تاریخ مدینه دمشق المجلد 35

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

دراسة و تحقيق علي شيري

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

ص: 2

الجزء الخامس و الثلاثون

[تتمة حرف العين]

[تتمة من اسمه عبد الرحمن]

[ذكر من اسمه عبد الرحمن و اسم أبيه يبدأ ب] حرف العين

3845 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الحسن أبو القاسم المقرئ الشافعي

سكن مصر.

و حدّث بها عن عبد الوهاب الكلابى.

روى عنه عبد المحسن بن محمّد.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، نا عبد المحسن بن محمّد بن علي، نا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الحسن الدمشقي الشافعي المقرئ - بقراءتي عليه - في الجامع العتيق، و أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن النرسي - بقراءتي عليه - ببغداد، و أبو الحسن علي بن محمود الزّوزني - ببغداد - قالوا: أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد بن موسى بن راشد بن خالد بن يزيد بن سعيد بن عبد اللّه الكلابي(1) المعروف بأخي تبوك في مدينة دمشق، قال أبو القاسم سنة اثنتين(2) و تسعين و ثلاثمائة، ثم اتفقوا، [قال:](3) نا أبو بكر محمّد بن خريم(4) بن محمّد بن عبد الملك بن مروان العقيلي، نا هشام بن عمّار بن نصير(5) بن ميسرة السّلمي، نا مالك بن أنس الأصبحي المدني، حدثني محمّد بن شهاب الزهري، عن أنس بن مالك.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دخل مكة يوم الفتح و على رأسه المغفر.

أخبرناه عاليا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو الحسن علي بن محمود الزّوزني، أنا عبد الوهاب: فذكره.

أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو الفضل بن ناصر الحافظ، قالا: أجاز لنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد اللّه، قال:

ص: 3


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 557/16.
2- بالأصل: اثنين.
3- زيادة عن م.
4- الأصل: «حزيم» كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبت مرّ التعريف به.
5- في م: نصر، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 420/11.

أبو القاسم الدمشقي المقرئ، الرجل الصالح، حدث عن أخي تبوك - يعني توفي سنة ثلاث و أربعين -.

3846 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الحسن ابن أحمد بن عبد الواحد بن محمّد بن أحمد ابن عثمان بن الوليد بن الحكم بن سليمان أبو الحسين بن أبي القاسم بن أبي عبد اللّه السّلمي المعروف بابن أبي الحديد الخطيب

3846 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الحسن ابن أحمد بن عبد الواحد بن محمّد بن أحمد ابن عثمان بن الوليد بن الحكم بن سليمان أبو الحسين بن أبي القاسم بن أبي عبد اللّه السّلمي المعروف بابن أبي الحديد الخطيب(1)

خطيب دمشق المعدل.

سمع جده أبا عبد اللّه، و أبا القاسم بن أبي العلاء، و أبا الفضل بن الفرات.

كتبت عنه.

أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن(2) بن عبد اللّه بن الحسن، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين(3) بن السمسار، أنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن مروان، أنا(4) أبو عبد اللّه أحمد بن إبراهيم القرشي، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء، نا أبي، قال لي ابن مروان: و حدثني الحسن بن علي بن خلف، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا الوليد بن مسلم، و عمرو بن بشر بن السرح.

قالا: نا(5) عبد اللّه بن العلاء بن زبر، حدثني مسلم بن مسلم، قال: سمعت أبا ثعلبة الخشني قال: - و في حديث القرشي يقول: - قلت: يا رسول اللّه أخبرني بما(6) يحل لي و ما يحرم عليّ، قال: فصعّد في البصر و صوّبه و قال: «نوبئته»، فقلت: يا رسول اللّه نوبئته خير أو نوبئته شر؟ قال: «بل نوبئته خير، لا تأكل لحم الحمار الأهلي، و لا ذا ناب من السباع» [7084].

سئل أبو الحسين بن أبي الحديد عن مولده و أنا أسمع فقال: في جمادى الأولى سنة أربع و ستين و أربعمائة(7) ، و كان يقول قبل ذلك أنه ولد سنة اثنتين(8) و ستين، و توفي يوم السبت مستهل جمادى الآخرة سنة ست و أربعين(9) و خمسمائة، و دفن من يومه بعد الظهر في مقبرة باب الصغير.

ص: 4


1- مشيخة ابن عساكر 107 /أ.
2- بالأصل: بن عبد الرحمن.
3- في م: الحسن، تصحيف، و انظر المشيخة 107 /أ، ترجمته في سير أعلام النبلاء 506/17.
4- ما بين الرقمين ليس في م.
5- ما بين الرقمين ليس في م.
6- عن م و بالأصل: ما.
7- ما بين الرقمين سقط من م.
8- بالأصل: اثنين.
9- ما بين الرقمين سقط من م.
3847 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن حنظلة الغسيل الأنصاري

قدم مع أبيه على يزيد بن معاوية، ثم رجع إلى المدينة، مع أبيه و إخوته، فقتل يوم الحرّة.

تقدم ذكر ذلك في ترجمة أخيه الحارث.

3848 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد ابن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية الأموي

كان يسكن قرحتاء(1) ، و كانت لجده خالد بن يزيد بن معاوية.

ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق و غوطتها من بني أمية و ذكر امرأته عبدة بنت(2) عمر بن عبد الرّحمن بن معاوية، و ذكر ابنه معاوية بن عبد الرّحمن محتلم، و ابنته أم حبيب ابنة ست سنين.

3849 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن ربيعة

حدّث عن معروف بن عبد اللّه الخياط، و مروان بن محمّد الطّاطري، و الوليد بن الوليد القلانسيين.

كتب عنه أبو حاتم الرازي.

أخبرنا [(3) أبو الحسين(4) هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلال - شفاها] - أنا(5) أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قال: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال(6):

عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن ربيعة الدمشقي، روى عن معروف بن عبد اللّه الخياط، و مروان بن محمّد، و الوليد بن الوليد العنسي(7).

سمع منه أبي في الرحلة الثانية بدمشق.

ص: 5


1- بالأصل: «فرحتا» و في م بدون إعجام، و الصواب عن معجم البلدان و ضبطت فيه ضبط قلم، من قرى دمشق.
2- الأصل و م: بن.
3- ما بين الرقمين مكانه في م: أخبرنا أبو عبد الخلال شفاها.
4- بالأصل: أبو الحسن، تصحيف، و السند معروف، و في م.
5- في م: قالا: أنا.
6- الجرح و التعديل 256/5.
7- الأصل: «العبسى» و المثبت عن م و الجرح و التعديل.
3850 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الزّبير بن محمّد بن دينار بن مهران أبو بكر الرّهاوي

حدث بدمشق عن أبيه، و عن أبي علي محمّد بن المستنهل البصري.

روى عنه: أبو أحمد بن عدي، و أبو بكر بن المقرئ، و أبو الحسين الرازي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا عبد الرحمن بن عبد اللّه بن الزّبير بن محمّد بن دينار بن مهران أبو بكر الرّهاوي بدمشق، حدثني أبي، حدثني أبي الزبير بن محمّد، نا قتادة بن الفضل(1) الحرشي(2) ، عن إبراهيم بن أبي عبلة قال: سألت أنس بن مالك: كيف أتوضّأ؟ قال: تسألني كيف أتوضّأ، و لا تسألني كيف رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم توضّأ، قلت: نعم، قال: رأيته توضّأ ثلاثا ثلاثا، و قال: «بهذا أمرني ربي عز و جل» [7085].

كذا قال، و صوابه ابن الفضيل(3).

و قد أخبرناه عاليا على الصواب أبو علي الحسن بن أحمد بن المقرئ في كتابه، ثم حدثني أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا محمّد بن غالب بن حبيب الطّرائفي الرّقي، نا الزبير بن محمّد الرّهاوي، نا قتادة بن الفضيل، عن إبراهيم بن أبي عبلة، قال:

سألت أنس بن مالك: كيف رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يتوضّأ؟ فقال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يتوضّأ ثلاثا ثلاثا.

و أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا عبد الرحمن بن عبد اللّه بن الزّبير الرّهاوي، نا أبي(4) عبد اللّه بن الزبير، نا أبي الزبير بن محمّد، نا قتادة بن الفضيل الحرشي، عن إبراهيم بن أبي عبلة قال: سألت أنس بن مالك:

كيف أتوضّأ؟ قال: تسألني كيف أتوضّأ و لا تسألني كيف رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم توضّأ؟ قلت:

نعم، قال: رأيته توضّأ ثلاثا ثلاثا، و قال: «بهذا أمرني ربي عز و جل» [7086].

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد - فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي -

ص: 6


1- كذا بالأصل و هو تصحيف، و الصواب: الفضيل، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 233/15 و سينبه المصنف إلى الصواب في آخر الخبر.
2- الأصل: الجرشي، و الصواب عن م و تهذيب الكمال.
3- في م: الفضل.
4- عن م و بالأصل: ابن.

في تسمية من كتب عنه بدمشق.

أبو بكر عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الزّبير بن محمّد الرّهاوي، سكن دمشق، و افتقد بمكة سنة دخلها القرمطي سنة سبع عشرة و ثلاثمائة، و كانوا أهل بيت علم أبوه وجده، قد روي عنهم الحديث.

3851 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن شاذان أبو محمّد الهمداني

سكن دمشق بقرية السّفليين(1).

و حدّث عن من لم يسم لنا.

كتب عنه أبو الحسين الرازي.

قرأت(2) بخط أبي الحسن فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين(3) الرازي(4) في تسمية من كتب عنه في قرى دمشق.

أبو محمّد عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن شادان الهمداني، سكن دمشق في قرية يقال لها السّفليين، مات في شهر صفر سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة.

3852 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن سابط

تقدم ذكره في حرف السين في آباء من اسمه عبد الرّحمن بن عبد الرّحمن.

3853 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن ابن أبي صعصعة الأنصاري المدني

3853 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن ابن أبي صعصعة الأنصاري المدني(5)

حدّث عن أبيه، و حكى عن عمر بن عبد العزيز.

و غزا القسطنطينية.

روى عنه مالك بن أنس.

ص: 7


1- انظر معجم البلدان (السفليون) و سفل يحصب.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- بالأصل: أبي الحسن، تصحيف.
4- ما بين الرقمين سقط من م.
5- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 256/11 و تهذيب التهذيب 382/3.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو محمّد الصّريفيني(1).

ح و أخبرنا أبو نصر بن الطوسي، أنا أبو(2) الحسين بن النقور، قالا: أنا أبو القاسم بن حبابة.

ح و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المضري(3) ، و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي عاصم بن أبي الفضل، و أبو محمّد عبد السلام بن أحمد بن إسماعيل المقرئ، و أبو عبد اللّه سمرة، و أبو محمّد عبد القادر ابنا جندب بن سمرة، و أبو القاسم منصور بن أبي أحمد بن حبيب، و أبو بكر محمّد بن الموفق بن عبد الصمد، و أبو عدنان عبيد اللّه بن محمّد بن الحارث الحنفي.

قالوا: أنا عبد اللّه محمّد بن عبد العزيز، أنا عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح، قالا: نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا مصعب بن عبد اللّه الزّهري، حدثني مالك، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي صعصعة الأنصاري عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري.

أن رجلا سمع رجلا يقرأ: قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ (4) يرددها - زاد ابن أبي شريح: قال: فلما أصبح أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فذكر له ذلك، و كان الرجل يتقللها، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «و الذي نفسي بيده، إنّها لتعدل ثلث القرآن» [7087].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان(5) ، نا محمّد بن أبي زكير، أنا ابن وهب، حدثني مالك، عن ابن أبي صعصعة أنه كان يحدث عمر بن عبد العزيز عن مغازي القسطنطينية، قال: فيبكي عمر بكاء شديدا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي، قال: و مات ابن أبي صعصعة الأنصاري في خلافة أبي جعفر(6).

ص: 8


1- الأصل: «الصيرفي» تصحيف و الصواب ما أثبت عن م، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 330/18.
2- في م: أبو علي.
3- في م: المصري، تصحيف، انظر المشيخة 199 /أ.
4- سورة الإخلاص، الآية الأولى.
5- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 589/1.
6- تهذيب الكمال 256/11.
3854 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عتبة ابن عبد اللّه بن مسعود الهذلي المسعودي الكوفي

3854 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عتبة ابن عبد اللّه بن مسعود الهذلي المسعودي الكوفي(1)

سمع القاسم بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود، و سلمة بن كهيل، و أبا حصين الأسدي(2) ، و عبد الرّحمن بن الأسود [بن يزيد، و عاصم بن بهدلة، و إبراهيم(3) بن فيروز الشيباني، و إبراهيم السكسكي، و جامع بن شداد](4) و موسى بن عبد اللّه الجهني، و أبا(5) عون محمّد بن عبيد اللّه الثقفي، و محارب بن دثار، و الحكم بن عتيبة، و حبيب بن أبي ثابت(6) ، و مسلم البطين، و معبد بن خالد، و علي بن مدرك، و أشعث بن أبي الشّعثاء، و الوليد بن العيزار، و سماك بن حرب.

روى عنه الثوري، و شعبة، و ابن عيينة، و وكيع، و أبو داود الطّيالسي، و يزيد بن هارون، و أبو(7) نعيم، و روح بن عبادة، و هاشم بن القاسم، و عاصم بن علي، و علي بن الجعد.

و وفد على عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن مسلمة الواسطي، نا يزيد بن هارون، أنا المسعودي حدثني حميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال:

لقد دعوت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على وليمة ليس فيها خبز و لا لحم قال: فقلت: يا أبا حمزة:

فما ذا أكلوا، قال: أتى بنطاع فبسطت، ثم أتى بتمر و سمن، فأكلوا، أ و ليس التمر من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كثير.

ص: 9


1- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 258/11 و تهذيب التهذيب 382/3 و تقريب التهذيب 487/1 و تاريخ بغداد 218/10 و تذكرة الحفاظ 197/1 و ميزان الاعتدال 574/2 و شذرات الذهب 248/1 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 481، و سير أعلام النبلاء 93/7.
2- و هو عثمان بن عاصم بن حصين الأسدي الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 421/12.
3- كذا في م، و في تهذيب الكمال: أبو إسحاق سليمان بن فيروز الشيباني.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م، و انظر أسماء شيوخه في تهذيب الكمال.
5- بالأصل: و أبو.
6- بالأصل: حبيب، تحريف، و الصواب عن م و تهذيب الكمال.
7- بالأصل: «و أبي» و هو الفضل بن دكين، كما في تهذيب الكمال.

- و في نسخة: بسويق بدل سمن -.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الحسن(1) المبارك، عن عبد الجبار بن أحمد، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد الخلاّل، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، قال: قال جدي يعقوب و قد كان المسعودي أتى الشام في زمن عمر بن عبد العزيز يبين ذلك حديث يحدثه أبو المنذر إسماعيل بن عمر، قال: سمعت المسعودي يقول: صلّى بنا عمر بن عبد العزيز و نحن بدير؟؟؟ منا(2) ، و هو من حلب ثمانية عشر ميلا، و من دابق ستة أميال.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قال: أنا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، ثنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدّولابي، نا معاوية بن صالح قال كل واحد منهما:

سمعت يحيى بن معين يقول: و المسعودي عبد الرّحمن بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن(3) بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب القومسي يقول:

و المسعودي اسمه عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عتبة بن عبد اللّه بن مسعود، سمعته من أبي عبد اللّه و علي.

و قال أبو عبد اللّه: قال رجل للمسعودي: أنت من ولد عتبة بن عبد اللّه بن مسعود؟ فغضب و قال: لا بل من ولد عبد اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أبو الحسن اللنباني(4) ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا(5) ، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة السادسة من أهل الكوفة: المسعودي عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عتبة بن عبد اللّه بن مسعود.

ص: 10


1- في م: الحسين.
2- كذا رسمها.
3- في م: أبو الحسين تصحيف.
4- بالأصل: «البناني» و في م: «اللنباني» و كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري.

ح(1) و أخبرنا أبوا(2) الحسن: علي بن أحمد الفقيه، و علي بن الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب(3) ، نا الأزهري و الجوهري، قالا: نا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف الخشاب، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال(4): - زاد ابن البنا:

في الطبقة الخامسة من أهل الكوفة و قالوا: - المسعودي اسمه عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عتبة بن عبد اللّه بن مسعود(5) ، مات ببغداد، و كان ثقة، كثير الحديث إلاّ أنه اختلط في آخر عمره، و رواية المتقدمين عنه صحيحة، و ليس في حديث الخطب عن الجوهري، و رواية المتقدمين عنه صحيحة.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، و أبي الفضل بن ناصر، عن محمّد بن عبد السلام بن محمّد، أنا علي بن محمّد بن خزفة، أنا محمّد بن الحسين، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال:

و عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عتبة بن عبد اللّه بن مسعود الذي يقال له المسعودي نا عنه الفضل بن دكين، نا عبد الرّحمن المسعودي.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال(6):

عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود المسعودي الهذلي الكوفي نسبه المقرئ، سمع القاسم بن عبد الرحمن، و أبا حصين(7) ، سمع منه وكيع و أبو نعيم، قال صدقة: أنا ابن

ص: 11


1- «ح» حرف التحويل، أضيف عن م.
2- بالأصل و م: «أبو» و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
3- تاريخ بغداد 222/10.
4- طبقات ابن سعد 366/6.
5- زيد في تاريخ بغداد: الهذلي.
6- التاريخ الكبير للبخاري 314/1/3.
7- في التاريخ الكبير: «أبا حنمين» و عقب محققه بالحاشية: و أظنه أبا ضمرة لأنه يروي عنه. و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به أول الترجمة.

عيينة قال مسعر: ما أعلم أحدا أعلم بعلم ابن مسعود من المسعودي، قال أحمد: مات سنة سبعين(1) و مائة.

أخبرنا(2) أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلال - شفاها (3)- أخبرنا(4) أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح(5) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قال: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(6) ، قال:

عبد الرّحمن بن عبد اللّه المسعودي - و هو ابن عبد اللّه بن عتبة بن عبد اللّه بن مسعود الهذلي كوفي، روى عن القاسم بن عبد الرّحمن، روى عنه شعبة، و الثوري، و وكيع، و أبو نعيم، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عن الحكم بن عتيبة، و حبيب بن أبي ثابت، و مسلم البطين، و معبد بن خالد، و علي بن مدرك، و أشعث بن أبي الشعثاء، و الوليد بن العيزار، و جامع بن شدّاد، و عبد الرّحمن بن القاسم، و عاصم بن بهدلة، و سماك بن حرب.

أخبرنا أبوا(7) الحسن، قالا: نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب قال(8):

عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عتبة بن عبد اللّه بن مسعود المسعودي الهذلي سمع القاسم بن عبد الرّحمن، و أبا حصين(9) عثمان بن عاصم، و سلمة بن كهيل، و عاصم بن بهدلة، و إبراهيم السكسكي، و أبا إسحاق الشيباني، و جامع بن شدّاد، و موسى الجهني، و أبا عون الثقفي، و عبد الرّحمن بن الأسود، روى عنه سفيان الثوري(10) ، و شعبة، و ابن عيينة، و وكيع، و أبو نعيم، و يزيد بن هارون، و روح بن عبادة(11) ، و أبو داود الطيالسي، و أبو النّضر(12) هاشم بن القاسم، و عاصم بن علي، و علي بن الجعد، و كان المسعودي من أهل

ص: 12


1- كذا بالأصل و م، و في التاريخ الكبير: «سنة ستين». و هذا ما أجمعوا عليه، راجع تهذيب الكمال 262/11.
2- ما بين الرقمين مكانه في م: أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال شفاها.
3- ما بين الرقمين مكانه في م: أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال شفاها.
4- قبلها في م: قالا.
5- «ح» حرف التحويل أضيف عن م.
6- الجرح و التعديل 250/5.
7- الأصل و م: «أبو» و الصواب ما أثبت و السند معروف.
8- تاريخ بغداد 218/10.
9- تاريخ بغداد: «أبا حصن» تصحيف.
10- عن م و تاريخ بغداد و بالأصل: النوائي.
11- بعدها في تاريخ بغداد: «و أبو عبادة».
12- عن تاريخ بغداد، و بالأصل و م: «أبو النصر» تصحيف.

الكوفة، و قدم بغداد، و حدّث بها، و بها كانت وفاته.

[قال:](1) أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خلف الدقاق، نا عمر بن محمّد الجوهري، نا أبو بكر الأثرم، قال: و سمعت أبا عبد اللّه يسأل عن أبي عميس، و المسعودي عبد الرّحمن أيهما أحبّ إليك ؟ قال: كلاهما ثقة، المسعودي عبد الرّحمن أكثرهما حديثا، ثم قال: حديث عبد الرّحمن كثير، قلت: هو أخوه ؟ قال: نعم، هو أخوه، قلت له: هما من ولد عبد اللّه بن مسعود أو من ولد عتبة ؟ فقال: هما من ولد عبد اللّه بن مسعود، قال أبو عبد اللّه: و أبو العميس عتبة بن عبد اللّه بن عتبة بن عبد اللّه بن مسعود، و قيل لأبي عبد اللّه: ابن عتبة بن مسعود أو ابن عتبة بن عبد اللّه بن مسعود، فقال: ابن عتبة بن عبد اللّه بن مسعود، قال أبو عبد اللّه: قال إنسان للمسعودي: إنّك من ولد عتبة بن مسعود؟ فغضب و قال: لا، أنا من ولد عبد اللّه بن مسعود، قلت لأبي عبد اللّه: من حدّثك بهذا؟ فقال: سمعته و لا أدري ممّن.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو بكر بن زنجويه، نا الحميدي، عن سفيان.

ح و أخبرنا أبوا(2) الحسن: علي بن أحمد، و علي بن الحسن، نا - و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب(3).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان، قال: قال مسعر: ليس أحد أعلم بحديث ابن مسعود من المسعودي.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب.

أنا البرقاني، قال: قرئ على أبي الحسين المظفر و أنا أسمع، حدثكم عمر بن أحمد بن إبراهيم بن منصور، نا أحمد بن سعد بن إبراهيم، أنا مثنى بن معاذ العنبري، أنا أبي، قال: رأيت شعبة ببغداد يسأل عن منزل المسعودي، قلت: يا أبا بسطام ما تريد منه ؟ قال: أريد أن أسأله عن حديث أبي فاختة.

ص: 13


1- الزيادة للإيضاح و القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 220/10 و بعضه في تهذيب الكمال 259/11.
2- الأصل و م: أبو.
3- تاريخ بغداد 219/10-220.

أخبرنا أبوا(1) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب(2).

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون.

قالا(3): أنا أبو محمّد بن عمر بن بكير المقرئ، أنا عثمان بن أحمد(4) المجاشعي، نا هيثم بن خلف الدوري، نا محمود بن غيلان، نا أبو داود قال: وقع رجل في المسعودي عند شعبة، فقال: اسكت فإنه صدوق.

أخبرنا بها عالية أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا محمود بن غيلان، نا أبو داود قال:

وقع رجل عند شعبة في المسعودي، فقال: اسكت فإنه صدوق.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا عبد الواحد بن(5) عثمان، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل بن إسحاق، قال: سمعت علي بن المديني قال: و سمعت معاذ بن معاذ قال:

قدم علينا المسعودي في بيعة - يعني المهدي - قال: فقلت لشعبة: تنهانا عن الحسن بن عمارة و تأمرنا بالمسعودي و قد قدم فيما قدم، فقال: أنت هاهنا بعد يعني كأنه للحديث و البيت.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال: قرأت في كتاب علي بن المديني، سمعت معاذ بن معاذ قال: قلت لشعبة: تنهى الناس عن الحسن بن عمارة و تأمرنا بالمسعودي و قد قدم في البيعة مرتين، قال: أنت هاهنا بعد، قال معاذ: و قدم علينا المسعودي يملي علينا إملاء ثم لقيته ببغداد سنة أربع و خمسين، و ما أنكر منه قليلا و لا كثيرا، و جعل يملي عليّ، ثم ذكر بعد ذلك شيئا أنكره على المسعودي.

أنا(6) أبوا(7) الحسن، قالا(8): نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب(9).

ص: 14


1- بالأصل: «أبو الحسن بن دحون» و في م: «أخبرنا أبو الحسين» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
2- تاريخ بغداد 219/10.
3- عن م و بالأصل: قال.
4- «بن أحمد» ليس في تاريخ بغداد.
5- في م: عبد الواحد بن محمد بن عثمان.
6- في م: أخبرنا.
7- بالأصل و م: «أبو» و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
8- ما بين الرقمين سقط من م.
9- تاريخ بغداد 220/10.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا(1): أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان(2) ، قال: سئل أحمد بن محمّد بن حنبل: المسعودي أحب إليك أو أبو عميس ؟ قال:

ما فيهما.

أخبرنا أبوا(3) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب(4) ، أنا البرقاني، أنا الحسن بن علي التميمي، نا يعقوب بن إسحاق أبو(5) عوانة الأسفرايني، نا الميموني، قال: قال أبو عبد اللّه: المسعودي صالح الحديث، و من أخذ عنه أولا فهو صالح الأخذ.

أخبرنا أبو(6) الحسين الأبرقوهي - إذنا - و(7) أبو عبد اللّه الخلال - شفاها (8)- أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(9).

نا علي بن(10) طاهر فيما كتب إليّ، نا الأثرم، قال: سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن حنبل يسأل عن المسعودي، فقال: ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا [أبو](11) القاسم البغوي، نا أحمد بن زهير، قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

المسعودي ثقة.

أخبرنا أبوا(12) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر(13) ، أنا الصّيمري، نا علي بن الحسن الرازي.

ص: 15


1- الأصل: قال.
2- بعدها في تاريخ بغداد: حدثنا الفضل يعني ابن زياد.
3- بالأصل و م: أبو، تصحيف، و الصواب ما أثبت.
4- تاريخ بغداد 220/10.
5- «أبو و جزء من «عوانة» غير ظاهر بالأصل من سوء التصوير، و الصواب عن م و تاريخ بغداد.
6- ما بين الرقمين ليس في م.
7- ما بين الرقمين ليس في م.
8- بعدها في م: قال.
9- الجرح و التعديل 251/5.
10- كذا بالأصل و م، و في الجرح و التعديل: علي بن أبي طاهر.
11- الزيادة عن م.
12- الأصل و م: «أبو» و السند معروف.
13- تاريخ بغداد 221/10.

ح و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا(1) البنّا قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن بيري - إجازة -.

ح و قرأنا على أبي(2) عبد اللّه بن البنّا، و أبي الفضل بن ناصر، عن محمّد بن عبد السلام بن محمّد، أنا علي بن محمّد بن خزفة.

قالوا: أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا أحمد بن زهير، قال: سئل يحيى بن معين عن المسعودي فقال: ثقة.

أخبرنا أبو الحسن(3) بن قبيس، و أبو القاسم الواسطي، و أبو الحسن(4) بن سعيد، قالوا: نا (5)- و أبو النجم الشّيحي، أنا - أبو بكر الخطيب(6) ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس(7) يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي أبا سعيد يقول: قلت ليحيى بن معين: فالمسعودي كيف حديثه ؟ قال(8): هو ثقة، قلت: هو أحبّ إليك أو مسعر؟ فقال: ثقة، و ثقة.

قال أبو سعيد: مسعر؟ أتقن من المسعودي، و المسعودي ثقة.

أخبرنا أبوا(9) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب(10) ، أخبرني أحمد بن عبد اللّه الأنماطي، نا محمّد بن المظفر، أنا علي بن أحمد بن سليمان المصري، نا أحمد بن سعد بن أبي مريم، قال: و سألته - يعني يحيى بن معين - عن المسعودي فقال: ثقة يكتب حديثه، قال يحيى: من سمع(11). من المسعودي في زمان أبي جعفر فهو صحيح السماع، و من سمع منه في زمان المهدي فليس بشيء.

قال(12): و أنا ابن رزق، أنا هبة اللّه بن محمّد بن حبش الفراء، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: سمعت يحيى بن معين، و محمّد بن عبدوس يسأله عن المسعودي، فقال:

كان ثقة، و كان يغلط فيما يحدث عن عاصم بن بهدلة، و سلمة، و كان(13) صحيح الرواية فيما حدث به عن القاسم، و معن.

ص: 16


1- بالأصل: «أنبأنا» و الصواب عن م.
2- سقطت من م.
3- في م: «الحسين» في الموضعين تصحيف.
4- في م: «الحسين» في الموضعين تصحيف.
5- الأصل: «أنا» و المثبت عن م.
6- تاريخ بغداد 221/10.
7- بعدها في تاريخ بغداد: الطرائفي.
8- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: فقال.
9- الأصل و م: «أبو» و السند معروف.
10- تاريخ بغداد 221/10.
11- عن م و تاريخ بغداد، و بالأصل: سمعه.
12- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 221/10.
13- في تاريخ بغداد: و يصحح ما روى عن القاسم و معن.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية بن الغلاّبي، نا أبي، قال: قال: أبو زكريا المسعودي ثقة، و يغلط في حديث عاصم بن بهدلة، و سلمة بن كهيل(1) ، و يصح ما روى عن القاسم، و معن.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، أنا أبو جعفر العقيلي(2) ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: سمعت يحيى بن معين يسأل عن المسعودي، فقال: كان ثقة، و كان يغلط فيما يحدّث عن عاصم بن بهدلة، و سلمة - يعني: بن كهيل - و كان صحيح الرواية فيما يحدث عن القاسم و معن(3).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: المسعودي ثقة و لكنه كان يغلط إذا حدث عن عاصم و سلمة بن كهيل، و كان حديثه صحيح عن القاسم، و معن، ابني عبد الرّحمن.

قرأت على أبي الفتح الفقيه، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنا عبد الباقي بن عبد الكريم، أنا عبد الرّحمن(4) بن أحمد، نا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، حدثني عبد اللّه بن شعيب، قال: قرأ عليّ يحيى بن معين: المسعودي ثقة، و قد كان يغلط فيما يروى عن عاصم و سلمة، و الأعمش، و الصفار، يخطئ في ذلك، و يصحح له ما روى عن القاسم، و معن و شيوخه الكبار(5).

أخبرنا أبوا(6) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب(7) ، أنا السكري، أنا الشافعي، نا جعفر بن(8) الأزهر، نا ابن الغلاّبي، عن يحيى بن معين قال:

المسعودي ثقة، و يغلط في حديث عاصم بن بهدلة، و سلمة بن كهيل، و يصح(9) ما روى عن القاسم و معن.

ص: 17


1- في م: و سلمة بن يحيى صالح.
2- الضعفاء الكبير للعقيلي 337/2.
3- بالأصل و م: «القاسم بن معن» و الصواب عن العقيلي.
4- في م: عبد الرحمن بن عمر بن أحمد.
5- «و شيوخه الكبار» مطموسة بالأصل و المثبت عن م.
6- الأصل: «أبو» و الصواب ما أثبت، و السند معروف، و اللفظة سقطت من م.
7- تاريخ بغداد 221/10.
8- في تاريخ بغداد: جعفر بن محمد بن الأزهر.
9- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: و يصحح.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا(1): أنا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد(2) ، قال:

سمعت يحيى بن معين يقول: المسعودي أحاديثه(3) عن الأعمش مقلوبة، و عن عبد الملك أيضا، و أحاديثه(4) عن عون، و عن القاسم صحاح، و أما عن أبي حصين، و عاصم ليس بشيء إنّما أحاديثه الصحاح عن القاسم، و عن عون.

أخبرنا أبو(5) الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و(6) أبو عبد اللّه الخلال - شفاها - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال(7):

ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين قال: المسعودي صالح.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب(8) ،(9) ، أخبرني علي بن محمّد المالكي، أنا عبد اللّه بن عثمان الصفار، أنا محمّد بن عمران الصّيرفي، نا عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه المديني، قال: و سألته - يعني أباه - عن المسعودي، فقال: ثقة، و قد كان يغلط فيما روى عن عاصم بن بهدلة، و يصحح فيما روى عن القاسم و معن.

أخبرنا أبوا(10) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب(11) ، أنا حمزة بن محمّد بن طاهر.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: نا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر - زاد ابن الطيوري: و ابن عمه محمّد بن السحن.

قالوا: أنا الوليد بن بكر، نا علي بن أحمد بن زكريا، نا صالح بن أحمد بن عبد اللّه

ص: 18


1- عن م و بالأصل: قال.
2- الخبر من طريق عباس الدوري نقله المزي في تهذيب الكمال 260/11.
3- عن تهذيب الكمال و بالأصل و م: حديثه.
4- عن تهذيب الكمال و بالأصل و م: حديثه.
5- ما بين الرقمين ليس في م.
6- ما بين الرقمين ليس في م.
7- الجرح و التعديل 251/5.
8- تاريخ بغداد 220/10.
9- بعدها بالأصل: «أخبرني الخطيب» مقحمة، حذفناها.
10- بالأصل و م: «أبو» تحريف، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
11- تاريخ بغداد 222/10.

العجلي، حدثني أبي قال(1): و عبد الرّحمن المسعودي كوفي ثقة، إلا أنه تغير بأخرة، و من(2) سمع منه قديما فهو أصلح.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب(3) ، أنا البرقاني، أنا ابن خميرويه الهروي، أنا الحسين بن إدريس، قال: قال ابن عمار: المسعودي من قبل أن يختلط كان ثبتا، و من سمع منه ببغداد فسماعه ضعيف.

أخبرنا أبوا(4) الحسن، قالا: نا (5)- و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب(6).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و أبو طاهر أحمد بن محمّد بن إبراهيم، و علي بن محمّد بن محمّد الخطيب الأنباري.

قالوا: أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثني جدي قال: و المسعودي ثقة، صدوق، و قد كان تغير بأخرة.

أخبرنا أبو(7) الحسين الأبرقوهي - إذنا - و(8) أبو عبد اللّه الخلال - شفاها (9)- أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال(10):

سألت أبي عن المسعودي فقال: تغير بأخرة قبل موته بسنة أو سنتين، و كان أعلم بحديث ابن مسعود من أهل زمانه.

أخبرنا أبوا(11) الحسن، قالا(12): نا - و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب(13) ، أنا علي بن

ص: 19


1- ثقات العجلي ص 294.
2- قوله: و من سمع منه قديما فهو أصلح، ليس في تاريخ الثقات.
3- تاريخ بغداد 221/10-222.
4- الأصل و م: أبو، و الصواب ما أثبت و السند معروف.
5- عن م و بالأصل: أنا.
6- تاريخ بغداد 222/10.
7- ما بين الرقمين ليس في م.
8- ما بين الرقمين ليس في م.
9- بعدها في م: قالا.
10- الجرح و التعديل 251/5-252.
11- الأصل و م: أبو، و الصواب ما أثبت و السند معروف.
12- بالأصل: «قال: أنا» و الصواب عن م.
13- تاريخ بغداد 222/10.

طلحة المقرئ، نا محمّد بن إبراهيم القارئ(1) ، نا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي(2) ، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش، قال: المسعودي صدوق، اختلط بأخرة.

قال(3): و أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، و علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدل، قالا: أنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل(4) ، قال:

سمعت أبي يقول: سماع وكيع من المسعودي بالكوفة قديم، و أبو نعيم أيضا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشّامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، أنا أبو جعفر العقيلي(5) ، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال:

سمعت أبي يقول: كل من سمع من المسعودي بالكوفة مثل وكيع، و أبي نعيم، و أما يزيد بن هارون، و حجاج و من سمع منه ببغداد، في الاختلاط إلاّ من سمع بالكوفة.

أخبرنا أبوا(6) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب(7) ، أنا ابن رزق.

ح و أنا أبو المظفر القشيري، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، قالا: أبو الحسين بن بشران.

قالا: أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا حنبل بن إسحاق، قال: سمعت أبا عبد اللّه أحمد يقول: سماع عاصم و أبي النّضر و هؤلاء من المسعودي بعد ما اختلط، إلاّ أنهم احتملوا السماع منه فسمعوا.

أخبرنا أبو [(8) الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو] عبد اللّه الخلال - شفاها (9)- أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(10).

ص: 20


1- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: الغازي.
2- الأصل و م: الكرخي.
3- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 218/10.
4- «بن حنبل» ليس في تاريخ بغداد.
5- الضعفاء الكبير للعقيلي 337/2.
6- الأصل و م: أبو، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
7- تاريخ بغداد 220/10.
8- ما بين الرقمين ليس في م.
9- بعدها في م: قالا.
10- الجرح و التعديل 251/5.

نا علي بن الحسين بن الجنيد، قال: سمعت ابن نمير يقول: المسعودي كان ثقة، فلما كان بأخرة اختلط، سمع منه عبد الرّحمن بن مهدي، و يزيد بن هارون أحاديث مختلطة، و ما روى عنه الشيوخ فهو مستقيم.

أخبرنا أبوا(1) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب(2) ، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن علي السّوذرجاني، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن الحسن بن علي بن بحر.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، نا محمّد بن عمرو بن موسى(3) ، نا محمّد بن عيسى.

قالا: نا عمرو بن علي، قال: سمعت يحيى يقول: رأيت المسعودي سنة رآه عبد الرّحمن - زاد الأنماطي: ابن مهدي - فلم أكلّمه.

قال: و نا مرو بن علي قال: سمعت معاذ بن معاذ يقول: رأيت المسعودي سنة أربع و خمسين يطالع الكتاب - يعني أنه قد تغير حفظه.

أنا(4) أبو البركات، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسن، أنا يوسف(5) ، نا محمّد بن عمرو(6) ، نا محمّد بن عيسى، نا صالح، نا علي قال: سمعت معاذ بن معاذ قال: قدم علينا المسعودي قدمتين البصرة، يملي علينا إملاء، قال: ثم لقيت المسعودي ببغداد سنة أربع و خمسين، و ما أنكر منه قليلا و لا كثيرا، فجعل يملي عليّ، ثم أذن لي في بيته، و معي عبد اللّه بن عثمان، ما ننكر منه قليلا و لا كثيرا، قال: ثم قدمت عليه قدمة أخرى مع عبد اللّه(7) بن حسن، فقلت لمعاذ: سنة كم ؟ قال: سنة إحدى و ستين، فقال يحيى بن سعيد لمعاذ و هو إلى جنبه:

خرجت قبل أن يقدم سفيان ؟.

فقال معاذ: قبل سفيان بسنة، أو نحو ذلك، فقالوا: دخل عليه فذهب ببعض متاعه، فأنكروه لذلك، قال معاذ: فتلقانا يوما، فسألته عن حديث القاسم فأنكره، و قال: ليس من حديثي، قال: ثم رأيت رجلا جاءني بكتاب عمرو بن مرة، عن إبراهيم فقال: كيف هو، في

ص: 21


1- الأصل و م، «أبو» و السند معروف.
2- تاريخ بغداد 219/10.
3- الضعفاء الكبير للعقيلي 336/2.
4- في م: أخبرنا.
5- عن م و بالأصل: أبو يوسف.
6- الخبر في كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 336/2.
7- كذا بالأصل و م، و في الضعفاء الكبير: عبيد بن حسن.

كتابك ؟ قال: عن علقمة، قال: و جعل يلاحظ كتابه، قال معاذ: فقلت له: إنك إنما حدثتناه عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم، عن عبد اللّه ؟ قال: فهو عن علقمة، قال يحيى بن سعيد و هو إلى جنب معاذ، و ذلك في صفر سنة تسعين و مائة: آخر ما لقيت المسعودي في سنة سبع أو ثمان و أربعين، ثم لقيته بمكة سنة ثمان و خمسين، و كان عبد اللّه بن عثمان ذاك العام معي، و عبد الرحمن بن مهدي، قال يحيى: فلم يسأله عن شيء.

أخبرنا أبوا(1) الحسن، قالا: ثنا (2)- و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب(3) ، أنا أحمد بن أبي جعفر، أنا محمّد بن عدي البصري في كتابه، نا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري، قال: سمعت أبا داود يقول: خرج المسعودي فرأى جماعة فقال: أنا أريد أن أحدّث هؤلاء كلهم يجيء واحد واحد فاقرأ عليه.

قال أبو داود: و قد روى شعبة عن المسعودي، و روى عنه سفيان الثوري.

قال(4): و أنا أبو القاسم السّوذرجاني، نا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن الحسن بن علي بن بحر، نا أبو حفص الفلاّس، قال: و سمعت أبا قتيبة يقول: رأيت المسعودي سنة ثلاث و خمسين، و كتبت عنه و هو صحيح، ثم رأيته سنة سبع و خمسين و الذر يدخل في أذنه، و أبو داود يكتب عنه، فقلت له: أ تطمع أن تحدث عنه و أنا حي ؟.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلال - شفاها - قالا:

أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(5) ، [قال](6) نا أحمد بن سنان الواسطي، قال: سمعت الوليد بن أبان الكرابيسي يذكر عن أبي النّضر هاشم بن القاسم قال: إنّي لأعرف اليوم الذي اختلط فيه المسعودي، كنا عنده و هو يعزّى في ابن له، إذ جاءه إنسان فقال له: إنّ غلامك أخذ عشرة ألف من مالك و هرب، ففزع و قام فدخل إلى منزله ثم خرج إلينا و قد اختلط، رأينا فيه الاختلاط.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشّامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا

ص: 22


1- الأصل و م: «أبو» و السند معروف.
2- عن م و بالأصل: أنا.
3- تاريخ بغداد 219/10.
4- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 219/10.
5- الجرح و التعديل 251/5.
6- الزيادة عن م.

يوسف بن أحمد بن يوسف، أنا أبو جعفر العقيلي(1) ، نا محمّد بن عيسى، نا محمّد بن عمران بن زياد الضّبي، قال: قال أبو نعيم: و سألته عن حديث عن المسعودي فقال: لو رأيت رجلا عليه قباء أسود و شاشية و في وسطه خنجر كنت تكتب عنه ؟ ثم قال: رأيت المسعودي هكذا، و مكتوب بين كتفيه بياض: فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّٰهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (2).

أخبرنا أبو(3) الحسين هبة اللّه بن السحن - إذنا - و(4) أبو عبد اللّه الخلال - شفاها (5)- أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(6) ، أنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي(7) ، قال: قال لي أبو نعيم: لو رأيت رجلا في قباء سواد و شاشية و في وسطه خنجر، و لا أعلمه إلاّ قال مكتوب بين كتفيه ببياض فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّٰهُ كنت تكتب عنه ؟ قلت: لا، قال: فقد رأيت المسعودي في هذه الحال، قال أبو محمّد: هذا بعد الاختلاط.

حدثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر - لفظا - و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - قراءة - قالا: أنا أبو المعالي محمّد بن عبد السلام في كتابه، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن خزفة (8)- قراءة عليه - نا محمّد بن الحسن، نا ابن أبي خيثمة قال: و أخبرني سليمان بن أبي شيخ، قال:

كان المسعودي ببغداد، فكتب إليه أبو سعيد الراي(9) كتابا يعظه فيه و يوبخه، فقال: ما لأبي سعيد جزاء إلاّ أن يضرب كتابه، يا غلام هات السوط، اضرب هذا الكتاب سبعين سوطا فضربه بالسوط حتى قطعه.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد الباقي بن عبد الكريم، أنا عبد الرّحمن بن عمر، نا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدثني جدي يعقوب، حدثني محمّد بن عمر، عن يحيى بن معين قال: قال أبو النّضر: إن

ص: 23


1- الخبر في الضعفاء الكبير للعقيلي 336/2.
2- سورة البقرة، الآية: 137.
3- ما بين الرقمين ليس في م.
4- ما بين الرقمين ليس في م.
5- بعدها في م: قالا.
6- الجرح و التعديل 251/5.
7- كذا بالأصل و م، و في الجرح و التعديل: الأزدي.
8- بالأصل: «حزفة» و في م: «حرفه» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت و ضبط، و مرّ التعريف به.
9- كذا رسمها بالأصل و م ؟.

المسعودي وقع ابنه في بئر فتكسر فيها، فخرج، فمات، فاختلط حين رآه.

أخبرنا أبوا(1) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب(2).

ح و أنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال(3): قال سليمان بن حرب: و مات المسعودي سنة ستين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا عبيد اللّه بن محمّد، نا إبراهيم بن هانئ، عن أحمد بن حنبل، قال: توفي المسعودي سنة ستين.

أخبرنا أبوا(4) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب(5) ، أنا ابن رزق.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الفضل بن البقّال، قالوا: أخبرنا أبو الحسين بن بشران، قالا: أنا عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، حدثني أبو عبد اللّه، قال: و مات المسعودي سنة ستين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة ستين و مائة فيها مات المسعودي، و اسمه عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عتبة بن عبد اللّه بن مسعود(6).

3855 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عثمان ابن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد...

3855 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عثمان ابن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد(7) بن تيم ابن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك أبو محمّد - و يقال: أبو عبد اللّه - و يقال:

أبو عثمان - ابن أبي بكر الصدّيق التيمي(8)

له صحبة.

ص: 24


1- الأصل و م: «أبو» و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
2- تاريخ بغداد 222/10.
3- المعرفة و التاريخ 148/1.
4- الأصل و م: أبو.
5- تاريخ بغداد 222/10.
6- تهذيب الكمال 262/11 و سير أعلام النبلاء 95/7.
7- في م: سعيد، تصحيف.
8- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 112/11 و تهذيب التهذيب 343/3 و سير أعلام النبلاء 471/2 و العبر 58/1 و الاستيعاب 401/2 (هامش الإصابة) و شذرات الذهب 59/1 و الإصابة 407/2 و أسد الغابة 362/3 و الوافي بالوفيات 160/18 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 41-60) ص 265 و انظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمته.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.

روى عنه: أبو عثمان النّهدي، و عمرو بن أوس، و القاسم بن محمّد، و أبو ثور الفهمي، و ابن أبي مليكة، و عبد اللّه بن كعب، و موسى بن وردان، و ميمون بن مهران، و ابنته حفصة بنت عبد الرّحمن، و عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و شريح بن الحارث القاضي و قدم الشام قبل الفتح و رأى ابنة الجودي ببصرى، ثم دخل الشام بعد الفتح.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن الحصين، أنا أبو طالب محمّد بن محمّد بن إبراهيم، أنا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم، نا محمّد بن سليمان الواسطي، نا عارم بن الفضل أبو النعمان السّدوسي، نا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، نا أبو عثمان أنه حدثه عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق.

أن أصحاب الصّفّة كانوا أناسا فقراء و أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: «من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث، و إن(1) كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس و سادس» أو كما قال، و أن أبا بكر جاء بثلاثة نفر، و انطلق نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعشرة، و كنت أنا و أبي و أمي و لا أدري لعله قال:

امرأتي، و خادمي بين بيتنا و بيت أبي بكر، و إن أبا بكر تعشى عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم لبث حتى صلّى العشاء، ثم رجع، فلبث حتى نعس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء اللّه، قالت امرأته: ما حبسك ؟ قد حبست عن أضيافك - أو قالت: ضيفك - قال: أ و ما عشيتموهم ؟ قالت: لا، أبوا إلاّ انتظارك حتى تجيء، قال: فعرضوا عليهم فغلبوهم قال:

فذهبت فاختبأت، فقال لي أبو بكر: يا غتثر(2) فجئت قال: فجدّع و سب و قال: كلوا هنيئا(3) لا أطعمه أبدا، قال: فأكلنا، قال: فو اللّه ما كنا نأخذ لقمة إلاّ ربا من أسفلها أكثر منها، قال:

فشبعوا، و صارت أكثر مما كانت قبل ذلك، فنظر إليها أبو بكر فإذا هي كما هي أو أكثر، فقال لامرأته: يا أخت بني فراس ما هذا؟ قالت: لا و قرّة عيني، ألا و هي الآن أكثر منها ثلاث مرات، فأكل منها أبو بكر ثم قال: إنّما كان ذلك من الشيطان يعني يمينه، فأكل منها لقمة ثم

ص: 25


1- في صحيح مسلم رقم 2057 كتاب الأشربة: و من كان.
2- كذا بالأصل، و غنثر: الجاهل، و في م: عنبر.
3- كذا بالأصل و م، و في صحيح مسلم: كلوا لا هنيئا.

حملها إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأصبحت - يعني عنده - قال: و بينه و بين قوم عقد فمضى الأجل، فعرّفنا(1) فإذا هم اثنا عشر رجلا، مع كل واحد منهم أناس، اللّه أعلم بهم كثرة(2) ، إلا أنها بقيت معهم بقية من ذلك الطعام(3) ، فأكلوا منها أجمعون، أو كما قال.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن المبارك بن علي الأنصاري، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عمرو الناقد، و محمّد بن عباد، قالا: نا سفيان.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السلام، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا عبد اللّه بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو علي الحسن بن محمّد بن أحمد السنجبستي(4) الطوسي بنيسابور، و أبو منصور محمّد بن إسماعيل بن سعيد بن علي اليعقوبي(5) ، و أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المضري - بهراة - و القاضي أبو نصر زهير بن علي بن زهير بن الحسن، قالوا: أنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عفيف بن علي البوشنجي بها، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن يحيى الأنصاري، أنا أبو القاسم عبد اللّه(6) بن محمّد - ببغداد - نا عمرو بن محمّد الناقد، و سريج(7) بن يونس، و ابن عباد، و ابن المقرئ، قالوا:

نا سفيان، عن عمرو بن دينار، أخبرني عمرو بن أوس - زاد ابن سريج(8): الثقفي - أخبرني عبد الرّحمن بن أبي بكر، قال: أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن أردف عائشة، فأعمّرها من التنعيم(9) - زاد ابن حبابة و ابن أبي سريج(10) عن البغوي قال عمرو الناقد: قال ابن عيينة: كان شعبة يعجبه مثل هذا الإسناد - يعني أخبرني - قال: أخبرني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسن بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدثني عمي، عن الزهري، قال:

ص: 26


1- بالأصل و م: «فعرضنا» و المثبت عن صحيح مسلم. أي جعلناهم عرفاء نقباء.
2- صحيح مسلم: اللّه أعلم كم مع كل رجل.
3- صحيح مسلم: إلاّ أنه بعث معهم.
4- المشيخة 45 /ب.
5- المشيخة 178 /ب.
6- مشطوبة بالأصل بخط أفقي. و اللفظة واضحة في م.
7- الأصل و م: و شريح، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 59/7.
8- الأصل: «ابن أبي شريح» و في م: «ابن شريح» و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة.
9- التنعيم موضع بين مكة و سرف على فرسخين من مكة.
10- الأصل: «ابن أبي شريح» و في م: «ابن شريح» و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة.

عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق، كان اسمه عبد العزّى، فسماه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد الرّحمن.

قال عبد اللّه: و قال ابن سعد: عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عثمان بن(1) عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، يكنى أبا عبد اللّه.

و قال: و أنا [عبد اللّه](2) حدثني أحمد بن زهير، أخبرني مصعب، قال(3):

عبد الرّحمن بن أبي بكر أسنّ ولد أبي بكر، و قد صحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و كان يختلف إلى الشام في تجارة قريش في الجاهلية، فرأى هناك امرأة يقال لها ابنة الجودي من غسان و كان يهذي بها، و يذكرها في شعره.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال في تسمية ولد أبي بكر(4) قال:

و عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق، و عائشة أم المؤمنين ابنة أبي بكر الصدّيق زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم.

قال: و نا الزبير، قال: قال عمي مصعب بن عبد اللّه(5): أمّهما أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتّاب بن أذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة.

و قال إبراهيم بن موسى بن صديق: أمّهما أم رومان بنت عمير بن عبد مناف بن دهمان بن غنم بن مالك بن كنانة.

و قال محمّد بن عبد الرّحمن المرواني: أم رومان بنت عامر بن عويمر بن أذينة بن سبيع بن الحارث بن دهمان بن غنم بن مالك بن كنانة بن خزيمة.

قال الزبير: و صحب عبد الرّحمن النبي صلى اللّه عليه و سلم و العدد(6) في ولده، و يقال: كان اسم عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق عبد العزّى، فأسماه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر، و أبو الفضل الباقلانيان.

ح و أنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر، قال: أنا محمّد بن الحسن الأصبهاني،

ص: 27


1- بالأصل: أنا.
2- زيادة عن م للإيضاح.
3- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 276.
4- نسب قريش للمصعب ص 275 و 276.
5- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 276.
6- كذا بالأصل و م، و في نسب قريش: و العقب.

أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط قال(1):

عبد الرّحمن بن أبي بكر، أمّه أم رومان بنت الحارث بن الحويرث من بني فراس بن غنم بن كنانة بن خزيمة، و يقال: أمّه بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتّاب بن أذينة بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة، يكنى أبا محمّد، مات سنة ثلاث و خمسين، شهد الجمل مع عائشة، و قدم على ابن عامر البصرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده أخبرنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا(2) ، نا محمّد بن سعد، قال:

عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق، و يكنى أبا عبد اللّه، أسلم في هدنة الحديبية، و مات سنة ثلاث(3) و خمسين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن(4) بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال: في الطبقة الثالثة(5):

عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق، و اسمه عبد اللّه بن أبي قحافة، و اسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، و أمّه أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتّاب بن أذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة.

قال محمّد بن سعد: و سمعت من ينسبها إلى غير هذا النسب، فيقول: أم رومان بنت عامر بن عميرة بن ذهل بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة، و لم يزل عبد الرّحمن بن أبي بكر على دين قومه، و شهد بدرا مع المشركين، و دعا إلى المبارزة، فقام إليه أبو بكر الصدّيق ليبارزه فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «متّعنا بنفسك» [7088]، ثم أسلم عبد الرّحمن بن أبي بكر في هدنة الحديبية، و هاجر إلى المدينة، و أطعمه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بخيبر أربعين وسقا، و كان عبد الرّحمن يكنى أبا عبد اللّه، و مات سنة ثلاث و خمسين في خلافة

ص: 28


1- طبقات خليفة بن خياط ص 48 رقم 91.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- في م: «ثلاث و مائة و خمسين» و اللفظتان الأخيرتان فوقهما علامتا تقديم و تأخير. و على كلّ حال فهو خطأ، و قوله: «و مائة» مقحمة.
4- في م: الحسين، تصحيف.
5- ليس له ترجمة في الطبقات الكبرى المطبوع، فهو ضمن تراجم أهل المدينة المفقودة من الطبقات الكبرى المطبوع.

معاوية بن أبي سفيان بعد سعد بن أبي وقّاص:

كتب إليّ أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي، قال:

و من بني تيم بن مرة بن كعب بن لؤي من غير أهل بدر: عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق، و أمّه أم رومان بنت عبد بن دهمان بن كنانة، و هو أخو عائشة لأبيها و أمّها و توفي قبل عائشة بيسير، و كانت وفاة عائشة سنة ثمان و خمسين في رمضان، و كانت وفاة عبد الرّحمن بالحبشي(1) من مكة على بريد.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين، قالا: أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا أبو عبد اللّه البخاري، قال(2):

عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق و هو عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي قحافة القرشي التيمي، مات قبل عائشة و بعد سعد بن أبي وقّاص، قاله أحمد بن عيسى، عن بشر بن بكر، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن سالم مولى دوس، مات سنة ثمان و خمسين، أبو محمّد.

أخبرنا أبو(3) الحسين القاضي - إذنا - و(4) أبو عبد اللّه الخلال - شفاها (5)- أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر الهمداني، أنا أبو الحسن الفأفاء، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال(6):

عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق و هو عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي قحافة القرشي، مات قبل عائشة، له صحبة، روى عنه أبو عثمان النهدي، و ابنته حفصة بنت عبد الرّحمن بن أبي بكر، و عمرو بن أوس، و موسى بن وردان، و القاسم بن محمّد، و أبو ثور الفهمي، و ابن أبي مليكة، و عبد اللّه بن كعب، و ميمون بن مهران، سمعت بعض ذلك من أبي و بعضه من قبلي.

ص: 29


1- جبل بأسفل مكة، يقال به سميت أحابيش قريش، (انظر معجم البلدان).
2- التاريخ الكبير للبخاري 242/1/3.
3- ما بين الرقمين ليس في م.
4- ما بين الرقمين ليس في م.
5- بعدها في م: قالا.
6- الجرح و التعديل 247/5.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول:

عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق أبو محمّد.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، و حدثني أبو بكر اللّفتواني عنهما، قالا: أنا أحمد بن الفضل الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

عبد الرّحمن بن أبي بكر بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، يكنى أبا محمّد، قدم مصر سنة ثمان و ثلاثين، و كان سبب قدومه أن عائشة لما بلغها أن معاوية قد عقد لعمرو بن العاص، و أمره بالمسير إلى مصر لقتال محمّد بن أبي بكر، و كان محمّد أمير مصر لعلي أرسلت عبد الرّحمن ليتكلم في أمر محمّد، فما أغنى عنه شيئا، و في الأخبار أن عمرو بن العاص قال لعبد الرّحمن: ما جعل إليّ معاوية من الأمر شيئا، و ما أنا إلاّ بواء، و ما الأمر إلاّ لهذا الكندي (1)- يريد معاوية بن حديج (2)- و روى عنه من أهل مصر أبو ثور الفهمي، و الحديث معلول.

أخبرنا أبو الفتح يوسف عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال:

عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق يكنى أبا محمّد، و يقال: أبو عبد اللّه، و أمّه أم رومان بنت الحارث، توفي [في](3) سنة ثلاث و خمسين على بريد من مكة، و حمل، فدفن بمكة، و كان أسنّ ولد أبي بكر، تخلّف عن الهجرة، فأسلم بعده، قاله(4) مصعب الزبيري، روى عنه عائشة، و حفصة(5) ، و أبو عثمان النهدي، و عمرو بن أوس و غيرهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا

ص: 30


1- بالأصل: «الكناني» و فوقها ضبة، و الصواب ما أثبت عن م انظر ترجمته في تهذيب الكمال 194/18.
2- بالأصل و م: خديج، تصحيف، و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة.
3- زيادة عن م.
4- عن م و بالأصل «قال» و انظر نسب قريش ص 276.
5- يريد ابنته حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصدّيق، انظر تهذيب الكمال 122/11 و سير أعلام النبلاء 472/2.

عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر الحافظ، قال:

عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق و اسمه عبد اللّه بن عثمان أبو عبد اللّه القرشي التيمي المديني، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم، و روى عنه ابو عثمان النّهدي، و عمرو بن أوس في الصلاة و العمرة، و صفة النبي صلى اللّه عليه و سلم، قال الواقدي: أسلم في هدنة الحديبية، و مات سنة ثلاث و خمسين، و الهدنة: الصلح.

أنبأنا أبو علي الحداد، قال: قال لنا أبو نعيم:

عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق، يكنى أبا عثمان، و قيل: أبو عبد اللّه. كان اسمه في الجاهلية عبد العزّى، فسماه النبي صلى اللّه عليه و سلم عبد الرّحمن، توفي بمكة في نومة نامها في إمرة معاوية سنة ثلاث و خمسين، و قيل: خمس، و قيل: ست و خمسين(1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق، سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد، نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، قال:

عبد الرّحمن بن أبي بكر أبو عبد اللّه.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال:

أبو عبد اللّه عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق.

و قال في موضع آخر: أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني(2) ، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أبو بكر الحافظ، أنا أبو أحمد الحاكم، قال:

أبو عبد اللّه - و يقال: أبو محمّد - عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق، و هو

ص: 31


1- تهذيب الكمال 124/11.
2- الأصل و م: الهمداني، بالدال المهملة، و الصواب ما أثبت، مرّ التعريف به و السند معروف.

عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي قحافة القرشي التيمي، و أمّه أم رومان بنت الحارث بن غنم - و يقال: ابنة الحارث بن الحويرث - من بني فراس بن غنم بن كنانة بن خزيمة و يقال: ابنة عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتّاب بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة، كان اسمه عبد الكعبة، فغيّر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اسمه، سمّاه عبد الرّحمن، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و يقال:

أسلم في هدنة الحديبية، شهد الجمل مع عائشة، وفد على عبد اللّه بن عامر البصرة، و مات سنة ثلاث و خمسين.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، حدثني الزبير بن بكّار، حدثني إبراهيم بن حمزة، عن سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان.

أن عبد الرّحمن بن أبي بكر خرج في فتية من قريش إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم قبل الفتح، قال:

و أحسبه قال: إن معاوية كان معهم(1).

قال: و نا الزبير، حدثني عمي معصب بن عبد اللّه، قال: وقف محكّم(2) اليمامة يوم الحديقة(3) على ثلمة، فحماها، فلم يجترئ عليه أحد، فرماه عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق فقتله، فدخل المسلمون من تلك الثلمة، قال: و كان أحد الرماة.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، و أبي الفضل محمّد بن ناصر، عن أبي المعالي محمّد بن عبد السلام بن محمّد، أنا علي بن محمّد بن خزفة(4) ، نا محمّد بن الحسين(5) الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن العلاء بن هارون، عن عبد اللّه بن عون، عن يحيى بن يحيى الغسّاني، قال:

كان عبد الرّحمن بن أبي بكر يشبّب(6) بجارية في الجاهلية، فقدم على يعلى بن منية(7)

ص: 32


1- الإصابة 407/2.
2- هو محكم اليمامة ابن طفيل قتله عبد الرحمن، و يقال قتله خالد بن الوليد.
3- الحديقة: بستان كان بقنا حجر، من أرض اليمامة لمسيلمة الكذاب، كانوا يسمونه حديقة الرحمن، و عنده قتل مسيلمة (معجم البلدان).
4- بالأصل: حزفة، و في م: حرفه، كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبت و ضبط. مرّ التعريف به.
5- الأصل: الحسن، تصحيف، و الصواب عن م، و السند معروف.
6- بالأصل: «تشبب» و بدون إعجام في م.
7- بالأصل: «منبه» و بدون إعجام في م، و الصواب ما أثبت، و منية هي أمه، أبوه: أمية بن أبي عبيدة من زيد مناة بن تميم انظر جمهرة ابن حزم ص 213 و 229 و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 457/20.

و هو على اليمن فوجدها في السبي، فسأله أن يدفعها إليه فأبى، و كتب يعلى إلى أبي بكر يذكر له أمر عبد الرّحمن، فكتب: أن ادفعها إليه.

رواه سفيان بن عيينة، عن يحيى بن يحيى، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن أبي بكر نحوه، و ذكر: أن المرأة كانت بالشام، و أن الذي دفعها إليه خالد بن الوليد.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن(1) علي بن المبارك بن علي بن محمّد الأنصاري، قالا: أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدثنا - و قال الأنصاري: حدثني - أبو معمر الهذلي، نا سفيان، عن يحيى بن يحيى الغسّاني، سمعت عروة يحدث.

أن عبد الرّحمن بن أبي بكر خرج في نفر من قريش إلى الشام يمتارون منه، فمروا - و قال الأنصاري: فمرّ - بامرأة يقال لها ليلى، فذكر من جمالها، فرجع و قد وقع في نفسه منها شيء و هو يشبب بها و يقول:

تذكرت ليلى و السماوة دونها *** و ما لابنة الجودي ليلى و ما ليا

فلما كان زمن عمر افتتح خالد الشام فصارت إليه.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو جعفر المعدل، أنا أبو طاهر الذّهبي، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار(2) ، حدثني محمّد بن الضحاك الحزامي، عن أبيه الضحاك بن عثمان، عن عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه.

أن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق قدم الشام في تجارة، فرأى هنالك امرأة يقال لها ابنة الجودي، على طنفسة، حولها ولائد، فأعجبته، فقال فيها(3):

تذكّرت(4) ليلى و السّماوة دونها *** فما لابنة الجودي ليلى و ما ليا

و أنّى تعاطي قلبه(5) حارثية *** تدمّن(6) بصرى أو تحلّ الجوابيا

ص: 33


1- في م: «أبو الحسين بن علي بن المبارك...» خطأ، قارن مع المشيخة 151 /أ.
2- الخبر و الأبيات من هذه الطريق في أسد الغابة 363/3 و تهذيب الكمال 123/11 و من طريق هشام بن عروة في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 41-60) ص 226 و الإصابة 407/2.
3- الأبيات في المصادر السابقة، و سير أعلام النبلاء 472/2 و نسب قريش للمصعب ص 276 و الأغاني 358/17.
4- في نسب قريش: تذكر.
5- نسب قريش: ذكرها حارثية.
6- يقال: دمّن المكان تدمينا إذا غشيه و لزمه (اللسان)، و في الأغاني: تحل ببصرى.

و أنّى تلاقيها(1) ، بلى، و لعلّها *** إن الناس حجّوا قابلا أن توافيا(2)

قال: فلما بعث عمر بن الخطاب جيشه إلى الشام، قال لصاحب الجيش: إن ظفرت بليلى بنت الجودي عنوة، فادفعها إلى عبد الرّحمن بن أبي بكر، فظفر بها، فدفعها إلى عبد الرّحمن، و أعجب بها، و آثرها على نسائه، حتى شكونه إلى عائشة، فعاتبته على ذلك، فقال: و اللّه كأني أرشف بأنيابها حبّ الرمّان، فأصابها وجع سقط له قوها، فجفاها حتى شكته إلى عائشة، فقالت له عائشة: يا عبد الرّحمن لقد أحببت ليلى فأفرطت، و أبغضتها فأفرطت، فإمّا أن تنصفها و إما أن تجهزها إلى أهلها، فجهزها إلى أهلها.

قال: و نا الزبير، حدّثني عبد اللّه بن نافع الصائغ، عن عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه.

أن عمر بن الخطاب نفل عبد الرّحمن بن أبي بكر ليلى بنت الجودي حين فتح دمشق و كانت ابنة ملك دمشق(3).

قال الزبير: و أنشدني عمّي مصعب لعبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق شعره فيها:

سعيدة حبها عرض الثواء *** و من يعجل فرحلتنا الغداء

يجاورنا نلب(4) مني و يعدوا *** عن الذم المحارم و العداء

و قالت يا ابن عم استحي مني *** و لا بقيا إذا ذهب الحياء

و قالت قد قليتك فاجتنبني *** و سرّ قرينة الرجل العلاء

علام قليتني أحددت سفرا *** و خرق لحمك الأسل الطماء

و وجدتها بخطّ الضحاك بن عثمان الحزامي(5).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد(6) أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشّرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا عبد الرّزّاق، عن معمر(7) ، عن الزهري، عن ابن المسيّب.

ص: 34


1- في الأغاني: و كيف يلاقيها.
2- الأغاني: تلاقيا.
3- تهذيب الكمال 123/11.
4- كذا بالأصل و م.
5- الأصل: الحرامي، تحريف و الصواب عن م.
6- «أنا أبو حامد» مكرر بالأصل.
7- من هذا الطريق في تهذيب الكمال 124/11 و الإصابة 408/2.

أن عبد الرّحمن بن أبي بكر لم تجرّب(1) عليه كذبة قط، فذكر عنه حكاية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا ابن عائشة، نا حمّاد بن سلمة، أنا محمّد بن زياد.

أن معاوية كتب إلى مروان أن [(2) يبايع ليزيد بن معاوية، فقال عبد الرّحمن: جئتم بها هرقلية و فوقية تبايعون لأبنائكم، فقال مروان]: أيّها الناس إنّ هذا الذي يقول اللّه تعالى وَ الَّذِي قٰالَ لِوٰالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمٰا إلى آخر الآية(3) ، فغضبت عائشة و قالت: و اللّه ما هو به، و لو شئت أن أسميه لسمّيته(4).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا(5) أبي علي قالا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أبو عبد اللّه، نا الزبير، حدثني عبد اللّه بن نافع بن ثابت، قال(6):

قام مروان على المنبر، فدعا إلى بيعة يزيد فكلمه الحسين(7) بن علي، و عبد اللّه بن الزبير بكلام موضعه غير هذا، و قال له عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق: أ هرقلية إذا مات كسرى(8) ، كان كسرى مكانه لا نفعل و اللّه أبدا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا عبد الوهاب بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن يوه، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، أخبرني محمّد بن أبي معشر، أنا أبو معشر، عن أبي كثير مولى لآل الزبير، قال:

جاء كتاب من معاوية إلى مروان و هو على المدينة في سيد المسلمين، و شيخ(9) أمير المؤمنين يزيد بن أمير المؤمنين و إنا قد بايعنا له قال: فمسح مروان إحدى يديه على الأخرى، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر الصدّيق: يا مروان، إنما [(10) هي هرقلية، كل ما مات هرقل كان هرقل مكانه] ما لأبي(11) بكر لم يستخلفني، و ما لعمر لم يستخلف عبد اللّه، فقال له

ص: 35


1- في م: يحدث. و بالأصل و م: «و لم» بزيادة الواو.
2- ما بين الرقمين ليس في م.
3- سورة الأحقاف، الآية: 17.
4- الخبر في أسد الغابة من طريق ابن عساكر 364/3.
5- بالأصل: «أنبأنا» و الصواب عن م و السند معروف.
6- من هذه الطريق في الإصابة 408/2 و انظر الأغاني 357/17.
7- بالأصل: «الحسن» تصحيف و الصواب عن م و الإصابة.
8- الإصابة: قيصر كان قيصر مكانه.
9- مكانها بياض في م.
10- ما بين الرقمين بياض في.
11- عن م و بالأصل: لا بكر.

مروان: أنت الذي أنزل اللّه فيه وَ الَّذِي قٰالَ لِوٰالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمٰا أَ تَعِدٰانِنِي إلى آخر الآية، قال:

فقام عبد الرّحمن حتى دخل على عائشة، فأخبرها، فضربت بستر على الباب، فقالت: يا ابن الزرقاء، أ علينا تأوّل القرآن ؟ لو لا أني أرى الناس كأنهم أيد يرتعشون لقلت قولا يخرج من أقطارها، فقال مروان: ما يومنا منك بواحد.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال: حدثني إبراهيم بن محمّد بن عبد العزيز الزهري، عن أبيه، عن جده قال:

بعث معاوية إلى عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق بمائة ألف درهم بعد إذ أبى البيعة ليزيد بن معاوية، فردّها عبد الرّحمن و أبى أن يأخذها، و قال: أبيع ديني بدنياي ؟ و خرج إلى مكة، فمات بها(1).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا جعفر بن محمّد القاضي، نا أبو الزنباع روح بن الفرج، نا سعيد بن عفير، حدثني ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن أبي القاسم، عن عائشة.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين توفي - يعني - كفّن في حلة، ثم بدا لهم فنزعوها و كفّن في ثلاثة أثواب سحولية(2) ، ثم إن عبد الرّحمن بن أبي بكر أخذ تلك الحلة، فقال: تكون في كفني، ثم بدا له، فقال: شيء لم يرضه اللّه لرسوله لا خير فيه، فأماطه.

كذا قال، و المحفوظ: أن الذي حبس الحلة عبد اللّه بن أبي بكر.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير، حدثني زهير بن حرب، عن سليمان بن حرب، عن حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن [ابن](3) أبي مليكة.

أن عبد الرّحمن بن أبي بكر هلك، و قد حلف أن لا يكلم إنسانا، فلما مات قالت عائشة: يميني في يمين ابن أم رومان.

ص: 36


1- الإصابة 408/2 و أسد الغابة 364/3.
2- سحولية: بالضم جمع سحل و هو الثوب الأبيض النقي، و لا يكون إلاّ من القطن، و بفتح السين نسبة إلى السّحول و هو القصار لأنه يسحلها أي بغسلها، أو إلى سحول قرية باليمن (انظر اللسان: سحل).
3- زيادة عن م.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(1) ، حدثني يحيى بن صلاح الوحاظي(2) ، حدثني إسحاق بن يحيى الكلبي(3) ، عن الزهري، عن القاسم بن محمّد(4).

أن معاوية انصرف حين قدم المدينة من مكة، فلم يلبث ابن أبي بكر إلاّ يسيرا حتى توفي بعد ما خرج معاوية من المدينة.

قال: و نا أبو زرعة(5) ، نا أبو مسهر، نا مالك بن أنس قال:

توفي عبد الرّحمن بن أبي بكر في نومة نامها.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل الفقيه، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد، أنا أبو مصعب الزهري، نا مالك بن أنس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا مصعب الزبيري، حدثني مالك، عن يحيى بن سعيد قال:

توفي عبد الرّحمن بن أبي بكر في(6) نوم نامه - و قال مصعب: في نومة نامها - فأعتقت عائشة عنه رقابا.

أخبرنا(7) أبو القاسم إسماعيل بن محمد، أنا أبو منصور محمّد بن أحمد، أنا أبو بكر أحمد بن موسى، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه، نا أبو المثنى معاذ بن المثنى، نا مسدّد بن مسرهد، أنا يحيى - هو القطان - عن يحيى بن سعيد، عن القاسم.

أن عبد الرحمن بن أبي بكر مات، فتصدقت عنه عائشة برقيق كان له.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، نا محمّد بن محمّد الباغندي، نا أبو نعيم عبيد بن هشام، نا عبيد اللّه - و هو ابن عمر - عن يحيى - هو ابن سعيد - عن القاسم، قال(8):

ص: 37


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 229/1.
2- ليست في تاريخ أبي زرعة.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 255/1.
4- هو القاسم بن محمد بن أبي بكر الصدّيق، ترجمته في تهذيب التهذيب 333/7.
5- تاريخ أبي زرعة 228/1.
6- بالأصل: «نومة» و المثبت عن م.
7- الخبر التالي سقط من م.
8- سقطت من م.

توفي عبد الرّحمن بن أبي بكر في مقيل قاله على غير وصية، قال: فأعتقت عائشة رقيقا من رقيقه رجاء أن ينفعه اللّه به(1).

قال(2): و أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، حدثنا الحسين(3) بن الفهم، نا محمّد بن سعد(4) ، أنا وكيع بن الجراح، عن سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمّد.

إن أخا لعائشة نزل منزلا، فمات فجأة، فأعتقت عنه عائشة رقيقا من بلاده، ترجو أن ينفعه اللّه بذلك بعد موته.

قال: و أنا ابن سعد، أنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي، نا نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة.

أن عبد الرّحمن بن أبي بكر توفي بالحبشي على رأس أميال من مكة، فنقله ابن صفوان إلى مكة، فبلغ ذلك عائشة، فقالت: ما آسى من أمره إلاّ على خصلتين: إنه لم يعالج، و لم يدفن حيث مات.

قال نافع: و كان مات فجأة.

قال: و أنا ابن سعد، أنا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي أويس المدني الأعشى عن سليمان بن بلال، عن علقمة بن أبي علقمة، عن أمّه.

أن امرأة دخلت بيت عائشة فصلّت عند بيت النبي صلى اللّه عليه و سلم و هي صحيحة، فسجدت و لم ترفع رأسها حتى ماتت، فقالت عائشة: الحمد للّه الذي يحيي و يميت، إنّ في هذه لعبرة لي في عبد الرحمن بن أبي بكر، رقد في مقيل له قاله فذهبوا يوقظونه فوجدوه قد مات، فدخل نفس عائشة تهمة أن يكون صنع به شرّ أو عجّل عليه، فدفن و هو حيّ فرأت أنه عبرة لها، و ذهب ما كان في نفسها من ذلك.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، و أبو المواهب أحمد بن محمّد الوراق، قالا: أنا أبو

ص: 38


1- الخبر في تهذيب الكمال 124/11 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري.
2- القائل: الحسن بن علي، أبو محمد الجوهري.
3- الأصل: الحسن، تصحيف، و الصواب عن م، و السند معروف.
4- الخبر ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لا بن سعد.

محمّد(1) الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، نا أبو بكر الباغندي، نا شيبان، نا معتمر، قال: سمعت ليثا يحدّث قال:

مات أخو عائشة فجأة فشقّ عليها و قالت: لو كان أصيب في بعض جسده لكان أحبّ إليّ، ثم قالت: أما إنها أخذة أسف، و تخفيف عن المؤمن.

أخبرنا أبو محمّد السلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا أبو النعمان، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن [ابن](2) أبي مليكة قال(3): مات عبد الرّحمن بن أبي بكر بالصّفاح(4) أو قريبا منها، فحملناه على عواتق الرجال حتى دفنّاه بمكة، فقدمت عائشة بعد وفاته فقالت: أين قبر أخي ؟ فأتته، فصلّت عليه.

قال: و نا يعقوب، نا أبو نعيم، نا سفيان، عن منصور بن صفية، عن أمه قالت:

مات أخ لعائشة بوادي الحبشة، فحمل من مكانه، فأتيناها نعزيها، فقالت: ما أجد في نفسي - أو يحزبني في نفسي - إلاّ أني وددت أنه كان دفن في مكانه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

[ح و](5) أنا أبو محمّد السلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالوا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو عثمان، أنا عبد اللّه - يعني ابن المبارك - أنا نافع بن عمر، عن ابن [أبي](6) مليكة.

أن عبد الرّحمن بن أبي بكر توفي بالحبشي على رأس أميال من مكة، فنقله ابن صفوان إلى مكّة.

ص: 39


1- بالأصل: «أبو محمد بن محمد الجوهري» تحريف، و الصواب عن م، و اسمه: الحسن بن علي الجوهري، مرّ التعريف به.
2- الزيادة عن م.
3- سير أعلام النبلاء 473/2 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 41-60) ص 267.
4- الصفاح، بالكسر، على أميال من مكة، قاله الذهبي في تاريخ الإسلام، و الصفاح: موضع بين حنين و أنصاب الحرم على يسرة الداخل إلى مكة (كما في معجم البلدان).
5- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
6- زيادة لازمة عن م.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(1) ، نا سعيد بن أبي مريم(2) ، نا نافع بن يزيد(3) ، حدثني منصور بن عبد الرّحمن(4) ، عن أمه قالت:

توفي عبد الرّحمن بن أبي بكر في وادي الحبشة قريبا من مكّة، فخرجت إليه قريش من مكة، فنقلوه إلى أعلى مكة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الأديب، نا أبو محمّد المخلدي - إملاء - أنا أبو حامد الأعشى الحافظ، نا أبو سعيد الأشجّ، نا عيسى بن يونس، عن ابن جريج(5) ، عن ابن أبي مليكة، قال: لما مات عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق في أسفل مكة، حمل فدفن بمكة، فلما قدمت عائشة أتت قبره فقالت(6):

و كنّا كندمانيّ جذيمة حقبة *** من الدّهر حتى قيل لن يتصدّعا

فلمّا تفرّقنا كأنّي و مالكا *** لطول اجتماع لم نبت ليلة معا

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين(7) بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، أنا نصر بن علي الجهضمي(8) ، نا عيسى بن يونس، عن ابن جريج، عن ابن [أبي](9) مليكة، قال:

توفي عبد الرّحمن بن أبي بكر بالحبشي - و الحبشي على اثني(10) عشر ميلا من مكة - قال: فحمل، فدفن بمكة، فلما قدمت عائشة أتت قبره فقالت:

و كنّا كندمانيّ جذيمة حقبة *** من الدّهر حتى قيل لن يتصدّعا

قال: و أنا عبد اللّه، نا عبد الأعلى - يعني: ابن حمّاد - نا عبد الجبار بن الورد، سمعت

ص: 40


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 228/1-229.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 17/4.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 412/10 و الجرح و التعديل 408/1/4.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 310/10.
5- الخبر و البيتان من هذه الطريق في تهذيب الكمال 124/11.
6- تمثلت بالبيتين، و هما من القصيدة المشهورة لمتمم بن نويرة قالها يرثي أخاه مالك و انظر الكامل للمبرد 1391/3 و 1440، و الشعر و الشعراء ص 338 من المفضلية 67، و أسد الغابة 365/3 و الأغاني 361/17 و الوافي بالوفيات 162/18.
7- عن م و بالأصل: الحسن، تصحيف.
8- الأصل: «الحمصي» تصحيف، و الصواب عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 133/12.
9- زيادة عن م.
10- عن م و بالأصل: اثنا.

ابن أبي مليكة يقول: مات عبد الرّحمن بن أبي بكر بالحبشي، فخرجت عائشة إليه، فحملته حتى أدخلته مكة، فجاءت تقول بعد: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما دفنته إلاّ حيث مات، و ما أدخلته مكة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان الصابوني، أنا أبو محمّد المخلدي، أنا أبو نعيم الأسترآباذي(1) الفقيه، أنا أحمد بن منصور الرمادي، نا أبو نعيم الفضل بن دكين، نا عبد اللّه بن لاحق، أخبرني ابن أبي مليكة قال:

لما توفي عبد الرّحمن بن أبي بكر بالحبشي أتى - يعني - به، حتى دفن بمكة، فظعنت(2) عائشة من المدينة، فأقبلت حتى وقفت على قبره، ثم بكت عليه فقالت:

و كنّا كندمانيّ جذيمة حقبة *** من الدّهر حتى قيل لن يتصدّعا

فلمّا تفرقنا كأنّي و مالكا *** لطول اجتماع لم نبت ليلة معا

أما و اللّه لو حضرتك حيث متّ لدفنتك مكانك، و لو حضرتك ما بكيت.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن(3) بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد.

أنا معاذ بن معاذ، نا ابن عون، حدثني رجل قال: قدمت أم المؤمنين ذا طوى(4) حين رفعوا أيديهم عن عبد الرّحمن بن أبي بكر قال: ففعلت يومئذ و نزلت قال: فقالت لها امرأة:

و إنك لتفعلين مثل هذا يا أم المؤمنين ؟ قالت: و ما رأيتني فعلت، إنه ليست لنا أكباد كأكباد الإبل، ثم أمرت بفسطاط فضرب على القبر، و وكلوا به إنسانا، و ارتحلت، فقدم ابن عمر، فرأى الفسطاط مضروبا، فسأل عنه فحدثوه(5) ، فقال للرجل: انزعه، قال: إنهم و كلوني، قال: انزعه، و أخبرهم [أن](6) عبد الرّحمن إنّما يظلّه عمله.

قال: و أنا ابن سعد، أنا مسلم بن إبراهيم، نا خالد بن أبي عثمان القرشي، حدثني أيوب عن(7) عبد اللّه بن يسار، قال:

ص: 41


1- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م.
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م.
3- في م: الحسين بن علي، تصحيف.
4- ذو طوى - بالضم - و قيل بالفتح، موضع عند مكة (معجم البلدان).
5- عن م و بالأصل: فحدثوا.
6- زيادة عن م.
7- بالأصل «بن» و الصواب عن م.

مرّ عبد اللّه بن عمر على قبر عبد الرّحمن بن أبي بكر أخي عائشة و عليه فسطاط مضروب، فقال للغلام: انزعه، فإنما يظلّه عمله، قال الغلام: يضربني مولاي، فقال له ابن عمر: كلا، فنزعه.

أنا(1) أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، أنا أبو زرعة، قال(2):

توفي عبد الرّحمن بن أبي بكر بعد منصرف معاوية من المدينة في قدمته التي قدم فيها لأخذ البيعة من عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن الزبير، و عبد الرّحمن بن أبي بكر، ثم توفيت عائشة بعد ذلك بيسير(3) سنة تسع(4) و خمسين من التاريخ.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن(5) ، أنا أبو القاسم البغوي، حدثني ابن زنجويه، قال:

توفي عبد الرّحمن بن أبي بكر في خلافة معاوية، و دفن بمكة قبل دخول عائشة.

قال البغوي: و قال ابن سعد: توفي سنة ثلاث و خمسين في خلافة معاوية.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال المدائني و الواقدي:

مات عبد الرّحمن بن أبي بكر سنة ثلاث و خمسين.

قال ابن زبر: عبد الرّحمن بن أبي بكر يكنى أبا عبد اللّه، و ذكر أن أباه حدّثه عن أحمد بن عبيد بن ناصح، عن المدائني، و عن إبراهيم بن عبد اللّه البغدادي، عن محمّد بن سعد، عن الواقدي بذلك.

قال ابن زبر، و أنا أبي، نا أحمد بن خالد، قال: سمعت يحيى بن بكير يقول: مات عبد الرّحمن بن أبي بكر سنة أربع و خمسين(6).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا

ص: 42


1- في م: أخبرنا.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 588/1.
3- تاريخ أبي زرعة: بسنتين.
4- تاريخ أبي زرعة: سبع.
5- كذا، و «بن» ليست في م.
6- تهذيب الكمال 124/11 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 41-60) ص 267.

أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال(1): و يقال: فيها - يعني سنة ثلاث و خمسين - مات عبد الرّحمن بن أبي بكر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة ثلاث و خمسين فيها توفي عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق رضي اللّه عنهما.

آخر [(2) الجزء السابع و التسعين من الأصل].

3856 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عثمان بن عبد اللّه ربيعة ابن الحارث بن حبيّب بن الحارث....

3856 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عثمان بن عبد اللّه ربيعة ابن الحارث بن حبيّب بن الحارث بن مالك بن حطيط ابن جشم بن قسيّ، و هو ثقيف بن منبّه بن بكر ابن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان، و يقال: عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي عقيل أبو(3) سليمان - و يقال: أبو مطرّف - الثقفي المعروف بابن أمّ الحكم(4)

أمّه أم الحكم بنت أبي سفيان أخت معاوية.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مرسلا، و قيل: إنّ له صحبة، و صلى خلف عثمان بن عفّان.

و روى عن أمّه.

روى عنه إسماعيل بن عبيد اللّه، و العيزار بن حريث، و يعقوب بن عثمان.

و داره بدمشق هي قصر الثقفيين ناحية حجر الذهب، و أمّر في غزو الروم، و أمّره معاوية على العراق، و غلب على دمشق لما خرج عنها الضحاك بن قيس إلى مرج راهط، و دعا إلى مروان بن الحكم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي،

ص: 43


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 219 و تهذيب الكمال 124/11.
2- ما بين الرقمين ليس في م.
3- في م: بن.
4- ترجمته و أخباره في أسد الغابة 333/3 و الإصابة 71/3 و تاريخ الطبري (الفهارس)، طبقات خليفة رقم 2881 ص 561، و طبقات ابن سعد 519/5، و التاريخ الكبير 301/1/3.

أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن منصور، نا أبو المنذر، نا يونس، نا العيزار بن حريث، قال:

سمعت عبد الرّحمن بن عبد اللّه ابن أم الحكم الثقفي قال: بينما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في بعض سكك المدينة إذ عرض له اليهود فقالوا: يا محمّد ما الروح ؟ و بيده عسيب نخل، فاعتمد عليه، و رفع رأسه إلى السماء، ثم قال: وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ (1) إلى قوله: قَلِيلاً (2) ، قال: فسمع اللّه عز و جل فمقتهم أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا محمّد بن يعقوب، نا أبو بكر البيكندي، و سعيد بن مسعود.

ح قال: و أنا ابن منده، قال: و أنا عبد اللّه بن إبراهيم، نا أبو مسعود، نا أحمد بن يونس اليربوعي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدثني عمي، و محمّد بن علي و غيرهما، قالوا: أنا أحمد بن يونس، نا زهير، نا أبو خالد يزيد الأسدي، نا عون بن(3) أبي جحيفة السّوائي، عن عبد الرّحمن بن علقمة الثقفي، عن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، قال:

انطلقت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في وفد ثقيف، قال: فأتيناه فأنخنا ببابه - و في حديث ابن منده: في وفد ثقيف فأنخنا بالباب - و ما في الناس أبغض إلينا من رجل نلج عليه، فما خرجنا حتى ما في الناس أحد - و في حديث البغوي: رجل - أحبّ إلينا من رجل دخلنا عليه، فقال قائل منا: يا رسول اللّه أ لا سألت ربّك فملّكك ملك سليمان - و في حديث البغوي: أ لا سألت ربّك ملكا كملك - سليمان عليه السلام، قال: فضحك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: «لعل لصاحبكم - و في حديث البغوي: فضحك ثم قال: لعل صاحبكم - عند اللّه أفضل من ملك سليمان، إنّ اللّه لم يبعث نبيا إلاّ أعطاه دعوة، فمنهم من اتّخذها - و قال ابن منده: اتّخذ بها - دينا فأعطيها، و منهم من دعا بها على قومه لما عصوا - و قال البغوي: عصوه - فأهلكوا بها، ثم إنّ اللّه تعالى - و في حديث ابن منده: فأهلكوا، و إن اللّه عز و جل - أعطاني دعوة اختبأتها عند ربي - و في

ص: 44


1- سورة الإسراء، الآية: 85.
2- سورة الإسراء، الآية: 85.
3- الأصل: «نا أبو» تحريف، و الصواب عن م، و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 453/14 و سير أعلام النبلاء 105/5.

حديث ابن منده: عنده شفاعة لأمتي يوم القيامة» [7089].

قال البغوي: و لا أعلم روى ابن أبي عقيل غير هذا الحديث، و هو غريب لم يحدّث به إلاّ من هذا الوجه(1).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا محمّد بن محمّد [بن](2) الأزهر الجوزجاني، نا الحارث بن محمّد، نا عبد العزيز بن أبان، عن عبد الجبار بن العباس الشّبامي(3) ، عن عون بن أبي جحيفة، عن عبد الرّحمن بن علقمة الثقفي، عن عبد الرّحمن بن أبي عقيل قال: انطلقت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم ذكر معناه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين(4) ، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو نصر التّمّار، نا سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، عن عبد الرّحمن بن أم الحكم الثقفي:

أنه أخبره أنه صلّى خلف عثمان - يعني ابن عفان - صلاة الجمعة، فقرأ في الركعة الأولى بأمّ القرآن و سورة الجمعة، و في الركعة الثانية بأمّ القرآن و سبّح - للحواريين - (5) يعني سورة الصف -.

قال: و نا أبو نصر، حدثني سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، عن عبد الرّحمن بن أم الحكم الثقفي قال:

صليت خلف عثمان بن عفّان الصلوات، فكان يقرأ في صلاة الصبح من يوم الجمعة إلى صلاة الصبح من يوم الخميس ما بين: اَلَّذِينَ كَفَرُوا (6) إلى الممتحنة أربع عشرة سورة، و يقرأ في صلاة الجمعة بسبح للحواريين(7) و الجمعة، و يقرأ في صلاة العشاء من ليلة الجمعة إلى صلاة العشاء من ليلة الخميس من إِذٰا جٰاءَكَ الْمُنٰافِقُونَ (8) إلى

ص: 45


1- انظر أسد الغابة 334/3 و عقب ابن الأثير بعد ذكره الحديث بقوله: قلت: هذا كلام ابن منده و أبي نعيم، و الصحيح أن عبد الرحمن ابن أم الحكم لا صحبة له و هو غير ابن أبي عقيل، و هو من التابعين.
2- الزيادة عن م.
3- بالأصل: الشيباني، و في م: الشامي، و كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 23/11 و شبام: جبل باليمن.
4- عن م و بالأصل: الحسن، تصحيف.
5- الأصل و م: «الحواريين»، و المثبت عن المختصر 287/14 و انظر سورة الصف.
6- الأصل و م: «الحواريين»، و المثبت عن المختصر 287/14 و انظر سورة الصف.
7- سورة محمد، بداية الآية الأولى: اَلَّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللّٰهِ أَضَلَّ أَعْمٰالَهُمْ.
8- سورة المنافقون.

هَلْ أَتىٰ عَلَى الْإِنْسٰانِ (1) أربع عشرة سورة، و يقرأ فى صلاة المغرب من ليلة الجمعة إلى صلاة المغرب من يوم الخميس من المرسلات إلى لاٰ أُقْسِمُ بِهٰذَا الْبَلَدِ (2) أربع عشرة سورة، سورة في إثر سورة.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد ابن المبارك و أبو الفضل: أحمد بن الحسن، قالا: - أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص، نا خليفة بن خياط، قال(3):

في الطبقة الأولى من أهل الشام: عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عثمان بن عبد اللّه بن ربيعة من(4) ثقيف، أمّهم(5) أم الحكم بنت أبي سفيان بن حرب بن أميّة، يكنى أبا سليمان، مات بعد معاوية.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال: فولد أبو سفيان بن حرب فذكر جماعة ثم قال: و أم الحكم تزوجها عبد اللّه بن عثمان بن عبد اللّه بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن الحارث بن مالك بن حطيط بن جشم من ثقيف، فولدت له عبد الرّحمن الذي يدعى ابن أم الحكم.

قال أبو عبد اللّه الصوري: في الأصل حبيب يعني بدل حبيّب.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا:

قرئ على أبي محمّد الجوهري و نحن نسمع عن أبي عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال(6): في الطبقة الأولى من تابعي أهل الطائف:

عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عثمان بن عبد اللّه بن ربيعة بن الحارث بن حبيّب بن الحارث بن مالك بن حطيط بن جشم بن ثقيف، و أمّه أم الحكم، و خاله(7) معاوية بن أبي سفيان، و هو الذي يقال له: ابن أم الحكم، و كان جدّه عثمان بن عبد اللّه يحمل لواء المشركين يوم حنين، فقتله علي بن أبي طالب، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «أبعده اللّه، إنّه كان

ص: 46


1- سورة الإنسان.
2- سورة البلد.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 561 رقم 2881.
4- عن طبقات خليفة و بالأصل و م: بن.
5- طبقات خليفة: أمه.
6- طبقات ابن سعد 519/5.
7- بالأصل: «خالة» و الصواب عن م و ابن سعد.

يبغض قريشا» [7090]، و قد سمع عبد الرّحمن بن عبد اللّه من(1) عثمان بن عفان، و قد ولي الكوفة و مصر، ولده(2) اليوم يسكنون دمشق.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم نا(3) أبو الفضل بن(4) ناصر، نا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال(5):

عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أم الحكم، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مرسل، قاله أبو نعيم عن يونس، عن العيزار بن حريث، [أمّه](6) أم الحكم بنت أبي سفيان بن حرب هو الثقفي، و قال وكيع:

هو عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي عقيل(7) ، و قال يحيى بن صالح: نا سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، سمع عبد الرّحمن: صلى خلف عثمان بن عفّان الجمعة.

أخبرنا [أبو(8) الحسين الأبرقوهي - إذنا - و] أبو عبد اللّه الخلال - شفاها - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قال أبو محمّد بن أبي حاتم قال(9):

عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أم الحكم، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مرسل(10) ، روى عنه إسماعيل بن عبيد اللّه، و العيزار بن حريث.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، قال: في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هي العليا:

عبد الرّحمن بن أم الحكم، حفظ عن عثمان، و هو ابن عبد اللّه بن عثمان الثقفي.

ص: 47


1- بالأصل: «بن» و الصواب عن م و ابن سعد.
2- في م و ابن سعد: و ولده.
3- في م: حدثنا.
4- «بن» سقطت من م.
5- التاريخ الكبير للبخاري 301/1/3.
6- سقطت من الأصل و م، و أضيفت عن التاريخ الكبير.
7- التاريخ الكبير: بن أبي الحكم.
8- ما بين الرقمين ليس في م.
9- الجرح و التعديل 249/5 رقم 1189.
10- ليست في الجرح و التعديل.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الحسن بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة -.

ح و أنا أبو القاسم بن السّوسي، و أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا أبو الحسن الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في طبقات التابعين:

عبد الرّحمن بن أم الحكم، و هو عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عثمان، ثقفي، و أمّه أم الحكم بنت أبي سفيان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، قال:

عبد الرحمن بن أم الحكم الثقفي، يقال: ولد على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

و قال في موضع آخر: عبد الرّحمن بن أبي عقيل، سكن الكوفة، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال:

عبد الرّحمن بن أبي عقيل روى عنه عبد الرّحمن بن علقمة، و هشام بن المغيرة الثقفي، وفد على النبي صلى اللّه عليه و سلم، عداده في الكوفيين، و يقال: إنه عبد الرّحمن بن أم الحكم ابنة أبي سفيان بن حرب.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال(1):

و أما حبيّب - بتشديد الياء المعجمة باثنتين من تحتها - حبيّب بن الحارث بن مالك بن حطيط بن جشم بن قسيّ(2) ، و هو ثقيف، من ولده عثمان بن عبد اللّه بن ربيعة بن الحارث بن حبيّب، كان معه لواء هوازن يوم حنين، فقتله علي، و عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عثمان بن عبد اللّه بن ربيعة هو الذي يقال له ابن أم الحكم، و هي بنت أبي سفيان بن حرب، ولي الكوفة و مصر، و أولاده يسكنون دمشق.

ص: 48


1- الاكمال لابن ماكولا 297/2 و 298.
2- عن م و الاكمال، و بالأصل: قصى.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي(1) ، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح(2) و أخبرنا أبو الحسين(3) بن الفراء، أنا [أبي](4) أبو يعلى، قالا(5): أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن(6) حفص قال: قرأت على علي بن عمرو: حدّثكم الهيثم بن عدي، قال: قال ابن عياش: عبد الرّحمن بن أم الحكم يكنى أبا سليمان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال:

عبد الرّحمن بن أم الحكم، أبو سليمان.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه:

أخبرنا أبو أحمد الحاكم، قال:

أبو مطرّف: عبد الرّحمن بن أم الحكم أراه ابن عبد اللّه بن أم الحكم، فإن يكن هو فأمّه أم الحكم بنت أبي سفيان بن حرب، و هو الثقفي، و يقال: هو عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي عقيل، و يقال: عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عثمان الثقفي، صلّى خلف عثمان بن عفّان الجمعة.

روى عنه أبو عبد الحميد إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر المخزومي، حديثه في أهل الشام.

أنا(7) محمّد بن أحمد السلمي، أنا يحيى بن ساسويه الرقاشي، نا أحمد - يعني: بن عبد اللّه بن حكيم - قال: قال الهيثم بن عدي: عبد الرّحمن بن(8) الحكم أبو مطرّف، المحفوظ أن كنية [ابن](9) أم الحكم أبو سليمان، و لعل هذا غيره، و اللّه أعلم.

أخبرنا [أبو](10) الحسن علي بن محمّد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن الحسن

ص: 49


1- الأصل و م: «المحلى» تصحيف، و الصواب ما أثبت و ضبط، و السند معروف.
2- «ح» حرف التحويل سقطت من الأصل، و أضيف عن م.
3- الأصل: الحسن تصحيف، و الصواب عن م، و فيها: و أخبرنا أبو البركات الأنماطي الحسين بن الفراء.
4- زيادة عن م.
5- ليست في م.
6- عن م و بالأصل: أنا.
7- في م: أخبرنا.
8- كذا بالأصل و م: بن الحكم.
9- كتبت بالأصل بين السطرين.
10- زيادة عن م.

النّهاوندي، نا أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن إسماعيل، نا العباس بن الوليد، نا عبد الأعلى، نا شعبة أو سعيد، عن حميد بن هلال، عن عبد اللّه بن الصامت، قال: قلت لأبي ذرّ: مررت بعبد الرّحمن بن أم الحكم فسلّمت، قال البخاري: قال وكيع: هو عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي عقيل(1) ، قال البخاري: هو الثقفي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن [أبي](2) العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، نا الوليد بن مسلم، أخبرني صاحب لنا يقال له أحمد بن الحسن(3) أنه بلغه أن معاوية بن أبي سفيان شتّى عبد الرّحمن بن أم الحكم سنة اثنتين(4) و خمسين بأرض الروم.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطيب الزّرّاد المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، قال: قال:

أبي و شتّا عبد الرّحمن بن أم الحكم بأرض الروم بعد سنة ثلاث و خمسين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال(5):

و فيها - يعني سنة ثلاث و خمسين - شتا عبد الرّحمن بن أم الحكم أرض الروم.

قال(6): و فيها - يعني سنة سبع و خمسين - عزل معاوية الضحاك بن قيس عن الكوفة، و ولاها عبد الرّحمن بن أم الحكم، ثم عزله و ولى النعمان بن بشير(7) الأنصاري حتى مات معاوية.

ثم قال في ولاة مصر: مات عمرو، فولاها معاوية عتبة بن أبي سفيان، ثم عزله و ولّى عبد الرّحمن بن أم الحكم بن بنت أبي سفيان، و أبوه عبد اللّه بن عثمان الثقفي، ثم عزله، و ولّى معاوية بن حديج.

و قال في تسمية عماله على الجزيرة: أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة، ثم عبد اللّه بن رباح مولى خالد بن الوليد، ثم عبد الرّحمن بن أم الحكم حتى مات معاوية.

ص: 50


1- في التاريخ الكبير 301/1/3 ابن أبي الحكم.
2- زيادة عن م.
3- في م: الحسين.
4- بالأصل و م: اثنين.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 219.
6- أبي خليفة بن خيّاط، تاريخه ص 224.
7- عن م و بالأصل: «بشر» تصحيف.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد(1) بن عبد اللّه الكبريتي، أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن محمّد النحوي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة الحسين بن أبي معشر بن مودود الحرّاني، نا بندار و أبو موسى قالا: نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن منصور، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن كعب بن عجرة.

أنه دخل المسجد و عبد الرّحمن بن أم الحكم يخطب قاعدا، فقال: انظروا إلى هذا الخبيث يخطب قاعدا، و قد قال اللّه عز و جل: وَ إِذٰا رَأَوْا تِجٰارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهٰا وَ تَرَكُوكَ قٰائِماً (2).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان، نا سليمان العنسي(3) ، عن ثابت بن عبيد قال:

قتل عبد الرّحمن بن أم الحكم ابن صلوبا فجاء الشيخ صلوبا، فدخل المسجد آخذا بلحية بيضاء، قال: فقال: يا معشر المسلمين على ما قتل ابني ؟ على هذا، صالحت عمر بن الخطّاب، قال: فقال الناس: ذمتكم ذمتكم، فاجتمع الناس، و جاء جرير قال: فجاء عبد الرّحمن ناس فقالوا له: إنّا نخاف عليك، فأغلق باب المقصورة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسن بن عيسى بن المقتدر، أنا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري، أنا أبو عبد اللّه الصولي، نا الحارث بن أبي أسامة، نا علي بن محمّد بن سيف، قال:

لما اشتد بلاء عبد الرّحمن بن أم الحكم على أهل الكوفة قال عبد اللّه بن همّام السّلولي شعرا، و كتبه في رقاع، و طرحها في مسجد الجامع(4):

ألا أبلغ معاوية بن صخر *** فقد خرب السواد و لا(5) سوادا

أرى العمال افتتنا(6) علينا *** بعاجل نفعهم ظلموا العبادا

فهل لك أن تدارك ما لدينا *** و تدفع عن رعيتك الفسادا

ص: 51


1- بالأصل: أحمد، تصحيف و الصواب عن م، و قارن مع المشيخة 185 /ب.
2- سورة الجمعة، الآية: 11.
3- عن م و إعجامها مضطرب بالأصل.
4- الأبيات في أسد الغابة 334/3.
5- أسد الغابة: فلا سوادا.
6- أسد الغابة: أقساء علينا.

و تعزل تابعا أبدا هواه *** يخرّب من بلادته البلادا

إذا ما قلت: أقصر عن مداه(1) *** تمادى في ضلالته و زادا

فبلغ الشعر معاوية فعزله.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش المقرئ، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو أحمد عبد السلام بن الحسن البصري اللغوي، نا أبو محمّد علي بن عبد اللّه المغيرة الجوهري، أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد الأسدي، نا الرياشي، نا مسدّد، عن أمية بن خالد، عن شعيب بن عبد الحميد، عن الجارود بن أبي سبرة، قال: دخلت على بلال بن أبي بردة، فقلت: قال: حارثة بن بدر في عبد الرّحمن بن أم الحكم:

نهاره في قضايا غير عادلة *** و ليله في هوى سعد بن هبّار

فيصبح(2) القوم طلحى(3) قد أضرّ بهم *** نصّ المطيّ و ليل المدلج الساري

ما تسمع الناس أصواتا لهم ظهرت *** إلاّ دويّا دويّ النحل في الغار

فلما خرجت مني ندمت، و قلت: يظن أني قد عرّضت به و بالرّغل، و الرغل من حرم، أي أنه يشرب معه، قال: فأمر خبيئة فأخرج على جرته ثلاثمائة درهم في النهرين، و ما كان في النهرين شيء، قال: و أكثر أهل النهرين ذمة.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد(4) العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير الطبري، قال(5): حدّثت عن هشام بن محمّد قال:

استعمل معاوية بن أم الحكم على الكوفة، فأساء السيرة فيهم، فطردوه، فلحق بمعاوية، و هو خاله، فقال [له:](6) أولّيك خيرا منها مصر، قال: فولاّه، قال: فتوجه

ص: 52


1- أسد الغابة: أقصر عن هواه.
2- عن م و بالأصل: فيصح.
3- طلحى جمع طليح، على غير قياس، المعيي (اللسان: طلح).
4- سقطت من الأصل و أضيف عن م.
5- الخبر في تاريخ الطبري 312/5 (حوادث سنة 58) و أسد الغابة 333/3 و الكامل لابن الأثير (بتحقيقنا) حوادث سنة 58.
6- الزيادة عن الطبري.

إليها و بلغ معاوية بن حديج(1) السّكوني الخبر، فخرج فاستقبله على مرحلتين من مصر، فقال: ارجع إلى خالك، فلعمري لا تسير فينا سيرتك في إخواننا من أهل الكوفة.

قال: فرجع معاوية، و أقبل معاوية بن حديج(2) وافدا، قال: و كان إذا جاء قلّست(3) له الطريق - يعني ضربت له قباب الريحان - قال: فدخل على معاوية و عنده أم الحكم، فقالت: من هذا يا أمير المؤمنين ؟ قال: بخ، هذا معاوية بن حديج، قالت: لا مرحبا به تسمع بالمعيدي خير من أن تراه(4) ، فقال: على رسلك يا أم الحكم، أما و اللّه لقد تزوّجت فما أكرمت، و ولدت فما أنجبت، أردت أن يلي ابنك الفاسق علينا، فيسير فينا كما سار في إخواننا من أهل الكوفة، ما كان اللّه ليرى(5) ذلك و لو فعل لضربناه ضربا يصامي منه(6) ، و إن كان ذاك(7) الجالس، فالتفت إليها معاوية فقال: كفّي.

في الكتاب الذي أخبرنا ببعضه أبو بكر اللفتواني، أنا [أبو](8) عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوه(9) ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، أخبرني أبو عبد اللّه القرشي، عن علي بن محمّد، عن مسلمة بن محارب، عن حرب بن خالد، قال:

كان عبد الرّحمن بن أم الحكم ينازع يزيد بن معاوية كثيرا، فقال معاوية لأبي خداش بن عتبة بن أبي لهب: إنّ عبد الرّحمن لا يزال يتعرض ليزيد، فتعرض له أنت حتى تسمع يزيد ما يجري بينكما و لك عشرة آلاف درهم، قال: عجّلها لي، فعجّلها له، فحملت إليه ثم التقوا عند معاوية، فقال أبو خداش: يا أمير المؤمنين أعدني على عبد الرّحمن، فإنه قتل مولى لي بالكوفة، فقال عبد الرّحمن: يا ابن بنت، أ لا تسكت ؟ فقال أبو خداش لعبد الرّحمن: يا ابن تمدر، يا ابن البريح، يا ابن أم قدح، فقال معاوية: يا أبا خداش حسبك، يرحمك اللّه على دية

ص: 53


1- مضطربة الرسم و الإعجام في الأصل و م، و في أسد الغابة: «خديج» تحريف، و الصواب ما أثبت و ضبط عن تاريخ الطبري.
2- مضطربة الرسم و الإعجام في الأصل و م، و في أسد الغابة: «خديج» تحريف، و الصواب ما أثبت و ضبط عن تاريخ الطبري.
3- التقليس: استقبال الولاة عند قدومهم بأصناف اللهو (اللسان: قلس).
4- المثل يضرب لمن خبره خير من مرآه (راجع مجمع الأمثال 129/1).
5- كذا بالأصل و م، و في تاريخ الطبري 312/5 ليريه.
6- كذا بالأصل و م، و في الطبري: «يطأطئ منه» و في المختصر 290/14 يصامي منيته.
7- كذا بالأصل و م، و في تاريخ الطبري: و إن كره ذلك الجالس.
8- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
9- الأصل: «نوه» و بدون إعجام في م، و الصواب ما أثبت و ضبط عن التبصير.

مولاك، فخرج أبو خداش ثم عاد إلى معاوية، فقال: أعطني عشرة آلاف أخرى، و إلاّ أخبرت عبد الرّحمن أنك أنت أمرتني بذلك، فأعطاه عشرة آلاف، و قال: فسّر ليزيد ما قلت لعبد الرّحمن، قال: هن أمهات لعبد الرّحمن حبشيات، و قد ذكرهن ابن الكاهلية الثقفي، و هو يهجو ابن عم لعبد الرّحمن:

ثلاث قد ولدنك من حبوش *** إذا يسمو(1) خدينك بالزّمام

تمدّر و البريح و أم قدح(2) *** و مجلوب يعدّ من آل حام

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، نا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(3) ، قال: قرأت في كتاب عبد اللّه بن معاذ بن عبد الحميد بن حريث، أعطانيه ابنه: أن الهيثم بن عمران حدّثهم أنه سمع إسماعيل بن عبيد اللّه يقول:

كان عبد الرّحمن بن أم الحكم يوم راهط خليفة لمروان على دمشق، و كان مروان يقاتل الضحاك بن قيس بمرج راهط، فجاءه روح بن زنباع الجذامي، فبشّره بقتل الضحاك بن قيس، و قتل همام بن قبيصة.

و ذكر الألهاني: و قتل ابن ثور السلمي.

أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا أبو عبد اللّه البخاري، نا عبد اللّه - يعني ابن صالح - حدثني الليث، حدثني يحيى بن سعيد، عن سعيد، قضى عبد الملك(4) بن مروان في نساء عبد الرّحمن بن أم الحكم و قد مات.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن فضلويه، قالت: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر الحيري(5) ، نا أبو العباس الأصم، أنا الربيع، نا الشافعي، أنا مسلم بن خالد، و سعيد، عن ابن جريج، عن عكرمة بن خالد.

أن ابن أم الحكم - يعني عبد الرّحمن - سأل امرأة له أن يخرجها من ميراثها منه في

ص: 54


1- الأصل: «تسمعوا» و بدون إعجام بالأصل.
2- عن م و بالأصل: و أم قدم.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 233/1-234.
4- عن م، و بالأصل: عبد اللّه.
5- الأصل: الجيزي، تحريف، و الصواب ما أثبت، فقد ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء 272/18 من شيوخ أبي بكر الخطيب الذين سمع منهم بنيسابور: أبا بكر الحيري، و هذه النسبة إلى حيرة، محلة بنيسابور (انظر الأنساب).

مرضه، فأبت، فقال: لأدخلن عليك فيه من ينقص حقك أو يضرّ به، فنكح ثلاثا في مرضه، أصدق كل واحدة منهن ألف دينار، فأجاز ذلك عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد الفقيه، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر بن الحسين(1) ، و أبو زكريا بن أبي إسحاق، و أبو سعيد الصيرفي.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعيد بن أبي عمرو.

قالوا: أبو العباس الأصم، أنا الربيع بن سليمان، قال: قال الشافعي: أنا سعيد، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار أنه سمع عكرمة بن خالد يقول:

أراد عبد الرّحمن بن أم الحكم في شكواه أن يخرج امرأته من ميراثها، فأبت، فنكح عليها ثلاث نسوة و أصدقهنّ ألف دينار كل امرأة منهن(2) ، فأجاز ذلك عبد الملك بن مروان، و شرك بينهن في الثمن.

- زاد عبد الجبار: و قال الشافعي: أرى ذلك صداق مثلهن.

3857 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن علي ابن عبد الرّحمن بن سعيد بن خالد بن حميد ابن صهيب بن طليب بن البخيت بن علقمة بن الصبر أبو علي بن أبي العجائز [الأزدي العدل]

3857 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن علي ابن عبد الرّحمن بن سعيد بن خالد بن حميد ابن صهيب بن طليب بن البخيت بن علقمة بن الصبر أبو علي بن أبي العجائز [الأزدي العدل](3)

[سمع: أباه أبا محمد، و أبا بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي(4) ، و القاضي الميانجي(5).

روى عنه: ابنه أبو محمد عبد اللّه، و أبو سعيد(6) الرازي السمان، و عبد العزيز الكتاني.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أخبرني أبو محمد عبد اللّه بن عبد الرحمن [بن

ص: 55


1- عن م و بالأصل: الحسن، تصحيف.
2- في م: و أصدق كل واحدة ألف دينار، كل امرأة منهن.
3- عن م: «الأزدي العدل»، و في المختصر 291/14 «الأزدي المعدل».
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 339/16.
5- و هو يوسف بن القاسم بن يوسف بن فارس، أبو بكر، ترجمته في سير أعلام النبلاء 361/16.
6- كذا بالأصل، و هو إسماعيل بن علي بن الحسين، ترجمته فى سير أعلام النبلاء 56/18 و كناه أبا سعد.

عبد اللّه] بن علي بن أبي العجائز](1) القاضي، أنا أبي، أنا [محمّد بن سليمان بن يوسف الربعي، نا أيوب بن(2)] محمّد بن أبي سليمان حدثنا حاجب بن سليمان المنبحي، نا ابن أبي رواد عن ابن جريج، عن المطلب بن عبد اللّه بن حنطب، عن أنس بن مالك، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«عرضت عليّ أجور أمّتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، و عرضت عليّ ذنوب أمّتي فلم أر ذنبا أعظم من آية أو سورة أوتيها رجل ثم نسيها» [7091].

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي العجائز القاضي، أنا أبي، أنا أبو بكر محمّد بن سليمان بن يوسف الرّبعي، أنا محمّد بن تمام بن صالح البهراني(3) ، نا محمّد بن قدامة، قال:

أتينا باب سفيان بن عيينة، فحجبنا عنه، قال: فجلسنا على بابه، قال: فلم نشعر(4) إلاّ بخادم لهارون الرشيد يقال له حسين جاء في طلبه، فأخرجه، قال: فقمنا إليه، قال: فقلنا له:

يرحمك اللّه أما أهل الدنيا فيصلون إليك، و أمّا نحن فلا نصل إليك، قال: قد وجدتم مقالا فقولوا لا أفلح ذو عيال، ثم أنشأ يقول:

اعمل بعلمي و لا تنظر إلى عملي *** ينفعك علمي و لا يضررك تقصيري

قال: ثم التفت إلينا فقال: يا أصحاب الحديث تركتم الطواف و جئتم ؟ قال: قلنا:

أصلحك اللّه قد طفنا، و لسنا نترك حظنا منك، قال: ما مثلي و مثلكم إلاّ كمثل إخوة يوسف إذ قالوا: اقتلوه و كونوا من بعده قوما صالحين(5) ، ثم قال: يا أصحاب الحديث بما تشتهون حديث النبي صلى اللّه عليه و سلم: «ما شغل عبدي ذكري عن مسألتي إلاّ أعطيته أفضل ما أعطي السائلون»، قال: قلنا له: تقول يرحمك اللّه، قال: يقول الشاعر:

و فتى خلا من ماله *** و من المروءة غير خالي

أعطاك قبل سؤاله *** و كفاك مكروه السؤال

ص: 56


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف للإيضاح عن م.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف لتقويم السند عن م.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 468/14.
4- بالأصل و م: يشعر.
5- يشير إلى قوله تعالى: اُقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَ تَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صٰالِحِينَ سورة يوسف الآية 9.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، قال: توفي أبو علي عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن علي بن أبي(1) العجائز الشاهد يوم الأربعاء لعشر خلون من المحرم سنة تسع و عشرين و أربعمائة.

حدّث عن الميانجي، و عن محمّد بن سليمان الرّبعي البندار.

3858 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد أبو الميمون البجلي

3858 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد أبو الميمون البجلي(2)

روى عن أبي زرعة الدمشقي، و بكار بن قتيبة، و أبي بكر محمّد بن أحمد بن رزقان المصّيصي، و أحمد بن محمّد بن عمار بن أخي هشام بن عمّار، و جعفر بن محمّد [القلانسي، و يزيد بن محمّد بن عبد الصمد، و أبي الأصبغ عبد العزيز بن سعيد القرشي، و أبي علي الحسن بن أحمد بن محمّد](3) بن بكار بن بلال، و أبي سعيد عثمان بن عبد اللّه بن أبي جميل، و أبي الحسن أحمد بن نصر بن شاكر، و هارون بن عمران بن أبي جميل، و وزيرة بن محمّد، و مساور بن شهاب بن مسرور بن مساور، و أبي سعد محمّد بن عبيد بن سعد الحجبي، و أبي عمرو بن يزيد بن أحمد السّلمي، و أبي زيد يحيى بن أيوب بن أبي عقال، و أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن رفعة، و مضر بن محمّد بن خالد الأسدي، و أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، و إسماعيل بن حمدويه، و أبي أسامة عبد اللّه بن محمّد بن أبي أسامة الحلبي، و عبيد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، و أبي عبد الرّحمن النّسائي، و أحمد بن العلاء بن هلال الرّقّي، و عبد اللّه بن الحسين المصّيصي، و ربيعة بن الحارث الجيلاني، و يموت بن المزرّع، و أحمد بن محمود بن مقاتل بن صبيح الهروي، و جماعة سواهم.

روى عنه تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو الحسين عبد اللّه بن أحمد بن عمرو بن أحمد بن معاذ الدّاراني، و أبو(4) علي بن مهنا الدّاراني(5) ، و أبو عبد اللّه بن أبي كامل، و أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن عبيد اللّه(6) بن يحيى القطّان، و عقيل بن

ص: 57


1- كتبت تحت الكلام بين السطرين بالأصل.
2- أخباره في سير أعلام النبلاء 533/15 و العبر 276/2 و شذرات الذهب 375/2.
3- ما بين معكوفتين سقط من م.
4- الاسم مكرر بالأصل.
5- الاسم مكرر بالأصل.
6- في م: عبد اللّه.

عبيد اللّه(1) بن عبدان، و أبو الحسين الرازي، و أبو بكر محمّد بن عبد الرحمن بن أبي المغيث القطان، و أبو عبد اللّه بن منده، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و أبو هاشم المؤدب، و أبو محمّد عبد الرّزّاق بن محمّد بن سعيد العطار العدل، و أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن تمام السكسكي المقرئ، و عبد اللّه بن محمّد الفافاى(2).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو محمّد التميمي، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو الميمون بن راشد، نا بكار بن قتيبة، نا عبد اللّه بن بكر السّهمي أبو وهب، نا حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال:

سمعت عبد اللّه بن سلام بمقدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو بأرض يخترف(3) ، فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: إنّي سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلاّ نبي، ما أوّل أشراط الساعة ؟ و ما أوّل طعام أهل الجنّة ؟ و ما ينزع الرجل إلى أبيه و أمّه ؟ فقال صلى اللّه عليه و سلم: «أخبرني بهن جبريل عليه السلام آنفا»، فقال: ذاك عدو اليهود من الملائكة، قال: فقرأ عليه الآية: مَنْ كٰانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّٰهِ (4) ، «فأمّا أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، و أما أوّل طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت، و إذا سبق ماء الرجل نزع الولد(5) ، و إذا سبق ماء المرأة نزعته»، قال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أشهد أنك رسول اللّه، يا رسول اللّه إنّ اليهود قوم بهت(6) ، و انهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم عني يبهتوني، قال: فجاءت اليهود، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم: «أيّ رجل عبد اللّه بن سلام فيكم ؟» قالوا: خيرنا، و ابن خيرنا، و سيّدنا و ابن سيّدنا، قال: «فرأيتم إن أسلم عبد اللّه بن سلام»، قالوا: أعاذه اللّه من ذلك، فخرج عبد اللّه بن سلام فقال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمدا رسول اللّه، قالوا:

شرّنا و ابن شرّنا، فبغضوه، فقال: هذا الذي كنت أخاف يا رسول اللّه.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا أبو الحسن(7) المؤدب، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و قال لي أبو الميمون بن راشد: إنه ولد فيها - يعني سنة اثنتين(8) و خمسين و مائتين -.

ص: 58


1- في م: عبد اللّه.
2- كذا رسمها بالأصل، و في م: «القاقاني».
3- يقال: خرف و اخترف النخل: اجتناه (اللسان: خرف).
4- سورة البقرة، الآية: 97.
5- عن م و بالأصل: الرجل.
6- قوم بهت: جمع بهوت، من بناء المبالغة في البهت و هو الكذب (انظر اللسان).
7- في م: الحسين.
8- الأصل و م: اثنين.

قرأت بخط نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خطّ أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية.

أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد البجلي، و كان شيخا جليلا من معدلي دمشق، و مات في سنة سبع و أربعين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد، عن أبي(1) محمّد، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن أبي محمّد قال:

و في آخر هذا الشهر - يعني شهر ربيع الأول من سنة ستّ(2) و أربعين و ثلاثمائة - توفي أبو الميمون بن راشد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، نا شيخنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني و كتبه له(3) بخطه، قال:

مات أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد البجلي يوم الاثنين سلخ شهر ربيع الأول سنة سبع و أربعين و ثلاثمائة نبيل مأمون.

قال عبد العزيز: حدّث عن عمر بن نصر البغدادي، و بكّار بن قتيبة البكراوي، و أبي زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النّصري، حدّث عنه بكتاب التاريخ و كتاب البيان و العلل و غير ذلك، ثقة مأمون، حدّث عنه تمام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عثمان و غيرهما.

و حدثني تمام بن محمد(4) قال: ذكر بعض ولد(5) أبي الميمون أن مولده سنة خمسين و مائتين.

و حدثني مكي بن محمّد بن الغمر(6) ، نا أبو سليمان بن زبر قال: قال لي أبو الميمون بن راشد أنه ولد في سنة اثنتين و خمسين و مائتين.

و ذكر أبو الحسين الميداني أنه كان من أهل الأدب، و أنه يقول الشعر، و كان ممتعا ببصره، و عقله، و صحة جسده، غير أن سمعه كان قد لحقه ثقل، و دفن بباب الصغير، قال:

و كان سنّة يوم توفي نيّف عن الخمس و تسعين، و قارب المائة.

ص: 59


1- الأصل: «ابن» و المثبت عن م.
2- بالأصل: «ستة» و في م: سبع.
3- كذا، و في م: لي.
4- «بن محمد» مطموسة بالأصل و المثبت عن م.
5- الأصل: والد، و المثبت عن م.
6- «بن الغمر» مطموسة بالأصل و المثبت عن م.
3859 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن محيريز الجمحي الفلسطيني

سمع أباه.

روى عنه ابنه عمرو بن عبد الرّحمن، و إسماعيل بن عياش، و أيوب بن سويد، و رجاء بن أبي سلمة.

و غزا أرض الروم مع أبيه، و اجتاز بدمشق.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا [أبو](1) الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا داود بن عمرو الضّبّي، نا إسماعيل بن عيّاش، حدثني عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن محيريز، عن أبيه، عن أوس بن أوس، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «من كذب على نبيّه، أو على عينيه أو على والديه، فإنه لا يرح رائحة الجنة» [7092].

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، حدثني علي بن الحسن بن علي الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا، نا أبو عمير، نا ضمرة، عن عمرو بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن محيريز، عن أبيه، قال:

مرض أبي و نحن نسير إلى دابق غازيا، فقلت: يا أبة أقيم بك ؟ فقال: يا بني إن استطعت أن تنقلني من منزل إلى منزل فافعل، قال: فلما مات همّني من يصلّي عليه، فرأيت على جنازته صفوفا لا أعرفهم.

قال: و نا ابن جوصا، أنا ابن(2) وزير، نا مروان بن محمّد، نا ابن عيّاش، حدثني عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن محيريز، عن أبيه.

أنه كان في بعث الصائفة، فمرض مرضا شديدا، فقال: يا بني احملني فسر بي إلى أرض الروم، قال: فحملته فلم أزل أسير به و هو يقول: يا بني أسرع في السير، قلت: يا أبة إنّك شاك، قال: يا بني إنّي أحبّ أن يكون أجلي بأرض الروم، فما زلت أسير به حتى هلك بأرض حمص.

قال: و نا ابن جوصا، نا أبو عبيد اللّه معاوية بن صالح بن أبي عبيد اللّه الأشعري،

ص: 60


1- سقطت من الأصل، و أضيفت للإيضاح.
2- عن م و بالأصل: أبو.

حدثني منصور بن أبي مزاحم، نا أبو مسعود أيوب بن سويد، حدثني عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن محيريز قال:

كنت مع أبي في السفر الذي مات فيه، فلما أتينا فامية(1) قضى.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، نا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد:

و محمّد بن الحسن - قالا(2) أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال(3):

عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن محيريز الجمحي القرشي.

قال سعيد بن سليمان: نا إسماعيل بن عياش، نا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن محيريز عن أبيه، عن أوس بن أوس، فذكر الحديث الأوّل(4).

أخبرنا [أبو(5) الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و] أبو عبد اللّه الخلال - شفاها (6)- أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال(7): عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن محيريز روى عن أبيه، روى عنه إسماعيل بن عيّاش، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، نا تمام، أنا جعفر بن محمّد الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية نفر متقاربين في السن: عمّروا: عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن محيريز.

أنا(8) أبو غالب أحمد بن الحسن(9) ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة -.

ص: 61


1- فامية، و يقال لها: أفامية بالهمزة، مدينة حصينة من سواحل الشام (معجم البلدان).
2- الأصل: قال، و المثبت عن م.
3- التاريخ الكبير للبخاري 314/1/3 رقم 992.
4- يعني قوله صلى اللّه عليه و سلم: من كذب على والديه... لم يرح رائحة الجنّة.
5- ما بين الرقمين ليس في م.
6- بعدها في م: قالا.
7- الجرح و التعديل 252/5 رقم 1198.
8- في م: أخبرنا.
9- في م: الحسين، تصحيف.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الرّحمن الكلابي، أنا أحمد بن عمير، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن محيريز فلسطيني.

3860 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود بن غافل ابن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم الهذلي الكوفي

3860 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود بن غافل ابن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم الهذلي الكوفي(1)

حدث عن أبيه.

روى عنه ابناه القاسم، و معن، و عبد الملك بن عمير، و أبو إسحاق الهمداني(2) ، و سماك بن حرب.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي(3) ، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن سماك، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه، عن أبيه، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» [7093].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن غالب، حدثني عبد الصمد بن النعمان، نا إسرائيل، عن سماك، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه، عن أبيه ابن مسعود قال:

لعن النبيّ صلى اللّه عليه و سلم آكل الربا، و موكله، و كاتبه، و شاهديه.

أخبرنا(4) أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا محمّد بن الحسين بن أبي علانة(5).

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن علي بن عبد الواحد المعروف بابن(6) الشطي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن الخلال.

ص: 62


1- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 269/11 و تهذيب التهذيب 386/3 و ميزان الاعتدال 574/2 و الجرح و التعديل 249/5 و الوافي بالوفيات 166/18.
2- في تهذيب الكمال: السّبيعي.
3- الأصل: المرزقي، تصحيف و بدون إعجام في م. و الصواب ما أثبت و ضبط، مرّ التعريف به.
4- أخر الخبر التالي في م إلى ما بعد تاليه.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 237/18.
6- في م: المعروف بالشطي، قارن مع المشيخة 231 /ب.

قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن عبد الرّحمن الثقفي، حدثني أبي، نا سفيان، عن سماك بن حرب، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود، عن أبيه قال: الصفقة بالصفقتين ربا، و أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بإسباغ الوضوء.

قال ابن صاعد: و هذا اللفظ الأخير المرفوع غريب ما سمعناه إلاّ منه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن محمّد بن محمش الفقيه، أنا أبو بكر القطان، أنا إبراهيم بن الحارث البغدادي، نا يحيى بن أبي بكير، نا داود بن عبد الرّحمن المكي(1) ، نا عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، عن القاسم بن عبد الرّحمن أن أباه أخبره.

أن الوليد بن عقبة أخّر الصلاة بالكوفة و أنا جالس مع أبي في المسجد، فقام عبد اللّه بن مسعود فثوّب بالصلاة، فصلّى بالناس، فأرسل إليه الوليد: ما حملك على ما صنعت ؟ أ جاءك من أمير المؤمنين أمر فسمع و طاعة ؟ أو ابتدعت الذي صنعت ؟ قال: لم يأتني من أمير المؤمنين أمر، و معاذ اللّه أن أكون ابتدعت، أبى اللّه علينا و رسوله أن ننتظرك في صلاتنا و نتبع حاجتك.

قال: و أخبرنا البيهقي، أنا أبو زكريا بن [أبي] إسحاق المزكي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن عبد الوهاب، نا جعفر بن عون، أنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال:

جاء رجل إلى عبد اللّه بن مسعود فقال: إنّي مررت ببعض مساجد بني حنيفة و هم يقرءون قراءة ما أنزلها(2) اللّه على محمّد صلى اللّه عليه و سلم: و الطاحنات طحنا، و العاجنات عجنا، و الخابزات خبزا، و الثاردات ثردا، و اللاقمات لقما، قال: فأرسل إليهم عبد اللّه فأتي بهم و هو سبعون رجلا، و رأسهم عبد اللّه بن النواحة، قال: فأمر به عبد اللّه فقتل، ثم قال: ما كنا لنحرّز الشيطان هؤلاء و لكنا نحدرهم إلى الشام، لعل اللّه أن يكفيناهم.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد، أنا أبو الحسين بن المهتدي - إجازة إن لم يكن قراءة - أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلاّل، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثني جدي، نا يزيد بن هارون، أنا المسعودي، عن

ص: 63


1- في م: السلمي، قارن مع ترجمته في تهذيب الكمال 25/6.
2- عن م و بالأصل: أنزل.

القاسم بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن عبد اللّه.

بنحو حديث قبله في ارتداد ابن النواحة، و إيمانه بمسيلمة - و زاد قال:

فقال لقرظة بن كعب: انطلق فاحط بالدار فخذهم، فأتني بهم، قال: فأخذهم فجاء بهم، قال له عبد اللّه: أ كتاب [بعد كتاب](1) اللّه و رسول بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: فقال لقرظة بن كعب، انطلق به إلى السوق فاضرب عنقه، ثم انطلق برأسه حتى تجعله في حجر أمه، فإنّي أراها قد كانت تعلم منه علما، قال: فقال القوم: فإنّا نستغفر اللّه و نتوب إليه، و نشهد أن مسيلمة هو الكذاب، قال: فقال عبد الرّحمن - يعني ابن عبد اللّه بن مسعود - فلقيت شيخا منهم بالشام طويل اللحية، فقال لي: يرحم اللّه أباك، و اللّه لو قتلنا جميعا لدخلنا النار.

رواه أبو نعيم، عن المسعودي، عن القاسم قال أبي عبد اللّه فذكره من غير ذكر عبد الرّحمن، ثم ذكر في آخره قول عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد، أنا أبو بكر البيهقي، أنا يحيى بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى، أنا [أبو](2) عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن عبد الوهاب أخبرنا جعفر بن عون، أنا المسعودي، عن أبي إسحاق، قال:

ذكر الضّبّ عند عبد الرّحمن، فقال إنسان من القوم: حرام، فقال عبد الرّحمن: من حرّمه، سمعت عبد اللّه بن مسعود يقول: إنّ محرّم الحلال، كمستحلّ الحرام.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر(3) بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(4).

أنا إسحاق بن يوسف الأزرق، نا زكريا بن أبي زائدة، عن سماك بن حرب، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه، قال: سمعت عبد اللّه بن مسعود يقول: محرّم الحلال كمستحلّ الحرام.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات: و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا: - أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن،

ص: 64


1- ما بين معكوفتين زيادة عن م للإيضاح.
2- زيادة عن م.
3- في م: عمرو، تصحيف.
4- طبقات ابن سعد 181/6.

أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط(1) ، قال:

في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة: من هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر:

عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود، مات مقدم الحجاج العراق سنة سبع و سبعين.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمرو بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال(2):

في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة: عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود الهذلي، حليف بني زهرة، روى عن علي، و عبد اللّه، و كان ثقة، قليل الحديث، و قد تكلموا في روايته عن أبيه، و كان صغيرا.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوه(3) ، أنا أبو الحسن اللنباني(4) ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا(5) ، نا محمّد بن سعد: في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة: عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود الهذلي(6).

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن أحمد بن علي بن الكوفي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد الخلاّل، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثني جدي، قال:

عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود هذلي، حليف بني زهرة، روى عن علي، و عبد اللّه، و كان ثقة، قليل الحديث، و قد تكلموا في روايته عن أبيه، و كان صغيرا.

فأما علي بن المديني فإنه قال: قد لقي عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود أباه عبد اللّه.

و قال يحيى بن معين: عبد الرّحمن بن عبد اللّه، و أبو عبيدة بن عبد اللّه لم يسمعا من أبيهما.

و قال بعض أهل العلم: كان عبد الرّحمن بن عبد اللّه شاعرا، و هو القائل:

ص: 65


1- انظر طبقات خليفة بن خيّاط ص 217.
2- طبقات ابن سعد 181/6.
3- الأصل: «نوه» و في م: «موه» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت و ضبط، و قد تقدم التعريف به.
4- الأصل: «الكتاني» و في م: «الأشناني» و المثبت قياسا إلى سند مماثل.
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
6- قدم الخبر السابق في م على الخبر الذي سبقه.

أيها الشّاتمي ليوهن عرضي *** أنت لي(1) جاهل و فيك اغترار

و متى أدع زهرة بن كلاب *** يستجيبوا و تأتني أنصار

فيهم غلظة لمن خاشنوه *** و يسار إذا يراد يسار

أخبرنا [أبو المعالي](2) الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم الفارسي، أنا أبو إسحاق الأصبهاني، نا محمّد بن سليمان بن فارس.

ح و أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي في كتابه، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر(3) ، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا(4): - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، قالا: أنا محمّد بن إسماعيل، قال(5):

عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود الهذلي الكوفي(6) ، سمع أباه، قاله عبد الملك بن عمير.

أخبرنا [أبو(7) الحسين القاضي - إذنا - و] أبو عبد اللّه الأديب - شفاها (8)- أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال(9):

عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود الهذلي، سمع أباه عبد اللّه بن مسعود، روى عنه ابناه القاسم، و معن، و أبو إسحاق الهمداني، و سماك بن حرب، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال:

عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود الهذلي الكوفي، حدّث عن مسروق، روى عنه ابنه معن في ذكر أيام الجاهلية.

ص: 66


1- في م و المختصر 295/14: بي.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن م لتقويم السند.
3- «أبو الفضل بن ناصر» مكرر بالأصل.
4- عن م و بالأصل: قال.
5- التاريخ الكبير للبخاري 299/1/3-300.
6- قوله: «الكوفي» ليس في التاريخ الكبير.
7- ما بين الرقمين سقط من م.
8- بعدها في م: قالا.
9- الجرح و التعديل 248/5 رقم 1185.

قال الغلاّبي: قال ابن حنبل: مات ابن مسعود، و عبد الرّحمن ابن ست سنين أو نحو ذلك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن، نا أحمد بن الحسين النّهاوندي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل البخاري، حدثني مقدّم بن محمّد بن يحيى، حدثني عمي القاسم بن يحيى، نا أبو عثمان عبد اللّه بن عثمان بن خثيم(1) المكي، عن القاسم بن عبد الرّحمن، عن أخيه قال: أخّر الوليد بن عقبة الصلاة بالكوفة، فانكفأ ابن مسعود إلى مجلسه، و أنا مع أبي، قال محمّد بن إسماعيل، و قال شعبة: عبد الرّحمن بن عبد اللّه لم يسمع من أبيه.

قال محمّد: و حديث ابن خثيم(2) أولى، قال محمّد بن إسماعيل: و كذلك يذكر عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه أنه سمع أباه.

أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا الحسن بن محمّد بن إسحاق الأسفرايني.

ح و أنا(3) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي بن المديني:

عبد الرّحمن بن عبد اللّه سمع من أبيه، و كان شعبة يقول: لم يسمع من أبيه، و هو عندي قد أدركه - زاد ابن السّمرقندي - قلت: فأبو عبيدة قال: لا لم يدركه.

أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ، قال: سمعت أبا بكر محمّد بن أحمد بن بالويه يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن علي بن شعيب يقول(4): سمعت أحمد بن حنبل، و قيل له: هل سمع عبد الرّحمن بن عبد اللّه من أبيه ؟ فقال: أما سفيان الثوري و شريك فإنهما لا يقولان سمع، و أما إسرائيل فإنه يقول في حديث الضبّ: سمعت.

أخبرنا أبو المعالي، أنا أبو بكر.

ص: 67


1- بالأصل و م: خيثم، و الصواب ما أثبت بتقديم الثاء، ترجمته في تهذيب الكمال 324/10.
2- بالأصل و م: خيثم، و الصواب ما أثبت بتقديم الثاء، ترجمته في تهذيب الكمال 324/10.
3- في م: ح و أخبرنا.
4- من هذا الطريق نقله المزّي في تهذيب الكمال 270/11.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال.

قالا: أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، حدثني أبو عبد اللّه - يعني أحمد بن حنبل - قال: سمعت يحيى - يعني ابن سعيد القطان (1)-.

ح و أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ، أنا أبو بكر محمّد بن المؤمل، أنا الفضل بن محمّد، نا أحمد بن حنبل، أظنه عن يحيى، قال:

مات ابن مسعود و عبد الرّحمن بن عبد اللّه ابن ستّ، أو نحو ذلك(2).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة - أنا محمّد بن الحسين، نا أحمد بن أبي خيثمة، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول:

مات عبد اللّه بن مسعود و عبد الرّحمن بن عبد اللّه - يعني ابنه - ابن ستّ أو نحو ذلك - يعني ست سنين - فيما أظن.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل الغلاّبي، نا أبي، نا ابن حنبل، قال:

مات عبد اللّه بن مسعود و عبد الرّحمن بن عبد اللّه ابن ست سنين أو نحو ذلك، و كانوا يفضلون أبا عبيدة على عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب(3) ، نا سلمة، عن أحمد قال: قال يحيى:

مات ابن مسعود و عبد الرّحمن بن عبد اللّه ابن ستّ أو نحو ذلك، و كانوا يفضلون أبا عبيدة(4).

قال يعقوب: أخاف أن يكون هذا غلطا.

ص: 68


1- اضطرب الخبر و السند في م من هنا إلى أخبر الخبر.
2- تهذيب الكمال 270/11.
3- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 237/1.
4- و هو عامر بن عبد اللّه بن مسعود.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا(1): أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحصين، قالا: نا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدثني أبي، قال(2):

عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود، يقال: إنه لم يسمع من أبيه إلاّ حرفا واحدا:

محرّم الحلال كمستحلّ الحرام.

أخبرنا أبو البركات، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي.

ح(3) و أنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر.

قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد أخبرنا صالح بن أحمد، حدثني أبي قال:

عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود سمع من عبد اللّه حديثا واحدا، قال: حدثني أبي، نا جعفر بن عون، عن المسعودي، عن سماك بن حرب، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه، عن أبيه، قال: المحرّم الحلال كمستحل الحرام، كل هؤلاء الذين رووا عن ابن مسعود سمعوا منه كوفيون ثقات.

أخبرنا(4) أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، قال:

سمعت أبا بكر بن بالويه يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن علي بن شعيب السّمسار يقول:

و سمعته - يعني أحمد بن حنبل - و قيل له: هل سمع عبد الرّحمن بن عبد اللّه من أبيه ؟ قال:

أما سفيان و شريك فإنهما لا يقولان سمع، و أمّا إسرائيل فإنه يقول في حديث الضبّ:

سمعت.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر الباقلاني، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود سمع من علي، و من أبيه، و قد روي عن يحيى

ص: 69


1- عن م و بالأصل: قال.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 295 و نقله المزي في تهذيب الكمال 270/11 من طريق أحمد بن عبد اللّه العجلي.
3- في م: ح و أخبرنا.
4- أخر الخبر التالي في م إلى ما بعد تاليه، و قد مرّ هذا الخبر قريبا من طريق آخر عن البيهقي.

أن(1) عبد الرّحمن، لم يسمع من أبيه، و ذلك فيما.

أخبرنا [أبو بكر](2) وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن(3) بن السّقّا(4) ، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس(5) بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود، و أبو عبيدة بن عبد اللّه بن مسعود لم يسمعا من أبيهما(6).

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد عن(7) أبي الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو محمّد الجوهري - قراءة - عن أبي عمر(8) بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا إبراهيم بن الجنيد، قال: قال رجل ليحيى بن معين، و أنا أسمع: أبو عبيدة بن عبد اللّه سمع من أبيه شيئا؟ قال يحيى: قالوا: لا، و لا عبد الرّحمن بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز الكتّاني، أنا علي بن الحسن(9) الرّبعي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي(10) ، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش، قال: عبد الرّحمن بن عبد اللّه ثقة، لم يسمع من أبيه شيئا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم الفحام، نا محمّد بن يحيى، نا معاوية بن عمرو، نا زائدة، عن عبد الملك بن عمير، حدثني آل عبد اللّه.

أن عبد اللّه أوصى ابنه عبد الرّحمن فقال: أوصيك باتّقاء اللّه(11) ، و ليسعك بيتك، و أقل من خطيئتك، و أملك عليك لسانك.

أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنا أبو سعيد النّهاوندي، أنا أبو العباس النّهاوندي، أنا

ص: 70


1- بالأصل «بن» تصحيف، و المثبت عن م.
2- ما بين معكوفتين أضيف عن م.
3- الأصل: الحسين، تصحيف و الصواب عن م و السند معروف.
4- عن م و بالأصل: السقي.
5- الأصل: عياش، تصحيف، و الصواب عن م.
6- تهذيب الكمال 269/11.
7- بالأصل: «بن» تصحيف و الصواب عن م.
8- في م: عمرو، تصحيف.
9- الأصل: الحسين، تصحيف، و الصواب عن م.
10- الأصل و م: الكرخي، تصحيف و الصواب ما أثبت و السند معروف.
11- كذا بالأصل و م، و في المختصر 295/14 بتقوى اللّه.

أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل(1) ، حدثني إسحاق بن يزيد أبو النّضر الدمشقي، نا الحكم بن هشام الدمشقي(2) ، حدثني عبد الملك بن عمير، عن القاسم بن عبد الرّحمن عن(3) عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود، عن أبيه، قال: لما حضر عبد اللّه الوفاة قال له ابنه عبد الرّحمن: يا أبة أوصني، قال: ابك من خطيئتك.

أخبرنا [أبو(4) الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و] أبو عبد اللّه الخلال - شفاها (5)- أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال(6):

ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين، قال: عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود ثقة، و سمعت أبي يقول: عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود صالح.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن(7) السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال(8):

و فيها - يعني سنة تسع و سبعين - مات عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود.

3861 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن يزداد الرازي

سكن بخارى.

و سمع بدمشق الحسن بن حبيب.

روى عنه الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن يزداد الرازي ببخارى، أنا الحسن بن حبيب الدمشقي، نا

ص: 71


1- من هذا الطريق نقله المزي في تهذيب الكمال 270/11.
2- كذا بالأصل و م، و في تهذيب الكمال: الثقفي.
3- بالأصل و م: بن، تصحيف، و الصواب عن تهذيب الكمال.
4- ما بين الرقمين ليس في م.
5- بعدها في م: قال.
6- الجرح و التعديل 248/5.
7- الأصل: الحسين، تصحيف، و الصواب عن م، و السند معروف.
8- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 279 و تهذيب الكمال 270/11.

عبد اللّه بن عبد الحميد، قال: قال بشر بن الحارث: ما رأيت أسمح من فقير جالس بين يدي غني، و لا رأيت أحسن من غنيّ جالس بين يدي فقير،.

3862 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه

شهد خطبة عمر بن الخطاب بالجابية و رواها.

روى عنه أبو السّكينة(1) زياد بن مالك الحمصي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا علي بن حرب الطائي، نا هارون بن عمران، نا جعفر بن برقان، عن أبي سكينة الحمصي، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه، قال:

قدم عمر بن الخطّاب الجابية، فقام فينا خطيبا، فحمد اللّه و أثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: قام فينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كمقامي فيكم، فقال: «أحسنوا إلى أصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يظهر الكذب حتى يحلف الرجل و إن لم يستحلف» [7094].

3863 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه أبو محمّد

حدّث عن: معروف بن عبد اللّه الخياط(2).

روى عنه عبد اللّه بن محمّد بن سلم(3) المقدسي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي(4) ، نا عبد اللّه بن محمّد بن سلم - ببيت المقدس - نا عبد الرّحمن بن عبد اللّه أبو محمّد الدمشقي - بدمشق - في رجب سنة أربع و أربعين و مائتين، حدثني معروف بن عبد اللّه و كنيته أبو الخطاب، قال: كنت آتي واثلة بن الأسقع الليثي خادم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فيمسح رأسي مقدّم رأسي و يقول لي: يا خبيث فررت من العمل، قال عبد الرّحمن: قلت لمعروف من تلقاء نفسي: أيش كنت تعمل ؟ قال: خياط.

ص: 72


1- ضبطت بالفتح و التخفيف عن تبصير المنتبه 687/2 و فيها: أبو سكينة زياد بن مالك، حدث عنه أبو بكر بن أبي مريم.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 251/18 و فيها أنه روى عنه: أبو محمد عبد الرحمن بن عبد اللّه بن ربيعة الدمشقي.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 306/14.
4- الخبر في الكامل لابن عدي 327/6 ضمن أخبار معروف بن عبد اللّه الخياط.
3864 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه، أبو محمّد

حدّث عن إبراهيم بن أيوب الحوراني(1).

روى عنه: عبد السلام بن العباس بن الزّبير الحضرمي الحمصي.

أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و أبو الفرج غيث بن علي(2) ، أنا [أبو](3) عبد اللّه الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد سنة سبع و ستين و أربعمائة، أنا أبو المعمّر المسدّد بن علي الأملوكي الحمصي، أنا أبي علي بن عبد اللّه بن العباس، نا أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد، نا عبد السلام بن الزبير، نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عبد اللّه، نا إبراهيم بن أيوب الدمشقي و كان رجلا صالحا، عن إبراهيم بن عبد الحميد الحرشي، عن أبي عبد الملك الأزدي، عن أنس بن مالك قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: «شوبوا شيبكم(4) بالحنّاء، فإنه أسرى لوجوهكم [(5) و أطيب لأفواهكم و أكبر لجماعتكم. الحناء سيد ريحان الجنة، الحناء يفصل ما بين الكفر و الإيمان».

3865 - عبد الرحمن بن أبي عبد اللّه

هو أبو عبد ربّ.

يأتي في باب الكنى إن شاء اللّه.

3866 - عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن فضالة

هو عبد الرحمن بن إسحاق، تقدم.

3867 - عبد الرحمن بن عبد الصمد بن شعيب بن إسحاق ابن أبي النصر عبد الرحمن بن عبد اللّه بن راشد أبو بكر القرشي

3867 - عبد الرحمن بن عبد الصمد بن شعيب بن إسحاق ابن أبي النصر عبد الرحمن بن عبد اللّه بن راشد أبو بكر القرشي(6)

روى عن سويد بن عبد العزيز، و جده شعيب بن إسحاق.

ص: 73


1- له ذكر في سير أعلام النبلاء 383/11.
2- «و أبو الفرج غيث بن علي» ليس في م، و فيها بعد لفظة: منصور، قالا.
3- الزيادة عن م.
4- في م: شيبتكم.
5- من هنا بياض بالأصل مقداره صفحتين، و ما بين معكوفتين نستدركه عن م، و سنشير إلى نهاية هذه الإضافة في موضعه.
6- ترجمته في ميزان الاعتدال 577/2 و لسان الميزان 421/3 و الكامل لابن عدي 320/4 الأسامي و الكنى 193/2 رقم 617.

روى عنه: أبو الحسن بن جوصا، و إبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان، و ابنه أبو سعيد يحيى بن عبد الرحمن، و علي بن سعيد الرازي، و يوسف بن موسى المروزي، و محمد بن أحمد بن راشد بن معدان الأصبهاني، و علي بن الحسن بن هارون السلمي، و أبو القاسم بن عيسى العصار الهمداني.

أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسين(1) الحنائي، أنا أبو القاسم بن الفرات.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الكردي، أنا عبد اللّه بن فضل الكلاعي، أنا رشأ بن نظيف.

قالا: أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أبو الحسن بن جوصا، نا عبد الرحمن بن عبد الصمد بن شعيب بن إسحاق، نا سويد بن عبد العزيز، نا الأوزاعي و سفيان بن حسين عن الزهري عن عروة: أنه كان جالسا عند عمر بن عبد العزيز إذ جاءه رجلان يختصمان(2).

ح قال: و نا ابن عمير قال: و نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني حدثني أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن نا سويد بن عبد العزيز، نا الأوزاعي، و سفيان بن حسين عن الزهري عن عروة.

أنه كان جالسا عند عمر بن عبد العزيز إذ جاءه رجلا [ن] يختصمان(3) في أرض، فقال أحدهما هذا(4) ، و قال الآخر: أرضا وجدتها مواتا فأحييتها و هي جانب داري، فقال عمر بن عبد العزيز: قل فيها يا عروة.

فقال عروة: حدثتني عائشة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:

«من أحيا أرضا مواتا فهي له» [7095].

فقال عمر: أشهد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال هذا. و قال عروة: أشهد أن عائشة حدثتني بهذا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أشهد أن عائشة ما كذبتني.

أنبأنا أبو جعفر(5) بن [أبي](6) علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ، أنا أبو أحمد الحاكم قال(7):

ص: 74


1- في م: الحسن، تصحيف و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 436/19.
2- كذا في م.
3- انظر ما مرّ قريبا.
4- كذا في م.
5- في م: حفص، تحريف.
6- سقطت من م.
7- الأسامي و الكنى للحاكم 193/2 رقم 617.

أبو بكر عبد الرحمن بن عبد الصمد بن شعيب بن إسحاق الدمشقي القرشي، سمع جده: شعيب بن إسحاق [القرشي](1) ، و أبا(2) محمد سويد بن عبد العزيز [الدمشقي](3).

روى عنه: أبو يعقوب يوسف بن موسى [المروروذي](4) ، و أبو الحسن(5) أحمد بن عمير.

كناه لنا و نسبه(6) أبو بكر القاسم بن عيسى [بن إبراهيم](7) العصّار الدمشقي، الهمداني.

ح سمعت أبا القاسم بن السمرقندي يقول: سمعت أبا القاسم الإسماعيلي.

يقول: سمعت أبا عمرو عبد الرحمن بن محمد الفارسي يقول: سمعت أبا أحمد بن عدي(8) يقول: سمعت ابن حماد يقول: سمعت شعيب بن شعيب بن إسحاق يقول:

عبد الرحمن بن [عبد الصمد بن شعيب بن إسحاق يكذب، و ما حمله على الكذب إلاّ ابنه أبو سعيد يحيى بن عبد الرحمن بن عبد الصمد](9).

قال ابن عدي(10): حدثنا عنه علّيك(11) الرازي عن شعيب بن إسحاق و هو جده عن أبي حنيفة بأحاديث مستقيمة.

3868 - عبد الرحمن بن عبد الصمد بن عبد الملك أبوهشام السّلمي المعروف بابن ؟؟؟ البرور

3868 - عبد الرحمن بن عبد الصمد بن عبد الملك أبو(12) هشام السّلمي المعروف بابن ؟؟؟ البرور(13)

روى عن محمد بن عائذ الدمشقي، و إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و جنادة بن مروان(14) المري.

ص: 75


1- الزيادة عن الأسامي و الكنى.
2- في م: «أنا» و الصواب: «و أبا» عن الأسامي و الكنى.
3- الزيادة عن الأسامي و الكنى.
4- الزيادة عن الأسامي و الكنى.
5- في م: «الحسين» تصحيف، و الصواب عن الأسامي و الكنى.
6- الأسامي و الكنى: كناه و نسبه لنا.
7- الزيادة عن الأسامي و الكنى.
8- الكامل لابن عدي 320/4.
9- ما بين معكوفتين سقط من م و أضيف من الكامل لابن عدي.
10- الكامل لابن عدي 320/4.
11- هو علي بن سعيد بن بشير بن مهران، أبو الحسن الرازي ترجمته في سير أعلام النبلاء 145/14.
12- الأصل: «بن» و المثبت عن تهذيب الكمال ترجمة محمد بن عائذ الدمشقي 390/16.
13- كذا بدون إعجام في م.
14- كذا بالأصل، و سيرد في الخبر التالي: جنادة بن محمد المري و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 39/11.

روى عنه: أبو إسحاق بن سنان، و أبو الحارث بن أحمد بن محمد بن عمارة الليثي، و أبو عمر محمد بن موسى بن فضالة القرشي، و جمح ابن القاسم المؤذن، و أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن الفرج البرامي، و عبد اللّه بن إسماعيل السروي.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، نا أبو إسحاق إبراهيم بن صالح بن سنان و أبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة بن أحمد بن يحيى بن عمرو بن عمارة الليثي في آخرين قالوا: أنبأ عبد الرحمن بن عبد الصمد؟؟؟ البرور(1) نا جنادة بن محمد المري، نا منصور بن عمار، نا عبد اللّه بن لهيعة، عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر الجهني قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: «أكثر منافقي(2) أمتي قراؤها» [7096].

3869 - عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أحمد بن إسحاق أبو القاسم السرّاج الحلبي المعروف بابن الطّبيز الرامي

3869 - عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أحمد بن إسحاق أبو القاسم السرّاج الحلبي المعروف بابن الطّبيز(3) الرامي(4)

سكن دمشق في رحبة خالد.

و حدث بها عن أبي عبد اللّه محمد بن عيسى البغدادي، نزيل حلب، و أبي بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي، و أبي الحسن محمد بن جعفر بن محمد بن هشام بن السّقّا الحلبي، و أبي الحسن علي بن إبراهيم بن الحسين(5) ، و أبي علي(6) محمد بن عمرو المازني القاضي، و أبي القاسم(7) علي بن الحسن بن علان الحراني(8) ، و أبي بكر محمد بن عمر بن محمد ابن الجعابي(9).

روى عنه: عبد العزيز بن أحمد الكتاني، و أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد(10) ، و أبو

ص: 76


1- كذا بدون إعجام في م.
2- اللفظتان بدون إعجام، في م و المثبت عن النهاية لابن الأثير (قرأ).
3- في م: «الطيبي الرام» و الصواب ما أثبت، عن سير أعلام النبلاء.
4- ترجمته و أخباره في: سير أعلام النبلاء 497/17 و العبر 174/3 و شذرات الذهب 248/3 و الوافي بالوفيات 159/18.
5- اللفظة غير ظاهرة في م من سوء التصوير.
6- اللفظة غير ظاهرة في م من سوء التصوير.
7- الاسم مكانه بياض في م لم يظهر من سوء التصوير.
8- الاسم مكانه بياض في م لم يظهر من سوء التصوير.
9- ترجمته في سير أعلام النبلاء 88/16.
10- ترجمته في سير أعلام النبلاء 136/19.

الحسين(1) و أبو علي الحسين بن(2) ابن المظفر بن أبي حريصة، و أبو الحسن بن أبي الحديد، و ابنه أبو عبد اللّه، و أبو بكر محمد بن أبي نصر بن(3) و أبو القاسم ابن أبي العلاء، و أبو جعفر أحمد بن محمد بن متّويه، و أبو الحسن علي بن بكار بن أحمد بن بكار الصوري، و أبو منصور هبة اللّه بن صابر بن الحسين البغدادي المقرئ نزيل حلب، و أبو طاهر بن أبي الصقر، و علي بن محمد بن شجاع الرّبعي القاضي أبو عبد اللّه القضاعي، و أبو الوليد الحسن بن محمد بن علي الدّربندي، و علي بن الخضر، و أبو علي الأهوازي المقرئ.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، أنبأ أبي أبو الحسين أحمد بن محمد الشاهد.

ح و أخبرنا جدي أبو الفضل يحيى بن علي(4) ، أنبأ أبو القاسم عبد الرزاق بن عبد اللّه بن الفضل الكلاعي.

قالا: أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أحمد بن إسحاق السراج الحلبي قراءة عليه بدمشق، أنا أبو عبد اللّه محمد بن علي البغدادي بحلب قراءة عليه، نا أحمد بن عبيد اللّه(5) نا عبيد اللّه بن موسى، نا شيبان عن يحيى بن أبي كثير حدثني محمد بن عبد الرحمن الزهري، أن عباد بن أوس حدثه أنه سمع أبا(6) هريرة يقول:

قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«كل خطوة يخطوها أحدكم إلى الصلاة يكتب له بها حسنة و يمحى عنه بها خطيئة» [7097].

أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن علي المصيصي و أبو القاسم بن(7) و غيره قالوا: أنبأ أبو القاسم أحمد بن أبي الوليد سليمان بن خلف بن سعد الباجي(8) قال قال أبي أبو القاسم بن طبيز شيخ لا بأس به دمشقي.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني قال:

توفي شيخنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد العزيز الحلبي السراج المعروف بابن الطبيز(9) ليلة السبت الرابع و العشرين من جمادي الأولى سنة إحدى و ثلاثين، و كان يذكر أن

ص: 77


1- اللفظة غير ظاهرة في م من سوء التصوير.
2- اللفظة غير ظاهرة في م من سوء التصوير.
3- لفظتان غير واضحتين في م.
4- الكلمة غير واضحة في م، و لعله «القرشي»، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 63/20 و كناه أبا المفضل.
5- غير مقروءة في م.
6- في م: أبي هريرة.
7- غير مقروءة في م.
8- ترجمته في سير أعلام النبلاء 545/18.
9- في م: الطيبي.

مولده سنة ثلاثين و ثلاثمائة(1) ، حدث عن محمد بن عمر بن الجعابي القاضي، و محمد بن هشام بن السّقّا الحلبي، و أبي عبد اللّه محمد بن عيسى بن الحسن التميمي العلاف، و محمد بن الحسين السّبيعي و غيرهم.

كانت له أصول حسنة بخط أبي همام و سماع حسن، كان يذهب إلى التشيع(2).

3870 - عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد اللّه

سمع أبا طاهر(3) دمشق.(4) أبو الفهم عبد الرحمن بن عبد العزيز أنبأ أبو(5) أنبأ أبو الحسن علي بن إبراهيم بن نصر، نا أبو بكر محمد بن أحمد بن(6) نا محمد بن يوسف بن مطر، نا علي بن حزم، نا عيسى بن يونس أنا عبيد اللّه بن أبي زياد القداح، أنا شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد بن السكن أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:

«من ذب عن لحم أخيه بالغيبة كان حقا على اللّه أن يعتقه من النار» [7098].

سألت أبا الفهم عن مولده فقال في سنة ثلاث و ثمانين و أربعمائة، و توفي في يوم الأحد الخامس من جمادي الآخرة سنة ست و سبعين و خمسمائة و دفن من الغد بمقبرة الباب الصغير و كان ملازما بحلقة والدي رحمة اللّه عليه و لزم حلقتي إلى أن مات(7).

3871 - عبد الرحمن بن عبد العزيز أبو عبد الملك ابن الفارسي القيسراني

حدث عن أيوب بن سويد، و أبي هزان يزيد بن سمرة الرهاوي(8) ، و عبد اللّه بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، و محمد بن يوسف الفريابي، و محمد بن عبد اللّه بن حميد المقرائي، و أبي غطيف منير بن(9) و يقال: سيار.

روى عنه: يعقوب بن شيبة.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي أشمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا

ص: 78


1- سير أعلام النبلاء 498/18.
2- سير أعلام النبلاء 498/18.
3- كلمات غير واضحة في م من سوء التصوير.
4- كلمات غير واضحة في م من سوء التصوير.
5- كلمات غير واضحة في م من سوء التصوير.
6- كلمة غير واضحة في م.
7- انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 94/21 و العبر 229/4 و شذرات الذهب 257/4.
8- ترجمته في سير أعلام النبلاء 106/9.
9- اللفظة غير مقروءة في م.

أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب](1) ابن شيبة، نا جدي، نا أبو عبد الملك بن الفارسي، أنا الفريابي، قال: سمعت الأوزاعي يقول:

لما فرغ عبد اللّه بن علي من قتل بني أمية بعث إليّ، و كان قتل يومئذ نيّفا و سبعين بالكافر كوبات فدخلت عليه، و قد أقام أولئك الجند بالسيوف و العمد، قال: فدخلت و سلّمت، فأشار بيده، فقعدت، فقال: ما تقول في دماء بني أميّة، فحدت فقال: قد علمت من حيث حدت أجبّ إلى ما سألتك عنه، قال: و ما لقيت مفوها مثله قط، قال: فحدت أيضا، فقال: كان لهم عليك عهد، و إن كان ينبغي لك أن تفي لهم بالعهد الذي جعلته، قال: فقال لي: فاجعلني و إياهم و لا عهد لهم على ما تقول في دمائهم، قلت: هي عليك حرام، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: «لا يحلّ قتل مسلم إلاّ في ثلاث: الدم بالدم، و الثّيّب الزاني، و المرتدّ عن الإسلام»، فقال لي: و لم ويلك ؟ أ و ليست الخلافة وصية من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قاتل عليها عليّ بصفين، قلت: لو كانت الخلافة وصية من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ما رضي عليّ بالحكمين، قال:

فنكس، و نكست انتظر، قال: فأطلت، ثم قلت: البولة، قال: فأشار بيده هكذا - أي اذهب - قال: فقمت، فجعلت لا أخطو خطوة إلاّ ظننت أن رأسي يقع(2) عندها [7099].

قال: و حدثنا جدي يعقوب، حدثني عبد الرّحمن بن عبد العزيز، أخبرني محمّد بن عبد اللّه بن حميد المقرائي، قال:

لما نزل الأوزاعي مدين، خرج خادمه يشتري تمرا، فقال: أين تريد؟ قال: اشتري تمرا، قال: لا خير فيه إنه مسوّس، قال: لا أشتري إلاّ جيدا، قال: ذاك الجيد مسوّس - يعني ابن الصوافي -.

أخبرنا [أبو] (3)[(4) الحسين بن هبة اللّه - إذنا - و] أبو عبد اللّه الخلال - شفاها (5)- أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم،

ص: 79


1- إلى هنا ينتهي ما استدرك عن م.
2- بالأصل و م: تقع.
3- زيادة لازمة للإيضاح، و السند معروف.
4- ما بين الرقمين ليس في م.
5- بعدها في م: قالا.

قال(1): عبد الرّحمن بن عبد العزيز الشامي من أهل قيسارية، روى عن أيوب بن سويد، و أبي هزان يزيد ابن سمرة الرّهاوي -.

[آخر(2) الجزء الثاني بعد الأربعمائة].

3872 - عبد الرّحمن بن عبد الغفّار الدّمشقي

حدّث بحلب عن قاسم بن عثمان الجوعي.

روى عنه أبو بكر النقاش.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن عبد العزيز بن علي - إجازة إن لم يكن سماعا - نا محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد - إملاء - نا محمّد بن الحسن بن زياد المقرئ، نا عبد الرّحمن بن عبد الغفّار الدمشقي - بمسجد حلب - نا قاسم بن عثمان، قال: سمعت سباع الموصلي يقول:

أوحى اللّه إلى نبيّ من بني إسرائيل: إن كنت تريد أن أسكنك عندي غدا في حضيرة القدس فكن في الدنيا مغموما، مهموما، فريدا، وحيدا، شريدا، بمنزلة الطير الوحداني، يظل في الأرض الفلاة، يأكل من رءوس الجبال، و يشرب من ماء الأنهار، إذا جنّه الليل أوى استئناسا بربه عز و جل.

3873 - عبد الرّحمن بن عبد الغفّار بن عفّان البيروتي

حدّث عن رواحة بنت الأوزاعي.

روى عنه أبو طالب عبد اللّه بن أحمد بن سوادة البغدادي، و الحسن بن جرير الصّوري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسين بن سكّينة الأنماطي البغدادي(3) ، أنا أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان، نا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن يعقوب بن زوزان الحارثي(4) ، نا أبو

ص: 80


1- الجرح و التعديل 260/5 رقم 1230.
2- ما بين الرقمين ليس في م.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 348/18.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 334/15. و زوزان قيدها الذهبي بمعجمتين نقلا عن ابن ماكولا، و بالأصل: «زوران» و في م: «روران» بدون إعجام.

طالب عبد اللّه بن أحمد بن [سوادة البغدادي، نا](1) عبد الرّحمن بن(2) عفّان البيروتي، حدثتني رواحة بنت عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي قالت:

سمعت أبي يقول: سمعت سليمان بن حبيب المحاربي يقول: عن أبي أمامة قال: علّم النبي صلى اللّه عليه و سلّم رجلا فقال: «قل: اللّهم إنّي أسألك نفسا بك مطمئنة تؤمن بلقائك، و ترضى بقضائك، و تقنع بعطائك» [7100].

رواه غيره عن أبي طالب، فقال: عبد الرّحمن بن عبد الغفّار بن عفان البيروتي، و هو الصواب.

و رواه الحسن بن جرير الصوفي(3) ، عن عبد الرّحمن بن عبد الغفار، و سيأتي عاليا في ترجمة رواحة، و أظنه الذي حدث بحلب(4).

3874 - عبد الرّحمن بن عبد الملك

من أهل غوطة دمشق، أشهده سليمان بن عبد الملك على نفسه في حقّ قضاه لراهب في نهر يزيد(5).

3875 - عبد الرّحمن بن عبد الواحد ابن عبد الرّحمن - أبي الميمون - ابن عبد اللّه بن عمر بن راشد أبو الميمون البجلي

حدّث عن أبي بكر الميانجي.

روى عنه: أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري، و عبد العزيز الكتاني.

و كان يسكن مسجد أبي صالح.

و ذكر أبو بكر محمّد بن علي الحداد أنه كان ديّنا.

ص: 81


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و لعل الصواب ما ارتأيناه بهذه الزيادة لتقويم السند.
2- كذا بالأصل، نسبه إلى جده، و سينبه المصنف إلى رواية أخرى و يذكر فيها اسم أبيه و جده.
3- كذا، و في م: الصوري، و مرّ في أول الترجمة: الصوري أيضا. و هو الصواب، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 442/13.
4- بعدها في م: و هو المذكور قبله.
5- بدمشق مشهور منسوب إلى يزيد بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد الواحد بن عبد الرّحمن بن راشد، نا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي، نا أبو خليفة الفضل بن الحباب، نا الوليد هشام بن عبد الملك.

ح قال: و أنا يوسف، قال: أنا إبراهيم بن أسباط - ببغداد - نا عاصم بن علي.

ح قال: و نا يوسف، قال: و أنا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا قتيبة بن سعيد(1).

ح قال: و أنا يوسف، نا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا يزيد بن خالد بن موهب(2).

قالوا: أنا الليث بن سعد، عن الزّهري، عن أنس بن مالك قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «من كذب عليّ فليتبوأ مقعده من النار» [7101].

أخبرناه عاليا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني، أنا أبو الحسين بن أبي نصر، أنا يوسف بن القاسم الميانجي، نا إبراهيم بن أسباط - ببغداد - نا عاصم بن علي.

ح قال: و نا محمّد بن إسحاق السّرّاج - بنيسابور - نا قتيبة بن سعيد(3).

ح قال: و نا ابن قتيبة محمّد بن الحسن العسقلاني - بعسقلان - نا يزيد.

ح قال: و نا أبو عامر حامد بن سعدان - بالميانج (4)- و أبو بكر بن زبّان (5)- بمصر - قالا: نا محمّد بن رمح قالوا: أنا الليث، عن الزهري، عن أنس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» [7102].

لفظ عاصم بن علي، و لم يذكر طريق الوليد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، قال: توفي شيخنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد الواحد بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد البجلي يوم السبت الثاني و عشرين من شهر رمضان سنة خمس عشرة(6) و أربعمائة، حدث بمجلس من حديث الميانجي.

ص: 82


1- في م: سعد، تصحيف.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 302/20.
3- في م: سعد، تصحيف.
4- الميانج: موضع بالشام (راجع الأنساب).
5- بالأصل: «ريان» و في م: «ريان» و الصواب ما أثبت، و هو محمد بن زيان بن حبيب الحضرمي، أبو بكر، محدث مصر، ترجمته في سير أعلام النبلاء 519/14.
6- الأصل: «خمس عشر» و الصواب عن م.
3876 - عبد الرّحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن علي أبو القاسم بن أبي محمّد الغسّاني السمسار في البزّ

3876 - عبد الرّحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن علي أبو القاسم بن أبي محمّد الغسّاني السمسار في البزّ(1)

سمع الفقيه نصر بن إبراهيم.

كتبت عنه مجلسا واحدا.

و كان خيرا مواظبا على الجماعة، فيه ذكاء و معرفة.

أخبرنا أبو القاسم الغسّاني، نا الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم - من لفظه - سنة إحدى و ثمانين و أربعمائة، أنا أبو بكر محمّد بن عقيل بن زيد المذكر، أنا أبو الحسين أحمد بن عيسى الصائغ السّهروردي، نا أبو بكر محمّد بن الحسين بن عبد اللّه الآجري، نا أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد، نا عمرو بن علي الفلاّس، نا عبيد بن واقد، نا سعيد بن عطية الليثي، نا شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «من سرّه أن تستجاب دعوته في الشدائد و الكرب فليكثر الدعاء في الرخاء» [7103].

توفي أبو القاسم بن عبد(2) الكريم يوم الأحد الثاني أو الثالث عشر من ربيع الآخر سنة ست و أربعين و خمسمائة، و دفن بعد صلاة العصر في مقبرة باب الصغير.

3877 - عبد الرّحمن بن عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد أبو الحسن بن أبي الحسن الكلابي

سمع أباه.

و حدّث عن أبي بكر الميانجي.

روى عنه علي بن محمّد الحنّائي(3).

قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمّد الحنّائي، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، نا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي، نا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، نا محمّد بن كثير، نا سفيان، عن منصور، عن ربعي، عن علي، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

ص: 83


1- المشيخة 108 /ب.
2- كذا بالأصل و م، و نسبه إلى جده.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 566/17.

«لا يؤمن العبد حتى يؤمن بأربع: حتى يشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أني رسول اللّه، بعثني بالحق، و يؤمن بالبعث بعد الموت، و يؤمن بالقدر» [7104].

أخبرناه عاليا أبو سهل بن سعدويه، أنا إبراهيم بن سبط بحرويه، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا خلف البزار(1) ، نا أبو الأحوص(2) ، عن منصور(3) ، عن ربعي بن حراش، عن رجل من بني أسد، عن علي قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «أربع لن يجد رجل طعم الإيمان حتى يؤمن بهنّ: أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أنّي رسول اللّه بعثني بالحق، و بأنه ميت ثم مبعوث من بعد الموت، و يؤمن بالقدر كلّه» [7105].

3878 - عبد الرّحمن بن عبد الوهاب بن محمّد بن صميد أبو القاسم المرّي

حدّث عن أبي الحسين عبد الوهاب الكلابي(4) ، و أبي بكر بن أبي الحديد، و تمّام بن محمّد، و علي بن داود الدّاراني، و أبي بكر عبد اللّه بن محمّد بن هلال الحنّائي(5) ، و مكي بن محمّد بن الغمر(6).

و سمع عبد اللّه بن أبي كامل.

روى عنه: نجا بن أحمد.

و كتب عنه بركات بن هبة اللّه بن محمّد الفامي سنة أربع و أربعين و أربعمائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، قال: توفي صديقنا عبد الرّحمن بن صميد يوم الاثنين في جمادى الأولى سنة ست و أربعين و أربعمائة.

حدث عن عبد الوهاب بن الحسن، و محمّد بن أحمد بن أبي الحديد، و علي بن داود المقرئ الداراني، و غيرهم، بشيء يسير، و كان يذهب مذهب الأشعري رحمة اللّه.

ص: 84


1- مهملة بدون إعجام بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، و هو خلف بن هشام بن ثعلب أبو محمد البغدادي البزار، ترجمته في سير أعلام النبلاء 576/10.
2- هو سلاّم بن سليم، أبو الأحوص الكوفي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 281/8.
3- هو منصور بن المعتمر بن عبد اللّه بن ربيعة، أبو عتاب الكوفي ترجمته في تهذيب الكمال 399/18.
4- أقحم بعدها في م: نا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي، نا أبو خليفة.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 149/17.
6- ضبطت عن التبصير.
3879 - عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن أحمد أبو محمّد الأسدي

3879 - عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن أحمد أبو محمّد الأسدي(1)

حدّث عن: إبراهيم بن سعيد الجوهري.

روى عنه أبو طاهر محمّد بن سليمان بن أحمد بن ذكوان.

أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني، عن أبي محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد بن جميع.

ح و أنبأنا أبو الحسن بن الزّاغوني، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن جميع، أنا أبو طاهر محمّد بن سليمان، نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن أحمد الأسدي في صفر من سنة اثنتين(2) و تسعين و مائتين، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا أزهر بن سعد السّمان، نا سليمان التيمي، عن خداش، عن أبي الزبير، عن جابر، عن ابن عباس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«لا يدخل النار من بايع تحت الشجرة، إلاّ صاحب الجمل الأحمر» [7106].

3880 - عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن عبد العزيز ابن الفضل بن صالح بن علي بن عبد اللّه...

3880 - عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن عبد العزيز(3)[ابن(4) الفضل بن صالح بن علي بن عبد اللّه بن العباس] أبو محمّد - و يقال: أبو القاسم - الهاشمي الحلبي المعدّل(5) المعروف بابن أخي الإمام

قدم دمشق سنة اثنتين و ثلاثمائة.

و حدث بها و بحلب عن: محمّد بن قدامة المصّيصي، و إبراهيم بن سعيد الجوهري،

ص: 85


1- ترجمته و أخباره في تاريخ حلب الشهباء 18/4 و سير أعلام النبلاء 307/14 و تهذيب التهذيب 392/3 و تهذيب الكمال 287/11.
2- بالأصل و م: اثنين.
3- بالأصل هنا: عبد المطلب، و أقحم: بن عبد العزيز وسط أسماء شيوخه قومناه كما يقتضيه السياق.
4- ما بين الرقمين أقحم بالأصل بعد ذكره شيخه: و سهل بن صالح الأنطاكي، قدمناه إلى هنا، بما وافق مصادر ترجمته.
5- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 288/11 و تهذيب التهذيب 392/3 و سير أعلام النبلاء 523/11 و 307/14 و خلاصة تهذيب الكمال ص 231.

و عبدة بن عبد الرّحيم المروزي، و بركة بن محمّد الحلبي، و يمان بن سعيد، و سليمان بن سيف الحرّاني، و سهل بن صالح الأنطاكي، و حاجب بن سليمان المنبجي، و أحمد بن حرب الموصلي، و أبي(1) أمية الطّرسوسي، و محمّد بن يحيى الزّمّاني(2) ، و أبي محمّد عبد الرّحمن بن عبيد اللّه(3) الأسدي الحلبي.

روى عنه أبو بكر محمّد بن سليمان الرّبعي البندار، و محمّد بن إبراهيم بن علي بن المقرئ، و أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن يزيد الحلبي، و أبو الحسن علي بن عمرو بن سهل الحريري، و أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد الأنصاري القاضي، و أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد السّرّاج الحلبي، و أبو محمّد الحسن بن محمّد بن داود الثقفي المؤدب، و أبو الحسن علي بن محمّد بن إسحاق الحلبي، و أبو أحمد بن عدي، و أبو بكر بن أبي دجانة(4).

[أخبرنا(5) أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه]، أنا أحمد بن محمود الثقفي، أنا أبو بكر المقرئ، نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن أخي الإمام بحلب، نا محمّد بن قدامة الجوهري(6) ، نا ابن عليّة، عن أيوب، عن عكرمة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «لئن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير من أن يمتلئ شعرا» [7107].

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن علي بن أبي العجائز، أنا أبي أبو علي، أنا أبو بكر محمد بن سليمان الرّبعي، نا عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن عبد العزيز بن الفضل بن صالح بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، قدم علينا.

بحديث ذكره.

أنبأنا أبو القاسم أيضا، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمّام بن محمّد، حدثني أبو بكر

ص: 86


1- بالأصل: و أبو.
2- بالأصل و م: الرماني، و المثبت عن تهذيب الكمال. (ترجمته 337/17).
3- بالأصل: «عبد اللّه» و مكانها بياض في م من سوء التصوير، و المثبت عن تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.
4- و هو أحمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة عبد اللّه بن بن عمرو النصري الدمشقي.
5- الذي في م فيما بين الرقمين: أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين علي بن محمد بن إسحاق بن عبد الملك.
6- مرّ قريبا بالأصل و م و تهذيب الكمال: «المصيصي» ترجمته في تهذيب الكمال 164/17.

أحمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة عبد اللّه بن عمرو النّصري، نا عبد الرّحمن بن عبيد اللّه الهاشمي الحلبي، قدم دمشق سنة اثنتين(1) و ثلاثمائة(2).

3881 - عبد الرّحمن بن عبيد بن الحجاج أبو علي العماني

حدّث ببيت المقدس عن: الحسن بن جرير الصّوري.

روى عنه أبو القاسم شهاب بن محمّد بن شهاب الصّوري.

3882 - عبد الرّحمن بن عبيد بن نفيع و يقال: ابن عبيد بن نعيم - العنسي

3882 - عبد الرّحمن بن عبيد بن نفيع و يقال: ابن عبيد بن نعيم - العنسي(3)

من أهل حرستا(4).

روى عن مصعب - و قيل عامر - بن سعد بن أبي وقاص.

روى عنه ابنه إسماعيل.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم(5) أبو القاسم يزيد بن محمّد بن عبد الصمد، و أبو عمران موسى بن محمّد بن أبي عوف المزني الصفار(6) قالا: نا أبو مالك حمّاد بن مالك بن بسطام الأشجعي الحرستاني، نا إسماعيل بن عبد الرّحمن العنسي(7) ، عن أبيه عبد الرّحمن بن عبيد بن نفيع.

أنه كان في مسجد الكوفة ينتظر ركوع الضحى، و يمتع(8) النهار، قال: فبينا هو جالس

ص: 87


1- الأصل و م: اثنين.
2- و ذكر الذهبي في سير الأعلام 307/14 أنه مات سنة بضع عشرة و ثلاثمائة. و قال: ما أظن به بأسا.
3- العنسي بالنون كما في مختصر ابن منظور 299/14 و الأنساب (الحرستاني) ذكره السمعاني و ترجمه. و ذكر ياقوت في معجم البلدان ابنه إسماعيل. و ميزان الاعتدال 578/2.
4- حرستا: قرية على باب دمشق قريبة منها (معجم البلدان).
5- اللفظة مطموسة بالأصل و غير واضحة في م من سوء التصوير و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 514/15 و ذكر فيها من شيوخه يزيد بن عبد الصّمد، و قد حدّث عنه: تمام الرازي.
6- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م.
7- إعجامها مضطرب بالأصل، و اللفظة غير مقروءة في م و الصواب ما أثبت.
8- بالأصل: «و يمنع» و بدون إعجام في م، و الصواب ما أثبت؛ و في المختصر: «و متع النهار» أي ارتفع.

إذ أجفل الناس في ناحية المسجد، قال: فأجفلت فيمن أجفل، فإذا برجل جاثي(1) على ركبتيه على إزار له و ملاءة و هو يقول: أنا المصعب بن سعد بن أبي وقّاص، سمعت أبي يأثر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يقول:

«أربع من كنّ فيه فهو مؤمن: فمن جاء بثلاث و كتم واحدة فقد كفر: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، و أني رسول اللّه، و أنه مبعوث من بعد الموت، و إيمان بالقدر خيره و شرّه. من جاء بثلاث و كتم واحدة فقد كفر» [7108].

قال: و أخبرنا أحمد بن سليمان بن حذلم، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، حدثني حمّاد بن مالك، حدثني إسماعيل بن عبد الرّحمن العنسي(2) ، فذكر بإسناده مثله.

قال: و أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو عمرو بن(3) يزيد بن أحمد السّلمي، حدثني أبو مالك حمّاد بن مالك الأشجعي الحرستاني(4) ، نا إسماعيل بن عبد الرّحمن العنسي(5) فذكر مثله.

قال: و أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم، و محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن القرشي في آخرين قالوا: أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بسر القرشي، نا أبو مالك حمّاد بن مالك بن بسطام الأشجعي الحرستاني، نا إسماعيل بن عبد الرّحمن، فذكر بإسناده مثله.

قال أبو مالك حمّاد بن مالك: سمع مني هذا الحديث الوليد بن مسلم، و مروان بن محمّد، نسباني إلى(6) جدي فقالا: نا حمّاد بن بسطام.

قال تمّام: هذا حديث غريب لم يحدّث به إلاّ حمّاد بن مالك الأشجعي، و اللّه أعلم.

روى إسماعيل بن عبد اللّه الغنوي هذا الحديث عن حمّاد بن مالك فقال: عامر(7) بن سعد، و هو وهم.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن،

ص: 88


1- كذا بالأصل و م بإثبات الياء.
2- بالأصل هنا: العبسي، و الصواب عن م بالنون.
3- في م: أبو عمرو يزيد.
4- الحرستاني بفتح الحاء و الرا و سكون السين، نسبة إلى حرستا، و قد ينسب إليها أيضا: الحرستي.
5- بالأصل هنا: العبسي، و الصواب عن م بالنون.
6- كتبت «إلى» بالأصل، فوق الكلام بين السطرين.
7- يعني عامر بن سعد بن أبي بدل المصعب بن سعد بن أبي وقاص.

و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري، قال(1):

عبد الرّحمن بن عبيد بن نفيع(2) العنسي(3) من أهل حرستا الدمشقي، سمع مصعب بن سعد، روى عنه ابنه إسماعيل.

أخبرنا [أبو(4) الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و] أبو عبد اللّه الخلال(5) - شفاها - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال(6): عبد الرّحمن بن عبيد بن نفيع العنسي(7) من(8) حرستا، دمشقي، روى عن مصعب بن سعد، روى عنه ابنه إسماعيل بن عبد الرحمن بن عبيد، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال(9): و أما العنسي بالنون فجماعة منهم عبد الرحمن بن عبيد بن نفيع العنسي، حدث عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، روى عنه ابنه إسماعيل.

[هذا(10) وهم، و الصواب: مصعب بن سعد].

3883 - عبد الرّحمن بن عبيد - و يقال: ابن عبد - أبو راشد الأردنّي

3883 - عبد الرّحمن بن عبيد - و يقال: ابن عبد - أبو راشد الأردنّي(11)

له صحبة، سماه النبي صلى اللّه عليه و سلم و كنّاه.

نزل الأردن، و يقال: إنه نزل داريا.

حديثه عند أولاده و أولاد مولاه عبد القيوم.

ص: 89


1- التاريخ الكبير 319/1/3.
2- الأصل و م: «نعيم» و الصواب عن التاريخ الكبير.
3- بالأصل: العبسي، تصحيف، و الصواب عن م و التاريخ الكبير.
4- ما بين الرقمين سقط من م.
5- بعدها في م: قالا.
6- الجرح و التعديل 260/5.
7- عن م و الجرح و التعديل و بالأصل: العبسي.
8- ما بين الرقمين سقط من م.
9- الاكمال لابن ماكولا 353/6 و 354.
10- ما بين الرقمين من تعقيب المصنّف على كلام ابن ماكولا.
11- أسد الغابة 367/3 و الإصابة 409/2.

أنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا محمّد بن نافع الخزاعي - بمكة - نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا الوليد بن حماد الرملي، نا أبو عثمان عبد الرّحمن بن خالد بن عثمان - من كورة له(1) ، قال(2): نا أبي(3) خالد عن أبيه عثمان بن محمّد(4) ، عن جده(5) محمّد بن عثمان بن عبد الرّحمن، عن أبيه عثمان بن عبد الرّحمن، عن أبي راشد عبد الرّحمن بن عبيد قال:

قدمت على النبي صلى اللّه عليه و سلم في مائة راكب من قومي، فلما قربنا من النبي صلى اللّه عليه و سلم وقفنا فقال(6) لي: «تقدم أنت يا أبا مغوية»(7).

قال ابن منده: عبد الرحمن بن عبد - و يقال: ابن عبيد - أبو راشد عداده في أهل الأردن.

روى عنه: ابنه عثمان، يكنى أبا مغوية(8).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي(9) ، نا محمّد بن أحمد، نا النّضر بن سلمة المروزي شاذان، نا عبد الرّحمن بن خالد بن عثمان بن محمّد بن عثمان بن أبي راشد(10) ، حدثني أبي عثمان بن محمّد، عن جده عثمان بن أبي راشد، عن أبي راشد الأزدي صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

قدمت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنا و أخي أبو عاكية(11) من سروات الأزد، فأسلمنا جميعا، فكتب لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كتابا إلى جميع الأزد:

ص: 90


1- غير مقروءة بالأصل و م، و المثبت عن الإصابة، و سترد في خبر قادم عن الدولابي: «لدّ».
2- زيدت عن م.
3- عن م و بالأصل: أبو.
4- من هذه الطريق رواه ابن الأثير في أسد الغابة 367/3 و الإصابة 409/2.
5- كذا بالأصل و م، و الإصابة، و في أسد الغابة أبيه.
6- أسد الغابة: «فقالوا» و في الإصابة: و قالوا.
7- في م: «معاوية».
8- بالأصل و م هنا: أبا معاوية.
9- الخبر في الضعفاء الكبير للعقيلي 201/3 ضمن أخبار عثمان بن أبي راشد الأزدي و الإصابة 409/2 نقلا عن العقيلي.
10- «عن أبي راشد الأزدي» ليس في م و الضعفاء الكبير.
11- كذا بالأصل، و اللفظة غير واضحة في م من سوء التصوير، و في الإصابة: «عاتكة» و في الضعفاء الكبير: أبو علكة.

من محمّد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى من يقرأ عليه كتابي هذا، من شهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أن محمدا رسول اللّه، و أقام الصلاة، فله أمان اللّه، و أمان رسوله.

و كتب هذا الكتاب العباس بن عبد المطلب.

[قال(1) أبو جعفر العقيلي: النّضر بن سلمة كذاب، كان يضع الحديث].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد الأنماري، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس، نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي(2) ، نا أبو العباس الوليد بن حمّاد بن جابر، حدثني أبو عثمان عبد الرّحمن بن خالد بن عثمان بحديثه [في](3) كورة لدّ (4)- سنة أربع و أربعين و مائتين - حدثني أبي خالد بن عثمان، عن أبيه عثمان بن محمّد، عن جده محمّد بن عثمان(5) بن عبد الرّحمن، عن أبيه عثمان بن عبد الرّحمن، عن أبي راشد عبد الرّحمن(6) بن عبد، قال:

قدمت على النبي صلى اللّه عليه و سلم في مائة رجل من قومي، فلما دنونا من النبي صلى اللّه عليه و سلم وقفنا، و قالوا لي: تقدم أنت يا أبا مغوية(7) ، فإن رأيت ما تحبّ رجعت إلينا حتى نتقدم إليه، و إن لم تر ما تحبّ شيئا انصرفت إلينا حتى ننصرف، فأتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم و كنت أصغر القوم، فقلت: أنعم صباحا يا محمّد، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم: «ليس هذا سلام(8) المسلمين بعضهم على بعض»، فقلت له: فكيف يا رسول اللّه ؟ فقال: «إذا أتيت قوما من المسلمين قلت: السلام عليكم و رحمة اللّه»، فقلت: السلام عليكم يا رسول اللّه و رحمة اللّه و بركاته، قال: «و عليك السلام و رحمة اللّه و بركاته»، فقال لي النبي صلى اللّه عليه و سلم: «ما اسمك ؟ و من أنت ؟» فقلت: أنا [أبو](9) مغوية(10) بن عبد اللات و العزّى، فقال لي النبي صلى اللّه عليه و سلم: «بل أنت أبو راشد عبد الرّحمن»، فأكرمني و أجلسني إلى جانبه، و كساني رداءه، و أعطاني جداه و دفع إليّ عصاه، و أسلمت،

ص: 91


1- ما بين الرقمين مكانها في الضعفاء الكبير: و لا يصح حديثه من أجل شاذان رمى الناس بحديثه.
2- الحديث في الكنى و الأسماء للدولابي 31/1 و نقله ابن حجر عنه في الإصابة 409/2.
3- زيادة للإيضاح، و في الكنى للدولابي «بكورة لدّ».
4- لد: بالضم و التشديد، قرية قرب بيت المقدس، من نواحي فلسطين (معجم البلدان).
5- «بن عثمان» ليس في الدولابي.
6- عند الدولابي: «بن عبد الرحمن» خطأ.
7- بالأصل و م و الكنى للدولابي: أبا معاوية، و الصواب ما أثبت.
8- عند الدولابي: بسلام.
9- الزيادة عن م و الدولابي.
10- بالأصل و م و الكنى للدولابي: أبا معاوية، و الصواب ما أثبت.

فقال للنبي صلى اللّه عليه و سلم قوم من جلسائه: يا رسول اللّه إنّا نراك قد أكرمت هذا الرجل، فقال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «هذا شريف قوم، فإذا أتاكم شريف قوم فأكرموه».

قال أبو راشد و كان معي عبد لي يقال له سرحان، فأسلم معي، فقال لي النبي صلى اللّه عليه و سلم: «من هذا معك يا أبا راشد؟» قلت: هذا عبد لي يقال له سرحان، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم: «هل لك يا أبا راشد أن تعتقه فيعتق اللّه عز و جل منك بكل عضو منه عضوا منك من النار» قال أبو راشد:

فأعتقته، و قلت: اشهد يا رسول اللّه أنه حر لوجه اللّه، و انصرفت إلى أصحابي، فأدركت منهم قوما، و فاتني منهم قوم(1) ، فأتوا النبي صلى اللّه عليه و سلم و سلّموا، فأسلموا [7109].

و قد روي من وجه آخر:

أخبرناه أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا علي بن محمّد بن طوق الطّبراني، أنا عبد الجبار بن محمّد بن مهنا الخولاني(2) ، نا محمّد بن سليمان بن موسى، نا أحمد بن عمير، نا عبد الجبار بن يحيى بن الفضل بن يحيى بن عبد القيّوم، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن أبي راشد.

أنه وفد على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال له: «ما اسمك ؟» قال: قلت: عبد العزّى(3) أبو مغوية(4) قال: «بل أنت عبد الرّحمن أبو راشد»، قال: «فمن هذا معك ؟» قلت: مولاي، قال:

«ما اسمه ؟» قلت: قيّوم، قال: «كلا، و لكنه عبد القيّوم أبو عبيد».

قال ابن مهنا: و أبو راشد هذا هو من ولد رحب بن خولان(5) ، و ليس بداريّا رحبي غيره، و ولده، و من ولده جماعة بداريّا إلى اليوم.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي زكريا البخاري، و حدثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا، نا عبد الغني بن سعيد، حدثني محمّد بن الحسين بن عبد الخالق، نا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، نا

ص: 92


1- «و فاتني منهم قوم» ليس في الكنى للدولابي.
2- الحديث في تاريخ داريا ص 55.
3- بالأصل: عبد العزيز، و الصواب عن م و تاريخ داريا.
4- بالأصل و م: أبو معاوية، و الصواب عن تاريخ داريا.
5- كذا بالأصل، و في م: «حولان» و في تاريخ داريا: رحب بن بكر بن حلوان. و بأصل تاريخ داريا «خولان» و قد صححه محققه «حلوان» عن ابن عساكر.

عبد الجبار بن يحيى بن الفضل بن(1) حدثني يحيى بن الفضل، عن أبيه، عن جده، عن أبي راشد الأزدي.

أنه وفد على النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: «ما اسمك ؟» قال: عبد العزّى(2) ، قال: «أبو من ؟» قال:

أبو مغوية(3) ، قال: «كلا و لكنك عبد الرّحمن أبو راشد»، ثم قال: «فمن ذا الذي معك ؟» قال:

مولاي، قال: «فما اسمه ؟» قال: قيّوم، قال: «لا، و لكنه عبد القيّوم أبو عبيدة» (4)[7110].

قال عبد الغني: مغوية بالغين معجمة فوقها واحدة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، [أنبأ أبو بكر المهندس](5) أنا أبو بشر الدولابي قال(6): قال أبو راشد الأزدي عبد الرّحمن بن عبد.

قال: و نا أبو بشر قال(7): سمعت موسى بن سهل يقول: و من كورة لدّ أبو راشد الأزدي، و كان يكنى في الجاهلية: أبا مغوية(8).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو القاسم البجلي، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية من نزل بالشام من الأنصار و قبائل(9) اليمن: أبو راشد الأزدي.

قال: ضمرة: له صحبة، و هو العامل على جند فلسطين.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد، قال:

أبو راشد عبد الرّحمن الأزدي له سماع من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و كان ممن وفد عليه، فغيّر اسمه و كنيته.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر الحافظ، قال(10):

ص: 93


1- بدون إعجام بالأصل و م و رسمها: «ححسه» و سيرد قريبا عن الاكمال 204/7 «جحشنة».
2- بالأصل: عبد العزيز، و الصواب عن م و تاريخ داريا.
3- بالأصل: «أبو مغاوية» و في م: «معاوية».
4- كذا بهذه الرواية هنا بالأصل و م، و قد مرّ برواية عبد الجبار في تاريخ داريا «أبو عبيد».
5- الزيادة عن م.
6- الكنى و الأسماء للدولابي 31/1.
7- المصدر السابق.
8- اللفظة غير واضحة في م من سوء التصوير، و في الكنى للدولابي: أبا معاوية، تصحيف.
9- عن م و بالأصل: و قابل.
10- الاكمال لابن ماكولا 204/7.

و أما مغوية ميمه مضمومة فهو: أبو مغوية الأزدي عبد العزّى، وفد على النبي صلى اللّه عليه و سلم، فسمّاه(1) عبد الرّحمن، و كنّاه أبا راشد، روى عنه حديثه ابن جوصا، عن عبد الجبار بن الفضل بن جحشنة، عن يحيى بن الفضل، عن أبيه، عن جده، عن أبي راشد الأزدي أنه وفد على النبي صلى اللّه عليه و سلم، الحديث.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا الحسن بن حبيب، نا يزيد بن عبد الصمد، نا أبو مسهر، نا محمّد بن شعيب، أخبرني سعيد بن عبد العزيز.

أن عمر بن الخطاب كان يقاسم عماله نصف ما أصابوا عند عزلهم، فقاسم خالد بن الوليد حتى إحدى نعليه، قال: و أراد مقاسمة أبي هريرة، فامتنع عليه لأمانته(2) ، قلت لسعيد:

فما كان يلي ؟ قال: البحرين، قلت: ولاّه عمر؟ قال: نعم، قلت: فهل قاسم أبا عبيدة ؟ قال:

قد ردّ أبو عبيدة عمالته إلى بيت المال، و كان عمر أعمله على ألفي درهم في السنة، قلت:

فردها كلها؟ قال: نعم، قال سعيد: ثم لم يزل العمال يقاسمون حتى كان عبد الملك، فكان يقاسمهم، قال: و كان معاوية يقاسمهم، يحاسبهم بنفسه، فقدم عليه أبو راشد من الأسد(3) من أهل فلسطين قال سعيد: و يذكرون أن في الأزد أمانة، فلما ذهب يحاسبه بكى أبو راشد، فقال: ما يبكيك ؟ قال: ما من المحاسبة أبكي، و لكن ذكرت حساب يوم القيامة، فتركه معاوية فلم يحاسبه.

3884 - عبد الرّحمن بن عثمان بن عبيد اللّه ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن...

3884 - عبد الرّحمن بن عثمان بن عبيد اللّه ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة ابن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التّيمي (4) ابن [أخي](5) طلحة بن عبيد اللّه

له صحبة.

ص: 94


1- الأصل و م: «سماه» و المثبت عن الاكمال.
2- كذا بالأصل و م، و في المختصر 301/14 لإمامته.
3- كذا بالأصل و م، و في أسد الغابة و الإصابة: «الأزدي» و سيرد قريبا: في الأزد.
4- ترجمته و أخباره في الإصابة 410/2 و أسد الغابة 368/3 و تهذيب الكمال 294/11 و تهذيب التهذيب 393/3 و الاستيعاب 404/2 (هامش الإصابة) و العقد الثمين 388/5 و الوافي بالوفيات 184/18 و الجرح و التعديل 247/5.
5- أضيفت عن م و مصادر ترجمته، سقطت من الأصل.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث و روى عن طلحة بن عبيد اللّه.

روى عنه سعيد بن المسيّب، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و محمّد بن المنكدر، و محمّد بن إبراهيم بن الحارث التّيمي، و يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب، و السّائب بن يزيد، و ابنته هند بنت عبد الرّحمن.

و هو من شهد اليرموك.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد(1) ، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكير، عن يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب، عن عبد الرّحمن بن عثمان(2) التّيمي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نهى عن لقطة الحاج.

قال حرملة: لقط الحاج نتركها حتى يجدها صاحبها(3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا أحمد بن عيسى المصري، نا ابن وهب، حدثني عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشجع.

ح و أخبرنا أبو سعيد شيبان بن عبد اللّه بن شيبان، و أبو القاسم(4) بن محمّد بن الفضل، و أبو الفتوح بندار بن غانم الهمزجي(5) ، قالوا: أنا أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي، أنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمّد، نا محمّد بن يعقوب بن يوسف، نا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني عمرو فذكره.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا

ص: 95


1- بالأصل: أحمد، و المثبت عن م، قارن مع المشيخة.
2- في م: غنم.
3- في النهاية: اللقطة بضم اللام و فتح القاف، اسم المال الملقوط، أي الموجود. و اللقطة في جميع البلاد لا تحل إلاّ لمن يعرّفها سنة ثم يتملكها بعد السنة، بشرط الضمان لصاحبها إذا وجده. فأما مكة ففي لقطتها خلاف، فقيل: إنها كسائر البلاد، و قيل: لا. و اختار أبو عبيد أنه ليس يحل للملتقط الانتفاع بها، و ليس له إلاّ الإنشاد. (النهاية: لقط).
4- غير واضحة بالأصل و م.
5- الأصل و م: «السهمرحى» و المثبت عن المشيخة 34 /أ و فيها بندار بن غانم بن محمد أبو الفتوح المعروف بهمرجى.

عبد اللّه بن محمّد، حدثني جدي، نا يزيد، أنا ابن أبي ذئب، عن سعيد بن خالد، عن سعيد بن المسيّب، عن عبد الرّحمن بن عثمان، قال:

ذكر طبيب عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دواء عمل فيه الضفدع، فنهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن قتل الضفدع.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدثني أبو محمّد بن طاوس عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا أبو مسعود أحمد بن الفرات، أنا أبو عامر، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن خالد، عن سعيد بن المسيّب، عن عبد الرّحمن بن عثمان.

أن طبيبا سأل النبي صلى اللّه عليه و سلم عن ضفدع يحملها في دواء، فنهى النبي صلى اللّه عليه و سلم عن قتلها.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا: - أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط، قال(1):

عبد الرّحمن بن عثمان بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة، أمّه عميرة بنت جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة أخت عبد اللّه بن جدعان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن(2) بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا(3) ، نا محمّد بن سعد.

في الطبقة السابعة: عبد الرّحمن بن عثمان التيمي، يقال له شارب الذهب، قال: دخلنا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم في عمرة القضية، فسلك بين الصخرتين اللتين في المروة مصعدا فيها.(4) أنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال:

في الطبقة الثالثة: عبد الرّحمن بن عثمان بن عبيد اللّه بن عثمان - و كان عثمان بن

ص: 96


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 49 رقم 94 و انظر تهذيب الكمال 292/11.
2- في م: الحسين.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- في م: أخبرنا.

عمرو بن كعب يقال له: شارب الذهب، و به كان يلقّب - ابن عمرو بن كعب بن سعد بن(1) تيم بن مرّة، و أمّه هند بنت عمير بن جدعان أخي عبد اللّه بن جدعان، و هو ابن أخي طلحة بن عبيد اللّه، و كان لعبد اللّه من الولد: معاذ لأمّ ولد، و عثمان، و أم أبيها، و هند و أمّهم جفنة بنت الحصين بن عبد اللّه بن الأعلم بن خليع بن ربيعة بن عقيل، و أمّ عثمان بنت عبد الرّحمن، و أمّها أم ولد(2) ، و أسلم أيام الحديبية، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، قال: دخلنا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم في عمرة القضية، فسلك بين الصخرتين اللتين في المروة مصعدا فيها، روى عنه سعيد بن المسيّب.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي، قال:

و عبد الرّحمن بن عثمان بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة، و هو(3) ابن أخي طلحة بن عبيد اللّه، أمّه عمرة(4) بنت جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم(5) أخت عبد اللّه بن جدعان، و كان قد أصيب مع ابن الزبير، جاء عنه ثلاثة أحاديث.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال(6):

عبد الرّحمن بن عثمان(7) بن عبيد اللّه القرشي التيمي بن أخي طلحة بن عبيد اللّه.

قال إبراهيم بن المنذر عن محمّد بن طلحة، قتل مع ابن الزبير في يوم واحد، و قال ابن أبي أويس: حدثني إبراهيم بن سعد عن خالته أم(8) هند بنت عبد الرّحمن، عن أبيها عبد الرّحمن بن عثمان بن عبيد اللّه التيمي، و كان قد أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و رأى عثمان يوتر

ص: 97


1- بالأصل: «كعب بن سعد بن كعب بن تيم بن مرة».
2- انظر تهذيب الكمال 293/11.
3- ما بين الرقمين ليس في م.
4- كذا بالأصل، و مرّ قريبا: عميرة.
5- كذا بالأصل، و مرّ قريبا: عميرة.
6- التاريخ الكبير للبخاري 241/1/3.
7- «بن عثمان» سقط من التاريخ الكبير.
8- كذا بالأصل، و في م: «خالة أم» و في التاريخ الكبير: «خالة أمه».

بركعة، روى عنه السّائب بن يزيد، و محمّد بن المنكدر.

أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا(1) ، و أبو عبد اللّه الخلال - شفاها (2)- أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال(3):

عبد الرّحمن(4) التيمي القرشي و هو ابن عثمان بن عبيد اللّه بن أخي طلحة بن عبيد اللّه، أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه سعيد بن المسيّب، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و محمّد بن المنكدر، و محمّد بن إبراهيم التيمي، و يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب، سمعت بعض ذلك من أبي، و بعضه من قبلي.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، قال:

عبد الرّحمن بن عثمان التيمي من رهط أبي بكر الصدّيق، و هو ابن أخي طلحة بن عبيد اللّه، كان يسكن المدينة، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثين.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال:

عبد الرّحمن بن عثمان التّيمي القرشي، و هو ابن عبيد اللّه بن أخي طلحة بن عبيد اللّه، شهد مع أبي عبيدة اليرموك، روى عنه سعيد بن المسيّب، و أبو سلمة، و يحيى بن عبد الرّحمن بن [(5) حاطب و غيرهم.

أنبأنا أبو علي الحداد، قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ:

عبد الرّحمن بن] عثمان التيمي، و هو ابن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن

ص: 98


1- قوله: أبو الحسين القاضي إذنا جاء بالأصل بعد كلمة «المنكدر» و قبل بداية هذا الخبر، و بالأصل: «و أبو» حذفنا الواو و أخرناه إلى موضعه فالسند معروف. و قد سقط من م. و فيها: أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال...
2- بعدها في م: قالا.
3- الجرح و التعديل 247/5-248.
4- كذا بالأصل و م، و في الجرح و التعديل: عبد الرحمن بن عثمان التيمي...
5- ما بين الرقمين سقط من م.

سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن أخي طلحة بن عبيد اللّه، شهد اليرموك مع أبي عبيدة، و أصيب مع ابن الزبير، فدفن في المسجد الحرام، و أخفي مكان قبره على أهل الشام، حديثه عن سعيد بن المسيّب و أبي سلمة، و يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب و غيرهم.

أخبرنا أبو الحسن(1) علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن موسى، نا يعقوب بن محمّد، نا محمّد بن طلحة التيمي، حدثني عثمان بن عبد الرّحمن بن عثمان التيمي عن أبيه قال:

أسلمت يوم الفتح، و بايعت النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر الزّرّاد(2) ، نا عبيد اللّه بن سعد، نا سعيد بن سليمان، نا إبراهيم بن سعد، حدثتني خالتي هند بنت عبد الرّحمن بن عثمان، عن أبيها عبد الرّحمن بن عثمان و كان قد أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أنه كان بين فرشه قضيب له، و كان يأتيه بنوه و بنو أخيه و ناس من أهل بيته، فربما غلبه الحديث فيقول أحدهم: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فينزع القضيب فيعلو به، و يقول له: أين أنت من الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟! قال(3): و نا عبيد اللّه، نا عمي، نا أبي، عن خالته هند بهذا الحديث، و قال فيه: أين أنت لا أم لك، من الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أنا(4) أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أحمد بن الحسن بن عتبة، نا نعيم بن حمّاد، نا محمّد بن طلحة التيمي، عن عثمان بن عبد الرّحمن بن عثمان التيمي القرشي، أخبرني أخي(5) قال: أصيب أبوك عبد الرّحمن مع عبد اللّه بن الزبير، فدفن في مسجد الكعبة، ثم أمرّ الخيل على قبره(6) لئلا يرى أثره.

ص: 99


1- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م.
2- إعجامها مضطرب بالأصل، و في م: «الراد» و الصواب ما أثبت و قد مرّ التعريف به، راجع الأنساب (الزراد، و المنبجي).
3- قبلها أقحم بالأصل: «أنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد» و المثبت يوافق السند في م.
4- في م: أخبرنا.
5- بالأصل: «أخبرني أخوك» و المثبت عن م.
6- بالأصل و م: أثره، و المثبت عن المختصر 303/14.

أنبأنا(1) أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا يحيى بن عثمان، نا نعيم بن حمّاد، أنا محمّد بن طلحة التيمي، عن عثمان بن عبد الرّحمن، حدثني أخي قال:

أصيب أبوك عبد الرّحمن مع ابن الزبير، فأمر به ابن الزبير(2) ، فدفن في مسجد الكعبة، ثم أمرّ الخيل على قبره لئلا يرى أثره.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العباس النّهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، نا إبراهيم بن المنذر، نا محمّد بن طلحة، نا عثمان بن عبد الرّحمن بن عثمان بن عبيد اللّه قال:

قتل أبي مع عبد اللّه بن الزبير، فدفن بالحزورة(3).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال:

و دفن عبد الرّحمن بن عثمان بن عبيد اللّه التيمي بالحزورة، قتل مع عبد اللّه بن الزبير، و ذكر ذلك محمّد بن طلحة عن عثمان بن عبد الرّحمن بن عبيد(4) ، فلما زيد في المسجد دخل قبره في المسجد الحرام(5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة أربع و سبعين(6) فيها توفي عثمان بن عبد الرّحمن التيمي.

كذا قال، و قد قلته، و أخطأ في وفاته، فإنه مات في حياة ابن الزبير، و قتل ابن الزبير سنة ثلاث و سبعين.

ص: 100


1- أخّر الخبر التالي في م إلى ما بعد الخبر تاليه.
2- بعدها بالأصل: فأمر به.
3- بالأصل و م: بالحرورة، و الصواب عن معجم البلدان، و فيه أنها: كانت سوق مكة، و دخلت في المسجد لما زيد فيه.
4- كذا بالأصل و م، و الصواب: عثمان.
5- الخبر نقله المزي في تهذيب الكمال 293/11 من طريق الزبير بن بكار، و لم يعزه الحافظ في الإصابة 410/2.
6- في م: و سبعين.
3885 - عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم ابن معروف بن حبيب بن أبان بن إسماعيل أبو محمّد بن أبي نصر التّميمي العدل

3885 - عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم ابن معروف بن حبيب بن أبان بن إسماعيل أبو محمّد بن أبي نصر التّميمي العدل(1)

قرأ القرآن بحرف أبي عمرو(2) بن العلاء، على أبي بكر أحمد بن عثمان، غلام السّبّاك البغدادي.

و حدّث عن أبي علي الحصائري(3) ، و أبي إسحاق بن أبي ثابت، و أبي الحسن بن حذلم، و أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد بن هشام بن عدبّس(4) الكندي، و ابن عمه أبي الوليد هشام بن محمّد بن جعفر الكندي، و أبي الحارث أحمد بن محمّد بن عمارة بن أبي الخطّاب الليثي، و أبي عبد اللّه الحسين بن يحيى بن حرلان، و أبي علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري، و أبي الحسن(5) خيثمة بن سليمان، و علي بن أحمد المقابري البغدادي، و أبي بكر أحمد بن سليمان بن زبّان(6) الكندي، و الفضل بن جعفر التميمي المؤذن، و أبي بكر أحمد بن محمّد بن سعيد بن فطيس، و أبي عبد اللّه بن مروان، و أبي عمر محمّد بن موسى بن فضالة و غيرهم.

روى: عنه أبو الحسن رشأ بن نظيف، و أبو سعد السّمّان، و أبو علي الأهوازي، و أبو الحسن(7) ، و أبو القاسم(8) ، ابنا الحنّائي، و عبد العزيز الكتاني، و أبو الحسن بن [أبي] الحديد، و أبو العباس بن قبيس، و حيدرة بن علي، و ابن أبي الرضا الأنطاكي، و غنائم الحناط(9) ، و أبو المكارم بن حيوس، و أبو القاسم بن أبي العلاء، و أبو الحسن بن عبدان، و علي بن الحسين بن صدقة، و أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن بن الحسن الطرائفي،

ص: 101


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 366/17 و العبر 240/2 و شذرات الذهب 215/3 و الوافي بالوفيات 185/18 و مرآة الجنان 35/3 و الكامل في التاريخ 345/7 في سير الأعلام: المعدل بدل العدل.
2- بالأصل: «ابن عمر» و في م: «ابن عمرو» و الصواب عن سير أعلام النبلاء، و الوافي بالوفيات.
3- هو الحسن بن حبيب بن عبد الملك، مفتي دمشق، ترجمته في سير أعلام النبلاء 383/15.
4- غير واضحة بالأصل، و مهملة بدون إعجام في م، و الصواب ما أثبت و ضبط عن التبصير 935/3.
5- في م: «الحسين» تصحيف، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 412/15.
6- الأصل و م: زيان، و الصواب ما أثبت و ضبط، مرّ التعريف به.
7- ترجمته في سير أعلام النبلاء 246/18، و هو علي بن محمد بن إبراهيم بن الحسين، أبو الحسن.
8- و اسمه الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحسين، أبو القاسم ترجمته في سير أعلام النبلاء 130/18.
9- في م: الخياط.

و أبو محمّد الحسن بن علي بن عبد الصمد اللّبّاد، و أبو الفرج الموحّد، و عبد الواحد، و الحسن بنو(1) علي بن البري، و أبو الحسن محمّد بن عبد الباقي بن محمّد بن القاطوع، و بركات بن عبد الواحد بن محمّد المعيوفي، و أبو الفضل المحسن بن طاهر المالكي، و أبو القاسم نصر بن الحسن بن القاسم الجزري، و أبو نصر يونس بن محمّد بن يونس الأصبهاني، و أبو الوليد الدّربندي الحافظ، و أبو عبد اللّه محمّد بن أبي نصر الطالقاني، و أبو عثمان محمّد بن أحمد بن ورقاء، و أبو الفتح محمّد بن الحسن بن محمّد الأسدآبادي، و علي بن محمّد بن أبي الهول، و أبو محمّد عبيد اللّه(2) بن عبد الواحد بن أبي الحديد، و أبو نصر بن طلاّب، و أبو عبد اللّه محمّد بن أبي نعيم النّسوي، و جماعة آخرهم: أبو الفضل عبد الكريم بن المؤمّل الكفرطابي.

أخبرنا أبو الحسن(3) علي بن أحمد بن منصور الفقيه، أنا أبي أبو العباس، و أبو محمّد الكتاني، و أبو القاسم بن أبي العلاء، و غنائم بن أحمد بن عبيد اللّه الخياط، و أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن محمّد بن أبي الرضا الأنطاكي.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي، نا عبد العزيز الكتاني، و أبو القاسم بن [أبي] العلاء، و أبو نصر بن طلاّب، و غنائم بن أحمد، و أبو الحسن علي بن الخضر بن عبدان.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن البري، أنا عمي أبو الفضل عبد الواحد.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، و أبو العشائر محمّد بن خليل بن فارس، و أبو يعلى حمزة بن علي بن الحبوبي، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قالوا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن أبي ثابت - قراءة عليه - سنة ست و ثلاثين و ثلاثمائة، نا يحيى بن أبي طالب، أنا علي بن عاصم، أنا خالد الحذاء، عن أبي عثمان، عن معاذ قال:

كنت ردف النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال: «يا معاذ أ لا تسألني إذا خلوت معي ؟» قال: قلت: اللّه و رسوله أعلم، قال: «يا معاذ هل تدري ما حق اللّه على العباد؟» قلت: اللّه و رسوله أعلم، قال:

ص: 102


1- في م: «ابنا».
2- في م: عبد اللّه.
3- بالأصل: الحسين، تصحيف، و الصواب عن م، و السند معروف.

«يعبدوه و لا يشركوا به شيئا» قال: «فهل تدري ما حقّ العباد على اللّه إذا فعلوا ذلك ؟» قلت: اللّه و رسوله أعلم، قال: «يدخلهم الجنة» [7111].

بلغني أنا أبا محمّد ولد في شهر رمضان سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو الوليد الحسن بن محمّد الدّربندي(1) ، أنا أبو محمّد عبد الرحمن بن عثمان - قراءة عليه بدمشق في داره درب القرشيين - و كان خيرا من ألف مثله إسنادا و اتقانا، و زهدا مع تقدمه، فذكر حديثا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف بن حبيب بن أبان بن إسماعيل التميمي الثقة العدل الرضا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة عليه - نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف بن حبيب بن أبان بن إسماعيل التميمي الثقة العدل الرضا فذكر حديثا.

أنبأنا أبو القاسم النسيب قال: قال لي رشأ بن نظيف: قد شهدت سادات، ما رأيت مثل أبي محمّد بن أبي نصر، كان قرّة عين(2).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، قال(3):

توفي شيخنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف بن أبي نصر رحمه اللّه يوم الأربعاء الثاني من جمادى الآخرة بعد الظهر من سنة عشرين و أربعمائة، و دفن يوم الخميس، بعد الظهر، و لم أر جنازة كانت أعظم منها، كان بين يديه جماعة من أصحاب الحديث، يهلّلون و يكبّرون، و يظهرون السنّة، و حضر جنازته جميع أهل البلد حتى اليهود و النصارى، و لم ألق شيخا مثله زهدا، و ورعا، و عبادة، و رئاسة، و كان ثقة، عدلا، مأمونا، رضا، كان يلقب بأبي محمّد بن أبي نصر العفيف، و كانت(4) أصوله أصولا حسانا بخطوط

ص: 103


1- من طريقه نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 367/17 و انظر العبر 240/2 و شذرات الذهب 215/3.
2- الخبر في المصادر الثلاثة السابقة.
3- نقلا عنه الخبر في سير أعلام النبلاء 367/17 و انظر العبر 240/2 و شذرات الذهب 215/3-216.
4- بالأصل: و كان، و الصواب عن م و سير أعلام النبلاء.

الورّاقين المعروفين: ابن فطيس(1) و الحلبي(2) و غيرهم، جمع له أبو العباس بن السمسار الحافظ طرق من روى عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري «نعم الإدام الخلّ» [7112]، و خرج هو على التراجم التي جمعها و غير ذلك.

حدّث عن أحمد بن سليمان بن زبّان(3) الكندي، عن هشام بن عمّار و غيره.

و حدّث عن إبراهيم بن محمّد بن أبي ثابت، و أبي علي الحسن(4) بن حبيب الفقيه، و خيثمة بن سليمان و غيرهم.

ذكر أن مولده كان في شهر رمضان من سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة.

3886 - عبد الرّحمن بن عثمان بن هشام بن عبد الرّحمن بن زبر أبو هشام

3886 - عبد الرّحمن بن عثمان بن هشام بن عبد الرّحمن بن زبر(5) أبو هشام

حدّث عن الوليد بن مسلم، و أبي النّضر إسحاق بن إبراهيم، و إبراهيم بن عبد اللّه زيد.

روى عنه إبراهيم بن مروان، و سليمان بن محمّد الخزاعي، و أبو حاتم الرازي، و أبو الحسن بن جوصا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، أنا أبو القاسم السّميساطي، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أحمد بن عمير، نا عبد الرّحمن بن عثمان بن زبر، نا الوليد بن مسلم، نا عبد اللّه بن العلاء بن زبر، قال: سمعت بلال بن سعد يحدث عن أبيه، قال:

قلنا: يا رسول اللّه ما للخليفة من بعدك ؟ قال: «مثل الذي لي، ما عدل في الحكم، و قسط في القسط، و رحم ذا الرحم، فمن لم يفعل ذلك فليس مني و لست منه» [7113].

يريد: الطاعة في طاعة اللّه، و المعصية في معصية [اللّه](6).

أخبرنا [أبو محمد](7) السّيّدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا

ص: 104


1- هو عبد الرحمن بن محمد بن فطيس، ترجمته في سير أعلام النبلاء 210/17.
2- هو أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق القاضي ترجمته في سير أعلام النبلاء 553/16.
3- الأصل و م: زيان، تصحيف.
4- في م: الحسين، تصحيف.
5- بالأصل و م: زيد. تصحيف، و سيرد أثناء الترجمة صوابا.
6- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
7- الزيادة عن م.

أبو الحسين عبد اللّه بن محمّد بن يونس السّمناني(1) ، نا أبو هشام عبد الرحمن بن عثمان بن زبر الدّمشقي، نا الوليد، و إبراهيم بن عبد اللّه بن زبر قالا: أنا عبد اللّه بن العلاء بن زبر، أنه سمع بلال بن سعد، يحدث عن أبيه سعد قال:

قيل: يا رسول اللّه ما للخليفة من بعدك ؟ قال: «مثل الذي لي، ما عدل في الحكم، و قسط في القسط، و رحم بالرحم، و من فعل غير ذلك فليس منّي و لست منه» [7114] قال: يريد الطاعة في الطاعة، و المعصية في معصية اللّه عز و جل.

أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الحسن(2) بن أحمد، و أبو يعلى حمزة بن الحسن بن الفرج، قالا: أنا الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الرّبعي، نا أبو العباس أحمد بن عتبة بن دكين - لفظا - نا سليمان بن محمّد الخزاعي، نا أبو هشام عبد الرّحمن بن عثمان بن زبر - و كان يلبس طويلة - نا أبو النضر إسحاق بن إبراهيم، نا يزيد بن ربيعة، نا أبو الأشعث الصّنعاني، عن أبي أسماء الرّحبي، عن ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

مرّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم برجل و هو يحتجم عند الحجّام، و هو يعرض رجلا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «أفطر(3) الحاجم و المحجوم» [7115].

كذا قال، و أبو كامل يزيد بن ربيعة يروي عن أبي الأشعث، و أبي أسماء الرّحبي، جميعا عن ثوبان، و اللّه أعلم.

أنا [أبو(4) الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و] أبو عبد اللّه الخلال - شفاها (5)- أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال(6): عبد الرّحمن بن عثمان بن هشام بن عبد الرّحمن بن الزبر(7) أبو هشام(8) ، روى عن

ص: 105


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 194/14.
2- غير واضحة بالأصل و تقرأ: «الحصين» و المثبت عن م و المشيخة 107 /أ.
3- معناه: تعرّضا للافطار، فالمحجوم للضعف الذي لحقه من خروج دمه فربما أعجزه ذلك عن الصوم. و أما الحاجم فلا يأمن أن يصل إلى حلقه شيء من الدم فيبلعه، أو من طعمه (انظر النهاية و اللسان: حجم).
4- ما بين الرقمين ليس في م.
5- بعدها في م: قالا.
6- الجرح و التعديل 265/5.
7- في الجرح و التعديل: «بن زر» و بهامشه عن نسخة: ابن الزبر.
8- بعدها في الجرح و التعديل: العقدي.

مروان بن معاوية، روى عنه أبي سئل أبي عنه، فقال: صدوق.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و نا أبو منصور عبد الباقي بن محمّد التميمي عنه، أنا رشأ بن نظيف - إجازة -، ح أنا عبد الوهاب الميداني، حدثني محمّد(1) بن سليمان، قال: قال أبو الحسن محمّد بن الفيض:

لقي أبو بكر بن عزّون لأبي هشام بن زبر، و مرّ به، و كان يلبس طويلة، فقال له: إيش خبرك يا أبا هشام ؟ فكيف حالك ؟ قال: بخير، قال: فكيف أكلك ؟ قال: معدة قبول، و ضرس طحون، قال: فكيف قوة ذكرك في الجماع ؟ قال: يهتز كأنه جان، قال أبو الحسن: و كان له نيّف و تسعون سنة حين قال هذا الكلام.

قال أبو الحسن: و سمعت أنا من أبي هشام أحاديث.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي(2) بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا أبي، عن أبيه، قال: توفي أبو هشام عبد الرّحمن بن عثمان بن زبر المحدّث يوم الاثنين لأربع ليال بقين من شهر رمضان سنة ثلاث و خمسين و مائة.

صوابه: و مائتين.

3887 - عبد الرّحمن بن عثمان الثقفي، هو ابن عبد اللّه بن عثمان

تقدّم ذكره.

3888 - عبد الرّحمن بن عثمان أبو عثمان

من ساكني الراهب - محلة كانت قبلي المصلّى -.

حدّث عن أبي حمزة.

روى عنه: عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر أبو محمّد المخزومي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب(3) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي(4) ، أنا

ص: 106


1- استدركت على هامش م.
2- في م: علي.
3- في الأصل: «الحصيب» و في م: «الخطيب» و كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبت، مرّ التعريف به.
4- بعدها في م: قال.

يزيد بن محمّد بن عبد الصمد، نا عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل - هو ابن عبيد اللّه - نا أبو عثمان عبد الرّحمن بن عثمان، كان يسكن الراهب، و حديثه قال:

سمعت أبا حمزة يقول: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «ألا لا وتر بعد الفجر، ألا لا وتر بعد الفجر» [7116].

رواه يزيد بن عبد الرّحمن عنه.

قرأت على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن الفرج، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، قال:

أبو(1) عثمان عبد الرّحمن بن عثمان يحدث عنه عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل الدّمشقي.

3889 - عبد الرّحمن بن عجلان مولى يزيد بن عبد الملك

أحد من دخل على الوليد بن يزيد الدار، و تولّى قتله.

له ذكر يأتي في ترجمة الوليد بن يزيد بن عبد الملك.

3890 - عبد الرّحمن بن عديس بن عمرو بن عبيد بن كلاب ابن دهمان بن غنم بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي أبو محمّد البلوي

3890 - عبد الرّحمن بن عديس(2) بن عمرو بن عبيد بن كلاب ابن دهمان بن غنم بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي أبو محمّد البلوي(3)

له صحبة، و هو ممن بايع تحت الشجرة.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا، و عن ابن مسعود.

ص: 107


1- كتبت بالأصل بين السطرين.
2- قيدها ابن حجر نصا في الإصابة: بمهملتين مصغرا.
3- ترجمته و أخباره في أسد الغابة 370/3 و الإصابة 410/2 و الاستيعاب 411/2 (هامش الإصابة)، و تاريخ الطبري (راجع الفهارس)، و الاكمال لابن ماكولا 292/6 و المعرفة و التاريخ 358/3، و طبقات ابن سعد 509/7 و الجرح و التعديل 248/5.

روى عنه: أبو ثور الفهمي(1) الصّحابي، و الهيثم بن شفيّ(2) أبو الحصين، و سبيع بن عامر الحجريان.

و كان ممن سكن مصر، و أعان على قتل عثمان رضوان اللّه عليه، فحبسه معاوية ببعلبك، و يقال: بفلسطين، فهرب، فأدرك بجبل لبنان من أعمال دمشق فقتل.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، نا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدثني ابن زنجويه، نا عثمان بن صالح، نا ابن لهيعة(3) ، عن عياش بن عباس، عن أبي الحصين الحجري، عن عبد الرّحمن بن عديس قال:

سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول: «سيخرج ناس من أمتي يقتلون بجبل الخليل»، فلما كانت الفتنة كان ابن عديس ممن أخذه معاوية في الرهن، فسجنهم بفلسطين، فهربوا من السجن فأدركوا، فأدرك فارس ابن عديس فقال له: ويحك اتّق اللّه في دمي، فإنّي من أصحاب الشجرة، قال: الشجر بالجبل(4) كثير.

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم(5) في كتابه، و حدثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أبو سعيد بن يونس، حدثني محمّد بن موسى بن النعمان قال:

قرأت على زيد بن عبد الرّحمن أنّ أباه حدّثه، نا ابن وهب، حدثني ابن لهيعة، عن عيّاش(6) بن عباس، فذكر بإسناده نحوه، و قال فيه: يمرقون من الدين، و قال في آخره فقتله.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا أحمد بن منصور، نا نعيم بن حمّاد، نا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرّحمن بن عديس قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «يخرج ناس يمرقون من الدين كما يمرق السّهم من

ص: 108


1- في الإصابة: النهمي، تحريف.
2- شفي: بفتح الشين المعجمة و تخفيف الفاء، ضبطه الدارقطني و قال: من ضم الشين و ثقل فقد وهم، قاله ابن حجر في تهذيب التهذيب 98/11.
3- من هذا الطريق رواه ابن الأثير في أسد الغابة 370/3 و انظر الإصابة 411/2.
4- في أسد الغابة: بالخليل.
5- في م: سليمان، تصحيف، قارن مع المشيخة 15 /ب.
6- بالأصل هنا: عباس، تصحيف، و الصواب عن م.

الرمية، يقتلون في جبل لبنان أو الجليل، أو بالجليل أو بجبل لبنان» [7117].

هكذا رواه الرمادي، عن نعيم، و أسقط من إسناده عبد الرّحمن بن شماسة، و يزيد لم يسمع من ابن عديس و لم يدركه.

و قد رواه غيره عن نعيم، فذكر ابن شماسة في إسناده.

أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أبو عمرو - يعني ابن حكيم - نا أبو حاتم، نا نعيم بن حمّاد، عن عبد اللّه بن وهب، عن وهب، عن عمرو بن الحارث، أن يزيد بن أبي حبيب حدثنا عن عبد الرّحمن بن شماسة، عن عبد الرّحمن بن عديس البلوي قال(1):

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «يخرج ناس من أمّتي يمرقون من الدين، كما يمرق السهم من الرمية، يقتلون في جبل لبنان و الجليل (2)- أو بالجليل و جبل لبنان -» [7118].

و هذا الحديث لم يسمعه ابن شماسة من ابن عديس، و إنما يرويه عن رجل غير مسمى، و الدليل على ذلك ما أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد(3) ، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أخبرني عمرو أن يزيد بن أبي حبيب حدّثه عن ابن شماسة عن رجل حدثه أنه سمع عبد الرّحمن بن عديس يقول:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «يخرج ناس يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، يقتلون بجبل لبنان و الخليل (4)- أو بالخليل أو بجبل لبنان -» [7119].

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدثني محمّد بن إسحاق.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

ص: 109


1- من هذا الطريق رواه في الإصابة 411/2.
2- في الإصابة: و الخليل.
3- الأصل: «أحمد» تصحيف، و المثبت عن م.
4- بالأصل «الخاء» مهملة بدون إعجام، و الإعجام عن م في الموضعين.

قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان(1) ، قالا: نا أبو الأسود، أنا ابن لهيعة، عن يزيد، عن ابن شماسة أن رجلا حدّثه عن عبد الرّحمن بن عديس قال:

سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه.

الرجل(2) الذي رواه ابن شماسة عنه: سبيع بن عامر الحجري.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا بكر بن سهل، نا عبد اللّه بن يوسف، نا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب أنّ ابن شماسة حدّثه عن سبيع الهجري(3) أنه سمع عبد الرّحمن بن عديس يقول:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «يخرج ناس يمرقون من الدّين، كما يمرق السهم من الرمية يقتلون بجبل لبنان و بجبل الخليل» [7120].

قال ابن لهيعة: فقتل ابن عديس بجبل لبنان أو بجبل الخليل.

كذا قال، و الصواب: سبيع الحجري، كذا ذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخ المصريين و هو أعلم بهم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال(4):

في تسمية من نزل مصر من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم: عبد الرّحمن بن عديس البلوي، صحب النبي صلى اللّه عليه و سلم و سمع منه، و كان فيمن رحل إلى عثمان حين حصر حتى قتل، و كان رأسا فيهم.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي، قال:

و من بلي ابن عمرو ابن الحاف بن قضاعة عبد الرّحمن بن عديس البلوي، يقول من نسبه:

ص: 110


1- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 358/3.
2- استدركت على هامش م.
3- كذا بالأصل و م: الهجري، تصحيف، و قد مرّ قريبا صوابا، و قد ذكر المزي من شيوخ عبد الرحمن بن شماسة في تهذيب الكمال 229/11 سبيع بن عامر الحجري. و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
4- طبقات ابن سعد 509/7.

عبد الرّحمن بن عديس بن عبد اللّه بن عفان(1). بن حزار(2) بن عوف بن هني بن بلي بن عمرو، فيما ذكر ابن عفير.

قال ابن عفير: و كان ممن بايع تحت الشجرة، و قتل في زمن معاوية، جاء عنه حديثان.

أنا(3) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال: عبد الرّحمن بن عديس البلوي كان ممن بايع تحت الشجرة، و قتل في زمن معاوية.

أخبرنا(4) أبو الحسين الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال(5): عبد الرّحمن بن عديس البلوي، له صحبة، روى عنه أبو ثور الفهمي، و أبو الحصين الحجري، و اسمه الهيثم بن شفي، و سبيع(6) ، و روى عبد الرّحمن بن شماسة عن رجل عنه، سمعت أبي يقول بعض ذلك و بعضه من قبلي.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد، و حدثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أبو سعيد بن يونس، قال:

عبد الرّحمن بن عديس البلوي بن عمرو بن عبيد بن كلاب بن دهمان بن غنم بن هميم بن ذهل بن هنى بن بلي بن عمرو، بايع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تحت الشجرة، و شهد الفتح بمصر، و اختطّ بمصر، و كان أحد فرسان بلي المعدودين بمصر، و رئيس الخيل التي سارت من مصر إلى عثمان بن عفّان، و كان فيمن أخرجه معاوية من مصر في الرهن، روى عنه أبو ثور الفهمي، و كلاهما صحابي، و الهيثم بن شفيّ، و سبيع الحجري، و كلّهم شهد الفتح بمصر.

قتل عبد الرّحمن بن عديس بفلسطين سنة ست و ثلاثين.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال:

ص: 111


1- «بن عفان»، ليس في م.
2- كذا، و في م: بن حرام.
3- في م: أخبرنا.
4- سقط الخبر التالي من م.
5- الجرح و التعديل 248/5.
6- في الجرح و التعديل: تبيع.

عبد الرّحمن بن عديس البلوي، و أخوه عبد اللّه، و عبد الرّحمن أحد من سار إلى عثمان بن عفّان فيمن سار إليه من أهل مصر، و هو من ولد جشم بن وذم بن ذبيان بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي البلوي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة.

قال ابن حبيب: و في بلي: عمرو بن جشم بن وذم بن ذبيان بن هميم بن دهم بن هني بن بلي.

قال الدارقطني: منهم عبد الرّحمن بن عديس البلوي، أحد من سار إلى عثمان بن عفّان من المصريين.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال:

عبد الرّحمن بن عديس البلوي، و كان ممن بايع تحت الشجرة، عداده في أهل مصر، و هو ابن عمرو بن عبيد بن كلاب بن دهمان بن غنم بن هميم بن ذهل بن بلي بن عمرو، بايع النبي صلى اللّه عليه و سلم تحت الشجرة، و شهد فتح مصر، نسبه إليّ أبو سعيد بن يونس بن عبد الأعلى، روى عنه عبد الرّحمن بن شماسة، و أبو ثور الفهمي.

كذا قال ابن منده، و وهم على ابن يونس، و أسقط من نسبه هني(1) بين ذهل و بلي، و كرر ذكر مبايعته تحت الشجرة، و لا معنى لذلك، و ذكر ابن شماسة روى عنه اعتمادا على حديث أبي حاتم، و قد ثبت أنه إنّما روى عن رجل عنه.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا البخاري، نا عبد الغني بن سعيد، قال في باب عديس: عبد الرّحمن بن عديس له صحبة، مصري، و أخوه عبد اللّه.

أنبأنا أبو علي الحداد، قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ: عبد الرّحمن بن عديس البلوي، كان ممن بايع تحت الشجرة، قتل زمن معاوية بجبل الخليل(2) ، قيل: إنه ممن سار إلى

ص: 112


1- اللفظة غير واضحة بالأصل و م، و المثبت مما مرّ أول ترجمته.
2- الخاء بدون إعجام في الأصل، و المثبت كما أعجم في م.

عثمان، سكن مصر، نسبه بعض المتأخرين قال: هو عبد الرّحمن بن عديس بن عمرو بن عبيد بن كلاب بن دهمان بن غنم بن هميم بن ذهل بن بلي بن عمرو، روى عنه سبيع(1) ، و أبو ثور الفهمي.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه، قال:(2)

أما عديس بضم العين، فتح الدال، و سكون الياء المعجمة باثنتين من تحتها فهو:

عبد الرّحمن بن عديس بن عمرو بن عبيد بن كلاب بن دهمان بن غنم بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، بايع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تحت الشجرة، و شهد فتح مصر، و اختطّ بها، و كان أحد فرسان بلي بمصر، و كان(3) فيمن سار إلى عثمان، قتل سنة ست و ثلاثين بفلسطين، كذلك قال ابن يونس. و قال: هني: بضم الهاء بخط الصوري، و ابن الثلاج، و الأشهر: هني بفتح الهاء، و قد ذكر الدارقطني، فحكى عنه ما ذكره(4) ، ثم قال:

و كان الأشبه ما قاله ابن يونس.

قال ابن ماكولا(5): و أما العتري(6): بكسر العين المهملة، و سكون الياء المعجمة باثنتين(7) من فوقها، فجماعة منهم: عبد الرّحمن بن عديس البلوي العتري(8) أحد من سار إلى عثمان من مصر.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل بن سليم، و حدثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أبو سعيد بن يونس، نا العباس بن محمّد البصري، نا جعفر بن مسافر، نا عبد اللّه بن يوسف، نا ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو المعافري، أنه سمع أبا ثور الفهمي يقول:

قدمت على عثمان بن عفّان، فبينا أنا عنده إذ خرجت، فإذا وفد أهل مصر، فرجعت إلى عثمان، فقلت: إنّي أرى وفد أهل مصر قد رجعوا جيشا عليهم ابن عديس، قال: و كيف رأيتهم ؟ قال: رأيت قوما في وجوههم الشرّ، فصعد ابن عديس منبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فصلّى بهم

ص: 113


1- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و قد تقرأ: «تبيع» و بدون إعجام في م.
2- الاكمال لابن ماكولا 149/6 و 150.
3- في الاكمال: و هو.
4- يعني في نسبه، و قد مرّ ما قاله الدارقطني.
5- الاكمال 292/6 في باب عتر.
6- في الاكمال: و أما عتر.
7- بالأصل و م: باثنين.
8- ليست اللفظة في الاكمال لابن ماكولا.

الجمعة، و قال في خطبته: إن عبد اللّه بن مسعود حدثني أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «إنّ عثمان أضلّ من عتبة غاب قفلها» فدخلت على عثمان و كان محصورا، فسألني بما ذا قام فيهم، فأخبرته، فقال: كذب و اللّه ابن عديس، ما سمعها ابن عديس من ابن مسعود قط، و لا سمعها ابن مسعود من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لقد اختبأت عند ربي عشرا و لو لا ما ذكر ابن عديس ما ذكرت: إنّي لرابع أربعة في الإسلام، و لقد ائتمنني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على ابنته(1) ، ثم توفيت فأنكحني الأخرى، و اللّه ما زنيت و لا سرقت في جاهلية و لا إسلام، و لا تغنّيت و لا تمنّيت(2) ، و لا مسست فرجي بيميني منذ بايعت بها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لقد ختمت القرآن على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لا مرت بي جمعة إلاّ و أنا أعتق فيها رقبة منذ أسلمت إلاّ أن لا أجد في تلك الجمعة ثم أعتق لها بعد.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين(3) بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، أنا يعقوب بن سفيان، نا صفوان - يعني ابن صالح - نا الوليد، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب.

أن معاوية بن أبي سفيان أخذ ابن عديس في رهن أهل مصر فجعله في بعلبك، فهرب منه، فطلبه سفيان بن حبيب، فأدركه رجل راكب(4) على فرس، فأشار إليه بنشابة، فقال ابن عديس: أنشدك اللّه في دمي، فإنّي ممن بايع تحت الشجرة، فقال: إنّ الشجر كثير في الجبل، فقتله.

قال ابن لهيعة:

كان عبد الرحمن بن عديس البلوي سار بأهل مصر إلى عثمان فقتلوه، ثم قتل ابن عديس بعد ذلك بعام أو اثنين بجبل لبنان، أو بالجليل(5).

قال البيهقي: بلغني عن محمّد بن يحيى الذهلي أنه قال:

ص: 114


1- الأصل: «ابنتيه» و بدون إعجام في م، و الصواب ما أثبتناه باعتبار السياق.
2- أي: و لا كذبت، تمنى: كذب، مقلوب من المين، و هو الكذب (اللسان).
3- في م: الحسن، تصحيف.
4- بالأصل: «رام عن قومس» و المثبت: «راكب على فرس» عن م.
5- في م: بالخليل.

عبد الرّحمن البلوي هو رأس الفتنة، لا يحلّ أن يحدّث عنه بشيء.

[آخر(1) الجزء الثامن و التسعين بعد الأربعمائة].

3891 - عبد الرّحمن بن عراك أبو إدريس الأصغر الفزاري - و يقال: العدوي

3891 - عبد الرّحمن بن عراك أبو إدريس الأصغر الفزاري - و يقال: العدوي(2)

من أهل دمشق، من حملة القرآن.

روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و مدرك بن أبي سعد، و محمّد بن شعيب بن شابور.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا أبو عامر موسى بن عامر، نا الوليد بن مسلم، نا ابن جابر، عن أبي إدريس عبد الرّحمن بن عراك قال: إذا كان رجل بأرض فلاة فتصيبه مجاعة، فيقول: اللهم ائتني برزقي الذي قدّرته لي، إلاّ أتاه اللّه برزقه.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أبو الميمون البجلي، نا أبو زرعة، حدثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن الوليد بن مسلم، قال: اسم أبي إدريس الأصعر: عبد الرّحمن بن عراك، و أبو إدريس صاحب صفوان بن عمرو، لم يسمه، هم ثلاثة بالشام.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه، ثم نا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن(3) ، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(4) ، قال:

عبد الرّحمن بن عراك بن مالك الغفاري، عن أبيه، سمع منه مروان، منقطع.

و روى عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر عن عبد الرّحمن بن عراك قوله، هو أخو

ص: 115


1- ما بين الرقمين ليس في م.
2- الجرح و التعديل 271/5 و التاريخ الكبير 333/1/3.
3- بالأصل: الحسين، تصحيف، و السند معروف.
4- التاريخ الكبير للبخاري 333/1/3.

خثيم(1) ، أصلهم من المدينة، و يقال: إن(2) عيسى بن يونس روى عن عبد اللّه بن عراك بن مالك(3) ، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم: «لا صدقة في الخيل» [7121].

أخبرنا [أبو(4) الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و] أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها (5)- أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنبأ أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال(6):

عبد الرّحمن بن عراك الشامي دمشقي، و هو أبو إدريس العدوي(7) ، و ليس بابن مالك الغفاري، روى عن كذا(8).

روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و مدرك بن أبي سعد، سمعت أبي يقول ذلك.

و قال ابن أبي حاتم قبل هذه الترجمة(9):

عبد الرّحمن بن عراك بن مالك الغفاري مديني(10) ، أخو خثيم(11) بن عراك، روى عن أبيه، روى عنه مروان، سمعت أبي يقول ذلك.

ففرّق بينهما.

و قول البخاري وهم، و قول ابن أبي حاتم أولى بالصواب، و اللّه أعلم.

أنا(12) أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمّام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، قال في ذكر نفر ثقات: أبو إدريس الأصغر عبد الرّحمن بن عراك روى عنه ابن جابر، و رآه ابن شعيب يدرس.

أنا(13) أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن علي، أنا

ص: 116


1- إعجامها مضطرب بالأصل و المثبت: خثيم، بتقديم الثاء، عن م و التاريخ الكبير.
2- بالأصل و م: ابن، و المثبت عن التاريخ الكبير.
3- «بن مالك» ليس في التاريخ الكبير.
4- ما بين الرقمين ليس في م.
5- بعدها في م: قالا.
6- الجرح و التعديل 271/5 رقم 1283.
7- كذا بالأصل، و اللفظة غير واضحة القراءة في م، و في الجرح و التعديل: العذري.
8- كذا بالأصل، و مكان «كذا» في م و الجرح و التعديل بياض.
9- الترجمة 1282 في الجرح و التعديل 271/5.
10- الأصل و الجرح و التعديل، و في م: مدني.
11- عن م و الجرح و التعديل، و بالأصل: خيثم.
12- في م: أخبرنا.
13- في م: أخبرنا.

عبد اللّه بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة.

ح و أنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أخبرني أبو الحسن بن جوصا - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: عبد الرّحمن بن عراك الفزاري، دمشقي، سمع منه محمّد بن شعيب.

قرأت على أبي الفضل محمّد بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو إدريس عبد الرّحمن بن عراك يحدث عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

3892 - عبد الرّحمن بن عسيلة أبو عبد اللّه المرادي الصّنابحي

3892 - عبد الرّحمن بن عسيلة(1) أبو عبد اللّه المرادي الصّنابحي(2)

و الصّنابح بطن من مراد من أهل(3) اليمن.

هاجر إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، فتوفي النبي صلى اللّه عليه و سلم قبل أن يقدم المدينة بخمس أو ستّ.

و صلّى خلف أبي بكر الصدّيق.

و روى عنه، و عن بلال، و معاذ(4) بن جبل، و عبادة بن الصامت، و شدّاد بن أوس، و عمرو بن عبسة، و عائشة الصديقة.

روى عنه: مرثد بن عبد اللّه اليزني، و قيس بن الحارث، و عدي بن عدي، و عطاء بن يسار، و ربيعة بن يزيد إلاّ أن ربيعة يقول: عبد اللّه الصّنابحي و لذلك قيل: عن [عطاء](5) ابن يسار، و عطاء بن أبي مسلم الخراساني، و محمود بن لبيد الأنصاري، و عبد اللّه بن يزيد البجلي(6) ، و مكحول، و عبد اللّه بن [(7) محيريز، و مهاجر بن غانم المذحجي.

و قدم دمشق، و بها مات.

أخبرنا أبو عبد اللّه] محمّد بن الفضل، و أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم،

ص: 117


1- عسيلة بمهملتين مصغرا، قاله ابن حجر في الإصابة.
2- ترجمته و أخباره في أسد الغابة 371/3 و الإصابة 97/3 و تهذيب الكمال 296/11 و تهذيب التهذيب 395/3 و الاستيعاب 426/2 (هامش الإصابة) و طبقات ابن سعد 509/7 و الوافي بالوفيات 185/18.
3- بعدها بالأصل: «المد من»؟ و ليس في م و مصادر ترجمته.
4- بالأصل: أو معاذ.
5- عن م.
6- في م: الجبلي.
7- ما بين الرقمين سقط من م.

قالا: أنا أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشاب، أنا أبو طاهر محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق بن خزيمة(1) ، أنا أبو العباس السّرّاج، نا قتيبة، نا الليث.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد.

قالا: أنا عبد الرّزاق بن عمر بن موسى(2) ، أنا محمّد بن إبراهيم بن علي، أنا محمّد بن الحسن بن قتيبة، قال: قرئ على عيسى بن حمّاد و أنا حاضر أسمع(3) ، أخبرني الليث بن سعد، عن ابن(4) عجلان، عن محمّد بن يحيى بن حبّان، عن ابن محيريز(5) عن الصّنابحي، قال:

دخلت على عبادة بن الصّامت و هو في الموت، فبكيت، فقال: مهلا - و في حديث قتيبة: فقال: مه - لم تبكي ؟(6) فو اللّه لئن استشهدت لأشهدنّ لك، و لئن شفّعت لأشفعنّ لك، و لئن استطعت لأنفعنك، ثم قال: و اللّه ما من حديث سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لكم فيه خير إلاّ حدثتكموه، إلاّ حديثا واحدا، و سوف أحدّثكموه اليوم، و قد أحيط بنفسي(7) ، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «من شهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أن محمدا رسول اللّه حرّم اللّه عليه النار» [7122].

رواه مسلم، عن قتيبة(8).

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أحمد بن محمود بن أحمد، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا مفضّل بن محمّد بن إبراهيم الجندي - بمكة - نا صلت بن معاذ الجندي، نا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد، نا سفيان، عن صفوان بن سليم، عن عدي بن عدي، عن الصّنابحي، عن معاذ بن جبل قال:

قال النبي صلى اللّه عليه و سلم: «لا تزول قدما العبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: شبابه فيما

ص: 118


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 490/16.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 149/18.
3- بعدها في م: «قال» و كتبت فيها بخط مغاير فوق الكلام بين السطرين.
4- عن م و بالأصل: أبي عجلان.
5- بالأصل: أبي محيريزة، و المثبت عن م و هو عبد اللّه بن محيريز و قد مرّ أنه روى عن عبد الرحمن بن عسيلة.
6- عن م و بالأصل: تبكني.
7- معناه قربت من الموت و أيست من النجاة و الحياة.
8- صحيح مسلم (1) كتاب الايمان، (10) باب، (حديث رقم 29) 57/1.

أبلاه، و عمره فيما أفناه، و ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه، و عن عمله ما ذا عمل فيه» [7123].

قال أبو سعيد: قال لنا صامت بن معاذ: و ليس لمسألة منها جواب.

أنا أبو عبد اللّه الأديب، و أم المجتبى بنت ناصر، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو داود سليمان بن محمّد المباركي، نا إسماعيل بن عياش، عن راشد بن داود الصّنعاني، عن أبي الأشعث الصنعاني انه راح إلى مسجد دمشق و هجر الرواح، فلقي شداد بن أوس و الصّنابحي معه فقال: أين تريدان يرحمكما اللّه ؟ فقالا: نريد هاهنا إلى أخ لنا مريض نعوده(1) ، قال: فانطلقت معهما حتى دخلا على ذلك الرجل، فقالا - زادت فاطمة: له - كيف أصبحت ؟ قال: أصبحت بنعمة اللّه و فضله، قال:

فقال له شداد: أبشر بكفّارات السيئات، و حطّ الخطايا، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إن اللّه عز و جل يقول: إنّي إذا ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا فحمدني على ما ابتليته، فإنّه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته أمّه من الخطايا، و يقول اللّه - و قال الأديب: و يقول الرب -: إنّي أنا قيدت(2) عبدي هذا، و ابتليته، فأجروا له ما كنتم تجرون قبل ذلك، و هو صحيح» [7124].

قرأت على أبي القاسم الخضر بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن الحسن(3) بن علي الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا، نا ابن عرعرة - يعني إسحاق بن إبراهيم بن محمّد - نا عفّان بن مسلم، نا خالد بن الحارث، نا ابن عون، قال:

قلت لرجاء بن حيوة: ممن كان أبو عبد اللّه الصّنابحي ؟ قال: من بطن يقال لهم: بنو(4) عامر بن ربيعة.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرّج، أنا سهل بن بشر بن أحمد، و أحمد بن محمّد بن سعيد قالا: أنا محمّد بن أحمد بن عيسى أنا(5) منير بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن الهيثم، قال: قال أبو نعيم الفضل بن دكين:

و الصّنابحي اسمه عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن يعقوب،

ص: 119


1- عن م و بالأصل: نعيده.
2- مهملة بالأصل بدون إعجام، و المثبت عن م.
3- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م.
4- الأصل: «بني» و المثبت عن م.
5- بالأصل: «بن» تحريف، و المثبت عن م، و انظر ترجمة منير في سير أعلام النبلاء 267/17.

أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان(1) ، أنا أبي، قال: قال أبو عبد اللّه مصعب بن عبد اللّه: هاجر أبو عبد اللّه الصّنابحي و هو عبد الرّحمن بن عسيلة فلقيته وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين مكة و المدينة، فقدم على أبي بكر.

قال: و قال أبو(2) زكريا: الصّنابحي صاحب أبي بكر الصدّيق عبد الرّحمن بن عسيلة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط، قال:

عبد الرّحمن بن عسيلة الصّنابحي روى عن أبي بكر و عمر، يكنى أبا عبد الرّحمن(3).

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو طاهر، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدّولابي، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الرّحمن بن عسيلة الصّنابحي أدرك عبد الملك بن مروان، و كان يجلس معه على السرير، روى عن أبي بكر، ذكره في أهل الشام ثم قال: و من أهل مصر: عبد الرّحمن بن عسيلة الصّنابحي.

قال أبو عبيد اللّه: قدم بعد وفاة النبي صلى اللّه عليه و سلم، فأدرك أبا بكر، و لم ير النبي صلى اللّه عليه و سلم، رواه ابن لهيعة [عن](4) يزيد بن [أبي](5) حبيب، عن أبي الخير(6) ، حدثني القعنبي عنه، و أدرك مروان(7).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ.

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالوا: أنا محمّد بن يعقوب، قال: سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول:

الصّنابحي صاحب أبي بكر عبد الرّحمن بن عسيلة، قال زاهر: و كنيته أبو عبد اللّه، و انتهى حديثه - و زاد وجيه: قدم بعد وفاة النبي صلى اللّه عليه و سلم - ليست له صحبة، و عبد اللّه الصّنابحي

ص: 120


1- في م: الأحوص بن الفضل بن علي، تحريف.
2- الأصل: «ابن» و المثبت عن م.
3- كذا بالأصل و م.
4- الزيادة عن م للإيضاح.
5- الزيادة عن م للإيضاح.
6- انظر الاستيعاب 426/2 (هامش الإصابة) و أسد الغابة 371/3.
7- كذا بالأصل و م، و في المختصر 308/14 أدرك عبد الملك بن مروان.

يروي عنه المدنيون، و يشبه أن يكون له صحبة(1).

أنا(2) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدثني عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

الصّنابحي - صاحب أبي بكر - عبد الرّحمن بن عسيلة.

و قال في موضع آخر: اسمه عبد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا عبد الواحد بن محمّد، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل بن إسحاق، قال: سمعت علي بن المديني يقول:

الصّنابحي الذي روى عن أبي بكر اسمه: عبد الرّحمن بن عسيلة، خرج يريد النبي صلى اللّه عليه و سلم، فلما بلغ بعض الطريق قبض النبي صلى اللّه عليه و سلم، فلقي أبا بكر، و الذي روى عنه قيس بن أبي حازم في الحوض هو الصّنابح بن الأعسر الأحمسي، سمع من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أبو عبد اللّه الصّنابحي هو عبد الرّحمن بن عسيلة.

قال: و أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول:

اسم أبي عبد اللّه الصّنابحي الذي يروي عن أبي بكر الصدّيق و لم ير النبي صلى اللّه عليه و سلم:

عبد الرّحمن بن عسيلة، و الذي يروي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم الصّنابحي بن الأعسر الأحمسي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر القرشي، نا محمّد بن سعد، قال:

في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام، و في الأولى من تابعي أهل مصر:

عبد الرّحمن بن عسيلة الصّنابحي، لقي أبا بكر، و روى عن أبي بكر، و عمر، و بلال، و قال:

قدمت المدينة بعد وفاة النبي صلى اللّه عليه و سلم بخمس ليال.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال(3):

ص: 121


1- انظر تهذيب التهذيب 308/3 (ترجمة عبد اللّه الصنابحي) و أسد الغابة 177/3، (ترجمة عبد اللّه الصنابحي) أيضا.
2- في م: أخبرنا.
3- طبقات ابن سعد 443/7.

في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام: أبو عبد اللّه الصّنابحي صاحب عبادة بن الصّامت.

ثم قال في طبقات أهل مصر: الأولى(1): منهم عبد الرّحمن بن عسيلة الصّنابحي، من حمير، و يكنى أبا عبد اللّه، و كان ثقة، قليل الحديث، روى عن أبي بكر، و عمر، و بلال.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل(2) ، نا أبي، قال:

عبد الرّحمن بن عسيلة الصّنابحي حميري، مصري.

و قال في موضع آخر: أبو عبد اللّه الصّنابحي عبد الرّحمن، و حدثني مصعب: أن عبد الرّحمن بن عسيلة قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فبلغته وفاته(3) ، فلقي أبا بكر.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر، نا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: قال جدي يعقوب(4): هؤلاء الصّنابحيون الذين يروى(5) عنهم في العدد ستة، إنّما هم اثنان فقط:

الصّنابحي الأحمسي، و هو الصّنابح الأحمسي هذان واحد، فمن قال: الصّنابحي الأحمسي فقد أخطأ، و من قال الصّنابح الأحمسي فقد أصاب، هو الصّنابح بن الأعسر الأحمسي، أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و هو الذي يروي عنه الكوفيون، روى عنه قيس بن أبي حازم، قالوا:

و عبد الرّحمن بن عسيلة الصّنابحي، كنيته أبو عبد اللّه يروي عنه أهل الحجاز و أهل الشام، لم يدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، دخل المدينة بعد وفاته - بأبي هو و أمّي - بثلاث ليال أو أربع، روى عن أبي بكر الصدّيق رضي اللّه عنه، و عن بلال، و عن عبادة بن الصامت، و عن معاوية، و روى(6) عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أيضا، أحاديث يرسلها عنه، فمن قال: عن عبد الرّحمن الصّنابحي فقد أصاب اسمه، و من قال: عن أبي عبد اللّه الصّنابحي فقد أصاب كنيته، و هو رجل واحد:

عبد الرّحمن أو أبو(7) عبد اللّه، و من قال: عن أبي عبد الرّحمن الصّنابحي فقد أخطأ، قلب

ص: 122


1- طبقات ابن سعد 509/7.
2- في م: الفضل، تصحيف.
3- قوله: «فبلغته وفاته» مكانه أبيض في م.
4- من طريق يعقوب بن شيبة السدوسي رواه المزي في تهذيب الكمال 297/11 و ابن حجر في الإصابة 97/3.
5- بالأصل و م: الذي روى.
6- في م و تهذيب الكمال: و يروي.
7- في م و أسد الغابة: و أبو.

اسمه، فجعل اسمه كنيته، و من قال: عن عبد اللّه الصّنابحي فقد أخطأ، قلب كنيته فجعلها اسمه، هذا قول علي بن المديني و من تابعه على هذا، و هو الصواب عندي(1) ، هما اثنان أحدهما أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و الآخر لم يدركه، يدل على ذلك الأحاديث.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدثني أبو الفضل، [أنا أبو الفضل](2) و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال(3):

عبد الرّحمن بن عسيلة أبو عبد اللّه الصّنابحي، نزل الشام، نسبه إسحاق. قال معن:

عن معاوية، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد اللّه الصّنابحي، سمع عبادة «من سرّه أن ينظر إلى رجل كأنما عرج به إلى السماء ثم هبط فلينظر إلى هذا» - يعني الصّنابحي -.

و قال أصبغ(4): أنا ابن وهب، أخبرني عمرو، عن ابن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن الصّنابحي أنه قال له: متى هاجرت ؟ قال: خرجنا من اليمن مهاجرين، فقدمنا الجحفة(5) ، فأقبل راكب، فقلت له: ما الخبر؟ قال: دفنا النبي صلى اللّه عليه و سلم منذ خمس، قلت: هل سمعت في ليلة القدر شيئا؟ قال: نعم، أخبرني بلال مؤذن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه [قال: في السبع](6) في العشر الأواخر.

و قال إسماعيل عن مالك، عن أبي(7) عبيد مولى سليمان بن عبد الملك أن عبادة بن نسي(8) أخبره سمع قيس بن الحارث، أخبرني أبو عبد اللّه الصّنابحي: أنه قدم المدينة في خلافة أبي بكر، فصلّيت خلفه.

و قال عبد اللّه(9): نا سفيان، نا ابن عجلان، سمعه من أبي عبيد، سمع قيسا، أخبرني أبو عبد اللّه الصّنابحي بمثله و قال عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن زيد، عن عطاء بن

ص: 123


1- أي عند راوي الخبر، يعقوب بن شيبة.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م، و كتبت فيها بين السطرين.
3- التاريخ الكبير للبخاري 321/1/3.
4- هو أصبغ بن الفرج.
5- في التاريخ الكبير: الحجاز.
6- بالأصل: «أنه في العشر الأواخر» و في م: أنه في السبع العشر الأواخر. و المثبت و الزيادة عن التاريخ الكبير.
7- بالأصل: «ابن عبيد» و في م: «أبي أسد» و المثبت عن التاريخ الكبير.
8- بالأصل و م: «بشر» و المثبت عن التاريخ الكبير.
9- الأصل: أبو عبد اللّه، و المثبت عن م و التاريخ الكبير.

يسار، عن عبد اللّه الصّنابحي، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم في الوضوء.

و تابعه [(1) ابن مريم عن أبي غسان، عن زيد].

و قال يوسف بن موسى: نا إسحاق بن عيسى بن الطباع، أخبرني مالك، عن زيد، عن عطاء، عن الصّنابحي أبي عبد اللّه، قال النبي صلى اللّه عليه و سلم: «إذا توضأ» [7125].

و قال عبد اللّه: حدثني الليث، حدثني خالد عن سعيد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي عبد اللّه الصّنابحي نهى النبي صلى اللّه عليه و سلم عن ثلاث ساعات.

و قال ابن يوسف: أنا مالك، عن زيد، عن عطاء، عن عبد اللّه الصّنابحي نهى النبي صلى اللّه عليه و سلم مثله.

و قال ابن وهب: عن مخرمة، عن أبيه(2) ، عن عبيد اللّه بن مقسم(3) ، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، نهى النبي صلى اللّه عليه و سلم عن صلاتين.

أخبرنا أبو (4)[(5) الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و] أبو عبد اللّه الخلال - شفاها (6)- أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال(7):

عبد الرّحمن بن عسيلة أبو عبد اللّه الصّنابحي، نزل الشام، روى عن أبي بكر الصدّيق، روى عنه مرثد بن عبد اللّه، و ربيعة بن يزيد، غير أن ربيعة بن يزيد يقول: عن عبد اللّه الصّنابحي، سمعت أبي يقول ذلك، و سمعت أبي و أبا زرعة يقولان: عبد الرّحمن بن عسيلة، توفي النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو بالجحفة، و قدم المدينة، و لم يلحق النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه الكروخي، أنا أبو عامر محمود بن القاسم، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد البرقاني، و أحمد بن عبد الصمد الغورجي، قالوا: أنا

ص: 124


1- ما بين الرقمين ليس في التاريخ الكبير.
2- قوله: «عن مخرمة عن أبيه» ليس في التاريخ الكبير، و «عن أبيه» سقط من م.
3- الأصل: «قسم» و المثبت عن م و التاريخ الكبير.
4- «أبو» ليست في الأصل. و أضيفت قياسا إلى سند مماثل.
5- ما بين الرقمين ليس في م.
6- بعدها في م: قالا.
7- الجرح و التعديل 262/5.

عبد الجبار بن محمّد بن عبد اللّه الجراحي، أنا محمّد بن أحمد بن محبوب، أنا محمّد بن عيسى بن سورة التّرمذي، قال(1): الصّنابحي الذي روى عن أبي بكر الصدّيق، ليس له سماع من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و اسمه عبد الرّحمن بن عسيلة، و يكنى أبا عبد اللّه، رحل إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقبض النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو في الطريق، و قد روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد، أنا سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال:

سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: أبو عبد اللّه الصّنابحي عبد الرّحمن بن عسيلة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني(2) ، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبيد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو العليا: أبو عبد اللّه الصّنابحي عبد الرّحمن بن عسيلة، أدرك عبد الملك.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة -.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا أبو الحسين الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول:

في تسمية من شهد فتح دمشق مع أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم من التابعين: أبو عبد اللّه عبد الرّحمن بن عسيلة الصّنابحي من اليمن، يقول: سبقتني وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بستّ.

قال أبو سعيد: مات بدمشق في منزل يزيد بن نمران.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم، و حدثني(3) أبو بكر اللفتواني عنهما قالا: أنا أحمد بن الفضل، أنا محمّد بن إسحاق، أنا عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى، قال:

عبد الرّحمن بن عسيلة المرادي الصّنابحي، شهد الفتح بمصر، يكنى أبا عبد اللّه، قدم

ص: 125


1- نقله ابن الأثير في أسد الغابة 177/3 ضمن أخبار عبد اللّه الصنابحي، عن طريق أبي عيسى الترمذي.
2- بالأصل و م: الكتاني، بنونين، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
3- في م: و حدثنا.

المدينة بعد وفاة النبي صلى اللّه عليه و سلم بخمس ليال، روى عنه عبد اللّه بن يزيد الحبلي(1) ، و مرثد بن عبد اللّه اليزني.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال:

و أما الصّنابحي فهو أبو عبد اللّه عبد الرّحمن بن عسيلة، يروي عن أبي بكر الصدّيق، و عن بلال، و عبادة بن الصامت، روى عنه عطاء بن يسار، و أبو الخير مرثد بن عبد اللّه، و قيس بن الحارث، و قال أبو عبد اللّه الصّنابحي: فاتني النبي صلى اللّه عليه و سلم بخمس ليال، لأنه قدم بعد أن دفن صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: عبد الرّحمن بن عسيلة الصّنابحي من أهل اليمن، هاجر إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقدم المدينة، و قد مات قبله بخمسة أيام.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال:

عبد الرّحمن بن عسيلة أبو عبد اللّه الصّنابحي الشامي، و أصله من اليمن، أدرك زمان النبي صلى اللّه عليه و سلم، و خرج من اليمن مهاجرا، فمات النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو في الطريق بالجحفة، و قدم المدينة بعد ما مات النبي صلى اللّه عليه و سلم بخمسة أيام، سمع بلال بن رباح، و عبادة بن الصامت، روى عنه أبو الخير في «الديات» و «آخر المغازي».

كتب إليّ أبو(2) علي الحداد، قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ في معرفة الصحابة:

عبد الرّحمن بن عسيلة الصّنابحي من أهل اليمن من بجيلة، سكن الكوفة، هاجر إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، قدم المدينة بعد وفاة النبي صلى اللّه عليه و سلم بخمسة أيام.

الصّنابح من بجيلة، فأمّا الصّنابحي فمن مراد.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه، قال:

ص: 126


1- بدون إعجام بالأصل، و في م: «الجيلي» و مرّ في أول الترجمة: «البجلي» و كلمة تحريف و الصواب ما أثبت و ضبط، ترجمته في تهذيب الكمال 642/10.
2- بالأصل: «أبي» و المثبت عن م.

و أما عسيلة بعين مهملة مضمومة و سين مفتوحة فهو: عبد الرّحمن بن عسيلة الصّنابحي(1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو عبد اللّه عبد الرّحمن بن عسيلة الصّنابحي، سمع أبا بكر الصدّيق، روى عنه عطاء بن يسار، و أبو الخير.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب(2) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو عبد اللّه عبد الرّحمن بن عسيلة الصّنابحي.

قرأت على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدّولابي، قال(3): أبو عبد اللّه عبد الرّحمن بن عسيلة الصّنابحي.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال:

أبو عبد اللّه عبد الرّحمن بن عسيلة الصّنابحي وفد إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقبض و هو بالجحفة، و سمع أبا بكر، و بلالا، و عبادة بن الصامت، روى عنه عطاء بن يسار الهلالي(4) ، و مرثد(5) بن عبد اللّه أبو الخير اليزني(6) ، نزل الشام، و في أهلها عداده، و يقال: هو من أهل مصر.

أنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن، أنا أحمد بن الحسين بن زنبيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل، أنا محمّد بن

ص: 127


1- انظر الاكمال لابن ماكولا 199/6 في باب الصنابحي.
2- بالأصل و م: «الخطيب» تصحيف، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
3- الكنى و الأسماء للدولابي 57/2.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 77/13.
5- في م: شريك، تحريف.
6- بالأصل: البرقي، تحريف، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 502/17 و في م: أبو الحسين البزني.

إسماعيل، أنا أصبغ، أنا ابن وهب، أنا عمرو، عن [ابن](1) أبي حبيب(2) ، عن أبي الخير، عن الصّنابحي أنه قال له:

متى هاجرت ؟ قال: خرجنا من اليمن مهاجرين، فقدمنا الجحفة(3) ، فأقبل راكب، فقلت له: الخبر(4) ؟ فقال: دفنا النبي صلى اللّه عليه و سلم منذ خمس، و اسم الصّنابحي عبد الرّحمن بن عسيلة أبو عبد اللّه نزل الشام، نسبه ابن إسحاق.

و قال محمّد بن عمر: حدثني سعيد بن عبد الرّحمن، عن أبي عبد ربه، قال لنا الصّنابحي بدمشق و حضره الموت، فقال ليزيد بن نمران: انظر لي قبرا سليما.

قال: و نا محمّد بن إسماعيل، نا إسماعيل، عن مالك، عن أبي عبيد [مولى(5) سليمان بن عبد الملك، أنا عبادة بن نسي، أخبره: سمع قيس بن الحارث يقول: أخبرني أبو عبد] اللّه الصّنابحي أنه قدم المدينة في خلافة أبي بكر، و صلّيت خلفه.

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أحمد بن عيسى المصري، نا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن يزيد بن [أبي](6) حبيب، عن أبي الخير، عن الصّنابحي أنه قيل له:

متى هاجرت ؟ قال: خرجنا من اليمن مهاجرين، فقدمنا إلى الجحفة ضحى، فأقبل راكب فقلت له: ما الخبر؟ فقال: دفنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منذ خمس، قال: قلت: ما سبقك إلاّ بخمس قال: - يعني - نعم، قال: قلت: هل سمعت في ليلة القدر شيئا؟ قال: نعم، أخبرني بلال مؤذن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنها في أول السبع من العشر الأواخر.

أنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن الحسين، أنا أبو حفص الفلاّس، نا عبد اللّه بن نمير، نا محمّد بن إسحاق، عن يزيد بن [أبي](7) حبيب، عن مرثد بن عبد اللّه اليزني، عن عبد الرّحمن بن عسيلة الصّنابحي، قال:

ما فاتني النبي صلى اللّه عليه و سلم إلاّ بخمس ليال، قبض و أنا بالجحفة، فقدمت المدينة و أصحاب

ص: 128


1- عن م و أسد الغابة، سقطت من الأصل.
2- من هذا الطريق رواه ابن الأثير في أسد الغابة 371/3.
3- بعدها في أسد الغابة: ضحّى.
4- كذا بالأصل و م، و في أسد الغابة: ما وراءك ؟.
5- ما بين الرقمين ليس في م.
6- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
7- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم متوافرون، فسألت بلالا عن ليلة القدر، فلم يعلم، و قال: ليلة ثلاث و عشرين(1).

أخبرنا أبو السعادات المتوكّلي، أنا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب(2) ، نا ابن قعنب، و قال المتوكلي: عبد اللّه بن مسلمة.

ح و أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمّد بن يحيى بن المنذر القزاز البصري(3) ، نا عبد اللّه بن مسلمة.

نا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن الصّنابحي أنه قيل له:

متى هاجرت ؟ قال: متوفى النبي صلى اللّه عليه و سلم، لقيني رجل عند الجحفة، فقلت: الخبر يا عبد اللّه، قال: أي(4) و اللّه بخبر(5) طويل - أو جليل - أو كما قال، مات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث يعقوب: دفنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - أوّل من أمس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب(6) ، نا ابن نمير، نا أبي عن ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد اللّه اليزني، عن عبد الرّحمن بن عسيلة الصّنابحي، قال:

ما فاتني النبي صلى اللّه عليه و سلم إلاّ بخمس ليال، توفي النبي صلى اللّه عليه و سلم و أنا بالجحفة، فقدمت على أصحابه و هم متوافرون، فسألت بلالا عن ليلة القدر؟ فقال: ليلة ثلاث و عشرين لم يقم.

قال: و نا يعقوب(7) ، نا صفوان(8) ، حدثني الوليد(9) ، أخبرني أبو محمّد عيسى بن

ص: 129


1- بالأصل و م: ثلاثة.
2- المعرفة و التاريخ 314/2.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 418/13.
4- بالأصل: إني، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
5- في المعرفة و التاريخ: «الخبر طويل» و في م: قال: و اللّه إني لخبر طويل.
6- المعرفة و التاريخ 363/2.
7- المعرفة و التاريخ 359/2.
8- هو صفوان بن صالح، أبو عبد الملك الدمشقي، (تهذيب التهذيب 426/4 ط الهند).
9- هو الوليد بن مسلم، مرّ التعريف به.

موسى(1) و غيره، قالوا: أنا إسماعيل بن عبيد اللّه أن قيس بن الحارث المذحجي حدّثه.

أنه دخل هو و الصّنابحي على عبادة بن الصامت في مرضه الذي مات فيه، فقال حين نظر إلى الصّنابحي: من سرّه أن ينظر إلى رجل كأنما صعد إلى السماء فهو يعمل بما يرى فلينظر إلى هذا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا [(2) يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسن بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا ابن عوف، نا رجاء بن حيوة]، عن محمود بن الربيع، قال:

كنا عند عبادة، فاشتكى، فأقبل الصّنابحي، فقال عبادة: من سرّه أن ينظر إلى رجل كأنما رقي به فوق سبع سماوات فعمل ما عمل على ما رأى فلينظر إلى هذا، فلما انتهى الصّنابحي إليه قال عبادة: لئن سئلت عنك لأشهدنّ لك، و لئن شفّعت لأشفعنّ لك، و لئن استطعت لأنفعنّك.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، نا محمّد بن أيوب بن سويد الرّملي، نا أبي، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن ابن محيريز قال:

عدنا عبادة بن الصامت، فأقبل أبو عبد اللّه الصّنابحي، فلما رآه مقبلا قال: من أحبّ أن ينظر إلى رجل عرج به إلى السماء، فنظر إلى أهل الجنة و أهل النار فرجع و هو يعمل على ما رأى، فلينظر إلى هذا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه و أبو نصر.

و أخبرنا أبو البركات، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

قالوا: نا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدثني أبي(3) قال: الصّنابحي شامي، تابعي، ثقة(4).

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، نا أبي، و أبو محمّد بن حيان، قالا: نا

ص: 130


1- تهذيب التهذيب 234/8 (ط الهند).
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 230 رقم 705.
4- بعدها في تاريخ الثقات: من خيار التابعين.

إبراهيم بن محمّد بن الحسن، حدثنا محمّد بن هاشم، نا بقية بن الوليد، عن عقيل بن مدرك، عن بعض المشيخة، عن أبي عبد اللّه الصّنابحي قال:

الدنيا تدعو إلى فتنة، و الشيطان يدعو إلى خطيئة، و لقاء(1) اللّه خير من الإقامة معهما.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر [بن] المقرئ(2) ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا هارون بن معروف، نا ضمرة بن ربيعة، نا رجاء، عن عبد الغفار بن إسماعيل بن عبيد اللّه، قال:

كان أبو عبد اللّه الصّنابحي يحدث الواحد و الاثنين، فإذا نظر إلى الثالث قال: لا سبيل إلى الحديث سائر اليوم، فيقطع الحديث.

رواه غيره عن ضمرة، قال: فقال عبد الحميد الدمشقي.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال(3):

و أدركها - يعني إمرة عبد الملك (4)- من القدماء: أبو عبد اللّه الصّنابحي، كما حدثني محمّد بن أبي أسامة، عن ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن عبادة بن نسي، أنه رأى أبا عبد اللّه الصّنابحي جالسا مع عبد الملك على السرير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان(5) ، نا أبو اليمان، نا سعيد بن عبد العزيز، عن أبي(6) عبد ربه قال: أتى الصّنابحي دمشق، فحضره الموت، فقال ليزيد بن نمران: إن أنا مكثت في هذا البيت ثلاثة أيام فالتمس لي قبرا سليما(7).

أنا أبو الحسن علي بن مسلم الفقيه، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا أحمد بن عمير، نا يحيى بن عثمان، نا محمّد بن حمير، نا سعيد بن عبد العزيز، عن أبي عبد رب، قال:

ص: 131


1- كذا بالأصل و م، و في المختصر 309/14 و أما اللّه.
2- غير مقروءة بالأصل و المثبت و الزيادة السابقة عن م.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 584/1.
4- «يعني إمرة عبد الملك» ليس في تاريخ أبي زرعة.
5- المعرفة و التاريخ 222/1.
6- في المعرفة و التاريخ: ابن.
7- يعني لم ينبش عنه، راجع طبقات ابن سعد 444/7.

قال لنا الصّنابحي بدمشق و قد حضرت الموت، فقال ليزيد بن نمران الذماري: يا زيد إن مت في هذا البيت فانظر لي قبرا سليما، و لو مكثت في هذا البيت ثلاثة أيام.

قال: و نا أحمد بن عمير، نا محمّد بن وزير، و موسى بن عامر، قالا: نا الوليد بن مسلم، قال: و أخبرني سعيد بن عبد العزيز، عن يزيد بن نمران أن الصّنابحي قال له: يا يزيد بن نمران إن مكثت في بيتي هذا ثلاثة أيام فلا تخرجني حتى تصيب لي قبرا سليما.

3893 - عبد الرّحمن بن عضاه بن الكركر الأشعري

والد عبد اللّه بن عبد الرّحمن.

من جند دمشق.

حكى [(1) أبو محمّد عبد اللّه بن سعد القطربلي، عن الواقدي: قال مشيخة من أهل الشام: كان سفيان بن عوف قد اتّخذ من كل جند من أجناد أهل الشام رجالا أهل فروسية و نجدة، و عفاف، و سياسة، و حروب، و كانوا عدّة له، قد عرفهم و عرفوا به، فسمّى لنا منهم من أهل دمشق]: عبد اللّه بن مسعدة الفزاري، و عمرو بن معاوية العقيلي، و عبد الرّحمن بن مسعود الفزاري، و عبد اللّه بن قرط الأزدي الثمالي، و عبد الرّحمن بن عضاه الأشعري.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة -.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن(2) الرّبعي، أنا أبو الحسن الكلابي، أنا أحمد بن عمير، قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: كان في الطبقة الأولى في تسمية الصحابة: ابن عضاة الأشعري.

3894 - عبد الرّحمن بن علي بن الحسين بن صفوان المرادي المكي أبو القاسم

حدّث بدمشق.

ص: 132


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- بالأصل: الحسين، تصحيف و الصواب ما أثبت.

روى عن عمر بن حفص الشّطوي(1).

روى عنه: أبو أحمد بن عدي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي(2) ، قال: سمعت أبا القاسم عبد الرّحمن بن علي بن(3) الحسين بن صفوان المرادي المكي بدمشق يقول:

حدثنا عمر بن حفص الشّطوي، نا أسيد بن زيد(4) ، نا الليث، عن نافع، عن ابن عمر قال: «كان لنعل النبي صلى اللّه عليه و سلم قبالان»(5).

قال أبو أحمد بن عدي: و هذا الحديث بهذا الإسناد لا يرويه عن الليث غير أسيد بن زيد، لا أعلم رواه عن أسيد غير عمر بن حفص هذا.

3895 - عبد الرّحمن بن علي بن العجلان القرشي

3895 - عبد الرّحمن بن علي بن العجلان القرشي(6)

حدّث عن ابن جريح(7) ، و عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان.

روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن، و وثّقه، و عمرو بن عثمان الحمصي، و ابن بنته شيبة بن الوليد بن سعيد العثماني.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين(8) ، أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين العلوي، أنا أبو طاهر محمّد بن الحسن المحمدآبادي، نا عثمان بن سعيد، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا عبد الرّحمن بن علي بن عجلان القرشي دمشقي ثقة، نا عبد الملك بن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «أوّل بقعة وضعت في الأرض موضع البيت، ثم مدت منها الأرض، و إن أول جبل وضعه اللّه على وجه الأرض أبو قبيس، ثم مدت منه الجبال» [7126].

ص: 133


1- الشطوي بفتح الشين المعجمة و الطاء، هذه النسبة إلى جنس من الثياب يقال لها: الشطوية، و بيعها، و هي منسوبة إلى شطا من أرض مصر (انظر معجم البلدان و الأنساب).
2- الخبر في الكامل لابن عدي 401/1 ضمن أخبار أسيد بن زيد بن نجيح.
3- «بن الحسين» ليس في الكامل لابن عدي.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 47/7.
5- قبال النعل: زمامها (اللسان: قبل).
6- ترجمته في الضعفاء الكبير للعقيلي 341/2 و ميزان الاعتدال 579/2.
7- بالأصل: ابن جرير، و المثبت عن م.
8- في م: الحسن.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن المظفر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، أنا أبو جعفر العقيلي(1) ، نا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا سلميان بن عبد الرّحمن، نا عبد الرّحمن بن علي بن عجلان القرشي، حدثني عبد الملك بن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «أوّل ؟؟؟ بلعه(2) من الأرض موضع البيت، ثم مدت منها الأرض، و إن أول جبل وضعه اللّه على وجه الأرض أبو قبيس، ثم مدّت منه الجبال» [7127].

قال أبو جعفر(3): عبد الرّحمن بن علي بن عجلان القرشي، عن ابن جريج، مجهول بنقل الحديث، حديثه غير محفوظ إلاّ عن عطاء من قوله.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة -.

ح و أنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا أبو الحسين، أنا أحمد بن عمير، قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة(4): عبد الرّحمن(5) بن علي بن عجلان القرشي.

3896 - عبد الرّحمن بن علي بن القاسم بن أحمد بن إبراهيم أبو القاسم بن أبي الحسن الصّوري المعدّل البيّع المعروف بابن الكاملي

سمع بدمشق و غيرها: أبا عبد اللّه محمّد(6) بن علي بن يحيى النّصيبي، و أبا الحسين بن أبي نصر، و أبا علي [(7) الأهوازي المقرئ، و أبا عبد اللّه محمّد بن عبد الرّحمن بن طلحة الصيداوي، و أبا الفرج بن برهان، و سليم بن] أيوب، و أبا عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد البيهقي، و عبد العزيز بن بندار الشيرازي - بمكة - و علي بن

ص: 134


1- الضعفاء الكبير للعقيلي 341/2.
2- كذا رسمها بالأصل و م بدون إعجام، و في الضعفاء الكبير: لمعة.
3- الضعفاء الكبير 341/2.
4- كذا و في م: الثانية.
5- في م: بن عبد الرحمن.
6- في م: بن محمد.
7- ما بين الرقمين سقطت من م.

إبراهيم بن نصرويه السّمرقندي، و أبا طاهر محمّد بن الحسين بن محمّد بن سعدون، و أبا الغنائم ابن الفراء، و أبا محمّد عبد العزيز بن أحمد بن عمر القلانسي، و عبد العزيز الكتاني، و أبا الحسين بن مكي، و أبا القاسم بن الفرات، و السّميساطي، و الحنائي.

روى: عنه أبو بكر الخطيب، و عمر الدّهستاني(1) ، و غيث بن علي.

و نا(2) عنه ابن أخته أبو الفضل أحمد بن الحسين الفرغولي، أنا أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن(3) الدّهستاني، أنا عبد الرّحمن بن علي بن القاسم بن أحمد بن إبراهيم الكاملي، أبو(4) القاسم البيّع - بصور - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن عبد اللّه النّصيبي بدمشق، نا الفضل بن جعفر التميمي، نا عبد الرّحمن بن القاسم الهاشمي، نا أبو مسهر، حدثني عيسى بن يونس، نا الأعمش، عن زيد بن وهب، عن جرير بن عبد اللّه، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «من لا يرحم الناس لا يرحمه اللّه» [7128].

أخبرناه عاليا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو عبد اللّه بن سلوان، أنا الفضل بن جعفر، فذكر بإسناده مثله.

و حدّث بخط أبي الفرج غيث بن علي:

قرأت على ظهر جزء للكاملي مكتوبا: ولد عبد الرّحمن بن علي بن القاسم بن أحمد ليلة الثلاثاء بعد صلاة عشاء الآخرة لثلاث ليال بقين من المحرم سنة تسع عشرة و أربع مائة.

قال: و قرأت بخط عبد الرّحمن بن علي بن القاسم بن أحمد: انتقل أحمد من بيت المقدس إلى صور، و سكنها.

ذكر أبو محمّد بن الأكفاني.

أن أبا القاسم عبد الرّحمن بن علي بن القاسم الكاملي توفي في العشر الأول من شهر رمضان سنة تسعين و أربعمائة بصور.

ص: 135


1- الأصل: «الدهستاوي» و المثبت عن م، و الدهستاني بكسر الدال و الهاء هذه النسبة إلى دهستان، و هي بلدة مشهورة عند مازندران و جرجان (الأنساب).
2- كذا وردت العبارة بالأصل و م، و السند في م شديد الاضطراب و فيها نقص.
3- الأصل: الحسين، تصحيف.
4- بالأصل: أنا أبو القاسم.
3897 - عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن عمر بن رجاء بن عمر أبو القاسم بن أبي العيش

أخو أبي العيش الجمحي الأطرابلسي.

حدّث عن أبي محمّد خلف بن محمّد بن علي بن حمدون الواسطي الحافظ، و أبي عبد اللّه بن أبي كامل، و أبي سعد الماليني، و أبي الحسن أحمد بن محمّد بن القاسم بن مروان الأنماطي، و أبي القاسم حمزة بن عبد اللّه بن الحسين بن الشام.

روى عنه أبو الفتيان الدّهستاني، و مكي بن عبد السلام، و أبو القاسم هبة اللّه بن عبد الوارث الشيرازي.

أنا(1) أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الفرغولي (2)- بمرو - نا عمر بن [أبي] الحسن(3) الدّهستاني، أنا عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن عمر بن رجاء بن أبي العيش أبو القاسم الجمحي بأطرابلس الشام.

ح و أنا أبو الحسين بن كامل، أنا أبو القاسم بن أبي العيش - إجازة - أنا أبو محمّد خلف بن محمّد بن علي بن حمدون الواسطي الحافظ، نا أحمد بن جعفر في المسند، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا عبد الرّزّاق، عن معمر، عن الزّهري، عن أنس.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «خير نساء العالمين مريم بنت عمران، و خديجة ابنة خويلد، و فاطمة بنت محمّد، و آسية امرأة فرعون».

قال خلف: تفرد به أحمد بن حنبل.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي، نا أحمد بن جعفر فذكره.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، و نقلته من خطه قال: كتب إلي محمّد بن عبد اللّه بن الحسن من أطرابلس يذكر أن أبا القاسم بن أبي العيش، و ابن عبد الرزاق توفيا في جمادى الأولى من سنة أربع و ستين و أربعمائة.

قال غيث: و لي إجازة من أبي القاسم.

ص: 136


1- في م: أخبرنا.
2- الفرغولي نسبة إلى فرغول، قال السمعاني: و ظني أنها قرية من قرى دهستان (الأنساب)، ذكره السمعاني و ترجمه.
3- بالأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م، و الزيادة السابقة عنها.
3898 - عبد الرّحمن بن علي بن الحسين بن زيد أبو محمّد بن أبي الحسن الكوفي العطار

سمع أبا البركات بن طاوس، و كان حافظا للقرآن.

سمع منه بعض أصحابنا.

و لم يكن الحديث من صنعته، و كان شيخا مستورا.

مات و دفن يوم الجمعة السادس عشر من ذي القعدة سنة ستين و خمسمائة بباب الفراديس.

3899 - عبد الرّحمن بن علي بن محلي الدّاراني

ذكره لي أبو محمّد بن الأكفاني في تتمة تاريخ داريّا، و تسمية من حدّث من أهلها، فقال: عبد الرّحمن بن علي بن محلي، لم يزدني على هذا.

3900 - عبد الرّحمن بن علي أبو عبيد اللّه الصخري

3900 - عبد الرّحمن بن علي أبو عبيد اللّه(1) الصخري

سمع أبا العباس جعفر بن أحمد بن عبد اللّه بن كثير الوهبي بعرقة(2) ، و أبا الحسين علي بن محمّد البردعي.

و حدّث بصور سنة سبع و ستين و ثلاثمائة.

و روى عنه: أبو القاسم شهاب بن محمّد بن شهاب الصّوري.

3901 - عبد الرّحمن بن عمارة بن الوليد بن المغيرة ابن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي

3901 - عبد الرّحمن بن عمارة بن الوليد بن المغيرة ابن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي(3)

أدرك زمان النبي صلى اللّه عليه و سلم. و استشهد بفحل(4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر المعدل، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا أبو محمّد بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، قال: قال أبو حذيفة:

ص: 137


1- في م: أبو عبد اللّه.
2- انظر معجم البلدان.
3- الإصابة 413/2 و فيها: عمير بن مخزوم، تصحيف.
4- بكسر أوله و سكون ثانيه، موضع بالشام كانت فيه وقعة للمسلمين مع الروم، (معجم البلدان).

إسحاق بن بشر: و كانت وقعة فحل كما زعم بعضهم عن الزهري في سنة ثلاث عشرة(1) ، في رجب(2).

قال الزهري: و استشهد بها من المسلمين رجال منهم: عبد الرّحمن بن عمارة بن الوليد، و ذكر غيره.

3902 - عبد الرّحمن بن عمر بن نصر بن محمّد أبو القاسم الشيباني السّامريّ البزّاز المؤدب

3902 - عبد الرّحمن بن عمر بن نصر بن محمّد أبو القاسم الشيباني السّامريّ البزّاز(3) المؤدب(4)

سمع أبا علي الحصائري، و خيثمة بن سليمان، و أبا القاسم بن أبي العقب، و أبا الحسن بن حذلم، و جمح بن القاسم، و أبا الحسن عثمان بن محمّد الذّهبي، و أبا قتيبة سلم بن الفضل، و أبا الفوارس أحمد بن محمّد السيدي الصابوني، و أبا حاتم عدي بن يعقوب الخطيب، و أبا عمر محمّد بن العباس بن الوليد بن كودك، و أبا زرعة محمّد بن عبد اللّه بن أبي دجانة، و أبا عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان، و أبا حفص عمر بن يعقوب بن زريق بالغرما، و أبا طالب أحمد بن الحسين المسعودي، و أبا سهل محمّد بن محمّد القاضي، و أحمد بن محمود الشمعي، و الحسن بن رشيق، و محمّد بن أحمد بن خالد الأعدالي، و القاضي يوسف الميانجي، و هارون بن محمّد بن هارون بن عنترة الموصلي، و عبد الرّحمن [بن جيش](5) الفرغاني، و أبا علي عبد الواحد بن علي بن محمّد بن أبي الخصيب، و أبا العباس أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازي، و أبا بكر أحمد بن محمّد بن أبي الموت، و أبا علي بن أبي نصر [و أبا القاسم بكير بن الحسن بن عبد اللّه الرازي، و عبد اللّه بن جعفر بن الورد، و العباس بن محمد بن نصر](6) الرافقي،

ص: 138


1- بالأصل: «ثلاث عشر».
2- جاء في تاريخ الطبري 435/3 أنها كانت في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة. و في فتوح البلدان للبلاذري ص 134 أنها كانت: لليلتين بقيتا من ذي القعدة، بعد خلافة عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه بخمسة أشهر.
3- بدون إعجام بالأصل، و في م: البزار، و المثبت إعجام سير أعلام النبلاء.
4- ترجمته و أخباره في ميزان الاعتدال 580/2 و العبر 218/2 و سير أعلام النبلاء 262/17 و شذرات الذهب 190/3 و لسان الميزان 424/3. و في م: الشيباني البزار المؤدب السامري.
5- الزيادة عن م.
6- ما بين معكوفتين سقطت من الأصل و أضيف عن م.

و إبراهيم بن محمّد بن صالح بن سنان، و أبا يعقوب الأذرعي، و أبا عمر بن فضالة، و أبا الحسين الرازي، و أبا علي بن آدم، و أبا الميمون بن راشد، و أبا بكر بن أبي دجانة، و خلقا سواهم.

روى عنه: عبد العزيز الكتاني، و أبا الحسن بن صصرى، و علي بن الخضر، و أحمد بن محمد العتيقي، و علي بن محمد بن صافي بن شجاع الربعي، و ظفر بن محمّد الناصري، و أبو نصر بن الجبّان، و أبو علي الأهوازي، و أبو بكر محمد بن علي الحداد، و مسلم بن حسين(1) الرقاقي، و أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن بن حسن(2) ، الطرائفي، و عبد الوهاب الميداني، و ابنه أبو عبد اللّه شعيب بن عبد الرحمن بن عمر.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد قراءة عليه، أنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد الحداد السلمي، نا أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر بن نصر، نا أبو علي الحسن بن حبيب املاء، نا أمية، نا أبو عاصم عن ابن خديج عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «ليس بين العبد و الكفر و الشرك إلاّ ترك الصلاة» [7129].

قال: و نا عبد الرحمن، نا خيثمة، نا العباس بن الوليد، نا محمد بن شعيب:

في قوله [تعالى:] إِنّٰا عَرَضْنَا الْأَمٰانَةَ عَلَى السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبٰالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهٰا وَ أَشْفَقْنَ مِنْهٰا (3).

قال: هي الصلاة، و الصيام، و الغسل من الجنابة.

أخبرنا أبو محمد أيضا، نا عبد العزيز بن أحمد قال:

توفي شيخنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر بن نصر الشيباني البزاز(4) يوم الجمعة التاسع عشر من رجب سنة عشر و أربعمائة، كتب الكثير، و حدث عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن ثابت، و الحسن بن حبيب و غيرهما، كان يتهم بالاعتزال، و اتهم في ابن أبي ثابت، و اللّه أعلم(5).

ص: 139


1- في م: الحسين.
2- في م: الحسن.
3- سورة الأحزاب، الآية: 72.
4- غير مقروءة بالأصل، و في م: البزار، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ أول الترجمة.
5- سير أعلام النبلاء 262/17 و انظر لسان الميزان 424/3.

أخبرنا أبو محمد ابن طاوس و أبو المعالي الفضل بن سهل قالا: نا سهل بن بشر أنا أبو علي الأهوازي قال:

مات أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر بن نصر بن محمد البزاز الشيباني المؤدب يوم الجمعة التاسع عشر من رجب سنة عشر و أربعمائة و صلّى عليه بعد الظهر في باب كيسان و دفن فيه.

3903 - عبد الرحمن بن عمر أبو عمرو مولى بني ليث بن بكر بن عبد مناة المعروف بدحمان

3903 - عبد الرحمن بن عمر(1) أبو عمرو(2) مولى بني ليث بن بكر بن عبد مناة المعروف بدحمان(3)

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسن بن محمد الأموي(4):

أخبرني وكيع عن أبي أيوب المديني إجازة عن أبي محمّد العامري الأويسي، قال:

كان دحمان جمّالا يكري إلى المواضع و يتجر، و كانت له مروءة، فبينا هو ذات يوم أكرى جماله و ذكر الحكاية و فيها: قال:

خرجت بعد ذلك إلى الشام، فلم نزل حتى قربنا من الشام. فبينا أنا ذات يوم نازل إذ أنا براكب قد طلع، فسلّم علينا فرددنا عليه السلام، و قال: أ تأذنون لي أن أنزل تحت ظلكم هذا ساعة ؟ قلنا: نعم، فأقبل عليّ و قال لي: أ تبيعني هذه الجارية ؟ - لجارية كانت(5) معه - فقلت:

نعم، قال بكم ؟ فقلت له كالعابث: بعشرة آلاف دينار، قال: قد أخذتها، فهلم دواة و قرطاسا فجئته بذلك، فكتب: ادفع إلى حامل كتابي هذا ساعة تقرأه عشرة آلاف دينار. و استوص به خيرا، و أعلمني بمكانه، و ختم الكتاب و قال: إذا دخلت البخراء(6) فسل عن فلان، و ادفع كتابي هذا إليه و اقبض منه المال، ثم انصرف بالجارية. قال: و مضيت، فلما وردت البخراء، سألت عن اسم الرجل، فدللت عليه(7) ، فدخلت عليه، و دفعت الكتاب إليه، فقبّله و وضعه

ص: 140


1- الأغاني: عمرو.
2- كذا بالأصل و م و الأغاني، و في المختصر 311/14 أبو عمر.
3- أخباره في الأغاني 21/6 و زيد فيها: و يقال له: دحمان الأشقر.
4- الخبر في الأغاني 24/6 و ما بعدها.
5- اللفظة ليست في م.
6- البخراء: أرض و مائة على ميلين من القليعة في طرف الحجاز، و بها قتل الوليد بن يزيد بن عبد الملك (معجم البلدان)، و في معجم ما استعجم: هي أرض بالشام.
7- بعدها في الأغاني: فإذا داره دار ملك.

على عينيه(1) ، و دعا بعشرة آلاف دينار، فدفعها إليّ، و قال هذا كتاب أمير المؤمنين - يعني الوليد بن يزيد.

3904 - عبد الرحمن بن عمرو بن عبد اللّه بن صفوان بن عمرو أبو زرعة النصري الحافظ

3904 - عبد الرحمن بن عمرو بن عبد اللّه بن صفوان بن عمرو أبو زرعة النصري الحافظ(2)

شيخ الشام في وقته، و داره بدمشق عند باب الجابية شرق زقاق الأسديين عن يمين الداخل.

رحل و روى عن: أبي نعيم(3) ، و هوذة(4) ، و سليمان بن داود(5) الهاشمي، و عمر بن حفص بن غياث، و عفان، و أبي غسان النهدي، و سعيد بن سليمان، و يحيى بن معين، و الحسن(6) بن بشر الكوفي، و محمد بن الصلت، و سعيد بن منصور، و أحمد بن يونس، و سليمان بن حرب، و محمد بن الصباح الدولابي، و داود بن عمرو الضّبّي، و إسحاق بن موسى الأنصاري، و عقبة بن مكرم، و عباس العنبري، و أحمد بن خالد الوهبي، و عبد اللّه بن جعفر الرقي، و عبد الغفار(7) بن داود الحراني، و أبي مسهر، و أبي الجماهر(8) ، و محمد بن المبارك الصوري، و سليمان بن عبد الرحمن، و يحيى بن صالح، و محمد بن عائذ، و محمد بن زرعة، و أبي النضر إسحاق بن إبراهيم، و دحيم، و عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان، و محمد بن بكار بن بلال، و هشام بن عمار، و محمود بن خالد، و الوليد(9) بن عتبة،

ص: 141


1- عن م و الأغاني، و بالأصل: عينه.
2- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 308/11 و تهذيب التهذيب 399/3 و تذكرة الحفاظ 624/2 و العبر 65/2 و مرآة الجنان 194/2 و النجوم الزاهرة 87/3 و شذرات الذهب 177/2 و الوافي بالوفيات 209/18 و سير أعلام النبلاء 311/13. و في العبر: «البصري» و في تذكرة الحفاظ: «النضري» بدلا من النصري. و الصواب: النصري بالنون راجع الأنساب.
3- هو الفضل بن دكين، كما في تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.
4- هو هوذة بن خليفة البكراوي.
5- في م: «سليمان و داود بن داود الهاشمي» تحريف، انظر تهذيب الكمال 308/11 و سير أعلام النبلاء 312/13.
6- بالأصل: و الحسين، تصحيف، و المثبت عن م و تهذيب الكمال.
7- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م و تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.
8- هو محمد بن عثمان التنوخي.
9- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م و تهذيب الكمال.

و إبراهيم بن عبد اللّه بن(1) العلاء، و أبي اليمان، و علي بن عياش، و الوليد بن النّضر الرّملي، و سوّار بن عمارة، و محمد بن أبي أسامة، و أحمد بن صالح، و الحميدي(2) ، و ابن أبي عمر، و عبد اللّه بن صالح، و عبيد بن حبّان الجبيلي.

روى عنه: أبو داود السجستاني، و ابنه أبو بكر بن أبي داود، و أبو الحسن بن حذلم، و إبراهيم بن محمد بن سنان، و أبو القاسم بن أبي العقب(3) ، و أبو بكر أحمد بن القاسم، و أبو الميمون بن راشد، و عبدان الأهوازي، و أبو بكر محمد بن أحمد بن عرفجة القرشي، و جعفر بن محمد العدبّسي، و أبو الحسن بن جوصا، و الحسن بن حبيب، و أبو عبد اللّه الحسين بن يحيى بن جزلان(4) ، و محمد بن بركة برداعس، و عبد الرحمن بن محمد بن العباس بن الوليد بن الدّرفس، و يحيى بن محمد بن صاعد، و يعقوب بن سفيان، و أبو عمران موسى بن العباس بن محمد الجويني، و أبو العباس الأصم، و أبو جعفر الطحاوي، و صاعد بن عبد الرحمن البراد، و أبو يعقوب الأذرعي(5) ، و أبو بكر محمد بن الحسين بن عمر بن مزاريب، و أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدرداء الصرفندي، و أحمد بن المعلى القاضي، و محمد بن إسماعيل بن إسحاق الفارسي، و أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد بن إبراهيم بن شلحويه.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمد، ثم أخبرني أبو القاسم أحمد بن منصور بن محمد بن السمعاني عنه، نا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، نا أبو العباس الأصم، نا أبو زرعة الدمشقي.

ح و أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، نا أبو محمد بن أبي نصر، نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي، نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو(6) ، نا أحمد بن خالد، نا محمد بن إسحاق، عن عياض بن دينار قال:

دخلت المسجد و أبو هريرة يخطب الناس خليفة لمروان على المدينة أيام الحج في يوم الجمعة قال:

ص: 142


1- في م: «بن عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان العلاء» و المثبت يوافق ما جاء في تهذيب الكمال.
2- هو عبد اللّه بن الزبير الحميدي المكي.
3- غير واضحة بالأصل، و في م: «الغيث» و الصواب عن تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.
4- بدون إعجام في الأصل و م و المثبت عن تهذيب الكمال.
5- هو إسحاق بن إبراهيم بن هاشم.
6- في م: عمر، تصحيف.

قال أبو القاسم صلى اللّه عليه و سلم: «أول زمرة تدخل الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر ثم التي تليها على أشد نجوم السماء إضاءة» [7130].

قال: و نحن الآخرون السابقون، و ذلك أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، و أوتيناه غدا و النصارى بعد غد، و هذا اليوم الذي اختلفوا فيه، و هدانا اللّه له، في يوم الجمعة ساعة لا توافق مؤمنا و هو يصلي يسأل اللّه شيئا إلاّ أعطاه إياه.

قال أبو القاسم صلى اللّه عليه و سلم: «لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، و يفيض المال، و تظهر الفتن، و يكثر الهرج. قيل: يا رسول اللّه، ما الهرج ؟ قال: «القتل، القتل، القتل» [7131].

و في حديث عبد الكريم: القتل، مرتين، و لم يقل: الذي.

و في نسخة ما أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قراءة، نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا(1) أبو الميمون، نا أبو زرعة قال: و كنت أشيع الحاج في سنة ست و ثمانين.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال شفاها(2) ، أنا أبو القاسم بن منده، نا أبو علي إجازة.

ح قال: و نا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء.

قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال(3): عبد الرحمن بن عمرو أبو زرعة الدمشقي النصري(4) ، روى عن أبي مسهر، و أحمد بن خالد الوهبي، و علي بن عياش، و محمد بن المبارك الصوري، و عبيد بن حيان الجبيلي(5) ، و يحيى بن صالح الوحاظي، و كان رفيق أبي و كتب عنه، و كتبنا عنه، و كان صدوقا ثقة.

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي(6) علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:.

أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو(7) النصري(8) الدمشقي، سمع أبا زكريا الوحاظي، و أحمد بن خالد الوهبي، كنّاه البيروتي - يعني مكحولا -.

ص: 143


1- سقطت من م.
2- بعدها في م: قالا.
3- الجرح و التعديل 267/5.
4- بالأصل: البصري، و الصواب عن م و الجرح و التعديل.
5- في م: الجبلي، تصحيف.
6- كتبت بين السطرين بالأصل.
7- في م: «عمر».
8- بالأصل هنا: البصري، تصحيف.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمّد، أنا أبو زكريا.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف، قالا: نا عبد الغني بن سعيد، قال في باب: النّصري بالنون:

عبد الرّحمن بن عمرو النصري، أبو زرعة الدمشقي الحافظ.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال(1): في باب النّصري بالنون:

أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو الدمشقي.

أنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال: أعجب أبو مسهر بمجالستي إيّاه صغيرا(2).

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - شفاها (3)- أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(4).

نا أبي قال: ذكر أحمد بن أبي الحواري، أنا زرعة الدمشقي، فقال: هو شيخ الشباب، و سئل أبي عنه فقيل(5): صدوق.

قرأت بخط أبي(6) الحسين الرازي، أخبرني أبو محمّد عبيد اللّه(7) بن أحمد بن ابنة أبي زرعة، قال: قال جدي: أبو زرعة و سألني أحمد بن محمّد بن مدبر عن [(8) بيع الكلأ فأعلمته أنّ الأوزاعي يقول: الناس فيه أسوة.

قال أبو زرعة: فتظلم إلى ابن مدير] رجل من الرعية على رجل يدّعي كلأ له، فلم

ص: 144


1- الاكمال لابن ماكولا 389/1 و 391.
2- تذكرة الحفاظ 624/2 و سير أعلام النبلاء 313/13.
3- بعدها في م: قالا.
4- الجرح و التعديل 267/5 و عنه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 313/13.
5- في الجرح و التعديل: فقال: هو صدوق.
6- عن م و بالأصل: ابن، تصحيف.
7- في م: عبد اللّه.
8- ما بين الرقمين سقط من م.

يعده، و قال: فقيه أهل الشام: لا يرى لك حقا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي، قال(1): يزيد بن عبد الصمد، و عبد الرّحمن بن عمرو أبو زرعة، الدمشقيان، كان أحمد بن عمير مهما(2) ، يسأل حديثهم(3) و خاصة حديث دمشق.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني(4) ، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر الأكبر، قال: قرئ على أبي الحسين أحمد بن جعفر بن محمّد(5) بن عبيد اللّه بن المنادى، قال: و بلغنا أنّ أبا زرعة عبد الرّحمن بن عمرو مات بدمشق في هذه السنة - يعني سنة ثمانين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال(6): قال لنا الهروي و غيره:

فيها - يعني سنة إحدى و ثمانين و مائتين - مات أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو في جمادى الآخرة(7).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا تمام بن محمّد - إجازة -، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر الكندي، قال:

أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو بن عبد اللّه بن صفوان النّصري مات سنة إحدى و ثمانين و مائتين.

3905 - عبد الرّحمن بن عمرو بن عبد الرحمن - و يقال: ابن عبد الرحيم - أبو عمرو الرّحبي الحمصي

3905 - عبد الرّحمن بن عمرو بن عبد الرحمن - و يقال: ابن عبد الرحيم - أبو عمرو الرّحبي(8) الحمصي

سمع العباس بن الوليد بن مزيد(9) ببيروت، و إبراهيم بن أبي سفيان القيسراني، و أبا

ص: 145


1- من هذا الطريق رواه المزي في تهذيب الكمال 310/11.
2- عن م و تهذيب الكمال و في الأصل: متهما.
3- في تهذيب الكمال: حديثه.
4- في م: الكناني، تصحيف، و السند معروف.
5- في م: بن محمد بن محمد. و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 361/15.
6- تهذيب الكمال 310/11 و سير أعلام النبلاء 316/13.
7- زيد في سير أعلام النبلاء: و غلط من قال: سنة ثمانين. و لم يذكر الذهبي «جمادى الآخرة».
8- هذه النسبة إلى رحبة، قرية من قرى دمشق (معجم البلدان).
9- في م: مرثد، تصحيف.

عتبة أحمد بن الفرج الحجازي، و أبا زياد ربيعة بن الحارث الجبلاني(1).

روى عنه أبو أحمد بن عدي، و أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن علي بن المقرئ، و ابنه أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن عمرو.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي(2) ، نا عبد الرّحمن بن عمرو الرّحبي، نا العباس بن الوليد بن(3) مزيد، أخبرني محمّد بن شعيب، أخبرني عثمان بن عطاء، عن أبيه(4) ، عن أنس.

عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «رأيت يوسف ليلة أسري بي في السماء الثالثة، و إذا أنا برجل راعني حسنه، شاب فضل على الناس بالحسن، قيل: هذا أخوك يوسف» [7132].

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي، و أبو طاهر أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عمرو عبد الرّحمن بن عمرو بن عبد الرّحمن الرّحبي الحمصي - بحمص - نا أبو عتبة أحمد بن الفرج، نا بقية، نا الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، عن ابن حلبس، عن أم الدّرداء، عن أبي الدرداء.

عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: «فرغ اللّه إلى كل عبد من خمس(5): خلقه(6) ، و خلقه، و أثره، و مضجعه، و رزقه» [7133].

3906 - عبد الرّحمن بن عمرو بن عبد الرّحمن دحيم بن إبراهيم أبو سعيد

روى عن: أبي هشام إسماعيل بن عبد الرّحمن الكناني الدمشقي، و أبيه أبي الحسن عمرو بن عبد الرّحمن، و عمّه إبراهيم بن دحيم.

ص: 146


1- إعجامها مضطرب بالأصل و المثبت عن م، و الجبلاني بضم الجيم و الباء الساكنة: نسبة إلى جبلان قبيلة من جمير، قاله الدارقطني: و جبلان و إخوتهم و صاب، إليهم ينتسب الوصابيون و الجبلانيون، قبيلتان بحمص.
2- الكامل لابن عدي 361/5 ضمن أخبار عطاء بن عبد اللّه.
3- بالأصل: «نا مزيد» تصحيف.
4- يعني عطاء بن أبي مسلم الخراساني، ترجمته في تهذيب التهذيب 109/7 و ميزان الاعتدال 73/3.
5- الأصل: «حسن» و المثبت عن م و المختصر 313/14.
6- في م: من خلقه.

روى عنه: تمام بن محمّد، و أبو عبد اللّه بن منده.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام الرازي، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن عمرو بن عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم، نا إسماعيل بن عبد الرّحمن الكناني الدّمشقي [ثنا](1) الوليد بن الوليد القلانسي العنسي، نا ابن(2) ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن قزعة(3) و ابن محيريز، عن أبي سعيد الخدري.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم سئل عن العزل ؟ فقال: «أنت تخلقه ؟ أنت ترزقه ؟ أقرّه قراره» [7134].

3907 - عبد الرّحمن بن عمرو بن يحمد أبي عمرو أبو عمرو الأوزاعي

3907 - عبد الرّحمن بن عمرو بن يحمد أبي عمرو أبو عمرو الأوزاعي(4)

إمام أهل الشام في الحديث و الفقه، كان يسكن دمشق خارج باب الفراديس(5) بمحلة الأوزاع(6) ، ثم تحول إلى بيروت فسكنها مرابطا إلى أن مات بها.

روى عن الزهري، و يحيى بن أبي كثير، و أبي جعفر محمّد بن علي، و عطاء بن أبي رباح، و عبدة بن أبي لبابة، و بلال بن سعد، و سليمان بن موسى، و سليمان بن حبيب، و إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، و إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، و القاسم بن مخيمرة، و يحيى بن سعيد، و أبي كثير(7) السّحيمي، و قتادة بن دعامة، و هارون بن رئاب، و حسان بن عطية، و المطعم بن المقدام، و العلاء بن الحارث، و يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك الهمداني، و عبد الواحد بن عبد اللّه بن بشر، و يحيى بن عبيد(8) اللّه، و عمرو بن مرة، و قرّة بن عبد الرّحمن، و عبد الرّحمن بن حرملة، و عبد اللّه بن سعد، و عبد الرّحمن بن القاسم، و عمير بن هانئ، و معاوية بن سلمة النّصري، و ثابت، و عطية ابني(9) معبد،

ص: 147


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
2- عن م و بالأصل: أبو.
3- هو قزعة بن يحيى (و يقال ابن الأسود) ترجمته في تهذيب الكمال 276/11.
4- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 311/11 و تهذيب التهذيب 400/3 و ميزان الاعتدال 580/2 و العبر 266/1 و شذرات الذهب 241/1 مروج الذهب 159/4 و البداية و النهاية (بتحقيقنا) 123/10 الوافي بالوفيات 207/18 سير أعلام النبلاء 107/7 حلية الأولياء 135/6 و مرآة الجنان 333/1 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 483 و انظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
5- يقال له الآن باب العمارة.
6- و هي العقيبة الصغيرة خارج باب الفراديس.
7- الثاء بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن م و تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.
8- في م: عبد اللّه، تصحيف.
9- بالأصل: «بني» و المثبت عن م.

و سالم بن عبد اللّه المحاربي، و عثمان بن أبي سودة، و المطّلب بن عبد اللّه بن حنطب(1) ، و أسامة بن زيد الليثي، و يزيد الرقاشي، و إبراهيم بن مرة، و عبد الواحد بن قيس، و أيوب بن موسى، و شداد أبي عمّار، و محمّد بن إبراهيم التيمي، و عبد اللّه بن عامر، و أبي معاذ صاحب(2) أبي هريرة، و علقمة بن مرثد، و موسى بن يسار، و سليمان الأعمش.

روى عنه الزهري، و يحيى بن أبي كثير، و هما من شيوخه، و مالك بن أنس، و سفيان الثوري، و سفيان بن حبيب، و شعبة بن الحجاج، و سويد بن عبد العزيز، و ابن المبارك، و يونس بن يزيد الأيلي، و الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب، و يزيد بن السّمط، و سلمة بن العيّار، و سعيد بن عبد العزيز، و إسماعيل بن عبد اللّه بن سماعة، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و أبو المغيرة، و محمّد بن يوسف، و الوليد بن مزيد، و الهقل بن زياد، و أبو خليد عتبة بن حمّاد، و سهل بن هاشم البيروتي، و الوليد بن سلمة الأردنيّ(3) ، و معاوية بن يحيى أبو عثمان، و عبيد اللّه بن موسى، و أبو عاصم النبيل، و محمّد بن كثير المصّيصي، و عقبة بن علقمة، و نصر بن الحجّاج، و عبّاد بن جويرية، و مسلمة بن علي، و أبو المنهال حبيش بن عمر الدشمقي طبّاخ المهدي، و عبّاد بن عبّاد الخوّاص، و عبيد بن حبّان(4) الجبيلي(5) ، و يحيى القطّان، و عبد اللّه بن عبد الملك الشامي، و إسماعيل بن عيّاش، و موسى بن أعين، و الحارث بن عطية المصّيصي، و عبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السائب، و عمرو بن أبي سلمة، و بشر بن بكر، و عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين، و المزاحم بن العوّام بن مزاحم، و عيسى بن يونس، و عمرو بن عبد الواحد، و بقية بن الوليد، و المعافي بن عمران، و يحيى بن حمزة، و صدقة بن عبد اللّه، و يحيى بن عبد اللّه بن الضحاك، و روّاد بن الجرّاح، و محمّد بن القاسم الأسدي، و أيوب بن سويد، و محمّد بن عيسى بن القاسم بن سميع، و عمارة بن بشر، و علي بن ربيعة البيروتي، و عمرو بن هاشم، و مبشّر بن إسماعيل الحلبي، و إسحاق بن أبي يحيى الكعبي، و سلمة بن كلثوم، و عثمان بن حصن بن عبيدة بن علاّق، و شعيب بن إسحاق.

ص: 148


1- رسمها مضطرب بالأصل و المثبت عن م و تهذيب الكمال.
2- بالأصل: «عن» و في م: «بن» و المثبت عن تهذيب الكمال.
3- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م و تهذيب الكمال.
4- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن م و تهذيب الكمال.
5- تقرأ بالأصل: الجيلي، و المثبت عن م و تهذيب الكمال.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمّد بن الوضاح(1) السمسار، نا أبو شعيب عبد اللّه بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحرّاني، نا يحيى بن عبد اللّه البابلتّي(2) ، نا الأوزاعي، نا محمّد بن علي أبو جعفر، حدثني سعيد بن المسيّب، عن ابن عباس.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «مثل الراجع في صدقته كالكلب يقيء فيرجع في قيئه فيأكله» [7135].

رواه يحيى بن أبي كثير شيخ الأوزاعي، عن الأوزاعي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا أبو محمّد الجوهري - إملاء - نا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمّد الوضاح السمسار، نا أبو شعيب الحرّاني، نا يحيى بن عبد اللّه البابلتّي(3) ، نا الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن ربيعة بن كعب، قال:

كنت أبيت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فآتيه بوضوئه و حاجته، فكان يقوم من الليل فيقول:

«سبحان ربي و بحمده، سبحان ربي و بحمده القوي(4) ، سبحان رب العالمين، سبحان رب العالمين، سبحان رب العالمين القوي(5)» قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «هل لك حاجة» قلت: يا رسول اللّه مرافقتك في الجنة، قال: «فأعني بكثرة السجود» [7136].

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا أبو الفضل محمّد بن إبراهيم، نا محمّد بن المسيّب الأرغياني، نا محمّد بن هاشم البعلبكي، نا أحمد بن أبي ياسين، قال: قال عمرو بن دينار:

سألت الزهري عن شيء، فقال: أخبرنا عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا أبو العباس الأصم، قال: سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو عمرو هو الأوزاعي.

قال: و سمعت يحيى يقول: كان الأوزاعي من قرية من قرى دمشق.

ص: 149


1- بالأصل: الوضاع، تصحيف و الصواب عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 369/16.
2- عن م و بالأصل: البابلي، تحريف. مرّ التعريف به.
3- انظر الحاشية السابقة.
4- تقرأ بالأصل و م: «الهوى» و المثبت عن المختصر 314/14.
5- تقرأ بالأصل و م: «الهوى» و المثبت عن المختصر 314/14.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط، قال(1): عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي يكنى أبا عمرو، مات سنة سبع و خمسين و مائة، دمشقي.

أخبرنا [أبو القاسم](2) ابن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: و اسم الأوزاعي عبد الرّحمن بن عمرو، و يكنى أبا عمرو.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا عبد الوهاب بن محمّد، أنا أبو محمّد بن يوه(3) ، أنا أبو الحسن اللّنباني(4) ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد(5) ، قال في الطبقة الرابعة من أهل الشام: الأوزاعي، و اسمه عبد الرّحمن بن عمرو، يكنى أبا عمرو، مات سنة سبع و خمسين و مائة، و هو ابن سبعين سنة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمرو(6) بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال(7):

أبو عمرو الأوزاعي، و اسمه عبد الرّحمن بن عمرو، و الأوزاع بطن من همدان، و هو من أنفسهم، ولد سنة ثمان و ثمانين، و كان ثقة، مأمونا، صدوقا، فاضلا، خيّرا كثير الحديث و العلم و الفقه، حجّة، و كان مكتبه باليمامة، فلذلك سمع من يحيى بن أبي كثير و غيره من مشايخ أهل اليمامة، و كان يسكن بيروت، و بها مات سنة سبع و خمسين و مائة في آخر خلافة أبي جعفر، و هو ابن سبعين سنة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أحمد - زاد أحمد، و أبو الحسين بن الأصبهاني، قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال(8):

ص: 150


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 577 رقم 3021.
2- الزيادة عن م.
3- الأصل: «نوه» و المثبت عن م، و الضبط عن التبصير.
4- رسمها بالأصل: «اللساني» و في م: «اللبناني» كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبت و ضبط، مرّ التعريف به.
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
6- في م: «عمر» تصحيف.
7- طبقات ابن سعد 488/7.
8- التاريخ الكبير للبخاري 326/1/3.

عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي، و لم يكن منهم، نزل فيهم، و الأوزاع من حمير الشام(1).

و قال إبراهيم بن موسى: سمعت عيسى بن يونس يقول: كان الأوزاعي حافظا، يقال:

هو ابن عمّ يحيى بن أبي عمرو السّيباني(2) ، و الأوزاع قرية بدمشق، إذا خرجت من باب الفردايس، سمع منه الثوري.

أخبرنا [أبو(3) الحسين بن الأبرقوهي - إذنا - و] أبو عبد اللّه الخلال - شفاها (4)- أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال(5):

عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي قال الحسن بن واقع(6) عن ضمرة قال: سمعت الأوزاعي يقول: كنت محتلما خلافة عمر(7) بن عبد العزيز و هو قرابة يحيى بن أبي عمرو السّيباني، و السيباني من الأوزاع، و قد كتب الأوزاعي إلى يحيى بن أبي عمرو بحق(8) قرابته منه، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عن عطاء، و الزهري، و مكحول، و يحيى بن أبي كثير، و قتادة، روى عنه مالك بن أنس(9) ، و الثوري، و هقل بن زياد، و الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب بن شابور.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول:

ص: 151


1- كذا بالأصل و م، و في التاريخ الكبير: الشامي.
2- الأصل: السيناني، و في م و أصل التاريخ الكبير: الشيباني، و قد صوّبها محققه: السّيباني، و هو ما أثبتناه، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 182/20.
3- ما بين الرقمين ليس في م.
4- بعدها في م: قالا.
5- الجرح و التعديل 266/5.
6- بالأصل و م: رافع، و المثبت عن الجرح و التعديل.
7- الأصل: عمرو، تصحيف، و المثبت عن م و الجرح و التعديل.
8- في الجرح و التعديل: يذكر.
9- الأصل: يونس، تصحيف، و الصواب عن م و الجرح و التعديل.

الأوزاعي عبد الرّحمن بن عمرو، و كان ينزل الأوزاع فكتب إلى الأوزاع، و ليس منهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، نا عبد الملك بن بشران، أنا أبو علي بن الصواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: و الأوزاعي عبد الرّحمن بن عمرو.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة.

ح و أنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: عبد الرّحمن بن عمرو بن يحمد(1) الأوزاعي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال:

عبد الرّحمن بن عمرو أبو عمرو الشامي، يقال له الأوزاعي، و لم يكن منهم، إنّما كان نازلا فيهم، و الأوزاع من حمير، و هي قرية بدمشق، سمع الزهري، و نافع، و عطاء، و إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، و يحيى بن أبي كثير، روى عنه ابن المبارك، و الوليد بن مسلم، و محمّد بن حرب الأبرش، و بشر بن بكر، و محمّد بن يوسف الفريابي، و أبو عاصم النبيل، و غير موضع.

قال البخاري: نا محمّد بن يوسف أبو محمّد، نا أبو مسهر، قال: مات سنة سبع و خمسين و مائة غداة الأحد لليلتين خلتا من صفر.

و قال الذهلي: نا ابن بكير، قال: مات سنة سبع و خمسين و مائة، و هو ابن بضع و سبعين سنة.

قال أبو عيسى: مات سنة سبع و خمسين و مائة.

و قال أبو سعيد: مات سنة سبع و خمسين و هو ابن سبعين سنة(2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن

ص: 152


1- الأصل و م: «محمد» تصحيف.
2- انظر سير أعلام النبلاء 127/7-128 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 498.

حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو عمرو عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي، سمع الزهري، و عطاء، و يحيى بن أبي كثير، روى عنه يحيى بن أبي كثير، و الثوري.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال:

أبو عمرو عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي إمام أهل الشام و فقيههم.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدّولابي قالوا(1): أبو عمرو عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن [أبي] علي في كتابه، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال:

أبو عمرو عبد الرّحمن بن عمرو بن يحمد(2) الأوزاعي السيباني، ابن عمّ يحيى بن أبي عمرو السّيباني، و الأوزاع من حمير، و قد قيل: إن الأوزاع قرية بدمشق، إذا خرجت من باب الفراديس، و عرضت هذا القول على أحمد بن عمير، و كان علامة بحديث الشام و أنساب أهلها، فلم يرضه، و قال: إنّما قيل: أوزاعي، لأنه من أوزاع القبائل.

رأى(3) الحسن(4) بن أبي الحسن البصري، و ابن سيرين، و سمع عطاء بن أبي رباح، و ابن شهاب، و يحيى بن أبي كثير، روى عنه يحيى بن أبي كثير، و مالك بن أنس، و الثوري.

أنبأنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، و أبو القاسم إسماعيل(5) بن محمّد من كتابيهما، قالا: أنا المبارك بن عبد الجبار، أنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خلف، نا عمرو بن محمّد الجوهري، نا أحمد بن محمّد بن هانئ، قال:

ص: 153


1- الكنى و الأسماء للدولابي 43/2.
2- بالأصل و م: محمد، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
3- تقرأ بالأصل: «ابن أبي» و خط أفقي فوقهما، و خط نقط إلى الهامش و لم يكتب عليه شيئا، و المثبت عن م.
4- الأصل: الحسين، تصحيف، و الصواب عن م.
5- بالأصل: بن إسماعيل.

و ذكر الأوزاعي و نحن عند أبي عبد اللّه، فقال الهيثم بن خارجة(1): سمعت أصحابنا يقولون: ليس هو من الأوزاع، هو ابن عم يحيى بن أبي عمرو السّيباني لحا(2) إنّما كان ينزل قرية الأوزاع.

قال الهيثم: قرية بدمشق إذا خرجت من باب الفراديس، فقال رجل عند أبي عبد اللّه:

سمعت الوليد يقول: لم يكن الأوزاعي من الأوزاع.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن أيمن - قراءة عليه - أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين - إجازة - أنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الرّبعي، أنا أبي، نا أبو أسامة الحلبي، نا أبي، نا ضمرة، قال:

الأوزاعي حميري، قال: و الأوزاع من قبائل شتى(3).

قال: و أنا أبو سليمان، أنا أبي، قال(4): سمعت أبا بكر بن أبي خيثمة في كتابه. و ذكره في كتاب: «التاريخ»: الأوزاع: بطن من همدان، و لم ينسب هذا القول إلى أحد، و ليس هو بصحيح، و قول ضمرة أصحّ(5) لأنه اسم وقع على موضع مشهور بربض مدينة دمشق يعرف بالأوزاع، سكنه في صدر الإسلام بقايا من قبائل شتى.

أخبرني الحسن بن العليل(6) العنزي، عن العباس بن الفرج، عن الأصمعي، قال(7):

الأوزاع: الفرق، يقول: وزعت الشيء على القوم إذا فرقته عليهم، و هذا اسم جمع لا واحد له.

قال الرياشي: و الأوزاع بطون من العرب، يجمعهم هذا الاسم.

قال أبو سليمان: قال أبي: و هذا تصديق لما قاله ضمرة بن ربيعة.

ص: 154


1- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 109/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 485.
2- لحا: أي لاصق النسب، فإن لم يكن لحا و كان رجلا من العشيرة: قلت: ابن عم الكلالة و ابن عم كلالة. و نصب لحا على الحال (راجع تاج العروس بتحقيقنا).
3- تهذيب الكمال 314/11.
4- تهذيب الكمال من طريقه 314/11-315 و سير أعلام النبلاء 109/7 و تاريخ الإسلام (141-160) ص 485.
5- في م: واضح، و المثبت يوافق عبارة تهذيب الكمال.
6- في م: عليل.
7- تهذيب الكمال 315/11 و سير أعلام النبلاء 109/7 و تاريخ الإسلام (141-160) ص 485.

قال: و أنا أبو سليمان، نا أبو الحارث أحمد بن سعيد، قال: سمعت العباس بن الوليد يقول: إنما سمي الأوزاعي لأنه كانت هجرته معهم، فنسب إليهم، و هو سيباني من بني سيبان.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، حدثني محمّد بن مظفر الحافظ، حدثني أحمد بن عمير، قال: سمعت أبا زرعة يقول(1): كان اسم الأوزاعي عبد العزيز بن عمرو بن أبي عمرو، فسمى هو نفسه عبد الرّحمن، و كان أصله من سباء السند، فكان ينزل في الأوزاع، فغلب عليه ذلك، و كان ينزل بيروت و كان ساحل دمشق، و إليه فتوى الفقه لأهل الشام، لفضله فيهم و كثرة روايته، و بلغ سبعين سنة، و كان فصيحا، و كانت صنعته الكتابة و الترسل، فرسائله تؤثر.

ذكر(2) أبو بكر أحمد بن كامل القاضي أن الأوزاعي ليس من الأوزاع، أصله من سباء السند، و كان ينزل في الأوزاع، فغلب ذلك عليه قال: و الأوزاع قبيلة من حمير، و كان ينزل بيروت ساحل دمشق، و إليه آل فقه الشام لفضله فيهم، و كثرة روايته، و بلغ سبعين سنة، و كان فصيحا، و كانت صنعته الكتبة(3) و الترسل فيها فرسائله تكتب و تؤثر.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، و أبو الحسين بن الفراء، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال:

و حدثني محمّد بن يحيى، حدثني عبد العزيز بن عمران، عن معاوية بن صالح أخبرني مكحول، عن مالك بن يخامر، قال:

و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «العرب كلها بنو إسماعيل بن إبراهيم إلاّ أربع قبائل، إلاّ:

السّلف، و الأوزاع، و حضرموت، و ثقيف» [7137].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، نا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(4) ، حدثني محمّد بن أبي أسامة، نا ضمرة، قال: ولد الأوزاعي سنة ثمان و ثمانين.

ص: 155


1- تهذيب الكمال 315/11 و سير أعلام النبلاء 109/7.
2- عن م و بالأصل: ذلك.
3- كذا بالأصل، و اللفظة غير واضحة في م من سوء التصوير، و مرّ في الخبر السابق: الكتابة.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 262/6.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو المعالي الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي، نا أحمد بن حنبل، قال: بلغني عن أبي مسهر الغساني قال: ولد الأوزاعي سنة ثمان و ثمانين.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، نا أحمد(1) بن العباس، قال:

سمعت يحيى بن معين يقول: قال أبو مسهر: ولد الأوزاعي سنة ثمان و ثمانين، و مات في سنة سبع و خمسين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال.

ح [(2) و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر أحمد(3) بن الحسين(4).

قال]: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدثني أبو عبد اللّه، قال: بلغني ولد الأوزاعي سنة ثمان و ثمانين.

قال: و مات الأوزاعي سنة سبع و خمسين - زاد البيهقي: و مائة -.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن علي بن عبيد اللّه بن سوّار، نا أبو الفضل عبيد اللّه بن أحمد الكوفي.

ثم قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفضل الكوفي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران أنا(5) أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا محمّد بن مصفّى، نا ابن شابور، قال: سألت الأوزاعي عن مولده، فقال: سنة ثلاث و تسعين، و الأقوال الأولى أصحّ.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: و في هذه السنة - يعني سنة ثمان و ثمانين - ولد أبو عمرو الأوزاعي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العباس

ص: 156


1- بالأصل: «نا ابن أحمد العباس» و المثبت عن م.
2- ما بين الرقمين ليس في م.
3- الأصل: ابن أحمد.
4- الأصل: الحسن، تصحيف، و السند معروف.
5- سقطت من الأصل، و أضيفت عن م.

النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل البخاري، حدثني الحسين(1) بن واقع، حدثنا ضمرة، قال(2): سمعت الأوزاعي قال: كنت محتلما أو شبيها به في خلافة عمر بن عبد العزيز.

الصواب: الحسن(3).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال(4):

قال الحسن بن واقع(5) عن ضمرة: سمعت الأوزاعي: كنت محتلما أو شبهه خلافة عمر بن عبد العزيز، و مات الأوزاعي سنة سبع و خمسين و مائة، قاله حماد(6) بن مالك.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، و أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم المؤدب، أنا أبو الحسن بن السمسار - إجازة - أنا أبو سليمان بن زبر، نا أبو الحارث أحمد بن سعيد، نا العباس بن مزيد، قال(7):

سمعت أبي يقول: كان مولد الأوزاعي ببعلبك، و منشؤه(8) بالبقاع(9) ، ثم نقلته أمّه إلى بيروت، فما رأيت أبي يتعجب من شيء ممّا رآه في الدنيا، تعجّبه منه، فكان يقول:

سبحانك تفعل ما تشاء، كان الأوزاعي يتيما فقيرا في حجر امرأة(10) تنقله من بلد إلى بلد، و قد جرى حكمك فيه بأن بلّغته حيث رأيته، ثم يقول: يا بني عجزت الملوك أن تؤدّب أنفسها و أولادها أدبه في نفسه، ما سمعت منه كلمة قط فاضلة إلاّ احتاج مستمعها إلى إثباتها عنه، و لا

ص: 157


1- كذا بالأصل و م، و هو تصحيف، و الصواب: الحسن، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
2- سير أعلام النبلاء 109/7 و تهذيب الكمال 317/11 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 485.
3- يعني: الحسن بن واقع، كما في تهذيب الكمال.
4- التاريخ الكبير للبخاري 326/1/3.
5- «بن واقع» ليس في التاريخ الكبير.
6- «حماد» ليس في التاريخ الكبير.
7- الخبر في سير أعلام النبلاء 110/7، و مختصرا في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 485، و البداية و النهاية بتحقيقنا 124/10.
8- الأصل و م: و منشاه.
9- كذا بالأصل و م و تاريخ الإسلام، و في سير أعلام النبلاء 110/7 و منشؤه بالكرك - قرية بالبقاع -.
10- في المصدرين السابقين: أمه.

رأيته ضاحكا قط حتى يقهقه، و لا يلتفت إلى شيء إلاّ باكيا، و لقد كان إذا أخذ في ذكر المعاذ أقول في نفسي: أ ترى في المجلس قلب لم يبك ؟ و لا يرى ذلك فيه.

قرأت بخط أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد، و أنبأنيه أبو محمّد(1) بن الأكفاني و جماعة عنه، قال: وجدت في كتاب ابن تمّام أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن تمّام، نا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة، نا عبد الصمد بن عبد اللّه، أنا العباس بن الوليد، قال:

سمعت محمّد بن عبد الرّحمن السلمي قال(2):

رأيت الأوزاعي و كان فوق الرّبعة، خفيف اللحية(3) ، به سمرة، و كان يخضب بالحنّاء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب(4) ، قال: سمعت عباس بن الوليد بن مزيد يذكر عن شيوخهم قالوا:

قال الأوزاعي: مات أبي و أنا صغير، فذهبت ألعب مع الصبيان، فمرّ بنا فلان - و ذكر شيخا من العرب جليلا - قال: ففرّ الصبيان حين رأوه و ثبتّ(5) أنا، فقال: ابن من أنت ؟ فأخبرته، فقال: ابن أخي، يرحم اللّه أباك، فذهب بي إلى بيته، فكنت معه حتى بلغت، فألحقني في الديوان، و ضرب علينا بعثا إلى اليمامة، فلما قدمت اليمامة و دخلت مسجد الجامع، فلما خرجنا قال لي رجل من أصحابنا: رأيت يحيى بن أبي كثير معجبا بك يقول: ما رأيت في هذا البعث أهدى(6) من هذا الشاب، قال: فجالسته، فكتبت عنده أربعة عشر كتابا أو ثلاثة عشر فاخترق كله.

أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، أنا أبو(7) عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن أيمن - قراءة - أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين - إجازة - أخبرنا أبو سليمان محمّد بن

ص: 158


1- في م: «أبو الحسين علي بن المسلم».
2- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 111/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 486.
3- كذا بالأصل و م، و في المصدرين: خفيف اللحم.
4- الخبر في المعرفة و التاريخ 409/2 و من طريقه نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 110/7، و من طريق العباس بن الوليد البيروتي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 486.
5- كذا بالأصل و م و سير الأعلام، و في المعرفة و التاريخ: «و وثبت» تحريف.
6- في المعرفة و التاريخ: أهيأ.
7- كتبت في م فوق السطر.

عبد اللّه بن أحمد(1) ، أنا أبي، نا الحسن بن جرير، حدثني محمّد بن أيوب بن سويد، عن أبيه.

أن الأوزاعي خرج في بعث إلى اليمامة، فلما وصل إليها دخل مسجدها، فاستقبل سارية يصلي إليها، و كان يحيى بن أبي كثير قريبا منه، فجعل يحيى ينظر إلى صلاته، فأعجبته، و قال: ما أشبه صلاة هذا الفتى بصلاة عمر بن عبد العزيز، قال: فقام رجل من جلساء يحيى، فانتظر حتى إذا فرغ الأوزاعي من صلاته أخبره بما قال يحيى، فجاء الأوزاعي حتى جلس إليه فسأله عن بلده، و عن حاله، و جرى بينهما كلام، فترك الأوزاعي الديوان، و أقام عند يحيى مدة يكتب عنه، و سمع منه فقال له يحيى: ينبغي لك أن تبادر إلى البصرة، لعلك أن تدرك الحسن البصري، و محمّد بن سيرين فتأخذ عنهما، فانطلق إليهما، فوجد الحسن قد مات قبل دخوله بشهرين، و ابن سيرين حي، فأخبرنا الأوزاعي: أنه أتى بابه و هو مريض قال: فكنا ندخل فنعوده و نحن قيام لا نكلم و هو أيضا لا يتكلم، فلبثنا أياما، فخرج إلينا الرجل الذي كان يوصلنا إليه فقلنا له: ما خبر الشيخ ؟ قال: تركته قد لزق لسانه بحنكه و هو يقول: لا إله إلاّ اللّه، مات من يومه ذلك، و كان به البطن(2).

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكّلي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن عبد اللّه بن الحسين المحاملي، أنا محمّد بن محمّد بن أحمد بن مالك الإسكافي، أنا أبو الأحوص محمّد بن الهيثم بن حمّاد القاضي، قال: سمعت محمّد بن كثير يقول: قال الأوزاعي: خرجت إلى الحسن.

أخبرنا(3) أبو الحسن الفرضي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح، نا أحمد بن عبد الواحد، نا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي، قال:

خرجت أريد الحسن، و ابن سيرين، فوجدت الحسن قد مات، و وجدت ابن سيرين مريضا - زاد المتوكلي: فدخلنا عليه نعوده و قالا: - فمكث أياما ثم مات.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني(4) ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة(5) ، حدثني أحمد بن أبي الحواري، نا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، قال:

ص: 159


1- من هذا الطريق نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 111/7 و البداية و النهاية بتحقيقنا 124/10.
2- البطن: أي داء البطن.
3- في م: ح و أخبرنا.
4- في م: الكتاني، تصحيف.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 263/1-264.

قدمت البصرة بعد موت الحسن بنحو من أربعين يوما، قال: و دخلت على محمّد بن سيرين في مرضه، فاشترط علينا أن لا نجلس، فسلمنا عليه قياما.

قال: و نا أبو زرعة(1) ، نا إسحاق بن خالد الختّلي(2) ، نا عمرو بن أبي سلمة، قال:

قلت للأوزاعي: يا أبا عمرو، و الحسن أو رجل عن الحسن ؟ قال: رجل عن الحسن:

قلت: فنافع أو رجل عن نافع ؟ قال: رجل عن نافع، قلت: فعمرو بن شعيب أو رجل عن عمرو بن شعيب ؟ قال عمرو بن شعيب(3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب(4) ، حدثني سعيد، حدثنا ضمرة، نا الأوزاعي قال:

كنا نعود ابن سيرين قياما، و كان بن البطن.

قال: و نا يعقوب(5) ، نا سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن الأوزاعي قال:

حججت فلقيت عبدة بن أبي لبابة بمنى، فقال لي: هل لقيت الحكم(6) ؟ قال: قلت:

لا، قال: فاذهب فالقه، فما بين لابتيها أفقه منه(7) ، قال: فلقيته، فإذا برجل حسن السّمت مقنّع.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح المؤذن، أنا علي بن محمّد بن السّقّا، نا محمّد بن يعقوب المعقلي، قال: سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى يقول:

لم يسمع الأوزاعي من نافع، و قد سمع الأوزاعي من عطاء.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(8) ، قال: و الأوزاعي يحدث عن أئمة(9) أهل الحجاز، منهم: عطاء بن أبي رباح، و الزهري، و أبو بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، و محمّد بن إبراهيم بن الحارث، و عكرمة بن خالد،

ص: 160


1- تاريخ أبي زرعة 265/1-266.
2- بدون إعجام بالأصل و م، و المثبت عن تاريخ أبي زرعة.
3- يعني بسؤاله الأوزاعي، هل يروي أبو عمرو الأوزاعي عن هؤلاء - الذين ذكرهم - مباشرة أم بواسطة شخص ثالث، فيجيب الأوزاعي على أسئلته تلك.
4- الخبر في المعرفة و التاريخ 794/2.
5- المصدر السابق نفسه الجزء و الصفحة. و تاريخ أبي زرعة الدمشقي 296/1.
6- يعني: الحكم بن عتيبة الكندي.
7- بالأصل: منكم، و المثبت عن م و المصادر.
8- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 720/2.
9- عند أبي زرعة: من أهل الحجاز.

و محمّد بن علي - أبو جعفر - و محمّد بن المنكدر، و إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، و عثمان بن سليمان بن أبي حثمة، و المطّلب بن عبد اللّه بن حنطب، و محمّد بن عبّاد بن جعفر المخزومي.

و من بالشام: الضحاك بن عبد الرّحمن بن عرزب، و القاسم بن مخيمرة، و الميمون بن مهران.

و روى الأوزاعي عن أهل الكوفة(1): الحكم، و حمّاد، و القاسم بن مخيمرة(2) ، و عبدة بن أبي لبابة.

و من أهل البصرة قد دخل على محمّد بن سيرين، و سمع من قتادة.

و هذا الذي ذكر أبو زرعة من شيوخ الأوزاعي قليل من كثير.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف، نا محمّد بن حمّاد، قال: قال عبد الرزاق:

أول من صنّف الكتب ابن جريج، و صنّف الأوزاعي حين قدم على يحيى بن أبي كثير من كتبه(3).

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن العمر الوراق، أنا علي بن الخضر بن سليمان، أنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي، حدثني أبو هاشم المؤدب، نا عبد اللّه بن أحمد القاضي، نا الوليد بن حمّاد بن جابر، نا ابن أبي السّري، نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن أبي رزين اللخمي، قال:

أول ما سئل الأوزاعي عن الفقه سنة ثلاث عشرة و مائة، و هو يومئذ ابن خمس و عشرين سنة، ثم لم يزل يفتي بعد ذلك بقية عمره إلى أن توفي رحمه اللّه.

أخبرنا [(4) أبو محمّد المزكي، نا] أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد العدل، أنا أبو الميمون، أنا أبو زرعة(5) ، نا محمّد بن أبي أسامة، نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن أبي

ص: 161


1- تاريخ أبي زرعة 721/2.
2- ذكر القاسم بن مخيمرة في سمع منه الأوزاعي من أهل الشام، و ذلك أنه كوفي الأصل نزل الشام.
3- سير أعلام النبلاء 111/7.
4- ما بين الرقمين سقط من م.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 262/1.

رزين اللّخمي -......(1) في خلافة هشام بن عبد الملك(2) ، قال: أول ما سئل الأوزاعي عن الفقه سنة ثلاث عشرة و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب(3) ، نا سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن أبي رزين، قال: أول ما سئل الأوزاعي عن الفقه سنة ثلاث عشرة و مائة.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(4) ، نا أبو مسهر، حدثني هقل بن زياد، قال: أجاب الأوزاعي في سبعين ألف مسألة أو نحوها.

أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، أنا محمّد بن إبراهيم الدّينوري، أنا أبو الحسن بن السمسار - إجازة - أنا أبو سليمان بن زبر، أنا أبي، نا إسحاق بن خالد، نا أبو مسهر، أخبرني الهقل بن زياد قال: أجاب الأوزاعي في سبعين ألف مسألة من العلم. قال أبو مسهر: و قال لي الهقل ابن زياد، و ابن شعيب و غيرهما، كان من ينظر في رسائل الأوزاعي و جواباته و يقول:

هذا صاحب كلام، و ما رأينا أكثر سكوتا منه إلاّ عند الحاجة.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحدّاد، و أبو القاسم غانم بن محمّد البرجي(5).

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو علي الحداد.

قالوا: أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، نا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة الدمشقي، نا أبو مسهر، حدثني هقل بن زياد، قال: أجاب الأوزاعي في أربعين ألف مسألة.

قال: و أنا أبو نعيم، نا أبو نصر أحمد بن الحسين المرواني، نا أبو تراب عبد اللّه بن محمّد بن سهل، قال: سمعت محمّد بن عوف يقول: سمعت الربيع بن روح يقول: سمعت الهقل بن زياد قال: أفتى الأوزاعي في سبعين ألف مسألة، و سئل يوما عن مسألة فقال: ليس عندي فيه خبر أي أن الذي أفتيتها كلها كان عندي أخبار.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه

ص: 162


1- كلمتان غير مقروءتين بالأصل.
2- من الكلمتين غير المقروأتين إلى هنا ليس في تاريخ أبي زرعة.
3- المعرفة و التاريخ 208/2-409.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 263/1.
5- الأصل: «البرحى» و في م: «الصمرحى» كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبت عن المشيخة 160 /أ.

الحافظ، حدثني محمّد بن الحسين، أنا أحمد بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد بن سليمان، قال: سألت أبا زرعة: هل بلغك عن الأوزاعي في كم أجاب من المسائل ؟ فقال: بلغني أنه دوّن عنه ستين ألف مسألة، قال: و هذا الذي عند الوليد أربعة آلاف مسألة قد أخرج من مصنفات الوليد.

أنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب(1) ، نا العباس بن الوليد بن صبح، نا مروان - يعني ابن محمّد - قال: سمعت إسماعيل بن عياش يقول: انقلب الناس من غزاة الندوة سنة أربعين و مائة، فسمعتهم يقولون: الأوزاعي اليوم عالم الأمّة.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، أخبرني أبي، نا محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاّس، نا الحسن بن محمّد بن بكار، قال: قال أبو مسهر:

و سمعت سعيدا يقول في الأوزاعي: كان عالم أهل الشام(2).

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب المشغرائي، نا العباس بن الوليد بن صبح، نا أبو مسهر، نا محمّد بن شعيب بن أبي شعيب، قال:

قلت لأمية بن يزيد بن أبي عثمان [في الأوزاعي](3) أين هو من مكحول ؟ قال: بل هو عندنا أرفع من مكحول(4).

أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا أبو محمّد الصوفي، أنا أبو محمّد التميمي، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(5) ، نا أبو مسهر، حدثني محمّد بن شعيب قال:

قلت لأمية بن يزيد بن أبي عثمان في الأوزاعي: أين هو من مكحول ؟ قال: لهو عندنا أرفع من مكحول.

ص: 163


1- المعرفة و التاريخ 408/2 و سير أعلام النبلاء 111/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 486.
2- سير أعلام النبلاء 111/7.
3- ما بين معكوفتين أضيف من م.
4- سير أعلام النبلاء 111/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 486.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 262/1.

أنا(1) أبو القاسم بن عبدان، أنا أبو عبد اللّه الدّينوري - قراءة - أنا أبو الحسن بن السمسار - إجازة - أنا أبو سليمان بن زبر، أنا أبي، نا إسحاق بن خالد، نا أبو مسهر، حدثني ابن شعيب، قال:

قلت لأمية بن يزيد بن أبي عثمان: أين الأوزاعي من مكحول ؟ فقال: هو عندنا أرفع من مكحول، فقلت(2) له: إن مكحولا قد رأى أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: و إن كان قد رآهم، فأين فضل الأوزاعي في نفسه و قد جمع العبادة، و الورع، و العلم، و القول بالحقّ.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، أنا أحمد بن بشر بن حبيب الصّوري، حدثني أحمد بن عبد اللّه الهروي، نا الختّلي، قال: رأيت شيخا راكبا مني(3) و شيخ يقوده، و آخر يسوقه، و هما يقولان: أوسعوا للشيخ، فقلت: من الراكب ؟ فقيل: الأوزاعي، فقيل: من القائد؟ قال: سفيان، قلت:

و السائق ؟ قال: مالك بن أنس.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين عن(4) عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم بن أبي الحسن(5) الحافظ، نا محمّد بن موسى القرشي، نا أحمد بن بشر بن حبيب الصّوري، نا عثمان بن سعيد البغدادي، نا محمّد بن عبدك المروزي، حدّثني الختّلي، قال:

رأيت شيخا راكبا على جمل، و آخر يقوده، و آخر يسوقه، و هما يقولان: أوسعوا للشيخ، فقلت: من الراكب ؟ قيل: الأوزاعي، قلت: من القائد؟ قيل: سفيان الثوري، قلت:

فمن السائق ؟ قيل: مالك.

آخر الجزء الرابع....(6).

أخبرنا أبو القاسم(7) نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمّد، أنا أبو علي الأهوازي، نا تمام بن محمّد بن عبد اللّه الحافظ، أنا أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة القرشي، و أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن حسنون، قالا: نا أبو عبد اللّه أحمد بن بشر بن

ص: 164


1- في م: أخبرنا.
2- عن م و بالأصل: قال.
3- كذا رسمها بالأصل، و في م: «نما»؟!.
4- عن م و بالأصل: بن، تصحيف.
5- عن م و بالأصل: ابن أبي الحسن.
6- غير واضحة بالأصل، و قوله: آخر الجزء الرابع... ليس في م.
7- في م: أقحم بعدها: ابن السمرقندي.

حبيب الصوري، نا عثمان بن سعيد البغدادي، نا محمّد بن عبد اللّه الهروي، حدثني الختّلي، قال:

رأيت شيخا راكبا على جمل، و آخر يقوده، و آخر يسوقه، و هما يقولان: أوسعوا للشيخ، فقلت: من الراكب ؟ قيل الأوزاعي، قلت: من القائد؟ قيل: سفيان الثوري، قلت:

من السائق ؟ قيل: مالك.

قال: و أنا تمام بن محمّد، أنا أبو علي محمّد بن هارون الأنصاري، نا أبو علي الحسين بن حميد العكي، نا إسحاق بن عباد الختّلي، نا أبي، قال:

حججت في بعض السنين، فرأيت شيوخا أحدهم راكب، و الآخر يسوق به، و آخر يقود به يقولون: أوسعوا للشيخ، فقلت: من الراكب ؟ و من القائد؟ و من السائق ؟ فقالوا: الراكب الأوزاعي، و القائد مالك، و السائق الثوري، قال: فقلت: لو لا أنهم رأوا أنه أفضلهم ما فعلوا به ذلك.

قرأت بخط عبد العزيز [بن](1) أحمد، قال: وجدت في كتاب ابن تمام أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن تمام، نا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة، نا عبد الصمد بن عبد اللّه، نا العباس بن الوليد(2).

حدثني رجل من ولد الأحنف بن قيس، قال: بلغ سفيان الثوري و هو بمكّة مقدم الأوزاعي، فخرج حتى لقيه بذي طوى(3) ، قال: فلما لقيه حلّ رسن البعير من القطار(4) فوضعه على رقبته، فجعل يتخلّل به، فإذا مرّ بجماعة قال: الطريق للشيخ.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو العباس القاسم بن القاسم السّيّاري - بمرو - نا محمّد بن عمير بن هشام الرازي، حدثني سعيد بن سعد البخاري - بالري - نا سليمان بن أحمد الواسطي، نا عثمان بن عاصم أخو علي بن عاصم، قال:

رأيت شيخا بين الصفا و المروة على ناقة و شيخا يقوده، و اجتمع أصحاب الحديث

ص: 165


1- الزيادة عن م.
2- الخبر من هذا الطريق في سير أعلام النبلاء 112/7 و البداية و النهاية بتحقيقنا 124/10 باختلاف الرواية.
3- ذو طوى: بالضم، موضع قرب مكة (انظر معجم البلدان).
4- القطار: جاء في اللسان: هو أن تشد الإبل على نسق، واحدا خلف واحد.

عليه، فجعل الشيخ الذي يقود يقول: يا معشر الشباب كفّوا حتى نسأل الشيخ، فقلت: من هذا الراكب ؟ قالوا: هذا الأوزاعي، فقلت: من هذا الذي يقوده ؟ قالوا: هذا سفيان الثوري(1).

أنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا صالح بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت أبي(2) يقول:

دخل الثوري و الأوزاعي على مالك، فلما خرجا من عنده التفت مالك إلى أصحابه فقال: أحدهما أوسع(3) حديثا، و الآخر يصلح للأمانة، كذا قال، و إنما هو للإمامة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب(4) ، قال: قال أحمد بن حنبل.

دخل سفيان الثوري و الأوزاعي على مالك فلما خرجا قال مالك: أحدهما أكثر علما من صاحبه، و لا يصلح للإمامة، و الآخر يصلح للإمامة - يعني الأوزاعي - للإمامة، و لا يصلح سفيان، لم يكن لمالك في سفيان رأي.

و قال يعقوب في موضع آخر(5): حدثني أبو العباس الفضل بن زياد، نا أبو طالب، عن أبي عبد اللّه، قال:

دخل سفيان و الأوزاعي على مالك، فلما خرجا قال: أحدهما أكثر علما من صاحبه، و لا يصلح للإمامة، و الآخر يصلح للإمامة - يعني الأوزاعي للإمامة - و لا يصلح سفيان، قال:

لم يكن لمالك في سفيان رأي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(6) ، نا علي بن الحسن النسائي الرّقي، نا سلمة(7) بن سعيد، قال:

قال مالك: و ذكر عنده الأوزاعي فقال: كان إماما يقتدى به.

أنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و نا عنه أبو البركات بن أبي طاهر، نا أبو بكر الخطيب،

ص: 166


1- من هذا الطريق، سير أعلام النبلاء 112/7.
2- من طريق أحمد بن حنبل رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 112/7.
3- في سير الأعلام: أحدهما أكثر علما من صاحبه.
4- المعرفة و التاريخ 726/1.
5- المعرفة و التاريخ 722/1.
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 440/1.
7- الأصل و م: مسلمة، و المثبت عن أبي زرعة.

أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ، نا سليمان بن أحمد بن أيوب الطّبراني، نا أبو زرعة الدمشقي، نا أبو الحسن - هو النسائي - نا سلمة بن سعيد، قال: سمعت مالكا، و ذكر عنده الأوزاعي، فقال: ذلك إمام يقتدى به.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو ناصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أنا عمرو بن منصور، نا علي بن الحسن بن صالح النسائي، نا مسلمة(1) بن ثابت ثقة، مأمون.

قال: قال مالك: الأوزاعي إمام يقتدى به(2).

أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، و أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم، أنا محمّد بن إبراهيم الدّينوري، أنا أبو الحسن بن السمسار - إجازة - أنا أبو سليمان بن زبر، نا محمّد بن يوسف الهروي، قال: سمعت محمّد بن عبد الحكم.

جاء أهل الثغر إلى مالك، فقالوا له: إنّ رأي هذين الرجلين قد غلب على أهل الثغر:

سفيان الثوري، و الأوزاعي فرأي من ترى نأخذ؟ فقال مالك: كان الأوزاعي عندنا إماما.

قرأت بخط أبي نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي، ثم أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن عبد العزيز بن أحمد عنه، أنا القاضي يوسف بن القاسم، أنا عبد اللّه بن محمّد القزويني، نا أحمد بن سعيد الزهري، نا أبو جعفر النّفيلي، عن يحيى بن سعيد القطان، عن مالك بن أنس قال:

اجتمع عندي الأوزاعي و سفيان الثوري، و أبو حنيفة، فقلت: فأيهم وجدته أكثر علما؟ قال: كان أرجحهم الأوزاعي(3).

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الفتح(4) نصر بن إبراهيم، عن أبي الحسن(5) بن السمسار، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا مكحول البيروتي، نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن العنبري، نا أبو زيد بن أبي الغمر، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن مالك أنه

ص: 167


1- بالأصل: سلمة، و المثبت عن سير أعلام النبلاء و تاريخ الإسلام.
2- سير أعلام النبلاء 112/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 486.
3- البداية و النهاية بتحقيقنا 124/10.
4- استدركت على هامش م.
5- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م.

سئل عن سكنى السواحل بالدربة، قال مالك: قد سكنها قوم صالحون منهم عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي.

قرأت بخط أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد: وجدت في كتاب أحمد بن إبراهيم بن تمام، نا محمّد بن إبراهيم بن مروان، نا محمّد بن أبي غسان، قال: سمعت الحارث بن مسكين يقول: سمعت عبد الرّحمن بن القاسم يقول: جئت يوما إلى منزل مالك بن أنس فوجدت سفيان الثوري، و عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي خارجين من عنده، فدخلت إلى مالك، فقلت له: أبا عبد اللّه، لقيت الساعة الأوزاعي و الثوري خارجين من عندك، فقال لي:

أما أحدهما فمن الراسخين في العلم - يريد عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر بن شيبة، نا جدي يعقوب، حدثني الحارث بن مسكين، قال:

قيل إنّ الأوزاعي دخل على مالك فجلسا جميعا و تذاكرا، فلما خرج الأوزاعي سئل ما لك: كيف رأيت الأوزاعي ؟ قال: رأيت الأوزاعي رجلا صالحا.

أخبرنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر(1) ، أنا علي بن الخضر بن سليمان بن سعيد، أنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي، أنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصّمد، حدثني الحسن بن حبيب، نا أبو زرعة النّصري(2) ، حدثني عبد الملك بن الأصبغ، و كان ثقة، قال: سمعت عبيد بن حبّان يقول: قال مالك بن أنس: أتاني الأوزاعي فسلّم عليّ، قال: فرأيت من هديه، و جعل يصفه.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن أحمد [(3) ، و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه، ثم أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد] بن محمّد البزار(4) ، أنا أبو علي(5) ، قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ، نا محمّد بن علي بن حبيش(6) ، نا عبد اللّه بن أبي داود، نا العباس بن الوليد بن مزيد، عن عقبة بن علقمة أو غيره، قال:

ص: 168


1- المشيخة 129 /أ.
2- عن م و بالأصل: البصري، و هو عبد الرحمن بن عمرو، أبو زرعة النصري، ترجمته في تهذيب الكمال 308/11، و قد تقدمت ترجمته قريبا.
3- ما بين الرقمين ليس في م.
4- في م: البزاز، قارن مع المشيخة 89 /ب.
5- يعني أبو علي الحداد، و السند معروف.
6- الأصل: حسن، تصحيف، و المثبت عن م، و انظر حلية الأولياء 146/6.

حججت مع الأوزاعي، فلما قدمنا المدينة اجتمع معه مالك، و نحن معه و أصحاب مالك معه، فلم يتذاكرا شيئا من العلم إلاّ ذهب الأوزاعي عليه فيه، فقلنا لأصحاب مالك:

كيف ترون صاحبنا من صاحبكم ؟ قالوا: لو لم يكن لصاحبكم إلاّ سمته لأقررنا له.

و هذه الحكاية محفوظة عن عباس بإسناد آخر غير هذا.

قرأت بخط أبي محمّد التميمي، وجدت في كتاب أحمد بن إبراهيم بن تمام، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان، نا عبد الصمد بن عبد اللّه، نا العباس بن الوليد بن مزيد(1) ، حدثني عباس بن نجيح، نا عون بن حكيم، قال:

حججت مع الأوزاعي و كان حجاجا، فلما أتينا المدينة أتى المسجد، فبلغ مالك مقدمه، فأتاه، فسلّم عليه، قال: فجلسا بين الظهر و العصر يتذاكران الفقه، فلا يذكرون بابا من أبواب العلم إلاّ ذهب الأوزاعي عليه، ثم صلّيا العصر، فعادوا المذاكرة، فلم يزل الأوزاعي على تلك الحال حتى اصفرّت الشمس، فناظره مالك في كتاب المكاتب و المدبر، فخالفه فيه، فلما صلّيا المغرب، قلت لأصحابه: كيف رأيتم صاحبنا من صاحبكم ؟ فقالوا: لو لم يكن في صاحبكم إلاّ سمته لأقررنا بفضله.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرني أحمد بن عبد اللّه بن حمشاد، نا الحسن بن الحسين بن منصور، نا محمّد بن عبد الوهاب، سمعت الحسين بن منصور يقول:

اجتمع مالك و الأوزاعي في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فتناظرا في المغازي فغمزه الأوزاعي، ثم تناظرا في الفقه فغمزه مالك(2).

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، أنا أبو زرعة(3) ، حدثني محمود بن خالد، عن أبيه، قال: قال لي سفيان الثوري - و ذكر ثور بن يزيد، و المطعم بن المقدام، و الأوزاعي - فقال: أين كانا منه ؟ أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، حدثني أبو سعيد أحمد بن محمّد بن رميح، نا أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد اللّه المروزي

ص: 169


1- في م: مرثد. تصحيف.
2- البداية و النهاية بتحقيقنا 124/10.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 266/1.

- بمرو - نا محمّد بن سعيد الطبري، نا سليمان بن داود الشّاذكوني(1) ، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول:

اجتمع الأوزاعي و الثوري بمنى(2) ، فقال الأوزاعي للثوري: لم لا ترفع يديك في خفض الركوع و رفعه ؟ فقال الثوري: نا يزيد بن أبي زياد(3) ، فقال: الأوزاعي: أروي لك عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم و تعارضني بيزيد بن أبي زياد - يريد رجل ضعيف الحديث - و حديثه مخالف للسنة(4) ، قال: فاحمرّ وجه سفيان الثوري، فقال الأوزاعي: كأنك كرهت ما قلت ؟ قال الثوري: نعم، قال الأوزاعي: فمرّ بنا إلى المقام نلتعن أينا على الحق، قال: فتبسّم الثوري لما رأى الأوزاعي قد احتدّ - زاد غير البيهقي: و قال: أنت المغرم -.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا عبيد اللّه بن عمر، نا يحيى بن سعيد، قال: كنا بمكّة، و كان الأوزاعي بها، فخرج، فلقيني سفيان الثوري على الصفا، فقال لي: خرج الأوزاعي ؟ قلت:

نعم، قال: خذ أحدثك عنه أحاديث لم تسمعها منه، فحدثني أحاديث لم أسمعها منه.

أنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(5) ، حدثني يزيد بن محمّد، نا محمّد بن عثمان قال: سألت سعيد بن بشير عن الأوزاعي فقال: ما رأيت أحدا أشبه بأهل العلم منه.

قال: و نا أبو زرعة(6) ، حدثني [الوليد بن عتبة، نا](7) الوليد بن مسلم، قال: قال لي سعيد بن عبد العزيز: هل رأيت أبا عمرو الأوزاعي ؟ قلت: نعم، قال: فاقتد به، فلنعم المقتدى به.

أخبرنا خالي القاضي(8) أبو المعالي محمّد بن يحيى بن علي القرشي(9) ، أنا أبو

ص: 170


1- سير أعلام النبلاء 112/7 و البداية و النهاية بتحقيقنا 124/10.
2- البداية و النهاية: في مسجد الخيف.
3- و تمامه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه إلى قريب من أذنيه، ثم لا يعود (انظر سنن أبي داود رقم 749).
4- عن سير أعلام النبلاء و م، و بالأصل: مخالف السنّة.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 266/1.
6- تاريخ أبي زرعة 263/1.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م، و انظر تاريخ أبي زرعة.
8- كتبت في م فوق السطر.
9- كتبت في م فوق السطر.

القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر بن الجبّان، أنا أبو عمر بن فضالة، نا أحمد بن أنس بن مالك، نا الوليد بن عتبة، نا الوليد بن مسلم، قال: قال سعيد بن عبد العزيز: أ ما رأيت ابن عمرو الأوزاعي ؟ قلت: بلى، قال: فاقتد به، فقد كفاك من كان قبله.

أخبرنا [أبو(1) الحسين هبة اللّه بن الحسن (2)- إذنا - و] أبو عبد اللّه الخلال - شفاها (3)- أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(4).

نا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان، نا إبراهيم بن عمر(5) بن أبي الوزير، قال:

سمعت سفيان بن عيينة يقول: كان الأوزاعي إماما - يعني إمام زمانه -.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن محمّد الحنّائي، أخبرهم أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان السلمي، أنا أبو بكر محمّد بن بركة برداعس، نا يوسف بن سعيد، نا علي بن بكار(6) ، قال: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول:

ما رأيت مثل رجلين: الأوزاعي و الثوري، فأما الأوزاعي فكان رجل عامة، و أمّا الثوري، فكان رجل خاصة نفسه، و لو خيّرت لهذه الأمة لأخترت لها الأوزاعي.

قال علي بن بكار: فقلت في نفسي: لو خيّرت لهذه الأمة اخترت لها أبا إسحاق الفزاري.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(7) ، حدثني علي بن الحسن النّسائي، حدثني محمّد بن حمير - و كان من خيار الناس - قال:

سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: لو قيل لي اختر للأمة، لاخترت الأوزاعي.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - بقراءتي عليه - عن أبي الفضل بن الحكاك، أنا أبو نصر

ص: 171


1- ما بين الرقمين ليس في م.
2- الأصل: الحسين، تصحيف، و السند معروف.
3- بعدها في م: قالا.
4- الجرح و التعديل 266/5.
5- كذا بالأصل و م، و في الجرح و التعديل: عمرو.
6- سير أعلام النبلاء 113/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 486.
7- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 266/1.

الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا إبراهيم بن يعقوب، حدثني علي الرافقي، قال: سمعت محمّد بن حمير يقول: سمعت أبا إسحاق يقول:

لو قيل لي اختر لهذه الأمة سفيان أو الأوزاعي، لاخترت لها(1) الأوزاعي، لأنه كان أكثر توسعا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي(2) ، نا عبد اللّه بن محمّد بن ناجية، نا أبو همّام، قال: سمعت أبا أسامة يقول: حدثني الفزاري عن الأوزاعي و كان و اللّه إماما إذ لا نصيب اليوم إماما.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ، نا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن إسحاق الأسفرايني، نا أبو بكر بن رجاء، نا محمّد بن أسد الجويني، نا الوليد بن مسلم، قال: قال إبراهيم بن محمّد الفزاري، لو أن الأمة أصابتها شدة و الأوزاعي فيهم لرأيت لهم أن يفزعوا إليه.

قال: و أنا عبد اللّه، أنا مخلد بن جعفر الدقاق، نا محمّد بن جرير، حدثني العباس بن الوليد بن مزيد، نا محمّد بن عبد الوهاب بن هشام بن الغاز، قال:

كنا عند أبي إسحاق الفزاري يوما، فذكر الأوزاعي، فقال: إن ذاك رجل كان شأنه عجيبا، قال: فقال بعض أهل المجلس: و ما كان عجبه يا أبا إسحاق ؟ قال: يسأل عن الشيء عندنا فيه الأثر فيقول: ما عندي فيه شيء، و أنا أكره التكلف، و لعله سيلي بلجاجة السائل حتى يردد عليه، فلا يعدو الأثر الذي عندنا، فقال بعض أهل المجلس: هذا شبيه بالوحي يا أبا إسحاق، قال: فأغضبه ذلك و قال: من هذا نعجب كان و اللّه يرد الجواب كما هو عندنا في الأثر، و لا يقدّم منه مؤخرا، و لا يؤخر منه مقدما.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي يعقوب، حدثني مسدّد بن مسرهد، حدثني ابن داود - يعني عبد اللّه - بن نهيم(3) ، عن أبي إسحاق الفزاري، قال:

ص: 172


1- يعني: الخلافة. كما أوضح الذهبي في سير أعلام النبلاء 113/7.
2- الأصل: علي، تصحيف، و المثبت عن م.
3- كذا رسمها في م، بدون إعجام و في الأصل: «عبد اللّه عن لهم».

ما رأيت أحدا كان أشد تواضعا من الأوزاعي، و لا أرحم بالناس منه، و إن كان الرجل ليناديه فيقول: لبيك.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم - إذنا - عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن إسحاق الحلبي، نا أبو العباس أحمد بن عبد اللّه بن علي الفرائضي الرازي - ببغداد - نا أبو شعيب الحرّاني، نا عبد اللّه بن صالح السّمرقندي، حدثني محمّد بن صالح بن أخت نعيم بن حمّاد، قال: سمعت ابن المبارك يقول:

لو قيل لي: اختر لهذه الأمة لاخترت سفيان الثوري و الأوزاعي، و لو قيل لي اختر أحدهما لاخترت الأوزاعي لأنه أوفق الرجلين(1).

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا أبو علي الحسين بن علي الحافظ، أنا عبد اللّه بن محمود المروزي، نا محمّد بن عبد اللّه بن قهزاد(2) ، قال: سمعت علي بن الحسن(3) بن شقيق(4) يقول:

كنت في عقد أبي حمزة السكري جالسا مع أبي حمزة إذ جاء عبد اللّه بن المبارك، فقال له أبو حمزة: يا أبا عبد الرّحمن ليث بن سعد من هو؟ رشدين بن سعد من هو؟ سعد من هو؟ حيوة بن شريح من هو؟ قال: و عبد اللّه ساكت، حتى قال الأوزاعي من هو؟ فلم يصبر عبد اللّه في الأوزاعي فقال: يا أبا حمزة لو رأيت الأوزاعي لرأيت قرّة عين ريحانة، فقال أبو حمزة: هكذا، و جعل يتعجب، و عبد اللّه يصفه بأشياء.

أنبأنا أبو علي الحداد.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، نا أبو بكر الخطيب.

قالا: أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أبو يوسف يعقوب بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد، حدثني نصر بن علي، قال:

ص: 173


1- سير أعلام النبلاء 113/7.
2- رسمها مضطرب بالأصل و بدون إعجام، و في م: «قهراد» و الصواب ما أثبت. و ضبطت اللفظة بضم القاف و سكون الهاء ثم زاي عن تقريب التهذيب. انظر ترجمته في تهذيب الكمال.
3- بالأصل: الحسين، تصحيف، و الصواب عن م.
4- الأصل: سفيان، تصحيف، و الصواب ما أثبت، فقد ذكر المزي من شيوخ ابن قهزاد: علي بن الحسن بن شقيق.

قال عبد اللّه بن داود الخربيي، كان الأوزاعي أفضل أهل زمانه(1).

أخبرنا أبو علي الحسن(2) بن علي(3) ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر، نا أبي، نا أبو بكر محمّد بن خريم بن محمّد بن مروان، نا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أبا أسامة(4) قال:

رأيت الأوزاعي و سفيان، فلو خيّرت للأمة لاخترت الأوزاعي، لأنه كان أحلم الرجلين.

و قال غيره عن ابن الحواري: أعلم الرجلين.

و هو وهم.

أنبأنا أبو القاسم الشحامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرني محمّد بن عمر، نا محمّد بن المنذر، و نا أبو داود السّجزي، نا سهل بن عثمان العسكري، قال:

سمعت وكيعا و سئل عن أفضل من أدركت ؟ قال: كان عندنا سفيان، و مسعر، و بالبصرة: ابن عون، و بالشام: الأوزاعي.

أنا(5) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي، قال: سمعت الحسن بن عثمان التستري(6) يقول: نا عبد الرّحمن بن عمر رستة(7) ، قال: سمعت عبد الرّحمن بن مهدي(8) يقول:

إنما الناس في زمانهم أربعة: حمّاد بن زيد بالبصرة، و سفيان بالكوفة، و مالك بن أنس بالحجاز، و الأوزاعي بالشام.

قال: و أنا أبو أحمد، نا محمّد بن جعفر المطيري، نا يزيد بن الهيثم، نا بشار الخفاف، قال: قال عبد الرّحمن بن مهدي:

ص: 174


1- من طريق الخريبي، نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 113/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 487.
2- بالأصل: بن الحسن.
3- بعدها في م: بن أشليها.
4- من طريقه في سير أعلام النبلاء 113/7.
5- في م: أخبرنا.
6- في م: البشري.
7- ترجمته في سير أعلام النبلاء 242/12.
8- من طريقه نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 113/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 487.

الأئمة ممن أدركنا أربعة: الأوزاعي، و حمّاد بن زيد، و سفيان الثوري، و مالك بن أنس.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، حدثني محمّد بن إبراهيم بن يونس البزّار بالري، نا محمّد بن موسى الحلواني، نا عمرو بن علي، قال: سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول:

الأئمة في الحديث أربعة: مالك بن أنس بالمدينة، و الأوزاعي بالشام، و سفيان بالكوفة، و حمّاد بن زيد بالبصرة.

حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد [بن](1) الفضل - إملاء - أنا أبو طالب أحمد بن محمّد بن أحمد القرشي، أنا محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن، نا القاضي أبو محمّد عم أبي، نا علي بن سعيد العسكري، نا زيد بن أخرم الطائي، قال: سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول:

العلماء عندنا أربعة: سفيان الثوري بالكوفة، و مالك بن أنس بالمدينة، و الأوزاعي بالشام، و حمّاد بن زيد بالبصرة.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن علي بن الحسن(2) ، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، قال: سمعت محمّد بن ثعلبة الرّبعي يقول:

سمعت ابن عراس يقول: قال عبد الرّحمن بن مهدي:

أدركت الأئمة أربعة: ثلاثة منهم رأيت، و واحد لم أره: مالك بن أنس، و حمّاد بن زيد، و بشر بن المفضّل، و الأوزاعي بالشام، و لم أره.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الكتاني(3) ، و أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن ريش، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن أحمد بن داود بن يسار بن أبي عتاب، نا إبراهيم بن سفيان المروزي، نا أبو قدامة السّرخسي، قال:

سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول:

إذا رأيت العراقي يذكر: مالك بن مغول، و سفيان الثوري و زائدة بن قدامة، و أبا

ص: 175


1- زيادة عن م.
2- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م.
3- الأصل و م: الكناني، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.

الأحوص فاطمئن إليه، و إذا رأيت البصري يذكر: أيوب، و يونس، و ابن عون، و سليمان التيمي فاطمئن إليه، و إذا رأيت الشامي يذكر الأوزاعي، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و سعيد بن عبد العزيز فاطمئن إليه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان(1) ، نا العباس بن الوليد بن صبح، حدثني عبيد بن أبي السّائب(2) ، أنا بقية، قال: أنا الممتحن(3) الناس بالأوزاعي فمن ذكره بخير عرفنا أنه صاحب سنّة، و من طعن عليه عرفنا أنه صاحب بدعة.

أخبرنا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال(4): و سمعت رجلا يقول لأبي نعيم: ما كان بالشام أحد؟ قال: بلى، كان به الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و موسى بن علي بن رباح(5).

أخبرنا أبو العباس محمّد بن أحمد بن محمّد الخليلي، أنا أبو الحسن بن حمزة، أنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن شاذان، نا أبو الحسن محمّد(6) بن علي بن محمّد بن الحسن الأسفرايني، نا أبو العباس الأصم، قال: سمعت العباس بن الوليد يقول: قال أبي:

كفانا بالأوزاعي من كان قبله.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين(7) ، أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي(8) سنة خمس و أربعين و أربعمائة نا أبو بكر محمّد بن عبد الرحمن بن أبي المغيث، نا القاضي أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، نا أبو عبد الرّحمن خالد بن روح بن أبي حجير(9) الثقفي، نا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، قال: سمعت أبي، و عقبة بن علقمة يقولان:

ص: 176


1- المعرفة و التاريخ 408/2.
2- في المعرفة و التاريخ: عبيد اللّه، تصحيف.
3- في الأصل: «انا ليمتحن» و في م: «انا لممتحن» و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 461/1.
5- ترجمته في تهذيب التهذيب 363/10 (ط الهند) و الجرح و التعديل 135/1/4.
6- «في م: أبو الحسن علي».
7- الأصل: الحسن، تصحيف، و هو محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 437/19 من شيوخه أبو علي الأهوازي، روى عنه الحافظ ابن عساكر.
8- ترجمته في سير أعلام النبلاء 13/18.
9- في م: ابن أبي حجر.

ما رأيت أحدا كان أسرع رجوعا إلى الحق إذا سمعه من الأوزاعي، و كان يقول: امروا حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، و أبو نصر غالب بن أحمد، قالا: أنا أبو عبد اللّه الدّينوري، أنا أبو الحسن بن السمسار - إجازة - أنا أبو سليمان بن زبر، نا محمّد بن جعفر بن ملاّس، نا العباس بن الوليد بن مزيد(1) ، أخبرني أبي قال:

ما سمعت من الأوزاعي كلمة قط إلاّ احتاج مستمعها إلى إثباتها.

أخبرنا أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الدّيلمي(2) ، و أبو الفرج غياث بن أبي سعد بن علي الرفاء المطرّز، و أبا المفاخر المؤيد بن عبد اللّه بن عبدوس، قالوا: أنا أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه بن محمّد بن عبدوس، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن حمدويه الطوسي، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، قال: سمعت العباس بن الوليد البيروتي قال: سمعت أبي يقول:

ما رأيت الأوزاعي قط ضاحكا مقهقها(3) ، و كان إذا أخذ في الفرائض كثر تبسّمه معهم، و لا رأيته باكيا قط.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(4) ، حدثني محمود - يعني: ابن خالد - سمعت الوليد بن مسلم، يقول:

كان الأمر لا يتبين على الأوزاعي حتى يتكلم، فإذا تكلم جلّى و ملأ القلب.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا أبو بكر بن رجاء، نا محمّد بن أسد، نا الوليد بن مسلم، سمعت صدقة بن عبد اللّه يقول: ما رأيت أحدا أحلم و لا أكمل، و لا أجمل فيما حمل(5) من الأوزاعي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن

ص: 177


1- الأصل: «يزيد» و في م: «مرثد» كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت.
2- المشيخة 80 /أ.
3- البداية و النهاية بتحقيقنا 124/10.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 623/1.
5- الأصل و م، و في المختصر 320/14 جمل.

الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان(1) ، نا أبو عمير(2) ، قال: سمعت ضمرة يقول: ما رأيت أحدا أشد(3) أمرا منه - يعني فلانا و الأوزاعي -.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن(4) محمّد، أنا محمد بن(5) محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد، نا أبو عمير، نا ضمرة، قال: ما رأيت أحدا أشدّ في دينه من الأوزاعي، و ابن أبي داود(6).

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد(7) ، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا عبد اللّه بن العباس، نا الوليد، نا أبي، نا عقبة بن علقمة، قال: سمعت موسى بن يسار قال:

ما رأيت أحدا انظر و لا أتقى للغلّ عن الإسلام من الأوزاعي.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، قال: سمعت أبا العباس محمّد بن يعقوب يقول.

و أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن العميري، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى، نا محمّد بن يعقوب الأصم، قال: سمعت العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي يقول: سمعت عقبة بن علقمة يقول:

سمعت موسى بن يسار، و قد كان صحب مكحولا - زاد ابن موسى: أربع عشرة سنة - و أقام معه، و قالا: يقول: ما رأيت أحدا قط أحدّ نظرا و لا أنقى للغل عن الإسلام من الأوزاعي.

ص: 178


1- المعرفة و التاريخ 409/2.
2- هو عيسى بن محمد بن النحاس الرملي.
3- كذا بالأصل و م و في المعرفة و التاريخ: أسدّ أمرا.
4- بالأصل: نا، و المثبت عن م.
5- بالأصل: «أنا أحمد محمد بن داود» و المثبت عن م.
6- في م: رواد.
7- بعدها في م: «و أبو القاسم غانم بن محمد. و أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد أن أبو علي الحداد».

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم، عن أبي الحسن بن السمسار، أنا أبو سليمان بن زبر، نا محمّد بن زياد، نا عليل الرازي، حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو، نا طلق بن السّمح، نا ضمام بن إسماعيل أن محمّد بن عجلان قال:

ما أعلم مكان أحد أنصح للمسلمين من الأوزاعي.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال:

و سمعت أحمد بن حنبل يقول: كان الأوزاعي من الأئمة.

قال(1): و سمعت أحمد بن حنبل سئل عن سفيان و مالك إذا اختلفا في الرأي، قال:

مالك أكبر في قلبي، قلت: فمالك و الأوزاعي ؟ قال: مالك أحبّ إليّ، و إن كان الأوزاعي من الأئمة، قيل له: فمالك و إبراهيم ؟ قال: - كأنه شنعه (2)- ضعه مع أهل زمانه.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد بن عدي، قال:

سمعت عبدان الأهوازي يقول: سمعت أبا زرعة الدمشقي يقول:

سألت أحمد بن حنبل عن أصحاب يحيى بن أبي كثير، فقال: هشام، قلت: ثم من ؟ قال: ثم أبان، قلت: ثم من ؟ قال: فذكر آخر.

قال: أنا عبدان نسبته أنا، قال: قلت له: فالأوزاعي ؟ قال: الأوزاعي إمام.

قال: و أنا أبو أحمد، أنا زكريا الساجي، نا أحمد بن محمّد، قال: سمعت أحمد بن حنبل، و ذكر أصحاب يحيى بن أبي كثير، فقال هشام: نرجع إلى كتاب الأوزاعي حافظ، و ذكر غيرهما.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمّد، أنا أبو علي الأهوازي، أنا عمران بن الحسن بن يوسف الخفاف، نا علي بن داود الورثاني(3) ، نا القاسم بن العباس المعشري، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: العلماء أربعة: الثوري، و أبو حنيفة، و مالك، و الأوزاعي(4).

ص: 179


1- القائل: أبو زرعة الدمشقي، و الخبر في تاريخه 439/1.
2- الأصل: «بشعه» و في م: «شعبه» كلاهما تحريف، و المثبت عن تاريخ أبي زرعة.
3- هذه النسبة بفتح الواو و الثاء، نسبة إلى ورثان من قرى شيراز في ظن السمعاني (الأنساب).
4- البداية و النهاية بتحقيقنا 124/10.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال:

و قلت ليحيى بن معين، و ذكرت له الحجة فقلت: محمّد بن إسحاق منهم ؟ فقال: كان ثقة، إنّما الحجة عبيد اللّه بن عمر، و مالك، و الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي(1) ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي يعقوب، نا محمّد بن إسماعيل، عن أبي داود، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: الأوزاعي ثقة، و هو أحبّ إليّ من عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ثقة، و الأوزاعي في الزهري ليس بذاك، أخذ كتاب الزهري من الزبيدي.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حميد، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس، قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول:

و سألته - يعني يحيى بن معين - عن الأوزاعي ما حاله في الزهري ؟ فقال: ثقة، قلت:

أين يقع من يونس ؟ قال(2): يونس أسند عن الزهري، و الأوزاعي ثقة أقل ما روى الأوزاعي عن الزهري.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال:

سمعت يحيى بن معين يقول: و قيل له في حديث سفيان، فقال: يكتب حديث سفيان، و رأى سفيان، و يكتب حديث مالك، و رأى مالك، و يكتب رأي حسن بن صالح، و يكتب رأي الأوزاعي، فإن هؤلاء ثقات.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، نا إبراهيم بن الجنيد، قال:

سمعت يحيى بن معين يقول: قيل ليحيى: أيما أثبت سفيان - يعني ابن عيينة - أو

ص: 180


1- في م: أبو عمر بن بندار.
2- في م: فقال.

الأوزاعي ؟ فقال: سفيان ليس به بأس، و الأوزاعي أثبت منه، قلت ليحيى: أيما أكبر الأوزاعي أو سفيان بن عيينة ؟ قال: الأوزاعي أكبر من سفيان بن عيينة.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا محمّد بن داود بن سليمان أبو بكر، نا محمّد بن سليمان بن خلف العبدي، قال: سمعت أحمد بن خليل يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول:

إذا اجتمع سفيان الثوري، و مالك بن أنس، و الأوزاعي على أمر فهو سنّة(1) ، و إن لم يكن في كتاب ناطق، فإنّهم أئمة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: نا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد أخبرنا أبي(2) قال:

أبو عمرو عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي، شامي، ثقة، من خيار الناس.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو الحسن بن عوف، أنا عبد اللّه بن عمر الحيان، أنا محمّد بن بركة القنّسريني، قال: سمعت علي بن أحمد الجوزجاني، قال: سمعت أبا حفص الفلاس يقول:

الأئمة خمسة: الأوزاعي بالشام، و الثوري بالكوفة، و مالك بالحرمين، و شعبة و حمّاد بن زيد بالبصرة.

أخبرنا أبو محمّد أيضا، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي قال:

و الأوزاعي اسمه عبد الرّحمن بن عمرو، و كنيته أبو عمرو، و هو ثقة ثبت، إلاّ روايته عن الزهري خاصة فإن فيها شيئا، و قد روى عنه يحيى بن أبي كثير، و مالك بن أنس، و سفيان الثوري.

ص: 181


1- تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 487 و سير أعلام النبلاء 116/7. و عقب الذهبي في سير الأعلام بقوله: قلت: بل السنّة ما سنّه النبي صلى اللّه عليه و سلم و الخلفاء الراشدون من بعده، و الإجماع ما اجتمعت عليه علماء الأمة قديما و حديثا. و مراد إسحاق: أنهم إذا اجتمعوا على مسألة فهو حق غالبا.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 296.

قال أحمد بن حنبل(1): حديث الأوزاعي عن يحيى مضطرب.

أخبرنا [أبو(2) الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و] أبو عبد اللّه الخلال - شفاها (3)- أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال(4):

سئل أبي عن الأوزاعي، فقال: الأوزاعي ثقة(5) ، متبع، لما سمع.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو محمّد جدي، أنا أبو علي الأهوازي، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو علي الأنصاري نا(6) أبو الفضل جعفر الطير حوري صاحب المظالم بحلب، عمّن حدثه، عن أبي النّضر، قال: سأل هارون الرشيد عن أفاضل العلماء، فقيل له:

الأوزاعي بالشام، و الثوري بالكوفة، و مالك بالمدينة، فقال: من أفضلهم ؟ قالوا: أمّا الأوزاعي فمعه السنة و الفقه و الحديث، قال: فبعث إليه ليحمل إلى العراق، فقيل(7) له: قد توفي.

لا أحسب هذه الحكاية محفوظة، فإنّ الأوزاعي مات قبل ولاية هارون بمدة، فلا يخفى موته على هارون، و في إسنادها(8) من يجهل.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا أبو بكر الخطيب، حدثني محمّد بن علي الصوري، قال: سمعت عبد الغني بن سعيد الحافظ يقول:

حديث الأوزاعي، و عمرو بن الحارث شهادات كله، حدثني قال: حدثني.

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر(9) ، حدثنا(10) أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد المرادي عنه، أنا أبو بكر أحمد(11) بن الحسين بن علي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ، أخبرني محمّد بن يوسف الدّقيقي، قال: سمعت أبا حامد بن الشّرقي

ص: 182


1- سير أعلام النبلاء 113/7.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- بعدها في م: قالا.
4- الجرح و التعديل 267/5.
5- الجرح و التعديل: فقيه.
6- سقطت من الأصل، و أضيفت عن م.
7- في م: فوجدوه قد توفي.
8- في م: إسناده.
9- في م: عمرو، تصحيف.
10- في م: حدثنا عنه.
11- بالأصل: بن أحمد.

الحافظ يقول: سمعت محمّد بن إسحاق يذكر عن الربيع بن سليمان، قال: سمعت الشافعي يقول: ما رأيت رجلا أشبه فقهه بحديثه من الأوزاعي(1).

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ، نا أحمد بن عبيد اللّه بن محمود، قال:

سمعت أبا أحمد عبيد اللّه بن محمّد الفقيه الدّينوري يقول: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن علي القاضي بالدّينور يقول: سمعت أبا حاتم الرازي يقول: سمعت أحمد بن سنان الواسطي يقول: سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول:

سفيان الثوري إمام في الحديث و ليس بإمام في السنّة، و الأوزاعي إمام في السنّة، و ليس بإمام في الحديث، و مالك بن أنس إمام فيهما جميعا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي قال: قلت ليحيى بن معين:

إن الأوزاعي حدّث عن عبد اللّه بن عبيد بن عمير الليثي، عن أبيه، عن جده عمير بن قتادة، قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يرفع يديه مع كل تكبيرة في الصلاة، فأنكر يحيى هذا الحديث و الإسناد.

أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنا أبو صالح أحمد بن عبد اللّه، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: الأوزاعي يقال: إنه أخذ الكتاب من الزبيدي - كتاب الزهري - و سمعه من الزهري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، حدثني محمّد بن عبد الرحيم، قال:

قال علي: الأوزاعي مقارب الحديث.

و قال ليث بن سعد: إنّما أخذ كتابه - يعني عن الزهري -.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، قال:

سمعت أبا علي الشافعي - يعني الحسين بن يحيى بن زكريا - يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن عبد اللّه الشافعي يقول: سمعت إبراهيم بن إسحاق الحربي يقول(2):

ص: 183


1- سير أعلام النبلاء 113/7.
2- سير أعلام النبلاء 113/7.

سألت أحمد بن حنبل، قلت: ما تقول في مالك بن أنس ؟ قال: حديث صحيح، و رأي ضعيف، قلت: فالأوزاعي ؟ قال: حديث ضعيف و رأي ضعيف، قلت: فأبو(1) حنيفة ؟ قال:

لا رأي و لا حديث، قلت: فالشافعي، قال حديث صحيح، و رأي صحيح.

آخر الجزء التاسع و التسعين بعد...(2).

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن الحسين(3) بن المنذر القاضي، و الحسن(4) بن أبي بكر، قالا: أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، قال: سمعت إبراهيم بن إسحاق الحربي يقول: سمعت أحمد بن حنبل، و سئل عن مالك.

ح و أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد الفارسي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن علي بن السّقّا الأسفرايني، نا أبو بكر الشافعي - يعني البغدادي - قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول:

سئل أحمد بن حنبل عن مالك بن أنس، فقال: حديث صحيح و رأي ضعيف، و سئل عن الأوزاعي، فقال: حديث ضعيف و رأي ضعيف، و سئل عن الشافعي فقال: حديث صحيح و رأي صحيح، و سئل عن آخر، فقال: لا رأي و لا حديث.

قال أحمد البيهقي: قوله في الأوزاعي حديث ضعيف يريد به بعض ما يحتج به لا أنه ضعيف في الرواية، و الأوزاعي ثقة في نفسه، لكنه قد يحتج في بعض مسائله بحديث من عساه لم يقف على حاله، ثم يحتج بالمراسيل و المقاطيع، و ذلك بيّن في كتبه(5).

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، نا عبد الرّحمن - يعني - بن الحسن بن منصور بن شهريار الذهبي، نا إبراهيم بن هانئ، نا عثمان بن صالح، أنا ابن وهب، أخبرني مسلمة بن علي، عن الأوزاعي، قال:

كان السلف إذا صدع الفجر أو قبله شيئا كأنما على رءوسهم الطير مقبلين على أنفسهم،

ص: 184


1- في سير أعلام النبلاء: «قلت: ففلان ؟» بدل: فأبو حنيفة.
2- غير واضح بالأصل، تركنا مكانه بياضا، و من قوله: آخر الجزء التاسع... ليس في م.
3- الأصل: الحسن، تصحيف و المثبت عن م.
4- في م: الحسين.
5- انظر سير أعلام النبلاء 114/7.

حتى لو أن حميما لأحدهم غاب عنه حينا، ثم قدم ما التفت إليه، فلا يزالون كذلك حتى يكون قريبا من طلوع الشمس، ثم يقوم بعضهم إلى بعض فيتحلقون، فأوّل ما يقتضون فيه أمر معادهم، و ما هم صائرون إليه، ثم يتحلّقون إلى الفقه و القرآن.

أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف في كتابه(1) ، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الفضل الأزجي(2) ، نا أبو سعيد الحسن بن(3) جعفر بن الوضّاح السمسار، نا جعفر بن محمّد الفريابي، نا صفوان بن صالح، نا الوليد(4) ، قال:

رأيت الأوزاعي ببيت(5) في مصلاه يذكر اللّه حتى تطلع الشمس، و يخبرنا عن السّلف:

أن ذلك كان هديهم، و إذا طلعت الشمس قام بعضهم إلى بعض، فأفاضوا في ذكر اللّه، و التفقه في دينه.

كتب إليّ أبو الفتح أحمد بن محمّد الحداد، و حدثني أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل عنه، أنا أبو عبد اللّه سفيان بن محمّد بن الحسين(6) ، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين، نا محمّد بن الحسن المروزي، نا محمّد بن هشام بن أبي الدميك، نا أحمد بن إبراهيم الموصلي، نا حميد بن أبي حميد الرّبعي، عن عبد الرّحمن بن دلهم، عن الأوزاعي قال:

طالب العلم بلا سكينة و لا حلم كالإناء المنخرق، كلما حمل [فيه](7) شيء تناثر.

كتب إليّ أبو سعد محمّد بن محمّد المطرّز، و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد اللّه، ثم أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمد، أنا الحسن بن أحمد، قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ، نا إسحاق بن أحمد بن علي، نا إبراهيم بن يوسف بن خالد، نا أحمد بن أبي الحواري، نا الوليد - يعني ابن مسلم - قال: سمعت الأوزاعي يقول:

ص: 185


1- بعدها في م: «أخبرنا عمي رحمه اللّه، أنا أبو طالب قراءة» و يبدو أن الخبر من مستدركات القاسم على أبيه.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 18/18.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 369/16 و فيها: الحسن بن محمد بن جعفر بن الوضاح.
4- من طريق الوليد بن مسلم رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 114/7.
5- في م و سير أعلام النبلاء: يثبت.
6- في م: الحسن.
7- الزيادة عن م.

إن كنا لنسمع الحديث فنعرضه على أصحابنا كما نعرض الدرهم الزائف على الصيارفة، فما عرفوا أخذنا، و ما أنكروا تركنا.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، نا عبد العزيز بن أحمد الصوفي، أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن(1) القاسم التميمي، أنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه البجلي، نا عبد الرّحمن بن عمرو بن صفوان، حدثني أحمد بن أبي الحواري، نا الوليد بن مسلم، قال:

سمعت الأوزاعي يقول:

كنا نسمع الحديث فنعرضه على أصحابنا كما يعرض الدرهم الزّيف، فما عرفوا منه أخذنا، و ما أنكروا منه تركنا.

قال: و حدثنا عبد الرّحمن بن عمرو بن صفوان النّصري، حدثني عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان، نا بقية بن الوليد، قال: سمعت الأوزاعي يقول:

تعلم ما لا يؤخذ به كما تعلم ما يؤخذ به.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا أحمد بن علي بن الحسن المدائني، نا محمّد بن أصبغ بن الفرج، حدثني أبي، نا ضمام(2) بن إسماعيل، عن الأوزاعي.

أنه كان إذا حدّث فقيل له عمّن سمعته قال: ليس لك حملته، إنّما حملته لنفسي عن من أثق به.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني(3) ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(4) ، قال: قال أبو مسهر: نا عقبة(5) صاحب الأوزاعي، قال:

سمعت الأوزاعي يقول: ما اذهب العلم ذهاب الإسناد.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن علي بن أبي المضاء البعلبكّي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن محمّد بن عوف، أنا أبو القاسم الفضل بن جعفر، نا

ص: 186


1- عن م و بالأصل: أبو.
2- ضمام بكسر الضاد و التخفيف. ترجمته في تهذيب التهذيب 402/4.
3- الأصل و م: الكناني، تصحيف و الصواب ما أثبت، مرّ التعريف به.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 317/1.
5- هو عقبة بن علقمة بن جريج المعافري، البيروتي ترجمته في تهذيب التهذيب 246/7 (ط الهند).

سليمان بن محمّد الخزاعي، نا قاسم بن عثمان الجوعي، نا الوليد بن مسلم، قال:

كنا إذا جالسنا الأوزاعي فرأى فينا حدثا، قال: يا غلام قرأت القرآن ؟ فإن قال: نعم، قال: اقرأ يُوصِيكُمُ اللّٰهُ فِي أَوْلاٰدِكُمْ (1) ، فإن قال: لا، قال: اذهب تعلّم القرآن قبل أن تطلب العلم.

أنا(2) أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(3) ، حدثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن عمرو بن أبي سلمة(4) قال:

قلت للأوزاعي في المناولة(5) أقول فيها: حدثنا؟ قال: إن كنت حدثتك فقل، فقلت:

أقول: أخبرنا؟ قال: لا، قلت: فكيف أقول ؟ قال: قل: قال أبو عمرو و عن أبي عمرو.

قال: و نا أبو زرعة(6) ، حدثني صفوان بن صالح، نا عمر بن عبد الواحد(7) ، عن الأوزاعي، قال: دفع إلي يحيى بن أبي كثير صحيفة، فقال: اروها عني، و دفع إليّ الزهري صحيفة فقال: اروها عني.

قال أبو زرعة(8): فحدثني عبد اللّه بن ذكوان، نا الوليد بن مسلم، قال: قال الأوزاعي(9) يعمل بها(10) و لا يتحدث بها(11).

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو(12) المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن

ص: 187


1- سورة النساء، الآية: 10.
2- في م: أخبرنا.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 264/1.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 43/8 (طبعة الهند).
5- المناولة يعني: أن يسلم أحدهم تلميذه كتابا و يسمع له بروايته عنه من دون أن يسمعه منه أو يقرأه عليه و هو الضرب الرابع من ضروب التحمل الثمانية و منها: السماع و العرض و الإجازة و المناولة و المكاتبة و الوصية و الوجادة. (انظر الإلماع ص 79-83).
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 265/1 و سير أعلام النبلاء 114/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 487.
7- ترجمته في تهذيب التهذيب 479/7 (ط الهند).
8- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 264/1 و سير أعلام النبلاء 114/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 487.
9- في تاريخ أبي زرعة: قال الأوزاعي في كتب الأمانة - يعني المناولة -.
10- كذا بالأصل و م و في تاريخ أبي زرعة: «به» في الموضعين.
11- كذا بالأصل و م و في تاريخ أبي زرعة: «به» في الموضعين.
12- في م: «أبو» بسقوط الواو، و هي ضرورية.

محمّد بن المظفر، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العباس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، أنا عبد الرّحمن بن صالح، نا ابن المبارك، عن الأوزاعي، قال:

ما زال هذا العلم عزيزا يتلاقاها الرجال حتى وقع في الصحف، فحمله أو دخل فيه غير أهله.

أنا(1) أبو محمّد المزكي، أنا أبو محمّد التميمي، أنا أبو محمّد العدل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(2) ، حدثني الحسن بن عبد العزيز(3) ، نا الوليد بن مسلم، قال:

سمعت الأوزاعي يقول:

كان هذا الأمر شيئا(4) شريفا، إذ كان الناس يتلاقونه بينهم، فلما كتب ذهب نوره، و صار إلى غير أهله.

أنا(5) أبو بكر محمّد بن الحسين الفرضي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه(6).

ح(7) أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقال.

قالا: أنا أبو الحسين بن بشران.

قالا: أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا سليمان بن أحمد، نا الوليد، قال: كان الأوزاعي يقول:

كان هذا العلم كريما يتلاقاه الرجال بينهم، فلما دخل في الكتب دخل فيه غير أهله.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الحسين بن الفراء، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد - قراءة عليه - نا

ص: 188


1- في م: أخبرنا.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 364/1.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 391/3 (ط الهند).
4- في تاريخ أبي زرعة: الأمر بيّنا سنيا شريفا.
5- في م: أخبرنا.
6- الأصل: زرقويه بتقديم الزاي، و الصواب عن م بتقديم الراء.
7- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و أضيف عن م.

محمّد بن السميط، نا أبو نصر رجاء بن سهل، نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، قال: نكر أصحاب الحديث على الأوزاعي قال: فالتفت إليهم فقال:

كم من حريص جاء يتبع *** ليس بمنتفع و لا نافع

أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن(1) عبد الكريم بن هوازن، أنا أبي، أنا عبد الملك بن الحسن بن محمّد، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، قال: قال محمّد بن عوف بن سفيان(2) ، سمعت هشام بن عمار يقول: سمعت الوليد بن مسلم يقول:

احترقت كتب الأوزاعي زمن الرجفة(3) ثلاثة عشر قنداقا(4) ، فأتاه رجل ينسخها قال:

يا أبا عمرو هذه نسخة كتابك و إصلاحك بيدك، فما عرض لشيء منها حتى فارق الدنيا.

أخبرنا أبو غالب(5) محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم بفيد، أنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق، أنا أبي، نا عبد اللّه بن محمّد بن الحارث، قال: سمعت عبد الصمد بن الفضل يقول: سمعت منصور بن مجاهد البلخي يذرك عن رشدين بن سعد قال: مرّ إبراهيم بن أدهم - رحمه اللّه - بالأوزاعي و حوله الناس، فقال: على هذا عهدت الناس كأنك معلّم و حولك الصبيان، و اللّه لو أن هذه الحلقة على أبي هريرة لعجز عنهم، قال:

فقام الأوزاعي و ترك الناس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي محمّد بن محمّد بن أحمد بن المسلمة، و الحسن بن أحمد بن البنّا، و عبد الواحد بن علي بن محمّد بن فهد، قالوا: أنا علي بن أحمد بن عمر، أنا أبو طاهر بن أبي هاشم شيخنا، نا موسى بن عبيد(6) ، نا ابن أبي سعد، نا الفضل(7) ، قال: و قال أبو مسهر:

كان الأوزاعي لا يلحن(8).

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ،

ص: 189


1- بالأصل: بن عبد بن عبد الكريم، قارن مع م و المشيخة.
2- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 114/7-115 و من طريق هشام بن عمّار في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 487.
3- و هي زلزلة عظيمة أصابت الشام سنة 130 ه فهلك فيها خلق كثير.
4- إعجامها ناقص في م و في تاريخ الإسلام: فنداقا، و القنداق: صحيفة الحساب (اللسان).
5- «أبو غالب» ليس في م.
6- في م: موسى بن عبيد اللّه.
7- في م: المفضل.
8- البداية و النهاية بتحقيقنا 124/10.

حدثني أبو الوليد الفقيه، نا الحسن بن سفيان، نا أحمد بن عيسى المصري، نا بشر بن بكر(1) ، قال:

سئل الأوزاعي فقيل: يا أبا عمرو الرجل يسمع الحديث عن النبي صلى اللّه عليه و سلم فيه لحن أ نقيمه على عربيته ؟ قال: نعم، إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا يتكلم إلاّ بعربي.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(2) ، حدثني الوليد بن عتبة، نا الوليد بن مسلم، سمعت الأوزاعي يقول:

أعربوا الحديث، فإنّ القوم كانوا عربا.

قال: و نا أبو زرعة(3) ، نا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم، قال:

سمعت الأوزاعي يقول: لا بأس بإصلاح الخطأ و اللحن في الحديث.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن أيمن - قراءة - أنا أبو الحسن بن السمسار - إجازة - أنا أبو سليمان بن زبر، أنا أبي، نا عبد اللّه بن عمرو بن أبي سعد الوراق، نا منصور بن أبي مزاحم(4) ، عن أبي عبيد اللّه كاتب المنصور، قال:

كانت ترد على المنصور من الأوزاعي - رحمه اللّه - كتب يتعجب منها و يعجز كتابه عن الإجابة، فكانت تنسخ في دفاتر و توضع بين يدي المنصور، فيكثر النظر فيها استحسانا لألفاظها، فقال لسليمان بن مجالد - و كان من أحظى كتّابه عنده، و أشدهم تقدما في صنعته ينبغي أن تجيب الأوزاعي عن كتبه جوابا تاما، فقال: و اللّه يا أمير المؤمنين ما أحسن ذلك، و إنّما أرد عليه ما أحسن، و إن له نظما في الكتب لا أظن أحدا من جميع الناس يقدر على إجابته عنه، و أنا أستعين بألفاظه على من لا يعرفها ممن نكاتبه في الآفاق.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي - بنيسابور - أنا عبد اللّه بن

ص: 190


1- من طريق بشر بن بكر التنيسي رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 115/7.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 265/1.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 265/1.
4- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 115/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 488 و البداية و النهاية بتحقيقنا 124/10-125.

عدي في كتابه إلينا، نا عمر بن سنان المنبجي، نا هميم بن همّام الطبري، نا هشام بن خالد، نا الوليد بن مسلم، قال: شيعنا الأوزاعي وقت انصرافنا من عنده، فأبعد في تشييعنا حتى مشى معنا فرسخين أو ثلاثة، فقلنا له: أيها الشيخ يصعب عليك المشي على كبر السن، قال: امشوا و اسكتوا، لو علمت أن للّه طبقة أو قوما يباهي اللّه بهم، أو أفضل منكم لمشيت معهم و شيّعتهم، و لكنكم أفضل الناس.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أيوب، أنا أبو الفرج محمّد بن عمر بن محمّد، نا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل، قال:

قرأت على أبي بكر محمّد بن أحمد بن هارون قلت له: أخبركم إبراهيم بن الجنيد، أنا أحمد بن إبراهيم الدّورقي، حدثني الحكم بن موسى(1) ، حدثني الوليد بن مسلم، قال:

ما كنت أحرص على السماع من الأوزاعي حتى رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في المنام، فقيل لي: إنه هاهنا في شبه غار، قال: فدخلت على النبي صلى اللّه عليه و سلم، فإذا الأوزاعي جالس جنبه، قال: فقلت: يا رسول اللّه عن من أحمل العلم ؟ قال لي: «عن هذا»، و أشار إلى الأوزاعي.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، قال: سمعت علي بن حمشاذ(2) يقول: نا أحمد بن أحمد(3) بن سالم، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي(4) ، نا الحكم بن موسى، نا الوليد بن مسلم، قال:

ما كنت أحرص على السماع من الأوزاعي حتى رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في المنام، فقيل:

إنه هاهنا في غار - أو شبه غار - فدخلت، فإذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و الأوزاعي جالس إلى جنبه، فقلت: يا رسول اللّه عمّن أحمل العلم ؟ قال: «عن هذا»، و أشار إلى الأوزاعي.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا أبو الحسن(5) علي بن عبيد اللّه(6) بن محمّد الكسائي، أنا محمّد بن بكران، نا أبو العباس

ص: 191


1- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 118/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 489.
2- حمشاذ عن الأنساب و سير الأعلام، و في الأصل و م: حمشاد، و حمشاذ بفتح الحاء و سكون الميم و فتح الشين المعجمة، و بالذال المعجمة (الأنساب) و ضبطها اليافعي في مرآة الجنان 237/2 بحاء مهملة مكسورة و ميم مكسورة مشددة.
3- في م: محمد.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 130/12.
5- في م: الحسين، تصحيف.
6- في الأصل: عبد اللّه، تصحيف و الصواب عن م، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 652/17.

أحمد بن محمّد الفرائضي الحمصي - بالرملة - نا أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب - قاضي مصر - قدم علينا، نا محمّد بن أبي زيد، نا سليمان بن أحمد نا الوليد بن مسلم، قال:

رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في منامي، فقلت: يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن من أكتب العلم ؟ فقال: عن الأوزاعي، قال: فقلت له: عبد اللّه بن سمعان(1) ؟ قالا: لا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره في كتبهم، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا مخلد بن جعفر الدقاق - ببغداد - نا محمّد بن جرير - يعني الطبري - حدثني البرقي، حدثنا عمرو - يعني ابن أبي سلمة - قال: سمعت الوليد بن مسلم يحدث قال:

رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في المنام، فسلّمت عليه، فقلت: يا رسول اللّه ائذن لي في تقبيل يديك، قال: و ما لك و تقبيل اليد، إنما تقبيل اليد من شغل الأعاجم، ثم قام النبي صلى اللّه عليه و سلم في مصلّى ذلك البيت يصلّي، قال الوليد: فحانت مني التفاتة فإذا أنا بالأوزاعي قائم في مصلّى النبي صلى اللّه عليه و سلم.

قال: و أنا مخلد بن جعفر الدقاق - ببغداد - نا محمّد بن جرير، حدثني أحمد بن عبد الرحيم، نا عمرو بن أبي سلمة، قال: سمعت الوليد بن مسلم يحدث، قال: رأيت في المنام كأني دفعت إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، و إذا شيخ جالس إلى جنب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و إذا الشيخ مقبل على النبي صلى اللّه عليه و سلم يحدثه، و إذا النبي صلى اللّه عليه و سلم مقبل على الشيخ يسمع حديثه، قال: فسلمت على النبي صلى اللّه عليه و سلم، فردّ عليّ السلام، ثم جلست إلى بعض الجلساء، فقلت للذي جلست إليه: من ذا الشيخ الذي قد أقبل على النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو يسمع حديثه، قال: و ما تعرف هذا؟ قال: قلت: لا، قال: هذا عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي، قال: قلت: إنه لذو منزلة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: نعم.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ(2) ، نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثني الحسن بن عبد العزيز، نا عمرو بن أبي سلمة التّنّيسي، نا الأوزاعي، قال:

رأيت كأن ملكين [عرجابي](3) و أوقفاني بين يدي ربّ العزة(4) ، فقال لي: أنت عبدي

ص: 192


1- هو عبد اللّه بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزومي مولى أم سلمة (ترجمته في تهذيب التهذيب 219/5).
2- حلية الأولياء 142/6 و سير أعلام النبلاء 118/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 488.
3- ما بين معقوفتين زيادة عن الحلية و م و سير أعلام النبلاء.
4- في تاريخ الإسلام: كأن ملكين نزلا فأخذا بضبعي فعرجاني إلى اللّه تعالى و أوقفاني بين يديه.

عبد الرّحمن الذي تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر؟ فقلت: بعزتك أي رب أنت أعلم، قال:

فهبطا بي حتى ردّاني إلى مكان.

قال: و نا أبو نعيم(1) ، نا أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه بن سلم(2) القايني(3) ، نا محمّد بن منصور الهروي(4) ، نا عبد اللّه بن عروة، قال: سمعت يوسف بن موسى القطان يحدّث أن الأوزاعي قال:

رأيت رب العزة في المنام، فقال لي: يا عبد الرّحمن أنت الذي تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر؟ فقلت: بفضلك يا ربّ، فقلت: يا ربّ أمتني على الإسلام، فقال: و على السنّة.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، قال:

و أنا أبو الحسن علي بن الحسن الحافظ، نا عبد الوهاب الكلابي، نا مكحول، قال: سمعت العباس بن مزيد غير مرة يحدث عن محمّد بن عبد الرّحمن السّلمي، عن محمّد ابن الأوزاعي، قال: قال أبي:

يا بني أريد أن أحدثك بشيء و لا أفعل حتى تعطيني موثقا أنك لا تحدث به ما دمت حيا، قال: فقلت: أفعل يا أبت، قال: إنّي رأيت فيما يرى النائم أني أدخلت الجنة، فإذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و معه أبو بكر، و عمر و هم يعالجون مصراع باب الجنة، فإذا ردوه زال ثم يعالجونه، فإذا ردوه زال، قال: فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: يا عبد الرّحمن أ لا تمسك معنا، قال: فجئت فأمسكت معهم، فثبت، قال العباس: و ترى ذلك مما كان يذبّ عن السنّة.

أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، قالا: نا عبد العزيز الكتاني(5) ، أنا تمام بن محمّد، و عبد الوهاب الميداني، قالا: أنا أبو عبد اللّه بن مروان، أخبرني أبي، نا العباس بن الوليد، حدثني محمّد بن عبد الرّحمن السّلمي، حدثني محمّد بن عبد الرّحمن الأوزاعي، قال:

قال لي أبي: يا بني إنّي أريد أن أحدثك بحديث أسرّك به، و لا أفعل حتى تعطيني موثقا

ص: 193


1- الحلية 142/6 و البداية و النهاية بتحقيقنا 125/10.
2- بالأصل: «أسلم» تحريف و الصواب عن م و الحلية.
3- بدون إعجام بالأصل و م، و المثبت عن الحلية.
4- كذا بالأصل و م، و في الحلية: البهروني، و بهامشها عن نسخة: الهروي.
5- الأصل و م: الكناني، تصحيف.

أنك لا تحدّث به ما كنت حيا، قال: أفعل يا أبت، قال: إنّي رأيت كأني واقف على باب من أبواب الجنة، و إذا أحد مصراعي الباب قد زال عن موضعه، و إذا برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم معه أبو بكر و عمر يعالجون ردّه، فردّوه ثم تركوه، فزال، ثم أعادوه ثم تركوه فزال، فلما كان في الثالثة قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: يا عبد الرّحمن أ لا تمسك معنا، فأمسكت معهم حتى ردّوه و ثبت.

أخبرنا أبو محمّد بن السّمرقندي - إذنا - و قرأته بخطه، أنا المفيد(1) ، أنا أبو(2) محمّد عبد العزيز بن أحمد الكتاني الدمشقي بها، نا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر بن علي بن جعفر الميداني، أنا أبو عمر بن فضالة، نا أحمد بن أنس بن مالك، أنا العباس بن الوليد بن مزيد(3) ، نا عبد الحميد بن بكار، عن محمّد بن شعيب قال:

جلست إلى شيخ في المسجد - يعني مسجد دمشق - فقال: أنا ميت يوم كذا و كذا، فلما كان ذلك اليوم أتيته فإذا به في الصحن يتفلّى، فقال: ما أخذتم السرير(4) ، خذوه قبل أن تسبقوا إليه، قلت: ما تقول رحمك اللّه ؟ قال: كما هو، ما أقول لك أني رأيت في المنام كأن طائرا وقع على ركن من أركان هذه القبة فسمعته يقول: فلان قدري، و فلان كذا، و أبو حفص عثمان بن أبي العاتكة نعم الرجل، و عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي خير من يمشي على الأرض، و أنت ميت يوم كذا و كذا، قال: فما جاء الظهر حتى مات، و أخرج بجنازته.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، و محمّد بن موسى، قالا: نا أبو العباس الأصم، أنا العباس بن الوليد(5) ، أخبرني أبي قال:

و كان الأوزاعي من العبادة على شيء لم يسمع بأحد(6) قوي عليه، ما أتى عليه زوال قط إلاّ و هو فيه قائم يصلي.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي(7) ، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبيد اللّه بن

ص: 194


1- الأصل: المعبد، تصحيف، و المثبت عن م.
2- سقطت من الأصل، و أضيفت ع م.
3- من هذا الطريق رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 118/7-119 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 489.
4- يعني: النعش، كما في سير أعلام النبلاء.
5- سير أعلام النبلاء 119/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 489.
6- الأصل: «أحد» و المثبت عن م و المصادر.
7- إعجامها بالأصل و م ناقص، و الصواب ما أثبت.

أحمد بن علي الصيدلاني، نا علي بن محمّد أبو طالب الكاتب، نا علي بن زيد، نا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي قال:

من أطال القيام بالليل هوّن اللّه عليه طول القيام يوم القيامة.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا سهل بن بشر، أنا طرفة بن أحمد، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو الجهم بن طلاّب، نا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت مروان(1) يقول: قال الأوزاعي: من أطال قيام الليل هوّن اللّه عليه وقوف يوم القيامة.

قال مروان: ما أحبّ الأوزاعي أخذه إلاّ من هذه الآية فَاسْجُدْ لَهُ وَ سَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً إِنَّ هٰؤُلاٰءِ يُحِبُّونَ الْعٰاجِلَةَ وَ يَذَرُونَ وَرٰاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً (2).

قال: و نا أحمد، حدثني سملة بن سلاّم، قال(3):

نزل الأوزاعي على أبي، قال: ففرشنا له فراشا، قال: فأصبح على حاله، و نزعت خفيه، فإذا هو مبطّن بثعلب(4).

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، قال:

سمعت أبا محمّد أحمد بن عبد اللّه المري يقول: سمعت جعفر بن محمّد الفريابي يقول:

سمعت صفوان المؤذن يقول: كان الوليد بن مسلم يقول:

ما رأيت أكثر اجتهادا في العبادة من الأوزاعي.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا أبو الحسن محمّد بن الحسن النصرآبادي، نا جعفر بن محمّد الفريابي، نا أبو الأصبغ محمّد بن سماعة الرملي(5) ، قال: سمعت ضمرة بن ربيعة يقول:

حججنا مع الأوزاعي سنة خمسين و مائة، فما رأيته مضطجعا على المحمل(6) في ليل و لا نهار قط، كان يصلي فإذا غلبه النوم استند إلى القتب.

ص: 195


1- سير أعلام النبلاء 119/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-161 ص 489) و البداية و النهاية بتحقيقنا 125/10.
2- سورة الإنسان، الآية: 26-27.
3- سير أعلام النبلاء 119/7.
4- غير مقروءة بالأصل و رسمها: «؟؟؟ بثعالب» و المثبت عن سير أعلام النبلاء.
5- من هذا الطريق في سير أعلام النبلاء 119/7.
6- المحمل: شقان على البعير يحمل فيهما العديلان.

أخبرنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم(1) ، نا سليمان بن أحمد، نا إبراهيم بن محمّد بن عرق(2) الحمصي، نا محمّد بن مصفّى، و عمرو بن عثمان، قالا: نا عبد الملك بن محمّد، قال:

كان الأوزاعي لا يكلم أحدا بعد صلاة الفجر حتى يذكر اللّه، فإن كلمه أحد أجابه.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا أبو حفص عمر بن أيوب السّقطي، نا إبراهيم - هو ابن سعيد - نا الجوهري، نا بشر بن المنذر، قال:

رأيت الأوزاعي كأنه أعمى من الخشوع(3).

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أخبرني جدي أبو محمّد، نا أبو علي الأهوازي، نا تمام بن محمّد بن عبد اللّه الحافظ، نا أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة القرشي، نا أبو عبد اللّه أحمد بن بشر بن حبيب الصّوري، نا عفير بن عفان، حدثتني أمي قالت:

دخلت على امرأة الأوزاعي فرأيت الحصير الذي يصلي عليه مبلولا، فقلت: يا أختي أخاف أن يكون الصبي بال على الحصير، فبكت و قالت: ذلك دموع الشيخ.

و قد رويت هذه الحكاية عن إسحاق بن حمّاد النميري، عن أمّه، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو منصور شهردار بن شيرويه، و أبو الفرج غياث بن أبي سعد بن علي الرفاء، و أبو المفاخر المؤيد بن عبد اللّه بن عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس بن محمّد بن عبدوس، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن حمدويه، نا محمّد بن يعقوب الأصم، نا أبو الفضل العباس بن الوليد البيروتي، قال: فحدثني إسحاق بن حمّاد النميري، عن أمّه، و كانت تداخل أهل الأوزاعي، قالت:

دخلت عليها بعد صلاة الصبح، و إذا في المسجد بلل، قالت: قلت: جويرية ثكلتك أمك أراك غفلت عن بعض الصبيان حتى بال في مسجد الشيخ، فشغلت عني فكررت عليها

ص: 196


1- حلية الأولياء 143/6.
2- الأصل: «عوف» تصحيف، و الصواب عن م و الحلية.
3- سير أعلام النبلاء 119/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160 ص 487).

المسألة، قالت: فلما كررت عليها، قالت: هكذا يصبح كل يوم(1).

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، و أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم، قالا: أنا أحمد بن إبراهيم الدّينوري، أنا أبو الحسن بن السمسار - إجازة - نا أبو سليمان بن زبر، أنا أبي، أنا إسحاق بن خالد، قال: سمعت أبا مسهر يقول(2):

ما رئي الأوزاعي باكيا قط، و لا ضاحكا حتى تبدو نواجذه، و إنّما كان يتبسم أحيانا كما روي في الحديث، و كان يحيي الليل صلاة و قرآنا و بكاء.

قال: و أخبرني بعض إخواني من أهل بيروت أنّ أمه كانت تدخل منزل الأوزاعي و تتفقد موضع مصلاه فتجده رطبا من دموعه في الليل، قالت: و تفقدت ذلك في الشتاء فلم يكن الموضع يجف كما يجف في الصيف حتى يقلع الحصير من موضعه و يبسط غيره، فيكون سبيله سبيل الأول(3).

أخبرنا أبو علي أحمد بن سعد بن علي العجلي الهمداني.

أنبأنا جدي لأمي أبو الفضل محمّد بن عثمان بن أحمد بن مزدين القومساني(4) إن لم يكن سماعا أنا عمي أبو منصور محمّد بن أحمد بن محمّد القومساني(5) ، نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن حمدان الجلاّب(6) الوليدآبادي(7) قال: سمعت الفريابي جعفر بن محمّد قال: سمعت العباس بن مزيد يقول:

دخل محمّد بن عبد اللّه دمشق، فهرب الأوزاعي، فبقي ثلاثة أيام صائما يطوي لا يجد ما يأكله، فقصد صديقا له عند الإفطار، فقدم إليه و قال: لو علمت قبل هذا لتقدمنا لك، فقام الأوزاعي و خرج عنه و لم يفطر.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن علي بن هارون البردعي، نا

ص: 197


1- البداية و النهاية بتحقيقنا 125/10.
2- من طريق ابن زبر رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 119/7-120 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 489.
3- سير الأعلام 120/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160 ص 489).
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 433/18.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 442/17.
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 477/15.
7- كذا بالأصل و م.

الحسين بن يحيى الأسدي، قال: سمعت أبا داود يقول: سمعت العباس بن مزيد يقول:

سمعت أصحابنا يقولون: صار إلى الأوزاعي أكثر من سبعين ألف دينار - يعني من السلطان - من بني أمية، و بني العباس، فلما مات ما خلف إلاّ سبعة دنانير بقية من عطائه، و ما كان له أرض و لا دار.

قال العباس: نظرنا فإذا هو أخرجها كلها في سبيل اللّه و الفقراء.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، قال: و حدثني أبو عبد الملك بن الفارسي، أخبرني أبو هزان، عن الأوزاعي قال:

ذكر الخردل و كان يحبه أو يتداوى به فقال رجل من أهل صفورية(1): أنا أبعث إليك منه يا أبا عمرو، فإنه ينبت عندنا كثير، بريّ، قال: فبعث إليه منه بصرّة، و بعث بمسائل فبعث الأوزاعي بالخردل إلى السوق فباعه و أخذ ثمنه فلوسا فصرّها في رقعته و أجابه في المسائل، و كتب إليه أنه لم يحملني على ما صنعت شيء تكرهه، و لكن كانت معه مسائل، فخفت أن يكون كهيئة الثمن لها.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ، حدثني محمّد بن الحسن(2) ، أنا الخصيب(3) بن عبد اللّه القاضي - بمصر - أنا محمّد بن جعفر بن حمدان الطّرسوسي، نا عبد اللّه بن جابر بن عبد اللّه البزار، قال: سمعت جعفر بن محمّد بن عيسى بن نوح يقول: سمعت محمّد بن عيسى بن الطباع يقول:

اهدوا للأوزاعي هدية أصحاب الحديث، فلما اجتمعوا قال لهم: أنتم بالخيار، إن شئتم قبلت هديتكم و لم أحدثكم، و إن شئتم حدثتكم و رددت هديتكم.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ(4) ، نا إسحاق بن أحمد، نا إبراهيم بن يوسف، نا أحمد بن أبي الحواري، قال: بلغني أن نصرانيا أهدى إلى الأوزاعي جرّة عسل، فقال له: يا أبا عمرو تكتب لي إلى والي بعلبك، فقال: إن شئت رددت الجرة و كتبت لك،

ص: 198


1- صفورية: كورة و بلدة من نواحي الأردن بالشام و هي قرب طبرية (معجم البلدان).
2- في م: بن أبي الحسن.
3- في م: الخطيب.
4- الخبر في حلية الأولياء 143/6.

و إلاّ قبلت الجرة و لم أكتب لك، قال: فردّ الجرة و كتب له، فوضع عنه ثلاثين دينارا.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن الحسن(1) ، أنا سهل بن بشر، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أحمد بن الحسين بن طلاّب، نا العباس بن الوليد بن صبح الخلاّل، نا أبو مسهر، حدثني محمّد بن الأوزاعي، حدثني أبي قال:

يا بني لو كنا نقبل من الناس كلما يعرضون علينا لأوشك بنا أن نهون عليهم(2).

قال: و نا أبو مسهر، قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: كنت أعطي الشيء فأقسمه، فأعطي الأوزاعي فيقبله.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر بن شيبة، نا جدي يعقوب، نا أبو عبد الملك بن الفارسي - و هو عبد الرّحمن بن عبد العزيز - قال: سمعت أبا هزّان يقول:

كان الأوزاعي من أسخى الناس، و إن كان الرجل ليعرض بالشيء فينقلب الأوزاعي فيعالج الطعام فيدعوه.

قال: و نا جدي يعقوب، حدثني أحمد بن داود الحرّاني، قال: سمعت عيسى بن يونس يقول: شكا إلينا الأوزاعي بتاتا له و معاشا.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، و أبو عبد اللّه إسحاق بن محمّد بن يوسف بن محمّد السوسي، قال كل واحد منهما: سمعت أبا العباس محمّد بن يعقوب يقول: سمعت العباس بن الوليد بن مزيد(3) البيروتي يقول.

ح و أنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد(4) ، نا أبو بكر بن(5) خلف(6) ، أنا إسحاق بن

ص: 199


1- في م: بن أبي الحسن.
2- سير أعلام النبلاء 12/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 490.
3- في م: مرثد، تصحيف.
4- بعدها في م: ابن الفضل.
5- في م: أبو بكر أحمد بن علي بن خلف.
6- بعدها في م: ح و أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمد قال نا أبو بكر بن خلف.

محمّد السوسي، نا محمّد بن يعقوب الأصم، قال: سمعت العباس بن الوليد يقول: سمعت أبي يقول:

ح(1) و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، قالا: أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، أنا العباس بن الوليد بن مزيد(2) البيروتي، أخبرني أبي، قال: سمعت الأوزاعي يقول:

عليك بآثار من سلف، و إن رفضك الناس، و إياك و رأي الرجال و إن زخرفن بالقول فإن الأمر ينجلي و أنت منه على طريق مستقيم(3).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم بن(4) مسعدة، نا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز، حدثني محمد بن مطهر، حدثني ابن مصفى، قال: سمعت بقية يقول: سمعت الأوزاعي يقول:

ندور مع السنة حيث ما دارت.

أخبرنا أبو محمد جعفر بن رجاء بن الفضل اليازدي الفقيه، بأصبهان، نا أبو سعيد النقاش و هو محمد بن علي بن عمرو، نا عبد الرحمن بن إبراهيم المزكي بنيسابور نا أبي نا أبو عمرو أحمد بن محمد الحيري، نا عثمان بن سعيد الدارمي، نا محمد بن أبي موسى، عن أبي إسحاق الفراوي عن الأوزاعي قال:

أصبر على السنة، وقف حيث وقف القوم، و قل فيما قالوا، و كف عما كفوا، و اسلك سبيل سلفك الصالح، فإنه يسعك ما يسعهم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد.

ح و أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد [بن أسلم، أنا أحمد](5) بن عبد المنعم بن أحمد.

قالا: أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا المظفر بن حاجب بن محمد بن يزيد بن

ص: 200


1- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و أضيف عن م.
2- في م: مرثد، تصحيف.
3- راجع البداية و النهاية بتحقيقنا 125/10 و سير أعلام النبلاء 120/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160 ص 490).
4- سقطت «بن» من م.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل.

عبد الصمد، نا موسى بن أيوب، نا بقية بن الوليد، قال: قال الأوزاعي:

يا بقية لا تذكر أحدا من أصحاب نبيك صلى اللّه عليه و سلم إلاّ بخير، و أزيدك يا بقية: و لا أحدا من أمتك.

قال بقية: إذا سمعت الرجل يقع في غيره، فهو يقول: أنا خير منه.

و قال لي الأوزاعي:

يا بقية العلم ما جاء عن أصحاب محمد، و ما لم يجيء عن أصحاب محمد فليس بعلم(1).

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد، عن أبي عمر بن حيويه أنا محمد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، نا موسى بن مروان(2) الرقي(3) ، نا بقية بن الوليد عن الأوزاعي قال:

لا يجتمع حب علي و عثمان إلاّ في قلب مؤمن(4).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن بركة بن الحكم القيسراني، أنا عباس البيروتي، أنا أبي، قال سمعت الأوزاعي يقول:

لا يجتمع حب علي و عثمان إلاّ في قلب مؤمن.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، و أبو الحسين بن الفراء، قالا: نا أبو بكر الخطيب، حدثني الحسن بن محمد بن الخلال، نا عمر بن أحمد الواعظ، نا عبد اللّه بن محمد بن زياد، أنا العباس بن الوليد بن مزيد(5) ، أخبرني أبي قال سمعت الأوزاعي يقول:

إذا أراد اللّه بقوم شرا فتح عليهم الجدل و منعهم العمل(6).

ص: 201


1- سير أعلام النبلاء 120/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 490.
2- في م: «مر».
3- في م: المرقي.
4- سير أعلام النبلاء 120/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160 ص 490) من طريق بقية، و البداية و النهاية 125/10.
5- في م: مرثد، تصحيف.
6- من طريق الوليد بن مزيد رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 121/7.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن(1) البغدادي، أنا محمود بن جعفر و عبد الرحمن بن مندة و محمد بن أحمد بن شكرويه و محمد بن أحمد بن إبراهيم، و حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد إملاء، و رابعة بنت معمر قراءة.

قالا: أنا محمد بن أحمد بن إبراهيم. قالوا: أنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن البغدادي، نا محمد بن علي بن الحسن الهمداني، نا محمد بن عبد العزيز بن مبارك الدينوري، نا يحيى بن معين، نا عثمان بن صالح عن ابن وهب عن بكر بن مضر قال: قال الأوزاعي:

إذا أراد اللّه بقوم شرا ألزمهم الجدل و منعهم العمل.

أنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي و علي بن زيد السليمان، قالا: أنا نصر بن إبراهيم الزاهد الفرضي، و عبد اللّه بن عبد الرزاق بن الفضيل، قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر [(2) بن خريم أنا هشام بن عمار] نا الهيثم بن عمار قال: قال الأوزاعي:

أعرى الإسلام تقوى في كل يوم، و تزيد و تنمو أم و تضعف، و تضمحل و ترق ؟ قلت: بل تضعف، و تضمحل و ترق. فقال: صدقت، و لو كان القدر من عرى الإسلام لضعف و اضمحل و رقّ، و لكنه بدعة و هو يطول و ينمو أو يزيد.

أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر القارئ، أنا عمر بن أحمد بن عمر بن مسروق، أنا أبو العباس أحمد بن محمد...(3) نا عبد الملك بن محمد بن عدي، نا إسحاق بن إبراهيم الطلبي، نا محمد بن خالد، نا زافر عن المستلم عن الأوزاعي قال:

لا يكون في آخر الزمان شيء أعز من أخ مؤنس، أو كسب درهم من حله، أو سنة يعمل بها.

أخبرنا(4) أبو محمد بن الأكفاني قراءة عليه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم علي بن أحمد البسري العطار، نا أبو علي محمد بن هارون الأنصاري، نا محمد بن أحمد بن

ص: 202


1- سقطت «بن» من م.
2- ما بين الرقمين غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م.
3- غير مقروءة بالأصل و م.
4- أخر هذا الخبر في م إلى ما بعد ثلاثة أخبار.

داود بن سيار، نا محمد بن الصباح الجرجرائي، نا الوليد بن مسلم نا(1) الأوزاعي قال:

كتب إليّ قتادة من البصر: إن كانت الدار فرقت بيننا و بينك، فإن ألفة الإسلام بين أهلها جامعة(2).

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي، أنا عبد الرحمن بن عثمان، أنا خيثمة بن سليمان، نا العباس بن الوليد قال: سمعت أبي يقول: سمعت الأوزاعي يقول(3):

جئت إلى بيروت أرابط فيها فلقيت سوداء عند المقابر، فقلت لها: يا سوداء أين العمارة ؟ فقالت لي: أنت في العمارة، و إن أردت الخراب فبين يديك.

فقلت هذه سوداء تقول هذا؟ لأقيمن بها، فأقمت ببيروت.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح أنا أحمد بن عبد الواحد، نا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي قال:

وقع عندنا ببيروت رجل(4) جراد فكان عندنا رجل له فضل، فحدث أنه رأى رجلا راكبا فذكر من عظم الجراد، و عظم الرجل. قال: و عليه خفين أحمرين طويلين(5) ، و هو يقول:

الدنيا باطلة، و باطل ما فيها، و يومئ بيده حيث ما أومأ بيده أنساب الجراد، إلى ذلك الموضع(6).

و في رواية أخرى: إن الأوزاعي هو الذي رأى ذلك.

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي، أنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن الشافعي - بمكة - نا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن علي العنقسي، نا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن الفضل الدّيبلي(7) ، نا علي بن زيد الفرائضي،

ص: 203


1- سقطت من م.
2- الخبر من طريق محمد بن الصباح رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 121/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 490.
3- من طريق خيثمة بن سليمان رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 121/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141 - 160) ص 490 و انظر البداية و النهاية بتحقيقنا 126/10.
4- رجل جراد: الرجل بكسر الراء و سكون الجيم، الطائفة، و خص بها الطائفة العظيمة من الجراد، و الجمع أرجال.
5- كذا بالأصل و م: و الصواب: خفان أحمران طويلان.
6- الخبر في سير أعلام النبلاء 121/7-122 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 490.
7- مهملة بدون إعجام بالأصل و م، و الصواب ما أثبت و ضبط، ترجمته في سير أعلام النبلاء 9/15.

نا محمّد بن كثير، قال: سمعت الأوزاعي يقول:

خرجت إلى الصحراء فإذا أنا برجل من جراد في السماء، و إذا أنا برجل راكب على جرادة منها و هو شاك في الحديد، و كلما قال بيده هكذا مال الجراد مع يده، و هو يقول: الدنيا باطل، باطل ما فيها، الدنيا باطل، باطل ما فيها.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، أنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه، نا محمّد بن الهيثم، نا محمّد بن كثير، قال: سمعت الأوزاعي يقول:

كان عندنا رجل صياد يسافر يوم الجمعة يصطاد و لا ينتظر الجمعة، فخرج يوما فخسف ببغلته فلم يبق منها إلاّ أذنها.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو القاسم عبد اللّه(1) بن عبد اللّه بن سوّار، أنا أبو عبد اللّه بن أبي كامل، قال: سمعت خيثمة بن سليمان يقول: سمعت العباس بن الوليد بن مزيد(2) يقول: سمعت أبي يقول:

كان الأوزاعي على باب دكان بحذاء درج مسجد بيروت، و حذاءه صاحب دكان يبيع فيه ناطفا، و إلى جانبه صاحب دكان يبيع بصلا، و هو يقول: ما أحلى من الناطف، فقال الأوزاعي: سبحان اللّه(3) ما يرى هذا بالكذب بأسا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني(4) ، أنا أبو محمّد العدل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(5) ، قال: قال دحيم: قال أبو مسهر: لما مات سليمان بن موسى(6) جلس إلى العلاء بن الحارث، فلما مات، قال ابن سراقة(7): من فقيه الجند قالوا: قيس بن موسى الأعمى، قال: ذلك حين هلكوا فأرسل ابن سراقة إلى الأوزاعي، فأقدمه - يعني للفتوى -.

قال: و نا أبو زرعة، حدثني عبد اللّه بن ذكوان، نا ابن أبي السّائب، عن أبيه، حدثنا

ص: 204


1- في م: عبيد اللّه.
2- في م: مرثد.
3- بعدها بالأصل: هذا.
4- الأصل و م: الكناني، تصحيف.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 383/1.
6- بن موسى ليس في تاريخ أبي زرعة.
7- هو عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة، و الي فلسطين ليزيد بن الوليد.

الأوزاعي يقول مكحول ما أحرص ابن أبي مالك على القضاء، فقال: لقد كنت ممن شدّد لي رأي.

قال أبو زرعة: أريد على القضاء في أيام يزيد بن الوليد فامتنع الأوزاعي رحمة اللّه عليه، جلس لهم مجلسا واحدا(1).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، نا عبد الوهاب بن نجدة، نا عبيد بن الوليد، قال: سمعت أبي يذكر أن مكحولا قال:

لو خيّرت بين القضاء و بين ضرب رقبتي لأخترت ضرب رقبتي، قال أبي: فقدم علينا الأوزاعي، و قد كانوا يريدون يولّونه القضاء، قال: فحدثته بقول مكحول، ثم لقيته بعد و قد ضرب ذلك عنه، فقال: إن كنت [لممن](2) سدد لي رأي.

و روى عن عمرو بن أبي سلمة، قال: سمعت عبيد بن أبي السّائب قال: سمعت أبي يذكر.

أن مكحولا أخذ بيدي و أنا في الأسطوان الثاني، فقال: ما أحرص ابن [أبي](3) مالك(4) على القضاء، لو خيّرت بين القضاء و بين ضرب عنقي لأخترت ضرب عنقي، قال: فقدم علينا الأوزاعي، و قد بعث إلى ليولّى القضاء، قال: فذكرت له قول مكحول، ثم لقيته بعد ذلك، و قد رزق العافية، قال: فقال لي: إن كنت ممن سدّد لي رأيي، قال: فظننت أنه قد أجمع لما كان أجمع به.

أنبأنا أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا أبي، نا الوزير بن القاسم الحنبلي، حدثني سليمان بن عبد الرّحمن قال:

و قال عقبة بن علقمة: أرادوا الأوزاعي للقضاء، فامتنع و أبي، فتركوه، قال: فقلت لعقبة: هم كانوا يكرهون الناس على ما يريدون، فكيف لم يكرهوا الأوزاعي ؟ فقال: هيهات

ص: 205


1- سير أعلام النبلاء 122/7.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
3- سقطت من الأصل، و أضيفت للإيضاح عن رواية سابقة.
4- سقطت اللفظة من م.

إنه كان في أنفسهم أعظم قدرا من ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا و أبو(1) الفضل أحمد بن الحسن بن هبة اللّه، قالا: أنا أبو الخطاب عبد اللّه(2) بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن حمدان الخطيب، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن جعفر، أنا علي بن الحسين الأصبهاني، أنا ابن المرزباني، حدثني عبد اللّه بن أبي عبد اللّه الكوفي عن الواقدي، قال: قال الأوزاعي:

كنا قبل اليوم نمرح(3) و نضحك، فلما أن صرنا أئمة ينظر إلينا و يقتدى بنا، فينبغي لنا أن نتحفظ.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، حدثني أبو علي الحسين بن علي الحافظ، نا أبو عروبة، نا سليمان بن عمر بن خالد الأقطع، عن أبيه، عن موسى بن أعين قال: قال الأوزاعي:

كنا نضحك و نمرح(4) فلما صرنا يقتدى بنا خشيت أن لا يسعنا التبسّم.

أخبرنا أبو المعالي الحلواني نا.

ح(5) و أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف - بنيسابور - أنا إسحاق(6) بن محمّد السّوسي، نا محمّد بن يعقوب الأصم، قال: سمعت العباس بن الوليد يقول: سمعت أبي يقول: سمعت الأوزاعي يقول:

إن المؤمن يقول قليلا و يعمل كثيرا، و إنّ المنافق يقول كثيرا و يعمل قليلا(7).

أنا أبو الحسن(8) علي بن الحسن(9) بن سعيد، أنا أبو القاسم السّميساطي، أنا عبد الوهاب بن الحسن، نا أبو عبيدة أحمد بن عبد اللّه بن ذكوان، نا أبي، نا عمر أبو حفص، عن الأوزاعي أنه قال:

ص: 206


1- في م: «و أبو الفضل» بدل «أنا و أبو الفضل» و هو الصواب، قارن مع المشيخة 5 /أ.
2- في م: عبد الملك.
3- كذا بالأصل و م، و في تاريخ الإسلام: و نمزح.
4- كذا بالأصل و م، و في تاريخ الإسلام: و نمزح.
5- «ح» حرف التحويل سقط من م.
6- بالأصل: «أبو إسحاق» تحريف، و الصواب حذف «أبو» عن م، و انظر ترجمة الأصم في سير أعلام النبلاء 454/15 و فيها روى عنه: و إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي.
7- سير أعلام النبلاء 125/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160 ص 492).
8- في م: الحسين تصحيف.
9- في الأصل: الحسين تصحيف و الصواب عن م.

من أكثر ذكر الموت كفاه اليسير، و من عرف أن منطقه من عمله قلّ كلامه.

كذا قال، و الصواب: عمرو بن أبي سلمة.

أخبرنا على الصواب أبو القاسم بن الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد الزاهد، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى، نا محمّد بن المسيّب بن إسحاق، نا محمّد بن خلف، نا عمرو بن أبي سلمة، قال: سمعت الأوزاعي يقول:

من أكثر ذكر الموت كفاه اليسير من العمل، و من عرف أن منطقه من عمله قلّ كلامه(1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الحسين(2) بن الفراء، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا الحسين بن عمر بن برهان الغزال، أنا أبو الحسين عبد الباقي بن قانع بن مرزوق القاضي - إملاء - نا بشر بن موسى، نا عبد اللّه بن صالح، نا يحيى بن عبد الحميد، قال:

كتب الأوزاعي إلى أخ له(3): أما بعد فقد أحيط بك من كل جانب، و هو يسار بك في كل يوم، فاحذر اللّه و القيام بين يديه(4).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني هارون بن سفيان، حدثني عبد اللّه بن صالح العجلي، أخبرني يحيى بن أبي غنيّة.

ح و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، و محمّد بن جعفر بن محمّد، قالا: أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا القرشي، حدثني هارون بن سفيان، أخبرني عبد اللّه بن صالح العجلي، أنا ابن أبي غنيّة.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا أبو سهل بن زياد، نا بشر بن موسى، نا عبد اللّه بن صالح العجلي، نا يحيى بن عبد الملك(5) بن حميد بن أبي غنية، قال: كتب الأوزاعي إلى أخ له:

ص: 207


1- سير أعلام النبلاء 122/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 491.
2- بالأصل: الحسن، تصحيف، و الصواب ما أثبت عن م.
3- البداية و النهاية بتحقيقنا 127/10.
4- بعدها في البداية و النهاية: و أن يكون آخر العهد بك و السلام.
5- بالأصل: عبد اللّه، تصحيف و الصواب عن م، و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 163/20.

أما بعد، فقد أحيط بك من كل جانب، و اعلم أنه يسار بك كل يوم و ليلة، فاحذر اللّه و المقام بين يديه، و أن يكون آخر عهدك به، و السلام.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، حدثني أبي أبو البركات، أنا أبو الفضل عبيد اللّه(1) بن علي بن الكوفي المقرئ، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه بن أخي ميمي، أنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير، نا أحمد بن مسروق، نا أبو حاتم الرازي، نا عبيد بن هشام الحلبي، نا عطاء مسلم بن الخفّاف، قال: سمعت الأوزاعي يقول:

لؤم بالرجل و دناءة نفس يفوته(2) وقت الصلاة يكسب دانق.

أخبرنا أبو محمّد أيضا، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قال: قرئ على أبي القاسم عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن محمّد، قال: قرئ على أبي بكر أحمد بن سليمان، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد بن أبي الدنيا، قال: حدثني محمّد بن إدريس، قال: سمعت أبا صالح كاتب الليث(3) يذكر عن الهقل بن زياد، عن الأوزاعي.

أنه وعظ فقال في موعظته: أيها الناس تقووا بهذه النّعم التي أصبحتم فيها على الهرب من نٰارُ اللّٰهِ - عز و جل - اَلْمُوقَدَةُ اَلَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (4) ، فإنكم في دار، الثواء فيها قليل، و أنتم فيها مرحّلون، خلائف(5) بعد القرون الذين(6) استقبلوا(7) من الدنيا أنفسها و زهرتها، فهم كانوا أطول منكم أعمارا، و أمدّ أجساما، و أعظم آثارا، فجددوا الجبال و جابوا(8) الصخور، و نقّبوا في البلاد مؤيدين ببطش شديد، و أجساد(9) كالعماد، فما لبثت الأيام و الليالي أن طوت مدتهم، و عفّت آثارهم، و أخربت(10) منازلهم، و أنست ذكرهم، فما تحس منهم من أحد، و لا تسمع لهم ركزا(11) كانوا بلهو الأمل، آمنين لميقات يوم غافلين، أو لصباح قوم نادمين، ثم إنكم قد علمتم الذي نزل بساحتهم بياتا من عقوبة اللّه عز و جل، فأصبح كثير منهم في ديارهم جاثمين، و أصبح الباقون ينظرون في آثار نقمه و زوال نعمه، و مساكن

ص: 208


1- في م: عبد اللّه.
2- بالأصل: «؟؟؟ بوقته» و المثبت عن م.
3- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 117/7-118 و جزء من الموعظة في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160 ص 491).
4- راجع الآية 6 من سورة الهمزة.
5- في سير أعلام النبلاء: مرتحلون و خلائف...
6- بالأصل و م: «التي» تحريف.
7- سير أعلام النبلاء: استقالوا.
8- أي نقبوها. و قيل: خرقوها (انظر اللسان).
9- سير أعلام: و أجسام.
10- سير أعلام النبلاء: و أخوت منازلهم.
11- الركز: الصوت الخفي، و قيل هو الصوت ليس بالشديد.

خاوية فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم، و عبرة لمن يخشى، و أصبحتم من بعدهم في أجل منقوص، و دنيا مقبوضة، في زمان قد ولّى عفوه و ذهب رخاؤه، فلم يبق منه إلاّ حمة شرّ، و صبابة كدر، و أهاويل غير، و عقوبات عبر(1) و أرسال فتن، و تتابع زلازل، و رذالة خلف(2) ، بهم ظهر الفساد في البر و البحر، فلا تكونوا أشباها لمن خدعه الأمل، و غرّه طول الأجل، و تبلّغ بالأماني، نسأل اللّه أن يجعلنا و إياكم ممن وعى نذره، و انتهى و عقل مثواه، فمهّد لنفسه.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه السلمي - إذنا و مناولة - و قرأ علي إسناده، أنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا، نا محمّد بن القاسم الأنباري، حدثني محمّد بن المرزبان، نا محمّد بن عثمان بن مهدي الأيلي، نا محمّد بن عبد الرّحمن السائح، نا حمّاد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن شعيب بن شابور قال: سمعت الأوزاعي ينشد هذه الأبيات:

إذا كان الخطأ أقلّ ضرّا *** و أنجح في الأمور من الصواب

و كان القول محمودا مدالا *** و كان الدهر يرجع في انقلاب

و عطّلت المكارم و المعالي *** و أغلق دون ذلك كلّ باب

و بوعد كلّ ذي حسب و دين *** و قرب كل مهتوك الحجاب

فما أحد أضنّ بما لديه *** من المتحرج المحض اللباب

و أنشد شيخنا أبو جعفر الطبري هذه الأبيات و فيما أنشده بيت آخر و هو:

و ولى بعضهم حرجا و حربا *** و ولى بعضهم فصل الخطاب

و حذف من الجملة بيتا آخر.

أخبرنا أبو الحسن محمّد، و أبو القاسم الحسين ابنا إسماعيل بن أميرك العلويان، و قد سمعت منهما بهراة، قالا: أنا أبو عمرو إلياس بن مضر بن محمّد التميمي، قال: سمعت أبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن محمّد بن عبد الرّحمن الحافظ، نا أبو محمّد الحسن بن علي السّجزي، نا أبو نصر المقدسي، نا أبو بكر الرقي، نا هلال بن العلاء، نا محمّد بن كثير،

ص: 209


1- بالأصل: «و أهاويل عبر و عقوبات غير» و المثبت عن م و المختصر 331/14 و قوله: «و عقوبات عبر» ليس في سير أعلام النبلاء.
2- إلى هنا تنتهي الموعظة في سير أعلام النبلاء.

قال: سمعت الأوزاعي يقول:

الملك ملكان مقرونان في قرن *** فأهنأ العيش عندي(1) خفّة المؤن

و صحّة الجسم ملك ليس يعدله *** ملك و ما الملك إلاّ صحة البدن

أخبرنا أبو تراب حيدرة بن أحمد، نا عبد العزيز الكتاني(2) ، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي نصر، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي(3) ، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن الغمر الطّبراني، حدثني أبو سعيد هاشم بن مرثد، قال: سمعت أحمد بن الغمر يقول: سمعت عبد اللّه بن أبي السّائب يقول:

قلت لأبي عمرو الأوزاعي: يا أبا عمر رضي اللّه عنك، أخبرني عن تفسير حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «يأتي على الناس زمان المتمسك فيه بدينه كالقابض على الجمر» متى هو؟ قال الأوزاعي: إن لم يكن زماننا هذا فلا أدري متى هو [7138].

قال أبو سعيد: فقلت لأبي عبد اللّه أحمد بن الغمر: يا أبا عبد اللّه أخبرني عن قول الأوزاعي: «زماننا هذا و ما بعده أشد منه»، كما جاءت به الآثار، فلما جاءت(4) المحنة التي نزلت به لما نزل عبد اللّه بن علي حماة، بعث إلى الأوزاعي، فأشخص إليه، قال: فنزل على ثور بن يزيد الحمصي، قال الأوزاعي: فلم يزل ثور يتكلم في القدر من بعد صلاة العشاء الآخرة إلى أن طلع الفجر، و الأوزاعي ساكت ما أجابه بحرف، فلما انفجر الفجر قام فتوضأ لصلاة الصبح، ثم صلّى و ركب، فأتى حماة، فدخل الآذن، فأذن للأوزاعي، قال: فدخلت على عبد اللّه و هو على سريره، و في يده خيزرانة ينكت(5) بها الأرض، و حوله المسوّدة بالسيوف المصلتة(6) و العمد الحديد، و السيف و النطع بين يديه [(7) ، فسلّمت، فنكت في الأرض ثم رفع رأسه إليّ ثم قال: يا أوزاعي أتعدّ مقامنا هذا أو مسيرنا (8)- رباطا]، فقلت:

جاءت الآثار عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال: «من كانت هجرته إلى اللّه و رسوله فهجرته إلى اللّه

ص: 210


1- الأصل: «عند» و المثبت عن م.
2- بالأصل و م: الكناني، تصحيف، و الصواب ما أثبت، مرّ التعريف به.
3- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 122/7-123 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 495 و انظر البداية و النهاية بتحقيقنا 125/10-126.
4- في سير أعلام النبلاء: جلّت.
5- في م: فنكت.
6- بالأصل: «المصلية» و في م بدون إعجام، و المثبت عن المختصر 332/14.
7- ما بين الرقمين ليس في م.
8- في سير أعلام النبلاء: أ يعد مقامنا هذا و مسيرنا رباطا؟.

و رسوله، و من كانت هجرته لامرأة يتزوجها أو دنيا يصيبها فهجرته إلى ما هاجر إليه» [7139].

قال: فنكت(1) بالخيزرانة نكتا هو أشد من النكت الأول، و جعل من حوله يعضّون(2) على أيديهم، ثم رفع رأسه فقال: يا أوزاعي ما تقول في دماء بني أمية ؟ قلت: جاءت الآثار عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «أنه لا يحل دم امرئ مسلم إلاّ بإحدى ثلاث: الزنا بعد إحصان، و المرتد عن الإسلام، و النفس بالنفس»، فنكت(3) بالخيزرانة نكتا هو أشد من ذلك، و أطرق مليا ثم رفع رأسه فقال: يا أوزاعي ما تقول في أموال بني أمية ؟ فقلت: إن كانت لهم حرام فهي عليك حرام، و إن كانت لهم حلالا فما أحلّها اللّه لك إلاّ بحقّها، قال: فنكت(4) بالخيزرانة نكتا هو أشد من ذلك، و أطرق مليا ثم رفع رأسه، فقال: يا أوزاعي هممت أن أولّيك القضاء، فقلت:

أصلح اللّه الأمير و قد كان انقطاعي إلى سلفك و من مضى من أهل بيتك و كانوا بحقي عارفين، فإن رأى الأمير أن يستتم ما ابتدأه آباؤه فليفعل، قال: كأنك تريد الإذن، فقلت: إنّ ورائي لحرما بهم حاجة إلى قيامي بهم، و ستري لهم قال: فذاك بالك(5) ، قال: فخرجت فركبت دابتي و انصرفت قال: فلم أعلم حين وصلت إلى بيروت إلاّ و عثمان على البريد، قال: قلت:

بدا للرجل فيّ فقال: إن الأمير غفل عن جائزتك، و قد بعث لك بمائتي دينار.

قال أحمد: قال ابن أبي العشرين - يعني عبد الحميد (6)-:

يعني فلم يبرح الأوزاعي مكانه حتى فرقها في الأيتام و الأرامل و الفقراء ثم وضع الرسائل في رد ما سمع من ثور بن يزيد في القدر.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس(7) ، أنا أبي(8) أبو العباس، و الحسين بن محمّد بن أبي الرضا - قراءة عليهما - قالا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو علي الحسن(9) بن حبيب، نا أبو هبيرة محمّد بن الوليد، نا سليمان بن عبد الرّحمن بن عيسى بن ميمون، نا أبو خليد عتبة بن حمّاد القارئ(10) ، نا الأوزاعي قال:

ص: 211


1- بالأصل و م: فنكث.. نكثا... من النكث.
2- في البداية و النهاية بتحقيقنا 126/10 يقبضون أيديهم على قبضات سيوفهم.
3- بالأصل و م: فنكث.. نكثا... من النكث.
4- بالأصل و م: فنكث.. نكثا... من النكث.
5- كذا بالأصل و م، و في المختصر: «فذاك لك» و هو أشبه. و في البداية و النهاية: فأمرني بالانصراف.
6- انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 112/6.
7- عن م و بالأصل: قيس، تصحيف.
8- بالأصل: ابن أبي.
9- بالأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م.
10- الخبر من هذا الطريق رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 124/7-125 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141 - 160) ص 495.

بعث إلي عبد اللّه بن علي فأعظمني ذلك و اشتدّ علي، قال: فقدمت عليه، فدخلت عليه، و الناس سماطين(1) قيام في أيديهم الكافر كوبات(2) ، قال: فأدناني ثم سألني قال: يا عبد الرّحمن ما تقول في مخرجنا هذا و ما نحن فيه، فقلت: أصلح اللّه الأمير، قد كان بيني و بين داود بن علي مودة، قال: لتخبرني، قال: فتفكّرت ثم قلت: و اللّه لأصدقنّه، فاستسلت(3) للموت فقلت له: حدثني يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمّد بن إبراهيم، عن علقمة بن وقاص سمع عمر بن الخطاب يقول: قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «الأعمال بالنية و إنّما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى اللّه و رسوله فهجرته إلى اللّه و رسوله، و من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه» [7140]، قال: و بيده قضيب ينكت(4) به الأرض، ثم قال: يا عبد الرّحمن ما تقول في قتل أهل هذا البيت ؟ قال: فورد عليّ أمر عظيم و استبسلت للموت، فقلت: و اللّه لأصدقنّه فقلت: أصلح اللّه الأمير، قد كان بيني و بين داود مودة، قال: فقال: هيه لتحدّثني، فقلت: حدثني محمّد بن مروان، عن مطرّف بن الشّخّير، عن عائشة، قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «لا يحلّ قتل المسلم إلاّ في ثلاث: التارك لدينه، أو رجل قتل نفسا فيقتل بها، أو رجل زنى بعد إحصان» [7141]، قال: ثم أطرق هونا، ثم قال: أخبرني عن الخلافة وصية لنا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فورد علي أمر عظيم و استسبلت للموت، فقلت: لأصدقنّه، فقلت: أصلح اللّه الأمير كان بيني و بين داود مودة ثم قلت: لو كانت وصية من النبي صلى اللّه عليه و سلم ما ترك علي بن أبي طالب أحدا يتقدمه، قال: ثم سكت سكتة، فقال: ما تقول في أموال بني أمية أ حلال هي لنا؟ قال: فاستبسلت إلى الموت ثم قلت: و اللّه لأصدقنّه، فقلت: أصلح اللّه الأمير، قد كان بيني و بين داود مودة، قال: لتخبرني، قلت: إن كان لهم حلال فهي عليك حرام، و إن كانت عليهم حرام فهي عليك أحرم، ثم أمر بي، فأخرجت.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد(5) ، عن أبي

ص: 212


1- سماطان أي صفان، و يقال هم على سماط واحد أي على نظم واحد.
2- الكافر كوبات جمع الكافر كوب و هي المقرعة.
3- كذا رسمها بالأصل و في م: «و استسبلت» و في سير أعلام النبلاء: «استبسلت للموت» و في تاريخ الإسلام و المختصر: «و استسلمت» و نرى الأخيرة أقرب للمعنى.
4- الأصل و م: ينكث، و الصواب عن سير أعلام النبلاء و تاريخ الإسلام.
5- في م: عن أبي تمام عن أبي محمد.

عمر(1) بن حيوية، أنا أبو الطّيّب الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، نا الحوطي(2) ، نا أبو الأسوار محمّد بن عمر التنوخي، قال:

كتب أبو جعفر أمير المؤمنين(3) إلى الأوزاعي:

أما بعد، فقد جعل أمير المؤمنين في عنقك ما جعل اللّه لرعيته في عنقه، و يأمرني أن أطلعه طلعهم، و أكتب إليه بما رأيت فيه المصلحة لهم، و بما أحببت و بدا لك.

قال: فكتب إليه الأوزاعي:

أما بعد. فقد بلغني كتاب أمير المؤمنين، يعلمني أنه قد جعل في عنقي ما جعل اللّه لرعيته في عنقه، و يأمرني أن أطلعه طلعهم، و أكتب إليه بما رأيت فيه المصلحة لهم، و بما أحببت و بدا لي. فعليك يا أمير المؤمنين بتقوى اللّه، و تواضع يرفعك اللّه يوم يضع المتكبرين في الأرض بغير الحق، و اعلم أن قرابتك من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لن تزيد(4) حق اللّه عليك إلاّ عظما و لا طاعته إلاّ وجوبا، و لا الإياس فيما خالف ذلك منه إلاّ إنكارا، و السلام.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه(5) ، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن أحمد بن حسنون(6) ، قالا: أنا محمّد بن أحمد(7) جعفر بن محمّد الآدمي.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، و أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد المروزي، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف.

قالا: أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرني أبو بكر محمّد بن جعفر بن يزيد العدل الآدمي القارئ ببغداد قراءة عليه من أصل كتابه، أنا أحمد بن عبيد بن ناصح أبو جعفر النحوي، نا محمّد بن مصعب القرقساني، حدثني الأوزاعي عبد الرّحمن بن عمرو قال:

بعث إليّ أبو جعفر المنصور أمير المؤمنين و أنا بالساحل، فلما وصلت إليه سلّمت عليه

ص: 213


1- في م: عمرو، تصحيف.
2- هو عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي. ترجمته في تهذيب الكمال 154/12.
3- الخبر و نص الكتابين في سير أعلام النبلاء 125/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 496.
4- بالأصل: «يزيد» و اللفظة بدون إعجام في م.
5- الأصل: «زرفويه» و بدون إعجام في م، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
6- الأصل: حسين، تصحيف و الصواب عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 337/17.
7- «بن أحمد» ليس في م.

بالخلافة، رد عليّ و استجلسني ثم قال: ما الذي بطأ بك عنا يا أوزاعي ؟ قلت: و ما الذي تريد يا أمير المؤمنين ؟ - و في حديث الأكفاني: ما الذي يريد أمير المؤمنين ؟ - قال: أريد الأخذ عنكم، و الاقتباس منكم، قلت: فانظر يا أمير المؤمنين لا تجهل شيئا مما أقول لك، قال:

و كيف أجهله و أنا أسألك عنه، و فيه وجّهت إليك، و أقدمتك له ؟ قلت: أن تسمعه و لا تعمل به - زاد زاهر و المروزي:

يا أمير المؤمنين - من كره الحق فقد كره اللّه، إنّ اللّه هو الحق المبين، و قالوا: فصاح بي الربيع - و قال ابن الأكفاني: فصاح الربيع - و أهوى بيده إلى السيف، فانتهره المنصور، و قال:

يا هذا مجلس مثوبة لا مجلس عقوبة، فطابت نفسي، و انبسطت في الكلام، فقلت:

يا أمير المؤمنين، حدّثني مكحول عن عطية بن بسر(1) قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «أيما عبد جاءته موعظة من اللّه في دينه فإنّما هي نعمة» - و قال الأكفاني: عن عطية قال: فإنها نعمة زاد زاهر و المروزي: من اللّه، و قالوا: - «سيقت إليه فإن قبلها يشكر، و إلاّ كانت حجة من اللّه - زاد الأكفاني: عليه - و قالوا: ليزداد بها إثما، و يزداد اللّه عليه سخطا» [7142].

يا أمير المؤمنين حدثني مكحول، عن عطية بن بسر (2)- و قال الأكفاني: عن عطية - قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «أيما وال بت غاشّا لرعيته حرم اللّه عليه الجنة» [7143]، يا أمير المؤمنين - زاد الأكفاني: من كره الحقّ فقد كره اللّه عز و جل، إنّ اللّه هو الحق المبين، و قالوا:

يا أمير المؤمنين إنّ الذي ليّن قلوب أمتكم لكم حين ولوكم أمورهم - و قال الأكفاني: ولاكم أمورها - لقرابتكم من نبيهم، و قال أبو عبد اللّه: من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقد كان بهم رءوفا رحيما مواسيا لهم بنفسه في ذات يده، و عند الناس لحقيق أن يقوم له فيه بالحق، و أن يكون بالقسط له فيهم - و قال الأكفاني: لهم فيهم قائما - و قال المروزي: له فيهم و قالوا: و لعوراتهم ساترا، لم تغلق عليه دونهم الأبواب، و لم تقم عليه - قال الأكفاني: و لم تقم - دونهم الحجاب، يبتهج بالنعمة عندهم، و يتأيس بما أصابهم من سوء، يا أمير المؤمنين قد كنت في شغل شاغل من خاصة نفسك عن عامة الناس الذين أصبحت تملكهم أحمرهم و أسودهم، مسلمهم - و قال الأكفاني: و مسلمهم و كافرهم - و كلّ له عليك نصيب من العدل، فكيف بك إذا اتّبعك منهم قيام وراء قيام، ليس منهم أحد إلاّ و هو يشكو شكوة - و قال الأكفاني: يشكو

ص: 214


1- بالأصل و م: بشر، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 88/13.
2- الأصل و م: بشر.

بلية - أدخلتها عليه، أو ظلامة سقتها إليه ؟ يا أمير المؤمنين حدثني مكحول عن عروة بن رويم قال:

كانت بيد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جريدة(1) رطبة - و لم يقل ابن الأكفاني رطبة - و قال: يستاك بها، و يردع بها المنافقين، فأتاه جبريل، فقال: يا محمّد، ما هذه الجريدة التي قد كسرت بها قرون أمّتك، و ملأت بها قلوبهم - و قال ابن الأكفاني: ملأت قلوبهم رعبا - فكيف بمن شقق أبشارهم(2) ، و سفك دماءهم، و خرّب ديارهم، و أجلاهم عن بلادهم، و غيّبهم الخوف منه.

يا أمير المؤمنين حدّثني مكحول عن زياد بن جارية، عن حبيب بن مسلمة.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دعا إلى القصاص من نفسه في خدشة خدشها - و قال ابن الأكفاني:

في خدش خدشه أعرابيا - لم يتعمده، فأتاه جبريل فقال: يا محمّد إنّ اللّه لم يبعثك جبارا، و لا متكبرا، فدعاه النبي صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث ابن الأكفاني: فدعا النبي صلى اللّه عليه و سلم - الأعرابي، فقال:

أ تضربني ؟ قال الأعرابي قد أحللتك بأبي أنت و أمي، و ما كنت لأفعل ذلك أبدا، و لو أتيت على نفسي، فدعا اللّه له بخير.

يا أمير المؤمنين، رضّ نفسك لنفسك، و خذ لها الأمان من ربّك، و ارغب في جنة عرضها السموات و الأرض التي يقول فيها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لقاب - و في حديث ابن الأكفاني:

لقيد - قوس، أحدكم من الجنة خير من الدنيا و ما فيها - و قال ابن الأكفاني: بما فيها - يا أمير المؤمنين، إنّ الملك لو بقي لمن كان - و في حديث الأكفاني: لمن قبلك - لم يصل إليه، و كذلك لا يبقى لك كما لم يبق لغيرك، يا أمير المؤمنين ما جاء في تأويل هذه الآية عن جدك مٰا لِهٰذَا الْكِتٰابِ لاٰ يُغٰادِرُ صَغِيرَةً وَ لاٰ كَبِيرَةً إِلاّٰ أَحْصٰاهٰا (3) ، قال: الصغيرة: التبسم، و الكبيرة:

الضحك، فكيف بما عملته - و قال المروزي: بما عملت - و قال الأكفاني: بما قد عملته الأيدي و أحصته الألسن.

يا أمير المؤمنين بلغني أن عمر بن الخطاب قال: لو ماتت سخلة على شاطئ الفرات ضيعة لخفت أن أسأل عنها، فكيف بمن حرم عدلك و هو على بساطك، يا أمير المؤمنين تدري ما جاء في تأويل هذه الآية عن جدك: يٰا دٰاوُدُ إِنّٰا جَعَلْنٰاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النّٰاسِ

ص: 215


1- الجريدة: السعفة الطويلة الرطبة.
2- الأبشار جمع الجمع، ج بشر و هي جمع بشرة.
3- سورة الكهف، الآية: 50.

بِالْحَقِّ وَ لاٰ تَتَّبِعِ الْهَوىٰ (1) ، قال: يا داود إذا قعد الخصمان بين يديك فكان لك في أحدهما هوى فلا تتمنين في نفسك أن يكون الحق له، فيفلج على صاحبه، فأمحوك من نبوّتي، ثم لا تكون خليفتي و لا كرامة يا داود - زاد الأكفاني: أي و قالوا - إنّما جعلت رسلي إلى عبادي رعاء كرعاء الإبل لعلمهم بالرعاية و رفقهم بالسياسة ليجبروا الكسير، و يدلوا الهزيل على الكلأ و الماء.

يا أمير المؤمنين إنّك قد بليت بأمر لو عرض على السموات و الأرض و الجبال لأبين أن يحملنه و أشفقن منه.

يا أمير المؤمنين حدثني يزيد بن جابر عن عبد الرّحمن بن أبي عمرة الأنصاري أن عمر بن الخطاب.

استعمل رجلا من الأنصار على الصدقة، فرآه بعد أيام مقيما، فقال له: ما منعك من الخروج إلى عملك، أ ما علمت أن لك مثل أجر المجاهد في سبيل اللّه، قال: لا، قال: و كيف ذلك ؟ قال: لأنه بلغني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: «ما من وال يلي شيئا من أمور الناس إلاّ أتى به يوم القيامة - زاد زاهر و المروزي: يده مغلولة إلى عنقه - فيوقف على - و قال الأكفاني: فوقف على - جسر في النار ينتفض به ذلك الجسر انتفاضة يزيل كلّ عضو منه عن موضعه ثم يعاد، فيحاسب، فإن كان محسنا نجا بإحسانه، و إن كان مسيئا تخرّق به ذلك الجسر، فهوى - و قال الأكفاني: و هوى به - في النار سبعين خريفا» [7144] قال له: ممن سمعت هذا؟ قال: من - و قال المروزي: عن - أبي ذرّ و سلمان (2)- فأرسل إليهما عمر، فسألهما، فقالا: نعم، سمعناه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال عمر: وا عمراها من يتولاها بما فيها، فقال أبو ذرّ: من سلت(3) اللّه أنفه و ألصق خده بالأرض، فقال: فأخذ المنديل فوضعه على وجهه ثم بكى و انتحب حتى أبكاني ثم قلت: يا أمير المؤمنين قد سأل جدك العباس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و قال الأكفاني:

النبي - إمارة على مكة أو الطائف - و قال الأكفاني: أو على الطائف و اليمن - فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم: «يا عباس، يا عمّ النبي نفس تنجيها خير من إمارة(4) لا تحصيها» [7145] نصيحة منه لعمّه، و شفقة منه عليه، و أنه لا يغني عنه من اللّه شيئا إذ أوحي إليه:

ص: 216


1- سورة ص، الآية: 26.
2- بالأصل: سليمان، تصحيف، و المثبت عن م.
3- سلت أنفه: جدعه و قطعه.
4- بالأصل: امرة، و المثبت عن م.

وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (1) فقال: يا عباس عم النبي، يا صفية عمّة النبي، قل اللّه عالم - و قال المروزي: يا عباس و يا صفية عمّة النبي - و قال الأكفاني: يا عباس و يا صفية عمي النبي، يا فاطمة بنت محمّد، إنّي لست أغني عنكم من اللّه شيئا - زاد الأكفاني: ألا و قالوا - لي عملي و لكم عملكم، و قد قال عمر بن الخطاب - و لم ينسبه الأكفاني - لا تقضي بين الناس - و قال الأكفاني: لا تقيم أمر الناس إلاّ حصيف العقل، أريب العقدة - و قال الأكفاني و المروزي:

أرب العقد - لا تطلع منه على عورة، و لا تحمق(2) على جرة(3) ، و لا تأخذه في اللّه لومة لائم، و قال علي رضي اللّه عنه و سقط اسم علي من حديث ابن الأكفاني: - السلطان أربعة - زاد الأكفاني: أمراء - فأمير ظلف(4) نفسه و عماله، فذاك كالمجاهد في سبيل اللّه، يد اللّه عليه باسطة بالرحمة، و أمر ظلف و أرتع عماله لضعفه فهو على شفا هلاك إلاّ أن يرحم، - و في حديث المروزي: إلاّ أن يترحم - و أمير ظلف عماله و أرتع نفسه فذلك الحطمة(5) التي قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «شر الرعاء الحطمة» [7146] فهو الهالك وحده، و أمير أرتع نفسه و عماله فهلكوا جميعا.

و قد بلغني يا أمير المؤمنين أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: أتيتك حين أمر اللّه بمنافيخ النار، فوضعت على النار لتسعّر إلى يوم القيامة، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم: «يا جبريل، صف لي النار» [7147] فقال إن اللّه أمر بها، فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت، ثم أوقد عليها ألف عام حتى اصفرت ثم أوقد عليها ألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة لا تطفأ، و قال الأكفاني: لا يضيء لهبها، و لا جمرها - و الذي بعثك بالحق لو أن ثوبا من ثياب أهل النار ظهر - و قال الأكفاني: أظهر - لأهل الأرض فماتوا جميعا، و لو أن ذنوبا(6) من شرابها صبّ في مياه الأرض جميعا لقتل من ذاقه، و لو أن ذراعا من السلسلة التي ذكرها اللّه - و قال الأكفاني:

ذكر اللّه - وضع على جبال الأرض لزالت و ما استقلّت(7) ، و لو أن رجلا أدخل النار ثم أخرج

ص: 217


1- سورة الشعراء، الآية: 214.
2- كذا بالأصل، و في م: «تحنن» و في المختصر: «تحنق» و هو أشبه انظر الحاشية التالية.
3- في م: «جرأة» تصحيف، و الجرة ما يخرجه البعير من جوفه و يمضغه، يقال ما يحنق فلان على جرة و ما يكظم على جرة إذا لم ينطو على حقد و دغل (انظر اللسان: حنق).
4- ظلف نفسه عن الشيء: منعها عن هواها (اللسان).
5- الحطمة: الكثير الأكل (اللسان).
6- الذنوب: الدلو التي فيها ماء (اللسان: ذنب).
7- أي ارتفعت.

منها لمات أهل الأرض من نتن ريحه و تشويه خلقه و عظمه، فبكى النبي صلى اللّه عليه و سلم و بكى جبريل لبكائه، فقال: تبكي - و في حديث الأكفاني: أ تبكي - يا محمد، و قد غفر اللّه لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر، قال: «أ فلا أكون عبدا شكورا، و لم بكيت يا جبريل، و أنت الروح الأمين، أمين اللّه على وحيه ؟» [7148].

فقال: أخاف أن ابتلى بمثل ما ابتلي به هاروت و ماروت، فهو الذي منعني من اتكالي على منزلتي عند ربي، فأكون قد أمنت مكره زاد زاهر و المروزي: فلم يزالا يبكيان حتى نودي من السماء: أن يا جبريل و يا محمد، إن اللّه قد أمنكما أن تغضباه، فيعذبكما.

و قالوا: و قد بلغني يا أمير المؤمنين، أن عمر بن الخطاب قال: اللّهم إن كنت تعلم أني لا أبالي إذا قعد الخصمان بين يدي على من مال الحق من قريب أو بعيد فلا تمهلني(1) طرفة عين. يا أمير المؤمنين إن أشد الشدة القيام للّه - زاد الأكفاني: بحقه - و إن أكرم الكرم عند اللّه التقوى، و إنه من طلب العز في طاعة اللّه رفعه اللّه و أعزه و من طلبه بمعصية اللّه أذله اللّه و وضعه، و هذه - و قال الأكفاني: هذه - نصيحتي، و السلام - زاد زاهر و المروزي: عليك -.

و قالوا: ثم نهضت - و قال الأكفاني: قال الأوزاعي: ثم نهضت - فقال لي: أين ؟ فقلت: إلى البلد و الوطن بإذن أمير المؤمنين - و قال الأكفاني: بإذن اللّه و إذن أمير المؤمنين - إن شاء اللّه، قال: قد أذنت لك و شكرت لك نصيحتك و قبلتها بقبولها، و اللّه الموفق - و قال زاهر: هو الموفق - للخير و المعين عليه، و به أستعين و عليه أ توكل، و هو حسبي و نعم الوكيل، فلا تخلني من مطالعتك و قال الأكفاني: بمطالعتك - إياي بمثلها فإنك المقبول القول غير المتهم في النصيحة، قلت: أفعل إن شاء اللّه. قال محمد بن مصعب: فأمر له بمال يستعين به على خروجه فلم يقبله و قال: أنا في غناء، و ما كنت لأبيع نصيحتي بعرض من أعراض الدنيا كلها، و عرف المنصور مذهبه فلم يجدّ عليه في رده.

قال الحاكم: هذا حديث غريب تفرد به أبو(2) جعفر أحمد بن عبيد بن ناصح الأديب(3) ، و هو مقدم في أصحاب الأصمعي يلقب بأبي العصيدة حدث عنه يحيى بن محمد بن صاعد و غيره من الأئمة.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا أبو

ص: 218


1- الأصل: تبتلني، و المثبت عن م.
2- سقطت من م.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 202/1.

الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى - إجازة - نا أبو عبيد(1) اللّه الحسين [بن] محمّد بن علي الجوهري، نا سهل بن أحمد بن أبي الديباجي(2) ، نا الفضل بن الحباب البصري، نا محمّد بن سلاّم الجمحي، نا عبد الرّحمن بن عبد اللّه القرشي، قال:

رفع إلى المهدي أن الأوزاعي لا يلبس السواد و يحرّمه، فقال لأبي عبيد(3) اللّه وزيره:

ادع هذا الشيخ، فسله عما عنده من تحريم السواد، فأحضره أبو عبيد اللّه فقال له: يا شيخ إنه رفع إلى أمير المؤمنين أنك تحرّم السواد فما عندك عنه ؟ قال: لا أحرّمه و لكني أكرهه، قال:

و ما الذي تكره منه، فقال الأوزاعي: لم أر محرما أحرم فيه، و لا عروسا جليت فيه، و لا ميتا كفّن فيه، فمن هاهنا أكرهه، فدخل أبو عبيد اللّه على المهدي فأخبره بقول الأوزاعي:

فاستضحك المهدي و قال: ما أحسن ما تخلص الشيخ، لا تعرضوا له، فإنه شيخ(4) فاضل.

كذا قال المهدي، و إنّما هو المنصور، و الأوزاعي لم يبق إلى دولة المهدي.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الفضل القطّان، أنا دعلج بن أحمد، أنا أحمد بن علي الأبّار، نا يحيى بن أيوب، نا الحواري بن(5) الحواري، قال:

دخل الأوزاعي على أبي جعفر فلما أراد أن ينصرف استعفى من لبس السواد، فأجابه، فلما خرج الأوزاعي قال أبو جعفر للربيع: الحقة فاسأله لم استعفى من لبس السواد، و لا يعلم أني أمرتك، فلحقه الربيع، فقال: يا أبا عمرو رأيتك استعفيت أمير المؤمنين من السواد، فما بأس بالسواد؟ قال: يا ابن أخي، لم يحرم فيه محرم قط، و لا(6) يكفن فيه ميت قط، و لم تزين فيه عروس قط، فما أصنع بلبسه(7).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصّقر

ص: 219


1- في م: «عبد اللّه» و الزيادة التالية عن م.
2- في م: «سهل بن أحمد الديباجي» فهو أبو محمد سهل بن أحمد بن عبد اللّه بن سهل الديباجي و هو ينتسب إلى صنعة الديباج و عمله، قاله في الأنساب و فيها روى عنه: أبو محمد الجوهري.
3- في م: أبو عبد اللّه، تصحيف.
4- بالأصل: «شيخ فإنه فاضل» و المثبت عن م.
5- كذا بالأصل، و في م: الحواري بن أبي الحواري.
6- في م: و لم يكفن.
7- الخبر من هذا الطريق نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 126/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160 ص 496).

الأنباري، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن جعفر بن محمّد بن أبي الكرام - قراءة عليه في منزله - أخبرنا أبو العباس أحمد بن الحسن(1) بن عتبة الرازي، نا المقدام بن داود بن تليد الرّعيني، نا عمي، نا بشر بن بكر، قال:

كان وال بالشام قد أراد الأوزاعي على شيء فلم يجده عنده، قال: فهمّ به أن يؤذيه قال:

فقال له بعض من يعتاده: لا تفعل، فإنه لا مقام لك بالشام مع الأوزاعي، فإن يكن من أمير المؤمنين شيء كان من غيرك، قال: فكفّ عنه، قال: فبينما هم كذلك إذ جاءه كتاب أن يخرج إلى فلان الشاري فيقابله قال: فقال(2) له أولئك: الآن جاءك ما تحب منه، لو ضربت رقبته لم يجبك فيه شيء، قال: فأرسل إليه، فاجتمع و اجتمع من كان يوليه على الأوزاعي و غيرهم، قال: فقال له الوالي: يا أبا عمرو هذا كتاب أمير المؤمنين يأمر فيه بالخروج إلى هذا الظالم الشاري، قال: فقال له الأوزاعي: حدثني يحيى بن أبي كثير اليمامي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إنما الأعمال بالنية، و لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى اللّه و رسوله فهجرته إلى اللّه و رسوله، و من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه» [7149]، قال: فقال له الوالي: أخبرك عن كتاب أمير المؤمنين و تعارضني بغيره، قال:

فقال له الأوزاعي: اسكت أخبرك عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و تعارضني بغيره، قال: فأشار إليه بعض من كان يوليه عليه بيده أن يسكت، قال: فقال له: انصرف يا أبا عمرو، قال: فلما قام قال لهم الوالي: هذا رجل معصوم، قال: فقال لهم الوالي: لمن كان يوليه إشارتكم إلي أن أسكت لم كان ؟ قالوا: لو أشار إلى أهل الشام لضربت عنقك(3).

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد، أنا علي بن الخضر بن سليمان، أنا عبد الوهاب الميداني، نا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد، نا عبد اللّه بن أحمد بن زبر، نا الحسن بن جرير، نا عبد الحميد بن بكار، قال: سمعت ابن أبي العشرين(4) قال:

سمعت أميرا كان بالساحل يقول - و قد دفنا الأوزاعي، و نحن عند القبور: - رحمك اللّه أبا عمرو، فلقد كنت أخافك أكثر ممن ولاّني.

ص: 220


1- في م: أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة، و هو الصواب، ترجمته في سير أعلام النبلاء 113/16.
2- الأصل و م: فقالوا.
3- في م: رقبتك.
4- سير أعلام النبلاء 126/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160 ص 496) و البداية و النهاية بتحقيقنا 127/10.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عيسى السكري، نا أحمد بن يوسف بن خالد، نا أحمد بن أبي الحواري، قال:

سمعت أبا مسهر يقول: ما مات الأوزاعي حتى جلس وحده ما يجلس إليه أحد، و حتى ملئت أذنه شتما و هو يسمع.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أن أبا الحسن علي بن أحمد الحنائي، أخبرهم نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان السلمي، نا محمّد بن بركة، نا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد، نا أبو خيثمة، نا محمّد بن عبيد الطنافسي، قال(1):

كنت جالسا عند الثوري، فجاءه رجل، فقال: رأيت كأن ريحانة من المغرب - يعني قلعت (2)- قال: إن صدقت رؤياك، فقد مات الأوزاعي، فكتبوا ذلك، فجاء موت الأوزاعي في ذلك اليوم، أو تلك الليلة.(3) أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن السّقّا، أنا أبو العباس الأصم، قالا: نا عباس بن محمّد، نا محمّد بن عبيد، قال:

كنا عند سفيان الثوري، فأتاه رجل فقال: يا أبا عبد اللّه رأيت في المنام كأن ريحانة قبل الشام ماتت، قال أحمد بن مروان: و حدثنا غير عباس فقال له سفيان: إن صدقت رؤياك مات الأوزاعي، قال: فجاء رجل إلى سفيان، فقال: أعظم(4) اللّه أجرك في أخيك الأوزاعي، فقد مات، و ذكرها الأصم كلها عن عباس.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، قال: سمعت يعلى بن عبيد الطنافسي يقول:

ص: 221


1- من هذا الطريق نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 126/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160 ص 496).
2- في سير أعلام النبلاء: رفعت.
3- قبلها في م: أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأ رشأ بن نظيف، أنبأ الحسن بن إسماعيل أنا أحمد بن مروان ح.
4- الأصل: أعظمك، و المثبت عن م.

قال رجل لسفيان الثوري: رأيت كأن ريحانة من الشام رفعت، فقال سفيان الثوري: إن صدقت رؤياك فقد مات الأوزاعي، فعرف ذلك اليوم، فوجدوا موت الأوزاعي فيه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: نا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدثني أبي أحمد، حدثني أبي عبد اللّه قال(1):

جاء رجل إلى سفيان الثوري، فقال له: اكتب لي إلى الأوزاعي يحدثني فقال: أما إني أكتب لك إليه و لا أراك(2) تجده إلاّ ميتا، لأنّي رأيت ريحانة رفعت من قبل المغرب، و لا أراه إلاّ موت الأوزاعي، فأتاه، فإذا هو قد مات.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا محمّد بن يعقوب، قال: سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: مات الأوزاعي في الحمام(3).

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، حدثني أبو الوليد حسان بن محمّد الفقيه، نا الحسن بن سفيان، نا أحمد بن عيسى المصري(4) ، حدثني خيران بن العلاء، و كان الأوزاعي يروي عنه و كان من خيار أصحاب الأوزاعي - قال:

دخل الأوزاعي الحمام، و كان لصاحب الحمام حاجة، فأغلق الباب عليه، و ذهب، قال: ثم جاء ففتح الباب، فوجده ميتا قد وضع يده اليمنى تحت خده و هو مستقبل القبلة.

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر، أنا علي بن الخضر، نا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، نا أبو هاشم، نا عبد اللّه بن أحمد بن زبر القاضي(5) ، نا إسحاق بن خالد قال: سمعت أبا مسهر يقول:

ص: 222


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 296-297.
2- عن م و تاريخ الثقات، و بالأصل: أراه.
3- سير أعلام النبلاء 126/7.
4- سير أعلام النبلاء 127/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160 ص 497).
5- من هذه الطريق نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 127/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160 ص 497) و البداية و النهاية - بتحقيقنا 128/10.

بلغنا أن سبب موت الأوزاعي أن امرأته أغلقت عليه باب حمام، فمات فيه، و لم تكن عامدة لذلك، فأمرها سعيد بن عبد العزيز بعتق رقبة، قال: و ما خلّف ذهبا و لا فضة، و لا عقارا و لا متاعا إلاّ ستة دنانير، فضلت من عطائه، و كان قد اكتتب في ديوان الساحل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان(1) ، نا سلمة، قال أحمد: قال يحيى:

و رأيت الأوزاعي، و توفي(2) سنة خمسين و مائة.

كذا قال.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدل، أنا عثمان بن أحمد الدقاق، قال: قرئ على محمّد بن أحمد بن البراء، و أنا حاضر، قال: قال علي بن عبد اللّه بن جعفر المديني.

ح قال الخطيب: و أنا أبو الفتح منصور بن ربيعة بن أحمد الزهري الخطيب - بالدّينور - أنا علي بن أحمد بن علي بن راشد، أنا أحمد بن يحيى بن الجارود، قال: قال علي بن المديني:

عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي يكنى أبا عمرو، مات سنة إحدى و خمسين و مائة(3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي بن المديني:

و من أهل الشام عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي، و يكنى أبا عمرو، مات سنة إحدى و خمسين و مائة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد الصوفي، و أبو عبد اللّه بن محمّد بن عقيل(4) بن ريش، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا محمّد بن

ص: 223


1- المعرفة و التاريخ 121/1.
2- كذا بالأصل و م و البداية و النهاية بتحقيقنا 128/10 نقلا عن يعقوب بن سفيان، و عبارة المعرفة و التاريخ: و رأيت الأوزاعي و ثورا سنة خمسين و مائة. و ذكر يعقوب بن سفيان وفاة الأوزاعي سنة 157 انظر المعرفة و التاريخ 143/1.
3- سير أعلام النبلاء 127/7 و عقب الذهبي على قول ابن المديني قال: قلت: هذا خطأ.
4- في م: أبو عبد اللّه محمد بن عبيد بن ريش.

هارون، حدثني محمّد بن إسحاق القرشي، نا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم قال:

مات الأوزاعي سنة ست و خمسين و مائة(1) ، و مات مالك بن أنس سنة تسع و سبعين و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن أحمد، أنا أبو علي بن الصواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي، قال:

و مات عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي خلافة أبي جعفر، في العام الذي مات فيه أبو جعفر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب(2) ، حدثني العباس بن الوليد بن مزيد(3) العذري - من أهل بيروت - قال: مولد الأوزاعي في(4) سنة فتح الطّوانة(5) ، و مات سنة سبع و خمسين و مائة، [و لم(6) يتم له سبعين سنة].

قال: و نا يعقوب نا(7) صفوان بن صالح، قال: سمعت الوليد و غير واحد من أصحابنا يقولون: مات الأوزاعي سنة سبع و خمسين و مائة.

قال: و نا يعقوب(8) ، حدثني العباس بن الوليد بن مزيد(9) ، أخبرني أبي قال: كان وفاة الأوزاعي يوم الأحد لليلتين بقيتا من صفر سنة سبع و خمسين و مائة.

قال: و نا يعقوب(10) ، قال: و سمعت عبد الرّحمن بن إبراهيم يقول: مات الأوزاعي سنة سبع و خمسين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب.

ح و أخبرنا أبو البركات عبد اللّه بن محمّد بن الفضل، و؟؟؟ باريبى(11) بنت محمّد بن

ص: 224


1- سير أعلام النبلاء 127/7.
2- المعرفة و التاريخ 143/1.
3- في م: مرثد، تصحيف.
4- «في سنة» استدرك على هامش م.
5- الطوانة: من ثغور المصيصة على الحدود الشامية البيزنطية (راجع معجم البلدان).
6- ما بين الرقمين ليس في المعرفة و التاريخ.
7- عن م و بالأصل: «بن».
8- المعرفة و التاريخ 143/1.
9- في م: مرثد، تصحيف.
10- المعرفة و التاريخ 143/1.
11- كذا رسمها بالأصل و م.

أبي حرب الجرجاني، قالا: أنا الفضل بن أبي حرب الجرجاني، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، نا أبو العباس الأصم، قال: سمعت العباس بن الوليد بن مزيد يقول:

سمعت أبي يقول: مات الأوزاعي سنة سبع و خمسين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن أحمد بن أبي الصقر، أنا منصور بن علي بن عبد اللّه، نا الحسن بن رشيق، نا أحمد بن أحمد بن سلاّم البغدادي، نا داود بن رشيد، قال: سألت الوليد متى هلك الأوزاعي ؟ قال: سنة سبع و خمسين و مائة.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو طاهر أحمد بن علي بن عبيد اللّه بن سوّار، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن أحمد بن علي الكوفي.

ثم قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفضل بن الكوفي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران، أنا أبو بكر بن أبي داود، نا محمّد بن مصفّى، قال: سمعت الوليد بن مسلم، قال: مات الأوزاعي سنة سبع و خمسين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب(1) ، حدثني سعيد بن أسد، حدثني ضمرة، قال:

سمعت الأوزاعي يقول: كنت محتلما أو شبيها بالمحتلم في ولاية عمر بن عبد العزيز، و مات الأوزاعي في سنة سبع و خمسين و مائة، و ولد الأوزاعي سنة ثمان و ثمانين.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن الدّاراني، أنا سهل بن بشر، أنا الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أبو الجهم بن طلاّب، نا هشام بن خالد، نا أبو مسهر، قال: و مات الأوزاعي سنة سبع و خمسين و مائة.

أنبأنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم، عن أبي الحسن بن السمسار، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا أبي أبو محمّد، نا إسحاق بن خالد، قال:

و سمعت أبا مسهر يقول:

مات الأوزاعي يوم الأحد أول النهار لليلتين خلتا من صفر سنة سبع و خمسين و مائة، و لي يومئذ ثمان(2) عشرة سنة.

ص: 225


1- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 143/1.
2- بالأصل: «ثمانية عشر سنة» و الصواب عن م.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني(1) ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(2) ، سمعت أبا مسهر يقول:

هلك الأوزاعي سنة سبع و خمسين و مائة، قال: و هو عبد الرّحمن بن عمرو بن يحمد(3) ، كذلك قال أبو مسهر.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر أحمد بن علي، أخبرني إبراهيم بن مخلد المعدل، نا محمّد بن أحمد بن الحسن الصواف، نا إسحاق بن إبراهيم بن أبي الحسان(4) الأنماطي، قال: قال هشام بن عمار: و مات الأوزاعي سنة سبع و خمسين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن أبي عمرو، أنا أبو عبد اللّه بن مروان القرشي، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن محمّد القرشي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد اللّه التميمي، قال:

الأوزاعي مات سنة سبع و خمسين و مائة، و هو ابن بضع و سبعين سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو(5) بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم، قال:

مات الأوزاعي سنة سبع و خمسين و مائة، و مولده سنة ثمان و ثمانين.

أخبرنا أبو البركات، أنا أبو المعالي البقال، أنا أبو العلاء القاضي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الغلاّبي، نا أبي، نا أحمد، قال: بلغني أن الأوزاعي سنة سبع و خمسين و مائة - يعني مات -.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة(6) ، قال: و فيها - يعني سنة سبع و خمسين و مائة - مات عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعيد بن حسنويه، أنا

ص: 226


1- بالأصل و م: الكناني، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 262/1.
3- بالأصل: «محمد» تصحيف، و الصواب عن م و تاريخ أبي زرعة.
4- في م: حسان.
5- عن م و بالأصل: أبو عمر.
6- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 428.

عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خياط(1) ، قال:

عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي يكنى أبا عمرو، مات سنة سبع و خمسين و مائة [دمشقي](2).

قال: و أنا أبو القاسم الأزهري، أنا محمّد بن العباس، أنا إبراهيم بن محمّد الكندي، نا أبو موسى محمّد بن المثنى، قال: و مات الأوزاعي سنة سبع و خمسين و مائة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا أبو العباس محمّد(3) بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: قال يحيى:

مات الأوزاعي سنة سبع و خمسين، و بقي سعيد بن عبد العزيز بعده عشر سنين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال:

سنة سبع و خمسين و مائة فيها مات الأوزاعي، و اسمه عبد الرّحمن بن عمرو، أبو عمرو.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم بن العلاّف، قالا: أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا الحسن(4) بن محمّد بن الحسن، نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، قال:

توفي عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي فيما أخبرت لليلتين خلتا من صفر سنة سبع و خمسين و مائة.

أنا(5) أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب، أنا ابن(6) الفضل، أنا جعفر الخلدي، نا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، فذكره.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد بن عبد اللّه، أنا أبي أبو الحسين، أنا محمّد بن جعفر بن هشام بن ملاّس النّميري، أنا الحسن بن محمّد بن بكار، قال:

ص: 227


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 577 رقم 3021.
2- الزيادة عن طبقات خليفة.
3- بالأصل: بن محمد.
4- في م: الحسين.
5- في م: أخبرنا.
6- في م: أبو الفضل.

و ولد أبو عمرو عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي في سنة ثمان و ثمانين، و توفي في سنة سبع و خمسين و مائة، و كانت وفاته و هو ابن تسع و ستين سنة.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، قال: سمعت الحسن بن عثمان يقول:

مات عبد الرّحمن بن عمرو، أبو عمرو الأوزاعي سنة سبع و خمسين و مائة، و لم يكن من الأوزاع، و إنّما كان منزله فيهم، و كان من سباء أهل اليمن، مات و هو ابن ستين سنة.

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر، أنا علي بن الخضر بن سليمان السّلمي، أنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حدثني أبو هاشم المؤدب، نا عبد اللّه بن أحمد بن زبر القاضي، نا الحسن بن جرير بن عبد الرّحمن الصوري، نا عبد الحميد بن بكّار البيروتي، قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول:

ولد الأوزاعي قبل أن يجتمع أبواي، قال: و ولد الأوزاعي سنة ثمان و ثمانين، و مات لليلتين بقيتا من صفر سنة سبع و خمسين و مائة، و عاش سعيد بن عبد العزيز بعده عشر سنين.

قال الحسن: و أخبرني من حضر جنازة الأوزاعي قال: شيّعها أهل أربعة أديان:

المسلمون، و اليهود، و النصارى، و القبط.

أخبرنا أبو الحسن(1) بن قبيس، أنا أبي أبو العباس المالكي، أنا أبو نصر بن الجبّان، أنا أبو علي بن درستويه، أنا أبو علي الحسن بن حبيب، نا منصور بن عبد اللّه الوراق، نا يونس بن عبد الأعلى، قال: سمعت بشر بن بكر(2) يقول:

رأيت في المنام كأنّي دخلت الجنة، فإذا سفيان بن سعيد الثوري و الأوزاعي قاعدان، فقلت لهما: ما فعل مالك ؟ فقالا: و أين مالك، رفع مالك.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني أبو جعفر الآدمي، قال: قال يزيد بن مذعور:

ص: 228


1- بالأصل: أبو الحسن أحمد بن قيس تحريف، و الصواب ما أثبت و اسمه علي بن أحمد بن منصور بن محمد بن قبيس، أبو الحسن ترجمته في سير أعلام النبلاء 18/20 و المشيخة 139 /ب.
2- كذا بالأصل و م، و في المختصر 340/14 «بشر بن أبي بكر» تحريف، ترجمته في تهذيب الكمال 59/3.

رأيت الأوزاعي في منامي فقلت: يا أبا عمرو دلّني على درجة أتقرب بها(1) إلى اللّه عز و جل، قال: ما رأيت هناك درجة أرفع من درجة العلماء، و من بعدها المحزونين(2).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو جعفر الآدمي، قال: قال يزيد بن مذعور:

رأيت الأوزاعي في المنام، فقلت له: يا أبا عمرو دلني على شيء أتقرّب به، فذكره و قال: و من بعدهم(3) درجة المحزونين.

3908 - عبد الرّحمن بن عمرو اليحصبي

3908 - عبد الرّحمن بن عمرو اليحصبي(4)

حدّث عن صدقة بن عبد اللّه السّمين.

روى عنه أبو زرعة الدمشقي.

أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد الأنصاري(5) ، نا أبو بكر الخطيب، أنا الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا عبد اللّه بن محمّد القرشي، قال: كتب إليّ أبو نصر العابد، نا أبو زرعة الدمشقي، نا عبد الرّحمن بن عمرو اليحصبي، عن صدقة، عن أبي وهب، عن مكحول، عن أبي أمامة، قال: كان الناس كشجرة ذات جنى و يوشك أن يعودوا كشجرة ذات شوك.

3909 - عبد الرّحمن بن أبي عميرة المزني و يقال: الأزدي

3909 - عبد الرّحمن بن أبي عميرة المزني (6)- و يقال: الأزدي(7) ، (8) -

أخو محمّد بن أبي عميرة و له صحبة.

ص: 229


1- الأصل و م: به.
2- كذا بالأصل و م، و في المختصر 340/14 المحرومين.
3- الأصل: بعده، و المثبت عن م، باعتبار الضمير يعود على العلماء.
4- ذكره المزي في تهذيب الكمال 308/11 في شيوخ أبي زرعة الدمشقي عبد الرحمن بن عمرو النصري.
5- بعدها في م: و حدثنا عمي، أنا حيدرة قراءة. و يبدو أن الخبر من استدراكات القاسم على أبيه.
6- في الأصل: المري، و المثبت عن م و مصادر ترجمته.
7- قال المزي: و هذا وهم و لأنه مزني و ليس بأزدي. أما البرقي فقد جزم أنه أزديا، نقله عنه في تهذيب التهذيب.
8- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 320/11 و تهذيب التهذيب 403/3 و الإصابة 414/2 و أسد الغابة 375/3 و الاستيعاب 407/2 (هامش الإصابة).

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.

روى عنه: خالد بن معدان، و ربيعة بن يزيد الدمشقي، و يونس بن ميسرة بن حلبس، و القاسم أبو عبد الرّحمن، و جبير بن نفير.

و قيل: إنه سكن دمشق، و الأظهر أنه كان يسكن حمص.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد.

ح و حدثني أبو مسعود عبد الرّحيم بن علي بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد(1) ، نا أبو زرعة، و أحمد بن يحيى بن محمّد بن يحيى حمزة، الدمشقيان، قالا: نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرّحمن بن أبي عميرة المزني، و كان من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لمعاوية:

«اللهمّ علّمه الكتاب، و الحساب، و قه العذاب» [7150].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدثني عبد الكريم بن الهيثم القطان، أنا حيوة بن شريح، أنا بقية، نا بحير(2) ، عن خالد - يعني - ابن معدان، عن ابن أبي عميرة [(3) أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«ما من(4) الناس نفس مسلمة يقبضها ربّها تعالى تحبّ أن ترجع إليكم، و إن لها الدنيا و ما فيها، غير الشهيد» [7151].

و قال ابن أبي عميرة: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لأن أقتل في سبيل اللّه أحبّ إليّ من أن يكون لي أهل المدر و الوبر».

كذا قال، و قد أسقط من إسناده جبير بن نفير.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي(5) ، نا حيوة بن شريح، أنا بقية، حدثني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن ابن(6) أبي عميرة] أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

ص: 230


1- من وجه آخر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 252/18 رقم 628.
2- في م: يحيى، تصحيف، و الصواب ما أثبت و هو بحير بن سعد، ترجمته في تهذيب التهذيب.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- الأصل: في، و المثبت عن مسند أحمد.
5- مسند أحمد بن حنبل 266/6 رقم 17913 و 17914.
6- في المسند في نسختيه 216/4 و 266/6 عن أبي عميرة بسقوط «ابن».

فذكر مثله إلاّ أنه قال: أن تعود بدل أن ترجع(1).

كتب إليّ أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن عمير بن الضحاك، أنا محمّد بن مصفّى، نا سويد بن عبد العزيز، عن أبي عبد اللّه البحراني، عن القاسم أبي عبد الرّحمن، عن(2) عبد الرّحمن بن أبي عميرة المزني، قال: خمس حفظتهن من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«لا صفر(3) ، و لا هامة(4) ، و لا عدوى، و لا يتم شهران ستين يوما، و من خفر ذمة اللّه لم يرح ريح الجنّة» [7152].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، قال عبد الرّحمن بن أبي عميرة المزني: كان يسكن دمشق.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:(5)

عبد الرّحمن بن أبي عميرة المزني، و كان من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، نزل الشام، و هو الذي روى في معاوية ما روي من حديث الوليد بن مسلم: نا شيخ من أهل دمشق، نا يونس بن ميسرة بن حلبس، قال: سمعت عبد الرّحمن بن أبي عميرة المزني يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «يكون في بيت المقدس بيعة هدى» [7153].

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي، قال:

عبد الرّحمن بن أبي عميرة الأزدي جاء عنه حديث و ذكر له حديث معاوية: «اللّهمّ اجعله هاديا مهديا».

ص: 231


1- الأصل و م: «يعود.. يرجع» و الصواب من المسند و من الرواية السابقة.
2- «عن عبد الرحمن» ليس في م.
3- الصفر: حية في البطن تعض الإنسان من الجوع - فيما تزعم العرب - (اللسان: صفر).
4- الهامة: اسم طائر، كانت العرب تقول: إن عظام الموتى، و قيل أرواحهم، تصير هامة فتطير، فنفاه الإسلام و نهاهم عنه (اللسان - هوم).
5- طبقات ابن سعد 417/7.

و هذا وهم، لأنه مزني ليس بأزدي.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(1):

في باب الصحابة: عبد الرّحمن بن أبي عميرة المزني، يعد في الشاميين.

أخبرنا [أبو(2) الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و] أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - مشافهة (3)- أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال(4): عبد الرّحمن بن أبي عميرة المزني له صحبة، يعدّ في الشاميين، روى عنه القاسم أبو عبد الرّحمن، و ربيعة بن يزيد، و جبير بن نفير.

أنا(5) أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم البجلي، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، قال: عبد الرّحمن بن أبي عميرة المزني.

أنا(6) أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة.

ح(7) أنا(8) أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الأولى من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

محمّد بن أبي عميرة المزني، حمصي.

قال عبد الرّحمن بن إبراهيم: عبد الرّحمن أخوه بحمص.

قال أبو سعيد: ماتا بالشام، و أخوه عبد الرّحمن بن أبي عميرة المزني.

ص: 232


1- التاريخ الكبير للبخاري 240/1/3.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- بعدها في م: قالا.
4- الجرح و التعديل 273/5 رقم 1296.
5- في م: أخبرنا.
6- في م: أخبرنا.
7- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و أضيف عن م.
8- في م: أخبرنا.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا عبد العزيز الكتاني(1) ، أنا مسدّد بن علي بن عبد اللّه الحمصي، أنا أبي أبو طالب، نا القاضي أبو بكر عبد الصمد بن سعيد الحمصي، قال: في تسمية من نزل حمص من الصحابة:

عبد الرّحمن بن أبي عميرة، و محمّد بن أبي عميرة، و هما أخوان نزلا جميعا حمص، على ما قال سليمان بن عبد الحميد البهراني، و ماتا جميعا بالشام، و كذلك قال دحيم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال:

عبد الرّحمن بن أبي عميرة المزني، روى عنه ربيعة بن يزيد، و القاسم بن يزيد(2) ، عداده في الشاميين.

أنبأنا أبو علي الحداد، قال: قال لنا أبو نعيم: عبد الرّحمن بن أبي عميرة المزني عداده في الشاميين، روى عنه ربيعة بن يزيد، و القاسم أبو عبد الرّحمن.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر الحافظ، قال:(3)

أما عميرة بفتح العين و كسر الميم: محمّد بن أبي عميرة المزني، له صحبة، يعد في الحمصيين، و أخوه عبد الرّحمن بن أبي عميرة.

3910 - عبد الرّحمن بن العوّام بن خويلد ابن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب ابن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي الأسدي

3910 - عبد الرّحمن بن العوّام بن خويلد ابن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب ابن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي الأسدي(4)

أخو الزبير بن العوّام.

له صحبة، و لا نعلم له رواية.

شهد اليرموك، و استشهد يومئذ، و كان قد شهد بدرا مع المشركين، فنجا ثم أسلم بعد ذلك.

ص: 233


1- الأصل و م: الكناني، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
2- «و القاسم بن يزيد» مكرر في م.
3- الاكمال لابن ماكولا 276/6 و 279.
4- ترجمته في أسد الغابة 375/3 و الإصابة 415/2 الاستيعاب 399/2 (هامش الإصابة)، و نسب قريش للمصعب ص 235.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال(1):

و من ولد العوّام: عبد الرحمن، و كان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة، فسمّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد الرّحمن، و هو الذي نزل بحكيم بن حزام(2) يوم بدر، و أنزل أخاه عبد(3) اللّه عن جمله و دفعه إلى حكيم حين لحقهما فنجا عليه، فقال له أخوه عبد اللّه(4): يا أخي إنّي أعرج لا رجل لي، و إن نزلت خشيت أن أدرك فأقتل، فقال له عبد الرّحمن: أ لا تنزل عن من(5) إن قتلت كفاك، و إن أسرت فداك، فأنزله عنه، فقتل عبد اللّه(6) بن العوّام، و أسلم عبد الرّحمن، فحسن إسلامه، و استشهد يوم اليرموك، و الحارث، و صفوان، و عبيد اللّه، و بحير، و ذكر غيرهم، لا بقية لأحد منهم إلا عبد الرّحمن، و أم بني العوّام هؤلاء: أم الخير الحرة، و اسمها أميمة بنت مالك بن عميلة بن السّبّاق بن عبد الدار بن قصي.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدثني عمّي.

أن حكيم بن حزام انهزم يوم بدر، فلحق بعبد الرّحمن بن العوّام، و بعبيد اللّه(7) بن العوّام مترادفين على جمل، و كان عبيد اللّه بن العوّام أعرج، فلما رأى عبد الرّحمن حكيما قال لأخيه: انزل بنا عن أبي خالد، قال: أنشدك اللّه فإنّي أعرج لا رجلة لي، قال: و اللّه لتنزلن عنه، أ لا تنزل عن رجل إن قتلت كفاك، و إن أسرت فداك، فنزلا عنه و حملاه على جملهما فنجا عليه، و نجا عبد الرّحمن بن العوّام على رجليه، و أدرك عبيد اللّه فقتل.

ص: 234


1- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 235 فكثيرا ما كان الزبير بن بكار يأخذ عن عمه المصعب.
2- الأصل و م: حرام، و الصواب عن نسب قريش.
3- في م: عبيد اللّه، تصحيف، و المثبت يوافق عبارة نسب قريش.
4- الأصل و م: عبيد اللّه، تصحيف.
5- كذا بالأصل و م، و في نسب قريش: أ لا تنزل لرجل.
6- الأصل و م: عبيد اللّه، تصحيف.
7- كذا بالأصل و م هنا بهذه الرواية، و قد مرّ عن نسب قريش للمصعب: عبد اللّه.
3911 - عبد الرّحمن بن عوف ابن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب ابن مرّة...

3911 - عبد الرّحمن بن عوف ابن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب ابن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك أبو(1) محمّد القرشي الزهري(2)

صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أحد العشرة الذين شهد لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالجنّة من المهاجرين الأوّلين، هاجر الهجرتين، و شهد بدرا و غيرها(3) من المشاهد، و هو أحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، و أحد الخمسة الذين أسلموا على يدي أبي بكر على ما حكيناه(4) في ترجمة الزبير، و أحد الستة الذين جعل عمر بن الخطاب فيهم الشورى، و أخبر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم توفي و هو عنهم راض، و كان اسمه في الجاهلية عبد عمرو، و يقال: عبد الكعبة.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

روى عنه عبد اللّه بن عباس، و عبد اللّه بن عمر، و جابر بن عبد اللّه، و أنس بن مالك، و جبير بن مطعم، و بنوه إبراهيم، و حميد، و أبو سلمة، و مصعب، و عمر، و ابن أخته المسور بن مخرمة، و عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، و عبد اللّه بن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل، و بجالة بن عبدة، و مالك بن أوس بن الحدثان، و محمّد بن جبير بن مطعم، و غيلان بن شرحبيل، و غيرهم.

و قدم مع عمر بن الخطّاب الجابية، و شهد في كتاب صلح أهل بيت المقدس كما ذكر سيف بن عمر، و كان على ميمنة عمر في تلك الخرجة و على ميسرته في خرجته الثانية إلى الشام التي رجع عمر فيها من سرع(5).

ص: 235


1- بالأصل: «بن» تصحيف و الصواب عن م و مصادر ترجمته.
2- ترجمته في أسد الغابة 376/3 و الإصابة 416/2 و الاستيعاب 393/2 هامش الإصابة، تهذيب الكمال 322/11 و تهذيب التهذيب 404/3 الوافي بالوفيات 210/18 و نسب قريش للمصعب الزبيري ص 265 حلية الأولياء 98/1 سير أعلام النبلاء 68/1 العبر 33/1، و شذرات الذهب 38/1 جمهرة ابن حزم ص 131، تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) ص 390 و انظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمت له.
3- بالأصل: و غيرهما، و المثبت عن م.
4- في م: قلناه.
5- كذا بالأصل و م، بالعين المهملة، و هي لغة في سرغ، بالغين المعجمة، و هو أول الحجاز و آخر الشام بين المغيثة و تبوك من منازل حاج الشام (معجم البلدان).

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، نا يحيى بن عبد الحميد الحماني، نا عبد اللّه بن جعفر المخرمي، عن أم عون، عن المسور بن مخرمة، قال:

قلت لعبد الرحمن بن عوف - أي قال -: أخبرني عن قصتكم يوم بدر، قال: اقرأ بعد العشرين و المائة من آل عمران تجد قصتنا(1) ، وَ إِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقٰاعِدَ لِلْقِتٰالِ إلى قوله إِذْ هَمَّتْ طٰائِفَتٰانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلاٰ ، قال: هم الذين طلبوا الأمان من المشركين، إلى قوله: وَ لَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَ أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ قال: فهو تمني لقاء المؤمنين إلى قوله: إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ (2).

أخبرنا أبو المظفّر بن عبد الكريم، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن منصور، أنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا شيبان بن فرّوخ، نا القاسم بن الفضل، نا النضر بن شيبان، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «من صام رمضان إيمانا و احتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه» [7154].

أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد القاهر الأسدي، أنا أبو الفرج أحمد بن عثمان بن الفضل بن جعفر، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن فيروز الأنماطي، نا الحسن بن أحمد بن أبي(3) شعيب الحرّاني، نا محمّد بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن مكحول، عن كريب، عن ابن عباس قال:

جلست مع عمر بن الخطاب - و هو خليفة - فقال: يا ابن عباس أ ما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أو من أحد من أصحابه يذكر ما أمره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا سها المرء في صلاته ؟ قلت: لا، أ و ما سمعت ذلك أنت يا أمير المؤمنين ؟ قال: لا، قال: فدخل الخيمة علينا عبد الرّحمن بن عوف فقال: فيما أنتما؟ قال عمر: سألته هل سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أو من أحد من أصحابه يذكر ما أمر به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا سها المرء في صلاته ؟ فقال عبد الرّحمن:

عندي علم من هذا، فقال عمر: هلمّ فحدّثنا، فأنت عندنا العدل الرضا، فقال عبد الرّحمن بن

ص: 236


1- سورة آل عمران، من الآية: 121 إلى 144.
2- من الآية 152 من سورة آل عمران.
3- سقطت «أبي» من م، قارن مع ترجمته في تهذيب الكمال 271/4.

عوف: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إذا شكّ أحدكم في الاثنتين و الواحدة فليجعلها واحدة، و إذا شكّ في الثنتين و الثلاث فليجعلهما(1) اثنتين، و إذا شكّ في الثلاث و الأربع فليجعلهما(2) ثلاثا، حتى يكون الوهم في الزيادة ثم ليتمّ ما بقي من صلاته، و يسجد سجدتين و هو جالس قبل أن يسلم» [7155].

أخبرناه أبو الحسن الفرضي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو(3) محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الحسن بن حذلم، نا أبو زرعة أحمد بن خالد الوهبي، نا محمّد بن إسحاق، عن مكحول، عن كريب مولى ابن عباس، عن ابن عباس قال:

جلست إلى عمر بن الخطاب فقال: يا ابن عباس هل سمعت من النبي صلى اللّه عليه و سلم في الرجل إذا نسي في صلاته فلا يدري أ زاد أو نقص ما أمر به فيه، قال: قلت: أ ما سمعت أنت يا أمير المؤمنين من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شيئا في ذلك قال: لا و اللّه ما سمعت فيه شيئا، و لا سألت عنه، إذ جاء عبد الرّحمن بن عوف فقال: فيما أنتما؟ فأخبره عمر، قال: سألت هذا الفتى عن كذا و كذا فلم أجد عنده علما، فقال عبد الرّحمن: لكن عندي، لقد سمعت ذلك من النبي صلى اللّه عليه و سلم قال عمر: فأنت عندنا العدل الرضا، فما ذا سمعت ؟ قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إذا شكّ أحدكم في صلاة فشكّ في الواحدة و الثنتين فليجعلها واحدة، و إذا شك في الثنتين و الثلاث، فليجعلها(4) ثنتين، و إذا شكّ في الثلاث و الأربع فليجعلها(5) ثلاثا حتى يكون الوهم في الزيادة، ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلّم، ثم ليسلّم» [7156].

و أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو الدمشقي و سعيد بن عثمان التّنوخي فرّقهما في موضعين، قالا: نا أحمد بن خالد الوهبي، نا محمّد بن إسحاق، عن مكحول، عن كريب مولى ابن عباس، عن ابن عباس قال:

جلست إلى عمر بن الخطاب فقال: يا ابن عباس هل سمعت من النبي صلى اللّه عليه و سلم في الرجل إذا نسي صلاته فلم يدر أ زاد أم نقص ما أمر به فيه، قلت: أ ما(6) سمعت أنت يا أمير المؤمنين من

ص: 237


1- كذا بالأصل، و في م: «فيجعلها» و في سير أعلام النبلاء 72/1 «فليجعلها» في الموضعين، و هو أشبه.
2- كذا بالأصل، و في م: «فيجعلها» و في سير أعلام النبلاء 72/1 «فليجعلها» في الموضعين، و هو أشبه.
3- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
4- بالأصل: «فيجعلها» و المثبت عن م، و انظر سير أعلام النبلاء 72/1.
5- بالأصل: «فيجعلها» و المثبت عن م، و انظر سير أعلام النبلاء 72/1.
6- عن م و بالأصل: و ما.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم شيئا في ذلك ؟ قال: لا، و اللّه ما سمعت فيه شيئا، و لا سألت عنه، إذ جاء عبد الرحمن بن عوف فقال(1): فيما أنتما؟ فأخبره عمر، فقال: سألت هذا الفتى عن كذا و كذا فلم أجد عنده علما، قال عبد الرّحمن: لكن عندي، لقد سمعت ذلك من النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فقال عمر: فأنت عندنا العدل الرضا، فما ذا سمعت ؟ قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول:

«إذا شكّ أحدكم في صلاته، فشكّ في الواحدة و الثنتين، فليجعلها واحدة، و إذا شكّ في الاثنتين(2) و الثلاث فليجعلها اثنتين(3) ، و إذا شك في الثلاث و الأربع فليجعلها ثلاثا حتى يكون الوهم في الزيادة، و يسجد سجدتين قبل أن يسلّم، ثم يسلّم» [7157].

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة - و قرأ عليّ إسناده، أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا(4) ، نا يزداد بن عبد الرّحمن، أنا أبو موسى - يعني تينة (5)- نا العتبي، حدثني أبي قال:

خرج عمر يسير في عمله، فلما قرب من دمشق تلقاه معاوية في موكب له رز، و عمر على حمار إلى جنبه عبد الرّحمن بن عوف على حمار، الحكاية بطولها تأتي في أخبار معاوية إن شاء اللّه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني(6) ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، نا الوليد، نا ابن جريج، عن عكرمة بن خالد المخزومي:

أن عمر بن الخطاب صلّى بالناس بالجابية المغرب، فصلى ثنتين ثم دخل خباءه، فأطاف به(7) عبد الرّحمن و سلّم، فذكره ما بقي من صلاته، فاستأنف.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن.

ح و أنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن

ص: 238


1- عن م و بالأصل: قال.
2- في م: الاثنين.. اثنين.
3- في م: الاثنين.. اثنين.
4- الخبر في الجليس الصالح الكافي 369/3.
5- بدون إعجام بالأصل، و في م: «؟؟؟ بيبه» و المثبت عن الجليس الصالح.
6- الأصل و م: الكناني، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
7- أطاف به و عليه: طرقه ليلا (اللسان: طوف).

يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا.

قالا: نا محمّد بن سعد(1) ، أنا محمّد بن عمر، نا عبد اللّه بن جعفر الزهري، عن يعقوب بن عتبة الأخنسي.

ح و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - أنا محمّد بن الحسين بن محمّد الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنا المدائني.

قالا: ولد عبد الرّحمن بن عوف بعد الفيل بعشر سنين.(2) أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي و أبو الفضل أحمد بن الحسن قالا: أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط(3) ، قال:

عبد الرّحمن بن عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب، أمّه صفية بنت عبد مناف بن زهرة بن كلاب، و يقال: أمّه الشفاء بنت عوف بن عبد الحارث، يكنى أبا محمّد، مات بالمدينة سنة اثنتين(4) و ثلاثين.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال(5):

و ولد الحارث بن زهرة: عبدا، و عبد اللّه، و أمّهما قيلة بنت أبي قيلة، و هو وجز بن غالب بن عامر بن الحارث، و هو غبشان، و وجز(6) هو أبو كبشة، و أخواهما لأمهما:

ص: 239


1- طبقات ابن سعد 124/3.
2- قبله في م، الخبر التالي: أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ نا محمد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا هارون بن معروف عن ضمرة عن سعيد بن حسن قال: عبد الرحمن بن عوف، أم عبد الرحمن: العنقاء، و هي الشفاء بنت عوف بن عبد الحارث بن زهرة. و كانت مهاجرة. الصواب: عوف بن عبد بن الحارث.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 45 رقم 77.
4- في م: اثنين.
5- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 265 فكثيرا ما كان الزبير بن بكار يأخذ عن عمه المصعب.
6- في نسب قريش: و غبشان هو أبو كبشة.

وهيب(1) و أهيب(2) ابنا عبد مناف بن زهرة، و وهب بن الحارث بن زهرة الذي يقال له: ذو الفريّة، لا بقية له، و عمرو بن الحارث بن زهرة هو عمرو الحفاظ، فالعقب من ولد الحارث لعبد بن الحارث بن زهرة، و من ولده عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة، و كان نديم عوف بن عبد عوف الفاكه بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، و شهد بدرا عبد الرّحمن بن عوف و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و هو أمين رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على نسائه، و صلّى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم وراءه في غزوة تبوك و هو صاحب الشورى، و كان اسمه عبد عمرو، فأسماه(3) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عبد الرحمن، و هو أحد العشرة الذين شهد لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بالجنّة.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن الفرج، أنا أبو الفرج الأسفرايني، و أبو نصر الطّرايثيثي، قالا: أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن الهيثم، قال: قال أبو نعيم الفضل بن دكين.

عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة، و أمه الشّفاء بنت عوف بن الحارث بن زهرة.

و سقط من الأصل ذكر: عبد عوف.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد(4).

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، قالا: نا محمّد بن سعد.

قال في الطبقة الأولى: من بني زهرة بن كلاب بن مرّة: عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن(5) الحارث بن زهرة بن كلاب، و كان اسمه في الجاهلية عبد عمرو، فسمّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حين أسلم عبد الرّحمن، و يكنى أبا محمّد، و أمّه الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب.

ص: 240


1- كذا بالأصل، و في م و نسب قريش: و وهب و أهيب.
2- كذا بالأصل، و في م و نسب قريش: و وهب و أهيب.
3- في نسب قريش: فسماه.
4- كذا بالأصل و م، و هو محمد بن سعد، و انظر الخبر في طبقات ابن سعد من هذا الوجه 124/3.
5- بالأصل: «بن بني الحارث» و الصواب عن م و ابن سعد.

زاد ابن الفهم: و هاجر عبد الرّحمن بن عوف إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا في رواية محمّد بن إسحاق، و محمّد بن عمر.

قالوا(1): و شهد عبد الرّحمن بدرا، و أحدا، و المشاهد كلها.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي، قال:

عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرّة بن كعب، حدثنا بنسبه عبد الملك بن هشام، عن زياد، عن ابن إسحاق، يكنى أبا محمّد، جاء في الحديث أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال له: «كيف صنعت يا أبا محمّد في استلام الركن ؟»، و أمه الشّفاء بنت عوف بن عبد الحارث بن زهرة.

و قال في موضع آخر: ابن عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة، و مات بالمدينة سنة ثنتين و ثلاثين، فيما أخبرنا ابن(2) بكير، و يقال: توفي سنة ثلاث(3) و ثلاثين، و يقال: إنه مات و هو ابن خمس و سبعين، و صلّى عليه عثمان، و قيل: صلى عليه الزبير، و يقال ابنه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أميّة، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول:

عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف يكنى أبا محمّد، من بني زهرة بن كلاب.

أخبرنا محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان(4) ، قال:

أبو محمّد عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو

ص: 241


1- ابن سعد 128/3.
2- الأصل: أبو بكير، تصحيف و الصواب عن م.
3- الأصل: ثلاثة.
4- المعرفة و التاريخ 282/1.

الحسين الأصبهاني قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال(1):

عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف أبو محمّد الزهري القرشي، شهد بدرا مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

قال الحسن عن(2) ضمرة: مات لستّ بقين من خلافة عثمان.

و قال محمّد بن مقاتل: أنا أحمد بن محمّد، أنا يعقوب بن إبراهيم: لتسع من سني عثمان.

و قال يعقوب بن إبراهيم: توفي و هو ابن خمس و سبعين.

أنا(3) أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العباس النّهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، أنا أبو عبد اللّه البخاري، قال:

عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة أبو محمّد القرشي الزهري، مات لستّ مضين من خلافة عثمان، و شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، هاجر الهجرتين جميعا، من الذين توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو عنهم راض، مات بالمدينة.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال(4):

عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف الزهري أبو محمّد القرشي شهد بدرا، روى عنه بنوه إبراهيم، و حميد، و أبو سلمة، و مصعب، و عمر بنو عبد الرّحمن بن عوف، و جبير بن مطعم، و جابر بن عبد اللّه [و عبد اللّه](5) بن عباس، و ابن عمر، و أنس بن مالك، و المسور بن مخرمة، سمعت بعض ذلك من أبي و بعضه من قبلي.

ص: 242


1- التاريخ الكبير للبخاري 239/1/3-240.
2- بالأصل: «بن» تصحيف، و الصواب عن م و التاريخ الكبير.
3- في م: أخبرنا.
4- الجرح و التعديل 247/5.
5- الزيادة عن الجرح و التعديل.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو الفتح سليم بن أيوب، أنا أبو طاهر بن محمّد بن سليمان، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد بن محمّد المقدّمي يقول: عبد الرّحمن بن عوف الزهري يكنى أبا محمّد.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد الخليلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، قال:

عبد الرّحمن بن عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر، و كان اسمه في الجاهلية عبد عمرو فسمّاه النبي صلى اللّه عليه و سلّم عبد الرّحمن، كنيته أبو محمّد.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:

عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي، و كان اسمه عبد عمرو، فسماه النبي صلى اللّه عليه و سلّم عبد الرّحمن، أمه العنقاء، و هي الشّفّاء بنت عوف بن عبد الحارث، هاجر الهجرتين و شهد بدرا، توفي سنة إحدى و ثلاثين، و له خمس و سبعون سنة، و كان أحد الستة الذين جعل إليهم عمر الشورى، و رجع بحديثه من سرع(1) ، و سماه العدل.

و قال ابن مندة في موضع آخر: عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي، أبو محمّد الزهري، و أمّه الشّفّاء بنت عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب، و كان اسمه في الجاهلية عبد عمرو، فسمّاه النبي صلى اللّه عليه و سلّم عبد الرّحمن، و كان رجلا طويلا، حسن الوجه، رقيق البشرة فيه جنأ(2) ، أبيض مشرب حمرة، لا يغير حمرة شعره، و ولد بعد الفيل بعشر سنين، و مات بالمدينة سنة ثنتين و ثلاثين لستّ بقين منها، في خلافة عثمان، و هو يومئذ ابن خمس و سبعين، و دفن بالبقيع، روى عنه عمر بن الخطاب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا

ص: 243


1- كذا بالأصل، و هي لغة في سرغ بالغين المعجمة تقدم التعريف بها (راجع معجم البلدان).
2- الجنأ: الحدب. و قيل: ميل في الصدر، و قيل: في العنق (اللسان).

عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب أبو محمّد القرشي الزهري المديني، شهد بدرا و كان اسمه عبد عمرو، فسمّاه النبي صلى اللّه عليه و سلّم عبد الرّحمن، و هو أخو عبد اللّه بن عوف، و أمّه الشّفّاء بنت عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و روى عنه ابنه إبراهيم في الوكالة و الخمس و الجنائز.

و قال خليفة و عمرو بن علي: مات سنة اثنتين و ثلاثين - زاد عمرو: هو ابن خمس و سبعين سنة(1).

و قال غيره: مات لستّ سنين بقين من خلافة عثمان، و قال بعضهم لسبع من سني عثمان.

هكذا ذكره البخاري، و قال الذهلي: قال يحيى: مات سنة إحدى أو اثنتين و ثلاثين، و سنه خمس و سبعون(2) ، و قال يحيى: ولد بعد الفيل بعشر سنين، و كذلك قال الواقدي، و كذلك قال عمرو بن علي.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ:

عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي أبو محمّد، ذو الهجرتين، شهد بدرا، و المشاهد كلها، أحد أصحاب الشورى، بعثه النبي صلى اللّه عليه و سلّم في سرية و عمّمه و عقد له اللواء بيده، و كان أصابته يوم أحد جراحات كثيرة، فسقطت ثنيتاه و كان أهتم، و عرج، في رجله، فكان أعرج كان رجلا طوالا حسنا، رقيق البشرة، أبيض مشربا حمرة، أعين أهدب الأشفار، لا يغيّر رأسه و لا لحيته، كان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة و قيل عبد عمرو، مولده بعد الفيل بعشر سنين، و مات سنة إحدى أو اثنتين و ثلاثين بالمدينة، و صلّى عليه عثمان بن عفان، و له خمس و سبعون سنة، و قيل اثنتين و سبعين، أمه الشّفّاء بنت عوف بن عبد الحارث بن زهرة، قد ذكرنا صفاته و أحواله و أسامي أولاده، ثنا العشرة، روى عنه عمر بن الخطّاب، و سمّاه العدل الرضا، و انصرف من سرع بحديثه.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي(3) الواعظ، نا القاضي أبو(4)

ص: 244


1- انظر تهذيب الكمال 324/10.
2- المصدر السابق.
3- الأصل: المحلى، بالحاء المهملة، تصحيف.
4- الأصل: ابن.

الحسين محمّد بن علي بن محمّد بن عبيد اللّه بن عبد الصّمد بن المهتدي باللّه، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن النصر الدّيباجي، نا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن مبشّر الواسطي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن حرب النّشائي الواسطي - قراءة عليه و نحن نسمع - أنا أبو مروان يحيى بن أبي زكريا الغسّاني، عن هشام، عن أبيه.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم سأل عبد الرّحمن بن عوف: «يا أبا محمّد، كيف صنعت - يعني، في استلام الحجر؟» قال: استلمت و تركت، قال: «أصبت» [7158].

هذا مرسل، و قد روي من وجه آخر موصلا.

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السّيّدي(1) ، قالا: أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، نا عبد اللّه بن زياد بن خالد بن زياد أبو محمّد بن أبي سفيان الموصلي، حدّثني مقدّم بن محمّد بن يحيى الواسطي، حدّثني عمي القاسم، عن عبيد اللّه بن عمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه.

عن عبد الرّحمن بن عوف قال: قال لي النبي صلى اللّه عليه و سلّم حين فرغنا: «كيف صنعت يا أبا محمّد في استلام الركن»؟ قلت: استلمت و تركت [7159].

و أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: قرئ، عن أبي عثمان البحيري، أنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد بن حيّوية الورّاق، نا أبو حامد أحمد بن حمدون بن رستم(2) ، نا مقدم بن يحيى بن يعقوب، حدّثني عمي، أنا عبيد اللّه بن عمر، حدّثني هشام بن عروة، عن أبيه.

عن عبد الرّحمن بن عوف قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: «يا أبا محمّد، ما صنعت في استلام الحجر؟» قال: [قلت] استلمت و تركت، قال: «أصبت» [7160].

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا هارون بن معروف، عن ضمرة، عن سعيد بن حسن، قال:

عبد الرّحمن بن عوف، أم عبد الرّحمن العنقاء، و هي الشّفّاء بنت عوف بن

ص: 245


1- الأصل: السيد، تصحيف، و السند معروف.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 553/14.

عبد الحرب(1) بن زهرة، و كانت مهاجرة.

الصواب: عوف بن عبد الحارث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني سريج(2) بن يونس و غيره عن ابن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة، كنية عبد الرّحمن بن عوف أبو محمّد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: قال عمّي أبو بكر:

عبد الرّحمن بن عوف، يكنى أبا محمّد.

أخبرنا أبو البركات أيضا، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا:

نا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال(3):

عبد الرّحمن بن عوف الزهري، يكنى أبا محمّد، و هو أحد أصحاب الشورى، قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:

«البارّ الصادق» [7161].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:

أبو محمّد عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة القرشي، شهد بدرا.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو محمّد عبد الرّحمن بن عوف.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو طاهر الأنباري، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدّولابي(4) ، نا أحمد بن شعيب قال: من كنيته من الصحابة

ص: 246


1- كذا بالأصل، و الصواب: عبد الحارث، كما في سير أعلام النبلاء و تهذيب الكمال، و سينبه المصنف إلى الصواب.
2- الأصل: شريح تصحيف و الصواب ما أثبت و ضبط، تقدم التعريف به.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 297 رقم 972.
4- الكنى و الأسماء للدولابي 10/1 و 52.

أبو محمّد، فذكرهم، و ذكر فيهم: عبد الرّحمن بن عوف بن أبي عوف، و هو عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي، أبو محمّد.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو محمّد عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي المديني، و أمه صفية بنت عبد مناف بن زهرة بن كلاب، و يقال: أمه الشّفّاء بنت عوف بن عبد الحارث بن زهرة، شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و هاجر الهجرتين جميعا، شهد له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بالجنّة، و مات و هو عنه راض، و كان اسمه في الجاهلية عبد عمرو، فسماه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عبد الرّحمن، و آخى بينه و بين سعد بن الربيع الخزرجي، و له اخوان:

عبد اللّه، و الأسود، أسلما جميعا، في الفتح، مات عبد الرّحمن بالمدينة، و دفن بالبقيع(1).

أنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن إبراهيم بن نافع، و محمّد بن محمّد بن علي الساري، قالا: نا علي بن عبد العزيز، نا محمّد بن أبي نعيم الواسطي، نا إبراهيم بن سعد(2) ، حدّثني أبي عن أبيه.

عن عبد الرّحمن بن عوف، قال: كان اسمي عبد عمرو، فلما أسلمت، سمّاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، نا إبراهيم بن سعد، عن أبيه عن جده.

عن عبد الرّحمن بن عوف قال: كان اسمي عبد عمرو فسمّاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عبد الرّحمن.

قال: أنا عبد اللّه، حدّثني إبراهيم بن هانئ، نا أحمد بن حنبل، نا عبد الرّزّاق، عن معمر، عن ابن سيرين.

أن عبد الرّحمن كان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة، قال عبد الرزّاق: و أما ابن جريج

ص: 247


1- انظر تهذيب الكمال 323/10 و سير أعلام النبلاء 74/1.
2- من طريقه في سير أعلام النبلاء 74/1 و أخرجه الحاكم في المستدرك 306/3 و صححه.

فأخبرنا قال: كان اسم عبد الرّحمن في الجاهلية عبد عمرو.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(1) ، أنا معن بن عيسى، نا محمّد بن عبد اللّه بن عبيد بن عمير، عن عمرو بن دينار قال: كان اسم عبد الرّحمن بن عوف: عبد الكعبة، فسمّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السّماك، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو القاسم الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العباس الجوهري، أنا صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل، حدّثني أبي، أنا أبو المغيرة، نا سعيد بن عبد العزيز قال:

كان اسم عبد اللّه بن سلام الحصين، فسماه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه، و كان اسم عبد الرّحمن بن عوف عبد عمرو، فسماه عبد الرّحمن.

قال: و نا عبد الرزّاق، أنا - و في حديث صالح: عن - معمر عن ابن سيرين.

أن عبد الرّحمن كان اسمه، في الجاهلية عبد الكعبة.

قال: و أما ابن جريج فأخبرنا، قال: كان اسم عبد الرّحمن في الجاهلية عبد عمرو.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، حدّثني أبو اليمان أو قرئ عليه عن سعيد بن عبد العزيز قال: كان اسم عبد الرّحمن بن عوف عبد عمرو، فسمّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا(2) البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني إبراهيم بن المنذر، حدّثني عبد العزيز بن أبي ثابت(3) عن سعيد بن زياد عن حسن بن عمر، عن سهلة ابنة عاصم قالت:

ص: 248


1- طبقات ابن سعد 124/3.
2- الأصل: ابن، تصحيف.
3- من هذه الطريق رواه المزي في تهذيب الكمال 323/10 و الذهبي في سير أعلام النبلاء 74/1-75.

كان عبد الرّحمن بن عوف أبيض أعين، أهدب الأشفار، أقنى(1) ، طويل النابين الأعليين، و ربما أدمى نابه شفته، له جمّة أسفل من أذنيه، أعنق، ضخم الكفين(2) غليظ الأصابع.

قال: و حدّثني إبراهيم بن المنذر عن الواقدي قال(3): كان رجلا طوالا، حسنا، رقيق البشرة، [فيه](4) جنأ أبيض مشربا(5) حمرة، لا يغير لحيته و لا رأسه صلّى عليه عثمان بن عفان و يقال: صلى عليه الزبير بن العوّام.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني عمي، نا الزبير، حدّثني إبراهيم بن المنذر، عن محمّد بن عمر عن.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(6) ، أنا محمّد بن عمر، أنا عبد اللّه بن جعفر الزهري، عن يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس، فذكر حديثا، قال:

و كان عبد الرّحمن رجلا طويلا - و في حديث ابن المنذر: طوالا - حسن الوجه، رقيق البشرة فيه جنأ، أبيض مشربا(7) حمرة، لا يغيّر لحيته و لا رأسه.

أخبرنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد في كتابيهما، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الرحيم البرقي، نا عبد الملك بن هشام، نا زياد بن عبد اللّه(8) ، عن ابن إسحاق.

أن عبد الرّحمن بن عوف كان ساقط الثّنيتين، أهتم(9) ، أعسر، أعرج، و كان أصيب يوم أحد فهتم و جرح عشرين جراحة - أو أكثر - أصابه بعضها في رجله فعرج.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو

ص: 249


1- القنا في الأنف: طوله و دقة أرنبته مع حدب في وسطه (اللسان: قنا).
2- في سير أعلام النبلاء: الكتفين، تصحيف.
3- كذا بالأصل، و الذي في ابن سعد 133/3 و سير أعلام النبلاء 75/1 بعدها: أخبرنا عبد اللّه بن جعفر الزهري عن يعقوب بن عتبة قال.
4- الزيادة عن المصادر.
5- الأصل: مشرب، و التصويب عن المصادر.
6- انظر الطبقات الكبرى 133/3.
7- الأصل: مشرب، و التصويب عن المصادر.
8- من طريقه في تهذيب الكمال 323/10 و سير أعلام النبلاء 75/1.
9- الهتم: انكسار الثنايا من أصولها خاصة، و قيل من أطرافها (اللسان).

بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري قال:

و بلغني أن عبد الرّحمن بن عوف ولد بعد الفيل بعشر سنين، و مات عبد الرّحمن بن عوف أبو محمّد سنة ثنتين و ثلاثين، و صلّى عليه عثمان بن عفان، و دفن بالبقيع، و كان رجلا طويلا، حسن الوجه، رقيق البشرة، فيه جنأ، أبيض مشربا حمرة، لا يغيّر لحيته و لا رأسه.

قال: و نا عبيد اللّه، نا عمي، عن أبيه قال: بلغني أن عبد الرّحمن بن عوف جرح يوم أحد إحدى(1) و عشرين جراحة، و جرح في رجله فكان يعرج منها.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم - إملاء - أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الكريم الشالوسي، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد البصري، و أبو حكيم إبراهيم بن محمّد بن الحكم، قالا: أنا القاضي أبو علي الحسين بن محمّد بن العباس الزجاجي، نا سعيد بن محمّد بن نصر بن عبد الرّحمن الهمداني أبو عمرو، حدّثني أبو الحسن علي بن عبد الحميد بن إسحاق العطار، نا عمر بن مدرك، نا عبد اللّه بن محمّد البلوي، حدّثني عمارة بن زيد، نا عبد اللّه بن العلاء، عن عبد الرّحمن بن حميد بن عبد الرّحمن، عن أبيه قال: كان أبو حميد بن عبد الرّحمن بن عوف يقول:

سمعت أبي يقول: سافرت إلى اليمن قبل مبعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لسنة و نحوها فنزلت على عسكلان بن عواكن الحميري و كان شيخا كبيرا قد أسني له في العمر حتى عاد كالفرخ و هو يقول:

إذا ما الشيخ صمّ فلم يكلّم *** و أودى سمعه إلاّ باديا

و لاعب في العشيّ بني بنيه *** كفعل الهر(2) يفترس العظايا(3)

فذاك الداء ليس له دواء *** سوى الموت المنطق بالرزايا

يعذبهم(4) و ودّوا لو سقوه *** من الرادي(5) مترعة ملايا

ص: 250


1- الأصل: أحد.
2- الأصل: المرء، و المثبت عن اللسان (عظي).
3- العظايا جمع عظاية و هي دويبّة معروفة، و قيل: سام أبرص (انظر اللسان، تاج العروس بتحقيقنا: عظي).
4- في المختصر 345/14 يفديهم.
5- كذا بالأصل بدالين مهملتين، و في تاج العروس بتحقيقنا: الداذي: شرب الفساق و هو الخمر، و فيها: الذاذي: نبت، و قيل شيء له عنقود مستطيل و حبه على شكل حب الشعير يوضع منه مقدار رطل في الفرق فتعبق رائحته و يجود إسكاره، و في اللسان: دود: الدادي: حب يطرح في النبيذ فيشتد حتى يسكر.

شهدت تتابع الأملاك منا *** و أدركت الموفّق في القضايا

فماتوا أجمعون و صرت حلسا(1) *** صريحا لا أبوح الى الجلايا

قال عبد الرّحمن:

و كنت لا أزال إذا قدمت إلى اليمن نزلت عليه، فيسألني عن مكة و الكعبة و زمزم و يقول هل ظهر فيكم رجل له نبه ؟ له ذكر؟ هل خالف أحد منكم عليكم في دينكم ؟ فأقول: لا، فأسمّي له من قريش و ذوي الشرف حتى قدمت القدمة التي بعث فيها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [بعقبها](2) فوافيته و قد ضعف، و ثقل سمعه، فنزلت عليه و اجتمع عليه ولده، و ولد ولده فأخبروه بمكاني، فشدّ عليه عصابة على عينيه و أسند(3) فقعد فقال لي: انتسب لي يا أخا قريش، فقلت له: أنا عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة، قال: حسبك يا أخا زهرة، أ لا أبشرك ببشارة و هي خير لك من التجارة ؟ قلت: بلى، قال: أنبئك بالمعجبة و أبشرك بالمرغبة إن اللّه عز و جل قد بعث، في الشهر الأول من قومك نبيا، ارتضاه صفيا و أنزل عليه كتابا، و جعل له ثوابا، ينهى عن الأصنام، و يدعو إلى الإسلام، يأمر بالحق و يفعله، و ينهى عن الباطل و يبطله، قال: فقلت: ممن هو؟ قال: لا من الأزد، و لا ثمالة، و لا من السرو(4) ، و لا تبالة(5) هو من بني هاشم و أنتم أخواله، يا عبد الرّحمن، اخف الوقعة، و عجّل الرجعة، ثم امض و وازره، و صدّقه و احمل إليه هذه الأبيات:

أشهد باللّه ذي المعالي *** و فالق الليل و الصباح

إنك في السّرو من قريش *** يا ابن المفدى من الذّباح

أرسلت تدعو إلى يقين *** ترشد للحق و الفلاح

هدّ كرور السنين ركني(6) *** عن بكير(7) السّير و الرواح

فصرت حلسا لارض بيتي *** قد قصّ من قوتي جناح

إذا نأى بالديار بعد *** فأنت حرزي و مستراح

أشهد باللّه ربّ موسى *** أنك أرسلت بالبطاح

ص: 251


1- حلسا: يقال فلان حلس بيته: إذا لم يبرحه (اللسان).
2- الزيادة للإيضاح عن المختصر.
3- في المختصر: و اشتد.
4- السرو: منازل حمير بأرض اليمن (انظر معجم البلدان).
5- تبالة: موضع بأرض اليمن (انظر معجم البلدان).
6- المختصر: ركبي.
7- الأصل: بكر، و المثبت عن المختصر.

فكن شفيعي إلى مليك *** يدعو البرايا إلى الفلاح

قال عبد الرّحمن: فحفظت الأبيات و أسرعت، في تقصّي حوائجي، حتى إذا أحكمت منه ما أردت ودّعته و انصرفت، فقدمت مكة فلقيت أبا بكر رضي اللّه عنه و كان خليطا(1) ، فأخبرته الخبر مما سمعت من الحميري، فقال: هذا محمد بن عبد اللّه، قد بعثه اللّه رسولا إلى خلقه، فأته، فأتيته و هو في بيت خديجة فاستأذنت عليه، فلما رآني ضحك و قال: أرى وجها خليقا أرجو له خيرا، ما وراءك يا أبا محمّد، قلت: و ما ذاك يا محمّد، قال: حملت إليّ وديعة ؟ أو أرسلك إليّ مرسل برسالة ؟ هاتها، فهاتها أما إن أخا حمير من خواصّ المؤمنين. قال عبد الرّحمن بن عوف: فأسلمت و شهدت أن لا إله إلاّ اللّه و أنشدته شعره و أخبرته بقوله. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: ربّ مؤمن بي، و لم يرني، و مصدّق بي و ما شهدني. أولئك إخواني حقا قال عبد الرّحمن، و أنا الذي أقول في إسلامي:

أجبت منادي اللّه لمّا سمعته *** ينادي إلى الدّين الحنيف المكرّم

فقلت له بالبعد لبّيك داعيا *** إليك متابي بل إليك تيمّم

أجوب الفيافي من أفاويق حمير *** على خلعم(2) جلد القوائم صلقم(3)

بأنباء صدق علمتها موفق *** و لا العلم إلاّ باطلاب التعلم

فكم مخبر بالحقّ في الناس ناصح *** و آخر أفّاك كثير التوهم

ألا إنّ خير الناس في الأرض كلّهم *** نبيّ جلا عنا شكوك الترجم

نبيّ أتى و الناس في أعجمية *** و في سدف في ظلمة الكفر معتم

فأقشع بالنّور المضيء ظلامة *** و ساعده في أمره كلّ مسلم

و خالفه الأشقون من كلّ فرقة *** فسحقا لهم في قعر مهوي جهنم

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(4) ، أنا محمّد بن عمر، نا محمّد بن صالح، عن يزيد بن رومان قال: أسلم عبد الرّحمن بن عوف قبل أن يدخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دار أرقم بن أبي الأرقم، و قبل أن يدعو فيها.

ص: 252


1- الخليط: الصاحب (اللسان: خلط).
2- كذا بالأصل: خلعم، و في المختصر: جلعم، و هو أقرب إلى المعنى: و ناقة جلعم: هرمة.
3- الصلقم: الضخم من الإبل (اللسان: صلقم).
4- طبقات ابن سعد 124/3.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة قال:

و ممن يذكر أن قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بمكة من مهاجرة أرض الحبشة الأولى ثم هاجر إلى المدينة، و في تسمية من شهد بدرا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من بني زهرة بن كلاب:

عبد الرّحمن بن عوف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد - إجازة - أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق(1) قال في تسمية من هاجر الهجرة الأولى إلى أرض الحبشة من مكة: من بني زهرة بن كلاب:

عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة.

قال: و نا يونس، عن [ابن](2) إسحاق(3) ، حدّثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف، عن أبيه قال: كنا نسير مع عثمان بن عفان في طريق مكة إذ رأى عبد الرّحمن بن عوف فقال عثمان: ما يستطيع أحد أن يعتدّ على هذا الشيخ فضلا في الهجرتين جميعا - يعني هجرته إلى الحبشة و هجرته إلى المدينة -.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(4) ، نا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي، نا عبد اللّه بن جعفر، عن عبد الرّحمن بن حميد، عن أبيه قال: قال المسور بن مخرمة: بينما أنا أسير في ركب بين عثمان و عبد الرّحمن بن عوف و عبد الرّحمن قدّامي و عليه خميصة سوداء، فقال عثمان: من صاحب الخميصة السوداء(5) ؟ قالوا:

عبد الرّحمن بن عوف، فناداني عثمان: يا مسور، فقلت: لبّيك يا أمير المؤمنين، فقال: من زعم أنه خير من خالك، في الهجرة الأولى و في الهجرة الثانية(6) فقد كذب.

أخبرنا أبو عمر محمّد بن محمّد بن القاسم، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد، و أبو

ص: 253


1- سيرة ابن إسحاق ص 156 رقم 218.
2- سقطت من الأصل.
3- من هذا الطريق رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 75/1.
4- طبقات ابن سعد 125/3.
5- الأصل: السوادا.
6- في ابن سعد: الهجرة الآخرة.

المحاسن أسعد بن علي، و أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين، قالوا: أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية(1) ، نا إبراهيم بن خزيم(2) ، نا عبد بن حميد، نا يحيى بن إسحاق، نا عمارة بن زاذان عن ثابت البناني عن أنس بن مالك(3):

أن عبد الرّحمن بن عوف لما أسلم(4) آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بينه و بين عثمان بن عفان(5) ، فقال له: إنّ لي حائطين فاختر أيّ حائطيّ شئت، قال: بارك اللّه في حائطيك، ما لهذا أسلمت دلّني على السوق، قال: فدلّه فكان يشتري السّمينة و الأقيطة و الإهاب فجمع، فتزوج فأتى النبي صلى اللّه عليه و سلم و عليه ردع(6) من صفرة فقال: مهيم قال: تزوّجت، فقال: «بارك اللّه لك أولم و لو بشاة»، قال: فكثر ماله حتى قدمت له سبعمائة راحلة تحمل البر و تحمل الدقيق و الطعام قال: فلما دخلت المدينة سمع لأهل المدينة رجّة، فقالت عائشة: ما هذه الرّجّة ؟ فقيل لها: عير قدمت لعبد الرّحمن بن عوف، سبعمائة راحلة تحمل البر و الدقيق و الطعام فقالت عائشة: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول: «و عبد الرّحمن لا يدخل الجنّة إلاّ حبوا»، فلما بلغ ذلك قال: يا أمه، إنّي أشهدك أنها بأحمالها و أحلاسها(7) و أقتابها في سبيل اللّه [7162].

رواه أحمد بن حنبل(8) ، عن عبد الصمد بن حسان، عن عمارة و قال هذا حديث منكر.

كذا قال، و المحفوظ أن الذي قال لعبد الرّحمن ذلك سعد بن الربيع.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا

ص: 254


1- الأصل: حيويه، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 492/16.
2- الأصل: خريم، و التصويب عن سير أعلام النبلاء.
3- الخبر رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 75/1-76 و انظر تخريجه فيه.
4- كذا بالأصل و فوقها ضبة، تنبيها إلى أن المصنف وجدها هكذا، و في سير أعلام النبلاء: هاجر.
5- بعدها عقب الذهبي بقوله: «كذا هذا».
6- الردع: أثر الطيب في الجسد (اللسان).
7- الأحلاس: جمع حلس، كل شيء ولي ظهر البعير و الدابة تحت الرحل و القتب.
8- مسند أحمد بن حنبل 424/9 رقم 24896.

عمرو بن...(1) يعني ابن عبد اللّه، و عبد اللّه بن صالح، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال: و شهد بدرا من بني زهرة بن كلاب بن مرّة: عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة.

حدّثنا أبو الحسن الفرضي، و أبو القاسم بن عبدان - قراءة - قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا علي بن يعقوب، أنا أحمد بن إبراهيم بن بشر، نا محمّد بن عائذ القرشي، أخبرني الوليد بن مسلم عن عبد اللّه بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة في تسمية من شهد بدرا من بني زهرة بن كلاب بن مرّة: عبد الرّحمن بن عوف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني إبراهيم بن هانئ، أنا أحمد بن حنبل، نا إبراهيم بن خالد، نا رباح، عن معمر.

ح قال: و حدّثني هارون بن موسى الفروي، نا محمّد بن فليح عن موسى بن عقبة، عن الزهري: فيمن شهد بدرا: عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة بن كلاب.

أسقط منه عبد ابن الحارث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال في تسمية من شهد بدرا من بني زهرة بن كلاب بن مرّة: عبد الرّحمن بن عوف(2).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمّي، عن أبيه، عن ابن إسحاق قال في تسمية من شهد بدرا: عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهّاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي(3) قال: في تسمية من شهد بدرا.

ص: 255


1- لفظتان غير واضحتين.
2- سيرة ابن هشام 336/2.
3- مغازي الواقدي 155/1.

عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث(1) بن زهرة.

قال: و أنا محمّد بن عمر، قال(2): فحدّثني أبو إسحاق بن أبي عبد اللّه عن عبد الواحد بن أبي عون، عن صالح بن إبراهيم قال: كان عبد الرّحمن بن عوف يقول: رأيت يوم بدر رجلين، عن يمين النبي صلى اللّه عليه و سلم أحدهما، و عن يساره أحدهما، يقاتلان أشد القتال ثم ثلّثهما ثالث من خلفه، ثم ربعهما رابع أمامه.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم الوراق، نا محمّد بن مسلمة، نا يعقوب بن محمّد الزّهري، عن عبد العزيز بن عمران، عن محمّد بن صالح بن دينار، عن عاصم بن عمر بن [قتادة عن محمود](3) بن لبيد، قال: قال الحارث بن الصمة:

سألني النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم أحد و هو في الشّعب، فقال: «هل رأيت عبد الرّحمن بن عوف ؟» فقلت: نعم، رأيته إلى جنب الجبل(4) ، و عليه عكر(5) من المشركين فهويت إليه لأمنعه، فرأيتك فعدلت إليك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «إنّ الملائكة تقاتل معه».

قال الحارث: فرجعت إلى عبد الرّحمن فأجد بين يديه سبعة صرعى، فقلت: ظفرت يمينك، أ كلّ هؤلاء قتلت ؟ فقال: أما هذا لأرطأة بن شرحبيل، و لهذان فأنا قتلتهما، و أما هؤلاء فقتلهم من لم أره، قلت: صدق اللّه و رسوله [7163].

قال ابن منده: هذا حديث غريب، لا يعرف إلاّ من هذا الوجه.

و قال غيره: ابن عبد شرحبيل.

أنبأنا أبو غالب محمّد بن محمّد بن أسد(6) و غيره، قالا(7): أنا أبو الحسين(8) بن الطّيّوري، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر.

ص: 256


1- في مغازي الواقدي: عبد الرحمن بن عوف بن عبد الحارث بن زهرة.
2- مغازي الواقدي 78/1.
3- ما بين معكوفتين زيادة أضيفت عن م، و مكانها بالأصل: «ما» و فوقها ضبة إشارة إلى نقص في العبارة.
4- في م: الجبيل.
5- عكر، أصله من الاعتكار، و هو الازدحام و الكثرة، يريد: جماعة (اللسان: عكر).
6- في م: «راشد» تصحيف، قارن مع المشيخة 208 /أ.
7- في م: قال.
8- في م: «أبو الحسن» تصحيف.

ح و أنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري، عن عبد العزيز بن علي الأزجي، قالا: أنا عبد الرّحمن بن عمر بن حمّة، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب [بن شيبة، نا جدي](1) حدثني يعقوب، حدثني أحمد بن محمّد بن أيوب، نا إبراهيم بن سعد، قال:

بلغني أن عبد الرّحمن بن عوف....(2) يومئذ يعني يوم أحد و به إحدى و عشرون جراحة، و هتم، و جرح في رجله، فعرج من ذلك الجرح.

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن منصور بن بكر بن محمّد بن حميد، أنا جدي أبو منصور، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد المخلدي، نا أحمد بن محمّد بن أبي حمزة البلخي، نا أبو عبيد اللّه يحيى بن محمّد بن السكن، نا أبو داود الطيالسي، نا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده عبد الرّحمن بن عوف.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لما انتهى إلى عبد الرّحمن بن عوف و هو يصلّي بالناس فأراد أن يتأخر فأومأ إليه النبي صلى اللّه عليه و سلم أن مكانك، فصلّى، و صلّى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بصلاة عبد الرّحمن رضي اللّه عنه.

أخبرناه عاليا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا الحسن(3) بن إسماعيل أبو سعيد البصري(4) ، نا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده، عن عبد الرّحمن - زاد ابن حمدان: بن عوف -.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لما انتهى إلى عبد الرّحمن بن عوف و هو يصلي بالناس، أراد عبد الرّحمن أن يتأخر، فأومأ إليه النبي صلى اللّه عليه و سلم أن مكانك، فصلّى، و صلّى النبي صلى اللّه عليه و سلم بصلاة عبد الرّحمن(5).

أخبرنا أبو علي الحسن بن السبط أخبرنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

ص: 257


1- مكانه مطموس بالأصل، و ما بين معكوفتين أثبت عن م.
2- كلمة مطموسة غير واضحة بالأصل، و غير مقروءة في م و لعلها: أصيب.
3- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م، ترجمته في تهذيب الكمال 275/4.
4- كذا بالأصل و م، و ليس في عامود نسبه، و في تهذيب الكمال: أبو سعيد المصيصي ؟!.
5- سير أعلام النبلاء 79/1.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(1) ، حدثني أبي، حدثنا هيثم بن خارجة، قال أبو عبد الرّحمن و سمعته أنا من الهيثم، نا رشدين، عن عبد اللّه بن الوليد أنه سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن يحدث عن أبيه.

أنه كان مع النبي(2) صلى اللّه عليه و سلم في سفر، فذهب النبي صلى اللّه عليه و سلم لحاجته، فأدركهم وقت الصلاة، فأقاموا الصلاة، فتقدّمهم عبد الرّحمن، فجاء النبي صلى اللّه عليه و سلم فصلّى مع الناس خلفه ركعة، فلما سلّم قال: «أصبتم» أو(3) ، «أحسنتم» [7164].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم(4) بن أبي عثمان، أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى، نا أبو(5) عبد اللّه المحاملي، نا علي بن شعيب، نا موسى بن داود، نا خليد(6) بن دعلج، عن الحسن، عن المغيرة بن شعبة [أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مسح على الخفين و صلّى خلف عبد الرحمن بن عوف.

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي، ثنا هدبة بن خالد، ثنا همام، عن قتادة عن الحسن عن المغيرة بن شعبة](7) - و رواه ابن أوفى عن المغيرة بن شعبة قال:

تخلف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فتخلفت معه، فقضى حاجته فأتيته بالمطهرة، فتوضّأ و غسل وجهه، و أراد أن يغسل يديه و كانت عليه جبّة شامية ضيقة فم الكمين، فأخرج يديه من تحت الجبّة فغسل وجهه و يديه، و مسح على العمامة و الخفين، فأتينا الناس و عبد الرّحمن بن عوف يصلّي بهم صلاة الصبح، فلما رأى النبيّ صلى اللّه عليه و سلم أراد أن يتأخر، فأومأ إليه أن تمضي في صلاتك(8) ، فصلّى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنا معه خلف عبد الرّحمن بن عوف ركعة، فلما قضى صلاته قام يصلّي(9) إليها ركعة أخرى، و لم يزد عليها شيئا.

رواه أبو داود عن هدبة بن خالد.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا

ص: 258


1- مسند أحمد بن حنبل 407/1 رقم 1665.
2- في المسند: مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
3- عن المسند و م، و بالأصل «أ» و بسقوط الواو.
4- في م: العباس.
5- في م: «بن» بدل «أنا أبو».
6- في م: خليفة.
7- اضطرب السند بالأصل، فاختلط متن الخبر الأول بسند الحديث الثاني، و الزيادة بين معكوفتين لتقويم الخبر و سند الخبر الثاني، أضفناها عن م.
8- في م: أن يمضي في صلاته.
9- في م: فصلى.

عبد اللّه بن أحمد بن حنبل(1) ، حدثني أبي، نا إسماعيل، أنا أيوب، عن محمّد، عن عمرو بن وهب الثقفي، قال:

كنا مع المغيرة بن شعبة، فسئل: هل أمّ النبي صلى اللّه عليه و سلم أحد من هذه الأمة غير أبي بكر؟ فقال: نعم، كنا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم في سفر، فلما كان من السحر ضرب عنق راحلتي، فظننت أنّ له حاجة، فعدلت معه فانطلقنا حتى [برزنا عن](2) الناس فنزل عن راحلته، ثم انطلق، فتغيب عني حتى ما أراه، فمكث طويلا ثم جاء فقال: «حاجتك يا مغيرة» فقلت: ما لي حاجة، قال:

«هل معك ماء؟» فقلت: نعم، فقمت إلى قربة أو سطيحة معلقة في [أخرة الرحل فأتيته بماء](3) فصببت عليه، فغسل يديه، فأحسن غسلها، قال: و أشك أ قال دلكهما بتراب، أم لا ثم غسل وجهه، ثم ذهب يحسر عن يديه، و عليه جبّة شامية ضيقة الكمين، فضاقت، فأخرج يديه من تحتها إخراجا، فغسل وجهه و يديه، قال: فيجيء في الحديث غسل الوجه مرتين: فلا أدري أ هكذا كان أم لا، ثم مسح بناصيته، و مسح على العمامة، و مسح على الخفّين، و ركبنا فأدركنا الناس و قد أقيمت الصلاة، فتقدّمهم عبد الرّحمن بن عوف، و قد صلّى بهم ركعة و همّ في الثانية، فذهبت أوذنه فنهاني، فصلّينا الركعة التي أدركنا، و قضينا الركعة التي سبقتنا(4).

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه(5) بن أحمد بن طاوس، و أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن الضحاك بن محمّد الطيبي - ببغداد - أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي، نا أبو علي عبد اللّه بن محمّد بن البلخي الحافظ، نا حمدان بن سهل الفقيه، و أبو يحيى البلخيان قالا: نا شدّاد بن حكيم، نا زفر بن الهذيل، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن بكر بن عبد اللّه المزني، عن المغيرة بن شعبة، قال:

اثنتان لا أسأل عنهما أحدا لأني رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يفعله(6): المسح على الخفين، و صلاة الرجل خلف رعيته، و قد رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم يصلي ركعتين صلاة(7) الفجر خلف عبد الرّحمن بن عوف.

ص: 259


1- مسند أحمد بن حنبل 326/6 رقم 18157.
2- ما بين معكوفتين مكانه مطموس بالأصل، و أضيف عن م و المسند.
3- ما بين معكوفتين أضيف عن م و المسند و مكانه مطموس بالأصل.
4- كذا بالأصل و م، و في المسند: سبقنا.
5- في م: عبد اللّه، تصحيف.
6- «يفعله» سقطت من م.
7- «صلاة» سقطت من م.

كذا قال عن قتادة، عن بكر، و قد سمعه سعيد بن بكر.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(1) ، حدثني أبي، نا محمّد بن أبي عدي، عن حميد، عن بكر، عن حمزة بن المغيرة بن شعبة، عن أبيه، قال:

تخلّف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقضى حاجته فقال: «هل معك طهور؟» قال: فاتّبعته بميضأة فيها ماء، فغسل كفّيه و وجهه ثم ذهب يحسر عن ذراعيه، فكان في يدي الجبّة ضيق، فأخرج يديه من تحت الجبّة، فغسل ذراعيه، ثم مسح على عمامته، و خفّيه، و ركب و ركبت راحلتي، فانتهينا إلى القوم، و قد صلّى بهم عبد الرّحمن بن عوف ركعة، فلما أحسّ بالنبي صلى اللّه عليه و سلم ذهب يتأخر، فأومأ إليه أن يتم الصلاة، و قال: «قد أحسنت كذلك فافعل» [7165].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن المبارك بن علي الأنباري، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور(2) ، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدثني عمرو الناقد، نا عيسى بن يونس أبو عمرو، عن عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمر.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعث عبد الرّحمن بن عوف في سرية و عقد له اللواء بيده(3).

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أبي نصر بن أبي القاسم، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن أبي سعد النّعالي، قالا: أنا محمود بن جعفر بن محمّد الكوسج.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو بكر اللفتواني.

قالا: أنا أبو منصور بن شكرويه - زاد اللفتواني و أبو بكر محمّد بن أحمد بن علي السمسار.

قالوا: أنا أبو إسحاق بن خرّشيد(4) قوله، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن سليم، نا الزبير، حدثني أبو ضمرة، حدثني نافع بن عبد اللّه، عن فروة بن قيس، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد اللّه بن عمر.

ص: 260


1- مسند أحمد بن حنبل 334/6-335 رقم 18196.
2- في م: ابن البغوي، تصحيف، و السند معروف.
3- سير أعلام النبلاء 80/1 و رواه صاحب الكنز و نسبه إلى ابن عساكر (30290).
4- في م: رشد.

أنه كان جالسا معه على قباء، فأتاه رجل من أهل العراق، فسأله عن إرسال العمامة خلفه، فقال ابن عمر: سأنبئك عنه بعلم إن شاء اللّه: كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عاشر عشرة رهط في مسجده فيهم: أبو بكر الصدّيق، و عمر بن الخطاب، و عليّ، و عثمان، و عبد الرّحمن بن عوف، و ابن حنبل(1) ، و ابن مسعود، و أبو مسعود(2) ، و أبو سعيد الخدري، و ابن عمر، فجاءه رجل من الأنصار، فصلّى على النبي صلى اللّه عليه و سلم ثم قال: يا رسول اللّه أي المؤمنين أفضل ؟ قال:

«أحسنهم خلقا» قال: و أيّ المؤمنين أكيس ؟ قال: «أكثرهم للموت ذكرا، و أحسنهم له استعدادا، أولئك هم الأكياس»، ثم أمسك الفتى.

و أقبل علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال: «يا معشر المهاجرين، خصال خمس - و أعوذ باللّه أن تدركوهن -: لم تظهر الفاحشة في قوم قطّ حتى يعلنوا بها إلاّ فشا فيهم الطاعون و الأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، و لم ينقصوا المكيال و الميزان إلاّ أخذوا بالسنين و شدة المئونة و جور السلطان عليهم، و لم يمنعوا زكاة أموالهم إلاّ منعوا القطر من السماء، و لو لا البهائم لم يمطروا، و لم ينقضوا عهد اللّه و عهد رسوله إلاّ سلّط اللّه عليهم عدوّهم من غيرهم، فأخذوا بعض ما كان في أيديهم، و لم تحكم أئمتهم(3) بكتاب اللّه عز و جل و يتحروا فيما أنزل اللّه عز و جل إلاّ جعل اللّه بأسهم بينهم».

ثم أمر النبي صلى اللّه عليه و سلم ابن عوف أن يتجهز لسرية يبعثها، فأصبح و قد اعتمّ بعمامة من كرابيس(4) سود، فأدناه إليه ثم نقضها فعمّمه بيده، و أرسل العمامة خلفه أربع أصابع أو نحو ذلك، فقال: «هكذا يا بن عوف فاعتمّ فإنه أعرف و أحسن».

ثم أمر النبي صلى اللّه عليه و سلم بلالا يدفع إليه اللواء، فحمد اللّه عز و جل و صلّى على النبي صلى اللّه عليه و سلم ثم قال: «خذ يا ابن عوف، اغزوا في سبيل اللّه جميعا، قاتلوا من كفر باللّه و لا تغلّوا، و لا تغدروا، و لا تمثّلوا، و لا تقتلوا وليدا، فهذا عهد اللّه إليكم، و سيرة(5) نبيّه صلى اللّه عليه و سلم فيكم» [7166].(6) أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو

ص: 261


1- الأصل: «حنبل» و غير مقروءة في م، و الصواب ما أثبت و هو معاذ بن جبل، مرّ التعريف به.
2- هو عقبة بن عمرو بن ثعلبة، أبو مسعود البدري البصري، ترجمته في تهذيب التهذيب 247/6.
3- في م: أحدهم.
4- كرابيس جمع كرباس و هو القطن (اللسان: كربس).
5- في المختصر 350/14 و سنة نبيكم.
6- قبله في م أوله: أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق. و سيرد بالأصل بعد عدة أخبار.

محمّد بن أبي نصر، و أبو نصر بن الجندي، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، أخبرني محمّد بن شعيب، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه عطاء الخراساني، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال:

جئت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعد خروجه من الطائف بستة أشهر ثم أمره اللّه عز و جل بغزوة تبوك و هي التي ذكر اللّه ساعة العسرة، و ذلك في حرّ شديد، و قد كثر النفاق، و كثر أصحاب الصّفّة - و الصّفّة بيت كان لأهل الصدقة، يجتمعون فيه، فتأتيهم صدقة النبي صلى اللّه عليه و سلم و المسلّمين و إذا حضر غزو عمد المسلمون إليهم، فاحتمل الرجل الرجل أو ما شاء اللّه بشبعة، فجهزوهم، و غزوا معهم، و احتسبوا عليهم - فأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المسلمين بالنفقة في سبيل اللّه و الحسبة، فأنفقوا احتسابا، و أنفق رجال غير محتسبين، و حمل رجال من فقراء المسلمين، و بقي أناس، و أفضل ما تصدّق به يومئذ أحد: عبد الرّحمن بن عوف تصدق بمائتي أوقية، و تصدّق عمر بن الخطاب بمائة أوقية، و تصدّق عاصم الأنصاري بتسعين وسقا من تمر، و قال عمر بن الخطاب: يا رسول اللّه إنّي لأرى عبد الرّحمن إلاّ قد [اخترب: ما](1) ترك لأهله شيئا، فسأله رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «هل تركت لأهلك شيئا؟» قال: نعم، أكثر مما أنفقت و أطيب، قال: [«كم» قال:](2) ما وعد اللّه و رسوله من الرزق و الخير، و ذكر الحديث.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف بن بشر، أنا محمّد بن حمّاد، أنا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن قتادة.

في قوله تبارك و تعالى: اَلَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقٰاتِ (3) ، قال: تصدّق عبد الرّحمن بن عوف بشطر ماله ثمانية آلاف دينار، فتصدق بأربعة آلاف دينار، فقال أناس من المنافقين: إنّ عبد الرّحمن لعظيم الرياء(4) ، فقال اللّه: اَلَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقٰاتِ وَ الَّذِينَ لاٰ يَجِدُونَ إِلاّٰ جُهْدَهُمْ و كان لرجل من الأنصار صاعان من تمر، فجاء بأحدهما، فقال أناس من المنافقين: إن كان اللّه عن صاع هذا لغنيّ، و كان المنافقون(5) يطعنون عليهم و يسخرون منهم، فقال اللّه تبارك و تعالى:

ص: 262


1- ما بين معكوفتين مكانه مطموس بالأصل و في م: احترز، و المثبت عن المختصر 350/14.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
3- سورة التوبة، الآية: 79.
4- إلى هنا ينتهي الخبر في سير أعلام النبلاء 80/1.
5- بالأصل: المنافقين، و المثبت عن م.

وَ الَّذِينَ لاٰ يَجِدُونَ إِلاّٰ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللّٰهُ مِنْهُمْ الآية.

أخبرنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ(1) ، نا سليمان بن أحمد(2) ، نا أبو يزيد القراطيسي، نا أسد بن موسى، نا عبد اللّه بن المبارك، عن معمر، عن الزّهري، قال:

تصدّق عبد الرّحمن بن عوف على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بشطر ماله، أربعة آلاف، ثم تصدق بأربعين ألفا، ثم تصدّق بأربعين ألف دينار، ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل اللّه، ثم حمل على ألف و خمسمائة راحلة في سبيل اللّه، و كان عامة ماله من التجارة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا(3): أنا يحيى بن محمّد بن صاعد، أنا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا معمر، عن الزهري، قال:

تصدّق عبد الرّحمن بن عوف على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بشطر ماله، أربعة آلاف، ثم تصدّق بأربعين ألفا، ثم تصدّق بأربعين ألفا، ثم تصدّق بأربعين ألف دينار، ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل اللّه، ثم حمل على خمسمائة راحلة في سبيل اللّه، و كان عامة ماله من التجارة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي(4) ، نا أبو قصي إسماعيل بن محمد.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الحسن بن حذلم، نا أبو زرعة، حدثني سليمان(5) بن عبد الرّحمن، أنا خالد بن أبي مالك [(6).

ح و أخبرنا القاضي خالي أبو المعالي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر بن الجبّان، أنا محمّد بن موسى، نا أبو قصي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، أنا خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن] أبيه، عن عطاء بن أبي رباح، عن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف، عن أبيه.

ص: 263


1- الخبر في حلية الأولياء 99/1.
2- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 129/1 رقم 265 و من طريق ابن المبارك في سير أعلام النبلاء 81/1.
3- عن م و بالأصل: قال.
4- الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 12/3 ضمن أخبار خالد بن يزيد بن أبي مالك.
5- في م: سليم.
6- ما بين الرقمين سقط من م.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: «يا عبد الرّحمن(1) إنّك من الأغنياء و لن تدخل الجنة إلاّ زحفا فأقرض اللّه يطلق لك قدميك»، قال ابن عوف: يا رسول اللّه فما الذي أقرض اللّه، فأرسل إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: «أتاني جبريل فقال: مر ابن عوف فليضف الضيف، و ليعط في النائبة، و يطعم المسكين» [7167].

أخبرنا(2) أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، أنا موسى، أنا خليفة، قال(3): في تسمية عمّال النبي صلى اللّه عليه و سلم على الصدقات:

عبد الرّحمن بن عوف على صدقات كلب.

أنبأنا أبو علي الحداد، ح و حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ(4) ، نا سليمان(5) بن أحمد، نا الحسن بن جرير الصّوري، نا سليمان(6) بن عبد الرّحمن.

و أخبرنا [(7) أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا علي بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفار، أنا إسماعيل بن الفضل البلخي، و جعفر بن محمّد القاضي، قالا: نا أبو أيوب بن عبد الرّحمن.

ح قال: أبو بكر، و أنا أبو سعد(8) الماليني، أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ، أنا أبو قصي إسماعيل بن محمّد، نا سليمان بن عبد الرّحمن]، أخبرني خالد بن يزيد(9) بن أبي مالك، عن أبيه، عن عطاء بن أبي رباح، عن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف بن أبيه.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: «يا ابن عوف، إنّك من الأغنياء و لن تدخل الجنة إلاّ زحفا، فأقرض اللّه يطلق قدميك»، - و قال [(10) الشحامي: يطلق لك قدميك] - قال: و ما - و في

ص: 264


1- في ابن عدي: يا ابن عوف.
2- كذا ورد الخبر التالي هنا بالأصل مؤخرا، و قد ورد في م مقدما إلى ما قبل عدة أخبار، أشرنا إلى ذلك في موضعه.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 98.
4- في حلية الأولياء 99/1: حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا سليمان بن عبد الرحمن.
5- في م: سليم، تصحيف.
6- في م: سليم، تصحيف.
7- ما بين الرقمين سقط من م.
8- بالأصل: أبو سعيد، تصحيف.
9- في ابن عدي: خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك.
10- ما بين الرقمين سقط من م. و قبلها في الأصل: «قال ابن عوف: فما» مقحمة حذفناها من هنا لأنها سترد مباشرة بعد كلمات.

حديث الحداد: قال ابن عوف: فما الذي أقرض اللّه يا رسول اللّه ؟ قال: «تتبرأ(1) مما أنت فيه»، و قال الشّحّامي: أمسيت فيه، قال: أمن - و قال الحداد: من - كلها جمع(2) يا رسول اللّه ؟ قال: «نعم»، قال: فخرج ابن عوف، و هو يهمّ بذلك، فأرسل(3) إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم(4) فقال: «أتاني جبريل - و في [(5) حديث الشّحّامي: فأتاه جبريل، و في رواية الماليني فبعث إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: «إن جبريل] قال: مر ابن عوف فليضف(6) الضيف، و ليطعم المسكين، و ليعط السائل، و يبدأ بمن يعول، فإنه إذا فعل ذلك كان تزكية(7) ما هو فيه» [7168].

أخبرنا أبو يوسف(8) عبد اللّه بن مسعود بن محمّد بن منصور، و أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الفرغولي، قالا: أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو طاهر بن محمش، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن يحيى، نا محمّد بن إسماعيل بن سمرة، نا المحاربي، عن مطرح، عن عبيد اللّه بن زحر(9) ، عن علي بن يزيد(10) ، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «أريت أنّي دخلت الجنة، فسمعت خشفة(11) بين يدي، فقلت: من هذا؟ فقيل: هذا بلال، فنظرت فإذا أعالي أهل الجنة، فقراء المهاجرين، و ذراري المؤمنين، و إذا ليس فيه أحد» - يعني من الأغنياء - و النساء، فقلت: «ما لي لا أرى فيها أحدا أقل من الأغنياء و النساء؟ فقيل(12) لي: أما الأغنياء فإنهم على الباب يحاسبون و يمحّصون، و أمّا النساء فألهاهن الأحمران الذهب و الحرير، فخرجت من أحد الثمانية أبواب، فوضعت في كفة الميزان و أمّتي في كفة، فرجحت بها، ثم جيء بأبي بكر فوضع في كفة و أمّتي في كفة فرجح بها، ثم جيء بعمر، فوضع في كفّة و أمّتي في كفة فرجح بها، ثم جعلوا يعرضون عليّ أمّتي رجلا رجلا، فاستبطأت عبد الرّحمن بن عوف فلم أره إلاّ بعد إياسه، فلما رآني بكى، فقلت:

ص: 265


1- في ابن عدي: تبرأ.
2- في الحلية و ابن عدي: كله أجمع.
3- ابن عدي: فبعث.
4- بعدها في م: «عثمان» و ليست في المصادر.
5- ما بين الرقمين سقط من م.
6- بالأصل: فليضيف.
7- في الحلية: كفارة.
8- في م: أبو سعيد.
9- زحر بفتح الزاي و سكون المهملة (تقريب التهذيب).
10- كذا بالأصل و في م: علي بن زيد، تصحيف، و هو علي بن يزيد الألهاني، و قد ذكره المزي في شيوخ عبيد اللّه بن زحر الضمري (تهذيب الكمال 190/12).
11- الخشف و الخشفة: الحركة و الحس، و قيل: الحس الخفي (اللسان).
12- عن م و بالأصل: فقال.

عبد الرّحمن بن عوف ما يبكيك ؟ فقال: و الذي بعثك بالحق ما رأيتك حتى ظننت أنّي لا أراك أبدا إلاّ بعد المشيبات، قال: قلت: و ما ذاك ؟ قال: من كثرة مالي ما زلت أحاسب بعدك و أمحص» [7169].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، نا علي بن صدقة الشطبي - بالرقة - نا محمّد بن جعفر العلاّف - بفيد - نا المحاربي - يعني عبد الرّحمن بن محمّد عن(1) عمّار بن سيف(2) ، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد اللّه بن أبي أوفى، قال:

خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوما على أصحابه فقال: «يا أصحاب محمّد لقد أراني اللّه الليلة منازلكم في الجنة، و قدّر منازلكم من منزلي»، ثم أقبل على عليّ فقال: «يا عليّ أ لا ترضى أن يكون منزلك مقابل منزلي في الجنة ؟» فقال: بلى، بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه، قال: «فإن منزلك في الجنة مقابل منزلي»، ثم أقبل على أبي بكر فقال: «إنّي لا أعرف رجلا باسمه و اسم أبيه و أمّه إذا أتى باب الجنة لم يبق من أبوابها و لا غرفة من غرفها إلاّ قال له: مرحبا مرحبا»(3) ، فقال له سلمان: إنّ هذا لغير خائب يا رسول اللّه، فقال: «هو أبو بكر بن أبي قحافة»، ثم أقبل على عمر، فقال: «يا عمر لقد رأيت في الجنة قصرا من درّة بيضاء، شرفه من لؤلؤ أبيض، مشيّد بالياقوت، فأعجبني حسنه، فقلت: يا رضوان لمن هذا القصر؟ فقال: لفتى من قريش، فظننته لي، فذهبت لأدخله فقال لي رضوان: يا محمّد هذا لعمر بن الخطّاب، فلو لا غيرتك يا أبا حفص لدخلته»، قال: فبكى عمر، قال: أ عليك أغار يا رسول اللّه ؟ ثم أقبل على عثمان، فقال: «يا عثمان إنّ لكلّ نبيّ رفيقا في الجنة، و أنت رفيقي في الجنة»، ثم أقبل على طلحة و الزبير فقال: «يا طلحة و يا زبير إنّ لكلّ نبيّ حواريّ و أنتما حواريّ»، ثم أقبل على عبد الرحمن بن عوف، فقال: «يا عبد الرّحمن لقد بطئ بك عنّي حتى خشيت أن تكون قد هلكت، ثم جئت، و قد عرقت عرقا شديدا، فقلت لك: ما بطّأ بك عنّي، لقد خشيت أن تكون قد هلكت، فقلت: يا رسول اللّه كثرة مالي، ما زلت موقوفا محتسبا، أسأل عن مالي من أين اكتسبته ؟ و فيما أنفقته»؟، قال: فبكى عبد الرّحمن، و قال: يا رسول اللّه هذه مائة راحلة

ص: 266


1- الأصل: «بن» و الصواب عن م، و قد ذكر المزي في تهذيب الكمال عمار بن سيف من شيوخ عبد الرحمن بن محمد المحاربي.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 439/13.
3- مرحبا، لم تكرر في م.

جاءتني الليلة عليها من تجارة مصر، فأشهدك أنها بين أرامل أهل المدينة و أيتامهم، لعل اللّه يخفف عني ذلك اليوم [7170].

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، ثم أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، قالا: أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن الطّفّال النيسابوري، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه القاضي، نا محمّد بن عبدوس بن كامل، نا القواريري، نا خالد بن الحارث، نا محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عبد الرّحمن بن عوف أنه قال:

رأيت الجنة، فرأيت أنه لا يدخلها إلاّ الفقراء، و رأيت أنّي دخلتها حبوا إن شاء اللّه(1).

كذا قال خالد بن الحارث، فلما استيقظ قال: عيري التي أنتظرها من الشام، و أحمالها في سبيل اللّه حتى أدخلها معهم مشيا.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، أنا أبو نصر محلّم بن إسماعيل(2) بن مضر بن إسماعيل، أنا أبو سعد(3) الخليل بن أحمد بن محمّد بن الخليل، نا أبو العباس السراج، نا قتيبة بن سعيد، نا عبد العزيز بن محمّد، عن عمرو - يعني ابن أبي عمرو - عن عبد الواحد بن محمّد بن عبد الرّحمن بن عوف، عن أبيه.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم رأى في النوم أنه دخل الجنة فلم يجد فيها أحدا إلاّ فقراء المؤمنين، و لم يجد فيها من الأغنياء إلاّ عبد الرّحمن بن عوف قال: «رأيت عبد الرّحمن دخلها حين دخلها حبوا»، فأرسلت أم سلمة إلى عبد الرّحمن تبشره(4) أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رآك دخلت الجنة، و رآك دخلتها حبوا، فقال عبد الرّحمن: إنّ لي عيرا أنتظرها فهي في سبيل اللّه و أحمالها و رقيقها، و إنّي لأرجو أن أدخلها غير حبو [7171].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(5) ، حدثني أبي، نا عبد الصمد بن حسان، أنا عمارة، عن ثابت، عن أنس، قال:

بينما عائشة في بيتها إذ سمعت صوتا في المدينة، فقالت: ما هذا؟ قالوا: عير

ص: 267


1- سير أعلام النبلاء 81/1 و تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) ص 393.
2- ما بين الرقمين ليس في م.
3- في م و المشيخة 179 /أ: أبو سعيد.
4- عن م و بالأصل: يبشره.
5- مسند أحمد بن حنبل 424/9 رقم 24896.

لعبد الرّحمن بن عوف قدمت من الشام تحمل من كل شيء، قال: فكانت سبع مائة بعير، قال: فارتجّت المدينة من الصوت، فقالت عائشة: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «قد رأيت عبد الرّحمن يدخل الجنة حبوا»، فبلغ ذلك عبد الرّحمن بن عوف فقال: إن استطعت لأدخلنّها قائما، فجعلها بأقتابها و أحمالها في سبيل اللّه [7172].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(1) ، أنا عبد اللّه بن جعفر الرّقّي، أنا أبو المليح(2) ، عن حبيب بن أبي مرزوق، قال: قدمت عير عبد(3) الرّحمن بن عوف قال: فكان لأهل المدينة يومئذ رجّة، فقالت عائشة: ما هذا؟ قيل لها: هذه عير عبد الرّحمن بن عوف قدمت، فقالت عائشة: أما إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «كأنّي بعبد الرّحمن بن عوف على الصراط يميل(4) مرة و يستقيم أخرى حتى يفلت و لم يكد»، قال:

فبلغ ذلك عبد الرّحمن بن عوف، قال: هي و ما عليها صدقة، قال: و ما كان عليها أفضل منها، قال: و هي يومئذ خمسمائة راحلة [7173].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(5) ، حدثني أبي، نا محمّد بن عبيد، نا الأعمش، عن شقيق(6) ، قال: دخل عبد الرّحمن بن عوف على أمّ سلمة، فقال: يا أم المؤمنين إنّي أخشى أنّي قد هلكت إنّي من أكثر قريش مالا، بعت أرضا لي بأربعين ألف دينار، قالت: يا بني أنفق(7) ، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «إنّ من أصحابي من لم يراني بعد أن أفارقه» فأتيت عمر فأخبرته فأتاها فقال: باللّه [أنا منهم](8) ، قالت: اللّهم لا، و لن أبرئ أحدا بعدك.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا إبراهيم بن محمّد بن الفتح، نا محمّد بن سفيان بن موسى، نا سعيد بن رحمة الأصبحي، قال: سمعت

ص: 268


1- طبقات ابن سعد 132/3.
2- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م و ابن سعد.
3- في م و ابن سعد: لعبد الرحمن.
4- بالأصل: «يضل» و المثبت عن م و ابن سعد، و في ابن سعد: يميل به.
5- مسند أحمد بن حنبل 217/10 رقم 26756.
6- الأصل: سفيان، تصحيف، و المثبت عن م و المسند.
7- في المسند: فقالت: أنفق يا بني.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و المسند.

ابن المبارك، عن ابن(1) لهيعة، حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال.

أنه بلغه أن عبد الرّحمن بن عوف تصدّق بصدقة عجب لها الناس، حتى ذكرت عند النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال: «أعجبتكم صدقة ابن عوف ؟» قالوا: نعم يا رسول اللّه، قال: «لروعة صعلوك من صعاليك المهاجرين يجرّ سوطه في سبيل اللّه أفضل من صدقة ابن عوف» [7174].

قال: و أنا الجوهري، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، نا أحمد بن عبد اللّه بن شابور، نا محمّد بن يحيى بن ضريس(2) ، نا الحسين(3) بن علي، عن زائدة أراه عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:

وقع بين عبد الرّحمن بن عوف و خالد بن الوليد بعض ما يكون بين الناس، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «دعوا لي(4) أصحابي - أو أصيحابي - فإنّ أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا لم يدرك مد أحدهم و لا نصيفه» [7175].

رواه غيره: عن حسين(5) ، عن زائدة، عن عاصم، عن أبي صالح(6).

أخبرتنا به أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أخبرنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أبو كريب، نا حسين(7) بن علي.

ح و أخبرنا أبو علي الحدّاد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبد اللّه في كتابيهما، و حدثني أبو مسعود عبد الرّحيم بن علي، أنا جدي غانم، و أبو علي الحداد، و محمّد بن عبد اللّه بن مندويه، و محمّد بن علي بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو طالب محمّد بن محفوظ بن الحسن بن القاسم الثقفي، أنا أبو علي الحدّاد.

قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ، نا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا أبو جعفر محمّد بن عاصم الثقفي، نا الجعفي، عن زائدة، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:

كان بين خالد بن الوليد و بين عبد الرّحمن بن عوف بعض ما يكون بين الناس، فقال

ص: 269


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 449/13.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 449/13.
3- في م: الحسن.
4- بالأصل و م: «دعوا إليّ» و الأشبه ما أثبتناه عن سير أعلام النبلاء.
5- في م: الحسن.
6- سير أعلام النبلاء 82/1 و انظر تخريجه فيها.
7- في م: الحسن.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «دعوا لي(1) أصحابي - أو أصيحابي - فإنّ أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا لم يبلغ - و في حديث أبي جعفر: لم يدرك - مدّ أحدهم و لا نصيفه» [7176].

و المحفوظ حديث أبي صالح، و عن أبي سعيد:

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، قال: قرئ على أبي(2) عثمان البحيري، أنا جدي أبو الحسين(3) أحمد بن محمّد بن جعفر، أنا أبو محمّد أحمد بن إبراهيم بن عبد اللّه حفيد (4)[نصر](5) بن زياد - إملاء - نا نصر بن زياد، أنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قال:

كان بين عبد الرّحمن بن عوف و بين خالد بن الوليد شيء، فسبّه خالد، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «لا تسبوا أحدا من أصحابي، فإنّ أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مدّ أحدهم و لا نصيفه» (6)[7177].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(7) ، حدثني أبي، نا أحمد بن عبد الملك، نا زهير - يعني ابن معاوية - نا حميد الطويل، عن أنس قال:

كان بين خالد بن الوليد و بين عبد الرّحمن(8) كلام فقال خالد لعبد الرّحمن: تستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها فبلغنا أن ذلك ذكر للنبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: «دعوا لي(9) أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفقتم مثل أحد مثل الجبال ذهبا ما بلغتم أعمالهم» [7178].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب(10) ، أنا محمّد بن عبد اللّه بن شهريار الأصبهاني، أنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطّبراني، نا العباس بن الربيع بن ثعلب، حدثني أبي، نا أبو إسماعيل المؤدب إبراهيم بن

ص: 270


1- الأصل و م: «إلى».
2- بالأصل: «أبو» و المثبت عن م.
3- في م: الحسن، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 366/16.
4- غير واضحة بالأصل و م، انظر ترجمة أحمد بن إبراهيم بن عبد اللّه في سير أعلام النبلاء 182/14.
5- عن م، سقطت من الأصل.
6- سير أعلام النبلاء 83/1.
7- مسند أحمد بن حنبل 530/4 رقم 13813.
8- بعدها في المسند: بن عوف.
9- الأصل و م: «إلى» و المثبت عن المسند.
10- تاريخ بغداد 149/12-150 ضمن أخبار العباس بن الربيع بن ثعلب و سير أعلام النبلاء 83/1.

سليمان - عن إسماعيل بن [أبي](1) خالد، عن الشعبي، عن عبد اللّه بن أبي أوفى، قال:

شكا عبد الرّحمن بن عوف خالد بن الوليد إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم: «يا خالد لا تؤذ رجلا من أهل بدر، فلو أنفقت مثل أحد ذهبا لم تدرك عمله»، قال: يقعون فيّ فأردّ عليهم، فقال: «لا تؤذوا خالدا فإنه سيف من سيوف اللّه، صبّه اللّه على الكفار» [7179].

قال سليمان: لم يروه عن إسماعيل إلاّ أبو إسماعيل، تفرّد به الربيع.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو الربيع الزّهراني، نا جرير بن حازم، عن الحسن، قال:

كان بين عبد الرّحمن بن عوف و خالد بن الوليد كلام، فقال خالد: لا تفخر عليّ يا ابن عوف بأن سبقتني بيوم أو يومين، فبلغ ذلك النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: «دعوا لي أصحابي، فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما أدرك نصيفهم»، قال: فكان بعد ذلك بين عبد الرّحمن و الزبير شيء، فقال خالد: يا نبيّ اللّه نهيتني عن عبد الرّحمن و هذا الزبير يسابه، فقال: «إنهم أهل بدر بعضهم أحق ببعض».

هذا مرسل.

أنبأنا أبو علي الحداد.

ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم يوسف بن الحسن الزّنجاني(2) ، قالا(3):

أنا أبو نعيم الحافظ، نا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود سليمان بن داود الطيالسي، نا شعبة(4) ، أنا حصين بن عبد الرّحمن، قال: سمعت هلال بن يساف يحدث عن عبد اللّه بن ظالم المازني، عن سعيد بن زيد.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان على حراء(5) و معه أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و طلحة،

ص: 271


1- الزيادة عن تاريخ بغداد، سقطت من الأصل و م.
2- رسمها مضطرب في م و تقرأ الركاني، و الزنجاني نسبة إلى زنجان بلدة على حد أذربيجان من بلاد الجبل (الأنساب).
3- الأصل: قال، و المثبت عن م.
4- من هذا الطريق رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 83/1-84 و انظر تخريجه فيها.
5- بالأصل و م: «حرى».

و الزبير، و سعد، و عبد الرّحمن بن عوف، قال: «اثبت حراء فإنّما عليك نبيّ، أو صدّيق أو شهيد» [7180].

و ذكر سعيد بن زيد أنه كان معهم.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، أنا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا سفيان، عن حصين، و منصور، عن هلال بن يساف، عن سعيد بن زيد بن(1) عمرو بن نفيل أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: «اسكن حراء(2) فليس عليك إلاّ نبيّ، أو صدّيق، أو شهيد»، و عليه النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر، و عمر، و عثمان، و عليّ(3) ، و طلحة، و الزبير، و عبد الرّحمن، و سعد، و سعيد بن زيد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا و أبو علي بن السبط، أنا أبو محمّد الجوهري، قال: أبو بكر - إملاء -.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أبو أحمد(4) بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا وكيع، نا سفيان، عن حصين، و منصور، عن هلال بن يساف، عن سعيد بن زيد، قال وكيع مرة: قال منصور، عن سعيد بن زيد، و قال حصين: عن(5) ابن ظالم، عن سعيد بن زيد أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «اسكن حراء فليس عليك إلاّ نبيّ، أو صدّيق، أو شهيد»، قال: و عليه النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزبير، و سعد، و عبد الرّحمن بن عوف، و سعيد بن زيد.

كذا رواه شعبة و سفيان عن حصين.

و رواه جرير بن عبد الحميد، و أبو الأحوص سلام بن سليم، و هشيم، و أبو حفص عمر بن عبد الرّحمن الأبّار، عن حصين فزادوا فيه: عبد اللّه بن ظالم المازني(6).

فأمّا حديث جرير.

فأخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو طاهر القصّاري.

ص: 272


1- بالأصل: عن، تصحيف، و الصواب عن م.
2- بالأصل: «حرى» و المثبت عن م.
3- «و علي» ليست في م.
4- مسند أحمد بن حنبل 397/1 رقم 1630.
5- سقطت من الأصل، و أضيفت عن م و المسند.
6- في م: «الارى».

ح و أنا أبو عبد اللّه بن القصّاري، أنا أبي أبو طاهر، قالوا: أنا الحسن بن إسماعيل بن عبد اللّه.

و أخبرناه أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا يوسف بن موسى، نا جرير، عن حصين بن عبد الرّحمن، عن هلال بن يساف(1) ، عن عبد اللّه بن ظالم التميمي قال: دخلت على سعيد بن زيد، فقال:

أشهد على التسعة أنهم في الجنة، و لو شهدت على العاشر لصدقت، قال: قلت: من التسعة ؟ قال: كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على حراء فتحرك فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «اثبت حراء فما عليك إلاّ نبيّ أو صدّيق، أو شهيد»، قال: قلت: و من كان على حراء؟ قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و سعد، و الزبير، و عبد الرّحمن بن عوف، قال: قلت: من العاشر؟ قال: أنا [7181].

و أمّا حديث أبي(2) الأحوص.

فأخبرناه أبو علي بن السبط، و أبو العزّ بن كادش، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، نا عمر بن أيوب السّقطي، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا أبو الأحوص، عن حصين، عن هلال بن يساف(3) ، عن عبد اللّه بن ظالم، عن سعيد بن زيد، قال:

أشهد على التسعة أنهم في الجنة، و لو شهدت على العاشر لصدقت، قال: فقلت: و ما ذاك ؟ قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلم على حراء، و أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزبير، و سعد، و عبد الرّحمن بن عوف فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «اثبت حراء فإنّه ليس عليك إلاّ نبيّ أو صدّيق، أو شهيد»، قال: قلت: فمن العاشر؟ قال: أنا [7182].

و أمّا حديث هشيم(4).

فأخبرناه أبو صالح(5) ، عبد الصمد بن عبد الرّحمن بن أحمد بن العباس الحبوبي

ص: 273


1- في م: سياف، تصحيف.
2- بالأصل: ابن، تصحيف، و الصواب عن م، و هو سلام بن سليم و قد مرّ قريبا.
3- إعجامها مضطرب بالأصل، و في م: «سياف» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
4- في م: «هيثم» تصحيف.
5- بعدها بالأصل: «و أبو بكر اللفتواني» نقلناها إلى ما بعد لفظة الحبوبي، فأبو صالح كنية عبد الصمد، قارن مع المشيخة 118 /ب و في م: «و أخبرناه و أبو بكر اللفتواني، أنا أبو محمد التميمي...».

و أبو بكر اللفتواني، قالا: أنا أبو محمّد التميمي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الهيثم، نا يوسف بن يعقوب بن إسحاق، نا حميد بن الربيع، نا هشيم، أنا حصين، عن هلال بن يساف، عن عبد اللّه بن ظالم، عن سعيد بن زيد، قال:

أشهد على التسعة أنهم في الجنة، و لو شهدت على العاشر لم آثم، قال: قيل له: لم ذاك ؟ قال: كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بحراء، فقال: «اسكن حراء فإنّه ليس عليك إلاّ نبيّ، أو صدّيق، أو شهيد»، قال: قيل: و من هم ؟ قال: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزبير، و سعد، و ابن عوف، قيل: فمن العاشر؟ قال: أنا - يعني نفسه - [7183].

و أمّا(1) حديث أبي حفص.

فأخبرناه أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمذاني(2) ، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم الفرضي، نا الحسين بن يحيى بن عياش، نا الحسن بن عرفة، نا أبو حفص الأبّار، عن حصين بن عبد الرّحمن، عن هلال بن يساف، عن عبد اللّه بن ظالم، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، قال:

أشهد على التسعة أنهم من أهل الجنة، و لو شهدت على العاشر لم آثم، قال: قلت: و ما ذاك ؟ قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و نحن على حراء، فتحرك حراء، فقال: «اثبت حراء، فإنه ليس عليك إلاّ نبيّ، أو صدّيق، أو شهيد»، قال: فقلت: و من هم ؟ قال: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزبير، و سعد بن أبي وقّاص، و عبد الرّحمن بن عوف، قال: قلت: فمن عاشرهم ؟ قال: أنا.

أخبرنا أبو القاسم المستملي، أنا أبو نصر بن موسى، أنا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، أنا عبد اللّه بن هاشم الطوسي، نا وكيع، نا شعبة، عن الحرّ(3) بن الصّيّاح، عن عبد الرّحمن بن الأخنس، قال:

خطبنا المغيرة بن شعبة فنال: من علي، فقام سعيد بن زيد فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

ص: 274


1- الخبر التالي سقط من م.
2- الأصل: الهمداني بالدال المهملة، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 66/20.
3- في م: الحارث، تصحيف.

يقول: «النبيّ في الجنّة، و أبو بكر في الجنّة، و عمر في الجنّة، و عثمان في الجنّة، و عبد الرّحمن في الجنّة، و سعد في الجنّة، و طلحة في الجنّة، و الزبير في الجنّة»، و لو شئت أن اسمي لكم العاشر - يعني نفسه -.

سقط منه ذكر عليّ و لا بدّ منه.

أخبرناه أبو علي بن السبط، أنا أبو محمّد الجوهري.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(1) ، حدثني أبي، نا وكيع، نا شعبة، عن الحرّ(2) بن صيّاح(3) ، عن عبد الرّحمن بن الأخنس قال:

خطبنا المغيرة بن شعبة فنال: من علي(4) ، فقام سعيد بن زيد، فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «النبي في الجنّة، و أبو بكر في الجنّة، و عمر في الجنّة، و عثمان في الجنّة، و علي في الجنّة، و طلحة في الجنّة، و الزبير في الجنّة، و عبد الرّحمن بن عوف في الجنّة، و سعد في الجنّة»، و لو شئت أن أسمي العاشر [7184].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو محمّد الحسن بن عيسى بن المقتدر، نا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري، نا ابن أبي داود السّجستاني، نا إسحاق بن إبراهيم، نا معاوية(5) أخو الكرماني بن عمرو.

ح قال: و نا ابن أبي داود، نا إسحاق بن إبراهيم، نا معاوية بن عمرو.

قالا: نا زائدة(6) ، نا الحسن بن عبيد اللّه، نا الحرّ بن الصّيّاح، عن عبد الرّحمن بن الأخنس، عن سعيد بن زيد، قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «أبو بكر في الجنّة، و عمر في الجنّة، و عثمان في الجنّة،

ص: 275


1- مسند أحمد بن حنبل 397/1 رقم 1631.
2- في م: الحارث، تصحيف.
3- في المسند: الصياح.
4- في م: «علا» تحريف.
5- بالأصل و م: «نا أبو معاوية الكرماني بن عمرو» صوبنا الاسم و الزيادة عن ترجمته في تهذيب الكمال 217/18.
6- هو زائدة بن قدامة الثقفي، أبو الصلت، تهذيب الكمال 257/6.

و علي في الجنّة، و طلحة في الجنّة، و الزبير [(1) في الجنّة، و عبد الرّحمن بن عوف في الجنّة، و سعد بن أبي وقّاص في الجنّة»، و لو شئت لسمّيت التاسع.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي، أنا أبو زكريا الحربي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الملك بن عمر، عن سعيد بن زيد قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول: «النبيّ في الجنّة، و أبو بكر في الجنّة، و عمر في الجنّة، و عثمان في الجنّة، و علي في الجنّة، و سعد في الجنّة، و عبد الرّحمن في الجنّة، و الزبير في الجنّة، و طلحة في الجنّة»]، و لو شئت أن أسمّي لكم العاشر - يعني نفسه -.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين(2) بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص بن شاهين، نا أحمد بن مسعود الزنبري (3)- بمصر - و أحمد بن محمّد بن يزيد الزعفراني.

قالا(4): أنا أبو أمية(5) محمّد بن إبراهيم، نا حامد بن يحيى، نا سفيان بن عيينة، عن سعير(6) بن الخمس، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «عشرة من قريش في الجنّة، رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزبير، و عبد الرّحمن، و سعيد بن زيد» [7185].

قال ابن شاهين: و هذا حديث غريب مما تفرد به سفيان بن عيينة لا أعلم رواه غيره.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد الزراد(7) ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم المقرئ، نا أبو الطيب أحمد بن عبيد اللّه الدارمي، نا محمّد بن الوليد بن أبان الهاشمي، نا يعقوب بن ناصح، نا عيسى بن يونس، نا وائل بن داود، عن عبد اللّه البهي، عن الزبير بن العوّام، قال:

خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منصرفه من تبوك، قال: «اللهم إنّك باركت لأصحابي في

ص: 276


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- في م: بكير، تحريف.
3- تقرأ بالأصل: «الزبيري» و في م: «الزبير» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 333/15.
4- عن م و بالأصل: قال.
5- الأصل: بسر، و الصواب عن م، ترجمته في تهذيب الكمال 23/16.
6- بالأصل: «سفيان» و في م: «سعد بن أخفش» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة حبيب بن أبي ثابت في تهذيب الكمال 109/4.
7- سقطت من م.

صحبتي، فأرهم البركة، اللهمّ إنّك باركت لأصحابي في أبي بكر الصدّيق فلا تسلبهم البركة، و اجمعهم لأبي بكر و لا تنشرهم عليه، فإنّه يؤثر أمرك على أمره، اللهم أعن عمر بن الخطاب، و صبّر عثمان بن عفّان، و وفّق علي بن أبي طالب، و ثبّت الزبير، و اغفر لطلحة، و سلّم سعدا، و أوفر الخير لعبد الرّحمن بن عوف، و ألحق بي السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار، و التابعين بإحسان إلى يوم الدين لا يتكلفون، اللهم إنّي و صالح أمتي برآء من كل متكلف» [7186].

هذا حديث غريب، و المحفوظ حديث سيف بن عمر، عن وائل.

أخبرناه(1) أبو بكر عبد الغفار بن محمّد في كتابه، و حدثني أبو المحاسن الطّبسي عنه، أنا أبو بكر الحيري(2).

ح و أخبرناه(3) أبو علي الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن علي الجنازي الطبري، أنا أبو علي الحسين(4) بن محمّد، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب(5).

ح و أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، قالا: نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف(6) بن عمر، عن وائل بن داود.

ح و أخبرناه(7) أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا أبو محمّد المخلدي، أنا موسى بن العباس الجويني، نا أبو عبيدة - و هو السري - نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر التميمي، نا وائل بن داود، عن يزيد البهي، عن الزبير بن العوّام، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «اللهمّ إنّك باركت لأمتي في صحابتي فلا تسلبهم البركة، و باركت لأصحابي في أبي بكر فلا تسلبه البركة و اجمعهم عليه، و لا تنشر أمره فإنه لم يزل يؤثر أمرك على أمره، اللهم و أعن عمر بن الخطاب، و صبّر عثمان بن عفّان، و وفّق عليا، و اغفر لطلحة، و ثبّت الزبير، و سلم سعدا، و وقّر عبد الرّحمن، و ألحق بي السابقين الأوّلين من المهاجرين و الأنصار و التابعين بإحسان» [7187].

ص: 277


1- في م: أخبرنا.
2- في م: المجدي، تصحيف.
3- في م: «و أخبرنا» بدل: ح و أخبرناه.
4- في م: الحسن.
5- من قوله: ح و أخبرناه إلى هنا مكرر بالأصل.
6- سقطت من م.
7- في م: أخبرنا.

أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن موسى بن أبي حامد، نا السّري بن يحيى أبو عبيدة التميمي، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن وائل بن داود، عن يزيد البهي قال: قال الزبير بن العوّام.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في غزوة تبوك: «اللهم إنّك باركت لأمتي في أصحابي فلا تسلبهم البركة، و باركت لأصحابي في أبي بكر فلا تسلبهم(1) البركة، و اجمعهم عليه، و لا تنشر أمره، فإنه لم يزل يؤثر أمرك على أمره، و أعزّ عمر بن الخطاب، و صبّر عثمان بن عفّان، و وفّق علي بن أبي طالب، و ثبّت الزبير بن العوّام، و اغفر لطلحة، و سلم سعدا، و وقّر عبد الرّحمن بن عوف، و ألحق بي السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار، و التابعين بإحسان» [7188].

و رواه بلال بن حسان، عن سيف، فقال الزبير بن أبي هالة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، قال: قرئ على أبي عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد البحيري، أنا أبو بكر بن زكريا، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا أبو حاتم محمّد بن إدريس الرازي، نا محمّد بن برد(2) الفرار، حدثني بلال بن حسان، عن سيف بن عمر، عن وائل بن داود، عن البهي بن يزيد، عن الزبير بن أبي هالة - قال أبو حاتم - و هو ابن خديجة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم - قال:

قال النبي صلى اللّه عليه و سلم: «اللهم إنّك باركت لأمتي في أصحابي، فبارك لأصحابي في أبي بكر، و لا تسلبهم البركة، و اجمعهم عليه، فإنّه لم يزل يؤثر أمرك على أمره، اللهم و أعزّ عمر بن الخطاب، و صبّر عثمان بن عفان، و وفق علي بن أبي طالب، و ثبّت الزبير، و اغفر لطلحة، و سلم سعدا، و وفّق عبد الرّحمن بن عوف، و ألحق بي السابقين الأوّلين من المهاجرين و الأنصار، و التابعين بإحسان الذين يدعون لي و لأموات أمتي، و لا يتكلفون - ألا و إني بريء من التكلّف - و صالح أمتي».

و روي من وجه آخر.

ص: 278


1- في م: تسلبه.
2- كذا رسمها بالأصل و م: محمد بن برد الفرار.

أخبرناه أبو علي الحداد و جماعة في كتبهم، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة(1) ، أنا سليمان(2) بن أحمد، نا علي بن إسحاق الوزير الأصبهاني، نا(3) محمّد بن عمر بن علي المقدّمي، أنا علي بن محمّد بن يوسف بن شيبان بن مالك بن مسمع، نا سهل بن يوسف بن سهل بن أخي كعب، عن أبيه، عن جده قال:

لما قدم النبي صلى اللّه عليه و سلم المدينة من حجّة الوداع صعد المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:

«أيّها الناس إنّ أبا بكر لم يسؤني قط، فاعرفوا ذلك له، أيّها الناس إني عن أبي بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزبير، و سعد، و عبد الرّحمن بن عوف و المهاجرين الأولين راض فاعرفوا ذلك لهم، أيّها الناس احفظوني في أصحابي و أصهاري، و أختاني، لا يطلبنكم اللّه بمظلمة أحد منهم، أيّها الناس ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين، و إذا مات أحد منهم فقولوا فيه خيرا» [7189].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا علي بن عبد اللّه، نا سفيان، عن ابن أبي نجيح، قال:

كان عمر بن الخطاب يأتي أم كلثوم ابنة عقبة، فيقول لها: قال لك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تزوجي عبد الرّحمن بن عوف فإنه سيّد المسلمين، فتقول: نعم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي(4) ، أنا القاسم بن عبد اللّه بن مهدي، نا يعقوب بن كاسب، نا سليمان بن سالم مولى عبد الرّحمن بن حميد، عن عبد الرّحمن بن حميد بن عبد الرّحمن، عن أبيه.

أن بسرة بنت صفوان قال لها النبي صلى اللّه عليه و سلم: «من يخطب أم كلثوم ؟» فقالت: فلان و فلان، و عبد الرّحمن بن عوف، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم: «أنكحوا عبد الرّحمن فإنّه من خيار المسلمين، و من خيارهم من كان مثله»، فأخبرت بسرة أمّ كلثوم، فأرسلت إلى أخيها الوليد بن عقبة أن أنكح عبد الرّحمن بن عوف الساعة.

ص: 279


1- الأصل: «ريده» و في م: «زايده» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت و ضبط، و قد مرّ التعريف به.
2- في م: سليم، تصحيف.
3- «نا» سقطت من م.
4- الكامل في ضعفاء الرجال لا بن عدي 270/3 ضمن أخبار سليمان بن سالم.

(1) أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر بن بكير، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، أنا محمّد بن عمرو العقيلي(2) ، نا عبد اللّه بن أبي ميسرة(3) ، نا يعقوب بن محمّد الزّهري، نا عبد العزيز بن عمران، عن عبد الرّحمن بن حميد، عن أبيه، عن أمّه أم كلثوم، قالت:

حدثتني بسرة بنت صفوان قالت: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «من يخطب أم كلثوم ؟» قلت:

بلال(4) ، و فلان، قال: «فأين أنتم عن عبد الرّحمن بن عوف، فإنه سيّد المسلمين و خيارهم أمثاله» [7190].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا محمّد بن إسحاق بن منده، أنا إسماعيل بن محمّد، نا أبو قلابة الرّقاشي(5) ، نا عمر بن أيوب، نا محمّد بن معن الغفاري، نا مجمّع بن يعقوب، عن أبيه، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مجمّع بن حارثة.

أن عمر قال لأم كلثوم بنت عقبة امرأة عبد الرّحمن بن عوف: أ قال لك النبي صلى اللّه عليه و سلم:

أنكحي سيد المسلمين عبد الرّحمن بن عوف ؟ قالت: نعم.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا عبد اللّه بن شبيب(6) ، حدثني يعقوب بن محمّد، حدثني إبراهيم بن محمّد بن عبد العزيز الزّهري، حدثني أبي، عن عبد الرّحمن بن حميد بن عبد الرّحمن بن عوف، عن أبيه، عن أمّه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، عن بسرة بنت صفوان قالت:

دخل عليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنا أمشط عائشة، فقال: «يا بسرة من يخطب أم كلثوم ؟» قلت: يخطبها فلان، و فلان، و عبد الرّحمن بن عوف، فقال: «أين أنتم عن عبد الرّحمن، فإنه من سادة المسلمين، و خيارهم أمثاله»، قلت: يا رسول اللّه إنّما تكره أن تنكح على ضرّ، و تسأل طلاق بنت عمها شيبة بنت ربيعة، قال: قال: فأعاد قوله كما قال، قالت: فأعدت عليه

ص: 280


1- الخبر التالي و الذي يليه سقط من م.
2- الضعفاء الكبير للعقيلي 14/3 ضمن أخبار عبد العزيز بن عمران.
3- كذا بالأصل و عند العقيلي: عبد اللّه بن أحمد.
4- عند العقيلي: «فلان و فلان» و هو أشبه بالصواب.
5- من هذه الطريق رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 84/1.
6- كذا رسمها بالأصل و في م: شهاب.

قولي، فأعاد قوله الثالثة قال: «إنها إن تنكح تحظ و ترض(1)» قالت عائشة: يا فتيّتاه(2) أ لا تسمعين ما يقول لك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قالت: فمسحت يدي من غسلها و ذهبت إلى أم كلثوم فأخبرتها بما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قالت: فأرسلت أم كلثوم إلى عثمان بن عفان، و إلى(3) خالد بن سعيد، فزوجانيه قالت: فحظيت و اللّه و رضيت.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو القاسم الحنّائي، نا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا، نا كثير بن عبيد، نا محمّد بن حرب، عن الزّبيدي، عن الزّهري(4) ، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أعطى رهطا منهم إلاّ عبد الرّحمن بن عوف فلم يعطه معهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فخرج عبد الرّحمن يبكي، فلقيه عمر بن الخطاب، فقال: ما يبكيك ؟ فقال: أعطى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رهطا و أنا معهم و تركني و لم يعطني، فأخشى أن يكون منع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم موجدة وجدها عليّ، قال: فدخل عمر على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخبره خبر عبد الرّحمن و ما قال، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «ليس بي سخط عليه و لكني وكلته إلى إيمانه» [7191].

أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشّرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا عبد الرّزّاق(5) ، نا معمر، عن الزّهري، حدثني عبيد اللّه بن عبد اللّه(6).

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أعطى رهطا فيهم عبد الرّحمن بن عوف فلم يعطه معهم شيئا، فخرج عبد الرّحمن يبكي، فلقيه عمر، فقال: ما يبكيك ؟ فقال له: أعطى النبي صلى اللّه عليه و سلم رهطا و أنا معهم و لم يعطني، فأخشى أن يكون إنّما منعه موجدة وجدها عليّ، قال: فدخل عمر على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخبره خبر عبد الرّحمن، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «ليس بي سخطة عليه، و لكني وكلته إلى إيمانه» (7)[7192].

ص: 281


1- بالأصل و م: «تحظا و ترضا».
2- بالأصل: «هشاه» و في م: «هنياه» و أثبتنا رواية المختصر 356/14.
3- عن م و بالأصل: قال.
4- من طريق معمر عن الزهري رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 85/1.
5- المصنف الجامع لعبد الرزّاق رقم 20410.
6- كذا ورد بالأصل هنا، و الذي في المصنف الجامع: عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عبيد؟! و قد مرّ في الرواية السابقة: بن عتبة بن مسعود.
7- سقط الخبر السابق من م.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، أنا معاذ بن المثنّى، نا مسدّد(1) ، نا المعتمر - هو ابن سليمان - عن أبيه، عن الحضرمي، قال:

قرأ رجل عند النبي صلى اللّه عليه و سلم ليّن الصوت أو ليّن القراءة، فما بقي أحد من القوم إلاّ فاضت عينه غير عبد الرّحمن بن عوف، فقال نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «إن لم يكن عبد الرّحمن فاضت عينه فقد فاض قلبه» [7193].

كتب(2) إليّ أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، نا أبو حامد - يعني ابن جبلة - نا محمّد بن إسحاق، نا عبيد اللّه بن سعد، نا يعقوب، عن أبيه، عن أبيه.

ح و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أحمد بن محمود الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطيب محمّد بن جعفر الزّرّاد(3) المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعد الزّهري، نا عمي - يعني يعقوب بن إبراهيم - قال: سمعت أبي قال: سمعت أبي سعد بن إبراهيم يحدّث أن عبد الرّحمن بن عوف كان يقال له: حواريّ النبي صلى اللّه عليه و سلم.

ح و أخبرنا(4) أبو سعد بن أبي صالح، و أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي، قالوا: أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو طاهر بن خزيمة، حدثني جدي أبو بكر، نا بندار، نا قريش بن أنس(5) ، عن محمّد بن عمرو(6) ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: «خياركم خياركم لنسائي»، قال: فأوصى عبد الرّحمن لهن بحديقة، قوّمت - أو بيعت - بأربعمائة ألف.

أخبرنا أبو الحسن(7) علي بن أحمد بن علي الحسن، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، قالوا: أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا علي بن عمر الدارقطني، أنا علي بن محمّد المصري، نا داود بن سليمان ابن أبي حجر

ص: 282


1- من طريقه رواه أبو نعيم في الحلية 100/1.
2- سقط الخبر التالي من م.
3- اللفظتان بالأصل مهملتان بدون إعجام و الصواب ما أثبت و ضبط راجع الأنساب في مادتي: الزراد - و المنبجي.
4- الخبر التالي ليس في م.
5- من طريق قريش بن أنس رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 85/1 و تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) ص 394 و الحاكم في المستدرك 311/3.
6- عن سير أعلام النبلاء و تاريخ الإسلام و بالأصل: عمره.
7- بالأصل: الحسين، تصحيف، و الصواب عن م، و السند معروف.

الأيلي، نا إبراهيم بن المنذر، نا إسحاق بن جعفر بن محمّد، حدثني عبد اللّه بن(1) جعفر، عن أم بكر، عن(2) المسور بن مخرمة.

أن عبد الرّحمن بن عوف باع كيدمة(3) من عثمان بأربعين ألف دينار، فأمر عثمان بن عفّان عبد اللّه بن أبي سرح فأعطاه الثمن، فقسمه بين بني زهرة و بين فقراء المسلمين، و أزواج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قال المسور: فأتيت عائشة بنصيبها، فقالت: ما هذا؟ فقلت: بعث به عبد الرّحمن، فقالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «لا يحنو عليكم بعدي إلاّ الصابرون، سقى اللّه ابن عوف من سلسبيل الجنة» (4)[7194].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(5) ، حدثني أبي، نا أبو سعيد، نا عبد اللّه بن جعفر الخزاعي(6) ، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدثتنا أم بكر ابنة المسور - قال الخزاعي: عن أم بكر ابنة المسور -.

أن عبد الرّحمن بن عوف باع أرضا له من عثمان بن عفان بأربعين ألف دينار فقسمه في فقراء بني زهرة، و في المهاجرين، و أمّهات المؤمنين، قال المسور: فأتيت عائشة بنصيبها، فقالت: من أرسل بهذا؟ فقلت: عبد الرّحمن، فقالت: أما إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول - قال الخزاعي: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال -: «لا يحنو عليكن بعدي إلاّ الصابرون»، سقى اللّه عبد الرّحمن بن عوف من سلسبيل الجنة [7195].

قال(7): و حدثني أبي، حدثنا عبد الملك بن عمرو، نا عبد اللّه - يعني ابن جعفر - عن أم بكر.

ص: 283


1- «بن» سقطت من م.
2- كذا بالأصل و م (و فيها: أم بكير: تصحيف)، و في سير أعلام النبلاء و تاريخ الإسلام: «بنت» و الخبر في مختصر ابن منظور عن المسور بن مخرمة.
3- كيدمة: موضع بالمدينة، و هو سهم عبد الرحمن بن عوف من بني النضير (معجم البلدان). و في سير أعلام النبلاء و تاريخ الإسلام: باع أرضا له.
4- تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) ص 394 و سير أعلام النبلاء 85/1 و 86 من طريق أم بكر بنت المسور بن مخرمة.
5- مسند أحمد 403/9 رقم 24778.
6- بالأصل: «ح و الخزاعي» و اللفظة سقطت من م، و المثبت: عبد اللّه بن جعفر الخزاعي عن المسند.
7- القائل عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، انظر المسند 460/9 رقم 25086.

أن عبد الرّحمن بن عوف باع أرضا له من عثمان بن عفّان بأربعين ألف دينار، فقسم في فقراء بني زهرة، و في ذي الحاجة من الناس، و في أمّهات المؤمنين، قال المسور: فدخلت على عائشة بنصيبها من ذاك، فقالت: من أرسل بهذا؟ قلت: عبد الرّحمن فقالت: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: «لا يحني(1) عليكم من بعدي إلاّ الصابرون»، سقى اللّه عبد الرّحمن(2) من سلسبيل الجنة [7196].

أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو نصر الزينبي، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص.

قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا يحيى الحمّاني، نا عبد اللّه بن جعفر المخرمي، حدثتني أم بكر بنت المسور بن مخرمة، عن المسور بن مخرمة قال:

باع عبد الرّحمن بن عوف أرضا له من عثمان بأربعين ألف دينار، فقسم ذلك المال في قريش، و بني مخزوم، و بعث من ذلك المال إلى عائشة، فقالت: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «لن يحني عليكن من بعدي إلاّ الصالحون»، سقى اللّه ابن عوف من سلسبيل الجنة، و اللفظ للزهري(3).

أخبرنا أبو سعد(4) المطرز، و أبو علي الحدّاد، قالا: أنا أبو نعيم، نا أبو عمرو بن حمدان، نا الحسن بن سفيان، نا محمّد بن الصباح، نا علي بن ثابت، عن الوازع(5) ، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: جمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نساءه في مرضه فقال: «سيحفظني فيكم الصّابرون الصّادقون» (6)[7197].(7) أخبرنا أبو علي الحدّاد في كتابه، ثم حدثني أبو مسعود المعدل عنه(8) ، أنا أبو علي

ص: 284


1- في المسند: لا يحنّ.
2- في المسند: سقى اللّه ابن عوف.
3- قوله: «و اللفظ للزهري» ليس في م.
4- بالأصل: سعيد، تصحيف، و الصواب عن م، و السند معروف.
5- الأصل: الوزاع، و في م: «الوارع» كلاهما تصحيف، و الصواب ما أثبت و هو: الوازع بن نافع العقيلي الجزري (ترجمته في الكامل لابن عدي 94/7).
6- من طريق علي بن ثابت الجزري رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 86/1 و فيها: فيكن بدل فيكم.
7- الخبر التالي سقط من م.
8- الأصل: «أنا عنه».

الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ، نا عبد الرّحمن بن أحمد بن جعفر القاضي اليزدي، نا أحمد بن محمّد نا أبو أحمد محمّد بن إبراهيم، نا يعقوب بن محمّد الزهري، نا عمر بن طلحة الليثي، عن محمّد بن عمرو الليثي، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن أبيه قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لأزواجه: «لا يعطف عليكن بعدي إلاّ الصابرون و الصادقون»، فباع عبد الرّحمن بن عوف كيدمة بأربعين ألف دينار، فقسمها فيهن، قالت عائشة: سقى اللّه ابن عوف من سلسبيل الجنة [7198].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(1) ، حدثني أبي، نا معاوية بن عمرو، نا إبراهيم بن سعد، حدثني محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن حصين، عن عوف بن الحارث، عن أم سلمة قالت:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لأزواجه: «إنّ الذي يحنو عليكن بعدي لهو الصادق البارّ، اللهمّ اسق عبد الرّحمن بن عوف من سلسبيل الجنة» [7199].

أخبرنا عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن المبارك بن(2) علي بن محمّد الأنصاري الرفا، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا منصور بن أبي مزاحم، نا إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن حصين، عن عوف بن الحارث، عن أم سلمة، قالت:

سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول لأزواجه: «إنّ الذي يحنو عليكن بعدي لهو الصادق البارّ، اللهمّ اسق عبد الرّحمن بن عوف من سلسبيل الجنّة» [7200].

قال إبراهيم: فحدث - و قال ابن السّمرقندي، فحدثني - بعض أهلنا من ولد عبد الرّحمن أن عبد الرّحمن باع ماله بكيدمة و هو سهمه من بني النضير بأربعين ألف دينار، فقسمه على أزواج النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا طراد بن محمّد، أنا أبو الحسن بن زرقويه، أنا أبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، نا علي بن حرب، نا سفيان، عن ابن أبي نجيح.

ص: 285


1- مسند أحمد بن حنبل 193/10 رقم 26642.
2- في م: «عن» خطأ، قارن مع المشيخة 152 /أ.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: «إنّ الذي يحافظ على أزواجي من بعدي هو الصادق البارّ» [7201].

قال: فكان عبد الرّحمن بن عوف يخرج بهنّ و يحجّ معهنّ، و يجعل على هوادجهنّ الطيالسة، و ينزل بهنّ في الشّعب الذي ليس له منفذ.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدثني إبراهيم بن محمّد بن عبد العزيز الزهري، عن إسماعيل بن شيبة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال:

لما صدر النبي صلى اللّه عليه و سلم بالأسارى عن بدر اتفق سبعة من المهاجرين على أسارى مشركي بدر، منهم: أبو بكر، و عمر، و علي، و الزبير، و عبد الرّحمن، و سعد، و أبو عبيدة بن الجرّاح، قال: فقالت الأنصار: قبلناهم في اللّه و في رسوله، و نفوتهم بالنفقة، فأخبرته(1) الأنصار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأنزل اللّه فيهم تسع عشرة(2) آية: إِنَّ الْأَبْرٰارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كٰانَ مِزٰاجُهٰا كٰافُوراً (3) إلى قوله: عَيْناً فِيهٰا تُسَمّٰى سَلْسَبِيلاً (4).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال(5): و أقام الحجّ - يعني سنة أحد عشر - عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية، و يقال: عبد الرّحمن بن عوف، و يقال: عمر بن الخطاب.

قال: و نا خليفة(6) ، نا أمية بن خالد، عن عبد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أن عمر لما استخلف بعث عبد الرّحمن بن عوف فحجّ بالناس - يعني سنة ثلاثة عشر - ثم حجّ بقية إمارته.

قال خليفة(7): و أقام الحجّ سنة أربع و عشرين عبد الرّحمن بن عوف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور(8) ، و أبو(9) منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى، نا

ص: 286


1- كذا بالأصل، و في م: «فأخبرتهم» و في المختصر 357/14 فأخبرت.
2- بالأصل: «تسعة عشر» و الصواب عن م.
3- سورة الإنسان من الآية 5 إلى 18.
4- سورة الإنسان من الآية 5 إلى 18.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 117.
6- تاريخ خليفة ص 125.
7- تاريخ خليفة ص 157.
8- في م: «أنا أبو الحسن بن البغوي» تصحيف.
9- في م: بن.

الأصمعي، نا سلمة بن بلال، عن مجالد(1) ، عن الشعبي، قال - حجّ بالناس في سنة ثلاث عشرة(2) عبد الرّحمن بن عوف(3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين(4) بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: و أقام الحاج للناس سنة أربع و عشرين عبد الرّحمن بن عوف.

قال: و نا يعقوب بن إبراهيم بن المنذر، حدثني ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: عاش أبو بكر الصدّيق بعد أن استخلف سنتين و أشهرا، و عمر عشر سنين و أشهرا حجّها، قال إبراهيم: إلاّ حجّته الأولى فإن عبد الرّحمن بن عوف حجّها، و عثمان ثنتي عشرة(5) سنة حجّها إلاّ سنتين، و معاوية عشرين سنة إلاّ أشهرا حجّ فيها حجّتين، و يزيد ثلاث سنين و أشهرا، و عبد الملك بعد الجماعة بضع عشرة سنة إلا أشهرا حجّ حجّة، و الوليد عشر سنين إلاّ أشهرا حجّ حجّة، حجّ أول سنة استخلف عثمان عبد الرّحمن بن عوف، و سنة قتل عثمان حجّ بالناس عبد اللّه بن عباس بأمر عثمان.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر.

قالا: أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا ابن بكير - أو قرئ عليه و أنا حاضر - عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، قال: فأما عثمان فقد أحجّ سنة من خلافته(6) عبد الرّحمن بن عوف، و حجّ عثمان بقية خلافته إلاّ سنة أحجّ عبد اللّه بن عباس.

قال عمّار: يعني ابن الحسن - و أقام تلك الحجّة - يعني سنة ثلاث عشرة(7) عبد الرّحمن بن عوف.

قال(8): و نا يعقوب، نا عمّار بن الحسن، نا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: و أقام الحجّ للناس تلك السنة - يعني سنة أربع و عشرين - عبد الرّحمن بن عوف، و هو عام الرعاف.

ص: 287


1- في م: مجاهد، تصحيف.
2- بالأصل: «ثلاثة عشر» و الصواب عن م.
3- سير أعلام النبلاء 87/1.
4- في م: الحسن، تصحيف.
5- الأصل: «ثنتي عشر» و الصواب ما أثبت عن م.
6- عن م و بالأصل: خلافة.
7- بالأصل: ثلاث عشر.
8- الخبر التالي ليس في م.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا(1) البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة - نا محمّد بن الحسين(2) ، نا ابن أبي خيثمة، نا أبي، نا محمّد بن فضيل، نا زكريا بن أبي زائدة، عن سعد(3) بن إبراهيم، قال: كان عبد الرّحمن بن عوف إذا قدم مكة يكره(4) أن ينزل الدار التي هاجر منها.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين(5) بن الفهم، نا محمّد بن سعد(6).

أنا محمّد بن الفضيل بن غزوان، و يزيد بن هارون، عن زكريا بن أبي زائدة، عن سعد بن إبراهيم بن عوف، قال: كان عبد الرّحمن بن عوف كان إذا أتى مكة كره أن ينزل منزله الذي هاجر منه.

قال يزيد في حديثه: منزله الذي كان ينزله في الجاهلية، حتى يخرج منها.

أخبرنا أبو بكر أيضا، أنا الحسن، أنا أبو عمر، أنا أحمد، أنا الحسين(7).

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن(8) عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا.

قالا: نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن الفضيل بن أبي عبد اللّه، عن عبد اللّه بن نيار الأسلمي، عن أبيه، قال: كان عبد الرّحمن ممن يفتى في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبي بكر، و عمر، و عثمان، بما سمع من النبي صلى اللّه عليه و سلم(9).

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر(10) ، نا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، نا أبو زرعة الدمشقي، نا أحمد بن خالد، نا محمّد بن إسحاق، عن مكحول، عن كريب مولى ابن عباس، عن ابن عباس.

ص: 288


1- في م: أنا.
2- في م: الحسن.
3- في م: سعيد.
4- في م: بكرة، تحريف.
5- في م: الحسن، تصحيف.
6- طبقات ابن سعد 131/3.
7- في م: الحسن.
8- عن م و بالأصل «نا».
9- سير أعلام النبلاء 86/1 و تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) ص 394.
10- «بن بشر» ليس في م. انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 591/19.

أن عمر بن الخطاب قال لعبد الرّحمن بن عوف: أنت عندنا العدل الرضى، فما ذا سمعت.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، و أبو صالح عبد الصمد بن عبد الرّحمن الحبوبي، قالا: أنا أبو محمّد التميمي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد الواعظ، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد بن(1) عقدة الحافظ، نا عبد اللّه بن أسامة بن زيد الكلبي، نا هاشم بن عبد الواحد، نا يزيد بن عبد العزيز، عن حصين، عن عمرو بن ميمون، قال: قال عمر:

ادعوا إلي هؤلاء النفر الذين(2) توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو عنهم راض، فذكر عليا، و عثمان، و طلحة، و الزبير، و عبد الرّحمن بن عوف، و سعد بن أبي وقّاص.

قال أبو أسامة: هكذا أملاه علينا على هذا النسق.

قال: و نا ابن(3) عقدة، نا عيسى بن عبد اللّه بن الهياج الهمداني، نا الحسن بن سعيد الهمداني، نا عبيدة بن الأسود، حدثني حصين، عن عمرو بن ميمون، قال:

كنت شاهد عمر حين طعن فقال: الأمر بعدي إلى هؤلاء الستة الذين توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو عنهم راض، فذكر: عليا، و عثمان، و طلحة، و الزبير، و سعد بن أبي وقّاص، و عبد الرّحمن بن عوف.

أخبرنا [(4) أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه، ثم] أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، قالا: أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين(5) بن محمّد(6) ، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، نا موسى بن هارون، نا قتيبة بن سعيد، نا عبد اللّه بن زيد بن أسلم، عن زيد بن أسلم، عن أبيه.

أن عمر قال للستة نفر الذي خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من الدنيا و هو عنهم راض، قال: بايعوا لمن بايع له عبد الرّحمن، فمن أبى فاضربوا عنقه.

ص: 289


1- بالأصل: «بن هو عقدة» انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 340/15.
2- عن م و بالأصل: الذي.
3- عن م و بالأصل: أبو عقدة.
4- ما بين الرقمين ليس في م.
5- في م: «الحسن» تصحيف. انظر الحاشية التالية.
6- بعدها في م: «ابن الطفال». انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 664/17.

كتب إليّ أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، قالا: أنا محمّد بن الحسين(1) بن محمّد بن الطفال، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، نا إبراهيم بن هاشم بن الحسين البغوي(2) ، نا محمّد بن عبّاد، نا أبو سعيد(3) مولى بني هاشم، نا عبد اللّه بن جعفر المخرمي، قال:

قرأت كتابا لأبي بكر بن عبد الرّحمن بن المسور، يحدث عن محمّد بن جبير، عن أبيه.

أن عمر قال: إن ضرب عبد الرّحمن إحدى يديه على الأخرى فبايعوه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن المبارك بن علي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدثني جدي، نا يزيد بن هارون، نا أبو المعلّى الجزري، عن ميمون بن مهران، عن ابن عمر.

أن عليا قال لعبد الرّحمن - زاد أبو الحسن بن عوف: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إنّك أمين أهل السماء، أمين من في السماء».

و قال ابن السّمرقندي: إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «إنّك أمين في أهل السماء، أمين في أهل الأرض» [7202].

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ(4) ، نا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا أحمد بن عبد الرّحمن السّقطي.

ح و أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، أنا أحمد بن محمّد بن محمّد(5) ، أنا علي بن أحمد بن محمّد(6) ، أنا الهيثم بن كليب، أنا محمّد بن عبيد اللّه بن المنادي.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الفتح عبد الرزاق بن عبد الكريم بن

ص: 290


1- في م: «الحسن» تصحيف، انظر الحاشية التالية.
2- في م: «ثنا ابن شعبة» خطأ و الصواب ما أثبت، و انظر ترجمة عبد اللّه بن جعفر المخرمي في تهذيب الكمال 60/10 و ذكر من الرواة عنه: أبا سعيد مولى بني هاشم.
3- في م: «أبو الحسن بن البغوي» تحريف، و السند معروف.
4- حلية الأولياء 98/1 و تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) ص 395 و سير أعلام النبلاء 87/1 و ابن سعد 34/3 و ابن عبد البر في الاستيعاب 395/2.
5- «بن محمد» ليس في م.
6- «بن محمد» ليس في م.

عبد الواحد، أنا محمّد بن إبراهيم بن جعفر، نا محمّد بن يعقوب بن يوسف الأصم، نا أبو غسان مالك بن يحيى السّوسي.

قالوا: نا يزيد بن هارون، أنا أبو المعلّى الجزري، عن ميمون بن مهران، عن ابن عمر.

أن عبد الرّحمن بن عوف قال لأصحاب الشورى: هل لكم أن اختار لكم و اتفضى(1) منها، قال علي: نعم، أنا أوّل من رضيت - و في حديث السّقطي: رضي - فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لك: «إنّك(2) أمين في أهل السماء، و أمين في أهل الأرض» [7203].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(3).

أنا عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي، نا عبد اللّه بن جعفر، عن أم بكر بنت المسور، عن أبيها، قال: لما ولي عبد الرّحمن بن عوف الشورى(4) كان أحب الناس إليّ أن يليه فإن تركه فسعد بن أبي وقاص، فلحقني عمرو بن العاص، فقال: ما ظن خالك(5) باللّه أن ولّى هذا الأمر أحدا و هو يعلم أنه خير منه ؟ قال: فقال لي ما أحبّ، فأتيت عبد الرّحمن فذكرت ذلك له فقال: من قال ذلك لك ؟ فقلت: لا أخبرك، فقال: لئن لم تخبرني لا أكلمك أبدا، فقلت:

عمرو بن العاص، فقال عبد الرّحمن: و اللّه لأن تؤخذ مدية فتوضع في حلقي ثم ينفذ بها إلى الجانب الآخر أحبّ إليّ من ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا إبراهيم بن المنذر، حدثني ابن وهب(6) ، حدثني ابن لهيعة، عن يحيى بن سعيد، عن أبي

ص: 291


1- بدون إعجام في الأصل و م، و المثبت عن حلية الأولياء، و في ابن سعد: «و اتفصى» و في سير أعلام النبلاء و تاريخ الإسلام «و انفصل».
2- في الحلية: أنت.
3- طبقات ابن سعد 133/3-134.
4- الأصل: الشرى، و الصواب عن ابن سعد و م.
5- بالأصل: «ظنك حالك» و في م: «ظن حالك» و المثبت عن ابن سعد.
6- من هذا الطريق رواه الذهبي في كتابيه: تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص 395) و سير أعلام النبلاء 88/1.

عبيدة(1) بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أزهر، عن أبيه، عن جده(2) أن عثمان بن عفّان اشتكى رعافا فدعا حمران، فقال: اكتب لعبد الرّحمن العهد من بعدي، فكتب له، فانطلق حمران إلى عبد الرّحمن، فقال: لي البشرى، قال: لك البشرى، و ذاك ما ذاك ؟ قال: إن عثمان قد كتب لك العهد من بعده، فقام بين يدي القبر و المنبر، فدعا فقال: اللهم إن كان من تولية عثمان إياي هذا فأمتني قبل عثمان، فلم يمكث إلاّ ستة أشهر حتى قبضه اللّه(3).(4) أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشّرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أبي أخبرني محمّد بن مسلم أن سعيد بن المسيّب أخبره عن سعد بن أبي وقّاص.

أنه أرسل إلى عبد الرّحمن بن عوف أن ارفع رأسك و انظر في أمر الناس، فقال له عبد الرّحمن: إنه لن يلي هذا الأمر أحد بعد عمر إلاّ لامه الناس.

قال: و نا محمّد بن يحيى، حدثني عبد اللّه بن محمّد بن أسماء بن عبيد الضّبعي(5) ، عن جويرية(6) ، عن مالك، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، أن سعد بن أبي وقّاص.

أرسل إلى عبد الرّحمن بن عوف رجلا و هو قائم يخطب الناس: أن ارفع رأسك و انظر إلى أمر الناس، أي ادع إلى نفسك، فجهر عبد الرّحمن فقال: ثكلتك أمك، إنه لن يلي هذا الأمر أحد بعد عمر بن الخطاب إلاّ لامه الناس.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(7) ، أنا عفان بن مسلم، و يحيى بن عباد، قالا: نا حمّاد بن سلمة، أنا هشام بن عروة، عن أبيه.

أن عبد الرّحمن بن عوف قال: أشهد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أقطعني و عمر بن الخطاب

ص: 292


1- في المصدرين: «أبي عبيد»
2- في تاريخ الإسلام: أبي عبيد بن أزهر عن أبيه أن عثمان...
3- في تاريخ الإسلام: فلم يعش إلاّ ستة أشهر.
4- الخبر التالي و الذي بعده ليسا في م.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 685/10.
6- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 87/1.
7- طبقات ابن سعد 126/3.

أرض كذا و كذا، فذهب [(1) الزبير إلى [آل](2) عمر يشتري منهم نصيبهم، و قال الزبير لعثمان: إنّ ابن عوف قال كذا و كذا]، فقال: هو الجائز الشهادة له و عليه.

أخبرناه عاليا أبو علي بن السبط، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل(3) ، حدثني أبي، نا عفّان، نا حمّاد بن سلمة، أنا هشام بن عروة عن عروة.

أن عبد الرّحمن بن عوف قال: أقطعني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عمر بن الخطاب أرض كذا و كذا، فذهب الزبير إلى [آل](4) عمر، فاشترى نصيبهم(5) منه، فأتى عثمان بن عفان، فقال:

إنّ عبد الرّحمن بن عوف زعم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أقطعه و عمر بن الخطاب أرض كذا و كذا، و أنّي اشتريت نصيب آل عمر، فقال عثمان: عبد الرّحمن جائز الشهادة له و عليه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: أنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين(6) بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا شعبة بن الحجّاج، عن سعد بن إبراهيم عن أبيه.

أن عبد الرّحمن بن عوف أتى بطعام و كان صائما، فقال: قتل مصعب بن عمير، و هو خير مني، فكفّن في بردته إن غطي رأسه بدت رجلاه، و إن غطي رجلاه بدا رأسه، و أراه قال(7) ، و قتل حمزة و هو خير مني، ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط - أو قال: أعطينا من الدنيا ما أعطينا - و قد خشينا أن تكون حسناتنا عجّلت لنا، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام.

أنبأنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم الحافظ(8) ، نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا أبو همّام السّكوني، نا عيسى(9) بن علي، عن جعفر بن برقان، قال:

بلغني أن عبد الرّحمن بن عوف أعتق ثلاثين ألف بنت(10).

ص: 293


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- الزيادة عن ابن سعد.
3- مسند أحمد بن حنبل 408/1 رقم 1670.
4- الزيادة عن المسند و م.
5- في م و المسند: فاشترى نصيبه منهم.
6- في م: الحسن.
7- عن م و بالأصل: قيل.
8- الخبر في حلية الأولياء 99/1.
9- كذا بالأصل و م و في الحلية: الحسين بن علي.
10- الحرف الثاني في الأصل بدون إعجام، و في م: «بنت» و في الحلية: «بنت» و بهامشها عن نسخة: بيت.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمي يعقوب(1) بن محمّد الزهري، نا إبراهيم بن محمّد بن عبد العزيز عن بعض أصحابه، عن طلحة بن عبد اللّه بن عوف قال:

كان أهل المدينة عيالا على عبد الرّحمن بن عوف، ثلث يقرضهم ماله، و ثلث يقضي دينهم بماله، و ثلث يصلهم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو بكر القطان، نا إبراهيم بن الحارث، نا يحيى بن أبي بكير، نا حمّاد بن سلمة، أنا ثابت البناني، عن الدارمي.

أن سائلا أتى عبد الرّحمن بن عوف و بين يديه طبق من عنب، فناوله حبة، فكفّ السائل يده، فقيل له: و أين تقع هذه منه ؟ قال: تقبل اللّه مثقال ذرة و خردلة، و كان فيها مثقال ذرة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن(2) الأزهري، أنا أبو محمّد المخلدي، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني، نا يوسف بن سعيد، نا ابن كثير، و الهيثم بن جميل، عن حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي مدينة.

أن سائلا وقف على عبد الرّحمن بن عوف - و قال الهيثم: على سعد بن أبي وقّاص - فناوله حبّة عنب، و قال: فيها مثاقيل ذر كثير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين(3) بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدثني يعقوب بن إبراهيم، نا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن طاوس، عن سعيد بن جبير، عن أبي هنّاد قال:

رأيت رجلا يطوف بالبيت، و هو يقول: ربّ قني شحّ نفسي، رب قني شحّ نفسي، لا يزيد على ذلك، فقلت له، فقال: إذا وقيت شحّ نفسي لم أسرق، و لم أزن، و لم أفعل - يعني عبد الرّحمن بن عوف -.

قال: و أنا عبد اللّه، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا حسين(4) الجعفي، عن زائدة، عن

ص: 294


1- من هذا الطريق رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 88/1.
2- «الحسن» ليس في م.
3- في م: «أبو الحسن بن البغوي» تحريف.
4- في م: «حسن».

عبد العزيز بن رفيع، عن عبد اللّه بن عبيد بن عمير قال: كان عبد الرّحمن بن عوف إذا دخل بيته قرأ في زواياه آية الكرسي.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم، نا أبو محمّد بن حيّان، نا محمّد بن سليمان، نا إبراهيم بن يعقوب، حدثني هارون بن أبي عبد اللّه، نا عبد العزيز بن عمران، حدثني خالي راشد بن حفص بن عمر بن عبد الرّحمن بن عوف سمعت أبي يقول:

كان عبد الرّحمن بن عوف يحرّم الخمر في الجاهلية، و قال فيها بيت شعر:

رأيت الخمر شاربها مجمّ *** برجع القول أو فصل الخطاب

أنبأنا أبو محمّد بن صابر و غيره قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، نا أبو بكر الخطيب، أنا عمر بن إبراهيم الفقيه، نا محمّد بن العباس الخزّار(1) ، نا محمّد بن القاسم بن الأنباري، نا إسماعيل بن إسحاق، نا هدبة بن خالد، نا المبارك بن فضالة، عن علي بن يزيد، عن سعيد بن المسيّب، قال:

كان بين طلحة و عبد الرّحمن بن عوف تباعد، فمرض طلحة، فجاء عبد الرّحمن يعوده فقيل له: أبو محمّد عبد الرّحمن بالباب، قال: قد جاء على ما بيننا؟ ليدخل، فلما دخل قال له طلحة: أنت و اللّه يا أخي خير مني، فقال له عبد الرّحمن: لا تفعل يا أخي، فقال: بلى و اللّه، أنت خير مني، لأنك لو كنت المريض ما عدتك.(2) أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السّمّاك، نا حنبل، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن سعيد بن حسين(3) ، قال:

كان عبد الرّحمن بن عوف لا يعرف من بين عبيده(4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم.

و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصّاري، أنا أبي أبو طاهر.

ص: 295


1- الأصل و م: الحرار، تصحيف.
2- الخبر التالي سقط من م.
3- كذا بالأصل و صفة الصفوة 355/1 و صححه محققا تاريخ الإسلام و سير أعلام النبلاء: سعد بن الحسن انظر الحاشية 2 في سير أعلام النبلاء، و الحاشية 5 تاريخ الإسلام.
4- تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص 395) و سير أعلام النبلاء 89/1.

قالا: أنا إسماعيل بن الحسن، نا أبو(1) عبد اللّه المحاملي، نا محمّد بن عمرو الباهلي، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا سليمان بن كثير، عن الزهري، عن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف.

أن عبد الرّحمن بن عوف مرض مرضا فأغمي عليه، فلما أفاق قال: إنه أتاني ملكان فيهما فظاظة و غلظ فذهبا بي فلقيهما ملكان هما أرقّ منهما و أرحم، فقالا: أين تذهبان به ؟ قالا: نذهب به إلى العزيز الأمين، قالا: دعاه فإنه ممن سبقت له السعادة و هو في بطن أمّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين(2) بن النّقّور، و أنا أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي(3) ، نا أبو روق(4) الهزّاني(5) ، نا بشر بن آدم بن بنت أزهر بن سعد السمان، نا أبو عامر العقدي، عن عروة بن ثابت، عن الزهري، عن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف قال:

أغمي على عبد الرّحمن بن عوف فظنوا أنه قد مات، فأفاق، فقال: إنه أتاني ملكان، فقعدا عند رأسي، فقال أحدهما لصاحبه: خذه أو كلمة نحوها، فقال له صاحبه: مه، فإنه ممن سبقت له السعادة في بطن أمه.

قال: و أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا حجّاج بن يوسف، نا سهل بن حمّاد، نا عروة بن ثابت الأنصاري، حدثني الزهري، عن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف، قال:

مرض عبد الرّحمن بن عوف فظننا أنه لما به فأغمي عليه، فخرجت أم كلثوم فصرخت عليه، فلما أفاق قال: أغمي عليّ؟ قلنا: نعم، قال: أتاني رجلان فقالا لي: انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين، فأخذا بيدي، فانطلقا بي، فلقيهما رجل فقال: أين تنطلقان بهذا؟ قالا:

ننطلق به إلى العزيز الأمين، قال: لا تنطلقا به، فإن هذا ممن سبقت له السعادة في بطن أمّه.

أخبرتنا أم الرضى بنت حمد بن أبي الحسن الحبال(6) ، قالت(7): أخبرتنا عائشة بنت

ص: 296


1- سقطت «أبو» من م.
2- في م: «أبو الحسن بن البغوي» تحريف.
3- في م تقرأ: الحميدي، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 555/16.
4- ضبطت بفتح الراء و سكون الواو بعدها قاف.
5- و هو أحمد بن محمد بن بكر، أبو روق الهزاني البصري ترجمته في سير أعلام النبلاء 285/15.
6- في م: الحداد.
7- في م: قال.

الحسن بن إبراهيم، نا عبد الواحد بن محمّد بن شاه، نا أبو روق، نا بشر بن آدم بن بنت أزهر السمان، نا أبو عامر العقدي، عن عروة بن ثابت، عن الزهري، عن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف، قال:

أغمي على عبد الرّحمن بن عوف، فظن أهله أنه قد مات، فأفاق، فقال: إنه أتاني ملكان فقعدا عند رأسي، فقال أحدهما لصاحبه: خذه، أو كلمة نحوها، فقال له صاحبه: مه، فإنه ممن سبقت له السعادة في بطن أمّه.

أخبرناه عاليا أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السبط، و أبو غالب بن البنّا، قالوا:

أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا محمّد بن يونس بن موسى، نا أبو عامر العقدي، نا عروة بن ثابت، عن الزهري، عن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف قال:

أغمي على عبد الرّحمن، ثم أفاق، فقال: إنّه أتاني ملكان فظّان، غليظان، فقالا:

انطلق بنا نحاكمك إلى العزيز الأمين، فلقيهما ملك، فقال: إلى أين تذهبان به ؟ فقالا: نحاكمه إلى العزيز الأمين، فقال: خلّيا عنه، فإنه ممن سبقت له السعادة و هو في بطن أمّه.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة.

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد بن الحسن بن محمّد، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو حامد بن الشّرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرني أحمد بن كامل القاضي، نا محمّد بن الهيثم.

قالوا: أنا أبو اليمن، أنا شعيب، عن الزهري، حدثني إبراهيم بن عوف:

أنه غشي على عبد الرّحمن بن عوف في وجع، ظنوا أنه قد فاضت نفسه فيها، حتى قاموا من عنده، و جلّلوه ثوبا، و خرجت أم كلثوم بنت عقبة امرأته إلى المسجد تستعين بما أمرت أن تستعين به من الصبر و الصلاة، فلبثوا ساعة و هو في غشيته، ثم أفاق، فكان أوّل ما تكلم به أن كبّر، فكبّر أهل البيت و من يليهم، ثم قال لهم: غشي علي آنفا؟ قالوا: نعم، فقال:

صدقتم، إنه انطلق بي في غشيتي رجلان: أجد(1) فيهما شدة و فظاظة و غلظا، فقالا: انطلق

ص: 297


1- بالأصل: «أحدهما» و فوقها ضبة إشارة إلى أنها خطأ، و المثبت عن م.

نحاكمك إلى العزيز الأمين فانطلقا بي حتى لقيا رجلا، فقال: أين تذهبان بهذا؟.

فقالا: نحاكمه إلى العزيز الأمين فقال: أرجعاه فإنه من الذين كتب اللّه لهم السعادة و المغفرة و هم في بطون أمّهاتهم، و أنه سيمتّع به بنوه إلى ما شاء اللّه، فعاش بعد ذلك شهرا ثم توفي.

و اللفظ [(1) له للذهلي، و هو أتم].

أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى، نا أبو صالح، حدثني الليث، حدثني يونس، عن ابن شهاب، حدثني إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف.

ح(2) قال: و نا يزيد بن عبد اللّه(3) ، نا محمّد بن حرب، عن الزّبيدي، عن الزهري، عن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف.

أنه غشي على عبد الرّحمن بن عوف في وجعه غشية فظنوا(4) أنه قد مات(5) فيها - و قال يزيد: منها - فذكرا بمثله.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو القاسم عمر بن الحسين بن إبراهيم الخفّاف، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري(6) ، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، قال: سمعت إبراهيم بن سعد، حدثني أبي، عن جدي، قال:

مرض عبد الرّحمن بن عوف مرضه، فغشي عليه، قال: فخرجت أم كلثوم إلى المسجد تستعين و تستغيث بالصلاة، ثم دخلت، فأفاق عبد الرّحمن، فقال: أغشي علي ؟ قالوا: نعم، فقال: إنّه أتاني اثنان فظّان غليظان فقالا: نحاكمك إلى العزيز الحكيم(7) ، قال: فمضيا، فلقيهما رجل، فقال: أين تريدان ؟ فقالا: نحاكمه إلى العزيز الحكيم(8) ، فقال: ارجعا، فإنه كتب في بطن أمه من أهل السعادة، و سيمتّع منه ولده، قال: و لقد عاش بعد ذلك حينا.(9) أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي،

ص: 298


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و أضيف عن م.
3- في م: يزيد بن عبد ربه.
4- في م: ظنوا.
5- بالأصل: «فاض» و المثبت عن م.
6- بعدها في م: ثنا أبي.
7- في م: العزيز الأمين.
8- في م: العزيز الأمين.
9- الخبر التالي ليس في م.

أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، أنا أبي أبو عبد الرّحمن الغلاّبي، نا إبراهيم بن المنذر الحزامي، نا إبراهيم بن محمّد بن عبد العزيز بن عمر بن(1) عبد الرّحمن بن عوف، عن أبيه قال:

أوصى عبد الرّحمن بن عوف إلى الزبير بن العوّام، فقلت لإبراهيم: كيف لم يوص إلى ولده، قال: كانوا صغارا.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، و أبو الحسن علي(2) بن أحمد بن الحسن، قالوا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو حسن(3) الدارقطني، قال: قرئ(4) على عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز - و أنا أسمع حدثكم - داود بن رشيد، نا الوليد، عن ابن لهيعة(5) ، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير.

أن عبد الرّحمن بن عوف أوصى بخمسين ألف دينار في سبيل اللّه، و كان الرجل يعطى ألف دينار.

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(6).

أنا محمّد بن عمر، حدثني مخرمة بن بكير أنه سمع أبا الأسود يقول: أوصى عبد الرّحمن بن عوف في السبيل بخمسين ألف دينار.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن غانم، نا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال(7):

ص: 299


1- بالأصل بعدها: «بن عبد العزيز بن عم بن عبد الرحمن..» و في الاسم تكرار حذفناها و سيرد الاسم صوابا في خبر قريب عن البخاري.
2- «علي» ليست في م.
3- في م: أبو الحسن.
4- في م: قرأ.
5- من طريق ابن لهيعة رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 90/1.
6- طبقات ابن سعد 136/3.
7- التاريخ الكبير للبخاري 167/1/1 ترجمة محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف. و من طريق الزهري رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 90/1 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 395.

قال لي إبراهيم بن المنذر، عن إبراهيم بن محمّد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرّحمن بن عوف، عن أبيه، عن الزهري - و كان محمّد بمشورته جلد مالك - قال:

أوصى عبد الرّحمن بن عوف لمن شهد بدرا فوجدهم(1) مائة رجل، لكلّ رجل بأربعمائة دينار، و كان عثمان بن عفّان فيهم، فأخذها.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن حبيب، نا سعيد بن داود، عن ابن فليح، قال: قال الزهري:

أوصى عبد الرّحمن بن عوف لمن بقي ممن شهد بدرا أربع مائة دينار، لكلّ رجل، و كانوا مائة رجل فأخذوها، و أخذها عثمان فيمن أخذ، و هو خليفة، و أوصى بألف فرس في سبيل اللّه(2).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدثني عمي مصعب بن عبد اللّه، و علي بن صالح، عن جدي عبد اللّه بن مصعب.

أن عبد الرّحمن بن عوف أوصى إلى الزبير بن العوّام.

قال: و نا الزبير، حدثني إبراهيم بن المنذر، حدثني عبد العزيز بن أبي ثابت، عن عمه محمّد بن عبد العزيز، عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، قال:

توفي أبي عبد الرّحمن بن عوف و هو ابن اثنتين و سبعين سنة.

حدثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، نا نعمة اللّه بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد(3) بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، نا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول:

مات ابن عوف و هو ابن خمس و سبعين سنة، و دفن بالبقيع.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(4) ، أنا معن بن عيسى، نا إبراهيم بن سعد،

ص: 300


1- كذا بالأصل و م، و في التاريخ الكبير: فوجدوهم.
2- من طريق الزهري رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 90/1 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 395.
3- في م: أحمد بن محمد بن محمد بن عبد اللّه.
4- طبقات ابن سعد 135/3-136 و سير أعلام النبلاء 90/1.

عن أبيه، عن جده أنه سمع علي بن أبي طالب يقول يوم مات عبد الرّحمن بن عوف: اذهب يا ابن عوف فقد أدركت صفوها و سبقت رنقها.

أنبأنا أبو علي الحدّاد و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد الطّبراني(1) ، نا أبو يزيد القراطيسي، نا أسد بن موسى، نا إبراهيم بن سعد.

ح و أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي، نا أبو صالح عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده، قال:

سمعت علي بن أبي طالب يوم مات عبد الرّحمن بن عوف يقول: اذهب ابن عوف فقد أدركت صفوها، و سبقت رنقها (2)- و في حديث الطّبراني: سمعنا(3) علي بن أبي طالب، و فيه: أدركت صفوتها -.

أخبرنا(4) محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين(5) بن الفهم، نا محمّد بن سعد(6) ، أنا معن بن عيسى، نا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده أنه سمع عمرو بن العاص يوم مات عبد الرّحمن بن عوف يقول: أذهب عنك ابن عوف، فقد ذهبت ببطنتك ما تغضغض(7) منها من شيء.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا [(8) أبو بكر الخطيب(9) ، أنا الحسن بن الحسين النّعالي(10) ، نا محمّد بن الحسن بن علي اليقطيني(11) ، نا إبراهيم بن] عبد اللّه بن أيوب المخرمي، نا سلمة بن حفص السعدي، نا وكيع، نا مسعر، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، قال:

ص: 301


1- المعجم الكبير للطبراني 128/1 رقم 263.
2- الرنق: الكدر (سير أعلام النبلاء 90/1).
3- كذا بالأصل و م، و الذي في المعجم الكبير المطبوع: سمعت عليا.
4- في م: أخبرنا أبو بكر محمد.
5- في م: الحسن، تصحيف.
6- طبقات ابن سعد 136/3.
7- رسمها مضطرب و بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن م و ابن سعد.
8- ما بين الرقمين سقط من م.
9- الخبر في تاريخ بغداد 135/9 ضمن أخبار سلمة بن حفص السعدي، و رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 90/1 من طريق سعد بن إبراهيم.
10- ترجمته في تاريخ بغداد 300/7.
11- ترجمته في تاريخ بغداد 211/2.

رأيت سعد بن أبي وقّاص في جنازة عبد الرّحمن بن عوف، و هو بين يدي السرير، و هو يقول: وا جبلاه.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا عمي - يعني يعقوب - نا أبي، عن أبيه سعد بن إبراهيم، عن أبيه، قال:

رأيت سعد بن أبي وقّاص بين عمودي سرير عبد الرّحمن المقدمين واضعه على كاهله، و هو يقول: وا جبلاه.

أخبرنا [(1) أبو محمّد الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا أبو محمّد بن نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(2) ، نا عبد اللّه(3) بن صالح.

ح] و أخبرنا أبو محمّد السلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا [أبو القاسم](4) ابن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان(5) ، نا أبو صالح عبد اللّه بن صالح، حدثني إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت سعد بن أبي وقّاص لما مات عبد الرّحمن بن عوف يقول: وا جبلاه - و في حديث أبي زرعة: يوم مات عبد الرّحمن بن عوف قال: وا جبلاه -.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو القاسم، و أبو عمرو ابنا(6) محمّد بن إسحاق، و أبو منصور بن شكرويه، قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه، أنا عبد اللّه بن محمّد بن زياد، نا يزيد بن سنان، نا يحيى بن حمّاد، نا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، قال:

رأيت سعد بن مالك وضع جنازة عبد الرّحمن بن عوف على كاهله و هو يقول:

وا جبلاه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر(7) ، نا

ص: 302


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 291/1.
3- بالأصل: «عبد الرحمن» و المثبت عن تاريخ أبي زرعة.
4- الزيادة عن م.
5- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 213/1.
6- في م: أنا.
7- مسند أحمد بن حنبل 330/4 رقم 12685.

عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا عبد الرّزّاق، نا معمر، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال:

لقي النبي صلى اللّه عليه و سلم عبد الرّحمن بن عوف و به وضر من خلوق، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«مهيم(1) عبد الرّحمن» قال: تزوجت امرأة من الأنصار، قال: «كم أصدقتها؟» قال: وزن نواة من ذهب، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم: «؟؟؟ أ و لم و لو بشاة».

قال أنس: فلقد رأيته قسم لكلّ امرأة من نسائه بعد موته مائة ألف(2).

أخبرنا أبو غانم محمّد بن علي بن عبد الصمد بن علي بن محمّد بن المأمون، و أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي(3) ، و أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد، قالوا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن علي بن عمر السكري الحربي، نا أبو عبد اللّه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، نا خلف بن سالم، نا عبد الرّزّاق، نا و قال منصور: أنا معمر، عن ثابت، عن أنس، قال:

لقي النبي صلى اللّه عليه و سلم عبد الرّحمن بن عوف و به وضر من خلوق فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «مهيم عبد الرّحمن ؟» قال: تزوجت امرأة من الأنصار، قال: «كم أصدقتها؟» قال: وزن نواة من ذهب - زاد أبو غانم و ابن المجلي(4): فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم: «أولم و لو بشاة»، ثم اتفقا قال أنس:

فلقد رأيته قسم لكلّ امرأة من نسائه مائة ألف درهم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين(5) بن الفهم، نا محمّد بن سعد(6) ، أنا الفضل بن دكين أبو نعيم، نا كامل أبو العلاء، قال: سمعت أبا صالح، قال: مات عبد الرّحمن بن عوف و ترك ثلاث نسوة، فأصاب كل واحدة مما ترك ثمانون ألفا، ثمانون ألفا.

أخبرنا(7) زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو حازم الحافظ، أنا أبو الفضل بن خميرويه، نا أحمد بن نجدة، نا سعيد بن منصور، نا أبو عوانة، عن عمرو بن أبي سلمة، عن أبيه، قال:

ص: 303


1- كذا بالأصل و م، و في مسند أحمد: مهيم يا عبد الرحمن.
2- بعدها في المسند: دينار.
3- الأصل و م: «المحلى» و الصواب ما أثبت و ضبط، مرّ التعريف به.
4- الأصل و م: «المحلى» و الصواب ما أثبت و ضبط، مرّ التعريف به.
5- في م: الحسن، تصحيف.
6- الخبر في طبقات ابن سعد 137/3.
7- في م: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر.

صولحت امرأة عبد الرّحمن من نصيبها ربع الثمن على ثمانين ألفا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن عبّاد، نا الحسن بن علي الخلاّل، نا عبد الوهاب، عن هشام، عن ابن سيرين.

أن نساء عبد الرّحمن اقتسمن ثمنهنّ عشرين و ثلاثمائة ألف درهم(1) ، و توفي عن أربع نسوة، فأصاب كل امرأة منهن ثمانين ألفا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين(2) بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدثني ابن زنجويه، نا عارم، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن محمّد.

أن عبد الرّحمن بن عوف توفي و كان فيما ترك ذهبا قطع بالفأس(3) حتى مجلت(4) أيدي الرجال منه، و ترك أربع نسوة، فأخرجت امرأة ثمانين ألفا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين(5) ، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي(6) ، أنا عبد اللّه بن الحسن بن محمّد، قالا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصيدلاني، نا يزداد بن عبد الرّحمن بن محمّد، نا أبو سعيد الأشج، نا عبد اللّه بن إدريس، عن ليث، عن مجاهد قال:

أصاب كلّ امرأة من نساء عبد الرّحمن بن عوف ربع الثّمن، ثمانين ألفا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين(7) بن الفهم، نا محمّد بن سعد(8) ، أنا محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن محمّد بن أبي حرملة، عن عثمان بن الشّريد، قال: ترك

ص: 304


1- سير أعلام النبلاء 91/1 و صفة الصفوة 355/1 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 396.
2- في م: «أبو الحسن بن البغوي» تحريف. و السند معروف.
3- بالأصل: بالقوس، و المثبت عن م.
4- الأصل: «ملحت» و المثبت عن م، و مجلت يده: صلبت و ثخن جلدها من العمل بالأشياء الصلبة الخشنة (اللسان: مجل).
5- في م: الحسن.
6- في م: «بن محمد» تصحيف، قارن مع المشيخة 182 /أ.
7- في م: الحسن تصحيف.
8- طبقات ابن سعد 136/3.

عبد الرّحمن بن عوف ألف بعير، و ثلاثة ألف شاة بالبقيع، و مائة فرس ترعى بالبقيع، و كان يزرع بالجرف(1) على عشرين ناضحا، فكان يدخل قوت أهله من ذلك سنة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور محمّد(2) بن الحسن، أنا أبو العباس النّهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا أبو عبد اللّه البخاري(3) ، نا الحسن بن واقع، نا ضمرة، قال: توفي عبد الرّحمن لستّ سنين بقين من خلافة عثمان.

قال: و قال يعقوب بن إبراهيم: مات لسبع(4) من سني عثمان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين(5) بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدثني ابن هانئ، أنا أحمد بن حنبل.

قال: قال يعقوب: مات عبد الرّحمن بن عوف لسبع من سني عثمان.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدثني أبو عبد اللّه، حدثني يعقوب - يعني ابن إبراهيم - قال: مات عبد الرّحمن بن عوف لتسع من سني عثمان(6).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب المنبجي، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم.

قال: قرأت بخط عمي: سن عبد الرّحمن بن عوف ثمان و سبعون، و توفي لتسع خلون من خلافة عثمان لثلاث بقين.

قال: و نا عبيد اللّه، أنا أحمد بن حنبل، نا يعقوب الزهري، قال: مات عبد الرّحمن بن عوف لسبع من سنيّ عثمان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني(7) ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(8) ، قال: قال أحمد بن حنبل، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد،

ص: 305


1- الجرف موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام (معجم البلدان).
2- في م: بن محمد.
3- التاريخ الكبير للبخاري 240/1/3.
4- كذا بالأصل و م، و في التاريخ الكبير: لتسع.
5- في م: أبو الحسن بن البغوي.
6- راجع التاريخ الكبير.
7- الأصل و م: الكتاني، تصحيف.
8- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 291/1.

قال: و توفي عبد الرّحمن لسبع سنين خلت من خلافة عثمان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الجواليقي.

ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الحسين(1) بن الطيوري، و أبو طاهر أحمد بن علي بن سوّار، قالا: أنا الحسين(2) بن علي.

قالا: أنا محمّد بن زيد بن علي، أنا محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، نا يحيى بن أبي عتبة، قال: مات عبد الرّحمن بن عوف سنة إحدى و ثلاثين، و له ثلاث و ستون.

أخبرنا أبو [بكر](3) محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا.

قالا: نا محمّد بن سعد(4) ، أنا محمّد بن عمر، نا عبد اللّه بن جعفر الزهري، عن يعقوب بن عتبة، قال: مات عبد الرّحمن بن عوف سنة اثنتين و ثلاثين(5) ، و هو يومئذ ابن خمس و سبعين - زاد ابن أبي الدنيا: سنة، و دفن بالبقيع -.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدثني إبراهيم بن المنذر، عن الواقدي، عن عبد اللّه بن جعفر الزهري، عن يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس، قال: توفي عبد الرّحمن بن عوف سنة اثنتين(6) و ثلاثين، و هو يومئذ ابن خمس و سبعين سنة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو

ص: 306


1- في م: الحسن.
2- في م: الحسن.
3- سقطت من الأصل و أضيفت عن م، و السند معروف.
4- طبقات ابن سعد 135/3.
5- بالأصل و م: اثنين، و المثبت عن ابن سعد.
6- بالأصل و م: اثنين، و المثبت عن ابن سعد.

سليمان بن زبر قال: و مات عبد الرّحمن بن عوف سنة ثنتين و ثلاثين، و هو ابن خمس و سبعين، و يكنى أبا محمّد.

و قال المدائني، و أبو موسى، و عمرو، و الهيثم بن عدي: مات في سنة اثنتين و ثلاثين.

و قال الهيثم بن عدي: نا هشام بن عروة، عن أبيه.

أن عبد الرّحمن بن عوف توفي في سنة اثنتين و ثلاثين، و ذكر أن قول المدائني أخبره به أبوه عن أحمد بن عبيد بن ناصح عنه، و أن قول أبي موسى أخبره به أبوه عن أبيه عنه، و أن قول عمرو أخبره به مصعب بن إسماعيل، عن محمّد بن أحمد بن ماهان عنه، و أن قول الهيثم أخبره به أبوه عن أحمد بن عبيد بن ناصح عنه.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين(1) بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس، قال:

ولد عبد الرّحمن بن عوف بعد الفيل بعشر سنين، و مات سنة اثنتين و ثلاثين، و هو يومئذ ابن خمس و سبعين سنة، و كان جميلا، حسن الوجه، أبيض مشربا حمرة، أبيض الرأس و اللحية.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال(2): سنة اثنتين و ثلاثين فيها مات عبد الرّحمن بن عوف.(3) أنبأنا أبو علي(4) الحداد، أنا أبو نعيم، نا محمّد بن علي بن حسين، نا محمّد بن عبدوس بن كامل، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، قال: مات عبد الرّحمن بن عوف سنة ثنتين و ثلاثين، يكنى بأبي محمّد، و هو ابن خمس و سبعين سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة اثنتين و ثلاثين فيها توفي عبد الرّحمن بن عوف بالمدينة، و صلّى عليه عثمان.

ص: 307


1- في م: الحسن.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 166.
3- الخبر التالي ليس في م.
4- بالأصل: أبو غالب، تصحيف و السند معروف.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر بن بيري - إجازة - نا أبو عبد اللّه الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنا المدائني قال:

مات عبد الرّحمن بن عوف سنة اثنتين - أو ثلاث - و ثلاثين، و هو ابن خمس و سبعين، و دفن بالبقيع(1).

3912 - عبد الرّحمن بن عياض

أوفده أمير خراسان على يزيد بن معاوية.

و حكى عن يزيد.

حكى عنه الشعبي.

قال علي: ما وجدت في بعض المجموعات بغير إسناد.

3913 - عبد الرّحمن بن عيسى أبو محمّد

روى عن زيد(2) بن يحيى بن عبيد.

روى عنه الحسين بن طلاّب.

أخبرنا أبو الحسين(3) بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو علي الأهوازي، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن الحسين بن طلاّب، حدثني أبي، نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عيسى، نا زيد بن عبيد، عن الأوزاعي، قال:

مر ميسرة بن حلبس بمقابر باب توما، و كان يسكن المصّيصة، و قائد يقوده، و كان مكفوفا حتى إذا صار إلى مقبرة باب توما قال له قائده: هذه المقبرة، فقال: السّلام عليكم أهل القبور، أنتم لنا سلف، و نحن لكم تبع، فرحمنا اللّه و إياكم، و غفر لنا و لكم، فكأن قد صرنا(4) إلى ما صرتم إليه، فردّ اللّه عز و جل الروح في رجل منهم فأجابه فقال: طوبى لكم يا أهل الدنيا

ص: 308


1- سير أعلام النبلاء 92/1.
2- الأصل: يزيد، تصحيف، و الصواب عن م، ترجمته في تهذيب الكمال 491/6 و فيها روى عنه أبو محمد عبد الرحمن بن عيسى.
3- في م: أبو الحسن.
4- كذا بالأصل و م، و في المختصر 363/14 صرتم.

حين تحجون في الشهر أربع مرار، قال: و إلى أين يرحمك اللّه ؟ قال: إلى الجمعة، أ فما تعلمون أنها حجّة مبرورة متقبّلة ؟ قال: ما خير ما قدمتم ؟ قال: الاستغفار يا أهل الدنيا، قال:

فما يمنعك أن تردّ السّلام ؟ قال: يا أهل الدنيا، السّلام و الحسنات(1) قد رفعت عنا، فلا في حسنة تزيد و لا من سيئة تنقص، علقت رهوننا يا أهل الدنيا.

ص: 309


1- كذا بالأصل و م، و في المختصر: و الحساب.

[ذكر من اسمه عبد الرحمن و اسم أبيه يبدأ ب] حرف الغين

3914 - عبد الرّحمن بن الغاز ابن ربيعة الجرشي

3914 - عبد الرّحمن بن الغاز(1) ابن ربيعة الجرشي(2)

من أهل دمشق.

حدّث عن عمرو بن مرّة الجهني.

روى عنه عبد الرّحمن بن آدم الأودي، و يقال الأزدي(3).

قرأت بخطّ أبي الحسين(4) الرازي، حدثني محمّد بن أحمد بن غزوان، نا أحمد بن المعلّى، نا عثمان بن إسماعيل الهذلي، نا الوليد بن مسلم، عن عبد الرّحمن بن آدم، قال:

سمعت عبد الرّحمن بن الغاز بن ربيعة الجرشي يقول: إنه سمع عمرو بن مرّة الجهني صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: لتخرجن راية سوداء من خراسان حتى تربط خيولها بهذا الزيتون الذي بين بيت لهيا و حرستا، قال عبد الرّحمن: فقلنا: و اللّه ما بين هاتين القريتين زيتونة قائمة، قال عمرو بن مرة: إنه سينصب فيما بينهما حتى يجيء أهل تلك الراية فينزلون تحتها و يربطون خيولهم بها.

ص: 310


1- بالأصل و م: الغار، تصحيف، و الصواب ما أثبت عن سير أعلام النبلاء 60/7 و الأنساب (الجرشي) و فيها: الغازي.
2- الأصل و م: الحرشي، تصحيف. و الصواب ما أثبت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى جرش بطن من حمير.
3- قوله: «و يقال: الأزدي» ليس في م.
4- في م: الحسن، تصحيف.
3915 - عبد الرّحمن بن غنم بن كرير - و يقال: غنم بن هاني ابن ربيعة بن عامر...

3915 - عبد الرّحمن بن غنم بن كرير (1)- و يقال: غنم بن هاني ابن ربيعة بن عامر بن عذر(2) بن وائل بن ناجية(3) ابن حنبل(4) بن جماهر بن أدغم(5) بن الأشعر الأشعري(6)

[قيل](7) إن له صحبة.

روى عن عمر، و علي، و معاذ بن جبل، و أبي ذرّ، و أبي الدّرداء، و أبي مالك الأشعري.

روى عنه ابنه محمّد، و أبو سلاّم الحبشي، و عبد اللّه بن معانق الأشعري، و أبو إدريس الخولاني، و إسماعيل بن عبيد اللّه(8) بن أبي المهاجر، و رجاء بن حيوة، و شهر بن حوشب، و عبادة بن نسيّ، و صفوان بن سليم، و سوّار بن شبيب، و عبد الرّحمن بن صباب(9) ، و عبد اللّه بن هبيرة، و أبو قبيل حييّ ابن يومن، و مالك بن الحكم، و مكحول.

و كان يسكن فلسطين، و قدم دمشق.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد، قالا: أنا أبو الطّيّب عبد الرزّاق بن عمر، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا عيسى بن حمّاد، أنا الليث بن سعد، عن ابن عجلان أن أبان بن صالح، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي حسين كليهما يخبره عن شهر بن حوشب، عن ابن غنم، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم(10).

ص: 311


1- كذا بالأصل، و في م و أسد الغابة: كريب.
2- غير واضحة في الأصل، و المثبت عن م، و في أسد الغابة: عدي.
3- بالأصل: فاختة، و المثبت عن م و أسد الغابة.
4- بالأصل: جبل، و المثبت عن م و أسد الغابة، و في المختصر 7/15 حنيك.
5- كذا بالأصل و م، و في أسد الغابة: أدعم.
6- ترجمته و أخباره في أسد الغابة 383/3 و الإصابة 417/2 و تهذيب الكمال 331/11 و تهذيب التهذيب 407/3 و سير أعلام النبلاء 45/4 و شذرات الذهب 84/1 و العبر 89/1 و الاستيعاب 424/2 (هامش الإصابة).
7- زيادة عن م.
8- في م: عبد اللّه، تصحيف، قارن مع تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.
9- في م: «صياب» و في الإصابة: ضباب.
10- راجع صحيح مسلم (1) كتاب الايمان (1) باب، رقم 5 من طريق آخر، و كنز العمال رقم 1381 نقلا عن ابن عساكر.

أنه أتاه جبريل في صورة لم يعرفوه(1) فيها حتى وضع يده على ركبتي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال: يا رسول اللّه ما الإسلام ؟ قال: «الإسلام أن تسلم وجهك للّه، و تشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أن محمدا رسول اللّه، و تقيم الصلاة، و تؤتي الزكاة»، قال: فإذا فعلت ذلك فقد أسلمت ؟ قال: «نعم»، قال: صدقت، قال: فما الإيمان يا رسول اللّه ؟ قال: «الإيمان أن تؤمن باللّه، و اليوم الآخر، و الملائكة، و الكتاب، و النبيين، و بالموت و الحياة بعد الموت، و الحساب، و الميزان، و الجنّة، و النار، و القدر كله خيره و شره»، قال: فإذا فعلت ذلك فقد آمنت ؟ قال:

«نعم»، قال: صدقت، قال: فما الإحسان يا رسول اللّه ؟ قال: «تخشى اللّه كأنك تراه، فإنّك إلاّ تك(2) تراه فإنه يراك»، قال: و إذا فعلت ذلك فقد أحسنت ؟ قال: «نعم»، قال: صدقت، قال:

فمتى الساعة يا رسول اللّه ؟ قال: «سبحان اللّه، سبحان اللّه خمس من الغيب لا يعلمهن إلاّ اللّه، ما المسئول عنهن بأعلم بهن من السائل، إِنَّ اللّٰهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّٰاعَةِ، وَ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَ يَعْلَمُ مٰا فِي الْأَرْحٰامِ، وَ مٰا تَدْرِي نَفْسٌ مٰا ذٰا تَكْسِبُ غَداً، وَ مٰا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ (3) و إن شئت أخبرتك بعلم ما قبلها: إذا ولدت الأمة ربّتها، و تطاول أهل البناء، و رأيت الحفاة العالة على رقاب الناس»، قال: و من هم يا رسول اللّه ؟ قال: «عريب»، ثم ولّى الرجل، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «أين السائل ؟»، قال: ما رأينا طريقه منفذا، قال: «ذاكم(4) جبريل يعلّمكم دينكم، و ما جاءني قطّ إلاّ عرفته إلاّ اليوم» [7204].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أبو جعفر محمّد بن عمرو(5) الرزاز(6) ، نا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل الترمذي، نا محمّد بن عبيد بن ميمون أبو عبيد المديني، نا محمّد بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن عبد الرّحمن بن الحارث، قال: حدّثت عن عبد الرّحمن بن صباب الأشعري، عن عبد الرّحمن بن غنم - و كانت له صحبة - قال:

ص: 312


1- كذا بالأصل و م، و في الكنز: لم يعرفه.
2- في م: لم تكن.
3- سورة لقمان، الآية: 34.
4- في م: ذلكم.
5- الأصل: «عمر» تصحيف، و المثبت عن م، انظر الحاشية التالية.
6- الأصل: «الررى» و تقرأ في م: «الرزي» و كلاهما تصحيف و الصواب ما أثبت، انظر تهذيب الكمال 120/16 ترجمة محمد بن إسماعيل الترمذي. و انظر ترجمة أبي جعفر، في سير أعلام النبلاء 385/15 و تاريخ بغداد 132/3. و الرزاز اسم لمن يبيع الرز.

كنا جلوسا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في المسجد و معنا ناس من أهل المدينة، و هم أهل النفاق، فإذا سحابة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «سلم عليّ ملك ثم قال لي: لم أزل أستأذن ربي عز و جل في لقائك حتى كان هذا أوان أذن لي، و إنّي أبشرك أنه ليس أحد أكرم على اللّه عز و جل منك» [7205].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم أنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال(1):

و قال محمّد بن عبيد، نا محمّد بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن عبد الرّحمن بن الحارث، قال: حدث(2) عبد الرّحمن بن صباب(3) الأشعري، عن عبد الرّحمن بن غنم الأشعري، و كانت له صحبة، و قال في ترجمة أخرى(4): عبد الرّحمن بن صباب الأشعري، عن عبد الرّحمن بن غنم فيه نظر، قاله محمّد بن عبيد، عن محمّد بن سلمة.

و قال يحيى بن بشر: أنا الحكم بن المبارك، أنا محمّد(5) ، عن ابن إسحاق، عن عبد الرّحمن بن الحارث، حدّثت عن عبد الرّحمن بن صباب الأشعري، عن ابن غنم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور(6) ، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن بكار، نا عبد الحميد بن بهرام، عن شهر، عن عبد الرّحمن بن غنم قال:

سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن العتلّ الزنيم، قال: «هو الشديد الخلق، المصحّح، الأكول الشروب، الواجد للطعام و الشراب، الظلوم للناس رحيب الجوف» [7206].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، و محمّد بن موسى.

ص: 313


1- التاريخ الكبير للبخاري 247/1/3.
2- في التاريخ الكبير: حدثت عن.
3- في التاريخ الكبير هنا: «ضباب» و قد ترجم له في باب الصاد المهملة، و في م: صبار.
4- التاريخ الكبير 297/1/3.
5- بالأصل و م: «أنا محمد عن ابن إسحاق» تحريف و الصواب عن التاريخ الكبير.
6- في م: «أبو الحسن بن البغوي» تحريف، و السند معروف.

ح و أخبرنا أبو القاسم الجنيد بن محمّد بن علي القايني، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن أبي جعفر الطّبسي(1) ، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل قالا: ثنا(2).

ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا محمّد بن يعقوب الأصم، نا يحيى بن أبي طالب، قال: قال أبو نصر - يعني عبد الوهاب - و في حديث الجنيد: قال عبد الوهاب - بن عطاء الخفّاف(3): سئل الكلبي و أنا شاهد عن قول اللّه: فَمَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صٰالِحاً وَ لاٰ يُشْرِكْ بِعِبٰادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (4) ، فقال: نا أبو صالح، عن عبد الرّحمن بن غنم - و في حديث الجنيد:

عبد الرّحمن بن عمر، و هو خطأ -.

أنه كان في مسجد دمشق مع نفر من أصحاب النبي(5) صلى اللّه عليه و سلم، فيهم معاذ بن جبل، فقال عبد الرّحمن: يا أيها الناس إنّ أخوف ما [أخاف](6) عليكم الشرك الخفي، فقال معاذ بن جبل: اللّهمّ غفرا، أ و ما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول حيث ودّعنا: «إن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرتكم هذه، و لكن يطاع(7) فيما تحتقرون - و في حديث الجنيد: تحقرون - من أعمالكم، فقد رضي»، فقال عبد الرّحمن: أنشدك اللّه يا معاذ، أ ما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «من صام رياء فقد أشرك، و من تصدق رياء فقد أشرك، و من صلّى رياء فقد أشرك» فقال معاذ: لما تلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم هذه الآية فَمَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ رَبِّهِ قال: فشق على القوم ذلك، و اشتد عليهم فقال صلى اللّه عليه و سلم: «أولا أفرّجها عنكم ؟» قال: فقالوا: بلى يا رسول اللّه فرّج اللّه عنك الهمّ و الأذى، قال: «هي مثل(8) الآية التي في الروم وَ مٰا آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوٰالِ النّٰاسِ فَلاٰ يَرْبُوا عِنْدَ اللّٰهِ (9) ، فقال صلى اللّه عليه و سلم: «من عمل رياء لم يكتب له و لا عليه» [7207].

قال البيهقي(10): و هذا إن صح يشهد لما أخبره(11) الحليمي من الوجه الآخر.

ص: 314


1- تقرأ بالأصل: «الطنيسي» و في م: «الطيشي» كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبت و ضبط، ترجمته في سير أعلام النبلاء 588/18.
2- مطموسة بالأصل، و المثبت «قالا: ثنا» عن م.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 451/9.
4- سورة الكهف، الآية: 110.
5- في م: أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
6- مطموسة بالأصل، و أضيفت اللفظة عن م.
7- مطموسة بالأصل، و أضيفت عن م.
8- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م.
9- سورة الروم، الآية: 39.
10- سقطت اللفظة من م.
11- اللفظة مطموسة بالأصل، و المثبت عن م.

و قوله: فقد أشرك، يريد به - و اللّه أعلم - فقد أشرك في إرادته بعمله غير اللّه، فيقول اللّه: أنا منه بريء و هو الذي أشرك.(1) أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا(2) أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين(3) بن الفهم.

قالا: نا محمّد بن سعد(4) ، قال في الطبقة الأولى من أهل الشام: عبد الرّحمن بن غنم الأشعري - زاد ابن الفهم: و كان ثقة - إن شاء اللّه، بعثه عمر بن الخطاب إلى الشام يفقه الناس، و كان لقي معاذ بن جبل، و روى عنه.

و أبوه: غنم بن سعد ممن قدم مع أبي موسى الأشعري من الأشعريين على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و صحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قتل في بعض المغازي بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال(5): في باب من اسمه عبد الرّحمن من الصحابة: عبد الرّحمن بن غنم الأشعري.

و قال عمرو بن علي: مات سنة ثمان و سبعين.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال - شفاها (6)- أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال(7): عبد الرّحمن بن غنم الأشعري جاهلي، شامي، ليست له صحبة، روى عن

ص: 315


1- قبلها في م: أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال قال:.
2- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م.
3- في م: الحسن، تصحيف، و السند معروف.
4- طبقات ابن سعد 441/7.
5- التاريخ الكبير للبخاري 247/1/3.
6- بعدها في م: قالا.
7- الجرح و التعديل 274/5.

عمر بن الخطّاب، و معاذ بن جبل، و أبي مالك الأشعري، روى عنه عبد الرّحمن بن صباب(1) ، و سوّار بن شبيب، و شهر بن حوشب، و إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني(2) ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، قال في الطبقة الأولى التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هي العليا: عبد الرّحمن بن غنم الأشعري، بقي حتى أدرك إمارة عبد الملك.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة -.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول فيمن روى عن عمر، و أبي عبيدة، و معاذ، و بلال ممن أدرك الجاهلية: عبد الرّحمن بن غنم الأشعري.

قال ابن عتّاب: الأردنّي(3) ، و قال الكلابي: نزل الأردن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن(4) النقور [أنا أبو القاسم عيسى بن علي](5) ، أنا أبو القاسم البغوي، قال:

عبد الرّحمن بن غنم الأشعري، و لا أدري أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم أم لا، و هو قديم، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قيل:

إنه ولد على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم، و يختلف في صحبته(6) ، و قد روى عن عمر بن الخطّاب، و معاذ بن جبل و غيرهما من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 316


1- في الجرح و التعديل هنا: «حباب» و ترجم له ابن أبي حاتم في باب الصاد 245/5 عبد الرحمن بن صياد.
2- بالأصل و م: الكناني، تصحيف و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
3- اللفظة بدون إعجام و غير واضحة في الأصل، و رجحنا قراءتها «الأردني» عن م.
4- في م: «أبو الحسن بن البغوي» تحريف، و السند معروف.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف للإيضاح و تقويم السند عن م. و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 549/16.
6- سير أعلام النبلاء 45/4.

و قال في موضع آخر: عبد الرّحمن بن غنم الأشعري، ولد على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و رأيت في مسند أبي عبد اللّه أحمد بن حنبل لعبد الرّحمن بن غنم(1) أحاديث.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده، و حدثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أن عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

عبد الرّحمن بن غنم الأشعري من سكان دمشق، قدم مصر مع مروان بن الحكم، روى عنه(2).

أخبرنا أبو الفتح(3) يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: سمعت عبد الرّحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى يقول: عبد الرّحمن بن غنم(4) بن كريب بن هانئ بن ربيعة بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن حنيك بن الجماهر بن أدعم بن أشعر ممن قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في السفينة، و قدم مصر مع مروان سنة خمس و ستين(5) ، و روى عنه مالك بن الحكم، و أبو قبيل، و ابن هبيرة.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد، و حدثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أبو سعيد بن يونس بذلك، إلاّ أنه قال: ابن غنم بدل كرير(6) ، و قال: ابن الحنيك بالألف و اللام.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: عبد الرّحمن بن غنم الأشعري من اليمن، مات بالشام سنة ثمان و سبعين، روى عنه عبد الرّحمن بن صباب(7) الأشعري.

ذكر يحيى بن بكير(8): أن عبد الرّحمن بن غنم من [(9) أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ممن دخل مصر.

و ذكر عن الليث، و ابن لهيعة أنهما كانا يقولان(10): لعبد الرّحمن بن غنم] صحبة.

ص: 317


1- في م هنا: غانم، تصحيف.
2- انظر تهذيب الكمال 332/11.
3- في م: أبو القاسم، تصحيف.
4- في م: غانم.
5- تهذيب الكمال 332/11.
6- كذا بالأصل، و في م: كريب.
7- في م: صياب.
8- الخبر من طريق أبي عبد اللّه بن منده عن يحيى بن بكير في تهذيب الكمال 332/11.
9- ما بين الرقمين ليس في م، و مكانهما: له.
10- بالأصل: «يقولا» و المثبت عن تهذيب الكمال.

(1) أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر الكلاباذي قال:

عبد الرّحمن بن غنم الشامي، يقال: له صحبة، حدّث عن أبي مالك - أو أبي عامر - الأشعري، روى عنه عطية بن قيس في الأشربة.

قال أبو مسهر الدّمشقي: مات في خلافة عبد الملك بن مروان.

و قال أبو عيسى: يقال: إنه قد أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و رآه، و مات سنة ثمان و سبعين.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، قال: قال لنا أبو نعيم: عبد الرّحمن بن غنم الأشعري مختلف في صحبته، من اليمن، توفي بالشام سنة ثمان و سبعين، نسبه بعض المتأخرين، و أحال بنسبه على أبي سعيد بن عبد الأعلى، قال: هو عبد الرّحمن بن غنم بن كريب بن هانئ بن ربيعة بن عامر بن عدي بن وائل بن ناجية بن الحنيك بن جماهر بن أدعم بن أشعر، قدم مصر مع مروان سنة خمس و ستين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر الحافظ قال(2):

أما غنم بالغين المعجمة و النون: عبد الرّحمن بن غنم بن محكم(3) بن كريب بن هانئ بن ربيعة بن عامر بن عذر(4) بن وائل بن ناجية بن الحنيك بن جماهر بن أدعم بن أشعر، كان ممّن قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في السفينة من اليمن.

ذكر ذلك من نسبه و خبره ربيعة الأعرج عن ابن لهيعة، عن هانئ بن المنذر، و ذكر أن قدومه مصر كان مع مروان بن الحكم سنة خمس و ستين، روى عنه من المصريين: مالك بن الحكم الجنبي، و عبد اللّه بن هبيرة، و حي بن هانئ أبو قبيل، قاله ابن يونس.

أخبرنا(5) جدي القاضي أبو المفضل يحيى بن علي بن عبد العزيز، و خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى(6) القرشي، و أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد، قالوا:

أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الحسن بن حذلم، نا سعد بن

ص: 318


1- الخبر التالي سقط من م.
2- الاكمال لابن ماكولا 26/7 و 27.
3- كذا، و في م و الاكمال: عطم.
4- في م و الاكمال: عدي.
5- في م: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن محمد ثنا جدي العلي أبو الفضل يحيى... و فيه اضطراب.
6- في م: محمد بن أبي الظرف قالا...

محمّد، نا إبراهيم بن هشام الغسّاني، نا سعيد بن عبد العزيز، نا إسماعيل بن عبيد اللّه(1) ، قال: سمعت عبد الرّحمن بن غنم الأشعري يقول:

سمعت عمر بن الخطّاب يقول: ويل ديّان من في الأرض من ديّان من في السماء، إلاّ من أمّ بالعدل، و قضى بالحقّ، و لم يقض على رغب و لا رهب و لا قرابة، و جعل كتاب اللّه مرآة بين عينيه.

قال ابن غنم: فحدّثت(2) بهذا الحديث عثمان بن عفّان و معاوية بن أبي سفيان، و يزيد بن معاوية، و عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي(3).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين(4) بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان(5) ، قالا: نا أبو اليمان، أنا شعيب(6) ، عن عبد اللّه بن أبي حسين(7) ، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرّحمن بن غنم و هو الذي بعثه عمر بن الخطّاب إلى الشام يفقه الناس، أنّ معاذ بن جبل حدّثه.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة، أخبرني أبو محمّد صاحب لي من بني تميم ثقة، قال: قال أبو مسهر: و كان أصحاب معاذ بن جبل - يعني كبارا - أكبرهم: مالك بن يخامر السكسكي، و كان رأس القوم، و يزيد بن عميرة الزبيدي(8) ، و كان من رءوسهم،

ص: 319


1- الأصل: عبد اللّه، تصحيف، و المثبت عن م و تهذيب الكمال 332/11 و قد روى المزي الخبر من طريقه. و انظر بداية الترجمة.
2- الأصل: «فحدث» و المثبت عن م و تهذيب الكمال 332/11.
3- كذا بالأصل و م.
4- في م: الحسن، تصحيف.
5- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 309/2.
6- كذا بالأصل و م، و في المعرفة و التاريخ: «شعبة» تصحيف، قارن مع الحاشية التالية.
7- ترجمته في تهذيب التهذيب 293/5 و تهذيب الكمال 280/10 و فيها أنه روى عنه: شعبة بن الحجاج و شعيب بن أبي حمزة. و في ترجمة أبي اليمان الحكم بن نافع البهراني، ذكر المزي في تهذيب الكمال 113/5 من شيوخه شعيب بن أبي حمزة.
8- ترجمته في تهذيب الكمال 361/20 و بالأصل: «الزبيدة» تصحيف و المثبت عن م.

و عبد الرّحمن بن غنم الأشعري.

قال أبو مسهر: و كان بها - يعني بفلسطين - عبد الرّحمن بن غنم، و هو رأس التابعين، و كان من أصحابه عبادة بن نسيّ الكندي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني(1) ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال(2):

و ناظرت عبد الرّحمن بن إبراهيم، قلت: أ رأيت الطبقة التي أدركت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لم تره [و](3) أدركت أبا بكر، و عمر، و من بعدهما، من أهل الشام، من المقدّم منهم(4):

الصّنابحي أو عبد الرّحمن بن غنم ؟ قال: ابن غنم المقدّم عندي، و هو رجل أهل الشام، و رآه مقدّما لمكانه من أمراء المؤمنين، و حديثه عن عثمان بن عفّان، و معاوية، و ابنه، و عبد الملك، قلت: و لا يقدم عليهم الصّنابحي لقول عبادة فيه ما قال: و لفضله في نفسه ؟ فقال: المقدّم عليهم عبد الرّحمن بن غنم الأشعري.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين(5) بن الطيوري، أنا الحسين(6) بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر.

قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدثني أبي، قال(7):

عبد الرّحمن بن غنم الأشعري، شامي، تابعي، ثقة، من كبار التابعين.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد، عن أبي الحسين(8) محمد بن عمر بن محمّد بن حميد بن بهتة، أنا أبو بكر(9) محمّد بن

ص: 320


1- بالأصل: «الكناني» و في م: «الكتابي» كلاهما تصحيف، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 596/1.
3- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن تاريخ أبي زرعة و هي بدورها مستدركة فيه بين معكوفتين.
4- الأصل: معهم، و المثبت عن م، و في أبي زرعة: منهما.
5- في م: الحسن، تصحيف.
6- في م: الحسن، تصحيف.
7- تاريخ الثقات للعجلي ص 297.
8- في م: الحسن.
9- بالأصل: بكير، تصحيف، و الصواب عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 312/15.

أحمد بن يعقوب بن شيبة، قال: قال جدي يعقوب(1):

عبد الرّحمن بن غنم مشهور من ثقات الشاميين، و قد حدث عن غير واحد من الصحابة، و عبد الرّحمن بن غنم، قد أدرك عمر، و سمع منه.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش، قال:

عبد الرّحمن بن غنم شامي، لا بأس به، لا أدري سمع من معاذ أم لا.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، قال:

قلت للدارقطني: فعبد الرّحمن بن غنم الأشعري ؟ قال: تابعي، ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح الأشعري، قال: عبد الرّحمن بن غنم.

قال أبو مسهر: مات في إمارة عبد الملك، روى عن عمر.(2) أخبرنا أبو البركات، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو بكر، أنا أبو أمية، نا أبي، قال: قال أبو مسهر: مات عبد الرّحمن بن غنم في خلافة عبد الملك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو محمّد الكتاني(3) ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(4) ، قال:

و حدثني من سأل أبا مسهر عن وفاة عبد الرّحمن بن غنم الأشعري فقال: في إمرة عبد الملك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، قال: قال

ص: 321


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 333/11.
2- الخبر التالي ليس في م.
3- الأصل: «الكناني» و إعجامها مضطرب في م، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 584/1.

الهيثم: مات عبد الرّحمن بن غنم زمان عبد الملك سنة ثمان و سبعين(1).

أخبرنا أبو البركات أيضا، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط، قال(2):

في الطبقة الأولى من أهل الشام: عبد الرّحمن بن غنم الأشعري، مات سنة ثمان و سبعين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن(3) السيرافي(4) ، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال(5):

و فيها - يعني سنة ثمان و سبعين - مات عبد الرّحمن بن غنم الأشعري.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، نا أبو حامد بن جبلة، نا السراج، نا سليمان بن توبة، نا علي بإسناد له، قال:

مات عبد الرّحمن بن غنم سنة ثمان و سبعين.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال:

و فيها - يعني سنة ثمان و سبعين - مات عبد الرّحمن بن غنم الشامي.

ص: 322


1- سير أعلام النبلاء 46/4.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 561 رقم 2883.
3- بالأصل: الحصين. تصحيف، و الصواب عن م و السند معروف.
4- في م: السراقي، تصحيف.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 277 و سير أعلام النبلاء 46/4 و تهذيب الكمال 333/11.

[ذكر من اسمه عبد الرحمن و اسم أبيه يبدأ ب] حرف الفاء

3916 - عبد الرّحمن بن الفتح الثقفي

3916 - عبد الرّحمن بن الفتح الثقفي(1)

إمام جامع بيروت.

حكى عن أبي علي محمود بن الربيع الجرجاني.

حكى عنه العباس بن الوليد بن مزيد(2).

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو الحسين(3) محمّد بن الحسن بن أحمد الأهوازي، نا محمّد بن أحمد بن إسحاق الشاهد - بالأهواز - نا محمّد بن محمّد بن الحارث، نا العباس بن الوليد، نا عبد الرّحمن بن فتح الثقفي - و كان إمامنا و مؤذننا في مسجد الجامع - نا محمود بن الربيع أبو علي الجرجاني - من أصحاب إبراهيم بن أدهم - عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس(4).

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «من قال عند مضجعه من الليل: الحمد للّه الذي علا فقدر(5) ، و الذي بطن فخبر، و الحمد للّه الذي ملك فقدر، الحمد للّه الذي يحيي الموتى و هو على كل شيء قدير، بات(6) على غير ذنب».

قال الخطيب: عبد الرّحمن بن الفتح البيروتي(7).

ص: 323


1- زيد في مختصر ابن منظور 10/15 البيروتي.
2- في م: يزيد، تصحيف.
3- في م: الحسن.
4- أخرجه في كنز العمال من طريق ابن عساكر (رقم 41325).
5- في كنز العمال: فقهر.
6- في م: مات.
7- في م: القروي.
3917 - عبد الرّحمن بن فيّاض بن حريش [أبو الحسن]

حدّث عن محمّد بن أحمد بن عمارة العطار.

روى عنه أبو نصر بن الجبّان.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني(1) ، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي(2) ، نا أبو الحسن عبد الرّحمن بن الفياض بن حريش - قراءة عليه - في مسجد باب توما، نا محمّد بن أحمد بن عمارة العطار، نا زياد بن أيوب(3) الطوسي، نا إسماعيل بن عليّة، نا أيوب، عن أبي(4) الزبير، عن جابر بن عبد اللّه، قال: نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن المحاقلة(5) و المخابرة(6)... (7) و رخّص في...(8).

ص: 324


1- في الأصل: الكناني، و غير مقروءة في م، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا.
2- الأصل: المزني، تصحيف، و الصواب عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 468/17.
3- في م: بن أبي أيوب.
4- الأصل: «ابن» و الصواب عن م، و هو أبو الزبير محمد بن مسلم المكي، راجع ترجمة أيوب بن أبي تميمة في تهذيب الكمال 405/2 و ترجمة محمد بن مسلم المكي في تهذيب الكمال 21/17.
5- المحاقلة: قيل هي اكتراء الأرض بالحنطة، و هي التي يسميها المزارعون: المحارثة (النهاية).
6- المخابرة: المزارعة ببعض ما يخرج من الأرض (اللسان).
7- غير مقروءة في الأصل و م.
8- غير مقروءة في الأصل و م.

[ذكر من اسمه عبد الرحمن و اسم أبيه يبدأ ب] حرف القاف

3918 - عبد الرّحمن بن القاسم بن الفرج بن عبد الواحد أبو بكر الهاشمي المعروف بابن الرّوّاس

3918 - عبد الرّحمن بن القاسم بن الفرج بن عبد الواحد أبو بكر الهاشمي المعروف بابن الرّوّاس(1)

ابن أخت إبراهيم بن أيوب الحوارني.

روى عن أبي مسهر، و زهير بن عبّاد، و يحيى بن صالح، و عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل المخزومي، و هشام بن عمّار، و هشام بن خالد، و أبي تقي هشام بن عبد الملك اليزني(2) ، و إبراهيم بن هشام الغسّاني، و عبد اللّه بن أحمد بن بشير بن ذكوان، و عمرو بن محمّد بن الغاز الجرشي.

روى عنه: أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن سهل بن حيّة البزّار، أبو بكر محمّد بن محمّد بن عمير الجهني، و أبو العباس جمح بن القاسم بن عبد الوهاب ابن أبي الحواجب(3) ، و أبو عبد اللّه بن مروان، و أبو بكر بن أبي دجانة، و أبو عمر بن فضالة، و أبو عمر محمّد بن العباس بن الوليد بن كودك، و أبو القاسم بن غويث، و عبد اللّه بن عدي، و أبو إسحاق بن سنان، و أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن الناصح، و أبو سعيد عمرو بن أحمد بن رشيد الطّبراني، و أبو القاسم بن أبي العقب، و سهل بن إسماعيل الطّرسوسي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب، أنا أبو عبد اللّه بن سلوان، أنا أبو القاسم الفضل بن جعفر، نا عبد الرّحمن بن القاسم الهاشمي، نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، نا

ص: 325


1- سير أعلام النبلاء 505/13 و تذكرة الحفاظ 660/2 و الوافي بالوفيات 219/18.
2- بدون إعجام بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 303/12.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 77/16.

سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن أم أيمن، قالت:

أوصى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعض أهله: «لا تشرك(1) باللّه شيئا، و إن عذّبت و حرّقت اطع والديك، و إن أمراك أن تخرج من كل شيء هو لك فاخرج منه، لا تترك(2) صلاة عمدا، فإنه من ترك الصلاة(3) عمدا فقد برئت منه ذمة اللّه، إيّاك و الخمر فإنها مفتاح كل شرّ، إيّاك و المعصية فإنّها تسخط اللّه، لا تفر يوم الزحف و إن أصاب الناس موتان(4) لا تنازع الأمر أهله، و إن رأيت أن(5) لك، أنفق من طولك على أهل بيتك، و لا ترفع عطاءك(6) عنهم، أحبهم في اللّه عز و جل.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي(7) أبو محمّد المقرئ، قال:

سمعت أبا علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ يقول: سمعت مكي بن محمّد بن الغمر التميمي المؤدب يقول: سمعت جمح بن القاسم المؤذن يقول: سمعت عبد الرّحمن بن الرواس يقول:

سمعت من أبي مسهر و أنا ابن إحدى عشرة(8) سنة(9) قال: فسمعته يقول:

داود محمود و أنت مذمّم *** عجبا لذاك، و أنتما من عود

و لربّ عود قد يشقّ لمسجد *** نصفا و سائره لحشّ يهود

فالحشّ أنت له، و ذاك لمسجد *** كم بين موضع مسلح و سجود

ذكر أبو الفضل محمّد بن طاهر المقدسي أنه توفي بعد سنة ثمانين و مائتين(10).

ص: 326


1- الأصل و م: «يشرك».
2- بالأصل: «بترك» و الصواب عن م.
3- في م: صلاة.
4- في م: موت.
5- كذا بالأصل و م، و الأشبه ما ورد في كنز العمال، رقم 44047.
6- في م: عصاك.
7- كذا بالأصل و اللفظة ليست في م.
8- الأصل: إحدى عشر، و الصواب من م.
9- سير أعلام النبلاء 505/13.
10- ورد في تذكرة الحفاظ 660/2 و الوافي بالوفيات 219/18 أنه مات سنة 297، لكن الذهبي يذكر في سير أعلام النبلاء 505/13 أنه لم يظفر لابن الرواس بوفاة و أن ابن عدي أدركه بالشام حيّا في رحلته إليه سنة 297.
3919 - عبد الرّحمن بن القاسم بن محمّد ابن أبي بكر الصّدّيق عبد اللّه بن عثمان بن عامر ابن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة أبو محمّد القرشي التّيمي الفقيه المديني

3919 - عبد الرّحمن بن القاسم بن محمّد ابن أبي بكر الصّدّيق عبد اللّه بن عثمان بن عامر ابن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة أبو محمّد القرشي التّيمي الفقيه المديني(1)

روى عن أبيه، و أسلم مولى عمر، و نافع مولى ابن عمر، و محمّد بن جعفر بن الزبير.

روى عنه حميد الطويل، و يحيى بن سعيد، و الزهري، و أيوب السّختياني(2) ، و سماك بن حرب، و هشام بن عروة، و عبد اللّه، و عبيد اللّه ابنا عمر، و مالك بن أنس، و سفيان الثوري، و سفيان بن عيينة، و شعبة بن الحجّاج، و عمرو بن الحارث، و الليث بن سعد، و صخر بن جويرية، و الحجّاج بن الحجّاج، و الأوزاعي، و نافع بن أبي نعيم(3) ، و منصور بن زاذان، و عبد العزيز بن أبي سلمة، و قرّة بن خالد، و محمّد بن عجلان.

و وفد على هشام بن عبد الملك متظلما من عامل المدينة، و استوفده الوليد بن يزيد مع فقهاء من أهل المدينة ليستفتيهم عن الطلاق قبل النّكاح، فمات بالفدّين(4) من أرض حوران، و دفن بها.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، نا أبو طالب محمّد بن محمّد، أنا أبو بكر الشافعي، نا القاضي إسماعيل بن إسحاق، نا محمّد بن كثير، أنا سفيان - يعني الثوري - عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، قالت:

كنت أطيّب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لإحرامه و لحلّه قبل أن يطوف بالبيت، قال سفيان: لهما.

قال: و أخبرنا الشافعي قال: و حدثني إسحاق بن الحسن الحربي، نا القعنبي، عن مالك.

ح قال: و أنا الشافعي قال: و نا إبراهيم بن شريك الأسدي، نا أحمد بن يونس، أنا

ص: 327


1- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 336/11 و تهذيب التهذيب 409/3 و الوافي بالوفيات 218/18 و تذكرة الحفاظ 126/1 و شذرات الذهب 171/1 و العبر 163/1 و سير أعلام النبلاء 5/6 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 121-140) ص 163.
2- في الأصل: «السجستاني» و المثبت عن م و تهذيب الكمال.
3- الأصل: نعم، تصحيف، و الصواب عن م، و في تهذيب الكمال: و نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم القارئ.
4- انظر ما ورد فيها، في معجم البلدان.

مالك، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت:

طيّبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لحرمه قبل أن يحرم، و لحلّه قبل أن يطوف بالبيت.

أخبرناه أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد، أنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر، نا مالك، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم أنها قالت:

كنت أطيّب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لإحرامه قبل أن يحرم و لحلّه قبل أن يطوف بالبيت.

أخبرنا [أبو القاسم](1) ابن الحصين، أنا أبو طالب(2) بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، حدثني إبراهيم بن شريك، نا أحمد بن يونس.

ح قال: و نا الشافعي، قال: و نا موسى بن هارون البزّار، نا قتيبة.

قالا: نا الليث بن سعد، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت:

طيّبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيدي قبل أن يفيض.

أخرجه أبو داود(3) عن القعنبي، و أحمد بن يونس، عن مالك.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو طالب، أنا أبو بكر، نا محمّد بن غالب، نا محمّد بن كثير، نا شعبة، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت:

كنت أطيّب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لحرمه حين أحرم و لحلّه قبل أن يفيض.

قال: و أنا أبو بكر قال: و نا معاذ - هو ابن المثنى - نا أبو الوليد، نا شعبة.

ح قال: و أنا أبو بكر، قال: و أنا محمّد بن يونس، نا عفان، نا شعبة، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت:

طيّبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لحرمه و لحلّه قبل أن يطوف بالبيت.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن بن مخلد، أنا أبو

ص: 328


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
2- الأصل: أبو طاهر، تصحيف، و المثبت عن م، و السند معروف.
3- سنن أبي داود، باب الطيب عند الإحرام 144/2 رقم 1745.

الحسن بن خزفة(1) ، نا محمّد بن الحسين الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنا مصعب(2) ، قال:

عبد الرّحمن بن القاسم بن محمّد بن أبي بكر، كان من خيار المسلمين، أمّه قريبة بنت عبد الرّحمن بن أبي بكر.

أنا(3) أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدثني عبد اللّه بن نافع الصائغ، قال:

ولد عبد الرّحمن بن القاسم في حياة عائشة.

قال الزبير: و عبد الرّحمن بن القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصدّيق.

قال عمي مصعب بن عبد اللّه(4): أمّه قريبة بنت عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق، و كان من خيار المسلمين، و كان له قدر في أهل المشرق، و كان خرج إلى هشام بن عبد الملك يتظلم له من خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم المعروف بابن مطيرة، و كان خالد واليا على المدينة، فلما فقده خالد بن عبد الملك ظنّ أنه خرج إلى المشرق، فكتب إلى هشام بن عبد الملك يذكر له أن عبد الرّحمن بن القاسم قيل: خرج قبل المشرق، و كثّر عليه، فلم يدر هشام إلاّ بعبد الرّحمن قادما عليه يتظلم من خالد، فغضب هشام على خالد و قال: لا تعمل لي على عمل أبدا، و عزله.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صلح، قال:

سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: عبد الرّحمن بن القاسم بن محمّد.

أنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا(5) ، نا محمّد بن سعد، قال في ذكر الطبقة الرابعة من

ص: 329


1- الأصل: «حزفة» و بدون إعجام في م، و الصواب ما أثبت و ضبط، و قد مرّ التعريف به.
2- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 279-280 و تهذيب الكمال 337/11 نقلا عن المصعب.
3- في م: أخبرنا.
4- راجع نسب قريش للمصعب الزبيري 279-280.
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

أهل المدينة: عبد الرّحمن بن القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصدّيق، و يكنى أبا محمّد، مات بالفدّين من أرض الشام حين بعث إليه الوليد بن يزيد سنة ست و عشرين و مائة [و كان بعث إليه] (1)[و إلى أبي الزناد] (2)[و محمّد بن المنكدر فشهدوه](3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد(4) قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: عبد الرّحمن بن القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصدّيق، و اسمه عبد اللّه بن أبي قحافة، و اسمه عثمان بن عامر بن عمر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة، و أمّه قريبة بنت عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق، و كان عبد الرّحمن بن القاسم يكنى أبا محمّد، أنا محمّد بن عمر، عن عبد الرّحمن بن أبي الزّناد قال: كان الوليد بن يزيد بن عبد الملك لما استخلف بعث إلى أبي الزناد و إلى عبد الرّحمن بن القاسم، و محمّد بن المنكدر، و ربيعة(5) فقدموا عليه الشام، فمرض عبد الرّحمن بن القاسم و مات بالفدّين من أرض الشام، فشهدوه، و كان ثقة، ورعا، كثير الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال(6):

عبد الرّحمن بن القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصدّيق التيمي القرشي مديني.

قال علي عن ابن عيينة و كان من أفضل أهل زمانه، سمع أباه.

قال: و قال إسماعيل عن مالك، عن عبد الرّحمن: سمع أسلم مولى عمر أن عمر قال لعبد اللّه بن عباس: أنت(7) القائل: مكة خير من المدينة.

ص: 330


1- ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل.
2- ما بين معكوفتين لم يظهر من التصوير على هامش الأصل فاستدرك عن م، و انظر تهذيب الكمال 337/11.
3- ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل.
4- ليس له ترجمة في القسم المطبوع من الطبقات الكبرى لابن سعد، فثمة تراجم كثيرة سقطت منه لأهل المدينة، و هو ضمن القسم الضائع و الخبر نقلا عن ابن سعد في تهذيب الكمال 337/11.
5- و هو ربيعة بن أبي عبد الرحمن ترجمته في تهذيب الكمال 163/6.
6- التاريخ الكبير للبخاري 339/1/3-340.
7- في التاريخ الكبير: أنت في مكة خير من المدينة.

و قال ابن المثنى عن يزيد بن هارون، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرّحمن بن القاسم أنه بلغه عن أسلم، و يقال: الأول وهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال(1):

عبد الرّحمن بن القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصدّيق روى عن أبيه، و نافع، روى عنه سماك بن حرب، و هشام بن عروة، و الثوري، و شعبة، و مالك بن أنس، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي(2) علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال:

أبو محمّد عبد الرّحمن بن القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصدّيق التيمي القرشي المديني(3) ، و أمه أسماء بنت عبد الرّحمن بن أبي بكر، يقال(4): كان أفضل أهل زمانه، عداده في التابعين، يروى عنه، عن أبي محمّد عبد اللّه بن عامر بن ربيعة العدوي، و سمع أباه القاسم بن محمّد، و يقال: سمع أسلم أبا خالد العدوي مولى عمر بن الخطاب، و يقال: بلغه عنه، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، و أيوب السّختياني، و موسى بن عقبة، و عبيد اللّه بن عمر، كنّاه محمّد بن عمر الواقدي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال:

عبد الرّحمن بن القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصدّيق، أبو محمّد القرشي التيمي، المدني(5) سمع أباه، و عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر، و محمد بن جعفر بن الزبير.

روى عنه: يحيى بن سعيد الأنصاري، و مالك، و شعبة، و الثوري، و ابن عيينة، و عمرو بن الحارث، و فليح، و عبد العزيز بن أبي سلمة في: الصلاة، و الحيض، و مواضع.

قال عمرو بن علي: مات في ولاية مروان بن محمّد(6).

ص: 331


1- الجرح و التعديل 278/5.
2- كتب «أبي» بين السطرين بخط مغاير.
3- في م: المدني.
4- بالأصل: «يقول» و المثبت عن م.
5- بالأصل: الذي تحريف، و الصواب عن م.
6- تهذيب الكمال 338/11.

و قال الواقدي: مات بالشام، حين بعث إليه الوليد بن يزيد و إلى أبي الزّناد، و محمّد بن المنكدر، و ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، و ذلك في سنة ست و عشرين و مائة، فشهدوه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال(1): قلت لأحمد بن صالح: فروى الزهري عن عبد الرّحمن بن القاسم ؟ قال: نعم.

فأخبرني أحمد، عن ابن وهب، عن يونس بن يزيد(2) ، عن ابن شهاب(3) الزهري، عن عبد الرّحمن بن القاسم أن عائشة قالت: المبتوتة(4) لا تخرج من بيتها حتى ينقضي أجلها.

قلت لأحمد(5): من حديث ابن وهب ؟ قال: نعم، قلت: سمعته منه ؟ قال: نعم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي(6) ، أنا أبو يعلي، نا علي(7) بن الجعد:

نا زهير: قال: و قال أبي لجعفر بن محمّد: إنّ لي جارا يزعم أنك تبرأ من أبي بكر و عمر، فقال جعفر: برئ اللّه من جارك، و اللّه إنّي لأرجو أن ينفعني اللّه بقرابتي من أبي بكر، و لقد اشتكيت شكاة فأوصيت إلى خالي عبد الرّحمن بن القاسم.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا محمّد بن علي بن محمّد، و محمّد بن أحمد بن عبيد اللّه، قالا: أنا محمّد بن المكي الكشميهني.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن عمر بن محمّد بن شبّويه.

قالا: أنا محمّد بن يوسف بن مطر، نا أبو(8) عبد اللّه محمّد بن إسماعيل البخاري، نا

ص: 332


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 498/1.
2- قوله: «بن يزيد» ليس في تاريخ أبي زرعة.
3- قوله: «ابن شهاب» ليس في تاريخ أبي زرعة.
4- المرأة المبتوتة هي المرأة المطلّقة طلاقا بائنا (راجع النهاية).
5- قوله: «لأحمد» ليس في تاريخ أبي زرعة.
6- الخبر في الكامل لابن عدي 132/2 ضمن أخبار جعفر بن محمد الباقر.
7- بالأصل: «نا ابن علي الجعد» و المثبت عن م و ابن عدي.
8- سقطت «أبو» من م.

علي بن عبد اللّه، نا سفيان، قال: سمعت عبد الرّحمن بن القاسم و ما بالمدينة يومئذ أفضل منه، فذكر حديثا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العباس النّهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، نا علي بن عبد اللّه، نا سفيان، و ذكره بالعلم، نا عبد الرّحمن بن القاسم، و كان أفضل أهل زمانه.

أخبرنا أبو [(1) الحسين الأبرقوهي - إذنا - و] أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها (2)- أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(3).

[قال:](4) نا صالح بن أحمد بن حنبل، نا علي بن المديني، قال: سمعت سفيان - يعني ابن عيينة - يقول: لم يكن بالمدينة رجلا أرضى من عبد الرّحمن بن القاسم.

أنا(5) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا علي - هو ابن المديني - قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سمعت هشام بن عروة أو بلغني عنه أنه حدث عن عبد الرّحمن بن القاسم بحديث فقال: مليء عن مليء(6).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الحسين(7) عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن خالد، نا محمّد بن العباس أبو عبد اللّه المروزي، نا أبو بكر - يعني ابن خلاّد - قال: يحيى يعني ابن سعيد.

وقع بيني و بين مالك مخالفة في شيء، قال: فرحلت إلى هشام بن عروة، فقال: ما كان بينك و بين العبد؟ قال: ثم لم يبرح حتى قال رجل: حدثني مالك عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه فقال: مليء عن مليء - يعني عبد الرّحمن عن أبيه -.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا أبي أبو العباس، أنا أبو نصر بن

ص: 333


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- بعدها في م: قالا.
3- الجرح و التعديل 279/5.
4- الزيادة عن م و فيها: قال ثنا.
5- في م: أخبرنا.
6- تهذيب الكمال 337/11.
7- في م و الأنساب: الحسن، تصحيف، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 598/18.

الجبّان، نا القاضي يوسف بن القاسم، نا ابن منيع، نا هارون الفروي(1) المديني، حدثني أبي، قال:

كنا نجلس عند مالك، و ابنه يحيى يدخل و يخرج، و لا يجلس معنا، فيقبل علينا مالك فيقول: مما يهوّن(2) علينا أمر ابنه يحيى أن هذا الشأن لا يورث، و أنّ أحدا لم يخلف أباه في مجلسه إلاّ عبد الرّحمن بن القاسم.

أخبرنا بها عالية أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات الأنماطي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور(3) ، أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد، نا هارون بن موسى، حدثني أبي قال:

كنا نجلس عند مالك بن أنس، و ابنه يحيى يدخل و يخرج و لا يجلس، فيقبل علينا مالك فيقول: مما يهوّن عليّ أن هذا الشأن لا يورث، و أنّ أحدا لم يخلف أباه في مجلسه إلاّ عبد الرّحمن بن القاسم.

أخبرنا أبو [(4) الحسين القاضي - إذنا - و] و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها (5)- أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(6) ، نا محمّد بن حموية بن الحسن، قال: سمعت أبا طالب قال: قال أحمد بن حنبل:

عبد الرّحمن بن القاسم ثقة، قلت: ثقة قال: ثقة، ثقة.

و قال: و سألت أبي عبد الرّحمن بن القاسم فقال: ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين(7) بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدثني أبي، قال(8):

ص: 334


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 338/11.
2- الأصل: «يهو» و الصواب عن م و تهذيب الكمال.
3- في م: «أبو الحسن بن البغوي» تحريف، و السند معروف.
4- ما بين الرقمين سقط من م.
5- بعدها في م: قالا.
6- الجرح و التعديل 279/5.
7- في م: الحسن.
8- تاريخ الثقات للعجلي ص 298.

عبد الرّحمن بن القاسم بن محمّد، كان ثقة.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي(1) الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة(2) ، نا محمّد بن الحسن، نا ابن أبي خيثمة، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن ابن شوذب، قال:

قلت لأيوب السّختياني: إنّ لي حاجة إلى عبد الرّحمن بن القاسم، و قد أردت أن أكتب إليه، قال: فابدأ به.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات بن المبارك، قالا: أنا أبو الحسين(3) بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، نا ابن زنجويه، حدثني إبراهيم بن شماس، أنا الفضل بن موسى، عن حمّاد بن زيد، قال:

ما رأيت أيوب يبدأ بأحد في الكتاب إلاّ عبد الرّحمن بن القاسم، فقلت له: فقال: إنه سيد.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال: و حدثني إبراهيم بن حمزة(4) ، قال:

كان عبد الرّحمن يعين أباه في خصومته على ابن أبي عتيق، و كانت أمّه - و هي ابنة عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق - تقول له: تعين أباك على خالك ؟ و اللّه لتضطجعن حتى أطأ على رقبتك، فيضطجع لها، فتطأ على رقبته، فيقول لها القاسم: يا أمّ عبد الرّحمن، من شاء أن يعقّه ولده عقّه.

أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العباس النّهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، أنا أبو عبد اللّه البخاري، حدثني علي، قال: مات عبد الرّحمن بن القاسم بن محمّد - هو ابن أبي بكر التيمي القرشي بعد الزهري -.

ص: 335


1- في م: «أبو» خطأ.
2- بالأصل: «حزقة» و بدون إعجام في م، و الصواب ما أثبت و ضبط، و قد مرّ التعريف به.
3- في م: «أبو الحسن بن البغوي» تحريف، و السند معروف.
4- بالأصل: «حموبه» و المثبت عن م و المختصر 13/15.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم نا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين قالا: - أنا أحمد، نا محمّد، نا البخاري(1) ، قال:

قال ابن عيينة: مات الزهري سنة أربع و عشرين، قبل عبد الرّحمن.

نا(2) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة ست و عشرين و مائة توفي فيها عبد الرّحمن بن القاسم بن أبي بكر الصدّيق، يقال: إنّه مات بالشام(3).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة(4) ، قال:

و في سنة ست و عشرين و مائة مات عبد الرّحمن بن القاسم بن محمّد بن أبي بكر بالمدينة.

كذا قال، و قال غيره: مات بالفدّين من أعمال دمشق.

و قال خليفة: بهذا الإسناد في موضع آخر(5):

و في سنة إحدى و ثلاثين و مائة مات عبد اللّه بن أبي نجيح المكي، و عبد الرّحمن بن القاسم بن محمّد(6) بن أبي بكر الصدّيق.

و هذا وهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد الأنماطي و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا: - أنا محمّد بن الحسن الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط، قال(7):

عبد الرّحمن بن القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصدّيق، أمّه أسماء بنت عبد الرّحمن بن

ص: 336


1- التاريخ الكبير للبخاري 340/1/3.
2- في م: أخبرنا.
3- تهذيب الكمال 338/11.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 368 و عن خليفة في تهذيب الكمال 338/11.
5- تاريخ خليفة ص 398 و تهذيب الكمال 338/11.
6- «بن محمد» ليس في تاريخ خليفة.
7- طبقات خليفة بن خيّاط ص 466 رقم 2388.

أبي بكر، توفي سنة إحدى و ثلاثين و مائة(1).

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس، قال(2): و مات عبد الرّحمن بن القاسم في ولاية مروان بن محمّد، و هو آخر من ولي من بني أميّة، و قتل مروان سنة إحدى و ثلاثين [و مائة](3) ، و ملك خمس سنين إلاّ نحوا(4) من شهرين.

و قد قدّمنا أنه مات في أيام الوليد بن يزيد.

3920 - عبد الرّحمن بن القاسم الكوفي

حدّث بدمشق عن يونس بن عبد الأعلى.

روى عنه أبو أحمد بن عدي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي(5) ، نا عبد الرّحمن بن القاسم الكوفي بدمشق، نا يونس بن عبد الأعلى، نا ابن وهب، عن عمرو، عن درّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد قال:

قال النبي صلى اللّه عليه و سلم: «الشتاء ربيع المؤمن» (6)[7208].

3921 - عبد الرّحمن بن أبي القاسم بن أبي سعيد ابن حمّاد الهروي الخالدي

حدّث بدمشق سنة خمس و عشرين و أربعمائة عن [(7) أبي بكر محمّد بن الحسن المقدسي المعروف بابن الشيرازي، إمام الصخرة.

سمع منه ببيت المقدس سنة أربع و عشرين و أربعمائة.]

ص: 337


1- زيد بعدها في طبقات خليفة: قال خليفة: و قال الواقدي: سنة ست و عشرين و مائة.
2- تهذيب الكمال 338/11-339.
3- عن تهذيب الكمال.
4- الأصل و م: «نحو» و المثبت عن تهذيب الكمال.
5- الكامل لابن عدي 114/3 ضمن أخبار دراج أبي السمج المصري.
6- بعده في م الخبر التالي: أخبرناه عاليا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو محمد المخلدي، أنا أبو الحسن محمد بن إسماعيل بن إسحاق المروزي، ثنا يونس بن عبد الأعلى، أنا عبد اللّه بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن دراج بن السمح (أبي السمح، الصواب) عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: الشتاء ربيع المؤمن.
7- ما بين الرقمين سقط من م.

روى عنه أبو عبد اللّه محمّد بن أبي نصر المروزي الصوفي ساكن دمشق.

3922 - عبد الرّحمن بن قبيصة بن ذؤيب الخزاعي

حدّث عن أبيه.

روى عنه أبو حذيفة البخاري.

أنا(1) أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، نا محمّد بن أحمد بن المؤمّل، نا محمّد بن علي - هو ابن خلف - نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، نا عبد الرّحمن بن قبيصة بن ذؤيب، عن أبيه، عن ابن عباس، قال(2):

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي: «أنت أمامي يوم القيامة، فيدفع إليّ لواء الحمد فأدفعه إليك، و أنت تذود الناس عن حوضه(3)» [7209].

أبو حذيفة: ضعيف.

3923 - عبد الرّحمن بن قريش - و يقال ابن محمّد ابن قريش - بن فهير بن خزيمة أبو نعيم الهروي الجلاّب

3923 - عبد الرّحمن بن قريش - و يقال ابن محمّد ابن قريش - بن فهير بن خزيمة أبو نعيم الهروي الجلاّب(4)

حدّث بدمشق و ببغداد عن: أبي الأزهر أحمد بن الأزهر النيسابوري، و أبي صالح القاسم بن عبد الأعلى المازني من ولد النّضر بن شميل، و أبي عبد اللّه محمّد بن عمرو بن الحكم الهروي، و أبي مسلم الطّرسوسي، و أبي علقمة عبد اللّه بن هارون بن موسى الفروي، و عثمان بن سعيد الدارمي، و يحيى بن محمّد بن يحيى الذهلي، و محمّد بن سهل الجوزجاني، و محمّد بن إسماعيل الصائغ، و عبد العزيز بن منيف المروزي، و أبي نهشل مالك بن وابص الطالقاني، و أبي محمّد عبد الرّحمن بن علي بن مسكين، و إدريس بن موسى الهروي.

ص: 338


1- في م: أخبرنا.
2- كنز العمال رقم 36455 من طريق ابن عساكر.
3- في كنز العمال: حوضي.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 282/10 و ميزان الاعتدال 582/2.

روى عنه: أبو أحمد بن(1) الناصح المفسّر، و أبو بكر الخلاّل الحنبلي، و أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه الفقيه الهروي، و جعفر الخلدي(2) ، و محمّد بن مخلد العطار، و مخلد بن جعفر الباقرحي(3) ، و علي بن محمّد المصري، و محمّد بن محمّد بن سهل بن نوح الشعراني، و علي بن محمّد بن عيسى بن المثنى الهروي (4)(5) أبو الطيب محمد بن حميد بن سليم الكلابي، و محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري، و بكير بن أحمد بن سهل الحداد.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، قال أنا أبو الحسن بن سعيد قال ثنا أبو بكر الخطيب(6) ثنا محمد بن أحمد بن رزق، أنا علي بن محمد الواعظ، ثنا عبد الرحمن بن قريش بن فهير بن خزيمة أبو نعيم الهروي - ببغداد - نا موسى بن نصر السّمرقندي، عن الليث بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إذا قال الرجل لأخيه جزاك اللّه خيرا فقد أبلغ بالثناء» (7)[7210].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، قال: قرئ على أبي عثمان البحيري، أنا السيد أبو الحسن محمّد بن الحسين بن داود العلوي، أنا محمّد بن محمّد بن سهل بن نوح الشعراني، نا أبو نعيم عبد الرّحمن بن قريش، نا القاسم بن عبد الأعلى المازني، نا سعيد بن عبد الحميد بن جعفر عن مالك(8) ، بن أنس(9) ، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

«السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه، و شرابه، فإذا قضى أحدكم نهمته(10) فليسرع الرجوع إلى أهله» [7211].

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني، أنا أبو بكر بن خلف، أنا

ص: 339


1- «بن» سقطت من م.
2- في م: الجلد.
3- في تاريخ بغداد: «مخلد بن جعفر الدقاق»، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 254/16.
4- سير أعلام النبلاء 453/13.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و تاريخ بغداد.
6- تاريخ بغداد 282/10-283.
7- تاريخ بغداد: أبلغ في الثناء.
8- بالأصل: «بن مالك عن أنس» خطأ، و الصواب ما أثبت، قارن مع م.
9- موطّأ مالك ص 537 رقم 1792 بسنده إلى أبي هريرة، و باختلاف الرواية.
10- النهمة: الحاجة.

الحاكم أبو عبد اللّه، نا بكير بن أحمد بن سهل الحداد - بمكة - نا أبو نعيم عبد الرّحمن بن قريش، نا إدريس بن موسى الهروي، نا موسى بن ناصح، نا ليث بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «السعادة كل السعادة طول العمر في طاعة اللّه» [7212].

قال الحاكم: لم نكتبه(1) إلاّ بإسناده هذا.

أنبأنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج، أنا سهل بن بشر، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي، قال: قرئ على أبي(2) أحمد عبد اللّه بن محمّد المفسّر قيل له:

حدثكم أبو نعيم عبد الرّحمن بن قريش بن خزيمة الهروي بدمشق إملاء من حفظه، نا أبو صالح القاسم بن عبد الأعلى المازني من أولاد النّضر بن شميل:

بحديث ذكره.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب(3):

عبد الرّحمن بن قريش بن فهير بن خزيمة أبو نعيم الهروي، قدم بغداد، و حدّث بها عن محمّد بن سهل الجوزجاني، و محمود بن أحمد الجرجاني، و أصرم بن مالك، و محمّد بن إسماعيل الصائغ، و محمّد بن عبيد اللّه البغدادي، و عبد العزيز بن منيب(4) المروزي و جماعة سواهم من الغرباء.

روى عنه محمّد بن مخلد، و جعفر الخلدي، و علي بن محمّد المصري، و أبو بكر الخلاّل الحنبلي، و مخلد بن جعفر الدقاق، و غيرهم، و في حديثه غرائب و إفراد و لم أسمع فيه إلاّ خيرا.

و ذكر أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الهروي: أن عبد الرّحمن توفي في سنة ثلاث و ثلاثمائة، و هو سمّاه الجلاّب.

ص: 340


1- بالأصل و م: يكتبه.
2- كتبت بين السطرين بالأصل بخط مغاير، و في م: ابن.
3- تاريخ بغداد 282/10.
4- رسمها بالأصل: «؟؟؟ مثبت» و في م: «مثبت» و الصواب عن تاريخ بغداد.
3924 - عبد الرّحمن بن قرط

3924 - عبد الرّحمن بن قرط(1)

قيل: إنه أخو عبد اللّه بن قرط الثّمالي(2).

له صحبة.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا.

روى عنه عروة بن رويم، و سليم بن عامر.

و قيل: إنه سكن دمشق، و قيل هو من أهل فلسطين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين(3) بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا هارون بن عبد اللّه أبو موسى، حدثني سعيد بن منصور، نا مسكين بن منصور المؤذن، حدثني عروة بن رويم، عن عبد الرّحمن بن قرط(4).

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليلة أسري به إلى المسجد الأقصى، فلما رجع كان بين المقام و زمزم، و جبريل عن يمينه، و ميكائيل عن يساره، فطارا به حتى بلغ السموات السبع، فلما(5) رجع قال: [سمعت] (6)«تسبيحا في السموات العلى مع تسبيح كثير، سبحت السّماوات العلى من ذي المهابة، مشفقات لذي العلى بما علا، سبحان العلي الأعلى، سبحانه و تعالى» [7213].

قال عبد اللّه: و لا أعلم له غير هذا الحديث.

كذا وقع في هذه الرواية، و المحفوظ مسكين بن ميمون.

و قال البخاري في التاريخ: مسكين بن صالح(7).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا محمّد بن محمّد بن يونس، نا إبراهيم بن فهد، نا سعيد بن منصور، نا مسكين بن ميمون - مؤذن الرملة - عن عروة بن رويم، عن عبد الرّحمن بن قرط.

ص: 341


1- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 340/11 و تهذيب التهذيب 410/3 و أسد الغابة 386/3 و الإصابة 419/2 و الاستيعاب 419/2 (هامش الإصابة).
2- في م: «اليماني».
3- في م: «أبو الحسن بن البغوي» تحريف، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
4- الإصابة 419/2 و أسد الغابة 386/3.
5- ما بين الرقمين سقط من م.
6- سقطت من الأصل و أضيفت عن الإصابة.
7- في الإصابة: «مسكين المؤذن» و في أسد الغابة: مسكين بن ميمون مؤذن مسجد الرملة.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم ليلة أسري به إلى المسجد الأقصى كان بين المقام و زمزم و كان جبريل عن يمينه، و ميكائيل عن يساره، فطارا به حتى بلغ السموات السبع(1) ، الحديث.

و هكذا نسبه ابن أبي حاتم في كتابه(2) ، و حكاه عن أبيه: ابن ميمون.

و كذا رواه ابن بطة عن البغوي.

و روى هذا الحديث هشام بن عمّار، عن مسكين إلاّ أنه لم ينسبه و لم يسند الحديث.

أخبرناه أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الكتاني(3) ، أنا أبو بكر محمّد بن عوف بن أحمد المزني، أنا أبو العباس محمّد بن موسى بن الحسين(4) الحافظ، أنا أبو بكر محمّد بن خريم(5) ، نا هشام بن عمّار، نا مسكين أبو عبد اللّه المؤدب، نا عروة، قال:

لما أسري بالنبي صلى اللّه عليه و سلم إلى المسجد الأقصى، فلما رجع كان بين المقام و زمزم أتاه جبريل و ميكائيل، فطارا به إلى(6) السماء فسمع تسبيح الملائكة و سمع تسبيحا في السموات كلها، سبّحت السموات السبع العلى من ذي المهابة، مشفقات لذي العلى لما علا، سبحان العلي الأعلى سبحانه و تعالى.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم أنا أبو الفضل السلامي، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال(7):

مسكين بن صالح مؤذن بيت المقدس الأنصاري سمع عروة بن رويم، روى عنه عمرو بن خالد.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و علي بن زيد السّليمان، قالا: أنا أبو الفتح نصر بن

ص: 342


1- إلى هنا ينتهي السقط من م.
2- راجع ترجمة مسكين بن ميمون في الجرح و التعديل 329/8.
3- الأصل: الكناني، تصحيف، و الصواب عن م، و السند معروف.
4- في م: الحسن، تصحيف، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 325/16.
5- الأصل و م: حريم، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 428/14.
6- سقطت من الأصل، و أضيفت عن م.
7- التاريخ الكبير للبخاري 3/2/4.

إبراهيم الزاهد - زاد الفرضي: و عبد اللّه بن عبد الرزاق بن الفضيل(1) قالا: - أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم(2) ، نا هشام بن عمّار، نا عثمان بن علاّق، عن عروة بن رويم، قال:

كان ابن قرط واليا على حمص في زمان عمر بن الخطاب فبلغه أن عروسا حملت في هودج و حمل معها(3) النيران، فكسر الهودج و أطفأ النيران ثم أصبح فصعد المنبر، فحمد اللّه، و أثنى عليه ثم قال:

إني كنت مع أهل الصّفّة - و هم مساكين في مسجد النبي صلى اللّه عليه و سلم - و إن أبا جندل نكح أمامة، فصنع له جفنات من طعام، فدعانا فأكلنا و حمدنا اللّه فقتل أبو جندل شهيدا و توفيت أمامة محمودا(4) ، فرحم اللّه أبا جندل و صلّى اللّه على أمامة، و لعن اللّه أهل هودجكم، البارحة حملوا النيران، و استنّوا بسنة أهل الكفر، و إنّ إبراهيم لمّا شاب رآه نورا، فحمد اللّه، و أن ابن الحرابية أطفأ نوره، و اللّه مطفئه يوم القيامة.

و كان ابن الحرابية أول من صبغ من أهل حمص بالسّواد.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سألت يحيى بن معين عن عبد الرّحمن بن قرط و كان - في نسخة: أ كان - من أصحاب الصّفّة ؟ قال: هو كذا، أو نحو هذا من الكلام.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال(5):

عبد الرّحمن بن قرط و كان من أصحاب الصّفّة ضيف(6) مسجد النبي صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 343


1- في م: الفضل.
2- بالأصل و م: حريم، تصحيف و الصواب ما أثبت.
3- قوله: و حمل معها: سقط من م.
4- كذا بالأصل و م، و في المختصر 15/15 «محمودة» و هو الصواب.
5- التاريخ الكبير للبخاري 246/1/3.
6- كذا بالأصل و م، و في التاريخ الكبير: صفة.

قاله عمرو بن خالد عن مسكين بن صالح، عن عروة بن رويم.

أخبرنا أبو [(1) الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و] أبو عبد اللّه الخلاّل(2) - شفاها (3)- أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال(4):

عبد الرّحمن بن قرط روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه أسري به إلى المسجد الأقصى، و كان من أصحاب الصّفّة.

روى عنه عروة بن رويم، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عنه سليم بن عامر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين(5) بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، قال: عبد الرّحمن بن قرط سكن [(6) دمشق، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا، حدثني عباس، قال: سألت يحيى عن عبد الرّحمن بن قرط] و كان من أصحاب الصّفّة، فقال: هو هكذا(7).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال:

عبد الرّحمن بن قرط عداده في أهل الشام، من أهل فلسطين(8).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا، قال: فأما قرط بالقاف مضمومة و راء غير معجمة، و طاء غير معجمة:

عبد الرّحمن بن قرط، له صحبة.

أنبأنا أبو علي الحداد، قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ في معرفة الصحابة:

ص: 344


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- بعدها في م أقحم: بن رويم.
3- بعدها في م: قالا.
4- الجرح و التعديل 276/5.
5- في م: «أبو الحسن بن البغوي» تصحيف، و السند معروف.
6- ما بين الرقمين سقط من م.
7- تهذيب الكمال 340/11.
8- تهذيب الكمال 340/11.

عبد الرّحمن بن قرط من أهل فلسطين.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر الحافظ، قال(1):

أما قرط بضم القاف و بالطاء المهملة عبد الرّحمن بن قرط، له صحبة.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز التميمي(2) ، أنا محمّد بن عوف المزني، أنا محمّد بن موسى بن الحسين(3) بن السمسار، أنا أبو بكر البزار، نا هشام بن عمّار، نا مسكين - و هو أبو(4) عبد اللّه الرملي - نا عروة بن رويم.

أن عبد الرّحمن بن قرط صعد منبره فرأى الزعفراني في أهل اليمن و العصفر(5) في قضاعة، فقال: يا لك(6) فضلا، يا لك كرامة، ما أطهرك، يا لك نعمة ما أسبغك. اعلموا أيها الناس أنه ما ظعن عن جادة قوم ظاعن قط أشدّ عليهم من نعمة اللّه لا يطيقون ردّها. و إنه إنما قامت النعمة على المنعم عليه بالشكر للمنعم، للّه رب العالمين.

الذي [(7) ولى حمص عبد اللّه بن قرط، و يقال: إنه أخو عبد الرّحمن هذا، و اللّه أعلم].

أخبرنا أبو الحسين(8) بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا محمّد بن عوف، أنا محمّد بن الحسين(9) الحافظ، أنا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا مسكين المؤذن، نا عروة بن رويم أنه شهد جنازة عبد الرّحمن بن قرط، فرأى الناس قد تقدّموا فأبعدوا و تأخروا مثل ذلك، فأمر بالجنازة فوضعت، ثم رماهم بالحجارة حتى اجتمعوا، ثم أمر بها فحملت، و قال: بين يديها و خلفها و عن يمينها و عن يسارها.

كذا قال، و لعله شهد جنازة شهدها عبد الرّحمن، و اللّه أعلم.

ص: 345


1- الاكمال لابن ماكولا 86/7.
2- كذا بالأصل و م و هو عبد العزيز بن أحمد أبو محمد التميمي الدمشقي الكتاني، ترجمته في سير أعلام النبلاء 248/18.
3- الأصل و م: الحسن، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به قريبا.
4- «أبو» كتبت بالأصل بين السطرين، بخط مغاير.
5- كذا بالأصل و م، و في المختصر 16/15 و المعصفر.
6- في م: مالك.
7- ما بين الرقمين ليس في م.
8- في م: الحسن.
9- في م: الحسن.
3925 - عبد الرّحمن بن أبي قسيمة - و يقال ابن أبي قسيم - الحجري

3925 - عبد الرّحمن بن أبي قسيمة - و يقال ابن أبي قسيم - الحجري(1)

من أهل دمشق.

روى عن واثلة(2) بن الأسقع.

روى عنه عمر بن الدّرفس الغسّاني.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا: أنا عبد الدائم بن القاسم(3) ، أنا عبد الوهاب بن الحسن(4) ، نا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا عمر بن الدّرفس الدمشقي، حدثني عبد الرّحمن بن أبي قسيمة، عن واثلة بن الأسقع الليثي أنه حدّثه، قال:

كنت في محرس يقال له: الصفة، و هم عشرون رجلا، فأصابنا جوع، و كنت أحدث أصحابي سنّا(5) ، فبعثوني إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أشكو جوعهم، فالتفت في بيته فقال: «هل من شيء؟» قالوا: نعم، هاهنا كسرة - أو كسر - و شيء من لبن، قال: «ائتوني به»، ففتّ الكسر فتّا دقيقا، ثم صبّ عليه اللبن، ثم جبله بيده حتى جعله كالثريد، ثم قال لي: «يا أبا واثلة ادع لي عشرة من أصحابك، و خلّف عشرة»، ففعلت، فقال: «اجلسوا بسم اللّه»، فجلسوا، و أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم برأس الثريد فقال: «كلوا بسم اللّه من جوانبها، و اعفوا رأسها فإنّ البركة تأتيها من فوقها، و إنها تمدّ» قال: فرأيتهم يأكلون و يتخلّلون أصابعه شبعا، فلما انتهوا قال لهم:

«انصرفوا إلى أماكنكم(6) و ابعثوا أصحابكم» فانصرفوا، فقمت متعجبا لما رأيت، فأقبل على العشرة و أمرهم مثل الذي كان أمر به أصحابهم، و قال لهم مثل الذي قال لهم، فأكلوا منها حتى تملوا شبعا، و حتى انتهوا، و إنّ فيها لفضلة [7214].

رواه أحمد بن يوسف البغدادي عن هشام نحوه.

ص: 346


1- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 342/11 و تهذيب التهذيب 410/3 و ميزان الاعتدال 582/2 و تقريب التهذيب 495/1 و قسيمة بالتصغير. و الحجري: بفتح المهملة و سكون الجيم كما في تقريب التهذيب.
2- في م: وائلة.
3- في م: بن أبي القاسم.
4- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 557/16.
5- تقرأ بالأصل و م: «شيئا» و ما أثبت يوافق الرواية التالية.
6- في م: مكانكم.

و رواه أبو النّضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي(1) عن عمر، فقال ابن أبي قسيم: إن كان حفظ عنه.

أخبرنا به أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و أنبأنا أبو علي بن نبهان، قالا: أنا الحسن(2) بن أبي بكر، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه(3) ، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو النّضر إسحاق بن إبراهيم بن يزيد القرشي، نا عمر بن الدّرفس، حدثني عبد الرّحمن بن أبي قسيم الحجري.

أنه سمع واثلة(4) بن الأسقع صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: كنت أحد العشرين حرسا في الصّفّة، و أنه أصابنا جوع، و كنت أحدث القوم سنّا(5) ، فبعثني القوم إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أشكو ذلك له، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «هل من شيء؟» فقالوا: نعم يا نبي اللّه، هاهنا شيء من كسر، و شيء من لبن، قال: «فأتوا به»، قال: فأتي به، فصبّه ثم صبّ عليه اللبن، ثم جبله حتى جعله كالثريد، و أنا قائم انظر إليه، فقال: «يا واثلة(6) اذهب فائتني بعشرة من أصحابك، و ليجلس(7) في المحرس عشرة»، فتعجبت لذلك لقلة الثريد، فأتيت المحرس فدعوت عشرة فأجلسهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على ذلك الطعام، ثم أخذ برأس الثريد بيده، ثم قال: «خذوا بسم اللّه من حواليها و اعفوا رأسها، فإن البركة تأتيها من فوقها و إنها تمد»، فأكل العشرة حتى تضلّعوا شبعا، و إن الثريد ليخيل لي أنها كما هي، و قال: «اذهبوا بسم اللّه إلى محرسكم و ابعثوا أصحابكم»، فأجلسهم و أخذ برأس الثريد، فقال: «خذوا بسم اللّه حولها و اعفوا رأسها، إن البركة تأتيها من فوقها، و انها تهد» و قمت متعجبا، و لم أنصرف مع أصحابي، فأكلوا منها حتى انتهوا، و فضلت فيها فضلة [7215].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل السلامي، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين(8) الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال(9):

ص: 347


1- ترجمته في تهذيب الكمال 20/2.
2- الأصل: الحسين، و المثبت عن م.
3- الأصل: «و درستويه» و المثبت عن م.
4- في م: وائلة، تصحيف.
5- عن م و المختصر 16/15 و تهذيب الكمال 342/11.
6- في م: وائلة.
7- في م: و لتخلينّ.
8- في م: أبو الحسن.
9- التاريخ الكبير للبخاري 369/1/3.

عبد الرّحمن الحجري عن واثلة، روى عنه عمر بن الدّرفس(1) الشامي.

وقع في النسخة عمرو بن الدّرفس و هو خطأ.

أخبرنا أبو [(2) الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و] أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها (3)- أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قال: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال(4): عبد الرّحمن بن أبي قسيمة الحجري، روى عن واثلة(5) ، روى عنه أبو حفص عمر بن الدّرفس الغسّاني الشامي(6) ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني(7) ، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية الأصاغر من أصحاب واثلة و غيره:

عبد الرّحمن بن أبي قسيمة الحجري.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، نا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة -.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: عبد الرّحمن بن أبي قسيمة الحجري دمشقي(8).

أنبأنا على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال(9):

و أما قسيم بضم القاف و فتح السين عبد الرّحمن بن أبي قسيم الحجري، حدّث عن واثلة(10) بن الأسقع، روى عنه عمرو بن الدّرفس الدمشقي.

كذا قال(11).

ص: 348


1- في التاريخ الكبير: «عمرو بن الدّرفش» و سينبه المصنف إلى أنه خطأ.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- بعدها في م: قال.
4- الجرح و التعديل 279/5.
5- في م: وائلة.
6- في م: الشامي الغساني.
7- بالأصل: الكناني، و الصواب عن م.
8- تهذيب الكمال 342/11.
9- الاكمال لابن ماكولا 92/7 و 93.
10- في م: وائلة.
11- يعني: ابن أبي قسيم، و قوله: «كذا قال» سقط من م.
3926 - عبد الرّحمن بن القعقاع العبسي

ولي الغزو في خلافة هشام بن عبد الملك، له ذكر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز الكتاني(1) ، أنا أبو محمّد بن نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، عن الوليد بن مسلم، و قال في سنة تسع عشرة و مائة غزا عبد الرّحمن بن القعقاع العبسي - يعني أرض الروم - في خلافة هشام بن عبد الملك.

3927 - عبد الرّحمن بن قيس بن سواء أبو عطية المذبوح

3927 - عبد الرّحمن بن قيس بن سواء أبو عطية المذبوح(2)

شهد اليرموك.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا أبو محمّد الصوفي، أنا مسدّد بن علي بن عبد اللّه، أنا أبي، أنا عبد الصمد بن سعيد(3) ، قال في تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

أبو عطية حمصي، حدثني ابن عوف، نا علي بن عياش عن(4) إسماعيل بن عياش، عن محمّد بن سعيد، عن خالد بن معدان، عن أبي عطية، قال: توفي رجل على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فذكر حديثا.

أنبأنا بمعناه أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ، نا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا محمّد بن عثمان، نا أبو بلال الأشعري، نا إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعد(5) ، عن خالد بن معدان، عن أبي عطية.

أن رجلا توفي على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال بعضهم: يا رسول اللّه لا تصلّ عليه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «هل رآه أحد منكم على شيء من أعمال الخير؟» فقال رجل حرس معنا ليلة

ص: 349


1- الأصل: الكناني، تصحيف، و الصواب عن م.
2- الجرح و التعديل 277/5 و الإصابة 98/3.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 266/15.
4- عن م و بالأصل: محمد.
5- الحديث من طريق بحير بن سعد في أسد الغابة 216/5 (باب الكنى) عن أبي عطية الوادعي. و قال فيه: مذكور في الصحابة الشاميين، و قد اختلف في صحبته.

كذا، و كذا، فصلّى عليه ثم مشى إلى قبره فجعل يحثو عليه و يقول: «إنّ أصحابك يظنّون أنك من أهل النار، و أنا أشهد أنك من أهل الجنة».

ثم قال: «يا عمر إنّك لا تسأل عن أعمال الناس، إنّما تسأل عن الفطرة» [7216].

قال أبو نعيم: أبو عطية حديثه في الشاميين، ذكره مطيّن و سليمان في الصحابة.

كذا وقع في حديث عبد العزيز: محمّد بن سعيد، و الصواب بحير بن سعد.

أخبرنا أبو [(1) الحسين الأبرقوهي - إذنا - و] أبو عبد اللّه الخلال - شفاها (2)- أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(3)[قال:](4) حدثني أبي، قال: سألت عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن عبد العزيز عن(5) محمّد بن أبي عطية المذبوح عن اسم جده، فقال عبد الرّحمن بن قيس بن سواء(6) ، و إنما سمّي المذبوح لأنه أصابه سهم و هو مع أبي عبيدة بن الجراح باليرموك فقطع جلده و لم يحزّ الأوداج، فكان إذا شرب الماء يرى مجراه، عاش زمانا طويلا، فلذلك سمي المذبوح.

قالا: و أنا ابن أبي حاتم(7) ، قال: عبد الرّحمن بن قيس المذبوح أبو عطية شامي، روى أبو بكر بن أبي مريم، عن حمّاد بن سعيد بن أبي عطية عنه، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني(8) ، أنا أبو القاسم البجلي، نا عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في الطبقة الثانية: أبو عطية المذبوح.

أنبأنا أبو طالب الزينبي، أنا أبو القاسم علي بن المحسّن(9) التّنوخي، أنا محمّد بن المظفّر، أنا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى، قال:

أبو عطية المذبوح، اسمه عبد الرّحمن بن قيس، و هو من أصحاب كعب.

أخبرني أبو القاسم بن(10) عبد اللّه الشروطي، أنا أبو بكر الخطيب.

ص: 350


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- بعدها في م: قالا.
3- الجرح و التعديل 277/5.
4- الزيادة عن م.
5- كذا بالأصل، و في م: «بن» و في الجرح و التعديل: بن أبي محمد.
6- الذي في الجرح و التعديل: «سواد».
7- الجرح و التعديل 277/5.
8- الأصل: الكناني، تصحيف، و الصواب عن م.
9- في م: الحسن.
10- كذا بالأصل و م، و هو هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أبو القاسم الواسطي الشروطي، سير أعلام النبلاء 5/19 و المشيخة 236 /ب.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا.

قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، نا محمّد بن إسماعيل الوراق، و محمّد بن العباس الخزّاز، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن المروزي، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا أبو بكر بن أبي مريم الغسّاني، نا الهيثم بن مالك، قال:

كنا نتحدث عند أيفع بن عبد، و عنده أبو عطية المذبوح، فتذاكروا النعيم، فقالوا: من أنعم الناس ؟ فقالوا: فلان، و فلان، فقال: أيفع: ما تقول يا أبا عطية، فقال: أنا أخبركم بمن هو أنعم منه: جسد في لحد، قد أمن من العذاب.

أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين(1) بن الحسن، أنا ابن المبارك، أنا أبو بكر بن أبي مريم الغسّاني، عن حمّاد بن سعيد بن أبي عطية المذبوح، قال:

لما حضر أبا عطية الموت جزع فقيل له: أ تجزع من الموت ؟ فقال: و ما لي لا أجزع ؟ و إنما هي ساعة، ثم لا أدري أين يسلك بي ؟(2) أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو علي بن أبي نصر، أنا أبو سليمان(3) بن زبر، أنا أبي، نا محمّد بن يونس الكديمي، نا عبد اللّه بن سنان، نا ابن المبارك، نا أبو بكر بن أبي مريم، نا حمّاد بن سعيد بن أبي عطية المذبوح، قال:

لما حضر أبا عطية الموت بكى و جزع منه، فقالوا: أ تجزع ؟ قال: و ما لي لا أجزع، و إنما هي ساعة ثم لا أدري أين يسلك بي ؟ و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني محمّد - و هو ابن الحسين (4)- نا علي بن إسحاق، نا عبد اللّه بن المبارك، حدثني حمّاد بن سعيد بن أبي عطية المذبوح، قال:

لما حضر أبا عطية الموت جزع منه، فقيل له: أ تجزع من الموت ؟ قال: و ما لي لا

ص: 351


1- في م: الحسن.
2- الخبر في الإصابة 98/3 من طريق ابن المبارك في الزهد.
3- في م: سليم، تصحيف.
4- في م: الحسن.

أجزع ؟ و إنما هي ساعة، ثم لا أدري أين يسلك بي ؟ قال: و نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن علي بن شقيق(1) ، نا إبراهيم بن الأشعث، قال:

سمعت فضيل بن عياض يقول:

بلغني أن رجلا يقال له أبو عطية المذبوح لما احتضر بكى و جزع جزعا شديدا، فقيل له في ذلك، فقال: و كيف لا أجزع، و إنّما هي ساعة، ثم لا أدري [أين يسلك](2) بي ؟

3928 - عبد الرّحمن بن قيس العقيلي

ذكر محمّد بن أحمد بن معدان، عن الهيثم بن مروان، عن أبي مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز أنه كان على القضاء بدمشق في خلافة الوليد بن عبد الملك بعد عبد اللّه بن عامر المقرئ، و لم أجد ذكره من غير هذا الوجه.

3929 - عبد الرّحمن بن قيسية بن كلثوم ابن حباشة بن هدم بن عامر بن حولي بن وائل بن سوم ابن عديّ...

3929 - عبد الرّحمن بن قيسية بن كلثوم ابن حباشة بن هدم بن عامر بن حولي بن وائل بن سوم ابن عديّ بن أشرس بن شبيب(3) بن أشرس بن كندة الكندي، ثم السّومي

من أشراف أهل مصر و ممدّحيهم.

وفد على عبد الملك بن مروان.

أنبأنا أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد بن النحاس، نا أبو عمر محمّد بن يوسف، حدثني يحيى بن أبي معاوية، حدّثني خلف بن ربيعة، عن أبيه، حدثني ابن أيوب قال: وفد عبد الرّحمن بن قيسية بن كلثوم، و هو....(4) من بني سوم بن عدي بن نجيب على عبد الملك، و قال له عبد الملك: من خيركم يا عبد الرّحمن ؟ فعدّ له رجالا، فقال: ما أراك تذكر أبا زرعة الناسك، قال: يا أمير المؤمنين ذلك رجل من موالينا، قال: فهو و اللّه خير بني سوم.

ص: 352


1- في م: «سفيان» و لعل الصواب: محمد بن عبيد بن سفيان، انظر ترجمة ابن أبي الدنيا في تهذيب الكمال 504/10.
2- مكانها مطموس بالأصل، و المستدرك بين معقوفتين عن م.
3- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن م.
4- غير مقروءة في الأصل و م.

كتب إليّ حمزة بن العباس أبو محمّد، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن سليم، و حدثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، نا أبو سعيد بن يونس، قال:

قال أبو مصعب البلوي قيس بن سلمة الشاعر في قصيدته التي امتدح فيها عبد الرّحمن بن قيسية:

و أبوك سلّم داره و أباحها *** لحياة قوم ركّع و سجود

و ذكر نسب قيسية كما في ترجمته.

ص: 353

[ذكر من اسمه عبد الرحمن و اسم أبيه يبدأ ب] حرف الكاف

3930 - عبد الرّحمن بن أبي كبشة - و اسم أبي كبشة حيويل السّكسكي

3930 - عبد الرّحمن بن أبي كبشة - و اسم أبي كبشة حيويل(1) السّكسكي

من أهل دمشق.

ولي للحجاج ولايات، له ذكر.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: قال ابن بكير: قال الليث بن سعد: و فيها - يعني سنة خمس و تسعين - فتح على الحجاج بن يوسف الصفد و أمر عبد الرّحمن بن أبي كبشة السّكسكي على أهل العراق.

قال الليث: و فيها - يعني سنة ست و تسعين - أمر يزيد بن المهلّب على العراق، و نزع عبد الرّحمن بن أبي كبشة.

3931 - عبد الرّحمن بن أبي كبيرة العنسي الدّاراني

3931 - عبد الرّحمن بن أبي كبيرة العنسي(2) الدّاراني(3)

سمع أبا الدّرداء.

روى عنه عمرو بن شراحيل.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن الكتاني(4) ، أنا أبو الحسن علي بن

ص: 354


1- الأصل: جبريل، و المثبت عن م، و قد مرت ترجمته في كتابنا (تاريخ دمشق) في باب الحاء راجع: حيويل بن يسار بن حيى بن قرط بن سهيل أبو كبشة السكسكي (و انظر المخطوط سليمان باشا 399/4).
2- في م: العيشي، تصحيف. و المثبت يوافق ما جاء في تاريخ داريا.
3- أخباره في تاريخ داريا ص 80.
4- الأصل: «الكناني» و في م: «الكتابي» كلاهما تصحيف، و الصواب ما أثبت و السند معروف.

محمّد بن طوق الطّبراني، أنا عبد الجبار بن مهنّى الخولاني(1) ، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير، نا محمّد بن وزير بن الحكم، نا الوليد بن مسلم، أخبرني صدقة بن خالد و غيره، عن عمرو بن شراحيل، عن عبد الرّحمن بن أبي كبيرة العنسي(2) ، قال:

سمعت أبا الدرداء يقول لرجل مرّ(3) بين يديه: ما حملك على ما صنعت ؟ قال: و ما صنعت ؟ قال: مررت بين يدي صلاة أخيك، و هدمت من عملك بنيان سنة أو سنتين.

قال أبو علي بن مهنا: عبد الرّحمن بن أبي كبيرة العنسي قال: عبد الرّحمن بن إبراهيم: هو من(4) داريا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني(5) ، أنا أبو القاسم بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، قال: في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من تابعي أهل الشام:

عبد الرّحمن بن أبي كبيرة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير (6)- إجازة -.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثانية: عبد الرّحمن بن أبي كبيرة العنسي دمشقي.

قال أبو سعيد: أظنه من داريا.

ص: 355


1- الخبر في تاريخ داريا ص 80.
2- إعجامها مضطرب هنا بالأصل و م و قد تقرأ: «العيسى» فيهما، و المثبت «العنسي» عن تاريخ داريا.
3- «مرّ» سقطت من م.
4- بالأصل: «ابن» و المثبت عن م و تاريخ داريا.
5- الأصل: «الكتاني» و في م: «الكتابي» كلاهما تصحيف، و الصواب ما أثبت و السند معروف.
6- الأصل: «عميرة» و الصواب عن م، و هو أحمد بن عمير بن جوصا، أبو يوسف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 15/15.

[ذكر من اسمه عبد الرحمن و اسم أبيه يبدأ ب] حرف اللام

فارغ

[ذكر من اسمه عبد الرحمن و اسم أبيه يبدأ ب] حرف الميم

3932 - عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد أبو القاسم السقطي المغربي المعروف بابن الصائغ

3932 - عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد أبو القاسم ؟؟؟ السقطي(1) المغربي المعروف بابن الصائغ

سمع بالمغرب الفقيه الحافظ أبا علي الحسين بن محمّد الصّدفي، و أبا عبد اللّه محمّد بن شيرين الفقيه القاضي، و أبا الأصبغ عبد العزيز بن شفيع المقرئ، و أبا عبد اللّه محمّد بن منصور الحضرمي، و أبا بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن العربي(2) ، و أبا القاسم خلف بن إبراهيم بن الحصار الخطيب.

و رحل إلى العراق فسمع أبا الحسن محمّد بن مرزوق الزّعفراني، و أبا بكر محمّد بن طرخان بن بلتكين بن بجكم التركي(3) ، و أبا بكر محمّد بن عبد اللّه بن حبيب العامري(4) شيخنا.

و قدم دمشق و أقام بها مترددا إلى الزاوية الغربية، و قرأ على شيخنا الفقيه أبي الفتح نصر اللّه بن(5) محمّد ثم توجه إلى مصر قاصدا البلدة، و استجاز منه بعض أصحابنا بدمشق، و أظنه حدّث بها، و أجاز لي و لإخوتي جميع مسموعاته في شهر ربيع الأول سنة ثمان عشرة(6) و خمسمائة.

ص: 356


1- كذا رسمها بالأصل و م.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 423/19.
3- سير أعلام النبلاء 197/20.
4- له ذكر في سير أعلام النبلاء 631/19 و انظر المشيخة 189 /ب.
5- بالأصل: «عن» و الصواب عن م.
6- بالأصل: «ثمان عشر».
3933 - عبد الرّحمن بن محمّد بن إبراهيم أبو القاسم بن أبي عبد اللّه الخوارزمي المعروف بابن الصّفي

من أهل بيت المقدس.

سكن دمشق خارج باب الفراديس.

و حدث عن القاضي أبي نصر محمّد بن علي بن عبيد اللّه بن ودعان(1) ، و الخطيب أبي الفضائل محمّد بن هبة اللّه بن الحسين الموصليين(2) ، و سمع منهما بالموصل.

سمع منه أبو محمّد بن صابر، و آخرون، سنة عشر و خمسمائة.

و قد رأيته غير مرة غير أني لم أسمع منه شيئا.

3934 - عبد الرّحمن بن محمّد بن إدريس أبو محمّد بن أبي حاتم الرازي

3934 - عبد الرّحمن بن محمّد بن إدريس أبو محمّد بن أبي حاتم الرازي(3)

أحد الحفّاظ.

صنّف كتاب الجرح و التعديل، فأكثر(4) فائدته.

رحل في طلب الحديث.

و سمع بالعراق و مصر و دمشق من محمّد بن يعقوب الدمشقي، و يزيد بن محمّد بن عبد الصمد، و سعد بن محمّد البيروتي، و أبي العباس عبد اللّه بن محمّد بن عمر البصري، و إسماعيل بن يحيى المزني، و بحر بن نصر الخولاني، و أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، و يونس بن عبد الأعلى، و محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، و الربيع بن سليمان، و أبي سعيد الأشجّ، و أحمد بن سنان، و الحسن بن محمّد بن الصّبّاح، و الحسن بن عرفة، و هارون بن إسحاق الهمداني، و محمّد بن عبد اللّه بن يزيد بن المقرئ، و أبيه أبي حاتم و أبي زرعة الرازي، و محمّد بن مسلم بن وارة، و عبد اللّه، و صالح ابني [(5) أحمد بن حنبل]،

ص: 357


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 164/19.
2- في م: أبي الفضائل الحسني بن هبة اللّه ابن الحسن الموصلي.
3- ترجمته و أخباره في ميزان الاعتدال 587/2 و تذكرة الحفاظ 829/3 و لسان الميزان 432/2 و شذرات الذهب 308/2 العبر للذهبي 208/2 الوافي بالوفيات 228/18 فوات الوفيات 287/2 طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 324/3 البداية و النهاية بتحقيقنا 216/11، النجوم الزاهرة 265/3 سير أعلام النبلاء 263/13.
4- في م: فأكبر فائدته.
5- ما بين الرقمين ليس في م.

و يونس بن حبيب، و إسماعيل بن عبد اللّه الأصبهانيين(1) ، و خلق سواهم.

روى عنه أبو الحسين(2) محمّد بن عبد اللّه والد تمام، و أبو العباس أحمد بن محمّد بن الحسين(3) البصير، و أبو أحمد الحسين(4) بن علي بن محمّد بن يحيى التميمي النيسابوري، و أبو الحسين(5) أحمد بن جعفر بن محمّد البحيري، و يوسف، و أحمد ابنا القاسم الميانجي، و العلاء بن حملويه، و أبو العباس أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن يزداد الرازي، و أبو القاسم إبراهيم بن محمّد النّصرآباذي(6) الصوفي، و أبو سعيد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهاب الرازي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنا أبو الفتح سليم بن أيوب الفقيه الرازي بأيلة، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن الحسين(7) البصير، نا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، نا أحمد بن سنان(8) الواسطي، نا أبو معاوية، نا الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ما من أيام العمل الصالح فيها أحبّ إلى اللّه تبارك و تعالى من هذه الأيام» - يعني أيام العشر (9)- قالوا: و لا الجهاد في سبيل اللّه [قال: «و لا الجهاد في سبيل اللّه،](10) إلا رجل خرج بنفسه و ماله، فلم يرجع من ذلك بشيء» [7217].

أخبرنا أبو [بكر](11) محمّد بن الحسين، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد الخياط، نا أبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان الهمداني، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن يونس ختن الليث الرازي - بالري - قال: سمعت عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرازي يقول:

ص: 358


1- في م: الأصبهاني.
2- في م: الحسن، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 17/16.
3- في م: الحسن.
4- في م: الحسن، تصحيف، و المثبت يوافق سير أعلام النبلاء هنا، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 407/16.
5- في م: الحسن، تصحيف، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 366/16.
6- الأصل: «النصر بادي» و المثبت عن م و سير أعلام النبلاء.
7- في م: الحسن.
8- ترجمته في سير أعلام النبلاء 244/12 و تهذيب الكمال 147/1.
9- يعني العشر الأولى من شهر ذي الحجة.
10- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح و تقويم المعنى عن م.
11- الزيادة عن م.

دخلت دمشق على كتبة الحديث، فمررت بحلقة قاسم الجوعي فذكر حكاية سنوردها في ترجمة قاسم إن شاء اللّه تعالى.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال:

أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن إدريس بن المنذر الحنظلي الرازي، سمع أبا سعيد عبد اللّه بن سعيد الأشجّ الكندي، و الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي.

أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن أبي الفضل، عن أبي ثابت الرازي، أنا أبو حاتم أحمد بن الحسن، أنا أحمد بن علي بن مسلم، نا علي بن إبراهيم الخطيب الرازي المجاور بمكة، قال:

سمعت أبا الحسن علي بن الحسن(1) المصري - بالري - في جنازة عبد الرّحمن بن أبي حاتم و كان رحل إليه من العراق، و سمع منه يقول:

قلنسوة عبد الرّحمن من السماء، و ما هو بعجب، رجل منذ ثمانين(2) سنة على و وتيرة واحدة، ما انحرف عن الطريق ساعة واحدة(3).

قال: و أنا علي بن إبراهيم الخطيب، قال: سمعت أبا الحسن علي بن أحمد الفرضي يقول:

ما رأيت أحدا ممن عرف عبد الرّحمن ذكر عنه جهالة قط(4) ، و كنت ملازما له مدة طويلة، فما رأيته إلاّ على و وتيرة واحدة، لم أر منه ما أنكرته من أمر الدنيا و لا من أمر الآخرة، بل رأيته صائنا لنفسه، و دينه، و مروءته.

قال: و أنا علي بن إبراهيم، قال: سمعت العباس بن أحمد الكيلي يقول:

بلغني أن أبا حاتم قال: و من يقوى على عبادة عبد الرّحمن، لا أعرف لعبد الرّحمن ذنبا(5).

ص: 359


1- في سير أعلام النبلاء 265/13 علي بن محمد المصري.
2- تقرأ بالأصل: بمائتين، و المثبت عن م و سير أعلام النبلاء.
3- الخبر من طريق الرازي رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 265/13 و انظر طبقات الشافعية للسبكي 325/3.
4- إلى هنا الخبر في سير أعلام النبلاء 265/13 و تذكرة الحفاظ 830/3.
5- من طريق عباس بن أحمد رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 265/13 و تذكرة الحفاظ 830/3.

قال علي بن إبراهيم: سمعت عبد الرّحمن يقول(1): لم يدعني أبي أشتغل بالحديث(2) حتى قرأت القرآن عن الفضل بن شاذان، ثم كتبت الحديث.

و كان حافظا للقرآن، و يصلّي التراويح بنفسه.

قال علي بن إبراهيم: و سمعت أبا عبد اللّه بن دينار الدّينوري يقول:

قد رأيت مشايخ أهل العلم ما رأيت أحسن شيبة من عبد الرّحمن بن أبي حاتم.

قال علي بن عبد الرّحمن: كان عبد الرّحمن بن أبي حاتم مقبلا على العبادة من صغره، و السهر بالليل، و الذكر و لزوم الطهارة، فكساه اللّه بها نورا، فكان يسر به من نظر إليه.

قال: و أنا علي بن إبراهيم قال: سمعت أبا بكر محمّد بن عبد اللّه البغدادي بمكة يقول:

كان من منّة اللّه على عبد الرّحمن أنه ولد بين قماطر العلم و الروايات، و تربّى بالمذاكرات مع أبيه(3) و أبي زرعة، فكانا يزقّانه كما يزقّ الفرخ الصغير، و يعنيان به فاجتمع له مع جوهر نفسه كثرة عنايتهما، ثم تمّت النعمة برحلته مع أبيه، فأدرك الإسناد و ثقات الشيوخ بالحجاز و العراق و الشام و الثغور، و سمع بانتخابه حين عرف الصحيح من السقيم، فترعرع في(4) ذلك، ثم كانت رحلته الثانية بنفسه بعد تمكن معرفته، يعرف له ذلك، و تقدم بحسن فهمه و ديانته، و قديم سلفه.

قال: و نا علي بن إبراهيم: قال: سمعت أبا أحمد الدّرستيني(5) يقول:

سمعت عبد الرّحمن يقول: ساعدني(6) الدولة في كل شيء حتى أخرجني(7) أبي سنة خمس و خمسين و مائتين و ما احتلمت بعد، فلما بلغنا الليلة التي خرجنا فيها من المدينة نريد ذا(8) الخليفة احتلمت فحكيت ذلك لأبي فسر بذلك و قال: الحمد للّه حيث أدركت حجة الإسلام.

ص: 360


1- سير أعلام النبلاء 265/13 و تذكرة الحفاظ 830/3 و طبقات السبكي 325/3.
2- في تذكرة الحفاظ: «أطلب الحديث» و في سير أعلام النبلاء: أشتغل في الحديث.
3- بالأصل: «مع بين أبيه» و المثبت عن م.
4- في م: «من ذلك».
5- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م و سير أعلام النبلاء 266/13.
6- كذا بالأصل و م، و في المختصر 21/15 ساعدتني.
7- «أخرجني أبي» ليس في م.
8- بالأصل: ذي، و المثبت عن م. و ذو الحليفة: قرية بينها و بين المدينة ستة أميال أو سبعة، و منها ميقات أهل المدينة (معجم البلدان).

قال علي بن إبراهيم: و في هذه السنة سمع عبد الرّحمن من ابن المقرئ حديثه عن سفيان و من مشايخ مكة الواردين إليها، و خرج عبد الرّحمن، و مات ابن المقرئ من قابل سنة ست و خمسين و مائتين، و سمع عبد الرّحمن في انصرافه من الحج سنة ست و خمسين من أبي سعيد الأشجّ، و مشايخ الكوفيين مع أبيه، و مشايخ الواسطيين أحمد بن سنان و عدة مشايخ أهل واسط، و الحسن بن عرفة ببغداد، و سامرّاء.

قال عبد الرّحمن: سمعت الحسن بن عرفة يقول: أنا ابن مائة و عشر سنين.

قال علي بن إبراهيم: سمعت أبا الحسن علي بن أحمد الخوارزمي بالري يقول:

عبد الرّحمن بن أبي حاتم إمام ابن إمام، قد ربي بين إمامين: أبي حاتم، و أبي زرعة، إمامي هدى.

قال: و سمعت عبد الرّحمن يوما يقول: لا يستطاع العلم براحة الجسم(1).

و قال(2): كنا بمصر سبعة أشهر، فلم نأكل فيها مرقة، و ذلك أنّا كنا نغدو بالغدوات إلى مجلس بعض الشيوخ، و وقت الظهر إلى مجلس آخر، و وقت العصر إلى مجلس آخر، ثم بالليل للنسخ و المعارضة(3) ، فلم نتفرغ نصلح شيئا، و كان معي رفيق خراساني أسمع في كتابه و سمع في كتابي، فما أكتب لا يكتب و ما يكتب لا أكتب، فغدونا يوما إلى مجلس بعض الشيوخ فقال: هو عليل، فرجعنا فرأينا في طريقنا حوتا يكون بمصر، يشق جوفه فيخرج منه أصفر، فأعجبنا فلما صرنا إلى المنزل حضر وقت مجلس بعض الشيوخ، فلم يمكننا إصلاحه، و مضينا إلى المجلس فلم نزل حتى أتى عليه ثلاثة أيام، كاد أن يتغير فأكلناه نيئا.

فقيل له: كنتم تعطونه(4) لمن يشويه و يصلحه، قال: من أين كان لنا فراغ.

قال علي بن إبراهيم: و كان هذا في الرحلة الثانية، و ذلك أنه استأذن أباه و تشفع إليه بأبي زرعة أن يأذن له في الرحلة، فلم يأذن له حتى ألحّ عليه، و لم يكن لأبي حاتم في هذا الوقت ولد إلاّ عبد الرّحمن، و كان له أولاد قبله فماتوا، فلم تطب نفسه أن يأذن له، ثم أذن له

ص: 361


1- سير أعلام النبلاء 266/13 و تذكرة الحفاظ 830/3.
2- القائل ابن أبي حاتم، و الخبر نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 266/13 و تذكرة الحفاظ 830/3 من طريق علي بن أحمد الخوارزمي.
3- في سير أعلام النبلاء: «و المقابلة» و في تذكرة الحفاظ: ننسخ و نقابل. و في م: للتسبيح و المعارضة.
4- في م: تعطون.

و شرط عليه إلى وقت كذا، و ينصرف إليه في وقت كذا.

فرحل و دخل مصر و مشايخ مصر متوافرون، قال: و عندي أنه كان في اثنتين و ستين مثل يونس بن عبد الأعلى، و بحر بن نصر، و ابن عبد الحكم، و المزني، و الربيع و غيرهم، و مشايخ إسكندرية محمّد بن عبد اللّه بن ميمون و غيرهم، فأجهد نفسه في السماع ليلحق وعد أبيه لا يخلفه، فرزق السماع الكثير مثل كتب ابن وهب بأسرها، و كتب الشافعي - رحمه اللّه -، و حديث سائر الشيوخ و فوائدهم، ثم خرج من مصر.

سمعت أبا بكر المفيد البغدادي يقول: لقد اتفق لعبد الرّحمن في رحلته من السماع في مدة يسيرة ما يعجز عن جمعه غيره أن يكتب في سنين، و دخل بيروت و السواحل و دمشق و الثغور.

قال علي بن إبراهيم(1): كان لعبد الرّحمن ثلاث رحلات: رحلة مع أبيه في سنة حج، سنة خمس أو ست و خمسين في رجوعه من الحج، ثم حج ثانية بنفسه مع مشايخ من أهل العلم من الري محمّد بن حمّاد الطّهراني و غيره في الستين و مائتين، و الرحلة الثانية بنفسه إلى مصر و نواحيها، و الشام و نواحيها في الثنتين و الستين، و الرحلة الثالثة إلى أصبهان إلى يونس بن حبيب، و أسيد بن عاصم و غيرهما سنة أربع و ستين.

و قال علي بن إبراهيم: سمعت محمّد بن جعفر الزنجاني يقول: سمعت أبا الفضل الترمذي يقول: كنت مع أبي حاتم إذ خرج من السكة، و عبد الرّحمن في الصلاة يصلي بالناس على رأس مسكنة فوقف فقال: خفف يا عبد الرّحمن ثم قال: لا يتهيأ لي أن أعمل ما يعمل عبد الرّحمن.

قال: و سمعت أبا عبد اللّه(2) القزويني الواعظ المعروف بابن السامي و كان من المذكورين يقول:

و قال له بعض إخوانه: أيش خبرك يا أبا عبد للّه مع أبي محمّد في الصلاة ؟ فقال له: إذا دخلت مع عبد الرّحمن في الصلاة فسلّم نفسك إليه يعمل بها ما يشاء(3).

ص: 362


1- من طريق الخطيب الرازي رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 266/13 و تذكرة الحفاظ 831/3.
2- الأصل: أبا عبد الرحمن، تصحيف، و الصواب عن م و سير أعلام النبلاء، و سيرد صوابا.
3- الخبر من طريق أبي عبد اللّه القزويني رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 266/13-267 و تذكرة الحفاظ 831/3.

قال علي بن إبراهيم: سمعت أحمد بن محمّد بن عمر الرازي بعد وفاة عبد الرّحمن بن أبي حاتم و الناس مجتمعون للتقرئة و المسجد غاصّ بأهله، قام فقرأ: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ اَلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاٰتِهِمْ خٰاشِعُونَ (1) إلى قوله: أُولٰئِكَ هُمُ الْوٰارِثُونَ (2) الآية، فضج المسجد بالبكاء و النحيب، و قالوا: أ نرجو أن يكون عبد الرّحمن من أهل هذه الآيات فإنّ هذه الخصال كانت كلها فيه.

قال علي بن إبراهيم: دخلنا يوما على عبد الرّحمن بغلس قبل صلاة الفجر في مرضه الذي توفي فيه، و كان على الفراش قائما يصلي، و كنا جماعة و أبو الحسين الدّرستني في الجماعة، فركع، فأطال الركوع(3) فقال أبو الحسين: هو على العادة التي كان يستعملها في صحته.

أنبأنا أبو(4) عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء و غيره، قالوا: أنا أبو القاسم أحمد بن سليمان بن خلف بن سعد الباجي، قال: قال أبي أبو الوليد الباجي:

عبد الرّحمن بن أبي حاتم حافظ ثقة(5).

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، سمعت أبا أحمد الحافظ يقول: - و هو محمّد بن محمّد بن أحمد بن إسحاق الحاكم: - كنت بالري فرأيتهم يوما يقرءون على أبي(6) محمّد بن أبي حاتم كتاب: «الجرح و التعديل»، فلما فرغوا قلت لابن عبدويه(7) الوراق: ما هذه الضحكة ؟ أراكم تقرءون كتاب «التاريخ» لمحمّد بن إسماعيل البخاري على شيخكم على الوجه، و قد نسبتموه إلى أبي زرعة، و أبي حاتم ؟ فقال: يا أحمد، اعلم أن أبا زرعة و أبا حاتم لما حمل إليهما هذا الكتاب قالا: هذا علم حسن لا يستغنى عنه، و لا يحسن بنا أن نذكره عن غيرنا، فأقعدا أبا محمّد عبد الرّحمن حتى سألهما عن رجل بعد رجل و زادا فيه، و نقصا، و نسبه عبد الرّحمن إليهما.

- زاد غير أبي نصر عن البيهقي، عن الحاكم قال: قلت لأبي أحمد - رحمه اللّه - فيما

ص: 363


1- سورة «المؤمنون»، من الآية 1 إلى 10.
2- سورة «المؤمنون»، من الآية 1 إلى 10.
3- سير أعلام النبلاء 267/13.
4- سقطت من الأصل و أضيف عن م.
5- سير أعلام النبلاء 267/13 و تذكرة الحفاظ 831/3.
6- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
7- كذا بالأصل و م، و في المختصر 22/15 قلت لعبدويه الوراق.

زادا و نقصا فوائد كثيرة لا توجد في كتاب البخاري.

أخبرنا أبو(1) عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء، و أبو(2) محمّد عبد الكريم بن حمزة - قراءة - قالا(3):

نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو القاسم رضوان بن محمّد(4) بن الحسن الدّينوري، قال:

سمعت أحمد بن محمّد بن عبد اللّه النيسابوري يقول: سمعت أبا الحسن علي بن محمّد البخاري يقول: سمعت محمّد بن الفضل العباسي يقول:

كنا عند عبد الرّحمن بن أبي حاتم و هو ذا يقرأ علينا كتاب: «الجرح و التعديل»، فدخل عليه يوسف بن الحسين الرازي، فقال له: يا أبا محمّد ما هذا الذي تقرأه على الناس ؟ قال:

كتاب صنفته(5) في الجرح و التعديل، فقال: و ما الجرح و التعديل ؟ [فقال](6) أظهر أحوال أهل العلم، من كان منهم ثقة أو غير ثقة، فقال له يوسف بن الحسين: استحيت(7) لك يا أبا محمّد، كم من هؤلاء القوم قد حطوا رواحلهم في الجنة منذ مائة سنة، و مائتي سنة، و أنت تذكرهم و تغتابهم على أديم الأرض، فبكى عبد الرّحمن، و قال: يا أبا يعقوب، لو سمعت هذه الكلمة قبل تصنيفي(8) هذا الكتاب لما صنفته.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز الكتاني(9) ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو علي بن الحسين بن حبيب، حدثني أحمد بن يعقوب الرازي، قال:

سمعت عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرازي يقول: كنت مع أبي في الشام في الرحلة، فدخلنا مدينة، فرأيت رجلا واقفا على الطريق يلعب بحية و يقول: من يهب لي درهما حتى أبلع هذه الحية، فالتفت إليّ أبي فقال: يا بني احفظ دراهمك فمن أجلها تبلع الحيات.(10) أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، نا و أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنا أبو

ص: 364


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن م قارن مع المشيخة 200 /أ.
2- بالأصل: و أبي، و المثبت عن م، و قد كتبت فيها بخط مغاير.
3- الأصل: قال، و المثبت عن م.
4- في م: أحمد.
5- كذا بالأصل و م، و في المختصر 23/15 صنعته.
6- زيادة عن م.
7- اللفظة بدون إعجام بالأصل، و تقرأ في م: «استجيب» و المثبت عن المختصر 23/15.
8- كذا بالأصل و م، و في المختصر: تصنيعي... صنعته.
9- سقطت «الكتاني» من م.
10- الخبران التاليان سقطا من م.

بكر أحمد بن علي الحافظ(1) ، أنا أبو منصور محمّد بن عيسى الهمداني، نا صالح بن أحمد بن محمّد الحافظ قال: سمعت أبا عبد اللّه الزعفراني يقول:

روى ابن صاعد ببغداد في أيامه حديثا أخطأ في إسناده، فأنكر عليه ابن عقدة(2) الحافظ، فخرج عليه أصحاب ابن صاعد، و ارتفعوا إلى الوزير علي بن عيسى، و حبس ابن عقدة، فقال الوزير: من يسأل أو يرجع(3) إليه ؟ فقالوا: ابن أبي حاتم، قال: فكتب إليه الوزير يسأله عن ذلك، فنظره(4) و تأمل، و إذا الحديث على ما قال ابن عقدة، فكتب إليه بذلك، فأطلق عن(5) ابن عقدة، و ارتفع شأنه.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد، قالا: نا و أبو الحسن محمّد بن مرزوق، أنا أبو بكر الخطيب، و أنبأنا أبو بكر الحاسب و غيره عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو علي عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن فضالة النيسابوري، قال: سمعت أبا الربيع محمّد بن الفضل البلخي يقول:

سمعت أبا بكر محمّد بن مهرويه بن سنان الرازي يقول: سمعت علي بن الحسين بن الجنيد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: إنا لنطعن على أقوام لعلهم قد حطوا رحالهم في الجنة منذ أكثر من مائتي سنة، قال ابن مهرويه: فدخلت على عبد الرّحمن بن أبي حاتم و هو يقرأ على الناس كتاب الجرح و التعديل، فحدثته بهذه الحكاية فبكى و ارتعدت يداه حتى سقط الكتاب من يده، و جعل يبكي و يستعيدني الحكاية(6) و لم يقرأ في ذلك المجلس شيئا، أو كما قال.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الضّبيّ، قال: سمعت أبا علي الحسين(7) بن علي الحافظ يقول:

دخلت مرو و فاتني حديث خلف بن عبد العزيز بن عثمان بن جبلة - يعني ابن أبي رواد (8)- عن أبيه، عن جده، عن شعبة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.

ص: 365


1- تاريخ بغداد 18/5 ضمن أخبار: أحمد بن محمد بن سعيد، أبو العباس ابن عقدة.
2- سمي عقدة لأجل تعقيده في التصريف (تاريخ بغداد 16/5).
3- تاريخ بغداد: و يرجع إليه.
4- تاريخ بغداد: فنظر و تأمل.
5- في تاريخ بغداد: فأطلق ابن عقدة.
6- سير أعلام النبلاء 268/13 و تذكرة الحفاظ 831/3.
7- في م: الحسن.
8- عن م و بالأصل: «راود».

كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يصلي و هو قاعد، فإذا بقي من قراءته ثلاثون أو أربعون آية قام، فقرأ ثم ركع.

فدخلت في بعض دخلاتي الري، فإذا الحديث عندهم عن جعفر بن منير الرازي، عن روح، عن شعبة فأتيت أبا محمّد بن أبي حاتم فسألته عن الحديث، فقال: و لم تسأل عنه ؟ فقلت: هذا حديث تفرّد به عثمان بن جبلة، عن شعبة و هو في كتاب روح بن عبادة، عن سعيد بن أبي عمرويه، عن هشام، و قد أخطأ فيه شيخكم هذا على روح، فقال: شعبة بدل سعيد، فلما كان بعد أيام عاودته في السؤال عنه فأخرج إليّ(1) كتابه، و قد كتب على الحاشية قلت: أنا هذا الحديث كذا و كذا الكلام الذي كنت ذكرته، فقلت: متى قلت أنت فسمعته، و تغيّر لي،...(2) أنا أيضا عنه.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة فيها(3) توفي أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرازي.

3935 - عبد الرّحمن بن محمّد بن الجارود بن هارون الرّقّي

سمع أحمد بن هاشم ببعلبك، و قطن بن طالح، و يونس بن عبد الأعلى، و محمّد بن وهب بن مسلم القرشي الدمشقي.

روى عنه: ابنه أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن، و أبو عمر عبد الرّحمن بن محمّد بن عيسى العمري، و محمّد بن موسى بن النعمان.

أخبرنا أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن أحمد بن محمّد بن حيان النّسوي الصوفي الطبيب (4)- بنيسابور - أنا أبو الفضل محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد الصّرّام، أنا القاضي أبو عمر محمّد بن الحسين البسطامي، أنا أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود الرّقّي، أنا أبي عبد الرّحمن بن الجارود، نا قطن بن صالح، نا إبراهيم بن أدهم، نا عبد اللّه بن شوذب، عن ثابت، عن أنس قال:

ص: 366


1- عن م و بالأصل: إليه.
2- غير مقروءة بالأصل و م، و لعلها: و انفضضت.
3- في تذكرة الحفاظ 831/3 و سير أعلام النبلاء 269/13: توفي في المحرم، و زيد في سير أعلام النبلاء: و له بضع و ثمانون سنة.
4- المشيخة 90 /أ.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «إنّ اللّه يعذب الموحّدين في جهنم بقدر نقصان إيمانهم، ثم يردّهم إلى الجنة خلودا دائما بإيمانهم» [7218].

أخبرنا أبو العباس أحمد بن الفضل بن أحمد بن(1) الخياط، أنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمّد الباطرقاني، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن عيسى، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن الجارود الرّقّي.

ح قال: و نا محمّد بن إسحاق، نا أحمد بن عمرو، أبو الطاهر قالا: نا يونس بن عبد الأعلى.

قال: و نا محمّد، نا أحمد بن محمّد بن يحيى بن بلال، نا عبد الرّحمن بن بشر بن الحكم.

قال: و نا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن حمدوية بن سهل، نا محمود بن آدم المروزي.

ح قال: و نا عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن داود، نا أحمد بن موسى بن إسحاق.

ح قال: و نا محمّد بن إسحاق، نا محمّد بن يعقوب، قالا: نا زكريا بن يحيى المروزي.

قالوا: نا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أنس بن مالك، قال: قال رجل: يا رسول اللّه متى الساعة ؟ قال: «و ما أعددت لها؟» فلم يذكر كثيرا إلاّ أنه يحب اللّه و رسوله، قال: «فأنت مع من أحببت»، هذا أو نحوه [7219].

كتبت عن أبي نصر محمّد بن أحمد(2) بن عبد اللّه و لم يتفق لي سماعه منه و هو لي إجازة منه، نا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمّد الباطرقاني - إملاء - نا عبد الرّحمن بن محمّد بن عيسى العمري، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن الجارود الرّقّي، نا أحمد بن هاشم - ببعلبك - نا سليمان بن عبد الرّحمن الحرّاني، نا يعقوب بن الجهم، عن عمرو(3) بن جرير، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «إنّ للجنة بابا يقال له الضّحى، لا يدخل منه إلاّ منه إلاّ أصحاب صلاة

ص: 367


1- «بن» ليست في م. قارن مع المشيخة 12 /ب.
2- في م: «حمد» قارن مع المشيخة 185 /ب.
3- في م: عمر.

الضحى، تحنّ الضّحى إلى صاحبها كما تحنّ الناقة إلى فصيلها» [7220].

كذا قال، و لعله عن أحمد بن عبد الرّحمن، لا عن عبد الرّحمن.

3936 - عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن بن طوق أبو القاسم التّغلبي البغدادي

أصله من الموصل.

قدم دمشق رسولا من السلطان مسعود.

و حدّث بها عن أبي عبد اللّه الحسين بن أحمد بن محمّد بن طلحة النّعالي(1).

كتب عنه بعض أصحابنا، و رأيته ببغداد، و بدمشق، و لم أسمع منه على عمد شيئا، لأنه لم يكن الحديث من شأنه.

و ذكر لي أبو سعد بن السمعاني أنه سأل عن مولده فقال: في ليلة الحادي و العشرين من شوال سنة تسع و سبعين و أربعمائة، و بلغني أنه قتل في طريق الموصل سنة اثنتين و أربعين و خمسمائة.

3937 - عبد الرّحمن بن محمّد بن سعيد بن عبد الملك ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس

و امرأته بنت عمه أم البنين ابنة صدقة بن الوليد بن عبد الملك.

كان يسكن الراهب محلة كانت قبلة المصلّى، و كانت لجده سعيد بن عبد الملك، له ذكر.

3938 - عبد الرّحمن بن محمّد بن سعيد أبو القاسم الأنصاري الخزرجي البصري

[حدث](2) عن أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد بن المؤمّل الفقيه السّنجاري.

روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان بن عبد اللّه(3) بن عبيد بن أحمد بن الهيثم البهراني الحوراني.

ص: 368


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 101/19.
2- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
3939 - عبد الرّحمن بن محمّد بن العباس بن الوليد ابن محمّد بن عمر بن الدّرفس أبو بكر الغسّاني

3939 - عبد الرّحمن بن محمّد بن العباس بن الوليد ابن محمّد بن عمر بن الدّرفس(1) أبو بكر الغسّاني

روى عن أبيه، و العباس بن الوليد، و أبي زرعة الدمشقي، و محمّد بن عبد الحكم القطري(2) الرّملي، و إبراهيم بن أبي سفيان القيسراني(3) ، و وزيرة(4) بن محمّد الغسّاني، و أحمد بن مسعود المقدسي.

روى عنه: عبد المحسن بن عمر الصّفّار، و أبو علي بن مهنا الدّاراني، و أبو بكر بن(5) المقرئ، و أبو الحسين(6) الرازي، و أبو هاشم المؤدب، و علي بن الحسين الأذني القاضي، و أبو سليمان بن زبر، و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن يزداد الرازي، و محمّد بن عمران بن موسى العسكري، و أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن الفرج، و عبد اللّه بن عمر بن الجبّان، و عبد الوهاب الكلاّبي.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين(7) ، و أحمد بن محمود الثقفي، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن العباس بن الوليد بن محمّد بن الدّرفس الدمشقي - بها -.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين(8) بن عبد الملك، أنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو بكر عبد الرّحمن بن الدّرفس، نا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني

ص: 369


1- الأصل: «درفس»، و المثبت عن م.
2- بالأصل الفطري، بالفاء، و المثبت بالقاف عن م، و القطري بكسر القاف و سكون الطاء المهملة و في آخرها نسبة إلى القطر ذكره السمعاني و ترجم له. (الأنساب).
3- بدون إعجام بالأصل و م، و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى قيسارية بلدة على ساحل بحر الروم، ذكره السمعاني و ترجم له. (الأنساب: القيسراني).
4- ضبطت عن تبصير المنتبه.
5- «بن» سقطت من م.
6- في م: الحسن.
7- في م: الحسن، تصحيف، و اسمه: منصور بن الحسين بن علي القاسم بن محمد، أبو الفتح الأصبهاني الثاني ترجمته في سير أعلام النبلاء 152/18.
8- في م: الحسن، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.

أبي، نا سعيد(1) بن عبد العزيز، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم - قال(2) الصيرفي قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم: - «احثوا في وجوه المدّاحين التراب» [7221].

زاد أبو عبد اللّه: قال ابن المقرئ: ذكرت هذه الحديث لأبي علي النيسابوري فقال:

أخاف أن يكون مدخولا عليه، و اللّه أعلم.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن [أبي](3) علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم(4) قال:

أبو بكر عبد الرّحمن بن(5) العباس بن الوليد بن محمّد بن عمرو(6) بن الدّرفس الغسّاني الدمشقي.

سمع العباس بن الوليد، و إبراهيم بن أبي سفيان القيسراني.

كذا قال، و هو ابن محمّد بن العباس وجدهم: عمر، لا: عمرو.

و قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية:

أبو بكر عبد الرّحمن بن محمّد بن العباس بن الوليد بن محمّد بن عمر الدّرفس الغسّاني الدمشقي، مات في سنة خمس و عشرين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة خمس و عشرين و ثلاثمائة توفي أبو بكر عبد الرّحمن بن محمّد بن العباس بن الوليد بن محمّد بن عمر بن الدّرفس في شعبان.

ص: 370


1- في م: شعبة، تصحيف و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 254/7.
2- في م: و قال الصيرفي.
3- سقطت من الأصل و أضيفت عن م للإيضاح، و قارن مع المشيخة.
4- الأسامي و الكنى للحاكم 224/2 رقم 708.
5- في الأسامي و الكنى: «بن محمد بن العباس» و سينبه المصنف إلى هذا، و لعله وقع بيده نسخة من كتاب الحاكم فيها تصحيف، لأن النسب ورد صوابا في الأسامي و الكنى المطبوع.
6- كذا بالأصول و الأسامي و الكنى، و سينبه المصنف إلى أن الصواب: «عمر» و قد مرّ أول الترجمة: «عمر» لا «عمرو».
3940 - عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه بن عبد أبو عبد اللّه - و يقال: أبو محمّد - القاري

3940 - عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه بن عبد أبو عبد اللّه - و يقال: أبو محمّد - القاري(1)

حليف بني زهرة، من القارّة، مديني.

روى عن أبيه، و عمّه إبراهيم بن عبد اللّه، و أخيه إبراهيم بن محمّد، و عمر بن عبد العزيز، و رباح بن عبيدة، و محمّد بن إسحاق.

روى عنه ابنه يعقوب بن عبد الرّحمن، و مالك بن أنس، و محمّد بن إسحاق، و سفيان بن عيينة، و محمّد بن عبد اللّه الأعشى، و عبد اللّه بن أبي بكر، و عبد اللّه بن ذكوان شيخ لعبد اللّه بن المبارك، و لعبد الصمد بن عبد الوارث.

و وفد على عمر بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدثني أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(2) ، حدثني زهير، نا يعقوب، نا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني عبد اللّه بن أبي بكر، عن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه بن عبد القاري عن أبيه أو عمه إبراهيم، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم: «من قال سقانا فقد آمن باللّه» [7222]، قال أبو عبد اللّه: يعني في المطر.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو مصعب، نا مالك(3) ، عن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه بن عبد القاري، عن أبيه أنه قال:

قدم على عمر بن الخطاب رجل من قبل أبي موسى الأشعري، فسأله عن الناس، فأخبره، ثم قال: هل كان فيكم من مغرّبة خبر(4) ؟ قال: نعم، رجل كفر بعد إسلامه، قال:

فما فعلتم به ؟ قال: قرّبناه فضربنا عنقه، قال: فهل احبستموه ثلاثا و أطعمتموه كل يوم رغيفا

ص: 371


1- ترجمته في الجرح و التعديل 281/5 و التاريخ الكبير 346/1/3.
2- التاريخ الكبير للبخاري 300/1/1-301 ضمن أخبار إبراهيم بن عبد اللّه بن عبد القاري.
3- موطأ مالك.
4- مغربة خبر أي هل من خبر جديد جاء من بلد بعيد.

و استتبتموه(1) لعله يتوب أو يراجع أمر اللّه، اللهم إنّي لم أحضر و لم آمر و لم أرض إذ بلغني.

أخبرنا أبوا(2) الحسن الفقيهان، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل التميمي، نا عبد الوهاب بن عبد الرّحيم(3) الأشجعي، نا سفيان بن عيينة الهلالي، عن محمّد بن عبد الرّحمن القاري، عن شيخ من أهل المدينة، عن أبيه قال:

قدم على عمر رجل بفتح تستر فقال: هل كان للناس من خبر؟ قال: نعم، رجل ارتد فقتلناه، قال: فهلا أدخلتموه بيتا و أغلقتم عليه بابا و أطعتموه كل يوم رغيفا و استتبتموه ثلاثا، فإن تاب و إلاّ قتلتموه، اللهمّ إنّي لم أشهد و لم آمر و لم أرض إذ بلغني.

كذا قال، و قلت.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، نا أبو العباس الأصم، نا بحر بن نصر، نا ابن وهب، حدثني يعقوب بن عبد الرّحمن(4) ، عن أبيه.

أنه كان عند عمر بن عبد العزيز إذ جاءه رجل، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه، فقال له عمر: عمّ بسلامك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب(5) ، نا أبو زيد عبد الرّحمن بن أبي الغمر، نا يعقوب بن عبد الرّحمن، عن أبيه قال:

خطب عمر بن عبد العزيز هذه الخطبة - و كانت آخر خطبة خطبها - حمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:

إنكم لن تخلقوا عبثا، و لن تتركوا سدى، و إنّ لكم ميعادا ينزل اللّه فيه ليحكم فيكم، و يفصل بينكم، و خاب و خسر من خرج من رحمة اللّه، و حرم جنة عرضها السموات و الأرض،

ص: 372


1- في م: و استتيبوه.
2- بالأصل و م: «أبو» و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
3- الأصل: عبد الرحمن تصحيف، و الصواب عن م، ترجمته في تهذيب الكمال 145/12.
4- بعدها في م: الزهري.
5- الخبر في المعرفة و التاريخ 611/1-612.

أ لم تعلموا أنه لا يأمن غدا إلاّ من حذر اللّه اليوم و خافه، و باع نافذا بباق، و قليلا بكثير، و خوفا بأمان، أ لا ترون أنكم في أسباب(1) الهالكين و ستصير من بعدكم للباقين، و كذلك حتى تردّوا إلى خير الوارثين، ثم إنكم تشيّعون كل يوم غاديا و رائحا إلى اللّه عز و جل، قد قضى نحبه، و انقضى أجله حتى تغيبوه في صدع من الأرض في شق ضريح(2) ، ثم تتركوه غير ممهد و لا موسّد، قد فارق الأحباب، و باشر التراب و وجه للحساب، مرتهنا بما عمل غنيا عما ترك، فقيرا إلى ما قدّم، فاتقوا اللّه قبل موافاته و حلول الموت بكم، أم و اللّه إنّي لأقول هذا و ما أعلم عند أحد من الذنوب أكثر مما عندي، فاستغفروا اللّه، و ما منكم من أحد يبلغنا يسمع ما عندنا إلاّ حرصنا أن نسد من حاجته ما استطعتم، و ما منكم من أحد يبلغنا حاجة لا يسع له ما عند نا إلاّ تمنيت أن يبدأني و بخاصتي حتى يكون عيشنا و عيشه عيشا، أم و اللّه لو أردت غير هذا من غضارة عيش لكان اللسان به ذلولا، و كنت بأسبابه عالما و لكن سبق من اللّه كتاب ناطق، و سنة عادلة، دل فيها على طاعته، و نهى فيها عن معصيته، ثم رفع طرف ردائه فبكى، و أبكى من حوله.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد(3) قال: في الطبقة الرابعة من أهل المدينة:

عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه بن عبد و يكنى أبا محمّد من القارّة، و هو إلى الهون بن خزيمة، بقي إلى خلافة جعفر.

أخبرنا أبو الغنائم الكوفي - إجازة - ثم حدثنا أبو الفضل السلامي، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الأصبهاني، قال: [و أبو الغنائم و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد الباقلاني و أبو الحسن الأصبهاني قالا:](4) أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري، قال(5):

ص: 373


1- كذا بالأصل و م و في سيرة ابن عبد الحكم ص 44 و البداية و النهاية بتحقيقنا 224/9 «أسلاب» و انظر الأغاني 266/9 و صفة الصفوة 123/2-124.
2- في م و المعرفة و التاريخ: صدع.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف لتقويم السند عن م، و السند معروف، و قد مرّ كثيرا.
5- التاريخ الكبير للبخاري 346/1/3.

عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه بن عبد القاري، عن إبراهيم بن عبد اللّه و أبيه، روى عنه ابنه(1) يعقوب و محمّد بن عبد اللّه الأعشى.

أخبرنا أبو [(2) الحسين القاضي - إذنا - و] أبو عبد اللّه الخلال - شفاها (3)- أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، قال(4): عبد الرحمن بن محمّد بن عبد اللّه بن عبد القاري و هو والد يعقوب بن عبد الرّحمن الإسكندراني، روى عن أخيه إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه(5) ، و أبيه، روى عنه [ابنه](6) يعقوب بن عبد الرّحمن، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عنه مالك بن أنس، و محمّد بن إسحاق، و سفيان بن عيينة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو عبد اللّه عبد الرّحمن بن محمّد والد يعقوب.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، نا سعيد بن منصور، نا يعقوب بن عبد الرّحمن، عن أبيه قال:

كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطأة أن ضع عن الناس المائدة و النوبة(7) و المكس(8) ، و لعمري ما هو بالمكس و لكنه البخس الذي قال اللّه: وَ لاٰ تَبْخَسُوا النّٰاسَ أَشْيٰاءَهُمْ وَ لاٰ تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (9) فمن أتى بزكاة ماله فاقبل منه، و من لم يأت فاللّه حسيبه.

ص: 374


1- الأصل: «أبو» خطأ و الصواب ما أثبت عن م و البخاري.
2- ما بين الرقمين ليس في م.
3- بعدها في م: قالا.
4- الجرح و التعديل 281/5.
5- بعدها في الجرح و التعديل: بن عبد القاري.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و أضيف عن الجرح و التعديل.
7- في م: التوبة، و النوبة: طعام ليوم، و الجمع نوب.
8- المكس: الضريبة، و هو الدرهم الذي يأخذه المصدّق بعد فراغه.
9- سورة هود، الآية: 85.

أخبرنا أبو [(1) الحسين القاضي - إذنا - و] أبو عبد اللّه الأديب - مشافهة (2)- أنا أبو القاسم العبدي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال(3):

ذكر أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين قال: عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد القاري.

3941 - عبد الرّحمن - و يقال عبد الرحيم - ابن محمّد بن عبد اللّه البكري

كان ممن حضر ميز الأنهار بدمشق في خلافة هشام بن عبد الملك في سنة خمس(4) عشرة و مائة، تقدم ذكره في قصة نهر يزيد.

3942 - عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه بن مهران بن سلمة أبو مسلم...

3942 - عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه بن مهران بن سلمة(5) أبو مسلم(6) البغدادي الحافظ الزاهد(7)

رحال، سمع بدمشق و غيرها: أبا الحسن بن عمير(8) ، و أبا(9) القاسم البغوي، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبا عروبة الحسين بن أبي معشر، و أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد بن شعيب بن عبد الغفار من أهل بجّ(10) ، و أبا(11) بكر(12) محمّد بن محمّد بن سليمان، و عبد اللّه بن [أبي](13) داود، و الحسن بن الحسين بن منصور، و أبا حامد بن بلال النيسابوري، و أبا عمر عبيد اللّه بن عثمان العثماني، و أبا يعلى محمّد بن زهير الأيلي.

روى عنه: أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد الكاتب، و أبو الحسن علي بن محمّد المقرئ

ص: 375


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- بعدها في م: قالا.
3- الجرح و التعديل 281/5.
4- بالأصل: خمس عشر.
5- «بن سلمة» ليس في م.
6- مكانها بياض بالأصل و اللفظة أضيفت عن م و مصادر ترجمته.
7- ترجمته في تاريخ بغداد 299/10 تذكرة الحفاظ 969/3 سير أعلام النبلاء 335/16 العبر 369/2 شذرات الذهب 85/3.
8- كذا و هو أحمد بن يوسف بن عمير، أبو الحسن بن جوصا، و قد نسبه إلى جده.
9- بالأصل: «أبو».
10- في م: حوران، و في معجم البلدان: بج حوران، من أعمال دمشق.
11- بالأصل: «أبو».
12- في م: و أبوي بكر.
13- زيادة عن م و سير أعلام النبلاء.

الحذّاء، و القاضي أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أخبرني أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد الكاتب، أنا أبو مسلم عبد الرّحمن محمّد بن عبد اللّه بن مهران، حدثني أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن شعيب بن عبد الغفار في قرية من قرى دمشق يقال لها بجّ حوران.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه بن مهران أبو مسلم الحافظ الزاهد البغدادي، و ما رأيت في البغداديين أورع منه، و كان أخوه إبراهيم بن محمّد من الحفّاظ الكبار يعتمده جميع مشايخ العراق، و لم يرحل إبراهيم إلى خراسان، و أما أبو مسلم فإنه كان أوحد عصره في علم أهل الحقائق، من الزهاد و الصوفية، ثم تقدم أيضا في معرفة الحديث.

سمع بالعراق و بالجزيرة و بالشام، و أظنه دخل مصر، ورد أبو مسلم بنيسابور(1) سنة ثلاثين و ثلاثمائة، و كتب عن الحسن بن الحسين بن منصور، و أبي حامد بن بلال، و أقرانهما، ثم خرج من نيسابور سنة ثلاث و ثلاثين، و لا أذكر رؤيته في ذلك الوقت، و أقام بمرو مدة، و سمع بها الكثير، ثم دخل بخارى و كتب إلى بغداد في حمل كتبه، فسلمت و حملت إليه، فأقام بسمرقند ثلاثين سنة، و جمع المسند الكبير على الرجال، و خرج إلى مكة سنة ثمان و ستين، و جاور بها، و كان يجهد أن لا يظهر للتحديث و غيره.

فحدثني أبو نصر البزّاز(2) أنه مرض بمكة و كان الناس يعودونه(3) و هو يخالقهم(4) بغير أخلاقه التي كان عليها من التقريب لهم و البسط و الدعاء، و يظهر الفرج بأن اللّه قد أجاب أن يقبض بمكة، فتوفي للنصف من رجب سنة خمس و سبعين و ثلاثمائة، و دفن بالبطحاء بالقرب من الفضيل بن عياض.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، نا محمّد بن يحيى بن إبراهيم المزكي، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال:

ص: 376


1- كذا بالأصل، و في م: نيسابور، و هو أشبه.
2- في م: البزار.
3- عن م و بالأصل: يعدونه.
4- رسمها مضطرب بالأصل، و المثبت عن م.

عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه بن مهران أبو مسلم البغدادي، دخل خراسان، و أقام بسمرقند سنين(1) ، و رجع إلى بغداد، صحب النّفيلي و من فوقه من البغداديين، و هو أوحد المشايخ في طريقته من لزوم الشريعة، و الرجوع إلى علم الظاهر، و حفظ الحديث مع تمكّنه في حاله و علوه فيه.

سمعت أبا الفضل البخاري المروزي يقول: سمعت أبا عمرو بن نجيد يقول:

ما دخل خراسان أحد فبقي على بكارته لم يتدنس منها بشيء إلاّ أبو مسلم البغدادي.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، و أبو منصور بن زريق، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب(2).

عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه بن مهران بن سلمة أبو مسلم، الثقة، الصالح، الورع، العابد، سمع محمّد بن محمّد الباغندي، و أبا القاسم البغوي، و أبا عمر عبيد اللّه بن عثمان العثماني، و أبا بكر بن أبي داود، و أبا يعلى محمّد بن زهير الأيلي و أقرانهم من العراقيين، و رحل إلى الشام، فكتب عن أبي عروبة الحرّاني و غيره، و عاد إلى العراق، ثم خرج منها إلى بلاد خراسان و ما وراء النهر، فكتب عن محدّثيها و جمع أحاديث المشايخ و الأبواب، كان متقنا، حافظا مع ورع و تديّن و زهد، و تصوّن حدثنا عنه علي بن محمّد المقرئ الحذّاء، و أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد الكاتب، و القاضي أبو العلاء الواسطي، و سمعت أبا العلاء ذكره يوما فرفع من قدره، و أطنب في وصفه قال: و كان الدارقطني و الشيوخ يعظمونه.

و حكى لنا أبو العلاء أبا الحسين(3) البيضاوي حضر عند أبي مسلم يوما و في رجل البيضاوي نعل ليست بالجيدة قد أخلقت، فوضع أبو مسلم مكانها نعلا جديدة، و أخذها و ذلك بغير علم من البيضاوي، فلما قام لينصرف طلب نعله فلم يجدها، و رأى النعل الجديدة مكانها فبقي متحيرا، و سأل عن نعله فقال له أبو مسلم: هذه نعلك يا أبا الحسين (4)- يعني الجديدة - و أمره بلبسها، أو كما قال.

و حدثني علي بن محمود الزّوزني، عن أبي عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السلمي،

ص: 377


1- في م: سنتين.
2- تاريخ بغداد 299/10.
3- في م: الحسن.
4- في م و تاريخ بغداد: أبا الحسن.

قال: سمعت جدي أبا عمرو بن نجيد يقول:

ما دخل خراسان أحد فبقي على بكارته لم يتدنس بشيء من الدنيا إلاّ أبو مسلم البغدادي.

قال الخطيب: أقام أبو مسلم ببغداد بعد عوده من خراسان سنين كثيرة يحدث ثم خرج في آخر عمره إلى الحجاز، فأقام بمكة مجاورا لبيت اللّه الحرام إلى أن توفي هناك، فحدثني القاضي أبو العلاء الواسطي أنه توفي بمكة للنصف من ذي القعدة سنة خمس و سبعين و ثلاثمائة.

قال: و دفن بالبطحاء بالقرب من فضيل بن عياض.

و قال محمّد بن أبي الفوارس: كان أبو مسلم بن مهران قد صنّف المسند، و الثوري(1) و شعبة و مالك(2) و أشياء كثيرة، و كان ثقة ثبتا زاهدا(3) ما رأينا مثله.

أنبأنا أبو الحسين عبد الغافر بن إسماعيل، أنا أبو بكر محمّد بن يحيى المزكّي، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين قال:

توفي أبو مسلم سنة خمس و سبعين و ثلاثمائة بمكة و دفن بالحرم.

3943 - عبد الرّحمن بن أبي الرجال محمّد بن عبد الرّحمن ابن عبد اللّه بن حارثة بن النعمان بن...

3943 - عبد الرّحمن بن أبي الرجال محمّد بن عبد الرّحمن ابن عبد اللّه بن حارثة بن النعمان بن نفع(4) بن زيد ابن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري المدني(5)

كان ينزل بعض ثغور الشام.

حدث عن أبيه أبي الرجال و يحيى بن سعيد الأنصاري، و عمارة بن غزيّة.

روى عنه أبو الجماهر محمّد بن عثمان الكفرسوسي، و هشام بن عمّار الدمشقيان، و يحيى بن صالح الوحّاظي، و الحكم بن موسى القنطري، و عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي.

ص: 378


1- «و الثوري» ليس في م.
2- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: «و مالكا» و هو أظهر.
3- قوله: «و زاهدا» ليس في م.
4- في تهذيب الكمال و تهذيب التهذيب: نفيع.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 177/11 و تهذيب التهذيب 358/3 و ميزان الاعتدال 560/2 و الوافي بالوفيات 145/18.

أخبرنا(1) أبو الحسين بن حسنون النرسي، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد بن الحسن الحربي، نا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا هشام بن عمّار، نا عبد الرّحمن بن أبي الرجال عن أبيه، عن عمرة(2) ، عن عائشة قالت: ما زلت أصلّي بعد العصر ركعتين حتى مات النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب و غيره، عن أبي بكر الخطيب، أنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبار، أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، أنا جعفر بن محمّد بن أزهر، نا المفضّل بن غسان الغلاّبي، قال:

عبد الرّحمن بن أبي رجال سمع منه الحكم بن موسى ليس به بأس، كان ينزل بعض الثغور.

و قال في موضع آخر: عبد الرّحمن بن أبي رجال ثقة، و كان بالشام، أخو حارثة.(3) أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا(4) ، نا محمّد بن سعد قال:

أبو الرجال محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن حارثة بن النعمان من بني مالك بن النجار، و حارثة من أهل بدر، و يكنى أبا الرجال، أبا عبد الرّحمن، و إنما كني بأبي الرجال بولده، و كانوا عشرة رجالا، و أمّه عمرة بنت عبد الرّحمن بن سعد بن زرارة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد قال(5):

أبو الرجال و اسمه محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن حارثة بن النعمان بن نفيع(6) بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، و أمّه أم عمرة بنت

ص: 379


1- في م: «أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الحسن بن حسنون» و هو الصواب لكن وقع فيها: «أبو الحسن» تصحيف، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 84/18 و اسمه: محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون، أبو الحسين بن النرسي. روى عنه أبو غالب بن البنا. سمع علي بن عمر الحربي.
2- بالأصل و م: «عميره» و المثبت عن المختصر 29/15.
3- الخبر التالي ليس في م.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
5- ليس لأبي الرجال ترجمة في طبقات ابن سعد المطبوع، فهو ضمن القسم الضائع من تراجم أهل المدينة من الطبقات المطبوع.
6- عن م و بالأصل: نفع.

عبد الرّحمن بن سعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعبة بن غنم بن مالك بن النجار، فولد محمّد بن عبد الرّحمن: مالكا، و محمّدا، و عبد الرّحمن، و عيشة، و أبا بكر، و أمّهم أم أيوب بنت رفاعة بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن صعصعة بن وهب من بني عدي بن النجار، و كان أبو الرجال يكنى أبا عبد الرّحمن، و إنما كني بأبي الرجال بولده، كان له عشرة ذكور رجالا وحده حارثة النعمان من أهل بدر، و كان أبو الرجال ثقة كثير الحديث.

قال: و نا محمّد بن سعد، قال في الطبقة السادسة من أهل المدينة: عبد الرّحمن بن أبي الرجال، و أمّه أم أيوب بنت رفاعة بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن صعصعة بن وهب من بني عدي بن النجار.

أخبرنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين(1) ، و أبو الغنائم، و اللفظ قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال(2):

عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن هو ابن(3) أبي الرجال الأنصاري الذي سمع أباه و عمارة بن غزيّة، روى عنه عبد اللّه بن يوسف(4).

أخبرنا أبو [(5) الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و] أبو عبد اللّه الخلال - شفاها (6)- أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال(7):

عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن و هو ابن أبي الرجال، روى عن أبيه، و يحيى بن سعيد، روى عنه يحيى بن صالح الوحّاظي، و أبو الجماهر محمّد بن عثمان، و الحكم بن موسى، و هشام بن عمّار، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم،

ص: 380


1- في م: الحسن.
2- التاريخ الكبير للبخاري 346/1/3.
3- «أبي» استدركت على هامش الأصل.
4- كذا بالأصل و م، و في التاريخ الكبير: عبد اللّه بن يزيد.
5- ما بين الرقمين ليس في م، و قد استدرك عن هامش الأصل.
6- بعدها في م: قال.
7- الجرح و التعديل 281/5.

قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول:

و سألته - يعني يحيى بن معين: عن ابن أبي الرجال ؟ فقال: أيهما؟ فقلت: هذا الذي يروي عنه الحكم بن موسى، قال: ثقة، قلت(1): فالآخر قال: ليس بشيء - يعني حارثة بن أبي الرجال - و الأول: عبد الرّحمن بن أبي الرجال.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن أبي عبد الرّحمن(2) ، أنا أبو صالح المؤذن، أنا علي بن محمّد بن السّقّا، و عبد الرّحمن بن محمّد قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

عبد الرّحمن بن أبي الرجال ثقة، و كان عبد الرّحمن بن أبي الرجال ينزل بعض الثغور.

- زاد ابن السّقّا في موضع آخر قال: و سمعت يحيى بن معين يقول:

عبد الرّحمن بن أبي الرجال ثقة، يروي عنه الحكم بن موسى، و كان بالشام.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنا أبو محمّد الجوهري - قراءة - عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا إبراهيم بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سئل يحيى و أنا أسمع عن عبد الرّحمن بن أبي الرجال أخو حارثة فقال: ليس به بأس.(3) أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي قال: قال أبو زكريا: حارثة بن أبي الرجال، روى عنه حفص و غيره، ليس بثقة، و عبد الرّحمن بن أبي الرجال سمع منه الحكم بن موسى، ليس به بأس، كان ينزل بعض الثغور بالشام.

قال: و أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر، أنا الأحوص، نا أبي قال: قال أبو بكر.

حارثة بن أبي الرجال ضعيف، و أخوه عبد الرّحمن بن أبي الرجال ثقة، و كان بالشام.

أخبرنا أبو الحسين(4) هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها -

ص: 381


1- بالأصل: «قالت: بالآخر» تحريف و الصواب عن م.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 109/20.
3- الخبر التالي و الذي يليه سقطا من م.
4- في م: الحسن، تصحيف.

قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي الأصبهاني - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(1) ،(2).

أنا عبد اللّه بن أحمد(3) فيما كتب إلي قال: سألت أبي عن عبد الرّحمن بن محمّد بن أبي الرجال فقال: ثقة.

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عبد الرّحمن بن أبي الرجال، فقال: صالح، هو مثل عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا أبو نصر بن الجبّان إجازة - نا أحمد بن القاسم الميانجي، نا أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي، حدثني سعيد بن عمرو البردعي قال(4):

قلت - يعني لأبي زرعة الرازي -: حارثة و عبد الرحمن ابنا أبي الرجال ؟ فقال:

عبد الرحمن أشبه، و حارثة واهي، و عبد الرحمن أيضا يرفع أشياء لا يرفعها(5) غيره.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي (6)- أنا أبو منصور محمد بن الحسين(7) بن عبد اللّه البزار، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي، قال: و سمعته يعني الدارقطني يقول: عبد الرحمن بن أبي الرجال ثقة، مدني.

3944 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن الأشعث أبو الأشعث بن أبي بكر العجلي

حدث عن عباس بن الوليد بن مزيد.

كتب عنه أبو الحسين الرازي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد نا تمام بن محمد نا أبي أبو الحسن، أخبرني أبو الأشعث بن محمد بن عبد الرحمن بن الأشعث الدمشقي، أخبرني العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، أخبرني أبي قال:

ص: 382


1- الجرح و التعديل 281/5.
2- بعدها في م: قالا.
3- في الجرح و التعديل: عبد اللّه بن أحمد بن محمد بن حنبل.
4- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 179/11.
5- في تهذيب الكمال: يعرفها.
6- رسمها بالأصل: «الباحى» و المثبت عن م.
7- في م: الحسن، تصحيف.

سئل الأوزاعي و سعيد بن عبد العزيز عما يصنع الناس في قرص الخبز، و الخبز(1) بلا وزن ؟ قال: لا بأس به، فقيل له: فإنه ربما أخذ القوم أفضل مما أعطوه قالا: لا بأس بذلك إذا لم يكن المعطي ينوي الفضل.

قال: و سئل الأوزاعي عن الخبز بالحنطة، قال: لا بأس بذلك، قال الأوزاعي: الحنطة بالدقيق لا بأس به، قيل للأوزاعي: فالحنطة اليابس بالحنطة المقلي ؟ قال: لا بأس به، وزنا بوزن، قال: فالخبز اللين بالخبز اليابس ؟ قال(2): إن أخذه أهل البيت ليأكلوه، قال: لا بأس به.

قرأت بخط أبي الحسين نجا بن أحمد فيما نقله من خط الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية:

أبو الأشعث عبد الرحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الأشعث العجلي الدمشقي، و كان أبوه أيضا محدّثا مشهورا بدمشق، مات في جمادى الآخرة سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان الرّبعي قال:

و أبو الأشعث عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الأشعث - يعني في جمادى الأول(3) سنة ثمان و عشرين مات.

3945 - عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن مسلم أبو سعيد بن أبي عبد اللّه الأبهريّ المالكي

سمع: أبا الحسن علي بن عبيد اللّه الهمداني، و أبا محمّد عبد اللّه بن الوليد، و أبا القاسم هبة اللّه بن عمر بن إبراهيم الصّوّاف، و أبا الحسن علي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي النحوي(4) ، و أبا الحسن علي بن منير بن أحمد بن الحسن بن علي بن منير الخلاّل(5).

و قدم دمشق، و حدث بها.

روى عنه: نصر بن إبراهيم المقدسي.

ص: 383


1- في م: و الخمير.
2- كذا بالأصل و م، و في المختصر 29/15 قيل.
3- في م: جمادى الأولى.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 521/17.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 619/17.

و سمع منه من شيوخنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو محمّد بن الأكفاني، و نا عنه الفقيه نصر اللّه، و قال غيث بن علي: كتبنا عنه بصور، و لم يكن به بأس.

أنا(1) أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن محمّد الأبهري - قراءة عليه بصور - سنة إحدى و سبعين(2) و أربعمائة، نا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن شعيب القاضي، نا أبو العباس محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا محمّد بن أبي السّري، نا المعتمر بن سليمان، نا أبي، عن أبي عمرو الشيباني، عن عبد اللّه بن مسعود، قال:

قال نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «سباب - أو سبّ - المسلم فسوق، و قتاله كفر» [7223].

قرأت بخط أبي الفرج الخطيب: سألت أبا سعيد الأبهري عن مولده ؟ فقال: بأبهر(3) في سنة أربع و أربعمائة، و دخلت مصر مع والدي سنة خمس و عشرين و أربعمائة، و سمعت بها.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، قال: سنة اثنتين(4) و سبعين و أربعمائة فيها توفي أبو سعيد عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن مسلم الأبهري المالكي، قدم دمشق، و حدّث بها ببعض كتاب: «الصحيح» لمسلم بن الحجّاج رحمة اللّه عليه، عن أبي محمّد عبد اللّه بن الوليد في شهر ربيع الأول بدمشق(5) ، و كان مستورا صالحا.

و ذكر أبو الفرج الصّوري: أن وفاته كانت يوم الثلاثاء من ربيع الآخر سنة اثنتين و سبعين، و دفن في مقبرة باب الفراديس، و حدثني ولده محمّد بالإسكندرية أن وفاته كانت في ربيع الأول.

3946 - عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن ابن عامر بن إسماعيل بن سمك بن مهك...

3946 - عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن ابن عامر بن إسماعيل بن سمك بن مهك بن الجراح أبو طالب بن أبي أحمد و يقال ابن عامر بن...(6) الشيرازي الصوفي

سمع بدمشق أبا عبد اللّه الحسين بن محمّد بن..(7) ، و أبا القاسم بن الطّبيز(8) ، و أبا

ص: 384


1- في م: أخبرنا.
2- في م: و ثلاثين.
3- أبهر: بلدة بالقرب من زنجان، و أبهر قرية من قرى أصبهان (راجع الأنساب: الأبهري).
4- الأصل و م: اثنين.
5- بالأصل: بدمشق، و المثبت عن م.
6- اللفظة غير واضحة بالأصل، و قد تقرأ: «كرامة» أو «كرلته».
7- اللفظة غير مقروءة و رسمها بالأصل: «المسقى».
8- هو عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أحمد، ترجمته في سير أعلام النبلاء 497/17.

الحسن علي بن يوسف بن أحمد بن يوسف الحافظ الشيرازي، و أبا الحسين عبد اللّه بن محمّد بن عبيد اللّه الصوفي، و عبد الصمد بن الحسن الحافظ، و أبا منصور عبد الواحد بن الحسن الصائغ، و أبا زرعة عبد الواحد بن حمد بن علي الشيباني، و أبا يعلى عبد السلام بن الحسين بن الحسن بن معروف القصري، و عيسى بن أبي عيسى القايني، و أبا ذرّ الهروي، و أبا بكر محمّد بن الحسن بن أحمد الخطيب الشيرازي و جماعة سواهم.

روى عنه أبو طاهر محمّد بن الحسين بن محمّد الشيرازي، و عمر بن عبد الكريم الدّهستاني، و أبو الفرج غيث بن علي.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو طالب عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن الشيرازي بصور سنة سبع و ستين و أربعمائة أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن أحمد الحلبي البزّار بدمشق.

ح و أخبرنا أبو الفرج - قراءة عليه - أخبرني أبو الفتح محمد بن الحسن بن محمّد ...(1) بصور، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن أحمد الحلبي البزّار المعدل المعروف بابن....(2) ، نا أبو عبد اللّه أحمد بن عطاء الرّوذباري، نا محمّد بن محمّد الأنباري - و قال أبو الفتح: محمّد بن حميد الأحبارى(3) نا وريزة(4) بن محمّد الغسّاني، عن محمّد بن جبير قال: قال جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين: من صلى على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في كتاب صلّت عليه الملائكة ما دام اسم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، في الكتاب.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو طالب عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن الشيرازي - بقراءتي عليه بصور سنة سبع و ستين و أربعمائة - أنا الإمام أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل القاضي المحاملي، نا علي بن الهيثم، نا محمّد بن عبيد، نا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال:

رأى(5) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبر أمه فبكى و أبكى من حوله، فقال: «استأذنت ربّي عز و جل في

ص: 385


1- إعجامها مضطرب بالأصل و رسمها: «الاننتبادى».
2- اللفظة غير مقروءة.
3- كذا رسمها بالأصل.
4- الأصل: وزيرة، و المثبت و الضبط عن التبصير 1471/4.
5- كذا بالأصل، و في صحيح مسلم: زار.

أن استغفر لها، فلم يأذن لي، و استأذنت في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور، فإنّها تذكر الموت» [7224].

قرأت بخط شيخنا أبي الفرج سألت الشيخ أبا بكر الحافظ، عن أبي طالب عبد الرّحمن بن محمّد الشيرازي فقال: كذّاب و رأيته سيّئ الرأي فيه جدا، و قال: هذا يدّعي أن رجلا حدّثه عن القاضي المحاملي و ليس كذلك.

قال غيث: قال لي أبو طالب الشيرازي في بعض الأيام و قد ذاكرته عن شيوخه فزعم أن قد حدّثه عن المحاملي شيخان فذكرت ذلك للشيخ أبي بكر و أنه كان ينقم من واحد فالآن قد صار اثنان فنسأل اللّه أن يعيذنا برحمته و منه.

قرأت بخط أبي الفرج: توفي شيخنا أبو طالب عبد الرّحمن بن محمّد الشيرازي عند صلاة المغرب من ليلة الجمعة، و دفن من الغدّ بعد الظهر السابع من شهر رمضان سنة ثلاث و سبعين و أربعمائة و دفن لصيق قبر أبي إسحاق القبّاني(1) بجوار مسجد عتيق و حضرت الصلاة عليه رحمه اللّه، و رأيت لأبي طالب هذا مجلّدة صنّفها في الدعوات قد أدخل فيها ما ليس من الدعوات دلت منه على تخلّف شديد، و كان خطه رديئا.

3947 - عبد الرحمن بن محمّد بن عبد الوهّاب العطار

حدّث عن هشام بن خالد.

روى عنه أبو الحسن أسد بن سليمان بن حبيب بن محمّد الطّبراني.

قرأت على أبي القاسم بن السمرقندي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد الرازي، نا أبو الحسن أسد بن سليمان بن حبيب بن محمّد الطّبراني بطبرية، حدّثني عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الوهّاب العطار، نا هشام بن خالد، نا بقية بن الوليد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «من سبق العاطس بالحمد وقاه اللّه وجع الخاصرة، و لم ير في فيه مكروها حتى يخرج من الدنيا».

ص: 386


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و في م: القتابي، و المثبت عن المختصر.
3948 - عبد الرّحمن بن محمّد بن عصام - و يقال: عصيم - بن جبلة أبو القاسم القرشي

3948 - عبد الرّحمن بن محمّد بن عصام - و يقال: عصيم - بن جبلة أبو القاسم القرشي(1)

مولاهم، من سكان لؤلؤة(2) الكبيرة خارج باب الجابية.

حدث عن هشام بن عمّار.

روى عنه أبو الحسين الرازي، و أبو العباس بن السّمسار، و أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن بكير بن تميم المقدسي التميمي العطار المعروف بابن الغضائري، و أبو القاسم عبد المحسن بن عمر بن يحيى بن سعيد الصّفّار.

أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن علي بن صابر بن عمر، أنا أبو البركات عبد القادر بن عبد الكريم بن الحسين بن إسماعيل الخطيب - قراءة عليه - أنا أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد بن عبد الرّحمن المزني - قراءة عليه - نا أبو العباس محمّد بن موسى بن الحسين بن السمسار، نا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عصام، نا هشام بن عمّار، نا أبو عباس.

ح قال: و نا أبو العباس، قال: و نا عبد الرّحمن بن معمر و أحمد بن عمير، قالا: نا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم، نا عمرو بن أبي سلمة، عن إسماعيل بن عياش، حدّثني أبو بكر الهذلي عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء.

عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «تجوّز عن أمتي عن ثلاثة: عن الخطأ، و النسيان، و الكره» [7225].

قال هشام بن عمّار عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و حدّثنا أبو الحسن بن مهدي عنه، أنا أبو الحسين بن أبي نصر، أنا أبو القاسم عبد المحسّن بن عمر بن يحيى بن سعيد الصفار قال: قرأت على أبي القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عصيم القرشي فأقرّ به، نا هشام بن عمّار بن نصير السّلمي، نا إسماعيل بن عياش نا أبان بن أبي عياش عن أنس بن مالك.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يفطر قبل الصلاة [7226].

ص: 387


1- معجم البلدان «لؤلؤة».
2- لؤلؤة الكبير: محلة كبيرة بدمشق خارج باب الجابية (معجم البلدان).

قرأت بخط نجا بن أحمد و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي.

في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية.

أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عصام بن جبلة القرشي، مولاهم، شيخ أعور، كان يسكن دمشق في ربضها في موضع يقال له لؤلؤة الكبيرة، مات سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي(1) ، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة و ابن عاصم بدمشق - يعني: مات -.

3949 - عبد الرّحمن بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن سعيد أبو القاسم البخاري الحنفي

سمع ببلده: أبا منصور محمّد بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم الأسدي، و أبا إسحاق إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه الرازي نزيل بخارى، و أبا حامد أحمد بن حاتم المقرئ و بدمشق أبا بكر بن أبي الحديد، و أبوي الحسن: علي بن داود الدّاراني، و علي بن الحسن ابن....(2) الطّرسوسي، و تمّام بن محمّد، و أبوي الفرج الهيثم بن أحمد بن محمّد الصباغ و صدقة بن المظفري بن علي الأنصاري، و بأطرابلس: أبا عبد اللّه بن أبي كامل، و أبا القاسم حمزة بن عبد اللّه بن السام، و أبا الحسن علي بن عبد الواحد بن حيدرة القاضي، و بصيدا:

أبا الحسن بن جميع، و أبا الحسين عطية اللّه بن عطاء اللّه بن محمّد بن أبي غياث و بطبرية أبا الفرج محمّد بن الحسن بن الحسين، و بالموصل: أبا عبد اللّه يحيى بن عبد اللّه بن أحمد القاضي، و أبا محمّد الحسن بن علي بن فرغان بن محمّد، و بتكريت: أبا الحسن الفرج بن محمّد بن جعفر الحافظ، و ببلد: محمّد بن عبيد اللّه بن حامد القاضي، و أبا بكر محمّد بن أحمد الطّرسوسي، و بالدينور: أبا منصور محمد بن عمر بن أحمد بن ديرويه الحافظ، و أبا نصر محمّد بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي بجرجان، و أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الخطيب بمرذقان(3) ، و محمّد بن داود القاضي بعسقلان، و أبا(4) علي الحسن بن أحمد بن المعروف

ص: 388


1- الأصل: التيمي، تصحيف، و هو عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن علي بن سليمان، أبو محمد التميمي الكتاني ترجمته في سير أعلام النبلاء 248/18.
2- إعجامها ناقص بالأصل و رسمها المترفق المترقف.
3- كذا بالأصل، و لعل الصواب: بجرباذقان، و هما بلدتان (انظر الأنساب).
4- الأصل: أبو تصحيف.

بهمدان، و أبا علي الحسن بن الحسين بن حمكان ببغداد، و أبا الحسن علي بن عبد الواحد بن علي البغدادي بالرقة، و أبا الفرج ربيعة بن أحمد بن عمر بن محمد بن الفضل الأديب بالدينور، و أبا سعيد محمد بن عبد الرحمن بن عيسى المنبجي بمنبج و سمع بغيرها.

و صنف كتابا سماه: «عدة المسترشد في الترغيب في فضائل الأعمال».

و حكى فيه عن جماعة من الصوفية سمع منه بعضه عباد بن عمر بن محمد بن عباد العسقلاني.

و روى عنه: أبو القاسم حمزة بن محمد بن الحسن الحنفي، و عبد العزيز بن أحمد الكتاني، و سمع منه بمكة.

أخبرنا أبو الحسن السلمي، نا عبد العزيز الصوفي، حدثني أبو جعفر أحمد بن محمد بن يونس بن عمير الاسورى(1) الفقر(2) قدم علينا، نا أبو منصور عبد الرحمن بن عبد اللّه الطبري، نا أبو محمد عبد الملك بن محمد بن نجيد بن عبد الكريم البغوي ببغ(3).

و أنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الصوفي، أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد الشيرازي، نا أبو محمد عبد الملك بن نجيد البغوي أنا أبو القاسم بن عبدان بن حميد بن عبدان بن رشيد المنبجي بحلب، نا عمر بن سعيد نا أحمد بن دهقان، نا خلف بن تميم، قال:

دخلنا على أبي هرمز نعوده. فقال: دخلنا على أنس بن مالك نعوده فقال: صافحت بكفي هذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فما خزّا و لا حريرا ألين من كفه.

قال أبو هرمز لأنس بن مالك: صافحنا بالكف التي صافحت بها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فصافحنا.

قال خلف بن تميم: قلنا لأبي هرمز: صافحنا بالكف التي صافحت بها أنس بن مالك، فصافحنا.

قال أحمد بن دهقان: قلنا لخلف بن تميم صافحنا بالكف التي صافحت بها أبا هرمز، فصافحنا.

قال عمر بن سعيد: قلنا لأحمد بن دهقان: فصافحنا بالكف التي صافحت بها خلف بن

ص: 389


1- كذا رسمها.
2- كذا رسمها.
3- الأصل: ببغو، و المثبت عن الأنساب.

تميم، فصافحنا، و قال: السلام عليكم.

و قال عبد الملك بن محمد بن نجيد: قلنا لعبدان: فصافحنا بالكفي التي صافحت بها عمر بن سعيد، فصافحنا و قال: السلام عليكم.

قال أبو منصور عبد الرحمن: فقلنا لعبد الملك بن نجيد: فصافحنا بالكف التي صافحت بها عبدان، فصافحنا.

قال أحمد بن محمد بن يونس بن عمير: قلت لأبي منصور عبد الرحمن بن عبد اللّه الطبري، فصافحني بالكف التي صافحت بها عبد الملك بن نجيد، فصافحني.

قال عبد العزيز: قلت لأحمد بن محمد بن يونس، فصافحني بالكف التي صافحت بها أبا(1) منصور، فصافحني.

قال الفقيه: قلت لعبد الرحمن صافحني بالكف التي صافحت بها أحمد بن محمد، فصافحني.

قلت للفقيه أبي الحسن صافحني بالكفي التي صافحت بها عبد العزيز، فصافحني.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو طالب عبد الرحمن بن محمد الشيرازي بصور، أنا أبو القاسم حمزة بن محمد بن الحسن الحنفي. أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن أحمد الحنفي أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن ديرويه الحافظ بالدينور، نا علي بن إبراهيم بن موسى الرازي، حدثني أبو جعفر عمر بن أحمد بن علي بن إبراهيم البغدادي، سمعت إبراهيم بن إسحاق الحربي، و جاءه رجل، فقال له: جرى بيني و بين حرمتي كلام، إلى أن قالت لي: يا سفلة(2) قال له إبراهيم: أ تحب أبا بكر؟ قال: نعم، قال أ فتحب عمر؟ قال: نعم، قال أ فتحب عثمان ؟ قال: نعم، قال: أ فتحب عليا؟ قال: نعم: قال:...(3) أقم عليها، فما أنت سفلة.

3950 - عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر أبو الحسن التميمي الجوبري

3950 - عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر أبو الحسن التميمي الجوبري(4)

كان يسكن في زقاق الرمان.

ص: 390


1- الأصل: أبو.
2- السفلة: السقاط من الناس.
3- كلمة غير واضحة بالأصل.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 415/17 و الأنساب (الجوبري)، و العبر 158/3 و شذرات الذهب 229/3.

حدث عن أبي القاسم بن أبي العقب، و أبي بكر يحيى بن عبد اللّه بن(1) الحارث العبدري، الزجاج، و محمد بن حاتم بن زنجويه البخاري، و محمد بن سهل بن أبي سعيد التنوخي، و أبي عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن مروان، و هارون بن محمد الموصلي الطحان، و أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان.

روى عنه: أبو القاسم الحنائي، و عبد العزيز الكتاني(2) ، و أبو العباس بن قبيس، و معضاد بن علي...(3) و حيدرة المالكي، و أبو علي الحسين بن أحمد بن المظفر بن أبي حريصة، و أبو القاسم بن أبي العلاء، و أبو البركات مسلم بن عبد الواحد بن محمد...(4)

و سعد بن علي بن محمد الزنجاني، و أبو عثمان محمد بن أحمد بن ورقاء الأصبهاني، و إبراهيم بن سكر الحامي.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو القاسم الحسين بن محمد الحنائي، أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر التميمي الجوبري قراءة عليه و أنا أسمع، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب، نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري، نا عفان، نا همام، نا ثابت عن أنس أن أبا بكر الصديق أخبرهم:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو معه في الغار، فقال: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لا بصرنا تحت قدميه، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم: «يا أبا بكر ما ظنك باثنين اللّه ثالثهما» [7227].

ذكر أبو بكر محمد بن علي الحداد: أن الجوبري ثقة.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني. نا عبد العزيز الكتاني، قال: توفي شيخنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر لاثنتي عشرة ليلة خلت من صفر سنة خمس و عشرين و أربعمائة، لم يكن يحسن يقرأ و لا يكتب، و كان أبوه قد سمعه و ضبط له السماع، و كان يحفظ فنون الحديث الذي يحدث به. حدث عن إبراهيم بن محمد بن سنان و يحيى بن عبد اللّه بن الحارث الزجاج، و محمد بن إبراهيم بن مروان و غيرهم لما مضيت إليه لأسمع منه الحديث، و حدث له بلاغا في كتاب الجامع الصحيح، وجدت سماعه في جميعه، فلما صرت إليه، قال

ص: 391


1- كتبت بين السطرين.
2- الأصل: الكناني، تصحيف.
3- كلمة غير مقروءة.
4- كلمة بدون إعجام بالأصل و رسمها: «؟؟؟ العيوفى».

لي: قد سمعت الكثير، سمعني والدي، و كان والده محدثا، و لكن ما أحدثك أو أدري أي شيء مذهبك. قلت له: عن أي شيء تسألني عن مذهبي، قال: ما تقول في معاوية قلت: و ما عسى أن أقول فيه صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و رحمة اللّه عليه، قال: الآن أحدثك و أخرج إليه كتب أبيه جميعها و قال لي: انظر فيها فما وجدت فيه بلاغي في داخله، فاسمعه و كان على ظهره سماع لفلان و لم يكن في داخله شيء فلا يقرأه على حدث مدة يسيرة ذكر أبو علي الأهوازي أنه مات يوم الأحد الثاني عشر و دفن بباب توما.

3951 - عبد الرحمن بن محمد

حدث عن محمد بن تميم.

روى عنه: إسحاق بن إبراهيم بن صالح العقيلي.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد عنه، أنا أبو إبراهيم الحافظ، نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا مسلم بن سعيد، نا إسحاق بن أهيم بن صالح العقيلي، نا عبد الرّحمن بن محمّد الدمشقي، نا محمّد بن تميم، عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن سالم عن أبيه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «من آذى مؤمنا فقيرا بغير حقّ فكأنما هدم مكة عشر مرات، و بيت المقدس، و كأنما قتل ألف ملك من المقربين» [7228].

3952 - عبد الرّحمن بن محمّد الدمشقي

حدّث عن أبي هشام الغسّاني، عن إسحاق بن يوسف الأزرق، عن محمّد بن عمر الواقدي حكاية الكيس الذي اقترضه، حكاها عنه محمّد بن عبد اللّه الرازي ببلخ.

3953 - عبد الرّحمن بن مبشر، و يقال: ابن بشر الأموي

تقدّم ذكره.

3954 - عبد الرّحمن بن مثنى بن مطاع بن عيسى بن مطاع بن زيادة بن مسلم أبو مسعود اللّخمي

حدّث عن أبيه المثنّى.

روى عنه سليمان الطّبراني.

ص: 392

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ.

ح و أنبأنا أبو الفتح الحداد، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد اللّه الهمداني.

و أخبرنا أبو علي الحداد و جماعة في كتبهم، قالوا: أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم.

قالوا: أنا سليمان بن أحمد الطّبراني(1) ، نا عبد الرّحمن بن المثنّى بن مطاع بن عيسى بن مطاع بن زيادة بن مسلم بن مسعود بن الضحاك بن جابر بن عدي بن أراش بن جديلة بن لخم أبو مسعود اللّخمي - زاد محمّد بن عبد اللّه بدمشق سنة ثمان و سبعين و مائتين -.

و قالوا: قال: نا أبي المثنّى، عن أبيه مطاع، عن أبيه عيسى، عن أبيه مطاع، عن أبيه زيادة، عن جده مسعود.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم سمّاه مطاعا و قال له: «يا مطاع أنت مطاع في قومك» و حمله على فرس أبلق، و أعطاه الراية، و قال له: «يا مطاع امض إلى أصحابك، فمن دخل تحت رايتي هذه فقد أمن العذاب(2)» [7229].

قال الطبراني(3): لا يروى هذا الحديث عن مسعود إلاّ بهذا الإسناد، تفرّد به ولده عنه في رواية الحدادين تفرّد به شيخنا عبد الرّحمن.

3955 - عبد الرّحمن بن مدرك بن علي بن محمّد بن عبد اللّه بن سليمان أبو سهل التّنوخي المعرّي

3955 - عبد الرّحمن بن مدرك بن علي بن محمّد بن عبد اللّه بن سليمان أبو سهل التّنوخي المعرّي(4) ،(5)

دخل دمشق، و مضى إلى مصر في صحبة ابن عمه القاضي أبي(6) محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، و أقام بها، و عاد إلى دمشق، و نزل في زقاق العجم، و عاد إلى حماة و انتقل منها إلى المعرّة، و له أشعار حسنة، منها ما أنشدنا

ص: 393


1- المعجم الكبير للطبراني 331/20 رقم 785 و الإصابة 412/3 ضمن ترجمة مسعود بن الضحاك بن عدي.
2- في المعجم و الإصابة: أمن من العذاب.
3- هذه الزيادة ليست في المعجم الكبير.
4- الأصل: «المغربي» و غير مقروءة في م، و الصواب ما أثبت.
5- ترجمته و أخباره في خريدة القصر (قسم الشام) 46/2 و الوافي بالوفيات 265/18.
6- بالأصل: «أبو» و سقطت اللفظة من م.

القاضي أبو اليسر شاكر بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه(1) قال: عمل القاضي أبو سهل عبد الرّحمن بن مدرك في مقامه بدمشق:

كأن دمشق أفلاك تدور *** تلوح بها الشموس(2) أو البدور

و أي محلة قابلت فيها(3) *** رأيت كواكبها(4) فيها تسير

و أنشدنا القاضي أبو اليسر شاكر أيضا، قال: عمل جدي القاضي أبو المجد محمّد بن عبد اللّه لما عاد إلى معرّة النّعمان(5) من(6) فتكة الفرنج بأهلها، و قد دخل إلى داره بباب حناك و تعرف بدار القبة:

وقفت(7) بالدار(8) و قد غيّرت *** معالم منها و آثار

فقلت و القلب به(9) لوعة *** بحرقة و الدّمع مدرار

أنى زمان فيك قضيته *** و أين سكانك يا دار

فأجازها القاضي أبو سهل عبد الرّحمن بن مدرك:

فقالت الدار على غيها *** إن سكوني عنك أخيار

أخنت على من كان بي نازلا *** صروف أيام و أقدار

و ارتجع العيش و لذاته *** بعبرة و الدّهر دوّار

فها أنا اليوم كما قد ترى *** مقفرة ما بي ديار

و أنشدنا أبو اليسر أيضا قال:

كتب إليّ أبو السهل من حماة و أنا بالمعرّة زمن عودته من دمشق إلى حماة:

لا بدّ أن أشكو الذي *** لاقيت من ألم الفراق

و أبثّ وجدي ما استطعت *** و طول وهمي و اشتياقي

ص: 394


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 145/21.
2- في م: النفوس.
3- كذا بالأصل و م، و في المختصر 34/15 منها.
4- في م: كواكبا.
5- معرة النعمان: و هي مدينة كبيرة قديمة مشهورة من أعمال حمص بين حلب و حماة (معجم البلدان).
6- في م: بعد فتكة.
7- الأصل: وقت، و تقرأ في م: وقعت. و لعل الصواب ما ارتأيناه.
8- بالأصل: «بالدا» و المثبت عن م.
9- في م: و القلب بلوعه.

فلعل علاّم الغلام(1) *** و خالق السّبع الطباق

يقضي لنا بتجمّع *** أبدا على الأيام باقي

و نعيد أيام المسرة *** بالمعرّة و التلاقي

و عساه يأذن عن قريب *** لي إليها بانطلاقي

ما للمعرة مشية *** في أرض مصر و لا العراقي

قال: فكتبت إليه مبتدئا: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، وفقت أطال اللّه بقاء حضرة مولاي(2) القاضي الأجلّ على ما سمح به خاطره الشريف من نفائس درره، و غرائب غرره، فقلت عجلا و تنهدت(3) مرتجلا، فإن لم آت بمثل أبياته الوافية و معانيه الشافية فقد لزمت الوزن و القافية:

يا شاكيا ألم الفراق *** هيّجت و جدي و اشتياقي

و قدحت زند صبابتي *** أ فما اتّقيت من احتراقي

و أفضت من تامور قلبي *** كالعقيق إلى المآقي

لم تشتك إلاّ بعض ما *** أنا فيه من جهد الفراق

لم يبق بعدك لي سوى *** نزوح تصعد في التراقي

نفس تردد في ضنى *** جسم نحيل غير باقي

قد نالني للبين ما *** نال الهلال من المحاقي

فاحرص بأن تحيى *** و ليك عن قريب بالتلاقي

و اعزم على اسم اللّه *** فالرحمن يأذن بانطلاق

و اهد(4) الخيال عساه *** يسعد قبل ذلك باعتناق

و اكتب إلي معللا *** ببيوتك الشرد الرقاق

و لعل ما يعني الكتاب *** حشاشة هي في السياق

ما في الحجاز و لا الشام *** و أرض مصر و لا العراق

من نقطة تزهو على *** الدّرر المنضدة الرشاق

سمرت به سماره *** و حدا به حادي الرفاق

ص: 395


1- في م: الغيوب.
2- في م: مولانا.
3- في م: و تبدّعت.
4- عن م و بالأصل: و اهدي.

اللاك يا ابن الأكرمين *** و ما لكي قصب السباق(1)

من كل ممدود السماط *** لمن عراه من الرفاق

يتبجس الأنعام من *** كفيه كالغيث الدفاق

لا فخر عندهم بغير *** البيض و السّمر الرّقاق

و السابقات كأنها *** القروان و الخيل العتاق

و إغاثة الملهوف *** أو إنقاذ عان من وثاق

لا زلت يا ذا الفضل *** من عزّ و حفظ في رواق

و ات(2) المعرّة مسرعا *** في سرعة الماء المراق(3)

للّه حسن جنانها *** بالزهر أو روض الرقاق

رقّ النسيم به *** و كدره علينا ما نلاق

و حلّت موارده و لكن *** في فمي(4) مثل الزعاق

و الطرف مثل الطرف *** في الميدان يركض للسباق

ما راقه حسن به *** إلا و أحسن منه لاقي

و الباسلين فجنة *** الفردوس تلهي من تلاق

و يريح داود به *** يغني النزه البواقي

و إذا الكفين رقينه *** أجزأك عن ظهر البراق

لا سيما إذا جبته *** و الظل مسدود النطاق

أجبتك منه تحية *** لنسيمه عند انتشاق

و سقتك رزق بطاقة *** بنميره العذب المذاق

و حباك من أثماره *** بزبرجدات في حقاق

ليست ملونة الثياب *** على غلائلها الصفاق

و أنشدنا أيضا، أنشدني عبد الرّحمن بن مدرك(5):

سارقته نظرة أطال بها *** عذاب قلبي و ما له ذنب

ص: 396


1- في م: و لملكي قصب السياق.
2- عن م و بالأصل: و اتي.
3- في م: الرقاق.
4- ليست في م.
5- البيتان في الوافي بالوفيات 266/18.

يا جور حكم الهوى و يا عجبا *** يسرق عيني و يقطع القلب

و أنشدنا له(1):

جرحت بلحظي خدّ الحبيب *** فما طالب(2) المقلة الفاعلة

و لكنه اقتصّ من مهجتي *** كذاك الديات على العاقلة(3)

و أنشدنا له:

بأي نمل عارض دبّ في الخدّ *** دبيبا من تحت عقرب صرع

ففدا القب منهما في بلاء *** و عذاب ما بين قرص و لذع

و أنشدنا له(4):

باللّه يا صاحب الوجه الذي اجتمعت *** فيه المحاسن و استولى على المهج

خذني إليك فإن لم ترضني صلفا *** فاطرد بي العين عن ذا(5) المنظر البهج

كيف السلامة(6) من جفنيك ؟ إنهما *** حتف لكلّ محبّ في الهوى و شج

و أنشدنا له:

و ليلة زار فيها(7) من كلفت به *** فبت واجد قلب كان في العدم

جادت به فكساها نور بهجته *** نورا و مزق عنها حلة الظّلم

ريم يعزّ إذا ما ريم مطلبه *** و يستبيح نفوس الناس كلّهم

أضلّهم(8) علم للحسن منه بدا *** و إنّما يهتدي الضّلال بالعلم

له وداد سقيم ما يصح لنا *** كأنّما طرفه أعداه بالسّقم

لما دعي دمع عيني يوم فرقته *** أجابه من دموعي كل منسجم

و سام قلبي مبتاعا فأحرزه *** مسترخصا منه علقا غالي القيم

ص: 397


1- البيتان في خريدة القصر (قسم شعراء الشام) 46/2.
2- الأصل: طالت، و المثبت عن م.
3- العاقلة: القرابة من الأب، الذين يعطون دية قتل الخطأ.
4- الأبيات في خريدة القصر (قسم شعراء الشام) 47/2.
5- في م: ذي المنظر.
6- في خريدة القصر: كيف التخلص.
7- في م: بها.
8- كذا بالأصل و م، و في المختصر 35/15 «أظلهم» و هو ما يقتضيه السياق.

ما أنس لا أنس قولي في العتاب له *** و قد بدا لي منه وجه محتشم

إن كان هجرك من خوف الرقيب فصل *** بالذّكر مثلي، فكم ساع بلا قدم

و ابعث إلى الطرف طيفا إن بعثت له *** فإنه مذ حجبتم عنه لم ينم

و لا رأى حسنا من بعد فرقتكم *** كأنه إذا رأى يوم الفراق عمي

أجبتكم و نهتني عفتي فغدا *** أحلا وصالكم ما كان في الحلم

و لو ملكت اختياري في زيارتكم *** مشيت شوقا إليكم مشية القلم

ناديتها و نجوم الليل قد أفلت *** و الصّبح قد لاح مثل الصّارم الخدم

فداء من ليس ينسى عهدها أبدا *** و ليس يكفر ما أولته من نعم

يا ليلة السّفح أ لا عدت ثانية *** سقى زمانك هطّال من الدسم

لأشكرنك و الأيام ما بقيت *** روحي و دار لساني ناطقا بفمي

و لا حمدت سوى لبس السواد و لا *** دممت حطي رعيا فيك للذمم

و أنشدنا لأبي سهل:

عزيت نوب الليالي فاغتدوا *** ما يستقر لهم بأرض(1) دار

حتى كأنهم طريق مضائع *** و كأن أحداث الزمان نجار

و أنشدنا له:

تعمّم رأسي بالمشيب فساءني *** و ما سرّني تقبيح نور بياضه

و قد أبصرت عيني خطوبا كثيرة *** فلم أر خطبا أسودا كبياضه

و أنشدنا له:

حقّ لمثلي أن يبيت مفكرا احلف ارتماض

قلق الوسادة لا يذوق لما به طعم اغتماض

أسفا على ما فاته من طيب أيام مواضي

و يزيد في لبس السواد لعظم حادثة البياض

قال لي القاضي أبو اليسر شاكر بن عبد اللّه: توفي أبو سهل في زلزلة حماة في رجب سنة ثلاث(2) و خمسين و خمسمائة.

ص: 398


1- بالأصل: باض، و فوقها ضبة، و المثبت عن م.
2- في خريدة القصر: اثنتين.
3956 - عبد الرّحمن بن مروان بن سالم بن المبارك أبو محمّد التّنوخي المعرّي الواعظ المعروف بابن المنجم

3956 - عبد الرّحمن بن مروان بن سالم بن المبارك أبو محمّد التّنوخي المعرّي الواعظ المعروف بابن المنجم(1)

كان أبوه منجما رأيته يجلس على الطريق، و كان عبد الرّحمن ينشد في صباه في الأسواق، و يمشي على الدكاكين، و كان في صوته شجى، ثم خرج عن دمشق و هو شاب، و غاب عنها مدة ثم رجع إليها، فكان يعظ في الأعزية، ثم وعظ بعد ذلك على الكرسي، و رزق قبولا، و اكتسب بالوعظ مالا، ثم خرج إلى العراق، و أقام ببغداد مدة و أظهر الزهد، و أظهر له بها سوق، و كان يعرف ببغداد بالدمشقي، ثم رجع في آخر عمره إلى دمشق، و وعظ بها و نفقت سوقه، و مع ذلك لم ينزل الواعظ في الأعزية.

و حكى بعض من حضر مجلسه أنه أتاه يوما صغير يتوب على يديه، فأخذه و وعظه، و وضعه على كتفه و قال:

هذا صغير ما أتى صغيرة *** فهل كبير ركب الكبائر(2)

فضج(3) أهل المجلس بالبكاء، و كان يظهر لكل طائفة أنهم منهم حرصا على التحصيل، و حضرنا عزاء أمير المؤمنين المقتفي لأمر اللّه في الجامع بدمشق حين أتانا الخبر بموته فقام في التعزية و رثاه بأبيات، فخلع عليه صدر المجلس ثوبه، فتذكر عادته في الكدية، و عرّج عما كان فيه من التعزية إلى استدعاء موافقة الحاضرين له في خلع ثيابهم، فخلع [عليه](4) بعضهم، و قال ذلك اليوم: أنا المعزي لا المعزي(5) ، و ذكر أشياء أضحك الحاضرين، فقلت له بعد نهوضنا من العزاء: أخرجت العزاء عن معناه، و جعلته مضحكة، فقال من أراد التقرب إليه بقوله و أنه هو أضحك و أبكى، فقلت له: لكلّ مقام مقال، و ليس هذا موضع هذا، فسكت.

و حضرت مجلس وعظه يوما واحدا في المسجد الجامع، فسمعته ينشد شعرا لنفسه لم يحضرني ذكره(6).

ص: 399


1- أخباره في خريدة القصر (قسم الشام) 92/2 و فوات الوفيات 300/2 و الوافي بالوفيات 266/18 و شذرات الذهب 178/4.
2- الوافي بالوفيات، و في الفوات: كبيرة.
3- في م: فصاح.
4- زيادة اقتضاها السياق.
5- كذا بالأصل، و في م: «المقرى لا المقرى» و العبارة في الوافي بالوفيات: فقال ذلك اليوم فيه العماد الكاتب: المعرّي لا المعرّي، يعني بضم الميم لا فتحها.
6- انظر نماذج من شعره وردت في خريدة القصر 97/2 و ما بعدها و الوافي بالوفيات 268/18-269.

و مات ابن المنجم في يوم الجمعة العشرين من رجب سنة تسع(1) و خمسين و خمسمائة، و دفن يوم السبت بجبل قاسيون.

3957 - عبد الرّحمن بن مرزوق

3957 - عبد الرّحمن بن مرزوق(2)

من أهل دمشق.

حدث عن عطاء بن أبي رباح، و نافع، و أبي وهب الكلاعي، و عبادة بن نسيّ، و زرّ بن حبيش.

روى عنه الهيثم بن حميد، و سعيد بن أبي أيوب.

أخبرنا أبو الحسين(3) عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنا علي بن موسى بن السّمسار، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن عائذ، نا الهيثم بن حميد، أخبرني عبد الرّحمن بن مرزوق، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد اللّه.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: «العمرى(4) ميراث لأهلها» [7230].

قرأت على أم البهاء فاطمة بنت محمّد بن أحمد بن(5) البغدادي، عن أبي طاهر أحمد بن محمود، و أبي العباس أحمد بن محمّد بن النعمان القصّاص، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو عباس بن قتيبة، نا حرملة، نا ابن وهب، أخبرني سعيد، عن عبد الرّحمن بن مرزوق(6) ، عن عبادة بن نسيّ، عن غضيف بن الحارث الكندي، عن عائشة قالت:

أوتر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أول الليل، و أوسطه، و آخره.

ص: 400


1- في م و الوافي بالوفيات: «سبع» و قد ذكره العماد الحنبلي في شذرات الذهب فيمن مات سنة 557. و زيد في الوافي بالوفيات: و قد جاوز السبعين.
2- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 367/11 و تهذيب التهذيب 418/3 و التاريخ الكبير للبخاري 349/1/3 و الجرح و التعديل 287/5.
3- في م: الحسن.
4- العمرى ما تجعله للرجل طول عمرك أو عمره. قال ثعلب: العمرى أن يدفع الرجل إلى أخيه دارا فيقول: هذه لك عمرك أو عمري، أينا مات دفعت الدار إلى أهله، و كذلك كان فعلهم في الجاهلية (راجع تاج العروس بتحقيقنا: مادة: عمر).
5- «بن» سقطت من م.
6- في م: مروان، تصحيف، و هو صاحب الترجمة.

و مما وقع لي عاليا من حديثه ما.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السبط، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا أبو علي بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة الأسدي، نا أبو عبد الرّحمن المقرئ عبد اللّه بن يزيد، عن سعيد بن أبي أيوب، حدّثني عبد الرّحمن بن مرزوق، عن زرّ بن حبيش، عن صفوان بن عسّال المرادي، قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «فتح اللّه بابا للتوبة من المغرب عرضه مسيرة سبعين عاما، لا يغلق حتى تطلع الشمس من نحوه» [7231].

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين(1) ، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال(2):

عبد الرّحمن بن مرزوق الدمشقي، عن أبي(3) وهب الكلاعي، و نافع، روى عنه سعيد بن أبي أيوب.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها (4)- أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال(5): عبد الرّحمن بن مرزوق الدمشقي روى عن مكحول، روى عنه سعيد بن أبي أيوب، سمعت أبي يقول ذلك.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده، و حدثني أبو بكر محمّد بن شجاع عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس، قال:

[عبد الرحمن بن](6) مرزوق من أهل دمشق، قدم مصر، يروي عن أهل البصرة و أهل الشام، روى عنه سعيد بن أبي أيوب.

ص: 401


1- في م: الحسن، تصحيف، و السند معروف.
2- التاريخ الكبير 349/1/3.
3- عن م و التاريخ الكبير و بالأصل: ابن.
4- بعدها في م: قالا.
5- الجرح و التعديل 287/5.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
3958 - عبد الرّحمن بن مسعدة - و يقال: ابن مسعود - بن حكمة ابن مالك بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن جويه ابن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة الفزاري

أخو عبد اللّه بن مسعود.

كان أحد النفر العشرة الذين وجههم يزيد إلى ابن الزبير يدعونه إلى طاعة يزيد.

له ذكر في حديث، و كانت له أملاك بدمشق فيما حكاه أبو العباس الحسين الرازي عن شيوخه الدمشقيين، و كان عبد الرّحمن من جلساء عبد الملك بن مروان، ملازما له بالشام.

3959 - عبد الرّحمن بن مسعود بن الحارث بن عمرو بن حرجة ابن حرام بن سعد بن عدي...

3959 - عبد الرّحمن بن مسعود بن الحارث بن عمرو بن حرجة(1) ابن حرام(2) بن سعد بن عدي بن فزارة بن ذبيان بن بغيض ابن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان الفزاري

أحد القوّاد الذين ولّوا صوائف الروم في أيام معاوية، له ذكر و شجاعة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: قال ابن بكير: قال الليث: و في هذه السنة - يعني سنة أربع و خمسين - عروة بن مسعود، و عقبة بن نافع مشتاهم بقريطيا.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بن محمّد، قالت: أنا(3) أحمد بن محمود، أنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ(4) ، أنا محمّد بن جعفر المنبجي(5) ، نا عبيد اللّه بن مسعود بن إبراهيم الزهري، قال: قال أبي: و شتّا أبو مسعود(6) بأرض الروم - يعني سنة ست و خمسين -.

كذا قال، و الصواب ابن مسعود.

ص: 402


1- في جمهرة ابن حزم ص 255 خارجة.
2- كذا بالأصل و م و ابن حزم، و في المختصر 37/15 حزام.
3- في م: أنا أحمد بن محمود بن إبراهيم بن المقرئ.
4- في م: أنا أحمد بن محمود بن إبراهيم بن المقرئ.
5- في م: التميمي.
6- كذا ورد هنا بالأصل و م: «أبو مسعود» و هو خطأ سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب: ابن مسعود.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد - بقراءتي عليه - نا عبد العزيز الكتاني(1) ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، نا الوليد، قال:

و قد بلغنا أن سفيان - يعني: ابن عوف - هلك، و استخلف عبد الرّحمن بن مسعود - يعني على الصائفة - قال أبو عبد اللّه بن عائذ: فسمعت غير الوليد ينشد هذه الأبيات:

أقم(2) يا ابن مسعود قناة صليبة *** كما كان سفيان بن عوف يقيمها

و سم يا ابن مسعود مدائن قيصر *** كما كان سفيان بن عوف يسومها

و سفيان قرم من قروم قبيلة *** تضيم، و ما في الناس حيّ يضيمها

قال: و نا ابن عائذ، قال: فحدثني الوليد بن مسلم، عن زيد بن ذعبلة البهراني أن ابن مسعود شتّا سنة خمس و خمسين.

قال ابن عائذ: فسمعت عبد الأعلى يحدّث قال: غضب معاوية على ابن مسعود في شيء، فقال له: هلاّ فعلت كما فعل سفيان بن عوف ؟ فقال: يا أمير المؤمنين و أين أنا من سفيان بن عوف ؟ قال: قد عفونا عنك بمعرفتك فضل سفيان.

و قد قيل إنّ المستخلف عبد اللّه بن مسعود المعروف بابن مسعدة أخا(3) عبد الرّحمن، و قد ذكرت ذلك في ترجمة سفيان.

و حكى عبد اللّه بن سعد القطربلي عن الواقدي.

أن سفيان بن عوف لما أدركه أجله و ثقل قال للناس: إنّي لما بي، فأقيموا عليّ ثلاثة أيام، و قال: أدخلوا عليّ أمراء الأجناد و الأشراف من كل جند، فوقعت عينه على عبد الرّحمن بن مسعدة الفزاري فقال: ادن مني يا أخا فزارة، ففعل، فقال له: إنّك لمن أبعد العرب مني نسبا، و لكني قد أعلم أنّ لك نية حسنة و عفافا، و قد استخلفتك على الناس، فذكر وصيته إياه ثم مات.

و قام عبد الرّحمن بن مسعود بالأمر بعده، فقالت غطفان: هذا أول عمل وليته فليكن

ص: 403


1- بالأصل: الكناني، و إعجامها غير كامل في م، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
2- البيت الأول في جمهرة ابن حزم ص 256 بدون نسبة.
3- كذا بالأصل و م.

منك فيه من الغنى ما يعرف به معونة اضطلاعك و جرأتك، فقام بأمر الناس، و قد دخلهم الفشل لموت سفيان، فلقيهم جمع الروم، فنكث المسلمون، فقال عبد اللّه بن سعد في ذلك:

أقم يا ابن مسعود قناة صليبة

فذكر الأبيات الثلاثة و زاد:

لتبك على سفيان خيل تطاعنت *** بصمّ القناحتى استطار خطيبها

و ذكر معنى قول معاوية له، و ردّه الجواب عليه نحو ما تقدم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من تابعي أهل الشام:

عبد الرّحمن بن مسعود الفزاري.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة -.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام:

عبد الرّحمن بن مسعدة كان على الصوائف في زمن معاوية.

كان في الأصل ابن مسعود، فغيّر، و الصواب الأول(1).

أنبأنا أبو طالب الحسين(2) بن [محمد، أنا أبو القاسم التنوخي، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا بكر بن أحمد بن حفص، ثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال:](3) عبد الرّحمن بن مسعود الفزاري، من أصحاب أبي الدرداء، حدّث عنه عبد الرّحمن بن أبي عوف، و عبد الرّحمن بن مسعود، يلي الصوائف أيام معاوية.

ص: 404


1- يعني أن الصواب: ابن مسعود.
2- في م: الحسن، تصحيف، قارن مع المشيخة 54 /ب.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م لتقويم السند.
3960 - عبد الرّحمن بن مسلمة أظنه ابن حبيب بن مسلمة الفهري

3960 - عبد الرّحمن بن مسلمة(1) أظنه ابن حبيب بن مسلمة الفهري

روى عن أبي عبيدة، و خالد بن الوليد، و عمرو بن العاص.

روى عنه: الوليد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن محمّد، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصّيدلاني، نا يزداد بن عبد الرّحمن بن محمّد، نا أبو سعيد الأشجّ، نا أبو خالد، عن الحجاج بن أرطأة، عن الوليد بن أبي مالك، عن عبد الرّحمن بن مسلمة.

أن رجلا أجار رجلا و هو مع أبي عبيدة بن الجراح، و عمرو بن العاص، و خالد بن الوليد، قال عمرو و خالد: لا نجير من أجاره، فقال أبو عبيدة: بلى، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«يجير على المسلمين بعضهم» [7232].

أنا(2) أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أبو سهل محمّد بن إبراهيم، قالا:

أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا محمّد بن إسماعيل، نا سليمان بن حيان، عن حجّاج(3) ، عن الوليد بن أبي مالك، عن عبد الرّحمن بن مسلمة.

أن رجلا من المسلمين أجار رجلا من المشركين، فقال خالد بن الوليد و عمرو: لا نجيره، قال أبو عبيدة يجيره، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «يجير على المسلمين بعضهم» [7233].

قال: و نا زهير، نا سليمان بن حيان، عن الحجاج، عن الوليد بن أبي مالك، عن عبد الرّحمن بن مسلمة، قال:

ص: 405


1- أخباره في الجرح و التعديل 286/5 و الضعفاء الكبير للعقيلي 344/2 و الكامل لابن عدي 311/4 و قد ورد فيه: عبد الرّحمن بن سلمة و ميزان الاعتدال 589/2.
2- في م: أخبرنا.
3- في م: الحجاج.

أجار رجل قوما و هو مع خالد بن الوليد، و أبي عبيدة، و عمرو بن العاص، و قال خالد و عمرو: لا نجير من أجار، فقال أبو عبيدة: بلى، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «يجير على المسلمين بعضهم» [7234].

تابعه عبد الرّحمن بن سليمان، عن حجّاج، و خالفهما إسرائيل بن يونس.

أخبرنا بحديثه أبو علي بن السبط، أنا أبو محمّد الجوهري.

و أنا(1) أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد(2) بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(3) ، حدثني أبي، نا إسماعيل بن عمر، نا إسرائيل، عن الحجاج بن أرطأة، عن الوليد بن أبي مالك، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: أجار رجل من المسلمين رجلا، و على الجيش أبو عبيدة بن الجراح، فقال خالد بن الوليد و عمرو بن العاص: لا نجيره، فقال أبو عبيدة: نجيره، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «يجير على المسلمين أحدهم» [7235].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال(4):

عبد الرّحمن بن مسلمة، عن أبي عبيدة بن الجراح، قاله الحجاج عن الوليد بن أبي مالك، لا يصح.(5) أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و حدثني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين.

قالا: أنا أحمد بن محمّد بن غالب، أنا حمزة بن محمّد بن علي بن هاشم، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب، نا محمّد بن إسماعيل، قال:

عبد الرّحمن بن مسلمة، عن أبي عبيدة بن الجراح، قاله سليمان بن حيّان، عن الحجّاج، عن الوليد بن أبي مالك، لا يصح.

ص: 406


1- في م: و أخبرنا.
2- بالأصل: «أبو أحمد» و المثبت عن م.
3- مسند أحمد بن حنبل 415/1 رقم 1695.
4- لم أعثر له على ترجمة في التاريخ الكبير للبخاري.
5- الخبر التالي سقط من م.

أخبرنا أبو [(1) الحسين القاضي، و] أبو عبد اللّه الأديب - شفاها (2)- قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال(3):

عبد الرّحمن بن مسلمة، روى عن أبي عبيدة بن الجرّاح، روى عنه الوليد بن أبي مالك، سمعت أبي يقول ذلك، سألت أبي عنه، فقال: هو صالح الحديث، و أنكر على البخاري إدخاله في كتاب الضعفاء، و قال: يحوّل من هناك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن يوسف، نا أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي(4) ، حدثني آدم بن موسى، قال: سمعت البخاري، قال: عبد الرّحمن بن مسلمة، عن أبي عبيدة بن الجرّاح، قال البخاري: لا يصح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي، قال(5):

عبد الرّحمن بن سلمة(6) ، عن أبي عبيدة بن الجرّاح، روى سليمان بن حيّان، عن حجّاج، عن الوليد بن أبي مالك عنه لا يصح.

سمعت(7) ابن حمّاد يذكره عن البخاري.

قال ابن عدي: و هذا الحديث إنما هو حديث واحد عن أبي عبيدة، و لا يعرف له غيره.

كذا قال(8).

ص: 407


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- بعدها في م: قالا.
3- الجرح و التعديل 286/5 رقم 1364.
4- الخبر في كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 344/2 رقم 944.
5- الكامل لابن عدي 311/4.
6- كذا بالأصل و م هنا، و هو يوافق ما ورد في الكامل لابن عدي، و هو صاحب الترجمة، و الصواب: مسلمة.
7- الكلام من تتمة كلام ابن عدي.
8- يريد قوله: ابن سلمة.
3961 - عبد الرّحمن بن مسلم - و يقال: ابن عثمان - بن يسار أبو مسلم الخراساني

3961 - عبد الرّحمن بن مسلم - و يقال: ابن عثمان - بن يسار أبو مسلم الخراساني(1)

صاحب دعوة بني العباس.

ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القوّاس الورّاق في تاريخه أنه قدم هو و أبو سلمة حفص بن سليمان المعروف بالخلاّل على إبراهيم بن محمّد الإمام، فأمرهما بالمصير إلى خراسان، و بالحميمة(2) كان إبراهيم الإمام حينئذ.

سمع عكرمة مولى ابن عباس(3) ، و أبا الزبير محمّد بن مسلم بن تدرس(4) ، و محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس، و ابنه إبراهيم الإمام، و عبد اللّه بن محمّد بن علي، و ثابت بن أسلم البناني، و إسماعيل بن عبد الرّحمن السّدّي، و عبد الرّحمن بن حرملة الأسلمي.

روى عنه إبراهيم بن ميمون الصائغ، و عبد اللّه بن شبرمة الضّبّي، و عبد اللّه بن المبارك(5) ، و بشر والد مصعب بن بشر المروزيان، و يزيد بن منيع صهر أبي مسلم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، حدثني أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي، نا عبد اللّه بن محمّد بن أيوب القطان، أنا أبو أحمد علي بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن حبيب المروزي - بمرو - نا أبو يوسف محمّد بن عبدك، نا مصعب بن بشر قال: سمعت أبي يقول(6):

قام رجل إلى أبي مسلم و هو يخطب، فقال له: ما هذا السواد الذي أرى عليك ؟ قال:

حدثني أبو الزبير، عن جابر بن عبد اللّه أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم دخل مكة يوم الفتح و عليه عمامة سوداء،

ص: 408


1- ترجمته و أخباره في تاريخ الطبري (الجزءان السادس و السابع، انظر الفهارس العامة) تاريخ بغداد 207/10، الكامل لابن الأثير - بتحقيقنا (انظر الفهارس العامة)، البداية و النهاية بتحقيقنا (انظر الفهارس العامة) ميزان الاعتدال 589/2 لسان الميزان 436/3 شذرات الذهب 176/1 العبر 386/1 و سير أعلام النبلاء 48/6 و الإمامة و السياسة بتحقيقنا (الفهارس)، و الفتوح لابن الأعثم (الفهارس).
2- الحميمة تصغير الحمة، بلد من أرض الشراة من أعمال عمان في أطراف الشام، كانت منزل بني العباس (معجم البلدان).
3- كذا بالأصل و م، و نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 48/6 عن ابن عساكر و عقب بعد ذلك: قال: و هذا غلط، لم يدركه.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 380/5.
5- و عقب الذهبي في سير أعلام النبلاء 48/6 قال: قلت: و لا أدرك ابن المبارك الرواية عنه، بل رآه.
6- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 50/6-51 و انظر تخريجه فيها. و البداية و النهاية بتحقيقنا 73/10.

و هذه ثياب الهيبة، و ثياب الدولة، يا غلام، اضرب عنقه.

أخبرنا أبوا(1) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب(2) ، أخبرني عبد اللّه(3) بن أبي الفتح، نا الحسن بن أحمد بن محمّد بن عبيد اللّه النيسابوري، أنا علي بن محمّد الحبيبي المروزي، نا محمّد بن عبدك، أنا مصعب بن بشر، قال: سمعت أبي يقول:

قام رجل إلى أبي مسلم و هو يخطب، فقال له: ما هذا السواد الذي أرى عليك ؟ فقال:

حدثني أبو الزبير، عن جابر بن عبد اللّه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم دخل مكة يوم الفتح و عليه عمامة سوداء، و هذه ثياب الهيبة و ثياب الدولة، يا غلام، اضرب عنقه.

أخبرنا أبو محمّد [بن] الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني(4) ، أنا تمّام بن محمّد، حدثني أبي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الصمد بن هشام الصدقي - بمصر - نا عبد الرّحمن بن خالد بن نجيح، حدثني أبي خالد بن نجيح، نا عبد اللّه بن المنيب(5) ، عن أبي مسلم صاحب الدولة، عن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس، عن أبيه، عن جده عبد اللّه بن عباس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: «من يرد هوان قريش أهانه اللّه» [7236].

قال: و أنا تمّام، حدثني أبو بكر محمّد بن سليمان الربعي، نا أبو الوليد عبد الملك بن محمود بن سميع الفقيه، نا عبد الرّحمن بن خالد بن نجيح أبو الحسن القرشي، نا أبي خالد بن نجيح، نا عبد اللّه بن المنيب، عن أبي مسلم صاحب الدولة عن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس، عن أبيه، عن جده قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: «من أراد هوان قريش أهانه اللّه عز و جل» [7237].

أخبرنا أبو علي الحدّاد، قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ في تاريخ أصبهان(6):

عبد الرّحمن بن عثمان بن يسار أبو مسلم صاحب الدولة، مختلف في مولده، فقيل: مولده

ص: 409


1- بالأصل: «أبو» خطأ و الصواب ما أثبت و السند معروف.
2- تاريخ بغداد 208/10.
3- في م و تاريخ بغداد: عبيد اللّه.
4- بالأصل: الكناني، تصحيف و الصواب ما أثبت عن م.
5- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية بتحقيقنا 73/10.
6- كتاب ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم الأصبهاني 109/2.

بأصبهان برستاق فريدين، و ذاك أن والده عثمان(1) قدم مع معقل ابن عمير بن نعيم العجلي من الكوفة، فسكن معقل فائق و عثمان فريدين فولد له بها أبو مسلم، روى عن السّدّي، و محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس، حدث عنه عبد اللّه بن شبرمة، و إبراهيم الصائغ، و عبد اللّه بن المبارك، و هو الذي أقام دولة بني العباس، و قيل له: كيف أنت إذا حوسبت على إنفاقك المال في غير حقه ؟ فقال: لو لا ذنوبي في إقامة دولة بني العباس لطمعت في خفة المحاسبة على تبذير من المال(2).

أخبرنا أبوا(3) الحسن: بن قبيس، و ابن سعيد، و أبو النجم الشّيحي التاجر، قالوا:

قال لنا أبو بكر الخطيب(4): عبد الرّحمن بن مسلم بن سنفيرون بن اسفنديار أبو مسلم المروزي صاحب الدولة العباسية، يروي(5) عن أبي الزبير محمّد بن مسلم المكي، و ثابت البناني، و إبراهيم، و عبد اللّه ابني محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العباس، و كان فاتكا شجاعا ذا رأي، و عقل، و تدبير، و حزم، و قتله أبو جعفر المنصور بالمدائن.(6) أخبرني أبو محمّد بن الأكفاني - فيما شافهني - أنا أبو محمّد الكتاني (7)- إجازة -.

ح أخبرنا أبو الحسين الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا أبو محمّد الفرعاني، أنا أبو جعفر الطبري(8) ، قال:

ذكر علي بن محمّد أن حمزة بن طلحة السّلمي حدثه عن أبيه، قال:

كان بكير بن ماهان كاتبا لبعض عمال السند، فقدم، فاجتمعوا بالكوفة في دار، فغمز بهم فأخذوا فحبس بكير و خلّي عن الآخرين(9) ، و في الحبس يونس أبو عاصم، و عيسى بن معقل العجلي(10) ، و معه أبو مسلم يحدثه، فدعاهم بكير فأجابوه إلى رأيه، فقال لعيسى بن معقل: ما هذا الغلام ؟ قال: مملوك، قال: تبيعه ؟ قال: هو لك، قال: أحب أن تأخذ ثمنه،

ص: 410


1- في أخبار أصبهان: عثمان بن أبي مسلم.
2- الخبر السابق سقط من م.
3- الأصل و م: «أبو» و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
4- الخبر في تاريخ بغداد 207/10.
5- كذا بالأصل و م و في تاريخ بغداد: يروي عنه عن.
6- الخبر التالي سقط من م.
7- الأصل: الكناني، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
8- الخبر في تاريخ الطبري 198/7 حوادث سنة 124.
9- الطبري: عن الباقين.
10- بالأصل: و عيسى العجلي بن مغفل.

قال: هو لك بما شئت، فأعطاه أربعمائة درهم، ثم أخرجوا من السجن، فبعث به إلى إبراهيم فدفعه إبراهيم إلى [أبي](1) موسى السراج، فسمع منه، و حفظ، ثم صار إلى أن اختلف إلى خراسان.

و قال غيره: توجّه(2) سليمان بن كثير، و مالك بن الهيثم و لاهز بن قريظ، و قحطبة بن شبيب من خراسان، و هم يريدون مكة في سنة أربع و عشرين و مائة، فلما دخلوا الكوفة أتوا عاصم بن يونس العجلي، و هو في الحبس، فبدأهم(3) بالدعاء إلى ولد(4) العبّاس، و معه عيسى و إدريس ابنا معقل، حبسهما يوسف بن عمر فيمن حبس من عمّال خالد بن عبد اللّه، و معهما أبو مسلم يخدمهما، فرأوا فيه العلامات، فقالوا: من أين هذا الفتى ؟ قالوا: غلام(5) معنا من السّراجين، و قد كان أبو مسلم يسمع عيسى و إدريس يتكلمان في هذا الرأي، فإذا سمعهما بكى، فلما رأوا ذلك منه دعوه إلى ما هم عليه، فأجاب [و قبل](6).

أخبرنا أبو النجم بن عبد اللّه، أنا أبو بكر أحمد بن علي(7) ، أنا محمّد بن أحمد بن رزق البزّاز(8) ، أنا أبو الحسن المظفر بن يحيى الشرابي، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه المرثدي، نا أبو إسحاق الطلحي، حدثني أبو مسلم محمّد بن المطلب(9) بن فهم بن محرز - و هو من ولد(10) أبي مسلم - قال: كان اسم أبي مسلم صاحب الدعوة إبراهيم بن عثمان بن يسار بن شيدوس بن جودرن من ولد بزرجمهر(11) ، و كان يكنى أبا إسحاق، و ولد بأصبهان، و نشأ بالكوفة، و كان أبوه أوصى إلى عيسى بن موسى السراج، فحمله إلى الكوفة و هو ابن سبع سنين، فقال له إبراهيم بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العباس لما عزم على توجيهه(12) إلى خراسان: غيّر اسمك، فإنه لا يتم لنا الأمر إلاّ بتغييرك اسمك على ما وجدته في الكتب، فقال: قد سميت نفسي عبد الرّحمن بن مسلم، و تكنى(13) أبا مسلم، و مضى لشأنه له ذؤابة،

ص: 411


1- الزيادة عن الطبري.
2- في الأصل: فوجه، و المثبت عن الطبري.
3- في الطبري: قد اتّهم.
4- عن الطبري، و بالأصل: والد.
5- بالأصل: فقال: من غلام.
6- الزيادة عن الطبري.
7- الخبر في تاريخ بغداد 207/10.
8- الأصل و م: «البزار» و المثبت عن تاريخ بغداد.
9- في تاريخ بغداد: عبد المطلب.
10- بالأصل: والد، و الصواب عن م و تاريخ بغداد.
11- على هامش تاريخ بغداد: كذا في الأصل: و في الوفيات لابن خلكان: سندوس بن جودون.
12- الأصل و م: توجهه، و الصواب عن تاريخ بغداد.
13- الأصل و م، و يكنى، و المثبت عن تاريخ بغداد.

فمضى على حمار بإكاف، و قال له: خذ نفقة من مالي(1) لا أريد أن تمضي بنفقة من مالك، و لا مال عيسى السراج، فمضى على ما أمره، و مات عيسى، و لا يعلم أنّ أبا مسلم، هو أبو مسلم إبراهيم بن عثمان، و توجّه أبو مسلم لشأنه و هو ابن تسع عشرة(2) سنة، و زوّجه إبراهيم بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس، بنت عمران بن إسماعيل الطائي، المعروف بأبي النجم على أربعمائة، و هي بخراسان مع أبيها، و زوّجه وقت خروجه إلى خراسان، و بنى بها بخراسان، و زوّج أبو مسلم ابنته فاطمة من محرز بن إبراهيم، و ابنته الأخرى أسماء من فهم بن محرز، فأعقبت أسماء، و لم تعقب فاطمة، قال: و فاطمة التي تدعو لها الحرمية إلى الساعة.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه العكبري - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا أبو علي محمّد بن الحسين الجازري، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري(3) ، نا محمّد بن الحسن بن دريد(4) ، نا أبو حاتم، عن أبي عبيدة، قال:

حدثني رجل من أهل خراسان، عن أبيه، قال: كنت أطلب العلم فلا آتي موضعا إلاّ وجدت أبا مسلم قد سبقني إليه، فألفني، فدعاني إلى منزله، و دعا بما حضر، فأكلت، ثم قال: كيف لعبك بالشطرنج ؟ فقلت: إني لاعب بها، فدعا بشطرنجه، فتناولت السواد، فوضعته بين يديّ، فتناولها من بين يدي و أعطاني البياض، فأشفت(5) شاهه(6) على القتل فداخله أمر عظيم، فاغتممت له، ثم قال لي: العب فقد فرّج اللّه، فخلص شاهه و جعل يقول:

ذروني ذروني ما فررت(7) بانني *** مني ما أهج حزنا تضيق(8) بكم أرضي

و أبعث في سود الحديد إليكم *** كتائب سودا(9) طال ما انتظرت نهضي

قال: فكنت ألاعبه و يلهو بهذين البيتين حتى بلغني خروجه.

ص: 412


1- الأصل و م: مال، و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- بالأصل: تسعة عشر سنة، و الصواب عن م و تاريخ بغداد.
3- الخبر في الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا 27/3-28.
4- و من طريق ابن دريد رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 52/6-53.
5- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن الجليس الصالح.
6- عن الجليس الصالح و بالأصل: شاهته.
7- كذا بالأصل و في سير أعلام النبلاء: «قررت» و في الجليس الصالح: قدرت.
8- الجليس الصالح: تضق.
9- بالأصل و سير أعلام النبلاء: «سود»، و المثبت عن الجليس الصالح.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا عبد اللّه بن عدي الحافظ، أنا أحمد بن عامر البرقعيدي، نا أبو يوسف القلوسي، نا أبو عاصم، قال: سمعت رؤبة بن العجاج يقول:

كان أبو مسلم عالما بالشعر - يعني صاحب الدولة (1)- (2) أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا عمارة بن وثيمة المصري، نا محمّد بن عثمان، عن عبد اللّه بن الحارث قال:

عرض أبو مسلم جوادا فقال لمن حضره: لأي شيء يصلح هذا؟ قالوا: للعدو، قال:

لا، و لكن يركبه الرجل و يهرب من الجار السوء.

كتب إليّ [أبو](3) نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، قال: سمعت أبي رحمه اللّه يحكي عن المعمرين من أهل نيسابور.

أن أبا مسلم لما رأى الرؤيا التي طمع بها في ولاية خراسان، اشترى حمارا و ركبه، و قد كان أخبر برؤياه عشيرته بمرو و يحدث الناس به، فلما ورد نيسابور نزل ؟؟؟ وياباد(4) و كانت عامرة، و فيها أسواق كثيرة، قال: فتحدث الخان بان الذي نزل أبو مسلم خانه.

أن هذا يزعم أنه والي خراسان، فخرج أبو مسلم لبعض حوائجه، فعمد بعض الماجنين إلى حماره فقطع ذنبه، فلما انصرف أبو مسلم [قال](5) للخان بان من فعل هذا؟ قال: و اللّه ما أدري، قال: ايش تسمي هذه المحلة قال:؟؟؟ وياباد(6) ، قال: إن لم أصيرها گندآباد فلست بأبي مسلم، فضرب الدهر ضرباته، و انصرف إلى نيسابور على ولاية خراسان، فعمد إلى تلك المحلة فخربها عن آخرها، فهي الآن لا تشبه محالنا إنما هي كقرية خربة.

قال: و نا أبو عبد اللّه، سمعت أبا بكر محمّد بن حمدون بن نجار يقول: سمعت أبي يقول:

ص: 413


1- سير أعلام النبلاء 53/6.
2- الخبر التالي و الخبران السابقان، سقطت هذه الأخبار الثلاثة من م.
3- الزيادة عن م.
4- كذا رسمها بالأصل، و في م: «قوياباد» و لم أوفق إلى إعجامها و ضبطها.
5- سقطت من الأصل و مكانها بالأصل علامة تشير إلى هذا النقص، و الزيادة عن م لإيضاح.
6- كذا بالأصل، و في م: نوباباد؟!.

لما ورد أبو مسلم نيسابور على إكاف على حمار و ليس معه آدمي قصد في بعض الليالي دار الفادوستان، فدق عليه الباب، ففزع أصحابه و خرجوا إليه، فقال لأصحابه: قولوا للدهقان: إن أبا مسلم بالباب يطلب منك ألف درهم و دابّة، فدخلوا على صاحبهم، فسأل عنه في أي زي هو؟ و أي عدة ؟ فأخبروه أنه وجده بأدون زي، فسكت ساعة ثم دعا بألف درهم و دابة من خواص دوابّه، و أذن له، ثم قال: يا أبا مسلم، قد أسعفناك بما طلبته، و إن عرضت حاجة أخرى فنحن بين يديك، فقال: ما ضاع لك ما فعلته، و لم يزده عليه، فخرج إلى أقاربه بأصبهان و جمع عشيرته، و كان من أمره ما كان، فقال له بعض أقاربه: إن فتحت بنيسابور اجتمع لك كل ما أردته من مال الدهقان المجوسي بها، فقال: كذلك عندنا يد، فلما انصرف إلى نيسابور وافقته هدايا الفادوستان قبلها، قيل له: لا تقبلها و اطلب منه الأموال، فقال: له عندنا يد، ثم لم يتعرض و لا لأحد من أصحابه و أمواله حتى انصرف إلى مرو.

أخبرنا أبوا(1) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب(2) ، نا الأزهري، نا محمّد بن جعفر النجاد، نا أبو أحمد الجلودي، نا محمّد بن زكوية، قال:

روي لنا أن أبا مسلم صاحب الدولة قال: ارتديت الصبر، و آثرت الكتمان، و حالفت(3) الأحزان و الأشجان، و سامحت المقادير و الأحكام، حتى بلغت غاية همتي، و أدركت نهاية بغيتي، ثم أنشأ يقول:

قد نلت(4) بالحزم(5) و الكتمان ما عجزت *** عنه ملوك بني مروان(6) إذ حشدوا

ما زلت أضربهم بالسيف فانتبهوا *** من رقدة(7) لم ينمها قبلهم أحد

طفقت أسعى عليهم في ديارهم *** و القوم في ملكهم(8) بالشام قد رقدوا

و من رعى غنما في أرض مسبعة *** و نام عنها تولى رعيها الأسد

ص: 414


1- الأصل: «أبو» تحريف و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
2- تاريخ بغداد 208/10 و من طريق أبي أحمد الجلودي في سير أعلام النبلاء 53/6 و البداية و النهاية (بتحقيقنا 77/10) و وفيات الأعيان 152/3 و الكامل لابن الأثير 480/5.
3- في م: خالفت.
4- في وفيات الأعيان: أدركت بالحزم.
5- البداية و النهاية: بالعزم.
6- في م: بني ساسان.
7- في الوفيات: حتى ضربتهم... من نومه.
8- في الوفيات: ما زلت أسعى بجهدي في دمارهمو القوم في غفلة.........

أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخليل الطوسي النوقاني (1)- بمرو - أنا القاضي الإمام أبو سعيد محمّد بن سعيد الفرخزادي(2) ، أنا السيد أبو طالب الجعفري، أنا محمّد بن أحمد بن سليمان الحافظ، أنا أبو الحسين عبد اللّه بن موسى بن الحسين بن إبراهيم البغدادي، نا الحسين بن محمّد الواسطي، نا محمّد بن زكريا البصري، نا الحسين(3) بن عقيل التبعي، عن أبيه قال:

قيل لأبي مسلم صاحب الدولة: ثم أدركت ما أدركت، قال: ارتديت بالحزم، و خالفت الصبر، و أنقضت رأيي و الغيت هواي، و لزمت الكتمان، و أدبر الحرمان، و ولّى الخذلان، و ساعد القدر ثم أنشأ يقول:

أدركت بالحزم و الكتمان ما عجزت *** عنه الملوك بنو مروان إذ حشدوا

ما زلت أسعى عليهم في ديارهم *** و القوم في ملكهم بالشام قد رقدوا

حتى ضربتهم بالسيف فانتبهوا *** من رقدة لم ينمها قبلهم أحد

و من رعى غنما في أرض مسبعة *** و نام عنها تولى رعيها الأسد(4)

أخبرنا أبو نصر القشيري في كتابه، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر المزكي، نا عبد اللّه بن سلمة المؤدب، نا أبو أحمد محمّد بن عبد الوهاب(5) ، قال: سمعت علي بن عثّام يقول: قال إبراهيم الصائغ:

لما رأيت العرب و صنيعها خفت ألاّ يكون للّه فيهم حاجة، فلمّا سلّط اللّه عليهم أبا مسلم، رجوت أن يكون للّه فيهم حاجة.

قال علي: كان يقال: ما انتقم اللّه لقوم إلاّ بشرّ منهم.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أحمد(6) بن الفضل بن محمّد الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أبو العباس القاسم بن القاسم السيّاري(7) ، قال: قال جدي

ص: 415


1- المشيخة 173 /ب.
2- كذا بالأصل، و لعل الصواب: الفرخوزديزجي نسبة إلى قرية فرخوزديزه من قرى نسف ؟.
3- في سير أعلام النبلاء 53/6 الحسن.
4- الخبر السابق و الأبيات سقط من م.
5- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 53/6.
6- بالأصل: «أنا أبو أحمد» و المثبت عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 182/18.
7- في م: الشيرازي.

أحمد بن سيّار(1): نا الحسن بن رشيد العنبري، قال: سمعت يزيد النحوي يقول(2):

أتاني إبراهيم(3) فقال لي: ما ترى ما يعمل هذا الطاغية، إن الناس معه في سعة، غيرنا أهل العلم، قال: قلت: لو علمت أنه يصنع بي إحدى الخصلتين لفعلت: إن أمرت و نهيت يقيل منا أو يقيلنا(4) ، و لكني أخاف أن يسلّط علينا، و أنا شيخ كبير لا صبر لي على السياط، فقال الصائغ: لكني لا أنتهي عنه قال: فذهب إبراهيم، فدخل على أبي مسلم فأمره و نهاه، فقتله.

قال: و سمعت الحسن بن رشيد يقول: سمعت النعمان يقول: أما حديث إبراهيم الصائغ عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: «سيد الشهداء حمزة، ثم رجل قام إلى إمام جائر فأمره و نهاه فقتله(5) على ذلك» [7238].

قال(6): و نا الحسن(7) بن رشيد، قال: دعا أبو مسلم الناس إلى البيعة، فدعا الصائغ فقال له: بايع طوعا غير كاره، فقال الصائغ: لا يذكرها غير طائع، قال: فكيف بايعت لنصر بن سيّار؟ قال: إنّي لم أسأل عن ذلك، و لو سئلت لقلت.

قال أحمد بن سيّار: و ذكر يعمر بن بشر، قال:

كتب إبراهيم الصائغ إلى أبي مسلم(8) بكتاب يأمره و ينهاه، و ذكر أنه كان بينه و بين أبي مسلم اجتماع أيام دعوته، و أن أبا مسلم وعده القيام بالحقّ، و الذبّ عن الحرم أيام دولة بني أميّة، فلما ملك(9) أبو مسلم و بسط يده، دخل عليه إبراهيم الصائغ فوعظه و نهاه، فقال أبو مسلم: يا إبراهيم، أين كنت عن نصر بن سيّار و هو يتّخذ زقاق الذهب للخمر فيبعث بها(10) إلى الوليد بن يزيد؟ فقال إبراهيم: إنّي كنت معهم أخشى، و أنت وعدتني أن تعمل بالحق و أن تقيمه، فكفّ عنه أبو مسلم، و كان إبراهيم يظهر مخالفته إياه، و مع ذلك لا يدع ما يمكنه.

ص: 416


1- أقحم بعدها بالأصل و م: «الحسن بن حريث» انظر ترجمته في تهذيب الكمال 148/1 و اسمه أحمد بن سيار بن أيوب بن عبد الرحمن المروزي، أبو الحسن الفقيه.
2- الخبر من طريق أحمد بن سيار صاحب تاريخ مرو في سير أعلام النبلاء 53/6-54.
3- هو إبراهيم بن ميمون الصائغ، كما يفهم من عبارة البداية و النهاية.
4- في سير أعلام النبلاء: أو يقتل.
5- تقرأ بالأصل و م: فقبله، و لعل الصواب ما ارتأيناه.
6- القائل: أحمد بن سيار المروزي، صاحب تاريخ مرو.
7- أقحم بعدها في الأصل: «و بينه اجتماع أيام دعوته».
8- أقحم بعدها في الأصل: «و بينه اجتماع أيام دعوته».
9- في سير أعلام النبلاء 54/6 ظهر.
10- عن م و بالأصل: به.

قال: و نا ابن سيّار، نا العلاء بن الحسين(1) ، حدثني أخي علي بن الحسين(2)...(3) جميعا يذكران عن أبي الحسين قال:

رأيت فيما يرى النائم كأني أدخلت موضعا واسعا، و إذا رجل على السرير قاعد، و إذا رجل...(4) بين يديه، قال: فقلت: من هذا؟ قال: قيل: إن ذا - يزيد النحوي - و هذا أبو مسلم - يعني بين يديه - قال: قلت: فما حال إبراهيم الصائغ ؟ قال: ذاك في أعلى عليين من يصل إليه، قال الحسين: و قيل لي في المنام: إن هذا الرؤيا الذي رأيته رآه كل صالح في كور.

خراسان، فكان يحبنا بعد ذلك أن يبلغ رجلا هذا الرؤيا و بسمرقند و جوزجان و كور خراسان.(5) أخبرنا أبو القاسم النسيب، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا أحمد بن عبّاد، نا محمّد بن سلاّم الجمحي قال(6):

دخل أبو مسلم على أبي العباس، فسلّم عليه و عنده أبو جعفر، فقال له: يا أبا مسلم هذا أبو جعفر، فقال: يا أمير المؤمنين هذا موضع لا يؤدى فيه إلاّ حقك(7).

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ علي إسناده - أنا محمّد بن الحسين.

ح و أخبرنا أبوا(8) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب(9) ، أنا القاضي أبو الطيب الطبري، قالا: نا المعافى بن زكريا(10) ، نا محمّد بن يحيى الصولي، نا المغيرة بن محمّد، حدثني محمّد بن عبد الوهاب، حدثني علي بن المعافى(11) ، قال:

كتب أبو مسلم إلى المنصور حين استوحش منه: أما بعد، فقد كنت اتّخذت أخاك إماما و جعلته على الدين دليلا لمقاربته و الوصية التي زعم أنها صارت إليه، فأوطأني عشوة(12) الضلالة، و أوهقني في ربقة الفتنة، و أمرني أن آخذ بالظنة، و أقتل على التهمة، و لا أقبل

ص: 417


1- في م: الحسن.
2- في م: الحسن.
3- كلمة غير واضحة في الأصل و م.
4- كلمة غير واضحة في الأصل و م.
5- الخبر التالي سقط من م.
6- من طريق الجمحي رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 54/6.
7- عن سير أعلام النبلاء و بالأصل: حقّا.
8- الأصل: «أبو» و الصواب ما أثبت و السند معروف.
9- الخبر في تاريخ بغداد 208/10 و انظر تاريخ الطبري 105/3 و ابن الأثير 47/5.
10- الجليس الصالح الكافي و الأنيس الناصح الشافي للمعافى بن زكريا 202/4.
11- في الجليس الصالح: المغاني.
12- العشوة: ركوب الأمر على غير بيان.

المعذرة، فهتكت بأمره حرمات حكم اللّه صيانتها (1)- و في [(2) رواية الطبري: حتم اللّه صونها] - و سفكت دماء فرض اللّه حقنها، و زويت الأمر على أهله، و وضعته منه في غير محله، فإن يعف اللّه عني فبفضل منه، و إن يعاقب فبما كسبت يداي، و ما اللّه بظلاّم للعبيد، ثم أنساه اللّه هذا حتى جاءه حتف أنفه، فقتله، ثم صعد المنبر فذكر مثل المتقدم فيما ذكر.

و قال الجازري(3): قال المعافى: هذا قول القائل: حتى جاءه حتف أنفه: ينبغي أن يكون على قول أهل العلم خطأ من قائله، و ذلك أنهم ذكروا أنه(4) ، يقال لمن لم يقتل و مات على فراشه: مات حتف أنفه، و مات حتف أنفيه، و ذكر بعض المتقدمين في علم اللغة و أهل المعرفة بالعربية أن هذا مما أتى في ألفاظ معدودة تكلم بها النبي صلى اللّه عليه و سلم يتلوه بعد....(5) لم يجدوا سابقا إليها غيره.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران الأشناني، نا أبو عمران موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط قال(6):

سنة سبع و ثلاثين و مائة فيها وجّه أبو جعفر أبا مسلم إلى عبد اللّه بن علي فالتقوا بنصيبين في جمادى الآخرة من سنة سبع و ثلاثين و مائة، فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم انهزم عبد اللّه بن علي فأتى البصرة و بعث أبو جعفر إلى أبي مسلم أن احتفظ بما في يديك، فغضب أبو مسلم و توجه إلى خراسان، فبعث أبو جعفر سلمة بن سعيد بن جابر، و كان صهر أبي مسلم كانت خالته تحت أبي مسلم، فلحق أبا مسلم قبل أن يدخل الري، فسأله القدوم على أبي جعفر، فقدم معه و أبو جعفر بالمدائن، فقتله أبو جعفر بالرومية، و ذلك يوم الأربعاء لأربع بقين من شعبان سنة سبع و ثلاثين و مائة.

و قال خليفة(7): فسمعت يحيى بن المسيّب قال: قتله و هو في سرادقات، ثم بعث إلى عيسى بن موسى فأعلمه ذلك، و أعطاه الرأس و المال، فخرج به و نثر الأموال فتشاغلوا بها،

ص: 418


1- في تاريخ بغداد: «حتم اللّه صونها.» و هي رواية الطبري أيضا.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- «و قال الجازري» ليس في م.
4- بالأصل: «ذكرا أوانه» و المثبت عن م و الجليس الصالح.
5- كلمة غير مقروءة بالأصل، «و يتلوه بعد...» سقط من الجليس الصالح.
6- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 415 باختلاف العبارة.
7- المصدر السابق ص 416.

و يقال: بعث أبو جعفر جرير بن يزيد(1) بن عبد اللّه إلى أبي مسلم.

قال الأشناني: هذه الأوراق وجدته(2) مما قد سقط من كتابي، لم يكتبه الوراق الذي كتب كتابي، و قد قرأ علي بن عمران و لم أسمعه فيما سمعته منه، و قد سمعه منه غيري:

فلما صار أبو مسلم بحلوان جرت بينه و بين أبي جعفر رسل فمن كتب أبي جعفر إلى أبي مسلم(3):

أما بعد، فإنه يرين على القلوب، و تطبع عليها المعاصي، فقع أيها الطائر(4) ، و أفق أيها السكران، و انتبه أيها الحالم، فإنّك مغرور بأضغاث أحلام كاذبة، و في برزخ دنيا قد غرّت قبلك، و سحر بها سوالف القرون فهل تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ، أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً (5) و أن اللّه تعالى لا يعجزه من هرب، و لا يفوته من طلب، و لا تغرر بمن معك من شيعتي و أهل دعوتي، فكأنهم قد صاولوك(6) إن أنت خلعت الطاعة، و فارقت الجماعة، فبدا لك عند ذلك من اللّه ما لم تكن تحتسب، فمهلا مهلا، احذر البغي، أبا مسلم، فإنه من بغى و اعتدى تخلّى اللّه عنه و نصر عليه من يصرعه باليدين و الفم(7) ، و احذر أن تكون سنة في الذين خلوا من قبل(8) ، فقد قامت الحجة، و أعذرت إليك و إلى أهل طاعتي فيك، قال اللّه تعالى: وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنٰاهُ آيٰاتِنٰا فَانْسَلَخَ مِنْهٰا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطٰانُ فَكٰانَ مِنَ الْغٰاوِينَ (9).

فأجابه أبو مسلم(10).

أما بعد، فقد قرأت كتابك، فرأيتك فيه للصواب مجانبا، و عن الحق حائدا إذ تضرب فيه الأمثال على غير أشكالها، و تضرب لي فيه آيات منزلة من اللّه في الكافرين، و ما يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون، و إنّي و اللّه ما انسلخت من آيات اللّه، و لكني يا عبد اللّه بن محمّد كنت رجلا متأولا فيكم القرآن آيات أوجبت لكم بها الولاية و الطاعة، فأتممت بأخوين لك من

ص: 419


1- في تاريخ خليفة: جرير بن يزيد بن جرير بن عبد اللّه.
2- كذا بالأصل و م.
3- راجع الكتاب في البداية و النهاية بتحقيقنا 73/10 و سير أعلام النبلاء 67/6.
4- البداية و النهاية: فع أيها الطائش.
5- سورة مريم، الآية: 98.
6- في م: إذ.
7- البداية و النهاية و سير أعلام النبلاء: لليدين و للفم.
8- البداية و النهاية: قبلك.
9- سورة الأعراف، الآية: 174.
10- نص الكتاب في البداية و النهاية بتحقيقنا 73/10 و سير أعلام النبلاء 67/6 و 68.

قبلك ثم بك من بعدهما، فكنت لهما شيعة متدينا أحسن(1) هاديا، و أخطأت في التأويل، و قديما لعمري ما أخطأ المتأولون المريدون بذلك وجه اللّه تعالى، و المتبعون إقامة حكم اللّه سبحانه، و فيما أنزل اللّه سبحانه من القرآن وَ إِذٰا جٰاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيٰاتِنٰا فَقُلْ سَلاٰمٌ عَلَيْكُمْ إلى قوله فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (2).

قال: و كتب إليه أبو مسلم(3) أيضا: فأمّا بعد، فإنّي كنت اتخذت(4) أخاك إماما و دليلا على ما افترض(5) اللّه سبحانه على خلقه فنبغ في الفتنة، و استجهلني بالقرآن يحرفه عن مواضعه طمعا في قليل من الدنيا زائل، و مثل لي الضلالة في صورة الهدى، و أمرني أن أجرد السيف و أقتل بالظنة(6) ، و أقدم بالشبهة، و أرفع الرحمة، و لا أقبل العذر(7) فينتقم عندي البريء و السقيم، و وترت أهل الدنيا في طاعتكم، و توطئة سلطانكم حتى عرفكم من كان يجهلكم، و أطار غيركم من فوقكم الذل و ركبتم بالظلم و العدوان، ثم إن اللّه سبحانه تداركني منه بالندم، و استنقذني بالتوبة، فإن يعف و يصفح فإنه كان للأوابين غفورا(8).

فأجابه أبو جعفر(9):

أما بعد، أيها المجرم العاصي، فإن أخي كان إمام هدى، يدعو إلى اللّه لعلى بيّنة من(10) اللّه، فأوضح اللّه لك السبيل، و حملك فيها على المنهج، فلو بأخي اقتديت ما كنت عن الحق حائدا، و عن الشيطان و أمره صادرا، و لكنه لم ينسخ لك أمران إلاّ كنت لأرشدهما تاركا و لأغواهما موافقا، تقتل قتل الفراعنة، و تبطش بطش الجبارين، و تحكم بالجور حكم المفسدين، ثم إنّ من خيرتي(11) حائدا أيها الفاسق إني قد ولّيت موسى بن كعب خراسان و أمرته بالمقام بنيسابور، فإن أردت خراسان لقيك دونها بمن معه من قوادي و شيعتي، و أنا موجّه للقائك أقرانك، فاجمع كيدك و أمرك غير مسدّد و لا موفق، و حسب أمير المؤمنين اللّه و نعم الوكيل.

ص: 420


1- في م و البداية و النهاية: أحسبني.
2- سورة الأنعام، الآية: 54.
3- في م: أبو جعفر، تحريف.
4- في م: أخذت.
5- في م: أفرض.
6- سقطت من م.
7- في البداية و النهاية - بتحقيقنا: و لا أقبل العثرة.
8- بعدها في البداية و النهاية 74/10 و إن يعاقبني فبذنوبي، و ما ربك بظلاّم للعبيد.
9- راجع نص كتابه في البداية و النهاية بتحقيقنا 74/10 و الفتوح لابن الأعثم الكوفي 223/8 و سير أعلام النبلاء 68/6.
10- في البداية و النهاية: «من ربه» و في الفتوح: على بصيرة و يقين من أمره.
11- في البداية و النهاية: خبري.

فشاور أبا إسحاق المروزي، فقال له: ما الرأي، هذا موسى بن كعب لنا دون خراسان، و هذه سيوف أبي جعفر من خلفنا، و قد أنكرت من كنت أثق به من(1) أهل عسكري ؟ فقال له:

أيها الأمير هذا رجل يضطغن عليك أمورا متقدمة عليك بنيسابور، فلو كنت إذ ذاك هذا رأيك و واليت رجلا من آل علي كان أقرب إلى الحق، و لو أنك قبلت توليته إياك خراسان و الشام، و غزوت الصائفة مددت(2) بك الأيام، و كنت في فسحة من أمرك، و وجّهت إلى المدينة فاختلبت(3) رجلا من بني فاطمة فنصبته إماما، فاستملت أهل خراسان و أهل العراق، و رميت أبا جعفر بنظيره لكنت على طريق التدبير، أ تطمع أن تحارب أبا جعفر ثم تقوى به و أنت بحلوان و عساكره بالمدائن، و هو خليفة مجمع عليه، لبئس ما ظننت.

قال: ما الرأي ؟ فإنّ هذا قد فات، قال: الرأي ضيق و أمرك منتشر، و لكن أقول على الاضطرار أرى أن تكتب إلى قوادك و عمالك و تفعل كذا و كذا أمر قد ذكره.

قال: هذا رأي إن وافقنا علينا قوادنا، قال [(4): فما دعاك إلى أن تخلع أبا جعفر و أنت على غير ثقة من قوادك ؟ أنا استودعك] اللّه من قتيل.

و قال له أبو إسحاق: أرى أن توجّه بي إلى أبي جعفر حتى أسأله لك الأمان، فإنّك منه على إحدى منزلتين: إما صفح عنك، و إما عاجلك و أنت على شعبة من عزك من قبل أن ترى المذلة و الصغار من أهل عسكرك، فإما صرت في أيديهم أسيرا و إما قتيلا يركضون برأسك إلى المدائن.

قال: و قدم عليه جرير بن يزيد بن جرير بن عبد اللّه البجلي، و كان واحد أهل زمانه و كان أبو مسلم يعرفه بخراسان، فقال: أيها الأمير ضربت الناس عن عرض أهل هذا البيت ينصرف على هذه الحال لا أمران يفسد من هناك و من هنا و ان يقال طلب بثأر قوم ثم يعص فيخالفك من يأمر الأمر، ثم يبلغ بك ما تكره، و لا رأي أن ينصرف على هذه الحال.

و سفرت بينه و بين أبي جعفر(5) السفراء، و أخذوا له الأمان، فأقبل حتى دخل على أبي جعفر و هو يومئذ بالرومية من المدائن، فأمر الناس فتلقوه، و أذن له فدخل على دابّته و رحب به و عانقه، و قال: كدت أن تخرج قبل أن أفضي إليك بما أريد، قال: أتيت يا أمير المؤمنين فمر

ص: 421


1- سير أعلام النبلاء: من أمرائي.
2- سير أعلام النبلاء: مدّت.
3- كذا بالأصل و م، و في سير أعلام النبلاء: فاختلست.
4- ما بين الرقمين بياض في م.
5- أقحم بعدها بالأصل: و مسلم.

بأمرك، قال: انصرف إلى منزلك، وضع ثيابك و ادخل الحمام و استرح، يذهب عنك كلال السفر.

و جعل أبو جعفر ينتظر به الفرص قال: فأقام أياما يأتي أبا جعفر في كل يوم، فيرى من الإكرام ما لم يره قبل ذلك حتى إذا(1) مضت له أيام أقبل على التجني عليه. فأتى أبو مسلم عيسى بن موسى، فقال: اركب معي إلى أمير المؤمنين، فإني قد أردت عتابه. قال عيسى:

تقدم حتى آتيك، قال أبو مسلم: إني أخافه. قال: أنت في ذمتي. و أقبل أبو مسلم، فقيل له:

أدخل، فلما صار إلى الرواق الداخل، قيل له: أمير المؤمنين يتوضأ، فلو جلست، و أبطأ عيسى بن موسى عليه، و قد هيأ أبو جعفر عثمان بن نهيك في عدة فيهم(2) شعيب بن رواح(3). و تقدم أبو جعفر عثمان فقال: إذا عاتبته فعلا له صوتي فلا تحركوا، و عثمان و أصحابه في سترة من أبي مسلم.

و الصواب: شبيب بن واج.

أنا [(4) أبو العز إذنا و مناولة لم يجدوا سابقا غيره]، و أبو(5) مسلم على هذا لم يأته حتف أنفه، و إنما كان بنسيانه عظيم جنايته على نفسه، و تعرّضه بما لا قبل له به، و طمعه في الأمن، مما الخوف منه أولى به، فتوجه إلى جبار من الملوك و قد وتره، و أسرف في خطابه الذي كاتبه به مما كان منه مما اضطغنه هذا الملك عليه، و استرسل في إتيان حضرته، و أضاع وجه الحزم و استأنس للخصم، و سلم عدّته التي يحمي بها نفسه إلى من أتى عليها و فجعه بها، فقتله أفظع قتلة فكيف يقال فيه جاءه حتف أنفه مع ما بيّناه(6) من معنى هذه الكلمة و اختصاصها بما تختص به، و يبين أن قولهم: مات حتف أنفه، مخالف في المعنى قولهم «قتل» قول السموأل بن عاديا(7):

ص: 422


1- كتبت اللفظة بالأصل بين السطرين.
2- في م: منهم.
3- كذا بالأصل، و في م: «و راح» و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب: «شبيب بن واح» و في البداية و النهاية بتحقيقنا: «شبيب بن واج» و في المختصر 44/15 نقلا عن إحدى النسخ: شعيب بن رزاح.
4- كذا ما بين الرقمين مقحم بالأصل و قسم منه ظاهر بالتصوير في م و قسم آخر لم يظهر فيها من سوء التصوير.
5- من هنا الخبر في الجليس الصالح الكافي 203/4 و الكلام للقاضي المعافى بن زكريا يشرح فيه معنى: حتف أنفه.
6- لفظة بدون إعجام بالأصل و م، و المثبت عن الجليس الصالح.
7- البيت في ديوانه ط بيروت ص 91 من قصيدة مطلعها: إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضهفكل رداء يرتديه جميل

و ما مات منا ميت(1) حتف أنفه *** و لا طلّ(2) منا حيث كان قتيل

و هذا في دلالته على الفصل بمنزلة قول العامة: مات فلان على فراشه ليفصلوه ممن قتل، و لو كان هذا القائل قال في هذا الموضع: حتى جاءه حتفه، أو منيته أو حتف نفسه، أو ما أشبه هذا من الألفاظ المنبئة عن هذا المعنى وصل إلى بغيته فأصاب في العبارة عما قصد له، و سلم من تخطئة أهل العلم له.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أبي بكر محمّد بن عبد اللّه السّنجي المؤذن الخطيب - بمرو - أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد المؤذن النيسابوري، نا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي - إملاء - أنا محمّد بن أحمد بن حمّاد أن أبا العباس المرهبي أخبره قال: و أخبرني أحمد بن علي الكاتب الكبير قال: قرأت في كتاب الدولة.

أن أبا مسلم حجّ، فلما بلغ الحيرة(3) قال له: إن هاهنا نصرانيا قد أتى له مائتا سنة، و عنده علم من العلم الأول، قال: فأتي به، فقال لأبي مسلم: قد قمت بالكفاية، و لم تنال في العناية، و قد بلغت النهاية، أحرقت نفسك و شتت أمرك، و كأن قد عانيت قتلك، قال: فاغتم أبو مسلم، فقال له: لم تؤت من حزم وثيق، و رأي أنيق، و لا من تدبير نافع و لا من سيف قاطع، و لكن ما استجمع من أحد أمله إلاّ أسرع في تفريقه أجله، قال: فكلمه بكلام آخر، فقال له النصراني: التقدير في يدي من يبطل معه التدبير، فانصرف أبو مسلم، و كان من أمره ما كان(4) ،(5).

أخبرنا أبو العزّ - إذنا و مناولة و قرأ علي إسناده - أنا محمّد بن الحسين، نا المعافى بن زكريا(6) ، نا إبراهيم بن محمّد بن عرفة، نا أبو العباس المنصوري(7) ، قال لما قتل أمير المؤمنين المنصور أبا مسلم قال: رحمك اللّه أبا مسلم، بايعتنا و بايعناك، و عاهدتنا و عاهدناك، و وفيت لنا و وفينا لك، و إنّا بايعناك(8) على أنه لا يخرج علينا أحد في هذه الأيام

ص: 423


1- الديوان: سيد.
2- عن الديوان، و بالأصل و م: ظل.
3- الحيرة: مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له النجف (معجم البلدان).
4- الخبر السابق سقط من م.
5- أقحم بعدها بالأصل: يتلوه: قبله بورقتين: أنا أبو غالب محمد بن الحسن، و قد وضعت في بداية العبارة و في نهايتها علامتان، و فوقها خط أفقي.
6- الخبر في الجليس الصالح الكافي 200/4-201 باختلاف الرواية، و سيرد الخبر مفصلا عنه.
7- عن م و الجليس الصالح، و بالأصل: المنصور.
8- الجليس الصالح: فإنك بايعتنا على أنه من خرج علينا قتلناه، و أنك خرجت علينا فقتلناك، و حكمنا لك حكمنا لنا على نفسك.

إلاّ قتلناه، فخرجت علينا، فقتلناك.

و لما أمر المنصور بقتله و قد دسّ له رجالا من خاصته و قال لهم: إذا سمعتم تصفيقي فاضربوه، فضربه شبيب بن واج ثم ضربه القواد، فدخل عيسى بن موسى و قد كان كلم المنصور في أمره، فلما رآه قتيلا استرجع، فقال له المنصور: احمد اللّه فإنّك هجمت على نعمة و لم تهجم على مصيبة، فقال أبو دلامة:

أبو مسلم ما غيّر اللّه نعمة *** على عبده حتى يغيرها العبد

أبا مسلم خوّفتني القتل فانتحى *** عليك بما خوّفتني الأسد الورد

أخبرنا أبو العزّ - إذنا و مناولة و قرأ علي إسناده - أنا محمّد بن الحسين.

ح و أخبرنا أبوا(1) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب، قال(2):

و أنا القاضي أبو الطيب الطبري، و محمّد بن الحسين الجازري.

قالا: نا المعافى بن زكريا(3) ، نا إبراهيم بن محمّد بن عرفة الأزدي، نا أبو العباس المنصوري(4) ، قال:

لما قتل المنصور أبا مسلم قال: رحمك اللّه أبا مسلم، فإنّك بايعتنا و بايعناك، و عاهدتنا و عاهدناك، و وفيت لنا و وفينا لك، و إنّك بايعتنا على أنه من خرج علينا قتلناه، و أنك خرجت علينا فقتلناك، و حكمنا عليك حكمك لنا على نفسك.

قال(5): و لما أراد المنصور قتله دسّ له رجالا من القواد، منهم: شبيب بن واج، و تقدم إليهم فقال: إذا سمعتم تصفيقي فاخرجوا إليه فاضربوه، فلما حضر و حاوره طويلا حتى قال له في بعض قوله: و قتلت وجوه شيعتنا فلانا و فلانا، و قتلت سليمان بن كثير، و هو من رؤساء أنصار دولتنا، و قتلت لاهزا قال: إنهم عصوني فقتلتهم، و قد كان قبل ذلك قال المنصور له:

ما فعل سفيان بلغني أنك أخذتهما من عبد اللّه بن علي، فقال: هذا أحدهما يا أمير المؤمنين

ص: 424


1- بالأصل و م: «أبو» و الصواب ما أثبت و السند معروف.
2- تاريخ بغداد 209/10.
3- بهذه الرواية الخبر في الجليس الصالح الكافي 200/4-201.
4- عن م و الجليس الصالح و تاريخ بغداد، و بالأصل: المنصور.
5- خبر مقتل أبي مسلم، راجعه مفصلا في تاريخ الطبري و الكامل لابن الأثير و البداية و النهاية و مروج الذهب و الأخبار الطوال و وفيات الأعيان.

- يعني السيف الذي هو متقلده - قال: أرنيه، قال: فدفعه إليه، فوضعه المنصور تحت مصلاّه، و سكنت نفسه، فلما قال ما قال، قال المنصور: يا للعجب أ تقتلهم حين عصوك و تعصيني، فلا أقتلك ؟ ثم صفّق، فخرج القوم و بدرهم إليه شبيب، فضربه فلم يزد على أن قطع حمائل سيفه، فقال له المنصور: اضربه قطع اللّه يدك، فقال أبو مسلم: يا أمير المؤمنين استبقني لعدوك، قال: و أيّ عدوّ أعدى لي منك، اضربوه، فضربوه بأسيافهم حتى قطعوه إربا إربا، فقال المنصور: الحمد للّه الذي أراني يومك يا عدوّ اللّه، و استؤذن لعيسى بن موسى، فلما دخل و رأى أبا مسلم على تلك الحال، و قد كان كلّم المنصور في أمره لعناية كانت منه به، استرجع، فقال له المنصور: احمد اللّه فإنك إنما هجمت على نعمة، و لم تهجم على مصيبة، و في ذلك يقول أبو دلامة(1):

أبا مجرم ما غيّر اللّه نعمة *** على عبده حتى يغيّرها العبد

أبا مجرم خوّفتني القتل فانتحى *** عليك بما خوفتني الأسد الورد

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة، قال: سمعت الرياشي يقول:

كان نصر بن مالك على شرطة أبي مسلم، فلما جاءه أمر أبي جعفر بالقدوم عليه استشاره، فنهاه عن ذلك، و قال: لا تأمنه عليك، فقال له أبو جعفر: استشارك أبو مسلم في القدوم علي فنهيته ؟ فقال: نعم، قال: و كيف ذلك ؟ قال: سمعت أخاك إبراهيم الإمام يحدث عن أبيه قال: لا يزال الرجل يزداد في رأيه ما نصح لمن استشاره، و كنت له كذلك، و أنا اليوم لك كما كنت له.

أخبرنا أبو العزّ السلمي - إذنا و مناولة و قرأ علي إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافي بن زكريا(2) ، نا الصّولي، نا الغلاّبي، نا يعقوب بن جعفر، عن أبيه، قال:

خطب الناس(3) المنصور بعد قتل أبي مسلم فقال: أيها الناس، لا تنفّروا أطراف النعمة بقلّة الشكر، فتحلّ بكم النقمة، و لا تسروا غشّ الأئمة، فإنّ أحدا لا يسرّ منكم(4) إلاّ ظهر في

ص: 425


1- البيتان في تاريخ بغداد و الجليس الصالح، و عيون الأخبار 26/1 و وفيات الأعيان 155/3.
2- الخبر في الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا 202/4.
3- بعدها بالأصل: خطبة.
4- كذا بالأصل و م، و في الجليس الصالح: منكرا.

فلتات لسانه، و صفحات وجهه، و طوالع نظره، و إنا لن نجهل حقوقكم ما عرفتم حقّنا، و لا ننسى الإحسان إليكم ما ذكرتم فضلنا، و من نازعنا هذا القميص أوطأنا أمّ رأسه خبي هذا الغمد، و إن أبا مسلم بايع لنا على أنه من نكث بيعتنا، و أضمر غشا لنا فقد أباحنا دمه، و نكث و غدر، و فجر، و كفر، فحكمنا عليه لأنفسنا حكمه على غيره لنا.

أخبرنا أبو العزّ - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافي بن زكريا(1) ، نا محمّد بن يحيى الصولي - بإسناد لم يحضرني في هذا الوقت ذكره - بخبر المنصور و قتله أبا مسلم، ثم حدّثنا أيضا بإسناد هذه صفته، قال:

خطب المنصور الناس بعد مقتل أبي مسلم، فقال: أيها الناس لا تخرجوا من أنس الطاعة إلى وحشة المعصية، و لا تمشوا في ظلمة الباطل بعد سعيكم في ضياء الحق، إنّ أبا مسلم أحسن مبتدئا و أساء معقبا، و أخذ من الناس بنا أكثر مما أعطانا، و رجح قبيح باطنه على حسن ظاهره، و علمنا من خبث سريرته و فساد نيته ما لو علمه اللائم لنا فيه لعذرنا في قتله، و عنّفنا في إمهاله، و ما زال ينقض بيعته و يخفر ذمته حتى أحلّ لنا عقوبته، و أباحنا دمه، فحكمنا فيه حكمه في غيره، و لم يمنعنا الحق له من إمضاء الحق فيه، و ما أحسن ما قال النابغة الذبياني للنعمان(2):

فمن أطاعك فانفعه بطاعته *** كما أطاعك و ادلله على الرّشد

و من عصاك فعاقبه معاقبة *** تنهى الظّلوم و لا تقعد على ضمد(3)

ثم نزل.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرني أبو(4) الحسن بن أبي القاسم المذكر(5) ، نا أحمد بن الخضر، نا محمّد بن عبدة، حدثني محمّد بن الحارث، قال: سمعت حفص بن حميد قال(6):

قيل لعبد اللّه بن المبارك: أبو مسلم كان خيرا أو الحجاج ؟ قال: لا أزعم أنّ أبا مسلم

ص: 426


1- الخبر في الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا 201/4-202.
2- ديوان النابغة ط بيروت ص 33 من قصيدة مشهورة مطلعها: يا دارميّة بالعلياء فالسندأقوت و طال عليها سالف الأبد
3- الظلوم: الكثير الظلم، و الضمد: الذل و الغيظ.
4- عن م و بالأصل: أبي.
5- عن م، و بالأصل: المذكور، تصحيف.
6- الخبر في البداية و النهاية بتحقيقنا 77/10.

كان خيرا من أحد، و لكن الحجاج شرّ منه(1).

أخبرنا أبوا(2) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب(3) ، أنا الحسين بن محمّد أخو الخلاّل، نا عبد الرّحمن بن محمّد الأسترآباذي في كتابه، قال:

سمعت محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى البخاري يقول: ظهر أبو مسلم لخمس بقين من شهر رمضان سنة تسع و عشرين و مائة، ثم سار إلى أمير المؤمنين أبي العباس سنة ست و ثلاثين و مائة، و قتل(4) في سنة سبع و ثلاثين و مائة، و بقي أبو مسلم فيما كان فيه ثمانية و سبعين شهرا غير ثلاثة عشر يوما.

قال(5): و أنا الحسن بن أبي بكر، قال: كتب إليّ أبو محمّد بن إبراهيم الجوري يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم، نا أحمد بن يونس الضّبّي، نا أبو حسان الزيادي، قال: سنة سبع و ثلاثين و مائة فيها [(6) قتل أبو مسلم لخمس ليال بقين من شعبان، و يقال:

لليلتين بقيتا منه.

قال: و نا ابن(7) الفضل، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال: و قتل أبو مسلم يوم الأربعاء لسبع ليال خلون من شعبان في هذه السنة - يعني سنة سبع و ثلاثين و مائة -.

قال: و أنا علي بن محمّد السمسار، أنا عبد اللّه بن عثمان الصّفّار، نا عبد الباقي بن قانع، قال: سنة سبع و ثلاثين و مائة] فيها قتل المنصور أبا مسلم عبد الرّحمن بن مسلم بالمدائن.

قال(8): و أنا الحسين بن محمّد المؤدب، أنا أبو سعد(9) الإدريسي في كتابه، قال:

سمعت محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن سهل يقول:

قتل أبو مسلم سنة أربعين و مائة، قال: و أخبر أبو الوليد الدّربندي، نا أبو عبد اللّه

ص: 427


1- البداية و النهاية: شرا منه.
2- الأصل و م: «أبو» و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
3- تاريخ بغداد 210/10.
4- عن م و تاريخ بغداد، و بالأصل: و في.
5- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 210/10.
6- ما بين الرقمين سقط من م.
7- عن تاريخ بغداد 210/10 و بالأصل: «أبو» تصحيف.
8- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 211/10.
9- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: أبو سعيد.

محمّد بن أحمد بن محمّد(1) بن سليمان الحافظ - ببخارى - قال: قتل أبو مسلم صاحب الدولة ببغداد في سنة أربعين و مائة.

- قال الخطيب: بالمدائن قتل لا ببغداد -.

أنا(2) أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن أبي عثمان، أنا علي بن محمّد بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني دارم بن إبراهيم، عن علي بن حسين بن واقد، عن أبيه، قال:

لما قتل أبو مسلم إبراهيم الصائغ أحببت أن أراه في المنام فرأيته، فقلت: ما فعل اللّه بك ؟ قال: غفر لي مغفرة بعدها مغفرة، قلت: فأين يزيد النجوي قال: أيهات هو أرفع مني بدرجات، قلت: لم و قد كنتما لقراءة القرآن ؟ قال: فرأيت في منامي رجلا على مقلاة على النار يقلى، فقلت: من هذا؟ فقال: أبو مسلم.

قال علي: فأخبرني بعض أهل بيتي عن أبي قال: قيل لي في منامي: إنه سيرى في كلّ بلد من خراسان مثل ما رأيت في هذه الليلة(3).

3962 - عبد الرّحمن بن مسلم

حدّث عن: واقد بن عبد اللّه البصري.

روى عنه: إبراهيم بن محمّد المروزي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن(4) محمّد بن عبد اللّه(5) القصّار الكنداحي (6)- بقراءتي عليه - قلت له:

أحدثكم(7) عبد الرّحمن بن عبيد اللّه الحربي، أنا محمّد بن الحسن المقرئ، نا إبراهيم بن محمّد المروزي - بنيسابور - نا عبد الرّحمن بن مسلم الدمشقي، نا واقد بن عبد اللّه البصري، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن عبد اللّه بن عمر قال:

لما طعن عمر و أمر بالشورى دخلت عليه حفصة ابنته، فقالت له: يا أبت(8) ، إنّ الناس يزعمون أن هؤلاء الستة ليسوا برضا، فقال: سنّدوني، سنّدوني، فلما أن سنّدوه قال: ما عسى

ص: 428


1- «بن محمد» ليس في تاريخ بغداد.
2- في م: أخبرنا.
3- الخبر السابق سقط من م.
4- «بن محمد بن عبد اللّه» سقط من م.
5- «بن محمد بن عبد اللّه» سقط من م.
6- كذا بالأصل و م، و لعل الصواب: «الكندايجي» نسبة إلى كندايج من قرى أصبهان (الأنساب).
7- في م: أخبركم.
8- في م: يا أبة.

أن تقولوا(1) في علي بن أبي طالب، سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول له: «يا علي يدك في يدي يوم القيامة، تدخل معي حيث أدخل».

ما عسى أن تقولوا في عثمان بن عفّان، سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول: «يوم يموت عثمان تصلّي عليه ملائكة السماء»، قلت: يا رسول اللّه لعثمان خاصة أم للناس عامة ؟ قال: «لعثمان خاصة».

ما عسى أن تقولوا في طلحة بن عبيد اللّه، سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم ليلة و قد سقط رحله يقول:

«من يسوّي لي رحلي و له الجنة» فبدا(2) طلحة حتى سوّى رحله، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم: «يا طلحة، هذا جبريل يقرئك السلام و يقول لك: أنا معك يوم القيامة حتى أنجّيك من أهوالها».

ما عسى أن تقولوا في الزّبير بن العوّام، رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم و قد نام، فجلس الزّبير يذب عن وجهه حتى استيقظ، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم: «يا أبا عبد اللّه لم تزل» قال: لم أزل بأبي و أمي، قال:

«هذا جبريل يقرئك السلام و يقول لك: أنا معك يوم القيامة حتى أذبّ عن وجهك شرر جهنم».

ما عسى أن تقولوا(3) في سعد بن أبي وقّاص، سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم بدر و قد أوتر قوسه أربع عشرة مرة يدفعها إليه و يقول: «ارم فداك أبي و أميّ».

ما عسى أن تقولوا في عبد الرّحمن بن عوف، رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو في بيت فاطمة و الحسن و الحسين يبكيان جوعا و يتضوّران، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم: «من يصلهما بشيء؟» فاطّلع عبد الرّحمن بن عوف بصحفة و رغيفان(4) بينهما إهالة، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم: «كفاك اللّه أمر دنياك، فأما آخرتك فأنا لها ضامن».

كذا قال، و هذا هو عبد اللّه بن مسلم بن رشيد الدمشقي الذي حدّث بنيسابور، و هو ضعيف، و شيخه واقد، و إبراهيم الراوي عنه غير مشهورين، و اللّه أعلم.

3963 - عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة بن نوفل ابن أهيب بن عبد مناف بن زهرة أبو المسور الزهري المديني

3963 - عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة بن نوفل ابن أهيب بن عبد مناف بن زهرة أبو المسور الزهري المديني(5) الفقيه(6)

سمع: سعد بن أبي وقّاص، و أبا رافع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أباه المسور بن مخرمة.

ص: 429


1- في م: يقولوا.
2- في م: «فبدر» و في المختصر 46/15 فبرز.
3- كذا بالأصل و م، و في المختصر: يقولوا.
4- كذا بالأصل و م، و الصواب: و رغيفين.
5- في م: المدني.
6- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 368/11 و تهذيب التهذيب 419/3 الوافي بالوفيات 277/18 العبر 105/1 شذرات الذهب 99/1 التاريخ الكبير للبخاري 347/1/3 و الجرح و التعديل 283/5.

روى عنه: الزهري، و حبيب بن أبي ثابت، و جعفر بن عبد اللّه بن الحكم، و ابنه جعفر بن عبد الرّحمن.

قدم الشام مع سعد بن أبي وقّاص.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدويه، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم زاهر بن طاهر.

قالا: أنا أبو عثمان البحيري(1) ، أنا أبو علي زاهر بن أحمد الفقيه، قال: أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز - و في حديث زاهر: أنا البغوي - نا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، نا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن الحارث بن فضيل، عن جعفر بن عبد اللّه بن الحكم، عن عبد الرّحمن بن المسور، عن أبي رافع، عن عبد اللّه بن مسعود، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ما من نبيّ بعثه اللّه في أمة قبلي إلاّ كان له في أمّته حواريّ(2) و أصحاب يأخذون بسنّته، و يقتدون به ثم يخلف من بعدهم خلف(3) يقولون ما لا يفعلون و يفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، و من جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، و من جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، و ليس وراء ذلك من الإيمان حبة من خردل» [7239].

و قال أبو المظفّر: حبّة خردل.

قال(4): فحدّثت بهذا الحديث عبد اللّه بن عمر فأنكره، فقدم عبد اللّه بن مسعود فأتيناه نعوده، و عنده ابن عمر، فسألته، فحدّث - و قال زاهر: فحدّثنا - الحديث كما حدّثت به ابن عمر، و اللفظ لحديث البحيري.

و رواه الدّراوردي، عن الحارث بن فضيل بهذا الإسناد نحوه.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا:

أنا الأستاذ أبو القاسم القشيري، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن بن محمّد بن إسحاق، أنا

ص: 430


1- في م: التحريري.
2- كذا بالأصل و م، و سترد في الرواية التالية: حواريون.
3- الخلف هو الخالف بشرّ و جمعه خلوف. و الخلف بالتحريك فهو الخالف بخير و هذا هو الأشهر.
4- القائل: أبو رافع راوي الحديث عن عبد اللّه بن مسعود.

أبو عوانة، نا الصّاغاني، نا سعيد بن أبي مريم، نا عبد العزيز بن محمّد، نا الحارث بن فضيل الخطمي، عن جعفر بن عبد اللّه بن الحكم، عن عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة، عن أبي رافع مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم، عن عبد اللّه بن مسعود أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«ما كان من نبيّ إلاّ و له حواريون يهدون بهديه(1) ، و يستنون بسنّته، ثم تكون بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، و يعملون ما تنكرون، من جاهدهم بيده فهو مؤمن، و من جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، و من جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، ليس وراء ذلك من الإيمان مثقال حبة من خردل» [7240].

و رواه عبد اللّه بن جعفر بن عبد الرّحمن المخرمي، عن الحارث بن فضيل.

أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي أبو القاسم، أنا أبو نعيم الأسفرايني، نا أبو عوانة، أنا أبو أمية، أنا يعقوب بن محمّد، نا إسحاق بن جعفر بن محمّد، نا عبد اللّه بن جعفر، عن الحارث بن فضيل بمثله.

أخرجه مسلم(2) عن الصّاغاني، و قال: هذا حديث شريف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد اللخمي، أنا محمّد بن الحسين(3) بن يوسف الأصبهاني، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه النّقوي(4) ، نا إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد الدّبري(5) ، أنا عبد الرزاق بن همّام، عن الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد الرّحمن بن المسور، عن سعد قال:

كنا معه بالشام شهرين فكنّا نتمّ، و كان يقصر (6)- يعني - فقلنا له، فقال: إنّا نحن أعلم.

أخبرنا أبو سعد(7) أحمد بن محمّد البغدادي، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن، و أبو عمر، و عبد الوهاب ابنا(8) محمّد بن إسحاق، و أبو منصور بن شكرويه، قالوا: أنا أبو إسحاق بن خرّشيد قوله، أنا أبو بكر النيسابوري، نا أحمد بن يوسف السّلمي، نا محمّد بن يوسف، نا سفيان.

ص: 431


1- في صحيح مسلم: «يهتدون بهديه» أي بطريقته و سمته.
2- صحيح مسلم (1) كتاب الايمان، (20) باب، حديث رقم 80.
3- في م: الحسن.
4- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 141/16.
5- في م: الديري، تصحيف.
6- الأصل: و كنا نقصر، و المثبت عن م.
7- عن م و بالأصل: أبو سعيد، تصحيف.
8- في م: «أنا» تصحيف.

ح قال: و نا علي بن الحسن بن أبي عيسى، نا عبد اللّه بن الوليد، عن سفيان، حدثني حبيب بن أبي ثابت، عن عبد الرّحمن بن المسور قال:

كنا مع سعد بالشام شهرين، فكنا نقصر(1) الصلاة و كنا نتمّ، فقيل له، فقال: إنّا نحن أعلم.(2) أخبرنا الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي، قال: و سألت - يعني يحيى بن معين - عن حديث حبيب بن أبي ثابت، عن عبد الرّحمن بن المسور قال:

كنا مع سعد بالشام، فقال هو ابن المسور بن مخرمة.

قال: و أنا ثابت، أنا محمّد، أنا الأحوص، نا أبي، نا أبو داود، نا شعبة، أخبرني حبيب بن أبي ثابت، قال سمعت عبد الرّحمن بن المسور يقول:

كنا مع سعد في قرية من قرى الشام يقال لها عمان، أو قال: عمران شهرين، فكان يصلي ركعتين و نصلي نحن أربعا، فسأله عن ذلك فيقول سعد: إنّا نحن أعلم.

قال أبي: قال يحيى بن معين: إنّما هو عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين(3) بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا علي بن عبد اللّه، نا أبو صفوان، أنا أسامة بن زيد، عن ابن شهاب، عن عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة.

أنه خرج مع أبيه عام أدرج و معه سعد بن أبي وقّاص، و عبد الرّحمن بن المسور بن عبد يغوث الزهري حتى إذا كانوا بسرع(4) سمعوا بالطاعون بالشام، فذكر الحديث بطوله.

قال علي: رأيت في كتاب من بعض الكتب عن ابن شهاب، عن رجل، عن عبد الرّحمن بن المسور، قال لنا أبو صفوان الزهري: حدثني عبد الرّحمن بن المسور فلا أدري.

ص: 432


1- في م: فكان يقصر.
2- الخبر التالي سقط من م.
3- في م: الحسن.
4- كذا بالأصل و م بسرع، و في معجم البلدان: سرغ بالغين المعجمة، و العين لغة فيه، أول الحجاز و آخر الشام بين المغيثة و تبوك.

أخبرنا وجيه(1) بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أبي، أخبرني محمّد بن مسلم أن رجلا أخبره عن عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة.

أن سعد بن أبي وقّاص، و المسور بن مخرمة، و عبد الرّحمن بن الأسود بن عبد يغوث - يعني كانوا في سفر - قال: و كان سعد بن أبي وقّاص يقصر الصلاة و يفطر، و كانا يتمّان الصلاة، قال: فقيل لسعد: إنّك تقصر الصلاة و تفطر، و يتمان، فقال سعد: نحن أعلم.

أخبرنا الأنماطي(2) ، أنا أبو طاهر الباقلاني، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدثيهم: عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال:

فولد المسور بن مخرمة: عبد الرّحمن، و به كان يكنى، و آمنة، و رملة، و أم بكر، و صفيا، و أمّهم أمة اللّه بنت شرحبيل بن حسنة، و ذكر غيرهم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد قال(3): في الطبقة الثالثة من أهل المدينة:

عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة، و أمّه أمة اللّه بنت شرحبيل بن حسنة الكندي، و يكنى عبد الرّحمن أبا المسور، و توفي بالمدينة سنة تسعين في خلافة الوليد بن عبد الملك، و كان قليل الحديث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي الدنيا(4) ، نا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الثالثة من أهل المدينة:

ص: 433


1- في م: أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر.
2- في م: أخبرنا أبو البركات الأنماطي.
3- ليس له ترجمة في الطبقات الكبرى المطبوع، فهو ضمن التراجم الضائعة لأهل المدينة و الساقطة من الطبقات المطبوع. و الخبر نقله المزي عن ابن سعد في تهذيب الكمال 369/11.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري، و يكنى أبا المسور، توفي بالمدينة سنة تسعين.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسن الأصبهاني قالا: - أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري قال(1):

عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة القرشي الزهري، سمع سعدا(2) ، سمع منه حبيب بن أبي ثابت، و قال ابن أبي مريم: نا عبد العزيز بن محمّد، حدثني الحارث بن فضيل، عن جعفر بن عبد اللّه بن الحكم، عن عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة، عن أبي رافع مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم: «ما كان نبيّ إلاّ له حواريون» [(3)[7241].

و قال ابن المنذر: حدثني إسحاق بن جعفر، نا عبد اللّه المخرمي، عن الحارث، عن جعفر، عن عبد الرّحمن، عن أبي رافع، قال ابن مسعود عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه].

و قال عمرو بن محمّد: نا(4) يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، عن الحارث، عن جعفر، عن عبد الرّحمن(5) ، عن أبي رافع، عن(6) عبد اللّه نحوه، قال أبو رافع: فحدّثت(7) به عبد اللّه بن عمر فأنكره عليّ، فقدم ابن مسعود، فنزل بقناة(8) ، فاستتبعني إليه، فلما جلسنا إليه سألته.

و قال محمّد بن عبيد اللّه(9): نا محمّد(10) بن طلحة، عن أبي سهيل بن مالك، عن

ص: 434


1- التاريخ الكبير للبخاري 347/1/3.
2- في التاريخ الكبير: سمع سعيد بن المسيب.
3- كذا ما بين الرقمين بالأصل و م، و العبارة في التاريخ الكبير: حواريون يهتدون بهديه، ابن جعفر المخرمي: عن الحارث بن فضيل عن جعفر بن عبد اللّه بن الحكم عن عبد الرحمن بن مسور عن أبي رافع قال ابن مسعود رضي اللّه عنه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه.
4- كذا بالأصل، و في م «ثنا» و في التاريخ الكبير: و يعقوب.
5- في البخاري: عن عبد الرحمن بن أبي رافع عن أبي رافع.
6- قوله: عن عبد اللّه، ليس في م.
7- بالأصل: «فحدث» و في م: «محمد بن» و كلاهما تحريف و المثبت عن البخاري.
8- بالأصل و م: «معنا» و المثبت عن التاريخ الكبير، و قناة: واد من أودية المدينة عليه مال من أموالها.
9- كذا الأصل و م، و في التاريخ الكبير: عبد اللّه.
10- الأصل و م، و في التاريخ الكبير: عمرو بن طلحة.

ابن أبي رافع مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم قلت لابن عمر: أخبرك أخوك ابن مسعود: يكون بعد الأنبياء خلفا(1).

و قال حسان: حدثنا عاصم بن محمّد، حدثني عامر بن السمط(2) ، حدثني معاوية بن إسحاق، عن عطاء بن يسار، سمعت ابن مسعود، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم [يكون أمراء، نحوه](3) فحدّثت به ابن عمر فانطلق إليه، فقال: حدثني هذا عنك، قال: نعم، حدّثته، في أهل المدينة(4).

أخبرنا أبو الحسين(5) القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلال - شفاها (6)- أنا عبد الرّحمن بن محمّد.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قال: أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن إدريس قال(7): عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة القرشي الزهري، سمع سعدا، روى عنه الزهري، و حبيب بن أبي ثابت، و جعفر بن عبد اللّه بن الحكم، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمّد: و روى عن أبي رافع مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو المسور عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة، عن أبيه، روى عنه الزهري.

قرأت على(8) أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال:

أبو المسور عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال:

ص: 435


1- كذا بالأصل و م، و في التاريخ الكبير: خلف.
2- الأصل و م، و في التاريخ الكبير: السبط.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و الزيادة عن التاريخ الكبير.
4- قوله: في أهل المدينة، ليس في التاريخ الكبير.
5- في م: الحسن، تصحيف.
6- بعدها في م: قالا.
7- الجرح و التعديل 283/5.
8- «على» ليست في م.

أبو المسور عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة القرشي الزهري المديني(1) ، و أمّه أمة اللّه بنت(2) شرحبيل بن حسنة، سمع سعد بن أبي وقّاص، و عن أبي رافع مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم، سمع منه الزهري، و أبو يحيى حبيب بن أبي ثابت الأسدي، و جعفر بن عبد اللّه بن الحكم بن رافع بن سنان الأنصاري(3) ، أنا محمّد بن إسحاق الثقفي، أخبرني أبو يونس، أنا إبراهيم بن المنذر - يعني الحزامي - قال: عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة يكنى أبا المسور.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين(4) بن الفهم، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا عبد اللّه بن جعفر، عن أبي عون قال:

رأيت المسور بن مخرمة حين خرج إلى مكة في وجهه الذي قتل فيه كتب وصيته و دفعها مختومة إلى رجال بني زهرة، و أشهدهم أن ما فيها حقّ، و أمرهم أن يشهدوا على ما فيها و هي مختومة فقبضوها على ذلك، قال: فلما قتل المسور دفعوا الكتاب إلى عبد الرّحمن بن المسور و كانت الوصية إليه فأنفذ ما فيها.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس، قال:

و مات عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة سنة تسعين، و كان يكنى أبا المسور.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر - زاد الأنماطي و أبو الفضل قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص، نا خليفة بن خياط قال(5):

عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة، يكنى أبا المسور، توفي سنة تسعين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال(6):

ص: 436


1- في م: المدني.
2- بالأصل: «بن» تصحيف و الصواب عن م.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 412/3.
4- في م: الحسن، تصحيف.
5- طبقات خليفة بن خياط ص 424 رقم 2088.
6- تاريخ خليفة بن خياط ص 303.

و في سنة تسعين مات عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة، و أبو ظبيان(1) الجنبي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة تسعين فيها توفي عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة و كانت وفاته بالمدينة.

3964 - عبد الرّحمن بن مصاد بن زهير - و يقال: ابن زياد - الكلبي

من وجوه أهل المزّة الذين قاموا في أمر يزيد بن الوليد حتى بويع، و لم يكن يرى ذلك، و إنّما حمله عليه أخوه هشام بن مصاد.

و حكى شيئا من أمر حربه، و كان بطلا شديدا.

حكى عنه أخوه يزيد بن مصاد، و النّضر بن يحيى بن معرور الكلبي.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز الكتاني(2) ، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير(3).

حدثني أحمد بن زهير، عن علي بن محمّد، عن عمر(4) بن مروان الكلبي، حدثني قسيم بن يعقوب، و رزين بن ماجد و غيرهما قالوا:

وجّه يزيد بن الوليد عبد الرّحمن بن مصاد في مائتي فارس أو نحو [هم إلى](5) قطن(6) ليأخذوا، عبد الملك بن محمّد بن الحجاج بن يوسف، و قد تحصّن في قصره(7) ، فأعطاه [(8) الأمان و خرج إليه، فدخلنا القصر، فأصبنا فيه خرجين، في كل واحد منهما ثلاثون(9) ألف]

ص: 437


1- رسمها مضطرب بالأصل، و المثبت عن م و تاريخ خليفة. و هو حصين بن جندب الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 325/21 و تهذيب التهذيب 140/12.
2- الأصل: الكناني، تصحيف، و الصواب عن م.
3- الخبر في تاريخ الطبري 242/7 حوادث سنة 126.
4- كذا بالأصل و م، و في الطبري: عمرو.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و بعد نحو بالأصل علامة إلى هذا السقط، و الزيادة عن م و الطبري.
6- بالأصل و م: فطنا، و المثبت عن الطبري.
7- بالأصل و م «فطنا» و المثبت عن الطبري، و بهامشه عن نسخة: قطن.
8- ما بين الرقمين سقط من م.
9- عن الطبري، و بالأصل: ثلاثين.

دينار، قال: فلما انتهينا إلى المزّة قلت لعبد الرّحمن: اصرف أحد هذين الخرجين إلى منزلك أو كليهما، فإنك لا تصيب من يزيد مثلها أبدا، قال: لقد عجلت إذا بالخيانة، لا و اللّه لا تتحدث العرب أنّي أول من خان في هذا الأمر، فمضى به إلى يزيد فأرسل يزيد بن الوليد إلى عبد العزيز بن الحجّاج بن عبد الملك، فأمره يقف(1) بباب الجابية، و قال: من [(2) كان له عطاء فله ألف درهم معونة]، و قال لبني الوليد بن عبد الملك و معهم منهم ثلاثة عشر:

تفرقوا في الناس يرونكم(3) و حضورهم، و قال للوليد بن روح بن الوليد: انزل الراهب، ففعل.

3965 - عبد الرّحمن بن معاذ بن جبل الأنصاري

3965 - عبد الرّحمن بن معاذ بن جبل الأنصاري(4)

أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و شهد اليرموك، و توفي مطعونا في طاعون عمواس قبل أبيه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، قال:

قالوا:.

فبدر معاذ بن جبل - يعني باليرموك - فنادى المسلمين: يا معشر أهل الشام(5) إنهم قد تهيئوا للشدة، و لا و اللّه لا يردهم إلاّ الصدق عند اللقاء، و الصبر عند القراع.

قالوا: ثم نزل عن فرسه، فقال: من يريد فرسا يركبه و يقاتل عليه ؟ قال: فوثب ابنه عبد الرّحمن و هو غلام حين احتلم، فأخذه، فقال: أبته(6) ، إنّي لأرجو أن لا يكون فارس أعظم غناء في المسلمين مني فارسا، و أنت يا أبت راجل أعظم غناء منك فارس، الرجالة هم عظم المسلمين، فإذا رأوك حافظا مترجلا صبروا إن شاء اللّه - و حافظوا، قال: فقال أبوه:

وفّقني اللّه و إيّاك يا بني.

أخبرنا أبو [(7) الحسين هبة اللّه بن الحسن -؟؟؟ إذنا - و] أبو عبد اللّه الخلال

ص: 438


1- كذا بالأصل و م، و في الطبري: فوقف.
2- كذا ما بين الرقمين بالأصل و م، و العبارة في الطبري: من كان له عطاء فليأت إلى عطائه، و من لم يكن له عطاء فله ألف درهم معونة.
3- الأصل: «تركوهم و حضوهم» و في م: «يروكم و ضموهم».
4- أخباره في الإصابة 73/3 و الاستيعاب 410/2 (هامش الإصابة) و أسد الغابة 391/3 و الجرح و التعديل 280/5.
5- في م: أهل الإسلام.
6- في م: يا أبه.
7- ما بين الرقمين ليس في م.

- شفاها (1)- أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر الهمداني، أنا أبو الحسن الفأفاء، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، قال(2):

عبد الرّحمن بن معاذ يقال: إنه أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه محمّد بن إبراهيم التيمي، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو بلال الأشعري، نا حفص بن غياث، عن داود بن أبي هند، عن شهر بن حوشب، قال:

طعن عبد الرّحمن بن معاذ بن جبل، فدخل عليه أبوه، فقال له: كيف تجدك أي بني ؟ فقال له: يا أبت اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاٰ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (3) قال معاذ: سَتَجِدُنِي إِنْ شٰاءَ اللّٰهُ مِنَ الصّٰابِرِينَ (4).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(5) ، حدثني أبي، حدثني أبو سعيد مولى بني هاشم، نا ثابت بن يزيد، نا عاصم، عن أبي منيب(6) الأحدب قال:

خطب معاذ بالشام فذكر الطاعون فقال: إنّها رحمة ربكم و دعوة نبيكم، و قبض الصالحين قبلكم، اللهم أدخل على آل معاذ نصيبهم من هذه الرحمة، ثم نزل من مقامه ذلك، فدخل على عبد الرّحمن بن معاذ فقال عبد الرّحمن: اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ، فلا تكونن (7)مِنَ الْمُمْتَرِينَ ، قال معاذ: سَتَجِدُنِي إِنْ شٰاءَ اللّٰهُ مِنَ الصّٰابِرِينَ .

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا محمّد بن أحمد بن شكرويه، و محمّد بن أحمد بن

ص: 439


1- بعدها في م: قال.
2- الجرح و التعديل 280/5.
3- سورة البقرة، الآية: 147.
4- سورة الصافات، الآية: 102.
5- مسند أحمد بن حنبل 253/8 رقم 22145.
6- بدون إعجام بالأصل و المثبت عن م و المسند.
7- الأصل: تكن.

علي السمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا يوسف بن موسى، نا جرير، عن عاصم بن سليمان، عن أبي منيب الحرشي، قال:

خطبنا معاذ بن جبل حين وقع الطاعون فقال: إنّ هذا الأمر رحمة ربكم، و دعوة نبيكم، و قبض الصالحين قبلكم، اللهم آت آل معاذ حظهم من هذا الأمر، فنزل، فوجد ابنه بالموت، فقال: يا أبت اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاٰ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ، قال: فقال معاذ: سَتَجِدُنِي إِنْ شٰاءَ اللّٰهُ مِنَ الصّٰابِرِينَ .

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، و أبو زكريا بن أبي إسحاق، قالا: حدثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا بحر بن نصر، نا ابن وهب، نا عثمان بن عطاء، عن أبيه.

أن معاذ بن جبل قام في الجيش الذي كان عليه حين وقع الوباء، فقال للناس: هذه رحمة ربّكم، و دعوة نبيكم، و كمت الصالحين قبلكم، فبينا هو كذلك إذ أتى فقيل له: قد طعن ابنك عبد الرّحمن، فلما رأى أباه معاذا قال: يقول عبد الرّحمن: يا أبت اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ، فلا تكونن (1)مِنَ الْمُمْتَرِينَ ، قال يقول معاذ: سَتَجِدُنِي إِنْ شٰاءَ اللّٰهُ مِنَ الصّٰابِرِينَ ، قال: فمات من الجمعة إلى الجمعة آل معاذ كلهم، ثم كان هو آخرهم.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقويه - إملاء - نا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد الواعظ المضري، نا محمّد بن إسماعيل السّلمي، نا أبو صالح، حدثني الليث بن سعد، حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبد اللّه بن زياد أن عبد الكريم بن الحارث أخبره عن عبد الرّحمن بن معاذ.

أنه لما حضرته الوفاة أتاه معاذ فقال: يا بني، إنّه الحق المبين، فقال: أجل يا أبت فَلاٰ تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ فقال: إنّي لأرجو إن شاء اللّه أن تكون من الفائزين، ثم أقبل معاذ على القوم، فقال: إنّي سأخبركم عن شيء سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، سمعته يقول: «من شهد أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمّدا رسول اللّه مخلصا، كانت آخر كلامه عند الموت وجبت له الجنّة» [7242].

ص: 440


1- الأصل: تكن.
3966 - عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج بن جفنة بن قتيرة ابن حارثة بن عبد شمس بن معاوية بن جعفر بن أسامة بن سعد ابن أشرس بن شبيب بن السّكون بن أشرس بن كندة أبو معاوية الكندي التجيبي المصري

3966 - عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج بن جفنة بن قتيرة ابن حارثة بن عبد شمس بن معاوية بن جعفر بن أسامة بن سعد ابن أشرس بن شبيب بن السّكون بن أشرس بن كندة أبو معاوية الكندي التجيبي المصري(1)

قاضي مصر.

روى عن أبيه، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و أبي بصرة الغفاري(2).

روى عنه: يزيد بن أبي حبيب، و عقبة بن مسلم، و واهب بن عبد(3) المعافري، و سويد بن قيس، و حمّاد الخولاني المصريون.

و وفد على الوليد بن عبد الملك ببيعة أهل مصر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين(4) بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدثني إبراهيم بن هاني، نا يحيى بن الصامت المدائني، أنا عبد اللّه بن المبارك، عن ابن(5) لهيعة، حدثني يزيد بن [أبي](6) حبيب أن سويد بن قيس أخبره عن عبد الرّحمن بن معاوية.

أنّ رجلا سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه ما يحلّ لي مما يحرم علي ؟ فسكت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فرد عليه ثلاث مرات كلّ ذلك يسكت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم قال: «أين السائل ؟»، فقال: أنا ذا يا رسول اللّه، قال: - و نقر باصبعه: - «ما أنكر قلبك فدعه» [7243].

قال عبد اللّه بن محمّد: و لا أدري سمع عبد الرّحمن بن معاوية من النبي صلى اللّه عليه و سلم أم لا، و لا أعلم روي عنه غير هذا الحديث.

أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين(7) بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، عن ابن(8)

ص: 441


1- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 375/11 و تهذيب التهذيب 3 /؟؟؟ 420 و حسن المحاضرة 296/1 و 138/2 و الوافي بالوفيات 284/18 و حديج بالتصغير.
2- و اسمه: حميل بن بصرة، أبو بصرة الغفاري، ترجمته في تهذيب الكمال 273/5.
3- كذا بالأصل و م، و في تهذيب الكمال و تهذيب التهذيب: عبد اللّه انظر ترجمته في تهذيب الكمال 364/19.
4- في م: «أنا الحسن بن البغوي» تحريف.
5- بالأصل و م: «أبي» تصحيف، انظر ترجمة يزيد بن أبي حبيب في تهذيب الكمال 295/20.
6- زيادة عن م للإيضاح، و سيرد الاسم صوابا في الرواية التالية، و انظر الحاشية السابقة.
7- في م: الحسن بن الحسين.
8- بالأصل و م: «أبي» تصحيف، انظر ترجمة يزيد بن أبي حبيب في تهذيب الكمال 295/20.

لهيعة، نا يزيد بن أبي حبيب أن سويد بن قيس أخبره.

أن عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج أخبره قال: سأل رجل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه ما يحلّ لي مما يحرم علي، فسكت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فردّ عليه ثلاث مرات كلّ ذلك يسكت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم قال: «أين السائل ؟» قال: أنا ذا يا رسول اللّه، قال و نقر باصبعه:

«ما أنكر قلبك فدعه» [7244].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(1) ، حدثني أبي، نا يحيى بن إسحاق، أنا ابن(2) لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج قال:

سمعت رجلا من كنده يقول: حدثني رجل من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم من الأنصار أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «لا ينتقص أحدا من(3) صلاة شيئا إلاّ أتمه اللّه له(4) من سبحته» [7245].

ذكر أبو عمر محمّد بن يوسف التجيبي المصري في كتاب أمراء مصر، قال:

و بويع الوليد بن عبد الملك، فخرج عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج وافدا إليه ببيعة أهل مصر.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال(5):

عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج التجيبي عن أبيه، و روى عنه عقبة بن مسلم المصري.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال - إذنا (6)- أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي الأصبهاني - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، قال(7):

ص: 442


1- مسند أحمد بن حنبل 162/9 رقم 23698.
2- الأصل و م: أبو، و المثبت عن المسند.
3- في م و المسند: أحدكم من صلاته.
4- في م و المسند: أتمها اللّه من سبحته.
5- التاريخ الكبير للبخاري 350/1/3.
6- بعدها في م: قالا.
7- الجرح و التعديل 284/5.

عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج التجيبي روى عن أبيه، روى عنه عقبة بن مسلم، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب قال:

عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج بن جفنة بن قتيرة بن حارثة بن عبد شمس بن معاوية بن جعفر بن أسامة بن سعد بن تجيب أبو معاوية، قاضي مصر، حدّث عن أبيه، و عن عبد اللّه بن عمر، و أبي بصرة الغفاري، روى عنه واهب بن عبد اللّه، و يزيد بن أبي حبيب، و عقبة بن مسلم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال(1):

و أما حديج بضم الحاء، و فتح الدال: عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج قاضي مصر، أبو معاوية، يروي عن ابن عمر، و ابن عمرو، و أبي بصرة، و أبيه(2) معاوية بن حديج يروي عنه يزيد بن أبي حبيب، توفي سنة خمس و تسعين، قاله ابن يونس.

أنبأنا أبو محمّد السّلمي، عن خلف بن أحمد الحوفي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس، أنا أبو عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب الكندي(3) ، حدثني يحيى بن أبي معاوية، عن خلف(4) ، عن أبيه، عن جده، قال:

ثم ولي القضاء عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج في ربيع الأول سنة ست و ثمانين، و كان على الشرط أيضا، قال: و توفي عبد العزيز بن مروان في جمادى الأولى سنة ست و ثمانين، و عبد الرّحمن بن معاوية على القضاء و الشرط، فقام بأمر مصر عمر بن مروان، ثم قدم عبد اللّه بن عبد الملك بن مروان أميرا في جمادى الآخرة، فأقرّ عبد الرّحمن بن معاوية على القضاء و الشرط إلى شهر رمضان سنة ست و ثمانين، ثم صرفه عنهما.

قال: و حدثني ابن قديد عن عبيد اللّه(5) ، عن أبيه، حدثني أبو(6) ميسرة عبد الرّحمن بن ميسرة أن عبد اللّه بن عبد الملك لما قدم مصر استبدل بعمال عبد العزيز

ص: 443


1- الاكمال لابن ماكولا 395/2 و 396.
2- عن الاكمال و بالأصل و م: و ابنه.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 375/11.
4- و هو خلف بن ربيعة بن الوليد بن سليمان بن زياد الحضرمي (كما في تهذيب الكمال).
5- هو عبيد اللّه بن عفير (كما في تهذيب الكمال).
6- بالأصل أبي، و الصواب عن م و تهذيب الكمال.

عمالا فأراد عزل عبد الرّحمن بن معاوية عن القضاء و الشرط فلم يجد عليه مقالا و لا متعلقا فولاّه مرابطة الإسكندرية، و زاد في عطائه، و أخرجه إليها، فوليها عبد الرّحمن بن معاوية إلى أن صرف عن قضائها في شهر رمضان سنة ست و ثمانين، وليها ستة أشهر.

قال: و حدثني ابن قديد عن عبيد اللّه بن سعيد، عن أبيه قال:

جمع لعبد الرّحمن بن معاوية القضاء و خلافة الفسطاط.

قال: و حدثني أحمد بن داود بن أبي صالح، حدثني محمّد بن أبي المغيرة بن أخضر، عن أحمد بن يحيى بن وزير، عن ابن بكير، عن ابن لهيعة قال:

كان عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج أول قاض نظر في أموال اليتامى، و ضمن عريف كل قوم أموال يتامى تلك القبيلة، و كتب بذلك كتابا، فكان عنده.

قال: و حدثني أبو سلمة، نا يحيى بن عثمان بن صالح، حدثني أبي(1) عن لهيعة بن عيسى، عن عمه عبد اللّه بن لهيعة.

أن عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج إذ كان قاضيا كشف عن أموال اليتامى و جعلها على أيدي عرفاء القبائل، و شهرها و أشهد فيها، فجرى الأمر على ذلك.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد، و حدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمّد، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج بن جفنة بن قتيرة التجيبي قاضي مصر، يكنى أبا معاوية، يروي عن ابن عمر، و ابن عمرو، و أبي بصرة الغفاري، و معاوية بن حديج، روى عنه يزيد بن أبي حبيب، جمع له عبد العزيز بن مروان القضاء و الشرط، توفي سنة خمس و تسعين.

3967 - عبد الرّحمن بن معاوية بن أبي سفيان صخر ابن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموي

3967 - عبد الرّحمن بن معاوية بن أبي سفيان صخر ابن حرب(2) بن أمية بن عبد شمس الأموي

أمّه فاختة بنت قرظة(3) بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف، و يقال: أمّه أم ولد.

ص: 444


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 375/11.
2- في م: حارث.
3- بالأصل و م: قرطه، و المثبت عن نسب قريش للمصعب ص 128.

مات عبد الرّحمن صغيرا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا ابن عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسن بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال:

فولد معاوية: عبد اللّه و هو خبيث(1) ، و عبد الرّحمن و هندا تزوجها عبد اللّه بن عامر، و أمّهم فاختة بنت قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف بن قصي.

3968 - عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو المطرّف الأموي الهشامي المعروف بالداخل

3968 - عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو المطرّف الأموي الهشامي المعروف بالداخل(2)

ولد بدير حنيناء(3) و ذكر البلاذري أنه من عمل دمشق.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال(4):

و من ولد هشام بن عبد الملك أبان بن معاوية بن هشام، و كان فارسا، و عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام غلب على الأندلس حين قتل مروان بن محمّد و ولده هناك، و هما لأم ولد.(5) أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن محمّد بن علي، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق، أنا أبو الحسن أحمد بن عمران، أنا أبو عمران موسى بن زكريا،

ص: 445


1- عن نسب قريش للمصعب ص 128 و بالأصل رسمها: «؟؟؟ منقب» و في م: «مبقت».
2- أخباره في نفح الطيب 27/3 و جذوة المقتبس ص 9 و البيان المغرب لابن عذاري 47/2 فوات الوفيات 302/2 الوافي بالوفيات 279/18 الطبري (الفهارس العامة)، العقد الفريد (بتحقيقنا: الفهارس العامة)، الكامل لابن الأثير (بتحقيقنا: الفهارس العامة)، سير أعلام النبلاء 244/8 و نسب قريش للمصعب ص 168.
3- حنيناء: بالفتح ثم الكسر و ياء ساكنة و نون أخرى: دير حنيناء من أعمال دمشق (معجم البلدان). و في سير أعلام النبلاء: مولده بأرض تدمر. و في البيان المغرب: مولده بموضع يعرف بدير حسينة من دمشق. و بهامشه عن إحدى نسخه: حسنة.
4- الخبر في نسب قريش للمصعب ص 168 فكثيرا ما كان الزبير بن بكار يأخذ عن عمه المصعب.
5- الخبر التالي ليس في م.

نا أبو عمرو خليفة بن خياط، قال(1): و في سنة ست و ثلاثين و مائة قدم عبد الرّحمن بن مسلم(2) بن عبد الملك المغرب.

و كذا قال، و وهم في نسبته.

قرأت في كتاب أبي الحسين(3) الرازي: أخبرني أبو عبيد اللّه محمّد بن الربيع بن سليمان الجيزي - بمصر - نا علي بن محمّد بن حيون الخولاني المصري، أنا جابر بن عبيد اللّه الأندلسي.

أن عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان لما خرج هاربا من مصر صار إلى أرض برقة، فأقام ببرقة خمس سنين، ثم رحل من برقة يريد الأندلس، قال جابر:

أظن و لا استيقن انه نزل بموضع يقال له بيزة المراكب فكانت البلاد مفتونة فيها يمانية و مضرية يقتتلون على العصبية، فدخل بدر مولاه يتجسس عن الخبر، فرأى القوم و بأسهم فقال بدر للمضريين: لو وجدتم رجلا من أهل الخلافة أ كنتم تبايعون و تقومون معه ؟ فقالوا: كيف لنا بذلك ؟ فقال بدر: هذا عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك فأتوه يبايعوه(4) و ولوه، فولي عليهم ثلاثا(5) و ثلاثين سنة، ثم مات فولي ابنه و كان دخوله(6) الأندلس سنة تسع و ثلاثين و مائة و كان يوسف الفهري أول من قطع الدعوة عنهم و كان من قبل يوسف من الولاة يدعون لولد عبد الملك بالخلافة، فلما أتى يوسف قطع الخلافة عنهم، و دعا لنفسه، فلما دخل عبد الرّحمن الأندلس قاتل يوسف و أخذ البلاد، ثم مات عبد الرّحمن فولي بعده ابنه هشام بن عبد الملك، فقام واليا سبع سنين و أشهرا(7) ، ثم مات هشام، فولي بعد الحكم ابن [(8) هشام، فأقام واليا ستّا(9) و عشرين سنة و أشهرا(10) ، ثم ولي عبد الرّحمن بن الحكم ثلاثا] و ثلاثين سنة، ثم ولي محمّد بن عبد الرّحمن بن الحكم(11) ستا(12) و عشرين سنة، ثم ولي بعده ابنه المنذر بن محمّد، ثم مات، فولي بعده أخوه عبد اللّه بن محمّد، ثم مات فولي

ص: 446


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 414 و بالأصل أبو الحسن خليفة، تصحيف.
2- في تاريخ خليفة: عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك. و لعل ابن عساكر نقل عن نسخة من تاريخ خليفة فيها تصحيف، و هذا ما اضطره إلى توهيم خليفة في ذكر نسبه.
3- في م: الحسن، تصحيف.
4- في م: فبايعوه.
5- بالأصل و م: ثلاثة.
6- عن م و بالأصل: دخول.
7- بالأصل و م: و أشهر.
8- ما بين الرقمين سقط من م.
9- بالأصل: ستة.
10- بالأصل و م: و أشهر.
11- بالأصل: ثلاثة.
12- بالأصل: ستة.

ابن ابنه عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن.

قال لي أبو عبيد اللّه محمّد بن الربيع بن سليمان بمصر في سنة خمس عشر و ثلاثمائة أن و اليهم الساعة عبد الرّحمن بن محمّد هذا.

و أخبرني أبو عبيد اللّه محمّد بن الربيع بن سليمان، نا علي بن محمّد بن حيون، أخبرني محمّد(1) بن عبد اللّه الأندلسي، أخبرني بعض مشايخنا.

أن عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام لما توجه إلى يوسف الفهري أتى الخبر يوسف بشخوصه(2) و أخبر بقدومه و توجهه إليه، فلم يعبأ يوسف و لم يكترث، و كان يوسف أول ما يدعو لبني هاشم ثم خلع و دعا لنفسه، و أن عبد الرّحمن لما توجه إليه غدا إلى الجزيرة، فنزلها فاتبعه أهلها، ثم مضى منها إلى شذونة(3) ، فاتبعه أهلها ثم مضى من شذونة إلى إشبيلية فاتبعه من فيها، ثم مضى من إشبيلية إلى قرطبة - و هي مدينة الأندلس - فاتّبعه من فيها، فكان كلما دخل مدينة اتّبعه أهلها، حتى دخلوا معه الأندلس، فذكروا أنهم دخلوها يوم الأضحى أو الفطر، فلما رأى يوسف العساكر قد أظلّته خرج هاربا إلى دار الشّرك، فتحصن فيها هنالك.

و غزاه عبد الرّحمن من بعد ذلك، فوقعت نفرة في عسكره، فانهزم و انصرف عبد الرّحمن و من معه بلا حرب، و جعل عبد الرّحمن لمن آتاه برأسه جعلا(4) ، فأتاه رجل من أصحاب يوسف برأس يوسف، فسرّه ذلك فأجازه و أكرمه(5) ، و أقام عيال يوسف في مسكنهم لم يهجهم بشيء، فلما كان بعد ذلك خيّر عياله في الخروج عنه أو المقام في موضعهم، فاختاروا موضعهم فأقاموا فيه.

و الصحيح أن البلاد لم تكن مفتونة وقت دخول عبد الرّحمن بن معاوية في ذلك الوقت، و لا كانت مضرية و لا يمانية حينئذ، و إنّما كانت المضرية و اليمانية بعد ذلك، و كان عبد الرّحمن دخل الأندلس و وليها نائبا، و قال: إن أتت رسل بني العباس سلّمت إليهم و أنزلتهم هاهنا، فقال له مولاه - يقال له: مهدي بن الأصفر: - تخاف قوما بينك و بينهم طول

ص: 447


1- كذا بالأصل و م هنا، و مرّ في أول الخبر: جابر بن عبيد اللّه الأندلسي.
2- عن م و بالأصل: لشخوصه.
3- بالأصل و م: شدونة، بالدال المهملة، و المثبت و الضبط عن معجم البلدان، و هي مدينة بالأندلس تتصل نواحيهما بنواحي موزر و قد صوبناها بالذال المعجمة، في كل مواضع الخبر.
4- الجعل: العطاء.
5- انظر خبر قتاله الفهري، و هزيمته و مقتله، البيان المغرب 48/2-49.

هذه المدة، و البحر دونك و دونهم ؟ فأشار عليه أن لا يفعل فقبل منه.

و كان نزول عبد الرّحمن قبل أن يعبر إلى الأندلس بقوم من البربر يقال لهم: بنو ماسين فأقام عندهم، ثم عبر إلى الأندلس، و قال للذي كان عنده: إن سمعت بأول وال ولي الأندلس فارحل إليه، فلما دخل و تمّ له أمر الأندلس رحل إليه الذي كان عنده، و اسمه خلف، فأقام ببابه مدة لا يصل إليه، فركب عبد الرّحمن ذات يوم فعرض له الرجل من بعد فعرفه، فأمر بعض من معه أن يأخذه و يصيّره عنده و يبرّه و يحسن إليه إلى رجوعه، فصار به إلى منزله و فرشه له حتى قدم عبد الرّحمن فدعا به و سأله عن أهله و عياله و من خلّف منهم، و قال له: سل ما تريد، فقال: تهب لي غلاما و جاريتان(1) يرعيان علينا، فقال له: نحن نعطيك عشرة من الغلمان و عشرا(2) من الجواري، ثم إن عبد الرّحمن وجّه رسولا من عنده فعدا البحر حتى أتى منزلهم، فرحل بهم جميعا، فلم يشعر البربري إلاّ بأهله و ولده و جميع حشمه عنده، و كان يحمده في نزوله عنده، و قال: كان أهله و ولده يبرّونه و يخدمونه، فلما ورد عليهم سأله منزلا و فرشه لهم و وسع عليهم، فأهل ذلك البيت بالأندلس إلى اليوم يولّون و يبرّون.

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد(3) ، عن أبي عبد اللّه الحميدي قال(4):

أول أمراء بني أمية بالأندلس عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، يكنى أبا المطرّف، مولده بالشام سنة ثلاث عشرة(5) و مائة، و أمّه أم ولد، و اسمها راح، هرب لمّا ظهرت دولة بني العباس، و لم يزل مستترا إلى أن دخل الأندلس في ذي القعدة سنة ثمان و ثلاثين و مائة في زمن أبي جعفر المنصور، فقامت معه اليمانية، و حارب يوسف بن عبد الرّحمن بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري الوالي على الأندلس فهزمه، و استولى عبد الرّحمن على قرطبة يوم الأضحى من العام المذكور، فاتصلت ولايته إلى أن مات سنة اثنتين(6) و سبعين و مائة، كذا قال لنا أبو محمّد علي بن أحمد بن سعيد الفقيه: يوسف بن عبد الرّحمن بن أبي عبيدة، و رأيت في غير موضع: يوسف بن عبد الرّحمن بن حبيب(7) بن

ص: 448


1- في م: و جارية.
2- بالأصل و م: و عشرة.
3- المشيخة 70 /ب.
4- الخبر في جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس ص 8.
5- بالأصل: ثلاثة عشر، و الصواب عن م و جذوة المقتبس.
6- بالأصل و م: اثنين.
7- كذا بالأصل و م، و هو ما ورد في بغية الملتمس ص 15، و الذي في جذوة المقتبس هنا: يوسف بن عبد الرّحمن بن أبي عبدة.

أبي عبيدة، فاللّه أعلم، و كان عبد الرّحمن بن معاوية من أهل العلم و على سيرة جميلة من العدل، و من قضاته: لمعاوية بن صالح(1) الحضرمي الحمصي(2) و له أدب و شعر.

و مما أنشدونا له يتشوق(3) إلى معاهده بالشام(4):

أيها الراكب الميمّم أرضي *** أقر من بعضي السّلام لبعض(5)

إنّ جسمي كما علمت(6) بأرض *** و فؤادي و مالكيه بأرض

قدّر البين بيننا فافترقنا *** و طوى البين عن جفوني غمضي

قد قضى اللّه بالفراق علينا *** فعسى باجتماعنا(7) سوف يقضي

كتب إليّ أبو المظفّر محمّد بن أحمد بن محمّد الأبيوردي العنبسي، من ولد عنبسة بن أبي سفيان، يذكر في نسب آل أبي سفيان، قال:

معاوية بن هشام بن عبد الملك والد عبد الرّحمن الداخل الذي غلب على الأندلس حين قتل مروان بن محمّد و ولده هناك، و كان في أهل ذلك الصّقع جفاء و غلظة، فلما أمن به عبد الرّحمن و نشأ أولاده فضلاء علماء سمحاء توفّر أعيان الرعية به على التأدب و التفقه، فرقت حواشيهم و نبع فيهم شعراء، و الناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم، و الملك سوق يجلب إليها ما ينفق فيها، و كان المنصور يثني على عبد الرّحمن و يقول: ذاك صقر قريش دخل المغرب و قد قتل قومه، فلم يزل يضرب العدنانية بالقحطانية، و يلبس القحطانية بالعدنانية حتى ملك.

و كان الناس يقولون: ملك الأرض ابنا بربريتين(8) يعنون عبد الرّحمن و المنصور، و أمّه سلاّمة البربرية، و أم عبد الرّحمن راح البربرية، و أخوه أبان كان فارسا، و أمّه راح أيضا، و أبوهما معاوية، و أخوه سعيد ابنا هشام لأم ولد، و اعتبط معاوية و عبد الرّحمن صغير، و كان

ص: 449


1- كذا بالأصل و م، و في جذوة المقتبس: طليح.
2- عن م و جذوة المقتبس، و في الأصل: الحمي.
3- عن م و جذوة المقتبس و بالأصل: يتشوف.
4- الأبيات في نفح الطيب 38/3 و 54 و البيان المغرب 60/2 و جذوة المقتبس ص 9.
5- في البيان المغرب: أقرأ بعض السلام عني لبعضي.
6- البيان المغرب: تراه.
7- البيان المغرب: باقترابنا.
8- اللفظة إعجامها مضطرب بالأصل و م، و المثبت عن سير أعلام النبلاء 251/8.

مسلمة بن عبد الملك يوصي به هشاما و يقول إليه بفزع: فل بني أمية، و كان خالد بن يزيد، و مسلمة بن عبد الملك يزمان بمعرفة الأحداث الجائية لأنهما ناقبا أهل العلم بالكتب القديمة.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا(1) ، نا محمّد بن الحسن بن دريد، أنا أبو الفضل الرياشي، عن محمّد بن سلاّم قال:

بلغني عن غرير(2) بن طلحة الأرقمي قال: قال لي أبو السّائب و كان من أهل الفضل و النسك: هل لك في أحسن الناس غناء لا تسأمه ؟ قلت: نعم، و كان عليّ يومئذ طيلسان لي أسميه من غلظه، و ثقله: «مقطّع الأزرار»، قال: فخرجنا حتى جئنا الجبّانة إلى دار مسلم بن يحيى مولى بني زهرة، فأذن لنا، فدخلنا بيتا طوله اثنا عشر ذراعا في مثلها، و طول البيت في السماء ستة عشر ذراعا، و في البيت نمرقتان، قد ذهب عنهما اللحمة(3) و بقي السّدى(4) و قد حشيتا بالليف، و كرسيان قد تفككا من قدمهما بينهما ثلاث(5) ، ثم اطّلعت علينا [عجوز](6) عجفاء كلفاء عليها قرقل هروي أصفر غسيل لم يجدد و في الصبغ، و كأن وركيها(7) في خيط من رسحها(8) فقلت لأبي السّائب: بأبي أنت ما هذه ؟ قال: اسكت، فتناولت عودا فضربت ثم غنّت(9):

بيد الذي شغف الفؤاد بكم *** تفريج ما ألقى من الهمّ

فاستيقني أن قد كلفت بكم *** ثم افعلي ما شئت عن علم

قد كان صرم في الممات لنا *** فعجلت قبل الموت بالصّرم

ص: 450


1- الخبر في الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا 393/3 و ما بعدها و الحكاية و الشعر في الأغاني 131/24 و ما بعدها ضمن أخبار أبي صخر الهذلي.
2- بالأصل و م: «عزيز» و قد صوبناها في كل مواضع الخبر، عن الجليس الصالح و الأغاني.
3- عن م و المصادر و بالأصل: اللحية.
4- في الأصل: السكا، و في م: السنا، و المثبت عن المصدرين.
5- كذا بالأصل و م، و في الجليس الصالح: «ثلاث وسائد» و في الأغاني: و بينهما مرفقتان محشوتان بالليف.
6- الزيادة عن الأغاني.
7- عن م و المصادر و في الأصل: وركيهما.
8- عن م و المصادر، و بالأصل: رسخها، و الرسح: قلة لحم العجز و الفخذين.
9- الأبيات في الأغاني 126/24 منسوبة لأبي صخر الهذلي.

قال: فتحسنت(1) في عيني فبدا ما اذهب الكلف عنها، و زحف أبو السّائب و زحفت معه ثم تغنت(2):

برح الخفاء فأيّما بك تكتم *** و لسوف(3) يظهر ما تسرّ فيعلم

مما تضمن من غرير قلبه *** يا قلب إنك بالحسان لمغرم

بل ليت أنك يا حسام بأرضنا *** تلقي المراسي طائعا(4) و تخيّم

فتذوق لذة عيشنا و نعيمه(5) *** و نكون إخوانا(6) فما ذا تنقم

فقال أبو السّائب: إن نقم هذا فأعضّه باللّه بكذا و كذا من أمه، و لا يكنى، و زحفت مع أبي السّائب حتى قاربنا النمرقتين، و ربت العجفاء في عيني كما يربو السويق [شيب](7) بماء قربة ثم غنت:

يا طول ليلي أعالج السّقما *** إذ حل كلّ الأحبّة الحرما

ما كنت أخشى فراقكم أبدا *** فاليوم أمسى فراقكم عزما(8)

قال غرير: فألقيت طيلساني عليّ: «مقطّع الأزرار»، و أخذت شاذكونة(9) فوضعتها - قال القاضي: أحسبه قال على رأسي - و صحت كما يصاح بالمدينة: الدخر(10) بالنوى، و قام أبو السّائب فتناول ربعة كانت في البيت فيها قوارير و دهن فوضعها على رأسه، و صاح صاحب الجارية و كان ألثغ: قواثيني قواثيني(11). و حرك أبو السّائب فاصطكت القوارير فكسّرت، و سال الدهن على صدر أبي السّائب و ظهره، و قال للعجفاء: لقد هيجت(12) لي داء قديما، ثم وضع الربعة فكنا نختلف إليها حتى بعث عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك من

ص: 451


1- عن م و الجليس الصالح، و في الأصل: فتحسست، و في الأغاني: فحسنت.
2- الشعر في الأغاني هنا و الجليس الصالح بدون نسبة، و قد وردت في الأغاني 273/8 منسوبة لسعيد بن عبد الرّحمن بن حسّان من قصيدة طويلة. و لم يرد البيت الثاني فيها.
3- في الأغاني 273/8 و الشوق.
4- الأغاني هنا: «دائما» و الأغاني 273/8 ثاويا.
5- الأغاني 273/8: فتصيب لذة عيشنا و رخاءه.
6- الأغاني - في الموضعين: أجوارا.
7- الزيادة عن م و المصادر.
8- الجليس الصالح: غرما.
9- الشاذكونة: المضربة يعملها النجاد.
10- كذا بالأصل، و في م: «الدخير بالنور» و في الجليس الصالح: «الدجر بالنوى» و في الأغاني: الدخن بالنوى.
11- كذا بالأصل، و في م و الجليس الصالح: «قوانيني قوانيني» و في الأغاني: «قواليلي قواليلي» و هو يريد على كل حال: قواريري قواريري.
12- الجليس الصالح و الأغاني: «هجت» و في م كالأصل.

الأندلس فابتيعت له العجفاء و حملت إليه.

قال القاضي: قول الأرقمي في هذا الخبر اثنا عشر ذراعا [و ستة عشر ذراعا](1) على لغة من ذكّر الذراع، و التأنيث فيها أظهر، و إن كانت اللغتان فيها قد حكيتا.

أنشدنا في التأنيث محمّد بن القاسم الأنباري قال: أنشدنا أبو العباس، عن سلمة، عن الفراء:

أرقى عليها و هي فرع أجمع *** و هي ثلاث أذرع و إصبع

و حدثنا ابن الأنباري، حدثني أبي، عن محمّد بن(2) الحكم، عن اللحياني قال:

الذراع و الكراع يذكران و يؤنثان قال: و لم يعرف الأصمعي التذكير فيهما. قال ابن الأنباري:

و حكى السختياني(3) عن أبي زيد أنه قال: الذراع يذكّر و يؤنث و قولهم: هذا ثوب سبع في ثمانية، و ذكّروا ثمانية و أنّثوا سبعا، لأنهم أرادوا سبع أذرع في ثمانية أشبار، و الشبر مذكر، فلذا الحقوا الهاء في ثمانية، و قال الفراء عند ذكره تأنيث الذراع(4): و قد ذكّر الذراع بعض عكل، فقال: الثوب خمسة أذرع، و ستة أذرع، و خمس و ست أذرع.

و قوله: و في البيت نمرقتان الواحدة نمرقة بضم النون و الراء، فيما حكى اللغويون، و ذكر الفراء أنه سمع بعض كلب يقول: نمرقة بكسرهما، و تجمع نمارق، و هي الوسائد و المرافق، قال اللّه تعالى: وَ نَمٰارِقُ مَصْفُوفَةٌ (5) و من هذا قول امرأة من بني عجل في يوم ذي قار تحض قومها على قتال الأعاجم:

إن نقربوا نعانق *** و نفرش النمارق

أو تهربوا نفارق *** فراق غير وامق

و قالت على هذا هند بنت عتبة(6):

نحن بنات طارق *** نمشي على النمارق

ص: 452


1- ما بين معكوفتين أضيف عن م و الجليس الصالح.
2- كذا بالأصل و م، و في الجليس الصالح: محمد بن عبد الحكم.
3- كذا بالأصل و م، و في الجليس الصالح: السجستاني.
4- «تأنيث الذراع» مكرر بالأصل.
5- سورة الغاشية، الآية: 15.
6- نقل صاحب اللسان عن ابن بري أنها هند بنت بياض بن رياح بن طارق الإيادي، قالت الرجز يوم أحد تحض على الحرب، ثم أورد اللسان شطورا عدة.

و نلبس اليلامق(1) *** إن تقبلوا نعانق

أو تدبروا نفارق *** فراق غير وامق

و من النمارق قول ذي الرمّة(2):

كان فؤادي قلب جاني مخوفة *** على النّفس إن تكسين(3) وشي النمارق

قال القاضي: و في تسمية الوسادة مرفقة(4) وجهان أحدهما: انه من الرفق و الارتفاق بالشيء و الانتفاع من مرافق الدار و الأثاث، قال اللّه عز ذكره: وَ يُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً (5) و قرئ: مرفقا، و قالوا: قد ارتفق فلان بمال فلان و أرفقه صاحبه، و جاء في مرفق اليد: مرفق، و مرفق أيضا، و الوجه الآخر أن يكون من مرفق اليد لأنه يتكئ به على الوسادة، فكسر كما تكسر الأدوات مثل مقطع و مخرز و مخيط قال أمية بن أبي الصلت يخاطب سيف بن ذي يزن لما ظفر بالحبشة و أجلاهم عن اليمن(6):

فاشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا *** في رأس غمدان دارا منك محلالا

و قيل لها وسادة لتوسدها، و قال الأعشى(7):

إن كنت لا تشفين غلّة عاشق *** كلف(8) بحبّك يا جبيرة صادي

فانهي خيالك أن يزور فإنه *** في كلّ منزلة يعود و سادي

و قال الأسود بن يعفر(9):

نام الخليّ و ما أحسّ رقادي *** و الهمّ محتضر لديّ وسادي

و قد يقال في الوسادة إسادة فتبدل الواو همزة استثقالا لابتداء الكلمة بها كما قالوا:

إشاح، و وشاح، و وجوه ملاح و أجوه، و حكي عن العرب سماعا: ما أحسن هذه الأجوه(10)

ص: 453


1- يلامق جمع يلمق و هو القباء، فالعرب تسميه يلمق. (اللسان).
2- ديوان ذي الرمة ص 404.
3- في الديوان: إذ يكسون.
4- بالأصل: نمرقة، و المثبت عن م و الجليس الصالح.
5- سورة الكهف، الآية: 16 و عن التنزيل العزيز: «وَ يُهَيِّئْ» و كان بالأصل و م: «و يجعل» و في الجليس الصالح أيضا: و يهيئ.
6- ديوان أمية بن أبي الصلت ص 458.
7- ديوانه ط بيروت ص 50.
8- الديوان: صبّ.
9- من قصيدة مفضلية، المفضلية 44 ص 216 البيت الأول.
10- الأصل: «الوجوه» و المثبت عن م و الجليس الصالح.

في كثير من الكلام، و منه قول الشاعر:

أ يحل أحيده و يقال بعل *** و مثل تموّل منه افتقار

أصله وحيده و هذا باب نأتي على شرحه و تفصيله، و ذكر جائزه و ممتنعه و ما فيه مرسوم فيه، و قد قرأت عامة القراءة، وَ إِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (1) و هو من الوقت. و قرأ(2) أبو جعفر المدني: وقتت، بالواو و التخفيف، و قرأ أبو عمرو: وقّتت على الأصل أيضا إلاّ أنه شدد، و هم يكرهون كثيرا افتتاح الكلام بالواو، خاصة إذا تكررت، و قالوا: إن ذلك [يشبه](3) نباح الكلاب، و قالوا في تصغير و اصل أو يصل و في جمعه أواصل فقلبوا الواو همزة، و يقولون حضر زيد و واصل فلا يقلبون لأن الواو زيدت للعطف كالفاء، و ثم و ليست من سنخ الكلم(4) في أصلها، و يقال فلان متوسد القرآن و هذا يكون مدحا، يعني يجعله وسادة أو يتلوه مكان توسده إياه، و يكون ذما أن ينام عن القيام به، و تأدية الحق فيه، و جاء عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال في رجل ذكر عنده: «ذلك(5) رجل لا يتوسد القرآن» [7246].

و روي عن عدي بن حاتم أنه ذكر للنبي صلى اللّه عليه و سلم أنه جعل تحت وسادته خيطين أسود و أبيض فلم يبن له ذلك أمر الفجر، فقال له: «إنّك لعريض الوساد» (6)[7247].

و يروى أنه قال: لعريض القفا، إنما هو بياض النهار من سواد الليل، فأما اشتقاق اسم المرفقة من المرفق فهو باب معروف مستمر، أ لا ترى أنهم يقولون مخدة من الخد، لأنه يوضع عند الاضطجاع عليها، و يقولون مصدغة من الصدغ، و قد يقولون مزدغة فيبدلون من الصاد زايا لسكونها، و إتيان الدال تالية لها، و هذه لغة معروفة في العربية، و قد قرأ بعض القرأة بها في مواضع من القرآن كقوله يصدر و يصدقون و قصد السبيل.

و قوله: قد ذهبت عنها اللحمة و بقي الستا(7) فاللحمة لحمة الثوب و الستا(8) سداه و اللام هاهنا مفتوحة، فأما لحمة النّسب فمضمومة، و كذلك لحمة البازي و الصقر، و هو ما أطعمه إذا صاد.

ص: 454


1- سورة المرسلات، الآية: 11.
2- عن م و الجليس الصالح، و بالأصل: و قرئ.
3- زيادة عن م و الجليس الصالح.
4- كذا بالأصل و م، و في الجليس الصالح: الكلام.
5- في م و الجليس الصالح: ذاك.
6- في م و الجليس الصالح: الوسادة.
7- كذا بالأصل هنا، و في م: السنا، و في الجليس الصالح: السّدى.
8- كذا بالأصل هنا، و في م: السنا، و في الجليس الصالح: السّدى.

و قوله: من رسحها: فإنه يقال منه امرأة رسحاء و رجل أرسح، إذا كان مؤخرهما من العجز و ما والاه عاريا من اللحم، و قول غرير: و أخذت شاذكونة: معناه وسادة، فهي عندي في الأصل فارسية، تكلّم بها من تكلم من العرب، و هي مشتقة من موضع الجلوس، و يقال له بالفارسية: كون، و هذا من الباب الذي بينا الاشتقاق فيه كالمصدغة و المخدة، و قد فسر أبو عبيدة: الزرابي(1) في قول اللّه عز و جل: وَ زَرٰابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (2) فقال: هي البسط، كما قال غيره من أهل التأويل و العربية، ثم قال: واحدها زربية و زرابي، ثم قال: و الزرابي في لغة أخرى الشواذكين و أني به على هذا اللفظ في الجمع.

و قوله: الدجر بالنوى: حكى بذلك نداء من يطوف بالدجر من باعته و يعرض بيعه بالنوى. كأنه يقول: اشتروا الدجر بالنوى، أو يعني الدجر تباع بالنوى، و الدجر من أسماء اللوبياء، و له أسماء ذوات عدد: اللوبياء و اللوبيا، بالمد و القصر، وليا الواحدة لياءة، و يقال للجارية المستحسنة كأنها لياءة مقشورة، و روي عن بعضهم أنه قال: دخلت على معاوية و في يده لياء مقشر أي مقشور، و يقال له اللويباج و الأحبل و الحبيل و الدجر.

ذكر أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد المعروف بابن الجزّار(3) القيرواني في تاريخه الذي سماه: «التقريب بصحيح التاريخ»، قال: سنة اثنتين و سبعين و مائة فيها مات أمير الأندلس عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، و هو أول ملوك الأندلس من بني أمية، و مات و هو ابن ستين سنة، و كان ملكه أربعا(4) و ثلاثين سنة و خمسة أشهر، ثم ولي من بعده هشام بن عبد الرّحمن لسبع خلون من جمادى و هو ابن إحدى و عشرين سنة.

3969 - عبد الرّحمن بن مغراء بن عياض بن الحارث بن عبد اللّه بن وهب أبو زهير الدّوسي الرّازي

3969 - عبد الرّحمن بن مغراء(5) بن عياض بن الحارث بن عبد اللّه بن وهب أبو زهير الدّوسي الرّازي(6)

سكن ما شهران قرية من قرى الري.

ص: 455


1- بالأصل و م: الرازي، و الصواب عن الجليس الصالح.
2- سورة الغاشية، الآية: 16.
3- بالأصل و م: «الحرار» تصحيف و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 561/15.
4- بالأصل و م: أربعة.
5- مغراء بفتح الميم و سكون المعجمة ثم راء، (تقريب التهذيب).
6- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 379/11 و تهذيب التهذيب 422/3 ميزان 592/2 التاريخ الكبير 355/1/3 و الجرح و التعديل 290/5 و الكامل لابن عدي 289/4.

و ولي قضاء الأردن.

و قدم دمشق، و حدّث بها و بالعراق عن الأعمش، و إسماعيل بن أبي خالد، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و محمّد بن سوقة، و عبد الملك بن سعيد بن أبجر(1) ، و عبيد اللّه بن عمر العمري، و مجالد بن سعيد، و فضيل بن غزوان، و أجلح بن عبد اللّه الكندي، و اسمه يحيى، و حجاج الصّوّاف، و فطر بن خليفة، و أبي روق عطية بن الحارث الهمداني، و عقبة بن أبي العيزار، و رشدين بن كريب، و محمّد بن إسحاق بن يسار صاحب المغازي، و أخيه خالد بن المغراء.

روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن، و محمّد بن عائذ، و محمّد بن المبارك الصّوري، و محمّد بن حميد، و عيسى بن أبي فاطمة، و إبراهيم بن موسى الفراء، و محمّد بن عمرو زنيج، و يوسف بن موسى القطان، و علي بن ميسرة، و مقاتل بن محمّد الرازيون، و فيض بن وثيق البصري، و عبد اللّه بن عمران الأصبهاني، و عمرو بن رافع أبو الحجر القزويني(2) ، و مخلد بن مالك السّلمسيني(3) ، و محمّد بن عبد اللّه بن أبي حمّاد القطان.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن بشر بن مطر أخو خطاب، نا سهل بن زنجلة الرازي، نا عبد الرّحمن بن مغراء، أنا محمّد بن إسحاق، عن إسماعيل بن مسلم، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن حيان بن جزء السّلمي، عن أخيه خزيمة بن جزء، قال:

أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم بالمدينة و قلت: يا رسول اللّه إنّي جئت أن أسألك عن أحناش(4) الأرض، قال: «سل عمّا شئت»، قال: فسألته عن الضّبّ، فقال: «لا آكل و لا أحرّمه»، فقلت: إنّي آكل ما لم يحرّم، قال: «إنّها فقدت - يعني أمة من الأمم - و إنّي رأيت خلقا رابني» قال: و سألته عن الأرنب، فقال: «لا آكله و لا أحرّمه»، قلت: فإنّي آكل ما لم يحرّم، قال:

«بلغني أنها تدمى»(5) ، قال: و سألته عن الضبع، قال: «و من يأكل الضبع ؟»، قال: و سألته عن

ص: 456


1- بالأصل: «الجر» و في م: «الحسن» و كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 41/12.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 219/14.
3- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى سلمسين، و هي قرية على فرسخ من حران، و هي من الجزيرة من ديار ربيعة. ذكره السمعاني و ترجمه في الأنساب.
4- الأصل: أحباش، و اللفظة مضطربة الإعجام في م، و الصواب ما أثبت عن المختصر 53/15.
5- كذا بالأصل و م، يعني أنها تحيض، و قد وردت برواية: تحيض في كنز العمال (رقم 41784).

الذئب، فقال: «لا يأكل الذئب أحد فيه خير» [7248].

أخبرنا أبو منصور مقرّب بن الحسين(1) بن الحسن، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين - قراءة عليه - نا عبد اللّه بن محمّد، نا الفضل بن غانم، نا عبد الرّحمن بن مغراء الأزدي، عن الأعمش، عن أبي الزبير، عن جابر، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «يودّ أهل العافية يوم القيامة أنّ لحومهم قرضت بالمقاريض مما يرون من ثواب اللّه عز و جل لأهل البلاء» [7249].

رواه الحاكم أبو أحمد، عن أبي عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي، عن محمّد بن عمرو بن بكر(2) التميمي، عن أبي زهير عبد الرّحمن بن مغراء، و قال: رواه غير واحد من أصحاب أبي زهير، و هو حديث منكر لا أصل له من حديث أبي الزبير، و لا من حديث الأعمش، و لا يعرف للأعمش سماع من أبي الزبير، و لا رواية من وجه يصح.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: حدثت(3) عن محمّد بن جميل الرازي، نا أبو زهير عبد الرّحمن بن مغراء، حدثني أخي خالد بن مغراء، عن أبيه المغراء بن عياض بن الحارث بن عبد اللّه بن وهب، و كان الحارث قدم مع أبيه على النبي صلى اللّه عليه و سلم في السبعين الذين قدموا من دوس فأقام الحارث مع النبي صلى اللّه عليه و سلم و رجع أبوه إلى السراة، و كان كثير الثمار فقبض النبي صلى اللّه عليه و سلم و الحارث بالمدينة.

رواه البخاري في تاريخه، فقال(4): قال عبد الرّحمن: حدثني أخي خالد بن المغراء فذكره إلاّ أنه قال: بدل و كان كثير الثمار، و كان كبيرا(5) ، فمات بها.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسين(6) بن محمّد، نا أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد، قال في تسمية أهل الري:

عبد الرّحمن بن مغراء، و لم يذكره ابن سعد في الطبقات الكبير.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم نا أبو الفضل محمد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن

ص: 457


1- في م: الحسن، قارن مع المشيخة 245 /ب.
2- بالأصل: بكير، تصحيف، و الصواب عن م، ترجمته في تهذيب الكمال 106/17.
3- عن م و بالأصل: حديث.
4- التاريخ الكبير للبخاري 355/1/3.
5- بأصل التاريخ الكبير: «و كان لسرا» بدون إعجام و قد صوبها محققه: «و كان كثير الثمار».
6- في م: الحسن.

و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي، و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد زاد أحمد: و أبو الحسين(1) الأصبهاني، قال: أن أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال(2):

عبد الرحمن بن مغراء أبو(3) زهير الدوسي الرازي، سمع الأعمش.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال شفاها(4) ، أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي إجازة.

ح قال و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال(5):

عبد الرحمن بن مغراء، أبو زهير الدوسي، و هو ابن عياض بن الحارث بن عبد اللّه بن وهب كوفي سكن الري، روى عن الأعمش و إسماعيل بن أبي خالد و محمد بن سوقة و يحيى بن سعيد الأنصاري، و عبد الملك بن سعيد بن أبجر(6) ، و مجالد، و أجلح، و فضيل بن غزوان، و حجاج الصواف، و فطر، و أبي روق، و عقبة بن أبي العيزار، و رشدين بن كريب، و محمد بن إسحاق، روى عنه محمد(7) بن المبارك الصوري، و عيسى بن أبي فاطمة الرازي، و سليمان بن شرحبيل الدمشقي، و فيض بن الوثيق البصري، و إبراهيم بن موسى، و عبد اللّه بن عمران الأصبهاني، و يوسف بن موسى القطان، و محمد [(8) بن عمرو زنيج، و عمرو بن رافع]، و علي بن ميسرة، و مقاتل بن محمد.

سمعت بعض ذلك من أبي و بعضه من قبلي.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو زهير عبد الرحمن بن مغراء الدوسي، سمع الأعمش و إسماعيل بن أبي خالد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الأنباري، أنا أبو القاسم بن الصواف، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا محمد بن أحمد بن حماد قال(9):

ص: 458


1- في م: الحسن.
2- التاريخ الكبير للبخاري 355/1/3.
3- بالأصل: «بن» و الصواب عن م و التاريخ الكبير.
4- بعدها في م: قالا.
5- الجرح و التعديل 290/5.
6- بالأصل و م: بن الجر، و المثبت عن الجرح و التعديل.
7- قوله: «محمد بن» سقط من الجرح و التعديل.
8- ما بين الرقمين مكانه في م: «و محمد بن عمرو بن رافع».
9- الكنى و الأسماء للدولابي 183/1 و قد ورد فيه محرفا: عبد الرحمن بن معز الدوسي.

أبو زهير عبد الرّحمن بن مغراء الدوسي.

أخبرنا [أبو القاسم](1) أيضا، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي قال(2):

عبد الرحمن بن مغراء أبو زهير الدوسي الرازي.

أنبأنا أبو جعفر محمد بن [أبي] علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:.

أبو زهير عبد الرحمن بن مغراء بن عياض بن الحارث بن عبد اللّه بن وهب الدوسي الرازي، وجده الحارث بن عبد اللّه بن وهب قدم مع أبيه على النبي صلى اللّه عليه و سلم في السبعين الذين قدموا من دوس فأقام الحارث مع النبي صلى اللّه عليه و سلم و رجع أبوه إلى السراة فمات بها و قبض النبي صلى اللّه عليه و سلم و الحارث بالمدينة. روى عن إسماعيل بن أبي خالد، [و](3) الأعمش، حدث بأحاديث لم يتابع عليها. روى عنه مخلد بن مالك، و أبو غسان محمد بن عمرو بن بكر.

أخبرنا أبو [(4) الحسين القاضي إذنا، و] أبو عبد اللّه الأديب، مشافهة(5) ، أنا عبد الرحمن بن محمد العبدي، أنا أبو علي إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء قالا: أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم(6): [قال:].

نا أبو هارون الحراني(7) ، قال: سمعت إبراهيم بن موسى يقول: سألت عيسى بن يونس عن عبد الرحمن بن مغراء فقال: كان طلابة.

قال: و حدثني أبي قال: سمعت عثمان بن أبي شيبة قال: رأيت أبا خالد الأحمر يحسن الثناء على أبي زهير(8).

قال: حدثني أبي نا محمد بن سلمة(9) الطوريني، قال: سألت وكيعا عن أبي زهير

ص: 459


1- الزيادة عن م.
2- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 289/4.
3- زيادة عن م.
4- ما بين الرقمين سقط من م.
5- بعدها في م: قالا.
6- الجرح و التعديل 291/5.
7- كذا بالأصل و م، و في الجرح و التعديل: الخراز.
8- أقحم بعدها بالأصل و م: و قال: طلب الحديث قبلنا و بعدنا.
9- بالأصل و م: «محمد بن أسلم الطوسي» و المثبت عن الجرح و التعديل.

فقال: طلب الحديث قبلنا و بعدنا.

قال: و سئل أبو زرعة عن أبي زهير، فقال: صدوق.

قال: و حدثني جعفر بن محمد بن حماد العطار قال: سمعت أبا جعفر محمد بن مهران الجمال و سئل عن عبد الرّحمن بن مغراء فقال: ذاك صاحب سمر(1).

أنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي(2) ، نا ابن أبي عصمة - يعني عبد الوهاب - و محمّد بن خلف قالا: نا محمّد بن يونس، قال: سمعت علي بن عبد اللّه يقول:

عبد الرّحمن بن مغراء أبو زهير، ليس بشيء، كان يروي عن الأعمش ستمائة حديث، تركناه لم يكن بذاك.

قال ابن عدي: و هذا الذي قاله علي بن المديني هو كما قال، إنّما أنكرت على أبي(3) زهير هذا أحاديث يرويها عن الأعمش لا يتابعونه(4) الثقات عليها، و له عن غير الأعمش غرائب، و هو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم.

3970 - عبد الرّحمن بن ملّ - و يقال: ابن ملي - بن عمرو بن عدي ابن وهب بن ربيعة...

3970 - عبد الرّحمن بن ملّ (5)- و يقال: ابن ملي - بن عمرو بن عدي ابن وهب بن ربيعة بن سعد بن جذيمة(6) بن كعب ابن رفاعة بن مالك بن نهد بن زيد بن ليث بن سود ابن أسلم بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير أبو عثمان النّهدي(7)

من أكابر التابعين.

ص: 460


1- تهذيب الكمال 381/11.
2- الكامل لابن عدي 289/4.
3- بالأصل: «أبي بن زهير» و الصواب بحذف «بن» عن م و الكامل لابن عدي.
4- كذا بالأصل و م، و في الكامل لابن عدي: يتابعه.
5- ملّ: حكي في ميم مل الحركات الثلاث (قاله ابن حجر في تهذيب التهذيب).
6- زيد في تهذيب الكمال: و يقال: خزيمة.
7- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 383/11 و تهذيب التهذيب 423/3 و تاريخ بغداد 202/10 و أسد الغابة 393/3 و الإصابة 98/3 و تذكرة الحفاظ 61/1 و البداية و النهاية (بتحقيقنا: راجع فهارس الجزء التاسع) سير أعلام النبلاء 175/4 و الوافي بالوفيات 281/18 و العبر 119/1 و شذرات الذهب 118/1 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 535 و انظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمته.

و أدرك حياة النبي صلى اللّه عليه و سلم و صدّق إليه، و لم يره و سكن البصرة، و غزا غزوات كثيرة.

روى عن عمرو، و علي [و](1) ابن مسعود، و أبي موسى الأشعري، و أبيّ بن كعب، و بلال، و أسامة(2) بن زيد، و عمران بن حصين، و أبي هريرة، و عبد الرّحمن بن أبي بكر، و أبي برزة الأسلمي، و سعد بن أبي وقّاص، و أبي بكرة، و سعيد بن(3) زيد، و حذيفة، و سلمان الفارسي، و ابن عباس.

روى عنه عاصم الأحوال، و سليمان التيمي، و داود بن [أبي](4) هند، و قتادة، و حميد الطويل، و أيوب، و خالد الحذّاء، و أبو العلاء موسى القيني، و الضحاك بن يسار، و الحجّاج بن أبي زينب الواسطي، و عمران بن حدير.

و شهد اليرموك.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن مسلمة، نا يزيد بن هارون، أنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان النّهدي، عن أسامة بن زيد، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«وقفت على باب الجنة و إذا أكثر من يدخلها الفقراء، و إنّ أهل الجدّ محبوسون» [7250].

قال: و أنا الشافعي، حدثني أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد الجعفي، نا هوذة.

قال: و أنا الشافعي، نا محمّد بن غالب بن حرب، نا هوذة، نا سليمان، عن أبي عثمان، عن أسامة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«قمت على باب الجنة فإذا عامة من يدخلها الفقراء، و إذا أصحاب الجدّ محبوسون إلاّ أصحاب النار فقد أمر بهم إلى النار، و قمت على باب النار فإذا عامة من يدخلها النساء» [7251].

و لفظ الحديث لمحمّد بن غالب.

قال: و أنا الشافعي، نا إبراهيم بن عبد اللّه البصري.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي

ص: 461


1- الزيادة عن م، و انظر تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.
2- بالأصل: «سلامة» تصحيف و المثبت عن تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.
3- بالأصل: «و سعد بن أبي زيد» و المثبت عن م، و في تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء: و سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.
4- الزيادة عن م، و انظر تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.

- قراءة عليه - أنا أبو محمّد عبد اللّه بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه، نا الأنصاري، حدثني - و قال ابن ماسي: نا - سليمان التيمي.

أن أبا عثمان النهدي حدّثهم عن أسامة بن زيد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: «قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين، و قمت على باب النار فإذا عامة من دخلها - و قال ابن ماسي: من دخلها النساء -» [7252].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا بشر بن موسى، نا هوذة بن خليفة، نا سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أسامة بن زيد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«قمت على باب الجنة فإذا عامة من يدخلها المساكين، و إذا أصحاب الجدّ محبوسون إلاّ أصحاب النار فقد أمر بهم إلى النار، و قمت على باب النار فإذا عامة من يدخلها النساء» [7253].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب(1) ، نا عثمان بن الهيثم، نا عمران بن حدير، عن أبي عثمان - و هو عبد الرّحمن بن ملّ -.

قال: و أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول:

اسم أبي عثمان النّهدي عبد الرّحمن بن ملّ.

و سمعت عثمان بن الهيثم المؤذن يقول: نا عمران بن حدير، عن أبي عثمان، عن عبد الرّحمن بن ملّ، قال نوح: روى عن عمر، و عبد اللّه، و أبيّ بن كعب، و سعد بن مالك، و عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق، و أبي(2) بكرة، و أبي برزة، و أبي موسى، و ابن عمر، و ابن عباس.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو القاسم الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العباس بن محمّد، أنا صالح بن أحمد بن

ص: 462


1- المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان 210/3.
2- بالأصل: أبو.

محمّد بن حنبل، حدثني أبي.

ح و أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو بكر بن المؤمّل، أنا الفضل بن محمّد، نا أحمد بن حنبل.

ح قال: و أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدثني أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل، نا أبو عبيدة الحداد عبد الواحد بن واصل البصري قال: اسم أبي عثمان النّهدي عبد الرّحمن بن ملّ.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن، أنا سهل بن بشر بن أحمد، و أحمد بن محمّد بن سعيد، قالا: أنا أبو الفضل السعدي، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، نا أحمد بن الهيثم، قال: قال أبو نعيم: أبو عثمان النّهدي عبد الرّحمن بن ملّ.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن الحطّاب(1) في كتابه، أنا علي بن عبد اللّه الهمداني، أنا محمّد بن عمر اليمني، أنا جعفر بن أحمد الحميري، نا الحسن بن نصر، قال: سمعت أحمد بن صالح قال: قال أبو نعيم: اسم أبي عثمان عبد الرّحمن بن ملّ(2).

حدثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي، أنا نعمة اللّه بن محمّد المرندي(3) ، نا أبو(4) مسعود أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، نا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدثني عمي الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي ابن عم روّاد بن الجرّاح، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: أبو عثمان النّهدي عبد الرّحمن بن ملّ.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا أبي و عمي قالا: أبو عثمان النّهدي عبد الرّحمن بن ملّ.

ص: 463


1- بالأصل: الخطاب، بالخاء المعجمة تصحيف، و الصواب بالحاء المهملة، و قد مرّ.
2- الخبر السابق ليس في م.
3- إعجامها مضطرب بالأصل، و اللفظة غير واضحة في م من سوء التصوير، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
4- «أبو» ليست في م.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: سمعت أبي و أحمد بن حنبل يقولان: أبو عثمان النّهدي عبد الرّحمن بن ملّ.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

اسم أبي عثمان النّهدي عبد الرّحمن بن ملّ.

أنا(1) أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أحمد بن الحسن قالا: - أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص، نا خليفة بن خياط، قال(2):

أبو عثمان النّهدي بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير - اسمه:

عبد الرّحمن بن ملّ، و يقال: ملّى - بن عمرو بن عدي بن وهب بن ربيعة بن سعد بن جذيمة بن كعب بن رفاعة بن مالك بن نهد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير، مات بعد سنة مائة، و يقال: بعد خمس و تسعين، و هو ابن ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح(3) ، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدّولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة: أبو عثمان النّهدي اسمه عبد اللّه بن ملّ، و يقال: عبد الرّحمن، روى عن عمر، و سلمان، و عبد اللّه بن مسعود، و ابن عباس، و أسامة، و سعيد بن زيد، و سعد بن أبي وقّاص، و أبي بكرة، و مجاشع بن مسعود، و حنظلة، و أبي هريرة.

أخبرنا أبوا(4) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب(5) ، أنا ابنا

ص: 464


1- في م: أخبرنا.
2- طبقات خليفة بن خياط ص 352 رقم 1670.
3- بالأصل: ابن أبي رباح، و المثبت عن م.
4- بالأصل و م: «أبو» و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
5- تاريخ بغداد 203/10.

بشران علي و عبد الملك، قالا: نا دعلج بن أحمد، نا ابن البراء، أنا علي بن المديني، قال:

أبو عثمان النّهدي عبد الرّحمن بن ملّ، و كان ثقة، و قد سمع عمر(1) ، و غيره، روى عن ابن عباس، و قد قالوا: ملّ، و أصله كوفي، صار إلى البصرة و قد أدرك الجاهلية، و هاجر إلى المدينة بعد موت أبي بكر، فوافق استخلاف عمر، و سمع من عمر، و روى عن علي بن أبي طالب، و ابن مسعود، و سعد، و أبيّ بن كعب، و سعيد بن زيد، و أسامة بن زيد، و أبي بكرة، و عمرو بن العاص، و عبد اللّه بن عمر، و أبي هريرة، و سلمان و غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران(2) ، أنا عثمان بن أحمد، نا محمّد بن أحمد بن البراء، قال: قال لي ابن المديني:

أبو عثمان النّهدي عبد الرّحمن بن ملّ و كان جاهليا ثقة، لقي عمر(3) و ابن مسعود و أبا(4) بكرة، و سعيدا، و أسامة، و روى عن علي، و عن أبي موسى، و عن أبيّ بن كعب، قال:

و قال في بعض حديثه: حدثني أبيّ بن كعب، و قد أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم.

قال ابن البراء: و نسخت من كتاب و لم أسمعه(5).

أبو عثمان النّهدي، و اسمه عبد الرّحمن بن ملّ، و يقال: ملّ، و أصله كوفي، و صار إلى البصرة بعد، و هو من العرب، و قد أدرك الجاهلية و هاجر إلى المدينة بعد موت أبي بكر، و وافق استخلاف عمر، سمع من عمر(6) ، و قد روى عن علي بن أبي طالب، و روى عن سعد بن مالك، و سعيد بن زيد، و عن أبي بكرة، و عن أبي برزة الأسلمي، و أبيّ بن كعب، و مجاشع بن مسعود، و عمرو بن العاص، و عبد اللّه بن عمرو، و ابن عمر، و ابن عباس، و قبيصة بن مخارق، و زهير بن عمرو، و عبد الرّحمن بن أبي بكر، و ابن مسعود، و حذيفة، و سلمان الفارسي، و أبي(7) هريرة، و أبي سعيد الخدري، و جابر بن عبد اللّه، و أبي(8) موسى الأشعري، و من التابعين: عامر بن مالك، عن صفوان بن أمية، و لا أعرف عامر بن مالك

ص: 465


1- كذا بالأصول و تاريخ بغداد.
2- بالأصل: «بشرا» تصحيف و الصواب عن م، و السند معروف.
3- كذا بالأصلين و تهذيب الكمال 384/11.
4- بالأصل: و أبي، و المثبت عن م.
5- في تهذيب الكمال 384/11: قال أبو الحسن بن البراء: و نسخت من كتاب علي بن المديني و لم أسمعه منه.
6- إلى هنا ينتهي الخبر في تهذيب الكمال 384/11 و زيد فيه قوله: و لم يسمع من أبي ذر، انظر نهاية الخبر.
7- بالأصل: و أبو، و الصواب عن م.
8- بالأصل: و أبو، و الصواب عن م.

هذا، و لا أعلم أحدا روى عنه غيره، روى عن عبد اللّه بن عامر، عن الزبير، و عن أنس بن جندل، عن أبي موسى، و مطرّف بن عوف، عن أبي ذرّ، و عن زياد بن أبي سفيان، و عن ابن مينا، أو ابن مثناس، و جندب بن كعب، و لم يسمع من أبي ذرّ.

آخر [(1) الجزء الثالث بعد الثلاثمائة من الأصل].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس، قال:

و أبو عثمان النّهدي اسمه عبد الرّحمن بن ملّ، و كان أصله من الكوفة، قال عمران بن حدير: كنت آتيه في الحاجة فيقوم ستين قومة، ثم يصلّي ستين ركعة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا عمي، عن أبي عبيد، قال:

اسم أبي عثمان عبد الرّحمن بن ملّ من بني رفاعة بن مالك بن نهد.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار الموصلي، قال: أبو عثمان النّهدي عبد الرّحمن بن ملّ.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد(2) ، قال في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة: أبو عثمان النّهدي و اسمه عبد الرّحمن بن ملّ، توفي في أول ولاية الحجاج، روى عن عمر، و عبد اللّه.

أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، و أبو نصر محمّد بن الحسن بن البنا في كتابيهما، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال(3).

ص: 466


1- ما بين الرقمين مكانها في م: أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- طبقات ابن سعد 97/7 و 98.

في الطبقة الأولى من أهل البصرة: أبو عثمان النّهدي و اسمه عبد الرّحمن بن ملّ بن عمرو بن عدي بن وهب بن ربيعة بن سعد بن جذيمة - و كان في الأصل خزيمة، فغيره ابن حيويه - بن كعب بن رفاعة بن مالك بن نهد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، و كان ثقة، و قد روى عن عمر، و عبد اللّه بن مسعود، و أبي موسى الأشعري، و سلمان، و أسامة، و أبي هريرة، و توفي في أوّل ولاية الحجّاج بن يوسف بالعراق بالبصرة.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال(1):

عبد الرّحمن بن ملّ أبو عثمان النّهدي البصري(2).

قال أحمد بن سعيد: نا ابن عائشة، عن حمّاد بن سلمة، عن حميد، عن أبي عثمان:

بلغت نحوا من ثلاثين و مائة سنة، سمع عمر.

و قال ابن أبي شيبة: عن عبد الرّحمن بن سليمان(3) ، عن عاصم الأحول.

سئل أبو عثمان النّهدي و أنا أسمع: هل أدركت النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: نعم، أسلمت على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أدّيت له صدقات، و غزوت [على](4) عهد عمر: القادسية و جلولاء، و تستر، و نهاوند، و أذربيجان، و مهران، و رستم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا محمّد بن الحسن، أنا أحمد بن الحسين(5) ، أنا أحمد بن الحسين(6) ، أنا عبد اللّه بن محمّد، أنا محمّد بن إسماعيل قال:

اسم أبي عثمان النّهدي عبد الرّحمن بن ملّ البصري، بلغ نحوا من ثلاثين و مائة، أسلم على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أدّى إليه صدقات، و غزا(7) القادسية، و جلولاء، و تستر، و نهاوند، و أذربيجان، و مهران، و رستم.

ص: 467


1- ذكره البخاري في التاريخ الكبير في باب الكنى 83/9 رقم 816.
2- اللفظة ليست في التاريخ الكبير.
3- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 176/4-177 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 536 و انظر تاريخ بغداد 204/10.
4- أضيفت للإيضاح عن المصادر.
5- في م: الحسن.
6- كذا: «أحمد بن الحسين» مكرر بالأصل.
7- في الأصل: و غزى، و الصواب عن م.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - شفاها (1)- أنا أبو القاسم بن أبي عبد اللّه العبدي، أنا أبو علي الأصبهاني - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال(2): عبد الرّحمن بن ملّ أبو عثمان النّهدي أدرك الجاهلية، روى عن عمر بن الخطّاب، و سعد بن أبي وقّاص، و عبد اللّه بن مسعود، و حذيفة بن اليمان، روى عنه أيوب السختياني، و سليمان التيمي، و داود بن أبي هند، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك(3) بن عبد اللّه، أنا أبو عامر محمود(4) بن القاسم، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد، قالوا(5): أنا عبد الجبار بن محمّد، أنا أبو العباس المحبوبي، أنا أبو عيسى الترمذي، قال: أبو عثمان النّهدي اسمه عبد الرّحمن بن ملّ.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، نا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال:

سمعت محمّد بن أحمد بن محمّد المقدّمي يقول: أبو عثمان النّهدي عبد الرّحمن بن ملّ.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين(6) بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، قال:

أبو عثمان عبد الرّحمن بن ملّ النّهدي، أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و كان جاهليا، و نزل البصرة، و لم يسمع من النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو نصر البخاري، قال:

عبد الرّحمن بن ملّ أبو عثمان النّهدي، أسلم على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لم يهاجر إليه، و لم يره، و لكنه أدّى إليه الصدقات، و سمع ابن مسعود، و أسامة بن زيد،

ص: 468


1- بعدها في م: قال.
2- الجرح و التعديل 283/5.
3- الأصل: عبد اللّه، و الصواب عن م، قارن مع المشيخة 127 /أ.
4- الأصل: محمد، و المثبت عن م، قارن مع المشيخة 127 /أ.
5- في م: قال، تحريف، و المثبت يوافق عبارة المشيخة 127 /أ.
6- في م: «أبو الحسن بن البغوي» تحريف، و السند معروف.

و عبد الرّحمن بن أبي بكر، و سلمان الفارسي، و أبا هريرة، روى عنه سليمان التيمي، و قتادة، و عاصم الأحول، و أيوب، و خالد الحذّاء في الصلاة و غير موضع، قال عمرو بن علي: مات سنة خمس و تسعين و هو ابن ثلاثين و مائة سنة، و كان قد أدرك الجاهلية، و روي عنه أنه قال:

قد حججت في الجاهلية حجتين، و قال أبو عيسى: مات سنة خمس و تسعين. و قال كاتب الواقدي: توفي في ولاية الحجّاج، و قال حمّاد بن سلمة عن حميد، عن أبي عثمان قال:

بلغت نحوا من ثلاثين و مائة سنة.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ(1): عبد الرّحمن بن ملّ النّهدي، أسلم في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لم يره، حجّ قبل بعثة النبي صلى اللّه عليه و سلم في الجاهلية حجتين، توفي و هو ابن أربعين و مائة سنة، توفي سنة إحدى و ثمانين بالبصرة، سلّم صدقته إلى سعاة النبي صلى اللّه عليه و سلم ثلاث سنين، و هو مسلم، ثم قدم المدينة في أيّام عمر بن الخطاب، و كان كثير العبادة، حسن القرآن، لزم سلمان الفارسي، و صحبه اثنتي(2) عشرة سنة.

أخبرنا أبوا(3) الحسن: علي بن أحمد، و علي بن الحسن، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب(4):

عبد الرّحمن بن ملّ أبو عثمان النّهدي، و هو عبد الرّحمن بن ملّ بن عمرو بن عدي بن وهب بن ربيعة بن عمرو(5) بن سعد بن خزيمة - و قيل جذيمة - بن كعب بن رفاعة بن مالك بن نهد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن عمرو بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير، أسلم على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلاّ أنه لم يلقه، و لقي عدة من الصحابة، و نزل الكوفة، و صار إلى البصرة بعد، حدث عنه أيوب السّختياني، و قتادة، و سليمان التيمي، و عاصم الأحول، و خالد الحذّاء، و أبو مجلز لاحق بن حميد، و أبي السليل ضريب بن نقير، و أبو نعامة السعدي و غيرهم، و ورد المدائن غازيا بلاد فارس، و روي عنه أنه ورد بغداد في صحبة جرير بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

ص: 469


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 385/11-386.
2- الأصل: اثني عشر سنة.
3- الأصل و م: «أبو» و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
4- تاريخ بغداد 202/10.
5- «بن عمرو» ليست في تاريخ بغداد.

أبو عثمان عبد الرّحمن(1) بن ملّ النّهدي، سمع عمر بن الخطاب، روى عنه قتادة، و عاصم الأحول.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال:

أبو عثمان عبد الرّحمن بن ملّ النّهدي.

أخبرني [(2) هلال بن العلاء، نا حسين، نا أبو خيثمة قال: اسم أبي عثمان عبد الرّحمن بن ملّ].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدّولابي، قال: أبو عثمان عبد الرّحمن بن ملّ(3).

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو عثمان عبد الرّحمن بن ملّ، و يقال: ابن ملّي - بن عمرو بن عدي بن وهب بن سعد بن خزيمة بن كعب بن رفاعة بن مالك بن نهد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير النّهدي البصري، أسلم على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أدّى إليه صدقاته، غزا في عهد عمر: القادسية، و جلولاء، و تستر، و سمع عمر بن الخطاب، و ابن مسعود، و أبا موسى الأشعري، روى عنه حميد الطويل البصري، و سليمان بن طرخان أبو المعتمر التيمي، و كان من المعمّرين، يقال: مات و هو ابن ثلاثين و مائة سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين(4) بن النقور، و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، قال: سمعت أحمد بن نصر بن بجير(5) يقول:

سمعت حاجب بن سليمان يقول: أبو عثمان النّهدي من قضاعة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا

ص: 470


1- بالأصل: بن عبد الرحمن.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- الكنى و الأسماء للدولابي 26/2.
4- في م: «أبو الحسن بن البغوي» تحريف، و السند معروف.
5- إعجامها مضطرب بالأصل و الصواب ما أثبت، و هو أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن بجير الذهلي. انظر ترجمة حاجب بن سليمان في تهذيب الكمال 13/4.

أحمد بن مروان، نا زيد بن إسماعيل، نا يزيد بن هارون(1) ، أنا الحجاج - و أراه ابن أبي زينب - قال: سمعت أبا عثمان النّهدي يقول:

كنا في الجاهلية نعبد حجرا، فسمعنا مناديا ينادي: إنّ ربّكم قد هلك، فالتمسوا ربا غيره، قال: فخرجنا على كل صعب و ذلول، فبينا نحن كذلك نطلبه إذا نحن بمنادي(2) ينادي:

أن قد وجدنا ربكم.

رواه غيره عن يزيد من غير شكّ.

أخبرناه(3) أبوا(4) الحسن، قالا: ثنا(5) و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب(6).

أنا عبد العزيز بن علي الوراق، أنا أحمد بن إبراهيم، نا يوسف بن يعقوب النيسابوري، نا أبو بكر بن أبي شيبة، أنا يزيد بن هارون، أنا الحجاج بن أبي زينب، قال:

سمعت أبا عثمان النّهدي يقول: كنا في الجاهلية نعبد حجرا فسمعنا مناديا ينادي: يا أهل الرّحال إنّ ربّكم قد هلك فالتمسوا ربا، قال: فخرجنا على كل صعب و ذلول، فبينا نحن كذلك نطلب إذا نحن بمنادي(7) ينادي: إنّا قد وجدنا ربكم - أو شبهه - قال: فجئنا فإذا حجر قال: فنحرنا عليه الجزر.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين(8) بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا محمّد بن عبد الملك الواسطي، نا يزيد بن هارون، نا الحجاج بن أبي زينب قال:

سمعت أبا عثمان يقول: كنا في الجاهلية نعبد حجرا فسمعنا مناديا ينادي أهل الرّحال إنّ ربّكم قد هلك فالتمسوا ربا، قال: فخرجنا على كل صعب ذلول، فبينما نحن كذلك إذ سمعنا مناديا ينادي إنّا قد وجدنا ربكم - أو شبه(9) ربكم - فجئنا فإذا حجر، قال: فنحرنا عليه الجزر.

قال: و أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عثمان بن أبي شيبة، نا أبو داود الحفري، نا يحيى بن

ص: 471


1- الخبر من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 176/4 و انظر طبقات ابن سعد 97/7.
2- كذا بالأصل و م بإثبات الياء.
3- عن م و بالأصل: أخبرنا.
4- بالأصل و م: «أبو» و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
5- عن م و بالأصل: أنا.
6- الخبر في تاريخ بغداد 204/10.
7- كذا بالأصل و م بإثبات الياء.
8- في م: «أبو الحسن بن البغوي» تحريف، و السند معروف.
9- في م: أو شبه به.

زكريا، عن عاصم(1) ، عن أبي عثمان النّهدي، قال:

رأيت يغوث صنما من رصاص يحمل على جمل أجرد، فإذا بلغ واديا فبرك فيه، قالوا:

قد رضي لكم ربّكم هذا الوادي.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي عثمان الصابوني، أنا أبو العباس محمّد بن أحمد بن محمّد السليطي، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن الحافظ، نا أحمد بن حفص، و عبد اللّه بن محمّد الفراء، و قطن بن إبراهيم، قالوا: أنا حفص، حدثني إبراهيم، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان أنه قال:

أسلمت في حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قد حججت بيغوث و كان صنما من رصاص لقضاعة تمثال امرأة، و عبدت ذا الخلصة، و دوّرت الأدورة، ثم ائتنفت(2) الإسلام(3).

أخبرنا أبوا(4) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم أنا - أبو بكر الخطيب، أنا علي بن أحمد الرّزّاز، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا بشر بن موسى، نا عمرو بن علي، حدثني أبو قتيبة، نا أبو حبيب المرثدي(5) ، و اسمه يزيد بن أبي صالح، قال: سمعت أبا عثمان النهدي يقول: حججت في الجاهلية حجتين(6).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين(7) بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدثني عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا بكر بن عيسى، نا أبو عوانة، عن عاصم، عن أبي عثمان قال - حججت يغوث و عبدت في الجاهلية، و دوّرت الأدورة، و صدّقت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قال: و أنا عبد اللّه، أنا أحمد بن منصور، نا يحيى بن حمّاد، نا أبو عوانة، عن عاصم، عن أبي عثمان النهدي، قال:

ص: 472


1- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 176/4 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 536.
2- اللفظة غير مقروءة بالأصل و م، و المثبت عن أسد الغابة 394/3 و في المختصر 56/15 اتبعت. و ائتنفت الأمر: أخذت فيه و ابتدأته.
3- الخبر في أسد الغابة 394/3 باختلاف الرواية.
4- بالأصل و م: أبو، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
5- كذا بالأصل و م، و في تهذيب الكمال 384/11 و سير أعلام النبلاء 176/4 المروزي.
6- من طريق أبي قتيبة رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 176/4.
7- في م: «أبو الحسن بن البغوي» تحريف، و السند معروف.

لقد حججت في الجاهلية يغوث، ثلاث: صدقات فقيل له: هل رأيت أبا بكر؟ قال:

لا، قيل: فعمر؟ قال: اتّبعته حين استخلف.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا الحسين(1) بن علي، نا خالد بن النصر، نا أبو قتيبة:

قال: و نا أبو حبيب المرثدي، قال: سمعت أبا عثمان النهدي يقول: حججت في الجاهلية حجّتين.

قال: و نا المعتمر، قال: سمعت أبا عثمان النهدي يقول: أدركت الجاهلية.

قال: و أنا ابن منده، أنا أبو عيسى محمّد بن عبد اللّه بن العباس، نا أحمد بن مهران، نا الحسن بن قتيبة(2) ، نا الضحاك بن يسار قال: سمعت أبا عثمان يقول:

كنت ابن سبع عشرة سنة أرعى إبل أهلي، فكان يمر بنا المارّ جاءٍ من تهامة فأقول له ما هذا الصابئ الذي خرج فيكم ؟ فيقول: خرج و اللّه رجل يدعو إلى اللّه وحده، قد أفسد ذات بينهم.

قال: و أنا ابن منده، أنا خيثمة، نا أحمد بن محمّد البرقي، نا أبو عمر، نا عبد الوارث، نا موسى أبو العلاء القيني، حدثني أبو عثمان النهدي، قال:

حججت في الجاهلية حجّة، و رجعنا إلى أهلي، ثم بعث النبي صلى اللّه عليه و سلم، فأسلمت، فجاء رسل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصدقوني مالي، ثم ذهبت أطلب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فوجدته قد مات، ثم كان أبو بكر، قلّ ما لبث، ثم أتيت عمر بن الخطاب، فكنت عنده شهرين، و كان يقنت في صلاة الغداة بعد الركوع.

أخبرنا أبوا(3) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب(4) ، أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا إسماعيل بن علي الخطبي، و أبو علي بن الصّوّاف، و أحمد بن جعفر بن حمدان، قالوا: أنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا عفان، نا ثابت بن يزيد، نا عاصم الأحول، قال:

ص: 473


1- في م: الحسن.
2- الخبر من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 384/11.
3- بالأصل و م: «أبو» خطأ، و الصواب ما؟؟؟ أفيضت و السند معروف.
4- تاريخ بغداد 203/10.

سألت أبا عثمان: هل رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قالا: لا، قلت: رأيت أبا بكر؟ قال: لا، و لكني اتّبعت عمر حين قام، و قد صدّقت إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم ثلاث مرار.

أخبرنا أبوا(1) الحسن قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب(2) ؟ و أنا(3) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان(4) ، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا عبد الرّحيم(5) بن سليمان، عن عاصم الأحول، قال(6): سأل صبيح أبا عثمان النهدي - و أنا أسمع - قال: فقال له: هل أدركت النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: فقال له: نعم، أسلمت على عهد(7) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أدّيت إليه ثلاث صدقات، و لم ألقه، و غزوت على عهد عمر بن الخطاب غزوات، و شهدت القادسية، و جلولاء، و تستر، و نهاوند، و اليرموك، و أذربيجان، و مهران، و رستم، فكنا نأكل السمن(8) و نترك الودك(9) ، فسألته عن الطروف(10) ، فقال: لم يكن يسأل عنها - يعني طعام المشركين -.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا محمّد بن إسحاق، نا عفان، نا ثابت بن زيد، نا عاصم الأحول.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو النعمان، نا ثابت، نا عاصم قال:

سألت أبا عثمان: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: لا، قلت: رأيت أبا بكر؟ قال: لا، و لكن اتّبعت عمر حين قام، و قد صدّقت إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم ثلاث مرار، - و في حديث البغوي: صدّق إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم ثلاث مرات -.

ص: 474


1- بالأصل و م: أبو، خطأ، و الصواب ما أثبت.
2- تاريخ بغداد 203/10-204.
3- في م: و أخبرنا.
4- المعرفة و التاريخ 233/1.
5- بالأصل: «عبد الرحمن» تصحيف، و الصواب عن م و تاريخ بغداد و المعرفة و التاريخ.
6- في تاريخ بغداد: «قال: سئل أبو عثمان النهدي» و في م الأصل مثل عبارة المعرفة و التاريخ.
7- بالأصل: يد، و المثبت عن م و المصادر.
8- بالأصل: السمين، و الصواب عن م و المصادر.
9- الودك: اسم اللحم و دهنه الذي يستخرج منه.
10- بالأصل: الضروف، و في م: الظروف، و المثبت عن المعرفة و التاريخ و تاريخ بغداد.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ، نا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي و عمي أبو بكر، قالا: نا عبد الرحيم بن سليمان، عن عاصم قال: سأل(1) صبيح أبا عثمان: هل رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: أسلمت على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أدّيت إليه ثلاث صدقات، و لم ألقه.

أخبرنا أبو سعد، نا إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن [أبي](2) طالب، قالا: أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، قال: قرأت بخط مسلم بن الحجاج: ذكر من أدرك الجاهلية و لم يلق النبي صلى اللّه عليه و سلم و لكنه صحب الصحابة بعد النبي صلى اللّه عليه و سلم، منهم: أبو عثمان النهدي، و اسمه عبد الرّحمن بن ملّ.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سلاّم الجمحي، نا عبد القاهر بن السّري(3) ، عن أبيه، عن جده قال:

كان أبو عثمان النهدي من قضاعة، و أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يره، و اسمه عبد الرّحمن بن ملّ، و كان من ساكني الكوفة، فلما قتل الحسين تحوّل إلى البصرة، و قال: لا أسكن بلدا قتل فيه ابن بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و حج خمسين(4) حجة، ما بين حجّة و عمرة، و قال: أتت عليّ ثلاثون و مائة سنة، و ما مني شيء إلاّ و قد أنكرته خلا أملي، فإني أجده كما هو.

أنا أبو [(5) الحسين هبة(6) اللّه بن الحسن - إذنا - و] أبو عبد اللّه الخلال - شفاها (7)- أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي.

ح(8) قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(9) ، [قال] نا محمّد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي بن المديني: أبو عثمان النهدي ثقة، كان

ص: 475


1- عن م و بالأصل: سئل.
2- عن م، سقطت اللفظة من الأصل.
3- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 176/4 و المزي في تهذيب الكمال 384/11 و انظر ابن سعد 97/7 و تاريخ بغداد 204/10.
4- كذا بالأصل، و في م و المصادر: ستين.
5- ما بين الرقمين ليس في م.
6- بالأصل: بن هبة اللّه، خطأ، و السند معروف.
7- بعدها في م: قال.
8- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و أضيف عن م.
9- الجرح و التعديل 283/5 و الزيادة التالية عنه.

جاهليا، لقي أبا بكر(1) ، و سعدا، و ابن مسعود، و أسامة، و روى عن علي، و أبيّ بن كعب، و أبي برزة(2) ، و أبي موسى الأشعري.

أنا(3) أبوا(4) الحسن قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب(5) ، أنا أحمد بن أبي جعفر، أنا محمّد بن عدي البصري في كتابه، نا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري، قال:

سمعت أبا داود يقول: أكبر تابعي الكوفة أبو عثمان النهدي.

أنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا أحمد بن يونس، نا زهير، نا عاصم، عن أبي عثمان قال: صحبت سلمان ثنتي عشرة سنة(6).(7) ح أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري، عن عاصم بن سليمان، عن أبي عثمان النهدي، قال:

شهدت القادسية، و رستم، و مهران، و نهاوند، و أذربيجان، و تستر.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أبو عمر بن حيوية - إجازة - أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا موسى، نا حمّاد بن سلمة(8) ، عن علي بن زيد، عن أبي عثمان النهدي قال: أتيت عمر بالبشارة يوم نهاوند.(9) أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو يعلى محمّد بن علي الواسطي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي، أنا أبي، نا روح بن عبادة، نا عمران بن حدير، عن أبي عثمان النهدي

ص: 476


1- بعدها في الجرح و التعديل: «و عمرا» و اللفظة مستدركة فيه عن إحدى نسخه.
2- بالأصل: «و ابن مروة» و في م: «و ابن بردة» و كلاهما تحريف، و الصواب عن الجرح و التعديل، و راجع أول الترجمة أسماء من روى عنهم أبو عثمان.
3- في م: أخبرنا.
4- بالأصل و م: «أبو» خطأ، و الصواب ما أثبت، و السنة معروف.
5- تاريخ بغداد 203/10.
6- سير أعلام النبلاء 177/4.
7- «ح» ليس في م.
8- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 177/4 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 536.
9- الخبر التالي سقط من م.

عبد الرّحمن بن ملّ قال: كنت فيمن يضرب عمر قدميه لإقامة الصف.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد الهلالي، نا الهيثم بن عدي، حدثني ابن عياش، قال:

كان الفقهاء و المحدثون بعد أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - يعني بالبصرة - في هؤلاء النفر المسمين، فذكرهم، و فيهم: أبو عثمان النّهدي، و هو عبد الرّحمن بن ملّ.

أخبرنا أبو القاسم [بن السمرقندي]، أنا أبو الحسين(1) بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عياش بن يزيد، نا سكن بن إسماعيل الأصم - و كان ثقة - نا عاصم الأحول قال:

بلغني أن أبا عثمان النهدي يصلي فيما بين المغرب و العشاء مائة(2) ركعة، فصلّيت المغرب، ثم قام يصلّي و قعدت أعدّ صلاته، قال: فقلت: إنّ هذا لهو الغبن، يصلّي و أنا جالس ؟ فقلت له: كم أحصيت إلى تلك الساعة ؟ قال: خمسين ركعة.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و غيره، قال: أبي بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أحمد بن سلمان(3) النجاد، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني إبراهيم بن راشد، حدثني أبو عمر الضرير، نا معتمر بن سليمان(4) ، عن أبيه قال:

إني لأحسب أن أبا عثمان كان لا يصيب ذنبا، كان ليله قائما و نهاره صائما، و إن كان ليصلّي حتى يغشى عليه.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا الحارث بن شريح، نا معتمر، عن أبيه قال:

كان أبو عثمان النهدي يركع و يسجد حتى يغشى عليه(5).

ص: 477


1- في م: «أبو الحسن بن البغوي» تحريف، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
2- إلى هنا ينتهي الخبر في سير أعلام النبلاء 177/4.
3- عن م و بالأصل: سليمان.
4- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 384/11 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 536 و سير أعلام النبلاء 177/4.
5- سير أعلام النبلاء 177/4 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 536.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد بن مسلمة(1) ، عن أبي الحسن محمّد بن عمر بن محمّد بن حميد بن بهتة، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، حدثني محمّد بن عبيده، حدثني سعيد بن عامر(2) ، عن معتمر بن سليمان قال: كان أبو عثمان النهدي يصلّي، فربّما صلّى حتى يغشى عليه، و كان له يتامى يحضرون طعامه، فوقع الطاعون، فماتوا، فكان يقول: مات أصحابي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن(3) علي بن هبة اللّه بن عبد السلام، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو(4) القاسم بن حبابة، قا: أنا أبو القاسم البغوي، حدثني أحمد بن إبراهيم، نا معاذ بن معاذ(5) قال: كنت إذا رأيت سليمان التيمي كأنه غلام حدث دخل في العبادة، و كانوا يرون أنه أخذ عبادته عن أبي عثمان النهدي.

و اللفظ لحديث ابن البنّا.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي، نا الشيخ الإمام أبو علي(6) إسماعيل بن علي بن الحسين الجاجرمي(7) الواعظ - لفظا - بنيسابور - نا الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصابوني(8) ، أنا أبو طاهر بن خزيمة، أنا جدي، نا محمّد بن صدران، نا يعقوب بن إسحاق الحضرمي(9) ، نا عبد السلام بن عجلان، قال: كان أبو عثمان النهدي إذا حدّث قال: ارجعوا مغفورا لكم، فلو حلفت لبررت أنه مغفور لكم.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري و نحن نسمع، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(10).

ص: 478


1- في م: المسلمة.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 385/11.
3- في الأصل: الحسين، تصحيف، و الصواب عن م، قارن مع المشيخة 153 /ب.
4- «أنا أبو» مطموس بالأصل، و المثبت عن م.
5- اللفظة مطموسة بالأصل، و المثبت عن م.
6- في م: «أبو علي الحاجرمي».
7- ضبطت بفتح الجيمين عن الأنساب، هذه النسبة إلى جاجرم: بلدة بين نيسابور و جرجان.
8- في م: أنا الإمام أبو عثمان الصابوني.
9- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 385/11.
10- طبقات ابن سعد 98/7 و انظر تهذيب الكمال 385/11.

أنا الحسن بن موسى، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أبي عثمان النّهدي، قال: إني لأعلم حين يذكرني اللّه، فقيل لي: من أين تعلم ذلك ؟ قال: يقول اللّه عز و جل:

فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ (1) فإذا ذكرت اللّه ذكرني، قال: و كنا إذا دعونا اللّه قال: و اللّه لقد استجاب اللّه لنا، ثم يقول: اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ (2).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا خالد بن خداش، نا حمّاد بن زيد، نا أبو ظلال، حدثني المعلّى عنه - أو سمعته منه - قال:

كان أبو عثمان النّهدي إذا فرغ من كلامه قال: و اللّه لقد استجيب لكم، فقال له الحسن يوما: يا أبا عثمان ما لا على اللّه فقال له: يا أخي أ رأيت لو وعدتني ميعادا ظننت أنك لا تخلفني ؟ و اللّه يقول: اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ و فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ .

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: نا معتمر بن سليمان، عن أبيه قال: كنت أبتدئ أبا عثمان بالحديث فيحدّثني به(3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين(4) بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو خيثمة.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن كثير الكناني المقرئ، أنا أبو القاسم البغوي، نا أبو خيثمة، نا حفص(5) بن غياث، نا عاصم، قال:

قلت لأبي عثمان: إنّك تحدّثنا بالحديث فربما حدثتناه كذلك، و ربما نقصت قال:

عليك بالسماع الأول.

رواه الترمذي في العلل عن علي بن خشرم، عن حفص.

ص: 479


1- سورة البقرة، الآية: 152.
2- سورة غافر، الآية: 60.
3- تهذيب الكمال 385/11.
4- في م: «أبو الحسن بن البغوي» تصحيف، و السند معروف.
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 385/11.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري. و نحن نسمع - عن أبي عمرو بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(1).

أنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي، قال: كان أبو عثمان النهدي من ساكني الكوفة، و لم يكن له دار في النهد، فلما قتل الحسين بن علي تحوّل فنزل البصرة، و قال: لا أسكن بلدا قتل فيه ابن بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان قد أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يره.

الصواب من ساكني الكوفة، و له بها دار في بني نهد(2).

أنا أبوا(3) الحسن، قالا: ثنا (4)- و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب(5) ، أنا علي بن طلحة المقرئ، أنا محمّد بن إبراهيم القارئ، أنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي(6) ، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش، قال:

أبو عثمان النهدي عبد الرّحمن بن ملّ رحل من أهل الكوفة، انتقل إلى البصرة، ثقة.

أنا القاضي أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأصبهاني - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال(7): سمعت أبي يقول: أبو عثمان النّهدي(8) ثقة، كان عريف قومه.

سئل أبو زرعة عن أبي عثمان النهدي فقال: بصري ثقة.

أنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح المؤذن، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: نا أبو نعيم، نا عبد السلام أبو طالوت، قال: رأيت أبا عثمان النهدي شرطيا.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري،

ص: 480


1- طبقات ابن سعد 98/7.
2- في طبقات ابن سعد: و لم يكن له بها دار لبني نهد.
3- بالأصل و م: «أبو» و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
4- الأصل: أنا، و المثبت عن م.
5- تاريخ بغداد 204/10.
6- بالأصل و م: الكرخي، و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- الجرح و التعديل 283/5 و تهذيب الكمال 385/11 و سير أعلام النبلاء 178/4.
8- أقحم بعدها بالأصل: «فقال: بصري» و المثبت يوافق المصادر.

عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(1) ، أنا الفضل بن دكين، نا أبو طالوت عبد السلام بن شدّاد، قال:

رأيت أبا عثمان النّهدي شرطيا، قال يجيء: فيأخذ من أصحاب الكماة - يعني الكماة - و كذا كان في الأصل. يضرب على الكماة الثانية.

أخبرنا أبو النجم الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب(2) ، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد القطان، نا جنيد بن حكيم، نا إبراهيم بن سعيد، نا عفان، نا حمّاد، عن حميد، عن أبي عثمان قال: أتت عليّ ثلاثون و مائة سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد، قالا: نا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا الحسن بن محمّد بن الحسن، نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، نا أحمد بن سنان، نا عفّان، نا حمّاد بن سلمة، نا حميد، قال: قال أبو عثمان: أتت عليّ ثلاثون و مائة سنة.

أخبرنا أبوا(3) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب(4).

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا الحجّاج، نا حمّاد.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو بكر بن المؤمل، نا الفضل بن محمّد، نا أحمد بن حنبل، نا عفّان، نا حمّاد بن زيد، عن حميد، عن أبي عثمان، قال: أتت عليّ نحو من ثلاثين و مائة سنة و ما شيء مني إلاّ قد أنكرته إلاّ أملي فإنّي أجده كما هو.

و لم يقل عفّان مني.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، نا أبو بكر البيهقي، نا أبو عبد اللّه الحافظ، نا أبو

ص: 481


1- طبقات ابن سعد 98/7.
2- تاريخ بغداد 204/10-205.
3- بالأصل: أبو، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
4- تاريخ بغداد 204/10.

بكر بن المؤمّل، نا الفضل بن محمّد، نا أحمد بن حنبل، نا عفّان، نا حمّاد بن زيد، عن حميد، عن أبي عثمان قال:

بلغت نحوا من ثلاثين و مائة سنة و ما من شيء إلاّ و قد عرفت النقص منه إلاّ أملي، فإنّي أرى أملي كما هو.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه الفضيلي.

ح و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا، أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى الفضيلي.

قالا: أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر بن عقيل البلخي، نا محمّد بن منصور أبو سليمان، نا أبو سلمة، نا حمّاد، عن حميد، عن أبي عثمان النهدي قال:

بلغت نحوا من ثلاثين و مائة سنة، فما من شيء إلاّ عرفت النقص فيه إلاّ أملي، فإنّ أملي كما هو.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الفضل جعفر بن أحمد السّرّاج، أنا أبو علي بن شاذان، أنا عبد اللّه بن إسماعيل بن إبراهيم، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن عبّاد بن موسى، نا عبيد اللّه بن محمّد القرشي، عن حمّاد بن سلمة، عن حميد، عن أبي عثمان النهدي قال:

بلغت ثلاثين و مائة سنة فما من شيء إلا قد عرفت فيه النقصان إلاّ أملي فإنه كما هو.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا عفّان، نا حمّاد بن سلمة، عن حميد، عن أبي عثمان قال:

بلغت نحوا من ثلاثين و مائة سنة و ما من شيء إلاّ قد عرفت النقص فيه إلاّ أملي، فإنّي أرى أملي كما هو.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين(1) بن النقور، أنا عيسى بن علي،

ص: 482


1- في م: «أبو الحسن بن البغوي» تحريف، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.

أنا عبد اللّه بن محمّد، حدثني عمّي، نا حجّاج، عن حمّاد، عن حميد، عن أبي عثمان النهدي قال:

أتت عليّ نحو من ثلاثين و مائة سنة(1) ما من شيء إلاّ قد أنكرته إلاّ أملي فإنه أجده كما هو.(2) أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا عفّان بن مسلم، نا حمّاد بن سلمة، عن حميد، عن أبي عثمان قال:

بلغت نحوا من ثلاثين و مائة سنة، ما من شيء إلاّ قد عرفت النقص فيه إلاّ أملي كما هو.

قال: و قال حمّاد أيضا: أتت علي نحو من ثلاثين و مائة سنة و ما من شيء إلاّ و قد أنكرته إلاّ أملي فإني أجده كما هو.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا عثمان بن أحمد(3) السّمرقندي، نا أبو أمية، نا الخضر بن محمّد بن شجاع، نا هشيم، قال:

بلغني أن أبا عثمان النهدي توفي و هو ابن أربعين و مائة سنة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل الباقلاني، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هشام بن محمّد، قال: قال الهيثم:

مات أبو عثمان النهدي أول ما قدم الحجّاج.

أخبرنا أبوا(4) الحسن قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب(5) ، أنا علي بن أحمد الرزاز(6) ، نا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا بشر بن موسى، نا عمرو بن علي، قال:

و مات أبو عثمان النهدي سنة خمس و تسعين و هو ابن ثلاثين و مائة سنة، و اسمه

ص: 483


1- عن م و بالأصل: ثلاثين سنة و مائة سنة.
2- الخبر التالي سقط من م.
3- كذا بالأصل و م، و نسبه إلى جده، و هو عثمان بن محمد بن أحمد بن محمد بن هارون، السمرقندي ثم المصري، ترجمته في سير أعلام النبلاء 422/15.
4- بالأصل و م: «أبو» خطأ، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
5- تاريخ بغداد 205/10.
6- الأصل: «الرار» و فى م: «الرراد» و الصواب عن تاريخ بغداد.

عبد الرّحمن بن ملّ، و كان قد أدرك الجاهلية.

قال(1): و أنا أبو سعيد بن حسنويه، أنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خياط، قال: عمّر أبو عثمان مات بعد سنة مائة، و يقال: بعد خمس و تسعين، و هو ابن ثلاثين و مائة سنة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي(2) ، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: و فيها - يعني سنة خمس و تسعين - مات أبو عثمان النهدي و اسمه عبد الرّحمن بن ملّ، و هو ابن اثنتين(3) و ثلاثين و مائة سنة.

و قال يحيى بن معين: مات أبو عثمان النهدي سنة مائة، و قال المدائني: و فيها - يعني سنة مائة مات شهر بن حوشب، و أبو عثمان النهدي، و أبو الضّحى مسلم بن صبيح، و ذكر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح، عن المدائني و قال الهيثم مثل ذلك.

أخبرنا أبوا(4) الحسن قالا: نا - و أبو النجم:

أخبرنا - أبو بكر الخطيب(5) ، أنا هبة اللّه بن الحسن الطبري، نا أحمد بن عبيد، أنا محمّد بن الحسين - هو الزّعفراني -.

ح و قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر.

قالا: نا أحمد بن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: مات أبو عثمان النهدي سنة مائة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال(6): و فيها - يعني سنة مائة - مات أبو عثمان النهدي بالبصرة.

ص: 484


1- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 205/10.
2- عن م و بالأصل: التيمي، تصحيف، و السند معروف.
3- بالأصل و م: اثنين.
4- بالأصل و م: أبو، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
5- تاريخ بغداد 205/10.
6- تاريخ خليفة ص 321.

أخبرنا [أبوا الحسن](1) قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب(2) ، أخبرني الأزهري، نا محمّد بن العباس، أنا إبراهيم بن محمّد الكندي، نا أبو موسى محمّد بن المثنى، قال: و مات أبو عثمان النهدي في سنة مائة.

3971 - عبد الرّحمن بن ميسرة أبو سليمان الكلبي

3971 - عبد الرّحمن بن ميسرة أبو سليمان الكلبي(3)

من أهل دمشق.

روى عن محمّد بن حجّاج بن أبي قتلة(4) ، و عطية مولى السّلم، و أبي قنان(5) عن معاوية.

روى عنه الوليد بن مسلم، و مروان بن محمّد، و عبد اللّه بن يوسف.

أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد - إجازة إن لم يكن سماعا - أنا جدي، أبو(6) عبد اللّه، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن ميمون بن بكر الرّبعي، أنا أبو علي الحسن بن عبد اللّه بن سعيد الكندي، نا الحسن بن محمّد بن إبراهيم السّكوني، نا يحيى بن عثمان، نا مروان بن محمّد، عن عبد الرّحمن بن ميسرة الكلبي، حدثني عطية، عن عبد اللّه بن معانق الأشعري، عن عبد الرّحمن بن غنم الأشعري عن أبي ذرّ، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: «من أقام الصلاة، و آتى الزكاة، و مات لا يشرك باللّه شيئا فإنّ حقا على اللّه أن يغفر له، هاجر أو مات في مولده» [7254].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(7) قال:

ص: 485


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م، و فيها «أبو» بدل «أبوا» و الصواب ما أثبتناه، و السند معروف.
2- تاريخ بغداد 205/10.
3- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 399/11 و فيه: الكلبي و يقال: الحضرمي، أبو سليمان الدمشقي. و تهذيب التهذيب 428/3 و الجرح و التعديل 285/5.
4- إعجامها غير واضح في الأصل و م، و المثبت عن تهذيب الكمال، و في تهذيب التهذيب: قتيلة.
5- بالأصل: و أبو قان. و في م: «و أبي قتادة» و المثبت عن تهذيب الكمال.
6- عن م و بالأصل: أنا، تحريف.
7- ليس له ترجمة في التاريخ الكبير.

عبد الرّحمن بن ميسرة الدمشقي، عن عطية مولى السلاميين، سمع منه عبد اللّه بن يوسف الشامي.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - إذنا - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح(1) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال(2):

عبد الرّحمن بن ميسرة الدمشقي روى عن عطية مولى السّلم، روى عنه مروان بن محمّد، و عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: و روى عن أبي قنان عن معاوية، روى عنه الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة -.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو الحسن بن جوصا، قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: عبد الرّحمن بن ميسرة الحضرمي دمشقي(3).

كذا قال، و قد فرّق البخاري بين الدمشقي و الحضرمي(4) ، فقال: عبد الرّحمن بن ميسرة الحضرمي، سمع مقدام بن معدي كرب، عن أبي أمامة، سمع منه حريز الشامي، و يروي أيضا عن أبي راشد الحبراني، ثم ذكر بعده ما قدمناه، و قد ذكر ابن سميع في هذه الطبقة أيضا قبل هذا الاسم بورقة الحمصي، فقال: عبد الرّحمن بن ميسرة الحضرمي حمصي، و ليسا في طبقة واحدة، فيحتمل أن يكون الدمشقي حضرميا، فإنّ الحمصي أقدم من الدمشقي، فالظاهر أنّ ذلك وهم منه، و قد قال ابن سميع في الطبقة الخامسة: عبد الرّحمن بن ميسرة الكلبي هو الدمشقي(5) ، و اللّه أعلم.

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني و ذكر أنه وجده بخط أصحاب الحديث:

عبد الرّحمن بن ميسرة الكلبي يكنى أبا سليمان دمشقي.

ص: 486


1- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و أضيفت عن م.
2- الجرح و التعديل 285/5.
3- تهذيب الكمال 399/11.
4- لم أعثر عليهما في التاريخ الكبير.
5- تهذيب الكمال 399/11.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين(1) بن الطبري، أنا الحسين(2) بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين(3) بن جعفر.

قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدثني أبي قال(4):

عبد الرّحمن بن ميسرة شامي، تابعي، ثقة.

3972 - عبد الرّحمن بن ميمون بن صلتان البربري

يعرف بوجه الفلس.

و كان ممن قتل الوليد بن يزيد، له ذكر في أهل دمشق.

ذكر أبو الحسين الرازي في كتاب: «الدور» بإسناده الذي ذكره عن شيوخه الدمشقيين و سقناه في باب ذكر الدور.

أن الدّار التي في سوق الأحد في طرف الأنماطيين و أنت داخل على يمينك المعروفة بدار أبي سعيد، وكيل فارس دار حارث بن محمّد بن وجه الفلس، و وجه الفلس هو عبد الرّحمن بن ميمون بن صلتان بربر(5) فحي حياته في أيام عبد الملك بن مروان فحمل صلتان، و ابنه ميمونا(6) إلى عبد الملك، فأراد قتلهما، فاستوهبهما الوليد بن عبد الملك، فكانا معه في خلافة عبد الملك، و مات صلتان في خلافة عبد الملك، و مات ميمون في خلافة الوليد بن عبد الملك، فصار عبد الرّحمن مع يزيد بن الوليد بن عبد الملك، و خرج معه و عبد الرّحمن الذي دخل على الوليد بن يزيد بن عبد الملك، فاحتز رأسه، و أتى به يزيد بن الوليد، و حارث بن محمّد بن وجه الفلس، كانت له فتنة في أيام المأمون و من ولده عبد الرّحمن بن الخطاب بن وجه الفلس.

و ذكر أبو جعفر الطبري في تاريخه قال(7): و فيها - يعني سنة إحدى و ثلاثين و مائتين - مات الخطاب بن وجه الفلس، و مخارق المغنّي.

ص: 487


1- في م: أبو الحسن بن الطيوري.
2- في م: الحسن.
3- في م: الحسن.
4- تاريخ الثقات للعجلي ص 300 و نقل المزي الخبر عن العجلي في ترجمة عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي، أبو سلمة الشامي الحمصي 397/11-398.
5- بعدها في م: و كان صلتان بربريا.
6- عن م و بالأصل: ميمون.
7- تاريخ الطبري 145/9.

الفهرس

3845 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الحسن أبو القاسم المقرئ الشافعي 3

3846 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الحسن بن أحمد بن عبد الواحد ابن محمّد بن أحمد بن عثمان بن الوليد بن الحكم بن سليمان أبو الحسين ابن أبي القاسم بن أبي عبد اللّه السّلمي المعروف بابن أبي الحديد الخطيب 4

3847 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن حنظلة الغسيل الأنصاري 5

3848 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية الأموي 5

3849 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن ربيعة 5

3850 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الزبير بن محمّد بن دينار بن مهران أبو بكر الرّهاوي 6

3851 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن شاذان أبو محمّد الهمداني 7

3852 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن سابط 7

3853 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي صعصعة الأنصاري المدني 7

3854 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عتبة بن عبد اللّه بن مسعود الهذلي المسعودي الكوفي 9

3855 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب ابن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك أبو محمّد و يقال أبو عبد اللّه و يقال أبو عثمان ابن أبي بكر الصدّيق التيمي 24

3856 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عثمان بن عبد اللّه ربيعة بن الحارث ابن حبيب بن الحارث بن مالك بن حطيط بن جشم بن قسي، و هو ثقيف بن منبه ابن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان،

ص: 488

و يقال: عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي عقيل أبو سليمان و يقال: أبو مطرف الثقفي المعروف بابن أمّ الحكم 43

3857 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن علي بن عبد الرّحمن بن سعيد ابن خالد بن حميد بن صهيب بن طليب بن البخيت بن علقمة ابن الصبر أبو علي الأزدي العدل 55

3858 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد أبو الميمون البجلي 57

3859 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن محيريز الجمحي الفلسطيني 60

3860 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ ابن فار بن مخزوم الهذلي الكوفي 62

3861 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن يزداد الرازي 71

3862 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه 72

3863 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه أبو محمّد 72

3864 - عبد الرّحمن بن عبد اللّه، أبو محمّد 73

3865 - عبد الرّحمن بن أبي عبد اللّه 73

3866 - عبد الرّحمن بن عبد الرّحمن بن فضالة 73

3867 - عبد الرّحمن بن عبد الصمد بن شعيب بن إسحاق بن أبي النصر عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن راشد أبو بكر القرشي 73

3868 - عبد الرّحمن بن عبد الصمد بن عبد الملك أبو هشام السلمي المعروف بابن البرور 75

3869 - عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن أحمد بن إسحاق أبو القاسم السرّاج الحلبي المعروف بابن الطّبيز الرامي 76

3870 - عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن عبد اللّه 78

3871 - عبد الرّحمن بن عبد العزيز أبو عبد الملك ابن الفارسي القيسراني 78

3872 - عبد الرّحمن بن عبد الغفّار الدّمشقي 80

3873 - عبد الرّحمن بن عبد الغفّار بن عفّان البيروتي 80

3874 - عبد الرّحمن بن عبد الملك 81

3875 - عبد الرّحمن بن عبد الواحد بن عبد الرّحمن أبي الميمون بن عبد اللّه ابن عمر بن راشد أبو الميمون البجلي 81

3876 - عبد الرّحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن علي أبو القاسم بن أبي محمّد الغسّاني السمسار في البزّ 83

3877 - عبد الرّحمن بن عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد أبو الحسن بن أبي الحسن الكلابي 83

ص: 489

3878 - عبد الرّحمن بن عبد الوهّاب بن محمّد بن صميد أبو القاسم المرّي 84

3879 - عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن أحمد أبو محمّد الأسدي 85

3880 - عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن عبد العزيز بن الفضل بن صالح بن علي ابن عبد اللّه بن العباس أبو محمّد و يقال: أبو القاسم الهاشمي الحلبي المعدل المعروف بابن أخي الإمام 85

3881 - عبد الرّحمن بن عبيد بن الحجاج أبو علي العماني 87

3882 - عبد الرّحمن بن عبيد بن نفيع و يقال: ابن عبيد بن نعيم العنسي 87

3883 - عبد الرّحمن بن عبيد و يقال: ابن عبد أبو راشد الأردني 89

3884 - عبد الرّحمن بن عثمان بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي ابن أخي طلحة بن عبيد اللّه 94

3885 - عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف بن حبيب بن أبان ابن إسماعيل أبو محمّد بن أبي نصر التّميمي العدل 101

3886 - عبد الرّحمن بن عثمان بن هشام بن عبد الرّحمن بن زبر أبو هشام 104

3887 - عبد الرّحمن بن عثمان الثقفي، هو ابن عبد اللّه بن عثمان 106

3888 - عبد الرّحمن بن عثمان أبو عثمان 106

3889 - عبد الرّحمن بن عجلان مولى يزيد بن عبد الملك 107

3890 - عبد الرّحمن بن عديس بن عمرو بن عبيد بن كلاب بن دهمان ابن غنم بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي أبو محمّد البلوي 107

3891 - عبد الرّحمن بن عراك أبو إدريس الأصغر الفزاري و يقال العدوي 115

3892 - عبد الرّحمن بن عسيلة أبو عبد اللّه المرادي الصنابحي 117

3893 - عبد الرّحمن بن عضاه بن الكركر الأشعري 132

3894 - عبد الرّحمن بن علي بن الحسين بن صفوان المرادي المكي أبو القاسم 132

3895 - عبد الرّحمن بن علي بن العجلان القرشي 133

3896 - عبد الرّحمن بن علي بن القاسم بن أحمد بن إبراهيم أبو القاسم ابن أبي الحسن الصوري المعدّل البيع المعروف بابن الكاملي 134

3897 - عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن عمر بن رجاء بن عمر أبو القاسم بن أبي العيش 136

3898 - عبد الرّحمن بن علي بن الحسين بن زيد أبو محمّد ابن أبي الحسن الكوفي العطار 137

ص: 490

3899 - عبد الرّحمن بن علي بن محلي الدّاراني 137

3900 - عبد الرّحمن بن علي أبو عبيد اللّه الصخري 137

3901 - عبد الرّحمن بن عمارة بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر ابن مخزوم القرشي المخزومي 137

3902 - عبد الرّحمن بن عمر بن نصر بن محمّد أبو القاسم الشيباني السّامري البزّاز المؤدب 138

3903 - عبد الرّحمن بن عمر أبو عمرو مولى بني ليث بن بكر بن عبد مناة المعروف بدحمان 140

3904 - عبد الرّحمن بن عمرو بن عبد اللّه بن صفوان بن عمرو أبو زرعة النصري الحافظ 141

3905 - عبد الرّحمن بن عمرو بن عبد الرّحمن و يقال: ابن عبد الرحيم أبو عمرو الرّحبي الحمصي 145

3906 - عبد الرّحمن بن عمرو بن عبد الرّحمن دحيم بن إبراهيم أبو سعيد 146

3907 - عبد الرّحمن بن عمرو بن يحمد أبي عمرو أبو عمرو الأوزاعي 147

3908 - عبد الرّحمن بن عمرو اليحصبي 229

3909 - عبد الرّحمن بن أبي عميرة المزني و يقال الأزدي 229

3910 - عبد الرّحمن بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى ابن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي الأسدي 233

3911 - عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب ابن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك أبو محمّد القرشي الزهري 235

3912 - عبد الرّحمن بن عياض 308

3913 - عبد الرّحمن بن عيسى أبو محمّد 308

حرف الغين 3914 - عبد الرّحمن بن الغاز بن ربيعة الجرشي 310

3915 - عبد الرّحمن بن غنم بن كرير و يقال: غنم بن هاني بن ربيعة ابن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن حنبل بن جماهر ابن أدغم بن الأشعر الأشعري 311

حرف الفاء 3916 - عبد الرّحمن بن الفتح الثقفي 323

3917 - عبد الرّحمن بن فيّاض بن حريش أبو الحسن 324

ص: 491

حرف القاف 3918 - عبد الرّحمن بن القاسم بن الفرج بن عبد الواحد أبو بكر الهاشمي المعروف بابن الرّوّاس 325

3919 - عبد الرّحمن بن القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصّدّيق عبد اللّه بن عثمان ابن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة أبو محمّد القرشي التّيمي الفقيه المديني 327

3920 - عبد الرّحمن بن القاسم الكوفي 337

3921 - عبد الرّحمن بن أبي القاسم بن أبي سعيد بن حمّاد الهروي الخالدي 337

3922 - عبد الرّحمن بن قبيصة بن ذؤيب الخزاعي 338

3923 - عبد الرّحمن بن قريش و يقال ابن محمّد بن قريش بن فهير ابن خزيمة أبو نعيم الهروي الجلاب 338

3924 - عبد الرّحمن بن قرط 341

3925 - عبد الرّحمن بن أبي قسيمة و يقال ابن أبي قسيم الحجري 346

3926 - عبد الرّحمن بن القعقاع العبسي 349

3927 - عبد الرّحمن بن قيس بن سواء أبو عطية المذبوح 349

3928 - عبد الرّحمن بن قيس العقيلي 352

3929 - عبد الرّحمن بن قيسية بن كلثوم بن حباشة بن هدم بن عامر ابن حولي بن وائل بن سوم بن عدي بن أشرس بن شبيب ابن أشرس بن كندة الكندي، ثم السومي 352

حرف الكاف 3930 - عبد الرّحمن بن أبي كبشة و اسم أبي كبشة حيويل السكسكي 354

3931 - عبد الرّحمن بن أبي كبيرة العنسي الداراني 354

حرف اللام فارغ حرف الميم 3932 - عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد أبو القاسم النقطي المغربي المعروف بابن الصائغ 356

3933 - عبد الرّحمن بن محمّد بن إبراهيم أبو القاسم بن أبي عبد اللّه الخوارزمي المعروف بابن الصّفي 357

3934 - عبد الرّحمن بن محمّد بن إدريس أبو محمّد بن أبي حاتم الرازي 357

3935 - عبد الرّحمن بن محمّد بن الجارود بن هارون الرقي 366

ص: 492

3936 - عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن بن طوق أبو القاسم التغلبي البغدادي 368

3937 - عبد الرّحمن بن محمّد بن سعيد بن عبد الملك بن مروان ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس 368

3938 - عبد الرّحمن بن محمّد بن سعيد أبو القاسم الأنصاري الخزرجي البصري 368

3939 - عبد الرّحمن بن محمّد بن العباس بن الوليد بن محمّد بن عمر ابن الدرفس أبو بكر الغساني 369

3940 - عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه بن عبد أبو عبد اللّه و يقال: أبو محمّد القاري 371

3941 - عبد الرّحمن و يقال عبد الرحيم بن محمّد بن عبد اللّه البكري 375

3942 - عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه بن مهران بن سلمة أبو مسلم البغدادي الحافظ الزاهد 375

3943 - عبد الرّحمن بن أبي الرجال محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه ابن حارثة بن النعمان بن نفع بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم ابن مالك بن النجار الأنصاري المدني 378

3944 - عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الأشعث أبو الأشعث بن أبي بكر العجلي 382

3945 - عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن مسلم أبو سعيد بن أبي عبد اللّه الأبهري المالكي 383

3946 - عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن بن عامر بن إسماعيل بن سمك ابن مهك بن الجراح أبو طالب بن أبي أحمد و يقال ابن عامر ابن الشيرازي الصوفي 384

3947 - عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الوهّاب العطار 386

3948 - عبد الرّحمن بن محمّد بن عصام و يقال: عصيم بن جبلة أبو القاسم القرشي 387

3949 - عبد الرّحمن بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن سعيد أبو القاسم البخاري 388

3950 - عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر أبو الحسن التميمي الجوبري 390

3951 - عبد الرّحمن بن محمّد 392

3952 - عبد الرّحمن بن محمّد الدمشقي 392

3953 - عبد الرّحمن بن مبشر، و يقال: ابن بشر الأموي 392

ص: 493

3954 - عبد الرّحمن بن مثنى بن مطاع بن عيسى بن مطاع بن زيادة بن مسلم أبو مسعود اللخمي 392

3955 - عبد الرّحمن بن مدرك بن علي بن محمّد بن عبد اللّه بن سليمان أبو سهل التنوخي المعرّي 393

3956 - عبد الرّحمن بن مروان بن سالم بن المبارك أبو محمّد التنوخي المعري الواعظ المعروف بابن المنجم 399

3957 - عبد الرّحمن بن مرزوق 400

3958 - عبد الرّحمن بن مسعدة و يقال: ابن مسعود بن حكمة بن مالك بن حذيفة ابن بدر بن عمرو بن جويه بن لوذان بن ثعلبة ابن عدي بن فزارة الفزاري 402

3959 - عبد الرّحمن بن مسعود بن الحارث بن عمرو بن حرجة بن حرام ابن سعد بن عدي بن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان ابن سعد بن قيس بن عيلان الفزاري 402

3960 - عبد الرّحمن بن مسلمة أظنه ابن حبيب بن مسلمة الفهري 405

3961 - عبد الرّحمن بن مسلم و يقال: ابن عثمان بن يسار أبو مسلم الخراساني 408

3962 - عبد الرّحمن بن مسلم 428

3963 - عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف ابن زهرة أبو المسور الزهري المديني الفقيه 429

3964 - عبد الرّحمن بن مصاد بن زهير و يقال: ابن زياد الكلبي 437

3965 - عبد الرّحمن بن معاذ بن جبل الأنصاري 438

3966 - عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج بن حفنة بن قتيرة بن حارثة بن عبد شمس ابن معاوية بن جعفر بن أسامة بن سعد بن أشرس بن شبيب بن السّكون بن أشرس ابن كندة أبو معاوية الكندي التجيبي المصري 441

3967 - عبد الرّحمن بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية ابن عبد شمس الأموي 444

3968 - عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو المطرف الأموي الهشامي المعروف بالداخل 445

3969 - عبد الرّحمن بن مغراء بن عياض بن الحارث بن عبد اللّه بن وهب أبو زهير الدوسي الرازي 455

ص: 494

3970 - عبد الرّحمن بن ملّ و يقال ابن ملي بن عمرو بن عدي بن وهب بن ربيعة ابن سعد بن جذيمة بن كعب بن رفاعة بن مالك بن نهد بن زيد بن ليث ابن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير أبو عثمان النهدي 460

3971 - عبد الرّحمن بن ميسرة أبو سليمان الكلبي 485

3972 - عبد الرّحمن بن ميمون 487

الفهرس 488

ص: 495

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.