
3- طبقات ابن سعد 16/5-17.
4- المصدر السابق ص 17.

قال: كان رأي عليّ أن يقتل عبيد اللّه بن عمر لو قدر عليه.

قال: و نا ابن سعد (1) أنا محمّد بن عمر قال: فحدّثني ابن جريج أن عثمان استشار المسلمين فأجمعوا على ديتهما، و لا يقتل بهما عبيد اللّه بن عمر، و كانا قد أسلما و فرض لهما عمر، و كان علي بن أبي طالب لما بويع له أراد قتل عبيد اللّه بن عمر فهرب منه إلى معاوية بن أبي سفيان، فلم يزل معه، فقتل بصفّين.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، قالا: أنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، نا حنبل بن إسحاق، نا محمّد بن كثير العبدي، نا سليمان بن كثير، عن حصين، عن يسار بن عوف (2) قال:

لما قدم عبيد اللّه بن عمر الكوفة أتيته أنا و عبد اللّه بن بديل، و هو في دار المختار، فقال له عبد اللّه بن بديل: اتّق اللّه يا عبيد اللّه بن عمر لا تهريق (3) دمك في هذه الفتنة، قال:

و أنت فاتّق اللّه لا تهريق (4) دمك في هذه الفتنة، قال ابن بديل: أطلب بدم أخي قتل مظلوما، فقال عبيد اللّه بن عمر: و أنا أطلب بدم الخليفة المظلوم، قال يسار: لقد رأيتهما صريعين هذا في هذا الصف، و هذا في هذا الصف ما بينهما إلاّ عرض الصفّ .

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه الطبري، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا أبو الحسن علي بن محمّد المصري، نا مالك بن يحيى، نا علي بن عاصم، عن حصين بن عبد الرّحمن، حدّثني ابن عوف الخزاعي، قال:

قدم عبيد اللّه بن عمر بن الخطّاب الكوفة فنزل دار المختار، فأتاه عبد اللّه بن بديل الخزاعي و نحن معه، فدخلنا عليه فقال له عبيد اللّه بن بديل: يا عبيد اللّه بن عمر اتّق اللّه و لا تهريق دمك في الفتنة، قال: فقال له عبيد اللّه: و أنت يا عبد اللّه بن بديل، اتّق اللّه و لا تهريق دمك في الفتنة، قال إنّي لست مثلك، إنّي أطلب بدم أخي قتيلا مظلوما، قال: فقال عبيد اللّه:

و أنا أطلب بدم الخليفة قتل مظلوما.

قال حصين: فحدّثني ابن عوف قال: فرأيتهما يوم صفّين مقتولين: عبيد اللّه مع معاوية، و عبد اللّه بن بديل مع علي، ما بينهما إلاّ عرض الصّفّ .

ص: 69


1- طبقات ابن سعد 16/5-17.
2- الخبر في الإصابة 281/2 في ترجمة عبد اللّه بن بديل الخزاعي.
3- الإصابة:«تهرق» و في المختصر 348/15 لا تهريقنّ .
4- الإصابة:«تهرق» و في المختصر 348/15 لا تهريقنّ .

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):

قال أبو عبيدة: كان على الخيل - يعني يوم صفّين - من أصحاب معاوية: عبيد اللّه بن عمر بن الخطّاب.

قرأت على أبي الفتوح (2) أسامة بن محمّد بن زيد بن محمّد العلوي، عن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني، قال:

عبيد اللّه بن عمر بن الخطّاب حضر صفّين مع معاوية، و قال في سيف ورثه عن أبيه يقال له ذو الوشاح:

إذا كان سيفي ذا الوشاح و مر *** كبي الظّليم (3) فلم يطلل دم أنا صاحبه

سيعلم من أمسى عدوا مكاشحا *** بأنّي له ما دمت حيّا أطالبه

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا محمّد بن عمر، نا الحسن بن عمارة، عن أبيه، عن أبي رزين (5) قال: كنت مع مولاي بصفّين، فرأيت عليا بعد ما مضى ربع الليل يطوف على الناس يأمرهم و ينهاهم، فأصبحوا يوم الجمعة، فالتقوا و تقاتلوا أشدّ القتال، و التقى عمّار بن ياسر و عبيد اللّه بن عمر فقال عبيد اللّه: أنا الطّيّب بن الطّيّب، فقال له عمّار بن ياسر: أنت الخبيث بن الطّيّب، فقتله عمار، و يقال: قتله و حل من الحضارمة.

قال محمّد بن عمر: و حدّثني غير الحسن بن عمارة بغير هذا الإسناد.

أن عبيد اللّه بن عمر قطع أذن عمّار يومئذ. و الثبت عندنا أنّ أذن عمّار قطعت يوم اليمامة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن خسرو، نا أبو غالب محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب، أنا إبراهيم بن الحسين بن

ص: 70


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 195.
2- في م: أبي الفرج.
3- الظليم فرس فضالة بن هند بن شريك الأسدي، و الظليم فرس لعبد اللّه بن الخطاب، انظر تاج العروس (بتحقيقنا: ظلم).
4- الخبر في طبقات ابن سعد 20/5.
5- الأصل و م: زريق، و المثبت عن ابن سعد.

ديزيل، نا يحيى بن سليمان، حدّثني نصر (1)،عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن تميم بن (2) حذيم، قال: نادى مناد من أهل الشام يومئذ: ألا إن معنا الطّيّب بن الطّيّب عبيد اللّه بن عمر، قال: فقال عمّار بن ياسر: هو الخبيث بن الطّيّب، فنادى مناد من أهل العراق: ألا إن معنا الطّيّب بن الطيب محمّد بن أبي بكر، فنادى مناد من أهل الشام: ألا إنه الخبيث ابن الطيب.

قال: و نا إبراهيم، نا يحيى قال: و حدّثني أحمد بن بشير ذكره عن عوانة بن الحكم أو غيره.

أن معاوية أقرع بين الناس يومئذ فخرج سهم عبيد اللّه بن عمر على ربيعة، فأحضر امرأتيه القتال في رحاليين لتنظرا إلى قتاله و ما يصنع، و كانت عنده أسماء بنت عطارد بن حاجب بن زرارة التميمي، و بحرية بنت هانئ بن قبيصة الشيباني، فوقفتا في رحاليين لتنظرا و يشتد الحرب بينهم، فخرج عبيد اللّه فيمن معه نحو ربيعة و لقيته ربيعة، و على ربيعة الكوفة يومئذ زياد بن خصفة التيمي، فشدت ربيعة على عبيد اللّه بن عمر فقتلته، فلما ضرب فسطاط زياد بن خصفة بقي طنب من الأطناب لم يجدوا له وتدا، فشدوه برجل عبيد اللّه و كان ناحية فجرّوه إليه حتى ربطوا الطنب برجله.

و أقبلت امرأتاه منصرفتين حتى وقفتا عليه، فبكتا عليه، و صاحتا، فخرج زياد بن خصفة فقيل له: هذه بحرية بنت هانئ بن قبيصة الشيباني، فقال لها: حاجتك يا ابنة أخي، فقالت:

زوجي قتيل تدفعه إليّ ؟ فقال: نعم خذيه، فجيء ببغل فحملته، فذكروا أن يديه و رجليه خطتا بالأرض من البغل، فقال في ذلك كعب بن جعيل التغلبي (3):

ألا إنّما تبكي العيون لفارس *** بصفّين ولّت (4) خيله و هو واقف

قال: و نا إبراهيم، نا يحيى قال: و حدّثني نصر قال: و حدّثني محمّد بن عبيد اللّه.

أن عبيد اللّه بن عمر بن الخطّاب شدّ يومئذ فهو يرتجز و يقول (5):

ص: 71


1- الخبر في وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 293.
2- في م: عن.
3- بالأصل و م: الثعلبي، و المثبت عن نسب قريش و وقعة صفين.
4- البيت في وقعة صفين ص 298 و نسب قريش ص 355 و فيهما: أجلت خيله.
5- الرجز في وقعة صفين ص 299 و بعضه في الاستيعاب 431/2 (هامش الإصابة) و الفتوح لابن الأعثم بتحقيقنا 128/3 و الأخبار الطوال ص 178.

أنا عبيد اللّه ينميني (1) عمر *** خير قريش من مضى و من غبر

إلاّ (2) نبيّ اللّه و الشيخ الأغرّ *** قد أبطأت عن نصر عثمان مضر

و الربعيون فلا أسقوا المطر *** و سارع الحيّ اليمانون الأخر (3)

و الخير في الناس قديما بقدر (4)

قال: فحمل عليه حريث - و هو حريث بن جابر الحنفي (5)-و هو يقول (6):

قد سارعت في نصرها (7) ربيعة *** في الحقّ و الحقّ لها شريعه

في العصبة السامعة المطيعة *** حتى تذوق كأسها القطيعة (8)

ثم طعن عبيد اللّه بن عمر فصرعه فقتله (9)،فقال في ذلك الصّلتان العبدي (10):

ألا يا عبيد اللّه ما زلت مولعا *** ببكر لها تهدي الفرا (11) و التهددا

و كنت سفيها قد تعوّدت عادة *** و كلّ امرئ جار على ما تعوّدا

فأصبحت مسلوبا على شرّ حالة *** صريع قنى وسط العجاجة مفردا

تشقّ عليك الجيب ابنة هانئ *** مسلّبة تندي الشّجا و التبلّدا (12)

و كانت ترى ذا الأمر قبل عيانه *** و لكنّ أمر اللّه أهدى لك الرّدا

فقد جاء ما منيتها فتسلّبت *** عليك و أمسى الجيب (13) منها مقدّدا

و قالت: عبيد اللّه لا تأت وائلا *** فقلت لها: لا تعجلي و انظري غدا

ص: 72


1- الأصل: يتمنى، و في م: ينمى، و المثبت عن المصادر، و في الفتوح: سماني.
2- الاستيعاب: حاشا.
3- وقعة صفين: الغرر.
4- وقعة صفين: يبتدر.
5- في الفتوح بتحقيقنا 129/3 عبد اللّه بن سوار العبدي.
6- الرجز في وقعة صفين ص 299 و الفتوح 129/3.
7- الفتوح: حربها.
8- وقعة صفين: الفظيعة.
9- اختلفوا فيمن قتله، قالت همدان: قتله هانئ بن الخطاب، و قالت حضرموت: قتله مالك بن عمرو الحضرمي، و قالت ربيعة: قتله حريث بن جابر الحنفي (الجعفي). انظر الطبري 20/6 الكامل لابن الأثير بتحقيقنا 380/2 الأخبار الطوال ص 178 مروج الذهب 427/2 وقعة صفين ص 300.
10- الأبيات في وقعة صفين ص 300 و الفتوح 129/3.
11- كذا بالأصل و م، و في وقعة صفين:«اللغا» و في الفتوح: اللقا.
12- المصادر: التلددا.
13- عن م و وقعة صفين، و في الأصل: الحبيب، و في الفتوح: الحب.

حباك أخو الهيجاء حريث (1) بن جابر *** بجيّاشة (2) تحكي الهزبر المزبدا

كأنّ حماة الحي بكر بن وائل *** بذي الرّمث أسد قد تبوأن غرقدا

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، نا عبيد اللّه (4) بن نافع، عن أبيه قال: اختلف علينا في قتل عبيد اللّه فقائل يقول: قتلته ربيعة، و قائل يقول: قتله رجل من همدان، و قائل يقول: عمّار بن ياسر، و قائل يقول: قتله رجل من بني حنيفة.

قال (5):و أنا محمّد بن عمر، حدّثني عمر بن محمّد بن عمر، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن سعد أبي الحسن مولى الحسن بن علي، قال:

خرجت مع الحسن بن علي ليلة بصفّين في خمسين رجلا من همدان يريد أن يأتي عليا، و كان يومنا يوما قد عظم فيه الشرّ بين الفريقين، فمررنا برجل أعور من همدان يدعى مذكورا قد شدّ مقود فرسه برجل رجل مقتول، فوقف الحسن بن علي على الرجل فسلّم ثم قال: من أنت ؟ فقال: رجل من همدان، فقال له الحسن: ما تصنع هاهنا؟ فقال: أضللت أصحابي في هذا المكان في أوّل الليل، فأنا أنتظر رجعتهم، قال: ما هذا القتيل ؟ قال: لا أدري غير أنه كان شديدا علينا فكشفنا كشفا شديدا و بين ذلك يقول أنا الطيب بن الطيب، و إذا ضرب قال: أنا ابن الفاروق، فقتله اللّه بيدي، فنزل الحسن إليه فإذا عبيد اللّه بن عمر و إذا سلاحه بين يدي الرجل، فأتى به عليا فنفّله عليّ سلبه، قوّمه أربعة آلاف درهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

ح (6) و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، حدّثني محمّد بن أبي زكير، أنا ابن وهب، حدّثني مالك.

ص: 73


1- عن م و وقعة صفين، و بالأصل: حارث.
2- عن وقعة صفين، و بالأصل و م: بحماسه، و تمام عجزه في وقعة صفين: بجياشة محكى الهدير المقداد.
3- طبقات ابن سعد 19/5.
4- الأصل و م، و في ابن سعد: عبد اللّه.
5- القائل ابن سعد، و الخبر في الطبقات الكبرى 19/5.
6- «ح» حرف التحويل سقط من م.

أن عمرو بن العاص لما انتصف النهار من يوم صفّين جلس في رواق، فكان أهل العراق يدفنون قتلاهم، و أهل الشام يحملون قتلاهم في الأكسية و العبا فيدفنونهم، فكلّ ما مرّ برجل قال: من هذا؟ فيقولون له: فلان، فقال عمرو: كم من رجل أخشن في اللّه عظيم الحال لم ينج من قتله فلان و فلان.

قال مالك: و حدّثني زيد بن أسلم أن رجلا ضرب طنب فسطاط له بأوتاد، فعجزت الأوتاد، فأخذ رجل عبيد اللّه بن عمر بن الخطّاب فربطه برجله حتى أصبح، و ذلك ليلة صفّين.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو غالب الباقلاني، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب، نا إبراهيم بن الحسين بن علي، نا يحيى بن سليمان الجعفي قال: و حدّثني عبيد اللّه بن وهب، نا مالك بن أنس، حدّثني زيد بن أسلم.

أن عبيد اللّه بن عمر قتل يومئذ و أن رجلا ضرب أطناب فسطاطه بأوتاد، فعجزت أوتاده فأخذ رجل عبيد اللّه بن عمر فربطه برجله حتى أصبح.

قال: و نا نصر (1)،نا عمرو بن شمر، عن جابر، عن الشعبي، عن صعصعة بن صوحان قال:

فأصيب ذو الكلاع و عبيد اللّه بن عمر يومئذ، قال الشعبي: ففي ذلك يقول كعب بن جعيل التغلبي (2) في قتل عبيد اللّه (3):

ألا إنما تبكي العيون لفارس *** بصفين ولّت (4) خيله و هو واقف

تبدل من أسماء أسياف وائل *** و كان فتى لو أخطأته المتالف

تركن عبيد اللّه بالقاع مسلما *** يمج دما و العروق نوازف (5)

ينوء و تغشاه شآبيب من دم *** كما لاح من جيب القميص الكفائف

دعاهن فاستسمعن (6) من أين صوته *** فأقبلن شتّى و العيون ذوارف

ص: 74


1- وقعة صفين لنصر بن مزاحم 298.
2- الأصل و م: الثعلبي، و المثبت عن وقعة صفين و الفتوح.
3- الأبيات في وقعة صفين ص 300 و الفتوح لابن الأعثم بتحقيقنا 130/3 و انظر الطبري 20/6 و الأخبار الطوال ص 178.
4- في المصادر: أجلت.
5- الطبري: تمج دم الخرقى و العروق الذوارف.
6- الضمير في دعاهن فاستسمعن يرجع إلى نساء عبيد اللّه، و قد مرّ أن عبيد اللّه أخرج معه نساءه إلى الحرب (ابن أبي الحديد: شرح النهج 499/1).

يحلّلن عنه زرّ درع حصينة *** و ينفرن منه بعد ذاك معارف

و قد صبرت حول ابن عمّ محمد *** لدى الموت (1) شهباء المناكب شارف

فما برحوا حتى رأى اللّه صبرهم *** و حتى أتيحت بالأكفّ المصاحف

بمرج ترى الرايات فيه كأنها *** إذا اجتنحت (2) للطعن طير عواكف

جزى اللّه موتانا (3) بصفّين خير ما *** أثيبت عباد غادرتها المواقف

قال: و نا إبراهيم، نا يحيى، نا أحمد بن بشر في حديثه أن كعبا بن جعيل قال في ذلك:

ألا إنّما تبكي العيون لفارس *** بصفّين ولّت خيله و هو واقف

تركن عبيد اللّه بالقاع مسندا *** تمج دماء الجوف العروق النوازف

يميل و تغشى سبائب من دم *** كما لاح في جيب القميص الكفائف

تنافسن فاستسمعن من أين صوته *** فأقبلن شتى و العيون ذوارف

يسقن دما قد ضاع في يوم ضيعة *** و أنكر منه بعد ألف معارف

تبدّل من أسماء أسياف وائل *** و كان فتى لو أخطأته المتالف

و قرّت تميم سعدها و ربابها *** و حالفت الجعداء فيمن يخالف

و زاد غيره في قول كعب بن جعيل:

معاوي لا ينهض بغير وثيقة *** فإنّك بعد اليوم بالذّل عارف

فأجابه أبو جهمة الأسدي في ذلك:

تعرّفت و العواف تنجح أمه *** فإن كنت عرّافا فأني لعائف

أغرتم علينا تسرقون ثيابنا *** و ليس لنا في أرض صفّين قائف

و قال كعب أيضا في قتل عبيد اللّه بن عمر (4):

يقول عبيد اللّه لما بدت له *** سحابة موت تقطر الحتف و الدّما

ص: 75


1- الأخبار الطوال: و قد ضربت... من الموت.
2- عن م و بالأصل: احتجت.
3- المصادر: قتلانا.
4- الأبيات في وقعة صفين ص 299، و الفتوح لابن الأعثم 131/3 و نسبها إلى «شاعر علي قالها في عبيد اللّه».

ألا يا لقوم اصبروا إن صبرنا *** أعفّ و أحجى عفّة و تكرّما

فلما (1) بدأنا القوم بالطعن بكرة *** و خرّ فلاقى الترب كفيه و الفما

و خلّف أطفالا يتامى أذلّة *** و خلّف عرسا تسكب الدّمع أيّما

حلال (2) لها الخطّاب لا تتّقيهم *** و قد كان يحمى غيرة إن تكلما

و قد قيل: هذا الشعر لأبي زبيد الطائي.

أخبرناه أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال: و قال أبو زبيد الطائي:

ألا إنّما تبكي العيون لفارس *** بصفّين أجلت خيله و هو واقف

تبدّل من أسماء أسياف وائل *** و كأن فتى لو أخطأته المتالف

تركن عبيد اللّه بالقاع مسندا *** تمجّ دم الجوف العروق النوازف

و قال أبو زبيد يرثيه:

إنّ الرزية لا ناب مصرّمة *** قرم ينصله من حاضر (3) عمر

و جفنة كنضيح الحبّ قد تركت *** بثني صفّين يعلو أفوقها الغبر

و ظلّ يرشح مسكا فوقه علق *** كأنّما قد في أثوابه الجزر

كم من أخ لي كعدل الموت مهلكه *** أودى، فكا [ن] نصيبي بعده الذكر

يا اسم صبرا على ما كان من أ لم (4) *** تلك الحوادث ملقيّ و منتظر

قال الزبير: و عبيد اللّه الذي قتل جفينة و الهرمزان و اتهمهما أن يكونا شركاء في قتل عمر بن الخطّاب، و كان عبيد اللّه مع معاوية بن أبي سفيان فكان أهل الشام يصيحون: يا أهل

ص: 76


1- روايته في وقعة صفين: فلما تلاقى القوم خرّ مجدّلا صريعا فلاقى الترب كفيه و الفما و في الفتوح: فلما تدانى القوم للطعن حشّدا
2- صدره في الفتوح: و قد كان في الحرب المحلة باغيا .
3- كذا بالأصل و م، و صوبه محقق المختصر: تنصله من حاضن عمر.
4- في م: ضرر.

العراق معنا الطيب بن الطيب عبيد اللّه بن عمر، و معكم (1) الخبيث بن الطيب محمّد بن أبي بكر، فيصيح بهم أهل العراق: معنا الطيب بن الطيب محمّد بن أبي بكر، و معكم الخبيث بن الطيب عبيد اللّه بن عمر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، نا أبو حفص عمر بن محمّد بن علي الزيات، نا عمر بن الحسين (2) بن نصر (3) القاضي الحلبي، نا عامر بن سيار، نا أبو مسعود عبد الأعلى بن أبي المساور، عن عتبة بن أبي عتبة، عن المسيّب بن نجبة الفزاري، عن أبيه قال:

أخذ علي عليه السلام بيدي فانتهى بي إلى قتلى معاوية و ترحم عليهم، ثم انتهى إلى قتلى أصحابه و ترحم عليهم مثل ما ترحم على قتلى معاوية، فقلت: يا أمير المؤمنين أ تترحم على أصحاب معاوية و قد استحللت دماءهم، فقال: إنّ اللّه تعالى جعل كفّارة ذنوبهم قتلنا إياهم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد يعقوب، نا إبراهيم بن سليمان، نا موسى بن إسماعيل، نا جويرية بن أسماء، عن نافع قال:

أصيب عبيد اللّه بن عمر يوم صفّين فاشترى معاوية سيفه، فبعث به إلى عبد اللّه بن عمر. قال جويرية: فقلت لنافع: هو سيف عمر الذي كان ؟ قال: نعم، قلت: فما كانت حليته، قال: وجدوا في نعله (4) أربعين درهما (5).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (6).

قال في تسمية من قتل مع معاوية بصفّين: عبيد اللّه بن عمر بن الخطّاب.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و قتل مع معاوية - يعني بصفّين - عبيد اللّه بن عمر بن الخطّاب، و كانت وقعة صفين في صفر - يعني سنة سبع و ثلاثين-.

ص: 77


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- في م: الحسن.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- نعل السيف: الحديدة التي في أسفل قرابه.
5- الاستيعاب 432/2.
6- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 194.

و ذكر الليث: أن وقعة صفّين كانت في شهر ربيع الأول.

و ذكر ابن زبر: أن قول الليث حدّثه به محمّد بن أحمد بن عبد العزيز، نا يحيى بن أيوب العلاّف، نا يحيى بن بكير، عن الليث.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا أحمد بن حنبل، نا إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني (1)،أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة.

قالا: و كانت صفّين في شهر ربيع الأول سنة سبع و ثلاثين.

4474 - عبيد اللّه بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي

كان له عقب.

حدّث عن الرّبيع بن سبرة (2).

روى عنه عبد ربه بن سعيد أخو يحيى بن سعيد الأنصاري المدني.

و لم أجد ذكره في كتاب النّسب، و لم يذكره البخاري، و لا ابن أبي حاتم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السلام، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي قال:

رأيت في كتاب أبي عبد اللّه أحمد بن حنبل، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة قال: سمعت عبد ربّ بن سعيد، عن عبيد اللّه بن عمر بن عبد العزيز، عن ربيع، عن أبيه يقال له السبري، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه أمرهم بالمتعة، قال: فخطبت أنا و رجل امرأة، قال: فأتيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بعد ثلاث و إذا هو يحرمها أشدّ التحريم، و يقول أشدّ القول، و ينهى أشد النهي.

قال البغوي: حدّثني بهذه الأحاديث عبد اللّه بن أحمد، عن أبيه، عن محمّد بن جعفر.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدثني أبي، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة قال: سمعت عبد ربّ بن

ص: 78


1- في م: الكناني، تصحيف.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 138/6.
3- مسند أحمد 234/5 رقم 15347.

سعيد يحدث عن عبيد اللّه (1) بن محمّد بن عمر بن عبد العزيز، عن ربيع، عن أبيه يقال له السّبري، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه أمرهم بالمتعة، قال: فخطبت أنا و رجل امرأة، قال: فلقيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بعد ثلاث، فإذا هو يحرمها أشدّ التحريم، و يقول فيها أشدّ القول، و ينهى عنها أشدّ النهي.

4475 - عبيد اللّه بن العيزار المازني البصري

4475 - عبيد اللّه بن العيزار المازني البصري (2)

روى عن سالم بن عبد اللّه، و الحسن البصري، و طلق بن حبيب، و أبي الجودي الحارث بن عمير الشامي (3)،و سعيد بن جبير، و أبي السّليل ضريب بن نقير القيسي (4)، و عبد اللّه بن بريدة، و عمر بن عبد العزيز.

و وفد عليه و أبي هاشم الرماني (5)،و معاذة العدوية (6)،و القاسم بن محمّد، و رجل من أهل الشام.

روى عنه: مهدي بن ميمون، و يحيى بن سعيد القطان، و بشر بن المفضّل اللاحقي، و أبو عمر الصّفّار، و زائدة بن أبي الرقاد (7)،و أبو حاتم المثنى، و حمّاد بن سلمة، و يزيد بن زريع، و عبّاد بن عبّاد المهلّبي، و السّري بن يحيى، و أبو معشر يوسف بن يزيد البراء (8).

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أحمد بن محمود بن أحمد، أنا أبو محمّد بن إبراهيم بن علي.

ح (9) و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن أحمد الحافظ .

قالا: أنا أبو عروبة، نا إسحاق بن زيد الخطّابي، نا محمّد بن سليمان، نا المثنى أبو

ص: 79


1- في المسند: عبيد.
2- ترجمته في: طبقات خليفة ص 372 رقم 1809 و التاريخ الكبير للبخاري 394/1/3 و الجرح و التعديل 330/2/2.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 152/21.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 184/9 و ذكر المزي في الرواة عنه عبد اللّه بن العيزار.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 88/22.
6- و هي معاذة بنت عبد اللّه العدوية، أم الصهباء البصرية ترجمتها في تهذيب الكمال 431/22.
7- ترجمته في تهذيب الكمال 256/6.
8- ترجمته في تهذيب الكمال 517/20.
9- «ح» حرف التحويل سقط من م.

حاتم عن عبيد اللّه بن العيزار، عن القاسم بن محمّد، عن عائشة قالت: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

«تهادوا تزدادوا خيرا»- و قال أبو بكر: حبّا - و هاجروا تورثوا أبناءكم مجدا، و أقيلوا الكرام عثراتهم»[7593].

تابعه عرعرة بن البرند (1) السامي عن مثنّى أبي حاتم.

أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا إبراهيم بن منصور سبط بحرويه، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عبيد اللّه القواريري، نا يوسف بن يزيد أبو معشر البراء، أنا عبيد اللّه بن العيزار، حدثني عبد اللّه بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، و حميد بن عبد الرّحمن الحميري، قالا:

نشأ ناس من أهل العراق فقالوا في القدر، فقدمنا المدينة، فدخلنا المسجد، فإذا نحن بعبد اللّه بن عمر، فابتدرناه: أحدنا عن يمينه، و الآخر عن شماله، قال: فظننت أنه سيكل المنطق إليّ ، و كنت أبسط لسانا منه، فقلنا: يا عبد اللّه بن عمر أ لا تخبرنا عن قوم نشئوا بالعراق، و قضوا في المساجد، و زعموا أن الأمر أنف، و أنه لا قدر، قال: إذا أتيت أولئك فقل لهم: قال عبد اللّه بن عمر: أنا منكم بريء، و أنتم برآء مني حتى تؤمنوا بالقدر، أ ترى أحدا هذا فإنه لو كان لأحدهم ذهب فأنفقه لم يقبل منه حتى يؤمن بالقدر.

أخبرني عمر قال: بينما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جالس إذ جاء رجل حسن الوجه، شديد سواد الشعر لم يسفعه (2) سفر، فقال: يا رسول اللّه ما الإسلام ؟ قال:«أنّ تشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أن محمّدا عبده و رسوله، و أن تصلّي الخمس، و أن تصوم رمضان»، قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم ؟ قال:«نعم»، قال: صدقت، قال: فما الإيمان ؟ قال:«أن تؤمن باللّه و اليوم الآخر، و البعث من بعد الموت، و القدر كله، قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مؤمن ؟ قال:«نعم»، فجعل القوم يعجبون من سؤاله و تصديقه، قال: فما الإحسان ؟ قال:«تعمل للّه كأنك ترى اللّه عز و جل، فإن كنت لا تراه فإنّه يراك»، قال: فإذا فعلت ذلك فأنا محسن ؟ قال:«نعم»، قال:

صدقت، قال: فمتى قيام الساعة ؟ قال:«ما المسئول عنها بأعلم من السائل، إنّها في الخمس التي استأثر اللّه عز و جل بهن، إِنَّ اللّٰهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّٰاعَةِ ، وَ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ ، وَ يَعْلَمُ مٰا فِي

ص: 80


1- بالأصل و م: البريد، تصحيف و الصواب و الضبط عن تقريب التهذيب، ترجمته في تهذيب الكمال 518/12.
2- سفعت السموم وجهه: و النار و الشمس: لفحه لفحا يسيرا، فغيرت لون البشرة و سوّدته،(تاج العروس بتحقيقنا: مادة: سفع).

اَلْأَرْحٰامِ (1) حتى ختم السورة»، قال: فما أشراطها (2)؟قال:«أن ترى الصّمّ البكم العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان، و أن تلد الامرأة ربّتها».

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه (3) بن أحمد بن حنبل حدثني عبيد اللّه بن عمر القواريري نا زائدة بن أبي الرقاد، نا عبيد اللّه بن العيزار قال:

خطبنا عمر بالشام على منبر من طين، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم تكلّم بثلاث كلمات، فقال: أيها الناس أصلحوا سرائركم تصلح علانيتكم، و اعملوا لآخرتكم تكفوا دنياكم، و اعلموا أن رجلا ليس بينه و بين آدم أب حيّ لمعرق له في الموت، و السلام عليكم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط قال (4):

في الطبقة الخامسة من أهل البصرة:

عبيد اللّه بن العيزار من ولد أنمار بن مازن بن مالك بن عمرو (5) بن تميم.

آخر الجزء الثامن و الثلاثين بعد الأربعمائة من الفرع.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال:

عبيد اللّه بن العيزار و كثير بن شنطير مازنيان.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (6):

ص: 81


1- سورة لقمان، الآية:34.
2- أشراطها واحدها شرط ، و الأشراط : العلامات. و قيل: مقدماتها، و قيل: صغار أمورها قبل تمامها.
3- عن م و بالأصل: عبيد اللّه.
4- طبقات خليفة بن خيّاط ص 372 رقم 1809.
5- عن م و طبقات خليفة، و بالأصل: عمر.
6- التاريخ الكبير للبخاري 394/1/3.

عبيد اللّه بن العيزار المازني يعد في البصريين، روى عنه أبو عمر الصّفّار، و مهدي بن ميمون، و بشر بن المفضّل، قال يحيى القطان: كان ثقة، يحدث عن أبي هاشم الرّمّاني، و ابن بريدة، و القاسم، و عن أبي السّليل، عن معاذة، سمع منه المثنّى أبو حاتم، و حمّاد بن سلمة.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (1) قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (2):

عبيد اللّه بن العيزار المازني بصري، روى عن سالم بن عبد اللّه، و الحسن البصري، و طلق بن حبيب، و أبي السّليل، و سعيد بن جبير، و عبد اللّه بن بريدة، روى عنه مهدي بن ميمون، و بشر بن المفضّل، و يحيى بن سعيد القطان، سمعت أبي يقول بعض ذلك، و بعضه من قبلي.

قال: و نا صالح بن أحمد بن حنبل، نا علي بن المديني قال: سألت يحيى بن سعيد عن عبيد اللّه بن العيزار فقال: ثقة.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة قال: رأيت في كتاب علي بن المديني سألت يحيى - يعني القطان - عن عبيد اللّه بن العيزار فقال: ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي، نا أبي قال: قال يحيى بن معين: و كان عبيد اللّه بن العيزار ثقة.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد قال: عبيد اللّه بن العيزار بصري، صدوق.

أخبرنا أبو (3) بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد أنا أحمد بن محمّد بن عمر (4)،أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أزهر بن مروان، نا أبو جميع الهلالي، قال:

ص: 82


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- الجرح و التعديل 330/5.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- ما بين الرقمين سقط من م.

سمعت عبيد اللّه بن العيزار يقول: يا ابن آدم إنّك موقوف و مسئول، فأعدّ جوابا عند الموت، يأتك (1) الخير، حتى متى تقول: يا أهلاه غدّوني، يا أهلاه عشّوني ؟ يوشك أن لا يكون لك في الدنيا غداء و لا عشاء، و لا ليل و لا نهار.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصيرفي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصّفّار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني المفضّل بن غسان، نا روح بن أسلم، نا عبد اللّه بن بكر (2) بن (3) عبد اللّه المزني (4)،نا عبيد اللّه بن العيزار قال:

لابن آدم بيتان: بيت على ظهر الأرض و بيت في بطن الأرض، فعمد إلى الذي على ظهر الأرض فزخرفه و زيّنه و جعل فيه أبوابا للشمال، و أبوابا للجنوب، و صنع فيه ما يصلحه لشتائه و صيفه، ثم عمد إلى الذي في بطن الأرض فأخربه، فأتى عليه آت، فقال: هذا الذي أراك قد أصلحته كم تقيم (5) فيه ؟ قال: لا أدري، قال: فالذي أخربته كم تقيم فيه (6)،قال: فيه مقامي، قال: تقر بهذا على نفسك و أنت رجل تعقل.

4476 - عبيد اللّه بن القاسم بن زيد بن إسماعيل

أبو الحسن الهمداني القاضي

حدّث بأطرابلس: عن أبي الحسن محمّد بن أحمد بن طالب البغدادي، و عبد الرّحمن بن إسماعيل العروضي.

روى عنه: أبو عبد اللّه الصّوري.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسني، و أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، قالا:

نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (7)،حدثني محمّد بن علي الصّوري، أنا أبو الحسن عبيد اللّه بن القاسم بن زيد بن إسماعيل الهمداني (8) القاضي بطرابلس، نا أبو

ص: 83


1- الأصل و م: يأتيك.
2- في م: بكير، تصحيف.
3- في م: عن، تصحيف.
4- بالأصل: المري، تصحيف و في م:«المزي» تصحيف و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 33/10.
5- في م: يقيم.
6- في م: يقيم.
7- الخبر في تاريخ بغداد 310/1 ضمن أخبار محمد بن أحمد بن طالب الاخباري.
8- اللفظة سقطت من تاريخ بغداد.

الحسن محمّد بن أحمد بن طالب البغدادي، أنشدني أبو علي بن الأعرابي لنفسه:

كنت دهرا أعلّل النّفس بالوعد *** و أخلو مستأنسا بالأماني

فمضى الواعدون و اقتطعتنا *** عن فضول المنى صروف الزمان

4477 - عبيد اللّه بن القاسم بن علي بن القاسم

أبو الحسن المراغي

سكن أطرابلس.

و حدّث بمصر سنة أربع و أربعمائة عن: أبي القاسم حمزة بن محمّد الحافظ المصري، (1) و محمّد بن أحمد بن بشر البغدادي نزيل صور، و محمّد بن محمّد بن عمرو، و أبي إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد البصري الحنّائي، و أبي العباس أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازي (2)،و أبي بكر محمّد بن أحمد المعيطي (3)،و أبي بكر محمّد بن علي بن الحسن العطوفي (4)،و أبي الحسن علي بن محمّد الحرّاني، و أبي عبد اللّه أحمد بن عطاء الرّوذباري، و أبي طاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي القاضي، و خيثمة بن سليمان، و أبي القاسم عبد العزيز بن محمّد بن أبي رافع البغدادي، و أبي الحسن علي بن محمّد بن راهوية القاضي، و يحيى بن مالك بن عائذ.

روى عنه: القاضي أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى السّعدي - نزيل مصر - و أبو عبد اللّه الصّوري، و أبو الحسين أحمد بن علي الجوهري الموصلي الأديب.

أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسين بن أحمد الكاملي (5)،أخبرتنا أم العزّ فاطمة بنت عبد العزيز بن عبد الرّحمن القزويني (6)،نا أبو الحسين عبيد اللّه بن القاسم المراغي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد البصري، نا أبو مسلم، نا عبد اللّه بن مسلمة بن قعنب، نا سلمة بن وردان، نا أنس بن مالك قال:

أتت النّبي صلّى اللّه عليه و سلّم امرأة تشتكي حاجة، فقال:«أ لا أدلّك على ما هو خير من ذلك ؟ تسبّحين

ص: 84


1- الواو سقطت من م.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 113/16.
3- هذه النسبة بضم الميم و فتح العين المهملة نسبة إلى معيط (الأنساب).
4- هذه النسبة بفتح العين و ضم الطاء المهملتين، نسبة إلى عطوف ذكره السمعاني و ترجم له،(الأنساب).
5- قارن بالمشيخة 11/أ.
6- زيد بعدها في م: نا أبو الحسين أحمد بن علي الموصلي الأطرابلسي.

اللّه إذا أويت إلى فراشك ثلاثا و ثلاثين، و تحمدينه ثلاثا و ثلاثين، و تكبّرينه أربعا و ثلاثين، فذلك مائة، هي خير من الدنيا، و ما فيها»[7594].

أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، قال: قرئ على إبراهيم بن عمر و أنا حاضر، قيل له: أخبركم أبو محمّد بن ماسي، نا أبو بكر موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري، نا خالد بن يزيد - يعني العمري المكي - نا سلمة بن وردان، عن أنس بن مالك.

أن امرأة أتت النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم فشكت إليه الحاجة فقال:«أ لا أدلّك على خير من ذلك، تهلّلين اللّه عند منامك ثلاثا و ثلاثين، و تسبّحينه ثلاثا و ثلاثين، و تحمدينه أربعا و ثلاثين، فذلك مائة خير من الدنيا و ما فيها»[7595].

4478 - عبيد اللّه بن قيس بن شريح بن مالك

ابن ربيعة بن وهيب (1) بن ضباب بن حجير بن عبد

ابن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي العامري

الشاعر المعروف بابن قيس الرّقيّات (2)

من أهل الحجاز، مشهور، معروف، و بالإحسان في الشعر موصوف، مدح مصعب بن الزبير، فطلبه عبد الملك بن مروان فاستخفى منه، ثم قدم دمشق، فعفا عنه.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار، قال (3):

و من ولد ربيعة بن وهيب (4) بن ضباب: عبيد اللّه بن قيس الرقيات بن شريح بن

ص: 85


1- في الأغاني: أهيب.
2- انظر أخباره في: الأغاني 73/5 و نسب قريش للمصعب ص 435 و الشعر و الشعراء 539/1 و خزانة الأدب 265/3 و الروض الأنف 50/1 و الاشتقاق لابن دريد ص 71. و ديوانه ط بيروت. و في اسم:«الرقيات» أقوال منها أنه: و سمي بالرقيات لأنه كان يشبب بثلاث نسوة يقال لهن جميعا رقيّة. و قيل غير ذلك، انظر تفاصيل حول ذلك في خزانة الأدب و الروض الأنف.
3- انظر الخبر في نسب قريش للمصعب ص 435.
4- في نسب قريش: أهيب.

مالك بن ربيعة بن وهيب (1) بن ضباب بن حجير، الشاعر، و أمه: قتيلة بنت وهب بن عبد اللّه بن عبد اللّه بن ربيعة بن طريف بن جديّ بن سعد بن ليث بن بكر، و أخوه لأمّه و أبيه: عبد اللّه بن قيس؛ و سعد و أسامة ابنا عبد اللّه بن قيس قتلا يوم الحرّة، و أمّهما: أم القاسم بنت عبد اللّه بن عدي بن الدّيل بن بكر، و فيهما (2) يقول عبيد اللّه بن قيس الرقيّات (3):

إنّ المصائب بالمدينة قد *** أوجعتني و قرعن مروتيه (4)

و أتى كتاب من يزيد و قد *** شدّ الحزام بسرج بغلتيه

ينعي أسامة لي و إخوته *** فظللت مستكا مسامعيه

كالشارب النشوان قطّره (5) *** سمل (6) الزقاق تفيض عبرتيه

قال الزبير: و عبد الواحد - يعني ابن أبي سعد - بن قيس بن وهب بن وهبان بن ضباب بن حجير أبو رقيّة التي كان يشبب بها ابن قيس الرقيات و بابنة عمّ لها يقال لها رقيّة، فقيل لعبيد اللّه بن قيس الرّقيّات.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو محمّد عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري، قال: قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم (7)،أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، نا محمّد بن سلاّم الجمحي قال:

عبد اللّه (8) بن قيس بن شريح بن مالك بن ربيعة بن أهيب بن ضباب بن حجير بن عبد اللّه بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب من قريش الظواهر، و إنّما نسب إلى الرّقيّات لأن جدّات له توالين يسمّين (9) رقيّة.

ص: 86


1- في نسب قريش: أهيب.
2- الأصل و م: و فيهم، و المثبت عن نسب قريش.
3- الأبيات عدا البيت الثالث في نسب قريش للمصعب ص 436. و البيت الأول في الشعر و الشعراء ص 540 و معه بيت آخر.
4- مروتيه واحد المرو، حجارة بيض يقدح منها النار (الشعر و الشعراء حاشية 540).
5- في م: فطره، و بالأصل: قطرة، و المثبت عن نسب قريش.
6- السّمل جمع سملة و هي الماء القليل يبقى في أسفل الإناء.
7- ترجمته في سير أعلام النبلاء 82/16.
8- كذا بالأصل و م.
9- بالأصل: تسمين، و الحروف الأول بدون إعجام في م.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني قال:

عبيد اللّه بن قيس بن شريح الرّقيّات الشاعر من ولد وهيب بن ضباب من بني عامر بن لؤي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1).

قال في باب شريح: بشين معجمة و حاء مهملة، قال:[و عبيد اللّه] (2) بن قيس بن شريح من ولد وهيب بن ضباب بن عامر بن لؤي شاعر يعرف بابن قيس الرّقيّات.

و ذكر أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي، نا محمّد بن سعيد الكراني، نا مقدم بن محمّد، أخبرني عمي خالد بن عطاء بن مقدم قال:

قال لي حمّاد الراوية: و كان نازلا علي:

إذا أردت أن تقول الشاعر فارو شعر ابن الرقيّات، فإنه أرقّ الناس حواشي شعر.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي، أنا أبو القاسم بن البسري - قراءة عليه - قيل له: أخبركم أبو الحسن محمّد بن جعفر التميمي، يعرف بابن النّجّار الكوفي فيما أذن لك في روايته عنه، أنا أبو القاسم السّكوني، عن الدمشقي، عن الزبير (3)، عن (4) عبد الجبار بن سعيد، عن أبيه، عن سعيد بن مسلم بن وهب مولى بني عامر، عن أبيه قال:

دخلت مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مع نوفل بن مساحق و هو معتمد على يدي، إذ مررنا بسعيد بن المسيّب في مجلسه، فسلّمنا عليه، فردّ سلامنا، ثم قال: يا أبا سعيد من أشعر صاحبنا أم صاحبكم ؟- يعني ابن قيس الرّقيّات و ابن أبي ربيعة - فقال نوفل: حين يقولان ما ذا يا أبا محمّد؟ قال: حين يقول صاحبنا:

خليليّ ما بال المطايا كانتا *** تراها (5) على الأدبار بالقوم تنكص

و قد أتعب الحادي سراهن و انتحى *** بهنّ فما يألو (6) عجول مقلّص

ص: 87


1- الاكمال لابن ماكولا 277/4 و 285.
2- الزيادة عن الاكمال.
3- من طريقه الخبر و الشعر في الأغاني 92/5-93.
4- في م: بن، تصحيف.
5- الأغاني: بال المطي كأنما نراها.
6- الأصل و م: يلوي.

و قد قطّعت أعناقهن صبابة *** فأعينها مما تكلّف شخّص

يزدن بنا قربا فيزداد شوقنا *** إذا زاد طول العهد و البعد ينقص

و يقول صاحبكم: ما شئت، فقال له نوفل: صاحبكم أشهر بالغزل، و صاحبنا أكثر أفانين شعر، قال: صدقت.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو عبد الوهاب بن علي، أنا علي بن عبد العزيز قال: قرئ على أحمد بن جعفر، أنا الفضل بن الحباب، نا محمّد بن سلاّم الجمحي، قال (1):

فحدّثني يونس قال: كان عبد اللّه (2) أشد قريش أسر شعر في الإسلام بعد ابن الزهري، و كان غزلا، و أغزل من شعره شعر عمر بن أبي ربيعة، و كان عمر يصرّح بالغزل، و لا يهجو، و لا يمدح، و كان عبد اللّه يشبّب و لا يصرّح، و لكن له معقود شعر و غزل لعمر (3) بن أبي ربيعة، و كان انقطاعه إلى آل الزبير، فمدح مصعبا، و هجا عبد الملك بن مروان و ذلك حين يقول (4):

إنّما مصعب شهاب من اللّه *** تجلت عن وجهه الظّلماء

ملكه ملك رحمة (5) ليس فيه *** جبروت منه (6) و لا كبرياء

يتقي اللّه في الأمور و قد *** أفلح من كان همّه الاتّقاء

و قال فيها لعبد الملك:

قد عمرنا (7) فمت بدائك غيظا *** لا تميتنّ غيرك الأدواء

إنّ منّا النبيّ الأمّيّ و الصّدّيق *** و منا الوصيّ و الشهداء (8)

و قال أيضا:

ذكرت قومها قريشا فقالت *** راب دهر و أيّ دهر يدوم ؟

ص: 88


1- طبقات الشعراء الجمحي ص 186.
2- كذا بالأصل و م و طبقات الشعراء للجمحي.
3- في طبقات الجمحي: و غزل كغزل عمر بن أبي ربيعة.
4- الأبيات من قصيدة في ديوانه 91 و انظر طبقات الجمحي ص 186 و الشعر و الشعراء ص 539.
5- الديوان: قوة.
6- الديوان: جبروت و لا به كبرياء.
7- الأصل و طبقات الجمحي، و في الديوان ص 89 فرضينا.
8- هذه الرواية في طبقات الجمحي و في الديوان: نحن منا النبي... منا التقي و الخلفاء.

لا يريك الذي تزين *** فإنّ اللّه طب بما ترين عليم

إن تكن الأيام في هذه الأمة *** دعوى تعد إليك النعيم

و تحلّ محلّ آبائك الأخيار *** بالحجر حيث يلقى الحطيم

بلد تأمن الحمامة فيه *** حيث عاذ الخليفة المظلوم (1)

يعني عبد اللّه بن الزبير.

و قال في مصعب قبل أن يقتل (2):

ليت شعري أ أول الهرج هذا *** أم زمان من (3) فتنة غير هرج

إن يعش مصعب فأنّا بخير *** قد أتانا من عيشنا ما نرجّي (4)

ملك يبرم الأمور و لا يشرك *** في رأيه الضعيف المزجّي

جلب الخيل من تهامة حتى *** وردت خيله قصور زرنج (5)

حيث لم يأت قبله خيل ذي الأك *** تاف يرجعن بين قفّ و مرج

أنزلوهن (6) من حصونهن بنات *** الترك يأتين بعد عرج فعرج

كلّ خرق سميدع و سنون (7) *** ساهم الطرف (8) تحت أحناء سرج

يلبس الجيش بالجيوش و يسقي *** لبن البخت في عساس الخلنج

و قال في عبد الملك بن مروان لما أخذ عبد اللّه بن جعفر الأمان (9):

عاد له من كثيرة (10) الطّرب *** فعينه بالدّموع تنسكب

كوفية نازح محلّتها *** لا أمم دارها و لا سقب (11)

ص: 89


1- البيت الأخير في ديوانه ط بيروت ص 193.
2- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 179 و طبقات الشعراء للجمحي 186-187.
3- الديوان: في فتنة.
4- عن الديوان، و بالأصل:«نرج» و في الديوان: عيشه.
5- زرنج: قصبة سجستان.
6- في الديوان و طبقات الجمحي: أنزلوا من... بعرج.
7- المصادر: و شنون.
8- المصادر: ساهم الوجه.
9- الأبيات في الديوان ص 1 و بعضها في طبقات الشعراء للجمحي ص 187 و الأغاني 79/5 و 83.
10- كثيرة من نساء الكوفة، نزل بدارها عبيد اللّه و أقام عندها سنة لم تسأله عن حاله و لا عن نسبه (انظر تفاصيل وردت في الأغاني 84/5).
11- السقب: القرب، يقال: سقبت الدار: أي قربت.

ما نقموا من بني أمية إلاّ *** أنهم يحلمون إن غضبوا

و أنهم معدن الملوك فلا *** تصلح (1) إلاّ عليهم العرب

إنّ الفنيق (2) الذي أبوه أبو *** العاص عليه الوقار و الحجب

يعتدل التّاج فوق مفرقه (3) *** على جبين كأنّه الذّهب

تجرّدوا (4) يضربون باطلهم *** بالحقّ حتى تبيّن الكذب

قوم هم الأكثرون فيض (5) حصى *** في الناس و الأكرمون إن نسبوا

أخبرنا أبو الحسن (6) علي بن أحمد بن الحسن، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن، قالوا: أنا محمّد بن أحمد بن علي، أنا علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الحافظ ، حدّثني عيسى بن موسى الهاشمي، نا محمّد بن خلف بن المرزبان، حدّثني أبو محمّد البلخي، نا عبد اللّه بن الربيع بن سعد بن زرارة، حدّثني معاوية بن أبي معاوية الهروي قال:

لما اشتد على عبد الملك قول عبيد اللّه بن قيس:

إنّما مصعب شهاب من اللّه *** تجلّت عن وجهه الظلماء

نذر دمه و أمر أن ينادى عليه: من جاء به فله ألف دينار.

قال عبيد اللّه بن قيس: فسمعت النداء، و أنا في بعض أزقة دمشق، فاستخفي الجزع إلى أن دخلت دربا لا منفذ له، و إذا في صدر الدّرب دار و باب مفتوح، فدخلت و صعدت، فبصرت فيّ صاحبة الدار، فأمرت جاريتها بإصعاد ماء، و ظنّت أني أردت الطهور، فصعدت الجارية فوضعت الماء و انصرفت، فلما أبطأت عن النزول قالت: هذا رجل خائف، اصعدي له بالضيافة، فأصعدت ببساط و فراش و طعام، فأقمت في ذلك الموضع أربعة أشهر يفد إليّ و أراح بما احتاج إليه، ثم دفعت إليّ مائة دينار بعد أن عرفت حالي، و قالت: عليك بعبد اللّه بن جعفر، فإنّ فرجك عنده، فخرجت فوافيت المدينة، فدخلت على عبد اللّه بن جعفر متلثما، فلما مثلت بين يديه كشفت العمامة و سلّمت، فقال: عبيد اللّه ؟ قلت: نعم،

ص: 90


1- الأصل: يصلح.
2- يعني به عبد الملك بن مروان. و الفنيق: الفحل المكرم من الإبل، الذي لا يركب و لا يهان.
3- مكان فرق الشعر من الرأس.
4- تجردوا للأمر: نشطوا له و جدّوا فيه.
5- الديوان: قبص، و القبص: العدد الكثير.
6- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م.

قال: أمير المؤمنين ساخط عليك، و أنت تدخل عليّ ؟ قلت: قد دخلت دارك و صرت في جوارك، و وقعت عينك عليّ ، فأجرني أجارك اللّه، فنكس رأسه ساعة ثم دعا بقهرمان له، فقال: أنزل هذا عندك و أحسن إليه، إلى أن شفع لي إلى عبد الملك، فأمنني و قال لي: و اللّه لا أخذت لي عطاء، قال: فقلت لعبد اللّه بن جعفر: ما ينفعني أماني و قد تركني حيا كميت، لا آخذ من الناس عطاء، قال: فقال عبد اللّه بن جعفر: كم بلغت من السن ؟ قلت: ستين سنة، قال: فعمّر نفسك ما شئت، قلت: عشرين سنة أخرى، قال: فكم عطاؤك ؟ قلت: ألفا درهم في كلّ سنة، قال: فأمر له بأربعين ألف درهم معجّلة، و قال: هذا عطاؤك حتى تموت.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ عنه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم، نا أبو بكر محمّد بن يحيى بن العباس الصّولي، نا أبو العيناء قال:

مدح عبيد اللّه بن قيس الرقيّات مصعب بن الزبير فقال:

إنّما مصعب شهاب من اللّه *** تجلّت عن وجهه الظّلماء

قال: لما قتل عبد اللّه و مصعب ابنا الزبير هرب عبيد اللّه بن قيس إلى عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، فسأله أن يجيره من عبد الملك و قد كان نذر دمه، فقال عبد اللّه بن جعفر: أنا أدخلك عليه و أحضرك طعامه، فكل أكلا يستشنعه، ففعل ذلك فقال عبد الملك: يا أبا جعفر من هذا الرجل ؟ بعد ما استشنع أكله، قال: يا أمير المؤمنين هذا أكذب الناس إن قتل هذا الذي يقول:

ما نقموا من بني أمية إلاّ *** أنّهم يحلمون إن غضبوا

فقال عبد الملك: قد أزلت عنه القتل و لكني لا أعطيه رزقا ما دمت في الدنيا، فقال عبد اللّه بن جعفر لا بن قيس: أنا أعطيك الرزق موفرا، فلم يزل يقيمه له.

و قيل: إن عبد اللّه بن جعفر قال له: كم تؤمّل أن تعيش ؟ قال: عشرين سنة، قال: فأنا أدفع في هذا الوقت رزق عشرين سنة، ففعل، فقال عبد اللّه بن قيس يمدحه (1):

تقدّت (2) بي الشّهباء نحو ابن جعفر *** سواء عليها ليلها و نهارها

ص: 91


1- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 82 و الأغاني 80/5 و بعضها في الشعر و الشعراء ص 540.
2- تقدت: أي سارت سيرا ليس بعجل و لا مبطئ. قال الزبير: و هذا البيت مما عيب على ابن قيس، لأنه نقض صدره بعجزه فقال في أوله: إنه سار سيرا بغير عجل ثم قال: سواء عليها ليلها و نهارها، و هذا غاية الدأب في السير.(قاله في الأغاني 87/5).

تزور (1) امرأ (2) قد يعلم اللّه أنه *** تجود له كفّ قليل غرارها

أتيناك نثني بالّذي أنت أهله *** عليك كما أثنى على الرّوض جارها

و و اللّه لو لا أن تزور ابن جعفر *** لكان قليلا في دمشق قرارها

إذا متّ لم يوصل صديق و لم يقم *** طريق إلى المعروف أنت منارها

ذكرتك أن حاش (3) الفرات بأرضنا *** و فاض (4) بأعلى الرّقّتين بحارها

و عندي مما خوّل اللّه هجمة *** عطاؤك منها شولها و عشارها

مباركة كانت عطاء مبارك *** تمانح كبراها و تنمي صغارها

كأن على ألبانها كلّ شتوة *** إذا ما نجوم الليل حان انحدارها

مجاجة نحل صفّقت بمدامة *** معتّقة صهباء طاب اعتصارها

و صبّ عليها المسك حتى كأنها *** لطيمة عطار تفتق فارها

قال الصولي: قوله: تقدت: سارت سيرا ليس بالشديد.

و الغرار: قلة اللبن، يقال: ناقة مغار، إذا قلّ لبنها، و جاء في الحديث «لا غرار في الصلاة أو تسليم» معناه نقصان.

و الهجمة: القطعة من الإبل تداني المائة.

و العشار: النّقساوات من الإبل، و الشول: القليل الألبان. تمانح:... (5) ألبانها بعد انقطاع ألبان الإبل يقال: تمانح إذا كانت كذلك.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن.

ح (6) حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر و أبو الحسين محمّد بن إسحاق، و أبو علي بن نبهان.

ص: 92


1- بالأصل و م:«يزور... بجود» و المثبت عن الديوان و الأغاني.
2- الديوان: فتى.
3- كذا بالأصل، و في م: جاش، و في الديوان: فاض.
4- في الديوان: جاش، و الرقتين أراد بهما الرقة و الرافقة، و هما متصلتان..
5- رسمها بالأصل:«؟؟؟ عى» و تقرأ في م:«يبقى» و في ديوانه شرح: تمانح: أي تدرّ لبنها.
6- «ح» حرف التحويل سقط من م.

قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم، نا أبو العباس قال: و حدّثني ابن عائشة قال: سمعت أبي قال لما أنشد ابن قيس الرقيّات عبد الملك:

يعتدل التّاج فوق مفرقه *** على جبين كأنّه الذّهب

قال: أما ابن الزبير فيقول فيه:

إنّما مصعب شهاب من اللّه *** تجلّت عن وجهه الظلماء

و يقول في علي جبين كأنه الذهب.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا عبد الكريم بن محمّد بن أحمد الضّبّي، أنا علي بن عمر الحافظ ، أنا أحمد بن محمّد بن سلم المخرمي (1)،نا أبو سعيد عبد اللّه بن شبيب، حدّثني الزبير (2)،حدّثني عبد اللّه بن النضير (3)قال (4):لما دخل عبيد اللّه بن قيس الرقيّات على عبد الملك بن مروان (5) و عنده أهل الشام قال: يا أهل الشام تعرفون هذا؟ قالوا: لا يا أمير المؤمنين، قال: هذا الذي يقول:

كيف نومي على الفراش و لمّا *** تشمل الشام غارة شعواء

تذهل (6) الشّيخ عن بنيه و تبدي *** عن خدام (7) العقيلة العذراء

قالوا: اسقنا دمه يا أمير المؤمنين، قال: على بساطي، و قد أطلت أذنه بالباب رجاء أن يغتاله بعضكم، قال: ثم استأذنه في النشيد (8) فأذن له، فأنشده قصيدته التي يقول فيها:

ما نقموا من بني أمية *** إلاّ أنهم يحلمون إن غضبوا

و أنهم سادة الملوك فما *** تصلح إلاّ عليهم العرب

حتى انتهى إلى قوله:

ص: 93


1- في م:«سالم الحرمي».
2- كذا بالأصل و م، و في الأغاني 76/5: الزبيري.
3- كذا بالأصل، و في م: نصير، و في الأغاني هنا:«عبد اللّه بن البصير البربري» و فيها ص 90 «عبد اللّه بن النضير» كالأصل.
4- الخبر ورد مطولا في الأغاني 76/5 و ما بعدها.
5- و كان قد أمنه بعد أن شفعت له أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان إلى عبد الملك كما يفهم من عبارة الأغاني.
6- الأصل و م: يذهل، و المثبت عن الأغاني.
7- الخدام جمع خدمة بالتحريك، و هي الخلخال.
8- عن م و بالأصل: النشد.

يأتلق التاج فوق مفرقه *** على جبين كأنه الذّهب

فقال عبد الملك: تمدحني بما تمدح به الأعاجم، و تقول في مصعب:

إنّما مصعب شهاب من اللّه *** تجلت عن وجهه الظّلماء

قال: و قد كان أعد عساسا من خلنج قد ملأها ألبان البخت يحمل العسّ جماعة رجال و أمر بها فوضعت بين يديه فقال: أين هذه من عساس مصعب حين تقول:

جلب الخيل من تهامة حتى *** وردت خيله جبال الزّرنج

يلبس الجيش بالجيوش و يسقي *** لبن البخت (1) في عساس الخلنج (2)

قال: لا، أين يا أمير المؤمنين قال: و لم ذاك ؟ قال: لو طرحت هذه كلها في عس واحد من عساس مصعب تقلقت داخله، قال: قاتلك اللّه أبيت إلاّ كرما.

أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبدوس المزكي، نا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن إسحاق الأسفرايني، نا محمّد بن زكريا الغلاّبي، نا عبد اللّه بن الضحاك، نا هشام بن محمّد، عن أبي عوانة قال:

قدم على عبد اللّه بن جعفر ذي الجناحين بمال عظيم من قبل عبد الملك بن مروان، و متاع كثير، فقسمه و قال لنديم له: احفظ نصيب عبيد اللّه (3) بن قيس الرقيّات، فعزل له جارية و نسوة و عشرة آلاف درهم، فلما قدم دفعه إليه، فقال ابن قيس الرقيّات (4):

إذا جئت عبد اللّه نفسي فداؤه *** رجعت بخير (5) من نداه و نائل

و إن غبت عنه كان للودّ حافظا *** و لم يك عني في المغيب بغافل

أبو جعفر نفسي تقيه من الردى *** ربيع اليتامى عصمة للأرامل

أبوه كريم ذو الجناحين جعفر *** فبخ بخ له من فاضل و ابن فاضل

حباني لما جئته بعطية *** و جارية بيضاء (6) ذات خلاخل

حدّثني أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد السّلماسي، عن أبي عبد اللّه محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم منصور بن النعمان الصيمري - بمصر - أنا أبو مسلم الكاتب، أنا ابن دريد

ص: 94


1- البخت و البختية جمع بخاتي، و هي الإبل الخراسانية تنتج بين عربية و فالج.
2- الخلنج: شجر تتخذ من خشبه الأواني.
3- الأصل و م: عبد اللّه.
4- الأبيات في زيادات ديوانه ص 189 و الأغاني 82/5.
5- المصادر: إذا زرت... رجعت بفضل.
6- المصادر: حسناء.

قال: أنشدنا عبد الرّحمن بن أخي الأصمعي عن عمه، قال: أظنها لابن قيس الرقيّات (1):

لا يعجبنك صاحب *** حتى تبيّن ما طباعه

ما ذا يضنّ به علي *** ك و ما يجود به اتساعه

أم ما الذي يقوى علي *** ه و ما يضيق به ذراعه

و إذا الزمان رمى صفا *** تك بالحوادث (2) ما دفاعه

فهناك تعرف ما ارتفا *** ع هوى أخيك و ما اتضاعه

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن عبد الواحد الصغير، أنا محمّد بن العباس الخزّاز، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان، حدّثني هارون بن محمّد، نا أبو عبد اللّه القرشي، حدّثني إبراهيم بن محمّد بن عبد العزيز، حدّثني محمّد بن محرز بن جعفر مولى أبي هريرة عن أبيه عن بديح (3) قال:

لقيت ابن قيس الرقيّات حين حجّت أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان و نسب بها وضّاح اليمن و نسب كثيّر بجاريتها غاضرة، و كنت لا تشأ أن ترى وجها حسنا إلاّ رأيته معها، فقلت لابن قيس: بمن نسبت من هذا القطين ؟ فقال لي (4):

ما تصنع بالسّرّ إذا لم يكن مجنونا

و يروى: ما يدعوك للسّرّ.

إذا عالجت ثقل الحب عالجت الأمرينا

و قد بحت ما حاولت أمرا كان مدفونا

و يروى:

لقد هاج عليك الشر أمرا كان مدفونا (5)

ص: 95


1- الأبيات في زيادات ديوان عبيد اللّه بن قيس الرقيات ص 185.
2- الأصل و م: في الحوادث، و المثبت عن الديوان.
3- انظر الأغاني 219/6-220.
4- الأبيات في الأغاني 220/6 و زيادات الديوان ص 198.
5- الذي في الأغاني: و قد بحت بأمر كان في قلبي مكنونا و قد هجت بما حاولت أمرا كان مدفونا

ثم خلا بي فقال: اكتم عليّ ، فإنك موضع للأمانة، و أنشدني (1):

أ صحوت عن أم البني *** ن و ذكرها و عنائها

و هجرتها هجر امرئ *** لم يقل وصل (2) صفائها

من خشية الأعداء أني *** ... (3) أديم شقائها

قرشية كالشمس أش *** رق نورها ببهائها

لم تلتفت للداتها *** و مضت على غلوائها

راقت (4) على البيض الحسا *** ن بحسنها و نقائها

حين اسبكرّت للشبا *** ب و قنعت بردائها

لو لا هوى أم البني *** ن و حاجتي بلقائها

قد قربت لي بغلة *** محبوسة لنجائها

فقال بديح: فلما قتل الوليد وضّاح اليمن حجّت بعد ذلك أم البنين محتجبة لا تكلم أحدا، و شخصت كذلك لقيني ابن قيس الرقيّات فقال: يا بديح (5):

بان الخليط (6) الذي به تثق *** و اشتد دون الحبيبة الغلق (7)

قد تتّقي (8) اللّه في المحارم أو *** تعجز في نفسها فتنحمق

لست بجثّامة له كرش *** يأكل ما استطاع ثم يغتبق

قد برمت عرسه بمضجعه *** ودّت لو أن العجول (9) ينطلق

هو الذي لا تصبوا إليه النساء.

4479 - عبيد اللّه بن أبي كبشة

و اسم أبي كبشة جبريل بن يسار السّكسكي الجوبري بن أبي كبشة

من أهل بيت لهيا.

ص: 96


1- زيادات ديوانه ص 175 و الأغاني 220/6.
2- المصادر: صفو.
3- كلمة غير مقروءة.
4- المصادر: زادت.
5- الأبيات في الديوان ص 80 و انظر الأغاني 221/6.
6- كذا بالأصل و م:«بان الخليط الحبيب»، و هما روايتان و الصواب: بان الخليط الذي به نثق، أو بان الحبيب بحذف إحدى الكلمتين في كل رواية. كما في المصادر، ففي الأغاني «الحبيب» و في الديوان الخليط .
7- الديوان: العلق، و في الأغاني: القلق.
8- الديوان: قد تفرق اللّه.
9- الأصل و م: العجهول، و المثبت عن الديوان، و العجول الثقيل.

ولي خراج السند، له ذكر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (1) قال:

كتب سليمان بن عبد الملك إلى صالح بن عبد الرّحمن أن يأخذ آل أبي عقيل و يحاسبهم، فولّى صالح حبيب بن المهلّب حرب الهند و يزيد بن أبي كبشة الخراج، فأقام بها يزيد بن أبي كبشة أقلّ من شهر ثم مات، و استخلف أخاه عبيد اللّه بن أبي كبشة، فعزله [صالح] و ولّى عمران بن النّعمان الكلاعي.

4480 - عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن حامد

المعروف بابن الحريص

أبو أحمد - و يقال: أبو محمّد - البغدادي (2)

حدّث بدمشق عن يحيى بن صاعد، و أبي عبد اللّه المحاملي، و إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، و أبي العباس محمّد بن أحمد بن أحمد الأثرم الخيّاط (3).

روى عنه: أبو نصر بن الجبّان (4)،و القاضي أبو نصر بن الجندي (5)،و أبو علي بن دوما النّعالي، و أبو العباس محمّد بن أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي، و أبو أحمد محمّد بن أحمد بن إبراهيم العسّال (6).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و حدّثنا أبو الحسن علي بن مهدي عنه، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - و أبو الحسين عبد الوهاب بن أحمد بن هارون بن الجندي، و أبو الحسن محمّد بن إبراهيم بن حذلم - بقراءتي عليهما - قالوا: أنا أبو نصر بن الجندي، نا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن حامد البغدادي المعروف بابن الحريص، قدم علينا إملاء من حفظه في صفر سنة أربع و ستين و ثلاثمائة، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا محمّد بن عمر بن العباس، نا محمّد بن جعفر غندر، نا شعبة، عن ورقاء بن عمر بن كليب

ص: 97


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 318 في تسمية عمال سليمان بن عبد الملك.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 370/10.
3- الأصل: الحناط ، و المثبت عن م، ترجمته في تاريخ بغداد 263/1 و سير أعلام النبلاء 303/15.
4- الأصل و م: الحبان، تصحيف و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
5- الأصل: الحبان، و المثبت عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 400/17.
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 6/16.

اليشكري، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«إذا أقيمت الصلاة، فلا صلاة إلاّ المكتوبة»[7596].

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء، و أبو محمّد بن صابر و غيرهما، قالوا:

أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر المرّي (1)،نا أبو محمّد عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن الحريص البغدادي - إملاء من حفظه - نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا لوين، نا قزعة (2) بن سويد، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه قال:

اطّلعت امرأة من هودج لها و معها صبي، فقالت: يا رسول اللّه أ لهذا حج ؟ قال:«نعم، و لك أجر»[7597].

أخبرنا أبو منصور بن زريق، قال: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):

عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن حامد بن محمود بن جعفر بن عبد اللّه أبو أحمد البزّاز (4)،يعرف بابن الحريص، بغدادي، يسكن الرملة، و قدم بغداد، و حدّث بها عن أبي بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري، و عبد اللّه بن أحمد بن ثابت البزاز، و الحسين بن يحيى بن عيّاش القطان، و محمّد بن أحمد بن صالح الأزدي، و عبد الغافر بن سلامة الحمصي، و محمّد بن مخلد الدوري، و روى عن محمّد بن أحمد بن وردان المصري نسخة بكر الأعنق (5) حدّثنا عنه أبو علي بن دوما النّعالي، و قال: سمعنا منه بقراءة أبي عبد اللّه بن بكير عليه.

4481 - عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق

أبو القاسم الفقيه

حدّث عن علي بن عبد الحميد الغضائري (6).

روى عنه: أبو الحسن الرّبعي (7).

ص: 98


1- في م: المزي، تصحيف.
2- في م:«قزحه» تصحيف، ترجمته في تهذيب الكمال 274/15.
3- تاريخ بغداد 370/10.
4- الأصل و م: البزار، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- الأصل:«سيحة بكير الأعين»، و في م:«شيخه...» و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- بدون إعجام بالأصل و م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 432/14.
7- هو علي بن الحسن بن علي بن ميمون أبو الحسن الدمشقي ترجمته في سير أعلام النبلاء 580/17.

4482 - عبيد اللّه بن محمّد بن الحكم

أبو معاوية الكلابي المقرئ المؤدب

كان يسكن قنطرة سنان (1).

روى عن محمود بن خالد، و دحيم، و الرّبيع بن سليمان.

روى عنه: ابنه أبو الحسين محمّد، و أبو إسحاق بن سنان، و أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن سهل بن يحيى بن صالح بن حية البزّار.

و كان ضعيفا.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن صالح بن سنان من أصل كتابه العتيق، نا أبو معاوية عبيد اللّه بن محمّد المقرئ المؤدب جارنا، نا محمود بن خالد، نا عمرو - و هو ابن عبد الواحد - عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«عجّ (2) حجر إلى اللّه عز و جل فقال: إلهي و سيدي، عبدتك كذا و كذا ألف سنة، ثم جعلتني في أسّ كنيف ؟ فقال: أ ما ترضى أن عدلت بك عن مجالس القضاء»؟ [7598].

و رواه أبو معاوية المؤدب أيضا، عن دحيم، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي بهذا الإسناد مثله.

قال تمّام: هذا حديث منكر من حديث الأوزاعي، و أبو معاوية المقرئ هذا ضعيف، و كان يحدّث بهذا الحديث بالإسنادين جميعا.

أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أخبرني أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن سهل بن صالح البزار (3)-قراءة عليه من كتابه - نا أبو معاوية عبيد اللّه بن محمّد المقرئ المؤدب عند دار مولى أنس، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم، نا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير،

ص: 99


1- و هي بنواحي باب توما، نسبت إلى سنان بن يحيى بن الأدركون (راجع معجم البلدان).
2- عج يعج: رفع صوته و صاح.
3- الأصل هنا:«البزاز»، و المثبت عن م، و قد مرّ أول الترجمة: البزار.

عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«عجّ حجر إلى اللّه عز و جل، فقال: إلهي و سيدي، عبدتك منذ كذا و كذا سنة ثم جعلتني في أسّ كنيف، فقال: أ و ما ترضى أن (1) عدلت بك عن مجالس القضاة»[7599].

4483 - عبيد اللّه بن محمّد بن خنيس -و يقال: خشيش

4483 - عبيد اللّه بن محمّد بن خنيس (2)-و يقال: خشيش (3)-

أبو علي الدّمياطي (4)-و يقال: الدمشقي-

حدّث عن موسى بن محمّد بن عطاء البلقاوي، و أبي أسلم محمّد بن مخلد الرّعيني الحمصي.

روى عنه: أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه البغدادي، و سليمان بن أحمد الطّبراني، و أبو علي عبد الواحد بن أحمد بن أبي الخصيب التّنّيسي، و أبو الحسين محمّد بن المظفّر الحافظ .

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه البغدادي، نا عبيد اللّه بن محمّد بن خنيس (5) الدّمشقي، نا موسى بن محمّد بن عطاء، نا الوليد بن محمّد، نا الزهري، أخبرني سالم بن عبد اللّه أن عبد اللّه بن عمر أخبره.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان يكبّر يوم الفطر من حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلّى[7600].

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا عبيد اللّه بن محمّد بن خنيس (6) الدمياطي، نا موسى بن محمّد بن عطاء البلقاوي، نا هانئ بن عبد الرّحمن، و ردع بن عطية أنهما سمعا إبراهيم بن أبي عبلة يقول: سمعت أم الدرداء تقول: سمعت أبا الدّرداء يقول: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«من قال بعد صلاة الصبح، و هو ثاني (7) رجليه قبل أن يتكلم: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد، يحيي و يميت، بيده الخير، و هو على كل شيء قدير عشر

ص: 100


1- من هنا إلى آخر الحديث استدرك على هامش م.
2- بالأصل: خنيش، و في م: حبش، و المثبت و الضبط عن الاكمال لابن ماكولا 338/2.
3- في م: حشن.
4- الدمياطي بكسر الدال و سكون الميم نسبة إلى دمياط ، بلدة من بلاد مصر معروفة مشهورة (الأنساب).
5- الأصل: حنيش، و في م: حنس، تصحيف.
6- الأصل: حنيش، و في م: حنس، تصحيف.
7- كذا بالأصل و م: ثاني، بإثبات الياء.

مرات، كتب له بكلّ مرة عشر حسنات، و محي عنه عشر سيئات، و رفع له عشر درجات، و كنّ له في يومه حرزا من كلّ مكروه، و حرزا من الشيطان، و كان له بكلّ مرّة عتق رقبة من ولد إسماعيل، ثمن كلّ رقبة اثنا (1) عشر ألفا و لم يلحقه يومئذ ذنب إلاّ الشرك باللّه، و من قال ذلك بعد صلاة المغرب كان له مثل ذلك»[7601].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، قال: قرئ على أبي عثمان البحيري، أنا أبو نصر النعمان بن أحمد بن محمّد الجرجاني، نا أبو عمرو محمّد بن العباس، نا عباس بن عمران، أنا أبو علي عبيد اللّه بن محمّد بن خنيس، نا أبو طاهر موسى بن محمّد بن عطاء مولى عثمان، نا الوليد بن محمّد الموقّري، نا الزهري، أخبرني أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ليس في الصّوم رياء»[7602].

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي العلوي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا: أنا أحمد بن الفضل بن محمّد الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

عبيد اللّه بن محمّد بن خنيس (2) الكلاعي الدّمياطي أصلهم من أهل حمص، يكنى أبا علي، يروي عن موسى بن محمّد البلقاوي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا، نا عبد الغني بن سعيد، قال:

عبيدة (3) بن محمّد بن خنيس الدمياطي، حدّث عن أبي أسلم الرّعيني محمّد بن مخلد و غيره.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (4)،قال:

و أما خنيس أوله خاء مضمومة بعدها نون مفتوحة و آخره سين مهملة.

قال ابن يونس: عبيد اللّه بن محمّد بن خنيس (5) الكلاعي الدّمياطي يكنى أبا علي، روى عن موسى بن محمّد البلقاوي و غيره.

ص: 101


1- عن م و بالأصل: اثني عشر.
2- الأصل: خنيش، و في م: حنس.
3- كذا ورد اسمه هنا بالأصل و م.
4- الاكمال لابن ماكولا 338/2 و 341.
5- الأصل: خنيش، و في م: حنس.

قال ابن ماكولا: و عبيد اللّه (1) بن محمّد بن خنيس (2) الدّمياطي حدّث عن أبي أسلم الرّعيني، روى عنه ابن مخلد الدوري و غيره.

هذا وهم من ابن ماكولا قبيح هما رجل واحد، و أخطأ في الفرق بينهما، و أخطأ في قوله روى عنه ابن مخلد الدّوري، و إنما محمّد بن مخلد هو أبو أسلم، شيخه، كما ذكر عبد الغني، و كما سقنا حديثه عنه من طريق الطّبراني.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا عبد اللّه بن الحسن بن طلحة التّنّيسي، أنا عبد اللّه بن يوسف بن نصر البغدادي - بتنّيس - أنا أبو علي عبد الواحد بن أحمد بن أبي الخصيب، أنا أبو علي عبيد اللّه بن محمّد بن خنيس الدّمياطي سنة ثلاث و ثمانين و مائتين، فذكر حديثا.

4484 - عبيد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز

ابن عبد اللّه بن عبد العزيز بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب

أبو بكر العمري القاضي

من أهل المدينة.

ولي القضاء بحمص و قنّسرين، و أنطاكية، و الثغور الشامية.

و قدم دمشق أيام ابن طولون، ثم ولي قضاء دمشق في أيام أبي الجيش بن طولون، و كان ممن خلع أبا أحمد الموفق بدمشق سنة تسع و ستين و مائتين.

حدّث عن الزبير بن بكار، و أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السّرح، و بكر بن عبد الوهاب، و إسماعيل بن أبي أويس، و عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن محمّد، و إبراهيم بن حمزة، و عبد اللّه بن عبيد اللّه بن إسحاق بن محمّد بن عمران الطلحي، و الحارث بن مسكين.

روى عنه: أبو الميمون، و عون بن الحسن بن عون، و أبو علي بن شعيب، و أبو المسيّب محمّد بن أحمد بن عبد الواحد، و خيثمة بن سليمان، و أبو عمرو أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حكيم، و محمّد بن عبد الرّحمن بن الحارث الرّملي، و عبد اللّه بن الحسين بن جمعة.

ص: 102


1- كذا بالأصل و م، و في الاكمال: عبيد بن محمد بن خنيس بن محمد بن خنيس.
2- الأصل: حنيش، و في م: حنس.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، أنا أبو الميمون بن راشد، نا عبيد اللّه بن محمّد العمري القاضي بدمشق سنة تسع و ستين و مائتين، نا الزبير بن بكار [بن] (1) أبي بكر، حدّثني يحيى بن إبراهيم بن أبي قتيلة، نا عبد الخالق بن أبي حازم، حدّثني ربيعة بن عثمان، حدّثني عبد الوهاب بن بخت، حدّثني عمر بن عبد العزيز.

أنه كتب إلى عبد الملك بن مروان: أما بعد فإنّك راع، و كلّ راع مسئول عن رعيته، حدّثنيه أنس بن مالك أنه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«كل راع مسئول عن رعيته، اللّه الذي لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلىٰ يَوْمِ الْقِيٰامَةِ لاٰ رَيْبَ فِيهِ ، وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّٰهِ حَدِيثاً (2)»[7603].

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد الطّبراني (3)،نا عبيد اللّه بن محمّد العمري القاضي بمدينة (4)طبرية سنة سبع و سبعين و مائتين، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا موسى بن جعفر بن محمّد، عن أبيه جعفر، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن علي قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«من سبّ الأنبياء قتل، و من سبّ أصحابي جلد»[7604].

قال الطّبراني: لا يروى عن علي إلاّ بهذا الإسناد، تفرد به ابن أبي أويس.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو بكر عبيد اللّه بن محمّد العمري، قاضي (5)،كذّاب، يروي عن ابن أبي أويس، و عن الحارث بن مسكين.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (6)،أنا تمام بن محمّد - إجازة - أنا ابن مروان، نا ابن قيصر، قال: ثم عزله - يعني أبا زرعة - محمّد بن عثمان، أبو الجيش و ولّى

ص: 103


1- زيادة لازمة، انظر ترجمة الزبير بن بكار في تهذيب الكمال 269/6.
2- سورة النساء، الآية:86، و في التنزيل العزيز: «اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ...» بدون «الذي».
3- أخرجه الطبراني في المعجم الصغير 235/1-236.
4- عن م و بالأصل: مدنية.
5- كذا بإثبات الياء بالأصل و م.
6- في م: الكناني، تصحيف.

عبيد اللّه بن محمّد العمري، ثم عزله عن دمشق، و أقرّه على الأردن، و فلسطين، و ولى أبا زرعة دمشق.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

عبيد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز بن عبد اللّه بن عبد العزيز بن عبد اللّه (1) بن عمر بن الخطاب يكنى أبا بكر، مكي، قدم مصر و حدّث بها في سنة ثلاث و تسعين و مائتين.

4485 - عبيد اللّه بن محمّد بن عبد الكريم بن أبي حكيم

أبو محمّد القرشي

له ذكر.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التّميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال:

و فيها - يعني سنة ست و ثمانين و مائتين - مات عبيد اللّه بن محمّد بن عبد الكريم بن أبي حكيم القرشي أبو محمّد في جمادى الأولى.

4486 - عبيد اللّه بن محمّد بن عبد الوارث الرّعيني القوفاني

4486 - عبيد اللّه بن محمّد بن عبد الوارث الرّعيني (2) القوفاني (3)(4)

حدّث عن محمّد بن الوزير بن الحكم السلمي.

روى عنه: أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد بن إسماعيل المؤدب.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (5)،أنا تمّام بن محمّد، أنا أبو هاشم المؤدب، نا عبيد اللّه بن محمّد بن عبد الوارث الرّعيني - ببيت قوفا - نا محمّد بن الوزير، نا الوليد بن مسلم، أخبرني مالك و غيره عن نافع، عن ابن عمر قال:

صلّيت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - يعني قبل الظهر ركعتين، و بعدها ركعتين - و المغرب

ص: 104


1- «بن عبد اللّه» كررت بالأصل، و سقطت نهائيا من م.
2- في معجم البلدان: الزعبي.
3- ترجمته في معجم البلدان (قوفا).
4- القوفاني نسبة إلى بيت قوفا قرية من قرى دمشق (معجم البلدان و لب اللباب).
5- في م: الكناني، تصحيف.

ركعتين، و بعد العشاء ركعتين، و بعد الجمعة ركعتين، فأمّا الجمعة و المغرب ففي بيته.

4487 - عبيد اللّه بن محمّد بن عفّان

أبو محمّد

حدّث عن خيثمة بن سليمان.

روى عنه: علي بن محمّد (1).

قرأت بخط علي بن محمّد الحنّائي، أنا أبو محمّد عبيد اللّه بن محمّد بن عفّان، نا خيثمة بن سليمان سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة، نا أبو عتبة أحمد بن الفرج، نا بقية، عن شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس بن مالك.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان يطوف على نسائه بغسل واحد[7605].

أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، نا محمّد بن محمّد، نا كثير بن عبيد، نا بقية، نا شعبة، عن قتادة، عن أنس.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم طاف على نسائه بغسل واحد[7606].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (2) قال:

مات أبو محمّد بن عفّان يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة ثمان و أربعمائة، حدّث عن خيثمة بن سليمان و غيره، أعرفه و لم أسمع منه.

4488 - عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد

أبو عبد اللّه العكبري

المعروف بابن بطّة الفقيه الحنبلي (3)

سمع بدمشق: أبا القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب، و أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد بن المولد الصوفي، و أبا بكر أحمد بن عبيد (4) الصفّار بحمص،

ص: 105


1- هو علي بن محمد بن إبراهيم بن حسين، أبو الحسن الدمشقي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 565/17.
2- في م: الكناني، تصحيف.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 371/10 و ميزان الاعتدال 15/3 و العبر 35/3 و البداية و النهاية (بتحقيقنا: الجزء الحادي عشر: الفهارس) و سير أعلام النبلاء 529/16 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 381-400) ص 144 و شذرات الذهب 122/3 و لسان الميزان 112/4.
4- عن م و سير أعلام النبلاء و تاريخ الإسلام، و بالأصل: حميد، تصحيف.

و بالعراق: أبا القاسم البغوي، و أبا محمّد بن صاعد، و أبا عبد اللّه، و أبا عبيد اللّه ابني المحاملي، و أبا شيبة عبد العزيز بن جعفر بن بكر الخوارزمي، و أبا ذرّ أحمد بن محمّد بن الباغندي، و أبا عبد اللّه بن مخلد العطار، و أبا عبد اللّه أحمد بن علي بن العلاء، و أبا علي إسماعيل بن محمّد الصفار، و أبا الفضل شعيب بن محمّد بن الراجيان، و إسماعيل بن العباس الوراق، و أبا جعفر محمّد بن سليمان الباهلي النعماني، و أبا بكر محمّد بن محمود السراج، و أبا بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد، و أبا طالب أحمد بن نصر بن طالب الحافظ ، و الحسن بن علي بن زيد السّامري، و محمّد بن أحمد بن ثابت العكبري، و جماعة سواهم.

روى عنه: أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق الحافظ ، و أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الأزهري، و أبو محمّد الحسن بن علي الجوهري، و أبو الفتح عبد الملك بن عمر بن خلف الرزّاز، و أبو الفتح محمّد بن أبي الفوارس الحافظ ، و أبو علي بن شهاب العكبري، و عبد العزيز بن علي الأزجي، و أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، و إبراهيم بن عمر البرمكي، و القاضي أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي.

أخبرنا أبو الحسن (1) بن سعيد، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (2)، أخبرني الحسن بن شهاب بن الحسن العكبري - بها - نا عبيد اللّه بن محمّد بن حمدان بن بطّة، نا أبو القاسم حفص بن عمر بن الخليل - بأردبيل - نا رجاء بن مرجّى - بسمرقند - نا يحيى بن صالح الوحاظي، قال ابن بطّة: و حدّثني أبو بكر أحمد بن عبيد (3) الصفار بحمص، حدّثني أبي، نا محمّد بن عوف الحمصي، نا مروان بن محمّد، نا سليمان بن بلال، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«نعم الإدام الخلّ »[7607].

قال ابن بطّة: ليس يعرف هذا الحديث من حديث عائشة إلاّ من هذا الطريق، و لا رواه عن هشام بن عروة غير سليمان بن بلال، و هو حديث صحيح، طريقه مستقيم، و لكن الحديث المشهور حديث جابر (4).

ص: 106


1- الأصل: الحسين، تصحيف و الصواب عن م و السند معروف.
2- تاريخ بغداد 371/10-372 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 381-400 ص 148) و انظر تخريجه فيه.
3- الأصل: عبيد اللّه، و المثبت عن م و تاريخ بغداد.
4- و نصه كما ورد في تاريخ بغداد 344/10 ضمن ترجمة عبيد اللّه بن منصور الصباغ: حدثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني، حدثنا تمام بن محمد بن عبد اللّه الرازي، حدثني أبو علي محمد بن هارون بن شعيب، حدثنا عبيد اللّه بن منصور الصباغ البغدادي في سوق أم حكيم، حدثنا محمد بن عباد المكي، حدثنا عمران و محمد و إبراهيم بنو عيينة قالوا: حدثنا شعبة و سفيان عن محارب بن دثار عن جابر أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: نعم الإدام الخل.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، نا - و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا - أبو بكر الخطيب، أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، نا عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد بن حمدان الفقيه، نا علي بن يعقوب بن إبراهيم بدمشق، نا أبو زرعة قال: قيل لابن حنبل: كيف حديث عبد اللّه بن عمر؟ قال: كان يزيد في الأسانيد و يخالف، و كان رجلا صالحا.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا - و أبو منصور الشيباني، أنا - أبو بكر الخطيب (1)، حدّثني أحمد بن محمّد العتيقي بلفظه من أصل كتابه و كتبه لي بخطه، نا عبيد اللّه بن محمّد بن حمدان الفقيه - بعكبرا - نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا مصعب بن عبد اللّه الزبيري، نا مالك بن أنس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«إن اللّه لا يقبض العلم انتزاعا»، الحديث[7608].

قال الخطيب: و هذا الحديث باطل من رواية البغوي عن مصعب، و لم أره عن مصعب عن مالك أصلا، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد بن حمدان أبو عبد اللّه العكبري المعروف بابن بطّة، كان أحد الفقهاء على مذهب أحمد بن حنبل، و حدّث عن عبد اللّه بن محمّد البغوي، و أبي محمّد بن صاعد، و إسماعيل بن العباس الوراق، و أبي بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري، و أبي طالب أحمد بن نصر الحافظ ، و الحسن بن علي بن زيد السامري، و أبي ذرّ الباغندي، و محمّد بن محمود السراج، و محمّد بن مخلد العطار، و محمّد بن أحمد بن ثابت العكبري، و غيرهم من العراقيين و الغرباء، سافر الكثير إلى البصرة، و الشام و غيرهما من البلاد، حدّث عنه محمّد بن أبي الفوارس، و أبو علي بن شهاب العكبري، و عبد العزيز بن علي الأزجي، و العتيقي، و عبد الملك بن عمر بن خلف الرزاز، و إبراهيم بن عمر البرمكي، و أبو القاسم الأزهري، و كلهم سمع منه بعكبرا (3) إلاّ البرمكي، فإنه سمع منه ببغداد.

ص: 107


1- تاريخ بغداد 375/10.
2- تاريخ بغداد 371/10.
3- الأصل و م: بعكبر، و المثبت عن تاريخ بغداد.

[قال:] (1) أخبرنا التّنوخي، حدّثني جماعة من أصدقائنا عن أبي عبد اللّه بن بطّة العكبري، قال: انحدرت لأقرأ على أبي بكر بن مجاهد، فوافيت إلى مسجد فجلست فيه بالقرب منه، فلما قرأ جماعة نظرت فإذا سبقي بعيد فدنوت منه و قلت: يا أستاذ خذ علي، فقال: ليس السبق لك، فقلت له: أنا غريب، و ينبغي أن تقدّمني، فقال: لعمري، من أي بلد أنت ؟ فقلت: من بلد يقال له عكبرا، فقال لأصحابه: بلد غريب ما سمعنا به، و مسافة شاسعة ثم ضحك و التفت إليّ فقال لي: لا ردّ اللّه غربتك مع أمك، تغديت و جئت إليّ .

قال: و حدّثني عبد الواحد (2) بن علي العكبري قال: لم أر في أصحاب الحديث و لا في غيرهم أحسن هيئة من ابن بطّة.

قال: و حدّثني القاضي أبو حامد أحمد بن محمّد الدلوي، قال (3):لما رجع أبو عبد اللّه بن بطّة من الرحلة لازم بيته أربعين سنة، فلم ير يوما منها في سوق، و لا رئي (4) مفطرا إلاّ في يوم (5) الأضحى و الفطر، و كان أمّارا بالمعروف، و لم يبلغه خبر منكر إلاّ غيّره، أو كما قال.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، قال: كتب إليّ أبو ذرّ عبد بن أحمد الهروي، و حدّثني أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي عنه، قال: سمعت أبا الفتح القوّاس يقول:

كان أبو عبد اللّه بن بطّة يخرج إلى دكاني يكتب عني زهد ابن خبيق.

و ذكر لي أن كتاب الزهد عندي عن أبي طلحة الوساوسي و كلاما شبيها بذا، و ذكرت لأبي سعد الإسماعيلي ابن بطّة و علمه و زهده فقال: شوقتني إليه، فخرج مع أولاده و أهله، فلما رجع جئت لأسلم عليه، فقال لي أول ما رآني: الرجل الذي ذكرت لي رأيته فوق الوصف - يعني ابن بطّة-.

ص: 108


1- زيادة منا للإيضاح، و الخبر في تاريخ بغداد 372/10.
2- تاريخ بغداد:«حدثني عبد الحميد بن علي العكبري» و برواية الأصل في تاريخ الإسلام ص 144 و سير أعلام النبلاء 529/16.
3- تاريخ بغداد 372/10 و سير أعلام النبلاء 529/16-530 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 381-400 ص 144).
4- بالأصل:«رأى» و الكلمة غير واضحة في م لسوء التصوير، و التصويب عن المصادر.
5- تاريخ بغداد:«يومي» و في تاريخ الإسلام: إلاّ في عيد.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أحمد الأصبهاني، قال: سمعت أبا علي الحافظ - يعني أحمد بن محمّد بن أحمد البرداني ببغداد يقول: سمعت أبا محمّد الجوهري (1) يقول: سمعت أخي أبا عبد اللّه الحسين بن علي بن محمّد يقول: رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في المنام فقلت: يا رسول اللّه قد اختلفت عليّ المذاهب، فقال لي: عليك بابن بطّة، فأصبحت و لبست ثيابي، و أصعدت إلى عنده إلى عكبرا، فدخلت و هو في المسجد، فلما رآني قال لي: صدق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، صدق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، صدق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب، قال (2):

كتب إليّ أبو ذرّ عبد بن أحمد الهروي من مكة يذكر أنه سمع نصرا الأندلسي قال:- و كان يحفظ و يفهم، و رحل إلى خراسان - قال: خرجت إلى عكبرا فكتبت عن شيخ بها عن أبي خليفة، و عن ابن بطّة، و رجعت إلى بغداد، فقال أبو الحسن الدارقطني: أين كنت ؟ فقلت: بعكبرا، فقال: و عمن كتبت ؟ فقلت: عن فلان صاحب أبي خليفة، و عن ابن بطّة، فقال: و أيش كتبت عن ابن بطّة ؟ قلت: كتاب السنن لرجاء (3) بن مرجّى، حدّثني به ابن بطّة، عن حفص بن عمر الأردبيلي، عن رجاء بن مرجّى، فقال: هذا محال، دخل رجاء بن مرجّى بغداد سنة أربعين، و دخل حفص بن عمر الأردبيلي سنة سبعين و مائتين فكيف سمع منه.

قال (4):و حدّثني أبو القاسم عبد الواحد بن علي الأسدي، حدّثني الحسن بن شهاب.

أن ابن بطّة قدم بغداد و نزل على ابن السّوسنجردي فقرأ عليه أبو الحسن بن الفرات كتاب السنن لرجاء بن مرجّى الحافظ ، و كتبه ابن الفرات عنه عن حفص بن عمر الأردبيلي الحافظ عن رجاء، فأنكر ذلك أبو الحسن الدارقطني (5)،و زعم أن حفصا ليس عنده عن رجاء، و أنه يصغر عن السماع منه، فأبردوا بريدا إلى أردبيل و كان ابن حفص بن عمر حيا هناك، و كتبوا إليه يستخبرونه عن هذا الكتاب، فعاد جوابه أن أباه لم يرو عن رجاء بن مرجّى، و لا رآه قط ، و أن مولده كان بعد موته بسنتين (6).

ص: 109


1- من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 381-400 ص 145) و سير أعلام النبلاء 530/16.
2- تاريخ بغداد 372/10-373.
3- الأصل: لمرجى بن رجا، و المثبت عن م و تاريخ بغداد.
4- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 373/10 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 381-400 ص 148-149) و سير أعلام النبلاء 533/16 مختصرا.
5- في تاريخ الإسلام: القرطبي، تصحيف.
6- كذا بالأصل، و في م و تاريخ بغداد و تاريخ الإسلام: بسنين.

قال أبو القاسم فتتبع ابن [بطة] (1) النسخ التي كتبت عنه فغيّر الرواية و جعلها عن ابن الراجيان عن فتح بن شخرف، عن رجاء، و لما مات ابن بطّة رأيت نسخته بالسنن و قد غيّر أول كل جزء منها، و جعله رواية ابن الراجيان عن فتح بن شخرف، عن رجاء.

قال (2):و قال لي الحسن بن شهاب: سألت أبا عبد اللّه بن بطّة: أسمعت من البغوي حديث علي بن الجعد؟ فقال: لا، قال: أبو القاسم و كنت قد رأيت في كتب ابن بطّة نسخة بحديث علي بن الجعد قد حككها و كتب بخطه سماعه فيها، فذكرت ذلك لابن شهاب، فعجب منه.

قال أبو القاسم: و روى ابن بطّة عن أحمد بن سلمان النّجّاد، عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي نحوا من مائة و خمسين حديثا، فأنكر ذلك عليه علي بن محمّد بن ينال (3)،و أساء القول فيه، و قال: إن النّجّاد لم يسمع من العطاردي شيئا حتى همت العامة أن توقع بابن ينال فاختفى.

قال: و كان ابن بطة قد خرّج تلك الأحاديث في كتبه فتتبعها و ضرب على أكثرها، و بقي بقيتها على حاله.

قال: و ابن ينال بغدادي، نزل عكبرا، و تعلم الخطّ على كبر السن، و سمع الحديث، و رزقه اللّه من المعرفة و الفهم به شيئا كثيرا.

قرأت على (4) ابن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي قال:

سألت أبا ذرّ عن ابن بطّة فقال: كتبت عنه أحاديث، و اجتهدت به على أن يخرّج لي شيئا من الأصول فلم يفعل، و قال: كتبي مدفونة في بيت مطين، فاجتهدت به على أن أخرجها له، أنا و أكفيه المئونة فلم يفعل، فزهدت فيه.

ص: 110


1- الزيادة عن م و المصادر.
2- القائل أبو القاسم عبد الواحد بن علي، كما يفهم من عبارة تاريخ بغداد و سير أعلام النبلاء 531/16-532 و تاريخ الإسلام ص 146.
3- في تاريخ بغداد: نيال، ورد فيها في كل مواضع الخبر مصحفا. راجع ترجمته في تاريخ بغداد 88/12 و فيها: علي بن محمد بن ينال أبو الحسن العكبري، مات سنة 376.
4- بعدها بالأصل علامة تحويل إلى الهامش، و لم يكتب شيئا عليه، و في م: قرأت على أبي محمد بن حمزة.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (1)، حدّثني أبو القاسم التّنوخي، قال: أراد أبي أن يخرجني إلى عكبرا لأسمع من ابن بطّة كتاب:

«معجم الصحابة» تصنيف أبي القاسم البغوي، فجاءه أبو عبد اللّه بن بكير، و قال له: لا تفعل فإن ابن بطة لم يسمع المعجم من البغوي، و ذلك أن البغوي حدّث به دفعتين: الأولى منهما قبل سنة ثلاثمائة في مجلس عام، و الأخرى بعد سنة ثلاثمائة في مجلس خاص لعلي بن عيسى و أولاده ففي أيّ المرتين سمعه ابن بطّة.

قال الخطيب: و في هذا القول نظر، لأن محمّد بن عبيد اللّه بن الشّخير قد روى عن البغوي المعجم، و كان سماعه بعد الثلاثمائة بسنين (2) عدة (3) و لعل ابن بكير أراد بالمرتين قبل سنة عشر و ثلاثمائة، و بعدها، و أحسب البغوي روى المعجم قبل العشر (4) فسمعه منه ابن الشّخير و غيره، و رواه بعد العشر لعلي بن عيسى و أولاده خاصة، و مما يدلّ على ذلك أن أبا حفص بن شاهين كان من المكثرين عن البغوي، و كذلك أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن شاذان، و لم يكن عند واحد منهم عنه المعجم، فهذا يدل على أن روايته العامة كانت قبل العشر بسنين عدة، فلم يسمع هؤلاء منه المعجم لذلك، و اللّه أعلم.

قال الخطيب (5):و حدّثني أحمد بن الحسن (6) بن خيرون، قال: رأيت كتاب ابن بطّة بمعجم البغوي في نسخة كانت لغيره، و قد حكّ اسم صاحبها، و كتب اسمه عليها.

و قد رأى (7) شيخنا أبو القاسم بن السّمرقندي بعض نسخة ابن بطّة بمعجم البغوي، فوجدت سماعه فيها مصلحا بعد الحكّ ، كما حكاه الخطيب عن ابن خيرون و قد أخبرنا بالمعجم من طريق ابن بطّة أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الخطّاب في كتابه، أنا القاضي أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى السّعدي بمصر، أنا أبو عبد اللّه عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد بن بطّة العكبري - قراءة عليه - قال: قرئ على أبي القاسم البغوي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن الموحد، قال: و فيما قرأناه على الشيخ

ص: 111


1- تاريخ بغداد 374/10 و مختصرا في تاريخ الإسلام(381-400) ص 147.
2- عن م و تاريخ بغداد، و بالأصل:«سنين».
3- في م: عديدة.
4- عن م و تاريخ بغداد و بالأصل: العشرة.
5- تاريخ بغداد 374/10.
6- بالأصل و م الحسين تحصيف، و في تاريخ بغداد و تاريخ الإسلام «الحسن» و هو الصواب ترجمته في سير أعلام النبلاء 105/19.
7- عن م و بالأصل: أرى.

أبي الحسين بن الآبنوسي إجازة له عن أبي عبد اللّه بن بطّة العكبري - قراءة عليه - قال:

قرئ على أبي القاسم:

ولدت يوم الاثنين لأربع خلون من شوال من سنة أربع و ثلاثمائة (1).

قال ابن بطّة: و ولد ابن منيع سنة أربع عشرة و مائتين، و مات يوم الفطر سنة سبع عشرة و ثلاثمائة.

و قال ابن بطّة (2):كان لأبي ببغداد شركاء، و فيهم رجل يعرف بأبي بكر، فقال لأبي:

ابعث بابنك إلى بغداد يسمع الحديث، فقال: إنّه صغير، فقال أبو بكر: أنا أحمله معي، فحملني إلى بغداد، فجئت إلى ابن منيع و هو يقرأ عليه الحديث، و قال لي بعضهم: سل الشيخ أن يخرج إليك معجمه لنقرأ عليه، و لم أعلم أن له معجما، فسألت ابنه أو ابن ابنته في باب المعجم فقال: إنّه يريد دراهم كثيرة، فقلت لأمي طاق ملجم آخذه منها و أبيعه، ثم قرأنا عليه كتاب:«المعجم» في نفر خاص في مدة عشرة أيام، أقل أو أكثر، و ذلك في آخر سنة خمس عشرة، و أوّل سنة ست عشرة، و قال ابن بطّة: أذكره، و قد قال: حدّثنا إسحاق بن إسماعيل الطّالقاني سنة أربع و عشرين و مائتين، و قال المستملي: خذوا هذا قبل أن يولد كل محدّث على وجه الأرض اليوم.

قال ابن بطّة: و سمعت المستملي - و هو أبو عبد اللّه بن مهران - يقول له: من ذكرت يا ثلث (3) الإسلام (4).

أخبرناه (5) أبو الحسن بن سعيد، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (6):

قال لي أبو القاسم الأزهري: ابن بطة ضعيف، ضعيف، ليس بحجة، و عندي عنه معجم البغوي، و لا أخرج منه في الصحيح شيئا، قلت له: فكيف كان كتابه بالمعجم ؟ فقال: لم نر له

ص: 112


1- تاريخ الإسلام (حوادث سنة 381-400) ص 145.
2- الخبر في تاريخ الإسلام ص 145.
3- كذا بالأصل و م، و في تاريخ الإسلام: يا ثبت الإسلام.
4- هنا ينتهي الجزء الثامن عشر من النسخة المغربية، و كتب ناسخه: نجز الجزء بحمد اللّه و عونه و الصلاة و السلام على محمد النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا. يتلوه في الذي يليه: أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، و الحمد للّه وحده و صلّى اللّه على... بعده آمين.
5- قبلها في م: بسم اللّه الرحمن الرحيم و به رجائي و ثقتي.
6- تاريخ بغداد 374/10 و تاريخ الإسلام(381-400) ص 147 و سير أعلام النبلاء 532/16 مختصرا.

أصلا به، و إنّما دفع إلينا نسخة طرية بخط ابن شهاب، فنسخنا منها و قرأنا عليه.

قال الخطيب (1):و شاهدت عند حمزة بن محمّد بن طاهر الدقاق نسخة بكتاب محمّد بن عزيز (2) في غريب القرآن، و عليها سماع ابن السوسنجردي من ابن بطّة، عن ابن عزيز (3) فسألت حمزة عن ذلك فأنكر أن يكون ابن بطّة سمع الكتاب من ابن عزيز (4)،و قال:

ادّعى سماعه و رواه.

قال الخطيب (5):و كذلك ادّعى سماع كتب أبي محمّد بن قتيبة، و رواها عن شيخ سماه ابن أبي مريم، و زعم أنه دينوري، حدّثه عن ابن قتيبة، و ابن أبي مريم هذا لا يعرفه أحد من أهل العلم، و لا ذكره سوى ابن بطّة، و اللّه أعلم.

قال (6):و حدّثني عبد الواحد بن علي الأسدي قال: قال لي محمّد بن أبي الفوارس:

روى ابن بطّة عن البغوي، عن مصعب بن عبد اللّه، عن مالك، عن الزهري، عن أنس أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«طلب العلم فريضة على كلّ مسلم»[7609].

قال الخطيب: و هذا الحديث باطل من حديث مالك، و من حديث مصعب عنه، و من حديث البغوي عن مصعب، و هو موضوع بهذا الإسناد، و الحمل فيه على ابن بطّة، و اللّه أعلم.

قال (7):و أخبرني الأزهري قال: مات ابن بطّة في المحرم سنة سبع و ثمانين و ثلاثمائة.

قال (8):و أنا العتيقي قال: سنة سبع و ثمانين و ثلاثمائة فيها توفي بعكبرا أبو عبد اللّه بن بطّة في المحرم، و كان شيخا صالحا، مستجاب الدعوة.

قال الخطيب (9):و سألت عبد الواحد بن علي العكبري عن وفاة ابن بطّة، فقال: دفناه يوم عاشوراء من سنة سبع و ثمانين و ثلاثمائة.

4489 - عبيد اللّه بن محمّد

أبو عبد اللّه المكتب (10)

من أهل دمشق.

ص: 113


1- تاريخ بغداد 374/10 و تاريخ الإسلام(381-400) ص 147 و سير أعلام النبلاء 532/16 مختصرا.
2- عن م و تاريخ بغداد و تاريخ الإسلام و بالأصل:«عرير».
3- عن م و تاريخ بغداد و تاريخ الإسلام و بالأصل:«عرير».
4- عن م و تاريخ بغداد و تاريخ الإسلام و بالأصل:«عرير».
5- تاريخ بغداد 374/10 و تاريخ الإسلام(381-400) ص 147 و سير أعلام النبلاء 532/16 مختصرا.
6- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 375/10 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 381-400) ص 145 و سير أعلام النبلاء 531/16.
7- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 375/10 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 381-400) ص 145 و سير أعلام النبلاء 531/16.
8- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 375/10 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 381-400) ص 145 و سير أعلام النبلاء 531/16.
9- تاريخ بغداد 375/10.
10- في م: المكيث.

كان يسكن بيت لهيا.

روى عن: محمّد بن شعيب، و شعيب بن إسحاق.

روى عنه: يعقوب بن سفيان، قاله ابن حبّان (1) فيما حكاه المقدسي عنه.

كتب إليّ أبو علي محمّد بن سعيد بن نبهان، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان، نا عبيد اللّه بن محمّد أبو عبد اللّه (2)المكتب - ببيت لهيا - حدّثني محمّد بن شعيب، أخبرني يحيى بن الحارث الذّماري أنه سمع سالما يحدث عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«كل مسكر خمر، و كلّ مسكر حرام»[7610].

4490 - عبيد اللّه بن محمّد و يقال: ابن منصور بن محمّد -

أبو بكر البغدادي البزّار

المعروف بابن الصّبّاغ (3)

روى عن هشام بن عبد الملك الطيالسي، و عاصم بن علي، و منصور بن أبي مزاحم، و أبي موسى الزّمن (4)،و مؤمّل بن إهاب، و محمّد بن خالد بن أمه الهاشمي، و محمّد بن عبّاد المكي، و عبيد بن جناد قاضي حلب، و أحمد بن صالح، و أحمد بن حنبل، و أبي سلمة التّبوذكي، و إبراهيم بن عبد اللّه بن حاتم الهروي، و سعيد بن سليمان سعدويه، و إسحاق بن راهويه، و أبي بكر بن أبي شيبة.

روى عنه: أبو الميمون بن راشد، و أبو علي بن شعيب - و قال في نسبه: ابن منصور - و محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن يعقوب بن زوزان (5) الأنطاكي، و أبو محمّد جعفر بن محمّد بن علي الهمداني - نزيل صور-.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا تمّام بن محمّد، أنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد البجلي، نا أبو بكر

ص: 114


1- عن م و إعجامها مضطرب بالأصل.
2- في م: عبيد اللّه.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 344/10.
4- هو محمد بن المثنى بن عبيد العنزي البصري الحافظ ترجمته في سير أعلام النبلاء 123/12.
5- بالأصل:«زوران» و في م:«روزان» قيده ابن ماكولا بمعجمتين: زوزان، و ترجمته في سير أعلام النبلاء 334/15.

عبيد اللّه بن محمّد البزار في سوق أم حكيم، يعرف بابن الصّبّاغ، نا أبو الوليد الطيالسي سنة ست و عشرين و مائتين بالبصرة، نا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«من نام عن صلاة أو نسيها فليصلّها إذا ذكرها»[7611].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو عبد اللّه بن محمّد بن علي بن الحسين بن سكّينة الأنماطي (1)،أنا أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان، نا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن يعقوب بن زوزان (2) الحارثي بأنطاكية، نا أبو بكر عبيد اللّه بن منصور بدمشق، نا محمّد بن خالد بن أمة الخراساني، نا مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«الندم توبة»[7612].

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو الحسن بن سعيد قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):

عبيد اللّه بن منصور الصباغ نزل دمشق، و حدّث بها عن محمّد بن عبّاد المكي، روى عنه محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري.

حدّثني عبد العزيز بن أحمد الكتّاني، نا تمّام بن محمّد، حدّثني أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب، نا عبيد اللّه بن منصور الصّبّاغ البغدادي في سوق أم حكيم، نا محمّد بن عبّاد، فذكر عنه حديثا (4).

4491 - عبيد اللّه، و يقال: عبد اللّه - بن محمّد بن القمّاح

حدّث عن أبي الميمون البجلي.

روى عنه: ابنه أبو القاسم المنجّى.

4492 - عبيد اللّه بن مروان بن الحكم بن أبي العاص

ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي

ولي غزو الصائفة من قبل أخيه عبد الملك بن مروان، له ذكر و دار بدمشق، شامي دار

ص: 115


1- سير أعلام النبلاء 346/18.
2- الأصل: روران، و في م: زوران، تصحيف.
3- تاريخ بغداد 344/10.
4- و قد مرّ قريبا بسنده عن جابر قال إن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: نعم الإدام الخل.

الحجارة بالأطباقيين (1) بينهما الطريق الآخذ إلى باب الفراديس مع دار خديجة التي في جيرون، و إليه ينسب زراعة عبد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،نا أبي، نا أبو داود عمر بن سعد، نا بدر بن عثمان، عن عبيد اللّه بن مروان، عن أبي (3) عائشة، عن ابن عمر قال: خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ذات غداة بعد طلوع الشمس، فقال:

«رأيت قبيل الفجر كأني أعطيت المقاليد و الموازين، فأما المقاليد فهذه المفاتيح، و أمّا الموازين فهذه التي تزنون بها، و وضعت في كفّة، و وضعت أمّتي في كفّة، فوزنت بهم، فرجحت، ثم جيء بأبي بكر، فوزن بهم فوزن، ثم جيء بعمر فوزن، ثم جيء بعثمان فوزن بهم، فوزن ثم رفعت»[7613].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، قال:، أنا محمّد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي بن المديني: أبو عائشة لا نعرفه - يعني أبا عائشة - الذي روى عنه عبيد اللّه بن مروان، عن ابن عمر، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم «أوتيت المقاليد و الموازين»[7614].

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (4):

فولد مروان بن الحكم: أبان بن مروان، و عبيد اللّه، و عبد اللّه درج، و أيوب، و عثمان، و داود، و رملة، و أمّهم أم أبان بنت عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية، و أمّها رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سألت أبا مسهر عن ولد مروان ؟ فقال: عبيد اللّه، و أبان، و عثمان، و داود و ذكر غيرهم.

ص: 116


1- في م: الانطافبين، تصحيف.
2- الحديث في مسند أحمد 368/2 رقم 5470.
3- بالأصل و م:«ابن عائشة» و المثبت عن المسند.
4- طبقات ابن سعد 36/5 ضمن أخبار مروان بن الحكم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - نا عبد العزيز الكتاني (1)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو (2) القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم بن بشر، نا محمّد بن عائذ قال:

و في سنة إحدى و ثمانين غزا عبيد اللّه بن مروان، و فتح حصن سنان (3)،و أصيبت الروم.

4493 - عبيد اللّه بن مروان بن محمّد بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص الأموي

كان ولي عهد أبيه مروان بن محمّد، و هو الداخل إلى بلاد النّوبة، و كان قدم مع أبيه دمشق فعقد له ولاية العهد، و لأخيه عبد اللّه بدير أيوب من عمل دمشق.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى القاضي (4)،نا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا أبو العباس الفضل بن العباس الرّبعي، حدّثني إبراهيم بن عيسى بن أبي جعفر المنصور، قال: سمعت عمي سليمان بن أبي جعفر يقول:

كنت واقفا على رأس المنصور ليلة و عنده إسماعيل بن علي، و صالح بن علي، و سليمان بن علي، و عيسى بن علي (5)،فتذاكروا زوال ملك بني أمية و ما صنع بهم عبد اللّه (6)و قتل من قتل منهم بنهر أبي فطرس، فقال المنصور: رحمة اللّه و رضوانه على عمي أ لا منّ عليهم حتى يروا من دولتنا، ما رأينا من دولتهم، و يرغبوا إلينا كما رغبنا إليهم، فقد لعمري عاشوا سعداء و ماتوا فقداء، فقال له إسماعيل بن علي: يا أمير المؤمنين إنّ في حبسك عبيد اللّه (7) بن مروان بن محمّد و كانت له قصة عجيبة مع ملك النّوبة فابعث فسله عنها، فقال: يا مسيّب عليّ به، فأخرج فتى مقيّد بقيد ثقيل، و غلّ ثقيل، فمثل بين يديه فقال: السلام

ص: 117


1- في م: الكناني، تصحيف.
2- في م: أنا أبو الفتح بن أبي العقرب.
3- في معجم البلدان حصن سنان في بلاد الروم فتحه عبد اللّه(؟) بن عبد الملك بن مروان (مادة: حصن سنان، و مادة: سنان).
4- الخبر في الجليس الصالح الكافي 379/2 و مختصرا في عيون الأخبار 205/1.
5- هؤلاء الأربعة من أعمام أبي جعفر المنصور.
6- يعني أخاهم عبد اللّه بن علي.
7- كذا بالأصل و م و أصل الجليس الصالح، و قد وضع محققه مكانها:«عبد اللّه».

عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته، فقال: يا عبيد اللّه (1) رد السلام أمن، و لهم تسمح لك نفسي بذلك بعد، و لكن أقعد فجاءوا بوسادة فثنيت فقعد عليها، فقال له: لقد بلغني أنه كانت لك قصة عجيبة مع ملك النّوبة فما هي ؟.

قال: يا أمير المؤمنين، لا، و الذي أكرمك بالخلافة، ما أقدر على النفس من ثقل الحديد، و لقد صدئ قيدي مما أرشش عليه من البول، و أصب عليه الماء في أوقات الصلاة.

فقال: يا مسيّب، أطلق عنه حديده، ثم قال: نعم يا أمير المؤمنين، لما قصد عبد اللّه بن علي إلينا، كنت المطلوب من بين الجماعة، لأني كنت ولي عهد أبي من بعده، فدخلت إلى خزانة فاستخرجت منها عشرة آلاف دينار، ثم دعوت عشرة من غلماني و حملت كل واحد على دابة، و دفعت إلى كل غلام ألف دينار، و أوقرت خمسة أبغل فرشا (2)،و شددت في وسطي جوهرا له قيمة مع ألف دينار، و خرجت هاربا إلى بلاد النوبة، فسرت فيها ثلاثا، فوقفت إلى مدينة خراب، فأمرت الغلمان فعدلوا إليها و كشحوا منها ما كان قذرا ثم فرشوا (3) بعض تلك الفرش، و دعوت غلاما لي كنت أثق بعقله، فقلت: انطلق إلى الملك، فاقرئه مني السلام، و خذ لي منه الأمان، و ابتع لي ميرة. قال: فأبطأ عليّ حتى سؤت به ظنّا، ثم أقبل و معه رجل آخر، فلما أن دخل كفر (4) لي ثم قعد بين يدي، فقال لي: الملك يقرأ عليك السلام، و يقول لك: من أنت ؟ و ما جاء بك إلى بلادي ؟ أ محارب أم راغب إليّ أم مستجير بي ؟ قلت: ترد على الملك السلام، و تقول له: أما محاربا فمعاذ اللّه، و أما راغبا في دينك فما كنت أبغي بديني بدلا، و أما مستجير بك، فلعمري. قال: فذهب ثم رجع [إليّ ] (5)،فقال: إن الملك يقرأ عليك السلام، و يقول لك: أنا صائر إليك غدا، فلا تحدثن في نفسك حدثا و لا تتخذ شيئا من ميرة فإنها تأتيك و ما تحتاج إليه، فأقبلت الميرة فأمرت غلماني ففرشوا ذلك الفرش كله، و أمرت بفرش فنصبت له و لي مثله، و أقبلت من غد أرقب مجيئه، فبينا أنا كذلك إذ أقبل غلماني يحضرون (6)،قالوا: إن الملك قد أقبل، فقمت بين شرفتين من شرف القصر انظر إليه، فإذا أنا برجل قد لبس بردين ائتزر بأحدهما و ارتدى الآخر، حاف راجل، و إذا عشرة معهم الحراب ثلاثة يقدمونه و سبعة خلفه، و إذا الرجل الموجه إليّ جنبة فاستصغرت أمره،

ص: 118


1- كذا بالأصل و م و أصل الجليس الصالح، و قد وضع محققه مكانها:«عبد اللّه».
2- غير مقروءة بالأصل و رسمها:«خرثيا» و في م:«حديثا» و المثبت عن الجليس الصالح.
3- في الجليس الصالح: ثم بسطنا.
4- كفر لي: أي سجد لي.
5- زيادة لازمة عن الجليس الصالح.
6- يحضرون: أي يجرون كجري الفرس.

و هان عليّ لما رأيته في تلك الحال، و سولت لي نفسي قتله، فلما قرب من الدار إذا أنا بسواد عظيم، فقلت: ما هذا السواد فقيل: الخيل، قوافي يا أمير المؤمنين زهاء عشرة آلاف عنان، و كان موافاة الخيل الدار في وقت دخوله فأحدقوا بها، فدخل إليّ فلما نظر إليّ ، قال لترجمانه: أين الرجل ؟ فأومأ الترجمان إليّ ، فلما نظر إليّ وثبت له فأعظم ذلك و أخذ بيدي فقبلها و وضعها على صدره، و جعل يدفع ما والى الفسطاط برجله و يشوش الفرش، فظننت أن ذلك شيئا يجلّونه أن يطئوا على مثله، حتى انتهى إلى الفرش، فقلت لترجمانه: سبحان اللّه لم لم يقعد على الموضع الذي قد وطّئ، فقال: قل له: إني ملك، و حق كل ملك أن يتواضع لعظمة اللّه إذا رفعه اللّه، قال: ثم أقبل طويلا ينكت بإصبعه في الأرض ثم رفع رأسه، فقال لي:

كيف سلبتم هذا الملك، و أخذ منكم و أنتم أقرب الناس إلى نبيكم فقلت: جاء من كان أقرب قرابة إلى نبينا فسلبنا و قتلنا و طردنا، فخرجت إليك مستجيرا باللّه ثم بك، قال: فلم كنتم تشربون الخمر و هي محرمة عليكم في كتابكم ؟ فقلت: فعل ذلك عبيد و أتباع و أعاجم دخلوا في ملكنا، من غير رأينا، قال: فلم كنتم تلبسون (1) الحرير و الديباج، و على دوابكم الذهب و الفضة و قد حرم ذلك عليكم ؟ قلت: عبيد و أتباع و أعاجم (2) دخلوا في ملكنا، قال: فلم كنتم أنتم بأعيانكم إذا خرجتم إلى نزهكم و صيدكم تقحمتم على القرى فكلفتم أهلها ما لا طاقة لهم به، بالضرب الوجيع ثم لا يقنعكم ذلك حتى تدوسوا زروعكم فتفسدوها في طلب دراج قيمته نصف درهم، أو عصفور قيمته لا شيء، و الفساد محرم عليكم في دينكم، قلت: عبيد و أتباع. قال: لا، و لكنكم استحللتم ما حرّم اللّه عليكم و أتيتم ما عنه نهاكم، فسلبكم اللّه العز، و ألبسكم الذل، و للّه فيكم نقمة لم تبلغ غايتها بعد، و إنّي أتخوف أن تنزل النقمة بك إذ كنت من الظلمة، فيشملني معك، فإن النقمة إذا نزلت عمت و شملت، فأخرج بعد ثلاث، فإني إن وجدتك بعدها أخذت جميع ما معك، و قتلتك و قتلت جميع من معك، ثم وثب فخرج، فأقمت ثلاثا و خرجت إلى مصر، فأخذني و اليك، فبعث بي إليك، فها أنا ذا و الموت أحب إليّ من الحياة، قال: فهمّ أبو جعفر بإطلاقه، فقال له إسماعيل بن علي: في عنقي بيعة له، قال:

فما ذا ترى ؟ قال: ينزل في دار من دورنا و نجري عليه ما يجرى على مثله. قال: ففعل ذلك به، فو اللّه ما أدري أمات في حبسه أم أطلقه المهدي.

و قد قيل إن الذي حكى هذه الحكاية عبد اللّه أخوه، و عبيد اللّه قتلته النوبة، و تزوج

ص: 119


1- الأصل و م: تركبون النمور و الديباج، و المثبت عن الجليس الصالح.
2- ليست في الجليس الصالح.

عبيد اللّه هذا عائشة بنت هشام بن عبد الملك و لم يعقب.

قرأت على أبي الوفاء الغساني عن عبد العزيز الكتاني، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد، أنا محمّد بن جرير (1)،حدّثني أحمد بن زهير، أنا عبد الوهاب بن إبراهيم نا أبو هاشم مخلد بن محمّد قال:

و هرب عبد اللّه و عبيد اللّه ابنا مروان بن محمّد ليلة بيّت مروان إلى أرض الحبشة، فلقوا من الحبشة بلاء قاتلتهم الحبشة، فقتلوا عبيد اللّه و أفلت عبد اللّه، في عدة ممن معه، و كان فيهم بكر بن معاوية الباهلي، فسلم حتى كان في خلافة المهدي، فأخذه نصر بن محمّد بن الأشعث عامل فلسطين فبعث به إلى المهدي.

آخر (2) الجزء التاسع عشر بعد الثلاثمائة من الأصل (3).

4494 - عبيد اللّه بن المظفّر بن عبد اللّه بن محمّد

أبو الحكم الباهلي الأندلسي (4)

ولد بالمرية (5) سنة ست و ثمانين و أربعمائة، و حجّ سنة ست عشرة و خمسمائة، و حج طبيبا مع أمير الجيوش قطز سنة ثمان عشرة و خمسمائة.

و قدم دمشق سنة ثلاثين و خمسمائة.

و قرأ بالاسكندرية على ابن الدلال، و قرأ بالصعيد على ابن الصعل، و صحب توفيق بن محمّد مدة سنة بدمشق، ثم مضى إلى العراق ليقرأ، فقرءوا عليه لما رأوه أهلا لذلك، و خدم السلطان محمود بن مالك بن شاه، و أنشأ له في معسكره بيمارستان ينقل على الجمال (6) سنة إحدى و عشرين و خمسمائة، و نهب البيمارستان ببغداد بالحلبة مع ثقل السلطان عند حربه للخليفة المسترشد باللّه أمير المؤمنين.

ذكر ذلك ابنه أبو المجد، و كان شاعرا مطبوعا خليعا، و أكثر شعره في المجون.

ص: 120


1- تاريخ الطبري 438/7 (حوادث سنة 132).
2- ما بين الرقمين ليس في م.
3- ما بين الرقمين ليس في م.
4- انظر ترجمته في: نفح الطيب 133/2 وفيات الأعيان 123/3 و عيون الأنباء لابن أبي أصيبعة 144/2 شذرات الذهب 153/4.
5- كذا بالأصل و م، و في المختصر 366/15 بالمدينة. و في وفيات الأعيان أن أصله من المرية و مولده باليمن. و المرية: مدينة كبيرة من كورة إلبيرة من أعمال الأندلس.
6- كان يحمله أربعون جملا، قاله في وفيات الأعيان.

أنشدنا لنفسه على لسان الأديب نصر الهيتي يرثي مقلى انكسرت له:

لقد جار هذا الدهر في الحكم و استعلا *** و جرعني كأسا أمرّ من الدّفلا

و حمّلت من أهواله فوق طاقتي *** و لكنّها هانت لحزني على المقلا

أتانا بها من أرض بيروت تاجر *** و أنزلها قبليّ دار أبي يعلا

فجئت و قد حددت أذني نحوها *** أخطى بها شبه الحمار إذا أدلا

و قد راقني منها صفاء و بهجة *** كأن عليها سندر و سابه تطلا

ترى عروبتها و الحروف صحيحة *** فلا حرف منها إن تأمّلت معتلاّ

و قلت له أنفقت بيعك فاقتصد *** إذا سمتنا و الزم طريقتك المثلا

فإني أنا الهيتي أشعر من نشا *** و أفضل مخلوق مشى و احتذى نعلا

أشدّهم بأسا و أنداهم يدا *** و أسمحهم نفسا و أكرمهم فعلا

فوزني ثلاثين من نقد جلق *** و كان على الوزن مذ لم أزل سهلا

و جزت بها في دار سيف و إنّها *** لفي ناظري من كل مقلا بها أحلا

و لست ترى يوما أشد استدارة *** و أحسن منها إن تأمّلتها شكلا

أخاف عليها العين حين أزفّها *** إلى منزلي شبه العروس إذا تجلا

فطورا أواريها بكمي و تارة *** أجرّدها مثل الحسام إذا سلاّ

فحين حواها أثر ذلك مطبخي *** نقلت إليه الفحم و الحطب الجزلا

و أعددتها ذخرا لترويح طعمنا *** و للشحم إذ يسلى، و للبيض إذ يقلا

أحمص فيها كفّ لوز و حمّص *** و طورا أقلي كفّ قمح و باقلا

و أكرم أضيافي بذاك إذا انتشوا *** و أتركه ما بين أيديهم نقلا

فما أكثر الحسّاد فيها و قولهم *** و رب شبيه ما رأينا لها مثلا

و قولهم لو كنت آثرتنا بها *** و قد علموا أنّي لها منهم أولى

و كم طلبوا أن يوكسوها بجلهم (1) *** و أوهمهم أني أفاخرهم هزلا

فما وجدوا فيها مقالا لعائب *** و لا نالها و صم فترفض أو تقلا

فلمّا أراد اللّه إنفاذ حكمه *** و كان قضاء اللّه في خلقه عدلا

أتاح لها حطبا (2) من الدهر فاتكأ *** فأودى بها هلكا و غادرني عطلا

ص: 121


1- في م: و قد طلبوا أن يوكسوها بجهلهم.
2- كذا بالأصل و م، و في المختصر 366/15 خطبا.

فتبّا لهذا الدهر، كم غبطة طوى *** و كم نعمة أجدى و كم جدة أبلا

عدمت لذيذ العيش لما عدمتها *** و يكثر عندي أن أرى الخلّ و البقلا

خليلي إنّ الحزن... (1) خاطري *** فلا تحسباني قلت ما قلته جهلا

فقد كنت أدري ما أقول فها أنا *** كحاطب ليلي يجمع الدّق و الجلاّ

و صار مقالي في المقالي محيّرا *** فلا عجب إن كان عقلي قد اختلاّ

و لا تنكرا (2) مني بلادة خاطري *** ففقدي لها، و اللّه لم يبق لي عقلا

توفي أبو الحكم بدمشق ليلة الأربعاء رابع (3) ذي القعدة سنة تسع و أربعين و خمسمائة، و دفن بباب الفراديس.

4495 - عبيد اللّه بن معاوية أبي شاكر

ابن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

و أمه امرأة من بني تميم، ثم من بني زرارة، ولد في حياة جده هشام.

له ذكر.

4496 - عبيد اللّه بن معمر بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد

ابن تيم (4) بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر

أبو معاذ القرشي التيمي (5)

والد عمر بن عبيد اللّه بن معمر، أحد أجواد قريش.

أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و روى عنه حديثا مرسلا.

و سمع: عمر، و عثمان، و طلحة بن عبيد اللّه.

و روى عنه: محمّد بن سيرين، و عروة بن الزبير.

و قيل إنه وفد على معاوية.

ص: 122


1- رسمها بالأصل:«ششدر» و في م: شيدر.
2- في م: و لا تنكروا.
3- و في وفيات الأعيان سادس ذي القعدة، قال ابن خلكان: و هو الأصح.
4- في م: تميم.
5- ترجمته في الإصابة 76/3 و وقع فيها هنا: معمر بن غنم، و جاء صوابا فيها 449/3 و أسد الغابة 427/3 و الاستيعاب 433/2 (هامش الإصابة) و التاريخ الكبير 398/1/3 و الجرح و التعديل 332/5.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أحمد بن إسحاق، نا ابن أبي عاصم، نا إبراهيم بن الحجاج.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني هارون بن عبد اللّه، نا سليمان بن حرب، قالا: نا حمّاد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبيد اللّه بن معمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«ما أوتي - و في حديث ابن السّمرقندي: أعطي - أهل بيت الرفق إلاّ نفعهم، و لا منعوه إلاّ ضرّهم»[7615].

قال البغوي: و لا أعلم روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم غير هذا الحديث، و لا رواه عن هشام غير حمّاد بن سلمة (1).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا الحكم بن موسى قال عبد اللّه: و سمعته أنا من الحكم، أنا ابن عيّاش، عن موسى بن عقبة، عن أبي النضر، عن عبيد اللّه بن معمر، عن عبد اللّه بن أبي أوفى قال:

كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يحب أن ينهض إلى عدوه عند زوال الشمس[7616].

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي الفقيه، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال (3):

و ولد معمر بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة: عبيد اللّه و معبدا، و أمّهما سلمى بنت الأصفر (4) بن وائل بن مالة (5)،روى له بعض الناس في معاوية (6):

إذا أنت لم ترخ الإزار تكرّما *** على الكلمة العوراء من كلّ جانب

فمن ذا الذي نرجو (7) لحقن دمائنا *** و من ذا الذي نرجو (8) لحمل النوائب

ص: 123


1- أسد الغابة 428/3 و الإصابة 440/2 و 76/3.
2- مسند أحمد 53/7 رقم 19162.
3- الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 288 فكثيرا ما يأخذ الزبير عن عمه المصعب.
4- نسب قريش و م: الأصغر.
5- نسب قريش: تمالة.
6- البيتان في أسد الغابة 428/3 و الإصابة 440/2 و 77/3 و الاستيعاب 434/2 (هامش الإصابة).
7- بالأصل:«يرجو... ترجو» و المثبت عن م و المصادر.
8- بالأصل:«يرجو... ترجو» و المثبت عن م و المصادر.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):

عبيد اللّه بن معمر والي البصرة.

قال عبد اللّه بن محمّد، عن هشام - يعني ابن يوسف - عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن عبيد اللّه، و كان يحسن عليه الثناء، هو التيمي القرشي.

و قال ابن المثنى: نا معاذ، نا ابن عون، عن محمّد: أول من رفع يديه في الجمعة عبيد اللّه (2) بن معمر، و أول من أحدث الوصية برأيه أراه أخا عمر.

كذا في الأصل، و الصواب أبو عمر.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا:

أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (3):

عبيد اللّه بن معمر روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«ما أعطي أهل بيت الرفق إلاّ نفعهم، و لا منعوه إلاّ ضرّهم»[7617].

روى عنه: عروة بن الزبير.

ثم قال بعده (4):عبيد اللّه بن معمر والي البصرة، و كان يحسن الثناء عليه، روى عنه ابن سيرين، قال: أول من رفع يديه في الجمعة عبيد اللّه بن معمر، سمعت أبي يقول ذلك.

كذا فرّق بينهما.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، نا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو معاذ عبيد اللّه بن معمر التيمي والي البصرة، سمع ابن سيرين.

ص: 124


1- التاريخ الكبير 398/1/3-399.
2- في التاريخ الكبير: عبيد اللّه بن عبيد اللّه بن معمر.
3- الجرح و التعديل 332/5.
4- المصدر السابق.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب (1) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو معاذ عبيد اللّه بن معمر القرشي.

أخبرنا عبد اللّه بن أحمد بن (2) محمّد، حدّثني إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، من ولد عبيد اللّه، قال: عبيد اللّه - يعني ابن معمر - أبو معاذ، و الذي كان على البصرة هو عبيد اللّه بن عبد اللّه بن معمر، روى عنه خلاّس، و ابن سيرين.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد قال (3):

أبو معاذ عبيد اللّه بن معمر القرشي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، قال:

عبيد اللّه بن معمر سكن المدينة، و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال:

أبو معاذ عبيد اللّه بن معمر التيمي القرشي، والي البصرة، والد عبيد اللّه (4) بن عبد اللّه بن معمر، سمع محمّد بن سيرين، روى عنه محمّد بن سيرين (5)،و خلاس بن عمرو الهجري.

قوله: سمع ابن سيرين وهم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال:

ص: 125


1- «أنا الخصيب بن عبد اللّه» مكررة بالأصل.
2- الأصل: عن، و المثبت عن م، قارن مع المشيخة 89/ب.
3- الكنى و الأسماء للدولابي 122/2 و فيه: عبد اللّه، تصحيف.
4- كذا بالأصل و م: والد عبيد اللّه بن عبد اللّه بن معمر» و لعل الصواب والد: عمر بن عبيد اللّه بن معمر، و قد مرّ، و عبيد اللّه المذكور هو ابن أخيه.
5- قوله: روى عنه محمد بن سيرين، ليس في م.

عبيد اللّه بن معمر أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و قد اختلف في صحبته، روى عنه عروة بن الزبير، و محمّد بن سيرين، و لا يصح له حديث (1).

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، قال:

عبيد اللّه بن معمر سكن المدينة، أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، مختلف في صحبته، حديثه عن عروة بن الزبير، و محمّد بن سيرين.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال (2):و حدّثني عثمان بن عبد الرّحمن.

أن عبيد اللّه بن معمر، و عبد اللّه بن عامر بن كريز اشتريا من عمر بن الخطاب رقيقا ممن سبي، ففضل عليهما من ثمنهم ثمانون ألف درهم، فأمر بهما عمر أن يلزما بها، فمرّ بهما طلحة و هو يريد الصلاة في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال: ما لابن معمر يلازم، فأخبر خبره، فأمر بالأربعين الألف التي عليه، فقضى عنه، فقال عبيد اللّه بن معمر لعبد اللّه بن عامر إنّها إن قضيت عني بقيت ملازما، و إن قضيت عنك لم يتركني طلحة حتى يقضي عني، فدفع إليه الأربعين ألف درهم، فقضاها عبد اللّه بن عامر عن نفسه، و خلّى سبيله، فمرّ طلحة منصرفا من الصلاة، فوجد عبيد اللّه بن معمر يلازم، فقال: ما لا بن معمر، أ لم نأمر بالقضاء عنه، فأخبر بما صنع، فقال: أما ابن معمر فقد علم أن له ابن عمّ لا يسلمه احملوا أربعين ألف درهم فاقضوها عنه، فخلّى سبيل عبيد اللّه بن معمر.

قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد، عن أبي جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، عن أبي عبد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني، قال (3):

عبيد اللّه بن معمر بن (4) عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة القرشي يقول في معاوية رضي اللّه عنه:

إذا أنت لم ترخ الإزار تكرّما *** على الكلمة العوراء من كل جانب

ص: 126


1- أسد الغابة 427/3.
2- من طريقه رواه ابن حجر في الإصابة 440/2 و 77/3.
3- ليس الخبر و الشعر في معجم الشعراء المطبوع للمرزباني، و قد مرّ البيتان قريبا، انظر ثمّ تخريجهما.
4- الأصل: عن، تصحيف، و التصويب عن م.

فمن ذا الذي نرجو (1) لحقن دمائنا *** و من ذا الذي نرجو لحمل النوائب

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد البغدادي البزّار، نا أبو جعفر محمّد بن عمرو بن البختري الرّزّاز - إملاء - نا محمّد بن عبد الملك الدّقيقي، نا يزيد بن هارون، أنا جويبر، عن طلحة بن السّحاح (2)،قال:

كتب عبيد اللّه بن معمر القرشي إلى عبد اللّه بن عمر و هو أمير على فارس على خيل (3):إنّا قد استقررنا فلا نخاف عدونا، و قد أتى علينا سبع سنين، و قد ولد لنا الأولاد، فكم صلاتنا؟ فكتب إليه عبد اللّه: إنّ صلاتكم ركعتان، ثم أعاد إليه الكتاب، فكتب إليه ابن عمر: إنّي كتبت إليك سنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و سمعته يقول:«من أخذ بسنّتي فهو مني، و من رغب عن سنّتي فليس مني»[7618].

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا محمّد بن الحسن، نا أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل، قال: و قال يحيى، عن إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، و حدّثني إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق من ولد عبيد اللّه، قال: مات عبيد اللّه بن معمر أبو معاذ في عهد عثمان بإصطخر (4)،و الذي كان على البصرة هو عبيد اللّه بن عبد اللّه بن معمر، روى عنه خلاس، و ابن سيرين.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (5)،حدّثني عمّار بن الحسن، نا سلمة، عن محمّد بن إسحاق قال: ثم كانت بالعراق غزوة جور (6) و أميرها عبد اللّه بن عامر بن كريز

ص: 127


1- عن م، و بالأصل: يرجو.
2- بدون إعجام بالأصل و م، و في الإصابة 440/2 «سجاح» و في الإصابة 77/3 طلحة بن سماح، روى ابن حجر الخبر في الموضعين. و في المختصر 368/15 «شجاح» و انظر ما لاحظه محققه بشأنه.
3- خيل: كورة و بليدة بين الري و قزوين محسوبة من أعمال الري (معجم البلدان).
4- اصطخر: بلدة بفارس.
5- من طريقه رواه ابن حجر في الإصابة 77/3 و المعرفة و التاريخ 309/3.
6- كذا بالأصل و م، و في المصادر:«حور» و في معجم البلدان: جور و هي مدينة بفارس بينها و بين شيراز عشرون فرسخا.

يريد إصطخر، و على مقدمته عبيد اللّه بن معمر، و بإصطخر يومئذ يزدجرد بن شهريار بن كسرى، و هو ابن الختّانة، فلمّا بلغه ذلك بعث جيشا، فلقوا عبيد اللّه فقاتلوه برام جرد (1)، فقتل عبيد اللّه بن معمر و رجع الآخرون، و خرج يزدجرد في مائة ألف مقاتل حتى أتى مرو فنزلها.

و ذكر سعيد بن كثير بن عفير: أن عبيد اللّه قتل بدرابجرد (2) سنة ثلاث و عشرين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (3).

حدّثني الوليد بن هشام، عن أبيه، عن جده، و أبو اليقظان، و أبو الحسن.

أن ابن عامر صار إلى إصطخر بعد (4) سنة تسع و عشرين، و على مقدمته عبيد اللّه بن معمر، فافتتحها ابن عامر عنوة، فقتل و سبى.

قال (5):و حدّثني الوليد، حدّثني عمي، عن أبيه قال: قاتلوه قتالا شديدا، و قتل ابن معمر، فأقسم ابن عامر لئن ظفر بها ليقتلن حتى يسيل الدم من باب المدينة، فنقب المسلمون مدينتهم فلم يشعروا حتى صار المسلمون معهم، فقتل ابن عامر حتى أسرف في القتل، فجعل الدّمّ لا يجري فقيل له: أفنيت الناس، فأمر بالماء، فصبّ على الدم حتى خرج من باب المدينة.

4497 - عبيد اللّه بن موسى

حدّث عن أبي سعيد بن الأعرابي.

روى عنه: تمّام بن محمّد الرازي.

قرأت بخط أبي القاسم تمّام بن محمّد.

و أخبرنيه أبو القاسم بن السّمرقندي - شفاها - عن أبي الحسن علي بن الحسين بن

ص: 128


1- في معجم البلدان: رامجرد بعد الميم جيم مكسورة: قرية من قرى فارس قتل بها عبد اللّه بن معمر فدفن في بستان من بساتينها.
2- درابجرد: كورة بفارس (انظر معجم البلدان).
3- تاريخ خليفة ص 162 و الإصابة 76/3.
4- كذا بالأصل و م، و قد ذكر خليفة الخبر ضمن حوادث سنة 29.
5- تاريخ خليفة ص 162.

أحمد الثعلبي، أنا تمّام بن محمّد، حدّثني عبيد اللّه بن موسى الدمشقي، نا أبو سعيد بن الأعرابي، نا إبراهيم الحربي، نا الهيثم بن خارجة، نا إسماعيل بن عيّاش، عن يحيى بن يزيد، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الوهاب بن بخت، عن عبد الواحد بن عبد اللّه النّصري، عن واثلة بن الأسقع، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«المسلم أخو المسلم».

4498 - عبيد اللّه بن نصر بن الحجّاج بن علاط السّلمي

ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق. و ذكر أنه كان على دواوين معاوية.

4499 - عبيد اللّه بن النضر

من أصحاب أبي مسهر.

حكى عنه، و روى عن عبد الرزاق، و عفان، و محمّد بن كثير المصّيصي، و أحمد بن حنبل.

روى عنه: أبو زرعة الدمشقي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني (1)،أنا أبو محمّد الشاهد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، حدّثني نوح - يعني ابن حبيب - و حدّثني عبيد اللّه بن النضر، قالا: نا عبد الرّزّاق، عن معمر قال: قال لي الزهري:

و لو رأيت هندا كأن لكميها أزرار و عرى يعني التي تروي عن أم سلمة.

4500 - عبيد اللّه بن أبي بكرة، و اسمه نفيع - و يقال: مسروح -

أبو حاتم الثقفي (2)

أحد الكرام المذكورين و السّمحاء المشهورين.

ص: 129


1- في م: الكناني، تصحيف.
2- انظر أخباره في: المحبر ص 150 طبقات ابن سعد 190/7 و تاريخ خليفة (الفهارس) تاريخ الطبري (الفهارس) سير أعلام النبلاء 138/4 أخبار القضاة 302/1 العبر 90/1 النجوم الزاهرة 202/1 شذرات الذهب 87/1 فوات الوفيات 171/2 تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 477 و انظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

حدّث عن علي بن أبي طالب، و أبيه أبي بكرة.

روى عنه: ابنه ثابت بن عبيد اللّه، و سعد مولى أبي بكرة، و سعيد بن جمهان، و محمّد بن سيرين.

و ولي عبيد اللّه قضاء البصرة، و إمرة سجستان، و قضاءها.

و وفد على عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدويه، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون الرّوياني، نا محمّد بن إسحاق، نا سعيد بن سليمان، نا الحكم بن ظهير، عن ثابت بن عبيد اللّه (1) بن أبي بكرة، عن أبيه، عن أبي بكرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«من رآني في المنام فقد رآني (2) في اليقظة و من رأى أنه يشرب لبنا فهي الفطرة، و من رأى عليه درع حديد فهو إحصانه، و من رأى أنه يبني بنيانا فهو في عمل يعمله»[7619].

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو عمرو بن حمدان، نا الحسن بن سفيان، نا محمّد بن أبي بكر المقدّمي.

ح قال: و نا محمّد بن حميد، نا عبد اللّه بن محمّد بن ناجية، نا محمّد بن عبد المجيد، قالا: نا الحكم بن ظهير، عن ثابت بن عبيد (3)،عن عبيد اللّه بن أبي بكرة، عن أبيه أبي بكرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«من رأى أنه يشرب لبنا فهو على الفطرة، و من رأى عليه درعا من حديد فهو في حصن (4) من دينه، و من رأى أنه يبني بناء فهو شيء من عمل الخير يعمله، و من رأى أنه غرق فهو في النار، و من رآني فقد رآني، فإنّ الشيطان لا يتشبّه بي»[7620].

كذا قال، و الصواب ثابت بن عبد اللّه (5) بن أبي بكرة.

قال: و نا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا فضيل بن محمّد الملطي، نا أبو نعيم، نا

ص: 130


1- بالأصل و م: عبد اللّه، تصحيف.
2- أقحم بعدها بالأصل:«و من رآني» و المثبت يوافق عبارة م.
3- كذا بالأصل و م هنا، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
4- في م: حصين.
5- كذا بالأصل و م.

محمّد بن عبد العزيز الراسبي، نا سعد مولى أبي بكرة، أنا عبيد اللّه بن أبي بكرة عن أبيه، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«اثنتان (1) يعجلهما اللّه في الدنيا: البغي و عقوق الوالدين»[7621].

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، أخبرني أبي، أنا أحمد بن عبيد بن ناصح، أنا المدائني قال:

في هذه السنة - يعني سنة أربع عشرة - ولد عبد الرّحمن، و عبيد اللّه ابنا أبي بكرة، و عبيد اللّه قبل عبد الرّحمن.

ذكر أحمد بن يحيى بن جابر، حدّثني المدائني قال:

بعث الحجّاج عبيد اللّه بن أبي بكرة إلى عبد الملك يسأله أن يولّيه خراسان أو سجستان، فقال عبد الملك لعبيد اللّه: إن شئت جمعتهما لك، فقال: لا حاجة لي فيهما إني لا أخون رجلا بعثني في حاجته، فقال: ما كنت لأعزل أمية للحجاج ثم أنه ولي الحجاج سجستان و خراسان.

أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة: عبيد اللّه بن أبي بكرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا.

ح و أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم.

قالا: نا محمّد بن سعد، قال (2):في الطبقة الثانية من تابعي أهل البصرة:

عبيد اللّه بن أبي بكرة - زاد ابن الفهم: و أمه هولة بنت عليط (3) من بني عجل، قليل الحديث.

ص: 131


1- الأصل و م: اثنتين.
2- طبقات ابن سعد 190/7.
3- كذا بالأصل و م، و في ابن سعد:«غليظ ».

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (1):

عبيد اللّه بن أبي بكرة الثقفي، عن أبيه، و كان والي زياد، روى عنه سعد مولى أبي بكرة، أصله بصري.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:

أبو حاتم عبيد اللّه بن أبي بكرة عن أبيه، و علي، روى عنه ابن سيرين.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد الواسطي، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، أنا سليمان بن أبي شيخ، قال:

كان عبد الرّحمن بن أبي بكرة أكبر من عبيد اللّه بن أبي بكرة، و عبيد اللّه أجود منه.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (2):

سنة خمسين ولّى معاوية زيادا الكوفة مع البصرة، و جمع له العراق، فعزل زياد الربيع بن زياد الحارثي عن سجستان، و ولّى عبيد اللّه بن أبي بكرة فأمره بقتل الهرابذة، و إطفاء النيران ما بينه و بين سجستان.

و فيها (3)-يعني سنة ثلاث و خمسين - مات زياد، و عزل معاوية عبيد اللّه بن أبي بكرة عن سجستان و ولاها عبّاد بن زياد.

قال خليفة (4):و فيها - يعني سنة ثمان و سبعين - ولّى الحجّاج عبيد اللّه بن أبي بكرة سجستان و ولّى المهلّب خراسان، فوجه عبيد اللّه بن أبي بكرة أبا بردعة فأخذ عليه المضيق، و قتل شريح بن هانئ الحارثي، و أصاب المسلمين ضيق و جوع شديد، فهلك عامة ذلك الجيش.

ص: 132


1- التاريخ الكبير للبخاري 375/1/3.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 210.
3- المصدر السابق ص 219.
4- تاريخ خليفة ص 277 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 336.

قال: و نا خليفة، قال (1):استقضى خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد على البصرة عبيد اللّه بن أبي بكرة، فلم يزل قاضيا حتى قدم الحجّاج بن يوسف، ثم أقرّه، ثم ولّى الحجاج هشام بن هبيرة الليثي، ثم ولّى عبد الرّحمن بن أذينة العبدي.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل بن الفضيل، أنا أبو منصور محلّم بن إسماعيل بن مضر، أنا القاضي أبو سعيد الخليل بن أحمد بن محمّد السّجزي، نا أبو العباس السّرّاج، نا قتيبة بن سعيد، نا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرّحمن بن أبي بكرة قال:

كتب أبي، و كتبت له إلى عبيد اللّه بن أبي بكرة و هو قاضي سجستان أن لا تحكم بين اثنين و أنت غضبان، فإني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«لا يحكم أحد و هو غضبان»[7622].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن العتيقي، و أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و ابن عمه أبو نصر محمّد بن الحسن.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر.

قالوا: أنا الوليد بن بكر، نا علي بن أحمد بن زكريا، نا صالح بن أحمد، قال: قال أبي (2):

عبيد اللّه بن أبي بكرة تابعي ثقة (3).

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه الكبريتي، أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن محمّد بن الحسين، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة الحسين بن أبي معشر بن مودود، نا بندار، نا أبو الوليد، نا أبو هلال، نا أبو جمرة (4) الضّبعي، قال:

أتى علينا زمان و نحن لا نغسل أثر الغائط و البول حتى كان أول من رأيت غسل عبيد اللّه بن أبي بكرة، كنا نقول انظروا إلى هذا الأحمق يغسل استه (5).

ص: 133


1- تاريخ خليفة ص 296.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 315.
3- في تاريخ الثقات: بصري تابعي ثقة.
4- بالأصل و م: حمزة تصحيف و الصواب ما أثبت، و هو: نصر بن عمران الضبعي البصري، أبو جمرة، ترجمته في سير أعلام النبلاء 243/5.
5- الخبر باختلاف الرواية في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 478.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن (1) أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، أنا سليمان بن أبي شيخ، أنا أبو سفيان - هو الحميري - قال: كان عبد الملك بن مروان يكتب إلى الحجاج:

لا تولّ (2) عبيد اللّه بن أبي بكرة خراجا فإنه أريحي.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (3)،نا يزداد بن عبد الرّحمن بن يزداد، نا (4) أبو موسى عيسى بن إسماعيل البصري، حدّثني ابن أبي زهير العبسي (5)،عن ابن أبي شيبة الأصغر قال:

دخل عبيد اللّه بن أبي بكرة على الحجاج و في إصبعه خاتم فقال له: يا عبيد اللّه على كم ختم بخاتمك هذا؟ قال: على ثلاثين ألف ألف قال: ففيم أتلفتها؟ قال: في تزويج (6)العقائل (7) و المكافأة بالصنائع، و أكل الحار و شرب القار، قال: أراك ضليعا، قال: ذاك أصلحك اللّه لأني لا آكل إلاّ على نقاء (8)،و لا أجامع إلاّ على شهوة، فإذا كان الليل روّيت قدمي زنبقا، و رأسي بنفسجا يصعد هذا و يحدر هذا فالتقيا في المعدة، فعقد (9) الشحم.

قال القاضي: العقائل جمع عقيلة و العقيلة: درّة البحر، و بها سميت المرأة لكرمها و شرفها.

قال ابن قيس الرّقّيات:

تذهل الشيخ عن بنيه و تبدي *** عن خدام العقيلة العذراء (10)

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل، أنا أبو بكر أحمد بن مروان (11)،نا جعفر بن محمّد، نا أبو الأشهب

ص: 134


1- في م:«بن» تصحيف.
2- بالأصل:«تولي» و في م:«يولي».
3- الخبر في الجليس الصالح الكافي 181/2.
4- في الجليس الصالح: حدثنا موسى بن إسماعيل البصري.
5- إعجامها مضطرب في الأصل، و المثبت عن م و الجليس الصالح.
6- الجليس الصالح: تزوّج.
7- تقرى بالأصل: الغفائل، و مثله في المختصر 6/16 و المثبت عن م و الجليس الصالح.
8- الأصل: بناء، و في م: كفاء، و المثبت عن الجليس الصالح.
9- الأصل و المختصر: فعقدا، و المثبت عن م و الجليس الصالح.
10- البيت في الديوان 95 و الجليس الصالح و اللسان (خدم).
11- في م: هارون.

هوذة بن خليفة بن عبد الرّحمن، قال:

قال رجل لعبيد اللّه بن أبي بكرة: ما تقول في موت الوالد؟ قال: ملك حادث، قال:

فموت الأخ ؟ قال: قص الجناح، قال: فموت الزوج ؟ قال: عرس جديد، قال: فموت الولد، قال: صدع في الفؤاد لا يجبر، ثم أنشد أبو الأشهب لبعضهم:

لو لا أميمة لم أجزع من العدم *** و لم أجب في الليالي حندس الظلم

و زادني رغبة في العيش معرفتي *** ذلّ اليتيمة يجفوها ذوو الرّحم

أحاذر الفقر يوما أن يلمّ بها *** فيهتك الستر من لحم على وضم

تهوى حياتي و أهوى موتها شفقا *** و الموت أكرم نزّال على الحرم

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللّنباني (1)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني عبد اللّه بن بشر، نا أبو سلمة التّبوذكي، قال: قال عبيد اللّه بن أبي بكرة: موت الأخ قاصمة الظهر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، و أبو غالب أحمد، و أبو يحيى ابنا البنّا، قالوا: أنا محمّد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا علي بن عمر بن أحمد الدارقطني، نا أبو بكر يعقوب بن إبراهيم البزاز، نا عمر بن شبّة، حدّثني خالي محمّد بن عمر بن حميد قال:

لقي عبيد اللّه بن أبي بكرة سعيد بن عثمان بن عفّان و قد ولاّه معاوية خراسان، فاستبذّ (2) هيئته فقال: ابن عثمان بن علي (3) و والي خراسان ليس معك إلاّ ما أرى ؟ ثم كتب له كتابا إلى وكيله سليم الناصح يأمره فيه أن يدفع إليه - أحسبه قال: عشرين ألفا و عشرين بعيرا و من كل شيء عشرين عشرين - فلما قدم حمله إليه سليم.

قال: و نا يعقوب، نا عمر بن شبّة قال: فحدّثني أبو غسان محمّد بن يحيى قال: كان سعيد بن عثمان قد استخفّ بالرقعة ثم أرسل بها بعد إلى سليم، فلما حمل إليه ما حمل قال سعيد:

لا تحقرنّ صحيفة مختومة *** و انظر بما فيها فكاك الخاتم

إنّ الغيوب عليكم محجوبة *** إلاّ تظنّي جاهل أو عالم

ص: 135


1- الأصل: اللبناني، و في م: النسائي، تصحيف.
2- استبذ هيئته أي وجده رث الهيئة، سيّئ الحال (اللسان).
3- كذا بالأصل، و فوقها ضبة إشارة إلى أنها خطأ، و في م: عفان، و هو الصواب.

أنبأنا أبو علي محمّد بن (1) محمّد بن عبد العزيز بن المهدي.

و أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن مكي بن يوسف عنه، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمّد بن شاذان، أنا أبو بكر محمّد بن أبي الأزهر، قال: قال أبو زيد عمرو: حدّثني محمّد (2) بن سلاّم، حدّثني يونس بن حبيب قال:

نازع عبيد اللّه بن أبي بكرة المهلّب بن أبي صفرة، في ضيعتين من نهر عدي (3)،فقال المهلب: و اللّه لئن دخلتها لا ترجع إلى أهلك أبدا، قال: فغدا (4) إليها ابن أبي بكرة في أربعمائة من مضر، فقال المهلب: يا أبا حاتم ما كنت أراك تبلغ هذا كله، قال: إنّك أتيت الأمر من غير وجهه، قال: فأنا آتيه من وجهه، و أسلكها (5) قال: فهي لك.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن موسى، نا محمّد بن سلام الجمحي، عن مؤرّج قال:

كان عبيد اللّه بن أبي بكرة من الأجواد، فاشترى يوما جارية نفيسة بمال عظيم، فطلب دابة تحمل عليها، فجاء رجل على دابة فنزل عنها فحملها، فقال له عبيد اللّه: اذهب بها إلى منزلك (6).

و باع ابنه ثابت بن عبيد اللّه بن أبي بكرة دار الصفاق من مقاتل بن مسمع بستة آلاف دينار، ثم اقتضاه، فلزمه في دار أبيه، فرآه عبيد اللّه فقال: ما لك ؟ قال: حبسني ابنك بثمن دار الصفاق، فقال له: يا ثابت ما وجدت لغرمائك محبسا إلاّ داري ادفع إليه صكة، و أعوّضك (7).

قال: و نا ابن مروان، نا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا الزيادي، و أبو نصر، عن الأصمعي، قال:

ص: 136


1- في م:«أبو علي محمود محمد...» تصحيف، قارن مع المشيخة 210/ب.
2- كتبت «محمد» بالأصل بعد «بن» فوق الكلام بين السطرين.
3- هو نهر عدي بن أرطأة بالبصرة (معجم البلدان).
4- الأصل:«قعدا» و في م:«قعد» و المثبت عن المختصر 7/16.
5- كذا بالأصل و في م: و أهلكها، و في المختصر: و أسألكها.
6- عيون الأخبار 337/1 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80 ص 478) و التذكرة الحمدونية 268/2.
7- عيون الأخبار 337/1.

وقفت امرأة من هوازن على عبيد اللّه بن أبي بكرة بالبصرة، و كان سيدا، فقامت عند أدنى مجلسه، ثم قالت: السلام عليكم، أما بعد فإنّي جئت من بلاد شاسعة، تخفضني خافضة، و ترفعني رافعة، لملمّات من الأمور نزلن بي،... (1) لحمي، و برين عظمي، و ذهبن بسبدي و لبدي، فبقيت كالحريض في البلد العريض، فسألت رحمك اللّه في قبائل العرب من المحمود غيثه و المرتجى سيبه و الباذل معروفه، و المعطي سائله، فدللت عليك، أنا امرأة من هوازن مات الوالد و غاب الوافد، افعل بي خصلة من ثلاث: إمّا أن تقيم أودي، و إمّا أن تحسن صفدي (2)،و إمّا أن تردّني إلى بلدي ؟ قال: اجلسي، و كلّ ذلك لك عندي ؟.

و قد وقعت لي هذه الحكاية عن الأصمعي من وجه آخر.

أخبرنا بها أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، نا عبد اللّه بن عمر النّميري، قال:

دخلت أعرابية على عبيد اللّه بن أبي بكرة بالبصرة، فوقفت بين السّماطين، فقالت:

أصلح اللّه الأمير، و أمتع به، حدرتنا إليك سنة اشتد بلاؤها، و انكشف غطاؤها، أقود صبية صغارا، و آخرين (3) كبارا، تخفضنا خافضة، و ترفعنا رافعة، لملمّات من الدهر برين عظمي، و أذهبن لحمي، و تركنني والها، أذود بالحضيض، قد ضاق بي البلد العريض، فسألت في أحياء العرب من المرتجى غيثه، و المعطى سائله، و المكفي نائله، فدللت عليك، أصلحك اللّه، و أنا امرأة من هوازن قد مات الوالد، و غاب الوافد، و أنت بعد اللّه غياثي، و منتهى أملي، فافعل بي إحدى ثلاث خصال: إما أن تردّني إلى بلدي، أو تحسن لي صفدي، أو تقيم لي أودي ؟ فقال: بل أجمعهنّ لك، و حبا. فلم يزل يجري عليها كما يجري على عياله حتى مات.

و رواه غيره عن الأصمعي، فقال النمري بدل النميري (4).

أخبرنا أبو القاسم تمّام بن عبد اللّه بن المظفّر الظبي - في كتابه - أنا أبو محمّد

ص: 137


1- كلمة غير واضحة بالأصل، و رسمها في م:«؟؟؟ حصن» و في المختصر أذهبن لحمي.
2- الصفد: العطاء (اللسان).
3- الأصل و م، و في المختصر 8/16 و أجري.
4- في م: فقال: النميري بدل التميمي.

عبد اللّه (1) بن الحسن بن حمزة - قراءة عليه - أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر - إجازة - أنا أبو سليمان محمّد (2) بن عبد اللّه بن زبر، أنا أبي، أنا حفص بن عمر، نا الأصمعي، عن جرير بن حازم، قال (3):

كان عبيد اللّه بن أبي بكرة ينفق على جيرانه، فينفق على أربعين دارا عن يمينه و أربعين دارا عن يساره، و أربعين دارا أمامه، و أربعين دارا من وراء داره، سائر نفقاتهم السنة كلها، و يبعث إليهم في كلّ عيد بالتحف و الأضاحي و الكسوة و يزوّج من أراد التزويج منهم، و يصدق عنهم مهور نسائهم، و كان يعتق في كلّ عيد مائة عبد سوى ما يعتق في السنة كلها.

قال: و نا حفص، نا الأصمعي عن أبي محروم قال:

أصاب رجلا من العتيك (4) تشنّج في أعضائه، و كان وجيها فأتى ناس من قومه عبيد اللّه بن أبي بكرة، فقالوا له: إنّ فلانا صاحبنا أصابه تشنّج في أعضائه، و نعت له ألبان الجواميس يستنقع فيها أياما متتابعة، و قد أخبرنا أن لك جواميس، فأقبل على وكيله، فقال:

لكم لنا منها يا لطف ؟ قال: ثلاثمائة، قال: اصرفها إليهم، فقالوا: رحمك اللّه إنّما يحتاج إلى بعضها عارية، إذا استغنى صاحبنا عنها ردّت، قال: نحن لا نعير الجواميس، و قد أهديتها لصاحبكم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الموحّد، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي قالوا: أنا أبو الحسين الصّيرفي، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا القاضي الحسين بن إسماعيل، نا عبد اللّه بن أبي سعد، حدّثني أبو محمّد إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم الشهيدي، قال: سمعت أبي عن قريش بن أنس قال (5):

وجه محمّد (6) بن المهلّب بن أبي صفرة إلى عبيد اللّه بن أبي بكرة أنه أصابتني علّة، فوصف لي لبن البقر، فابعث إليّ ببقرة أشرب من لبنها، قال: فبعث إليّ بسبعمائة بقرة

ص: 138


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- الخبر من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 478 و باختصار في سير أعلام النبلاء 138/4.
4- الأصل: العتيق، تصحيف، و التصويب عن م، و العتيك: فخذ من الأزد.
5- من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 478-479 و سير أعلام النبلاء 138/4.
6- في سير أعلام النبلاء أن المهلب هو الذي طلب و ليس ابنه محمد.

و رعاتها (1)،و قال: القرية التي ترعى فيها لك.

قال: و نا عبد اللّه بن أبي سعد، نا علي بن الجعد، أخبرني أبو القاسم الهمداني، أخبرني محمّد بن عبد الرّحمن الهمداني قال:

رأى عبيد اللّه بن أبي بكرة على أبي الأسود الدّيلي جبّة رثّة كان يكثر لبسها، فقال:[يا أبا الأسود] (2) أ ما تملّ هذه الجبة ؟ فقال: ربّ مملول لا يستطاع فراقه، قال: فبعث إليه بمائة ثوب، قال: فأنشأ أبو الأسود يقول:

كساني و لم أستكسه فحمدته *** أخ لك يعطيك الجزيل و ناصر

و إنّ أحقّ الناس إن كنت شاكرا *** بشكرك من أعطاك و العرض وافر

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف.

و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أخبرني أبو الحسن أحمد بن عبد الرّحمن بن معاذ، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد الكاتب، أنا أبو الطّيّب محمّد بن إسحاق بن يحيى بن الوشا، قال:

و قال يزيد بن مفرّغ الحميري في عبيد اللّه بن أبي بكرة مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان أحد السمحاء، و وفد عليه و هو على سجستان، فأمر له بخمسين ألفا و كسوة، فأخذها فانصرف إلى البصرة و أنشأ يقول (3):

يسائلني أهل العراق عن النّدى *** فقلت: عبيد اللّه خلف المكارم

فتى حاتمي في سجستان كارم (4) *** و حسبك منه أن يكون كحاتم

سما لبناء (5) المكرمات فنالها *** بشدّة ضرغام و بذل الدّراهم

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس، و أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، و أبو بكر أحمد بن المقرب بن الحسين قالوا: أنا ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنا أبو ثعلب عبد الوهاب بن علي بن الحسن الملحمي، نا المعافى بن زكريا بن يحيى الجريري، نا

ص: 139


1- الأصل و م: رعايها، و التصويب عن المصادر.
2- الزيادة بين معكوفتين عن م.
3- من أبيات في الأغاني 294/18 و الخبر و الأبيات في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 479.
4- كذا، و في م و تاريخ الإسلام: داره، و في الأغاني: رحله.
5- الأغاني: لينال.

عبد اللّه بن منصور الحارثي، نا محمّد بن زكريا، نا عبد اللّه بن الضحاك، عن هشام، عن عوانة.

ح قال: و نا محمّد بن عبيد اللّه، عن علي بن محمّد، عن مسلمة بن محارب.

قالا:[قدم] (1) يزيد بن مفرّغ الحميري على عبيد اللّه بن أبي بكرة بسجستان فقال له: يا ابن مفرّغ أصدقني عن نفسك، قال: أفعل، أصلح اللّه الأمير، قال: ما ذا قلت لها حين رحلت إليّ ؟ قال: قلت: يا نفس ترحلين إلى واحد أهل الأرض كرما و نائلا، فإن ألفيته [كثير الزائر] (2) و الغاشية فهي ثلاثون ألفا، و إن ألفيته قد خفّ زواره، و كثرت جبايته، و خراجه و صلحت أطرافه [فهي] (3) خمسون ألفا فوقفت الأمنية عندها. قال: فهذا كان قولك حين رحلت، فما قلت حين حللت ؟ قال:[أيست من الخمسين أحدث نفسي بالثلاثين و رجوت العشرين رجاء كرجا (4)،غير أني طمعت، و الطمع أخو الرجاء، قال: و كيف ذاك ؟ قال [رأيت] (5) باب الأمير كأنه مشهد المصلّى يوم العيد، و رأيت أكثر زوّاره أهل المروءة و الثروة، و علمت أنّ هؤلاء لا (6) يقيهم القليل، و رأيت بعد من يرد عليه أكثر ممن يصدر من عنده، و رأيته يلقاهم بوجه بسيط و عريكة لينة، و رأيته يصبر على طول الكلام، و كثرة السؤال، و كلّ هذه الخلال لقطع ظهر المتخلف و يحظى بها السابق، فضحك عبيد اللّه و أمر له.

و انصرف إلى البصرة فأتاه إخوانه و المسلّمون عليه، و سألوه عن صنيع عبيد اللّه و برّه به فأنشأ يقول:

يسائلني أهل العراق عن النّدى *** فقلت: عبيد اللّه حلف المكارم

فتى حاتمي في سجستان داره *** و حسبك منه أن يكون كحاتم

سما لبناء المكرمات فنالها *** بشدّة ضرغام و بذل الدّراهم

و إنّ عبيد اللّه هي عطاؤه *** سراحا و فينا ليس كالمتعاتم (7)

ص: 140


1- الأصل بياض، و في م نا، تحريف، و اللفظة المستدركة عن المختصر 9/16.
2- بياض بالأصل و م مقدار كلمة، و الزيادة عن المختصر.
3- بياض بالأصل مقدار كلمة، و في م مقدار عدة كلمات.
4- كذا بالأصل و م.
5- بياض بالأصل مقدار كلمة، و مقدار عدة كلمات في م، و اللفظة استدركت عن المختصر.
6- مكانها بياض في م مقدار عدة كلمات.
7- رواية البيت في الأغاني 295/17. و إن عبيد اللّه هنّأ رفده سراحا و أعطى رفده غير غانم

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن الحسن بن منصور الطبري، أنا أحمد بن محمّد بن عمران، حدّثني داود بن محفوظ البصري، ثم القريعي (1)،حدّثني أخي روّاد بن محفوظ ، نا الحرمازي قال: كان من جود (2) ابن أبي بكرة أنه أقبل من نعمان (3) فعطش فلما كان بالخريبة (4) استسقى من منزل امرأة فأخرجت كوزا و قدحا، و قامت خلف الباب فقالت: تنحّوا عن الباب و ليأخذه مني بعض غلمانكم فإنّي امرأة من العرب ماتت (5) خادمي منذ أيام فتنحّوا و أخذ بعض لغلمان الكوز فشرب و قال لغلامه: احمل إليها عشرة آلاف درهم، فقالت: سبحان اللّه سخر بي، قال:

احملوا إليها عشرين ألفا، قالت: أسأل اللّه العافية، فقال: يا أمة اللّه، كأنك لا ترينا أهلا أن تقبلي منا، احمل إليها ثلاثين ألفا، فما أمست حتى كثر خطّابها.

أنبأنا أبو نصر محمود بن الفضل بن محمود، و أبو طاهر أحمد بن محمّد بن أحمد بن سلفة، قالا: أنا المبارك بن عبد الجبّار، أنا علي بن عمر بن محمّد القزويني، أنا محمّد بن العباس بن حيّوية، نا محمّد بن خلف بن المرزبان، حدّثني أبو الفضل المروذي، نا عبيد اللّه بن محمّد الميمي، حدّثني بعض المشيخة أن عبيد اللّه بن أبي بكرة كان يتغدى بماله بنعمان فلما رجع عطش و هو في بعض الطريق، فأمر بعض غلمانه أن يستسقي له ماء، فمال إلى باب فدقّه، و استسقى فأخرجت إليهم امرأة كيزان ماء و قالت لهم و عبيد اللّه يسمع و هي من و راء الباب: إنّ خادمي هلكت منذ أيام و لو لا ذلك لأخرجت إليكم الكيزان، و أنا واضعتها خلف الباب، فانتظروا، فإذا دخلت فخذوها، قال: فلما شرب عبيد اللّه قال لغلامه و هي تسمع: احمل إليها عشرة آلاف درهم، فقالت: يا سبحان اللّه، أ تهزأ بي، قال: أحمل إليها عشرين ألفا قلت: فأصفقت الباب بعنف، و قالت: سبحان اللّه، فما أمست حتى بعث إليها بعشرين ألفا، فما أمسى في قومها أيّم أنفق منها.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إسماعيل بن يونس، نا الرياشي قال: دخل الفرزدق على عبيد اللّه بن أبي

ص: 141


1- انظر الأنساب، ضبطت عن الأنساب بضم القاف و فتح الراء و سكون الياء.
2- في م: جواد، تصحيف.
3- نعمان واد قريب من الفرات على أرض الشام، و قيل: قرب الكوفة من ناحية البادية (معجم البلدان).
4- الخريبة: موضع بالبصرة على طرف البر (انظر معجم البلدان).
5- في م:«مات» و كلاهما جائز، و الخادم يصح أن يكون مذكرا أو مؤنثا.

بكرة يعوده و عنده متطبّب يذوف (1) له ترياقا فأنشأ الفرزدق يقول (2):

يا طالب الطبّ من داء تخوّنه *** إنّ الطّبيب الذي أبلاك (3) بالداء

هو الطبيب فمنه البرء فالتمسن *** لا من يذوف له الدرياق بالماء

فقال عبيد اللّه: و اللّه لا أشربه أبدا، فما أمسى حتى وجد العافية.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق،[نا أحمد بن عمران] (4) نا موسى، نا خليفة قال (5):و في سنة تسع و سبعين مات عبيد اللّه بن أبي بكرة بسجستان.

قرأنا (6) على أبي عبد اللّه بن البنّا عن أبي تمّام الواسطي، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ولد عبيد اللّه (7) بن أبي بكرة بالبحرين و مات سنة ثمانين.

و ذكر أحمد بن يحيى البلاذري (8):أن عبيد اللّه بن أبي بكرة جاء إلى سجستان فوهن و خار و أهلك جنده، و كان سلك مضيقا، فأخذ عليه فهلك جنده. قال: و قالوا: و مات عبيد اللّه ببست (9) كمدا (10) لما أصابه، و نال العدو منه، و يقال: اشتكى أذنه، و كان موته في سنة ثمانين.

4501 - عبيد اللّه بن هشام بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية

له ذكر.

ص: 142


1- يذوف: يخلط ، لغة في داف. و أكثر ما يكون في الدواء و الطيب (اللسان: ذوف).
2- البيتان ليسا في ديوان الفرزدق.
3- في م: أبلاني.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، قارن مع أسانيد مماثلة.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 279.
6- في م: قرأت.
7- في م: عبد اللّه.
8- انظر فتوح البلدان للبلاذري ص 442 و 444.
9- بست مدينة بين سجستان و غرنين (معجم البلدان).
10- في فتوح البلدان: كيدا.

4502 - عبيد اللّه بن يحيى بن خاقان بن عرطوج

أبو الحسن التركي (1)

وزير المتوكل، قدم مع المتوكل دمشق فيما وجدت بخط عبد اللّه بن محمّد الخطابي الشاعر الدمشقي في تسمية من قدم مع المتوكل و قدمها مرة أخرى منكوبا حين نفاه المستعين إلى برقة (2) سنة ثمان و أربعين و مائتين، و كان عوده إلى بغداد سنة ثلاث و خمسين و مائتين بعد أن حج، ثم استوزره المعتمد في شعبان سنة ست و خمسين و مائتين.

حكى عن أبيه يحيى بن خاقان.

حكى عنه: ابنه أبو مزاحم موسى بن عبيد اللّه المقرئ الخاقاني.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن همام الشيباني، نا أبو مزاحم موسى بن عبيد اللّه بن يحيى بن خاقان المقرئ الخاقاني، حدّثني أبي عن أبيه قال:

حضرت الحسن بن سهل و جاءه رجل يستشفع به في حاجة فقضاها فأقبل الرجل يشكره، فقال له الحسن بن سهل: علاما تشكرنا؟ و نحن نرى أن للجاه زكاة كما أن للمال زكاة ؟ ثم أنشأ الحسين يقول:

فرضت عليّ زكاة ما ملكت يدي *** و زكاة جاهي أن أعين و أشفعا

فإذا ملكت فجد و إن لم تستطع *** فاجهد بوسعك كلّه أن تنفعا

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4) في باب خاقان:

الفتح بن خاقان.[و عبيد اللّه بن يحيى بن خاقان] (5) وزير المتوكل.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر

ص: 143


1- انظر أخباره في تاريخ الطبري (الفهارس)، الكامل لابن الأثير بتحقيقنا (الفهارس) البداية و النهاية بتحقيقنا (الفهارس)، المنتظم لابن الجوزي 45/5 العبر للذهبي 26/2 شذرات الذهب 147/2 سير أعلام النبلاء 9/13 و تاريخ اليعقوبي (الفهارس) و التنبيه و الأشراف ص 320 و العقد الفريد بتحقيقنا (الفهارس)، و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 261-270 ص 132) و انظر بهامشه أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- اسم صقع كبير يشتمل على مدن و قرى بين الاسكندرية و إفريقية (معجم البلدان).
3- الخبر في تاريخ بغداد 322/7 ضمن أخبار الحسن بن سهل.
4- الاكمال لابن ماكولا 12/2.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن الاكمال.

الخطيب، أنا أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أنا إسماعيل بن سعيد المعدل، نا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا محرز الكاتب قال (1):اعتلّ عبيد اللّه بن يحيى بن خاقان فأمر المتوكل الفتح أن يعوده، فأتاه فقال: إن أمير المؤمنين يسأل عن علتك ؟ فقال عبيد اللّه:

عليل من مكانين *** من الأسقام و الدين

و في هذين لي شغل *** و حسبي شغل هذين

فأمر له المتوكل بألف ألف (2) درهم.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، قالا: نا عبد العزيز بن أحمد، حدّثني عبد الوهّاب الميداني - نا أبو محمّد عبد اللّه بن أيوب القطان، حدّثني أبو بكر محمّد بن أحمد بن خروف، حدّثني أبو جعفر أحمد بن يوسف بن إبراهيم بن الداية، حدّثني محمّد بن أحمد بن الخصيب قال:

كان في والدي رقدة (3) لا احتملها فضويت (4) إلى عبيد اللّه بن يحيى بن خاقان فقبلني (5) بأحسن قبول و حللت منه محلّ والده فقال لي يوما: اخرج إلى شيخ يقف كثيرا على الباب، و لا يترجّل إذا رآني، فقل له: قد ألححت عليّ و أنت ثقيل على قلبي، فليس لك عندي عمل و لا عائد، فانصرف عني و إلا حبستك (6) سنة و قرن بي من يرتئيه من غلمانه، فخرجت فأدّيت إليه الرسالة فقال: و اللّه ما أدري (7) ممن أتعجب أ من المرسل بهذه الرسالة أم من المرسل ؟ قل له: أما تبرّمك بي و استثقالك لي فو اللّه ما أتيت قصدا لك، و لا رغبة إليك في سواد ليل، و لا ضوء نهار، و لكنك أجلست في طريق أرزاقنا، فلا بد من الاجتياز بك، و إن كان رجاء العاقل منوطا باللّه دونك، و ليس لك إعطاء ما منع اللّه، و لا منع ما أعطى، ثم تضاحك و قال: و أعجب ما في رسالتك تواعدك إياي بحبسي سنة، فيا ويحك، من ملكك الزمان المستقبل حتى تتحكم فيّ هذا التحكم ؟ و تتوعد به هذا التوعّد؟ و لعله يجري عليك فيه من المكروه أكثر مما نويته لي.

ص: 144


1- الخبر و البيتان في سير أعلام النبلاء 9/13 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 261-270 ص 132-133) و تاريخ بغداد 166/7-167.
2- في تاريخ بغداد: بألف درهم.
3- الرقدة: النومة (اللسان).
4- ضويت أي لجأت و انضممت إليه (اللسان: ضوى).
5- الأصل: فاقبلني، و المثبت عن م.
6- في م: أحبسك.
7- الأصل: أدي، و المثبت عن م.

و كانت إشارته، و فحوى كلامه يدلان على استصغاره موارد أمورنا و مصادرها، فدخلت إليه فقال: يا ها ما أجابك به ؟ فقلت: هو مجنون، فقال: لا تغالطني فيه، هو يعقل إلاّ أنه خشن (1) الكلام، فبحياتي لما قصصت لي جوابه، فقابلت جهة من الدار، و أعدت عليه جميع ما تكلّم به فقال: قد و اللّه ابتليت به، و ركب فتلقاه بمثل ما كان تلقاه.

و دخل عبيد اللّه إلى أمير المؤمنين فما أطال حتى خرج إليّ غلام له كان يدخل بدخوله، فقال: الشيخ الذي كلّمته اليوم و أجابك؛ فبعثت إليه من جاء به، فسار به مسرعا حتى أدخله إلى أمير المؤمنين، فأقام مقدار ساعة ثم خرج و معه ثلاث توقيعات بين أصابعه، فقال لي لما رآني: يشكر اللّه عز و جل و لأمير المؤمنين و مضى.

و انتظرت الوزير على عادتي حتى خرج فو اللّه ما صبر... (2) إلى دخول داره حتى حدّثني بحديثه في الطريق قال: دخلت و قد غلب الغيظ من رسالة هذا الشيخ لأنه خلط فيها التألّه و ما بنيت عليه الدنيا من سرّ تقلّبها، فبعض الرسالة يحركني على مساءته، و بعضها يقفني عنه، فوقفت بين يدي أمير المؤمنين، فألقى إليّ كتاب عامل بريد الثغر يخبر بوفاة عامل الخراج به، و قال من ترى أن ينقل إلى العمل ؟ و كان هذا العمل في أيام المتوكل كثير المال غزير الإنفاق لما يحمله إليه المتوكل من الأموال للغزاة و مصالح الثغر؟ ففكرت ساعة فقال: ما ظننتك على هذا التخلّف و لقد توهمت أنّ في خاطرك الساعة مائة يصلحون لمثله، فقلت له على الباب شيخ يصلح إن قبلته عين أمير المؤمنين، فاستحضره فلما تأمله قال: ما أحسن ما اخترت قد قبلته نفسي، فعلمت أنّ الأمر على ما ذكره لي في رسالته معك، فقال له المتوكل:

كيف بك إذا ندبناك لموضع يهمنا قال: أستفرغ جهدي و الجهد عاذر قال: صدقت، وقّع له الساعة بتقليده، و أخذ الرزق المرسوم له فيه، ففعلت فقال: اللّه اللّه يا أمير المؤمنين قد أخلقت حالي يعطلني، فإن رأى أن ينهضني بمعونة، فقال: وقع له بألف دينار معونة، ففعلت. فقال له أمير المؤمنين بادر الناحية فقال: يكتب لي بإزاحة علّة من يتوجه معي في أرزاقهم ؟ قال: اكتب له (3) فخرج بثلاث توقيعات، و ما رأيت في نفسه انخفاضا و لا تذلّلا و كأنّ أمير المؤمنين قضاه دينا يحبّ له الخروج إليه منه.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش إذنا و مناولة، و قرأ علي إسناده، أنا محمّد بن الحسين، أنا

ص: 145


1- الأصل و م، و في المختصر 12/16 حسن الكلام.
2- لفظتان غير مقروءتين بالأصل و م.
3- الأصل: لي، و المثبت عن م.

المعافى بن زكريا (1)،نا علي بن محمّد الجهم، أبو طالب الكاتب، حدّثني أبو العباس محمّد بن عبيد (2) اللّه بن عبد اللّه بن طاهر، حدّثني أبي، عن أحمد بن إسرائيل قال: صرت يوما إلى عبيد اللّه بن يحيى بن خاقان، فلما صرت في صحن الدار رأيته مضطجعا على مصلاّه موليا ظهره باب مجلسه فهممت بالرجوع، فقال لي الحاجب: أدخل فإنه منتبه، فلما سمع حسّي جلس فقلت: حسبتك نائما، قال: لا و لكني مفكرا، قلت: فيما أعزّك اللّه ؟ قال:

فكرت في أمر الدنيا و صلاحها في هذا الوقت، و استوائها، و درور الأموال، و أمن السّبل (3)، و عزّ الخلافة فعلمت أنها أمكر و أنكر و أغدر من أن يدوم صفاؤها لأحد، قال: فدعوت له و انصرفت، فما مضت أربعون ليلة منذ ذلك اليوم حتى قتل المتوكل و نزل به من النفي ما نزل.

قرأت في كتاب محمّد بن عبد اللّه القهستاني قال: قال أحمد بن أبي طاهر تقلد عبيد اللّه بن يحيى بن خاقان الوزارة مرتين، و كان نفي في وقت النكبة إلى برقة فاجتاز بدمشق و عيسى بن الشيخ يتقلّدها، فلقيه عيسى بن الشيخ و ترجّل له و أعظمه و بره، و أكرمه و خدمه، حتى كأن عبيد اللّه يسير بالليل في قبّة، و عيسى يسير بين يديه الليل [كله على ظهر دابته] (4) فلما أصبح عبيد اللّه توجه إلى عيسى ابن الشيخ يسأله عن خبره و كيف كان مبيته، و هو لا يشك أنه كان أيضا في قبة، فقيل له أبو موسى: كان بين يديك يسير على ظهر دابته منذ أول اللّيل إلى الساعة، فلما تقلد عبيد اللّه بن يحيى الوزارة المرة الثانية حفظ له ذلك، و لم يزل حتى قلده الديار البكرية و إرمينية.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي و غيره عن أبي بكر الخطيب، أنا محمّد بن محمّد بن المظفر بن السراج، أنا محمّد بن عمران بن موسى المرزباني.

أخبرني محمّد بن يحيى قال: من أول ما مدح به البحتري عبيد اللّه بن يحيى في أيام المتوكل قوله (5):

يا عارضا متلفعا ببروده *** يختال بين بروقه و رعوده

أنشدنيها أحمد بن محمّد. قال أنشدني أبو الغوث يعني ابن البحتري، و من مختارها (6):

ص: 146


1- الخبر في الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا 471/1-472.
2- «بن عبيد اللّه» ليس في الجليس الصالح. و في م: أبو العباس محمد بن عبيد اللّه بن طاهر.
3- الأصل و م، و في الجليس الصالح: أمن السبيل.
4- الزيادة عن المختصر 13/16.
5- من قصيدة مدح بها عبيد اللّه بن يحيى بن خاقان، ديوانه ط بيروت 246/2-247.
6- من قصيدة مدح بها عبيد اللّه بن يحيى بن خاقان، ديوانه ط بيروت 246/2-247.

أعلى بنو خاقان مجدا لم تزل *** أخلاقهم حبسا على تشييده

و إلى أبي الحسن انصرفت بهمتي *** عن كل منزور النوال زهيده

إن قلّ حمد عاد في تكثيره *** أو رثّ مجد عاد في تجديده

تجري خلائقه إذا جمد الحيا *** بغليل شانئه و غيظ حسوده

و مبجل وسط الرجال خفوفهم *** لقيامه و قيامهم لقعوده

الدهر يضحك عن بشاشة بشره *** و العيش يرطب من نضارة عوده

و نصيحة السلطان موقع طرفه *** و نجي فكرته و حلم هجوده

إن أوقف الكتّاب أمر مشكل *** في حيرة رجعوا إلى تسديده

نعتده ذخر العلى و عتادها *** و نراه من كرم الزمان وجوده

فاللّه يبقيه لنا و يحوطه *** و يعزه و يزيد في تأييده

و من قوله فيه في قصيدة:

و ما زلت بالصفا حتى ترمي به *** إلى الشرف لطف حتى تأتيك أوحد

و كنت متى حاولت قهر محارب *** بلغت الذي حاولت و السيف مغمد

و سوّغته لنوال مصر هنيّة *** و قبلك كانت غصة متردد

مشاهد من تدبيرك أي موقف *** إذا فات منه مشهد عاد مشهد

أعني بباديها الخليفة جعفر *** و خص بتاليها الخليفة أحمد

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، قال: قرأت بخط أبي عبيد اللّه المرزباني، و حدثني التنوخي عنه، قال محمّد بن علي القنبري الهمداني، من ولد قنبر مولى علي بن أبي طالب منزله بهمدان، مدح عبيد اللّه بن يحيى بن خاقان في أيام المعتمد، ثم قدم بغداد في أيام المكتفي، و مدح جماعة من أهل بغداد، و من قوله في عبيد اللّه:

إلى الوزير عبيد اللّه مقصدها *** أعني ابن يحيى حياة الدين و الكرم

إذا رميت برحلي في ذراه فلا *** نلت المنى منه إن لم تشرقي بدم

و ليس ذاك لجرم منك أعلمه *** و لا لجهل بما أسديت من نعم

لكنه فعل شماخ بناقته *** لدى عرابة إذ أدته للأطم

حدّثني أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد عن [أبي] محمّد بن أبي نصر أنا منصور بن النعمان الصيمري بمصر، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبيد اللّه عن أبي العباس الصقري، عن

ص: 147

أبي بكر الصنوبري، أنا علي بن سليمان الأخفش، قال: قال أبو العباس محمّد بن يزيد المبرد الأزدي، أنشدني عاصم بن وهب البرجمي:

نظرت إلى يحيى بن خاقان مقبلا *** فشبهته في الملك يحيى بن خالد

و مرّ عبيد اللّه يشبه جعفرا *** فأكرم بمولود و أكرم بوالد

جمعت بذا المعنى معان كثيرة *** و لم أفسد المعنى بطول القصائد

بلغني أن عبيد اللّه بن يحيى بن خاقان لعب في الميدان مع خادم له، يقال له: رشيق، فصدمه، فسقط عبيد اللّه عن فرسه و مات من يومه، فصلّى عليه الموفق، و مشى في جنازته و ذلك يوم الجمعة لعشر خلون من ذي القعدة سنة ثلاث و ستين و مائتين (1).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، نا محمّد بن علي، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن عمران الأشناني قال: و مات عبيد اللّه بن يحيى بن خاقان سنة ست و ستين و مائتين.

4503 - عبيد اللّه بن يزيد بن أبي مسلم الثقفي

4503 - عبيد اللّه بن يزيد بن أبي مسلم الثقفي (2)

مولاهم.

حكى عن عمر بن عبد العزيز، و الحجاج بن يوسف الثقفي، و أبيه يزيد بن أبي مسلم.

روى عنه: الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،حدثني أبو سعيد عبد الرحمن (4) بن إبراهيم، نا الوليد، نا عبد اللّه (5) بن يزيد بن أبي مسلم الثقفي أن أباه خرج في بعث الصائفة على ديوانه، قال:

و خرجت معه، قال: لما كان بمرج اللاج (6)،لقيه كتاب عمر بن عبد العزيز: أن انصرف من حيث يلقاك كتاب أمير المؤمنين، فإن اللّه لا ينصر جيشا أنت فيهم.

ص: 148


1- انظر تاريخ الطبري 532/9 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 261-270 ص 134)، و سير أعلام النبلاء 10/13.
2- في م: الهمداني الثقفي.
3- الخبر في المعرفة و التاريخ 606/1-607 و سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 88.
4- المعرفة و التاريخ: عبد اللّه.
5- كذا بالأصل و م و المعرفة و التاريخ و في سيرة عمر لابن الجوزي: عبيد اللّه.
6- كذا بالأصل و م و المعرفة و التاريخ، و لم أعثر عليه، و الذي في معجم البلدان: مرج الديباج، و هو على عشرة أميال من المصيصة، و لعل الذي هنا صحّف عنه.

قال الوليد: فذكرته لابن المبارك، فحدثني عن معمر أو غيره: أن عمر كتب إلى صاحب الصائفة: أنه بلغني أن ابن أبي مسلم اكتتب في بعث الصائفة، فاردده خاسئا، فإني أكره أن أدعو القوم في عراضهم (1) ابن أبي مسلم. قال: فردّ من الدرب.

قال: و نا يعقوب (2)،نا عبد الرحمن، نا الوليد، حدثني عبيد اللّه قال: دخلت على الحجاج، قال: فأشار بيده، فقلت: عبيد اللّه بن يزيد بن أبي مسلم الثقفي، قال: و قد فرضنا لك في كذا و كذا.

4504 - عبيد اللّه بن يزيد بن زفر

- و يقال: عبد اللّه الأحمر البعلبكي

[حكى] (3) عن أبيه يزيد.

حكى عنه: ابنه عبد اللّه.

تقدمت حكايته في نهر يزيد.

4505 - عبيد اللّه بن يسار الأشعري

والد أبي عبد اللّه الوزير، من أهل الأردن.

ذكره أبو الحسن الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق، و قال: كان كاتب محمّد بن عبد اللّه بن مروان.

4506 - عبيد اللّه بن يعقوب بن يوسف

أبو القاسم الرازي المذكر (4)

نزيل نيسابور، ختن أبي العباس بن سريج.

رحل و سمع بالشام: يزيد بن محمّد بن عبد الصمد، و بالجزيرة: هلال بن العلاء، و جعفر بن محمّد السميساطي، و أبا يعلى الموصلي، و بمصر: أبا دجانة أحمد بن إبراهيم المصري، و بكر بن سهل الدمياطي، و بالعراق: أبا إسماعيل الترمذي، و إسماعيل بن إسحاق القاضي، و أحمد بن إسحاق القاضي، و أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، و علي بن

ص: 149


1- كذا بالأصل و م، و في المعرفة و التاريخ: أدعو للقوم في أمر و فيهم ابن أبي مسلم.
2- الخبر في المعرفة و التاريخ 481/2.
3- الزيادة عن م.
4- أخباره في تاريخ جرجان ص 267 رقم 464 و ميزان الاعتدال 18/3.

عيسى بن الجراح الوزير (1).

روى عنه: أبو سعد عمرو بن محمّد بن منصور العدل، و أبو زكريا يحيى بن محمّد العنبري، و أحمد بن عبد اللّه التاجر، و أبو الحسين (2) محمّد بن أبي القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن بن علي بن رجب النيسابوري، و أبو نصر محمّد بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلي الجرجاني.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

عبيد اللّه بن يعقوب بن يوسف أبو القاسم الرازي الواعظ ، و كان ختن أبي العباس بن سريج إمام الشافعيين في عصره و أكثر مقامه كان بالبصرة و بغداد ثم انتقل منها إلى نيسابور بأهله و ولده و عشيرته و صار أوحد خراسان في مجالس الذكر، و قد أحضرني والدي مجالسه غير مرة و سمعته على الكرسي غير مرة يقول: حدّثنا بكر بن سهل الدمياطي، و نا أبو إسماعيل الترمذي، و نا إسماعيل بن إسحاق القاضي غير أنّي لم أضبط عليه لصغر السن، و رواياته عن المتقدمين هلال بن العلاء الرقي، و يزيد بن عبد الصّمد الدمشقي، و بكر، و أقرانهم من الشيوخ ثم ينزل في مصنفاتهم إلى أبي يعلى الموصلي، و أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصوفي، و طبقتهما (3)،و قد كان شيخا أبو علي الحافظ .. فيه القول، و اللّه أعلم، روى عنه أبو زكريا يحيى بن محمّد العنبري و غيره من مشايخنا الكبار.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السّهمي في تاريخ جرجان قال (4):

عبيد اللّه بن يعقوب بن يوسف أبو القاسم الرازي الأنصاري المذكّر، روى بجرجان سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة، روى عن محمّد بن غالب بن حرب، و أبي زرعة الدمشقي و غيرهم، روى عنه أبو نصر الإسماعيلي (5).

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

سمعت أبا علي يقول: كان أبو القاسم عبيد اللّه بن يعقوب المذكر الرازي يكذب.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أخبرني أبو نصر بن عبد اللّه بن

ص: 150


1- سقطت من م.
2- في م: أبو الحسن.
3- سقطت من م.
4- الخبر في تاريخ جرجان ص 276.
5- بعدها في م: إلى.

حمشاد قال: توفي أبو القاسم الرازي يوم الخميس الرابع من رجب سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمائة.

4507 - عبيد اللّه

أبو الحارث الأنصاري

من أهل دمشق من التابعين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمّام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هي العليا:

عبيد اللّه الأنصاري أبو الحارث الراكب إلى عمر، دمشقي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا أبو الحسن بن عمير - قراءة-.

قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الأولى: عبيد اللّه الأنصاري أبو الحارث بن عبيد اللّه قدمت على عمر، دمشقي.

4508 - عبيد اللّه المخزومي

حكى عنه يوسف بن سفيان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (1) قال (2):سمعت عبيد اللّه (3) رجلا من ولد عبيد اللّه بن أبي المهاجر قال (4):أبو المهاجر اسمه أقرم (5).

ص: 151


1- الخبر في المعرفة و التاريخ 198/3.
2- ما بين الرقمين كذا بالأصل و م و أصل المعرفة و التاريخ، و قد التبس على محققه فحرف العبارة، و جعلها: قال عبيد اللّه: سمعت رجلا...
3- ما بين الرقمين كذا بالأصل و م و أصل المعرفة و التاريخ، و قد التبس على محققه فحرف العبارة، و جعلها: قال عبيد اللّه: سمعت رجلا...
4- ما بين الرقمين كذا بالأصل و م، و مكانها في المعرفة و التاريخ:«اسمه أرقم» يعني أن الرجل الذي سمعه عبيد اللّه اسمه أرقم ؟!.
5- ما بين الرقمين كذا بالأصل و م، و مكانها في المعرفة و التاريخ:«اسمه أرقم» يعني أن الرجل الذي سمعه عبيد اللّه اسمه أرقم ؟!.

ذكر من اسمه عبيدة

اشارة

[بفتح العين و كسر الباء] (1)

4509 - عبيدة بن جماح الغسّاني

ولي قضاء دمشق خلافة ليحيى بن الحضرمي في خلافة المهدي.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد - إجازة - أنا ابن مروان، أنا ابن فيض، نا دحيم قال: قال الوليد: قال: ثم ولي بعد سلمة يحيى بن حمزة الحضرمي، ولاّه الفضل بن صالح ثم بعث إليه محمّد أمير المؤمنين و استخلف على القضاء عبيدة بن جماح الغساني فمات و هو على القضاء ثم ولّى محمّد بن أبي جعفر عبد الرّحمن بن يزيد بن أبي مالك ثم عزله و ولّى يحيى بن حمزة.

4510 - عبيدة بن حسان

من أصحاب الحسن البصري.

سمع الحسن، و عمير بن هانئ.

حكى عنه يحيى بن حمزة.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني محمّد بن جعفر بن أحمد، نا جدي - يعني - أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة نا أبي، عن أبيه يحيى بن حمزة قال:

سمعت رجلا من أصحاب الحسن يقال له عبيدة بن حسّان يقول للوضين بن عطاء:

أتذكر في... (2) من مدينتكم حديثا (3)؟قال: فيها أحاديث مخزونة، و لقد أصبت رجلا من الجند

ص: 152


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح.
2- لفظة غير واضحة و قد تقرأ:«بانيا» و في م:«أتذكر لي بانيا».
3- كذا بالأصل، و تقرأ في م: حدثنا.

لو بقي لانتقل إليها رغبة فيها، فقال له عبيدة: لعله عمير بن هانئ ؟ قال: نعم، هو هو، قال عبيدة: فإن ذلك الرجل حدّثني و قال لي: لو كنت من أهل بلادي لتماريت أن أحدثك أم لا.

4511 - عبيدة بن عثمان

و يقال عبيدة - الثقفي الفقيه

من أهل دمشق.

حدّث عن: يحيى بن حمزة القاضي، و مالك بن أنس، و سعيد بن عبد العزيز.

روى عنه: معاوية بن صالح بن أبي عبيد اللّه الأشعري، و عباس بن الوليد، و محمّد بن عمر بن إسماعيل الدولابي، و المفضّل بن غسّان الغلاّبي.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو الحسين (1)علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران المعدل، أنا علي بن محمّد بن أحمد المصري، نا محمّد بن عمر الدّولابي، نا عبيدة بن عثمان، نا يحيى بن حمزة، نا برد بن سنان.

أن يزيد بن الوليد أرسل إلى نافع مولى ابن عمر فسأله فقال: سمعت عبد اللّه بن عمر يحدث أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من شرب في إناء من ذهب أو فضة فإنّما يجرجر في بطنه نارا»[7623].

أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن أيمن (2) قراءة عليه، أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين (3) بن السمسار - إجازة - أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد، نا أبو عثمان سعيد بن عبد العزيز الحلبي قال: سمعت عباس (4) يقول: قال لي عبيدة: كان الرجل يكتفي من العبادة بالنظر إلى الأوزاعي إذا رآه مصليا أو رآه قاعدا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الشام عبيدة بن عثمان، الثقفي.

ص: 153


1- في م: أبو الحسن، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 311/17.
2- في م: بن أبي قراه.
3- في م: الحسن، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 506/17.
4- كذا بالأصل و م.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: في ذكر أهل الفتوى بدمشق: عبيدة بن عثمان، و ذكر غيره.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني.

قال في باب عبيدة - بالفتح - عبيدة بن عثمان الدمشقي حديثه، في الشاميين. روى عن مالك بن أنس، و سعيد بن عبد العزيز، روى عنه محمّد بن عمر بن إسماعيل الدّولابي و غيره.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1) قال:

أما عبيدة بفتح العين و كسر الباء: عبيدة بن عثمان، يروي عن مالك بن أنس، و سعيد بن عبد العزيز، روى عنه محمّد بن عمر بن إسماعيل الدولابي و غيره.

4512 - عبيدة بن قيس العقيلي

كان غزا و أمّر على بعض السرايا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (2)،نا عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا أبو مسهر، نا سعيد، عن عطية قال:

غزوت في خلافة معاوية أرض الروم قال: فخرجت في سرية و نحن بضعة (3) و أربعون رجلا علينا عبيدة بن قيس العقيلي، فأغرنا على فلان - حصن سماه سعيد، قال أبو مسهر:

فأنسيتها - قال: و كنت فارسا فبلغ نفلي مائتي دينار.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة على شك دخلني فيه - نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، أنا محمّد بن عائذ قال: قال الوليد بن مسلم، فذاكرت هذا الحديث - يعني حديث في غزو القسطنطينية - بعض مشيختنا، و أنكر أن يكون سليمان قطع بعثا سوى البعث الأول، و لا وجه من عنده أحدا و لكن مسلمة لما جاءه كتاب صاحب برجان (4) يعلمه ما بعث به إليه من السوق

ص: 154


1- الاكمال لابن ماكولا 47/6 و 51.
2- الخبر في المعرفة و التاريخ 398/2-399.
3- الأصل و م: بضع، و التصويب عن المعرفة و التاريخ.
4- برجان بالجيم بلد من نواحي الخزر.

فبعث بعثا و ولّى عليهم عبيدة بن قيس و ابنه شراحيل بن عبيدة، فولي عند ذلك عبيدة بن قيس على أهل دمشق و ولّى شراحيل بن عبيدة على أهل الجزيرة، و مضى حتى إذا دفع إلى أرض برجان لقوه بعدّة الحرب من الرجال و السلاح و العجل، فيها الرجال، تجرّ تلك العجل البراذين فلما رأى ذلك عبيدة قال لأصحابه: اكسروا أغماد سيوفكم ثم امشوا إليهم حتى ترموهم بها، ثم اضربوا أعناق براذين العجل، ففعلوا و اقتتلوا قتالا شديدا، ثم إن مسلمة لما وجههم أشفق أن يكون قد خدع عنه، فوجّه إليه رجلا من موالي بني عامر في خمسمائة فارس من فرسانه حتى انتهى إلى عبيدة و قد أمره مسلمة أن يرده حيث أدركه، فوجده يقاتل القوم و وجد شراحيل بن عبيدة قد قتل، و وجد عنده قواد الأجناد و هو يقول لهم: قوموا فاكفوا ما كان شراحيل يكفي فلما رآه قال: قوموا عني، فقد أتاني رسول الأمير، فقاموا عنه فقال: إن الأمير ظن أنه قد خدع عنا و في كم وجهك ؟ قال في خمسة آلاف، ثم أخبره أنه إنما وجهه في خمسمائة، و مضى عبيدة حتى واقف العدو و هيّأ كراديسه ثم حضر رسول مسلمة يوصيهم من أدناهم إلى أقصاهم حتى كان من آخرهم أهل فلسطين، و صاحب برجان في سلاحه على برذونه مخفف، فقال له حصين: أ تقف لي أو أقف لك، فأومأ إليه العلج فخيّره، فاختار حصين أن يقف له العلج و يتحيّن (1) موضعا يطعنه فيه، فلم ير أن موضعا أفضل من نحر برذونه لما على العلج من السلاح، فشد حصين على العلج فطعن نحر البرذون، فاستدار بالعلج (2)فصرعه، فطرح حصين نفسه على العلج فقتله، و احتزّ رأسه، و خرج بسلبه إلى عبيدة، و انحاز القوم عنهم، و ضرب اللّه وجوههم، و دفع حصين إلى عبيدة كتاب مسلمة يأمره بالانصراف، فكره عبيدة أن ينصرف عنهم و قد هزمهم اللّه، فأراد المضي فأبيت عليه قلت: مر الناس بالانصراف بجميع العسكر، و قد فتح اللّه، حتى إذا كان بمرج خصيب من أرض برجان نزل، و نزل الناس في ذلك الحشيش طبخ (3) بعضهم طبيخا فهاجت عليهم ريح شديدة في ذلك الحشيش (4) فأقبل العدو يمر، الحصون على دوابهم حتى إذا كانوا عند طرف العسكر أرسلوا نارا في ذلك الحشيش فأقبلت النار حتى إذا كانت عند طرف العسكر قطعها اللّه و أخمدها و العدو ينظرون، فلما رأوا ذلك انكشفوا.

ص: 155


1- الأصل و م: و يجين.
2- الأصل: فاستدار بنا العلج، و المثبت عن م.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- ما بين الرقمين سقط من م.

4513 - عبيدة بن أبي المهاجر

- و يقال: ابن المهاجر - العكبري (1)

والد يزيد بن عبيدة.

من أهل دمشق.

روى عن معاوية، و حذيفة، و كعب الأحبار.

روى عنه: عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و ابنه يزيد بن عبيدة.

أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه بن محمّد بن عبدوس الهمداني، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن حموية الطوسي، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب بن معقل الأصم، نا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، أخبرني أبي قال:

سمعت ابن جابر يقول: حدّثني عبيدة بن أبي المهاجر قال:

سمعت معاوية بن أبي سفيان على هذا المنبر قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«إنّ رجلا من المسلمين كان يعمل السّيّئات و قتل سبعة و تسعين نفسا كلّها تقتل ظلما بغير حقّ ، فخرج فأتى ديراني (2) فقال: يا راهب إنّ الآخر قتل سبعة و تسعين نفسا كلّها تقتل ظلما بغير حقّ ، فهل له من توبة قال: لا، ليس لك توبة، فضربه فقتله، ثم جاء آخر فقال له: يا راهب، إنّ الآخر قد قتل ثمانية و تسعين نفسا كلها تقتل ظلما بغير حقّ فهل له من توبة فقال:

لا، ليست له توبة قال: فضربه فقتله، ثم أتى آخر فقال له: إنّ الآخر قتل تسعة و تسعين نفسا كلّها تقتل ظلما بغير حقّ فهل له من توبة فقال له: لا، فضربه فقتله، ثم أتى راهبا آخر فقال له:

إنّ الآخر لم يدفع من الشر شيئا إلاّ قد عمله قتل مائة نفس كلّها تقتل ظلما بغير حقّ فهل له من توبة فقال له: و اللّه لئن قلت لك إن اللّه لا يتوب على من تاب إليه لقد كذبت، هاهنا دير فيه قوم يتعبدون (3) فأتهم فاعبد اللّه معهم، فخرج تائبا حتى إذا كان في نصف الطريق بعث اللّه إليه ملكا، فقبض نفسه، فحضرته ملائكة العذاب و ملائكة الرحمة فاختصموا فيه، فبعث اللّه إليهم ملكا فقال لهم: إلى أي القريتين كان أقرب فهو منها، فقاسوا ما بينهما فوجدوه أقرب إلى قرية التوابين بقيس أنملة فغفر له».

ص: 156


1- ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري 83/2/3 و الجرح و التعديل 91/6.
2- كذا بالأصل و م، و في المختصر 15/16: ديرانيا.
3- في م: دير يتعبدون فيه قوم.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه، نا محمّد بن إبراهيم بن جعفر، نا أبو العباس الأصم، نا العباس بن الوليد، أنا أبي قال: سمعت ابن جابر يقول حدّثني عبيدة بن أبي المهاجر قال:

سمعت معاوية بن أبي سفيان على هذا المنبر قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«إنّ رجلا كان يعمل سيئات، و قتل سبعة و تسعين نفسا كلّها تقتل ظلما بغير حقّ ، فأتى الديراني فقال: يا راهب إنّ الآخر لم يدع من الشرّ شيئا إلاّ قد عمله مع أنه قتل سبعة و تسعين نفسا كلّها تقتل ظلما بغير حقّ فهل له من توبة ؟ قال: لا، فضربه فقتله، ثم أتى ديرانيا آخر فقال: يا راهب إنّ الآخر لم يدع من الشرّ شيئا إلاّ قد عمله مع أنه قتل ثمانية و تسعين نفسا كلّها تقتل ظلما بغير حقّ فهل له من توبة ؟ قال لا: فضربه فقتله، ثم أتى آخر فقال له مثل ما قال: إنّ الآخر قتل تسعة و تسعين نفسا كلها تقتل ظلما بغير حقّ فهل له من توبة فقال: لا، فضربه فقتله، ثم أتى راهبا آخر فقال له: إنّ الآخر لم يدع من الشّرّ شيئا إلاّ قد عمله مع أنه قد قتل مائة نفس كلّها تقتل ظلما بغير حقّ فهل له من توبة ؟ فقال له: و اللّه لئن قلت لك إنّ اللّه لا يتوب على من تاب إليه لقد كذبتك، هاهنا دير فيه قوم يتعبدون فأتهم، فاعبد اللّه معهم، فخرج تائبا حتى إذا كان في نصف الطريق بعث اللّه إليه ملكا فقبض نفسه، فحضرته ملائكة العذاب و ملائكة الرحمة فاختصموا فيه، فبعث اللّه إليهم ملكا فقال لهم: إلى أي الديرين كان أقرب فهو منه، فقاسوا ما بينهما فوجدوه إلى دير التوابين أقرب بقيس أنملة فغفر له».

و رواه الوليد بن مسلم عن ابن جابر فشك فيه، هل هو عن عبيدة أو عن أبي عبد رب.

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفر القشيري قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (1)، أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرتنا به أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو همّام، نا الوليد بن مسلم، حدّثني عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، حدّثني ابن أبي المهاجر - أو عبد رب، الوليد شكّ قال سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«إنّ رجلا ممن كان قبلكم لقي رجلا عالما - أو عابدا - فقال: إنّ الآخر قتل تسعة و تسعين

ص: 157


1- إعجامها مضطرب في م. تقدم التعريف به، و السند معروف.

نفسا كلّها يقتلها ظلما فهل تجد له من (1) توبة قال - زاد ابن المقرئ: لا، فقتله، ثم لقي آخر فقال: إنّ الآخر قتل مائة نفس كلها يقتلها ظلما فهل تجد له من توبة ؟ قال: ثم اتفقا فقالا:- لئن قلت لك إنّ اللّه لا يتوب على من تاب لقد كذبتك - و في حديث ابن حمدان: كذبت - هاهنا دير فيه قوم يتعبدون - و قال ابن حمدان: يعبدون - فأتهم فاعبد اللّه معهم، لعلّ اللّه عزّ و جل يتوب - و قال ابن المقرئ: أن يتوب - عليك، فانطلق إليهم، فمات قبل أن يأتيهم، فاحتج ملائكة العذاب و ملائكة الرحمة، فبعث اللّه عز و جل ملكين - و قال ابن حمدان: ملكا - أن قيسوا بين المكانين فأيهما كان أقرب منه - و قال ابن المقرئ: إليه، فهو منه، و قالا - فقاسوه فوجدوه أقرب إلى دير التوابين بأنملة، فغفر (2) اللّه له».

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (3):

عبيدة بن أبي المهاجر والد يزيد الشامي، سمع منه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (4):

عبيدة بن أبي المهاجر، روى عن معاوية بن أبي سفيان، روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، قال: عبيدة بن أبي المهاجر مخزومي عن معاوية.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ص: 158


1- «من» كتبت فوق الكلام بين السطرين في م.
2- في م: فغفر له.
3- الخبر في التاريخ الكبير للبخاري 83/2/3.
4- الخبر في الجرح و التعديل 91/6.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة-.

قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثانية من التابعين: عبيدة بن أبي المهاجر دمشقي، روى عن حذيفة، أبو يزيد بن عبيدة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدّارقطني، قال في باب عبيدة بالفتح: عبيدة بن أبي المهاجر، روى عن معاوية بن أبي سفيان، روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عداده في أهل الشام، و ابنه يزيد بن عبيدة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري قال: أما عبيدة العين مفتوحة، و الباء مكسورة فمنهم: عبيدة بن أبي المهاجر، و ابنه يزيد بن عبيدة السكري، روى عن عبيدة يحيى بن حمزة، و محمّد بن شعيب.

كذا قال، و إنّما يروي يحيى و ابن شعيب عن ابنه يزيد بن عبيدة (1).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا البخاري.

أنا عبد الغني بن سعيد قال: عبيدة بفتح العين جماعة منهم: عبيدة بن أبي المهاجر، عن معاوية، والد يزيد بن عبيدة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر الحافظ قال (2):

و أما عبيدة بفتح العين و كسر الباء فهو عبيدة بن أبي المهاجر، روى عن معاوية بن أبي سفيان، روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و ابنه يزيد بن عبيدة.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنابي، أنا أبو القاسم بن [أبي] (3) الفرات، أنا عبد الوهاب (4) بن الحسن، أنا أبو الحسن بن جوصا، نا محمّد بن وزير، نا الوليد، قال: فحدّثني - يعني سعيد بن عبد العزيز - أن الوليد بن عبد الملك كان يؤخر الظهر و العصر، فلما ولي سليمان

ص: 159


1- من قوله: كذا قال إلى هنا ليس في م.
2- الخبر في الاكمال لابن ماكولا 47/2 و 50.
3- الزيادة عن م.
4- «عبد الوهّاب» ليس في م.

كتب إلى الناس عن رأي عمر بن عبد العزيز: أن الصلاة كانت قد أميتت فأحيوها، قال سعيد:

فبعث والي الجند إلى عبيدة بن أبي المهاجر، فسأله عن الوقت الذي كان يصلّى فيه على عهد معاوية و أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأخبرهم بالوقت الذي يصلي عليه القوم بدمشق الظهر و العصر.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو القاسم الخضر بن عبيد اللّه بن كامل المري، أنا أبو طالب عقيل بن عبيد اللّه بن عبدان، أنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد، نا أبو القاسم يزيد بن محمّد (1) بن عبد الصمد (2)،نا أبو مسهر، نا أبو محمّد سعيد بن عبد العزيز، قال: لما ولي سليمان (3) بن عبد الملك كتب: أن احيوا الصلاة، فإنّها قد كانت أميتت، و كان الوليد يؤخّر الصلاة، قال سعيد: فأراهم عبيدة بن المهاجر وقت الصلاة في خلافة معاوية في المقسلاط (4)،قال سعيد: و هو وقتنا هذا - يعني الظهر و العصر-.

قال أبو القاسم يزيد بن محمّد، قال أبو مسهر: عبيدة بن المهاجر هو عبيدة بن أبي المهاجر.

4514 - عبيدة الشّرعبي الحمصي

4514 - عبيدة الشّرعبي (5) الحمصي (6)

تابعي، ولاّه النعمان بن بشير جبل لبنان من أعمال دمشق.

روى عنه: حبّان - و يقال: حيّان (7)-بن زيد الشّرعبي.

قرأت بخط أبي القاسم عبد اللّه بن أحمد مما ذكر أنه وجده بخط أبي الحسين محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الرازي، قالا: نا أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، نا عثمان بن سعيد بن خالد السّجزي، أبو سعيد، قال: قلت لأبي اليمان الحكم بن نافع البهراني: حدثك حريز (8) بن عثمان، عن حبّان الشّرعبي، عن عبيدة الشّرعبي و كان من النعمان بن بشير بمكان، و كان قد أمره على لبنان، فأخبرني أبو اليمان أن حريزا (9) حدّثه كما قرأت عليه.

ص: 160


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 151/13.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- المقسلاط : موضع النحاسين بدمشق.
5- الشرعبي ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى شرعب، راجع الأنساب، و اللباب لابن الأثير.
6- ذكره السمعاني في الأنساب، و ابن الأثير في اللباب.
7- ذكره السمعاني في الأنساب (الشرعبي)، قال السمعاني: و من قال حيّان فقد وهم.
8- الأصل و م: جرير، تصحيف، و الصواب ما أثبت عن الأنساب و اللباب (الشرعبي)، و قد مرّت ترجمته في كتابنا.
9- الأصل و م: جريرا، تصحيف.

ذكر من اسمه عبيدة

اشارة

[بضم العين] (1)

4515 - عبيدة - و يقال: عبيد - بن أسلم

مولى سليمان بن عبد الملك.

له ذكر، تقدم ذكره في حفر الأنهار في قصة نهر يزيد.

4516 - عبيدة بن أشعب الطّمع - و يقال: عبيدة

حجازي مدني

قدم دمشق حين وليها إبراهيم بن المهدي.

و حكى عن أبيه.

حكى عنه إبراهيم.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين (2) أخبرني رضوان بن أحمد، عن يوسف بن إبراهيم، عن إبراهيم بن المهدي.

أن الرّشيد لما ولاه دمشق بعث إليه عبيدة بن أشعب و كان يقدم عليه من الحجاز، و أراد أن يطرفه به، فقدم عليه قال إبراهيم: و كان يحدثني من حديث أبيه بالطرائف، و عادلته يوما و أنا خارج من دمشق في قبّة على بغل لألهو بحديثه، فأصابنا في الطريق برد شديد، فدعوت بدوّاج سمّور (3) لألبسه فأتيت به، فلما لبسته أقبلت (4) على ابن أشعب فقلت له: حدثني

ص: 161


1- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
2- انظر الأغاني 145/16 و ما بعدها.
3- السمّور: دابة معروفة تسوى من جلودها فراء غالية الثمن، و هذه الفراء تسمى الدّرّاج،(اللسان). و في تاج العروس بتحقيقنا: الدّوّاج و الدواج: اللحاف الذي يلبس. و قيل: هو ضرب من الثياب. قال ابن دريد: لا أحسبه عربيا صحيحا.
4- الأصل: قبلت، و التصويب عن م.

بشيء من طمع أبيك، فقال لي: و ما لك و لأبي، عليك بي، ها أنا ذا دعوت بالدّوّاج فما شككت و اللّه في أنك إنما جئت به لي، فضحكت من قوله و دعوت بغيره فلبسته و أعطيته إياه، ثم قلت له: أ لأبيك ولد غيرك ؟ فقال: كثير، فقلت: عشرة ؟ قال: أكثر، قلت: خمسون ؟ قال: أكثر كثير (1)،فقلت: مائة ؟ قال: دع المائتين و خذ في الألوف، فقلت: ويلك، أيّ شيء تقول يا أشعب ؟ أبوك ليس بينك و بينه أب، كيف يكون له ألوف من الولد، فضحك ثم قال لي: له في هذا خبر طريف، فقلت له: حدثني به، فقال:

كان أبي منقطعا إلى سكينة بنت الحسين، و كانت متزوجة بزيد (2) بن عمر بن عمرو بن عثمان، و كانت محبة له، فكان لا يستقر معها تقول له: أريد الحجّ فيخرج معها فإذا مضوا إلى مكة قالت: أريد الرجوع إلى المدينة، فإذا عاد إلى المدينة قالت له: أريد العمرة، فهو معها في سفر لا ينقضي، قال عبيدة: فحدّثني أبي قال: كانت قد حلّفته بما لا كفّارة له ألاّ يتزوج عليها و لا يتسرّى و لا يلمّ بنسائه و جواريه إلاّ بإذنها، و حجّ الخليفة في سنة من السنين فقال لها: قد حجّ أمير المؤمنين و لا بد لي من لقائه، قالت: فاحلف لي أنّك لا تدخل الطائف و لا تلمّ بجواريك على وجه و لا سبب، فحلف لها بما رضيت به من الأيمان على ذلك، ثم قالت:

احلف بالطلاق، فقال: لا أفعل، و لكن ابعثي معك بثقتك،[قال:] فدعتني و أعطتني ثلاثين دينارا، و قالت: اخرج معه، و حلّفتني بطلاق بنت وردان زوجتي ألاّ أطلق له الخروج إلى الطائف بوجه و لا سبب، فحلفت لها، بما أثلج صدرها و أذنت له فخرج، و خرجت معه، فلما حاذينا الطائف قال لي: يا شعيب تعال، أنت تعرفني و تعرف صنائعي عندك، و هذه ثلاثمائة دينار خذها بارك اللّه لك فيها، و ائذن لي ألمّ بجواريّ ، فلما سمعتها ذهب عقلي، ثم قلت: يا سيدي هي سكينة، فاللّه اللّه فيّ ، فقال: أو تعلم سكينة الغيب ؟ فلم يزل بي حتى أخذتها و أذنت له، فمضى فبات عند جواريه، فلما أصبحنا رأيت أبيات قوم من العرب قريبة منا، فلبست حلّة وشي كانت لزيد قيمتها ألف دينار، و ركبت فرسه، و جئت إلى النساء، فسلّمت، فرددن، و أجللني (3) للهيئة و الزيّ الذي لا يلبس مثله إلاّ أولاد الخلفاء، و نسبنني فانتسبت نسب زيد، فحادثنني و أنس بي، و أقبل رجال الحي، فكلّما جاء منهم رجل سأل عني فخبر بنسبي، فجاءني فسلّم علي و عظّمني و انصرف إلى أن أقبل شيخ كبير منكر (4)،فلما خبرني (5) و بنسبي

ص: 162


1- في المختصر: كثّر.
2- في الأغاني: زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان.
3- كذا بالأصل و م، و في المختصر: و أجللنني.
4- أي داه فطن (اللسان: نكر).
5- في م: أخبر.

شال حاجبيه عن عينيه (1)،ثم نظر إليّ و قال: و أبي ما هذه خلقة قرشي و لا شمائله، و لا هو إلاّ عبد، ثم بادر إلى بيته و علمت أنه يريد شرا، فركبت الفرس ثم مضيت و لحقني فرماني بسهم فما أخطأ قربوس السّرج، و ما شككت في أنه ملحقي بآخر يقتلني، فسلحت - يعلم اللّه - في ثيابي، و لوّثتها، و نفذ إلي الحلّة فصيرتها شهرة، و أتيت رحل زيد بن عمر، فجلست أغسل الحلّة، و أجففها، و أقبل زيد بن عمر فرأى ما لحق الحلّة و السرج فقال لي: ما القصة ويلك ؟ فقلت له: يا سيدي الصدق أنجى، و حدثته بالحديث، فاغتاظ ثم قال: لم يكفك أن تلبس حلّتي و تصنع بها ما صنعت ؟ و تركب فرسي و تجلس إلى النساء حتى انتسبت بنسبي و فضحتني و جعلتني عند العرب ولاّجا (2) جماشا (3)،و جرى عليك ذلّ نسب إليّ ؟ أنا نفي من أبي و منسوب إلى أبيك، إن لم أسوؤك و أبالغ في ذلك.

ثم لقي الخليفة و عاد، و دخلنا إلى سكينة، فسألته عن خبره كلّه، فخبرها حتى انتهت إلى ذكر جواريه فقالت: إيه و ما كان خبرك في طريقك، هل مضيت إلى جواريك بالطائف ؟ فقال لها: لا أدري سلي ثقتك، فدعت بي و سألتني ؟ و بدأت فحلفت لها بكل يمين محرجة أنه ما مرّ بالطائف و لا دخلها، و لا فارقني، فقال لها: اليمين التي حلف بها لازمة لي إن لم أكن دخلت الطائف و بتّ عند جواريّ ، و غسّلتهن جميعا، و أخذ مني ثلاثمائة دينار، و فعل كذا و كذا، و حدثها الحديث كله، و أراها الحلّة و السرج، فقالت لي: فعلتها يا شعيب ؟ أنا نفية من أبي إن أنفقها إلاّ فيما يسوؤك، ثم أمرت بكبس منزلي و إحضارها الدنانير فأحضرت، فاشترت بها خشبا و بيضا و سرجينا؛ و عملت من الخشب بيتا فحبستني فيه، و حلفت ألاّ أخرج منه و لا أفارقه حتى أحضن البيض كلّه إلى أن ينقف (4) فمكثت أربعين يوما أحضن لها البيض حتى أنقف كلّه، و خرج منه فراريج كثير، فربيتهن و تناسلن، و كنّ بالمدينة يسمين بنات أشعب، و نسل أشعب، فهو إلى الآن بالمدينة نسل يزيد على الألوف و ما بين الألوف كلّهن أهلي و أقاربي.

قال إبراهيم: فضحكت و اللّه من قوله ضحكا ما أذكر أنّي ضحكت مثله قط ، و وصلته، و لم يزل عندي زمانا، ثم خرج إلى المدينة، و بلغني أنه مات هناك.

ص: 163


1- في م: حاجبه عن عينه.
2- الولاج: الكثير الدخول (اللسان: ولج).
3- الجماش: الذي يتعرض للنساء، و الذي يغازلهن و يلاعبهن،(انظر اللسان: جمش).
4- يقال: نقف الفرخ البيضة: نقبها و خرج منها (اللسان: نقف). و في الأغاني: يفقس.

قال: و أخبرني الحسن بن علي، نا أحمد بن سعيد، نا الزبير بن بكار، حدّثني عمي قال:

بعثت سكينة إلى أبي الزناد فجاءها تستفتيه في شيء فاطّلع أشعب عليه من بيت، و جعل يقوقئ مثل ما يقوقئ الدجاجة، قال: فسبّح أبو الزناد و قال: ما هذا؟ فضحكت و قالت: إنّ هذا الخبيث أفسد علينا بعض أمرنا فحلفت أن يحضن بيضا في هذا البيت و لا يفارقه حتى ينقف، فجعل أبو الزّناد يعجب من فعلها.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير قال (1):

قال الأصمعي، و قال جعفر بن سليمان قال أشعب لابنه عبيدة: إنّي أراني سأخرجك من منزلي و أنتفي منك، قال: لم يا أبت ؟ قال: لأني أكسب خلق اللّه لرغيف، و أنت ابني قد بلغت هذا السن (2)،و أنت في عيالي ما تكسب شيئا، قال: بلى و اللّه، إنّي لأكسب، و لكني مثل الموزة لا تحمل حتى تموت أمّها.

تمّ هذا الجزء المبارك (3).

ص: 164


1- الخبر في تاريخ الطبري ط بيروت 528/4-529.
2- الطبري: بلغت هذا المبلغ من السن.
3- هنا ينتهي المجلد العاشر المخطوط ، من النسخة الظاهرية (السليمانية) التي اعتمدناها أصلا في عملنا، و نبدأ بالمجلد الحادي عشر المخطوط من هذه النسخة، و نعتمد إلى جانبها النسخة المغربية المرموز لها بحرف م، و النسخة الأزهرية المرموز لها ب «ز» و المسماة بنسخة البرزالي.

(1) بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ رب يسّر

4517 - عبيدة بن عبد الرّحمن بن حكيم بن أمية

الأوقص (2) الذّكواني السّلمي (3)

أمير إفريقية.

من أهل دمشق، ولي أذربيجان في خلافة عمر بن عبد العزيز.

حدّث بمصر.

روى عنه: بكر بن سوادة، و عبد العزيز بن بجير (4) بن ريسان (5).

و نسب نسبا هو أصح من هذا، فقيل هو عبيدة بن عبد الرّحمن بن (6) أبي الأعور السلمي عمرو بن سفيان بن عبد شمس بن سعد بن خائف (7) بن الأوقص بن مرّة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم (8) بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان.

أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنبأنا أبو عبد اللّه بن منده، أنبأ أبو سعيد بن يونس، قال:

عبيدة بن عبد الرّحمن بن حكيم بن أمية بن الأوقص السّلمي الشامي، من سكان دمشق، كان أمير إفريقية لهشام بن عبد الملك، قدم مصر، روى عنه من أهل مصر بكر بن

ص: 165


1- بداية الجزء الحادي عشر المخطوط ، من الأصل المعتمد، مخطوط الظاهرية (سليمان باشا).
2- في م: بن أبي الأوقص.
3- أخباره في البيان المغرب لابن عذارى 50/1 و جمره ابن حزم ص 264 و تاريخ خليفة بن خيّاط ص 340 و 341 و 343 و 345.
4- الأصل: جبير، و في م: بجير، و المثبت و الضبط عن الاكمال لابن ماكولا 201/1.
5- الأصل و م: رستان، تصحيف و الصواب عن الاكمال 201/1 و 69/4.
6- كذا بالأصل و م، و في جمهرة ابن حزم:«بن عبد اللّه بن أبي الأعور» و في البيان المغرب: هو ابن أخي أبي الأعور.
7- الأصل:«أن قائف» و في م:«سعيد أن قائف» و المثبت عن ابن حزم.
8- الأصل: سليمان، و التصويب عن م و ابن حزم.

سوادة، و عبد العزيز بن بحير بن ريسان (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنبأ الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: قال ابن بكير: قال الليث: فيها - يعني سنة عشر و مائة - أمّر عبيدة بن عبد الرّحمن في المحرم على أهل إفريقية، و في سنة ست عشرة و مائة نزع عبيدة بن عبد الرّحمن من إفريقية و أمّر عبيد اللّه بن الحبحاب.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن [أنبأ أبو الحسن] (2) السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال (3):

و قال أبو خالد: فيها - يعني سنة عشر و مائة - قدم عبيدة بن عبد الرّحمن الذكواني من بني سليم إفريقية، و أغزى عثمان بن أبي عبيدة بن (4) عقبة البحر سنة عشر و مائة، فخرج يستقبله و عقد لأخيه حبيب بن أبي عبيدة (5) على سبع مائة، فقصد لسرقوسة (6) مدينة صقلية، فلقوه فأسر بطريقهم، و هزمهم اللّه.

قال أبو خالد (7):و فيها - يعني سنة إحدى عشرة و مائة - أغزى عبيدة بن عبد الرّحمن من إفريقيّة المستنير بن الحارث في ثمانين و مائة مركب، فحاصرهم، و هجم الشتاء فقفل يريح طيبة حتى لجّج، فجاءت ريح عاصفة فغرقت مراكبهم، فلم يسلم منها إلاّ ثمانية (8) عشر مركبا.

قال أبو خالد (9):فيها أغزى عبيدة بن عبد الرّحمن من إفريقيّة سنة اثنتي عشرة و مائة ثابت بن خثيم من أهل الأردن صقلية، فأصاب سبايا و غنائم و سلم.

قال أبو خالد (10):و فيها - يعني سنة أربع عشرة - أغزى عبيدة بن عبد الرّحمن من إفريقية عبد الملك (11) بن قطن أيضا صقلية، فغنم أيضا و سلم، و أغزى أيضا عبد اللّه بن زياد

ص: 166


1- الأصل و م: رستان، تصحيف و الصواب عن الاكمال 201/1 و 69/4.
2- ما بين معكوفتين أضيف عن م لتقويم السند.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط 340.
4- ما بين الرقمين سقط من تاريخ خليفة.
5- ما بين الرقمين سقط من تاريخ خليفة.
6- تاريخ خليفة: لسراقس.
7- تاريخ خليفة ص 341.
8- تاريخ خليفة: سبعة عشر.
9- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 343.
10- تاريخ خليفة ص 345.
11- كذا بالأصل و م، و في تاريخ خليفة: عبد اللّه.

الأنصاري سردانية، فغنم و سلم.

قال أبو خالد (1):و في سنة خمس عشرة و مائة أغزى عبيدة بن عبد الرّحمن من إفريقية بكر بن سويد فأتى سقلية (2) و دربانة فلقيه الروم، فرموا مراكبه بالسهام (3).

و قال خليفة (4):سنة ست عشرة و مائة فيها كتب هشام بن عبد الملك إلى عبيد اللّه بن الحبحاب مولى بني سلول و هو و اليه على مصر، فولاه إفريقيّة.

ص: 167


1- تاريخ خليفة ص 346.
2- كذا بالأصل و م، و في تاريخ خليفة: صقلية بالصاد.
3- الأصل و م، و في تاريخ خليفة: بالنار.
4- تاريخ خليفة ص 347 و جاء فيه: عبيدة بن الحبحاب.

ذكر من اسمه عبيد

4518 - عبيد بن أحمد بن عبيد بن سعيد

أبو محمّد الرّعيني الحمصي الصّفّار

قدم دمشق.

و حدّث عن: أبي أيوب سليمان بن عبد الحميد البهراني، و محمّد بن عوف، و الوليد بن مروان، و عطية بن بقية بن الوليد (1).

روى عنه: جمح بن القاسم، و أبو بكر بن المقرئ و سمع منه بحمص و أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، أخبرنا عبد العزيز بن أحمد الصّوفي، أنا أبو نصر بن الجبّان (2)،أنا جمح بن القاسم المؤذن، نا عبيد بن أحمد الحمصي، نا سليمان بن عبد الحميد، نا محمّد بن عبد اللّه، أنا المقرئ، أنا مسعر، عن عمرو بن مرّة، عن أبي البختري الطائي قال: سمعت عليا يقول:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لجبريل:«من يهاجر معي ؟» قال: أبو بكر، و هو يلي أمّتك من بعدك، و هو أفضلها و أرأفها[7624].

غريب جدا، لم أكتبه إلاّ من هذا الوجه.

و مما وقع إلي عاليا من حديثه ما.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن

ص: 168


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 521/12.
2- في م: الجنان، تصحيف.

محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو محمّد عبيد بن أحمد الصفّار الحمصي - بحمص - نا الوليد بن مروان، نا جنادة، حدّثني أبي، نا أشعب، عن غيلان الأزدي، عن أنس بن مالك قال:

قدم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم رجال من عرينة، فاجتووا (1) المدينة، و ذكر قصة العرنيين، لم يزد على هذا.

قرأت بخطّ أبي محمّد بن الأكفاني مما ذكر أنه نقله من خط بعض أصحاب الحديث قال: تسمية من سمعنا منه بدمشق، فذكر جماعة منهم: عبيد بن أحمد الصفّار الحمصي.

4519 - عبيد - و يقال عبيد اللّه - بن أوس الغسّاني

4519 - عبيد - و يقال عبيد اللّه - بن أوس الغسّاني (2)

كاتب معاوية و حاجبه، و يزيد بن معاوية، و مروان بن الحكم.

حدّث عن معاوية.

روى عنه: ابنه محمّد بن عبيد.

ذكره أبو الحسن الرّازي في تسمية كتاب أمراء دمشق، و ذكر أنه كان كاتبا لمعاوية في خلافته، و ليزيد بن معاوية.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن طرخان بن يلتكين (3)،نا أبو الحسين بن المهتدي، نا عمر بن أحمد الواعظ ، نا محمّد بن مخلد بن حفص العطّار، نا رجاء بن سهل الصاغاني، نا أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي، عن قيس بن عبّاد، عن محمّد بن عبيد بن (4) أوس الغساني كاتب معاوية، حدّثني أبي قال:

كتبت بين يدي معاوية كتابا، فقال لي: يا عبيد ارقش كتابك إليّ ، كتبت بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كتابا رقشته، قال: قلت: ما رقّشته يا أمير المؤمنين ؟ قال: اعط كل حرف ما ينوبه من النقط (5).

ص: 169


1- الأصل: فاجتوا. و التصويب عن م و تاج العروس (جوى) بتحقيقنا و فيها: و اجتواه: كرهه و لم يوافقه، و منه حديث العرنيين فاجتووا المدينة أي استوخموها.
2- الوزراء و الكتاب للجهشياري ص 24 و 31 و فيه: عبيد اللّه و كان يكتب لمعاوية على الرسائل، و العقد الفريد و سماه: سعيد بن أنس الغساني. و له ذكر في تاريخ الطبري 533/3 و 534 (ط بيروت).
3- رسمها بالأصل:«؟؟؟ لكيق» و في م:«؟؟؟ لنكيق» و المثبت عن المشيخة 189/أ.
4- الأصل: عن، تصحيف و التصويب عن م.
5- رقّش كلامه ترقيشا: زوّره و زخرفه.(القاموس المحيط ).

أخبرنا أبو الحسين (1) محمّد بن محمّد بن الفرّاء، أنا أبي أبو يعلى.

ح و أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي، نا محمّد بن علي بن محمّد بن المهتدي.

قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمر، حدثكم الهيثم بن عدي، قال: كنا جلوسا عند المجالد بن سعيد فقال:

كان عبيد اللّه بن أوس الغسّاني (2) كاتب معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (3) قال:

و كاتب الرسائل - يعني لمعاوية-[عبيد] (4) بن أوس الغساني-.

و ذكر مجالد بن سعيد أن عبيد بن أوس كان كاتب معاوية و هو سيد أهل الشام.

4520 - عبيد بن حبّان الجبيلي

4520 - عبيد بن حبّان الجبيلي (5)

من أهل جبيل من سواحل دمشق (6).

روى عن الأوزاعي، و مالك، و الليث بن سعد، و عطّاف بن خالد (7)،و إسماعيل بن عيّاس، و ابن لهيعة (8).

روى عنه العباس بن الوليد بن مزيد (9)،و أبو زرعة الدمشقي، و أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، و إسماعيل بن حصن (10) أبو سليم (11) الجبيلي و محمّد بن يعقوب بن

ص: 170


1- الأصل و م: الحسن، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 601/19.
2- أقحم بعدها بالأصل: أنى.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 228.
4- الزيادة عن م و تاريخ خليفة.
5- ترجمته في معجم البلدان (الجبيل)، و فيه: حيّان بدل حبّان و الأنساب (الجبيلي). و ضبطت حبان في المختصر بكسر الحاء و الجرح و التعديل 405/5 و الاكمال 258/2.
6- جبيل تصغير الجبل و هو بلد مشهور في شرقي بيروت على ثمانية فراسخ من بيروت.(معجم البلدان) على ساحل دمشق.
7- و عطاف بن خالد، مكرر بالأصل.
8- في م: و ابن ربيعة، تصحيف.
9- الأصل: يزيد، و التصويب عن م.
10- في م:«حصن» و اللفظة غير واضحة بالأصل، و المثبت عن الأنساب، و في معجم البلدان: خضر، تصحيف.
11- كذا بالأصل و م و الأنساب، و في معجم البلدان: سليمان.

حبيب، و يزيد بن عبد الصمد، و محمّد بن أحمد بن لبيد السوروي، و حمزة بن عبد اللّه بن سليمان بن أبي كريمة الصيداوي، و العباس بن الوليد بن صبح الخلاّل، و محمّد بن عوف، و سئل عنه فقال: سمعت منه بجبيل، و هو لا بأس به.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا تمّام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم، و عقيل بن عبيد اللّه.

ح و أخبرنا أبو محمّد أيضا، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا (1) أبو محمّد بن أبي نصر.

قالوا: أنا أبو بكر بن القاسم، نا أبو زرعة، نا عبيد بن حبّان، أنا مالك بن أنس، عن (2)ابن شهاب، عن عبد اللّه (3) بن عبد اللّه بن عتبة، عن ابن عباس، عن ميمونة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سئل عن فأرة وقعت في سمن فماتت، فقال:

«خذوها و ما حولها من السّمن فألقوه»[7625].

أخبرنا أبو محمّد أيضا، أنا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد الشاهد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، نا عبيد قال:

قلت لمالك بن أنس: يا أبا عبد اللّه، الناقة تذبح و في بطنها جنين، فيرتكض فيشق بطنها، فيستخرج جنينها، أ يؤكل ؟ قال: نعم، قال: قلت: إن الأوزاعي قال: لا يؤكل، قال:

أصاب الأوزاعي.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا علي بن الحسن بن عبد السلام بن الحزوّر، أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين بن السّمسار، أنا أبو أحمد عبد (4) اللّه بن بكر (5) الطبراني، نا إبراهيم بن أحمد بن حسنون الدمشقي، نا ورد البيروتي، نا عبيد بن حبّان الجبيلي قال:

أتيت مجلس مالك بن أنس رحمه اللّه بالمدينة فلم أجده، فألفيت أصحابه قعودا، فقلت

ص: 171


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- في م: عبيد اللّه.
4- في م:«أنا عبد اللّه أبو أحمد» و فوق اللفظتين فيها علامتا تقديم و تأخير.
5- في م: بكير.

لهم: ما تقولون في الرجل يذبح الشاة فتركض جنينها في بطنها، فيبادر فيشق بطنها، ما تقولون فيه ؟ قالوا: و قد فرى الأوداج ؟ قلت: نعم، قالوا: فلا بأس بذلك، قلت لهم: لكن أبا عمرو - يعني الأوزاعي - قال - حرمت و حلّ جنينها، فاستهزءوا بي و تضاحكوا، فنحن على ذلك إذ أقبل مالك، فتوسّد مجلسه، فابتدرته فقلت له: ما تقول رحمك اللّه في الرجل يذبح الشاة فيركض جنينها في بطنها فيبادر فيشقه، ما تقول في ذلك ؟ قال: و قد فرى الأوداج ؟ قلت:

نعم، قال: لا بأس بذلك، قال: قلت: لكن أبا عمرو الأوزاعي قال: حرمت و حلّ جنينها، قال لي: كلّفوا الشيخ، فتكلّف ثم أخلد إلى الأرض طويلا، ثم رفع رأسه فقال: صدق أبو عمرو، حرمت و حلّ جنينها.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (1):

عبيد بن حبّان الجبيلي روى عن مالك بن أنس، و الأوزاعي، روى عنه العباس بن الوليد بن مزيد، و أبو زرعة الدمشقي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا البخاري.

نا عبد الغني بن سعيد قال في باب حبّان بكسر الحاء: عبيد بن حبّان، عن مالك و غيره.

قرأت على أبي محمّد، عن أبي نصر الحافظ ، قال (2):

أما الجبيلي بضم الجيم و فتح الباء المعجمة بواحدة و سكون الياء المعجمة باثنتين نسبة إلى جبيل: عبيد بن حبّان شامي، روى عن مالك و غيره (3).

ص: 172


1- الجرح و التعديل 405/5.
2- الاكمال لابن ماكولا 258/2.
3- كذا بالأصل و م، و في الاكمال: و نظرائه، روى عنه: صفوان بن صالح.

4521 - عبيد بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد اللّه

ابن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي

أبو جهم العدوي القرشي (1)،و يقال: اسمه عامر

له صحبة، و هو من (2) مسلمة الفتح، و استعمله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على بعض الصدقات.

و شهد اليرموك و أشخص في تحكيم الحكمين بدومة (3) الجندل من الشام.

و قدم على معاوية في خلافته غير مرة، و لا يعرف له رواية عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، بل قد جاء ذكره في غير حديث.

حكى عنه أبو بكر بن سليمان بن أبي خيثمة العدوي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد الدّينوري، أنا علي بن عمر بن القزويني، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي.

قالا: نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا أحمد بن حنبل.

ح و أخبرنا القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (4).

ح و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و أبو عمرو عبد الوهاب بن منده، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم الطيّان.

قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد بن خرّشيد قوله، أنا عبد اللّه بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد محمّد بن

ص: 173


1- انظر أخباره في: طبقات ابن سعد 451/5 و الاستيعاب 32/4 و المحبر ص 298 و سيرة ابن هشام (الفهارس)، و أسد الغابة 57/5، و سير أعلام النبلاء 556/2 و الإصابة 35/4 و الطبري (الفهارس) و نسب قريش ص 369، و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 41-60 ص 336) و أعاده في (حوادث سنة 61-80) ص 280. و انظر بالحاشية في الجزءين أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- بالأصل: بن، تصحيف، و التصويب عن م.
3- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م.
4- مسند أحمد بن حنبل 68/10 رقم 26017.

عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الشرقي، قالا: نا محمّد بن يحيى.

قالا: نا عبد الرّزّاق، أنا معمر - و في حديث ابن خرّشيد قوله: عن معمر - و في حديث القطيعي: نا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - و في حديث عيسى: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - بعث أبا جهم بن حذيفة مصدّقا فلاحه رجل في صدقته فضربه أبو جهم فشجه، فأتوا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - قال عيسى: يطلبون القود - و قال الباقون فقالوا: القود يا رسول اللّه، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«لكم كذا و كذا»، فلم يرضوا، قال:

«فلكم كذا و كذا» فلم يرضوا، قال:«فلكم كذا و كذا» فرضوا، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّي خاطب - زاد عيسى: العشية - و قالوا - على الناس و مخبرهم برضاكم»، قالوا: نعم، فخطب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - و قال عيسى: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - فقال:«إن هؤلاء الليثيين أتوني يريدون - و قال عيسى:

يطلبون - القود - فعرضت عليهم كذا و كذا فرضوا، أرضيتم ؟» قالوا: لا، فهمّ بهم المهاجرون فأمرهم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم (1) أن يكفّوا - زاد عيسى: عنهم - و قالوا: فكفوا، ثم دعاهم فزادهم و قال:

«أرضيتم ؟» قالوا: نعم، قال:«فإنّي خاطب على الناس و مخبرهم برضاكم»، قالوا: نعم، فخطب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ثم قال:«أرضيتم ؟» قالوا: نعم[7626].

و سقط من حديث عيسى بعض متنه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، قال: سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول في حديث.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بعث أبا جهم بن حذيفة على الصّدقة، فلاحاه رجل.

قال يحيى: فلاحّه، و هو الصواب.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا محمود بن جعفر بن محمّد، أنا (2) عمّ أبي الحسين بن أحمد بن جعفر العدل، نا إبراهيم بن السّندي، نا الزبير بن بكار (3)،حدّثني

ص: 174


1- من قوله: فقال: إن هؤلاء.. إلى هنا استدرك على هامش م و بعده كلمة صح.
2- في م: أنا عن ابن الحسين.
3- أقحم بعدها بالأصل:«حدثني عبد اللّه بن بكار» و المثبت يوافق عبارة م، و انظر ترجمة الزبير بن بكار في تهذيب الكمال 269/6 و قد ذكر من شيوخه عبد اللّه بن نافع.

عبد اللّه بن نافع، عن خالد بن الياس (1)،عن أبي بكر بن سليمان بن أبي خيثمة (2)،عن الشفاء أم سليمان.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم استعمل أبا جهم ابن حذيفة بن غانم على الغنائم (3) يوم حنين، فأصاب رجلا بقوسه فشجّة منقّلة (4)،فقضى فيها النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بخمس عشرة فريضة.

تابعه يعقوب بن حميد بن كاسب، عن عبد اللّه نافع.

و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، و أخوه أبو عبد اللّه قالا: أنا أبو جعفر المعدل، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن سلام، حدّثني يزيد بن عياض بن جعدبة قال:

استعمل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم على النّفل يوم حنين أبا جهم بن حذيفة العدوي، قال: فجاء خالد بن البرصاء الليثي فتناول زماما من شعر، فمنعه أبو جهم فقال: إن نصيبي فيه أكثر فتمانعا، فعلاه أبو جهم بقوس فشجّة منقّلة، فأتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فاستعداه عليه، فقال:«خذ خمسين شاة ودعه» فقال: يا رسول اللّه أقدني منه [قال:«لك مائة] (5) شاة ودعه، قال: أقدني منه قال:«لك خمسون و مائة شاة لا أزيدك عليها، و لا أقصك من وال عليك، قال: فقدّمت خمسون و مائة شاة، خمس عشرة فريضة، و هي عقلها اليوم (6).

قال: و نا الزبير، قال (7):

و ولد عويج بن عدي بن كعب: عبيدا، و أمّه مخشية (8) ابنة عدي بن سلول بن كعب بن عمرو من خزاعة، فولد عبيد بن عويج: عبد اللّه و عوفا، و أمّهما (9):مارية بنت حجر بن عبد بن معيص، فولد عبد اللّه بن عبيد: عامرا، أمّه أم سفيان بنت رياح بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح، فولد عامر بن عبد اللّه: غانما، و عقيلة ولدت عمرا، و قلابة ابني المؤمل بن

ص: 175


1- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م، ترجمته في تهذيب الكمال 329/5.
2- تقرأ بالأصل: حثمة، و في م: جثه، و المثبت عن تهذيب الكمال 330/5.
3- في م: المغانم.
4- الشجة المنقلة: هي التي تخرج منها كسر العظام، و تنتقل عن أماكنها.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م للإيضاح.
6- أخرجه ابن حجر في الإصابة مختصرا في ترجمة خالد بن البرصاء 402/1.
7- الخبر في نسب قريش للمصعب ص 369.
8- الأصل: مخسية، و في م: مخثيه، و المثبت عن نسب قريش.
9- بالأصل: و أمها: ماوية، تصحيف، و التصويب عن م و نسب قريش.

حبيب، و أمّهما قلابة بنت أبي الأصبغ، و هو حرثان (1) بن سيار (2) بن هبيرة بن عامر بن ظرب بن الحارث بن عدوان، و أخواه لأمه عمرو و أهيب ابنا نفيل بن عبد العزّى، فولد غانم بن عامر: حذيفة، و حذافة، و شريفا، و أمّهم: هند بنت أبي شأس، و هو مخلع بن مخلع بن قيس بن عبد بن دعبل، و نصر بن غانم، و أبا حثمة بن غانم، و أمّهما (3):أم سفيان بن هيد (4) بن بجير بن نقيد بن عبد بن قصى.

فولد حذيفة بن غانم: أبا جهم بن حذيفة، و اسمه عبيد (5)،و كان من مشيخة قريش، عالما بالنسب، قال عمي مصعب بن عبد اللّه: و كان من معمّري قريش، بنى في الكعبة مرتين، مرة في الجاهلية حين بنتها قريش، و مرة حين بناها ابن الزبير، و دفن عثمان بن عفّان رابع أربعة، هو حكيم بن حزام، و جبير (6) بن مطعم، و نيار بن مكرم.

قال الزبير: و أمّ أبي جهم: يسيرة (7) بنت عبد اللّه بن أداة بن رياح بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، و أخته لأمّه ليلى بنت أبي حثمة بن غانم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عمّي، عن الزبير قال:

اسم أبي جهم عبيد بن حذيفة، و هو صاحب الأنبجانية (8).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو (9) بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللّنباني (10)،أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا محمّد بن سعد (11) قال:

أبو جهم بن حذيفة بن غانم، و اسمه عبيد أحد بني عدي بن كعب، قدم المدينة فابتنى بها دارا و مات آخر خلافة معاوية.

ص: 176


1- الأصل: حربان، و في م: حربان، و المثبت عن نسب قريش.
2- كذا بالأصل و م، و في نسب قريش: سياه بن هني.
3- كذا بالأصل و م، و في نسب قريش: و أمهم.
4- في نسب قريش و م: أم سفيان بنت سفيان بن نقيد.
5- «و اسمه عبيد» ليس في نسب قريش.
6- الأصل:«أو جبير» و التصويب عن م و نسب قريش للمصعب.
7- الأصل: سبرة، و في م: سبول، و المثبت عن نسب قريش.
8- الأنبجانية: كساء يتخذ من صوف له خمل و لا علم له، و هو من أدون الثياب الغليظة.
9- عن م و بالأصل: عمر.
10- الأصل: البناني، تصحيف، و التصويب عن م.
11- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1) قال في الطبقة الرابعة: أبو جهم بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد اللّه بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، و أمّه يسيرة (2) بنت عبد اللّه بن أداة بن رياح بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، و كان اسم أبي جهم عبيدا، و أسلم يوم فتح مكة، و قدم المدينة بعد ذلك، فابتنى بها دارا، و كان شديد العارضة (3)،فكان عمر بن الخطّاب قد أشرف عليه و أخافه حتى كفّ من غرب لسانه عن الناس، فلما مات عمر سرّ بموته قال: و جعل يومئذ يخنبش في بيته، و مات بالمدينة في خلافة معاوية بن أبي سفيان، و يقال: بقي أبو جهم إلى فتنة ابن الزبير، و فيها مات.

قال أبو عبد اللّه الصّوري: الخنبشة أن يقفز على رجليه كما يفعل الجواري.

قال: و في نسخة يسيرة: يعني بالضم بدلا من يسيرة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا سهل بن السّري، نا محمّد بن حريث البخاري قال: سمعت أحمد بن محمّد من (4) ولد أبي جهم بن حذيفة يقول:

اسم أبي جهم عبيد حذيفة بن غانم بن عبد اللّه بن عويج بن عدي بن كعب.

أخبرنا أبو الغنائم الحافظ في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا أبو عبد اللّه البخاري، قال (5):

عامر بن حذيفة أبو الجهم العدوي القرشي، له صحبة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو الجهم عامر بن حذيفة القرشي العدوي، له صحبة.

ص: 177


1- انظر طبقات ابن سعد 451/5.
2- في طبقات ابن سعد: بشيرة.
3- شديد العارضة: أي ذو جلد و صرامة و قدرة على الكلام، مفوّه (اللسان).
4- بالأصل:«بن» و في م: والد.
5- التاريخ الكبير 445/2/3.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو الجهم عامر بن حذيفة العدوي له صحبة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن [أبي] (1) علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال (2):

أبو الجهم عامر بن حذيفة بن غانم العدوي القرشي المدني (3)،له صحبة من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و يقال: اسمه عبيد بن حذيفة، أحد بني عدي بن كعب، قدم المدينة و ابتنى دارا.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال:

عبيد بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب أبو جهم الأنصاري، و قيل: اسمه عامر بن حذيفة، قال أحمد بن عمرو بن أبي عاصم: عبيد بن حذيفة هذا هو غير أبي جهم.

كذا قال ابن منده، و الصواب عبيد بالفتح، و قوله الأنصاري وهم، و إنما هو عدوي، و قد أسقط من نسبه عامرا من رواية سهل بن السّري.

أنبأنا أبو علي الحداد، قال لنا أبو نعيم الحافظ :

عبيد بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد اللّه بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب أبو جهم، قاله أبو بكر بن أبي عاصم، و قال: عداده في الأنصار، توفي في خلافة معاوية، مختلف في اسمه، فقيل: اسم أبي جهم عامر بن حذيفة، و قيل: هو صاحب الأنبجانية.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4):

و أما عويج بفتح العين، و كسر الواو فهو عويج بن عدي بن كعب، من ولده: مطيع ابن الأسود و معمر بن عبد اللّه بن نضلة (5)،و أبو جهم بن حذيفة، و نعيم بن النحام، و خارجة بن حذافة، و لهم صحبة و رواية.

ص: 178


1- زيادة عن م، و السند معروف.
2- الأسامي و الكنى للحاكم 105/3 رقم 1142.
3- في الأسامي و الكنى: المديني.
4- الاكمال لابن ماكولا 182/6.
5- اللظة غير واضحة بالأصل، و المثبت عن الاكمال و م.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه، نا سعيد، نا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت:

صلّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في خميصة (1) لها أعلام فقال:

«شغلتني أعلام هذه، اذهبوا بها إلى أبي جهم و ائتوني بأنبجانيّة» (2)[7627].

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قال: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال: و حدّثني عمر بن أبي بكر المؤمّلي، عن سعيد بن عبد الكبير بن عبد الحميد بن عبد الرّحمن بن زيد بن الخطّاب، عن أبيه، عن جده قال:

بلغنا أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أتى بخميصين سوداوين فلبس إحداهما (3) و بعث بالأخرى إلى أبي جهم، و كانت خميصة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بها علم، فكان إذا قام إلى الصّلاة نظر إلى علمها فيكرهها لذلك فبعث بها إلى أبي جهم بعد ما لبسها، و أرسل إلى خميصة أبي جهم فلبسها بعد ما لبسها أبو جهم لبسات (4)[7628].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (5)،نا محمّد بن جعفر، نا محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة [عن] (6) فاطمة بنت قيس، قال: كتبت ذاك من فيها كتابا، قالت:

كنت عند رجل من بني مخزوم، فطلّقني البتة، فأرسلت إلى أهله أبتغي النفقة، فقالوا:

ليس لك علينا نفقة، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«ليس لك عليهم نفقة، و عليك العدّة، انتقلي إلى أمّ شريك، و لا تفوّتيني (7) بنفسك»، ثم

ص: 179


1- الخميصة: كساء مربع من صوف له علمان.
2- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 556/2 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 281 و انظر تخريجه فيهما.
3- الأصل: أحدهما، و التصويب عن م و أسد الغابة.
4- رواه ابن الأثير في أسد الغابة 58/5 و الإصابة 35/4.
5- مسند أحمد بن حنبل 375/10 رقم 27402.
6- سقطت من الأصل و أضيفت عن م و المسند.
7- الأصل: تفوتني، و التصويب عن م و المسند.

قال:«إنّ أم شريك يدخل عليها إخوتها من المهاجرين الأولين (1)،انتقلي إلى ابن أم مكتوم، فإنه رجل قد [ذهب] (2) بصره، فإن وضعت من ثيابك شيئا لم ير شيئا»، قالت: فلمّا حللت خطبني معاوية و أبو جهم بن حذيفة فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أمّا معاوية فعائل لا شيء (3) له، و أما أبو جهم فإنّه رجل لا يضع عصاه على عاتقه، أين أنتم عن (4) أسامة»، فكأن أهلها كرهوا ذلك، فقالت: لا أنكح إلاّ الذي دعاني إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فنكحته[7629].

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، نا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي عاصم، نا محمّد بن يحيى الباهلي، نا يعقوب - يعني: بن محمّد - نا عبد الرّحمن بن أبان، عن عبد اللّه بن الوليد، عن أبي بكر بن عبيد اللّه بن أبي الجهم، قال: سمعت أبا الجهم بن حذيفة يقول:

لقد تركت الخمر في الجاهلية، و ما تركتها إلاّ خشية الفساد على عقلي و مالي (5).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك (6)،أنا عمر بن سعيد بن أبي حسين، حدّثني ابن سابط أو غيره أن أبا جهم بن حذيفة العدوي قال:

انطقت يوم اليرموك أطلب ابن عمي و معي شنّة من ماء و إناء، فقلت: إن كان رمق سقيته من الماء، و مسحت به وجهه، قال: فإذا أنا به ينشع (7) فقلت له: أسقيك ؟ فأشار أن نعم، فإذا رجل يقول: آه، فأشار ابن عمي أن انطلق به إليه، فإذا هو هشام بن العاص أخو عمرو بن العاص، فأتيته، فقلت: أسقيك ؟ فسمع آخر يقول: آه، فأشار هشام أن انطلق به إليه، فجئته فإذا هو قد مات، ثم رجعت إلى هشام فإذا هو قد مات، ثم أتيت ابن عمّي فإذا هو قد مات.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسن بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عبد اللّه بن عمر، نا حفص بن غياث، عن هشام بن عروة، عن عروة قال:

ص: 180


1- كذا بالأصل و م، و في المسند: الأول.
2- سقطت من الأصل و أضيفت عن م و المسند.
3- المسند: مال.
4- المسند: من أسامة بن زيد.
5- الإصابة 35/4.
6- الخبر في الزهد و الرقائق لابن المبارك ص 185 رقم 525 و الإصابة نقلا عن ابن المبارك 35/4.
7- ينشع: يقال: نشع فلان نشوعا: إذا كرب من الموت ثم نجا (تاج العروس بتحقيقنا: نشع).

لما أصيب عثمان أرادوا الصلاة عليه فمنعوا من ذلك، فقال أبو جهم بن حذيفة القرشي: دعوه فقد صلّى اللّه عليه و رسوله صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير، قال: و حدّثني أبي، عن زكريا بن عيسى، عن ابن شهاب في حديث يطول.

أن عمرو بن العاص و أبا موسى الأشعري عبد اللّه بن قيس حيث حكمهما (1) علي بن أبي طالب و معاوية بن أبي سفيان اختلفا في حكمهما، لا يدعوه عمرو بن العاص إلى أمر إلاّ خالفه، فلما رأى ذلك عمرو قال له: هل أنت مطيعي ؟ فإنّ هذا الأمر لا يصلح لنا أن ننفرد (2)به حتى نحضره رهطا من قريش نستعين بهم و نستشيرهم من أمرنا، فإنهم هم أعلم بقومهم، قال له: نعم ما رأيت، فابعث إلى من شئت، فبعث إلى خمسة رهط من قريش، منهم:

عبد اللّه بن عمر، و أبو جهم بن حذيفة، و عبد اللّه بن الزبير، و عبد الرّحمن بن الحارث، و جبير بن مطعم، فكتبا إليهم:[أن] (3) أقبلوا حين تنظرون في كتابنا هذا، فإنّه لا يحبسنا أن نحكم بين الناس غيركم، فانطلقوا ليسيرون حتى قدموا عليهم بدومة، فوجدوهما جالسين بباب المدينة، فلما وقفوا عليهما قال عمرو بن العاص فقال: ابرز معي يا أبا جهم أخبرك بعض الخبر، فلما برز به ناداهما أبو موسى: ما هذه النجوى دوني يا أبا جهم ؟ فقال: يا أيها المرابص بصرك، فإنّما نحن في بعض أمرنا، قال: فقال له عمرو بن العاص: أبشر يا أبا جهم، فو الذي نفسي بيده لأعتقن رقبتك من ملك بني أمية، قال أبو جهم لام (4) ما أنت إن فعلت يا عمرو، ثم انصرفا، فكان من اختلافهما ما كان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن كرتيلا، أنا أبو بكر محمّد بن علي الخيّاط ، أنا أحمد بن عبد اللّه السّوسنجردي، أنا أبو جعفر أحمد بن علي بن محمّد الكاتب، أنا أبي، أنا محمّد بن مروان بن عمرو السعيدي، حدّثني محمّد بن أحمد الخزاعي، قال: رواه أبي عن أبيه، و هو سليمان بن أبي شيخ، قال:

دخل أبو جهم بن حذيفة العدوي على معاوية فأكرمه و أقعده معه على سريره، فقال: يا

ص: 181


1- في م: حكاهما.
2- الأصل: ينفرد، و في م: نتعوذ.
3- الزيادة عن م.
4- اللام: الهول، و الشديد من كل شيء (اللسان).

أمير المؤمنين نحن فيك كما قال عبد المسيح بن كلال (1):

نميل على جوانبه كأنّا *** نميل إذا نميل على أبينا

نقلّبه لنخبر حالتيه *** فتخبر منهما كرما و لينا

قال: فأعطاه مائة ألف درهم.

أخبرنا أبو العلاء عبيس (2) بن محمّد بن عبيس بن محمّد بن عبيس، نا أبو المظفر منصور بن محمّد بن عبد الجبار - إملاء - أنشدنا أبو الحسين محمّد بن علي بن [محمد] (3).

ح (4) و أخبرني أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي، فيما أظن أنا أبو الحسين محمّد بن علي، أنشدنا أبو أحمد طالب بن عثمان المقرئ الأزدي، أنشدنا أبو بكر بن الأنباري، أنشدني أبي لعبد المسيح بن دارس، و كان وفد على بعض ملوك غسّان فأكرمه و أحسن جائزته، فقال فيه:

نقلّبه لنخبر حالتيه *** فنخبر منهما كرما و لينا

نميل على جوانبه كأنّا *** نميل إذا نميل على أخينا

قال ابن الأنباري: قال هشام بن الكلبي:

ثم وفد أبو جهم العدوي على معاوية بن أبي سفيان، و كان من شيوخ قريش و أكابرهم، فأمر له بمائة ألف درهم، فأراد بعد ذلك أن يسأله حاجة، فقال له ابنه: يا أبة أ تكثر على أمير المؤمنين كما قال الشاعر، و ذكر هذين البيتين، فأمر له معاوية بمائة ألف أخرى.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير، حدّثني عمر بن أبي بكر المؤمّلي، عن زكريا بن عيسى، عن ابن شهاب، قال:

قدم أبو جهم بن حذيفة على معاوية بن أبي سفيان، و قد كان بينه و بين ثقيف ملاحاة و قتال، فقال له معاوية: يا أبا جهم ما لك و لثقيف يشكونك (5) إليّ ؟ قال: ما أعجبك، و اللّه لا

ص: 182


1- البيتان في عيون الأخبار 284/1 و نسبهما لأبي الجهم قالهما في معاوية بن أبي سفيان.
2- بالأصل و م: عيسى، تصحيف، قارن مع المشية 133/ب.
3- الزيادة عن م.
4- «ح» حرف التحويل مكانه بياض في م.
5- في م: يشكوك.

أصالحهم حتى يقولوا قريش و ثقيف... (1) يجيئنا منهم إلاّ أحمق و لا يجيئهم منا إلاّ أحمق، و بذلك نعتبر حمقانا (2).

قال: و حدّثني المؤمّلي، عن أبي زكريا، عن ابن شهاب قال:

قال له في وفدة أخرى (3) وفدها إليه أ لم أفرغ من حاجتك ؟ قال: بلى، غير شيء ذكرته لا بد لي منه، قال: فهل (4) له ؟ قال: إن بني بكر يتكبرون علينا بأرضنا، فابعث إلى بني أسامة بن لؤي فاحطط لهم دون الخندق، فاجعلهم على صاب بني بكر و ارزقهم من القرى خيبر وفدك و وادي القرى، قال: نعم، و ما ذا زعمت أيضا؟ قال: ثقيف يتكبرون علينا بوجّ فأكثر من الأحرار من الروم و الفرس، فاملأ و جاههم حتى تأكلهم بهم قال: مرحبا بك و أهلا، فو اللّه إن كنت لا أحبّ موافقتك على ما سألتني، أما بنو بكر فقد ملأتهم مقاتلة و كتائبا حتى أنّ أحدكم ليغضب الغضبة فيرسل إلى أحدهم فيقاد إليه حتى يصنع ما أراد، فارجع فإن ابتغيت الزيادة زدتك، و إن رضيت، فاللّه يرضيك، و أما ما ذكرت من ثقيف فقد رأيت ما صنعت فيهم أخرجتهم من قرار (5) أرضهم، و ألحقتهم بالشواهق من السّراة، فقالوا لي: افرض لنا بالعراق، فأتيت و قلت: لا و اللّه، إلاّ بالشام أرض الطواعين لأريحك و نفسي منهم، حتى جعلت أموالهم كلها لقريش و ملأت الأرض فرسا و روما، فارجع فإن رأيت ما يرضيك فاللّه أرضاك و إلاّ فاكتب إليّ أزدك.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الفتح المقدسي، عن أبي الحسن بن السّمسار، أنا أبو الحسن محمّد بن يوسف البغدادي، نا الحسن بن رشيق، نا يموت بن المزرّع، نا عبد الرّحمن بن أخي الأصمعي، عن عمه، عن عيسى بن عمر، قال:

وفد أبو جهم بن حذيفة على معاوية بن أبي سفيان، فقال له معاوية: يا أبا جهم (6)،أما و اللّه إنّ لك (7) حقا و قرابة و شرفا، و إنّ مع حقك لحقوقا، و إنّ مع قرابتك لقرابة، و أنه ليلزمنا مؤن عظيمة و لكن هذه مائة ألف درهم فخذها و اعذر، قال أبو الجهم: فقبضتها على مضض

ص: 183


1- كلمتان بدون إعجام بالأصل و م و رسمهما:«وليه و وح».
2- كذا بالأصل و م، و في تاج العروس بتحقيقنا: حمق حمقا فهو أحمق و هي حمقاء و قوم و نسوة حماق بالكسر و حمق بضمتين و حمقى كسكرى و حماقى مثل سكارى، و يضم.
3- أقحم بعدها بالأصل: يتكبرون علينا.
4- كذا بالأصل، و قوله:«فهل له» مكانه بياض في م.
5- القرار و القرارة: ما قرّ فيه، و المطمئن من الأرض (القاموس المحيط ).
6- في م: الجهم.
7- في م: إن لاحقا.

و قلت في نفسي: ما عسى أن أقول له رجل ناء عن بلاد قومه، و قد تخلّق بأخلاق أهل الشام الجفاة الأغفال (1)،فأخذتها على أنه قد قصّر بي، فلمّا توفي معاوية و استخلف يزيد صرت إليه وافدا، فأقمت أياما ثم قال: يا أبا جهم إنّي بحقّك عارف، و قرابتك و شرفك، و إنّ مع حقك علينا لحقوقا و مؤنا لا نستطيع دفعها، و أنت أولى من عذر ابن أخيه، هذه خمسون ألف درهم فاقبضها و اعذر، فقلت في نفسي: غلام حدث نشأ مع غير قومه، و سكن غير بلده، و هو مع هذا فابن كلبية، فأي خير يرجى منه ؟ ثم أخذتها على أنه قد قصّر بي و انصرفت، فلما استخلف عبد اللّه بن الزبير قلت في نفسي: هذا بقية [قريش] (2) البطاح (3)،فأتيته وافدا، فأقمت أياما ثم قال لي: يا أبا الجهم مهما جهلت، فلم أجهل حقك و قرابتك و شرفك، غير أن مؤنا علينا و غرما و حمالات (4) و أمورا يطول شرحها، و لكن مع ذلك فغير (5) مخيّب بسفرك (6)، هذه ألف درهم، خذها فاستعن بها على أمورك، قال أبو الجهم: فقبضتها فرحانا بها، ثم مثلت بين يديه، فقلت: يا أمير المؤمنين مدّ اللّه لقريش في بقائك (7)،و دافع لنا عن حوبائك (8)و لا امتحننا بفقدك، فو اللّه لا زالت قريش بخير ما مدّ اللّه لها في عمرك.

فقال ابن الزبير: جزاك اللّه عن الرحم خيرا، فو اللّه ما قلت هذا لمعاوية و قد أعطاك مائة ألف درهم، و لا قلته ليزيد و قد أعطاك خمسين ألف درهم، و قد قلت لنا و إنّما أعطيناك ألف درهم.

فقال: نعم يا أمير المؤمنين، من أجل ذاك قلت ذاك، و خفت (9) إن أنت هلكت لا يلي أمر الناس بعدك إلاّ الخنازير، فأحببت أن يبقيك اللّه لقريش، فإنّك على كلّ حال خير لها من غيرك.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا

ص: 184


1- الغفل: من لا حسب له، و من لا يرجى خيره.
2- الزيادة عن م.
3- الأصل و م القطاع، خطأ، و الصواب ما أثبت، و قريش البطاح هم الذين نزلوا أباطح مكة و بطحاءها (اللسان).
4- الغرم: الدين. و الحمالات: واحدتها حمالة كسحابة، الدية يحملها قوم عن قوم (القاموس المحيط ).
5- الأصل: فيغير، و المثبت عن م.
6- في م: لسفرك.
7- الأصل: و بقائك، و المثبت عن م.
8- الحوباء: النفس (اللسان).
9- غير واضحة بالأصل و نميل إلى قراءتها: و جعلت، و في م: وجعت، و التصويب عن المختصر 27/16.

أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال (1):

و في آخر خلافة معاوية مات أبو جهم بن حذيفة.

آخر (2) العشرين بعد الثلاثمائة من الأصل (3).

4522 - عبيد بن حصين بن جندل بن قطن -

و يقال: ابن حصين بن معاوية بن جندل بن قطن -

ابن ربيعة بن عبد اللّه بن الحارث بن نمير

ابن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن

ابن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر

أبو جندل النّميري المعروف بالرّاعي (4)

و لقب بالراعي لكثرة وصفه للإبل.

شاعر محسن مشهور.

وفد على عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري - قراءة عليه - قال: قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم (5)،أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، نا أبو عبد اللّه محمّد بن سلام.

قال في الطبقة الأولى من طبقات الإسلام من الشعراء (6):

راعي الإبل، و هو عبيد بن حصين بن جندل بن قطن بن ربيعة بن عبد اللّه بن الحارث بن نمير، سمي راعي الإبل لكثرة صنعته بها، و حسن نعته، قالوا: ما هو إلاّ راعي فلزمته.

ص: 185


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 227.
2- ما بين الرقمين في م: آخر بعد الثلاثمائة من الأصل، بلغت سماعا بقراءتي على الفقيه القاضي لقبه السلف.
3- ما بين الرقمين في م: آخر بعد الثلاثمائة من الأصل، بلغت سماعا بقراءتي على الفقيه القاضي لقبه السلف.
4- انظر أخباره في: المؤتلف و المختلف للآمدي ص 122 الشعر و الشعراء 327/1 أمالي المرتضى (الفهارس)، الأغاني 205/24 سير أعلام النبلاء 597/4 و طبقات الشعراء للجمحي ص 143 و خزانة الأدب 504/1، عيون الأخبار 319/1 لباب الآداب (الفهارس)، ديوانه ط بيروت. تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 147 و انظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
5- في م: سلام، تصحيف.
6- انظر طبقات الشعراء للجمحي ص 143 و 144.

قرأت على أبي الحسين محمّد بن كامل بن ديسم، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو الحسن محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد الحنّائي، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السّمّاك، نا أبو القاسم [إسحاق] (1) بن إبراهيم بن سنين الختّلي، حدّثني عبد اللّه بن المعلى، عن يونس بن الحكم، عن بعض أشياخه، قال: قال راعي الإبل النّميري في عثمان رضي اللّه عنه:

عشية يدخلون بغير إذن *** على متوكل أو في وطابا

خليل محمّد، وزير صدق *** و رابع خير من وطئ الترابا

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عبد الوهاب بن علي [أنا علي] (2) بن عبد العزيز، قال: قرئ على أحمد بن جعفر، أنا الفضل بن الحباب، نا محمّد بن سلام (3)، قال: الراعي عبيد بن حصين كان من رجال العرب و وجوه قومه، و كان مع ذلك بذيّا هجّاء لعشيرته، قال له جرير:

و قرضك (4) في هوازن شرّ قرض *** تهجّنها (5) و تمتدح الوطابا

قال:- و نا ابن سلاّم، قال: و حدّثني أبو يحيى الضّبّي، قال:

وفد الراعي إلى عبد الملك يشكو بعض عمال له، و كانت قيس زبيرية، فكان عبد الملك ثقيل النفس له، فأتاه و قد قال في مدركه بشر بن مروان في كلمة يعتذر من... (6)

قومه (7):

فلو كنت من أصحاب مروان إذ وعا *** بغدراء يمّمت الهدى إذ بدا ليا

على بردى إذ قال إن كان عهدهم *** أضيع فكونوا عليّ و لا ليا

ص: 186


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
2- في م: أنا عبد الوهّاب بن علي، أنا علي بن عبد العزيز، و الزيادة بين معكوفتين إضافة عن م.
3- الخبر في الأغاني 213/24.
4- البيت في ديوانه ط بيروت ص 62 من قصيدة طويلة يهجو الراعي و مطلعها: أقلي اللوم عاذل و العتابا و قولي إن أصبت فقد أصابا
5- في الديوان: و بئس القرض قرضك عند قيس تهيجهم و في الأغاني: تهجنهم.
6- رسمها بالأصل:«تزربر» و في م: تزبر.
7- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 286 من قصيدة يمدح بشر بن مروان.

و لكنني غيّبت عنهم فلم يطع *** رشيد (1) و لم تعص (2) العشيرة غاويا

قال ابن سلاّم: أنشدتها جابر بن جندل الفزاري أبا عبد اللّه فقال: هو الذي يخطب الدراهم حتى أتت قومه.

و قال لعبد الملك (3):

إني حلفت على يمين برة *** لا أكذب اليوم الخليفة قيلا

ما إن أتيت أبا خبيب (4) وافدا *** يوما أريد لبيعتي تبديلا

و لا أتيت نجيدة بن عويمر *** أبغي الهدى فيزيدني تضليلا

أزمان قومي و الجماعة كالذي *** لزم الرحالة أن تميل مميلا

أخذوا العريف فقطعوا (5) حيزومه *** بالأصبحية (6) قائما مغلولا

كهداهد كسر الرماة جناحه *** يدعو بقارعة الشريف (7) هديلا

فادفع مظالم عيّلت ابناءنا *** عنّا و أنفذ شلونا المأكولا

و لئن بقيت (8) لأدعونّ بطعنة *** تدع الفرائض (9) بالشّريف قليلا

فقال له عبد الملك: و أين من اللّه و السلطان، لا أمّ لك، قال: يا أمير المؤمنين من عامل إلى عامل و مصدّق إلى مصدّق، فلم يحظ و لم يحل منهم بشيء، فوفد إليه من قابل، فقال في كلمة أخرى (10):

أما الفقير الذي كانت له حلوبته *** قوت (11) العيال فلم يترك له سبد

و اختلّ ذو المال و المثرون قد بقيت *** على التأثل (12) من أموالهم عقد

فإن رفعت بهم رأسا نعشتهم *** و إن لقوا مثلها في عامهم فسدوا

ص: 187


1- الأصل و م: رشيدا، و المثبت عن الديوان.
2- عن م و الديوان، و بالأصل: يعص.
3- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 233 من قصيدة يمدح عبد الملك بن مروان و يشكو من السعاة.
4- الديوان: ما زرت آل أبي حبيب وافدا.
5- الأصل و م:«فشققوا» و المثبت عن الديوان.
6- الحيزوم: الصدر. و الأصبحية: السياط .
7- في الديوان: بقارعة الطريق. و الشريف: ماء لبني نمير (معجم البلدان).
8- لديوان: و لئن سلمت.
9- لفرائض جمع فريضة، و هي من الإبل و الغنم ما بلغ عدده الزكاة.
10- ديوان الراعي ط بيروت ص 64 من قصيدة يمدح بها عبد الملك بن مروان.
11- الديوان: وفق.
12- الديوان: التلاتل.

فقال له عبد الملك: أنت العام أعقل منك عام أول.

قال: و نا ابن سلام، أخبرني عبد القاهر بن السّري، قال:

وفد الراعي وفادة على عبد الملك بن مروان فقال عبد الملك لأهل بيته: احتملوا إلي هذا الشيخ فإني أراه منجبا (1).

أنبأنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى، أنا سهل بن بشر، أنا محمّد بن الحسين بن أحمد بن السّري، أنا الحسن بن رشيق، نا يموت بن المزرّع، نا محمّد بن حميد، نا عمي، عن ابن حرفة السعدي، قال:

قدم راعي الإبل النّميري على خالد بن عبد اللّه بن أسيد و معد ابنه جندل، فكان ينشد خالدا، و ربما أنشده و ابنه جندل إلى أن قدم عليه مرة بن مرة، فقال له خالد: ما فعل ابنك ؟ قال: هلك، أصلح اللّه الأمير، بعد أن زوّجته و أصدقت عنه، فأمر له خالد بدية ابنه، فأتى الراعي و هو يقول (2):

وديت ابن راعي الإبل إذ حان يومه *** و شقّ له قبرا بأرضك لاحد

و قد كان مات الجود حتى نعشته *** و أذكيت (3) نار الجود و الجود خامد

فلا حملت أنثى و لا آب غائب *** و لا عاش (4) ذو سقم إذا مات خالد

فقال له خالد: لم اقتله فأده لك، و إنّما مرّ به ما سيمر بي و بك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي، أخبرني بعض أهل العلم.

أن عاصما راعي الإبل أتى خالد بن عبد اللّه و معه ابنان له يطلب صلته، فوصله، فمات أحد ابنيه، فدخل على خالد فقال: أتيناك ثلاثة و نئوب اثنان، فقال خالد: ذاك ما لا أقدر على منعه، قال: فديّته تدفعها إليّ ؟ قال: نعم، فدفع إليه دية ابنه.

كذا: الراعي عاصما (5).

ص: 188


1- رواه أبو الفرج في الأغاني 214/24.
2- الخبر و الأبيات في لباب الآداب ص 105-106 و ديوانه ط بيروت ص 73.
3- المصادر: و ذكيت.
4- المصادر: و لا ولدت أنثى إذا مات خالد.
5- كذا بالأصل و م.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا عبد الوهاب بن علي، أنا علي بن عبد العزيز قال: قرئ على أحمد بن جعفر، أنا الفضل بن الحباب، نا محمّد بن سلاّم، حدّثني جابر بن جندل قال: ترعى الراعي إلى قومه، و أحبّ الخروج إليهم، و دعوه إلى ذلك، و رغّبوه فيه، فقال (1):

و قد تذكّر قلبي بعد هجعته *** أيّ البلاد و أيّ الناس أنتجع

فقلت: بالشام إخوان ذوو (2) ثقة *** ما لي (3) من دونهم ريّ و لا شبع

فإن يجودوا (4) فقد حاولت جودهم *** و إن يضنّوا فلا لوم و لا قذع (5)

و أتى الشام، فقال له قومه: بع أرضك، و اشتر قرية، و اتخذ بقرا، فلم يعجبه، و قال:

تبدل من لقاحك قرية و عوج القرون ينتطحن على عجل و رجع إلى باديته.

قال: و نا سلاّم، حدّثني أبان الكوفي، قال:

كان بالكوفة رجلان لا يسمع أحدهما بيتا نادرا إلاّ أطرفه صاحبه إلى أن سمع أحدهما بيت الراعي، فجاء إلى صاحبه و قد أوى إلى فراشه، فدقّ عليه، فخرج إليه، فقال (6):

كأنّ بيض نعام في ملاحفها *** إذا غشيهن (7) ليل صائف و مد

فقال: أحسن و اللّه، قال: ليس غير، قال: تريد ما ذا؟ قال: أريد أن تصعق.

قال: و حدّثني عبد الرّحمن بن قشير العنبري قال:

جاوزنا المراعي - يعني عمرا و مالكا - فأحسنا جوازه، فظعن عنا و هو يقول في كلمة له طويلة لا تذكرنا بخير، و لا شرّ حتى انتهى إلى آخرها فقال (8):

إذا انسلخ الشهر الحرام فودّعي *** بلاد تميم و انصري أرض عامر

ص: 189


1- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 156.
2- غير واضحة بالأصل و م، و المثبت عن الديوان.
3- الديوان: ما إن لنا من دونهم.
4- الأصل:«فابجودا» و المثبت عن م و الديوان.
5- الأصل: فرع، و في م: قرع، و المثبت عن الديوان.
6- البيت في ديوانه ص 55 من قصيدة يمدح عبد الملك بن مروان.
7- الديوان: إذا اجتلاهن قيظ ليله و مد.
8- الأبيات الثلاثة في ديوانه ص 133 و 134.

قلنا: قد ودّعنا، فليت شعري ما يريد بنا، فقال:

و أثني على الحيّين عمرو و مالك *** ثناء يوافيهم بنجد و غائر(1) قال: قلنا: قد أثنى، فما ذاك الثناء؟ قال (2):

كرام إذا تلقاهم عن جنابة *** أعفّاء عن بيت الغريب المجاور

قال: فحقق المدح لعمرو بن تميم، و مالك بن زيد مناة، و هم يد على سعد بن زيد و الرباب.

قال ابن سلاّم (3):قال أبو الغرّاف: جاور الراعي بني سعد مناة، فشبّب بامرأة من بني سعد، ثم أحد بني وابش من بني عبد شمس فقال:

بني وابش (4) قد هوينا جواركم *** و ما جمعتنا نيّة قبلها معا

خليطين من حيين شتى تجاورا *** جميعا و كانا بالتفرّق أبدعا (5)

أرى أهل ليلى لا يبالي (6) أميرهم *** على حاجة المحزون أن يتصدعا

[و قال فيها] (7) أيضا (8):

تذكّر هذا القلب هند بني سعد *** سفاها و جهلا ما تذكر من هند

فأزعجوه و أصابوه بأذى، فخرج فقال (9):

أرى إبلي تكالأ راعياها *** مخافة جارها الدّنس الذّميم

و قد جاورتهم فوجدت سعدا *** شعاع الأمر (10) عازبة الحلوم

مغانيم القرى سرقا إذا ما *** حميت (11) ظلمة الليل البهيم

فأمي أرض قومك إن سعدا *** تحملت المخازي عن تميم

ص: 190


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- الخبر و الأبيات في الأغاني 213/24 و الديوان ص 165.
4- الأغاني و الديوان: بني وابشي.
5- المصادر: أمتعا.
6- الأصل: يبال، و التصويب عن م و المصادر.
7- الزيادة عن الأغاني، و على هامش م: قال و فيها أيضا.
8- البيت في الأغاني 214/24 و الديوان ص 74.
9- الأبيات في الأغاني 214/24.
10- شعاع الأمر: أي متفرقين.
11- ي م و الأغاني: أجنت.

أخبرنا أبو (1) العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (2)،نا محمّد بن يحيى الصولي، نا القاسم بن إسماعيل، نا أبو دفافة بن سعيد بن سلم الباهلي، قال: قرأنا على الأصمعي شعر الراعي فمرّ في قصيدته:

ما بال دفّك بالفراش مذيلا (3)

و كان مربضها إذا باشرتها *** كانت محبّسة الدخول ذلولا (4)

قلنا له ما معنى باشرتها؟ قال: ركبتها، من المباشرة فحكينا ذلك لأبي عبيدة، فقال:

صحّف و اللّه الأصمعي، إنما هو:«إذا ياسرتها» و هذا كقول الآخر:

إذا يوسرت كانت ذلولا أديبة *** و تحسبها إن عوسرت لم تؤدّب

قال القاضي: الأمر في هذا لعمري، كما قال أبو عبيدة، و استشهاده فيه صحيح على ما وصف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عبد الوهاب بن علي، أنا علي بن عبد العزيز قال: قرئ على أحمد بن جعفر، أنا الفضل بن الحباب، نا محمّد بن سلاّم، قال:

و لقد هجا الراعي فأوجع، قال لابن الرقاع العاملي (5):

لو كنت من أحد يهجى هجوتكم *** يا ابن الرّقاع، و لكن لست من أحد

تأبى قضاعة أن تعرف لكم نسبا *** و ابن نزار فأنتم بيضة البلد

قال: و نا ابن سلاّم، حدّثني أبو الغرّاف، قال (6):الذي هاج بين جرير و الراعي - و هو عبيد بن حصين - أنّ الراعي كان يسأل عن جرير و الفرزدق [فيقول: الفرزدق] (7) أكرمهما

ص: 191


1- الأصل:«أبو سعد العز».
2- الخبر في الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا 298/3.
3- مطلع القصيدة يمدح عبد الملك بن مروان و يشكو من السعاة ديوانه ص 213.
4- البيت الثامن من القصيدة ص 218 و روايته فيه: و كأن ريّضها إذا باشرتها كانت معاودة الرحيل ذلولا و في الجليس الصالح: كانت معوّدة.
5- البيتان من قصيدة يهجو عدي بن الرقاع، ديوانه ص 79 و الأغاني 215/24.
6- الخبر و الشعر في الأغاني 211/24-212 و طبقات الشعر للجمحي ص 144.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف للإيضاح عن م و الأغاني.

و أشعرهما، فلقيه جرير، فاستعذره (1) من نفسه، و طلب إليه أن لا يدخل بينهما، و قال: كنت أولى بعونكم أني لأمدحكم و أنه ليهجوكم، قال: أجل، و لست لمساءتك بعائد.

ثم بلغ جريرا أنه قد عاد في تفضيل الفرزدق عليه، فلقيه بالبصرة، و جرير على بغلة، فقال: أ لست عذرتك فزعمت أنك غير داخل بيني و بين ابن عمي ؟ قال: و الراعي يعتذر إليه، إذ أقبل ابنه جندل، و كان فيه خطل و عجب، فقال لأبيه: أ لا أراك (2) تعتذر إلى ابن الأتان، نعم و اللّه لنفضلنّ عليك، و لنروينّ هجاءك، و لنهجونّك من تلقاء أنفسنا، و ضرب وجه بغلته و قال (3):

أ لم تر أنّ كلب بني كلاب (4) *** أراد حياض دجلة ثم هابا

فانصرف جرير مغضبا محفظا، فقال الراعي لابنه: أما و اللّه ليهجوني و إياك، فليته لا يجاورنا، و لكن سيذكر سوأتك، و علم الراعي أن قد أساء، فندم، فتزعم بنو تميم (5) أنه حلف أن لا يجيبه سنة غضبا على ابنه، و أنه مات في السنة.

و يقول غيرهم: إنه كمد لما سمعها فمات.

و كان جرير يوم جرى هذا بينهما بالبصرة نازلا على امرأة من بني كليب، فبات في علّية لها و هي في سفل دارها، فقالت المرأة فبات ليلته لا ينام يتردد في البيت حتى ظننت أنه قد عرض له جنّي فتح له فقال (6):

أقلّي اللّوم عاذل و العتابا *** و قولي، إن أصبت، لقد أصابا

إذا غضبت عليك بنو تميم *** حسبت الناس كلّهم غضابا

ثم أصبح في المربد، فقال: يا بني تميم قيّدوا قيّدوا أي اكتبوا، فلم يجبه الراعي، و لم يهجه جرير بغيرها.[فقال] (7) لي بعض رواة قيس و علمائهم: كان الراعي فحل مضر،

ص: 192


1- استعذره من فلان: قال: من عذيري منه، و طلب من الناس العذر، إن هو عاقبه.
2- طبقات الجمحي: إني لأراك.
3- البيت في ديوان الراعي أيضا ص 17 (ط بيروت) و صدره: رأيت الجحش جحش بني كليب تيمم حول دجلة...
4- البيت في ديوان الراعي أيضا ص 17 (ط بيروت) و صدره: رأيت الجحش جحش بني كليب تيمم حول دجلة...
5- طبقات ابن سلام الجمحي:«بنو نمير».
6- البيتان من قصيدة قالها جرير يهجو الراعي النميري، ديوانه ط بيروت ص 57 و طبقات الشعراء لابن سلام الجمحي ص 144.
7- الزيادة عن م و الجمحي، و بعدها في م: في.

فضغمه (1)(2)[الليث - يعني جريرا.] أخبرنا: أبو الحسن علي بن أحمد المالكي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد (3)،أنا جدي، أنا محمد بن زيد، نا أحمد بن عبيد، قال: سمعت الأصمعي يقول: كان جرير نازلا على رجل يقال له: حسين، فقال له: يا حسين إني أريد هجاء الراعي، فإذا كان الليلة فضع عندك لوحا و كاتبا و قلما، و أجدّ سراجك ففعل، فلمّا مرّ بهذا البيت (4):

فغضّ الطّرف إنّك من نمير *** فلا كعبا بلغت و لا كلابا

قال: يا حسين أطفئ سراجك، فإني قد فرغت من هجائه.

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل المعدل، أنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا الغلابي، نا صالح بن هشام، عن أبي كندة النّميري قال:

قال الراعي لبناته و بنات أخيه: اذهبن إلى ابن المراغة حتى يراكنّ ، فأتينه، فقلن: يا أبا حزرة، أنشدنا ما قلت في بنات نمير، قال: فمن أنتن ؟ قلن: عقيليات، فأنشدهن حتى انتهى إلى قوله:

و سوداء المحاجر من نمير (5)

فكشفن عن وجوههن، و قلن: يا أبا حزرة (6) هل ترى من سواد؟ هل ترى من عيب ؟ قال: و إنكن نميريات ؟ قلن: نعم، قال: إن عمكن لكذوب.

4523 - عبيد بن زياد الأوزاعي

روى عن سالم بن عبد اللّه بن عمر، و جنادة بن أبي أمية.

روى عنه: الهقل بن زياد، و إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.

ص: 193


1- ضغمة: عضه (القاموس) و في م: بضمعه.
2- من هنا نقص بالأصل، و استدرك هذا السقط عن م.
3- في م: الحداد.
4- ديوان جرير ط بيروت ص 61 و الأغاني 208/24.
5- البيت لجرير، ديوانه ط بيروت ص 60 و روايته فيه: و خضراء المغابن من نمير يشين سواد محجرها النقابا
6- في م: حرزة. تصحيف.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمد و عبد الوهاب الميداني قال: أنا أبو عبد اللّه بن مروان، نا سليمان بن أيوب بن حزام.

ح و أخبرنا الفقيه أبو الحسن السلمي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أنا أبو زرعة محمد و أبو بكر أحمد ابنا عبد اللّه بن أبي دجانة، نا محمد بن أمية القرشي، قالا:

أنا محمد بن مصفى قال: سمعت بقية - زاد الفقيه: ابن الوليد - يحدث عن الهقل بن زياد عن عبيد بن زياد الأوزاعي عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«اللّهم أحيني مسكينا، و توفّني مسكينا، و احشرني في زمرة المساكين»[7630].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا السيد أبو الحسن محمد بن علي بن الحسين، نا خيثمة بن سليمان بن حيدرة بأطرابلس نا إسحاق بن يسار النصيبي، نا الفضل بن موفق، نا إسرائيل عن الأوزاعي، عن سالم عن سديسة (1) عن حفصة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«ما لقي الشيطان عمر إلاّ خرّ لوجهه» (2)[7631].

قال لنا الفراوي و زاهر، قال أبو سعد علي بن موسى السكوني الحافظ النيسابوري:

الأوزاعي هذا اسمه عبيد بن يحيى، شامي عزيز الحديث. و قيل إنه ثقة، و سالم، هو ابن عبد اللّه بن عمر... (3).

قرأت بخط أبي محمد عبد اللّه بن أحمد بن علي الشامي، و ذكر أنه وجد بخط أبي الحسين محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحافظ ] (4).

نا محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، أخبرني محمّد بن عوف بن سفيان الطائي قال:

عبيد بن زياد الأوزاعي الذي روى عنه الهقل سألت عنه بدمشق فلم يعرفوه، قلت له:

فالحديث الذي روي هو منكر؟ قال لي: لا ما هو منكر، ما ينكر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أن يكون قال:

«اللّهمّ أمتني مسكينا».

ص: 194


1- ضبطت عند الأكثر بالفتح، و ذكر ابن فتحون أنه رآها بخط ابن مفرج بالتصغير. قاله ابن حجر. و هي سديسة الأنصارية (الإصابة 326/4).
2- أخرجه ابن حجر في الإصابة في ترجمة سديسة 326/4 من هذا الطريق.
3- كلمة في م تقرأ: علمي.
4- إلى هنا ينتهي الاستدراك عن م.

4524 - عبيد بن سريج

4524 - عبيد (1) بن سريج (2)

أبو يحيى (3)

مولى بني نوفل بن عبد مناف، ثم لعبد الرّحمن بن أبي حسين بن الحارث بن نوفل، و يقال: مولى بني الحارث بن عبد المطلب، و يقال: مولى بني ليث، و يقال مولى بني علية بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم.

المكي المشهور بالإحسان في صنعة الغناء.

سمع عبد اللّه بن جعفر، و كان من رواة الأخبار و الأشعار.

و استوفده الوليد بن عبد الملك.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الكاتب (4).

أخبرني الحسين بن يحيى، عن حمّاد - يعني ابن إسحاق بن إبراهيم الموصلي - عن أبيه، عن جده قال:

كتب الوليد بن عبد الملك إلى عامل مكة: أن أشخص إليّ ابن سريج، فأشخصه. فلما قدم مكث أياما لا يدعو به و لا يلتفت إليه، ثم إنه ذكره و طرب له، فقال: ويلكم، أين ابن سريج (5)،قالوا: حاضر، قال: عليّ به، قالوا: أجب أمير المؤمنين، فتهيأ و تلبس و أقبل حتى دخل على الوليد، فسلّم، فأشار إليه أن اجلس، فجلس بعيدا، فاستدناه، فدنا حتى كان منه قريبا، فقال: ويحك يا عبيد، قد بلغني عنك ما حملني على الوفادة بك من كثرة أدبك و جودة اختبارك مع ظرف لسانك و حلاوة تنطقك و مجلسك، قال: جعلت فداك يا أمير المؤمنين،«تسمع بالمعيدي لا أن تراه» (6)،قال الوليد: إنّي لأرجو (7) أن لا تكون أنت ذاك، هات ما عندك، فاندفع ابن سريج يغني بشعر الأحوص:

أ منزلي (8) سلمى على القدم اسلما *** فقد هجتما للشوق قلبا متيّما

ص: 195


1- و يقال فيه أيضا: عبد اللّه، و عبيد اللّه، انظر ما لاحظه محقق الأغاني ط دار الكتب 248/1.
2- الأصل و م: شريح، و التصويب عن الأغاني. و قد صوب في كل مواضع الترجمة.
3- أخباره في الأغاني 248/1 و نهاية الأرب الجزء الرابع، و الأعلام للزركلي.
4- الخبر في الأغاني 297/1.
5- الأصل و م: شريح، و التصويب عن الأغاني. و قد صوب في كل مواضع الترجمة.
6- مثل، انظر فيه مجمع الأمثال للميداني 129/1.
7- الأصل: لا أرجو، و التصويب عن م و الأغاني.
8- الأغاني: أ منزلتي.

و ذكرتما عصر الشباب الذي مضى *** و جدّة وصل حبله قد تصرما (1)

و إنّي إذا حلّت ببيش (2) مقيمة *** و حلّ بوج جالسا أو تتّهما

يمانية شطّت و أصبح نفعها *** رجاء و ظنّا بالمغيب مرجّما

أحبّ دنوّ الدار منها و قد نأى (3) *** بها صدع شعب الدار إلاّ تتمما (4)

بكاها و ما يدري سوى الظن ما بكى *** أ حيّا يبكّي أو ترابا و أعظما

فدعها و أخلف للخليفة مدحة *** تزل عنك بؤسى أو تفيدك مغنما

فإن بكفّيه مفاتيح رحمة *** و غيث حيا يحيا به الناس مرهما (5)

إمام أتاه الملك عفوا و لم يثب *** على ملكه مالا حراما و لا دما

تخيره ربّ العباد لخلقه *** وليا و كان اللّه بالناس أعلما

فلما ارتضاه (6) اللّه لم يدع سلما *** لبيعته إلاّ أجاب و سلّما

ينال الغنى و العزّ من نال وده *** و ترهب موتا عاجلا من تسنما (7)

فقال الوليد: أحسنت و اللّه، و أحسن الأحسن (8) الأحوص، عليّ بالأحوص، ثم قال:

يا عبيد، هيه، فغنى [بشعر] (9) عدي بن الرقاع العاملي يمدح الوليد (10):

طار الكرى و ألم الهمّ فاكتنعا *** و حيل بيني و بين النوم فامتنعا

كأن الشباب قناعا أستكنّ به *** و أستظلّ زمانا ثمّت انقشعا

و استبدل الرأس شيبا بعد داجية *** فينانة ما ترى في صدغها نزعا

فإن تكن ميعة من باطل ذهبت *** و أعقب الشيب (11) بعد الصبوة الورعا

لقد أبيت أراعي الخود رائبة (12) *** على الوسادة (13) مسرورا بها ولعا

براقة الثّغر تشفي القلب لذّتها *** إذا مقبلها في خدرها (14) لمعا

ص: 196


1- الأصل و م، و في الأغاني: تجذ ما.
2- الكلمة غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن الأغاني، و بيش أحد مخاليف اليمن.(معجم البلدان).
3- في الأغاني: أبي.
4- الأغاني: تثلما.
5- مرهما، أرهمت السماء: أتت بالرّهام، أي بالمطر الضعيف الدائم.
6- الأغاني: قضاه.
7- الأغاني: تشأما.
8- اللفظة ليست في م و الأغاني.
9- الزيادة عن م و الأغاني.
10- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 81 و الأغاني 299/1.
11- الديوان و الأغاني: اللّه.
12- المصادر: راقدة.
13- المصادر: الوسائد.
14- المصادر: في ريقها كرعا.

كالاقحوان بضاحي الروض صبّحه *** غيث أرش بنضّاح (1) و ما نقعا

صلى الذي الصلوات الطيّبات له *** و المؤمنون إذا ما جمعوا الجمعا

على الذي سيق الأقوام ضاحية *** بالأجر و الحمد حتى صاحباه معا

هو الذي جمع الرحمن أمته *** على يديه و كانوا قبله شيعا

عهدنا بذي العرش أن نحيا أو نفقده *** و أن نكون لراع بعده تبعا

إنّ الوليد أمير المؤمنين له *** ملك عليه أعان اللّه فارتفعا

لا يمنع الناس ما أعطى الذين هم *** له عيد و لا يعطون من منعا

فقال له الوليد: صدقت يا عبيد، أنّى لك هذا؟ قال: هو من عند اللّه، قال الوليد: لو غير هذا قلت لأحسنت أدبك. قال ابن سريج: هذا من فضل ربي ليبلوني أ أشكر أم أكفر، قال الوليد: علمك و اللّه أكثر و أعجب إليّ من غنائك، غنّني، فغنّاه بشعر عدي بن الرقاع يمدح الوليد (2):

عرف الدّيار توهّما فاعتادها *** من بعد ما شمل البلى أبلادها (3)

و لربّ واضحة العوارض حرة (4) *** كالريم قد ضربت به أوتادها

إنّي إذا ما لم تصلني خلّتي *** و تباعدت منّي اغتفرت بعادها

صلّى الإله على امرئ ودعته *** و أتمّ نعمته عليه و زادها

و إذا الربيع تتابعت أنواؤه *** فسقى خفاصرة الأحرى (5) فجادها

نزل الوليد بها فكان لأهلها *** غيثا أغاث [أنيسها و بلاد] (6) ها

أ و لا ترى أنّ البرية كلّها *** ألقت خزائمها إليه فقادها

و لقد أراد اللّه إذ ولاّكها *** من أمة إصلاحها [و رشاد] (7) ها

ص: 197


1- المصادر: بتنضاح، و هو الرش، يريد أنه يبله بقليل من المطر.
2- الأبيات في الأغاني 300/1 و ديوان عدي ط بيروت ص 33 و انظر تخريجها فيه.
3- أبلادها جمع بلد، و هو الأثر.
4- الأصل و م، و في الأغاني:«طفلة» و بالأصل: كالكريم، و المثبت: كالريم عن م و الأغاني، و روايته في الديوان: و لرب واضحة الجبين خريدة بيضاء قد ضربت بها أوتادها
5- الديوان و الأغاني: الأحص.
6- ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل و م، و المضاف عن الديوان و الأغاني.
7- بياض بالأصل، و في م:«و ورهجاها» و المضاف بين معكوفتين عن الديوان و الأغاني.

و عمّرت أرض المسلمين فأقبلت *** و كففت عنها من أراد (1) فسادها

و أصبت في أرض العدوّ مصيبة *** عمّت أقاصي غورها و نجادها

ظفرا و نصرا ما يقاوي (2) مثله *** أحد من الخلفاء كان أرادها

و إذا نشرت له الثناء وجدته *** جمع المكارم طرفها و تلادها

فأشار الوليد إلى بعض الخدم، فغطوه بالخلع، و وضعوا بين يديه كيسة الدنانير، و بدر الدراهم، ثم قال الوليد: يا مولى بني نوفل بن الحارث، لقد أوتيت أمرا جليلا، فقال ابن سريج: و أنت يا أمير المؤمنين فقد آتاك اللّه ملكا عظيما، و شرفا عاليا، و عزا بسط يدك فيه، فلم يقبضه عنك و لا يفعل، إن شاء اللّه، فأدام اللّه لك ما ولاّك فيما استرعاك، فإنّك أهل لما أعطاك، و لا نزعه منك إذا رآك له موضعا لما استرعاك، قال: يا نوفلي و خطيب أيضا؟ قال ابن سريج: عنك نطقت، و بلسانك تكلمت، و بعزك أنست، و قد كان أمر بإحضار الأحوص بن محمّد الأنصاري، و عدي بن الرّقاع العاملي، فلما قدما عليه أمر بإنزالهما حيث ابن سريج، فقالا: و اللّه لقرب أمير المؤمنين كان أحبّ إلينا من قربك يا مولى بني نوفل، فإنّ في قربك لما يلذنا و يشغلنا عن كثير مما نريد، فقال لهما إن سريج: أو قلة شكر، فقال عدي: كأنك يا ابن اللخناء تمنّ علينا! عليّ ، و عليّ أن يجمعنا و إياك سقف بيت، أو صحن دار إلاّ عند أمير المؤمنين، و أما الأحوص فقال: أو لا يحتمل لأبي يحيى الزلة و الهفوة. كفارة يمين خير من عدم المحبة، و إعطاء النفس سؤلها خير من لجاج (3) في غير منفعة، فتحول عدي و بقي الأحوص، و بلغ الوليد ما جرى بينهم، فدعا بابن سريج، فأدخل بيتا و أرخى دونه سترا، ثم أمره إذا فرغ الأحوص و عدي من كلتيهما أن يغنى، فلما دخلا و أنشداه مدائح ليدفع صوته ابن سريج من حيث لا يرونه، و ضرب بعوده، فقال عدي: يا أمير المؤمنين أ تأذن لي أن أتكلم ؟ قال: قل يا عاملي، قال: مثل هذا عند أمير المؤمنين و يبعث إلى ابن سريج يتخطى به رقاب قريش و العرب من تهامة إلى الشام، ترفعه أرض و تخفضه أخرى فقال: من هذا؟ قال ابن سريج: مولى بني نوفل، فبعث إليه أمير المؤمنين ليسمع غناءه، قال: ويحك يا عدي أو لا تعرف هذا الصوت ؟ قال: لا و اللّه ما سمعته قط ، و لا سمعت مثله حسنا، و لو لا أنه في مجلس أمير المؤمنين لقلت: طائفة من الجن يتغنون، فقال: اخرج عليهم، فخرج، فإذا ابن سريج،

ص: 198


1- الديوان و الأغاني: من يريد.
2- الأصل و م، و في الديوان و الأغاني: تناول.
3- اللجاج: التمادي في الخصومة.

فقال عدي: حقّ لهذا أن يجعل (1)،حقّ لهذا أن يجعل (2)-ثلاثا - ثم أمر لهما بمثل ما أمر به لابن سريج، و ارتحل القوم.

أنبأنا أبو القاسم [علي] (3) بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أخبرني أبو الفتح إبراهيم بن علي بن الحسين بن سيبخت (4)البغدادي، نا أبو بكر محمّد بن يحيى (5)،حدّثني أبو خليفة الفضل بن الحباب - بالبصرة - نا محمّد بن سلاّم قال: كان عمر بن أبي خليفة (6) قوله فسألته يوما: أي المغنيين أحذق ؟ فقال:

ابن أبي سريج... (7) استحسنت له قال:

و من أجل ذات الخال أعملت ناقتي *** أكلفها سير الكلال مع الظّلع (8)

أنبأنا أبو الفضل بن ناصر، و أبو منصور بن الجواليقي، و أبو الحسن سعد الخير بن محمّد، قالوا: أنا أبو ياسر أحمد بن إبراهيم بن بندار البقّال، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الواحد بن علي بن إبراهيم بن رزمة، أنا أبو القاسم عمر بن محمّد بن سيف، نا أبو عبد اللّه محمّد بن العباس اليزيدي - إملاء - نا أحمد بن يحيى، نا محمّد بن سلاّم، نا جرير المديني قال: كان معبد إذا غنى فأجاد، قال: أنا اليوم سريجي.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (9)،نا المظفر بن يحيى بن أحمد المعروف بابن الشرابي، نا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بشر المرثدي، نا أبو إسحاق طلحة بن عبد اللّه الطلحي، قال: أخبرني أحمد بن إبراهيم، و حدّثني أبي عن من حدّثه قال:

خرج معبد و هو يومئذ أحسن أهل المدينة غناء إلى مكة يتحدى الغريض (10)،فسأل عن منزله فدلّ ، فأتاه، فقرع الباب، فقالت الجارية: من هذا؟ فقال: قولي لأبي فلان، هذا رجل من أهل المدينة من إخوانك، فقال: افتحي له، فدخل، فحيّاه و سأله عن حاجته، فقال له: أنا

ص: 199


1- الأصل و م، و في الأغاني: يحمل.
2- الأصل و م، و في الأغاني: يحمل.
3- الزيادة عن م.
4- الأصل بتقديم الباء على الياء.
5- فوقها بالأصل ضبة إشارة إلى سقط في السند، و بعدها في م بياض.
6- بياض بالأصل و م.
7- بياض بالأصل و م.
8- البيت في الأغاني منسوبا لعمر بن أبي ربيعة، و هو في ديوانه ط بيروت ص 248.
9- الخبر في الجليس الصالح الكافي 308/2.
10- أخباره في الأغاني 359/2.

رجل (1) من أهل صناعتك و قد أحببت أن أسمع منك و أسمعك، قال: هات على اسم اللّه تعالى، فغنّاه معبد، فقال: أحسنت و اللّه، يا أخي (2)،حتى انتهى ثم اندفع هو فغنى، فسمع معبد شيئا لم يسمع مثله قط ، فقال له: أنت و اللّه أحسن الناس غناء، فقال: كيف لو سمعت عجوزا لنا في سفح الجبل - أبي قبيس - يعني ابن سريج - قال: و كيف جعلت فداك بأن أسمع منه ؟ قال: قم بنا إليه، قال: فنهضنا حتى أتيا باب ابن سريج فقرعه الغريض، فعرفته الجارية فدخلا جميعا، فإذا ابن سريج نائم الصبحة، و إذا عليه قرقر (3) أصفر.

قال القاضي: كذا قال ابن الشرابي، و هكذا رأيته في أصل كتابه، و الصواب قرقل في قول الجمهور، و إن كان بعضهم قد ردّ هذا و صوّب قولهم: قرقرة (4) و قد خضب يديه و ذراعيه إلى مرفقيه، فقال له الغريض: جعلت فداك، هذا رجل من إخوانك من أهل المدينة يتغنى، و قد أحبّ أن يسمعك غناءه، و يسمع منك، قال: هات، فغنّاه معبد، فقال له ابن سريج أحسنت و اللّه، ثم استل ابن سريج دفا مربعا و تغنى:

نظرت عيني و لا نظرت *** بعده عيني إلى أحد

قال معبد: فسمعت شيئا ما سمعت مثله قط ، و لا ظننته يكون، ف [أخذت] (5) آتم به و اختلف إليه.

قال: و نا المعافى (6)،نا المظفّر، نا أحمد بن محمّد المرثدي، أنا أبو إسحاق الطلحي، قال: و أخبرني أحمد قال:

كان الغريض مخنثا (7)،و كان جميلا له شعر، و كان مولى للثريا بنت عبد اللّه بن الحارث بن أمية الأصغر، و كان يتعلم من ابن سريج.

قرأت بخط أبي [الحسن] (8) رشأ بن نظيف.

ص: 200


1- الأصل: أجل، تصحيف، و التصويب عن م و الجليس الصالح.
2- بالأصل و م: و اللّه ابن أخي حتى انتهيت.
3- كذا بالأصل و م: قرقر، و في الجليس الصالح: قرقرة.
4- الزيادة عن الجليس الصالح الكافي.
5- الخبر في الجليس الصالح الكافي 310/2.
6- الخبر في الجليس الصالح الكافي 310/2.
7- الأصل: مخيبا، و في م: مجنبا، و المثبت عن الجليس الصالح.
8- الزيادة عن م.

و أنبأنا أبو القاسم النسيب و غيره عنه، نا أبو أحمد الفرضي، نا محمّد بن يحيى الصولي، نا الحسين بن عقيل، نا محمّد بن صرما الزامر، قال: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: قال ابن سريج.

إذا غنيت لحني في شعر عمر بن أبي ربيعة:

إن خان من تهوى فلا تخنه

و كن وفيا إن سلوت عنه

و اسلك سبيل وصله و صنه *** (1)

إن كان غدارا فلا تكنه (2)

توهمت أني الخليفة في الغناء و أن المغنين رعيتي.

أنبأنا أبو طاهر بن أبي أحمد (3) القارئ، أنا علي بن المحسّن التنوخي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن أبي طاهر، حدّثني أبي، حدّثني إسحاق بن مقمّة، قال: سمعت أبي يقول (4):أتيت ابن سريج في مرضه فقلت له: كيف أصبحت ؟ فقال: كما قال الشاعر:

مريض غاب عنه أقربوه (5) *** و أسلمه المداوي و الحميم

ثم مات من ليلته.

و بلغني عن أبي أيوب المديني (6).

أن ابن سريج توفي بالعلّة التي أصابته من الجذام بمكة في خلافة سليمان بن عبد الملك أو في آخر خلافة الوليد، و دفن في موضع يقال له: دسم (7).

ص: 201


1- الأصل: وصله، و المثبت عن م و الأغاني.
2- الأبيات في الأغاني 315/1 بزيادة بيتين آخرين.
3- بعدها في م: أنا سعيد بن أحمد.
4- الخبر و البيت في الأغاني 318/1-319.
5- صدره في الأغاني: سقيم ملّ منه أقربوه.
6- الأغاني 320/1.
7- دسم: موضع قرب مكة (قاله ياقوت).

4525 - عبيد بن سريّة

و يقال: بل سارية، و يقال ابن شريّة (1)-الجرهمي (2)

وفد على معاوية، و قيل: إنه لم يفد عليه، و أنه لقيه بالحيرة حين توجه معاوية إلى العراق.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر بن الجبّان، نا عبد الرّحمن بن عمر... (3)،نا أبو سهل محمّد بن محمّد القاضي، نا أبو بكر الأنباري، عن أبيه، عن أحمد بن عبيد، نا هشام بن محمّد الكلبي، قال:

عاش عبيد بن سرية الجرهمي ثلاثمائة سنة، و أدرك الإسلام، فأسلم و دخل على معاوية بالشام، فقال له معاوية: كيف رأيت الدنيا؟ قال: يوم كيوم، و ليلة كليلة، سنيّات بلاء، و سنيّات رخاء، و ميت و مولود و مولود مهنّى، فقال له معاوية: إنّ لك لعلما، فما أحسن الأشياء في عينك [قال: عين] (4) خرارة في أرض خوّارة ؟ قال: ثم ما ذا؟ قال: قال: ثم فرس في بطنها فرس، قال (5):فأين أنت عن النعم ؟ قال: ليس النعم مال مثلك، إنما النعم مال (6)من حضره و أشرف عليه (7).قال: فما تقول في الذهب و الفضّة ؟ قال: حجران إن حبستهما لم يزيدا، و إن أنفقتهما (8) تلفا، قال: إنّا حابسوك عندنا و مجرون عليك جراية، قال:

لا حاجة لي في هذا، لأن أبي و أمي هلكا في مثل هذه السنة، و نفسي تحدثني أنّي هالك فيها.

فما لي حاجة في المقام عندك، فقال معاوية: فسلني حاجتك، قال: أما الآخرة فإنها بيد غيرك، و أما الدنيا فما تقدر ترد شبابي عليّ ، فما أسألك ؟ قال له معاوية: فأخبرني بما يكون، ثم انصرف و رجع فقال: سألتني عن شيء لم أكن أعلمه، ثم علمته، مررت بغلمان يستبقون يقول بعضهم لبعض الآخر أشر، فقال له معاوية: هل رأيت حربا؟ قال: رأيت أمية يقوده غلام

ص: 202


1- بالأصل: سريه، و المثبت عن م، و في الإصابة: عبيد بن شرية بمعجمة وزن عطية.
2- انظر أخباره في: الإصابة 101/3، و أسد الغابة 5437/3 و فيه: عبيد بن شرية و يقال عمير بن شبرمة. و معجم الأدباء 72/12.
3- غير مقروءة بالأصل و رسمها:«الشيبلني» و في م: الشيبلي.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و أضيف عن المختصر 36/16.
5- من هنا سقط في م، سنشير إلى نهايته في موضعه.
6- بالأصل: من مال.
7- مطموسة بالأصل، و المثبت عن المختصر 36/16.
8- مطموسة بالأصل، و المثبت عن المختصر.

له يقال له ذكوان فقال: لا تقل ذاك فإنهم سادة الحي، فقال: قل أنت ما شئت.

أنبأنا أبو الفرج الخطيب و غيره، عن أبي بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا أبو منصور محمّد بن علي بن إسحاق الكاتب، أنا أحمد بن بشر بن سعيد، أنا أحمد بن محمّد بن بكر، نا أبو حاتم سهل بن محمّد السّجستاني.

قالوا: و عاش عبيد بن سرية الجرهمي ثلاثمائة سنة، و قال بعضهم: مائتين و عشرين سنة، إلاّ أنا نظن أنه عاش في الجاهلية و أدرك الإسلام فأسلم، و قدم على معاوية بن أبي سفيان فبلغنا أن معاوية قال له: كم أتى عليك ؟ قال: مائتان و عشرون سنة، قال: و من أين علمت ذاك ؟ قال: من كتاب اللّه، قال: و من أيّ (1) كتاب اللّه ؟ قال: من قول اللّه تعالى: وَ جَعَلْنَا اللَّيْلَ وَ النَّهٰارَ آيَتَيْنِ ، فَمَحَوْنٰا آيَةَ اللَّيْلِ ، وَ جَعَلْنٰا آيَةَ النَّهٰارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ الآية (2)،فقال له معاوية: و ما أدركت ؟ قال: أدركت يوما في أثر يوم، و ليلة في أثر ليلة متشابها كتشابه الحذف (3) يحدوان بقوم في ديار قوم، يكدحون ما يبيد عنهم، و لا يعتبرون بما مضى منهم، حيّهم يتلف، و مولودهم يخلف، في دهر يصرّف. أيامه، تقلّب بأهلها كتقلّبها دهرها، بينا أخوه في الرخاء إذا صار في البلاء، و بينا هو في الزيادة إذا أدركه النقصان، و بينا هو حر إذ أصبح قنّا [لا] (4) يدوم على حال، بين مسرور بمولود و محزون بمفقود، فلو لا أن الحي يتلف لم يسعهم بلد، و لو لا أن المولود يخلف لم يبق أحد.

قال معاوية: يا عبيد أخبرني عن المال أيّه أحسن في عينك ؟ قال: أحسن المال في عيني، و أنفعه غناء، و أقل عناء و أجذاه على العامة عين (5) خرارة في أرض خوّارة إذا استودعت أدّت، و إذا استحلبتها درّت، و أفعمت تعول و لا تعال.

قال معاوية: ثم ما ذا؟ قال: فرس في بطنها [فرس] (6) يتبعها فرس قد ارتبطت منها فرسا، قال معاوية: فأي النعم أحبّ إليك ؟ قال: النعم لغيرك يا أمير المؤمنين، قال: لمن فلاّها بيده، و باشرها بنفسه، فقال معاوية: حدثني عن الذهب و الفضة، قال: حجران إن أخرجتهما نفذا، و إن خزنتهما لم يزيدا، قال معاوية: فأخبرني عن قيامك، و قعودك، و أكلك،

ص: 203


1- الأصل: أين.
2- سورة الإسراء، الآية:12.
3- الحذف محركة، طائر، أو بط صغار، و غنم سود صغار، حجازية أو جرشية بلا أذناب و لا آذان (القاموس المحيط ).
4- زيادة للإيضاح عن معجم الأدباء.
5- إلى هنا ينتهي السقط من م.
6- الزيادة عن م و معجم الأدباء.

و شربك، و نومك و شهوتك للباه (1)،قال: أما قيام فإن قمت فإنّ السماء تبعد، و إن قعدت فالأرض تقرب، و أما أكلي و شربي فإني إن جعت كلبت و إن شبعت بهرت (2)،و أما نومي فإن حضرت مجلسا حالفني، و إن خلوت أطلب فارقني، و أمّا الباءة فإن بذل لي عجزت، فإن منعته غضبت.

قال معاوية: فأخبرني عن أعجب شيء رأيته، اني نزلت بحيّ من قضاعة فخرجوا بجنازة رجل من عذرة يقال له حريث بن جبلة، فخرجت معهم حتى إذا واروه (3) انكبدت (4) جانبا عن القوم و عيناي تذرفان، ثم تمثّلت بأبيات شعر كنت رويتها قبل ذلك (5):

يا قلب إنّك في أسماء مغرور *** أذكر و هل ينفعك (6) اليوم تذكير؟

قد بحت بالحبّ ما نخفيه من أحد *** [حتى] (7) جرت بك أطلاقا محاضير

تبغي أمورا فما تدري أعاجلها *** خير لنفسك أم ما فيه تأخير

فاستقدر اللّه خيرا و ارضين به *** فبينما العسر إذ دارت مياسير

و بينما المرء في الأحياء مغتبطا *** إذ صار في الرّمس (8) تعفوه الأعاصير

حتى كأن لم يكن إلاّ تذكره *** و الدهر أيتما حال دهارير

يبكي الغريب عليه ليس يعرفه *** و ذو قرابته في الحي مسرور

و ذاك آخر عهد من أخيك إذا *** ما المرء ضمّنه اللحد الخناشير

الواحد: خنشير، و الجمع الخناشير (9)،و هم الذين يتبعون الجنازة.

فقال رجل إلى جانبي: يسمع (10) ما أقول: يا عبد اللّه من قائل هذه الأبيات ؟ قلت:

و الذي أحلف به ما أدري، قد رويتها منذ زمان، قال: قائلها الذي دفنا آنفا، و إنّ هذا ذو قرابته أسرّ الناس بموته، و إنك للغريب الذي وصف يبكي [عليه] (11)،فعجبت لما ذكر في شعره (12)

ص: 204


1- الباه: الجماع.
2- بهرت من البهر و هو تتابع النّفس و ضيق الصدر.
3- الأصل: رأوه، و التصويب عن معجم الأدباء.
4- في معجم الأدباء: انتبذت.
5- الأبيات في معجم الأدباء 76/12-77 و بعضها في تاج العروس بتحقيقنا: دهر، قال ابن بري: و هي لعثير بن لبيد العذري و قيل: عثير بن عبيد، و قيل لأبي عيينة المهلبي.
6- معجم الأدباء: ينفعنك.
7- الزيادة عن م و معجم الأدباء.
8- الأصل: الدس، و المثبت عن م و معجم الأدباء.
9- في تاج العروس بتحقيقنا: خسر: الخناسير بالسين المهملة.
10- الأصل و م: فسمع، و المثبت عن معجم الأدباء.
11- الزيادة عن معجم الأدباء.
12- عن م و معجم الأدباء، و بالأصل: شعرك.

و إليه صار إليه قوله كأنه كان ينظر إلى موضع قبره، فقلت:«إنّ البلاء موكّل بالمنطق» (1).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا أحمد بن عبّاد، نا محمّد بن سعد، قال: قال الواقدي:

قال معاوية بن أبي سفيان يوما لعبيد بن سرية الجرهمي: أخبرني بأعجب شيء، فقال:

إنّي نزلت بحيّ من قضاعة فخرجوا بجنازة رجل من بني عذر (2) فقال له: حرمت و خرجت معهم حتى إذا واروه في حفرته تنحّيت جانبا عن القوم و عيناي تذرفان بالبكاء، ثم تمثّلت بأبيات من الشعر كنت أرويها قبل ذلك بزمان طويل:

استقدر اللّه خيرا و ارضينّ به *** فبينما العسر إذ دارت مياسير

و بينما المرء في دنياه مغتبطا *** إذ صار في الرمس تعفوه (3) الأعاصير

يبكي الغريب عليه ليس يعرفه *** و ذو قرابته في الحيّ مسرور

قال: فأجابني رجل يسمع ما أقول، فقال لي: يا عبد اللّه هل لك علم بقائل هذه الأبيات ؟ قلت: لا و اللّه، إلاّ أني أرويها منذ زمان، فقال: و الذي يحلف به إنّ قائلها لصاحبنا الذي دفنّاه آنفا الساعة، و هو الذي يراه ذو قرابته أسرّ الناس بموته، و أنت الغريب يبكي عليه كما وصف، فعجبت لما ذكر في شعره و الذي صار إليه من قوله كأنه ينظر إلى مكانه من جنازته، فقلت:«إنّ البلاء موكّل بالمنطق» (4)،فذهبت مثلا.

قال: و نا أحمد بن مروان، نا محمّد بن إسحاق، نا مسلم بن إبراهيم، نا الحسن بن أبي جعفر، قال: سأل زياد عبيد بن سرية: أيّ المال أفضل ؟ قال: عين خرّارة في أرض خوّارة تعول و لا تعال، قال: ثم ذا؟ قال: فرس في بطنها فرس يتبعها فرس، قال: فأين أنت عن الذهب و الفضة ؟ قال: حجران يحتكان بعضه ببعض إن أخذت منهما نفذ و إن تركتهما لم يزد، قال: فأين أنت عن الإبل، قال: هي لمن يباشرها بنفسه، قال: صدقت.

4526 - عبيد بن سلمان الكلبي ثم الطّابخي

4526 - عبيد بن سلمان الكلبي ثم الطّابخي (5)

حدّث عن أبي ذرّ، و أبي هريرة، و معاوية.

ص: 205


1- مثل. انظر من قاله و مناسبته في مجمع الأمثال 17/1.
2- في م: عدي.
3- الأصل و م: بعفوه.
4- عن م و بالأصل: بالنطق.
5- أخباره في تهذيب الكمال 302/12 و تهذيب التهذيب 45/4 و ميزان الاعتدال 19/3 الجرح و التعديل.

روى عنه ابنه البختري بن عبيد.

أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد (1) بن أبي العبّاس، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد الحافظ ، أنا محمّد بن مروان - و هو محمّد بن خريم - نا هشام بن عمّار، نا البختري بن عبيد الطائي (2)،نا أبي، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من حدّث عني حديثا هو للّه عز و جل رضى فأنا قلته و إن لم أكن قلته»، قالوا: يا رسول اللّه و لم ؟ قال:«لأنه أرسلت» (3)[7632].

و به قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اثنان خير من واحد، و ثلاثة خير من واحد، و أربعة خير من ثلاثة، فعليكم بالجماعة، فإنّ يد اللّه على الجماعة، و لم يجمع اللّه عز و جل أمتي إلاّ على هدى، و اعلموا أن كلّ شاطن هوى في النار»[7633].

قال: و نا البختري بن عبيد، نا أبي، نا أبو هريرة قال: خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على أهل القرآن و هم في المسجد فقال:«يا أهل القرآن، يا أهل القرآن، يا أهل القرآن - قال ثلاث مرات - إنّ اللّه عز و جل قد زادكم في صلاتكم صلاة» قالوا: و ما هي يا رسول اللّه ؟ قال:

«الوتر»، قال: فقال أعرابي: ما هي يا رسول اللّه، قال:«أما إنها ليست عليك و لا على أصحابك، إنّما هي على آل القرآن».

كذا قال الطّائي، و إنما هو الطابخي.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، قال: و روى بقية، عن حمّاد أبي يحيى مجهول، عن البختري الكلبي، عن عبيد بن سلمان و هو معروف، عن أبي ذرّ، عن عمر، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، حدّثنيه حاجب بن الوليد، نا بقية بن الوليد، نا حمّاد أبو يحيى السّكوني، نا البختري الكلبي أنه سمع عبيد بن سلمان يحدّث عن أبي ذرّ أنه سمعه يقول:

إن عمر قال: يا أبا ذرّ آمن بالقدر خيّره و شرّه، حلوه و مرّه، فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

ص: 206


1- في م: سعد، تصحيف، قارن مع المشيخة 35/ب.
2- كذا بالأصل و م: الطائي ؟ و سينبه المصنف في آخر الحديث إلى أنه: الطابخي.
3- كذا بالأصل و م، و في المختصر: لأني به أرسلت.

«كل شاطن (1) هوى في الإسلام في النار».

قرأت على أبي القاسم خلف بن إسماعيل بن أحمد، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، نا أبي - أو قال: حدّثنا غيره - نا هشام بن عمّار، نا البختري [بن] (2) عبيد أحد بني طابخة من (3) كلب، أخبرني أبي قال:

كنت عند معاوية جالس و عنده حسّان بن مالك بن بحدل، فذكر معاوية تجار قريش إذ أقبل رجل من القطار (4) على ناقة عليها رجل و عليه برنس، فأقبل يمشي حتى أتى معاوية و هو جالس، فسلّم، فضم معاوية رجليه حتى بدت ركبتاه، ثم جلس الرجل على الطّنفسة، ثم أقبل عليه بالحديث، فلما قام ليركب كشف البرنس، فرأيت عليه قميص كتان قطري (5)،و رأيت أثر مسح زقاق الزيت على قميصه، فقال له حسان بن مالك بن بحدل: و من الذي شغلك حديثه ؟ قال: رجل يرجو الخلافة من بعدي، قال حسان: ما هذا (6) الزيّات لذلك بأهل يا أمير المؤمنين، قال: مهلا يا حسّان، فإنّ هذا مروان بن الحكم.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (7):

عبيد والد البختري (8) بن عبيد، روى عن أبي هريرة، روى عنه ابنه البختري (9)، سمعت أبي يقول ذلك، و سألته عنه، فقال: مجهول.

ص: 207


1- الشاطن: البعيد عن الحق.
2- زيادة لازمة للإيضاح.
3- عن م و بالأصل: بن.
4- القطار: من الإبل عدد منها بعضه خلف بعض على نسق واحد (اللسان).
5- البرود القطرية: هي برود حمر لها أعلام فيها بعض الخشونة (اللسان).
6- الأصل: هذه، و المثبت عن م.
7- الجرح و التعديل 7/6 رقم 37.
8- الجرح و التعديل: البحتري.
9- الجرح و التعديل: البحتري.

4527 - عبيد بن عبد الواحد بن شريك

أبو محمّد البغدادي البزّار (1)

رحل و سمع بدمشق هشام بن عمّار، و سليمان بن عبد الرّحمن، و دحيما (2)، و آدم (3) بن أبي إياس، و يعقوب بن كعب الحلبي، و بمصر: سعيد بن أبي مريم، و يحيى بن بكير، و أحمد بن صالح.

روى عنه القاضي المحاملي، و أبو عمرو بن السمّاك، و أبو مزاحم موسى بن عبيد اللّه الخاقاني، و محمّد بن العباس بن نجيح، و مكرم بن أحمد القاضي، و عبد الصمد بن علي الطّستي، و أبو بكر الشافعي، و [أحمد بن سلمان] النّجّاد، و موسى بن هارون الحمّال (4)، و أبو عوانة الأسفرايني، و أحمد بن عبيد الصفار، و أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الضّبعي، و محمّد بن عبد الرّحمن بن الحسن الباطرقاني.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا أبو محمّد عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزّار، نا نعيم بن حمّاد، نا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عبد اللّه بن جعفر قال:

رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يأكل الرطب بالقثّاء[7634].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا علي بن أحمد بن أحمد (5) بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد، أنا عبيد (6) بن شريك، نا نعيم بن حمّاد أبو عبد اللّه - بدمشق - نا علي بن أبي علي اللّهبي، نا محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه قال:

أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم باتّخاذ الديك الأبيض[7635].

قال البيهقي هذا بهذا الإسناد منكر، تفرّد به اللّهبي.

ص: 208


1- أخباره في: تاريخ بغداد 99/11 و سير أعلام النبلاء 385/13 و لسان الميزان 120/4 و المنتظم 8/6.
2- بعده في م: و أحمد بن [أبي] الحواري، و أبا الجماهر [الكفرسوسي] و نعيم بن حماد، و محمد بن عبد العزيز الرملي.
3- الأصل: و أحمد، و المثبت عن م و سير أعلام النبلاء.
4- في م: الجمال، تصحيف.
5- كذا «بن أحمد» مكرر بالأصل، و لم تكرر في م.
6- في م: عبيد اللّه.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، نا أبو بكر الخطب، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدل، نا عبد الصمد بن علي الطّستي، نا عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزار (1)،نا هشام بن عمّار بن نصير السّلمي في سنة أربع و عشرين و مائتين، نا الوليد بن مسلم، قال:

الأوزاعي يقول:

لا بأس بإصلاح الخطأ و اللّحن و التحريف في الحديث.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم [قال: أبو محمد عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزار البغدادي سمع أبا الحسن آدم بن أبي إياس العسقلاني] (2) و أبا محمّد سعيد بن الحكم بن أبي مريم الجمحي، روى عنه: أبو العبّاس محمّد بن إسحاق الثقفي، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن المستنير المصّيصي، كنّاه لي علي بن محمّد بن سختويه.

أخبرنا أبو الحسن (3) المالكي، نا و أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر، نا محمّد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي و أنا أسمع، قال: و عبيد بن عبد الواحد بن شريك أبو محمّد البزّار (5) أكثر الناس عنه ثم أصابه أذى تغير في آخر أيامه، و كان على ذلك صدوقا.

أخبرنا أبو الحسن المالكي أيضا، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (6) قال:

عبيد بن عبد الواحد شريك أبو محمّد البزّار (7)،حدّث عن آدم بن أبي إياس العسقلاني، و سعيد بن أبي مريم، و يحيى بن بكير المصريين، و نعيم بن حمّاد المروزي، و أبي الجماهر محمّد بن عثمان، و سليمان بن عبد الرّحمن، و هشام بن عمار الدمشقيين، و عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم، و يعقوب بن كعب الأنطاكي، و محمّد بن عبد العزيز الرملي، روى عنه القاضي المحاملي، و أبو مزاحم الخاقاني، و محمّد بن العباس بن نجيح، و أبو عمرو بن السماك، و مكرم بن أحمد القاضي، و عبد الصمد الطّستي، و أحمد بن سلمان

ص: 209


1- في الأصل:«البزاز» تصحيف.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
3- في م: أبو الحسن علي بن أحمد المالكي.
4- تاريخ بغداد 100/11.
5- في الأصل:«البزاز» تصحيف.
6- تاريخ بغداد 99/11.
7- في الأصل:«البزاز» تصحيف.

النّجّاد، و أبو بكر الشافعي - زاد ابن خيرون: و [قال] (1) الدارقطني - هو صدوق.

قال (2):و أنا الأزهري، أنا محمّد بن العباس، نا أبو مزاحم موسى بن عبيد اللّه بن يحيى خاقان، نا عبيد بن عبد الواحد بن شريك قال أبو مزاحم:- و كان أحد الثقات و لم أكتب عنه في نعير شيئا-.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أنا (3) أبو الحسن الدارقطني، قال: عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزار (4)صدوق.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (5)، أنا محمّد بن أحمد بن رزق، و محمّد بن عمر النّرسي، قالا: قال لنا أبو بكر الشافعي، و توفي عبيد بن شريك البزار (6) في رجب سنة ثمان و ثمانين و مائتين.

قال الخطيب: هذا خطأ و الصواب ما أخبرنا ابن رزق، أنا إسماعيل بن علي الخطبي، قال: و مات أبو محمّد عبيد بن شريك البزار (7) يوم الأحد لسبع مضين من رجب سنة خمسين و ثمانين و مائتين، و دفن عند قبر أحمد بن حنبل، و صلّيت عليه، و لم أكتب عنه شيئا.

قال الخطيب: و أنا محمّد بن عبد الواحد، نا محمّد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي - و أنا أسمع-.

ح و حدّثنا السمسار، أنا الصفار، نا ابن قانع (8) أن عبيد بن شريك مات في رجب من سنة خمس و ثمانين و مائتين.

آخر الجزء الحادي و الأربعين بعد الأربعمائة [من الفرع] (9).

4528 - عبيد بن قائد

حكى عن أبي العزيز صاحب أبي عبيد البسري.

ص: 210


1- الزيادة عن م و تاريخ بغداد.
2- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 100/11.
3- من هنا إلى آخر الخبر سقط من م.
4- في الأصل: البزاز.
5- تاريخ بغداد 100/11.
6- في الأصل: البزاز.
7- في الأصل: البزاز.
8- الأصل:«ابن نافع» تصحيف و التصويب عن م و تاريخ بغداد.
9- الزيادة عن م.

حكى عنه أبو (1) يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - عن الحسين بن أحمد [بن أبي حويصة، أنا عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر المري حدثنا أبو القاسم الفضل بن جعفر بن محمد] (2)المؤذن، نا أبو يعقوب الأذرعي، نا عبيد بن قائد قال: قال أبو العزيز مررت بأبي عبيد البسري خارجا من المدينة و معه جمل له قد مات، و إذا هو و امرأته جلوس عند الجمل، فقلت: عزّ علي يا أبا عبيد، فبينا أنا و هو كذلك إذا برجل قد جاء بجمل يهدر فقال: يا أبا عبيد اركب، و أركب المرأة، و تركنا و مضى.

4529 - عبيد بن القاسم بن صبية، و يقال:

محمّد بن القاسم ابن صبية

أبو طالب المكي مولى بني بكر من كنانة

و يقال: مولى بني ليث الحجازي المعروف بالأبحر

لقب غلب على اسمه، فلم يكن يعرف إلاّ بلقبه.

وفد على الوليد بن عبد الملك، و قد ذكرت وفوده في ترجمة أشعب.

4530 - عبيد بن كعب النّميري

من أهل العراق.

وفد على معاوية و سأله عن زياد في الكتاب الذي أخبرنا ببعضه أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو (3) بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوه، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أخبرني أبو عبد اللّه القرشي، عن علي بن محمّد، عن مسلمة بن محارب قال:

وفد عبيد بن كعب النّميري إلى معاوية، فقال له معاوية: أخبرني عن زياد، من يستعمل ؟[قال: يستعمل] (4) على الخير و الأمانة دون الهوى، و يعاقب فلا يعدو بالذنب قدره، و يسمر و يحب السمر، يستحكم (5) بحديث الليل تدبير النهار، قال: أحسن، إن التثقيل

ص: 211


1- الأصل و م:«ابن» تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 478/15.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
3- عن م و بالأصل: عمر.
4- ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح عن المختصر 14/16.
5- من قوله: قال: يستعمل إلى هنا سقط من م.

على القلب مضرّة بالرأي، فكيف رأيه في حقوق النّاس ؟ قال: يأخذ ما له عفوا، و يعطي ما عليه عفوا، قال: فكيف عطاياه ؟ قال: يعطي حتى يقال جواد، و يمنع حتى يبخّل، فقال معاوية: إنّ العذل لضيق و في البذل عوض (1) من العدل، قال: فكيف الشفاعة عنده ؟ قال:

ليس فيها مطمع، ما أراد من خير جعله لك أو له.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير (2)،حدّثني الحارث بن محمّد، عن مسلمة - يعني: بن محارب الزيادي - قال:

لما أراد معاوية أن يبايع ليزيد كتب إلى زياد يستشيره، فبعث زياد إلى عبيد بن كعب النّميري فقال: إنّ لكل مستشير ثقة، و لكلّ سرّ مستودع، و إنّ الناس قد أبدعت (3) بهم خصلتان: إضاعة (4) السر، و إخراج النصيحة، و ليس موضع السر إلاّ أحد الرجلين: رجل آخرة يرجو ثوابا، و رجل دنيا له شرف في نفسه، و عقل يصون حسبه، و قد عجمتها منك، فأحمدت الذي قبلك، و قد دعوتك لأمر اتّهمت عليه بطون الصحف، إن أمير المؤمنين كتب إليّ يزعم أنه قد أجمع على بيعة يزيد، و هو يتخوّف نفرة الناس، و يرجو مطابقتهم و يستشيرني، و علاقة أمر الإسلام، و ضمانه عظيم، و يزيد صاحب رسلة (5) و تهاون مع ما قد أولع به من الصيد، فالق أمير المؤمنين مؤديا عني، فأخبره عن فعلات يزيد، فقال له: رويدك بالأمر، فأقمن أن يتم لك ما تريد، و لا تعجل، فإنّ دركا في تأخير خير من تعجيل عاقبته الفوت، فقال عبيد: أ فلا أغير هذا؟ قال: ما هو؟ قال: لا يفسد على معاوية رأيه، و لا تمقّت إليه ابنا، و ألقى أنا يزيد سرا من معاوية، فأخبره عنك أنّ أمير المؤمنين كتب إليك يستشيرك في بيعته، و أنك تخوفت خلاف الناس لهنات ينقمونها عليه، و إنّك ترى له ترك ما ينقم عليه، فيستحكم بأمير المؤمنين الحجة على الناس، و سهل لك ما تريد، فتكون قد نصحت ليزيد، و أرضيت أمير المؤمنين، و سلمت مما يخاف من علاقة أمر الأمة، فقال زياد: لقد رميت الأمر بحجره، أشخص على بركة اللّه، فإن أصبت فما لا ينكر إن يكن خطأ فغير مستغش، و أبعد بك إن شاء اللّه من الخطأ، قال: تقول بما ترى و يقضي اللّه بغيب ما يعلم، فقدم على يزيد فذاكره

ص: 212


1- الأصل و م: عرض، و التصويب عن المختصر 41/16.
2- الخبر في تاريخ الطبري 302/5 حوادث سنة 56.
3- أبدعت بهم خصلتان: أي أضرّ بهم.
4- في تاريخ الطبري: إذاعة السرّ.
5- أي كسل.

ذلك و كتب زياد إلى معاوية يأمره بالتؤدة، و ألا يعجل، فقبل ذلك معاوية، و كفّ يزيد عن كثير مما كان يصنع، ثم قدم عبيد على زياد فأقطعه قطيعة.

4531 - عبيد بن محمّد بن يحيى بن حمزة

ابن واقد الحضرمي البتلهي (1)

روى عن أبيه، و أبي الجماهر، و سليمان بن عبد الرّحمن.

روى عنه أبو الحسن بن جوصا، و أبو الميمون بن راشد، و أبو إسحاق بن سنان، و محمّد بن بكّار القاضي البتلهي، و ابنه أبو الفضل أحمد بن عبيد بن محمّد، و أبو بكر عبد الرّحمن بن محمّد بن الدّرفس (2).

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني، أنا أبو القاسم بن الفرات، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا، حدّثني أحمد بن محمّد بن يحيى، و عبيد بن محمّد، قالا: نا أبي، عن أبيه، قال: و نا محمّد بن الوليد الزبيري مع أبي عمرو الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«ما من بني آدم من مولود يولد إلاّ يمسّه الشيطان حين يولد فيستهلّ صارخا من مسّه إلاّ مريم و ابنها»[7636]، ثم يقول أبو هريرة حين يحدّث بهذا الحديث و اقرءوا إن شئتم إِذْ قٰالَتِ امْرَأَتُ عِمْرٰانَ إلى قوله: حَسَناً (3).

قال: و حدّثني به أحمد بن محمّد مرة أخرى من أصل كتابه، فقال: حدّثني محمّد بن الوليد الزّبيدي (4)،و أبي عمرو الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال مثل ذلك.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال الطحاوي: فيها - يعني سنة ثمانين و مائتين - مات عبيد بن محمّد بن يحيى بن حمزة.

4532 - عبيد بن الوليد

هو عبد العزيز بن الوليد، و قد تقدّم ذكره.

ص: 213


1- البتلهي بفتح الباء و التاء فوقها نقطتان و تسكين اللام ثم بالهاء نسبة إلى بيت لهيا، من أعمال دمشق (اللباب).
2- «بن الدرفس» عن م و مكانها بالأصل: الدرفيس.
3- سورة آل عمران، الآية:37.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 281/6.

4533 - عبيد بن وهب - و يقال: عبد اللّه [بن] وهب،

4533 - عبيد بن وهب - و يقال: عبد اللّه [بن] (1) وهب،

و يقال عبد اللّه بن هانئ -

أبو عامر الأشعري (2)

له صحبة.

روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

روى عنه ابنه عامر بن أبي عامر، و أبو اليسر كعب بن عمرو، و عبد الرّحمن بن غنم.

و شهد مؤتة مع جعفر و زيد، ثم استشهد يوم أوطاس (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، و علي بن مسلم، و أحمد بن محمّد القطان - و اللفظ ليعقوب - نا وهب بن جرير، نا أبي قال: سمعت عبد اللّه بن مالك الأشعري يحدث عن نمير بن أوس، عن مالك بن مسروح، عن عامر بن أبي عامر الأشعري، عن أبيه أبي عامر عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«نعم الحيّ الأسد و الأشعريون لا يفرّون في القتال و لا يغلّون، هم منّي و أنا منهم»، قال عامر: فحدّثت به معاوية، فقال: ليس هكذا، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«هم مني و إليّ » فقلت [ليس] (4) هكذا حدّثني أبي، و لكنه حدّثني عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«هم مني و أنا منهم»[قال] (5)فأنت أعلم بحديث أبيك[7637].

أخبرنا أبو الحسن (6) عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الحسن، أنا جدي أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الرّبعي، أنا أبو الفرج العباس بن محمّد بن حبان، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عمارة العطار، نا أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن الأسود العجلي، نا أبو أسامة، نا أبو حمزة - يعني الثّمالي - نا سالم بن

ص: 214


1- الزيادة عن م.
2- انظر أخباره في: أسد الغابة 445/3 و الإصابة 447/2 و الاستيعاب 438/2 (هامش الإصابة)، تقريب التهذيب 443/2 و انظر الاستيعاب 135/4 (باب الكنى) و أسد الغابة (باب الكنى) و انظر تاريخ الإسلام (المغازي) ص 587 و طبقات خليفة ص 127 رقم 461.
3- أوطاس: واد في ديار هوازن (معجم البلدان).
4- الزيادة عن م.
5- الزيادة عن م.
6- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م، قارن مع المشيخة 107/أ.

أبي الجعد قال: قال قال أبو اليسر الأنصاري.

كنت جالسا عند النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأتاه أبو عامر الأشعري فقال: يا رسول اللّه، بعثتني في كذا و كذا، فلمّا أتيت مؤتة، و صفّ القوم، ركب جعفر فرسه، و لبس الدرع، و أخذ اللواء، فمشى (1) قدما حتى رأى القوم، فنزل ثم قال: من يبلغ هذا الفرس صاحبه ؟ فقال رجل: أنا، قال: فبعث به، قال: ثم نزع درعه فقال: من يبلغ هذا الدرع صاحبها؟ فقال رجل: أنا، قال:

فبعث بها، قال: ثم تقدم فضرب بسيفه حتى قتل، قال: فتحجرت عينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم دموعا، فصلّى بنا الظهر و لم يكلمنا، قال: ثم أقيمت العصر، فخرج فصلّى ثم دخل و لم يكلّمنا، قال:

و فعل ذلك في المغرب و العشاء يدخل و لا يكلّمنا، قال: و كان إذا صلّى أقبل علينا بوجهه، فخرج علينا قبل الفجر في ساعة كان يخرج فيها، و أنا و أبو عامر الأشعري جلوس، فجلس شيئا فقال:«أ لا أحدثكم عن رؤيا رأيتها، أدخلت الجنة فرأيت جعفرا ذا جناحين مضرّجا بالدماء و زيدا مقابله، و ابن رواحة معهم كأنّه معرض عنهم، و سأخبركم عن ذلك، إنّ جعفرا حين تقدم فرأى القتل لم يصرف وجهه، و زيدا كذلك، و ابن رواحة صرف وجهه»[7638].

رواه كاتب الواقدي عن بكر بن عبد الرّحمن قاضي الكوفة، عن عيسى بن المختار، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي اليسر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار البقّال، أنا محمّد بن علي الواسطي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان الغلاّبي، نا أبي قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو عامر الأشعري اسمه عبد اللّه بن هانئ.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي و أبو الفضل أحمد بن الحسن قالا: أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو حفص عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خياط قال (2):

أبو عامر الأشعري من ساكني الشام، روى «نعم الحي الأسد و الأشعريون»[7639].

اسم أبي عامر عبد اللّه بن هانئ، و يقال: ابن وهب [و يقال: عبيد بن وهب] (3).

أخبرنا (4) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا عبد الواحد بن محمّد، أنا

ص: 215


1- الأصل:«فشا» و في م: فثا و فوقها ضبة، و المثبت عن المختصر 43/16.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 127 رقم 461.
3- الزيادة عن م و طبقات خليفة.
4- الخبر التالي سقط من م.

الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل، قال: سمعت علي بن المديني قال:

اسم أبي عامر الأشعري ابن عبيد بن وهب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا علي بن أحمد بن عمر، أنا إبراهيم بن أحمد القرميسيني، نا إبراهيم بن أبي أميّة الطرسوسي، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول:

اسم أبي عامر الأشعري عبيد بن وهب، حدّثنا معلّى بن جرير عن أبيه، عن عبد اللّه بن مالك الأشعري.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو (1) عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2) قال في الطبقة الثانية (3).

من الأشعريين و هم بنو الأشعر و اسمه (4):نبت أدد بن زيد بن يشجب بن عريب زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان: أبو عامر الأشعري و كان ممن قدم من الأشعريين على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأسلم (5)،و شهد معه فتح مكة، و حنينا، و بعثه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوم حنين في آثار من توجه إلى أوطاس من المشركين.

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي، قال:

و من الأشعريين - قال ابن هشام: أشعر ابن نبت بن أدد بن زيد بن مهسع (6) بن عمرو بن عريب بن يشجب بن زيد بن كهلان بن سبأ.

قال: و يقال: أشعر بن أدد، و يقال: أشعر مالك، و مالك مذحج بن أدد - أبو عامر الأشعري، و اسمه عبد اللّه بن هانئ، و يقال: عبيد بن وهب، له حديث.

و قال في موضع آخر: أبو عامر الأشعري، حليف بني تميم، وجدت اسمه عبيد بن هانئ بن كريز بن هانئ بن ربيعة بن عامر بن كرز بن وائل بن ناجية بن الحسل بن

ص: 216


1- سقطت:«أبو» من م.
2- طبقات ابن سعد 357/4.
3- في م: الطبقة الثالثة.
4- بالأصل: وهم، و التصويب عن م و ابن سعد.
5- اللفظة غير موجودة عند ابن سعد.
6- كذا رسمها بالأصل و م.

الجماهر بن أشعر حليف أبي بكر الصدّيق، له حديثان.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل ابن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (1):

عبيد بن وهب أبو عامر الأشعري، له صحبة.

أنبأنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم العبدي، أنا أحمد - إجازة-.

و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (2):

عبيد بن وهب أبو عامر الأشعري، له صحبة، قتل على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قتله دريد بن الصّمّة، روى عنه ابنه عامر بن أبي عامر، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو عامر عبيد بن وهب الأشعري عم أبي موسى، له صحبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو عامر عبيد بن وهب، أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا وهب بن جرير، نا أبي، عن عبد اللّه بن ملاذ قال: اسم أبي عامر عبيد بن وهب.

أخبرنا أبو محمد (3) بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال:

و لعامر بن أبي عامر عن أبيه بالشام حديث، و اسم أبي عامر عبيد الأشعري، سمعته من أبي سعيد - يعني دحيما - عن الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد الصّيرفي، أنا عبد اللّه بن

ص: 217


1- التاريخ الكبير 440/1/3.
2- الجرح و التعديل 4/6.
3- «أبو محمد» مطموس بالأصل، و المثبت عن م، و السند معروف.

عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة-.

قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: أبو عامر الأشعري و اسمه عبيد، قتل يوم حنين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، قال:

أبو عامر الأشعري بلغني اسم أبي عامر عبيد بن وهب سكن الشام، و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أحاديث.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم - قراءة - أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال:

سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول:

أبو موسى الأشعري عبد اللّه بن قيس، و أخوه لأمه أبو عامر الأشعري، اسمه عبيد بن وهب.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو عامر الأشعري عبد اللّه بن هانئ، و يقال: ابن وهب، و يقال عبيد بن وهب، و هذا غير عبيد بن حضّار أبي عامر الأشعري عم أبي موسى الأشعري، له صحبة من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، روى عنه:«نعم [الحي] (1) الأسد (2) و الأشعرون»[7640].

حديثه غير حديثه، قتل ذاك في أيام حنين، و قبل وفاة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بأقل من سنتين، و يقال:

مات هذا في خلافة عبد الملك (3).

و الأشعريون هم ولد أشعر، و اسمه نبت بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ.

ص: 218


1- سقطت من الأصل و م، أضيفت للإيضاح عن أسد الغابة و الرواية السابقة للحديث.
2- يقال إن الأسد هم الأزد، و قد جاءت في أسد الغابة: الأزد.
3- راجع ما جاء حول هذا الشأن في أسد الغابة 445/3 و الإصابة 447/2.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال:

عبيد بن وهب أبو عامر الأشعري، سمّاه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم عبيدا، روى عنه ابنه عامر، و أبو موسى الأشعري.

أخبرنا أبو علي الحداد قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ :

عبيد بن وهب أبو عامر الأشعري استشهد بأوطاس يوم حنين مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لما بعثه إلى أوطاس، قتله دريد بن الصّمّة (1)،و استغفر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لأبي عامر و دعا له، روى عنه أبو موسى، و ابنه عامر بن أبي عامر.

أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي أنا أبو قلابة، حدّثني محمّد بن عبد اللّه الخزاعي، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن أبي موسى الأشعري قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«اللّهم اجعل عبيدا - أبا عامر - فوق أكثر الناس يوم القيامة»[7641].

قال: و قتل أبو موسى قاتل أبي عامر.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، أخبرنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (2)،نا أبو عبد الرّحمن مؤمل (3)،نا حمّاد بن سلمة، أخبرنا عاصم، عن أبي وائل، عن أبي موسى قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اللّهم اجعل عبيدا أبا عامر فوق أكثر الناس يوم القيامة»، قال: فقتل عبيد يوم أوطاس، و قتل أبو موسى قاتل عبيد، قال أبو وائل: أرجو أن لا يجمع اللّه بين قاتل عبيد و بين أبي موسى في النار[7642].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، أخبرنا محمّد بن هارون، أخبرنا محمّد بن إسحاق، أخبرنا أبو هشام المخزومي، أخبرنا

ص: 219


1- و ذكر ابن إسحاق أن سلمة بن دريد هو الذي رمى أبا عامر الأشعري بسهم، فأصاب ركبته فقتله (سيرة ابن هشام)97/4. و قال ابن عبد البر في الاستيعاب 438/2 يقال قتله: دريد بن الصمة، و لا يصح، و فيه 135/4 رماه رجل من بني جشم بسهم فأثبته في ركبته. و رجح أبو عمر الرواية الأولى.
2- مسند أحمد بن حنبل 164/7 رقم 17913.
3- الأصل و م: موصلي، و المثبت عن المسند.

حمّاد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن أبي موسى أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«اللّهم اجعل عبيدا أبا عامر فوق أكثر الناس يوم القيامة»، قال: فقتل يوم أوطاس، قال: فقتل أبو موسى قاتله، قال: فقال أبو وائل: إنّي لأرجو أن [لا] (1) يجمع اللّه أبا موسى و قاتل أبي عامر في النار.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الطيب محمّد بن جعفر الزّرّاد، أخبرنا عبيد اللّه بن سعد الزهري، أخبرنا أحمد - هو ابن حنبل - قال: سئل سفيان: هل بعد هجرة ؟ قال: لا، قيل: فالأشعريين ؟ قال: أصحاب السفينة كانوا أربعين من الأشعريين، و قيل له: كان أبو موسى معهم، قال: فيما أعلم كان أبو عامر و ابنه - يعني معهم-.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا محمّد بن الحسن النيسابوري، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد بن شاكر، أخبرنا أبو أسامة حمّاد بن أسامة، عن يزيد بن عبد اللّه، عن أبي بردة، عن أبي موسى أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«اللّهم اغفر لعبيد أبي عامر»[7643].

هذا مختصر من حديث.

أخبرناه بطوله أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا سهل بن عبد اللّه، و سليمان بن إبراهيم بن محمّد، و أحمد بن عبد الرّحمن، و عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد، و كريمة بنت أحمد الكردية.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أخبرنا سليمان بن إبراهيم، و أبو منصور السّمسار.

و أخبرنا أبو الفتوح محمّد بن أحمد بن محمّد التاجر، و أبو إسحاق إبراهيم بن أبي نصر بن أبي بكر، قالا: أنا أبو نصر السمسار.

قالوا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي، أنا أبو طاهر محمّد بن الحسن النيسابوري، أخبرنا أبو البختري عبد اللّه بن محمّد بن شاكر، نا أبو أسامة حمّاد بن أسامة، نا بريد (2) بن عبد اللّه بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري قال:

ص: 220


1- الزيادة لازمة للإيضاح عن م.
2- الأصل و الاستيعاب: يزيد، تصحيف، و المثبت عن م.

لما فرغ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس، فلقي دريد بن الصّمّة، فقتل اللّه دريدا، و هزم أصحابه، قال أبو موسى: و بعثني مع أبي عامر، قال: فرمي أبو عامر في ركبته، رماه رجل من بني جشم بسهم فأثبته في ركبته، فانتهيت إليه، فقلت: يا عمّ من رماك ؟ فأشار أبو عامر إلى أبي موسى: هذا، فأتيته، فجعلت أقول له: أ لا تستحي ؟ أ لست عربيا أ لا (1) تثبت فكيف فالتقيت أنا و هو، فاختلفنا ضربتين، فضربته بالسيف فقتلته، ثم رجعت إلى أبي عامر، فقلت: قتل اللّه صاحبك، قال: فانتزع هذا السهم، فنزعته، فقال: يا ابن أخي انطلق إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأقرئه مني السلام [و قل له:] (2) و يقول لك: استغفر لي، قال: و استخلفني أبو عامر على الناس، فما مكث يسيرا ثم إنه مات، فلما رجعت إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم دخلت عليه و هو في بيت على سرير مرمّل، و عليه فراش قد أثّر رمال السرير بظهر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و جسده، فأخبرته بخبرنا و خبر أبي عامر، فقلت: يقول لك: استغفر لي، فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بماء، فتوضأ ثم رفع يديه فقال:«اللّهمّ اغفر لعبيدك أبي عامر» حتى رأيت بياض إبطيه، ثم قال:«اللّهمّ اجعل له يوم القيامة نورا كثيرا»، قال: فقلت: و لي يا رسول اللّه استغفر، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«اللّهمّ فاغفر لعبد اللّه بن قيس ذنبه، و ادخله يوم القيامة مدخلا كريما»[7644].

قال أبو بردة: أحدهما لأبي عامر و الأخرى لأبي موسى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم الجرجاني، أنا أبو القاسم السّهمي، أنا أبو أحمد بن عدي، أخبرني ابن أبي عصمة، أخبرنا الفضل بن زياد، أخبرنا أحمد بن حنبل، و أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس (3)،أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي، أخبرنا عصام بن خالد، أخبرنا جرير، عن حبيب بن عبيد أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«اللّهم صلّ على عبيد أبي مالك (4)-زاد الفضل: الأشعري - و اجعله فوق كثير من الناس»[7645].

ص: 221


1- عن م، و بالأصل: لا.
2- الزيادة عن م.
3- في م: العباس بن العباس.
4- كذا بالأصل و م،«أبي مالك» تصحيف، و سينبه المصنف في آخر الحديث إلى الصواب:«أبي عامر».

كذا قال، و الصواب: أبو عامر، كما تقدم.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،نا الحسن بن موسى، نا حريز (2)،عن حبيب بن عبيد، عن أبي مالك عبيد.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - فيما بلغه - دعا له «اللّهمّ صلّ على عبيد أبي مالك و اجعله فوق كثير من الناس»[7646].

كذا نحا به نحو الأنصاري، و هو مرسل مقطوع، حبيب لم يدرك أبا مالك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر قال (3):

قالوا: و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قد بعث أبا عامر الأشعري في آثار من توجّه إلى أوطاس و عقد له لواء، فكان معه في ذلك البعث سلمة بن الأكوع، فكان يحدّث، يقول: لمّا انهزمت هوازن عسكروا بأوطاس عسكرا عظيما، و قد تفرّق منهم من تفرّق، و قتل من قتل، و أسر من أسر، فانتهينا إلى عسكرهم، فإذا هم ممتنعون، فبرز رجل فقال: من يبارز؟ فبرز إليه أبو عامر، فقال: اللّهمّ اشهد، فقتله أبو عامر حتى قتل تسعة كذلك، فلمّا كان التاسع برز له رجل (4) معلم ينحب (5) للقتال، فبرز له أبو عامر فقتله، فلما كان العاشر برز له (6) رجل معلم (7) بعمامة صفراء، فقال أبو عامر: اللّهمّ اشهد، قال: يقول الرجل:[اللّهم] (8) لا تشهد، فضرب أبا عامر فأثبته، فاحتملناه و به رمق، و استخلف أبا موسى الأشعري، و أخبر أبو عامر أبا موسى أن قاتله صاحب العمامة الصفراء، قالوا: و أوصى أبو عامر إلى أبي موسى و دفع إليه الراية، و قال: ادفع فرسي و سلاحي إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فقاتلهم أبو موسى حتى فتح اللّه عليه،

ص: 222


1- مسند أحمد 450/8 رقم 22970.
2- الأصل و م: جرير، تصحيف و التصويب عن المسند، و هو حريز بن عثمان، ترجمته في تهذيب الكمال 233/4 و فيها روى عن حبيب بن عبيد الرحبي، روى عنه:... و الحسن بن موسى الأشيب.
3- الخبر في مغازي الواقدي 915/3 و انظر طبقات ابن سعد 109/2.
4- ما بين الرقمين سقط من م.
5- مطموسة بالأصل، و المثبت عن مغازي الواقدي، و نحب أي أجهد للسير (الصحاح).
6- ما بين الرقمين سقط من م.
7- معلم: إذا علم مكانه في الحرب بعلامة أعلمها.
8- الزيادة عن م و مغازي الواقدي.

و قتل قاتل أبي عامر، و جاء بسلاحه، و تركته و فرسه إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و قال: إنّ أبا عامر أمرني بذلك و قال: قل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يستغفر لي، قال: فقام (1) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فصلّى ركعتين فقال:

«اللّهمّ اغفر لأبي عامر (2) و اجعله من أعلى أمتي في الجنة»، و أمر بتركة أبي عامر فدفعت إلى ابنه، قال: فقال أبو موسى: يا رسول اللّه إنّي أعلم أنّ اللّه قد غفر لأبي عامر فقتل شهيدا، فادع اللّه لي، فقال:«اللّهم اغفر لأبي موسى و اجعله في أعلى أمتي» فيرون أن ذلك وقع في يوم الحكمين[7647].

أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن المظفّر بن عبد الرّحمن بن المظفّر الحكاك (3)-بمكة - أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد البغوي في المسجد الحرام، نا محمّد بن إشكاب (4)،نا أبو المنذر إسماعيل بن عمر، نا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبيه قال:

أتيت عمر فسلّمت عليه، فإذا رجل قاعد عنده، فقال لي عمر: يا أبا موسى أ تعرف هذا الرجل ؟ فقلت: لا، و من هذا الرجل ؟ قال: هذا الذي أفلت من قتل أبي عامر، قال: و قد قتل أبو عامر، قبله (5) عشرة من المشركين كلّما قتل رجلا قال: اللّهمّ اشهد، حتى إذا بقي هذا الحادي عشر ذهب ليتعاطاه فقال: اللّهم اشهد، قال: فنزا الرجل حائطا، و قال: اللّهم لا تشهد عليّ اليوم، قال عمر: فقد جاء اليوم مسلما إليّ .

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أحمد بن علي الخطيب، أنا محمّد بن الحسين بن الفضل، نا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس، أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمّه موسى بن عقبة.

قال في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة: رهط من الأشعريين منهم: أبو عامر الأشعري الذي يقال له: أبصر بعد ما ذهب بصره (6)،و قتل يوم أوطاس فارسا.

ص: 223


1- الأصل: فقال، و التصويب عن م و مغازي الواقدي.
2- بالأصل و م: لأبي موسى، تصحيف، و التصويب عن مغازي الواقدي.
3- في م: الكحال.
4- بالأصل و م: شكاب، و هو محمد بن الحسين بن إبراهيم بن الحر بن زعلان العامري، ترجمته في تهذيب الكمال 212/16.
5- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و المثبت عن المختصر 45/16.
6- بالأصل و م:«أبصر فاذهب بصره» صوبنا العبارة عن المختصر 45/16.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن عبد الرّحمن، أخبرنا محمّد بن إسماعيل، قال:

عبيد أبو عامر الأشعري قتل يوم حنين قبل وفاة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بأقل من سنتين.

4534 - عبيد بن يحيى

- و يقال: عبيد بن زياد-

تقدم ذكره في حرف الزاي من أسماء آبائهم.

4535 - عبيد بن يزيد بن عبد اللّه الكربري

4535 - عبيد بن يزيد بن عبد اللّه الكربري (1)

حدّث عن أبي مسهر.

روى عنه أبو عوانة الأسفرايني.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أخبرنا أبي أبو القاسم، أنا أبو نعيم الأسفرايني، نا أبو عوانة، نا يزيد بن عبد الصمد، و عبيد بن يزيد بن عبد اللّه الكربري الدمشقيان، و علي بن عثمان النفيلي، و أبو العباس الغزّي.

ح قال: و أنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم.

قالوا: أنا أبو مسهر - و هو عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني - نا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذرّ، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، عن اللّه عز و جل أنه قال:

«يا عبادي إنّي حرّمت الظلم على نفسي (2) و جعلته بينكم محرّما، فلا تظالموا، يا عبادي إنّكم الذين تخطئون (3) بالليل و النهار، و أنا الذي أغفر الذنوب و لا أبالي، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي كلّكم جائع إلاّ من أطعمت فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلاّ من كسوت، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي لو أنّ أوّلكم و آخركم، و إنسكم و جنّكم كانوا على قلب أتقى رجل منكم، لم يزد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أنّ أوّلكم و آخركم، و إنسكم و جنكم اجتمعوا في صعيد واحد، ثم سألوني، فأعطيت كلّ إنسان منهم ما سأل، لم ينقص ذلك من ملكي شيئا إلاّ كما ينقص البحر أن يغمس فيه المخيط غمسة واحدة، يا عبادي إنّما هي

ص: 224


1- كذا بالأصل و م، و في المختصر 46/16 الكريري.
2- معناه: تقدست عنه و تعاليت. و أصل التحريم في اللغة: المنع.
3- تخطئون: الرواية المشهورة بضم التاء، و روي بفتحها و فتح الطاء.

أعمالكم أحفظها عليكم، فمن وجد خيرا فليحمد اللّه، و من وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلاّ نفسه»[7648].

قال: فكان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه.

لفظهم قريب، رواه مسلم (1) في الصحيح عن الصنعاني، عن أبي مسهر.

4536 - عبيد

أبو مريم

أظنه فلسطينيا.

شهد عمر بن الخطاب بالجابية، و روى عنه فعله.

روى عنه: زياد بن أبي سودة (2).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن المسيّب بن إسحاق، أنبأنا أبو عمير، نا ضمرة - يعني ابن ربيعة - عن ابن عطاء - يعني عثمان - عن ابن أبي سودة، عن أبي مريم قال:

دخلت مع عمر بن الخطاب محراب داود، فقرأ فيه «ص» و سجد.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أخبرنا أبو الحسن الرّبعي، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة-.

قال: سمعت أبا الحسين بن سميع يقول في الطبقة الأولى: أبو مريم عبيد، قال:

سجدت - و قال ابن عتّاب: شهدت - مع عمر بن الخطاب بالجابية.

أنبأنا أبو جعفر، أخبرنا أبو بكر، أخبرنا أحمد، نا أبو الحسين الغازي، نا محمّد - هو البخاري - قال: روى ثور عن زياد بن أبي سودة، عن أبي مريم، قال أبو أحمد: أبو مريم عن عمر، روى عنه زياد بن أبي سودة، حديثه في الشاميين، ذكره ممن لا يعرف اسمه.

ص: 225


1- صحيح مسلم 45 كتاب البر و الصلة و الآداب(15) باب تحريم الظلم 1994/4 (ح رقم 2577).
2- ترجمته في تهذيب الكمال 385/6 و ذكر من شيوخه: أبا مريم الشامي.

[ذكر من اسمه] عتّاب

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) عتّاب

4537 - عتّاب بن عتّاب بن سالم بن سليمان النّسائي

أحد قوّاد المتوكل.

قدم معه دمشق سنة ثلاث و أربعين و مائتين - فيما قرأته بخط أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد الخطّابي - ثم ولاّه حجبته (2) مع الحسين بن إسماعيل المصعبي (3)،ثم عزل عتّابا عنها في شهر ربيع الآخر سنة سبع و أربعين، و أفرد إسماعيل (4) عن الحجبة بعتّاب بن عتّاب في شوال من هذه السنة، و حبس أبو نصر محمّد بن... (5)،و عتّاب بن عتّاب يوم الأحد لأربع (6) عشرة ليلة خلت من رجب سنة ست و خمسين.

ص: 226


1- زيادة منا.
2- الأصل: حجته، و التصويب عن م.
3- في م: الصعبي.
4- بعدها في م: ثم عزل المنتصر إسماعيل.
5- كلمة بدون إعجام بالأصل و م و رسمها:«؟؟؟ عا».
6- بالأصل: لأربعة عشرة.

ذكر من اسمه عتبة

4538 - عتبة بن الأخنس البكري

من أهل الكوفة من تابعيهم.

بعث به زياد إلى معاوية بعد حجر بن عدي، فقدم به عذراء فشفع فيه أبو الأعور السّلمي إلى معاوية، فأطلقه، و قد تقدم ذكر ذلك بإسناده.

4539 - عتبة بن براد

والد الوليد بن عتبة

حكى عن بعض أشياخه.

حكى عنه أشياخه.

حكى عنه العبّاس بن الوليد بن مزيد.

4540 - عتبة بن بيان

حكى عن الثوري.

روى عنه: سهل بن عاصم.

أخبرنا أبو [عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو الفوارس أحمد بن الفضل العنبري - إجازة أنا أبو بكر بن أبي علي إملاء - نا القاضي أبو محمد عمّ أبي، نا] (1)عبد اللّه بن محمّد بن العبّاس، نا سلمة بن شبيب، نا سهل بن عاصم قال: سمعت عتبة بن بيان الدمشقي يقول:

قال رجل لسفيان الثوري: ادع اللّه لي، قال: الدعاء ترك الذنوب.

ص: 227


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاختل السند، و الزيادة المضافة عن م لتقويمه.

4541 - عتبة بن حاجب

حكى عنه الهيثم بن عمران.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا نصر بن إبراهيم، و عبد اللّه بن عبد الرزاق بن فضيل.

ح (1) و أخبرنا أبو الحسن علي بن زيد السّلمي، أنا نصر بن إبراهيم.

قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا الهيثم بن عمران، قال:

و رأيت عتبة بن حاجب يلبس برنس خزّ و يدخل به المسجد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، و تمّام بن محمّد، قالا: أنا أبو الميمون البجلي، نا أبو هاشم (2) وريزة (3) الغساني، نا هشام بن عمّار، أخبرنا الهيثم بن عمران قال: رأيت عتبة بن حاجب، و عبد اللّه بن مدرك و على كلّ واحد منهما برنس، و يدخلان بها المسجد.

4542 - عتبة بن أبي حكيم

أبو العبّاس الهمداني (4) الأردنّي (5) ثم الطّبراني (6)

سمع بدمشق القاسم أبا عبد الرّحمن، و مكحولا، و سليمان بن موسى، و عمارة بن راشد اللّيثي، و بالشام: عطاء الخراساني، و عبادة بن نسيّ ، و عمرو بن جارية اللّخمي، و عبد اللّه بن سويد العكّي ثم الأهلي (7)،و حصين بن حرملة (8) المهري، و بغيرها:

ص: 228


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- في م: أبو هشام.
3- بالأصل: وزيرة، بتقديم الزاي، و المثبت بتقديم الراء عن م، و ضبطت (بالضم و فتح) عن تبصير المنتبه 1471/4، و ضبطت في الاكمال بفتح الواو و كسر الراء ضبط حركات (الاكمال 301/7). و في م: أبو هشام وريزة بن محمد بن وريزة الغساني.
4- صحفت بالأصل:«المهزاني» و المثبت عن م، قارن مع مصادر ترجمته.
5- تقرأ بالأصل: الأزدي، و المثبت عن م و انظر مصادر ترجمته.
6- انظر أخباره: تهذيب الكمال 359/12 تهذيب التهذيب 62/4 و تقريب التهذيب، و ميزان الاعتدال 28/3 و الجرح و التعديل 370/6.
7- كذا بالأصل و م، و في تهذيب الكمال: الباهلي.
8- غير واضحة في الأصل، و المثبت عن م، و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 5/5.

عبد اللّه بن عبد اللّه بن جبر (1)،و قتادة بن دعامة، و يزيد بن أبان الرقاشي البصريين، و هبيرة بن عبد الرّحمن، و عبد الملك بن [أبي] (2) بكر بن عبد الرّحمن، و إبراهيم بن سعد، و عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و [عيسى بن] (3) عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و عبد اللّه بن عيسى، و أبا مريم عبد الغفّار بن القاسم الكوفيين، و أبا سفيان طلحة بن نافع، و ابن جريج... (4)، و عيسى بن عبد اللّه بن مالك العدوي.

روى عنه من أهل دمشق: يحيى بن حمزة، و سلمة بن علي، و صدقة بن خالد، و محمّد بن شعيب بن شابور، و يزيد بن سعيد بن ذي عصوان، و أيوب بن حسّان، و من غيرهم: محمّد بن حرب الأبرش، و إسماعيل بن عيّاش، و بقية بن الوليد الحمصيّون، و عبد اللّه بن لهيعة.

أخبرنا أبو محمّد السّيّدي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد، أخبرنا محمّد بن محمّد بن سليمان، أخبرنا هشام بن عمّار، أخبرنا يحيى بن حمزة، حدّثني عتبة بن أبي حكيم، حدّثني طلحة بن نافع (5)،حدّثني أبو أيوب الأنصاري أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«الصلوات الخمس، و الجمعة إلى الجمعة، و أداء الأمانة، كفّارة ما بينهما»، قلت: و ما أداء الأمانة ؟ قال:«غسل الجنابة، فإنّ تحت كل شعرة جنابة»[7649].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أخبرنا عبد العزيز [بن] (6) أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا خيثمة بن سليمان، أخبرنا عباس بن الوليد، أخبرنا محمّد بن شعيب، أخبرني عتبة بن أبي حكيم الهمداني، عن طلحة بن نافع أنه حدثه، حدّثني أبو أيوب، و جابر بن عبد اللّه، و أنس بن مالك الأنصاريون.

أن هذه الآية نزلت فيه رِجٰالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَ اللّٰهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (7)،فقال

ص: 229


1- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و المثبت عن تهذيب الكمال.
2- زيادة عن م، و جاء فيها: عبد اللّه بدل عبد الملك.
3- الزيادة عن م و تهذيب الكمال.
4- تقرأ بالأصل:«المكيس» و تقرأ في م:«الكميش» و لعل الكلمتين محرفتان عن «المكي» و هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، ترجمته في تهذيب الكمال 55/12.
5- الأصل: تابع، تصحيف، و التصويب عن م. انظر أسماء من روى عن عتبة في تهذيب الكمال.
6- زيادة لازمة عن م.
7- سورة التوبة، الآية:108.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا معشر الأنصار إنّ اللّه - عز و جل - قد أثنى عليكم خيرا (1) في الطّهور فما طهوركم (2) هذا»، قالوا: يا رسول اللّه نتوضأ للصلاة، و نغتسل من الجنابة، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«فهل مع ذلك غيره ؟» قالوا: لا، غير أنّ أحدنا إذا خرج إلى الغائط أحبّ أن يستنجي بالماء، قال:«هو ذاك، فعليكموه»[7650].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل، قال (3):

عتبة بن أبي حكيم الهمداني (4) الشامي، سمع طلحة بن نافع، و عمرو بن جارية، روى عنه [ابن] (5) المبارك، و بقية.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (6) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (7):

عتبة بن أبي حكيم (8)[الهمداني] (9) الشامي سمع طلحة بن نافع، و عمرو بن جارية، سمع منه ابن المبارك، و بقية، و صدقة، و محمّد بن شعيب بن شابور، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أخبرنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم تمّام بن محمّد، أنا أبو زرعة قال في ذكر نفر ثقات: أبو العباس عتبة بن أبي حكيم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن

ص: 230


1- الأصل: خير، و التصويب عن م.
2- الأصل: أطهركم، و المثبت عن م.
3- التاريخ الكبير للبخاري 528/2/3.
4- الأصل: المهراني، تصحيف، و التصويب عن م و التاريخ الكبير.
5- الزيادة لازمة عن م و البخاري.
6- «ح» حرف التحويل سقط من م.
7- الجرح و التعديل 370/6.
8- زيادة عن م و الجرح و التعديل.
9- زيادة عن م و الجرح و التعديل.

الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير.

قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة:

عتبة بن أبي حكيم الهمداني أبو العباس.

و في رواية ابن الآبنوسي عبيد، و هو وهم.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده، ح و حدّثني أبو بكر اللّفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

عتبة بن أبي حكيم الهمداني من أهل فلسطين، قيل: قدم مصر، و في قولهم ذلك نظر.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصقر، أنا هبة بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو (1) بكر أحمد بن محمّد، أخبرنا محمّد بن أحمد، قال (2):

أبو العباس عتبة بن أبي حكيم.

[قال: و نا محمد بن أحمد بن حماد، نا إبراهيم بن يعقوب حدثني يزيد بن عبد ربه، نا بقية، حدثني عتبة بن أبي حكيم] (3) قال: دخلت على سليمان بن موسى و هو يتغذى فقال:

ادن يا أبا العباس.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أخبرنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، أخبرنا أبو زرعة، قال (4):

سمعت أبا مسهر يسأل عن موسى بن يسار، فقال: من أهل الأردن، و عتبة بن أبي حكيم من أهل الأردنّ .

و أخبرني محمود - يعني ابن خالد - قال: سمعت مروان يقول: عتبة بن أبي حكيم [ثقة] (5) من أهل الأردنّ .

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثنا أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة الدمشقي، قال: سمعت أبا مسهر يقول:

عتبة بن أبي حكيم من أهل الأردن.

ص: 231


1- في م: أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد.
2- في م: أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاختل السند، و ما أضيف عن م لتقويم السند و الخبر.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 384/1.
5- الزيادة عن م و تاريخ أبي زرعة 385/1.

قال سليمان (1):عتبة بن أبي حكيم من ثقات المسلمين، كان ينزل الأردن بالطّبرية.

نا أبو زرعة، نا محمود بن خالد قال: سمعت مروان بن محمّد الطّاطري يقول: عتبة بن أبي حكيم ثقة من أهل الأردنّ .

قال: و نا سليمان، نا أبو بكر بن صدقة، قال: سمعت العباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: عتبة بن أبي حكيم ثقة.

أبو بكر بن صدقة هو أحمد بن محمّد بن صدقة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، أخبرنا محمّد بن يعقوب، نا عباس قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار البقّال، أنا أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، نا أبي قال: قال يحيى بن معين:

عتبة بن أبي حكيم - زاد المفضل: الشعباني، و قالا:- ثقة (2).

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم البجلي، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في ذكر نفر ثقات: أبو العباس عتبة بن أبي حكيم.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

[ح] (3) قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (4):

سمعت أبي يقول: كان أحمد بن حنبل يوهنه قليلا، و سئل (5) أبي عن عتبة بن أبي حكيم، فقال: صالح، لا بأس به.

قرأت (6) على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي

ص: 232


1- رواه عنه المزي في تهذيب الكمال 360/12.
2- تهذيب الكمال من طريقهما 360/12.
3- سقطت من الأصل، و أضيفت عن م.
4- الجرح و التعديل 370/6 و تهذيب الكمال 360/12.
5- الأصل:«يسأل» و المثبت عن م و الجرح و التعديل.
6- في م: قرأنا.

عمر (1)[بن حيويه، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

عتبة بن أبي حكيم ضعيف الحديث (2).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني إجازة نا عبد العزيز الكتاني، أنا عبد الوهاب بن جعفر أنا عبد الجبار بن عبد الصمد، أنا القاسم بن عيسى نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال (3):

عتبة بن أبي حكيم غير محمود في الحديث، يروي عن أبي سفيان طلحة بن نافع حديثا يجمع فيه جماعة من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لم يجد منها عند الأعمش و لا عند غيره مجموعة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم و أبو يعلى حمزة بن علي قالا: أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرحمن النسائي قال: عتبة بن أبي حكيم ضعيف (4).

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر فيما قرأت عليه عن أبي الفضل بن الحكاك، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن أخبرني أبي قال:

أبو العباس عتبة بن أبي حكيم شامي ليس بالقوي (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال (6):سمعت ابن حماد - يعني الدولابي - يقول:

عتبة بن أبي حكيم ضعيف. أظنه ذكره عن أحمد بن شعيب النسائي.

قال ابن عدي (7):عتبة بن أبي حكيم، شامي، روى عنه صدقة بن خالد، و إسماعيل بن عياش، و بقية، و غيرهم. و كل واحد منهم يروي عنه أحاديث عداد و أرجو أنه لا بأس به.

و سئل محمد بن عوف الحمصي عن عتبة بن أبي حكيم، أظنه فقال: ضعيف الحديث.

ص: 233


1- من هنا إلى آخر ترجمته سقط من الأصل و أضيف عن م.
2- تهذيب الكمال 360/12.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 360/12.
4- تهذيب الكمال 361/12.
5- تهذيب الكمال 361/12.
6- الكامل لابن عدي 357/5.
7- المصدر السابق.

أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه أنا علي بن الحسن بن علي بن بكر بن ميمون الربعي: أحمد (1) بن عتبة بن أبي حكيم بصور سنة سبع و أربعين و مائة] (2).

4543 - عتبة بن حمّاد

أبو خليد (3) القارئ الحكمي الدمشقي (4)(5)

[إمام المسجد الجامع بدمشق] (6).

روى عن الأوزاعي [و منيب بن مدرك، و عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، و سعيد بن عبد العزيز، و عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، و سفيان بن عيينة و عبد الرحمن بن أبي الزناد، و مالك بن أنس، و الليث بن مسعد و سعيد بن بشير، و الوضين بن عطاء، و خالد بن يزيد بن صالح، و محمد بن الوليد الزّبيدي.

روى عنه: ابنه خليد بن أبي خليد، و محمد بن وهب بن عطية، و سليمان بن عبد الرحمن و أيوب بن محمد الوزان و هشام بن خالد، و علي بن جميل الرقي، و علي بن ميمون الرقي و أبو الوليد هشام بن عبد اللّه، و أبو العباس الوليد بن عبد الملك بن خالد المنيحي (7)،و إبراهيم بن يزيد بن مصعب الشامي، و القاسم بن عبد الغني، و عمرو بن عبد اللّه بن صفوان، و سليمان بن أحمد بن محمد الحرشي (8).] (9).(10) [أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس الدينوري، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن بن القزويني الزاهد إملاء في مسجده بالحديبية سنة

ص: 234


1- كذا في م:«أحمد بن» و لعل الصواب أن يكون مكانها:«مات» انظر تهذيب الكمال 361/12 و تهذيب التهذيب 63/4.
2- إلى هنا ينتهي السقط بالأصل، و الإضافة عن م.
3- الأصل: خالد، و المثبت عن م، و الضبط بالتصغير عن تقريب التهذيب.
4- سقطت من م.
5- انظر أخباره في تهذيب الكمال 361/12 و تهذيب التهذيب 63/4 و تقريب التهذيب، و غاية النهاية في طبقات القراء 498/1.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
7- هذه النسبة إلى المنيحة قرية من قرى غوطة دمشق (تهذيب الكمال).
8- غير واضحة في م، و المثبت عن تهذيب الكمال.
9- ما ورد بين معكوفتين شديد الاضطراب بالأصل، و ما أثبت عن م و يتضمن أسماء الرواة عن عتبة، و أسماء شيوخه، و انظر تهذيب الكمال.
10- الأخبار التالية الموضوعة بين معقوفتين سقطت من الأصل و استدركت عن م.

ست و ثلاثين و أربعمائة أنا أبو بكر محمد بن علي بن سويد المؤدب، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث و محمد بن محمد بن سليمان الباغندي جميعا إملاء قالا: نا هشام بن خالد الأزرق، نا أبو خليد عتبة بن حماد القارئ نا الأوزاعي.

و أخبرنا أبو العز بن كادش، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن حسنون النرسي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث لفظا، نا هشام بن خالد، نا أبو خليد عتبة بن حماد القارئ.

ح و أنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، و أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمد الجوهري قال - إملاء - أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي، نا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، نا هشام بن خالد الدمشقي، نا أبو خليد عتبة بن حماد الدمشقي الحكمي عن الأوزاعي عن مكحول و ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن مالك بن يخامر السكسكي عن معاذ بن جبل عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«يطّلع اللّه عزّ و جلّ إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلاّ لمشرك أو مشاحن» و في حديث الباغندي: إلاّ المشرك أو المشاحن»[7651].

و في حديث أبي سويد، و اللفظ لابن أبي داود.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، نا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل أنا محمّد بن إسماعيل قال (1):

عتبة بن حماد الحكمي أبو خليد القارئ الشامي، سمع منيبا روى عنه (2) سليمان بن عبد الرحمن.

أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا، و أبو عبد اللّه الخلال شفاها قالا: أنا أبو القاسم بن منده، نا أبو علي إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا: أنا أبو بكر محمد بن أبي حاتم] (3) قال (4):

ص: 235


1- التاريخ الكبير للبخاري 529/2/3.
2- في التاريخ الكبير: سمع منه.
3- إلى هنا ينتهي السقط من الأصل و الاستدراك عن م.
4- الجرح و التعديل 370/6.

عتبة بن حماد أبو خليد القارئ الحكمي الدمشقي روى عن الأوزاعي، روى عنه سليمان بن شرحبيل و أيوب بن محمد الوزان سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: و روى عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، و عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد اللّه المخزومي، و سعيد بن عبد العزيز، و ابن (1) عيينة، و عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، روى عنه هشام بن خالد الدمشقي، سألت أبي عن أبي خليد القارئ عتبة بن حمّاد، فقال: شيخ.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو خالد عتبة بن حمّاد الحكمي، سمع منيب بن مدرك، روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو خليد (2) عتبة بن حمّاد القارئ.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن [عمر] (3)،أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال (4):

أبو خليد (5) عتبة بن حمّاد الدمشقي.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم (6) قال:

أبو خليد (7) عتبة بن حمّاد الحكمي القارئ الشامي، سمع الأوزاعي، و منيب بن مدرك، روى عنه أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن، و علي بن جميل الرّقّي.

ص: 236


1- الأصل:«أبو» و المثبت عن م و الجرح و التعديل.
2- الأصل: خالد، تصحيف و التصويب عن م.
3- عن م، سقطت من الأصل.
4- الكنى و الأسماء للدولابي 164/1.
5- الأصل: خالد، و التصويب عن م و الدولابي.
6- الأسامي و الكنى للحاكم 375/4 رقم 2088.
7- عن م و الأسامي و الكنى، و بالأصل: خالد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة - قراءة - عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس (1)،أنا أبو زكريا.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة، أنا سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف، قالا:

أخبرنا عبد الغني بن سعيد قال في باب القارئ (2):أبو خليد (3) عتبة بن حمّاد القارئ.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، نا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

سمعت أبا علي الحافظ يقول: عتبة بن حمّاد الدمشقي ثقة.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي، قال لي الشيخ أبو بكر الخطيب: أبو خليد (4)عتبة بن حمّاد دمشقي ثقة.

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني، و ذكر أنه وجده بخط بعض أصحاب الحديث:

عتبة بن حمّاد القارئ، يكنى أبا خليد (5) دمشقي.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، أنبأ أبو بكر بن خلاّد، نا أبو الربيع الحسين بن الهيثم المهري (6)،نا هشام بن خالد، نا أبو خليد (7) عتبة بن حمّاد، و لم يكن بدمشق أحفظ لكتاب اللّه تعالى منه، عن سعيد - يعني: بن بشير - فذكر حديثا.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد الكبريتي، نا أبو بكر الباطرقاني - إملاء - نا أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن بن أحمد المعدّل، نا أبو عمرو محمّد بن أحمد بن حمدان، نا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي، قال: قال أبو طالب الهروي: قال أبو خليد (8) عتبة بن حمّاد:

عرضت على مالك بن أنس الموطّأ في أربعة أيام، فقال لي: يا أبا خليد (9) علم جمعته في ستين سنة أخذتموه في أربعة أيام، لا و اللّه لا ينفعكم اللّه به أبدا.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو علي الحسين بن محمّد بن العباس الفقيه الآملي، نا أبو نعيم بن عدي في كتابه، نا العباس بن الوليد البيروتي، نا أبو خليد (10)

ص: 237


1- في م: أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمد.
2- فوقها بالأصل ضبة.
3- الأصل: خالد، تصحيف، و التصويب عن م.
4- الأصل: خالد، تصحيف، و التصويب عن م.
5- الأصل: خالد، تصحيف، و التصويب عن م.
6- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 362/12.
7- عن م و تهذيب الكمال، و بالأصل: خالد.
8- الأصل: خالد، تصحيف، و التصويب عن م.
9- الأصل: خالد، تصحيف، و التصويب عن م.
10- الأصل: خالد، تصحيف، و التصويب عن م.

قال: أقمت على مالك بن أنس، فقرأت الموطّأ في أربعة أيام فقال مالك: علم جمعه شيخ في ستين سنة أخذتموه في أربعة أيّام، لا فقهتم أبدا.

4544 - عتبة بن خالد بن يزيد بن معاوية

ابن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية الأموي

له ذكر، و أمّه أم ولد.

ذكره أبو المظفر محمّد بن أحمد الأبيوردي و غيره من النسّاب.

4545 - عتبة بن ربيعة بن بهز حليف بني عصمة

4545 - عتبة بن ربيعة بن بهز حليف بني عصمة (1)

شهد اليرموك، و كان أميرا على كردوس، و هو ممن أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و لا أعرف له رؤية و لا رواية.

أخبرنا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن عبد اللّه سعيد، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر قال: و كان عتبة بن ربيعة بن بهز حليف لبني عصمة على كردوس - يعني يوم اليرموك (2)-.

4546 - عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف

ابن قصيّ بن كلاب

أبو الوليد القرشي العبشمي (3)

قدم على قيصر في جماعة من قريش لاستخلاص أبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية، و كان شاعرا.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال (4):

و ولد ربيعة بن عبد شمس: عتبة و شيبة قتلا يوم بدر كافرين، دعوا إلى البراز و معهما (5)

ص: 238


1- ترجمته في الإصابة 103/3 و تاريخ الطبري 397/3.
2- تاريخ الطبري 397/3 ضمن أخبار وقعة اليرموك.
3- انظر أخباره في: نسب قريش للمصعب ص 152، جمهرة ابن حزم ص 76 و 77 و 80.
4- الخبر في نسب قريش للمصعب ص 152.
5- عن نسب قريش، و بالأصل و م: و معه.

الوليد بن عتبة (1)،فخرجوا ثلاثتهم بين الصفين، فخرج إليهم حمزة بن عبد المطلب، و علي بن أبي طالب، و عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب (2)،فقتلوهم، و ضرب شيبة رجل عبيدة بن الحارث فقطعها، فمات راجعا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بالصّفراء (3)-على ليلة من بدر - و أمّهما هند بنت المضرّب و هو (4) عمرو بن وهب بن حجر (5) بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي، و أخوهم لأمهم: عمرو بن الحارث بن زهير بن أبي شداد (6) بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي، نا محمّد بن علي بن محمّد بن المهتدي.

ح أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي المقرئ، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال:

عتبة بن ربيعة يكنى أبا الوليد.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي، أنا نعمة اللّه بن محمّد، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني عمي الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: عتبة بن ربيعة أبو (7) الوليد.

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبي (8) سعيد، أنا أحمد بن إبراهيم بن فراس، أنا محمّد بن إبراهيم الدّيبلي، نا أبو عبيد اللّه المخزومي، نا سفيان، عن ابن جريج، عن مجاهد في قوله تعالى: وَ قٰالُوا: لَوْ لاٰ نُزِّلَ هٰذَا الْقُرْآنُ عَلىٰ رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (9)قال: هو

ص: 239


1- كذا بالأصل و م و المختصر، و في نسب قريش: عقبة.
2- كذا بالأصل و م:«عبد المطلب» و هو خطأ و الصواب ما جاء في نسب قريش:«ابن المطلب» راجع أيضا نسب قريش ص 93 و 94 و جمهرة ابن حزم ص 73 و الإصابة رقم 5375.
3- الصفراء: واد كثير النخل و الزرع و الخير من ناحية المدينة في طريق الحج (معجم البلدان).
4- الأصل و م: بن، و المثبت عن نسب قريش.
5- نسب قريش: حجير.
6- الأصل:«راشد» و التصويب عن م و نسب قريش.
7- عن م و بالأصل: بن.
8- كذا بالأصل، و في م: نا أبي ابن سعد.
9- سورة الزخرف، الآية:31.

عتبة بن ربيعة، و كان ريحانة قريش يومئذ (1).

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالوا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير، حدّثني محمّد بن حسن، عن حمّاد بن موسى، عن عبد اللّه بن عروة، عن الزبير، حدّثني حكيم بن حزام قال:

لما توافت كنانة و قيس من العام المقبل بعكاظ (2)بعد العام الأول الذي كانوا التقوا فيه، و رأس الناس حرب بن أمية، خرج معه عتبة بن ربيعة، و هو يومئذ في حجر حرب، و منعه [ أن يخرج، و قال: يا بني إني أضنّ بك، فاقتاد راحلته، و تقدم في أوّل الناس فلم يدر به حرب] (3)إلاّ و هو في العسكر، قال حكيم بن حزام: فنزلنا عكّاظ ، و نزلت هوازن بجمع كثير، فلما أصبحنا ركب عتبة جملا ثم صاح في الناس: يا معشر مضر، على ما تفانون بينكم، هلمّ إلى الصلح، قالت هوازن: و ما ذا تعرض ؟ قال: أعرض على أن أعطي دية من أصيب منكم، و نعفو عن من أصيب منّا، قالوا: و كيف لنا بذلك ؟ قال: نعطيكم بها رهنا منا و فينا و إلاّ أخذتم قودكم، قالوا: لما لنا بذلك ؟ قال: أنا، قالوا: و من أنت ؟ قال: أنا عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، فقالوا: قد فعلنا، فاصطلح الناس و رضوا بما قال عتبة، و أعطوهم أربعين رجلا من فتيان قريش، قال حكيم: كنت في الرهن، فلما رأت بنو عامر أن الرهن قد صار في أيديهم رغبوا في العفو، فأطلقوهم (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمّد بن عثمان بن [عمران، و أبو منصور محمّد بن محمّد العكبري، قال: أنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان] (5)،أنا جعفر بن محمّد بن نصير الخوّاص، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن مسروق، نا المفضّل بن غسان، نا محمّد بن عمر الواقدي، قال: سمعت ابن أبي الزناد يقول:

مر عتبة بن ربيعة على فتية من بني المغيرة أحداث، فقالوا: على ما نسوّد هذا؟ ما لهذا مال و لا كذا، يعيبونه و هو يسمع، ثم انصرف و لم يراجعهم الكلام، فبلغ هشام بن المغيرة، فأرسل بأولئك الفتية إليه، فقال: هؤلاء الفتية بلغني أنهم قالوا كذا و كذا، لا و اللّه ما قصروا إلاّ بي، فخذ من أبشارهم ما رأيت، فقال عتبة: و صلته رحم ما كنت لأفعل، ما كنت لأفعل، و ما

ص: 240


1- انظر تفسير القرطبي 83/16 و مختلف الأقوال التي وردت في تفسيرها.
2- سوق من أسواق المغرب المعروفة و المشهورة في الجاهلية، بينه و بين مكة ثلاث ليال (راجع معجم البلدان).
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- عن م و بالأصل: فأطلقهم.
5- ما بين الرقمين سقط من م.

هم إلاّ ولد، و لكن يحسنون و يحملون و يقبلون مني كسوة،[فدعا بكسوة] (1)فكساهم.

قال: و نا المفضل (2)بن غسان، نا محمّد بن عمر، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه قال:

ما نعلم أحدا ساد في الجاهلية بغير مال إلاّ عتبة بن ربيعة بغير مال.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي (3)،أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، نا محمّد بن عمر الواقدي، حدّثني ابن أبي الزناد، عن أبيه قال:

ما سمعنا بأحد ساد بغير مال إلاّ عتبة بن ربيعة (4).

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن سليمان، أخبرنا الزبير قال:

و سمعت عبد الرّحمن بن عبد اللّه الزهري يقول: لم يسد مملق من قريش إلاّ عتبة بن ربيعة، و أبو طالب بن عبد المطلب، فإنهما سادا و لا مال لهما.

قال: و نا الزبير قال: و حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، قال:

لم يعرف لعتبة بن ربيعة رفث إلاّ كلمتان قالهما يوم بدر، قال لأبي جهل: يا مصفّر استه (5)،و قال حمزة: أنا أسد اللّه، و أسد رسوله، فقال عتبة: أنا أسد الحلفاء.

قال: و نا الزبير، قال: أنشدني محمّد بن الضّحّاك الحزامي، قال: سمعت ذلك من أبي الضحاك بن عثمان قال: قال عتبة بن ربيعة في يوم عكاظ يمدح أحد بني خطل بن أسد بن جابر بن تيم بن غالب بن فهر بن مالك:

كان أخا الأخطال في الروع (6)تتقى به *** شائك الأنياب عبل مناكبه

ص: 241


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
2- الأصل: الفضل، و المثبت عن م.
3- «بن علي» كرر بالأصل، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 68/18.
4- مغازي الواقدي 60/1-61.
5- ورد في تاج العروس بتحقيقنا مادة صفر: و يقال في الشتم: يا مصفر استه أي ضراط ، و هو من الصفير لا الصفرة، كأنه نسبه إلى الجبن و الخور، و قد جاء ذلك في قول عتبة بن ربيعة لأبي جهل: سيعلم المصفر استه من المقتول غدا. يقال: إنه رماه بالأبنة و أنه يزعفر استه.
6- عن م و بالأصل: الورع.

هوت أمه ما كان أحسن وجهه *** و أمنعه للضيم ممن (1)يحاربه

هو الأبيض الجعد الذي ليس مثله *** بباب عكاظ يوم تحدى حلائبه

و كان عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف نديما لمطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلمي.

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالوا: أنا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، نا يحيى بن معين، نا محمّد بن فضيل، نا الأجلح عن الذيال بن حرملة، عن جابر بن عبد اللّه، قال:

قال أبو جهل و الملأ من قريش: لقد انتشر علينا أمر محمد، فلو التمستم رجلا عالما بالسحر و الكهانة و الشعر فكلمه، ثمن أتانا ببيان من أمره، فقال عتبة (2):لقد سمعت قول السحر و الكهانة و الشعر، و علمت من ذلك علما، و ما يخفى عليّ إن كان كذلك. فأتاه، فلما أتاه قال له عتبة: يا محمد، أنت خير أم هاشم ؟ أنت خير أم عبد المطلب ؟ أنت خير أم عبد اللّه ؟ (3)قال: فلم يجبه. قال: فيم تشتم آلهتنا و تضلل آباءنا؟ فإن كنت إنما بك الرئاسة عقدنا ألويتنا لك فكنت راسا ما بقيت، و إن كان بك الباه زوجناك عشر نسوة، تختار من أي أبيات قريش شئت، و إن كان بك المال جمعنا لك من أموالنا ما تستغني به أنت و عقبك من بعدك. و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ساكت لا يتكلم. فلما فرغ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ حم، تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ ، كِتٰابٌ فُصِّلَتْ آيٰاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ فقرأ حتى بلغ أَنْذَرْتُكُمْ صٰاعِقَةً مِثْلَ صٰاعِقَةِ عٰادٍ وَ ثَمُودَ (4)فأمسك عتبة على فيه و ناشده الرحم أن يكف عنه، و لم يخرج إلى أهله، و احتبس عنهم، فقال أبو جهل: يا معشر قريش، و اللّه ما نرى عتبة إلاّ قد صبأ إلى محمّد و أعجبه طعامه، و ما ذاك إلاّ من حاجة أصابته، انطلقوا بنا إليه، فأتوه، فقال له أبو جهل: و اللّه يا عتبة ما حسبنا إلاّ أنك صبوت إلى محمّد و أعجبك أمره، فإن كان بك حاجة جمعنا لك من أموالنا ما يغنيك عن طعام محمّد، فغضب، و أقسم باللّه لا يكلم محمّد

ص: 242


1- في م: مني.
2- ما بين الرقمين العبارة بالأصل مضطربة، و فيها تقديم و تأخير صوبناها بما يتفق و عبارة م.
3- ما بين الرقمين العبارة بالأصل مضطربة، و فيها تقديم و تأخير صوبناها بما يتفق و عبارة م.
4- سورة فصلت، الآيات:1-13 و بالأصل: يعقلون بدل يعلمون.

أبدا، و قال: لقد علمتم أنّي من أكثر قريش مالا، و لكني أتيته - فقص عليهم القصة - فأجابني بشيء و اللّه ما هو بسحر و لا شعر و لا كهانة، قرأ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ ، حم، تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ ، كِتٰابٌ فُصِّلَتْ آيٰاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ،قال يحيى: هكذا قال فيه:

لقوم يعقلون حتى بلغ أَنْذَرْتُكُمْ صٰاعِقَةً مِثْلَ صٰاعِقَةِ عٰادٍ وَ ثَمُودَ فأمسكت بفيه و ناشدته الرّحم (1) يكف، و قد علمتم أن محمّدا إذا قال شيئا لم يكذب، فخفت أن ينزل بكم العذاب.

أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو بكر، نا علي بن مسهر، عن الأجلح، عن الذّيّال بن حرملة الأسدي، عن جابر - زاد [ابن] (2) حمدان: ابن عبد اللّه - قال:

اجتمعت قريش للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم يوما، فقال: انظروا أعلمكم بالسحر و الكهانة و الشعر فليأت هذا الرجل الذي قد فرق جماعتنا، و شتّت أمرنا، و عاب ديننا، فليكلّمه و لينظر ما يردّ عليه، قالوا: ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة، قالوا: أنت يا أبا الوليد، فأتاه عتبة فقال: يا محمّد أ أنت خير أم عبد اللّه ؟ فسكت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال: أنت خير أم عبد المطلب ؟ فسكت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال: فإن كنت تزعم أن هؤلاء خير منكم فقد عبدوا الآلهة التي عبدت، و إن كنت تزعم أنك خير منهم فتكلم حتى نسمع قولك، إنّا و اللّه ما رأينا سخلة (3) قط أشم على قومك منك، فرّقت جماعتنا، و شتّتّ أمرنا، و عبت ديننا، فضحتنا في العرب حتى لقد طار فيهم أن في قريش ساحرا، و أن في قريش كاهنا، و اللّه ما ننتظر إلاّ مثل صيحة الحبلى أن يقوم بعضا إلى بعض بالسيوف حتى تبغانا، أيها الرجل إن كان إنّما بك الحاجة جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش، و إن كان إنّما بك الباه فاختر أي نساء قريش شئت فنزوجك عشرا، قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أفرغت ؟» قال: نعم، قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ ، حم، تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ حتى بلغ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صٰاعِقَةً مِثْلَ

ص: 243


1- الأصل و م: الرحمن، و المثبت عن المختصر 51/16.
2- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
3- السخلة: ولد الشاة ما كان ج سخل و سخال و سخلان و سخلة (القاموس المحيط ).

صٰاعِقَةِ عٰادٍ وَ ثَمُودَ (1) »فأطال عتبة حسبك (2)ما عندك غير هذا قال:«لا»، فرجع إلى قريش، قالوا: ما وراءك ؟ قال: ما تركت شيئا أرى أنكم تكلّمونه به إلاّ كلمته - زاد ابن المقرئ: به - قالوا: هل أجابك ؟ قال: نعم، و الذي نفسي بيده ما فهمت شيئا مما قال، غير أنه قال أَنْذَرْتُكُمْ صٰاعِقَةً مِثْلَ صٰاعِقَةِ عٰادٍ وَ ثَمُودَ قالوا: ويلك يكلّمك رجل بالعربية لا تدري ما قال، قال: لا و اللّه، ما فهمت شيئا مما قال غير ذلك: الصاعقة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، أخبرنا داود بن عمرو الضّبّي، أخبرنا أبو راشد صاحب المغازي، عن محمّد بن إسحاق (3)،حدّثني نافع مولى عبد اللّه بن عمر.

أن قريشا اجتمعت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جالس في المسجد، فقال لهم عتبة بن ربيعة: دعوني حتى أقوم إليه فأكلمه، فإنّي عسى أن أكون أرفق (4) به منكم، فقام عتبة حتى جلس إليه، فقال: يا ابن أخي إنّك أوسطنا و أفضلنا، فكأنّا و قد أدخلت على قومك ما لم يدخل رجل على قومه قبلك، فإن كنت تطلب بهذا الحديث مالا فذلك لك على قومك أن تجمع له حتى تكون أكثرنا مالا، و إن كنت تريد شرفا فنحن مشرّفوك حتى لا يكون أحد من قومك فوقك، و لا تقطع الأمور دونك، و إن كان هذا عن لمم يصيبك لا تقدر (5) عن النزوع عنه، بذلنا لك خزائننا حتى يعذر في طلب الطب لذلك منك، و إن كنت تريد ملكا ملكناك، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أفرغت يا أبا الوليد؟» قال: نعم، قال: فقرأ عليه صلّى اللّه عليه و سلّم «حمّ السجدة» حتى مرّ بالسّجدة (6) فسجد، و عتبة ملق يده خلف ظهره حتى فرغ من قراءتها، و قام عتبة لا يدري ما يراجعه به إلى نادي قومه، فلما رأوه مقبلا قالوا: لقد رجع إليكم بوجه ما قام به من عندكم، فجلس إليهم، فقال: يا معشر قريش قد كلّمته بالذي أمرتموني به، حتى إذا فرغت كلّمني بكلام لا و اللّه ما سمعت أذناي بمثله قط ، فما دريت ما أقول له، يا معشر قريش أطيعوني [اليوم، و اعصوني] (7) فيما بعده، اتركوا الرجل و اعتزلوه، فو اللّه ما هو بتارك ما هو عليه، و خلّوا بينه و بين سائر العرب، فإن يظهر عليهم يكن شرفه شرفكم، و عزّه عزّكم، و ملكه

ص: 244


1- سورة فصلت، الآيات:1-13.
2- الأصل: حبسك، و المثبت عن م، و فيها: حسبك حسبك.
3- قارن مع سيرة ابن إسحاق ص 187 رقم 268 و سيرة ابن هشام 313/1.
4- الأصل: أفرق، و المثبت عن م.
5- الآية 38 من سورة فصلت.
6- الآية 38 من سورة فصلت.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.

ملككم، و إن يظهروا عليه تكونوا قد كفيتموه بغيركم، قالوا: صبأت يا أبا الوليد؟.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ علي إسناده - أنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (1)،نا أبو بكر بن الأنباري، نا محمّد بن يحيى المروزي، نا أحمد بن أيوب، نا إبراهيم بن سعد، عن محمّد بن إسحاق (2)،عن يزيد بن زياد مولى بني هاشم، عن محمّد بن كعب القرظي قال:

قال عتبة بن ربيعة و هو جالس في نادي قريش، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم منفرد ناحية، أريد أن أقوم إلى محمّد فأعرض عليه أمرا ليكفّ عن أمره هذا، فأيها شاء أعطيناه إذا رجع لنا عن هذا، فقالوا له: شأنك أبا الوليد، و كان عتبة سيدا حكيما (3)،فجاء إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال له: يا ابن أخي إنّك منا بحيث قد علمت من السّطّة (4) في النسب، و المكان من العشيرة، و إنّك قد أتيت قومك بما لم يأت أحد قومه بمثله، سفّهت أحلامنا، و كفّرت آباءنا، و عبت آلهتنا، و فرّقت كلمتنا، فإن كان هذا لمال (5) تبغيه جمعنا لك أموالنا حتى تكون أيسرنا، و إن كنت تميل إلى الرئاسة رأسناك علينا، و لم نقطع أمرا دونك، و إن كان لرئي من الجن يعتادك أعذرنا في الجد و الاجتهاد حتى ينصرف عنك، فإن الرئي يحمل صاحبه على ما لا يصل معه إلى تركه، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ساكت يسمع، فلما سكت عتبة قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اسمع يا أبا الوليد ما أقول بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ ، حم، تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ ، كِتٰابٌ فُصِّلَتْ آيٰاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ بَشِيراً وَ نَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاٰ يَسْمَعُونَ (6)و مضى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في القراءة حتى انتهى إلى السجدة فسجد، و عتبة مصغ يستمع، قد اعتمد على يديه من وراء ظهره، فلمّا قطع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم القراءة قال له:«يا أبا الوليد، قد سمعت الذي قرأت عليك فأنت و ذاك»، فانصرف عتبة إلى قريش في ناديها، فقالوا: و اللّه لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي مضى به من عندكم، ثم قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟ فقال: و اللّه لقد سمعت من محمّد كلاما ما سمعت مثله قط ، و اللّه ما هو بالشعر و لا السحر، و لا الكهانة، فأطيعوني في هذه و أنزلوها بي، خلّوا محمّدا و اعتزلوه، فو اللّه ليكوننّ لما سمعت من قوله نبأ، فإن أصابته

ص: 245


1- الخبر رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 328/3.
2- قارن مع سيرة ابن إسحاق ص 187 رقم 268 و سيرة ابن هشام 313/1.
3- في م و المصادر: حليما.
4- السطة: الشرف.
5- الأصل:«المال» و التصويب عن م و الجليس الصالح.
6- سورة فصلت، الآيات:1-4.

العرب كفيتموه بأيدي غيركم، و إن كان ملكا أو نبيا كنتم أسعد الناس به لأن ملكه ملككم، و شرفه شرفكم، فقالوا: هيهات، سحرك محمّد يا أبا الوليد، فقال: هذا رأيي لكم، فاصنعوا ما شئتم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن أحمد، أنا أبو طاهر المخلّص، أخبرنا رضوان بن أحمد - إجازة - نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق (1)،حدّثني يزيد بن زياد مولى بني هاشم، عن محمّد بن كعب قال:

حدّثت أن عتبة بن ربيعة و كان سيدا حليما قال ذات يوم و هو جالس في نادي قريش، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جالس وحده في المسجد: يا معشر قريش أ لا أقوم إلى هذا فأكلّمه فأعرض عليه أمرا (2)لعلّه أن يقبل بعضها فنعطيه أيّها شاء، و يكفّ عنا؟، و ذلك حين أسلم حمزة بن عبد المطلب، و رأوا أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يزيدون و يكثرون، فقالوا: بلى، فقم يا أبا الوليد فكلّمه، فقام عتبة حتى جلس إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: يا ابن أخي، إنّك منا حيث قد علمت من السّطة في العشيرة و المكان (3)،و إنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرّقت به جماعتهم، و سفّهت به أحلامهم، و عبت به آلهتهم و دينهم، و كفّرت من مضى من آبائهم، فاسمع مني أعرض عليك أمورا تنظر (4)فيها لعلك أن تقبل منا بعضها، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«قل يا أبا الوليد أسمع»، فقال: يا ابن أخي، إن كنت إنّما تريد شرفا شرّفناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك، و إن كنت تريد ملكا ملّكناك علينا، و إن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه و لا تستطيع أن تردّه عن (5)نفسك طلبنا لك الطبّ و بذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك، فإنّه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه، أو لعل هذا الذي يأتي به شعرا جاش به صدرك، فإنكم لعمري يا بني عبد المطلب تقدرون (6)منه على ما لا يقدر عليه أحد، حتى إذا فرغ عنه و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يسمع منه، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أفرغت يا أبا الوليد؟» قال: نعم، قال:«فاسمع منيّ قال (7)أفعل» (8)،

ص: 246


1- سيرة ابن إسحاق ص 187 رقم 268 و سيرة ابن هشام 313/1.
2- المصادر:«أمورا». و في م:«أمورا» أيضا.
3- في م و المصادر: و المكان في النسب.
4- الأصل: ينظر، و التصويب عن م و المصادر.
5- الأصل: يستطيع.. يرده، و التصويب عن م و المصادر.
6- الأصل و م: يقدرون، و المثبت عن سيرة ابن إسحاق.
7- قسم من الكلمة سقط ، و المثبت عن م و سيرة ابن إسحاق.
8- في م: فقل.

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ حم، تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ ، كِتٰابٌ فُصِّلَتْ آيٰاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا فمضى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقرأها عليه، فلما سمعها عتبة أنصت له و ألقى بيده خلف ظهره معتمدا عليها يستمع منه، حتى انتهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم للسجدة [فسجد] (1)فيها، ثم قال:«قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت، فأنت و ذاك» فقام عتبة إلى أصحابه، فقال بعضهم لبعض: نحلف باللّه لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجد الذي ذهب به، فلما جلس إليهم قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟ فقال: ورائي أنّي و اللّه قد سمعت قولا ما سمعت بمثله قط ، و اللّه ما هو بالشعر و لا بالسحر و لا الكهانة، يا معشر قريش أطيعوني و اجعلوها في، خلّوا بين هذا الرجل و بين ما هو فيه و اعتزلوه، فو اللّه ليكوننّ لقوله الذي سمعت نبأ، فإن يصبه العرب، فقد كفيتموه بغيركم، و إن يظهر على العرب فملكه ملككم، و عزّه عزّكم، و كنتم أسعد الناس به، قالوا: سحرك و اللّه يا أبا الوليد بلسانه، فقال: هذا رأي لكم، فاصنعوا ما بدا لكم.

قال: و نا يونس، عن ابن إسحاق قال (2):

ثم إنّ الإسلام جعل يفشو بمكة حتى كثرت الرجال و النساء، و قريش تحبس من قدرت على حبسه، و تفتن من استطاعت فتنته من الناس، فقال أبو طالب يمدح عتبة بن ربيعة حين ردّ على أبي جهل، فقال: ما ينكر أن يكون محمّد نبيا:

عجبت لحكم (3) يأبى شيبة حادث *** و أحلام أقوام لديك سخاف

يقولون شائع من أراد محمّدا *** بسوء و قم في أمره بخلاف

و لا تركبنّ الدهر مني ظلامة *** و أنت امرؤ من خير عبد مناف

و لا تتركنه ما حييت لمطمع *** و كن رجلا ذا نجدة و عفاف

تذود (4) العدا عن ذروة هاشمية *** إلاّ فهم في الناس خير إلاف

فإنّ له قربى لديك قريبة *** و ليس بذي حلف و لا بمضاف

و لكنه من هاشم (5) في صميمها *** إلى أبحر فوق البحار صواف

و زاحم جميع الناس عنه و كن له *** ظهيرا على الأعداء غير مجاف

ص: 247


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و سيرة ابن إسحاق.
2- سيرة ابن إسحاق ص 189 رقم 269: الخبر و الشعر.
3- سيرة ابن إسحاق: عجبت لحلم.
4- الأصل و م: يذود، و في سيرة ابن إسحاق: تدور.
5- الأصل: هشام، و المثبت عن م و ابن إسحاق، و في سيرة ابن إسحاق: و لأنه بدل و لكنه.

فإن غضبت فيه قريش فقل لهم *** بني عمّنا ما قومكم بضعاف

فما بالكم تغشون منا ظلامة *** و ما بال أحلام هناك خفاف

و ما قومنا بالقوم تغشون ظلمنا (1) *** و ما نحن فيما ساءهم بخواف

و لكننا أهل الحفاظ (2) و النّهى *** و عز ببطحاء الحطيم مواف

أخبرنا أبو القاسم الحسني، أخبرنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، أنا محمّد بن أحمد الأزدي، نا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق، عن الأوزاعي، قال: قال عتبة بن ربيعة لأصحابه يوم بدر:

أ لا ترونهم (3)-يعني أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - قد جثوا على الركب يتلمّظون تلمّظ الحيّات.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن السبط ، أنا محمّد الحسن بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الواعظ .

قالا: أنا أبو بكر بن مالك، أخبرنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (4)،أخبرنا حجّاج، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرّب، عن علي قال:

لما قدمنا المدينة أصبنا من ثمارها، فاجتويناها (5) و أصابنا بها وعك، و كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يتخبّر عن بدر، فلمّا بلغنا أن المشركين قد أقبلوا سار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى بدر، و بدر بئر، فسبقنا المشركين إليها فوجدنا فيها رجلين منهم، رجلا من قريش و مولى لعقبة بن أبي معيط ، فأما القرشي فأنفلت، و أما مولى عقبة فأخذناه، فجعلنا نقول له: كم القوم ؟ قال: هم و اللّه كثير عددهم، شديد بأسهم، فجعل المسلمون إذا قال ذلك ضربوه، حتى انتهوا به إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال له:«كم القوم»؟ قال: هم و اللّه كثير عددهم، شديد بأسهم، فجهد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أن يخبره كم هم فأبى، ثم إن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم سأله:«كم ينحرون من الجزر؟» فقال: عشرا في كل يوم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«القوم ألف، كلّ جزور لمائة و تبعها» ثم إنه أصابنا من الليل طش (6) من مطر فانطلقنا تحت الشجر و الحجف (7) نستظل تحتها من المطر، و بات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يدعو ربه

ص: 248


1- في م: ظلامة، و فوقها ضبة.
2- في م و سيرة ابن إسحاق: الحفائظ .
3- الأصل: ترنهم، و المثبت عن م.
4- مسند أحمد بن حنبل 248/1 رقم 948.
5- اجتويناها أي أصابنا الجوى، و هو المرض، داء الجوف و يقال: اجتويت البلد: إذا كرهت المقام فيه.
6- الطش: المطر الضعيف، و هو فوق الرذاذ (اللسان: طشش).
7- الحجف: جمع حجفة، و هي الترس. قيل هي من الجلود خاصة و قيل هي من جلود الإبل مقوّرة.

و يقول:«اللّهم إنّك [إن] (1) تهلك هذه الفئة لا تعبد»، قال: فلمّا أن طلع الفجر نادى: الصلاة عباد اللّه، فجاء الناس من تحت الشجر و الحجف، فصلّى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و حرّض على القتال، ثم قال:«إنّ جمع قريش تحت هذه الضّلع الحمراء من الجبل» فلما دنا القوم منا و صافنّاهم (2) إذا رجل منهم على جمل له أحمر يسير في القوم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا علي، ناد لي حمزة» و كان أقربهم من المشركين من صاحب الجمل الأحمر، و ما ذا يقول لهم، ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن يكن في القوم أحد يأمر بخير فعسى أن يكون صاحب الجمل الأحمر»، فجاء حمزة، فقال: هو عتبة بن ربيعة و هو ينهى عن القتال و يقول لهم: يا قوم إنّي أرى قوما مستميتين، لا تصلون إليهم و فيكم خير، يا قوم اعصبوها اليوم برأسي، و قولوا: جبن عتبة بن ربيعة و قد علمتم أنّي لست بأجبنكم، قال: فسمع ذلك أبو جهل فقال: أنت تقول هذا، و اللّه لو غيرك يقول لأعضضته، قد ملأت رئتك جوفك رعبا، فقال عتبة: إياي تعني يا مصفّر استه ؟ ستعلم اليوم أيّنا الجبان، قال: فبرز عتبة و أخوه شيبة و ابنه الوليد حمية، فقالوا: من يبارز؟ فخرج فتية من الأنصار ستة (3)،فقال عتبة: لا نريد هؤلاء،[و لكن] (4) يبارزنا من بني عمنا من بني عبد المطلب، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«قم يا علي، و قم يا حمزة، و قم يا عبيدة بن الحارث بن المطلب» فقتل اللّه عتبة و شيبة ابني ربيعة، و الوليد بن عتبة، و جرح عبيدة، فقتلنا منهم سبعين، و أسرنا سبعين، فجاء رجل من الأنصار بالعباس بن عبد المطلب أسيرا (5)، فقال العباس: يا رسول اللّه إنّ هذا و اللّه ما أسرني، لقد أسرني رجل أجلح (6) من أحسن الناس وجها، على فرس أبلق، ما أراه في القوم، فقال الأنصاري: أنا أسرته يا رسول اللّه، فقال:«اسكت، فقد أيّدك اللّه بملك كريم»، فقال علي: فأسرنا من بني عبد المطلب:

العباس، و عقيلا (7)،و نوفل بن الحارث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو منصور بن شكرويه و أبو بكر محمّد بن علي السمسار.

ص: 249


1- الزيادة عن م و مسند أحمد.
2- صافناهم أي واقفناهم و قمنا حذاءهم (اللسان: صفن).
3- تقرأ بالأصل و م: شيبة، و المثبت عن المسند، و في المختصر 53/16 شببة (أي شبان)، و لعل هذه اللفظة هي الأقرب.
4- الزيادة عن م و المسند.
5- بالأصل و م: أسير، و التصويب عن المسند.
6- الرجل الأجلح: الذي انحسر الشعر عن جانبي رأسه.
7- بالأصل و م: و عقيل، و التصويب عن المسند.

ح و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو منصور بن شكرويه.

و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أبي نصر بن أبي القاسم، أنا محمود بن جعفر بن محمّد الكوسج.

قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن سليم المخزومي، أنا أبو عبد اللّه الزبير بن بكّار الزّبيري، حدّثني عمامة بن عمرو السهمي، حدّثني مسرور بن عبد الملك اليربوعي، عن أبيه، عن سعيد بن المسيّب قال:

كان ابن (1) البرصاء اللّيثي من جلساء مروان بن الحكم و محدّثيه، فكان يسمر معه فذكروا عند مروان الفيء فقالوا: مال اللّه و قد سنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قسمه، و وضعه عمر بن الخطاب مواضعه، فقال مروان: المال، مال أمير المؤمنين معاوية، يقسمه لمن شاء و يمنعه من شاء، ما أمضى فيه من شيء فهو مصيب، فخرج ابن (2) البرصاء فذكر ذلك لسعد بن أبي وقاص، فقال سعيد بن المسيّب: فلقيني سعد و أنا أريد المسجد، فضرب عضدي ثم قال:

الحقني تربت يداك، فخرجت معه لا أدري أين أريد حتى دخلت على مروان في داره، فلم أهب مثل هيبتي له، و جلست لئلا يعلم مروان أنّي كنت مع سعد، فقال له سعد لمّا دخل عليه قبل أن يسلّم: أنت الذي تزعم أن المال مال معاوية ؟ فقال مروان: فقلت ذاك،[فمه ؟ فردها الثانية، فقلت ذلك] (3) فمه ؟ فردها الثالثة، قال: فقلت ذاك فمه ؟ قال: فرفع سعد يديه إلى اللّه عز و جل يدعو، فزال رداؤه عنه، و كان أسعر (4) بعيد ما بين المنكبين، فوثب إليه مروان، فأمسك يده (5) و قال: اكفف عني يدك أيها الشيخ، إنّا حملنا على أمر فركبناه و ليس الأمر كذلك، قال سعد: أما و اللّه لو لم تنزع ما (6) زلت أدعو عليك حتى يستجاب لي أو تنفرد هذه السالفة.

فلما خرج سعد ثبتّ في مجلسي عند مروان فقال: من ترون ؟ قال لهذا الشيخ ما قلت قال: ابن البرصاء الليثي، فأرسل إليه، فقال: ما حملك على أن قلت ما [قلت ؟ قال الليثي:

ذلك حق، قلت: ما] (7) كنت أظنك تجترئ على اللّه عز و جل، و تفرق من سعد، فقال له

ص: 250


1- عن المختصر: ابن البرصاء، و بالأصل و م:«أبو» و سترد صوابا فيهما.
2- عن المختصر: ابن البرصاء، و بالأصل و م:«أبو» و سترد صوابا فيهما.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن المختصر 54/16.
4- الأسعر، من السعر و هو لون يضرب إلى السواد فويق الأدمة (اللسان).
5- في م: يديه.
6- الأصل: ينزل، و المثبت عن م و المختصر 54/16.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.

مروان: أو كلّ ما سمعت تكلّمت به ؟ أما و اللّه لتعلمنّ ، ثم أمر أن يجرّد من ثيابه [فجرد من ثيابه] (1) و برز بين يديه، فبينما نحن على ذلك إذ دخل حاجبه فقال: هذا أبو خالد حكيم بن حزام، قال: ائذن له، ثم قالوا: ردّوا عليه ثيابه، أخرجوه عنا [لا] (2) يهيج علينا هذا الشيخ كما فعل بالآخر قبله، فلما دخل حكيم بن حزام قال مروان: مرحبا أبا خالد، ادن مني، فحال له مروان عن صدر المجلس حتى كان بينه و بين الوسادة، ثم استقبله مروان فقال: حدّثنا حديث بدر، فقال: نعم، خرجنا حتى إذا نزلنا الجحفة رجعت قبيلة من قبائل قريش بأسرها و هي زهرة، فلم يشهد أحد من مشركيهم بدرا، ثم خرجنا حتى نزلنا العدوة التي قال اللّه عز و جل (3) فجئت عتبة بن ربيعة فقلت: يا أبا الوليد هل لك أن تذهب بشرف هذا اليوم ما بقيت ؟ قال: أفعل ما ذا؟ قلت: إنكم لا تطلبون من محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم إلاّ دم الحضرمي (4) و هو حليفك فتحمّل بديته و ترجع بالناس، قال: أنت و ذاك، و أنا أتحمّل بدية حليفي، فاذهب إلى ابن الحنظلية - يعني أبا جهل - فقل له: هل لك أن ترجع اليوم بمن معك عن ابن عمك، فجئته، فإذا هو في جماعة بين يديه و من ورائه، و ابن الحضرمي واقف على رأسه و هو يقول: قد فسخت عقدي من بني عبد شمس و عقدي (5) إلى بني مخزوم، فقلت له يقول عتبة بن ربيعة:

هل لك أن ترجع اليوم عن ابن عمك بمن معك ؟ قال: أ ما وجد رسولا غيرك ؟ فقلت: لا، و لم أكن لأكون رسولا لغيره، قال حكيم: فخرجت أبادر إلى عتبة لئلا يفوتني من الخبر شيء، و عتبة متّكئ على إيماء بن رحضة الغفاري، و قد أهدى إلى المشركين عشر جزائر، فطلع أبو جهل بالشّرّ في وجهه، فقال لعتبة: انتفخ (6) سحرك ؟ فقال له عتبة: ستعلم،[فسلّم أبو جهل سيفه، فضرب به متن فرسه. فقال له: بئس الفأل هذا. فعند ذلك قامت الحرب.

رواه غيره] (7) عن الزبير فقال؛ مسور بن عبد الملك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، نا أبو الحسين

ص: 251


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
2- زيادة للإيضاح عن م.
3- يريد قوله تعالى في سورة الأنفال: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيٰا وَ هُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوىٰ ، وَ الرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ الآية 42.
4- كذا بالأصل و م، و هو عمرو بن الحضرمي، انظر تاريخ الطبري 443/2.
5- عن م و بالأصل: و عقد.
6- انتفخ سحرك، يقال ذلك للجبان (اللسان).
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن م.

محمّد بن الحسين بن محمّد بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن عتّاب، أخبرنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس، أخبرنا سهل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة قال:

و أقبل المشركون حتى نزلوا، و بعثوا للقتال و الشيطان معهم لا يفارقهم، فسعى حكيم بن حزام إلى عتبة بن ربيعة، فقال: هل لك أن تكون سيد قريش ما عشت ؟ قال عتبة:

فأفعل ما ذا؟ قال: تجبر بين الناس و تحمّل بدية ابن الحضرمي، و بما أصاب محمّد من تلك العير، و دم هذا الرجل، قال عتبة: نعم قد فعلت، و نعم ما قلت، و نعم ما دعوت إليه، فاسمع في عشيرتك، فأنا أتحمّل بهذا، فسعى حكيم في أشراف قريش بذلك يدعوهم إليه.

فركب عتبة بن ربيعة جملا له، فسار عليه في صفوف المشركين في أصحابه، فقال: يا قوم أطيعوني فإنكم لا تطلبون عندهم غير دم ابن الحضرمي، و ما أصابوا من عيركم تلك، و أنا أتحمّل بوفاء ذلك، و دعوا هذا الرجل، فإن كان كاذبا ولي قتله غيركم من العرب، فإن فيكم رجالا (1) فيهم قرابة قريبة، و إنكم إن تقتلوهم لا يزال الرجل منكم ينظر إلى قاتل أبيه أو أخيه أو ابن أخيه، أو ابن عمه، فيورث (2) ذلك فيكم إحنا و ضغائن، و إن كان هذا الرجل ملكا كنتم في ملك أخيكم و إن كان نبيا لم تقتلوا النبي فتسبّوا به، و لن تخلصوا أحسب إليهم حتى يصيبوا أعدادهم، و لا آمن أن تكون لهم الدّبرة عليكم.

فحسده أبو جهل على مقالته، و أبى اللّه إلاّ أن ينفذ أمره، و عتبة بن ربيعة يومئذ سيد المشركين، فعمد أبو جهل إلى ابن الحضرمي و هو أخو المقتول، و عتبة بن ربيعة فقال: هذا عتبة يخذّل بين الناس، و قد تحمّل بدية أخيك، يزعم أنك قابلها، أ فلا تستحيون من ذلك، أن تقبلوا الدية ؟ و قال أبو جهل لقريش: إنّ عتبة قد علم أنكم ظاهرين على هذا الرجل و من معه، و فيهم ابنه و بنو عمه و هو يكره صلاحكم، و قال أبو جهل: لعتبة و هو يسير فيهم و يناشدهم:

انتفخ سحرك، و زعموا أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال و هو ينظر إلى عتبة: أن يكون (3) عند أحد من القوم خير (4) فهو عند صاحب الجمل الأحمر، و إن يطيعوه يرشدوا فلمّا حرّض أبو جهل قريشا على القتال أمر النساء يعولن عمرا، فقمن يصحن: وا عمراه (5)،تحريضا على القتال، و قال رجال

ص: 252


1- بالأصل:«رجلا لكم» و المثبت عن م.
2- الأصل: فمورث، و المثبت عن م.
3- في م: إن يكن، و هو أظهر.
4- الأصل: خبر، و المثبت عن م.
5- في م: وا عمراه وا عمراه.

فتكشفوا، يعيرون بذلك قريشا، فاجتمعت قريش على القتال، و قال عتبة لأبي جهل: ستعلم اليوم من انتفخ (1) سحره، و ستعلم أيّ الأمرين أرشد، و أخذت قريش مصافّها للقتال، و قالوا لعمير بن وهب: اركب فاحزر لنا محمّدا و أصحابه، فقعد عمير على متن فرسه فأطاف برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أصحابه ثم رجع إلى المشركين، فقال: حزرتهم ثلاثمائة مقاتل زادوا شيئا أو نقصوا شيئا، و حزرت سبعين بعيرا أو نحو ذلك، و لكن انظروني حتى انظر: هل لهم مددا أو خبيء؟ فأطاف حولهم، و بعثوا خيلهم معه، فأطافوا حول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أصحابه ثم رجعوا فقالوا: لا مدد لهم و لا خبيء و إنّما هم أكلة جزور طعام مأكول، و قالوا لعمير: حرّش بين القوم، فحمل عمير على الصف و رجعوا لمنية قريش.

آخر الجزء الحادي و العشرين بعد الثلاثمائة من الأصل، و هو آخر جزء... (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الأنصاري، أنا أبو محمّد الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع الثلجي، نا محمّد بن عمر قال (3):فحدّثني محمّد بن عبد اللّه، عن الزهري، عن عروة، و محمّد بن صالح، عن عاصم بن عمر، و ابن رومان قالوا:

لما سمع حكيم بن حزام ما (4) قال عمير بن وهب (5) مشى في الناس، فأتى عتبة بن ربيعة فقال: يا أبا الوليد أنت كبير قريش و سيّدها و المطاع فيها، فهل لك أن لا تزال منها بخير آخر الدهر، مع ما فعلت يوم عكاظ ، و عتبة يومئذ رئيس الناس، فقال: و ما ذاك يا أبا خالد؟ قال: ترجع بالناس و تحمل (6) دم حليفك، و ما أصاب محمّد من تلك العير ببطن نخلة إنكم لا تطلبون من محمّد شيئا غير هذا الدم و العير، فقال عتبة: قد فعلت، و أنت عليّ بذلك، قال:

ثم جلس عتبة على جمله فسار إلى المشركين من قريش و يقول: يا قوم، أطيعوني و لا تقاتلوا هذا الرجل و أصحابه، و اعصبوا هذا الأمر برأسي، و اجعلوا جبنها بي فإن منهم رجالا قرابتهم قريبة، و لا يزال الرجل منكم ينظر إلى قتل أبيه و أخيه، فيورث ذلك بينكم شحناء و أضغانا، و لن تخلصوا إلى قتلهم حتى يصيبوا منكم عددهم، مع أني لا آمن أن تكون الدبرة (7) عليكم،

ص: 253


1- بالأصل:«ان انفخ» و التصويب عن م.
2- كلمة غير واضحة من سوء التصوير بالأصل.
3- الخبر في مغازي الواقدي 62/1 و ما بعدها.
4- «ما» كتبت فوق الكلام بالأصل، بين السطرين.
5- راجع ما قاله عمير بن وهب، آخر الخبر السابق، و انظر مغازي الواقدي 61/1-62.
6- الأصل: و يحمل، و بدون إعجام في م، و التصويب عن مغازي الواقدي.
7- الأصل و م، و في مغازي الواقدي: الدائرة.

و أنتم لا تطلبون إلاّ دم هذا الرجل و العير التي أصاب، و أنا احتمل ذلك و هو علي، يا قوم، إن يك محمّد كاذبا (1) تكفيكموه ذؤبان العرب، و إن يك ملكا أكلتم في [ملك] (2) ابن أخيكم، و إن يكن نبيا كنتم أسعد الناس به، يا قوم لا تردّوا نصيحتي، و لا تسفّهوا رأيي.

قال: فحسده أبو جهل حين سمع خطبته و قال: إن يرجع الناس عن خطبة عتبة يكن سيد الجماعة، و عتبة أنطق الناس، و أطوله (3) لسانا، و أجمله جمالا، ثم قال عتبة: أنشدكم اللّه في هذه الوجوه التي [كأنها المصابيح، أن تجعلوها أندادا لهذه الوجوه التي] (4) كأنها وجوه الحيات.

فلما فرغ عتبة من كلامه قالوا: قال أبو جهل: إن عتبة يشير عليكم بهذا لأن ابنه مع محمّد، و محمّد ابن عمه، و هو يكره أن يقتل ابنه و ابن عمه امتلأ و اللّه سحرك يا عتبة، و جبنت حين التقت حلقتا البطان الآن تخذل بيننا و تأمرنا بالرجوع ؟ لا و اللّه، لا نرجع حتى يحكم اللّه بيننا و بين محمّد، قال: فغضب عتبة فقال: يا مصفّر استه، ستعلم أيّنا أجبن و ألأم و ستعلم قريش من الجبان المفسد لقومه:

هذا جناني و أمرت أمري *** و بشّرا (5) بالثّكل أمّ عمرو

ثم ذهب أبو جهل إلى عامر بن الحضرمي أخي المقتول بنخلة فقال: هذا حليفك - يعني عتبة - يريد أن يرجع بالناس، قد رأيت ثأرك بعينك، و يخذل بين الناس، قد تحمّل دم أخيك و زعم أنك قابل الدية، أ لا تستحي تقبل الدية، و قد قدرت على قاتل أخيك ؟، قم فانشد خفرتك (6)،فقام عامر بن الحضرمي فاكتشف، ثم حثا على استه (7) التراب، ثم صرخ وا عمراه يخزي بذاك عتبة لأنه حليفه من بين قريش، فأفسد على الناس الرأي الذي دعاهم إليه عتبة، و حلف عامر لا يرجع حتى يقتل من أصحاب محمّد، و قال لعمير بن وهب: حرّش بين الناس، فحمل عمير فناوش المسلمين لأن ينقض الصف، فثبت المسلمون على صفّهم و لم يزولوا، و تقدّم ابن الحضرمي فشدّ على القوم، فنشبت الحرب.

ص: 254


1- الأصل: كاذب، و التصويب عن م و مغازي الواقدي.
2- الزيادة عن م و مغازي الواقدي.
3- كذا بالأصل و م، و في مغازي الواقدي: و أطولهم، و هو أصح.
4- ما بين معكوفتين إضافة عن م و مغازي الواقدي.
5- في مغازي الواقدي: هذا جبان... فبشري.
6- الخفرة: الذمة، و انشد خفرتك أي اذكرها.
7- كذا بالأصل، و في م و مغازي الواقدي: رأسه.

فحدّثني (1) عائذ بن يحيى، عن أبي الحويرث، عن نافع بن (2) جبير، عن حكيم بن حزام قال: لما أفسد الرأي أبو جهل على الناس و حرّش بينهم عامر بن الحضرمي فأقحم فرسه، فكان أول من خرج إليه مهجع مولى عمر، فقتله عامر.

و كان أول قتيل قتل من الأنصار حارثة بن سراقة، فقتله حبّان بن العرقة، و يقال عمير بن الحمام قتله خالد بن الأعلم العقيلي.

قال الواقدي: ما سمعت أحدا من المكيين يقول إلاّ حبّان بن العرقة.

قالوا: و قال عمر بن الخطاب في مجلس ولايته: يا عمير بن وهب، أنت حاذرنا للمشركين يوم بدر، تصعد في الوادي و تصوّب، كأني انظر إلى فرس تحتك حوا تخبر المشركين أنه لا كمين لنا و لا مدد؟ قال: أي و اللّه يا أمير المؤمنين، و أخرى أنا و اللّه الذي حرّشت بين الناس يومئذ، و لكن اللّه (3) حبانا (4) بالإسلام، و هدانا له، فما كان فينا من الشرك أعظم من ذلك، قال عمر: صدقت.

قالوا: كلّم عتبة حكيم بن حزام فقال: ليس عند أحد خلاف إلاّ عند ابن الحنظلية، اذهب إليه فقل له إنّ عتبة يحمل دم حليفه و يضمن العير. قال حكيم (5):فدخلت على أبي جهل و هو يتخلق بخلوق، درعه موضوعة بين يديه، فقلت: إنّ عتبة (6) بعثني إليك، فأقبل عليّ مغضبا فقال: أ ما وجد عتبة أحدا يرسله غيرك ؟ فقلت: أما و اللّه لو كان غيره أرسلني ما مشيت في ذلك، و لكن مشيت في إصلاح بين الناس، و كان أبو الوليد سيّد العشيرة، فغضب غضبة أخرى، قال: و تقول أيضا سيد العشيرة، فقلت: أنا أقوله ؟ قريش كلها تقوله، فأمر عامرا أن يصيح بخفرته، و اكتشف، و قال: إنّ عتبة جاع فاسقوه سويقا، و جعل المشركون يقولون: إنّ عتبة جاع فاسقوه سويقا، و جعل أبو جهل يسرّ بما صنع المشركون بعتبة.

قال حكيم: فجئت إلى منبّه بن الحجّاج فقلت له مثل ما قلت لأبي جهل، فوجدته خيرا من أبي جهل، قال: نعم، ما مشيت (7) فيه، و ما دعا إليه عتبة، فرجعت إلى عتبة فأجده قد غضب من كلام قريش، فنزل عن جمله، و قد طاف عليهم في عسكرهم يأمرهم بالكفّ عن

ص: 255


1- انظر الخبر في مغازي الواقدي 65/1.
2- عن م و مغازي الواقدي و بالأصل: عن.
3- «و لكن اللّه» مكرر بالأصل.
4- في مغازي الواقدي: جاء.
5- «قال حكيم» مطموس بالأصل، و المثبت عن م و مغازي الواقدي.
6- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م و مغازي الواقدي 66/1.
7- بالأصل و م:«مسست» و المثبت عن مغازي الواقدي.

القتال، فيأبون، فحمي فنزل فلبس درعه و طلبوا له بيضة، فقدر عليه، فلم يوجد في الجيش بيضة تسع رأسه من عظم هامته، فلمّا رأى ذلك اعتجر ثم برز بين أخيه شيبة و بين ابنه الوليد بن عتبة، فبينا أبو جهل في الصفّ على فرس أثنى، فلما حاذى بعتبة سلّ عتبة سيفه، فقيل: هو و اللّه يقتله، فضرب بالسيف عرقوبي فرس أبي جهل فاكتسعت (1) الفرس، فقلت: ما رأيت كاليوم، قالوا: قال عتبة: انزل، فإن هذا اليوم ليس بيوم ركوب، ليس كل قومك راكبا، فنزل أبو جهل و عتبة يقول: ستعلم أينا أشأم عشيرته الغداة، فدعا عتبة إلى المبارزة، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في العريش و أصحابه على صفوفهم، فاضطجع فغشيه نوم غلبه، و قال: لا تقاتلوا حتى أوذنكم، و إن كثبوكم فارموهم و لا تسلّوا السيوف حتى يغشوكم.

قال أبو بكر: يا رسول اللّه قد دنا القوم، و قد نالوا منا، فاستيقظ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و قد أراه اللّه في منامه قليلا و قلّل بعضهم في أعين بعض، ففزع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو رافع يده يناشد ربه ما وعده من النصر و يقول:«اللّهم إن تظهر عليّ هذه العصابة [يظهر الشرك] (2) و لا يقم لك دين» و أبو بكر يقول: و اللّه لينصرنك اللّه، و ليبيضنّ وجهك.

و قال ابن رواحة: يا رسول اللّه إنّي أشير عليك، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أعظم و أعلم بالأمر أن يشار عليه، إن اللّه أجل و أعظم من أن ينشد وعده، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا ابن رواحة أ لا أنشد اللّه وعده ؟ إنّ اللّه لا يخلف الميعاد».

و أقبل عتبة يعمد إلى القتال، فقال له حكيم بن حزام: أبا الوليد، مهلا، مهلا، تنهى عن شيء و تكون أوله، و قال خفاف بن إيماء: فرأيت أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يوم بدر و قد تصافّ الناس و تزاحفوا، فرأيت أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لا يسلّون السيوف و قد انتضوا القسي، و قد تترّس بعضهم عن بعض بصفوف متقاربة لا فرج بينها و الآخرون قد سلّوا السيوف حين طلعوا، فعجبت من ذلك، فسألت عن ذلك رجلا من المهاجرين فقال: أمرنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن لا نسلّ السيوف حتى يغشونا.

قالوا: فلما تزاحف الناس قال الأسود بن عبد الأسد المخزومي حين دنا من الحوض:

أعاهد اللّه لأشربن من حوضهم، أو لأهدمنه، أو لأموتن دونه، فشدّ الأسود بن عبد الأسد حتى دنا من الحوض، فاستقبله حمزة بن عبد المطلب، فضربه و أطنّ قدمه، فزحف الأسود

ص: 256


1- اكتسعت الفرس: سقطت من ناحية مؤخرها و رمت بما عليها.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن م و مغازي الواقدي.

حتى وقع في الحوض فهدمه برجله الصحيحة، و شرب منه، و أتبعه حمزة فضربه في الحوض فقتله، و المشركون ينظرون على صفوفهم و هم يرون أنهم ظاهرون، فدنا الناس بعضهم من بعض، فخرج عتبة و شيبة و الوليد حتى فصلوا من الصفّ ، ثم دعوا إلى المبارزة، فخرج إليهم فتيان ثلاثة من الأنصار و هم بنو عفراء (1):معاذ (2) و معوّذ، و عوف؛ بنو الحارث، و يقال:

ثالثهم عبد اللّه بن رواحة، و الثبت عندنا أنهم بنو عفراء (3)،فاستحيا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من ذلك، و كره أن يكون أوّل قتال لقي المسلمون فيه المشركين في الأنصار، فأحبّ أن تكون (4) الشوكة ببني عمه و قومه، فأمرهم فرجعوا إلى مصافّهم و قال لهم خيرا. ثم نادى منادي المشركين: يا محمّد، أخرج لنا الأكفاء من قومنا، فقال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا بني هاشم، قوموا فقاتلوا بحقكم الذي بعث اللّه به نبيكم، إذ جاءوا بباطلهم ليطفئوا نور اللّه»، فقام حمزة بن عبد المطلب، و علي (5) ابن أبي طالب، و عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف، فمشوا إليهم، فقال عتبة: تكلموا (6) نعرفكم - و كان عليهم البيض، فأنكروهم - فإن كنتم أكفاء قاتلناكم، فقال حمزة بن عبد المطلب: أنا حمزة بن عبد المطلب أسد اللّه، و أسد رسوله، فقال عتبة: كفؤا كريم، ثم قال عتبة: و أنا أسد الحلفاء، من هذان معك ؟ قال: علي بن أبي طالب، و عبيدة بن الحارث، قال: كفءان كريمان.

قال ابن أبي الزناد عن أبيه قال: لم أسمع لعتبة كلمة قط أوهن من قوله: أنا أسد الحلفاء - يعني حلفاء الأجمة - ثم قال عتبة لابنه: قم يا وليد، فقام الوليد و قام إليه عليّ ، و كان أصغر النفر، فاختلفا ضربتين، فقتله علي عليه السلام ثم قام عتبة و قام إليه حمزة، فاختلفا ضربتين فقتله حمزة، ثم قام شيبة و قام إليه عبيدة بن الحارث - و هو يومئذ أسن أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - فضرب شيبة رجل عبيدة بذباب السيف، فأصاب عضلة ساقه فقطعها، و كرّ حمزة و علي على شيبة فقتلاه، و احتملا (7) عبيدة فحازاه إلى الصفّ و مخ ساقه يسيل، فقال عبيدة: يا رسول اللّه أ لست شهيدا؟ قال:«بلى»، قال: أما و اللّه لو كان أبو طالب حيا لعلم أنا أحق بما قال منه حين يقول:

ص: 257


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- بالأصل: و معاذ، حذفنا الواو بما وافق عبارة مغازي الواقدي.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- الأصل و م: يكون.
5- الأصل: و كان، و التصويب عن م و مغازي الواقدي.
6- الأصل: كلموا، و المثبت عن م و الواقدي.
7- الأصل: و احتملاه، و التصويب عن م و مغازي الواقدي.

كذبتم و بيت اللّه نخلي محمّدا *** و لمّا نطاعن دونه و نناضل (1)

و نسلمه حتى نصرّع حوله *** و نذهل عن أبنائنا و الحلائل

و نزلت هذه الآية هٰذٰانِ خَصْمٰانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ (2).

حمزة أسن من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بأربع سنين، و العباس أسنّ من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بثلاث سنين.

قالوا: و كان عتبة بن ربيعة حين دعا إلى البراز قام إليه أبو حذيفة يبارزه، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اجلس»، فلمّا قام إليه النفر على (3) أبو حذيفة بن عتبة على أبيه يضربه.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن الحسين، و حدّثنا أبو البركات بن أبي طاهر الفقيه عنه، أنا أبو بكر علي الأهوازي، أنا تمّام بن محمّد، أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم (4)،نا العمري - يعني عبيد اللّه بن محمّد - نا محمّد بن عبد الرّحمن، حدّثني هارون بن صالح، نا عبد الرّحمن بن يزيد (5)،عن أبيه قال: حضر عتبة بن ربيعة بدرا و هو ابن أربعين و مائة سنة.

أخبرنا (6) أبو تراب حيدرة بن أحمد، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا الحسن بن حبيب، نا أبو أمية (7) الطّرسوسي، نا عمر بن محمّد، نا هشام (8)،نا الكلبي قال:

شهد عتبة بن ربيعة بدرا و هو ابن ثنتين و خمسين و مائة سنة، فبارز يومئذ، فطلبوا له مغفرا فلم يجدوا له مغفرا يدخل برأسه، فلما رأى ذلك اعتجر بعمامته.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهّاب بن أبي حية، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر، نا ابن أبي الزناد عن أبيه قال: شيبة أكبر بن عتبة بثلاث سنين (9).

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن الأستاذ أبي القاسم القشيري، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس قالا: أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو الحسن محمّد بن عثمان بن محمّد النّفري البيّع - بمدينة السلام - نا الحسين بن إسماعيل، نا محمود بن خداش، نا

ص: 258


1- أي نرامي بالسهام (شرح أبي ذر ص 88).
2- سورة الحج، الآية:19.
3- في مغازي الواقدي: أعان.
4- في م: حزام، تصحيف.
5- في م: زيد.
6- ما بين الرقمين سقط من م.
7- ما بين الرقمين سقط من م.
8- في م: هشيم.
9- مغازي الواقدي 70/1.

هشيم بن بشير، أنا أبو هاشم، عن أبي مخلد، عن قيس بن عبّاد، قال:

سمعت أبا ذر يقسم قسما إن هٰذٰانِ خَصْمٰانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ (1) أنها نزلت في الذين برزوا يوم بدر: حمزة، و علي، و عبيدة بن الحارث، و عتبة، و شيبة ابنا ربيعة، و الوليد بن عتبة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو [محمد] (2) الحسن بن علي بن عبد العزيز بن نودك (3)،أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حدّثني أبي، نا أبو طاهر أحمد بن عمرو بن السرح، نا الشافعي، حدّثني محمّد بن علي - يعني عمه - قال: سمعت محمّد بن علي بن حسين بن ربيعة (4) يقول: لما كان يوم بدر فدعا عتبة إلى البراز، قام علي بن أبي طالب إلى الوليد بن عتبة، و كانا مشتبهين حدثين، و قال بيده فجعل باطنها إلى الأرض فقتله، ثم قام شبيبة بن ربيعة فقام إليه حمزة، و كانا و أشار بيده فوق ذلك فقتله ثم قام عتبة بن ربيعة و قام إليه عبيدة بن الحارث، و كانا مثل هاتين الاسطوانتين، فاختلفا ضربتين، فضربه عبيدة ضربة أرخت عاتقه الأيسر و أسف عتبة لرحلي عبيدة فضربهما بالسيف، فقطع ساقه، و رجع حمزة و علي على عتبة، فأجهزوا عليه، و حملا عبيدة إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في العريش، فأدخلاه عليه، فأضجعه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و وسّده رحل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و جعل يمسح الغبار عن وجهه، فقال عبيدة: أما و اللّه يا رسول اللّه لو رآك أبو طالب لعلم أنّي أحق بقوله منه حين يقول:

و نسلمه حتى نصرّع حوله *** و نذهل عن أبنائنا و الحلائل

أ لست شهيدا؟ قال:«بلى، و أنا الشاهد عليكم»، ثم مات، فدفنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بالصّفراء، و نزل في قبره، و ما نزل في قبر أحد غيره[7652].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، نا سليمان بن إبراهيم بن محمّد الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي - إملاء - أنا محمّد بن الحسين بن الحسن، نا سهل بن عمار العتكي، نا اليسع بن سعدان، نا محمّد بن طلحة، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال:

وقف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوم بدر على القليب قال: أين أبو جهل بن هشام بن أين عتبة بن

ص: 259


1- سورة الحج، الآية:19.
2- زيادة عن م.
3- الحرف الأول بدون إعجام بالأصل و فوقه ضبة، و المثبت عن م.
4- «بن ربيعة» شطبت في م بخطين أفقيين.

ربيعة، و أين الوليد بن عتبة، و أين فلان بن فلان بئست عشيرة النبي كنتم و بئس بنو عمّ النبي كنتم، هل وجدتم ما وعد ربكم حقا، قال عمر: بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه هل يسمعون كلامك السّاعة ؟ قد جيّفوا؟ (1) قال:«و الذي بعثني بالحقّ إنهم يسمعون كما تسمع و لكن لا يقدرون أن يجيبوا».

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي الحسين الزهري البوشنجي (2)،و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر الأديب (3)،و أبو المحاسن أسعد بن علي الموفق بن زياد، قالوا: أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر الدّاودي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن حموية الحموي (4)،أنا أبو إسحاق إبراهيم بن خزيم الشّاشي، أنا عبد بن حميد الكشّي، حدّثني علي بن عاصم، عن حميد، عن أنس قال:

لما هزم المشركون جاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقام ثم أمر بأبي جهل بن هشام فسحب، فألقي في القليب، ثم أمر بعتبة بن ربيعة فسحب فألقي في القليب، ثم أمر بأمية بن خلف فسحب فألقي في القليب، و أبو حذيفة بن عتبة قائم إلى جنب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لم يفطن له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فلما نظر إلى أبيه سحب حتى ألقي في القليب تغيّر وجهه، فالتفت إليه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فلما رآه قد تغيّر وجهه قال:«يا أبا حذيفة كأنه ساءك ما صنعنا بعتبة»؟ قال: يا رسول اللّه ما بي ألاّ أكون مؤمنا باللّه و رسوله، و لكن لم يكن في القوم أحد يشبه عتبة في عقله و في شرفه، فكنت أرجو أن يهديه اللّه عز و جل إلى الإسلام، فلما رأيت مصرعه ساءني ذلك، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم خيرا، فلما كان في جوف الليل خرج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فسمعه أناس و هو ينادي في جوف الليل:«يا أبا الجهل بن هشام، و يا عتبة بن ربيعة، و يا شيبة بن ربيعة، و يا أمية بن خلف أوجدتم ما وعدكم ربكم حقا، فإنّي وجدت ما وعدني ربّي حقا»، قال: فناداه العباس: يا رسول اللّه أ تنادي قوما قد جيّفوا، قال:«و اللّه ما أنتم بأسمع مما أقول منهم، و لكنهم لا يستطيعون أن يجيبوا»[7653].

قرأت بخط أبي الحسن الدارقطني، و أنبأنا أبو نصر (5) محمود بن الفضل بن محمود الأصبهاني و جماعة، قالوا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد العزيز بن علي الأزجي، أنا

ص: 260


1- أي صاروا جيفا (اللسان).
2- الأصل و م: البوسنجي، بالسين المهملة. قارن مع المشيخة 52/ب.
3- المشيخة 239/ب.
4- كذا بالأصل، و في م:«الحميدي» و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 492/16.
5- في م: أبو محمد نصر محمود.

أبو الحسن الدارقطني، أنا أحمد بن محمّد بن سعيد، نا يحيى بن زكريا بن شيبان، نا أحمد بن محمّد بن فضيل الأزدي الصيرفي، نا أبي، نا الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس في قوله: أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ (1) قال: الذين آمنوا: علي، و حمزة، و عبيدة بن الحارث، و المفسدون في الأرض: عتبة، و شيبة، و الوليد، و هم الذين تبارزوا يوم بدر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى التّستري، نا خليفة العصفريّ (2)،نا بكر، عن ابن إسحاق قال:

و حدّثني أبو جعفر محمّد بن علي، قال: كانت وقعة بدر يوم الجمعة لسبع عشرة خلت من شهر رمضان.

أخبرنا أبو القاسم بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال:

و كانت غزوة بدر يوم الجمعة صبيحة سبع عشرة ليلة من شهر رمضان على رأس سبعة عشر شهرا من مقدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم المدينة و هي أوّل سنة أرّخت.

4547 - عتبة بن أبي السّائب

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن حمدان المراري (3) النيسابوري، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه النيسابوري حفيد العباس بن محمّد، حدّثني جدي العباس بن حمزة قال: قال لي أحمد بن أبي الحواري: سمعت عتبة بن أبي السائب يقول:

ثلاث هنّ أخذة للمتعبد: المرض، و الحجّ ، و التزويج، فمن ثبت بعدهن فقد ثبت.

كذا قال عتبة، و أظنه: عبيد بن أبي السّائب، و هو عبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السّائب.

ص: 261


1- سورة ص، الآية:28.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 58 حوادث سنة اثنتين.
3- كذا بالأصل و م.

4548 - عتبة بن سلامة بن ربيح - و يقال: دبيح

أبو همّام - و يقال: أبو هشام - الأزدي

حكى عن محمّد بن عائذ.

حكى عنه: أبو بكر عبد الرّحمن بن محمّد بن العباس بن الدّرفس.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن الفرج بن البرامي، نا أبو بكر عبد الرّحمن بن العباس، نا أبو همّام عتبة بن سلامة بن ربيح، نا محمّد بن عائذ، نا يحيى بن حمزة، نا عمر بن الدّرفس الغسّاني، قال:

رأيت قبة مسجد دمشق و قد حفر لأركانها حتى بلغ الحفر إلى الماء، و ألقي على الماء جراز الكرم (1)،و بني الأساس عليه.

كذا فيه، و [هو] (2) الصواب.

و وجدت في نسخة أخرى بخط عبد العزيز: ابن دبيح، رواها أبو هاشم المؤدب عن أبي بكر فقال: نا أبو هشام بالشين.

4549 - عتبة بن صخر أبي سفيان بن حرب بن أمية

ابن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي

أبو (3) الوليد الأموي (4)

أخو معاوية.

أدرك عثمان بن عفّان، و شهد معه الدار، و قدم دمشق على أخيه معاوية، و كانت له بها دار في درب الحبالين، و ولي المدينة، و الطائف، و مصر، و الموسم لأخيه معاوية غير مرة.

حكى عنه ابنه الوليد بن عتبة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا

ص: 262


1- في م: جدار الكرم.
2- الزيادة عن م.
3- الأصل: بن، تصحيف و التصويب عن م.
4- نسب قريش ص 125 و تاريخ الطبري 333/5.

عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا روح، نا الأوزاعي، عن حسان (2) بن عطية قال: لما نزل بعتبة بن أبي سفيان الموت اشتد جزعه، فقيل له: ما هذا الجزع ؟ قال: أما إنّي سمعت أم حبيبة - يعني أخته - تقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«من صلّى أربعا قبل الظهر، و أربعا بعدها حرّم اللّه لحمه على النار»، فما تركتهن منذ سمعتها.

هذا الحديث محفوظ من حديث عنبسة بن أبي سفيان، و أمّا حديث عتبة فغريب.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال (3):

في تسمية ولد أبي سفيان:[و عتبة بن أبي سفيان] (4) شهد الجمل مع عائشة ثم نجا، فعيره ذلك عبد الرّحمن بن الحكم فقال:

لعمرك و الأمور لها دواعي (5) *** لقد أبعدت يا عتب الفرارا

و لحق عتبة بأخيه معاوية بالشام، فلم يزل معه، و ولاّه معاوية الطائف، و عزل عنه عنبسة بن أبي سفيان، فعاتبه عنبسة على ذلك، فقال معاوية: يا عنبسة إنّ عتبة بن هند، فقال عنبسة (6):

كنّا لصخر (7) صالحا ذات بيننا *** جميعا فأمست فرّقت بيننا هند

و إن تك هند لم تلدني فإنّني *** لبيضاء تمنّيها غطارفة مجد

أبوها أبو الأضياف في كل شتوة *** و مأوى ضعاف قد (8) أضرّ بها الجهد

له جفنات ما تزال مقيمة *** لمن ساقه (9) غورا تهامة أو نجد

فقال له معاوية: لا تسمعها مني بعدها.

ص: 263


1- مسند أحمد بن حنبل 232/10 رقم 26826.
2- الأصل و م: حسين، و المثبت عن المسند.
3- الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 125.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و نسب قريش.
5- كذا بالأصل و م بإثبات الياء، و هو جائز.
6- البيت الأول في نسب قريش للمصعب ص 125، و الأبيات في تاريخ الطبري 333/5.
7- في تاريخ الطبري: كنا نجير صالحا.
8- الطبري: لا تنوء من الجهد.
9- الطبري: جفيناته ما إن تزال مقيمة لمن خاف من غوري .

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، نا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال: فولد أبو سفيان بن حرب:

معاوية، و عتبة، و جويرية، و أم الحكم و أمّهم جميعا هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى.

ح و أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنا أبو الحسين بن المهتدي.

قالا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد، قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري، حدثكم الهيثم بن عدي، قال: قال ابن عباس: عتبة بن أبي سفيان يكنى أبا الوليد.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الطيب محمّد بن جعفر الزّرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم، نا عمّي يعقوب بن إبراهيم، قال: هذا تسمية من حضر الدار مع عثمان في الحصار من بني أمية، فذكرهم ثم قال: و عتبة بن أبي سفيان، و عبد اللّه بن خالد بن أسيد، و أبو الجرّاح مولى أم حبيبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن عبد اللّه بن سعد (1)،نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن محمّد و طلحة، قالا (2):و خرج عتبة بن أبي سفيان، و عبد الرّحمن، و يحيى ابنا الحكم يوم الهزيمة - يعني يوم الجمل - فشججوا (3) في البلاد، فلقوا عصمة بن أبير التّميمي فقال: هل لكم في الجوار؟ قالوا: من أنت ؟ قال: عصمة بن أبير، قالوا: نعم، قال: فأنتم في جواري إلى الحول، فمضى بهم، ثم حملهم (4) و أقام عليهم حتى برءوا ثم قال: اختاروا أي بلدان اللّه أحبّ إليكم أبلغكموها، قالوا: الشام، فخرج بهم في أربعمائة راكب من تيم الرباب حتى إذا وغلوا في بلاد كلب بدومة قالوا: قد وفّيت (5) ذمتك التي عليك فارجع، فرجع، و في ذلك يقول الشاعر:

ص: 264


1- في م: سعيد.
2- الخبر في تاريخ الطبري (ط بيروت)56/3 حوادث سنة 36.
3- عن الطبري، و اللفظة بدون إعجام بالأصل و م.
4- كذا بالأصل و م، و في الطبري: حماهم.
5- عن الطبري و بالأصل و م،«وفت» و في م: وفت ذمتك و ذمتهم التي عليك.

و فى ابن أبير و الرّماح شوارع (1) *** بآل أبي العاص وفاء مذكرا

إذا ما أكل حبار بن سعد فجاره *** أراد وفاء بالجوار فشمّرا

بآل أبي سفيان عتبة بعد ما كسا *** بعد ما قطا من حومة الموت أحمرا

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين محمّد بن علي بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى.

قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عياش في تسمية العور: عتبة بن أبي سفيان، ذهبت عينه يوم الجمل مع عائشة.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، نا أحمد بن الحسن بن أحمد، و محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد، و محمّد بن سعيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن الحسن أحمد قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم، نا أبو العباس ثعلب قال:

قال معاوية لعتبة يوم الحكمين: يا أخي، أما ترى ابن عباس قد فتح عينيه (2) و نشر أذنيه و لو قدر أن يتكلّم بهما فعل، و غفلة أصحابه مجبورة بفطنته و هي [ساعتنا الطولى فاكفنيه، قال: قلت بجهدي قال: فقعدت إلى جنبه، فلما أخذ القوم في الكلام] (3) أقبلت عليه بالحديث، فقرع يدي و قال: ليست ساعة حديث، قال: فأظهرت غضبا و قلت: يا ابن عباس إنّ ثقتك بأحلامنا أسرعت بك إلى أعراضنا، و قد و اللّه تقدم فيك العذر، و كثر منا الصبر، ثم أقذعته، فجاش بي مرجله و ارتفعت أصواتنا، فجاء القوم فأخذوا بأيدينا، فنحوه عني، و نحوني عنه، قال: فجئت، فقربت من عمرو بن العاص، فرماني بمؤخر عينه: أي ما (4)صنعت ؟ فقلت له: كفيتك التقوالة (5)[قال:] (6) فحمحم [كما يحمحم] (7) الفرس للشعير،

ص: 265


1- الأصل: شوارح، و المثبت عن م و الطبري.
2- الأصل و م: ابن عيينة.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاختل المعنى، و الإضافة لتقويمه عن م، و انظر المختصر 61/16.
4- الأصل:«إني صنعت» و المثبت «أي ما» عن م.
5- التّقولة ضبطت عن القاموس، و هو حسن القول، و اللسن البليغ في حاجته.
6- الزيادة عن م.
7- الزيادة عن م، سقطت اللفظة من الأصل.

قال: و فات ابن عباس أول [الكلام] (1) فكره أن يتكلم في آخره.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين، أنا أبو الطيب محمّد بن أحمد بن خاقان.

ح قال: و نا عبد اللّه بن علي بن أيّوب القاضي، أنا أبو الطيب محمّد بن أحمد بن محمّد بن الجراح.

قالا: أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد، قال: و حدّثني حسن بن الخضر، عن السّدّي، قال: قال عتبة بن أبي سفيان:

العجب من علي بن أبي طالب، و من طلبه للخلافة و ما هو و هي ؟ فقال له معاوية:

اسكت يا وره (2)،فو اللّه إنه فيها كخاطب الحرة إذ يقول:

لئن كان أدنى خاطب فتعذّرت *** عليه و كانت رائدا فتخطّت

لمّا تركته رغبة عن حباله *** و لكنها (3) كانت لآخر خطّت

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب الزّرّاد، المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعد قال: قال أبي سعد:

ثم حجّ عتبة بن أبي سفيان أمير الموسم سنة إحدى و أربعين و اثنتين، و حجّ عتبة بن أبي سفيان سنة ست و أربعين أميرا على الموسم، ثم حج عتبة بن أبي سفيان بالناس سنة ست و خمسين.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري (4).

قالا: أنا أبو الحسين (5) بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا ابن بكير، عن الليث قال:

و في سنة إحدى و أربعين حجّ عتبة بن أبي سفيان.

قال: و في سنة اثنتين و أربعين حج عامئذ بالناس عتبة بن أبي سفيان.

ص: 266


1- الزيادة عن م، سقطت اللفظة من الأصل.
2- الوره: الأحمق (اللسان: وره).
3- عن م، و بالأصل: و كنها.
4- في م: الطبراني، تصحيف، و السند معروف.
5- الأصل: الحسن، تصحيف، و المثبت عن م.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد الجواليقي.

ح و أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر بن سوار.

قالا: أنا الحسين بن علي الطناجيري.

قالا: أنا محمّد بن زيد الأنصاري، أنا محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، نا أبو بكر بن عيّاش، قال:

و دخل معاوية الكوفة، فبايع الناس في جمادى الأولى سنة إحدى و أربعين، فحجّ بالناس عتبة بن أبي سفيان، ثم حجّ بالناس سنة إحدى و أربعين عتبة [بن أبي سفيان ثم حج بالناس سنة اثنتين و أربعين عتبة ثم] (1)،حجّ بالناس مروان بن الحكم سنة خمس (2) و أربعين، ثم حجّ بالناس عتبة بن أبي سفيان سنة ست و أربعين، ثم حجّ بالناس عتبة سنة سبع و أربعين.

كذا قال (3).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن (4) السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (5)،قال:

و أقام الحج - يعني سنة إحدى و أربعين - عتبة بن أبي سفيان بن حرب، و أقام الحج - يعني سنة اثنتين و أربعين عتبة بن أبي سفيان (6).

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى (7) بن زكريا، نا محمّد بن الحسن بن دريد، نا أبو عثمان، عن العتبي، عن أبيه، عن هشام بن صالح، عن سعد القصر (8) قال:

ص: 267


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
2- كذا بالأصل و م، و على هامش م: ثلاث و بعدها كلمة صح.
3- قوله:«كذا قال» كذا بالأصل و م، و لعله يريد قوله: سنة «خمس و أربعين».
4- بالأصل و م: الحسين.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 205.
6- أقام الحج سنة 42 كما في تاريخ خليفة عنبسة بن أبي سفيان.
7- الخبر في الجليس الصالح الكافي 71/3 و أمالي القالي 236/1 و الأخبار الموفقيات ص 327-328.
8- كذا بالأصل و م، و في الجليس الصالح: سعيد القصير.

حج عتبة سنة إحدى و أربعين و الناس قريب عهدهم بالفتنة، فصلّى بمكة الجمعة ثم قال: يا أيها الناس قد ولينا هذا المقام الذي يضاعف المحسن فيه الأجر، و على المسيء فيه الوزر، و نحن على طريق ما قصدنا، فلا تمدّوا الأعناق إلى غيرنا، فإنها تنقطع دوننا، و ربّ متمنّ حتفه في أمنيته فاقبلوا العاقبة ما قبلناها فيكم، و قبلناها منكم و إياكم و «لو» فاتها أتعبت من كان قبلكم و لن نربح من بعدكم، و أنا أسأل اللّه أن يعين كلا على كلّ ، قال: و صاح به أعرابي أيها الخليفة، قال: لست به، و لم تبعد، فقال: يا أخاه، قال: قد سمعت فقل فقال:

تاللّه إن تحسنوا، و قد أسأنا خير من أن تسيئوا، و قد أحسنّا. فإن كان الإحسان لكم دوننا فما أحقّكم باستتمامه، و إن كان منا، فما أولاكم بمكافأتنا، رجل من بني عامر بن صعصعة فتلقاكم بالعمومة، و يقرب إليكم بالخئولة، قد كرّت العيال و وطئه الزمان و به فقر و عنده شكر، فقال عتبة: أستغفر اللّه منكم و أستعينه عليكم، قد أمرت لكم بغناك، فليت إسراعنا [إليك] (1) يقوم بإبطائك عنا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، نا الأصمعي، قال:

الخطباء من بني أمية: عتبة بن أبي سفيان، و عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: قال ابن بكير:

ولّى معاوية عتبة بن أبي سفيان سنة ثلاث و أربعين مصر، فأقام سنة ثم خرج إلى الرباط إلى الإسكندرية، و ولي عقبة بن عامر.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن (2) السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال:

و من عماله - يعني معاوية - على مصر: عمرو بن العاص حتى مات عمر، فولاها معاوية عتبة بن أبي سفيان ثم عزله و ولّى عبد الرّحمن بن أم الحكم.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن

ص: 268


1- الزيادة عن م و الجليس الصالح.
2- الأصل: الحسين، تصحيف، و الصواب عن م.

الحسن بن سليم، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

عتبة بن أبي سفيان بن حرب والي (1) الجند بمصر لأخيه معاوية بعد عمرو بن العاص سنة ثلاث و أربعين، توفي بالإسكندرية في ذي القعدة سنة أربع و أربعين.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ عنه، أنا أبو القاسم عبد الرزّاق بن أحمد بن عبد الحميد، نا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن ورد، نا أبو إسحاق إسماعيل بن حميد البصري القاضي، حدّثني أبو حاتم سهل بن محمّد بن عثمان السّجستاني، نا العتبي، عن أبيه قال:

استخلف عتبة بن أبي سفيان ابن أخي أبي الأعور السّلمي على مصر، قال: فدخلها فاعتاصوا عليه و التاثوا، قال: فكتب إلى عتبة قال: فقدّمها ثم دخل المسجد ثم أوفى على منبرها فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: يا أهل مصر قد كنتم تعذرون [ببعض] (2) المنع منكم لبعض الجور عليكم، و قد وليكم من يقول: نفعل و نفعل (3)،فإن ذررتم مراكم بيده، و إن استعصيتم مراكم بسيفه، ثم رجا في الأخير ما أمّل في الأول. إن البيعة شائعة فلنا عليكم السمع، و لكم علينا العدل، و أينا عذر فلا ذمة له عند صاحبه، فنادوه من جنبات المسجد:

سمعا، سمعا، فناداهم: عدلا عدلا، ثم نزل (4).

قال: و نا سهل بن محمّد، حدّثني العتبي، عن أبيه، عن هشام بن صالح، عن أبيه، عن سعد القصر (5) قال: ورد كتاب معاوية على عتبة بن أبي سفيان، و هو وال على مصر: إنّ قبلكم قوما يطيعون على السلف، و يعيبون على السلطان، فإذا قرأت كتابي فأحسن تقويمهم، و خذ على أيديهم، قال: فلما قرأ عتبة الكتاب صعد المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال: يا أهل مصر، قد خف على ألسنتكم مدح الحقّ و لا تأتونه، و ذمّ الباطل و أنتم تفعلونه، كمثل الحمار يحمل أسفارا، أثقله حملها و لم ينفعه نقلها، فالزموا ما أمركم اللّه لنا تستوجبوا ما فرض اللّه لكم علينا، و إياكم و قال و يقول، من قبل أن يقال: فعل و يفعل، إنّي و اللّه ما أداويكم

ص: 269


1- بالأصل و م: وال.
2- الزيادة عن م.
3- بالأصل: يفعل و يفعل، و الحرف الأول بدون إعجام في م.
4- الأصل: تولى، و المثبت عن م و المختصر 63/16.
5- كذا بالأصل و م، و قد مرّ قريبا عن الجليس الصالح: سعيد القصير.

بالسيف ما تقوّمتم على السوط ، و لا أبلغ بكم السوط ما استقمتم بالدّرّة، و لا أبطئ على الأولى ما لم تسرعوا إلى الأخرى، فكونوا خير قريش سهما؛ فهذا اليوم الذي ليس فيه عقاب و لا بعده عتاب، و صلى اللّه على محمّد النبي و سلّم.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا البنّا، قالا: أنا محمّد بن علي (1) بن الحسن، أنا إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل المعدّل، نا أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي، نا أحمد بن أبي خيثمة، نا الحسن بن الصباح قال: قال بعض البصريين عن عمه قال:

مر عتبة بن أبي سفيان ببعض ولده، و عنده رجل (2) يشتم رجلا فوقف عليه، فقال: يا بني نزّه نفسك عن استماع الخنا كما تنزّه لسانك عن الكلام به، فإن المستمع شريك القائل، و لو ردّت كلمة جاهل في فيه لسعد بها رادّها كما يشقى بها قائلها.

قال: و مما قال عبد اللّه بن المبارك في ذلك:

أولو بصائر عن قول الخنا خرس *** لا يرفعون إلى الفحشاء أبصارا

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - أنا عبد العزيز بن أحمد - إجازة - أنا تمام بن محمّد - إجازة - حدّثني أبي، حدّثني مكحول - ببيروت - نا جعفر بن محمّد بن أبان الحرّاني، نا عمر بن عبد الرحيم الخطّابي العتبي، عن أبيه، عن جده، عن أبي خالد مولى عمرو (3) بن عتبة، قال: قال عمرو بن عتبة:

خرج أبي عتبة و رجل يغتاب رجلا بين يدي، فقال لي: ويلك - و لم يقلها لي قبل و لا بعد - نزه سمعك عن استماع الخنا، كما تنزّه نفسك عن الكلام به، فإن المستمع شريك للمتكلم، و إنه إنّما نظر إلى أشرّ ما في وعائه فأفرغه في وعائك، و لو ردّت كلمة حاسد في فيه لسعد رادّها كما شقي قائلها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن أبي عثمان، أنا الحسن بن علي بن المنذر، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبي - رحمه اللّه - عن بعض أشياخه، قال:

ص: 270


1- «بن علي» مكررة في م.
2- الأصل: رجلا، و المثبت عن م.
3- الأصل: عمر، و التصويب عن م، و سيرد صوابا.

أسرّ معاوية إلى (1) الوليد بن عتبة حديثا، فقال لأبيه: يا أبت إنّ أمير المؤمنين أسرّ إليّ حديثا، و ما أراه يطوي عنكم ما بسطه إلى غيرك، قال: فلا تحدثني به، فإنه من كتم شره كان الخيار له، و من أفشاه كان الخيار عليه، قال: قلت: يا أبة، و إنّ هذا ليدخل بين الرجل و بين أبيه ؟ قال: لا و اللّه يا بني، و لكن أحبّ أن تذلّل لسانك بأحاديث السّرّ، فأتيت معاوية، فحدّثته فقال: يا وليد، أعتقك أخي من رقّ الخطأ.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عبد اللّه بن مسلم - يعني ابن قتيبة - نا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن قريب، عن العتبي، عن عمرو بن عتبة قال:

كان أبونا لا يرفع المواعظ عن أسماعنا، إذا أراد سفرا، فقال: يا بنيّ تلقوا النعم بحسن مجاورتها، و التمسوا المزيد منها بالشكر عليها، و اعلموا أن النفوس أقبل شيء لما أعطيت، فاحملوها على مطاياها إذا ركبتم، لا تسبق و إن تقدّمت نجا من هرب من النار، و أدرك من سابق إلى الجنة، فقال الأصاغر: يا أبانا ما هذه المطية ؟ قال: التوبة [يا بني] (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، و عبد الباقي بن محمّد بن (3) غالب، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، نا هشام بن سعد مولى عتبة بن أبي سفيان، قال: قال لي عتبة:

يا سعد تعهّد صغير مالي يكثر (4)،و لا تخف كبيره (5) يصغر (6) فإنه ليس يمنعني كثير (7)ما في يدي عن إصلاح قليل مالي.

قرأت بخط رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ عنه، أنا عبد الرزاق بن أحمد بن عبد الحميد، نا عبد اللّه بن جعفر بن محمّد، نا إبراهيم بن حميد البصري، حدّثني سهل بن محمّد بن عثمان، نا العتبي، حدّثني أبي عن هشام بن صالح، عن أبيه، عن سعد قال:

أوصى عتبة عبد الصمد مؤدب ولده، فقال: ليكن أوّل إصلاحك بنيّ إصلاح نفسك،

ص: 271


1- الأصل:«بن» تصحيف و التصويب عن م.
2- الزيادة عن م.
3- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
4- كذا بالأصل و م، و في المختصر 64/16 يكبر.
5- كذا بالأصل و م و في المختصر: كثيرة.
6- عن م و بالأصل: يضغوا.
7- الأصل و م، و في المختصر: كبير.

فإنّ عيوبهم معقودة بعيبك (1)،فالحسن عندهم ما فعلت، و القبيح ما تركت، علّمهم كتاب اللّه و لا تملّهم فيكرهوا (2)،و لا تدعهم منه فيهجروا (3)،و روّهم من الحديث أشرفه، و من الشعر أعفّه، و لا تخرجهم من باب من العلم إلى غيره حتى يحكموه، فإن ازدحام الكلام في السمع مضلّة للفهم تهددهم بي، و أدّبهم دوني، و كن لهم كالطبيب الرفيق الذي لا يعجل بالدواء حتى يعرف الداء، و امنعهم من محادثة النساء، و أشغلهم بسير الحكماء، و استزدني بآدابهم [أزدك] (4)،و لا تتكلنّ على عذر مني، فقد اتكلت على كفاية منكم (5).

أخبرنا أبو محمّد السلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا ابن بكير، نا الليث بن سعد قال:

و في سنة أربع و أربعين توفي عتبة بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، و أخوه أبو عبد اللّه قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - أنا محمّد بن الحسين بن محمّد بن أبي خيثمة، أنا المدائني، قال:

توفي عتبة سنة أربع و أربعين حين صدر معاوية عن الحجّ .

و ذكر أبو عمر محمّد بن يوسف أنه مات بالإسكندرية (6).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر بن المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن البكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني القاسم بن سلاّم، قال: سنة أربع و أربعين فيها توفيت أم حبيبة و أخوها عتبة بن أبي سفيان.

ص: 272


1- في المختصر: فإن عيونهم معقودة بعينك.
2- عن م و بالأصل: فكرهوا.
3- بالأصل و م:«و لا يدعهم منه فهجروا» و المثبت عن المختصر.
4- الزيادة عن م.
5- انظر وصيته لمؤدب أولاده في البيان و التبيين 73/2 باختلاف ألفاظه.
6- انظر ولاة مصر للكندي ص 59 و زيد فيه: و دفن بمنية الزجاج (و كانت من ضواحي الاسكندرية على ترعة المحمودية، في المنطقة الواقعة بين فم ترعة الفرخة و شارع الرصافة بقسم محرم بك، هامش ص 59).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: سنة أربع و أربعين قالوا فيها مات عتبة بن أبي سفيان.

4550 - عتبة بن العباس بن الوليد بن عتبة

أبو (1) الوليد

كتب عنه أبو الحسين الرازي.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه من شيوخ مدينة دمشق: أبو الوليد عتبة بن العباس بن الوليد بن عتبة، مات في المحرم سنة تسع و ثلاثين و ثلاثمائة.

4551 - عتبة بن عبد الرّحمن الحرستاوي

4551 - عتبة بن عبد الرّحمن الحرستاوي (2)(3)

حدّث عن القاسم بن عبد الرّحمن، و أنس بن مالك.

سمع منه الأوزاعي.

و روى عنه ابنه جرير أو جدير (4) بن عتبة، و أبو الخطاب يحيى بن عمر بن عمارة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم السّلمي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، أخبرني أبو علي عبد السلام بن محمّد بن أحمد بن الحارث، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن العباس بن الدّرفس في كتاب:«فضل الرباط »، نا عباس الخلاّل، نا جرير بن عتبة بن عبد الرّحمن الحرستاوي، قال:

سمعت أبي يحدّث الأوزاعي، و أنا جالس، حدّثني القاسم مولى بني يزيد، عن أبي أمامة الباهلي، قال: كنا جلوسا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فذكروا الشام و من بها من الروم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إنّكم ستظهرون بالشام و تغلبون عليها و تصيبون على سيف بحرها حصنا يقال له

ص: 273


1- الأصل:«بن» و المثبت عن م.
2- الأصل:«الحرستوائي» و المثبت عن م. و كذا نسبه إلى حرستا، و حرستا قرية على باب دمشق (كما في الأنساب) و النسبة إليها: الحرستاني، و قد ينسب إليها بالحرستي أيضا.
3- ترجمته في ميزان الاعتدال 28/3 و فيه: الحرستاني.
4- كذا بالأصل و في م: حريز.

أنفة (1)،يبعث اللّه منه يوم القيامة اثني عشر ألف شهيدا»[7654].

قال: فسمعت الأوزاعي يقول لأبي: لقد سمعت منك حديثا جيدا يا شيخ (2).

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ و جماعة في كتبهم، قالوا: أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم، أنا سليمان بن أحمد بن أيوب (3)،نا أبو عقيل أنس بن سلم الخولاني، نا العباس بن الوليد الخلاّل (4)،نا جرير (5) بن عتبة بن عبد الرّحمن قال:

سمعت أبي يحدث الأوزاعي و أنا جالس، حدّثني القاسم أبو عبد الرّحمن، عن أبي أمامة الباهلي، قال: كنا جلوسا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فذكروا الشام و من فيها من الروم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إنكم ستغلبون على الشام و تصيبون على بحرها حصنا يقال له أنفة، يبعث منه يوم القيامة اثنا عشر ألف شهيد».

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنا سهل بن بشر، أنا الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب، نا العباس بن الوليد بن صبح الخلاّل، نا جرير بن عتبة، حدّثني أبي، نا أنس بن مالك و أنا في القوم بالبصرة.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم دخل المسجد و الحارث بن مالك نائم، فحرّكه برجله قال:«ارفع رأسك»، قال: فرفع رأسه فقال: بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه، قال: فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«كيف أصبحت يا حارث بن مالك ؟» قال: أصبحت يا رسول اللّه مؤمنا حقا، قال:«إنّ لكلّ حقّ حقيقة، فما حقيقة ما تقول ؟» قال: عزبت (6) عن الدنيا، و أظمأت نهاري، و أسهرت ليلي، و كأنّي انظر إلى عرش ربي، و كأنّي انظر إلى أهل الجنة فيها يتزاورون، و إلى أهل النار يتعاوون، قال: فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«أنت امرؤ نوّر اللّه قلبه، عرفت فالزم»[7655].

ص: 274


1- أنفة بالتحريك بليدة على ساحل بحر الشام شرقي جبل صهيون، بينهما ثمانية فراسخ (معجم البلدان).
2- ميزان الاعتدال 29/3 من طريق العباس بن الوليد الخلال.
3- المعجم الكبير للطبراني 194/8 رقم 7797 و مجمع الزوائد 62/10.
4- ميزان الاعتدال 29/3 من طريق العباس بن الوليد الخلال.
5- في م هنا: حريز.
6- كذا بالأصل، و في م: عرضت، و في ميزان الاعتدال 29/3 عزفت.

4552 - عتبة بن عبد

أبو الوليد السّلمي (1)

صاحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم

سكن حمص.

و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

و روى عنه ابنه يحيى بن عتبة، و خالد بن معدان، و عبد اللّه بن ناسج (2) الحضرمي، و عبد الرّحمن بن عمرو السّلمي، و كثير بن مرّة (3)،و لقمان بن عامر الوصّابي، و راشد بن سعد الفزاري (4)،و عامر بن يزيد (5) البكائي (6)،و شرحبيل بن شفعة، و عبد اللّه بن عامر، و حبيب بن عبيد، و عبد الرّحمن بن أبي عوف، و أبو المثنّى الأملوكي، و شريح بن عبيد، و يزيد ذو مصر، و يزيد بن زيد الجرجاني، و نصر بن علقمة الحمصيون.

و اجتاز بدمشق أو بساحلها من حمص إلى عكا لغزو قبرس مع معاوية بن أبي سفيان - رضي اللّه عنهم-.

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا عبد اللّه بن محمّد بن أسماء، نا عبد اللّه بن المبارك، عن صفوان بن عمرو أن أبا المثنّى الأملوكي حدّثه أنه سمع عتبة بن عبد السّلمي و كان من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم [يقول:] (7) إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«القتل ثلاثة: رجل مؤمن جاهد بنفسه و ماله في سبيل اللّه، حتى إذا لقي العدو و قاتلهم حتى يقتل، ذلك الشهيد الممتحن في خيمة اللّه عز و جل تحت عرشه، لا يفضله النبيون إلاّ

ص: 275


1- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 368/12 و تهذيب التهذيب 65/4 و طبقات ابن سعد 413/7 و أسد الغابة 563/3 و الإصابة 454/2 و سير أعلام النبلاء 416/3 و العبر 103/1، حلية الأولياء 15/2 شذرات الذهب 97/1 ورد فيه: «عتبة بن عبيد» و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 149 و انظر بحاشيته ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- الأصل و م: ناسج، و المثبت عن تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء و انظر المشتبه للذهبي 627/2.
3- في م: مروة.
4- كذا بالأصل، و في م:«الهراوي» و في تهذيب الكمال: المقرائي.
5- كذا بالأصل، و في م و تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء:«زيد».
6- في تهذيب الكمال و تاريخ الإسلام: البكالي.
7- زيادة منا للإيضاح.

بدرجة النبوة، و رجل مؤمن قرف (1) على نفسه من الذنوب و الخطايا، جاهد بنفسه و ماله في سبيل اللّه حتى إذا لقي العدوّ قاتل حتى يقتل، فتلك لساعتها مضمضة محت ذنوبه و خطاياه، إنّ السيف محّاء للخطايا، و أدخل من أي أبواب الجنّة شاء، فإنّ بها ثمانية أبواب، و لجهنّم سبعة أبواب بعضها أفضل من بعض، و رجل منافق جاهد بنفسه و ماله في سبيل اللّه حتى لقي العدو و قاتل حتى يقتل، فذلك في النار، إنّ السيف لا يمحو النفاق» (2)[7656].

قال: نا داود بن رشيد، نا الوليد بن مسلم، عن صفوان بن عمرو (3)،عن أبي المثنّى الأملوكي، عن عتبة بن عبد السّلمي، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنه كان يقول:

«القتلى ثلاثة: مؤمن جاهد بنفسه و ماله في سبيل اللّه حتى إذا لقي العدوّ قاتلهم حتى يقتل، فذلك الشهيد الممتحن في خيمة اللّه تحت عرشه، فلا يفضله النبيون إلاّ بدرجة النبوة، و مؤمن فر (4) على نفسه من الذنوب و الخطايا فجاهد بنفسه و ماله في سبيل اللّه، حتى إذا لقي العدوّ قاتلهم حتى يقتل، ذلك [الشهيد ذاك مضمضة محت ذنوبه و خطاياه، إنّ السيف محّاء للخطايا، و أدخل من أيّ أبواب الجنة شاء، فإنّ لها ثمانية أبواب، و لجهنّم سبعة، بعضها أفضل من بعض، و منافق جاهد بنفسه و ماله في سبيل اللّه حتى إذا لقي العدو قاتلهم حتى يقتل] (5)، ذلك في النار، إنّ السيف لا يمحو النفاق»[7657].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، أنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (6)،نا عصام بن خالد، نا أبو عبد اللّه الحسن بن أيوب، حدّثني عبد اللّه بن ناسج (7) الحضرمي، حدّثني عتبة بن عبد، قال:

أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أصحابه بالقتال، فرمى رجل من أصحابه بسهم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«أوجب هذا»، و قالوا حين أمرهم بالقتال أذّن (8) يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لا نقول كما قالت بنو إسرائيل فَاذْهَبْ أَنْتَ وَ رَبُّكَ فَقٰاتِلاٰ، إِنّٰا هٰاهُنٰا قٰاعِدُونَ و لكن اذهب أنت و ربك فقاتلا إنّا معكما من المقاتلين.

ص: 276


1- الأصل:«قرب» و في م:«فرد» و المثبت عن المختصر 66/16 و قرف الذنب و اقترفه: إذا عمله.
2- عن م و بالأصل: الناق، تصحيف.
3- عن م، و بالأصل:«عمر» خطأ.
4- كذا بالأصل، و في م:«قر» و قد صوبناها «قرف».
5- ما بين الرقمين سقط من م.
6- مسند أحمد بن حنبل 201/6 رقم 17658.
7- بالأصل و م و مسند أحمد: ناسج، و الصواب بالحاء المهملة.
8- بالأصل و م:«بالقتال، إذا أتى رسول».

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا منصور بن أبي مزاحم، نا إسماعيل بن عيّاش، عن عقيل - أو عقيل، شك منصور - عن لقمان بن عامر، عن عتبة بن عبد السلمي قال:

استكسيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فكساني خيشتين، و لقد رأيتني ألبسهما، و أنا أكسي أصحابي.

هو عقيل بن مدرك السّلمي حمصي (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق نا خليفة بن خياط ، قال (2) في تسمية من روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم من الصحابة: عتبة بن عبد السلمي، مات سنة سبع و ثمانين.

و قال خليفة أيضا (3) في تسمية من نزل الشام من الصحابة: عتبة بن عبد السّلمي من بني سليم بن منصور: مات في آخر خلافة عبد الملك بن مروان.

قال محمّد بن عمر الواقدي: مات في سنة سبع و ثمانين، و يقال: سنة اثنتين (4) أو ثلاث و سبعين (5).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد اللّنباني (6)،أنا أبو بكر بن أبي الدنيا نا (7) محمّد بن سعد (8) كاتب الواقدي في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عتبة بن عبد السّلمي.

قال الهيثم: توفي سنة إحدى أو اثنتين و سبعين (9)،قال الواقدي: سنة سبع و ثمانين، و هو ابن أربع و تسعين سنة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا

ص: 277


1- ترجمته في تهذيب الكمال 148/13 و قد روى المزي الخبر السابق من طريقه.
2- قارن مع طبقات خليفة ص 103 رقم 348 و 552 رقم 2834.
3- قارن مع طبقات خليفة ص 103 رقم 348 و 552 رقم 2834.
4- بالأصل و م: اثنين.
5- كذا بالأصل و م و المختصر 67/16 و الذي في طبقات خليفة نقلا عن الواقدي: و تسعين.
6- بالأصل: البناني، تصحيف، و التصويب عن م.
7- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
8- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
9- في تهذيب الكمال نقلا عن الهيثم بن عدي: و تسعين.

أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1) قال:

قال في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: عتبة بن عبد، و كان ينزل الشام، قال الهيثم بن عدي: توفي سنة إحدى أو اثنتين و تسعين، و قال محمّد بن عمر: توفي سنة سبع و ثمانين، و هو ابن أربع و تسعين.

قال الصّوري: كان: تسع، فجعل: سبع.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد:

و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري، قال (2):

عتبة بن عبد أبو الوليد السّلمي، نزل الشام، قال يحيى بن صالح، نا محمّد بن القاسم، قال: سمعت عتبة بن عبد السّلمي يقول: أعطاني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سيفا قصيرا، قال:

«إن لم تستطع أن تضرب به فاطعن به طعنا»[7658].

و قال بعضهم: عتبة بن عبد اللّه، و لا يصح - يعني قوله عبد اللّه-.

كذا قال، و إنما يرويه محمّد بن القاسم عن يحيى بن عتبة، عن عتبة.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (3):

عتبة بن عبد أبو الوليد السّلمي الشّامي، له صحبة، روى عنه خالد بن معدان، و عبد الرّحمن بن عمرو السّلمي، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عنه كثير بن مرّة، و لقمان بن عامر الوصّابي، و عبد اللّه بن ناسج، و راشد بن سعد، و أبو عامر الألهاني، و شرحبيل بن شفعة، و عبد اللّه بن غابر (4)،و حبيب بن

ص: 278


1- طبقات ابن سعد 413/7.
2- التاريخ الكبير للبخاري 521/2/3.
3- الجرح و التعديل 371/6.
4- بالأصل و م و الجرح و التعديل: عامر. و هو أبو عامر عبد اللّه بن غابر الألهاني، و قد جعلوه اثنين، فقد مرّ قبل كلمات: و أبو عامر الألهاني. و هو واحد، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 407/10.

عبيد، و عبد الرّحمن بن [أبي] (1) عوف الجرشي (2)،و ابنه يحيى، و أبو المثنى الأملوكي، و عامر بن زيد البكالي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، عن أبيه، أخبرني أبي [أخبرني] (3) محمّد بن عبد اللّه، عن علي بن عبد اللّه، قال: عتبة بن عبد السّلمي أبو الوليد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا ابن سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو الوليد عتبة بن عبد السّلمي عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر، أنا أبو نصر الخصيب، أخبرني عبد الكريم، أخبرني أبي قال:

أبو الوليد عتبة بن عبد السّلمي نزل الشام.

أخبرنا (4) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (5)،قال: عتبة بن عبد السّلمي أبو الوليد.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسن بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، قال:

عتبة بن عبد السّلمي، و يكنى أبا الوليد، سكن حمص، و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أحاديث.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو الوليد عتبة بن عبد السّلمي - و يقال: بن عبد اللّه، و لا يصح - من بني سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان، له صحبة من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، نزل الشام، و اختلفوا

ص: 279


1- الزيادة عن م و الجرح و التعديل.
2- الأصل و م: الحرشي، و الصواب عن الجرح و التعديل و تهذيب الكمال.
3- الزيادة عن م.
4- الخبر التالي سقط من م.
5- الكنى و الأسماء للدولابي 91/1.

في موته، فقيل: مات في آخر خلافة عبد الملك بن مروان، و قيل: سنة سبع و ثمانين، و قيل سنة اثنتين (1) أو ثلاث و تسعين.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال:

عتبة بن عبد السّلمي يكنى أبا الوليد، و كان اسمه عتلة (2)،فسمّاه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم عتبة، روى عنه ابنه يحيى، و شريح بن عبيد، و لقمان بن عامر، و عبد الرّحمن بن عمرو السّلمي، و حبيب بن عبيد، و غيرهم، عداده في أهل حمص.

أنبأنا أبو علي الحداد، قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ .

عتبة بن عبد السلمي، كان اسمه عتلة، فسمّاه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم عتبة يكنى (3) أبا الوليد، حديثه عند شريح بن عبيد، و لقمان بن عامر، و كثير بن مرّة الحضرمي، و خالد بن معدان، و عبد اللّه بن ناسج، و عقيل بن مدرك، و حبيب بن عبيد الرّحبي، و راشد بن سعد و غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني إبراهيم بن هاني، نا أبو المغيرة الحمصي، نا صفوان بن عمرو.

فإن عتبة بن عبد السّلمي كان اسمه... (4) فسمّاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عتبة.

كذا فيه شيبة، و المحفوظ ... (5).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده بن يزيد الحمصي، نا محمّد بن عوف بن سفيان، نا أبو اليمان، نا إسماعيل بن عيّاش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، قال: قال عتبة بن عبد السلمي، كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إذا أتاه الرجل و له اسم لا يحبه حوّله، و لقد أتيناه سبعة من بني سليم أكبرنا العرباض، و بايعناه جميعا معا (6).

ص: 280


1- الأصل: ثلاثين، تصحيف، و التصويب عن م.
2- ضبطت بفتحتين عن عبد الغني بن سعيد، و قال ابن ماكولا: عتلة بفتح العين و سكون التاء فوقها نقطتان.
3- بالأصل:«عتبة بن أبي الوليد» و التصويب عن م.
4- رسمها بالأصل و م:«سسه» و سيرد في آخر الخبر: شيبة.
5- تقرأ بالأصل: يشبه، و في م:«شسه».
6- رواه ابن الأثير في أسد الغابة من طريق إسماعيل بن عياش.

أخبرنا (1) أبو علي الحدّاد في كتابه، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الوهاب، و أبو زيد الحوطيان، قالا:

أنا أبو اليمان، نا إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد قال: قال عتبة بن عبد السلمي: كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إذا أتاه الرجل و له الاسم لا يحبه حوّله، و لقد أتيناه و إنّا لسبعة من بني سليم، أكبرنا العرباض بن سارية، فبايعناه جميعا معا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني، أنا عبد الرّحمن بن عثمان التميمي، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة الدمشقي (2)،نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن شعيب، نا محمّد بن القاسم الطائي، قال: سمعت يحيى بن عتبة بن عبد يحدث عن أبيه قال:

رآني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أنا غلام حدث، فقال:«ما اسمك ؟» قلت: عتلة بن (3) عبد، قال:

«بل أنت عتبة بن عبد»[7659].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع [بن] (4) علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا محمّد بن الحسين (5) القطّان، نا أبو الأزهر [أحمد بن لأزهر] (6)،[نا] (7) مروان نا (8) محمّد بن شعيب بن شابور، نا الحسن بن أيوب، عن يحيى بن عتبة بن عبد، عن أبيه، [قال] (9) خرجت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

قال: و حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن صفوان بدمشق، نا إبراهيم بن عبد الرّحمن بن دحيم، نا أبي، نا محمّد بن شعيب، نا محمّد بن القاسم الطائي الحمصي قال:

سمعت يحيى بن عتبة بن عبد السلمي، عن أبيه قال:

ص: 281


1- في م: أخبرناه.
2- الحديث أخرجه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 636/1.
3- بالأصل:«عتلة بن عب بن عبد» و التصويب عن م و تاريخ أبي زرعة.
4- سقطت من الأصل و م.
5- «بن الحسين» مكرر بالأصل.
6- ما بين معكوفتين أضيف عن م، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 102/1 و ذكر من شيوخه مروان بن محمد الطاطري.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م.
8- «نا» سقطت من الأصل و م، و زيادتها لازمة، و مروان هو مروان بن محمد الطاطري، و قد ذكر المزي في ترجمته 18/18 من شيوخه محمد بن شعيب بن شابور.
9- مكانها بالأصل:«فا» و الزيادة عن م.

دعاني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«ما اسمك ؟» فقلت: عتلة بن عبد، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«أنت عتبة بن عبد»[7660].

أنبأناه أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، نا أبو عمرو بن حمدان، نا الحسن (1) بن سفيان، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا محمّد بن شعيب، أخبرني محمّد بن القاسم، قال:

سمعت يحيى بن عتبة بن عبد السلمي يحدّث عن أبيه، قال:

دعاني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أنا غلام حدث قال:«ما اسمك ؟» فقلت: عتلة بن عبد، قال:

«بل أنت عتبة بن عبد»، و قال:«أرني سيفك»، فسلّه فنظر إليه، فلما رآه رأى فيه رقة و ضعفا، قال:«لا تضربنّ بهذا، و لكن اطعن بها طعنا»[7661].

و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوم قريظة و النّضير:«من أدخل هذا الحصن سهما وجبت له الجنة»، قال عتبة: فأدخلت ثلاثة أسهم (2)[7662].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا جبارة بن مفلّس، نا مندل بن علي، عن ثور بن يزيد، عن نصر بن علقمة، عن عتبة بن عبد - و كانت له صحبة - قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تقصّوا نواصي الخيل، فإنّه معقود بنواصيها الخير، و لا أعرافها، فإنه دفاؤها، فإنها مذابّها» (3)[7663].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن الهيثم، نا محمّد بن عيّاش، حدّثني أبي، نا ضمضم، عن شريح قال: قال عتبة بن عبد:

بايعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سبع بيعات، خمس على الطاعة - يقول: هنّ يكفّرن - و اثنتان... (4)،قال محمّد بن إسماعيل: سقط عليّ هاهنا حرف.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال الواقدي، و ابن نمير، و أبو موسى:

ص: 282


1- عن م و بالأصل: الحسين، تصحيف.
2- أسد الغابة 460/3 و تهذيب الكمال 369/12.
3- أسد الغابة 459/3.
4- بالأصل: و اثنان، و المثبت عن م.

مات عتبة بن عبد السلمي بحمص سنة سبع و ثمانين، و هو ابن أربع و ثمانين.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أحمد بن محمّد هو ابن عبدوس الطّرائفي، نا عثمان بن سعيد - هو الدارمي - نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن شعيب، نا محمّد بن القاسم، قال: سمعت يحيى بن عتبة يحدّث عن أبيه.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال يوم قريظة و النّضير:«من أدخل هذا الحصن سهما وجبت له الجنة»، قال عتبة: فأدخلت ثلاثة أسهم.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا الحسن بن علي، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا الحكم بن نافع، نا إسماعيل بن عيّاش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، قال: كان عتبة يقول: عرباض خير مني، و عرباض يقول: عتبة خير منّي، سبقني إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بسنة.

أخبرنا أبو عبد الرحيم بن علي، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد اللّخمي، نا عمر بن إسحاق بن إبراهيم، نا محمّد بن إسماعيل بن عياش، نا أبي، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن عتبة بن عبد قال: بايعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم خمسا على الطاعة، و اثنتين (2)على المحبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، قال: قال أبو موسى هارون:

مات عتبة بن عبد السّلمي سنة سبع و ثمانين و هو ابن أربع و تسعين سنة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال:

سنة سبع و ثمانين فيها توفي عتبة بن عبد السّلمي، و كذا قال الواقدي.

و قد قيل: إنه مات سنة ثنتين أو ثلاث و تسعين، و اللّه أعلم.

ص: 283


1- مسند أحمد بن حنبل 205/6 رقم 17675.
2- عن م و بالأصل: و اثنين.

4553 - عتبة بن عتبة بن أبي سفيان صخر

ابن حرب بن أمية الأموي

كان زوج رملة بنت يزيد بن معاوية (1)،ثم خلف عليها (2) عبّاد بن زياد بن أبيه، له ذكر.

4554 - عتبة بن عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان

صخر بن حرب بن أمية الأموي، و يقال له: عتبة الأشراف

و أمّه فاختة بنت عتبة بن أبي سفيان (3).

كان مع أبيه حين خرج من دمشق إلى الحجاز بعد موت معاوية بن يزيد بن معاوية.

و وفد على الوليد بن عبد الملك، و هو شاعر فصيح.

كتب إليّ أبو المظفر محمّد بن أحمد بن محمّد الأبيوردي، قال: قال علماؤنا:

أرسل عنبسة بن أبي سفيان ابنه عثمان إلى عتبة بن أبي سفيان خاطبا، فأجلسه إلى جنبه، و قال: مرحبا بأقرب قريب، يخطب إليّ أحبّ حبيب، ثم قال: زوّجتك فاختة، فأحسن إليها يعذب ذكرك على لساني، فولدت له عتبة الأشراف، و كان أبوه يسميه محمّدا باسم عمّه محمّد بن أبي سفيان، و كانت أمّه تسميه عتبة باسم أبيها، و هو القائل لعبد اللّه بن الزبير حين جفا أباه:

بأي بلا أم بأية نعمة *** أحبّ بني العوّام دون بني حرب

فكنت إذا كالسالك الليل مظلما *** و تارك معروف مذاهبه لحب

و بايع ذو مربيات صحائح *** بعارية الأصلاب مسننة جرب

و قيل له عتبة الأشراف: لأنه ولده عبد المطلب بن هاشم مرتين من قبل أمهاته، و ولده أبو سفيان مرتين من قبل أبيه، و كان فصيحا.

قال: و قال أبو الفرج الأصبهاني: قال: عتبة بن [عثمان بن] (4) عنبسة بن أبي سفيان للوليد بن عبد الملك: لا نسلم على من أدنته شبكة رحم ما دامت الدنيا مسجلة لك، فقال له

ص: 284


1- انظر نسب قريش للمصعب ص 130 و جمهرة ابن حزم ص 111.
2- الذي في جمهرة ابن حزم ص 113 أن عبّاد خلف عليها بعد عتبة بن عتبة.
3- في نسب قريش للمصعب ص 132 أنها تزوجت عبد الرحمن بن زياد بن أبي سفيان فولدت له عبيد اللّه، فقتل يوم مسكن.
4- الزيادة عن م.

أخوه سليمان: إنّ فصاحتكم يا آل أبي سفيان ترد الهادر أشجم (1) و المسجل المبذول، قال أبو عمرو: يقال: سعير الذي لا يدعو أشجم (2) بالجيم.

4555 - عتبة بن قيس

حدّث عن عنبسة بن أبي سفيان.

روى عنه عمر بن الدّرفس الغسّاني.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن الحسين الحنّاني (3) في كتابه، و حدّثنا أبو البركات بن أبي طاهر الفقيه عنه، أنا أبو بكر بن خليل، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن بن القاسم بن درستويه، أنا أبو ذرّ عبد ربّ بن محمّد بن عبد اللّه بن أبي مسهر، حدّثني أبي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا عمر [بن] (4) الدّرفس الغسّاني، نا عتبة بن قيس، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أخته أم حبيبة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«من صلّى قبل الظهر أربعا، و بعدها أربعا حرّمه على النار»[7664].

4556 - عتبة بن معاوية بن عثمان

ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

ذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق و غوطتها من بني أمية، و ذكر أنه كان يسكن دير سابر (5) من إقليم خولان.

4557 - عتبة بن المنذر العبادي الحمصي

4557 - عتبة بن المنذر العبادي (6) الحمصي (7)

سمع أبا أمامة (8) الباهلي، و أبا رهم أحزاب ابن أسيد (9) الظّهري (10) و عمر بن عبد العزيز، و وفد عليه.

ص: 285


1- كذا بالأصل و م.
2- كذا بالأصل و م.
3- الأصل و م: الحمائي، تصحيف و الصواب ما أثبت، قارن مع المشيخة 183/ب.
4- سقطت من الأصل و م.
5- دير سابر: من نواحي دمشق.
6- هذه النسبة ضبطت عن الأنساب بكسر العين المهملة، و فتح الباء المخففة المنقوطة بواحدة. هذه النسبة إلى عباد قبيلة من تجيب.
7- ترجمته في الأنساب (العبادي)، و الجرح و التعديل 374/6.
8- الأصل و م: أمية، تصحيف، و التصويب عن الأنساب.
9- بفتح الألف، قاله المزي، و قال البخاري: بالضم (ترجمته في تهذيب الكمال 476/1).
10- قال ابن ماكولا: بفتح الظاء، و من قال بكسرها فهو خطأ (تهذيب الكمال).

روى عنه: يحيى بن سعيد العطار، و يحيى بن صالح الوحّاظي الحمصيّان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا الهيثم بن خارجة، نا يحيى بن سعيد العطّار سلمى، عن عتبة بن المنذر قال:

رأيت أبا أمامة و أبا رهم، و عمر بن عبد العزيز عليهم قلانس بيض صغار.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (1):

عتبة بن المنذر العبادي الحمصي، سمع أبا أمامة الباهلي، روى عنه يحيى بن سعيد العطّار الحمصي، و يحيى بن صالح الوحّاظي، سمعت أبي يقول ذلك.

4558 - عتبة بن النّدّر السّلمي

4558 - عتبة بن النّدّر (2) السّلمي (3)

له صحبة.

قيل: إنه سكن دمشق و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حديثين.

روى عنه: عليّ بن رباح اللّخمي، و خالد بن معدان الكلاعي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا الحكم بن موسى، نا سويد بن عبد العزيز، عن أبي وهب، عن مكحول، عن عتبة بن النّدّر السّلمي.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا انتاط (4) غزوكم، و كثرت العزائم، و استحلّت المغانم، فخير جهادكم الرباط »[7665].

ص: 286


1- الجرح و التعديل 374/6.
2- النّدّر: بضم النون و فتح الدال المشددة (تهذيب الكمال).
3- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 373/12 و تهذيب التهذيب 67/4 الإصابة 456/2 و أسد الغابة 466/3 و تقريب التهذيب 5/2 و حلية الأولياء 15/2 و الاستيعاب 117/3 و العبر 98/1 و سير أعلام النبلاء 417/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 150 و انظر بهامشه أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- انتاط : بعد (اللسان: نوط ).

هكذا رواه الحكم بن موسى و قصر به.

و رواه دحيم (1) و محمّد بن هاشم البعلبكّي، و علي بن بحر (2) بن برّي، و عباس بن حمّاد المدائني، و محمّد بن [أبي] (3) السّري العسقلاني، و عمرو (4) بن عثمان، و محمد (5) بن مصفّى، عن سويد فزادوا في إسناده: خالد بن معدان بين مكحول و عتبة.

فأما حديث دحيم.

فأخبرناه: أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أحمد بن عبد اللّه بن صفوان، نا إبراهيم بن عبد الرّحمن، نا أبي، نا سويد بن عبد العزيز، نا عبيد اللّه بن عبيد الكلاعي، عن مكحول عن خالد (6) بن معدان، عن عتبة بن النّدّر السّلمي، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إذا كثرت العزائم، و استحلّت الغنائم، فخير جهادكم الرباط ».

و أمّا حديث محمّد و ابن بحر.

فأنبأناه أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن محمّد بن هاشم البعلبكي، نا أبي.

ح قال: و نا الحسين بن إسحاق التستري، نا علي بن بحر.

قالا: نا سويد بن عبد العزيز، نا أبو وهب عبيد اللّه (7) بن عبيد الكلاعي، عن مكحول، عن خالد بن معدان، عن عتبة بن النّدّر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إذا انتاطت مغازيكم، و استحلت الغنائم، و كثرت العزائم فخير جهادكم الرباط »[7666].

و أما حديث عباس.

ص: 287


1- تقرأ بالأصل: حكيم، تصحيف، و التصويب عن م، و سيرد الاسم صوابا.
2- في م: يحيى، تصحيف و الصواب ما أثبت، ترجمته سير أعلام النبلاء 12/11.
3- زيادة عن م.
4- الأصل: عمر، تصحيف، و الصواب عن م.
5- بالأصل: عمر، تصحيف، و التصويب عن م.
6- بالأصل: بن، تصحيف و الصواب عن م.
7- الأصل: عبد اللّه، تصحيف، ترجمته في تهذيب الكمال 238/12.

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني إبراهيم بن هانئ، نا عباس بن حمّاد المدائني، نا سويد بن عبد العزيز الدمشقي، نا عبيد اللّه بن عبيد (1) الكلاعي، عن مكحول، عن خالد بن معدان، عن عتبة بن النّدّر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إذا انتاط غزوكم و كثرت العزائم، و استحلت الغنائم، فخير جهادكم الرباط »[7667].

و أمّا حديث ابن أبي السّري.

فأخبرناه أبو محمّد الآبنوسي في كتابه، و أخبرني أبو الفضل محمّد بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم، نا ابن أبي السّري، نا سويد بن عبد العزيز، عن أبي وهب الكلاعي، عن مكحول، عن خالد بن معدان، عن عتبة بن النّدّر السّلمي فذكر معناه.

و أمّا حديث عمرو و ابن مصفّى.

فأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد - إجازة - أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن إسحاق الأهوازي، نا جعفر بن محمّد الفريابي، نا دحيم.

ح قال: و نا أبو بكر الآجري، نا عبد اللّه بن سليمان، نا عمرو (2) بن عثمان، و محمّد بن مصفى.

قالوا: أنا سويد بن عبد العزيز، نا عبيد اللّه بن عبيد الكلاعي، أبو وهب، عن مكحول، عن خالد بن معدان، عن عتبة بن النّدّر السّلمي قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إذا انتاط (3) غزوكم، و كثرت العزائم، و استحلت الغنائم، فخير جهادكم الرباط »[7668].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد أبو البركات: و أبو الفضل الباقلاني قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط ، قال (4):

ص: 288


1- بالأصل و م: عبد، تصحيف، انظر ما تقدم.
2- عن م و بالأصل: عمر، تصحيف.
3- الأصل: انتطاط ، و التصويب عن م.
4- انظر طبقات خليفة بن خيّاط ص 103 رقم 349 و ص 552 رقم 2837.

عتبة بن النّدّر من بني سليم بن منصور، مات في ولاية عبد الملك.

و قال في موضع آخر: سنة أربع و ثمانين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد، قال:

عتبة بن ندّر بن السلمي، و كان ينزل دمشق، و مات سنة أربع و ثمانين (1).

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي، قال: عتبة بن النّدّر السّلمي له حديثان (2).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثني أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (3):

عتبة بن النّدّر السّلمي له صحبة، روى عنه خالد بن معدان، و يقال: روى عنه عليّ بن رباح، (4)[قال ابن المبارك عن سعيد بن يزيد عن الحارث بن يزيد عن عتبة بن حصن (5)[عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في قصة موسى] (6).

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي إذنا و أبو عبد اللّه الخلال شفاها، قالا: أنا أبو القاسم ابن منده أنا أبو علي إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (7):

عتبة بن النّدّر [السلمي] (8) شامي له صحبة، روى عنه خالد بن معدان، و عليّ بن رباح اللّخمي سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 289


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
2- تهذيب الكمال 374/12.
3- التاريخ الكبير للبخاري 521/2/3.
4- من هنا سقط بالأصل، نستدركه بين معكوفتين عن م، و سنشير إلى نهايته في موضعه.
5- في م: حمص، و المثبت عن التاريخ الكبير، و انظر ترجمة عتبة بن حصن في الإصابة 453/2.
6- ما بين معكوفتين سقط من م و أضيف عن التاريخ الكبير، راجع الحديث في الإصابة في ترجمة عتبة بن حصن.
7- الجرح و التعديل 374/6.
8- الزيادة عن الجرح و التعديل.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية من نزل الشام من مضر: عتبة بن النّدّر السلمي.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أحمد بن عمير قراءة قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الأولى: و عتبة بن النّدّر السلمي.

قال أبو سعيد: حمصي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد قال:

عتبة بن الندر السلمي سكن الشام، و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حديثا.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال:

عتبة بن النّدّر السلمي، روى عنه علي بن رباح، و خالد بن معدان.

أنبأنا أبو القاسم علي الحداد قال: قال لنا أبو نعيم: عتبة بن الندر السلمي، حديثه عند علي بن رباح، و خالد بن معدان.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):

و مات في خلافة عبد الملك بن مروان عتبة بن النّدّر.

قال خليفة: و في سنة ست و ثمانين مات عبد الملك بن مروان.

4559 - عتبة بن هشام بن يزيد بن خالد

ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

من ساكني قرحتا.

له ذكر في كتاب أبي الحسن أحمد بن حميد الذي ذكر فيه تسمية من [كان من] كتّاب بدمشق و غوطتها من بني أمية.

ص: 290


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 300.

4560 - عتبة الأعور بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان

صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس (1)

و أمه أم ولد.

ذكره أبو جعفر الطبري في تاريخه.

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

حكى عنه يزيد بن يحيى القرشي.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البناء، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال (2):

و ولد يزيد بن معاوية - فذكر جماعة ثم قال: و محمدا، و عثمان، و عتبة، و يزيد ثم ذكر غيرهم و هم لأمهات أولاد قرأت على أبي محمد عبد اللّه بن أسد بن عمار عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أحمد بن سليمان بن حذلم (3)،أنا يزيد بن محمّد بن عبد الصمد، نا سليمان بن عبد الرحمن، نا يزيد بن يحيى، نا يحيى بن يحيى و عتبة بن يزيد بن معاوية: أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عدي بن أرطأة (4).

أما بعد، فإني قد كتبت إليك بكتب كثيرة أنهاك فيها عن الاقتداء، بالحجاج بن يوسف، فإنه كان بلاء على أهل العراق، وافق خطيئة قوم أعمالهم. فبلغ اللّه في ذلك ما أحبّ ، ثم انقطع ذلك البلاء، و أقبلت عافية اللّه، فلو لم يكن ذلك إلاّ جمعة (5) واحدة كان عطاء من اللّه، و منّا عظيما، و نهيتك عن الاقتداء به في الصلاة، فإنه كان يؤخرها تأخيرا عظيما لم يحل له ذلك، و نهيتك عن الاقتداء به في الزكاة، فإنه كان يأخذها، ثم يسيء (6) مواضعها، فاجتنب (7) ما نهيتك عنه و السلام.

ص: 291


1- انظر نسب قريش للمصعب ص 130.
2- انظر الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 128 و 130.
3- في م: حذام، تصحيف.
4- نص الكتاب - و باختلاف - في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 107.
5- في سيرة عمر لابن الجوزي: يوما واحدا أو جمعة واحدة.
6- في سيرة ابن الجوزي: مواقعها.
7- عند ابن الجوزي: فاجتنب ذلك منه، و احذر العمل به فإن اللّه عز و جل، قد أراح منه، و طهر العباد و البلاد من شره و السلام.

4561 - عتبة

أبو (1) أمية الدمشقي

روى عن أبي سلام الأسود.

روى عنه: معاوية بن صالح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن زياد القطان، نا محمد بن إسماعيل السلمي، نا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح عن عتبة أبي أمية الدمشقي عن أبي سلام الأسود الدمشقي عن ثوبان أنه قال:

رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم توضأ فمسح على الخفين و على الخمار يعني العمامة.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد نا - أبو بكر الخطيب، أنا أبو عمر محمد بن محمد بن علي بن حبيش التمار، أنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، نا علي بن داود القنطري، أنا عبد اللّه بن صالح عن عتبة أبي (2) أمية الدمشقي عن أبي سلام الأسود عن ثوبان مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

ح و أخبرناه أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد الحداد في كتابه.

و أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمد الحلواني عنه، أنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن حسنويه، نا أحمد بن جعفر بن معبد أبو جعفر - نا أحمد بن مهدي، نا عبد اللّه بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن عتبة أبي أمية عن أبي سلام الدمشقي عن ثوبان أنه قال:

رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يتوضأ، و مسح على الخفين و الخمار يعني العمامة.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ نا.

ح و أنبأنا أبو علي و غيره قالوا:

أنا أبو بكر بن ريذة الأصبهاني قالا:

ص: 292


1- في م:«بن» تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في التاريخ الكبير 525/2/3 و الجرح و التعديل 374/6 و الأسامي و الكنى للحاكم 341/1.
2- في م: بن، تصحيف.

أنا سليمان بن أحمد، نا بكر بن سهل، نا عبد اللّه بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن عتبة أبي أمية الدمشقي عن أبي سلام الأسود عن ثوبان قال:

رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم توضأ فمسح على الخفين و على الخمار - يعني العمامة.

رواه ليث بن سعد عن معاوية بن صالح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، أنا محمد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني: أبو أمية عتبة الدمشقي روى عنه معاوية بن صالح، روى عن أبي سلام الأسود عن ثوبان عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: في المسح على الخفين و الخمار.

لم يرو عن أبي أمية غير معاوية.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد:

و محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان - أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل قال (1):

عتبة أبو أمية الدمشقي قال: عبد اللّه بن صالح، فذكر الحديث الأول.

أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا، و أبو عبد اللّه الخلال شفاها.

قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد قالا:

أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (2):

عتبة أبو أمية الدمشقي روى عن أبي سلام، روى عنه معاوية بن صالح سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي قال:

أبو أمية عتبة الدمشقي.

ص: 293


1- التاريخ الكبير 525/2/3.
2- الجرح و التعديل 374/6-375.

أنبأنا أبو جعفر محمد بن [أبي] (1) علي، أنا أبو بكر الصفار] (2)،أنا (3)أحمد (4) بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد بن الحاكم (5) قال:

أبو أمية عتبة الدمشقي عن ثوبان مولى رسول اللّه (6) صلّى اللّه عليه و سلّم، و ممطور أبي سلام. روى عنه معاوية بن صالح.

هذا وهم فإنه لا يروي عن ثوبان، و إنما يروي عن أبي سلام عن ثوبان.

4562 - عتبة العابد

حكى عنه أبو حفص الأموي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو طاهر محمّد بن الحسين، عن [أبي] (7) علي الأهوازي، أنا عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر القرشي، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن علي بن هارون البردعي، حدّثني إسماعيل بن علي الورّاق، قال: سمعت أبا حفص الأموي المفلوج يقول: سمعت عتبة العابد الدمشقي يقول:

ليس لمن حاد عن اللّه حياة إلاّ أن يرجع إليه، و لن يصل أحد إلى اللّه و بينه و بين أحد سبب يتعلّق به، حتى يطرح الأسباب كلها، فإذا وصل لم يرجع أبدا.

آخر الجزء الثالث و الأربعين بعد الأربعمائة من الفرع.

ص: 294


1- زيادة لازمة.
2- إلى هنا ينتهي السقط من الأصل و الاستدراك عن م.
3- مكانها بالأصل قال. و المثبت عن م.
4- «أحمد» سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
5- كذا بالأصل و م: بن الحاكم. و انظر الخبر في الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 341/1 رقم 260.
6- الأسامي و الكنى: النبي صلّى اللّه عليه و سلم.
7- الزيادة عن م.

ذكر من اسمه عتيق

4563 - عتيق بن أحمد بن إبراهيم

أبو الحسين الإسكندراني المعروف بابن الكاتب

سمع بساحل دمشق أبا الحسين بن جميع بصيدا، و أحمد بن كليب الطّرسوسي بأطرابلس، و بمكة: أبا الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس، و أبا العباس أحمد بن عمر الكرجي (1)،و أبا القاسم عبيد اللّه بن محمّد السّقطي، و بمصر: القاضي أبا الحسن علي بن محمّد بن إسحاق الحلبي، و أبا عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن الوشاء، و أبا (2) مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب، و أبا الحسين عبد الكريم بن أبي جدار، و بإسكندرية: أبا إسحاق إبراهيم بن عمر بن محمّد بن أبي طبنة، و الحسن بن عمر بن الحسن بن أبي إسحاق الفقيه الاسكندرانيّين.

سمع منه محمّد بن علي بن محمّد بن طلحة.

4564 - عتيق بن عبد العزيز بن الوليد

ابن عبد الملك (3) بن مروان بن الحكم بن أبي العاص

ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي (4)

كان ترشح للخلافة، و لما أراد الوليد بن يزيد أن يبايع لابنيه الحكم و عثمان ابني الوليد بولاية العهد (5) عورض في ذلك، و أشير عليه أن يبايع لعتيق، فأبى الوليد، ذكر ذلك علي بن

ص: 295


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى الكرج بلدة من بلاد الجبل، بين أصبهان و همذان ذكره السمعاني قال: و أبو العباس الكرجي القاضي المقيم بمكة. و في م: الكرخي.
2- في م: أبو.
3- في م: عبد اللّه، تصحيف.
4- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 165 و جمهرة ابن حزم ص 89 و تاريخ الطبري 232/7.
5- انظر تفاصيل أوردها الطبري في تاريخه في هذا الشأن 218/7 و بعدها حوادث سنة 125.

محمّد المدائني عن شيوخه (1).

و إلى عتيق هذا تنسب أرض عتيق فوق الأرزة من إقليم بيت لهيا.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال (2):

فولد عبد العزيز بن الوليد: عبد الملك، و عتيقا، و أمّهما ميمونة بنت عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن (3) بن أبي بكر الصدّيق، بقي عتيق حتى قتله عبد اللّه بن علي و كان له قدر بالشام، ترشّح للخلافة، و له يقول الشاعر:

ذهب الجود غير جود عتيق *** بن عبد العزيز من (4) ميمونة

4565 - عتيق بن علي بن داود بن علي

ابن يحيى بن عبد اللّه بن إبراهيم

أبو بكر التميمي الصّقلّي (5) الزاهد المعروف بالسّمنطاري (6)(7)

رحل إلى المشرق في طلب الحديث.

و سمع بأصبهان أبا نعيم الحافظ ، و أبا الفتح محمّد بن عبد الرزّاق حفيد أبي (8) الشيخ، و سهل بن محمّد بن الحسن الخلنجي، و أبا الفضل عبد الرّحمن بن أحمد الرازي، و بدمشق: أبا بكر محمّد بن الحسين بن الحرمي، و بالموصل: أبا الفتح محمّد بن عبيد اللّه بن أحمد بن و دعان، و أبا الحسن أحمد بن الفتح بن فرعان، و ببغداد: أبا القاسم الأزجي، و أبا الحسن بن القزويني، و بشرى بن عبد اللّه القايني،[و بزنجان: أبا علي

ص: 296


1- تاريخ الطبري 232/7 (حوادث سنة 26).
2- الخبر في نسب قريش للمصعب ص 165 فكثيرا ما كان الزبير بن بكار يأخذ عن عمه المصعب.
3- «بن عبد اللّه بن عبد الرحمن» مكرر بالأصل.
4- الأصل و م:«بن» و المثبت عن نسب قريش.
5- هذه النسبة إلى صقلية بثلاث كسرات و تشديد اللام و الياء، قاله ياقوت، و ضبطت «الصقلي» في الأنساب بفتح الصاد و القاف. و صقلية جزيرة من جزائر بحر المغرب (ياقوت - الأنساب).
6- السمنطاري نسبة إلى سمنطار، قرية في جزيرة صقلية.
7- ترجمته في معجم البلدان (سمنطار).
8- في م: ابن.

إسماعيل بن موسى البغلي، و أبا الحسن علي بن عمر الحساني، و أبا جعفر محمد بن المنعم] (1) و بالأهواز: أبا تمام عبد اللّه (2) بن أحمد بن علي بن عبدوس، و القاضي أبا الحسن علي بن محمّد بن إسحاق، و بصيدا الحسن بن محمّد بن جميع، و بصور: سليم بن أيوب، و بحرّان: أبا القاسم الزيدي، و بآمد: أبا منصور محمّد بن أحمد بن القاسم الأصبهاني.

و سمع بالكرج، و بمصر، و بروجرد، و روذراور (3)،و نهاوند، و همذان (4)، و ميّافارقين.

روى عنه أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن بن مسلم الصّقلّي، و أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن حبش الفقيه الصّوري، و صنّف كتابا في الزهد و غيره، سماه دليل القاصدين في اثني عشرة مجلدة، يشتمل على فوائد كثيرة، و جمع معجم البلدان التي سمع بها الحديث في جزءين، ذكر فيه تسمية ما سمعه في كلّ بلد دخله عن كلّ شيخ، و جميع شيوخه سبعة و سبعون شيخا.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، نا القاضي أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسين بن صمدون - من لفظه - حدّثني أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن بن المسلّم الصّقلّي - بصور - نا أبو بكر عتيق بن علي بن داود الصّقلّي، نا أبو بكر محمّد بن الحرمي بن الحسين الحمصي - بدمشق - نا أبو القاسم الربيع بن عمرو الحمصي، نا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري، حدّثني هارون بن صمدون، نا العباس بن محمّد بن المنقري، قال:

قدم حسين بن حسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المدينة حاجّا، فاشتريت منه حقّه في صدقة أبيه بذي المروة (5) احتجنا إلى أن نوجّه رسولا يقتضي الثمن، و كان في الجوف (6)،فأبى الرسول أن يخرج، و خاف على نفسه من الطريق، فقال

ص: 297


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
2- في م: عبد الملك.
3- بضم أوله و سكون ثانيه و ذال معجمة و واو مفتوحة، كورة قرب نهاوند من أعمال الجبال (معجم البلدان).
4- الأصل و م بالدال المهملة.
5- ذو المروة: قرية بوادي القرى (راجع معجم البلدان).
6- الجوف موضع في ديار عاد (راجع معجم ما استعجم) و الجوف أرض لبني سعد، و الجوف في مواضع أخرى (راجع معجم البلدان).

الحسين بن الحسين: أنا أكتب لك رقعة فيها حرز لن يضرك شيء إن شاء اللّه، فكتب له رقعة و جعلها الرسول في صرّته، فذهب الرسول، فلم يلبث أن جاء سالما، فقال: مررت بالأعراب يمينا، فما هيّجني منهم أحد، فقال حسين بن حسين: ربّما خرجت في الرّفقة فيعدى عليها، فأسلم أنا إذ عليّ الحرز، و قال: هو خير لك مما ابتغيت من الثمن.

و الحرز عن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب و إن هذا الحرز كان الأنبياء يتحرز به من الفراعنة: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، قٰالَ :

اخْسَؤُا فِيهٰا وَ لاٰ تُكَلِّمُونِ (1) إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمٰنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (2) أخذت بسمع اللّه و بنصره (3)و قوته على أسماعكم و أبصاركم و قوّتكم، يا معشر الجنّ و الإنس و الشياطين و الاعراب و السباع و الهوامّ و اللصوص مما يخاف فلان و يحذر فلان بن فلان، سترت بينه و بينكم بستر النبوّة التي استتروا (4)بها من سطوات الفراعنة، جبريل عن أيمانكم، و ميكائيل عن شمائلكم، و محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم أمامكم، و اللّه تعالى من فوقكم، يمنعكم من فلان بن فلان في نفسه و ولده و أهله و شعره و بشره و ماله، و ما عليه، و ما معه، و ما تحته، و ما فوقه، وَ إِذٰا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنٰا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ الَّذِينَ لاٰ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجٰاباً مَسْتُوراً (5)، وَ جَعَلْنٰا عَلىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذٰانِهِمْ وَقْراً (6)، وَ إِذٰا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلىٰ أَدْبٰارِهِمْ نُفُوراً (7)،و صلّى اللّه على محمّد و سلّم كثيرا.

بلغني أن عتيقا توفي ليلة الاثنين لثمان بقين من شهر ربيع الآخر سنة أربع و ستين و أربعمائة (8).

ص: 298


1- سورة المؤمنون، الآية:108.
2- سورة مريم، الآية:18.
3- كذا بالأصل، و في م و المختصر 70/16 و بصره.
4- الأصل:«استوا» و المثبت عن م و المختصر.
5- سورة الإسراء، الآية:54.
6- سورة الأنعام، الآية:25.
7- سورة الإسراء، الآية:46.
8- رواه ياقوت في معجم البلدان نقلا عن ابن عساكر.

4566 - عتيق بن عمران بن محمّد

أبو بكر الربيعي (1)السّبتيّ (2)(3)

قدم دمشق سنة أربع و ثمانين و أربعمائة، و حدّث بها عن أبي يعلى أحمد بن محمّد المالكي، و أبي القاسم عبد الملك بن علي بن خلف بن شعبة الأنصاري البصريين، و أبي عبد اللّه الحميدي، و أبي الحسين بن الطّيّوري.

سمع منه الفقيه نصر بن إبراهيم الزاهد، و خالي أبو المعالي القاضي، و حدّثنا عنه الفقيه أبو الحسن.

أخبرنا أبو الحسن علي بن مسلّم (4)،حدّثني أبو بكر عتيق بن عمران بن محمّد الرّبعي (5)لفظا بدمشق أنا الشيخ الإمام أبو يعلى أحمد بن محمّد العبدي الفقيه المالكي - بقراءتي عليه - أنا أبو عبد اللّه الحسين بن الحسن المعروف بابن الطّيّوري، نا إبراهيم بن محمّد بن عبد السلام، نا إبراهيم بن فهد، نا وهب بن جرير، نا عنبس بن ميمون، عن مطر الوراق، و عن أبي نضرة (6)،عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«من قال لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له إلها واحدا، فردا صمدا، لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ،إحدى عشرة مرة، كتب اللّه له ألفي ألف حسنة، و من زاد زاد اللّه عزّ و جلّ »[7669].

قرأت بخط أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن قبيس، بلغنا أن القاضي أبا بكر عتيق بن عمران بن محمّد المالكي السّبتي شيخنا - قدّس اللّه روحه و رضي عنه - قتله أمير الجيوش، و كان طالب بلده بعد مرجعه من بغداد، فردّته الريح إلى الإسكندرية، فحمل (7)إليه يقتله، و ذلك في بعض شهور سنة أربع و ثمانين و أربعمائة، و كان قد سمع ببغداد و غيرها،

ص: 299


1- كذا بالأصل، و في م و الأنساب و المختصر:«الرّبعي» صوبناه فيما يلي.
2- في الأنساب (السبتي) ضبطت بفتح السين المهملة و سكون الباء هذه النسبة إلى سبتة مدينة من بلاد المغرب من بلاد العدوة على ساحل البحر.
3- ترجمته في الأنساب (السبتي).
4- في م مكانها بياض، مقداره عدة كلمات.
5- بالأصل:«بن محمد بن محمد الربيعي»، و المثبت عن م.
6- بالأصل و م: نصرة، بالصاد المهملة، تصحيف، و هو أبو نضرة المنذر بن مالك بن قطعة العبدي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 529/4.
7- الأصل: فجعل، و التصويب عن م.

و اجتاز بدمشق و أقام بها أشهرا، و بلغني أن سبب قتله أنه وجدت معه كتب من الخليفة المقتدي بأمر اللّه إلى أمير المغرب.

4567 - عتيق بن محمّد

أبو بكر القرشي المقرئ

حدّث عن القاضي الميانجي.

روى عنه علي بن محمّد الحنّائي.

قرأت بخط أبي الحسن الحنّائي، أنا أبو بكر عتيق بن محمّد القرشي المقرئ، نا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي، نا أحمد بن ساكن، نا يعقوب بن إبراهيم، نا هشيم، نا... (1)بن حكم، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«يا ابن أم عبد تدري من أفضل المؤمنين إيمانا؟» قال: اللّه و رسوله أعلم،[قال:] (2)«إنّ أحسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا، لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يحبّ للناس ما يحبّ لنفسه، و حتى يأمن جاره بوائقه»[7670].

أخبرناه (3)عاليا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم البغوي، نا عبد اللّه بن مطيع، نا هشيم، عن الكوثر (4)،عن نافع، عن ابن عمر قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لعبد اللّه بن مسعود:

«يا ابن أم عبد هل تدري من أفضل المؤمنين إيمانا؟» قال: اللّه و رسوله أعلم، قال:

«أفضل المؤمنين إيمانا أحاسنهم أخلاقا الموطئون أكنافا»[7671].

قال: و نا عبد اللّه بن مطيع، نا هشيم، عن كوثر، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يحبّ للناس ما يحبّ لنفسه و حتى يؤمن جاره بوائقه»[7672].

ص: 300


1- غير واضحة بالأصل و نميل إلى قراءتها:«الكوير» و تقرأ في م: الكدير بن حكيم.
2- الزيادة عن م.
3- الخبر التالي سقط من م.
4- كذا رسمها بالأصل.

[ذكر من اسمه] عتيبة

اشارة

[ذكر من اسمه] (1)عتيبة (2)

4568 - عتيبة بن عبد العزّى أبي لهب

4568 - عتيبة (3)بن عبد العزّى أبي (4)لهب

ابن عبد المطّلب شيبة بن هاشم بن (5)عبد مناف

ابن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب

أبو واسع الهاشمي

ابن عمّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

زوّجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قبل أن يوحى إليه بابنته أم كلثوم فلم يبن بها حتى أوحي إليه، و أنزل في أبوي عتيبة سورة:«تبّت» ففارقها، و أمّه أم جميل بنت حرب بن أمية بن عبد شمس.

و قدم الزرقاء (6)من عمل دمشق، فأكله بها الأسد بدعوة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، له شعر و ذكر.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم، قال: كتب إليّ أبو رجاء هبة اللّه بن محمّد بن علي الشيرازي أن أبا العباس إسماعيل بن عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس البزّاز أخبرهم أنا أبو الحسين علي بن عبد اللّه بن الفضل بن العباس بن محمّد البغدادي، نا أبو عيسى أحمد بن محمّد بن الفراء، نا محمّد بن حميد، نا سلمة بن الفضل،

ص: 301


1- زيادة لازمة منا.
2- في م: عتبة في الموضعين، تصحيف.
3- في م: عتبة في الموضعين، تصحيف.
4- الأصل و م: بن أبي لهب، خطأ، و الصواب حذف «بن» و أبو لهب هو عبد العزى، و أبو لهب كنيته، راجع جمهرة ابن حزم ص 72. و لهب ضبطت أيضا بفتح فسكون و بها قرئت في قوله تعالى تَبَّتْ يَدٰا أَبِي لَهَبٍ وَ تَبَّ و هي قراءة ابن محيصن و ابن كثير، راجع تفسير ابن حيان 525/8.
5- أقحم بعدها بالأصل:«عمرو بن».
6- الزرقاء: موضع بالشام بناحية معان (معجم البلدان).

حدّثني محمّد بن إسحاق، عن عثمان بن عروة بن الزبير، عن أبيه، عن هبّار بن الأسود، قال (1):

كان أبو لهب و ابنه عتبة (2) بن أبي لهب تجهزا (3) إلى الشام فتجهزت معهما فقال ابنه عتبة: و اللّه لأنطلقنّ إلى محمّد و لأؤذينّه في ربّه - سبحانه - فانطلق حتى أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: يا محمّد هو يكفر بالذي دَنٰا فَتَدَلّٰى، فَكٰانَ قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ (4)،فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«اللّهم ابعث عليه (5)كلبا من كلابك»، ثم انصرف عنه، فرجع إلى أبيه فقال: يا بنيّ ما قلت له ؟ فذكر له ما قال له، قال: فما قال لك ؟ قال: قال:«اللّهم سلّط عليه كلبا من كلابك»، فقال: يا بنيّ و اللّه ما آمن عليك دعاءه فسرنا حتى نزلنا الشّراة و هي مأسدة، فنزلنا إلى صومعة راهب، فقال الراهب: يا معشر العرب ما أنزلكم هذه البلاد؟ فإنّما يسرح الأسد فيها كما تسرح الغنم، فقال لنا أبو لهب: إنّكم قد عرفتم كبر سنّي و حقّي، فقلنا: أجل يا أبا لهب، فقال: إنّ هذا الرجل قد دعا على ابني دعوة و اللّه ما آمنها عليه، فاجمعوا متاعكم إلى هذه الصومعة، و افرشوا لابني عليها، ثم افرشوا حولها، ففعلنا، فجمعنا المتاع [ثم] (6)فرشنا حوله، فبينا نحن حوله و أبو لهب معنا أسفل و بات هو فوق المتاع، فجاء الأسد، فشمّ وجوهنا، فلمّا لم يجد ما يريد تقبّض، فوثب وثبة فإذا هو فوق المتاع، فشمّ وجهه، ثم هزمه [هزمة] (7)هزمه ففسخ رأسه فقال أبو لهب: قد عرفت أنه لا ينفلت من دعوة محمّد[7673].

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن بيري - إجازة - أنا محمّد بن الحسين بن محمّد، نا أحمد بن زهير بن حرب، نا أحمد بن المقدام، نا زهير بن العلاء، نا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قال:

و تزوج أم كلثوم ابنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عتيبة بن عبد العزّى أبي (8)لهب، فلم يبن بها حتى بعث النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و كانت رقية ابنة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم عند أخيه عتبة بن عبد العزى أبي لهب، فلما أنزل اللّه

ص: 302


1- أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة رقم 380 ص 454.
2- كذا بالأصل و م و أصل دلائل النبوة لأبي نعيم، و قد صححه محققه «عتيبة» و هذا هو الصحيح، فالذي مات كافرا هو عتيبة أما عتبة فقد مات مسلما (هامش دلائل النبوة، و انظر الإصابة 122/6) جاءت «عتبة» في كل مواضع الخبر.
3- الأصل: تجهز، و التصويب عن م.
4- سورة النجم، الآيتان 8 و 9.
5- الأصل: عليك، و التصويب عن م و دلائل أبي نعيم.
6- الزيادة عن م و دلائل أبي نعيم.
7- الزيادة عن دلائل أبي نعيم.
8- الأصل «بن» و التصويب عن م.

تعالى تَبَّتْ يَدٰا أَبِي لَهَبٍ قال أبو لهب لابنيه: عتيبة و عتبة: رأسي من رأسيكما (1) حرام إن لم تطلّقا ابنتي محمّد، و سأل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم عتبة طلاق رقيّة، و سألته رقيّة ذلك، فقالت له أمه و هي حمّالة الحطب: طلّقها يا بنيّ ، فإنها قد صبت، فطلّقها، و طلّق عتيبة أم كلثوم، و جاء إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حين فارق أم كلثوم و قال: كفرت بدينك و فارقت ابنتك، لا تحبّني و لا أحبّك، ثم سطا عليه فشقّ قميص النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو خارج نحو الشام تاجرا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أما إنّي أسأل اللّه أن يسلّط عليك كلبه»، فخرج في تجر (2) من قريش حتى نزلوا بمكان من الشام يقال له الزرقاء ليلا، فأطاف بهم الأسد تلك الليلة، فجعل عتيبة (3) يقول: يا ويل أمي، هو و اللّه آكلي، كما دعا محمّد عليّ ، أ قاتلي ابن أبي كبشة (4) و هو بمكة و أنا بالشام، فعدا عليه الأسد من بين القوم، فأخذ برأسه و ضغمه ضغمة فدغه، فتزوج عثمان بن عفّان رقيّة، فتوفيت عنده و لم تلد له.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال (5):

و ولد أبو لهب بن عبد المطّلب - و اسمه: عبد العزّى-: عتبة و معتّبا و عتيبة، لا عقب له، و هو الذي أكله الأسد، و أمّهم جميعا أم جميل بنت حرب بن أمية بن عبد شمس، [و هي:] حمّالة الحطب.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، قال: سمعت العباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: ولد أبو لهب: عتبة، و عتيبة، قال يحيى: و عتيبة أبو واسع.

أنبأنا أبو محمّد الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - أنا أحمد بن القاسم الميانجي - إجازة - نا أحمد بن طاهر بن النجم، نا سعيد بن عمرو البردعي،

ص: 303


1- الأصل و م: رأسكما.
2- تجر جمع تاجر.
3- الأصل: عتبة، تصحيف و التصويب عن م.
4- في تاج العروس بتحقيقنا: كبش: و كان المشركون يقولون للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم ابن أبي كبشة، و أبو كبشة كنيته، و في حديث أبي سفيان و هرقل: لقد أمر أمر ابن أبي كبشة يعني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: قبل شبهوه بأبي كبشة: رجل من خزاعة، ثم من بني غبشان خالف قريشا في عبادة الأصنام و عبد الشعرى العبور، و إنما شبهوه به لخلافه إياهم إلى عبادة اللّه تعالى كما خالفهم أبو كبشة إلى عبادة الشعرى.
5- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 89.

قال: قال لي أبو زرعة الرازي: حدّثت عن إسماعيل بن مجالد، عن مجالد، عن الشعبي قال:

ما ولد عبد المطلب ذكرا و لا أنثى إلاّ يقول الشعر، غير محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم.

4569 - عتيد بن ضرّار بن سلامان الكلبي

4569 - عتيد بن ضرّار بن سلامان الكلبي (1)

أخو أبي الخطار الحسام (2) بن ضرار، شاعر.

أخبرني أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر أحمد بن علي قال:

عتيد مثل عبيد إلاّ في إبدال الباء بالتاء المنقوطة من فوقها، و هو عتيد بن ضرار بن سلامان بن جشم بن ربيعة بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب (3) الكلبي، و هو أخو أبي الخطار الحسام (4) بن ضرار شاعر، و هو القائل في أبيات:

تغيّرت البلاد و من عليها *** ورث العيش ان أنغضتماني (5)

و هان على صرم بني حصين *** و بعدهم إذا لم تصرماني

و له في كتاب كلب أشعار.

ذكر جميع ذلك الآمدي فيما كتب به إليه محمّد بن أحمد بن إسماعيل (6)،و حدّثه بن محمّد فتوح عنه (7)،أنا أبو القاسم، الحسن بن بشر الآمدي.

و قرأته أنا على أبي غالب بن البنّا، عن أبي غالب بن بشران - و هو ابن سهل-.

كذا ذكر الخطيب: جشم، و الصواب خثيم (8)،و أسقط بين ضمضم و عدي أبا (9) و قد تقدم نسبه في ذكر أخيه أبي الخطّار (10) على الصواب.

ص: 304


1- المؤتلف و المختلف للآمدي ص 153.
2- الأصل و م: الجسام، تصحيف و التصويب عن المؤتلف و المختلف للآمدي، راجع فيه ترجمته ص 89 و جمهرة ابن حزم ص 457.
3- بالأصل: حبان، و في م: حباب، و التصويب عن المؤتلف و المختلف للآمدي.
4- الأصل و م: الجسام، تصحيف و التصويب عن المؤتلف و المختلف للآمدي، راجع فيه ترجمته ص 89 و جمهرة ابن حزم ص 457.
5- الآمدي: أبغضتماني.
6- في م: سهل.
7- بعدها في م: أنا أبو القاسم بن دينار.
8- انظر جمهرة ابن حزم ص 457.
9- هو جعول، انظر الآمدي ص 89 و قد سقط هذا من الاكمال لابن ماكولا و ابن حزم.
10- الأصل و م: الخطاب، تصحيف.

ذكر من اسمه عثمان

4570 - عثمان بن أحمد بن جبر

أبو عمرو الفارقي

روى عن القاضي أبي عبد اللّه.

كتب عنه ابن صابر.

قرأت بخط أبي القاسم عبد اللّه بن أحمد بن علي بن عمر بن صابر السّلمي، أنشدنا أبو عمرو عثمان بن أحمد جبر الفارقي، أنشدنا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن الحشيش لنفسه:

الحب لا يبنى على رتب *** فدع افتخارك عنه بالأدب

و أسألك لتدرك ما توصله *** مع من تحب مذاهب العرب

و إذا مزجت مع الذي سلبت *** في الحب قلبك أيّما سلب

فما مرح بشيء ليس يغضبها *** فالحبّ آفته من الغضب

خطرت فما كان القضيب لها *** لما تثنّت غير مقتضب

و رنت فما كان العزال لها *** هاروت في شجر... (1)

و بدت فما كان الهلال (2) لها *** لما بدت غير محتجب

و تبسّمت عند افتخارك *** عن درّ يفوق الدر بالنشب (3)

قالت و أظهرت التعجب من بيت *** رهبت به على الظرب

ص: 305


1- رسمها بالأصل:«بمقنسب» و في م:«؟؟؟ ت ».
2- الأصل: الهلاك، و المثبت عن م.
3- كذا رسمها بالأصل و رسمت في م: بالشنب.

و كفاك من شرف نبيل هوى *** قد صرت قيمة صرة الأدب

إن كنت ضرته فأنت إذا ضر *** العفاف فدع ولوعك بي

4571 - عثمان بن أحمد بن شنبك

4571 - عثمان بن أحمد بن شنبك (1)

أبو سعيد (2) الدّينوري

ورّاق خيثمة

روى عن أبي محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد، و الحسن بن إسحاق الصوفي، و أبي عامر (3) محمّد بن سعيد الحرّاني الرّقّي، و يعقوب بن أحمد بن ثوابة الحمصي، و أبي علي أحمد بن مكحول محمّد (4) بن عبد اللّه البيروتي، و أبي عبد اللّه محمّد بن مخلد العطار، و أبي الحسن بن بهزاد (5) السيرافي، و خيثمة بن سلمان، و أبي الحسن أحمد بن عيسى بن إبراهيم البغدادي، و أبي محمّد بكر بن أحمد الشّعراني (6)،و عثمان بن محمّد الذّهبي، و محمّد بن إبراهيم بن إسحاق السّرّاج، و محمّد بن صالح بن (7) ذريح العكبري، و جعفر بن علي بن سهل الناقد، و أبي حفص عمر بن الفتح بن فطيس القيساري، و أبي الطّيّب الحسن بن داود الأصاعي (8) الرافقي، و أبي الطّيّب أحمد بن عثمان السّمسار، و أبي حامد أحمد بن جعفر بن محمّد البلخي (9) الأصبهاني، و حامد بن محمّد بن شعيب، و عبد اللّه بن محمّد البغوي، و عبد اللّه بن وهب بن حمدان الدّينوري، و أبي بكر دلف بن حصين السّلمي الصوفي، و أبي عبد اللّه محمّد بن الربيع الجيزي.

روى عنه: تمام بن [محمّد، و أبو الحسن] (10) محمّد بن علي بن الحسين الهمداني، و أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن أحمد المقرئ، و عبد المنعم بن أحمد بن الحسن

ص: 306


1- الأصل و م: شبيك، و المثبت و الضبط عن تبصير المنتبه 674/2 و فيه: و بمعجمة و سكون النون الموحدة: عثمان بن أحمد بن شنبك الدينوري.
2- في م: السعيد، بدل «أبو سعيد».
3- في م: علي.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 33/15.
5- الأصل: نهراد، و في م: بهراد، و الصواب ما أثبت و هو: أحمد بن بهزاد بن مهران، أبو الحسن الفارسي المصري. ترجمته في سير أعلام النبلاء 518/15.
6- الأصل: السعواني، و في م: السعداني، ترجمته في سير أعلام النبلاء 308/15.
7- في م:«أبو ذريح العسكري» خطأ، ترجمته في سير أعلام النبلاء 259/14.
8- كذا رسمها بالأصل، و قوله:«و أبي الطيب الحسن بن داود الأصاعي الرافقي» سقط من م.
9- في م: الملحمي.
10- ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح عن م.

الرّحبي، و أبو حفص عمر بن داود بن سلمون، و عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفار بن ذكوان، و أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الطيان، و علي بن محمّد، و أبو القاسم حمزة بن عبد اللّه بن الحسين بن الشام، و أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن الحسن بن جهضم، و أبو الحسين بن جميع، و أبو نصر علي بن عبد اللّه الطوسي الصوفي السّرّاج.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا عبد العزيز بن أحمد، نا تمام بن محمّد، أنا أبو سعيد عثمان بن أحمد الدّينوري ورّاق خيثمة بن سليمان - قراءة عليه - نا أبو محمّد يحيى بن محمّد مولى بني هاشم البغدادي الحافظ ، نا الفضل بن سهل، نا يحيى بن غيلان، نا يزيد بن زريع، عن سليمان التيمي، عن أنس بن مالك قال:

إنّما سمل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أعين العرنيّين لأنهم سملوا أعين الرّعاة[7674].

أخبرناه عاليا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل الفقيه، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان، نا الفضل بن سهل الأعرج.

ح [و] (1) أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن أبي الحسن، و علي بن أبي الحسن البندار الكرخيان البغداديان بها.

ح و أخبرنا أبو الحسن محمّد بن طراد بن محمّد الزينبي، و أبو الحسن محمّد بن عبد القادر بن الحسين بن المنصوري، الهاشميان، و أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه (2) بن سلامة بن مخلد الكرخي المعروف بابن الرطبي محتسب بغداد، و أبو الحسن علي بن المبارك بن علي بن أحمد بن الدّردائي (3)،قالوا: أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد، قالا: أنا أبو [طاهر] (4) محمّد بن عبد الرّحمن المخلّص.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه الحسين بن الحسن بن عبد اللّه المقدسي الحنفي الإمام بمشهد أبي حنيفة ببغداد، و أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل - بأصبهان - و أبو الفضل محمّد بن أحمد بن الحسن الحدادي - قاضي تبريز - و أخوه أبو القاسم محمود (5) بن أحمد - بتبريز، و أبو محمّد عطاء بن أبي [سعد بن عطاء بن أبي] (6)

ص: 307


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
2- كذا بالأصل و م، و في الأنساب (الكرخي): عبيد اللّه. و مثله المشيخة 191/ب.
3- الدردائي بضم الدال و سكون الراء هذه النسبة إلى دردا و هي قرية من قرى بغداد (الأنساب)، و في معجم البلدان: درتا و النسبة إليها الدرتائي، قال: و بعض المحدثين يقول: الدردائي و قارن مع المشيخة 152/ب.
4- سقطت من الأصل و م و فيها: أنا محمد...
5- المشيخة 234/ب.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م، قارن مع المشيخة 137/ب.

عياض الفقاعي الصوفي - بهراة - قالوا: أنا أبو نصر محمّد بن محمّد بن علي الزينبي، قال:

قرئ على أبي طاهر محمّد بن عبد الرّحمن.

و أخبرنا أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد البيهقي - ببغداد - أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري.

و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه - بهراة (1)-أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد العزيز بن محمّد الفارسي قالا: أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الفضل بن سهل، نا يحيى بن غيلان، نا يزيد بن زريع، نا سليمان التيمي، عن أنس بن مالك:

إنّما سمل (2) النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أعينهم لأنهم سملوا (3) أعين الرعاة.

و في حديث الحسن بن سفيان، عن يزيد بن زريع، عن سليمان التيمي و فيه قال: إنما سلّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

و في حديث ابن أبي شريح عن سليمان التيمي و فيه: أعين أولئك لأنهم - و زاد في آخره: يعني العرنيّين-.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو الحسن محمّد بن علي بن الحسين (4) الصوفي، نا عثمان بن أحمد الدّينوري - بأطرابلس - نا الحسن بن إسحاق الصوفي، نا النّضر بن ماهان، نا خالد بن مخلد القطواني، نا الربيع بن المنذر الثوري، عن أبيه، عن محمّد بن الحنفيّة، قال:

وقع بين علي و طلحة كلام، فقال طلحة - يعني لعلي - و من جرأتك أنّك سميت باسمه و كنّيت بكنيته، و قد قال صلّى اللّه عليه و سلّم [لا،] يجتمعان» فقال علي: إن الجريء من اجترأ على اللّه و رسوله، ادعوا إليّ فلانا و فلانا، فجاءوا، فشهدوا أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال لعلي:«إنك سيولد لك ولد قد نحلته اسمي و كنيتي»[7675].

ص: 308


1- الأصل: برهاة، تصحيف و الصواب عن م.
2- الأصل و م هنا: سلّ .
3- عن م و بالأصل: سلّوا. و سمل أعينهم يعني فقأها بحديدة محماة أو غيرها، و قيل هو فقؤها بالشوك.
4- في م: بن الحسين الهمداني الحسني الصوفي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع، قال: سمعت أبا سعيد [عثمان بن أحمد بن شنبك الدينوري يقول: حدثنا عبد اللّه بن أحمد الدينوري قال: سمعت إبراهيم بن سعيد] (1)الجوهري يقول: سمعت معاذ بن معاذ يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: قل لمن يطلب الرئاسة فليتهيّأ للنطاح.

كذا قال، و إنّما هو عبد اللّه بن محمّد بن وهب الدّينوري.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

[ح و حدّثنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القرشي القاضي، نا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا أبو زكريا البخاري] (2) نا عبد الغني بن سعيد، قال: و أما شنبك بشين معجمة و نون و باء معجمة بواحدة من تحتها.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر الحافظ قال (3):

و أما شنبك أوّله شين معجمة مفتوحة بعدها نون ساكنة و باء مفتوحة معجمة بواحدة فهو:

أبو سعيد عثمان بن أحمد بن شنبك الدّينوري ورّاق أبي الفتح الفضل بن جعفر، حدّث - و قال عبد الغني: بن جعفر الوزير، يحدث - عن الدّاركي و طبقته، سكن أطرابلس.

كان عثمان هذا حيا إلى سنة خمس و خمسين و ثلاثمائة.

4572 - عثمان بن ابان بن عثمان بن حرب

ابن عبد الرّحمن بن الحكم بن أبي العاص بن أمية

كان يسكن دير أبان (4) عند قرحتا، و هو منسوب إلى أبيه أبان، ذكره أبو الحسن بن أبي العجائز و غيره.

ص: 309


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
3- الاكمال لابن ماكولا 262/4.
4- دير أبان من قرى غوطة دمشق (معجم البلدان)، ثم نقل ياقوت ما قاله ابن عساكر عن عثمان بن أبان.

4573 - عثمان بن إبراهيم بن محمّد بن حاطب بن الحارث

ابن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح

ابن عمر بن هصيص بن كعب بن لؤي

أبو محمّد الجمحيّ الحاطبي (1)

أصله من المدينة، و سكن الكوفة.

و حدّث عن عبد اللّه بن عمر، و جدّه محمّد بن حاطب، و أمّه عائشة بنت قدامة بن مظعون.

روى عنه: ابنه عبد الرّحمن بن عثمان، و شريك بن عبد اللّه، و يعلى، و محمّد ابنا عبيد، و محمّد بن كناسة (2)،و سفيان بن عيينة، و مروان بن معاوية، و عبد اللّه بن نمير.

و قدم دمشق في خلافة الوليد عن عبد الملك.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا عيسى بن عمر (3) السّمرقندي، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن بهرام، أنا سعيد بن سليمان، عن عبد الرّحمن بن عثمان بن إبراهيم، حدّثني أبي عن أبيه و عمّه، عن ابن عمر.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن عبد اللّه الحرفي (4)-ببغداد - نا أبو بكر محمّد بن الحسن النقاش، نا أبو مساور، نا سعيد بن سليمان، عن عبد الرّحمن بن عثمان، عن أبيه و عمّه، عن ابن عمر قال:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا رأى الهلال قال:«اللّه أكبر، اللّهمّ أهلّه علينا بالأمن و الإيمان، و السلامة، و الإسلام (5) و التوفيق لما تحبّ و ترضى، ربّنا و ربّك اللّه»[7676].

ص: 310


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 30/3 و التاريخ الكبير 212/2/3 و ابن سعد 468/8 و نسب قريش للمصعب ص 396 و الجرح و التعديل 144/6 و تاريخ أبي زرعة الدمشقي 578/1.
2- كناسة لقب أبيه، و قيل لقب جده الأعلى: عبد الأعلى، و هو محمد بن عبد اللّه بن عبد الأعلى بن عبد اللّه بن خليفة أبو يحيى، و قيل: أبو عبد اللّه، ترجمته في تهذيب الكمال 427/16.
3- في م: عبد، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 487/14.
4- في م: الحرمي، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 411/17.
5- كذا بالأصل و م، و في المختصر 75/16 و السلام.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الموحّد، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أحمد بن زهير، نا سعيد بن سليمان، نا عبد اللّه بن عثمان بن إبراهيم بن محمّد بن حاطب، حدّثني أبي، عن جدي محمّد بن حاطب، عن أمّه أم جميل بنت المجلّل، قالت:

أتيت بك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقلت: يا رسول اللّه هذا محمّد بن حاطب و هو أوّل من سمّي بك، فمسح على رأسك، و دعا لك بالبركة، و تفل في فيك.

كذا وقع في هذه الرواية، و الصواب عبد الرّحمن بن عثمان.

أخبرناه على الصواب (1) أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا إبراهيم بن محمّد بن صالح القنطري.

ح و أخبرنا أبو محمّد [بن] الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون.

قالا: أنا أبو زرعة بن عمرو (2)،نا سعيد بن سليمان - زاد القنطري: الواسطي، نا عبد الرّحمن بن عثمان بن [إبراهيم بن] (3) محمّد بن حاطب، عن أبيه، عن جدّه محمّد بن حاطب، عن أم جميل بنت المجلّل قالت:

أقبلت بك من أرض الحبشة، فقدمت بك المدينة، فأتيت بك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقلت: يا رسول اللّه، هذا محمّد بن حاطب، و هو أوّل من سمّي بك، فمسح على رأسك، و دعا لك بالبركة، و تفل في فيك.

أخبرناه أتمّ من هذا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (4)،نا إبراهيم بن أبي العباس، و يونس بن محمّد، قالا: نا عبد الرّحمن بن عثمان - قال إبراهيم بن أبي العباس في حديثه بن إبراهيم بن محمّد بن حاطب - حدّثني أبي عن جده محمّد بن حاطب، عن أمّه أم جميل بنت المجلّل قالت:

أقبلت بك من أرض الحبشة، حتى إذا كنت من المدينة على ليلة أو ليلتين طبخت لك

ص: 311


1- بالأصل:«أخبرنا علي و الصواب» و التصويب عن م.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 561/1.
3- الزيادة عن م و تاريخ أبي زرعة.
4- مسند أحمد بن حنبل 411/10 رقم 27536.

طبيخا، ففني الحطب، فخرجت أطلبه، فتناولت القدر، فانكفأت على ذراعك، فأتيت بك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فقلت: بأبي و أمّي يا رسول اللّه، هذا محمّد بن حاطب، فتفل في فيك، و مسح على رأسك، و دعا لك، و جعل يتفل على يديك و يقول:«أذهب البأس ربّ الناس، و اشف أنت الشافي، لا شفاء إلاّ شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما»، فقالت: ما قمت بك من عنده حتى برأت يدك.

أخبرتناه عاليا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا زكريا بن يحيى، نا عبد الرّحمن (1) بن عثمان بن إبراهيم بن محمّد بن حاطب، حدّثني أبي، عن جدّه محمّد بن حاطب، عن أمّه أم جميل بنت المجلّل قالت:

أقبلت من أرض الحبشة حتى إذا كنت من المدينة على ليلة أو ليلتين طبخت لك طبيخة، ففني الحطب، فخرجت أطلبه، فتناولت القدر فانكفأت على ذراعك، فأتيت بك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم [فقلت يا رسول اللّه هذا محمد بن حاطب و هو أول من سمي بك. قالت: فتفل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم] (2) في فيك، و مسح على رأسك و دعا لك، ثم قال:«أذهب البأس ربّ الناس، و اشف أنت الشافي (3)،لا شفاء إلاّ شفاؤك لا يغادر سقما»، قالت: فما قمت بك من عنده إلاّ و قد برأت يدك.

قال: و نا زكريا بن يحيى، نا عبد الرّحمن بن عثمان بن إبراهيم، حدّثني أبي، عن أمّه عائشة بنت قدامة قالت:

أقبلت مع أمّي رائطة بنت سفيان امرأة من خزاعة، و النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يبايعهن على أن لا تسرقن (4)،و لا تزنين، و لا تقتلن أولادهن، و لا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكن و أرجلكن و لا تعصين (5) في معروف، قال: فأطرقن، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«قلن: نعم فيما استطعنا»، [فقلن: نعم، فيما استطعنا] (6) كنت أقول كما يقلن، و أمّي تقول: قولي نعم، فأقول نعم[7677].

ص: 312


1- الأصل: عبد اللّه، و المثبت عن م.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م للإيضاح.
3- الأصل و م: الشاف.
4- في م: على أن لا يشركن (في م: يشركون) باللّه شيئا، و لا يسرقن.
5- بالأصل و م: يسرقن... يزنين، يقتلن، يأتين... يفترينه، يعصين.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن م.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن سهل بن بسام الأردنّي، عن هشام بن محمّد، حدّثني عبد الرّحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمّد بن حاطب الجمحي، عن أبيه عثمان بن إبراهيم قال:

خرجنا و نحن نفر من قريش إلى الوليد بن عبد الملك وفودا إليه، فلمّا كنا بناحية من أرض السّماوة نزلنا على ماء، فإذا امرأة جميلة قد أقبلت حتى وقفت علينا، فقالت: يا هؤلاء احضروا رجلا يموت فاشهدوا على ما يقول، و مروه بالوصية، و لقّنوه، قال: فقمنا معها، فأتينا رجلا يجود بنفسه، فكلمناه (1) و إذا حوله بنون (2) له صبية صغار، لو غطيت عليهم مكتلا (3) لغطاهم، كأنّما ولدوا في يوم واحد، ستة أو سبعة، فلمّا سمع كلامنا فتح عينيه فبكى، ثم قال:

يا ويح صبيتي الذين تركتهم *** من ضعفهم ما ينضجون كراعا

قد كان فيّ لو أن دهرا ردّني *** لبنيّ حتى يبلغون متاعا

قال: فأبكانا جميعا، و لم نقم من عنده حتى مات، فدفنّاه، فقدمنا على الوليد، فذكرنا ذلك له، فبعث إلى عياله و ولده، فقدم بهم عليه، و فرض (4) لهم، و أحسن إليهم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال في تسمية الحاطبيين قال (5):

و عثمان بن إبراهيم بن محمّد بن حاطب روي عنه الحديث، و أمّه و أم أخيه قدامة بن إبراهيم: عائشة بنت قدامة بن مظعون (6).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (7):

ص: 313


1- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م.
2- «بنون» مكانها بياض في م.
3- المكتل: الزبيل الذي يحمل فيه التمر، يسع خمسة عشر صاعا (اللسان: كتل).
4- الأصل: و فوص، و المثبت عن م، و في المختصر: و قضى.
5- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 396.
6- بالأصل:«عائشة بنت قدامة بن إبراهيم بن عائشة بنت قدامة بن مظعون» و التصويب عن م و نسب قريش.
7- طبقات ابن سعد 468/8.

عائشة بنت قدامة بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح تزوجها إبراهيم بن محمّد بن حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، فولدت له قدامة و عثمان العالم الذي كان بالكوفة، و كان في لسانه بذاء، و محمّدا و إبراهيم بني إبراهيم.

أخبرنا محمّد بن [أبي] (1) علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد،[زاد أحمد:] (2)و محمّد بن الحسن، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3) قال:

عثمان بن إبراهيم بن محمّد بن حاطب القرشي رأى ابن عمر (4) و أمّه (5)،سمع منه يعلى بن عبيد، و ابنه عبد الرّحمن، أصله من المدينة، و سمع منه بعض العراقيين.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا:

أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (6) قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (7):

عثمان بن إبراهيم بن محمّد بن حاطب الجمحي رأى ابن عمر، و عائشة بنت قدامة بن مظعون، روى عنه شريك بن عبد اللّه، و يعلى بن عبيد، و ابنه عبد الرّحمن بن عثمان، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: و روى عن [أبيه محمد بن حاطب] (8)[سألت أبي عنه فقال: روى عنه] (9) ابنه عبد الرّحمن أحاديث منكرة، قلت: فما حاله ؟ قال: يكتب حديثه، و هو شيخ.

ص: 314


1- زيادة لازمة، سقطت من الأصل و م، و السند معروف.
2- سقطت من الأصل و أضيفت عن م، و السند معروف.
3- التاريخ الكبير 212/2/3.
4- بالأصل:«راعي عمر» و في م:«رأي عمر» و المثبت عن التاريخ الكبير.
5- كذا بالأصل و م و التاريخ الكبير.
6- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و أضيف عن م.
7- الجرح و التعديل 144/6.
8- الزيادة عن الجرح و التعديل، كذا عن أبيه محمد بن حاطب.
9- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيفت عن م و الجرح و التعديل.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال (1):

و من ولده - يعني محمّد بن حاطب - فيما أخبرني سعيد بن سليمان و سمعته ينسبه - عثمان بن إبراهيم، و عبد الرّحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمّد بن حاطب بن الحارث، هو نسبه في أنفس بني جمح.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن كناسة الأسدي، نا عثمان بن إبراهيم بن محمّد بن حاطب، قال: رأيت عبد اللّه بن عمر يحفي شاربه، قال: و أجلسني في حجره، قال محمّد بن كناسة: و أمّ عثمان بن إبراهيم ابنة قدامة بن مظعون.

و قدامة خال عبد اللّه بن عمر (3).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو حامد بن بلال، نا يحيى بن الربيع المكي، نا سفيان، عن عثمان بن إبراهيم الحاطبي، شيح من أهل الكوفة قال: رأيت ابن عمر يحفي شاربه، و يرفع إزاره.

أخبرنا أبوا (4) الحسن الفقيهان، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو عبد اللّه عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي، نا مروان بن معاوية الفزاري، نا عثمان بن إبراهيم قال:

رأيت عبد اللّه بن عمر قد أحفى شاربه، كأنه قد نتفه.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد نا إبراهيم بن عمر البرمكي.

ح و حدّثنا أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري، أنا المبارك بن عبد الجبار، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن الحسن، و إبراهيم بن عمر البرمكي.

قالا: أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، نا عبد اللّه بن

ص: 315


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 578/1.
2- الخبر في طبقات ابن سعد 176/4 ضمن أخبار عبد اللّه بن عمر بن الخطاب.
3- أم عبد اللّه بن عمر هي زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح (ابن سعد 142/4).
4- الأصل و م:«أبو».

مسلم بن قتيبة، حدّثني أبو حاتم، عن الأصمعي، عن موسى بن سعيد الجمحي، عن أبي مصعب الزبيري قال:

قال لي عثمان بن إبراهيم بن محمّد بن حاطب الجمحي و كان جزلا (1) موجها ذا عارضة (2) أتاني فتى من قريش يستشيرني في امرأة يتزوجها، فقلت: يا ابن أخي أ قصيرة النسب أم طويلته (3)؟قال: فكأنه لم يفهم، فقلت: يا ابن أخي إنّي أعرف في العين إذا نكرت (4)،و أعرف فيها إذا عرفت، و أعرف فيها إذا هي لم تعرف، و لم تنكر، أما هي إذا عرفت فتحواص (5)،و أما هي إذا نكرت (6) فتجحظ (7)،و أما هي إذا لم تعرف و لم تنكر فتسجو، القصيرة النسب، يا ابن أخي التي إذا ذكرت أباها اكتفيت، و الطويلة النسب التي لا يعرف حتى تطيل، و إيّاك يا ابن أخي و أن تقع في قوم قد أصابوا غثرة من الدنيا دناءة فتضع نفسك بهم.

قوله تسجو أي تسكن، و الغثرة و الكثرة هاهنا بمعنى، و يقال لعوام الناس الغثر (8).

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - لفظا - عن أبي المعالي محمّد بن عبد السلام.

ح و قرأت على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي المعالي، أنا علي بن محمّد بن خزفة.

ح و عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل.

قالا: أنا محمّد بن الحسين بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا سليمان بن أبي شيخ، نا يحيى بن سعيد الأموي، قال:

كان رأس خلقة القرشيين عثمان بن إبراهيم بن محمّد بن حاطب، و كان مدنيا، قدم الكوفة، و كان حلقة أبي حنيفة قريبا منا، فكان أبو حنيفة إذا جاء قال: السلام عليكم، كيف أصبحت يا أبا محمّد - لعثمان بن إبراهيم - فيقول: بخير، لا و اللّه لا أستفتيك أبدا، فيقول أبو حنيفة: رفقت، رفقت.

ص: 316


1- الأصل: حولا، و المثبت عن م.
2- ذو عارضة أي أنه كان ذا جلد و صرامة و قدرة على الكلام، مفوّه (راجع اللسان: عرض).
3- عن م و بالأصل: طويلة.
4- كذا بالأصل و م، و في المختصر 76/16 أنكرت.
5- قوله: فتحواصّ من الحوص، و هو ضيق مؤخر العين، و احواصت العين: ضاق مشقّها (اللسان: حوص).
6- كذا بالأصل و م، و في المختصر 76/16 أنكرت.
7- جحظت عينه إذا عظمت مقلتها و نتأت.(اللسان).
8- في تاج العروس بتحقيقنا: الغثرة محركة و الغثراء و الغثر و الغيثرة سفلة الناس و رعاعهم، و عامة الناس و جماعتهم، و قيل هم الجماعة المختلطة من قبائل شتى.(تاج العروس: غثر).

4574 - عثمان بن إسماعيل بن عمران

أبو محمّد الهذلي (1)(2)

كان يسكن خارج باب الصغير.

روى عن الوليد بن مسلم، و عبد السلام بن عبد القدّوس، و مروان الفزاري.

روى عنه: أحمد بن المعلّى، و أحمد بن أنس بن مالك، و محمّد بن خريم، و محمّد بن الوزير و هو من أقرانه - و محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الهذلي، و الحسين بن الهيثم الكسائي الرازي، و الحسن بن جرير الصّوري، و الحسن بن منير، و محمّد بن هارون بن بكّار بن بلال، و الحسين بن إدريس الأنصاري الهروي، و الحسن بن سفيان النّسائي.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز الصوفي، و أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه قالا: أنا أبو بكر محمّد بن عون بن أحمد المزني، نا أبو بكر محمّد بن خريم، نا عثمان بن إسماعيل الهذلي، يسكن خارج باب الصغير، نا الوليد بن مسلم، نا عبد اللّه بن العلاء بن زبر و غيره، عن بلال بن سعد، عن أبيه سعد قال: قيل: يا رسول اللّه ما الخليفة من بعدك ؟ قال:«مثل الذي لي إذا عدل في الحكم، و قسط في القسط ، و رحم ذا الرحم، فمن لم يفعل ذلك فليس منّي و لست منه، يريد الطاعة في طاعة اللّه، و المعصية في معصية اللّه».

و في حديث ابن أبي الحديد: الطاعة في الطاعة، و المعصية في المعصية للّه عز و جل.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد قالا: أنا أبو نعيم، نا محمد بن أحمد بن حمدان، نا الحسن بن سفيان، حدّثني عثمان بن إسماعيل بن عمران الدمشقي، نا الوليد بن مسلم، نا عبد اللّه بن العلاء بن زبر و غيره أنهما سمعا بلال بن سعد يحدّث عن أبيه سعد قال:

قيل: يا رسول اللّه ما الخليفة من بعدك ؟ قال:«مثل الذي لي ما عدل في الحكم، و أقسط في القسط ، و رحم ذا الرحم، فمن فعل غير ذلك فليس منّي و لست منه»- يريد الطاعة في

ص: 317


1- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن هامش الأصل و بعده كلمة صح، و في م:«الميدلى».
2- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 384/12 و تهذيب التهذيب 70/4.

الطاعة للّه، و المعصية في المعصية للّه-[7678].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو سهل أحمد بن محمّد (1) بن زياد، نا الحسين بن الهيثم الكسائي الرازي، نا عثمان بن إسماعيل الدمشقي، نا مروان بن الفزاري أبو أسماء العدوي، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«لا تخيّروا بين الأنبياء»[7679].

4575 - عثمان بن أيمن

ذكر أبو عبد اللّه بن مندة أنه دمشقي.

روى عنه: أبي الدرداء.

روى عنه: خالد بن يزيد بن صبيح (2).

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو همّام، نا الوليد، عن رجل - سماه أبو همام فانقطع في كتابي - عن عثمان بن أيمن، عن أبي الدرداء قال: سمعت النبي (3) صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«من خرج يريد علما يتعلّمه فتح له باب إلى الجنة، و فرشته الملائكة أكنافها، و صلّت عليه ملائكة السموات و حيتان البحور، و للعالم من الفضل على العابد كفضل القمر ليلة البدر على أصغر كوكب في السماء، إنّ العلماء ورثة الأنبياء، لم يرثوا دينارا و لا درهما، و لكنهم ورّثوا العلم، فمن أخذ بالعلم فقد أخذ بحظه، موت العالم مصيبة لا تجبر، و ثلمة لا تسد، و هو نجم طمس، موت قبيلة أيسر من موت عالم»[7680].

الرجل الذي سقط اسمه من كتاب أبي يعلى هو خالد بن يزيد.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن، أنا أبو طالب أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا الشيخ أبو سعيد محمّد بن علي بن عمرو بن مهدي النّقّاش - إملاء - نا أبو بكر عبد اللّه بن يحيى أبو (4) معاوية الطّلحي - بالكوفة - أنا أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه بن

ص: 318


1- «بن محمد» ليس في م.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 412/9 و تهذيب الكمال 425/5.
3- في م:«رسول اللّه» و فوقها علامة تحويل إلى الهامش، و عليه كتب: النبي.
4- الأصل: بن، و المثبت عن م.

سليمان الحضرمي، نا الوليد بن شجاع، نا الوليد بن مسلم، عن خالد بن يزيد المرّي (1)،عن عثمان بن أيمن، عن أبي الدرداء، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«من غدا يريد العلم يتعلّمه فرشت له الملائكة أكنافها، و صلّت عليه ملائكة السموات و حيتان البحور، و للعالم من الفضل على العابد كفضل القمر ليلة البدر على أصغر كوكب في السماء، و العلماء ورثة الأنبياء، إنّ الأنبياء لم يورّثوا (2) دينارا و لا درهما و لكنهم ورّثوا العلم، فمن أخذ بالعلم فقد أخذ بحظّه، موت العالم مصيبة لا تجبر، و ثلمة لا تسدّ، و هو نجم طمس»[7681].

4576 - عثمان بن بزيع - و يقال: عمر بن بزيع - القرشي

كان يسكن بدير هند من إقليم بيت الأبّار من غوطة دمشق.

ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز الأزدي في تسمية من كان بدمشق و غوطتها.

آخر (3) الجزء الثاني و العشرين بعد الثلاثمائة من الأصل (4).

4577 - عثمان بن أبي بكر بن حمّود بن أحمد

أبو عمرو السّفاقسي (5) المغربي (6)

رحل إلى المشرق، و سمع بنيسابور، و أصبهان، و بغداد: أبا نعيم الحافظ ، و أبوي عبد اللّه: ابن منده، و محمّد بن عبد الملك الفسوي الحافظ ، و أبا نصر أحمد بن محمّد بن معروف الأصبهاني، و هارون بن محمّد بن هارون الأصبهاني، و أبا الحسين عبد اللّه بن [محمد بن] (7) سجنار بكازرون، و أبا القاسم بن بشران، و أبا نصر عبيد اللّه بن سعيد.

و قدم دمشق طالب علم، فسمع بها.

ص: 319


1- رسمها مضطرب بالأصل، نميل إلى قراءتها:«المدني»، و التصويب عن م، و قد مرّ التعريف به قريبا.
2- الأصل:«لا يرثوا» و المثبت عن م.
3- ما بين الرقمين سقط من م، و مكانه فيها: بلغت سماعا بقراءتي.
4- ما بين الرقمين سقط من م، و مكانه فيها: بلغت سماعا بقراءتي.
5- السفاقسي نسبة إلى سفاقس بفتح أوله و بعد الألف قاف و آخره سين مهملة: مدينة من نواحي إفريقية، على ضفة الساحل بينها و بين المهدية ثلاثة أيام (معجم البلدان).
6- ترجمته في جذوة المقتبس للحميدي رقم 697 ص 303 و بغية الملتمس للضبي رقم 1181 ص 410.
7- الزيادة عن م.

و حدّث بدمشق، فروى عنه: عبد العزيز الكتّاني، و أبو علي بن سعيد العطّار، و عبد اللّه بن فضيل، و محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك الفزار (1)،و محمّد بن أبي نصر الحميدي، و أبو الهيثم يوسف بن محمّد بن أبي منصور الأسترابادي.

و ذكر الحميدي: أنه أخبره بكتاب الأربعاء الذي ألّفه، و بكتابه الذي أملاه بطليطلة برغبة القاضي أبي عمر بن الحد تسمية شيوخه و الإيراد لكلّ واحد منهم حديثا مما حضره من حفظه، فاجتمع من ذلك نحو الأربع مائة حديث لأربعمائة من الشيوخ.

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم و أخذ بلحيته، نا عبد العزيز بن أحمد و أخذ بلحيته، أنا أبو عمرو عثمان بن أبي بكر و أخذ بلحيته، نا محمّد بن إسحاق العبدي و أخذ بلحيته، أنا أحمد بن مهران و أخذ بلحيته، نا سليمان بن شعيب الكيساني و أخذ بلحيته [نا (2) سعيد الأدم و أخذ بلحيته، نا شهاب بن خراش (3) و أخذ بلحيته، نا يزيد الرقاشي و أخذ بلحيته]، نا أنس و أخذ بلحيته، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أخذ بلحيته يقول:

«لا يؤمن العبد حتى يؤمن بالقدر خيره و شرّه، حلوه و مرّه»، قال: و قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن لحيته و قال:«آمنت بالقدر خيره و شره، حلوه و مرّه»[7682].

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد، عن محمّد بن أبي نصر الحميدي قال (4):عثمان بن أبي بكر الصّدفي أبو عمرو السّفاقسي محدّث، رحل العراق و غيرها بعيد العشرين و أربعمائة، و أسرع في رحلته، و عرف كثيرا (5) من أخبار البلاد التي دخلها و من فيها من أهل الرواية و العلم، و سمع الكثير، و كتب، و انصرف مسرعا، و وصل إلينا بالمغرب سنة ستّ و ثلاثين، و سمع منه بالأندلس و جال في أقطارها، ثم رجع إلى إفريقية، و مات مجاهدا في جزيرة من جزائر الروم - على ما بلغني - حدّث عن أبي نعيم الأصبهاني و عن جماعة عدة من البلاد التي دخلها، و كان فاضلا عاقلا يفهم.

قرأت عليه كثيرا، و كتب عنه و أنشدني (6) بالأندلس قال: أنشدني عبد اللّه بن محمّد

ص: 320


1- كذا رسمها بالأصل، و في م: البوار.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاختل السند، و هذه الإضافة عن م لتقويم السند.
3- في م: حراش، بالحاء المهملة، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 400/8.
4- جذوة المقتبس للحميدي ص 303 رقم 697.
5- عن م و جذوة المقتبس، و في الأصل: كثير.
6- عن م و جذوة المقتبس و بالأصل: و أنشد.

بكازرون، أنشدنا أبو أحمد العسكري النحوي لأبي عبد اللّه (1) المفجع:

إذا ما عدوّك يوما سما *** إلى حالة لم تطق نقضها

فقبّل يديه و لا تأنفن (2) *** إذا لم تكن تستطع عضها

قال الحميدي: و أنشدني:

لنا صديق مليح الوجه مقتبل *** و ليس في ودّه نفع و لا بركة

نبهته (3) بنهار الصّيف يوسعنا *** طولا و يمنع منا القوم (4) و الحركة

4578 - عثمان بن الحرّ الكلبي

من بني عبد اللّه

كان في صحابة الوليد بن يزيد، و ممن أشار عليه باللحاق بالفريقين حين توجّه إليه عسكر يزيد بن الوليد، له ذكر.

4579 - عثمان بن الحسن بن نصر

أبو عمرو

أخو عمر الحلبي.

قدم دمشق حاجّا، و حدّث بها، عن عبد الرّحمن بن عبيد اللّه الحلبي، و أبي خيثمة مصعب بن سعيد، و هاشم بن الوليد الهروي، و المسيّب بن واضح، و محمّد بن قدامة المصّيصي، و أبي نعيم عبيد بن هشام.

روى عنه: ابن مروان.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحداد، أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان، نا عثمان بن الحسن بن نصر، نا عبد الرّحمن بن عبيد اللّه، نا الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن العلاء بن زبر، قال: سمعت القاسم أبا عبد الرّحمن يخبر عن أبي أمامة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«اسم اللّه الأعظم في سور ثلاث من القرآن: في البقرة، و آل عمران، و طه»[7683].

ص: 321


1- كذا بالأصل و م و بغية الملتمس، و في جذوة المقتبس: عبيد اللّه.
2- في جذوة المقتبس و بغية الملتمس: فقبل و لا تأنفن كفّه
3- المصدر و م: شبهته.
4- المصادر و م: النوم.

قال القاسم أبو عبد الرّحمن: فالتمست في البقرة فإذا هو في آية الكرسي: اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (1)،و في آل عمران فاتحتها اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ،و في طه:

وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ (2) .

و أخبرنا أبو الحسن أيضا في موضع آخر، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، نا أبو عمرو (3) عثمان بن الحسن بن نصر الحلبي أخو عمر، قدم علينا حاجا، نا أبو خيثمة مصعب بن سعيد، فذكر حديثا.

4580 - عثمان بن الحسين بن عبد اللّه بن أحمد

أبو الحسين - و يقال: أبو الحسن - البغدادي الخرقي (4)(5)

قدم دمشق.

و حدّث عن جعفر الفريابي، و القاسم بن زكريا المطرّز، و محمّد بن محمود بن ثور بن عمّار بن بكر البلخي، و أبي جعفر محمّد بن أحمد بن عيسى بن هارون القصير، و أحمد بن محمّد بن خالد البراثي (6)،و أبي القاسم البغوي، و الحسن بن الطّيّب بن حمزة الشّجاعي، و أبي العبّاس محمّد بن طاهر بن أبي الدميك، و أبي عبيد اللّه (7) محمّد بن عبدة بن حرب القاضي، و إبراهيم بن شريك، و محمّد بن محمّد الباغندي، و أبي القاسم علي بن الحسن بن العلاء السمسار، و الحسن بن (8) علي الصّوّاف المقرئ، و أحمد بن محمّد بن عبد الخالق، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و أحمد بن عمر بن زنجويه القطّان، و عيسى بن سليمان ورّاق داود، و محمّد بن إسحاق بن البهلول، و عبد اللّه بن صالح البخاري (9) و أبي الحسن علي بن إسحاق بن زاطيا، و أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، و عمرو بن الحسين بن نصر، و أبي

ص: 322


1- سورة البقرة، الآية:255.
2- سورة طه، الآية:111.
3- بالأصل:«أبو عمر بن أبي الحسن» و التصويب عن م.
4- بالأصل: الحرقي، و المثبت عن م و تاريخ بغداد، و الأنساب، و ضبطت منها، و قد ورد اسم أبيه.
5- ترجمته في تاريخ بغداد 304/11 و كناه أبا الحسن.
6- الأصل: البراني، و في م: البراتي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 92/14.
7- بالأصل:«أبي عبيد اللّه محمد بن عبيد اللّه محمد بن عبده» صوبنا الاسم عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 408/14.
8- في م: الحسن بن الحسين بن علي الصواف.
9- أقحم بعدها بالأصل: نصر بن الجندي. و مكان:«نصر بن الجندي» في م بياض، و قد ورد في م ضمن أسماء الذين رووا عنه.

حاتم مكي بن عبدان النيسابوري.

روى عنه: تمام بن محمّد، و أبو [نصر بن الجندي] (1) و عبد الوهّاب بن الجبّان، و عبد الوهاب الميداني، و كنّاه: أبا الحسين، و محمّد [عوف] (2) بن أحمد المزني، و كنّاه أبا الحسن، و مكي بن محمّد بن الغمر، و علي بن عبيد اللّه بن محمّد [بن الشيخ] (3).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو نصر بن الجندي، أنا عثمان بن الحسين (4) بن عبد اللّه الخرقي (5) البغدادي - قراءة عليه و أنا أسمع - في سنة إحدى و ستين و ثلاثمائة، نا أبو بكر جعفر بن محمّد بن الحسن بن المستفاض الفريابي - ببغداد - نا إبراهيم بن الحجّاج السامي (6)،نا الحمّادان: حمّاد بن سلمة، و حمّاد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلاّ المكتوبة».

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، قال: قال لنا أبو بكر الخطيب (7):

عثمان بن الحسين بن عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه التميمي أبو الحسين (8) الخرقي (9)،حدّث بمصر، و بدمشق عن جعفر الفريابي [و قاسم] (10) بن زكريا المطرّز، و أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، و عبد اللّه بن محمّد البغوي، و مكي بن عبدان النيسابوري، روى عنه القاضي أبو نصر محمّد بن أحمد بن هارون، و عبد الوهاب بن عبد اللّه المرّي الدمشقيان أحاديث تدل على ثقته.

و قرأت بخط أبي الفتح بن مسرور: و نا عثمان بن الحسين البغدادي المعروف بابن الحربي (11) سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة، و سألته عن مولده فقال: ولدت سنة ثمان و ثمانين و مائتين ببغداد في درب سليمان، و كان ثقة مأمونا.

ص: 323


1- الزيادة عن م، و انظر تاريخ بغداد 304/11.
2- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م.
3- مطموس بالأصل و المثبت عن م.
4- الأصل: الحسن، تصحيف و الصواب عن م.
5- الأصل و م هنا: الحرقي.
6- الأصل و م: الشامي، تصحيف، ترجمته في تهذيب الكمال 337/1.
7- تاريخ بغداد 304/11-305.
8- في م و تاريخ بغداد: أبو الحسن.
9- الأصل و م: الحرقي، و المثبت عن تاريخ بغداد.
10- ما بين معكوفتين زيادة عن م و تاريخ بغداد.
11- كذا بالأصل و م:«الحربي» و الذي في تاريخ بغداد: ابن الخرقي.

4581 - عثمان بن الحسين بن كيسان

أبو الليث النّصيبي الفقيه المقرئ

قرأ القرآن على أبي بكر محمّد بن الحسن بن زياد النقّاش.

حكى عنه علي الحنّائي، و قرأ عليه أبو الحسن علي بن الحسن الرّبعي.

قرأت بخطّ أبي الحسين الحنّائي، نا أبو الليث عثمان بن الحسين بن كيسان الفقيه المقرئ، و سمعته يقول:

العالم إذا عملت معه شيئا (1) من الجميل رأى لك الفضل عليه، و الجاهل إذا عملت معه شيئا (2) من الجميل رأى أن له دينا عليك.

قرأت بخطّ عبد المنعم بن علي بن النحوي:

مات أبو الليث الفقيه في مئذنة (3) الجامع الشرقية بدمشق يوم الجمعة لتسع خلون من شهر رمضان سنة إحدى و تسعين و ثلاثمائة، و أخرجت جنازته بعد الصلاة إلى باب الفراديس، و كان له مشهد عظيم.

4582 - عثمان بن حصن بن عبيدة بن علاّق

4582 - عثمان بن حصن (4) بن عبيدة بن علاّق (5)

- و يقال: عثمان بن عبيدة بن حصن بن علاّق

و يقال: عثمان بن عبد الرّحمن

أبو عبد الرّحمن - و يقال: أبو عبد اللّه - القرشي (6)

من أهل دمشق.

روى عن زيد بن واقد، و زرعة بن إبراهيم، و عمرو بن قيس السّكوني الحمصي، و جناح مولى الوليد، و العلاء بن الحارث، و حفص بن سليمان المقرئ، و يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري، و عروة بن رويم، و عمرو بن مهاجر، و الحجّاج بن لوط من ولد

ص: 324


1- الأصل و م: شيء، خطأ.
2- الأصل و م: شيء، خطأ.
3- بالأصل:«بادية» و المثبت «في مئذنة» عن م.
4- الأصل: حصين، و المثبت عن م و تهذيب الكمال.
5- ضبطت عن التبصير 963/3.
6- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 390/12 و تهذيب التهذيب 72/4 و تقريب التهذيب، و فيه: حصين بن علان. التاريخ الكبير 238/2/3.

البراء بن عازب، و أبي سفيان القيني، و ثور بن يزيد، و يزيد بن أبي مريم، و ثابت بن ثوبان، و موسى بن يسار، و زهير بن محمّد، و الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و يزيد بن عبيدة بن أبي المهاجر.

روى عنه: الوليد بن مسلم، و هشام بن عمّار، و الهيثم بن خارجة (1)،و علي بن حجر، و أبو مسهر، و إبراهيم بن شماس السّمرقندي، و أبو نعيم الحلبي، و الحكم بن موسى.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا الحاكم أبو أحمد محمّد (2) بن محمّد الحافظ ، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان، نا هشام بن عمّار، نا عثمان بن عبيدة بن حصن بن علاّق، نا عروة بن رويم، عن الديلمي الذي كان يسكن إيلياء أنه ركب يطلب عبد اللّه بن عمرو بن العاص بالمدينة، فاتبعه إلى الطائف (3)،فوجده في مزرعة له تسمى الوهط ، فوجده يخاصر (4) رجلا من قريش يزنّ (5)بشرب الخمر، فسلّم فقال: ما غدا (6) بك ؟ أو من أين أقبلت ؟ فأخبرته، فقلت: هل سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ذكر شارب الخمر؟ قال: نعم، فانتزع القرشي يده من يده ثم ذهب و قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«لا يشرب الخمر رجل فتقبل منه صلاته أربعين صباحا»، قلت:

فما هذا الحديث الذي بلغني عنك تقول:«جف القلم بما هو كائن، و صلاة في بيت المقدس خير من ألف صلاة في غيره»، فقال: اللّهم لا أحل لهم أن يقولوا عليّ ما لم أقل لك: جفّ القلم بما هو كائن، فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ اللّه عز و جل خلق خلقه فجعلهم في ظلمة، ثم أخذ من نوره فألقى عليهم، فأصاب النور من شاء اللّه أن يصيبه، و أخطأ النور من شاء اللّه أن يخطئه، فمن أصابه النور يومئذ اهتدى، و من أخطأه النور ضلّ »، فلذلك أقول:

جفّ القلم بما هو كائن، و أما ما ذكرت من أمر إيلياء فإنّ سليمان بن داود لما فرغ من بيت المقدس قرّب قربانا، فتقبّل منه، و دعا اللّه عز و جل بدعوات منهن (7):اللّهم أيّما عبد مؤمن زارك في هذا البيت تائبا إليك إنّما جاء يتنصل من خطاياه و ذنوبه أن تتقبّل منه، و تنزعه من خطاياه كيوم ولدته أمّه.

ص: 325


1- الأصل و م: عمار، و المثبت عن تهذيب الكمال و تهذيب التهذيب.
2- «محمد» ليست في م.
3- من قوله: الديلمي إلى هنا استدرك على هامش م و بعده كلمة صح.
4- الأصل و م: يحاصر، و المثبت عن المختصر 79/16.
5- يزنّ : أي يتهم.
6- الأصل و م: عدا.
7- الأصل: منهم، و المثبت عن م.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد (1) بن عبد الرّحمن الفقيد، أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد الحافظ ، أنا أبو بكر محمّد بن مروان بن عبد الملك (2) البزار، نا هشام بن عمّار، نا عثمان - و هو ابن حصن بن علاّق القرشي، يكنى أبا عبد الرّحمن، عن عروة بن رويم، عن معاوية بن حكيم (3) القشيري.

أنه قدم على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: و الذي بعثك بالحقّ و دين الحقّ ما تخلّصت إليك حتى حلفت لقومي عدد هؤلاء - يعني أنامل كفّيه - باللّه لا أتبعك، و لا أؤمن بك، و لا أصدّقك، و إنّي أسألك باللّه بم بعثك ؟ قال:«بالإسلام»، قال: و ما الإسلام ؟ قال:«أن تسلم وجهك للّه، و أن تخلي له نفسك»، قال: فما حقّ أزواجنا علينا؟ قال:«أطعم إذا طعمت، و اكس إذا كسيت، و لا تضرب الوجه، و لا تقبّحه، و لا تهجر إلاّ في البيت، كيف وَ قَدْ أَفْضىٰ بَعْضُكُمْ إِلىٰ بَعْضٍ وَ أَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثٰاقاً غَلِيظاً (4)،ثم أشار بيده قبل الشام فقال:«هاهنا تحشرون، هاهنا تحشرون ركبانا و رجالا، و على وجوهكم الفدام (5)،و أوّل شيء يعرب عن أحدكم فخذه»[7684].

حدّثني أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري، أنا المبارك بن عبد الجبّار، أنا محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر، أنا عمر بن محمّد الزيات، أنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، نا الهيثم بن خارجة، نا عثمان بن محصن (6) بن علاّق القرشي، عن زيد بن واقد، حدّثني خالد بن حسين مولى عثمان بن عفّان قال: سمعت أبا هريرة يقول:

علمت أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان يصوم في بعض الأيام، فتحيّنت فطره بنبيذ صنعته في الدّبّاء، فلمّا كان المساء جئته أحملها إليه، فقال:«ما هذا يا أبا هريرة ؟» قال: قلت: يا رسول اللّه علمت أنك تصوم هذا اليوم فتحيّنت فطرك بهذا النبيذ، فقال:«ادنه مني يا أبا

ص: 326


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- كذا بالأصل و م و هو تصحيف، و قد صوبه محقق المختصر 80/16 «معاوية بن حيدة» انظر ما لاحظه بالحاشية بشأنه.
4- سورة النساء، الآية:21.
5- الفدام: ما يشد على فم الإبريق و الكور من خرقة لتصفية الشراب الذي فيه (اللسان).
6- كذا بالأصل و م: محصن، تصحيف، و سينبه المصنف في آخر الحديث إلى أن الصواب: حصن و هو صاحب الترجمة.

هريرة»، فإذا هو ينشّ (1)،فقال:«اضرب بهذا الحائط ، فإنّ هذا شراب من لا يؤمن باللّه و اليوم الآخر.

كذا قال، و هو ابن حصن.

و قد أخبرناه على الصواب أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم التنوخي، أنا أبو بكر بن شاذان، أنا أبو القاسم البغوي، نا أحمد بن محمّد بن حنبل، نا الهيثم بن خارجة، نا ابن (2) علاّق - و هو عثمان بن حصن - عن زيد بن واقد، حدّثني خالد بن حسين مولى عثمان بن عفّان قال: سمعت أبا هريرة يقول:

علمت أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان يصوم في الأيام التي كان يصوم فيها، فتحيّنت فطره بنبيذ صنعته في الدّبّاء، فلما كان المساء جئت به أحملها إليه فقال:«ما هذا» علمت أنك يا رسول اللّه تصوم هذا اليوم فتحيّنت فطرك بهذا النبيذ، فقال:«ادنه مني يا أبا هريرة»، فإذا هو ينشّ ، فقال:«خذ هذا، فاضرب به الحائط ، فإنّ هذا شراب من لا يؤمن باللّه و لا باليوم الآخر»[7685].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و علي بن زيد المؤدب، قالا: أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم - زاد الفقيه: و أبو محمّد بن فضيل قالا:- أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو أبو علي بن منير، أنا محمّد بن خريم (3)،نا هشام بن عمّار، نا أبو عبد الرّحمن عثمان بن حصن بن عبيدة بن علاّق القرشي و يخضب بحمرة، نا عروة بن رويم اللّخمي، عن أبي ذرّ - يرفع الحديث - قال: من أنفق في سبيل اللّه زوجين ابتدرته خزنة الجنّة. فسألناه: ما هذان الزوجان ؟ قال: درهمين أو خفّين أو نعلين، أو ثوبين.

عروة لم يدرك أبا ذرّ.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، نا محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاّس، نا الحسن بن محمّد بن بكّار بن بلال قال: قال هشام بن عمّار: و ابن علاّق، مولى لقريش (4).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن،

ص: 327


1- نشّ : صوّت عند الغليان (اللسان).
2- الأصل: أبو، تصحيف، و التصويب عن م.
3- الأص و م: خزيم، تصحيف، تقدم التعريف به.
4- بالأصل: و مولى القريش، و التصويب عن م.

و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):

عثمان بن عبد الرّحمن [بن علاّق، أبو عبد الرحمن] (2) القرشي الشامي، عن زيد بن واقد، سمع منه الهيثم بن خارجة، و قال علي بن حجر: عثمان بن حصن (3) بن علاّق أبو عبد اللّه القرشي الدمشقي، روى عنه الوليد بن مسلم، عن عثمان بن حصن (4)،عن جناح.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (5):

«عثمان بن عبد الرّحمن بن حصن (6) بن عبيدة بن علاّق أبو عبد الرّحمن القرشي، شامي دمشقي، روى عن زيد بن واقد، و عمرو بن قيس السّكوني الحمصي، روى عنه الوليد بن مسلم، و الهيثم بن خارجة، و هشام بن عمّار، سمعت أبي يقول ذلك، سألت أبا زرعة عنه فقال: لا بأس به.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية شيوخ أهل دمشق: عثمان بن حصن بن عبيدة بن علاّق.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو عبد الرّحمن عثمان بن عبد الرّحمن بن علاّق القرشي، عن زيد بن واقد، روى عنه الهيثم بن خارجة، و الوليد بن مسلم.

ص: 328


1- التاريخ الكبير للبخاري 238/2/3.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و التاريخ الكبير.
3- كذا بالأصل و م، و في التاريخ الكبير: حصين.
4- كذا بالأصل و م، و في التاريخ الكبير: حصين.
5- الجرح و التعديل 157/6.
6- كذا بالأصل و م، و في الجرح و التعديل:«حصين».

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح (1) و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي.

ح و أخبرني أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن الفضل بن الفرات، قالا: أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة-.

قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة السّادسة: عثمان بن حصن بن عبيدة بن علاّق القرشي.

أخبرنا علي أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو عبد الرّحمن عثمان بن حصن بن علاّق، و قيل: أبو عبد اللّه.

و قرأنا على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي، قال (2):

أبو عبد الرّحمن عثمان بن حصن (3) بن علاّق، روى عنه الحكم بن موسى.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو عبد الرّحمن - و يقال: أبو عبد اللّه - عثمان بن عبد الرّحمن بن علاّق، و يقال:

عثمان بن حصن بن علاّق الشامي القرشي الدمشقي، عن عروة بن رويم اللّخمي، و أبي خالد ثور بن يزيد (4) الكلاعي، روى عنه أبو العباس الوليد بن مسلم الدمشقي، و أبو أحمد الهيثم بن خارجة (5) الخراساني.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو صالح محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن

ص: 329


1- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و أضيف عن م.
2- الكنى و الأسماء 67/2.
3- في الكنى و الأسماء: حصين بن علان.
4- مطموسة بالأصل و المثبت عن م.
5- مطموسة بالأصل و المثبت عن م.

محمّد بن زنجويه، أنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد (1) العسكري، قال: و عبيدة بن علاّق القرشي العين غير معجمة، و من ولده: عثمان بن عبد الرّحمن الشامي الذي يروي عن زيد بن واقد، و عمرو بن قيس السّكوني، روى عنه الوليد بن مسلم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال في باب عبيدة بالفتح: عثمان بن حصين بن عبيدة بن علاّق، شامي.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب قال:

عثمان بن حصن بن عبيدة بن علاّق القرشي، كنّاه الهيثم بن خارجة: أبا عبد الرّحمن، و كنّاه علي بن حجر: أبا عبد اللّه، حدّث عن زيد بن واقد، و العلاء بن الحارث، و يزيد بن أبي مريم، و يزيد بن عبيدة، و زرعة بن إبراهيم، و أبي عمرو الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، روى عنه الهيثم بن خارجة، و أبو نعيم الحلبي و غيرهما.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر الحافظ قال (2) في باب علاّق بعين مهملة - فهو عثمان بن حصن بن عبيدة بن علاّق القرشي الدمشقي، كنّاه الهيثم بن خارجة أبا عبد الرّحمن، و كنّاه علي بن حجر: أبا عبد اللّه، روى عن زيد بن واقد، و العلاء بن الحارث، و يزيد بن أبي مريم، و يزيد بن عبيدة، و زرعة بن إبراهيم، و الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، حدّث عنه الهيثم بن خارجة، و أبو نعيم الحلبي و غيرهما.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال (3):قلت لأبي مسهر: ما تقول في ابن علاّق ؟ قال: كان ثقة من طلبة (4) العلم، و نسبه لنا، فقال عثمان بن حصن بن عبيدة بن علاّق.

4583 - عثمان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس الأموي

أخو مروان بن الحكم (5)

شهد الدار مع عثمان.

ذكره أبو زرعة في كتاب الإخوة و الأخوات.

ص: 330


1- في م: سعد.
2- الاكمال لابن ماكولا 24/7.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 381/1 و تهذيب الكمال 391/12.
4- الأصل: طلب، تصحيف، و التصويب عن م، و تاريخ أبي زرعة.
5- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 159 و جمهرة ابن حزم ص 87.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال (1):

و ولد الحكم بن أبي العاص أحد عشر (2) رجلا و نسوة، عثمان الأكبر، و الحارث، و مروان، و عبد الرّحمن، و صالحا، و أمّ البنين ولدت عثمان، و محمّدا، و عمرا بني سعيد بن العاص، و زينب بنت الحكم ولدت عبد الملك، و عثمان، و المغيرة بني أسيد (3) بن الأخنس بن شريق الثقفي، و أمّهم أمية (4) بنت علقمة بن صفوان بن أمية بن محرث بن خمل بن شقّ بن رقبة بن مخرج (5) بن الحارث بن ثعلبة بن كنانة، و عثمان الأصغر بن الحكم، و أبانا، و يحيى، و حبيبا، و عمرا (6)،و أمّهم مليكة بنت أوفى [بن] (7) خارجة بن سنان بن أبي حارثة (8) بن مرّة بن نشبة (9) بن غيظ بن مرّة بن عوف.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال في تسمية ولد الحكم بن أبي العاص، قال:

فولد الحكم عثمان الأكبر، و الحارث، و مروان، و عبد الرّحمن، و صالحا، و أم البنين، و زينب الكبرى، و أمّهم أم عثمان، و هي أمية (10) بنت علقمة بن صفوان بن أمية بن محرث بن (11) خمل بن شقّ بن رقبة بن مخرج بن الحارث بن ثعلبة بن مالك بن كنانة، و عثمان الأصغر، و أبان، و يحيى، و حبيبا، و عمرا درج، و أم يحيى، و زينب الصغرى، و أم شيبة، و أم عثمان، و أمّهم مليكة بنت أوفى بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرّة بن عوف أبو سعيد بن ذبيان.

ص: 331


1- انظر نسب قريش للمصعب ص 159 فكثيرا ما كان الزبير بن بكار يأخذ عن عمه المصعب.
2- كذا بالأصل و م، و في نسب قريش: أحدا و عشر.
3- أسيد بضم الهمزة و فتح السين، ترجمته في الإصابة 47/1.
4- كذا بالأصل و م، و في نسب قريش: آمنة.
5- الأصل و م: مجدح، و المثبت عن نسب قريش.
6- زيد في نسب قريش: و أم يحيى... و زينب بنت الحكم، و أم شيبة، و أم عثمان.
7- زيادة عن م و نسب قريش.
8- الأصل و م: خارجة، و المثبت عن نسب قريش.
9- الأصل و م: شيبة، و المثبت عن نسب قريش.
10- كذا بالأصل و م، و مرّ عن نسب قريش: آمنة.
11- الأصل: حارث، و المثبت عن م.

أنبأنا أبو القاسم العلوي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال في ذكر الأخوة بالشام بعد أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم منهم خمسة إخوة: مروان بن الحكم، و عبد الرّحمن بن الحكم، و الحارث بن الحكم، و عثمان بن الحكم، و يحيى بن الحكم.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر بن الزّرّاد المنبجي - بمنبج - نا عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم الزهري، نا عمّي يعقوب بن إبراهيم، قال: هذه تسمية من حضر الدار مع عثمان في الحصار من بني هاشم: الحسن بن علي و قاتل، و من بني أمية: مروان، و الحارث، و عبد الرّحمن، و عثمان الأكبر، و عثمان الأزرق (1) بنو الحكم.

4584 - عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزّى

ابن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي

ابن غالب القرشي الأسدي (2)

شاعر من شعراء مكة، جاهلي.

قدم على قيصر ليملّكه على أهل مكة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار (3)،قال:

و ولد الحويرث بن أسد بن عبد العزّى: عثمان بن الحويرث، و يقال [له] (4) البطريق، لا عقب له، و المطّلب و أمهما تماضر بنت عمير (5) بن وهيب (6) بن حذافة بن جمح (7).

قال: و نا الزبير، حدّثني علي بن صالح، عن عامر بن صالح، عن هشام بن عروة، عن عروة بن الزبير، قال:

ص: 332


1- كذا بالأصل و م، و لعله يريد الأصغر.
2- نسب قريش للمصعب ص 209 المحبر ص 307 و جمهرة ابن حزم ص 118 و 491.
3- نسب قريش ص 209.
4- الزيادة عن م و نسب قريش.
5- عن م و نسب قريش و بالأصل: عمر.
6- عن م و بالأصل: وهب، و في نسب قريش: أهيب.
7- في المحبر ص 307 أنه من أبناء الحبشيات، كذا؟ و المصعب أعرف بأنساب قريش.

خرج عثمان بن الحويرث و كان يطمع أن يملك قريشا، و كان من أظرف قريش و أعقلها، حتى يقدم على قيصر، و قد رأى موضع حاجتهم و متجرهم ببلاده، فذكر له مكة و رغّبه فيها، و قال: تكون زيادة في ملكك كما ملك كسرى صنعاء، فملّكه عليهم، و كتب له إليهم، فلما قدم عليهم قال: يا قوم إنّ قيصر من قد علمتم، أمانكم ببلاده و ما تصيبون من التجارة في كنفه، و قد ملّكني عليكم، و إنّما أنا ابن عمكم و أحدكم، و إنّما آخذ منكم الجراب من القرظ (1) و العكّة (2) من السمن، و الإهاب، فأجمع ذلك ثم أبعث به إليه، و أنا أخاف إن أبيتم ذلك أن يمتنع منكم الشام فلا تتّجروا به، و يقطع مرفقكم منه، فلما قال لهم ذلك خافوا قيصر، و أخذ بقلوبهم ما ذكر من متجرهم، فأجمعوا على أن يعقدوا على رأسه التاج عشية، و فارقوه على ذلك.

فلما طافوا عشية بعث اللّه عليه ابن عمه أبان، معه الأسود بن المطّلب بن أسد، و صاح على ما كانت قريش في الطواف: يا لعباد اللّه، ملك بتهامة ؟ فانحاشوا [انحياش] (3) حمر الوحش، ثم قالوا: صدق و اللات و العزّى، ما كان بتهامة ملك قط ، فانتفضت قريش عمّا كانت قالت له، لحق بقيصر ليعلمه.

قال: و نا الزبير، حدّثني علي بن صالح، عن عامر بن صالح بن عبد اللّه بن عروة بن الزبير، عن جعفر بن عبد اللّه بن عثمان بن عبيد اللّه بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد.

أن قيصر حمل عثمان على بغلة عليها سرج عليه الذهب حين ملّكه.

قال: و نا الزبير، حدّثني محمّد بن الضحاك بن عثمان الحزامي، عن أبيه قال:

قال الأسود بن المطّلب: حين أرادت قريش أن تملّك عثمان بن الحويرث عليها: إن قريشا لقاح (4) لا تملك، فخرج عثمان بن الحويرث إلى قيصر ليملّكه على قريش، فكلّم تجار من تجار قريش بالشام: عمرو بن جفنة (5) في عثمان بن الحويرث و سألوه أن يفسد عليه أمره، فكتب إلى ترجمان قيصر يحوّل كلام عثمان، فلما دخل عثمان على قيصر فكلّمه قال

ص: 333


1- القرظ : محركة، ورق السلم، أو ثمر السنط (القاموس).
2- العكة بالضم، آنية السمن، أصغر من القربة (القاموس).
3- الزيادة عن م.
4- في تاج العروس بتحقيقنا: لقح: و الحي اللّقاح و القوم اللّقاح الذين لا يدينون للملوك و لم يملكوا، أو لم يصبهم في الجاهلية سباء.
5- هو عمرو بن جفنة الغساني انظر جمهرة ابن حزم ص 190.

للترجمان: ما قال ؟ فقال: مجنون يشتم الملك، فأراد قتله، و أمر به فدفع، إلى أن مرّ برجل من أصحاب الملك فتمثّل ببيت شعر، فكلّمه عثمان بن الحويرث و قال له: إنّي أرى لسانك عربيا، فممن أنت ؟ فقال: رجل من بني أسد، و أنا أكره أن يدروا بنسبي، قال: فما دهاني عنده، قال: الترجمان، كتب إليه عمرو بن جفنة أن يحوّل كلامك، قال: فكيف الحيلة أن تدخلني عليه مدخلا واحدا و خلاك ذمّ (1)،فقال: أفعل، فاحتال له حتى دخل عليه، و دعا له قيصر الترجمان، فقال له عثمان: إنّ أفخر الناس - فأعلم ذلك الترجمان قيصر - قال: و أعذر الناس،- فأعلمه الترجمان أيضا قيصر - قال: و أكذب الناس، فذكر ذلك الترجمان لقيصر، ثم أهوى فتشبث بالترجمان، فقال قيصر: إنّ له لقصة، فادعوا لي ترجمانا آخر، فدعوه له، فأفهمه قصته، فعاقب قيصر الترجمان الأول، و كتب لعثمان بن الحويرث إلى عمرو بن جفنة أن يحبس له من أراد حبسه من تجار قريش، فقدم على ابن جفنة، فوجد بالشام أبا أحيحة سعيد بن العاص و ابن أخته أبا ذئب، فحبسهما، فمات أبو ذئب في الحبس، و سمّ عمرو بن جفنة عثمان بن الحويرث فمات بالشام، فذلك حيث يقول ورقة بن نوفل (2):

هل أتى ابنتي عثمان أن أباهما *** حانت منيّته بجنب الفرصد (3)

ركب البريد مخاطرا عن نفسه *** ميت المنيّة (4) للبريد المقصد

فلأبكين عثمان حقّ بكائه *** و لأنشدن عمرا و إن لم ينشد (5)

قال: و نا الزبير، قال: قال عمي مصعب بن عبد اللّه:

و كان عثمان بن الحويرث حيث قدم مكة بكتاب قيصر مختوما في أسفله بالذهب همّت قريش أن تدين له، فصاح أبو زمعة الأسود بن المطّلب بن أسد - و الناس في الطواف:- إنّ قريشا لقاح (6) لا تملك و لا تملك، فاتسقت (7) قريش على كلامه، و منعوا عثمان ما جاء يطلب، فهو حيث رجع إلى قيصر.

قال: و كان ممن رحل فيه أبو أمية بن المغيرة المخزومي، قال: فلما قدم أبو أحيحة مكة جعل يحرّض على بني أسد و يغري بهم بني عامر و بني أمية في دم أبي ذئب، و كانت أم أبي ذئب

ص: 334


1- خلاك ذم أي أعذرت و سقط عنك الذم (اللسان).
2- الأنساب في نسب قريش ص 210.
3- الأصل و م، و في نسب قريش: المرصد.
4- كذا بالأصل و م، و في نسب قريش: المظنة.
5- عن م و نسب قريش، و بالأصل: ننشد.
6- الأصل: ألقاح، و المثبت عن م و نسب قريش ص 210.
7- في نسب قريش: فاتسعت.

أم حبيب بنت عبد شمس بن عبد مناف، فقال أبو العاص بن أمية بن عبد شمس أو غيره (1):

إني أعادي معشرا *** كانوا لنا حصنا حصينا

خلقوا مع الجوزاء إذ *** خلقوا و والدهم أبونا

أبلغ لديك بني أميّة *** آية (2) نصحا مبينا

إنّا خلقنا مصلحين *** و ما خلقنا مفسدينا

فأمسكت بنو أمية عن بني أسد، و رهن أبو أحيحة ابنه أبان بن سعيد بني (3) عامر ليحنق بذلك على بني أسد - دم أبي ذئب - لأن دعوة بني قصيّ يومئذ واحدة، و العقل عليهم جميعا، فقال أبو زمعة الأسود بن المطّلب بن أسد بن عبد العزّى:

ألا من مبلغ عني سعيدا *** رسولا و الرسول من التلاق

بما ذا قلت ترهنهم أبانا *** بلا حقّ لدي و لاحقاق

فنحن البيض أشبهنا قصيّا *** و أنتم شبه أشتاء الزقاق

فقامت بنو عامر بن لؤي على بني أسد، فقال أبو زمعة:

و اللّه لا أعطيك حسل بهما *** و إن تجنيت عليّ الظلما

و إن غضبت لأزيدن رغما

فقال لهم بنو عامر: فاحلفوا لنا، فقال أبو زمعة:

يا حسل حسل عامر لا تجهلي *** أن تسلي إيماننا [لا] (4) تنقلي

أو تبذل لي أيمانكم لا تقبل

و جعلت بنو عامر تجمع لبني أسد، فقال أبو زمعة:

سيكفيني الوليد أبا لبيد *** بكرة (5) عوف بن دهر

و أكفي غير مكترث سهيلا (6) *** و يكفي يا طلي سهل بن عمرو

ص: 335


1- الأبيات في نسب قريش للمصعب ص 99 منسوبة لأبي العاصي.
2- الأصل و م:«أنه» و المثبت عن نسب قريش.
3- الأصل:«بن» و الصواب عن م و نسب قريش ص 99.
4- زيادة عن م.
5- كذا عجزه بالأصل، و في م: و يكفني ذكره عوف بن دهر
6- في م: سبيلا.

أ لم تر أنّنا من ذي قداف (1) سيل *** كانتا دفاع بحر

و نلبس للعدو جلود (2) أسد *** إذا نلقاهم و جلود نمر

فأتى الإسلام، و وقعت الحرب بين النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و بينهم، فشغلهم عن ذلك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو الفرج غيث بن علي الخطيب، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالوا: أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمّد بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن سهل السّامري، نا عبد اللّه بن محمّد البلوي - بمصر - نا عمارة بن زيد، حدّثني عبيد اللّه بن العلاء، حدّثني يحيى بن عروة، عن أبيه.

أن نفرا من قريش منهم ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ ، و يزيد بن عمرو بن نفيل، و عبيد اللّه بن جحش بن رئاب، و عثمان بن الحويرث كانوا عند صنم لهم يجتمعون إليه، قد اتّخذوا ذلك اليوم من كل سنة عيدا، و كانوا يعظّمونه و ينحرون له الجزر، ثم يأكلون و يشربون [و يعكفون عليه، فدخلوا عليه في الليل، فرأوه مكبوبا على وجهه فأنكروا ذلك و أخذوه فردّوه] (3) إلى حاله، فلم يلبث أن انقلب انقلابا عنيفا، فأخذوه فردّوه إلى حاله، فانقلب الثالثة، فلما رأوا ذلك اغتمّوا له و أعظموا ذلك، فقال عثمان بن الحويرث: ما له قد أكثر التنكس ؟ (4) إن هذا لأمر قد حدث، و ذلك في الليلة التي ولد فيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فجعل عثمان يقول:

أيا صنم العيد الذي صفّ حوله *** صناديد وفد من بعيد و من قرب

تكوّست (5) مغلوبا فما ذاك قل لنا؟ *** أذاك سفيه أم بكوّست للعتب ؟

و إن كان من ذنب أتينا فإننا *** نبوء بإقرار و نلوي عن الذّنب

و إن كنت مغلوبا تكوّست صاغرا *** فما أنت في الأوثان بالسيد الرّبّ

قال: و أخذوا الصنم فردّوه إلى حاله، فلما استوى هتف بهم هاتف من الصنم بصوت جهير و هو يقول:

ص: 336


1- كذا بالأصل و م: قداف سيل.
2- عن م و بالأصل: جلودا.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
4- بدون إعجام بالأصل و رسمها:«السكئر» و المثبت عن م.
5- كوسه: كبّه على رأسه (اللسان).

تردّى لمولود أنارت بنوره *** جميع فجاج الأرض بالشّرق و الغرب

و خرّت له الأوثان طرا و أرعدت *** قلوب ملوك الأرض طرّا من الرّعب

و نار جميع الفرس باخت و أظلمت *** و قد بات شاه الفرس في أعظم الكرب

و صدّت عن الكهّان بالغيب جنّها *** فلا مخبر عنهم بحقّ و لا كذب

فيا آل قصيّ ارجعوا عن ضلالكم *** و هبّوا إلى الإسلام و المنزل الرّحب

فلما سمعوا ذلك خلصوا نجيّا، فقال بعضهم لبعض: تصادقوا و ليكتم بعضكم على بعض، فقالوا: أجل، فقال لهم ورقة بن نوفل: تعلمون و اللّه ما قومكم على دين، و لقد أخطئوا و تركوا دين إبراهيم؛ ما حجر تطيفون به و لا يسمع و لا يبصر، و لا ينفع و لا يضرّ، يا قوم التمسوا لأنفسكم الدين، قال: فخرجوا عند ذلك يضربون في الأرض، و يسألون عن الحنيفية دين إبراهيم صلّى اللّه عليه و سلّم، فأمّا ورقة فتنصّر و قرأ الكتب حتى علم علما، و أمّا عثمان بن الحويرث فصار إلى قيصر، فتنصّر و حسنت منزلته عنده، و أما زيد بن عمرو بن نفيل فأراد الخروج، فحبس، ثم إنه خرج بعد ذلك، فضرب في الأرض حتى بلغ الرّقّة من أرض الجزيرة، فلقي بها راهبا عالما، فأخبره بالذي يطلب، فقال له الراهب: إنّك لتطلب دينا ما تجد من يحملك عليه، و لكن قد أظلك زمان نبيّ يخرج من بلدك، يبعث بدين الحنيفية، فلما قال له ذلك رجع يريد مكة، فغارت عليه لخم، فقتلوه، و أما عبيد اللّه بن جحش فأقام بمكة حتى بعث النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم خرج مع من خرج إلى أرض الحبشة، فلما صار بها تنصّر و فارق الإسلام، فكان بها حتى هلك هنالك نصرانيا.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ عنه، نا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب، نا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد، قال: قال أبو حاتم: قال أبو عبيدة: كان عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزّى تنصّر، فخرج إلى بلاد الروم و قال:

فلمّا دنونا من مدينة قيصر أحست *** نفوس القوم لي بالوساوس

إلاّ طرقتنا زينب ابنة خيرنا لذي *** حمر غصن من رطيب و يابس

و ليس بها أهل الصّيانة و الصبى *** و لكن بها شماسة بالنواقس

سرت من جفان الغور حتى اهتدت بنا *** و نحن نشاوي في أصول الكنائس

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو

ص: 337

طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال (1):

و عثمان بن الحويرث الذي يقول:

ظلمت فلم يغضب عدي و نوفل *** و ليس على أبي هشام معوّل

و يا ليت حظي من تويت و نصره *** نضيّ (2) إذا أرمي به و لا يعضل

عدي و نوفل ابنا خويلد، و أبو هشام: حكيم بن حزام (3) ابنه هشام (4).و تويت بن حبيب بن أسد.

4585 - عثمان بن حيّان بن معبد بن شدّاد بن نعمان

ابن رياح (5) بن أسعد بن ربيعة بن عامر

ابن يربوع بن غيظ بن مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان (6)

ابن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان

أبو المغراء (7) المرّي (8)(9)

.

مولى أم الدّرداء، و يقال: مولى عتبة بن أبي سفيان بن حرب.

روى عن أم الدرداء.

روى عنه: عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و هشام بن سعد، و عبد اللّه أو عبيد اللّه بن سليمان، و زاره بدمشق في زقاق بني مرة المعروف اليوم بدرب النقاشة، و استعمله الوليد بن عبد الملك على المدينة، و كان في سيرته عنف، و ولي الغزو في أيام يزيد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا

ص: 338


1- انظر نسب قريش للمصعب ص 210.
2- نضي: يريد من القداح.
3- بالأصل: حرام، و التصويب عن م.
4- حكيم بن حزام، كان عنده ابن اسمه هشام، و كنيته أبو خالد، و لكنه كناه بأبي هشام (انظر نسب قريش للمصعب ص 211) و راجع ترجمة حكيم بن حزام في تهذيب الكمال 127/5.
5- في تهذيب الكمال و تهذيب التهذيب: رباح، بالباء الموحدة.
6- بالأصل و م: سنان، و المثبت عن جمهرة ابن حزم.
7- المغراء بفتح الميم و سكون المعجمة، كما في تقريب التهذيب.
8- و في الكاشف و تقريب التهذيب: المزني، بدل المري.
9- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 396/12 و تهذيب التهذيب 74/4 و تقريب التهذيب، و جمهرة ابن حزم ص 252.

عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،نا أبو عامر (2)،نا هشام - يعني: ابن سعد-.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن بشار، نا أبو عامر.

ح و أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين القرشي، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو عبد اللّه محمّد بن العمركي بن نصر.

قالوا: أنا أبو الحسن الدّاودي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا إبراهيم بن خزيم، نا عبد بن حميد، نا عبد الملك بن عمرو، نا هشام بن سعد، عن عثمان بن حيّان الدمشقي، أخبرتني أم الدّرداء، عن أبي الدّرداء، قال:

لقد رأيتنا (3) مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في بعض أسفاره في اليوم الحارّ الشديد الحر، حتى إنّ الرجل ليضع يده على رأسه من شدّة الحر، و ما في القوم صائم إلاّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و عبد اللّه بن روّاحة.

ألفاظهم سواء إلاّ أن في حديث الرّوياني: حتى ان أحدنا ليضع يده.

أخبرنا - يعني: أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد - أنا (4) أبو بكر محمّد بن الحسن بن علي بن محمّد الطّبري الخبّازي المقرئ، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد بن (5)محمّد المخلدي، أنا أبو العباس السّرّاج، نا قتيبة بن سعيد، نا الليث، عن هشام، عن عثمان بن حيّان الدمشقي، عن أم الدرداء، عن أبي الدّرداء، قال:

كنا نكون مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في اليوم الحار الذي يضع فيه أحدنا يده على رأسه من الحرّ، و ما في القوم أحد صائم إلاّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و عبد اللّه بن رواحة.

آخر الجزء الرابع و الأربعين بعد الأربعمائة من الفرع (6).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو (7) بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو

ص: 339


1- مسند أحمد بن حنبل 421/10 رقم 27574.
2- في مسند أحمد بن حنبل:«حمّاد بن خالد». و كنية حماد هذا أبو عبد اللّه، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 164/5.
3- كذا بالأصل و م، و في مسند أحمد: رأينا في بعض أسفارنا.
4- بين أنا... و بن. سقط من م.
5- بين أنا... و بن. سقط من م.
6- بين: آخر و الفرع سقط من م.
7- «أبو» ليست في م.

بكر بن الحسن، قالا: نا أبو [العباس محمد بن يعقوب، نا] (1) العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، نا ابن جابر، حدّثني عثمان بن حيّان، حدثتني أم الدّرداء، قالت:

كان رجلان متآخيين (2) تآخيا في اللّه عز و جل، و كانا إذا لقي أحدهما الآخر قال له: أي أخي، تعال (3) هلمّ نذكر اللّه عز و جل، فبينما هما التقيا في السوق عند باب حانوت، فقال أحدهما للآخر: أي أخي هلمّ نذكر اللّه عز و جل عسى (4) أن يغفر لنا، ثم لبثا لبثا، فمرض أحدهما، فأتاه صاحبه، فقال: أي أخي، انظر أن تأتيني في منامي فتخبرني ما ذا لقيت بعدي، قال: أفعل إن شاء اللّه، قال: فلبث حولا ثم أتاه، فقال: أي أخي، أشعرت أنّا حين التقينا في السوق عند الحانوت فدعونا اللّه عز و جل ؟ إنّ اللّه غفر لنا يومئذ.

قال ابن جابر: و لقد سمّاهما لي عثمان، فنسيت اسميهما (5).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد:

و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (6):

عثمان بن حيّان الدمشقي مولى أم الدرداء، روى عنه هشام بن سعد.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلال - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (7):

عثمان بن حيّان الدمشقي، روى عن [أمّ ] (8) الدّرداء، روى عنه هشام بن سعد، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 340


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
2- بالأصل و م: متواخيان.
3- الأصل:«تعالى»، و اللفظة سقطت من م.
4- بين: فبينما.. إلى عسى ليس في م.
5- بالأصل و م: اسمهما.
6- التاريخ الكبير للبخاري 217/2/3.
7- الجرح و التعديل 148/6.
8- زيادة لازمة عن م و الجرح و التعديل.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، قال في ذكر موالي أم الدرداء [و أصحابها: عثمان بن حيان مولى أم الدرداء] (1).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة-.

قال: سمعت أبا الحسين بن سميع يقول في الطبقة الرابعة من تابعي أهل الشام:

عثمان بن حيّان مولى عتبة بن أبي سفيان (2).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، قال: قال أبي (3)سعد (4) بن إبراهيم: و نزع - يعني الوليد - عمر بن عبد العزيز عن المدينة لهلال شعبان - يعني من سنة أربع و تسعين - و أمّر عثمان بن حيّان المرّي، فقدم ليلة الأربعاء لليلتين بقيتا من شوال، و استخلف سليمان سنة ست و تسعين، و نزع عثمان بن حيّان (5) لسبع ليال بقين من رمضان.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال (6):

و استخلف على المدينة أبا بكر بن حزم - يعني عمر بن عبد العزيز - حين عزل عن المدينة، و ولي المدينة عثمان بن حيّان المرّي، فلم يزل واليا حتى مات الوليد، فعزله سليمان، و ولّى أبا بكر بن حزم في شهر رمضان سنة ست و تسعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري، أنا أبو الحسين بن الفضل،

ص: 341


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
2- تهذيب الكمال 396/12.
3- بالأصل: أبو، تصحيف، و التصويب عن م.
4- في م: سعيد، تصحيف.
5- «من» حيان المري إلى هنا سقط من م.
6- انظر تاريخ خليفة بن خيّاط ص 311 و 317.

أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: و فيها - يعني سنة أربع و تسعين - نزع عمر بن عبد العزيز عن أهل المدينة، و وليها عثمان بن حيّان القرشي.

قال: و فيها - يعني سنة ست و تسعين - نزع عثمان بن حيّان عن أهل المدينة و أمّر أبو بكر بن حزم الأنصاري.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت (1):أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمود بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا الهيثم بن خارجة، نا الوليد بن مسلم (2)،عن ابن (3) جابر، عن ابن الماجشون، قال: بينما أنا مع عمر بن عبد العزيز نزول فإذا ركب مقبلين من الشام، فعرضت لهم، فإذا بعثمان بن حيّان وال على المدينة، فأتيت عمر، فقلت: هذا عثمان بن حيّان قد ولي عليك المدينة، قال: الحمد للّه، و اللّه ما قضى لي قضية قط فأحببت أن يكون قضى لي غيرها.

جاء في غير هذه الرواية: أن الوليد إنّما ولى عثمان بن حيّان طلب العراقيين الذين هربوا إلى المدينة من الحجّاج، فلما بلغ في ذلك [ما يحب ولاّه المدينة بعد ذلك] (4) فاللّه أعلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5)،نا محمّد بن أبي زكير، أنا ابن وهب، حدّثني مالك قال:

كان عثمان بن حيّان أميرا على المدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك، قال: و كان ابن حزم يومئذ قاضيا، قال: فعزل عثمان بن حيّان (6) بعد ذلك، و ولي أبو بكر بن حزم بعده.

قال: و نا يعقوب (7)،نا سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن ابن شوذب، قال: قال عمر بن

ص: 342


1- «قالت» ليست في م.
2- الخبر من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 397/12.
3- الأصل: أبي جابر، و المثبت عن م و تهذيب الكمال.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
5- الخبر في المعرفة و التاريخ 590/1.
6- من قوله: أميرا إلى هنا سقط من م.
7- المعرفة و التاريخ 609/1-610 و سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 47 و سيرة عمر لابن عبد الحكم ص 146.

عبد العزيز:[الوليد] (1) ابن عبد الملك بالشام، و الحجاج بن يوسف بالعراق، و محمّد بن يوسف باليمن، و عثمان بن حيّان بالحجاز، و قرّة بن شريك بمصر (2)،امتلأت الأرض و اللّه جورا.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن ابن شوذب، قال: قال عمر بن عبد العزيز: الوليد بالشام، و الحجاج بن يوسف بالعراق، و محمّد بن يوسف باليمن، و عثمان بن حيّان بالحجاز، و قرّة بن شريك بمصر، امتلأت الأرض و اللّه جورا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (3)،حدّثني محمّد بن يحيى، و حرملة قالا: أنا ابن وهب، نا مالك أن ابن حيّان المرّي إذ كان أميرا على المدينة: وعظ محمّد بن المنكدر و أصحابه نفرا في شيء بلغهم من أمر الحمامات، و كان فيهم مولى لابن حيان، فرفع ذلك إلى ابن حيّان، فبعث إلى محمّد بن المنكدر و أصحابه فضربهم، لما كان من كلامهم بالمعروف، و نهيهم عن المنكر، و قال: تتكلمون في مثل هذا؟ فقلت لمالك: و ضرب ابن المنكدر؟ قال: أي و اللّه، و ربيعة أيضا، و كان أحد المفتين ضرب و حلق رأسه و لحيته، و لكن في شيء غير هذا، قال: و ضرب سعيد بن المسيّب مائة، و أدخل في تبان.

و قال مالك: قال عمر بن عبد العزيز: ما أغبط رجلا لم يصبه في هذا الأمر أذى.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر الواقدي، قال: فحدّثني محمّد بن عبد اللّه بن أبي حرّة (4)،عن عمه قال:

رأيت عثمان بن حيّان أخذ عبيدة بن رباح، و منقذ العراقي في أناس من أهل العراق فحبسهم، ثم بعث بهم في جوامع إلى الحجاج بن يوسف، و لم يترك بالمدينة أحدا من أهل

ص: 343


1- الزيادة عن م و المعرفة و التاريخ.
2- زيد بعدها في سيرة ابن عبد الحكم: و يزيد بن أبي مسلم بالمغرب.
3- المعرفة و التاريخ 659/1-660 و تهذيب الكمال 397/12.
4- بالأصل: جرة، و في م: جمرة. كلاهما تصحيف و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 410/16.

العراق تاجرا و لا غير تاجر من كلّ بلد إلاّ أخرجوا فرأيتهم في الجوامع، و اتّبع أهل الأهواء، ففظع الهيصم، و منجور فقطع أيديهما و أرجلهما ثم صلبهما، و كانا من الخوارج، و سمعته يخطب على المنبر و هو يقول بعد حمد اللّه: أيها الناس إذا وجدنا أهل غشّ لأمير المؤمنين في قديم الدهر و حديثه و قرضوا إليكم من لا يزيدكم إلاّ خبالا، أهل العراق هم أهل الشقاق و النفاق، و هم و اللّه عش النفاق و بيضته التي انفلقت عنه، و اللّه ما سبرت عراقيا قط فوجدت عنده دينا، و إنّ أفضلهم حالا عند نفسه الذي يقول في آل أبي طالب ما يقول: و ما لهم لهم بشيعة، إنهم لأعداء لهم و لغيرهم، و لكن لما يريد اللّه من سفك (1) دمائهم، و التقرب إليه بذلك منهم، و إنّي و اللّه لا أوتى بأحد منكم أكرى احدا منهم منزلا و لا أنزله إلاّ هدمت منزله و أحللت به ما هو أهله، إنّ البلدان مصّرها عمر بن الخطاب، و هو مجتهد على ما يصلح رعيته، فجعل يمرّ عليه من يريد الجهاد فيستشيره: الشام أحبّ إليك أم العراق ؟ فيقول: الشام أحبّ إليّ ، إنّي رأيت العراق داء عضالا، و بها فرخ الشيطان، و اللّه لو عضلوا أبي، و إني لأراني سأفرقهم في البلدان ثم أقول لو فرقتهم (2) لأفسدوا من دخلوا عليه مع [جدل] (3) و حجاج و كيف و لم و سرعة و جيف في الفتنة فإذا خبروا عند السيف لم يخبر منهم طائل، و لم يصلحوا على عثمان و هو من بعد الإمام المظلوم الشهيد، فلقي منهم الأمرين، و كانوا هم أوّل الناس، فتق هذا الفتق، و نقضوا عرى الإسلام عروة عروة، و انفلوا البلدان، و اللّه إني لأتقرب (4) إلى اللّه بكلّ ما أفعل بهم لما أعرف من رأيهم و مذاهبهم ثم وليهم أمير المؤمنين فلم يصطلحوا عليه، ثم يزيد بن معاوية فلم يصطلحوا، و وليهم رجل الناس جلدا - يعني عبد الملك - فبسط عليهم السيف، و أخافهم، فاستقاموا له، أحبّوا أو كرهوا، و ذلك أنه خبرهم، فعرفهم.

أيها الناس، إنا و اللّه ما رأينا شعارا قط مثل الأمن، و لا رأينا جليسا (5) قط شرا من خوف، فالزموا الطاعة، فإنّ عندي يا أهل المدينة خبره من الخلاف، و اللّه ما أنتم بأصحاب قتال، و لا بصيرة، إنّما أنتم قوم حصر في فلاة من الأرض لو قطع مشربكم لمتم قدع (6) الطعام و لا تزالون تبنون فيها، فكونوا من أجلاس بيوتكم، و عضوا على النواجذ، و إنّي قد بعثت في

ص: 344


1- الأصل: سقط ، و المثبت عن م.
2- بالأصل «لفرقتهم» و المثبت:«لو فرقتهم» عن م.
3- الزيادة عن م.
4- بالأصل:«و اللّه لا أتقرب» و المثبت عن م.
5- بدون إعجام و غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م.
6- قدعه؛ كفّه، و المقدوع: المنصب على الشيء. و التقادع: الموت بعض في إثر بعض.

مجالسكم من يتسمع، فيبلغني عنكم أنكم في فضول كلام غيره ألزم لكم، فدعوا عيب الولاة فإنّ الأمر إنّما ينقص شيئا [شيئا (1) حتى تكون الفتنة و إن الفتنة من البلاء المبين تذهب الدين، و تذهب المال، و تذهب الولد.

قال: يقول القاسم بن محمّد: صدق في كلامه هذا الآخر إن الفتنة لمنكري.

قال: و أنا محمّد بن عمر، حدّثني خالد بن القاسم عن سعيد بن عمرو، قال:

رأيت منادي عثمان بن حيّان ينادي: برئت ذمّة اللّه ممن آوى عراقيا، و كان عندنا رجل من أهل البصرة له فضل، يقال له سوادة (2) من العبّاد، فقال: و اللّه ما أحبّ أن أدخل عليكم مكروها بلّغوني مأمني (3) قال قلت: لا خير لك في الخروج إنّ اللّه يدفع عنا و عنك، قال:

فأدخلته بيتي، و بلغ عثمان بن حيّان فبعث أحراسا فأدخلته إلى بيت آخر (4)،فما قدروا على شيء، و كان الذي سعى بي عدوّا (5)،فقلت: أصلح اللّه الأمير، تؤتى بالباطل فلا تعاقب عليه، قال: فضرب الذي سعى بي عشرين سوطا، و أخرجنا العراقي، فكان يصلّي معنا ما يغيب عنا يوما واحدا، و حدب عليه أهل دارنا (6) و قالوا: نموت دونك، فما برح معنا في بني أمية بن زيد حتى عزل الخبيث.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي [علي] (7)،قالا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني عبد الرّحمن بن عبد اللّه الدهري، قال: لما مات الحجاج بن يوسف، و وليد بن عبد الملك جعل (8) الصبيان و الإماء بالمدينة يقولون:

يا مهلك الاثنين *** اهلك ذاك الإنسان

قال: فكان عثمان بن حيّان يقول: أنا ذاك الإنسان، فلما عزل عثمان بن حيّان جهروا فقالوا:

يا مهلك الاثنين *** اهلك ذاك الإنسان

و من ذاك الإنسان *** عثمان بن حيّان

ص: 345


1- زيادة عن م.
2- عن م و المختصر و بالأصل:«سواد»، و في تاريخ الطبري 487/6 «أبو سوادة».
3- عن م و الطبري و بالأصل: مأمن.
4- في تاريخ الطبري: بيت أخي.
5- الأصل و م: عدو، و التصويب عن الطبري.
6- الأصل و م:«داريا»؟ و المثبت عن الطبري.
7- الزيادة عن م.
8- اللفظة سقطت من م.

أنبأنا أبو بكر الأنصاري، عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر الخزّاز (1)،نا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر قال:

نزع سليمان عثمان بن حيّان عن المدينة لتسع ليال بقين من رمضان سنة ست و تسعين، و كانت إمارته على المدينة ثلاث سنين إلاّ سبع ليال، و ولّى سليمان ابن حزم على المدينة.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء - مشافهة - أنا أبو الفتح منصور بن الحسين الكاتب، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود، نا أيوب بن محمّد الوزّان، نا ضمرة [عن] (2) ابن شوذب، قال:

كتب عمر بن عبد العزيز إلى عمر بن الوليد:

إن أظلم مني و أجور من ولّى عبد ثقيف خمس المسلمين يحكم في دمائهم و أموالهم - يعني يزيد بن أبي مسلم - و أظلم مني و أجور من ولّى عثمان بن حيّان الحجاز ينطق بالأشعار على منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أظلم مني و أجور من ولّى قرة بن شريك مصر، أعرابي جلف جافّ أظهر فيها المعازف.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن ديسم المقدسي، قال: كتب إليّ أبو جعفر بن المسلمة يذكر أن أبا عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني أجاز لهم، قال:

عثمان بن حيّان المدني، كان أبو بكر بن (3) محمّد بن عمرو (4) بن حزم الأنصاري أيام ولايته المدينة ضربه حدّين، فلما قدم يزيد بن عبد الملك أقاد عثمان من ابن حزم، فقال عثمان:

نام بنو حزم و ما نمت عنهم *** و ما ليل موتور كريم بنائم

رأيت أبا بكر إذا ما لقيته *** تشكي رخامي و اصطكاك الأداهم

قرأت في كتاب بعض أهل العلم، حدّثني أبو عبد اللّه اليزيدي، حدّثني أحمد بن الحارث الخزاز، قال (5):قال أبو الحسن المدائني، قال أبو هبيرة بن الأشعث:

وجّهني عبد الحميد بن عبد الرّحمن إلى عمر بن عبد العزيز بتقدير ديوان الكوفة، فإني

ص: 346


1- الأصل: الخزار، تصحيف و الصواب عن م.
2- الزيادة عن م.
3- سقطت من م.
4- عن م، و بالأصل:«عمر» و انظر تاريخ خليفة ص 312.
5- من «قرأت إلى هنا استدرك على هامش م».

لفي المقصورة إذ دخل رجل أمغر أصهب السّبال (1)،عليه جبّة خز حمراء، و كساء خزّ أحمر، و جعل القوم يقولون: مرحبا بك يا أبا المغرا، هاهنا، فقلت: من هذا؟ قالوا: عثمان بن حيّان المرّي، ثم دخل رجل طوال، خفيف العارضين، حسن اللحية، عتيق (2) الوجه، عليه جبة خزّ خضراء، و كساء خزّ أخضر، فقال القوم: مرحبا بك أبا عقبة، هاهنا، فقلت: من هذا؟ قالوا: الجرّاح بن عبد اللّه الحكمي، إذ قال عثمان: العجب من رجل ولي ثغري العرب: خراسان و سجستان، فصعد منبرهم، فقال: أتيتكم محفيا فتركتموني عصيبا، فانفرث من حمقه و لؤمه كانفراث (3) الكبد، فأتانا مخلوعا، منزوعا، و لوما، مهانا.

قال: فأكبّ الجرّاح ساعة ثم رفع رأسه، فقال: أما تعجبون من رجل ولي ثغري العرب، فأتى قوما متفرقة أهواؤهم، متشتتا أمرهم، فلم يخف سبيلا، و لم يسفك دما، و لم يأت منكرا، ثم استعفى خليفته، فرجع إلى جنده غير عاجز، و لا ملوم، و أحمق و أسير ذاك و آلم و أمضّ لما يكره، رجل ولي حرم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فشرب فيه الخمر، فضرب فيه الحدّ، و غسل منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم منه، ثم شتم ابن الخليفة عثمان بن عفّان بما هو أولى منه، فضرب حدا آخر، ثم صعد به منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فطرح منه فاندقت ترقوته، فأتانا مخلوعا، منزوعا، مهانا، ملوما.

فسمع عمر كلامهما، فقال: يا غلام ما هذا؟ قالوا: الجراح و عثمان يستبّان، قال: يا حرسي اخرج فخذ بيد عثمان فاخرجه من المسجد، و أنت يا حرسي اخرج فخذ بيد الجرّاح فاخرجه من المسجد و قل لهما: الحقا بأهلكما لا في كنف اللّه و لا في ستره، و كانا حجاجيين، فكان عمر يبغضهما.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن عائذ، قال: قال الوليد بن مسلم:

ص: 347


1- السبال جمع سبلة و هي الدائرة التي في وسط الشفة العليا، و قيل: السبلة ما على الشارب من الشعر، و قيل: طرفه، و قيل: هي مجتمع الشاربين. و قيل هو ما على الذقن إلى طرف اللحية.(اللسان: سبل). و الأصهب من الشعر: الذي يخالط بياضه حمره.(اللسان: صهب).
2- العتق: الكرم، يقال ما أبين العتق في وجه فلان: أي الكرم، و العتق: الجمال، و منه قولهم: فلان عتيق الوجه أي جميله (تاج العروس بتحقيقنا: مادة عتق).
3- أي انتثارها، يقال: انفرثت كبده: انتثرت (القاموس المحيط ).

و في سنة اثنتين و تسعين افتتح عثمان بن حيّان سطبة (1) و ما يليها من الحصون.

زاد ابن عائذ مما لم أسمعه من الأكفاني و هو في إجازة منه، عن الوليد أخبرني بعض شيوخنا: أن يزيد بن عبد الملك أغزى في سنة أربع و مائة الصائفة اليمنى عبد الرّحمن بن سليم الكلبي، و عثمان بن حيّان الصائفة اليسرى.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن النهاوندي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (2)،قال:

و ولي عثمان بن حيّان المرّي، و عبد الرّحمن بن سليم الكلبي، فنزل على سميره (3)، فافتتحاها، و فيها غزا عثمان بن حيّان قيصرة (4) حصنا من حصون الروم.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد قال:

و غزا عبد الرّحمن بن سليم الكلبي، و عثمان بن حيّان الروم - يعني سنة ثلاث و مائة في ولاية يزيد بن عبد الملك، قال: ثم غزا عثمان بن حيّان أرض الروم يعني سنة خمس (5)و مائة.

4586 - عثمان بن خرّزاد هو ابن عبد اللّه بن محمّد

يأتي بعد.

4587 - عثمان بن الخطّاب بن عبد اللّه بن العوّام

أبو عمرو البلوي المغربي

المعروف بأبي الدنيا الأشجّ (6)

ذكر أنه سمع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

روى عنه: أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن يعقوب المفيد، و الحسن بن

ص: 348


1- كذا بالأصل و م، و لم أعثر على هذا المكان فيما بين يدي من كتب البلدان.
2- الخبر في تاريخ خليفة ص 330 و انظر تهذيب الكمال 396/12.
3- كذا بالأصل و م، و في تاريخ خليفة:«سسره».
4- و هي المعروفة بقيصرية.
5- بالأصل: خمسين، تصحيف، و المثبت عن م.
6- انظر أخباره في: ميزان الاعتدال 33/3 و تاريخ بغداد 297/11، و الأنساب في (الأشج) و (البلوي) و لسان الميزان 135/4.

محمّد (1) بن يحيى ابن أخي طاهر العلوي، و أبو الحسن علي بن جابارة القزويني (2)،و أبو الحسين أحمد بن يحيى الدينوري.

و قدم دمشق.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو علي الحسن بن غالب بن علي المقرئ - قراءة عليه - قال يحيى و أنا حاضر: نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد بجرجرايا (3)-إملاء - نا أبو عمرو عثمان بن الخطاب يعرف بأبي الدنيا الأشجّ ، قال: سمعت علي بن أبي طالب قال:

إنه لعهد النبي الأمي صلّى اللّه عليه و سلّم إليّ : أنه لا يحبّك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق.

قال: و سمعت علي بن أبي طالب قال: لما نزلت وَ تَعِيَهٰا أُذُنٌ وٰاعِيَةٌ (4) قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«سألت اللّه عز و جل أن يجعلها أذنك يا علي»[7686].

و ذكر المفيد مع هذين الحديثين اثني عشر حديثا.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفقيه، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالوا: أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن أبي جابارة القزويني - بها - قال: لقيت على بن (5) عثمان الخطّابي المغربي و سأله بعض الناس: كم بعد الشيخ ؟ قال: ثلاثمائة سنة إلاّ خمس سنين، قيل: فكم تذكر من الصحابة ؟ قال: كلهم خلا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و فاطمة، قيل: فتذكر علي بن أبي طالب ؟ قال: كيف لا و أنا من تربيته، كنت رسولا فيما بينه و بين عثمان، فحملني على دابّته، و هذه الشجّة التي ترونها على وجهي أصابتني من ركاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يوم خرج إلى قتال أهل النهروان، قال: و كان بين يديه شيخان قال: هما ابناي و هما شيخان، و هو كهل.

أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد الباقي بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن موسى بن عيسى بن عبد اللّه بن محمّد بن أبي جرادة العقيلي (6)،حدّثني أبو الفتح

ص: 349


1- بالأصل:«و أبو الحسن محمد» و المثبت:«و الحسن بن محمد» عن تاريخ بغداد و الأنساب (الأشج).
2- من قوله: المفيد إلى هنا ليس في م.
3- جرجرايا: بلد من أعمال النهروان الأسفل بين واسط و بغداد من الجانب الشرقي (معجم البلدان).
4- سورة الحاقة، الآية:12.
5- كذا بالأصل و م: علي بن عثمان(؟).
6- قارن مع المشيخة 144/أ.

أحمد بن علي الجزري، في سنة سبع و سبعين و أربعمائة بحلب - إملاء في داره - نا القاضي الجليل أبو الحسين أحمد بن يحيى العطّار الدّينوري بمدينة ميّافارقين (1) في سنة ست عشرة و أربعمائة قال:

خرجت مع خالي في سنة خمسين (2) و ثلاثمائة نطلب الحج حتى إذا كنا بمكة و قضينا حجّنا رأيت حلقة دائرة عليها خلق من الناس، فسألت بعضهم فقلت: من هؤلاء؟[فقالوا] (3)حجاج بن المغرب، فدنوت منهم فإذا هم يقولون: هذا أبو سعيد الأشجّ ، فجلست إليهم حتى صرنا في جماعة كثيرة، فقالوا له: حدّثنا، قال: نعم، خرجت مع أبي من المغرب من قرية يقال لها مريذة (4) نطلب الحج، فوصلنا مصر فبلغنا حرب علي بن أبي طالب مع معاوية بن أبي سفيان، فقال لي أبي: أقم بنا يا بنيّ حتى نقصد إلى علي بن أبي طالب، و نشاهده، فلما وصلنا إلى دمشق، خرجنا نطلب العسكر، فبينا نحن سائرون و كان يوما شديد الحر، فلحق أبي عطش شديد، فقلت له: يا أبة اجلس حتى أمضي ارتد لك الماء، و أحملك إليه حتى لا تتعب، فجلس، و قصدت إلى طلب الماء يمينا و شمالا، فبينا أنا أدور رأيت عينا شبه البركة، فلم أملك نفسي أن خلعت ما كان عليّ و طرحت نفسي فيها، فتغسّلت و شربت من مائها و جئت إلى عند أبي فوجدته قد قضى، فواريته و انصرفت أطلب أمير المؤمنين، فوصلت العسكر ليلا، فبتّ ، فلما كان من غد جئت، فوقفت على باب خيمته، فخرج، و قدّم له بغلة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فهمّ أن يركب، فأسرعت أن أقبّل ركابه، فنفحني بركابه - أو قال: بالمهماز (5)-فشجّني هذه الشّجّة، و كشف عن رأسه، فرأينا أثر الشّجة، قال: فتأخّرت عنه فنزل و صاح إلي: ادن مني فأنت الأشجّ ، فدنوت منه، فمرّ يده عليّ و قال لي: حدّثني بحديثك، فحدّثته ما كان مني و من أبي إلى أن وصلت العين كيف سبحت فيها و شربت من مائها، فقال لي: يا بنيّ تلك عين الحياة، اللّهمّ عمّره، اللّهم عمّره، يقولها [ثلاثا] (6)،و قال: أنت المعمّر أبو الدنيا، اسمع ما أحدّثك به، سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول، فذكر خمسة أحاديث من جملة الأحاديث التي وقعت إلينا من طريق المفيد عن الأشجّ .

ص: 350


1- من مدن ديار بكر، مشهورة (انظر معجم البلدان).
2- كذا بالأصل و م، و في المختصر 88/16 خمس.
3- الزيادة عن م.
4- كذا بالأصل، و بدون إعجام في م، و في المختصر:«مربذة» و لم أجدها.
5- المهماز: حديدة في مؤخر خفّ الرائض جمع مهامز و مهاميز (القاموس المحيط ).
6- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.

ثم قال القاضي: فروى هذه الخمسة الأخبار، و انصرف مع أصحابه إلى المغرب (1)، فجاورت أنا و خالي سنة إحدى و خمسين، فوصل على رأسه، فجئت مع الناس إليه، فحدّثني في سنة إحدى و خمسين و ثلاثمائة، فذكر خمسة أحاديث من جملة ما رواه المفيد عنه القاضي، و قطع الحديث و مضى مع أصحابه إلى الغرب، و أقمت بمكة، فلما كان في سنة اثنتين و خمسين و صلّى مع أصحابه و جلس على رسمه فقمت إليه و سلّمت عليه، و جلست مع الناس، فحدّثنا و ذكر باقي الأحاديث التي رواها المفيد عن الأشج، و زاد حديثا واحدا لم يروه المفيد، و هو قال: حدّثني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قضى أن الدّين قبل الوصية، و أنتم أ ما قال لنا القاضي هارون مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهٰا أَوْ دَيْنٍ (2)و ان أعيان بني الأم يتوارثون دون بني العلات (3)،الرجل يرث أخاه لأبيه و أمه دون أخيه لأبيه (4).

قال: و حدّثني أبو الفتح أحمد بن علي الجزري، قال:

سافرت إلى أرض إفريقية، فلما وصلنا القيروان وقف بنا رجل يسأل الناس فروى خبرا من هذه الأخبار، فقلت له: من أين لك هذا؟ قال: عندنا بالقيروان رجل مقعد يروي هذا الخبر مع أخبار جماعة، فمضيت إلى أبي عمران الفقيه المالكي - و كان مقدّما بالقيروان - فقصصت عليه الخبر، فقلت له: أخبرني بها أكتبها عنك، فقال لي: لا يجوز أن أمليها أنا، قلت: و لم ذلك ؟ قال: فيها خبر لا يجمع عليه العامّة، قلت: و ما هو؟ قال: قول النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

«سألت اللّه أن يجعلها أذنك» ففعل فأنت الأذن الواعية، فكيف يجوز أن تكون الأذن الواعية و يتقدمه أحد من الناس ؟[7687].

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن الحسن، نا - و أبو الحسن، أنا - أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت (5)،أنا العبد الصّالح أبو بكر أحمد بن موسى بن عبد اللّه الروشناني (6)،أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن يعقوب المفيد، قال: سمعت أبا عمرو

ص: 351


1- الأصل: الغرب، و المثبت عن م.
2- سورة النساء، الآية:12 و في التنزيل العزيز: يوصين.
3- بنو العلاّت: بنو أمهات شتى من رجل واحد، و العلة: الضّرّة (القاموس المحيط ).
4- أقحم بعدها بالأصل:«و الأم» و المثبت يوافق عبارة م و المختصر 89/16.
5- تاريخ بغداد 297/11-298 و الأنساب (الأشج).
6- في تاريخ بغداد: الروشنائي.

عثمان بن الخطّاب بن عبد اللّه (1) البلوي من مدينة بالمغرب يقال لها رندة (2)-و هو المعمّر، و يعرف بأبي الدنيا - يقول: ولدت في أوّل خلافة أبي بكر الصدّيق، فلما كان في زمن علي بن أبي طالب خرجت أنا و أبي نريد لقاءه، فلما صرنا قريبا من الكوفة - أو من الأرض التي هو فيها - لحقنا عطش شديد في طريقنا أشفانا منه على الهلكة، و كان أبي شيخا (3) كبيرا، فقلت له: اجلس حتى أدور أنا الصحراء أو البرية، فعلّي أقدر على ماء، أو من يدلّني على ماء، أو ماء المطر، فجلس، و مضيت أطلب، فلما كنت منه غير بعيد لاح لي ما قصدت إليه، فإذا أنا بعين ماء و بين يديها شبيه بالركية (4) أو الوادي من مائها، فنزعت ثيابي و اغتسلت من ذلك الماء، و شربت حتى رويت، ثم قلت: أمضي فأجي بأبي فهو غير بعيد، فجئت إليه، فقلت له: قم، فقد فرّج اللّه، و هذه عين من ماء قريب منا، فقام و مضينا نحو العين و الماء، فلم نر (5)شيئا، فدرنا نطلب، فلم نقدر (6) على شيء، و أجهد أبي جهدا شديدا، فلم يقدر على النهوض لشدة ما لحقه، فجلست معه، فلم يزل يضطرب حتى مات، فاحتلت حتى واريته، ثم جئت حتى لقيت أمير المؤمنين عليا و هو خارج إلى صفّين، و قد أسرجت له بغلة، فمسكت بالرّكاب ليركب، و انكببت أقبّل فخذه، فنفحني بالركاب فشجني في وجهي شجّة، قال المفيد: و رأيت الشّجّة في وجهه واضحة، قال: ثم سألني عن خبري، فأخبرته بقصتي و [قصة] (7) أبي، و قصة العين، فقال: هذه عين لم يشرب منها أحد إلاّ عمّر عمرا طويلا، و ابشر فإنّك معمّر (8) ما كنت لتجدها بعد شربك منها، قال المفيد: ثم سألناه فحدّثنا عن علي بن أبي طالب بأحاديث، ثم لم أزل أتبعه في الأوقات و ألحّ عليه حتى يملي عليّ (9) حديثا بعد حديث، ثم أعود حتى جمعت عنه خمسة عشر حديثا، لم يجتمع عنه لغيري، لتتبعي له، و إلحاحي عليه، و كان معه شيوخ من بلده، فسألتهم عنه، فقالوا: هو مشهور عندنا بطول العمر، حدّثنا بذاك آباؤنا عن

ص: 352


1- من قوله: الروشناني إلى هنا سقط من م.
2- بالأصل:«مزبذة» و في م:«مربذة» و المثبت عن تاريخ بغداد و رندة: معقل حصين بالأندلس من أعمال تاكرنا (قاله في معجم البلدان).
3- الأصل: شيخ، و الصواب عن م و تاريخ بغداد: و الأنساب.
4- كذا بالأصل و م، و في المصادر: البركة.
5- الأصل و م:«ير» و المثبت عن تاريخ بغداد و الأنساب.
6- الأصل و م: يقدر، و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- زيادة عن م و تاريخ بغداد، و «أبي» كتبت بالأصل فوق الكلام بين السطرين.
8- الأصل و م: نعم، تصحيف، و التصويب عن تاريخ بغداد، و في الأنساب: فأبشر فإنك تعمر عمرا طويلا.
9- بالأصل و م:«يملي عليه» و المثبت عن تاريخ بغداد و الأنساب.

آبائهم عن أجدادهم، و إنّ قوله في لقيّه علي بن أبي طالب معلوم عندهم أنه كذلك.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):

عثمان بن الخطّاب بن عبد اللّه بن عوام (2) أبو عمرو البلوي الأشجّ المغربي المعروف بأبي الدنيا، و كان يروي عن علي بن أبي طالب، و عاش دهرا طويلا، و قدم بغداد بعد سنة ثلاثمائة بعدة سنين، روى عنه: الحسن بن محمّد بن يحيى ابن أخي طاهر العلوي، و أبو بكر المفيد، و غيرهما، و العلماء من أهل النقل لا يثبتون قوله، و لا يحتجون بحديثه.

قال الخطيب (3):

و حدّثني أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عبد الأعلى بن محمّد بن مروان الرّقّي الفقيه [نا أبو القاسم] (4) يوسف بن أحمد بن محمّد البغدادي التمّار، و كان بالرقّة، يعرف بالبنّاء، و كان شاهدا بالرقة، و قلت له: إن المفيد حدّث عن الأشجّ ، عن علي بن أبي طالب فقال: إنّ الأشج دخل بغداد و اجتمع الناس عليه في دار إسحاق و أحدقوا به، و ضايقوه، و كنت حاضره، فقال: لا تؤذوني، فإنّي سمعت علي بن أبي طالب يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«كلّ مؤذ في النار»[7688].

و حدّث ببغداد خمسة أحاديث حفظت منها ثلاثة هذا أحدها، و ما علمت أن أحدا ببغداد كتب عنه حرفا (5)،و لم يكن عندي بذاك الثقة.

قرأت بخط أبي علي الحسن بن أحمد بن عبد اللّه بن البنّا والد شيخنا أبي غالب، و أبي عبد اللّه [قال لي] (6) ابن سبعون [يعني عبد اللّه بن سبعون] (7) القيرواني: قد ورد هذا الأشج إلى بلادنا، و سمعوها منه (8)،و هي هناك، قال أبو علي بن البنّا: و اللّه تعالى يهب العمر المديد لمن يريد من العبيد.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، قال (9):

ص: 353


1- تاريخ بغداد 297/11.
2- تاريخ بغداد: العوام.
3- تاريخ بغداد 299/11.
4- الزيادة عن م و تاريخ بغداد و فيه: حدثنا.
5- تاريخ بغداد: حرفا واحدا.
6- الزيادة عن م.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
8- في م: مني.
9- تاريخ بغداد 299/11.

روى بعض الناس عن المفيد قال: بلغني أن الأشجّ مات في سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة و هو راجع إلى بلده، قال: و أخبرني بعض أصحابنا أنهم كانوا يكنونه بعد ذلك بأبي الحسن و يسمّونه عليا (1).

4588 - عثمان بن خلف

أبو عمرو الأندلسي

قدم دمشق سنة ثلاث و ثلاثين و أربعمائة، و روى قصيدة مسمطة، سمّي الدامغة في السّنّة.

سمع منه أبو العباس بن قبيس، و أبو الحسن علي بن محمّد بن شجاع بن أبي الهول، و حيدرة بن علي الأنطاكي، و أبو الحسن علي بن أحمد بن زهير التميمي المالكي و غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن زهير، أنشدنا أبو عمرو عثمان بن خلف الأندلسي، أنشدني أبو الخليل، أنشدني أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن عبيد الوشّاء، أنشدني أبو إسحاق محمّد بن القاسم بن شعبان، أنشدني أبو الطاهر حامد بن محمّد بن عبد اللّه [بن عبد] (2) الخالق، أنشدني أبو بكر هذه القصيدة لأبيه، [قال:] (3) قالها أبي محمّد بن عبد اللّه بن عبد الخالق منها:

الحمد للّه مليك الملك *** مسخّر البحر مجري الفلك

و مرسل الريح... (4) الهلك *** منّ علينا بالنبي المكي

فأظهر الدين بقمع الشّرك *** فاللّه ربّي و هو الموجد

ليس مع اللّه إله يعبد *** و ليس للّه شريك يعبد (5)

يشهد و الرسل جميعا تشهد *** بأنه أفضلهم محمّد

هو النبي لا نبيّ (6) بعده *** أرسله إلى الأنام وحده

من بعد ما أرسل عيسى عبده *** مبشرا و منذرا ما عنده

يخبرهم وعيده و وعده

ثم ذكرها إلى آخرها.

ص: 354


1- سقطت الكلمة من م.
2- الزيادة عن م.
3- الزيادة عن م.
4- غير مقروءة بالأصل و م و رسمها: لنحس.
5- في م: يوجد.
6- في م:«الأمي» بدل:«لا نبي».

4589 - عثمان بن داود الخولاني

4589 - عثمان بن داود الخولاني (1)

أخو سليمان بن داود

روى عن عمير بن هانئ، و الضحّاك بن مزاحم، و عكرمة، و عمر بن عبد العزيز.

و كان قدريا.

روى عنه هشام بن الغاز، و أبو خالد (2) يزيد بن يحيى، و عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، و عمر بن مروان الكلبي.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (3)،نا علي بن عبد اللّه بن المبارك الصّنعاني، نا زيد بن المبارك، نا زيد بن الحباب، نا عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، حدّثني عثمان بن داود، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس قال:

قالوا: يا رسول اللّه ما نسمع منك نحدث به كله ؟ قال:«نعم، إلاّ أن يحدّث (4) قوما حديثا لا يضبطه (5) عقولهم، فيكون على بعضهم فتنة»[7689].

فكان ابن عباس يكن (6) أشياء يفشيها إلى قوم (7).

قال العقيلي: عثمان بن داود مجهول بنقل الحديث، لا يتابع على حديثه، و لا يعرف إلاّ به.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن طوق الطّبراني، أنا عبد الجبار بن محمّد بن مهنّى الخولاني (8)،نا أحمد بن عبد اللّه، نا وصيف بن عبد اللّه، نا علي بن سراج، نا أحمد بن حرب، نا زيد بن الحباب، نا ابن ثوبان، عن عثمان بن داود، عن الضحاك، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

ص: 355


1- انظر أخباره في: ميزان الاعتدال 33/3 و الضعفاء الكبير للعقيلي 201/3 و تاريخ داريا ص 88،86 و 89 و لسان الميزان 140/4.
2- أقحم بعدها بالأصل:«بن».
3- الخبر في الضعفاء الكبير للعقيلي 201/3.
4- في الضعفاء الكبير: تحدثوا.
5- الضعفاء الكبير: لا تدركه.
6- عن م و بالأصل: يكنى.
7- العبارة في الضعفاء الكبير: فكان ابن عباس ذكر أشياء يقيسها إلى قوم.
8- الخبر في تاريخ داريا ص 89.

«ما أنت محدّث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلاّ كان على (1) بعضهم فتنة»[7690].

قال أبو علي بن مهنّا (2):و عثمان بن داود كان من جلّة أصحاب عمر - يعني: بن عبد العزيز - و ولد عثمان بالساحل إلى وقتنا هذا.

رواه أبو الشيخ الأصبهاني، عن علي بن سراج بهذا الإسناد إلاّ أنه قال: عن عكرمة بدل (3) الضحّاك، و قال في آخره: قال علي: قلت لأبي زرعة: من عثمان ؟ قال: أخو سليمان بن داود الخولاني.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال في تسمية الإخوة من أهل الشام: قال اخوان: سليمان بن داود الخولاني، و عثمان بن داود، يروي عن عثمان (4):، عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين الصيرفي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح (5) و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير.

قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: عثمان بن داود الخولاني.

4590 - عثمان بن زفر الجهني

4590 - عثمان بن زفر الجهني (6)

من أهل دمشق.

روى عن محمّد بن خالد بن رافع بن مكيث، و معمر لا يسميه، و يقول عن بعض بني رافع بن مكيث، و أبي الأسد، و يقال: أبو الأشدّ السّلمي.

روى عنه: معمر [بن راشد] (7)،و بقية بن الوليد.

ص: 356


1- استدركت عن هامش الأصل.
2- تاريخ داريا ص 89.
3- بالأصل:«بن» و المثبت عن م.
4- أقحم بعدها بالأصل:«عن» و المثبت يوافق عبارة م.
5- «ح» حرف التحويل سقط من م.
6- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 404/12 و تهذيب التهذيب 76/4 و تقريب التهذيب 8/2، و الجرح و التعديل 150/6، و التاريخ الكبير 222/2/3.
7- ما بين معكوفتين زيادة عن تهذيب الكمال.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم الحداد، أنا عبد الرّحمن بن منده، أنا أبي أبو عبد اللّه، أنا خيثمة بن سليمان، و أحمد بن محمّد بن زياد، و محمّد بن محمّد بن الأزهر، قالوا: أنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق (1)،أنا معمر، عن عثمان بن زفر، عن بعض بني رافع بن مكيث [عن رافع بن مكيث] (2) و كان ممن شهد الحديبية - أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«حسن الملكة نماء، و سوء الخلق شؤم، و البرّ زيادة في العمر، و الصّدقة تمنع ميتة السوء»[7691].

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو الفضل جعفر بن الحسن بن محمّد الماوردي المقرئ، و أبو سعد عبد الرّحمن بن منصور بن رامش، قالا: أنا عبد (3) اللّه بن يوسف بن أحمد، أنا أبو سعيد الأعرابي، نا عباس الدّوري، نا علي بن الحسن بن سفيان، نا عبد اللّه بن المبارك، عن معمر، عن عثمان بن زفر عن بعض ولد رافع بن مكيث، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«سوء الخلق شؤم، و حسن المليكة - يعني: نماء - و الصّدقة تدفع ميتة السوء»[7692].

قال: و نا الرمادي، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن عثمان - بإسناده مثله-.

كذا ذكره مرسلا، و خالفه يحيى بن العلاء.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا أبي أبو عبد اللّه، أنا محمّد بن عبد اللّه بن المنذر البخاري، نا محفوظ بن عبيدة، نا بحير بن النّضر، عن عيسى بن موسى، عن الحسن، عن يحيى بن العلاء، عن معمر، عن عثمان بن زفر، عن ابن رافع بن مكيث، عن أبيه، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم نحوه.

قال ابن منده: و رواه بقية عن عثمان بن زفر الجهني، حدّثني محمّد بن خالد بن رافع بن مكيث، عن عمه الحارث (4) بن رافع بن مكيث، عن أبيه، و كان رافع من جهينة، شهد الحديبية مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مثله.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصمّ ، نا أبو عتبة أحمد بن

ص: 357


1- من طريقه رواه ابن الأثير في أسد الغابة 48/2 في ترجمة رافع بن مكيث.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و أسد الغابة 48/2 للإيضاح.
3- في م: أنا أبو عبد اللّه.
4- في أسد الغابة: الهلال بن رافع.

الفرج، نا بقية، نا عثمان بن زفر الجهني، حدّثني أبو الأسد السّلمي، عن أبيه، عن جده قال:

كنت سابع سبعة مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فأمرنا (1) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فجمع كل واحد منّا درهما، فاشترينا أضحية بسبعة دراهم، فقلنا: يا رسول اللّه لقد أغلينا بها، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّ أفضل الضحايا أغلاها و أنفسها»، فأمر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم رجلا فأخذ بيد، و رجلا بيد، و رجلا برجل، و رجلا برجل، و رجلا بقرن، و ذبحها السابع، و كبّرنا عليها جميعا[7693].

قال: و أنا أبو سعيد الصيرفي محمّد بن موسى، نا محمّد بن يعقوب الأصم، نا أبو أسامة عبد اللّه بن أسامة بن زيد الكلبي الكوفي، نا موسى بن أيوب النّصيبي، كنيته أبو عمران (2)،نا بقية بن الوليد، قال: سألني حمّاد بن مزيد، و يزيد بن هارون - بمكة - منذ عشرين سنة، قال بقية: و سمعته قبل أن أحدّثهما بأربعين سنة.

قال أبو عمران: و سمعت هذا الحديث من بقية منذ أربعين سنة، فقلت: حدّثني عثمان بن زفر، حدّثني أبو الأسد السّلمي، عن أبيه، عن جدّه قال:

كنت سابع سبعة مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فأمرنا، فجمع كلّ رجل منا درهما، فاشترينا أضحية بسبعة دراهم، و أمر أن نأخذ، و ذكر الحديث.

قال بقية: فقلت لحمّاد بن زيد: من السابع ؟ قال: لا أدري، قلت: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

قال الخطيب: و هكذا ذكره محمّد بن سعد كاتب الواقدي في كتاب الطبقات، و محمود بن إبراهيم بن سميع قال في تاريخه: و قال لي محمّد بن علي الصوري: إنّما هو أبو الأشدّ بالشين المعجمة، و الدال المشددة، و لم نسمعه إلاّ كذلك.

قال: و نا الحسين بن عبد اللّه بن أبي كامل الأطرابلسي، عن خيثمة بن سليمان، عن أبي عتبة بحديثه، قال: و كذلك حدّثنا بحديث موسى بن أيوب النّصيبي و في كليهما: أبو الأشدّ بالشين المعجمة.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم، قال:

و ذكر عبد الرّحمن بن أبي جعفر الدّمياطي، عن عبد المجيد بن أبي روّاد، عن معمر،

ص: 358


1- قوله:«فأمرنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم»، سقط من م.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 446/18.

أخبرني رجل من أهل الشام من أهل الخير و الصلاح (1) حديثا يذكره عن الحارث بن رافع، عن أبيه (2).

و كان رافع ممن شهد الحديبية من جهينة، فذكر الحديث نحوه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن النّرسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (3):

عثمان بن زفر الشامي، روى عنه معمر، حديثه في الشاميين.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4) قال:

عثمان بن زفر الجهني الشامي، روى عن بعض بني رافع بن مكيث، و يسميه بعضهم فيقول: عثمان بن زفر عن محمّد بن خالد بن رافع بن مكيث، روى عن معمر بن راشد، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عنه بقية بن الوليد.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير.

قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: عثمان بن زفر الجهني الدمشقي.

ص: 359


1- بعدها في م: إن شاء اللّه.
2- رواه من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد المزي في تهذيب الكمال 405/12.
3- التاريخ الكبير 222/2/3.
4- الجرح و التعديل 150/6.

4591 - عثمان بن زياد

عزّى سليمان بن عبد الملك عن ابنه أيوب بن سليمان.

له ذكر.

أنبأنا أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن بن البنّا، أنا عاصم بن الحسن بن محمّد، أنا علي بن (1) عبد اللّه، أنا الحسين بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال:

و أخبرني عمر بن بكير، عن شيخ من قريش، قال:

قام إلى سليمان بن عبد الملك عثمان بن زياد لما توفي ابنه أيوب، فقال: يا أمير المؤمنين إنّ عبد الرّحمن بن أبي بكر كان يقول: من أحبّ البقاء فليوطّن نفسه على المصائب.

4592 - عثمان بن سعد العذري

4592 - عثمان بن سعد العذري (2)

جالس عمر بن عبد العزيز.

و ولاّه عمر دمشق.

حكى عنه سعيد بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون [نا] (3) أبو زرعة (4)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال: ذكر عثمان بن سعد العذري أهل العراق عند عمر بن عبد العزيز، فقال عمر: لا تفرقوا (5) بين الناس.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، نا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (6)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني سعيد بن عبد العزيز، قال:

كتب عمر بن عبد العزيز إلى واليه عثمان بن سعد على دمشق: إذا صلّيت بهم فأسمعهم قراءتك، و إذا خطبتهم فأفهمهم موعظتك.

ص: 360


1- في م: علي بن محمد بن عبد اللّه.
2- ترجمته في: أمراء دمشق للصفدي ص 75 و تحفة ذوي الألباب للصفدي 152/1 و فيهما: عثمان بن سعيد العذري و تاريخ أبي زرعة الدمشقي 386/1، و تاريخ الطبري 277/6.
3- سقطت من الأصل و م، زيادة لازمة للإيضاح.
4- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 386/1.
5- الأصل: يفرقوا، و المثبت عن م و تاريخ أبي زرعة.
6- الخبر في طبقات ابن سعد 361/5 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.

4593 - عثمان بن سعيد بن أحمد بن البرّي

أبو عمرو القاضي

والد صدقة (1) بن عثمان (2)

حدّث عن عمر بن الحسن بن نصر الحلبي.

روى عنه: عبد الرّحمن بن عمر بن نصر.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا علي بن الحسين بن أحمد بن صصرى، نا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، حدّثني أبو عمرو عثمان بن سعيد بن البرّي القاضي، نا عمر بن الحسن بن نصر الحلبي القاضي، نا عامر بن سيار، نا حفص بن عمر الكندي، عن أبي إسحاق الهمداني، عن الحارث، عن علي قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«من أحبّ أن يمدّ له في عمره فليتّق اللّه، و ليصل رحمه»[7694].

قرأت بخط عبد الوهاب الميداني، و في يوم الاثنين لسبع و عشرين ليلة خلت من شوال - يعني سنة سبع (3) و أربعين و ثلاثمائة - مات القاضي أبو عمرو عثمان بن سعيد المعروف بابن البرّي، و مسكنه في زقاق الدر، و أخرجت جنازته عند العصر من هذا اليوم إلى باب الفراديس، و حضر جنازته جمع كثير من الناس.

4594 - عثمان بن سعيد بن خالد

أبو سعيد الدّارمي السّجزي (4)

نزيل هراة.

سمع بدمشق: إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و هشام بن عمّار، و سليمان بن عبد الرّحمن، و هشام بن خالد، و حمّاد بن مالك الحرستاني، و بغيرها: حيوة بن شريح، و أبا اليمان، و يحيى بن صالح الوحّاظي، و أبا توبة الربيع بن نافع، و عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه، و محبوب بن موسى الفراء، و سعيد بن أبي مريم، و نعيم بن حمّاد،

ص: 361


1- بالأصل:«و الصدقة» و المثبت «والد صدقة» عن م.
2- أقحم بعدها بالأصل و م:«بن عثمان».
3- في م: تسع.
4- انظر أخباره في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 305/2 و تذكرة الحفاظ 621/2 و سير أعلام النبلاء 319/13 و العبر للذهبي 64/2 و شذرات الذهب 176/2 و الجرح و التعديل 153/6 و تاريخ جرجان ص 505.

و عبد اللّه بن صالح أبا صالح، و عبد الغفار بن داود الحرّاني، و موسى بن محمّد البلقاوي، و فروة بن أبي المغراء، و يحيى الحمّاني، و أبا بكر بن أبي شيبة، و موسى بن إسماعيل التّبوذكي، و محمّد بن عبد اللّه الخزاعي، و محمّد بن المنهال [الضرير (1)،و علي بن المديني، و أبا الربيع الزهراني، و إسحاق بن راهويه، و إبراهيم بن المنذر] (2) الحزامي، و عمرو بن عوف الواسطي، و غيرهم.

روى عنه: أبو عمرو أحمد بن محمّد الحيري (3)،و المؤمّل بن الحسن (4) بن عيسى، و أبو العباس أحمد بن محمّد بن الأزهر السّجزي، و محمّد بن يوسف الهروي نزيل دمشق، و أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي، و أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق القرشي الهروي.

أخبرنا أبو بكر خلف بن عطاء بن أبي عاصم النّجّار المعروف بالماوردي - بهراة - أنا الفقيه أبو روح ثابت بن أبي محمّد بن أحمد السّعدي الواعظ العدل، أنا أبي أبو محمّد، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق القرشي، أنا الإمام أبو سعيد عثمان بن سعيد بن خالد الدّارمي السّجزي، نا موسى بن إسماعيل، نا حمّاد - يعني: بن سلمة - أنا يعلى بن عطاء، عن وكيع بن حدس (5)،عن أبي رزين العقيلي، قال:

قلت: يا رسول اللّه أ كلّنا يرى ربّه يوم القيامة ؟ و ما آية ذلك في خلقه ؟ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«يا أبا رزين أ ليس كلّكم يرى القمر مخليا به ؟» قلت: بلى،[قال]«فاللّه أعظم».

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلال - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (6):

عثمان بن سعيد الدارمي السّجستاني، من ساكني هراة، روى عن أبي صالح كاتب

ص: 362


1- ترجمته في تهذيب الكمال 267/17.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
3- رسمها مضطرب بالأصل و م، و المثبت عن سير أعلام النبلاء.
4- في سير أعلام النبلاء «الحسين» تصحيف. و انظر ترجمته في سير الأعلام 21/15 حيث ورد صوابا فيها.
5- كذا الأصل و م: حدس، و يقال: وكيع بن عدس، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 405/19.
6- الجرح و التعديل 153/6.

الليث، و سعيد بن أبي مريم، و عبد اللّه بن رجاء، و مسلم بن إبراهيم، و أبي الوليد، و أبي سلمة، و جالس أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، و علي بن المديني (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي في تاريخ جرجان، قال (2):

عثمان بن سعيد السّجزي كان بجرجان، و أقام بها في سنة ثلاث و سبعين و مائتين، روى عنه الحسن بن علي بن نصر الطوسي، و جماعة.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد الكرماني، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب الهمداني، قالا: أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال (3):سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن العباس الضّبّي يقول: سمعت أبا الفضل بن إسحاق - و هو يعقوب القرّاب - يقول:

ما رأينا مثل عثمان بن سعيد، و لا رأى عثمان مثل نفسه، أخذ الأدب عن ابن الأعرابي، و الفقه على أبي يعقوب البويطي، و الحديث عن يحيى بن معين، و علي بن المديني، و تقدم في هذه العلوم - رحمة اللّه عليه-.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا عمرو بن أبي جعفر يقول: سمعت أبا حامد الأعمشي يقول (4):ما رأيت في المحدثين مثل محمّد بن يحيى، و عثمان بن سعيد، و يعقوب بن سفيان.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا عبد اللّه بن أبي ذهل يقول (5):

قلت لأبي الفضل بن إسحاق [بن] (6) محمود: هل رأيت أفضل من عثمان بن سعيد الدارمي ؟ فأطرق ساعة ثم قال: نعم، إبراهيم الحربي.

قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: و زادني الثقة من أصحابنا عن أبي عبد اللّه

ص: 363


1- بعدها في الجرح و التعديل: روى عنه (و بياض في أصل الجرح و التعديل).
2- تاريخ جرجان ص 298 رقم 505.
3- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 321/13.
4- من طريقه في سير أعلام النبلاء 321/13 و تذكرة الحفاظ 622/2.
5- سير أعلام النبلاء 321/13.
6- زيادة عن م.

محمّد بن العبّاس عن يعقوب بن إسحاق قال (1):سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول:

قد نويت أن لا أحدث عن من أجاب إلى خلق القرآن. قال يعقوب: فأدركته المنية، و لو لا ذلك لترك الحديث عن جماعة من الشيوخ.

قال أبو الفضل يعقوب بن إسحاق: و لقد كنا في مجلس عثمان بن سعيد غير مرة، و مرّ به الأمير عمرو بن الليث، فسلّم عليهم، فقال: و عليكم حدّثنا مسدّد. و لم يزد على هذا (2).

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي [عن] (3) أبي بكر الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الحاكم قال:

سمعت أبا الطّيّب محمّد بن أحمد الوراق يقول: سمعت أبا بكر الفسوي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول:

قال لي رجل من أهل سجستان ممن كان يحسدني: ما ذا كنت أنت لو لا العلم ؟ فقلت:

أردت شينا فصار زينا.

سمعت نعيم بن حمّاد يقول: سمعت أبا معاوية يقول: قال الأعمش: لو لا العلم لكنت بقالا من بقّالي الكوفة، و أنا لو لا العلم لكنت بزّازا من بزّازي (4) سجستان.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، قال: سمعت أبا بكر الخطيب يقول:

سمعت محمّد بن يوسف القطّان النيسابوري يحكي.

أن أبا الحسن الطرائفي لما رحل إلى عثمان بن سعيد الدارمي فقدم هراة دخل عليه، فقال له عثمان: متى قدمت هذا البلد؟ فأراد أن يقول أمس، فقال: قدمت غدا، فقال له عثمان: فأنت إذا في الطريق [بعد] (5).

قرأت على أبي القاسم المعدّل، عن أحمد بن الحسين، أنا محمّد بن عبد اللّه، قال:

سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول (6):

لما أردت الخروج إلى عثمان بن سعيد الدارمي أتيت أبا بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة، فسألته أن يكتب لي إليه، فكتب إليه، فدخلت هراة غرة شهر ربيع الأول من سنة

ص: 364


1- سير أعلام النبلاء 322/13.
2- يعني على ردّ السلام عليه، انظر سير أعلام النبلاء 321/13.
3- الزيادة عن م.
4- في م:«بزارا من بزاري».
5- زيادة عن م.
6- الخبر في سير أعلام النبلاء 321/13-322.

ثمانين و مائتين، و قصدت عثمان بن سعيد و أوصلت إليه كتاب أبي بكر، فقرأ الكتاب و رحّب بي، و أدناني، و سأل عن أخبار أبي بكر محمّد بن إسحاق ثم قال لي: يا فتى متى قدمت ؟ قلت: غدا، قال (1):يا بني فارجع إليهم فإنك تقدم غدا فسودت ثم قال لي: لا تخجل يا بنيّ فإنّي أقمت في بلدكم سنتين فكان مشايخكم إذ ذاك يحتملون عني مثل هذا.

قال: و سمعت أبا زكريا يحيى بن محمّد بن العنبري يقول: سمعت أبا العباس أحمد بن محمّد بن الأزهر السّجزي يقول (2):سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول:

أنا أبي محمّد بن الحسين بن عمرو السّجزي، و كان قد كتب عن يزيد بن هارون، و جعفر بن عون، فقال: يا أبا سعيد، إنهم يجيئوني (3)،فيسألوني أن أحدّثهم، و أنا أخشى أن لا يسعني ردهم (4)،قال عثمان: فقلت له: و لم ؟ قال: يقول النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار يوم القيامة»، فقلت له: أنت لا تحسن إنّما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: من سئل عن علم يعلمه، و أنت لا تعلمه»[7695].

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب، أنا أبو طالب عبد الرّحمن بن محمّد الشيرازي الصوفي، أنا أبو ذرّ عبد بن أحمد الهروي - إجازة - أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن الحسين بن محمّد بن مقاتل المزكّي، أنا أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن يونس (5)البزاز، قال:

و عثمان بن سعيد بن خالد الدارمي و كان كتب الحديث مع يحيى بن معين بالبصرة، و بالشام مع الحسن بن علي، و الأثرم، و محمّد بن صالح كيلجة، و توفي عثمان في ذي الحجة سنة ثمانين و مائتين.

و هكذا ذكر أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرّحمن الهروي في وفاته.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو

ص: 365


1- في سير أعلام النبلاء: قال: يا بني، فارجع اليوم، فإنك لم تقدم بعد، حتى تقدم غدا.
2- رواه، من طريقه، الذهبي في سير أعلام النبلاء 322/13 و انظر تخريجه فيها.
3- الأصل و م:«انهم يجري فيسلهم أنى» و التصويب عن سير أعلام النبلاء.
4- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م و سير أعلام النبلاء.
5- الأصل: يوسف، و المثبت عن م و سير أعلام النبلاء.

عبد اللّه الضّبّي عن شيوخه أن عثمان بن سعيد الدارمي توفي بهراة سنة اثنتين [و ثمانين] (1)و مائتين (2).

4595 - عثمان بن سعيد بن عبيد اللّه

ابن أحمد بن أبي سفيان بن فطيس

أبو القاسم

حدّث عن شرحبيل بن محمّد الدّاراني، و عبد اللّه بن هانئ المقدسي، و أبي الحارث بن أبي العجل.

روى عنه أبو الميمون بن راشد، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه البغدادي، و أبو إبراهيم بن محمّد بن صالح بن سنان.

و أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، عن أبي بكر الحداد، أنا تمام بن محمّد، نا أبو الميمون (3) عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد، نا أبو القاسم عثمان بن سعيد بن عبيد اللّه بن أحمد بن أبي سفيان بن فطيس، نا شرحبيل بن محمّد، نا محمّد بن عثمان، و زعم أنه من بني مرة الخولاني، عن شرحبيل بن مسلم الخولاني، قال:

قدم وفد من أهل العراق على معاوية، فقام رجل منهم فقال: يا أمير المؤمنين إنّ لسلطان اللّه بهاء، فلو اتخذت أقواما لهم بهاء - كأنه يزري على أهل الشام - فرفع أبو مسلم الخولاني فقال: ممّن الرجل ؟ فقال: من أهل العراق، فقال: نعم، ما رأيت قوما أمدّ أجساما، و لا أخرب قلوبا، و لا أسأل عن علم، و لا أترك له من أهل [العراق] (4) فقال له أصحابه: يا أبا مسلم، إنه لا يقول شيئا، فقال أبو مسلم: فعمّا (5) سمع جوابا؟.

ص: 366


1- زيادة عن م و سير أعلام النبلاء.
2- روى الذهبي قول الضبي في وفاته و عقب عليه:«وهم ظاهر».
3- من قوله: أبو الميمون... إلى هنا سقط من م.
4- زيادة عن م.
5- كذا بالأصل و م بإثبات الألف، و هو قليل.

4596 - عثمان بن سعيد بن محمّد بن بشير

أبو بكر الصيداوي (1)

من أهل صيدا (2) من ساحل دمشق.

روى عن محمّد بن شعيب، و سليم بن صالح، و محمّد بن عبدك الرازي.

روى عنه: الحسن بن جرير الصّوري، و محمّد بن المعافى الصّيداوي، و أحمد بن بشر بن حبيب، و أبو جعفر أحمد بن عمر بن أبان الصّوري الأصم، و أبو عبد الملك بن عبدوس الصّوري.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا أبو عبد اللّه جدي، أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو هاشم المؤدب، نا محمّد بن المعافى بصيدا، أنا عثمان بن سعيد، نا محمّد بن شعيب، أخبرني عبد الرّحمن بن سليمان، عن محمّد بن صالح المديني أنه حدّثهم عن محمّد بن المنكدر أنه سمعه يقول: حدّثنا جابر بن عبد اللّه الأنصاري عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«إن اللّه جميل يحبّ الجمال، و يحبّ معالي الأمور، و يكره سفسافها»[7696].

أنبأنا أبو علي الحداد [و حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو القاسم الطبراني، نا الحسن بن جرير الصوري] (3) نا عثمان بن سعيد الصّيداوي، نا سليم بن صالح، عن عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبي عمار، عن أنس بن مالك قال:

خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في آخر يوم من شعبان، و أول ليلة من شهر رمضان، فقال:

«أيّها الناس هل تدرون ما تستقبلونه، و هل تدرون ما يستقبلكم ؟» فقلنا: يا رسول اللّه هل نزل وحي، أو حضر عدوّ، أو (4) حدث أمر؟ فقال:«هذا شهر رمضان (5) يستقبلكم و تستقبلونه، ألا إنّ اللّه ليس بتارك يوم صبيحة الصّوم أحدا من أهل القبلة إلاّ غفر له»، فنادى رجل من أقصى الناس، فقال: يا طوبى للمنافقين، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«عليّ بالرجل، ما لي أراك ضاق صدرك»؟ فقال: يا رسول اللّه ذكرت أهل القبلة و المنافقون هم من أهل القبلة، فقال:«لا،

ص: 367


1- بالأصل هنا: الصفراوي، تصحيف، و التصويب عن م.
2- أقحم بعدها بالأصل: الصيداوي.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاختل السند، و الزيادة عن م لتقويمه.
4- بالأصل: و أحدث، و التصويب عن م.
5- الأصل: رمض، و المثبت عن م.

ليس لهم هاهنا حظّ و لا نصيب، ألا إنّ المنافقين ليس هم منّا (1) و لا نحن منهم ألا إنّ المنافقين هم الكافرون»[7697].

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي في كتابه، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال (2):

أبو بكر عثمان بن سعيد الصّيداوي الشامي، سمع سليم بن صالح العنسي، كنّاه أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه بن الضّبّي، نا أبو عبد الملك بن عبدوس الصوري.

4597 - عثمان بن سعيد بن هشام بن عبد الملك بن مروان

له ذكر.

4598 - عثمان بن سعيد

أبو سعيد [الدمشقي] (3)

حدّث عن عثمان بن عبد الرّحمن الطرائفي، و عبد اللّه بن زيد.

روى عنه: أبو المضاء بن راشد، و أبو زيد عمر (4) بن شبة النّميري، و سمّاه النّميري في موضع آخر،[محمد بن سعيد] (5) فاللّه أعلم.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، نا نصر بن إبراهيم - لفظا - أنا أبو القاسم عمر بن أحمد بن محمّد الواسطي الخطيب، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن الملطي، نا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن محمّد السوسي، نا المضاء بن راشد أبو المضاء، نا عثمان بن سعيد أبو سعيد الدّمشقي، نا عثمان عن (6) أبي يوسف مجاشع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كنس البيت بالخرقة يورث الفقر.

كذا في الأصل، عثمان (7) غير منسوب، ثم ذكر له حديثا آخر عن عثمان بن

ص: 368


1- بالأصل: هنا، و التصويب عن م.
2- ليس له ذكر في الأسامي و الكنى المطبوع للحاكم النيسابوري.
3- الزيادة عن المختصر 94/16.
4- بالأصل: عثمان بن شيبة، تصحيف، و التصويب عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 369/12 و تهذيب الكمال 89/14.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
6- الأصل:«بن» تصحيف و التصويب عن م.
7- بالأصل و م هنا: غنم، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و قد ورد هذا الاسم «عثمان» في السند غير منسوب.

عبد الرّحمن الطرائفي (1) و لا يعرف عثمان (2) هذا، و اللّه أعلم.

4599 - عثمان بن سعيد

أبو سهل الرّازي

حدّث عن عمرو (3) بن الصلت البصري.

روى عنه أبو الميمون بن راشد.

[أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد نا تمام بن محمد، أنا أبو الميمون بن راشد] (4) نا عثمان بن سعيد الرازي أبو سهل، حدّثني عمرو (5) بن الصلت البصري، نا أبو زكير، عن عمرو بن (6) أبي عمرو (7) مولى المطّلب، عن أنس بن مالك قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لست من دد (8) و لا الدّد منّي»[7698].

4600 - عثمان بن سعيد الأسدي

حكى عن أحمد بن عمّار و أبي (9) بكر الهلالي، الزاهدين.

حكى عنه: أبو أحمد بن بكر الطّبراني.

تقدمت له حكاية في ترجمة أحمد بن عمّار.

4601 - عثمان بن سليمان المدني

4601 - عثمان بن سليمان المدني (10)

حدّث عن عمر بن عبد العزيز.

روى عنه: عكرمة بن محمّد.

ص: 369


1- قسم من الكلمة استدرك على هامش الأصل «ئفى» و المثبت يوافق ما جاء في م، و قد مرّ أول الترجمة أنه من شيوخه.
2- بالأصل و م هنا: غنم، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و قد ورد هذا الاسم «عثمان» في السند غير منسوب.
3- الأصل: عمر، تصحيف، و التصويب عن م و المختصر 94/16.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م لتقويم السند و إيضاحه.
5- الأصل: عمر، تصحيف، و التصويب عن م و المختصر 94/16.
6- بالأصل:«عمر» في الموضعين، و التصويب عن م، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 300/14.
7- بالأصل:«عمر» في الموضعين، و التصويب عن م، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 300/14.
8- الدّد: اللهو و اللعب، و هي محذوفة اللام. و معنى تنكير الدد في الجملة الأولى: الشياع و الاستغراق، و أن لا يبقى شيء منه إلاّ و هو منزه عنه، أي ما أنا في شيء من اللهو و اللعب.(النهاية لابن الأثير: دد).
9- بالأصل:«رأى أبي بكر» و التصويب عن م.
10- ترجمته في ميزان الاعتدال 35/3، له ذكر في طبقات ابن سعد 351/5.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف - إجازة - نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، نا عكرمة بن محمّد، عن عثمان بن سليمان قال:

سمعت عمر بن عبد العزيز و هو خليفة يقول: شيئان ليس لأهلهما (2) فيهما جواز أمر، و لا لوال إنّما هو للّه (3)-عز و جل - يقوم بهما الوالي: من قتل عدوانا و فسادا في الأرض؛ و من (4) قتل غيلة.

4602 - عثمان بن سليمان

أبو عمرو البغدادي

ابن أخت علي بن داود القنطري

قدم دمشق و سمع بها أحمد بن صاعد الصّوري الزاهد.

حكى عنه: أبو شيبة داود بن إبراهيم بن روزبه الفارسي البصري.

تقدم ذكره في حرف الألف، و لم يذكره الخطيب في تاريخ بغداد.

4603 - عثمان بن أبي سودة

4603 - عثمان بن أبي سودة (5)

أخو زياد بن أبي سودة من أهل بيت المقدس، أمّه مولاة عبادة بن الصّامت، و أبوه مولى عبد اللّه بن عمرو بن العاص روى عن أبي هريرة، و ميمونة مولاة (6) النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و عبد اللّه بن محيريز، و أم الدّرداء.

روى عنه: أخوه زياد بن أبي سودة، و الأوزاعي، و زيد بن واقد الدمشقي، و أبو سنان عيسى بن سنان القسملي، و حمّاد بن واقد، و شبيب بن شيبة، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر

ص: 370


1- الخبر في طبقات ابن سعد 351/5 ضمن ترجمة عمر بن عبد العزيز.
2- عن م و ابن سعد، و بالأصل: لأهلها.
3- الأصل و م: اللّه، و التصويب عن ابن سعد.
4- كذا بالأصل و ابن سعد و المختصر 94/16، و في م:«و مؤمن».
5- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 413/12 و تهذيب التهذيب 79/4 و ميزان الاعتدال 35/3 و تقريب التهذيب 9/2 و التاريخ الكبير 226/2/3 و الجرح و التعديل 153/6 و تاريخ أبي زرعة (الفهارس).
6- الأصل: مولى، و التصويب عن م و تهذيب الكمال.

[و رجاء بن] (1) أبي سلمة، و عبد اللّه بن حيّان، و شعيب بن رزيق (2) الطائفي (3).

و كان غزا و اجتاز بدمشق أو أعمالها في غزوة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين (4)،أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا جعفر بن محمّد بن شاكر الصائغ، نا عفّان، نا حمّاد بن سلمة، نا أبو سنان، عن عثمان بن أبي سودة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إذا عاد الرجل أخاه أو زاره قال اللّه تعالى: طبت و طاب ممشاك، و تبوّأت من الجنة منزلا»[7699].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، نا محمّد بن محمّد الباغندي، نا شيبان، نا حمّاد بن واقد الصّفّار، عن أبي سنان القسملي (5)،عن عثمان بن أبي سودة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«من عاد مريضا (6) أو زار أخا له في اللّه، نادى مناد (7) من السماء: أن طبت و طاب ممشاك، و تبوّأت من الجنة منزلا»[7700].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو ميمون البجلي، نا أبو زرعة (8)،نا محمّد بن المبارك الصّوري، نا صدقة بن خالد، عن زيد بن واقد، قال: قال زياد بن أبي سودة: و كانت أمي مولاة لعبادة بن الصّامت، و أبي مولى لعبد اللّه بن عمرو بن العاص.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، عن أبي زكريا قال:

و عثمان بن أبي سودة مولى عبادة بن الصامت.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد - إجازة - عن أبي القاسم تمام بن محمّد، حدّثني أبي، أخبرني أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة الرّبعي، نا

ص: 371


1- الزيادة عن م و تهذيب الكمال.
2- في م: رزين، تصحيف.
3- في تهذيب الكمال: القرشي.
4- من طريقه في تهذيب الكمال 414/12 و انظر تخريجه فيه.
5- عن م و بالأصل: القسمي.
6- عن م و بالأصل: مربطا.
7- الأصل و م: منادي.
8- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 337/1-338.

جعفر بن محمّد بن أبي عثمان الطيالسي، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عثمان بن أبي سودة مولى عبادة، و قد أدرك عبادة بن الصّامت (1).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا محمّد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد:

و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل [أنا محمد بن إسماعيل] (2)،قال (3):

عثمان بن أبي سودة، عن أم الدّرداء، قال هشام بن عمّار، نا صدقة، نا زيد بن واقد، عن عثمان بن أبي سودة [كانت أمي أم سودة] (4) لعبادة بن الصامت، و كان أبي لعبد اللّه (5) بن عمرو أراه أخا زياد، الشامي.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا:

أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (6):

عثمان بن أبي سودة أخو زياد بن أبي سودة، روى عن أبي هريرة، روى عنه أبو سنان، و زيد بن واقد، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، أنا أبو زرعة قال:

في طبقة تلي الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام دونهم من أهل فلسطين: عثمان و زياد ابنا أبي سودة.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير - إجازة-.

ص: 372


1- الخبر السابق مكرر في الأصل.
2- الزيادة عن م.
3- التاريخ الكبير للبخاري 226/3/3.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و التاريخ الكبير.
5- الأصل: لعبد، و التصويب عن م و التاريخ الكبير.
6- الجرح و التعديل 153/6.

ح [و] (1) أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول (2) في الطبقة الرابعة: عثمان بن أبي سودة مولى عمرو بن العاص، فلسطيني، و زياد بن أبي سودة أخوه، فلسطيني، و سودة جدتهم مولاة عبادة (3).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4):

و أما سودة بالدال المهملة: عثمان بن أبي سودة.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد الشاهد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، حدّثني هشام - يعني ابن عمّار - نا يحيى بن حمزة، قال: قال الأوزاعي: عثمان بن أبي سودة قد أدرك عبادة، و كان مولاه.

قال أبو زرعة (5):فحدّثني محمود بن خالد، قال: سمعت أبا مسهر يقول: عثمان بن أبي سودة [أسنّ من زياد بن أبي سودة] (6) و قد أدرك عثمان: عبادة بن الصامت.

قال أبو زرعة (7):فحدّثني محمود بن خالد، قال: سمعت مروان بن محمّد يقول:

عثمان بن أبي سودة و زياد بن أبي سودة من أهل بيت المقدس ثقتان (8).

أخبرنا (9) أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، نا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (10) قال: و روى الأوزاعي عن عثمان بن أبي سودة، ثقة (11).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو سعيد الحسن بن جعفر

ص: 373


1- الزيادة عن م.
2- رواه من طريقه في تهذيب الكمال 413/12.
3- بالأصل و م:«حدثهم مولا عبادة» و التصويب عن تهذيب الكمال.
4- الاكمال لابن ماكولا 397/4.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 339/1 و تهذيب الكمال 413/12.
6- ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح عن م و تاريخ أبي زرعة.
7- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 338/1 و تهذيب الكمال 413/12.
8- في م:«ثقتان ثبتان» و في تاريخ أبي زرعة: ثقتين ثبتين.
9- الخبر التالي سقط من م.
10- من أول السند إلى هنا كرر بالأصل.
11- المعرفة و التاريخ 472/2.

الحرفي (1)،نا أبو شعيب عبد اللّه بن الحسن بن أحمد الحرّاني، حدّثني يحيى بن عبد اللّه الحرّاني، حدّثني الأوزاعي، حدّثني عثمان بن أبي سودة قال: صلاة الأبرار: ركعتان إذا دخلت بيتك، و ركعتان إذا خرجت.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و علي بن أحمد المالكي المعروف بابن قبيس، و أبو المعالي الحسين بن حمزة قالوا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر الخرائطي، أنا العباس بن عبد اللّه التّرقفي، نا محمّد بن كثير المصّيصي، عن الأوزاعي، عن عثمان بن أبي سودة قال:

لا ينبغي لأحد - و قال ابن قبيس: لأحدكم - أن يهتك ستر اللّه تبارك و تعالى، قيل:

و كيف يهتك ستر اللّه ؟ قال: يعمل الرجل الذنب فيستره اللّه عليه فيذيعه في الناس، و قال ابن قبيس: فيحدّث به الناس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،حدّثني سعيد، نا ضمرة، عن رجاء قال:

مرض محمّد بن هشام بن إسماعيل خال هشام بن عبد الملك بدابق (3)،فعاده عطاء الخراساني، فقال: ما بقي أحد من إخواني إلاّ و قد عادني إلاّ ما كان من عثمان بن أبي سودة، و كان رفيقا لعطاء، فلما انصرف عطاء إلى الرجل قال لعثمان:[إن محمدا قال: ما بقي أحد من إخواني إلاّ و قد عادني إلاّ ما كان من عثمان] (4) بن أبي سودة، فقال عثمان: إنّ ذلك لممشى لا يراني اللّه فيه أبدا.

قال (5):و حدّثني سعيد، نا ضمرة، عن رجاء قال: قلت لعثمان بن أبي سودة: أتراك غازيا العام ؟ قال: ما أحبّ أن لا أغزو العام و أنّ لي مائة ألف دينار (6).

ص: 374


1- تقرأ بالأصل: الرحبي، و المثبت عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 369/16 و تاريخ بغداد 292/7.
2- الخبر في المعرفة و التاريخ 375/2.
3- غير واضحة في الأصل و م، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و المعرفة و التاريخ.
5- المعرفة و التاريخ 374/2.
6- الأصل: دين، و المثبت عن م و المعرفة و التاريخ.

4604 - عثمان بن الضحّاك

4604 - عثمان بن الضحّاك (1)

و ليس بالحزامي (2)

حدّث عن محمّد بن يوسف بن عبد اللّه بن سلام.

روى عنه أبو مودود عبد العزيز بن أبي سليمان المدني مولى هذيل.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل السّلامي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد بن خيرون: و محمّد بن الحسن قالا (3)-أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري قال (4):

عثمان بن الضحّاك: كنت بالشام فقال لي رجل: أريك قبر معاوية و عبد الملك، و قال قتيبة (5):نا أبو مردود المدني: حدّثني عثمان بن الضحّاك عن محمّد بن يوسف بن عبد اللّه بن سلام.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):

عثمان بن الضحّاك روى عن محمّد بن يوسف بن عبد اللّه بن سلام، روى عنه أبو مودود، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 375


1- انظر ترجمته في تهذيب الكمال 417/12 و تهذيب التهذيب 81/4 و ميزان الاعتدال 40/3 و فيه: عثمان بن الضحاك بن عثمان الحزامي. و التاريخ الكبير 417/2/3 و الجرح و التعديل 155/6.
2- في تهذيب الكمال: قيل إنه الحزامي، و قيل: ليس بالحزامي.
3- عن م و بالأصل: قال.
4- التاريخ الكبير للبخاري 229/2/3 و تهذيب الكمال 417/12.
5- في التاريخ الكبير فقط : أبو قتيبة.
6- الجرح و التعديل 155/6.

4605 - عثمان بن طلحة بن أبي طلحة

عبد اللّه بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار

ابن قصي بن كلاب القرشي العبدري (1)(2)

حاجب الكعبة.

له صحبة و رواية عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم [أسلم] (3) في الهدنة، و هاجر مع خالد بن الوليد، و عمرو (4) بن العاص، ثم سكن مكة، و قيل: إنه قتل بأجنادين من أرض الشام.

روى عنه عبد اللّه بن عمر، و ابن عمه شيبة بن عثمان بن أبي طلحة، و عروة بن الزبير، و امرأة من بني سليم لها صحبة.(5) أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا محمّد بن عبد اللّه المخزومي، نا يونس بن محمّد.

ح قال: و نا الحسن بن محمّد، نا عفان قالا: نا حمّاد بن سلمة (6)،عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عثمان بن طلحة.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم دخل الكعبة فصلّى ركعتين و جاهك حين تدخل - زاد عفان في حديثه: بين الساريتين (7).

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن علي بن عبد الواحد بن الشّطّي (8)،أنا عبد اللّه بن الحسن الخلاّل، أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا بكّار بن قتيبة، نا

ص: 376


1- بالأصل و م: العبدي، و التصويب عن مصادر ترجمته.
2- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 418/12 و تهذيب التهذيب 81/4 و الإصابة 460/2 و الجمع بين رجال الصحيحين 352/1 و جمهرة ابن حزم ص 127 و الكامل لابن الأثير بتحقيقنا 458/2 و البداية و النهاية بتحقيقنا 25/8، و أسد الغابة 474/3 و سير أعلام النبلاء 10/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 41-60) ص 81 و انظر بحاشيته أسماء مصادر كثيرة ترجمت له.
3- الزيادة عن م للإيضاح.
4- الأصل: عمر، تصحيف، و التصويب عن م.
5- أقحم قبلها في م:«أخبرنا أبو الحسين القاضي و أبو عبد اللّه الخلال إذنا قالا: أنا».
6- من طريقه في أسد الغابة 475/3.
7- بدون إعجام في الأصل و م، و المثبت عن أسد الغابة.
8- بدون إعجام في الأصل، و في م: السبطي، و المثبت عن المشيخة 231/ب.

محمّد بن أبي الوزير أبو المطرف، نا موسى بن عبد الملك بن عمير، عن أبيه.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، و أبو نصر بن طلاّب، قالا (1):أنا أبو الحسين محمّد بن علي بن أبي الحديد، نا بكّار بن قتيبة، نا ابن أبي الوزير أبو المطرف، نا محمّد بن عبد الملك، عن أبيه، عن شيبة الحجبي، عن عمّه.

ح و أخبرنا [أبو] (2) الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أحمد بن سليمان بن حذلم (3) القاضي بدمشق، نا بكّار بن قتيبة، نا أبو المطرّف - و هو محمّد بن عمر بن أبي الوزير-.

ح و أخبرنا أبو القاسم محمود بن عبد الواحد بن عمر بن محمّد شملة (4) الضرير، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا أبي، أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، و عبد الرّحمن بن عبد اللّه البجلي بدمشق، قالا: أنا أبو بكرة بكّار بن قتيبة، نا أبو المطرف بن أبي الوزير عن عبد الملك بن عمير، عن أبيه، عن شيبة الحجبي، عن عمه عثمان بن طلحة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«ثلاث يصفين لك ودّ أخيك: تسلّم عليه إذا لقيته، و توسّع له في المجلس، و تدعوه بأحبّ أسمائه إليه»[7701].

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد ابن المبارك: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط قال (5):

و من بني عبد الدار بن قصيّ بن كلاب: عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، و اسم أبي طلحة عبد اللّه بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي، أمه امرأة من الأنصار، مات بمكة سنة اثنتين (6) و أربعين حين قام معاوية، و يقال: أمه أرنب بنت مزينة.

ص: 377


1- أقحم بعدها بالأصل و م: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد.
2- الزيادة عن م.
3- في م: حزام، تصحيف.
4- غير واضحة بالأصل و م، و لعل الصواب ما أثبت، عن المشيخة 227/أ.
5- طبقات خليفة بن خيّاط ص 44 رقم 73.
6- عن م و بالأصل: اثنين.

أخبرنا أبو غالب [و أبو عبد اللّه] (1) ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيري - إجازة - نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا مصعب بن عبد اللّه، قال (2):

عثمان بن طلحة بن أبي طلحة و اسمه عبد اللّه بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي، هاجر في الهدنة إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، دفع إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مفتاح الكعبة، و إلى شيبة بن عثمان و قال:«خذوها يا بني أبي طلحة، خالدة تالدة، لا يأخذها منكم إلاّ ظالم»[7702].

فبنو أبي طلحة هم الذين يلون سدانة البيت دون بني عبد الدار.

قتل عثمان بن طلحة يوم أجنادين.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال (3):

فولد عثمان بن عبد الدار: عبد العزّى، و الحارث ابني عثمان، أمّهما هضيبة بنت عمرو (4) بن عتوارة بن عائش (5) بن ظرب بن الحارث بن فهر،[و أمها ليلى بنت أهيب بن هلال بن ضبة بن الحارث بن فهر، و أمها سلمى بنت محارب بن فهر] (6) و أمّها عاتكة بنت يخلد بن النضر بن كنانة، فولدهم عبد العزّى بن عثمان: عبد اللّه بن عبد العزّى، و هو أبو طلحة، و أمّه السّلافة الكبرى بنت شهيد من بني عمرو بن عوف.

فولد أبو طلحة بن عبد العزّى: طلحة، قتل يوم أحد كافرا، و ذكر غيره ثم قال:

و أمّهم (7) أرنب و هي الزرقاء بنت موهب بن نمران (8) بن عمرو بن النعمان بن وهب بن الحارث الولادة بن عمرو بن معاوية من كندة.

فولد طلحة بن أبي طلحة: عثمان، هاجر في الهدنة إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم هو و خالد بن

ص: 378


1- الزيادة عن م.
2- انظر نسب قريش للمصعب ص 251-252.
3- انظر نسب قريش للمصعب ص 250.
4- عن م و نسب قريش للمصعب و بالأصل: عمر.
5- ورد بالأصل عياش، و المثبت عن م و نسب قريش للمصعب.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
7- الذي في نسب قريش للمصعب ص 251 أن أرنب هي أم أبي طلحة بن أبي طلحة.
8- الأصل و م، و في نسب قريش للمصعب: نمر.

الوليد بن المغيرة، و لقوا عمرو بن العاص مقبلا من عند النجاشي يريد الهجرة إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حين رآهم:«رمتكم مكة بأفلاذ كبدها»[7703].

يقول: إنهم وجوه أهل مكة.

و لعثمان و خالد يقول عبد اللّه بن الزّبعرى حين هاجرا (1):

أنشد عثمان (2) بن طلحة حلفنا *** و ملقى (3) النّعال عن يمين المقبّل

و ما عقد الآباء من كلّ حلفة *** و ما خالد من مثلها بمحلّل

أ مفتاح بيت غير بيتك تبتغي *** [و ما يبتغي] (4) عن مجد بيت مؤثّل

فلا تأمنن خالدا بعهد هذه *** و عثمان جاءا بالدّهيم المعضّل

و دفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مفتاح الكعبة إليه و إلى شيبة بن عثمان بن أبي طلحة و قال:

«خذوها يا بني أبي طلحة خالدة [تالدة] (5) لا يأخذها منكم إلاّ ظالم»[7704].

فبنو أبي طلحة هم الذين يلون سدانة الكعبة دون بني عبد الدار.

أخبرنا أبو [بكر] (6) محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوه، نا أبو الحسن اللّنباني (7)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (8).

قال في الطبقة الرابعة ممن أسلم قبل فتح مكة: عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد الدار بن قصي، قدم على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في صفر سنة ثمان، فأسلم و أقام بالمدينة حتى توفي النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم رجع إلى مكة، فنزلها و بقي بها حتى مات في أوّل خلافة معاوية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (9).

ص: 379


1- الأبيات في سيرة ابن هشام 291/3 و الأول و الثاني في نسب قريش للمصعب ص 251.
2- نسب قريش: أ ينشد عثمان.
3- سيرة ابن هشام: و ملقى نعال القوم عند المقبّل. و يريد بالمقبّل: موضع تقبيل الحجر الأسود.
4- زيادة عن م و ابن هشام لتقويم الوزن.
5- زيادة عن م و نسب قريش للمصعب ص 252.
6- الزيادة عن م.
7- الأصل: البناني، و في م: اللبناني، و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت، و تقدم التعريف به.
8- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
9- طبقات ابن سعد 448/5.

قال في الطبقة الثالثة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من قريش ثم من بني عبد الدار بن قصي: عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي، و أمّه السّلافة الصغرى بنت سعد بن الشّهيد بن عمرو بن عوف (1) من الأنصار.

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا الحسن بن علي، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي، قال:

و من بني عبد الدار بن قصي بن كلاب: عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار، أمّه بنت سعيد بن شهيد من بني عمرو بن عوف من أهل قبا، كان إسلامه قبل الفتح مع إسلام عمرو بن العاص، و خالد بن الوليد، فيما حدّثنا ابن هشام عن زياد، عن ابن إسحاق، و يقال: إن إسلام عثمان بن طلحة و عمرو بن العاص، و خالد بن الوليد كان عند النجاشي، فقدموا المدينة في صفر سنة ثمان من الهجرة، و مات بمكة سنة ثنتين (2) و أربعين حين قام معاوية، له حديثان.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم (3) حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي (4)-و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (5):

عثمان بن طلحة الحجبي القرشي، قال عبد اللّه بن محمّد عن ابن (6) عيينة عن منصور بن عبد الرّحمن، عن خاله مسافع بن شيبة، عن أمه صفية بنت شيبة: أخبرتني امرأة من بني سليم أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لما خرج من الكعبة دعا عثمان بن طلحة، فسألت عن عثمان بن طلحة عمّ دعاك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حين خرج من الكعبة ؟ قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّ قرني الكبش نسيت (7) أن تغيرهما و لا ينبغي للمصلّي أن يصلّي و بين يديه شيء يشغله»[7705].

و قال محمّد: نا ابن المبارك، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، عن منصور بن عبد الرّحمن

ص: 380


1- «بن عمرو بن عوف» ليس في ابن سعد.
2- بالأصل: ثلاثين، و المثبت عن م.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- ما بين الرقمين سقط من م.
5- التاريخ الكبير للبخاري 211/2/3.
6- الأصل:«أبي» و المثبت عن م و البخاري.
7- الأصل: يسبت، و بدون إعجام في م، و المثبت عن البخاري، و فيه: قد نسيت أن آمرك أن تغيرهما.

الحجبي، عن أمه (1) أم عثمان بنت سفيان - و هي أم بني شيبة الأكابر قال محمّد بن عبد الرّحمن: و قد بايعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم دعا شيبة ففتح، فلما دخل البيت ركع، و رجع إذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن أجب فأتاه فقال:«إنّي رأيت في البيت قرنا فغيّبه»[7706].

قال منصور: فحدثني عبد اللّه بن مسافع، عن أمي (2)،عن أم عثمان بنت سفيان أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«فإنه لا ينبغي أن يكون في البيت شيء يلهي المصلّي»[7707].

و روى حمّاد بن سلمة، عن هشام، عن أبيه، عن عثمان بن طلحة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في الكعبة و هو مرسل، لا يتابع عليه حمّاد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط (3).

في تسمية من سكن مكة من أصحاب النبي (4) صلّى اللّه عليه و سلّم: عثمان بن طلحة، و اسم أبي طلحة عبد اللّه بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي، أمه أنصارية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا أبو محمّد بن درستويه، أنا يعقوب بن سفيان، قال (5):

عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، و اسم أبي طلحة عبد اللّه بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن [محمد،، قالا: أنا أبو] (6) محمّد بن أبي حاتم قال (7):

ص: 381


1- كذا بالأصل و م، و في البخاري:«عن أمه عن أم عثمان». و هو الأظهر، انظر ترجمة أم عثمان بن سفيان في أسد الغابة 602/5.
2- في التاريخ الكبير: عن أبي، تصحيف.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 485 رقم 2503.
4- طبقات خليفة: أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
5- المعرفة و التاريخ 272/1.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
7- الجرح و التعديل 155/6.

عثمان بن طلحة الحجبي، يروي عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال له خمر قرني الكبش في البيت فإنه لا ينبغي أن يكون في البيت ما يشغل [المصلي، و روى عن] (1) النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أحاديث، روى عنه عروة بن الزبير، و ابن أخيه شيبة الحجبي، و امرأة من بني سليم، ولدت عامة دار آل شيبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، قال: عثمان بن طلحة الحجبي سكن مكة، و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حديثين.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده قال:

عثمان بن طلحة الحجبي، و اسمه عبد اللّه بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي، هاجر في الهدنة إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و دفع إليه مفتاح الكعبة، فقال:«خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة»[7708].

أخبرناه الهيثم بن كليب - إجازة - نا ابن أبي خيثمة، نا مصعب بن عبد اللّه الزبيري:

ينسبه و قتل يوم أجنادين (2).

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ : عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد اللّه بن عبد الدار بن قصي الحجبي، أمّه أم سعيد من بني عمرو بن عوف، أسلم قبل الفتح، كان بالحبشة هو و خالد بن الوليد، و عمرو بن العاص، فقدموا المدينة في صفر سنة ثمان من الهجرة، و استبشر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بإسلامهم، فقال:

«ألقت لكم مكة أفلاذ كبدها»[7709].

و هو الذي بلغ بأم سلمة المدينة حين هاجرت، فأثنت عليه أم سلمة، فقالت: ما رأيت صاحبا أكرم من عثمان، فأقام بالمدينة حياة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم رجع إلى مكة فسكنها، مات في أيام يزيد بن معاوية، و قيل: بأجنادين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا إبراهيم بن محمّد العبدري، عن أبيه قال: قال عثمان بن طلحة.

ص: 382


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و أضيف عن الجرح و التعديل.
2- انظر نسب قريش للمصعب ص 251.

لقيني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بمكة قبل الهجرة فدعاني إلى الإسلام، فقلت: يا محمّد العجب لك حيث تطمع أن أتبعك، و قد خالفت دين قومك و جئت بدين محدث، ففرّقت جماعتهم و ألفتهم، و أذهبت بهاءهم فانصرف، و كنا نفتح الكعبة في الجاهلية يوم الاثنين و الخميس، فأقبل يوما يريد أن يدخل الكعبة مع الناس، فغلظت عليه، و نلت منه، و حلم عني، ثم قال:

«يا عثمان لعلك سترى هذا المفتاح يوما بيدي أضعه حيث شئت»، فقلت: لقد أهلكت قريش يومئذ و ذلّت، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«بل عمرت و عزّت يومئذ»، و دخل الكعبة، فوقعت كلمته مني موقعا ظننت يومئذ أن الأمر سيصير إلى ما قال، فأردت الإسلام و مقاربة محمّد، فإذا قومي يزبرونني (1) زبرا شديدا، و يزرون برأيي فأمسكت عن ذكره، فلما هاجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى المدينة جعلت قريش تشفق من رجوعه عليها، فهم على ما هم عليه حتى جاء النّفير إلى بدر، فخرجت فيمن خرج من قومنا و شهدت المشاهد كلها معهم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فلما دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مكة عام القضية غيّر اللّه قلبي عما كان عليه، و دخلني الإسلام، و جعلت أفكّر فيما نحن عليه، و ما نعبد من حجر لا يسمع و لا يبصر، و لا ينفع و لا يضرّ، و انظر إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أصحابه، و ظلف (2) أنفسهم عن الدنيا، فيقع ذلك مني، فأقول ما عمل القوم إلاّ على الثواب لما يكون بعد الموت، و جعلت أحبّ النظر إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى أن رأيته خارجا من باب بني شيبة يريد منزله بالأبطح، فأردت أن آتيه و آخذ بيده و أسلم عليه فلم يعزم لي على ذلك، و انصرف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم راجعا إلى المدينة، ثم عزم لي على الخروج إليه، فأدلجت إلى بطن يأجج (3) فألقى خالد بن الوليد. فاصطحبنا حتى نزلنا الهدة (4)،فما شعرنا إلاّ بعمرو بن العاص، فانقمعنا منه و انقمع منا، ثم قال: أين يريد الرجلان ؟ فأخبرناه فقال:

و أنا أريد الذي تريدان، فاصطحبنا جميعا حى قدمنا المدينة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فبايعته على الإسلام، و أقمت معه حتى خرجت معه في غزوة الفتح، و دخل مكة، فقال لي:«يا عثمان، ائت بالمفتاح»، فأتيته به، فأخذه مني ثم دفعه إليّ مضطبعا عليه بثوبه و قال:«خذها تالدة خالدة لا ينزعها منكم إلاّ ظالم، يا عثمان، إن اللّه استأمنكم على بيته، فكلوا مما يصل إليكم من هذا البيت بالمعروف» قال عثمان: فلما ولّيت ناداني إليه، فقال:«أ لم يكن الذي قلت لك ؟» قال: فذكرت قوله لي بمكة قبل الهجرة:«لعلك سترى هذا المفتاح يوما بيدي أضعه حيث

ص: 383


1- الزبر: الانتهار، و المنع، و النهي (القاموس المحيط ).
2- ظلف نفسه عنه يظلفها: منعها عن أن تفعله أو تأتيه، أو كفها عنه.(القاموس المحيط ).
3- يأجج: موضع على ثمانية أميال من مكة (معجم البلدان).
4- الهدة بالتحريك، موضع بأعلى مرّ الظهران على مرحلة من مكة (معجم البلدان).

شئت»، فقلت: بلى أشهد، أنك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم[7710].

قال: و أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر قال:

قدم عثمان بن طلحة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في صفر سنة ثمان، و هذا أثبت الوجوه في إسلام عثمان، و لم يزل مقيما بالمدينة حتى قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فرجع إلى مكة، فنزلها حتى مات بها في أوّل خلافة معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل (1)،نا أبي قال: قال أبو زكريا:

هاجر عثمان بن طلحة و سكن المدينة، و إليه دفع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم المفتاح، و كان المتولي للبيت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة، و ليست له هجرة، و قد شهد حنينا مع رسول (2) اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و قتل طلحة يوم أحد، و أبوه أبو طلحة، اسمه عبد العزّى بن عبد اللّه بن عثمان بن عبد الدار.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفقيه، و الحسين بن عبد الملك الأديب، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالوا: أنا سعيد بن أحمد العيّار، أنا أبو محمّد [عبد اللّه] (3) بن أحمد بن محمّد الرومي، نا أبو العباس السّرّاج، نا قتيبة بن سعيد، نا الليث بن سعد، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه أنه قال:

دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم البيت هو و أسامة بن زيد، و بلال، و عثمان بن طلحة، فأغلقوا عليهم، فلما فتحوا كنت أوّل من ولج، فلقيت بلالا فسألته: هل صلّى فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ فقال: نعم، صلّى بين العمودين اليمانيين.

رواه البخاري عن قتيبة (4).

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان النسوي (5)،نا محمّد بن أبي بكر المقدّمي، نا حمّاد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال:

قدم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يوم الفتح، فنزل أعلى مكة، ثم دعا عثمان بن طلحة فجاء بالمفتاح، ففتح الباب، فدخل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و دخل بلال، و أسامة، و عثمان بن طلحة، فأغلقوا الباب، فلبثوا فيه

ص: 384


1- الأصل: الفضل، تصحيف، و التصويب عن م.
2- في م: النبي صلّى اللّه عليه و سلم.
3- زيادة عن م.
4- صحيح البخاري 15/8.
5- في م: التستري، ترجمته في سير أعلام النبلاء 157/14.

مليا، ثم إنّ الباب فتح، قال عبد اللّه: فبادرت الناس، فتلقّاني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خارجا و بلال على أثره، فسألت بلالا: هل صلّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فيه ؟ قال: نعم،[قلت: أين ؟] (1) قال: بين العمودين تلقاء وجهه، قال: فنسيت أن أسأله كم صلّى.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر عمر بن محمّد بن علي الخرقي، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا عبد اللّه بن محمّد بن أسماء، نا جويرية، عن نافع أن عبد اللّه (2)أخبره - و قال ابن المقرئ: عن ابن عمر - أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم دخل الكعبة هو و أسامة بن زيد، و عثمان بن طلحة، و بلال، فمكث في البيت، فأطال، ثم خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و دخل عبد اللّه على أثره.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الأديب، أنا الحاكم أبو أحمد، أنا أبو القاسم البغوي.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو عثمان البحيري، أنا زاهر بن أحمد، أنا أبو القاسم البغوي.

ح و أخبرنا أبو الفتح عبد الجبّار بن أبي سعد بن أبي القاسم، و أبو العلاء بن أبي الفضل بن أبي عثمان، و أبو الفتح محمّد بن الموفق بن ينازك (3)،و أبو الحارث عبد الرحمن بن الفرج الهندي (4)،قالوا: أخبرتنا بيبي (5) بنت عبد الصمد (6) علي بن محمّد الهروي، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح.

ح أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن توبة، و علي بن المبارك بن الحسين الخياط ، و أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عبد القادر، و كريمة بنت محمّد بن أحمد، قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور - زاد ابن السمرقندي: و أبو محمّد الصّريفيني - أنا أبو

ص: 385


1- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
2- بالأصل:«نافع بن عبد أخبره» و المثبت عن م.
3- قارن مع مشيخة ابن عساكر 216/ب.
4- المشيخة 109/ب.
5- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و م، و المثبت عن المشيخة 109/ب و سير أعلام النبلاء.
6- بالأصل و م عبد العزيز، تصحيف، و المثبت عن المشيخة:«عبد الصمد» و انظر ترجمتها في سير أعلام النبلاء 403/18.

القاسم عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن حبابة، قالوا: أنا عبد اللّه بن محمّد، نا مصعب بن عبد اللّه، حدثني مالك عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم دخل الكعبة هو و أسامة بن زيد، و بلال، و عثمان بن طلحة الحجبي، فأغلقها عليه، و مكث فيها، قال عبد اللّه: فسألت بلالا حين خرج: ما ذا صنع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: جعل عمودا عن يساره، و عمودين عن يمينه، و ثلاثة أعمدة وراءه، و كان البيت يومئذ على ستة أعمدة، ثم صلّى.

أخبرنا (1) أبو عبد اللّه الخلال، أنا إبراهيم بن منصور (2)،أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا المفضّل بن محمّد الجندي، نا محمّد بن يحيى، و سعيد بن عبد الرّحمن قالا: نا سفيان بن عيينة، عن أيوب السّختياني، عن نافع، عن ابن عمر قال:

أقبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عام الفتح على ناقة لأسامة بن زيد حتى أناخ بفناء الكعبة، ثم دعا بعثمان بن طلحة، فقال:«ائتني بالمفتاح» فذهب إلى أمه فأبت أن تعطيه، فقال: و اللّه لئن لم تعطينيه لتخرجن هذا السيف من بطني، فأعطته إياه، فجاء به إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم... (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الأنصاري، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، نا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي قال (4):

قالوا: ثم انصرف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فجلس ناحية من المسجد، و الناس حوله، ثم أرسل بلالا، إلى عثمان بن طلحة يأتيه بالمفتاح - مفتاح الكعبة - فجاء بلال إلى عثمان فقال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يأمرك أن تأتي بمفتاح الكعبة، قال عثمان: نعم، فخرج عثمان إلى أمّه، و هي بنت شيبة، و رجع بلال إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فأخبره أنه قال: نعم، ثم جلس بلال مع الناس، فقال

ص: 386


1- فوقها في م: ملحق.
2- بالأصل:«أخبرنا أبو علي الخلال بن منصور» صوبنا السند عن م.
3- بياض بالأصل. و تمام العبارة في م: فدفعه إليه قال: ففتح عثمان الباب، و دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أسامة و بلالا و عثمان بن طلحة، فأجافوا عليهم الباب مليا ثم فتح الباب، قال ابن عمر: و كنت رجلا شابا قويا فزاحمت الناس، فكنت أول من دخل الكعبة فوجدت بلالا قائما بالباب فقلت يا بلال أين صلّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: بين العمودين المقدمين، و كان البيت يومئذ على ستة أعمدة(....) ما بين القوسين بياض في م.
4- مغازي الواقدي 832/2 و ما بعدها.

عثمان لأمّه - و المفتاح يومئذ عندها-: يا أمّه، أعطني المفتاح، فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قد أرسل إليّ و أمرني أن آتي به إليه، فقالت أمّه: أعيذك باللّه أن تكون الذي تذهب مأثرة قومه على يديه، قال: فو اللّه لتدفعيه أو ليأتينك غيري فيأخذه منك، فأدخلته في حجزتها (1) و قالت: أي رجل يدخل يده هاهنا؟ فبينما هما على ذلك و هو يكلّمها إذ سمعت صوت أبي بكر و عمر في الدار، و عمر رافع صوته حين رأى إبطاء عثمان: يا عثمان اخرج، فقالت أمّه: يا بنيّ خذ المفتاح، فإن تأخذه أنت أحبّ إليّ من أن تأخذه تيم، و عدي، قال: فأخذه عثمان، فأتى به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فناوله إيّاه، فلما ناوله إيّاه بسط العباس بن عبد المطلب يده فقال: يا نبي اللّه، بأبي أنت، أجمع لنا الحجابة و السّقاية، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أعطيكم ما ترزءون فيه، و لا أعطيكم ما ترزءون منه».

قال الواقدي (2):و قد سمعت أيضا في قبض المفتاح بوجه آخر: حدّثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر قال:

أقبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوم الفتح على بعير لأسامة بن زيد، و أسامة رديف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و معه بلال، و عثمان بن طلحة، فلما بلغ رأس الثنية أرسل عثمان فجاءه بالمفتاح، فاستقبله به، قالوا: و كان عثمان قدم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مع خالد بن الوليد، و عمرو بن العاص مسلما قبل الفتح، فخرج معنا من المدينة.

قال أبو عبد اللّه: و هذا أثبت الوجوه.

و قالوا (3):إن عمر بن الخطّاب بعثه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من البطحاء و معه عثمان بن طلحة، و أمره أن يتقدم فيفتح البيت، فلا يدع فيه صورة إلاّ محاها، و لا تمثالا إلاّ صورة إبراهيم، فلما دخل الكعبة أتى صورة إبراهيم شيخا يستقسم بالأزلام. و يقال: أمره أن لا يدع فيها صورة إلاّ محاها، فترك عمر صورة إبراهيم، فلمّا دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم رأى صورة إبراهيم، فقال:«يا عمر، أ لم آمرك أن لا تدع فيها صورة إلاّ محوتها؟» فقال عمر: صورة كانت صورة إبراهيم، قال:«فامحها»[7711].

قال الواقدي (4):ثم نزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و معه المفتاح، فتنحّى ناحية من المسجد، فجلس، و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قد قبض السقاية من العباس، و قبض المفتاح من عثمان، فلما

ص: 387


1- حجزة السراويل: التي فيها التكة.
2- مغازي الواقدي 833/2-834.
3- مغازي الواقدي 834/2.
4- مغازي الواقدي 837/2.

جلس قال:«ادعوا إليّ عثمان»، فدعي له عثمان بن طلحة، و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال لعثمان يوما بمكة، و هو يدعوه إلى الإسلام، و مع عثمان المفتاح، فقال:«لعلّك سترى هذا المفتاح يوما بيدي، أضعه حيث شئت»، فقال عثمان: لقد هلكت إذا قريش و ذلّت، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«بل عمرت و عزّت يومئذ»، فلما دعاني بعد أخذه المفتاح، ذكرت قولة ما كان قال: فأقبلت، فاستقبلته ببشر، و استقبلني ببشر ثم قال:: «خذوها يا بني أبي طلحة، خالدة، تالدة، لا ينزعها منكم إلاّ ظالم، يا عثمان إنّ اللّه استأمنكم على بيته، فكلوا بالمعروف»، قال عثمان: فلما ولّيت ناداني، فرجعت إليه، فقال:«أ لم يكن الذي قلت لك ؟»، قال: فذكرت قوله لي بمكة، فقلت: بلى، أشهد أنك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فأعطاه المفتاح، و النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مضطبع بثوبه، و قال:«أعينوه» (1)،و قال:«قم على الماء به، و كل بالمعروف»[7712].

أخبرنا أبو بكر محمّد أيضا، أنا [أبو] (2) محمّد، أنا أبو عمر بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا عفان بن مسلم، نا حمّاد بن سلمة [أنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة] (3) بن عبد الرّحمن.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لما دخل مكة يوم الفتح بعث إلى أم عثمان بن طلحة أن ابعثي لي بالمفتاح، فقالت: لا و اللاّت و العزّى، لا أبعث إليه بالمفتاح، فأراد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن يبعث إليها فيأخذه منها قسرا (4)،فقال عثمان بن طلحة: يا رسول اللّه إنها حديثة عهد بالكفر فابعثني إليها فأرسل، فقال: يا أمه، إنه قد حدث أمر غير الذي كان، فاعلمي أنك إن لم تدفعي إليه المفتاح قتلت أنا و أخي، فأعطته، فجاء به مسرعا، فلما دنا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عثر و وقع المفتاح، فقام (5) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم [و جثا عليه] (6) و وصف حماد بثوبه غطاه ففتح الباب فدخل، فقام عند أركان البيت و أرجائه يدعو، ثم صلّى ركعتين بين الاسطوانتين، فلما فرغ خرج، فقام (7) على الباب و تطاول علي بن أبي طالب رجاء أن يجمع له السّقاية و الحجابة، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا عثمان هاك خذوا ما أعطاكم اللّه»[7713].

ص: 388


1- بالأصل:«عيبوه» و في م:«عبيدة» كلاهما تصحيف و التصويب عن مغازي الواقدي.
2- سقطت من الأصل و أضيفت عن م، و هو الحسن بن علي الجوهري. تقدم التعريف به.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
4- في م: قهرا.
5- عن م و بالأصل: فقال.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
7- عن م و بالأصل: فقال.

أخبرنا أبو العباس عمر بن عبد اللّه بن أحمد الفقيه، نا (1) أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي، أنا أبو حسان المزكي، أنا هارون بن محمّد الأسترآباذي، نا أبو محمّد الخزاعي، نا أبو الوليد الأزرقي، نا جدي، عن سعيد بن سالم، عن ابن جريج، عن مجاهد في قوله تعالى:

إِنَّ اللّٰهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمٰانٰاتِ إِلىٰ أَهْلِهٰا (2) قال: نزلت في عثمان بن طلحة، قبض النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مفتاح الكعبة، فدخل الكعبة يوم الفتح، فخرج و هو يتلو هذه الآية، فدعا عثمان، فدفع إليه المفتاح و قال:«خذوها يا بني أبي طلحة بأمانة اللّه، لا ينزعها منكم إلاّ ظالم»[7714].

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد الخلاّل، قالا: أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد الذهلي، نا أبو أحمد محمّد بن عبدوس بن كامل، نا مسروق بن المرزبان الأشعثي، نا ابن أبي زائدة، نا محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن جعفر، عن زبير، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن ثور، عن صفية بنت شيبة قالت:

[إني] لأنظر إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يوم فتح مكة، فقام إليه علي بن أبي طالب و مفاتيح الكعبة في يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال: يا نبيّ اللّه، اجمع لنا الحجابة مع السّقاية، صلّى اللّه عليك، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أين عثمان بن طلحة»، فدعي له، فقال:«ها مفتاحك»[7715].

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن المفهم، نا محمّد بن سعد، أنا معن بن عيسى، نا عبد اللّه بن المؤمّل المخزومي، عن عبيد اللّه بن أبي مليكة، عن عبد اللّه بن العباس أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«خذوها يا بني أبي طلحة، خالدة، تالدة، لا ينزعها منكم إلاّ ظالم»- يعني الكعبة و الحجابة-[7716].

قال: و نا محمّد بن سعد، أنا أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي، حدّثني محمّد بن أبي يحيى، عن عمر بن أبي مغيث، عن سعيد بن المسيّب قال:

لما دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ففتحها أخذ المفتاح بيده ثم قام (3) للناس، فقال:«هل من متكلم، هل من أحد يتكلم ؟» قال: فتطاول العباس و رجال من بني هاشم رجاء أن يدفعها إليهم مع السّقاية، قال: فقال لعثمان بن طلحة:«تعال»، قال: فجاء، فوضعها في يده[7717].

ص: 389


1- «نا» ليست في م.
2- سورة النساء، الآية:58.
3- عن م و بالأصل: قال.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو سعيد المفضّل بن محمّد الجندي، نا إبراهيم بن محمّد الشافعي، و محمّد بن يحيى، قالا: نا مسلم بن خالد، عن الزهري.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم دفع المفتاح إلى عثمان بن طلحة، و قال له:«يا عثمان غيبوه» (1) فخرج عثمان إلى الهجرة و خلفه شيبة، فحجب - قال (2) ابن أبي عمر في حديثه: فحجب البيت (3)-.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا أبو بكر محمّد بن أبي عمرو المقرئ-... (4)-و أبو محمّد عبد الواحد بن أحمد بن مشماش، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن أبي ثابت، نا أبو عقيل أنس بن السّلم، نا عمرو بن هشام، قال: وجدت في كتاب عتّاب عن إسحاق بن راشد، عن الزهري أن محمّد بن جبير بن مطعم حدّثه عن أبيه.

أنه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول لعثمان بن طلحة حين رفع إليه مفتاح الكعبة:«ها ثم غيبه»، [7718] قال: فلذلك تغيّب المفتاح.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد.

ح و أنبأنا أبو الحسن الفرضي، عن عبد العزيز، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال المدائني و الهيثم بن عدي: في سنة إحدى و أربعين مات عثمان بن طلحة (5).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال (6):

و فيها - يعني سنة اثنتين و أربعين - مات عثمان بن طلحة.

و قد ذكرنا أنه قتل بأجنادين، فاللّه أعلم (7).

ص: 390


1- الأصل: عبيدة، و المثبت عن م.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- غير مقروءة بالأصل، و رسمها في م: بمقيق.
5- سير أعلام النبلاء 12/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 41-60) ص 83.
6- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 205 و عن خليفة في تاريخ الإسلام ص 83 و سير أعلام النبلاء 12/3.
7- راجع نسب قريش للمصعب ص 251.

4606 - عثمان بن أبي العاتكة، سليمان

أبو حفص (1)

قاصّ أهل دمشق.

روى عن سليمان بن حبيب، و عمير بن هانئ، و علي بن يزيد، و عمرو بن مهاجر.

روى عنه: صدقة بن خالد، و محمّد بن حبيب، و الوليد بن مسلم، و أيوب بن تميم، و الحسن بن يحيى الخشني (2).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد (3)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا عباس (4) بن الوليد، أنا ابن شعيب، أنا أبو حفص عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد أنه أخبره عن القاسم بن عبد الرّحمن، عن أبي أمامة الباهلي، عن عمر بن الخطّاب.

أنه سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن الغسل من الجنابة فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«فإنّي أفرغ على رأسي ثلاث مرّات، أعرك رأسي في كل مرة»[7719].

أخبرنا أبو القاسم زاهر، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن الحسن، أنا أبو طاهر بن خزيمة، أنا جدي أبو بكر، نا علي بن سهل الرملي، نا الوليد - يعني: بن مسلم - عن عثمان بن أبي العاتكة، حدّثني سليمان بن حبيب المحاربي، عن الوليد بن عبادة.

أن أباه عبادة بن الصّامت لما احتضر قال له ابنه عبد الرّحمن: يا أبتاه أوصني، قال:

أجلسوني لابني، فأجلسوه له، ثم قال: يا بنيّ اتّق اللّه، و لن تتقي (5) اللّه حتى تؤمن باللّه، و لن تؤمن باللّه حتى تؤمن بالقدر خيره و شرّه، و تعلم أنّ ما أصابك لم يكن ليخطئك، و ما أخطأك لم يكن ليصيبك، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«القدر على هذا، من مات على غير هذا أدخله [اللّه] (6) النار»[7720].

ص: 391


1- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 419/12 و الضعفاء الكبير 221/3 و الكامل لابن عدي 164/5 و تهذيب التهذيب 81/4 و الكاشف للذهبي، و تقريب التهذيب، و التاريخ الكبير 243/2/3 و الجرح و التعديل 163/6 و ميزان الاعتدال 40/3.
2- الأصل و م: الحسني، تصحيف، و التصويب و الضبط عن الأنساب، و تهذيب الكمال.
3- «أحمد» استدركت على هامش م.
4- عن م و بالأصل: عثمان، تصحيف.
5- الأصل: يتق، و التصويب عن م.
6- زيادة عن م.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة-.

قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة (1):عثمان بن أبي العاتكة.

قال ابن جوصا: حدّثني العباس بن الوليد بن مزيد قال: سمعت محمّد بن شعيب ينسب عثمان بن أبي العاتكة: عثمان بن سليمان أبو حفص القاصّ (2).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد:

و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري، قال (3):

عثمان بن أبي العاتكة أبو حفص القاص (4) الدمشقي، سمع سليمان بن حبيب.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (5) قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن.

قالا: أنا ابن أبي حاتم، قال (6):عثمان بن أبي العاتكة أبو حفص الدمشقي، قاصّ (7)دمشق، سمع سليمان بن حبيب، و عمير بن هانئ، روى عنه صدقة بن خالد، و الوليد بن مسلم، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عنه محمّد بن شعيب بن شابور.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه،

ص: 392


1- تهذيب الكمال 419/12.
2- الأصل و م:«القاضي». و الصواب ما أثبت، انظر ما يلي.
3- التاريخ الكبير 243/2/3.
4- الأصل و م: القاضي، و التصويب عن البخاري.
5- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و م.
6- الجرح و التعديل 163/6.
7- الأصل و م: قاضي، تصحيف، و التصويب عن الجرح و التعديل.

أنا أبو أحمد الحاكم قال (1):

أبو حفص عثمان بن أبي العاتكة القاصّ (2) الدمشقي، يروي عن علي بن يزيد، و سليمان بن حبيب، ليس بالقوي عندهم، روى عنه الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان التميمي، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:

أبو حفص عثمان بن أبي العاتكة سمع علي بن يزيد (3)،و سليمان بن حبيب، روى عنه الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول (4):

سمعت دحيما ينسب عثمان بن أبي العاتكة إلى الصدق، و يثني عليه و يقول: كان معلّم أهل دمشق.

قال أبو سعيد: يقال له أبو حفص القاصّ (5)،و يقال بالشام للمقرئ معلّم.

أخبرنا أبو الحسين (6) القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (7) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (8)،حدّثني أبي قال: سمعت دحيما (9) يقول: عثمان بن أبي العاتكة لا بأس به، كان قاصّ (10) الجند - يعني بلده - و لم ينكر حديثه عن غير علي بن يزيد، و الأمر من علي بن يزيد، فقيل له: إن يحيى بن معين يقول: الأمر من القاسم أبي عبد الرّحمن، فقال: لا.

ص: 393


1- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 238/3 رقم 1292.
2- الأصل و م: القاضي، و التصويب عن الأسامي و الكنى.
3- بالأصل و م: زيد، تصحيف، و هو علي بن يزيد الألهاني، انظر تهذيب الكمال 419/12.
4- من طريقه رواه في تهذيب الكمال 420/12.
5- الأصل و م: القاضي، تصحيف.
6- الأصل و م: الحسن، تصحيف، و السند معروف.
7- «ح» حرف التحويل سقط من م.
8- الجرح و التعديل 163/6.
9- الأصل و م: دحيم، و التصويب عن الجرح و التعديل.
10- الأصل و م: قاضي، و التصويب عن الجرح و التعديل.

قال: و سألت أبي عن عثمان بن أبي العاتكة فقال: لا بأس به، بليته من كثرة روايته عن علي بن يزيد، فأما ما روى (1) عن غير علي بن يزيد فهو مقارب يكتب حديثه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، أنا أبو زرعة قال (2):شيخان معناهما واحد: عثمان بن أبي العاتكة، و معان بن رفاعة، و قد أخبرني دحيم أن معانا (3) أرفعهما.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (4)،نا إبراهيم بن يوسف، نا ميمون بن الأصبغ، قال: سألت أبا مسهر، عن عثمان بن أبي العاتكة فقال: كان عثمان بن أبي العاتكة قاصّا، فإن كان وهم فهو منه.

و بلغني عن إسحاق بن سيار بن محمّد النّصيبي قال: سمعت أبا مسهر يقول: عثمان بن أبي العاتكة ضعيف الحديث.

قال إسحاق هو كما قال.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري - بواسط - أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال أبو زكريا:

عثمان بن أبي العاتكة أحاديثه أصح من أحاديث عبيد اللّه بن زحر (5).

و أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبو أمية، نا أبي قال: قال أبو زكريا: عثمان بن أبي عاتكة أبو حفص قاص (6) دمشق، ليس بذاك القوي.

و قال في موضع آخر: عمر (7) بن أبي العاتكة أبو حفص القاصّ (8)،ليس بشيء.

و الصواب عثمان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا

ص: 394


1- في الجرح و التعديل: ما روي عن عثمان عن غير علي بن يزيد.
2- من طريقه رواه في تهذيب الكمال 420/12.
3- الأصل و م: و معان.
4- الضعفاء الكبير للعقيلي 221/3.
5- تهذيب الكمال 420/12.
6- بالأصل و م: قاضي... القاضي، تصحيف.
7- كذا بالأصل و م، و هو تصحيف، و سينبه المصنف إلى الصواب.
8- بالأصل و م: قاضي... القاضي، تصحيف.

أبو أحمد بن عدي (1)،قال: سمعت ابن حمّاد يقول: قال السعدي: رأيت يحيى بن معين لا يحمد حديثه - يعني عثمان بن أبي العاتكة-.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز الكتاني، أنا عبد الوهاب بن جعفر، أنا عبد الجبار بن عبد الصمد، أنا القاسم بن عيسى، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، قال:

عثمان بن أبي العاتكة رأيت يحيى بن معين لا يحمد حديثه (2).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح المؤذن، أنا أبو الحسن بن السّقا، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، قال: سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: عثمان بن أبي العاتكة كنيته أبو حفص، قاصّ دمشقي، و ليس بالقوي (3).

ثم قال: و سمعت يحيى يقول: عثمان بن أبي العاتكة هو أبو حفص القاصّ ليس بشيء (4).

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (5)،نا ابن حمّاد، نا عياش، عن يحيى، قال: عثمان بن أبي العاتكة و هو أبو حفص القاصّ ، ليس بشيء.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر الأشناني، قال: سمعت أبا الحسن بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد يقول: قلت له - يعني يحيى بن معين-: فعثمان بن أبي العاتكة ؟ فقال: ليس بشيء.

قرأت على أبي الفضل نصر اللّه بن محمّد عن (6) أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا إبراهيم بن الجنيد، قال (7):قال لي يحيى بن معين: عفير بن معدان و أبو مهدي (8) سعيد بن سنان، و أبو حفص القاصّ عثمان بن أبي العاتكة هؤلاء ليسوا بشيء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل،

ص: 395


1- الكامل لابن عدي 165/5.
2- تهذيب الكمال 420/12.
3- المصدر السابق ص 419.
4- المصدر السابق ص 420.
5- الكامل لابن عدي 165/5.
6- عن م، و بالأصل «بن».
7- من طريقه في تهذيب الكمال 420/12.
8- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م و تهذيب الكمال.

أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (1)،نا هشام بن عمّار، نا صدقة بن خالد الدمشقي مولى أم البنين - دمشقي ثقة - عن أبي حفص عثمان بن أبي العاتكة و كان قاصّ (2)دمشق، و هو ضعيف الحديث.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو يعلى حمزة بن علي بن الحبوبي (3)،قالا:

أنا سهل (4) بن بشر، أنا أبو الحسين بن منير، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي، قال: عثمان بن أبي العاتكة أبو حفص القاص ضعيف.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال:

أبو حفص عثمان بن أبي العاتكة و ليس بالقوي.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (5)،قال:

عثمان بن أبي العاتكة أبو (6) حفص القاصّ (7) دمشقي و كان مقرئ أهل دمشق، و معلّمهم، و عامة ما يرويه بهذا الإسناد عن علي بن يزيد عن القاسم بن أبي أمامة و هو مع ضعفه يكتب حديثه.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر اللاّلكائي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، قال (8):سألت عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن عثمان بن أبي العاتكة فقال: كان معلّم أهل دمشق، و قاصّ (9) الجند، و مات سنة نيّف و أربعين و مائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (10)،حدّثني محمّد بن العلاء (11)-شيخ من أهل المسجد - قد أدرك الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز قديم، قال: رأيت عثمان بن أبي العاتكة يقصّ على

ص: 396


1- المعرفة و التاريخ 433/2 و تهذيب الكمال 420/12.
2- الأصل و م: قاضي، و التصويب عن المعرفة و التاريخ.
3- الأصل: الحيوي، و في م:«الحبوي» تصحيف و الصواب ما أثبت، قارن مع المشيخة.
4- الأصل: أبو سهل، و التصويب عن م.
5- الكامل لابن عدي 164/5 و 166.
6- بالأصل: و أبو.
7- بالأصل و م: القاضي.
8- المعرفة و التاريخ 131/1.
9- في الأصل و م و المعرفة و التاريخ: و قاضي.
10- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 261/1-262.
11- سيترجم له المصنف في كتابنا، انظر تراجم «محمد».

الناس-، مات - و علينا الفضل بن صالح، ولينا سنة تسع و أربعين و مائة تسع سنين، قال:

و على يديه - يعني عثمان - أفلح أصحابنا: صدقة بن خالد، و الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):

سنة خمس و خمسين و مائة فيها مات عثمان بن أبي العاتكة مولى عمر بن الخطّاب، و كان ثقة الحديث.

4607 - عثمان بن عاصم بن حصين

- و يقال: ابن عاصم بن زيد - بن كثير بن زيد بن مرّة

أبو حصين الأسدي الكوفي (2)

حدّث عن ابن عباس، و أنس بن مالك.

و سمع عبد اللّه بن الزبير، و الشعبي، و سعيد بن جبير، و شريح بن الحارث القاضي، و أبا عبد الرّحمن عبد اللّه بن حبيب السلمي، و أبا وائل شقيق بن سلمة، و سعد (3) بن عبيدة، و أبا صالح السّمّان، و يحيى بن وثّاب، و الأسود بن هلال المحاربي، و أبا الضّحى مسلم بن صبيح.

روى عنه سفيان بن عيينة، و شعبة بن الحجاج، و أبو بكر بن عيّاش (4)،و أبو مالك سعد بن طارق بن أشيم، تابعي، و أبو سعد سعيد بن المرزبان البقّال، و مالك بن مغول، و ساور الوراق، و مسعر بن كدام، و قيس بن الربيع، و شريك بن عبد اللّه، و محمّد بن جحادة، و أبو عوانة الوضّاح، و زائدة بن قدامة، و إسرائيل بن يونس، و أبو الأحوص سلام بن سليم، و أبو شهاب عبد ربه بن نافع.

ص: 397


1- لم يرد له ذكر في تاريخ خليفة، و الخبر في تهذيب الكمال 421/12 نقلا عن خليفة بن خيّاط .
2- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 421/12 و تهذيب التهذيب 82/4 و سير أعلام النبلاء 412/5 و خلاصة تذهيب الكمال 260 و التاريخ الكبير 240/2/3 و الجرح و التعديل 160/6.
3- الأصل و م، و في تهذيب الكمال: سعيد.
4- الأصل و م: عباس، و التصويب عن تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح (1) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا سلام بن سليم، قال: ذكر أبو حصين (2) عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فليكرم ضيفه، من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت»[7721].

قال: و أنا عبد اللّه قال: حدّثناه أبو بكر بن أبي شيبة، أنا أبو الأحوص، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مثل حديث داود بن عمرو، عن أبي الأحوص.

قال أبو بكر: لم يرو أبو الأحوص عن أبي حصين غيره، و هو غريب.

رواه مسلم عن أبي بكر بن (3) أبي شيبة (4).

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا زكريا بن يحيى نا (5) عمرو (6) بن زرارة، نا عامر بن سهل أبو عمرو الكوفي، عن أبي بكر، عن أبي حصين قال: قال: كنت بالشام حين استخلف عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا أحمد بن إبراهيم، نا أبو نعيم قال: سألت شريكا عن اسم أبي حصين، فقال: اسمه عثمان بن عاصم بن الحصين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن

ص: 398


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- بالأصل:«أبو حفص» و في م:«حصن» كلاهما تصحيف.
3- الأصل: عن، و التصويب عن م و صحيح مسلم.
4- صحيح مسلم(1) كتاب الإيمان،19 باب،68/1 رقم 47.
5- «نا» سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
6- بالأصل: عمر، و المثبت عن م.

عثمان، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العباس، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي.

ح (1) و أخبرني (2) أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو بكر بن المؤمّل، نا الفضل بن محمّد، نا أحمد بن حنبل.

ح قال: و أنا أبو بكر البيهقي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقال، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا أبو عبيدة الحداد عبد الواحد بن واصل البصري، قال:

اسم أبي حصين عثمان بن عاصم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي الصّواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي، قال في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة من الفقهاء و المحدثين: أبو حصين، و اسمه عثمان بن عاصم الأسدي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن بن عبد السلام، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، حدّثني محمّد بن إسحاق، عن نمير، قال: اسم أبي حصين عثمان بن عاصم الأسدي من أنفسهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، و أحمد بن الحسن بن خيرون.

ح (3) و أخبرنا أبو العزّ الكيلي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، قالا: أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، نا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط (4).

قال في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة: أبو حصين الأسدي، اسمه عثمان بن عاصم،

ص: 399


1- «ح» سقطت من م.
2- فوقها في م: ملحق.
3- «ح» حرف التحويل سقط من م.
4- طبقات خليفة بن خيّاط ص 270 رقم 1174.

مات سنة ثمان أو تسع (1) و عشرين و مائة.

قرأنا على عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو أحمد بن عبيد بن بيري.

ح و عن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة.

قالا: أنا محمّد بن الحسين، نا ابن [أبي] (2) خيثمة، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أبو حصين عثمان بن عاصم.

قال: و سمعت أبي يقول: أبو حصين عثمان بن عاصم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل الكوفة: أبو حصين عثمان بن عاصم.

أخبرنا أبو البركات البغدادي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل الغلاّبي، أنا أبي، نا يحيى، قال: و اسم أبي حصين عثمان بن عاصم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، قال: و قال يحيى بن معين: عثمان بن عاصم أبو حصين.

قال: و أنا ابن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أميّة قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: و اسم أبي حصين الأسدي عثمان بن عاصم.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أنا أبو الحسن.

ح قال ابن خيرون: و أنا أبو علي الحسن بن الحسين، نا جدي لأمي إسحاق بن محمّد

ص: 400


1- كذا بالأصل و م، و في طبقات خليفة:«سبع» و مثلها نقل المزي في تهذيب الكمال، و الذهبي في سير أعلام النبلاء.
2- زيادة عن م.

قالا: نا أبو محمّد عبد اللّه بن إسحاق نا قعنب بن المحرز، قال في تسمية تابعي أهل الكوفة أبو حصين عثمان بن عاصم الأسدي.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم الواعظ ، أنا نعمة اللّه بن محمّد المرندي، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه (1)،نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد، حدّثني عمي الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: أبو حصين عثمان بن علي بن عاصم الأسدي.

كذا قال، و «علي» مزيد في نسبه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (2)،قال في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة: أبو حصين الأسدي اسمه عثمان بن عاصم بن حصين.

قال الواقدي: توفي سنة ثمان و عشرين و مائة، عداده في مرّة بن الحارث، و هو من بني جشم بن الحارث.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3).

قال في الطبقة الثالثة (4):أبو حصين و اسمه عثمان بن عاصم بن حصين و هو من بني جشم بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، و عداده في بني كثير بن زيد بن مرّة بن الحارث بن سعد.

قال محمّد بن عمر: مات أبو حصين سنة ثمان و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، قال: و اسم أبي حصين عثمان بن عاصم.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون،

ص: 401


1- أقحم بعدها بالأصل: محمد بن عبد اللّه.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- الخبر في طبقات ابن سعد 321/6 و 322.
4- الأصل و م: الرابعة، تصحيف، فقد ذكره ابن سعد في رجال الطبقة الثالثة. و ذكره في تهذيب الكمال في الرابعة نقلا عن ابن سعد.

و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد ابن خيرون:

و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):

عثمان بن عاصم أبو حصين الأسدي الكوفي، سمع سعيد بن جبير، و الشعبي، و شريح، سمع منه الثوري، و شعبة، و ابن عيينة.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (2) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسن.

قالا: أنا أبو محمّد قال (3):عثمان بن عاصم أبو حصين الأسدي، يقال: إنه من ولد عبيد [بن] الأبرص الشاعر، لم يكن له ولد ذكر، و كانت له ابنة و ابنة ابنة، تزوج بها قيس بن الربيع، سمع ابن عباس، و ابن الزبير، روى عنه الثوري، و شعبة، و قيس بن الربيع، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عنه شريك، و أبو بكر بن عياش.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: أبو حصين الأسدي عثمان بن عاصم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو حصين عثمان بن عاصم الأسدي، سمع ابن عباس و الشعبي، روى عنه الثوري، و مسعود (4)،و شعبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو حصين بن عثمان بن عاصم الأسدي، أنا محمّد بن عيسى قال: سمعت عباس يقول: سمعت يحيى يقول: عثمان بن عاصم كنيته أبو حصين.

ص: 402


1- التاريخ الكبير 240/2/3 باختلاف و زيادة.
2- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و م.
3- الجرح و التعديل 160/6.
4- كذا بالأصل، و تقرأ في م:«و مسهر» و لعله «و مسعر» فقد مرّ أول الترجمة أن مسعر بن كدام روى عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (1)،قال: أبو الحصين عثمان بن عاصم الأسدي.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (2)،أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد، قال (3):

أبو حصين عثمان بن عاصم بن حصين الأسدي الكوفي، عن (4) أنس بن مالك، و ابن عباس، روى عنه أبو مالك سعد بن طارق، و أبو سعد سعيد بن المرزبان البقّال الكوفي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدّارقطني قال:

أبو حصين عثمان بن عاصم الأسدي، سمع ابن العباس، و من الزبير، و أنس بن مالك، و زيد بن أرقم، روى عن أبي سعيد الخدري، و عمران بن حصين، و جابر بن سمرة، و الشعبي، و أبي صالح ذكوان، روى عنه الثوري، و مسعر، و شعبة، و قيس، و أبو بكر بن عيّاش.

قال ابن حبيب عن الكلبي.

أبو حصين عثمان بن عاصم بن حصين من بني جشم بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو صادق الأصبهاني، أنا أبو الحسن بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري، قال:

و أما حصين الحاء مفتوحة غير معجمة و الصاد مكسورة غير معجمة، فما أقل ما يجيء في الأسماء حصين، و إنما يجيء في الكنى، فمنهم أبو حصين عثمان بن عاصم من قرّاء أهل الكوفة، و كان يقرأ عليه في مسجد الكوفة خمسين سنة (5).

ص: 403


1- الكنى و الأسماء للدولابي 151/1.
2- الأصل و م: الهمداني، بالدال المهملة، و السند معروف.
3- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 95/4 رقم 1772.
4- من هنا إلى آخر الخبر استدرك على هامش م.
5- تهذيب الكمال 425/12 و سير أعلام النبلاء 416/5.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى، نا نصر بن إبراهيم، نا أبو زكريا، نا عبد الغني بن سعيد، قال: حصين بفتح الحاء، أبو حصين عثمان بن عاصم الأسدي، سمع من ابن عياش، و الشعبي، و سالم بن أبي الجعد، و الأسود بن هلال، و أبي صالح.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، نا محمّد بن ناصر، نا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال:

عثمان بن عاصم بن حصين أبو حصين الأسدي الكوفي، سمع أبا وائل، و أبا عبد الرّحمن السّلمي، و سعد بن عبيدة، و أبا الضّحى، و الأسود بن هلال، و أبا صالح، و يحيى بن وثّاب، روى عنه محمّد بن جحادة، و شعبة، و الثوري، و مالك بن مغول، و أبو عوانة، و زائدة، و إسرائيل، و أبو بكر بن عيّاش في العلم و الجهاد و الاعتكاف، و غير موضع.

قال الذهلي: نا يحيى بن بكير، قال: مات سنة ثمان و عشرين و مائة، و قال ابن نمير مثله، و قال الواقدي مثل ابن بكير، و قال عمرو (1) بن علي مثله، و قال أبو عيسى (2) مثله.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر الحافظ ، قال (3):

و أما حصين بفتح الحاء و كسر الصاد فهو أبو حصين عثمان بن عاصم بن حصين الأسدي.

و قال ابن الكلبي: هو من بني جشم بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، سمع ابن عباس، و ابن الزبير، و زيد بن أرقم، و أنس بن مالك، و روى عن أبي سعيد الخدري، و عمران بن حصين، و جابر بن سمرة، و الشعبي، و أبي صالح ذكوان، روى عنه مسعر، و شعبة، و الثوري، و قيس، و أبو بكر بن عيّاش.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد [قالا: أنا أبو محمد] (4) بن أبي

ص: 404


1- عن م و بالأصل: عمر.
2- كذا بالأصل و م، و لعله: أبو عبيد، و انظر تهذيب الكمال 425/12 و سير أعلام النبلاء 416/5.
3- الاكمال لابن ماكولا 480/2.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.

حاتم (1)،نا أحمد بن سنان، قال: سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول: أربعة بالكوفة لا يختلف في حديثهم، فمن اختلف عليهم فهو مخطئ، ليس هم، منهم أبو حصين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا العبّاس بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي الأسود، قال: سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول (2):

لم يكن بالكوفة أثبت من أربعة: فبدأ بمنصور، و أبو حصين، و سلمة بن كهيل، و عمرو (3) بن مرة.

قال: و كان منصور أثبت أهل الكوفة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، أنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: سمعت شريح بن الحارث بن شريح البقّال يقول: سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول: لا ترى حافظا يختلف على أبي حصين (4).

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين، أنا أبو محمّد بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان (5)،نا الفضل بن زياد قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: الأعمش، و يحيى بن وثّاب موال، و أبو حصين من العرب، لو لا ذلك لم يصنع بالأعمش ما صنع، و كان قليل الحديث، و كان صحيح الحديث، قيل له: أيهما أصح حديثا هو أو أبو إسحاق ؟ قال: أبو حصين أصح حديثا لقلة حديثه. و كذا منصور أصح حديثا من الأعمش لقلّة حديثه.

قال: و نا يعقوب، قال (6):قال علي بن المديني: أصحاب الشعبي: أبو حصين، ثم إسماعيل (7)،ثم داود بن أبي هند، ثم الشيباني (8)،و مطرف (9)،و بيان (10)،طبقة الشيباني أعلاهم، و مغيرة (11) كان من أصحاب الشعبي، روى عنه فأجاد، و زكريا بن أبي زائدة،

ص: 405


1- الجرح و التعديل 160/6 و تهذيب الكمال 422/12 عن أحمد بن سنان القطان، و سير أعلام النبلاء 413/5.
2- الخبر في المصدرين السابقين.
3- الأصل: عمر، تصحيف، و المثبت عن م و المصدرين.
4- تهذيب الكمال 423/12 و سير أعلام النبلاء 413/5.
5- الخبر في المعرفة و التاريخ 174/2.
6- المعرفة و التاريخ 16/3.
7- هو إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي.
8- هو سليمان بن أبي سليمان.
9- مطرف بن طريف الحارثي.
10- هو بيان بن بشر الأحمسي الكوفي.
11- المغيرة بن مقسم الضبّي.

و عبد اللّه بن أبي السفر طبقة، و مالك بن مغول، و أبو حيّان التميمي (1)،و ابن أبجر (2)طبقة، و أشعث بن سوار فوق جابر، و ابن سالم (3)،و مجالد فوق أشعث بن سوار و فوق أجلح الكندي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال (4):قال ابن أبي عمر عن ابن عيينة نا أبو إسحاق الشيباني، قال: دخلت على الشعبي المسجد، فأراد أن يجلس، فقال: انظر هل ترى أبا حصين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي، أنا أبي، نا أحمد بن حنبل، نا سفيان، عن الشيباني، قال: دخلت مع الشعبي المسجد، فقال: انظر هل ترى أحدا من أصحابنا يجلس إليه، انظر هل ترى أبا حصين (5).

قال: و نا أحمد، عن سفيان، عن رجل من أهل مكة: سئل عامر لما حضرته الوفاة بمن يأمرنا؟ قال: ما أنا بعالم و ما أترك عالما، و إنّ أبا حصين لرجل صالح (6).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسين بن عبد السلام.

قالا (7):أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم بن محمّد البغوي، قال: رأيت في كتاب أحمد بن حنبل، و حدّثني ابن هاني عنه عن ابن عيينة، عن الشيباني، قال: دخلت مع الشعبي المسجد، فقال لي: انظر هل ترى أحدا (8) من أصحابنا نجلس إليه ؟ انظر هل ترى أبا حصين ؟.

قال سفيان: حدّثني رجل من أهل الكوفة قال: سئل عامر لما حضرته الوفاة: بمن تأمرنا؟ قال: ما أنا بعالم، و لا أترك عالما، و إنّ أبا حصين رجل صالح (9).

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أحمد بن إسحاق، نا الحسن بن هارون بن سليمان، نا أبو معمر، نا سفيان، عن مالك بن مغول، قال: قيل للشعبي: أيها

ص: 406


1- هو يحيى بن سعيد بن حيان.
2- هو عبد الملك بن سعيد بن حيان الكوفي.
3- محمد بن سالم الهمداني الكوفي.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 678/2.
5- تهذيب الكمال 424/12.
6- تهذيب الكمال 424/12.
7- عن م و بالأصل: قال.
8- عن م و بالأصل: أحد.
9- سير أعلام النبلاء 415/5.

العالم، قال: ما أنا بعالم، و ما أرى عالما، و إنّ أبا حصين رجل صالح (1).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة (2)،أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، أنا أحمد بن علي بن المثنى، نا إبراهيم بن سعيد (3)،نا أبو أسامة، عن مالك بن مغول، عن الشعبي، قال: ما أنا بعالم، و لا أخلّف عالما، و إنّ أبا حصين لرجل صالح.

أخبرنا أبو القاسم أيضا [أنا] (4)[أبو الفضل] (5) ابن البقال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال (6):نا قبيصة، نا سفيان، عن عبد اللّه بن أبي السّفر، قال: قال الشعبي: ما أنا بعالم، و لا أترك عالما، و إنّ أبا حصين رجل صالح.

سفيان [هو:] (7) الثوري.

و قد أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا جعفر الصائغ، نا أحمد بن أبي الطّيّب، نا سفيان، عن عبد اللّه بن أبي السفر قال: قال الشعبي: ما أنا بعالم و ما أترك عالما، و إنّ أبا حصين لرجل صالح.

سفيان هذا هو ابن عيينة.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا أبو نعيم (8)،نا سفيان قال: قيل للشعبي: ما تأمرنا؟ قال: ما أنا بعالم، و ما أترك عالما، و أن أبا حصين لرجل صالح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن بن عبد السلام، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا البغوي، حدّثني أحمد بن زهير، قال: سألت يحيى بن معين عن أبي حصين قال: كوفي ثقة.

ص: 407


1- تهذيب الكمال 424/12، و فيه: و ما أخلف عالما، بدل: و ما أرى عالما.
2- عن م و بالأصل: سعد، و السند معروف.
3- في م: سعد.
4- زيادة، سقطت اللفظة من الأصل و م.
5- الزيادة عن م.
6- الخبر في المعرفة و التاريخ 592/2.
7- الزيادة عن م.
8- انظر حلية الأولياء 311/4.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا حمزة بن محمّد بن طاهر.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار.

قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسين.

قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد (1)،أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال:

أبو حصين عثمان بن عاصم كان شيخا عالما (2)،و كان صاحب سنّة، و يقال: إن قيس بن الربيع كان أروى الناس عنه، كان عنده عنه أربع مائة حديث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري: و ابن عمه محمّد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، حدّثني أبي قال (3):

أبو حصين عثمان بن عاصم الأسدي، كوفي ثقة، و كان عثمانيا، رجلا صالحا، و يروي عن الشعبي، قال: ما أنا بعالم، و ما أخلّف عالما، و إنّ أبا حصين رجل صالح.

قال في موضع آخر: و أبو حصين عثمان بن عاصم الأسدي، و كان ثقة ثبتا في الحديث، و هو أعلى سنا من الأعمش، و كان عثمانيا، و كان الذي بينه و بين الأعمش متباعدا، و وقع بينهما شرّ حتى تحول الأعمش عنه إلى بني حرام، و سمع أبو حصين من شريح، و سويد بن غفلة، و من أبي عبد الرّحمن السّلمي.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثني جدي يعقوب قال: و أبو حصين ثقة، و اسمه عثمان بن عاصم بن حصين، و هو من بني جشم بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، و عداده في بني كثير بن زيد بن مرّة بن الحارث بن سعد، مات في سنة ثمان و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن

ص: 408


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 328.
2- كذا بالأصل و تاريخ الثقات، و في م و تهذيب الكمال 423/12 و سير أعلام النبلاء 414/5 «عاليا».
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 328.

الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو نعيم، نا سفيان، عن أبي حصين عثمان بن عاصم أسدي شريف، ثقة، كوفي (1).

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2).

نا سعيد بن أبي سعيد الأنماطي الرازي، قال: سئل أحمد بن حنبل عن أبي حصين فأثنى عليه، قال ابن أبي حاتم: و سمعت أبي يقول: أبو حصين ثقة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن الحسن بن علي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد، قال:

أبو حصين عثمان بن عاصم الأسدي، و كان ثقة، قال الشعبي: لست بعالم، و لا أخلّف عالما، و إنّ أبا حصين لرجل صالح.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية أخبرنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (3):

قال سفيان - يعني: ابن عيينة - قال ابن (4) إسحاق: مات عندنا - يعني: أبا حصين - فقام رجل، فقال من هذا؟ هذا محسن، لا و اللّه ما أطاق صلاته أحد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا عبد اللّه بن محمّد، أنا أبو القاسم البغوي، نا محمّد بن عبّاد، نا سفيان، عن مساور الوراق، قال:

دعانا أبو حصين يشهدنا على وديعة استودعها بساتين قد دفنها، فجعل يخرجها و يده ترعد، و يقول: و اللّه ما مسّتها يد.

ص: 409


1- تهذيب الكمال 424/12.
2- الجرح و التعديل 161/6.
3- طبقات ابن سعد 322/6.
4- كذا بالأصل و م، و في ابن سعد: ابن أبي إسحاق.

قال البغوي: و حدّثني ابن المقرئ، نا سفيان، عن مسعر قال: أتى أبو (1) حصين بجائزة من السلطان، فلم يقبلها، فقيل له: ما لك لم تقبلها؟ قال: الحياء و التّكرّم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا ابن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (2):قال ابن أبي عمر عن الأعمش.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا ابن أبي عمر، نا سفيان، عن مسعر، قال: قلت لأبي حصين: لم رددت (3) جائزة وهب بن جابر، ألفي درهم ؟ قال: الحياء و التكرم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان، نا مسعر (4)، قال: بعث بعض الأمراء إلى أبي حصين ألفي درهم، و هو عامل (5)،فردّها أبو حصين فقلت له: لم رددتها؟ قال: الحياء و التكرّم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن بن عبد السلام، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا ابن زنجويه، نا الحميدي، عن سفيان، قال: كان أبو حصين إذا سئل عن مسألة قال: ليس لي بها و اللّه علم.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (6)،نا الحميدي، نا سفيان قال: كان أبو حصين إذا سئل عن مسألة قال:

ليس لي بها علم، و اللّه أعلم.

قال أبو بكر الحميدي: و أبو حصين اسمه عثمان بن عاصم (7).

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، نا منصور بن سلمة، أنا أبو شهاب، قال:

ص: 410


1- بالأصل: أبا، و التصويب عن م.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 678/2.
3- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م و أبي زرعة.
4- الخبر في تهذيب الكمال 425/12 و سير أعلام النبلاء 416/5.
5- في المصادر: عائل.
6- المعرفة و التاريخ 671/2.
7- المصدر السابق.

سمعت أبا حصين يقول: إنّ أحدهم ليفتي في المسألة و لو وردت على عمر بن الخطاب لجمع لها أهل بدر (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، قال: سمعت كثير بن أحمد بن أبي هشام الرفاعي يقول: حدّثنا أبو سعيد الأشجّ ، قال: قدم جرير بن عبد الحميد من مكة، فاجتمع عليه أربعة آلاف، فقلت لأبي بكر بن عيّاش مجلس ما رأيت لأحد بالكوفة، قال: فقال لي: غدا أخرج من مشايخي رجلا فلا يجتمع عليه رجلان، فأخرج من الغد نسخة أبي حصين، فما رأيت عند جرير أحدا.

قال: و سمعت كثير بن أحمد الرفاعي يقول في دار المحاملي: سمعت أبا سعيد الأشجّ يقول: قدم جرير الكوفة، فأخلي مجلس أبي بكر بن عيّاش، فقال أبو بكر: و اللّه لأخرجنّ غدا رجلين لا يبقى عند جرير أحد، فأخرج أبا إسحاق، و أبا حصين.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه [نا عبد اللّه] (2) بن إدريس، قال:

سمعت مالك بن مغول يذكر عن طلحة و أبي حصين قال أحدهما: لقد أدركنا أقواما ما كنا في حياتهم إلاّ كاللصوص، و قال الآخر: لو رأيتهم احترقت كبدك.

و أخبرنا (3) أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السمّاك، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا سفيان، عن مالك بن مغول قال: قال لي أبو حصين: لو رأيتهم لاحترقت كبدك، و قال سفيان: لو أدركت الذين رأينا لاحترقت كبدك.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا جعفر بن وهب الجرجاني، نا محمّد بن الصّبّاح، نا سفيان، عن مالك، قال: قال لي أبو حصين: لو أدركت من أدركنا لاحترقت كبدك عليهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا عبيد اللّه بن محمّد، أنا أبو القاسم البغوي، نا ابن زنجويه، نا الحميدي، عن

ص: 411


1- تهذيب الكمال 425/12 و سير أعلام النبلاء 416/5.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
3- فوقها في م: ملحق.

سفيان، عن مالك بن مغول قال: قال لي أبو حصين: لو رأيت الذي أدركنا لاحترقت كبدك.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق.

قالا: نا أبو نعيم، نا مالك بن مغول، قال: قال أبو حصين: لو رأيتهم لاحترقت كبدك من غير فتيلة فيه.

و قال حنبل: لو أدركتهم - أو قال: رأيتهم - لاحترقت كبدك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان، نا مسعر، عن أبي حصين قال: لقيني عبد اللّه بن معقل، فقال: شغلتك التجارة ؟ فقلت: أنت شغلتك الإمارة.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين (3) بن الطّيّوري (4)،أنا عبد الباقي بن عبد الكريم، أنا عبد الرّحمن بن عمر، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثني جدي، نا إبراهيم بن هاشم، أنا أبو قطن، نا شعبة، عن أبي حصين، عن ذكوان، عن أبي هريرة قال: من رآني في النوم فقد رآني، فقالوا لشعبة: يا أبا بسطام رفعه ؟ قال: لو قلت هذا لأبي حصين للطع عيني.

قال: و نا جدي، نا علي بن المديني، قال: سمعت أبا داود صاحب الطيالسة يقول:

حدّثنا شعبة، قال: أخبرني أبو حصين و كان في حلقة زعارّة (5).

قال: و حدّثني جدي، حدّثني بعض أصحابي، عن المازني، قال: ليس هي زعارة [إنما هي زعارّة] (6) مشددة الراء.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنا القاضي أبو الطيّب الطبري، أنا علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي.

ص: 412


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 679/2.
2- المعرفة و التاريخ 582/2.
3- الأصل: الحسن، و التصويب عن م.
4- في م: الطبري، تصحيف.
5- الزعارّة و تخفف الراء: الشراسة (القاموس المحيط ).
6- ما بين معكوفتين أضيف عن م.

ح و أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود.

قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا جماهر بن محمّد، قالا: نا هشام بن عمّار، نا سفيان بن عيينة، قال: قال أبو حصين: كنت و لا يصطلى بناري، فصرت اليوم أنخس بالقصب (1).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر بن بيري (2)،نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة (3)،نا محمّد بن يزيد - هو الرفاعي - قال: سمعت وكيعا يقول: كان أبو حصين يقول:

أنا أقوى من الأعمش، و كان في مسجد بني كاهل فقال الأعمش لرجل يقرأ عليه: اهمز الحوت، فهمزه، فلما كان من الغد قرأ أبو حصين في الفجر (نون) فقرأ كصاحب الحوت فهمزها، فلما صلى (4) قال الأعمش: يا أبا حصين كسرت ظهر الحوت، فكان ما بلغكم ؟ و الذي بلغنا أنه قذفه، فحلف الأعمش ليحدّنه فكلّمه بنو أسد، فأبى، فقال: خمسون منهم:

و اللّه ليشهدن أن أمه كما قال، فحلف أن لا يساكنهم، و تحوّل إلى بني حرام.

قال: و نا يحيى بن معين، نا يحيى بن آدم، عن حسن بن عياش (5)،عن الأعمش قال: ربما ذكر لإبراهيم (6) أبو حصين فيقول: دعني من أبي حصين، فما هو بأحب الناس إليّ .

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن قريش البنّا، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن هارون الأهوازي، نا محمّد بن مخلد العطار، نا أحمد بن الوليد، نا إسحاق بن إسماعيل، نا أبو معاوية، عن الأعمش، قال: كان أبو حصين يسمع مني ثم يذهب فيرويه (7).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل،

ص: 413


1- كذا بالأصل و م، و في المختصر 101/16 بالقضيب.
2- غير واضحة في م، و المثبت عن م.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 423/12 و الذهبي في سير أعلام النبلاء 414/5.
4- كذا بالأصل و م و تهذيب الكمال، و في سير أعلام النبلاء: فلما فرغ قال له الأعمش.
5- تهذيب الكمال 424/12.
6- استدركت عن هامش الأصل و بعدها صح.
7- تهذيب الكمال 424/12.

أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا سعيد بن يحيى، نا ابن إدريس، عن القاسم بن معن قال:

خرج أبو حصين و هو يضرب بغلة، و هو يقول: الحمد للّه، سار بي تحت رايات الهدى - يعني مع زيد بن علي-.

و في نسخة أخرى أبو كبير، و هذه الحكاية بأبي كثير أشبه، فإنّ أبا حصين كان عثمانيا.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد،- زاد أحمد:

و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (2):

و قال إسحاق بن إبراهيم: أنا يحيى بن آدم، نا أبو بكر قال: سمعت أبا حصين قال: ما سمعنا هذا الحديث حتى جاء هذا من خراسان فنعق به - يعني أبا إسحاق - من كنت مولاه فعليّ مولاه، فاتبعه على ذلك ناس.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد.

ح و عن محمّد بن محمّد، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا الأخنسي (3)-يعني محمّد بن عمران - قال: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: دخلت على أبي حصين و هو مختف (4) من بني أمية، فقال: إن هؤلاء - يعني بني أمية - يريدوني عن ديني، و اللّه لا أعطيهم إيّاه أبدا (5).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح المؤذن، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سألت يحيى بن معين عن حديث رواه أبو بكر بن عيّاش، عن أبي حصين قال: دخلت أنا و عمّي على ابن عباس فقال: ليس هو محفوظ ، لم يبق ابن عباس أو نحو هذا من الكلام.

أخبرنا أبو سعيد عبد اللّه بن مسعود بن محمّد بن منصور، و أبو حفص عمر بن

ص: 414


1- المعرفة و التاريخ 807/2.
2- التاريخ الكبير 241/2/3.
3- بالأصل و م: الأخنس، تصحيف، و الصواب ما أثبت، انظر ما يلي.
4- بالأصل و م: مختفي.
5- الخبر في تهذيب الكمال 424/12 و سير أعلام النبلاء 415/5.

محمّد بن الحسن، قالا: أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو طاهر بن محمش، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن يحيى بن بلال، نا أبو جعفر محمّد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي، قال: سمعت أبا بكر بن عيّاش يقول: كان أبو حصين يؤمنا ثم يخرج و لا يتطوع في المسجد.

قال: و سمعت أبا بكر بن عياش يقول: دخلت على أبي حصين أعوده فقال: لو رأيته لرحمته، ثم قرأ وَ مٰا ظَلَمْنٰاهُمْ وَ لٰكِنْ كٰانُوا هُمُ الظّٰالِمِينَ (1)وَ مٰا ظَلَمْنٰاهُمْ وَ لٰكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن بن عبد السلام، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبّابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا أبو طالب الهروي - يعني هاشم بن الوليد - نا أبو بكر بن عياش قال:

دخلت على أبي حصين في وجعه و هو مكب، فقال: إنّ بي وجعا ما أراني أصبر عليه، ثم قال: وَ مٰا ظَلَمْنٰاهُمْ وَ لٰكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ (3)وَ مٰا ظَلَمْنٰاهُمْ وَ لٰكِنْ كٰانُوا هُمُ الظّٰالِمِينَ .

أخبرنا أبو القاسم زاهر [بن طاهر] (4)،أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو حامد بن بلال، نا محمّد بن إسماعيل الأحمسي، قال: سمعت أبا بكر بن عياش يقول:

دخلت على أبي حصين أعوده و هو قاعد هكذا، و حفص أبو بكر برأسه حتى جعله بين ركبتيه، و هو قاعد فقال: لو رأيته لرحمته، ثم قرأ وَ مٰا ظَلَمْنٰاهُمْ وَ لٰكِنْ كٰانُوا هُمُ الظّٰالِمِينَ وَ مٰا ظَلَمْنٰاهُمْ وَ لٰكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ .

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا شهاب بن عبّاد، نا أبو بكر بن عياش، قال: دخلت على أبي حصين في مرضه الذي مات فيه، فأغمي عليه ثم أفاق، فجعل يرددها (5)،فلم يزل على ذلك.

قال: و أخبرنا أبو بكر، حدّثني محمّد بن إدريس - يعني أبا حاتم - نا محمّد بن سعيد

ص: 415


1- سورة الزخرف، الآية:76.
2- سورة النحل، الآية:118 و في التنزيل العزيز: وَ لٰكِنْ كٰانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ .
3- سورة هود، الآية:101.
4- الزيادة عن م.
5- كذا بالأصل و م، يعني قوله تعالى: وَ مٰا ظَلَمْنٰاهُمْ وَ لٰكِنْ كٰانُوا هُمُ الظّٰالِمِينَ ،راجع الخبر في سير أعلام النبلاء 416/5 و تهذيب الكمال 425/12.

الأصبهاني، نا أبو بكر بن عياش قال:

دخلت على أبي حصين قبل أن يموت و هو يقرأ: وَ مٰا ظَلَمْنٰاهُمْ وَ لٰكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَ مٰا ظَلَمْنٰاهُمْ وَ لٰكِنْ كٰانُوا هُمُ الظّٰالِمِينَ .

قال: و دخلت على الأعمش قبل أن يموت، فقال: لا تؤذن بي أحدا (1)،فإذا صلّيت الفجر فأخرجني فاطرحني، ثم قال: و دخلت مع (2) الفراء على حبيب بن أبي ثابت قبل أن يموت و تحته رقعة - يعني قطع - و هو يقول: أوه، أوه، فلما خرجنا من عنده مات.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي، قال: و مات أبو حصين الأسدي زمن مروان بن محمّد.

أخبرنا أبو (3) الخطاب في كتابه، أنا أبو الحسن علي بن عبيد اللّه الهمداني (4)،أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين بن عمر التميمي، أنا أبو الفضل جعفر بن أحمد الحميدي نا (5)نصر بن العارك البغدادي، قال: سمعت أحمد بن صالح المصري يقول: قال أبو نعيم: مات أبو حصين عثمان بن عاصم قبل أن يقدم السودان بقليل، قال أحمد:- يعني المسودة - بنحو من سنة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (6) قال:

و في سنة سبع و عشرين و مائة مات أبو حصين.

أخبرني أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - عن عبد العزيز بن أحمد، عن تمام بن محمّد، أخبرني أبي، أنا عبد اللّه بن أحمد بن زبر، نا جعفر بن محمّد بن أبي عثمان، قال:

سمعت يحيى بن معين يقول: هلك أبو حصين سنة سبع و عشرين، قال: و أبو حصين عثمان بن عاصم بن زيد بن كثير بن زيد بن مرّة.

ص: 416


1- الأصل: أحد، و التصويب عن م.
2- عن م و بالأصل: على.
3- الأصل: ابن، و المثبت عن م.
4- عن م و بالأصل:«المهدائي».
5- بالأصل:«بن» تصحيف، و التصويب عن م.
6- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 378 و سير أعلام النبلاء 416/5 و تهذيب الكمال 425/12.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح عبد الملك بن عمر، أنا أبو حفص بن شاهين.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الفتح الوزان، أنا أبو حفص بن شاهين، أنا محمّد بن مخلد بن حفص.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا عثمان بن محمّد المخزومي، نا إسماعيل بن محمّد الصفار، قالا: أنا العباس بن محمّد بن حاتم، نا أبو بكر بن أبي الأسود قال أبو إسحاق: مات في سنة سبع و عشرين يوم طعن الضحاك بالكوفة، و مات أبو حصين و السّدّي قريبا منه.

أخبرنا أبو العزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص [قال: مات] (1) سنة ثمان و عشرين و مائة، و اسمه عثمان بن عاصم الأسدي.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أبي عمر، و أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد اللّه بن أبي عمرو و أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد اللّه التميمي قال: و أبو حصين اسمه عثمان بن عاصم، مات سنة ثمان و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم عبد الواحد بن علي، قالا: أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا الحسن بن محمّد السّكوني، نا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، نا ابن نمير.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن عبد السلام.

قالا (2):أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، حدّثني محمّد بن إسحاق، عن ابن نمير، قال: مات أبو حصين سنة ثمان و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني

ص: 417


1- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
2- عن م و بالأصل: قال.

أبو عبيد قال: سنة ثمان و عشرين فيها توفي أبو حصين الأسدي، و هو عثمان بن عاصم.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: و يقولون: مات أبو حصين عثمان بن عاصم الأسدي في هذه السنة - يعني سنة ثمان و عشرين و مائة-.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد.

ح و عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة، قالا: نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا الحسن بن حمّاد، نا طلحة أبو محمّد شيخ من أهل الكوفة، قال: سمعت أشياخنا يذكرون: مات أبو حصين سنة تسع و عشرين و مائة (1)،و كان الطاعون سنة ثلاثين و مائة.

قال: و نا ابن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: مات أبو حصين سنة اثنتين و ثلاثين و مائة (2)،قال: و بلغني أن أبا حصين أحد بني أسد، ثم أحد بني ثعلبة بن دودان.

4608 - عثمان بن عبد اللّه بن إبراهيم بن محمّد

أبو (3) عمرو الطّرسوسي الكاتب

قاضي معرّة النعمان.

سمع بدمشق أبا علي محمّد بن آدم الفزاري، و أبا هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السّلمي، و بأطرابلس: خيثمة بن سليمان، و بطرسوس: أبا عبد اللّه محمّد بن عيسى التميمي البغدادي المعروف بابن العلاّف، و أبا بكر محمّد بن سعيد بن الشقيق، و أبا الحسن أحمد بن محمّد بن سلام الطّرسوسي، و القاضي أبا عمران موسى بن القاسم بن الأشيب، و أبا العباس أحمد بن أبي بكر الطبري المعروف بابن القاضي، و علي بن الحسين الحذّاء، و أبا الفرج أحمد بن القاسم البغدادي الخشّاب الحافظ ، و محمّد بن محمّد بن داود الكرجي (4)،و أبا بكر

ص: 418


1- تهذيب الكمال 426/12.
2- تهذيب الكمال 426/12 و سير أعلام النبلاء 416/5 و اعتبرها الذهبي: رواية شاذة. و صوب الذهبي القول في وفاته سنة 128.
3- في م:«بن».
4- في م: الكرخي، تصحيف، و المثبت و الضبط عن الأنساب.

غانم بن يحيى بن عبد الباقي، و أبا الحسن محمّد بن أحمد بن الأزرق المصري الزاهد، و محمّد بن أحمد بن صفوة المصّيصي، و إبراهيم بن عبد الرّزّاق الأنطاكي، و القاضي أبا الفضل العباس بن أحمد الخواتيمي.

روى عنه: أبو حصين عبد اللّه بن المحسن (1) بن عبد اللّه بن عمرو المعري، و عبد الواحد بن محمّد بن الحسين الكفرطابي، و أبو علي الأهوازي المقرئ، و القاضي أبو الفضل السعدي.

أخبرنا أبو البيان محمّد بن عبد الرزاق بن عبد اللّه المحسن التنوخي - بدمشق - أنا أبي القاضي أبو غانم، نا أبي القاضي أبو حصين عبد اللّه بن المحسن بن عمرو - بقراءته علينا - في سنة خمس و ثلاثين و أربعمائة، نا القاضي أبو عمرو عثمان بن عبد اللّه الطرسوسي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن عيسى التميمي البغدادي المعروف بابن العلاّف، قدم علينا طرسوس سنة ثلاث و أربعين و ثلاثمائة، نا محمّد بن سليمان الباغندي، نا إسماعيل بن أبان الورّاق، نا يحيى بن يعلى الأسلمي، عن القاسم الشامي، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إن سرّكم أن تقبل صلاتكم [فليؤمّكم] (2) خياركم»[7722].

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو علي الأهوازي، أنا القاضي أبو عمرو عثمان بن عبد اللّه بن إبراهيم الكرجي (3)-بالمعرّة - نا أبو العباس أحمد بن أبي بكر الفقيه - بطرسوس - نا أحمد بن هاشم، نا رجاء بن محمّد، نا محمّد بن عبّاد المهلّبي، نا صالح... (4)،عن المغيرة بن حبيب، عن مالك بن دينار، عن الأحنف بن قيس، عن أبي ذرّ أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«تكون قرية أو مدينة أو مصر، يقال لها (5) البصرة، أقوم الناس قبلة، و أكثره مؤذنون، يدفع اللّه عنهم ما يكرهون»[7723].

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا جدي الحسن بن علي (6) الأهوازي، نا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر بن علي الميداني، قال: حضرت مجلس أبي زيد محمّد بن أحمد الفقيه

ص: 419


1- في م: الحسن.
2- بياض بالأصل و م، و المثبت عن المختصر 102/16.
3- في م: الكرخي.
4- بياض بالأصل و م.
5- في م: له.
6- في م: علاء.

المروزي، و هو يقرئ كتابه الصحيح للبخاري، فأراد أن يدفع الكتاب إلى الملقب برأس الجالوت ليقرأه و كان كثير اللحن و الخطأ إذا قرأه، فكتب القاضي أبو عمرو (1) الكرجي (2)ثلاثة أبيات في رقعة صغيرة، و رمى بها إلى أبي زيد، فوقعت على أنفه، فأخذها و قرأها فإذا فيها:

كن كما أنت أيّها الشّيخ *** إنا لا نريد الجالوت يتلو حديثا

يلحن الدهر في الأحاديث و المتن *** و يحيا من سرعة و حثيثا

قد نصحنا فإن قبلت شكرنا *** و دعونا فكن مجيرا مغيثا

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي - و نقلته من خطه - أنا أبو الفرج الأسفرايني - قراءة-.

ح و قرأت على أبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، عن سهل بن بشر، قال: سمعت القاضي أبا الفضل [محمد بن أحمد بن عيسى السعدي قال: توفي شيخنا أبو الحسين] (3)محمّد بن أحمد بن جميع الغساني الصّيداوي - بها - في رجب سنة اثنتين (4) و أربعمائة، و توفي شيخنا عثمان الطّرسوسي القاضي بكفر طاب قبله بسنة أو نحوها.

4609 - عثمان بن عبد اللّه بن أبي جميل

أبو سعيد القرشي

روى عن مروان بن محمّد الطّاطري، و هشام بن عمّار، و حجّاج بن محمّد الأعور، و أبي جعفر الطالبي، و عبد اللّه بن حمّاد الآملي.

روى عنه: أبو الميمون بن راشد، و أبو القاسم علي بن الحسين بن محمّد بن السفر.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم ابن حمزة أخبرنا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أخبرنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه، أنا عثمان بن عبد اللّه بن أبي جميل، أنا مروان بن محمّد الطّاطري، أنا الحسن بن يحيى، حدّثني زيد بن واقد، عن بسر بن عبيد اللّه، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدّرداء قال:

خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم متوشحا بثوب واحد في رأسه أثر الغسل، قال: فصلّى قال:

ص: 420


1- عن م و بالأصل: عمر.
2- في م: الكرخي.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م لتقويم السند.
4- الأصل: اثنين، و التصويب عن م.

فقلت: يا رسول اللّه أ فيه و فيه ؟ قال:«نعم»- يعني الجنابة و الصلاة[7724].

أخبرنا أبو محمّد [بن] (1) الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو طالب عقيل بن عبيد اللّه بن أحمد بن عبدان الصفار - قراءة (2) عليه - أنا أبو الميمون البجلي، نا عثمان بن عبد اللّه بن أبي جميل القرشي، نا حجاج بن محمّد الأعور، عن أيوب بن عتبة، حدّثني عبد اللّه بن بدر السّحيمي، حدّثني عبد الرّحمن بن علي أن أباه علي بن شيبان حدّثه - و كان ممن وفد على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - أنه سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«لا ينظر اللّه إلى صلاة عبد لا يقيم صلبه بين ركوعه و سجوده»[7725].

و قال: حدّثني عبد اللّه بن بدر و كان شيخا سيّدا.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن يوسف يقول: توفي بدمشق و أنا فيها في سنة تسع و سبعين و مائتين ابن أبي جميل.

كذا قال، و لم يسمّه، و يحتمل أن يكون عثمان، و يحتمل أن يكون هارون بن عمران بن أبي جميل، فقد روى أبو الميمون عنهما جميعا، و الأظهر أنه عثمان، فقد قال ابن منده فيما حكاه المقدسي عنه أنه توفي قبل سنة ثمانين و مائتين.

4610 - عثمان بن عبد اللّه بن محمّد بن خرّزاذ

4610 - عثمان بن عبد اللّه بن محمّد بن خرّزاذ (3)

أبو عمرو الأنطاكي (4)

محدّث مشهور ذو رحلة.

سمع بدمشق محمّد بن عائذ، و أبا النّضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي، نا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى، و سليمان بن عبد الرّحمن، و عبد اللّه بن أحمد بن بشير بن ذكوان، و الوليد بن عتبة، و دحيما، و هشام بن عمّار، و صفوان بن صالح، و عباس بن

ص: 421


1- الزيادة عن م.
2- بين «قراءة، و عليه» سقط من م.
3- الأصل: خزاد، تصحيف، و في م: خرزاد، و المثبت بالذال المعجمة عن مصادر ترجمته، و ضبطت اللفظة بضم المعجمة و تشديد الراء بعدها زاي عن تقريب التهذيب. و قد صوبنا اللفظة في كل مواضع الترجمة بالذال المعجمة.
4- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 432/12 و تهذيب التهذيب 85/4 و تقريب التهذيب، و تذكرة الحفاظ 623/2 و طبقات القراء للجزري 506/1 و العبر 66/2 و سير أعلام النبلاء 378/13 و شذرات الذهب 177/2.

عثمان بن محمّد، و العباس بن الوليد الخلاّل، و عمرو (1) بن حفص بن شليلة الثقفي، و عبد الرّحمن بن يحيى المخزومي، و بمصر و غيرها: عمرو (2) بن خالد الحرّاني، و سعيد بن كثير بن عفير، و عبد العزيز بن مقلاص، و محمّد بن أبي السّري، و المعافى بن سليمان، و مؤمّل بن الفضل، و سعيد بن منصور، و محمّد بن يحيى بن أبي عمر العدني، و بالعراق: أبا سلمة التبوذكي، و عمرو (3) بن مرزوق، و سليمان بن حرب، و حفص بن عمر الحوضي، و إبراهيم بن الحجّاج السّامي (4)،و هدبة بن خالد، و شيبان بن فروخ، و أبا الوليد الطّيالسي، و أبو بكر و عثمان ابني أبي شيبة، و يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، و الحسن بن حمّاد سجّادة، و أبا كريب محمّد بن العلاء، و محمّد بن سنان العوقيّ ، و عفّان بن مسلم، و أبا ظفر عبد السلام بن مطهر، و زياد بن أيّوب، و خلف بن سالم، و داود بن عمرو (5) و أبا نصر التّمّار، و علي بن الجعد، و سعيد بن سليمان سعدوية، و عمرو بن عون، و وهب بن بقية و جماعة سواهم.

روى عنه أبو حاتم الرازي، و هو أكبر منه، و أبو الحسن بن جوصا، و أحمد بن عمرو بن جابر الرّملي، و محمّد بن إسماعيل بن إسحاق الفارسي، و أبو بكر محمّد بن الحسن بن أبي الذّيّال (6) الأصبهاني الجورابيّ ، و أبو عوانة الأسفرايني، و خيثمة بن سليمان، و أبو حفص عمر بن إسحاق بن أبي حمّاد الجويني (7)،و أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمويه العسكري، و محمّد بن بركة برداغس (8)،و أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن المرزبان الجلاّب الهمذاني (9)،و أبو الحسن علي بن العبد، و هشام بن محمّد بن جعفر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني، أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن الفرات، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أحمد بن عمير بن يوسف، نا عثمان بن خرّزاذ، نا مؤمّل بن الفضل، و حدّثني هشام بن عمّار، قالا: نا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري، و يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

ص: 422


1- عن م و تهذيب الكمال، و بالأصل: عمر.
2- عن م و تهذيب الكمال، و بالأصل: عمر.
3- عن م و تهذيب الكمال، و بالأصل: عمر.
4- الأصل و م: الشامي، تصحيف، و الصواب ما أثبت عن تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.
5- عن م و تهذيب الكمال، و بالأصل: عمرة.
6- الأصل: الدنيا، تصحيف، و التصويب عن م و تهذيب الكمال.
7- الأصل و م: الجوي، تصحيف، و المثبت عن تهذيب الكمال.
8- بالأصل و م:«بن داعش» تصحيف و التصويب عن تهذيب الكمال.
9- الأصل و م: الهمداني، بالدال المهملة، و المثبت عن تهذيب الكمال.

«إذا نادى المنادي أدبر الشيطان و له ضراط ، فإذا قضى أقبل، فإذا ثوّب بها أدبر، حتى يخطر بين الرجل و قلبه فيقول: اذكر كذا و كذا، لما لم يكن يذكر، حتى لا يدري أثلاثا صلّى أم أربعا أم واحدة، فإذا وجد أحدكم ذلك فليسجد سجدتين و هو جالس»[7726].

أخبرنا أبوا (1) الحسن الفقيهان، قالا: أنا الشريف أبو الحسن علي بن محمّد بن عبيد اللّه بن حمزة الهاشمي الفقيه - قراءة عليه - أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو عبد الملك هشام بن محمّد بن جعفر بن هشام الكندي، نا أبو عمرو عثمان بن خرّزاذ، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا أيوب بن حسان الحرشي، نا الوضين بن عطاء، عن عطاء بن أبي رباح، قال:

دعي أبو سعيد الخدري إلى وليمة و أنا معه، فدخلنا فرأى صفرة و خضرة، فقال: أ ما تعلمون أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان إذا تغدى لم يتعشّ ، و إذا تعشّى لم يتغدّ؟.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا حاجب بن مالك، نا عثمان بن أبي أحمد الأنطاكي و هو من طبرستان، و هو ابن خرّزاذ، نا منصور بن أبي مزاحم، فذكر حديثا.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري قال: قال لنا عبد الغني بن سعيد (2):

عثمان بن خرّزاذ الأنطاكي، و هو عثمان بن عبد اللّه كذلك يقول أبو عبد الرّحمن، و هو عثمان بن صالح، كما حدّثني أبو الطاهر السّدوسي، نا أبي، حدّثني عثمان بن صالح [و يعرف صالح] (3) بخرّزاذ.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم بن محمّد، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي قالا:

أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (4):عثمان بن خرّزاذ الأنطاكي روى عن سبرة بن

ص: 423


1- الأصل و م: أبو.
2- الخبر في سير أعلام النبلاء 379/13 و تهذيب الكمال 435/12.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن المصادر.
4- الجرح و التعديل 149/6.

حرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة [و إبراهيم بن سبرة] (1) بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة، و سعيد بن عفير كان رفيق أبي في كتابة الحديث في بعض بلدان الجزيرة و الشام، و هو صدوق، أدركته و لم أسمع منه.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (2)،أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو عمرو عثمان بن خرّزاذ الأنطاكي سمع عبيد بن يعيش المحاملي، و إبراهيم بن زياد سبلان، روى عنه أبو الحسن (3) بن عمير، و عبد اللّه بن إبراهيم أبو الفضل، كنّاه لنا أبو بكر الأسفرايني.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا الرّبيع و هو محمّد بن الفضل بن محمّد الأديب البلخي يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن محمويه الأهوازي يقول: أحفظ من رأيت عثمان بن خرّزاذ (4).

و قال أبو عبد اللّه بن منده: كان أحد الحفّاظ (5).

آخر الجزء السادس و الأربعين بعد الأربعمائة من الفرع.

قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم، عن المبارك بن (6) عبد الجبار بن أحمد، أنا أبو مسلم عمر بن علي بن أحمد بن الليث البخاري، قال: سمعت أبا الحسن علي بن أبي بكر الجرجاني الحافظ يقول: سمعت مسعود بن علي السّجزي يقول: سمعت (7) الحاكم أبا عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ يقول: عثمان بن خرّزاذ الأنطاكي ثقة مأمون.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم [نا عبد العزيز بن أحمد لفظا، أنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، أنا محمد بن سليمان الربعي، نا محمد بن بركة] (8)،قال: سمعت عثمان بن خرّزاذ يقول:

ص: 424


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و الجرح و التعديل.
2- الأصل و م بالدال المهملة تصحيف، و السند معروف.
3- في م: أبو الحسين، تصحيف.
4- تهذيب الكمال 435/12 و سير أعلام النبلاء 380/13.
5- المصدران السابقان.
6- عن م و بالأصل «بن».
7- أقحم بعدها بالأصل:«مسعود بن علي».
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م لتقويم السند.

يحتاج صاحب الحديث إلى خمس: فإن عدمت واحدة فهي نقص، يحتاج إلى عقل جيد (1)،و دين، و ضبط لما يقول، و حذاقة بالصّناعة، مع أمانة تعرف منه.

أنبأنا أبو علي الحداد و غيره، قالوا: أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد، أنا سليمان بن أحمد، أنا عثمان بن خرّزاذ في كتابه و قد رأيته، و دخلت أنطاكية، فدخلنا عليه و هو عليل مسبوت، فلم أسمع منه شيئا، و عاش بعد خروجي من أنطاكية ثلاث سنين و نيف (2)،حدّثنا سعد (3) بن محمّد العوفي بحديث ذكره.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال أبو يعقوب الأذرعي: توفي عثمان بن خرّزاذ بأنطاكية - يعني في ذي الحجة - سنة إحدى و ثمانين و مائتين (4).

أخبرنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده في كتابه، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

عثمان بن عبد اللّه بن محمّد بن خرّزاذ بصري، يكنى أبا عمرو، قدم مصر، و كتب بها، و كتب عنه، حدث عنه يحيى بن عثمان بن صالح، و خرج إلى أنطاكية، و توفي بها سنة اثنتين و ثمانين و مائتين في المحرم.

و ذكر عمرو بن دحيم فيما رواه أبو عمرو بن منده عن أبيه، عن محمّد بن إبراهيم بن مروان أنه مات بأنطاكية في المحرم سنة اثنتين و ثمانين و مائتين (5).

4611 - عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة الأزدي القاضي

4611 - عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة الأزدي القاضي (6)

من أهل دمشق.

و ولي دمشق في أيام الوليد بن يزيد بن عبد الملك، ثم وليها لعبد اللّه بن علي عمّ

ص: 425


1- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م.
2- سير أعلام النبلاء 381/380/13 و تهذيب الكمال 436/12.
3- في م:«سعيد بن محمد العقوفي» تصحيف.
4- سير أعلام النبلاء 381/13 و تهذيب الكمال 436/12.
5- المصدران السابقان.
6- أخباره في تاريخ الطبري 447/7 و جمهرة ابن حزم ص 386 و فيها: عثمان بن سراقة بن عبد الأعلى بن سراقة، و تحفة ذوي الألباب 169/1 و أمراء دمشق للصفدي ص 76 و تاريخ داريا ص 79.

السفاح، و هو من بطن يقال لهم الخبائل (1) من بني سعد (2) بن الغطريف بن بكر بن يشكر بن مبشّر (3) بن الصعب بن دهمان بن نصر بن زهران بن كعب.

روى عن كهيل بن حرملة.

روى عنه الأوزاعي، و كانت له دار بدمشق بنواحي باب توما، و كان ولده بداريّا.

أنبأنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الصوفي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، أنا أبو زرعة، نا دحيم، عن عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي قال: و حدّثني محمود، حدّثني عبد اللّه بن كثير، عن الأوزاعي، عن عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة قال:

سمعت كهيل بن حرملة يحدّث عن أبي هريرة قال: كيف بكم إذا لم تأخذوا أبيض و لا أصفر، و ذكر الحديث.

لم يزد على هذا.

أنبأنا بالحديث بتمامه أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، و أبو طاهر محمّد بن الحسين، و أخبرنا أبو الحسين علي بن يحيى عنهما، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد السلام بن عبد الرّحمن بن سعدان، أنا أبو العباس جمح بن القاسم المؤذن، نا أبو قصي العذري، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا الوليد بن مسلم، نا أبو عمرو، حدّثني عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة الأزدي، عن كهيل بن حرملة النّمري قال: سمعت أبا هريرة يقول:

كيف بكم إذا خرجتم منها كفرا (4) كفرا إلى سنبك (5) من الأرض، يقال لها حسمى جذام (6) إذا لم تأخذوا أبيض و لا أصفر، و لم يخدمكم ثدراء، و لا ينار (7) و لا جرجنة و لا مأزق (8)،و كيف بكم إذا أخرجتم منها كفرا كفرا إلى سنبك من الأرض يقال لها حسما جذام، قال: فقال قائل:

أبصر ما تقول يا أبا هريرة، قال: فغضب حتى تخالج لونه، فقال: لقد ضلّ أبو هريرة و ما اهتدى إن لم تكن (9) سمعته أذناي و وعاه قلبي، قالها مرارا.

ص: 426


1- ابن حزم: الجنابذ.
2- ابن حزم: سعيد.
3- عن ابن حزم، و بالأصل و م: مكسر.
4- الكفر: الأرض المستوية.. و القرية (القاموس المحيط ).
5- عن م و بالأصل: سنبط ، و في القاموس: و السنبك كقنفذ، من الأرض: الغليظة القليلة الخير.
6- حسمى جذام: جبال و أرض بين أيلة و جانب تيه بني إسرائيل الذي يلي أيلة و بين أرض بني عذرة (انظر معجم البلدان).
7- كذا بالأصل و م، و في المختصر 104/16: بنّان.
8- في م: نارق، و في المختصر: مارق.
9- الأصل و م: يكن.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدّحداح، نا أحمد بن عبد الواحد بن حمود، نا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي، عن ابن سراقة.

أن أبا موسى الأشعري كتب إلى عمر بن الخطّاب يشاوره في جارية أراد أن يشتريها، قال: فكتب إليه عمر: لا تتخذ منهن، فإنّهنّ قوم لا يتعايرون الزنا، و أنّ اللّه نزع الحياء من وجوههم، كما نزع من وجوه الكلاب، و عليك بجارية من سبايا العرب تحفظك في نفسها، و تخلفك في ولدها.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء المقرئ، أنا أبو بكر البابسيري، نا الأحوص بن المفضّل (1)،نا أبي، عن يحيى بن معين قال: و ابن سراقة أزدي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن محمّد الطّبراني، أنا عبد الجبّار بن محمّد الخولاني (2)،قال: قال أبو زرعة: هو في الطبقة الثانية من التابعين و لم يزل من ولده جماعة بداريا إلى هذا الوقت.

قال أبو زرعة: إن عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة من قضاة التابعين، و عداده فيهم.

قال: و نا الكتاني، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال:

عثمان بن سراقة الأزدي ثم أعاده في ركن قضاة دمشق، فقال: و عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة الأزدي.

قرأت في كتاب أبي الحسين الرازي، حدّثني محمّد بن أحمد بن مروان، نا أحمد بن المعلّى، أخبرني أحمد بن أبي العباس، قال: قال ضمرة بن ربيعة لما خرج عبد اللّه بن علي إلى نصيبين إلى حرب أبي مسلم أخذ مقاتل بن حكيم العكّي من حرّان أسيرا، فبعث به إلى ابن سراقة الأزدي، و كان أميرا على دمشق.

قال: و أخبرني أحمد بن أبي العجائز، حدّثني عبد اللّه بن عبد الرحيم عن من تقدم من شيوخ دمشق، قال: لما خلع (3) عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة مقاتل بن حكيم العكّي أمير

ص: 427


1- الأصل: الفضل، تصحيف، و المثبت عن م.
2- تاريخ داريا للخولاني ص 79.
3- الأصل: خرج، و المثبت عن م.

أبي العباس السفّاح على دمشق و قتله وجه أبو جعفر المنصور بصالح بن علي حتى خرّب دار عثمان بن عبد الأعلى و نهبها، و هي في النبيطن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (1) قال:

الأوزاعي عن ابن سراقة شامي ثقة.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير (2)،حدّثني أحمد بن زهير، حدّثني عبد الوهّاب بن إبراهيم، حدّثني أبو هاشم مخلد بن محمّد بن صالح، قال:

لما بلغ عبد اللّه بن علي تبييض أهل قنّسرين دعا حبيب بن مرّة (3) إلى الصلح، فصلح و أمنه و من معه، و خرج متوجها إلى قنّسرين للقاء أبي الورد (4)،فمرّ بدمشق، فخلف عليها أبا غانم عبد الحميد بن ربعي (5) الطائي في أربعة آلاف (6) رجل من جنده، و كان بدمشق امرأة عبد اللّه بن علي أم البنين بنت محمّد بن عبد المطلب النوفلية أخت عمرو بن محمّد، و أمّهات أولاد عبد اللّه و ثقل له، فلما قدم حمص في وجهه انتقض عليه بعده أهل دمشق فبيّضوا، و نهضوا مع عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة الأزدي، قال: فلقوا أبا غانم و من معه فهزموه، و قتلوا من أصحابه مقتلة عظيمة، و انتهبوا ما كان عبد اللّه بن علي خلّف من ثقله و متاعه، و لم يعرضوا لأهله، و مضى أهل دمشق و استجمعوا على [الخلاف] (7) و مضى عبد اللّه بن علي، و قد كان تجمّع مع أبي الورد جماعة أهل قنّسرين (8).فسوّدوا و بايعوه و دخلوا في طاعته، ثم انصرف راجعا إلى أهل دمشق، لما كان من تبييضهم عليه و هزيمتهم أبا

ص: 428


1- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 474/2.
2- الخبر في تاريخ الطبري 444/7.
3- و كان حبيب بن مرة المري قد بيض و معه نفر من أهل الشام و البثنية و حوران.
4- و اسمه مجزأة بن الكوثر بن زفر بن الحارث الكلابي، كان من أصحاب مروان بن محمد و قواده و فرسانه، انظر ما آل إليه أمره في تاريخ الطبري 443/7 و ما بعدها.
5- غير واضحة بالأصل، و في م: زبعي، و المثبت عن الطبري.
6- الأصل: ألف، و التصويب عن م و تاريخ الطبري.
7- الزيادة عن م و تاريخ الطبري.
8- كذا بالأصل و م، و ثمة سقط في العبارة، و هذا السقط يتناول مراحل القتال مع أبي الورد و هزيمته، و تأمين عبد اللّه بن علي أهل قنسرين، تفاصيل أوردها الطبري راجعها فيه 444/7.

غانم، فلما دنا من دمشق هرب الناس و تفرقوا، و لم يكن بينهم وقعة، و أمن عبد اللّه أهلها و بايعوه، و لم يأخذهم بما كان منهم.

قرأت في كتاب أبي الحسين الرازي في ذكر الدّور بدمشق، قال: دار عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة الأزدي في النبيطن بحضرة مسجد الحردانة مما يلي شام الزقاق الآخذ إلى حمّام حسين الحمّال مع الحمام مع دار ابن خزيم إلى حائط المدينة، و الدار التي كانت لأبي (1)،كلها مع ما يليها إلى دار ابن الذهبي، كانت عند دار عبد الرّحمن بن سراقة، و كان عثمان بن سراقة أمير دمشق في أيّام الوليد بن عبد الملك بن مروان،.

قال: و حدّثني إبراهيم بن محمّد بن صالح، قال: سألت أبا علي عبد السلام ابن الجرجاني لم سمي مسجد الجردانة ؟ فقال لي: إنّ أباه حدّثه أنه لما كان في آخر دولة بني أمية طلب من كان من مواليهم و أحلافهم فهرب أهل قرية جردان - هذه التي في الغوطة - إلى النبيطن، و إنّما سمي النبيطن لأنه كان لا يسكنه غير النبط ، فعمروا أهل جردان هذا المسجد، فنسب إليهم، فسمي مسجد الجردانة، و قال لي: إن عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة هذا كان أزديا، و كان يبغض قريشا، فقال لعبد اللّه بن علي إنه قد بقي لحق السيف في أهل دمشق ساعتان، فأطلقه، ثم قال قائل لعبد اللّه بن علي: إنه يبغض قريشا، فأمر بطلبه، و أطل دمه، فبينا هو ينشد، عند الحربة في الحطيم، من وجد عثمان بن سراقة فله دية، إذ بصر به رجل من أهل الشام فلزق و قال له: أنت طلبة الأمير فقال له: الأمر كما ذكرت و لك هذه الخمسة دراهم، أخرج ابتع لي بها عمامة زرقاء و لك نصف الجائزة، فخرج الشّامي كما سأله ثم رجع يطلبه فلم يجده فضاع عن المنشد، فطلب، فلم يوجد حتى مات (2).

و في غير هذه الرواية.

أن عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة هذا الذي خلع مقاتل بن حكيم العكي أمير أبي العبّاس السفّاح على دمشق، فنهب عبد اللّه [بن] (3) علي منزل ابن سراقة.

و قد حكيت هذه الحكاية عن عبد الرّحمن بن سراقة.

ص: 429


1- كذا بالأصل، و زيد بعدها كلمة في م لم أحلها و رسمها:«السم».
2- تحفة ذوي الألباب 170/1.
3- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.

4612 - عثمان بن عبد الرّحمن بن مسلم

أبو عبد الرّحمن - و يقال: أبو محمّد

و يقال: أبو عبد اللّه، و يقال: أبو هاشم - الحرّاني (1)

مولى بني أمية، و يعرف بالطّرائفي (2).

سمع بدمشق: سعيد بن عبد العزيز، و عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و صدقة بن خالد، و معاوية بن سلام، و عبد القدّوس بن حبيب، و علي بن عروة الدمشقي، و بغيرها: عمر بن موسى الوجيهي، و هشام بن حسّان، و عبد اللّه بن عمر، و مالك بن أنس، و جعفر بن برقان، و أشعث بن عبد الملك، و فطر بن خليفة، و عنبسة بن سعيد، و عنبسة بن عبد الرّحمن.

روى عنه: بقية بن الوليد، و قتيبة بن سعيد، و أبو جعفر عبد اللّه (3) بن محمّد النّفيلي، و سليمان بن عبد الرّحمن [و إسحاق] (4) بن زريق (5) الرّسعني، و أحمد بن عبد الرّحمن بن مفضّل (6) الحرّاني الكزبراني، و مخلد بن مالك السّلمسيني (7)،و الحسن بن علي بن عفّان، و أبو أميّة عمرو بن هشام الحرّاني، و أبو كريب محمّد بن العلاء، و عباس بن الفضل الحرّاني، و أبو الحسين أحمد بن سليمان الرّهاوي الحافظ ، و علي بن ميمون العطّار.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، و أم الحسن عافية خرزناز بنت محمّد بن إبراهيم بن أحمد الدوائي و أم الخير عافية بنت الحسن بن عبد الملك بن عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق بن منده، قالوا: أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم الطيّان، قالت أم الخير و أنا حاضرة: أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا الحسن بن علي بن عفّان، نا عثمان بن عبد الرّحمن، نا أبو يوسف، عن عيسى بن إبراهيم،

ص: 430


1- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 439/12 و تهذيب التهذيب 87/4 و سير أعلام النبلاء 426/9 و الضعفاء الكبير للعقيلي 207/3 رقم 1210 و الكامل لابن عدي 173/5 و ميزان الاعتدال 45/3 و العبر 340/1 و شذرات الذهب 6/2 و الأنساب.
2- سمي بالطرائفي لأنه كان يتتبع و يطلب طرائف الأحاديث (الأنساب: الطرائفي) و تهذيب الكمال 439/12.
3- عن م و تهذيب الكمال، و بالأصل: عبد.
4- زيادة عن م و تهذيب الكمال.
5- الأصل: رزيق، بتقديم الراء، و الصواب عن م و تهذيب الكمال.
6- الأصل و م، و في تهذيب الكمال: الفضل.
7- هذه النسبة إلى سلمسين: قرية قرب حران من نواحي الجزيرة (معجم البلدان).

عن الضحاك، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«الجمعة حجّ الفقراء»[7727].

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد الشيرويي، و حدّثني أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمّد الطّبسي عنه، أنا أحمد بن إسحاق الحرشي، نا محمّد بن يعقوب الأصم، نا الحسن بن علي، نا عثمان بن [عبد الرحمن، عن] (1) عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، عن عبد اللّه بن الفضل، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«اختتن إبراهيم خليل الرّحمن بعد أن مرّت عليه ثمانون سنة، و اختتن بالفأس»[7728].

قال: و نا الحسن، نا عثمان بن عبد الرّحمن، عن أحمد بن حفص الجزري، عن أبي الطّفيل، عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«ما اجتمع قوم قط في مشورة، معهم رجل اسمه محمّد، لم يدخلوه في مشورتهم إلاّ لم يبارك لهم»[7729].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا أبو عروبة، نا علي بن ميمون، نا عثمان بن عبد الرّحمن بن مسلم الطّرائفي مولى بني أمية.

قال (3):و سمعت أبا عروبة، يقول: عثمان بن عبد الرّحمن بن مسلم مولى منصور بن محمّد بن مروان، كذلك ينتسب ولده، و كنيته أبو عبد الرّحمن، يعرف بالطرائفي.

قال أبو عروبة: سمعت محمّد بن الحارث يقول: كان أبيض الرأس و اللحية.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن الحارث، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (4):

عثمان بن عبد الرّحمن القرشي أبو عبد الرّحمن المكتب، قال قتيبة: كان يسمى عثمان الطّرائفي، رأى خصيفا (5)،و يروي (6) عن قوم ضعاف، كنّاه محمّد بن سلام.

ص: 431


1- ما بين معكوفتين زيادة عن م لتقويم السند.
2- الكامل لابن عدي 173/5.
3- القائل أبو أحمد بن عدي، المصدر السابق.
4- التاريخ الكبير للبخاري 238/2/3.
5- الأصل: خصيف، و المثبت عن البخاري.
6- من قوله: القرشي إلى هنا سقط من م.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا حمد - إجازة-.

ح (1) قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (2):

عثمان بن عبد الرّحمن الطّرائفي أبو عبد الرّحمن القرشي المكتب الحرّاني، رأى خصيفا، و روى عن ابن ثوبان، و أشعث بن عبد الملك، و هشام بن حسّان، و عبيد اللّه بن عمر، و سعيد بن عبد العزيز، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و جعفر بن برقان، روى عنه النّفيلي، و سليمان بن شرحبيل، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو عبد الرّحمن عثمان بن عبد الرّحمن القرشي المكتب الطّرائفي، عن خصيف، روى عنه قتيبة، و محمّد بن سلام.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل جعفر بن يحيى بن إبراهيم - قراءة - أنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو عبد الرّحمن الحرّاني.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي، قال (3):أبو عبد الرّحمن عثمان بن عبد الرّحمن الطرائفي الحرّاني.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد الرازي فيما كتب به إليّ من الإسكندرية، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر بن الصّوّاف، أنا علي بن الحسين بن بندار الأذني القاضي، أنا أبو عروبة الحسن بن محمّد بن مودود الحرّاني، قال (4):في ذكر الطبقة الرابعة من أهل الجزيرة:

ص: 432


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- الجرح و التعديل 157/6.
3- الكنى و الأسماء للدولابي 67/2.
4- تهذيب الكمال 440/12.

عثمان بن عبد الرّحمن بن مسلم مولى منصور بن محمّد بن مروان، كذلك ينسب ولده، كنيته أبو عبد الرّحمن، يعرف (1) بالطّرائفي، سمعت محمّد بن الحارث يقول: كان أبيض الرأس و اللحية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،و قال: عثمان بن عبد الرّحمن الطّرائفي الحرّاني، يكنى أبا عبد الرّحمن، سمعت أبا عروبة ينسبه إلى الصدق، و قال لا بأس به، متعبّد، و يحدّث عن قوم مجهولين بالمناكير.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (3)،أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال:

أبو عبد اللّه - و يقال: أبو عبد الرّحمن - عثمان بن عبد الرّحمن بن مسلم القرشي المكتب الحرّاني، مولى منصور بن محمّد بن مروان، يعرف بالطّرائفي، و إنّما لقّب بذلك لأنه كان يتتبع (4) طرائف الحديث، يروي عن قوم ضعاف، و عن هشام بن حسّان، و غضيف بن عبد الرّحمن، حديثه ليس بالقائم، روى عنه أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن، و قتيبة بن سعيد، و أحمد بن الفرج.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم،[أنا أبو القاسم] (5) أنا أبو أحمد (6)،أنا الخضر بن أحمد الحرّاني، نا مخلد بن مالك، نا أبو هاشم (7) عثمان بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو الحسين - إذنا - و أبو عبد اللّه - شفاها - قالا (8):أنا عبد الرّحمن، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: ابن أبي حاتم قال (9):

ص: 433


1- بين:«بن مسلم»... و:«يعرف» سقط من م.
2- الكامل لابن عدي 173/5.
3- الأصل: المهراني، و في م: الهمداني، كلاهما تصحيف، و السند معروف.
4- الأصل و م: يتبع، و المثبت عن تهذيب الكمال نقلا عن الحاكم.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و السند معروف.
6- الخبر في الكامل لابن عدي 174/5.
7- في م: هشام، تصحيف.
8- بالأصل: قال، و التصويب عن م.
9- الجرح و التعديل 157/6-158.

ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: عثمان بن عبد الرّحمن التيمي ثقة، قال: و سألت أبي عنه فقال صدوق، و أنكر على البخاري إدخال اسمه في كتاب الضعفاء، و قال: يحوّل منه، و قال: يروي عن الضعفاء، يشبه ببقية في روايته عن الضعفاء.

أنبأنا أبو جعفر، أنا أبو بكر، أخبرني أبو بكر الأسفرايني، نا محمّد بن بحير، نا محمّد بن أسد، نا سليمان - و هو ابن عبد الرّحمن - نا عثمان بن عبد الرّحمن الحرّاني، كان صاحب عجائب.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم (1)،أنا أبو أحمد قال: سمعت أبا عروبة يقول: كان عثمان الطرائفي يروي عن مجهولين، و عنده عجائب (2).

قال: و أنا أبو أحمد (3)،قال: سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري: قال قتيبة:

عثمان بن عبد الرّحمن يروي عن قوم ضعاف.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (4) قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد (5)،حدّثني أبي، حدّثني بعض الحرّانيين عن عثمان بن عبد الرّحمن الطّرائفي أنه قال: كنت بالري، فكتبت عن أبي جعفر الأزدي، و نعيم بن ميسرة.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد بن عدي (6)،قال:

و صورة عثمان بن عبد الرّحمن أنه لا بأس به، كما قال أبو عروبة، إلاّ أنه يحدث عن قوم مجهولين بعجائب، و تلك العجائب من جهة المجهولين، و هو في أهل الجزيرة كبقية في أهل الشام، و بقية أيضا يحدث عن مجهولين بعجائب، و هو في نفسه، فلا بأس به، صدوق، ما يقع في حديثه من الإنكار فإنّما يقع من جهة من يروي عنه.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، قال: كتب إلينا أبو العباس الرازي، أنا هبة اللّه بن عمر،

ص: 434


1- قوله:«أنا أبو القاسم» سقطت من م.
2- انظر الكامل لابن عدي 174/5 باختلاف.
3- الخبر في الكامل لابن عدي 174/5.
4- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و م و هو ضروري.
5- الجرح و التعديل 158/6.
6- الكامل لابن عدي 174/5.

أنا علي بن الحسين القاضي، أنا أبو عروبة قال: قال لي محمّد بن يحيى أنه مات سنة ثلاث و مائتين، و قال لي غيره من شيوخنا أنه مات سنة ثنتين (1) و مائتين (2).

4613 - عثمان بن عثمان الثّقفي

4613 - عثمان بن عثمان الثّقفي (3)

له صحبة.

كان عاملا (4) على صنعاء (5) دمشق.

روى عنه عبد الرّحمن بن أبي عوف.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أحمد بن سليمان بن أيوب، أنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، نا أبو اليمان الحكم بن نافع، نا حريز (6) بن عثمان، عن عبد الرّحمن بن أبي عوف، عن عثمان بن عثمان الثقفي صاحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:

إنّ اللّه عز و جل يقبل التوبة من عبده قبل موته بسنة، ثم قال: بشهر، ثم قال: بيوم حتى قال: قبل أن يغرغر.

قال ابن منده: هكذا رواه موقوفا، و قد وقع هذا الحديث عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم من غير وجه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: عثمان بن عثمان الثقفي صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو الحسين - إذنا - و أبو عبد اللّه - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم، أنا أبو علي - إجازة-.

قال: و أنا ابن (7) سلمة، أنا علي، قالا:

أنا ابن أبي حاتم (8)،قال: عثمان بن عثمان الثقفي، و كان من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، قال: إنّ

ص: 435


1- عن م و بالأصل: ثلاثين.
2- الخبر في تهذيب الكمال 441/12.
3- ترجمته في أسد الغابة 480/3 و الإصابة 462/2.
4- الأصل: عالما، و المثبت عن م.
5- تقدم التعريف بها.
6- الأصل: جرير، تصحيف و التصويب عن م.
7- في م: أبو سلمة، تصحيف.
8- الجرح و التعديل 159/6.

اللّه ليقبل التوبة من عبده قبل أن يموت بسنة إلى أن رجع إلى فواق (1) ناقة، روى عنه عبد الرّحمن بن أبي عوف.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير.

قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: عثمان بن عثمان الثقفي، و كان على صنعاء، من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو الحسن بن المسلّم، نا عبد العزيز، أنا أبو المعمّر مسدّد بن علي الأملوكي، أنا أبي، نا عبد الصمد بن سعيد قال في تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: عثمان بن عثمان، من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، نزل حمص، روى عنه عبد الرّحمن بن أبي عوف الحرشي، أخبرني بذلك أحمد بن عمير.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع، أنا عبد اللّه بن منده، قال:

عثمان بن عثمان الثقفي، عداده في أهل حمص، و كان أميرا على صنعاء الشام.

أنبأنا أبو علي الحداد، قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ :

عثمان بن عثمان الثقفي ذكره بعض المتأخرين، فقال: عداده في الحمصيين، كان أميرا على صنعاء الشام، أخرج له هذا الحديث - يعني الحديث الأول-.

و ذكر أحمد بن صالح عثمان بن عثمان هذا في الصحابة الذين صاروا إلى الشام.

قرأت بخط عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الرّحمن بن هامان (2)،أخبرني الحسن بن رشيق، حدّثني الحسن بن آدم بن عبد اللّه العسقلاني، حدّثني عبيد بن محمّد الكشوري، حدّثني أحمد بن عبد اللّه، حدّثني محمّد بن عوسجة، حدّثني عبد الرّحمن بن هشام، عن أبيه، قال: و ذكر شيخ منا عن عبيد اللّه بن سعيد.

ص: 436


1- في النهاية: فوق: و هو ما بين الحلبتين من الراحة، و تضم فاؤه و تفتح. و لأنها تحلب ثم تراح حتى تدر ثم تحلب.
2- في م: ماهان.

أنّ عمرا و عثمان في أول خلافته بعث إلى اليمن رجلا يقال له عثمان بن عثمان الثقفي، فلما قدم و رأى رجال أهل اليمن رجع فقال له عثمان: ما ردّك ؟ قال: رأيت قوما ما سئلوا أعطوه، إن سئلوا حقا أعطوه، و إن سئلوا باطلا أعطوا، فلا أعمل على هؤلاء أبدا.

4614 - عثمان بن عثمان بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس

له ذكر.

4615 - عثمان بن عروة بن الزّبير بن العوّام

ابن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي

ابن كلاب القرشي الأسدي (1)

حدّث عن أبيه.

و روى عنه أخوه هشام بن عروة، و عثمان بن حكيم، و سفيان بن عيينة، و داود بن عبد الرّحمن العطّار، و محمّد بن إسحاق بن يسار (2)،و أسامة بن زيد العيشي (3)،و عمارة بن غزيّة (4).

و وفد على مروان بن محمّد.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن المظفّر، أنا أبو محمّد الجوهري.

قالا: أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (5).

ح و أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ص: 437


1- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 446/12 و الجرح و التعديل 162/6 و تهذيب التهذيب 90/4 و نسب قريش 248 و التاريخ الكبير 244/2/3 و طبقات خليفة ص 465.
2- الأصل و م: بشار، و المثبت عن تهذيب الكمال.
3- في تهذيب الكمال: الليثي.
4- إعجامها مضطرب في الأصل و م، و المثبت عن تهذيب الكمال.
5- مسند أحمد بن حنبل 348/1 رقم 1415.

ح و أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا إبراهيم بن منصور سبط بحرويه، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو خيثمة.

قالا: نا محمّد بن كناسة، نا هشام بن عروة، عن عثمان بن عروة، عن أبيه، عن الزبير قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«غيّروا الشّيب و لا تشبّهوا باليهود»[7730].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، أنا ابن وهب، أخبرني أسامة بن زيد، عن عثمان بن عروة (1)،عن أبيه، عن عائشة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:

«إنّ اللّه و ملائكته يصلّون على الذين يصلون الصفوف»[7731].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا سفيان، نا عثمان بن عروة أنه سمع أباه يقول: سألت عائشة: بأيّ شيء طيّبت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قالت: بأطيب الطيب.

قال سفيان: قال لي:- يعني عثمان بن عروة-: هشام يخبر به عني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد بن عبد اللّه المقرئ سبط أبي منصور الخياط ، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني - زاد ابن السمرقندي: و أبو نصر الزينبي.

قالا (2):أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن علي بن خلف بن زنبور الورّاق، نا أبو بكر عبد اللّه بن (3) الأشعث، نا عيسى بن حماد زغبة (4)،أنا الليث، عن هشام، عن عثمان بن عروة، عن عروة، عن عائشة أنها قالت: لقد كنت أطيّب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عند إحرامه بأطيب ما أجد.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الله، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: قال:

ص: 438


1- بعدها في م زيد: بن الزبير.
2- عن م و بالأصل: قال.
3- في م: عبد اللّه بن سليمان الأشعث.
4- استدركت عن هامش الأصل و بعدها صح (وردت في الهامش: رغبة) و المثبت يوافق عبارة م، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 506/11.

سمعت يحيى بن معين يقول: قد سمع ابن عيينة من (1) عثمان بن عروة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان [نا] (2) الزبير بن بكّار، حدّثني مصعب بن عثمان، قال:

وفد (3) عثمان بن عروة على مروان بن محمّد، فأخبر به، فقال: أنا راكب غدا، فلا تورونيه حتى أتوسّمه في الناس، فركب، فتصفّح وجوه الناس ثم أقبل على بعض من معه فقال: ينبغي أن يكون ذاك عثمان بن عروة - و أشار إليه - فقال: هو هو يا أمير المؤمنين، و كان و سيما جميلا، فأعطاه مروان مائة ألف درهم، ثم قال: قدم من عند مروان، فأغلى كراء الحمر من كثرة من يلقاه، فقلت له: و لم ذاك ؟ قال: يرجون و اللّه جوائزه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني زاد أبو البركات و أبو الفضل الباقلاني قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط (4).

قال في الطبقة السادسة من أهل المدينة: يحيى، و محمّد، و عثمان بنو عروة بن الزبير أمهم أم يحيى بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: عثمان بن عروة بن الزّبير.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه قالا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أحمد، نا الزبير قال (5):

و من ولد عروة بن الزّبير: عثمان بن عروة (6) و كان من وجوه قريش و ساداتهم، و ليس له عقب إلاّ من قبل بناته، و كان جميل الوجه، جيّد الثياب و المركب، عطرا، قال: إن كان أبي يقول لي و أنا أغلّف (7) لحيتي بالغالية لأني لأراها ستقطر أو قد قطرت، و ما يعيب ذلك عليّ ،

ص: 439


1- بالأصل و م:«بن» تصحيف.
2- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
3- فوقها في م ضبة.
4- طبقات خليفة بن خيّاط ص 465 رقم 2383.
5- انظر نسب قريش للمصعب ص 246 و 248.
6- أقحم بعدها في الأصل:«عن الزبير، عثمان بن عروة» و المثبت يوافق م.
7- أغلف لحيتي أي ألطخها.

و أم عثمان بن عروة أم يحيى بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، و قد روى هشام بن عروة، عن عثمان بن عروة، و هشام أسنّ منه.

أخبرنا أبو بكر محمّد (1) بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد [أنا أحمد بن محمد] (2)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (3) قال في الطبقة الرابعة من تابعي أهل المدينة ممن تأخر موته: عثمان بن عروة بن الزّبير، و قد روى عنه أيضا، توفي في أول خلافة أبي جعفر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (4) قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: عثمان بن عروة بن الزّبير بن العوّام، و أمّه أم يحيى بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية، فولد عثمان بن عروة: عروة، و أبا بكر، و عبد الرّحمن، و يزيد، و أم يحيى، و كلثم، و حفصة، و أمّهم قريبة بنت عبد الملك بن المنذر بن الزبير بن العوّام، و يحيى، و عثمان، و هشاما لأم ولد، و خديجة، و أمة، و فاطمة و أمّهنّ (5) أم حبيب بنت عبد اللّه بن حنظلة بن أبي عامر الراهب بن الأوس، و كان عثمان قليل الحديث، و توفي في أول خلافة أبي جعفر، و قد روى عنه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري، قال (6):

عثمان بن عروة بن الزّبير بن العوّام القرشي الأسدي المديني، سمع أباه، روى عنه أخوه هشام، و ابن عيينة، و عثمان بن حكيم.

أخبرنا أبو الحسين - إذنا - و أبو عبد اللّه - شفاها - قالا: أنا عبد الرّحمن، أنا حمد.

- إجازة-.

ص: 440


1- سقطت من م.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م لتقويم السند.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- ليس له ترجمة، و هو ضمن القسم الضائع من تراجم أهل المدينة، و هذا القسم سقط من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
5- بالأصل: و أمهما، و في م: و أمهم.
6- التاريخ الكبير 244/2/3.

ح قال: و أنا الحسين، أنا علي.

قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال (1):عثمان بن عروة بن الزّبير روى عن أبيه، روى عنه داود العطّار، و محمّد بن إسحاق، و ابن عيينة، سمعت أبي يقول ذلك.

قال: و أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إليّ قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

عثمان بن عروة ثقة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه قالا: أنا محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن سليمان، أنا الزبير بن أبي بكر، حدّثني عمّي مصعب بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن محمّد بن يحيى قال أو عن مصعب بن عثمان قال:

نظر عمر بن عبد اللّه بن أبي ربيعة إلى عثمان و مصعب ابني عروة يطافان (2) بالبيت، ثم ركعا و جلسا، فجلس إليهما، فقال: يا ابن أخي إنّي رجل يعجبني الجمال، و إنّي رأيت شبابكما و جمالكما فراعني ذلك، فمن أنتما؟ فانتسبا له، فعانقهما، و قال: ابنا أخي، لعمري يا بني أخي بادر بجمالكما و شبابكما قبل أن تندما عليه.

قال: و نا الزبير، حدّثني محمّد بن سلام، حدّثني محمّد بن عائشة، قال:

وفد عثمان بن عروة على يزيد بن عبد اللّه بن هبيرة، فعجب له و قال: ما ظننت بالمدينة مثل هذا.

و نا الزبير، حدّثني محمّد بن سلام، حدّثني عبد القاهر بن السّري، قال: قدمت المدينة، فما رأيت بها أحدا أحسن وجها من عثمان بن عروة.

قال: و نا الزبير، حدّثني عبد الرّحمن بن القاسم البكري، عن عمران بن موسى بن عمران البكري، قال: قال عروة بن خالد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان، و أمّه أسماء بنت عروة بن الزّبير:

دخلت المقصورة في زمن هشام بن عبد الملك، فإذا رجل من أهل الشام قد قدم من عند هشام بن عبد الملك، فجلست إلى جنبه، و غلّقت المقصورة، ثم استفتح رجل، ففتح له، فإذا محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان فأقبل حتى وقف قريبا، و نزع نعليه، فقام يصلّي، فقال الشامي: و اللّه ما رأيت كاليوم رجلا أجمل، و لا أهيأ من هذا، فقلت: هذا عمّي،

ص: 441


1- الجرح و التعديل 162/6.
2- كذا بالأصل و م.

هذا محمّد بن عبد اللّه بن عمرو، و غلّقت المقصورة، ثم استفتح رجل، ففتح له، فإذا عثمان بن عروة بن الزّبير، فإذا مثله في الجمال و الهيئة، فجاء فجلس قريبا منا، فقال الشامي:

ما رأيت كاليوم رجلا أجمل و لا أهيأ من هذا، فقلت: هذا خالي أخو أمّي عثمان بن عروة بن الزّبير، ثم أغلقت المقصورة، فاستفتح رجل، ففتح له فإذا عبد الحميد بن عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب، فإذا مثلهما في الجمال و الهيئة، فأقبل حتى وقف قريبا، فقال الشامي: و اللّه ما رأيت كاليوم رجلا أجمل و لا أهيأ من هذا، فقلت: هذا ابن خال أبي، و هو ابن خالي، فأقبل عليّ الشامي، فقال: ويحك، ما قدرت أن تشبه من هؤلاء أحدا؟ (1) و كان عروة بن خالد قبيحا (2).

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا أبو الحسن بن خزفة (3)،نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنا مصعب قال:

كان عثمان بن عروة يلي صدقة الزبير حتى مات، و كان أسلم شيء في عشيرته، و كانوا مجتمعين على محبته، و كان سالم بن عبد اللّه إذا نظر إلى عثمان بن عروة بن الزّبير قال: كان يقال لو أن صائحا يصيح من السماء يقول: إنّ أميركم فلان، فإن صاح ذاك الصائح فهو عثمان بن عروة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه قالا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أحمد، نا الزبير، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، عن مصعب بن عثمان قال: سمعت نوفل بن عمارة يقول:

كان بالمدينة رجلان من قريش، ليس بالمدينة أنبه و لا أبعد صوتا منهما، فقلت: من هما؟ فأبى أن يخبرني، فأقمت أرفق به حتى قال لي: هما محمّد بن المنذر بن الزبير، و عثمان بن عروة بن الزّبير، و أقلت ذلك منه، و لم يكن يطيب نفسا بذكر شرف إلاّ لبني أمية، و بني نوفل بن عبد مناف.

قال: و نا الزبير، حدّثني (4) مصعب بن عروة بن الزّبير قال (5):

ص: 442


1- غير مقروءة بالأصل، و المثبت «أحدا» عن م.
2- في م:«قريبا» تصحيف.
3- إعجامها مضطرب بالأصل و م و رسمها فيهما: حرقة، تصحيف و الصواب ما أثبت و ضبط ، تقدم التعريف به.
4- ما بين الرقمين في م: حدثني مصعب بن عثمان بن مصعب بن عثمان بن مصعب بن عروة بن الزبير قال.
5- ما بين الرقمين في م: حدثني مصعب بن عثمان بن مصعب بن عثمان بن مصعب بن عروة بن الزبير قال.

كان عثمان بن عروة يقوم من مجلسه، فيأتي ناس يسلتون (1) الغالية من على العصا بما أصابها من لحيته.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، و أبي الفضل محمّد بن ناصر، عن أبي المعالي محمّد بن عبد السلام بن محمّد، أنا علي بن محمّد بن خزفة، نا محمّد بن الحسن، نا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب بن عبد اللّه قال:

كان عثمان بن عروة من وجوه قريش، و قد روى عنه هشام أخوه، و هشام أسنّ منه، و مات عثمان قبل هشام (2).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه قالا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، قال:

تزوج عثمان بن عروة حفصة بنت عمران بن أهيم بن محمّد بن طلحة، و قد كانت انقلبت من عند بعض بني مروان... (3) من الدنيا، فبنى عليها في داره التي باعها بعد أبيه يحيى بن عثمان بن موسى بن جعفر التي (4) ببني عمرو، و كانت تعمل له في كل يوم خبيصا (5) معقودا فيما يعمل من طعامه، فدخل عليه يوما صديق له، فقال له عثمان حين قدم الخبيص: أما و اللّه ما أشتهيه و للحرير (6) أعجب إليّ منه، و قد أقامت بعمله له و يأكله و لا يقول لها في ذلك شيئا سنة، فلما خرج الرجل من عند عثمان قالت حفصة لعثمان: قد سمعت كلامك في الخبيص، فكيف لم تذكر (7) شهوتك للحرير (8)؟قال: ما كنت لأذكر ذلك لك، فتركت الخبيص و عملت الحرير (9).

قال: و نا الزبير، حدّثني مصعب بن عثمان قال:

ص: 443


1- يسلتون: سلت المعى: أخرجه بيده، و سلت الشيء: قطعه. و سلت دم البدنة: قشره حتى أظهر دمها (القاموس المحيط ).
2- انظر نسب قريش للمصعب ص 248.
3- غير واضحة بالأصل و رسمها:«بعبره» و في م:«بعبده».
4- الأصل: المثنى، و المثبت عن م.
5- الخبيص: ما يعمل من التمر و السمن (القاموس المحيط ).
6- كذا بالأصل و م، و لعله: الحريرة بهاء، ففي تاج العروس بتحقيقنا: الحريرة: الحساء من الدقيق و الدسم، و قيل: دقيق يطبخ بلبن أو دسم. و قيل: الحريرة من الدقيق، و الخزيرة من النخال (تاج العروس: حرر، و خزر) و لا تكون الخزيرة إلا بلحم.
7- الأصل و م: يذكر.
8- كذا بالأصل و م، و لعله: الحريرة بهاء، ففي تاج العروس بتحقيقنا: الحريرة: الحساء من الدقيق و الدسم، و قيل: دقيق يطبخ بلبن أو دسم. و قيل: الحريرة من الدقيق، و الخزيرة من النخال (تاج العروس: حرر، و خزر) و لا تكون الخزيرة إلا بلحم.
9- كذا بالأصل و م، و لعله: الحريرة بهاء، ففي تاج العروس بتحقيقنا: الحريرة: الحساء من الدقيق و الدسم، و قيل: دقيق يطبخ بلبن أو دسم. و قيل: الحريرة من الدقيق، و الخزيرة من النخال (تاج العروس: حرر، و خزر) و لا تكون الخزيرة إلا بلحم.

دخل عثمان بن عروة يوما على حفصة بنت عمران فجأة، فسمع صوت عود يضرب به بعض جواريها عندها، فكرّ راجعا، فصار إلى منزله في دار عروة بن الزّبير فأرسلت حفصة إلى أخيها محمّد بن عمران، فأخبرته الخبر، و شكت إليه ذلك، فقال لها:[انهضي معي الليلة فلما جاء الليل سترها] (1) و خرج معها، فاستأذن على عثمان بن عروة فأذن له و هي معه، فقال له:

هذه ابنة عمك، و قد شقّ عليها غضبك، و ليست بعائدة لشيء تكرهه، فقال له عثمان: يغفر اللّه لك، لو كنت كتبت أو أرسلت إليّ في ذلك لصرت إلى ما أحببت، و قبل منها عثمان، و رجع إليها.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه، ثم حدّثني أبو مسعود عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو محمّد بن حيّان، حدّثني عبد العزيز بن محمّد الفاخر، نا القاسم بن موسى - و هو الأشيب - حدّثني أبو إبراهيم الزهري، حدّثني حسين بن عبد الرّحمن قال: قال عثمان بن عروة: الشكر و إن قلّ جزاء لكلّ نائل و إن قلّ .

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة فقال (2):

و مات قبل الأربعين - يعني و مائة - عثمان بن عروة بن الزّبير بن العوّام.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال:

عثمان بن عروة بن الزّبير بن العوّام القرشي الأسدي المدني، سمع أباه، روى عنه أخوه هشام بن عروة في اللباس، و قال الواقدي: توفي في أوّل خلافة أبي جعفر.

4616 - عثمان بن عروة بن محمّد بن عمّار بن ياسر

أبو اليقظان

كان بالحميمة من أرض البلقاء مع بني العبّاس، و ولاّه السفاح بعض أمره، و بعثه ببعثة إلى بسام (3) بن إبراهيم و هو بالأهواز.

حكى عنه عيسى بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب العلوي.

ص: 444


1- ما بين معكوفتين مطموس بالأصل و المثبت عن م.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 419.
3- غير واضحة في الأصل تقرأ: سيام أو يسام، و في م: يشام و المثبت يوافق ما جاء في تاريخ الطبري.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن عن (1) عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير الطبري (2)،قال:

ذكر أبو زيد عمر بن شبة (3) أن عيسى بن عبد اللّه بن محمّد بن علي بن أبي طالب حدّثه عن عثمان بن عروة بن محمّد بن عمّار بن ياسر قال:

إنّي لمع أبي جعفر بالحميمة و معه ابناه محمّد و جعفر، و أنا أرقّصهما إذ قال لي: ما ذا تصنع ؟ أ لا ترى ما نحن فيه ؟ قال: فنظرت، فإذا رسل مروان تطلب إبراهيم بن محمّد، قال:

قلت: دعني أخرج إليهم، فقال: تخرج من بيتي و أنت ابن عمّار بن ياسر، قال: فأخذ بأنقاب المسجد حين صلوا الصبح، ثم قالوا للشاميين الذين معهم: أين إبراهيم بن محمّد؟ فقالوا:

هو ذا، فأخذوه، و قد كان مروان أمرهم بأخذ إبراهيم، و وصف لهم صفة أبي (4) العباس الذي كان يجد في الكتب أنه يقتلهم، فلما أتوه بإبراهيم، قال: ليس هذه الصفة التي وصفت، فردّهم في طلبه، و نذروا، فخرجوا إلى العراق هرّابا.

4617 - عثمان بن عطاء بن ذؤيب بن نويت بن حبيب بن أسد

ابن عبد العزّى بن قصي القرشي الأسدي المدني

وفد على يزيد بن معاوية من المدينة في الوفد الذين رجعوا فخلعوه قبل وقعة الحرّة. له ذكر في وقعة الحرّة، و قد تقدم ذكر وفوده في ترجمة العباس بن سهل.

4618 - عثمان بن عطاء بن ميسرة

أبو مسعود الخراساني (5)

من أهل بيت المقدس.

حدّث عن أبيه، و أبي عمران سليمان، و يقال: سليم بن عبد اللّه الأنصاري مولى أم

ص: 445


1- الأصل «بن» و التصويب عن م.
2- تاريخ الطبري 422/7 حوادث سنة 132.
3- بالأصل: شيبة، و التصويب عن م و الطبري.
4- الأصل:«بن» و التصويب عن م و الطبري.
5- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 447/12 و تهذيب التهذيب 90/4 و ميزان الاعتدال 48/3 و تقريب التهذيب، و التاريخ الكبير 244/2/3 و الجرح و التعديل 162/6 و الضعفاء الكبير 210/3 و المجروحين 100/2 و تاريخ ابن معين 394/2 و الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 170/5.

الدّرداء، و إسحاق بن قبيصة بن ذؤيب.

روى عنه: ابنه محمّد بن عثمان، و الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب بن شابور، و ضمرة بن ربيعة، و الحجّاج بن محمّد، و كثير بن هشام، و عمر بن هارون البلخي، و نافع بن يزيد المصري، و عبد اللّه بن المبارك، و عبد اللّه بن وهب المصري، و أبو إسحاق الفزاري، و عراك بن خالد، و سويد بن عبد العزيز، و سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، و سعيد بن أبي أيوب المصري، و عقبة بن علقمة البيروتي، و يحيى بن أيوب المصري.

و وفد مع أبيه على هشام بن عبد الملك، و سيأتي ذكر وفوده في ترجمة عطاء بن أبي رباح.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن أحمد بن النضر الأزدي، نا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، قال: كان العبّاس يقول: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«عينان لا تصيبهما (1) النار: عين بكت في جوف الليل من خشية اللّه، و عين باتت تحرس في سبيل اللّه»[7732].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن الفرات، أنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد، نا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف، نا أبو عمير عيسى بن محمّد، نا ضمرة بن ربيعة، عن عثمان بن عطاء، عن أبي عمران، عن ذي الأصابع - رجل من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - قال:

قلنا: يا رسول اللّه أ رأيت إن ابتلينا بالبقاء بعدك، أين تأمرنا؟ قال:«فعليك ببيت المقدس، فعسى اللّه أن ينشو (2) لك فدية، يغدون إلى ذلك المسجد و يروحون» (3)[7733].

أخبرنا (4) أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، قال: قال: و ذكرت ليحيى حديث ضمرة عن عثمان بن عطاء، عن أبي عمران، عن ذي الأصبع، قال: قلنا: يا رسول اللّه إن ابتلينا بالبقاء بعدك أين تأمرنا؟ قال:«عليك ببيت المقدس»[7734].

ص: 446


1- الأصل و م: يصيبهما.
2- ينشو: يقال نشوت في بني فلان أي ربّيت (اللسان).
3- اللفظة غير واضحة في الأصل، و المثبت عن م.
4- فوقها في م: ملحق.

فقال يحيى: محمّد بن شعيب بن شابور يخالف ضمرة، يقول: عن عثمان، عن زياد بن أبي شريح، عن أبي عمران الأنصاري.

قرأت على أبي محمّد عن أبي محمّد، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال:

و فيها - يعني سنة ثمان و ثمانين - ولد ابن عطاء.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن نصر بن إبراهيم، عن أبي خازم (1) بن الفراء، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إسحاق البغدادي، أنا أبو مسهر أحمد بن مروان الرملي - بالرملة - نا الوليد بن أبي طلحة العطار (2)، نا ضمرة بن ربيعة قال: سمعت ابن (3) عطاء يقول: كان مولدي في سنة ثمان و ثمانين، و مات في سنة خمس و خمسين و مائة.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (4):

عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، سكن أبوه الشام، مولى آل المهلّب بن أبي صفرة، مات عثمان بن عطاء سنة خمس و خمسين و مائة.

أخبرنا أبو الحسين (5)-إذنا - و أبو عبد اللّه - شفاها - قالا: أنا ابن منده، أنا أحمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم، قال (6):عثمان بن عطاء الخراساني و هو ابن عطاء بن أبي مسلم، و اسم أبي مسلم عبد اللّه مولى آل ملهب بن أبي صفرة الأزدي، روى عن أبيه، روى عنه ضمرة، و محمّد بن شعيب بن شابور، و الوليد بن مسلم، و الحجّاج بن محمّد، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 447


1- في م: حازم، بالحاء المهملة تصحيف.
2- من طريقه رواه في تهذيب الكمال 449/12.
3- بالأصل: أبي، تصحيف، و التصويب عن م و تهذيب الكمال.
4- التاريخ الكبير 244/2/3.
5- في م: الحسن، تصحيف.
6- الجرح و التعديل 162/6.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد، أنا مكي قال:

سمعت مسلما يقول: أبو مسعود عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه ضعيف الحديث.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا تمّام، أنا أبو عبد اللّه، نا أبو زرعة قال في تسمية نفر متقاربين في السن: عمروا (1) عثمان بن عطاء.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن، أنا عبد الوهاب، أنا أحمد - قراءة-.

قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة (2):عثمان بن عطاء الخراساني.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر، أنا الخصيب، أنا عبد الكريم، أخبرني [أبي] (3) أبو عبد الرّحمن قال: أبو مسعود عثمان بن عطاء الخراساني.

قرأنا على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (4)،قال: أبو مسعود عثمان بن عطاء الخراساني.

كتب إليّ أبو زكريا بن منده، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمّي، عن أبيه، قال:

قال لنا أبو سعيد بن يونس:

عثمان بن عطاء الخراساني من سكّان فلسطين، قدم الإسكندرية، روى عنه سعيد بن أبي أيوب، و عبد اللّه بن وهب، و رجع إلى فلسطين، فتوفي بها سنة إحدى و خمسين و مائة (5).

أنبأنا أبو جعفر، أنا أبو بكر، أنا أحمد، أنا أبو أحمد قال:

أبو مسعود عثمان بن عطاء بن أبي مسلم، و اسم أبي مسلم عبد اللّه بن الأزدي مولى آل المهلّب بن أبي صفرة الخراساني، أصله من بلخ، سكن الشام، يروي عن أبيه حديثا ليس

ص: 448


1- كذا رسمها بالأصل و م، و بعدها في م كلمة لم أقرأها.
2- تهذيب الكمال 448/12.
3- الزيادة عن م.
4- الكنى و الأسماء للدولابي 113/2.
5- تهذيب الكمال 449/12.

بالقائم، روى عنه أبو عبد اللّه ضمرة بن ربيعة القرشي، و عراك بن خالد بن صالح بن صبيح المرّي، أنا محمّد بن سليمان، نا محمّد، قال: عثمان بن عطاء يقال: أبو مسعود.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا يحيى، عن حجّاج الأعور، عن عثمان بن عطاء قال: نحن موالي هذيل.

أخبرنا أبو الحسين - إذنا - و أبو عبد اللّه - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم، أنا أبو علي - إجازة-.

قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (1)،حدّثني أبي قال: سمعت دحيما و سألته عن عثمان بن عطاء فقال: لا بأس به، فقلت: إن أصحابنا يضعفونه، قال: و أي شيء حدّث عثمان من الحديث، و استحسن حديثه.

قال: و نا محمّد بن إبراهيم، نا عمرو بن علي أبو حفص الصّيرفي أنه قال: عثمان بن عطاء الخراساني متروك الحديث، قال: و سألت أبي عن عثمان بن عطاء الخراساني فقال:

يكتب حديثه، و لا يحتج به.

أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنا أبو صالح، أنا أبو الحسن، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس، قال: سمعت يحيى يقول:

عثمان بن عطاء الخراساني ليس هو أخو يعقوب بن عطاء، يعقوب هو ابن عطاء بن أبي رباح، يروي عنه ابن عيينة، و عبد اللّه بن المبارك، و هو أصلح حديثا من عثمان الخراساني (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (3)،نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: سمعت يحيى بن معين، و سئل عن عثمان بن عطاء، فقال: كان ضعيفا.

قرأت على أبي الفتح الفقيه، عن المبارك بن عبد الجبار، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا

ص: 449


1- الجرح و التعديل 162/6.
2- الخبر في تهذيب الكمال 448/12.
3- الضعفاء الكبير للعقيلي 210/3.

أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا إبراهيم بن الجنيد، قال (1):سألت يحيى بن معين، عن عثمان بن عطاء الخراساني ؟ فقال: هو ضعيف الحديث، قلت: هو عطاء بن ميسرة الخراساني ؟ قال: نعم.

أخبرنا أبو البركات، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا الأحوص بن المفضّل أبو أمية، نا أبي، قال (2):قال يحيى بن معين: خليد بن دعلج، و سعيد بن بشير (3)، و عثمان بن عطاء يضعّفون.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر، نا معاوية.

ح (4) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد [بن عدي] (5)[نا] (6) ابن حمّاد، نا معاوية، عن يحيى، قال:

عثمان بن عطاء ضعيف.

و قال عمرو بن علي: عثمان بن عطاء الخراساني منكر الحديث (7).

أنبأنا أبو جعفر، أنا أبو بكر، أنا أحمد، أنا أبو أحمد قال: سمعت أبا الحسن العادي (8) يقول: سمعت أبا حفص يقول: عثمان بن عطاء الخراساني منكر الحديث.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد، قال (9):سمعت ابن حمّاد يقول: قال السعدي.

ح و أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا عبد الوهاب بن جعفر، أنا أبو هاشم المؤدب، نا القاسم بن عيسى، نا إبراهيم بن يعقوب السعدي.

قال: عثمان بن عطاء الخراساني ليس بالقوي في الحديث.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ،

ص: 450


1- تهذيب الكمال 448/12.
2- المصدر السابق.
3- غير معجمة بالأصل و غير واضحة القراءة، و المثبت عن م و تهذيب الكمال.
4- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و أضيف عن م.
5- زيادة منا للإيضاح.
6- زيادة عن م.
7- الكامل لابن عدي 170/5.
8- كذا رسمها بالأصل و م.
9- الخبر في الكامل لابن عدي 170/5 و تهذيب الكمال 448/12.

أخبرني أبو بكر محمّد بن جعفر، قال: سئل أبو بكر محمّد بن إسحاق عن عثمان بن عطاء الخراساني ؟ فقال: لا أحتج بحديثه (1).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، و أبو بكر بن الحارث الفقيه، قالا: قال لنا أبو الحسن الدارقطني الحافظ عثمان بن عطاء الخراساني ضعيف الحديث جدا.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد، أنا أبو بكر البيهقي، قال: عطاء الخراساني معروف بكثرة الغلط ، كما قال الشافعي، و ابنه عثمان، و ابن بزيع - يعني يزيد بن بزيع الرّملي [ضعيفان] (2)-.

قاله الدارقطني فيما أخبرني أبو عبد الرّحمن عنه، و كذلك قاله غيره من حفّاظ الحديث.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم:

عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه أحاديث منكرة، و كذلك عثمان بن قائد ينتمي إلى قريش، روى عن الثقات بالمناكير، لا شيء.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (3)،نا الجنيدي، نا البخاري، نا ابن (4) حيوة، نا ضمرة، قال: مات عثمان بن عطاء سنة خمس (5) و مائة، و هو مولى المهلّب بن أبي صفرة الأزدي، سكن أبوه الشام، أصله من بلخ، ليس بذاك.

الصواب: نا حيوة، و قوله خمس و مائة وهم سقط منه و خمسين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن يعقوب، حدّثني حيوة بن شريح، نا ضمرة، قال: مات عثمان بن عطاء سنة خمس و خمسين و مائة.

ص: 451


1- تهذيب الكمال 449/12.
2- الزيادة عن م.
3- الكامل لابن عدي 170/5.
4- كذا بالأصل، و في م:«أبو حبوه» و في ابن عدي: ثنا حيوة و سينبه المصنف إلى أن الصواب هو ما ورد في الكامل لابن عدي.
5- كذا بالأصل و م و ابن عدي، و هو وهم أيضا سينبه المصنف إلى أن الصواب: خمس و خمسين و مائة.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحاكم، أنا الحسن بن يعقوب بن يوسف العدل - إملاء - نا إبراهيم بن علي، نا يحيى بن يحيى، قال:

سمعت داود بن عبد الرّحمن يقول: مات عطاء الخراساني [و عطاء بن السائب سنة خمس و ثلاثين و مائة، و مات عثمان بن عطاء الخراساني] (1) سنة (2) خمس و خمسين و مائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال أبو موسى و الهيثم - يعني - سنة خمس خمسين و مائة - مات عثمان بن عطاء الخراساني.

آخر (3) الجزء الرابع و العشرين بعد الثلاثمائة من الأصل (4).

ص: 452


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
2- بالأصل: و سنة.
3- ما بين الرقمين ليس في م.
4- ما بين الرقمين ليس في م.

فهرس

الجزء الثامن و الثلاثين

ص: 453

ص: 454

الفهرس 4457 - عبيد اللّه بن العباس أبو محمّد البغدادي 3

4458 - عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب بن نفيل أبو بكر القرشي العدوي العمري المدني 3

4459 - عبيد اللّه بن عبد اللّه بن هشام بن عبد اللّه بن سوار أبو القاسم العنسي الداراني 7

4460 - عبيد اللّه بن عبد اللّه أبو بكر المعروف بابن الصباغ 8

4461 - عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى ابن قصي بن كلاب القرشي الأسدي 8

4462 - عبيد اللّه بن عبد الصّمد بن محمّد بن المهتدي باللّه بن هارون الواثق ابن محمّد المعتصم بن هارون الرشيد بن محمّد المهدي بن عبد اللّه المنصور ابن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب أبو عبد اللّه الهاشمي البغدادي 9

4463 - عبيد اللّه بن عبد العزيز بن عبد اللّه بن عدي الأكبر بن الخيار بن عدي ابن نوفل بن عبد مناف بن قصي بن كلاب 11

4464 - عبيد اللّه بن عبد الكريم بن يزيد فروخ أبو زرعة الرازي الحافظ 11

4465 - عبيد اللّه بن عبد الواحد بن محمّد بن أحمد بن عثمان بن الوليد ابن الحكم بن سليمان أبو محمّد بن أبي الحديد السلمي المعدل 39

4466 - عبيد اللّه بن عبيد أبو وهب الكلاعي 40

4467 - عبيد اللّه بن عثمان بن محمّد أبو الحسن البغدادي المعروف بابن الحلبي البزار 44

4468 - عبيد اللّه بن عدي الأكبر بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف ابن قصي القرشي النوفلي 45

4469 - عبيد اللّه بن علي بن أحمد أبو القاسم البغدادي المالكي الخلال 51

4470 - عبيد اللّه بن علي بن عبيد اللّه بن داود أبو القاسم المصري الداودي القاضي 52

ص: 455

4471 - عبيد اللّه و يقال عبد اللّه و الصحيح عبيد اللّه بن علي القرشي 53

4472 - عبيد اللّه بن عمر بن أحمد بن محمّد بن جعفر أبو القاسم القيسي يعرف بعبيد البغدادي الفقيه الشافعي 54

4473 - عبيد اللّه بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى أبو عيسى العدوي 56

4474 - عبيد اللّه بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي 78

4475 - عبيد اللّه بن العيزار المازني البصري 79

4476 - عبيد اللّه بن القاسم بن زيد بن إسماعيل أبو الحسن الهمداني القاضي 83

4477 - عبيد اللّه بن القاسم بن علي بن القاسم أبو الحسن المراغي 84

4478 - عبيد اللّه بن قيس بن شريح بن مالك بن ربيعة بن وهيب بن ضباب بن حجير ابن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي العامري الشاعر المعروف بابن قيس الرقيات 85

4479 - عبيد اللّه بن أبي كبشة و اسم أبي كبشة جبريل بن يسار السكسكي الجوبري بن أبي كبشة 96

4480 - عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن حامد المعروف بابن الحريص أبو أحمد و يقال أبو محمّد البغدادي 97

4481 - عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق أبو القاسم الفقيه 98

4482 - عبيد اللّه بن محمّد بن الحكم أبو معاوية الكلابي المقرئ المؤدب 99

4483 - عبيد اللّه بن محمّد بن خنيس و يقال خشيش أبو علي الدمياطي و يقال الدمشقي 100

4484 - عبيد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز بن عبد اللّه بن عبد العزيز ابن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب أبو بكر العمري القاضي 102

4485 - عبيد اللّه بن محمّد بن عبد الكريم بن أبي حكيم أبو محمّد القرشي 104

4486 - عبيد اللّه بن محمّد بن عبد الوارث الرعيني القوفاني 104

4487 - عبيد اللّه بن محمّد بن عفان أبو محمّد 105

4488 - عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد أبو عبد اللّه العكبري المعروف بابن بطة الفقيه الحنبلي 105

4489 - عبيد اللّه بن محمّد أبو عبد اللّه المكتب 113

4490 - عبيد اللّه بن محمّد و يقال: ابن منصور بن محمّد أبو بكر البغدادي البزار المعروف بابن الصباغ 114

4491 - عبيد اللّه، و يقال: عبد اللّه بن محمّد بن القماح 115

4492 - عبيد اللّه بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف القرشي الأموي 115

ص: 456

4493 - عبيد اللّه بن مروان بن محمّد بن الحكم بن أبي العاص الأموي 117

4494 - عبيد اللّه بن المظفر بن عبد اللّه بن محمّد أبو الحكم الباهلي الأندلسي 120

4495 - عبيد اللّه بن معاوية أبي شاكر بن هشام بن عبد الملك ابن مروان بن الحكم الأموي 122

4496 - عبيد اللّه بن معمر بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم ابن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر أبو معاذ القرشي التيمي 122

4497 - عبيد اللّه بن موسى 128

4498 - عبيد اللّه بن نصر بن الحجاج بن علاط السلمي 129

4499 - عبيد اللّه بن النضر 129

4500 - عبيد اللّه بن أبي بكرة، و اسمه نفيع و يقال مسروح أبو حاتم الثقفي 129

4501 - عبيد اللّه بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية 142

4502 - عبيد اللّه بن يحيى بن خاقان بن عرطوج أبو الحسن التركي 143

4503 - عبيد اللّه بن يزيد بن أبي مسلم الثقفي 148

4504 - عبيد اللّه بن يزيد بن زفر و يقال عبد اللّه الأحمر البعلبكي 149

4505 - عبيد اللّه بن يسار الأشعري 149

4506 - عبيد اللّه بن يعقوب بن يوسف أبو القاسم الرازي المذكر 149

4507 - عبيد اللّه أبو الحارث الأنصاري 151

4508 - عبيد اللّه المخزومي 151

ذكر من اسمه عبيدة بفتح العين و كسر الباء 4509 - عبيدة بن جماح الغساني 152

4510 - عبيدة بن حسان 152

4511 - عبيدة بن عثمان و يقال عبيدة الثقفي الفقيه 153

4512 - عبيدة بن قيس العقيلي 154

4513 - عبيدة بن أبي المهاجر و يقال ابن المهاجر العكبري 156

4514 - عبيدة الشرعبي الحمصي 160

ذكر من اسمه عبيدة بضم العين 4515 - عبيدة و يقال عبيد بن أسلم 161

4516 - عبيدة بن أشعب الطمع و يقال: عبيدة حجازي مدني 161

4517 - عبيدة بن عبد الرّحمن بن حكيم بن أمية الأوقص الذكواني السلمي 165

ص: 457

ذكر من اسمه عبيد 4518 - عبيد بن أحمد بن عبيد بن سعيد أبو محمّد الرعيني الحمصي الصفار 168

4519 - عبيد و يقال عبيد اللّه بن أوس الغساني 169

4520 - عبيد بن حبان الجيلي 170

4521 - عبيد بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد اللّه بن عبيد بن عويج بن عدي ابن كعب بن لؤي أبو جهم العدوي القرشي، و يقال اسمه عامر 173

4522 - عبيد بن حصين بن جندل بن قطن و يقال ابن حصين بن معاوية بن جندل ابن قطن بن ربيعة بن عبد اللّه بن الحارث بن نمير بن عامر بن صعصعة ابن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ابن عيلان بن مضر أبو جندل النميري المعروف بالراعي 185

4523 - عبيد بن زياد الأوزاعي 193

4524 - عبيد بن سريج أبو يحيى 195

4525 - عبيد بن سرية و يقال بل سارية و يقال ابن شرية الجرهمي 202

4526 - عبيد بن سلمان الكلبي ثم الطابخي 205

4527 - عبيد بن عبد الواحد بن شريك أبو محمّد البغدادي البزار 208

4528 - عبيد بن قائد 220

4529 - عبيد بن القاسم بن صبية، و يقال محمّد بن القاسم ابن صبية أبو طالب المكي مولى بني بكر من كنانة و يقال مولى بني ليث الحجازي المعروف بالأبحر 211

4530 - عبيد بن كعب النميري 211

4531 - عبيد بن محمّد بن يحيى بن حمزة بن واقد الحضرمي البتلهي 213

4532 - عبيد بن الوليد 213

4533 - عبيد بن وهب و يقال عبد اللّه بن وهب، و يقال عبد اللّه بن هانئ أبو عامر الأشعري 214

4534 - عبيد بن يحيى و يقال عبيد بن زياد 224

4535 - عبيد بن يزيد بن عبد اللّه الكربري 224

4536 - عبيد أبو مريم 225

ذكر من اسمه عتاب 4537 - عتّاب بن عتّاب بن سالم بن سليمان النسائي 226

ذكر من اسمه عتبة 4538 - عتبة بن الأخنس البكري 227

ص: 458

4539 - عتبة بن براد والد الوليد بن عتبة 227

4540 - عتبة بن بيان 227

4541 - عتبة بن حاجب 228

4542 - عتبة بن حاجب 228

4542 - عتبة بن أبي حكيم أبو العباس الهمداني الأردني ثم الطبراني 228

4543 - عتبة بن حماد أبو خليد القارئ الحكمي الدمشقي 234

4544 - عتبة بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية الأموي 238

4545 - عتبة بن ربيعة بن بهز حليف بني عصمة 238

4546 - عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب أبو الوليد القرشي العبشمي 238

4547 - عتبة بن أبي السائب 261

4548 - عتبة بن سلامة بن ربيح و يقال: دبيح أبو همام و يقال أبو هشام الأزدي 262

4549 - عتبة بن صخر أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصي أبو الوليد الأموي 262

4550 - عتبة بن العباس بن الوليد بن عتبة أبو الوليد 273

4551 - عتبة بن عبد الرّحمن الحرستاوي 273

4552 - عتبة بن عبد أبو الوليد السلمي صاحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم 275

4553 - عتبة بن عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية الأموي 284

4554 - عتبة بن عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان صخر بن حرب ابن أمية الأموي و يقال له عتبة الأشراف 284

4555 - عتبة بن قيس 285

4556 - عتبة بن معاوية بن عثمان بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي 285

4557 - عتبة بن المنذر العبادي الحمصي 285

4558 - عتبة بن الندر السلمي 281

4559 - عتبة بن هشام بن يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي 290

4560 - عتبة الأعور بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب ابن أمية بن عبد شمس 291

4561 - عتبة أبو أمية الدمشقي 292

4562 - عتبة العابد 294

ذكر من اسمه عتيق 4563 - عتيق بن أحمد بن إبراهيم أبو الحسين الاسكندراني المعروف بابن الكاتب 295

ص: 459

4564 - عتيق بن عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي 295

4565 - عتيق بن علي بن داود بن علي بن يحيى بن عبد اللّه بن إبراهيم أبو بكر التميمي الصقلي الزاهد المعروف بالسمنطاري 296

4566 - عتيق بن عمران بن محمّد أبو بكر الربيعي السبتي 299

4567 - عتيق بن محمّد أبو بكر القرشي المقرئ 300

ذكر من اسمه عتيبة 4568 - عتيبة بن عبد العزى أبي لهب بن عبد المطلب شيبة بن هاشم بن عبد مناف ابن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب أبو واسع الهاشمي 301

4569 - عتيد بن ضرار بن سلامان الكلبي 304

ذكر من اسمه عثمان 4570 - عثمان بن أحمد بن جبر أبو عمرو الفارقي 305

4571 - عثمان بن أحمد بن شنبك أبو سعيد الدينوري وراق خيثمة 306

4572 - عثمان بن أبان بن عثمان بن حرب بن عبد الرّحمن بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية 309

4573 - عثمان بن إبراهيم بن محمّد بن حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب ابن حذافة بن جمح بن عمر بن هصيص بن كعب بن لؤي أبو محمّد الجمحي الحاطبي 310

4574 - عثمان بن إسماعيل بن عمران أبو محمّد الهذلي 318

4575 - عثمان بن أيمن 318

4576 - عثمان بن بزيع و يقال عمر بن بزيع القرشي 319

4577 - عثمان بن أبي بكر بن حمود بن أحمد أبو عمرو السفاقسي المغربي 319

4578 - عثمان بن الحر الكلبي من بني عبد اللّه 321

4579 - عثمان بن الحسن بن نصر أبو عمرو 321

4580 - عثمان بن الحسين بن عبد اللّه بن أحمد أبو الحسين و يقال أبو الحسن البغدادي الخرقي 322

4581 - عثمان بن الحسين بن كيسان أبو الليث النصيبي الفقيه المقرئ 324

4581 - عثمان بن حصن بن عبيدة بن علاق و يقال: عثمان بن عبيدة بن حصن بن علاق و يقال عثمان بن عبد الرّحمن أبو عبد الرّحمن و يقال أبو عبد الله القرشي 324

4583 - عثمان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي أخو مروان بن الحكم 330

ص: 460

4584 - عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب ابن لؤي بن غالب القرشي الأسدي 332

4585 - عثمان بن حيان بن معبد بن شداد بن نعمان بن رياح بن أسعد بن ربيعة ابن عامر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث ابن غطفان بن سعد بن قيس عيلان أبو المغراء المري 338

4586 - عثمان بن خرزاد ابن عبد اللّه بن محمّد 348

4587 - عثمان بن الخطاب بن عبد اللّه بن العوام أبو عمرو البلوي المغربي المعروف بأبي الدنيا الأشج 348

4588 - عثمان بن خلف أبو عمرو الأندلسي 354

4589 - عثمان بن داود الخولاني أخو سليمان بن داود 355

4590 - عثمان بن زفر الجهني 356

4591 - عثمان بن زياد 360

4592 - عثمان بن سعد العذري 360

4593 - عثمان بن سعيد بن أحمد بن البري أبو عمرو القاضي والد صدقة بن عثمان 361

4594 - عثمان بن سعيد بن خالد أبو سعيد الدارمي السجزي 361

4595 - عثمان بن سعيد بن عبيد اللّه بن أحمد بن أبي سفيان ابن فطيس أبو القاسم 366

4596 - عثمان بن سعيد بن محمّد بن بشير أبو بكر الصيداوي 367

4597 - عثمان بن سعيد بن هشام بن عبد الملك بن مروان 368

4598 - عثمان بن سعيد أبو سعيد الدمشقي 368

4599 - عثمان بن سعيد أبو سهل الرازي 369

4600 - عثمان بن سعيد الأسدي 369

4601 - عثمان بن سليمان المدني 369

4602 - عثمان بن سليمان أبو عمرو البغدادي ابن أخت علي بن داود القنطري 370

4603 - عثمان بن أبي سودة 370

4604 - عثمان بن الضحاك و ليس بالحزامي 375

4605 - عثمان بن طلحة بن أبي طلحة عبد اللّه بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار ابن قصي بن كلاب القرشي العبدري 376

4606 - عثمان بن أبي العاتكة، سليمان أبو حفص 391

4607 - عثمان بن عاصم بن حصين و يقال ابن عاصم بن زيد بن كثير بن زيد بن مرة

ص: 461

أبو حصين الأسدي الكوفي 397

4608 - عثمان بن عبد اللّه بن إبراهيم بن محمّد أبو عمرو الطرسوسي الكاتب 418

4609 - عثمان بن عبد اللّه بن أبي جميل أبو سعيد القرشي 420

4610 - عثمان بن عبد اللّه بن محمّد بن خرزاذ أبو عمرو الأنطاكي 421

4611 - عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة الأزدي القاضي 425

4612 - عثمان بن عبد الرّحمن بن مسلم أبو عبد الرّحمن و يقال أبو محمّد و يقال أبو عبد اللّه و يقال أبو هاشم الحراني 430

4613 - عثمان بن عثمان الثقفي 435

4614 - عثمان بن عثمان بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس 437

4615 - عثمان بن عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى ابن قصي بن كلاب القرشي الأسدي 437

4616 - عثمان بن عروة بن محمّد بن عمار بن ياسر أبو اليقظان 422

4617 - عثمان بن عطاء بن ذؤيب بن نويت بن حبيب بن أسد بن عبد العزى ابن قصي القرشي الأسدي المدني 445

4618 - عثمان بن عطاء بن ميسرة أبو مسعود الخراساني 445

الفهرس 453

ص: 462

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.